Professional Documents
Culture Documents
إعداد:
د :نزهه الهذلي
1
أهداف المقرر
أن تعرف الطالبة أهم األحكام التي تتعلق بالمبتدأ والخبر. -1
أن تميز الطالبة بين همزة أن التي تفتح وتكسر فيها. -3
أن تعرف الطالبة أحكام كان وأخواتها وعالقتها بالجملة االسمية وما -4
يترتب على دخولها عليها.
أن تدرك الطالبة الفرق بين دخول كان وأخواتها وظن وأخواتها على -5
الجملة االسمية من خالل التفريق بين عمل كل منهما.
تعين الطالبة المواضع التي يتقدم فيها الخبر ويتأخر المبتدأ والتي
أن ّ -7
يحذف فيها كل منهما.
أن تدرك الطالبة كيفية صياغة الجملة االسمية وفق ما تعلمته من -9
أحكامها وما يطرأ عليها من خالل تلك األحكام.
أن تتعود الطالبة على صياغة ونطق الجمل االسمية ،مراعية األحكام -10
التي يفرضها عليها المقام والحال.
2
مفردات المنهج:
يتناول المنهج في هذه المادة دراسة موضوعات في علم النحو في باب "الجملة
مبسط دون إخالل بقيمة المادة العلمية التي
تقدم بشكل ّ
االسمية وأحكامها ونواسخها"ّ ،
تفيد الطالبة وتقدم لها القواعد النحوية في قالب تستطيع فهمه واإللمام بالمعلومة من
خالله دون صعوبة أو غموض ودون حاجة لطلب شرحها أو توضيحها.
أ – المبتدأ والخبر:
أ – كان وأخواتها.
3
المبتدأ والخبر أحكامهما وتعريفهما
أوالً :المبتدأ
أ – تعريفه:
المبتدأ :هو االسم المجرد عن العوامل اللفظية لإلسناد.
ومعنى هذا أنه يشترط للمبتدأ ما يلي:
– 1أن يكون اسماً.
– 2غير مسبوق بعامل لفظي كـ(األفعال الناسخة ،الحروف الناسخة) ،فإذا سبق تجرد
من االبتداء وأصبح اسماً لكان أو إن أحد أخواتهما.
– 3أن يكون في تركيب إسنادي فالمبتدأ مسند إليه حدث ما أو فعل ما ،مثال ذلك:
محمد مجتهد ،محمد مسند إليه فعل االجتهاد.
ب – أنواع األسماء التي تقع مبتدأ:
– 1أسماء صريحة مثل محمد ،زيد ،الكتاب ،العلم ،القيام ،القعود.... ،
– 2أسماء مؤولة مثال ذلك :أن تذاكر خير لك.
فـ(أن تذاكر) :مبتدأ ولكنه ليس اسماً صريحاً مذكور مباشرة في الجملة بل اسماً
مؤوالً ،أو بمعنى آخر :مصدراً مؤوالً ،لدخول (أن)المصدرية; على الفعل
المضارع(تذاكر) ;،فيتأول منهما مصدر يقع مبتدأ وتقدير الكالم( :مذاكرتك خير لك)،
فلما تأول من أن +الفعل المضارع مصدر ،والمصدر اسم قيل إن أن تذاكر في موضع
رفع مبتدأ.
مثال آخر :قوله تعالى{ :وأن تصوموا خير لكم} ،المبتدأ هنا هو المصدر المؤول
من (أن +الفعل المضارع تصوموا) تقديره صيامكم خير لكم.
اإلعراب :أن :حرف مصدري ناصب مبني على السكون ال محل له من
اإلعراب.
4
تصوموا :مضارع منصوب بأن وعالمة نصبه حذف النون ألنه من األفعال
الخمسة ،والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
والمصدر المؤول من أن وما دخلت عليه في محل رفع مبتدأ ،خير :خبر المبتدأ
مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ج – االبتداء بالنكرة مسوغاته
األصل في المبتدأ أن يكون معرفة ،ومن هنا قرر النحاة أنه ال يجوز االبتداء
بالنكرة؛ مجهولة الحكم على المجهول ال يفيد.
فالمبتدأ – كما عرفنا سابقاً – مسند إليه حدث ما أو محكوم عليه بحكم ما ،فإذا
كان المسند إليه مجهوالً فكيف نخبر عنه أو نحكم عليه بحكم ما وهو غير معلوم لدى
السامع.
وقد أجاز النحويون االبتداء بالنكرة في مواضع ترجع في حقيقتها إلى الفائدة،
والتي تتحقق بداللة النكرة على أمرين:
– 1الداللة على العموم.
– 2الداللة على الخصوص.
فإذا دلت النكرة على العموم أو الخصوص؛ خرجت من حيز المجهول المطلق
إلى معلوم مقيد إما يكون النكرة عامة في جنسها أو خاصة في جنسها ،وتتحقق الداللة
على العموم أو الخصوص بدخول أدوات أو مقيدات على النكرة.
من أمثلة الداللة على العموم:
( ما رجل في الدار).
( أإله مع هللا ).
( رجل ،وإ له) نكرات وقعت في أول الجملة فهي مبتدآت ،والذي أجاز االبتداء
بها دخول أداة النفي في المثال األول ،ودخول أداة االستفهام في الثاني .وكأن المعنى
5
أصبح عاماً هنا إذ المراد :نفي وجود جنس الرجال في الدال نفياً عاماً فال رجل وال
اثنان وال أحد ينتسب إلى جنس الرجال في الدار في قولنا (ما رجل في الدار) ،ونفي
وجود شريك في األلوهية مع اهلل نفياً مطلقاً ،إذ االستفهام هنا دل على معنى االستنكار
لوجود شريك في األلوهية مع اهلل سبحانه وتعالى في قوله( :أإله مع هللا).
فنلحظ هنا أن النكرة دلت في المثالين على العموم ،فال رجل وال إله مع اهلل أياً
وأيا كان هذا اإلله ،والذي دل على المعنى دخول االستفهام والنفي.
كان هذا الرجل ّ
ومن أمثلة الداللة على الخصوص:
( ولعبد مؤمن خير من مشرك).
( خمس صلوات كتبهن هللا في اليوم والليلة).
عبد وخمس نكرتان وقعتاً مبتدأ في المثالين ،والذي جوز االبتداء بالنكرة هو
داللتها على الخصوص ،والذي أفاد الخصوص في المثال األول هو :وصف النكرة أو
خير بل هو عبد مؤمن ،األمر ذاته في المثال
مجيء النكرة موصوفة ،فليس أي عبد ُ
الثاني؛ فالذي دل على الخصوص فيه هو مجيء خمس مضافة إلى صلوات ،فاإلضافة
منحت النكرة قيداً خاصاً أو فائدة معنوية أخرجتها من المجهول إلى معلوم ما قيد.
خير :خبر مرفوع.
اإلعراب :عبد :مبتدأ مرفوع ،مؤمن :صفة مرفوعةٌ ،
خمس :مبتدأ مرفوع ،وهو مضاف ،صلوات مضاف إليه مجرور ،والجملة
الفعلية "كتبهن اهلل" في محل رفع الخبر.
ثانياً :الخبر:
أ – تعريفه:
الخبر :هو المسند الذي تتم به مع المبتدأ فائدة.
من هذا التعريف نستنتج أن الخبر البد أن يتوافر فيه أمران:
– 1أن يكون مسنداً أي داالً على الحدث ،مثال ذلك( :محمد قائم) الخبر هو:
6
قائم ألن فيه داللة على حدث ما نريد إسناده لمحمد.
– 2أن تتم به فائدة المبتدأ ،فال جدوى من أن أقول( :محمد) دون أن أخبر به
عنه فأقول :نائم ،قائم ،مجتهد ... ،أي بدون الخبر.
ب – أنواع الخبر:
ينقسم الخبر إلى أقسام ثالثة:
– 1مفرد :وهو ما ليس جملة وال شبه جملة ،نحو :العلم نور ،الصبر مفتاح
الفرج (نور ومفتاح الفرج) أخبار مفردة مرفوعة.
– 2جملة :وهي ما تألفت من مسند ومسند إليه.
– 3شبه جملة.
7
خبر هو ذات المبتدأ في المعنى ،مثال ذلك :قوله تعالى( :هو اهلل أحد).
(هو) :مبتدأ أول( ،اهلل) :مبتدأ ثان( ،أحد) :خبر عن المبتدأ الثاني ،وجملة (اهلل
أحد) :خبر عن المبتدأ األول ،وهي جملة اسمية مستغنية عن رابط يربطها بالمبتدأ
ألنها نفس المبتدأ بالمعنى.
