You are on page 1of 8

‫‪4/3/‬‬ ‫د‪ .‬عبد البارئ بن عواض الثبيتي‬ ‫"حسبنا اهلل ونعم الوكيل" ‪ ..

‬معناها وفضلها‬
‫‪ 1436‬ه‬

‫“حسبنا هللا ونعم الوكيل” ‪ ..‬معناها وفضلها‬


‫ألقى فض يلة الش يخ عب د الب ارئ بن ع واض الثبي تي ‪ -‬حفظ ه هللا ‪ -‬خطب ة الجمع ة بعن وان‪"( :‬حسبنا هللا ونعم‬
‫الوكي ل" ‪ ..‬معناه ا وفض لها)‪ ،‬وال تي تح َّد ث فيه ا عن ق وِل ‪" :‬حسبنا هللا ونعم الوكي ل" ُم عِّر ًج ا على أهم املع اني‬
‫َّن‬ ‫ُذ‬ ‫َف‬ ‫ُمل‬
‫ا ستنَب طة منها‪ ،‬كما ذك َر املواق العديدة التي ِك َر ت فيها في كتاب هللا تعالى وُس ة نبِّي ه ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪،-‬‬
‫ًة‬
‫كما وَّض ح اللبَس الذي يحدث لبعض الناس من قوِل ها‪ ،‬وأنها ليست ذريع للذِّل واالسِت كانة‪.‬‬

‫الخطبة األولى‬

‫الحمد هلل رب العاملين‪ ،‬الرحمن الرحيم‪ ،‬أحم ُد رِّب ي وأشكُر ه على الكثير والقليل‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال‬
‫ُل‬ ‫َف‬ ‫َّف‬
‫شريك له و ق من شاَء في هذا اليوم ال ضيل‪ ،‬فناَل األجَر الَج زيل‪ ،‬وأشهُد أن س ِّي َد نا ونبَّي نا محم ًد ا عب ُد ه ورسو ه‬
‫َل ُك‬ ‫َّل‬
‫القائل‪« :‬حسُب نا هللا وِن عَم الوكيل»‪ ،‬ص ى هللا عليه وعلى آِل ه وصحِب ه الذين س وا طريَق الحِّق خيَر سبيل‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫َّل َه َح َّق ُتَق َو اَل َت ُم ُت َّن اَّل َو َأ ْنُت ْم ُم ْس ُم َن‬ ‫َي َأ ُّي َه َّل َن َم ُن َّتُق‬ ‫ُأ‬
‫ِل و‬ ‫ِإ‬ ‫و‬ ‫ِه‬ ‫ِت‬‫ا‬ ‫ال‬ ‫وا‬ ‫ا‬ ‫وا‬ ‫آ‬ ‫ي‬ ‫ِذ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫هللا‬ ‫قال‬ ‫هللا‪،‬‬ ‫بتقوى‬ ‫ونفسي‬ ‫يكم‬ ‫ِص‬ ‫و‬ ‫ف‬
‫[آل عمران‪.]102 :‬‬
‫ُت‬ ‫َة‬ ‫ٌة‬
‫"حسُب نا هللا وِن عم الوكيل" كلم عظيمة تحِو ي جليَل املعاني‪ ،‬وروع املضمون‪ ،‬وذا تأثيٍر قوٍّي ‪.‬‬
‫ُف‬ ‫ُر‬ ‫ُي َج‬ ‫َس‬ ‫ُف‬ ‫َس‬ ‫ُع ُّد‬ ‫َح ُب‬
‫اآلف ات‬ ‫ال سي من ي علي ك أنفا ك‪ ،‬ويص ِر بفض ِل ه عن ك بأ ك‪ .‬ال ذي ر ى خي ه‪ ،‬ويكِف ي بفض ِل ه ويص ِر‬
‫َك‬ ‫َط‬
‫ب وِل ه‪ .‬هو الذي إذا ُر ِف َع ت إليه الحواِئ ُج قضاها‪ ،‬وإذا ح َم بقضَّي ٍة أبَر َم ها وأمضاها‪.‬‬

‫‪-1 -‬‬
‫‪Friday.alharamain.sa‬‬
‫‪4/3/‬‬ ‫د‪ .‬عبد البارئ بن عواض الثبيتي‬ ‫"حسبنا اهلل ونعم الوكيل" ‪ ..‬معناها وفضلها‬
‫‪ 1436‬ه‬

