You are on page 1of 42

‫مقرر اللغة العربية (‪)102‬‬

‫إعداد‪:‬‬

‫د ‪ :‬نزهه الهذلي‬

‫‪1‬‬
‫أهداف المقرر‬
‫أن تعرف الطالبة أهم األحكام التي تتعلق بالمبتدأ والخبر‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أن تدرك الطالبة أحكام الجملة االسمية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أن تميز الطالبة بين همزة أن التي تفتح وتكسر فيها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أن تعرف الطالبة أحكام كان وأخواتها وعالقتها بالجملة االسمية وما‬ ‫‪-4‬‬
‫يترتب على دخولها عليها‪.‬‬

‫أن تدرك الطالبة الفرق بين دخول كان وأخواتها وظن وأخواتها على‬ ‫‪-5‬‬
‫الجملة االسمية من خالل التفريق بين عمل كل منهما‪.‬‬

‫أن تعرف الطالبة مواضع اإللغاء والتعليق في ظن وأخواتها وتفرق‬ ‫‪-6‬‬


‫بين المصطلحين‪.‬‬

‫تعين الطالبة المواضع التي يتقدم فيها الخبر ويتأخر المبتدأ والتي‬
‫أن ّ‬ ‫‪-7‬‬
‫يحذف فيها كل منهما‪.‬‬

‫تطبق فيها ما تعلمته وفهمته من‬


‫أن تكتب الطالبة جمالً من إنشائها ّ‬ ‫‪-8‬‬
‫قواعد‪ ،‬وأحكام‪.‬‬

‫أن تدرك الطالبة كيفية صياغة الجملة االسمية وفق ما تعلمته من‬ ‫‪-9‬‬
‫أحكامها وما يطرأ عليها من خالل تلك األحكام‪.‬‬

‫أن تتعود الطالبة على صياغة ونطق الجمل االسمية‪ ،‬مراعية األحكام‬ ‫‪-10‬‬
‫التي يفرضها عليها المقام والحال‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مفردات المنهج‪:‬‬
‫يتناول المنهج في هذه المادة دراسة موضوعات في علم النحو في باب "الجملة‬
‫مبسط دون إخالل بقيمة المادة العلمية التي‬
‫تقدم بشكل ّ‬
‫االسمية وأحكامها ونواسخها"‪ّ ،‬‬
‫تفيد الطالبة وتقدم لها القواعد النحوية في قالب تستطيع فهمه واإللمام بالمعلومة من‬
‫خالله دون صعوبة أو غموض ودون حاجة لطلب شرحها أو توضيحها‪.‬‬

‫تحتوي مفردات المنهج على الموضوعات; التالية‪:‬‬

‫أ – المبتدأ والخبر‪:‬‬

‫‪( – 1‬تعريف كل منهما – حكمهما – أنواع الخبر )‬

‫‪ – 2‬مواضع تقدم الخبر على المبتدأ جوازاً أو وجوباً‪.‬‬

‫‪ – 3‬مواضع حذف المبتدأ والخبر‪.‬‬

‫‪ – 4‬مواضع حذف الخبر وجوباً‪.‬‬

‫‪ – 2‬باب نواسخ الجملة االسمية‪:‬‬

‫أ – كان وأخواتها‪.‬‬

‫ب‪ -‬ما‪ ،‬ال‪ ،‬الت‪ ،‬المشبهات بليس‪.‬‬

‫ج – إن وأخواتها معانيها عملها أحكامها‪.‬‬

‫د ‪ -‬ال النافية للجنس معناها عملها أحوال اسمها وإ عرابه‪.‬‬

‫هـ‪ -‬ظن وأخواتها معانيها عملها أقسامها أحكامها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبتدأ والخبر أحكامهما وتعريفهما‬

‫أوالً‪ :‬المبتدأ‬

‫أ – تعريفه‪:‬‬
‫المبتدأ‪ :‬هو االسم المجرد عن العوامل اللفظية لإلسناد‪.‬‬
‫ومعنى هذا أنه يشترط للمبتدأ ما يلي‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن يكون اسماً‪.‬‬
‫‪ – 2‬غير مسبوق بعامل لفظي كـ(األفعال الناسخة‪ ،‬الحروف الناسخة)‪ ،‬فإذا سبق تجرد‬
‫من االبتداء وأصبح اسماً لكان أو إن أحد أخواتهما‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن يكون في تركيب إسنادي فالمبتدأ مسند إليه حدث ما أو فعل ما‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬
‫محمد مجتهد‪ ،‬محمد مسند إليه فعل االجتهاد‪.‬‬
‫ب – أنواع األسماء التي تقع مبتدأ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أسماء صريحة مثل محمد‪ ،‬زيد‪ ،‬الكتاب‪ ،‬العلم‪ ،‬القيام‪ ،‬القعود‪.... ،‬‬
‫‪ – 2‬أسماء مؤولة مثال ذلك‪ :‬أن تذاكر خير لك‪.‬‬

‫فـ(أن تذاكر) ‪ :‬مبتدأ ولكنه ليس اسماً صريحاً مذكور مباشرة في الجملة بل اسماً‬
‫مؤوالً‪ ،‬أو بمعنى آخر‪ :‬مصدراً مؤوالً‪ ،‬لدخول (أن)المصدرية; على الفعل‬
‫المضارع(تذاكر)‪ ;،‬فيتأول منهما مصدر يقع مبتدأ وتقدير الكالم‪( :‬مذاكرتك خير لك)‪،‬‬
‫فلما تأول من أن ‪ +‬الفعل المضارع مصدر‪ ،‬والمصدر اسم قيل إن أن تذاكر في موضع‬
‫رفع مبتدأ‪.‬‬
‫مثال آخر‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬وأن تصوموا خير لكم}‪ ،‬المبتدأ هنا هو المصدر المؤول‬
‫من (أن‪ +‬الفعل المضارع تصوموا) تقديره صيامكم خير لكم‪.‬‬
‫اإلعراب‪ :‬أن‪ :‬حرف مصدري ناصب مبني على السكون ال محل له من‬
‫اإلعراب‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫تصوموا‪ :‬مضارع منصوب بأن وعالمة نصبه حذف النون ألنه من األفعال‬
‫الخمسة‪ ،‬والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل‪.‬‬
‫والمصدر المؤول من أن وما دخلت عليه في محل رفع مبتدأ‪ ،‬خير‪ :‬خبر المبتدأ‬
‫مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫ج – االبتداء بالنكرة مسوغاته‬
‫األصل في المبتدأ أن يكون معرفة‪ ،‬ومن هنا قرر النحاة أنه ال يجوز االبتداء‬
‫بالنكرة؛ مجهولة الحكم على المجهول ال يفيد‪.‬‬
‫فالمبتدأ – كما عرفنا سابقاً – مسند إليه حدث ما أو محكوم عليه بحكم ما‪ ،‬فإذا‬
‫كان المسند إليه مجهوالً فكيف نخبر عنه أو نحكم عليه بحكم ما وهو غير معلوم لدى‬
‫السامع‪.‬‬
‫وقد أجاز النحويون االبتداء بالنكرة في مواضع ترجع في حقيقتها إلى الفائدة‪،‬‬
‫والتي تتحقق بداللة النكرة على أمرين‪:‬‬
‫‪ – 1‬الداللة على العموم‪.‬‬
‫‪ – 2‬الداللة على الخصوص‪.‬‬
‫فإذا دلت النكرة على العموم أو الخصوص؛ خرجت من حيز المجهول المطلق‬
‫إلى معلوم مقيد إما يكون النكرة عامة في جنسها أو خاصة في جنسها‪ ،‬وتتحقق الداللة‬
‫على العموم أو الخصوص بدخول أدوات أو مقيدات على النكرة‪.‬‬
‫من أمثلة الداللة على العموم‪:‬‬
‫( ما رجل في الدار)‪.‬‬
‫( أإله مع هللا )‪.‬‬
‫( رجل ‪ ،‬وإ له) نكرات وقعت في أول الجملة فهي مبتدآت‪ ،‬والذي أجاز االبتداء‬
‫بها دخول أداة النفي في المثال األول‪ ،‬ودخول أداة االستفهام في الثاني‪ .‬وكأن المعنى‬

‫‪5‬‬
‫أصبح عاماً هنا إذ المراد‪ :‬نفي وجود جنس الرجال في الدال نفياً عاماً فال رجل وال‬
‫اثنان وال أحد ينتسب إلى جنس الرجال في الدار في قولنا (ما رجل في الدار)‪ ،‬ونفي‬
‫وجود شريك في األلوهية مع اهلل نفياً مطلقاً‪ ،‬إذ االستفهام هنا دل على معنى االستنكار‬
‫لوجود شريك في األلوهية مع اهلل سبحانه وتعالى في قوله‪( :‬أإله مع هللا)‪.‬‬

‫فنلحظ هنا أن النكرة دلت في المثالين على العموم‪ ،‬فال رجل وال إله مع اهلل أياً‬
‫وأيا كان هذا اإلله‪ ،‬والذي دل على المعنى دخول االستفهام والنفي‪.‬‬
‫كان هذا الرجل ّ‬
‫ومن أمثلة الداللة على الخصوص‪:‬‬
‫( ولعبد مؤمن خير من مشرك)‪.‬‬
‫( خمس صلوات كتبهن هللا في اليوم والليلة)‪.‬‬
‫عبد وخمس نكرتان وقعتاً مبتدأ في المثالين‪ ،‬والذي جوز االبتداء بالنكرة هو‬
‫داللتها على الخصوص‪ ،‬والذي أفاد الخصوص في المثال األول هو‪ :‬وصف النكرة أو‬
‫خير بل هو عبد مؤمن‪ ،‬األمر ذاته في المثال‬
‫مجيء النكرة موصوفة‪ ،‬فليس أي عبد ُ‬
‫الثاني؛ فالذي دل على الخصوص فيه هو مجيء خمس مضافة إلى صلوات‪ ،‬فاإلضافة‬
‫منحت النكرة قيداً خاصاً أو فائدة معنوية أخرجتها من المجهول إلى معلوم ما قيد‪.‬‬
‫خير‪ :‬خبر مرفوع‪.‬‬
‫اإلعراب‪ :‬عبد‪ :‬مبتدأ مرفوع‪ ،‬مؤمن‪ :‬صفة مرفوعة‪ٌ ،‬‬
‫خمس‪ :‬مبتدأ مرفوع‪ ،‬وهو مضاف‪ ،‬صلوات مضاف إليه مجرور‪ ،‬والجملة‬
‫الفعلية "كتبهن اهلل" في محل رفع الخبر‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الخبر‪:‬‬
‫أ – تعريفه‪:‬‬
‫الخبر‪ :‬هو المسند الذي تتم به مع المبتدأ فائدة‪.‬‬
‫من هذا التعريف نستنتج أن الخبر البد أن يتوافر فيه أمران‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن يكون مسنداً أي داالً على الحدث‪ ،‬مثال ذلك‪( :‬محمد قائم) الخبر هو‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫قائم ألن فيه داللة على حدث ما نريد إسناده لمحمد‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن تتم به فائدة المبتدأ‪ ،‬فال جدوى من أن أقول‪( :‬محمد) دون أن أخبر به‬
‫عنه فأقول‪ :‬نائم‪ ،‬قائم‪ ،‬مجتهد‪ ... ،‬أي بدون الخبر‪.‬‬

‫ب – أنواع الخبر‪:‬‬
‫ينقسم الخبر إلى أقسام ثالثة‪:‬‬
‫‪ – 1‬مفرد‪ :‬وهو ما ليس جملة وال شبه جملة‪ ،‬نحو‪ :‬العلم نور‪ ،‬الصبر مفتاح‬
‫الفرج (نور ومفتاح الفرج) أخبار مفردة مرفوعة‪.‬‬
‫‪ – 2‬جملة‪ :‬وهي ما تألفت من مسند ومسند إليه‪.‬‬
‫‪ – 3‬شبه جملة‪.‬‬

‫ج – الخبر الجملة "أنواعه‪ ،‬أحكامه"‬


‫الجملة التي تقع خبراً تنقسم من ناحية االسمية والفعلية إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ – 1‬اسمية" مبتدأ وخبر"‪.‬‬
‫‪ – 2‬فعلية "فعل وفاعل"‪.‬‬
‫فاالسمية نحو‪ :‬الفتاة أخالقها حسنة فـ(الفتاة) مبتدأ أول مرفوع باالبتداء وعالمة‬
‫رفعه الضمة‪( ،‬أخالقها)‪ :‬مبتدأ ثان وهو مضاف‪ ،‬والهاء‪ :‬مضاف إليه‪.‬‬
‫(حسنة)‪ :‬خبر المبتدأ الثاني مرفوع وعالمة رفعه الضمة‪ ،‬والجملة من المبتدأ‬
‫الثاني وخبره خبر المبتدأ األول‪.‬‬
‫والفعلية نحو‪:‬الصدق يهدي إلى البر‪ ،‬فـ(الصدق)‪:‬مبتدأ (يهدي)‪ :‬فعل مضارع‪،‬‬
‫وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود إلى (الصدق) والجملة خبر‪.‬‬

