You are on page 1of 26

‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫تأليف شيخ اإلسالم‪:‬‬


‫محمد بن عبد الوهاب‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫‪1‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫ما يجب على كل مسلم أن يتعلمه‬


‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫اعلم رمحك هللا أنه جيب علينا تعلم أربع مسائل‪.‬‬
‫(األوىل) العلم وهو معرفة هللا‪ ،‬ومعرفة نبيه‪ ،‬ومعرفة دين اإلسالم‬
‫ابألدلة‪.‬‬
‫(الثانية) العمل به‪.‬‬
‫(الثالثة) الدعوة إليه‪.‬‬
‫(الرابعة) الصرب على األذى فيه‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪ :‬بسـم هللا‬
‫ُْس ( ‪ )2‬ا َّْل َّ ِ‬
‫اَّل َين آ َم ن ُوا‬ ‫ْص ( ‪ )1‬ا َّن ْاْل َنس َان ل َفِ ي خ ْ ٍ‬ ‫الرمحن الرحيم { َوال ْ َع ْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫( ‪.)1‬‬
‫ات َوت ََو َاص ْوا ِبِ لْ َح ِق َوت ََو َاص ْوا ِبِ َّلص ْ ِْب ( ‪})3‬‬ ‫َو ََعِ ل ُوا َّ‬
‫الص الِ َح ِ‬

‫قال الشافعي رمحه هللا تعاىل‪ :‬لو ما أنزل هللا حجة على خلقه إال‬
‫هذه السورة لكفتهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة العصر اآلايت‪ :‬ا‪.3 -‬‬


‫‪2‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫(جزء‪ 1‬صفحة ‪:)45‬‬ ‫وقال البخاري رمحه هللا تعاىل‬


‫(ابب) "العلم قبل القول والعمل‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪{ :‬فَا ْع َ َْل َآن َّ ُه َْل‬

‫اَّلل َو ْاس َت ْغ ِف ْر ِ ََّلنب َِك} (‪ )1‬فبدأ ابلعلم قبل القول والعمل "‪.‬‬
‫ا َ َ هَل ا َّْل َّ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫(اعلم) رمحك هللا أنه جيب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه الثالث‬
‫مسائل والعمل هبن‪.‬‬

‫(األوىل) أن هللا خلقنا ورزقنا ومل يرتكنا مهال‪ ،‬بل أرسل إلينا رسوال فمن‬
‫أطاعه دخل اجلنة ومن عصاه دخل النار‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪{ :‬اَّنَّ َآ ْر َسلْنَا‬
‫ِ‬
‫الَ ْي ُ ُْك َر ُس اوْل َشا ِهدا ا عَلَ ْي ُ ُْك َ َمَك َآ ْر َسلْنَا ا َ َٰل ِف ْر َع ْو َن َر ُس اوْل (‪ )15‬فَ َع َ ٰ‬
‫َص ِف ْر َع ْو ُن َّالر ُسولَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَأَخ َْذَّنَ ُه َآ ْخ اذا َوب اِيًل (‪. })16‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(الثانية) أن هللا ال يرضى أن يشرك معه يف عبادته أحد ال ملك مقرب‬


‫وال نيب مرسل‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪َ { :‬و َآ َّن الْ َم َساجِ دَ ِ َّ َِّلل فَ ًَل تَدْ ُعوا َم َع َّ ِ‬
‫اَّلل‬

‫(‪ )1‬سورة حممد آية‪.19 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة املزمل اآليتان‪.16 -15 :‬‬
‫‪3‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫َآ َحدا ا} (‪.)1‬‬


‫(الثالثة) أن من أطاع الرسول ووحد هللا ال جيوز له مواالة من حاد اله‬
‫ورسوله ولو كان أقرب قريب‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪َّْ { :‬ل ََتِدُ قَ ْو اما يُ ْؤ ِم ُن َ‬
‫ون ِِب َّ َِّلل‬
‫اَّلل َو َر ُس َ ُ‬
‫وَل َولَ ْو ََكنُوا آ َِب َء ُ ُْه َآ ْو َآبْ َن َاء ُ ُْه َآ ْو اخ َْواَنَ ُ ْم َآ ْو ع َِش َريَتَ ُ ْم ۚ‬ ‫َوا ْل َي ْو ِم ْال ِخ ِر يُ َواد َ‬
‫ُّون َم ْن َحا َّد َّ َ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫ُآولَ ه ِئ َك َك َت َب ِِف ُقلُوِبِ ِ ُم ْاْلمي َ َان َو َآيَّدَ ُُه ِب ُرو ٍح ِم ْن ُه ۖ َويُدْ ِخلُه ُْم َجنَّ ٍات َ َْت ِري ِمن ََتِْتِ َا َالَنْ َ ُار‬
‫ِ‬
‫اَّلل ُ ُُه‬‫اَّلل ۚ َآ َْل ا َّن ِح ْز َب َّ ِ‬ ‫اَّلل َعْنْ ُ ْم َو َرضُ وا َع ْن ُه ۚ ُآولَ ه ِئ َك ِح ْز ُب َّ ِ‬ ‫ِض َّ ُ‬‫َاِل َين ِفهيَا ۚ َر ِ َ‬
‫خِِ‬
‫ِ‬
‫ون} (‪.)2‬‬ ‫ا ْل ُم ْف ِل ُح َ‬

‫(‪ )1‬سورة اجلن آية‪.18 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة اجملادلة آية‪.22 :‬‬
‫‪4‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫الحنيفية ملة إبراهيم هي عبادة هللا وحده‬


