You are on page 1of 32

‫شعبة الدراسات اإلسالمية‬

‫وحدة النحو والصرف ‪2‬‬


‫الفصل الثاني‬

‫إعداد ذ‪ :‬بريمي المهدي‬

‫‪1‬‬
‫الكلية المتعددة التخصصات‬
‫إعداد األستاذ بريمي المهدي‬ ‫شعبة الدراسات اإلسالمية‬
‫وحدة النحو والصرف ‪2‬‬

‫مكون النحو‬
‫االستثناء‬
‫يقول ابن مالك‬
‫وبعد نفــي أو كنفــي انــتـخب‪:‬‬ ‫ما استثنت "إال" مع تمام ينتصـب‬
‫وعن تميــم فيه إبـدال وقــــــع‬ ‫إتباع ما اتصل‪ ،‬وانصب ما انقطع‪،‬‬
‫يأتي‪ ،‬ولكن نصبه اختر إن ورد‬ ‫وغير نصب سابق في النفـي قـــد‬
‫بعد يكن كمــا لو "إال" عدمـــا‬ ‫وإن يفــرغ سابــــق "إال" لمـــــا‬
‫شرح األبيات‪:‬‬
‫إذا كان الكالم تاما موجبا‪ ،‬سواء كان متصال ام منقطعا‪ ،‬يكون المستثنى منصوبا‪.‬‬
‫وإذا كان الكالم غير موجب – وهو الذي يكون فيه نفي أو شبهه – يختار االتباع‬
‫في المتصل‪ ،‬ويجب نصب المنقطع عند غير بني تميم‪ .‬وأما بنو تميم فيجيزون‬
‫االتباع في المنقطع كذلك‪.‬‬
‫إذا كان الكالم غير موجب وسبق المستثنى على المستثنى منه‪ ،‬فإن االحسن فيه‬
‫النصب وإن ورد فيه عن بعض النحاة غير النصب‪ ،‬من ذلك مثال ‪ " :‬ما قام إال‬
‫زيدا القو ُم " و أما غير النصب‪ ،‬فنحو‪ " :‬ما قام إال زي ٌد القو ُم "‪ .‬أم الموجب‬
‫فيتعين فيه النصب‪ ،‬نحو ‪ " :‬قام إال زيدا القو ُم "‪.‬‬
‫إذا تفرغ العامل السابق الذي يوجد قبل إال لما بعدها‪ ،‬سواء كان فعال أو فاعال او‬
‫مبتدأ أو جارا أو غير ذلك‪ ،‬كان االسم الواقع بعد إال معربا بما يقتضيه ما قبلها‪.‬‬
‫من ذلك مثال‪ " :‬ما قام إال زي ٌد " " ما ضربت إال زيدا" " ما االجتهاد إال أساس‬
‫النجاح " " ما مررت إال بزيد "‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فزيد في الجملة االولى فاعل‪ ،‬وفي الجملة الثانية مفعول به‪ ،‬وأساس في الجملة‬
‫الثالثة خبر المبتدأ‪ ،‬وزيد في الجملة الرابعة مجرور بحرف الجر‪.‬‬
‫واالستثناء المفرغ ال يكون في كالم موجب‪ ،‬فال نقول‪" :‬ضربت إال زيدا"‬

‫تعريف االستثناء‬
‫االستثناء هو ‪ :‬اإلخراج ب "إال" أو إحدى أخواتها لما كان داخال في الحكم‬
‫السابق عليها‪ .‬فليس هذا اإلخراج إال "الطرح" ‪ ،‬بإسقاط ما بعدها من المعنى الذي‬
‫قبلها‪ ،‬ومخالفته للمتقدم عليها فيما تقرر من أمر مثبت أو منفي‪.‬‬
‫أنواع االستثناء‪:‬‬
‫‪ – 1‬االستثناء التام‪:‬‬
‫وهو ما كان فيه المستثنى مذكورا‪ ،‬مثل‪ " :‬ركبت الطائرة عشر ساعات إال‬
‫خمسة‪.‬‬
‫‪ – 2‬االستثناء الموجب وغير الموجب‪:‬‬
‫فاألول ما كانت جملته خالية من النفي‪ ،‬وشبهه ( وشبه النفي هنا هو النهي‪،‬‬
‫واالستفهام الذي يتضمن معنى النفي‪ :‬كاالستفهام االستنكاري‪ ،‬مثل‪ " :‬ومن أصدق‬
‫من هللا حديثا " واالستفهام التوبيخي‪ ،‬مثل‪ " :‬أتأكل أموال اليتامى بالباطل ؟"‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬ما كانت جملته مشتملة على نفي أو شبهه‪ ،‬نحو ‪ " :‬ما تأخر المدعوون‬
‫للحفل إال واحدا"‪ .‬وهذا النفي لفظي‪ ،‬ومنه ما هو معنوي‪ ،‬بحيث يستفاد النفي من‬
‫معنى الجملة‪ ،‬كقول هللا تعالى‪ " :‬يأبى هللا إال أن يتم نوره‪ ".‬ف "يأبى" بمعنى ال‬
‫يريد‪.‬‬

‫‪ – 3‬االستثناء المفرغ‪:‬‬
‫وهو ما حذف من جملته المستثنى منه‪ ،‬والكالم غير موجب‪ ،‬نحو‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ما تكلم الناس إال واحد‬ ‫واألصل‬ ‫‪ -‬ما تكلم إال واحد‬
‫ما شهدت الناس إال واحدا‬ ‫واألصل‬ ‫‪ -‬ما شهدت إال واحدا‬
‫ما ذهبت للناس إال واحد‬ ‫واألصل‬ ‫‪ -‬ما ذهبت إال لواحد‬
‫‪ – 4‬االستثناء المتصل والمنقطع ‪ /‬المنفصل‪:‬‬
‫فاألول‪ :‬ما كان المستثنى بعضا من من المستثنى منه‪ ،‬نحو‪" :‬سقيت األشجار إال‬
‫شجرة" – و "غطيت الجسم إال الوجه"‪.‬‬
‫و لهذا صورتان ‪ ،‬األولى أن يكون المستثنى منه متعدد األفراد والمستثنى واحد ‪:‬‬
‫قرأت الكتب إال واحدا‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬أن يكون المستثنى منه فردا واحدا وفيه أجزاء‪ ،‬والمستثنى جزء من تلك‬
‫األجزاء‪ :‬فحصت الجسد إال اليد‬
‫والثاني‪ :‬ما لم يكن في المستثنى بعضا من المستثنى منه‪ ،‬نحو‪" :‬حضر الضيوف‬
‫إال سياراتهم" ‪،‬وقول هللا تعالى " ال يسمعون فيها لغوا إال سالما"‪ .‬وليس معنى‬
‫انقطاعه أنه ال صلة له بالمستثنى منه‪ ،‬و ال عالقة تربطهما معنويا‪ ،‬فهذا خطأ‬
‫بالغ؛ وإنما معناه انقطاع صلة "البعضية" بينهما‪ ،‬بأال يكون المستثنى جزءا حقيقيا‬
‫من المستثنى منه‪ .‬ومع ذلك البد أن يكون هناك نوع اتصال معنوي يربط بينهما‪.‬‬
‫ولذلك تؤدي أداة االستثناء "إال" معنى الحرف‪ ":‬لكن" التي هي لالستدراك‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أحكام االستثناء‪:‬‬
‫إذا كانت أداة االستثناء هي " إال "‪ ،‬ولم تتكرر‪ ،‬فللمستثنى بها ثالثة أحكام‪:‬‬
‫‪ – 1‬وجوب النصب‪ ،‬في األغلب‪ ،‬بشرط أن يكون الكالم تاما موجبا؛ سواء أكان‬
‫المستثنى متأخرا بعد المستثنى منه أم كان متقدما عليه‪ .‬وسواء أكان متصال أم‬
‫منقطعا‪ .‬نحو‪:‬‬
‫حضر الطلبة إال واحدا‬
‫رأيت الطلبة إال واحدا‬
‫التقيت بالطلبة إال واحدا‬
‫‪1‬‬
‫وعن االعراب‪ ،‬نقول‪" :‬إال" حرف استثناء‪ .‬والمستثنى منصوب على االستثناء‬
‫سواء كان متقدما على المستثنى منه أو متأخرا عنه‪ .‬وللتنبيه فإنه البد من تقدم‬
‫"إال" على المستثنى في كل الحاالت‪.‬‬
‫‪ – 2‬إما نصب المستثنى‪ ،‬وإما ضبطه على حسب حركة المستثنى منه‪ ،‬فيكون‬
‫مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا؛ ويعرب بدال‪ .‬والبد في الحالتين أن يكون الكالم‬
‫تاما غير موجب‪ .‬وال فرق بين المتصل والمنقطع‪ .‬نحو ما تخلف السابقون إال‬
‫واحدا == واح ٌد‬
‫ما جهلت السابقين إال واحدا == واحدا‬
‫ما تأخر عن السابقين إال واحدا == واحد‬