مثال آخر :نصحي العلم نور .فـ(نصحي) مبتدأ أول وهو مضاف ،والياء مضاف
إليه ،و(العلم) :مبتدأ ثان ،و(نور) :خبر المبتدأ الثاني ،والمبتدأ الثاني وخبره خبر
المبتدأ األول ،فـ(العلم نور) الواقعة خبراً عن المبتدأ مستغنية عن رابط يربطها بالمبتدأ؛
ألنها مطابقة له في المعنى ألن النصح هو :العلم نور ،والعلم نور هو النصح الذي
أريده.
خبر هو غير المبتدأ في المعنى ،وهو يحتاج إلى رابط يربطه بالمبتدأ
ألننا حين نخبر بخبر جملة فإننا نبدأ في إسناد جديد فالبد من ربطه بالمبتدأ ليفهم
السامع أنه خبر عن المبتدأ األول ،وأن هذا اإلسناد إنما جيء به للخبر عن المبتدأ.
من أمثلة ذلك:
( زيد أبوه قائم) ،زيد :مبتدأ ،أبو قائم :الجملة االسمية من المبتدأ والخبر في
محل رفع خبر عن المبتدأ األول زيد.
فالذي ربط الجملة االسمية بالمبتدأ هو الضمير .الهاء في أبوه ،ولوال الهاء لما
عرفنا أنها خبر عن زيد المبتدأ األول.
8
أباه ،فأ(الفتى) :مبتدأ وجملة (يكرم أباه) :حبر ،والهاء هي الرابط بين جملة الخبر
والمبتدأ األول.
مثال آخر :الزهرة وأوراقها متفتحة ،فـ(الزهرة) مبتدأ و(أوراقها متفتحة) :مبتدأ
وخبره ،والجملة خبر المبتدأ األول والرابط الهاء.
– 2اإلشارة إلى المبتدأ:
نحو :قوله تعالى( :ولباس التقوى ذلك خير).
فـ(لباس) :مبتدأ أول( ،التقوى) :مضاف إليه ،و(ذلك خير) :مبتدأ وخبره،
والجملة خبر المبتدأ األول ،والرابط اسم اإلشارة العائد على المبتدأ األول.
مثال آخر :الصبر ذلك مفتاح الفرج ،فـ(الصبر) :مبتدأ أول( ،ذلك مفتاح الفرج):
مبتدأ وخبره ،والجملة خبر المبتدأ األول ،والرابط اسم اإلشارة العائد على المبتدأ
األول.
– 3إعادة المبتدأ بلفظه:
نحو :قوله تعالى(:القارعة ما القارعة) ،فـ(القارعة) :مبتدأ أول( ،ما القارعة):
مبتدأ وخبر ،والجملة خبر المبتدأ األول والرابط بينهما إعادة المبتدأ بلفظه.
– 4أن يكون الرابط عموماً يدخل تحته المبتدأ:
نحو :الصدق نعم الخلق ،فـ(الصدق) :مبتدأ و(نعم الخلق) :فعل وفاعل ،والجملة
خبر المبتدأ ،والرابط بينهما العموم ،وذلك ألن (ال) في (الخلق) للعموم تشمل جميع
األخالق الفاضلة ،و(الصدق) :جزء أو نوع من أنواعها ،فدخل في العموم فحصل
الربط.
زيد نعم الرجل( ،زيد) :مبتدأ و(نعم الرجل) :فعل وفاعل ،والجملة
مثال آخرٌ :
خبر المبتدأ ،والرابط بينهما العموم ،وذلك ألن (ال) في (الرجل) للعموم ،و(زيد) فرد
من جنس الرجال ،فدخل في العموم فحصل الربط.
9
و – الخبر شبه الجملة "أقسامه وأحكامه":
* الخبر شبه الجملة ينقسم إلى قسمين:
– 1ظرف للزمان أو المكان.
– 2جار ومجرور.
* أما شرط اإلخبار فيهما فهو حصول الفائدة:
-مثال ظرف الزمان :الحج يوم عرفة ،فالحج :مبتدأ( ،يوم) :ظرف منصوب
متعلق بمحذوف خبر( ،عرفة) :مضاف إليه.
-ومثال ظرف المكان :الطواف حول الكعبة ،فـ(الطواف) مبتدأ( ،حول) ظرف
منصوب متعلق بمحذوف خبر( ،الكعبة) مضاف إليه.
-ومثال الجار والمجرور :الكتاب في الحقيقة ،فـ(الكتاب) مبتدأ ( ،في الحقيبة):
جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر.
ماذا نعني بقولنا متعلق بمحذوف خبر؟
* الجواب :أن الخبر ليس هو الظرف أو الجار والمجرور المذكورين ،بل هو
فعل محذوف تقديره :استقر أو يستقر ،أو اسم محذوف تقدير مستقر أو كائن ،تعلق به
الظرف أو الجار ففي المثال األول الخبر ليس الظرف (يوم عرفة) بل هو فعل محذوف
يتعلق به الظرف تقدير الكالم" :يستقر يكون "يوم عرفة .وكذا يكون في المثالين
اآلخرين.
ز – من أحكام الخبر شبه الجملة إذا كان ظرفاً:
* ينقسم الخبر شبه الجملة إذا كان ظرفاً – كما أسلفنا – إلى قسمين :ظرف
للمكان وآخر للزمان ،وتنقسم األسماء إلى قسمين :أسماء عن المعنى وأسماء للذوات،
ويتحصل من هذه القسمة ما يلي من أحكام:
– 1يقع ظرف الزمان خبراً عن اسم المعنى ،نحو :الصوم غداً.
10
– 2ال يقع ظرف الزمان خبراً عن اسم الذات ،نحو :محمد اليوم ،خاطئ لعدم
اإلفادة.
ألن من شأن الذوات االستمرار في جميع األزمنة المقدرة لوجودها فال فائدة في
اإلخبار عنها بزمن مخصوص.
وأما قولهم( :الليلة الهال ُل) .مما ظاهره اإلخبار باسم الزمان عن اسم الذات ،فهو
ِ
الهالل ،أو رؤية الهالل، مؤول على حذف مضاف هو اسم معنى ،أي :الليلة طلوعُ
فـ(الليلة) :خبر مقدم ،و(الهالل) :مبتدأ مؤخر على حذف مضاف.
– 3يقع ظرف المكان خبراً عن اسم الذات نحو :الكتاب أمامك.
– 4يقع ظرف المكان خبراً عن اسم المعنى نحو :االجتماع عندك.
11
بعضها البعض ،ألنها متغايرة والعطف دليل المغايرة.
– 1تقدم جائز وضابطه :أال يوجد في الكالم ما يوجب التقدم وال ما يوجب التأخر،
نحو :في الدار زيد .بتقديم الخبر ،ويجوز تأخره على األصل ،نحو :زيد في الدار.
(زيد) مبتدأ مؤخر( ،في الدار) خبر مقدم ،وهذا التقدم جائز لعدم وجود ما يوجبه إذ
ليس من مواضع الوجوب التالية.
– 2تقدم واجب ،وله مواضع أربعة:
-1أن يكون المبتدأ نكرة ليس لها مسوغ إال تقدم الخبر ،وهو ظرف أو جار
12
ومجرور نحو( :في الدار رجل)( ،رجل) :مبتدأ مؤخر وهو نكرة ال يجوز االبتداء بها،
فلذلك أخرت .ولو أخر الخبر فقيل :رجل في الدار ،لتوهم السامع أنه صفة ال خبر،
ألن النكرة أحوج إلى الصفة منها إلى الخبر ،ولبقي ينتظر الخبر.
ويظهر الفرق بين المثالين السابقين( :في الدار رجل) (في الدار زيد) أن التقديم مع
(رجل) واجب ألنه نكرة أما التقديم (زيد) فجائز ألنه معرفة.
– 2أن يكون في المبتدأ ضمير يعود على بعض الخبر.
نحو :على شجرة التفاح أوراقها ،فالضمير في المبتدأ (أوراقها) يعود على بعض الخبر
وهو كلمة (شجرة التفاح) ولو أخر الخبر فقلنا(أوراقها على شجرة التفاح) لعاد الضمير
على متأخر لفظاً ورتبة ،إذ رتبة الخبر بعد المبتدأ وهو ممتنع ،فاألصل في الضمير أن
يعود على متقدم عليه في اللفظ والرتبة معاً ،أو أحدهما.
