Professional Documents
Culture Documents
1
الكلية المتعددة التخصصات
إعداد األستاذ بريمي المهدي شعبة الدراسات اإلسالمية
وحدة النحو والصرف 2
مكون النحو
االستثناء
يقول ابن مالك
وبعد نفــي أو كنفــي انــتـخب: ما استثنت "إال" مع تمام ينتصـب
وعن تميــم فيه إبـدال وقــــــع إتباع ما اتصل ،وانصب ما انقطع،
يأتي ،ولكن نصبه اختر إن ورد وغير نصب سابق في النفـي قـــد
بعد يكن كمــا لو "إال" عدمـــا وإن يفــرغ سابــــق "إال" لمـــــا
شرح األبيات:
إذا كان الكالم تاما موجبا ،سواء كان متصال ام منقطعا ،يكون المستثنى منصوبا.
وإذا كان الكالم غير موجب – وهو الذي يكون فيه نفي أو شبهه – يختار االتباع
في المتصل ،ويجب نصب المنقطع عند غير بني تميم .وأما بنو تميم فيجيزون
االتباع في المنقطع كذلك.
إذا كان الكالم غير موجب وسبق المستثنى على المستثنى منه ،فإن االحسن فيه
النصب وإن ورد فيه عن بعض النحاة غير النصب ،من ذلك مثال " :ما قام إال
زيدا القو ُم " و أما غير النصب ،فنحو " :ما قام إال زي ٌد القو ُم " .أم الموجب
فيتعين فيه النصب ،نحو " :قام إال زيدا القو ُم ".
إذا تفرغ العامل السابق الذي يوجد قبل إال لما بعدها ،سواء كان فعال أو فاعال او
مبتدأ أو جارا أو غير ذلك ،كان االسم الواقع بعد إال معربا بما يقتضيه ما قبلها.
من ذلك مثال " :ما قام إال زي ٌد " " ما ضربت إال زيدا" " ما االجتهاد إال أساس
النجاح " " ما مررت إال بزيد ".
2
فزيد في الجملة االولى فاعل ،وفي الجملة الثانية مفعول به ،وأساس في الجملة
الثالثة خبر المبتدأ ،وزيد في الجملة الرابعة مجرور بحرف الجر.
واالستثناء المفرغ ال يكون في كالم موجب ،فال نقول" :ضربت إال زيدا"
تعريف االستثناء
االستثناء هو :اإلخراج ب "إال" أو إحدى أخواتها لما كان داخال في الحكم
السابق عليها .فليس هذا اإلخراج إال "الطرح" ،بإسقاط ما بعدها من المعنى الذي
قبلها ،ومخالفته للمتقدم عليها فيما تقرر من أمر مثبت أو منفي.
أنواع االستثناء:
– 1االستثناء التام:
وهو ما كان فيه المستثنى مذكورا ،مثل " :ركبت الطائرة عشر ساعات إال
خمسة.
– 2االستثناء الموجب وغير الموجب:
فاألول ما كانت جملته خالية من النفي ،وشبهه ( وشبه النفي هنا هو النهي،
واالستفهام الذي يتضمن معنى النفي :كاالستفهام االستنكاري ،مثل " :ومن أصدق
من هللا حديثا " واالستفهام التوبيخي ،مثل " :أتأكل أموال اليتامى بالباطل ؟".
والثاني :ما كانت جملته مشتملة على نفي أو شبهه ،نحو " :ما تأخر المدعوون
للحفل إال واحدا" .وهذا النفي لفظي ،ومنه ما هو معنوي ،بحيث يستفاد النفي من
معنى الجملة ،كقول هللا تعالى " :يأبى هللا إال أن يتم نوره ".ف "يأبى" بمعنى ال
يريد.
– 3االستثناء المفرغ:
وهو ما حذف من جملته المستثنى منه ،والكالم غير موجب ،نحو:
3
ما تكلم الناس إال واحد واألصل -ما تكلم إال واحد
ما شهدت الناس إال واحدا واألصل -ما شهدت إال واحدا
ما ذهبت للناس إال واحد واألصل -ما ذهبت إال لواحد
– 4االستثناء المتصل والمنقطع /المنفصل:
فاألول :ما كان المستثنى بعضا من من المستثنى منه ،نحو" :سقيت األشجار إال
شجرة" – و "غطيت الجسم إال الوجه".
و لهذا صورتان ،األولى أن يكون المستثنى منه متعدد األفراد والمستثنى واحد :
قرأت الكتب إال واحدا.
والثاني :أن يكون المستثنى منه فردا واحدا وفيه أجزاء ،والمستثنى جزء من تلك
األجزاء :فحصت الجسد إال اليد
والثاني :ما لم يكن في المستثنى بعضا من المستثنى منه ،نحو" :حضر الضيوف
إال سياراتهم" ،وقول هللا تعالى " ال يسمعون فيها لغوا إال سالما" .وليس معنى
انقطاعه أنه ال صلة له بالمستثنى منه ،و ال عالقة تربطهما معنويا ،فهذا خطأ
بالغ؛ وإنما معناه انقطاع صلة "البعضية" بينهما ،بأال يكون المستثنى جزءا حقيقيا
من المستثنى منه .ومع ذلك البد أن يكون هناك نوع اتصال معنوي يربط بينهما.
ولذلك تؤدي أداة االستثناء "إال" معنى الحرف ":لكن" التي هي لالستدراك.
4
أحكام االستثناء:
إذا كانت أداة االستثناء هي " إال " ،ولم تتكرر ،فللمستثنى بها ثالثة أحكام:
– 1وجوب النصب ،في األغلب ،بشرط أن يكون الكالم تاما موجبا؛ سواء أكان
المستثنى متأخرا بعد المستثنى منه أم كان متقدما عليه .وسواء أكان متصال أم
منقطعا .نحو:
حضر الطلبة إال واحدا
رأيت الطلبة إال واحدا
التقيت بالطلبة إال واحدا
1
وعن االعراب ،نقول" :إال" حرف استثناء .والمستثنى منصوب على االستثناء
سواء كان متقدما على المستثنى منه أو متأخرا عنه .وللتنبيه فإنه البد من تقدم
"إال" على المستثنى في كل الحاالت.