‫(اعلم) أرشدك هللا لطاعته أن احلنفية ملة إبراهيم أن تعبد هللا وحده‬
‫خملصا له الدين! وبذلك أمر هللا مجيع الناس وخلقهم هلا كما قال تعاىل‪:‬‬
‫ون} (‪ )1‬ومعىن يعبدون‪ :‬يوحدون‪.‬‬ ‫{ َو َما َخلَ ْق ُت الْجِ َّن َو ْاْل َنس ا َّْل ِل َي ْع ُبدُ ِ‬
‫ِ ِ‬
‫وأعظم ما أمر هللا به التوحيد‪ ،‬وهو إفراد هللا ابلعبادة‪.‬‬
‫وأعظم ما هنى عنه الشرك وهو دعوة غريه معه والدليل قوله تعاىل‪:‬‬
‫ْش ُكوا ِب ِه َشيْئاا} (‪.)2‬‬ ‫{ َوا ْع ُبدُ وا َّ َ‬
‫اَّلل َو َْل تُ ْ ِ‬
‫(فإذا قيل لك)‪ :‬ما األصول الثالثة اليت جيب على اإلنسان معرفتها؟‬
‫فقل‪ :‬معرفة العبد ربه‪ ،‬ودينه ونبيه حممدا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫(فإذا قيل لك)‪ :‬من ربك؟‬
‫فقل‪ :‬ريب هللا الذي رابين ورىب مجيع العاملني بنعمه وهو معبودي ليس‬
‫يل معبود سواه‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪{ :‬الْ َح ْمدُ ِ َّ َِّلل َر ِب الْ َعالَ ِم َي}(‪ )3‬وكل ما‬

‫(‪ )1‬سورة الذارايت آية‪.56 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة النساء آية‪.36 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة الفاحتة آية‪.2 :‬‬
‫‪5‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫سوى هللا عامل وأان واحد من ذلك العامل‪.‬‬


‫(فإذا قيل لك)‪ :‬مب عرفت ربك؟‬
‫فقل‪ :‬آبايته وخملوقاته ومن آايته الليل والنهار والشمس والقمر ومن‬
‫خملوقاته السماوات السبع واألرضون السبع ومن فيهن وما بينهما‪ ،‬والدليل‬
‫قوله تعاىل‪َ { :‬و ِم ْن آ ََي ِت ِه الل َّ ْي ُل َوالْنَّ َ ُار َوالشَّ ْم ُس َوالْ َق َم ُر ۚ َْل ت َ ْس ُجدُ وا ِللشَّ ْم ِس َو َْل ِللْ َق َم ِر‬

‫ون} (‪.)1‬‬ ‫َو ْاْسُدُ وا ِ َّ َِّلل َّ ِاَّلي َخلَ َقه َُّن ان ُك ُ‬


‫نُت ا ََّي ُه تَ ْع ُبدُ َ‬
‫ِ ِْ‬

‫الس َم َاو ِات َو ْ َال ْر َض ِِف ِس تَّ ِة َآ ََّي ٍم ُ َُّث ْاس َت َو ٰى‬
‫اَّلل َّ ِاَّلي َخلَ َق َّ‬ ‫وقوله تعاىل‪{ :‬ا َّن َ برَّ ُ ُُك َّ ُ‬
‫ِ‬
‫عَ ََل الْ َع ْر ِش يُغ ِِْش الل َّ ْي َل الْنَّ َ َار ي َ ْطلُ ُب ُه َح ِثيثاا َوالشَّ ْم َس َوالْ َق َم َر َوالنُّ ُجو َم ُم َسخ ََّر ٍات ِبأَ ْم ِره ِۗ‬
‫اَّلل َر ُّب الْ َعالَ ِم َي} (‪.)2‬‬
‫َآ َْل َ َُل الْ َخلْ ُق َو ْ َال ْم ُر ۗ تَ َب َاركَ َّ ُ‬

‫والرب هو املعبود‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪ََ { :‬ي آَُّيُّ َا الن َّ ُاس ا ْع ُبدُ وا َرب َّ ُُكُ‬

‫ون (‪ِ َّ )21‬اَّل ي َج َع َل لَ ُ ُُك ْالَ ْر َض ِف َر ااشا‬


‫َّ ِاَّل ي َخلَقَ ُ ُْك َو َّ ِاَّل َين ِمن قَ ْب ِل ُ ُْك ل َ َعل َّ ُ ُْك تَتَّ ُق َ‬

‫(‪ )1‬سورة فصلت آية‪.37 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة األعراف آية‪.54 :‬‬
‫‪6‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫ات ِر ْزقاا ل َّ ُ ُْك ۖ ف َ ًَل َ َْت َعلُوا ِ َّ ِ‬


‫َّلل‬ ‫الس َما ِء َم ااء فَأَخ َْر َج ِب ِه ِم َن الث َّ َم َر ِ‬
‫الس َم َاء ِبنَ ااء َوآَ َنز َل ِم َن َّ‬
‫َو َّ‬
‫ون (‪ )1( })22‬سورة البقرة آية ‪.22 ،21‬‬
‫آَندَ اداا َوآَ ُ ْنُت ت َ ْعل َ ُم َ‬
‫قال ابن كثري رمحه هللا تعاىل‪ :‬اخلالق هلذه األشياء هو املستحق للعبادة‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة اآليتان‪.22 -21 :‬‬


‫‪7‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫أنواع العبادة التي أمر هللا بها‬