مثال آخر( :على التمرة مثلها زبدا) (مثلها) :مبتدأ مؤخر وجوباً( ،على التمرة) :خبر
مقدم وجوباً ،ألن المبتدأ (مثلها) قد اتصل به ضمير يعود على (على التمرة) فلو جيء
بالمبتدأ على األصل ،لعاد الضمير في مثلها على مؤخر لفظاً ورتبة.
– 3أن يكون الخبر من األسماء التي لها صدارة الكالم (كأسماء االستفهام والشرط
و(ما) التعجبية و(كم) الخبرية).
ومن أمثلة ذلك :أين زيد؟ فـ(أين) :اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر قدم
وجوباً( ،زيد) :مبتدأ مؤخر.
– 4أن يكون الخبر محصوراً بـ(إنما) أو بـ(إال)
قصر صفة الرسالة على
نحو :إنما الرسول محمد ،ما الهادي إال اهلل ،ففي األولُ :
محمد ،فالمحكوم عليه هو محمد وهو المتأخر والمحكوم به وهو صفة القيادة هو
المتقدم ،فـ(إنما) أداة حصر( ،الرسول) خبر مقدم( ،محمد) مبتدأ مؤخر ،وفي الثاني:
قصر صفة الهداية على اهلل تعالى ،فـ(ما) :نافية( ،الهادي) :خبر مقدم( ،إال) :أداة
13
حصر( ،اهلل) :مبتدأ مؤخر.
14
(زيد) والخبر ظرف محذوف مع جملة فعلية بعده أضيف إليها ،والتقدير :ضربي
زيداً إذا كان قائماً (في المستقبل) وتقدر (إذ) في الماضي ،و(كان) تامة ،وهذه
الحال ال تصلح خبراً ألن الخبر وصف للمبتدأ في المعنى والضرب ال يوصف
بالقيام.
– 4إذا وقع الخبر بعد واو المصاحبة الصريحة ،وهي التي تصح حذفها ووضع كلمة
(مع) موضعها .فال يتغير المعنى بل يتضح نحو :كل رجل وضيعته فـ (كل)
مبتدأ و(رجل؛) مضاف إليه و(ضيعته) معطوف على المبتدأ والخبر محذوف
أي :مقترنان ،وإ نما حذف للعلم به ،وألن العطف يسد مسده.
فإن لم تكن الواو للمصاحبة بل لمجرد العطف ،أو التشريك في الحكم لم يحذف
الخبر وجوباً ،نحو خالد وعاصم متباعدان.
15
باب النواسخ (كان وأخواتها)
أوالً :باب كان وأخوتها:
يعد باب كان وأخواتها من أول أبواب نواسخ االبتداء والخبر ،فإذا دخلت كان أو
إحدى أخوتها على الجملة االسمية زال حكم االبتداء وأصبح :االسم األول اسماً لكان
مرفوعاً واالسم الثاني خبراً لكان منصوباً ،وهي ثالث عشر فعالً:كان ،أمسى ،بات،
أضحى ،ظل ،صار ،ليس ،ما زال ،ما برح ،ما فتئ ،ما دام ،ما انفك.
أمسى :ويفيد اتصاف االسم بالخبر وفي وقت المساء ،نحو :أمسى الجو بارداً -
أصبح ،ويفيد اتصاف االسم بالخبر في وقت الصباح ،نحو :أصبح العابد مصلياً.
أضحى :ويفيد اتصاف االسم بالخبر في وقت الضحى ،نحو :أضحى السوق -
مفتوحاً.
ظل :ويفيد اتصاف االسم بالخبر في جميع النهار،نحو :ظل الجو حاراً. -
بات :ويفيد اتصاف االسم بالخبر في وقت بات البيات هو الليل ،نحو :بات -
الجندي ساهراً.
صار :ويفيد تحويل االسم من حالته إلى الحالة التي يدل عليها الخبر ،نحو: -
صار العنب زبيباً.
16
ليس :ويفيد نفي الخبر عن االسم ،نحو :ليس الولد مجداً. -
– 2ما يعمل بشرط أن يتقدمه نفي أو نهي أو دعاء ،وهو أربعة أفعال:
(زال ،وبرح ،وفتئ ،وانفك) وتدل هذه األفعال على مالزمة الخبر ولالسم
مالزمة مستمرة وال تنقطع.
فمثال النفي :ما زال الجو صحواً،
فـ(ما) :نافية و(زال) :فعل ناسخ يرفع االسم وينصب الخبر( ،الجو) :اسمها
مرفوعاً( ،صحواً) :خبرها منصوباً.
ومثال النهي :ال تزال ذاكر الموت،
فـ(ال) :ناهية (تزل) :فعل مضارع مجزوم وعالمة جزمه السكون ،اسم كان
ضمير مستتر وجوباً تقديره :أنت( ،ذاكر) :خبره منصوب وعالمة نصبه الفتحة.
ومثال الدعاء :ال زال المطر منهالً،
فـ(ال) :دعائية( ،زال) :فعل ماض يرفع االسم وينصب الخبر مبني على الفتحة،
(المطر) :اسمها مرفوع وعالمة رفعه الضمة( ،منهالً) :خبرها منصوب وعالمة
نصبه الفتحة.
– 3ما يعمل بشرط أن تتقدمه(ما) المصدرية الظرفية ،وهو (دام):
ومعنى المصدرية :أنها تقدر بالمصدر وهو الدوام والظرفية :لنيابتها عن
الظرف وهو (مدة) ومثالها قوله تعالى( :وأوصاني بالصالة والزكاة ما دمت حيا)
(ما) :مصدرية وظرفية و(دام) :فعل ماض ناقص ،والتاء :اسمها ،و(حيا):
الخبر( .ما) وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور باإلضافة ظرف الزمان،
والتقدير :مدة دوامي حيا.
17
ومعنى التمام :أن تستغني بمرفوعها عن الخبر ،ويعرب المرفوع فاعالً لها.
وهي جميع األفعال ما عدا(ليس ،زال ،فتئ).
وأما النقصان :أال تستغني بمرفوعها عن الخبر بل تحتاج هذه األفعال إلى
منصوب يتمم معناها وقد مرت أمثلة.
ومن أمثلة التمام،
-قوله تعالى( :وإن كان ذو عسرة)
(كان) :فعل ماض تام بمعنى :وجد ،و(ذو) :فاعل مرفوع وعالمة رفعه الواو
ألنه من األسماء الستة.
-وقوله تعالى( :فسبحان هللا حين تمسون وحين تصبحون)
( تمسون) :فعل تام مضارع مرفوع بثبوت النون ،والواو :ضمير متصل في
محل رفع فاعل ،معناه :تدخلون في المساء ،ومثله (تصبحون) أي تدخلون في الصباح
وهو فعل تام مضارع مرفوع بثبوت النون ،والواو :ضمير متصل في محل رفع
فاعل.
-وقوله تعالى( :ما دامت السموات واألرض) أي ما بقيت.
و(السموات) :فاعل مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة.
أحوال خبر كان
لخبر كان وأخواتها أحوال وهي:
– 1التأخير عن الفعل واالسم وهو األصل:
نحو :كان محمد مجتهداً ،وقوله تعالى( :وكان ربك قديراً)،
(ربك) و(محمد) :اسم لكان مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة.
(قديراً) و(مجتهداً) :خبر لكان منصوب وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة على
آخره.
18
– 2التوسيط بين االسم والفعل إذا لم يوجد ما يوجب التوسط وال ما يوجب التأخير:
نحو قوله تعالى( :وكان حقا ً علينا نصر المؤمنين)C.
فـ(حقاً) :خبر (كان) مقدم( ،نصر المؤمنين) :اسمها مؤخر.
ومنه – أيضاً – قول الشاعر:
سلي إن جهلت الناس عنها وعنهم ** فليس سواء عالم وجهول
فـ(سواء) :خبر(ليس) مقدم .و(عالم) :اسمها مؤخر.
(ليس) :فعل ماض ناقص مبني على الفتحة( ،سواء) :خبر مقدم لـ(ليس)
منصوب وعالمة نصبه الفتحة( ،عالم) :اسم ليس مؤخر مرفوع وعالمة رفعه الضمة
الظاهرة( ،جهول) :معطوف عليه مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة.