– 2إما نصب المستثنى ،وإما ضبطه على حسب حركة المستثنى منه ،فيكون
مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا؛ ويعرب بدال .والبد في الحالتين أن يكون الكالم
تاما غير موجب .وال فرق بين المتصل والمنقطع .نحو ما تخلف السابقون إال
واحدا == واح ٌد
ما جهلت السابقين إال واحدا == واحدا
ما تأخر عن السابقين إال واحدا == واحد
1أشهر مذاهب النحاة في ناصب االسم الواقع بعد " إال " أربعة:
1الناصب للمستثنى هو الفعل الواقع في الكالم السابق على "إال" بواسطتها ،فيكون عمل "إال" هو تعدية
ما قبلها إلى ما بعدها .وهذا مذهب السيرفي وهو منسوب لسيبويه ،وقال الشلبين بأنه مذهب الجمهور.
2الناصب له هو الفعل الواقع قبل " إال " باستقالله ،ال بواسطتها.
3الناصب له هو فعل محدوف تدل عليه "إال " ،والتقدير " أستثني زيدا ،مثال "
4الناصب له هو نفس إال وهو مذهب ابن مالك ،الذي صرح به في غير األلفية ،أما عبارته في األلفية
فتشير إليه .أال ترى أنه يقول "ما استثنت إال" ،وبعد قليل يقول " والغ إال" وهي عبارة تدل على أن
المراد إلغاؤها عن العمل.
وما يرد على المذهبين األولين أنه قد ال يرد في الكالم المتقدم على إال ،ما يصلح لعمل النصب من فعل
أو نحوه ،تقول :إن القوم إخوتك إال زيدا .فكيف تقول إن العامل الذي قبل إال هو الناصب لما بعدها،
سواء كان باالستقالل أو بالواسطة.
5
-ويجوز أن يتقدم المستثنى وهو منصوب ،على المستثنى منه مباشرة،
ويبقى كل شيء كما كان ،فال يتغير اإلعراب ،نحو:
ما تخلف إال واحدا السابقون
ما جهلت إال واحدا السابقين
ما تأخر إال واحدا عن السابقين
أما لو تقدم وهو "بدل" ،فإن األمر يتغير كليا ،فيعرب المستثنى المتقدم على
حسب حاجة الكالم قبله ،ويزول عنه اسم المستثنى ،كما يزول عن المستثنى منه
المتأخر ،اسمه ،ويعرب بدال من االسم الذي تقدم ،وتابعا له في حركة إعرابه،
وتصير " إال " ملغاة عن العمل .نحو:
-ما تخلف إال واحد السابقون
-ما جهلت إال واحدا السابقين
-ما تأخر إال واحد عن السابقين
واالعراب يكون على الشكل التالي :ما حرف نفي مبني على السكون ال محل له
من االعراب ،تخلف :فعل ماض مبني على الفتح ،إال :أداة استثناء مبنية على
السكون ال محل لها من االعراب ملغاة عن العمل ،واحد :فاعل مرفوع بالضمة
الظاهرة على آخره ،السابقون :بدل كل من كل مرفوع بالواو ألنه جمع مذكر
سالم .وهكذا باقي األمثلة ،كل كلمة بحسب موقعها في الجملة من غير االنتباه إلى
االستثناء الوارد في الجملة ،فكأنه غير موجود.
-3أن يعرب ما بعد إال على حسب العوامل قبلها ،بشرط أن يكون الكالم
"مفرغا" .وهذه الصورة ال تعد من صور االستثناء ،لعدم وجود المستثنى منه،
لهذا تعرب "إال" ملغاة .ويعرب ما بعدها فاعال ،أو مبتدأ ،أو مفعوال به ،أو خبرا،
أو غير ذلك مما تستوجبه الجملة ،أمثلة هذه الحالة هي:
6
األصل قبل التفريغ الجملة مفرغة
ما أخطأ المتكلمون إال واحدا أو واحد -1ما أخطأ إال واحد متسرع
ما العدل دعامة إال دعامةَ -2ما العدل إال دعامة الحكم الصالح
الحكم الصالح أو دعامةُ الحكم الصالح
ما سمعت طيورا مغردة إال بلبال -3ما سمعت إال بلبال صداحا
صداحا أو بلبال صداحا
أو النابغ ما ذهبت ألحد إال الناب َغ -4ما ذهبت إال للنابغ
ويسمى الكالم مفرغا ،ألن ما قبل "إال" تفرغ للعمل اإلعرابي فيما بعدها ،ولم
يشتغل بالعمل في غيره .فالكالم في أصله كالم تام غير موجب ،يجوز فيه
األمران السالفان ،إما النصب على االستثناء ،وإما االتباع على البدلية .فلما حذف
المستثنى منه صار الكالم نوعا جديدا ،هو :المفرغ ،وصار له حكم جديد خاص،
الذي سبق
7
يقول بن مالك
تمرر بهم إال الفتى إال العال والغ "إال" ذات توكيد كــال
تفريغ التأثير بالعمــــل دع وإن تكرر ال للتوكيد فمــع
في واحد مما بـ "إال" استثني وليس عن نصب سواه مغني
نصب الجميع احكم به والتزم ودون تفـريغ مع التقـــدم
منها كما لوكــان دون زائـــد وانصب لتأخير وجيء بواحد
وحكمها في القصد حكم األول كلهم يفوا إال امرؤ إال علي
شرح االبيات:
إذا كررت إال لقصد التوكيد ،لم تؤثر فيما دخلت عليه ،ولم تفد غير توكيد األولى،
وهذا معنى إلغاؤها .ويكون ذلك بصيغتين:
الصيغة االولى هي البدل كما مثل لذلك اين مالك بقوله " ال تمرر بهم إال الفتى إال
العال " فالفتى في هذا المثال هو العال /العالء .فكأنك قلت إال الفتى العال .ومثله :
" ما مررت بأحد إال زيد إال أخيك" فأخوك بدل من زيد ،وكأنك قلت " :ما
مررت بأحد إال زيد اخيك".
الصيغة الثانية هي العطف ،وفيها يعطف المستثنى بإال الثاني على المستثنى بإال
األول كأن نقول " :قام القوم إال زيدا و إال عمرا" ف "عمرا" معطوف على
"زيدا" و إال الثانية ملغاة عن العمل .وكأن قلت " :قام القوم إال زيدا وعمرا ".