‫(وأنواع العبادة) اليت أمر هللا هبا مثل اإلسالم واإلميان‪ ،‬واإلحسان‪،‬‬
‫ومنه الدعاء واخلوف والرجاء والتوكل والرغبة‪ ،‬والرهبة‪ ،‬واخلشوع‪ ،‬واخلشية‪،‬‬
‫واإلانبة‪ ،‬واالستعانة‪ ،‬واالستعاذة‪ ،‬واالستغاثة‪ ،‬والذبح‪ ،‬والنذر‪ ،‬وغري ذلك‬
‫من العبادة اليت أمر هللا هبا (كلها هلل)‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪َ { :‬وأ َّ‬
‫َن‬

‫َح ًدا} (‪ .)1‬فمن صرف منها شيئا لغري هللا‬ ‫ّلِل فَ َال تَ ْدعوا مع َِّ‬
‫اّلِل أ َ‬ ‫ُ ََ‬
‫الْمس ِ‬
‫اج َد َِِّ‬
‫ََ‬
‫فهو مشرك كافر‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪َ{ :‬وَمن يَ ْد ُ‬
‫ِ ه‬
‫ع َم َع َّاّلِل إِ َهلًا َ‬
‫آخَر َال بـُْرَها َن‬

‫‪.‬ويف احلديث ‪‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫لَهُ بِِه فَِإََّّنَا ِح َسابُهُ ِع َند َربِِه ۚ إِنَّهُ َال يـُ ْفلِ ُح الْ َكافُِرو َن}‬
‫الدعاء مخ العبادة‪،)3( ‬‬
‫ِ َّ ِ‬ ‫والدليل قوله تعاىل‪{ :‬وقَ َال ربُّ ُكم ادع ِوين أ ِ‬
‫ب لَ ُك ْم ۚ إ َّن الذ َ‬
‫ين‬ ‫َستَج ْ‬
‫َ َ ُ ُْ ْ‬

‫(‪ )1‬سورة اجلن آية‪.18 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة املؤمنون آية‪.117 :‬‬
‫(‪ )3‬الرتمذي الدعوات (‪.)3371‬‬
‫‪8‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫ين}(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫يَ ْستَ ْك ُربو َن َع ْن عبَ َادِت َسيَ ْد ُخلُو َن َج َهن ََّم َداخ ِر َ‬
‫ون ان ُك ُنُت ُّم ْؤ ِم ِن َي}‬ ‫وُه َوخَافُ ِ‬ ‫ودليل اخلوف قوله تعاىل‪{ :‬فَ ًَل َ ََتافُ ُ ْ‬
‫ِ‬
‫(‪ .)2‬ودليل الرجاء قوله تعاىل‪{ :‬فَ َمن ََك َن يَ ْر ُجو ِل َق َاء َ ِرب ِه فَلْ َي ْع َم ْل َ ََع اًل َصا ِل احا َو َْل‬

‫ُْشكْ ِب ِع َبا َد ِة َ ِرب ِه َآ َحدا ا} (‪.)3‬‬


‫يْ ِ‬
‫ودليل التوكل قوله تعاىل‪َ { :‬وعَ ََل َّ ِ‬
‫اَّلل فَتَ َو َّ َُّكوا ان ُك ُنُت ُّم ْؤ ِم ِن َي}(‪َ { )4‬و َمن‬
‫ِ‬
‫اَّلل فَه َُو َح ْس ُب ُه} (‪.)5‬‬
‫َّك عَ ََل َّ ِ‬
‫ي َ َت َو َّ ْ‬

‫ودليل الرغبة والرهبة واخلشوع قوله تعاىل‪{ :‬اَنَّ ُ ْم ََكنُوا ي َُس ِارع َ‬
‫ُون ِِف‬
‫ِ‬
‫الْخ ْ ََري ِات َويَدْ ُعونَنَا َرغَ ابا َو َر َه ابا ۖ َو ََكنُوا لَنَا خ َِاش ِع َي} (‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬سورة غافر آية‪.60 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة آل عمران آية‪.175 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة الكهف آية‪.110 :‬‬
‫(‪ )4‬سورة املائدة آية‪.23 :‬‬
‫(‪ )5‬سورة الطالق آية‪.3 :‬‬
‫(‪ )6‬سورة األنبياء آية‪.90 :‬‬
‫‪9‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫ََ َ ْ َ ُ‬
‫ودليل اخلشية قوله تعاىل‪{ :‬فَل تخش ْوه ْم َواخش ْون} (‪.)1‬‬
‫ْ َ‬

‫َُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ودليل اإلانبة قوله تعاىل‪َ { :‬وأن ُيبوا إ َٰل َ ِّربك ْم َوأ ْسل ُموا له} (‪.)2‬‬

‫ي} (‪.)3‬‬ ‫ودليل االستعانة قوله تعاىل‪{ :‬إياك نعبد وإي‬


‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َ‬
‫اك َن ْس َتع ُ‬

‫ويف احلديث‪ { :‬إذا استعنت فاستعن ابهلل‪‬‬


‫(‪.)4‬‬

‫ُ ْ َ ُ ُ َ ِّ َّ‬
‫ودليل االستعاذة قوله تعاىل‪{ :‬قل أعوذ برب الن ِ‬
‫َ‬
‫اس (‪ )1‬ملك‬
‫َّ‬
‫اس (‪.)5( )2‬‬
‫ِ‬ ‫الن‬
‫ْ َ ْ َ ُ َ‬
‫ون َ َّرب ُك ْم َف ْ‬
‫اس َت َج َ‬
‫اب‬ ‫ودليل االستغاثة قوله تعاىل‪{ :‬إذ تستغيث‬
‫َُ‬
‫لك ْم} (‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة آية‪.150 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة الزمر آية‪.54 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة الفاحتة آية‪.5 :‬‬
‫(‪ )4‬الرتمذي صفة القيامة والرقائق والورع (‪ ،)2516‬أمحد (‪.)308/1‬‬
‫(‪ )5‬سورة الناس اآليتان‪.2 -1 :‬‬
‫(‪ )6‬سورة األنفال آية‪.9 :‬‬
‫‪10‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫ودليل الذبح قوله تعاىل‪ُ { :‬ق ْل إ َّن َص ََلت َو ُن ُسك َو َم ْح َي َ‬


