Professional Documents
Culture Documents
رفع ،أو
آخرها على ما يَقتضيه َمنه ُج العرب في كالمهم -من ٍ والبحث عنها وهي ُمركبةٌ ،ليكونَ ُ ُ
جزم ،أو بقاءٍ على حال ٍة واحدة ،من ت َغيُّر -هو من موضوع "علم اإلعراب". جر ،أو ٍ ب ،أو ّ نص ٍ
ُ ُ
صيغ الكلمات العربية واحوالها التي ليست بإعراب وال بناء. عرف بها ِّ ُ
فالصرف :عل ٌم بأصو ٍل ت َ
نعرف ماض له من تصريف وإعالل وإدغام وإبدال وب ِّه ِّ عر ُ ُ ُ
يبحث عن ال َك ِّلم من حيث ما يَ ِّ فهو عل ٌم
يجب أن تكون علي ِّه بنيةُ الكلمة قب َل انتظامها في الجملة.
()1/1
تصرف .فال يبحث عن األسماء المبنيَّة ،وال عن ب) والفع ُل ال ُم ِّ ّ عر ُوموضوعهُ االس ُم المتمكن (أي ال ُم َ
النحو بأنه علم
ُ ُعرف ي وكان النحو. علم من اءً جز ً ا قديم كان وقد األفعال الجامدة ،وال عن الحروف.
ت العربية ُمفردة ً و ُم َركبة .والصرف من أه ّم العلوم العربية .ألن عليه ال ُم ّ
عو َل ف به أحوا ُل الكلما ِّ تُ َ
عر ُ
والعلم بالجموع القياسيّة والسماعية والشاّة ِّ صيَغ ال َك ِّلم ،ومعرف ِّة تصغيرها والنسب ِّة إليها ضبط ِّفى َ
وغير ذلك من األصول التي يجب على كل ِّ إدغام أو إبدال، ٍ ت من إعال ٍل أو ومعرف ِّة ما يعتري الكلما ِّ
َّ
كثير من المتأدبين ،الذين الحظ لهم من هذا أديب وعالم أن يعرفها ،خشيةَ الوقوع في أخطاء يقَ ُع فيها ٌ
واإلعراب (وهو ما يُعرف اليوم بالنحو) عل ٌم بأصو ٍل تُعرف بها أحوا ُل الكلمات ُ العلم الجليل النافع.
نعرف ما يجب عرض لها في حال تركيبها .فب ِّه ِّ ُ اإلعراب والبناء .أي من حيث ما يَ ُ العربية من حيث
لزوم حال ٍة واحدةٍ ،بَعد انتظامها في ِّ جزم ،أو جر أو ٍ آخر الكلمة من رفع ،أو نصب ،أو ّ عليه أن يكون ُ
الجملة .ومعرفته ضرورية لكل من يُزاول الكتابة والخطابة ومدارسة اآلداب العربية .النصوص
الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( المقدمة ) ضمن العنوان ( -2
الكلمة وأقسامها )
معنى ُمفردٍ.
ً الكلمةُ :لف ٌ
ظ يدُّل على
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وهي ثالثةُ أقسام :اس ٌم ،وفعل ،وحرف .االسم
()2/1
ب .ولذلك يُس َّمى "تنوينَ عربة المنصرفة :كر ُج ٍل وكتا ٍ األول :تنوينُ التمكين :وهو الالحق لألسماء ال ُم َ
بعض االسماء المبنيَّة :كاسم الفعل والعَلَمَ ُ
يلحق الصرف" أيضاً .الثاني :تنوينُ التَّنكير :وهو ما
ينون كان معرفة .مثلُ: "ويْه" فَ ْرقا ً بين المعرفة منهما والنكرة ،فما نُ ّ ِّونَ كان نكرةً .وما لم َّ
المختوم به َ
ِّ
آخر ُمس َّمىَ :لٍ رج أي: "،آخر
َ ه
ٍ وسيبوي بسيبويه "مررتُ ُ:
ل ومث ٍ"،ه وإي وإيه ه
ٍ م
صه َ َ َ
و هم و ه
ٍ ص و " َ
بهذا االسم( .فاالول معرفة واآلخر نكرة لتنوينه :وإذا قلت" :صه" فانما تطلب الى مخاطبك ان
يسكت عن حديثه الذي هو فيه .واذا قلت له "مه" فأنت تطلب اليه ان يكف عما هو فيه :واذا قلت له
"ايه" فأنت تطلب منه االستزادة من حديثه الذي يحدثك اياه .اما ان قلت له" :صه ومه وايه"
بالتنوين ،فانما تطلب من السكون عنً كل حديث :والكف عن كل شيء ،واالستزادة من حديث اي
حديث).
لحق "كالً وبعضا ً وأيّا ً "عوضا ً الثالث :تنوين ال ِّعوض :وهو إما أن يكون ِّع َوضا ً من ُمفرد :وهو ما يَ ُ
نحو" :ك ُّل يموت" أي :ك ُّل إنسان .ومنه قولُهُ تعالى{ :و ُكالًّ وعدَ هللاُ ال ُحسنى}مما ت َضاف اليهُ ،
عوا فله األسماء ال ُحسنى}.وإ َّما أن ً
بعض} ،وقوله{ :أيا ما ت ْد ُ
ٍ ضهم على ضلنا بع َ َ
س ُل ف َّ
الر ُ
وقوله{ :تِّلكَ ُّ
لحق "إ ْذ" ،عوضا ً من جمل ٍة تكون بعدها ،كقوله تعالى{ :فَلَ ْوال إِّذْ يكون ِّع َوضا ً من جملة :وهو ما يَ ُ
َنظرون} أي :حينَ إ ْذ بلغت الرو ُح الحلقوم. بلغت الرو ُح ال ُحلقوم ،وأنتم حينئ ٍذ ت ُ
()3/1
عيمي فقيراً.
َ وعوادي .أكرمتُ أ َ
َ تنوين ،نحو" :دفعتُ عنك
ٍ أما في حال النصب فتُرد الياء وتُنصب بال
ي".الفعل علَّمت الفتاة َ ِّ
راج َ
بزمان كجا َء ويَجي ُء وجي َء .وعالمته أن يقب َل "قَدْ" أو ٍ معنى فى نَ ْفسه ُم ِّ
قترن ً الفعل :ما د ّل على
قام .ق ْد
"ضمير الفاعل" ،أو "نون التوكيدِّ" مثلُ :قد َ َ ث الساكنة ،،أو سوف" ،أو "تا َء التأني ِّ "السينَ " أو ْ
يكتبن .لَيكتبَ ّن .اكتُبّن .اكتبَ ْن".
ّ قامت .قمت .قمتِِّّ .لْ نذهب.
ُ سوف ستذهب.
ُ يقو ُم.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وم ْن" .وليس له عالمةٌ يَتمي َُّز معنى في غيره ،مثلُ" :ه َْل وفي ولم وعلى َّ
وإن ِّ ً الحرف :ما د ّل على
ُ
الجر ،واألحرف
ِّ ّ كحروف باالسم: بالفعل ختص
ٌّ م حرف
ٌ ُ أقسام: ُ ةثالث وهو والفعل. لالسم
ِّ بها ،كما
حرف ُمشتركٌ بينَ األسماء واألفعال :كحروف العطف ،وحرفي ِّ ٌ االسم وترف ُع الخبر .و
َ تنصب
ُ التي
االستفهام .النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( المقدمة )
ضمن العنوان ( -3المركبات وأنواعها وإعرابها )
أكثر لفائدة ،سوا ٌء أكانت الفائدة ُ تامةً ،مثلُ" :النجاة ُ فى الصدق"،مؤلف من كلمتين أو َ ٌ ركب :قو ٌل
ال ُم ُ
لك".والمركب ستةُ أنواعٍ :إسناد ٌّ
ي ُ أم ناقصةٌ ،مثل" :نور الشمس .اإلنسانية الفاضلة .إن تُت ِّقن َع َم
ي )1(.المركب االسنادي او الجملةاإلسنادُ :هو الحك ُم بشيءٍ ،كالحكم ي وعدَد ٌّ
ي ومزج ٌّ
ي وعطف ٌّ وإضاف ٌّ
هير مجتهد". على ُزهير باالجتهاد في قولكُ :
"ز ٌ
()4/1
والمحكو ُم به يُسمى " ُمسنَداً" .والمحكو ُم عليه يُسمى " ُمسنَدا ً إلي ِّه".فالمسنّدُ :ما حكمتَ به على
تألف من
َ ركب االسنادي (ويُسمى ُجملةً أيضاً) :ما شيءٍ .والمسندُ إليه :ما حكمت عليه بشيءٍ .وال ُم ُ
زين .يُفل ُح المجتهدُ"(.فالحلم :مسند اليه ،النك اسندت غليه الزين نحو" :الحل ُم ٌ َمسن ٍد و ُمسن ٍد إليهُ ،
وحكمت عليه به .والزين مسند ،النك اسندته الى الحلم وحكمت عليه به .وقد اسندت الفالح الى
المجتهد ،فيفلح مسند ،والمجتهد :مسند اليه).والمسندُ إليه هو الفاعلُ ،ونائبهُ ،والمبتدأ ،واسم الفع ِّل
الناقص ،واس ُم األحرف التى تعم ُل عم َل "ليس" واس ُم "إن" وأخواتها ،واس ُم "ال" النافية
ويثاب
ُ "يعاقب العاصون،ُ الباطل".ونائب الفاعل مثل:
ُ للجنس.فالفاع ُل مثلُ" :جاء الحق وزهقَ
ج".واس ُم الفع ِّل الناقص مثلُ" :وكان هللاُ عليما ً الفر ِّ
"الصبر مفتا ُح َ
ُ الطائعون".والمبتدأ ُ مثل:
َعز فال شي ٌء على االرض هير َكسوال .ت ّ
األحرف التى تعم ُل عم َل "ليس" مثلُ" :ما ُز ٌِّ حكيماً".واس ُم
"إن" مثلُ{ :إن هللاَ علي ٌم بالعلم والعمل الصالح".واس ُم ّ ِّ إن أحدٌ خيرا ً من أح ٍد إال
باقياً .التَ ساعةَ مندَ ِّمْ .
وخبر
ُ بذات الصدور}.واس ُم "ال" النافية للجنس مثل {ال إلهَ إال هللاُ}.والمسندُ هو الفعلُ ،واس ُم الفعل،
وخبر "إن" واخواتها.وهو يكونُ ُ وخبر األحرف التي تعم ُل عم َل (ليس) ُ وخبر الفعل الناقص،ُ المبتدأ،
ً ً
وصفة ُمشتقة من الفعل ،مثلُ" :الحق أبل ُج" واسما جامدا يتضمنُ َّ فعالً ،مثل{ :قد أفل َح المؤْ منون}ِّ ،
كالنور ،والقائم بهِّ نور ،والقائ ُم به أسدٌ"(.والتأويل( :الحق مضيء "الحق ٌ ُ معنى الصفة المشتقة ،مثل:
شجاع كاالسد)(.وسيأتي الكالم على حكم المسند والمسند اليه فى االعراب ،في الكالم على الخالصة
االعرابية).الكالم
معنى تاما ً ُمكتفيا ً بنفسه ،مثل" :رأس الحكم ِّة مخافةُ هللا .فاز ال ُمتَّقون .من
ً الكال ُم :هو الجملةُ المفيدة ُ
صدَق نجا".
()5/1
(فان لم تفد الجملة معنى تاما ً مكتفيا ً بنفسه فال تسمى كالما ،مثل( :ان تجتهد في عملك) فهذه الجملة
ناقصة االفادة ،الن جواب الشرط فيها غير مذكور ،وغير معلوم ،فال تسمى كالما فان ذكرت
الجواب فقلت" :ان تجتهد في عملك تنجح ،صار كالما)
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ب من المضاف والمضاف إليه ،مثل" :كتاب التلميذ. ي :ما تر َّك َ
االضافيالمرب اإلضاف ُّ
َّ )2(.المركب
مجرور أبدا ً كما رأيتَ .
ٌ أنه منه الثاني الجزء مُ النهار".وحك مصو
خاتم فضةٍْ .
ب البياني :ك ُّل كلمتين كانت ثانيتُهما ُموضحةً معنى األولى .وهو ثالثةُ ( )3المركب البياني المر َّك ُ
تألف من الصفة والموصوف ،مثل" :فاز التلميذُ المجتهدُ .أكرمتُ َ أقسامُ :مر َّكبٌ وصفي :وهو ما
تألف من المؤ ِّ ّكد و المؤ َّكد،
َ ي :وهو مااخالق التلمي ِّذ المجتهدِّ".ومر َّكبٌ توكيد ٌّ
ُ التلميذَ المجتهدَ .طابت
ي :وهو ما تألف من كلّهم".ومر َّكبٌ بدَل ٌّالقوم ُكلَّهم ،أحسنتُ إلى القوم ِّ
َ مثل "جاء القو ُم كلُّ ُهم .أكرمتُ
البَدَل وال ُمبدَل منه ،مثل" :جاء خلي ٌل أخوك .رأيت خليالً أخاك .مررت بخلي ٍل أخيكَ ".وحك ُم الجزء
الثاني من المر َكب البياني أن يتب َع ما قبله فى إعرابه كما رأيتَ .
سط حرف ي :ما تألف من المعطوف والمعطوف عليه ،بِّتو ُّ ( )4المر َّكب العطفيُّالمر َّكب العطف ُّ
الحم والثَّناء ،إذا ثابرا على الدرس واالجتهاد".و ُحك ُم ما
العطف بينهما ،مثل" :ينا ُل التلميذُ والتلميذة ُ َ
بعدَ حرف العطف أن يتب َع ما قبله في إعرابه كما رأيت.
ْ
"بعلبك وبيت ي :ك ّل كلمتين ر ّكبتا و ُجعلتا كلمةً واحدة ،مثل: ب ْ
المزج ُّ ( )5المركب المزجي المر َّك ُ
ي علما ً أعرب إعراب
المركب المزج ّ
ُ لح ْم وحضْرموت وسيبويه وصباح مساء وشذر مذر".وإن كان
ْرموت".
إلى حض ْ "سافرتُ "بعلبك بلدة ٌ طيبةُ الهواء" و "سكنتُ بيت لحم" و
ْ ينصرف ،مثل:
ُ ما ال
()6/1
إالّ إذا كان الجز ُء الثاني منه كلمة "ويْه" فإنها تكونُ مبنيَّة على الكسر دائماً ،مثل" :سيبويه عال ٌم
كبير" مو "رأيتُ سيبويه عالما ً كبيراً" و "قرأتُ كتاب سيبويه".وإن كان غير علم كان مبن ّ
ي ٌ
"ز ْرني صباح مساء" و "أنت جاري بيت بيت )6(.المركب الجزءين على الفتح ،مثلُ :
حرف عطفٍ ُمقدَّر.
ُ العدديالمر َّك ُ
ب العددي من المركبَّات المزجية ،وهو كل عددين كان بينهما
وهو من أحد عشر إلى تسعة عشر ،ومن الحادي عشر الى التاسع عشر(.أما واحد وعشرون الى
تسعة وتسعين ،فليست من المركبات العددية .الن حرف العطف مذكور ،بل هي من المركبات
ي ،سوا ٌء أكان مرفوعاً ،مثل" :جاء أحدَ عشر رجالً" أم العطفية).ويجب فت ُح جز َءي المركب العدد ّ
ُ
منصوبا ً مثلُ{ :رأيتُ أحدَ عشر كوكبا} أم مجرورا ،مثل" :أحسنتُ الى أحد عشر فقيرا" .ويكون
ً ً ً
حينئ ٍذ مبنيا ً على فت َح جزءيه ،مرفوعا ً أو منصوبا ً أو مجرورا ً محالًّ ،إال اثن ْي عشر ،فالجزء األول
ُعرب ِّإعراب ال ُمثنَّى ،باأللف رفعاً ،مثل" :جاء اثنا عشر رجالً" ،وبالياء نصبا ً ًّ
وجرا ،مثل: ي ُ
ي على الفتح ،وال مح َّل له من "أكرمتُ اثنتي عشرة فقيرة ً باثني عشر درهماً" .والجزء الثاني مبن ُّ
االعراب ،فهو بمنزلة النون من المثنى .وما كان من العدد على وزن (فاعل) ُمر َّكبًا من العشرة -
ي أيضا ً على فتح الجزءين ،نحو" :جاء الرابع عشر .رأيتُ كالحادي عشر إلى التاسع عشر -فهو مبن ٌّ
ً
الرابعة ع ْشرة ،مررتُ بالخامس عشر".إال ما كان جزؤُه األول منتهيا بياء ،فيكون الجزء األول منه
عشر،
َ والثاني
َ شر
الحادي َع َ
َ عشر ،ورأيتُ
َ شر والثانيمبنياًعلى السكون ،نحو" :جاء الحادي َع َ
شر والثاني عشر".حكم العدد مع المعدود ومررتُ بالحادي َع َ
()7/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
إن كان العدد (واحداً) أو (اثنين) ف ُحك ُمهُ أن يُذَ َّك َرمع المذَكر ،ويُؤنث مع المؤنث ،فتقول" :رج ٌل
اثنان ،وامرأتان" .و ِّ ورجالن
ِّ اثنان ،وامرأتان" .و (أحد ٌ) مثل :واحدٍ، ِّ ورجالن
ِّ واحد ،وامرأة ٌ واحدة،
النساء".وإن كان من الثالثة الى العشرة ،يجب أن ِّ (أحدٌ) مثل :واحدٍ ،فتقول" :أحدُ الرجال ،احدى
أقالم ،وثالث نساءٍ وثالث أيدٍ".إال ٍ يؤنث مع المذكر ،ويُذكر مع المؤنث .فتقول" :ثالثةُ رجا ٍل وثالثة
ق المعدود .تُذكر مع المذكر ،وتؤنث مع المؤنث ،فتقول" :ثالثة إن كانت العشرة ُ ُمر َّكبةً فهي على وف ِّ
ق المعدودُ ،مفردا ً عشر رجالً ،وثَالث ع ْشرة امرأةً".وإن كان العدد على وزن (فاع ٍل) جاء على و ْف ِّ
شر ،الصفحة العاشرة ،والصفحة التاسعةَ والباب الراب َع َع َ
ُ "الباب الراب ُع،
ُ و ُمركبا ً تقولُ:
ع ْشرة َ".وشينُ العشرةِّ والعشر مفتوحةٌ مع المعدود المذكر ،وساكنة مع المعدود المؤنث .تقول:
" َعشَرة رجال وأحد عشَرة رجال ،وع ْشر نساءٍ وإحدى ع ْشرة امرأةً".النصوص الواردة في ( جامع
الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( المقدمة ) ضمن العنوان ( -4اإلعراب والبناء )
إذا انتظمت الكلماتُ فى الجملة ،فمنها ما يتغير آخره باختالف مركزه فيها الختالف العوامل الت ّ
ي
تسبِّقه؛ ومنها ال يتغير آخره ،وإن اختلفت العوامل التى تتقدّمه .فاألول يُسمى ( ُمعرباً) ،والثاني
أثر يُح ِّدثُه
).فاإلعرابٌ :
ُ ( َمبنياً) ،والتغيُّر بالعامل يُسمى (إعراباً) ،وعد ُم التغيُّر بالعامل يُسمى (بنا ًء
العامل فى آخر الكلمة ،فيكو ُن آخرها مرفوعا ً أو منصوبا ً أو مجرورا ً أو مجزوماً ،حسب ما يَقتضيه
آخر الكلمة حالةً واحدة ،وإن اختلفت العوام ُل التي تسبِّقها ،فال تُؤثر فيها ذلك العامل .والبنا ُء لزوم ِّ
العوامل المختلفة.
المعرب والمعني
كالسماء واألرض والرجل ويكتب.
ِّ عرب ما يَتغير آخره بتغيُّر العوامل التي ت َس ِّبقه:
ال ُم ُ
()8/1
وال ُمعربات هي الفعل المضارع الذي لم تتصل به نونا التوكي ِّد وال نون النسوة ،وجميع األسماء إال
ي :ما يُلزم آخره حالةً واحدةً ،فال يتغير ،وإن تغيرت العوامل التى تتقدَّمه" :كهذه قليال منها.والمبن َّ
وكتب واكتُبْ ".وال َمبنيَّات هي جميع الحروف ،والماضي واألمر دائماً ،وال ُمتَّصلة به إحدى َ وأين و َم ْن
سماء .واألصل فى الحروف واألفعا ِّل البناء .واألصل فى نونَي ِّ التوكيد أو نونُ النسوة ،وبعض األ َ ِّ
ي إما أن يالزم آخره السكون ،مثل "اكتبْ ول ْم" أو الضمةَ مثل: األسماء اإلعراب .أنواع البناء المبن ّ
سم هللا" .وحينئذُالء" والباء من "بِّ ِّ
"كتب وأينَ " أو الكسرة َ ،مثل" :هؤ ِّ
َ "حيث وكتبوا" أو الفتحةَ ،مثل:
ُ
ي على السكون ،أو على الض ّم ،أو الفتح ،أو الكسر .فأنواع البناء أربعة :السكونُ والض ّم يقال :إِّنّه مبن ٌ
سماع والنقل الصحيحينّ ،
فإن والحروف على ال ّ
ُ ُ ُ
والكسر.وتتوقف معرفة ما تبنى عليه األصماء
ُ والفتح
منها يُبْنى على الض ِّ ّم ،ومنها ما يُبْنى على الفتح؛ ومنها ما يُبْنى على الكسر ،ومنها ما يُبْنى على
ط.انواع االعراب السكون .ولكن ليس لمعرفة ذلك ضاب ُ
()10/1
ُ
والملحق به، ُ
والملحق به ،وجم ُع المذكر السال ُم والمعرب بالحروف أربعةُ أنواعٍ ايضاً :ال ُمثنى
ُ
ُ ُ ُ
واألسماء الخمسة ،واألفعال الخمسة.واألسماء الخمسة هي" :أبو وأخو وح ُمو وفو وذو".واألفعا ُل
واو جمع ،أو ياء المؤنثة المخاطبة، ضمير تثنية أو ُ
ُ الخمسة هي" :ك ّل فعل مضارع اتصل بآخره
مثل" :يذهبان ،وتذهبان ،ويذهبون ،وتذهبونَ ،وتذهبين"( .وسيأتي شرح ذلك كله مفصال فى الكالم
على ِّإعراب األفعال واألسماء).
أقسام االعراب
ُعرب االس ُم المضاف إلى ياء المتكلم (إن لم يكن مقصوراً ،أو منقوصاً ،أو ُمثنى ،أو جمع مذكر ي ُ
سالماً) -في حالتي الرفع والنصب -بضم ٍة وفتح ٍة مقدَّرتين على آخره يمنع من ظهورهما كسرة ُ
ُعرب بالكسرة الظاهرة على آخره، "ربي هللاُ" و "أطعتُ ربي".أما فى حالة الجر في ُ َ المناسبة ،مثل:
"لز طاعة ربي"(.هذا رأي جماعة من المحققين ،منهم ابن مالك .والجمهور َ متُ على األص ّح ،نحوِّ :
على انه معرب ،في حالة الجر ايضا ً ،بكسرة مقدرة على آخره ،النهم يرون ان الكسرة الموجودة
ليست عالمة الجر ،وانما هي الكسرة التي اقتضتها ياء المتكلم عند اتصالها باالسم ،وكسرة الجر
فإن ألفه تبقى على مقدرة .وال داعي الى هذا التكلف).فإن كان المضاف إلى ياء المتكلم مقصوراًّ ،
ت مقدَّرة على األلف ،كما كان يعرب قبل اتصاله بياء المتكلم فتقولُ" :هذه ب بحركا ٍ ُعر ُ
حالها ،وي ِّ
ً
عصاي".وإن كان منقوصا تُدغم يا ُؤهُ في ياء
َ ي" و "توكأت على عصاي" و ""أمسكتُ عصا ّ َ
المتكلم.ويُعرب في حالة النصب بفتح ٍة ُمقدَّرة على يائه؛ يمن ُع من ظهورهما سكون اإلدغام ،فتقول:
والجر بضم ٍة أو كسرةٍ ُمقدَّرتين فى يائه ،يمن ُع
ِّ ّ ب فى حالتي ِّ الرفع
ُعر ُي الرزقَ ".وي َ "حمدتُ هللا ُم ِّ
عط ّ ِّ
عطي
ي الرزقَ " و "شكرت ِّل ُم َ معط ّ
اإلدغام ثانيا ،فتقول" :هللاُ ِّ وسكونُ من ظهورهما الثقل أوال،
الرزقَ ".
()12/1
(ويرى بعض المحققين أن المانع من ظهر الضمة والكسرة على المنقوص المضاف الى ياء المتكلم،
انما هو سكون االدغام -كما هو الحال وهو منصوب -قال الصبان في باب المضافالى ياء المتكلم
ي :مرفوع" بضمة مقدرة على ما قبل ياء ياء المتكلم ،منع من ي"" :فرام ّ عند قول الشارح" :هذا رام ّ
ظهورها اشتغال المحل بالسكون الواجب الجل االدغام ،ال االستثقال -كما هو الحال في غير هذه
الحالة -لعروض وجوب السكون في هذه الحالة بأقوى من االستثقال ،وهو االدغام).وإن كان ُمثنى،
ي".وإن ي" .وأَما يا ُؤهُ فتُد َغ ُم في ياء المتكلم ،مثل" :علمتُ َولد َّتبقَ ألفهُ على حالها ،مثل :هذان كتابا ّ
ي يُحبّونَ أدبي" وأما ياؤُه كانَ جم َع مذكر سالماً ،تنقلب واوهُ ياء وتُدغ ُم في ياء المتكلم ،مثل" :معلم َّ
ب المثنى وجم ُع المذكر السال ُم -المضافان ُعر ُ
ي".وي َ ياء المتكلم ايضاً ،مثل" :أكرمتُ ُمعلم َّ فتُدغ ُم في ِّ
إلى ياء المتكلم -بالحروف ،كما كانا يُعربان قب َل اإلضافة إليها ،كما رأيت.اعراب المحكي الحكايةُ:
إيرادُ اللفظ على ما تسمعه.وهي ،إما حكايةُ كلمةٍ ،أو حكايةُ جملة .وكالهما يُحكى على لفظه ،إالَّ أن
يكون لحناً .فتتعيّنُ الحكايةُ بالمعنى ،مع التنبيه على اللحن.فحكايةُ الكلمة ْ
كأن يقالَ" :كتبتُ :يعل ُم"،
لتجرده من الناصب والجازم ،وهو ُّ أي :كتبتُ هذه الكلمةَ ،فيعل ُم -في األصل -فع ٌل مضارعٌ ،مرفو ٌ
ع
ي ،فيكونُ مفعوال به لكتبتُ ،ويكون إعرابهُ تقديريا ً من َع من ظهوره حركةُ الحكاية.وإذا قلتَ : هنا محك ٌّ
ع بضم ٍة ُمقدَّرةٍ من َع من ظهورها حركةُ فكتب هنا محكيّة .وهي مبتدأ مرفو ٌ َ ماض"
ٍ "كتب :فع ٌل
َ
ع بضم ٍة ُمقدَّرةٍ من َع من
فكتب هنا محكيّة .وهي مبتدأ مرفو ٌ َ ماض"
ٍ "كتب :فع ٌل
َ الحكاية.وإذا قلتَ :
ظهورها حركةُ الحكاية.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()13/1
وإذا قي َل لك :أَعربْ "سعيداً" من قولك" :رأَيتُ سعيداً" ،فتقولُ ":سعيداً :مفعو ٌل به" ،يحكي اللف َ
ظ
قولكَ " :مفعو ٌل به" ،إالّ أنه مرفو ٌ
ع وخبره ُ
ُ وتأتي به منصوباً ،مع أَن "سعيداً" في كالمك واق ٌع مبتدأ،
ظ الواق َع في الكالم كما هو بضم ٍة ُمقدَّرةٍ على آخره ،من َع من ظهورها حكرة الحكاية ،أي حكايتُكَ اللف َ
واق ٌع.
ً َ
وقد يُحكى العَل ُم بعدَ "من" االستفهاميَّة ،إِّن لم يُسبَق بحرف عطف ،كأن تقولَ" :رأيتُ خالدا" ،فيقول َ
ْ
"ومن خالدٌ؟". حرف عطف لم ت ُج ْز حكايتهُ ،بل تقول: ُ "من خالداً" .فإن سبقهُ القائلُْ :
هو هللاُ أَحدٌ.ي على الصالة .قرأتُ :قُ ْل َ وحكايةُ الجملة كأن تقولَ :قلتُ " :ال إِّلهَ إالّ هللاُ .سمعتُ :ح ّ
ي.وحك ُم النصب بالفعل قبلها فإِّعرابُها محل ٌّ ُ كتبتُ :است َ ِّق ْم كما أ ُ ِّم ْرتَ " .فهذه ال ُج َم ُل محكيّةٌ ،ومحلُّها
النصب أو الجر على حسب العامل. َ ط عليها عام ٌل كان محلها الرف َع أو سل َ الجملة أن تكونَ مبنيةً ،فإن ُ
وإال كانت ال محل لها من اإلعراب.اعراب المسمى به إن س ّميتَ بكلم ٍة َمبنيّ ٍة أَبقيت َها على حالها،
"حيث" ،قلتَ " :جاء ُ "ربّ " ،أَو " َم ْن" ،أَو وكان إعرابُها ُمقدَّرا ً في األحوال الثالثة .فلو سميتَ رجال ُ
ُربّ .أَكرمتُ حيث .أَحسنتُ إلى َمن" .فحركاتُ اإلعراب ُمقدَّرة على أواخرها ،منع من ظهورها
َ
الحق -لم تُغيرها لالعرا ِّ
ب ّ ط شراً ،وجاد حركةُ البناء األصلي.وكذا إن س ّميتَ بجملة -كتأب َ
اإلعراب الطارئ مقدَّراً ،منع ظهور ُ الحق" .ويكون ُّ ط شراً ،أَكرمتُ جادَ ازىء ،فتقول" :جاء تأب َ ِّ َّ
الط
ي بسبب العامل، ي :ت َغي ٌّر اعتبار ٌّ اإلعراب المحل ُّ
ُ حركته لحركة اإلعراب األصلي.االعراب المحلي
َ ُ
فال يكون ظاهرا ً وال مقدَّراً.وهو يكون في الكلمات المبنيّة ،مثل" :جاء هؤالء التالميذ ،أكرمتُ من
نجحن الكسالنُ ".ويكون أيضا ً فى الجم ِّل المح ِّ ّكي ِّة .وقد سبقَ َّ تعلّ َم .وأَحسنتُ إلى الذين اجتهدوا .لم يَ
الكالم عليها.
()14/1
(فالمبني ال تظهر على آخره حركات االعراب النه ثابت اآلخر على حالة واحدة :فان وقع احد
مرفوع او منصوب أو مجرور او مجزوم ،فيكون رفعه او نصبه او جره او جزمه ْ المبنيات موقع
اعتبارياً .ويسمى اعرابه "اعرابا ً محلياً" اي :باعتبار انه حال محل مرفوع او منصوب او مجرور
او مجزوم .ويقال :انه مرفوع او منصوب او مجرور او مجزوم محالً ،اي :بالنظر إلى محله فى
الجملة ،بحيث لو حل محله معرب لكان مرفوعا او منصوبا او مجرورا ً او مجزوما).والحروف؛
االمر ،والفع ُل الماضي ،الذي لم تسبِّقهُ أَداة ُ شرطٍ جازمةٌ ،وأسماء األفعال ،واسماء األصوات، ِّ وفع ُل
ً ً
ال يتغير آخرها لفظا وال تقديرا وال محال ،لذلك يقال :إِّنها ال محل لها من اإلعراب.أما المضارع ً
المبني فإعرابُه محلي رفعا ً ونصبا ً وجزماً ،مثل "هل يكتُبَن ويكتبْنَ .وهللا لن يكتبَن ولن يكتُبْنَ ولم
المسبوق بأداةِّ شرطٍ جازمةٍ ،فهو مجزو ٌم بها محالً ،مثل" :إن اجتهدَ ُ تكتُبَن ولم يكتبْن".وأما الماضي
كرمهُ معلمه".النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( ي أَ َ عل ٌ
المقدمة ) ضمن العنوان ( -5الخالصة اإلعرابية )الكلمة اإلعرابيةُ أَربعة أَقسامُ :مسندٌ ،و َمسندٌ اليه،
عمدةً ،النه ُركنُ الكالم .فال وفضلةٌ واداةٌ.وقد سبقَ شر ُح المسند والمسند اليه .ويسمى ك ٌل منهما ُ
"الصدق أَمانةٌ".والمسند ِّإليه ال
ُ ومثالهما:يُستغنى عنه بحا ٍل من األحوال ،وال ت َتم الجملة بدونهِّ .
واسم فع ٍل ،مثل" :هياتَ
َ يكون إِّال اسما .والمسند يكون اسماً ،مثل" :نافع" من قولكَ " :العل ُم ناف ٌع،
زار" وفعالً ،مثل" :جاء الحق" وزهقَ الباطل" .اعراب المسند اليه ُحك ُم المسن ِّد اليه أَن يكون ال َم ُ
مر عادال".إال إن وقع بعدَ ّ
"إن" ع ُ منصور .كان ُ
ٌ ً ً
مرفُوعا دائما؛ حيثما وق َع ،مثل" :فاز المجتهدُ .الحق
عمر عادلٌ".اعراب المسند َ صوبٌ ،مثلّ :
"إن أو إحدى أخواتها ،فحكمهُ حينئ ٍذ أنه من ُ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()15/1
الفضلة واعرابها
ُذكر لتتميم معنى الجملة ،وليس أ َحدَ ُركنَيها -أي ليس ُمسندا ً وال ُمسندا ً إليه - الفَضلةُ :هي اس ٌم ي ُ
الناس"(.فأرشد :مسند .واالنبياء :منسد اليه؛ والناس :فضلة ،النه َ كالناس من قولك" :أَرشدَ األنبيا ُء
ليس مسندا ً وال مسندا ً اليه ،وإنما اتي به لتتميم معنى الجملة ،وسميت فضلة النها زائدة على المسند
والمسند اليه :فالفضل في اللغة معناه الزيادة).و ُحكمها أَنها منصوبةٌ دائما ً حيثما وقعت ،مثل" :يحترم
يوم الخميس. الناس العلماء .أَحسنتُ إحساناً .طلعت الشمس صافية .جاء التالميذ ِّإال علياً .سافرت َ
المنبر .وقف الناس احتراما ً للعُلماء". جلستُ أَماكَ ِّ
()16/1
الجر ،أو بعد المضاف ،فحكمها أَن تكون مجرورة ،مثل" :كتبت بالقلم .قرأت ّ إال إذا وقت بعدَ حرف
ي ٍ ذكر فيه عمدة ً وفضلةً ،جاز رفعه ونصبه ،كالمستثنى في كالم منف ّ كتب التاريخ".وما جاز أَن يكون ُ َ
المستثنى منه ،نحو" :ما جاء أَحدٌ ِّإال سعيدُ ،وإال سعيداً"(.فان راعيت المعنى ،رفعت ما بعد " ِّإال"
لوجود االسناد ،الن عدم المجيء ،ان اسند الى "احد" فالمجيء مسند إلى سعيد وثابت له .وإن
راعيت اللفظ نصبته النه في اللفظ فضلة؛ الستيفاء جملة المسند والمسند اليه".فإن ذكر المستثنى
منه ،والكالم مثبتٌ ،نصب ما بعد "إِّال" حتماً ،ألنه فضلةٌ لفظا ً ومعنى ،نحو" :جاء القوم إِّالّ
بص َ الكالم ُرفِّ َع في مثل" :ما جاء إِّالّ سعيدٌ" ألنه ُمسندٌ اليه ،ونُ ِّ
ِّ ذف ال ُمستثنى منه من سعيداً".وإن ُح َ
ض في مثل" :ما مررتُ إِّال بسعيدٍ" ،لوقوع ِّه بعد في مثل" :ما رأيتُ إالَ سعيداً" .ألنه فضلةٌ .و ُخ ِّف َ
حرف الجر.االداة وحكمهااألداة :كلمةٌ تكون رابطةً بين ُجزءي ِّ الجملة ،أَو بينهما وبين الفضلة ،او
ب المضارع حضيض والتّمني والترجي ونواص ِّ
َ الشرط واالستفهام والت َّ
ِّ بين ُجملتين .وذلك كأدوات
اآلخر على حال ٍة واحدة ،ألنها مبنية.واألداةُِّ ،إن ِّ الجر وغيرها.و ُحكمها أَنها ثابتة ّ وجوازمه وحروف
َ
َير مالِّكَ ما أنفقته في سبيل المصلحة كانت اسماً ،تق ُع مسندا ً اليه ،مثل" :من مجتهدٌ؟" ،ومسندا ً مثل :خ ُ
شر من أَحسنتَ اليه".وحينئ ٍذ يكونُ إعرابها في العلمِّ ,إتّق َّ
َ يطلب
ُ "احترم الذي
ِّ العامة ،وفضلة ،مثل:
ً
الرفع والنصب والجر محليّا.النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ِّ أَحوال
ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه ) ضمن العنوان ( الماضي والمضارع واألمر )ينقس ُم الفعل
مقترن بالزمان ٍ معنى في نفسه
ً ماض ومضارعٍ وأَمر.فالماضي :ما د َّل على ٍ باعتبار زمانه إِّلى
ّ
الماضي كجاء واجتهدَ وت َعل َم.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()17/1
ْ
"كتبت" أو تاء الضمير ،مثل" .كتبتَ .كتبتِّ .كتبتما. ث الساكنةَ ،مثل:وعالمتهُ أَن يقب َل تاء التأني ِّ
بزمان يحتمل الحا َل واالستقبالَ،
ٍ مقترن
ٍ كتبت".والمضارعُ :ما د َّل على معنى في نفسه ْ َّ
كتبتن. كتبتم.
"سوف" أو "لم" أو "لن" مثل" :سيقول. َ َّ
مثل" :يجي ُء ويجتهدُ ويتعل ُم".وعالمتُه أن يقبل "السينَ " أو
تأخر".واألمر :ما د َّل على طلب وقوعِّ الفعل من الفاعل المخاطب بغير لن أ َ َ سوف نجي ُء .لَ ْم أ َ ْ
كسلْ .
"جي ْء واجته ْد وتعلَ ْم".وعالمته أَن يد َّل على الطلب بالصيغة ،مع قبوله ياء المؤنثة الم األمر ،مثلِّ :
المخاطبة ،مثل" :اجتهدي".النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن
الموضوع ( الفعل وأقسامه ) ضمن العنوان ( الفعل المتعدي )
لس".وهو ٌ
طارق األندَ َ الفعل المتعدّي :هو ما يتعدَّى أ َ ُ
ثرهُ فاعلَه ،ويتجاوزه إلى المفعول به ،مثل" :فت َح
يحتاج إلى فاعل يفعله ومفعو ٍل به يقَع عليه.ويسمى أيضاً" ،الفع َل الواق َع" لوقوعه على المفعول به ،و
"الفع َل المجاوزَ " لمجاوزته الفاعل إلى المفعول به.وعالمته أ َ ْن يقب َل هاء الضمير التي تعود إلى
المفعول به ،مثل" :إجتهد الطالب فأكرمه أُستاذه"(.اما هاء الضمير التي تعود إلى الظرف ،او
المصدر ،فال تكون داللة على تعدي الفعل إن لحقته .فاالول مثل" :يوم الجمعة سرته" ،والثاني مثل:
"تجمل بالفضيلة تجمال كان يتجمله سلفك الصالح" .فالهاء في المثال االول في موضع نصب على
انها مفعول فيه؛ وفي المثال الثاني في موضع نصب على انها مفعول مطلق).المتعدي بنفسه
والمتعدي بغيرهالفعل المتعدي ،إما متع ٍد بنفسه ،وإما متع ٍد بغيره.فالمتعدي بنفسه :ما يصل إلى
المفعول به مباشرة ً (أَي :أَي بغير واسط ِّة حرف الجر) ،مثل" :بريت َ
القلم" .ومفعوله يسمى
"صريحاً".والمتعدي بغيره :ما يصل إلى المفعول به بواسطة حرف الجر ،مثل" :ذهبتُ بكَ " بمعنى:
"أَذهبتُكَ " .ومفعوله يسمى "غير صريح".
()18/1
()19/1
وأكثره ْم جنودا*
َ أكبر ك ِّّل شيءٍ * ُمحاولةً،
* رأيتُ هللاَ َ
خالف الواقع ،ألنه ٌ
يقين َ وال فرقَ أن يكون اليقينُ بحسب الواقع ،أو بحسب االعتقاد الجازم ،و ِّإن
ً
ير ْونهُ بعيدا ونراهُ قريبا" أي :إنهم بالنسبة إلى المعت َقد .وقد اجتمع األمران في قوله تعالى" :إنهم َ
س َر البُعدُ باالمتناع ،ألن العرب تستعم ُل البعدَ في ث ُممتن ٌع ،ونعل ُمه واقعا .وإِّنما فُ ّ
يعتقدون أن البع ِّ
االنتفاء ،والقُرب فى ال ُحصول.
"الرؤْ يا" المناميَّةُ ،فهي
مصدرها ّ
ُ ومثل" :رأى" اليقينيَّة (أي :التي تفيد اليقينَ ) "رأى" ال ُحلميَّةُ ،التي
أعصر خمراً}
ُ س الباطن؛ قال تعالى{ :إني أراني حيث االدراكُ ِّ
بالح ّ ُ تنصب مفعولين ،ألنها مثلها من
أعصر خمراً.ُ فالمفعو ُل األَو ُل ياء المتكلم ،والمفعول الثاني جملةُ
(فان كانت "رأى" بصرية ،أي بمعنى "أبصر ورأى بعينه" ،فهي متعدية الى مفعول واحد .وان
ّت الى مفعول واحد ايضا). كانت بمعنى "اصابة الرئة" مثل "ضربه فرآه" ،أي :أصاب رئته ،تعد ْ
متموهن ُمؤْ مناتٍ" ،وقول الشاعر: َّ والثاني " َعلَم" -بمعنى "اعتقدَ" -كقوله تعالى" :فإن ع ِّل
()20/1
(فان كانت بمعنى "عرف" كانت متعدية الى واحد ،مثل" :عملت االمر" ،أي :عرفته ،ومنه قوله
تعالى{ :وهللا اخرجكم من بطون أمهاتكم ال تعلمون شيئا} وان كانت بمعنى "شعر واحاط وادرك"،
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
تعدت الى مفعول واحد بنفهسا او بالباء مثل" :علمت الشيء وبالشيء".
لم اعتقاد" كقول الشاعر:
والثالث "دَ َرى" -بمعنى " َع ِّلم ِّع َ
فاء حميدٌّ فإن اغتِّباطا ً َ
بالو ِّ ي العه ِّد يا َع ْم ُرو ،فاغت ْ
َبطَّ * ، الوفِّ َّ
د ُِّريتَ َ
والكثير ال ُمستعمل يها أن ت َتعدّى إلى واحد بالباء ،مثل" :دريت به".
(فان كانت بمعنى "ختل" أي :خدع ،كانت متعدية الى واحد بنفسها ،مثل" :دريت الصيد" أي :ختلته
وخدعته .وان كانت بمعنى " َحكّ " مثل" :درى رأسه بالمدرى" ،أي حكه به ،فهي كذلك).
والرابع" :تَعَلّ ْم -بمعنى "اعل ْم واعت ِّقدْ" كقول الشاعر:
طفٍ في التَّحيُّ ِّل ْ
وال َم ْك ِّر* هر َعد ّ ُِّوها * فَبا ِّل ْغ ِّبلُ ْ *تَعَلَّ ْم شفا َء النَّ ِّ
فس قَ َ
اس َميْتٌ * على ج ْف ِّر ال َهبا َءةِّ ال يَ ِّري ُم* *تَعَلَّ ْم أ َ َّن َ
خير النّ ِّ
ضيِّّ ْعها فإِّنَّكَ قا ِّتلُه* وقال اآلخر :فَقُ ْلتُ :ت َعلَّ ْم أ َ َّن ِّلل َّ
ص ْي ِّد ِّع َّرة َ * و ِّإالَّ ت ُ َ
سدّ وصلَتُهما حينئ ٍذ قد َ
سدّتا َم َ بأعور" .وتكون "أن" ِّ َ أن َربكم ليس وفي حديث الدّجا ِّل" :ت َعلّموا ّ
المفعولين( .فان كانت أمرا ً من "تعلم يتعلم" ،فهي متعدية الى مفعول واحد ،مثل "تعلموا العربية
"الوجودُ والوجدان" ،مثل: وعلموها الناس").والخامس" :وجد" -بمعنى " َع ِّل َم واعتقد" -ومصدرها ُ
"وجدتُ الصدقَ زينةَ العُقالء" ،قال تعالى{ :وإِّ ْن وجدْنا أكثرهم لفاسقين}.
()21/1
(فان لم تكن بمعنى العلم االعتقادي ،لم تكن من هذا الباب .وذلك مثل" :وجدت الكتاب وجودا ً
ووجدانا" بكسر الواو فى الوجدان -أى :اصبته وظفرت به بعد ضياعه .ومثل" :زجد عليه موجدة"
-بفتح الميم وسكون الواو وكسر الجيم -اي :حقد عليه وغضب .وفي حديث :االيمان "اني سائلك
ي" ،أي :ال تغضب من سؤالي .ومثل" :وجد به وجداً" -بفتح الواو وسكون الجيم -اي: فال تجد عل ّ
ً
حزن به ،و "وجد به وجدا ايضا" اي :احبه ،يقال" :له بأصحابه وجد" ،أي :محبة .وثل" :وجد جدة"
بكسر الجيم وفتح الدال -اي :استغنى غنى يأمن بعده الفقر).
والسادس" :ألفى - :بمعنى "ع ِّل َم واعتقد" :-مثل "الفَيْتُ قولكَ صواباً".ُ
(فان كانت بمعنى "اصاب الشيء وظفر به" ،كانت متعدية إلى واحد" ،الفيت الكتاب" ،قال تعالى:
"وألفيا سيدها لدى الباب").
افعال الظن
أفعال الظن (وهي ما تفيد ُرجحان وقوع الشىء) نوعان:
ْب. ّ
الظن ،ونوع يكونُ الظنَ ف َحس ُ والغالب كونُهُ
ُ ّ
الظن واليقين، ع يكونُ
نو ُ
ُ
ع األول ثالثة أفعا ٍل: فالنو ُ
لرجحان وقوعِّ الشىء -كقول الشاعر: ّ
األول" :ظن" -وهو ُ
وقد تكون لليقين ،كقوله تعالى" :وظنُّوا أنهم ُمالقو ربهم" وقو ِّله :وظنُّوا أن ال ملجأ من هللا إال ِّإلي ِّه"،
أي :علموا واعتقدوا.
(فان كانت بمعنى" ،اتهم" فهي متعدية إلى واحد ،مثل" :ظن القاضي فالنا" ،أي :اتهمه والظنين
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
والمظنون :المتهم .ومنه قوله تعالى" :وما هو على الغيب بظنين" أي :متهم).
ّ
"ظن" التي للرجحان -كقول الشاعر: والثاني :خا َل -وهي بمعنى
ع منَ الوجْد*
ي * يَسو ُمكَ ماال يُسْتطا ُ
ف ،ذا هَو ً ض َّ
الط ْر َ *إخالُكَ ،إِّن لم ت ُ ْغ ِّم ِّ
()22/1
هن ،وقد علمت ان لي اسما ،افال ادعي به وهو اول اسم لي .وياء المتكلم مفعول (ي :دعونني ع َّم َّ
ِّب" -وهي
خال االول ،وجملة "اسم" في موضع نصب على انها مفعوله الثاني) .والثالثَ " :حس َ
سبه ُم الجاه ُل أغنياء من التعفّف} ،وقول ِّه َ
{وتحسبُهم ّ
"ظن" -كقوله تعالى{ :يَح َ للرجحان ،بمعنىُّ
أيقاظا ً وهم ُرقودٌ} .وقد تكون لليقين ،كقول الشاعر:
(فان كانت بمعنى (غلبة في المحاجة) ،أو بمعنى (رد ومنع) أو بمعنى (كتم وحفظ) او بمعنى (ساق)
فهي متعدية الى واحد ،تقول( :حاجيته فحجوته) ،أي :فاطنته فغلبته ،و (حجوت فالناً) أي منعته
ورددته ،و (حجوت السر) ،أي كتمته وحفظته ،و (حجت الريح سفينة) ،أي ساقتها .وان كانت بمعنى
(وقف أو أقام) ،مثل( :حجا بالمكان ،او بمعنى (بخل) مثل( :حجا بالشيء) أي :ضن به( ،فهي
َّ
"ظن" كقول الشاعر: ُ
والثالثَ " :عدَّ" - الزمة).
*فَال ت َ ْعدُ ِّد ْال َم ْولى شَري َككَ في الغنى * َولكنَّما ْال َم ْولى شَري ُككَ في العُدْم*
َّت إلى واحد مثل" :عددت الدراهم" ،أي( :حسبتها واحصيتها). (فان كانت (بمعنى "أحصى" تعد ْ
()23/1
(فان كانت امرا ً من الهبة ،مثل" :هب الفقراء ماالً" ،لم تكن من أفعال القلوب ،بل هي من "وهب"
التي تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبراً .على الفصيح فيها أن تتعدى الى االول بالالم ،نحو:
"هب للفقراء ماال" .وان كانت امرا ً من الهيبة تعدت الى مفعول واحد ،مثل "هب ربك" ،أي :خفه).
وترك وت َِّخذوردَّ َ( )2افعال التحويل أفعا ُل التحويل :ما تكونُ بمعنى "صي ََّر" .هي سبعةٌ" :صيَّر َ
وخبر .فاألو ُل مثل" :صي ّْرتُ العد َُّو
ٌ تنصب مفعولين أصلُهما ُمبتدأ ُ واتخذ وجعل ووهب" .وهي
يردُّونكم من بعد ِّإيمانِّكم ُكفَّاراً" ،وقال
ْ ُلو الكتاب أهل من كثير
ٌ ّ د{و
َ تعالى: صديقاً" .والثاني كقوله
س ُمودا* ب * ِّبم ْق ٍ
دار س َم ْدنَ لهُ ُ الحدْثانُ نِّس َْوة َ آل َح ْر ٍ
*ر َمى ِّ
الشاعرَ :
()24/1
سودا* يض ُ وردَّ ُوجو َه ُه َّن ال ِّب َ سودَ بِّيضا ً * َ شعُ ْو َر َّ
هن ال ُّ *فردَّ ُ
بعض" ،وقول الشاعر: ٍ عز وجل{ :وتركنا بعضهم يومئ ٍذ يمو ُج في والثالث كقوله َّ ُ
ْ َ
*وربَّيْتهُ ،حتى ِّإذا ما ت ََر ْكتُهُ * أخا
شاربُهُ* ْح ِّ القوم ،واست َ ْغنى عن ال َمس ِّ ِّ َ
والراب ُع" :ت َِّخذتُكَ صديقاً".
ابراهيم خليال}. َ والخامس كقوله تعالى{ :واتخذ هللاُ ُ
ً
ع ِّملوا من عمل ،فجعلناهُ هبا ًء منثورا}. والسادس كقوله سبحانهُ :و {ق ِّد ْمنا إلى ما َ ُ
والسابع مثل :وهبَني هللاُ فداء ال ُمخلصين".
(وهذه االفعال ال تنصب المفعولين اال اذا كانت بمعنى "صير" الدالة على التحويل وان كانت "رد"
بمعنى "رجع" -كرددته ،أي :رجعته -و "ترك" بمعنى "خلى" -كتركت الجهل ،أي :خليته و
"جعل" بمعنى "خلق"؛ كانت متعدية الى مفعول واحد .وان كانت "هب" بمعنى أعطى لم تكن من
هذا الباب ،وان نصبت المفعولين ،مثل" :وهبتك فرساً" .والفصيح أن يقال" :وهبت لك فرساً".
ـــــ
المتعدي الى ثالثة مفاعيل
وحدث" .و ُمضارعها" :ي ُِّري َ وخر
َّ وأخبر
َ وأعلم وأنبأ ونَبَّأَ المتعدِّّي إلى ثالثة مفاعيل ،هو "أرى
ُ ً
األمر واضحا ،وأعلمتهُ إياهُ َ ً ويُع ِّل ُم ويُنبِّي ُء ويُن ِّبّى ُء ويُخبر ويُخ ِّبّ ُر ويحدِّّث" ،تقول" :أريتُ سعيدا
الخبر واقعاً ،ونَبَّأته إيَّاهُ ،أو أخبرتهُ إِّياهُ ،أو أخبرته إياهُ أو حدَّثتهُ إياهُ حقا". َ صحيحاً ،وأنبأتُ خليالً
نائب الفاع ِّل مفعولها األول ،مثل "أُنبئْتُ ُ والغالب في "أنبأ" وما بعدها أن تُبنى للمجهول ،فيكون ُ
سليما ً مجتهداً" ،قال الشاعر:
َرائب األَشعار* َ يغ كاسمها * ،يُهدِّي ِّإل ّ ِّ *نُ ِّبّئْتُ ُز ْر َعةَ ،والسفا َهةُ
اآلخر:
ُ وقال
سد* َ
زأر من األ َ رار على ٍ قابوس أو َعدَني * وال قَ َ َ أن أبا*نُ ِّبّئْتُ َّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه )
ضمن العنوان ( الفعل الالزم )
()25/1
نفس فاعله ،مثل: يتجاوزه إلى المفعول به ،بل يبقى فى ِّ ُ أثرهُ فاعلَهُ ،وال الفع ُل الالز ُم :هو ما ال يتعدى ُ
"ذهب سعيدٌ ،وسافر خالدٌ".
ج إلى مفعول وهو يحتا ُج إلى الفاعل ،وال يحتا ُج إلى المفعول به ،ألنه ال يخرج من نفس فاع ِّله فيحتا ُ
به يَق ُع عليه.
القاصر) -لقُصوره عن المفعول به ،واقتصاره على الفاعل -و (الفع َل َ
غير َ ويُسمى أيضاً( .الفع َل
غير ال ُمجا ِّو ِّز) ألنه ال ي َجا ِّو ُز فاعلهُ.
الواقع) -ألنه ال يقع على المفعول به -و (الفعل َ
متى يكون الفعل الزما؟
يكونُ الفعل الزماً:
إذا كان من أفعال السجايا والغرائز ،أَي الطبائع ،وهي ما دَلّت على معنى قائم بالفاعل ٍ
الزم له -
وذلك ،مثل" :شَجع و َجبُنَ و َحسنُ وقَب َح".
وقصر وما أَشبه ذلك". َ أو د َّل على هيئة ،مثل :طال
ظف. الثوب ون ُ ُ أو على نظافةٍَ :كطهر
ودنس وقذِّر. َ دنس :كو ِّسخ الجس ُم أو على ٍ
وعطش.
ِّ كمرض وكسِّل ونشِّط وفرح وحزن وشَبع ٌ
الزم وال هو حركةِّ : عرض غير ٍ ٍ أو على
واخضر وأدم.َّ كاحمر
َّ أو على لون:
ب :كعَمش وعور. أو على عي ٍ
أو على حلية :كنَجيل ودعج وكحل.
أو كان ُمطاوعا ً لفع ٍل ُمتع ٍدّ إلى واحد :كمددت الحبل فامتدَّ.
وكرم.
وشرف وج ُمل ُ ُ سنالعين -كح ُ
ِّ أو كان على وزن (فَعُل) -المضموم
أو على وزن (انفعل) :كانكسر وانحطم وانطلق.
وازور.
َّ كاغبر
َّ أو على وزن (افعلَّ):
وازوار.
َّ أو على وزن (افعالَّ) :كاها َّم
َّ
واطمأن. كاقشعر
َّ أو على وزن (افعلَلَّ):
أو على وزن (افعنلل) :كاحرنجم واقعنسس.
متى يصير الالزم متعديا
يصير الفع ُل ُمتعديا ً بأح ِّد ثالثة أشياء: ُ
إما بنقله إلى باب (افعل) مثل" :أكرمتُ المجتهد".
"عظمتُ العلماء". ّ وإما بنقله إلى باب (فعَل) -ال َمضعّف العين -مثل:
س ْك بالفضيلة". ض عن الرذيلة ،وت َم َّ "أعر ْ ِّ الجر ،مثل: وإما بواسطة حرف ِّ ّ
سقوط حرف الجر من المتعدي بواسطة
()26/1
ينقسم الفعل باعتبار فاعله الى معلوم ومجهول .فالفعل المعلوم :ما ذُكر فا ِّعلهُ في الكام نحو" :م َّ
ص َر
المنصور بغداد".ُ
رفع متحركٌ ،فإن كان ضمير ٍ
ُ ألف - المجرد المعلوم -الذي قبل آخره ٌ ّ ي
وإذا اتصل بالماضي الثالث ّ
ور ْمتُس ْمتُه األمرُ ،ضم أوله ،نحوُ : "سام يَسو ُم ،ورام يرو ُم ،وقاد يقُودُ" ُ َ من باب (فَعَ َل يَ ْفعلُ) -نحو:
الخير ،وقُدْتُ الجيش".
وضام يضي ُم" .أو من باب (فعل يفعلُ) َ وإن كان من باب (فعل يف ِّعلُ) -نحو" :باع يبي ُع وجاء يجيء،
تُ ْ
وضمت الخائنَ ،ونِّل الخير ُ
وجئتهُِّ ، يخاف" ُ -كس َِّر أَولهُ ،نحو" :بِّعتُهُِّ ،
ُ -نحو" :نال ينالُ ،وخاف
وخ ْفتُ هللا".
ِّ
()27/1
لغرض من األغراض :إما لاليجاز، ٍ والفع ُل المجهول :ما لم يُذكر فاعله في الكالم بل كان محذوفا ً
اعتمادا ً على ذكاء السامع ،وإما للعلم به ،وإما للجهل به ،وإما للخوف عليه ،وإما للخوف منه ،وإما
لتحقيره؛ فت ُ ْك ِّر ُم لسانك عنه ،وإما لتعظيمه تشريفا ً له فتكر ُمه أن يُذكر ،إن فعل ما ال ينبغي لمثله أن
يفعله ،وإما إلبهامه على السامع.
ُكرم المجتهدُ" ،أو غير صريح ،مثل: وينوب عن الفاعل بعد حذفه المفعو ُل به ،صريحاً ،مثل" :ي َ ُ
سير
المصدر ،مثلِّ " :سير ٌ ُ ُ
ت الليلة" ،أو سهر ِّ الدار و ُ
ُ سكنت
رف ،مثلُ " : ظ ُ سن إليك" ،أو ال َ حسن فيح َ "أ َ ْ
طويل".
(ولنيابة الظرف والمصدر عن الفاعل شروط ستراها في الجزء الثاني ،في "مبحث نائب الفاعل" ان
شاء هللا).
وال يُبنى المجهو ُل إال من الفعل المتعدي بنفسه ،مثل" :يُكرم المجتهدُ" ،أَو بغيره ،مثل :ي ُْرفَقُ
بالضعيف".
سهر طويلٌ" أو ظرفاً ،مثل" :صيم ٌ سهر نائب الفاعل مصدرا ً نحوُ " :ُ وقد يُبنى من الالزم ،إن كان
رمضانُ ".
بناء المعلوم للمجهول
ذف الفاع ُل من الكالم وجب أن تتغيّر صورة الفعل المعلوم. متى ُح َ
َ
فإن كان ماضيا يُكسر ما قبل آخره ،ويُضم كل ُمتحرك قبله ،فتقو ُل كسر وأكرم وتعلم واستغفر. ً
علّ َم وا ْست ُ ْغ ِّف َر"
واكر َم وت ُ ِّ
ِّ " ُكسِّر
س ُر وإن كان مضارعا ً يُض ّم َّاولهُ ،ويُفتح ما قب َل آخره ،فتقول في :يَكس ُِّر وي ِّ
ُكر ُم ويَتعل ُم ويَستغ ِّف ُر" :يُك َ
ُكر ُم ويُتعلَّ ُم ويستغفَ ُر". وي َ
األمر فال يكونُ مجهوالً أبدا ً. ِّ أما فع ُل
بناء ما قبل آخره حرف علة للمجهول
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
س ُر ك ُّل
قلب ألفه يا ًء ،ويُك َسداسيّاً) ت ُ ُ ألف -للمجهول (إن لم يكن ُ إذا أُريدَ بنا ُء الماضي -الذي قب َل آخره ٌ
ع واقتادَ واجتا َح" :اب ِّتي َع واقتيدَ واجْ تِّي َح"؛
ع وقالِّ " :بيع وقيلَ" ،وفي ابتا َ متحركٍ قبلَها ،فتقو ُل في :با َ َّ
واألصل" :يُبِّي َع وقُ ِّو َل وابتِّي َع واقت ُ ِّودَ واجت ُ ِّوح".
()28/1
سر ماض ّم همزتُه وثالثُه ،ويُك َ استتاب واستما َح -تُقلَب أ ِّلفُه يا ًء ،وت ُ َ َ فإِّن كان على ستة أحرفٍ -مثل:
تيب وأُستُمي َح".
الياء ،فتقول" :أَست ُ َ قب َل ِّ
رفع متحركٌ ،فإن
ضمير ٍ ُ أجوف -
َ يٍ
ماض مجهول ثالث ّ ٍ يم وقِّيدَ" من كل ور َيم ِّ
وإن اتص َل بنحو " ِّس َ
الجيش" ُكس َِّر في المجهول ،كيال َ الخير ،وقُدْتُ
َ ورمتُ األمرُ ، َ ض ُّم َّأولُه في المعلوم نحوُ " :
سمتُه كان يُ َ
للقضاء".
ِّ بخير ،وقِّدتٍُ ورمتُ
لتبس معلوم الفعل بمجهوله ،فتقولُِّ " :سمتُ األمرِّ ، يَ َ
ض َّم في المجهول،س وضمتُه ،ونِّلته بمعروفٍ " ُ الفر َ
س ُر أ َّوله في المعلوم -نحو" :بعته َ َ وإن كان يُك َ
ضمت ،ونُلتُ بمعروفٍ ".ْ س ،و ُ الفر َ
فتقول "بُعت َ
حرف الم ِّدّ ألفا ،فتقول في:ُ َ
حرف م ٍدّ -للمجهول ،يُقلب ُ آخره
وإذا اريدج بنا ُء المضارع -الذي قب َل ِّ
ُستتاب".
ُ ع ويستتيب :يُستطا ُ
ُ يقو ُل ويبي ُع" :يُقا ُل ويُباعُ" ،وفي :يستطي ُع ويَ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه )
ضمن العنوان ( الصحيح والمعتل )
()29/1
لفيف.
وناقصَ ،و ٌ ٌ وأجوف،
ٌ وهو أربعةُ أقسام :مثالٌ،
ث.وو ِّر َ
كو َعدَ َ َّ
حرف علةَ : َ فالمثال :ما كانت فا ُؤهُ
حرف علة كقا َل وباع. َ واألجوف :ما كانت عينُه
ُ
ي ورمى. ض َ كر ِّ
والناقص :ما كانت ال ُمه حرف علة َ ُ
ووفى". َ
حرفان من أحرف العلة أصليَّان ،نحو" :طوى َ ِّ فيف :ما كان فيه واللَّ ُ
ولفيف مفروق. ٌ ٌ
مقرون، لفيف
ٌ قسمان:
ِّ وهو
جتمعين ،نحو" :طوى ونوى".ِّ م
ُ فيه ة
ِّ العل رفا ح
َ كان ما المقرون: فيف فاللَّ
ووقى".
"وفى َ فترقين ،نحوَ :
ِّ المفروق :ما كان حرفا العل ِّة فيه ُم ُ واللفيف
ُ
المجرد.
َّ ف الصحي ُح والمعت ُّل من األفعا ِّل -في المضارع والمزي ِّد فيه ُّ -
بالرجوع إلى الماضي ُعر ُ
وي َ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه )
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ضمن العنوان ( المجرد والمزيد فيه )
األحرف ،وهو :ما كانت أحرفهُ األصلية ثالثةً .وال ِّعبرة َ بالزائد، ِّ ي
ب األص ِّل -إما ثالث ّ س ِّ الفع ُل -بِّح َ
سنَ وأَحسَّنَ ،وهَدى واستهدى". مثلَ :ح ُ
قشعر
َ "دحر َج َوتدَحر َج َو َ ً َ
وإما ُرباعيَّها :وهو :ما كانت أحرفهُ األصليه أربعة وال عبرة َ بالزائد ،مثل:
واقشعر".
َّ
مجردٌ وإما مزيدٌ فيه. َّ وك ٌّل منهما إما
"ذهب ودحر َج".
َ ُّ
أحرف ماضيه كلها أصلية (أي ،ال زائدَ فيها) ،مثل: ُ فالمجردُ ما كانت
"أذهب َوتدحر َج".
َ ً
أحرف ماضي ِّه زائِّدا على األصل ،مثل: ِّ بعض
ُ والمزيدُ فيه :ما كان
وحروف الزيادة عش ََرة ٌ يجمعها قولك" :سألتُمونيها". ُ
وال يُزادُ من غيرها إالَّ كان الزائدُ من جنس أحرف الكلمة كعَ َّ
ظ َم واح َم َّر.
المجردُ ثالثة أحرف .واكثر ما يكون عليه أربعة أحرف .وأكثر ما ينتهي َّ وأق ُّل ما يكونُ عليه الفع ُل
بالزيادة إلى ستَّة أحرف.
قسمان:
ِّ المجرد
َّ والفعل
"ذهب وقرأ َ ْ ً
ي ،وهو :ما كانت أحرف ماضيه ثالثة فقط من غير زيادةٍ عليها ،مثل: مجردٌ ثالث ّ َّ
وكتب".
َ
ووسوس
َ ْ ً
أحرف ماضيه أربعة أصلية فقط ،ال زائدَ عليها مثل" :دحر َج ُ ي ،وهو ،ما كانت مجردٌ رباع ٌّ َّ
وزلزلَ".
()30/1
تصرف.
ٌ تعلق به -قسمان :جامدٌ و ُم معنى ال يتعلَّ ُق بزمان ،أو يَ ُ
ً الفع ُل -من حيث أدا ُؤهُ
ً
(ألنه ،ان تعلق بزمان؛ كان ذلك داعيا الى اختالف صوره ،الفادة حدوثه في زمان مخصوص .وإن
لم يتعلق بزمان ،كان هذا موجبا ً لجموده على صورة واحدة).
الفعل الجامد
عتبرين في
ِّ ث ال ُمجردا ً عن الزمان والحدَ ِّ الحرف ،من حيث أداؤه معنًى ُم َّ َ الفع ُل الجامد :هو ما أشبهَ
التحو َل من صورةٍ إلى صورة ،بل يلزَ ُم ُّ فلز َم ِّمثله طريق ٍة واحدة ٌ في التعبير ،فهو ال يَقبَ ُل
األفعالِّ ،
ئس".
عم و ِّب َ "ليس و َعسى وهَبَّ ونِّ ََ ُ
صورة ً واحدة ً ال يُزا ِّيلها وذلك مثل:
ً
(فالفعل الجامد -كما علمت -ال يتعلق بالزمان ،وليس مرادا به الحدث .فخرج بذلك عن األصل في
األفعال من الداللة على الحدث والزمان ،فأشبه الحرف من هذه الجهة ،فكان مثله في جموده ولزومه
صيغة واحدة في التعبير .وإذا كان مجردا ً عن معنى الحدث والزمان لم يحتج الى التصرف ،الن
معناه ال يختلف باختالف االزمنمة الداعي الى تصريف الفعل على صور مختلفة ،ألداء المعاني فى
أزمنتها المختلفة ،فمعنى التر ّجي المفهوم من (عسى) ومعنى الذم المفهوم من (بئس) ومعنَى المدح
المفهوم من (نعم) ،ومعنى التعجب المفهوم من (ما أشعر زهيراً) ،ال يختلف باختالف الزمان ,الن
الحدوث فيها غير مراد ليصح وقوعه في أزمنة مختلفة تدعو إلى تصرفه على حسبها.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()31/1
فشبه الفعل بالحرف يمنعه التصرف ويلزمه الجمود ،كما أن شبه االسم بالحرف يمنعه أن يتأثر
ظاهرا ً بالعوامل ،فلزم آخره طريقة واحدة ال ينفك عنها ،إن اختلفت العوامل الداعية إلى تغير اآلخر.
فالجمود في الفعل كالبناء في اإلسم ،كالهما مسبب عن الشبه بالحرف).
َّ
وتنزهَ)، َّس
وليس ونِّ ْع َم وبِّئس وتبارك هللاُ" (أي :تقد َ
َ ُالزم صيغةَ الماضي ،مثل" :عسى وهو ،إما ان ي َ
ت َ
ض ُّج) ،أو صيغة األمر ،مثل" :هَبْ وها ِّ ُ
أو صيغةَ المضارع ،مثل" :يَهبط" (بمعنى يصي ُح ويَ ِّ
وتعالَ" ،ومثل" :هلُ َّم" في لغة ت َِّم ٍيم.
(هلم -في لغة تميم -فعل أمر ،ألنه عندهم يقبل عالمته ،فتلحقه الضمائر ،نحو" :هلمي وهلما
وهلموا وهلمين" .أما في لغة الحجاز فهي اسم فعل أمر ألنها تكون عندهم بلفظ واحد للجميع ،فال
تلحقها الضمائر ،فتقول" :هلم" بلفظ واحد للواحد والواحدة واالثنين واالثنتين والجمع المذكر
والمؤنث .وبها نزل القرآن الكريم ،قال تعالى" :هلم شركاءكم").
حض ،فترف ُع الفاع َل َمتلُ ًّوا بصف ٍة ُمطابق ٍة له ومن األفعال الجامدة "قَلَّ" -بصيغة الماضي -للنفي ال َم ِّ
يفعالن ذلك" ،بمعنى" :ما رج ٌل يفع ُل ذلك". ِّ رجالن
ِّ نحو" :قَ َّل رج ٌل يفع ُل ذلكَ ،وق َّل
(ذكر ذلك السيوطي في "همع الهوامع" :غير أن الكثير في استعمالها للنفي إذا كانت ملحقة بما
الزائدة الكافة كمنا سيأتي).
قال ِّسيبويه" :كما في القاموس وشرح ِّه" ،يقال" :قُ ُّل رج ٍل (بِّض ِّ ّم القاف) وأَق ُّل رج ٍل يقول ذلك إِّالَّ
زيدٌ" ،أي :ما رج ٌل يقوله إِّال هو.
(ومما حينئذ اسمان مرفوعان باالبتداء ،وال خبر لهما ،لمضارعتهما حرف النفي .والجملة بعدهما في
محل جر صفة للمجرور باالضافة لهما).
لحقته (ما) الزائدة ُ كفَّتهُ عن العمل ،فال يَليه حينئذ إال فعلٌ .وال فاع َل له ،لجريان ِّه مجرى حرف وإذا ِّ
النفي ،نحو" :قلما فعلتُ هذا ،وقَلما أفعلهُ" ،أي :ما فعلت ،وال أفعل ،ومنه قول الشاعر: َّ
()32/1
()33/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(قال في لسان العرب" :فارقت (طل وقلّ) بالتركيب الحادث فيهما ما كانتا عليه من طلبهما األسماء
أال ترى أن لو قلت :طالما زيد عندنا ،أو قلما محمد في الدار لم يجز .والتركيب يحدث في المركبين
معنى لم يكن قبل فيهما" اهـ .وقال ابو علي الفارسي" :طالما وقلما ونحوهما افعا ٌل ال فاعل لها
غ ذلك أن ال يحتاج إليه .و (ما) دخلت مضمرا ً وال مظهراً ،الن الكالم لما كان محموال على النفي ّ
سو َ
عوضا ً عن الفاعل" اهـ .وقال بعض العلماء :ان (ما) في مثل ذلك مصدرية فما بعدها في تأويل
مصدر فاعل .فان قلت" :طالما فعلت" كان التأويل" :طال فعلي" .ولو كان األمر كما قال لوجب
فصلها عن الفعل في الخط ،ألنها ال توصل باسم وال فعل وال حرف إال إذا كانت زائدة ،إال ما
قط .فدل اصطلحوا عليه من وصلها ببعض حروف الجر .ولم نرهم كتبوها موصولة بهذه االفعال ّ
ذلك على ما ذكرناه .على ان قوله ال يخلوا من رائحة الصحة ،ألن ما بعدها صالح للتأويل
بالمصدر).
س ِّقط في يده" بمعنى" :نَدِّمَ ،وتحي ََّر ،وزلَّ ،وأخطأ" .وهو ُمالز ٌم صورة َ ومن األفعال الجامدة قولهمُ " :
سقط في يده" ،بالمعلوم. َ َ
س ِّقط في أيديهم" .وقد يُقالَ " : َ
الماضي المجهول ،قال تعالى" :ول َّما ُ
(وهذا من باب الكناية ال الحقيقة .ويقال لكل من ندم أو تحير أو عجز أو حزن أو تحسر على فائت
من فعل أو ترك" :قد سقط فى يده" .وهذا الكالم لم يسمع قبل القرآن الكريم ،وال عرفته العرب .كما
في شرح القاموس نقال عن هذا الباب).
وصف
ُ ومنها " َهدَّ" في قولهم" :هذا ر ُج ٌل َهدَّكَ من رجل" أى :كفاك من رجل .وقيل معناه :أثقلَكَ
ف بِّ َجل ٍد وشدَّةٍ ،أي: محاسنه .وقال الزمخشري في األساس" :هذا رج ٌل َهدَّكَ من رج ٍل" .إذا ُو ِّ
ص َ
"غَلبك وكسرك" .وهو يُثنى ويُج َم ُع ويُذ ّكر ويُؤنث ،إذا كان ما هو له كذلك ،تقول" :هذا رج ٌل هدَّك
س على ذلك أمثلةَ المثنى من رجل .وهذه امرأة ٌ َهدَّتكَ من امرأَة" ،كما تقول" :كفاك وكفَتْك" وقِّ ْ
والجمع.
()34/1
(ومن العرب من يُجريه مجرى المصدر الموصوف به ،فيجعله مصدرا ً لهدّ يهد هدّاً .وإذا كان كذلك
بقي بلفظ واحد للجميع .ويتبع ما قبله في اعرابه على أنه نعت له -تقول" :هذا رجل هدّك من رجل"
(بالرفع) ،و "مررت بأمرأة هدك من امرأة" (بالجر) و "أكرمت رجلين هدّك من رجلين"
(بالنصب) .كما تقول" :هذا رجل حسبك من رجل" (بالرفع) و "مررت بامرأة حسبك من امرأة"
(بالجر)؛ و "أكرمت رجلين حسبك من رجلين (بالنصب).
ثني علي ِّه ب َجل ٍد و ِّشدَّة .ويقال" :لَ َهدَّ الرجلُ!"،ُ ويُقالُ" :لَ َهدَّ الرجل"،
للمدح ،بمعنى" :نِّ ْع َم" ،وذلك إذا أ َ
ِّ
س َحركم صاحبُكم!" ،أراد ب قال :لَ َهدَّ ما َ َ
للتَّع ُّجب ،بمعنى "ما أجلَدَه!" وفي الحديث" :إن أبا ل َه ٍ
ب .والالَّم فيها للتأكيد.
التع ُّج َ
(وفي (الفائق) للزمخشري عند شرح هذا الحديث :إن معناه لنعم ما سحركم ،وفي (النهاية) البن
األثير :إن معناه التعجب .قال"لهدّ" كلمة يتعجب بها يقال :لهدّ الرجل! أي :ما أجلده .ثم ذكر أنها
"نعم" وفي لسان العرب وتاج العروس نحو ذلك .وكونها هنا للتعجب أقرب إلى َ تكون ايضا ً بمعنى
واقعة الحال ،ألن أبا لهب (تبت يداه) إنما يتعجب من مصيرهم وجلدهم على تصديقهم النبي صلى
هللا عليه وسلم في كل ما جاءهم به ،حتى زعم أنه قد سحرهم ،فكأنه قال ما أصبركم وما أجلدكم على
سحر صاحبكم ِّإياكم).
()35/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
لالغراء بالشيء والحث عليه ،ويرادُ بها األمر به ِّ ب" ،التي تُستع َم ُل ومن األفعال الجامدة "كذَ َ
ب عليك" .يُريدونَ اإلغرا َء به األمر ،وكذَ َ ُ اإلخبار عنه .ومنه قولهم" :كذَبك ُ ولزومهُ و ِّإتيانُهُ ،ال
صيدُ أي :أَمنك ْ
فار ِّمه .وأص ُل والحم َل على إتيانه ،أي :عليكَ به فالزَ مهُ وائت ِّه ،وقولهم" :كذبَك ال َّ
ب فيما أَراكَ وخدَعكَ ولم يَصدُقك ،فال تُصدِّّقه فيما أَراك ،بل عليك به والزَ مه وائته .قال المعنى :كذ َ
ب عليك كذا وكذا ،أي" :عليك به ،وهي َ َ
س َّكيت" :تقول للرجل إذا أمرتهُ بشيءٍ وأغريتهُ .كذَ َ ابن ال ّ
كلمةٌ نادرة"اهـ.
والحض على لزومه وإِّتيانه ،منِّ ّ حث عليهثم جرى هذا الكال ُم َمجرى األمر بالشيء واإلغراء به وال ّ ِّ
ظ فيها أص ُل معناها وما ت إلى أصل المعنى ،ألنه جرى َمجرى المثل ،واألمثا ُل ال يُال َح ُ غير التفا ٍ
وأشربتهُ.
ِّ ُ
ي الذي ن ِّقلت إليه ُ
سببه ،وإنما يُالحظ فيها المعنى المجاز ُّ ْ
قيلت ب َ
(وهذا الكالم ،إما من قولهم" :كذبته عينه" ،أي :أرته ما ال حقيقة له.كما قال األخطل:
ب خياالً* الربا ِّ س الظالَ ِّم من َّ *كذَبَتْكَ َع ْينُكَ ؟ أَم رأَيتَ ِّبواسطٍ * َغلَ َ
غرها أو غرته ،وحدثها او حدثته باألماني البعيدة (وإما من قولهم" :كذَب نفسه ،وكذبته نفسه" .إذا ّ
واألمور التي يبلغها وسعه ومقدرته .ومنه قيل النفس "الكذوب" ،وجمعها " ُكذُب" -بضمتين -قال
لتفرق رأيه وتشتته وانتشاره .وقالوا الشاعر" :حتى ِّإذا صدقته ُكذبه" ،أي :نفوسه ،جعل له نفوسا ً ّ
ضد ذلك" :صدقته نفسه" أي ثبطته واضعفت عزيمته كما قال الشاعر:
وب* صدَقتْهُ ال َكذُ ُ
در ِّه * فَلَما دَنا َ
*فأقبَ َل يجري على قَ ِّ
أي :فلما دنا من االمر الذى وطد عزيمته عليه ثبطته نفسه وكسرت من همته وقال لبيد:
س ،إِّذا َحدَّثْت َها * إِّ ّن ص ْدقَ النَّ ْف ِّس ي ُْزري باأل َ َم ْل**وا ْكذِّب النَّ ْف َ
()36/1
وقوها و َمت ّ ْنها ،وال تثبطها ،فانك ،إن صدقتها( ،أي :ثبطتها وفترتها) كان ذلك داعيا ً (والمعنى نشطها ّ ِّ
إلى عجزها وكاللها وفتورها ،خشية التعب في سبيل ما أنت تريده).
احتجم ،فيو ُم الخميس واألح ِّد كذَباك ،أي :عليك بهذين اليومين ،فاحتج ْم فيهما. َ "فمن
ِّ ُ
حديث: ومن ذلك
البز ُر والنَّوى ،وفي رواية" :القَتُّ والنَّوى"، كذب عليك ْ َ نظر إلى جمل نِّضْو: ي ،وقد َ ومنه قو ُل أعراب ّ
ب ،أوغيرهُ، ع َم َر" :شَكا إليه َع ْمرو بنُ َمعد ِّ
يكر َ أي :عليك بهما والزَ مهما فإنهما يُس ّمنانِّكَ .وفي حديث ُ
الظواهر".
ُ الظهائر" ،أي :عليك بالمشي فيها .وفي روايةٍ" :كذَب عليك ُ س فقال" :كذَب عليك النّ ْق ِّر َ
سلُ" ،يُريدُ كرب شكا إليه ال َمعَص ،فقال" :كذَ َ
ب عليك العَ َ رو بنَ َمعد يِّ ِّإن َع ْم َ ث له آخرَّ : وفي جدي ٍ
غيره أنهُ قال :كذَب َعليك ُم
ث له ِّس ْرعة المشي .وفي حدي ٍ ب) أي عليك بِّ ُ ّ
العَسالنَ ( ،وهو مشى الذِّئ ِّ
أسفار كذبْن عليكم" أي :الز ُموا ذلك وعليكم به. ٍ ُ الجهادُ ،ثالثة ُ
ال َح ُّج ،كذب عليكم العُ ْمرةُ ،كذب عليكم ِّ
()37/1
(وهذا كالم يراد به االغرا ُء بالشيء والحث عليه ولزومه ،كما قدمناه ،وهو خبر في معنى األمر،
كما في قولك" :رحمه هللا" أي :اللهم ارحمه ،ونحو" :امكنتك الفرصة ،وأمكنك الصيد ،يريد االغرا ُء
بهما واألمر باتيهانهما .والمعنى :عليكم بالحج والعمرة والجهاد ،فأتوهن ،فانهن واجبات عليكم .قال
الزمخشري في (الفائق)( :إنها كلمة جرت مجرى المثل في كالمهم .ولذلك لم تنصرف ،ولزمت
طريقة واحدة في كونها فعال ماضيا ً معلقا ً بالمخاطب ليس إال .وهي في معنى األمر ،كقولهم في
الدعاء :رحمك هللا ،والمراد بالكذب الترغيب والبعث ،من قول العرب :كذبته نفسه :إذا منته األماني،
وخيلت من اآلمال ما ال يكاد يكون .وذلك ما يرغب الرجل في األمور ،ويبعثه على التعرض لها.
ومن ثمة قالوا للنفس" :كذوب" اهـ .وقال (االعلم) :العرب تقول" :كذبك التمر واللبن" ،أي :عليك
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
بهما .وأصل الكذب :االمكان .وقولك للرجل" :كذبتَ " اي امكنت من نفسك وضعفت فلهذا اتسع
أغري بشيء فقد جعل المغرى به ممكنا ً مستطاعا ً إن رامه المغري"اهـ .وقال َ فأغري به ،ألنه متى َ
الجوهري" :كذب" معناه هنا :وجب.
وقد ذكرنا لك من قبل ما فيه الكفاية في الكشف عن حقيقة هذا الكالم .فاعتصم به فانه يقول هو القول.
فال غاية ورا َءه وهللا اعلم).
َّ ب وأفعا ُل المد ِّ
ْح والذ ّم وسيأتي الكالم عليها. ومن األفعال الجامدة فِّعال التَّع ُّج ِّ
الفعل المتصرف
ً ُ
الحرف في ال ُجمود ،أي :في لزومه طريقة واحدة ً في التعبير النه َ المتصرف :هو ما لم يُشبِّه ِّ ّ الفع ُل
ألداء المعاني في أزمنتها
ِّ التحو َل من صورة إلى صورة ُّ يدُ ُّل على َحدث مقترن بزمان ،فهو يَقبَل
المختلفة .وهو قسمان:
التصرف :وهو ما يأتي منه األفعال الثالثةُ ِّ
باطرادٍ ،مثل: ُّ تا ُّم
ب واكتُبْ " .وهو ك ُّل األفعالِّ ،إال قليال منها. "كتب ويكت ُ ُ
َ
()38/1
عالن فقط .إما الماضي والمضارع ،مثل" :كادَ يَكادُ ،وأوشكَ ف :وهو ما يأتي منه ف ِّ َاقص الت َّ ُّ
صر ِّ ون ُ
ح" .وكلُّها من األفعال الناقصة.
يُوشكُ ،وما زا َل وما يزالُ ،وما انفكَّ وما ينفكُّ ،وما بَ ِّر َح وما يَبر ُ
ع ودَ ْع ويَذَ ُر وذَ ْر".وإما المضارع واألمر ،نحو" :يَدَ ُ
ووذر) ،بوزن (وضع) ،إال ان ذلك ع ويذَ ُر" ،فقالوا (ودَع َ (وقد سمع سماعا ً نادرا ً الماضي من "يَدَ ُ
شاذ في االستعمال ،ألن العرب كلهم ،إال قليال منهم ،فقد اميت هذا الماضي من لغاتهم .وليس المعنى
انهم لم يتكلَّما به البتة ،بل قد تكلموا به دهرا ً طويال ،ثم أماتوه باهمالهم استعماله فلما جمع العلماء ما
وصل إليهم من لغات العرب وجدوه مماتاً ،إال ما سمع منه سماعا ً نادراً .ومن هذا النادر حديث:
"دَعوا الحبشة وما َودَعوكم" .وقرئ شذوذاً{ :ما ودّعك ربك وما قلى} ،بتخفيف الدال .وسمع
"لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات" ،اي :عن تركهم إياها ،وسمع منها ّ المصدر ،من (يدعُ) كحديث:
اسم الفاعل واسم المفعول في أبيات الشعر :وكل ذلك نادر في االستعمال.
وذكر السيوطي في (همع الهوامع) .ان (ذر ودع) يُعدان في الجواد ،إذ لم يستعمل منهما إال األمر.
وهذا غفلة منه (رحمه هللا) فان (يدع) مضارع (دع) مستعمل كثيراً .وأما المضارع من (ذر) فقد
جاء مستفيضا ً في افصح الكالم واشرفه :وقد احصيت ما ورد منه في القرآن الكريم ،فكان عشرين
ونيفاً).
ـــــالنصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه )
ضمن العنوان ( فعال التعجب )
()39/1
وك ُّل ذلك إنما يُفه ُم من قرينة الكالم ،ال بأصل الوضع .والذي يُفهم التع ُّج َ
ب بصيغته الموضوع ِّة
للتعجب ،إنما هو "فعال التعجب".
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ب" نحو" :ما أحسنَ الشيء ويكونان على وزن" :ما أفعل" و "أف ِّع ْل ِّ ِّ صيغتان للتعجب من
ِّ وهُما
ال ِّعلم! وأق ِّبحْ بالجهل!".
ي) .وهما فعالن ب الثان ّاألول) ،والصيغةُ الثانية (فعل التعج ِّ
وتُسمى الصيغةُ األولى (فعل التعجب َّ
أمر.
ماضيان .وقد جاءت الثانية منهما على صيغة األمر ،وليست بفعل ٍ
و َمدلو ُل كال الفعلين واحدٌ ،وهو إنشا ُء التع ُّجب.
شروط صوغهما
معلوم ،تا ٍ ّم،
ٍ متصرفٍ ،
ّ فعال التع ُّجب ،كاسم التفضيل ،ال يُصاغان إال من فع ٍل ثالثي األحرفُ ،مثبتٍ،
قاب ٍل للتفضيل ،ال تأتي الصفة ال ُمشبَّهةُ منه على وزن "أفعلُ".
()40/1
فال يُبنيان مما ال فعل له .كالصخر والحمار ونحوهما .وشذّ قولهم" .ما أرجله!" فقد بنوه من الرجولية
وال فع َل لها ،وال من غير الثالثي المجرد .وشذّ قولهم ،ما اعطاه للدراهم ،وما أواله للمعروف!"،
بنوهما من "أعطى وأولى" وهما رباعيا األحرف .وقولهم" :ما اتقاه! وما امالء القربة! وما
اخصره!" بنوها من (اتقى وامتالء واختُصر) ،وهي خماسية األحرف ،وفي اختصر (بالبناء
للمجهول) شذوذ وهو انه فعل مجهول .وكذلك ال يبنيان من فعل منفي ،خشية التباس النفي باالثبات،
وال من فعل مجهول ،خشية التباس الفاعلية بالمفعولية .ألنك ان بنيته من (نُصر) المجهول ،فقلت:
(ما انصره!) التمس األمر على السامع ،فال يدري أتتعجب من نصره أم من منصوريته .فان أمن
عنيت باألمر) جاز التعجب به على اللبس بأن كان الفعل مما ال يرد إال مجهوال ،نحوُ :
(ز ِّهي علينا ،و ُ
األصح ،فتقول( :ما أزهاه علينا وما أعناه باألمر!) وال يبنيان من فعل ناقص .ككان وأخواتها ،وكاد
أبردَها! وما أمسى أدفأها!" ففعل التعجب إنما هو أبرد وادفأ" واخواتها .واما قولهم" :ما أصبح َ
واصبح وامسى زائدتان ،كما تزاد (كان) بين (ما) وفعل التعجب ،كما سيأتي .غير أن زيادتهما
نادرة ،وزيادتها كثيرة ،وال يبنيان مما ال يقبل المفاضلة .كمات وفني ،إال أن يراد بمات معنى البالدة،
كأحمر واعر َج
َ فيجوز نحو" :ما أ ْموت قلبه!" .وال مما تأتي الصفة المشبهة منه على وزن (أفعلَ)
وا ْكحل واشيب وشذ قولهم( :ما اهوجه ،وما احمقه وما ارعنه! ألن الصفة منها هي اهوج واحمق
وارعن).
غ فِّعلي التعجب مما لم يستوف الشروط ،أتيت بمصدره منصوبا بعد "أشدّ" أو صو َ
وإذا أردتَ ْ
"أكثر" ونحوهما ،تقول" :ما أشدَّ إيمانهُ ،أوَ
ْ بالباء الزائدة بعد "أش ِّددْ" أو
ِّ "أكثر" ونحوهما ،ومجرورا ً
َ َ
بعوره ،أو كحل ِّه ،أو اجتهاده!".ِّ ابتها َجهُ ،أَو سوادَ عينيه!" ،وتقول" :أ ْب ِّلغ
َ
صيغة (ما افعله!)
()41/1
ب منه منصوبا ً على المفعولية ألفعل. يَلي صيغةَ "ما أفعلَ" في التع ُّج ِّ
ب ال ُمتع َّج ُ
والهمزة ُ في "ما أفعلَ" للتَّعدية .فمعنى قولك" :ما أجم َل الفضيلةَ" :شي ٌء جعلها جميلةً ،كما تقولُ:
أن قُعودَه وقيا َمهُ لم يكونا إالّ ٍ
ألمر .ث َّم ُحم َل الكال ُم على معنى التعجب، "أمر أقعدَهُ واقامه!" ،تريدُ َّ
ٌ
ٌ ٌ ً ً
فلز َم طريقا واحدة في التعبير .و (ما) اس ٌم نكرة تامة بمعنى "شي ٌء" ،وقيلَ :هي فجرى َمجرى ال َمثلِّ ،
(ما) االستفهاميةُ خرجت عن معناها إلى معنى التعجب.
(وعلى كل فهي في موضع رفع على االبتداء .وجاز االبتداء بها مع أنها نكرة ،لتضمنها معنى
التعجب .والفعل بعدها فعل ماض للتعجب ،وفاعله ضمير مستتر وجوبا ً يعود اليها .والمنصوب
مفعوله .والجملة في محل رفع المبتدأ الذي هو (ما).
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
و(ما) النكرة التامة ،هي التي تكون مكتفية بنفسها ،فال تحتاج أي صلة او صفة ،نحو" :أَكرم رجال
ما" .ومنه المثل" :ألمر ما جدع قصير انفه" .ومنها (ما) قبل فعل التعجب.
فان احتاجت (ما) إلى جملة توصل بها فهي ،معرفة موصولة .نحو" :افعل ما تراه خيراً" :وان
احتاجت إلى ما توصف به من مفرد او جملة ،فهي نكرة موصوفة ،نحو" :اعمل ما نافعا ً لألمة" اي:
شيئا ً نافعا ً لها ،ونحو" :اعمل ما من األمور ينفع" ،اي" :شيئا ً من األمور نافعاً" ،فجملة (ينفع) في
موضع نصب نعت لما.
ً
وسيأتي القول على الموصولية والموصوفية مبسوطا في الكالم على االسماء الموصولة واسماء
االستفهام).
وتُزادُ (كان) كثيرا بين (ما) .وفع ِّل التعجب ،نحو" :ما (كان) أعدَ َل "ع َم َر!" ومنهُ قو ُل الشاعر: ً
*ما (كانَ ) أ َ ْسعَدَ َم ْن أَجابكَ ِّ
آخذا ً * بِّ ُهداكَ ُ ،م ْجتَنِّبا ً هَو ً
ى و ِّعنادا*
وقل اآلخر:
ت ت َِّحيَّت َها ،فقلتُ لصاحبي * :ما كانَ أَكثرها لنا وأَقَلّها!* * َح َجبَ ْ
()42/1
(فكان :تامة رافعة ما بعدها على الفاعلية و (ما) :مصدرية والفعل بعدها في تأويل مصدر منصوب
على انه مفعول به لفعل التعجب والمصدر المؤول هو المتعجب منه فإنه اردت اإلستقبال قلت" :ما
احسن ما يكون البدر ليلة الغد".
صيغة (افعل به!)
ب منه، ً
ب منهُ صيغة "ما أفعَلَ" ،منصوبا على المفعولية ،يلي صيغة "أف ِّع ْل" ال ُمتع َّج ُ َ كما يَلي ال ُمتع َّج ُ
مجرورا ً بباءٍ زائدةٍ لفظاً ،مرفوعا على الفاعلية َمحالًّ.
ويبقى الفعل بلفظٍ واحد للجميع ،تقول" :يا رج ُل أكر ْم بسعادَ! ويا رجالن ويا امرأتان أكر ْم بها! ويا
أكرم بها!". رجا ُل أكر ْم بها ويا نساء ِّ
صيرورة ،كما قالوا :أغدَّ َّ لل ُ ة فالهمز .بح
ٍ ُ ق ذا صار أي: ُ"
ل الجه ح
َ أقب أصله: فقولُك" :أقبحْ بالجهل"
خر َج األمر ُ
خر َج عن لفظ الخبر إلى لفظ األمر ،إلفادة التع ُّجب ،كما أ ِّ ُ البعير" ،أي صار ذا ُ
غدَّةٍ .ثم أ ِّ
الدعاء عن لفظه إلى لفظ الخبر في قولهم" :رحمه هللا ،ويرحمك هللا". ِّ بمعنى
رت صورة الماضي إلى والباء هنا زائدة في الفاعل ،كما في" :كفى باهلل شهيداً" .وذلك أنه لما ُ
غ ِّيّ ْ
األمر ،الرادة التعجب ،قَبُ َح إسنادُ صيغة األمر إلى اإلسم الظاهر إسنادا ً صريحاً ،فزيدت البا ُء في
"أكر ْم" زيادة ً ُملتزمة ،ليكون على صورة المفعول به المجرور بحرف الجر الزائد لفظاً ،كما في
غير ُملتزم ٍة قوله تعالى" :وال تُلقوا بأيدكم إلى التَّهلكة" وزيادتُها هنا بخالفها في فاعل "كفى" فهي ُ
فيه ،فيجوز حذفها ،كما قال الشاعر:
واإلسال ُم ِّلل َم ْر ِّء ناهيا* ْب ِّع َمي َْرة ً و ِّدّعْ ،إِّ ْن ت َ َج َّه ْزتَ عاديا * كفى الشي ُ
َّ * ُ
(وأما اعراب" :اقبح بالجهل ،فأقبح :فعل ماض ،جاء على صيغة األمر ،إلنشاء التعجب .وهو مبني
على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره السكون الذي اقتضته صيغة األمر ،والباء :حرف جر
زائد ،والجاهل :فاعل (أقبح) وهو مجرور لفظا ً بالباء الزائدة ،مرفوع محال ألنه فاعل.
()43/1
وقال الزمخشري في (المفصل) في قولهم" :اكرم بزيد"ِّ " :إنه أمر لكل احد بأن يجعل زيدا ً كريماً"،
اي :بأن يصفه بالكرم والباء مزيدة -مثلها في قوله تعالى{ :وال تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} للتأكيد
واالختصاص او هو أمر بأن يصيره ذا كرم والباء للتعدية هذا اصله ثم جرى مجرى المثل فلم يغير
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
عن لفظ الواحد في قولك :يا رجالن اكرم بزيد ويا رجال اكرم بزيد) أهـ.
فعلى هذا فمجرور الباء في موضع المفعول به ألنه في موضع الفاعل ويكون فاعل (اكرم) مستترا ً
تقديره انت مثله في كل امر للواحد وما هذا ببعيد وهو قول جماعة من العلماء غير الزمخشري
كالفراء والزجاج وابن كيسان وابن خروف.
اضطر شاعر ّ (وثمرة الخالف بين جعله امرا صورة ماضيا ً حقيقة وجعله امرا ً صورة وحقيقة انه لو
الى حذف هذه الباء الداخلة على المتوجب منه لزمه ان ينصب ما بعدها على رأي الفراء ومن تابعه
ألنه مفعول به وان يرفعه على رأي الجمهور النه فاعل).
أجمل بالفضيلة!" ،وإن كانت زائدةً، ْ الباء الداخلة على ال ُمتع َّجب منه في نحو قولك: حذف ِّ ُ ُ
يجوز وال
الجر
الطراد حذف حرف ِّ ّ ّ ُ َّ ْ
لتزمة ،كما قدَّمنا ،إال ان تكون قبل "أن وأن" ،فيجوز حذفهاِّ ، ٌ ألن زيادتها ُم ِّ ّ
قبلهما ،كقول الشاعر:
ي ال ُمسْلمين :تَقَدَّموا * وأَح ِّببْ ِّإلينا أَن يكون ال ُمقَدَما* *وقال نَب ُّ
أي :أحببْ إلينا بأن يكون ال ُمقدَّم.
احكام فعلي التعجب
صة، ً
بالباء الزائدة) إال معرفة أو ن ِّكرة ً ُمخت َّ ِّ ب منه (منصوبا ً كان ،أو مجرورا ً ( )1ال يكون ال ُمتع َّج ُ
ً
شخص مخصوص فال يُقالُ" :ما أحسنَ رجال!"، ٍ صل الفائدة ُ المطلوبة ،وهي التعجب من حال لتح ُ
بقائم بالواجب!""أحسن ٍ ْ ً
بقائم" ،لعدم الفائدة .فإن قلت" :ما أحن رجال يفع ُل الخير!" و ْ
أحسن ٍ وال
جاز ،لحصول الفائدة.
ْ
بالباء بعد "أفعل" -إن ِّ والمجرور
ُ حذف ال ُمتع َّجب منه -وهو المنصوب بعد "ما أفعلَ". ُ ( )2يجوز
كان الكالم واضحا ً بدونه ،فاألول كقوله:
()44/1
عف وأ َ ْكرما* *جزى هللاُ عني ،والجزا ُء بفضله * ،بِّيعةَ خَيراً ،ما أ َ َّ
وأبص ْر ِّبه ْم! ،وقول الشاعر: ِّ أي" :ما أعفَّهم! وما أكرمهم!" والثاني كقوله تعالى" :أس ِّْم ْع بهم!