‫‪ 1‬أشهر مذاهب النحاة في ناصب االسم الواقع بعد " إال " أربعة‪:‬‬
‫‪ 1‬الناصب للمستثنى هو الفعل الواقع في الكالم السابق على "إال" بواسطتها‪ ،‬فيكون عمل "إال" هو تعدية‬
‫ما قبلها إلى ما بعدها‪ .‬وهذا مذهب السيرفي وهو منسوب لسيبويه‪ ،‬وقال الشلبين بأنه مذهب الجمهور‪.‬‬
‫‪ 2‬الناصب له هو الفعل الواقع قبل " إال " باستقالله‪ ،‬ال بواسطتها‪.‬‬
‫‪ 3‬الناصب له هو فعل محدوف تدل عليه "إال " ‪ ،‬والتقدير " أستثني زيدا‪ ،‬مثال "‬
‫‪ 4‬الناصب له هو نفس إال وهو مذهب ابن مالك ‪ ،‬الذي صرح به في غير األلفية‪ ،‬أما عبارته في األلفية‬
‫فتشير إليه‪ .‬أال ترى أنه يقول "ما استثنت إال"‪ ،‬وبعد قليل يقول " والغ إال" وهي عبارة تدل على أن‬
‫المراد إلغاؤها عن العمل‪.‬‬
‫وما يرد على المذهبين األولين أنه قد ال يرد في الكالم المتقدم على إال ‪ ،‬ما يصلح لعمل النصب من فعل‬
‫أو نحوه‪ ،‬تقول‪ :‬إن القوم إخوتك إال زيدا‪ .‬فكيف تقول إن العامل الذي قبل إال هو الناصب لما بعدها‪،‬‬
‫سواء كان باالستقالل أو بالواسطة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬ويجوز أن يتقدم المستثنى وهو منصوب‪ ،‬على المستثنى منه مباشرة‪،‬‬
‫ويبقى كل شيء كما كان‪ ،‬فال يتغير اإلعراب‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ما تخلف إال واحدا السابقون‬
‫ما جهلت إال واحدا السابقين‬
‫ما تأخر إال واحدا عن السابقين‬
‫أما لو تقدم وهو "بدل" ‪ ،‬فإن األمر يتغير كليا‪ ،‬فيعرب المستثنى المتقدم على‬
‫حسب حاجة الكالم قبله‪ ،‬ويزول عنه اسم المستثنى‪ ،‬كما يزول عن المستثنى منه‬
‫المتأخر‪ ،‬اسمه‪ ،‬ويعرب بدال من االسم الذي تقدم‪ ،‬وتابعا له في حركة إعرابه‪،‬‬
‫وتصير " إال " ملغاة عن العمل‪ .‬نحو‪:‬‬
‫‪ -‬ما تخلف إال واحد السابقون‬
‫‪ -‬ما جهلت إال واحدا السابقين‬
‫‪ -‬ما تأخر إال واحد عن السابقين‬
‫واالعراب يكون على الشكل التالي‪ :‬ما حرف نفي مبني على السكون ال محل له‬
‫من االعراب ‪ ،‬تخلف ‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح‪ ،‬إال‪ :‬أداة استثناء مبنية على‬
‫السكون ال محل لها من االعراب ملغاة عن العمل‪ ،‬واحد‪ :‬فاعل مرفوع بالضمة‬
‫الظاهرة على آخره‪ ،‬السابقون‪ :‬بدل كل من كل مرفوع بالواو ألنه جمع مذكر‬
‫سالم‪ .‬وهكذا باقي األمثلة‪ ،‬كل كلمة بحسب موقعها في الجملة من غير االنتباه إلى‬
‫االستثناء الوارد في الجملة‪ ،‬فكأنه غير موجود‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يعرب ما بعد إال على حسب العوامل قبلها‪ ،‬بشرط أن يكون الكالم‬
‫"مفرغا"‪ .‬وهذه الصورة ال تعد من صور االستثناء‪ ،‬لعدم وجود المستثنى منه‪،‬‬
‫لهذا تعرب "إال" ملغاة‪ .‬ويعرب ما بعدها فاعال‪ ،‬أو مبتدأ‪ ،‬أو مفعوال به‪ ،‬أو خبرا‪،‬‬
‫أو غير ذلك مما تستوجبه الجملة‪ ،‬أمثلة هذه الحالة هي‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫األصل قبل التفريغ‬ ‫الجملة مفرغة‬
‫ما أخطأ المتكلمون إال واحدا أو واحد‬ ‫‪ -1‬ما أخطأ إال واحد متسرع‬
‫ما العدل دعامة إال دعامةَ‬ ‫‪ -2‬ما العدل إال دعامة الحكم الصالح‬
‫الحكم الصالح أو دعامةُ الحكم الصالح‬
‫ما سمعت طيورا مغردة إال بلبال‬ ‫‪ -3‬ما سمعت إال بلبال صداحا‬
‫صداحا أو بلبال صداحا‬
‫أو النابغ‬ ‫ما ذهبت ألحد إال الناب َغ‬ ‫‪ -4‬ما ذهبت إال للنابغ‬
‫ويسمى الكالم مفرغا‪ ،‬ألن ما قبل "إال" تفرغ للعمل اإلعرابي فيما بعدها‪ ،‬ولم‬
‫يشتغل بالعمل في غيره‪ .‬فالكالم في أصله كالم تام غير موجب‪ ،‬يجوز فيه‬
‫األمران السالفان‪ ،‬إما النصب على االستثناء‪ ،‬وإما االتباع على البدلية‪ .‬فلما حذف‬
‫المستثنى منه صار الكالم نوعا جديدا‪ ،‬هو‪ :‬المفرغ‪ ،‬وصار له حكم جديد خاص‪،‬‬
‫الذي سبق‬

‫‪7‬‬
‫يقول بن مالك‬
‫تمرر بهم إال الفتى إال العال‬ ‫والغ "إال" ذات توكيد كــال‬
‫تفريغ التأثير بالعمــــل دع‬ ‫وإن تكرر ال للتوكيد فمــع‬
‫في واحد مما بـ "إال" استثني وليس عن نصب سواه مغني‬
‫نصب الجميع احكم به والتزم‬ ‫ودون تفـريغ مع التقـــدم‬
‫منها كما لوكــان دون زائـــد‬ ‫وانصب لتأخير وجيء بواحد‬
‫وحكمها في القصد حكم األول‬ ‫كلهم يفوا إال امرؤ إال علي‬
‫شرح االبيات‪:‬‬
‫إذا كررت إال لقصد التوكيد‪ ،‬لم تؤثر فيما دخلت عليه‪ ،‬ولم تفد غير توكيد األولى‪،‬‬
‫وهذا معنى إلغاؤها‪ .‬ويكون ذلك بصيغتين‪:‬‬
‫الصيغة االولى هي البدل كما مثل لذلك اين مالك بقوله " ال تمرر بهم إال الفتى إال‬
‫العال " فالفتى في هذا المثال هو العال ‪ /‬العالء‪ .‬فكأنك قلت إال الفتى العال‪ .‬ومثله ‪:‬‬
‫" ما مررت بأحد إال زيد إال أخيك" فأخوك بدل من زيد‪ ،‬وكأنك قلت‪ " :‬ما‬
‫مررت بأحد إال زيد اخيك"‪.‬‬
‫الصيغة الثانية هي العطف‪ ،‬وفيها يعطف المستثنى بإال الثاني على المستثنى بإال‬
‫األول كأن نقول‪ " :‬قام القوم إال زيدا و إال عمرا" ف "عمرا" معطوف على‬
‫"زيدا" و إال الثانية ملغاة عن العمل‪ .‬وكأن قلت ‪ " :‬قام القوم إال زيدا وعمرا "‪.‬‬
‫وبهذا تكون إال كررت من أجل التوكيد‪ .‬ويمكن التمثيل لهذا بقول الشاعر‪:‬‬
‫غيارها‬
‫ُ‬ ‫و إال طلوعُ الشمس ثم‬ ‫ونهارها‬
‫ُ‬ ‫هل الدهر إال ليلةٌ‬

‫ف طلوع‪ :‬معطوف على ليلة‪.‬‬


‫وقد اجتمع البدل والعطف في قول الشاعر‪:‬‬
‫إال رسي ُمه وإال رملُه‬ ‫مالك من شيخك إال عملُه‬

‫‪8‬‬
‫واألصل إال عمله رسيمه ورمله‪ ،‬فرسيمه بدل من عمله ورمله معطوف على‬
‫رسيمه‪ ،‬وكررت إال للتوكيد‪.‬‬
‫وإذا تكررت إال لغير التوكيد‪ ،‬فإن كان الكالم " مفرغا" فاترك واحدا من‬
‫المستثنيات يخضع لتأثير العمل الذي في الجملة السابقة‪ ،‬وانصب باقي‬
‫المستثنيات‪ ،‬فليس عن نصبه غنى‪ .‬مثاله‪ " :‬ما حضر إال محمد إال سعيدا إال‬
‫سعادا"‪ .‬ف"محمد" فاعل مرفوع قد خضع لتأثير العامل الذي في الجملة السابقة‬
‫حضر‪ ،‬و"سعيدا" "وسعادا" منصوبان على االستثناء‪.‬‬
‫ثم انتقل إلى الحاالت التي ليس فيها تفريغ‪ :‬يريد حاالت التام الموجب والتام غير‬
‫الموجب‪ .‬فإذا تقدمت المستثنيات على المستثنى منه وجب نصبها جميع في‬
‫زينب إال خديجةَ‬
‫َ‬ ‫مختلف أحوالها‪ ،‬كأن نقول‪ " :‬ما حضرت إال عليةَ إال‬
‫الطالباتُ ‪ ".‬أما إذا تأخرت المستثنيات عن المستثنى منه في البيتين ‪5‬و‪ 6‬حيث‬
‫قال‪:‬‬
‫تنصب المستثنيات كلها في حالة التأخير‪ ،‬فإن كان الكالم تام غير موجب صح‬
‫اختيار واحد منهما ‪ ،‬وضبطه ‪ /‬شكله بما كان يستحق من الضبط ‪ /‬الشكل لو لم‬
‫تتكرر إال‪ ،‬وهذا الضبط يكون على البدلية أو النصب على االستثناء‪ .‬ويمثل ابن‬
‫مالك لهذا بقوله‪ " :‬لم يفوا إال امرؤ إال علي " فيجوز في علي الرفع على انه بدل‬
‫ويجوز فيه النصب على أنه مستثنى ثاني‪.‬‬
‫الحكم إذا كانت أداة االستثناء هي " إال " المكررة‪.‬‬
‫‪ -1‬قد يكون تكرارها بقصد التوكيد اللفظي المحض‪ ،‬وتقوية " إال " األولى‪،‬‬
‫بغير إفادة استثناء جديد‪ .‬ولهذه الحالة صورتان‪:‬‬
‫األولى) أن تقع " إال " التي تكرر للتوكيد بعد واو العطف – وال يصح أن تقع بعد‬
‫غيرها من حروف العطف – نحو‪ :‬أحب ركوب السفن إال الشراعية ‪ ،‬وإال‬
‫الصغيرة‪ .‬ولهذا يكون المستثنى المعطوف تابعا للمعطوف عليه‪ .‬فالصغيرة‬
‫منصوبة بالعطف ال بـ"إال" الثانية المكررة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وهذا الحكم ينطبق على جميع أنواع المستثنى الثالثة إذا تكررت إال فيها‪ ،‬وقد‬
‫سبق التام الموجب‪ .‬مثال التام غير الموجب‪ :‬ال أحب ركوب السفن إال البواخر ‪،‬‬
‫و إال الكبيرة‪ .‬ومثال المفرغ‪ :‬فقول الشاعر‪:‬‬
‫وإال لقاء الخل ذي الخلق العالي‬ ‫وما الفضل إال أن تجود بنائل‬
‫فالمصدر المؤول بعد إال األولى (أن تجود) خبر‪ ،‬أما الثانية فلمجرد التوكيد‬
‫اللفظي‪ ،‬والمصدر الصريح [لقاء] بعدها معطوف بالواو على المصدر المؤول‬
‫ل[أن تجود]‪.‬‬
‫الثانية) أن ال تقع "إال" التي جاءت للتكرار المحض بعد حرف عطف‪ ،‬ولكن‬
‫يكون اللفظ الواقع بعدها متفقا مع المستثنى الذي قبلها في المعنى والمدلول‪.‬‬
‫ويكون ضبط اللفظ بعد المكررة على ما عليه قبلها وكأنها غير موجودة‪ ،‬ومثال‬
‫ذلك رجل يقال له هارون الرشيد‪ ،‬ومنه نصوغ االستثناء بـ"إال" مكررة‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫جاء القوم إال هارونَ إال الرشي َد‪ .2‬فـ"إال" الثانية في هذا المثال ال تفيد استثناء‬
‫جديدا‪ .‬أما إعراب الرشيد فهو بدل كل من كل ‪ ،‬أو عطف بيان‪ .‬ومن ثم فوجودها‬
‫وعدمه سيان‪.‬‬
‫‪ – 2‬وقد يكون تكرار " إال " لغير التوكيد‪ ،‬إنما الغرض استثناء جديد‪ ،‬بحيث‬
‫لو حذفت لم يفهم االستثناء الجديد‪ .‬فهي في هذا الغرض كاألولى تماما‪ .‬وفي هذه‬
‫الحالة تتعدد األحكام‪ ،‬وهي على الشكل التالي‪:‬‬
‫أ) إن كان تكرارها لغير توكيد في كالم تام موجب فالمستثنيات كلها منصوبة‬
‫القمر إال المريخَ‪.‬‬
‫َ‬ ‫الشمس إال‬
‫َ‬ ‫في كل األحوال‪ ،‬نحو‪ :‬ظهرت النجو ُم إال‬
‫إن كان الكالم تاما غير موجب‪ ،‬والمستثنيات متقدمة على المستثنى‬ ‫ب)‬
‫القمر إال المري َخ النجو ُم‪.‬‬
‫َ‬ ‫الشمس إال‬
‫َ‬ ‫منه نصبت جميعا‪ ،‬نحو‪ :‬ما غاب إال‬