وبهذا تكون إال كررت من أجل التوكيد .ويمكن التمثيل لهذا بقول الشاعر:
غيارها
ُ و إال طلوعُ الشمس ثم ونهارها
ُ هل الدهر إال ليلةٌ
8
واألصل إال عمله رسيمه ورمله ،فرسيمه بدل من عمله ورمله معطوف على
رسيمه ،وكررت إال للتوكيد.
وإذا تكررت إال لغير التوكيد ،فإن كان الكالم " مفرغا" فاترك واحدا من
المستثنيات يخضع لتأثير العمل الذي في الجملة السابقة ،وانصب باقي
المستثنيات ،فليس عن نصبه غنى .مثاله " :ما حضر إال محمد إال سعيدا إال
سعادا" .ف"محمد" فاعل مرفوع قد خضع لتأثير العامل الذي في الجملة السابقة
حضر ،و"سعيدا" "وسعادا" منصوبان على االستثناء.
ثم انتقل إلى الحاالت التي ليس فيها تفريغ :يريد حاالت التام الموجب والتام غير
الموجب .فإذا تقدمت المستثنيات على المستثنى منه وجب نصبها جميع في
زينب إال خديجةَ
َ مختلف أحوالها ،كأن نقول " :ما حضرت إال عليةَ إال
الطالباتُ ".أما إذا تأخرت المستثنيات عن المستثنى منه في البيتين 5و 6حيث
قال:
تنصب المستثنيات كلها في حالة التأخير ،فإن كان الكالم تام غير موجب صح
اختيار واحد منهما ،وضبطه /شكله بما كان يستحق من الضبط /الشكل لو لم
تتكرر إال ،وهذا الضبط يكون على البدلية أو النصب على االستثناء .ويمثل ابن
مالك لهذا بقوله " :لم يفوا إال امرؤ إال علي " فيجوز في علي الرفع على انه بدل
ويجوز فيه النصب على أنه مستثنى ثاني.
الحكم إذا كانت أداة االستثناء هي " إال " المكررة.
-1قد يكون تكرارها بقصد التوكيد اللفظي المحض ،وتقوية " إال " األولى،
بغير إفادة استثناء جديد .ولهذه الحالة صورتان:
األولى) أن تقع " إال " التي تكرر للتوكيد بعد واو العطف – وال يصح أن تقع بعد
غيرها من حروف العطف – نحو :أحب ركوب السفن إال الشراعية ،وإال
الصغيرة .ولهذا يكون المستثنى المعطوف تابعا للمعطوف عليه .فالصغيرة
منصوبة بالعطف ال بـ"إال" الثانية المكررة.
9
وهذا الحكم ينطبق على جميع أنواع المستثنى الثالثة إذا تكررت إال فيها ،وقد
سبق التام الموجب .مثال التام غير الموجب :ال أحب ركوب السفن إال البواخر ،
و إال الكبيرة .ومثال المفرغ :فقول الشاعر:
وإال لقاء الخل ذي الخلق العالي وما الفضل إال أن تجود بنائل
فالمصدر المؤول بعد إال األولى (أن تجود) خبر ،أما الثانية فلمجرد التوكيد
اللفظي ،والمصدر الصريح [لقاء] بعدها معطوف بالواو على المصدر المؤول
ل[أن تجود].
الثانية) أن ال تقع "إال" التي جاءت للتكرار المحض بعد حرف عطف ،ولكن
يكون اللفظ الواقع بعدها متفقا مع المستثنى الذي قبلها في المعنى والمدلول.
ويكون ضبط اللفظ بعد المكررة على ما عليه قبلها وكأنها غير موجودة ،ومثال
ذلك رجل يقال له هارون الرشيد ،ومنه نصوغ االستثناء بـ"إال" مكررة ،نحو:
جاء القوم إال هارونَ إال الرشي َد .2فـ"إال" الثانية في هذا المثال ال تفيد استثناء
جديدا .أما إعراب الرشيد فهو بدل كل من كل ،أو عطف بيان .ومن ثم فوجودها
وعدمه سيان.
– 2وقد يكون تكرار " إال " لغير التوكيد ،إنما الغرض استثناء جديد ،بحيث
لو حذفت لم يفهم االستثناء الجديد .فهي في هذا الغرض كاألولى تماما .وفي هذه
الحالة تتعدد األحكام ،وهي على الشكل التالي:
أ) إن كان تكرارها لغير توكيد في كالم تام موجب فالمستثنيات كلها منصوبة
القمر إال المريخَ.
َ الشمس إال
َ في كل األحوال ،نحو :ظهرت النجو ُم إال
إن كان الكالم تاما غير موجب ،والمستثنيات متقدمة على المستثنى ب)
القمر إال المري َخ النجو ُم.
َ الشمس إال
َ منه نصبت جميعا ،نحو :ما غاب إال
- 2ولو قلنا ما جاء القوم إال هارونُ إال الرشي ُد لصح في كلمة الرشيد الرفع أو النصب تبعا لكلمة
هارون التي يجوز فيها االثنين ،ألنها جاءت في صورة التام غير الموجب.
-ولو قلنا ما اشتهر إال هارونُ إال الرشي ُد ،لوجب رفع كلمة الرشيد ،اتباعا لكلمة هارون التي يجب
رفعها ،بسبب أن االستثناء مفرغ.
10
فإن تأخرت المستثنيات نصبت أيضا ،ما عدا واحدا منها – أي واحد ، -فيجوز
فيه أمران؛ إما النصب على االستثناء ،وإما البدل على المستثنى منه ،نحو :ما
القمر إال المريخَ.
َ الشمسُُ إال
َ غابت النجوم إال
ج) إن كان الكالم مفرغا وجب إخضاع أحد المستثنيات لحاجة العامل الذي قبل
"إال" ،األولى ،ونصبت باقي المستثنيات ،نحو :ما نبت إال قم ٌح إال شعيرا ً إال
قصباً.
ملحوظة :
إذا كانت إال التي جاءت للتكرار تفيد استثناء جديدا ،فال بد أن يجيء بعدها
مستثنى ،والبد أن يكون له مستثنى منه .فأين هو هذا المستثنى منه؟ هل هو
المستثنى منه األول أم هو المستثنى الذي قبل إال المكررة مباشرة .وبعبارة أخرى
أين المستثنى منه بعد إال المكررة في مثل " :بكر العاملون إال صالحا إال محمودا
إال حسينا" .فمحمود مستثنى فأيهما المستثنى منه ،هل هو العاملون أم هو صالح؟
الجواب :إذا لم يكن استثناء بعض المستثنيات من بعض ممكنا ،كان المستثنى
منه هو األول حتما .وهو هنا العاملون .أما إن أمكن استثناء كل واحد مما قبله
مباشرة – كاألعداد – فيجوز األمران :فيكون المستثنى منه األول هو المقصود ،
أو يكون االستثناء من المستثنيات قائم على التوالي :كما لو أنك تنقص شيئا من
شيء ،أنفقت عشرة دراهم إال أربعة إال اثنين إال واحدا.