‫َل‬ ‫ُمل‬ ‫َف‬


‫وك ى باهلل حسيًب ا‪ ،‬معن اه‪ :‬ا دِر ُك لألجزاء واملق اِد ير ال تي يعلُم العب اُد أمثا ه ا بالحس اب‪ ،‬وهللا يعلُم من غ ير أن‬
‫َت َّك َل َّل َف‬
‫يحِس ب‪َ ،‬و َم ْن َي َو ْل َع ى ال ِه ُه َو َح ْس ُب ُه [الطالق‪ ]3 :‬؛ أي‪ :‬كاِف ي ه أم وَر ديِن ه وُد ني اه‪ ،‬الكاِف ي عب َد ه ُه موَم ه‬
‫ُغ‬
‫و موَم ه‪.‬‬
‫َل‬ ‫َل‬ ‫َل‬
‫وكل كفاي ٍة حَص ت فإنم ا حَص ت ب ه أو بشيٍء من مخلوقات ه‪ ،‬وكل كفاي ٍة حَص ت بمخلوقات ه فهي في الحقيق ِة إنم ا‬
‫َل‬
‫حَص ت به‪.‬‬
‫ًق‬ ‫مَل‬ ‫َّك‬ ‫َّن‬ ‫ُمل َّك‬
‫"وِن عَم الوكيل"‪ِ :‬ن عَم ا تو ل عليه في جلِب ال عم اء‪ ،‬ودف ِع الُّض ِّر والبالء‪ .‬الوكي ُل الذي تو ل بالع ا ين خل ا وت دبيًر ا‬
‫ًة‬
‫وهداي وتقديًر ا‪.‬‬
‫ُل‬ ‫ُك‬ ‫ُش َن‬ ‫َّل‬
‫الوكي ُل هو الذي يتو ى بإحس اِن ه ؤو عب اِد ه‪ ،‬فال ُي ض ِّي ُع هم وال يتُر هم وال يِك هم إلى غيِر ه‪ ،‬ومنه‪ :‬قوُل النبي ‪ -‬صلى‬
‫ُف‬ ‫َف َة‬ ‫َت‬
‫هللا علي ه وس لم ‪« :-‬اللهم رحم ك أرُج و‪ ،‬فال تِك ل ني إلى نفِس ي طر عيٍن »؛ أي‪ :‬فال تِك ل ني إلى نفِس ي وتص ِر ني إلي ه‪،‬‬
‫َل‬
‫ومن ُو ِك َل إلى نفِس ه ه ك‪.‬‬

‫"حسُب نا هللا وِن عم الوكيل" أي‪ :‬هو حس ُب من توَّك ل عليه‪ ،‬وكان ُم لت ًئ ا إليه‪ .‬هو الذي ُي ؤِّم ُن خوَف الخ اِئ ف‪ ،‬وُي جيُر‬
‫ِج‬
‫َظ‬ ‫َّال‬ ‫َط‬ ‫َّك‬ ‫َّال‬ ‫َل‬ ‫ُمل َت‬
‫ا س جير‪ِ ،‬ن عَم املو ى وِن عَم النصير‪ .‬فمن تو ه واستنَص َر به وتو َل عليه‪ ،‬وانق َع بكِّل َّي ته إليه تو ه وحِف ه وحَر َس ه‬
‫َن‬
‫وصا ه‪.‬‬
‫ومن خاَف ه واَّت ق اه أَّم َن ه مم ا يخ اُف ويح َذ ر‪ ،‬وجَل َب إلي ه كل م ا يحت اُج إلي ه من املن ا ع‪َ ،‬و َم ْن َي َّت الَّل َه َيْج َع ْل َل ُه‬
‫ِق‬ ‫ِف‬
‫َت َّك َل َّل َف‬ ‫َو َي ْر ُز ْق ُه ْن َح ْي ُث اَل َت‬ ‫ْخ‬
‫َيْح ِس ُب َو َم ْن َي َو ْل َع ى ال ِه ُه َو َح ْس ُب ُه [الطالق‪.]3 ،2 :‬‬ ‫ِم‬ ‫َم َر ًج ا (‪)2‬‬
‫َّخ‬ ‫ُغ‬ ‫َت‬ ‫َق‬
‫فال تستبِط ئ نصَر ه وِر ز ه وعافي ه؛ فإن هللا باِل أمره‪ ،‬وقد جعَل هللا لكل شيٍء ق ْد ًر ا‪ .‬ق ْد ًر ا ال يتق َّد ُم عنه وال يتأ ر‪،‬‬
‫ُمْلْؤ َن‬ ‫َّت‬ ‫َّل‬ ‫َّن‬ ‫َأ‬
‫قال هللا تعالى‪َ :‬ي ا ُّي َه ا ال ِب ُّي َح ْس ُب َك ال ُه َو َم ِن ا َبَع َك ِم َن ا ِم ِن ي [األنفال‪.]64 :‬‬
‫َّل َك‬ ‫َأ َل‬
‫أي‪ :‬كاِف يَك وكاِف ي أتباعك‪ْ ،‬ي َس ال ُه ِب اٍف َع ْب َد ُه [الزمر‪.]36 :‬‬