‫‪ - 2‬ولو قلنا ما جاء القوم إال هارونُ إال الرشي ُد لصح في كلمة الرشيد الرفع أو النصب تبعا لكلمة‬
‫هارون التي يجوز فيها االثنين‪ ،‬ألنها جاءت في صورة التام غير الموجب‪.‬‬
‫‪ -‬ولو قلنا ما اشتهر إال هارونُ إال الرشي ُد ‪ ،‬لوجب رفع كلمة الرشيد ‪ ،‬اتباعا لكلمة هارون التي يجب‬
‫رفعها ‪ ،‬بسبب أن االستثناء مفرغ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫فإن تأخرت المستثنيات نصبت أيضا‪ ،‬ما عدا واحدا منها – أي واحد ‪ ، -‬فيجوز‬
‫فيه أمران؛ إما النصب على االستثناء‪ ،‬وإما البدل على المستثنى منه‪ ،‬نحو‪ :‬ما‬
‫القمر إال المريخَ‪.‬‬
‫َ‬ ‫الشمسُُ إال‬
‫َ‬ ‫غابت النجوم إال‬
‫ج) إن كان الكالم مفرغا وجب إخضاع أحد المستثنيات لحاجة العامل الذي قبل‬
‫"إال"‪ ،‬األولى ‪ ،‬ونصبت باقي المستثنيات‪ ،‬نحو‪ :‬ما نبت إال قم ٌح إال شعيرا ً إال‬
‫قصباً‪.‬‬
‫ملحوظة ‪:‬‬
‫إذا كانت إال التي جاءت للتكرار تفيد استثناء جديدا‪ ،‬فال بد أن يجيء بعدها‬
‫مستثنى‪ ،‬والبد أن يكون له مستثنى منه‪ .‬فأين هو هذا المستثنى منه؟ هل هو‬
‫المستثنى منه األول أم هو المستثنى الذي قبل إال المكررة مباشرة‪ .‬وبعبارة أخرى‬
‫أين المستثنى منه بعد إال المكررة في مثل‪ " :‬بكر العاملون إال صالحا إال محمودا‬
‫إال حسينا"‪ .‬فمحمود مستثنى فأيهما المستثنى منه ‪ ،‬هل هو العاملون أم هو صالح؟‬
‫الجواب ‪ :‬إذا لم يكن استثناء بعض المستثنيات من بعض ممكنا‪ ،‬كان المستثنى‬
‫منه هو األول حتما‪ .‬وهو هنا العاملون‪ .‬أما إن أمكن استثناء كل واحد مما قبله‬
‫مباشرة – كاألعداد – فيجوز األمران ‪ :‬فيكون المستثنى منه األول هو المقصود ‪،‬‬
‫أو يكون االستثناء من المستثنيات قائم على التوالي‪ :‬كما لو أنك تنقص شيئا من‬
‫شيء‪ ،‬أنفقت عشرة دراهم إال أربعة إال اثنين إال واحدا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫قال ابن مالك‬
‫بما لمستثنًـــى بـ"إال" نُ ِ‬
‫ســبا‬ ‫واستثن مجرورا بغير ُمعربـــا‬
‫علــى األصح ما لغير ُج ِعــــال‬ ‫س ًوى سواء اجعـــــال‬
‫س ًوى ُ‬
‫ول ِ‬
‫وبِعـــدا‪ ،‬وبِيــكون بعـــد "ال"‬ ‫واستثــن ناصبا بليس وخـــال‬
‫رار قد ي ِرد‬
‫وبعد "ما" انصب‪ ،‬وان ِج ٌ‬ ‫واجرر بسابقي يكون إن ت ُ ِـرد‬

‫كـــما ُهــما إن نصـبا فِع ِ‬


‫ــالن‬ ‫ــرا ف ُهـــما حرفـــان‬
‫وحيث ج َّ‬
‫وقيل "حاش‪ ،‬وحشا" فاحفظهما‬ ‫ب "ما"‬
‫وكـ خال حاشا‪ ،‬و ال تصح ُ‬
‫شرح األبيات‬
‫استعمل العرب ألفاظا للداللة على االستثناء‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لـ"إال"‪ .‬ومنها‬
‫سواء "‪ .‬ومنها ما هو فعل كـ " ليس ‪ -‬و ال‬ ‫سوى‪ِ -‬سوى‪َ -‬‬ ‫ما هو اسم كـ‪ " :‬غير‪ُ -‬‬
‫يكون" ومنها ما يكون فعال وحرفا كـ" عدا‪ -‬خال‪ -‬حاشا"‪.‬‬
‫قال ابن مالك‪ :‬استثن ب (ليس‪ ،‬خال‪ ،‬عدا‪ ،‬ال يكون) مستثنى منصوبا‪ .‬كما تقول‪:‬‬
‫" قام القوم ليس زيداً" فزيد مستثنى منصوب‪ ،‬سواء كانت أداة االستثناء هي ليس‬
‫أو خال أو عدا أو ال يكون‪ .‬وبهذا تكون كل هذه األدوات أفعاال‪.‬‬
‫أما إذا لم تتقدم "ما" على خال وعدا‪ ،‬فأجرر بهما إن شئت‪ ،‬وهما في هذه الحالة‬
‫حرفان‪ .‬فإذا تقدمت عليهما "ما" وجب النص بهما؛ على أن "ما" في هذه الحالة‬
‫مصدرية‪ .‬ولن الكسائي أجاز الجر بهما بعد "ما"‪ ،‬فتقول‪ " :‬قام الطلبة ما خال‬
‫زيد" وفي هذه الحالة تكون "ما" زائدة‪.‬‬
‫ت ب (خال و عدا) فهما حرفان وإن نصبت بهما فهما فعالن‪.‬‬
‫جر ْر َ‬
‫فإذا َ‬
‫وأما حاشا فالمشعور فيها أنها حرف جر‪ ،‬ولكن جماعة من النحاة ومنهم ابن مالك‬
‫أن حاشا مثلها مثل خال‪ ،‬تنصب فتكون فعال وتجر فتكون حرف جر‪ .‬ولكن ابن‬
‫مالك اشترط في هذا أال تكون حاشا مصاحبة ل"ما"‪ ،‬فإن صحبتها نصبت ما‬
‫بعدها‪ ،‬مثل قول رسول هللا(ص)‪ " :‬أسامة أحب الناس إلى ماحاشا فاطمةَ"‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫سوى و سواء) هو الجر دائما على أنه‬
‫حكم المستثنى بـ (غير و سوى و ُ‬
‫مضاف إلى األداة‪.‬‬
‫أ) أما "غير" فتعرب‪/‬تضبط بما كان يعرب به المستثنى مع " إال "‪ .‬واألمثلة‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫التام الموجب‪:‬‬
‫غير سعيد‬
‫أسرع المتسابقون َ‬
‫غير سعيد‬
‫رأيت الفائزين َ‬
‫غير نجم‬
‫نظرت للنجوم َ‬
‫التام غير الموجب‪:‬‬
‫غير سعيد‬
‫غير سعيد‪ ،‬أو ُ‬
‫ما أسرع المتسابقون َ‬
‫غير سعيد‬
‫غير سعيد ‪ ،‬أو َ‬
‫ما رأيت الفائزين َ‬
‫غير نجم‬
‫غير نجم ‪ ،‬أو ِ‬
‫ما نظرت للنجوم َ‬
‫المفرغ‪:‬‬
‫غير سعيد‬
‫ما أسرع ُ‬
‫غير سعيد‬
‫ما رأيت َ‬
‫لغير سعيد‬
‫ما نظرت ِ‬
‫وهكذا فإن ضبط أذاة االستثناء و إعرابها يختلف باختالف حالة الكالم‪:‬‬
‫‪ -‬فحين يكون الكالم تاما موجبا‪ ،‬تنصب على االستثناء‪.‬‬
‫‪ -‬وحين يكون الكالم تاما غير موجب‪ ،‬يجوز نصبها على االستثناء ويجوز‬
‫اتباعها للمستثنى منه‪.‬‬
‫‪ -‬وحين يكون الكالم مفرغا تضبط وتعرب على حسب حاجة الجملة‪ ،‬فقد‬
‫تكون فاعال‪ ،‬أو مفعوال‪ ،‬أو غيرهما‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫ب)وأما " سوى "‪ 3‬وصيغها‪ ،‬فمنصوبة على الظرفية عند سيبويه والفراء‪،‬‬
‫أما ابن مالك فتُعامل عنده بما تُعامل به "غير" من الرفع والنصب والجر‪.‬‬
‫ج) ويقوم االستثناء بـ" ليس وخال وعدا وال يكون" ويكون المستثنى بهم‬
‫منصوبا‪ .‬وهما حالتان‪:‬‬
‫‪ -‬ليس وال يكون مستثناهما منصوب على أنه خبر لهما‪ ،‬واسمهما ضمير مستتر‬
‫‪4‬‬
‫وجوبا‪ ،‬عائد على البعض المفهوم من المستثنى منه‪.‬‬
‫‪ -‬خال وعدا مستثناهما منصوب على أنه مفعول به‪ ،‬وفاعلهما ضمير مستتر‬
‫وجوبا عائد على البعض المفهوم من المستثنى منه‪ ،‬ومثاله‪" :‬قام القوم ليس – خال‬
‫– عدا – ال يكون زيدا‪ ".‬والتقدير‪ :‬قام القوم ليس – خال – عدا – ال يكون‬
‫بعضهم زيدا‪".‬‬