‫اي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫َ ََ َ َ ُ َ َ ٰ َ ُ ْ ُ َ َ َ‬ ‫َو َم َمات هّلِل َر ِّب ْال َع َالم َ‬
‫شيك له ۖ وبذ لك أمرت وأنا‬ ‫ِ‬ ‫َل‬ ‫)‬ ‫‪162‬‬ ‫(‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫َ َّ ُ ْ‬
‫أول المسلمي (‪. })163‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫ومن السنة‪ { :‬لعن هللا من ذبح لغري هللا}‬


‫(‪.)2‬‬

‫َ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ َ َّ ْ‬
‫ودليل النذر قوله تعاىل‪ُ { :‬يوفون بالنذ ِر َو َيخافون َي ْو ًما كان‬

‫ش ُه ُم ْس َتط ًيا} (‪.)3‬‬


‫ََ ُّ‬

‫(‪ )1‬سورة األنعام اآليتان‪.163 -162 :‬‬


‫(‪ )2‬مسلم األضاحي (‪ ،)1978‬النسائي الضحااي (‪ ، )4422‬أمحد (‪.)118/1‬‬
‫(‪ )3‬سورة اإلنسان آية‪.7 :‬‬
‫‪11‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫األصل الثاني‪ :‬معرفة دين اإلسالم باألدلة‬


‫وهو االستسالم هلل ابلتوحيد‪ ،‬واالنقياد له ابلطاعة‪ ،‬واخللوص من‬
‫الشرك‪ .‬وهو ثالث مراتب‪:‬‬
‫(اإلسالم) و (اإلميان) و (اإلحسان)‪ ،‬وكل مرتبة هلا أركان‪.‬‬
‫املرتبة األوىل اإلسالم‬
‫فأركان اإلسالم (مخسة) شهادة أن ال إله إال هللا وأن حممدا رسول‬
‫هللا و (إقام الصالة) و (إيتاء الزكاة) و (صوم رمضان) و (حج بيت هللا‬
‫احلرام)‪.‬‬
‫َ َ ه ُ َ َّ ُ َ َ َ َّ ُ‬
‫اّلِل أنه َل إل ٰ ه إَل ه َو‬ ‫فدليل الشهادة قوله تعاىل‪{ :‬شهد‬
‫َو ْال َم ََلئ َك ُة َو ُأ ُولو ْالع ْلم َقائ ًما ب ْالق ْسط ۚ ََل إ َل ٰ َه إ ََّل ُه َو ْال َعزيزُ‬
‫ِ‬
‫يم} (‪ ،)1‬ومعناها ال معبود حبق إال هللا وحده‪ ،‬و (ال إله) انفيا‬ ‫ْال َحك ُ‬

‫مجيع ما يعبد من دون هللا‪( ،‬إال هللا) مثبتا العبادة هلل وحده ال شريك له‬
‫يف عبادته كما أنه ليس له شريك يف ملكه‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة آل عمران آية‪.18 :‬‬


‫‪12‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫َ ْ َ َ َْ ُ َ‬
‫وتفسريها الذي يوضحها قوله تعاىل‪{ :‬وإذ قال إبراهيم ِلبيه‬
‫َ َ َ َ َّ ُ‬ ‫َّ ه‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َوق ْومه إن ين َب َر ٌاء ِّم َّما ت ْع ُبدون (‪ )26‬إَل الذي فطر يت فإنه‬
‫َ ه‬ ‫ً‬ ‫َ َ ً‬
‫ين (‪َ )27‬و َج َعل َها كل َمة َباق َية يف َعقبه ل َعل ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫ه‬‫َس َي ْ‬

‫َي ْرج ُعون} (‪.)1‬‬


‫َ‬

‫ُ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َْ َٰ َ َ َ َ َََْ‬
‫وقوله تعاىل‪{ :‬قل يا أهل الكتاب تعالوا إَل كلم ٍة سو ٍاء بيننا‬
‫ُ َ‬ ‫َ ً َ َّ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ ْ ُ َ َّ ه َ َ َ ُ َْ َ‬
‫شك به ش ْيئا َوَل َيتخذ َب ْعضنا‬ ‫وبينكم أَل نعبد إَل اّلِل وَل ن ِ‬
‫َ َّ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ه َ ََهْ َُ ُ‬ ‫َ ْ ً َ ْ َ ً ِّ ُ‬
‫بعضا أربابا من دون اّلِل ۚ فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا‬
‫ُم ْسل ُمون} (‪.)2‬‬
‫َ‬

‫ودليل شهادة أن حممدا رسول هللا قوله تعاىل‪َ { :‬ل َق ْد َج َاء ُك ْم َر ُس ٌ‬


‫ول‬
‫ي‬ ‫ِّم ْن َأ ُنفس ُك ْم َعز ٌيز َع َل ْيه َما َعن ُّت ْم َحر ٌ‬
‫يص َع َل ْي ُكم ب ْال ُم ْؤمن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم} (‪)3‬ومعىن شهادة أن حممدا رسول هللا‪ :‬طاعته فيما‬ ‫وف َّرح ٌ‬ ‫َر ُء ٌ‬