11
قال ابن مالك
بما لمستثنًـــى بـ"إال" نُ ِ
ســبا واستثن مجرورا بغير ُمعربـــا
علــى األصح ما لغير ُج ِعــــال س ًوى سواء اجعـــــال
س ًوى ُ
ول ِ
وبِعـــدا ،وبِيــكون بعـــد "ال" واستثــن ناصبا بليس وخـــال
رار قد ي ِرد
وبعد "ما" انصب ،وان ِج ٌ واجرر بسابقي يكون إن ت ُ ِـرد
12
سوى و سواء) هو الجر دائما على أنه
حكم المستثنى بـ (غير و سوى و ُ
مضاف إلى األداة.
أ) أما "غير" فتعرب/تضبط بما كان يعرب به المستثنى مع " إال " .واألمثلة
كالتالي:
التام الموجب:
غير سعيد
أسرع المتسابقون َ
غير سعيد
رأيت الفائزين َ
غير نجم
نظرت للنجوم َ
التام غير الموجب:
غير سعيد
غير سعيد ،أو ُ
ما أسرع المتسابقون َ
غير سعيد
غير سعيد ،أو َ
ما رأيت الفائزين َ
غير نجم
غير نجم ،أو ِ
ما نظرت للنجوم َ
المفرغ:
غير سعيد
ما أسرع ُ
غير سعيد
ما رأيت َ
لغير سعيد
ما نظرت ِ
وهكذا فإن ضبط أذاة االستثناء و إعرابها يختلف باختالف حالة الكالم:
-فحين يكون الكالم تاما موجبا ،تنصب على االستثناء.
-وحين يكون الكالم تاما غير موجب ،يجوز نصبها على االستثناء ويجوز
اتباعها للمستثنى منه.
-وحين يكون الكالم مفرغا تضبط وتعرب على حسب حاجة الجملة ،فقد
تكون فاعال ،أو مفعوال ،أو غيرهما.
13
ب)وأما " سوى " 3وصيغها ،فمنصوبة على الظرفية عند سيبويه والفراء،
أما ابن مالك فتُعامل عنده بما تُعامل به "غير" من الرفع والنصب والجر.
ج) ويقوم االستثناء بـ" ليس وخال وعدا وال يكون" ويكون المستثنى بهم
منصوبا .وهما حالتان:
-ليس وال يكون مستثناهما منصوب على أنه خبر لهما ،واسمهما ضمير مستتر
4
وجوبا ،عائد على البعض المفهوم من المستثنى منه.
-خال وعدا مستثناهما منصوب على أنه مفعول به ،وفاعلهما ضمير مستتر
وجوبا عائد على البعض المفهوم من المستثنى منه ،ومثاله" :قام القوم ليس – خال
– عدا – ال يكون زيدا ".والتقدير :قام القوم ليس – خال – عدا – ال يكون
بعضهم زيدا".
3اختلف النحاة في خروج "سوى" بجميع لغاتها عن النصب على الظرفية إلى التأثر بالعامل
والوقوع في مواقع اإلعراب المختلفة ،ولهم في ذلك ثالثة مذاهب:
– 1وهو مذهب سيبويه والخليل وحاصله أنها :ال تخرج عن النصب على الظرفية فإن ورد في
كالم العرب شيء يدل ظاهره على خروجها عن النصب على الظرفية إلى التأثر بالعامل ،فهو
مؤول إن أمكن تأويله ،فإن لم يمكن تأويله فهو شاذ ال يقاس عليه.
– 2وهو مذهب الكوفيين ،وتبعهم عليه ابن مالك ،وحاصله أنها ،تأتي ظرفا أحيانا ،وتأتي اسما
متأثرا بالعامل أحيانا أخرى ،من غير ضرورة وال شذوذ ،وال كقوة ألحد الوجهين.
– 3وهو مذهب الرماني وأبو البقاء العكبري ،وحاصله أن هذه الكلمة تستعمل ظرفا منصوبا
على الظرفية ،وتستعمل غير ظرف ،ولكن استعمالها ظرفا أكثر من استعمالها غير ظرف .وقد
اختار ابن هشام هذا المذهب.
4للنحاة في مرجع الضمير المستكن في يكون من قولك " :قام القوم ال يكون زيدا" والمستكن في
ليس من قولك " قام القوم ليس زيدا" ثالثة اقوال معروفة:
)1أن مرجعه هو البعض المفهوم من الكل السابق الذي هو المستثنى منه ،فتقدير الكالم :قام
القوم ال يكون هو ( أي بعض القوم ) زيدا.
)2أن مرجعه اسم فاعل مأخوذ من الفعل العامل في المستثنى منه ،فتقدير الكالم هو :قام
القوم ال يكون ( أي القائم ) زيدا.
)3أن مرجعه هو مصدر الفعل السابق العامل في المستثنى منه ،وتقدير الكالم هو :قام القوم
ال يكون ( أي القيام ) قيام زيد.
ويضعف الوجهين الثاني والثالث أن الكالم قد ال يكون مشتمال على فعل ،نحو قولك :القوم
إخوتك ال يكون زيدا.
14
ومع هذا يجوز جر المستثنى بهما إذا لم تتقدم عليهما " ما " ،5وهما بذلك حرفا
جر.
من ذلك قول الشاعر:
أعد عيالي شعبة من عيالك خال هللاِ 6ال أرجو سواك ،وإنما
وقول آخر:
الشمطاء والطفل الصغير
ِ عدا أ َبحْ نا حيَّهم قتال و أسرا
فـ" هللا والشمطاء " مجروران بحرف الجر خال وعدا.