‫‪ 3‬اختلف النحاة في خروج "سوى" بجميع لغاتها عن النصب على الظرفية إلى التأثر بالعامل‬
‫والوقوع في مواقع اإلعراب المختلفة‪ ،‬ولهم في ذلك ثالثة مذاهب‪:‬‬
‫‪ – 1‬وهو مذهب سيبويه والخليل وحاصله أنها‪ :‬ال تخرج عن النصب على الظرفية فإن ورد في‬
‫كالم العرب شيء يدل ظاهره على خروجها عن النصب على الظرفية إلى التأثر بالعامل‪ ،‬فهو‬
‫مؤول إن أمكن تأويله‪ ،‬فإن لم يمكن تأويله فهو شاذ ال يقاس عليه‪.‬‬
‫‪ – 2‬وهو مذهب الكوفيين‪ ،‬وتبعهم عليه ابن مالك‪ ،‬وحاصله أنها‪ ،‬تأتي ظرفا أحيانا‪ ،‬وتأتي اسما‬
‫متأثرا بالعامل أحيانا أخرى‪ ،‬من غير ضرورة وال شذوذ‪ ،‬وال كقوة ألحد الوجهين‪.‬‬
‫‪ – 3‬وهو مذهب الرماني وأبو البقاء العكبري‪ ،‬وحاصله أن هذه الكلمة تستعمل ظرفا منصوبا‬
‫على الظرفية‪ ،‬وتستعمل غير ظرف‪ ،‬ولكن استعمالها ظرفا أكثر من استعمالها غير ظرف‪ .‬وقد‬
‫اختار ابن هشام هذا المذهب‪.‬‬

‫‪ 4‬للنحاة في مرجع الضمير المستكن في يكون من قولك‪ " :‬قام القوم ال يكون زيدا" والمستكن في‬
‫ليس من قولك " قام القوم ليس زيدا" ثالثة اقوال معروفة‪:‬‬
‫‪ )1‬أن مرجعه هو البعض المفهوم من الكل السابق الذي هو المستثنى منه‪ ،‬فتقدير الكالم‪ :‬قام‬
‫القوم ال يكون هو ( أي بعض القوم ) زيدا‪.‬‬
‫‪ )2‬أن مرجعه اسم فاعل مأخوذ من الفعل العامل في المستثنى منه‪ ،‬فتقدير الكالم هو ‪ :‬قام‬
‫القوم ال يكون ( أي القائم ) زيدا‪.‬‬
‫‪ )3‬أن مرجعه هو مصدر الفعل السابق العامل في المستثنى منه‪ ،‬وتقدير الكالم هو‪ :‬قام القوم‬
‫ال يكون ( أي القيام ) قيام زيد‪.‬‬
‫ويضعف الوجهين الثاني والثالث أن الكالم قد ال يكون مشتمال على فعل‪ ،‬نحو قولك‪ :‬القوم‬
‫إخوتك ال يكون زيدا‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ومع هذا يجوز جر المستثنى بهما إذا لم تتقدم عليهما " ما "‪ ،5‬وهما بذلك حرفا‬
‫جر‪.‬‬
‫من ذلك قول الشاعر‪:‬‬
‫أعد عيالي شعبة من عيالك‬ ‫خال هللاِ‪ 6‬ال أرجو سواك‪ ،‬وإنما‬
‫وقول آخر‪:‬‬
‫الشمطاء والطفل الصغير‬
‫ِ‬ ‫عدا‬ ‫أ َبحْ نا حيَّهم قتال و أسرا‬
‫فـ" هللا والشمطاء " مجروران بحرف الجر خال وعدا‪.‬‬
‫د) المشهور أن " حاشا " ال تكون إال حرف جر‪ ،‬ولكن المصنف رحمه هللا مع‬
‫جماعة من النحاة ذهبوا إلى أنها مثل " خال " تستعمل فعال فتنصب ما بعدها‪،‬‬

‫‪ 5‬أما إذا تقدمت عليهما "ما" وجب النصب‪ ،‬ألن " ما " مصدرية‪ ،‬وخال وعدا صلتها‪ ،‬وفاعلها‬
‫ضمير مستتر يعود على البعض والمستثنى مفعول به ‪ ،‬نحو‪ :‬قام القوم ( ما خال ) ( ماعدا )‬
‫زيدا‪ .‬والتقدير ‪ :‬قام القوم ما خال ما عدا بعضهم زيدا‪.‬‬
‫وهذا هو المشهور‪ ،‬لكن الكسائي أجاز الجر بهما‪ .‬و هذا معنى قول ابن مالك‪ " :‬وانجرار قد يرد‬
‫"‪.‬‬
‫‪ 6‬إن صور تقديم المستثنى ثالث‪:‬‬
‫‪ )1‬أن يتقدم المستثنى على المستثنى منه وحده‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫مذهب‬
‫ُ‬ ‫مذهب الحق‬
‫َ‬ ‫وما لي إال‬ ‫فما لي إال آ َل أحمد شيعةٌ‬
‫القوم إال زيدا ضربت‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ )2‬أن يتقدم المستثنى على العامل في المستثنى منه وحده‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫والنحاة في هذا مختلفون‪ ،‬ولهم فيها ثالثة أقوال‪:‬‬
‫‪ -‬يجوز تقديم المستثنى على العامل في المستثنى منه إذا تقدم المستثنى منه‪ ،‬سواء أكان‬
‫العامل متصرفا أم جامدا‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز مطلقا‪.‬‬
‫‪ -‬التفصيل‪ ،‬فإن كان العامل في المستثنى منه متصرفا‪ ،‬نحو‪( :‬إخوت َك إال زيدا حضروا)‪،‬‬
‫جاز التقديم‪ .‬وإن كان العمل غير متصرف‪ ،‬نحو‪ ( :‬إخوت َك إال زيدا عسى أن يفلحوا‬
‫)‪ ،‬لم يجز‪.‬‬
‫‪ )3‬أن يتقدم المستثنى على المستثنى منه وعلى العامل جميعا‪ ،‬وعلى ذلك يقع المستثنى في‬
‫أول الكالم‪ ،‬وشاهده البيت السابق‪ ( :‬خال هللاِ ‪ .)...‬وقد اختلف في هذه الصورة الكوفيون‬
‫والبصريون‪:‬‬
‫‪ -‬فالكوفيون قالوا بجواز تقديمه على المستثنى منه وعلى العامل فيه‪.‬‬
‫‪ -‬أما البصريون فقالوا بعدم جوازه‪ ،‬ألن المستثنى شبيه البدل‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وحرفا فتجر ما بعدها‪ .‬نحو‪ " :‬قام القوم حاشا زيداً‪ ،‬وحاشا زيد "؛ إال أنه ال تتقدم‬
‫عليهما " ما " كما تقدمت على "خال " ‪ ،‬وهو الكثير‪ .‬وقد تقدمتها في قليل من‬
‫األقوال واعتبرها النحاة استثنائية‪ ،‬وما يلزم "حاشا" يلزم "حاش" ويلزم "حشا"‬
‫للنحاة في حاشا ثالثة مذاهب‪:‬‬
‫أنها ال تكون إال حرف جر‪ ،‬وأن ما بعدها ال يكون إال مجرورا‪ .‬وهذا رأي‬
‫سيبويه‪ ،‬وعذره أنه ال يسمع النصب بها‪.‬‬
‫أنها ال تكون إال فعال‪ ،‬لكن يجوز فيما بعدها النصب والجر‪ ،‬فإن جررته فهو من‬
‫باب حذف حرف الجر وبقاء عمله‪ ،‬وإن نصبته فهو من باب النصب على نزع‬
‫الخافض‪ ،‬وأصل (حاشا زيداً) ( حاشا لزيد )‬
‫أنها تكون فعال فينتصب ما بعدها على أنه مفعول به‪ ،‬وتكون حرف جر فيجر ما‬
‫بعدها به‪ .‬وهدا مذهب المبرد والمازني‪ ،‬وتبعهما ابن مالك‪ ،‬وهو المذهب الذي‬
‫يؤيده السماع‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وحدة النحو والصرف ‪2‬‬ ‫الكلية المتعددة التخصصات‬
‫السداسي الثاني‬ ‫شعبة الدراسات االسالمية‬