‫‪-2 -‬‬
‫‪Friday.alharamain.sa‬‬
‫‪4/3/‬‬ ‫د‪ .‬عبد البارئ بن عواض الثبيتي‬ ‫"حسبنا اهلل ونعم الوكيل" ‪ ..‬معناها وفضلها‬
‫‪ 1436‬ه‬

‫ُة‬ ‫ُة‬
‫وِس ُّر الكفاي ة‪ :‬تحقي ُق العبودي ة؛ فكلم ا ازداَد ت عبودَّي العب د هلل كلم ا ازداَد ت كفاي هللا ‪ -‬ع ز وجل ‪ -‬ل ه‪ .‬ف ازَد د‬
‫ًظ‬ ‫ًة‬ ‫ًة‬
‫عبودَّي يِز دَك هللا ‪ -‬عز وجل ‪ِ -‬ك فاي وِح ف ا‪.‬‬
‫ُؤ‬ ‫ُذ‬
‫"حس بي هللا وِن عَم الوكي ل" مال العب د وملَج ه ح اَل األزم ة الش ديدة‪ ،‬والض اِئ قِة العظيم ة ‪ ..‬هي أمَض ى من الق َو ى‬
‫ُن‬ ‫َف‬ ‫ُل‬ ‫ُمل‬
‫املادية‪ ،‬واألسباب األرضَّي ة ‪ ..‬هي مفَز ُع ا سلم إن ُس ِل َب ما ه‪ ،‬وضُع عن بلوغ حِّق ه‪ ،‬وقَّل أعوا ه‪.‬‬
‫َة‬ ‫ُل‬ ‫ُن‬
‫هي َس لواُه في املص اِئ ب‪ ،‬وِح ص ه في الشداِئ د‪ ،‬حين يقو ها بيقيٍن راِس ٍخ ؛ فإنه يعتِق ُد أن ال حوَل إال حوُل هللا‪ ،‬وال قو‬
‫ُة‬
‫إال قو هللا‪.‬‬
‫َغ‬ ‫ٌة‬ ‫ٌة َّمَل‬ ‫َل‬
‫إذا ن ز ت بالعب ِد نكب ‪ ،‬وأ ت ب ه ُم صيب ‪ ،‬وق ال‪" :‬حس بَي هللا وِن عَم الوكي ل" تف َّر قلُب ه من كل شيٍء إال هللا وح ده‪،‬‬
‫َق‬ ‫ُمل َل‬
‫وهذا يجعُل املكروَب وا بت ى ُي حُّس في راَر ِة يقيِن ه وقلِب ه أن األموَر بيِد هللا‪.‬‬
‫َل َغ‬ ‫ُن‬ ‫َملَل ُك‬
‫فُس بحان ذي ا وت ‪ ..‬وُس بحان ذي الَج َب ُر وت ‪ُ ..‬س بحان الحِّي ال ذي ال يم وت‪ .‬فَت ُه و علي ه الُه م وم مهم ا ب ت‪،‬‬
‫َل‬ ‫ُك‬
‫وال ُر بات مهما وَص ت‪.‬‬

‫[غ افر‪ ،]44 :‬وق ال يعق وُب ‪ -‬علي ه‬ ‫ْل َب‬ ‫َل َّل َّن َّل َه َب‬ ‫ول ذا ق ال داعي ُة آل فرع ون‪َ :‬و ُأ َف ُض َأ ْم‬
‫ِر ي ِإ ى ال ِه ِإ ال ِص يٌر ِب ا ِع اِد‬ ‫ِّو‬
‫َّن َم َأ ْش ُك َب َو ُح ْز َل َّل َو َأ ْع َل ُم َن َّل‬
‫ِم ال ِه [يوسف‪.]86 :‬‬ ‫ِن ي ِإ ى ال ِه‬ ‫السالم ‪ِ :-‬إ ا و ِّث ي‬
‫ُمل‬
‫"حسُب نا هللا وِن عم الوكيل" ُد عاُء مسألة‪ ،‬وِع الٌج لكل ما ُي ِه ُّم ا سِل َم من أمِر الدنيا واآلخرة‪ ،‬قال رسوُل هللا ‪ -‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪« :-‬من قال إذا أصبَح وإذا أمَس ى‪ :‬حس َي هللا ال إله إال هو عليه توَّك لُت ‪ ،‬وهو رُّب العرش العظيم سبَع‬
‫ِب‬
‫َف‬
‫مراٍت ؛ ك اه هللا ما أهَّم ه»‪.‬‬
‫ُل‬ ‫َل‬ ‫َغ‬ ‫ُأ‬ ‫َل‬
‫"حس ِب َي هللا وِن عَم الوكي ل" قا ه ا إب راهيُم ‪ -‬علي ه الس الم ‪ -‬حين لِق َي في الن ار‪ ،‬ف َد ت ب رًد ا وس الًم ا‪ .‬وقا ه ا رس و نا‬
‫َن‬ ‫ًن َق ُل‬ ‫َف‬ ‫َل ُك َف ْخ َش‬ ‫َّن َق‬
‫الكريُم ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬حين قالوا له‪ِ :‬إ َّن ال اَس ْد َج َم ُع وا ْم ا ْو ُه ْم َز اَد ُه ْم ِإ يَم ا ا َو ا وا َح ْس ُب ا‬
‫الَّل ُه َو ْعَم اْل َو ي ُل (‪َ )173‬ف اْنَق َل ُب وا ْع َم َن الَّل َو َف ْض َل ْم َي ْم َس ْس ُه ْم ُس ٌء َو َّت َبُع ْض َو َن َّل َو َّل ُه ُذ َف ْض‬
‫و ا وا ِر ا ال ِه ال و ٍل‬ ‫ٍل‬ ‫ِه‬ ‫ِب ِن ٍة ِم‬ ‫ِك‬ ‫ِن‬
‫َع ِظ يٍم [آل عمران‪.]174 ،173 :‬‬

