‫من األلوان البيانية [االستعارة – الكناية ]‬ ‫بالغة‬

‫أواًل ‪ :‬االستعارة‬
‫هي عبارة عن تشبيه حذف أحد طرفيه ‪ .‬وتنقسم إلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬االستعارة التصريحية ‪ :‬هي التي يحذف فيها المشبه ‪ ،‬ويصرح بالمشبه به‬
‫مثل ‪ ( :‬سلمت على أسد ) شبه الشخص باألسد ‪ ،‬وحذف المشبه وصرح بالمشبه به‪.‬‬
‫‪ -2‬االستعارة المكنية ‪ :‬هي التي يحذف فيها المشبه به ‪ ،‬ويأتي بصفة من صفاته‬
‫مثل ‪( :‬القائد يزأر للجنود) شبه القائد باألسد وحذف المشبه به وأتى بصفة من صفاته ‪.‬‬
‫سر جمال االستعارة‬
‫‪ -1‬التشخيص ‪ :‬لو كان المشبه به إنسانا مثل ‪ (:‬الشمس تبتسم )‪.‬‬
‫‪ -2‬التجسيم ‪ :‬لو كان المشبه معنويا والمشبه به ماديا ً مثل ‪ (:‬أمسكت بأفكار الموضوع )‬
‫‪ -3‬التوضيح ‪ :‬في غير ذلك مثل ( محمد يزأر )‬
‫أمثلة اخرى لالستعارة المكنية‬
‫المثال األول ‪ :‬تحدثت األرض بأمجادنا‪ ,‬وفرحت السماء بشهدائنا ‪.‬‬
‫في هذا المثال تجد أن األرض ال تتحدث ولكن الذي يتحدث هو اإلنسان‪ ,‬وكذلك السماء ال‬
‫تفرح ولكن الذي يفرح هو اإلنسان أيضا‪ ,‬واألصل في المثال (تحدثت األرض كاإلنسان‬
‫بأمجادنا‪ ,‬وفرحت السماء مثلما يفرح اإلنسان بشهدائنا) ولكننا لم نذكر اإلنسان وحذفناه‬
‫وتركنا ما يدل عليه ويميزه عن غيره وهو الكالم والفرح‪ ,‬كما أن األرض والسماء ال تتحدث‬
‫وال تفرح‪.‬‬