‫د – تقسيم آخر للخبر الجملة‬


‫ينقسم الخبر الجملة من ناحية المعنى إلى قسمين‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫خبر هو ذات المبتدأ في المعنى‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬قوله تعالى‪( :‬هو اهلل أحد)‪.‬‬
‫(هو)‪ :‬مبتدأ أول‪( ،‬اهلل)‪ :‬مبتدأ ثان‪( ،‬أحد)‪ :‬خبر عن المبتدأ الثاني‪ ،‬وجملة (اهلل‬
‫أحد)‪ :‬خبر عن المبتدأ األول‪ ،‬وهي جملة اسمية مستغنية عن رابط يربطها بالمبتدأ‬
‫ألنها نفس المبتدأ بالمعنى‪.‬‬
‫مثال آخر‪ :‬نصحي العلم نور‪ .‬فـ(نصحي) مبتدأ أول وهو مضاف‪ ،‬والياء مضاف‬
‫إليه‪ ،‬و(العلم)‪ :‬مبتدأ ثان‪ ،‬و(نور)‪ :‬خبر المبتدأ الثاني‪ ،‬والمبتدأ الثاني وخبره خبر‬
‫المبتدأ األول‪ ،‬فـ(العلم نور) الواقعة خبراً عن المبتدأ مستغنية عن رابط يربطها بالمبتدأ؛‬
‫ألنها مطابقة له في المعنى ألن النصح هو‪ :‬العلم نور‪ ،‬والعلم نور هو النصح الذي‬
‫أريده‪.‬‬
‫خبر هو غير المبتدأ في المعنى‪ ،‬وهو يحتاج إلى رابط يربطه بالمبتدأ‬
‫ألننا حين نخبر بخبر جملة فإننا نبدأ في إسناد جديد فالبد من ربطه بالمبتدأ ليفهم‬
‫السامع أنه خبر عن المبتدأ األول‪ ،‬وأن هذا اإلسناد إنما جيء به للخبر عن المبتدأ‪.‬‬
‫من أمثلة ذلك‪:‬‬
‫( زيد أبوه قائم)‪ ،‬زيد‪ :‬مبتدأ‪ ،‬أبو قائم‪ :‬الجملة االسمية من المبتدأ والخبر في‬
‫محل رفع خبر عن المبتدأ األول زيد‪.‬‬
‫فالذي ربط الجملة االسمية بالمبتدأ هو الضمير‪ .‬الهاء في أبوه‪ ،‬ولوال الهاء لما‬
‫عرفنا أنها خبر عن زيد المبتدأ األول‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬أنواع الروابط التي تربط الخبر (الجملة) بالمبتدأ‪:‬‬


‫‪ – 1‬الضمير العائد على المبتدأ‪ ،‬وهو أصل الروابط وأقواها‪ ،‬نحو‪ :‬الفتى يكرم‬

‫‪8‬‬
‫أباه‪ ،‬فأ(الفتى)‪ :‬مبتدأ وجملة (يكرم أباه)‪ :‬حبر‪ ،‬والهاء هي الرابط بين جملة الخبر‬
‫والمبتدأ األول‪.‬‬
‫مثال آخر‪ :‬الزهرة وأوراقها متفتحة‪ ،‬فـ(الزهرة) مبتدأ و(أوراقها متفتحة)‪ :‬مبتدأ‬
‫وخبره‪ ،‬والجملة خبر المبتدأ األول والرابط الهاء‪.‬‬
‫‪ – 2‬اإلشارة إلى المبتدأ‪:‬‬
‫نحو‪ :‬قوله تعالى‪( :‬ولباس التقوى ذلك خير)‪.‬‬
‫فـ(لباس)‪ :‬مبتدأ أول‪( ،‬التقوى)‪ :‬مضاف إليه‪ ،‬و(ذلك خير)‪ :‬مبتدأ وخبره‪،‬‬
‫والجملة خبر المبتدأ األول‪ ،‬والرابط اسم اإلشارة العائد على المبتدأ األول‪.‬‬
‫مثال آخر‪ :‬الصبر ذلك مفتاح الفرج‪ ،‬فـ(الصبر)‪ :‬مبتدأ أول‪( ،‬ذلك مفتاح الفرج)‪:‬‬
‫مبتدأ وخبره‪ ،‬والجملة خبر المبتدأ األول‪ ،‬والرابط اسم اإلشارة العائد على المبتدأ‬
‫األول‪.‬‬
‫‪ – 3‬إعادة المبتدأ بلفظه‪:‬‬
‫نحو‪ :‬قوله تعالى‪(:‬القارعة ما القارعة)‪ ،‬فـ(القارعة)‪ :‬مبتدأ أول‪( ،‬ما القارعة)‪:‬‬
‫مبتدأ وخبر‪ ،‬والجملة خبر المبتدأ األول والرابط بينهما إعادة المبتدأ بلفظه‪.‬‬
‫‪ – 4‬أن يكون الرابط عموماً يدخل تحته المبتدأ‪:‬‬
‫نحو‪ :‬الصدق نعم الخلق‪ ،‬فـ(الصدق)‪ :‬مبتدأ و(نعم الخلق)‪ :‬فعل وفاعل‪ ،‬والجملة‬
‫خبر المبتدأ‪ ،‬والرابط بينهما العموم‪ ،‬وذلك ألن (ال) في (الخلق) للعموم تشمل جميع‬
‫األخالق الفاضلة‪ ،‬و(الصدق)‪ :‬جزء أو نوع من أنواعها‪ ،‬فدخل في العموم فحصل‬
‫الربط‪.‬‬
‫زيد نعم الرجل‪( ،‬زيد)‪ :‬مبتدأ و(نعم الرجل)‪ :‬فعل وفاعل‪ ،‬والجملة‬
‫مثال آخر‪ٌ :‬‬
‫خبر المبتدأ‪ ،‬والرابط بينهما العموم‪ ،‬وذلك ألن (ال) في (الرجل) للعموم‪ ،‬و(زيد) فرد‬
‫من جنس الرجال‪ ،‬فدخل في العموم فحصل الربط‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫و – الخبر شبه الجملة "أقسامه وأحكامه"‪:‬‬
‫* الخبر شبه الجملة ينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ – 1‬ظرف للزمان أو المكان‪.‬‬
‫‪ – 2‬جار ومجرور‪.‬‬
‫* أما شرط اإلخبار فيهما فهو حصول الفائدة‪:‬‬
‫‪ -‬مثال ظرف الزمان‪ :‬الحج يوم عرفة‪ ،‬فالحج‪ :‬مبتدأ‪( ،‬يوم)‪ :‬ظرف منصوب‬
‫متعلق بمحذوف خبر‪( ،‬عرفة)‪ :‬مضاف إليه‪.‬‬
‫‪ -‬ومثال ظرف المكان‪ :‬الطواف حول الكعبة‪ ،‬فـ(الطواف) مبتدأ‪( ،‬حول) ظرف‬
‫منصوب متعلق بمحذوف خبر‪( ،‬الكعبة) مضاف إليه‪.‬‬
‫‪ -‬ومثال الجار والمجرور‪ :‬الكتاب في الحقيقة‪ ،‬فـ(الكتاب) مبتدأ‪ ( ،‬في الحقيبة)‪:‬‬
‫جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر‪.‬‬
‫ماذا نعني بقولنا متعلق بمحذوف خبر؟‬
‫* الجواب‪ :‬أن الخبر ليس هو الظرف أو الجار والمجرور المذكورين‪ ،‬بل هو‬
‫فعل محذوف تقديره‪ :‬استقر أو يستقر‪ ،‬أو اسم محذوف تقدير مستقر أو كائن‪ ،‬تعلق به‬
‫الظرف أو الجار ففي المثال األول الخبر ليس الظرف (يوم عرفة) بل هو فعل محذوف‬
‫يتعلق به الظرف تقدير الكالم‪" :‬يستقر يكون "يوم عرفة‪ .‬وكذا يكون في المثالين‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫ز – من أحكام الخبر شبه الجملة إذا كان ظرفاً‪:‬‬
‫* ينقسم الخبر شبه الجملة إذا كان ظرفاً – كما أسلفنا – إلى قسمين‪ :‬ظرف‬
‫للمكان وآخر للزمان‪ ،‬وتنقسم األسماء إلى قسمين‪ :‬أسماء عن المعنى وأسماء للذوات‪،‬‬
‫ويتحصل من هذه القسمة ما يلي من أحكام‪:‬‬
‫‪ – 1‬يقع ظرف الزمان خبراً عن اسم المعنى‪ ،‬نحو‪ :‬الصوم غداً‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ – 2‬ال يقع ظرف الزمان خبراً عن اسم الذات‪ ،‬نحو‪ :‬محمد اليوم‪ ،‬خاطئ لعدم‬
‫اإلفادة‪.‬‬
‫ألن من شأن الذوات االستمرار في جميع األزمنة المقدرة لوجودها فال فائدة في‬
‫اإلخبار عنها بزمن مخصوص‪.‬‬
‫وأما قولهم‪( :‬الليلة الهال ُل)‪ .‬مما ظاهره اإلخبار باسم الزمان عن اسم الذات‪ ،‬فهو‬
‫ِ‬
‫الهالل‪ ،‬أو رؤية الهالل‪،‬‬ ‫مؤول على حذف مضاف هو اسم معنى‪ ،‬أي‪ :‬الليلة طلوعُ‬
‫فـ(الليلة)‪ :‬خبر مقدم‪ ،‬و(الهالل)‪ :‬مبتدأ مؤخر على حذف مضاف‪.‬‬
‫‪ – 3‬يقع ظرف المكان خبراً عن اسم الذات نحو‪ :‬الكتاب أمامك‪.‬‬
‫‪ – 4‬يقع ظرف المكان خبراً عن اسم المعنى نحو‪ :‬االجتماع عندك‪.‬‬

‫ح – حكم تعدد الخبر‪:‬‬


‫* األصل في الخبر أن يكون واحداً وقد يتعدد لمبتدأ واحد‪ ،‬فيجوز تعدد الخبر‬
‫لمبتدأ واحد‪ ،‬ألن الخبر وصف للمبتدأ في المعنى‪ ،‬والنعت يجوز تعدده‪ ،‬فكذا ما هو‬
‫بمنزلته‪ .‬مثال ذلك‪( :‬محمد عالم شاعر) فـ(محمد)‪ :‬مبتدأ‪ ،‬عالم‪ :‬خبر أول‪ ،‬شاعر‪ :‬خبر‬
‫ثاني‪.‬‬
‫* ومنه قوله تعالى‪( :‬وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد) فـ‬
‫(هو) مبتدأ و(الغفور) خبر أول و(الودود) خبر ثان‪ ،‬و(ذو العرش) خبر ثالث‪،‬‬
‫و(فعال) خبر رابع‪.‬‬
‫* وتعدد الخبر على نوعين‪:‬‬

‫‪ – 1‬أن يتعدد لفظا ً ومعنى‪:‬‬


‫وعالمة هذا النوع صحة اإلخبار بكل خبر على انفراده نحو‪ :‬العلم نور مستقبل‪،‬‬
‫العلم‪ :‬مبتدأ ونور‪ :‬خبر أول‪ ،‬ومستقبل‪ :‬خبر ثان‪ ،‬وقد تعدد الخبر في اللفظ والمعنى‪،‬‬
‫وعالمة هذا النوع أنه يجوز االقتصار على واحد من األخبار المذكورة‪ ،‬والعطف على‬

‫‪11‬‬
‫بعضها البعض‪ ،‬ألنها متغايرة والعطف دليل المغايرة‪.‬‬

‫‪ – 2‬أن يتعدد لفظا ً ال معنى‪:‬‬


‫وعالمة هذا النوع أال يجوز االقتصار على واحد من األخبار المذكورة‪ ،‬لقيام‬
‫حلو حامض‪ ،‬أي متوسط بين الحالوة‬
‫الخبر المتعدد مقام خبر واحد نحو‪ :‬هذا البرتقال ٌ‬
‫والحموضة‪ ،‬وال يجوز اإلخبار بكل خبر على انفراده‪ ،‬ألنه ال يتم المعنى المراد‪ ،‬فال‬
‫نقول‪ :‬حلو وحده‪ ،‬وال حامض وحده‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الحكم اإلعرابي للمبتدأ والخبر‪:‬‬


‫المبتدأ والخبر مرفوعان أما المبتدأ فمرفوع باالبتداء وهو عامل معنوي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وأما الخبر فاختلف في العامل فيه على أقوال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫قيل‪ :‬أن العامل هو المبتدأ وحده‪.‬‬


‫وقيل‪ :‬هو االبتداء مع المبتدأ‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ترافعا‪ ،‬بمعنى أن المبتدأ رفع الخبر والخبر رفع المبتدأ والثاني هو أقواها‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬التقديم والتأخير في باب االبتداء والخبر‪:‬‬


‫األصل تقدم المبتدأ وتأخر الخبر عن المبتدأ‪ ،‬ألنه وصف له في المعنى‬ ‫‪‬‬

‫فاستحق التأخير كالوصف‪.‬‬


‫وقد يتقدم الخبر على المبتدأ وهذا التقدم على قسمين‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 1‬تقدم جائز وضابطه‪ :‬أال يوجد في الكالم ما يوجب التقدم وال ما يوجب التأخر‪،‬‬
‫نحو‪ :‬في الدار زيد‪ .‬بتقديم الخبر‪ ،‬ويجوز تأخره على األصل‪ ،‬نحو‪ :‬زيد في الدار‪.‬‬
‫(زيد) مبتدأ مؤخر‪( ،‬في الدار) خبر مقدم‪ ،‬وهذا التقدم جائز لعدم وجود ما يوجبه إذ‬
‫ليس من مواضع الوجوب التالية‪.‬‬
‫‪ – 2‬تقدم واجب‪ ،‬وله مواضع أربعة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون المبتدأ نكرة ليس لها مسوغ إال تقدم الخبر‪ ،‬وهو ظرف أو جار‬