– 3التقدم على الفعل واسمه:
كقولك( :عالم كان زيد)
عالماً :خبر كان مقدم منصوب وعالمة نصبه الفتحة،
زيد :اسم كان مؤخر مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ويجوز هذا التقدم في جميع أخبار األفعال الناسخة ما عدا ما دام باتفاق وليس
في اختيار الكوفيين.
19
باب :إن وأخواتها
النوع الثاني من نواسخ االبتداء :إن وأخواتها تنصب االسم وترفع الخبر وهي
ستة أحرف:
1-2إن ،أن :ومعناهما التوكيد ،أي :توكيد نسبة الخبر للمبتدأ ،ورفع الشك
عنهما ،نحو قولنا :إن القناعة كنز وعلمت أن القناعة كنز.
-3لكن :ومعناها :االستدراك :وهو تعقيب الكالم بنفي ما يتوهم ثبوته نحو
اإلخوان كثيرون ولكن األوفياء قليلون أو إثبات ما يتوهم نفيه نحو :الكتاب رخيص
لكن نفعه عظيم.
– 4كأن :للتشبيه نحو :كأن المعلمين أباء ،أو للظن ،نحو:كأن خالداً كاتب.
– 5ليت :وهو للتمني ومعناه :طلب الشيء المحبوب الذي ال ُيرجى حصوله،
ولكونه مستحيالً أو بعيد المنال ،فالمستحيل نحو :قول الشاعر:
المشيب
ُ فأخبره بما فعل آال ليت الشباب يعود يوماً
وبعيد المنال نحو قول منقطع الرجاء :ليت لي قنطاراً من الذهب.
– 6لعل :وهو للترجي ،ومعناه طلب الشيء المحبوب الذي ُيرجى حصوله
نحو :لعل اهلل أن يرحمنا أو لإلشفاق من حصوله والتخوف من وقوعه نحو :لعله زيداً
هالك ،أو التعليل نحو قوله تعالى( :لعله يتذك ُر أو يخشى).
ويسمى خبرها.
ويسمى اسمها ،وترفع الخبر ُ
هذه األحرف وتنصب المبتدأ ُ
بشرط أال تتصل بها (ما) الحرفية الزائدة ،نحو :إن زيداً مجتهد.
اإلعراب :إن :حرف ناسخ يدخل على الجملة االسمية فينصب األول اسماً له
إن منصوب بالفتحة ،مجتهد :خبر إن مرفوع
ويرفع الثاني خبراً له .زيداً :اسم ّ
بالضمة.
20
إذا اتصلت ما الحرفية الزائدة بهذه الحروف فإنها:
-1تبطل عملها بحيث تكف(ما)إن وأخواتها -عدا ليت -عن العمل وتُسمى
(ما) حينئذ كافة ،وإ ن وأخواتها مكفوفة.
-2تزيل اختصاصها بالجملة االسمية وتهيؤها للدخول على الجملة الفعلية قال
تعالى( :قل إنما يوحي إل ّي إنما إلهكم إله واحد).
أن :مكفوفة (أبطلت ما عملها) ال عمل لها.
اإلعرابّ :
ما :كافة (ما الزائدة كفت إن عن العمل).
إلهكم :إله :مبتدأ مرفوع بالضمة،ك :للمخاطب في محل جر باإلضافة ،م :عالمة
الجمع.
إله :خبر مرفوع بالضمة ،واحد :صفة (نعت) مرفوع بالضمة.
وقولنا ما الحرفية احترازاً من الخلط بينها وبين ما االسمية الموصولة التي بمعنى الذي
أوتي أو التي ،نحو قوله تعالى( :إنما صنعوا كيد ساحر).
اإلعراب :إن :حرف ناسخ يدخل على الجملة االسمية فينصب األول اسماً له ويرفع
الثاني خبراً له.
ما :اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب اسم إن،
صنعوا :صنع :فعل ماضي مبني على الضم التصاله بواو الجماعة ،واو الجماعة في
محل رفع فاعل وجملة (صنعوا) ال محل لها من اإلعراب صلة الموصول ،كيد :خبر
إن مرفوع بالضمة وهو مضاف ،وساحر :مضاف إليه مجرور بالكسرة.
ما الحرفية الزائدة إذا اتصلت بأن وأخواتها تبطل عملها عدا (ليت):
إذا اتصلت ما الحرفية الزائدة بليت فإنه:
زيد
مجتهد ،ويجوز أن يبطل عملها نحوٌ :
ّ زيدا
يجوز أن تبقى على عملها نحو :ليتما ً
مجتهد.
ٌ
21
قال الشاعر:
إلى حمامتنا أو نصفه فقد قالت :آال ليتما هذا الحمام لنا
موطن الشاهد ليتما هذا الحمام لنا برفع الحمام على اإلهمال ونصب الحمام على
اإلعمال.
اإلعراب على اإلهمال :ليتما /ليت :حرف مهمل ال عمل له ،ما :الحرفية الزائدة
أبطلت عمل ليت ،ما كافية ،ليت :مكفوفة ،هذا :اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ،
الحمام :بدل منه مرفوع بالضمة ،لنا :الالم حرف جر ،نا :للفاعلين مبني فيمحل جر
باإلضافة ،والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ وجوباً تقديره ليت الحمام
كائن لنا.
اإلعراب على اإلعمال :ليت :حرف ناسخ يدخل على الجملة االسمية فينصب األول
اسماً له ويرفع الثاني خبراً له ،ما :الزائدة ال عمل لها.
هذا :اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم ليت ،الحمام :بدل من اسم
اإلشارة منصوب بالفتحة ،لنا :جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ليت وجوباً تقديره
ليت الحمام كائن لنا.
قد تحذف النون في كل من :إن مكسورة الهمزة ،لكن ،إن مفتوحة الهمزة ،كأن.
إن مكسورة الهمزة:
-تخفف النون المشددة وذلك بحذف النون الثانية المفتوحة وإ بقاء النون األولى ساكنة
وتحرك بالكسر اللتقاء الساكنين نحو :إن القراءة مفيدة.
-إذا خففت إن مكسورة الهمزة فيجوز فيها اإلعمال ويجوز فيها اإلهمال ،واإلهمال
أرجح لزوال اختصاصها باألسماء.
-وإ ذا خففت إن لزم في الخبر بعدها الالزم لتفرق بينها وبين إن النافية وتسمى
الالم هنا الالزم الفارقة ألنها تفرق بين إن المكسورة المخففة وبين أن النافية.
22
-فإن عملت إن المخففة من الثقيلة مكسورة الهمزة لم تلزم الالم ألنها حينئذ ال
تلتبس بأن النافية ألن أن النافية ال تنصب االسم ،نحو :إن خالداً مسافر ،فهو
إثبات.
-وكذلك إن وجد قرينة تبين أن توضيح المراد وهو التوكيد ،نحو :إن االستقامة
سعادة الدارين ،فهي إن المخففة من الثقيلة ألن المعنى يفسد إذا اعتبرناها نافية.
لكن :
-إذا خففت لكن أهملت وجوباً لزوال اختصاصها باألسماء ويبقى معناها وهو
االستدراك ،نحو :الكتاب صغير لكن نفعه عظيم ،مثال على دخولها على الجملة
الفعلية نحو قوله تعالى( :وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين).
لكن /حرف استدراك ال عمل له مهمل.
كانوا /كان فعل ماضي ناقص مبني على الضم التصاله بواو الجماعة،
و /للجماعة /ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم كان.
هم /ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع توكيد ،الواو /اسم كان،
الظالمين /خبر كان منصوب بالياء ألنه جمع مذكر سالم.
أن مفتوحة الهمزة:
إذا خففت أن مفتوحة الهمزة فإنها تبقى على ما كان لها من العمل ويجب في اسمها:
-1أن يكون ضميراً وليس اسماً ظاهراً وقد يكون ضميراً ظاهراً في الضرورة.
-2أن يكون بمعنى الشأن.
-3أن يكون محذوفاً.
ويجب في خبرها أن يكون جملة ال مفرداً فيكون إما جملة اسمية أو جملة فعلية جامد
أو متصرف للدعاء فحينئذ ال تحتاج إلى فاصل يفصلها من أن.
مثال الخبر جملة اسمية قوله تعالى( :أن الحمد هلل رب العالمين).
23
اسم أن محذوف ضمير الشأن تقديره أن الحمد هلل أي األمر والشأن ،أن الحمد هلل،
الحمد /مبتدأ مرفوع بالضمة ،هلل /لفظ الجاللة اسم ،والالم حرف جر ،والجار
والمجرور متعلقان بمحذوف خبر تقديره الحمد كائن أو حاصل هلل رب العالمين،
والجملة االسمية الحمد له في محل رفع الخبر إن المفتوحة المخففة ،رب /بدل مجرور
هو مضاف ،العالمين/مضاف إليه مجرور بالياء ألنه جمع مذكر سالم.