د) المشهور أن " حاشا " ال تكون إال حرف جر ،ولكن المصنف رحمه هللا مع
جماعة من النحاة ذهبوا إلى أنها مثل " خال " تستعمل فعال فتنصب ما بعدها،
5أما إذا تقدمت عليهما "ما" وجب النصب ،ألن " ما " مصدرية ،وخال وعدا صلتها ،وفاعلها
ضمير مستتر يعود على البعض والمستثنى مفعول به ،نحو :قام القوم ( ما خال ) ( ماعدا )
زيدا .والتقدير :قام القوم ما خال ما عدا بعضهم زيدا.
وهذا هو المشهور ،لكن الكسائي أجاز الجر بهما .و هذا معنى قول ابن مالك " :وانجرار قد يرد
".
6إن صور تقديم المستثنى ثالث:
)1أن يتقدم المستثنى على المستثنى منه وحده ،ومنه قول الشاعر:
مذهب
ُ مذهب الحق
َ وما لي إال فما لي إال آ َل أحمد شيعةٌ
القوم إال زيدا ضربت.
َ )2أن يتقدم المستثنى على العامل في المستثنى منه وحده ،نحو:
والنحاة في هذا مختلفون ،ولهم فيها ثالثة أقوال:
-يجوز تقديم المستثنى على العامل في المستثنى منه إذا تقدم المستثنى منه ،سواء أكان
العامل متصرفا أم جامدا.
-ال يجوز مطلقا.
-التفصيل ،فإن كان العامل في المستثنى منه متصرفا ،نحو( :إخوت َك إال زيدا حضروا)،
جاز التقديم .وإن كان العمل غير متصرف ،نحو ( :إخوت َك إال زيدا عسى أن يفلحوا
) ،لم يجز.
)3أن يتقدم المستثنى على المستثنى منه وعلى العامل جميعا ،وعلى ذلك يقع المستثنى في
أول الكالم ،وشاهده البيت السابق ( :خال هللاِ .)...وقد اختلف في هذه الصورة الكوفيون
والبصريون:
-فالكوفيون قالوا بجواز تقديمه على المستثنى منه وعلى العامل فيه.
-أما البصريون فقالوا بعدم جوازه ،ألن المستثنى شبيه البدل.
15
وحرفا فتجر ما بعدها .نحو " :قام القوم حاشا زيداً ،وحاشا زيد "؛ إال أنه ال تتقدم
عليهما " ما " كما تقدمت على "خال " ،وهو الكثير .وقد تقدمتها في قليل من
األقوال واعتبرها النحاة استثنائية ،وما يلزم "حاشا" يلزم "حاش" ويلزم "حشا"
للنحاة في حاشا ثالثة مذاهب:
أنها ال تكون إال حرف جر ،وأن ما بعدها ال يكون إال مجرورا .وهذا رأي
سيبويه ،وعذره أنه ال يسمع النصب بها.
أنها ال تكون إال فعال ،لكن يجوز فيما بعدها النصب والجر ،فإن جررته فهو من
باب حذف حرف الجر وبقاء عمله ،وإن نصبته فهو من باب النصب على نزع
الخافض ،وأصل (حاشا زيداً) ( حاشا لزيد )
أنها تكون فعال فينتصب ما بعدها على أنه مفعول به ،وتكون حرف جر فيجر ما
بعدها به .وهدا مذهب المبرد والمازني ،وتبعهما ابن مالك ،وهو المذهب الذي
يؤيده السماع.
16
وحدة النحو والصرف 2 الكلية المتعددة التخصصات
السداسي الثاني شعبة الدراسات االسالمية
التمييــــز
يقول ابن مالك
ينصب تمييـزا بما قـــد فسـر "من" مبين ،نكرة،
اسم ،بمعنىِ ،
ـن عســـال وتمـــــرا
ومنويـ ِ كشـبر أرضا ،وقفــيز بـ ُـــرا ً،
أضفتها ،كـ "مد ِحنطة ِغـدا" وبعد ذي وشبهها واجرره إذا
إن كان مثل "ملء األرض ذهبا" والنصب بعدما أ ُضيف وجبا
ُ
ُمفضال كـ "أنت أعال منزال" والفاعل المعنى انصبن بأفعال
ميز ،كـ "أكرم بأبي بكر أبا"
ِ وبعد كل ما اقتضـى تعجبـــا
بمن إن شئت غير ذي عدد والفاعل المعنى كـ "طب نفسا ت ُفد"
واجرر ِ
والفاعل ذو التصريف نزرا سبقا وعامل التمييــز قـدم مطــلقا
شرح األبيات
التمييز هو اسم نكرة متضمن معنى " من " ليبين ما قبله من إجمال ،نحو :طاب
زيد نفسا – عندي شبر أرضا.
-إحترز الشارح بقوله متضمن معنى "من" من الحال ،فإنه متضمن معنى
"في".
-و احترز بقوله لبيان ما قبله مما تضمن معنى "من" وليس فيه بيان لما قبله
كاسم ال النافية للجنس ،نحو :ال رج َل قائم فإن التقدير هو ال من رجل قائم
17
-واحترز بقوله لبيان ما قبله من إجمال ،وهما المبين إجمال ذات والمبين
إجمال نسبة.
فالمبين إجمال الذات هو الواقع بعد المقادير ،وهي المساحات ،المكيالت ،
الموزونات .والواقع بعد األعداد ،مثل عندي عشرون درهما.
-التمييز هنا منصوب بما فسره ،وهو شبر و قفيز ومنوان وعشرون.
-أما المبين إجمال النسبة وهو المسوق لبيان ما تعلق به العامل من فاعل أو
مفعول ،مثال الفاعل :طاب زيد نفسا ،اشتعل الرأس شيبا .ومثال المفعول،
غرست األرض شجرا ،فجرنا االرض عيونا .ف " نفسا" و " شيبا" منقوال
من الفاعل واألصل فيها ،طابت نفس زيد ،واشتعل شيب الرأس .أما "
شجرا" و "عيونا" منقول من المفعول ،واألصل فيها غرست شجر
األرض ،فجرنا عيون االرض.
والناصب له في هذا النوع هو العامل الذي قبله.
و أشار المصنف ب "ذي" إلى ما تم ذكره من المقدرات ( المساحة والكيل
والوزن ) ،فيجوز :
-جر التمييز بعد هذه باإلضافة إن لم يضف إلى غير التمييز ،نحو " عندي
شبر ارض ،قَ ُ
فيز بر َ ،منَ َوا عسل" " عندي مد حنطة" واألصل فيه ُ
" عندي م ٌّد حنطةً" .