‫‪12‬‬
‫ومجرور نحو‪( :‬في الدار رجل)‪( ،‬رجل)‪ :‬مبتدأ مؤخر وهو نكرة ال يجوز االبتداء بها‪،‬‬
‫فلذلك أخرت‪ .‬ولو أخر الخبر فقيل‪ :‬رجل في الدار‪ ،‬لتوهم السامع أنه صفة ال خبر‪،‬‬
‫ألن النكرة أحوج إلى الصفة منها إلى الخبر‪ ،‬ولبقي ينتظر الخبر‪.‬‬
‫ويظهر الفرق بين المثالين السابقين‪( :‬في الدار رجل) (في الدار زيد) أن التقديم مع‬
‫(رجل) واجب ألنه نكرة أما التقديم (زيد) فجائز ألنه معرفة‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن يكون في المبتدأ ضمير يعود على بعض الخبر‪.‬‬
‫نحو‪ :‬على شجرة التفاح أوراقها‪ ،‬فالضمير في المبتدأ (أوراقها) يعود على بعض الخبر‬
‫وهو كلمة (شجرة التفاح) ولو أخر الخبر فقلنا(أوراقها على شجرة التفاح) لعاد الضمير‬
‫على متأخر لفظاً ورتبة‪ ،‬إذ رتبة الخبر بعد المبتدأ وهو ممتنع‪ ،‬فاألصل في الضمير أن‬
‫يعود على متقدم عليه في اللفظ والرتبة معاً‪ ،‬أو أحدهما‪.‬‬
‫مثال آخر‪( :‬على التمرة مثلها زبدا) (مثلها)‪ :‬مبتدأ مؤخر وجوباً‪( ،‬على التمرة)‪ :‬خبر‬
‫مقدم وجوباً‪ ،‬ألن المبتدأ (مثلها) قد اتصل به ضمير يعود على (على التمرة) فلو جيء‬
‫بالمبتدأ على األصل‪ ،‬لعاد الضمير في مثلها على مؤخر لفظاً ورتبة‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن يكون الخبر من األسماء التي لها صدارة الكالم (كأسماء االستفهام والشرط‬
‫و(ما) التعجبية و(كم) الخبرية)‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك‪ :‬أين زيد؟ فـ(أين)‪ :‬اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر قدم‬
‫وجوباً‪( ،‬زيد)‪ :‬مبتدأ مؤخر‪.‬‬
‫‪ – 4‬أن يكون الخبر محصوراً بـ(إنما) أو بـ(إال)‬
‫قصر صفة الرسالة على‬
‫نحو‪ :‬إنما الرسول محمد‪ ،‬ما الهادي إال اهلل‪ ،‬ففي األول‪ُ :‬‬
‫محمد‪ ،‬فالمحكوم عليه هو محمد وهو المتأخر والمحكوم به وهو صفة القيادة هو‬
‫المتقدم‪ ،‬فـ(إنما) أداة حصر‪( ،‬الرسول) خبر مقدم‪( ،‬محمد) مبتدأ مؤخر‪ ،‬وفي الثاني‪:‬‬
‫قصر صفة الهداية على اهلل تعالى‪ ،‬فـ(ما)‪ :‬نافية‪( ،‬الهادي)‪ :‬خبر مقدم‪( ،‬إال)‪ :‬أداة‬

‫‪13‬‬
‫حصر‪( ،‬اهلل)‪ :‬مبتدأ مؤخر‪.‬‬

‫ط ‪ :‬الحذف في باب االبتداء‪:‬‬


‫* يحذف كل من المبتدأ والخبر إذا دل عليهما دليل‪ ،‬وينقسم الحذف إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ – 1‬جائز‪.‬‬
‫‪ – 2‬واجب‪.‬‬
‫‪ -‬مثال الحذف الجائز للمبتدأ‪ :‬قوله تعالى‪( :‬سورة أنزلناها) (سورة) خبر لمبتدأ‬
‫محذوف جوازاً لعلم السامع به‪ ،‬والتقدير‪ :‬هذه سورة‪.‬‬
‫‪ -‬ومثال الحذف الجائز للخبر‪ :‬قوله تعالى‪( :‬أكلها دائم وظلها) فـ(ظلها)‪ :‬مبتدأ‪ ،‬وخبره‬
‫محذوف دل عليه ما قبله‪ ،‬أي وظلها دائم‪.‬‬
‫‪ -‬وقد اجتمع حذف المبتدأ والخبر في قوله تعالى‪( :‬سالم قوم منكرون)‪ ،‬سالم‪ :‬مبتدأ‬
‫لخبر محذوف تقديره سالم عليكم‪ ،‬وقوم‪ :‬خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنتم قوم منكرون‪.‬‬
‫يحذف حذف خبر المبتدأ في أربع مسائل‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن يكون الخبر قبل جواب(لوال) االمتناعية‪ ،‬وهي الدالة على امتناع الثاني‪،‬‬
‫لوجود األول‪ ،‬نحو‪ :‬لوال الماء لهلك الزرع‪ .‬فحذف الخبر وهو لفظ(موجود)‬
‫لوقوعه قبل جواب (لوال) إذ التقدير‪ :‬لوال الماء موجود ما عاش الزرع‪ ،‬ومنه‬
‫قوله تعالى‪( :‬لوال أنتم لكنا مؤمنين) فـ(أنتم) مبتدأ‪ ،‬والخبر محذوف‪ ،‬أي‪:‬‬
‫موجودون‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن يكون الخبر قبل جواب القسم الصريح‪ .‬وهو م يعلم بمجرد لفظه كون الناطق‬
‫به مقسماً نحو ‪( :‬لعمر اهلل ألنصرن المظلوم)‪ ،‬فـ(الالم)‪ :‬لالبتداء(عمر اهلل)‪:‬‬
‫مبتدأ ومضاف إليه‪ ،‬والخبر محذوف وجوباً وتقديره‪ :‬قسمي‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن يكون الخبر قبل حال ال تصلح خبراً ‪،‬نحو‪ :‬ضربي زيداً قائماً فـ(ضربي)‪:‬‬
‫مبتدأ‪ ،‬والياء‪ :‬مضاف إليه‪ ،‬و(زيداً) مفعول به للمصدر‪ ،‬و(قائماً)‪ :‬حال من‬

‫‪14‬‬
‫(زيد) والخبر ظرف محذوف مع جملة فعلية بعده أضيف إليها‪ ،‬والتقدير‪ :‬ضربي‬
‫زيداً إذا كان قائماً (في المستقبل) وتقدر (إذ) في الماضي‪ ،‬و(كان) تامة‪ ،‬وهذه‬
‫الحال ال تصلح خبراً ألن الخبر وصف للمبتدأ في المعنى والضرب ال يوصف‬
‫بالقيام‪.‬‬
‫‪ – 4‬إذا وقع الخبر بعد واو المصاحبة الصريحة‪ ،‬وهي التي تصح حذفها ووضع كلمة‬
‫(مع) موضعها‪ .‬فال يتغير المعنى بل يتضح نحو‪ :‬كل رجل وضيعته فـ (كل)‬
‫مبتدأ و(رجل؛) مضاف إليه و(ضيعته) معطوف على المبتدأ والخبر محذوف‬
‫أي‪ :‬مقترنان‪ ،‬وإ نما حذف للعلم به‪ ،‬وألن العطف يسد مسده‪.‬‬
‫فإن لم تكن الواو للمصاحبة بل لمجرد العطف‪ ،‬أو التشريك في الحكم لم يحذف‬
‫الخبر وجوباً‪ ،‬نحو خالد وعاصم متباعدان‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫باب النواسخ (كان وأخواتها)‬
‫أوالً‪ :‬باب كان وأخوتها‪:‬‬
‫يعد باب كان وأخواتها من أول أبواب نواسخ االبتداء والخبر‪ ،‬فإذا دخلت كان أو‬
‫إحدى أخوتها على الجملة االسمية زال حكم االبتداء وأصبح‪ :‬االسم األول اسماً لكان‬
‫مرفوعاً واالسم الثاني خبراً لكان منصوباً‪ ،‬وهي ثالث عشر فعالً‪:‬كان‪ ،‬أمسى‪ ،‬بات‪،‬‬
‫أضحى‪ ،‬ظل‪ ،‬صار‪ ،‬ليس‪ ،‬ما زال‪ ،‬ما برح‪ ،‬ما فتئ‪ ،‬ما دام‪ ،‬ما انفك‪.‬‬

‫أقسام األفعال الناسخة من حيث العمل‪:‬‬


‫تنقسم األفعال الناسخة من حيث العمل إلى ثالث أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يعمل بدون قيد أو شرط‪ ،‬وهو ثمانية أفعال‪:‬‬
‫كان‪ :‬ويفيد اتصاف االسم بالخبر في الماضي‪ ،‬نحو قوله تعالى‪( :‬وكان ربك‬ ‫‪-‬‬
‫قديراً) فـ(كان)‪ :‬فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر مبني على الفتحة‪،‬‬
‫(ربك)‪ :‬اسمها مرفوع بها وعالمة رفعه الضمة الظاهرة‪ ،‬والكاف مضاف إليه‪،‬‬
‫(قديراً)‪ :‬خبر كان منصوب وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬

‫أمسى‪ :‬ويفيد اتصاف االسم بالخبر وفي وقت المساء‪ ،‬نحو‪ :‬أمسى الجو بارداً‬ ‫‪-‬‬
‫أصبح‪ ،‬ويفيد اتصاف االسم بالخبر في وقت الصباح‪ ،‬نحو‪ :‬أصبح العابد مصلياً‪.‬‬
‫أضحى‪ :‬ويفيد اتصاف االسم بالخبر في وقت الضحى‪ ،‬نحو‪ :‬أضحى السوق‬ ‫‪-‬‬
‫مفتوحاً‪.‬‬
‫ظل‪ :‬ويفيد اتصاف االسم بالخبر في جميع النهار‪،‬نحو‪ :‬ظل الجو حاراً‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بات‪ :‬ويفيد اتصاف االسم بالخبر في وقت بات البيات هو الليل‪ ،‬نحو‪ :‬بات‬ ‫‪-‬‬
‫الجندي ساهراً‪.‬‬
‫صار‪ :‬ويفيد تحويل االسم من حالته إلى الحالة التي يدل عليها الخبر‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫صار العنب زبيباً‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ليس‪ :‬ويفيد نفي الخبر عن االسم‪ ،‬نحو‪ :‬ليس الولد مجداً‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ – 2‬ما يعمل بشرط أن يتقدمه نفي أو نهي أو دعاء‪ ،‬وهو أربعة أفعال‪:‬‬
‫(زال‪ ،‬وبرح‪ ،‬وفتئ‪ ،‬وانفك) وتدل هذه األفعال على مالزمة الخبر ولالسم‬
‫مالزمة مستمرة وال تنقطع‪.‬‬
‫فمثال النفي‪ :‬ما زال الجو صحواً‪،‬‬
‫فـ(ما)‪ :‬نافية و(زال)‪ :‬فعل ناسخ يرفع االسم وينصب الخبر‪( ،‬الجو)‪ :‬اسمها‬
‫مرفوعاً‪( ،‬صحواً)‪ :‬خبرها منصوباً‪.‬‬
‫ومثال النهي‪ :‬ال تزال ذاكر الموت‪،‬‬
‫فـ(ال)‪ :‬ناهية (تزل)‪ :‬فعل مضارع مجزوم وعالمة جزمه السكون‪ ،‬اسم كان‬
‫ضمير مستتر وجوباً تقديره‪ :‬أنت‪( ،‬ذاكر)‪ :‬خبره منصوب وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬
‫ومثال الدعاء‪ :‬ال زال المطر منهالً‪،‬‬
‫فـ(ال)‪ :‬دعائية‪( ،‬زال)‪ :‬فعل ماض يرفع االسم وينصب الخبر مبني على الفتحة‪،‬‬
‫(المطر)‪ :‬اسمها مرفوع وعالمة رفعه الضمة‪( ،‬منهالً)‪ :‬خبرها منصوب وعالمة‬
‫نصبه الفتحة‪.‬‬
‫‪ – 3‬ما يعمل بشرط أن تتقدمه(ما) المصدرية الظرفية‪ ،‬وهو (دام)‪:‬‬
‫ومعنى المصدرية‪ :‬أنها تقدر بالمصدر وهو الدوام والظرفية‪ :‬لنيابتها عن‬
‫الظرف وهو (مدة) ومثالها قوله تعالى‪( :‬وأوصاني بالصالة والزكاة ما دمت حيا)‬
‫(ما)‪ :‬مصدرية وظرفية و(دام)‪ :‬فعل ماض ناقص‪ ،‬والتاء‪ :‬اسمها‪ ،‬و(حيا)‪:‬‬
‫الخبر‪( .‬ما) وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور باإلضافة ظرف الزمان‪،‬‬
‫والتقدير‪ :‬مدة دوامي حيا‪.‬‬