صر ِّة َم ْن يَ ِّلينا* ف! إن دُ ِّعينا * يوما ً ِّإلى نُ ْ *أعز ْز بنا وأ َ ْك ِّ ِّ
أعزنا! وما أكفانا لهذااألمر!. وأكف بنا! والمعنى :ما َّ ِّ أي:
مذكور معه ِّمث ُل ذلك المحذوف ،كما ٍ ُشترط في حذفه بعد "أف ِّع ْل" أن يكون معطوفا ً على أف ِّع ْل َ
آخر ُ وي َ
َّ
رأيتَ في اآلية الكريمة والبيت .وال يجوز حذفه إن لم يكن كذلك .وشذ قول الشاعر:
*فَذَلك ،إِّن يَ ْلقَ ْال َمنِّيَّةَ يَ ْلقَها * َح ِّميداً ،وإِّ ْن يَ ْست َ ْغ ِّن يوما ً فَأَجْ دِّر*
يستغني!
َ أي :فأجد ِّْر به أَن
ُني "فِّ ْعال التعجب" من ُمعتل العين ،وجب تصحيح عينهما ،فال يجوز إعاللها ،نحو :ما ( )3إذا ب َ
ْ
أطولهُ! وأط ِّول به!". َ
عز ْز علينا بأن تفارقَنا!" و "أش ِّد ْد بسوا ِّد عينيه!". ِّ َ أ نحو: "، لْ ع ِّ فَ "أ في اإلدغام َكُّ ف يجب
ُ وكذلك
ب
ِّ ج
ُّ التع لِّ فع بين لَ الفص إال فصل، وال تأخير
ٍ وال بتقديم
ٍ بية ج
ّ التع الجملة في ف ( )4ال ي َّ ُ
ُتصر
َ
الجر (بشرط أن يتعلقا بفعل التعجب) ،أو النداء، َ ّ ب منه بالظرف ،أو المجرور بحرف َ َّ والمتع َّج ِّ
البدر!" ونحو قول الشاعر: َ َ َ
فالفصل بها جائز .فالفص ُل بالظرف نحو أن تقول" :ما أجم َل ليلةَ الت َّ َم
حالت ،بأَن أ َ َّ
تحوال* ْ حر إِّذا دام َح ْز ُمها * وأ َ ِّ دار ال َح ْز ِّم ،ما َ *أُقي ُم بِّ ِّ
ِّب!" ،ومنه :وأحببْ حسن بالرج ِّل أَن يصدُقَ ! وما أَقبح أَن يَكذ َ بالجار والمجرور نحو" :أ َ ْ ِّ ّ والفص ُل
إلينا أن يكونَ ال ُمقدِّّما" ،وقول اآلخر:
صبْر* سبِّي َل إِّلى ال َّ ْ
صبورا ،ولكن ال َ ً ي ،ما أَحْ َرى بِّذِّي اللبّ ِّ أَن يُرى * َ * َخ ِّليلَ َّ
كرم في اللَّزبات سلَيم! ما أحسنَ في الهيجاء ِّلقا َءها! وأ َ َ هلل دَ ُّر بني ُ يكرب نَثْراًِّ : وقو ُل َع ْم ِّرو بن َمعد ِّ
َعطاءها! وأثبت في ال َمكرمات بَقاءها!".
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()45/1
()46/1
مخصوص
ٍ إلنشاء المدح أو الذم ف ُجملها إنشائيةٌ غير طلبية ،ال خبرية ،وال بُدَّ لها من
ِّ وهي أفعا ٌل
بالمدح أو الذم.
(فإّا قلت" :نعم الرجل خالد ،وبئس الرجل فالن" .فالمخصوص بالمدح هو (خالد) ،والمخصوص
بالذم هو (زيد).
وهي غير محتاجة إلى التصرف ،للزومها اسلوبا ً واحدا ً في التعبير ،ألنها تدل على الحدث المتطلب
للزمان ،حتى تحتاج إلى التصرف بحسب االزمنة .فمعنى المدح والذم ال يختلف باختالف الزمان).
حبذا وحب وال حبذا
إلنشاء المدح.
ِّ َحبَّذا و َحبَّ :فعالن
ً ٌ
فأما "حبَّذا" فهي ُمركبة من " َحبَّ " و "ذا" اإلشارية ،نحو" :حبذا رجال خالدٌ".
(فحبّ :فعل ماض ،و "ذا" اسم اشارة فاعلة ،ورجال :تمييز لذا رافع ابهامه .وخالد :مبتدأ مرفوع
مؤخر ،خبره جملة "حبذا" مقدمة عليه).
مييز فال يُقالُ" :خالدٌ حبّذا رجال" وال "رجالً حبّذا خالدٌ".
المخصوص بالمدح ،وال الت ّ ُ
ُ وال يتقدم عليها
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
األول ،ومنه قول الشاعر:
فجائز ،كما رأيت ،بل هو َّ ٌ أما تقديم التّمييز على المخصوص بالمدح
صبْر* باإلعان ِّة وال ََّواصوا ِّ ْ سلَ ْي ٌم ،فإِّنهم * وفَ ْوا ،وت *أَال َحبَّذا قوما ً ُ
ويجوز أن يكون بعدهُ ،كقول اآلخر: ُ
ْ
رام ُ * -مباراة َ ُمولَع بال َمغاني* صب ُْر ِّشي َمةً المرىءٍ َ * َحبَّذا ال َّ
المخصوص بخالف ذلك .قال
ُ والتذكير في جميع أحوالها ،وإن كان َ و (ذا) في "حبذا" ت َلتزم األفرادَ
الشاعر:
ّانَ ،م ْن كانا* الري ِّ ّان من َجبَ ٍل * و َحبَّذا سا ِّكنُ َّ الري ِّ *يا َحبَّذا َجبَ ُل َّ
ّان أحيانا* َ الري ِّ*و َحبَّذا نَفَحاتٌ من يَمانيَ ٍة * تأتِّيكَ من قِّبَ ِّل َّ
والمخصوص -وهو "النَّفَحات" -جم ٌع مؤنث ،وقال اآلخر: ُ فذا :مفردٌ مذكر،
ي ال ُمهراق* ع م
َ ْ ِّ َ د في الني ُ ذعْ ت * لم ْ
ن *حبَّذا أَنتُما َخ ِّليلَ َّ ِّ
إ ي
وأرض بها هندُ ،فذا :مذكر .وهذا:
ٌ فالمخصوص هنا مثنى ،و "ذا" مفرد .وقال غيره :أال حبَّذا هندٌ
مؤنث.
ئس" في إفادة الذَّ ِّم كقول الشاعر: وقد تدخ ُل "ال" على "حبذا" فتكون مثلَِّ " :ب َ
()47/1
()48/1
فسكون -وهي أَفصح ُه َّن ،وهي لغةُ القرآن ٍ س" ،أرب ُع لغاتٍ" :نِّ ْع َم و ِّبئْس" بكسر وفي "نِّ ْع َم وبِّئْ َ
الغالب في "نِّ ِّع َم" أن يجيء بعدهُ (ما)،َ ئس" -بكسر َّأولهما وثانيهما ،-غير َّ
أن الكريم .ث َّم" :نِّ ِّع َم و ِّب َ
فكسر -وهي
ٍ بفتح
ٍ س"- ، فسكون -ث َّم" :نِّ ْع َم وبَئِّ َ
ٍ بفتح
ٍ ُ
كقوله تعالى{:نِّع ّما يَ ِّعظكم به} .ثم "نَ ْع َم وبأس
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
األص ُل فيهما.
َير" .فالرج ُلٌ ه ُ
ز ُ
ل الرج م ع
ِّ ْ َ ن" نحو: مَّ ال أو بالمدح ومخصوص
ٍ فاعل شيئين: من األفعال وال بُدَّ لهذه
زهير.
ٌ والمخصوص بالمدح هو ُ هو الفاع ُل
أحكام فاعل هذه االفعال
نوعان:
ِّ فاع ُل هذه األفعا ِّل
ً
شمو َل الجنس) حقيقة ،أو اس ٌم الجنسيَّ ِّة ،التي تُفيد االستغراق (أيُ : ف بأل ِّ عر ٌ ظاهر ُم ٌَّ األول :اس ٌم َّ
قترن بها.أضيف إلى ُم ٍ َ اسم
ضاف إلى ٍ ٌ ضاف إلى ما اقترنَ بها ،أو ُم ٌ ُم
َّ
دار المتقِّينَ } ،و{ولنِّ ْع َم ُ
الخمر" .والثاني ،نحوَ : ُ "بئس الشراب َ زهير" و ٌ ُ نحو" :نِّ ْع َم التلميذ فاألو ُل ُ
زهير" ،ومنه قول الشاعر: ٌ عراء الجاهلي ِّة ُ
عم حكي ُم ش ِّ ُ
ئس مثوى ال ُمتك ِّبّرينَ } .والثالث ،نحو" :نِّ َ {بِّ َ
ب * ُز َهي ٌْرُ ،حسا ٌم ُم ْف َردٌ من حمائِّ ِّل* ّ ذ
َ ُ ِّ ٍ ك م َير غ ، قوم
ِّ ْ
ال تِّ خُ أ ابنُ م
*فنِّ ْع َ
(والحق أن (أل) ،التي تسبق فاعل هذه األفعال ،للجنس على سبيل االستغراق حقيقة ،كما قدّمنا .فهي
مفيدة لالحاطة والشمول حقيقة ال مجازاً ،فيكون الجنس كله ممدوحا ً أو مذموماً ،والمخصوص
مندرج تحت الجنس ،فيشمله المدح أو الذم .فاذا قلت" :نعم الرجل زهير" فالمدح قد وقع أوال على
جنس الرجل كله على سبيل الشمول حقيقة .ثم على سبل المخصوص بالمدح ،وهو زهير ،فيكون
المخصوص قد مدح مرتين :مرة مع غيره ،لدخوله في عموم الجنس ،ألنه فرد من افراد ذلك
الجنس ،ومرة على سبيل التخصيص ،ألنه قد خص بالذكر ،ولذلك يسمى المخصوص.
()49/1
والغرض من جعلها لالستغراق والشمول على سبيل الحقيقة هو المبالغة في اثبات المدح للمدوح
"الذم للمذموم ،بجعلك المدح والذم للجنس ،الذي هو المخصوص فرد منه .ثم يأتي المخصوص مبينا ً
المدار من االجمال في مدح الجنس على سبيل الحقيقة.
ً
ولك أن تجعل (أل) هذه لالستغراق ال على سبيل الحقيقة .بل على سبيل المجاز .مدعيا أن هذا
تفرق في غيره من الكماالت أو النقائص فان قلت" :نعم المخصوص هو جميع الجنس لجمعه ما َّ
الرجل زهير" ،فقد جعلت زهيرا ً هو جميع الجنس مبالغة ،الستغراقه جميع كماالته ،ولم تقصد من
ذلك اال مدحه .ونظير ذلك أن تقول" :أنت الرجل" ،أي اجتمعت فيك كل صفات الرجال).
عرف بأ ِّّل الجنسيَّ ِّة ،فيكون فاعال لهذه الجنس ال العَهدُ َمقام ال ُم َّ
ُ وقد يقو ُم االس ُم الموصولُ ،إذا اريدَ به
ئس من يخون أمتهُ فُ ٌ
الن". زهير" و "بِّ َ ٌ الخير
َ األفعال ،كما تكون هي ،نحو" :نِّ ْعم الذي يفع ُل
(فان االسم الموصول ،اذا لم يرد به المهد ،بل اريد به العموم ،أشبه المقترن بأل الجنسية فيص ُح أن
تسند إليه هذه األفعال ،كما تسند إلى المقترن بأل الجنسية).
سرا ً بنكرةٍ منصوبة على التمييز ،واجب ِّة التأخير عن الفعل
َّ الثاني :أن يكون فاعلُها ضميرا ً مستترا ً ُمفَ ّ
المذموم ،مطابق ٍة لهما إفرادا ً وت َثنيةً وجمعا ً وتذكيرا ً وتأنيثاً .ويأتي بعد ذلك ْ والتقديم على الممدوح أو
ِّ
زهير".
ٌ ً ال رج م ع
ِّ ْ َ ن" نحو: ، ه
ُ ُخبر ه َ لقب ُ ة والجمل االبتداء، على ً ا مرفوع مَّ ذال أو بالمدح المخصوص
قترن بها ،فتقول" :نعمٍ ُ ٍ م لفاع (أل) ،لذا يجوز تحويلُه إلى قترن ِّبـ ْ مو ٌل عن فاع ٍل ُم ٍ ُ
والتمييز هنا ُم َح َّ
زهير".
ٌ الرج ُل
()50/1
وقد تكون النكرة ُ كلمة (ما) -التي هي اس ٌم نكرة بمعنى "شيء" -فتكون فى موضع نص ٍ
ب معلى
باسم ،نحو" :نِّع َّما
ليت ٍسوا ٌء أت ُ ْ أقرب األقوال فيهاَ .
ُ اختارهُ ال ُمحققون من النُّحاة .وهو
َ التمييز ،على ما
ت فَنعما هي} ،أم تُليت بجمل ٍة فعليَّةٍ ،كقوله تعالى{ :نِّ ِّع ًّما
صدقا ِّ ُ
التَّقوى ،ومنه قوله تعالى{ :إن تبدوا ال َّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ظكم به}" أم لم تُتْلى بشيءٍ نحو" :أكرمته إكراماً". يَع ُ
وجب فيه ثالثةُ أشياء: َ ومتى كان فاعلها ضميرا ً
إبرازه في تثني ٍة وال جمع ،استغنا ًء عنه بتثنية ُ وأستتاره ،كما رأيت :فال يجوز ُ األول والثاني :إفرادُه
المخصوص أم تقدَّم .فال يقالُ" :نِّعما رجلين خالدٌ وسعيدٌ" ،وال "خالدٌ ُ أتأخر
َ تمييزه أو جمعه ،سوا ٌء
وسعيدٌ نِّعما رجلين".
ُذكر بعده منصوبا ً على التمييز كما قدَّمنا. س َرهُ اس ٌم نكرة ٌ ي ُ وجوب أن يُف ّ ُ الثالث:
ً
وإذا كان الفاع ُل ُمؤنثا جازَ أن تلحقَ الفع َل تا ُء التأنيث ،سوا ٌء أكان ُمظ َهرا ،نحو" :نِّ ْعمت المرأة ُ ً
سر ،ذَهابا ً إلى أن هذه األفعا َل فاطمةُ" ،وجاز أن ال تلحقه هذه التا ُء استغناء عنها بتأنيث التمييز ال ُمف ّ
ونعم
َ "نعم المرأة ُ فاطمةُ،
َ الحرف في الجمود ِّلزمت طريقة واحدة ً في التعبير ،فتقول: َ لما أشبهت
امرأة ً فاطمةُ .ومنه قول الشاعر:
ئس ال َم َر ْه*امرأ ،وإِّنَّني بِّ َ*ت َقو ُل ِّعر ِّسي ،وهي لي َع َو َمر ْه * :بِّئس َ
وقول اآلخر:
ْ
لت * َردَّ الت َّ ِّحي ِّة نُطقاً ،أو بإ ِّ ِّ
يماء* *نِّ ْع َم ْالفتاة ُ فَتاة ً ِّه ْندُ ،لَ ْو بَذَ ْ
س المخصوص مؤنثاً ،يجوز تذكير الفع ِّل وتأنيثُهُ ،وإن كان الفاع ُل ُمذكراً ،فتقولُ" :بِّئْ َ ُ وكذا ،إذا كان
واب الجنّة ،وعليه قول الشاعر: ُ ْ
عم أو نِّعمت الث ُ الخمر" و "نِّ َ ُ راب
ش ُ ت ال َّأو بِّئس ِّ
والمنَّهْ*
مان وال ُمنى ِّ َ
دار األ ِّ َّ
ت جزا ُء ال ُمتقينَ الجنَّ ْه * ُ *نِّ ْع َم ْ
احكام المخصوص بالمدح والذم
()51/1
المخصوص بالمدح أو الذَّم إال معرفةً ،كما رأيتَ في األمثلة المتقدمة ،أو نكرة ً ُ ال يجوز أن يكون
ُحاسب نفسهُ" .وال يقاله" :نِّ ْع َم العام ُل رجل" ،لعدَم الفائدة. ُ عم الرجلهُ رج ٌل ي ُمفيدةً ،نحو" :نِّ َ
االبتداء ،والجملةُ قبلَهُ ُ
خبرهُ. ِّ ع أبداً ،إما على المخصوص مرفو ٌ ُ وهذا
عم الرج ُل ِّ َ ن " قولك: في التقدير
ُ ويكونُ ، ه
ُ ُذكر ُ
يجوز ال ، ً اوجوب ذوفٍ مح ٍ ألمبتد خبرٌ أنه على وإما
زهير". ٌ عم الرج ُل هو زهير"" .نِّ َ ٌ
(والكالم حينئذ يكون كأنه جواب لسائل سأل" :من هو؟" حين قلت" :نعم الرجل" ،فقلت مجيباً:
"زهير" ،اي :هو زهير .وال يجوز ذكر هذا المبتدأ ،ألنه احد المواضع التي يجب بها حذفه .كما
ستعلم في الجزء الثاني من هذا الكتاب).
أيوب.
ُ َ
المخصوص ،إِّذا د َّل عليه دليل ،كقوله تعالى" :نِّ ْع َم العبدُ ،إنه أ َّوابٌ " ،أي :نعم العبد ُ ُحذف
وقد ي ُ
فنعم الماهدون" ،أي :فنعم الماهدون علم من ذكره قبلُ .وقوله سبحانه{ :واألرض فرشاناهاَ ، وقد ُ
نحنُ .ومنه قول الشاعر:
َ ُ
قيع حوادِّث األي َِّّام* *نِّ ْع َم الفَتى فَجعَ ْ
يوم البَ ِّت به إِّخوانَهُ * َ
رفع صف ٍة ُ ْ
يوم البقيع .فجملة "فجعت" في موضع ِّ فجعت حوادث األيام به إخوانَهُ َ أيِّ :ن ْعم الفتى فتى
المخصوص المحذوف.ُ لفتًى المحذوف ،وهو
مجاز بالحذف ،كأن ٌ ومن حق المخصوص أن يُجانس الفاع َل .فإن جاء ليس من جنسه ،كان في الكالم
عم
التقدير" :نِّ َ
ُ المضاف إليه ،إذ
ُ ناب فيه عنه
زهير" ،فالكالم على تقدير ُمضافٍ َ ٌ ع َمالً تقول" :نِّ ْع َم َ
ً
والتقدير" :ساء َمثال مث ُل ُ َّ ً
زهير" ،ومنه قوله تعالى{ :ساء مثال القو ُم الذين كذبوا بآياتنا}. ٍ عمالً عم ُل
القوم".
ِّ
المخصوص ،نحو: ُ المخصوص ،في هذا الباب ،نَواس ُخ المبتدأ والخبر ،سوا ٌء أتقدَّم َ ويجوز أن يُبا ِّش َر
الشاعر ،ونحو قوله: ُ عم
زهير نِّ َ ٌ كان
العشير ْه*
َ وابنُ ى َ دَّ ن ال و خُ أ * م ع
ِّ ْ َ ن هللا د
ِّ ب ع
َ ابنَ ن* ِّإ َّ
َأخر ،نحو" :نِّ ْعم الرج ُل ظننتُ سعيداً" ،ومنه قول زهير: أم ت َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()52/1
بر ِّم*
سحي ٍل و ُم َ دان ُوجدْتُما * على ُك ِّّل حا ٍل من َ *يَميناً ،لنِّ ْع َم ال َّ
س ِّيّ ِّ
وقول اآلخر:
س* مار ُ ْ
س فيهاُ ،كنتُ نِّ ْعم ال ُم ِّ مار ُ ُ
َعذير حاج ٍة * أ ِّ * ِّإذا أَرسلوني عندَ ت ِّ
أحكام التمييز في هذا الباب
ُ
يجب في تمييز هذا الباب خمسة أمور: ُ
زهير رجال". ٌ ً
يتأخر عنه نادرا ،نحو" :نعم ُ زهير" .وقد ٌ ً
يتأخر ،فال يُقالُ" :رجال نِّ ْع َم َ ( )1أن
زهير"،
ُ ً عم رجال( )3أَن يكون ُمطابقا للمخصوص إفرادا وت َثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا ،نحو" :نِّ َ
ً ً ً ً ً ً
"نعمت فتاتَينَ فاطمةُ ْ عمت فتاة ً فاطمةُ" ،و "نعم رجاال أنت ْم" ،ونِّ ْ َ زهير وأخوهُ" ،و ٌ رجلين
ِّ ونعم
َ
ت المجتهداتُ " ،ومن ذلك قو ِّل الشاعر: سعادُ"" ،و ِّنعمت فَت َيا ٍ و ُ
ْب*عض ُ ْف َ سي ٌ ْث ،و َ *نِّ ْع َم ْامرأَين حات ٌم و َكعْبٌ * ِّكالهُما َغي ٌ
زهير"،
ٌ عم رجالً قتر ٍن بها ،كما تقد ََّم ،فإن قلتَ " :نِّ َ محو ٌل عن فاع ٍل ُم ِّ ألل ،ألنه َّ ( )4أن يكونَ قابالً ْ
يز به هذا ي ٍ وغير وأفع َل في التَّفضيل ،فال يُ َّم ُ كمث ٍل وأ ّ ْ زهير" .فإن لم يَقبلهاِّ : ٌ "نعم الرجل َ فاألصلُ:
الباب.
"نعم أفضل رجل َ َ
(اذا اريد بأفعل معنى التفضيل فال يُميز به ،فال يقال" :نعم أكرم منك خالد" ،وال:
حوله فاعال .أما ان لم يرد به معنى التفضيل ،فجائز التعبير به علي" ،النه حينئذ ال يقبل (أل) اذا ّ
نحو" :نِّ ْع َم أعلم زهير" اي :نِّ ْعم عالما زهير" ألنه يصح أن تباشره (أل) في هذه الحالة ،فنقول" :نِّ ْع َم ً
االعلم زهير").
( )5أنه ال يجوز حذفُهُ ،إذا كان فاع ُل هذه األفعال ضميرا ً يعودُ عليه ،وقد يُحذَف نادراً :كقولك" :إن
عمت"، توضأ يوم الجمعة فَبِّها ونِّ ْ حديثَ " :م ْن َُ عمت فِّعلةً فعلتُك" ومنه مت" ،أي" :نِّ ْ قلت كذا فَبِّها ون ْع ْ
الوضوء". سنَّة َ ُ سن ِّة أخذَ ،ونِّعمت ُ أي" :فبال ُّ
ألني" َّ "نعم الرج ُل عل ٌّ َ أما إن كان فاعله اسما ظاهرا ،فال يحتاج الكالم إلى ذكر التمييز ،نحو: ً ً
إبهام مع الفاعل الظاهر. َ لرفع اإلبهام ،وال ِّ التمييزَ إنما هو
()53/1
لرفع اإلبهام ،كقول ِّ ُذكر للتأكيد ،الفإن التمييزَ قد ي ُ وقد يجتمع التمييز مع الفاعل الظاهر ،تأكيدا ً لهَّ ،
عم الفتاة ُ فتاة ً هند( "...البيتَ السابقَ ). الشاعر" :نِّ َ
من كقو ِّل الشاعر: التمييز ،في هذا الباب ،بِّ ْ ُ ُجر
وقد ي ُّ
هامي* ْ َ
*ت َخي ََّرهُ ،فلم يَ ْعدِّل ِّسواهُ * فن ْع َم ال َمر ُء من رج ٍل تِّ ِّ
تمييز " َحبّذا و َحبَّ " ،كقول الشاعر: ُ ومثله
ِّ
الريانَ ،م ْن كانا* ّ نُ ك
ِّ سا َّذا ب وح * ل ب
ٍََ ج من يان
َّ ِّ الر لُ ب ج
َ َّذا ب ح
َ *يا
الملحق بنعم وبئس
مجرد ،على وزن (فَعُلَ) - َّ وبئس) -في إنشاء المدح أو الذ ّم -كل فع ٍل ثالثي َ قد يجري َمجرى (نِّ ْع َم
زهير!"
ٌ "كر َم الفتى ألن يُبنى منه فع ُل التعجب ،نحوُ : المضموم العين -على شرط أن يكون صالحا ً ْ ِّ
ؤم الخائنُ فال ٌن!". و "ولَ َ
الخصال والغرائز ألن هذا الوزن يَدُ ُّل على ِّ حولته إليهَّ ، فإن لم يكن في األصل على وزن (فَعُلَ)َّ ،
ب الرج ُل خالد ٌ! وفَ ُهم التلميذُ ُ
(كتب وف ِّه َم)" :كت َ
َ التي تستحق المدح أو الذَّم ،فتقو ُل في المدح من
ب الرج ُل فال ٌن!". فالن! وكذُ َ ٌ ب"َ " :ج ُهل الفتى زهير!" ،وتقول في الذم من " َج ِّهل وكذَ َ ٌ
آخرهُ واوا ً عندَ نقله تَ َ ْ
قل ِّي"،
د ص
َ و ي ورض
ِّ َ وغزا ورمى "قضى ُ: لمث خر، اآل َّ
ل َ ت عمُ ُ
ل الفع كان فإن
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ض َو وصد َُو":
ور ُور ُم َو وغ َُز َو َ ناسب الضمة قَبلها ،فتقول" :ق ُ
ض َو َ َ إلى باب (فَعُلَ) ،لت ُ
بقي على حاله ،وقُدّ َِّر النّقل إلى باب (فَعُلَ) ،ألنك لو قلتَ :وإن كان معت َّل العين ،مثل" :جادَ وسادَ"َ ،
لتحركها وانفتاح ما قبلها.
ُّ الواو ألفاً،
ُ س ُود" ،لَعادت " َج ُودَ و َ
ُ
ذكره مع (نِّ ْع َم وبِّئس) -فإنه لما أريدَ به معنى (بئس)ُ ،ح ّول إلى باب ومن هذا الباب (ساء) -المتقدّ ُم ُ
ُذكر ٌ َ
الواو ألفا ً ألنها متحركة مفتو ٌح ما قبلها ،فَ َرج َع إلى "سا َء" .وإنما ي ُ ُ س ْواَ" ،ثم قُ ِّلبَ ِّ
ت (فَعُلَ) فصار " َ
ي َمجراهما في كل أمر ،يُخالفُهما في ُحكم. ئس" ،ألنهُ يجر ّ مع "نِّ ْع َم وبِّ ِّ
()54/1
ئس" ،سوا ٌء أكان مضمون العين أصالةً أو ت َحويالً ،أن يجوز فيما يجري َمجرى "نِّ ْع َم وبِّ َ ُ واعمل أنه
ف وفُ ْه َم" ،وعليه قو ُل ُ
ف وفُ ْه َم" وأن تُنقَ َل حركتُها إلى فائِّه ،نحو" :ظ ْر َ ت َس ُكنَ عينُهُ ،مثلَ " :
ظ ْر َ
الشاعر:
ُ
أردْتُ ،وال * أعطي ِّهم ما أرادوا! ُحسْنَ ذا أدَبا! الناس مني ما َُ *ال يَ ْمنَ ُع
ً
(أي حسن هذا أدبا ،فذا :اسم إشارة فاعل .وأدبا تمييز ،والواو في قوله" :وال أعطيهم" واو المعية ً
التي ينتصب الفعل بعدها بأن مضمرة ،فأعطيهم منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد واو المعية
المسبوقة بنفي .وكان حقه أن يظهر الفتحة على الياء لخفتها لكنه أضمرها ضرورة .يقول" :ما أحسن
ان ال يمنع الناس مني ما أردت من مالهم ومعونتهم مع بذلي لهم ما يريدون مني من مال ومعونة".
يقول ذلك منكرا ً على نفسه أن يعينه الناس وال يعينهم .فحسن :للمدح والتعجب .وأراد بها هنا التعجب
اإلنكاري .وقيل في معناه :يريد أن يقهر الناس فيمنعهم ما يريدون منه ،وال يستطيعون أن يمنعون ما
يريد منهم لعزته وسطوته .وجعل هذا أدبا ً حسناً .والصواب ما قدمناه ،ألن ما قبله من القصيدة يدل
على ذلك وهو قوله:
ً
ِّين دينا ،وفي أحسابه ْم َحسبَا* خيارهم * في الدّ ِّ
ِّ الناس أني منُ *قَد يَ ْعلَ ُم
(واعلم أن األدب الذى كانت تعرفه العرب :هو ما يحسن من األخالق وفعل المكارم؛ كترك السفه،
وبذل المجهود ،وحسن اللقاء .واصطلح الناس بعد االسالم بمدة طويلة على أن يسموا العالم بالنحو
والشعر وعلوم العرب "أديبا" وأن يسموا هذه العلوم "األدب" .وذلك كالم مولدٌ لم تعرفه العرب بهذا
المعنى ،ألن هذه العلوم قد حدثت في االسالم).
()55/1
ظاهر،ٌ ي
ب ،ومعنى التعجب فيه قو ٌّ المدح أو الذَّم -التَّعَ ُّج َ
ِّ ئس" -م َعويُفيدُ ما يجري مجرى "نِّ ْع َم و ِّب َ
لحق بالبابين ،لتض ُّمن ِّه المعنيين، والحق أنه ُم ٌ ُّ العلماء ألحقهُ بباب التعجب. ِّ بعض
َ كما رأيتَ .حتى إن
ب وأحكام ذلك من بعض الوجوه كما ستعلم. لذلك تجري عليه أحكا ُم ها البا ِّ
حكم الملحق بنعم وبئس
حيث ال ُجمو ِّد وإنِّشاء المد ُح والذَّم( ،إال أنهُ يَتض َّمنُ أيضا ً ُ ئس َمجراهما ،من ُلحق بِّنعم وبِّ َيجري ما ي ُ
والمخصوص.
ِّ ُ
معنى التعجب ،كما تقدّم) ،وكذلك من حيث الفاع ِّل
قترن ً
زهير!" ،أو َمضافا إلى ُم ٍ ٌ ُ
نحوَ " :عق َل الفتى عرفا ً بأل ُ
ْ فيكونُ فاعلهُ ،كفاعلهما ،إِّ ّما اسما ً ظاهرا ً ُم ّ
بها ،نحو :قَ ُرؤ غال ُم الرجل خالدٌ!".
ي!". وإما ضميرا ً مستترا ً بنكر ٍة بعدَهُ منصوبة على التمييز ،نحوَ " :هد َُو رجال عل ٌّ
ُخالف فاعلهما الظاهر في أمرين: ُ الظاهر ي
َ غير َّ
أن فاعله
ئس".
ي!" وال يجوز ذلك في فاع ِّل" :نِّ ْع َم وبِّ َ ب عل ٌّ ط َ(أل) نحو" :خ ُ جواز ُخلُ ّ ِّو ِّه من ْ
ُ األول:
ُجر بكسرةِّ باءٍ زائدةٍ تشبيها ً له "بأف ِّع ْل ب جاز أن ي َّ ْ َ
الثاني :أنه لما أفادَ فعلهُ -مع المدح أو الذ ّم -التع ُّج َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ش ُجع بخالدٍ!" .وال يجوز ذلك في فاعلهما. به" في التع ُّجب ،نحوَ " :
يوافق فاعلَها ال ُمضمر في أ َ َّن الفعل معه يجوز أن يكون ُ أَما فاعله ال َمض َم ُر العائدُ على التمييز بعده فَ
سن فِّتياناً"،
سن فَت َيي ِّْن والمجتهدون َح ُ
والمجتهدان َح ُ
ِّ سن فتاةً،بلفظٍ واح ٍد للجميع ،نحو" :المجتهدة ُ ح ُ
نعم فت َييْن" الخ.
والمجتهدان َ
ِّ نعم فتاةً،
سنَ فتياتٍ" .كما تقول" :المجتهدة ُ َ والمجتهداتُ َح ُ
()56/1
ق ما قبله إفرادا ً وتثنية وجمعا ً وتذكيرا ً وتأنيثاً ،نحو :المجتهدُ ويُخالفُه في جواز أن يكون على َوف ِّ
سنا فَت َيي ِّْن والمجتهدونَ َحسنُوا فِّتياناً ،والمجتهداتُ
والمجتهدان َح ُ
ِّ نت فتاةً،
س ْسن فتًى ،والمجتهدة ُ َح ُ
َح ُ
مضمر
ُ سنَ فَتياتٍ" .وال يجوز في "نعم وبئس" إال أن يكونا بلفظٍ واحد ،وذلك بأن يكون فاعلهما ال َم َح ُ
مفردا ً عائدا ً على التمييز بعده إال ما كان من جواز تأنيثه ،اذا عاد على مؤنثٍ ،كما تقدَّم.
ـــــالنصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه )
ضمن العنوان ( نونا التوكيد مع الفعل )
نونا التوكيد ،إحداهما ثقيلةٌ مفتوحة ،واالخرى خفيفةٌ ساكنة .وقد اجتمعتا في قوله تعالى :لَيُس َج َّ
ننن
َوليكونا ً من الصاغرين".
(ويجوز ان تكتب النون المخففة باأللف مع التنوين كما في اآلية الكريمة( ،وهو مذهب الكوفيين):
فان وقفتَ عليها وقفت باأللف .ويجوز أن تكتب النون ،كما هو شائع ،وهو مذهب البصريين).
األمر ،والمضارع. ِّ وال يُؤكدُ بهما ِّإال فع ُل
َّ ً
فأ ّما فع ُل األمر ،فيجوز توكيدُهُ ُمطلقا ،مثل" :اجتهدَ َّنَ ،وتعل َم َّن".
معنى ،فقد يُؤكدُ
ً ً ً ً
ضهم :إن كان ماضيا لفظاُ ،مستقبال وأَما الماضي ال يجوز توكيدُهُ مطلقاً .وقال بع ُ
بهما على قلَّةٍ.
كن" .ومنه قول الشاعر: أدركن أَحدٌ منك الدَّجالَ" ،فإنه على معنى" :فإما ي ِّ
ُدر َّ َّ ومنه الحديث" :فإما
صبابَ ِّة جائحا* َّ لل كُ ي لم
ِّ َ لوالك * ً ا ّم يَ تم س ْعد ُِّك ،لو َ ِّ ْ ِّ ُ
ت مح ر *دَا َم َّن َ
ألنَّه على معنى " ِّليد ُو َم َّن" فهو في معنى األمر ،واألمر مستقبل.
ب أو النفي أَو الجزاء، س ٍم ،أو أَداةٍ من أَدوات َّ
الطل ِّ ع فال يجوز توكيدُهِّ ،إال أن يَق َع بعد قَ َ وأما المضار ُ
أَو بعد (ما) الزائدة.
فيجب تارة ،ويمتنع تارة أُخرى ،كما ستعلم. ُ وتأكيد ُه في هذه األحوال جائز ،إال بعد القسم،
تأكيد المضارع بالنون وجوبا ً
()57/1
الم
غير مفصو ٍل من ِّ ع بالنون وجوباً ،إذا كان ُمثبَتا ً مستقبال ،واقعا ً في جواب الق َ
س ِّم َ يُؤكدُ المضار ُ
َ
الجواب بفاصل ،كقوله تعالى{ :تاهللِّ ألكيدَ َّن أصنا َمكم}.
وتوكيده بالنون ،ولزوم الالم في الجواب -في مثل هذه الحال -واجبٌ ال َمعدِّل عنهُ.
تذكر يوسف"ُ وما ورد من ذلك غير ُمؤكدٍ ،فهو على تقدير حرف النفي .ومنه قوله تعالى " :تاهللِّ ت َفتأ
ألن المعنى :وهللاِّ ال أَفعل" فإن أراد
َ أَي" :ال تفتأ" .وعلى هذا فمن قال" :وهللا أَفعلُ" ،أثِّ َم إن فَعَلََّ ،
وجب أَن يقول" :وهللاِّ الفعلَ َّن" .وحينئ ٍذ يأث َ ُم إن لم يفعل.
َ اإلثبات
التوكيد بها جوازا ً
ع بالنون جوازا ً في أربع حاالت: يُؤكدُ المضار ُ
َ ُ َّ
( )1أن يَق َع بعد أداةٍ من أدوات الطلب ،وهي" :ال ُم األمر" مو "ال" الناهية ،وأدوات اإلستفهام
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الخير؟ ليتكَ
َ "اجتهدن .ال ت َكسلَ َّن .هل ت َّ
َفعلن َّ ض والتّحضيض .وهذه أمثلتُها: والتَّمنّي والتّرجي والعَ ْر ِّ
َزرو َّن المدارس الوطنيةَ .هالَّ يرع ِّو َّن الغاوي عن َغيّه". َجدن .لَعلَّكَ ت َفوزَ َّن .أَال ت َ ت َّ
( )2أَن يق َع شرطا ً بعد أداة شرطٍ مصحوبة ِّبـ (ما) الزائدة.
فإن كانت األداة " ِّإ ْن" فتأكيدُه حينئ ٍذ قريبٌ من الواجب ،حتى قال بعضهم بوجوبه .ولم يَ ِّرد في القرآن
غ فاست ِّع ْذ باهلل} ،وقوله{ :فإ ّما ت ََر َّ
ين الكريم غير مؤكد ،كقوله تعالى{ :فإِّما يَنزَ غنَّك من الشيطان نَز ٌ
من البَشر أَحداً}َ .وندَ َر است ْعمالهُ غير ُمؤكدٍ ،كقول الشاعر:
خوان من ِّشيمي* ِّ خلّي عن ِّ
اإل غير ذي ِّجدَةٍ * فما الت َّ ِّ *يا صاح ،إِّ َّما ت َِّجدْني َ
ُ ُ
وإن كانت األداة ُ غير "إن" فتأكيد ُه قليل ،نحو" :حينما تكون ََّن آتِّكَ .متى تسافِّ َر َّن أ ْ
سافر".
غير مصحوبة بِّـ (ما) الزائدة ..فاألول كقول الشاعر: وأق ُّل منه أن يقع جواب شرطٍ ،أو بعد أَدت ٍة ِّ
*و َم ْهما ت َشأ ْ منهُ فَزارة ُ ت ُ ْع ِّطك ْم * و َم ْهما تَشَأ ْ منهُ فَزارة ُ ت َْمنَعاً*
واآلخر كقول اآلخ ُر:ُ
()58/1
ب * أَبَداً .وقَتْ ُل بَني قُتيبَةَ شافي* يس بآي ٍ * َم ْن نَثْقَفَ ْن منهم فَلَ َ
بشرط أن يكون جوابا ً للقسم -كقوله تعالى{ :واتقوا ِّفتنةً ال تُصيبَ َّن ِّ ( )3أن يكون منفيًّا ِّ -بـ (ال) -
الذين ظلموا منكم خاصةً}.
صب وحفَّهُ النبات. الخ ُ صف جبالً َع َّمهُ ِّ وأَقل منه أَن يكون منفيًّا ِّبـ (لم) كقول الشاعر ،يَ ُ
سبُهُ الجاه ُل -ما لَ ْم يَ ْعلَما -شيخا ً على ُكر ِّس ِّيّ ِّه ُمعَ َّمما* * يَح َ
ي بِّـ (لم) مع أنه في معنى الماضي ،والماضي ال يُؤكدُ بالنون -كونه منفيًّا، َ غ توكيدَ المنف ّ س َّو َ وإنما َ
وأنه مضارع في اللفظ.
َ
أريَنك" ،وقولهم :بِّ َجه ٍد َّ عين ما َ( )4أن يق َع بعد (ما) الزائدة ،غير مسبوق ٍة بأداة شرط .ومنه :قولهم" :بِّ ٍ
"بألم ما ت ُ ْختَنِّنَّهُ" ،ويروى أيضاً :ت ُ ْختَت ََّن" وقول الشاعر: ٍ غن!" ،وقولهم: ما ت َ ْبلُ َّ
َكيرها ض ٍة ما يَ ْنبُت َ َّن ش ُ ع َ ومن َ س ِّرقَ ابنُه * ِّ *إذا ماتَ من ُهم َميِّّتٌ ُ
امتناع توكيد المضارع بالنون
يمتنع تأكيدُ المضارع بالنون في أربع حاالت:
ُجيز توكيدَه :كالقسم وأدوات الطلب والنفي والجزاء و (ما) الزائدةِّ. ق بما ي ُ غير مسبو ٍ ( )1أن يكون َ
حرفُ ض عهدَ امتي" .وال فرق بين أن يكون سم ،نحو" :وهللاِّ ال أنقُ ُ ( )2أن يكون منفيًّا وافعا ً جوابا ً لقَ ٍ
َ
يوسف} ،أي" :الَ النفي ملفوظا ً -كهذه األمثلة -وأن يكون ُمقدَّرا ،كقوله تعالى{ :تاهللِّ تفتأ ت َذ ُك ُر
ً
تفتأُ".
لتذهب اآلنَ " ،ومنه قول الشاعر: ُ ( )3أن يكون للحال ،نحو" :وهللاِّ
ْ
ف قوال وال يَفعَل* ً خر ُض ُك َّل امرئ * يُزَ ِّ *يَمينا ً ألُب ِّغ ُ
وقل اآلخر:
ضاقت عليك ْم بُيوتُك ْم * ليعل ُم َر ِّبّي أ َ َّن بيت َي واس ُع* ْ *لئِّ ْن ت َكُ قد
سم ،كقوله تعالى: ( )4أن يكون مفصوال من الم جواب الق َ
وف يُعْطيكَ َربُّكَ فَت َْرضى}. س َ {لئن ُمت ُّ ْم ،أو قُتِّ ْلت ُ ْم ِّإللى هللاِّ تُحشرون} وقوله{ :ولَ َ
احكام النون والفعل المؤكد بها
()59/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
نون النسوة فال ْ
تذهبانن" وال بعد ِّ ( )1ال ت َق ُع نون التوكي ِّد الخفيفةُ بعد ضمير التَّثنية ،فال يقالُ" :وهللاِّ لَ
نن؟" وياء المخاطبة فتقَ ُع ،نحو" :هل تذهبون َْن؟ هل تذهبيَ ْ َذهبنن" أَما بعد واو الجماعة ِّ ْ يقال" :ال ت
ِّبن .إذه ْ
ِّبن. ونحو" :ال تذهب ُْن .اذهبُن .ال تذه ْ
األلف ،و ُكسِّرت النونُ تشبيها ً لها بنون التثنية ُ (ِّ )2إذا وقعت النون المشدَّدة بعد ضمير التَّثنية ،ثبتت
بان" .فإن كان الفعل مضارعا ً مرفوعاًُ ،حذفت نون الرفع أيضاً ،كيال بانِّ ،ليكت ُ ِّّفي األسماء نحو" :اكت ُ ِّّ
َّ
"تكتبانن". بان؟" واألصل: ثالث نونات ،نحو" :هل تكت ُ ِّّ ُ ت َتوالى
(وإنما ثبتت األلف مع اجتماع ساكنين -هي النون األولى من النون المشددة -سهولة النطق باأللف
مع ساكن بعدها).
المكسور ما
ِّ المضموم ما قبلها -أو ياء المخاطبة - ِّ التوكيد بعد وا ِّو الجماعة - نونُ ( )3وإذا وقعت
وبقيت حركةُ ما قبلهما على حالها، ْ واو الجماعة ويا ُء المخاطبةَ ،حذَر التقاء الساكنين، قبلها ُ -حذفت ُ
ع َّن ِّ -إ ْر ُم َّن ِّإ ْر ِّم َّن ِّليَ ْر ُم َّن" ،واألصلُ" :اكت ُ َّ
بون. ع َّن .ا ْد ِّع َّنِّ .ليَ ْد ُنحو" :أَكتُب َُّن ،أَكت ُ ِّب َّنِّ .ليكتُب َُّن - ،أ َ ْد ُ
ينِّ .ليَ ْر ُم َّ
ون". ونِّ .إ ْر ِّم َّ
ون ِّ -إ ْر ُم َّ ع َّينِّ .ليَد ُ ون ،أُدْ ِّع َّ ع َّبون -أ ْد ُ بينِّ .ليكت ُ َّ
اكت ُ َّ
ساكنين بعد
ِّ الواو واليا ُء الجتماع
ُ فإن كان الفع ُل مضارعا ً مرفوعا ً تُحذف نونُ الرفع أوالً ،ثم ت ُ ُ
حذف
ِّبن" واألصل" :تذهبون ََّن تذهبين ََّن". حذف النون ،نحو" :هل ت َذهب َُّن ،هل ت َذه َّ
(حذفت نون الرفع كراهية اجتماع ثالث نونات ،فاجتمعت بعد حذفها ساكنان :واو الجماعة أو ياء
المخاطبة والنون األولى من النون المشددة ،فحذفت الواو والياء حذر التقاء الساكنين).
()60/1
الواو واليا ُء،ُ صلين بالنون -مفتوحاً ،ثبتت ِّ ( )4إن كان ما قب َل واو الجماعة وياء المخاطبة -المت ّ
ين" غير أن واو الجماعة تض ُّم ،ويا َء المخاطبة ض َّ ضيِّ َّن؟ إِّ ْر ِّ نحو" :هل نَخش َُو َّن؟ اخش َُو َّن؟ هل ْ
تر َ
تكسر ،ويبقى ما قبلهما على حالة من الفتح ،كما رأيت.
ً
حركت الواو بالضمة والياء بالكسرة تخلصا من اجتماع (وحق الواو والياء أن تكونا ساكنتين :وإنما ّ
ساكنين -وهما الواو أو الياء والنون األولى من النون المشددة.
واعلم أن النون المشددة حرفان أولهما ساكن .فان الحرف المشدد حرفان في اللفظ وان كان حرفا ً
واحدا ً في الخط).
آخرهُ ،نحو" :هل اسم ظاهر ،فُتح ُ مستتر أو ٍٍ ضمير
ٍ ( )5إذا لَ ِّحقت نون التوكيد آخر الفعل ال ُمسن ِّد إلى
َّ
سعين". ين؟ إِّ زهير .أَكتبن" فإن كان ُمعت َّل اآلخر باأللف قلَبتها يا ًء ،نحو" :هل ت َسعَ َّ ٌ تكتبَ َّن؟ ِّليكتُبِّ َّن
ع ،المجزوم نحذف آخرهَ ،رددتَ إليه ي على حذف آخره ،والمضار َ األمر المبن ّ
َ ( )6إذا أَكدتَ بالنون
وامش وال تمش"" :اد ّ
ْعون .ال ِّ ع
ع وال تد ُ آخرهُ -إن كان واوا ً أَو يا ًء -مبنيًّا على الفتح ،فتقول في "اد ُ
َّ
"إخشين، المحذوف ألفا ً قلبتها يا ًء ،فتقول في "اخش وليخش": ُ تمشين" .فإن كان َّ ون -إمشيَ َّن .ال ع ّ
ت َ ْد ُ
َّ
ليخشين".
( )7إذا ولي نون النَّسوة نون التوكيد ال ُمشدَّدةُ ،وجب الفصل بينهما بألف ،كراهية اجتماع النونات،
كسر نون التوكيد وجوباً ،كما رأيت ،تشبيها ً لها بالنون بعد ألف ْنان" .وحينئ ٍذ ت ُ ُ نان واكتُب ِّّ نحو" :يكتُبَ ِّّ
المثنى.
َلحق نون النّسوة ،كما تقدم. أما النون المخفّفة فال ت ُ
ساكن ُحذفت فرارا من اجتماع الساكنين ،نحو" :أكرم ً ٌ ( )8النون المخفّفةُ ساكنةٌ كما علمت ،فإن َو ِّليها
"أكر َم ْن" .ومنه قول الشاعر: ِّ الكريم" .واألصلُ:
َ
َّهر قد َرفعَه* ً ْ
الفقيرَ ،علكَ أن * ت َْر َك َع يوما ،والد ُ َّ َ *وال تُهين ََّن
واألصل" :ال ت َهين َْن".
()61/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ويجوز قلبُها ألفا ً عند الوقف ،فتقول في اكتُبَ ْن" -إذا وقفت عليه " :-اكتُباً" .ومنه قول الشاعر:
ُ
حيث النَّ ْج ُم تَحْ تَكَ ْ ،
فاربَعا* ص ٍرُ ،ج ْزتَ ْال َمدَى * َو ْبلَغتَ *أقص ْر ،فَلَسْتَ بَ ُم ْق ِّ
ِّ
وقول اآلخر:
َ َّ ْ َ
وال َميْتاتِّ ،ال تق َربَنها * وال ت ْعبُ ِّد الشيطانَ :وهللا فاعبُدا وإِّيّاك ْ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )
ضمن العنوان ( الموصوف والصفة )
ٌ
مؤنث. مذكر وإما
ٌ االسم :إما
ب.
وقمر وكتا ٍٍ وحصان
ٍ شير إليه بقولك "هذا" :كرج ٍل فالمذكر :ما يَص ُّح أن ت ُ َ
ُ
ي وأسد وجمل، ّ وصب كرجل ن:الحيوا أو الناس من ذكر
ٍ على لُّ ُ دَ ي ما وهو يٌّ حقيق :قسمان
ِّ وهو
ب.
كبدر ولي ٍل وبا ٍ
ٍ الحيوان وليس منها:
ِّ ّ
يٍ :وهو ما يُعا َم ُل ُمعاملةَ الذكر من الناس أو ومجاز ّ
ودار.
ٍ وشمس
ٍ والمؤنث :ما يص ُّح أن تشير إليه بقولك" :هذه" :كامرأةٍ وناق ٍة ُ
()62/1
ي. ي ومجاز ٌّ ي ،وحقيق ٌّي ومعنو ٌّ أقسام :لفظ ٌٍّ وهو أربعةُ
مذكر:
ٍ ي :ما لحقتهُ عالمةُ التأنيثِّ ،سوا ٌء أدل على مؤنث كفاطمةَ وخديجةَ ،أم على فالمؤنث اللفظ ُّ ُ
الحيوان :كامرأةٍ
ِّ الناس أو
ِّ ي :ما د َّل على انثى من ُ
مطلحة وحمزة وزكريَّاء وبُ ْهمة .والمؤنّث الحقيق ُّ
وأتان.
ٍ غالم ٍة وناق ٍة و ُ
وعين
ٍ ودار
كشمس ٍ ٍ الحيوان ،وليس منها:
ِّ الناس أوِّ ي :ما يُعام ُل ُمعاملةَ األنثى من والمؤنث المجاز ُّ ُ
ورج ٍل.
والسالح
ِّ واللسان والذِّّراعِّ
ِّ ق
ث :كالدَّل ِّو والسكين والسبي ِّل والطريق والسو ِّ األسماء ما يُذ َّك ُر ويُؤنَّ ُ ِّ ومن
والخمر ،وغيرها. ِّ ق صاعِّ والعُنُ ِّ وال َّ
والربع ِّة.
سخل ِّة والحيّ ِّة والشاةِّ ّ
ومنها ما يكون للمذكر والمؤنثِّ ،وفيه عالمة التأنيث :كال َّ
عالمات التأنيث
ث المقصورةُ ،وألفهُ الممدودةُ :كفاطمة وسلمى وألف التأني ِّ
ُ ُ
ثالث عالماتٍ :التا ُء المربوطة، ُ ثللتأني ِّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
و َحسناء.
وعالم وعالمةٍ،ٍ ، ة
ٍ وبائع كبائع والمؤنث: منها، المذكر
ِّ بين ً ة ق رِّ ْ
ف َ ت ت
ِّ الصفا ُ
َلحق ت ُ ةالمربوط فالتا ُء
غالم ٍة وحمارةٍ. ي :كت َْمرةٍ و ُ سماع ٌ صفات َ ومحمو ٍد ومحمودةٍ ،و ِّلحاقُها غير ال ِّ ّ
بالنساء ال تلحقها التا ُء إال سماعاً ،فال يُقال" :حائضةٌ وطالقةٌ وثَيّبةٌ و ُمط ِّفلةٌ ِّ واألوصاف الخاصةُ ُ
{يوم تذه ُل ك ُّل َ تعالى: قال "، ٌ عة ضِّ ر
ْ م
ُ " ع م س
ُ و ".مٌ ئ ْ ت م
ُ و لٌ طفمُ و وثيبٌ ٌ
وطالق "حائض
ٌ بل: و ُمتْئمةٌ"،
ت}. ضع َ ْ
أر َ ُمرضع ٍة ع ّما ْ
وأكثر ما يكون ذلك في الصفات: ُ المذكر.
َ ث من تمييز المؤن ِّ ُ التاء األسما َء إنما هو واألص ُل في لحاق ِّ
الم
غ ٍ وإنسان وإنسانةٍ ،و ُ ٍ األسماء قليلٌ :كإمريء وإمرأةٍ، ِّ ككريم وكريمة وفاضل وفاضلة .وهو في
ور ُجلةٍ. ور ُجل َ وفتى وفتاةٍ َ ً وغالمةٍ،
وتمر وت َمرةٍ ،ونخ ٍل ونخلةٍ، ٍ ة ر
ٍَ َ ٍم وث ر م ثكَ المخلوقات: في الجنس من الواحد لتمييز التاء
ِّ ُ ة زياد وتكث ُ ُر
وسفين وسفينة. ٍ بن ولبن ٍة وجرةٍ .و ِّل ٍ َّ كجر
وشجر وشجرةٍ .وتقل في الموضوعاتّ ٍ : ٍ
()63/1
()64/1
()65/1
ي.
ي وسماع ٌّ نوعين :قِّياس ٌّ ِّ والمقصور على ُ
االسم المقصور القياسي
ي يكون في عشر ِّة أنواع من األسماء المعتلَّ ِّة اآلخر ،وهي: قصور القياس ُّ ُ اإلس ُم الم
فإن وزنَه "فَعَلٌ" ،بفتحتين :مثل: وزن (فَ ِّعلَ) ،بكسر العينَّ ، ِّ الالزم الذي على ِّ مصدر الفعل ُ األول:
نى". ي ِّغ ً ي ِّرضاً ،و َغنِّ َ ض َ ور ِّ ىَ ، ي َجو ً َج ِّو َ
ى
"مر ً فسكون ،مثلِّ : ٍ بكسر
ٍ ح ،م َّما هو جم ُع "فِّ ْعلة" بكسر فَفت ٍ ٍ الثاني :ما كان على وزن (فِّعَ ٍل)
ُ
ففتح ،م َّما هو جم ُع "ف ْعلة" بض ٍ ّم ٍ ُ
الثالث :ما كان على وزن (فعَل) بض ٍ ّم ُ وحلية". "م ْرية ِّ لى" ،جمع ِّ وح ً ِّ
ع ْروة و ُمدْية ود ُْمية". عرا و ُمدى ود ُمى" جمع " ُ ً فسكون مثلُ " : ٍ
تين ،من أسماء األجناس ،التي التي تدُ ُّل على الجمعيَّة ،إذا َ
الراب ُع :ما كان على وزن (فعَل) بِّفتح ِّ
ً
وحصى ،وقطاةٍ وقطا". ً ّ
لحقتها التاء ،مثل" :حصاةٍ دت من التَّاء ،وعلى الوحدة إذا ِّ تجر ْ َّ
ومستشفى".
ً ومصطفى
ً "معطى
ً مثل: أحرف، ثالثة على ماضيه الذي المفعول م
ُ اس :سِّ ُ الخام
بفتح الميم والعين ،مدلوال به على مصدر أو زمان أو مكان؛ مثل" :المحْ يا ِّ ل) ع
َ َ ْ
ف م ( وزنُ : السادس
ُ
والمرقى". ْ والمأتى
والم ْرمى". والمهدى ْ "المكوى ِّ (م ْف ِّعل) بكسر الميم والعين ،مدلوال به على آلة ،مثلِّ : الساب ُع :وزن ِّ
الثامنُ :وزن (أفعلَ) صفة للتَّفضيل ،مثل" :األدنى واألقصى" أو لغير التفضيل ،مثل :األحوى
واألعمى".
ُ ّ
ث من (أفعلَ) للتفضيل :مثل" :الدنا وال ِّقصا" جمع الدُّنيا والقصوى". َ التاس ُع :جم ُع ال ُمؤن ِّ
ث ُ
اآلخر أو معتل ِّة مثل" :ال ُحسنى والفضلى" تأني ِّ ّ ِّ مؤنث "أَفعلَ" للتفضيل من الصحيح َّ ُ العاشر:
ُ
ث "األدنى واألقصى". "األحسن واألفضل" والدُّنيا والقُصوى تأني ِّ
االسم المقصور السماعي
يقاس
ُ ظ وال وردَ مقصوراً ،فيْحفَ ُ المواضع العشرة م َّما َ ي يكون في غير هذه المقصور السماع ُّ ُ االس ُم
ِّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
والرحى". وألحجا والثَّرى وال َّ
سنا وال ُهدى َّ عليه ،وذلك مثل :الفتى ِّ
االسم الممدود
()66/1
حراء".
ِّ ص ماء وال َّ س ِّ ألف زائدةٌ ،مثل" :ال َّ آخرهُ همزة ٌ قَبلها ٌ االسم الممدودُ :هو اس ٌم ُمعربٌ ُ ،
األلف ليست ُ فهذه والداء". "الماء مثل: وذلك ٍ، دممدو باسم
ٍ فليس ألف غير زائدة(فان كان قبل آخره ٌ
زائدة ،وانما هي منقلبة .واالصلَ " :م َوء ودَ َوء" .بدليل جمعهما على "أمواء وأدواء").
وهمزتُهُ إ َّما أن تكون أصليةً ،كقُ َّراءٍ َ ،و ُوضّاءٍ ألنهما من "قرأ َ َو ُوضو َء".
ماو وعد ٌّو" س ٌ ُ َ
سماءٍ وعدّاءٍ " وأصلهماَ " : أن تكون ُمبدَلة من واو أو ياء .فالمبدلةُ من الواو مثلَ " : وإ َّما ْ
ي ُ
شاء" ،وأصلهماِّ " :بنا ٌ َ الياء ،مثل" :بنَّاء و َم َّ ُ
ألنهما من "سما يَسمو ،وعدا يعدو" .والمبدَلة من ِّ
ي" ألنهما من "بنى يَبني ،ومشى ويمشي" .وإما أن تكون مزيدة للتأنيث :كحسنا َء وحمراء، و َمشا ٌ
سن وال ُحمرة.
ألنهما من ال ُح ِّ
وقوباء.
ِّ رباء
كح ِّ وإما أن تكون مزيدة لإللحاقِّ :
ي.
ي وسماع ٌّوالممدودُ قسمان :قياس ٌّ
ي
الممدود القياس ُّ
ي في سبعة أنواع من االسماء المعتلَّة اآلخر. اإلس ُم الممدودُ القياس ُّ
مصدر الفع ِّل المزيد في أوله همزةٌ" ،آتى إيتاء ،وأعطى إعطاء ،وانجلى انجال ًء ،وارعوى ُ واألولُ:
ارعواء ،وارتأى ارتئاء ،واستقصى استقصاء".
ْ
مصدر الفعل الذي على وزن" :فَع َل يَفعُلُ" (بفتح العين في الماضي ِّ الثاني :ما د ّل على صوت ،من
ُ
شاة ُ ت َثغو ثغاء". ث ال ّ َ
البعير يرغو رغا ًء ،وثغَ ِّ ُ "رغا وضمها في المضارع) مثلَ :
الفاء) مصدرا ِّلفاع َل مثل" :والى والء" "وعادي ً الثالث :ما كان من المصادر على "فِّعال" (بكسر ِّ ُ
ِّعداء ،ومارى ِّمراء ،وراءى ِّرئاء ،ونادى نداء ،ورامى ِّرماء".
ورداء
ِّ كسية َ وأ ساء ك
ِّ مثل: لة) ع َ
الراب ُع :ما كان من األسماء على أربعة أحرف ،مما يُجم ُع على ِّ
ف (أ
وأردية ،وغطاء وأغطية ،وقباء وأقبية".
صيغ من المصادر على وزن (ت َ ْفعال) أو (تِّ ْفعال) ،مثل" :عدا يعدو تعداء ،ومشى يمشي الخامس :ما ِّ
ُ
تمشاء".
()67/1
()68/1
يختص بواحد دون غيره من أفراد جنسه. ُّ ويُقابلهُ العَلَ ُم ،فهو
(وليس المرادُ بإسم الجنس ما يقابل المعرفة ،بل ما يجوز اطالقه على كل فرد من الجنس.
فإن "أنت" :ضمير للواحد المخاطب. فالضمائر ،مثال ،معارف ،غير أنها ال تختص بواحد دون آخرّ .
ويصح أن تخاطب به كل من يصلح للخطاب.و "هو" :ضمير للغائب .ويصح أن يكنى به عن كل
مذكر غائب .و "أنا" :ضمير للمتكلم الواحد .ويصح أن يكنى به عن نفسه كل متكلم .فأنت ترى أن
معناها يتناول كل فرد .وال يختص بواحد دون آخر .وقس على ذلك أسماء اإلشارة واألسماء
الموصولة.
فإسم الجنس انما يقابل العلم :فذاك موضوع ليتناول كل فرد .وهذا مختص بفرد واحد ال يتناول غيره
وضعاً).
اسم العلم
ّ َ
سب وضعه ،بال قرينة :كخالد وفاطمة و ِّد َمشقَ والني ِّل. العَلَ ْم :اس ٌم يَدُ ُّل على معيّن ،بح َ
ومنه أسماء البالد واألشخاص والدُّو ِّل والقبائل واألنهار والبحار والجبال.
(وإنما قلنا" :بحسب وضعه" ،ألن االشتراك بحسب اإلتفاق ال يضر؛ كخليل المسمى به أشخاص
كثيرون ،فاشتراكهم في التسمية انما كان بحسب اإلتفاق والتصادف ،ال بحسب الوضع ،ألن كل واحد
من الواضعين انما وضع هذا االسم لواحد بعينه .أما النكرة :كرجل ،فليس لها اختصاص بحسب
الوضع بذات واحدة ،فالواضع قد وضعها شائعة بين كل فرد من أفراد جنسها ،وكذا المعرفة من
أسماء األجناس :كالضمائر وأسماء اإلشارة ،كما قدمنا.
والعلم يعين مسماه بال قرينة :أما بقية المعارف ،فالضمير يعين مسماه بقرينة التكلم أو الخطاب أو
الغيبة .واسم اإلشارة يعينه بواسطة إشارة حسية أو معنوية .واسم الموصول يعينه بواسطة الجملة
والمعرف بأل يعينه بواسطتها .والنكرة المقصودة بالنداء تعينه بواسطة قصدها به. ّ التي تذكر بعده.
والنكرة المضافة إلى معرفة تعينه بواسطة إضافتها إليها).
()69/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ي:
ي .كعب ِّد هللا وعبد الرحمن ،ومركب مزج ّ وينقس ُم العَل ُم إلى علم مفرد كأحمد وسليم ،و ُمر ّكب إضاف ّ
وشاب قَ ْرناها ( َعلَما ً
َ لرجلين)
ِّ مين َ
شرا ( َعل ِّ الحق وتأبط ًّ ُّ ي :كجادَ كبعلبكّ وسيبوي ِّه ،ومركب إسناد ّ
المرأة).
وعلم جنس .ومن أنواعه ِّ َ
وينقسم أيضا إلى اسم وكنية ولقب ،وإلى ُمرتجل ومنقول ،وإلى علم شخص ً
العَل ُم بالغَلبة.
االسم والكنية واللقب
ظلةَ ،أ ْم كان ال لتعيين ال ُمس ّمى أوالً ،سوا ٌء أد َّل على مدح ،أم ذم ،كسعيد وحن َ ِّ العَل ُم اإلس ُم :ما ُوض َع
يَدُلُّ ،كزيد وعمرو .وسوا ٌء أصد َّر بأب أو أم ،أم لم يُصدَّر بهما ،فالعبرة ُ بإسميَّ ِّة العلم إنما هو الوض ُع ُ
ي.
األول ُّ
َّ
ُ ُ
صد َّر بأب أو أ ّم :كأبي الفض ِّل ،وأ َّم كلثوم. ً
والعل ُم ال ُكنية :ما وض َع ثانيا (أي بعد االسم) و ُ ُ
ين العابدين ،أو ذ ٍ ّم :كاألعشى كالرشيد وزَ ِّ وأشعر بمدحَّ : َ قب :ما ُوض َع ثالثا ً (أي بعد ال ُكنية) والعل ُم اللّ ُ
َممي أو
ي أو الت َ الشخص بالهاشم ّ ُ ف ُعر َش ْنفري ،أو نسبة إلى عشيرة أو قبيلة أو بلدة أو قُطر :كأن ي َ وال َ
يِّ.
المصر ّ ي ٍ أو ِّ البغداد ّ
غيره كان هذا العل ُم اس َمهُ ُ له يوضع ولم ، م
ّ ذ أو بمدح ر ع
ِّ ُش ي ولم ام، أو بأب َّر د ص م م
ٌ ُ عل ُ هل كان ومن
غيره ،كان و ُكنيتهُ .ومن كان له عل ٌم يد ُّل على مدح أو ذ ّم ،ولم يكن مصدَّرا ً بأب ْأو أ ٍ ّم ،ولم يكن له ُ
شعاره بمدح أو ذ ّم -بأب أو أ ُ ّم ،كان اسمه وكنيته ولقبه .فالمشاركةُ بين صدّ َِّر -مع ِّإ ِّ اس َمهُ ولقبه .فإن ُ
وض َع ما يَصل ُح للمشارك ِّة وضعا ً َّأوليًّا. االسم وال ُكنية واللّقب قد تكون ،إن ِّ
أحكام االسم والكنية واللقب
ي .وال ترتيب بين ُ
ويؤخر اللقب :كهارون الرشيد ،وأ َويس القَرن ّ ّ ُ قب يُقدَّم االس ُم إذا اجتمع االس ُم واللّ ُ
حفص". ٍ عمر أبو
ُ ع َم ُر أو
ص ُ الكنية وغيرها تقول" :أبو ح ْف َ
()70/1
علمان ِّل ُمس ًّمى واحد ،فإن كانا مفردَين أَضفتَ األو َل إلى الثاني ،مثل" :هذا خالد تميم". ِّ وإذا اجتمع
عطف بيان له ،فتقول" :هذا خالدٌ تمي ٌم" ،إال ُ ولك أَن تتبع اآلخر االو َل في إعرابه على أنه بد ٌل منه أو
َ
إن كان االول مسبوقا ً بأل ،أو كان الثاني في االص ِّل وصفا ً ُمقترنا ً بأل ،فيجب االتباع ،مثل" :هذا
ي مشهورا ً بالكرم". الطائ ُّالرشيدَ ،وكان حات ُم ّ
ورحم هللا هارون َّ َ الحارث زيدٌ،
األول في إعرابه وجوباً ،تقول: الثاني َّ
َ و ِّإن كانا ُمركبين ،أَو كان أَحد ُهما مفردا ً واآلخر ُمركباً ،أَتبعت
"هذا أبو عب ِّد هللا محمدٌ" ورأيتَ أَبا عبد هللا محمداً ،ومررتُ بأبي عبد هللا محمد" ،وتقول" :هذا عل ٌّ
ي
زين العابدين" ،وتقول" :هذا عبدُ هللا َعل ُم ي ِّ زينُ العابدينَ ،ورأَيت عليًّا زينَ العابدين ،ومررت بعل ّ
علم الدين". الدِّّين ،ورأَيت عبدَ هللا َ
علم الدِّّين ،ومررت بعبد هللا ِّ
العلم المرتجل والعلم المنقول
ً ُ
العَل ُم ال ُمرتجل :مالم يسبِّق له استعما ٌل قبل العلميّة في غيرها بل استعمل من أول األمر علما :كسعادَ
مر.
ع َ و ُ
والعل ُم المنقول (وهو الغالب في األعالم) :ما نقل عن شيء سبق استعماله فيه قبل العلميّة.
وهو إما منقو ٌل عن مصدر كفضل و ِّإما عن اسم جنس :كأسد :وإما عن صفة :كحارث ومسعود
ُّ
الحق ،وتأبط وسعيد ،وإما عن فعل :كش َّمر وأبان ويَشكر ويحيى واج ِّذ ْم وقُ ْم وإما عن جملة :كجاد
شرا. ًّ
علم الشخص وعلم الجنس
غيرهُ من أفراد جنسه :كخال ٍد ص في أصل الوضع بِّفر ٍد واحدٍ ،فال يتناو ُل َ ص َشخصي :ما ُخ ِّ ّ العلَ ُم ال َّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
سب اإلتفاق ،ال
الن المشاركة إنما وقعت بح َ وسعي ٍد وسعادَ .وال يَضره مشاركةُ ِّ
غير ِّه إيَّاهُ في التَّسميةَّ ،
ب الوضع .وقد سبقَ الكال ُم عليه.
بحس ِّ
()71/1
ختص بواح ٍد بعين ِّه :كأسام ِّة ( َعلما ً على االسدِّ) ،وأبي َج ْعدة َ غير ُم ٍ ّ الجنس كلَّهُ َ َ ي ما تناو َلوالعَلم الجنس ُّ
وم) ،وخاقان (على من الر
ملكَ ُّ َ من (على وقيصر
َ )، رس
َ ُ ف ال َ كََ لم من (على وكسرى الذئب)، (على
ملكَ التُّركَ ) ،وتُب ٍَّع (على من ملك اليمنَ ) ،والنَّجاشي (على من ملك الحبشة) ،وفِّ ْر َعونَ (على من ملكَ
مصر).
َ ط) ،والعزيز (على من ملكَ القب َ
ب) ،وأ ِّ ّم عامر ً َّ
وهو يكونُ اسماً :كثُعالى( ،للثعلب) ،وذُؤالة( ،للذئب) .ويكونُ ُكنية :كأ ِّ ّم ِّع ْريَطٍ (للعقر ِّ
ب) .ويكون لقباً :كاألخط ِّل (لل ِّه ِّ ّر) ،وذي النَّا ِّ
ب صين (للثَّعل ِّ ث (لألسد) ،وأبي ال ُح َ ضب ُِّع) ،وأبي الحار ِّ (لل َّ
(للكلب).
جار على الفَجْ رةِّ ،و َكيْسانَ (على الغ ِّ
َدر) ،وأ ِّ ّم ً
كبرة َ (علما على البِّ ّر) وفَ ِّ وقد يكونُ علما على المعانيَّ : ً
سار (لل َميسرة).
بور (على األمر الشديد) ،و َحما ِّد لل َمحْ َمدة ،ويَ ِّ ص ٍ عم (على الموت) ،وأ ِّ ّم َ قَ ْش ٍ
يختص علم الشخص. ُ غير مختص بواحد من افراد جنسه كما (وعلم الجنس نكرة في المعنى ،النه ُ
وتعريفُه انما هو من جهة اللفظ ،فهو يعامل معاملة علم الشخص في أحكامه اللفظية والفرق بينهما
هو من جهة المعنى ،الن العلم الشخصي موضوع لواحد بعينه ،والموضوع الجنسي موضوع للجنس
كله .أما من جهة اللفظ فهو كعلم الشخص من حيث أحكامه اللفظية تماماً ،فيصح االبتداء به مثل:
"ثعالة مراوغ"؛ ومجيء الحال منه ،مثل" :هذا أسامة مقبال" .ويمتنع من الصرف إذا وجد مع
العلمية علة أُخرى ،مثل" :ابتعد من ثعالة" .وال يسبقه حرف التعريف؛ فال يقال" :األسامة" ،كما
يقال" :األسد" .وال يضاف ،فال يقال" :أسامة الغابة"؛ كما تقول" :أسد الغابة" .وكل ذلك من
خصائص المعرفة .فهو بهذا اإلعتبار معرفة.
()72/1
معنى فلعدم اختصاصه ً والفرق بينه وبين اسم الجنس النكرة ،أن اسم الجنس نكرة لفظا ً ومعنى .أما
بواحد معين ،وأما لفظا ً فالنه تسبقه "أل" فيعرف بها ،والنه ال يبتدأ به وال تجيء منه الحال .وأما
علم الجنس فهو نكرة من حيث معناه ،لعدم اختصاصه ،معرفة من حيث لفظه ،فله أحكام العلم
اللفظية كما قدمنا.
وال فرق بينه وبين المعرف بأل الجنسية من حيث الدالة على الجنس برمته ،ومن حيث التعريف
اللفظي ،تقول" :أسامة شجاع ،كما تقول" :االسد شجاع" ،فهما نكرتان من جهة المعنى ،معرفتان من
جهة اللفظ .فعلم الجنس عند التحقيق كالمعرف بأل الجنسية من حيث المعنى واإلستعمال اللفظي).
العلم بالغلبة
لمين
فيصيران َع ِّ
ِّ ُشار ُكهما في الدَّاللة،
قترنُ بأل العهدي ِّة على ما ي ِّ
ضاف إلى معرف ٍة وال ُم ِّ
ُ ب ال ُم
وقد يَغ ِّل ُ
وابن
ِّ عباس
ٍ كابن
ِّ شركاء بواحدٍ ،فال ينصرفان إلى غيره .وذلك: ين من بين سائر ال ُّص ِّ
بالغَلبةُ ،مخت َّ
ب
س ِّ ً ْ
فهي أعال ٌم بغَلبَ ِّة اإلستعمال ،وليست أعالما ب َح َ َ
مر وابن مالك والعَقب ِّة والمدينة واأللفيّةَ ، ع َُ
الوضع.
ِّ
(فابن عباس :هو عبد هللا بن العباس بن عبد المطلب .وابن عمر :هو عبد هللا بن عمر بن الخطاب.
وابن مالك :هو محمد بن مالك :صاحب األرجوزة األلفية المشهورة في النحو .والعقبة :ميناء على
ساحل البحر االحمر .والمدينة :مدينة الرسول (صلى هللا عليه وآله وسلم) وكان اسمها يثرب،
وااللفية هي األرجوزة النحوية التي نظمهاابن مالك .وكل هذه األعالم يصح إطالقها في األصل على
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
كل ابن للعباس وعمر ومالك ،وعلى كل عقبة ومدينة وألفية .لكنها تغلبت بكثرة اإلستعمال على ما
ذكر فكانت عليها بالغلبة).
إعراب العلم
زهير ،ورأيتُ زهيرا ً
ٌ جر ،نحو" :جاء ب أو ٍ ّ رفع أو نص ٍ
ب كما يقتضيه الكال ُم :من ٍ الَعل ُم ال ُمفردُ يُ َ
عر ُ
بزهير".
ٍ ومررتُ
األو ُل كما يقتضيه الكال ُم ،ويُجبر الجز ُء الثاني باإلضافة.
ب ُجزؤهُ َُّعر ُ
يي َ ب اإلضاف ُّ والمر ّك ُ
()73/1
ي يكون جزؤهُ االول مفتوحا ً دائماً ،وجزؤهُ الثاني ،إن لم يكن كلمةَ َ
"و ْي ِّه" ،يُرف ُع والمركب المزج ُّ ُ
ي ،مثل" :بعلبكُّ صرف للعلميّة والتركيب المزج ّ ع منَ ال ّ ُجر بالفتحة ،ألنه ممنو ٌ وينصب وي ّ ُ بالضمة،
"و ْي ِّه" ْ
يكن مبنيًّا َ
بلدة ٌ طيبة الهواء ،ورأيتُ بعلبكَّ ،وسافرت إِّلى بعلبكَّ وإن كان جزؤهُ الثاني كلمة َ ُ
"ر ِّحم جر ،كما يقتضيه مركزهُ في الجملة؛ مثلُ : ب أو ٍ ّ رفع أو نص ٍعلى الكسر دائماً ،وهو في مح ّل ٍ
ورحمةُ هللاِّ على سيبوي ِّه". ور ِّحم هللاُ سيبوي ِّهَ ، ِّسيبوي ِّهَ ،
إعرابهُ تقديريًّا، ويكونُ ي يبقى على حاله فيُحكى على لفظه في جميع األحوال، ب اإلسناد ُّ والمر َّك ُ
ُّ
الحق". الحق ،ومررتُ بجادَ ُّ حق ،ورأيتُ جادَ تقول" :جاء جادَ ال ُّ
س َّميتَ بهما، ْص ،وبيْتَ بَيْتَ ،إن َ
ْص بَي َ عشر ،وما جرى مجراهُ ك َحي َ َ ي :كخمسةَ ب العَدَ ّ والمر َّك ُ
ينصرف .كأنهما ُمر َّك ِّ
بان ُ عراب ماال
َ ويجوز إعرابُهما ِّإ ُ أبقيتهما على بنائهما ،كما كانا قبل العلمية.
َ
يان مجرى "بعلبكَّ و َحضرموت" .واألول أولى. فيجر ِِّّ َّان.
َمزجي ِّ
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )
ضمن العنوان ( الضمائر وأنواعها )
()74/1
ض إِّالَّاهُ ِّ
ناص ُر* ي ،فمالي َع ْو ُ َت * عل َّ رش من فِّئ َ ٍة بَغ ْ *أَعوذُ بِّ َربّ ِّ العَ ِّ
كالياء من "كتابي" ،أو بالحرف :كالكاف ِّ وهو ،إما أن يتص َل بالفعل :كالواو من "كتبوا" ،أو باإلسم:
من "عليك".
والكاف واليا ُء والها ُء وها".
ُ والنونُ واأللف
ُ والواو
ُ ونا ءُ "التا وهي: ، ٌ تسعة ُ ة المتصل والضمائر
ُ
نائب فاعل ،مثل:
َ أو ً ال فاع إال تكون ال النها للرفع، ضمائر
َ َّ ال إ تكونُ ال ، لنونُ وا والواو
ُ ء
ُ والتا فاأللف
ُ
"كتبا وكتبت وكتبوا وكتبْنَ ".
ب ،مثل" :أكرمني ي نص ٍ وضمير ْ
َ رفع ،مثل :كتَبْنا وتكتُبين واكتُبي"، ي ٍ ضمير َْ تكونان
ِّ "نا واليا ُء":
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
المكرو".
َ رف هللاُ عنّي وعنّا
ي َج ٍ ّر ،مثل" :ص َ وضمير ْ
َ وأكر َمنا المعل ُم"
َ المعلم،
جر،
َ ّ وضمائر وأكرمتها"، وأكرمته "أكرمتك مثل: ،بٍ نص ضمائر
َ تكونُ وها": ء
ُ والها "والكاف
ُ
رفع ،ألنها ال يُسند إليها.
ٍ ضمائر
َ تكونُ وال وإليها". وإليه إليكَ "أحسنتُ
فوائد ثالث
( )1واو الضمير والهاء المتصلة بها ميم الجمع خاصتان بجمع الذكور العقالء ،فال يستعمالن لجمع
اإلناث وال لجمع المذكر غير العاقل.
( )2الضمير في نحو" :جئتما وجئتم وجئتن" إنما هو التاء وحدها ،وفي نحو" :أكرمكما وأكرمكم
وأكرمكن" إنما هو الكاف وحدها ،وفي نحو" :أكرمهما وأكرمهم وأكرمهن" إنما هو الهاء وحدها.
والميم واأللف الالحقتان للضمير حرفان هما عالمة التثنية .ومن العلماء من يجعل الميم حرف عماد،
وااللف عالمة التثنية .وسميت الميم حرف عماد ،العتماد المتكلم والسامع عليها في التفرقة بين
ضمير التثنية وضمير الواحدة ،وليس هذا القول ببعيد .والميم وحدها الالحقة للضمير ،حرف هو
عالمة جمع الذكور والعقالء .والنون المشددة ،الالحقة للضمير؛ حرف هو عالمة جمع المؤنث .ومن
العلماء من ينظر الى الحال الحاضرة ،فيجعل الضمير وما يلحقه من العالمات كلمة واحدة بإعراب
واحد .وهذا أقرب ،والقوالن األوالن أحق.
()75/1
( )3تضم هاء الضمير ،إال إن سبقها كسرة أو ياء ساكنة فتكسر ،تقول" :من عثر فأقله عثرته ،وخذه
بيده إشفاقا ً عليه ،وإحسانا ً إليه" وتقول" :هذا أبوهم ،وأكرمت أباهم ،وأحسنت إلى أبيهم".
( )4يجوز في ياء المتكلم السكون والفتح ،إال إن سبقها ساكن ،كألف المقصور وياء المنقوص وألف
ي، التثنية ويائي التثنية والجمع ،فيجب فتحها دفعا ً اللتقاء الساكنين ،مثل" :هذه عصاي ،وهذا راج ّ
ي".ي ،وهؤالء معلم ّ وهاتان عصواي ،ورفعت عصو ّ
ي ،وعليه ،ولديك". ( )5تبدل ألف "إلى وعلى ولدى" يا ًء ،إذا اتصلت بضمير :مثل" :إل ّ
نون الوقاية
بنون تُسمى (نون الوقاية) ،ألنها ت َقي ما ٍ اسم الفعل ،وجب الفص ُل بينهما إذا لحقت يا ُء المتكلم الفع َل أو َ
"أكرمنِّي ،ويُكرمني ،وأكرمني ،وتكرمونني، َ ظهُ منهُ) .تقول: تَتَّص ُل به من الكسر (أي :تَحْ فَ ُ
"ر َو ْيدَني ،وعلي َكني". وأكرمتْني فاطمةُ" ،ونحوُ : َ وأَكرمت َني،
فالكثير إثبات ُها م َع "ليتَ " وحذفُها مع "لعلّ" ،وبه وردَ القرآن ُ األحرف ال ُمشبَّهةَ بالفعل، َ وإن لحقت
األسباب".
َ ُ ّ ً
الكريم ،قال تعالى" :يا ليتني كنتُ معهم فأفوزَ فوزا عظيما" ،وقال ج َّل شأنُهُ" :لعَلي أبل ُغ
وندَر حذفها مع "ليتَ " وإثباتُها مع "لعلَّ" ،فاألول كقول الشاعر:
ف ُج َّل مالي* *ك ُمني ِّة جابِّ ٍر إِّذ قال :لَيْتي * أُصادفُهُ وأُت ِّل َ
والثاني كقول اآلخر:
ماجدِّ*
َ ِّ بيض َ أل ً ابر َ ق بها ُّ
ط ُ
خ َ أ * ني َّ ل َ
دوم َ
ع ل ، فَقُلتُ أَعيراني ْالقُ َ
ولكن" فأنت بالخيارِّ :إن شئت أثبتَّها وإن شئت حذفتها. َّ "إن َّ
وأن أما مع َّ
الجر ،فصلت بينهما بنون الوقاية وجوباً ،وشذَّ قول ّ لحقت يا ُء المتكلم "من وعن" من حروف ْ وإن
الشاعر:
ْس ِّمني* أَيُّها السائِّ ُل ع ْن ُهم و َعني * ل ْستُ من قَي ٍْس وال قَي ُ
َ
أما ما عداهما فال فصل بها.
الضمير المنفصل
()76/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الضمير المنفصل :ما يَص ُّح االبتدا ُء به ،كما يص ُّح وقُوعهُ بعد "إالّ" على ك ِّّل حال .كأنا من قولك: ُ
قام مام
ٌ َ َ م قائ فهو ،بٍ غائ أو ب ٍ مخاط أو تكلم
ُ ٍ م عن به ُكنى ي ما :أنا".الضمير
ُ َّ ال إ اجتهد وما ٌ، د مجته "أنا
وكالتاء من "كتبتُ وكتبتَ وكتبتِّ" وكالوا ِّو من "يكتبون". ِّ يُكنى به عنه ،مثل" :أنا وأنتَ وهو"،
ومستتر ،ومرفوعٌ ،ومنصوبٌ ،ومجرور. ٌ وبارز، ٌ وهو سبعةُ أنواعٍُ :متَّصلٌ ،ومنفصلٌ،
الضمير المتصل
كالتاء والكاف من ِّ ضرورة الشعر. َّ
َّمير المتصلُ :ما ال يُبتدأ به ،وال يق ُع بعد "إال" إال في َ ُ الض ُ
ضرورةً ،كما قال الشاعر: "أكرمتُكَ " ،فال يُقالُ" :ما أكرمتُ إالكَ " .وقد وردَ في الشعر َ ّ
جارت َنا * أالَّ يُجا ِّوزنا إالَّ ِّك دَي ِّ ّ
َّار* ت َ *وما َعليْنا إذا ما ُكن ِّ
وكما قال اآلخر:
ناص ُر* ه ا
َ ْ ُ ِّ ُ ِّ َّ ال إ ض و ع فمالي ، ي
َّ عل * ْ
َت غ ب
ِّ ٍ َة َ ئ ف من رش *أَعوذُ ِّب َربّ ِّ العَ ِّ
كالياء من "كتابي" ،أو بالحرف :كالكاف ِّ وهو ،إما أن يتص َل بالفعل :كالواو من "كتبوا" ،أو باإلسم:
من "عليك".
والكاف واليا ُء والها ُء وها".
ُ واأللف والنونُ ُ والواو
ُ والضمائر المتصلةُ تسعة ،وهي" :التا ُء ونا ٌ ُ
نائب فاعل ،مثل: َ ضمائر للرفع ،النها ال تكون إال فاعالً أو َ والواو والنونُ ،ال تكونُ إالَّ ُ فاأللف والتا ُء ُ
"كتبا وكتبت وكتبوا وكتبْنَ ".
ب ،مثل" :أكرمني ي نص ٍ وضمير ْ
َ ُ
رفع ،مثل :كتَبْنا وتكتبين واكتبي"،ُ ي ٍ ضمير ْ َ تكونان
ِّ "نا واليا ُء":
المكرو".
َ ّ ّ
"صرف هللاُ عني وعنا َ ي َج ٍ ّر ،مثل: وضمير ْ
َ وأكر َمنا المعل ُم" َ المعلم،
جر،
وضمائر ّ
َ ب ،مثل" :أكرمتك وأكرمته وأكرمتها"، ضمائر نص ٍ َ تكونُ "والكاف والها ُء وها": ُ
رفع ،ألنها ال يُسند إليها. ٍ ضمائر
َ تكونُ وال وإليها". وإليه إليكَ "أحسنتُ
فوائد ثالث
( )1واو الضمير والهاء المتصلة بها ميم الجمع خاصتان بجمع الذكور العقالء ،فال يستعمالن لجمع
اإلناث وال لجمع المذكر غير العاقل.
()77/1
( )2الضمير في نحو" :جئتما وجئتم وجئتن" إنما هو التاء وحدها ،وفي نحو" :أكرمكما وأكرمكم
وأكرمكن" إنما هو الكاف وحدها ،وفي نحو" :أكرمهما وأكرمهم وأكرمهن" إنما هو الهاء وحدها.
والميم واأللف الالحقتان للضمير حرفان هما عالمة التثنية .ومن العلماء من يجعل الميم حرف عماد،
وااللف عالمة التثنية .وسميت الميم حرف عماد ،العتماد المتكلم والسامع عليها في التفرقة بين
ضمير التثنية وضمير الواحدة ،وليس هذا القول ببعيد .والميم وحدها الالحقة للضمير ،حرف هو
عالمة جمع الذكور والعقالء .والنون المشددة ،الالحقة للضمير؛ حرف هو عالمة جمع المؤنث .ومن
العلماء من ينظر الى الحال الحاضرة ،فيجعل الضمير وما يلحقه من العالمات كلمة واحدة بإعراب
واحد .وهذا أقرب ،والقوالن األوالن أحق.
( )3تضم هاء الضمير ،إال إن سبقها كسرة أو ياء ساكنة فتكسر ،تقول" :من عثر فأقله عثرته ،وخذه
بيده إشفاقا ً عليه ،وإحسانا ً إليه" وتقول" :هذا أبوهم ،وأكرمت أباهم ،وأحسنت إلى أبيهم".
( )4يجوز في ياء المتكلم السكون والفتح ،إال إن سبقها ساكن ،كألف المقصور وياء المنقوص وألف
التثنية ويائي التثنية والجمع ،فيجب فتحها دفعا ً اللتقاء الساكنين ،مثل" :هذه عصاي ،وهذا راج ّ
ي،
ي".
ي ،وهؤالء معلم ّ وهاتان عصواي ،ورفعت عصو ّ
ي ،وعليه ،ولديك".
( )5تبدل ألف "إلى وعلى ولدى" يا ًء ،إذا اتصلت بضمير :مثل" :إل ّ
نون الوقاية
بنون تُسمى (نون الوقاية) ،ألنها ت َقي ما
ٍ بينهما ُ
ل الفص وجب الفعل، اسم
َ أو ل
َ الفع المتكلم ء
إذا لحقت ُ
يا
"أكرمنِّي ،ويُكرمني ،وأكرمني ،وتكرمونني، َ ظهُ منهُ) .تقول:تَتَّص ُل به من الكسر (أي :تَحْ فَ ُ
وأكرمتْني فاطمةُ" ،ونحوُ :
"ر َو ْيدَني ،وعلي َكني". َ وأَكرمت َني،
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()78/1
فالكثير إثباتُها م َع "ليتَ " وحذفُها مع "لعلّ" ،وبه وردَ القرآن ُ األحرف ال ُمشبَّهةَ بالفعل، َ وإن لحقت
األسباب".
َ الكريم ،قال تعالى" :يا ليتني كنتُ معهم فأفوزَ فوزا ً عظيما" ،وقال ج َّل شأنُهُ" :لعَلّي أبلُ ُغ
وندَر حذفها مع "ليتَ " وإثباتُها مع "لعلَّ" ،فاألول كقول الشاعر:
ف ُج َّل مالي* *ك ُمني ِّة جابِّ ٍر ِّإذ قال :لَيْتي * أُصادفُهُ وأُت ِّل َ
والثاني كقول اآلخر:
ماجدِّ*
بيض ِّ َ ً َ
دوم ،لعَلني * أ ُخط بها قبرا أل َ ُّ َ َّ َ فَقُلتُ أَعيراني ْالقُ َ
لكن" فأنت بالخيار :إِّن شئت أثبتَّها وإن شئت حذفتها. وأن و َّ "إن َّ
أما مع َّ
الجر ،فصلت بينهما بنون الوقاية وجوباً ،وشذَّ قول ّ لحقت يا ُء المتكلم "من وعن" من حروف ْ وإن
الشاعر:
ْس ِّمني* أَيُّها السائِّ ُل ع ْن ُهم و َعني * لَ ْستُ من قَي ٍْس وال قَي ُ
أما ما عداهما فال فصل بها.
الضمير المنفصل
ّ ُ
الضمير المنفصل :ما يَص ُّح االبتدا ُء به ،كما يص ُّح وقوعهُ بعد "إال" على ك ِّّل حال .كأنا من قولك: ُ
َّ
"أنا مجتهدٌ ،وما اجتهد إال أنا".
والضمائر المنفصلةُ أربعةٌ وعشرون ضميرا :إثنا عشر منها مرفوعة وهي" :أنا ونحنُ وأنتَ وأن ِّ
ت ٌ ً ُ
َّ
وأنتما وأنتم وأنتن وهو وهي وهما وهم وهُن". َّ
وإياكن وإياهُ وإياها وإياهماَّ وإياك وإياكما وإياكم ِّ "إياي وإيانا وإياكَ َ واثنا عشر منها منصوبةٌ ،وهي:
َّ
وإياهن". وإياه ْم
العقالء.
ِّ وال تكون (هُم) إال لجماعة الذُّ ِّ
كور
الودُود} .ونحو{ :ف ْه َو على ك ِّّل شيءٍ والفاء نحو{ :و ْه َو الغفور َ ِّ هاء (ه َُو) بعد الواو ويجوز تسكينُ ِّ ُ
شجاعٌ" .وهو قليلٌ. َ ً
"إن خالدا ل ْه َو ُ الم التأكيد ،كقولكَّ : كثير شائع .وبعد ِّ قدير} .وهو ٌ
فائدة
()79/1
وأنتن) إنما هو (أن) .والتا ُء الالحقة لها هي حرف خطاب .والضمير ّ ت وأنتماالضمير في (أنت وأن ِّ
وهن) إنما هو (الهاء) المخففة من (هو) .والميم واأللف في (أنتما وهما) :حرفان ّ في (هم وهما
للداللة على التثنية .أو الميم حرف عماد .واأللف عالمة التثنية( .كما سبق) .والميم في (أنتم وهم):
وهن) حرف هو عالمة جمع اإلناث. ّ ّ
(أنتن حرف هو عالمة جمع الذكور العقالء .والنون المشددة في
ومن النحاة من يجعل الضمير وما يلحق به من العالمات كلمة واحدة بإعراب واحد ،كما سبق في
الضمير المتصل).
اتصال الضمير وانفصاله
أخصر من
ُ االختصار .والضمير المتص ُل
ُ ض من اإلتيان ِّبه
والغر ُ
َ االسم الظاهر.
ِّ مقام
َّمير قائ ٌم َ
الض ُ
الضمير المنفصل.
اليجوز العدو ُل عنهُ إلى الضمير المنفصل ،فيقال: ُ فك ُّل موضع أمكنَ أن يُؤتى فيه بالضمير المتصل
الضمير تعيّن انفصالهُ ،وذلك إذا اقتضى ِّ "أكرمتك" ،وال يقال" :أكرمتُ إياك" .فإن لم يُمكن اتصا ُل
ً
المقا ُم تقديمه .كقوله تعالىِّ { :إياكَ نَعبُدُ} ،أو كان مبتدأ ،نحو" :أنت مجتهد" ،أو خبرا ،نحو:
"المجتهدونَ أنتم" ،أو محصورا ً بإالّ أو إنما ،كقوله تعالى{ :أمر أن ال تبعدوا إال إياهُ} ،وقو ِّل
الشاعر:
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ِّمارَ ،وإِّن َّما * يُدافِّ ُع عن أحسابِّ ِّهم أنا أَو ِّمثْلي*
*أَناالذائذُ الحامي الذّ َ
لمصدر ُمضافٍ إلى فاعله ،مثل:ٍ أو كان عاملهُ محذوفاً ،مثل" ،إياكَ وما يُعتذَ ُر منه" ،أو مفعوالً
الرسو ٍل
ُخرجون َّ س ُّرني ِّإكرام األستا ِّذ ِّإياك" أو كان تابعا ً لما قبله في اإلعراب ،كقوله تعالى{ :ي ِّ "ي َ ُ
و ِّإياكم}.
الضمير ووصله ،إذا كان خبرا ً لكان أو إحدى أخواتِّها ،مثل" :كنتُه" و ك ْنتُ إياهُ" ،أو ِّ ُ
ويجوز فصل
ظن" ،تقول" :سألتُكه ،وسألتك إياه ،و ضميرين منصوبين بِّعامل من باب" :أعطى ،أو ّ ِّ كان ثاني
َ
ظنَنتكه ،وظنَ ْنتك إياه". " َ
ف منه". "أعر ُ
َ أخص من ضمير المخاطب أي: ُّ وضمير المتكلم
ف منه". "أعر ُ
َ أخص من ضمير المخاطب أي: ُّ وضمير المخاطب
()80/1
ضميران متَّصالن ،في باب" :كان وأعطى ِّ أخص من ضمير الغائب .فإذا اجتمع ُّ وضمير المخاطب
َ ْ
سلنيه ،وظنَنتكه" .فإن انفصل أحد ُهما فق ِّدّ ْم ما شئتَ َ ْ ُ ُ
األخص منهما ،مثل" :كنته ،و َ ّ وظن" ،وجب تقدي ُم َّ
وجب تقديم ما يزيل َ التباس المعنى
ُ بس ،مثل" :الدره ُم أعطيته إياكَ " .فإن لم يُؤ َمن منهما ،إن ِّأمن اللَّ ُ
ب أن يَصل إلى "زهير َمنعتكَ إياه" ،إن أردْت منع المخاط ِّ ٌ األخص ،فتقول:
ّ بس ،وإن كان غير اللَّ َ
الغائب ،و " َمنعته إياك" ،إن أردت منع الغائب أن يصل إلى المخاطب .ومنه الحديث" :إن هللا ملَّككم
ِّإياه ْم ولو شاء لملَّكهم إياكم".
الرتبة -كأن يكونا للمتكلّم أو المخاطب أو الغائب -وجب فص ُل أحدَهما، وإذا اتحد الضّميران في ُّ
ْ
مثل" :أعطيته إياه ،وسألتني إياي ،وخلتك إياك".
الضميران :البارز والمستتر
والياء من:
ِّ كالتاء من" :قمت" والوا ِّو من" :كتبوا"، ِّ َّ ٌ
الضمير البارز :ما كان له صورة في اللفظ:
"اكتبي" ،والنون من "يَقُ ْمنَ ".
المستتر :ما لم يكن له صورة ٌ في الكالم ،بل كان ُمقدَّرا ً في الذّهن و َم ْنويًّا ،وذلك كالضمير ُ والضمير
ُ
فإن التقدير "اكتُبْ أنت". المستتر في "اكتُبْ "َّ ،
َكتب" ،وإما "كأكتب ،ونكتب" ،وإما للمفرد المذكر المخاطب ،نحو" :اكتُبْ ،وت ُ ُ للمتكلم:
ِّ وهو إما
َكتب".
كتب ،وهندُ ت ُ ي َ للمفرد الغائب والمفردة الغائبة ،نحو" :عل ٌّ
مستتر وجوباً .ويكونُ في ستة مواضع: ٌ وهو على قسمين:
ً
األول :في الفعل ال ُمسنَ ِّد إلى المتكلم ،مفردا أو جمعاص ،مثل :اجتهدُ وتجتهدُ".
الثاني :في الفعل المسند إلى الواحد المخاطب ،مثل" :اجتهد".
صهْ". "أف و َ
الثالث :في اسم الفعل المسند الى متكلم ،أو مخاطب ،مثلٍ ّ :
الرابع :في فعل التع ُّجب الذي على وزن "ما أَفعلَ" ،مثل" :ما أحسنَ ال ِّعلم!".
اإلستثناء ،وهي" :خال وعدا وحاشا وليس وال يكون" ،مثل" :جاء القو ُم ما خال ِّ الخامس :في أفعال
زهيراً ،أو ليس زهيرا ً أو ال يكون زهيرا".
()81/1
"فالضمير فيها مستتر وجوبا ً تقديره "هو" يعود على المستثنى منه .وقال قوم :إنه يعود على البعض
البعض زهيراً" .وقال قوم انه يعود الى اسم
ُ المفهوم من اإلسم السابق .والتقدير" :جاء القوم خال
الفاعل المفهوم من الفعل قبله ،والتقدير" :جاء القوم خال الجائي أو ال يكون الجائي زهيراً" .وقال
آخرون :انه يعود على مصدر الفعل المتقدم ،والتقدير :جاءوا خال المجي ُء زهير" .والقوالن األوالن،
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
أقرب إلى الحق والصواب .ومن العلماء من جعلها أفعاالً ال فاعل لها وال مفعول ،ألنها محمولة على
معنى "إالّ" ،فهي واقعة موقع الحرف ،والحرف ال يحتاج الى شيء من ذلك ،فما بعدها منصوب
على االستثناء .وهو قول في نهاية الحذف والتدقيق .وسيأتي بسط ذلك في الجزء الثالث من هذا
الكتاب".
السادس :في المصدر النائب عن فعله نحو" :صبرا ً على الشدائد".
ومستتر جوازاً .ويكون في الفعل ال ُمسنَ ِّد الى الواحد الغائب والواحدة الغائبة ،مثل" :سعيد ٌ اجتهدَ،
ٌ
وفاطمة تجتهد".
ً
(ومعنى استتار الضمير وجوبا أنه ال يصح إقامة اإلسم الظاهر مقامه .فال يرفع اال الضمير المستتر.