‫(‪ )1‬سورة الزخرف اآلايت‪.28 -26 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة آل عمران آية‪.64 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة التوبة آية‪.128 :‬‬
‫‪13‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫أمر‪ ،‬وتصديقه فيما أخرب‪ ،‬واجتناب ما عنه هنى وزجر‪ ،‬وأال يعبد هللا إال‬
‫مبا شرع‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ودليل الصالة والزكاة وتفسري التوحيد قوله تعاىل‪َ { :‬و َما أم ُروا إَل‬
‫َّ َ َ ْ ُ‬ ‫ين ُح َن َف َاء َو ُيق ُ‬ ‫َ َ ُ ِّ‬ ‫هَ ْ‬ ‫ُ‬
‫الصَلة َو ُيؤتوا‬ ‫يموا‬ ‫الد َ‬ ‫اّلِل ُمخلصي له‬ ‫ل َي ْع ُبدوا‬
‫ُ َْ‬ ‫َّ َ َ َ َ‬
‫ين الق ِّي َمة} (‪.)1‬‬ ‫الزكاة ۚ َوذ ٰ لك د‬
‫آم ُنوا ُكت َب َع َل ْي ُكمُ‬
‫ين َ‬ ‫ودليل الصيام قوله تعاىل‪َ { :‬يا َأ ُّي َها هالذ َ‬
‫َ ُ َ ه ُ َ َّ ُ َ‬
‫ين من ق ْبلك ْم ل َعلك ْم تتقون} (‪.)2‬‬ ‫الص َي ُام َك َما ُكت َب َع ََل هالذ َ‬
‫ِّ‬
‫ُّ ْ‬ ‫َ ه َ َ َّ‬
‫اس حج ال َب ْيت َم ِن‬ ‫ِ‬ ‫الن‬ ‫ودليل احلج قوله تعاىل‪{ :‬وّلِل عَل‬

‫ي}‬ ‫ن َعن ْال َع َالم َ‬ ‫اع إ َل ْيه َسب ًيَل ۚ َو َمن َك َف َر َفإ َّن ه َ‬
‫اّلِل َغ ٌّ‬ ‫ْ ََ َ‬
‫استط‬
‫ي ِ‬
‫(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬سورة البينة آية‪.5 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة البقرة آية‪.183 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة آل عمران آية‪.97 :‬‬
‫‪14‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫املرتبة الثانية اإلميان‬


‫وهو بضع وسبعون شعبة‪ .‬فأعالها قول ال إله إال هللا وأدانها إماطة‬
‫األذى عن الطريق واحلياء شعبة من اإلميان‪.‬‬
‫وأركانه ستة‪ :‬أن تؤمن ابهلل ومالئكته وكتبه ورسله‪ ،‬واليوم اآلخر‪ ،‬وابلقدر‬
‫خريه وشره‪.‬‬
‫ه ْ َ ْ َّ َ ُ َ ُّ‬
‫والدليل على هذه األركان الستة قوله تعاىل‪{ :‬ليس ال ِي أن تولوا‬
‫ه ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َْ‬
‫شق َوال َمغ ِرب َول ٰ ك َّن ال ِ َّي َم ْن َآم َن باّلِل َوال َي ْوم‬
‫وجوهكم قبل الم ِ‬
‫َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َّ‬ ‫ْ‬
‫اْلخ ِر والمَلئكة والكتاب والنبيي} اآلية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫َّ ُ َّ ََ ْ َ َ ْ َ َ َ‬
‫ش ٍء خلقن ُاه بقدر} (‪.)2‬‬ ‫ودليل القدر قوله تعاىل‪{ :‬إنا كل ي‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة آية‪.177 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة القمر آية‪.49 :‬‬
‫‪15‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫املرتبة الثالثة اإلحسان ركن واحد‬


‫وهو أن تعبد هللا كأنك تراه فإن مل تكن تراه فإنه يراك‪ ،‬والدليل قوله‬
‫َّ ه َ َ َ ه َ َّ َ َّ ه َ ُ‬
‫ين هم ُّم ْحسنون} (‪.)1‬‬ ‫تعاىل‪{ :‬إن اّلِل مع الذين اتقوا والذ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫وقوله تعاىل‪َ { :‬و َت َو هك ْل َع ََل ْال َعزيز َّ‬
‫الرحيم (‪ )217‬الذي َي َراك‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َّ‬
‫ين (‪ )219‬إنه ه َو‬ ‫الساجد َ‬ ‫وم (‪َ )218‬و َت َق ُّل َب َك ف َّ‬ ‫ي َت ُق ُ‬
‫ح َ‬
‫ي‬
‫يم} (‪.)2‬‬ ‫يع ْال َعل ُ‬
‫السم ُ‬
‫َّ‬
‫ُْ ََ‬ ‫َ ْ َ َ َُْ ْ ُ‬ ‫َ َ َ ُ ُ‬
‫آن وَل‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫م‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬‫و‬ ‫ن‬‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫ش‬ ‫ف‬‫وقوله تعاىل‪{ :‬وما تك ي‬
‫ون‬
‫َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َّ ُ َّ َ َ ْ ُ ْ ُ ُ ً ْ ُ ُ َ‬
‫تعملون من عم ٍل إَل كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه} ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫والدليل من السنة‪ :‬حديث جربيل املشهور عن عمر بن اخلطاب ‪‬‬


‫إذ طلع‬ ‫قال‪{ :‬بينما حنن جلوس عند النيب _صلى هللا عليه وسلم_‬
‫علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ال يرى عليه أثر السفر‬
‫فأسند‬ ‫وال يعرفه منا أحد فجلس إىل النيب _صلى هللا عليه وسلم_‬