‫‪-3 -‬‬
‫‪Friday.alharamain.sa‬‬
‫‪4/3/‬‬ ‫د‪ .‬عبد البارئ بن عواض الثبيتي‬ ‫"حسبنا اهلل ونعم الوكيل" ‪ ..‬معناها وفضلها‬
‫‪ 1436‬ه‬

‫َن‬ ‫ُل‬ ‫ُل‬


‫إنه ا تعِن ي‪ :‬تف ويَض األم ر إلي ه ‪ -‬س بحانه ‪ -‬بع د األخ ذ باألس باب‪ ،‬فال يط ُب ون الش فاَء إال من ه‪ ،‬وال يط ُب ون الِغ ى إال‬
‫ًة‬ ‫ٌة‬ ‫ُل‬
‫منه‪ ،‬وال يط ُب ون الِع َّز إال منه‪ .‬فكُّل أمورهم ُم تعِّل ق باهلل رجاًء وطَم ًع ا ورغب ‪.‬‬
‫ُت‬ ‫َل‬ ‫َل‬ ‫َل‬ ‫ُة‬ ‫ُة‬
‫"حسُب نا هللا وِن عَم الوكيل" قالت عائش ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ -‬ملا رِك َب ت الداَّب ‪ ،‬فنا ها ما نا ها‪ ،‬فنز ت فيها بعد ذلك آيا‬
‫ُت َل‬ ‫ُّط‬
‫ال هر والعفاِف ت ى إلى قياِم الساعة‪.‬‬
‫ُت‬ ‫ُت‬
‫"حسُب نا هللا وِن عَم الوكي ل" ُد ع اُء األقوي اء‪ ،‬من ق ِو َي ت قل وُب هم فال ؤِّث ُر فيه ا األوه ام‪ ،‬وال زِع ُج هم الح واِد ث‪ ،‬وال‬
‫يتسَّر ُب إليهم خوٌف وال َخ َو ر؛ لعل هم أن هللا تكَّف ل ملن توَّك ل عليه بالكفايِة التاَّم ة‪ ،‬فيِث ُق باهلل‪ ،‬ويطمئُّن وع ِد ه‪ ،‬فيُز وُل‬
‫ِم‬
‫ُف ًن‬ ‫َت‬ ‫َل ُق‬
‫هُّم ه وق ه‪ ،‬ويتبَّد ُل ُع سُر ه ُي سًر ا‪ ،‬و َر ه فَر ا‪ ،‬وخو ه أم ا‪.‬‬
‫ًح‬ ‫ُح‬