مثال :الخبر جملة فعلية فعلها جامد قوله تعالى( :وأن ليس لإلنسان إال ما سعى).
اسم أن المخففة المفتوحة ضمير الشأن المحذوف تقديره :وأنه ليس لإلنسان
ليس /فعل ماضي جامد ناقص مبني على الفتح.
لإلنسان /الالم حرف جر ،اإلنسان /اسم مجرور بالكسرة والجار والمجرور متعلق
وأن ليس حاصل لإلنسان إال ما سعى.
بمحذوف خبر ليس مقدم تقديره ّ
الشاهد /الخبر هنا جملة فعلية قفلها جامد (ليس)
إال /أداة استثناء ملغاة.
ما /اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع اسم ليس مؤخر.
سعى /فعل ماضي مبني على الفتح المقدر ،والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره (هو)،
وجملة(سعى) صلة الموصول ال محل لها من اإلعراب ،وجملة ليس واسمها وخبرها
في محل رفع خبر أن المفتوحة المخففة.
مثال جملة فعلية فعلها دعاء :قوله تعالى في قراءة نافع المدني بتخفيف أن المفتوحة
ب هللا عليها) وكسر الضاد في غضب. (والخامسة أن َغ ِ
ض َ
الشاهد :أن غضب ،لم يفصل الخبر من أن المخففة المفتوحة ألن الخبر جملة فعلية
ب ). فعلها للدعاء َ ِ
(غض َ
ب /فعل ِ
أن المفتوحة المخففة اسمها محذوف ضمير الشأن تقديره :والخامسة أن َغض َ
ماضي مبني على الفتح إلنشاء الدعاء.
24
اهلل /لفظ الجاللة فاعل ،عليها /جار ومجرور.
الجملة الفعلية( :غضب اهلل) في محل رفع خبر أن المخففة المفتوحة.
وإ ما أن يكون خبر أن المفتوحة المخففة جملة فعلية فعلها متصرف لغير الدعاء
فحينئذ يجب أن ُيفصل الخبر من أن بواد من أربعة أنواع من الفواصل:
-1قد نحو قوله تعالى( :ونعلم أن قد صدقتنا) الشاهد قد صدقتنا فصل الخبر وهو
الجملة الفعلية صدقتنا من أن المخففة بالفاصل قد ألنه جملة فعلية فعلها لغير الدعاء.
-2حرف التنفيس السين أو سوف.
فالسين :نحو قوله تعالى( :علم أن سيكون منكم مرضى) الشاهد أن المخففة المفتوحة
فصل خبرها منها وهو الجملة الفعلية يكون بالفاصل السين ألن الخبر جملة فعلية فعلها
متصرف لغير الدعاء.
سوف نحو( :علمت أن سوف يأتي ما قضى اهلل ).
الشاهد أن سوف يأتي ،حيث فصل الخبر من أن المخففة المفتوحة بالفاصل سوف ألن
الخبر جملة فعلية فعلها متصرف لغير الدعاء فلزم الفاصل.
- 3حرف النفي (( ال ،لن ،لم ))
ال :نحو قوله تعالى( :أفال يرون أن ال يرجع إليهم قوالً) وفي رسم المصحف (آال
يرجع) بإدغام النون في الالم.
لن :نحو قوله تعالى( :أيحسب أن لن يقدر عليه أحد).
لم :نحو قوله تعالى ( :أيحسب أن لم يره أحد ).
الشاهد في هذه اآليات فصل الخبر من أن المخففة المفتوحة ألنه جملة فعلية فعلها
متصرف لغير الدعاء فلزم الفصل ،فكان الفاصل في اآلية األولى ال وفي اآلية الثانية
أن ال يرجع إليهم ،أيحسب أن لن يقدر عليه أحد،
لن وفي الثالثة لم والتقدير :أفال يرون ْ
أيحسب أن لم يره أحد.
25
– 4لو :والشواهد عليها قليلة مع كثرة المسموع فيها قوله تعالى( :وأن لو استقاموا)
ورسمها في المصحف (وألو استقاموا) بإدغام النون في الم لو والشاهد هنا فصل الخبر
من أن المفتوحة المخففة ألن الخبر جملة فعلية فعلها متصرف لغير الدعاء فلزم الفصل
وأن لو
بفاصل والفاصل هنا لو على قلة ورود األمثلة عليه وكثرة سماعها والتقدير ْ
استقاموا.
فائـــدة:
لكل قاعدة شواذ ذكرنا أن اسم أن المفتوحة المخففة يجب أن يكون ضميراً للشأن
محذوفاً وقد ورد في بعض الشواهد الشعرية ضميرا ظاهراً نحو :بأنك ربيع.
فكان الخطاب :اسم أن المفتوحة المخففة فجاء ظاهراً غير محذوف.
كذلك ذكرنا خبر أن المخففة المفتوحة إذا كان جملة فعلية فعلها متصرف لغير الدعاء
لزم الفصل من أن بأحد الفواصل التي ذكرناها وقد ورد في الشعر بغير فاصل نحو:
قول الشاعر:
* علموا أن يؤملون *
فجاء خبر أن المفتوحة المخففة يؤملون جملة فعلية فعلها متصرف لغير الدعاء ولم
يفصل من أن بفاصل من الفواصل التي ذكرناها وقد خرج النحاة هذه األبيات
تخريجات عديدة ال داعي لذكرها والذي يقال فيها:
أنه يجوز في الشعر ما ال يجوز في غيره لما تقتضيه الضرورة الشعرية.
كأن
إذا خففت نون كأن:
تبقى على ما كان لها من العمل. -1
يجوز حذف اسمها وإ ضماره وهو األغلب ويجوز ذكره وإ ظهاره وهذا قليل -2
نحو قول الشاعر* كأن ظبية تعطو* عند من اعتبر ظبية اسم كأن المخففة،
26
وتعطو جملة فعلية خبر كأن المخففة.
البد أن يكون خبر كأن المخففة إذا كان جملة فعلية مفصوال منها بفاصل -3
والفاصل أحد حرفين لم ،قد .لم :نحو قوله تعالى (كأن لم تغن باألمس) ،الشاهد
كأن مخففة اسمها ضمير الشأن محذوف وخبرها جملة فعلية فصل من كأن بلم.
قد :نحو قول الشاعر:
لم تزل برحالنا وكأن قد أزف الترحل غير أن ركابنا
الشاهد كأن مخففة اسمها ضمير الشأن محذوف أتى خبرها جملة فعلية فصل من كأن
بقد ،وحذف الفعل الذي دخل عليه قد ،وتقديره :وكأن قد زالت.
ال يجوز توسط الخبر بين الحرف الناسخ واسمه وال تقديمه عليهما ،فال يقال توسطه:
قائم زيداً،
إن ٌ
ويستثنى من ذلك:
إذا كان الخبر ظرفاً نحو( :إن لدينا أنكاالً وجحيماً).
أو جار أو مجروراً نحو ( :إن في ذلك لعبرة لمن يخشى).
لدى :ظرف منصوب بالفتحة المقدرة وهو مضاف ،نا :للفاعلين في محل جر باإلضافة
وشبه الجملة من الظرف متعلق بمحذوف خبر إن مقدم تقديره إن أنكاالً موجودة أو
كائنة لدينا،
أنكاالً :اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة.
وجحيماً :الواو للعطف /جحيما /اسم معطوف منصوب بالفتحة.
في ذلك :جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن مقدم تقديره إن عبرة لمن يخشى كائنة
في ذلك .لعبرة :الالم لالبتداء المزحلقة .عبرة :اسم مؤخراً منصوب بالفتحة.
27
وجوب الفتح :كل موضوع يحتاج فيه ما قبل إن إلى مصدر أي إلى مفرد ألن -1
المصدر يؤول بمفرد ألن األصل فيه أن يكون مفرداً فإن همزة أن يجب أن تفتح
ألن فتحها معناه أن المصدر المؤول يحل محلها.
وجوب الكسر :كل موضع يحتاج فيه إن إلى جملة فإن همزة إن يجب أن -2
تكسر.