‫إعداد األستاذ المهدي بريمي‬

‫التمييــــز‬
‫يقول ابن مالك‬
‫ينصب تمييـزا بما قـــد فسـر‬ ‫"من" مبين‪ ،‬نكرة‪،‬‬
‫اسم‪ ،‬بمعنى‪ِ ،‬‬
‫ـن عســـال وتمـــــرا‬
‫ومنويـ ِ‬ ‫كشـبر أرضا‪ ،‬وقفــيز بـ ُـــرا ً‪،‬‬
‫أضفتها‪ ،‬كـ "مد ِحنطة ِغـدا"‬ ‫وبعد ذي وشبهها واجرره إذا‬
‫إن كان مثل "ملء األرض ذهبا"‬ ‫والنصب بعدما أ ُضيف وجبا‬
‫ُ‬
‫ُمفضال كـ "أنت أعال منزال"‬ ‫والفاعل المعنى انصبن بأفعال‬
‫ميز‪ ،‬كـ "أكرم بأبي بكر أبا"‬
‫ِ‬ ‫وبعد كل ما اقتضـى تعجبـــا‬
‫بمن إن شئت غير ذي عدد والفاعل المعنى كـ "طب نفسا ت ُفد"‬
‫واجرر ِ‬
‫والفاعل ذو التصريف نزرا سبقا‬ ‫وعامل التمييــز قـدم مطــلقا‬
‫شرح األبيات‬
‫التمييز هو اسم نكرة متضمن معنى " من " ليبين ما قبله من إجمال‪ ،‬نحو‪ :‬طاب‬
‫زيد نفسا – عندي شبر أرضا‪.‬‬
‫‪ -‬إحترز الشارح بقوله متضمن معنى "من" من الحال‪ ،‬فإنه متضمن معنى‬
‫"في"‪.‬‬
‫‪ -‬و احترز بقوله لبيان ما قبله مما تضمن معنى "من" وليس فيه بيان لما قبله‬
‫كاسم ال النافية للجنس‪ ،‬نحو ‪ :‬ال رج َل قائم فإن التقدير هو ال من رجل قائم‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬واحترز بقوله لبيان ما قبله من إجمال‪ ،‬وهما المبين إجمال ذات والمبين‬
‫إجمال نسبة‪.‬‬
‫فالمبين إجمال الذات هو الواقع بعد المقادير‪ ،‬وهي المساحات ‪ ،‬المكيالت ‪،‬‬
‫الموزونات‪ .‬والواقع بعد األعداد‪ ،‬مثل عندي عشرون درهما‪.‬‬
‫‪ -‬التمييز هنا منصوب بما فسره ‪ ،‬وهو شبر و قفيز ومنوان وعشرون‪.‬‬
‫‪ -‬أما المبين إجمال النسبة وهو المسوق لبيان ما تعلق به العامل من فاعل أو‬
‫مفعول‪ ،‬مثال الفاعل‪ :‬طاب زيد نفسا‪ ،‬اشتعل الرأس شيبا‪ .‬ومثال المفعول‪،‬‬
‫غرست األرض شجرا‪ ،‬فجرنا االرض عيونا‪ .‬ف " نفسا" و " شيبا" منقوال‬
‫من الفاعل واألصل فيها‪ ،‬طابت نفس زيد‪ ،‬واشتعل شيب الرأس‪ .‬أما "‬
‫شجرا" و "عيونا" منقول من المفعول‪ ،‬واألصل فيها غرست شجر‬
‫األرض‪ ،‬فجرنا عيون االرض‪.‬‬
‫والناصب له في هذا النوع هو العامل الذي قبله‪.‬‬
‫و أشار المصنف ب "ذي" إلى ما تم ذكره من المقدرات ( المساحة والكيل‬
‫والوزن ) ‪ ،‬فيجوز ‪:‬‬
‫‪ -‬جر التمييز بعد هذه باإلضافة إن لم يضف إلى غير التمييز‪ ،‬نحو " عندي‬
‫شبر ارض‪ ،‬قَ ُ‬
‫فيز بر ‪َ ،‬منَ َوا عسل" " عندي مد حنطة" واألصل فيه‬ ‫ُ‬
‫" عندي م ٌّد حنطةً" ‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا أضيف الدال على المقدار إلى غير التمييز وجب نصب التمييز‪،‬‬
‫نحو ‪ " :‬ما في السماء قدر راحة سحابا" " فلن يقبل من أحدهم ملء‬
‫االرض ذهبا "‪.‬‬
‫‪ -‬التمييز الواقع بعد أفعل التفضيل‪ ،‬إن كان فاعال في المعنى وجب نصبه‬
‫وإن كان غير ذلك وجب جره باإلضافة‪ .‬وعالمة ما هو فاعل في المعنى‪:‬‬
‫أن يصلح جعله فاعال‪ ،‬بعد ما يصير أفعل التفضيل فعال‪ ،‬نحو‪ " :‬أنت أعلى‬
‫منزال" و"أكثر ماال" يجب نصب منزال وماال ألنه بصح أن يكونا فاعلين‬
‫إذا تحول " أعلى واكثر " اسمي التفضيل إلى فعلين‪ " .‬أنت عال منزلك‬

‫‪18‬‬
‫وكثر مالك"‪ .‬ومثال ما ليس فاعال في المعنى‪ ،‬زيد أفضل جندي – هند‬
‫أفضل امرأة‪ ،‬هنا يجب جره باإلضافة‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا أضيف أفعل التفضيل إلى غير التمييز‪ ،‬يجب نصب التمييز " أنت‬
‫أفضل الناس رجال"‬
‫‪ -‬يقع التمييز بعد كل ما دل على التعجب‪ ،‬نحو " ما أحسنَ زيدا رجال"‬
‫" أكرم بأبي بكر أبا"‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز جر التمييز ب" من " إن لم يكن فاعال في المعنى وال مميزا لعدد‪،‬‬
‫نحو‪ " :‬عتدي شبر من أرض" " غرست األرض من شجر"‪ .‬وال تقول "‬
‫عندي عشرون من درهم" وال " طاب زيد من نفس"‪.‬‬
‫‪ -‬يقدم العامل على التمييز دائما‪ ،‬فال تقول‪ ":‬نفسا طاب زيد" وال " عندي‬
‫درهما عشرون" ‪ ،‬ولكن الكسائي والمازني والمبرد أجازوه إذا كان العامل‬
‫متصرفا‪ .‬و وافقهم ابن مالك وجعله قليال‪.‬‬

‫أمثلة‪:‬‬
‫إردب من شعير "‬
‫ٌ‬ ‫إردب شعير –‬
‫ُ‬ ‫إردب شعيرا –‬
‫ٌ‬ ‫الكيل ‪ " :‬عندي‬
‫الوزن‪ " :‬اشتريت أوقيةً ذهبا – أوقيةَ ذهب – أوقيةً من ذهب "‬
‫فدان قطن – فدان من قطن "‬
‫المساحة‪ " :‬جنيت محصو َل فدان قطنا – ِ‬
‫نسبة‪ " :‬ازداد المتعل ُم أدبا ً "‬
‫في الجملة مثل‪ " :‬عندي إردب " كلمة غامضة هي " إردب"‪ ،‬وألنها تحتاج إلى‬
‫التوضيح والتخصيص وضعت كلمة شعير بعدها‪ ،‬حتى ال يضن أنها قمح أو درة‪.‬‬
‫إذن في اللغة ألفاظ مبهمة تحتاج إلى توضيح‪ ،‬وأن هذه الكلمات التي توضح‬
‫المبهم هي التمييز‪ .‬ويكون مفردا كالكلمة المستعملة في العدد‪ ،‬أو في المقادير‬
‫الثالثة‪ :‬كـ ( الكيل والوزن والمساحة )‪ .‬وقد يكون جملة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫تعريف التمييز‪:‬‬
‫إذا تأملنا الكلمة التي أزالت الغموض واإلبهام في األمثلة السابقة وجدنا كل كلمة‬
‫منها‪ :‬نكرة منصوبة – في األكثر – فضلة‪ :‬تبين جنس ما قبلها أو نوعه‪ ،‬أو‬
‫توضح النسبة فيه فهي بمعنى "من" البيانية‪ .‬والكلمة التي تجمع فيها هذه‬
‫األوصاف تسمى‪ :‬تمييزا‪.‬‬
‫أقسام التمييز‪:‬‬
‫ينقسم التمييز بحسب المميز إلى قسمين‪:‬‬
‫أولهما تمييز المفرد أو الذات‪ .7‬وهو الذي يكون مميزه لفظا داال على العدد‪ ،‬أو‬
‫على شيء من المقادير ( الكيل والوزن والمساحة)‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬تمييز الجملة‪ ،‬وهو الذي يزيل اإلبهام عن المعنى العام بين الطرفين‪.‬‬
‫ويسمى تمييز النسبة‪ .‬وينقسم تمييز الجملة إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬إلى ما أصله فاعل‪ ،‬نحو‪ :‬زادت البالد سكانا‪ .‬واألصل‪ ،‬زاد سكان البالد‬
‫‪ -2‬إلى ما أصله مفعول به‪ ،‬نحو‪ :‬أعددت الطعام ألوانا‪ .‬واألصل‪ ،‬أعددت ألوان‬
‫الطعام‪.‬‬
‫أحكام التمييز‪:‬‬
‫أوال) أن يختص تمييز المفرد باألحكام التالية‪:‬‬
‫أ) إن كان تمييز المقادير ‪:‬‬
‫‪ )1 -1‬إما النصب على أنه التمييز مباشرة‪ ،‬وهو الحسن‪ ،‬ألنه يدل على‬
‫المقصود نصا من غير احتمال شيء آخر معه‪ ،‬ففي مثال " اشتريت‬
‫رطال عسال " يدل النصب على أن المتكلم يريد أن اإلناء المسمى‬
‫بالرطل مملوء بالعسل‪ ،‬أو عندما يمأل اإلناء المذكور من هذا‬