‫ُخ َط‬ ‫ُف‬ ‫ُف‬ ‫ُمل‬


‫"حسُب نا هللا وِن عَم الوكي ل" ِس الُح الداعي ة إلى هللا؛ ف ا ؤمُن الح ُّق ال ي ُّت اإلرجا في عُض ِد ه‪ ،‬فه و واِث ُق ال ى‪،‬‬
‫خ ا ُص التوُّك ل‪ ،‬عظيُم الَّث ب ات‪ ،‬ق ال هللا تع الى‪َ :‬ف ْن َت َو َّل ْو ا َف ُق ْل َح ْس َي الَّل ُه اَل َل َه اَّل ُه َو َع َل ْي َت َو َّك ْل ُت َو ُه َو َر ُّب‬
‫ِه‬ ‫ِإ ِإ‬ ‫ِب‬ ‫ِإ‬ ‫ِل‬
‫َع‬ ‫ْل َع ْر ْل‬
‫ا ِش ا ِظ يِم [التوبة‪.]129 :‬‬
‫ُمل‬ ‫ُل‬ ‫َش َن‬ ‫ُغ‬
‫فالذين ُي بِّل ون ديَن هللا عامِل ون أن هللا ولُّي هم‪ ،‬فيخ و ه وال ُي با ون با ثِّب طين‪ ،‬هم على ثق ٍة بأنهم على ح ٍّق ‪ ،‬وأن ديَن هم‬
‫حٌّق ‪ ،‬وأن هللا ناِص ُر هم ولو بعَد حين‪.‬‬
‫"حسُب نا هللا و عَم الوكيل" ُد عاُء ال ضا بأقدار هللا‪َ ،‬و ْن ُه ْم َم ْن َي ْل ُز َك ي الَّص َد َق اِت َف ْن ُأ ْع ُط وا ْن َه ا َر ُض وا َو ْن َل ْم‬
‫ِإ‬ ‫ِم‬ ‫ِإ‬ ‫ِم ِف‬ ‫ِم‬ ‫ِّر‬ ‫ِن‬
‫ُيْع َط ْو ا ْن َه ا َذ ا ُه ْم َي ْس َخ ُط وَن (‪َ )58‬و َل ْو َأ َّن ُه ْم َر ُض وا َم ا آَت اُه ُم الَّل ُه َو َر ُس وُل ُه َو َق اُل وا َح ْس ُب َن ا الَّل ُه َس ُي ْؤ يَن ا الَّل ُه ْن َف ْض‬
‫ِل ِه‬ ‫ِم‬ ‫ِت‬ ‫ِم ِإ‬
‫َو َر ُس ُل ُه َّن َل َّل َر ُب َن‬
‫و ِإ ا ِإ ى ال ِه اِغ و [التوبة‪.]59 ،58 :‬‬
‫َل‬ ‫َّل ُمل‬
‫فل و س م ا س لُم ألم ر هللا‪ ،‬ورِض َي لُح كم ه لكان خ يًر ا ل ه وأعظم‪ِ .‬ر ض ا التس ليم واالقِت ن اع ال ِر ض ا القه ر والغ ب‪.‬‬
‫واالكتفاُء باهلل‪ ،‬وهللا كاٍف عبَد ه‪.‬‬
‫"حسُب نا هللا و عَم الوكيل" وصَّي ُة نب نا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬ألَّم ته عند الشدا د؛ حيث قال‪« :‬كيف أنَع ُم وصاحُب‬
‫ِئ‬ ‫ِّي‬ ‫ِن‬
‫ُف‬ ‫َن‬ ‫َن‬ ‫َتَق‬
‫القرن قد ال َم القر واستَم َع اإلذ متى ُي ؤَم ُر بالنفِخ فين خ»‪.‬‬

‫‪-4 -‬‬
‫‪Friday.alharamain.sa‬‬
‫‪4/3/‬‬ ‫د‪ .‬عبد البارئ بن عواض الثبيتي‬ ‫"حسبنا اهلل ونعم الوكيل" ‪ ..‬معناها وفضلها‬
‫‪ 1436‬ه‬

‫ُق‬ ‫ُق‬
‫فك أَّن ذل ك ث َل على أصحاِب الن بي ‪ -‬ص لى هللا علي ه وس لم ‪ ،-‬فق ال لهم‪ « :‬ول وا‪ :‬حسُب نا هللا وِن عَم الوكي ل‪ ،‬على هللا‬
‫َّك‬
‫تو لنا»‪.‬‬
‫ُت ُمل‬ ‫ُت ُق‬ ‫ُل‬
‫ومن كان هللا حسيَب ه ال ينش ِغ ُل با ه بما َي كي ُد ه الكاِئ ُد ون‪ ،‬وال قِل ه ُم ؤامرا ا ترِّب صين‪ ،‬وما بَّي ت له أه ُل الكفر أو‬
‫الض الل‪ ،‬وله ذا طم أَن هللا ‪ -‬س بحانه وتع الى ‪ -‬نبَّي ه وأن زَل علي ه‪َ :‬و ْن ُي ي ُد وا َأ ْن َي ْخ َد ُع وَك َف َّن َح ْس َب َك الَّل ُه‬
‫ِإ‬ ‫ِإ ِر‬
‫[األنفال‪.]62 :‬‬
‫ًال ُت‬ ‫ُّط‬ ‫ُت‬
‫كان يزيُد بن حكيم يقول‪ :‬ما ِه ب أح ًد ا ق هيَب تي رُج ظلم ه وأنا أعلُم أنه ال ناِص َر له إال هللا يقول‪" :‬حس ِب َي هللا‪،‬‬
‫َن‬
‫هللا بيني وبي ك"‪.‬‬