‫(‪ )1‬سورة النحل آية‪.128 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة الشعراء اآلايت‪.220-217 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة يونس آية‪.61 :‬‬
‫‪16‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫ركبتيه إىل ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال‪ :‬اي حممد أخربين عن‬
‫اإلسالم فقال‪ :‬أن تشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأن حممدا _صلى هللا عليه‬
‫وسلم_ رسول هللا‪ ،‬وتقيم الصالة وتؤِت الزكاة‪ ،‬وتصوم رمضان وحتج البيت‬
‫إن استطعت إليه سبيال‪ .‬قال‪ :‬صدقت‪ .‬فعجبنا له يسأله ويصدقه‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخربين عن اإلميان‪ .‬قال‪ :‬أن تؤمن ابهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم‬
‫اآلخر وابلقدر خريه وشره قال‪ :‬أخربين عن اإلحسان؟ قال‪ :‬أن تعبد هللا‬
‫كأنك تراه فإن مل تكن تراه فإنه يراك قال‪ :‬أخربين عن الساعة؟ قال‪ :‬ما‬
‫املسؤول عنها أبعلم من السائل‪ .‬قال‪ :‬أخربين عن أماراهتا قال‪ :‬أن تلد‬
‫األمة ربتها وأن ترى احلفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون يف البنيان‬
‫قال‪ :‬فمضى فلبثنا مليا فقال‪ :‬اي عمر أتدرون من السائل؟ قلنا‪ :‬هللا ورسوله‬
‫أعلم‪ ،‬قال‪ :‬هذا جربيل أاتكم يعلمكم أمر دينكم} (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬مسلم اإلميان (‪ ،)8‬الرتمذي اإلميان (‪ ،)2610‬النسائي اإلميان وشرائعه (‪ ،)4990‬أبو‬


‫داود السنة (‪ ،)4695‬ابن ماجه املقدمة (‪ ،)63‬أمحد (‪.)52/1‬‬
‫‪17‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫األصل الثالث معرفة نبيكم محمد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬


‫وهو حممد بن عبد هللا بن عبد املطلب بن هاشم‪ ،‬وهاشم من قريش‪،‬‬
‫وقريش من العرب‪ ،‬والعرب من ذرية إمساعيل بن إبراهيم اخلليل عليه وعلى‬
‫نبينا أفضل الصالة والسالم‪.‬‬
‫وله من العمر ثالث وستون سنة منها أربعون قبل النبوة وثالث‬
‫وعشرون نبيا رسوال‪ .‬نبئ ابقرا‪ .‬وأرسل ابملدثر‪ .‬وبلده مكة بعثه هللا ابلنذارة‬
‫عن الشرك ويدعو إىل التوحيد‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪َ { :‬يا َأ ُّي َها ْال ُم َّد ِّثرُ‬

‫الر ْج َز‬ ‫(‪ُ )1‬ق ْم َف َأنذ ْر (‪َ )2‬و َ َّرب َك َف َك ِِّ ْي (‪َ )3‬وث َي َاب َك َف َط ِّه ْر (‪َ )4‬و ُّ‬
‫َ َ ِّ َ َ‬ ‫ََ َ ُْ َ ْ َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫فاه ُج ْر (‪ )5‬وَل تمي تستكي (‪ )6‬ولربك فاص ِي (‪. })7‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫ومعىن قم فأنذر‪ :‬ينذر عن الشرك ويدعو إىل التوحيد‪ ،‬وربك فكرب‬


‫عظمه ابلتوحيد‪ ،‬وثيابك فطهر‪ :‬أي طهر أعمالك من الشرك‪ ،‬والرجز‬
‫فاهجر‪ ،‬الرجز‪ :‬األصنام‪ ،‬وهجرها‪ :‬تركها وأهلها والرباءة منها وأهلها‪.‬‬
‫أخذ على هذا عشر سنني يدعو إىل التوحيد‪ ،‬وبعد العشر عرج به إىل‬

‫(‪ )1‬سورة املدثر اآلايت‪.7 -1 :‬‬


‫‪18‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫السماء وفرضت عليه الصلوات اخلمس‪ ،‬وصلى يف مكة ثالث سنني‬


‫وبعدها أمر ابهلجرة يف املدينة‪ .‬واهلجرة االنتقال من بلد الشرك إىل بلد‬
‫اإلسالم‪ ،‬واهلجرة فريضة على هذه األمة من بلد الشرك إىل بلد اإلسالم‪،‬‬
‫وهي ابقية إىل أن تقوم الساعة‪.‬‬
‫َّ ه َ َ َ َّ ُ ُ ْ َ َ َ ُ َ‬
‫م‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ظ‬ ‫والدليل قوله تعاىل‪{ :‬إن الذين توفاهم المَلئكة‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ ْ َ ُ ُ َّ ُ ْ َ ْ‬ ‫َ ُ ْ َ ُ‬
‫ضۚ‬ ‫أنفسهم قالوا فيم كنتم ۖ قالوا كنا مستضعفي يف اِلر ِ‬
‫َ َ ُ َٰ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ََ ْ َ ُ ْ َْ ُ ه َ َ ً َ ُ‬
‫قالوا ألم تكن أرض اّلِل واسعة فتهاجروا فيها ۚ فأول ئك‬
‫ي منَ‬ ‫َم ْأ َو ُاه ْم َج َه َّن ُم ۖ َو َس َاء ْت َمص ًيا (‪ )97‬إ ََّل ْال ُم ْس َت ْض َعف َ‬
‫َُ َ‬ ‫ًَ َ‬ ‫َ ِّ َ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫يعون حيلة َوَل َي ْهتدون‬ ‫الر َجال والنساء وال ِولدان َل يستط‬ ‫ِّ‬
‫اّلِلُ‬‫هُ َ َ ْ ُ َ َُْ ْ ََ َ ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َٰ َ‬ ‫َ ً‬
‫سبيَل (‪ )98‬فأول ئك عَس اّلِل أن يعفو عنهم ۚ وكان‬
‫ورا (‪. )1( })99‬‬ ‫َع ُف ًّوا َغ ُف ً‬