‫‪ 7‬سمي تمييزا مفردا‪ ،‬ألنه يزيل اإلبهام عن كلمة واحدة‪ ،‬أو ما هو بمنزلتها‪ .‬ويسمى تمييز الذات‪،‬‬
‫ألن الغالب في تلك الكلمة التي تزيل إبهامها أن تكون شيئا محسوسا‪ .‬فمعنى ذات أنها جسم‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫الصنف المذكور‪ .‬وال يريد في هذا المثال الوعاء نفسه‪ .‬أما الجر‬
‫فيؤدي إلى احتمال أن يكون المراد ذلك‪.‬‬
‫‪ )2-1‬إما الجر على أنه مضاف إليه‪ ،‬والمميز هو المضاف‪.‬‬
‫‪ )3 -1‬إما الجر بمن‪.‬‬
‫نحو‪ " :‬اشتريت كيلة أرزا‪ ،‬اشتريت كيلة أرز‪ ،‬اشتريت كيلة من أرز "‬
‫ويجب جر التمييز على أنه مضاف إليه بشرط أن ال يكون المقدار – وهو‬
‫المميز‪ -‬قد أضيف لغيره‪ ،‬فإن أضيف المقدار لغير التمييز وجب نصب التمييز‪،‬‬
‫أو جره بـ " من "‪ ،‬نحو‪ " :‬ما في اإلناء قدر راحة دقيقا‪ ،‬أو ما في اإلناء قدر‬
‫راحة من دقيق‪".‬‬
‫‪-2‬إن كان تمييز المفرد خاصا بالعدد الصريح‪:‬‬
‫‪ )1 -2‬إذا كان العدد من ثالثة إلى عشرة‪ ،‬وجب جر التمييز بإعرابه‬
‫مضافا إليه‪ ،‬والمضاف هو العدد‪.‬‬
‫‪ )2-2‬إذا كان العدد لفظا داال على المائة أو المئات أو األلف أو األلوف‪ ،‬وجب أن‬
‫يكون التمييز مفردا مجرورا‪ ،‬ألنه يعرب مضافا إليه‪ ،‬والمضاف هو العدد‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫" قرأت في العطلة ثالثة كتب‪ ،‬كل كتاب مائة صفحة‪ ،‬وعدد السطور ألف سطر‪".‬‬
‫‪ )3-2‬إذا كان العدد غير ما سبق وجب نصب التمييز مباشرة‪ ،‬وأن يكون مفردا‪،‬‬
‫نحو‪ " :‬السنة اثنا عشر شهرا‪ ،‬الشهر ثالثون يوما‪ ،‬السنة ثالثمائة يوم وأربعة‬
‫وستون يوما‪".‬‬
‫عامل النصب أو الجر باإلضافة في التمييز المفرد‪ ،‬هو اللفظ المبهم‪،‬‬ ‫ب)‬
‫أي المميز‪ .‬أما عند الجر بالحرف من ‪ ،‬فإن هذا الحرف هو العامل‪.‬‬
‫ج) البد من تقدم العامل على التمييز في جميع األنواع الخاصة بتمييز المفرد‬
‫(الذات)‪.‬‬
‫د) إذا تعدد تمييز المفرد فاألحسن العطف بين المتعدد‪ ( .‬والذي بعد العطف ال‬
‫يسمى تمييزا‪ ،‬وإنما يعرب معطوفا‪ ،‬برغم انه يؤدي معنى التمييز)‬
‫‪21‬‬
‫إذا كان التمييز مخلوطا من شيئين جاز تعدده بعطف وغير عطف‪ ،‬نحو‪ " :‬بعت‬
‫رطال سمنا وعسال‪ ،‬أو بعت رطال سمنا عسال‪".‬‬
‫ثانيا) أن يختص تمييز الجملة ‪ /‬النسبة باألحكام التالية‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫أ) يجب نصب تمييز الجملة إذا كان محموال عن الفاعل أو المفعول به‪ ،‬نحو‪" :‬‬
‫ارتفع المخلص درجة "و" رتبت الحجرة أثاثا "‪ .‬واألصل "ارتفعت درجة‬
‫المخلص" و " رتبت أثاث الحجرة "‬
‫ب)يجب نصبه إذا كان واقعا بعد أفعل التفضيل‪ ،‬بشرط أن يكون فاعال في‬
‫المعنى‪ ،‬نحو‪ " :‬المتعلم أكثر إجادة " واألصل‪ " ،‬المتعلم كثرت إجادته "‪.‬‬
‫‪ ‬ومثال التمييز الذي ليس أصله فاعال في المعنى‪" :‬علي أفضل جندي "‪.‬‬
‫ضابط هذا النوع أن يكون أفعل التفضيل بعضا من جنس التمييز‪ .‬ويكون‬
‫مضافا‪ ،‬والمضاف إليه جمع يقوم مقام التمييز‪ .‬وعلى هذا يكون أصل‬
‫المثال‪ " :‬علي بعض الجنود "‬
‫‪ ‬ب‪ )1-‬فإن كان أفعل التفضيل مضافا إلى شيء آخر غير التمييز وجب‬
‫نصب التمييز‪ ،‬نحو‪ " :‬علي أفضل الناس أخوة "‬
‫ج) يجب نصب تمييز الجملة إذا وقع بعد التعجب القياسي أو السماعي‪ .‬فاألول‬
‫‪ ،‬نحو ‪ " :‬ما أحسن المغني مشاركة في الحفل "‪ .‬والثاني‪ ،‬نحو ‪" :‬هلل در العالم‬
‫مخترعا‬
‫ال يجوز تعدده بغير عطف‪ ،‬نحو‪ " :‬نما الغالم جسما وعقال"‪.‬‬
‫‪ -‬عامل النصب فيه هو ما في الجملة من فعل أو شبهه‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ - 3‬ال يجوز تقديم هذا التمييز على عامله إذا كان العامل جامدا‪ ،‬كـ أفعل‬
‫التعجب‪ ،‬ونعم وبئس ‪ ،‬أو فعال متصرفا يؤدي معنى الجامد‪ ،‬نحو‪" :‬كفى بالطبيب‬
‫إنسانا"‪ ،‬واألصل " ما أكفاه إنسانا " ‪ ،‬وفي غيرها يحسن عدم تقديمه على عامله‪.‬‬
‫وأما التوسط فجائز‪ ،‬نحو ‪ ":‬صفا نقسا الورع"‬