جواز الفتح والكسر :كل موضع يصح فيه الوجهان على نحو ما سنرى. -3
المواضع التي تفتح فيها همزة أن وجوباً:
كل موضع وقعت فيه أن مؤولة بالمصدر الصريح في محل إعرابي فإنها تفتح ،نحو:
يسرني ِ
أنك مجتهدة ،أن /حرف ناسخ يدخل على الجملة االسمية فينصب األول اسماً له
ويرفع الثاني خبراً له ،ك /الخطاب في محل نصب اسم أن،
مجتهدة /خبر أن مرفوع بالضمة ،وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر صريح
تقديره :اجتهادك وهذا المصدر في محل رفع فاعل للفعل يسرني ،وتقدير الجملة:
يسرني اجتهادك وعلى ترتيبها يسر اجتهادك إياي وهكذا في كل محل إعرابي.
المواضع التي تكسر فيها همزة إن وجوباً:
-1أن تقع في ابتداء الجملة نحو :قوله تعالى (إنا أنزلناه).
-2أن تقع بعد القسم نحو قوله تعالى( :يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين).
-3أن تقع محكية بعد القول نحو قوله تعالى( :قال إني عبد هللا).
-4أن تقع الالم بعدها نحو قوله تعالى( :وهللا يعلم إنك لرسوله).
المواضع التي تدخل فيها الم االبتداء بعد إن المكسورة الهمزة:
-1على الخبر المتأخر ،نحو( :وإن ربك لذو مغفرة).
-2على االسم المتأخر ،نحو ( :إن في ذلك لعبرة).
-3على معمول الخبر نحو [ :إن زيدا لطعامك أكل].
28
-4على ضمير الفصل – العماد – نحو( :إن هذا لهو قصص الحق).
وتدخل الم االبتداء على خبر إن المكسورة الهمزة المخففة المهملة وجوباً وتسمى حين
إذن الالم الفارقة ألنها تفرق بين إن مكسورة الهمزة المخففة وبين إن النافية فهي فرقت
بين النفي واإلثبات كما ذكرنا عند الحديث عن إن المكسورة الهمزة إذا خففت نونها.
الم االبتداء الم مفتوحة يؤتى بها لغرض التوكيد ولكثرة دخولها على المبتدأ سميت
بذلك نحو ( :ألنتم أشد رهبة) والم االبتداء الم مفتوحة يؤتى بها لغرض التوكيد ولكثرة
دخولها على المبتدأ سميت بذلك نحو( :ألنتم أشد رهبة) والم االبتداء لها صدر الكالم
زيدا قائم) ،لكن لما كانت الم االبتداء للتأكيد وإ ن
فحقها أن تدخل على أن نحو(ألن ً
للتأكيد ،كرهوا الجمع بين حرفين بمعنى واحد فأخروا الالم إلى الخبر وسميت
المزحلقة.
يجوز فيها فتح همزة أن وكسرها:
المواضع التي ّ
-1إذا وقعت بعد إذا الفجائية نحو خرجت فإذا إن أو أن زيداً قائم بالفتح والكسر.
-2إذا وقعت جواب قسم وليس في خبرها الالم نحو حلفت إن أو أن زيداً قائم
بالفتح والكسر.
-3إذا وقعت بعد فاء الجزاء نحو من يأتيه فإنه أو فأنه مكرم بالفتح والكسر.
-4إذا وقعت بعد مبتدأ هو في المعنى قول وخبر أن قول كذلك والقائل واحد نحو:
خير القول إني أو أني أحمد اهلل بالفتح والكسر ،فخير القول حمدا هلل ،وحمدا
هلل خير القول.
أن األمر متعلق بمواضع كسر همزة إن ،وفتحها ،التي يخطئ في مواضعها
وحيث ّ
الكثير من المبتدئين .فإليكم هذا المقتطف من كتاب جامع الدروس العربية للغالييني
رحمه اهلل:
29
اثني
بعدها بمصدر ،وذلك في ْ
يصح أن ُيَؤ ّو َل ما َ
ُّ حيث ال
(إن) وجوباً ُ
كسر همزةُ َّ
تُ ُ
َعشر موضعاً:
إما حقيق ًة ،كقوله تعالى{ :إنا أنزلناه في ليلة القَ ْد ِر} ،أو ِ
ابتداء الكالمَّ ، تقع في
( )1أن َ
ٌ
خوف عليهم وال هم يحزَ نون}. إن أولياء هللا ال ُحكماً ،كقوله َع َّز َّ
وجل{ :أال َّ
ٍ
تحضيض ك َهالً ،أو أما ،أو
استفتاح ،ك أال و َ
ٍ بعد حرف تنبيه ،ك أال ،أو
وقعت َ
ْ وإ ن
جواب ،ك َن ْعم وال ،فهي مكسورةُ الهمز ِة ،ألنها في حكم الواقعة في
ٍ ك َكالَّ ،أو
َر ْد ٍعَ ،
االبتداء.
جامع الدروس ()1/369
زيد ،حتى إنهم ال َيرجونه ،و َق َّل
ض ٌ "م ِر َ
بعد (حتّى) االبتدائية ،نحوَ :
وكذا إن وقعت َ
بعدها ال َّ
محل لها من اإلعراب ألنها ابتدائيةٌ ،أو مالُه ،حتى إنهم ال ُيكلّمونه" .والجملة َ
استئنافية.
ّ
( )2أن تقع بعد (حيث) نحوِ :
"اجل ْس حيث َّ
إن العلم موجود". َ
الشمس تطلُعُ".
َ ك إ ْذ ِّ
إن تقع بعد (إذْ) نحو" :جئتُ َ
( )3أن َ
الواقعة ِ
ِ
مجتهد" ،ومنهُ قولهُ
ٌ صلَ ًة للموصول ،نحو" :جاء الذي إنه صدر
تقع َ( )4أن َ
الكنوز ما إن َمفات َحهُ لتَنوء بالعُصب ِة أولي الق َو ِة}.
ِ تعالى{ :وآتيناهُ من
نور" ،ومنه قولهُ تعالى: ِ
العلم ٌ
للقسم ،نحو :واهلل" ،إن َ
بعدها جواباً َ تقع ما َ
( )5أن َ
الحكيم ،انكَ لَمنَ ال ُمرسلينَ }.
ِ {والقرْ ِ
آن
الظن ،كقوله تعالى{ :قال إني عب ُد هللاِ}،
تضم ُن معنى ِّ ِ
القول الذي ال َي َّ تقع بعد
( )6أن َ
ٍ
حينئذ بالمفعول به ،نحو" :أتقو ُل أن ؤو ٌل
بعدها َم َّ ضم َن معناهُ فُتحت بعدهَُّ ،
ألن ما َ فان تَ َّ
ُّ
"أتظن أنهُ َيفعلهُ؟". عبد اهلل َيفع ُل هذا؟" ،أي:
َ
ب" ،ومنه قولهُ تعالى: "جئت وِإ َّن الشمس تَ ُ
غر ُ ُ مع ما بعدها حاالً ،نحو:
تقع َ
( )7أن َ
وإن فريقا ً منَ ال ُمؤمنينَ لكارهون}.
ك من بيتكَ بالحقِّّ ،
ك َربُّ َ
أخرج َ
َ {كما
30
"جاء رج ٌل إنه فاضل".
بعدها صف ًة لما قبلها ،نحوَ :
مع ما َ
تقع َ
( )8أن َ
لكاذب}. أسأت إليه ،إنه فالن أني
زع ُم ٌ ٍ ٍ
ٌ ُ صدر جملة استئنافيَّة ،نحو"َ :ي ُ
تقع َ
( )9أن َ
ابتداء. ِ
وهذه من الواقعة
ً
لمجتهد" .ومنه قولهُ تعالى:
ٌ إنك
"علمت َ
ُ الم االبتداء نحو: خبرها ُتقع في ِ( )10أن َ
{وهللاُ يَعل ُم إنكَ لرسولُه ،وهللاُ يشه ُد َّ
إن ال ُمنافقينَ لكاذبون}.
31
تعالى{ :ومن آياته انك تَرى األرض خاشعةً}.
ألن،
واقع مبتدأ أو اسماً َّ
( )4أن تكون هي وما بعدها في موضع الخبر عن اسم مع ًنى ٍ
اسم ٍ
عين المخب ُر عنهُ َ
َ كريم" ،ونحو" :أن ظني انك فاض ٌل" .فان كان
انك ٌ ك َ سب َ
"ح ُ
نحوَ :
لكان التأوي ُل" :خلي ٌل
كريم" ،بفتحهاَ ، كسرها ،كما َّ
تقد َم ،ألنك لو قلت" :خلي ٌل انهُ ُ وجب ُ
فيكون المعنى ناقصاً.