‫بارك هللا لي ولكم في القرآن العظيم‪ ،‬ونفعني وإياكم بما فيه من اآليات والذكر الحكيم‪ ،‬أقول قولي هذا‪ ،‬وأستغفُر‬
‫ُمل‬
‫هللا العظيم لي ولكم ولساِئ ر ا سلمين من كل ذنٍب ‪ ،‬فاستغفروه‪ ،‬إنه هو الغفور الرحيم‪.‬‬

‫الخطبة الثانية‬
‫ُت‬ ‫ُق‬ ‫َق‬ ‫َت‬
‫الحم د هلل حم ًد ا ال ين هي أَم ُد ه‪ ،‬وال ين ِض ي ع دُد ه‪ ،‬وأش هد أن ال إل ه إال هللا وح ده ال ش ريك ل ه ِر ز ن ا وصَّح نا‬
‫َّل‬ ‫ُل‬ ‫ُت‬
‫وعافي ن ا خ يُر ه وِن َع ُم ه وفض ه‪ ،‬وأش هد أن س ِّي َد نا ونبَّي ن ا محم ًد ا ص فُّي ه وحبيُب ه وعب ُد ه‪ ،‬ص ى هللا علي ه وعلى آل ه‬
‫ُل‬ ‫ًة‬ ‫ًة‬
‫وصحِب ه صال دائم يلَه ُج بها العبُد حتى ينقِض َي أَج ه‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫ُأ‬
‫ف وِص يكم ونفسي بتقوى هللا‪.‬‬
‫َق َل‬ ‫َل‬
‫الرجُل عجَز ه بالحس َب ة والحو ة؛ فهذا مظه ٌر من مظاهر الضعِف والذِّل ‪.‬‬ ‫وال ُي فَه ُم من هذا ‪ -‬عباد هللا ‪ :-‬أن ُي وا َي‬
‫ِر‬
‫َك‬ ‫ُذ‬
‫أصحاَب ه‪« :‬اللهم إني أعو بك من الهّم والَح َز ن‪ ،‬والعج ِز وال َس ل‪ ،‬والُب خل‬ ‫كان النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ُ -‬ي ع ُم‬
‫ِّل‬
‫َل‬ ‫َل‬
‫والُج بن‪ ،‬وض ِع الَّد ين وغ َب ة الِّر جال»‪.‬‬

‫‪-5 -‬‬
‫‪Friday.alharamain.sa‬‬
‫‪4/3/‬‬ ‫د‪ .‬عبد البارئ بن عواض الثبيتي‬ ‫"حسبنا اهلل ونعم الوكيل" ‪ ..‬معناها وفضلها‬
‫‪ 1436‬ه‬

‫َم ُل‬ ‫َة‬ ‫ًر‬ ‫ُم‬ ‫َم‬ ‫َي‬ ‫َث‬ ‫ُي ُه ُمل ُم‬
‫ف واِج ا سل األحدا واملواِق ف بـ "حسِب هللا وِن ع الوكيل" ستشِع ا جالل معاِن يها‪ ،‬وعظي مد وِل ها‪ ،‬مع العم ِل‬
‫ُمل‬
‫الجاِّد ‪ ،‬واتخ اِذ األسباِب بحكم ٍة وبصيرٍة ‪ ،‬قال رسوُل هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪« :-‬ا ؤمُن القوُّي خيٌر وأحُّب إلى هللا‬
‫ُمل‬
‫من ا ؤمن الضعيف‪ ،‬وفي كٍّل خيٌر ‪ ،‬احِر ص على ما ينفُع ك‪ ،‬واستِع ن باهلل وال تعَج ز»‪.‬‬
‫ُّل َن َل‬ ‫اَل َك َت‬ ‫َّل‬ ‫ُّل‬
‫أال وص وا ‪ -‬عب اد هللا ‪ -‬على رس ول الُه دى؛ فقد أم َر كم هللا ب ذلك في كتابه‪ ،‬فقال‪ِ :‬إ َّن ال َه َو َم ِئ ُه ُيَص و َع ى‬
‫َت‬ ‫ُّل َل‬ ‫ُن‬ ‫َأ َّل‬ ‫َّن‬
‫ال ِب ِّي َي ا ُّي َه ا ا ِذ يَن آَم وا َص وا َع ْي ِه َو َس ِّل ُم وا ْس ِل يًم ا [األحزاب‪.]56 :‬‬
‫َت‬ ‫َّل َت‬
‫اللهم صِّل على محمٍد وأزواِج ه وذرَّي ته‪ ،‬كما ص ي على آل إبراهيم‪ ،‬وباِر ك على محم ٍد وأزواِج ه وذرَّي ته‪ ،‬كما بارك‬
‫على آل إب راهيم‪ ،‬إن ك حمي ٌد مجي ٌد ‪ ،‬وارَض اللهم عن خلفاِئ ه األربع ة الراِش دين‪ :‬أبي بك ٍر ‪ ،‬وُع م ر‪ ،‬وُع ثم ان‪ ،‬وعلٍّي ‪،‬‬
‫َّن‬
‫وعن اآلِل والَّص حِب الِك رام‪ ،‬وع ا معُه م بعفِو ك وكرِم ك ومِّن ك وفضِل ك يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫ُمل‬ ‫ُمل‬ ‫ُمل‬
‫اللهم أِع َّز اإلسالَم وا سلمين‪ ،‬اللهم أِع َّز اإلسالَم وا سلمين‪ ،‬اللهم أِع َّز اإلسالَم وا سلمين‪ ،‬وأِذ َّل الكف َر والكاِف رين‪،‬‬
‫ًّن‬ ‫ًن‬
‫ودِّم ر اللهم أعداَء ك أعداَء الدين‪ ،‬واجعل اللهم هذا البلَد آم ا ُم طمئ ا وسائر بالد املسلمين‪.‬‬