‫من أحكام هذه األفعال أنها تستعمل تامة وناقصة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ومعنى التمام‪ :‬أن تستغني بمرفوعها عن الخبر‪ ،‬ويعرب المرفوع فاعالً لها‪.‬‬
‫وهي جميع األفعال ما عدا(ليس‪ ،‬زال‪ ،‬فتئ)‪.‬‬
‫وأما النقصان‪ :‬أال تستغني بمرفوعها عن الخبر بل تحتاج هذه األفعال إلى‬
‫منصوب يتمم معناها وقد مرت أمثلة‪.‬‬
‫ومن أمثلة التمام‪،‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى‪( :‬وإن كان ذو عسرة)‬
‫(كان) ‪ :‬فعل ماض تام بمعنى‪ :‬وجد‪ ،‬و(ذو)‪ :‬فاعل مرفوع وعالمة رفعه الواو‬
‫ألنه من األسماء الستة‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪( :‬فسبحان هللا حين تمسون وحين تصبحون)‬
‫( تمسون)‪ :‬فعل تام مضارع مرفوع بثبوت النون‪ ،‬والواو‪ :‬ضمير متصل في‬
‫محل رفع فاعل‪ ،‬معناه‪ :‬تدخلون في المساء‪ ،‬ومثله (تصبحون) أي تدخلون في الصباح‬
‫وهو فعل تام مضارع مرفوع بثبوت النون‪ ،‬والواو‪ :‬ضمير متصل في محل رفع‬
‫فاعل‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪( :‬ما دامت السموات واألرض) أي ما بقيت‪.‬‬
‫و(السموات)‪ :‬فاعل مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة‪.‬‬
‫أحوال خبر كان‬
‫لخبر كان وأخواتها أحوال وهي‪:‬‬
‫‪ – 1‬التأخير عن الفعل واالسم وهو األصل‪:‬‬
‫نحو‪ :‬كان محمد مجتهداً‪ ،‬وقوله تعالى‪( :‬وكان ربك قديراً)‪،‬‬
‫(ربك) و(محمد)‪ :‬اسم لكان مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة‪.‬‬
‫(قديراً) و(مجتهداً)‪ :‬خبر لكان منصوب وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة على‬
‫آخره‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ – 2‬التوسيط بين االسم والفعل إذا لم يوجد ما يوجب التوسط وال ما يوجب التأخير‪:‬‬
‫نحو قوله تعالى‪( :‬وكان حقا ً علينا نصر المؤمنين)‪C.‬‬
‫فـ(حقاً)‪ :‬خبر (كان) مقدم‪( ،‬نصر المؤمنين)‪ :‬اسمها مؤخر‪.‬‬
‫ومنه – أيضاً – قول الشاعر‪:‬‬
‫سلي إن جهلت الناس عنها وعنهم ** فليس سواء عالم وجهول‬
‫فـ(سواء)‪ :‬خبر(ليس) مقدم‪ .‬و(عالم)‪ :‬اسمها مؤخر‪.‬‬
‫(ليس)‪ :‬فعل ماض ناقص مبني على الفتحة‪( ،‬سواء)‪ :‬خبر مقدم لـ(ليس)‬
‫منصوب وعالمة نصبه الفتحة‪( ،‬عالم)‪ :‬اسم ليس مؤخر مرفوع وعالمة رفعه الضمة‬
‫الظاهرة‪( ،‬جهول)‪ :‬معطوف عليه مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة‪.‬‬
‫‪ – 3‬التقدم على الفعل واسمه‪:‬‬
‫كقولك‪( :‬عالم كان زيد)‬
‫عالماً‪ :‬خبر كان مقدم منصوب وعالمة نصبه الفتحة‪،‬‬
‫زيد‪ :‬اسم كان مؤخر مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫ويجوز هذا التقدم في جميع أخبار األفعال الناسخة ما عدا ما دام باتفاق وليس‬
‫في اختيار الكوفيين‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫باب‪ :‬إن وأخواتها‬
‫النوع الثاني من نواسخ االبتداء‪ :‬إن وأخواتها تنصب االسم وترفع الخبر وهي‬
‫ستة أحرف‪:‬‬
‫‪ 1-2‬إن‪ ،‬أن‪ :‬ومعناهما التوكيد‪ ،‬أي‪ :‬توكيد نسبة الخبر للمبتدأ‪ ،‬ورفع الشك‬
‫عنهما‪ ،‬نحو قولنا‪ :‬إن القناعة كنز وعلمت أن القناعة كنز‪.‬‬
‫‪ -3‬لكن‪ :‬ومعناها‪ :‬االستدراك‪ :‬وهو تعقيب الكالم بنفي ما يتوهم ثبوته نحو‬
‫اإلخوان كثيرون ولكن األوفياء قليلون أو إثبات ما يتوهم نفيه نحو‪ :‬الكتاب رخيص‬
‫لكن نفعه عظيم‪.‬‬
‫‪ – 4‬كأن‪ :‬للتشبيه نحو‪ :‬كأن المعلمين أباء‪ ،‬أو للظن‪ ،‬نحو‪:‬كأن خالداً كاتب‪.‬‬
‫‪ – 5‬ليت‪ :‬وهو للتمني ومعناه‪ :‬طلب الشيء المحبوب الذي ال ُيرجى حصوله‪،‬‬
‫ولكونه مستحيالً أو بعيد المنال‪ ،‬فالمستحيل نحو‪ :‬قول الشاعر‪:‬‬
‫المشيب‬
‫ُ‬ ‫فأخبره بما فعل‬ ‫آال ليت الشباب يعود يوماً‬
‫وبعيد المنال نحو قول منقطع الرجاء‪ :‬ليت لي قنطاراً من الذهب‪.‬‬
‫‪ – 6‬لعل‪ :‬وهو للترجي‪ ،‬ومعناه طلب الشيء المحبوب الذي ُيرجى حصوله‬
‫نحو‪ :‬لعل اهلل أن يرحمنا أو لإلشفاق من حصوله والتخوف من وقوعه نحو‪ :‬لعله زيداً‬
‫هالك‪ ،‬أو التعليل نحو قوله تعالى‪( :‬لعله يتذك ُر أو يخشى)‪.‬‬
‫ويسمى خبرها‪.‬‬
‫ويسمى اسمها‪ ،‬وترفع الخبر ُ‬
‫هذه األحرف وتنصب المبتدأ ُ‬
‫بشرط أال تتصل بها (ما) الحرفية الزائدة‪ ،‬نحو‪ :‬إن زيداً مجتهد‪.‬‬
‫اإلعراب‪ :‬إن‪ :‬حرف ناسخ يدخل على الجملة االسمية فينصب األول اسماً له‬
‫إن منصوب بالفتحة‪ ،‬مجتهد‪ :‬خبر إن مرفوع‬
‫ويرفع الثاني خبراً له‪ .‬زيداً‪ :‬اسم ّ‬
‫بالضمة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫إذا اتصلت ما الحرفية الزائدة بهذه الحروف فإنها‪:‬‬
‫‪ -1‬تبطل عملها بحيث تكف(ما)إن وأخواتها‪ -‬عدا ليت‪ -‬عن العمل وتُسمى‬
‫(ما) حينئذ كافة‪ ،‬وإ ن وأخواتها مكفوفة‪.‬‬
‫‪ -2‬تزيل اختصاصها بالجملة االسمية وتهيؤها للدخول على الجملة الفعلية قال‬
‫تعالى‪( :‬قل إنما يوحي إل ّي إنما إلهكم إله واحد)‪.‬‬
‫أن‪ :‬مكفوفة (أبطلت ما عملها) ال عمل لها‪.‬‬
‫اإلعراب‪ّ :‬‬
‫ما ‪ :‬كافة (ما الزائدة كفت إن عن العمل)‪.‬‬
‫إلهكم‪ :‬إله‪ :‬مبتدأ مرفوع بالضمة‪،‬ك‪ :‬للمخاطب في محل جر باإلضافة‪ ،‬م‪ :‬عالمة‬
‫الجمع‪.‬‬
‫إله‪ :‬خبر مرفوع بالضمة‪ ،‬واحد‪ :‬صفة (نعت) مرفوع بالضمة‪.‬‬
‫وقولنا ما الحرفية احترازاً من الخلط بينها وبين ما االسمية الموصولة التي بمعنى الذي‬
‫أوتي أو التي‪ ،‬نحو قوله تعالى‪( :‬إنما صنعوا كيد ساحر)‪.‬‬
‫اإلعراب‪ :‬إن‪ :‬حرف ناسخ يدخل على الجملة االسمية فينصب األول اسماً له ويرفع‬
‫الثاني خبراً له‪.‬‬
‫ما‪ :‬اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب اسم إن‪،‬‬
‫صنعوا‪ :‬صنع‪ :‬فعل ماضي مبني على الضم التصاله بواو الجماعة‪ ،‬واو الجماعة في‬
‫محل رفع فاعل وجملة (صنعوا) ال محل لها من اإلعراب صلة الموصول‪ ،‬كيد‪ :‬خبر‬
‫إن مرفوع بالضمة وهو مضاف‪ ،‬وساحر‪ :‬مضاف إليه مجرور بالكسرة‪.‬‬
‫ما الحرفية الزائدة إذا اتصلت بأن وأخواتها تبطل عملها عدا (ليت)‪:‬‬
‫إذا اتصلت ما الحرفية الزائدة بليت فإنه‪:‬‬
‫زيد‬
‫مجتهد‪ ،‬ويجوز أن يبطل عملها نحو‪ٌ :‬‬
‫ّ‬ ‫زيدا‬
‫يجوز أن تبقى على عملها نحو‪ :‬ليتما ً‬
‫مجتهد‪.‬‬
‫ٌ‬