ُ كر ُمهُ"،
َ
معطوف ِ
عليه أو َب َد ٌل ٌ لمرفوع ،على انه
ٍ تابع
موضع ٍ
ِ ( )5أن تكون هي وما بعدها في
سعيد انهُ
عجبني ٌ
الخلُق" ،والثاني نحو"ُ :ي ُ
ك َح َس ُن ُ
اجتهادك وان َ
ُ منه ،فاألول نحو" :بلغني
مجتهد".
ٌ
مواضع: منصوب في ِ
ثالثة ٍ ٍ
بمصدر وتَُؤ َّو ُل
َ
مجتهد" ،ومنهُ
ٌ ك
"علمت أن َ
ُ ( )1أن تكون هي وما بعدها في موضع المفعول به ،نحو:
ضم ِن
قولهُ تعالى{ :وال تخافون أنكم أشركتم باهللِ} .ومن ذلك أن تقع بعد القول المتَ ّ
الظن ،كما سبق.
معنى ّ
جامع الدروس ()1/371
ِ
بشرط أن يكون لكان أو إحدى أخواتها،
خبر َموضع ٍ
ِ ( )2أن تكون هي وما بعدها في
َّ
الحق". َّ ِ
"كان علمي ،أو َيقيني ،أنك تتبعُ
اسم مع ًنى ،نحوَ :
اسمها َ
ُ
الب َد ّلية فاألول ٍ
لمنصوب ،بالعطف أو َ تابع
موضع ٍ
ِ ( )3أن تكون هي وما بعدها في
نصرف" ومنهُ قولهُ تعالى{ :اذكروا نِعمت َي التي أنعمت
ٌ وأنك ُم
ك َ "علمت مجيَئ َ
ُ نحو:
لق"
الخ ْ
"احترمت خالداً أّنه َح َس ُن ُ
ُ عليكم ،واني فَضَّلتكم على العالمين} ،والثاني نحو:
ومنه قولهُ تعالى{ :وإذ يَ ِع ُدكم هللا إحدى الطائفتين أنها لَ ُكم}.
مواضع أيضا:
َ ٍ
مجرور في ثالثة ٍ
بمصدر وتَؤ َّو ُل
جبت من
"ع ُ ٍ
مجرور به ،نحوَ : ٍ
مصدر بعدها في تأويل
تقع بعد حرف الجر ،فما َ
( )1أن َ
هو الح ُّ
ق }. انك ُمهم ٌل" ،ومنه قولهُ تعالى{ :ذلكَ بأن هللاَ َ
َ
32
الشمس تَطلُعُ"،
َ قبل َّ
أن "جئت َ
ُ موضع المضاف إليه ،نحو:
ِ تقع مع ما بعدها في( )2أن َ
َنطقون}. ومنه قوله تعالى{ :وأّنه ل َح ٌّ
ق مثلما أنكم ت ِ
لمجرور ،بالعطف أو الب َد ِ
لية ،فاألول نحو: ٍ تابع
( )3أن تقع هي وما بعدها في موضع ٍ
َ
جبت منهُ إنهُ ُمهم ٌل".
"ع ُ ررت من َأد ِب ٍ
خليل وإ نها عاق ٌل" ،والثاني نحوَ : "س ُُ
33
ِ
اإلكرام" ،وقد عليل ،نحو :أكرمهّ ،انه م ِ
ستح ٌّ
ق موضع التَّ ِ تقع مع ما بعدها في
ُُ ِ ( )3أن َ
ك َس َك ٌن لهم}.
صالتَ َ {ص ِّل عليهمَّ ،
إن َ َ ِ
بالوجهين قولهُ تعالى: قرئ
(فالكسر على أنها جملة تعليلية .والفتح على تقدير الم التعليل الجارة أي :ألنه والن
صالتك .والتأويل في المثال" :أكرمه الستحقاقه اإلكرام" ،وفي اآلية" :صل عليهم
لتسكين صالتك إياهم" ،والسكن (بالتحريك) ما يسكن إليه ،ويفسر أيضا بالرحمة
والبركة).
الغالب .قال
ُ انك على َح ٍّ
ق" .والفتح هو الكثير بعد "ال َج َر َم" نحو" :ال َج َر َم َ تقع َ ( )4أن َ
أن هللاَ يَعلَ ُم ما ي ُِسرُّ ونَ }( .ووجه الفتح أن تجعل ما بعد "أن" مؤوالً
تعالى{ :ال َج َر َم َّ
وعلم اهلل لجرم .وجرم :معناه َّ
وثبت .وأصل الجرم القطعُ ،
َ حق َ بمصدر مرفوع فاعل
باألشياء مقطوعٌ به ألنه حق ثابت.
جامع الدروس ()1/373
و "ال" حرف نفي للجواب ،يرد به كالم سابق .فكأنه قال" :ال" ،أي :ليس األمر كما
زعموا ،ثم قال( :جرم أن اهلل يعلم) أي( :حق وثبت علمه) .وقال الفراء :ال جرم
بمعنى (ال بد) ،لكن كثر في الكالم ،فصار بمنزلة اليمين ،لذلك فسرها المفسرون :حقاً:
كسبت .فتكون (ال) على رأيه نافية للجنس .و (جرم)
ُ وأصله من جرمت :بمعنى
اسمها مبني على الفتح ،وما بعد (أن) مؤول بمصدر على تقدير(من) ،أي :ال جرم من
أن اهلل يعلم ،أي :ال بد من علمه.
ووجه الكسر :أن من العرب من يجعل (ال جرم) بمنزلة القسم واليمين ،نحو( :ال جرم
آلتينك ،وال جرم لقد أحسنت) .فمن جعلها يميناً كسر همزة (إن) بعدها نحو( :ال جرم
إنك على حق) ،وجعل جملة (إن) المكسورة واسمها وخبرها .جواب القسم .وعلى من
بد) وقد أغنى جواب القسم عن خبرها.
جعلها يميناً فإعرابها كإعراب (ال ّ
وقد علمت انه حيث جاز فتح (أن) وكسرها ،فالكسر أولى وأكثر ،ألنه األصل ،وألنه
34
نزلتها منزلة
ال تكلف فيه ،إال إذا وقعت بعد (ال جرم) فالفتح هو الغالب الكثير ،وإن ّ
اليمين ،ألنها في األصل فعل).
تطبيقات على باب أن وأخواتها:
اختاري اإلجابة الصحيحة فيما يلي:
* إذا اتصلت ليت بما الحرفية:
-2يزول اختصاصها بالجملة االسمية -1تبقى على اختصاصها بالجملة االسمية.
35
انتهى
36
/2شبيهاً بالمضاف:نعني به ما اتصل به شيء من تمام معناه مرفوع به نحو :ال قبيحاً
ممدوح.
ٌ فعلُه
ال /نافية للجنس ،قبيحاً :اسم ال منصوب بالفتحة ،فعله /فاعل للصفة المشبهة
(قبيحاً) مرفوع بالضمة ،ممدوح /خبر ال مرفوع بالضمة.
حاضر.
ٌ أو منصوب به،نحو :ال طالعاً جبالً
ال /نافية للجنس ،طالعاً /اسم ال منصوب بالفتحة ،وفاعلهُ ضمير مستتر تقديره هو
حاضر /خبر ال مرفوع
ٌ جبالً /مفعو ٌل به السم الفاعل (طالعاً) منصوب بالفتحة،
بالضمة.
:3مفرداً :أي ليس مضافاً وال شبيهاً بالمضاف ،نحو :ال رجل في الدار ،ال رجال في
الدار يبنى على ما ينصب به.
معلمات في ُ
َ الدار ،ال معلمين في الدار ،ال
فنقول في:
ال رجل :اسم مبني على الفتح في محل نصب.
ال رجلين :اسم ال مبني على الياء ألنه مثنى في محل نصب.
ال رجال :اسم ال مبني على الفتح في محل نصب.
ال معلمين :اسم ال مبني على الياء ألنه جمع مذكر سالم في محل نصب.
ِ
معلمات :اسم ال مبني على الكسر ألنه جمع مؤنث سالم في محل نصب ويجوز ال
معلمات :اسم ال مبني على الفتح في محل نصب،
َ أن يبنى على الفتح فنقول :ال
سابغات **
َ وعليه قول الشاعر** ال
تطبيقات على باب ال النافية للجنس
ما معنى ال النافية للجنس ،وما علمها؟
لعمل ال النافية شروط ،أذكريها ،مع التمثيل؟
أعربي ما تحته خط فيما يلي:
37
حاضر .ال معلمين في الدار.
