You are on page 1of 2

‫سورة المسد‬

‫في بداية تأويلنا لھذه السورة نورد ھذا السؤال والذي يتكرر معنا في كل سورة وھو لماذا‬
‫سميت بذلك؟‬
‫ومن خالل التعرض ألياتھا تأويال سنجد االجابة على ھذا السؤال‪.‬‬

‫ِيم‬
‫الرح ِ‬ ‫الر ْح َم ِن َّ‬
‫‪َّ 0‬‬ ‫ِب ْس ِم َّ ِ‬
‫ب )‪(١‬‬ ‫َت َّب ْت َيدَا أَبِي َل َھ ٍ‬
‫ب َو َت َّ‬
‫يخبرنا ‪ 0‬عز وجل في بداية ھذه السورة بھالك وخسران يدا ابي لھب وھنا اشارة بسيطة‬
‫وھو ان يدا مثنى اي كلتا يدا أبي لھب ‪ ،‬واليدين ھي اشارة على األعمال واألفعال فيقول ‪0‬‬
‫عز وجل ھلكت وخسرت اعمال ابي لھب التي كان يحارب بھا الرسول وما جاء به من الحق‪،‬‬
‫ثم قال عز وجل وتب اي وھلك ابي لھب‪ ،‬فلو ان ‪ 0‬عز وجل قال ھلكت وخسرت اعمال ابي‬
‫لھب ثم سكت لقال قائل ان له فرصة في الرجوع والتوبة ولكن ‪ 0‬تلى ذلك بقوله وتب وھذا‬
‫يعني انه بھالك اعماله وخسرانھا ھلك وليس له عودة او فرصة لعظيم محاربته الرسول صلى‬
‫‪ 0‬عليه وسلم ودين اإلسالم‪.‬‬
‫ب )‪(٢‬‬ ‫َما أَ ْغ َنى َع ْن ُه َمالُ ُه َو َما َك َ‬
‫س َ‬
‫وھنا يخبر ‪ 0‬عز وجل بسؤال استفھامي بقوله ما اغنى اى لم ينفعه ثم قال ماله وھو دالله‬
‫على شدة غناة وعظيم ثروته ‪ ،‬اي ان عظيم ثروته لم تنفعه فتنقذه ثم قال وما كسب وھذا‬
‫دالله على ما كسبه من مكانه وتأييد في العرب‪ ،‬وبذلك فإن ھالكه كائن رغم الثروة العظيمه‬
‫ﻮن )‪ (٨٨‬إِ‪‬ﻻ ﻣَ ْﻦ أَﺗَﻰ اﻟﻠ‪‬ﻪَ‬
‫والمكانه العالية ولن ينفعه شئ قال تعالى ] ﻳَ ْﻮمَ َﻻ ﻳَ ْﻨﻔَ ُﻊ ﻣَﺎلٌ َوَﻻ ﺑَﻨُ َ‬
‫ﺐ ﺳَﻠِﻴٍﻢ )‪ ٨٩‬اﻟﺸﻌﺮاء ([ وقال تعالى ]ﻳُﺒَﺼ‪ُ ‬ﺮوﻧَ ُﻬ ْﻢ ﻳَ َﻮد‪ ‬اﻟْ ُﻤ ْﺠﺮُِم ﻟَ ْﻮ ﻳَﻔْﺘَ ِﺪي ِﻣ ْﻦ ﻋَﺬَ ِ‬
‫اب‬ ‫ﺑِﻘـَﻠْ ٍ‬
‫ض ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﺛُﻢ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ِِ ٍ ِ ِ‬
‫ﻳَ ْﻮﻣﺌﺬ ﺑِﺒَﻨﻴﻪ )‪َ (١١‬وﺻَﺎﺣﺒَﺘﻪ َوأَﺧﻴﻪ )‪َ (١٢‬وﻓَﺼﻴﻠَﺘﻪ اﻟ‪‬ﺘﻲ ﺗُ ْﺆوِﻳﻪ )‪َ (١٣‬وﻣَ ْﻦ ﻓﻲ ْاﻷ ْ‬
‫َر ِ‬
‫ﻴﻪ )‪ (١٤‬اﻟﻤﻌﺎرج[ ثم يأتي الجواب على ذلك في اآلية التالية بقوله عز وجل )كال( وذلك‬ ‫ﻳ ْﻨِﺠ ِ‬
‫ُ‬
‫اشارة الى انه ال نجاة وسياتي تأويل كال من اآليات تفصيال في مكانھا إن شاء ‪.0‬‬

‫ب )‪(٣‬‬ ‫ارا َذ َ‬
‫ات َل َھ ٍ‬ ‫ص َلى َن ً‬
‫س َي ْ‬
‫َ‬
‫بعد ان اخبرنا ‪ 0‬عز وجل بھالك ابي لھب ‪ ،‬يأتي في ھذه اآليه ليخبرنا المصير الذي سيؤول‬
‫اليه وھو دخوله النار التي يصفھا ‪ 0‬بأنھا ذات لھب وھو داللة على شدة حرارتھا وعظيم‬
‫لھبھا‪.‬‬
‫َوا ْم َرأَ ُت ُه َح َّما َل َة ا ْل َح َط ِ‬
‫ب )‪(٤‬‬

‫في ھذه اآلية يخبرنا ‪ 0‬عز وجل عن زوجة ابي لھب ‪ ،‬بأنھا ستشاركه المصير بدخولھا النار‬
‫ذات اللھب حيث قال وامرأته ‪ ،‬والواو ھنا للداللة على المعيه والمشاركة ثم ذكر ‪ 0‬عز وجل‬
‫الفعل التي كانت تقوم به ليكون ذلك مصيرھا وھو حمل الحطب واالشواك لتؤذي به الرسول‬
‫صلى ‪ 0‬عليه وسلم‪.‬‬
‫جي ِدھَا َح ْبل ٌ مِنْ َم َ‬
‫س ٍد )‪(٥‬‬ ‫فِي ِ‬
‫وھنا يخبرنا ‪ 0‬عز وجل عن كيفية حملھا للحطب فمثلھا وھي زوجة احد اغنياء العرب‬
‫وكذلك من اصحاب المكانه العالية ال تحمل الحطب وذلك ألن لديھا من العبيد والخدم من يقوم‬
‫بكل ھذه األعمال‪ ،‬ولكن من شدة عداوتھا للرسول كانت تجمع الحطب واألشواك وتحمله‬
‫بنفسھا فيقول ‪ 0‬عز وجل عن طريقة حملھا للحطب ‪ ،‬في جيدھا والجيد ھو اعلى الصدر حبل‬
‫من مسد وھو الحبل الذي صنع يدويا بحيث يكون ناعما ولينا حتى ال يؤذي الجيد‪.‬‬
‫وھنا نجد اإلجابة عن التساؤل في اول السورة وذلك انھا سميت بذلك نسبة الى صفة الحبل‬
‫الذي كانت زوجة إبي لھب تحمل به الحطب وھي المسد‪.‬‬

You might also like