ومعنى استتاره جوازا ً أنه يجوز أن يجعل مكانه االسم الظاهر .فهو يرفع الضمير المستتر تارة
واالسم الظاهر تارة أخرى .فاذا قلت" :سعيد يجتهد" كان الفاعل ضميرا ً مستترا ً جوازا ً تقديره "هو"
يعود الى سعيد ،واذا قلت" :يجتهد سعيد" كان سعيد هو الفاعل .أما إن قلت" :نجتهد" كان الفاعل
ضميرا ً مستترا ً وجوبا ً تقديره "نحن" ،وال يجوز أن يقوم مقامه اسم ظاهر وال ضمير بارز ،فال يقال:
"نجتهد التالميذ" .فإن قلت" :نجتهد نحن" ،فنحن ليست الفاعل ،وإنما هي توكيد للضمير المستتر
الذي هو الفاعل :وانما لم يجز أن تكون هي الفاعل ألنك تستغني عنها تقول" :نجتهد" ،والفاعل
عمدة ،فال يصح االستغناء عنه).
ضمائر الرفع والنصب والجر
()82/1
ُ
مركزه مقام االسم الظاهر ،فهو مثله يكون مرفوعا أو منصوبا ً أو مجروراً ،كما يَقتضيه الضمير قائم َ ُ
ألن له ُحكمه في اإلعراب. في الجملةَّ ،
ُ
مقام اسم مرفوع ،مثل قمتَ ،وقمتِّ ،وت َكتبان ،وتكتبون". ً
فالضمير المرفوعُ :ما كان قائما َ
َّ
وأكرمتهن ،وإياكَ ن ْعبُدُ وإياكَ َ ُ
"أكرمتكَ ،
َ المنصوب :ما كان قائما ً مقام اسم منصوب ،مثل: ُ والضمير
نستعين".
سنَ هللاُ ِّإليك".والضمير المجرور :ما كان قائما ً مقام اسم مجرور نحو" :أحس ِّْن تربيةً أوالدك ،أح َ
ب أو مجرور ،يُقال في إعرابه :إنه كان في مح ّل ٍ
رفع، اسم مرفوعٍ أو منصو ٍ وإذا وقع الضمير موقع ٍ
مجرور محالًّ.
ٌ ع محالًّ ،أو منصوبٌ محالًّ ،أو جر ،أو إنه مرفو ٌ ب ،أو ٍ ّ أو نص ٍ
عود الضمير
مرجع يُرجع إليه. ٍ إن كان الضمير للغَيبة فال بد له من
ُ َّ
فهو إِّما أن يعودَ إِّلى اسم سبقه في اللفظ .وهو األصل ،مثل" :الكتاب أخذته".
زهير"؛ ٌ َ
سب األصل) ،مثل" :أخذ كتابه متأخر عنه لفظاً ،متقد ٍّم عليه ُرتبةً (أي :بح َ ٍ وإما أن يعود إلى
ً
فالها ُء تعود إلى زهير المتأخر لفظا ،وهو في نِّيَّة التقديم ،باعتبار ُرتبته؛ ألنه فاعل.
معنى ال لفظاً ،مثل" :اجت ِّه ْد يكن خيرا ً لك" :أَى :يكن االجتهاد خيرا ً ً وإما أن يعود إلى مذكور قبله
لك ،فالضمير يعود الى االجتهاد المفهوم من "اجت ِّهدْ".
{واستوت
َ سياق الكالم يُع ِّيّنُهُ ،كقوله تعالى:
ُ معنى ،إن كان ً وإما أن يعود الى غير مذكور ،ال لفظا ً وال
نوح المعلومة من المقام ،وكقول الشاعر: ي} ،فالضمير يعود الى سفينة ٍ على ال ُجود ّ
ش ْمس ،أو قَطرت دَما* جاب ال َّ ْ ً
ضبَة ُمض ِّْرية * هَتكنا ِّح َ ً َضبْنا غ ْ *إذا ما غ ِّ
سيوف ،التي يدُل عليها سياق الكالم. "قطرت" يعودُ الى ال ُّ َ فالضمير في
()83/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
والضمير يعود الى أقرب مذكور في الكالم ،ما لم يكن األقرب مضافا ً اليه ،فيعود الى المضاف .وقد
حم ُل أسفاراً" .وقد يعود الحمار يَ ِِّّ يعود الى المضاف اليه ،إن كان هناكَ ما يعيِّّنه كقوله تعالى" :كمثَل
{آمنوا باهلل ورسوله ،وأن ِّفقوا ِّم ّما جعلَ ُكم ُمستخلَفينَ } فيه؛ الى البعيد بقرين ٍة دالَّ ٍة عليه ،كقوله سبحانهِّ :
المستتر في "جعلكم" عائدٌ الى هللا ،ال الى الرسول. ُ فالضمير
ُ
ضمير الفصل
صل ،ليؤذَنَ من َّأول ضمير الفَ َْ ير يسمى وخبر ،ضم ٌٌ ط بين المبتدأ والخبر ،أو ما أصله مبتدأ قد يتوس ُ
"زهير هو الشاعر" وٌ خبر ال نعتٌ .وهو يُفيدُ الكالم ضربا ً من التوكيد ،نحو: بأن ما بعدَه ٌ األمر َّ
الكاتب".
َ "ظننتُ عبدَ هللا هو
ُّ
حرف ال محل له من اإلعراب ،على األصح من اقوال النحاة .وصورته كصورة َّ ٌ وضمير الفصل
ب ما هو له ،إال أنه ليس ِّإياها. س
ِّ َ ِّ ح ب فها َصر
ُّ ت ف تصر
َ َّ ُ ي وهو المنفصلة. الضمائر
هن ،تاب ٌع لدخوله بينهما قبل وإن" وأخواتِّ َّ ظ َّن َّإن دخوله بين المبتدأ والخبر المنسو َختَي ِّْن ِّبـ "كانَ و َ ثم َّ
متأثر إعرابا ً بما يسبِّقه من العوامل ،ال ب ِّه. ٌ اإلعراب ،فيما بعدهُ
ُ ُ
حيث النسخ .وال تأثير له فيما بعدهُ من ِّ
الحق} ،وقال{ :إن ت ََرني ّ قيب عليهم} ،وقال{ :إن كان هذا هو الر َ قال تعالى{ :فلما ت ََوفيت َني كنتَ أنتَ َّ
أنا أق َّل منك ماالً وولداً"}.
الضمير في صورته .وسمي: َ ً
(وضمير الفصل حرف كما قدمنا ،وانما سمي ضميرا لمشابهته
(ضمير فص ٍل) ألنه يؤتى به للفصل بين ما هو خبر أو نعت .النك إن قلت" :زهير المجتهد" ،جاز َ
انك تريد اإلخبار ،وانك تريد النعت .فان أردت أن تفصل بين األمرين أول وهلة ،وتبين ان مرادك
االخبار ال الصفة ،أتيت بهذا الضمير لالعالم من اول األمر بأن ما بعده خبر عما قبله ،ال نعت له.
ثم ان ضمير الفصل هذا يفيد تأكيدَ الحكم ،لما فيه من زيادة الربط.
()84/1
ومن العلماء من يسميه عمادا" ،العتماد المتكلم أو السامع عليه في التفريق بين الخبر والنعت).
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )
ضمن العنوان ( أسماء االشارة )
المشار إليه حاضراً ،أو ُ سيَّ ٍة بالي ِّد ونحوها ،إن كان عين بواسطة إشارةٍ ِّح ّ اس ُم اإلشارةِّ :ما يدُ ُّل على ُم ٍ
غير حاضرة. ً
معنى ،أو ذاتا َ ً المشار اليه
ُ إشارة معنويَّة إذا كان
ين" :للمثنى ،المذكر ،و " ِّذ ْه وتِّهْ" :للمفرد ْ
"ذان َوت ِّ ِّ وأسما ُء اإلشارة هي" :ذا" :للمفرد المذكر ،و
َ
والء واولى" (بالم ِّدّ والقصر ،والمدُّ أفص ُح) :للجمع "تان وتَي ِّْن" :للمثنى المؤنث و "أ ُ ِّ ِّ المؤنثة ،و
ص َر والفؤادَ ،كل اولئكَ َّ
للعقالء ،كقوله تعالى{ :إن السم َع والب َ ِّ المذكر والمؤنث ،سوا ٌء أكان الجم ُع
كان عنه مسؤُوال} ،وقول الشاعر:
ْش بَ ْعد أولئكَ األَي َِّّام* ُ اللّوى * والعَي َ ناز َل بَ ْعدَ َم ْن ِّزل ِّة ِّ *ذُ ّم ْال َم ِّ
العقالء ،ويستعمل لغيرهم "تلك" ،قال هللا تعالى{ :وتلك األيا ُم نداولها ِّ يشار بها الى َ األكثر أن َ َّ
لكن
بين الناس}:
َين" .وقد "ذان َوذَ ِّّ
ين وت ِّّ ِّّ بالياء ،فتقول:
ِّ ويجوز تشديدُ النون في مثنّى "ذا وتا" .سوا ُء أكان باأللف أم
هاتين} ،بِّتشديد النون فيهما. ِّّ ي ِّبرهانان}" ،كما قرئ{ :إحدى ابنَت ّ ِّ قُرىء{ :فذانِّّكَ
ب ب ُهنا ،وإلى المتوسط ب ُهناك وإلى فيشار إلى المكان القري ِّ ُ خاص بالمكان، ٌّ أسماء اإلشارة ما هو ِّ ومن
ُ
البعيد بهنالك وث َّم.
حرف للتَّنبيه ،فيقال" :هذا وهذه وهاتان وهؤالء". ٌ هي التي "ها" ً ا كثير شارة اإل
أسماء ِّ
ِّ ومن
الكاف م َع
ُ حرف للخطاب ،فيقال" :ذاك وتِّيكَ " وقد تلحقهما هذه ٌ الكاف ،التي هي ُ تلحق "ذا وتي" ُ وقد
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الالّ ِّم فيقال" :ذلكَ و ِّتلك".
كاف الخطاب وحدها ،فيقال" :ذانِّكَ وتانِّكَ وأُولئكَ ".
وأوالء" ُ
ِّ َين
وتان وت ِّ
ِّ "ذان و ذَي ِّْن
ِّ ُ
تلحق وقد:
()85/1
واسم اإلشارة بضمير ال ُمشار إليه ،مثل" :ها أنا ذا ،وها أنت ِّ ويجوز أن يُفض َل بين (ها) التَّنبيهيَّ ِّة
بليغ
الكثير الواردُ في ِّ
ُ والء" .وهو أولى وأفص ُح ،وهو تان ،وها نحن أ ُ ِّ ذان ،وها نحن ِّ ذي ،وها أنتما ِّ
إن الوقتَ قد والء تحبُّونهم وال يُحبُّونكم} .والفص ُل بغيره قليلٌ ،مثل" :ها َّ ُ
الكالم ،قال تعالى{ :ها أنتم أ ِّ ِّ
كثير شائ ٌع.بكاف التَّشبيه في نحو( :هكذا) ٌ ِّ حان" والفصل
مراتب المشار إليه
كاف وال ال ٌم: ٌ
ب :قريبة وبعيدة ٌ ومتوسطة .فيُشار لذي القُربى بما ليس فيه ٌ ٌ ُ
ثالث َمراتِّ َ للمشار إليه
ِّ
الكاف وحدها :كاركبْ ذاك الحصانَ ،أو تِّيكَ ُ كأكر ْم هذا الرج َل أو هذه المرأة َ و ِّلذي الوسطى بما فيه
القلم ،أو تلك الدَّواة َ.
َ الكاف والالم معاً ،ك ُخ ْذ ذلكَ ُ الناقةَ ،و ِّلذي البُعدى بما فيه
فوائد ثالث
وتان" يستعمالن في حالة الرفع؛ مثل :جاء هذان الرجالن؛ وهاتان المرأتان"؛ و "ذين ِّ "ذان
ِّ ()1
وتين"؛ ومررت بهذين الرجلين وهاتين المرأتين" .وهما في حالة الرفع مبنيان على األلف ،وفي
الياء .وليسا معربين باأللف رفعا ً -وبالياء نصبا ً وجراً ،كالمثنى، حالتي النصب والجر مبنيان على ِّ
ألن أسماء اإلشارة مبنية ال معربة فمن العلماء من يعربها ،اعراب المثنى ،فلم يخطئ محجة
(ان) مشددة فقالوا انه جاء على {إن هذان لساحران} (في قراءة من قرأ ّ الصواب .أما قوله تعالىّ :
لغة من يلزم المثنى األلف في أحوال الرفع والنصب والجر.
(( )2ذه وته) :هما بسكون الهاء وكسرها :وإن كسرت فلك أن تختلس الكسرة ،وان تشبعها فتمدّها.
( )3كاف الخطاب :حرف ،وهو ككاف الضمير في حركتها وما يلحق بها من العالمات ،تقول" :ذاك
كتابك يا تلميذ ،وذاك كتابك يا تلميذة ،وذلكما كتابكما يا تلميذان ،ويا تلميذتان وذلكم كتابكم يا تالميذ،
كتابكن يا تلميذات". ّ ّ
وذلكن
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )
ضمن العنوان ( األسماء الموصولة )
()86/1
(صلةَ الموصول). ين بواسطة جملة تُذكر بعده .وتُس ّمى هذه الجملةُِّ : اإلس ُم الموصولُ :ما يَد ُّل على ُمعَ ٍ
واألسما ُء الموصولةُ قسمان :خاصة ومشتركة.
الموصول الخاص
حسب مقتضي الكالم. َ ث، ّ
فردُ وتُثنَّى وتُج َم ُع وتُذ ِّك ُر وتُؤنَّ ُ ُ ُ
األسما ُء الموصولة الخاصة ،هي التي ت ُ َ
ّ
ين) :للمثنى المذكر ،و (الذينَ ) :للجمع المذكر العاقل ،و وهي( :الذي) للمفر ْد المذكر( ،واللَّذان واللذ ِّ
َ ّ
َين) :للمثنّى المؤنَّث ،و (الالّتي واللّواتي والّالئي) -بإثبات تان واللّت ِّ
(التي) :للمفردة المؤنثة ،و (اللّ ِّ
للجمع ُمطلقاً ،سوا ٌء أَكان مذكرا ً أم مؤنثاً ،وعاقالً أم َ
غيره، ِّ الياء وحذفِّها -للجمع المؤنث ،و (األُلى): ِّ
تجتهدان،
ِّ تان
ِّ ّ والل تجتهد، التي ح
ُ وتفل جتهدون. َ ي ذين ّ وال تهدان
ِّ يج واللذان
ِّ ُ، ديجته الذي ُفح ي " ُ:
ل تقو
والالّتي ،أو اللّواتي ،أو الالّئي ،يجته ْدنَ .ويُفل ُح األلى يجتهدون .وتُفلح األلى يجته ْدنَ .واقرأ من الكت ِّ
ب
األلى تنف ُع".
(و "الّلذان واللتان" :تستعمالن في حالة الرفع ،مثل :جا َء اللذان سافرا ،واللتان سافرتا" .والذين
ّ ّ ّ ّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
واللتين :تستعمالن في حالتي النصب والجر ،مثل" :أكرمت اللذين اجتهدا ،واللتين اجتهدتا ،وأحسنت
الى اللذين تعلما ،واللتين تعلمتا" وهما في حالتي الرفع مبنيان على األلف ،وفي حالتي النصب والجر
مبنيان على الياء .وليستا معربتين باأللف رفعا ً ،وبالياء نصبا ً وجراً ،كالمثنى ،ألن األسماء
الموصولة مبنية ال معربة ،ومن العلماء من يعربها ِّإعراب المثنى .وليس ببعيد عن الصواب).
بالياء .وقد قُريء" :والّ ِّّ
لذان يأت ِّيانِّها ِّ النون في مثنى (الذي والتي) ،سوا ٌء أكان باأللف أم ٍ ُ
ويجوز تشديدُ
ّ
منكم" ،كما قُريءَ { :ربّنا ِّأرنا اللذَي ِّّْن} ،بتشديد النُّون فيهما.
العقالء .ومن استعماله للعاقل وغيره قول الشاعر: ِّ الذكور
ِّ وأكثر ما يُستع َم ُل (األُلى) لجمع
ُ
()87/1
()88/1
()89/1
اسم موصو ٍل إال بشرطٍ أن تق َع بعد ( َم ْن) أَو "ما" االستفهاميَّتين؛ وأن ال يُرادَ بها ال تكونُ (ذا) َ
ُ
اإلشارة َ ،وأن ال تُجع َل م َع " َم ْن" أو "ما" كلمةً واحدة ً لإلستفهام .فإن أريد بها اإلشارة مثل" :ماذا
علت م َع " َم ْن" أو
فهي اس ُم إشارة .وإن ُج ْ التواني؟ َم ْن ذا القائم؟" أي :ما هذا التواني؟ من هذا القائم؟ َ
"ما" كلمةً واحدة ً لإلستفهام ،مثل" :لماذا أَتيتَ ؟" ،أيِّ :ل َم أَتيتَ ؟ وقوله تعالىَ { :م ْن ذا الذي يَشف ُع ِّعندَه
استفهام.
ٍ اسم
إال بإِّذنِّ ِّه؟} .كانت م َع ما قبلها َ
ْ َ ً ً
وقد تق ُع "ذا" في تركيب تحتمل أن تكونَ فيه موصوليَّة وما قبلها استفهاما ،وأن تكونَ م َع " َمن" أو
"كلمةً واحدة ً لإلستفهام ،نحو" :ماذا أَنفقتَ ؟" إِّ ْذ يجوز أن يكون المعنى" :ما أَنفقتَ ؟ وأَن يكون" :ما
الذي أَنفقتَهُ؟".
ابع ،فإن جعلت "ذا" م َع " َم ْن" أَو "ما" كلمة واحدة ً لإلستفهام ،قلتَ " :ماذا ويظهر أثر ذلك في الت َّ ِّ
ُ َ
أَنفقتَ ؟ أَدرهما ً أَم ديناراً؟" و " َم ْن ذا أَكرمتَ ؟ أ َ ُزهيرا ً أم أ َخاهُ؟ ،بالنصب .وإن جعلتَ "ما" أَو " َم ْن"
زهير أَم أَخوهدينار" و " َم ْن ذا أَكرمتَ ؟ أ َ ٌ ٌ لإلستفهام ،و "ذا" ،موصوليَّة ،قلتَ " :ماذا أَنفقتَ ؟ أَدره ٌم أم
بالرفع".
َ ٌ
إلستفهام و "ذا" موصوليَّة قو ُل لبيدٍ: وم ْن َج ْع ِّل "ما" ل ِّ ِّ
وباطلُ*
ِّ ضال ٌلالن المر َء :ماذا يُحا ِّو ُل * أنَحبٌ فَيُقضى؟ أ ْم َ َ
*أال تَسْأ ِّ
(اي) الموصولية
ُ
بلفظٍ واحد للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع .وتستعمل للعاقل ٍ تكونُ ُ ي" الموصوليَّة "أ ٌّ
وغيره.
ي مجتهد ٌ ،وأَكرمتُ مبنيوِّ ،إال (أيًّا) هذه ،فهي َمعربَة بالحركات الثالث ،مثل" :يُفل ُح أ َ ُّ ٌ واألسما ُء كلها
ي ٍ هم مجتهدون". أَيًّا هي مجتهدةٌ ،وأحسنتُ إلى أ ّ
َ َ
()90/1
()91/1
الخاص أن يكون مطابقا ً لهُ إفرادا ً وتثنيةً وجمعا ً وت َذكيرا ً ّ الضمير العائ ِّد إلى الموصول ِّ ط في ُشتر ُ
وي َ
ين كتبا ،واللتّين كتبتا ،والذينَ كتبوا ،والالَّتي كتبت ،والَّلذَ ِّ ْ كتب ،والتي
كر ِّم الذي َ وتأنيثاً ،تقول" :أ َ ِّ
كتَبْنَ ".
َذكره
فردهُ وت ُ لفظ الموصول ،فَت ُ ِّ المشترك ،فلك فيه وجهان :مراعاة ُ ِّ َ أما الضمير العائدُ إلى الموصول
ً
األكثر ،ومراعاة ُ معناهُ فَيطابقُه إفرادا ً وتثنية وجمعا ً وتذكيرا ً وتأنيثاً ،تقول" :ك ّر ْم ُ مع الجميع ،وهو
َّ
"كر ْم من هذبَكَ ،ومن هذباك ،ومن َّهبَتاكَ ، َّ من هذَّبكَ " ،للجميع ،إن راعيتَ لفظ الموصول ،وتقولّ :
َ
ومن هَذبوك ،ومن هذَّبْنك" إن راعيتَ معناهُ.
كثير .ومنهاعتبار المعنى .وهو ٌ ُ اللفظ ،وفي اآلخر
ِّ اعتبار
ُ ضميران جاز في األول ِّ وإن عاد عليه
الضمير في
َ َ ّ
قوله تعالى{ :ومنَ الناس من يقول آمنا باهلل وباليوم اآلخر ،وما هم بؤمنين} ،فقد أعاد
الضمير في قوله{ :وما هم بمؤمنين} جمعاً. َ "يقول" على "من" مفرداً ،ثم أَعاد عليه
ظ ،ومنه قوله تعالى{ :ومنهم َم ْن يشتري لَ ْه َو الحديث} ،فأفرد ظ ،ثم المعنى ،ثم اللف ُ ُعتبر فيه اللف ُ
وقد ي ُ
هين" ،فجم َع اسم اإلشارة .ثم قال{ :وإذا تُتلى عليه آياتُنا}، ُ
الضمير .ثم قال" :أولئك لهم عذاب ُم ٌ
فأفردَ الضمير.
رفع مثل: ب موقعه في الكالم ،فتارة يكون في مح ّل ٍ ومح ُّل الموصو ِّل من اإلعراب يكون على حس ِّ
الخير" .وتارة ً يكون في َ َ
ب مثل" :أحبِّبْ من يُحبُّ {قد أَفل َح َم ْن ت َز ّكى} .وتارة ً يكون في مح ّل نص ٍ
جر ،مثلُ " :ج ْد بما ت َِّجد ُ". محل ٍ
ستتر يعودُ إلى بارز أو ُم ٍ ضمير ٍ ٍ ً ً ً
ويُشت َرط في صلة الموصول أن تكون جملة خَبرية ُمشتملة على ُ
الضمير (عائداً) ،لعَوده عل الموصو ِّل .فمثال الضمير البارز" :ال ت ُعاشر ُ الموصول .ويسمى هذا
نكر" ومثال الضمير المستتر" :صاحبْ من يدُلك على الخير". سِّنون لك ال ُم َ الذينَ يُ َح ّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()92/1
تحقق مضمونها على النطق بها .فاذا قلت" :كرمت المجتهد ُ (والمراد بالجملة الخبرية :ما ال يتوقف
اإلخبار به .فما كان كذلك من الجمل ص ّح وقوعه صلةً َ أو سأكرمه" فتحقق اإلكرام ال يتوقف على
تحقق مضمونها على النطق بها ،فال تقع صلة ُ للموصول .أما الجمل اإلنشائية ،وهي :ما يتوقف
للموصول ،كجمل األمر والنهي والتمني والترجي واالستفهام ،فان قلت( :خذ الكتاب) ،فتحقق أخذه ال
يكون إال بعد األمر به .أما الجملتان :الشرطية والقسمية ،فهما إنشائيتان ،ان كان جوابهما إِّنشائيا ً
خبرياً ،مثل" :إن مثل" :إِّن اجتهد علي فأكرمه ،وباهلل أكرم المجتهد" ،وخبريتان إن كان جوابهما ِّ
َّ
ألكرمن المجتهد". كرمته ،وباهلل اجتهد علي َّ
فوائد ثالث
يجب أن تق َع صلةُ الموصول بعده ،فال يجوز تقديمها عليه .وكذلك ال يجوز تقدي ُم شيءٍ منها عليه ُ ()1
ألن الظرف اليوم"َّ ، َ ُكرمون غداً" .بل يقال" :الذين اجتهدوا "اليوم الذينَ اجتهدوا ي ََ أيضاً .فال يقال:
هنا من متممات الصلة.
وأحسن إلى َم ْن في دار ْ "أكرم َم ْن عنده أدبٌ ،
ِّ وجارا ومجروراً ،مثل: ًّ ( )2تقع صلةُ الموصو ِّل ظرفا ً
استقر أو ُو ِّجدَ في
َّ استقر أو ُو ِّجدَ عنده أدبٌ ،ومن
َّ "من
فإن التقديرِّ : العجزة" ،ألنهما شبيهتان بالجملةَّ ،
متعلقان بفعلها.
ِّ والظرف
ّ ِّ الجر
ّ دار العجزة" .والصلة في الحقيقة إنما هي الجملة المحذوفة ،وحرف
َ
التباس كقوله تعالى{ :ذ ْرني ٌ الضمير العائد إلى الموصول ،إن لم يقع بحذفه ُ ( )3يجوز أن يُحذَ َ
ف
قاض} ،أي قاضيه ،وقولهم" :ما أنا بالذي ٍ {فاقض ما أنتَ
ِّ و َم ْن خلقتُ وحيداً} ،أي :خلقتهُ ،وقوله:
قائ ٌل لك سو ًءا ،أي :بالذي هو قائلٌ.
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )
ضمن العنوان ( أسماء االستفهام )
()93/1
()94/1
()95/1
(فان كان المراد بمن يهدي شخصا ً معهوداً ،وبما تبلغ أمرا ً معهوداً ،كانتا موصولتين ،وإن كان
المراد شخصا ً ما هادياً ،وأمرا ً مبلغاً ،كانتا نكرتين موصوفتين).
فجزم قو ٌم بأنها موصوفةٌ ،وجماعةٌ بأنها موصولةٌ.
َ الناس َم ْن يقول :آمنَّا"
ِّ وأما قوله تعالى" :ومن
ٌ ْ َّ َ
ي" :إن قدرتَ (أل) أي( :في الناس) للعَهدِّ ،فموصولة ،أو للجنس، أقرب .وقال الزمخشر ُّ
ُ واألول
فموصوفةٌ".
المعرف بأل العهدية تعريفه معنوي كما هو لفظي ،فيناسبه أن تجعل "من" موصولية ،ألن ّ (يريد أن
المعرف بأل الجنسية فتعريفه لفظي ،وهو في
ُ تعريف ما تسبقه "أل" العهدية .وأماٌ معرف
ٌ الموصول
معنى النكرة ،فيناسبه أن تجعل "من" معه نكرة موصوفة).
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(متى) االستفهامية
تذهب؟" ،قال ُ ومتى ؟ أتيتَ متى " نحو: ستقبل، مُ وال الماضي مانين: َّ
الز عن به ُستفهم ظرف ي
ٌ متى:
اسم شرطٍ جازماً؛ كقول الشاعر: نصر هللا؟} ويكون َ ُ تعالى{ :متى
ْ
أضع ال ِّعمامةَ ت َ ْعرفُوني* ع الثَّنايا * متى طالّ ُ *أنا ابنُ َجال ،و َ
ِّ
(أين) االستفهامية
ظرف يُستفهم به عن المكان الذي ح َّل فيه الشي ُء ،نحو" :أين أخوكَ ؟ أينَ كنتَ ؟ أينَ تتعلَ ُم؟". ٌ أين:
الشيء ،نحو" :من أينَ قَدِّمتَ ؟!".
ِّ ُروز
سؤاال عن مكان ب ِّ ً "م ْن" كان ُ وإذا سبقته ِّ
ً
وإن ت َظ َّمنَ معنى الشرط جزم الفعلين ُملحقا بِّـ "ما" الزائدة للتوكيد ،كقوله تعالى{ :أينما تكونوا
َجلس أ َ ْ
جلس". يُدرك ُكم الموتُ } ،أو مجردا ً منها ،نحو" :أينَ ت ْ
(أيان) االستفهامية
غير،
الزمان المستقبل ال ُ ويقارب معنى "متى" .ويُستفهم به عن َّ ُ ظرف بمعنى الحين والوقت. ٌ أيَّانَ :
سفرك؟ وأكثر ما يُستعمل في مواضع التَّفخيم أو ي وقت سيكونُ ُ سافر؟" أي :في أ ّ نحو" :أيَّانَ ت ُ ُ
الجزاء
ِّ ت سيكونُ يو ُم الدين ،أي :يو ُم ي وق ٍالتَّهويل ،كقوله تعالى{ :يَسأ ُل أيَّانَ يو ُم ال ِّدّين؟} أي :في أ ّ
على األعمال ،وهو يو ُم القيامة.
()96/1
مجردة ً عنها ،نحو:َّ الفعلينُ ،مل َحقةً بـ (ما) الزائدة ،أوِّ وقد ت َتض َّمنُ "أيَّانَ " معنى الشرط :فتجزم
"أيَّانَ ،أو أيَّانَ ما ت َجته ْد تَنجحْ ".
(كيف) االستفهامية
"كيف أنتَ ؟" ،أي :على أيَّة حال ٍة أنتَ ؟. َ كيف :اس ٌم يُستفه ُم به عن حال ِّة الشيء ،نحو: َ
{كيف تكفرون باهلل!} ،أو معنى النفي واإلنكار ،نحو: َ ب ،كقوله تعالى: َّ
ب معنى التع ُّج ِّ شر ُ ُ
وقد ت َ
ُ
{وكيف تكفرون! وأنتم تتلى عليكم آياتُ هللا، َ "كيف افع ُل هذا!" ،أو معنى التوبيخ ،كقوله تعالى: َ
وفيكم ورسولهُ}.
خبر عما بعده ،إن وقع قبل ما ال يُستغنى ي على الفتح ،ومحلُّهُ من اإلعراب ،إما ٌ (كيف) :اس ٌم مبن ٌّ َ و
ظ َّن" وأخواتها ،ألنه في األصل وكيف كنتَ ؟" ومنه أن تق َع ثاني مفعول ْي " َ َ "كيف أنتَ ؟ َ عنه ،نحو:
النصب على الحال مما بعدهُ ،إن وقع قبل ما يُستغنى عنه، ُ األمر؟" .و ِّإما
َ ُ
"كيف تَظ ُّن َ خبر ،نحو: ٌ
النصب على المفعوليَّ ِّة ال ُمطلق ِّة ،كقوله تعالى:ُ ي حا ٍل جاء؟ وإما "كيف جا َء خالدٌ؟" أي :على أ ّ َ نحو:
ي فع ٍل فعل؟ كيف فع َل ربُّكَ بأصحاب الفيل؟} ،أي :أ َّ {ألم ت ََر َ
ْ ْ ً
(كيف) معنى الشر ِّط ،ملحقة بِّـ (ما) الزائدة للتوكيد ،نحو" :كيفما تكن يكن قرينُك" ،أو َ وقد تتض َّمنُ
أجلس" .ومن النحاةِّ من يجز ُم بها ،كما رأيت (وهم الكوفيُّون). ُّ ْ تجلس
ْ غير ُمل َحق ٍة بها ،نحو" :كيف َ
جازم ،فالفعالن بعدها مرفوعان (وهم البصريُّون). ٍ غير ً
ومنهم من يجعلها شرطا َ ُ
(انّى) االستفهامية
كيف تفعلهُ؟ وبمعنى أنّى :تكونُ لإلستفهام ،بمعنى (كيف) ،نحو :أنّى تفع ُل هذا وقد نُهيتَ عنه؟" أيَ :
الشرط
ِّ نت معنى لك هذا؟ وإذا تض َّم ْ لك هذا؟} أي :من أينَ ِّ (م ْن أينَ ) كقوله تعالى{ :يا مري ُم أنّى ِّ ِّ
ظرف للمكان. ٌ أجلس" وهي ْ جزمت الفعلين ،نحو" :أنّى تجلس
(كم) االستفهامية
ً
ك ْم :يُستفهم بها عن َعدَ ٍد يُراد تعيينُه ،نحو :ك ْم مشروعا خيريًّا أعنتَ ؟" أي :ك ْم َعدَدُ المشروعا ِّ
ت
الخيرية التي أعنتها؟
(اي) االستفهامية
()97/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ي رج ٍل جا َء؟ وأيَّةُ امرأة جاءت؟" ،ومنه قوله تعالى{ :أيُّكم الشيء ،نحو" :أ ُّ
ِّ ُطلب بها تعيينُ
أي :ي ُ
ً
زادتهُ هذ ِّه إِّيمانا؟}.
ي رج ٍل يستق ْم ينجحْ ". وإذا ت َض َّمنت معنى الشرط جزمت الفعلين ،نحو" :أ ُّ
وقد تكون دالّةً على معنى الكمال ،وتُسمى "أيًّا الكماليّة" .وهي إذا وقت بعد نكرةٍ كانت صفة لها،
ً َ
ت الرجا ِّل .وإذا وقعت بعد معرف ٍة كانت حاالً ي رجل" ،أي :هو كام ٌل في صفا ِّ نحو" :خالدٌ رج ٌل أ ُّ
ي رجل" .وال تُستعمل ِّإال مضافةً :وت ُ ُ
طابق موصوفها في التذكير منها ،نحو" :مررتُ بعب ِّد ِّ
هللا أ ّ
والتأنيث ،تشبيها ً لها بالصفات المشتقّات ،وال تطابقه في غيرهما .ويجوز تركُ المطابقة فيهما.
الناس}.
ُ (أل) ُمل َحقةً ِّبـ (ها) التَّنبيهيّ ِّة ،نحو{ :يا أَيُّها
لنداء ما فيه ِّْ وقد تكونُ ُوصلةً
وقد تكون اسم موصول كما تقدم في الفصل السابق.
عربةٌ بالحركات الثالث ،إال إذا كانت موصوليةً ُمضافةً ومحذوفا ً ي) -في جميع أحوالها ُ -م َ و (أ ُّ
صلتها؛ كما أوضحنا ذلك في الفصل الذي قبل هذا. صدر ِّ
ُ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )
ضمن العنوان ( أسماء الكناية )
ث أو فع ٍل .وهي" :كم وكذا وكأي َّْن ألفاظ مبه َمةٌ يُكنّى بها عن ُمب َه ٍم من عدَ ٍد أو حدي ٍ ٌ هي
أسما ُء الكناي ِّةَ :
وكيْتَ وذَيتَ ".
ٌ
تعرف؟" وخَبريَّة ،وهي ما يكنى بها عن العدد الكثير على ِّج َهةَ اإلخبار، قـ (ك ْم) ،نحو" :ك ْم علما ً ِّ
ب عندي؟" ،أي :عندي كتُبٌّ كثيرةٌ. نحو" :ك ْم كتا ٍ
يوم كذا". و (كذا) :يُكنى بها عن عد ٍد ُمب َه ٍم ،نحو" :قلتُ كذا ،وفعلتُ كذا ،وعن المفردِّ ،نحو" :جئتُ َ
بالعطف ،نحو" :عندي كذا وكذا كتاباً" ،ويَ ِّق ُّل استعمالُها ُمفردة ،أو
ً ِّ والغالب فيها أن تُستع َم َل ُم َّ
كررة ً ُ
كررة ً بال عطف. ُم َّ
تعتبر كلمةً واحدةً.
ُ اآلن لكنها ، ةّ ِّ ي اإلشار "ذا" و ه ِّ شبيّ ت ال كاف
ِّ من ٌ ركبةم ل
ِّ ُ األص في وهي
()98/1
و (كأ ِّيّ ْن) :مثل "كم" الخبري ِّة معنًى ،نحو" :وكأ ِّيّ ْن من آي ٍة في السموات واألرض".
يٍ" :وألن التنوينَ قد صار جزءا ً من تركيبها ُك ْ
تبت وهي في األص ِّل ُمركبةٌ من كاف التَّشبيه و "أ ّ
ب أص ِّلها .ويُقا ُل فيها :كائِّ ْن" أيضاً،س ِّ كتب" :كأيٍ" بح َ بالنون .فهي اآلن كلمةٌ واحدةٌ .ويجوز أن ت ُ ُ
كقول الشاعر:
كلم* ب * ِّزيادتُه أو نَ ْق ُ
صهُ في الت َّ ِّ *وكائِّن ت َرى من صام ٍ
ت لك ُم ْع ِّج ٍ
(ولكم وكذا وكأين أحكام نذكرها في مبحث التمييز ،في الجزء الثالث من هذا الكتاب).
الن وفالنةَ عن أعالم و ( َكيْتَ وذَيْتَ ) :يُكنى بهما عن الجملة ،قوالً كانت أو فعالً ،كما يُكنى بفُ ِّ
العقالء .وقيلَ" :يُكنى بكيتَ عن جمل ِّة القو ِّل ،وبذَيْتَ عن جمل ِّة الفع ِّل".
أكثر ،نحو" :قلتُ كيْتَ وكيْتَ ،وفعلتُ ذيْتَ واألو ُل ُ
ّ رتين ،بالعطف أو بدونه. كر ِّستعمالن إال ُم ّ
ِّ وال ت ُ
و ْذيتَ ".
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )
ضمن العنوان ( المعرفة والنكرة )
()99/1
ذكر في الكالم ،كقولكَ " :جاءني ي :وهي ما سبقَ لمصحوبها ٌ (أل العهديةُ) :إما أن تكون للعهد الذِّّكر ّ ْ
الضيف" أي :الضيف المذكور .ومنه قولُه تعالى{ :كما أرسلنا إلى فِّرعونَ رسوال، َ ضيف ،فأكرمت ٌ
فعصى فرعونُ الرسولَ".
اليوم
َ اليوم" ،أي: َ ي :وهو ما يكونُ مصحوبُها حاضراً ،مثل" :جئتُ وإما أن تكون للعهد ال ُحضور ّ
الحاضر الذي نحن فيه. َ
بمجر ِّد
َّ الفكر ليهُ فينصرف
ُ ً ً
ي :وهي ما يكونُ مصحوبُها معهودا ذهِّنا، وإما أَن تكون للعهد الذهن ّ
حضر
َ طبك عهدٌ برج ٍل ،فتقول: األمير" ،وكأن يكون بينك وبينَ ُمخا َ ُ "حضر
َ ق به ،مثل: النُّط ِّ
الرج ُل" ،أي :الرج ُل المعهودُ ذِّهنا ً بينك وبين من تخاطبه.
ال الجنسية
لبيان الحقيقة.
ِّ ق ،أو(أل الجنسيّةُ)ِّ :إما أن تكون لإلستغرا ِّ ْ
جميع أفرا ِّد الجنس .وهي ما تشم ُل جمي َع أفرادِّه ،كقوله تعالى: ِّ واإلستغراقيّةُ ،إما أن تكون إلستغراق
{و ُخلِّقَ اإلنسانُ ضعيفاً} ،أي :ك ُّل فر ٍد منه:
ت الرجال. جميع خصائص ِّه ،مثل" :أنتَ الرجلُ" ،أي :اجتمعت فيكَ ك ُّل صفا ِّ ِّ وإما إلستغراق
ع (ك ٍّل) موقعَها ،كما رأيت. ُ
(أل" اإلستغراقية أن يَصل َح وقو ُ وعالمةُ ْ
ظر ع ّما بقطع الن ِّ ِّ لبيان الحقيقة :هي التي تُبينُ حقيقة الجنس وماهيّته وطبيعت َه، ِّ (أل) ،التي تكونُ و ْ
"الم الحقيق ِّة والماهيّ ِّة َّ
يَصد ُق عليه من أفراده ،ولذلكَ ال يص ُّح حلو ُل (ك ٍّل) َمحلها .وتسمىَ : ُ
إنسان
ٍ ُّ
،وليس كل مدركٌ ناطق" ،أي :حقيقته أنهُ عاق ٌل ٌ ٌ
حيوان والطبيّعي ِّة" ،وذلكَ مثل" :اإلنسانُ
تفوق ِّب َجلدِّها ُ النساء َمن ِّ أصبر من المرأَة" ،فليس ك ُّل رج ٍل كذلك ،فقد يكون من ُ الرج ُل
كذلك ،ومثلَّ :
منظور بها إلى جميع أفرا ِّد الجنس ،بل إلى ٍ غير
فأل هُنا لتعريف الحقيق ِّة َ وصبرها كثيرا ً من الرجالْ .
حيث هي. ُ ماهيَّته من
()100/1
()101/1
القطر) أن تكون نعتا ً للعصفور ،وفي ُ (فيجوز في جملة (يسبني) أن تكون نعتا ً للئيم ،وفي جملة (بلله
(أل) الجنسية في معنى س ّل نظامها) أن تكون نعتا ً لجمانة البحري .باعتبار أن مصحوب ْ جملة ( ُ
ب إياي ،وفي الثاني" :كما انتفض عصفور بلل القطر النكرة .ويكون التقدير في األول :على لئيم سا ٍ
ً
إياه" .وفي الثالث" :كجمانة بحري مسلول نظامها" .ويجوز أن نجعل هذه الجمل حاال من
بأل الجنسية .ويكون التقدير" :على اللئيم سابا ً المذكورات ،باعتبار تعريها اللفظي ،ألنها محالّة ْ
إياي" ،وكما انتفض العصفور باالً القطر إياه" :وكجمانة البحري مسلوالً نظامها").
أل الزائدة
عريف:
َ "أل" ،فال تُفيدُ الت ّقد تُزادُ ْ
فار ُق ما ت َص َحبُه ،كزيادتها في األعالم التي قارنت وضعَها: ً
وزيادتُها إما أن تكون الزمة ،فال ت ُ ِّ
األسماء الموصولة :كالذي والتي ونحوهما ،ألن سع ،وكزيادتها في ت والعُ َّزى وال َّ َ كلالّ ِّ
ِّ س َم ْوأ ِّل واليَ ِّ
بأل على األص ّح .وأما "اآلن" فأرج ُح األقوا ِّل أَن "أ َ ْل" فيه تعريف الموصو ِّل إنما هو بالصلة ،ال ْ َ
ي على الفتح ،لتض ُّمنه ي .وهو مبن ٌّ لتعريف ال ُحضور ،فهي للعه ِّد الحضور ّ ِّ ً
ليست زائدة ،وإنما هي ْ
الحاضر.
ُ ألن معنى "اآلنَ " :هذا الوقتُ سم اإلشارةّ ، معنى إِّ ِّ
ح المعنى للم
ٍ ْ ِّ ل أص عن ة
ِّ المنقول األعالم بعض في كزيادتها الزمة، غير
َ هاُ ت زياد تكون وإما أن
ي ،أي :لمالحظ ِّة ما يَتض َّمنُهُ األص ُل المنقو ُل عنهُ من المعنى ،وذلك كالفض ِّل والحار ِّ
ث األصل ّ
َ
حذف "أ ْل" منها.
ُ ُ
ويجوز والنُّعمان واليَمام ِّة والولي ِّد والرشي ِّد ونحوها.
ُقاس عليه ب من ذلك ال ي ُ صال ُح :فما وردَ عن العر ِّ سماعيّة ،فال يُقال ال ُمح َّمدُ والمحمودُ وال ّ وزياد ُتها َ
غيره.
ُ
()102/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(أل) على غير ما سمعت زيادتها عليه من األعالم المنقولة عن (كذا قال النحاة .وال نرى بأسا ً بزيادة ْ
اسم جنس أو صفة ،إذا اريد بذلك اإلشارة إلى األصل المعني فما جاز لهم من ذلك لمعنى أرادوه،
يجوز لنا لمعنى كالذي أرادوه .فيجوز لنا أن نقول فيمن اسمه صالح" :جاء الصالح" ،نلمح في ذلك
معنى الصالح في المسمى).
علم لم يُسمع دُخولها عليه في غير الضَّرورة .كقول وقد تُزاد "أ َ ْل" اضطراراً ،كالداخل ِّة على ٍ
الشاعر:
ُ
الخالق ِّة كا ِّهلهُ* َ ً
باركا * شَديدا بأعباءٍ ِّ ً الوليدَ بنَ اليزي ِّد ُم َ *رأيتُ َ
"أل" على (يَزيد) لضرورة الشعر ،وهي ضرورة قبيحة ،وكقول اآلخر: فأدخ َل ْ
َ
ت األ ْوبَ ِّر* *ولَقَ ْد َجنَ ْيت ِّك أك ُمؤً ا و َعساقِّال * ولقد نَ َه ْيت ِّك َعن بَنا ِّ
ُ ْ َ َ ْ ُ
وإنما هي :بناتُ أوبَ َر ،وكالدَّاخل ِّة على التمييز .كقوله:
س يا قَي ُ
ْس َع ْن َع ْم ِّرو* وطبْتَ النَّ ْف َ صدَ ْدتَ ِّ ، *رأَيتُكَ ل َّما أ َ ْن َع َر ْفتَ و ُجوهَنا * َ
"طبتَ نَ ْفساً ،ألن التمييز ال يكونُ إالَّ نكرة. واألصلُِّ :
(ال) الموصولية
سم موصو ٍل ،بلفظٍ واح ٍد للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث ،وهي الداخلة وقد تكونُ ْ
(أل) ِّإ َ
كر َم ضيفَه،"أكر ِّم ال ُم ِّ
ِّ الجنس ،نحو:ُ على اسم الفاعل واسم المفعول ،بشرط أن ال يُرادَ بها العهدُ أو
كر َم ضيفُه" .أي :الذي يُكر ُم ضيفَهُ ،والذي يُ ْك َر ُم ضيفُهُ. وال ُم َ
حرف تعريفٍ ال موصوليّة. َ المظلوم" ،كانت
َ فإن أُريدَ بها العهدُ ،نحو" :ان ُ
ص ِّر
فصلَتُها الصفةُ بعدَها ،ألنها في قُ َّوة الجملة ،فهي ِّشبهُ ُجملةٍ :لداللتها على وإن كانت موصوليّة ِّ
كر َم أبوه ضيفَهُ" مال
ِّ ُ ِّ "أكرم نحو: فالظاهر
ُ ً ار م ض
ُ َ م أو ً ا ظاهر ُ، ه َ ب نائ أو الزمان ،ورف ِّعها الفاع َل
ضيفه". المكر َم َ ِّ "أكرم
َ وال ُمض َمر ،نحو:
()103/1
صلَتهاِّ ،
وصلتُها جر ويظهر إعرابُها على ِّ (أل) ،فهي في ملح رفع أو نصب أو ّ عراب إنَّما هو ِّلـ ْ ُ واإل
ِّ
(أل) من اإلعراب. أثر مح ِّّل ْ ُ ُن َّ ه ما َّ ن إ يلحقنها، واتي َّ الل والجر
ُّ والنصب
ُ ع
ُ والرف لها. عراب
َ ال ِّإ
سنَ عطف الفع ِّل (أل) الموصوليَّ ِّة في قُ َّوة الفع ِّل ومرفوعهَ ،ح ُ صلَةً ِّلـ ْ وإ ْذ كانت الصفةُ الواقعةُ ِّ
ومرفوع ِّه عليها .كقوله تعالى:
سطنَ ب ِّه َج ْمعاً} ،وقول ِّهَّ :
{إن ْ ْ
صبْحاً ،فأث َ ْرنَ ب ِّه نَقعا ً فَ َو َ ت ُ ت قَدْحاً ،ال ُمغيرا ِّ وريا ِّ ضبْحا ً فَال ُم ِّ ت َ {والعاديا ِّ
سنا}. ً ً
ضوا هللاَ قَ ْرضا َح َ قر ُ َ
صدِّّقات وأ َ صدِّّقينَ وال ُم َّ ال ُم َّ
فأل الداخلة عليها (أما إن كانت الصفة المقترنة بأل صفة مشبهة أو اسم تفضيل أو صيغة مبالغةْ ،
ليست موصولية .وإنما هي حرف تعريف ،ألن هذه الصفات تدل على الثبوت فال تشبه الفعل من
حيث داللته على التجدد ،فال يصح أن تقع صلة للموصول كما يقع الفعل).
تعريف العدد بأل
واإلثنان والثالثةُ والعشرة". ِّ األسماء ،فيقال" :الواحدُ ِّ سائر
ُ ف
ُعر ُ
ف كما ي َّ ُعر ُ إن كان العدَدُ مفردا ً ي َّ
األو ُل فيقال: ف ُجز ُؤهُ َّ ُعر ُ و ِّإن كان مر َّكبا ً عديًّا ي َّ
عشر".
َ شر وال ِّت ّسعةَ "األحدَ َع َ
ّرهم ،وألفٍ ُ
ومئة الد ِّ بِّ ، ً
األقالم ،وستَّة الكت ِّ ِّ ً ف ُجز ُؤهُ الثاني ،مثل" :ثالثة ُعر ُ ً
وإن كان ُمركبا إضافيا ي َّ ً
آالف
ِّ األلف ،وسبعة ِّ َمس مئ ِّة آخر مضافٍ إِّليه ،مثل" :خ ِّ عرفتَ َ ُ
ت اإلضافة ّ ِّينار" ،وإذا ت َعدَّد ِّ الدّ ِّ
الم الرج ِّل". ُ
درهم غ ِّ ِّ ألف
وست ِّ ّ ِّ دينار الرج ِّل، ِّ ألفَمس مئ ٍة ِّ الدرهم ،وخ ِّ
ِّ
ً
زءان معا .كالخمسة والخمسينَ رجال ،والستَ ً ِّ ف ال ُج ُعر ُ ً
وإن كان العددُ معطوفا ومعطوفا عليه ي َّ ً
والثمانينَ امرأةً.
(ومن العلماء من أجاز تعريف الجزءين في المركب اإلضافي فيقول" :الثالثة الرجال والمئة
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الكتاب").
المعرف باالضافة
َّ
()104/1
التعريف
َ فاكتسب
َ ِّكرها، باإلضافة :هو اس ٌم نكرة ٌ أُضيف إلى واحد من المعارف السابق ذ ُ ف ِّ عر ُ
ال ُم ّ
وكتاب الذي كانَ الغالم، هذا وكتاب
َ ،يّ عل وكتاب
َ كتابي، "حملتُ قولك: في "كاب" مثل: بإضافته،
كتاب من هو؟.
ُ ف الرج ِّل" .وقد كان قبل اإلضاف ِّة نكرة ً ال ي َ
ُعر ُ ب َّ هنا وكتا ِّ
المنادى المقصود
داء ،مثل" :يا رج ُل ويا تلميذُ" ،إذا ناديتَ رجالً المنادى المقصود :هو اس ُم نكرة ٌ قُصدَ تعيينُهُ بالنَّ ِّ
نكرتين،
ِّ ويبقيان في هذه الحالة
ِّ وتلميذاًََ ُمعيَّنين .فإن لم ت ُ ِّر ْد تعيينَ أح ٍد قلتَ " :يا رجالً ،ويا تلميذاً"،
بالنداء.
ِّ لعدم تخصيصهما
للنداء في تعريفها.ِّ فإن ناديتَ معرفةً فال شأنَ
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )
ضمن العنوان ( اسماء األفعال )
غير أنها ال تقبل عالمتَهُ .وهو ،إما أن يكون بمعنى اس ُم الفعل :كلمةٌ تد ُّل على ما يد ُّل عليه الفعلَُ ،
ف" ،بمعنى: الفع ِّل الماضي ،مثل" :هيْهات" ،بمعنى" :بَعُدَ" أو بمعنى الفعل المضارع ،مثل" :أ ُ ّ ٍ
أَت َض ّجر ،أو بمعنى فع ِّل األمر ،مثل" :آمينُ " ،بمعنى :استَجبْ .
ت ،وصهْ" بمعنى :اس ُك ْ ب ،و " َ ي" ،بمعنى :أع َج ُ "و ْ شتَانَ " بمعنى :افترقَ ،و َ أسماء األفعا ِّلَ " :
ِّ ومن
واتر ْك ،و "عليكَ " ،بمعنى :الزَ ْم ،و "اليكَ عني" ،بمعنى: ف ،و "بَلهَ" بمعنى :دَ ْع ُ ْ " َمهْ" بمعنى :انك ِّف ْ
ْ ُ
القلم" أي :خذهُ. ْ
الكتاب" ،بمعنىُ :حذهُ ،و "ها وهاكَ وها َء َ َ تنَ ّح عني ،و "إليك
صهْ" ،للواحد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث ،إال َ " فنقول: للجميع. ً ةواحد ً ةصيغ واس ُم الفعل يلزم
س ِّك ،وعلي ُكما وعليك نف َ
ِّ سكَ ،
المخاطب :فتقول" :عليكَ نف َ ُ كاف الخطاب ،فيراعى فيه ما لحقتهُ ُ
وإليك عني ،و ِّإليكما عني ،و ِّإليكم عني، ِّ كن ،وإليكَ عني، س َّ َّ
وعليكن أنف َ سكم، سكما ،وعليكم أنف َ أنف َ
الكتاب".
َ َّ
وهاكن الكتاب،
َ الكتاب ،وهاك ُم
َ َاب ،وها ُكما وهاك الكت َ ِّ الكتاب
َ ليكن عني ،وهاكَو ِّإ ّ
()105/1
()106/1
ب إِّفراداً ،وتثنيةً وجمعا ً وتذكيرا ً ب المخاط ِّ ف بحس ِّ َتصر ُاسم الفعل المنقولَ ،ت َّ تلحق َ ُ والكاف؛ التي
وهاك ،وهاكما ،وهاكم، ِّ ، ُ َ َ وهاكَ ،نَّ ُ
ك ديْ و ور كم د ي
ْ
ُ َ َو ور كما، وتأنيثاً ،نحوَ َ ُ :كَ ُ َ َ ِّ ُ َ َ
د ي
ْ وور ، ك ديْ وور ، د ي
ْ و "ر
"ر َو ْيدَكَ وهاكَ " غير ليكن عني" .إال أنها في ُ وهاكن ،و ِّإليكَ عني ،و ِّإليكما عني ،و ِّإليكم عني ،و ِّإ َّ ْ
َص ْر ُجزءا ً من الكلمة ،لذا الزمة ،ألن النقل عن المصدر أو حرف التنبيه وقع ُم َج َّردا ً عنها ،فلم ت ِّ
الكتاب" .أما فيِّ " :إليكَ ودُونكَ " ونحوهما من َ "ر َو ْيدَ أخاكَ وها يجوز انفكاكها عنهما ،فتقولُُ :
ألن النقل قد وقع فيه مصحوبا ً بها فصار و ِّإياها كلمةً جر أو ظرفٍ فهي الزمة لهَّ ، المنقول عن حرف ٍ ّ
األمر ،لذا ال يجوز انفكاكها عنه ،كما جاز في ُر َو ْيدَكَ وهاكَ ". ُ واحدة ً يُراد بها
ب
س ِّ
فتتصرف بح َ
َ الكاف،
ُ جردَ من الكاف ،فتكونَ بلفظٍ واح ٍد للجميع ،وأن تلحقها ُ
ويجوز في "ها" أن ت َّ
ُ
تتصرف همزتها ،فيُقال: َّ المخاطب .ويجوز أن يقال فيها" :ها َء" ،بلفظٍ واح ٍد للجميع .واألفص ُح أن
"هاء" للواحدة ،و "هاؤماً" ،للمثنى ،و "هاؤ ْم" ،لجمع الذكور ،و "هاؤُن" لجمع
َّ ِّ "ها َء" ،للواحدِّ ،و
فاقر ُؤهُ. ُ َ هذو خُ أي: ْ}، ه ي
ْ ِّ ب كتا ا اقرؤو
ُ م
ُ ؤُ {ها تعالى: ُ هاإلناث ،ومنه قول
ب ال محل له من اإلعراب علىاألصح .وفي "إليك وعليك حرف خطا ٍ ٌ (والكاف في "رويدك وهاك": ُ
ودونك" ونحوها ال إعراب لها على الصحيح ،ألنها صارت جزءا ً من الكلمة ،وجزء الكلمة ال
ِّإعراب له :فاإلعراب إنما هو لهذه الكلمة برمتها).
لألمر ،وال يأتي لغيره .وأما ال ُمرت َج ُل ِّ كرويدَ ،والمعدولَُ :كنزا ِّل ،ال يأتي ِّإال واس ُم الفع ِّل المنقولُُ :
افترق،
شتانَ ،بمعنىَ : ّ األكثر .وقد يأتي للماضي :ك َ ْ ف ،وهو فيأتي لألمر :ك َمهْ ،بمعنى :ان َك ِّف ْ
أعجب.
ُ ي" ،بمعنى: "و ْ وللمضارع ،مثلُ :
ي. وما كان منه منقوالً أو مرتجال ،فهو سماع ّ
ً
()107/1
تصرف: جر ٍد تا ٍ ّم ُم ّ ي ٍ ُم َّي يُبنى على وزن "فَعا ِّل" ،من كل فع ٍل ثالث ّ وما كان منه معدوالً ،فهو قياس ّ
دار"، راك" بمعنى :أَد ِّْر ْك ،و "بَ ِّ ي ِّ نحو" :دَ ِّ ذار .وشذَّ مجيئُهُ من َمزي ِّد الثالث ّ ب ونَزا ِّل و َح ِّ ضرا ِّ َكقتا ِّل و َ
بمعنى :باد ِّْر.
اسم الفعل الماضي والمضارع واألمر
أسماءاألفعال أيضا ً على ثالثة أنواع:
سرعانَ ) شكانَ و ُ ماض :وقد وردَ منه ( َهيْهاتَ ) ،أي :بَعُدَ ،و (شتّان) ،أي :افترقَ ،و ( ُ ٍ اس ُم فع ٍل
ىء.
الطاء) ،أي :أب ِّْط ِّ ِّ الباء وكسرها وسكون ع ،و (بُطآنَ ) بض ِّ ّم ِّ ث َّأولهما) ،أي :أسر َ (بتثلي ِّ
ف ،أي :أتض ّج ُر ،و "واَ ،وواهاً، ُ
"أتو َّج ُع" ،وأ ّ ٍ "أو ْه وآهِّ" :أيَ : واس ُم فع ٍل مضارعٍ :وقد وردَ منه َّ
خ) ،أي :أَستحسنُ و (بَ َج ْل) أي :يكفي. ب( ،وبَ ٍ وي" ،اي :أَتع ّج ُ َو ْ
ْ
"ر َو ْيدَ" أي" :أم ِّهل" ،و ف ،و ُ صهْ" أي :اسكت ،و " َمهْ" ،أي :انك ِّف ْ ْ ُ أمر :وقد وردَ منه " ّ واس ُم فع ِّل ٍ
سكَ وبنفسِّكَ " ،أي: الكتاب" ،أي :خذهُ ،و " َعليكَ نف َ ُ َ "ها ،وها َء ،وهاكَ ،ودُونَكَ ،وعندَكَ ،ولدَيْكَ
امض في حديثكَ أو ِّ أي: "هِّ "إي و ،ُ ه ْ
ذ ُ
خ : أي
ْ "، الكتاب
َ الزَ ْمها ،و " ِّإليكَ عني" ،أي :تَنَ َّح ،و " ِّإليكَ
سرعاً ،و َحيَّه َل العلم" ،أيَ :هلُ َّم إلى ذلكَ وت َعا َل ُم ِّ الخير ،وعلى ِّ ِّ ي على الصال ِّة وعلى ِّزدْني منهُ ،و "ح َّ
األمر" ،أيَ :ع َّج ْل إليه ،و "باألمر" ،أي: ِّ أقبل عليه ،و " ِّإلى األمر" ،أي :ائت ِّه ،و "على األمر" ،أيْ : َ
استجبْ ،ِّ أي: " "آمينَ و )، لكَ ْتَ ي ه
َ :ً ا أيض ل ُ (ويقا ْ، ع أسر
ِّ أي: )، التاء
ِّ (بتثليث " ه
َيتَ و ّا ي "ه و به ل َع ِّ ّج ْ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
تأخر.
ْ "وراءكَ " ،أي:
ِّ ُت ،و "أما َمكَ " ،أي :تَقَدَّ ْم ،و
و "مكانَكَ " ،أي :اثب ْ
سلف.
َ ي كما ص ُر ،ألنه قياس ٌّ
أما المعدودُ منهُ فال يُح َ
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )
ضمن العنوان ( أسماء األصوات )
()108/1
ص َّحة ُ
حيث ِّ اسم الفع ِّل من ب به ما ال يَع ِّق ُل من الحيوان أو صغار اإلنسان ،وهو يُش ِّبهُ َ ط ُع يُخا َ نو ٌ
ً
سم فع ٍل ،ألنهُ ال يحم ُل ضميرا ،وال يق ُع في شيءٍ من تراكيب الكالم، اإلكتفاء به :وإنما لم يُجع ِّل إِّ َِّ
س (للبغل ،وغيرهما مما (للفرس)؛ و َعدَ ْ
َ َّ ً
بخالف اسم الفعل .وذلك ما كان موضوعا للزجر :ك َهال
َّ
تناول شيءٍ ،أو ليتقذ َر من شيءٍ ، لزجر الطف ِّل عن ُ ِّ وكسرها،
ِّ الكاف
ِّ يُز َج ُر به الحيوانُ ) ،و َك ْخ (بفتح
ُزجر ليمضي).ُوردُ الما َء ،أو ي ُ سأْ" للحمار الذي ي َ أو للدُّعاء كنِّ ْخ (للبعير الذي يُناخُ) ،و " َ
ق "لصوت الغُراب" ع يُحكى ِّب ِّه صوتٌ من األصوات المسموعة .كقَبْ ( ِّل َو ْق ِّع السيف" ،وغا ِّ ونو ٌ
صراخ على الميت" :ولذلك بُني نحو سيبويه ألنه مختو ٌم باسم ط ْق "لصوت الحجر"َ ،
وو ْب ِّه لل ُّ و َ
صوت.
ُني ألنه أشبهَ الحرف ال ُمه َم َل عنه العمل ،في كونه يُستعم ُل ال األسماء المبنيَّة .وقد ب َ ِّ النوعين من
ِّ وكال
عامالً وال معموالً.
ُصوتُ
ق" أو باسم ما ي َّ صاحب الصوت باسم صوته المنسوب إليه ،كما يُس ّمى الغُراب "غا ِّ ُ وقد يُسمى
لهُ به ،كما يُسمى البغ ُل " َعدَس" ،ومنهُ قو ُل الشاعر:
س* َ
س * على الذي بينَ الحمار والف َر ْ *إِّذا َح َملتُ بَدَني َعلى َعدَ ْ
س* بالي َم ْن َعدَا و َم ْن َجلَ ْ ُ
*فال أ َ
والمختار عندَ المحققين ،فتقول: ِّ ّ أيِّ :إذا حملته على البغل .وحينئ ٍذ يُحكى على بنائه ،وهو القياس،
ب ،فيقال" :رأيتُ عر ٍ ب لوقوعه موق َع ُم َ ُعر ُس" بالسكون .وقد ي َ ق" ،بالكسر" ،ركبتُ َعدَ ْ "رأيتُ غا ٍ
غاقاً ،وركبتُ َعدَساً".
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )
ضمن العنوان ( شبه الفعل من األسماء )
()109/1
وصيَ ُغ المصدر ،واس ُم الفاع ِّل ،واس ُم المفعو ِّل ،والصفةُ المشبّهةُ ِّ
باسم الفاع ِّلِّ ، ُ وهي تسعةُ أنواعٍ:
المكان ،وإس ُم اآلل ِّة.
ِّ مان ،وإسم المبالغة ،و ِّإس ُم التفضي ِّل ،و ِّإس ُم َّ
الز ِّ
المصدر وانواعه
أحرف فعل ِّه لفظاً ،مثلُ" :ع َ
لم َ جردا ً عن الزمان ،متض ّمنا ً ظ الدّا ُّل على الحدَثُ ،م َّ المصدر :هو اللف ُ
ُ
ّ
"و َعدَ ِّعدةً ،وسلم تسليماً".ِّف بغيره ،مثلَُ : عوضا ً ِّمما ُحذ َِّع ْلماً ،أو تقديراً ،مثلُ" :قات َل قِّتاالً" أو ُم َّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(فالعلم :مشتمل على أحرف "علم" لفظاً .والقتال مشتمل على ألف "قاتل" تقديراً ،ألن أصله "قيتال"،
بدليل ثبوت هذه الياء في بعض المواضع ،فنقول" :قاتل قيتاالً ،وضارب ضيراباً" وهذه اليا ُء أصلها
ع ّوضت منها تا ُء األلف في قاتل ،انقلبت يا ًء النكسار ما قبلها .والعدّة أصلها "الوعد" حذفت الواو و ُ
وعوض التأنيث .والتسليم أصله "السالم" .بكسر السين وتشديد الالم ،حذف أحدُ حرفي التضعيفّ ،
عوض
ٌ منه تا َء التفعيل ،فجاء على "تسالم" كالتكرار .ثم قلبوا األلف ياء ،فصار إلى "التسليم" .فالتاء
من ِّإحدى الالمين.
فان تضمن االس ُم أحرف الفعل ولم يدل على الحدث ،كالكحل والدهن والجرح (بضم األول في
الثالثة) ،فليس ،بمصدر .بل هو امس لألثر الحاصل بالفعل ،أي األثر الذي يحدثه في الفعل).
وان د ّل على الحدث ،ولم يتضمن كل أحرف الفعل ،بل نقص عنه لفظا ً وتقديرا ً من دون عوض ،فهو
اسم مصدر ،كتوضأ وضوءاً ،وتكلم كالماً ،وسلم سالماً ،وسيأيت الكالم عليه.
والمصدر أص ُل الفع ِّل ،وعنهُ يَصد ُُر جمي ُع المشتقّات.
ُ
ٍ متناع إو
ٍ ِّ كإكرام ه: َ قفو لما ومصدر
ٌ ٍ،
ة وهداي ير س
َ ٍ ك د:المجر
َّ ي
ّ الثالث ل
ِّ للفع مصدر
ٌ قسمان: وهو
ج.َدحر ٍ
وت ُ
يٍ" :كالحياةِّ والموتِّ" .وإما أن يكون مصدرا ً ميمياً: غير ميم ّوهو أيضاً ،إما أن يكون مصدرا ً َ
"كال َمحيا وال َممات".
مصدر الفعل الثالثي
ٌ ٌ
لمصادر األفعال الثالثية أوزان كثيرة ،وذلك:
()110/1
غ ْف ٍ
ران، مان ،و ُ وح ْر ٍ ور ْح َمةٍ ،ونِّ ْشدَةٍ وقُد َْوةٍ ،ودَع َْوى ،و ِّذ ْك َرى ،وبُ ْش َرى ،ولَي ٍ
ّان ِّ ش ْغ ٍلَ ، ص ٍر و ِّع ْل ٍم ،و َُكنَ ْ
سعا ٍل ،وزَ هادَةٍ، ب ،و ُب ،وإِّيا ٍ َ
س ِّرقةٍ ،وذها ٍ َ َ
ى ،و َغلبَةٍ ،و َ وصغ ٍَر ،وهُد ً قِّ ، ب ،و َخنِّ ٍ َ َ
قان ،وطل ٍ و َخفَ ٍ
ورةٍ،صي ُْر َ سؤْ دَدٍ ،و َجبَروتٍ ،و َ صهي ٍل ،و ُ َ َ
ودِّرايَ ِّة ،وبُغايَةٍ ،وكرا ِّهيَةٍ ،ود ُخو ٍل ،وقبو ٍل ،وصهوبةٍ ،و َ
وشَبيبَةٍ ،وت َ ْهلُ َكةٍ ،و َم ْد َخ ٍل ،و َم ْر ِّج ٍع ،و َمسْعاةٍ ،و َمحْ َمدٍ ،و َم ْح ِّمدَةٍ" ،يُقا ُل في ِّهما أَيضاًَ :محْ َمد ٌ و َم ْح َمدَةٌ.
ع ِّد َل بكثير من مصادرها عن هذا المجردة ،ثم ُ َّ ي لألفعال الثالثية المصدر األصل ُُّ و "فَ ْعلٌ" هو
كثير منها على هذا الوزن. وبقي ٌ
َ األصل،
ومما يَد ُّل على هذا أنهم إذا أرادوا بنا َء ال َم َّرةِّ والنوعِّ َرجعوا إليه ،فلم يَبنوهما من مصدر فِّعلهما .إال ِّ
سعال: فالمرة والنوع من الدُّخول والقيام وال ُّ َّ أنهم كسروا َّأو َل المصدر النَّوعي ،تمييزا ً له من ال َم َّرة.
س ْعلةٌ و ِّس ْعلةٌ".
ِّخلةٌ ،وقومةٌ وقِّيمةٌ ،و َ دَ ْخلةٌ َود ْ
المصادر الثالثية القياسية
ُ َ َ
ُقاس منها ما كان على وزن :ف ْع ٍل وفعَ ٍل ،وفعو ٍل، ي .وإِّنما ي ُ سماع ٌّالكثير منها َ
ُ المصادر المتقدمة،
َ َ َ
الن ،وفعا ٍل ،وفعي ٍل ،وفعُولةٍ ،وفعال ٍة وفِّعالةٍ. ُ وفِّعا ٍل ،وفَعَ ٍ
(والمراد بالقياس هنا اذا وردَ شي ٌء ولم يعلم كيف تكلموا بمصدره ،فانك تقيسه على هذا؛ ألنك تقيس
مع وجود السماع فقد ورد مصادر عدة مخالفة لهذا القياس ،فال يجوز العدول عنها ،كما ورد للفعل
الواحد مصدر عدة مخالفة لهذا القياس ،فال يجوز العدول عنها ،كما ورد للفعل الواحد مصدران أو
أكثر ،أحدهما قياسي ،وغيره سماعي ،غير جار على القياس .وأجاز الفراء أن يقاس مع وجود
السماع).
مصدرهُ على وزن" :فِّعا ٍل" كأبى إبا ًء ،ونَفَ َر ُ والغالب فيما د َّل من األفعال على امتناعٍ ،أن يكون ُ
نِّفاراً ،وش ََردَ ِّشراداً ،و َجم َح ِّجماحاً ،وأبقَ إباقاً.
()111/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
طوفاناً ،و َجا َل كطاف َ َ مصدره على "فَ ْعالَ ٍن": ُ ب ،أن يكون ب وتقلُّ ٍ وفيما د َّل على حرك ٍة واضطرا ٍ
َج َوالناً ،وغَلى غَلياناً.
سهُ دُواراً. ودار رأ ُ َ سعاالً ،وزَ َح َر ُزحارا ً سعَ َل ُ وفيما د َّل على داءٍ ،أن يكون مصدره على فُعا ٍل "ك َ
فاألو ُل مثلُ" :بغَمت الظبيةُ بُغاماً، َّ مصدره على فُعا ٍل أو فَعي ٍل"، ُ ت أن يكون ص ْو ٍ وفيما د َّل على َ
ضباحاً". ت الخي ُل ُ ضبَح ِّ و َ
ص َردُ صخيداً". صهيالً ،وص َخدَ ال ُّ الفرس َ ُ والثاني مثلُ" :ص َه َل
وأزت ال ِّقد ُْر أُزازاً، ً
راب نُعابا ونعيباَّ ، ً ب الغُ ُ رين لفع ٍل واح ٍد مثل" :نَعَ َ وقد يجتم ُع "فُعا ٌل وفعيلٌ" َمصدَ ِّ
مصدرهُ
ُ سير ،أن يكون الراعي بغنم ِّه نُعاقا ً ونعيقاً" .وفيما د َّل على ٍ صراخا ً وصريخاً ،ونعَقَ َّ صر َخ ُ و َ
البعير ذَميالً.
ُ ّ ً
كرح َل رحيال ،وذم َل على "فعي ٍل"َ : َ
ع ِّزراعةً، َ َ ر وزَ ، ً ة ياكحكحاكَ ِّ ٍ": ةعال ف
ِّ " على ه مصدر
ُ يكون أن ٍ، ة رف ح ِّ أو ة ٍ صناع وفيما د َّل على
فارةً.
سفَ َر بين القوم ِّس َ َجر ِّتجارةً ،وأ َم َر إمارةً ،و َ ط ِّخياطةً ،وت َ وخَا َ
فقياس مصدره "فَ ْعلٌ" أو "فَعَلٌ" أو "فُعولٌ" أو ُ فإن لم يدُ َّل الفع ُل على معنًى من المعاني المذكورة،
"فَعالةٌ".
كنصر نصراً ،وردَّ ردًّا ،وقا َل قوالً ،ورمى رمياً ،وغزا َ ي المتعدي: مصدر للفعل الثالث ّ ٌ فـ "فَ ْعلٌ":
وأمنَ أ ْمنًا. وفهم ف ْهماِّ ،ً َ غزواً، ْ
ت يَد ُه َّ
ى ،وشَل ْ ي َجو ً ً
الالزم من باب "فَ ِّعلَ" بكسر العين ،كفَ ِّر َح فَرحا و َج ِّو َ ِّ و (فَ ْعلٌ) :مصردٌ للثالث ّ
ي
شلَالً. َ
ً ُ
س ُجلوسا ،وقعدَ قعودا ،وسما ً َ
ي الالزم من باب "فعَل" ،بفتح العين .كجل َ َ مصدر للثالث ّ ٌ و (فعولٌ): ُ
فمصدر ُه
ُ ٍ،
ة صناع أو سير
ٍ أو ٍ
ت صو أو داءٍ أو ٍ،
ة حرك أو ٍ امتناع على منه َّ
ل د ما إال ا. مو
ًّ ُ ن ونما س ُم ًّوا، ُ
كما تقدَّم.
()112/1
()113/1
"أكرم إكراماً،
َ فمصدره على وزن "إفعال" نحو: ُ ( )1ما كان على وزن "أفعلَ" صحي َح العين،
وأوجدَ إيجاداً".
مصدره على (إقالةٍ) كإقام ٍة وإعان ٍة وإبانةٍُ ،حذفت ُ "أقام وأعانَ وأبانَ " جاء َ فإن اعتلَّت عينُه ،نحو:
ٌ
وإبيان". ٌ
وإعوان وعوض منها تاء التأنيث .واألصلُ" :إقوا ٌم عينُ المصدرَّ ،
ِّكر هللاضيف ،كقوله تعالى{ :ال تُلهيهم تجارة ٌ وال بي ٌع عن ذ ِّ َ ُ حذف هذه التا ُء من المصدر ،إذا أ وقد ت ُ ُ
وإيتاء الزكاةِّ}. ِّ وإقام الصالةِّ ِّ
المصدر همزةً :كإعطاءٍ وإهداءٍ ِّ لبت المهُ في ُ
وأولى" ق ْ وما كان منهُ ُمعت ُّل الالم مثلُ" :أعطى وأهدى ْ
وإيالءٍ .
ي" ،قلبت الواو والياء همزة. ي" ،وكذلك "عطا ٌء" أصله" :عطا ٌ ي وإيال ٌ "إعطاو وإهدا ٌ ٌ (واألصل:
لوقوعهما بعد ألف زائدة .قال في شرح القاموس" :العرب تهمز الواو والياء إذا جاءتا بعد ألفّ ،
ألن
الهمزة أحمل للحركة منهما ،وألنهم يستثقلون الوقف على الواو ،وكذلك الياء ،مثل" :الرداء"،
ي" اهـ .وسيأتي بسط ذلك في الكالم على (اإلبدال)؛ في الجزء الثاني من هذا الكتاب). وأصله" :راد ٌ
وقد يجي ُء "أفعلَ" على "فَعا ٍل" بفتح الفاء ،وتخفيف العين ،نحو" :أنبتَ نَباتاً ،وأعطى َعطا ًء ،وأثنى
مصدر ،ال مصد ٌر ،لنُقصان ِّه عن أحرف فعل ِّه. ٍ ثَنا ًء" ،فهذا اس ُم
غير مهموزها ،فمصدره على ً
( )2ما كان على وزن "فَعَّلَ" بتشديد العين مفتوحة -صحي َح الالمَ ،
ظم ت َعظيما ،و َعلَّم ت َعليماً". "ت َ ْفعيل" ،نحوَ " :ع َّ
ب ت َجربةً ،وفَ َّك َر ت َفكرةً ،وذ َّكر ت َذكرةً". وقد يجي ُء على "ت َ ْف ِّعلة" نادراً ،نحوَ :ج ّر َ
س ّمى وزَ ّكى" جاء مصدره على وزن "ت َ ْف ِّعلةٍ" كتوصي ٍة وتسمي ٍة صى و َ "و ّ فإن اعتلت المهُ ،نحوَ :
ع ّ ِّوض منها التاء. ياء "التفعيل" ،و ُ ف بحذف ِّ وتزكيةٍُ ،خ ِّفّ َ
وخطأ وهنّأ" فمصدره على (ت َ ْفعيل) وعلى (ت َ ْف ِّعلة) مثلُ" :تَجزيءٍ ّ "جزأ َ
ّ و ِّإن هُمزت ال ُمهُ ،نحو:
وت َجزئةً ،وتَخطيءٍ وت َخطئة ،وتهنيءٍ وت َهنئة".
ً ً
()114/1
العين مفتوحةً -قليالً ،فقالوا" :كلَمتُهُ ِّكالّماً"، ِّ الفاء وتشديد وسم َع مصدر (فَعَّل) على (فِّعَال) -بكسر ِّ
وفي التّنزيل{ :وكذَّبوا بآياتنا ِّكذَّاباً} ،أي :تكذيباً.
كر َر ت َكرارا ً وذَ ّك َر تّذكاراً ،و َحلقَّ"ردَّدَ ت َرداداًَ ،و َّ مصدره أيضا ً على (ت َ ْفعا ٍل) ،بفتح التاء ،نحوَ : ُ وجاء
مصدر فع ٍل قد أميتَ في االستعمال ،وهو ُ ً
ف ت َطوافا ،ومنه (التَّلعاب)، َ ً ً
ت َحالقا و َج َّوا َل ت َجواال ،وط َّو َ
ب).(لَعَّ َ
ظ وال يُقاس عليه. غير (التَّفعيل) يُحف ُ مصادر (فَعَّ َل على ِّ ِّ وردَ من وك ُّل ما َ
بكسر َّأول
ِّ وقياس مصدره أن يكون على (فِّعَّا ِّل)( .أي ُ وقد شذَّ َمجي ُء (التفعيل) مصدرا لفعَّلَ،
ً َّ
ماضيه ،وزيادة ألفٍ قب َل آخره) .وقد جاء على ال ِّفعّا ِّل (ال ِّكذَّ ُ
اب وال ِّكالَّ ُم).
(وكان هذا الوزن مستعمالً قديما ،ثم أميت باهماله ،فورثه "ت َفعال" بفتح التاء .وقد ورد منه ألفاظ:
كالتطواف والتجوال والتكرار والترداد والتذكار والتحالق .ثم أميت هذا الوزن أيضاً ،فورثه
(تفعيل) .وقد بقي هذا قياسا ً شاذا ً لمصدر (فَعّلَ) فالفعل (بكسر الفاء وتشديد العين) أصل للتفعال
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(بفتح التاء) وهذا أصل للتفعيل ،حذفوا من الفعل زائده( ،وهو احدى العينين)؛ وعوضوه من
كطوف تطوافاً ،ثم قلبوا ألف (التفعال) ياء المحذوف التاء المفتوحة في أوله ،فقالوا" :فعّل تفعاال"َّ ،
كطوف تطويفاً.
فقالوا" :فعّل تفعيال"ّ .
(فمثل" :سلّم تسليما" ،فالتسليم أصله "التّسالم بفتح" التاء .وهذا أَصله "السالّم" بكسر السين وتشديد
الالم ،بوزن "فعّال").
( )1ما كان على وزن (فاعلَ) فمصدره على (فِّعا ٍل و ُمفاعلة) نحو" :دافع دِّفاعا ً و ُمدافعة ،وجاوز
ِّجوارا ً و ُمجاورة".
وما كان منه ُمعت ُّل الالم ،مثلُ" :والى ورامى وهادى" ق ِّلبت ال ُمهُ في المصدر همزة ً ك ِّوالءٍ ِّ ،
ورماءٍ ،
وهِّداءٍ .
()115/1
س َر ويا َمنَ " ليس فيه وما كان فا ُؤهُ من هذا الوزن (يا ًء) يمتنع مجي ُء مصدره على (فعا ٍل) ،فنحو" :يا َ
سرة ،وال ُميامنة). إالَّ (الميا َ
مصدره على (فيعا ٍل) نادراً ،نحو" :قات َل قيتاالً" ،فال يقاس عليه. ُ وقد جاء
(وأعلم أن "الفيعال" هو القياس لمصدر "فاعل" ،فهو أصل ال ِّفعال ،خفف بحذف يائه ،واهمل في
االستعمال ,وانما كان قياس مصدر فاعل هو (الفعال) ،ألن المصدر الرباعي األحرف يبنى على
ماضيه وزيادة ألف قبل آخره .كما قدمنا .فاألصل في الفيعال "فاعال" مبنيا ً على "فاعلَ" كسرت
فاؤه ،فانقلبت األلف بعدها ياء مراعاة للكسرة قبلها) .وقد شذَّ مجي ُء ال ُمفاعلة مصدرا ً لفاعلَ ،ألن
العلماء اسما ً بمعنى المصدر ،ال مصدراً ،ألن ِّ القياس إنما هو (ال ِّفعال) ولذا يجعلها ال ُمحققون من َ
ف من (ال ِّفيعال). َّ
المصدر إنما هو (ال ِّفعال) ال ُمخف ُ
مصدر (فعلل) والملحق به
حرجةً ،وزَ لزَ ل زَ لزَ لةً، َ َ
فمصدره على (ف ْعللة) كدحر َج دَ َ ُ ما كان على ِّزنة (فَ ْعلَلَ) وما الحقَ به،
ْطرةً ،و َح ْوقَ َل َح ْوقَلةً". سي َْطر َ
سي َ ب َج ْلبَبةً ،و َ و َج ْلبَ َ
فإن كان َمضاعفا ً جاء أيضا ً على "فِّ ْعال ٍل" :كزلز َل ِّزلزاالً.
س ْرهف ِّسرهافا ً ُقاس عليه" :ك َ
سم َع منه ،وال ي ُ ظ ما َ ي ،يُحفَ ُ سماع ُّ المضاعفَ ،َ و (فِّ ْعالل) ،في غير
و َحوق َل ِّحيقاالً" .وبعض العلماء َجعلهُ قياسيًّا.
والقياس أن يكون على ِّز َوةِّ (فِّ ْعالل)
ُ عل َل وما أشبههُ في الوزن. مصدر ِّلفَ ْ ً وقد شذَّ مجي ُء (الفَعللة)
صثوهُ بما كان من وزن (فَ ْعللَ) مضاعفا ً نحو: بكسر الفاء .وهذا الوزن هو ما تكلَّموا به قديماً .ث َّم َخ ّ
ش ِّوشواشاً". ووشو ََ ووسوس ِّوسواساً،َ زلز َل زلزاالً
وحذف ألف ِّه وزادوا التاء في آخره.
ِّ و (الفَ ْعللة) هذه ،أصلُها( :الفَ ْعالل) َخفَّفوهُ بفتح َّأول ِّه
مصدر ما كان على خمسة احرف
مصدر انفعلَ" :انفعال :كانطلقَ انطالقاً. ُ
ومصدر افعتلَ" :افتِّعال" :كاجتمع إجتماعاً. ُ
كاحمر ِّإحمراراً.َّ ومصدر افعلَّ" :اف ِّعالل":ُ
()116/1
()117/1
المرة على مصدران ،أحدُهما أشهر من اآلخر ،جا َء بنا ُء َّ ِّ المجرد،َّ ي فإن كان للفع ِّل من فوق الثالث ّ
ً َ ً ً
مصدريْه ،فتقولُ" :زلزلتُهُ زلزلة واحدة ً ،وقاتلتُهُ ُمقاتلة واحدةً ،وط َّوفته تطويفة واحدةً"، َ األشهر من
ً
"زلزالة ،وال قِّتالة ،وال ت َطوافة".ً ً وال تقولُِّ :
َ
المجرد رددتهُ إلى وزن (ف ْعلة) َّ ي ِّ وما كان من المصادر ُملحقا بالتاء من أصله ،فإِّن كان من الثالث ّ ً
ٌ
ودرية". ٌ
س ْرقة ْ ٌ
س َرقة والدِّّراية" :نشدَة ٌ َوقد َْرة وغَلبْة و َ
ٌ فالمرة من النَّشدةِّ والقُدْرة والغَلبة وال َّ َّ
ُ
ويجوز واللقاء،
ِّ اإلتيان وهو المصدر، أصل على ة ر م ال
ِّ َ َّ ببناء " ً ة ء قا
ِّ َ ل ُ ه ُ ت ولقي ، ً ةتيان إ
ِّ تيتهَ "أ قولهم: وشذَّ
أن يُقال" :أتْيهَ ولَ ْقيهَ" على القياس ،كما قال أبو َّ
الط ِّيّب:
ت َكبَدي ،واللي ُل في ِّه قَتيلُ* ب ْالفُلَّ ِّة الفَجْ َر لَ ْقيَةً * َ
شفَ ْ *لَ ِّقيتُ بدَ ْر ِّ
المجرد ،أبقيتَهُ على حاله :كدحرج ٍة و ِّإقام ٍة وتلبي ٍة واستعانةٍ. ّ ي ِّوإن كان من غير الثالث ّ
ً
"ر ِّحمته َرحْ مة" ،كما تقول: "ر ِّح َم" ،فتقولَ : بناء ال ّم َّرة :كالرحمة ،مصدر َ لغير ِّ وقد تكون (الفَ ْعلة) ِّ
صرته نَصراً". "ن َ َ
مصدر النوع
ْ
"وقفتُ ِّوفقة"، ْ ُذكر لبيان نوع الفعل وصفتِّه ،نحوَ : ً
مصدر النَّوعِّ (ويُسمى مصدر الهيئة أيضا) ما ي ُ ُ
بصفَةٍ. ِّ ً ا موصوف ً ا قوف أي ُو
سنُ ال ِّوقفة" وإما أن تكون معلومةً بقرينة الحال ،فيجوز أن ٌ
"فالن ح َ ذكر ،نحو: وتلك الصفةُ ،إما أن ت ُ َ
ال تذكر ،كقو ُل الشاعر:
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
فإن صاحبّها قد تاهَ في البَلَدِّ*
ت * َّ *ها ،إِّ َّن تا ِّع ْذ َرةٌ ،إِّن لم تكن نَفَعَ ْ
ذر بلي ٌغ.
ع ٌ إن هذا ُ أيَّ :
"عاش عيشةً حسنَةً ،ومات ِّميتة سيئةً،َ الفاء ،مثل:
ي المجردُ على وزن (فِّ ْعلة) بكسر ِّ ويُبنى الثالث ُّ
الجلسة ،وفُالنةُ هادئةُ ِّ
المشيْة". سنُ ِّ الن َح َ وفُ ٌ
مصدرهُ بالوصف مصدر نوعٍ ،مثلُ" :أكرمتهُ ِّإكراما ً عظيماً". ُ ص ْر فإن كان الفع ُل فوق الثالث ّ
ي ،يَ ِّ
()118/1
وفالن َحسنُ ال ِّع َّم ِّة ،أي اإلختما ٌ ي ،كقولهم" :فُالنةُ َحسنَةُ ِّ
الخ ْمرة، وشذَّ بنا ُء "فعلة" من غير الثالث ّ
تمر واعت َّم". واإلعتمام ،فبَ ْنوها من "اخ َ
المرة ُ أو النوعُ ،ال يُثنّى وال يُجم ُع وال المصدر الذي لم يخرج عن المصدريّ ِّة ،أو لم ي َُر ْد به ّ َ واعلم َّ
أن
يؤنث ،بل يبقى بلفظٍ واحدٍ .وكذا ما ُوصف به من المصادر :كرج ٍل عد ٍل ،وامرأةٍ عد ٍل ،ورجا ٍل ُ
حق. ٌ
حق ،وهذه مسألة ٌّ أمر ُّ عد ٍل ،ونساءٍ عد ٍل ،وهذا ٌ
المصدر الميمي
رور. ّ ٌ
يٍ :وهو ما لم يكن في َّأوله مي ٌم زائدة :كقراءةٍ واجتها ٍد و َم ٍد و ُم ٍ غير ميم ّ المصدر ،إ َّما أن يكونَ َ ُ
ب .وهي بمعنى َ
ٍ ُ ٍلَ ق ْ
ن مو ق َ لنط مو م َ لع
َ ٍ َ ْ ٍ ُ م و صر ْ
ن م ك زائدة: م
ٌ مي أوله في كان ما وهو ًّا. ي ميم يكون وإما أن
النَّصر والعلم واإلنطالق واإلنقالب.
مصدر.
ٌ ي اس ٌم جا َء بمعنى المصدر ،ال المصدر الميم َّ
ّ العلماء قالواَّ :
إن ِّ والمحقّقون من
ي من المصادر القياسيَّة. والمصدر الميم ُّ
رقى".
ب و َم ْعل ٍم و َم ْو َج ٍل و َم ًَ ضر ٍ ْ
جر ِّد "مفعَلٌ" ،بتفح الميم والعين ،مثلَُ " :مقت َ ٍل و َم َ ْ ي ال ُم َّ وزنه من الثُالث ّ
ث و َم ْو ِّعدٍ". ور ٍإالّ إذا كان مثاالً واويًّا محذوف الفاس ،فَ َو ْزنُهُ" :م ْف ِّعل" (بكسر العين) ،مث ُل " َم ْو ِّر ٍد و َم ِّ
(أما المصدر الميمي من "وفى ووقى" فهو "موفى وموقى" على وزن "مفعل" (بفتح العين) ،ألنه
ليس مثاال ،بل هو لفيف مفروق .ووزن "مفعل" ،بكسر العين ،انما هو للمثال المحذوف الفاء كما
علمت).
خير ُمعتَقَدٍ ،وإنما المجر ِّد كوزن اسم المفعول منه تماما ً مثلُ" :اعتقدتُ َ َّ ي ووزنُهُ من غير الثالث ّ
ُم ْعت َمدي على هللا".
المجر ِّد على وزن " َم ْف ِّعل" (بكسر العين) ،شذوذا ً كال َمك ِّبر َّ ي
ي من الثالث ّ المصدر الميم ُّ ُ وقد يُبنى
رجع و ال َمحيض وال َمقيل وال َمجيء وال َمبيت وال َمشيب وال َمزيد وال َمسير وال َمصير وال َم ْيسِّر وال َم ِّ
عجز. وال َم ِّ
()119/1
وهذه يجوز فيها الفتح أيضاً" :كال َم ْع َجز" و "ال َم ْهلَكَ " ويجوز فيها الفت ُح والض ُّم أيضاً" :كال َم ْهلَك
وال َم ْهلُ ِّك".
سدة و َمودَّة و َمقالة و َمسا َءة و َمحالة و َمهاب ٍة وقد يُبنى منه على وزن ( َم ْفعَلة)( ،بفتح العين) ك َمذهَبة و َم ْف َ
ومهانة و َمسْعاةٍ و َمنجاة و َمرضاة و َم ْغزاة.
ظ ِّلممة و َمعتِّب ٍة وشذَّ بناؤُه على ( َم ْف ِّعلة) (بكسر العين) ،أو " َم ْفعُلة" (بضمها) ك َم ْح ِّمدة و َم ِّذ َّمة و َم ْ
هن يجوز فيه فتح العين أيضاً ،و َم ْعذِّر ٍة (بالكسر) ويجوز فيها الض ُّم ومضنَّة( ،بالكسر) ،وكلُّ َّ ِّ و َم ْح ِّسبَة
الكسر) و َمه ِّلك ٍة و َم ْقدِّرةٍ
ُ فيهن ِّإالَّ
َّ حمي ٍة و َمعيش ٍة (وال يجوزعصي ٍة و َم ِّ أيضاً :ك ّمعذرةٍ و َم ْغفرةٍ و َم ِّ
فيهن الض ُّم والفتح أيضاً).َّ ومأدب ٍة (بالكسر ،ويجوز
وقد ورد على ِّزنَتي ِّ "الفاعل والمفعول ،أسما ٌء بمعنى المصدر:
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
كالعاقبة والفاضلة والعافية والكافية والباقية والدَّالة والميسور والمعسور والمرفوع والموضوع
مصادر
َ والمعقول والمحلوف والمجلود والمفتون والمكروهة والمصدوقة .ومن العُلماء من يجعلها
والحق إنّها أسما ٌء جاءت لمعنى المصدر ،ال مصادر.ُّ شاذّة
(فالعاقبة) :بمعنى العَ ْقب (بفتح فسكون) والعقوب (بالضم) :مصدري "عقبه يعقبه" (من بابي نصر
ودخل) ،أي :خلقه وجاء بعده.
و (الفاضلة) :اسم بمعنى الفضيلة ،وهي الدرجة الرفيعة ،وهي من "فضل يفضل فضال" (من باب
نصر) أَي :شرف شرفاً.
و (العافية) :اسم بمعنى المعافاة :مصدر "عافاه يعافيه".
َ
و (الكافي والكافية) :اسمان بمعنى الكفاية :مصدر "كفيى الشي ُء يكفي كفاية" ،أي :حصل به
االستغناء عن غيره.
"بقي يبقى".
َ البقاء
ِّ و (الباقية) :اسم بمعنى
و (الدالة) .الدّالل ،وهي اسم بمعنى الدّل :مصدر "دلت المرأة على زوجها دالّ"؛ أظهرت جرأة عليه
في تدلل ،كأنها تخالفه ،وما بها من خالف.
و (الميسور َوالمعسور) :اسمان بمعنى العسر واليسر.
()120/1
و (المرفوع) :اسم بمعنى الرفع :مصدر "رفع البعير رفعاً" إذا بالغ في سيره.
و (الموضوع) :اسم بمعنى الوضع :مصدر "وضعت الناقة وضعاً" ِّإذا أسرعت في سيرها.
و (المعقول) :اسم من العقل :مصدر "عقل الشيء" اذا ادركه.
و (المحلوف) :اسم بمعنى الحلف :مصدر "حلف".
و (المجلود) :بمعنى الجلد والجالدة ،أي الصبر :مصدري " ُجلد ي ُجلد" (بضم الالم فيهما) جلدا ً
وجالدة ،أي :كان ذا شدة وقوة وصبر.
و (المفتون) :اسم بمعنى الفتنة :مصدر "فتنهُ" ،أي استماله واستهواه.
و (المكروهة) :اسم بمعنى الكراهية :مصدر "كرهه كرها ً وكراهية".
و (المصدوقة) :اسم بمعنى الصدق :مصدر "صدق يصدق صدقاً".
اسم المصدر
َ
اس ُم المصدر :هو ما ساوى المصدر في الدّاللة على الحدَث ،ولم يُسا ِّوه في اشتماله على جميع أحرف
"توضأوض ،وذلك مثلُْ : خلت هيئَتُهُ من بعض أحرف فعله لفظا ً وتقديرا ً من غير ِّع ٍ ْ فعله ،بل
ً
وأيسر يُسرا".
َ ً َّ
ضو ًءا ،وتكل َم كالما،و ُ
(فالكالم والوضوء واليسر :أسماء مصادر ،ال مصادر لخلوها من بعض أحرف فعلها في اللفظ
والتقدير ،فقد نقص من الوضوء والكالم تاء التفعل وأحد حرفي التضعيف ،ونقص من اليسر همزة
اإلفعال .وليس ما نقص في تقدير الثبوت ،وال عوض عنه بغيره).
كتوضأ توضُّؤاً ،وتكلَّ َم ت َكلُّماً ،و َع ِّل َم ِّعلماً ،أَو بزيادةٍ،
أحرف فعله بمساواةٍَّ ،
َ و َح ُّق المصدر أن يتض َّمنَ
كقرأ َ قراءة ً وأ َ َ
كرم ِّإكراماً ،واستخرج ِّإستخراجاً.
(فان نقص عن أحرف فعله لفظاً ،ال تقديراً ،فهو مصدر ،مثلُ" :قاتل قتاال" فالقتال مصدر ،وإن
نقص منه ألف "فاعل" ،ألنها في تقدير الثبوت ،ولذلك نطق بها في بعض المواقع كقاتل قيتاال
وضارب ضيراباً .فالياء في "قيتال وضيراب" أصلهما األلف ،وقد انقلبت ياء النكسار ما قبلها.
()121/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وإن نقص عن أحرف فعله لفظا ً وتقديراً ،وعوض مما نقص منه بغيره ،فهو مصدر أيضا ً كوعد
عدة ،وودى القتيل دية ،وعلم تعليماً .فعدة ودية ،وإن خلتا من واو "وعد وودي" لفظا ً وتقديراً ،فقد
عوضتا منه تاء التأنيث .وتعليم وتسليم ،وان خلوا من أحد حرفي التضعيف ،فقد عوضنا منها تاء
التفعيل في أولهما ،وليس حرف المد الذي قبل اآلخر في "تعليم وتسليم" ونحوهما للتعويض من
المحذوف ،ألن المدّ قبل اآلخر ثابت في المصدر حيث ال تعويض ،كاإلنطالق واإلستخراج
واإلكرام.
ً ً
فأعلم مما قدمنا أن العوض قد يكون أوال :كتعليم .وقد يكون آخرا( :كعدة).
المصدر الصناعي
َ
صف ٍة فيه. بالتاء للداللة على ِّ
ِّ ً ُ
ي .اسم تلحقهُ يا ُء النسب ِّة ُمردَفةصناع ُّالمصدر ال ّ
ُ
األسماء الجامدة :كال َحجريّ ِّة واإلنسانية والحيوانيّة والكميّة والكيفيّة ونحوها ،وفي ِّ في ذلك ويكونُ
والحريّ ِّة،
ِّ ّ األسماء المشتقّ ِّة :كالعا ِّلميّة والفاعليّ ِّة والمحموديَّة واألرجحيِّّ ِّة واألسبقيّ ِّة والمصدريَّ ِّة
ِّ
ونحوها.
صفة المنسوبةُ إلى اإلسم. وحقيقتُهُ ال ّ
فالعالمية :الصفة المنسوبة إلى العالم ،والمصدرية :الصفة المنسوبة إلى المصدر ،واإلنسانية :الصفة
المنسوبة إلى اإلنسان.
وقد أكثر منه المولدون في اصطالحات العلوم وغيرها ،بعد ترجمة العلوم بالعربية وليس كل ما
لحقته يا ُء النسبة ،مردفة بالتاء ،مصدرا ً صناعياً ،بل ما كان منه غير مراد به الوصف :كتمسكّ
بعربيتك" ،أي بخصلتك المنسوبة إِّلى العرب" ،فان أريد به الوصف ،كان اسما ً منسوباً .ال مصدراً،
سواء أذكر الموصوف لفظاً :كتعلم اللغة العربية ،أَم كان منويا ً ومقدرا ً كتعلم العربية" ،أي اللغة
العربية".
اسم الفاعل
اس ُم الفاع ِّل :صفة تؤخذ من الفعل المعلوم ،لتدُ َّل على معنًى وق َع من الموصوف بها أو قام به على ٌ
ب ومجتهدٍ: ث ال الثُّبوت :ككات ٍ وجه ال ُحدو ِّ
()122/1
(وانما قلنا على وجه الحدوث ،لتخرج الصفة المشبهة ،فانها قائمة بالموصوف بها على وبه الثبوت
والدوام ،فمعناها دائم ثابت ،كأنه من السجايا والطبائع الالزمة .والمراد .بالحدوث :أن يكون المعنى
القائم بالموصوف متجددا ً بتجدد األزمنة .والصفة المشبهة عارية عن معنى الزمان كما ستعلم).
وزنة من الثالثي المجرد
ب.
