You are on page 1of 4

‫ب ِْس ِم ه ِ‬

‫اَّلل هالر ْْح َِن ا هلر ِح ِي‬


‫س َجى (‪َ )2‬ما َو َّدعَكَ َربُّكَ َو َما َقلَى (‪َ )3‬ولَ ْْل ِخ َرةُ‬ ‫ض َحى (‪َ )1‬واللَّ ْي ِل ِإذَا َ‬
‫( َوال ُّ‬
‫ضى (‪ )5‬أَلَ ْم يَ ِجدْكَ يَتِي ًما‬ ‫ف يُ ْع ِطيكَ َربُّكَ فَت َ ْر َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫َخ ْي ٌر لَكَ ِم َن ْاْلُولَى (‪َ )4‬ولَ َ‬
‫ض ااًّل فَ َهدَى (‪َ )7‬و َو َجدَكَ عَائِ ًًل َفؤ َ ْغنَى (‪ )8‬فَؤ َ َّما ا ْليَتِي َم‬ ‫آوى (‪َ )6‬و َو َجدَكَ َ‬ ‫فَ َ‬
‫سا ِئ َل فَ ًَل ت َ ْن َه ْر‬ ‫فَ ًَل ت َ ْق َه ْر (‪َ )9‬وأَ َّما ال َّ‬
‫ّث (‪))11‬‬ ‫(‪َ )11‬وأ َ َّما بِنِ ْع َم ِة َربِّكَ فَ َح ِد ْ‬