‫المثال الثاني ‪ :‬قال عنترة ‪ :‬ومن لبن ال َم َعا ِمع قد ُ‬

‫سقِيتُ‬
‫المعامع المقصود بها المعارك الشديدة القاسية‪ ,‬ولكن المعارك ال تُ ِد ُر لبنا ليشربه عنترة‪,‬‬
‫ولكنه شبه المعركة باألم التي يرضع منها‪ ,‬وقد حذف المشبه به وأتي بما يميزه وهو‬
‫الرضاعة‪ ,‬وبذلك أصبحت استعارة مكنية‪ ,‬فالمعارك ال تُرضع وإنما هذه من صفات األم ‪.‬‬
‫أمثلة اخرى لالستعارة المكنية‬
‫ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور )‬ ‫المثال األول ‪ :‬قال ربنا عز وجل ‪(:‬هللا ُّ‬
‫في اآلية الكريمة تجد أن هللا عز وجل شبه اإليمان بالنور وشبه الكفر بالظلمات‪ ,‬وقد صرح‬
‫هللا عز وجل بالمشبه به (الظلمات والنور) وحذف المشبه (الكفر واإليمان)‪.‬‬
‫(البلبل طائر صوته جميل )‬ ‫المثال الثاني ‪ :‬سمعت في الحفل بلبال‬
‫في المثال السابق شبهنا المغني بأنه بلبل‪ ,‬وحذفنا المشبه (المغني) وصرحنا بالمشبه به‬
‫(بلبل)‪.‬‬
‫المثال الثالث ‪ :‬قاد المعركة أسد شجاع‪.‬‬
‫وهنا شبهنا القائد في المعركة باألسد‪ ,‬وحذفنا المشبه وصرحنا بالمشبه به‪.‬‬
 ‫ثانيًا ‪ :‬الكناية‬
‫هي تعبير يقصد به الزم معناه مع إمكانية إرادة المعنى األصلي‬
‫مثل‪ :‬احمر وجه الفتاة فالمعنى المقصود الذي نفهمه من هذا التعبير هو خجل الفتاة‬
‫أنواع الكناية‬
‫‪ -1‬كناية عن صفة ‪ :‬ما ذكر فيه الموصوف وفهمت الصفة‬
‫مثل ‪( :‬هذا الرجل بابه مفتوح للجميع ) كناية عن صفة الكرم ‪.‬‬
‫‪ -2‬كناية عن موصوف ‪ :‬تذكر الصفة ويفهم الموصوف‬
‫مثل ‪ ( :‬الذهب األسود عماد الصناعة ) كناية عن موصوف هو البترول ‪.‬‬
‫‪ -3‬كناية عن نسبة ‪ :‬تصريح بالصفة ولكن بعد نسبتها لشيء يتصل بصاحبها‬
‫مثل ‪ ( :‬العفة تحت ثياب محبوبتي ) نسبنا العفة للمحبوبة‬
‫سر جمال الكناية‬
‫إعطاء المعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم‬
‫أمثلة اخرى للكناية‬
‫المثال األول ‪ ( :‬هذا الرجل لسانه طويل)‬
‫والمقصود بذلك أنه يتلفظ بألفاظ نابية وغير سوية ال يجوز التلفظ بها‪ ,‬وهي كناية عن صفة‬
‫سوء الخلق وقبح الكالم‪ ,‬وقد يكون المراد بها المعنى األصلي وهو أن الرجل لسانه طويل ‪.‬‬
‫المثال الثاني ‪( :‬وجه الفتاة احمر) ‪.‬‬
‫كناية عن صفة الخجل والحياء‪ ,‬وقد يكون المقصود منه أن وجهها‪ m‬يميل للحمرة فعال‪.‬‬
‫المثال الثالث ‪ :‬المسلم يده نظيفة ‪.‬‬
‫كناية عن صفة العفة والطهارة‪ ,‬وليس غسل اليد‪ ,‬وقد يكون المعنى األصلي للعبارة هو‬
‫المقصود من الكالم‬
‫المثال الرابع ‪ :‬قال هللا تعالى (ويوم يعض الظالم على يديه‪).....‬‬
‫كناية عن صفة وهي الندم‪ ,‬فالمقصود من عض الظالم على يديه أنه يندم ندما شديدا على‬
‫عدم اتباعه لرسول هللا‪.‬‬
‫المثال الخامس ‪ :‬حضرت ورقة االمتحان فاصفر وجه الطالب ‪.‬‬
‫التعبير هنا كناية عن صفة وهي الخوف والقلق‬
‫المثال السادس ‪ :‬قال الشاعر ‪ :‬يا ابنة اليم ما أبوك بخيل‪.....‬‬
‫كناية عن موصوف وهو السفينة فمن المعروف أن اليم هو البحر والسفينة مثل ابنته ألنها‬
‫هي التي تسير فيه‪.‬‬
‫المثال السابع ‪ :‬يتقاتل الناس حرصا على السيطرة على الذهب األسود‪.‬‬
‫الذهب األسود كناية عن موصوف وهو النفط‪ ,‬وعرفنا ذلك من خالل صفته التي وصفه الناس‬
‫بها وعرف من خالله‬
 ‫المثال الثامن ‪ :‬قال الشاعر ‪ :‬أبو نواس في مدح حاكم مصر ‪:‬‬
‫ولكن يسير الجود حيث يسير‬ ‫فما جازه جود وال حل دونه‬
‫كناية عن نسبة فقد نسب الجود والكرم إلى شيء متصل بالممدوح وهو المكان الذي يوجد فيه‬
‫المثال التاسع ‪ :‬العفاف بين عينيه‪.‬‬
‫كناية عن نسبة وهي العفاف وقد نسبناه إلى عينيه إلظهار مدى حيائه وعفته فال ينظر إال لما‬
‫أحل هللا له‬
‫كيف أفرق بين الكناية واالستعارة ؟‬
‫للتفريق بين الكناية واالستعارة البد لك أن تعلم أن االستعارة ال يمكن أن نريد‬
‫بها المعنى األصلي مطلقا‪ ,‬فلو قلنا (حكى التاريخ أمجادنا) هل يمكن أن‬
‫نستعمل العبارة بمعناها اللفظي الحقيقي؟ بالطبع ال ‪ ،‬ولذلك البد أن نعرف أن‬
‫الجملة بها استعارة‪.‬‬
‫أما الكناية فيمكن أن نريد بها المعنى األصلي لعبارتها‪ ,‬كقولك (زيد أصفر‬
‫الوجه) وهنا يمكن أن يكون المعنى األصلي هو المقصود وأن زيد في الحقيقة‬
‫وجهه أصفر من أثر المرض‪ ,‬وقد نريد بها الكناية عن الخوف ‪.‬‬
‫الدعاء في آخر الدرس‬
‫ساَل ُم َعلَى‬ ‫صاَل ةُ َوال َّ‬‫س ِم هللاِ ‪َ ،‬وا ْل َح ْم ُد هلِل ِ ‪َ ،‬وال َّ‬ ‫بِ ْ‬
‫س ْب َحانَ َك اللَّ ُه َّم‬
‫سلَّ َم ‪ُ -‬‬‫صلَّى هللاُ َع ْلي ِه َو َ‬ ‫ول هللاِ ‪َ -‬‬ ‫س ِ‬ ‫َر ُ‬
‫ستَ ْغفِ ُر َك َونَتُ ُ‬
‫وب‬ ‫ت ‪ ،‬نَ ْ‬‫ش َه ُد أَاَّل إِلّهَ إِاَّل أَ ْن َ‬
‫َوبِ َح ْم ِد َك ‪ ،‬نَ ْ‬
‫ص ِر (‪)1‬‬ ‫إِلَ ْي َك ‪ ،‬بِ ْس ِم هللاِ ال َّر ْح َم ِن ال َّر ِح ِيم ‪َ [ :‬وا ْل َع ْ‬
‫ين آ َمنُوا‬ ‫س ٍر (‪ )2‬إِالَّ الَّ ِذ َ‬ ‫ان لَفِي ُخ ْ‬ ‫س َ‬
‫اإلن َ‬
‫إِ َّن ِ‬
‫ص ْوا‬ ‫ق َوتَ َوا َ‬ ‫ص ْوا بِا ْل َح ِّ‬ ‫ت َوتَ َوا َ‬ ‫َو َع ِملُوا ال َّ‬
‫صالِ َحا ِ‬
‫سيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َوآلِ ِه‬‫ص ِّل اللَّ ُه َّم َعلَى َ‬‫ص ْب ِر (‪َ ])3‬و َ‬‫بِال َّ‬
‫سلِّ ْم ‪.‬‬
‫ص ْحبِ ِه َو َ‬
‫َو َ‬