‫‪22‬‬
‫مكون الصرف‬

‫صيغ المشتقات‬

‫اسم الفاعل وصيغ المبالغة واسم المفعول والصفة المشبهة‬


‫تتمز اللغة العربية بأنها لغة اشتقاقية‪ ،‬وهذا يعني أن هناك مادة لغوية معينة‬
‫مثل (ك – ت – ب )يمكن تشكيلها على هيئات مختلفة‪ ،‬كل هيئة منها لها وزنها‬
‫الخاص‪ ،‬ولها وظيفتها الخاصة‪ ،‬مثل‪ ( :‬كاتب – مكتوب – مكتب )‪ .‬وهي عملية‬
‫تجري داخل المادة اللغوية السابقة‪ ،‬وتسمى عملية االشتقاق‪.‬‬
‫واالشتقاق في العربية واضح‪ ،‬ألنه تضبطه قواعد و مقاييس قليلة ال تكاد‬
‫تختلف‪.‬‬
‫‪ -1‬صيغ اسم الفاعل‪:‬‬
‫اسم الفاعل اسم مشتق من مصدر الفعل للداللة على وصف من قام بالفعل‪.‬‬
‫فكلمة ( كاتب ) مثال اسم فاعل تدل على وصف الذي قام بالكتابة‪.‬‬
‫يقول ابن مالك‬
‫من ذي ثالثة يكون‪ ،‬كغذا‬ ‫صغ اسم فاعل‪ :‬إذا‬
‫ِ‬ ‫كفاعل‬
‫غير ُمعدَّى‪ ،‬بل قياسه ف ِعــــل‬ ‫وهو قليل في فعُلتُ وف ِعــل‬
‫ونحو األجه ِر‬
‫ُ‬ ‫ونحو صديان‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ـــر‪،‬‬
‫ش ِ‬ ‫و أفع ٌل‪ ،‬فعالنُ ‪ُ ،‬‬
‫نحو أ ِ‬
‫كالضخم والجميل‪ ،‬وال ِفع ُل ج ُمل‬ ‫وفع ٌل أولى‪ ،‬وفعي ٌل بفعُل‬
‫سوى الفاعل قد يُغنى فعل‬
‫وب ِ‬ ‫وأفع ٌل فيه قليل وفعــــل‪،‬‬
‫اص ِل‬
‫من غير ذي الثالث كال ُمو ِ‬ ‫و ِزنةُ المضارع اسم فاعل‬
‫ميم زائد قــد سبــــقا‬
‫وضـــم ِ‬
‫ِ‬ ‫مع كسر متلُ ِو األ ِ‬
‫خير مطلقا‬
‫صار اسم مفعول كمثل ال ُمنتظر‬ ‫وإن فتحت منه ما كان انكسر‬
‫‪23‬‬
‫ت من قصد‬
‫زنة مفعول كآ ِ‬ ‫وفي اسم مفعول الثالثي ِ ا َّ‬
‫طرد‬
‫نحو فتاة أو فتــى كحيـــ ِل‬
‫ُ‬ ‫وناب نقال عنـــه ذو فعيــل‬
‫يأتي اسم الفاعل من الفعل الثالثي (فعل)‪ ،‬متعديا والزما‪ ،‬على وزن‬ ‫‪-1‬‬
‫فاعل‪ ،‬و ذلك بطريقة قياسية‪.‬‬
‫(ضرب ضارب – ذهب ذاهب – غذا غاذ )‬
‫يأتي اسم الفاعل من الثالثي (ف ِعل )‬ ‫‪-2‬‬
‫متعديا على وزن فاعل وذلك بطريقة قياسية‬ ‫أ)‬
‫( ر ِكب راكب – ع ِلم عالم )‬
‫الزما ال يكون اسم الفاعل منه على وزن فاعل إال سماعا‬ ‫ب)‬
‫آم ٌن – س ِلم سالم – ع ِقر عاقر )‬
‫أمن ِ‬
‫( ِ‬
‫والقياسي فيه يكون على وزن ‪:‬‬
‫ش ٌر‬
‫شر ‪ -‬أ ِ‬
‫بط ٌر‪ ،‬أ ِ‬
‫بطر – ِ‬
‫نض ٌر‪ِ ،‬‬
‫نضر‪ِ -‬‬
‫‪ -‬ف ِعل ‪ِ :‬‬
‫عطش – عطشان‪ ،‬صدِي ‪ -‬صديان‬
‫‪ -‬فعالن ‪ِ :‬‬
‫جهر‪ -‬أجه ٌر‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬أفعل ‪ :‬س ِود – أسود‪،‬‬
‫يأتي اسم الفاعل من الثالثي (فعُل) على وزن فـعـ ٌل وعلى وزن فـعـي ٌل‬ ‫‪-3‬‬
‫بطريقة قياسية‪:‬‬
‫‪ -‬فـعــل‪ :‬ض ُخم ‪ -‬ضخ ٌم ‪ ،‬ش ُهم ‪ -‬شه ٌم‬
‫شرف ‪ -‬شريف‬
‫‪ -‬فــعـيل ‪ :‬ج ُمل – جميل‪ُ ،‬‬
‫ومنه صيغتي أفعــل و فعــ ٌل‪ ،‬وهما قليلتان‬
‫‪ -‬أفـعـل ‪ :‬خ ُ‬
‫ظب ‪ -‬أخظب‬
‫‪ -‬فـعــ ٌل ‪ :‬ب ُ‬
‫طل ‪ -‬بــطــ ٌل‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وبالرجوع إلى القياسي من فعل الذي هو فاعل فإنه قد تأتي صيغ على غير‬
‫فاعل وهي قليلة أيضا‪:‬‬
‫‪ -‬فــعـِــ ٌل ‪ :‬طاب ‪ -‬طيِب‬
‫‪ -‬فــعــ ٌل ‪ :‬شاخ ‪ -‬شي ٌخ‬
‫ب‬
‫‪ -‬أفعــل ‪ :‬شاب ‪ -‬أشي ٌ‬
‫وهذا معنى قول ابن مالك‪ " :‬وبسوى الفاعل قد يُغنى فعل"‬
‫كما يصاغ اسم الفاعل على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ )1‬من الفعل الثالثي على وزن فاعل‪ ،‬مثل‪ :‬كتب كاتب – لعب العب – قرأ قارئ‬
‫– أخذ آخذ ‪ -‬سأل سائل – وعد واعد‪.‬‬
‫‪ -‬فإن كان الفعل أجوف‪ ،‬وعينه ألف‪ ،‬قلبت هذه األلف همزة في اسم‬
‫الفاعل‪ ،‬فنقول‪ ( :‬قال ‪ -‬قائل ‪ ،‬باع ‪ -‬بائع ‪ ،‬دار‪ -‬دائر )‪.‬‬
‫‪ -‬أما إن كان الفعل أجوف‪ ،‬وعينه صحيحة‪ ،‬أي واو أو ياء‪ ،‬فإنها‬
‫تبقى كما هي في اسم الفاعل‪ ،‬فنقول‪( :‬ع ِور‪ -‬عا ِو ٌر ‪ ،‬ح ِيد – حا ِيدٌ‪،‬‬
‫ح ِول‪ -‬حا ِو ٌل )‪.‬‬
‫‪ -‬وإن كان الفعل ناقص؛ أي آخره حرف علة‪ ،‬فإن اسم الفاعل ينطبق‬
‫عليه ما انطبق على االسم المنقوص؛ أي تحذف ياؤه األخيرة في‬
‫حالتي الرفع والجر وتبقى في حالة النصب‪ ،‬فتقول‪( :‬دعا – داع‪،‬‬
‫راضي )‬
‫مشى ‪ -‬ماش ‪ ،‬رضي ‪ -‬راض أو ِ‬
‫‪ )2‬ومن غير الثالثي‪ :‬على وزن الفعل المضارع وإبدال حرف‬
‫المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره‪ ،‬مثل‪ ( :‬يدحرج –‬
‫ق‪ ،‬تقاتل – ُمتقاتِ ٌل‪ ،‬تقدم‬ ‫دحرجٌ‪ ،‬يالكم – ُمال ِك ٌم‪ ،‬ينطلق – ُمنط ِل ٌ‬
‫ُم ِ‬
‫ش ٌن‪ ،‬يستغفر – ُمستغ ِف ٌر‪.) ،‬‬ ‫تقد ٌم‪ ،‬يخشوشن – ُمخشو ِ‬ ‫– ُم ِ‬
‫‪ -‬فإن كان الحرف الذي قبل األخير ألفا‪ ،‬يبقى كما هو في اسم الفاعل‪،‬‬
‫ختار‪ ،‬يكتال – ُمكتا ٌل‪ ،‬يختال ‪ُ -‬مختا ٌل )‪.‬‬
‫مثل‪( :‬يختار – ُم ٌ‬

‫‪25‬‬
‫ويكون وزن اسم الفاعل هنا أيضا‪ُ :‬مفت ِعل‪ ،‬ألن الوزن ال يتأثر باإلعالل‪ ،‬وأصل‬
‫هذه األفعال هو‪ :‬يخت ِير – يكت ِيل – يخت ِيل‪.‬‬
‫ج) هناك أفعال اشتق منها اسم الفاعل من غير القواعد السابقة‪ ،‬وهي قليلة‬
‫جدا‪:‬‬
‫‪ -‬فقد ورد اسم الفاعل من الفعل ‪ :‬أسهب مسهب بفتح الهاء‪ ،‬ومن‬
‫أحصن محصن بفتح الصاد والقياس كسرهما‪.‬‬
‫‪ -‬كما وردت أفعال رباعية و اشتق اسم الفاعل منها على وزن فاعل‬
‫ماح ٌل )‪.‬‬
‫ِ‬ ‫شذوذا‪ ،‬مثل‪ ( :‬أيفع ‪ -‬يافع ‪ ،‬أمحل ‪-‬‬

‫‪ -2‬صيغ المبالغة‪:‬‬
‫وهي أسماء تشتق من مصادر األفعال للداللة على معنى اسم الفاعل مع توكيد‬
‫معناه وتقويته والمبالغة فيه‪ ،‬ومن ثم سميت صيغ المبالغة‪ .‬وهي ال تشتق إال‬
‫من الفعل الثالثي‪ ،‬ولها أوزان خاصة أشهرها‪:‬‬
‫عالم – سفَّاح – لماح – أكال – سآل – قراء – وصاف –‬
‫فعَّا ٌل‪َّ :‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫نوام – مشاء‪.‬‬
‫ب‪ِ -‬مفعال‪ :‬مقدام – مئكال – مسماح‪.‬‬
‫ت‪-‬فعُول‪ :‬شكُور – أكول – صبور – ضروب – وصول‪.‬‬
‫ث‪-‬فعيل‪ :‬عليم – نصير – قدير – سميع‪.‬‬
‫فطن – لبِق – ف ِكه‪.‬‬
‫ج‪ -‬ف ِعل‪ :‬حذِر – ِ‬
‫ولها أوزان أخرى وردت للمبالغة لكنها قليلة‪ ،‬ويرى الصرفيون القدماء أنها‬
‫سماعية ال يقاس عليها‪ ،‬غير أن الحاجة اللغوية تقتضي القياس عليها‪ .‬وهذه‬
‫األوزان هي ‪:‬‬
‫فاعـــول‪ :‬فاروق‬ ‫أ‪-‬‬

‫‪26‬‬
‫ب‪ِ -‬ف ِعــــي ٌل‪ِ :‬صدِيق – قديس – سكير ‪.‬‬
‫ـــيــر ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ــط‬
‫ت‪ِ -‬مف ِعـــي ٌل‪ِ :‬مع ِ‬
‫ث‪ -‬فُــعــلــة‪ُ :‬هـــمــزة – لـــمـــزة‪.‬‬
‫ج‪ -‬فُـــــعَّـــــــال‪ :‬كُــــبَّــــار‪.‬‬
‫وقد وردت صيغ للمبالغة من أفعال غير ثالثية على غير القاعدة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫دراك‬
‫فعَّـــال‪ :‬أدرك – َّ‬
‫ِمفعـــال‪ :‬أعان – ِمعوان‬
‫فعــــيل‪ :‬أنذر – نذير‬
‫فعــــول‪ :‬أزهق – زهوق‪.‬‬