‫سبب نزول سورة الضحى‬


‫سورة الضحى سورة مكٌة باتفاق أهل العلم‪ ،‬وهً خاصة بالنبً ملسو هيلع هللا ىلص ؛ألنها ‪ ،‬لٌل‪ :‬إن‬
‫سبب نزولها أن الوحً فتر عن النبً ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وأبطؤ عنه‪ ،‬فمالت له أم جمٌل امرأة أبً‬
‫لهب‪ :‬أرى صاحبن اال لد ودعن ولالن‪ .‬فؤنزل هللا سبحانه وتعالى َما َو َّد َعنَ َربُّنَ َو َما‬
‫لَلَى‪.‬‬
‫سورة‬
‫شرح ال ّ‬
‫س َجى) تبدأ السورة بالمسم فمد السم سبحانه وتعالى بالضحى‬‫ض َحى ‪َ ،‬واللَّ ْي ِل ِإذَا َ‬
‫(وال ُّ‬
‫َ‬
‫وهو ولت ارتفاع الشمس أي‪ :‬منتصف النهار‪ ،‬واللٌل إذا سجى أي‪ :‬سكونه بعد‬
‫منتصف اللٌل‪ .‬وهذا المسم جاءه مناسب لسبب نزول السورة فالوحً نزل على النبً‬
‫دمحم وبعدها فتر وهذه الفترة هً فترة سكون وراحة للنبً ولٌس معنى انمطاع الوحً‬
‫عنه أنه لن ٌؤتً له؟ هذا استنتاج خاطئ فضرب لنا مثالً كونٌا ً وهو تعالب اللٌل والنهار‬
‫فمهمة الضحى كدح وعمل ومهمة اللٌل سكون وراحة‪.‬‬
‫بعدها نجد فً هذه السورة سراً عجٌبا ً وهو سر نظمها فعدد آٌات السورة (‪ )11‬آٌةً فٌها‬
‫ت طلب)‬ ‫ت دلٌل‪ ،‬وثالث آٌا ٍ‬
‫ت حكم‪ ،‬وثالث آٌا ٍ‬
‫لسم وتسع آٌاتٍ‪ .‬ممسمة على (ثالث آٌا ٍ‬
‫آٌة الحكم األولى ( َما َو َّدعَكَ َربُّكَ َو َما قَلَى) فٌها حكم للنبً اطمئن ٌا دمحم لمكانتن عندي‬
‫وأن الوحً لن ٌنمطع‪ ،‬والمعنى إن هللا سبحانه وتعالى ما تركن وما ابغضن‪ .‬وهنا نرى‬
‫تكرٌما ً للنبً وتعظٌما ً لمكانته حذفت الكاف من كلمة (للى) ولم ٌمل (لالن) معطوفة‬
‫على (ودعن) وذلن ألنه لو لال لالن معنى أنه ثمة صلة ممطوعة‪ ،‬فحذفت الكاف انتفى‬
‫االنمطاع وبمٌت الصلة دائمة‪.‬‬
‫أما ودعن جاءت بالكاف ألن الوداع فمط بٌن المحبٌن‪ ،‬ومع هذا تم نفً حصول الوداع‪.‬‬
‫وكذلن جاءت اآلٌة بلفظة (ربُّن) ولم تؤتً بلفظة (هللا) أي‪( :‬ما ودعن هللا)؟‬
‫ألن الرب المائم والمسإول عن كل أمورنا‪ ،‬فهو ربن ٌا دمحم ال ٌمكن أن ٌودعن‪ .‬وكذلن‬
‫لبٌان أن نزول الوحً هو بؤمر هللا وانمطاعه كذلن لٌبٌن أن هللا هو رب دمحم وهو‬
‫المسإول عن نزول الوحً‪.‬‬
‫آٌة الحكم الثانٌة ( َولَ ْْل ِخ َرةُ َخ ْي ٌر لَكَ ِم َن ْاْلُولَى)‬
‫إن نهاٌة نزول الوحً ونهاٌة الرسالة خٌر لن من بداٌة نزول الوحً‪ ،‬وهذه آٌة بشارة‬
‫للنبً دمحم‪.‬‬
‫ف يُ ْع ِطيكَ َربُّكَ فَتَ ْر َ‬
‫ضى)‬ ‫آٌة الحكم الثالثة ( َولَ َ‬
‫س ْو َ‬
‫آٌة بشارة للنبً دمحم ولم ٌحدد هللا سبحانه وتعالى العطاء أنما جعله شًء مفتوح من النعم‬
‫ولارنه بالرضى فنجد داللة حرف العطف (الفاء) حٌث تفٌد الترتٌب والتعمٌب‪.‬‬
‫أما داللة (ولسوف) وهً إشارة للمستمبل البعٌد التى ستتحمك فٌها النعم‪ ،‬وهذه مناسبة‬
‫للفترة الزمنٌة التى اعمبت نزول هذه السورة‪ ،‬ولم ٌمل (سٌعطٌن) ألنها تدل على‬
‫المستمبل المرٌب‪.‬‬
‫__________________‬
‫آوى) الخطاب موجه‬ ‫اآلٌات التى تلٌها تسمى آٌات دلٌل وأول آٌة (أ َ َل ْم يَ ِجدْكَ يَتِي ًما فَ َ‬
‫للنبً دمحم ومعناه أن هللا سبحانه وتعالى لد وجده ٌتٌما ً حٌث توفى والده وهو فً بطن‬