‫اللهم من أرادنا وأراد اإلسالم واملسلمين بُس وٍء فأشِغ له بنفِس ه‪ ،‬واجعل تدبيَر ه تدميَر ه يا سميَع الدعاء‪.‬‬
‫َّن َة‬ ‫َن‬ ‫ُمل‬ ‫ُذ‬
‫نبِّي ك‬ ‫اللهم انُص ر من نص َر ال دين‪ ،‬واخ ل اللهم من خ ذَل اإلس الم وا س لمين‪ ،‬اللهم انُص ر دي ك وكتاَب ك‪ ،‬وس‬
‫وعباَد ك املؤمنين‪.‬‬
‫ُذ‬ ‫َة‬ ‫ُل‬
‫اللهم إنا نسأ ك الجن وما قَّر ب إليها من قوٍل وعمل‪ ،‬ونعو بك من النار وما قَّر ب إليها من قوٍل وعمل‪.‬‬
‫َت‬ ‫ُش‬ ‫ُة‬ ‫َن‬
‫اللهم أصِل ح لنا دي نا الذي هو عصم أمِر نا‪ ،‬وأصِل ح لنا ُد نيانا التي فيها معا نا‪ ،‬وأص ِل ح لنا آخر نا التي إليها معاُد نا‪،‬‬
‫ًة‬ ‫َت‬ ‫ًة‬ ‫َة‬
‫واجعل الحيا زياد لنا في كل خيٍر ‪ ،‬واملو راح لنا من كل شٍّر يا رب العاملين‪.‬‬
‫ُذ‬ ‫َل‬ ‫ُل‬
‫اللهم إنا نسأ ك من الخير كِّل ه عاِج ِل ه وآِج ِل ه‪ ،‬ما عِل منا منه وما لم نع م‪ ،‬ونعو بك من الش ِّر كِّل ه عاِج ِل ه وآِج ِل ه‪ ،‬ما‬
‫َل‬
‫عِل منا منه وما لم نع م‪.‬‬

‫‪-6 -‬‬
‫‪Friday.alharamain.sa‬‬
‫‪4/3/‬‬ ‫د‪ .‬عبد البارئ بن عواض الثبيتي‬ ‫"حسبنا اهلل ونعم الوكيل" ‪ ..‬معناها وفضلها‬
‫‪ 1436‬ه‬

‫َل‬ ‫ُل‬ ‫َن‬ ‫َل‬ ‫ُل‬


‫اللهم إنا نسأ ك فواِت َح الخير وخواِت َم ه وجواِم َع ه‪ ،‬وأو ه وآخَر ه‪ ،‬وظاِه َر ه وباِط ه‪ ،‬ونسأ ك الدرجات الُع ى من الجنة‬
‫يا رب العاملين‪.‬‬
‫ُك‬ ‫ُت‬ ‫َّن‬ ‫َن‬ ‫ُّتَق‬ ‫ُل‬
‫اللهم إنا نسأ ك الُه دى وال ى والعفاف والِغ ى‪ ،‬اللهم أِع ا وال ِع ن علينا‪ ،‬وانُص رنا وال تنُص ر علينا‪ ،‬وام ر لنا وال‬
‫َغ‬ ‫ُك‬
‫تم ر علينا‪ ،‬واهِد نا ويِّس ر الُه دى لنا‪ ،‬وانُص رنا على من ب ى علينا‪.‬‬