‫‪ -3‬صيغ اسم المفعول‪:‬‬


‫هو اسم مشتق من مصدر الفعل المضارع المتعدي المبني للمجهول‪ ،‬وهو يدل‬
‫على من وقع عليه الفعل‪ .‬ويشتق على النحو التالي‪:‬‬
‫من الفعل الثالثي على وزن‬ ‫‪-1‬‬
‫‪[ -‬مفعــــول]‪ ،‬مثل‪ :‬كتب مكتوب – شرب مشروب – أكل مأكول‬
‫– سأل مسؤول – قرأ مقروء – وعد موعود ‪.‬‬
‫فإن كان الفعل ثالثي [اجوف]‪ ،‬فإن اسم المفعول منه يحدث فيه‬ ‫أ)‬
‫إعــالل تقتضيه القواعد‪ ،‬فاسم المفعول من( قال) هو (مقول)‪،‬‬
‫واألصل فيه هو (مق ُوو ٌل)‪ [ .‬وألن هذه الكلمة صعبة على النطق‬
‫قمنا بنقل الحركة التي على الواو إلى القاف فالتقى ساكنان‬
‫اللذان هما الواو األولى والواو الثانية فحدفنا األول وأصبحت‬
‫الكلمة هي مقُول ] ولتسهيل هذه العملية نقول‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -‬إذا كان مضارع الفعل‪ ،‬عينه واو أو ياء‪ ،‬فإن اسم المفعول يكون‬
‫على وزن المضارع‪ ،‬بإبدال حرف المضارعة ميما مفتوحة‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫قال ‪ -‬يقول ‪ -‬مقول‬
‫باع ‪ -‬يبيع ‪ -‬مبيع‬
‫دان ‪ -‬يدين ‪ -‬مدين‬
‫‪ -‬وإن كان مضارع الفعل عينه ألف‪ ،‬فإن اسم المفعول يكون على‬
‫الوزن السابق‪ ،‬بشرط إعادة األلف إلى أصلها‪ ،‬ويعرف ذلك من‬
‫المصدر‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫خاف ‪ -‬يخاف مخوف (الخوف)‬
‫هاب ‪ -‬يهاب مهيب (الهيبة)‬
‫وإن كان الفعل ناقصا‪ ،‬فإن اسم المفعول يحدث فيه إعالل أيضا‬ ‫ب)‬
‫تبعا للقواعد‪ [ ،‬ستالحظ فيه أن اسم المفعول قد التقى فيه حرفي‬
‫علة من جنس واحد األول ساكن والثاني متحرك هنا يمكن أن‬
‫نضعفهما بأن نضغم األول في الثاني ] مثال‪:‬‬
‫مغزو ‪ -‬واألصل ( مغزوو)‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫غزا ‪-‬‬
‫وييسر األمر أن نأتي بالمضارع من الفعل‪ ،‬ثم نضع مكان حرف المضارعة ميما‬
‫مفتوحة‪ ،‬ونضعف الحرف األخير‪ ،‬الذي هو حرف العلة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫دعا ‪ -‬يدعو ‪ -‬مدعو‬
‫رمى ‪ -‬يرمي ‪ -‬مرمي‬
‫طوى ‪ -‬يطوي ‪ -‬مطوي‬
‫كوى ‪ -‬يكوي ‪ -‬مكوي‬
‫وقى ‪ -‬يقي ‪ -‬موقي‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫من غير الثالثي ‪ :‬يشتق اسم المفعول على وزن المضارع مع إبدال‬ ‫‪-2‬‬
‫حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل آخره‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫أخرج ‪ -‬يخرج ‪ُ -‬مخرج‪.‬‬
‫افتتح ‪ -‬يفتتح ‪ُ -‬مفتتح‪.‬‬
‫اختار ‪ -‬يختار ‪ُ -‬مختار‪.‬‬
‫استشار ‪ -‬يستشير ‪ -‬مستشار‪.‬‬
‫استمد ‪ -‬يستمد ‪ُ -‬مستمد‪.‬‬
‫شاد ‪ -‬يشاد ‪ُ -‬مشاد‪.‬‬
‫وهنا سنالحظ أن كلمات تتشابه مع اسم الفاعل‪ ،‬مثل‪ :‬مختار و مشاد‪.‬‬
‫• أما كلمة مختار‪ ،‬فاألصل فيها في اسم الفاعل هو مخت ِير على وزن مفت ِعل‪.‬‬
‫ولكن في اسم المفعول فهي مختير على وزن مفتعل‪ .‬وهكذا أدت قواعد‬
‫اإلعالل إلى توحيد الكلمتين‪.‬‬
‫• وأما كلمة مشاد فإن التشابه نتج عن إدغام الحرف األخير‪ ،‬وهي في اسم‬
‫الفاعل مشادِد على وزن مفا ِعل‪ ،‬وفي اسم المفعول مشادد على وزن‬
‫مفاعل‪.‬‬
‫قلنا إن اسم المفعول يشتق من الفعل المتعدي‪ ،‬وإذا أردنا اشتقاقه من‬ ‫‪-3‬‬
‫فعل الزم صح باتباع القواعد السابقة‪ ،‬بشرط استعمال شبه الجملة مع‬
‫الفعل الالزم‪ .‬وشبه الجملة تتكون من الظرف أو من الجار والمجرور‪.‬‬
‫ثم إن شبه الجملة تؤدي وظيفة المفعول به‪ .‬وهكذا فإن الفعل الالزم‬
‫عندما تكون معه شبه الجملة فكأنه أصبح متعديا‪ ،‬أو هو متعد‬
‫بواسطة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ذهب به ‪ -‬مذهوب به‬
‫جاء به ‪ -‬مجيء به‬

‫‪29‬‬
‫أسف عليه ‪ -‬مأسوف عليه‬
‫استحم فيه ‪ -‬مستحم فيه‬
‫سار وراءه ‪ -‬مسير وراءه‬
‫دار حوله ‪ -‬مدور حوله‪.‬‬
‫هناك أفعال ورد منها اسم المفعول على وزن غير قاعدته‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -‬مجنون‬ ‫أجنه‬
‫أحمه ‪ -‬محموم‬
‫أسله ‪ -‬مسلول‪.‬‬
‫هناك أبنية تستعمل بمعنى اسم المفعول‪ ،‬أشهرها‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫فعيل مثل جريح قتيل ذبيح طحين‬
‫فعولة مثل ركوبة حلوبة‬
‫فِعل مثل نِسي ِحب ‪.‬‬

‫‪ -4‬صيغ الصفة المشبهة‪:‬‬


‫الصفة المشبهة اسم يصاغ من مصدر الفعل الالزم للداللة على معنى اسم‬
‫الفاعل‪ ،‬ومن ثم سموه " الصفة المشبهة " أي التي تشبه اسم الفاعل في‬
‫المعنى‪ ،‬على أن الصرفيين يقولون إن الصفة المشبهة تفترق عن اسم الفاعل‬
‫في أنها تدل على صفة ثابتة‪ .‬وأشهر أوزانها‪:‬‬
‫إذا كان الفعل على وزن (فــ ِعـــل) فإن الصفة المشبهة تشتق على‬ ‫‪-1‬‬
‫ثالثة أوزان‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫فـــ ِعـــ ٌل الذي مؤنثه ف ِعلة‪ ،‬وذلك إذا كان الفعل يدل على أمر يعرض‬ ‫أ)‬
‫ح و ف ِرحة تعب ‪ ---‬تعب و تعبة‬
‫ويزول ويتجدد‪ ،‬مثل‪ :‬ف ِرح ‪ ---‬ف ِر ٌ‬
‫طرب ‪ ---‬طرب و طربة ضجر ‪ ---‬ضجر ضجرة‪.‬‬
‫أفـــعـــ ُل الذي مؤنثه فعالء ‪ ،‬وذلك إذا كان الفعل يدل على لون أو‬ ‫ب)‬
‫عيب أو حلية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫زرق ‪ ---‬أزرق و زرقاء‬ ‫ح ِمر ‪ ---‬أحمر و حمراء‬
‫ع ِور ‪ ---‬أعور و عوراء‬ ‫ح ِول ‪ ---‬أحول و حوالء‬
‫ه ِيف ‪ ---‬أهيف هيفاء‬ ‫ح ِور ‪ ---‬أحور و حوراء‬
‫فعــــالن الذي مؤنثه فعلى‪ ،‬وذلك إذا كان الفعل يدل على خلو أو امتالء‬ ‫ت)‬
‫مثل‪:‬‬
‫عطش ‪ ---‬عطشان وعطشى‬ ‫روي ‪ ---‬ريان و ريى‬
‫ظمئ ‪ ---‬ظمآن وظمأى‬ ‫يقظ ‪ ---‬يقظان ويقظى‬
‫إذا كان الفعل على وزن (فعُـــل) فإن الصفة المشبهة تشتق على‬ ‫‪-2‬‬
‫األوزان التالية‪:‬‬
‫ب ُ‬
‫طل ‪ ---‬بط ٌل‬ ‫سن ‪ ---‬حس ٌن‬
‫فعـــ ٌل ‪ :‬ح ُ‬ ‫أ)‬
‫ب) فُــعُــــ ٌل ‪ :‬جنُب ‪ُ ---‬جنُ ٌ‬
‫ب‬
‫ت) فــعــــا ٌل ‪ :‬جبُن ‪ ---‬جبان‬

‫ث) فــعــــو ٌل ‪ :‬وقُر ‪ ---‬و ٌ‬


‫قور‬
‫ج) فُــعـــا ٌل ‪ :‬ش ُجع ‪ ---‬شُجا ٌ‬
‫ع‬
‫إذا كان الفعل على وزن (فــــعــــل) فإن الصفة المشبهة منه‪ ،‬التي‬ ‫‪-3‬‬
‫تختلف عن وزن اسم الفاعل وعن وزن من أوزان صيغ المبالغة‪ ،‬تأتي‬
‫غالبا على وزن ‪:‬‬
‫فـــيــعــِـــ ٌل ‪ :‬ساد ‪ ---‬سيد مات ‪ ---‬ميت جاد ‪ ---‬جيد‬
‫‪31‬‬
‫وهناك أوزان للصفة المشبهة‪ ،‬من غير ما ذكر‪ ،‬وذلك إذا دلت على‬ ‫‪-4‬‬
‫صفة ثابتة‪ ،‬وهذه ليست مرتبطة بوزن فعل معين‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫فـــعيـــــل ‪ :‬كريم ‪ ---‬بخيل ‪ ---‬شديد‬ ‫أ)‬
‫ب) فـــعـــ ٌل ‪ :‬ضخم ‪ ---‬سهل ‪ ---‬صعب ‪ ---‬فحل‬
‫ت) فِـــعـــ ٌل ‪ِ :‬رخ ٌو ‪ِ ---‬صف ٌر ‪ ---‬ملح‬
‫ث) فُــعــــ ٌل ‪ِ :‬صل ٌ‬
‫ب ‪ُ ---‬ح ٌّر ‪ُ ---‬م ٌّر‬

‫المرجع والمصادر المعتمدة‬


‫شرح ابن عقيل‬
‫أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك‪ ،‬ابن هشام‬
‫النحو الوافي‪ ،‬عباس حسن‬
‫القواعد األساسية للغة العربية‪ ،‬أحمد الهاشمي‬
‫جامع الدروس العربية‪ ،‬مصطفى الغالييني‬
‫التطبيق النحوي‪ ،‬عبد الراجحي‬
‫دروس في التصريف‪ ،‬محسن عبد الحميد‬
‫الممتع في التصريف‪ ،‬ابن عصفور اإلشبيلي‬
‫التطبيق الصرفي‪ ،‬عبده الراجحي‬

‫‪32‬‬

You might also like