‫أمه‪ ،‬وتوفت أمه وهو صغٌر السن فؤواه إلى جده عبد المطلب وبعدها إلى عمه أبو‬
‫طالب وأحسن العناٌة به‪.‬‬
‫اًّل فَ َهدَى) معناها ضاالً عن تعالٌم هذا الدٌن وكان على دٌن‬
‫ض ا‬ ‫واآلٌة الثانٌة ( َو َو َجدَكَ َ‬
‫أجداده فهداه هللا إلى اإلسالم وجعله نبٌه‪.‬‬
‫واآلٌة الثالثة ( َو َو َجدَكَ عَائِ ًًل فَؤ َ ْغنَى) معنى العائل‪ :‬الفمٌر‪ ،‬وفٌها تفسٌران غنى نفسً أن‬
‫رضٌت عن ما لسمه هللا لن وغنً بمعرفتن باهلل والدٌن‪ .‬أما التفسٌر الثانً لٌل‪ :‬اغناه‬
‫هللا بالسٌدة خدٌجة (رضى هللا عنها)‪.‬‬
‫________________‬
‫اآلٌات الثالثة األخٌرة تسمى آٌات طلب وأول آٌة منهن (فَؤ َ َّما ا ْل َي ِتي َم فَ ًَل ت َ ْق َهر)ْ أي ال‬
‫تظلمه وال تمنعه حمه وال تتسلط علٌه بماله وهذا الخطاب للنبً دمحم ولنا جمٌعا ً‬
‫المسلمٌن‪ .‬وفً لراءة ثانٌة (فال تكهر) أي ال تحتمر‪.‬‬
‫واآلٌة الثانٌة من الطلب ( َوأ َ َّما ال َّ‬
‫سائِ َل فَ ًَل تَ ْن َه ْر) وٌمصد بها سائل المال والمعروف‬
‫والصدلة أو سائل العلم والدٌن والمعرفة فً كال الحالتٌن ال تزجر ورده بر ٍد جمٌ ٍل‪.‬‬
‫واآلٌة الثالثة ( َوأَ َّما بِنِ ْع َم ِة َربِّكَ فَ َح ِد ْ‬
‫ّث) وهنا الممصود بالنعمة هً اإلسالم والمرآن‬
‫الكرٌم‪ .‬ولال سبحانه وتعالى (فحدث ولم ٌمل فاخبر) ألن االخبار ال ٌمتضً التكرار أن‬
‫تموله مرة واحدة وكذلن ٌحتمل الصواب والخطؤ‪ ،‬أما حدث ٌمتضً التكرار واالشاعة‬
‫وجاء حرف العطف الفاء لٌدل على الترتٌب والتعالب للحث على الحدٌث عن النعم‪.‬‬
‫_________________________‬
‫لو نعٌد ترتٌب السورة ولراءتها بآٌة حكم ودلٌل وطلب لوجدنا لوله تعالى‪:‬‬
‫َما َو َّدعَكَ َربُّكَ َو َما قَ َلى‬
‫آوى‬ ‫أَلَ ْم يَ ِجدْكَ يَتِي ًما فَ َ‬
‫فَؤ َ َّما ا ْليَتِي َم فَ ًَل تَ ْق َه ْر‬
‫ومعناها أن هللا سبحانه وتعالى لم ٌودعن ولم ٌبغضن والدلٌل على ذلن أنه كٌف‬
‫ٌودعن ولد وجدن ٌتٌما ً لبل أن تكون رسوله فؤوان وأحسن العناٌة بن وأما وأنت‬
‫رسوله فلن ٌبغضن وٌتركن‪ ،‬وما دام لد صنع ذلن معن فالمطلوب ال تتسلط وال تمنع‬
‫حك ٌتٌم‪.‬‬
‫َولَ ْْل ِخ َرةُ َخي ٌْر لَكَ ِم َن ْاْلُولَى‬
‫اًّل فَ َهدَى‬ ‫ض ا‬‫َو َو َجدَكَ َ‬
‫َوأَ َّما ال َّ‬
‫سا ِئ َل َف ًَل تَ ْن َه ْر‬
‫بشارة للنبً دمحم أن األخرة خٌر لن من األولى وهو تمام الرسالة وتمام نزول المرآن‬
‫والدلٌل على ذلن أنه لد وجدن من لبل ضاالً جاهالً بتعالٌم اإلسالم فهدان إلى الدٌن‬
‫سؤلت فاهدي الناس‬
‫فكما فعل معن ذلن ستكون النهاٌة خٌر رمن البداٌة‪ .‬أما الطلب إذا ٌ‬
‫وارشدهم وتواضع لهم‪.‬‬
‫ف يُ ْع ِطيكَ َر ُّبكَ فَتَ ْر َ‬
‫ضى‬ ‫س ْو َ‬ ‫َولَ َ‬
‫َو َو َجدَكَ عَائِ ًًل فَؤ َ ْغنَى‬
‫َوأَ َّما بِنِ ْع َم ِة َربِّكَ فَ َح ِد ْ‬
‫ّث‬
‫بشارة ثانٌة للنبً أن ٌعطٌه حتى ٌرضٌه والدلٌل على ذلن أنه لد وجدن من لبل فمٌراً‬
‫إلٌه فؤغنان بمعرفته وبدٌنه والمطلوب أن تحدث الناس عن النعم التى اعطان أٌها هللا‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫احملارضة الأوىل‬
‫مادة اللغة العربية‬
‫م‪.‬م حفصة شهاب‬

You might also like