ٌ ( ال فيها غو ٌل وال هم ينزفون) .ال طالعاً جبالً
ال معلمات في الدار.
ظن وأخواتها
الباب الثالث ّ :
هذا النوع الثالث من النواسخ وهو ما ينصب المبتدأ والخبر معاً على إنهما مفعوالن،
وأفعال هذا الباب نوعان:
-1أفعال القلوب :ونعني بها األفعال التي معانيها قائمة بالقلب متصلة به كالعلم،
والظن ،والزعم ،وهذه األفعال هي :ظن ،رأي ،حسب ،ذرى ،خال ،وجد،
زعم ،علم.
-2أفعال التحويل :ونعني بها األفعال التي تدل على تحول الشيء من حالة إلى
صير.
أخرى مثل :جعلّ ،
أوالً :أفعال القلوب:
ظن :والغالب عليه كونه للرجحان :وهو إدراك الشيء مع احتمال ضده ،نحو:ّ -1
الكتاب موجوداً ،وقوله ( :وإني ألظنك يا فرعون مثبوراً)
َ ظننت
ظننت /فعل وفاعل ،الكتاب /مفعول به أول ،موجوداً /مفعول به ثاني منصوب.
الكتاب موجود ،مبتدأ وخبر قبل دخول ظن عليها.
ُ األصل:
-2رأى :الغالب فيه كونه لليقين :وهو االعتقاد الجازم ،فتكون بمعنى علم ،نحو :قول
الشاعر:
محاولة وأكثره جنودا رأيت اهلل أكبر كل شيء
رأيت /فعل وفاعل ،اهلل /لفظ الجاللة منصوب على التعظيم.
أكبر /مفعول به ثاني منصوب بالفتحة.
ظن ،نحو قوله تعالى( :ال
– 3حسب :والغالب فيه كونه للرجحان ،فيكون بمعنى ّ
تحسبوه شراً لكم).
38
تحسبوا /فعل وفاعل ،والهاء هـ /في محل نصب مفعول به أول ،شراً :مفعول به
ثاني منصوب بالفتحة.
:4درى :ويفيد اليقين ،فيكون بمعنى علم ،نحو :قول الشاعر:
فإن اغتباطاً بالوفاء حميد دريت الوفي العهد ياعرو فاغتبط
دري :نصب للمفعولين قليل ،واألكثر فيه أنه يتعدد لمفعول واحد بالباء ،نحو:
دريت بنجاحك .وإ ذا دخلت عليه همزة النقل -التعددية -تعدد بها للمفعول األول
وتعدد بالباء للمفعول الثاني ،نحو قوله تعالى( :وال أدراكم به).
نصب الفعل درى المفعول األول وهو كاف الخطاب لتعديه إليه بالهمزة ،ونصب
المفعول به الثاني وهو وهاء الغائب لتعديه إليه بالباء.
الوفي /دري /فعل مبني للمجهول ،التاء/نائب فاعل وهي
ّ الشاهد في البيت :دريت
المفعول األول في األصل ،الوفي /مفعول به ثاني منصوب بالفتحة.
ظن ،نحو:
:5خال :والغالب عليه كونه للرجحان ،فيكون بمعنىّ :
قول الشاعر:
الحمولَ ِة طائرا
ُيخا ُل به راعي ُ اع ممتع
بيوتي في َيفَ ٍ
وحلّت ُ
يخال /فعل دال على الرجحان وهو مبني للمجهول.
راعي /نائب فاعل ،وهو المفعول األول في األصل.
طائر /مفعول به ثاني للفعل يخال منصوب بالفتحة.
ظن ،نحو:
:6زعم :الغالب عليه كونه للرجحان ،ويكون بمعنىّ :
يدب دبيبا
إنما الشي ُخ من ُ بشيخ
ٍ زعمتني شيخاً ولست
زعم /فعل ماضي دال على الرجحان ،الفاعل ضمير مستتر تقديره :هي،
ت /للتأنيث ،ن/للوقاية ،ي /للمتكلم /ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول
به أول للفعل :زعم.
39
شيخاً /مفعول به ثاني للفعل زعم ،منصوب بالفتحة.
:7وجد :ويفيد اليقين ،وهو الغالب فيه ،نحو :قوله تعالى( :تجدوه عندهللا هو خيراً
وأعظم أجراً).
تجد و /فعل وفاعل ،الهاء /ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول
خيراً /مفعول به ثاني للفعل تجد منصوب بالفتحة.
:8علم :واألكثر فيه أنه يفيد اليقين ،نحو :قوله تعالى( :فإن علمتموهن مؤمنات)
علمت /فعل وفاعل ،الميم/عالمة لجماعة الرجال ،الواو/حرف إشباع لضم الميم.
الهاء /ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ،النون /عالمة لجميع النساء.
مؤمنات /مفعول به ثان ،منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ألنه جمع مؤنث سالم.
من خالل ما ذكرنا نستنبط أن أفعال القلوب تنقسم إلى قسمين:
/1أفعال الرجحان :ظن ،حسب ،خال ،زعم.
/2أفعال اليقين :رأى ،دري ،وجد ،علم.
ثانياً :أفعال التحويل:
صير ،نحو قوله تعالى( :فجعلناه هبا ًء منثوراً)
/1جعل :يفيد التحويل ،فهو بمعنى ّ
هباء /مفعول به ثاني منصوب بالفتحة.
جعلناه /فعل وفاعل ومفعول به أولً ،
منثوراً /صفة منصوبة بالفتحة.
الطين خزفاً.
َ صير الصانعُ
صير :يفيد التحويل نحو قولنا على سبيل التمثيلّ :
ّ /2
ظن وأخواتها لها ثالثة أحكام:
/1اإلعمال :نصب المبتدأ والخبر مفعولين لها،وهذا الحكم واقع في أفعال القلوب
وأفعال التحويل وهو األصل .نحو :ظننت زيداً قائماً.
/2اإللغاء :إبطال العمل لفظاً ومحالً لضعف العامل بتوسطه ،نحو :زيداً ظننت عالماً،
ويجوز في التوسط اإلعمال ويجوز اإلهمال ،واإلعمال أرجح .أو بتأخره ،نحو:
40
عالم ظننت ،ويجوز اإلعمال ويجوز اإلهمال ،واإلهمال هنا هو الراجح
زيد ٌٌ
باتفاق ،ألن إلغاء العامل المتأخر أقوى من إعماله ،ومنه قول الشاعر* القوم في
أثري ظننت *
القوم /مبتدأ ،في أثري /جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ،ظننت /فعل
وفاعل.
/3التعليق :إبطال العمل لفظاً ال محالً ،لمجيء ماله الصدارة في الكالم بعد الفعل،
نحو :ما النافية ،قال تعالى( :لقد علمت ما هؤالء ينطقون).
مسد
هؤالء /مبتدأ ،ينطقون /جملة في محل خبر ،وليسا مفعولين ،وإ نما سدا ّ
المفعولين ،أي :قاما مقامهما لتعذر نصبهما لفظاً.
إن النافية /نحو قوله تعالى( :وتظنون إن لبثتم إال قليالً).
زيد قائم وال عمر.
ال النافية /نحو قولنا على سبيل المثال :ال ٌ
الم االبتداء /نحو قوله تعالى( :ولقد علموا لمن اشتراه ماله في اآلخرة من خالق)
الم القسم /نحو قول الشاعر * :ولقد علمت لتأتين منيتي*
االستفهام /نحو قوله تعالى( :ولتعل ُم َّن أينا أشد عذابا ً وأبقى)
وقوله تعالى (:وسيعلم الذين ظلموا أ ّ
ي منقلب ينقلبون).
والدليل على أن الفعل عامل في المحل أنه يجوز العطف على محل الجملة بالنصب
،نحو :علمت أزيد عندك أم عمرا ...
**************************************************
تم بحمد اهلل وتوفيقه
41
تطبيقات في باب ظن وأخواتها
ما عمل ظن وأخواتها ،وما أنواعها؟
خال) / ما معنى األفعال اآلتية ،مع التمثيل لها( :رأي
ـــــــــــــ
مع أطيب التمنيات بالتوفيق والنجاح
مراجع المادة:
المرجع المقرر :شرح قطر الندى وبل الصدى ،البن هشام.
شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ،البن عقيل.
أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ،لمحي الدين عبد الحميد.
42