‫‪21‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫إلى حمامتنا أو نصفه فقد‬ ‫قالت‪ :‬آال ليتما هذا الحمام لنا‬
‫موطن الشاهد ليتما هذا الحمام لنا برفع الحمام على اإلهمال ونصب الحمام على‬
‫اإلعمال‪.‬‬
‫اإلعراب على اإلهمال‪ :‬ليتما‪ /‬ليت‪ :‬حرف مهمل ال عمل له‪ ،‬ما‪ :‬الحرفية الزائدة‬
‫أبطلت عمل ليت‪ ،‬ما كافية‪ ،‬ليت‪ :‬مكفوفة‪ ،‬هذا‪ :‬اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ‪،‬‬
‫الحمام‪ :‬بدل منه مرفوع بالضمة‪ ،‬لنا‪ :‬الالم حرف جر‪ ،‬نا‪ :‬للفاعلين مبني فيمحل جر‬
‫باإلضافة‪ ،‬والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ وجوباً تقديره ليت الحمام‬
‫كائن لنا‪.‬‬
‫اإلعراب على اإلعمال‪ :‬ليت‪ :‬حرف ناسخ يدخل على الجملة االسمية فينصب األول‬
‫اسماً له ويرفع الثاني خبراً له‪ ،‬ما ‪ :‬الزائدة ال عمل لها‪.‬‬
‫هذا‪ :‬اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم ليت‪ ،‬الحمام‪ :‬بدل من اسم‬
‫اإلشارة منصوب بالفتحة‪ ،‬لنا‪ :‬جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ليت وجوباً تقديره‬
‫ليت الحمام كائن لنا‪.‬‬
‫قد تحذف النون في كل من‪ :‬إن مكسورة الهمزة‪ ،‬لكن‪ ،‬إن مفتوحة الهمزة‪ ،‬كأن‪.‬‬
‫إن مكسورة الهمزة‪:‬‬
‫‪ -‬تخفف النون المشددة وذلك بحذف النون الثانية المفتوحة وإ بقاء النون األولى ساكنة‬
‫وتحرك بالكسر اللتقاء الساكنين نحو‪ :‬إن القراءة مفيدة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا خففت إن مكسورة الهمزة فيجوز فيها اإلعمال ويجوز فيها اإلهمال‪ ،‬واإلهمال‬
‫أرجح لزوال اختصاصها باألسماء‪.‬‬
‫‪ -‬وإ ذا خففت إن لزم في الخبر بعدها الالزم لتفرق بينها وبين إن النافية وتسمى‬
‫الالم هنا الالزم الفارقة ألنها تفرق بين إن المكسورة المخففة وبين أن النافية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬فإن عملت إن المخففة من الثقيلة مكسورة الهمزة لم تلزم الالم ألنها حينئذ ال‬
‫تلتبس بأن النافية ألن أن النافية ال تنصب االسم‪ ،‬نحو‪ :‬إن خالداً مسافر‪ ،‬فهو‬
‫إثبات‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك إن وجد قرينة تبين أن توضيح المراد وهو التوكيد‪ ،‬نحو‪ :‬إن االستقامة‬
‫سعادة الدارين‪ ،‬فهي إن المخففة من الثقيلة ألن المعنى يفسد إذا اعتبرناها نافية‪.‬‬
‫لكن ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا خففت لكن أهملت وجوباً لزوال اختصاصها باألسماء ويبقى معناها وهو‬
‫االستدراك‪ ،‬نحو‪ :‬الكتاب صغير لكن نفعه عظيم‪ ،‬مثال على دخولها على الجملة‬
‫الفعلية نحو قوله تعالى‪( :‬وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين)‪.‬‬
‫لكن‪ /‬حرف استدراك ال عمل له مهمل‪.‬‬
‫كانوا‪ /‬كان فعل ماضي ناقص مبني على الضم التصاله بواو الجماعة‪،‬‬
‫و‪ /‬للجماعة‪ /‬ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم كان‪.‬‬
‫هم‪ /‬ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع توكيد‪ ،‬الواو‪ /‬اسم كان‪،‬‬
‫الظالمين‪ /‬خبر كان منصوب بالياء ألنه جمع مذكر سالم‪.‬‬
‫أن مفتوحة الهمزة‪:‬‬
‫إذا خففت أن مفتوحة الهمزة فإنها تبقى على ما كان لها من العمل ويجب في اسمها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون ضميراً وليس اسماً ظاهراً وقد يكون ضميراً ظاهراً في الضرورة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون بمعنى الشأن‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون محذوفاً‪.‬‬
‫ويجب في خبرها أن يكون جملة ال مفرداً فيكون إما جملة اسمية أو جملة فعلية جامد‬
‫أو متصرف للدعاء فحينئذ ال تحتاج إلى فاصل يفصلها من أن‪.‬‬
‫مثال الخبر جملة اسمية قوله تعالى‪( :‬أن الحمد هلل رب العالمين)‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫اسم أن محذوف ضمير الشأن تقديره أن الحمد هلل أي األمر والشأن‪ ،‬أن الحمد هلل‪،‬‬
‫الحمد‪ /‬مبتدأ مرفوع بالضمة‪ ،‬هلل‪ /‬لفظ الجاللة اسم‪ ،‬والالم حرف جر‪ ،‬والجار‬
‫والمجرور متعلقان بمحذوف خبر تقديره الحمد كائن أو حاصل هلل رب العالمين‪،‬‬
‫والجملة االسمية الحمد له في محل رفع الخبر إن المفتوحة المخففة‪ ،‬رب‪ /‬بدل مجرور‬
‫هو مضاف‪ ،‬العالمين‪/‬مضاف إليه مجرور بالياء ألنه جمع مذكر سالم‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الخبر جملة فعلية فعلها جامد قوله تعالى‪( :‬وأن ليس لإلنسان إال ما سعى)‪.‬‬
‫اسم أن المخففة المفتوحة ضمير الشأن المحذوف تقديره‪ :‬وأنه ليس لإلنسان‬
‫ليس‪ /‬فعل ماضي جامد ناقص مبني على الفتح‪.‬‬
‫لإلنسان‪ /‬الالم حرف جر‪ ،‬اإلنسان‪ /‬اسم مجرور بالكسرة والجار والمجرور متعلق‬
‫وأن ليس حاصل لإلنسان إال ما سعى‪.‬‬
‫بمحذوف خبر ليس مقدم تقديره ّ‬
‫الشاهد‪ /‬الخبر هنا جملة فعلية قفلها جامد (ليس)‬
‫إال‪ /‬أداة استثناء ملغاة‪.‬‬
‫ما‪ /‬اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع اسم ليس مؤخر‪.‬‬
‫سعى‪ /‬فعل ماضي مبني على الفتح المقدر‪ ،‬والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره (هو)‪،‬‬
‫وجملة(سعى) صلة الموصول ال محل لها من اإلعراب‪ ،‬وجملة ليس واسمها وخبرها‬
‫في محل رفع خبر أن المفتوحة المخففة‪.‬‬
‫مثال جملة فعلية فعلها دعاء‪ :‬قوله تعالى في قراءة نافع المدني بتخفيف أن المفتوحة‬
‫ب هللا عليها) وكسر الضاد في غضب‪.‬‬ ‫(والخامسة أن َغ ِ‬
‫ض َ‬
‫الشاهد‪ :‬أن غضب‪ ،‬لم يفصل الخبر من أن المخففة المفتوحة ألن الخبر جملة فعلية‬
‫ب )‪.‬‬ ‫فعلها للدعاء َ ِ‬
‫(غض َ‬
‫ب‪ /‬فعل‬ ‫ِ‬
‫أن المفتوحة المخففة اسمها محذوف ضمير الشأن تقديره‪ :‬والخامسة أن َغض َ‬
‫ماضي مبني على الفتح إلنشاء الدعاء‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اهلل‪ /‬لفظ الجاللة فاعل‪ ،‬عليها‪ /‬جار ومجرور‪.‬‬
‫الجملة الفعلية‪( :‬غضب اهلل) في محل رفع خبر أن المخففة المفتوحة‪.‬‬
‫وإ ما أن يكون خبر أن المفتوحة المخففة جملة فعلية فعلها متصرف لغير الدعاء‬
‫فحينئذ يجب أن ُيفصل الخبر من أن بواد من أربعة أنواع من الفواصل‪:‬‬
‫‪ -1‬قد نحو قوله تعالى‪( :‬ونعلم أن قد صدقتنا) الشاهد قد صدقتنا فصل الخبر وهو‬
‫الجملة الفعلية صدقتنا من أن المخففة بالفاصل قد ألنه جملة فعلية فعلها لغير الدعاء‪.‬‬
‫‪ -2‬حرف التنفيس السين أو سوف‪.‬‬
‫فالسين ‪ :‬نحو قوله تعالى‪( :‬علم أن سيكون منكم مرضى) الشاهد أن المخففة المفتوحة‬
‫فصل خبرها منها وهو الجملة الفعلية يكون بالفاصل السين ألن الخبر جملة فعلية فعلها‬
‫متصرف لغير الدعاء‪.‬‬
‫سوف نحو‪( :‬علمت أن سوف يأتي ما قضى اهلل )‪.‬‬
‫الشاهد أن سوف يأتي‪ ،‬حيث فصل الخبر من أن المخففة المفتوحة بالفاصل سوف ألن‬
‫الخبر جملة فعلية فعلها متصرف لغير الدعاء فلزم الفاصل‪.‬‬
‫‪ - 3‬حرف النفي (( ال‪ ،‬لن‪ ،‬لم ))‬
‫ال‪ :‬نحو قوله تعالى‪( :‬أفال يرون أن ال يرجع إليهم قوالً) وفي رسم المصحف (آال‬
‫يرجع) بإدغام النون في الالم‪.‬‬
‫لن‪ :‬نحو قوله تعالى‪( :‬أيحسب أن لن يقدر عليه أحد)‪.‬‬
‫لم ‪ :‬نحو قوله تعالى‪ ( :‬أيحسب أن لم يره أحد )‪.‬‬
‫الشاهد في هذه اآليات فصل الخبر من أن المخففة المفتوحة ألنه جملة فعلية فعلها‬
‫متصرف لغير الدعاء فلزم الفصل‪ ،‬فكان الفاصل في اآلية األولى ال وفي اآلية الثانية‬
‫أن ال يرجع إليهم‪ ،‬أيحسب أن لن يقدر عليه أحد‪،‬‬
‫لن وفي الثالثة لم والتقدير‪ :‬أفال يرون ْ‬
‫أيحسب أن لم يره أحد‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ – 4‬لو‪ :‬والشواهد عليها قليلة مع كثرة المسموع فيها قوله تعالى‪( :‬وأن لو استقاموا)‬
‫ورسمها في المصحف (وألو استقاموا) بإدغام النون في الم لو والشاهد هنا فصل الخبر‬
‫من أن المفتوحة المخففة ألن الخبر جملة فعلية فعلها متصرف لغير الدعاء فلزم الفصل‬
‫وأن لو‬
‫بفاصل والفاصل هنا لو على قلة ورود األمثلة عليه وكثرة سماعها والتقدير ْ‬
‫استقاموا‪.‬‬
‫فائـــدة‪:‬‬
‫لكل قاعدة شواذ ذكرنا أن اسم أن المفتوحة المخففة يجب أن يكون ضميراً للشأن‬
‫محذوفاً وقد ورد في بعض الشواهد الشعرية ضميرا ظاهراً نحو‪ :‬بأنك ربيع‪.‬‬
‫فكان الخطاب‪ :‬اسم أن المفتوحة المخففة فجاء ظاهراً غير محذوف‪.‬‬
‫كذلك ذكرنا خبر أن المخففة المفتوحة إذا كان جملة فعلية فعلها متصرف لغير الدعاء‬
‫لزم الفصل من أن بأحد الفواصل التي ذكرناها وقد ورد في الشعر بغير فاصل نحو‪:‬‬
‫قول الشاعر‪:‬‬
‫* علموا أن يؤملون *‬
‫فجاء خبر أن المفتوحة المخففة يؤملون جملة فعلية فعلها متصرف لغير الدعاء ولم‬
‫يفصل من أن بفاصل من الفواصل التي ذكرناها وقد خرج النحاة هذه األبيات‬
‫تخريجات عديدة ال داعي لذكرها والذي يقال فيها‪:‬‬
‫أنه يجوز في الشعر ما ال يجوز في غيره لما تقتضيه الضرورة الشعرية‪.‬‬
‫كأن‬
‫إذا خففت نون كأن‪:‬‬
‫تبقى على ما كان لها من العمل‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يجوز حذف اسمها وإ ضماره وهو األغلب ويجوز ذكره وإ ظهاره وهذا قليل‬ ‫‪-2‬‬
‫نحو قول الشاعر* كأن ظبية تعطو* عند من اعتبر ظبية اسم كأن المخففة‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫وتعطو جملة فعلية خبر كأن المخففة‪.‬‬
‫البد أن يكون خبر كأن المخففة إذا كان جملة فعلية مفصوال منها بفاصل‬ ‫‪-3‬‬
‫والفاصل أحد حرفين لم‪ ،‬قد‪ .‬لم‪ :‬نحو قوله تعالى (كأن لم تغن باألمس)‪ ،‬الشاهد‬
‫كأن مخففة اسمها ضمير الشأن محذوف وخبرها جملة فعلية فصل من كأن بلم‪.‬‬
‫قد‪ :‬نحو قول الشاعر‪:‬‬
‫لم تزل برحالنا وكأن قد‬ ‫أزف الترحل غير أن ركابنا‬
‫الشاهد كأن مخففة اسمها ضمير الشأن محذوف أتى خبرها جملة فعلية فصل من كأن‬
‫بقد‪ ،‬وحذف الفعل الذي دخل عليه قد‪ ،‬وتقديره‪ :‬وكأن قد زالت‪.‬‬
‫ال يجوز توسط الخبر بين الحرف الناسخ واسمه وال تقديمه عليهما‪ ،‬فال يقال توسطه‪:‬‬
‫قائم زيداً‪،‬‬
‫إن ٌ‬
‫ويستثنى من ذلك‪:‬‬
‫إذا كان الخبر ظرفاً نحو‪( :‬إن لدينا أنكاالً وجحيماً)‪.‬‬
‫أو جار أو مجروراً نحو‪ ( :‬إن في ذلك لعبرة لمن يخشى)‪.‬‬
‫لدى‪ :‬ظرف منصوب بالفتحة المقدرة وهو مضاف‪ ،‬نا‪ :‬للفاعلين في محل جر باإلضافة‬
‫وشبه الجملة من الظرف متعلق بمحذوف خبر إن مقدم تقديره إن أنكاالً موجودة أو‬
‫كائنة لدينا‪،‬‬
‫أنكاالً‪ :‬اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة‪.‬‬
‫وجحيماً‪ :‬الواو للعطف‪ /‬جحيما‪ /‬اسم معطوف منصوب بالفتحة‪.‬‬
‫في ذلك‪ :‬جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن مقدم تقديره إن عبرة لمن يخشى كائنة‬
‫في ذلك‪ .‬لعبرة‪ :‬الالم لالبتداء المزحلقة‪ .‬عبرة‪ :‬اسم مؤخراً منصوب بالفتحة‪.‬‬

‫لهمزة إن ثالث حاالت‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫وجوب الفتح‪ :‬كل موضوع يحتاج فيه ما قبل إن إلى مصدر أي إلى مفرد ألن‬ ‫‪-1‬‬
‫المصدر يؤول بمفرد ألن األصل فيه أن يكون مفرداً فإن همزة أن يجب أن تفتح‬
‫ألن فتحها معناه أن المصدر المؤول يحل محلها‪.‬‬
‫وجوب الكسر‪ :‬كل موضع يحتاج فيه إن إلى جملة فإن همزة إن يجب أن‬ ‫‪-2‬‬
‫تكسر‪.‬‬
‫جواز الفتح والكسر‪ :‬كل موضع يصح فيه الوجهان على نحو ما سنرى‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المواضع التي تفتح فيها همزة أن وجوباً‪:‬‬
‫كل موضع وقعت فيه أن مؤولة بالمصدر الصريح في محل إعرابي فإنها تفتح‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫يسرني ِ‬
‫أنك مجتهدة‪ ،‬أن‪ /‬حرف ناسخ يدخل على الجملة االسمية فينصب األول اسماً له‬
‫ويرفع الثاني خبراً له‪ ،‬ك‪ /‬الخطاب في محل نصب اسم أن‪،‬‬
‫مجتهدة‪ /‬خبر أن مرفوع بالضمة‪ ،‬وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر صريح‬
‫تقديره‪ :‬اجتهادك وهذا المصدر في محل رفع فاعل للفعل يسرني‪ ،‬وتقدير الجملة‪:‬‬
‫يسرني اجتهادك وعلى ترتيبها يسر اجتهادك إياي وهكذا في كل محل إعرابي‪.‬‬
‫المواضع التي تكسر فيها همزة إن وجوباً‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تقع في ابتداء الجملة نحو‪ :‬قوله تعالى (إنا أنزلناه)‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تقع بعد القسم نحو قوله تعالى‪( :‬يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين)‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تقع محكية بعد القول نحو قوله تعالى‪( :‬قال إني عبد هللا)‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تقع الالم بعدها نحو قوله تعالى‪( :‬وهللا يعلم إنك لرسوله)‪.‬‬
‫المواضع التي تدخل فيها الم االبتداء بعد إن المكسورة الهمزة‪:‬‬
‫‪ -1‬على الخبر المتأخر‪ ،‬نحو‪( :‬وإن ربك لذو مغفرة)‪.‬‬
‫‪ -2‬على االسم المتأخر‪ ،‬نحو‪ ( :‬إن في ذلك لعبرة)‪.‬‬
‫‪ -3‬على معمول الخبر نحو‪ [ :‬إن زيدا لطعامك أكل]‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -4‬على ضمير الفصل – العماد – نحو‪( :‬إن هذا لهو قصص الحق)‪.‬‬
‫وتدخل الم االبتداء على خبر إن المكسورة الهمزة المخففة المهملة وجوباً وتسمى حين‬
‫إذن الالم الفارقة ألنها تفرق بين إن مكسورة الهمزة المخففة وبين إن النافية فهي فرقت‬
‫بين النفي واإلثبات كما ذكرنا عند الحديث عن إن المكسورة الهمزة إذا خففت نونها‪.‬‬
‫الم االبتداء الم مفتوحة يؤتى بها لغرض التوكيد ولكثرة دخولها على المبتدأ سميت‬
‫بذلك نحو‪ ( :‬ألنتم أشد رهبة) والم االبتداء الم مفتوحة يؤتى بها لغرض التوكيد ولكثرة‬
‫دخولها على المبتدأ سميت بذلك نحو‪( :‬ألنتم أشد رهبة) والم االبتداء لها صدر الكالم‬
‫زيدا قائم)‪ ،‬لكن لما كانت الم االبتداء للتأكيد وإ ن‬
‫فحقها أن تدخل على أن نحو(ألن ً‬
‫للتأكيد‪ ،‬كرهوا الجمع بين حرفين بمعنى واحد فأخروا الالم إلى الخبر وسميت‬
‫المزحلقة‪.‬‬
‫يجوز فيها فتح همزة أن وكسرها‪:‬‬
‫المواضع التي ّ‬
‫‪ -1‬إذا وقعت بعد إذا الفجائية نحو خرجت فإذا إن أو أن زيداً قائم بالفتح والكسر‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا وقعت جواب قسم وليس في خبرها الالم نحو حلفت إن أو أن زيداً قائم‬
‫بالفتح والكسر‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا وقعت بعد فاء الجزاء نحو من يأتيه فإنه أو فأنه مكرم بالفتح والكسر‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا وقعت بعد مبتدأ هو في المعنى قول وخبر أن قول كذلك والقائل واحد نحو‪:‬‬
‫خير القول إني أو أني أحمد اهلل بالفتح والكسر‪ ،‬فخير القول حمدا هلل‪ ،‬وحمدا‬
‫هلل خير القول‪.‬‬
‫أن األمر متعلق بمواضع كسر همزة إن‪ ،‬وفتحها ‪ ،‬التي يخطئ في مواضعها‬
‫وحيث ّ‬
‫الكثير من المبتدئين ‪.‬فإليكم هذا المقتطف من كتاب جامع الدروس العربية للغالييني‬
‫رحمه اهلل‪:‬‬