وزن "فاع ٍل" :ككات ٍ ِّ المجرد على َّ يكونُ من الثالث ّ
ي ِّ
ع يَبي ُع ،وصادَ يَصيدُ، ً
َت عينُ الفع ِّل ُمعَلة تنقلب في اسم الفاعل همزة ،فاس ُم الفاعل من "با َ ً َّ وإن كان ْ
وقام يقو ُم ،وقا َل يقولُ" :بائِّ ٌع وصا ِّئدٌ وقا ِّئ ٌم وقا ِّئلٌ. َ
صيَدُ" :عا ِّو ٌر صيدَ يَ ْ
َ و ، س ييأ
ِّ َ َ ُ س يوأ ،ور ع ي ر و
َ ِّ َ َ ْ ُ ع من الفاعل م
ُ فاس حالها، على بقَ َ ت ة
ٍ َّ ل ع م
َ ُ َ غير ْ
َت نكا وإن
س وصايدٌ .فإعالُلها في اسم الفاعل تاب ٌع ِّإلعاللها في فعله. وأ ِّي ٌ
ضيَّة" وقد أتى "فاعلٌ" ِّبقلةٍُ ،مرادا ً به اس ُم المفعول .كقوله تعالى" :فهو في عيش ٍة راضية" ،أيَ " :م ْر ِّ َّ
وقول الشاعر:
ّ ْ ْ
المكار َم ،ال ت َْر َح ْل ِّلبُغيتِّها * واقعدْ ،فإنَّكَ أنتَ الطا ِّع ُم ال َكاسي* ِّ *دَعِّ
سو". ْ
أي" :ال َمطعَ ُم ال َمك ُ
وزنه من غير الثالثي المجرد
يُِّ ،مجردا ً ومزيدا ً فيه ،على ّ الرباع ومن ، ي
ّ ِّ الثالث على فيه المزيد الفعل يكونُ وزنُ اسم الفاعل من
كرم
وكسر ما قبل آخره ،مثلُُ " :م ٍ ِّ المضارعة ميما ً مضمومة، َ حرف
ِّ وزن مضارعه المعلوم بإبدال
عينحرنجم و ُمقش ِّع ٍ ّر و ُمنقا ٍد و ُمهتاجٍ و ُم ٍ
ٍ َدحرج و ُم ٍ دحرج و ُمت
ٍ ستغفر و ُم
ٍ تكلّ ٍم و ُم جتم ٍع و ُم ِّ عظ ٍم و ُم ِّو ُم ِّ ّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
و ُمستفيدٍ".
س ْي ٌل ُم ْفعَ ٌم.
َ " ومنها: "،هترمو جَ ف ْ
ل م و نص
ُ َ ٍ ُ َ ٍ ُ ٍ ُ ٍ حم و ب ه سم" :نحو اآلخر، قبل ما بفتح جاءت ٌ
ألفاظ وشذّت
كأعشب المكانُ فهو عاشبٌ ،وأَيف َع الغال ُم فهوَ لفاظ جاءت من "أفعلَ" على "فاع ٍل": ت أَ ٌ وكذلك ،شذَّ ْ
وارس ،وأَبق َل المكانُ فهو باقلٌ.
ٌ جر فهو
ش ُس ال َّ ياف ٌع وأ َ َ
ور َ
()123/1
ت العين فإن كانت عينُ الفع ِّل َمعَلّ ِّة أعللتها في وإن بَنيتهُ من أبواب" :أَفعَ َل وانفعَ َل وافتعَلَ" ال ُمعتالّ ِّ
اسم الفاعل ،تبعا ً لمضارعه ،فإسم الفاعل من أَعانَ يُعينُ ،واستعانَ يستعينُ ،وانقادَ ينقاد ،واحتا َل
ستعين و ُمنقادٌ ومحتالٌ". ٌ يحتالُُ " :م ٌ
عين و ُم
كانت غير ُمعَل ٍة لم ت ُ ِّعلها في إسم الفاعل ،تتبع في ذلك مضارعهُ ،فاسم الفاعل من" :أحوجني َّ َّ ْ وإن
َ
ت المرأة ُ ت ُ ِّغيلُ، َ
ي يُ ْح ِّو ُل وأخو َل الرج ُل يُخ ِّو ُل وأغيَل ِّ َ
روح اللح ُم يُر ِّو ُح وأحو َل الصب ُّ َ
األمر يُحوجني ،وأ َ ُ
ْ
وأعو َل يُ ْع ِّول"ُ " :محْ ِّو ٌج و ُمر ِّو ٌح و ُم ْح ِّو ٌل و ُمخ ِّو ٌل و ُم ْعيِّ ٌل و ُم ْع ِّولٌ ،ومن" :اجت ََو َر القو ُم يُجت ِّورون، َ
ش وازدَ ِّو ُجوا يَزدَو ُجون ،واحت َوشوا يَحتوشون ،واعتونوا يعتونون"ُ " :مجت ِّو ٌر و ُمزد ِّو ٌج و ُمحت ِّو ٌ
الغضب يَستحوذُ ،واستنوقَ الجملُ ُ األمر أست َص ِّوبُهُ ،واستحوذَ عليه ُ و ُم ْعت ِّو ٌن" ،ومن استصوبتُ
الحمار يستفيلُ"ُ " :مستص ِّوبٌ ومستحوذٌ و ُمست ِّو ٌق ُ تتيس ،واستفيل ت الشاة ُ تس ُ ستنوق ،واستتيس ِّ ُ يَ
س و ُمستف ِّيلٌ". و ُمستتيِّ ٌ
فاسم الفاعل ،كما ترى ،تاب ٌع لمضارع ِّه ص َّحةً واعتالال.
*
مجردا من (أل) واإلضافة ،حذفت المهُ في حالتي ً َّ وإن بنيتَ اسم الفاع ِّل من فعل معت ِّّل الالم ،وكان
س ْك برج ٍل ها ٍد غلى الحقُ ،م ْنض ٍو إلى أهله" ،ونحو" :ت َم ّ ّ الرفع الجر ،نحو" :هذا رج ٌل داعٍ إلى
الخيرُ ،م ْقتَفٍ أثر ذوي ِّه".
*
جار على معنى الفع ِّل ال ُمضارع ولفظه ،فإن قلت" :خالدٌ دائبٌ في عمله" فهو في معنى ِّ ٍل الفاع واسم
سكنات .وكذلك " ُمجتهدٌ" جار على دأب" في الحركات وال َّ َ ُ ي " لفظ على جار ٍ " "دائبٌ "يدأب فيه" و
ُ
لفظ "يجتهدُ" ،فهو يُماثلهُ حركةً وسكوناً .و "جادٌّ" في وزن "يَ ُجدُّ" ،باعتبار األصل ،ألن أصل َجا ٍدّ
"جا ِّددٌ" ،وأص َل يَ ِّجدُّ "يَجدُدُ".
اسم المفعول
()124/1
ث وقع على الموصوف بها على وجه اسم المفعو ِّل :صفةٌ تُؤخذ من الفعل المجهول ،للداللة على حدَ ٍ
ق به". كر ٍم و ُمنطلَ ٍ
وممرور به و ُم َ
ٍ ب
َّوام" :كمكتو ٍ ت والد ِّ الحدوث والتَّجدُّد ،ال الثُّبو ِّ
دعو
بيع و َم ّ ٍ "كمنصور ومخذو ٍل و َموعو ٍد و َمقو ٍل و َم ٍ
ٍ المجرد على وزن " َمفعو ٍل": َّ ي ِّ
ويُبنى من الثالث ّ
يٍ". ي ٍ و َمطو ّو َمرم ّ
ويُبنى من غيره على لفظ مضارعه المجهول ،بإبدال حرف المضارعة ميما ً مضمومةً" :ك ُمعظ ٍمَّ
ستعان".
ٍ ق به و ُمدحرجٍ و ُمنطلَ ٍحتر ٍم و ُمست َ ْغفَ ٍر و ُم َ
و ُم َ
ختار و ُمعت َ ٍد و ُمحت ٍّل .والقرينةُ
ٍ ُ ٍ مو كمحتاج المفعول: واسم الفاعل السم واحد بلفظ تكون ٌ
ألفاظ وهناك
تُعَينُ معناها.
وهي ،إن كانت للفاعل فأصلُهاُ :محت ِّو ٌج و ُم ْخت ِّي ٌر و ُمعت َ ِّددٌ و ُمحت ِّللٌ( ،بالكسر) .وإن كانت للمفعول
َير ومعتَدَدٌ و ُمحتلَلٌ"( ،بالفتح). حتو ٌج و ُمخت ٌ فأصلُهاُ " :م َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ق عليه. ق به و ُمشفَ ٍ
كمعلوم ومجهو ٍل ،أو بغيره :كمرمو ٍ ٍ وإنما يُبنى من الفعل المتعدّي بنفسه:
بناء (مفعول) من المعتل العين
المشتق من الفعل األجوف ،ث َّم إن كانت عينُهُ واواً ،تُنقل حركتُها إلى ما ّ ِّ اسم المفعول
واو ِّ
حذف ُ تُ ُ
َص َّح اليا ُء ،فاسم المفعول من يبي ُعَ " :مبي ٌع"،
قبلها ،وإن كانت يا ًء تحذف حركتها ،ويُكسر ما قبلها لت ِّ
ومن يقولَُ " :مقُولةٌ" .وأصلهماَ " :مبيو ٌ
ع وم ْقوولٌ".
مقوودٌ .وهوس ُ وفر ٌ
ْووف َوم ْسكٌ مد ٌ ص ُو ٌ
ون ِّ ونَدَر إثباتُ واو "مفعول" فيما عينُهُ واو فقالوا" :ثوب م ْ
واو "مفعول" فيما عينُه يا ٌء" ،مبْيوع وم ْخيوط يقاس عليه .وبنو ت َميم من العرب يُثبتونَ َ ُ ي ال
سماع ٌّ
وم ْكيول ومدْيون".
بناء (مفعول) من المعتل الالم
()125/1
واوهُ يا ًء ،و ُكسر ما قبلها ،وأُدغمت ت ُ ألف أصلُها اليا ُء ،قُ ِّلبَ ْ آخر ماضيه يا ٌء ،أو ٌ ني "مفعولٌ" مما ُ إذا بُ َ
ي عنه، ي عليه ،و َم ْرض ٌّ ْ
ورضي ونهى وطوى ورمىَ ،مق ِّو ٌّ ِّ ي
قر َ الياء بعدها .فاسم المفعول من ِّ في ِّ
فس ال ُمطمئنّةُ ارجعي إلى ر ِّبّ ِّك راضيةٌ َّ
ي ،قال هللا تعالى{ :يا أيّتها الن ُ ي ،و َم ْر ِّم ٌّ ْ
ي عنه ،و َمطو ٌّ و َم ْنه ٌّ
ضيّة}. مر ِّ
ْ
ي" ،اجتمعت الواو والياء ،وكانت األولى ساكنة ،فقلبت الواو ٌ ومرمو ي
ٌ ومرضو ي
ٌ "مقوو (واألصل:
ياء ،وكسر ما قبلها وأدغمت في الياء الثانية).
ألف أصلُها الواو ،مثلُ :غزا "يغزو ،ودعا يدعو ،ورجا يرجو" فليس فيه آخر ماضيه ٌ ُني مما ُ وإن ب َ
ومرجو".
ٍّ ومدعو
ٍّ الم الفعل ،ك َم ْغ ّ
زو إال إدغا ُم واو المفعول في ِّ
(فعيل) بمعنى (مف ْعول)
ُ
ينوب عن "مفعو ٍل" ،في الدَّاللة على معناهُ ،أربعة أوزان :وهي: ُ
سير وطريحٍ" بمعنى" :مقتو ٍل َ
ب وأ ٍ ( )1فعيلٌ :بمعنى مفعول ،مثلُ" :قتي ٍل وذبيحٍ وكحي ٍل وحبي ٍ َ
ومطروح".
ٍ ومأسور
ٍ ب
ومذبوح ومكحو ٍل ومحبو ٍ ٍ
والمؤنث .فيقالُ" :رج ٌل كحي ُل العين ،وامرأة ٌ كحيلُها". ُ المذكر
ُ فيه يستوي وهو
و "فعيلٌ" بمعنى "مفعول" سماعي .فما ورد منه يُحْ فَظ وال يقاس عليه .وقيل :إنه يُقاس في األفعال
وعلم
َ كرحم
َ وسلب .وال ينقاس في األفعال التي لها ذلك: َ التي ليس لها "فَعيلٌ" بمعنى "فاعل" :كقت َل
وشهدَ ،ألنهم قالوا" :رحي ٌم وعلي ٌم وسمي ٌع وشهيدٌ" ،بمعنى" :راح ٌم وعال ٌم وسام ٌع وشاهد ٌ".
ومطروح
ٍ ومطحون
ٍ "مذبوح
ٍ ور ْعيٍ" ،بمعنى: ح ِّ وط ْر ٍ وطحْ ٍن ِّ ْح ِّ فسكون ،مثلُِّ " :ذب ٍ ٍ بكسر
ٍ ( )2فِّ ْع ٌل
ي ٍ". ومر ِّع ّ
ومجزور ومعدو ٍد ٍ "منقوص
ٍ ب ،بمعن: َ
ب و َجل ٍ سل ٍ َ َص و َجزَ ٍر و َعدَ ٍد و َ َ
( )3فَعَلٌ ،بفتحتين ،مثلُ" :قن ٍ
ب".ب ومجلو ٍ ومسلو ٍ
وممضوغ ومغروفٍ ل
ٍ "مأكو بمعنى: ٍ،
ة عم ط ُ و ة
ٍ ضغ م
ُ و ة
ٍ رف ُ
غ و ة
ٍ ل كْ ُ كأ فسكون
ٍ م
ٍّ بض لة، ( )4فُ ْع
ٍ
ومطعوم".
ٍ
()126/1
وهذه األوزانُ الثالثةُِّ " :ف ْع ٌل وفَعَ ٌل وفُعلةٌ" .سماعيّةٌ وقليلةٌ .ويستوي فيها المذكر والمؤنث أيضاً.
مطردٌ ،نحو" :هذا ضربُكَ وأكلُكَ وكتابتُكَ وعِّلمكَ المصدر ُمرادا ً به المفعولُ ،فهو ٌ
كثير ِّ ِّ ُ
إطالق أما
ومعلومكَ .
ِّ وعملكَ " ،بمعنى :مضروبِّكَ ومأكولِّكَ ومتكوبِّكَ
الصفة المشبهة
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
قائم بالموصوف بها الصفةُ المشهبةُ بإسم الفاع ِّل :هي صفةٌ تُؤخذُ من الفعل الالزم ،للدَّاللة على معنًى ٍ
ب وأسودَ وأَكحلَ. ص ْع ٍ
وكريم و َ
ٍ كحسن
ٍ على وجه الثُّبوت ،ال على وجه ال ُحدوث:
ب الزمان ِّإنما هو الصفات العارضة. ت ثابتة .والذي يتطلَّ ُ وال زمان لها ألنها تَدُ ُّل على صفا ٍ
(وإنما كانت مشبهة باسم الفاعل ،ألنها تثنى وتجمع وتذكر وتؤنث ،وألنها يجوز أن تنصب المعرفة
بعدها على التشبه بالمفعول به .فهي من هذه الجهة مشبهة باسم الفاعل المتعدي الى واحد).
"كحلَ" ومن باب "فعُ َل ي ْفعَلُ" :كشريف من ب بناؤها من باب "فَ ِّع َل يفعل" الالزم :كأكحلَ ،من ِّ ويَع ِّل ُ
وحرص
َ ُ
يضيق وحريص ،من" :سادَ يسودُ وضاقَ ٍ ق ف" ويق ُّل من غيرهما :كسيّ ٍد و َ
ضيّ ٍ "ش َْر َ
يحرص".
ُ
أوزانها من الثالثي المجرد
المجرد قياسا ً على أربعة أوزان وهي" :أفعلُ ،وفَ ْعالنُ ،وفَعلٌ، َّ ي
ّ ِّ الثالث تأتي الصفةُ المشبَّهةُ من
وفعيل".
الصفة المشبهة على وزن (افعل)
ْ
ظاهر ،أو ِّحلية ظاهرة. ٍ ب
لون ،أو عي ٍ ْ
الالزم ،قياسيا ً ُمطرداً ،لما دَ َّل على ٍ ِّ يأتي "أفعَلُ" من "فَعَلَ"
والحلية الظاهرةُ :كأكحل ْ الظاهر :كأعرج وأعور وأعمىِّ . ُ والعيب
ُ و ُمؤنثُهُ "فَ ْعال ُء" فاللّونُ :كأحمر.
وأحور وأبخل.
ش ِّعث و َحدِّب".ِّب" على " َ ث وحد َ وشذَّ مجي ُء الصفة من ش ِّع َ
()127/1
(ألن الشعث والحدب من العيوب الظاهرة فحق الصفة منهما أن تكون عليه وزن "أفعل" .وقد قالوا
ى على أيضاً" :أشعث وأحدب" ،وهما أكثر استعماال ،وأما قولهم" :ما ٌء كد ٌِّر" .بكسر الدال ،فهو بمن ٌ
"كد َُر ،بضم الدال ،ال على "كد َِّر" ،بكسرها ،كما توهم بعض العلماء .فان بنيتها من هذه قلت:
"أكدر").
يشيب" على "أشيب" ،ومن" :قطع ُ "شاب
َ ومن: "أحمق". على " ُ
يحمق قَ م ح
َ ِّ " من: هاُ ئ شذَّ مجي
و َ
وجذم" على "أقطع وأجذم".
(ألن "أحمق" ،وإن كان من باب "فعل" المكسور العين ،فهو يدل على عيب باطن فقياسه أن يكون
"حم ٌق" بكسر الميم ،على القياس .و "أشيب" ،وإن على وزن "فعل" ،بكسر العين .وقد قالوا أيضاًِّ :
دل على عيب ظاهر ،فهو من باب "فعل" المفتوح العين .فقياسه أن يكون على وزن "في ِّعل" بكسر
العين ،كطيب وضيق ،من :طاب يطيب ،وضاق يضيق .و "أقطع وأجزم" ،وإن دالّ أيضا ً على عيب
ظاهر ،فهما من باب "فعل" ،المفتوح العين ،وحقهما أن يكونا بوزن اسم المفعول :أي" :مقطوع
ومجذوم".
الصفة المشبهة على وزن فعالن
يأتي "فَ ْعالن" من "فِّعلَ" الالزم الدَّال على ُخلُ ّو ،أو امتالءٍ ،أو حرارة باطنيّ ٍة ليست بداءٍ .و ُمؤنثُهُ
سكران .وحرارة ُ والريان وال َّ
شبعان َّ صدْيان والعطشان .واالمتالء :كال َّ "ف ْعلى" ،فال ُخ ُّلو :كالغَرثان وال َّ
َّ
الباطن غير داءٍ :كالغضبان والثَّكالن والل ْهفان .وقد قالواَ " :ج ْوعان"( ،من جاع يجوع) ،حمالً له
غرث" ألنه بمعناه. َرث يَ ُ على "غرتان" ،من" :غ َ
(وحقه أن يكون على "فيعل" ،بكسر العين :كسيد وميت ،من" :ساد يسود ومات يموت").
الصفة المشبهة على وزن (فعل)
األدواء الباطنيَّة ،أو ما
ِّ يأتي "فَ ِّعلٌ" -بكسر العين -من "ف ِّعل" -بكسر العين -الالزم ،الدّال على
َ
يَشبهها ،أو ما يَضادُّها .ومؤنثة "فَ ِّعلة".
طر
ولحز وبَ ٍٍ وشرس
ٍ كضجر
ٍ ب وج ٍو ود ٍو .وإما ُخلقيّةٌ:ص وتع ٍ كوجع و َم ِّغ ٍ
ٍ واألدوا ُء ،إما جسمانيّة:
ومرح وقلق ونك ٍد ٍ
وعم. ٍ وأشر
ٍ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()128/1
وشبح.
ٍ ب
وحزن وحر ٍ ٍ ويُشبه األدواء ما د َّل على حزن واغتمام :ككم ٍد
كفطن
ٍ زين من الصفات الباطنة: ورض .أو على ٍ ٍ ب
وفرح وطر ٍ ٍ ويَضادّها ما د َّل على سرور :كجذ ٍل
ب.وسلس وأ ٍ
ٍ ق
وندس ولب ٍ
وفطن .وقد يأتي على "فعيل" ٍ وشكس
ٍ ف "فعلٌ" فيكون على "فَ ْع ٍل" -بسكون العين -كند ٍْس وقد يُخفَّ ُ
يٍ.ي ٍ وحم ّ ي ٍ وأب ّ
وسقيم ورض ّ ٍ كسليم
ٍ وهو أصلُه المخفف هو منه:
َّ
(واعلم أن حق الصفة من باب "فع ِّل" بكسر العين الدالة على المعاني المذكورة ،أن تكون على وزن
"فعيل" .غير أنهم خففوا "فعيال" هذا بحذف الياء ،إذا جاء من باب "ف ِّعل" المكسور العين ،وتركوه
للصفة من باب "فعُل" بضم العين :كالكريم والشريف ونحوهما .غير أنه قد بقيت ألفاظ من باب
"فع ِّل" ،المكسور العين ،على "فعيل" دالة على األصل).
ي ال يُقاس عليه :كند ٍْس وند ٍُس ،وش ْك ٍس وش ُك ٍس وما ورد من باب "ف ِّعل" على غير "فَ ِّعل" ،فهو سماع ٌّ
ذر ويقال ص ْف ٍر ،ونِّ ْك ٍس وع ُج ٍل ،و َح ٍ ص ْف ٍر و ُ وص ْف ٍر و َ س" على القياس)ِّ ، (ويقا ُل أيضاً" :ند ٌ
ِّس وش ِّك ٌ
وغيور .وما جا َء على ٍ ْ
أيضاًَ " :ع ِّج ٌل و َحذ ٌِّر" على القياس ،ويقالَ " :حذ ٌر" (بسكون الذال) ،و ُح ٍ ّر
ُقاس عليه.كمريض ،وإن كان هو األصلُ ،فال ي ُ ٍ "ف ِّعي ٍل"
الصفة المشبهة على وزن (فعيل)
وحكيم
ٍ وحليم
ٍ وسميح
ٍ وحقير
ٍ وعظيم
ٍ "ككريم
ٍ يأي "فَ ِّعيلٌ" غالبا ً من "فَ ْعلَ" يَفعُلُ ،المضموم العين:
وظهير".
ٍ َشين وبخي ٍل وجمي ٍل وقبيحٍ ووضيءٍ ورئيس وظريفٍ َوخ ٍ ٍ
()129/1
ط ِّه ٍر ،وعلى فَ ْع ٍلُ ،مخفَّف جو َ س ِّم ٍوقد تأبي الصفةُ من هذا الباب على "فَ ِّع ٍل" مخفَّفٍ "فَعيل" :ك َخش ٍِّن و َ
وحسن،
ٍ عين "فعَل :كبط ٍل وسمحٍ ،وعلى "فعَ ٍل" :بفتح ٍ وسمجٍ ْ ب ْ وفخ ٍم وص ْع ٍ ش ْه ٍم ْ ض ْخم و َ "فَ ِّع ٍل" :ك َ
شجاعٍ وزان ،وعلى "فُعال" :ك ُ ٍ صان
كجبان و َح ٍ ٍ ألف الم ِّدّ على "فعَ ٍل": وعلى "فعا ٍل" ،بزيادة ِّ
صليب أيضاً) وعلى "فُعُ ٍل" بضمتين - ب (ويُقالَ : ص ْل ِّ
راح وعلى "فُع ٍل" -بضم فسكون -ك ُ ص ٍ و ُ
وطهور ،وعلى فاع ٍل :كطاهر وفاضل. ٍ كوقُ ٍ
ور ب وعلى "فعو ٍل"َ : ك ُجنُ ٍ
الصفة المشبهة من (فعل) المفتوح العين
العين (وذلك قليلٌ) ،فتجي ُء على وزن "أفعلَ": ِّ المفتوح
ِّ قد تُبنى الصفةُ المشبَّهةُ من باب "فعَلَ"
ب وأقط َع وأجذَ َم ،وعلى "ف ْي ِّعل" .بكسر العين ،وال يكون إال من األجوف :كسيّ ٍد وقي ٍّم (من كأشيَ َ
ّ
يِّ) ،وعلى "فَ ْيعَ ٍل" ،بفتح العين ،وال يكون إال من الصحيح: ب (من اليائ ّ ق وطيّ ٍ يِّ) ،وضيّ ٍ الواو ّ
المضاعف والمعت ِّّل الالم، ِّ ص ٍل ،وعلى "فعيل" بكسر العين ،وأكثر ما يكونَ من َ َ
صيْرف وف ْي َ ك َ
ب وشديدٍ ،وال ُمعتلُّ ق ولبي ٍ ب (بمعنى المحبّ ِّ) ودَقي ٍ وخسيس وجلي ٍل وحبي ٍ ٍ ب فالمضاعف :كعفيفٍ وطبي ٍ ُ
يٍ. ص وو
ّ ٍ َ ّ ٍ َ ِّ ّ ي لج و ي َلخ و ي
ٍّ ك وزَ ى اآلخر :كعَل ّ ٍ َ ٍ ّ
ف ص و ي ِّ
كحريص وطوي ٍل. ٍ ي على "فَعَلَ" من غير المضاف والمعتلّ: ُّ المبن ٌ"ل فعي " يكون وقد
الصفة المشبهة على وزن (فاعل)
إذا أردتُ بالصفة المشبهة معنى الحدوث والتَّجدُّدَِّ ،عدلتَ بها عن وزنها إلى صيغة اسم الفاعل،
وطاربٌ ".
ِّ وضاج ٌرِّ "فارح
ب"ِّ : طر ٍ جر و َ ض ٍ رح و َ فتقو ُل في "فَ ٍ
صدَ به معنى الثبوت والدَّوام ،فهو صفةٌ مشبَّهةٌ، ُ
وما جاء على ِّزنتي ِّ اسمي الفاع ِّل والمفعول ،مما ق ِّ
بع، َّ َّ ُ ُ
ب الط ِّ ق ،و ُمهذ ِّ ي ِّ الخل ِّ ض ّ ومستقيم الطريقة ،و َم ْر ِّ
ِّ العيش ،و ُمعت ِّد ِّل الرأيِّ، ِّ وناعم
ِّ ب،
كطاهر القل ِّ ِّ
َّ
وممدوح السيرةِّ ،و ُمنقى السريرةِّ. ِّ
الصفة المشبهة من فوق الثالثي
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()130/1
ستقيم
المجردِّ ،على وزن اسم الفاعل ،كعتدِّل القام ِّة ،و ُم ِّ َّ ي ِّ
تجي ُء الصفة المشبهة من غير الثالث ّ
األطوار ،و ُم ْشت ِّدّ العزيم ِّة.
ِّ
الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبهة
الفرق بين اسم الفاعل والصف ِّة المشبَّهة به من خمسة ُوجوه: ُ
األول :داللتُها على صفة ثابتة ،وداللتُه على صفة متجددة.
الثانيُ :حدوثه في إحدى األزمنة .والصفةُ المشبَّهةُ للمعنى الدائم الحاضر ،إال أن تكون هناك قرينة
تَدُ ُّل عل خالف الحاضر ،كأن تقولَ" :كان سعيدُ حسنا ً فقبُ َح".
سماعاً :كرحيم وعليم. غ من المتعدّي إال َ الثالث :أنها تُصاغ من الفعل الالزم قياساً ،وال تصا ُ ُ
غ من المتعدِّّي ،على وزن اسم الفاعل ،إذا تُنُوسي المفعو ُل به ،وصار فعلُها في الالزم وقد تُصا ُ
غ من السهم" .كما تُصا ُ ِّ ختر ُق
ت و ُم ِّ
الفرس ،و ُمس ِّْم ُع الصو ِّ ِّ السيف ،وسابِّ ُق
ِّ "فالن قاط ُعٌ القاصر ،مثلُ:
الفعل المجهول ُمرادا ً بها معنى الثبوت والدَّوام :كمحمود الخلق ،و َميمون النّقيبة .واسم الفاعل يصا ُ
غ
سلف.
َ قياسا ً من الالزم والمتعدي ُمطلقاً ،كما
ي ِّ
يغت من غير الثالث ّ ص ْ الجري على وزن المضارع في حركاته وسكناته ،إال إذا ِّ َ الراب ُع :أنها ال ت َلزَ ُم
ً
المجرد ،واسم الفاعل يجب فيه ذلك ُمطلقا كما تقدَّم. َّ
ُ
وحسن الخلق،
ِّ سنُ فيها ذلك :كطاهر الذي ِّل، ُ
الخامس :أنها تجوز إضافتها إلى فاعلها ،بل يُستح َ ُ ُ
ٌ ٌ ُ ُ ٌ
"طاهر ذيله ،وحسن خلقهُ ،و ُمنطلق لسانهُ و ُمعتدل رأيُهُ". ُ ٌ ق اللسان ،ومعتد ِّل الرأي واألصل: و ُمنطل ِّ
سهم ال َهدف" أيُ :مصيبٌ سه ُمه الهدف. ال
ُ َّ صيب م
ُ ٌ
ل "خلي يقال: فال ذلك، فيه يجوز ال الفاعل واسم
واس ُم المفعول ،كالصفة المشبهة ،تجوز إضافتُه إلى فاعله .ألنه في األصل مفعولٌ ،مثلُ" :خالدٌ
قاهر
ُ ُّ
"الحق مجرو ُح اليد" .واألصل" :مجروحةٌ يدُهُ أما إضافةُ الفاعل إلى مفعوله فجائزةٌ ،مثلُ:
الباطل".
مبالغة اسم الفاعل
()131/1
ألفاظ تد ُّل على ما يدُ ُّل عليه اس ُم الفاعل بزيادة وتسمى" :صي َغ ال ُمبالغة" :كعالّم ٍة ٌ مبالغةُ اسم الفاعل:
"عالم كثير العلم وآك ٍل كثير األكل". ٍ وأكو ٍل ،أي:
ٌ
ق ،و "فعَالة": كصدّي ٍكمفضا ٍل ،و "ف ِّعّيلُ"ِّ :"مفعالٌ"ِّ :ْ ّار ،و ِّ ً
ولها أجد عشر وزنا .وهي" :فعّالٌ" :كجب ٍ
ذر ،و "فعَّالٌ":
كح ٍ كعليم ،و "ف ِّعلٌ"ِّ :
ٍ ب ،و "فعيلٌ": سكين ،و "فعُولٌ" :كشرو ٍ ٍ "م ْفعيلٌ"ِّ :
كم كفهامةٍ ،و ِّ
ُّوم.
ُّوس ،و "فيْعولٌ" :كقي ٍ ُ
ّار ،و "فعُّولٌ" :كقد ٍ ك ُكب ٍ
يقاس عليه.
ُ ظ ما ورد منها ،وال وأوزانُها كلُّها سماعيّة فيُحف ُ
وصي ُغ ال ُمبالغ ِّة ترج ُع ،عند التحقيق ،إلى معنى الصفة المشبهة ،ألن اإلكثار منَ الفعل يجعله كالصفة
الراسخة في النفس.
اسم التفضيل
ؤخض من الفعل لتدُ ّل على أن شيئين اشتركا في صفة ،وزاد أحدُهما على اآلخر ُ ٌ
اس ُم التفضيل :صفة ت ُ
فيها ،مثلُ" :خلي ٌل أعل ُم من سعيد وأفض ُل منه".
وقد يكون التَّفضي ُل بينُ شيئين في صفتين مختلفتين ،فيرادُ بالتفضيل حينئذ أن أحد الشيئين قد زاد في
أحر من الشتاء" أي :هو أبل ُغ في ّ
حره من "الصيف ُّ
ُ الشيء اآلخر في صفته ،كقولهم: ِّ صفته على
ّ ٌ ّ ُ
الشتاء في برده ،وقولهم" :العسل أحلى من الخ ِّل" ،أي :هو زائد في حالوته على الخ ِّل في ُح ُموضته.
القوم أصغرهم وأكبرهم"، َ وقد يُستعمل اسم التفضيل عاريا ً عن معنى التفضيل ،كقولك" :أكرمتُ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
تريد :صغيرهم وكبيرهم .وسيأتي فض ُل بيان لهذا.
وزن اسم التفضيل
إلسم التفضيل وزن واحد ،وهو "أفعل" ومؤنثُهُ "فُ ْعلى" :كأفضل وفَضْلى ،وأكبر ُكبرى. ِّ
"خير الناس من ينف ُع
ُ نحو: "، بٌّ ح
َ و وشر
ّ "خير
ٌ وهي ٍ:،
ت كلما ثالث في ل" "أفع ُ ة همز ذفت ح
ُ وقد
"شر الناس ال ُمفسدُ" ،وقول الشاعر:
ّ الناس" ،وكقولك:
نسان ما ُمنِّعا*
اإل ِّع به * و َحبُّ شيءٍ إلى ِّ * ُمنِّعْتَ شيْئا ً فأَكثرتَ َ
الولو َ
()132/1
شر وأَحبُّ " حذفوا هَمزاتِّها لكثرة االستعمال ودَ َو َرانهاخير وأ َ ُّ والثالثةُ أسما ُء تفضي ٍل .وأصلُها" :أ َ َ
وكثير فيَ " :حبّ ٍ".
ٌ وشر، على األلسنة ويجوز إثباتها على األصل وذلك قلي ٌل فيٍ :
خير ٍ ّ
شروط صوغه
ير
معلوم ،تا ٍ ّم ،قاب ٍل للتفضيل ،غ ِّ
ٍ تصرفٍ ،األحرف ُمثبَتٍُ ،م ّ
ِّ ي ِّ ّ
غ اس ُم التفضيل إال من فع ٍل ثالث ّ ال يُصا ُ
ب أو ِّح ْليةٍ. لون أو عي ٍ
دا ٍل على ٍ
(فال يصاغ من "ما كتب" ألنه منفي ،وال من "أكرم" لمجاوزته ثالثة أحرف ،وال من "بئس وليس" ْ
ونحوهما ،ألنهما جامدة ،وال من الفعل المجهول وال من "صار وكان" ونحوهما من األفعال
الناقصة ،وال من "مات" ألنه غير قابل للتفضيل ،إذ ال مفاضلة في الموت ألن الموت واحد ،وإنما
تتنوع أسبابه كما قال الشاعر:
*ومن لم يمت بالسيف مات بغيره * تنوعت األسباب والموت واحد*
فان أريد بالموت الضعف أو البالدة مجازا ً جاز ،مثلُ" :فالن أموت قلبا من فالن" ،أي :أضعف،
ً
ونحو" :هو أموت منه" ،أي أبلد .وال يصاغ "من "سود" ،ألنه دال على لون ،وال من "عور" لداللته
على عيب ،وال من "كحل" ،لداللته على حلية ،فال يقال :هذا أسود من هذا ،وال أعور منه ،وال أكحل
منه" .وشذ قولهم :في المثل" :العود أحمد" ،ألنه مصوغ من "حمد" ،وقولهم" :هو أزهى من ديك"،
فبنوه من" :زهي" .وهو فعل مجهول وقولهم" :هو أخصر منه" فبنو اسم التفضيل من "اختصر"
وهو زائد على ثالثة أحرف ومبنى للمجهول ،كما شذ قولهم" :هو أسود من حلك الغراب ،وأبيض
من اللبن" فبنوه مما يدل على لون .وقالوا" :هو أعطاهم للدراهم ،وأوالهم للمعروف" .فبنوه من:
"أعطى وأولى" شذوذاً).
كثر" َ َ
ط ،يُؤتى بمصدره منصوبا ً بعدَ "أشدَّ" أو "أ َ ستوف الشرو َ
ِّ اسم التفضيل م ّما لم يَ وإذا أُريدَ صو ُ
غ ِّ
وأفر كحالً".
وأكثر سواداً ،وأبل ُغ َعوراًُ ، ُ أو نحوهما ،تقولُ" :هو أشدُّ إيماناً،
والكوفيُّون يجيزون التعجب والتفضيل من البياض والسود خاصة ،بال شذوذ .وعليه قول المتنبي -
وهو كوفي :-
()133/1
()134/1
للكاثر* ِّ صى * و ِّإنَّما ال ِّع َّزة ُ ثر منهم ح ً *ولسْتَ باأل َ ْك ِّ
( )3اضافته إلى النكرة:
وتذكيرهُ وامتن َع وصلُهُ بِّـ (من) ،تقولُ" :خالدٌ أفض ُل قائدٍ .وفاطمةُ ُ وجب إفرادُهَُ اضيف إلى نكرةٍ َ إذا
ّ
والمتعلماتُ
ِّ امرأتين والمجاهدونَ أفض ُل رجا ِّل ٍَ ِّ وهاتان أفض ُل ِّ رجلين.
ِّ وهذان أفض ُل ِّ أفض ُل امرأةٍ.
أفض ُل نساءٍ ".
( )4إضافته إلى معرفة:
وجهان :إفرادهُ وتذكيره، ِّ فيه وجازَ (من). ـ ب
ِّ ه ُ لوص عَ امتن ةٍ معرف إلى ضيف اس ُم التفضيل َ إذا أ ُ
بأل .وقد ورد ضاف إلى نكرة ومطابقتُه لما قبله إفرادا ً وتثنيةً وجمعا ً وتذكيرا ً وتأنيثا ً كالمقترن ْ ِّ كالم
أحرص
َ {ولتجدنَّهم
ِّ ق لما قبله قوله تعالى: غير ُمطاب ٍ االستعماالن في القرآن الكريم .فمن استعماله ُ ِّ
عز وجلَّ" :وكذلكَ جعلنا ُ
الناس" .ومن استعماله ُمطابقا ً قوله َّ ِّ الناس على حياةٍ} ،ولم يقل" :أَحرصي ِّ
ي
خبرك ْم بأح ِّبّك ْم إل ّ ُ
االستعماالن في الحديث الشريف" :أال أ ُ ِّ أكابر ُمجرميها" .وقد اجتم َع َ في ك ِّّل قري ٍة
ً َ
الموطؤونَ أكنافا ،الذينَ يألفونَ ويُؤْ لفونَ ". ً
مجالس يوم القيام ِّة ،أحاسنُك ْم أخالقاّ ، َ وأقربك ْم مني ِّ
ي أفض ُل القوم :وهذان أفض ُل القوم ،وأفضال القوم ،وهؤالء أفض ُل القوم ،وأفضلوا القوم َ ويقولُ" :عل ٌّ
َّ ُ
ضلى النساء ،وهاتان أفض ُل النساء ،وفضليَا النساء وهن أفض ُل النساء َ َ ُ
النساء وف ْ
ِّ وفاطمةُ أفض ُل
وفُضليَات النساء".
(من) ُمقدَّرة ً فيما تَقَد ََّم .والمعنى" :هذان أفض ُل من جميع القوم .وهذه أَفض ُل من كل النساء"، وتكونُ ِّ
جرا. و َهلُ َّم ًّ
(أفعل) لغير التفضيل
قد يَردُ "أفعلُ" التفضيل عاريا ً عن معنى التَّفضيل ،فيتض َّمنُ حينئ ٍذ معنى اسم الفاعل ،كقوله تعالى:
{ربُّكم أعل ُم بكم} أي" :عال ُم بكم" ،أو معنى الصفة ال ُمشبه ِّة ،كقوله سبحانهُ{ :وهو الّذي يَ ْبدَأ ُ الخ َْلقَ ثم
أهونُ علي ِّه} أي" :وهو َه ِّيّ ٌن عليه" ،وقو ُل الشاعر: يُعيدُهُ ،وهو َ
()135/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وأطولُ*َ سما َء بَنى لنا * بَ ْيتًا دعائِّ ُمهُ ُّ
أعز س َمكَ ال ّ*إِّ َّن الَّذي َ
أي :عزيزة ٌ طويلةٌ.
(ولم يرد أعز من غيره وأطول ،بل يريد نفي أن يشارك في عزته وطوله وكذلك في اآليتين
الكريمتين .ألنه ال مشارك هلل في علمه .وال تتفاوت المقدورات بالنسبة ِّإلى قدرته .فليس لديه هين
وأهون .بل كل شيء هين عليه سبحانه وتعالى).
ُ َ
تجرد من "أ ْل" أو أضيف ِّإلى نكرةٍ ،ولم يُصل بِّـ " ِّم ْن" و ِّإنّما يَص ُّح أن يعرى عن معنى التفضيل ،إذا َّ
التفضيليّة ،كما رأيت.
َعريَته عن معنى التفضيل. "م ْن" لم ت ُجز ت ِّ ضيف إلى نكرةٍ :أو ُوصل بِّـ ِّ َ ُ "أل" أو أ فإِّن اقترنَ بِّـ ْ
ح من أقوا ِّل النحاةِّ. ُقاس عليه على األص ّ ِّ ُ ٌ
وتعريتُه عن معنى التفضيل سماعيّة فما وردَ منه يُحفظ وال ي ُ
األشهر فيه عدَ ُم ال ُمطابق ِّة لما
ُ "أل" واإلضاف ِّة ،فاألص ُح تجردَ من ْ ي عن معنى التفضيل ،فإذا َّ وإذا َع ِّر َ
والتذكير ،كما لو أُريدَ به معنى التفضيل ،كما رأيت في البيت السابق. َ قبله ،أي :فهو يَلتز ُم اإلفرادض
"هذان أعلَما أه ِّل القري ِّة" أي :هما
ِّ ضيف إلى معرفةٍ ،وحيث المطابقةُ ِّلما قبله ،تقولُ: َ وإن أ ُ
"عالماهم" ،إن لم يكن في القرية من يُشار ُكهما في العلم .وال يص ُّح أن تقول" :هما أعل َم ُهم" إالّ إذا
أردتَ معنى تفضيلهما على غيرهما ،وذلك بأن يكون فيها من يُشارك ُهما في العلم .ألنه إن كان فيهما
من يشاركهما فيه ،كان المعنى على التفضيل وحينئذ يص ُّح أن تقول" :هما أعلما أه ِّل القرية
وعدمها ،إلضافته إلى معرفة مقصودا ً به التفضيلُ .ويكون المعنى" :هما أعل ُم ِّ وأعل ُمهم" ،بالمطابق ِّة
من جميع أهل القرية".
"الناقص واألش ُّج أعدَال بني َم ْروانَ " .أي" :هما عادِّالهم" :وال يص ُّح أن تقولَ: ُ ومن ذلك قولهم:
تجب المطابقةُ.
ُ بل ، روان "أعد ُل بني َم
()136/1
(ألن التفضيل الذي يقتضي المشاركة في الصفة غير مراد هنا .ألن مراد القائل أنه لم يشاركهما أحد ّ
من بني مروان في العدل .لذلك لم يكن القصد أنهما أعدل من جميع بني مروان بل المراد أنهما
العادالن منهم .و (الناقص) :هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ،سمي بذلك لنقصه أرزاق
الجند .و (األشج) :هو عمر بن عبد العزيز بن مروان (رضي هللا عنه) سمي بذلك لشجة أصابته
بضرب الدابة).
تقديرها ،كان المعنى على غيره ُ وحيث لم ي ُج ْز ُ تقدير (من) ،كان المعنى على التفضيل، ُ وحيث جازَ ُ
ً
أي" :كان اس ُم التَّفضي ِّل عاريا عن معنى التفضيل".
ً
(أل) واإلضافة ،إذ كان موصوفه جمعا كقو ِّل المجردُ من َّْ وقد يُجم ُع العاري عن معنى التفضيل،
الشاعر:
َ
أقام ،أالئِّ ُم* ُ ً
ين كنت ْم * ِّكراما .وأنتم .ما َ ُ ْ ُ َ ُ ْ
غاب َعنكم ،أس َْودُ العَ ِّ َ *إذا
مجردٌ منه ،فيكونُ قو ُل ابن هانيء: َّ وهو ، َ
ث َّ نُؤ ي ن أ جاز التفضيل، معنى عن ده لتجر
ُّ جمعه ح
ّ ص وإذا
ب*رض منَ الذَّ َه ِّ صبا ُء د ٍ ُّر على أ َ ٍ ص ْغرى و ُكبرى -من فَقاقِّ ِّعها * َح ْ *كأن ُّ
حن كما قالوا. صحيحا ً وليس ِّبلَ ٍ
ألن "صغرى وكبرى" ههنا .بمعنى "صغيرة وكبيرة" فهما عاريتان من التفضيل فال يجب فيهما َّ
اإلفراد والتذكير .بل يجوزان .كما تجوز المطابقة ،وإن كان األول هو األفصح واألشهر. ِّ
"كأن الكبرى والصغرى" .باعتبار أن اسم ّ "كأن أكبر وأصغر" أو ّ وقال من لحنه :كان حقه أن يقول:
ُ
(أل) واإلضافة .يجب إفراده وتذكيره :وغفل عن أنه يجب ذلك فيما قصد به التفضيل ،إذا تجرد من ْ
التفضيل.
وقول العروضيين" :فاصلة صغرى ،وفاصلة كبرى" .أي صغيرة وكبيرة .وهو من هذا الباب.
اسما الزمان والمكان
الشمس" أي :وقتَ ِّ ْ
مان :هو ما يُؤْ خذُ من الفعل للدَّاللة على زمان الحدَث ،نحو" :وافِّني َمط ِّل َع الز ِّ اس ُم َّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
طلوعها.
ب ر ْ
غ م
َ َ ِّ ََ
غ َ لب إذا ىّ ت "ح َّ:
ل ج
َ و َّ
ز ع
َ كقوله ث،َ دالح مكان على اللةَّ دلل الفعل من ُ ذخ ؤُْ ي ما هو :المكان
ِّ واس ُم
شمس" أي مكانض غروبها. ال َّ
()137/1
()138/1
الشيء في المكان ،مثلُ:ِّ األسماء على وزن " َم ْفعَلة" ،للدَّاللة على كثرة ِّ وقد يُبنى اس ُم المكان من
طخ ٍة و َمقثأةٍ و َمحيأةٍ و َم ْفعأةٍ و َمد َْرجةٍ". " َمسبَع ٍة ومأسدةٍ و َمذأَب ٍة و َم ْب َ
"أرض
ٌ سفرج ِّل" .فال يُقالُ:ب وال ّي ِّ األصول فما فوقهُ" :كالضفدُعِّ والث ْعل ِّ الرباع ّ ولم يُسمع مث ُل هذا في ُّ
س ْف َرجة" .ولكنَّكَ تبنيها على صيغة إسم الفاعل ،فتقولُ " :مض ْفدِّعة ٌ ضفدَعةٌ وال ُمث َ ْعلبةٌ ،وال ُم َ ُم َ
سف ِّرجة". ْ و ُمث َ ْع ِّلبة و ُم َ
وزنهما من فوق الثالثي المجرد
ى
المجرد ،على وزن اسم المفعول ،نحوُ " :مجت َم ٍع و ُمنت َد ً َّ ي ِّ
يكون اسما الزمان والمكان ،من غير الثالث ّ
ى". و ُمنت َ
ظ ٍر و ُمست ْشفَ ً
فائدة
ي المجرد .شركا ٌء في المصدر الميمي واسم المفعول واسما الزمان والمكان .مما هو فوق الثالث ّ
ويفرق بالقرينة .فاذا قلت :جئتك منسكب المطر .فالمعنى جئتك وقت انسكابه .وإذا قلت: ّ الوزن،
انتظرك في مرتقى الجبل .المعنى :في المكان الذي يرتقي فيه إليه وإذا قلت :هذا األمر منتظر.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
فالمعنى أن الناس ينتظرونه .فهو اسم مفعول .وإذا قلت :أعتقد معتقد السلف .فمعتقد :مصدر ميمي
بمعنى اإلعتقاد.
اسم اآللة
المجر ِّد المتعدّي للدَّاللة على أداةٍ يكونُ بها الفعل
ّ اس ُم اآللة :هو اس ٌم يؤخذ غالبا ً من الفعل الثالث ّ
ي
سةٍ.ومكنَ َ
نشار ِّ
وم ٍ كمب َْر ٍد ِّ ِّ
والمئْزَ ار (من ائْت َزَ َر)ِّ ،
والميضأة (من ت ََّوضَّأ)، والمئْزَ رة ِّ
زر ِّ كالمئْ ِّ
المجردِّ .
َّ وقد يكونُ من غير الثالث ّ
ي
َّ ّ
ق (اس ٌم لما يُعل ُق به الشي ُء ،من علق)، والم ْعال ِّ
النار ،من َح َّركَ )ِّ ،حركُ به ُ حراك (للعُود الذي ت ُ ّ
ِّ والم
ِّ
سوها).س األرض" إذا َّ َّ
س ،منَ " :مل َ َّ
األرض وتمل ُ
ُ سوى بها ُ ٌ
والم ْملسة وهي خشبة ت ّ ِّ
()139/1
()140/1
()141/1
وهذا التعريف انما هو تعريف اإلشتقاق الصغير وهو المبحوث عنه في علم التصريف .وهناك
نوعان من اإلشتقاق :األول أن يكون بين الكلمتين تناسب في اللفظ والمعنى دون ترتيب الحروف:
كجذب وجبذَ .ويسمى االشتقاق الكبير .واآلخر :أن يكون بين الكلمتين تناسب في مخارج الحروف: َ
كنهقَ ونعقَ .ويسمى االشتقاق األكبر.
ع من الماضي ،والماضي من المصدر. األمر من المضارع ،والمضار ُ ُ ويؤخذُ
وأسماء الزمان والمكان
ِّ صدَ َر عنه ك ُّل المشتقّاتِّ ،منَ األفعال والصفات التي تُشبهها فالمصدر أص ٌل َ
ُ
واآللة والمصدر الميمي.
اشتقاق الماضي
كرم وانطلقَ واسترشدَ". َ
أوزان مختلفة ،سيأتي بيانُها ،مثلُ" :كتب وأ ٍَ يؤخذُ الماضي من المصدر على
اشتقاق المضارع
المضارعة في َّأوله .وأحرف المضارعة َ ع من الماضي ،بزيادة حرفٍ من أحرف يُؤخذُ المضار ُ
ويذهب".
ُ ونذهب
ُ وتذهب
ُ أربعةٌ ،وهي" :الهمزة ُ والتا ُء والنونُ واليا ُء" مثل" :أ َ ُ
ذهب
فالهمزة :للمفرد المتكلم مثل" :أكتب".
ي وتكتبين يا فاطمة والتاء :لكل مخاطب ومخاطبة وللغائبة الواحدة والغائبتين مثلُ" :تكتب يا عل ّ
وتكتبان يا تلميذان وتكتبان يا تلميذتان وتكتبون يا تالميذ وتكتبين يا تلميذات .وفاطمة تكتب
والفطمتان تكتبان".
والنون :لجماعة المتكلمين وللمتكلم الواحد المعظم نفسه مثل" :نكتب".
ين والغائِّبينَ والغائبات مثلُ" :التلميذ يكتب والتلميذات يكتبان والتالميذ والياء للغائب الواحد والغئبَ ِّ
يكتبون والتليمذات يكتبن".
نُ ّ
وإن كان الماضي على ثالثة أحرف ،يُسك َّأولهُ بعد دخول حرف المضارعة ،فتقول في" :سأ َل
ب ما
س َ
مكسور ،ح َ
ٌ ح ،أو مضمو ٌم ،أو
كر ُم" .وأما ثانية ،فهو مفتو ٌ وكر َم"" :يَسأ ُل ويَأخذُ ويَ ُ
وأخذَ ُ
حملُ". ب ويَ ِّتقتضيه اللغة ،مثلُ" :يَعل ُم ويَكت ُ ُ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()142/1
وإن كان على أربعة أحرف فصاعداً ،فإن كان في َّأوله همزة ٌ زائدة ،تُحذف ويُكسر ما قبل آخره،
ُكر ُم ويَنط ِّل ُق ويَستغ ِّف ُر" .وإن كان في َّأوله تا ٌء زائدةٌ ،يبق عل واستغفر"" :ي ِّ
َ "أكرم وانطلقََ فتقو ُل في:
حاله بال تغيير ،فتقو ُل في" :تكل َم وتقابلَ"" :يتكل ُم ويتقابلُ" وإن لم يكن في َّأوله همزة ٌ وال تا ٌء َّ
ظ َم وباي َع"" :ي ِّ ّ
ُعظ ُم ويُبايِّ ُع". زائدتان .يكسر ما قبل آخره ،فتقو ُل فيَ " :ع َّ
تغفر" ،إال إذا كان الفع ُل على أربعة أحرف، وحرف المضارعة يكونُ مفتوحاً ،مثلُ" :يَعل ُم وتُجتهدُ وتِّ ُ ُ
ُعظ ُم". ّ ُكر ُم وي ِّ فهو مضّمو ٌم مثلُ" :ي ِّ
اشتقاق األمر
بحذف حرف المضارعة من َّأوله ،فإن كان ما بعد حرف المضارعة ِّ األمر من المضارع، ُ يؤخذُ
متحركاً ،ت ُ ِّركَ على حاله ،فتقو ُل في" :يتعلَّ ُم"" :ت َعلّ ْم" ،وإن كان ساكناً ،يُزَ ْد مكان حرف المضارعة
وأكر ْم وانط ِّل ْق واستغ ِّف ْر".ِّ ستغفر"" :اكتبْ ُ ُكر ُم ويَنط ِّل ُق ويَ كتب وي ِّ همزةٌ ،فتقو ُل في" :يَ ُ
إستقبل"ِّ ،إال إن كان ماضيه على أربعة ْ وهمزة ُ األمر همزة ُ وص ٍل مكسورةٌ ،مث ُلِّ " :إعل ْمِّ ،إنط ِّل ْق،
وأعط" ،أو كان ماضيه على ثالثة أحرف، ِّ ْ
وأحسن قطع مفتوحةٌ ،مثلُ" :أكر ْم أحرف ،فهي همزة ُ ٍ
ُ ُ ٌ
المضموم العين) فهي همزة ُ وص ٍل مضمومة ،مثلُ" :أكتُبْ ،أن ُ
ص ْر، ِّ ومضارعهُ على وزن (يَفعُلُ،
ب ويد ُخلُ". ُ
ص ُر ويكت ُ أُد ُخ ْل" ،فإِّ َّن مضارعها" :ين ُ
همزة الوصل
َّ
االبتداء بالساكن ،ألن العب ال ِّ ٌ
همزة ُ الوص ِّل :هي همزة في َّأول الكلمة زائدة ،يُؤتى بها للتخلص من ٌ
ق واجتماع "اسم واكتبْ واستغ ِّف ْر وانطال ٍ ٍ متحركٍ ،وذلك كهمزة: ّ ف على بساكن ،كما ال ت َ ِّق ُ
ٍ تبتد ُ
ئ
والرجل". َّ
"إستغفر ربكَ " ،وأن
ْ ئت ابتدا ًء ،مثلُ" :إس ُم هذا الرجل خالدٌ" ،ومثلُ: و ُحك ُمها أن تُلفَظ وتُكتب ،إن قُ ِّر ْ
إستغفر
ْ "إن إس ُم هذا الرجل خالدٌ" ،ومثلُ" :يا خالدُ ئت بعد كلمة قبلها ،مثلَُّ : ظ ،وإن قُ ِّر ْ َب وال تُلفَ َ تُكت َ
ربكَ ".
وهي قسمان :سماعيّةٌ وقياسيّةٌ.
()143/1
()144/1
تكون في أوائ ِّل بعض الجموع :كأحما ٍل وأوال ٍد وأنفُ ٍس وأرب ٍُع واتقياءٍ وأفاض ٍل. ْ وهي
وإحسان" ،وفي المضارع
ٍ ْ َ َ
ي ِّ وأمر ِّه ومصدره ،مثلُ :أحسنَ وأحسن الرباع ّ ً
وتكون أيضا في الماضي ُّ
َ ُ
كتب وأكر ُم وأنطلق وأستغ ِّف ُر" ،وفي وزن "أفعلَ" ،الذي هو َ ُ َ
ال ُمسند إلى الواحد المتكلم مثلُ" :أ ُ
وأعور".
َ "أحمر
َ ُ:
ل مث ،ٌ َّهة ب مش ٌ صفة أو للتّفضيل ،مثلث" :أفض َل وأسمى"،
وهي مفتوحةٌ دائماً ،إال في المضارع من الفعل الرباعي ومصدره ،فإنها في األول مضمومةٌ ،مثل:
"إحسان وإعطاءٍ ".
ٍ اح ِّسنُ وأُعطي" ،وفي اآلخر مكسورة ،مثل:
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األفعال )
ضمن العنوان ( موازين األفعال )
ٌ
ميزان يُوزنُ به. لك ِّّل فع ٍل
ف من ثالثة أحرف ،وهي" :الفا ُء والعين والالم" .فيقال" :كتب" على وزن "فَعَلَ" و والميزانُ يتألَّ ُ
ب" على وزن "يَ ْفعُلُ" و "اكتُبْ " على وزن "افعُ ْل". "يكت ُ ُ
ٌ
"موزون". ف "فعلَ" :ميزا ٌن ،ولما يوزنُ بها: ألحر ِّ
ُ ويقال
ويُسمى ما يقابل فا َء الميزان من أحرف الموزون" .فا َء الكلمة" ،وما يُقاب ُل عينَه" :عينَ الكلمة" ،وما
الكاف فا َء الكلمة ،والتا ُء عينَها ،والبا ُء ال َمها.
ُ "الم الكلمة" .فإن قلت" :كتب" ،فتكون يُقاب ُل ال َمهَُ :
"كر َم" كانت على ً ً ً
ويجب أن يكون الميزانُ ُمطابقا للموزون حركة وسكونا وزيادة أحرف .فإن قلتُ : ُ
"كسر" كانت على وزن "فَعَلَ" َ "أكر َم" كانت على وزن "أفعلَ" .وإن قلت: َ وزن "فَعُلَ" .وإن قلت: ِّ
جرا. ُّ
"انكسر" كانت على وزن "انفعلَ" وهل َّم َّ َ وإن قلت:
وك ُّل ما يُزادُ في الموزون يزاد في الميزان هو بعينه ،إِّال إِّن كان الزائدُ من جنس أحرف الموزون
علَ" وفي وزن ظم "فَعَّل" ،وفي وزن َ
أغر ْو َرقَ " :إفعَ ْو َ ُكر ُر في الميزان ما يُماثُله ،فيقا ُل في وزن َع َّ في َّ
إحمار "افعالَّ". َّ
()145/1
()146/1
يختص بهذا الباب ما يُرادُ به معنى الفوز في َمقام ال ُمغالبة وال ُمفاخرة ،نحو" :كاتبني فكتبتُهُ ُّ ومما
أكتُبُهَ" ،أي :غالبني في الكتابة فغلبتُهُ فيها .وحينئذ ال يكو ُن إال متعدياً ،وإن كان في األصل الزماً.
فمثل "قعد" الز ٌم ،فإن قلت" :قاعدَني فقعَدتُهُ أقعُدُهُ" ،صار متعديا ً.
حو ْلتَهُ إلى هذا الباب ،وإن لم يكن منه ،فتقول في" :نَز َل وك ُّل فع ٍل تُريدُ به معنى الغلبّة والمفاخرة َّ
صمتُهُ ،وعالمني أنزلُهُ ،وخاصمني فَخ َ يخص ُمهُ ،وع ِّلمهُ يَعلَ ُمهُ"" :نازلني فَنَزَ لتُهُ ُ ِّ صمهُنزلُ ،و َخ َ يَ ِّ
مسكور العين فيَ فَعلَمتُهُ ،أعلُ ُمهُ" ،أي :غالبني في ذلك ،فغلبتُهُ فيه .إال ما كان منه مثاالً واويًّا
بالياء كرمى يرمي ،فإنه يبقى على ِّ ع يبي ُع ،أو معت َّل اآلخر ف يائياً :كبا َ أجو َ
المضارع :كوعدَ يَ ِّعدُ ،أو َ
حاله في باب المغالبة.
ي ،نحو: وباب "فَعَ َل يَف ِّعلُ" بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع -يطرد فيه المثالث الواو ُّ ُ
وو ِّطي َء ووقَ َع يَقَ ُع وو ِّس َع يَس ُعَ ،
ض ُع َ كوض َع يَ َق)َ : حرف حل ٍ
َ ب" (بشرط أن ال تكون ال ُمه "وثب يَثِّ ُ
َ
بالياء ،نحو" :قضى يقضي" ،بشرط أن ِّ شيب" .والمعت ُّل اآلخر "شاب يَ َُ ي ،نحو: طأُ" ،واألجوف اليائ ُّ يَ َ
ق" :كسعى يَسعى ،ونَعى ال َميْتَ يَنعاه" ،وال َمضاعف الالزم ،نحو :فَ َّر يَ ِّف ُّر" حرف حل ٍ َ ال تكون عينه
وما جا َء على خالف ذلك فهو مخالف القياس.
وباب "فَعَ َل يَفعَلُ" -بفتح العين في الماضي والمضارع -يكث ُ ُر أن يجي َء منه ما كانت عينُهُ أو المهُ ُ
ض ُع". ي
َ َ َ ع ووض ُ،
ل سأَ ي ل
َ وسأ ، ح
ُ َ ت ف ي
َ َح َ ت "ف نحو: ، ق
ٍ حل حرف
()147/1
العين في الماضي والمضارع إال إذا كانت عينه أو ال ُمهُ حرفا ً من أحرف ِّ وال يكون الفعل مفتو َح
َب ،وجع َل يجعلُ ،وشغَ َل يَشغَلُ ،وفت َح يفت ُح ،وشدَ َخ يشدخُ". وذهب يَذه ُ
َ ق ،مثلث" :سأ َل يَسألُ،
الحل ِّ
وركنَ يَر ُكنُ " ،فشاذُّ ،ويجوز في األ َ َّول" :أبى يأبي" من باب" :فَعَ َل يَف ِّعلُ" وأما نحو" :أبى يأبىَ ،
المفتوح العين في الماضي ،المكسورها في المضارع .-
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
"ركِّنَ يَركَنُ " ويجوز في الثاني" :ركنَ يَر ُكنُ " بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع ،و َ
بكسرها وفتحها في المضارع. ِّ
يوجب فت َح عينه في الماضي والمضارع ،فمثلُ" :دَ َخ َل يَد ُخلُ، ُ ال ل
ٍ فع في ق
ِّ الحل حرف
ِّ ُ د ووجو
ب ،م َع وجو ِّد ِّ البا هذا من ليست وغيرها، ُ" ه ُ ب ين َ هُ بَ نو ، ع سم
َ َ َ ُ ي ع م س و يبغي، وبغى يرغب،
ُ ب ور ِّغ ََ
ق في ُمقابل عينها أو المها. ِّ الحل حرف
-2وزن (فعل) المكسور العين
العين :كيَعلَ ُم ،ألنه إن كان الماضي ِّ العين -كع ِّل َم ،ال يكونُ مضارعه إالّ مفتوح ِّ وزن "فَ ِّعلَ" بكسر
ٌ َ ّ
مكسور العين فمضارعه ال يكونُ ،إال مفتو َحها ،إال أربعة أفعا ٍل شاذة ،جا َءت مكسورة َ العين في َّ َ
ب س ُ ِّب يح َ
وهي" :حس َ َ الماضي والمضارع .ويجوز في مضارعها الفت ُح ،وهو األفص ُح واألولى ُ
وو ِّمقَ يَ ِّم ُق َ ُ
ث ر ي
َ ِّ َ َِّ
ث ر "و ً اذوذ س" وجاء ُ
ش س يَيْأ َ ُ
س ويَ ْيئِّ ُ َعم يَنع ُم ،ويَ ِّئ َ س ،ون َ س ويَ ْبئِّ ُس يَبأ َ ُِّب ،وبَ ِّئ َ
ويحس ُ
كسر العين في ُ أمره يَ ِّفقُهُ" وليس فيها إالّ ووفِّقَ َ الزندُ يَ ِّريَ ، ووري َّ
َ وور َم الجر ُح يَ ِّر ُم ،ووثِّقَ به ي ِّث ُق، ِّ
وكسرها في ِّ الماضي في العين بفتح ي" ر ي
َ َ َ ِّىر "و فيه فيجوز ي" ر ي ي
َ ِّ َ ِّ ر "و إال والمضارع، الماضي
المضارع -وهو األفصح.
س ِّق َم و َح ِّزنَ وفَ ِّر َح" ،وما ُ
وتكث ُ ُر في هذا الباب األفعا ُل الدَّالة على ال ِّعلَل واألحزان وأضدادِّهما ،نحوَ " :
والحلى كلُّها عليه ،نحو :س ِّودَ شبِّ َع" وتجي ُء األلوان والعُيوب ِّ شو َ د َّل على ُخلُ ّ ٍو أو امتالءٍ ،نحوَ " :ع ِّط َ
و َع ِّر َج ودَ ِّع َج".
-3وزن (فعل) بضم العين
()148/1
سنَ " ،ال يكون مضارعهُ إالّ مضمو َمها ،مثلُ: وزنُ "فَعُلَ" بض ّم العين في الماضي -مث ُل " َح ُ
سنُ ". "يَح ُ
ف، سنَ ،وش َُر َ ُ
"كر َم ،و َعذب الما ُء ،و َح ُ يأتي من هذا البا ما دل على الغرائز والطبائع الثابتة ،نحوُ : َّ
و َج ُملَ ،وقَبُ َح".
التعجب به أو المدح ،أو الذ َّمَ ،ح َّولتُهُ إلى هذا الباب ،وإن لم يكن منه( .كما قدَّمنا في َ وك ُّل فع ٍل أردتَ
ب الرج ُل سعيدٌ!" بمعنى "ما أكتبهُ!" تريدُ المد َح والتعجب معاً. مبحث :أفعال المدح والذَّم) نحو" :كت ُ َ
وما كان على وزن "فَعُلَ" ال يكونُ إالّ الزماً ،ألنه ال يكون إال لمعنًى مطبوعٍ عليه من هو قائ ٌم به،
"صار فقيها ًَ ب"( ،أي، ط َ "كر َم ولؤ َُم" أو كمطبوعٍ عليه ،مثلُ" :فَقُهَ و َخ ُ سجايا والطبائع) مثلُُ : (أي :لل َّ
وغيره يكونُ متعدّياً ،ويكون الزماً. ُ وخطيباً"
*
ص ْرالعين في األمر ،من هذه األوزان المذكورة ،كحركة العين في ُمضارعه ،مثلُ" :ان ُ ِّ ُ وحركة
َ ْ
وارج ْع واسأل واعل ْم". ِّ واج ُم ْل
اطردَ منها. سماعيَّةٌ كلها ،إال ما َّ وهذه األوزان َ
المجرد.
َّ ي ِّ أما أوزانُ المزيد فيه ،فكلُّها قياسيَّةٌ ،وكذا وزنُ ُّ
الرباع ّ
أوزمان الثالثي المزيد فيه
حرف واحدٌ ،وخمسةٌ للزيد فيه حرفان ،وأربعةٌ ٌ ٌ
عشر وزناً :ثالثة للزيد فيه َ ي المزيد فيه اثنا للثُّالث ّ
للمزيد فيه ثالثة أحرف.
كأكرم و "فَعَّلَ" كفَ َّرح ،و "فا َعلَ" :كسابق. َ َ
أوزان" :أفعَلَ": ٍ حرف واحد ،ثالثة ٌ ي المزيد فيه فللثالث ّ
ً
وباب "أفعل" يكون للتعدية غالبا .أي :لتصيير الالزم متعديا إلى مفعول واحد :كدخل وأدخلته .فان ً
األمر ،وألزمته إياه.
َ كان متعديا ً إلى واحد صار متعديا ً إلى اثنين :كلزم
وجولت" أي: "طوفت ّ ّ وباب "فعّل" يكون للتكثير وللتعدية غالباً .فالتكثير يكون في الفعل ،نحو:
"موت َت اإلبلُ" أي :كثر فيها الموت وفي المفعول، أكثرت من الطواف والجوالن .وفي الفاعل ،نحوّ :
نحو" :غلقت األبواب" ،أي :أبوابا ً كثيرة.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()149/1
وباب "فاعل" يكون للمشاركة بين اثنين غالباً ،نحو" :راميته وخاصمته" ،والمعنى :اني فعلت به
ذلك ،وفعل بي مثله.
وقد تأتي هذه األبواب لمعان غير هذه قلما تنضبط .وانما تفهم من قرينة الكالم.
كانحصر ،و "افتعلَ" :كإجتمع ،و َ ي ،المزيد فيه حرفان ،خمسة أوزان .وهي" :انفعلَ": وللثالث ّ
َّ
كاحمر ،و "تفَعَّل" :كتعل َم ،و "تفاعلَ" .كتصال َح. َّ "افعَلَّ":
وباب إنفعل يكون للمطاوعة ،أي :لمطاوعة المفعول للفاعل فيما يفعله به ،كصرفته فانصرف .وال
الباب عن معنى المطاوعة .لهذا ال يكون إال الزماً .وال يكون مجرده إال متعدياً. ُ ينفكّ هذا
وباب افتعل يكون للمطاوعة غالباُ ،نحو :جمعت القوم فاجتمعوا.
كاعور.
ّ كاحمر .والعيوب:ّ وباب افع ّل يكون لأللوان والعيوب .فاأللوان:
اعور زيادة ليست ّ "حمر" .وفي
َ "احمر" زيادة ليست في ّ ويقصد به المبالغة في معنى مجرده ،ففي
في "ع ِّو َر".
ّ
وباب "تفعّلَ" يكون للتكلف غالباً ،نحو" :تعل َم وتصبر وتشجع وتحلم" .وقد يكون التكلف ممزوجا ً
وتسرى ،أي :تكلف مظاهر الكبرياء والعظماء ّ بإِّدعاء شيء ليس من شأن المدعي .نحو :تكبر وتعظم
والسراة.
وباب "تفاعل" يكون للمشاركة بين اثنين :كتسابق الرجالن ،أو أكثر ،كتصالح القوم.
وقد تأتي هذه األفعال لمعان غير هذه ال تنضبط ،وانما يعيّنها المقام.
ش ْوشَنَ ،و
"افعو َعلَ" :كاخ َ
ْ و كاستغفر
َ وزان" :استفعلَ":أحرفٍ ،أربعةُ أ َ ٍي ،المزيد فيه ثالثةُ ُ وللثالث ّ
ط ،و "افعالَّ" :كادها َّم. كاعلو َ
َّ "افعولَ":َّ
وصيغةُ "افعالَّ" ُمشتركةٌ بين الماضي واألمر لفظاً .فإن كانت للماضي فأصلها" :افعالَلَ" .وإن كانت
لألمر فأصلُها" :افعا ِّل ْل".
()150/1
ويكون باب "استفعل" للطلب والسؤال غالباً ،نحو" :استغفرت هللا" ،أَي :سألته المغفرة ،و "استكتبت
زهيرا ً كالماً ،واستمليته إياه" ،أي :سألته كتابته وامالءه .وهو يكون متعديا ً كما رأيت .وقد يكون
الزما ً نحو" :استحجر الطين" ،أَي :صار حجراً .وإذا كان الزما ً لم يكن بمعنى السؤال كما ترى.
مجردها ،أي :انها تزيد في معناها على ّ وافعول وافعالّ" تكون للمبالغة في معنى ّ وأبواب "افعوعل
معنى المجرد منها.
وزن الرباعي المجرد
َ
وزن واحدٌ ،وهو" :ف ْعللَ" :كدَحر َج. ٌ المجر ِّد
َّ ي
للرباع ّ
ُّ
الحجر ،وزلزلت البناء" .وقد يكون الزماً ،نحو" :حصحص َ "دحرجت نحو: ،ً ا غالب ً ا متعدي (ويكون
الحق" أي :بان وظهر ،وبرهم الرجل أي :أدام النظر .والبرهمة :سكون النظر وادامته). ّ
الرباعي المنحوت
غ" (أي :لويته صد َ
ب الختصار الكالم ،كقولهم" :عقربتُ ال ُّ غ هذا الوزنُ بالنَّحت من مر َّك ٍ وقد يصا ُ
الطعام" (إذا وضعتُ فيه الفُلفل) ،و"نرجستُ الدوا َء" (إذا وضعتُ فيه النرجس)، َ كالعقرب) ،وفلفلتُ
سب َحلتُ
و "عصفرتُ الثوب" (إذا صبغته بالعُصفر) ،و "بسلمتُ وحمدلتُ و َح ْوقلتُ وحسبلتُ و َ
وجعفلتُ " (إذا قلت :بسم هللا الرحمن الرحيم ،والحمد هلل ،وال حول وال قوة إال باهلل ،وحسبي هللا،
وسبحان هللا ،وجعلني هللا فدا َءك).
تختصر من كلمتين فأكثر كلمةً مواحدة .وال يُشترط فيها حف ُ
ظ َ أن وهو ويُسمى هذا الصني ُع (النَّحتَ )،
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ت والسكنات ،على الصحيح ،كما يُعلم الكلمات بتمامها ،وال األخذ من كل الكلمات ،وال موافقة الحركا ِّ
من شواهد ذلك .لكنه يشترط فيها اعتبار ترتيب الحروف.
غير قياسي ،كما هو مذهب الجمهور .ومن المحققين من جعله والنحتُ ،على كثرته ،في لغتناُ ،
الحاضر يحملنا على تجويز ذلك والتوس َع
ُ والعصر
ُ االختصار ،جاز نحتُه.
ُ قياسياً ،فك ُّل ما أمكنك فيه
فيه.
()151/1
ط ْلبَقَ " (إذا قال :السالم عليكم ،وأطال هللا بقاءك) .ومنه "بَ ْعث َ َر" (أي: ومن المسموع أيضاً" :سمع َل و َ
ُ
ث وأثير ت} :هو منحوتٌ من "بُ ِّع َ القبور بُعثِّ َر ْ
ُ ي في قوله تعالى{ :وإذا بعث وأثار) .قال الزمخشر ُّ َ
ترابُها".
الملحق بدحرج
َ
وزان من الثالثي المزيد فيه حرف واحدٌ .وهي" :ش َْمللَ" -بوزن "فَ ْعللَ" -و ٍ َ ُ
يُل َح ُق بدْحرج سبعة أ
"فوعل" -و "رهيأ" -بوزن "ف ْعيل" -و "سيْطر" - "ر ْودَنَ " بوزن ْ " َج ْه َو َر" -بوزن "فَ ْع َولَ" و َ
"سلقى" -بوزن "فيْعل". ش ْنتر" -بوزن "ف ْنعل" -و ْ بوزن "فيْعل" و " َ
(وإنما كانت ملحقة بدحرج ،الن مصدرها ومصدره متحدان في الوزن .فمصدر فعلل "الفعللة"،
ومصدر فعول "الفعولة" ومصدر فوعل "الفوعلة" الخ).
تحقيق في معنى االلحاق
أحرف كلمةٍ ،لتوازن كلمة أخرى .وشرط اإللحاق في األفعال اتحاد مصدري ً ِّ اإللحاق أن يزاد على
الملحق والملحق به ،كما ترى في هذه األفعال.
واإللحاق ال يكون في أول الكلمة .وإنما يكون في وسطها ،كالنون من "ش ْنتر" ،أو في آخرهاكاأللف
"سلقى" ولذلك لم يكن نحو" :تمنطق وتمسكن وتمدرع وتمندل وتمذهب الياء في ْ المنقلبة عن ِّ
وتمشيخ" ُملحقا ً بتدحرج ،ألن الميم ليست زائدة بين أصول الكلمة .ومع هذا فليست زيادتها لقصد
ً َّ
اإللحاق ،ألن هذه األفعال مبنيةٌ على "المنطقة والمسكين والمدْرعة والمندي ُل والم ْذهب والمشيخة"،
فهي على زنة "تدحرج" أَصالة ال إلحاقاً ،باعتبار أن الميم كاألصل توهماً .فقد توهموا أصالة الميم
الحق الذي عليه المحققون من ُّ األسماء فبنوا الفعل عليها .فوزنها "تفعللَ" ال "تمفعلَ" هذا هو ِّ في هذه
العلماء.
ي تطرد زيادتُه ألجله .فهو ليس كالزيادة في نحو: َّ لغرض معنو ّ ٍ وما يزاد لإللحاق ،ال يكون مزيدا ً
"أكرم وقاتل واستغفل" ،م ّما زيادته لغير اإللحاق .وإنما هي لمعنًى اقتضى هذه الزيادة.
()152/1
األول .فمث ُل وقد تُخر ُج الزيادة ُ لإللحاق الفع َل عن معناه إلى معنًى آخر ،مع ِّ
بقاء رائح ِّة من المعنى َّ
والمجرد وهو "عثر" معناه ز َّل وكبا. َّ "عثير" معناهُ :أثار ال ِّعثْير (بكسر العين وهو التراب ،والغبار).
اطلع عليه .ومثلُ:السر ونحوه" :إذا َّ ّ الشيء" :إذا وجده .ومنه" :عثر على
ِّ ويقال أيضاً" :عثر على
"حوقل" يأتي بمعنى :عجز ،وأعيا ،وضعُف ،ونام ،ومضى فتعب ،ووضع يديه على خصره .وك ُّل
ذلك راج ٌع إلى معنى الضعف .وأصله من "حقل الفرص" "من باب فرح" :إذا أصابه وجع في بطنه
من أكل التراب وذلك ما يُضْعفه ويُعيه .و "حوقل" هذه غير "حوقل" إذا قال ال حول وال قوة إال
باهلل ،فهذه منحوتة من مركب ،فهي على وزن "دحرج" أصالً ،ال إلحاقا ً كما كما توهموا ،ألن الواو
"حول" ،فهي أصلية ال زائدة. فيها هي واو ْ
أنَّ ََ ما كان من الكلمات ملحقا ً بغيره في الوزن ال يجري عليه ِّإدغا ٌم وال ِّإعاللٌ ،وإن كان واعلم ّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
مستحقَّهما ،كيال يفوت بهما الوزن.
تجانسين
ِّ حرفين ُم
ِّ ٌّ
ستحق لإلدغام ،ألن فيه وهذا من عالمات اإللحاق أيضاً .فمثلُ :شمل َل واقعندَدَ ُم
ب الواو ألفاً .لكنه لم ِّ
يجر على ما ذكر إدغا ٌم وال ٌّ
مستحق لإلعالل بقل ِّ رين .ومثلَُ " :ج ْه َو َر"ُمتجاو ِّ
إلن اإلعالل جرى على آخر الكلمة ،وذلك ال يفوتُ به ِّإعالل ،لما ذكرنا .وإنما أ ِّع َّل نحو" :سلقى" َّ
وقف على آخر الكلمة بإسكانه ألن اآلخر يُصب ُح ساكناً ،فيكون كالموقوف عليه بالسكون .وال ُ الوزنُ َّ ،
ال يفوت به وزنها.
وزن الرباعي المزيد فيه
َ
وزن واحدٌ .وهو" :تَفَ ْعللَ" :كتدحر َج.ٌ حرف واحدٌ،
ٌ ي ِّ المزي ِّد فيه
للرباع ّ
ُّ
وهو يُبنى للمطاوعة ،أي :مطاوعة المفعول الفاعل فيما يفعله وقبول أثر فعله .وال يكون إالّ الزماً،
نحو" :سرولته فتسرول" أي :أَلبسته السراويل فلبسها ،ونحو" :سقلبته فتسقلب" .أي طرحته
وصرعته فانصرع .والعامة تقول" :شقلبه" بالشين المعجمة.
()153/1
ُحو ُل من ضمير المفرد إلى ضمير المثنى أو الجمع ،ومن تصريف الفع ِّل :تحويلُهُ بحسب فاعل ِّه .في َّ
ُ
ضمير المذكر إلى ضمير المؤنثِّ ،ومن ضمير الغائب إلى ضمير المخاطب أَو المتكلم.
ف الماضي والمضارع على أربعة عشر مثاال :ثالثة منها للغائب ،وثالثة للغائبة ،وثالثة ويتصر ُ
َّ
ف األمر على ستة أمثلة :ثالثة للمخاطب وثالثة ويتصر ُ
َّ للمخاطب ،وثالثة للمخاطبة ،واثنان للمتكلم،
للمخاطبة.
تصريف السالم والمهموز
()154/1
تغيير فيهما ،إِّال األمر من" :أخذ وأَكل وأَمر" فقد ٍ ُ
والمهموز من األفعا ِّل الثالثة بال سال ُم ف ال ّ يتصر َُّ
َ
س ْل واسأ ْل" ،وإال ُ
جا َء بحذف الهمزة ،فيقالُُ " :خذ وك ْل و ُم ْر" ،وإال األمر من" :سأ َل يسألُ" ،فإنه " َ
األو ِّل في المضارع ال ُمسن ِّد إلى الواحد ال ُمتكلم ،فإن همزته الثانية تنقلب مدَّةً ،مثلُ" :آخذُ المهموز َّ
تنقلب واواً،
ُ ُ
وآمر وآتي وآ َم " ،وإِّال األمر من المهموز األول ،إن ن ِّطقَ به ابتدا ًء ،فإن همزته نُ ُ َف وآن ُ
المعروف"
َ ُ ةسام ُ أ يا ت
ِّ "إي ُ: لمث هاَ لقب ما سر
َ ُ
ك إن ء
ً ويا "، الخير
َ هير
ُ ُ
ز يا ْ
ل م
ُ و ُ "أ ُ:
ل مث قبلها، ما مإن ُ َّ
ض
ُ
الخير ،ويا أسامةُ ائْت َ فإن نُطقَ به موصوال بما قبَلهُ ،ثبتت همزته على حالها ،مثلُ" :يا زهير اؤْ ُمل
البدر" .فإن وقفت عليه قلتَ : َ "ر
"ر" نحوَ : واألمر منه َ
ُ ع من رأى" :يَ َرى". المعروف" والمضار ُ َ
سكت. "ر ْه" ت ُ ْل ِّح ُق به ها َء ال َّ َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
تصريف المضاعف
فك تشديد ِّه مع ضمائر الرفع المتحركة ،مثلَُ " :مدَ ْدتَ و َمدَدْتُ و َمدَدْنا و َمدَ ْدنَ ف ِّب ِّّ
ف ال ُمضا َع ُ يتصر ُ
َّ
ويَ ْمددنَ وامدُدنَ ".
أمر للواحد ،أو مضارعا ً مقترنا ً بالم األمرُ ،مسْندا ً إلى الواحد -أن يقال ويجوز فيه -إن كان فعل ٍ
فيهماُ " :مدَّ وليُ ُمدَّ" ،بالتَّشديد ،و "امدُد وليَ ْمدُدْ" بف ّك ِّه.
تصريف المثالث
والمفتوحها في الماضي والمضارع ،بحذف ُ المكسور العين في المضارع، ُ ي،
يتصرف المثالث الواو ُّ ُ
بض ْع ويَ َه ُ ْ
ورث ،ويَ ِّعدُ و ِّعدْ ،ويض ُع َو َ ُ
تصاريف المضارعِّ واألمر مثل" :يَ ِّرث ِّ ِّ وا ِّوه في جميع
َوهبْ ".
()155/1
المسكور العين ُ يس َر ،يَ ْيس ُِّر ،إِّيس ِّْر" .كذا المثا ُل الوا ِّو ُّ
ي فيتصرف كالسالم ،مثلث" :يَ َ أما المثا ُل اليائِّ ُّ
وو ِّس َخ"و ِّج َل يَ ْو َجلَُ ،حذف الواو من مضارعه ،مثلَُ : ُ
في الماضي ،المفتو ُحها في المضارع ،فال ت ُ
ْ
تنقلب في األمر يا ًء ،لوقوعها ساكنة بعد كسرة مثلُ" :إِّي َجل" ،واألصلَ: ُ سخُ" ،وال من أمرهِّ ،لكنها يَ ْو َ
تكتب يا ًء وتُلفظ ُ فإنها - مضموم حرفٍ بعد الكالم ج رَْ د في وقعت بأن - قبلها ما م
ُ َّ ض إن إال " ْ
جل "إو
ْ
ايجل" فتلفظ هكذا" :يا فالنُ او َج ْل". ْ واواً ،نحو" :يا فالنُ
س ْع َوطأ" بحذف الواو واألمر منهماَ " :
ُ األمر يسعُني" ُ ط ُؤهُ ،وو ِّسعَني "وطى َء الشي َء يَ َ ِّ وشذَّ من ذلك:
في المضارع واألمر.
تصريف االجوف
األجوف بحذف حرف العلَّة مع ضمائر الرفع المتحركة ،مثلُ" :قلتُ وقلنا وقلتم وت َقلنَْ ُ يتصرف
ُ
وقُ ْلنَ " ،وفي األمر المفرد المخاطب ،مثلُ" :ق ْل ،وبِّ ْع".
ُ
أجوف
َ ض َّم َّأوله إن كان
المجردُ إلى ضمائر الرفع المتحركةُ ، َّ ي
ف الثالث ُّ وإذا أُسند الماضي األجو ُ
أجوف يائيّاً ،نحوِّ " :ب ْعتُ ، َ واويًّا من باب (فَعَ َل يَفعُلُ) نحو" :قُلتُ ،والنسا ُء قُ ْلنَ " ،و ُكسر إن كان
أجوف واويًّا من باب (فَ ِّع َل يَ ْفعَلُ) ،نحوِّ :خ ْفتُ ،والنسا ُء ِّخ ْفنَ ". َ والنسا ُء ب ْعنَ " ،أو
ْ ْ
فإذا بنيتَ ذلك للمجهول عكستَ ،فتقولُ" :قِّلتُ ،والنسا ُء قِّلنَ ،وبُ ْعتُ ،والنسا ُء بُ ْعنَ و ُخفتُ ،والنسا ُء
يلتبس معلو ُم الفعل بمجهول ِّه. َ ُخ ْفنَ " لئال
( )1فائدة - :صيغة الماضي واألمر ،واألجوفين المسندين إلى نون النسوة ،واحدة ،مثل" :النساء قلن
أن أصلهما في الماضي" :قالن وباعن" ،وأصلهما في األمر" :قولن وبعن ،ويا نساء قلن وبعن" ،إال ّ
وبيعن").
تصريف الناقص
()156/1
()157/1
فتقول" :الرجال يدعون ويا رجال تدعون ،والنساء يدعون" إال أن الواو مع جماعة الذكور هي
ضمير الجمع ،والم الكلمة محذوفة .والواو مع جماعة اإلناث هي الم الكلمة اتصلت بنون النسوة،
ولم يحذف من الفعل شي ُء.
( )2يأتي المضارع من المعتل اآلخر باأللف أو الياء بلفظ واحد للواحدة المخاطبة وجمع اإلناث
المخاطبات ،فتقول" :ترضين وتمشين يا فتاة وترضين وتمشين يا فتيات" إِّال أن التاء مع المخاطبة
الواحدة هي ضمير الخطاب ،والم الكلمة محذوفة ،والياء مع المخاطبات هي الم الكلمة اتصلت بها
نون النسوة ،ولم يحذف من الفعل شي ٌء.
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )
ضمن العنوان ( الجامد والمشتق )
()158/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ي.
عرب ومنه المبن ُّ تمكنّ .
ألن منه ال ُم َ وغير ُم ٍ
َ والجامدُ يكونُ ُمتمكنا ً
ي من األسماء) ال شأن للتَّصريف فيه .وهو قد يكون على حرفٍ واحد :كتاء فغير المتمكن (وهو المبن ُّ ُ
أكثر ،مثلُ: ْ
َّمير ،وعلى حرفين ،مثل" :هو و َمن" وعلى ثالثة أحرف ،مثلُ" :كيف وإذا" وعلى َ الض ِّ
" َم ْهما وأيَّان".
والمتمكنُ هو موضوع التّصريف.
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )
ضمن العنوان ( المجرد والمزيد فيه )
كجعفر ،وإما
ٍ كحجر ،وإِّما على أربعة:
ٍ ي في أصل الوضع ،إما على ثالثة أحرف: االس ُم المتكنُ مبن ٌّ
نقص عن ثالثة ،فهو َ ْ
على خمسة :كسفَرج ٍل ،وما زاد على خمسة ،فهو مزيد فيه "ك َخندريس" .وما
ي وفَ ْوهٌ". ب ويَ ٍد وفَ ٍم" .وأصلُها" :أبَ ٌو ويَدْ ٌ
محذوف منه" :كا ٍ
سفرج ٍل".َ هم ،و َ ٌ ُّ
أحرفهُ كلها أصليّة" :كرج ٍل ،ود ِّْر ٍ أحرفه إما ُم َج ّردٌ .وهو ما كانت ُ حيث ُ ُ وهو ،من
وإما مزيدٌ فيه .وهذا إما مزيد فيه حرف واحد" :كحصان وقنديل" .وإما حرفان" :كمصباح
"كاستغفار".
ٍ طرار" .وإما أربعةُ أحرف: ٍ ق واس ِّبواحرنجام" .وإما ثالثةُ أحرف" :كانطال ٍ
ي" :كفَ َرزدق" .والزيدُ فيه ،إما سلهب" ،وإما ُخماس ٌّ ْ ي" :ك َ "كو َرق" ،وإما ُرباع ٌّ
يَ : والمجردُ ،إما ثالث ٌّ
َّ
ثالثي األصول" :كسالح" ،وإما ُرباعيُّها "كعُصفور" ،وإما ُخماسيُّها" :كقَبَعثرى".
وغايةُ ما ينتهي إليه االسم بالزيادة سبعةُ أحرفٍ " :كاستغفار".
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )
ضمن العنوان ( موازين األسماء )
ٌ
ميزان يُوزَ نُ به. اسم ُمتم ّك ٍن
لك ِّّل ٍ
بأحرف "فَعَل" مطابقةً لحركاته وسكناته .فوزنُ فَ َر ٌ
س "فَعَلٌ" .فإن َ
بقي ِّ فإذا أردتَ أن ت َِّزنَ اسما ً أتيتَ
الم "فعل" فدِّره ٌم على وزن "فِّ ْعلَل".كررت َ يّ ،بعدَ الثالثة حرف أصل ٌّ
مرتين ،فسفَرج ٌل على وزن "فَعَللٌ". ِّ الالم
َ كررت بقي حرفان أصليّانَّ ، وإن َ
()159/1
وزن "فاعلٌ" ومضروبٌ على وزن "مفعو ٌل" ِّ وإن كان في االسم زيادة ٌ في وزنه ،فضاربٌ على
واستغفار على وزن "استفعالٌ" .إال إذا ٌ وانطالق على وزن "ان ِّفعالٌ"، ٌ "مفعالٌ" ومفتا ٌح على وزن ِّ
َ َ
تكر ُر في الميزان ما يماثلهُ من أحرفه .فَ ُمعظ ٌم على زون كان الزائد من جنس أحرف االسم ،فَ َّ
عين الميزان ،واسودادٌ على ْ
عين الميزان .و ُم ْغ َر ْو ِّر ٌق على وزن " ُمفعَ ْو ِّعلٌ"بتكرار ِّ " ُمفَعّلٌ" ،بتكرار ِّ
سهُ ،فال يقا ُل في وزن الحرف الزائدُ نف ُ
ُ وزن "اف ِّعاللٌ" بتكرار الم الميزان .وال يزاد في الميزان
ق " ُمفعَ ْورلٌ" وال في وزن اسودا ٍد "اف ِّعالدٌ". غرور ٍ
ِّ عظلٌ" وال في وزن ُم ُم ّ
عظ ٍم " ُمفَ ِّ
اوزان االسماء الثالثية المجردة
أوزان وهي: ٍ ي المجرد ،من األسماء عشرة ُ للثالث ّ
س ْه ٍل.كشمس ،وصفةً :ك َ ٍ ( )1فَ ْعلٌ ،ويكونُ اسماً:
ً
( )2فَعَلٌ ،ويكونُ اسماً :كفَ َر ٍس ،وصفة :كبَط ٍل.
( )3فَ ِّعلٌ ،ويكونُ اسماً :ك َكبِّدٍ ،وصفةً :ك َحذ ٍِّر َِّ.
كر ُج ٍل ،وصفةً :كيَقُظٍ . ( )4فَعُلٌ ،ويكونُ اسماًَ :
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
( )5فِّ ْعلٌ ،ويكونُ اسماً :ك ِّع ْد ٍل ،وصفةً :كنِّ ْك ٍس.
يٍ.ب ،وصفةً :كماءٍ َر ِّو ّ (ِّ )6فعَلٌ ،ويكونُ اسماً :ك ِّعنَ ٍ
كأتان ِّإبدٍ. ٍ ( )7فِّ ِّعلٌ ،ويكون اسماً :كإب ٍل ،وصفةً:
ْ
( )8فُ ْعلٌ ،ويكونُ اسماً :كقُ ْف ٍل ،وصفةً :ك ُحل ٍو.
ص َردٍ ،وصفةً :ك ُح ٍ
طم. ( )9فَعَ ٌل ويكونُ اسماً :ك ُ
ب. ق ،وصفة :ك ُجنُ ٍ ً ( )10فُعُلٌ ،ويكونُ اسماً :كعُنُ ٍ
اوزان االسماء الرباعية المجردة
أوزان .وهي: ٍ ي المجر ِّد من األسماء ستة للرباع ّ ُّ
ب.ش ْهر ٍ ً
اسما :كجعف ٍر ،وصفة :ك َ َ ً ويكونُ َ َ
( )1ف ْعللٌ،
رم ٍس. ِّ ِّ كخ :ً ة وصف ، برج
ِّ ٍ كز : ً ا اسم ويكونُ (ِّ )2ف ْع ِّللٌ،
هم ،وصفةً :ك ِّه ْبلَ ٍع. (ِّ )3ف ْعلَلٌ ،ويكونُ اسماً :كد ِّْر ٍ
برث ُ ٍن ،وصفةً :ك ُج ْر ِّش ٍع. ( )4فُ ْعلَلٌ ،ويكونُ اسماًُ :ك ْ
ْ
طحْ ٍل ،وصفةً :ك ِّسبَط ٍر. ( )5فِّ ْعلَلٌ ،ويكونُ اسماً :كف َ
شع.
كجر ٍ ب ،وصفةْ : ً ( )6فُ ْعلَلٌ ،ويكون اسماً :ك ُج ْخدَ ٍ
()160/1
(السادس) جاز أن يكونَ على الوزن الرابع: ِّ ت على هذا الوزن: األسماء والصفا ِّ ِّ وردَ من وك ُّل ما َ
العلماء فرعا ً عنه. ِّ مهور من ٌ "فُ ْعلُ ٍل" .ولذلكَ َعدَّهُ ُج
أن الرباعي ال بدَّ من إسكان ثانيه أوثالثه ،كيال تتولى أربع حركا ٍ
ت في كلم ٍة وقد ثبت باالستقراء َّ
واحدة .وذلك ممنوعٌ.
اوزان االسماء الخماسية
أوزان .وهي: ٍ ُ األسماء ،أربعة ِّ المجردِّ ،منّ ي
للخماس ّ
ش َم ْردَ ٍل. ( )1فَعَ ْللٌ ،ويكونُ اسماً :كسفَرج ٍل ،وصفةً :ك َ
( )2فَ ْعلَ ِّللٌ ،ولم يجي ْء إال صفةً :ك َج ْح َم ِّر ٍش.
( )3فُعَلَّلٌ ،ويكونُ اسماص :ك ُخزَ ْع ِّب ٍل ،وصفةً :كقُذَع ِّْم ٍل.
كجردَحْ ٍل. كز ْن َج ْف ٍر ،وصفةًِّ : ( )4فِّ ْعلَلٌّ ،ويكونُ اسماًِّ :
ٌ
واعلم أن ما خرج عما تقدَّم ،من أوزان المجردات الثالثية والرباعية والخماسية ،شاذ أو مزيدٌ فيه أو
ي. محذوف منه ،أو ُمر َّكبٌ أو أعجم ٌ ٌ
اوزان االسماء المزيدة فيها
َ ٌ ٌ
للمزي ِّد فيه ،من األسماء أوزان كثيرة ال ضابط لها.
أحرف "سألت ُ ُمونيها". ُ وأحرف الزيادةِّ عشرةٌ ،وهي ُ
أحرف أصول. ِّ ُ ةثالث معه كان إذا إال حرفٍ ة
ِّ بزياد م َ
وال يُح ُ
ك
والذي يَسقط في بعض تصاريفها هو َ ي.
الحرف األصل ُّ ِّ تصاريف الكلم ِّة ،هو َ والحرف الذي يَلز ُم
ُ
الزائد.
والحك ُم بالزيادة واألصالة إنما هو لألسماء العربية ال ُمتم ِّ ّكنَة :أما األسما ُء المبنيَّة ،واألسما ُء األعجميَّة،
فال وجهَ لل ُحكم بزيادة شيءٍ فيها.
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )
ضمن العنوان ( المثنى وأحكامه )
(فإن اختلفا في اللفظ فال يثنيان بلفظ واحد ،فال يقال في كتاب وقلم" :كتابان" مثال .وأما نحو
"العمرين" لعمر بن الخطاب وعمرو بن هشام ،وألبي بكر وعمر ،ونحو" :األبوين" لألب واألم ،و
"القمرين" للشمس والقمر و "المروتين" ،الصفا والمروة ،فهو من باب التغليب ،أي تغلب أحد
اللفظين على اآلخر وهو سماعي ال يقاس عليه ،ومثل ذلك ال يكون مثنى الختالف لفظ المفردين ،بل
هو ملحق بالمثنى من جهة اإلعراب.
ً
وإن اتفقا في اللفظ واختلفا في المعنى ،فال يثنيان أيضا :كأن يكون اللفظ من المشترك كالعين :فال
يقال" :عينان" للباصرة والجارحة ،وال "غزالتان" للشمس والظبية أو أن يكون للفظ معنيان :حقيقي
ومجازي ،فال يثنى اللفظ مرادا ً به حقيقته ومجازه فال يقال" :رأيت أسدين" ،تعني أسدا ً حقيقيا ً ورجالً
شجاعا ً كاألسد.
وإن ناب عن مفردين بال زيادة كشفع وزوج فليس بمثنى.
وإن ناب عن مفردين بزيادة غير صالحة لإلسقاط وتجريد اإلسم منها :كاثنين واثنتين وكال وكلتا،
ولم يكن مثنى ،بل هو ملحق به في إعرابه ،إذ لم يسمع "اثن" وال "اثنة" وال "كل وال كلت").
الملحق بالمثنى
ً
يُلحق بالمثنى ،في إعرابه ،ما جاء على صورة المثنى ،ولم يكن صالحا للتجريد من عالمته ،وذلك
ني من باب التَّغليب:واثنتين" ،وكذا ما ث ُ َ
ِّ مثلُِّ " :كال و ِّك ْلتا" مضافتين إلى الضمير .ومثلُ" :اثنين
َين وزَ ِّ
يدين". س ِّ ّمي به من األسماء المثناة" :ك َحسن ِّ واألبوين والقَ َم ِّ
رين" وكذلك ما ُ ِّ رين
"كالع َم ِّ
ما ال يثنى من الكلمات
ثاني له من لفظه ومعناه: ب" :كبعلبكَّ و ِّسيبَوي ِّه" ،وال المثنى ،وال الجم ُع .وال ماال َ ال يثنى ال ُمر َّك ُ
واألبوين" فهو من باب ِّ رين
مرين والق َم ِّ
ِّ وكعين للباصرة والجارحة" .وأما نحو" :العُ ٍ يٍ،
مر م َع عل ّ "كعُ َ
التغليب ،كما قدَّمنا.