‫(‪ )1‬سورة النساء آية‪.99 -97 :‬‬


‫‪19‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫آم ُنوا إ َّن َأ ْرض َواس َع ٌة َفإ َّيايَ‬ ‫وقوله تعاىل‪َ { :‬يا ع َباد َي هالذ َ‬
‫ين َ‬
‫ي‬
‫َ ْ ُ‬
‫اع ُبدون} (‪.)1‬‬ ‫ف‬
‫قال البغوي رمحه هللا‪ :‬سبب نزول هذه اآلية يف املسلمني الذين يف‬
‫مكة مل يهاجروا انداهم هللا ابسم اإلميان‪.‬‬
‫والدليل على اهلجرة من السنة قوله ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪  -‬ال تنقطع‬
‫اهلجرة حىت تنقطع التوبة وال تنقطع التوبة حىت تطلع الشمس من مغرهبا‬
‫‪ )2( ‬فلما استقر يف املدينة أمر ببقية شرائع اإلسالم مثل الزكاة‪ ،‬والصوم‪،‬‬
‫واحلج‪ ،‬واألذان‪ ،‬واجلهاد‪ ،‬واألمر ابملعروف‪ ،‬والنهي عن املنكر‪ ،‬وغري ذلك‬
‫من شرائع اإلسالم‪ ،‬أخذ على هذا عشر سنني‪.‬‬
‫وتويف صلوات هللا وسالمه عليه ودينه ابق‪ ،‬وهذا دينه‪ ،‬ال خري إال دل‬
‫األمة عليه وال شر إال حذرها منه‪ ،‬واخلري الذي دهلا عليه التوحيد ومجيع‬
‫ما حيبه هللا ويرضاه‪ ،‬والشر الذي حذرها منه الشرك ومجيع ما يكره هللا‬

‫(‪ )1‬سورة العنكبوت آية‪.56 :‬‬


‫(‪ )2‬أبو داود اجلهاد (‪ ،)2479‬أمحد (‪ ،)99/4‬الدارمي السري (‪.)2513‬‬
‫‪20‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫وأيابه‪ ،‬بعثه هللا يف الناس كافة‪ ،‬وافرتض طاعته على مجيع الثقلني اجلن‬
‫ُ ْ َ َ ُّ َ َّ ُ ِّ َ ُ ُ ه‬
‫ول اّلِل‬ ‫واإلنس‪ .‬والدليل قوله تعاىل‪{ :‬قل يا أيها الناس إ يت رس‬

‫يعا} (‪ ،)1‬وكمل هللا به الدين‪.‬‬ ‫إ َل ْي ُك ْم َجم ً‬


‫َْ‬ ‫َُ‬ ‫َْ ْ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫والدليل قوله تعاىل‪{ :‬ال َي ْو َم أ ك َمل ُت لك ْم دينك ْم َوأت َم ْم ُت‬
‫ُ َُ ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫يت لك ُم اْل ْسَل َم دينا} (‪.)2‬‬
‫ً‬
‫َعل ْيك ْم ن ْع َم ين َو َرض‬

‫والدليل على موته ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قوله تعاىل‪{ :‬إنك‬
‫َّ َ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬
‫َم ِّي ٌت َوإن ُهم َّم ِّيتون (‪ )30‬ث َّم إنك ْم َي ْو َم الق َي َامة عند َ ِّربك ْم‬
‫تختص ُمون} (‪ )3‬والناس إذا ماتوا يبعثون‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪{ :‬من َها‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬

‫َ َْ َ ُْ َ َ ُ ُ ُ ْ َ َْ ُ ْ ُ ُ ْ َ َ ً ُ ْ‬
‫خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخ ِرجكم تارة أخرى} ‪.‬‬
‫ٰ‬
‫(‪)4‬‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬سورة األعراف آية‪.158 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة املائدة آية‪.3 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة الزمر اآليتان‪.31 -30 :‬‬
‫(‪ )4‬سورة طه آية‪.55 :‬‬
‫‪21‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫اِل ْرض َن َب ًاتا (‪ُ )17‬ثمَّ‬ ‫َ ه ُ َ َ َ ُ ِّ َ ْ َ‬


‫ِ‬ ‫وقوله تعاىل‪{ :‬واّلِل أنبتكم من‬
‫ْ ُ ْ‬ ‫ُُ‬
‫ُيعيدك ْم ف َيها َو ُيخ ِر ُجك ْم إخ َر ًاجا (‪ ،)1( })18‬وبعد البعث حماسبون‬

‫الس َم َاوات َو َما‬ ‫وجمزيون أبعماهلم‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪َ { :‬و هّلِل َما ف َّ‬
‫ي‬
‫ين‬ ‫ين َأ َس ُاءوا ب َما َعم ُلوا َو َي ْجز َي هالذ َ‬ ‫اِل ْرض ل َي ْجز َي هالذ َ‬ ‫َْ‬
‫يف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ َ ُ‬
‫أحسنوا بالحسن} ‪ .‬ومن كذب ابلبعث كفر‪ ،‬والدليل قوله‬ ‫(‪)2‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫ي‬‫ين َك َف ُروا َأن هلن ُي ْب َع ُثوا ۚ ُق ْل َب َ َٰل َو َر ِّت َل ُت ْب َع ُِ َّ‬