‫سورة الهمزة وجوبا ً ‪:‬‬


‫َمواض ُع "ِإنَّ " المك ُ‬

‫‪29‬‬
‫اثني‬
‫بعدها بمصدر‪ ،‬وذلك في ْ‬
‫يصح أن ُيَؤ ّو َل ما َ‬
‫ُّ‬ ‫حيث ال‬
‫(إن) وجوباً ُ‬
‫كسر همزةُ َّ‬
‫تُ ُ‬
‫َعشر موضعاً‪:‬‬
‫إما حقيق ًة‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬إنا أنزلناه في ليلة القَ ْد ِر}‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫ابتداء الكالم‪َّ ،‬‬ ‫تقع في‬
‫(‪ )1‬أن َ‬
‫ٌ‬
‫خوف عليهم وال هم يحزَ نون}‪.‬‬ ‫إن أولياء هللا ال‬ ‫ُحكماً‪ ،‬كقوله َع َّز َّ‬
‫وجل‪{ :‬أال َّ‬
‫ٍ‬
‫تحضيض ك َهالً‪ ،‬أو‬ ‫أما‪ ،‬أو‬
‫استفتاح‪ ،‬ك أال و َ‬
‫ٍ‬ ‫بعد حرف تنبيه‪ ،‬ك أال‪ ،‬أو‬
‫وقعت َ‬
‫ْ‬ ‫وإ ن‬
‫جواب‪ ،‬ك َن ْعم وال‪ ،‬فهي مكسورةُ الهمز ِة‪ ،‬ألنها في حكم الواقعة في‬
‫ٍ‬ ‫ك َكالَّ‪ ،‬أو‬
‫َر ْد ٍع‪َ ،‬‬
‫االبتداء‪.‬‬
‫جامع الدروس (‪)1/369‬‬
‫زيد‪ ،‬حتى إنهم ال َيرجونه‪ ،‬و َق َّل‬
‫ض ٌ‬ ‫"م ِر َ‬
‫بعد (حتّى) االبتدائية‪ ،‬نحو‪َ :‬‬
‫وكذا إن وقعت َ‬
‫بعدها ال َّ‬
‫محل لها من اإلعراب ألنها ابتدائيةٌ‪ ،‬أو‬ ‫مالُه‪ ،‬حتى إنهم ال ُيكلّمونه"‪ .‬والجملة َ‬
‫استئنافية‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )2‬أن تقع بعد (حيث) نحو‪ِ :‬‬
‫"اجل ْس حيث َّ‬
‫إن العلم موجود"‪.‬‬ ‫َ‬
‫الشمس تطلُعُ"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ك إ ْذ ِّ‬
‫إن‬ ‫تقع بعد (إذْ) نحو‪" :‬جئتُ َ‬
‫(‪ )3‬أن َ‬
‫الواقعة ِ‬
‫ِ‬
‫مجتهد"‪ ،‬ومنهُ قولهُ‬
‫ٌ‬ ‫صلَ ًة للموصول‪ ،‬نحو‪" :‬جاء الذي إنه‬ ‫صدر‬
‫تقع َ‬‫(‪ )4‬أن َ‬
‫الكنوز ما إن َمفات َحهُ لتَنوء بالعُصب ِة أولي الق َو ِة}‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تعالى‪{ :‬وآتيناهُ من‬
‫نور"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪:‬‬ ‫ِ‬
‫العلم ٌ‬
‫للقسم‪ ،‬نحو‪ :‬واهلل‪" ،‬إن َ‬
‫بعدها جواباً َ‬ ‫تقع ما َ‬
‫(‪ )5‬أن َ‬
‫الحكيم‪ ،‬انكَ لَمنَ ال ُمرسلينَ }‪.‬‬
‫ِ‬ ‫{والقرْ ِ‬
‫آن‬
‫الظن‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬قال إني عب ُد هللاِ}‪،‬‬
‫تضم ُن معنى ِّ‬ ‫ِ‬
‫القول الذي ال َي َّ‬ ‫تقع بعد‬
‫(‪ )6‬أن َ‬
‫ٍ‬
‫حينئذ بالمفعول به‪ ،‬نحو‪" :‬أتقو ُل أن‬ ‫ؤو ٌل‬
‫بعدها َم َّ‬ ‫ضم َن معناهُ فُتحت بعدهُ‪َّ ،‬‬
‫ألن ما َ‬ ‫فان تَ َّ‬
‫ُّ‬
‫"أتظن أنهُ َيفعلهُ؟"‪.‬‬ ‫عبد اهلل َيفع ُل هذا؟"‪ ،‬أي‪:‬‬
‫َ‬
‫ب"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪:‬‬ ‫"جئت وِإ َّن الشمس تَ ُ‬
‫غر ُ‬ ‫ُ‬ ‫مع ما بعدها حاالً‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫تقع َ‬
‫(‪ )7‬أن َ‬
‫وإن فريقا ً منَ ال ُمؤمنينَ لكارهون}‪.‬‬
‫ك من بيتكَ بالحقِّ‪ّ ،‬‬
‫ك َربُّ َ‬
‫أخرج َ‬
‫َ‬ ‫{كما‬

‫‪30‬‬
‫"جاء رج ٌل إنه فاضل"‪.‬‬
‫بعدها صف ًة لما قبلها‪ ،‬نحو‪َ :‬‬
‫مع ما َ‬
‫تقع َ‬
‫(‪ )8‬أن َ‬
‫لكاذب}‪.‬‬ ‫أسأت إليه‪ ،‬إنه‬ ‫فالن أني‬
‫زع ُم ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫صدر جملة استئنافيَّة‪ ،‬نحو‪"َ :‬ي ُ‬
‫تقع َ‬
‫(‪ )9‬أن َ‬
‫ابتداء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وهذه من الواقعة‬
‫ً‬
‫لمجتهد"‪ .‬ومنه قولهُ تعالى‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫إنك‬
‫"علمت َ‬
‫ُ‬ ‫الم االبتداء نحو‪:‬‬ ‫خبرها ُ‬‫تقع في ِ‬‫(‪ )10‬أن َ‬
‫{وهللاُ يَعل ُم إنكَ لرسولُه‪ ،‬وهللاُ يشه ُد َّ‬
‫إن ال ُمنافقينَ لكاذبون}‪.‬‬

‫كريم" ومنه قولهُ‬


‫بعدها خبراً عن اسم عين‪ ،‬نحو‪" :‬خلي ٌل إنه ٌ‬ ‫تقع مع ما َ‬
‫(‪ )11‬أن َ‬
‫{إن الذين آمنوا والذين هادوا والصّابِئينَ والنَّصارى والمج َ‬
‫ُوس والذينَ أشركوا‪،‬‬ ‫تعالى‪َّ :‬‬
‫ص ُل بينهم يو َم بالقيامة}‪.‬‬ ‫َّ‬
‫إن هللاَ يَف ِ‬
‫َمواض ُع "َأنَّ " الم ْفتوح ِة الهمزة وجوبا ً‬
‫جامع الدروس (‪)1/370‬‬
‫ٍ‬
‫منصوب أو‬ ‫ٍ‬
‫بمصدر مرفوع او‬ ‫بعدها‬
‫يؤو َل ما َ‬
‫يجب ن َّ‬
‫حيث ُ‬
‫"أن" وجوباً ُ‬
‫فتح همزةُ ّ‬
‫تُ ُ‬
‫عشر موضعاً‪:‬‬
‫أحد َ‬
‫مجرور‪ .‬وذلك في َ‬
‫مرفوع في خمسة مواضع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بمصدر‬ ‫فيؤول ما بعدها‬
‫َّ‬

‫مجتهد" ومنه قولهُ‬


‫ٌ‬ ‫(‪ )1‬أن تكون وما بعدها في موضع الفاعل‪ ،‬نحو‪" :‬بلغني أنك‬
‫تعالى‪َ{ :‬أولم يَ ْكفِهم أنا أنزلنا عليكَ الكتاب}‪.‬‬
‫خير لك"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪:‬‬
‫اجتهدت لكان ٌ‬
‫َ‬ ‫ومن ذلك أن تقع بعد "لَ ْو"‪ ،‬نحو‪" :‬لو انك‬
‫{ولو أنهم آمنوا واتقَوْ ا لمثوبة من هللا خيرٌ}‪.‬‬
‫كسو ٌل"‪ ،‬ومنه‬ ‫المصدرية الظَّ َّ‬
‫رفية‪ ،‬نحو‪" :‬ال ُأكلمك ما أنك ُ‬ ‫ّ‬ ‫ومن ذلك أن تقع بعد "ما"‬
‫ِ‬
‫السماء نجماً)‪.‬‬ ‫مكانه) أو (ما َّ‬
‫أن في‬ ‫حراء َ‬ ‫قولُهُ ْم‪( :‬ال ُأكلِّمهُ ما َّ‬
‫أن‬
‫ً‬
‫منصرف"‪ ،‬ومنهُ‬
‫ٌ‬ ‫"ع َلم انك‬
‫موضع نائب الفاعل‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬
‫ِ‬ ‫(‪ )2‬أن تكون هي وما بعدها في‬
‫قولهُ تعالى‪{ :‬قُل‪ُ :‬أ ِ‬
‫وح َي إلي انه استم َع فَفَ ٌر من الجن}‪.‬‬

‫مجتهد"‪ ،‬ومنهُ قولهُ‬


‫ٌ‬ ‫"ح َس ٌن انك‬
‫تكون هي وما بعدها في موضع المبتدأ‪ ،‬نحو‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫(‪ )3‬أن‬

‫‪31‬‬
‫تعالى‪{ :‬ومن آياته انك تَرى األرض خاشعةً}‪.‬‬
‫ألن‪،‬‬
‫واقع مبتدأ أو اسماً َّ‬
‫(‪ )4‬أن تكون هي وما بعدها في موضع الخبر عن اسم مع ًنى ٍ‬
‫اسم ٍ‬
‫عين‬ ‫المخب ُر عنهُ َ‬
‫َ‬ ‫كريم"‪ ،‬ونحو‪" :‬أن ظني انك فاض ٌل"‪ .‬فان كان‬
‫انك ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫سب َ‬
‫"ح ُ‬
‫نحو‪َ :‬‬
‫لكان التأوي ُل‪" :‬خلي ٌل‬
‫كريم"‪ ،‬بفتحها‪َ ،‬‬ ‫كسرها‪ ،‬كما َّ‬
‫تقد َم‪ ،‬ألنك لو قلت‪" :‬خلي ٌل انهُ ُ‬ ‫وجب ُ‬
‫فيكون المعنى ناقصاً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫كر ُمهُ"‪،‬‬
‫َ‬
‫معطوف ِ‬
‫عليه أو َب َد ٌل‬ ‫ٌ‬ ‫لمرفوع‪ ،‬على انه‬
‫ٍ‬ ‫تابع‬
‫موضع ٍ‬
‫ِ‬ ‫(‪ )5‬أن تكون هي وما بعدها في‬

‫سعيد انهُ‬
‫عجبني ٌ‬
‫الخلُق"‪ ،‬والثاني نحو‪"ُ :‬ي ُ‬
‫ك َح َس ُن ُ‬
‫اجتهادك وان َ‬
‫ُ‬ ‫منه‪ ،‬فاألول نحو‪" :‬بلغني‬
‫مجتهد"‪.‬‬
‫ٌ‬
‫مواضع‪:‬‬ ‫منصوب في ِ‬
‫ثالثة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بمصدر‬ ‫وتَُؤ َّو ُل‬
‫َ‬
‫مجتهد"‪ ،‬ومنهُ‬
‫ٌ‬ ‫ك‬
‫"علمت أن َ‬
‫ُ‬ ‫(‪ )1‬أن تكون هي وما بعدها في موضع المفعول به‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ضم ِن‬
‫قولهُ تعالى‪{ :‬وال تخافون أنكم أشركتم باهللِ}‪ .‬ومن ذلك أن تقع بعد القول المتَ ّ‬
‫الظن‪ ،‬كما سبق‪.‬‬
‫معنى ّ‬
‫جامع الدروس (‪)1/371‬‬
‫ِ‬
‫بشرط أن يكون‬ ‫لكان أو إحدى أخواتها‪،‬‬
‫خبر َ‬‫موضع ٍ‬
‫ِ‬ ‫(‪ )2‬أن تكون هي وما بعدها في‬
‫َّ‬
‫الحق"‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫"كان علمي‪ ،‬أو َيقيني‪ ،‬أنك تتبعُ‬
‫اسم مع ًنى‪ ،‬نحو‪َ :‬‬
‫اسمها َ‬
‫ُ‬
‫الب َد ّلية فاألول‬ ‫ٍ‬
‫لمنصوب‪ ،‬بالعطف أو َ‬ ‫تابع‬
‫موضع ٍ‬
‫ِ‬ ‫(‪ )3‬أن تكون هي وما بعدها في‬
‫نصرف" ومنهُ قولهُ تعالى‪{ :‬اذكروا نِعمت َي التي أنعمت‬
‫ٌ‬ ‫وأنك ُم‬
‫ك َ‬ ‫"علمت مجيَئ َ‬
‫ُ‬ ‫نحو‪:‬‬
‫لق"‬
‫الخ ْ‬
‫"احترمت خالداً أّنه َح َس ُن ُ‬
‫ُ‬ ‫عليكم‪ ،‬واني فَضَّلتكم على العالمين}‪ ،‬والثاني نحو‪:‬‬
‫ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬وإذ يَ ِع ُدكم هللا إحدى الطائفتين أنها لَ ُكم}‪.‬‬
‫مواضع أيضا‪:‬‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫مجرور في ثالثة‬ ‫ٍ‬
‫بمصدر‬ ‫وتَؤ َّو ُل‬
‫جبت من‬
‫"ع ُ‬ ‫ٍ‬
‫مجرور به‪ ،‬نحو‪َ :‬‬ ‫ٍ‬
‫مصدر‬ ‫بعدها في تأويل‬
‫تقع بعد حرف الجر‪ ،‬فما َ‬
‫(‪ )1‬أن َ‬
‫هو الح ُّ‬
‫ق }‪.‬‬ ‫انك ُمهم ٌل"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬ذلكَ بأن هللاَ َ‬
‫َ‬