ي ،يُثنى ُجزؤه األولُ ،فيقال في تثنية عبد هللا ،وخادم الدار" :عبدا هللاِّ فإذا أُريدَ ت َثْنيةُ المركب اإلضاف ّ
وخادِّما الدّار".
()162/1
ي ،أو المثنى ،أو الجمعِّ ،جئِّتَ سمي به من المر َّكب اإلسناد ّ ي ،أو ما ُ المزج ّ ب ْ وإذا أردتَ تثنيةَ المر ّك ِّ
َين
شرا ،و َحسن ِّ ً
ي" نصبا و َجرا ،فتقو ُل في تثني ِّة سيبَوي ِّه وتأبَّط ًّ ً قبلَهما بكلمة "ذّوا" رفعاً ،و "ذَ َو ْ
صاحبا هذا اإلسم. ِّ حسنين ،وذَوا عابدينَ " ،أي ِّ شرا ،وذَوا ط ًّ وعابدينَ ،أعالماً" :ذَوا ِّسيبوي ِّه ،وذَوا تأبَّ َ
تثنية الجمع
الن، وجما ِّ بالنِّ ، َّ
قد يُثنى الجم ُع على تأويل الجماعتين أو الفرقتين أو النوعين ،وذلك كقولهم" :إِّ ِّ
ق كالشا ِّة العائر ِّة بينَ الغَن َمي ِّْن. ُ
الحديثَ " :مث ُل المنا ِّف ِّ الدان" .ومن ذلك ِّ ماحان ،و ِّب
ِّ ور
َنمانِّ ،وغ ِّ
الجمع مكان المثنى
الشيئان ،كل واح ٍد منهما ،متصال بصاحبه ،تقولُ" :ما ِّ العرب الجم َع مكان المثنى ،إذا كان ُ قد تجع ُل
َت قُلوبُكما} ولم يقولوا في صغ ْسهما!" :ومنه قولهُ تعالى{ :فاقطعوا أي ِّديَ ُهما} وقولهُ{ :فقد َ أحسنَ ُرؤُو َ
ْ
نفصلين" :أفراسهما وال ِّغلمانهما". ِّ ال ُم
َ ُ ً
وبعض العرب يجع ُل الجم َع مكانَ المثنّى ملطقا ،وعليه قولهم" :ضع ِّرحال ُهما". ُ
تثنية الصحيح االخر وشبهه والمنقوص
َ
ض ْوءٍ ،أو ِّش ْب َههُ :كظ ْمي ٍ ودَلو ،أو المنقوص :كالقاضي إذا ثَنَّيتَ الصحي َح اآلخر .كرج ٍل وامرأةٍ و َ
ْين
ظب ِّ ءان و َ ض ْو ِّ وامرأتان و َ
ِّ "رجالن
ِّ تغيير فيه ،فتقولُ: ٍ والدَّاعي ألحقت بآخره عالمةَ التَّثنية بال
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وداعيان".
ِّ
تثنية المقصور
الواو ،ويا ًء إن كان أصلُها الياء،
َ إذا ثنَّيتَ مقصوراً،فإِّن كان ثالثيًّا قلبتَ ألفَهُ واواً ،إن كان أصلُها
وان" ،وفي تثنية فتى" :فَ ِّ
تيان". ص ِّع َفتقو ُل في تثنية عصاَُ " :
"رحيْتُ " ٌ
كالرحى ،فإنها يائيَّة في لغة من قالَ : وجهان ،وذلك َّ
ِّ ُ
فيجوز فيها أصالن،
ِّ وقد يكونُ لأللف
وان".
ور َح ِّحيان َ "ر َح ْوتُ " ،فيجوز أن يقال في تثنيتهاَ :
"ر ِّ وواويَّة في لغة من قالَ :
()163/1
صطفى
ً يِّ ،قلبتَ ألفَهُ ياء على ك ِّّل حا ٍل ،فتقو ُل في تثنيةُ :حبْلى و ُم وإن كان مقصورا ً فوق الثالث ّ
يان و ُمستشفَ ِّ
يان". ان و ُمصطفَ ِّ ستشفىُ " :حبْليَ ًِّ و ُم
تثنية الممدود
ُ ُ ً
إِّذا ثنيتَ ممدودا ،فإِّن كانت همزتهُ اص ِّليَّة ،تَبْقَ على حالها ،فتقو ُل في تثنية :ق َّراءٍ َو ُوضّاءٍ " :ق َّر َء ِّ
ان ً
َّاءان".
َو ُوض ِّ
وصحراوان".
ِّ "حساناوان
ِّ ُ ً
وإِّن كانت َمزيدة للتأنيث ،قلبَت واوا ،فتقول في تثنية :حسنا َء وصحراء: ْ ُ ً
الوجهان :بقاؤها على حالها، ِّ ق ،جاز فيها وإن كانت ُمبدلةً من وا ٍو أو ياءٍ أو كانت مزيدة ً لإللحا ِّ
طاءان" .وتقو ُل في المزيدة ِّ وغطاوان و ِّغ
ِّ ساءان،
ِّ "كساوان و ِّكِّ وانقالبُها واواً ،فتقو ُل في ال ُمبدَلة:
رباءان" .وتصحي ُح الهمزةِّ (أي: ِّ وح
وحرباوان ِّ وباءانِّ ،ِّ وباوان وقُ
ِّ لباءان ،وقُ ِّ لباوان و ِّع
ِّ لإللحاقِّ " :ع
تر ُكها على حالها) في ال ُمبدَل ِّة من وا ٍو أو ياءٍ أولى .وقلبُها واوا ً في المزيدة لإللحاق أحسنُ.
واو ،جاز تصحي ُح همزتهِّ ،لئالَّ تجتمع واوان ،ليس بينهما إال وما كان قبل ألفه -التي للتأنيث ٌ -
وعشواءان".
ِّ واوان
ِّ ع ْش األلف ،فتقو ُل في َع ْشوا َءَ " : ُ
تثنية المحذوف اآلخر
ِّف منه يُردُّ إِّليه عند اإلضافةُ ،ردَّ إِّليه عند إن كان ما يُرادُ تثنيتُهُ محذوف اآلخر ،فإن كان ما ُحذ َ
وان" ،وفي وأخوان وح َم ِّ
ِّ "أبوان
ِّ مو): وأخو و َح ٌ
ٌ وأخ و َح ٍم (وأصلُها ُ
أبو ب ٍ التثنية ،فتقو ُل في تثنية :أ ٍ
يان" ،كما تقو ُل في اإلضافة" :أبوكَ وأخوكَ وداعيان وش َِّج ِّ ِّ "قاضيان
ِّ َج:
قاض وداعٍ وش ٍ تثنيةٍ :
وح ُموكَ وقاضيكَ وداعيكَ وشجيكَ ".
()164/1
المحذوف عندَ اإلضافة ،لم ي َُردَّ إليه عند التثنية ،بل يُثنَّى على لفظه ،فتقو ُل في ُ وإن لم يكن يُردُّ إليه
ي وفُوهٌ وس ْم ٌو َوبَن ٌَو
ي و َغد ٌْو ودَ َم ٌو أو دَ َم ٌ وابن وسن ٍة ولُغةٍ( ،وأصلُها :يَدْ ٌ
ٍ واسم
ٍ تثنية :يَ ٍد وغ ٍد ودَ ٍم وفَ ٍم
غتان" ،كما تقو ُل في وسنتان ولُ ِّ
ِّ وابنان
ِّ واسمان
ِّ مان وفَ ِّ
مان َدان ودَ ِّ
دان وغ ِّي)" :يَ ِّ غو أو لُغَ ٌسن ٌَو ولُ ٌ
و َ
ُ
اإلضافة" :يَدُكَ و َغدُكَ ودَ ُمكَ وفَ ُمكَ واس ُمكَ وابنُكَ وسنتُكَ ولغتُكَ ".
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )
ضمن العنوان ( جمع المذكرالسالم )
()165/1
فعالم وكاتب :خاليان من التاء ،صالحان لقبولها ،فنقول" :عالمة وكاتبة" ،وأفضل وأكمل :خاليان من
التاء غير صالحين لدخولها ،لكنهما اسما تفضيل .والصفة ال تجمع هذا الجمع إال بشرط أن تخلو من
تاء التأنيث :فان خلت منها يشترط فيها أحد أمرين :إما أن تقل التاء وإما أن تكون اسم تفضيل .فان لم
تقبلها ولم تكن دالة على التفضيل ،ال تجمع هذا الجمع" :كاحمر وصبور وقتيل" كما سيأتي.
سكرانَ وك ُّل ما كان من باب "أفعَل فَ ْعالء" ،مثلُ :أح َمر و َح ْمرا َء ،أو من باب "ف ْعالن فَ ْعلى" ،مثلَُ :
"
ريح" ،فهو غيرصالح لقَبو ِّل َيور و َج ٍ ُ
والمؤنث ،مثلُ" :غ ٍ المذكر
ُ سكرى" ،أو كان ِّم ّما يَستوي فيه و َ
التاء.
ِّ
فرس) و َحمزة وسيبويه من األعالم ،وال مثلُ: وداح ٍس (علم َ ِّ زينب
َ فال يُجم ُع هذا الجم َع ،مثلُ:
وصبور وقتي ٍل" ،من الصفات. ٍ وأبيض َو َولهان َ َّ
ق) (صفة فرس) "وعالم ٍة رضع وساب ٍ
ٍ ( ُم
ً
(وأما "أفعل" الدال على التفضيل ،ومؤنثه "فعلى" .بضم الفاء ،فيجمع جمع مذكر سالما ،وإن لم يكن
صالحا ً لدخول التاء .ألن ما خال من التاء يشترط فيه أحد شيئين .إما صالحه لدخول التاء وإما داللته
على التفضيل.
الملحق بجمع المذكر السالم
يُلحق بجمع المذكر السالم في ِّإعرابه ،ما َو َرد عن العرب مجموعا ً هذا الجمع ،غير مستوف
للشروط .وذلك مثلُ" :أُولي وأهلينَ وعالَمينَ ووا ِّبلينَ وأرضين وبَنينَ و ِّع ْشرين إلى التسعين" ،ومث ُل:
سنةُ و ِّعضةً و ِّعزة ٌ وثِّبةٌ
ظبين" ونحوهما .و ُمفرد ُهاَ " : ومئين و ُكرين و ُ ِّسنين و ِّعضين و ِّعزين وثُبين ِّ
األرض َعدَد سنينَ ؟} وقال{ :الذينَ جعلوا القُرآنَ ِّ ومئةٌ و ُك َرة وظبة ،قال تعالى{ :كم لبِّثتْم في ِّ
عِّضينَ } ،وقال ج َّل شأنه "عن اليَمين وعن الشما ِّل عزينَ ".
()166/1
()167/1
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )
ضمن العنوان ( جمع المؤنث السالم )
وفاضالتٍ".
ِّ تضعا ٍ ت و ُم ْر ِّزائدتين ،مثلُ" :هندا ٍ ِّ ث السال ُم :ما ُجم َع بألف وتاءٍ جم ُع المؤن ِّ
(ونحو" :قضاة وهداة" هو من جموع التكسير ،وليس بجمع مؤنث سالم ،ألن ألفه ليست زائدة ،بل
هي منقلبة ،واألصل" :قضية وهدية" بوزن "فعلة" بضم الفاء وفتح العين .وتاء جمع المؤنث السالم
مبسوطة ،وتاء "قضاة وهداة" ونحوهما مربوطة .ونحو "أبيات وأشتات" من جموع التكسير أيضاً.
ألن تاءها أصلية).
االسماء التي تجمع هذا الجمع
ط ِّردُ هذا الجم ُع في عشرة أشياء: يَ َّ
ريم وفاطمةَ. األولَُ :علَ ُم المؤنثِّ :كدَعْد و َم َ
َ ْ َ
بتاء التأنيث :كش َجرةٍ وثمرةٍ وطلحة و َحمزة. تم ِّ الثاني :ما ُخ َ
ُ
وملة" ،فال تجم ُع باأللف والتاء .وإنما تجم ُع على" :نساءٍ ُ ٌ َّ ٌ ٌ ٌ
ويُستثنى من ذلك" :امرأة وشاة وأ َمة وشَفة ِّ
مم و ِّشفاهٍ. و ِّشيا ٍه وإماءٍ وأ ُ ٍ
بالتاء ،ك ُمرضع ٍة و ُمرضعاتٍ ،أو دال ٍة على التفضيل :كفُضْلى "مؤنث ِّ الثالث :صفةُ ال ُمؤنث ،مقرونة ً
أفضلَ" وفُضْليَات.
(لذلك لم يجمع نحو" :حائض وحامل وطالق وصبور وجريح وذمول" من صفات المؤنث ،باأللف
والتاء ألن الشرط في جمع صفة المؤنث بهما أن تكون مختومة بالتاء ،أو دالة على التفضيل .وهذه
الصفات ليست كذلك .بل تجمع على حوائض وحوامل وطوالق وصبر "بضم الصاد والباء" وجرحى
وذمل "بضم الذال والميم").
حصن سابقات.
ٍ ق ُو
وحصان ساب ٍ
ٍ ق وجبا ٍل شاهقات الراب ُع :صفةُ المذكر غير العاقل :كجب ٍل شاه ٍ
ت وتعريفاتٍ. ت وإنعاما ٍ غير المؤ َّك ِّد لفعل ِّه .كإكراما ٍ المجاوز ثالثةَ أحرفُ ، ُ المصدر
ُ الخامس:
ُ
َ ُ
ب وكت ِّيّباتٍ. َ ُ
ْهم ،ود َُر ْي ِّهماتٍ ،وكتيِّّ ٍ َّ
السادسُ :مصغ ُر مذك ِّر ما ال يعقلُ .كد َُري ٍ َّ ُ
()168/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(وإنما جاز جمعه ألن المصغر صفة في المعنى .وصفى المذكر غير العاقل تجمع باأللف والتاء كما
علمت .أما مصغر المؤنث غير العاقل ،فال يجمع بهما ،وذلك كأرينب وخنيصر وعقيرب (تصغير
أرنب وخنصر وعقرب) ،ألنه في المعنى صفة لمؤنث خالية من التاء وليست دالة على التفضيل كما
علمت .وقد نص العلماء على أن مصغر المؤنث غير العاقل ال يجمع جمع المؤنث السالم (راجع
حاشية الصبان على األشموني ،وحاشية ابن عقيل ،للخضري ،وجمع الجوامع وشرحه :همع
الهوامع ،للسيوطي ،والتصريح :شرح التوضيح ،للشيخ خالد) ولذلك لم يصب بعض المؤلفين من
المتأخرين في تجويز ذلك وجعله مطردا ً مع نص العلماء على منعه .أما نحو (أذنية) تصغير (أذن)،
فيجمع على (أذينات) لمكان التاء ،التي لحقته عند التصغير .وما ختم بناء التأنيث ،يجمع باأللف
والتاء مطلقاً .كما علمت).
ختم بألف التأنيث الممدودة .كصحرا َء وصحراوات ،وعذرا َء وعذراوات ،إال ما كان على الساب ُع :ما َ
أحمر) ،وكحال َء (مؤنث أكحلَ)، َ ث
ث (أفعلَ) ،فال يُجمع هذا الجم َع كحمراء (مؤن ِّوزن (فَ ْعالء) ُمؤن ِّ
صحْ ٍر. ُ ُ
ومذكرهُ على وزن (ف ْع ٍل) :ك ُح ْم ٍر وكحْ ٍل و ُ
ُ أصحر) وإنما يُجم ُع هو
َ وصحرا َء ( ُمؤنث
(وأما جمعهم "خضراء على خضراوات" كما في حديث" :ليس في الخضراوات صدقة" فخضراء
هذه ليس المقصود منها الوصف بالخضرة .وإنما أرادوا بها الخضر .وهي البقول والفاكهة فهي قد
صارت اسما ً لهذه البقول .وال يقال في مقابلها (أخضر) .فهي (فعالء) ليس لها (أفعل) ،وقد جرت
مجرى (صحراء) ،التي معناها االرض الخالء ،فجمعها ،كصحراء ،باأللف والتاءِّ ،إنما باعتبار
أنهما اسمان ،ال صفتان).
()169/1
ث المقصورةِّ كذكرى وذِّكريات ،وفُضلى وفُضليَات ،و ُحبلى و ُحبليَات ،إال بألف التأني ِّ ِّ الثامنُ :ما ُخ َ
تم
وريَّا سكرى (مؤنث سكرانَ ) َ ما كان على وزن (فَ ْعلى) ُمؤنث (فَ ْعالنَ ) ،فال يُجمع هذا الجم َع :ك َ
سكارى سكارى و َ س ْكرى) ومذكرهاُ ( : طشى (مؤنث عطشانَ ) .وإنما يقا ُل في جمع ( َ (مؤنث َريَّانَ ) و َع ْ
طشى) ،ومذكرها: ع ْ
(روا َء) بكسر الراء ،وفي جمع ( َ س ْكرى) ،وفي جمع (ريَّان) ومذكرهاِّ : و َ
عطاشى ،بفتحها. طاش) ،بكسر العين ،و َ ( ِّع ٌ
َ
ت الق ْعدَةِّ. َ
ت أوى ،وذي الق ْعدَةِّ وذوا ِّ بابن أو ذي :كابن آوى وبنا ِّ التاس ُع :اإلس ُم لغير العاق ِّل ،المصد َُّر ٍ
(ابن وذو ،المضافان إلى غير العاقل ،تجمعهما على بنات وذوات .أما المضافان ِّإلى العاقل فيجمعان
على بنين أو أبناء وذوي ،فتقول في جمع ابن عباس وذوي علم" :بنو عباس ،وأبناء عباس ،وذوو
علم").
نامج.
والرزنام َج والبَ ْر ِّ ْ غراف
ِّ فون والفُنُلغراف والت ّ ِّل ِّ
ِّ ي ٍ لم يُع َه ْد له جم ٌع آخر :كالت ّ اسم أعجم ّ العاشر :ك ُّل ٍ ُ
تت واألما ِّ ُ ت واألمها ِّ واألرضا ِّ َ تسماعا ً وذلك كالسماوا ِّ والتاء إال َ ِّ كر ال يجمع باأللف وما عدا ما ذ ُ َ
الجمع: ّ
ِّ ت والشَماالتِّ .ومن ذلك بعض جموعِّ ت والثيبا ِّ ت واإلصطبال ِّ ت والحماما ِّ ت واألهال ِّ سِّجال ِّ وال ّ
ت والقطراتِّ .فكل ذلك ُ ُ ت والديارا ِّ ت والدُّورا ِّ ت وال ُحمرا ِّ ت والبُيوتا ِّ ت والكالبا ِّ والرجاال ِّ ت ِّ ّ كالجماال ِّ
ي ال يقاس عليه. سماع ٌّ
الملحق بجمع المؤنث السالم
ي به م س
ُ ِّ ّ َ ما والثاني: ٍ،ت صاحبا بمعنى ٍ)،
ت (أوال ُ:
ل األو ، شيئان
ِّ إعرابه في سالم يُل َح ُق بجمع المؤنث ال ّ
ت وأذرعاتٍ). من هذا الجمع ،مثلَُ ( :عرفا ٍ
جمع المختوم بالتاء
ً
بالتاء هذا الجم َعَ ،حذَفتها وجوباً ،فتقول في جمع فاطمة وشجرةٍ( :فاطماتٌ ِّ المختوم
َ إن جمعتَ
وشجراتٌ ).
جمع الممدود
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()170/1
إن كان ما يُرادُ جمعُهُ هذا الجمع ممدوداً ،فهمزته تعطى حكمها في التثنية ،فتقو ُل في جمع َعذراء
س ّميتَ بهما أنثى" :قُ َّراءاتٌ )، ووضّاءٍ ِّ ،إن َ وصحراءَ :عذراواتٌ وصحراواتٌ ،وتقو ُل في جمع قُ َّراة َ ُ
ْ
علبا َء وسما َء وحيا َء (أعالما ً لمؤنث)ِّ ( :علباتٌ وسماءاتٌ و َحياءاتٌ ، ضاءاتٌ ،وتقو ُل في جمع ْ وو ّ ُ
وعلباواتٌ ،وسماواتٌ وحياواتٌ ).
جمع المقصور
ُ ً َّ ُ
إن أردت جم َع المقصور ،فألفهُ تعطى ُحك َمها في التثنية أيضا ،فتقو ُل في جمع ُحبْلى فضْلىُ ( :حبْلياتٌ ُ
ين لمؤنث)( :ر َجواتٌ و ُهدَياتٌ ). ى ( َعلَ َم ٍضلياتٌ ) وفي جمع ر َجا وهُد ً وفُ ْ
الياء ،حذفتَ منه التاء، وإن جمعت نحو( :صالةٍ ،وزكاةٍ ،وفتاةٍ ،ونواةٍ)ِّ ،م ّما ألفُهُ ُمبدَلةٌ من الواو أو ِّ
صلَوا ٍ
ت الياء يا ًء ،وجمعتهُ باأللف والتاء" :ك َ األلف ال ُمبدلة من الواو واواً ،والمبدلة من ِّ َ وقلبتَ
ت ونَوياتٍ". ت وفَت َيا ٍ وزَ َكوا ٍ
الياء مسبوقةٌ بياءٍ ،قلبتَ ألفَهُ واواً ،وإن كانت ثالثةٌ نحو" :حياةٍ" مما ألفُهُ ال ُمبدَلة من ِّ وإن جمعتَ َ
ياءين مفتوحتين. ِّ أصلُها اليا ُء :ك َحيَوات وال تَقُلَ " :حيَياتٌ " كراهيةَ اجتماع
جمع الثالثي الساكن الثاني
وجب فت ُح
َ إن جمعتَ هذا الجم َع اسما ً ثالثيا ،مفتوح األو ِّل ،ساكن الثاني ،صحيحهُ ،خاليا من اإلدغام،
ً ً ُ
سجداتٌ و َ
ظبيّاتٌ . ألوله ،فتقول في نحو :د ْع ٍد وسجدَةٍ وظبيةٍ :دَ َعداتٌ و َ ثاني ِّه إِّتباعا ً َّ
سرات عليهم} وقال الشاعر: قال تعالى{ :كذلكَ يُريهم هللاُ أعمالَهم َح َ
ظبَيات القاعِّ ،قُ ْلنَ لنا * :لَي َ
ْالي ِّم ْن ُك َّن أم لَيْلى من البَش َِّر* هلل يا َ
*با ِّ
ي ِّ يَدان*
ش ّت العَ َ ط ْقتُها * ومالي ِّبزَ ْفرا ِّ ضحا فَأ َ ت ال ُ وأما قوله:و ُح ِّ ّم ْلتُ زَ ْفرا ِّ
بإبقاء الحرف الثاني في "زَ ْفراتِّ" على حال ِّه ،فضرورةٌ. ِّ
()171/1
اإلدغام ،مثلُ:
ِّ مكسورةُ ،ساكنَ الثاني صحي َحهُ ،خاليا ً من َ مضموم األول ،أو َ وإن جمعت اسما ً ثالثياً،
ت طوا ٍ ألوله :ك ُخ ُ األولُِّ :إتباع ثانيه َّ ْ
طوةٍ" و ُج ْم ٍل وه ْن ٍد وقطع ٍة وفِّ ْقرة ،جاز فيه ثالثةُ ُأوجهٍّ ، " ُخ ْ
ت وفِّقَرا ٍ
ت طعا ٍت وقِّ َ ت و ِّهنَدا ٍت و ُج َمال ٍ طوا ٍ ت وفِّ ِّقراتٍ .الثاني :فت ُح ثانيه :ك ُخ َ ت وقِّ ِّطعا ٍ ت و ِّهنِّدا ٍ
و ُج ُمال ٍ
ْ
ت وفِّقراتٍ. ْ
ت وقِّطعا ٍ ت و ِّه ْندا ٍت و ُج ْمال ٍ ْ
الثالث :إبقا ُء ثانيه على حاله من السكون :ك ُخطوا ٍ ُ .
حرك ي ال ُم ّ ُ
سعادَ ،واإلس ُم الصفة :كض ْخم ٍة و َعبْلةٍ ،واإلس ُم الثالث ُّ نب و ُ ي :كزي َ أ ّما اإلس ُم فوقَ الثالث ّ
سورةٍ ،واإلس ُم حرف علةٍ :ك َج ْوزةٍ وبَيْض ٍة و ُ ُ ي ،الذي ثانيه الثاني :كشجرةٍ و ِّعنَبةٍ ،واإلس ُم الثالث ُّ
ضخماتٌ ْ سعاداتٌ و َ تغيير فيه ،بل يقال" :زينباتٌ و ُ َ ومرةٍ ،فك ُّل ذلك ال
كحج ٍة َّ ي الذي فيه إدغا ٌمِّ ، الثالث ُّ
ُحركون َ ُ
و َم َّر " .وبنو هذي ٍل ي ّ اتٌ جاتٌ وح
ِّ وراتٌ س
و َ يضاتٌ وبَ زاتٌ َباتٌ
و ِّعن و َج ْو َجراتٌ وش ْالتٌ و َعب
حرف علَّ ٍة عند جمعه باأللف والتاء ،بالفتح ،أيةً كانت حركةُ ما قبله. َ كان إذا الثالثي، اإلسم ي
ثان ّ
ص َورات َو ِّديَمات و ِّبيَعات". س َورات و ُ فيقولون في جم ُع سورةٍ وصورةِّ وديم ٍة وبيعةٍُ " :
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )
ضمن العنوان ( جمع التكسير )
()172/1
فجم ُع القلَّةٍ :ما ُوض َع للعد ِّد القلي ِّل ،وهو من الثالثة إلى العشرة كأحما ٍل .وجم ُع الكثْر ِّة :ما تجاوزَ
الثالثةَ إلى ما ال نهاية لهُ :ك ُحمو ٍل.
ـــــ
فوائد
( )1جمع القلة يبتديء بالثالثة وينتهي بالعشرة .وجمع الكثرة يبتديء بالثالثة وال نهاية له إال صيغة
منتهى الجموع ،فتبتديء بأحد عشر .وذلك إنما هو فيما كان له جمع قلة وجمع كثرة .أما ما لم يكن له
إال جمع واحد ولو كان صيغة منتهى الجموع فهو يستعمل للقلة والكثرة .وذلك :كرجال وأرجل
وكتب وكتاب وأفئدة وأعناق وكواتب ومساجد وقناديل .أما ما له جمع قلة وجمع كثرة ،كأضلع
وضلوع وأضالع .فهو كما قدمنا .على أن العرب (كما قال ابن يعيش في شرح المفصل) قد تستعمل
اللفظ الموضوع للقليل في موضع الكثير .وإن الجموع قد يقع بعضها موضع بعض ويستغنى ببعضها
عن بعض ،واألقيس أن يستغنى بجمع الكثرة عن جمع القلة ألن القليل داخل في الكثير .وأما الجمع
السالم فهو بنوعيه يستعمل للقلة والكثرة على الصحيح .وقيل هو من جمع القلة.
( )2إذا قرن جمع القلة بما يصرفه إلى معنى الكثرة انصرف اليها كأن تسبقه "أل" الدالة على
تعريف الجنس كقوله تعالى{ :وأحضرت األنفس الشح} أو يضاف إلى ما يدل على الكثرة كقوله
سبحانه{ :يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ً وقودها الناس والحجارة} .ومن ذلك قول حسان
بن ثابت:
*لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحا * وأسيافنا يقطرن من نجدة دما*
()173/1
فإضافة األسياف إليهم وهي من جموع القلة صرفتها إلى الكثرة .وأما الجفنات فهي تستعمل للقلة
والكثرة ألنها جمع سالم .وهي هنا أيضا ً للكثرة على رأي من يقول إن الجمع السالم للقلة القترانها
بالم التعريف الجنسية .وبهذا تعلم أن االعتراض على حسان -في استعماله "الجفنات" بدل "
الجفان" و "االسياف" موضع "السيوف" -ساقط وأن القصة المروية في هذا الموضوع التي
أبطالها" :النابغة وحسان والخنساء واألعشى" مفتعلة ألن هؤالء أجل من أن يقعوا في مثل هذه
الحمأة.
ـــــ
تكسير األسماء والصفات
بو ُ
ال يُجمع من األسماء إال ما كان على ثالثة أحرف :كقلب وقلوب ،أو على أربع ِّة أحرفٍ :ككتا ٍ
كمصباح ومصابي َح ،وقندي ٍل
ٍ حرف علَّ ٍة ساكن: ُ ودراهم ،أو على خمسة أحرف ،رابعها َ ودرهم
ٍ كت ُ ٍ
ب،
وفراديس .وما كان منها على غير هذا ،فلم يجمعوه إال َ وسوفردَ ٍ
وعصافيرْ ،
َ فور
ص ٍ ع ْ وقناديلَ ،و ُ
ألن العرب يستكرهون تكسير ما زاد من األسماء ،على أربعة أحرف ،إال أن على كراهية .وذلك َّ
حرف علة ساكن .ألن ذلك يفضي إلى حذف شيء من أحرفه ،ليتمكنوا من تكسيره. ُ آخره
يكون قبل ِّ
وجحامر" وما عدا ذلك ،من األسماء َ كما جمعوا سفرجالً و َجحْ َم ِّرشا ً وعندليبا ً على" :سفار َج وعناد َل
تكسير شيء منه :لسهولة تكسيره ،من غير إفضاء إلى حذف شيء منه. َ فلم يستكرهوا
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()174/1
أما الصفات ،فاألصل فيها أن تُجمع جمع السالمة .وذلك هو قياس جمعها .وتكسيرها ضعيف .ألنه
سر الصفة ،على ضعف ،لغلبة خالف األصل في جمعها .قال ابن يعيش ،في شرح المفصل" :وقد تك ّ
االسميّة .وإذا كثر استعمال الصفة مع الموصوف ،قويت الوصفيّة ،وقل دخو ُل التكسير فيها .وإذا ق َّل
وقوي التكسير فيها" اهـ، َ استعمال الصفة مع الموصوف ،وكثر إقامتُها ُمقا َمهُ ،غلبت االسميّة عليها،
غير
والمذكر ُ
ُ المذكر العاقل منها ،جم َع المذكر السالم ،وأن يُجمع المؤنث منها، ُ وحقُّها أن يُجمع
العاقل ،جمع المؤنث السالم .لكنهم اتّسعوا في تكسيرها ،التساع ميدان البيان عندهم والحاجة ت ْفت ُ ُق
سروا ك َّل الصفات .فإنهم سروا األسماء .لكنهم لم يُك ّ الحيلة .فكان ذلك داعيا ً إلى تكسير الصفات ،كما ك ّ
ق و ُمستخرجٍ و ُمدحرجٍ و ُمتدحرجٍ، كر ٍم و ُمنطل ٍ امتنعوا من تكسير اسم الفاعل من فوق الثالثي :ك ُم ِّ
دحرج .وكذلك امتنعوا من تكسير ما ٍ م و
َ ٍ ُ جستخر كر ٍم و ُمكمعلوم و ُم َ
ٍ ومن تكسير اسم المفعول مطلقاً:
ق ،أو "فُعّو ٍل": ّار ،أو "فعيّ ٍل" :كصدّي ٍ ق ،أو "فُعّا ٍل" :ك ُكب ٍ كان من الصفات على وزن "فَعّا ٍل" :كسبّا ٍ
يوم .وأما جمعهم "جبّاراً" على "جبابرة" فهو على خالف األصل .وهو شاذٌّ ُّوس ،أو "فَيْعو ٍل" كقَ ٍ كقُد ٍ
في القياس.
جموع القلة
لجمع القلَّة أربعة أوزان ،وهي: ُ
ِّ
ٍ ع ر
ُ ْ
ذ َ وأ س ٍ ُ فنْ كأ ل:ُ ع ْ
ف َ أ ()1
غير ُمضا َعفٍ ، ي ،على وزن "ف ْعل" صحيح الفاء والعينُ ، َ (األولُ) :اس ٌم ثالث ٌ َّ وهو جم ٌع لشيئين.
ي" بوزن"أفعُل" وشذ مجيئه من معت ِّّل الفاء .كوج ٍه ٌ "أظب ُ: ه ُ لوأص . ب
ٍ وأط ، ٍ ي وظب َفس ،وأنفُ ٍس، كن ٍ
ف.وكف وأ ُك ّ ٍ
ٍّ ص ٍّك،ص ٍّك وأ ُ كعين وأعي ٍُن .ومن المضاعف .ك َ ٍ وأَوجهٍ .ومن معتل العين.
ُمن ،وش َّل مجيئهُ من ويمين وأي ٍ
ٍ وأذرعٍ، ُ حرف َم ٍدّ كذراعٍ ُ ي مؤنث ،قب َل آخره (الثاني) :اس ٌم رباع ٌّ
نن. عتا ٍد وأعتُدٍ ،و َج ٍ
نين وأجْ ٍ بو َ وأغر ٍ
ُ ب،
غرا ٍ ب ،و ُ ب وأشه ٍ المذكر كشها ٍ
ـــــ
فوائد
()175/1
( )1المرادُ باالسم في باب جمع التكسير :ما كان من األسماء غير صفة (كما قدمنا) كاسم للفاعل
واسم المفعول والصفة المشبهة ونحوها .فمتى اختص وزن من أوزان الجموع المكسرة باألسماء فال
تجمع عليه الصفات .وحيث اختص بالصفات فال تجمع عليه األسماء فليتنبه الطالب لذلك كيال يلتبس
عليه األمر.
( )2إذا قيل :إن كذا -من أوزان الجموع -جمع لكذا من األسماء أو الصفات -فالمراد به أن هذا هو
قياس جمعه وأنه ال يجمع قياسا ً على هذا الجمع إال ما اجتمعت فيه شروط جمعه عليه وأن ما جمع
عليه مما لم يستوف الشروط فهو شاذ :ال يقاس عليه غيره .وليس المراد أن كل ما اجتمعت فيه
الشروط يجوز أن يجمع على هذا الوزن .فقد تجتمع الشروط في اسم أو صفة ،وال يجمعان على ما
هو قياس جمعها.
( )3الصفة التي تخرج عن معنى الوصفية إلى معنى االسمية تعامل في الجمع معاملة األسماء ال
الصفات :أال ترى أنهم جمعوا "عبداً" على "أعبد" الستعمالهم إياه استعمال األسماء .والعبد:
اإلنسان ،حراً ،كان أو رقيقاً .والعبد :الرقيق خالف الحر .قال سيبويه :هو في األصل صفة لكنه
استعمل استعمال األسماء .ثم أال ترى أنهم جمعوا (أسود) صفة على (سود) (كما هو قياس جمعه) ثم
حين أرادوا به معنى (الحية) جمعوه على (أساود) كأجدل وأجادل وأنهم جمعوا (خضراء) مؤنث
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(أخضر) على (خضر) بضم فسكون (كما هو قياس جمعها) ثم لما أرادوا بها معنى الخضر من
البقول جمعوها على (خضراوات) كما تجمع األسماء من نوعها كصحراء وصحراوات .وفي
الحديث" :ليس في الخضراوات صدقة" يعني الفاكهة والبقول .قال في النهاية :قياس ما كان على هذا
الوزن من الصفات أن ال يجمع هذا الجمع .وإنما يجمع به ما كان اسما ً ال صفة نحو( :صحراء
وخنفساء) .وإنما جمعه هذا الجمع ألنه قد صار اسما ً لهذه البقول بعد أن كان صفة .والعرب تقول
لهذه البقول :الخضراء ال يريدون لونها.
( )2أفعا ٌل كأجدا ٍد وأَثوا ٍ
ب
()176/1
ض ٍد وأعضادٍ ،و َكب ٍد وأكبادٍ، وزن كانت :ك َجم ٍل وأجما ٍل ،و َع ُ ٍ وهو جم ٌع لألسماء الثالثية ،على أي
ب
ت وأوقاتٍ ،وثو ٍ وح ْم ٍل وأحما ٍل ،ووق ٍ ب ،وإب ٍل وآبا ٍلِّ ، ب وأعنا ٍ ق ،وقُ ْف ٍل وأقفا ٍل ،و ِّعن ٍ ق وأعنا ٍ عن ُ ٍو ُ
وأعمام ،وخا ٍل وأخوا ٍل. ٍ ت وأبياتٍ ،وع ٍ ّم ب ،وبي ٍ وأثوا ٍ
ب" على َ
"رط ٍ ففتح .وشذ جمع ُ َّ ٍ بضم
ٍ ُ
(األولُ) :ما كان على وزن "فعَ ٍل"، َّ ويُستثنى منها شيئان:
غير
ب"( .الثاني) .ما كان على وزن "ف ْع ٍل" ،بفتح فسكون ،وهو صحي ُح الفاء والعينُ ، َ "أرطا ٍ
ُمضاعفٍ ،فال يُج َم ُع على "أفعا ٍل" قياساً .وإنما يُج َم ُع على "أفعُ ٍل" ،كما تقدم .لكنه قد شذَّ َجم ُع "زَ ْن ٍد
وأفراخ وأرباعٍ وأحما ٍل". ٍ ورب ٍْع و َح ْم ٍل" على وزن أزنا ٍد خ َ وفَ ْر ٍ
وجلفٍ " على "أشها ٍد وأعداءٍ وأجالفٍ ". ْ وشذَّ ،من الصفات ،جم ُع "شهي ٍد و َعد ّ ٍُو ِّ
صبَ ٍة ( )3أَف ِّعلَةَ :كأَعْمدَةٍ وأ َ ْن ِّ
الم
غ ٍوحمار وأحمرةٍ ،و ُ ٍ كطعام وأطعمةٍ، ٍ حرف مدّ:
ُ يٍ ،مذكر ،قب َل آخر ِّه وهو جم ُع السم رباع ّ
وإز ّم ٍة (وأصلهامام ِّ وز ٍ ب ،وأنصبةٍِّ ، ب ونَصي ٍ ورعيفٍ وأرغفةٍ ،وعمو ٍد وأعمدةٍ ،ونِّصا ٍ وأغلمةٍَ ،
أز ِّم َمةٍ ،بوزن :أفعلةٍ). ْ
"جائز" على "أج ِّوزة" و "قَفاً" على "أقفيةٍ" .وشذَّ من الصفات :جم ُع شحيحٍ ٍ وشذَّ من األسماء جمع
وعزيز على "أ ِّع َّزةٍ" ،وذلي ٍل على "أذِّلَّةٍ". ٍ على "أ ِّش ّحةٍ"،
( )4فِّ ْعلَةَ :ك ِّفتي ٍة و ِّشيخَة
وردَ منه وال يقاس عليه. ي ،يُحفظ ما َ سماع ٌّ يطرد في شيء من األوزان .وإنما هو َ وهذا الجم ُع لم ّ
ع
شجا ٌ وثور وثيرةٌ ،و ُ ٌ ٌ
ي وصبْية، ٌ
غال ٌم وغلمة ،وصب ٌّ ْ ٌ
سم َع منه( :شي ٌخ وشيخة ،وفَتًى وفتْية ،و ُ ٌ و ُ
ي ْ
وعليةٌ، ٌ َّ
وولدٌ وولدة ٌ وجلي ٌل وجلة ،وعل ٌّ ْ ٌ
صية وثِّنًى وث ْنيةَ ، ٌ ي وخ ْ وغزلة ،وخَص ٌّ ٌ ْ وش ْجعة ،وغزا ٌلٌ
وساف ٌل وس ْفلةٌ).
السراج :انه اسم جمع .ال جم ٌع .وما قوله ببعيد من الصواب. َّ اطراد ،قال ابن قياس فيه وال ّ َ وألنه ال
()177/1
السراج :انه اسم جمع .ال جم ٌع .وما قوله ببعيد من الصواب. َّ اطراد ،قال ابن قياس فيه وال ّ َ وألنه ال
جموع الكثرة
ً
عشر وزنا وهي:
َ َ َّ
صيَ َغ ُمنتهى الجموع) ستةلجمع ال َكثْرةِّ (ما عدا ِّ ِّ
ورع ٍ ( )1فُ ْعلٌَ :ك ُح ْم ٍر و ُ
وأعور
َ وهو جم ٌع ِّلما كان صفةً مشبهةً ،على وزن "أفعلَ" أو "فَ ْعال َء" كأحمر وحمرا َء و ُح ْمر،
كأبيض مما عينه يا ٌءُ ،ك َ
سر َّأوله في الجمع :كبِّيض. َ ور .وما كان منه ع ٍ وعورا َء و ُ
ب وذُ ُرعٍ
صب ٍُر و ُكت ُ ٍ( )2فُعُلٌَ :ك ُ
َيور و ُ
غي ٍُر .وقد جمعوا، لشيئين( :األول)" :فَعُول" بمعنى "فاع ٍل" كصبور و ُ
صب ٍُر ،وغ ٍ ِّ وهو جم ٌع
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ب". ش ٍن ونُ ُج ٍعلى خالف القياس ،نَذيرا ً و َخشِّنا ً ونجيبا ً ونجيبةً على "نُذُ ٍر و ُخ ُ
ب
بتاء التأنيث :ككتا ٍ (الثاني) :اس ٌم رباعي ،صحي ُح اآلخر ،مزيدٌ قبل آخره حرف َم ٍدّ ،ليس مختوما ً ِّ
وسر ٍر ،وال فرقَ أن يكونَ مذكرا ً كهذه األمثلة أو ُ وسرير
ٍ ب، ض ٍ ع ُمدٍ ،وقَضيب وقُ ُ ب ،و َع ُمو ٍد و ُ و ُكت ُ ٍ
ق ،وذِّراعٍ وذُ ُرعٍ. عنُ ٍ
قو ُ مؤنثاً :كعَنا ٍ
ص ُحفٍ .
بو ُ ش ٍب وصحيف ِّة على ُخ ُ ش ٍوشذَّ جم ُع خشبَ ٍة و َخ َ
غير واقع .ألن هذه ست ُ ٍر" فهو ُ سقُفٍ ُ
وره ٍُن و ُ ور ْه ٍن و ِّستْ ٍر على " ُ وما قالوه من أنه شذَّ جم ُع سقفٍ َ
ْ
هن"
"ر ٍ هان" ،وهذا جمع َ "ر ٍ سقيفٍ .والرهُنُ َجم ُع ِّ ف :جمع " َ الجموع ليست لهذه المفردات .فالسقُ ُ
ستْ ُر،
والرهنُ وال َّ ف َّ س ْق ُ"ستار" وكل ذلك على القياس .وأ ّما ال َ ٍ والستر" :جمع ُ فهي جمع الجمع،
ست ُ ٌر" شذوذاً. ورهن و ٌُ ف ُ ُ
سق ٌ ً
ور" قياسا ،ال " ُ ُ
ست ٌ ٌ
ورهون و ُ مورهان ٌُ قوف ِّ س ٌ فجمعهاُ " :
ج و ُكبَ ٍر. ( )3فُعَلٌَ :ك َ فٍ ُ َ ٍ
ج ح و ر ُ غ
ى.
ج ،و ُمدْي ٍة و ُمد ً غ َرفٍ ،و ُح ّج ٍة و ُح َج ٍ وهو جم ٌع لشيئين( :األول) :اس ٌم على وزن "فُ ْعلة" كغُ ْرف ٍة و ُ
مخالف للقياس .وأما جم ُع النوبة ٌ ى ،فهو ب وقُر ً ى ونُ َو ٍ قريةٍ" على "رؤ ً "رؤيْا َو ْنوبة َو ْ وأما جم ُع ُ
(بضم النون) على "نُ َوب" فهو على القياس.
()178/1
صغ ٍَر. غرى و ُ ص َ (الثاني) :صفةٌ على وزن "فُ ْعلى" ُم َؤنث "أفعلَ" ك ُكبْرى و ُكبَ ٍر ،و ُ
ج.
وح َج ٍ ط ٍع ِّ ( )4فِّعَ ٌل َك ِّق َ
حى ،وقد جمعوا "قَصعة" وح َجج ،ولِّحْ يةٍ ،و ِّل ً ط ٍع وحٍ ج ٍة ِّ ْ
السم على وزن "فِّ ْعلة" ك ِّقطع ٍة وقِّ َ ٍ وهو جم ٌع
شذوذاً. على "قِّصع"ُ ،
ٌ ُ
( )5فُعَلةَ .ك ُهداةٍ (وأصلهاُ .هدَيَة).
وغاز
ٍ وقاض وقضاةٍ، ٍ لمذكر عاق ٍل ،على وزن "فاعل" ،كها ٍد وهُداةٍ، ٍ وهو جم ٌع لصفةٍُ ،معتلَ ِّة ِّ
الالم،
سراةٍ وبُزاةٍ و ُهدَ َرةٍ". وهادر على "ك ُماةٍ و ُ ٍ وباز
يٍ ٍ سر ّ يٍ و َ شذوذاً ،جم ُع كم ّ غزاةٍ ،وجا َء ُ و ُ
( )6فَعَلةَ :كس َح َر ِّة َوبَ َر َر ٍة وبا َعةٍ.
كساحر وس َحرةٍ ،وكام ٍل وك َملةٍ، ٍ لمذكر عاق ٍل ،على وزن "فاعل": ٍ وهو جمع لصفةٍ ،صحيحة الالم،
سراةٍ" ،كما شذَّ ي ٍ على " َ سر ّ وبائع ،وباعةٍ ،وخائن وخان ٍة وشذَّ جمع َ ٍ ررة،
وبار وبَ َ فرةٍّ ٍ ، س َ وسافر ،و َ
ٍ
ي ٍ وأنبياء. ّ كنب "أسرياء"، جمعه: وقياس
ُ ٍ". ة را س
ُ " على جمعه
( )7فَ ْعلىَ :ك َم ْرضى وقَتْلى
كمريض و َم ْرضى، ٍ َ ْ
وهو جم ٌع لصف ٍة على وزن "فَعي ٍل" ،ت َد ّل على هُلكٍ أو ت َو ُّجعٍ أو بليَّ ٍة أو آفةٍ:
ين وزَ منى. شتَّى ،وزَ ِّم ٍ تو َ سير وأَسرى ،وشَتي ٍ وجريح وجرحى ،وأ َ ٍ ٍ وقتي ٍل وقَتْلى،
س ْكرى، وقد يكون هذا الجم ُع لغير "فَعي ٍل" ِّم ّما يدل على شيءٍ م ّما تقدَّم :ك َه ْلكى و َم ْوتى و َحمقى و َ
ت واحمقَ وسكرانَ ". جمع :طهالك و َميّ ٍ
(ِّ )8فعَلَة" َكد َِّر َج ٍة و ِّدبَبَةٍ.
صحيح الالم ،على وزن "فُ ْعل" كد ُْرج ود ِِّّرجةً ،ودُبّ ٍ و ِّدبَبَة .وقد جمعوا قِّردا ً ِّ ي، السم ثالث ّ ٍ وهو جمع
على "قِّردَةٍ" وهادرا ً على " ِّهدَرةٍ" على غير قياس.
ص ّو ٍم ( )9فُعَّلٌَ :ك ُر َّك ٍع و ُ
ص َّو ٍم،
وصائم و ٍُ ور َّك ٍع،كراكع ُ
ٍ َ
وهو جم ٌع لصفة ،صحيحة الالم ،على وزن "فاع ٍل" أو "فاعلة":
َ
غ َّزى ،وشذَّ جم ُع نُفَسا َء وخَريدة وأعزل على كغاز و ُ ٍ ائم ونُ َّوم .وقد يكون نادراً ،من معت ِّّل الالم: ون ٍ
عز ٍل". َّ "نُفَّ ٍس وخ َّر ٍد و ُ
ُ
وقو ٍام:ب ّ ( )10فُعّالٌَ :ك ُكتّا ٍ
()179/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ص َّوام.
وصائم و ُ ٍ وقائم وقُ َّو ٍام،
ٍ ب،
وهو جمع لصفة ،صحيح ِّة الالم ،على وزن "فاع ٍل" ككاتب وكت َا ٍ
غ َّزاءٍ . كغاز و ُ ٍ وندر مجيئُهُ من معت ّل الالم: َ
ب.
وصعا ٍ ( )11فِّعالٌَ :كجبا ٍل ِّ
وهو جم ٌع لستة أَنواع( :األول) اس ٌم أو صفة ،ليست عينهما يا ًء ،على وزن "ف ْع ٍل" أو "ف ْعلةٍ" .فاالس ُم
َ َ َ َ َ
ب وصعبة ونيار ،وقصع ٍة وقصاع ،وجنَّ ٍة وجنان .والصفةُ كصع ٍ ٍ ونار
بٍ ، ب وثيا ٍ ب ،وثو ٍ ب وكعا ٍ ككع ٍ
وندر مجيئُهُ من معت ِّّل العين :كضيعة وضياعٍ ،وضيفٍ َ وضخام. وضخم وضخم ٍة ِّ ٍ وصعاب، ِّ
وضياف.
وجبال، وجمال ،و َجب ٍل ِّ (الثاني) :اس ٌم صحي ُح الالم غير ُمضاعف ،على وزن "فَعَ ٍل" أَو "فَعَلة" ك َج َم ٍل ِّ
ورقاب ،وث َ َمرة وثِّمار. ورقبَة ِّ َ
ْ
(الثالث) :اس ٌم على وزن "فِّ ْعل" :كذِّئب وذئاب ،وبِّئر وبئار ،وظ ٍّل ِّ
وظالل.
ورماح ،وريح ورياح ،ود ُهن كرمح ِّ (الرابع) :اس ٌم على وزن "فُ ْعل" ،ليست عينه واواً ،وال المه يا ًءُ :
ودِّهان.
َ َ
(الخامس) :صفة صحيحة الالم ،على وزن "فعيل" أو "فعيلة" :ككريم وكريمة وكرام ،ومريض ُ ٌ
وطوال. ومراض ،وطويل وطويلة ِّ ومريضة ِّ
طشى (السادس) :صفةٌ على وزن "فَ ْعالن" أَو "فَ ْعلى" أَو "فَ ْعالنة" أَو "فُ ْعالنة" كعطشانَ و َع ْ
دام ،و ُخمصان وريّا ورواءٍ ،ونَدمانَ ونَدمى ونِّدام ،ونَدمان وندمانة ونِّ ٍ وريّان َ وعطشانة و ِّعطاش َ
وخماص. و ُخمصانة ِّ
وقائم
ٍ ورعاءٍ ، ُ
وما ُجمع على "فِّعال" .من غير ما ذكر ،فهو على غير القياس .وذلك :كراعٍ وراعية ِّ
وجياد، وخيار ،و َجي ٍد ِّ وصيام ،وأَعجف وعجفا َء و ِّعجاف ،و َخيّر ِّ وقائمة وقيام ،وصائم وصائمة ِّ
ْ
وجياد ،وأَبط َح وبَطحا َء وبِّطاح وقلوص وقِّالص ،وأنثى وإناث ،ونُطفة ونِّطاف ،وفصيل
ُ َ و َجواد ِّ
ُ
وضباع ،ونفسا َء ونِّفاس ،و َعشرا َء و ِّعشار. ضبع ِّ سبُع و ِّسباع ،و َ وفِّصال ،و َ
ب و ُكبود. ٍ لو ُ ق ك ٌ: ( )12فُعول
()180/1
ووعول ،ونمر ونُ ُمور. وو ِّعل ُوهو جم ٌع ألربعة أَشيا َء( :األول) :اس ٌم على وزن "فَ ِّعل" ككبد و ُكبُودَ ،
َمر على "نُ ُمر" (بضمتين) للضرورة ،كأنه اختصر نُ ُموراً. وقد جا َء في الشعر جم ُع ن ٍ
(الثاني) :اس ٌم على وزن "فَ ْعل" ،ليست عينه واواً :كقلب وقُلوب وليث وليوث.
وظ ٍّل و ُ
ظلول. كح ْمل و ُح ُمول ،وفيل وفُيولِّ ، (الثالث) :اس ٌم على وزن "فِّ ْع ٍل" ِّ
(الرابع) :اس ٌم على وزن "فُ ْع ٍل" ليس معت ِّّل العين وال الالم ،وال ُمضاعفاً :كب ُْرد وبُرود ،و ُجند و ُجنود.
ص" على " ُحصوص" .ألنه مضاعف. وشذّ جم ُع " ُح ٍ ّ
قياس جمعه .إال
َ وما كان على وزن "فَعَل" (بفتح الفاء والعين) ال يُجمع على "فُعُول" ،ألنه ليس
ش ُجون ،ونَدب ونُدوب ،وذكر وذُكور ،و َ
طللَ ألفاظا ً منه جمعوها عليه :كأسد وأُسود ،وش َجن و ُ
طلول. و ُ
( )13فِّ ْعالنَ :ك ِّغ ْلمان و ِّغ ْربان.
صؤابوغربان ،و ُ ْ وهو جم ٌع ألربعة أَشيا َء (األول) :اس ٌم على وزن "فُعا ٍل" :كغُالم و ِّغ ْلمان ،وغراب
وصئْبان.
ص ْردان.ص َرد و َوجرذانُ ، (الثاني) :اس ٌم على وزن "فُعَل" :ك ُج َرذ ِّ
عو ٍد و ِّعيدان ،ونُور ونِّيران وكوز ان ،و ُ
ت وحيت ٍ (الثالث) اس ٌم عينه واو ،على وزن "فُ ْع ٍل" :كحو ٍ
وكيزان.
وجار وجيران ،وقاعٍ ٍ كتاج وتيجان، ٍ الف أصلها الواو. (الرابع) :اس ٌم على وزن "فَع ٍل" ،ثانية ٌ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ب وبيبان ،واأللف في المفرد منقلبة عن الواو واألصل" :ت ََو ٌج و َج َو ٌر وقِّيعان ،ونار ونِّيران ،وبا ٍ
وقَ َو ٌ
ع ون ََو ٌر وبَوبٌ ".
وان ،وغزا ٍل وص ْن ٍكص ْن ٍو ِّ
وما ُجمع ،غير هذه األربعة ،على "فِّ ْعالن" ،فهو على خالف القياسِّ :
وخرفان ،وقِّ ْن ٍو وقِّنوان ،وحائطٍ وحيطان، وظلمان ،وخروف ِّ وصيران ،وظليم ِّ وار ِّ وص ٍزالنِّ ، و ِّغ ٍ
ضيْف وضيفان ،وشيخ وشيح وشيحان ،و ٍَ رص وخرصان ،وخيطٍ وخيطان، وخ ٍ ْالنِّ ،
وحس ٍ وح ْس ٍل ِّ ِّ
شجاع و ُ
شجْ عان. وصبيان ،و ُ
ي ِّ وشيخان ،وفَصي ٍل وفِّصالن ،وصب ّ
الن ( )14فُ ْعالنَ :كقُض ٍ
ْبان و ُح ْم ٍ
()181/1
ورغفان، ب وقُضبان ،ورغيفٍ ُ (األول) اسم على وزن "فَعيل" :كقَضي ٍ َّ وهو جم ٌع لثالث ِّة أَشياء،
فير وقُفران وبعير وبُعران ،وقَفير وقُفزان. وكثيب و ُكثْبان ،وفَصي ٍل وفُصالن ،وقَ ٍ
ب و ُخ ْشبان، ش ٍ (الثاني) :اس ٌم صحيح العين ،على وزن "فَعَ ٍل" :ك َح َم ٍل و ُح ْمالن ،وذكر وذُكران ،و َخ َ
و َجذَع و ُجذعان.
عبدان، العين ،على وزن "فَ ْعل" :كظ ْهر وظهران ،وبطن وبُطنان ،وع ْب ٍد و ُ ِّ (الثالث) :اس ٌم صحي ُح
ورجْ ٍل ورجْالن. وركبانَ . ور ْكب ُ َ
ووحْ دان،ُ ٍ
د كواح القياس: غير على فهو عالن"، ُ ف " على ً ا مجموع الثالثة، هذه غير من ، َ دور وما
شبّان ،وخرص و ُخرصان، عيان ،وشابّ ٍ و ُ ب وذُؤبان ،وراع ور ُ وأَوحدَ وأُحدان ،وجدار و ُجدران وذِّئ ٍ
سودان، شجعان ،وأسودَ و ُ عو ُشجا ٌ وزقَّان ،وحائر و ُحوران ،و ُحوار و ُحوران ،و ُ ق ُ وز ّ ٍوزقَّانِّ ، وزقاق ُ ُ
عوران. وأعور و ُ
َ عميان، وأبيض وبيضان ،وأعمى و ُ َ وأح َمر و ُح ْمران،
"والذي نراه أن "السودان" وما بعدها ،إنما هي جمع" :سود وحمر وبيض وعمي وعور" ،وأن هذه
هي جمع" :أسود وأحمر وأبيض وأعمى وأعور" .ومع هذا فجمعها على فعالن" مخلف للقياس".
( )15فُعَال ُءَ :كنُبها َء و ُك َرماء.
لشيئين( :األولُ) :صفةٌ لمذكر عاقل على وزن "فَعيل" ،بمعنى "فاعل" ،صحيحه ِّ
الالم، ِّ وهو جم ٌع
وعظيم
ٍ عل َما َء، بهاء ،وكريم و ُكرما َء ،وعليم و ُ غير َمضاعفة ،دالة على سجية مدح أو ذ ٍ ّم .كنبي ٍه ونُ ِّ ُ
شجعا َء ،ولئيم ولُ َؤما َء ،وبخيل وبُخال َء، وشجيع و ُ
ٍ ، ء حا
َ َ م س
ُ و وسميح
ٍ ، ء
َ رفا ُ
ظ و وظريفٍ ، ء
ع َ َ
ا مظَ و ُ
شركا َء وجليس وجبين و ُجبنا َء .أو تدل على مشاركة :كشريك و ُ ٍ س َمجا َء، وسميج و ُ ٍ و ُخشين وخشَنا َء،
ونديم ونُدما َء ,وهي بمعنىُ :مشاركٍ ٍ ورفقا َء ،و َعشير وعشرا َء، ق ُ و ُجلسا َء ،وخليط و ُخلطا َء ،ورفي ٍ
ومنادم.
ٍ ق و ُمعا ِّش ٍر و ُمجا ِّل ٍس و ُمخالطٍ و ُمراف ٍ
()182/1
()183/1
"أما الثالثي األصول ،الذى زيادته في أوله :كاصبع ،المزيد فيه حرف علة في حشوه كخاتم وكودن
وصيرف وصحيفة وعجوز ،أو في آخره :كحبلى وكرسي ،فله غير "فعالل وفعاليل" من صيغ
منتهى الجموع اآلتي بيانها":
وأضابير
َ ( 3و )4أَفا ِّع َل وأفاعيلُ :كأ َ ِّ
نام َل
ضل وأفاضلَ. (األول) :ما كان على وزن "أَفعل" ،صفة للت َّ ْفضيل :كأف َ َّ ويجمع على "أفاعلَ" شيئا ِّن:
فإن كان صفة لغير التفضيل :كأحمر وأزرق وأسود وأعرج وأعمى ،لم يُجمع عليها وإنما يُجمع على
وزرق .كما تقدم ،إال إذا خر َج عن معنى الوصفيَّة إلى معنى االسميَّة ،فيجمع هذا "فُ ْعل" كحمر ُ
وأداهم .ومثل :أحمر وأزرقَ الجمع :كأسود (للحيَّة) واساودَ ،وأجدل (للصقر) وأجادل ،وأدهم (للقيد)
وأعامش".
َ "أحامر وأزراقَ وأعار َج
َ وأعمش (أعالماً) ،فتجم ُع على َ وأعر َج
ُ
(الثاني) :اس ٌم على أربعة أحرفَّ ،أوله همزة ٌ زائدة :كإصبع وأصاب َع ،وأن ُملة وأناملُ .وال يعتدُّ بعالمة
صيَع التي ستُذكر. التأنيث التي تلحقه ،كما رأيتَ .وكذا ال يعتدُّ بها في كل ال ّ
وأساليب ،وإضبارة
َ حرف مدّ كأسلوب ُ ويُجمع على "أفاعيل" ما كان من ذلك مزيدا ً قبل آخره
وأضابير.
َ
(ومثل "أدم" وزنه "فاعل" ألن أصله :أأدم" ،قلبت همزته الثانية مدة ،ويجمع على "أوادم" على
وزن "أفاعل" ال على وزن "فواعل" كما قالوا .وذلك ألن الهمزة في أوله هي زائدة وهي همزة
"أفعل" الصفة المنقول عنها اإلسم .فهي كهمزة "أجدل" نثبتها في الجمع كما نثبتها في "جادل".
وتقول في جمع أول" .أوائل" بوزن "أفاعل" .ألن "أول" أصله "أوأل" أو "أأول" وكالهما وزنه
"أفعل".
وهكذا تقول في كل ما كان على وزن "أفعل" من األسماء أو الصفات التي تشبه ما ذكرنا.
ب وتسابي َح. ( 5و )6تفاع ُل وتفاعيلُ :كت ِّ
َجار َ
وتجارب.
َ َ َ َ
ويُجمع على "ت َفاعلَ" اس ٌم على أربعة أحرف ،أ َّوله تاء زائدة .كتنبل وتنا ِّبلَ ،وتجرب ٍة
()184/1
()185/1
(الثاني) :ما كان من الصفات على وزن" فاعل" ،للمؤنث" :كحائض وحوائض ،وطالق وطوالق،
وناهد ونواهد" .أو للمذكر غير العاقل" :كصاهل وصواهل ،وشاهق وشواهق" .وشذ جمعهم" :هالكا ً
وناكسا ً وفارساً" من المذكر العاقل" ،هواجس ونواكس وفوارس".
(الثالث) :ما كان من الصفات على وزن "فاعلة"" :ككاتبة وكواتب ،وشاعرة وشواعر ،وخاطئة
وخواطئ ،وخاطية وخواط :وما كان منه يوصف به المذكر والمؤنث ،فيجع على "فواعل" أيضا ً
"كخالفة وخوالف".
حرف مد" :كطاحونة وطواحين ،وطومار ُ ً
ويجمع على "فواعيل" ما كان من ذلك مزيدا قبل آخره
وطوامير".
واعلم أن الجواهر والجوارب والكواغد والطواجن ونحوها ،من الجموع التي مفرداتها معربة ،ليس
وزنها فواعل ،كما قالوا ،وإنما هو فعالل ،وكذلك اليواقيت والشواهين والجواميس والخواتين
ونحوها ،ليس وزنها فواعيل .وإنما هو فعاليل .ألن وزن فواعل وفواعيل لما كان ثانيه ألفا ً أو واوا ً
زائدتين .وهذه الكلمات أعجمية معربة ،وال يجوز أن يحكم بزيادة حرف في كلمة غير عربية ،إذ ال
وجه للحكم بزيادة حرف في كلمة غير عربية ،إذ ال وجه للحكم بالزيادة .فاأللف والو فيها أصليتان،
كالدال في درهم والراء في قرطاس .هذا هو الحق عند التحقيق.
صيارف ودياجير. ( 13و )14فياعل وفياعيل :ك َ
ويجمع على "فياعل" ما كان على أربعة أحرف ،ثانيه ياء زائدة" :كصيرف وصيارف وهيزعة
وهيازع".
حرف مدٍّ" :كديجور ودياجير ،وصيخود ُ آخره قبل ً امزيد منه كان ما "يفاعيل" على ويجمع
وصياخيد ،وصيداح وصياديح".
صحائف وسحائب وكرائم. ( )15فعائل :ك َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()186/1
مؤنث ،على أربعة أحرف ،قبل آخره حرف مد زائد ،سواء أكان ٌ ويُجم ُع عليها شيئان" :األول" :اس ٌم
تأنيثه بالعالمة "كسحابة وسحائب ،ورسالة ورسائل ،وذؤابة وذوائب ،وحمولة وحمائل وصحيفة
وصحائف ،وخليفة وخالئف ،وحلوبة وحالئب ،وركوبة وركائب ،ونطيحة ونطائح ،وذبيحة وذبائح
عقاب وعقائب ،وعجوز أم كان مؤنثا ً بال عالمة" :كشَمال (بفتح الشين) وشما ٍل بكسرها) وشمائل ،و ُ
وعجائز ،وسعيد (علم امرأة) وسعائد" .تقلب حرف المد في كل ذلك همزة.
وأما نحو" :عروب ونوار وجبان وفروقة" ،فال يجمع على "فعائل" ألن هذه الصفات لم تخرج عن
معنى الوصفية إلى معنى االسميّة .فإن سميت بها جمعتها عليها.
حرف مد .وشذ
ُ ضرة وحرة على "ضرائر وحرائر ،ألنه لم يزد قبل آخرها وشذ من المؤنث جمع َ
من المذكر جمع "صحيح ووصيد على صحائح ووصائد.
(الثاني) صفة على وزن "فعيلة" بمعنى (فاعلة) :ككرمية وكرائم ،وظريفة وظرائف ،ولطيفة
ولطائف ،وبديعة وبدائع.
(وأما "فعيلة" بمعنى مفعولة ،باقية على الوصفية ،فال تكون .النه يجب ترك التأنيث اللفظي فيها،
فيقال" :امرأة قتيل وجريح" فإِّن أنَّثْتَ عند اللبس ،لعدم ذكر الموصوف :كرأيت قتيلة وجريحة ،فهي
ال تجمع أيضا ً على "فعائل" ،ألن التاء عارضة .وأما قولهم" :نطيحة وذبيحة" فهما اسمان لما ينطح
ويذبح من الحيوان ،مذكرا ً كان أو مؤنثاً .وليستا صفتين ،ألنهما خرجتا عن الوصفيّة إلى اإلسمية.
لذلك جمعوها على "نطائح وذبائح").
( )16فَعالى "بفتح الفاء والالم" كعذارى وغضابى.
( )17فُعالى "بضم الفاء وكسر الالم" كتراق وموام.
( )18فُعالى "بضم الفاء وفتح الالم" :كسكارى وغضابى.
ويجم ُع على "الفَعالى" والفَعالي" أربعة أشياء (األول) :اسم على وزن (فعلى) بفتح فسكون" :كفتوى
وفتاوى وفتا ٍو".
(الثاني) :اس ٌم على وزن (فعلى) بكسر فسكون :كذفرى وذَفارى وذفار".
()187/1
صحارى وصحار" ،أو صفة ألنثى ليس لها (الثالث) :ما كان على وزن :فعالء (اسماً) :كصحراء و َ
مذكر" :كعذراء وعذارى وعذار".
(الرابع) :ما كان على وزن "فُعلى" ،بضم فسكون صفة ألنثى ليس لها مذكر" :كحبلى وحبالى
و َحبا ٍل" .و "الفعالى" ،في ذلك كله ،هي األصلُ .وقد فتحوا المها تخفيفاً.
يُجمع على "الفَعال والفعالى" صفة على وزن "فَعالنَ " أو "فعلى"" :كغضبان وغَضبى وغضابى،
عطاشى ،وكسالنَ وكسلى سكارى ،وعطشان و َعطشى و َعطاشى و ُ سكارى و ُوسكران وسكرى و َ
يارى" .واألفض ُل ض ُّم أولها في الجمع .وقد جمعوا، غ ََيرى وغَيارى و ُ و َكسالى و ُكسالى ،وغ َ
َيران وغ َ
ُ
على غير قياس أسيرا ً على "أسارى" ،وقديما ً على "قُدامى".
ويُجمع على "الفعالى" ،وحدها ،ثالثةُ أشياء( :األول) :اسم معتل الالم على وزن "فَعيلة" "كهديَّة
وهدايا".
ُ
(الثاني) :اس ٌم معت ُّل الالم على وزن "فَعالة" بفتح الفاء ،أو فِّعالة ،بكسرها أو "فعالة" بضمها":
كجداية وجدايا ،وهِّراوة وهَراوى .ونُقاية ونَقاية".
(الثالث) :اسم معتل العين والالم ،على وزن "فاعلة"" :كزاوية وزوايا.
هارى". ط َوقد جمعوا على قياس ،يتيما وأيما ً وطاهرا ً على "يتامى وأيامى و َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(وزوايا في الحقيقة ،وزنه "فواعل"" :ككاتبة وكواتب واألصل" :زوابي" فاستثقلوه فقلبوه إلى
"زوايا" بضرب من اإلبدال ،كما ستعلم في بابه ،مشابها ً لفعالى ،من حيث زنتها اللفظية .وقد أهمل
النحاة ذكر هذه األنواع الثالثة ،المتقدمة في باب منتهى الجموع ،اعتمادا ً على ما ذكروه في باب
اإلبدال).
ويُجمع على "الفَعا ِّلي" ،وحدها ،شيئان( :األول) :اسم ثالثي :مختوم بتاء التأنيث ،مزيد في آخره
سعالي "والهبرية والهباري ،والت َّ ُر َ
قوة والتراقي. حرف علة" :كالمؤماة والموامي ،والسعالة وال َّ
ُ
()188/1
(الثاني) :ما كان ثالثيا ً مزيدا ً فيه حرفان ،أحدهما في حشوه ،واآلخر حرف علة في آخره:
يجب أن يُحذف أحد زائديه .فإن حذفت أولهما ،جمعته على "الفعالي" ُ "كحبنطي" .ومث ُل هذا
"كالحباطي" .وإن حذفت حرف العلة ،جمعته "فعالل"" :كحبانط".
ً
وقد جمعوا األهل واألرض والليلة على (األهالي واألراضي والليالي) شذوذا .وهي ليست من هذا
الباب.
وما كان على وزن (الفعالي) إذا تجرد من (أل) واإلضافة ،حذفتَ يَا َءه ،ونونته تنوين ال ِّعوض كحبا ٍل َ
ق.
وسعا ٍل وترا ٍ
ي وقماري. ي "بتشديد الياء" :ككراس ٌّ ( )19فَعال ٌّ
النسب:
ُ ويجمع عليه شيئان( ،األول) :اسم على ثالثة أحرف مزيد في آخره ياء مشددة ال يرادُ بها
ي ٍ وأناسي. ي ٍ وانس ّ
ي وزراب ّ ي وقماري ،وزرب َّ ككرسي وكراسي ،وأمنية وأماني ،وقُمر ّ
ي".
ي وحرباء وحراب َّ (الثاني) :اسم مزيد في آخره ألف اإللحاق الممدودة" .كعلباء وعالب َّ
ي" شذوذاً. ي وظراب َّ وقد جمعوا إنسانا ً وظربانا ً على "اناس َّ
وما كان على وزن (فعالي) يجوز تخفيفه ،فيجيء على (فعال) .وتشديد يائه أكثر في االستعمال.
صوغ منتهى الجموع
باعي األصول" :كدرهم" :أو خماسيها :كسفرجل ،والمزيد فيه منهما: َ ر
ُ اسم يجم ُع هذا الجمع ك َّل
كغضنفر وعندليب" ،وبعض األسماء الثالثية األصول المزيد فيها" :كإِّصبع وتجربة ومسجد ويحمدَ
وموماةٍ وسعالةٍ وهبري ٍة وعنصوةٍ وكرسي وحرباء ونشوانَ يرفٍ وسحاب ٍة وتنوفة ْ ص َ وخاتم وكوث َ ٍر و َ ٍ
وحبلى وعلقى وعذراء".
فما كان على أربعة أحرف ،مما تقدم بنيته على لفظه ،سواء أكان رباعي األصول أم ثالثيها ،فنقول
وكواثر وصيارف وسحائب ُ وتجارب ومساجدُ ويحامدُ وخوات ُمُ في جمع ما ذكر" :دراهم وأصابع
ي ونشاوى وحبالى وحبال وعالقى وعالق سعال وهبار وعناص وكراسي وحراب َّ وموام و َ
ٍ َناثف
وت ُ
وعذار".
ٍ وعذَارى
وما زاد على أربعة أحرف ،مما يُرادُ تكسيره على صيغة ُمنتهى الجموع يحذف منه ما تختل معه
صيغة هذا الجمع.
()189/1
"كسبطرى وسباطر وغضنفر وغضافر ،واحرنجام ْ فإن كان االسم ُرباعي األصول حذفتَ زائده:
وحراجم ،واقشعرار وقشاعر.
ومقاح َم،
ِّ ومقتحم
ٍ وإن كان ثالثيها ،فإن كان مزيدا ً فيه حرفان ،حذفتَ واحداً :كمنطلق ومطالقَ ،
ومتصبر ومصابر" .وإن كان مزيدا ً فيه ثالثةَ أحرف -حذفتَ اثنين" :كمستدع ومداع ،ومخشوشن
ومجلو ٍذ ومجالذ".
ّ ِّ ومخاشِّنَ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ويتعين حذف ما هو أولى بالحذف من غيره .والميم الزائدةِّ في أول الكلمة أولى الزوائد بالبقاء من
غيرها على كل حال .وتاء االفتعال واالستفعال ،ونون األفعال ،أولى بالبقاء من غيرها .وتفضلها
غيرهما "كأل ْندَ ْد وأالدَّ ،ويَل ْندَ ٍد ويَالدّ" ،إال
ضالن في البقاء َ الميم الزائدة .والهمزة والياء المصدَّرتان ت َ ْف ُ
ق ونطاليق .واجتماع نون االنفعال ،وتا َءي اإلفتعال واالستفعال فيفضلنها في البقاء" :كانطال ٍ
وتجاميع ،واستخراج وتخاريج".
سرانِّدُوإن كان في الكلمة زيادتان متكافئتان ،ال ت َفض ُل إحداهما األخرى فاحذف أيهما شئتَ ،فتقولَُ " :
دى" .وذلك ألن النون واأللف المقصورة ،إنما زيدتا "سرندَى ،وعل ْن ْ َ و َعالنِّدُ ،وسرا ٍد و َعالدٍ" في جمع
ليلحق الوزن بسفرجل .وال مزية ِّإلحداهما على األخرى .وهذا شأنُ كل زيادتين زيدتا لإللحاق.
فينقلب -إن كان ألفا ً أو واواً، ُ حرف علة ساكنا ً قبل اآلخرَ ويُستثنى ،مما تقدم كله ،أن يكون الزائدُ
قرطاس وفردَ ْو ٍس وقَندي ٍل" :قراطيس وقراديس ٍ جمع في ياء .وإن كان يا ًء يبقَ على حاله ،فتقو ُل
ومقدور ويعبوب وساجور وطومار وصيداح ٍ وقناديل" ،وتقول في جمع مصباح وإضمامة وتهويل
"مصابي َح وأضاميم وتهاويل ومقادير ويعابيب وسواجير وطوامير وصياديح".
()190/1
"مختار ومهتاج ومنقاد ومحتاج" ،من الثالثي المزيد فيه المعتل العين ،تحذف منه ٍ وما كان مثل:
"مخاير ومهاي ُج" ،وفي
ُ التاء والنون ،وتردّ ألفه إلى أصلها ،من واو أو ياء ،فيقال في األولين:
ج" .ولك أن تعوض من المحذوف ياء قبل اآلخر فتقولَ " :مخايير ومهايي ُج، اآلخرين " َمقا ِّودُ ومحاو ُ
و َمقاويدُ ومحاوي ُج" ومثل ذلكُ " :منطاد" ،فتقول في جمعهَ " :مطاود ومطاويد".
غير أن باب الصفات ،المزيد في أولهامي ٌم ،تجمع جم َع المذكر السالم ،إن كانت للمذكر العاقل ،وجمع َ
المؤنث السالم إن كانت لغيره وجمعها جمع تكسير مستكرهٌ.
وإن كان ما يُرادُ تكسيرهُ على صيغة ُمنتهى الجموع خماسي األصول حذفتَ خامسهُ وبنيتهُ على
"فعاللَ" :كسفرجل وسفارج" فإن زاد على الخمسة طرحتَ مع خامسه ما زاد" :كعندليب وعنادِّل،
ثرى وقباعث". وقب ْع َ
وما حذف منه لبنائه على (فعالل) ،أو ما يشبهها في الوزن ،يجوز أن يعوض من المحذوف بياء قبل
اآلخر ،فيبنى على (فعاليل) أو شبهها فكما تقول في جمع :سفرجل ومنطلق وعندليب" :سفارج
ومطالق وعنادل" :بوزن (فعالل) ،تقول في جمعها أيضاً" :سفاريج ومطاليق وعناديل" ،على وزن
يجوز ،على قلة ،إثباتُ هذه الياء قبل آخر ما لم يحذف منه شيء .فكما تقول في ُ (فعاليل) .وكذلك
ً
جمع :معذرةٍ وخاتم" :معاذر وخواتم" ،تقول في جمعهما أيضا "معاذير وخواتيم".
تلحق التاء بعض أوزان منتهى الجموع ،فيكون جمعا ً لما فوق الثالثي ،مما لحقته ياء النسبة، ُ وقد
ي" :دماشقةٌ ومغاربةٌ وأزارقةٌ ي وصحف ّ ي وصيرف ّ ي ٍ وجوهر ّ
ي ٍ وأزرق ّ
ي ٍ ومغرب ّ فتقول في جمع دمشق ّ
وجواهرة ٌ وصيارفةٌ وصحائفة".
ٌ
وقد يكونُ ما لحقته هذه التاء ،من منتهى الجموع ،جمعا ً لغير المنسوب ،مما كان قبل آخره حرف م ٍدّ
زائد "وحرف المد هذا يجب حذفه ،إذا لحقت التاء هذا الجمع" ،مث ُل (جحاجحة وغطارفة) ،في َجمع
وض من حرف المد المحذوف. "جحجاح وغطريف" فالتا ُء ِّع ٌ ٍ
()191/1
وقد جاء ما لحقته هذه التاء أيضا ً جمعا ً لالسماء األعجمية غير الثالثية" ،سواء أكان قبل آخرها
ق وأ ُ ٍ
سوار". واألساورةِّ" في جمع "جورب وزندي ٍ
ِّ حرف مد أم لم يكن" :كالجواربة َّ
والزنادِّقة
ويجر بالكسرة.
ُّ نونوما لحقته التاء من هذه الجموع ،فهو منها ،إال أنه ينصرف ،فيُ َّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
اسم الجمع
واحدَ لهُ من لفظه ،وإنما واحده من معناه .وذلك: ِّ ال أنه غير الجمع، معنى نَمّ تض ما هو الجمع: اس ُم
"كجيش (وواحدُه :جندي)" وشعب وقبيلة وقوم ورهط ومعشر وثلة (وواحدها :رجل ،أو امرأة) ٍ
وضأن
ٍ َم
ٍ ن َ
غ و )ٌ ناقة أو لٌ م
ََج ُ د (والواح ونعم
ٍ بل إ و )
َ ٌ ِّ س ر َ ف ُها: د(وواح ْل يوخ امرأة) (وواحدها: ونساءٍ
للذكر واألنثى). ِّ (والواحد شاة
سار أو
الجمع ،باعتبار معناهُ ،فتقولُ" :القو ُم َ ِّ عاملَهُ معاملةَ المفردِّ ،باعتبار لفظه ،ومعاملة ولك أن ت ُ ِّ
ي أو أذكيا ُء". شعْبٌ ذك ٌ ساروا ،و َ
وأرهط وآبال". يجوز جمعُهُ كما يُجم ُع ال ُمفردُ مثلُ" :أقوام وشعوب وقبائ َل ُ ُ وباعتبار أنه مفردٌ،
ورهطان وإبالن". وقبيلتان َ
ِّ َعبان
ومان وش ِّ وتجوز تثنيتُهُ ،مثلُ" :ق ِّ
َ ُ
اسم الجنس الجمعي واالفرادي
بالتاء أو ياء ِّ يز عنه ي :ما ت َض َّمنَ معنى الجمع داالًّ على الجنس .وله مفردٌ ُم َّم ٌ الجنس الجمع ُّ ِّ اس ُم
وبطيخةٌ وتمرة ٌ وحنظلةٌ"، َمر و َح ْنظ ٍل ،ومفردُها" :تفاحةٌ وسفرجلةٌ ّ وبطيخ وت ٍ اح وسفرج ٍل ّ النسبة :كتُفّ ٍ
ي" .ويَكث ُ ُر ما يُمي َُّز عنه ي ويهود ٌّ ي وروم ٌّ ي وترك ٌّ وروم ويَهود" .وفردُها" :عرب ٌّ ٍ ب وتركٍ ومثلَ " :ع َر ٍ
مام وحمامه، ّ ّ
بالتاء في األشياء المخلوقة ،دون المصنوعة" :كن َْخ ٍل ونخلةٍ ،وبطيخ وبطيخة ،و َح ٍ ِّ ُمفردهُ
وطين وطينةٍ". ٍ فين وسفينةٍ، س ٍ األشياء المصنوعة" :ك َ ِّ ونعام ونَعامة" .ويق ُّل في ٍ
ي.الجنس اإلفراد ُّ ِّ س ٍل ،فهو اس ُم َ
وما د َّل على الجنس صالحا للقليل منه والكثير :كماءٍ ولبَ ٍن وع ًَ
فوائد
( )1تكسير ما جرى على الفعل من الصفات
()192/1
كرم و ُملتقَ َ
ط ج (أسما ًء للفاعلين) و ُم َ ومستخر ٍ
ِّ ق كر ٍم و ُمنطل ٍما جرى على الفعل من الصفات :ك ُم ِّ
فالمذكر العاق ُل بالواو والنون ،والمؤنث ُ و ُمستخر َج (أسما ًء للمفعولين) ،فبابُهُ أن يُجم َع جم َع تصحيحٍ:
تكسير ُه
ُ فيجوز "، ل ف ْ
ط م و
ُ ِّ ٍ ُ ِّ ٍ ع رض م "ك بالمؤنث: والتاء .إال ما كان خاصا ً ِّ غير العاق ِّل باأللفوالمذكر ُ
ُ
سمع " َمحاويج" في جمع ُمحتاج ،و "مفاطير" في جمع ُم ْفطر ،و ُ و َ".ل ف
ِّ طامقياساًَ َ ِّ َ :
و ع راضم "ك
ْ
" َمياسير" في جمع ُمو ِّسر ،و " َمالقح" في جمع ُملقح ،و " َمناكير" في جمع ُم ْن َكر "(بفتح الكاف)
وهو الداهي العاقل الفَطن.
شعَرا َء بو ُ س ُر قياساً :ك ُكتَّا ٍ وشاعر وكام ٍل وهادٍ ،فهذا يُ َك َّ ٍ ب
المجرد :ككات ٍ َّ أما اس ُم الفاعل من الثالثي
يجر على لفظ الفعل في حركاته وسكناته. وكملَ ٍة وهُداةٍ ،ألنه لم ِّ
سر .وإنما يُجمع، ب ومعلوم ومبدول ،فمجرى الكالم األكثر ّ
أن ال يُ َك َّ وأما اس ُم المفعول منه :كمكتو ٍ
تكسير مفعو ٍل ُ سمع والتاء .وقد ُ
ِّ للمذكر العاقل ،بالواو والنون ،وللمؤنث والمذكر غير العاقل باأللف
على "مفاعيل" في ألفاظٍ ،وهيَ :ماليين ومجاهيل ومالقيح و َمضمامين و َمماليك ومشائيم و َميامين
ومساليخ ومجانين ومناكير ومراجيع" .وقد جمع "مشهوراً" على "مشاهير" صاحب ٍ ومكاسير
ي في شرح أمثاله .وقد َعدَّ النحاة ُ ما ورد من ي في مصباحه ،والميدان ُّ القاموس في قاموسه ،والفيوم ُّ
سمع .ولكن في هذا المنع تحجيرا ً على الناس .ومن ذلك سماعياً .وأطلقوا المن َع في تكسير غير ما ُ
رجع إلى كالم متقدمي النحاة ،كسيبويه وغيره ،ال يجد ك َّل هذا التضييق.
( )2جمع الجمع
"أكالب
َ ت وقطراتٍ" (بضمتين) ،ونحو: ُ ُ ت و ِّكالبا ٍ ورجاال ٍ ت ِّ قد يُجم ُع الجم ُع .وذلك مثلُ" :بيوتا ٍ
وأزاهير وغَرابينَ ". َ وأظافير
َ وأضاب َع،
()193/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ويُجمع ما كان على صيغة منتهى الجموع جم َع المذكر السالم ،إن كان للمذكر العاقل" :كأفاضلين
واجبات ص ِّونواكسين" وجمع المؤنث السالم ،إن كان للمؤنث ،أو للمذكر غير العاقل نحوَ " :
ألنتن صواحباتُ يوسف". َّ َّ
"إنكن َوواهِّالت" وفي الحديث:
ي ،فما ورد منه يُحفظ وال يقاس عليه. الجمع سماع ٌّ
ِّ وجم ُع
( )3الجمع ال مفرد له
ُ
األسماء ماال يُستعمل إال بصيغة الجمع ،ألن مفرده قد أهمل قديما ً فنسي ،وذلك :كالتعاشيب (وهي ِّ من
ضروبه) ،والتعاجيب (وهي العجائب) ،والتباشير ألوان العشب و ٌُ القطع المتفرقة من العشب أو هي
(وهي البشائر) ،والتَّجاويد (وهي األمطار الجيدة النافعة) ،واألبابيل (وهي ال ِّف َرق).
( )4الجمع على غير مفرده
من الجموع ما يجري على غير مفرده ،وذلك" :كال َمحاسن وال َمالمح وال َمخاطر وال َمشاب ِّه والمسا ّم
شبَهٌ والحوائج والطوائح واللواقح" وواحدُهاُ :حس ٌْن (بضم فسكون) ولَمحة (بفتح فسكون) و َخ َ
ط ٌر و َ
طوحةٌ و ُم ْل ِّقحة (بصيغة اسم الفاعل فيهما). (بفتحتين فيهما) ،وسم (بفتح السين) وحاجة و ُم ّ ِّ
سمع، وحديث .ومفردها الحقيقي ،لو ُ ٌ وعروض
ٌ وكاألباطيل واألحاديث واألعاريض .وواحدها :باط ٌل
سمعت سماعا ً نادراً) وطائحة والقحة وأبطولة سما ً وحائجة (وهذه ُ لكان محسنا ً ْ
وملمحا ً و َمشبها ً و َم َّ
وأعروضة وأحدوثة ،وهذه مسموعةٌ مفردا ً لألحاديث ،وقد جا َءت على القياس .لكن الحديث ليس له
جمع إال األحاديث .فاألحاديث جمعا ً لحديث ،جاءت على غير قياس ،وجمعا ً ألحدوثة وردت على
القياس.
( )5ما كان جمعا وواحدا
()194/1
األسماء ما يكون جمعا ً ومفردا ً بلفظٍ واحد وذلك كالفُ ْلك ،،قال تعالى{ :في الفُ ْلك المشحون} ،فلما ِّ من
ُ ٌ ُ ٌ
جمعه قال{ :الفلك التي تجري في البحر} .ومن ذلك قولهم" :رجل ُجنبٌ ورجال ُجنبٌ "( ،بضمتين)، ْ ُ
فاط َّهروا} .ومنه العد ُّو :قال تعالى{ :فإنهم َعد ٌُّو لي إال ربَّ العالمين}، قال تعالى{ :وإن كنتم ُجنُبا ً َّ
عز وجل{ :هؤالء ضيفي} .ومنه الدَّالص ضيف ،قال َّ دو لكم} .ومنه ال َّ قوم َع ٌّوقال{ :وإن كان من ٍ
فالن
وبكسر فسكون ،وبفتح فسكون ،تقول" :هذا ولدُ ٍ ٍ وال ِّهجان والولد (بفتحتين) ،وبضم فسكون،
المذكر
ُ وهؤالء ولدُهُ" .ويجوز جمعه فتقول" :أوالد" .فك ُّل ذلك يَستوي فيه الواحدُ والجم ُع ،وكذا
والمؤنث.
( )6جمع المركبات
السالم
َ ً
بابن أو ذي ،فإن كان للعاقل جمعتَ "ابنا" جم َع المذكر ي ٍ مصد ٍَّر ٍ إذا أردت جم َع ُمر َّكب إضاف ّ
غير :فتقول في جمع ابن عباس" :بنو أو جمع التكسير ،وجمعتَ "ذو" جم َع المذكر السالَم ال ُ
وابن
ِّ كابن آوى
ِّ علم .وإن كان لغير العاقل: علم :ذَ ُوو ٍ عباس" ،أو "أبنا ُء عباس" .وتقول في جمع ذو ٍ
الح َّجة ،جمعت "ابناً" على "بناتٍ" و "ذو" على "ذواتٍ" :كبنا ِّ
ت بون وذي القَعدة وذي ِّ وابن لَ ٍ ِّ عرس
ت القَعدة وذوات الح َّجة. آوى وذوا ِّ
األسماء ِّم ْن حده ،فتقو ُل في جمع قلم ِّ تجمع صدرهُ كما تجمع ْ بابن وال ذي، صد ٍَّر ٍغير ُم َ وإن كان َ
الرجل" :أقالم الرجل".
ب مزجيا ،أو إسناديا ،توصلتَ إلى الداللة على الجمع بزيادة "ذوو" قبله إن كان ً ً فإن كان المر َّك ُ
مذكرا ً عاقال ،و "ذوات" ،إن كان مؤنثا ،أو مذكرا غير عاقل :كذوي م ْع ِّد يكرب ،وسيبَويه ،وبَ َرق
ً ً
شاب
َ نحرهُ ،وتأبط شرا ً (ومفرداتها أعالم رجال) .والمعنى :أصحاب هذا االسم .وتقول في جمع ُ
". بعلبكَّ َ
شاب قرناها ،وذوات َ :ذات وبعلبكَّ قرناها (علم امرأة)
( )7جمع االعالم
عرفه :كمحم ِّد والمح َّمدينَ . إذا ُجم َع العل ُم صار نكرةً .ولهذا تدخلُه "أل" بعد الجمع لت ُ ّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()195/1
السالم (وهو األولى) ،وإن شئتَ َ اسم رج ٍل فأنتَ بالخيار ،إن شئتَ جمعته جمع المذكر وإذا جمعتَ َ
نظيره من األسماء ،فتقول في جمع زيد وعمرو و ِّبشر َ جمعته جمع التكسير على َح ِّدّ ما تجمع عليه
وأبشار وبُشور ،وأحمدون ٌ عمور ،وب ْشرون وأحمدَ" :زيدون وأزياد وزيُود ،و َع ْمرون وأع ُم ٌر و ُ
وأحامد".
تكسير نظير ِّهَ سرته اسم امرأةٍ ،فإن شئتَ جمعته باأللف والتاء (وهو األولى) .وإن شئتَ ك َّ وإن جمعتَ َ
عدٍ،وزينب وسعاد :دَ َعداتٌ وأد َُ من األسماء ،فتقو ُل في جمع دَ ْعدٍ ،و ُج ْمل (بضم الجيم وسكون الميم)
سعُدٌ (بضمتين) و َ
سعائِّد". سعادات وأسعُدٌ و ُ ب ،و ُ و ُج ُمالت وأجما ٌل و ُج ُمول ،وزينباتٌ وزَ يانِّ ُ
ت ( َعلَ َمين) قلتَ :ذوو عابدينَ ،وذواتُ فاطماتٍ .فإن وإن سميتَ بالجمع السالم :كعابدينَ وفاطما ٍ
سر ،غير صيغة منتهى الجموع ،فأنتَ بالخيار ،إن شئتَ جمعته جمع سالم ٍة (وهو سميت بالجمع المك َّ
وأنمار ،إن سميتَ بهما الرجل" :أعبدون وأنمارون ،وأعابدُ وأنامير". ٍ األولى) ،فتقول في جمع أعبُ ٍد
فإن سميتَ بهما المرأة َ قلت" :أعبداتٌ وأنماراتٌ ،وأعابدُ وأنامير" ،فإن كان المسمى به على صيغة
صالح لهذه الصيغة ،فال يُجم ُع إال جمع السالمة .فمثلُ" :مساجدَ ٍ غير
وزن ِّ ٍ منتهى الجموع ،أَو على
ونُبَها َء ،إن سميتَ بهما ،وال يُجمع إال على " َمساجدون ونُبهاوون" للمذكر ،و " َمساجداتٌ ونُبَهاواتٌ "
للمؤنث.
ً ً
ونحوهُ ،من األعالم المركبة تركيبا إضافيا ،قلتَ " :عبدو هللا ،وعبيدُ هللا" َ وإن جمعتَ "عبد هللا"
التكسير على الجزء األول ،ليس إِّال. ِّ َ
تُجري صيغةَ السالم ِّة أ ِّو
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )
ضمن العنوان ( النسبة وأحكامها )
(وفي النسبة معنى الصفة ،ألنك إذا قلت" :هذا رجل بيروتي" ،فقد وصفته بهذه النسبة .فان كان
االسم صفة ،ففي النسبة اليه معنى المبالغة في الصفة ،وذلك أَن العرب إذا أرادت المبالغة في وصف
شيء ،ألحقوا بصفته ياء النسب ،فاذا أرادوا وصف شيء بالحمرة ،قالوا" :أحمر" .فإذا أَرادوا
المبالغة في وصفه بالحمرة ،قالوا" :أحمري").
َّ
الحرف ال ُمتص َل بها .ويحدث بالنسب ثالثة
َ وإذا نسبتَ إلى اسم ألحقتَ به يا َء النسبة ،وكسرتَ
تغييرات ،األول لفظي وهو ِّإلحاق آخر االسم ياء مشددة ،وكسر ما قبل آخره ،ونقل حركة اإلعراب
إلى الياء .الثاني معنوي وهو جعل المنسوب إليه اسما ً للمنسوب .الثالث حكمي :وهو معاملته معاملة
اسم المفعول من حيث رفعه الضمير والظاهر على النائبية عن الفاعل ،ألنه تضمن بعد إلحاق ياء
النسب معنى اسم المفعول .فإذا قلت "جاء المصري أبوه" ،فأبوه نائب فاعل للمصري .وإذا قلت:
"جاء الرجل المصري" ،فالمصري يحمل ضميرا ً مستترا ً تقديره" :هو" يعود على الرجل .ألن معنى
"المصري" :المنسوب إلى مصر).
َ
تى وفت َ ِّو ّ
يٍ، يٍ .ومنها ما يتغير :كفَ ً
سين و ُحسْين ّ
ب :ك ُح ٍ
والمنسوب على أنواعٍ :منها ماال يتغي َُّر عندَ النس ِّ
ُ
يٍ.
ص َحف ّ
صحيف ٍة و َ
و َ
النسبة إلى المؤنث بالتاء
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ي.
ي وطلح ٌّ طلحةَِّ :
فاطم ٌّ التأنيث ،حذَفتها وجوباً :فتقول في فاطمة و َ َ بتاء
تم ِّ إذا نسبت إلى ما ُخ َ
ال ِّنّسبة إلى الممدود
ي، تم بألفٍ ممدودة ،فإن كانت للتأنيث وجب قلبُها واواً" ،كحمراس ،وحمراو ّ إذا نسبتَ إلى ما ُخ َ
ي". وبيضاء وبيضاو ّ
ووضَّائي ،وقُ َّراء وقُ َّرائ ّ
ي". كوضَّاء ُوإن كانت أصليَّةً تبقَ على حالهاُ :
وإن كانت ُمبدَلةً من وا ٍو أو ياءٍ :ككساءٍ ورداءٍ ،أو مزيدَة ً لإللحاق ،ك ِّع ْلباءٍ وحرباءٍ " ،جاز فيها
يٍ
وحربائ ّ
يٍِّ ، ي ٍ و ِّعلباو ّ
يٍ ،و ِّعلبائ ّي ٍ ورداو ّ يٍ ،وردائ ّ األمران :تصحي ُحها وقلبُها واواً" :ككسائ ّ
ي ٍ وكساو ّ ِّ
ص ُح. ُ
والهمز أف َ يٍ"
وحرباو ّ
ِّ
ال ِّنّسبة إلى المقصور
()197/1
يٍ صو ّ تى" قلبَتها واواً" :كعَ َ تم بألفٍ مقصورةٍ ،فإن كانت ثالثةً" :كعصا ً وفَ ً إذا نسبتَ إلى ما ُخ َ
يٍ". وفَت َو ّ
ساكن الثاني ،جازَ قلبُها واواً ،وجاز حذفُها :فتقول .في َمل َهى و ُحبلى و َع ْلقًى: ِّ اسم
وإن كانت رابعة في ٍ
المختار حذفُها إن كانت للتأنيث: َ َّ
لكن ،يَ ٌّ ق ْ
ل ع و ،ي وَ
َ ٌّ ق ْ
ل عو ،يي ،و ُحبْل ِّ ٌّ ُ ٌّ
بل ح و يو ي ،و َم ْل ِّه ٌّ " َم ْل َهو ٌّ
ْعى".
لهى ،و َمس ً "كحبلى" ،وقلبُها واواً ،إن كانت لإللحاق" :كعلقى" ،أو ُمبدَلةً من وا ٍو أو ياءٍ :ك َم ً
ي".ويجوز ،مع القلب ،زيادة ُ ألفٍ قبل الواو" :ك ُحبالوي و َعلقاو ّ
صطفَى "كبردَى و َج َمزى" ،أو كانت فوقَ الرابعة" :كم ْ َ تحر ِّك الثاني، اسم ُم ِّ ّوإن كانت رابعةً في ٍ
ي". ي ومستشف ٌّ ي و ُجما ِّد ٌّي و ُمصطف ٌّ ي و َج َم ِّز ٌّ و ُجمادَى ،و ُمسْتشفَى" حذَفتها ُوجوباً ،فتقول" :بَ َر ِّد ُّ
النَّسبة إلى المنقوص
ً
اسم منقوص :فإن كانت يا ُؤهُ ثالثة ،قلبَتهاواوا وفتحت ما قبلها ،فتقول في النسبة إلى ً إذا نسبتَ إلى ٍ
ي". ش َج ِّو ُّ يِّ" :ال َّ شج ّ ال َّ
فتح ما قبلَها ،وجاز حذفُها ،فتقول في النسبة إلى القاضي: وإن كانت رابعةً ،جازَ قلبُها واوا ً مع ِّ
ي" والمختار حذفُها. ي والتَّربَو ُّ ي والقاضي" ،وفي النسبة إلى التربي ِّة" :التَّرب ُّ ض ِّو ٌّ "القا َ
ي".