-أما إذا أضيف الدال على المقدار إلى غير التمييز وجب نصب التمييز،
نحو " :ما في السماء قدر راحة سحابا" " فلن يقبل من أحدهم ملء
االرض ذهبا ".
-التمييز الواقع بعد أفعل التفضيل ،إن كان فاعال في المعنى وجب نصبه
وإن كان غير ذلك وجب جره باإلضافة .وعالمة ما هو فاعل في المعنى:
أن يصلح جعله فاعال ،بعد ما يصير أفعل التفضيل فعال ،نحو " :أنت أعلى
منزال" و"أكثر ماال" يجب نصب منزال وماال ألنه بصح أن يكونا فاعلين
إذا تحول " أعلى واكثر " اسمي التفضيل إلى فعلين " .أنت عال منزلك
18
وكثر مالك" .ومثال ما ليس فاعال في المعنى ،زيد أفضل جندي – هند
أفضل امرأة ،هنا يجب جره باإلضافة.
-أما إذا أضيف أفعل التفضيل إلى غير التمييز ،يجب نصب التمييز " أنت
أفضل الناس رجال"
-يقع التمييز بعد كل ما دل على التعجب ،نحو " ما أحسنَ زيدا رجال"
" أكرم بأبي بكر أبا".
-يجوز جر التمييز ب" من " إن لم يكن فاعال في المعنى وال مميزا لعدد،
نحو " :عتدي شبر من أرض" " غرست األرض من شجر" .وال تقول "
عندي عشرون من درهم" وال " طاب زيد من نفس".
-يقدم العامل على التمييز دائما ،فال تقول ":نفسا طاب زيد" وال " عندي
درهما عشرون" ،ولكن الكسائي والمازني والمبرد أجازوه إذا كان العامل
متصرفا .و وافقهم ابن مالك وجعله قليال.
أمثلة:
إردب من شعير "
ٌ إردب شعير –
ُ إردب شعيرا –
ٌ الكيل " :عندي
الوزن " :اشتريت أوقيةً ذهبا – أوقيةَ ذهب – أوقيةً من ذهب "
فدان قطن – فدان من قطن "
المساحة " :جنيت محصو َل فدان قطنا – ِ
نسبة " :ازداد المتعل ُم أدبا ً "
في الجملة مثل " :عندي إردب " كلمة غامضة هي " إردب" ،وألنها تحتاج إلى
التوضيح والتخصيص وضعت كلمة شعير بعدها ،حتى ال يضن أنها قمح أو درة.
إذن في اللغة ألفاظ مبهمة تحتاج إلى توضيح ،وأن هذه الكلمات التي توضح
المبهم هي التمييز .ويكون مفردا كالكلمة المستعملة في العدد ،أو في المقادير
الثالثة :كـ ( الكيل والوزن والمساحة ) .وقد يكون جملة.
19
تعريف التمييز:
إذا تأملنا الكلمة التي أزالت الغموض واإلبهام في األمثلة السابقة وجدنا كل كلمة
منها :نكرة منصوبة – في األكثر – فضلة :تبين جنس ما قبلها أو نوعه ،أو
توضح النسبة فيه فهي بمعنى "من" البيانية .والكلمة التي تجمع فيها هذه
األوصاف تسمى :تمييزا.
أقسام التمييز:
ينقسم التمييز بحسب المميز إلى قسمين:
أولهما تمييز المفرد أو الذات .7وهو الذي يكون مميزه لفظا داال على العدد ،أو
على شيء من المقادير ( الكيل والوزن والمساحة).
ثانيهما :تمييز الجملة ،وهو الذي يزيل اإلبهام عن المعنى العام بين الطرفين.
ويسمى تمييز النسبة .وينقسم تمييز الجملة إلى قسمين:
-1إلى ما أصله فاعل ،نحو :زادت البالد سكانا .واألصل ،زاد سكان البالد
-2إلى ما أصله مفعول به ،نحو :أعددت الطعام ألوانا .واألصل ،أعددت ألوان
الطعام.
أحكام التمييز:
أوال) أن يختص تمييز المفرد باألحكام التالية:
أ) إن كان تمييز المقادير :
)1 -1إما النصب على أنه التمييز مباشرة ،وهو الحسن ،ألنه يدل على
المقصود نصا من غير احتمال شيء آخر معه ،ففي مثال " اشتريت
رطال عسال " يدل النصب على أن المتكلم يريد أن اإلناء المسمى
بالرطل مملوء بالعسل ،أو عندما يمأل اإلناء المذكور من هذا
7سمي تمييزا مفردا ،ألنه يزيل اإلبهام عن كلمة واحدة ،أو ما هو بمنزلتها .ويسمى تمييز الذات،
ألن الغالب في تلك الكلمة التي تزيل إبهامها أن تكون شيئا محسوسا .فمعنى ذات أنها جسم.
20
الصنف المذكور .وال يريد في هذا المثال الوعاء نفسه .أما الجر
فيؤدي إلى احتمال أن يكون المراد ذلك.
)2-1إما الجر على أنه مضاف إليه ،والمميز هو المضاف.
)3 -1إما الجر بمن.
نحو " :اشتريت كيلة أرزا ،اشتريت كيلة أرز ،اشتريت كيلة من أرز "
ويجب جر التمييز على أنه مضاف إليه بشرط أن ال يكون المقدار – وهو
المميز -قد أضيف لغيره ،فإن أضيف المقدار لغير التمييز وجب نصب التمييز،
أو جره بـ " من " ،نحو " :ما في اإلناء قدر راحة دقيقا ،أو ما في اإلناء قدر
راحة من دقيق".
-2إن كان تمييز المفرد خاصا بالعدد الصريح:
)1 -2إذا كان العدد من ثالثة إلى عشرة ،وجب جر التمييز بإعرابه
مضافا إليه ،والمضاف هو العدد.
)2-2إذا كان العدد لفظا داال على المائة أو المئات أو األلف أو األلوف ،وجب أن
يكون التمييز مفردا مجرورا ،ألنه يعرب مضافا إليه ،والمضاف هو العدد ،نحو:
" قرأت في العطلة ثالثة كتب ،كل كتاب مائة صفحة ،وعدد السطور ألف سطر".
)3-2إذا كان العدد غير ما سبق وجب نصب التمييز مباشرة ،وأن يكون مفردا،
نحو " :السنة اثنا عشر شهرا ،الشهر ثالثون يوما ،السنة ثالثمائة يوم وأربعة
وستون يوما".