‫‪32‬‬
‫الشمس تَطلُعُ"‪،‬‬
‫َ‬ ‫قبل َّ‬
‫أن‬ ‫"جئت َ‬
‫ُ‬ ‫موضع المضاف إليه‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ِ‬ ‫تقع مع ما بعدها في‬‫(‪ )2‬أن َ‬
‫َنطقون}‪.‬‬ ‫ومنه قوله تعالى‪{ :‬وأّنه ل َح ٌّ‬
‫ق مثلما أنكم ت ِ‬
‫لمجرور‪ ،‬بالعطف أو الب َد ِ‬
‫لية‪ ،‬فاألول نحو‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫تابع‬
‫(‪ )3‬أن تقع هي وما بعدها في موضع ٍ‬
‫َ‬
‫جبت منهُ إنهُ ُمهم ٌل"‪.‬‬
‫"ع ُ‬ ‫ررت من َأد ِب ٍ‬
‫خليل وإ نها عاق ٌل"‪ ،‬والثاني نحو‪َ :‬‬ ‫"س ُ‬‫ُ‬

‫ض ُع التي تَجو ُز فيها "ِإنَّ وَأنَّ "(بالفتح والكسر)‬


‫ا ْل َموا ِ‬
‫حيث َيصح االعتباران‪ :‬تأوي ُل ما بعدها‬
‫وفتحها‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫"إن"‬
‫يجوز األمران‪ ،‬كسر همزة َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫تأويله‪ .‬وذلك في أربعة مواضع‪:‬‬ ‫وعدم‬ ‫ٍ‬
‫بمصدر‪،‬‬
‫ُ‬
‫واقف"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫"خرجت فإذا َّ‬
‫إن سعيداً‬ ‫ُ‬ ‫جائي ِة‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫(‪ )1‬بعد "إذا" الفُ ّ‬
‫(فالكسر هو األصل‪ ،‬وهو على معنى "فإذا سعيد واقف" والفتح على تأويل ما بعدها‬
‫بمصدر مبتدأ محذوف الخبر‪ ،‬والتأويل "فإذا وقوفه حاصل")‪.‬‬
‫ِ‬
‫بالوجهين قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫وقد ُروي‬
‫س ِّيداً * ِإ َذا ( ّإنه ََّأنهُ ) َع ْب ُد ا ْلقَفا واللَّ ِ‬
‫هازِم*‬ ‫ت ََأرى َز ْيداً‪ ،‬كما قي َل‪َ ،‬‬
‫*و ُك ْن ُ‬
‫(فالكسر على معنى‪" :‬فإذا هو عبد القفا"‪ .‬والفتح على معنى "فإذا عبوديته حاصلة"‪.‬‬
‫جامع الدروس (‪)1/372‬‬
‫ِ‬ ‫بعد ِ‬
‫كر ُم"‪ .‬وقد قرئ بالوجهين قولهُ‬ ‫فانك تُ َ‬
‫تجتهد َ‬
‫ْ‬ ‫الجزاء‪ ،‬نحو‪" :‬إن‬ ‫فاء‬ ‫تقع َ‬‫(‪ )2‬أن َ‬
‫نار جهن َم}‪ .‬وقولهُ‪َ { :‬من عم َل منكم سُو ًءا‬ ‫تعالى‪َ { :‬م ْن يُحا ِد ِد هللاَ ورسولَهُ َّ‬
‫فان لهُ َ‬
‫ناب من بعد ِه وأصلح‪ ،‬فانهُ غفو ٌر َرحي ٌم}‪.‬‬
‫بِجهال ٍة‪ ،‬ث َّم َ‬
‫(فالكسر على جعلها جملة الجواب‪ .‬والفتح على أن ما بعدها مؤول بمصدر مرفوع‬
‫مبتدأ محذوف الخبر‪ .‬والتقدير في المثال‪" :‬إن تجتهد فإكرامك حاصل"‪ .‬والتقدير في‬
‫اآلية األولى "فكون نار جهنم له أو ثابت أو حاصل" والتقدير في اآلية األخرى‪:‬‬
‫{فمغفرة اهلل حاصلة له}‪ .‬وتكون جملة المبتدأ المؤول وخبره المحذوف جواب الشرط)‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ِ‬
‫اإلكرام"‪ ،‬وقد‬ ‫عليل‪ ،‬نحو‪ :‬أكرمه‪ّ ،‬انه م ِ‬
‫ستح ٌّ‬
‫ق‬ ‫موضع التَّ ِ‬ ‫تقع مع ما بعدها في‬
‫ُُ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )3‬أن َ‬
‫ك َس َك ٌن لهم}‪.‬‬
‫صالتَ َ‬ ‫{ص ِّل عليهم‪َّ ،‬‬
‫إن َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالوجهين قولهُ تعالى‪:‬‬ ‫قرئ‬
‫(فالكسر على أنها جملة تعليلية‪ .‬والفتح على تقدير الم التعليل الجارة أي‪ :‬ألنه والن‬
‫صالتك‪ .‬والتأويل في المثال‪" :‬أكرمه الستحقاقه اإلكرام"‪ ،‬وفي اآلية‪" :‬صل عليهم‬
‫لتسكين صالتك إياهم"‪ ،‬والسكن (بالتحريك) ما يسكن إليه‪ ،‬ويفسر أيضا بالرحمة‬
‫والبركة)‪.‬‬
‫الغالب‪ .‬قال‬
‫ُ‬ ‫انك على َح ٍّ‬
‫ق"‪ .‬والفتح هو الكثير‬ ‫بعد "ال َج َر َم" نحو‪" :‬ال َج َر َم َ‬ ‫تقع َ‬ ‫(‪ )4‬أن َ‬
‫أن هللاَ يَعلَ ُم ما ي ُِسرُّ ونَ }‪( .‬ووجه الفتح أن تجعل ما بعد "أن" مؤوالً‬
‫تعالى‪{ :‬ال َج َر َم َّ‬
‫وعلم اهلل‬ ‫لجرم‪ .‬وجرم‪ :‬معناه َّ‬
‫وثبت‪ .‬وأصل الجرم القطع‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫حق‬ ‫َ‬ ‫بمصدر مرفوع فاعل‬
‫باألشياء مقطوعٌ به ألنه حق ثابت‪.‬‬
‫جامع الدروس (‪)1/373‬‬
‫و "ال" حرف نفي للجواب‪ ،‬يرد به كالم سابق‪ .‬فكأنه قال‪" :‬ال"‪ ،‬أي‪ :‬ليس األمر كما‬
‫زعموا‪ ،‬ثم قال‪( :‬جرم أن اهلل يعلم) أي‪( :‬حق وثبت علمه)‪ .‬وقال الفراء‪ :‬ال جرم‬
‫بمعنى (ال بد)‪ ،‬لكن كثر في الكالم‪ ،‬فصار بمنزلة اليمين‪ ،‬لذلك فسرها المفسرون‪ :‬حقاً‪:‬‬
‫كسبت‪ .‬فتكون (ال) على رأيه نافية للجنس‪ .‬و (جرم)‬
‫ُ‬ ‫وأصله من جرمت‪ :‬بمعنى‬
‫اسمها مبني على الفتح‪ ،‬وما بعد (أن) مؤول بمصدر على تقدير(من)‪ ،‬أي‪ :‬ال جرم من‬
‫أن اهلل يعلم‪ ،‬أي‪ :‬ال بد من علمه‪.‬‬
‫ووجه الكسر‪ :‬أن من العرب من يجعل (ال جرم) بمنزلة القسم واليمين‪ ،‬نحو‪( :‬ال جرم‬
‫آلتينك‪ ،‬وال جرم لقد أحسنت)‪ .‬فمن جعلها يميناً كسر همزة (إن) بعدها نحو‪( :‬ال جرم‬
‫إنك على حق)‪ ،‬وجعل جملة (إن) المكسورة واسمها وخبرها‪ .‬جواب القسم‪ .‬وعلى من‬
‫بد) وقد أغنى جواب القسم عن خبرها‪.‬‬
‫جعلها يميناً فإعرابها كإعراب (ال ّ‬
‫وقد علمت انه حيث جاز فتح (أن) وكسرها‪ ،‬فالكسر أولى وأكثر‪ ،‬ألنه األصل‪ ،‬وألنه‬

‫‪34‬‬
‫نزلتها منزلة‬
‫ال تكلف فيه‪ ،‬إال إذا وقعت بعد (ال جرم) فالفتح هو الغالب الكثير‪ ،‬وإن ّ‬
‫اليمين‪ ،‬ألنها في األصل فعل)‪.‬‬
‫تطبيقات على باب أن وأخواتها‪:‬‬
‫اختاري اإلجابة الصحيحة فيما يلي‪:‬‬
‫* إذا اتصلت ليت بما الحرفية‪:‬‬
‫‪ -2‬يزول اختصاصها بالجملة االسمية‬ ‫‪ -1‬تبقى على اختصاصها بالجملة االسمية‪.‬‬

‫أن المفتوحة الهمزة‪:‬‬


‫* إذا خففت ّ‬
‫‪ -1‬وجب في الخبر أن يكون جملة ال مفرداً ‪ -2‬ال يشترط ذلك‪.‬‬
‫إن المكسورة الهمزة‪ ،‬وأهملت‪:‬‬
‫* إذا خففت ّ‬
‫‪ -2‬ال يلزم ذلك‪.‬‬ ‫‪ -1‬لزم في خبرها الالم‪.‬‬
‫أن المفتوحة الهمزة جملة فعلية فعلها متصرف لغير الدعاء‪:‬‬
‫* إذا كان خبر ّ‬
‫‪ – 2‬لم يجب ذلك‪.‬‬ ‫‪ -1‬وجب أن يفصل الخبر منها‪.‬‬
‫* إذا خففت أن المفتوحة الهمزة فإنها‪:‬‬
‫‪ -1‬تبقى على ما كان لها من العمل‪ -2.‬يجوز فيها اإلعمال ويجوز فيها اإلهمال‪.‬‬
‫* إذا خففت كأن‪:‬‬
‫‪ -2‬يجوز ذكره ويجوز حذفه‪ ،‬والحذف أغلب‪.‬‬ ‫‪ -1‬وجب حذف اسمها‪.‬‬
‫هاتي جملة مفيدة‪:‬‬
‫إن‪.‬‬
‫‪ -1‬موضعين تكسر فيهما همزة ّ‬
‫أن‪.‬‬
‫‪ -2‬موضعين تفتح فيهما همزة ّ‬
‫‪ -3‬موضعين يجوز فيهما كسر همزة إن وفتحها‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫انتهى‬

‫ال النافية للجنس‬


‫إن في العمل‪ :‬نصب المبتدأ اسماً لها ورفع الخبر خبراً لها‪،‬‬
‫تجري ال مجرى ّ‬
‫بثالثة شروط‪:‬‬
‫‪ :1‬أن تكون نافية للجنس والمقصود بها استغراق نفي الجنس الذي يدل عليه اسمها‬
‫على سبيل التنصيص‪ ،‬وهذا االستغراق يستعدي وجود (من) لفظاً أو معنى‪.‬‬
‫تسمى ال النافية للجنس ال التبرئة‪ ،‬لتبرئة أفراد الجنس من حكم الخبر لقوة‬ ‫‪‬‬