‫تعاىل‪َ { :‬ز َع َم هالذ َ‬
‫ِي‬
‫َ َ َ ه‬ ‫ُْ‬ ‫ُ َ ُ َ ُ َّ‬
‫ث َّم لتن َّبؤن ب َما َعملت ْم ۚ َوذ ٰ لك َعَل اّلِل َيس ٌي} (‪ ،)3‬وأرسل هللا‬
‫مجيع الرسل مبشرين ومنذرين‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪ُّ { :‬ر ُس ًَل ُّم َب َِّش َ‬
‫ين‬ ‫ِ‬
‫ََ ه‬
‫اّلِل ُح َّج ٌة َب ْع َد ُّ‬ ‫َ َ َّ َ ُ َ َّ‬
‫الر ُسل} (‪،)4‬‬ ‫اس عَل‬ ‫َ ُ‬
‫ومنذ ِرين لئَل يكون ل ِ‬
‫لن‬

‫(‪ )1‬سورة نوح اآليتان‪.18 -17 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة النجم آية‪.31 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة التغابن آية‪.7 :‬‬
‫(‪ )4‬سورة النساء آية‪.165 :‬‬
‫‪22‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫وأوهلم نوح عليه السالم وآخرهم حممد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬وهو‬
‫خامت النبيني‪.‬‬
‫َّ َ َ َ َ َ‬
‫والدليل على أن أوهلم نوح قوله تعاىل‪{ :‬إنا أ ْو َح ْينا إل ْيك ك َما‬
‫َ ْ َ ْ َ َ ٰ ُ َ َّ‬
‫أوحينا إَل نوح والنبيي من بعده} ‪ ،‬وكل أمة بعث هللا إليهم‬
‫(‪)1‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬

‫رسوال من نوح إىل حممد أيمرهم بعبادة هللا وحده وينهاهم عن عبادة‬
‫ُ ِّ ُ َّ َّ ُ ً َ‬ ‫ََ ْ َْ‬
‫الطاغوت‪ ،‬والدليل قولـه تعاىل‪َ { :‬ولقد َب َعثنا يف كل أم ٍة رسوَل أن‬

‫الطاغوت} (‪ ،)2‬وافرتض هللا على مجيع العباد‬


‫َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْاع ُب ُدوا ه َ‬
‫اّلِل َو ْاجتن ُبوا‬
‫الكفر ابلطاغوت واإلميان ابهلل‪.‬‬
‫قال ابن القيم رمحه هللا تعاىل‪ :‬معىن الطاغوت ما جتاوز به العبد حده‬
‫من معبود أو متبوع أو مطاع‪ ،‬والطواغيت كثريون‪ .‬ورؤوسهم مخسة‪ ،‬إبليس‬
‫لعنه هللا‪ ،‬ومن عبد وهو راض‪ ،‬ومن دعا الناس إىل عبادة نفسه‪ ،‬ومن ادعى‬
‫شيئا من علم الغيب‪ ،‬ومن حكم بغري ما أنزل هللا‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة النساء آية‪.163 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة النحل آية‪.36 :‬‬
‫‪23‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫َ َّ َ َّ َ ُّ ْ ُ‬
‫الرشد م َن‬ ‫ين ۖ قد تبي‬
‫ِّ‬
‫الد‬ ‫ف‬ ‫والدليل قوله تعاىل‪ََ { :‬ل إ ْك َر َ‬
‫اه‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه ََ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ َ ِّ َ‬
‫الطاغوت َو ُيؤمن باّلِل فقد ْاست ْم َسك‬ ‫غ ۚ ف َمن َيكف ْر ب‬ ‫ال ي‬
‫يم} (‪ ،)1‬وهذا‬ ‫يع َعل ٌ‬ ‫ق ََل انف َص َام َل َها ۗ َو ه ُ‬
‫اّلِل َسم ٌ‬ ‫ب ْال ُع ْر َوة ْال ُو ْث َ ٰ‬

‫هو معىن ال إله إال هللا‪.‬‬


‫ويف احلديث‪{ :‬رأس األمر اإلسالم وعموده الصالة وذروة سنامه‬

‫اجلهاد يف سبيل هللا} (‪ )2‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة آية‪.256 :‬‬


‫(‪ )2‬الرتمذي اإلميان (‪ ، )2616‬ابن ماجه الفنت (‪ ، )3973‬أمحد (‪.)246/5‬‬
‫‪24‬‬
‫ثالثة األصول وأدلتها‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫ثالثة األصول وأدلتها ‪0 ........................................................................‬‬


‫ما جيب على كل مسلم أن يتعلمه ‪2 ............................................................‬‬
‫احلنيفية ملة إبراهيم هي عبادة هللا وحده ‪5 .......................................................‬‬
‫أنواع العبادة اليت أمر هللا هبا ‪8 ................................................................‬‬
‫األصل الثاين‪ :‬معرفة دين اإلسالم ابألدلة ‪12 ..................................................‬‬
‫املرتبة األوىل اإلسالم ‪12 ...........................................‬‬
‫املرتبة الثانية اإلميان‪15 .............................................‬‬
‫املرتبة الثالثة اإلحسان ركن واحد‪16 .................................‬‬
‫األصل الثالث معرفة نبيكم حممد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪18 .................................. -‬‬

‫‪25‬‬

You might also like