عامل النصب أو الجر باإلضافة في التمييز المفرد ،هو اللفظ المبهم، ب)
أي المميز .أما عند الجر بالحرف من ،فإن هذا الحرف هو العامل.
ج) البد من تقدم العامل على التمييز في جميع األنواع الخاصة بتمييز المفرد
(الذات).
د) إذا تعدد تمييز المفرد فاألحسن العطف بين المتعدد ( .والذي بعد العطف ال
يسمى تمييزا ،وإنما يعرب معطوفا ،برغم انه يؤدي معنى التمييز)
21
إذا كان التمييز مخلوطا من شيئين جاز تعدده بعطف وغير عطف ،نحو " :بعت
رطال سمنا وعسال ،أو بعت رطال سمنا عسال".
ثانيا) أن يختص تمييز الجملة /النسبة باألحكام التالية:
-1
أ) يجب نصب تمييز الجملة إذا كان محموال عن الفاعل أو المفعول به ،نحو" :
ارتفع المخلص درجة "و" رتبت الحجرة أثاثا " .واألصل "ارتفعت درجة
المخلص" و " رتبت أثاث الحجرة "
ب)يجب نصبه إذا كان واقعا بعد أفعل التفضيل ،بشرط أن يكون فاعال في
المعنى ،نحو " :المتعلم أكثر إجادة " واألصل " ،المتعلم كثرت إجادته ".
ومثال التمييز الذي ليس أصله فاعال في المعنى" :علي أفضل جندي ".
ضابط هذا النوع أن يكون أفعل التفضيل بعضا من جنس التمييز .ويكون
مضافا ،والمضاف إليه جمع يقوم مقام التمييز .وعلى هذا يكون أصل
المثال " :علي بعض الجنود "
ب )1-فإن كان أفعل التفضيل مضافا إلى شيء آخر غير التمييز وجب
نصب التمييز ،نحو " :علي أفضل الناس أخوة "
ج) يجب نصب تمييز الجملة إذا وقع بعد التعجب القياسي أو السماعي .فاألول
،نحو " :ما أحسن المغني مشاركة في الحفل " .والثاني ،نحو " :هلل در العالم
مخترعا
ال يجوز تعدده بغير عطف ،نحو " :نما الغالم جسما وعقال".
-عامل النصب فيه هو ما في الجملة من فعل أو شبهه. 2
- 3ال يجوز تقديم هذا التمييز على عامله إذا كان العامل جامدا ،كـ أفعل
التعجب ،ونعم وبئس ،أو فعال متصرفا يؤدي معنى الجامد ،نحو" :كفى بالطبيب
إنسانا" ،واألصل " ما أكفاه إنسانا " ،وفي غيرها يحسن عدم تقديمه على عامله.
وأما التوسط فجائز ،نحو ":صفا نقسا الورع"
22
مكون الصرف
صيغ المشتقات
24
وبالرجوع إلى القياسي من فعل الذي هو فاعل فإنه قد تأتي صيغ على غير
فاعل وهي قليلة أيضا:
-فــعـِــ ٌل :طاب -طيِب
-فــعــ ٌل :شاخ -شي ٌخ
ب
-أفعــل :شاب -أشي ٌ
وهذا معنى قول ابن مالك " :وبسوى الفاعل قد يُغنى فعل"
كما يصاغ اسم الفاعل على النحو التالي:
)1من الفعل الثالثي على وزن فاعل ،مثل :كتب كاتب – لعب العب – قرأ قارئ
– أخذ آخذ -سأل سائل – وعد واعد.
-فإن كان الفعل أجوف ،وعينه ألف ،قلبت هذه األلف همزة في اسم
الفاعل ،فنقول ( :قال -قائل ،باع -بائع ،دار -دائر ).
-أما إن كان الفعل أجوف ،وعينه صحيحة ،أي واو أو ياء ،فإنها
تبقى كما هي في اسم الفاعل ،فنقول( :ع ِور -عا ِو ٌر ،ح ِيد – حا ِيدٌ،
ح ِول -حا ِو ٌل ).
-وإن كان الفعل ناقص؛ أي آخره حرف علة ،فإن اسم الفاعل ينطبق
عليه ما انطبق على االسم المنقوص؛ أي تحذف ياؤه األخيرة في
حالتي الرفع والجر وتبقى في حالة النصب ،فتقول( :دعا – داع،
راضي )
مشى -ماش ،رضي -راض أو ِ
)2ومن غير الثالثي :على وزن الفعل المضارع وإبدال حرف
المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره ،مثل ( :يدحرج –
ق ،تقاتل – ُمتقاتِ ٌل ،تقدم دحرجٌ ،يالكم – ُمال ِك ٌم ،ينطلق – ُمنط ِل ٌ
ُم ِ
ش ٌن ،يستغفر – ُمستغ ِف ٌر.) ، تقد ٌم ،يخشوشن – ُمخشو ِ – ُم ِ
-فإن كان الحرف الذي قبل األخير ألفا ،يبقى كما هو في اسم الفاعل،
ختار ،يكتال – ُمكتا ٌل ،يختال ُ -مختا ٌل ).
مثل( :يختار – ُم ٌ
25
ويكون وزن اسم الفاعل هنا أيضاُ :مفت ِعل ،ألن الوزن ال يتأثر باإلعالل ،وأصل
هذه األفعال هو :يخت ِير – يكت ِيل – يخت ِيل.
ج) هناك أفعال اشتق منها اسم الفاعل من غير القواعد السابقة ،وهي قليلة
جدا:
-فقد ورد اسم الفاعل من الفعل :أسهب مسهب بفتح الهاء ،ومن
أحصن محصن بفتح الصاد والقياس كسرهما.
-كما وردت أفعال رباعية و اشتق اسم الفاعل منها على وزن فاعل
ماح ٌل ).
ِ شذوذا ،مثل ( :أيفع -يافع ،أمحل -
-2صيغ المبالغة:
وهي أسماء تشتق من مصادر األفعال للداللة على معنى اسم الفاعل مع توكيد
معناه وتقويته والمبالغة فيه ،ومن ثم سميت صيغ المبالغة .وهي ال تشتق إال
من الفعل الثالثي ،ولها أوزان خاصة أشهرها:
عالم – سفَّاح – لماح – أكال – سآل – قراء – وصاف –
فعَّا ٌلَّ : أ-
نوام – مشاء.