ي وال ُمستعل ٌّ وإن كانت خامسةً حذفتها وجوباً ،فتقو ُل في ال ُمرتجى وال ُمستعلي" :ال ُمرتج ُّ
ال ِّنّسبة إلى المحذوف منه شيء
المحذوف ،فتقول في النسبة َ الالم لم ي َُردَّ إليه
محذوف الفاء ،فإن كان صحي َح ِّ ِّ إذا نسبتَ إلى اسم ثالثي
ب الردُّ وفت ُح عين ِّه ،فتقول: َّ
ي" .وإن كان ُمعتلهاِّ :كشيّ ٍة و ِّديَةٍ ،و َج َ وصف ُّ وصفَةٍِّ " :عدِّي ِّ إلى ِّعدَةٍ ِّ
يٍ ،بكسر أولهما وفتح ثانيهما. ي ِّ و ِّود ِّو ّ "وش ِّو ّ َ
()198/1
محذوف الالمَ ،ردَ ْدتَ إِّليه ال َمه ،وفتحتَ ثانيه ،فتقو ُل في النسب ِّة إلى َع ٍم ِّ يٍ
اسم ثالث ّوإذا نسبت إِّلى ٍ
ي
ي وأبو ٌّ ش َج ِّو ٌّ
يو َ ضةٍَ :ع َم ِّو ٌّ ُ
شفَ ٍة وثبَ ٍة و ِّع َ ودم وغ ٍد و َ ومئ َ ٍة وأم ٍة وي ٍد ٍ سنَ ٍة ِّ خ ولُغَ ٍة و َ ب وأ َ ٍ َج وأ َ ٍوش ٍ
ي ُ
شفَوي" و ثبَو ٌّ ي "أو َ ي وشفَه ٌّ ي و َغدَ ِّو ٌّ ي ودَ َم ِّو ٌّ
ي ويَدَ ِّو ٌي وأ َمو ٌّ ومئ َو ٌّ ي ِّ سنَو ٌّ
يو َ ُ
ي ولغَو ٌّ وأخو ٌّ
ي". ضو ٌّ و ِّع َ
َج
ٍ ش و م
ٍَ ع ك :ً ا وجوب النسبة في ُّها د ر وجب
َ ، تصحيح
ٍ جمع أو ٍ،
ة تثني في ُّ د رُ ت ُ ة المحذوف م
ُ الال كانت ث ّم إن
ض ٍة وأ َمةٍ ،ألنك سن ٍة و ِّع َ وأخوان" ،وك َ ٍ وأبوان
ٍ َجيان
وان وش ِّ ب وأخٍ ،ألنك تقول في ت َثْنيتهماَ " :ع َم ٍ وأ ٍ
ضهات) وأموات".َ ضوات (أو ِّع َ سنَهات) و ِّع َ سنوات (أو َ تقول في جمعها جم َع سالمةٍَ " :
تردُّ في ت َث ْني ٍة أو جمع سالمةٍ ،جاز َردُّها في النسبة ،وهو األفص ُح ،وجازَ عد ُم َّ
الردَّ، وإن كانت ال َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ي ومئ ٍة ولُغةٍ .فكما تقول" :يَدو ٌّ
ي ودَم ِّو ٌّ ودم وغ ٍد وثُبَ ٍة ِّ َنسب إلى االسم على لفظه .وذلك :كيَ ٍد ٍ فَت ُ
ي" ،ألنك تقول في ت َثْنيتها: ي ولُ ِّغ ٌ وم ِّئ ٌي ِّي وثُب ٌي وغَد ٌ ي" ،تقول" :يَ ِّد ٌ ي ولُغَو ٌّومئ َ ِّو ٌّ ي وثَبَ ِّو ٌّ
ي ِّ وغَد ِّو ٌّ
تصحيح" :ثُبات ولُغات" ،بعدَ ِّم ر ِّدٍّ بتان ولُغتان" ،وتقول في جمع "ثُب ٍة ولغةٍ" جم َع مان وث ُ ِّ "يدان ودَ ِّ ِّ
الالم المحذوفة في التثنية أو الجمع.
شفَه ٌ
ي ي" ،ونسبوا إليها بر ِّدّ المحذوف ،فقالواَ " : وقد نسبوا إلى "الشفَة" على لفظها ،فقالواَ " :
ش ِّف ٌ
وبر ِّدّ المحذوف عند الجمع. شفَوات" َ شفَهات و َ ي" ،مع أنهم قالوا في جمعهاَ " : شفَ ِّو ٌ
و َ
تحذف همزته وت ُ َردَّ إليه ال ُمهُ ،وأن ي َ
ُنسب َ واسم ،أن
ٍ كابن
ٍ وض من الم ِّه همزة الوص ِّل، ع َ ويجوز فيما ُ ُ
ي". ي وإسم ّ ي ،وإبن ّ ي و ِّس َمو ٌإليه على لفظه ،فتقول :بَنَو ٌ
()199/1
التاء ،وهو قو ُل الخليل وحذف ِّ ِّ ي" ،بر ِّدّ ِّ
الالم ي وأخو ّ ت وأختٍ" :بَنو ٌ وتقول في النسبة إلى بن ٍ
ي" ُ
ي وأخت ٌ ْ
وسيبويه .وهو القياس :باعتبار أنها في األصل تا ُء تأنيث مربوطة .ويجوز أن تقول" :بِّنت ٌ
س.َنسب إليهما على لفظهما .وهو قو ُل يونُ َ ت ُ
(وحجته أن التاء لغير التأنيث ،ألن ما قبلها ساكن صحيح ،وألنها ال تبدل هاء في الوقف ،كما تبدل
التاء في نحو "كاتبة وشجرة" وهو أقرب إلى الفهم وأبعد عن االلتباس؛ فال تلتبس النسبة إليها بالنسبة
إلى "ابن وأخ" والحق أن تاء أخت أصلها تاء التأنيث المربوطة ،كما هو مذهب الخليل والليث:
وليست عوضا ً من الم الكلمة المحذوفة ،وهي الواو ،كما ذهب إليه سيبويه وغيره .وذلك أنهم لما
حذفوا الواو بسطوا التاء المربوطة ،ليكون بسطها أمكن في الوقف عليها من المربوطة .فكأن بسطها
تعويض لها من المها المحذوفة).
ال ِّنّسيبة إلى الثالثي المكسور الثاني
ً
وجب تخفيفه بجعل الكسرةِّ فتحة ،فتقو ُل في النسبة َ الحرف الثاني، ِّ مكسور
ِّ اسم ثُالث ّ
يٍ، إذا نسبتَ إلى ٍ
ي". َ
ي و َملك ٌّ ي وإِّبَل ٌّ ي ود َُؤل ُّ إلى ن َِّمر ودُئِّل وإب ٍل و َملِّكٍ " :نَ َم ِّر ٌّ
ال ِّنّسبة إلى ما قبل آخره ياء مشددة مكسورة
الياء المسكورةِّ ،فتقو ُل في النسبة إلى شدَّدة ٌ مكسورةٌ ،خفَّ ْفتها بحذف ِّ إذا نسبتَ إلى ما قب َل آخر ِّه يا ٌء م َ
ي". ي والغُزَ يل ُّي وال ُك َريم ُّ ي وال َكيْس ّ ي وال َميْت ُّ َّ
"الطيْب ُّ الط ِّيّب والميِّّت وال َكي ِّّس وال ُكر ِّيّم والغُز ِّيّل
ال ِّنّسبة إلى ما آخره ياء مشددة
يٍ ،قلبت الثانيةَ واواً، ط ّ يٍ و َ ً
تم بياءٍ ُمشدَّدةٍ ،فإن كانت مسبوقة بحرف واحدٍ ،ك َح ّ إذا نسبتَ إلى ما ُخ َ
يٍ". ي ٍ وطو ِّو ّ ُ
وردَ ْدت َها إلى الواو ،إن كان أصلها الواو" :ك َحيَو ّ وفتحتَ األولىَ ،
يٍ ،حذفتَ اليا َء االولى وفتحت ما قبلها، ي ٍ و ُجدَ ّ ُ
ي ٍ وقص ّ ي ٍ ونب ّ ي ٍ و َع ِّد ّوإن كانت مسبوقةً بحرفين :كعل ّ
يٍ". ي ٍ وقُ َ
ص ِّو ّ ي ٍ و َعدو ّ وقلبت الثانية واواً" :كعَلَو ّ
()200/1
()201/1
حيث تجريده من عالمتي التثني ِّة والجمع، ُ ق بالمثنى والجمعِّ السالم حك ُم ما ألحقَ به ،من وحك ُم الملح ِّ
ْ ّ
ي" وفي النسبة إلى عشرينِّ :عشري" ،وفي َ
عند النسبة إليه ،فتقول في النسبة إلى اثنين" :إثني أو ثن ِّو ّ
ي.ٌّ ابن أو ي
ي وأرض ٌّ َ ٌّ
نو ب و ي وأرضينَ وعالَمين وبنينَ " َ
سنو ٌّ النسبة إلى سنينَ َ
يٍ ،وأوزاعٍ "كأنمار وأنمار ّ ٍ جمع تكسير ،نسبت إليه على لفظه: ِّ علم منقو ٍل عن إذا نسبتَ إلى ٍ
يٍ". "كأنصار وأنصار ّ ٍ يٍ" .وكذا ما جرى منه مجرى العلم: وأوزاع ّ
ال ِّنّسبة إلى العلم المنقول عن تثني ٍة أو جمع
يدان ،وزيدُونَ وعابدُون، كحسنان وزَ ِّ ِّ سالمة، علم منقو ٍل عن ُمثنَّى أو جمعي ال َّ وإذا نسبت إلى ٍ
و َعرفاتٍ ،فإن كان باقيا َ على إعرابه قبل النسبة إليهَ ،ردَدْتهُ إلى المفرد ونسبتَ إليه .فتقولَُ " :حسن ٌّ
ي
المذكر السالم ال ُمس ّمى بهما إلى اإلعراب ِّ ع ِّد َل بالمثنى وجمعِّ ي" وإن ُ ي وأذرع ٌّ ي وعرف ٌّ ي وعابد ٌّ وزَ يد ٌّ
ي،
ي وزيدون ُّ ي ،وعابدون ُّ ي وزيدان ُّ ُ
بالحركات ،نسبت إلى لفظهما الذي ن ِّقال عنهُ ،فتقولُ" :حسنان ُّ
صرف ،نسبت إبيه ُ ْ
ن َ ي ال ما إعراب
َ إعرابه والتاء إلىِّ ع ِّد َل بما ُجمع باأللف ي" .وإن ُ ي وزيدين ُّ وعابدين ُّ
فيجوز حذفُها أو قلبُها واوا ً في نحو: ُ األلف فَتُعاملُها كما تُعام ُل ألف المقصور: ُ بحذف التاء .أما
ِّقات" ،فيقالُ: سراد ْ ف وجوبا ً في نحو" :ت َ َمرات وفاطمات و ُ ي" ،وتحذَ ُ ي وهندَو ٌّ "ه ْندات" فتقول" :هند ٌّ
ي".سرادق ٌّ يو ُ ي وفاطم ٌّ "ت َ َمر ٌّ
فيجب
ُ وك ُّل ذلك إنما هو فيما سمي به :أما ما كان باقيا ً على التثنية أو الجمع ،ولم يُنقل إلى العَلمية،
س ْنين والمسلمين والتمراتِّ :كتاب ٌّ
ي َردُّهُ إلى لمفرد عند النسبة إليه فتقول في النسبة إلى الكتابين والح َ
ي". ي وت َْمر ّ ي و ُمسلم ّ وحسن ٌّ
ال ِّنّسبة إلى العلم المركب
()202/1
الثاني ،ونسبت إلى َ زيج ،حذفت الجزء تركيب جملة أو َم ٍ َ ب ،فإن كان مركبا ً علم ُم َر َّك ٍ
إذا نسبت إِّلى ٍ
ي، ي ومعد ّ ي وب ْعل ّ ي وجاد ّ الجزء األول ،فتقول في تأبَّط ش ًَّرا ،وجاد الحق ،وبعلبكّ ،ومعد يكرب :تأبَّط ّ
ي" على غير القاعدة. "حضرم َّ موت أو معدوي وقالوا في حض َْر ْ
المضاف أبا ً أو أ ًّما أو ابناً ،طرحتَ المضاف ،ونسبت إلى ُ كان فإن ٍ،
ة وإن كان مركبا ً تركيب إضاف
غير
ي" .وإن كان َ ي وعبّاس ٌّ ي و ُكلثوم ٌّ "بكر ٌّ ِّ عباس:
ٍ بكر وأم ُك ْل ٍ
ثوم وابن المضاف اليه ،فتقول في أبي ٍ ِّ
ْس ،وطرحت اآلخر ،فتقو ُل في النسبة إلى عب ِّد األشهل وعب ِّد ليس في النسبة ِّإليه لَب ٌ ذلك ،نسبتَ إلى ما َ
ِّب إلىي" ،ت َنس ُ ص َم ِّد ٌّيو َ ي ودار ٌّ َّ
ي و َمطلب ٌّ ي و َمناف ٌّ منافٍ وعب ِّد المطلب وعبد الد َِّّار وعبد الص ّمدِّ" :أش َه ِّل ٌّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ب األ ِّسن ِّة و َمجدَ ِّل َّ
غزة َ: ورأس بعلبك و ُمالع ِّ
ِّ امرئ القي ِّْسالمضاف إليه .وتقو ُل في النسبة إلى ِّ
ي" ،تنسب إلى المضاف. ي و َمجدَل ٌّ ي و ُمال ِّعب ٌّ ي ورأس ٌّ "امرئ ٌّ
ِّ
النسْبة إلى (فعيلة) المفتوحة الفاء
غير معتل العين ،وال ُمضاعفاً ،جا َء على وزن: الفاءَ ،بفتح ِِّّ إذا نسبتَ إلى ما كان على وزن "فَعيلة"،
يصحيفةَ " :حنَف ٌّ يٍ" بفتح عين ِّه وحذف يائه ،فتقول في النسبة إلى َحنيفة وربيعة وبَجيلة و َع ِّليّة و َ "فَعَل ّ
ي".ص َحف ٌّ يو َ ي و َعلَو ٌّ ي وبَجل ٌّ وربَع ٌَّ
ب ،وفي النسبة إلى السليقة والطبيعة سليمة" من األزد ،و " َعميرة َ" من َكل ٍ َ وقالوا في النسبة إلى " َ
ي" على خالف القياس. ي وبَديه ٌّ ي وطبيع ٌّسليق ٌّ يو َ عمير ٌّ يو َ والبَديهة" :سليم ٌّ
يٍ.
ي ٍ وجليل ّ ً
فإن كان ُمعت َّل العين :كطويلةٍ ،أو مضاعفا ،كجليلةٍ ،يبقَ على حاله :كطويل ّ
النسبة إلى (فعيلة) المضمومة الفاء
()203/1
غير مضاعفٍ ،جا َء على وزن الفاء وفتح العينَ ، إذا نسبتَ إلى ما كان على وزن "فُعَيْلة" ،بضم ِّ
ي" .وقالوا في ي وأ ُ َمو ٌّ ي و ُمزَ ن ٌّ يٍ" ،بحذف يائ ِّه ،فتقو ُل في النسبة إلى ُج َهيْنةَ و ُمزَ ينةَ وأ ُ َميّةُ " :ج َهن ٌّ "فَعل ّ
ي" ،على خالف القياس. ي ونُ َوي ِّر ٌّ "رديْن ٌّ ُردَيْنة ونُ َويرةُ .
ي". ي وحميم ٌّ ُ
فإن كان َمضافعاً ،كأميْمة وال ُح َميم ِّة بقي على حاله ،فتقول" :أ َمي ِّْم ٌّ
النسْبة إلى (فَ ْعيل) بفتح الفاء وضمها فُعيْل
الالم -من َوزن ْي "فَعي ٍل" بفتح الفاء ،و "فُعَي ٍل" بض ّمها ِّ -بفَعيلة ،وفُعَيلة، قد ألحقوا ما كان ُمعت ُّل ِّ
ي". صو ٌّ ي وق َُ َ
يٍَ " :علو ٌّ ص ّ ُ
ي" ،فقالوا في نحو َعلي وق َ ي وفُعَل ٌّ سبوهما على "فَعل ٌّ فن َ َ
ي،
ي و َجميل ّ عقَ ْي ٍل وأ ُويْس ،بَقيا على حالها ،فتقولَُ " :عقيل ّ ُ ّ
فإن كان صحيحي الال ِّمَ :كعقي ٍل وجميل ،و ُ
ي". وأويْس ٌّي ُ عقَيْل ٌّو ُ
ي" ،على غير سلم ٌّ َ يو ُ َ ُ
ي وهذل ٌّ ي وق َرش ٌُّ ي و َعت َك ٌّ َ َ
سلي ٍْم" :ثقف ٌّ َ ُ
يش وهذ ْي ٍل و ُ ُ
وقالوا في ثقيفٍ وعتيكٍ وق َر ٍ
ُنسب إليها على لفظها ،ألنها صحيحة الالم. والقياس أن ي َ ُ القياس.
النسبة إلى ذي حرفين
ثالث له ،فإن كان ثانيه حرفا ً صحيحاً ،جاز تَضْعيفُهُ و َعدْمهُ ،فتقول في النسبة َ ي ٍ الإذا نسبتَ إلى ثُنائ ّ
ي" وإن كان وجب تضعيفُهُ وإدغامهُ ،فتقول في ْلوَ :
"لو ّ َ ي" وإن كان الثاني واوا ً ي و َك ِّم ٌّ إلى َك ْمَ :ك َم ٌّ
ي" .وإن كان قلب هذه الهمزة واواً ،فتقول" :الو ّ ي" ،ويجوز ُ ألفا ً زيدَ بعدَها همزةٌ ،فتقول في ال" :الئ ّ
ي" وإنما تجوز ً
وقلب الياء المزيدة للتضعيف واوا ،فتقول في َك ْي " َكيَ ِّو ّ ُ يا ًء وجب فت ُحه وتضعيفُهُ
النسبةُ إلى هذه األحرف ،وغيرها ،إذا جعلتها أعالما ،وإال فال.
ّ ً َ
النسبة بال يائها
()204/1
االسم ،ويفت َح ثانيه ،ويزادَ بعد الحرف الثاني يا ٌء ساكنةٌ تُس ّمى( :يا َء ِّ صغير :أن يُضم أو ُل ُ الت َّ
يفير".
ص ٌ صفور( :قُلَي ٌم ود َُريه ٌم و ُ
ع َ ع ْ التَّصغير) .فنقو ُل في تصغير قلَ ٍم ود ٍ
ِّرهم و ُ
صغير يُسمى( :مصغَّراً). ِّ واالس ُم الذي تلحقه يا ُء الت َّ
صغير ،خاليا ً من صيَ ِّغ ِّه و ِّشبْهها.
ِّ تصغيرهُ أن يكونَ اسما ً ُمعرباً ،قابال للت َّ ُ ويُشتر ُ
ط فيما يُرادُ
(فال يصغر الفعل وال الحرف .وشذ تصغير فعل التعجب .مثل" :ما احياله! وما اميلحه!" ،وال
يصغر االسم المبني .وشذ تصغير بعض األسماء الموصولة وأسماء اإلشارة ،كالذي والتي وذا وتا:
فقالوا في تصغيرها" :اللذيا واللتيا وذيا وتيا" .وال يصغر ما ليس قابال للتصغير :ككبير وعظيم
وجسيم ،وال األسماء المعظمة ،لما بينها وبين تصغيرها من التنافي .وال يصغر نحو الكميت ،ألنه
على صيغة التصغير ،وال نحو مبيطر ومهيمن ،ألنه شبيه بصيغة التصغير).
فائدة التصغير
يُصغَّ ُر االس ُم ،إما للداللة على تقليل ِّه :كد َُريهماتٍ ،أو تصغيره ،ك ُكت َ ِّيّب ،أو تحقيره (أي :تصغير
ب ،أو بُعيدَ ال ِّعشاء ،وجلستُ د َُويْنَ المنبر ،و َم َّرت غر ِّ يعر ،أو تقريبه ،مثلُ" :جئْت قُبَ ْي َل ال َم ِّ شو ٍ شأنه) :ك ُ
ي ٍ وأميَم ٍة وأ َخ ّ
يٍ". ي ٍ وأب ّ ب إليه" :كبُنَ ّالطيّارة ُ فُ َو ْيقَنا" ،أو للتَّحب ِّ
حكم ما بعد ياء التصغير
ً
يجب أن يكون ما بعد ياء التَّصغير مكسورا" :ك ُجعي ِّف ٍر". ُ
()206/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
"كر َج ْي ٍل" ،فإنهُ يكون تابعا ً لإلعراب ،أو كان ُمتَّصالً بعالمة آخر الكلمةُ : إال إن كان ما بعدها َ
أوبألف الجمع ،فيما كان على وزن (أفعا ٍل) :كأ َحيمال ،أو باأللف ِّ ، ء يما
َ َ سُ وأ يمى سلَ
التأنيث .كتُمير ٍة و ُ
طيْشان ،فإنهُ يبقى على حاله مفتوحاً. ع َ علم أو صفةٍ .كعُثْيمان و ُ والنون الزائدتين في ٍ
(فإن كان المتصل بهما ليس علما ً وال صفة :كسرحان ،كسرت ما قبل ياء التصغير وقلبت ألفه ياء.
كسريحين ،كما تقول في جمعه" :سراحين" .والسرحان :الذئب .فإن سميت بسرحان صغرته على
لفظه ،فقلت" :سريحانه" ألنه صار علماً).
أوزان التصغير
ْفير).صي ٍع َ ْهم و ُللتَّصغير ثالثةُ أوزان ،وهي :فعَ ْيلٌ ،وفعَ ْي ِّعلٌ ،وفع ْي ِّعيل( .ك ُجبي ٍل ود َُري ٍ
ُ ُ ُ
ين ،و ُجبَيْل. س ٍ فما كان على ثالثة أحرفٍ ،صغَّرتهُ على (فُع ْي ٍل) كقُ ٍ
ليم و ُح َ
ب و ُمبَيردٍ. وزيَيْن ٍ يفر ُ وما كان على أربع ِّة أحرفٍ ،صغَّرتهُ على (فُع ْي ِّع ٍل) ك ُجعَ ٍ
ْفير
عصي ٍ ْتيح و ُ حرف علّة ،صغَّرته على (فُعيْعي ٍل) كمفَي ٍ ُ وما كان على خمس ِّة أحرفٍ ،مما رابعهُ
وقُنيْدي ٍل.
ق: ْ
وفرزد ٍ وما على خمس ِّة أحرفٍ أصلية ،طرحتَ خامسهُ وبنيتهُ على (فعي ِّعل) فتقو ُل في سفرج ٍل
عنيْدلٌ). بُ ( : سفي ِّْر ٌج وفُري ِّْزد ٌ) فإن كان مع الخمسة زائدٌ حذفتهُ مع الخامس ،فتقول في ع ْندلي ٍ ( ُ
َّ
أكثر من أربعةٍ ،مما ليس رابعه حرف علة ،حذفت منهُ وبنيتهُ على أحرفهُ بالزيادة َ بلغت ُْ وما
بيطر
س ٌ ْ
دحرج وسبطري وغضنفر( :دُحيْر ٌج و ُ ْ ٍ (فُع ْي ِّع ٍل) .فإن كان فيه زائدٌ واحدٌ ،طرحتهُ ،فتقو ُل في ُم
فأكثر ،بنيتهُ على أربع ٍة وحذفت من زوائده ما هو أولى بالحذف من ُ ْفر) .وإن كان فيه زيادتان غضي ٌ و ُ
قُ " :مفيْر ٌح و ُمق ْيتِّ ٌل و ُمطيْل ٌق" ،وتقو ُل في ُمتدحرجٍ و ُمق ْش ٍ ّ
عر فرحٍ و ُمقات ٍل و ُم ْنطل ٍغيره ،فتقول في ُم ِّ ّ
ق
ٍ وانطال استخراج
ِّ في ُ
ل وتقو ) ْع
ي د
ٍ ُ َ ٍم و خيرج م (
ٍ ُ ستدع م و
ٍ ُ ستخرج مُ في ُ
ل وتقو ْعر)،
ْرج وقشي ٌ (دُحي ٍ
ب( :تُخيْرج ونُطيْلق وضتيْربٌ ). واضطرا ٍ
()207/1
فإن كان في االسم زيادتان ،ليس إلحداهما مزيةٌ على األخرى ،حذفت أيهما شئت ،فتقول في عل ْندى
ألن النون واأللف سريْدي وال ُحبيطي) َّ سريند وال ُحبيْنط) و (العُليْدي وال ُّ وسرندى وحبنطى( .العُليْند وال ُّ
المقصورة إنما زيدتا ليلحق الوزنُ بسفرجل .وال مزية إلحداهما على اآلخرى .وهذا شأن كل زيادتين
زيدتا لإللحاق.
ثبتت :ك ُحبَيْلى :وإن كانت فوق الرابعة، ْ ألف التأنيث المقصورةُ ،فإن كانت رابعة ،ك ُحبلى، أما ُ
ُ ُ
ألن بقاءها يُخرج البنا َء عن مثال (فعيْعل) أو (فعَيعل) .وذلك ً
كخوزلى ولغَيْزى ُحذفت وجوباَّ ، ُ ْ
حرف المدِّّ ،ويجوزِّ وحذف
ُ ُ
فيجوز بناءها حرف مدٍّ،
ُ ً ق الواقعة خامسة َيغيز ،ما لم يسب ِّ ُ
كخويز ٍل ولغ ٍ َ
ألف المدِّّ ،و "حبيّر" بحذف ألف التأنيث وبقا َء حرف المدِّّ، بحذف ِّ ِّ العكس ،فتقو ُل في ُحبارىُ " :حبي َْر" ُ
بعد قلبه يا َء وإدغام ِّه في ياء التصغير.
ُتان على كل حال ،فتقول في ُمسلمة وهندبا َءُ :مسيْلمة و ُهنَ ْيدِّباء". وأما تا ُء التأنيث وألفُه الممدودةُ ،فت َثب ِّ
ُتان على ك ِّّل حال ،فتقو ُل في تصغير زعفران: الزائدتان بعدَ أربع ِّة أحرفٍ ،ت َثب ِّ ِّ واأللف والنونُ
ُ
"ز َع ْيفَران". ُ
للتصغير يا ًء قبل آخره ،فيُبنى االس ُم على "فُعَيْعي ٍل" فتقول في ُمنطل ٍ
ق ِّ ِّف منه
ض ما حذ َ ويجوز أن يع َّو َ
سفَيْري ٌج" ،كما يجوز أن تقول في جمعهاَ :مطاليقَ وسفاري ُج". طي ٌ
ْليق و ُ سفرج ٍلُ " :م َ و َ
(وال يخرج المصغر من هذه األوزان ،ما يلحقه من عالمة تأنيث أو تثنية أو جمع أو نسبة ،أو األلف
والنون الزائدتين ،أو الجزء الثاني في المركبين اإلضافي والمزجي .فمثل :تميرة وسليمى وحميراء
وقليمان وعميرون وهنيدات وحميصي وعثيمان وعطيشان وعبيد هللا وبعيلبك" مصغر على "فعيل"
ومثل" :حنيظلة وقويصاء ودريهمان وشويعرون ودميشقي وزعيفران وخويدم الدار ومعيد يكرب"
مصغر على "فعيعل" .وال يعتد بما لحق هذه األسماء من هذه الزيادات).
تصغير ما ثانيه حرف علة
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()208/1
الواو رددته إليها ،فتقو ُل َ إذا صغَّرتَ ما ثاني ِّه علَّ ٍة ُمنقلبٌ عن غيره َردَ ْدتَهُ إلى أصله ،فإن كان أصلُه
ين ي وقُ َويْمةٌ و ُم َو ٌ
يزين ود َُو ْي ِّو ٌ وميسم " :ب َُويْبٌ و َ
ط َو ٌّ ٍ وديوان
ٍ وميزان
ٍ ب َوطي وقيم ٍة في تصغير با ٍ
وقن" :نُيَيبٌ و ُميَي ٌ
ْقن" ب و ُم ٍ تصغير نا ٍ
ِّ ُ
و ُم َويْس ٌم" .وإن كان اصله اليا َء رددته إليها أيضاً ،فتقو ُل في
ْنير" :وإن كان مجهول دينار" :دُني ٌ ٍ وإن كان أصلُهُ حرفا ً صحيحا ً رددتهُ إليه ،فتقول في تصغير
وخاتم ،أو مبْدال من همزة :كآصا ٍل وآمال وآبا ٍل قلبتهُ واواً ،فتقول: ٍ كشاعر
ٍ األصل كعاجٍ ،أو زائداً:
ْعر ،و ُخ َويْت ٌمْ ،
وأويصالٌ ،وأويْما ٌل وأويبالٌ". ع َو ْي ٌج ،و ُ
ش َوي ٌ " ُ
(وشذ تصغير "عيد" على عييد كما شذ جمعه على "أعياد" .وحقه أن يصغر على "عويد" ويجمع
على "أعواد" ألنه من عاد يعود ،فياؤه أصلها الواو ،وأصله "عويد" بكسر فسكون قلبت الواو ياء
لسكونها وانكسار ما قبلها .وإنما صغروه وجمعوه على غير اصله لئال يتلبس بالعود).
وإن كان الثاني حرفا ً صحيحا ً منقلبا ً عن حرف علة ،ابقيتّه على حاله (في رأي سيبويه والجمهور)،
ي) فتقول في تصغير ُمتَّعدٍُ " :مت َي ِّعدٌ" (على ي ٍ الفارس ّ
الزجاج وأبي عل ّأو أرجعتَهُ إلى أصله (في قول َّ
قول سيبويه .قالوا :وهو الصحيح) ،و " ُم َويعد"( .في رأيهما) .وذلك ألن أصلهُ " :موتعد ٌ" .وأصل هذا
من الوعد .وقو ُل سيبويه أقرب إلى الفهم ،كيال يلتبس بتصغيرَ " :مو ِّع ٍد و ُموع ٍد و ُمو َعدٍ" وقولهما
أص ُّح في القياس.
تصغير ما ثالثه حرف علة
()209/1
حرف علَّة ،أدغمته في ياء التصغير بعد قلبه يا ًء ،إن كان ألفا ً أو واواً ،فتقول في ُ إذا صغَّرتَ ما ثالثهُ
ي ودُلَيّةٌ ُ ٌ
ور َحيّة وظبَ ٌ عصيّة ُ ٌ دوم وجمي ٍلُ " : َ
ي ٍ وشمالس وق ٍ ورحى وظبي ٍ ودَلو َوط ّ َ تصغير عصا ً َ
يٍ، ي ٍ وذك ّ ش َم ِّيّ ٌل وقُدَ ِّيّ ٌم وج َم ِّيّل" إال ما كان آخرهُ يا ًء مشدَّدة ً مسبوقةً بحرفين :كصبي ٍ وعل ّ يو ُ ط َو ٌو ُ
ص ِّغّر بق بأكثر من حرفينُ ، س ْي" فإن َ ي وذُك ٌّ علَ ٌّ يو ُ صب َ ٌ ف وتُدغ ُم في ياء التصغير ،فتقولُ " : فَتُخفَّ ُ
ي". صير ٌّي و ُم َ"كريْس ٌّيٍَ : ومصر ّ ي ٍ ِّ االسم على لفظه ،فتقول في تصغير ُكرس ّ
تصغير ما رابعه حرف علة
الواو يا ًء ،وتركت اليا َء على حالها ،فتقول في َ األلف أو
َ َّ
حرف علة ،قلبتَ ُ صغرتَ ما رابعهُ إذا َ
ٌ
وأريحيحة وقُنَيديلٌ". َيشير َ منشار وأرجوح ٍة وقندي ٍلُ " :من ٌ ٍ تصغير
تصغير ما حذف منه شيء
وأخ وأخ ٍ
ت ب ٍ إذا صغَّرتَ ما ُحذف منه شي ٌء ،رددته عند التصغير ،فتقول في تصغير يَ ٍد ٍ
ودم وأ ٍ
شفَيْهةٌ و ُم ْويهٌ". ووزَ يْنةٌ و ُووعيدَة ٌ ُ ي وأخيَّةٌ وبُنيّةٌ ُ ي واخ ٌ ي وأب ٌ وزن ٍة وشَف ٍة وماءٍ " :يُدَيَّةٌ ود ُ َم ٌّ ت وعدةٍ ِّ وبن ٍ
وامرىءٍ
ِّ واسم
ٍ ابن وابن ٍة
تصغير ٍ
ِّ حذوف ،فتقول في َ ْ
وإن كان في أوله همزة وصل حذفت َها ورددتَ الم
ي ٌء و ُم َريْئةٌ". ي و ُم َر ْ ي وبُنيّةٌ و ُ
س َم ٌّ وامرأةٍ" :بُنَ ٌ
وبع و ُخ ْذ و ُم ْذ" قلتَ في تصغيره" :قُ َو ْي ٌل وبُدَي ٌع وأ َخ ْيذٌ و ُمنَيذٌ" برد المحذوف. سميتَ بنح ِّو" :قُ ْل ْ وإن َ
تصغير الثنائي الوضع
()210/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
إذا س ّميت بما ُوضع على حرفين ،فإن كان ثانيه حرفا ً صحيحاً ،أبقيته على حاله ،بعد التّسمية به :فإن
وإن و َع ْن ،ونحوها أعالماً: وبل ْ هل ْ أردت تصغيره .ضعَّفت ثانيه عند تصغيره ،فتقول في تصغيرْ :
عنَي ٌْن" .وإن كان ثانيه حرف علة :كلَ ْو وكي وفي وما وال ،وجب تضعيفه حين " ُهلَ ْي ٌل وبُلَ ْي ٌل وأُنَي ٌْن و ُ
ي وما ٌء وال ٌء" .فإن أردتَ ي وف ٌ"لو وك ٌ التّسمية به ،فتقول في المذكورات ،إذا جعلتها أعالماًٌ :
ي". ُ
ي ول َو ٌي ،و ُم َو ٌ ي وفُيَ ٌ ي و ُكيَ ٌ تصغيرها ،صغرتها على حالها هذه ،فتقول" :لُ َو ٌ
تصغير المؤنث
وعين
ٍ وشمس وهن ٍد ٍ دار
الخالي من التا ِّء ،ألحقتها به ،فتقول في تصغير ٍ َ إذا صغَّرتَ المؤنث الثالث َّ
ي
سنَيْنة وأذيْنة" إال إذا لزم من ذلك التباس المفر ِّد ٌ ٌ ٌ
عيَيْنة و ُ ٌ
ش َميسة وهنيْدة و ُ ٌ وأذن" :د َُويرة و ُ ٍ وسن
ٍ
وشجير" ،ال "بُقيرة ٌ ٌ ُقير
وشجر" :ب ٌ ٍ قر ْ ُ
بالجمع ،أو المذكر بالمؤنث ،فتتركُ التا ُء ،فتقو ُل في تصغير بَ ٍ
وتسع و َع ْش ٍرٍ ْع
ٍ بوس ٍ
ت وس س م ْ خ تصغير تصغير بقر ٍة وشجرةٍ .وتقول في ُ ُظن أنهما شجيرةٌ" كيال ي َّ و ُ
ست ْيت َةٌ الخ، ضي ٌع" ،ال ُخ َميْسةٌ و ُ شير وبُ َ ع ٌ سي ٌع و ُ سبَ ْي ٌع وت ُ َ ستيتٌ و ُ يس و ُ ضع ،في المعَدود المؤنثُ :خ َم ٌ وبِّ ٍ
تلتبس بتصغير "خمس ٍة وستةٍ" الخ في المعدود المذكر. َ لئال
وأذن وفِّ ْه ٌر ،ثم أردت تصغيره ،لم تُلحق به التاء ،فتقول: ٍ وعين
ٍ كنار
وإذا س َّميتَ رجال بمؤنث ثالثيٍ ،
ير" .فإن سميت بهذه األسماء ونحوها مذكراً ،بعد تصغيرها ،أبقيتها على ما ين وفُ َه ٌعيَي ٌْن وأذَ ٌ ير و ُ "نُ َو ٌ
حصن ،وعمرو بن أذَيْنة ،وعامر بن فُ َهيْرة". ٍ عيَينة بن هي عليه .ومن ذلكُ " :مت َ ّم ُم بن نُ َويرة ،و ُ
ونجم وسعدٍ ،ثم أردت تصغيره ،ألحقت به التا َء ،فتقول: ٍ وبدرٍ كرمح
ٍ بمذكر ثالثي، ٍ وإذا س ّميتَ امرأة
سعَ ْيدَة". ُ
"رميْحة وبُديرة ون َجيْمة و ُ ُ
()211/1
فال اعتبار في العلم ،في حال تصغيره ،بما نُ ِّق َل عنه من تذكير أو تأنيثٍ ،وإنما العبرة في ُمس ّماة ُ الذي
نق َل إليه .هذا هو الحق.
(وقال يونس :يجوز االعتباران :اعتبار األصل واعتبار الحال .وعليه فتقول في "عين" مسمى بها
مذكر" :عيين وعيينة" .وتقول في "رمح" مسمى به مؤنث" :رميحة ورميح" وقال ابن االنباري:
إنما العبرة بأصله المنقول عنه ،فتلحقه التاء او ال تلحقه بهذا االعتبار .وعليه فال تقول في "عين"،
مسمى بها مذكر ،إال "عيينة" ،وفي "رمح" :مسمى به مؤنث ،إال "رميح").
جوز" يُصغَّر على" :زيَ َ
ينب "زينب و َع ٍ َ ي فما فوق ،فال ت َْلحقه تا ُء التأنيث ،فمثل: الرباع ُّ أما المؤنث ُّ
ع َجيّ ٍز".
و ُ
(وشذ تصغير "ذود" "بفتح فسكون" وحرب وقوس ونعل ودرع الحديد وعرس" بال إلحاق التاء ،فقد
صغروها على "ذويد وحريب" الخ .مع أنها مؤنثات ثالثية ،فحقها أَن تلحقها التاء عند تصغيرها .كما
شذ تصغير :قدام ووراء وأَمام على "قديدمة ووريئة" (بتشديد الياء مكسورة) وأميمة (بتشديد الياء
مكسورة أَيضاً) فألحقوا بها التاء وهي ليست ثالثية .وقدام ووراء :ظرفان مؤنثان .أَنثوهما على معنى
الجهة ،وأَمام ظرف مذكر :وإِّلحاق التاء إياه عند التصغير شاذ من وجهين :ألنه مذكر :وألنه فوق
الثالثي .قال في المصباح :وقد يؤنث "األمام" على معنى الجهة .وقال الزجاح :واختلفوا في تذكير
األمام وتأنيثه).
تصغير العَلم المر َّكب
اآلخر على
َ زج ،صغَّرتَ جز َءه األولَ ،وتركتَ َ
تركيب إضاف ٍة أو َم ٍ
َ علم ُمر َّك ٍ
ب إذا أَردت تصغير ٍ
ب تركيب ُجملةٍ :كتأبط يكرب" أَما المر َّك ُ ب" :عبَيد هللا ،و ُمعَ ْي ِّد ِّ
يكر َ حاله ،فتقولُ :في عبد هللاِّ و َم ْع ِّد ِّ
الحق ،فال يصغَّ ُر. ُّ شراً ،وجادَ
تصغير الجمع
ْفس
ٌ ينُ وأ ٌ
ل ْما
ي ح
َ ُ "أ ٍ:
ة يْ تف و
ٍ ِّ ة عمد َ وأ س ٍ ُ فنَ وأ ل
ٍ أحما تصغير في ُ
ل فتقو لفظه، على ر َّ غ جمع القلَّة يص
ور َكيْب.كركب ُ
الجمع َ
ِّ وأُعيْمدة ٌ وفُتَيَّةٌ" .وكذلك اس ُم
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()212/1
السالم ،إن
َ وجم ُع الكثر ِّة ال يصغَّ ُر على لفظ ِّه ،بل يردُّ إلى المفردِّ ،ث َّم يصغَّر ثم يُج َمع َجم َع المذ َّك ِّر
وعصافير
َ ب ودَراهم شعرا َء و ُكتَّا ٍ السالم ،إن كان لغير العاقل ،فمثلُُ " : َ ث
كان للعاقل ،وجمع المؤن ِّ
صيْفيراتٌ و ُكت ِّيّباتٌ ".ع َش َويْعرونَ و ُك َويْتبونَ ود َُريهماتٌ و ُ ب" ت َصغيرهُه " ُ و ُكت ُ ٍ
تصغير الترخيم
ُجرد االسم من الزوائ ِّد التي فيه ،ويصغَّ َر على َ
ع يس َّمى تصغير الترخيم ،وهو أن ي َّ من التصغير نو ٌ
أَحرفه األصليّة.
زهر وأَبلَقَ وحام ٍد ق وأ َ ٍ طفٍ و ُمنطل ٍ تصغير :مع َ
ِّ صولهُ ثالثةً يُصغر على "فُع ْي ٍل" ،فيقا ُل في فإن كانت أ ُ ُ
َير وبُلي ٌْق و ُحميد ٌ".
ليق وزه ٌ ط ٌطيف و ُع ٌ ومحمو ٍد وأ َحمدُ " :
ثم إن كان مس ّماهُ مؤنثا ً ألحقت به التاء وإن كان قبل الترخيم مؤنثا ً باأللف ،أَو مؤنثا ً ِّ
بغير عالمة،
سميّة" .إال إذا كان من الصفات الخاصة باإلناث، سعادُ " :ك َريمةٌ و ُ فيقا ُل في ُمكرم ِّة و ُحبلى وسوداء و ُ
طليْق ونُه ْيدٍ". التي لم تلحقها عالمة التأنيث كطالق وناهد ،فال تلحقها التاء :ك ُ
وإن كان مؤنثا ً بال عالمة ،وسميت به مذكراً ،لم تُلحق به التاء ،فتقول فيمن سميته :سماء وعروباً:
جردته منها ،فتقول فيمن سميتهُ :مكرمةٌ وصحرا َء وفاطمة: ي وعُريبٌ " .وإن كان مؤنثا ً بالعالمةّ ، سم ٌ ُ
صحير وفطي ٌم" .إال إذا وقعت التسمية به بعد التصغير ،كأن تسمي رجال "صحيرة" مؤنث ُ "كري ٌم و ُ
"صحراء" فتبقى عالمة التأنيث.
قرطاس وعصفور وقنديل: وإن كانت أَحرفه األصليّة أَربعة يصغر على "فعَيْعل" ،فيقال في ْ
ُ
ص ْي ِّفر وقُنَيدِّل".
ع َ "قريطس و ُ
ِّ
وتصغير الترخيم ،إنما يكون في حذف ما يجوز بقاؤه في التصغير ،كما رأَيت ،أَما حذف ما ال يجوز
بقاؤه ،ألنه تختل ببقائه صيغة التصغير ،فليس من باب تصغير الترخيم ،كما يتوهم وذلك كتصغير:
"متدحرج وسفرجل" على "دحيرج وسفيرج". ٍ
()213/1
ق وما كان فيه زيادتان فأكثر من الثالثي األصول ،كمنطلق و ُمستخرج ،صغرته على " ُمط ْي ِّل ٍ
ترخيم فيه ،ألن الزوائدَ المحذوفة ال يجوز بقاؤُها في مصغرهما ،الختالل َ ومخيْرج" تصغيرا ً ال
طلَي ٌْق و ُخ َري ٌج". الصيغة معها ،فإذا أردت ترخيمهما ،قلتَ َ " :
شواذ التصغير
ُ َّ
تقديره من القواعد ،فهو من شواذ التصغير ،التي تحفظ وال يقاس ُ ً
ما جا َء في التَّصغير مخالفا لما سبقَ
عشيْشيةٍ" ّان" و َعشيّة على " ُ شي ٍ ع َذكر بعضها .ومن ذلك تصغيرهم عشا ًء على " ُ عليها .وقد تقدَّم ُ
ْشان" ،وليلة على "لُيَ ْي ِّليةٍ" ،وقالوا" :لُيَيْلة" أيضا ً على القياس .وقد صغّروا إنسانا ً عشي ٍ و َعشيّا ً على " ُ
ْسيان" ،وقد أَجم َع العرب على تصغيره على ذلك .وصغَّروا بَنينَ على "أُبَيْنينَ " ،لم على "أُنَي ٍ
"ر َويجلٌ" ،على غير "ر َج ْي ٍل" على القياس ،و ُ يُصغروها على غير ذلك .وقالوا في تصغير َر ُج ٍلُ :
ألن اشتقاقه منه ،كما في لسان العرب. القياس ،كأنهم َرجعوا به إلى "الراجل"َّ ،
أن أصيْبية هي تصغير ُّ
والحق َّ صيْبي ٍة ُ ْ
تصغير صبْي ٍة وغلم ٍة على أ َ ُ بعض اللغويين :وشذَّ ُ قال النحاة ُ و
غرب على تصغير َم ِّ ُ َّ غليْمة) .وقالوا :شذ َ صبَيَّة) .وكذلك أغيْلمةُ ( : صبية" .وأما صبْية فتصغيرهاُ ( : "أ ْ
غرب
ربان) ،وهو بمعنى المغرب .يُقال :لقيته َم َ ْ
تصغير ( َمغ ٍ ُ ً
أن ُمغَيْربانا هو ُّ
والحق َّ بان)( ُمغَي ِّْر ٍ
ْ
الشمس ،و َمغربانَها. ِّ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( التصريف المشترك
) ضمن العنوان ( اإلدغام )
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()214/1
خرج ،كما يكون في الحرفين المتجانسين .وذلك يكون واإلدغا ُم يكون في الحرفين المتقاربين في ال َم َ
ُجانس اآلخر :كا َّمحى ،وأصله" :انمحى" ،على وزن "انفعلَ" ويكون تارة ً بإبدال ُ َ تارة ً بإبدال األول لي
ُ
الثاني ليُجانس األولَ :كادَّعى ،وأصله "ادْتعى" ،على وزن "افت َعل".
اقسم االدغام
ً
صغير ،وهو ما كان َّأو ُل المثلين فيه ساكنا من األصل. ٌ اإلدغا ُم ،إِّما
وإما كبير :وهو ما كان الحرفان فيه متحركين ،فأسكن أولهما بحذف حركته ،أو بنقلها إلى ما قبلها.
ي كبيرا ً ألن فيه َع َملين وهما اإلسكان واإلدرا ُج ،أي :اإلدغام .والصغير ليس فيه إال ِّإدراج س ّم َ وإنما ُ
األو ِّل في الثاني.
والجواز ،واإلمتناع. ُ الوجوب،
ُ ثالث أحوا ٍل: ُ ولإلدغام
ِّ
وجوب االدغام
متحركين :ك َم َّر وي ُم ُّر ّ يجب اإلدغا ُم في الحرفين المتجانسين إذا كانا في كلمة واحدة ،سوا ٌء أكانا ُ
ً ً
ويمر ُر) ،أم كان الحرف األول ساكنا والثاني متحركا :كمد و َعض (وأصلهماَ :م ْددٌ ُ (وأصلهماَ :م َرر ُ
والقياس
ُ َ
ْض) .وأما قول الشاعر" :الحمدُ هلل العلي األجل ِّل" فمن الضّرورات الشعريَّة، و َعض ٌ
(األ َجلّ).
شدْد ص ٍدّ (وأصلهماَ : َ و َد
ش ك تغيير. بال الثاني في َه ت أدغم ،ً ا ساكن لين ْ المث من األول الحرف
ُ كان ثم إن
بحرف مدٍّ، ِّ ص ْدد ٌ) .وإن كان متحركا ً طرحتَ حركتهُ وأدغمتهُ" إن كان ما قبلهُ متحركا ً أو مسبوقا ً و َ
كيردُّ (وأصلُه :ي ُْردُد). كرد ورادٍّ( .وأصلُهماَ :ردَد ورا ِّددٌ) أما إن كان ما قبله ساكنا ً فتنقَ ُل حركته إليهُ :
الساكن أولُ ُهما ،إذا كانا في كلمتين ،كما كانا في كلمة واحدة ،مثلث: ِّ المثلين ال ُمتجاورين ويجب إدغام ِّ
غير أنه إن كان ثاني المثلين واستغفر َربَّك" َ
ْ وقل له، ي ،واكتُبْ بالقلمْ ، سكَتُّ ،وسكنَّا و َعنَّى و َعلَ َّ " َ
ًّ ً
ضميرا ،وجب اإلدغا ُم لفظا وخطا ،وإن كان غير ضمير وجب اإلدغا ُم لفظا ال خطا ،كما رأيت. ًّ ً ً
()215/1
ُقاس عليها ،مثلُ" :أ ِّل َل السقاء واألسنانُ "( :إذا تغيَّرت رائحتُهما ب في ألفاظٍ ال ي ُ وشذَّ فكُّ اإلدغام الواج ِّ
ت األرض( :إذا كث ُ َرت ضبابُها)، عر في جبينه) وضضبِّب ِّ ش ُودبب اإلنسانُ ( :إذا نَبت ال َّ َ دت)، س ْ
وف َ
صقت أجفانُها
ْ َ َ ً َّ ً ً
شعر( :إذا كان قصيرا َج ْعدا) .ويقال قَط باإلدغام أيضا ،ول ِّححت العين( :إذا ل وقَ ِّطط ال َّ
ت ً َّ َ ُ ْ ُ
بالرمص) ولخَخت) :إذا كثر دَمعُها وغلظت أجفانها ،ويقال :ل َّحت ولخت باإلدغام أيضا ،و َمشَش ِّ ُ ْ ِّ
ُ
ت الناقة( :إذا ضاق مجرى لبنها). ُ
شش) ،و َعزز ِّ ظهر في وظيفها ال َم ُ َ الدابةُ( :إذا
ف الحا ِّل باإلدغام ضفف الحال( ،أي :ضيّقُها) وشديدُها ،ويقولَُ ( :
ض ُّ ُ األسماء قولُهم" :رج ٌل
ِّ وشذَّ في
ضض ٌ قض باإلدغام أيضا ً وقَ ِّ صغار أو تراب ،ويقالٌ : ٌ صى ضيض أي" :فيه ح ً ٌ أيضاً) ،وطعا ٌم قَ
وزن "فع ٍل" كما ستعلم.ِّ بالتحريك .وهذا ي ُْمن ُع فيه اإلدغا ُم ،ألنه اس ٌم على ِّ
جوازم اإلدغام
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
يجوز اإلدغا ُم وتر ُكهُ في أربعة مواض َع: ُ
عارض ْ
للجز ِّم أو شبْه ِّه، ٍ بسكون
ٍ الحرف األو ُل من المثْلين متحركاً ،والثاني ساكنا ً ُ األول :أن يكون
الكتاب الكري ُم .قال تعالى: ُ دغام ،و "لم يَ ْمدُدْ" بف ّك ِّه .والفكُّ أجودُ ،وبه نَزَ َل فتقولُ" :لم يَ ُمدَّ و ُمدَّ"ِّ ،
باإل ِّ
نار} وقال{ :واشدُ ْد على قلوبهم}. سسْه ٌ {يكادُ زيت ُها يُضي ُء ،ولو لم ت َْم َ
وجب
َ واو الجماعة ،أو يا ُء المخاطبة ،أو نونُ التوكيد، األثنين ،أو ُ
ِّ وإن اتَّصل بال ُمدغ َِّم فيه ُ
ألف
ْ
المثلي ِّْن ،مثلُ" :لم يَ ُمدَّا و ُمدَّ ،ولم يَ ُمدُّوا و ُمدُّوا ،ولم ت َمدِّّي و ُمدِّّي ،ولم
سكون ثاني ِِّّ اإلدغا ُم ،لزَ وا ِّل
يَ ُمد َّْن و ُمد َّْن ،ولم يَمد ََّّن و ُمد ََّّن" ،أما إن اتصل به ضمير رفعٍ متحركٌ فيمتن ُع اإلدغا ُم ،كما سيأتي.
()216/1
وتكونُ حركةُ ثاني المثْلين ال ُمدغَميْن في المضارع المجزوم واألمر ،اللَّذين لم يتَّصل بهما شي ٌء،
األكثر في كالمهم. ُ فر) هذا هو عض ،وفِّ َّر ولم يَ َّض ولم يَ َّ تابعةٌ لحركة فائه ،مثلُُ :
(ردُّ ولم يَ ُردُّ ،و َع َّ
ويجوز في ُ وردَّ ولم يَ ُردَّ. "كردَّ ولم ُ
يردََّ ، والكسرُ . ُ ويجوز أيضا ً في مضموم الفاء ،م َع الض ِّ ّم ،الفت ُحُ
فر.
كفر ولم يَ َّ الكسر ،الفت ُحَّ .
ِّ ض .ويجوز في مكسورها ،مع ض ولم يَعَ َّ الكسر ،كعَ َّ
ُ الفتح
ِّ مفتوحها ،مع
(نعلم من ذلك أن المضموم الفاء يجوز فيه الضم والفتح ،ثم الكسر ،والكسر ضعيف ،والفتح يشبه
وأن المفتوح الفاء يجوز فيه الفتح ،ثم الكسر ،والفتح أولى وأكثر ،وأن الضم في قوته وكثرتهّ ،
المكسور الفاء يجوز فيه الكسر والفتح ،وهما كالمتساويين فيه.
ويكون جزم المضارع حينئذ بسكون مقدر على آخره ،منع من ظهوره حركة اإلدغام ،ويكون بناء
األمر على سكون مقدر على آخره ،منع من ظهوره حركة اإلدغام أيضاً.
واعلم أن همزة الوصل في األمر من الثالثي المجرد ،مثل" :أمدد" ،يستغنى عنها بعد اإلدغام،
فتحذف ،مثل" :مد" ،ألنها إنما أتي بها للتخلص من اإلبتداء بالساكن ،وقد زال السبب ،ألن أول
الكلمة قد صار متحركاً).
ي
وحيي ،فتقولَُ ( :ع َّ َ (عيي
َ الثاني :أن يكونَ عينُ الكلم ِّة وال ُمها يا َءي ِّْن الزما ً تحريك ثاينتِّهما ،مثل
ي) ،باإلدغام أيضاً.و َح َّ
ُحيي ،ورأيتُ َمح ِّيياً) ،إمتنع إدغا ُمهُ .وكذا إن فإن كانت حركةُ الثاني ِّة عارضا ً لإلعراب ،مثل( :لَن ي َ
َع َرض سكون الثانية مثل :عييت وحيِّيتُ ).
()217/1
الثالث :أن يكون في أول الفعل الماضي تا َءان ،مثلُ" :تتاب َع وتَتَبّ َع" ،فيجوز اإلدغا ُم ،مع زيادة عمزة
وص ٍل في أوله ،دفعا ً لالبتداء بالساكن ،مثلُ" :إت َاب َع واتّبَّع" .فإن كان مضارعا ً لم يَجز اإلدغام ،بل
وتلظى" ،قال تعالىَّ :
"تنز ُل ّ وتتلظى" :ت َجلىّ يجوز تخفيفه بحذف إحدى التا َءين ،فتقول في تتجلى
كثير في االستعمال. َّ
تتنز ُل وتتلظى) .وهذا شائ ٌع ٌ تلظى" (أيَّ : والروح" ،وقال" :نارا ً ّ المالئكةُ ُّ
وكتب بالقلم ،فيجوز اإلدغام ،بإسكان َ الن متحركان في كلمتين ،مثل( :جعل لي يتجاوز مثْ ِّ
َ الراب ُع :أن
ًّ ً
أن اإلدغام هنا يجوز لفظا ال خطا). بالقلم" .غير َّ ِّ المثْ ِّل األول ،فتقولَ " :جعَ ْل لي ،وكتبْ ِّ
امتناع االدغام
يمتن ُع اإلدغا ُم في سبعة مواضع:
نن. دو
ٍ َ ٍ َر تَ تو د َ دو ً اودد المثْالن :كدَ ٍ
دن األولُ :أن يتصد ََّر ِّ
صفَفٍ ،أو "فُفُ ٍل" (بض ّم ِّ
تين): وزن "فُعَ ٍل" (بضم ففتحٍ) .كد َُر ٍر و ُجدَ ٍد و ُ ِّ اسم على الثاني :أن يكونا في ٍ
طلَ ٍل ولَب ٍ
ب وحل ٍل ،أو (فَعَ ٍل) (بفتحتين) :ك َ ففتح) .ك ِّل َم ٍم و ِّكل ٍل ٍِّ (بكسر
ٍ س ُر ٍر وذُلُ ٍل و ُجدُدٍ ،أو (فعَ ٍل)
ك ُ
ب.
وخَب ٍ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
المثْالن في وزن مزي ٍد فيه لإللحاق ،سوا ٌء أكان المزيدُ أحد المثلين :كجلبَب ،أوال: الثالث :أن يكون ِّ
ك َهيْلل.
ألن في اإلدغام الثاني الرابع :أن يتَّصل بأول المثلين ُمدْغ ٌم فيه :ك َهلَّ َل و ُمهلّ ٍل ،وشدَّد و ُمشدد .وذلك ْ
تكرار اإلدغام ،وذلك ممنوعٌ.
(اعز ْز بالعلم! وأحببْ به!) ،فال ِّ الخامس :أن يكون المثالن على وزن (أ ْفعل) ،في التع ُّجب ،نحو: ُ
(اعز به! واحبَّ به!). َّ يقالُ:
تحرك :كمدَدْتُ و َمددنا و َمددْتَ سكونُ أحد المثلين ،التصاله بضمير ٍ
رفع ُم ِّ ّ السادس :أن يعوض ُ ُ
و َمددْت ُ ْم و َمد ْدي َُّن.
ذكرها ،فيمتن ُع اإلدغا ُم.دم ُ ب في فَ ِّ ّكه اختيارا ،وهي ألفاظ محفوظةٌ تَقَ َ ت العَ َر ُالساب ُع :أن يكون ِّم ّما شذَّ ِّ
فائدة
()218/1
رفع متحرك ،جازَ فيه العين ،مضاعفاًُ ،مسندا ً إلى ضمير ٍ ِّ مكسور
َ إذا كان الفع ُل ماضيا ً ثالثيًّا ،مجردا ً
حذف عين ِّه ،معُ ظ ِّل ْلتُ " .الثاني: ثالثة أوجه ،األولُ :استعماله تا ًّما ،مفكوك اإلدغام ،فتقو ُل في ظلََّ " .
الفاء بعد طرححذف عينه ونقل حركتها إلى ِّ ُ ُ
الثالث: الفاء مفتوحةً ،مثلُْ :
"ظلتُ ". قاء حركة ِّ بَ ِّ
نظر إلى ِّإلهكَ الذي ِّظ ْلتَ عليه عاكفاً} ،وقال{ :لو نشا ُء لجعلناهُ ُ
"ظ ْلتُ " .قال تعالى{ :أ ْ حركتها ،مثلِّ :
بقاء حركتها ،وبكسرها على طرح ئ بفتح الظاء في اآليتين ،على ِّ ظلتم تف َّكهون} .قُ ِّر َُحطاماً ،فَ َ
حركتها ونق ِّل حركة الالم المحذوفة إليها.
العين فيهماُ ،مستْنَدٌ إلى
ِّ مكسور
ُ ف،ي ،مجردٌ مضا َع ٌ فإن كان الفعل مضارعا ً أو أمراً ،وهو ثالث ٌّ
واقررنَ " ،وجاز حذف عينه ونقل ِّ رفع متحرك ،جاز فيه اإلتمام ،فتقو ُل في يَ ِّق ُّر وقِّ ُّر" :يَ ْقررنَ ضمير ٍ
َّ
ُيوتكن} نافع وعاصم{ :وقِّ ْرنَ في ب الفاء ،مثل" :يَ ِّق ْرنَ وقِّ ْرنَ " .ومنه ،في قراءة غير ٍ حركتها إلى ِّ
َّ
"وقرنَ في بُيوتكن" بفتح القاف، ً ُ
بكسر القاف .أما ما فتحت عينه فال يجوز فيه ذلك إال سماعا .ومنهَ : ُ
"قر" يجوز أن يكون َّ ألن "، فص وقراءة ُ الكسر أصلُهاِّ :
"اقر ْرنَ في قراءة نافع وعاصم ،وبها قرأ َ َح ٌ
من باب "فَعَ َل يَ ْف ِّعلُ" ،بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع ،ويجوز أن يكون من باب "فَ ِّع َل
يَ ْفعَلُ" ،بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع.
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( التصريف المشترك
) ضمن العنوان ( اإلعالل )
()219/1
()220/1
ورمى وقال وباع، انقلب ألفا ً كدَعا َ َ والياء بحركة أصليّة وانفت َح ما قبلهُ، ِّ تحرك كل من الواو إذا ّ
ور َمي وقَ َو َل وبَيَ َع". و
َ ََ َ ع د " واألصل:
ت الهمزة ُ بعد نق ِّل حركتها سقَط ِّ
َ "، م
ْ ٌَ أونو ٌ
ل ْأ
ي "ج لهما:ص ُ وأ ،َوم ن و
ََ َ ٍ ل ي ج "ك : ة
ِّ العارض وال يُعتدُّ بالحركة
إلى ما قبلها ،فصار إلى " َجيَل ون ََوم".
ط في انقالبها ألفا ً سبعة شروطٍ . ويُشتر ُ
َيور
"بيان وطوي ٍل وغ ٍ ٍ موضع عين الكلمة .فال ت ُعَالن في مثل: ِّ يتحرك ما بعدهما ،إن كانتا في َّ ( )1أن
ق" ،لسكون ما بعدهما. وخ ََورن ٍ
ُ
ألف وال يا ٌء ُمشدَّدة ،إن كانتا في موضع الالم فال تعالن في مثل" :رميا وغزوا ٌ ()2أن ال ت ِّليَهما ٌ
ق الياء المشدَّدة إيَّاهما. َ َ
األلف و ِّليَتهما ،وال في مثلَ " :علوي وفت َوي" ،للحا ِّ َ وفَتيان وعصوان" .ألن
ي ي وقَ ِّو َ ي و َج ِّو َ ي ودَ ِّو َ
المكسور العين ،المعتل الالم :كه ِّو َ ِّ ( )3أن تكونا عينُ فع ٍل على وزن "فَ ِّعلَ"،
ي.
ي و َح ِّي َ و َع ِّي َ
ط َوي يو َ وطوى والقُ َوى وال َه َوى والحيا والحياة :وأصلُها :ه ََو َ َ كهوى ( )4أن ال يجتمع إعالالنَ :
ٌ
ي وال َحيَي وال َحيَيَة". وو وال َه َو ُ والقُ ُ
إعالالن
ِّ ت العين إلعالل الالم ،كيال يجتمع س ِّلم ِّ
لتحركها وانفتاح ما قبلها .و َ ُّ ت الال ُم بقلبها ألفاً، فأعلَّ ِّ
في كلمة واحدة.
وموتان
ٍ وان ّ ُ
الن" بفتح العين .فال تعالن في مثل" :حيَ ٍ اسم على وزن "فَعَ ٍ ( )5أن ال تكونا عينَ ٍ
مان".
والن و َهيَ ٍ و َج ٍ
َّ ُ
( )6أن ال تكونا عين فع ٍل تجي ُء الصفة ال ُمشبّهة منه على وزن "أفعَلَ" ،فإن عينهُ ت َص ُّح فيه وفي ُ
ف َهيَفا ً ف يَ ْهيَ ُ حوالً فهو أحولُ ،و َهيِّ َ عورا ً فهو أعور ،وح ِّو َل يُحْ َو ُل َ مصدره والصفة منه :كعَ ِّو َر يَ ْع َو ُر َ
ف ،و َغ ِّيدَ يَ ْغيَدُ َغيْدا ً فهو أَغيَدُ. فهو أَهيَ ُ
( )7أَن ال تكونَ الواو عينا ً في "افتَعَلَ" الدا َّل على معنى المشاركة .فال تُعل الواو في مثل" :اجت ََو َر
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
تجاوروا وتزاوجوا.
َ القو ُم يَ ْجت َ ِّورون ،وازدَ َوجوا يزدَ ِّوجونَ " ،أي:
( )2قلب الواو ياء
()221/1
()222/1
والقياس
ُ وطوال وشذَّ جم ُع جوا ٍد على "جيادٍ". ب :كطوي ٍل ِّ َسكن .فال تُقلَ ُ
فإن ص َّحت عينُ المفرد ،ولم ت ْ
وجواءٍ .بل إن قلب العينُ في الجمع يا ًءّ :
كجو ِّ "جواد" .وكذلك إن كان معت َّل الالم ،فال ت ُ ُ أَن يُجمع على ِّ
ورواءٍ ،ألن أُصل كريّانَ ِّكانت العين ،في األصل ،واوا ً منقلبةً إلى الياءُ ،ردت إلى الواو في الجمعَ :
ي يَ ْروى". "ر ِّو َ
"ر ْويان" ،ألنه من َ ريّانَ :
وان وسِّواكٍ ، وخ وام
ٍ ِّ ٍ ِّ ٍ قو كسوار :ً ا جمع وال ً ا مصدر ليس فيما ، ٍ وألفٍ ة كسر بين ً احشو الواو
ُ وقعة وإن
لم تُقلب.
الواو واليا ُء .بشرط أَن يكون السابق منهما أَصال ،ال مبدالً من غيره ،وأَن يكون ُ ( )6أَن تجتمع
ساكناً ،وأَن يكون سكونُهُ أصلياً ،ال عارضاً ،وأن تكونا في كلمة واحدة ،او فيما هو كالكلمة الواحدة، َ
فتنقلب حينئ ٍذ الواو يا ًء وتُدغ ُم في الياء. ُ
ي) وأن تسبق اليا ُء :كسيّ ٍدَ ضوي و َم ْر ُمو ٌ ْ ُ
الواو :ك َمقضي و َم ْر ِّمي (وأصلهماَ :مق ُ ْ ُ وال فرق بين أن ت َسبْقَ
س ْي ِّودٌ و َم ْي ِّوتٌ ). وميت (وأَصلُهماَ :
وال فرق أيضا ً بين أن تكونا في كلمة واحدة ،كما ذُكر ،وان تكونا فيما هو كالكلمة الواحدة ،مثل:
كرموي".
َ ي" واألصلَ " :معَلَّموي و ُم ومكرم َِّّ ي "هؤالء ُمعلم ًّ
ِّ
(اجتمعت الواو والياء .وسبقت ِّإحداهما بالسكون ،فانقلبت الواو ياء ،وأدغمت في الياء واعلم أن
الضمير وما يضاف إليه هما كالكلمة الواحدة).
ألن أصله "د َِّّوان"فإِّن كان السابق منهما ُمبدَالً من غيره ،فال قَلب وال إدغام .وذلك مثل" :ديوان"َّ ،
"رؤْ ية" .وكذا إن كان سكونه عارضا ً نحو: ف ُ "ر َويةٍ" ُمخفّ ِّبدليل جمعة على "دواويين" ،ومثلُ :
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ي" ُمخفّف "ق ِّو َ
ي" وكذا إن كانتا في كلمتين ليستا كالكلمة الواحدة نحو" :جا َء أبو يَحيْى يَمشي "قَ ْو َ
وحيداً".
()223/1
والرجا ُء بنُ َحي َْوة" وحقها اإلعالل عويةً وع َّّوةًَّ ، الكلب يعوي ْ ُ ضي َْون ويو ٌم أَيْو ُم ،وعوى وشذَّ قولهمَ " :
ضي ٌَّن وأيّ ٌم و َعيّةٌ و َحيّةٌ" كما قالوا" :أيَّا ٌم ،وأصلُها "أيْوا ٌم". فاإلدغا ُم ،بأن يقالَ " :
صي، قلب يا ًء .وذلك كدَل ٍو ودُلّيٍ :و َعصا و ُ
ع ِّ وزن "فُعو ٍل" ،فت ُ ُ ِّ جمع على ٍ الواو الماً ،في ُ ( )7أن تكون
ت الالّ ُم صوو وقَفو ٌو" ،قُلب ِّ ٌ ع
وو و ُ يٍ .واألصلُ" :دُلُ ٌ ي ٍ وقِّ ِّف ّ ي ٍ و ِّعص ّ كسر الفاء ،كدِّل ّ ُ ُ
ويجوز وقَفا ً وقُ ِّف ّ
يٍ.
ت إحداهما بالسكون فَقُلبت سبقَ ْالواو واليا ُء ،و ُ ُ صوي ٍ وقُفُويٍ" فاجتمع ِّ
ت ع ُ ُ
يا ًء ،فصارت إلى "دُلوي ٍ و ُ
الواو شذوذاً ،كجمعهم "بَ ْهواً" على "بُ ُه ّ ٍو" .وقد جمعوه أيضا ً ُ َصح الواو يا ًء وأُدغمت في ِّ
الياء .وقد ت ِّ ُ
على "يُ ِّهي" ،قياساً.
موا" وقد تُعَ ُّل شذوذاً ،فقد عتُواً ،وسما س ُم ًّوا ،ونما نُ ًّ الواو ،مثل :عتا ُ ُ فإن كان "فُعُولٌ" مفرداً ،ص َّحت
عت ُ ًّوا".عتِّيًّا ،بضم العين وكسرها ،كما قالوا :عتا ُ قالوا" :عتا ُ
ُ
صي ٍَّم ،ونا ٍئم وني ٍَّم،
كصائم و ٍُ ّ
جمع على وزن "فعَّ ٍل" ،صحيح الالم: ُ ٍ ( )8أن تكون الواو عين كلمةٍ ،في
أكثر استعماال من اإلعالل. ُ وهو . ع
ُ َّ ٍو ج و ،م و
َّ ٍ ُ ن و ، م و
ُ َّ ٍ ص ك :ً ا أيض وجائع و ُجي ٍَّع .ويجوز التّصحيح ٍ
وغوى ،وهما َج ْمعا "شا ٍو وغا ٍو". ّ ى و
ّ ُ
ش ك ه: و
ِّ وا تصحيح وجب
َ ، الالم
ِّ َّ
ل ع م
ُ منه كان وما
ص َّو ٍام.وزن "فُعّا ٍل" فيجب تصحيح واوه أيضاً :كنُ َّو ٍام و ُ ِّ أما ما كان على
( )3قلب الياء واوا ً
تُقلَب اليا ُء واوا ً في ثالثة مواضع:
وموقن .وأصلُها: ٍ جمع على وزن "فُ ْع ٍل" :كيو ِّس ُر ومو ِّس ٍر ،ويوقِّنُ ٍ ( )1أن ت َس ُكنَ بعد ض ّمةٍ ،في غير
يسر وأَيقنَ ". ْسر ،ويُ ْي ِّقنُ و ُم ْي ِّق ٌن" ألنها من "أ َ َ "يُ ْيس ُِّر و ُمي ٌ
()224/1
كبيض
ٍ جمع على وزن "فُ ْع ٍل":
ٍ سكنت بعد ضم ِّة في ْ يام ،لم تُقلَبْ :وكذا إن فإن تح َّركت اليا ُء :ك ُه ٍ
َص َّح َ
ب الضمة التي قبلها ،كسرةًِّ ،لت ِّ َ ُ ُ
وأهيم وهيْماء ،فال تعُ ُّل بل تقل ُ َ "أبيض وبَيضا َء،
َ وهيمَ ،ج ْمعَ ْي
ٍ
ُ َّ ُ ُ
اليا ُء ،كما رأيتَ .واألصلُ" :بُيض وه ْي ٌم" ،على وزن "ف ْع ٍل" ألن ما كان على وزن "أفعَ َل وف ْعال َء".
صفةً ُمشبَّهةً ،يُجم ُع على "فُ ْع ٍل" بض ٍ ّم فسكون.
ضةَ ،بمعنى" :ما أنهاه! وما أقضاه" .وأصلُهما" :نَ ُه َ
ي ( )2أن تق َع ال ُم فع ٍل بعدَ ض ّمة كنَ ُه َو الرج ُل وقَ ُ
ي!" ،فهما يائيّان. وقَ ُ
ض َ
( )3أن تكونَ عينا ً لفُ ْعلى ،بضم الفاء اسماً :كطوبى( ،وهي مصدر طاب واسم للجنة .وأصلهاُ :
ط ْيبَى)
والطوبى والضُّوقى (مؤنثات)" :أكيس وأخير وأَطيب ّ أو أُنثى ألفع ِّل التفضيل :كال ُكوسى وال ُخورى
ضيقى) وجا َء من ذلك كلمتان بال قلب ،وهما "قسمةٌ طيْبى و ُ وأَضيق" .وأصلها ُكيْسى و ُخيْرى و ُ
ضيزى" و "م ْشيةٌ حيكى" .ولكن قد أبدلت الضمةُ كسرة ً لتص َّح اليا ُء وأَجاز ابن مالك وولده في
والطيبى، ّ "الطوبىُّ القلب ،كما تقدَّم وسالمةَ الياء بإبدال الضمة كسرة وعليه فتقول: َ "فُعلى"الصفة
ضيقى". والخيرى ،والضوقى وال ِّ ّ والكوسى والكيسى ،وال ُخورى ِّ
( )4فَعلى وفُعلى المعتلتا الالم
مت في االسم :كدَعوى ،وفي الصفة :كنَشوى. إذا اعتلَّت الم "فَ ْعلى" بفتح الفاء ،فإن كانت واوا ً َ
س ِّل ْ
صدْيان") وقُلبت واوا ً في االسم: صدْيا ( ُمؤنث ْي "خ َْزيانَ و َ وإن كانت يا ًء س ِّلمت في الصفة :كخَزيا و َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
كت َ ْقوى وفَتْوى وبَ ْقوى .وأصلها" :ت َ ْقيا وفَتْيا وبقيا" .وشذَّ قولهم َ
"ريَّا" للرائحة ،وحقها أن تكون
"ر ًّوى".
َ
()225/1
كالوليْا،ت في االسم :كالفتْيا ،وفي الصفة ُ وإذا اعت َلَّت ال ُم "فُ ْعلى" بضم الفاء ،فإن كانت يا ًء ص َّح ْ
كخز َوى( ،وهي اسم لمت في االسمْ : س ْ واألحق .وإن كانت واوا ً َ ّ ِّ األجدر
ِّ ت "األولى" ،بمعنى تأني ِّ
الحجاز:
ِّ لبت يا ًء في الصفة :كالدُّنيا والعُليا( .وهما من دَنا يدنو وعال يَ ْعلو) ,وشذَّ قو ُل أه ِّل موضعٍ) وقُ ْ
الكتاب الكري ُم ،قال تعالى: ُ ص َوى" ،بتصحيح الواو :وهو شاذٌّ قياساً ،فصي ٌح استعماال به ورد "القُ ْ
ضدُّ ْ
صيا" ،على القياس وشذَّ عندَ الجميع "ال ُحل َوى"ِّ ، وغيرهم يقول" :القُ ْ ُ دوة القُصوى، "و ُه ْم بالعُ َ
"ال ُم َّرى" وهما تأنيث "األحلى واأل َم َّر".
( )5اعالل األلف
ب
غزيّل ،وكتا ٍ َّ ُ
ياء التصغير ،انقلبت يا ًء ،وأدغمت في ياء التصغير :كغزا ٍل و ُ األلف بعد ِّ
ُ إذا وقت
َ ً ُ
ب ،القتضاء كسر ما قب َل ياء التصغير .وإذا وقت بعد ضمةٍ ،ق ِّلبت واوا :كشوهدَ وبُوي َع ،أو بعد وكتَيّ ٍ
كسرة قلبت يا ًء :كمصابيح ودنانير ،واألصل" :شاهدَ وباي َع ،ومصاباح ودُنانار" ولما كان النُّطقُ
تناسب حركةَ ما قبلها. َ بذلك ُمت َعذّراً ،قلبت األلف واوا ً بعدَ الضمة ويا ًء بعد الكسرةِّ ،ل
تحركٍ في الفعل ،أَو بألف التثنية وإذا وقت رابعةً فصاعداً ،واتَّصلت بضمير المثنّى ،أو ضمير رفع ُم ِّ ّ
في االسم ،قلبت يا ًء على كل حال .سوا ٌء أكانت ُم ْبدَلةً من واو :كيرضى وأعطى وال َمرضى
وال ُمعطى ،أم من ياءٍ :كيَسعى وأحيا ،وال ُمهدى وال ُمستشفى .فتقول" :يرضيان وأعطيا ،وال ُم َرضيان
ستشفيان".
ِّ يان وال ُم يان ،ويسعيان وأحيَيا ،وال ُمهدَ ِّ ط ِّ وال ُمع َ
والعصوي ِّْن .وإن كان أصلها َ َّت إليها :كغَزوا َوغزَ وتُ الواوُ ،رد ْ َ فإن كانت ثالثةً ،فإن كان أصلها
ورميتُ والفَتَيَيْن. كر َميا َ
اليا َءُ ،ردَّت إِّليهاَ :
اإلعالل بالتسكين
حرف العلَّة ،دفعا ً للثَّقَل .والثاني :نقل حركته إلى الساكن قبلهُ. ِّ حركة حذف األول شيئان: والمرادُ به
()226/1
تحركٍ ،حذفت حركتهما إنه كانت ضمةً أَو كسرةً ،دفعا للثَقَل: ت الواو واليا ُء بعد حرفٍ ُم ِّ ّ َطرف ِّ
فإذا ت َّ
الداعي إلى الناديِّ،
ُ و ع
ُ "يد واألصل: الجاني. على القاضي ويقضي النادي، إلى الداعي كيدعو
يقضي القاضي على الجانيِّ". ُ و
رميون فإن لَ ِّزم من ذلك اجتماع ساكنينُ ،حذفت ال ُم الكلمة ،مثل" :يُرمون ويغزون" .واألصل "يَ ِّ
ويَ ُ
غز ُونَ ".
(طرحت ضمة الواو والياء دفعا ً للثقل .فالتقى ساكنان :الم الكلمة و واو الجماعة ،فحذفت الم الكلمة،
دفعا ً الجتماع الساكنين).
الداعي إِّليه".
َ ي
أعص َ ِّ ّ ِّ
الحق ،ولن أدعو إلي غير
َ ف ،مثل :لن فإن كانت الحركة فتحةً ،لم تحذَ ْ
طرح الضمة والكسرةُ ،مثل" :هذا دَ ْل ٌو يَشربٌ منه الواو واليا ُء بعد حرفٍ ساكن ،لم ت ُ َ ُ تطرفت وإن ّ
َ
بظ ْبيٍ". مسكتُ َ ْ بتُ
ي ،وش َِّر من دل ٍو ،وأ ظب ٌ َ
متحركتين ،وكان ما قبلَهما ساكنا ً صحيحا ً وجب نقل حركة العين ّ وإذا كانت عين الكلمة واوا ً أو يا ًء
ض ْعف حرف لقوته و َالحرف الصحي َح ،أولى بتح ُّمل الحرك ِّة من حرف ال ِّعلَّة َّ َ إلى الساكن قبلَهما ،ألن
ال ِّعلَّة.
واإلعال ُل بالنَّ ْق ِّل ،قد يكون نقالً محضاً .وقد يَتْبعُه إعالل بالقلب ،أو بالحذف ،أو بالقلب والحذف معاً.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
فإن كانت الحركة المنقولةُ عن حرف ال ِّعلة ُمجانسةً له ،اكت ُ َ
في بالنَّ ْقل :كقو ُم ويَبينُ ،واألصل" :يَ ْق ُو ُم
ويَبْينُ ".
قو َم وأَبينَ وي ْق ِّومقام .واألصل" :أ َ َ كأقام وأبانَ ويُقي ُم و َم ٍ
َ سها:ب حرفا ً يُجانِّ ُغير ُمجانِّس ٍة له ،قُ ِّل َ
وإن كانت َ
و َم ْق َو ٌم".
(نقلت حركة الواو والياء الساكن قبلهما ثم قلبت الواو والياء ألفا ً بعد الفتحة ،وياء بعد الكسرة
للمجانسة .وهذا ِّإعالل بالنقل والقلب).
واستحوذَ استحواذاً.
َ ً
كأعو َل إعواال،
َ يجب فيه اإلعال ُل على أصله ُ وربما تركوا ما
ويُست َثْنى من ذلك:
قو َمهُ! وما أَبينَهُ! وأَق ِّوم به! وأَبيِّ ْن به!".( )1أفعل التَّعجب ،مثلُ :ما أ َ َ
()227/1
كأحو َل
َ قو ُم منه وأَبَينُ " ،أَو صفةً ُمشبَّهةً: اسم تفضي ٍل ،مثل" :هو أ َ َ ( )2ما كان على وزن "أَفعَلَ"َ ،
بيض ،أو اسماً :كأسودَ :للحيّ ِّة. وأ َ َ
ومكيا ٍل. ومقوا ٍل ِّ
روح ٍة ِّ وم َ كم ْقول ِّ "مفعَ ٍل ،أَو ِّمفعَلةٍ ،أ َو ِّمفعا ٍل"ِّ : ( )3ما كان على وزن ِّ
لف :كتَجْوا ٍل وت َ ْهيام. ٌ َ أ ه ( )4ما كان بعد واو ِّه أَو ِّ
ئ يا
كابيض واسودَّ. َّ ضعَّفاً:
( )5ما كان ُم َ
( )6ما أ ُ ِّعلَّت ال ُمهُ :كأهوى وأحيا.
َ
المجردَ منها ،وهو َّ فإن الماضي عورهُ يُ ْع ِّو ُرهَُّ . صيَدُ ،وأ َ َ
المجرد :كيَ ْع َو ُر ويَ ْ َّ صحت عين ماضيه ( )7ما َ
ص َّحت عينُهُ. صيِّدَ ،قد َ " َع ِّو َر و َ
يجب تصحي ُح عينه كما رأيت. ُ فك ُّل ذلك ال نَق َل فيه وال إعاللَ ،بل
ً ْ َّ
حرف ال ِّعل ِّة َمنعا اللتقائهما .فمثل: ُ ع ساكنين ،حذِّف فإن لَ ِّز َم بعد ن ْق ِّل الحركة إلى الساكن قبلها اجتما ُ
َ
ذف حرف العلة ،دفعا ً إللتقاء يع" ف ُح َ صلُه" :أ َ ْبيِّ ْن وأَبيِّ ْع ولم يَ ُ
قو ْم ولم يَبِّ ْ "ابن وبِّ ْع ولم يَقُ ْم ولم يَبِّع" أ ُ ْ
الساكنين.
(إذ بنقل حركة العين اجتمع ساكنان :حرف العلة وآخر الكلمة ،فيحذف حرف العلة منعا ً إلجتماع
الساكنين .وهذا فيه اإلعالل بالنقل والحذف ،وقد استغني عن همزة الوصل في "بع" ،ألنه إنما أتي
بها تخلصا ً من االبتداء بالساكن .وقد صار أول الكلمة متحركا ً بعد نقل حركة ما بعده إليه ،فاستغني
َف ،أصلُه" ،اق ِّوم و ِّإ ْخ َوف ولم يُ ْق ِّو ْم ولم يَ ْخ َوف". َف ولم يُ ِّق ْم ولم يَخ ْ عنها) .ومثل" :أق ْم وخ ْ
ً
(نقلت حركة الواو والياء إلى ما قبلها ،ثم قلب حرف العلة ألفا بعد الفتحة وياء بعد الكسرة ،للمجانسة.
فالتقى ساكنان ،فحذف حرف العلة دفعا ً اللتقائهما وقد استغني عن همزة الوصل في "خف" بعد
تحرك أول الكلمة .وهذا فيه اإلعالل بالنقل والقلب والحذف.
ٌ ْ
والحذف اس ُم المفعو ِّل المعت ُّل العين :ك َمقو ٍل و َمبيعٍ .وأصلهماَ " :مق ُوول و َمبْيوعٌ". ِّ ومما أ ِّع َّل بالنق ِّل
()228/1
(نقلت حركة العين إلى الساكن قبلها ،فالتقى ساكنان :العين المنقولة حركتها وواو مفعول ،فحذفت
واو "مفعول" دفعا ً اللتقاء الساكنين .فصارا "مقوال ومبيُعا ً (بضم القاف ،والباء) ،فقلبت ضمة الباء
في "مبُيع" كسرة ،لتصح الياء ،فصار "مبيعاً" وقال األخفش إن المحذوف هو عين الكلمة ال واو
"مفعول").
س َم ْق ُوودٌ" ولغةُ بني ٍ
تميم وون ،وفَ َر ٌ
ص ٌ واو في اسم المفعو ِّل ،كقولهم :ثَوبٌ َم ْوندَ َر ت َصحي ُح ما عينُهُ ٌ
ُون". ٌ
ع و َمخيْوط ومكيو ٌل و َمدي ٌتصحي ُح ما عينُهُ يا ٌء فيقولونَ " :مبْيو ٌ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ومن اإلعالل بالن ْقل والقلب والحذف معاً ،ما كان من المصادر ُمعت َ ِّّل العين على وزن "إفعال" ،أو
"اس ِّتفعال" :كإقامة واستقامة .وأصلُهما :إقوا ٌم واستقوا ٌم.
(نقلت حركة العين ،وهي الفتحة ،إلى الساكن قبلها ،فالتقى ساكنان :عين الكلمة واأللف ،فحذفت
"إقوما" (بكسر ففتح فسكون) "واستقوما" (بكسر التاء وفتح القاف األلف اللتقاء الساكنين ،فصارتا ْ
وسكون الواو) ،فقلبت العين ألفاً ،لتناسب الفتحة قبلها ،فصارتا "أقاما واستقاما" .ثم عوض المصدر
من ألف اإلفعال واالستفعال المحذوفة تاء التأنيث .وقد يستغنى عن هذه التاء في حال اإلضافة ،ومنه
قوله تعالى" :ال تلهيهم تجارة وال بيع عن ذكر هللا وإقام الصالة" أي :إقامتها).
كأعول إعواال ،واستحوذ استحواذاً. َ َص ُّح عينُ الفعل ،فتص ُّح في المصدر: وقد ت ِّ
إعالل الهمزة
فتنقلب ِّإليها
ُ ها،َ لمث ل
َ اإلعال ل َ ب ْ
ق ت لذلك لة،ع ال
َ ِّ أحرف ُ هب ْ
ش ُ ت أنها غير
َ الصحيحة، الحروف الهمزة ُ من
في بعض المواضع.
فإذا اجتم َع همزتان في كلمة:
وأومنُ
ِّ س حركةَ ما قبلها :كآ َمنَ تحركت األولى وسكنت الثانيةُ ،وجب قلب الثانية حرف مد يُجانِّ ُ فإن َّ
خر". ْ ْ ٌ
وإيمان وأأدَ ُم وأأ ٌ ْ
وأؤم ْن وأأ ِّمنُ
ِّ وآخر ،واألصلُ" :أأمنََ وآدم وإيمان
ٍ وآم ْن
ِّ
َ
وتحركت الثانية أدغ َمت األولى في الثانية ،مثلُ" :سأل". ُ َّ وإن سكنَت األولى
()229/1
()230/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وكل" .وفي مضارعِّ "رأى" المشتق من "أَخذَ وأَكل" ،مثلُ " :خ ْذ ّْ وتحذف وجوبا ً في فع ِّل األمر
وروا" .وفي جميع تصاريف "رأَى" التي على وزن وريا ْوأمرهِّ ،مث ُل "يرى وأَرى ونرى ور ْه َ
"أفعل" :كأرى يُري ،وأ َ ِّر َو ُم ِّر و ُم َرى.
تالمشتق من "أمر" فيقال " ُم ْر" ويق ُّل حذفها من األمر من "أتى" ،فيقالِّ " : ّ ويكثر حذفُها من األمر
الخير" فإذا وقفتَ عليه ،قلت" :تِّهْ" بهاء السكت. َ
يم
َ ِّ واس ي
ّ ِّ الميم والمصدر
ِّ المفعول و الفاعل ي م
َ واس المضارع في َ"، ل"أفع ب
ِّ با ة
ِّ همز حذف
ُ ويجب
ُ
وموءكر ٌم" :وأَصل
َ وموءكر ٌم
ِّ كر ُم
كر ٍم" واألصلُ" :يُو َء ِّ
كر ٍم و ُم َ الزمان والمكان ،مث ُل "ي ِّ
ُكر ُم و ُم ِّ
ُ
ملت عليه بقيَّة التصاريف. حذفها إنما هو المضارع المبد ُوء بهمزة المتكلم ،كيال تجتم َع همزتان ،ث َّم ُح ْ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( التصريف المشترك
) ضمن العنوان ( اإلبدال )
()231/1
(وما لحقته هاء التأنيث من ذلك ،فإن كانت عارضة للفرق بين المذكر والمؤنث :كبناء وبناءة (بتشديد
النون فيهما ،وهما صيغتا مبالغة) ،ومشاء ومشاءة (بتشديد الشين فيهما ،وهما صيغتا مبالغة أيضاً)
وجب القلب لتطرف حرف العلة بعد ألف زائدة ،ألن هاء التأنيث الفارقة بين المذكر والمؤنث في
حكم اإلنفصال ،ألنها عارضة على صيغة المذكر.
وإن كانت غير عارضة ،بأن تكون الكلمة بنيت رأسا ً عليها ،ال للتفرقة بين المذكر والمؤنث كهداية
ورعاية وسقاية وعداوة ،امتنع قلب حرف العلة همزة لعدم التطرف ،ألن هاء التأنيث حينئذ في حكم
االتصال ،ألنها لم تعرض على صيغة المذكر للداللة على مؤنث.
وإن كانت عارضة لجعل ما لحقته اخص مما لم تلحقه ،جاز بقاء الهمزة على حالها ،وجاز ردها إلى
اصلها .فتقول" :عطاءة ورداءة ،وعطاية ورداية" .وبقاؤها على حالها أولى :قال في شرح القاموس
(في مادة عطا)" .العرب تهمز الواو والياء إذا جاءتا بعد األلف ألن الهمزة أحمل للحركة منهما،
وألنهم يستثقلون الوقف على الواو وكذلك الياء ،مثل "الرداء" ،واصله" :رداي" ،فإذا ألحقوا فيها
الهاء :فمنهم من يهمزها بناء على الواحد ،فيقول "عطاءة هللا ورداءة" ،ومنهم من يردها إلى األصل
فيقول" :عطاوة ورداية" .وكذا في التثنية :عطاءان ورداءان :وعطاوان ورداوان" اهـ).
وبائع .واألصل: ٍ الواو والياء همزةً ،إذا َوقعتا عينَ ِّ
اسم الفاعل ،وأعلتا في فعله :كقائ ٍل ُ ( )2تُبدَ ُل
ّ ُ ّ ُ
(قو َل َوبَي َع) فإن لم تعال في الفعل ،لم تعال في اسم ُ
ع) ،واصلهماَ : "قاو ٌل وباي ٌع" ،وفعلهما (قا َل وبا َ
وعاين ،وفعلهما ( َع ِّو َر وعينَ ).
ٍ الفاعل ،كعا ِّو ٍر
ً ً
حرف المد الزائدُ ،الواقع ثالثا في اسم صحيح اآلخر ،همزة ،إذا بُني على مثال (مفا ِّعلَ) ُ ( )3يُبدَ ُل
وال فرق بين أن يكون حرف المد الفاً :كقالد ٍة وقالئد ،او واوا ً كعجوز وعجائز ،أو ياء :كصحيفة
وصحائف.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()232/1
(فإن كان حرف العلة غير مد ،كقسوة وقساور ،وجدول وجداول ،أو كان مدا ً غير مزيد :كمفازة
ومفاوز ،ومعيشة ومعايش ،لم يبدل همزة ،وإنما يرد إلى أصله كما رأيت .إال ما سمي منه مبدالً،
فيحفظ وال يقاس عليه" :كمصيبة ومصائب ،ومنارة ومنائر .وقد قالوا أيضاً" :مصاوب ومناور"،
على القياس).
فإن اعتلت ال ُم هذا النوع ،جمعتَهُ على مثال( فعالى) :كقضية وقضايا ،ومطية ومطايا ونقاية ،وهراوة
وهراوى .فإن كانت همزة ً ابدلتها ياء :كخطيئ ٍة وخطايا ،فكأنها جمع خطية.
(هذا ما ذهب إليه الكوفيون .فإنهم قالوا :إن مثل هذه الجموع وزنه "فعالى" وهو مذهب خال من
التنطع والتكلف .وذهب البصريون إلى أن وزنه "فعائل" فخطيئة مثال ،جمعت على "خطايِّء" بياء
مكسورة هي ياء خطيئة ،بعدها همزة هي الم الكلمة ،ثم تحولت ،بعد ضروب من اإلبدال إلى
"خطايا").
الف ما جمع على مثال (مفا ِّعلَ) بين حرف ْي عل في اسم صحيح اآلخر ،اب ِّد َل ثانيهما توسطت ُ ( )4إذا َّ
ونياوف) فإن توسطت ُ ويائف .واألص ٍل( :أواو ٌل وسياودُ
َ همزةًَّ :
كأو َل وأوائلَ ،وس ِّيّ ٍد وسيائدَ ،ونيّف
بينهما الف (مفاعيلَ) امتنع اإلبدالُ :كطاووس وطواويس.
ت ال ُمه جمعت َه على مثال (فعالى) :كزاوية وزوايا ،وراوية وروايا. فإن اعتلَّ ْ
(وزوايا ونحوها جاءت على مثال "فعالى" من حيث الحركات والسكنات وهي في األصل على مثال
"فواعل" ألن اصلها" :زوايي" ،بياءين ،اوالهما مكسورة .قلبوا كسرتها فتحة ،ثم قلبوا الياء الثانية
ألفاً ،لتحركها وانفتاح ما قبلها ،فاصرت إلى "زوايا" وإنما كان اصلها "فواعل" ،ألن واوها اصلها
ألف "فاعلة" ،كما في "كاتبة وكواتب" واما واو "زاوية" ،فقد انقلبت إلى الياء في "زوايا").
كأدور( ،جمع دار) ( )5إذا كانت الواو مضمومةً بعد حرف ساكن أو مضموم ،جاز قلبها همزةَّ ،
كأدو ٍر و ُح ُوو ٍل .واألو ُل
و ُحؤول( :مصدر حال بينهما إذا حجز بينهما) ،وجاز بقاؤها على حالهاُ :
أولى وأفصح.
()233/1
( )6ك ّل كلمة اجتمع في اولها واوان ،وجب إبدا ُل أوالهما همزة ،ما لم تكن الثانية بجال من الف
ث األول .واصلها" :الوولى" بوزن حرف مدّ :كاألولى (تأني ِّ
َ المفاعلة .وال فرق بين أن تكون الثانية
ُ
بوزن "الفعل" ،كاألخرى واألخر، ِّ "الو َو ُل
كاألو ِّل( :جمع األولى ،واصلهاُ : َ "الفُعلى") ،اوال:
ضل) ،ومثلُ" :األواقي واألواصل"َ :جمعي الواقية والواصلة" .وأصلهما" :الوواقي والفُضلى والفُ َ
واألواصل" بوزن "الفواعل" ومثلُ" :أ ُ َو ْي ِّعد"ُ " :مصغر واعد وأصله ُو َويعدٌ" ،بوزنُ فُعَيعل").
وووفي" ي ُ ور َفإن كانت الثانية مقلوبة عن ألف المفاعلة ،لم يجب اإلبدال ،بل يجوز وذلك مثلُُ :و ِّ
لبت واواً .فإن األلف ،فقُ ْ
ِّ ي الفع ُل للمجهو ِّل اح ِّتي َج إلى ض ّم ما قب َل
مجهول ْي" :وارى ووافى" :فلما ب ِّن َ
ي".ي وأوف َ"أور َ
ِّ ابدلتَ قلتَ :
ص َل وات َّ َ
س َر تاء اإلفتعال ،وذلك :كات َّ َ ( )7إن كانت فا ُء "افتعل" واوا ً أو يا ًء ،ابدِّلت تا ًء ،ودعمت في ِّ
ط في ذلك أن ال تكون اليا ُء بَدَالً من الهمزةِّ ،فال ُشتر ُ
وإيتسر وإوتْقى") وي َ
َ "إوتص َلواتَّقَى (واألصلْ :
صلها" :إيتزَ َر" َّ ُ
َمر" واصلها" :إئت َ َم َر" .وقد تُبد ُل على ِّعل ٍة كما في "اتّزَ ر" وا ُ تُبد ُل تا ًء ،كما في "إيت َ
َّ ً
وأص ُل هذه" :إئتزَ ر") .ومنه الحديث" :إذا كان (أي الثوب) قصيرا فليت ْ
زر به.
()234/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(وأجاز بعض النحاة (وهم البغداديون) اإلبدال في المهموز .فقالوا :يجوز أن يقال من االكل واألمانة
واألهل واالزار واألخذ( :اتكل واتمن واتهل واتزر واتخذ) وعلى القول األول (وهو الراجح) يجب
أن يقال( :ايتكل ،ايتمن ،ايتهل ،ايتزر ،ايتخذ) إال إذا كانت (اتخذ) إال إذا كانت (اتخذ) على (تخذ)،
فاالفتعال منها (اتخذ) قوال واحداً .وكذا كانت (ايتكل) من (وكل إليه أمره يكله) ،ألن أصلها حينئذ:
(اوتكل) ،فيكون إبدال الواو تاء على القاعدة .ويجوز أن تكون (اتخذ) مبنية على (وخذ) ،وهي
بمعنى(أخذ) ،فاالفتعال منها (اتخذ) ،ألن أصلها (اوتخذ) ،فأبدلت الواو تاء على القياس).
أر .واصلها" :اْثتأر". ( )8إن كانت فا ُء "افتعلَ" ثاء ابدلت تاؤه ثا ًء ،واد ِّغ َمتا ،كاث َّ َ
تكر ْ ُ
دكر وازدهى (وأصلها :ادْتعى واذ َ ابدلت تاؤه داالً :كادَّعى واذَّ َ ْ وإن كانت فا ُؤهُ داالً أو ذاالً او زاياً،
وازت َهى).
َّ
وإن كانت فاؤهُ صادا أو ضادا أو طا ًء أو ظا ًء ابدلت تا ُؤهُ طا ًء :كاصطفى واضطجع واط َردَ ً ً
واطترد واظتَلَ َم).
َ واضطلَ َم( .وأصلها :اصت َفى واضت َ َج َع
تاء االفتعا ِّل ،حرفا ً من جنس ما قبلها :كاذَّ َك َر تين في ِّ ويحجوز اإلدغا ُم ،بعد إبدا ِّل الدا ِّل والطاء ،المبْدلَ ِّ
لم.
واظ َضج َع َّ صفى وا َّوازهى وا َّ َّ
والظاء
ِّ الثاء تا ًء ،والذا ِّل داالً،
والظاء ال ُمع َجمتين ،بإبدال ِّ ِّ الثاء ال ُمثلَّث ِّة والذا ِّل
س اإلبدا ُل بعد ِّ وقد يُع َك ُ
َّكر َّ
واظلم. أر واد َطا ًء :كات َّ َ
()235/1
وزن "تفا َعلَ" أو ِّ ( )9ما كانت فاؤهُ تا ًء أو ذاالً أو زايا ً أو صادا ً أو ضادا ً أو طا ًء أو ظا ًء مما هو
التاء حرفا ً من جنس ما بعدها، األحرف -جاز فيه إبدا ُل ِّ ُ بحيث تجتم ُع التا ُء وهذ ِّه ُ "تَفَعّ َل أو "تَفَ ْعلَلَ"،
ت التا ُء ظلَّم" فأبدل ِّ ب وت َ َ ط َّر َ ع وت َ َ ض َّر َ مع إدغامها فيه ،وذلك :كاثَّاقَ َل وادَّث َ َر وتّذ َّك َر وت ََّزين وت َصب ََّر وت َ َ
حرفا ً من جنس ما بعدها ،ثم أُسكنَ إلدغام ِّه فيما بعده فتَعَذَّ َر اإلبتدا ُء بالساكن ،فأتي بهمزة الوصل
وتدهور .وقد فُ ِّع َل بها ما
َ َدارأ َ وت َدحر َج َّهور" وأصلها" :ت َ َّحر َج واد َ تخلصا ً من ذلك .ومثلها" :إدارأ َ واد َ
سبق ،من اإلبدال واإلدغام واجتالب همزة الوصل. فُ ِّع َل بها ما فُ ِّعل بما َ
صايحوا"( .واألصل: سابقوا وا َّ شاجروا وا َّ سمع وا َّ غير هذه األحرف ،كقولهم ،ا َّ وربما جا َء ذلك مع ِّ ُ
س َّمع وت َشاجروا وت َسابقوا وت َصايَحوا" لكنه قليلٌ. ت َ
جمع " ّان
ِّ ٍدع ك بعدها: التي الدال في هامُ وإدغا ، ً ال دا إبدالها وجبَ الدال، قبل ً ة ساكن ء
ُ التا وقت إذا ) 10 (
ِّ
وخرفان). دان" كخَرفٍ ِّ الم ْعزى .واألص ُل " ِّعتْ ٌ َعتود" ،وهو الذكر من اوالد ِّ
الميم او الباء ،ابدلت ميماً :كا ْم َحى .واألصلُ" :انمحى" ،ومثل: ِّ ( )11إذا وقعت النونُ الساكنةُ قبل
ٌ
"فم" ُمبدَلة من الواوَّ ،
ألن الخط )12( .الميم في ٍ ّ ِّ س ْمبُلٌ" ،فإبدالها في اللفظ ال في ظ" ُس ْنبُ ٍل" فتلفَ ُ
" ُ
اضيف "الف ُم" ُر ِّج َع به
َ الواو ميما .فإن َ َ
اصله "فُوهٌ" ،بدليل جمعه على "أفواهٍ" فحذفوا الهاء ،وأبدلوا
قاء اإلبدال مثل" :هذا فَ ُمكَ " .ومنه حديثٌ وتجوز إضافته ،مع بَ ِّ ُ إلى األصل مثل" :هذا فُوكَ ".