‫داللتها على النفي المؤكد أكثر من أدوات النفي األخرى‪.‬‬


‫‪ :2‬أن يكون معموالها نكرتين لما عرفت أن استغراقها يستدعي وجود من‪ ،‬ومعلوم‬
‫أن من حرف جر أن يكون مدخوله اسماً نكرة ألن النكرة تدل على الجنس‪.‬‬
‫‪ :3‬أن يكون االسم مقدماً والخبر مؤخراً نحو‪ :‬ال رجل في الدار‪.‬‬
‫إذا اختل الشرط األول وهو كونها نافية للجنس‪ ،‬كانت ناهية واختصت بالفعل‪.‬‬
‫وإ ذا كانت نافية للعدد الواحد نحو‪ :‬ال رجل في ِ‬
‫الدار بل رجالن‪ ،‬عملت عمل ليس‪.‬‬
‫* انظري الحروف المشبهة بليس التي سبق دراستها*‬
‫وإ ن اختل كون معموليها نكرتين‪ ،‬أو اختل تقدم اسمها وتأخر خبرها‪ ،‬لم تعمل‪،‬‬
‫ووجب تكرارها‪ ،‬نحو‪ :‬ال زيد في الدار وال عمرو‪ -‬اختل كونها نكرتين‪-‬‬
‫قوله تعالى ‪( :‬ال فيها غو ٍّل وال هم عنها ينزفون)‪ -‬اختل تقدم اسمها وتأخر خبرها‪.‬‬
‫وإ ذا استوفت ( ال ) الشروط‪ ،‬فإن اسمها يكون‪:‬‬
‫صاحب علم ممقوت‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ /1‬مضافاً‪ :‬نحو‪ :‬ال‬
‫وإ عرابه‪ :‬صاحب‪ :‬اسم ال منصوب بالفتحة‪ ،‬ممقوت‪ /‬خبر ال مرفوع بالضمة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ /2‬شبيهاً بالمضاف‪:‬نعني به ما اتصل به شيء من تمام معناه مرفوع به نحو‪ :‬ال قبيحاً‬
‫ممدوح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫فعلُه‬
‫ال‪ /‬نافية للجنس‪ ،‬قبيحاً‪ :‬اسم ال منصوب بالفتحة‪ ،‬فعله‪ /‬فاعل للصفة المشبهة‬
‫(قبيحاً) مرفوع بالضمة‪ ،‬ممدوح‪ /‬خبر ال مرفوع بالضمة‪.‬‬
‫حاضر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أو منصوب به‪،‬نحو‪ :‬ال طالعاً جبالً‬
‫ال‪ /‬نافية للجنس‪ ،‬طالعاً‪ /‬اسم ال منصوب بالفتحة‪ ،‬وفاعلهُ ضمير مستتر تقديره هو‬
‫حاضر‪ /‬خبر ال مرفوع‬
‫ٌ‬ ‫جبالً‪ /‬مفعو ٌل به السم الفاعل (طالعاً) منصوب بالفتحة‪،‬‬
‫بالضمة‪.‬‬
‫‪ :3‬مفرداً‪ :‬أي ليس مضافاً وال شبيهاً بالمضاف‪ ،‬نحو‪ :‬ال رجل في الدار‪ ،‬ال رجال في‬
‫الدار يبنى على ما ينصب به‪.‬‬
‫معلمات في ُ‬
‫َ‬ ‫الدار‪ ،‬ال معلمين في الدار‪ ،‬ال‬
‫فنقول في‪:‬‬
‫ال رجل‪ :‬اسم مبني على الفتح في محل نصب‪.‬‬
‫ال رجلين‪ :‬اسم ال مبني على الياء ألنه مثنى في محل نصب‪.‬‬
‫ال رجال‪ :‬اسم ال مبني على الفتح في محل نصب‪.‬‬
‫ال معلمين‪ :‬اسم ال مبني على الياء ألنه جمع مذكر سالم في محل نصب‪.‬‬
‫ِ‬
‫معلمات‪ :‬اسم ال مبني على الكسر ألنه جمع مؤنث سالم في محل نصب ويجوز‬ ‫ال‬
‫معلمات‪ :‬اسم ال مبني على الفتح في محل نصب‪،‬‬
‫َ‬ ‫أن يبنى على الفتح فنقول‪ :‬ال‬
‫سابغات **‬
‫َ‬ ‫وعليه قول الشاعر** ال‬
‫تطبيقات على باب ال النافية للجنس‬
‫ما معنى ال النافية للجنس‪ ،‬وما علمها؟‬
‫لعمل ال النافية شروط‪ ،‬أذكريها‪ ،‬مع التمثيل؟‬
‫أعربي ما تحته خط فيما يلي‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫حاضر‪ .‬ال معلمين في الدار‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫( ال فيها غو ٌل وال هم ينزفون)‪ .‬ال طالعاً جبالً‬
‫ال معلمات في الدار‪.‬‬
‫ظن وأخواتها‬
‫الباب الثالث ‪ّ :‬‬
‫هذا النوع الثالث من النواسخ وهو ما ينصب المبتدأ والخبر معاً على إنهما مفعوالن‪،‬‬
‫وأفعال هذا الباب نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬أفعال القلوب‪ :‬ونعني بها األفعال التي معانيها قائمة بالقلب متصلة به كالعلم‪،‬‬
‫والظن‪ ،‬والزعم‪ ،‬وهذه األفعال هي‪ :‬ظن‪ ،‬رأي‪ ،‬حسب‪ ،‬ذرى‪ ،‬خال‪ ،‬وجد‪،‬‬
‫زعم‪ ،‬علم‪.‬‬
‫‪ -2‬أفعال التحويل‪ :‬ونعني بها األفعال التي تدل على تحول الشيء من حالة إلى‬
‫صير‪.‬‬
‫أخرى مثل‪ :‬جعل‪ّ ،‬‬
‫أوالً‪ :‬أفعال القلوب‪:‬‬
‫ظن‪ :‬والغالب عليه كونه للرجحان‪ :‬وهو إدراك الشيء مع احتمال ضده‪ ،‬نحو‪:‬‬‫‪ّ -1‬‬
‫الكتاب موجوداً‪ ،‬وقوله ‪( :‬وإني ألظنك يا فرعون مثبوراً)‬
‫َ‬ ‫ظننت‬
‫ظننت‪ /‬فعل وفاعل‪ ،‬الكتاب‪ /‬مفعول به أول‪ ،‬موجوداً‪ /‬مفعول به ثاني منصوب‪.‬‬
‫الكتاب موجود‪ ،‬مبتدأ وخبر قبل دخول ظن عليها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫األصل‪:‬‬
‫‪ -2‬رأى‪ :‬الغالب فيه كونه لليقين‪ :‬وهو االعتقاد الجازم‪ ،‬فتكون بمعنى علم‪ ،‬نحو‪ :‬قول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫محاولة وأكثره جنودا‬ ‫رأيت اهلل أكبر كل شيء‬
‫رأيت‪ /‬فعل وفاعل‪ ،‬اهلل‪ /‬لفظ الجاللة منصوب على التعظيم‪.‬‬
‫أكبر‪ /‬مفعول به ثاني منصوب بالفتحة‪.‬‬
‫ظن‪ ،‬نحو قوله تعالى‪( :‬ال‬
‫‪ – 3‬حسب‪ :‬والغالب فيه كونه للرجحان‪ ،‬فيكون بمعنى ّ‬
‫تحسبوه شراً لكم)‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫تحسبوا‪ /‬فعل وفاعل‪ ،‬والهاء هـ‪ /‬في محل نصب مفعول به أول‪ ،‬شراً‪ :‬مفعول به‬
‫ثاني منصوب بالفتحة‪.‬‬
‫‪ :4‬درى‪ :‬ويفيد اليقين‪ ،‬فيكون بمعنى علم‪ ،‬نحو‪ :‬قول الشاعر‪:‬‬
‫فإن اغتباطاً بالوفاء حميد‬ ‫دريت الوفي العهد ياعرو فاغتبط‬
‫دري‪ :‬نصب للمفعولين قليل‪ ،‬واألكثر فيه أنه يتعدد لمفعول واحد بالباء‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫دريت بنجاحك‪ .‬وإ ذا دخلت عليه همزة النقل‪ -‬التعددية‪ -‬تعدد بها للمفعول األول‬
‫وتعدد بالباء للمفعول الثاني‪ ،‬نحو قوله تعالى‪( :‬وال أدراكم به)‪.‬‬
‫نصب الفعل درى المفعول األول وهو كاف الخطاب لتعديه إليه بالهمزة‪ ،‬ونصب‬
‫المفعول به الثاني وهو وهاء الغائب لتعديه إليه بالباء‪.‬‬
‫الوفي‪ /‬دري‪ /‬فعل مبني للمجهول‪ ،‬التاء‪/‬نائب فاعل وهي‬
‫ّ‬ ‫الشاهد في البيت‪ :‬دريت‬
‫المفعول األول في األصل‪ ،‬الوفي‪ /‬مفعول به ثاني منصوب بالفتحة‪.‬‬
‫ظن‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫‪ :5‬خال‪ :‬والغالب عليه كونه للرجحان‪ ،‬فيكون بمعنى‪ّ :‬‬
‫قول الشاعر‪:‬‬
‫الحمولَ ِة طائرا‬
‫ُيخا ُل به راعي ُ‬ ‫اع ممتع‬
‫بيوتي في َيفَ ٍ‬
‫وحلّت ُ‬
‫يخال‪ /‬فعل دال على الرجحان وهو مبني للمجهول‪.‬‬
‫راعي‪ /‬نائب فاعل‪ ،‬وهو المفعول األول في األصل‪.‬‬
‫طائر‪ /‬مفعول به ثاني للفعل يخال منصوب بالفتحة‪.‬‬
‫ظن‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫‪ :6‬زعم‪ :‬الغالب عليه كونه للرجحان‪ ،‬ويكون بمعنى‪ّ :‬‬
‫يدب دبيبا‬
‫إنما الشي ُخ من ُ‬ ‫بشيخ‬
‫ٍ‬ ‫زعمتني شيخاً ولست‬
‫زعم‪ /‬فعل ماضي دال على الرجحان‪ ،‬الفاعل ضمير مستتر تقديره‪ :‬هي‪،‬‬
‫ت‪ /‬للتأنيث‪ ،‬ن‪/‬للوقاية‪ ،‬ي‪ /‬للمتكلم‪ /‬ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول‬
‫به أول للفعل‪ :‬زعم‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫شيخاً‪ /‬مفعول به ثاني للفعل زعم‪ ،‬منصوب بالفتحة‪.‬‬
‫‪ :7‬وجد‪ :‬ويفيد اليقين‪ ،‬وهو الغالب فيه‪ ،‬نحو‪ :‬قوله تعالى‪( :‬تجدوه عندهللا هو خيراً‬
‫وأعظم أجراً)‪.‬‬
‫تجد و‪ /‬فعل وفاعل‪ ،‬الهاء‪ /‬ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول‬
‫خيراً‪ /‬مفعول به ثاني للفعل تجد منصوب بالفتحة‪.‬‬
‫‪ :8‬علم‪ :‬واألكثر فيه أنه يفيد اليقين‪ ،‬نحو‪ :‬قوله تعالى‪( :‬فإن علمتموهن مؤمنات)‬
‫علمت‪ /‬فعل وفاعل‪ ،‬الميم‪/‬عالمة لجماعة الرجال‪ ،‬الواو‪/‬حرف إشباع لضم الميم‪.‬‬
‫الهاء‪ /‬ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول‪ ،‬النون‪ /‬عالمة لجميع النساء‪.‬‬
‫مؤمنات‪ /‬مفعول به ثان‪ ،‬منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ألنه جمع مؤنث سالم‪.‬‬
‫من خالل ما ذكرنا نستنبط أن أفعال القلوب تنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ /1‬أفعال الرجحان‪ :‬ظن‪ ،‬حسب‪ ،‬خال‪ ،‬زعم‪.‬‬
‫‪ /2‬أفعال اليقين‪ :‬رأى‪ ،‬دري‪ ،‬وجد‪ ،‬علم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أفعال التحويل‪:‬‬
‫صير‪ ،‬نحو قوله تعالى‪( :‬فجعلناه هبا ًء منثوراً)‬
‫‪ /1‬جعل‪ :‬يفيد التحويل‪ ،‬فهو بمعنى ّ‬
‫هباء‪ /‬مفعول به ثاني منصوب بالفتحة‪.‬‬
‫جعلناه‪ /‬فعل وفاعل ومفعول به أول‪ً ،‬‬
‫منثوراً‪ /‬صفة منصوبة بالفتحة‪.‬‬
‫الطين خزفاً‪.‬‬
‫َ‬ ‫صير الصانعُ‬
‫صير‪ :‬يفيد التحويل نحو قولنا على سبيل التمثيل‪ّ :‬‬
‫‪ّ /2‬‬
‫ظن وأخواتها لها ثالثة أحكام‪:‬‬
‫‪ /1‬اإلعمال‪ :‬نصب المبتدأ والخبر مفعولين لها‪،‬وهذا الحكم واقع في أفعال القلوب‬
‫وأفعال التحويل وهو األصل‪ .‬نحو‪ :‬ظننت زيداً قائماً‪.‬‬
‫‪ /2‬اإللغاء‪ :‬إبطال العمل لفظاً ومحالً لضعف العامل بتوسطه‪ ،‬نحو‪ :‬زيداً ظننت عالماً‪،‬‬
‫ويجوز في التوسط اإلعمال ويجوز اإلهمال‪ ،‬واإلعمال أرجح‪ .‬أو بتأخره‪ ،‬نحو‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫عالم ظننت‪ ،‬ويجوز اإلعمال ويجوز اإلهمال‪ ،‬واإلهمال هنا هو الراجح‬
‫زيد ٌ‬‫ٌ‬
‫باتفاق‪ ،‬ألن إلغاء العامل المتأخر أقوى من إعماله‪ ،‬ومنه قول الشاعر* القوم في‬
‫أثري ظننت *‬
‫القوم‪ /‬مبتدأ‪ ،‬في أثري‪ /‬جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ‪ ،‬ظننت‪ /‬فعل‬
‫وفاعل‪.‬‬
‫‪ /3‬التعليق‪ :‬إبطال العمل لفظاً ال محالً‪ ،‬لمجيء ماله الصدارة في الكالم بعد الفعل‪،‬‬
‫نحو‪ :‬ما النافية‪ ،‬قال تعالى‪( :‬لقد علمت ما هؤالء ينطقون)‪.‬‬
‫مسد‬
‫هؤالء‪ /‬مبتدأ‪ ،‬ينطقون‪ /‬جملة في محل خبر‪ ،‬وليسا مفعولين‪ ،‬وإ نما سدا ّ‬
‫المفعولين‪ ،‬أي‪ :‬قاما مقامهما لتعذر نصبهما لفظاً‪.‬‬
‫إن النافية‪ /‬نحو قوله تعالى‪( :‬وتظنون إن لبثتم إال قليالً)‪.‬‬
‫زيد قائم وال عمر‪.‬‬
‫ال النافية ‪ /‬نحو قولنا على سبيل المثال‪ :‬ال ٌ‬
‫الم االبتداء‪ /‬نحو قوله تعالى‪( :‬ولقد علموا لمن اشتراه ماله في اآلخرة من خالق)‬
‫الم القسم‪ /‬نحو قول الشاعر‪ * :‬ولقد علمت لتأتين منيتي*‬
‫االستفهام‪ /‬نحو قوله تعالى‪( :‬ولتعل ُم َّن أينا أشد عذابا ً وأبقى)‬
‫وقوله تعالى ‪(:‬وسيعلم الذين ظلموا أ ّ‬
‫ي منقلب ينقلبون)‪.‬‬
‫والدليل على أن الفعل عامل في المحل أنه يجوز العطف على محل الجملة بالنصب‬
‫‪،‬نحو‪ :‬علمت أزيد عندك أم عمرا ‪...‬‬
‫**************************************************‬
‫تم بحمد اهلل وتوفيقه‬

‫‪41‬‬
‫تطبيقات في باب ظن وأخواتها‬
‫ما عمل ظن وأخواتها‪ ،‬وما أنواعها؟‬ ‫‪‬‬

‫خال)‬ ‫‪/‬‬ ‫ما معنى األفعال اآلتية‪ ،‬مع التمثيل لها‪( :‬رأي‬ ‫‪‬‬

‫من أحكام ظن وأخواتها‪ :‬اإللغاء والتعليق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عرفي كل منهما‪ ،‬مع التمثيل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ـــــــــــــ‬
‫مع أطيب التمنيات بالتوفيق والنجاح‬

‫مراجع المادة‪:‬‬

‫المرجع المقرر‪ :‬شرح قطر الندى وبل الصدى‪ ،‬البن هشام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫لالستزادة والفائدة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‪ ،‬البن عقيل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك‪ ،‬لمحي الدين عبد الحميد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النحو الوافي‪ ،‬عباس حسن‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪42‬‬

You might also like