بِ -مفعال :مقدام – مئكال – مسماح.
ت-فعُول :شكُور – أكول – صبور – ضروب – وصول.
ث-فعيل :عليم – نصير – قدير – سميع.
فطن – لبِق – ف ِكه.
ج -ف ِعل :حذِر – ِ
ولها أوزان أخرى وردت للمبالغة لكنها قليلة ،ويرى الصرفيون القدماء أنها
سماعية ال يقاس عليها ،غير أن الحاجة اللغوية تقتضي القياس عليها .وهذه
األوزان هي :
فاعـــول :فاروق أ-
26
بِ -ف ِعــــي ٌلِ :صدِيق – قديس – سكير .
ـــيــر .
ٌ ــط
تِ -مف ِعـــي ٌلِ :مع ِ
ث -فُــعــلــةُ :هـــمــزة – لـــمـــزة.
ج -فُـــــعَّـــــــال :كُــــبَّــــار.
وقد وردت صيغ للمبالغة من أفعال غير ثالثية على غير القاعدة ،مثل:
دراك
فعَّـــال :أدرك – َّ
ِمفعـــال :أعان – ِمعوان
فعــــيل :أنذر – نذير
فعــــول :أزهق – زهوق.
27
-إذا كان مضارع الفعل ،عينه واو أو ياء ،فإن اسم المفعول يكون
على وزن المضارع ،بإبدال حرف المضارعة ميما مفتوحة ،مثال:
قال -يقول -مقول
باع -يبيع -مبيع
دان -يدين -مدين
-وإن كان مضارع الفعل عينه ألف ،فإن اسم المفعول يكون على
الوزن السابق ،بشرط إعادة األلف إلى أصلها ،ويعرف ذلك من
المصدر ،مثل:
خاف -يخاف مخوف (الخوف)
هاب -يهاب مهيب (الهيبة)
وإن كان الفعل ناقصا ،فإن اسم المفعول يحدث فيه إعالل أيضا ب)
تبعا للقواعد [ ،ستالحظ فيه أن اسم المفعول قد التقى فيه حرفي
علة من جنس واحد األول ساكن والثاني متحرك هنا يمكن أن
نضعفهما بأن نضغم األول في الثاني ] مثال:
مغزو -واألصل ( مغزوو).
ٌّ غزا -
وييسر األمر أن نأتي بالمضارع من الفعل ،ثم نضع مكان حرف المضارعة ميما
مفتوحة ،ونضعف الحرف األخير ،الذي هو حرف العلة ،مثل:
دعا -يدعو -مدعو
رمى -يرمي -مرمي
طوى -يطوي -مطوي
كوى -يكوي -مكوي
وقى -يقي -موقي.
28
من غير الثالثي :يشتق اسم المفعول على وزن المضارع مع إبدال -2
حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل آخره ،مثل:
أخرج -يخرج ُ -مخرج.
افتتح -يفتتح ُ -مفتتح.
اختار -يختار ُ -مختار.
استشار -يستشير -مستشار.
استمد -يستمد ُ -مستمد.
شاد -يشاد ُ -مشاد.
وهنا سنالحظ أن كلمات تتشابه مع اسم الفاعل ،مثل :مختار و مشاد.
• أما كلمة مختار ،فاألصل فيها في اسم الفاعل هو مخت ِير على وزن مفت ِعل.
ولكن في اسم المفعول فهي مختير على وزن مفتعل .وهكذا أدت قواعد
اإلعالل إلى توحيد الكلمتين.
• وأما كلمة مشاد فإن التشابه نتج عن إدغام الحرف األخير ،وهي في اسم
الفاعل مشادِد على وزن مفا ِعل ،وفي اسم المفعول مشادد على وزن
مفاعل.
قلنا إن اسم المفعول يشتق من الفعل المتعدي ،وإذا أردنا اشتقاقه من -3
فعل الزم صح باتباع القواعد السابقة ،بشرط استعمال شبه الجملة مع
الفعل الالزم .وشبه الجملة تتكون من الظرف أو من الجار والمجرور.
ثم إن شبه الجملة تؤدي وظيفة المفعول به .وهكذا فإن الفعل الالزم
عندما تكون معه شبه الجملة فكأنه أصبح متعديا ،أو هو متعد
بواسطة ،مثل:
ذهب به -مذهوب به
جاء به -مجيء به
29
أسف عليه -مأسوف عليه
استحم فيه -مستحم فيه
سار وراءه -مسير وراءه
دار حوله -مدور حوله.
هناك أفعال ورد منها اسم المفعول على وزن غير قاعدته ،مثل: -4
-مجنون أجنه
أحمه -محموم
أسله -مسلول.
هناك أبنية تستعمل بمعنى اسم المفعول ،أشهرها: -5
فعيل مثل جريح قتيل ذبيح طحين
فعولة مثل ركوبة حلوبة
فِعل مثل نِسي ِحب .
30
فـــ ِعـــ ٌل الذي مؤنثه ف ِعلة ،وذلك إذا كان الفعل يدل على أمر يعرض أ)
ح و ف ِرحة تعب ---تعب و تعبة
ويزول ويتجدد ،مثل :ف ِرح ---ف ِر ٌ
طرب ---طرب و طربة ضجر ---ضجر ضجرة.
أفـــعـــ ُل الذي مؤنثه فعالء ،وذلك إذا كان الفعل يدل على لون أو ب)
عيب أو حلية ،مثل:
زرق ---أزرق و زرقاء ح ِمر ---أحمر و حمراء
ع ِور ---أعور و عوراء ح ِول ---أحول و حوالء
ه ِيف ---أهيف هيفاء ح ِور ---أحور و حوراء
فعــــالن الذي مؤنثه فعلى ،وذلك إذا كان الفعل يدل على خلو أو امتالء ت)
مثل:
عطش ---عطشان وعطشى روي ---ريان و ريى
ظمئ ---ظمآن وظمأى يقظ ---يقظان ويقظى
إذا كان الفعل على وزن (فعُـــل) فإن الصفة المشبهة تشتق على -2
األوزان التالية:
ب ُ
طل ---بط ٌل سن ---حس ٌن
فعـــ ٌل :ح ُ أ)
ب) فُــعُــــ ٌل :جنُب ُ ---جنُ ٌ
ب
ت) فــعــــا ٌل :جبُن ---جبان
32