‫اللهم اجعلنا لك ذاِك رين‪ ،‬لك شاِك رين‪ ،‬لك ُم خبتين‪ ،‬لك أَّو اهين ُم نيبين‪.‬‬
‫َة‬ ‫ُل‬ ‫َن‬ ‫َت‬ ‫َت‬
‫اللهم تقَّب ل توب نا‪ ،‬واغِس ل حوب نا‪ ،‬وثِّب ت ُح َّج تنا‪ ،‬وسِّد د ألِس تنا‪ ،‬واس ل سخيم قلوِب نا‪.‬‬
‫َخ‬ ‫ُف‬ ‫ُذ‬
‫اللهم إنا نعو بك من زوال نعِت ك‪ ،‬وتحُّو ل عافيِت ك‪ ،‬و جاءة ِن قمِت ك‪ ،‬وجميع َس ِط ك‪.‬‬

‫اللهم ابُس ط علينا من بركاِت ك ورحمِت ك وفضِل ك وِر زِق ك‪ ،‬اللهم ابُس ط علينا من بركاِت ك ورحمِت ك وفضِل ك وِر زِق ك‪.‬‬

‫اللهم وِّف ق إمامنا ملا ُت حُّب وترضى‪ ،‬اللهم وِّف قه لُه داك‪ ،‬واجعل عمَل ه في ضاك يا رب العاملين‪ ،‬ووِّف ق نائَب يه ملا تحُّب‬
‫ِر‬
‫وترَض ى يا أرحم الراحمين يا رب العاملين‪.‬‬

‫اللهم وِّف ق جميَع ُو الة أمور املسلمين للعمِل بكتاِب ك وتحكيِم شرِع ك يا رب العاملين‪.‬‬
‫ُف‬
‫اللهم فِّر ج هموَم نا‪ ،‬ونِّف س كروَب نا‪ ،‬اللهم ارَح م موتانا‪ ،‬اللهم ارَح م موتانا‪ ،‬واشِف مرضانا‪ ،‬و َّك أسرانا‪ ،‬وتوَّل أمَر نا‬
‫يا رب العاملين‪.‬‬
‫َن ْغ َل َن ْخ َن‬ ‫ْل َخ‬ ‫َن َظَل َن َأ ْنُف َن ْن َل َتْغ َل َن َت َن َل َنُك َن‬
‫َر َّب ا ْم ا َس ا َو ِإ ْم ِف ْر ا َو ْر َح ْم ا و َّن ِم َن ا اِس ِر يَن [األعراف‪َ ،]23 :‬ر َّب ا ا ِف ْر ا َو ِإِل َو اِن ا‬
‫َن َن‬ ‫ٌف‬ ‫َن َّن‬ ‫ُن‬ ‫ُق ُل َن اًّل َّل‬ ‫اَل َت‬ ‫ُق َن‬ ‫َّل‬
‫ا ِذ يَن َس َب و ا ِب اِإْل يَم اِن َو ْج َع ْل ِف ي وِب ا ِغ ِل ِذ يَن آَم وا َر َّب ا ِإ َك َر ُء و َر ِح يٌم [الحشر‪َ ،]10 :‬ر َّب ا آِت ا ِف ي‬
‫َّن‬ ‫َن ًة َن َذ‬ ‫آْل‬ ‫َن ًة‬ ‫ْن‬
‫الُّد َي ا َح َس َو ِف ي ا ِخ َر ِة َح َس َو ِق ا َع اَب ال اِر [البقرة‪.]201 :‬‬
‫ْل ُق ْر َب َو َي ْن َع ْل َف ْح َش َو ُمْلْن َك َو ْل َب ْغ َي ُظُك ْم َل َع َّلُك ْم َت َذ َّك ُر َن‬ ‫َت‬ ‫ْل‬ ‫َّل ْأ‬
‫و‬ ‫اِء ا ِر ا ِي ِع‬ ‫ِإ َّن ال َه َي ُم ُر ِب ا َع ْد ِل َو اِإْل ْح َس اِن َو ِإ ي اِء ِذ ي ا ى َهى ِن ا‬
‫[النحل‪.]90 :‬‬

‫‪-7 -‬‬
‫‪Friday.alharamain.sa‬‬
‫‪4/3/‬‬ ‫د‪ .‬عبد البارئ بن عواض الثبيتي‬ ‫"حسبنا اهلل ونعم الوكيل" ‪ ..‬معناها وفضلها‬
‫‪ 1436‬ه‬

‫َن‬ ‫ُك‬ ‫ُك‬


‫فاذكروا َهللا يذ ركم‪ ،‬واش روه على نعِم ه يِز دكم‪ ،‬ولِذ كُر هللا أكبر‪ ،‬وُهللا يعلُم ما تص عون‪.‬‬

‫‪-8 -‬‬
‫‪Friday.alharamain.sa‬‬

You might also like