اطيب عند هللاِّ من رائحة المسك". ُ الصائم
ِّ "لَخ ُ
َلوف ِّفم
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( التصريف المشترك
) ضمن العنوان ( الوقف )
()236/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وعن و َم ْن ،امْ فما كان ساكنَ اآلخرَ ،وق ْفتَ عليه بسكونه ،سوا ٌء أكان صحيحاً :كاكتبْ ولم يكتبْ
ُمعتالًّ كيمشي ويدعو ويخشى والفتى وعلى ومهما.
بحذف حركته (اي بالسكون). ِّ ب وأَين َوليْتَ َ ،وق ْفتَ عليه وكتب والكتا ِّ
َ كيتب
ُ وما كان متحركاً،
أشهر قواعد الوقف واكثرها دَ َوراناً: َ وإليك
آخرهُ ،مثلُ" :هذا خالدْ. وأسكنتَ َ كسرة، وال الضمة بعد تنوينه حذفت ،ن َو
ُ َّ ٍ ن م على ( )1وقفتَ
إذا
مررتُ بخالدْ" .فإن كانت الحركةُ فتحةً ،ابدلتَ التنوينَ ألفاً ،مثل" :رأيتُ خالداً" .هذه هي اللغة
يوقف على ُ المنون المنصوب ،كما َّ الوقف على
َ ت وأكثرها .وربيعةُ ت ُ ُ
جيز الفُصحى وهي أرج ُح اللُّغا ِّ
المرفوع منه والمجرور ،فيقولون "رأيتُ خالدْ".
( )2إذا كتبتَ "إذاً" باأللف م َع التنوين ،طرحتَ التنوينَ ،ووقفتَ عليها باأللف ،وإذا كتبتها" :إذَ ْن"،
اختيار
ُ يقف عليها بالنون مطلقاً .وهو بنون ساكنة ،أبدلتَ نونها ألفاً ،ووقفتَ عليها بها .ومنهم من ُ
ع القُ ّر ِّاء السبعة على خالفه. بعض النحاة .وإِّجما ُ
ً
( )3إذا وقفتَ على نون التوكيد الساكنة (وهي الخفيفة) ،ابدلتها الفا ،ووقفتَ عليها ،سوا ٌء اكتِّبَت
كتبت بالنون ،مثل" :اجتهدَ ْن" .فتقول في ْ باأللف مع التنوين كقوله تعالى{ :لَنسفَعا ً بالناصي ِّة} .أم
الوقف على لَنَسفَعاً" .لَنَسفَعا" ،وفي الوقف على اجت َهدَ ْن "اجت ِّهدا" .قال الشاعر" :وال ت َعبُ ِّد الشيطانَ ،
وهللاَ فاعبُدا" ،أي" :فاعبُدَ ْن".
التقت بساكن ْ صلُ ،في دَ ْرج الكالم ،بحرف مد يجانسها ،إال إذا ( )4ها ُء الضمير للمفرد المذكر ،تُو َ
صلَت َها ظان" :رأيت ُ ُهو سررتُ ِّبهي" فإذا وقفت عليها حذفتَ ِّ بعدها ،فمثل :رأيتهُ وسررتُ به ،يُلفَ ِّ
فيجوز الوقف عليها ُ الواو أو اليا ُء) ،فتقول :رأيت ْه "مررتُ بهْ" ،إال في ضرورة الشعر، ُ (وهي
لوجب أن يقول" :سماؤ ْه" َ كأن لونَ أرض ِّه سما ُؤهُ" .ولو كان في النَّ ِّ
ثر الراجزَّ : بحركتها ،كقول َّ
بإسكان الهاء.
()237/1
تقف عليها باأللف ،مثل :رأيتها. ضمير المؤنثة ،ف ُُ أما "ها"،
ً
منونا ،مثلُ( :سمعنا مناديا) أمً ثبتت يا ُؤهُ ،سواء أكان َّ ْ ً ( )5إذا وقفتَ على المنقوص ،فإن كان منصوبا
صرف ،فهو ثابتُ الياء ،كالمقترن بألْ، ط تنوينه من ال َّ منو ٍن ،مثل( :طلبت المعالي) .وما سق َ غير َّ َ
مثل( :رأيتُ مراكب في البحر جواري).
حذف يائه ،كقوله تعالى{ :فاقض ما أنت ُ منوناً ،فاألرج ُح وإن كان مرفوعا ً أو مجروراً ،فإن كان َّ
قوم هادي ...وما لهم من كثير( :ولك ّل ٍ
ويجوز إثباتها ،كقراءةِّ ابن ٍ ُ بقاض)
ْ قاض} ،ومثل( :مررتُ ْ
منون ،فاألفصح إثباتُ يائِّه ،مثل( :جاء القاضي ،ومررتُ بالقاضي). دونه من والي) وإن كان غير ّ
التالق" ووقف ابن كثير بالياء. ْ المتعال ...ليُ ْنذ َِّر يوم
ْ ويجوز حذفها ،كقوله تعالى" :وهو الكبير ُ
منوناً،
منون ،وقفتَ عليه كما هو :كجاء الفتى ،وإن كان ّ غير ّ ( )6إذا وقفت على المقصور ،فإن كان َ
حذفتَ تنوينه ،ورددتَ إليه أَلفه في اللفظ" :كجاء الفتى ،ورأيتُ فتى ،ومررتُ بفتى" تقف عليه بال
َ
تنوين.
َ
( )7إذا وقفتَ على تاء التأنيث المربوطة ،كحمزة وطلحة وشجرة وقائمة وفاطمة ،أبدلتها في الوقف
ها ًء ساكنة ،فتقول( :حمز ْه ،وطلحهْ ،وشجر ْه ،وقائم ْه وفاطمهْ) .هذه هي اللغة الفصحى الشائعة في
كالمهم .فإن وصلتَ ،رددتها إلى التاء ،مثل( :هذا حمزة ُ ُمقبال).
فيقف عليها تاء ساكنة ،كأنها مبسوطة ،فيقول" :ذهب ُ الوقف َمجرى الوصل، َ ومن العرب من يُجري
رت؟ فقا َل بعض َ
سمع بعضهم يقول" :يا أهل سورة البَقَ ْ فاطمت .وقد ُْ شجرت! وجاءتْ طلعت ،وهذه ْ
الراجز: آيت" .ومنه قو ُل َّ ُ
من سمعه" :وهللا ما أحفظ منها ْ
سلمت * ِّم ْن بَ ْعد ما ،وب ْعدِّما ،وبَعدَ ْ
مت* ْ *هللا ن َّجاك بكفي َم
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الغلصمت * وكادَت ال ُح َّرة ُ تُدعى أ َ َم ْ
ت* ْ صارت نُفوس القوم عند
ْ
فائدة
()238/1
إعلم أن تاء التأنيث التي حقها ان تكون مربوطة "أي في صورة الهاء" قد رسمت في المصحف تارة
بصورة التاء المبسوطة ،مثل :إن شجرت الزقوم ...وامرأت نوح ...وامرأت لوط وتارة بصورة
الهاء ،مثل" :هذه ناقة هللا إليكم آية ...خذ من اموالهم صدقة تطهرهم بها وتزكيهم" فما رسم منها
بصورة عليه بالهاء ،مراعاة لالصل :كابن كثير وابي عمرو والكسائي ،ومنهم من يقف عليه بالتاء،
مراعاة لرسمها بالتاء المبسوطة ،كنافع وابن عامر وعاصم وحمزة ،ووقف الكسائي على "الت"
بالهاء ،ووقف الباقون عليها بالتاء).
( )8إذا وقفت على تاء التأنيث المبسوطة ،فإن كانت ساكنة (وهي المتصلة بالفعل الماضي) ،وقفت
عليها تاء ساكنة ،كما هي.
َّ ُ
كربَّتَ وث ّمتَ ولعَلتَ ،وقفتَ عليها تاء ساكنة فقط .وإنوإن كانت متحركة ،فإن اتصلت بحرفُ ،
اتصلت باسم فإن كان ما قبلها حرفا ً صحيحا ً ساكناً ،كأخت وبنت ،وقفت عليها تاء ساكنة أيضاً ،قوالً
واحداً .وإن كان ما قبلها ألفا ً (وذلك في جمع المؤنث السالم والملحق به) ،جاز الوقف عليها بالتاء
بالهاء
ِّ وبالهاء ساكنتين ،تقول" :جا َءت الفاطمات" ،إذا وقفت بالتاء ،و (جا َءت الفاطماه) ،إذا وقفت
واالول ارجح واولى ،وهو الشائع في كالمهم ومن الوقف عليها بالهاء قولهم" :كيف األخوة ُ
واألخواهُ" وقولهم" :دفن البناه ،من المكرما ْه".
أَحكام الوقف على المتحرك
لك في الوقف على المتحرك خمسة أوجه:
( )1ان تقف عليه بالسكون .وهو االصل ،والكثير في كالمهم ،المشهور عنهم.
صوت فال تت ّمها ،بل تختلسها اختالساً،بالر ْوم ،وهو ان تأتي بالحركة ضعيفةَ ال َّ ( )2ان تقف عليه َّ
الفراء الوقف على ذي الفتحة َّ ومنه كسرة. أو مة ض أو ُ ةالحرك كانت فتحة األصل، تنبيها ً على حركة
بالروم واكثر القراء قد اختاروا قوله.
ّ
()239/1
( )3ان تقف عليه اإلشمام ،إن كان مضموما ً (وال إشمام في غيره) .واإلشمام :إشارة الشفتين إلى
ي ،وذلك بأن تض َّم الضمة ،بعد الوقف بالسكون مباشرة ،من غير تصويت بالحركة ،ضعيف أو قو ّ
النفس ،فيراهما الرائي مضمومتين، ُ شفتيك بعد إسكان الحرف ،وتدع بينهما بعض انفراج يخرج منه
فيعلم انك اردت بضمهما الحركة المضمومة ،وهذا إنما يراه البصير ،ال االعمى ،وهو في الحقيقة
وقف بإسكان الحرف .والضمةُ إنما يشار إليها بالشفتين.
الموقوف عليه ،فيكون حرفا ً مشدداً ،مثل" :هذا خالدٌ ،وقرأتُ ِّ ( )4ان تقف عليه بتضعيف الحرف
ف.
ضعَّ ُ ً َّ
المصحف .إال إذا كان اآلخر همزةٌ ،او حرف علةٍ ،أو ما كان قبله ساكنا ،فال ي َ َ
بر". ص ْ بر .وعليه بال ِّ ّ
ص ُ( )5ان تقف عليه بنق ِّل حركت ِّه إلى ما قبله .مثلُ" :يَجْ د ُُر بك ال َّ
ْ
ف بالنَّقل أن يكون ما قبلَهُ ساكناً ،وان ال تكون الحركة المنقولة فتحة .فال نقل في مثل وشرط الوق ِّ
"تعودَ الصب َْر" .ألن الحركة فتحة .واجازه االخفش َّ مثل: في وال اآلخر قبل ما ك لتحر
ُّ فر"
" َج ْع ُ
اآلخر همزة جاز نقل فتحة الهمز ِّة .قوال واحداً. ُ صبَ ْر" .فإن كان َعو ِّد ال َّ
والكوفيون .فإنهم يقولون" :ت َّ
ْ
فتقول في "اخرجتُ الخبْ َء :أخرجتُ ال َخبَأ" .ومن الوقف بالنقل :أن تقول في "اكت ُ ْبهُ ولم يَكتُبه،
وا َع ْمهُ ولم يَعلَ ْمهُ .وع ْدهُ ولم يَ ِّعدْه"" .أكتبُ ْه ولم يكتبُهْ ،واعلَ ُم ْه ولم يعل ُمهْ ،وعدُ ْه ولم يعدُ ْه" .ومنه قول
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الراجر: ّ
سبَّني لم أَضْربُهْ* يَز ن
ِّ َ ّ ٍ َ ع نم * ْ
ه ب جع كثير
ٌ َ َُ َّهر
ُ دوال بتُ ج
* َ ِّ
ع
الوقف بهاء السكت
يوقف على بعض المتحكرات ايضا ً بهاءٍ
َ ُ
ويجوز ان تقف عليه بالسكون .كما علمتَ .ُ ك ُّل متحركٍ
ساكنة تس ّمى "هاء السكت".
()240/1
وال تُزادُ هذه الهاء ،للوقف عليها ،إالّ في المضارع المعت ِّّل اآلخر ،المجزوم بحذف آخره ،وفي األمر
المعت َّل اآلخر المبني على حذف آخره ،وفي "ما اإلستفهامية" ،وفي الحرف المبني على حركةٍ ،بنا ًء
شذوذاً. أصليّاً .وال يوقف بهاء السكت في غير ذلك ،إال ُ
وإليك شرح ذلك:
ً
( )1إذا وقفتَ على مضارع ،معت ِّّل اآلخر ،لم يَتصل آخره بشيءٍ وقفتَ عليه بإثبات آخره ساكنا ،في َّ
ش ،لم ت ْدعْ ،لم حالت ْي رفع ِّه ونصبه .فإن جزمته ،فإن شئت وقفتَ على ما صار آخراً ،مثل" :لم ت َ ْم ْ
عهْ ،لم نم ِّشهْ ،لم ت َ ْد ُالوقف ،وهو األحسن ،مثل :لم ْ ُ بهاء السكتِّ ،ليس ُه َل ت وقفتَ عليه ِّ ش" ،وإن شئ ِّ ت َ ْخ ْ
شهْ".ت َْخ َ
تقف بالسكو على اخش" ُ ْ "امش ا ْدعْ،
ْ ي على حذف آخره ،فإنك تقول فيه: وكذلك المعتل اآلخر ،المبن ُّ
بقي األمر على حرف شهْ" بالوقف على هاء السكت .إال إذا َ عه ،اِّخ َ ما صار آخرا ً وتقولُ" :إمش ِّه ،ا ْد ُ
أمر من "وفى يفي ،ووعى يعي ،ووقى يقي" ،فحينئذ يجب ق" ،وهي أفعا ُل ٍ "ف وعِّ و ِّ واحد ،مثلِّ :
ً
الوقف عليه بهاء السكت وجوبا ،مث ُل "فِّهِّْ ،عهْ ،قِّهْ".
ام َّ
عولتَ ؟ َحت َ ت ألفها وجوبا ،مثل" :على َم َّ ً َ وقعت "ما" االستفهاميّةُ موق َع المجرورُ ،ح ِّذفَ ْ ْ ( )2إذا
فيم أنتَ من ذِّكراها} ،ومثلَ " :مجي َء َم الم تميلُ؟" .ومنه قوله تعالى{ :ع َّم يتسا َءلون؟ َ ... تسكت؟ إِّ َ
بهاء
وثمر َم هذا الثمر؟" ثم إذا وقفتَ عليها ،فإن كانت مجرورة باإلضافة ،وقفتَ عليها ِّ ّ ُ جئتض؟
الوقوف
ُ ُ دفاألجو ،الجر
ِّ ّ بحرف ً ة مجرور كانت وإن ْ". ه م وثمر
ُ ْ؟ ه م ء
َ َ "مجي ُ:
ل مث ،ً ا وجوب السكت
الوقف على الميم ساكنة ،مثلَُ :ع ْم؟ ُ ُ
ويجوز بهاء السكت ،مثلَُ " :عمهْ؟ فِّي َمهْ؟ حتا َمهْ؟ إال َمهْ". عليها ِّ
الوقف ،كقول الشاعر: ِّ مجرى في ْم؟ عال ْم؟ َحتّا ْم؟" .وقد تسكنُ المي ُم في الوصل ،إجراء لهُ َ
ت وذكر* طارقا ٍ
موم ِّ سو ِّد ِّل ْم َخلَيت َني * ِّل ُه ٍ *يا أبا األ َ َ
"لم" ،لكنه َوصل كما يقف: وكان حقُّه أن يقولَ :
()241/1
وإن و ُمنذُ" وقفتَ عليه بالسكون .وإن "ربَّ ولَع َّل َّ ( )3إذا وقفتَ على حرفٍ مبني على حركة ،مثلُُ :
"ربّهْ ،لَعلّهْ ،إنهُْ ،م ْنذ ُ ْه" .ومن ذلك نون التوكيد ال ُمشدَّدة ،مثلُ" :ال شئت وقفت عليه بهاء السكت ،مثلُ :
بهاء السكت ،مثل" :ال ت َذهبَنّ ْه واذهبنَّه"، ف عليها ِّ تقف عليها بالسكون ،تق َُبن" ،فإنك ،كما ُ تذهبَ َّن واذه َّ
وهو األحسنُ .ومن ذلك النوناتُ الالحقات للمثنى وجمع المذكر السالم واألفعا ِّل الخمسة .فكما ُ
تقف
وأكرم المجتهدونه والمجتهدونَ ِّ الرجالنِّهْ،
تقف عليهن بهاء السكت ،تقول" :جا َء ّ عليهن بالسكونُ ، َّ
ئ في الع ْشر" :بعد أن تُولوا ُمدبرينَ ْه ...إنه لَ ِّمنَ الظالمين ْه ...لعلَّهم إليه يَ ِّ
رجعونَهْ"، ُكرمونَهْ" .وقدقُ ِّر َي َ
بالوقف على هاتين النونين بهاء السكت.
واسم "ال" النافيةِّ ي ،إما أن يكون بنا ُؤهُ عارضاً ،لسبب يزول بزواله( :كقَبْل وبَعد، ( )4االس ُم المبن ُّ
ي) ،فما كان كذلك ،فال يوقف عليه بهاء الكست .وإما أن يكون بناؤه مالزما ً له في جميع للجنس المبن ّ
محرك اآلخر، أحواله (كالضمائر وأسماء اإلشارة ،وأسماء االستفهام ونحوها) .فما كان كذلك ،وكان ّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وقفت عليه بالسكون أو بهاء السكت ،وذلك مثلُ" :أين وأيَّان وكيف والذين وحذار وحيث" فإن شئت
وقفت عليها بإسكان أواخرها ،وإن شئت وقفت عليها بهاء السكت ،مثل" :أينهْ ،أيَّانَهْ ،كيْفهْ ،الذّينهْ،
حذار ْه ،حيْثهْ".
ْ
"أكرمت وكذلك الضمائر المتحركة ،فإنك تقف عليها بالسكون ،أن بزيادة هاء السكت فتقول:
وهن وهنَّهْ ،وأكرمت َهن ّ تن وأنتُنَّهْ،
وأنت وأ ْنت َه ،ويَجته ْدنَ ويَجتهدنَهْ ،وانُ ْ
ْ وأكرمتَهْ ،وقُ ْ
مت وقمنَه،
وأكرمتهنَّه".
إن األلف في آخره زائدة ،لبيان حركة النون عند الوقف، أما (أنا) ضمير الواحد المتلكم ،فمن قال َّ
الوقف عليه بإثباتها ،وأجاز حذفها والوقف عليه بهاء السكت ،مث ُل "أنَهْ" .ومن قال إنها أصليةٌ. َ أجز
وقف عليه بها.
فائدة
()242/1
من قال إن األلف في "أنا" زائدة ،أثبتها في الوقف ،وأسقطها في الوصل "أي في درج الكالم" ،فيلفظ
"أَنا فعلت" ،باسقاط األلف لفظا ً ال خطاً .ومن قال انها اصلية ،اثبتها في الوصف والوقف .وذكر
سيبويه ان من العرب من يثبت أفها في الوصل :فيقول "أنا فعلت" :ينطق باأللف .وبذلك قرأ نافع في
قوله تعالى{ :أنا أحيي وأميت} -وقوله{ :أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} باثبات األلف في
اللفظ .ومنه قول الشاعر:
*أنا سيف العشيرة فاعرفوني * حميد قد تذريت السناما*
وقول الراجز" :أنا ابو النجم ،وشعري شعري".
هاء السكت. ِّي" ،قلت :هُو وهي" بإسكان الواو والياء ،و "ه َُو ْه و ِّهيَهْ" بزيادة ِّ وإذا وقفت على "ه َُو وه َ
وفي التنزيل" :وما أَدراك ما ِّهيَه؟" .وقال الشاعر:
إن يُقا ُل لهَُ :م ْن ه َُو ْه؟* ع فينا الغُال ُم * فما ْ
*إذا ما ت ََرع َْر َ
وهي" في الوصل .أما من سكنها في درج الكالم ،قفال يقف َ "هو في ء، واليا الواو فتح هذا في لغة من
ينطق بهما كذلك في الدَّرج. ُ بهاء السكت بل بالواو والياء ساكنتين ،كما
أما ياء المتكلم ،فمن العرب من يسكنها في الوصل ،فإذا وقف عليها بسكونها مثل" :هللا أعطاني ،هذا
أعطان ،هذا غال ْم" وعلى ذلك قراءة ُ أَبي عمر ٍو: ْ غالمي" ،أو حذفها وأسكن ما قبلها ،فتقول :هللاُ
أكر َم ْن ....ربي أهان َْن} ،وقول الشاعر: {ربي َ
ت أن يأتيَ ْن* *فَ َه ْل يَ ْمنعني ارتيادي البال * دَ من حذَ ِّر المو ِّ
ْ
ومن شانيءٍ كاسف و ْج ُههُ * إذا ما انت َسبْتُ لهُ أن َكرن* ِّ
غالمي قد جا َء" .فإذا وقف عليها فبإسكانها :أو َ عطاني هللاُ،
َ َ ومنهم من يفتحها في الوصل .فيقول" :أ
غالميَهْ" .ومنه قوله تعالى{ :ما أغنى عني ماليهَ .هلكََ ِّ ألحق بها هاء السكت ،مثل" :هللا اعطانِّيَهْ ،هذا
عني سلطانِّيَهْ}.
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( التصريف المشترك
) ضمن العنوان ( الخط )
()243/1
()244/1
وكتبوا ماال يمكنُ الوقف عليه ،من الكلمات ،متصال بما بعده ،وما ال يمكن االبتدا ُء به ،متصال بما
وبالقلم .والثاني :كالضمائر ِّ الجر الموضوع ِّة على حرفٍ مواحد ،مثلُ" :لخالدٍ، قبله .فاألول :كحروف ِّ ّ
المتَّصلة ،مثلُ" :منكم ،وأَكرمتكم".
االبتداء والوقف) فَتُرس ُم كما تلفظ ،ال يغَي َُّر من ذلك ِّ الحروف التي تق ُع في الحشو (أي ما بين ُ أَما
خالف رس ُمها لفظها، َ شي ٌء ،إال ما كان من أمر بعض األحرف ،في بعض كلمات محصورة ،قد
وسنذكرها لك ،وإال ما كان شأن الهمزة ،وستعرف امرها.
ما خالف رسمه لفظه
الرسم واللفظ ،إما أن تكون بحذف حرفٍ َحقهُ أن ِّ ُ كتب على خالف لفظها .ومخالفة هناك كلمات ت ُ ُ
يكتب وال يُلفظ ،وكان من حقه ان ال يكتب .وإما ان ُ َ
يُكتب تبعا َ للفظه .وإما أن تكون بزيادة حرف
برسم حرفٍ يُكتب على خالف لفظه ،وكان من حقه ان يُرسم على لفظه. ِّ تكون
( )1ما يلفظ وال يكتب
َسردُ عليك اكثرها استعماال. ُ ن تٍ كلما في ، فذلكَ ُكتب، ظ وال ي فأما ما يُلف ُ
بالمين ،ألنها مشدَّدة. ِّ بالم واحدة ،وتلفظ ( )1تُكتب (الذين) ٍ
واللحم ،ثم دخلت عليه ال ٌم ،فحينئ ٍذ ِّ كاللبن
ِّ ولحم ،ثم دخلت عليه ْ
(أل): ٍ ( )2ما كان مبدوءا ً بالم ٍ
كلبن
َّ
كلهن .بل يُكتفى بالمين فقط ،مثلُ" :اللبن مناف ُع كثيرة، َّ تجتم ُع ثالث المات .فإذا اجتمعنَ فال يُكتَبْنَ
ت في كلمة ،اكتفيتَ ثالث الما ٍُ ضار ،واللَّبن أنف ُع من اللحم) .وهكذا إذا اجتمعت لحم فوائدُ و َم ُّ و ِّل ِّ
َ َ
عليهن الالم" :أحسنتُ ِّللذين َّ َّ ّ
ذان واللتان والالتي والالئي واللواتي) ،إذا دخلت ّ َّ َّ
باثنتين ،فتقو ُل في (الل ِّ
اجتهدا ،وللتين اجتهدتا" الخ.
ت هذه اشهرها: حذف األلف في كلما ٍ ( )3ت ُ ُ
-1هللا.
-2الرحمنُ ،معَ َّرفا ً باأللف والالم .وقَيَّدَ بعضهم الحذف في حال العلمية ،وأثبتها في غيرها :وقيده
بعضهم في البسملة ،واثبتها فيما عداها.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()245/1
-3إله ،نكرة ً ومعرفةً ،مثلُ( :إنما إلهكم إلهٌ واحد -أ َ َجع َل اآللهة إلها واحداً) .واما إالهة واإلالهة،
ئ في الشذوذ" :ويذرك وإالهتك" ،وفي غير الشذوذ(" :والهتك)، فتثبت أَلفهما ،كما رأيت .وقُ ِّر َ
وبالجمع -4 .الحرث ،علما ً مقترنا ً بأل ،ومنهم من يكتبه "الحارث" بإثبات األلف.
-5لكن.
َّ -6
لكن.
-7سموات ،جمع سماء .ومنهم من يكتبها في غير القرآن الكريم" :سماوات" .باأللف.
النداء ،قب َل "أَيها" مثلُ" :يأيها الذينَ آمنوا ،وقب َل "أَه ٍل" ،مثلُ" :يأه َل الكتا ِّ
ب ،وقب َل ك ِّلّ ِّ -8يا ،حرف
ألف (يا) ،وهو المشهور إثباتُ َعلَ ٍم مبدوءٍ بهمزةٍ ،مثلُ" :يإبراهيم" .ويجوز في غير القرآن الكريم،
بين الكتاب :مثلُ :يا أيها ،يا أهل ،يا إبراهيم".
-9منهم من يحذف االلف من كل علم مشتهر .كإسحق وإبرهيم وإسمعيل وهرون وسليمن وغيرها.
واالفضل إثباتها ،في غير القرآن الكريم.
-10منهم من يحذفها في الجمع السالم مذكرا ً وم َؤنثاً :كالصلحين والقنتين والصلحت والقنتت
والحفظت .تبعا ً لحذفها في المصحف األ ِّ ّم .واألفضل إثباتها .كالصالحين والقانتات والحافظات ،ألن
خط المصحف ال يقاس عليه. َّ
الف (ها) التَّنبيهيّ ِّة ،إذا دخلت على اسم اإلشارة ،مثل" :هذا وهذه وهؤالء". حذف ُ ( )4ت ُ ُ
وذلكن" ومنهم من يثبتها َّ الف (ذا) اإلشاريَّة ،إذا لحقتها الال ُم ،مثلُ" :ذلك وذلكما وذلكم ( )5تُحذف ُ
في غير (ذلك).
ادغم
َ وض عنه بتشديد الحرف الذى ذف خطا ً ويُعَ ُ ( )6ك ُّل حرفٍ يُدغ ُم في حرفٍ مثل ِّه ،او مخرجه ،يُح ُ
من وغَمن ،وإال وم ِّواستعن ،ونحنُ ِّأمنَّا واستعنَّا ،وآمنّي ،ولم يُمك ِّنّيِّ ،
َّ فيه مثلُ" :شدَّ ،والنسا ُء أ َ ِّم َّن
ُ
تجته ْد تند ُم ،وإما تجتهد تنجحْ ،وأحبُّ أالّ تكس َل ونِّع ّما تفعلُ" ،ونحو ذلك .ومنهم من يُثبتُ نون "أن"،
إذا جا َء بعدها "ال" :احبُّ ان ال تكسلَ".
( )2ما يكتب وال يلفظ
ُكتب وال يُلفظ من الحروف ،فهو لي ألفاظ: وأما ما ي ُ
()246/1
()247/1
وانكسار ما
ِّ "إو َج ْل ،قلبت واوه يا ًء لسكونها"و ِّج َل يَ ْو َجلُ" .وأصلهْ : أمر من َ
ذلك نحو" :إي َجل" :فعل ٍ
قبلها .فإذا وقت "إب َج ْل" في درج الكالم ،بعد حرفٍ مضموم ،مثل" :يا فالنُ إي َجل" ،فال يغي َُّر رس ُم
مر من المثال الواوي ،المفتوح العين في الياء ،لكنها ت ُ ْلفظ واواً ،هكذا" :يا فالنُ ِّإو َج ْل" .ومثله ك ُّل أ َ ٍ ِّ
كودَّ ،واألمر منه "إيدَدْ" فإذا قلتَ ( :يا فالن إيدَدْ) ،لفظت يا َءه واواً. المضارع َ
والرحى وال ُهدى والمسعى والمصطفى ً َ ْ
وك ُّل ما رسم يا ًء ،مما تُلفظ ياؤه ألفا ،كرمى وادَّعى واستدعى َّ
والمستشفى ،فهو مما يلفظ على خالف رسمه.
كتابة الهمزة
ً
سميت (األلف اليابسة) أيضا :كأعطى وسأل الهمزةُ :هي التي تقبل الحركاتِّ :فإن ُرسمت على ألفٍ ُ ،
ُ
األلف اللينةُ ،وهي التي ال تقب ُل الحركاتِّ ،كألف "قال ودعا ورمى" .والهمزة تق ُع في ُ والنّبأ .وتقابلها
واأللف الليّنة تق ُع في حشو الكلمة:
ُ أول الكلمة :كأعطى ،وفي وسطها :كأل ،وفي أخرها :كالنبأ.
كقال ،وفي آخرها :كدعا .وال تق ُع في أ َ َّوألها .ألنها ال تكون إال ساكنة وأول الكلمة ال يكون إال
متحركاً.
والهمزة ،وأول الكلمة ،على ست ِّة أنواعٍ:
وإن وإذا".وإن ْت َّ ُ ُ َ َ
األولى :همزة األصل ،وهي التي تكون في بِّ ْني ِّة الكلمة :كهمزة "أخذ وأ ٍ
ب وأ ٍم وأخ ٍ
بر عن نفسه ،وهي التي تكون أول المضارع ال ُمسند إلى المتكلم الواحد :كهمزة الثانيةُ :همزة ُ الم ْخ ِّ
ب وأَقرأ ُ وأُح ِّسنُ ". "أَكت ُ ُ
مر مثل" :أَتكون من الثالثة :همزة االستفهام ،وهي كلمةٌ برأسها ،يُؤْ تى بها لالستخبار عن أ َ ٍ
الفائزين"؟.
ب .مثل" :أعبدَ هللا" ،تُناديه وهو ْ
النداء ،وهي كلمةٌ برأسها أيضاً ،يؤتى بها لنداء القري ِّ ِّ الرابعةُ :همزة ُ
منك قريبٌ .
الخامسة :همزة الوصل.
ً
صل (وتسمى همزة َ القطع أيضا). السادسة :همزة الفَ ْ
()248/1
()249/1
خبر عن نَفس ِّه بعد همزة االستفهامُ ،كتبت بصورةِّ األلف ،كما القطع واألص ِّل وال ُم ِّ ِّ وإذا وقعت همزاتُ
لو وقعت ابتدا ًء ،قال تعالى{ :أَأَنتم أشدُّ خلقاً؟ -أَإِّلهٌ م َع هللا -أَإِّذا ِّمتنا؟} .وتقول( :أَأَجيئُكَ أمَ
ض عنها بِّمدَّةٍ بينهما ،فتقولُ( :آأَنتَ عو ُ كتب وإنما ت ُ َّ تجيئُني؟) .ويجوز أن تزيد بين الهمزتين ألفا ً ال ت ُ ُ
الر َّم ِّة:
فعلتَ هذا؟) قا َل ذو َّ
ُ
الج ٍل * َوبينَ النَّقا ،آأنتِّ؟ أ َ ْم أ ُّم سا ِّل ِّم؟* الوعْساء بَ ْين ُج ِّ ظ ْبيَةَ َ
*فَيا َ
وقوةِّ
ط من اللفظ ،لضعفها َّ َّ أسقطت همزة ُ الوص ِّل من الكتابة ،كما ت َسق ُ ْ وإذا وقعت بعدها همزة ُ الوصل
ٌ
االستفهام مفتوحة ،وهمزة َ الوص ِّل ِّ التباس ،ألن همزة َ ٌ همزةِّ االستفهام .وليس في هذا اإلسقاط
ب؟} وتقولُ: َّ
األبصار! -أطل َع على الغَي ِّ َ ُ َ
مكسورةٌ ،قال تعالى {أتخذناهم ِّس ْخريّا ،أم زاغت عنهم
ين؟" ومن ذلك قو ُل ذي ِّ ّ
الرم ِّة: س ٌ سن أَم ُح َ "ا ْبنُكَ هذا أَم أَخوك؟" ،وتقولُ" :أس ُمكَ َح ٌ
ط َربٌ ؟ طراب ِّه َ ب من أ َ ْ ب عن أَشياع ِّهم َخبَرا ً * أ َ ْم را َج َع القَ ْل َ *أ َ ْستَحْ دَ َ
ث الر ْك ُ
وال تجري همزة ُ "أ َ ْل" هذا المجرى ،وإن كانت للوصل ،ألنها مفتوحةٌ ،وهمزة االستفهام مفتوحة،
الهمزتان إحداهما باألخرى .وحينئذ يختلط اإلخبار باالستخبار (أَي الكال ُم الخبري بالكالم ِّ فتلتبس
ُ
تخبر عن طلوع الشمس؟ أَم أَنت ُ نتَ َ أ َ "أ : ع
ُ السام يدري فال طلعت" "الشمس قلت: فلو االستفهامي)،
تستفهم عن طلوعها" والوجه أن تُبدل همزة ُ "أَل" أَلفا ً ليّنة في اللفظ ،يُستغنى عنها بالمدَّة ،فتقولُ:
خير أَم المرأَةُ؟". "آلرج ُل ٌ
صيْتَ قبلُ؟". كرين َح َّر َم أم األنثيَيْن؟ -آآلنَ وقد َع َ ِّ َّ َ
قال تعالى{ :آهللُ أذِّنَ لكم؟ -آلذ
()250/1
هذا ما يراه الجمهور األعظم من النحاة في اجتماع همزة االستفهام وهمزة "أل" .وفي كتاب
(الكتّاب) البن درستويه ما يدل على أنه ال فرق بين همزة "أل" وغيرها من همزات الوصل وعلى
أنها تجري هذا المجرى ،وإن كانت مفتوحة ،ألنها أكثر استعماال من سائر ألفاظ الوصل وما قاله هو
القياس .وأما التباس اإلخبار باالستخبار ،فقرينة الكالم تعين المراد .وال يكون هذا االختالط إال في
بعض المواضع .فليكن المنع حيث لم يؤمن اللبس.
على أنهم لم يجروا على القياس ،حذر االلتباس ،فكان عليهم أن ال يجيزوا حذف االستفهام من الكالم،
وقد أجازوها اعتمادا ً على قرينة لفظية ،مثل" :ما أدري :في ليل رحل القوم ،أَم في نهار؟ أي :أَفي
ليل؟ وكقول عمر ابن أبي ربيعة:
وكف خضيبٌ ُزينت ببنان*ٌ لي ِّمعصم حين ج َّمرت **بدا َ
َ
فوهللا ما أدري وإن كنت داريا * بسبع رمين الجمر أم بثمان؟
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
أَي :أبسبع؟ والقرينة اللفظية هنا هي "أم" ،التي تكون بعد همزة االستفهام في السؤال عن أَحد
الشيئين .وقد يكون الحذف اعتمادا ً على قرينة معنوية ،يعتمد فيها على فطنة السامع كقول الكميت:
*طربت ،وما شوقا ً إلى البيض أطرب * وال لعبا ً مني ،وذو الشوق يلعب*
أي" :أو ذو الشوق يلعب؟" ومنه قول المتنبي:
*أحيا؟ وأيسر ما قاسيت ما قتال * والبين جار على ضعفي ،وما عدال*
أراد" :أَأَحيا؟" .وفي الحديث" :وإن زنى؟ وإن سرق؟" ،أي" :أو إن زنى أو إن سرق؟" وفي شرح
المغني للدماميني :نقال عن الجني الداني البن قاسم :إن حذفها مطرد إذا كان بعدها "أَم" :لكثرته نظما
ونثراً .قال الدماميني" :قلت :وهو كثير مع فقد "أَم" .واالحاديث طافحة بذلك" .وتحقيق قول ما قاله
االخفش من ان حذفها جائز اختيارا ً في نظم أَو نثر ،إذا أَمن اللبس .فإن أدى الحذف إلى االلتباس ،فال
يجوز قوالً واحداً.
()251/1
فأنت ترى أَنهم أجازوا حذف همزة االستفهام .ومنعوا حذف همزة "أل" بعد همزة االستفهام.
والمسألتان واحدة .فإذا قد أَجازوا أَن تحذف همزة االستفهام ،حيث يؤمن اختالط اإلخبار باالستخبار،
فينبغي أَن يجيزوا حذف همزة "أل" بعد همزة االستفهام حيث يؤمن االلتباس ،قياسا ً على غيرها من
همزات الوصل والحق أَن حذفها ،بعد همزة االستفهام ،جائز قياسا ً عند أَمن اللبس .وقد تقدم القول
فيما جنح اليه ابن درستويه في كتاب (الكتّاب) من جواز ذلك).
رسم الهمزة المتطرفة
ع
الوقف من الكلمة ،والهجا ُء موضو ٌ ِّ الحرف الساكن ،ألنها في موضع ِّ المتطرفة حك ُم ِّ ّ ُحك ُم الهمزةِّ
على الوقف.
متحركاً:
ّ وهي إما أَن يكون ما قبلها ساكنا أو
ً
والدفء
ِّ والجزء
ِّ القطع هكذا( :ء) ،مثلُ" :ال َم ْر ِّء
ِّ فإن كان ما قبلها ساكناً ،كتِّبت ُمفردة َ بصورةِّ
ريء
والهنيء وال َم ِّ
ِّ قروء والمشنُ ِّ
وء والنش ِّء والعبْ ِّء ،ويَجي ُء ويَسو ُء وال َم ِّ ْ والشيء والنَّ ِّ
وء ِّ والخَبْ ِّء
والوضوء ،وجا َء وشا َء".
ِّ والضياء
ِّ والسوء
ِّ والبريء
ِّ
(وإنما لم تكتب بصورة حرف من أَحرف العلة يكون كرسيا ً لها ،ألنها تسقط من اللفظ إذا خففت عند
الوقف ،اللتقاء الساكنين .إذا جاز حذفها عند الوقف فال ترسم ،والنها تبدل من حرف العلة قبلها
وتدغم فيه مثل" :الشيء والنوء والمقروء والهنيء" ،فيقال" :الشي والنو والمقرو والهني").
يناسب حركةَ ما قبلها ،مهما كانت حركتُها ،ألنها إن ُخففت ُ وإن كان ما قبلها متحركاًُ ،كتبت بحرفٍ
حي بها ُمنحى ذلك الحرف: في اللفظ موقوفا ً عليها ،نُ َ
امرأ َضأ ورأَيتَ َ وتوضَّأ ويت ََو َّ فترتكز على األلف في مثل" :الخطأ والنبأ وقرأ ويقرأ ُ ولم يقرأ واقرأ َ
القَيْس".
ورد َُؤ ،وهذا وعلى الواو في مثل" :التهيُّ ِّؤ والتَّواط ِّؤ واألك ُمؤ واللؤلؤ وال ُجؤ ُجؤ والتَّنَبء و َج ُر َؤ و َم ُر َؤ َ
امر ُؤ القيس". ُ
وضئْضيء وناشيء وقاريء ،ومررتُ بامرئ ء
َ َ ِّ ِّي د ص و ُ
ئ ويستهز
ِّ ء
ُ كى َّ تَ ي مثل: في الياء وعلى
القيس".
رسم الهمزة المتوسطة
()252/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
حرفين من بِّ ْنية الكلمة ،مثل" :سأ َل ِّ كأن تكونَ بين الهمزة ُ المتوسطةُ ،إما أَن تكون متوسطةً حقيقةًْ ،
ث أو التثني ِّة او متطرفةً ،وت َْلحقَها عالماتُ التأني ِّ ّ كأن تكون سطةٍْ ، ُف" وإما إن تكون ش ْبهَ متو ّ ورؤ َ وبئر َ ٍ
وشيئان
ِّ وجزءان
ِّ ألى م
َ و ة
ٍ ئ ِّ فو ة
ٍ أ ْ
ش َ ن " ُ: ل مث ، بِّ المنصو ن َو ن
ُ ُ َّم ال لف َ أ و ا الضمير
ُ او ة
ِّ النسب او الجمع
ِّ
قر ُؤهُ وأخذتُ ُجزءا ً واحتلمتُ ِّعبئاً". ي
ُ َ َ و ه ؤ ُ ز ْ ج
ُ وهذا ٍ
ت وهيئا اءونَ وقَ َّر
وحك ُمها في الكتابة واحدٌ ،إال في أشيا َء قليل ٍة نذ ُكرها في مواضعها.
توسطت الهمزة ،فإما أن تكون ساكنة ،او مفتوحةً ،او مضمومة او مكسورة ،ولك ّل حكمه في وإذا َّ
الكتابة.
َ ُ
والقاعدة العامة لكتابة الهمزة المتوسطة ،أنها إن كانت ساكنة ،تكتب بحرفٍ يُناسب حركة ما قبلها،
ُجانس حركت َها هي ،مثل" :سأل ويسأ ُل ُ وبئر" وإن كانت متحركةً ،تُكتب بحرفٍ ي مثلُ" :رأْ ٍس وسؤْ ٍل ٍ
يجانس حركةَ ما قبلها، ُ كتب حرفا ُ كسر ،فت ُ ُ سئم ولئيم" إال أن تُفت َح بعد ضم او ٍ َولؤ َُم ويَ ْل ُؤ ُم وس ِّئم و ُم ٍ
ب وناشئَةٍ" .او تقع بعدَ أَلف ،فتُكتب قطعةً منفردة ً بعدها ،مثلُ" :سا َءل مثلُُ " :م َؤن وسؤال و ِّفئ َ ٍة وذِّئا ٍ
وتسا َءل ويتسا َءل وعبا َءة".
توسطها توسطا ً شذُّ فيها عن هذه القواعد الكليَّة ،يرجع أكثرها إلى الهمزة في حال َ وهناك مواض ُع قد يُ َ
ي .وستعلم ذلك فيما سنشرحه لك. غير حقيق ّ
وإليك تفصيل هذا ال ُم ْج َمل:
( )1رسم المتوسطة الساكنة
كتب على األلف في مثل: ُ
يناسب حركة ما قبلها :فت ُ ُ سطت الهمزة ساكنةً ،كتبت على حرف ُ إذا ت َو َ
"رأْ ٍس وكأ ٍس ويأ ُمل -ولم يقرأه ولم يَشأهُ ونشأ وقرأنا".
ْ تُ ْ ْ ْ ْ ْ
ومؤم ْن واؤْ ت ُ ِّم ْن ولؤلؤ -ولم يَسؤْ هُ وبُؤْ تُ و َج ُرؤْ تُ و َج ُرؤا ِّ ُؤم ٍنكتب على الواو مثل" :لُؤْ ٍم وي ِّ وت ُ ُ
ويجرؤْ نَ ". ُ
َ
وجئْنا ويَ ِّجئْنَ وأن ِّبئْه ولم يُن ِّبئه". ِّ تُ ْ ئوج
ِّ - نَ ذ ْ ئوا تِّ ْ ئوا بٍ ْ ئذ ِّ و ئر
ِّ ٍ ب" مثل: في الياء
ِّ وعلى
( )2رسم المتوسطة المفتوحة
()253/1
ُجانس حركةَ ما قبلها. ُ ( )1إن توسطت الهمزة مفتوحةً ،بعد حرفٍ متحركُ ،كتبت على حرفٍ ي
طأه ُ َطآن ِّحدَآت وأصلحتُ َخ َ ب وسآم ٍة وضآلة ومآل -وخ ِّ كتب على األلف في مثل" :سأ َل ورأ َ َ فت ُ ُ
أان.ويقرأان وبدأا ويَ ْبدَ ِّ ِّ َ َ
وسمعتُ نبأهُ ورأيتُ ِّحدَأة وقرأا
ين ولؤلؤا ٍ
ت ُ لؤ ِّ ُ
ان ولؤْ َ وامرؤ ِّ َ سؤا ٍل "مؤن وتُؤدةٍ و ُم َؤ ّ ِّول ويُؤ َم ُل و ُم َؤ ّرخ و ُ ٍ وعلى الوا ِّو في مثل:
ؤان".واشتريتُ لُؤلؤة ً وأكلت أك ُم َؤة ً و َجؤُؤا يجْ ُر ِّ
ت ورأَيتُ ئان وقارئا ٍ وقار ِّ ت ِّ ت وفِّئا ٍ ومئا ٍ ومئ َ ٍة ِّت وفِّئ َ ٍة ِّ ب ورئاس ٍة وافتئا ٍ الياء في مثل" :ذِّئا ٍ وعلى ِّ
قارئةُ وقارئيْه و ُمن ِّشئهُ و ُمن ِّشئ َي ِّه".
َ َ
توسطا ً حقيقيًّا ،كتبت على األلف (إن لم تُسبق ( )2إذا توسطت الهمزة ُ مفتوحةً بعد حرفٍ ساكنَ ،
ْأس ويسأ ُل ومسأل ٍة و َجيْأل والس َم ْوأل و َمألم ٍة وت َوأَم و َمآلنَ وظمآن والقُرآن" فإن بألف المدّ) مثلُ" :يَي ُ
بألف المدُِّّ ،كتبت منفردة ،مثل" :سا َء َل وتسا َء َل وسا َءلوا ويتسا َءلُ". ِّ سبقتُ
ان
ض ْو َء ِّ ان و َ فإن كانت شبهَ متوسطةٍُ ،كتبت منفردة بعد حرف انفصال ،مثل" :جا َءا وشا َءا و ُجز َء ِّ
ين ومخبُو َءات وقرأ َ ُجز َءهُ ورأَى ضو َءه وكسا َءه" .وعلى شبه ياء بعد حرف اتصال ،مثلُ: ومخبو َء ِّ
ْ
َين ورأيت شيئَهُ وفَيئَهُ و ِّعبئَهُ ونَشئَهُ وخَبيئَهُ". َ وشيئين و ِّعبئ ِّ ِّ "شيئان و ِّعبئان ِّ
الهمز،
ِّ َ
لف الم ِّدّ أ َ
لف َ
لف المدِّّ ،فإن سبقت أ ُ َ
الهمز ،وأ ِّ ِّ ألفين:
ِّ ع ً
لزم ،من كتابة الهمزة ألفا ،اجتما ُ ( )3إذا َ
ألف الم ِّدّ وحدَها ،ورسمتَ ألف الهمز قطعة منفردة بعدها ،مثلُ" :تضا َءل وتسا َء َم وت َثا َءب"ً ً كتبتَ َ
كتب على ُ ُ ت َّة، د بم عنها ً ا ض و
ُ َّ ع م ّ د
ِّ الم لف َ
ِّ وطرحتَ َأ الهمز لف َ
كتبتَ َأ ِّ،ّ د الم لف
ِّ ََ أ الهمز لف
ُ َ أ سبقت وإن
والملجآن".
ِّ والشآم والقرآن والمآلن والنَّبآن ِّ طرف أَلف الهمز ،مثلُ :السآم ِّة
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()254/1
()255/1
واوين :فإن تأخرت واو الهمز ،كتبتهما معا ً مثل: ِّ ع
لزم ،من كتابة الهمزة على الواو ،اجتما ُ ( )2إذا َ
ووضوؤهُ و َمقروؤُه .وإن سبقت ،فمنهم من يحذف صورتها ،ويكتبها همزة منفردة ،بعد ْ ض ْو ُؤهُ ُ"هذا َ
قرؤُونَ " ،وعلى شبه ياءٍ ،بعد حرف اتصا ٍل ،مثل: وقر ُءوا ويَ َ
ور ُءوس َ "رؤُوف ُ حرف انفصا ٍل مثلَ : ِّ
ً َ
" ُكئوس ومسئو ٍل -و َملئوا ويَ ْملئونَ " .إال إن كانت شبهَ متوسطة ،وكانت في األصل مكتوبة على ُ َ
ويجرؤُون".ُ الواوان معاً ،مثلَ " :ج ُرؤُوا
ِّ رؤ ويَجْرؤُ ،فتُرس ُم الواو :ك َج َ
المعول عند أرباب هذا الشأن .وعليه رسم بعض المصاحف. َّ هذا مذهب المتقدمين ،وعليه
صؤون وكؤوس سؤوم و ُ ورؤوس و ُ
ٍ "رؤوفٍ الواوين معاً ،وهو القياس ،مثلَ : ِّ ومنهم من يرسم
ومرؤوب ومسؤول -وقَ َرؤوا ويَ ْقرؤون و َملَؤوا ويَ ْملؤونَ ".
ْ
ؤس و َمسؤ ٍل وقَ َرؤُا ويَقرؤن". ور ٍ ومنهم من يكتفي بوا ٍو واحدة يرسم الهمزة عليها ،مثلَ :رؤفٍ ُ
كثير من المصاحف. وعليه رسم ٍ
َ
المتطرفة ،المكتوبة على األلف ،المتصلة بما يجعلها شبهَ متوسطة ،على ّ ومنهم من يُبقي الهمزة َ
ُ
ورشأهُ" ُ ُ ُ ُ ُ ْ
حالها من الرسم ،مثل" :قرأوا ويَقرأون ،وبَدَأوا ويَ ْبدَأون ،ومألوا ويَ ْمألون ،وهذا خطأهُ ونبأه َ ُ
وهو مذهب بعض المتأخرين .وهو الشائ ُع على أكثر األقالم اليوم ،لسهولته وبُعد ِّه عن إعمال الفكر.
والمذهب األول هو المتقدِّّم .كما علمت .وك ٌّل له وجهٌ صحيح.
وتكتب الهمزة منفردة بين الواوين، ُ ث واوات ،فتطرح واو الهمزة، ع ثال ِّ لزم من ذلك اجتما ُ أما إذا َ
"مو ُءودة وو ُءو ٍل -و َم ْقرو ُءون ومنشؤُون ويَسو ُءون". قوالً واحداً ،مثلْ :
مكسور (وهذا ال يكون إال في شب ِّه المتوسطة)ُ ،كتبت ٍ ً
( )3إن توسطت الهمزة مضمومة بعد حرفٍ
على شبه ياءٍ ،مثلِّ :مئونَ وفِّئون وهذا قارئُه و ُم ْنشئُه و ُمنبّئُه وسيئُه وسيئون والقارئون وال ُمنشئونَ
ُقرئُه". وال ُمنبّئونَ وينبِّّئه وي ِّ
( )4رسم المتوسطة المكسورة
()256/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ئم
س َفتح ،مثلَ " : إن توسطت الهمزة مكسورةً ،ال تُكتب إال على الياء ،سوا ٌء أكانت مكسورة ً بعد ٍ
طئ ِّه و ُمنشِّئ ِّه". ئس ودَئِّب -و ُمل َجئينَ ونظرتُ إلى َرشئ ِّه و َخ َ وب َ َ
ُ
ئي عنه والدِّئ ِّل -ونظرتُ إلى لؤلئه وبُؤبُئه ،وشقت السفينة ئي ونُ َ ور َسئ َل ُ أم مكسورة ً بعد ضم ،مثلُ " :
ُ
س َّم ْيتهُ لؤلؤا" :مررتُ باللؤلئين" وبعضهم يكتب التي بعدها يا ٌء ُّ ً َ جمع من َ الما َء يجؤجئُها وتقول في
ِّ
ي عنه". ي ونُ ِّؤ َ "ر ِّؤ َ
بحركة ما قبلها (أي على الواو) ،مثلُ :
"مئِّينَ وفِّئينَ وقارئينَ وناشئينَ أم مكسورة ً بعد كسر (وهذا ال يكون إال في شبه المتوسطة) ،مثلِّ :
و ُمنشئينَ و ُمقرئينَ وقارئ ِّه و ُمنشئ ِّه وآل ِّلئ ِّه".
ي ِّ والرائي ويُسائِّ ُل وسائِّ ْل و ُمسائِّ ِّل - تئم والمرئِّ ّ سكون ،مثلُ" :أفئدةٍ وأسئل ٍة و ُمسئِّ ٍم و ُم ٍ ِّ أم مسكورة ً بعد
ض ْوئه ووضوئه وضيائه". ي ِّ و ُجزئِّه و ِّعبئه وشيئه و َ ي ِّ وال ُجزئ ّ ي ِّ والكسائ ّ َّ
وال َمقروئينَ والطائ ّ
( )5رسم المتوسطة مع عالمة التأنيث
الهمزة المتوسطةُ بإلحاق عالم ِّة التأنيث بها ،ال تكونُ إال مفتوحة.
طأةٍ ونَ ْشأةٍ ونَبْأةٍ و َمألى فإن كان ما قبلها مفتوحا ً أو ساكنا ً صحيحاًُ ،كتبت على األلف ،مثلَ " :حدَأةٍ و َخ َ
ظ ْمأى". و َ
ؤلؤةٍ".وإن كان مضموماًُ ،كتبت على الواو ،مثل" :لُ َ
رزئ َ ٍة و َهيْئ ٍة و ِّبيئِّة
"مئ َ ٍة وفِّئ َ ٍة وتهنئ ٍة و َم ِّ
الياء ،مثلِّ : وإن كان مكسورا ً أو يا ًء ساكنةًُ ،كتبت على ِّ
وخطيئ ٍة وبريئةٍ".
س ْو َءا َء". سو َءى و َ س ْو َءةٍ و َ وإن كان ما قبلها ألفا ً أو واواً ،كتبت منفردة ،مثل" :مال َءةِّ وقرا َءةِّ و ُمر َءةٍ و َ َ
( )6رسم المتوسطة مع الف المنون المنصوب
غيرها ،مثلُ: آخرهُ همزة ً أم َ ظ إال في الوقف ،سوا ٌء أكان ُ المنصوب ت َلحقُهُ ألف م ٍدّ ال تُلف ُُ ال ُمن ََّونُ
ً ُ ً
"رأيتُ رجال وكتابا ولؤلؤا".
ً
ب ،مرسومة على حرف أبقيتها مرسومة عليه ،ورسمتَ بعدها ً فإن كانت الهمزة ُ المن ََّونةُ ت ْنوين نَص ٍ
األلف ،مثل :رأيتُ بُؤبُؤا ً وأكمؤا ً وقارئا ً و ُم ْنشئاً". َ
()257/1
حرف انفصال ،تركت َها على حالها، ِّ غير مرسوم ٍة على حرفٍ ،فإن كانت بعد وإن كانت منفردةًَ ،
ضوءاً" .وإن كانت بعد حرف اتصال وو ُض ْوءاًُ .ورزءا ً و َ ورسمتَ بعدها األلف مثل" :رأيتُ ُج ْزءا ً ُ
كتبتها قبل األلف على ِّشب ِّه ياءٍ ،مثل( :احتملتُ عبْئا ً واتخذتُ ِّد ْفئا ً ورأيتُ شيئاً).
ألفين في الخط ،مثل( :سمعتُ ِّ غير انهم تركوا كتابَتها بعد الهمزةِّ المرتكزةِّ على ألفٍ ،كراهية اجتماعِّ َ
ب ،مثل" :لبستُ ردا ًء ،وشربتُ نَبأ ورأيتُ َرشأ) وبعد الهمزة المسبوقة بألف المدّ اعتباطاً ،ال لسب ٍ
ما ًء".
ُوقف
يجب أن ي َ ُ بالسكون ،بل
ِّ يوقف عليهَ المنصوب ال يجوز أن
َ المنونَ
َّ األلفَّ ،
ألن ُ وإنما ت ُ ُ
كتب هذ ِّه
األلف في الخط ،وما لم تلحقهُ ُ ألف المدِّّ .وسوا ٌء في ذلك ما لحقتهُ هذ ِّه تتولد منها ُ عليه بفتح ٍة ممدودةَ ،
ب او اعتباطاً. سب َ ٍ ِّل َ
ـــــ
كتابة األلف المتطرفة
ي:ب عرب ّ آخر اسم ُمعر ٍ
آخر فع ٍل :كدعا ورمى وأعطى ،وإما أن تكون َ االلف المتطرفةُ ،إما أن تكونَ َ ُ
آخر حرفٍ :َ تكون أن وإما ومهما. كأنا :ي بن
َ ٍّ م اسم
ٍ آخر
َ تكون أن وإما والمصطفى. والعصا كالفتى
آخر اسم أعجمي :كموسيقا. كعَلى ولوال .وإما أن تكون َ
فهي خمسة أنواع ولك ّل نوع حكمهُ في الرسم .وإليك بيان ك ّل نوع منها:
األلف في فعل او اسم ُمعرب. ُ تطرفت
( )1و ( )2إن َّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
والحرف المشدَّد يُحسب حرفين ،وكذلك الهمزة التي ُ فإن كانت رابعةً فصاعداً ،كتبتها يا ًء مطلقاً.
عوض بها عن أَلفٍ محذوفة ،مثلُ " :حبلى ودعوى و ُجلَّى و ُجمادى ومستشفى -وأَعطى فوقها مدَّة ٌ ُم َّ
وأَملى ولبّى وحلَّى وآتى وآخى واهتدى وارتضى واستولى واستعلى" .وإال ِّإذا ِّلز َم ،من كتابتها يا ًء،
ع يا َءين ،فتكتب ألفاً ،مثل" :استحيا وأحيا وسجايا ويحيا وزوايا وريّا ود ُنيا .وقد كتبوا "يحيى اجتما ُ
ين ،للتفرقة بين ما هو عل ٌم أو فع ٌل أو صفة .والقو ُل في نحوهما كالقول فيهما. وريّى" علمين ،بيا َء ِّ
()258/1
وإن كانت ثالثة ،فإن كانت منقلبةً عن الواو ،كتبتها ألفاً ،مثل" :العصا والقفا والدُّجا ُّ
والربا والذُّرا
وال ِّعدا -ودعا وغزا وعفا وعال وسما وتال" .وإن كانت منقبلةً عن ياءٍ كتبتها يا ًء ،مثل" :الفتى
والرحى والحمى -ورمى ومشى وهدى وهوى وقضى". والهوى والنَّوى َّ
ً
فقصرته :كالبيضاء والجدعاء ،أو مهموزا ،فس َّهلته :كتوضأ وتجزأ و َملجأ َ ً
وما كان من ذلك ممدودا،
ً
يكتب باأللف التي صارت آخرا ،مثلُ" :البيضا والجدعا وتوضا وتجزا ُ و ُملتجأ ،فال يكتب بالياء ،بل
وملجا وملتجا".
ً ً
الباب كله باأللف ،حمال للخط على اللفظ ،سوا ٌء أكانت األلف ثالثة أم َ يكتب
ُ واعلم أن من النحاة من
فوق الثالثة ،وسوا ٌء أكانت منقلبة عن واو أم عن ياءٍ .قالوا :وهو القياس ،وهو أنفى للغلط .وهذا ما
اختاره أبو علي الفارسي ،كما في شرح أدب الكاتب البن السيد البطليوسي .وهو مذهبٌ سهل ،لكنه
لم يشتهر ،ولم ينتشر .والكتَّاب قديما ً وحديثا ً على خالفه.
اسم مبني ،كتبت ألفاً ،مثلُ" :أنا ومهما" ،إال خمس كلمات منها ،كتبوها األلف في ٍ
ُ تطرفت
( )3إذا َّ
فيها بالياء ،وهي" :أنّى ومتى ولدى واأللى" (اسم موصول بمعنى الذينَ ) وأولى (اسم إشارة للجمع،
كأوالء).
ِّ
األلف في حرف من حروف المعاني ،كتبت ألفاً ،مثل" :لوال وكالّ وهالّ" ،إال أربعةَ ُ ت
( )4إذا تطرف ِّ
أحرف ،كتبوها فيها بالياء .وهي" :إلى وعلى وبلى وحتى".
()259/1
األلف في اسم أعجمي ،كتبت ألفا ً مطلقاً ،ثالثيا ً كان ،أو فوق الثالثي .وال فرق بين ُ تطرفت ( )5إذا َّ
أن يكون من أسماء الناس أو البالد أو غيرهما ،مثلُ" :بُغا ولوقا وتمليخا وزليخا وبحيرا" (وهي
والرها (وهي أسما ُء بلدان) وببْغا (وهي اسم طير)، أعال ُم أناس) ،وأريحا ويافا وحيفا وطنطا ُّ
وموسيقا وارتماطيقا "وهما من مصطلحات الفنون والعلوم" .وكتبوا (بخارى) ،من أسماء البلدان،
بالياء .وكتبوا أربعة من أعالم الناس بالياء أيضاً ،وهي موسى وعيسى ومتَّى وكسرى .ومنهم من
يكتب "متّى" باللف هكذاَ " :متّا".
الوصل والفصل
الوقف عليه ،كالحروف ُ من الكلمات ما ال يصح االبتداء به ،كالضمائر المتصلة ومنها ما ال يصح
الموضوعة على حرف واح ٍد ومنها ما يصح اإلبتداء به والوقف عليه ،وهو كل الكلمات ،إال قليال
منها.
ُ
فما صح االبتداء به والوقفعليه ،وجب فصله عن غيره في الكتابة ،ألنه يستقل بنفسه في النطق،
والحروف الموضوعة على حرفين فأكثر.
َ كاألسماء الظاهرة ،والضمائر المنفصلة ،واألفعال
وجب وصلُهُ بما قبلهُ ،كالضمائر والمتصلة ،ونوني التوكيد ،وعالم ِّة َ وما ال يص ُّح االبتداء به،
التأنيث ،وعالم ِّة التَّثنية ،وعالمة الجمع السالم.
الوقف عليه ،وجب وصلُه بما قبله ،كالضمائر ،ونوني التوكيد ،وعالمة التأنيث، ُ وما ال يص ُّح
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وعالم ِّة التَّثنية ،وعالمة الجمع السالم.
كحروف المعاني الموضوعة على حرفٍ واحدٍ، ِّ الوقف عليه ،وجب وصلُه بما بعده، ُ وما ال يص ُّح
روف المضافة إلى "إذٍ" ال ُمن ََّون ِّة:
ِّ ُّ
والظ يِّ ،وما ُر ّكب مع المائة من اآلحاد :كأربعمائة، والمركب المزج ّ
وجب الفص ُل مثلُ: َ المعوض عنها بالتنوين،
َّ كيومئ ٍذ وحينئذٍ .فإن لم تُن ََّو ْن ،بأن تُذكر الجملة المحذوفة
تخطب".
ُ "رأيتك حين إ ْذ كنتَ
()260/1
النوعين (أي ما يص ُّح االبتدا ُء به ،وما ال يصح الوقف عليه) يجب وصله ،كما رأيتَ ،ألنه ال ِّ وكال
يستق ُّل بنفسه في النطق .والكتابة تكون بتقدير االبتداء بالكلمة والوقف عليها ،كما علمتَ في أول ُ
فصل الخط.
ً ّ
وقد وصوال ،في بعض المواضع ،ما حقهُ أن يكتب منفصال ،كأنهم اعتبروا الكلمتين كلمة واحدة.
وإليك تلك المواضع:
هير" ،وبكلمة "نِّ ْع َم" إذا ُ
يٍ" مثلُ" :أحبُّ أصدقائي ،وال ِّسيَّما ز ٍ ( )1وصلوا "ما" اإلسميّة بكلمة " ِّس ّ
ظكم به" ،فإن سكنت عينها ،وجب الفصلُ ،مثلُ" :نِّ ْع َم ما تفعل". ُكسرت عينُها ،مثلُ" :نِّ ِّع َما يَ ِّع ُ
( )2ووصلوا "ما" الحرفية الزائدة أيًّا كان نوعها ،بما قبلها ،مثلُ" :طالما نصحتُ لك{ ،إنما إلهكم
إلهٌ واحدٌ} ،أتيتُ لكنما أُسامةُ لم يأت{ .ع ّما قليل لَيُص ِّب ُح َّن نادمين}{ .مما خطيئاتِّهم أُغرقوا}{ .أيّما
تجلس إجلس .إما تجته ْد تنجح{ .إنه ٌّ
لحق مثلما أنكم ْ ي .أينما األجلين قضيتُ } .فال عدوان عل ّ ِّ
تنطقون} .اجته ْد كيما تنجح".
سلَفُكَ الصالح"، ( )3وصلوا "ما" المصدرية بكلمة "مثل" مثل" :اعتص ْم بالحق مثلما اعتصم به َ
الشمس"،
ُ "جئتُ حينما طلعت ْث" ،مثل" :انتظرني َريْثنما آتيك" ،وبكلمة "حين" مثلِّ : "ري َ وبكلمة َ
وبكلمة "كل" مثل{" :كلما أضا َء لهم َمش َْوا فيه} .كلما زرتني أكرمتك"" .وما" بعد ك ٍّل" مصدرية
ظرفية.
الجارتين
َّ وعن بمن َّة، ي شرط أو ،ً ة موصوفي أو ، ً ةّ ي موصول أو كانت، ً ةاستفهامي "نْ م
َ " وصلوا ()4
َثق به" .والموصوفيّةَ مثل: العلم ع َّمن ت ُ
َ "ممن أنت تشكو؟" والموصوليَّة مثلُُ " :خ ِّذ فاالستفهاميّة مثلِّ :
ب لك يؤْ ذيك" ،أي من رج ٍل محبّ ٍ لك .والشرطيّةُ مثلُِّ :م ّمن ت َبتع ْد ابتعدْ ،و َع ّمن " َعجبتُ م ّمن ُمح ٍ
رض عنه. َ
ترض عنه أ َ َ َ َ َ
أرض" ،أي من تبتع ْد عنه أنتَ أبتعد عنه أنا ،ومن َ ترض
َ
ترغب أن يكون معك؟ .فيمن ترى الخير؟". ُ الجارة ،مثل" :فيمن َّ وصلوا ( َمن) اإلستفهاميّة بفي
()261/1
ع
"ويجب أال تدَ َ
ُ ( )5وصلوا "ال" بكلمة "أن" الناصبة للمضارع ،مثل{ :لئال يعلم أه ُل الكتاب}
الجارة وأال تسبقها ،كما رأيت.
َّ لليأس سبيال إلى نفسك" .وال فرق بين أن تسبقها ال ُم التعليل
هذا مذهب الجمهور .وذهب أبو حيّانَ ومن تابعه إلى وجوب الفصل قال :وهو الصحيح ،ألنه
األصل ،مثل" :يجب أن ال تهمل".
فإن لم تكن "أن" ناصبة للمضارع ،وجب الفصل ،كأن تكون مخففة من "أن" المشددةِّ ،مثل" :أش َهدُ
تخف".
ْ أَن ال إِّلهَ إال هللاُ" أي أنه ،أن تكون تفسيرية ،مثلُ" :قُ ْل له :أن
َنصروه فقد نَصرهُ ( )6وصلوا "ال" بكلمة "إن" الشرطية الجازمة ،مثلُ{ :إال تفعلوه تكن فتنةٌ ،إال ت ُ
هللا}.
ج ،ومنهم من يوجب الفصل. ( )7منهم من يص ُل "ال" بكلمة "كي" ،مثلُ" :لكيال يكون عليك حر ٌ
واألمران جائزان .وقد جاء الوص ُل والفص ُل في القرآن الكريم ،وقد ُوصلت في المصحف في أربعة
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
مواضع ،منها{ :لكيال يكون عليك حر ٌج} ومن الفصل قوله تعالى{ :لكي ال يكون على المؤمنين
حر ٌج} وقوله{ :كي ال يكون دولةً بين األغنياء منكم}.
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( مباحث الفعل
اإلعرابية ) ضمن العنوان ( المبني والمعرب من األفعال )
ب منه إال ما أشبه االسم ،وهو الفعل المضارع الذي لم تتصل به نونا التوكيد ُعر ُ
الفعل كله مبني .وال ي َ
وال نون ال ِّنّسوة.
وهذا الشبه إنما يقع بينه وبين اسم الفاعل .وهو يكون بينهما من جهتي اللفظ والمعنى.
فيكتب :على وزن
ُ أما من جهة اللفظ ،فألنهما متفقان على عدد األحرف والحركات والسكنات
فألن كالًّ منهما يكون للحال واالستقبال
َّ ُكر ُم) .وأما من جهة المعنى
كر ٌم على وزن (ي َ
(كاتب) و ُم ِّ
وباعتبار هذه المشابهة يس ّمى هذا الفعل ( ُمضارعاً) ،أي مشابهاً ،فإن المضارعة معناها المشابهةُ،
ع هذا" ،أي يشابهه. يُقال" :هذا يُضار ُ
()262/1
فإن اتصلت به نون التوكيد ،أو نون النسوة ،بُني ،ألن هذه النُّونات من خصائص األفعال ،فاتصالُهُ
يهن يُب ِّعدُ شَبههُ باسم الفاعل فيرج ُع إلى البناء الذي هو أَصل في األفعال.
َّ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( مباحث الفعل
اإلعرابية ) ضمن العنوان ( بناء الفعل الماضي )
يبنى الماضي على الفتح ،وهو األص ُل في بنائه ،نحو" :كتب" .فإن كان معت َّل اآلخر باأللف ،كرمى،
آخره ،الجتماع الساكنين: فتح مقدَّر على آخره .فإن اتصلت به تاء التأنيثُ ،حذف ُ ودعا ،بني على ٍ
ْ ْ ْ ْ
األلف والتاء ،نحو" :ردت ودعت" واألصل "رمات ودعات" .ويكون بناؤه على فتح مقدّر على ِّ
األلف المحذوفة اللتقاء الساكنين.
وليست حركة ما قبل تاء التأنيث هنا حركة بناء الماضي على الفتح ،ألن حركة البناء -كحركة
اإلعراب -ال تكون إال على األحرف األخيرة من الكلمة والحرف األخير هنا محذوف كما رأيت).
كسر َو ْ
ت ُ وإن كان معتل اآلخر بالواو أَو الياء ،فهو كالصحيح اآلخر -مبني على فتح ظاهر:
ورضيَ ْ
ت.
حرف َمد وهو يقتضي أن يكون قبلهُ حركةٌ ُ ويبنى على الضم إن اتصلت به واو الجماعة ،ألنها
تجانسهُ ،فيبنى على الضم لمناسبة الواو نحو" :كتبوا".
عوا،
موا ودَ ْ كر ْ ً
فإن كان معت َّل اآلخر باأللف ،حذفت اللتقاء الساكنين ،وبقي ما قبل الواو مفتوحاَ ،
ودعاوا" ويكون حينئذ مبنيا ً على ضم ُمقدر على األلف المحذوفة. ْ "رماوا
واألصلَ :
(وليست حركة ما قبل الواو حركة بناء الماضي على الفتح ،ألن الماضي مع واو الجماعة يبنى على
الضم ،وألن حركة البناء كما قدمنا ،إنما تكون على الحرف األخير والحرف األخير هنا محذوف كما
علمت).
آخره وض َّم ما قبله بعد حذفه ،ليناسب واو الجماعة، وإن كان معت ّل اآلخر بالواو ،أو الياءُ ،حذف ُ
َ
ورضيُوا" وبوزن " ُكتِّبوا وظ ُرفوا
وسرووا َ
ُ ضوا" ،واألصل" :دُعيُوا ور ُ وسروا َ
ُ عوا
نحو" :دُ ُ
وفرحوا". ِّ
()263/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(استثقلت الضمة على الواو والياء فحذفت ،دفعا ً للثقل ،فاجتمع ساكنان :حرف العلة و واو الجماعة،
فحذف حرف العلة ،منعا ً اللتقاء الساكنين ،ثم حرك ما قبل واو الجماعة بالضم ليناسبها .فبناء مثل ما
ذكر ،إنما هو ضم مقدر على حرف العلة المحذوف الجتماع الساكنين ،فليست حركة ما قبل الواو
هنا حركة بناء الماضي على الضم وإنما هي حركة اقتضتها المناسبة للواو ،بعد حذف الحرف
األخير .الذي يحمل ضمة البناء.
ويبنى على السكون إن اتصل به ضمير رفع متحرك ،كراهية اجتماع أربع حركات متواليات فيما
هو كالكلمة الواحدة ،نحو :كتبتُ وكتبتَ وكتب ِّ
ت وكتبنَ وكتبنا".
(وذلك ألن الفعل والفاعل المضمر المتصل كالشيء الواحد ،وإن كانا كلمتين ،ألن الضمير المتصل
بفعله يحسب كالجزء منه .وأما نحو" :أكرمت واستخرجت" مما ال تتولى فيه أَربع حركات ،أن بني
على الفتح مع الرفع المتحرك "فقد حمل في بنائه على السكون على ما تتوالى فيه الحركات األربع،
لتكون قاعدة بناء الماضي مطردة).
وإذا اتصل الفع ُل المعت ُل اآلخر باأللف ،بضمير رفع متحرك ،قلبت أَلفه ياء ،إن كانت رابعة
فصاعداً ،أو كانت ثالثة أصلها الياء .نحو" :أعطيتُ واستحيَيتُ وأَتيتُ .فإن كانت ثالثة اصلها الواو
ردَّت اليها ،نحو" :علوتُ وسموتُ ".
فإن كان معت ّل اآلخر بالواو او الياء ،بقي على حاله ،نحو" :سروتُ ورضيتُ ".
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( مباحث الفعل
اإلعرابية ) ضمن العنوان ( بناء األَمر )
يُبنى األمر على السكون وهو األصل في بنائه ،وذلك إن اتصل بنون النسوة ،نحو( :اكتبن) ،أو كان
صحيح اآلخر ولم يتصل به شيء :كاكتبْ .
وارم.
ِّ وعلى حذف آخره ،إن كان معتل اآلخر ،ولم يتصل به شيء :كان ُج واس َع
وعلى حذف النون ،إن كان متصال بألف االثنين ،أو واو الجماعة ،أو ياء المخاطبة :كاكتبا ،واكتبوا،
واكتبي.
وعلى الفتح ،إن اتصلت به إحدى نوني التوكيد :كاتُبَ ْن واكتُبَ ّن.
()264/1
وإذا اتصلت نون التوكيد المشددة بضمير التثنية ،أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة في األمر ثبتت
"اكتبان" ،وحذفت الواو والياء ،حذرا ً من التقاء الساكنين ،نحو:
َّ وكسرت النون نحو:
َ األلف معها،
ً
"اكتب َُّن واكتبِّ َّن" .ويبقى األمر مبنيا على حذف النون .والضمير المحذوف اللتقاء الساكنين هو
الفاعل.
ُ ْ ُ َ َّ
وكذا إن اتصلت النون المخففة بالواو أو الياء ،كاكتبن واكتبِّن .أما باأللف فال تتصل ،فال يقالُ:
اكتبان.
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( مباحث الفعل
اإلعرابية ) ضمن العنوان ( إعراب المضارع وبناؤه )
إذا انتظم الفعل المضارع في الجملة ،فهو إما مرفوع أو منصوب ،أو مجزوم .وإعرابُه إما لفظي،
وإما تقديري ،وإما محلي.
قدر من يقضي بالحق"، وعالمة رفعه الضمةُ ظاهرة ،نحو( :يفوز المتقون) ،أو مقد ََّرة نحو" :يعلو ُ
ُ ً
ونحو" :يَخشى العاقل ربّهُ".
وعالمة نصبه الفتحة :ظاهرة ،نحو" :لن أقول إال الحق" ،أو مقدرة ،نحو" :لن أخشى إال هللا".
وعالمة جزمه السكون نحو" :لم يَل ْد ولم يُولدْ".
وإنما يعرب المضارع بالضمة رفعاً ،وبالفتحة نصباً ،وبالسكون جزما ً إن كان صحيح اآلخر ،ولم
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
يتصل بآخره شيء.
يرم ،ولم يدعُ".
ِّ ولم ، ع س
َ َ ي "لم نحو: آخره بحذف جزم شيء به متصل غير اآلخر فإن كان معتل
وتكون عالمة جزمه حذف اآلخر.
وإن اتصل بآخره ضمير التثنية أو واو الجماعة ،أو ياء المخاطبة ،فهو معربٌ بالحرف ،بالنون
رفعاً ،نحو" :يكتبان ويكتبون وتكتبين" وبحذفها جزما ً ونصباً ،نحو" :إن يَلزَ ُموا معصية هللاِّ ،فلن
يفوزوا برضاه".
ين على الفتح نحو" :يكتُبَ ْن وإن اتصلت به إحدى نوني التوكيد ،أو نون النسوة ،فهو مبني ،مع األوليَ ِّ
َبن" ،ومع الثالثة على السكون نحو" :الفتيات يكتْبنَ :ويكون رفعه ونصبه وجزمه حينئذ محلياً. ويكت َّ
()265/1
ياء
فص َل بينهما بضمير التثنية ،أو واو الجماعة ،أو ِّ بنون التوكي ِّد مباشرة ً بل ِِّّ آخره
فإن لم يتصل ُ
ً ً ً
المخاطب ِّة ،لم يكن مبنيا ،بل يكونُ ُمعربا بالنون رفعا ،وبحذفها نصبا وجزما .وال فرق بين أن يكون ً ً
"يكتبان" أو تقديريًّا نحو" :يكتُب َُّن وتكتُبِّ َّن ،ألن األصل "ت َكتبون ََّن وتكتُبين ََّن". ّ الفاص ُل لفظيًّا ،نحو:
(حذفت نون الرفع ،كراهية اجتماع ثالث نونات :نون الرفع ونون التوكيد المشددة ثم حذفت واو
الجماعة وياء المخاطبة ،كراهية اجتماع ساكنين :الضمير والنون األولى من النون المشددة).
األلف و ُحذفت نون الرفع ،دفعا ً ُ ت
أن نونَ التوكي ِّد المشدَّدة َ ،إن وقعت بعدَ ألف الضمير ،ثبت ِّ واعلم َّ
الرفع بعدَ ضمير ال ُمثنَّى ،نحو: ِّ س ُر بعدَها تشبيها ً لها بنون غير أن نونَ التوكي ِّد تُك َ لتوالي النوناتَِّ ،
بان". "يكت ُ ِّّ
الرفع دفعا لتوالي األمثال .أما الواو ً ِّ وإن وقعت بعدَ واو الجماعة ،أو ياء المخاطب ِّةُ ،حذفت نون
واو الجماعة ،وكسِّرت ياء المخاطبة ،وب ِّقي ما ض ّمت ُ والياء ،فإن كانت حركةُ ما قبلَهما الفت َح ثبتتا ،و ُ
وترضينَ " .وإن كان ما قَب َل الواو ِّ ضين" :تخش َُو َّن قبلهما مفتوحا ً على حاله ،فتقو ُل في يَخش َْون وت َر َ
ت حركةُ ما قبلهما ،فتقو ُل في مضموماً ،وما قبل الياء مكسورا ً ُح ِّذفَتا .حذرا ً من التقاء الساكنين ،وبَقيَ ْ
وتغز َّن". ِّ ُ
وتغز َّن تكتُبونَ وتكتُبينَ وتغزونَ وتغزين" :تكت ُ َّ
بين وتكت ِّب َّن
شدة ُ وجب الفص ُل بينهما بألفٍ ،كراهية توالي النونات ،نحو: وإذا َولي نونَ ال ِّنّسو ِّة نونُ التوكيد الم َّ
ْنان" أما النونُ المخففةُ فال ت َل َح ُق نونَ النسوة. "يكتب ِّّ
وحكم نوني التوكيدِّ ،م َع فعل األمر ،كحكمهما م َع المضارع في كل ما تقد ّم.
ـــــ
المضارع المرفوع
جازم.
ٍ ب أو
تجرده من ناص ٍ والجوازم .ورافعُهُ إنما هو ُّ ِّ تجردَ من النواصب يُرفع المضارعُ ،إذا َّ
()266/1
(فالتجرد هو عامل الرفع فيه ،فهو الذي أوجب رفعه .وهو عامل معنوي ،كما أن العامل في نصبه
وجزمه هو عامل لفظي ألنه ملفوظ.
َّ
نحو" :الجتهدن" ونحو: ًّ
وهو يُرف ُع إما لفظاً ،وإما تقديراً ،كما سلف ،وإما محال ،إن كان مبنيًّاُ ،
"الفتياتُ يجتهدْن"
المضارع المنصوب ونواصبه
ع إذا سبقتهُ إحدى النواصب. ُنصب المضار ُُ ي
سلف ،وإما محالًّ ،إن كان مبنيًّا مثل" :على األمها ِّ
ت أن يَعنينَ َ ُنصب إما لفظاً ،وإما تقديراً ،كما
ُ وهو ي
َّ
بأوالدهن".
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ونواصب المضارع أربعةُ أحرفٍ ،وهي: ُ
ُخفف عنكم}.
َ ي ن َ أ ُ هللا ُ د ُري ي{ : نحو
َ واستقبال، ب
ٍ ونص ةٍ ي صدر
ِّ م
ُ َ حرف وهي (ْ )1
أن،
وسميت مصدرية ،ألنها تجع ُل ما بعدها في تأويل مصدر ،فتأويل اآلية" :يريد هللا التخفيف عنكم":
وسميت حرف نصب ،لنصبها المضارع .وسميت حرف استقبال ،ألنها تجعل المضارع خالصا ً
لالستقبال .وكذلك جميع نواصب المضارع تمحضه االستقبال بعد أن كان يحتمل الحال واالستقبال".
والعلم الجازم. ِّ اليقين
ِّ وال ت َق ُع بعد فع ٍل بمعنى
"أن" ،والفعل بعدها مرفوعٌ ،نحو{ :أفال يَ َر ْونَ ْ
أن ٌ َّ
فهي ُمخففة من َّ فإن وقعت بعدَ ما يدُ ُّل على اليقينَ ،
رج ُع إليهم قوالً} ،أي أنهُ ال يَرجع. ال يَ ِّ
ً َّ
ظن أو شبه ِّه ،جازَ أن تكون ناصبة للمضارعِّ ،وجازَ أن تكونَ مخففة من ّ ُّ
وإن وقعت بعدَ ما يدُل على ٍ ْ
ت اآليةُ{ :و َحسِّبوا أَالّ تكونَ فتنةٌ} ،بنصب "تكون" ،على ّ
أن ِّ َِّ ئ ر ُ ق وقد المشدَّدَة ،فالفع ُل بعدَها مرفوعٌ.
"أن" ناصبةٌ للمضارعِّ ،وبرفعه على أنها مخففةٌ من "أن" .والنصب أَرجح عندَ َع ِّ
دم الفص ِّل بينها ْ
والنصب سوا ٌء عند الفصل بها ،كاآليةُ ُتركوا} والرف ُع الناس أن ي َ ُ ِّب
وبين الفع ِّل بال ،نحو{ :أحس َ
"أن" محفَّفةً منوسوف ،تعيَّنَ الرف ُع ،وأن تكونَ ْ َ ص َل بينهما بغير "ال" كقَ ْد والسين األولى .فإن فُ ِّ
سوف تقو ُم". َ َ َ َ َ َ
ال ُمشدَّدة ،نحو" :ظننت أ ْن قد تقو ُم ،أو أن ستقو ُم ،أو أ ْن
()267/1
َّ واعل ْم َّ َ
مع في حصولما بعدها ،فجاز أن "أن" الناصبةَ للمضارع ،ال تُستعم ُل إالّ في مقام الرجاء والط ِّ
وقوعها بعد أفعا ِّل اليقين والعلم الظن و ِّشبهه ،وبعد ما ال يدل على يقين أو ظن ،وامتنع ُ ّ أن تق َع بعد
َّ
تتعلق بالمحقق ،ال يناسبُها ما يد ُّل على غير محقق ،وإنما يناسبُها َّ ُ الجازم ،ألن هذه األفعا َل إنما
ّ ُ
التوكيدُ ،ف ِّلذا وجب أن تكون "أن" الواقعة ُمخ ِّففة من ال ُمشدَّدة المفيدةِّ للتوكيد.
وسوف في إثباته .وهي َ ب واستقبال ،فهي في نفي المستقبل كالسين حرف نفي ٍ ونص ٍُ لن ،وهي: (ْ )2
تفيدُ تأكيدَ النفي ال تأييدَهُ وأما قولهُ تعالى :لَ ْن يَخلُقوا ذُباباً ،فمفهوم التأيي ِّد ليس من "لن" ،وإنما هو من
ألن الخلقَ خاص باهلل وحدَهُ. داللة خارجيّةَّ ،
(وهي على الصحيح ،مركبة من "ال" النافية و "أ َ ْن" المصدرية الناصبة للمضارع وصلت همزتها
تخفيفا ً وحذفت خطا ً تبعا ً لحذفها .وقد صارتا كلمة واحدة لنفي الفعل في االستقبال).
ب واستقبا ٍل ،تقولُِّ " :إذَ ْن تُف ِّل َح" ،جوابا ً لمن قال" :سأجتهدُ". ب وجزاءٍ ونص ٍ حرف جوا ٍ ُ (إذَ ْن ،وهي:
حرف جزاء ،ألن الكالم َ ق .وسميت ب ألنها تق ُع في كالم يكون جوابا ً لكالم ساب ٍ حرف جوا ٍ َ ْ
سميت وقد
الداخلة عليه يكون جزا ًء لمضمون الكالم السابق .وقد تكون للجواب المحض الذي ال جزا َء فيه ،كأن
"إذن أَظنك صادقاً" ،فظنكَ الصدقَ فيه ليس فيه معنى الجزاء ْ لشخص" :إني أحبك" ،فيقول: ٍ تقو َل
لقوله" :إني أحبكَ ".
وأصلها ،عند التحقيق ،إما "إذا" الشرطية الظرفية ،حذف شرطها وعوض عنه بتنوين العوض،
فجرت مجرى الحروف بعد ذلك :ونصبوا بها المضارع ،ألنه إن قيل لك "آتيك" ،فقلت "إذن
أَكرمك" ،فالمعنى إذا جئتني ،أَو إذا كان األمر كذلك أكرمك .وإما مركبة من "إذ" و "إن"
المصدرية ،فإن قال قائل" :أَزورك" .فقلت" :إذن أكرمك" فاألصل" :إذ إن تزورني أكرمك" ثم
ضمنت معنى الجواب والجزاء.
()268/1
أَما كتابتها فالشائع أَن تكتب بالنون عاملة ومهملة .وقيل :تكتب بالنون عاملة .وباأللف منونة مهملة.
أَما عند الوقف فالصحيح أَن تبدل نونها أَلفا ً تشبيها ً لها بتنوين المنصوب ،كما أَبدلوا نون التوكيد
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الخفيفة أَلفا ً عند الوقف كذلك .أَما رسمها في المصحف فهو باأللف عاملة ومهملة .ورسم المصحف
ال يقاس عليه ،كخط العروضيين .وقد سبق الكالم على ذلك).
ع إال بثالثة شروطٍ .
تنصب المضار َُ وهي ال
تعلق بما بعدها .وذلك ٌ بحيث ال يسبقها شي ٌء له ُ صدر جملتها، ِّ األولُ :أَن تكونَ في صدر الكالم ،أَي
نحو" :إن تُزرني إذَ ْنجواب شرطٍ ُ ، َ َ ُ َ
كأن يكونَ ما بعدَها خبرا ً لما قبلها ونحو" :أنا إذَ ْن أكافِّئُكَ " أو
"إذن" علىْ قسم ،نحو" :وهللاِّ إذَ ْن ال أَفعلُ" .فإن قلتَ " :إذَ ْن وهللاِّ ال أفعلَ" ،فقدَّمتَ
َ أَزركَ " أَو جواب َ
القسم ،نصبتَ الفع َل لتصد ُِّّرها في صدر جملتها.
ومن عدم تصدرها ،لوقوعها جواب قسم ،قو ُل الشاعر:
ُ ُ زيز بِّ ِّمثْلها * وأَم َكنني منهاْ ،
إذن ال أقِّيلها* *لئِّن جادَ لي عبدُ العَ ِّ
(فقد رفع "أقيل" ألن "إذن" لم تتصدر ،لكونها في جواب قسم مقدر ،دلت عليه الالم التي قبل ّ
"إن"
الشرطية .والتقدير :وهللا لئن جاد لي" .وجواب الشرط محذوف لداللة جواب القسم عليه .وقد أهملت
"إذن" لوقوعها بين القسم وجوابه ،ال بين الشرط وجوابه ،كما قاله بعضهم ،ألنه إذا اجتمع شرط
وقسم ،فالجواب للسابق منهما .وجواب المتأخر محذوف ،لداللة جواب اآلخر عليه).
()269/1
النصب .والرفع هو الغالب .ومن النصب قوله تعالى (في ُ الواو أَو الفا ُء ،جاز الرفع وجاز ُ وإذا سبقتها
األرض ليُخرجوك منها ،وإذا ً ال يَلبَثوا خالفَكَ ِّإال ِّ قراءةِّ غي ِّر السبعة){ :وإن كادوا لَيَستفزونكَ من
ُ َ
الناس نَقيراً} وقرأ السبعة{ :وإذا ً ال يلبثون ... َ قليال" ،وقوله{ :أَم لهم نصيبٌ من ال ُملك ،فإذا ً ال يؤْ توا
وإذا ً ال يؤتون} ،بالرفع .وإذا قلت" :إن تجتهد تنجح ،وإذن تفرح" ،جزمت "تفرح" ،وأَلغيتَ "إذن"،
التقدير" :إن تجتهد تنجحْ وتفرحْ " ،وذلك لعدم ُ إِّن أَردتَ َعطفَه على الجواب "تنجح" ،فيكون
تصدرها ،ورفعته أَو نصبتَهُ ،إن أَردتَ العطف على جملتي الشرط والجواب معاً ،ألنهما كالجملة
الواحدة .وإنما جاز الوجهان ،لوقوعها بعد الواو .ويكون العطف من باب الجمل ،ال من باب عطف
صدر جملة مستقلة مسبوقة بالواو ،فيجوز الوجهان .رفع الفعل ونصبه. َ المفردات .فتكون حينئ ٍذ
جازم ،فتجز ُمه ،كما شرط ٍ
ِّ جواب
َ فإن كان شي ٌء من ذلك أَليغتها ورفعتَ الفع َل بعدها ،إال إن كان
رأَيتَ ،ونحو" :إن تجته ْد ِّإذَن ت َ ْلقَ خيراً" .فعد ُم التَّصدير ،المان ُع من إعمالها ،إنما يكون في هذه
غير.
المواضع الثالثة ،ال ُِّ
إذن أظنكَ صادقاً" جوابا ً لمن قال لك" :إني َ الثاني :أَن يكون الفع ُل بعدها خالصا ً لالستقبا ِّل ،فإن قلتَ ْ :
أُحبك" ،رفعتَ الفع َل ألنه للحال.
القسم و (ال) النافية ،فإن قلتَ " :إذَ ْن هم يقومون ِّ ص َل بينهما وبينَ الفعل بفاص ٍل غير الثالث :أالّ يُف َ
ُ
بالواجب" .جوابا ً لمن قال" :يجود األغنياء بالمال في سبيل العلم" ،كان الفع ُل مضارعاً ،للفصل
بينهما بغير الفواصل الجائزة.
(سأزورك) فإذَ ْن هنا ُ لك قال من جواب في ك"، نتظر
َ َ أ نْ َ ذ"إ قولك: ُ
ط ومثال ما اجتمعت فيه الشرو
خالص لالستقبال .وليس بينها وبينه فاصل. ٌ مصدَّرةٌ ،والفع ُل بعدَها
كر َمكَ " ُ
بالقسم ،أو "ال" النافية ،فالفع ُل بعدها منصوبٌ .فاألو ُل نحو" :إذَ ْن وهللاِّ أ ِّ ِّ فإن فُص َل بينهما
وقو ِّل الشاعر:
()270/1
ب* ِّيب ِّ ّ
الط ْف َل من قَ ْب ِّل ال َمشي ِّ ب * تُش ُ *إذَ ْن ،وهللاِّ ،ن ِّ
َرميَ ُه ْم بِّ َح ْر ٍ
والثاني نحو" :إذَ ْن ال أجيئَكَ ".
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
هير تنج َح" ،جوابا ً
بعض النحاةِّ الفص َل بينهما -في حال النصب -بالنداء ،نحو" :إذَ ْن يا ُز ُ ُ وأجاز
والجار والمجرور .فاألو ُل نحو" :إذَ ْن ّ بالظرف ً ا يض َ أ ل
َ الفص عصفور
ٍ ابنُ جاز َ وأ ُ". د"سأجته لقوله:
ضه ُم شروط إعمالها والفواص َل بالجدّ تبلُ َغ المجدَ" .وقد جم َع بع ُ يوم ال َجمع ِّة أجيئَكَ " والثاني نحو "إذَ ْن ِّ َ
الجائزة َ بقوله:
عمل "إذَ ْن" إذا أتتكَ أ َ َّوال * وسُقتَ فعال بعدها ُمستّقبال* *أ َ ْ
تفصال * إالّ بِّحلَفٍ أو نداءٍ أَو بِّال* *واحذَر ،إذا أَعملت َها ،أَن ِّ
رئيس النُّبال*
ِّ صفور
ٍ ع
ابن ُ بمجرور على * رأي ِّ ِّ ٍ *وافص ْل بِّظرفٍ أوِّ
وبعضهم يُهم ُل "إذن" ،م َع استيفائها شروط العمل .حكى ذلك سيبويه عن بعض العرب .وذلك هو َ
تباشر األفعال ،كما ُ صةٍ ،ألنها غير مخت َّصة .و "إذن" ُ القياس .ألن الحروف ال تعمل إال إذا كانت مخت َّ
اليتيم؟ إذن أنتَ رج ٌل كري ٌم". َ علمتَ ،واألسما َء ،مثل" :أَأَنتَ ت ُ ِّ
كر ُم
"أن" ،تجعل ما بعدها في تأويل ب واستقبال .فهي مثلْ : ( )4كي ،وهي :حرف َمصدريَّ ٍة ونص ٍ
بمصدر مجرو ٍر
ٍ مؤ َّول مصدر .فإذا قلتَ " :جئتُ ليك أتعلَّ َم" ،فالتأويلُ" :جئتُ للتعلُّم" وما بعدها َ
بالالّ ِّم.
س ْوا على ما فاتكم} .فإن لم تسبقها ،فهي نحو{ :لكيال تأ َ الجر ال ُمفيدة ُ للتعليلُ ، ّ والغالب أن تسبقها ال ُم
ُ
َ
الجر بالالم المقدَّرة ،أ يكونُ ّ المؤو ُل حينئذ في موضع َّ المصدر
ُ ُمقدَّرةٌ ،نحو" :است ِّقم ك ْي تُفل َح" ويكون
منصوبا ً على نزع الخافض.
بأن ُمضْمرة ً صب ْ النّ ُ
ف عنكم" ،و ُمقدَّرةً، تنصب ظاهرةً ،نحو" :يريدُ هللا أن يُخ ِّفّ َ ُ قد اختصت "أن" من بين أخواتها بأنها
نحو{ :يُريدُ هللاُ ليُبيّنَ لكم} أي ألن يُبينَ لكم.
ب.
جائز وواج ٍ ٍ ضربين:
ِّ و ِّإضمارها على
(ِّ )1إضمار أن جوازا ً
"أن" جوازا ً بعد ست ِّة أحرفٍ : تقَدَّر ْ
()271/1
الجارة ،التي يكونُ ما بعدها علةً لما قبلها وسببا ًّ الم التعليل أيضاً ،وهي :الالم ( )1ال ُم كي (وتسمى َ
له ،فيكون ما قبلها مقصودا ً لحصول ما بعدها ،نحو" :وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس".
يجوز إضمار (أن) بعدها إذا لم تقترن بال النافية أو الزائدة. ُ وإنما
ٌ
إظهارها .فالنافية نحو" :لئال يكون للناس على هللا ُح َّجة" والزائدة نحو: ُ فإن اقترنت باحداهما ،وجب
"لئال يعلم أه ُل الكتاب".
ً
الجارة التي يكونُ ما بعدها عاقبة لما قبلها ونتيجة له ،ال علة في َّ ( )2الم العاقب ِّة ،وهي "الالم
والم المآل ،والم النتيجة
َ حصوله ،وسببا ً في اإلقدام عليه ،كما في الم ِّكي .وتسمى الم الصيرورة،
طه آ ُل فرعون ليكون لهم عدوا ً وحزناً". أيضاً" ،نحو" :فالتق َ
(والفعل .بعد هاتين الالمين ،في تأويل مصدر مجرور بهما .و "أن" المقدرة هي التي سبكته في
المصدر ،فتدقير قولك :جئت ألتعلم( :جئت للتعلم) .والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما .واعلم
أن الكوفيين يقولون :إن النصب إنما هو بالم كي والم العاقبة .ال بأن مضمرة .وهو مذهب سهل خال
من التكلف .وعليه مشينا في كتبنا المدرسية ،تسهيال على الطالب).
( 3و 4و 5و 6الواو والفا ُء وثم وأو العاطفات إنما ينصب الفعل بعدهن بأن مضمرة ،إذا لزم عطفه
محض ،أي جامد غير مشتق ،وليس في تأويل الفعل ،كالمصدر وغيره من األسماء ٍ اسم
على ٍ
ُعطف إال على الفعل ،أو على اسم هو في معنى الفعل وتأويله ،كأسماء األفعال ُ الجامدة ،ألن الفعل ال ي
محض قُدّرت (أَن)
ٍ اسم
ٍ على هَ ف عط فيه ى اقتض موضع في ُ
ل الفع وقع فإن الفعل والصفات التي في
المؤول بها هو المعطوف على اسم قبلها. ّ المصدر
ُ بينه وبين حرف العطف ،وكان
سلم" ،والتأويلُ" :يأبى الفرار ،والسالمة"، سلم" ،أي" :وأن يَ َ الفرار ويَ ََ فمثا ُل الواو" :يأبى الشجا ُ
ع
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ويلطف بي لهلكتُ " أي :وأن يل ُ
طف بي .والتأويل :لوال هللا ولطفهُ بي .ومنه قو ُل َ ونحو" :لوال هللا
ميسون:
()272/1
وف* ي ِّم ْن لُب ِّْس الشفُ ِّ عباءةٍ وتَقَ َّر عيْني * أَحبُّ إل َّ *ولُبْس ُ َ
بس عباءة وقرة ُ عيني. ُ ُ ل أي:
"خير من راحتك فحرمانك ٌ أي: "، َ دالقص فتحرم
َ راحتك من خير
ٌ ،َ دالمج ل
َ تناَ ف ُك، ب "تع الفاء: ومثا ُل
القصدَ".
ومنه قول الشاعر:
ب* ُ
*ولوال ت َوق ُع ُم ْعت ٍ َّر فأرضيَهُ * ما كنت أوثِّ ُر إترابا ً على ت ََر ِّ
أي :لوال توقع معتز فإرضاؤه.
َ
ومثال( :ثم)" :يرضى الجبا ُن بالهوان ثم يَسلم" ،أي" :يرضى بالهوان ثم السالم ِّة" ومنه قول
الشاعر:
ب لما عافت البقر* ُضر ُ َّ َ
سليْكا ،ثم اع ِّقلهُ * كالث ْو ِّر ي َ َ ْ
*إني وقتلي ُ
سليكا ثم عقلي إياهُ: أي :قتلي ُ
ومثال (أَو)" :الموتُ أَو يبل َغ اإلنسانُ مأ َملَهُ أَفضلُ" أي" :الموت أَو بُلوغهُ األم َل أَفضلُ" ومنه قوله
ب ،أَو يُر ِّس َل رسوال} ،أي" :إال وحياً، تعالى{ :ما كان لبشر أن يكلمه هللا إال وحياً ،أَو من وراء حجا ٍ
أَو إرسا َل رسو ٍل".
مؤ َّو ٌل بمصدر معطوف على االسم قبلهُ، فإن في جميع ما تقدم ،مقدَّرة .والفعل منصوب بها ،وهو َ ْ
َ
كما رأيت.
( )2اضمار "أن" وجوبا ً
(أن) وجوبا ً بعد خمسة أحرف: تُقد َُّر ْ
( )1الم الجحود "وسماها بعضهم المض النفي ،وهي ال ُم الجر التي تقع بعد (ما كان) أو (لم يكن)
ليغفر لهم}.
َ الناقصتين" ،نحو" :ما كان هللا ليظل َمهم" ،ونحو{ :لم يكن هللا
(فيظلم ويغفر :منصوبان بأن مضمرة وجوباً ،والفعل بعدها مؤول بمصدرمجرور بالالم .وخبر كان
ويكن مقدر .والجار والمجرور متعلقان :بخبرها المقدر والتقدير" :ما كان هللا مريدا ً لظلمهم ،ولم يكن
مريدا ً لتعذيبهم".
ليعصي
َ فإن كانتا تامتين ،جاز (إظهار (أن) بعدها ،ألنها حينئذ الم التعليل نحو" :ما كان اإلنسانُ
َربَّهُ ،أَو ألن يعصيهُ" ،أَي :ما ُوجد ليعصيه:
( )2فاء السببِّيّة "وهي التي تفيد أَن ما قبلها سببٌ لما بعدها ،وأَن ما بعدها مسببٌ عما قَبلها" ،كقوله
تطغوا فيه فيح َّل عليكم غضبي}. ْ تعالى{ :كلوا من طيبات ما رزقناكم وال
()273/1
(فإن لم تكن الفاء للسببية ،بل كانت للعطف على الفعل قبلها ،أو كانت لالستئناف لم ينصب الفعل
بعدها بأن مضمرة .بل يعرب في الحالة األولى باعراب ما عطف عليه ،كقوله تعالى{ :ال يؤذن لهم
فيعتذرون} ،أي ليس هناك إذن لهم وال اعتذار منهم :ويرفع في الحالة األخرى ،كقوله سبحانه{ :إنما
أمره إذا أراد شيئا ً أن يقول له :كن فيكون} أي" :فهو يكون إذا أَراده" فجملة "يكون" ليست داخلة في
مقول القول ،بل هي جملة مستقلة مستأنفة .ومنه قول الشاعر:
*ألم تسأل الربع القواء فينطق * وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق*
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(أَي :فهو ينطق إن سألته):
( )3واو المعيّ ِّة "وهي التي تُفيدُ حصو َل ما قبلها مع ما بعدها ،فهي بمعنى ( َم َع) تُفيد المصاحبةَ"
كقول الشاعر:
ار عليكَ ،إذا فعَلتَ ،عظيم* ْ
وتأتي ِّمثلَهُ * ع ٌ
َ *ال ت َ ْنهَ عن ُخلُ ٍ
ق
(فإن لم تكون الواو للمعية ،بل كانت للعطف ،أو لالستئناف ،فيعرب الفعل بعدها في الحالة األولى،
باعراب ما قبله ،نحو" :ال تكذب وتعاشر الكاذبين" ،أي وال تعاشرهم .ويرفع في الحالة األخرى،
نحو" :ال تعص هللا ويراك" ،أي :وهو يراك .والمعنى :هو يراك ،فال تعصه .فالواو ليست لملعية،
وال للعطف ،بل هي لالستئناف.
()274/1
وخالصة القول :إن إعراب الفعل بعد الفاء والواو يتوقف على مراد القائل .فإن أراد السببية،
فالنصب .وإن أراد العطف ،فاإلعراب بحسب المعطوف عليه .وإن لم يرد هذا وال ذاك ،بل أراد
استئناف جملة جديدة ،فالرفع ليس المراد باالستئناف قطع االرتباط بين الجمل في المعنى بل المراد
االرتباط اللفظي ،أي اإلعرابي .واعلم ان المروي من ذلك ،من آية أو شعر ،ينطق به على روايته
وقد تحتمل األوجه الثالثة في كالم واحد ،وقد مثلوا له بقولهم" :ال تأكل السمك وتشرب اللبن" .فإن
أردت النهي عن الجمع بينهما ،نصبت ما بعدها ،ألنها حينئذ للمعية .وإن أردت النهي عن األول
وحده ،وإباحة اآلخر ،رفعت ما بعدها ألنها حينئذ لالستئناف :ويكون المعنى" :ال تأكل السمك ،ولك
أن تشرب اللبن".
ب فمثا ُل النفي مع الفاء:(أن) بعدهما إال إذا وقعتا في جواب نفي أو طل ٍ هاتان ال تُقدَّر ْ
ِّ والواو والفا ُء
رحم" ومثال الطلب معها" :هل ترحمون فتُرحموا؟" .ومثال النفي مع الواو" :ال ُ
نأمر "لم ت َرح ْم فت ُ َ
ُ
عرض عنه" ومثال الطلب معها" :هل ترحمون فترحموا؟" .ومثال النفي مع الواو" :ال َ بالخير ونُ
عرض عنه" ومثال الطلب معها" :ال تأمروا بالخير وتعرضوا عنه". َ ُ نأمر بالخير ون ُ
(أن) ،نحو "يُكر ُم األستاذُ المجتهدَ ،فيخ َج ُل ع مرفوعٌ ،وال تقد َُّر ْ ُ فالمضار ، ٌ طلبٌأو ي نف يسبقهما لم فإن
المطر".
ُ "الشمس طالعةٌ وينز ُلُ الكسالنُ " ،ونحو:
ط النفي ِّ أن يكون نفيا ً محضاً .فإن كان في معنى اإلثبات ،لم تُقد َّْر بعده (أن) فيكونُ الفعل وشر ُ
مرفوعاً ،نحو" :ما تزا ُل تجتهدُ فتتقدَّ ُم" إ ِّذ المعنى أنت ثابتٌ على االجتهاد .ونحو( :ما تيجئُنا إال
منتقض بإالّ ،إ ِّذ المعنى إثبات المجيء. ٌ فنكر ُمكَ ) .فالنفي
النفي بالحرف ،نحو( :لم يجتهد فيُفل َح :أو بالفعل ،نحو( :ليس الجهل محمودا ً ُ وال فرق بين أن يكون
ْ
غير مذموم فتَن ِّف َر منه.فتُقب َل عليه) ،أو باإلسم ،نحو :الحل ُم ُ
()275/1
سنا فنُطيعَكَ ! ،أي :ما أنتَ رئيسنا. واإلنكار ،نحو :كأنَّك رئي ُ
ُ ويُل َح ُق بالنفي التَّشبيهُ المرادُ به النفي
َّ
النفي ،نحو( :قلما تجتهدُ فتن َجح).
َ وكذا ما أفاد التَّقليل .نحو( :قد يجودُ البخي ُل فيُمدَ َح) أو
ض،والنهي ،واالستفهام ،والتّم ِّنّي والتر ّجي ،والعَ ْر ُ
ُ بالالم،
ِّ األمر بالصيغة أو ُ ب والمرادُ َّ
بالطل ِّ
حضيض.
ُ والت َّ
صهْ ،فينا ُم
الم األمر( :كاسم فع ِّل األمر) ،نحوَ ( : أما ما يَد ُّل على معنى األمر بغير صيغة األمر أو ِّ
ظه خَبر ومعناهُ سكوتاً ،فينا ُم الناس) .أو ما لف ُ ب عن فعل األمر ،نحوُ ( : المصدر النائ ِّ
ِّ الناس) .أو
ُ
الناس") ،فال تُقدَّر "أن" بعده .ويكونُ الفعل مرفوعا ً على أص ِّّ
ح ُ م
ُ فينا ، ُ
الحديث ُكَ ب سحَ " نحو: الطلب،
ي نصبَهُ في كل ذلك .وليس ببعيد من الصواب. ُّ الكسائ وأجازَ ب النحاة. مذاه ِّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
المصدر
ِّ ُعطف على
ُ بمصدر ي
ٍ والفع ُل المنصوب بأن َمض َمرة ً وجوباً ،بعد ِّ
الفاء والواو هاتين ،م َؤ َّول
فالتقديرِّ " :ل ْ
يكن ُ وتأتي مثله"
َ "زرني فأكر َمكَ ،وال تنهَ عن ُخلُ ٍ
ق المسبوك من الفعل المتقدم .فإذا قلتُ : ِّ
ي عن خلق واتيان مثل ِّه". ٌ نه منك يكن وال ، َّاكَ ي إ مني م
ٌ فإكرا لي ٌ ة زيار منك
(واعلم أنه إذا سقطت فاء السببية هذه بعد ما يدل على الطلب ،يجزم الفعل بعد سقوطها إن قصد بقاء
ارتباط ما بعدها بما قبلها ارتباط فعل الشرط بجزائه .فإن اسقطت الفاء في قولك "اجتهد فتنجح"،
قتل" :اجتهد تنجح" .ومنه قوله تعالى{ :قل تعالوا أتل ما حرم ربكم} .وقول امرئ القيس:
*قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل * بسقط اللوى بين الدخول فحومل*
()276/1
(فإذا أردت االستئناف ،رفعت الفعل ،نحو :عدل ،ينزل المطر) .فليس المراد أن تعجل بنزول المطر.
وكذا إذا كانت الجملة نعتا ً لما قبلها ،كقولك "صاحب رجال يدلك على هللا .ومنه قوله{ :فهب لي من
لدنك وليا ً يرثني} أي :وليا ً وارثا ً لي .وقد قرئت اآلية بالجزم أيضاً ،على معنى" :إن يهب لي وليا ً
يرثني" .وكذا إذا كانت الجملة في موضع الحال فإنك ترفع الفعل ،نحو" :قل الحق ال تبالي الالئمين"
أي :غير مبال بهم .ومنه قوله تعالى{ :وال تمنن تستكثر} ،أي :مستكثراً).
الم التعليل .فاألول نحو" :قالوا :لن نبر َح عليه الجارةُ ،التي بمعنى "إلى" أو ِّ َّ ( )4حتى :وهي "حتى
"أطع هللا حتى ت َفوزَ برضاهُ" أي إلى أن يرج َع، ِّ عاكفين حتى يَرج َع إلينا موسى" .والثاني نحو:
ولتفوز .وقد تكون بمعنى "إالّ" كقول ِّه:
سماحةً * حتى ت َجودَ وما لَدَيْكَ قَليل* ْس العطا ُء من الفُ ُ
ضو ِّل َ *لي َ
مجرور بها .ويُشترط في نصب الفعل بعدها بأن ٍ بمصدر
ٍ أي :إال أن تجودَ .والفعل بعده مؤول ّ
مضمرة ،أن يكون مستقبالً ،أ ّما بالنسبة إلى كالم التكلم ،واما بالنسبة إلى ما قبلها.
ألن الفع َل ُمستقب ٌل حقيقةً، النصب ّ
ُ ثم إن كان االستقبا ُل بالنسبة إلى زمان التكلم وإلى ما قبلها .وجب
َغيب الشمس" :فغياب الشمس ُمستقب ٌل بالنسبة إلى كالم المتكلم ،وهو أيضا ً مستقبلٌ ص ْم حتى ت َ نحوُ :
ئ ر
ِّ َ ُ ق وقد الرفع. وجاز النصب جاز ، ْ
فقط قبلها ما إلى بالنسبة االستقبال كان وإن الصيام, إلى بالنسبة
{وزلزلوا حتى يقو َل الرسولُ} بالنصب بأن مضمرةً ،باعتبار استقبال الفعل بالنسبة إلى ما قبله ُ قوله:
سابق على قول الرسول .وبالرفع على عدم تقدير "أن" ،باعتبار ،ان الفعل ليس مستقبال ٌ ألن زلزالهم
ُ ُّ
ماض بالنسبة إلى وقت التكلم .ألنه حكاية حا ٍل ٍ ألن قول الرسول وقع قبل حكاي ِّة قوله ،فهو حقيقةًَّ .
ماضية و "أن" ال تدخل إال على المستقبل.
()277/1
فإن أريدَ بالفعل معنى الحال ،فال تُقدَّر "أن ،بل يُرفع الفعل بعدها قطعاً ،ألنها موضوعةٌ لالستقبال،
نحو" :ناموا حتى ما يستيقظون" .ومنه قولهم" :مرض زيد ٌ حتى ما يَرجونهُ" وتكون "حتى" حينئ ٍذ
حرف تُبتدأ ُ به
ٌ ع للتجرد من الناصب والجازم .وحتى االبتدائية: حرف ابتداءٍ والفعل بعدها مرفو ٌ َ
ُ
ال ُج َملُ .والجملة بعدها متسأنَفة ،ال محل لها من اإلعراب.
وعالمة كون الفعل للحال أن يصلح وض ُع الفاء في موضع حتى .فإذا قلت" :ناموا فال يستيقظون،
ومرض زيد فال يرجونه" ،ص َّح ذلك.
( )5أو .وال تُض َم ُر بعدها (أن) إال أَن يَصلُ َح في موضعها (إلى) أو (إالّ) االسثنائيّة ،فاألول كقول
الشاعر:
صابر*
ِّ ت اآلما ُل إالَّ لَ
ب أو أد ِّْركَ ال ُمنى * فما انقادَ ِّ
ص ْع َ *ألَّستَس َّ
ْهلن ال َّ
أي :إلى أن أدرك المنى ،والثاني كقول اآلخر:
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
س ْرتُ ُكعوبَها أَو ت َ ْست َ ِّقيما**و ُكنتُ إذا َغ َم ْزتُ قناة َ قَ ْو ٍم * َك َ
أي :إال أن تستقيم.
وتقديره في
ُ مفهوم من الفعل المتقدم،
ٍ مصدر
ٍ معطوف على ٌ والفعلُ ،المنصوب بأن ُمض َمرة ً بعد (أو)،
َّ
ليكونن مني وتقديره في البيت اآلخر:
ُ ب أو إدراكٌ للمنى)، البيت األول( :لَيَكون ََّن مني استسها ٌل لل َّ
صع ِّ
كسر ل ُكعوبها أو استقامة منها). ٌ
واعلم أن تأويل "أو" بإلى أو إال .انما هو تقدير يالحظ فيه المعنى دون اإلعراب .أما التقدير
اإلعرابي باعتبار التركيب فهو أن يؤول الفعل قبل "أو" بمصدر يعطف عليه المصدر المسبوك
بعدها بأن المضمرة .كما رأيت وانما أول ما قبل "أو" بمصدر لئال يلزم عطف االسم (وهو المصدر
المسبوك بأن المقدرة على الفعل .وذلك ممنوع).
شذوذ حذف ْ
أن ُ
ِّكرها .وقد ورد حذفُها ونصب الفع ِّل بعدها في غير ال ت َعمل "أن" ُمقدَّرة إال في المواضع التي سبقَ ذ ُ
اللص قبل يأخذَكَ " ،والمثل" :ت َسم َع
َّ ما سبق الكالم عليه ،ومن ذلك قولهمُ " :م ْرهُ يَح ِّف َرها" و " ُخ ِّذ
خير من أن تراه ،وقول الشاعر: ي ٌ بال ُمعَي ِّد ّ
()278/1
ض َر الوغى * وأ َ ْن أَش َهدَ اللَّذَّاتِّ ،ه َْل أَنتَ ُم ْخلدي؟!* اجري أح ُ الز ِّ *أال أَيُّهذا َّ
يقاس عليه .والفصي ُح أن يُرف َع ُ ض َر" وذلك شاذّ ال يحفرها ،وأن يأخذكَ ،وأن تس َمع ،وأن أح ُ َ أي :طأن
حذف بط َل عمله .ومن الرفع بعد حذفها قوله ُ َ ضعيف ،فإذا
ٌ الحرف عام ٌل
َ حذف "أن"َّ ،
ألن ِّ الفع ُل بعد
غير هللا تأمروني أعبُدُ} ،واألصلُ" :أن َ ُ ً ً
تعالى{ :ومن آياته يُريك ُم البرقَ خوفا وطمعا} ،وقوله{ :ق ْل أفَ َ
يريكم ،وأن أعبد".
المضارع المجزوم وجوازمه
تيأس من
ْ ً
يُجزَ ُم المضارع اذا سبقته احدى الجوازم .وهي قسمان .قسم يجزم فعال واحدا ،نحو" :ال
سأل عنه". تفعل ت ُ ْْ رحمة هللا" ،وقسم يجزم فعلين ،نحو" :مهما
ي ،إن كان معربا ً ،كما ُمثّل ،وإما محلي ،إن كان مبنيًّا ،نحو" :ال ت ْشت ِّغلَ َّن بغير وجز ُمه إما لفظ ٌّ
النافع".
الجازم فعال واحدا ً
الجازم فعال واحدا ً أربعة أحرفٍ وهي" :لم ولما وال ُم األمر وال الناهية" وإليك شر َحها: ُ
وتقلبان زمانَه من ِّ وتجزمان ِّه،
ِّ ع،ب ،ألنهما ت َنفيان المضار َ يان حرف ْي نفي ٍ وجز ٍ ّم وقل ٍ لم ولما :تُس ّم ِّ
ُ
ي ،فإن قلتَ " :لم أكتبْ " أو "ل ّما أكتبْ " ،كان المعنى أنكَ ما كتبتَ فيما الحال أو االستقبال الى المض ّ
مضى.
والفرق بين "لم ول ّما" من أربعة أوجهٍ:
استمرار نفي ِّ مصحوبها إلى الحال ،بل يجوز االستمرار ،كقوله ُ ق ،فال يجب أن "لم" للنفي ال ُمطلَ ِّ (ّ )1
يص ُّح أن تقول" :لم أفعل ث َّم فعلت". تعالى{ :لم يَ ِّل ْد ولم يولَدْ} ،ويجوز َعدَمه ،ولذلك ِّ
الزمان الماضي ،حتى يَتصل بِّالحا ِّل ،ولذلك ال يص ُّح ِّ وأما "ل ّما" فهي للنفي المستغرق جميع أجزاء
ألن معنى قولكَ "ل ّما أفعل" أنك لم تفعل حتى اآلن ،وقولك" :ثم أفعل ثم فعلت"َّ ، ْ أن تقول" :ل ّما
الماضي كله.
َ ق" أيضا ألن النفي بها يستغرق الزمانَ ً "حرف استغرا ٍ َ يناقض ذلك .لهذا تُس ّمى ُ فعلتُ "
()279/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ي بِّل ّما ُمتوقَّع الحصول ،فإذا قلتَ " :ل ّما أسافِّ ْر" فسفركَ ( )2أن المنفي لم ال يتوقَّع حصوله ،والمنف َّ
ُمنت َ
ظ ٌر.
( )3يجوز وقوع "لم" بعد أَدا ِّة شرط ،نحو" :إن لم تجتهد تندم" .وال يجوز وقوع "ل ّما" بعدها.
دخلها" .وال يجوز ذلك في مجزوم "ل َّما" ،نحو" :قاربت المدينة ول َّما" ،أَي" :لوما أ ُ ْ ِّ حذف
ُ ( )4يجوز
مجزوم "لم" ،إال في الضرورة ،كقول الشاعر:
وان ِّلم* ان َوصلتَ ْ بْ ، يوم األ َ ِّ
عاز ِّ ظ َوديعَتَكَ التي استُودعت َها * َ *احفَ ْ
ي: ص ْل) ،قال العين ُّ (وإن لم تو َ ْ التقدير:
ُ ص ْلتَ " بالمجهول ،فيكون َص ْل" ويُروى" :إن ُو ِّ أي" :وإن لم ت ِّ
وهو الصواب.
سعَتِّه}. سع ٍة من َ ْ ُ
ب بها إحداث فع ٍل ،نحوِّ { :ليُنفق ذو َ َ
األمر :يُطل ُ ِّ وال ُم
البسط ،فَت َقعُ َد
ِّ لَّ ك طها س
ُ َب ت وال ، ق ُ
ُ ِّكَن ع إلى مغلولة َدكَي ْ
َجعل ت {وال :نحو ه،كُ تر بها بُ َ لُط ي الناهية: وال
ملوما ً محسوراً}.
فوائد
( )1لما ،الداخلة على الفعل الماضي ،ليست نافية جازمة ،وانما هي بمعنى "حين" فإذا قلت "لما
اجتهد أكرمته" .فالمعنى :حين اجتهد أكرمته .ومن الخطأ إدخالها على المضارع اذا أريد بها معنى
"حين" ،فال يقال "لما يجتهد أكرمه" بل الصواب أن يقال" :حين يجتهد" ،ألنها ال تسبق المضارع
إال اذا كانت نافية جازمة.
( )2الم األمر مكسورة ،اال اذا وقعت بعد الواو والفاء فاألكثر تسكينها ،نحو :فليستجيبوا لي وليؤمنوا
بي" .وقد تسكن بعد "ثم".
( )3تدخل الم األمر على فعل الغائب معلوما ً ومجهوالً ،وعلى المخاطب والمتكلم المجهولين :وتدخل
"ال الناهية على الغائب والمخاطب معلومين ومجهولين .وعلى المتكلم المجهول .ويقل دخولهما على
المتكلم المفرد المعلوم .فإن كان مع المتكلم غيره ،فدخولهما عليه أهون وأيسر ،نحو" :ولنحمل
خطاياكم" وقول الشاعر:
*إذا ما خرجنا من دمشق ،فال نعد * لها أبداً .ما دام فيها الجراضم*
()280/1
ألن الواحد ال يأمر نفسه ،فإن كان معه غيره هان األمر لمشاركة غيره له فيما يأمر به ،وأقل وذلك َّ
من ذلك دخول الكالم على المخاطب المعلوم ،ألن له صيغة خاصة وهي "إفعل" فيستغنى بها عنه.
( )4اعلم ان طلب الفعل أو تركه ،ان كان من األدنى إلى األعلى ،سمي "دعاء" تأدباً .وسميت الالم
و "ال" حرفي دعاء ،نحو{ :ليقض علينا ربك} ونحو{ :ال تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا}وكذلك األمر
بالصيغة يسمى فعل دعاء ،نحو{ :رب اغفر لي}.
ـــــ
الجازم فعلين
الذي يجزم فعلين ثالث عشرة أداة .وهي:
( )1إن ،نحو{ :إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبْكم به هللا}.
أكرمه)،
ْ وهي أ ُّم الباب .وغيرها مما يجزم فعلين إنما جزمها لتضمنه معناها .فإن قلت( :من يزرني
فالمعنى( :إن يزرني أحد أُكرمه) ولذلك بنيت أدوات الشرط لتضمنها معناها.
( )2إذ ما ،كقول الشاعر:
تأمر آتيا* ْ
ف َمن ُ ْ ُ
آمر * ب ِّه تل ِّ
*وإنك إذ ما تأت ما أنت ٌ
ُ
وهي :حرف بمعنى (إن) .وبقية األدوات اسماء تضمنت معنى (إن) ،فبنيت وجزمت الفعلين .وعملها
الجزم قليل .واألكثر أن تهمل ويرفع الفعالن بعدها .وذهب بعضهم إلى أنها ال تجزم إال في ضرورة
الشعر.
(وأصلها "ذا" الظرفية ،لحقتها "ما" الزائدة للتوكيد فحملتها معنى "إن" ،فصارت حرفا ً مثلها ،ألنها
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ال معنى لها إال ربط الجواب بالشرط ،بخالف بقية األدوات فان لها ،غير معنى الربط ،معاني أخر،
كما ستعلم .ومن النحاة كالمبرد وابن السراج والفارسي -من يجعلها اسما ً معتبرا ً فيها معنى
الظرفية).
(َ )3من ،وهي اسم مبهم للعاقل ،نحو{ :من يفعل سوءا ً يجزَ به} )4( .ما ،وهي اسم مبهم لغير
العاقل ،نحو{ :وما تفعلوا من خير يعلَ ْمهُ هللا}.
( )5مهما ،وهي :اس ٌم مبهم لغير العاقل أيضاً ،نحو{ :وقالواَ :مهما تأتنا به به من آية لتس َح َرنا بها ،فما
نحن لك بمؤمنين}.
()281/1
(وهي على الصحيح ،اما مركبة من "مه" التي هي اسم فعل أمر للزجر والنهي ومعناه" :أكفف"
ومن "ما" المتضمنة معنى الشرط ،ثم جعال كلمة مواحدة للشرط والجزاء ويدل على هذا أنها أكثر ما
تستعمل في مقام الزجر والنهي .واما مركبة من (ما) الشرطية (وما) الزائدة للتوكيد ،زيدت عليها
كما تزاد على غيرها من أدوات الشرط ثم كرهوا أن يقولوا( :ماما) فأبدلوا من ألف األولى هاء
ليختلف اللفظان).
( )6متى ،وهي :اسم زمان تضمن معنى الشرط ،كقول الشاعر:
خير موقد* نار ،عندها ُ شو إلى ضوء ناره * تجد خير ٍ *متى تأْته تع ُ
وقد تلحقها "ما" الزائدة للتوكيد كقوله:
ف أليَتَيْكَ وتُسْتطارا* ْ َ ف * َروانِّ ُ *متى ما تلقني ،فَ ْردَي ِّْن ،ت َْر ُج ْ
الشرط كقول الشاعر: ِّ زمان ت َض َّمنَ معنى ٍ ( )7أَيّانَ ،وهي :اسم
تزل َحذِّرا* غيرنا ،وإذا * ل ْم تُد ِّْر ِّك األَمنَ منا لم ْ *أَيَّانَ نُؤْ ِّم ْنكَ ،تأ َم ْن َ
وكثيرا ً ما تلحقُها "ما" الزائدة ُ للتوكيد ،كقول اآلخر:
*إذا النَّ ْع َجةُ األَدْما ُء باتت بِّقَ ْف َرةٍ * فأيَّانَ ما ت َ ْعد ِّْل ب ِّه ِّ ّ
الري ُح يَ ْن ِّز ِّل
(وأصلها" :أي إن" ،فهي مركبة من "أي" المتضمنة معنى الشرط و "آن" بمعنى حين .فصارتا بعد
التركيب اسما ً واحدا ً للشرط في الزمان المستقبل مبنيا ً على الفتح).
أنز ْل" وكثيرا ً ما ت َلحقُها "ما"
تنز ْل ِّ
مكان ،ت َض ّمنَ معنى الشرط ،نحو" :أينَ ِّ ٍ ( )8أينَ ،وهي :اس ُم
يدر ْك ُك ُم الموتُ الزائدة ُ للتوكيدِّ ،نحو{ :أينما تكونوا ِّ
.
مكان ت َضمن معنى الشرط ،كقول الشاعر: ٍ ُ
( )9أنَّى ،وال ت َلحقمها "ما" ،وهي اس ُم
ُ
غير ما ي َُرضيكما ال يُحا ِّولُ* َأتياني ت َأتِّيا * أخا ً َ َ ي ،أنَّى ت *خَليلَ َّ
مكان تَضمنَ معنى الشرط ،وال تجزم إالّ ُمقترنةً بما ،على الصحيح ،كقول ٍ (َ )10حيثُما ،وهي :اس ُم
الشاعر:
غابر األَزمان* ِّ في ً ا نجاح * ُ هللا لكَ * َح ْيثُما ِّ ْ ْ
ِّر ّ دَ قُ ي مقَ تَس ت
()282/1
( )11كيفما ،وهي :اس ٌم ُمب َه ٌم تض َّمنَ معنى الشرط ،فتقتضي شرطا ً وجوابا ً مجزومين عندَ الكوفيين،
تجلس أ َ ْ
جلس". ْ يكن قرينُكَ " ،أَم ال ،نحو" :كيف
تكن ْ
لحقتها "ما" ،نحو" :كيفما ْ سوا ٌء أ َ ِّ
أما البصريونَ فهي عندهم بمنزلة "إذ" ،تقتضي شرطا ً وجزا ًء ،وال تجز ُم ،فهما بعدها مرفوعان غير
فعلين ُمتفقَي ِّ اللفظ والمعنى ،كما رأَيتَ سوا ٌء أَجزمتَ بها أَم لم تجزم.
ِّ أنها باالتفاق تقتضي
(فال يجوز أن يقال" :كيفما تجلس أذهب" ،الختالف لفظ الفعلين ومعناهما .وال" :كيفما تكتب الكتاب
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
أكتب القربة" ،أي أخرزها وأخيطها الختالف معنى الفعلين وإن اتفق لفظهما .وال" :كيفما تجلس
أقعد" الختالف لفظ الفعلين وإن اتفق معناهما).
بين أدوات الشرطُ ،معربةٌ بالحركات ي .وهي :اس ٌم مبه ٌم تضمنَ معنى الشرط .وهي ،من ِّ ( )12أ ُّ
الثالث ،لمالزمتها اإلضافة إلى المفرد ،التي تبعدُها من شبه الحرف ،الذي يقتضي بنا َء األسماء،
تخدمهُ" ،ومثالُها منصوبةً :قولهُ تعالى{ :أيًّاما تدعوا فَلَهُ ْ ي امريءٍ يَخدْم أُمت َه فمثالُها مرفوعةً" :أ ُّ
ي ٍ تقرأْ أَقرأْ".
وكتاب أ ّ
َ األسما ُء الحسنى} ،ومثالُها مجرورةً :بأي قلم تكتبْ أكتبْ ،
"وهي مالزمة لالضافة إلى المفرد .وقد يحذف المضاف إليه فيلحقها التنوين عوضا ً منه ،كما في
اآلية الكريمة .إذ التقدير" :اي اسم تدعوا" وكما في المثال الرابع ،إذ التقدير "كتاب أي رجل".
ويجوز أن تلحقها "ما" الزائدة ُ للتوكيد ،كاآلية السابقة ،وكقوله تعالى{ :أيما األجلَ ْين قَضيتُ فال
ي}.
عدوان عل ًّ ُ
زمان تضمنَ معنى الشرط .وال ٍ م
ُ اس وهي ما). (إذا ُ:
ل فيقا للتوكيد، ُ ة الزائد (ما) هاُ قَلح ت وقد إذا، ) 13 (
تجزم إال في الشعر ،كقول الشاعر:
ٌ
صة فَت َ َج َّم ِّل* صبْكَ خَصا َ *إست َ ْغ ِّن ،ما أغناكَ ربُّكَ ،بال ِّغنى * وإذا ت ُ ِّ
رضي هللا عنهما" :إذا أخذتُما َ حديث علي وفاطمة، ُ وقد يُجزَ ُم بها في النثر على قِّلَّة :ومنه
ضاجعَكما ،ت ُ َك ِّبّرا أربعا ً وثالثين".َم ِّ
()283/1
(إن) :أن األولى تدخل على ما يُشَكُّ في حصول ِّه .والثانية ت َدخل على ما هو ُمحقّ ُق والفرق بين ْ ُ
َ
الحصول .فإن قلتَ (إن جئت أكرمتك) ،فأنتَ شاكٌّ في مجيئه ،وإن قلتَ ( :إذا جئت أكرمتُكَ ) ،فأنتَ
على يقين من مجيئه.
ت الشرط إنما تجزم لتضمنها (والجزم باذا شاذ ،للمنافاة بينها وبين "إن" الشرطية .وذلك أن أدوا ِّ
معنى "إن" :التي هي موضوعة لالبهام والشك ،وكلمة "إذا" موضوعة للتحقيق فهما متنافيتان).
ط والجواب شر ُ ال َّ
قترن بقَدْ ،أو لن ،أو ما النافي ِّة ،أو السين أوغير ُم ٍ يجب في الشرط أن يكون فعالً خبَرياُ ،متصرفاًَ ،
سوف.
فإن وقع اس ٌم بعد أداةٍ من أدوات الشرط ،فَ ُهناك فع ٌل ُمقد ٌَّر ،كقوله تعالى{ :وإن أحد من المشركين
فأج ْرهُ} ،فأحدٌ :فاع ٌل لفع ٍل محذوف ،هو فعل الشرط .وجملةُ "استجارك" المذكورة ُ ُمفسرة ٌ استجارك َِّ
للفعل المحذوف.
ً ً
ي ما ليس أمرا ،وال نهيا وال مسبوقا بأداة من أدوات الطلب -كاالستفهام ً المراد بالفعل الخير ّ
َ ُّ
ض والتّحضيض -فلذلك كله ال يق ُع فعال للشرط. والعَ ْر ِّ
الشرط .أي األص ُل فيه أن يكون صالحا ً ألن يكون شرطاً. ِّ واألصل في جواب الشرط أن يكون كفعل
طهُ بالشرط، بالفاء لتربِّ َ
ِّ اقترانه ذٍ حينئ فيجب
ُ .ً ا شرط يكون ألن صالح
ٍ غير أنه قد يق ُع جوابا ً ما هو غير
جزم على أنها جواب الشرط. بسبب ف ْق ِّد المناسب ِّة اللفظيَّة حينئ ٍذ بينهما .وتكون الجملةُ ُ
بر َّمتها في مح ِّّل ٍ
وتسمى هذه الفاء "فا َء الجواب"ِّ ،ل ُوقوعها في جواب الشرط ،وفا َء الربط" ،لربطها الجواب بالشرط.
بالفاء
ِّ بواض ُع َرب ِّْط الجوا ِّ َم ِّ
عشر موضعاً. َ بالفاء في اثن ْي
ِّ ب الشرط ُ
يجب ربط جوا ِّ
قدير}.
ٌ سسْك بخير فهو على كل شيءٍ ً
الجواب جملة اسمية :نحو{ .وإن يَ ْم َ ً ُ األول :أَن يكون
الثاني :أن يكونَ فعال جامداً ،نحو{ :إن ت ََرني أنا أقَ َّل منك ماالً وولداً ،فعسى ر ِّبّي أَن يؤتيني خيرا ً من
َجنَّتكَ }.
()284/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
طلبياً ،نحو{ :قُل إن كنتم تُحبونَ هللاَ ،فاتَّبعوني يُ ْحبِّبك ُم هللاُ}. الثالث :أَن يكون فعالً َ ُ
يجب أن يكون مقترنا بقَ ْد ظاهرةً ،نحو{ :إن كانً َ ُ ى ،وحينئ ٍذ ً ً
الراب ُع :أن يكون ماضيا لفظا ومعن ً
فصدقت}.ْ قميصهُ قُدَّ من قُبُ ٍل
(ولو لم تقدر "قد" لوجب أن يكون الفعل الماضي هنا مستقبل المعنى ،وليس األمر كذلك .أَال ترى
أَنك ان قلت" :إن جئتني أَكرمتك" ،كان المعنى "إن تجئني أكرمتك" وان قلت" :ان جئتني فقد
أكرمتك" فالمعنى "إن تجئني فقد سبق إكرامي إياك فيما مضى").
ذهب". الخامس :أَن يقترن بقَدْ ،نحو" :إن تَذهبْ فقد أ َ ُ ُ
جر}. ٍ َ أ من عليه كم ُ ت سأل فما مُ ت يَّ ل َوَ ت {فإن نحو: النافية، بما يقترنَ أن :السادس
ُ
الساب ُع :أن يقترنَ ِّبلَ ْن ،نحو{ :وما ت َفعلوا من خير فَلَن تُكفَروهُ}.
ً
ش ُرهم إليه جميعا}. ستكبر ،فسيَحْ ُ ْ ف عن عبادته ويَ الثامنُ :أَن يقترنَ بالسين ،نحو{ :و َم ْن يستن ِّك ْ
بسوف ،نحو{ :وإن ِّخفت ْم َعيلةً ،فسوف يُغنيكم هللاُ من فضل ِّه} .والعيلةُ :الفقر. َ التاس ُع :أن يقترنَ
العاشر :أن يُصد ََّر بِّ ُربَّ ،نحو" :إن تجي ْء فربما أجي ُء".
األرض ،فكأنما قت َل ِّ ٍ
َفس ،أو فساد في عشر :أن يُصد ََّر بكأنما ،نحو{ :إنهُ من قت َل نَ ْفسا ً ِّ
بغير ن ٍ َ الحادي
الناس جميعاً}. َ
تبتغي
َ أن استطعتَ فإن هم، ضُ إعرا عليك ُر
َ ب ك كان {وإن نحو: شرط، ة
ِّ بأدا َّر د ُص ي أن : عشر
َ الثاني
ق
ِّ لخُ ال حسنَ كان فإن ك، رْ و
ِّ ُجا ي من َ:
ل تقو ن َ أ ونحو ٍ}، ة بآي فتأتيهم السماء في ً ا م َّ لسُ أو األرض
ِّ نَفقا ً في
فتقربْ منه". َّ
()285/1
الجواب صالحا ً ألن يكون شرطا ً فال حاجة إلى ربطه بالفاء ،ألن بينَهما ُمناسبةً لفظيّة تُغني ُ فإن كان
ط بها وأن ال يُربط .وتركُ عن ربطه بهاِّ .إال أن يكون ُمضارعا ً ُمثبتاً ،أو منفيًّا بال ،فيجوز أن يُرب َ
أكثر استعماالً ،نحو" :إن ت َعودوا نَعدْ" ،ومن الربط بها قوله تعالى{ :ومن عاد فينتق ُم هللاُ منه} الرابط ُ
ِّ
ً
بخسا وال َرهَقا}. ً يخاف ْ ُ من بربّه ،فال وقولهُ{ :فَ َمن يُؤْ ْ
الجواب جملةً اسميّةً
ُ ُ
ب "إذا" الفجائيّة ،إن كانت األداة "إن" أو "إذا" وكان ُ وقد ت َخلُف فا َء الجوا ِّ
ّمت أيديهم ،إذا ُه ْم يُقنَطون}، سيّئةٌ بما قد ْ صبْهم َ "إن" ،نحو{ :إن ت ُ ِّ غير مقترن ٍة بأداةِّ نفي ِّ أو َّ خبريَّةً َ
ونحو{ :فإذا أصاب به َمن يشا ُء ِّمن عباده ،إذا هُم يَستبشرون}.
شرط حذف ف ْع ِّل ال َُّ
ْ
فاسكت :قال الشاعر: بخير ،وإالّ
ٍ م
ْ َّ َكل ت " نحو: ال، ب
ِّ ة
ِّ فَ د ر م
ُ ال "إن" َ دبع الشرط
ِّ ُ
ل فع حذف
قد يُ ُ
*فطلقها ،فلسْتَ لَها ِّب ُكفءٍ * وإال يَ ْع ُل َم ْف ِّرقَكَ ال ُحسا ُم*
ْ
عليك فسل ْم عليه ،ومن ال ،فال تعبأ به". ّ ْ س ِّلّ ْم
وقد يكون ذلك بعد " َم ْن" ُمردَفةً ِّبال ،كقولهمَ " :م ْن يُ َ
والتقدير " ُجدْ ،فإن ت َ ُج ْد
ُ سدْ" الجواب بعدَ الطلب ،نحوُ " :جد ت ُ ُ الشرط أن يق َع
ِّ يحذف فيه فع ُل ُ ومما
سدْ".ت ُ
َّ
حذف جواب الشرط
إن ٌ ً ً ُ
الشرط إن دل عليه دليلٌ ،بشرط أن يكون الشرط ماضيا لفظا ،نحو" :أنتَ فائز ِّ َّ ِّ جواب
َ ف يُحذَ ُ
خاسر إن لم تجتهدْ". ٌ اجتهدتَ " ،أو مضارعا ً ُمقترنا ً ِّبلَ ْم ،نحو" :أنتَ
(وال يجوز أن يقال" :أنت فائز إن تجتهد" ،ألن الشرط غير ماض ،وال مقترن بلم).
ُحذف إما جوازاً ،وإما وجوباً. وي ُ
()286/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
سهُ
ط نف ُُحذف جوازاً ،إن لم يكن في الكالم ما يَصلُ ُح ألن يكونَ جواباً ،وذلك بأن يُش ِّع َر الشر ُ فَي ُ
سلما في السماء" .أي :إن استطعتَ ً َّ ً
بالجواب ،نحو" :فإن استطعتَ أن تبتغي نَفَقا في األرض أو ُ
فافعل ،أو بأن يق َع الشرط جوابا ً لكالم ،كأن يقول قائل :أَتُكر ُم سعيدا" ،فتقولُ" :إن اجتهدَ" ،أي "إن
ً
اجتهد أ ُ ْ
كرمهُ".
ُحذف وجوباً ،إن كان ما يَد ُل عليه جوابا ً في المعنى .وال فرق بين أن يتقدَّم الدال على جواب وي ُ
ط الشرط بين القسم وجواب ِّه ،نحو: س َ يتأخر عنه ،كأن يَت َو َّ َ فائز إن اجتهدتَ " أو الشرط ،نحو" :أَنت ٌ
ط بينَ ُجز َءي ما يدُل على جوابه نحو" :أنتَ ،إن توسط الشر ُ هللا ،إن قمتَ ال أقو ُم" أو يَكتنفَهُ ،كأن يَ َّ "و ِّ
اجتهدتَ ٌ ،
فائز".
فائدة
ً ٌ
الشرط يقتضي جوابا ،والقسم كذلك .فإن اجتم َع شرط وقس ٌم ولم يسبقهما ما يقتضي خبرا ،كالمبتدأ أو ً ُ
ب األول عليه .فأن ما أَصله المبتدأ ،كان الجواب للسابق ،وكان جواب المتأخر محذوفاً ،لداللة جوا ِّ
سم محذوف ،لداللة جواب الشرط عليه. جواب الق َ ُ جواب الشرط ،و ُ قلتَ " :إن قُمتَ ،وهللا ،أقُم" فأقُ ْم:
جواب القسم ،وجواب الشرط محذوف ،لداللة جواب القسم ُ َّ
فأقومن وإن قلتَ :وهللاِّ ،إن قمت ألقُ َّ
ومن،
والجن على أن يأتوا بمث ِّل هذا القرآن ،ال يأتون بمثل ِّه ،ولو ُّ ئن اجتمعت اإلنس عليه ،قال تعالى{ :قُ ْل لَ ِّ
القسم المدلو ِّل عليه بالالم ،ألن التقدر" :وهللا ِّ جواب
ُ كان بعضهم لبعض ظهيراً} .فجملة( :ال يأتون)
جواب القسم. ُ لئن اجتمعت" .وجواب الشرط محذوف ،د َّل عليه
تقدم القسم ،في ضرورة الشعر كقوله: وقد يُعطى الجواب للشرط ،م َع ِّ
ش ْم ِّس باديا* َهار القَي ِّْظ ،لل َّ
ص ْم في ن ِّ *لَئِّ ْن كانَ ما ُحدِّّثْتُهُ اليوم صادقا ً * أ ُ
ص ْغرى ِّشماليا* الخاتام ُ ِّ ج وفَروةٍ * وأُع ِّْر منَ س ْر ٍ*وأَر َكبْ حمارا ً بين َ
()287/1
فإن تقدَّم عليهما ما يقتضي خبراً ،جاز جعل الجواب للشرط ،وجازَ جعلُهُ للقسم .فإن جعلته للقسم.
"زهير وهللاِّ ،إن يجتهد أ ُ ْ
كرمه، ٌ "زهير ،وهللا إن يجتهد ،ألكرمنَّه" وإن أعطيته للشرط ،قلت: ٌ قلت:
َ َ
ومن العلماء من أوجب إعطا َء الجواب للشرط .وال ريب أن جعله للشرط أََ رجح ،سوا ٌء أتقدَّم
تأخر عنه .أَما إذا لم يتقدمهما ما يقتضي خبراً ،فالجواب للسابق منهما ،كما َ ط على القسم ،أم الشر ُ
أَسلفنا.
شرط والجواب معا ً حذف ال َّ ُ
خاص بالشعر ّ والجواب معاً ،وتبقى األداة ُ وحدَها ،إن دَل عليهما دليل ،وذلك ُ ُحذف الشر ُ
ط قد ي ُ
للضرورة ،كقوله:
وإن * كانَ فقيرا ً ُم ْعدِّماً؟ قالتْ :
وإن* سل َمىْ ، ْ *قالت بناتُ الع ِّ ّم :يا َ ْ
ً
أي :وإن كان فقيرا ُمعدِّما فقد رضيتُهُ .وقول اآلخر: ً
ف تُصا ِّدفُهُ أ ْينَما*س ْو َ*فإن المنِّيَّةََ ،م ْن يخشها * فَ َ َّ
أَي :أينما يذهبْ تصادفه.
ُ َ
يجوز في النَّثر على قلَّة .أما إن بقي شي ٌء من ُمتعلّقات الشرط والجواب ،فيجوز حذفهما في ُ وقيل
ونثر ،ومنه قولهم" :من سلَّ َم عليك ،فسلَّم عليه ،ومن ال فال" ،أي :ومن ال يُسلَّ ْم عليك ،ال تسل ْم شعر ٍ
يفعل فما أحسنَ "،ْ حديث أبي داود :من فع َل فقد أحسنَ ،ومن ال فال ،أي" :ومن لم ُ عليه ،ومنهُ
فشرا" ،أي" :إن عملوا خيراً، شرا ًّجزيونَ بأعمالهم" :إن خيرا ً فخيراً ،وإن ًّ "الناس َم ُِّ وقولهم:
شرا". فيُجزَ ونَ خيراً ،وإن عملوا ًّ
شرا فيُجْ زَ ْونَ ًّ
(ويجوز أن تقول" :إن خيرا ً فخيرا :وان شرا فشر" برفع ما بعد الفاء على أنه خبر لمبتدأ محذوف،
ً ً
والتقدير :فجزاؤهم خير ،فجزاؤهم شر ,فتكون الجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم على أنها
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
جواب الشرط).
الجز ُم َّ
بالطلَب
()288/1
استفهام أو َعرض ،أو ٍ ب يُجزَ ُم :كأن يقع بعد أمر أو نهيٍ ،أو ع جوابا ً بعد الطل ِّ إذا وق َع المضار ُ
تزورنا ْ
تكن ُ ال َ أ .رَْ ج ؤُْ ت ،ً اخير ُ
ل َفع ت ْ
َله ْ.
د س
ُ َ ت ْ
َكسل ت ال " ْ
َفز ت مَّ َعل ت" نحو: ،ج
ٍّ تر أو ّ
ن تحضيض ،أو ت َ َم ٍ
ٍ
تنل خيراً .ليتني اجتهدتُ أكن كن مسروراً .هالّ تجتهدُ ْ تنل خيراً ،ليت َني اجتهدتُ أ َ ْ مسروراً .هال تجتهدُ ْ
مسروراً .لعلكَ تُطي ُع اله تَفُ ْز بالسعادة".
سدُْ " :جدْ ،فإن ت َ ُج ْد ب ،إنما هو بإن المحذوف ِّة م َع فع ِّل الشرط .فتقدير قولكُ :ج ْد ت َ ُ وجز ُم الفع ِّل بعد َّ
الطل ِّ
جر" وقِّس على ذلك. وتقدير قولك :هل تفعل خيراً؟ تُؤْ َج ْر" :هل تفع ُل خيراً؟ فإن تفعل خيرا ً تؤْ ْ ُ تَ ُ
سدْ".
الشرط.
ِّ ب نفسِّه لتضمن ِّه معنى وقيل :إن الجزم بالطل ِّ
أن الطلب ال يُشترط فيه أن يكون بصيغة األمر ،أو النهي ،أو االستفهام ،أو غيرها من صيغ واعلم َّ
َ ُ
ي ،إن كان طلبا في المعنى ،كقولك" :تطيع أبَويَكَ ،تلقَ ً الطلب .بل يُجزم الفعل بعد الكالم الخبر ّ
ق هللاَ، خيراً" ،أَي :أَطعهما تلقَ خيراً .ومنه قولهم" :إتقى هللاَ امر ٌؤ فع َل خيرا ،يُثبْ عليه" .أيِّ :لت ِّ
َّ ً َّ
وليفعل خيرا ً يُثَبْ عليه .ومن ذلك قوله تعالى{ :هل أدُلُّكم على تجارة تُنجيكم من عذاب أَليم؟ تُؤمنو ْ
غفر لكم خير لكم إن كنتم تعلمون ،يَ ْ باهلل ورسول ِّه ،وتجاهدون في سبيل هللا بأموالكم وأنفسكم ،ذلكم ٌ
ذُنوبكم} ،أَي :آمنوا وجاهدوا يَ ْغفر لكم ذنوبكم .والجز ُم ليس ألنه جواب االستفهام ،في صدر اآلية،
ألن غفران الذنوب ليس مرتبطا ً بالداللة على التجارة الرابحة ،ألنه قد تكون الداللة على الخير ،وال
يكون أثرها من مباشرة فعل الخير .وإنما الجزم لوقوع الفعل جوابا ً لقوله{ :تؤمنون باهلل ورسوله
وتجاهدون في سبيل هللا} ،ألنهما بمعنى :آمنوا وجاهدوا.
ً
ب في المعنى ،وإن كان خبرا في اللفظ. جواب طل ٍ ُ فالمضارعُ ،في كل ما تقدَّم ،مجزو ٌم ألنه
فوائد
()289/1
()290/1
ضعيف
ٌ ف} ورفع الجواب سلَ َفإن كانا مضارعين ،وجب جز ُمهما ،نحو{ :إن يَنت َهوا يُغفَ ْر لهم ما قد َ
كقوله:
يضيرها*
ُ ٌ
طبَّعةَ ،م ْن يَأتِّها الط ْوقِّك ،إنّها * ُم َفوقَ َ*فَقُ ْلتُ ت َ َح َّم ْل ْ
وعليه قرا َءة بعضهم{ :أينما تكونوا يُدر ُك ُكم الموتُ " بالرفع.
وإن كان األول ماضياً ،أو مضارعا ً مسبوقا ً بِّل ْم ،والثاني مضارعا ،جاز في الجواب الجزم والرفع.
ً
س ٌن .ومن فإن رفعتَ كانت جملته في محل جزم ،على أنها جواب الشرط .والجز ُم أَحسنُ ،والرف ْع ح َ
وف اليهم أَعماله ْم} .ومن الرفع قول الشاعر: الجزم قوله تعالى{ :من كان يُريد زينةَ الحياةِّ الدُّنيا نُ ّ ِّ
يوم َم ْسغَب ٍة * يَقو ُل ال غائبٌ مالي وال َحرم* *وإِّ ْن أتاهُ خلي ٌل َ
ق ِّبل ْم" :إن لم تقُم أقُ ْم .إن لَم ت َ ْق ْم أقو ُم" ،يجزم الجواب ورفعه. ونقول في المضارع المسبو ِّ
وإن كان األول مضارعا ً والثاني ماضيا ً (وذلك قلي ٌل وليس خاصا ً بالضرورة ،كما زعمه بعضهم)،
غ ِّف َر له ما تقد ََّم من ذنب ِّه" .ومنه قول وجب جز ُم األول ،كحديثِّ" :من يَ ْق ْم ليلةَ القَد ِّْر ايمانا ً واحتساباًُ ، َ
الشاعر:
صالح دَفَنُوا*
ٍ ع ِّنّي ،وما يَس َمعوا من سبَّةً طاروا بها فَ َرحاًَ * ، *أن يَسْمعُوا ُ ْ
زم محال نحو{ :ان أحسنتم أحسنتم ألنفسكم". ًّ ً ً
وان وقع الماضي شرطا أو جواباُ ،ج َ
العرب
َ وان كان الجواب مضارعا ً مقترنا ً بالفاء ،نحو" :ومن عادَ فيَنت َق ُم هللاُ منه" ،امتن َع جز ُمهَّ ،
ألن
جزم ،على أنها جواب الشرط. التزمت رفعَه بعدها .وتكونُ جملته في مح ِّّل ٍ
الشرط،
ِّ جواب
ُ جزم ،على أنهاالجواب جملة ُمقترنة بالفاء أو (اذا) ،كانت الجملة في مح ّل ٍ ُ وان كان
سيئةٌ بما خير لكم} ،ونحو{ :وان تُصبْهم َ نحو{" :أن ت َستفتحوا فقد جاءكم الفت ُح ،وان تنتهوا فهو ٌ
َّمت أيديهم ،اذا هم يَ ْقنَطونَ }. قد ْ
فوائد
()291/1
جازم ،جاز فيه الجزم، ٍ مقرون بالواو أو الفاء (وزاد بعضهم أو وث َّم) بعد جواب شرطٍ ٌ اذا وقع فع ٌل
بأن مقدَّرة ً وجوباً ،وهو النصب ْ
ُ ٌ ٌ
بالعطف على الجواب .وجاز فيه الرفع على أنه جملة مستأنفة .وجاز
فيغفر ِّلمن يشا ُء} ،يجزم ْ قليلٌ .وقد قُ ِّرئ َت اآليةُ{ :وان تُبْدوا ما في أنفسكم ،أو تُخفوهُ ،يُحاسبْكم به هللاُ،
شذوذاً .ومن َّاس ُ
البن عب ٍ
صم من السبع ِّة ،وبرفعه في قرا َءته ،وبالنصب ِّ غير عا ٍ (يغفر) في قرا َءة ِّ ْ
النصب قول الشاعر:
ُ ْ
ف اليَت َيك وتسْتطارا*
ف * َروانِّ ُ *متى ما ت َْلقَني فَ ْردَ ِّ
ين ت َْر ُج ُ
األكثر،
ُ ( )1اذا وقع الفع ُل المقرونُ بالواو أَو الفاء بين فع ِّل الشرط وجوابه ،جاز فيه الجزم وهو
أكرمْكَ " ،بجزم (تجتهدْ) ،عطفا ً على ت َست ِّق ْم، وجاز النصب ،وامتنع الرفع نحو" :ان تستق ْم وتجتهد ِّ
وبنص ِّبه بأن ُمقدَّرة وجوباً .وانما امتنع الرف ُع ألنه يقتضي االستئناف قبل تمام جملة الشرط والجواب،
ألن الفع َل متوسط بينهما .وذلك ممنوعٌ ،ألنه ال معنى لالستئنافٍ حينئذٍ .ومن النصب قول الشاعر: َّ
يخش ظلماً ،ما َ
أقام ،وال َهضْما* َ ض َع ،نُؤْ ِّو ِّه * والقتربْ منا ،وي ْخ َ *و َم ْن يَ ِّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وقول اآلخر:
ق* َ لزْ
ِّ َ ِّ ي ،رض َ ألا َوى تسُ ْم في َها ت بْ ُث يَ ف * ً ةّ ن ئم طم ُ هَ
*و َم ْن ال يُق ِّدّ ْ ِّ جْ ُ َ ِّ
ل ر م
( )3ان وقع فع ٌل مجردٌ من العاطف بعد فع ِّل الشرط ،ولم يقصد به الجواب ،أَو وق َع بعدَ ِّ
تمام الشرط
والجواب ،جاز جز ُمه ،على أنه بَد ٌل مما قبله .وجاز رفعُه ،على أَنه جملةٌ في موضع الحال من فاعل
ما قبله .فمن الجزم بعد فعل الشرط قول الشاعر:
طبا ً َج ْزالً ونارا ً تأ َّججا*
ِّيارنا * ت َج ْد َح َ *متى تأتنا ت ُ ْل ِّم ْم بِّنا في د ِّ
ومن الرفع بعده قول اآلخر:
خير ُموقِّدِّ* ْ
نارِّ ،عندها ُ َير ٍ ناره * ت َِّج ْد خ َ ض ْوء ِّ *متى تأته ت ْعشو إلى َ
()292/1
فعل ذلك يَلق أثاماً} :يُضاعف ومن الجزم والرفع ،بعد تمام الشرط والجواب ،قوله تعالى{" :ومن يَ ْ
ُضاعف" ،بالجزم على أَنه بَد ٌل من "يلقَ " .وبالرفع على أنه جملة حاليَّة من
ٌ ٌ ْ العذاب" .وقد قُ ِّري َء "ي
ُ له
فاعل يَلقَ " ،أَو على أَنه جملةٌ مستأنفةٌ.
إعراب أَدَوات الشرطُ
"إن وإ ْذ ما" (على خالفٍ في "إ ْذ ما" كما ت َقدَّم) .ومنها ما حرف ،وهماْ : ٌ هو ما منها :الشرط
ِّ أدوات
زمان
ٍ ظرف
ُ ي وكيفما" ومنها ما هو هو اس ٌم ُمب َه ٌم تض ّمن معنى الشرط ،وهي" :من وما ومهما وأ َ ْ
تضمنَ معنى الشرط ،وهي" :أَينَ وأنَّى وأيَّانَ ومتى وإذ.
الشرط ،وهي" :حينما". ِّ ظرف مكان تض ّمنَ معنى ُ ومنها ما هو
ًّ
مكان ،فهو منصوب محال على أنه مفعو ٌل به لفعل الشرط. ٍ زمان أو
ٍ فما د ّل على
ًّ ٌ
ب مفعوال به ،فهي منصوبة محال على انها مفعو ٌل به لهُ، ُ ُ
و "من وما ومهما" إن كان فع ُل الشرط يطل ُ
تفعل تسأل عنهُ" .وإن ُ ْ ْ ُ
صغر ينفعكَ في ال ِّكبَر .من تجا ِّو ْر فأحسِّن إليه .مهما نحو" :ما تُح َّ
ص ْل في ال ِّ ّ
كان الزما ً أو متعدِّّيا ً استوفى مفعولَهُ ،فهي مرفوعةٌ محالًّ على أنها مبتدأٌ ،وجملةُ الشرط خبرهُ ،نحو:
ب فاحتمله ما ت َ ْف ْ
علهُ ت َلقَهُ " َم ْن يجدْ ،مهما ينزل بك من خط ٍ فر منهُ .من يَ ُجدَّ ِّ
"ما يجيء به القدَر ،فال َم َّ
ت َْلقَهُ فسلَّ ْم عليه ،مهما تفعلوه تجدوه".
يكن أبناؤُكَ ". تكن ْ ب على الحال من فاعل فع ِّل الشرط ،نحو" :كيفما ْ و "كيفما" :تكونُ في موضع نص ٍ
()293/1
يزمان أو مكان ،كانت مفعوالً فيه ،نحو" :أ َّ ٍ ضاف إليه ،فإن أُضيفت إلى
ُ ب ما ت ُ و "أي" تكونُ بح َ
س ِّ
أسكن" وإن أضيفت إلى مصدر كانت مفعوالً ُمطلقاً ،نحو" :أ َّ
ي ُ ْ ي بل ٍد تسكن يوم تذهبْ أذهبْ " .ا َّ
كر ْم" وإن أضيفت إلى غير الظرف والمصدر ،فحكمها حك ُم "من وما ومهما" ،فتكونُ ُ كر ْم أ ُ ِّ
إكرام ت ُ ِّ
ٍ
ُ
ي رج ٍل يخد ْم أ ّمت َه َ ي رج ٍل يَ ُج ْد يَ ُ
سدْ .أ ُّ َ ْ
ب تقرأ ت َستفد" .ومبتدأ في نحو" :أ ُّي كتا ٍ مفعوالً به في نحو" :أ َّ
ٌ
الزمة لالضافة إلى ٌ َ ّ ٌ
َخدمهُ" .وك ُّل أدوات الشرط مبنية ،إال "أيًّا" فهي معربَة بالحركات الثالثُ ،م ِّ ت ْ
َ
المفرد ،كما رأيتَ .
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( إِّعراب األسماء
وبناؤُها ) ضمن العنوان ( المعرب والمبني من األَسماء )
()294/1
(فهذه األسماء بنيت لتضمنها معاني الحروف ،ألن ما تحمله من المعنى حقه أَن يؤدى بالحرف.
فأسماء الشرط أشبهت حرف الشرط ،وهو "إن" وأسماء اإلستفهام أشبهت حرف اإلستفهام ،وهو
الهمزة ،وأَسماء اإلشارة أشبهت حرفا ً غير موجود .فبنيت لتضمنها معنى حرف كان ينبغي أن
يوضع فلم يضعوه .وذلك ألن اإلشارة ،من المعاني التي حقها أن تؤدى بالحرف ،غير انهم لم يضعوا
حرفا ً لالشارة ،كما وضعوا للتمني "ليت" ،وللترجي "لعل" ،ولالستفهام "الهمزة وهل" ،وللشرط
"إن".
ً ً
المالز ُم :بأن يحتا َج إلى ما بعدَهُ احتياجا دائما ،ليُت َ َّم َم معناه .وذلك كاألسماء ِّ ي ُ
الثالث :الشبَه االفتقار ُّ
وبعض الظروف المالزم ِّة لالضافة إِّلى الجمل ِّة. ِّ الموصول ِّة
(فاألسماء الموصولة بنيت الفتقارها في جميع أحوالها إلى الصلة التي تتمم معناها ،كما يفتقر الحرف
إلى ما بعده ليظهر معناه ،والظروف المالزمة لالضافة إلى الجملة ،كحيث وإذا ومنذ الظرفيتين ،إنما
بنيت الفتقارها إلى جملة تضاف اليها افتقار الحرف إلى ما بعده).
ع يشبهُ الحرف العام َل في االستعمال ،كأسماء األفعا ِّل، ي .وهو نوعان :نو ٌ الراب ُع :الشبَهُ االستعمال ُّ
الجر
ّ غيرها ،فهي كحروف غير متأثرة ،ألنها تعم ُل ع َمل الفع ِّل "وال يعم ُل فيها ُ فهي تُستعم ُل ُم َؤثرة ً َ
الحرف العاطل،
َ ع يُشبهُ
غيرها فيها .ونو ٌ ُؤثر ُ ؤثر في غيرها وال ي ُ وغيرها من الحروف العوام ُل ت ُ ُ
تأثر ،كأسماء األصواتِّ ،فهي يؤثر وال يَ ُ
ُ ُ ْ ُ
حيث إنهُ ِّمثله ال غير العاملَ) في االستعما ِّل ،من (أَيَ :
وف العواطل ،ال تعمل في غيرها، وغيرها من الحر ِّ ِّ وحروف التنبي ِّه والتحضيضِّ االستفهام
ِّ كحرفي
وال يعمل غيرها فيها.
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( إِّعراب األسماء
وبناؤُها ) ضمن العنوان ( األسماء المبنية )
()295/1
()296/1
"ويّ ِّه" .فاألول: ب المزجي ،الذي تض ّمنَ ثاني ِّه معنى حرف العطف ،أَو كان مختوما ً بكلمة َ ومنه المر َّك ُ
ْص ،وهو جاري بَيتَ بَيتَ ، ْص بَي َ
"وقعُوا في َحي َ عشر ،إالّ اثن ْي عش ََر ،ونحوَ : َ كأحدَ عش ََر إلى تسعةَ
ي على فتح الجز َءين .والثاني شذَ َر مذَ َر" .وهو مبن ٌّ العدو َ
ُّ وتفرق
َّ واألمر بَيْنَ بَيْنَ ،وآتيكَ صبا َح مسا َء
ُ
ببناء العد ِّد المركب. ُ
التعريف واإلضافة ال ي ُِّخالّن ِّ ِّ وحرف
ُ نحو" :جا َء سيبَوي ِّه ،ومررتُ بسيبوي ِّه".
سةَ َعشَر. كاألحدَ عش ََر وخم َ
ً ً
(وما لم يكن منه متضمنا معنى حرف العطف ،وال مختوما بويه ،كان جزؤه الثاني معربا إعراب ما ً
ال ينصرف ،للعلمية والتركيب المزجي .أَما جزؤه األول فيبنى على الفتح :كبعلبك وحضرموت
وبختنصر .ما لم يكن آخره ياء فيبنى على السكون .كمعد يكرب .فان ختم بويه كسيبويه ،بني جزؤه
األول على الفتح والثاني على الكسر ،كما تقدم).
(وأَما اثنا عشر فجزؤه األول معرب ِّإعراب المثنى .باأللف رفعا ً وبالياء نصبا ً وجرا ً وجزؤه الثاني
مبني على الفتح أَبداً ،وال محل له من اإلعراب .فهو بمنزلة النون من المثنى).
ب .وهو ورقاش أَو شتما ً لها .كياخَباث ويا َكذا ِّ ِّ ومنه ما كان على وزن "فَعا ِّل" علما ً ألنثى .ك َح ِّ
ذام
ذار .وكما أشبهه فيَ سماء األفعال .كنزا ِّل و َح ِّ
وزن أ ِّ َ ي على الكسر تشبيها ً له بما كان على هذا ال ِّ مبن ٌّ
َ
ب :معدولة عن كاذبة .كما أ َّن "نَزا ِّل" ٌ ٌ ً
الوزن .أشبهه في العدْل أيضا :فَخباثِّ :معدولة عن خبيثةٍ ،وكذا ِّ َ
ْ
شت ِّم األنثى وندر أَن يُستعم َل ما كان على وزن "فَعا ِّل" في َ َ ذار" عن احذَ ْر. انزل ،و " َح ِّْ معدولة عن
إال م َع النداء.
ما ال يَ ْلزَ ُم البنا َء من األسماء
َ
عض .وذلك :كقَبْل وبعد من الظروف ما ال يُالز ُم البنا َء .فهو يُبنى في بعض األحوال ،ويُعرب في بَ ٍ
ّ
الستِّ. ودون وأ َ َّول والجها ِّ
ت
()297/1
هلل
ي على الض ِّ ّم ،نحوِّ { :
المضاف إليه) ب ِّن َ
ُ ُ
(بحيث ال يُنسى فما قُط َع منها عن اإلضافة لفظاً ،ال تقديرا ً
األمر من قب ُل ومن بعدُ} ونحو" :جلست أما ُم ،ورجعتُ إلى ورا ُء". ُ
نبر".
ِّ الم
ِّ أمام
َ وجلستُ ذلك، ل
َ قب "جئتُ نحو: اعرب، ،ً ا لفظ منها اضيف
َ وما
يتعلق به َغ ٌ
رض ُ المضاف إليه ألنه ال
ُ ُ
(بحيث يُنسى ي منها عن اإلضافة لفظا ً وتقديرا ً وما َع ِّر َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
مخصوص) اعرب ،نحو" :جئتُ قَبال ،وفعلتُ ذلك من بعدٍ". ٌ
سب" أيَ " :حسْبي" ،بمعنى
َ ُ ح "هذا نحو: ة
ِّ اإلضاف عن ه
ِّ قطع عند ْب"س ح
َ " الظروف بهذه ويل َحق
حسب" أي :هو يكفيني عن غيره.
ُ سميري فَ "الكتاب َ
ُ يكفيني .وقد تُزادُ الفا ُء عليه تزيينا ً ِّ
للفظ ،نحو:
وهو مبني على الض ّم.
ي على الضمغير" .وهي مبن ٌّ
"ليس َُ ويلحق بها أَيضا ً "غَير" بعدَ النَّفي ،نحو :فعلتُ هذا ال ُ
غير" ،أو ُ
أيضاً.
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( إِّعراب األسماء
وبناؤُها ) ضمن العنوان ( أَنواع إِّعراب االسم )
حرف .واألص ُل فيه ٌ ب االسم ثالثةٌ :رف ٌع ونصبٌ و َج ٌّر :وعالمة اإلعراب فيه إما حركةٌ أو ع إعرا ِّ أنوا ُ
ُعرب بالحركات.
أن ي َ
ب بال َحركات من األسماء ال ُم ْع َر ُ
ث السال ُم.
المفردُ ،وجم ُع التكسير ،وجم ُع المؤن ِّ َ األسماء ثالثةُ أنواعٍ :اإلس ُم
ِّ عرب بالحركة من
ال ُم ُ
ُنصب بالكسرةِّ بدَ َل ُ السالم ،في
َ وتجر بالكسرةِِّّ ،إال جم َع المؤنث
ُّ تنصب بالفتحة،ُ وهي تُرف ُع بالضمة ،و
ُجر بالفتحة ،بَدَل الكسرة، رف ،في ُّ
ص ُواالسم الذي ال ين َ
َ ت المجتهداتِّ"الفتح ِّة ،نحو" :أَكرمتُ الفتيا ِّ
الشاكر".
ِّ نحو" :ما الفقير القان ُع بأفض َل من الغني
ياء المتكلم ،نحو: والحركاتُ تكونُ ظاهرة ً على آخر اإلسم ،إن كان صحيح اآلخر ،غير مضاف إلى ِّ
منصور".
ٌ ُّ
"الحق
الثالث للتَّعذر ،نحو" :إن ال َهدى ُمنى الفتى". ُ فإن كان معتل اآلخر باأللف ،تُقدَّر على آخره الحركاتُ
()298/1
بالياء تُقدَّر على آخره الضمةُ والكسرةُ ،نحو" :ح َكم القاضي على الجاني" أما ِّ وإن كان معت َّل اآلخر
الداعي إلى الخير". َ الياء لخفَّتها ،نحو" :أجيبوا فتظهر على ِّ ُ الفتحةُ
ينصرف
ُ االسم الذي ال
ٌ
تنوين وال يجوز أن يلحقَهُ
ُ ع من الصرف أيضاً) :هو ماال صرف (ويُس ّمى الممنو َ ُ االس ُم الذي ال يَ ْن
ويعقوب وعطشانَ . َ كسرةٌ .كأحمدَ
وهو على نوعين :نوعٍ يُمن ُع لسبب واحد ،ونوع يُمن ُع لسببين.
ألف التأنيث الممدودةُ :كصحرا َء وعذرا َء اسم كان في آخره ُ ب واحد :ك ُّل ٍ صرف لسب ٍ فالممنوع من ال ّ
نصبا َء .أو ألفهُ المقصورةُ .ك ُحبلى وذِّكرى وجرحى .أو كان على وزن منتهى الجموع ُ َ َ وزكريَّا َء وأ َ ِّ
وعصافير.
َ ودراهم ومصابي َح َ كمساجدَ
ً
(وال يشترط فيما كان على وزن منتهى الجموع أن يكون جمعا .بل كل اسم جاء على هذه الصيغة -
وإن كان مفردا ً -فهو ممنوع من الصرف :كسراويل وطباشير وشراحيل).
صفةٌ. رف لسببين إما َعلَ ٌم وإما ِّ ص ِّ والممنوع من ال ّ
صرف ع من ال َّ العَلَ ُم الممنو ُ
يُمن ُع العلَ ُم من الصرف في سبعة مواض َع:
ً َ
وعزة َ وطلحة وحمزة َ ،أم مؤنثا معنويًّا: ّ َ بالتاء :كفاطمة
ِّ ً ( )1أن يكون َعلما ً مؤنثاً .سوا ٌء أكان مؤنثا
الوسط ،كدَعْد وهند و ُج ّمل ،فيجوز منعهُ ِّ سقَ َر ولَظى .إال ما كان عربيا ً ثالثيا ً ساكن وزينب و َ َ سعادَ
ك ُ
َ
سمي امرأة بقيّس أو سعد ،فإنك تمنعه ُ ً
وصرفهُ واألولى صرفه .إال أن يكون منقوال عن ُمذكر ،كأن ت َ
ً
الوسط أعجميا ،وجب منعُه: ِّ الساكنُ يمن الصرف وجوباً ،وإن كان ساكن الوسط .فإن كان الثالث ُّ
وروزَ .يس ُ ص وبَ ْل َخ و ِّن َ وح ْم َ ور ِّ كماهَ و ُج َ
()299/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وإذا س ّميتَ مذكرا ً بنحو" :سعاد وزينب و َعناق وعقرب وعنكبوت" من األسماء المؤنثة وضعاً،
الزائدة على ثالثة أحرف ،منعته من الصرف ،العلمية والتأنيث األصلي .فإن كان على ثالثة أحرف،
ورباب وودادَ ،أعالما ً ألنثى ،منعتها من َ ق ،صرفته .وإن كان التأنيث عارضاً ،كدال َل عنُ ٍ
كدع ٍد و ُ
َّ
الصرف .فإن سميتَ بها مذكرا صرفتها ،ألنها في األصل مذكرات .فالدالل والوداد :مصدران. ً
سميت المرأة .أما إن سميتَ مذكرا ً بصفة من صفات المؤنث الخالية والرباب :السحاب األبيض ،وبه ُ
تسمي رجالُ :مرضعا ً أو ُمتْئماً .والكوفيون يمنعونه من الصرف. َ التاء ،فانك تصرفه ،كأن من ِّ
وجهان :منعُها من الصرف ،باعتبار أنها أعالم لمؤنثات ،نحو: ِّ وأسما ُء القبائل مؤنثة .ولك فيها
تميم" ،تعني القبيلةَ ،ولك صرفها ،باعتبار أن هناك مضافا ً محذوفا ً نحو" :رأيت ت َميماً" ،تعني َ "رأيتُ
المضاف إليه ُمقا َمهُ فإن قلتَ " :جا َء بنو تميم" صرفتَ تميما ً قوالً َ المضاف وأقمتَ َ بني تميم .فحذفتَ
واحداً .ألنك تعني بتميم أبا القبيل ِّة ال القبيلة نفسها.
َ
ت جاز منعه من الصرف ،وجاز صرفُه ت وأذرعا ٍ والتاء :كعَ َرفا ٍ
ِّ باأللف
ِّ مي به مما يُجم ُع س َ وما ُ
وإعرابُه كأصله ،وهو األفص ُح.
الحجاز يبنونه على
ِّ ُ
ورقاش ونَوار فأهل طام َ َ
كحذام وق ِّ
ِّ وما كان على وزن "فَعا ِّل" علَما لمؤنثٍ،
ً
ذام" .قال الشاعر: ذام ،وو َعيتُ قو َل َح ِّذام ،وسمعتُ َح ِّ الكسر ،في جميع أحواله فيقولون :قالت َح ِّ
ذام*
قالت َح ِّالقو َل ما ْ فإن ْ ذام فَصدِّّقوها * َّ قالت َح ِّ *إذا ْ
وو َعيتُ قول حذامَ ،
َ رف للعميّة والتأنيث ،فيقولون" :قالت حذا ُم" ،وسمعتُ ص ِّ وبنو ت َميم يمنعونه من ال َّ
حذام".
َ
(ومن العماء من يمنعه للعلمية والعدل ،باعتبار عدل هذه األسماء عن حاذمة وفاطمة وراقشة ونائرة.
ومنعها للعلمية والتأنيث أولى).
()300/1
( )2أن يكونَ َعلما ً أعجميا ً زائدا ً على ثالثة أحرف :كإبراهيم وأنطونَ وإنما يُمن ُع إذا كانت َعلميَّته في
ف إن يصر ْ َ كلجام وفِّ َرن ٍد ونحوهما مما يُستع َمل في لغته علماً، ٍ جنس، اسم ٍ
لغته .فإن كان في لغته َ
سميتَ به.
ُ َ
سط ،نحو ل َمكٍ ،أم ساكنَهُ ،كنوحٍ و ُجو ٍل حركَ الو َ
رف ،سوا ٌء أكان ُم ّ ص َ وما كان منه على ثالث ِّة أحرفٍ ُ
وجاكٍ .
(وقيل :ما كان محرك الوسط يمنع ،وما كان ساكنه يصرف ،وقيل :ما كان ساكنه يصرف ويمنع.
وليس بشيء :والصرف في كل ذلك هو ما اعتمده المحققون من النحاة).
( )3أن يكون َعلما ً موازنا ً للفعل .وال فرقَ بين أن يكون منقوالً عن فعل ،كيَش ُك َر ويزيدَ وش َّم َر .أو
وإستبرقَ واسعدَُ ،مس َّمى بها.
َ اسم على وزنه ،كدُئِّل عن ٍ
الكثير
ُ الغالب في االسم،
ُ الغالب فيه .أ ّما الوزنُ
ُ المختص بالفع ِّل ،أو
ُّ والمعتبر في المنع إنما هو الوزنُُ
ب .أو س ٍن ورج ٍُعتبر ،وإن شاركه فيه الفعلُ .وذلك :كأن يكون على وزن "فَعَل" :ك َح َ فيه ،فال ي ُ
كجعفر :فإن سميتَ بما ٍ َ َ
كصالح .أو "فعللَ":
ٍ ضدٍ .أو "فا ِّعل" َ
َص ٍر .أو "فعُل" :كعَ ُ "فَ ِّعل" :ك َكتِّفٍ وخ ِّ
كان على هذه األوزان انصرف.
والمراد بالوزن المختص بالفعل :أن يكون ال نظير له في األسماء العربية وإن وجد فهو نادر ال يعبأ
به .فمثل "د ُئل" هو على صيغة الماضي المجهول .لكنه نادر في األسماء .فلم تمنع ندرته أن يكون
هذا الوزن من خصائص الفعل :ويندرج فيه ما جاء على صيغة الماضي الثالثي المجهول ،الذي لم
يعل ولم يدغم :كدئل وكأن تسمي رجال "كتب" ،وكل صيغ األفعال المزيد فيها ،معلومة ومجهولة.
إال ما جاء على وزن األمر من صيغة "فاعل يفاعل" :كصالح علما .فانه على وزن "صالح" فعل
أمر .فما جاء من األعالم على وزن مختص بالفعل ،منعته من الصرف.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()301/1
والمراد بالوزن الذي يغلب في الفعل :أن يكون في األفعال أكثر منه في األسماء .فغلبته في الفعل
جعلته أحق به من االسم وأولى .ويندرج فيه ما جاء على صيغة األمر من الثالثي المجرد .كأن تسمي
رجال "إثمد" أو "اصبع" أو "أبلم" .فإنها موازنة لقولك" :إجلس وافتح وانصر" وما كان على صيغة
المضارع المعلوم من الثالثي المجرد ،مما أوله حرف زائد من أحرف المضارعة مثل" :أحمد
ويشكر وتغلب" أعالما ً فما جاء من األعالم على وزن يغلب في الفعل ،منعته من الصرف أيضاً.
فائدة
َ
( )1إن ما جاء على وزن الفعل ،مما سميت به ثالثة أنواع :نوع منقول عن اسم :كدُئل واستبرق.
ونوع منقول عن صفة :كأحمر وأَزرق .ونوع منقول عن فعل :كيشكر ويزيد .وكلها يشترط في
منعها من الصرف أَن تكون على وزن يختص بالفعل أَو يغلب فيه ،كما تقدم .ومن العلماء كعيسى بن
عمر -شيخ الخليل وسيبويه -ومن تابعه ،من يمنع العلم المنقول عن فعل مطلقاً ،وإن جاء على ما
يغلب في األسماء .كأن تسمي رجال" :كتب ،او حمدَ او طرف او حوقل" .ويصرف ما عداه من
المنقول عن اسم :كرجب او عن صفة :كحسن .وما قوله ببعيد من الصواب .وإن خالفه الجمهور.
وفي مقدمتهم تلميذه سيبويه .ألن النقل عن الفعل ليس كالنقل عن اسم او صفة .فهو قوة له في منعه
من الصرف.
()302/1
( )2العلم المنقول عن فعل ،يجوز أَن تعامله معاملة األسماء الممنوعة من الصرف فترفعه بالضمة،
وتنصبه وتجره بالفتحة .ويجوز أَن تعامله معاملة الجملة المحكية .فإن روعي في أَصل النقل .أَنه
منقول من الفعل مجردا ً عن ضميره ،يعرب إِّعراب ما ال ينصرف ،وهذا هو األكثر في األفعال
المنقولة .فتقول" :جاء يشكر وشمر ،ورأيت يشكر واشمر ،ومررت بيشكر وشمر" .وإن كان
مراعى فيه أَنه منقول عن الجملة .أَي عن الفعل مضمرا ً فيه الفاعل ،يعرب إعراب الجملة المحكية
فتبقيه على حاله من الحركة أَو السكون ،رفعا ً ونصبا ً وجراً .ألنه نقل عن جملة محكية" .فيحكة على
ما كان عليه .فإن سميت رجال "يكتب أو استخرج" ،باعتبار أن كل واحد منهما جملة مشتملة على
فعل وفاعل مضمر ،قلت :جاء يكتب واستخرج" ورأَيت يكتب واستخرج ،ومررت بيكتب
واستخرج".
وعليه قوله:
*نبئت أَخوالي ،بني تزيد * ظلما علينا لهم فديد*
ً
وهذا يجري مع المنقول عن فعل يغلب وزنه في االسماء قوالً واحداً .ألن إِّعرابه إعراب المحكي ،ال
إِّعراب ما ال ينصرف .وعليه فتقول فيمن سميته :كتب ،منقوالً إلى العلمية مع ضميره" ،جاء كتب،
ورأيت كتب ،ومررت بكتب".
( )3ما كان مبدوءا ً بهمزة وصل :من االفعال التي سميت بها ،فإنك تقطع همزته بعد نقله إلى العلمية.
النه يلتحق بنظائره من االسماء بعد التسمية به .فإن سميت بانصرف واستخرج ونحوهما ،قلت:
انطلق واستخر ُج" ،بقطع الهمزة .أما االسماء المسمى ،بها ،كانطالق واستخراج ،فال تقطع ُ "جاء
همزتها بعد التسمية بها ،بل تبقى على حالها .الن نظيرها من االسماء همزته موصولة.
دي َك ِّر َ
ب وقا ِّل ْي بو ْي ِّه كبعلبكَّ و َحض َْر ْ
موتَ و َم ْع ْ مختوم َ
ٍ غير
تركيب مزجٍَ ، َ ( )4ان يكون علما ً ُمركبا ً
قَال.
( )5أَن يكون َعلما ً مزيدا ً فيه األلف والنونُ :كعُثمانَ و ِّعمران وغَطفانَ .
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()303/1
( )6أَن يكون َعلما ً معدوالً :بأن يكون على وزن "فُعَل" .فيُقَد َُّر معدوالً على وزن "فاع ٍل" .وذلك
وزافر وزاح ٍل وثاع ٍل. ٍ عامرٍ وزحل وثُعَلَ .وهي معدولةٌ عن وزفَر ُ كعُ َم َر ُ
وهذا العدل تقديري ال حقيقي .وذلك ان النحاة وجدوا األعالم التي على وزن "فعل" غير منصرفة،
وليس فيها إال العلمية .وهي ال تكفي وحدها في منع الصرف فقدروا أنها معدولة عن وزن "فاعل"،
سق بمعنى غادر وفاسق). ألن صيغة "فعل" وردت كثيرا ً محولة عن وزن فاعل :كغُدَر وفُ َ
سم َع منصرفاً ،مما كان على هذا الوزن ،كأُدَدٍ ،لم يُحكم بعدل ِّه. وما ُ
ُ َ ُ
ع َم ُر وزف ُر وز َح ُل ً
عشر َعلما .وهيُ : َ َ غير ُمنصرفٍ فكان خمسة سم َع من ذلك َ وقد أَحصى النحاة ما ُ
ُ
ي في ض ُر و ُهبَ ُل و ُهذَ ُل وقُث َ ُم" وعدَّها السيوط ُّ ص ُم و ُجحى وبُلَ ُع و ُم َ ع َ
فو ُ ش ُم و ُج َم ُح وقُزَ ُح ودُلَ ُوثُعَ ُل و ُج َ
بإسقاط "هُذَل".
ِّ شر، "همع الهوامع" أَربعة َع َ
ص ُع وبُت َ ُع" .وهي أسما ٌء يؤ َّكدُ بها الجمع المؤنث ،نحو" :جا َءت النسا ُء ُج َم ُع َوي ُ
ُلحق بها " ُج َم ُع ُوكت َ ُع وبُ َ
بهن ُج َم َع و ُكت َ َع
ص َع وبُت َ َع" و "مررتُ َّ ْتهن ُج َم َع و ُكت َ َع وبُ َ هن ،و "رأي َّ ص ُع وبُت َ ُع" أي :جميعُ َّ و ُكت َ ُع وبُ َ
للتعريف وللعَد ِّل.
ِّ الصرف
ِّ ٌ
ص َع وبُت َ َع" .فهي ممنوعة من وبُ َ
(أما كونها معرفة ،فبدليل أنها تؤكد بها المعرفة .كما رأيت .وتعريفها هو باإلضافة المقدرة إلى ضمر
المؤكد ،إذ التقدير "جاء النساء جميعهن" .وأما كونها معدولة ،فألن مفردها جمعاء وكتعاء وبصعاء
وبتعاء .فحقها أن تجمع على "جمعاوات وكتعاوات الخ" .ألن ما كان على وزن "فعالء" اسماً ،فحقه
أن يجمع على "فعالوات" :كصحراء وصحراوات .ولكنهم عدلوا بها عن "فعالوات" إلى "فعل").
س َح ُر األلف والالم واإلضاف ِّة ُمرادا ً به َ ِّ "مجردا ً منَّ س َحر
عريف والعد ِّلَ ،ِّ ومما جا َء غير مصروفٍ للت
س َح َر. يوم ال ُجمع ِّة َ يوم بعين ِّه .وإن كان كذلك فال يكونُ إال ظرفاً :كجئتُ َ ٍ
()304/1
(أما كونه معرفة ،فألنه أريد به معين .وأما كونه معدوالً ،فإنه معدول عن "السحر" باأللف والالم.
فإن التقدير "جئت يوم الجمعة السحر").
كأرطى و ِّذ ْف َرى ،إذا َ
س ّميتَ بها .وألفُها زائدة ٌ أللحاق الف لاللحاقْ :( )7أن يكون َعلما ً َمزيدا ً في آخره ٌ
وزنهما بجعفر.
صرف صفة الممنوعة من ال َّ ال ِّ ّ
صرف في ثالثة مواض َع: ُ
متن ُع الصفة من ال ّ
كأحمر وأفضل. َ ( )1أن تكون صفةً أصلية على وزن "أفعَلَ":
ً
بالتاء ،فإن أ ُ ِّنّثت بها لم تمنع كأرم ٍل ،فإن مؤنثه أرملةٌ .واألرم ُل الفقير.
ِّ ويشتر ُ
ط فيها أالّ ت ُ َ
ؤنث
(فإن كانت الوصفية عارضة السم على وزن "أفعل" لم تمنع من الصرف .وذلك كأربع وأرنب في
قولك" :مررت بنساء أربع ورجل أرنب" .فأربع في األصل اسم للعدد ،ثم وصف به ،فكأنك قلت:
بنساء معدودات بأربع .وأرنب للحيوان المعروف .ثم أريد به معنى الجبان والذليل ،فالوصف بهما
عارض ،ومن ثم لم يؤثر في منعهما من الصرف.
وإن كانت االسمية عارضة للصفة لم يضر عروضها ،فتبقى ممنوعة من الصرف -كما لم يضر
عروض الوصفية لالسم ،فيبقى منصرفاً .وذلك كأدهم -للقيد -وأسود -للحية -وأرقم للحية المنقطة
-وأبطح -للمسيل فيه دقيق الحصى واجرع -للرملة المستوية ال تنبت شيئاً .فهي ممنوعة من
الصرف ،وإن استعملت استعمال األسماء ،ألنها صفات ،فلم يلتفتوا إلى ما طرأ عليها من االسمية،
كما لم يلتفتوا إلى ما طرأ عليها على ما سبق من الوصفية وبعضهم يعتد باسميتها الحاضرة فيصرفها
وأما "أجدل" -الصقر -و "أخيل" -لطائر ذي خيالن -و "أفعى" للحية ،فهي منصرفة في لغة
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
األكثر .ألنها أسماء في األصل والحال .وبعضهم يمنعها من الصرف المحا ً فيها معنى الصفة .وهي
القوة في أجدل :والتلون في أخيل ،واإليذاء في أفعى .وعليه قول الشاعر:
*كأن العُقيليين ،حين لقيتهم * ،فراخ القطا القين أجدل بازيا*
وقول اآلخر:
*ذريني وعلمي باألمور وشيمتي * فما طائري يوما ً علي بأخيال*
()305/1
بالتاء .فإن
ِّ وزن "فَعالنَ " كعَطشانَ وسكرانَ ويشترط في منعها أن ال ت ُ َ
ؤنث ِّ ( )2أن تكونَ صفةً على
ألن مؤنثها ان -وهو اللئي ُم -ونَدمان -وهو الندي ُم َّ ص ِّ ْفان -وهو الطوي ُل -و َم ّ سي ٍ نثت بها لم تمتنع :ك َ أُ ْ
صانةٌ وندمانةٌ.
سيفانةٌ و َم ّ
ث ع ْشرة صفة ،وهي: ص ْوا ما جا َء على وزن "فَعالن" ،مما يؤنث على "فَعالنة" ،فكان ثال َ وقد أَح َ
يفان" للطويل ،و س ٌ ْالن" ،للعظيم البطن و "دَ ٌ
خنان" ،لليوم ال ُمظلم ،و " َ "ندمان" ،النَّديم ،و " َحب ٌ ٌ
ٌ ْ
صيحان" لليوم الذي ال غي َْم فيه" ،وسخنان" ،لليوم ٌ "صوجان" لليابس الظهر من الدوابّ ِّ والناس ،و " َ ٌ ْ
ٌ ْ ٌ ّ
الحار ،و " َموتان" للضعيف الفؤاد البليد ،و " َعالن" ،للكثير النسيان ،و "فشوان" ،للدقيق الضعيف، ٌ ّ
"اليان" ،لكبير اآللية .فهذه كلُّها منصرفةٌ ،ألنها ٌ ان" ،للئيم ،و ص ٌ َ ّ م " و النصارى، لواحد "، ٌ
"نصران و
ألن ُمؤنثه على وزن "فَ ْعلى" كغضبانَ وغَضبى ،وعطشانَ بالتاء ,وما عداها فممنوعٌَّ ، ِّ تُ ُ
ؤنث
نان" -وهو الصعب من األيام - "أرو ٍ
َ وعطشى ،وسكرانَ وسكرى ،و َج ْوعان و َج ْوعى .وأما نحو:
بالتاء ،فيقالث" :يو ٌم ِّ األو ُل ألنه ليس على وزن "فَ ْعالن" ،والثاني ألنه يؤنث فمنصرف ألمرينَّ :
أرونان ،وليلةٌ أرونانة" ،أي صعبة شديدة. ٌ
الوصف
ِّ ُ
( )3أن تكون صفة معدولة ،وذلك بأن تكون الصفة معدولة عن وزن آخر .ويكونُ العد ُل مع ً ً
في موضعين:
ع َ َ َ ُ ُ ْ ُ
األولُ :األعدادُ على وزن "فعال أو َمفعَل"" :كأحادُ و َم ْو َحدَ ،وثنا ًء و َمثنى ،وثالث و َمثلث ،وربُا َ
و َمربَ َع.
(وهي معدولة عن واحد واحد واثنين اثنين الخ ،فإذا قلت" :جاء القوم مثنى" ،فالمعنى انهم جاءوا
اثنين اثنين .وقد قالوا :ان العدل في األعداد مسموع عن العرب إلى األربعة .غير أن النحويين قاسوا
ذلك إلى العشرة ،والحق انه مسموع في الواحد والعشرة وما بينهما).
()306/1
الثاني :أُخ َُر ،في نحو قولك" :مررتُ بنساءٍ أُخ ََر" قال تعالى{ :فَ ِّعدة ٌ من ايام أ ُ َخ َر} .وهي جمع
القياس
ُ وزن "أفعَل" :بمعنى مغاير .وكان ِّ الخاء) اس ُم تفضي ٍل على
ِّ أُخرىُ ،مؤنَّث آخر .وآخر (بفتح
ضلَ" -بإفرا ِّد الصفة وتذكيرها -ال "بنساءٍ أَن يُقالَ" :مررتُ بنساءٍ آخ ََر" كما يقالُ" :مررتُ بنساءٍ أف َ
"أل" واإلضافة ال ي ُ
ُؤنث جردا ً من ْ ألن أفع َل التفضي ِّل ،إن كان ُم َّ ضل"َّ ،خر" ،كما ال يقالُ" :بنساءٍ فُ َ أُ َ
وال يُثنَّى وال يج َم ُع.
ً
(وقد علمت في مبحث اسم التفضيل ،في الجزء األول ،انه إن كان مجردا من "أل" واإلضافة وجب
استعماله مفردا ً مذكراً ،وإن كان موصوفه مثنى أو مجموعا ً أو مؤنثاً ،سواء أريد به معنى التفضيل
أوال .كما هي الحال هنا .تقول :أخالقك أطيب ،وآدابك أرفع ،وشمائلك أحلى" أما آخر فعدلوا به عن
هذا االستعمال ،فقد استعملوه موافقا ً للموصوف .فقالوا" :آخر وآخران وآخرون ،وأخرى وأخريان
وأخر" .على خالف القياس ،وكان القياس أَن يقال آخر للجميع .فالعدل به عن القياس إحدى العلتين
في منعه من الصرف .وإنما اختصت "أُخر" في جعل عدلها مانعا ً من الصرف .ألن آخر ممنوع منه
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
لوزن الفعل .وأخرى أللف التأنيث .وآخران وأُخريان وآخرون معربة بالحرف.
واعلم انه لم يسمع شيء من الصفات التي جاءت على وزن "فعل" ممنوعا ً من الصرف إال "أُخر"
فقدروا فيها العدل .ليكون على أخرى مع الوصفية).
حكم االسم الممنوع من الصرف
ُجر بالفتحة نحو" :مررتُ
حك ُم االسم الممنوع من الصرف أن يمن َع من التنوين والكسرة ،وأن ي ّ
فيجر بالكسرة ،على األصل ،نحو" :أحسنت إلى ُّ بأفض َل منه" ،إال إذا سبقتهُ "أل" أو أُضيف،
األفض ِّل أو إلى أفض ِّل الناس".
ً
بأل وال مضافا ،وذلك في ضرورة الشعر: ق ْ غير مسبو ٍ ينونُ وي ُّ
ُجر بالكسرةِّ) َ ُصرف (أيَّ :
ُ وقد ي
ت الرسول ترثي أباها ،صلى هللا عليه وآله وسلم: َ
كقول السيدةِّ فاطمة بن ِّ
()307/1
()308/1
عرض للعلم الممنوع من الصرف التنكير ،كأن يراد به واحد ال بعينه ممن سمي به فإنه َ ( )2إذا
عمر من العمرين ،وفاطمةٌ من الفاطمات ،وابراهي ٌم من اإلبراهيميين ،وأحمدٌ ٌ ينصرف ،نحو( :جاءني
ُ
وعمران ويزي ٍد ويوسفٍ ومعد يكر ٍ
ب ٍ ٍ
د سعا (رب ونحو: العثمانين)، من ٌ
وعثمان األحمدين، من
لقيتُ ) .إال إذا كان منقوالً عن صفة ،كمن سميته أحمر وي ِّقظان) ،فإنه ال ينصرف على المختار من
أقوال النحاة .وهو ما ذهب إليه سيبويه .ألنه قبل نقله من الوصفية إلى العلمية ،كان ممنوعا ً من
الصرف .فإذا فقد العَلمية رجع إلى أصله من المنع ،اعتدادا ً بهذا األصل ولم يفعلوا ذلك في غير
الصفات الممنوعة ،ألنه بزوال العلمية ،التي هي أحد سببي المنع ،لم يبق إال سبب واحد فال يكفي في
المنع من الصرف.
( )3أجاز الكوفيون واألخفش وأبو علي الفارسي للشاعر أن يمنع صرف ما حقه أن ينصرف .وعليه
قول األخطل:
َدور*
بشبيب غائلة النفوس ،غ ُ
َ لب األَرزاق بالكتائب ،إذ هوت * ط َ* َ
وقول العباس بن مرداس:
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
رداس في َمجْ َم ِّع*
َ حابس * يفوقان ِّم
ٌ ٌ
حصن وال وما كان
واختاره ابن مالك .وهو الصحيح ،كما قال ابن هشام ،لكثرة ما ورد منه.
وعن ثعلب أنه أجاز منع المنصرف مطلقاً ،في نظم أو نثر .وبعضهم خص ذلك بما كان علماً.
وبعضهم أجاز صرف ما كان على صيغة منتهى الجموع .والحق االقتصار على ما ذكرنا.
ب بالحروف من األَسماء المعر ُ
َ
واألسماء الخمسة.
ِّ ُ
ب بالحروف من األسماء ثالثة أنواع :المثنى ،وجمع المذكر السالم، المعر ُ
َ
ويجر بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما
ُّ فالمثنى يُرف ُع باأللف ،مثل( :أفلح المجتهدان) .ويُنصب
بعدها مثل( :أَكرمت المجتهدَي ِّْن ،وأحسنتُ إلى المجتهدي ِّْن).
ومن الرعب من يُلز ُم المثنى األلف ،رفعا ً ونصبا ً وجراً ،وهم بنو الحارث ابن كعب ،وخثعم ،وزبيدُ
وكنانة وآخرون ،فيقولون" :جاء الرجالن ،ورأيت الرجالن ،ومررت بالرجالن" .وعليه قول
الشاعر:
()309/1
طعنةً * دَعته إلى هابي التراب ،عقي ُم* *ت َزَ َّودَ منا بَينَ أُذناهُ َ
وقو ُل اآلخر:
*إن أباها وأَبا أَباها * قد بلغا في المجد غايتاها* َّ
"إن هذان"،"إن" .وقرئْ : لساحران} بتشديد َّ
ِّ هذان
ِّ {إن َ
وحملوا على هذه اللغة قراءة من قرأَّ :
"وإن هذين" بتشديدها ونصب هذين بالياء. َّ بتخفيفها،
ويجر بالياء المكسور ما قبلها ُّ وينصب
ُ وجم ُع المذكر السالم يرفع بالواو ،مثل" :أفلح المجتهدون".
المفتوح ما بعدها ،مثل" :أكرمتُ المجتهدِّينَ ،وأحسنتُ إلى المجتهدينَ ".
واألسماء الخمسة هي "أبٌ وأ ٌخ و َح ٌم وفو وذو" .وهي ترف ُع بالواو ،مثل" :جاء أبو الفضل" ،وتنص ُ
ب
بالياء ،مثل" :عامل الصديق معاملة أخيك". ِّ "أكرم أباك" وت ُ ُّ
جر ِّ باأللف ،مثل:
وهي ال تعرب كذلك إال إذا كانت مفردة مضافة إلى غير ياء المتكلم .فإن كانت مثناة ،أو مجموعة،
فتعرب إعراب المثنى أو الجمع ،مثل" :أكرم أبويك ،واقت ِّد بصالح آبائك ،واعتص ْم بذوي األخالق
الحسنة".
ذيء
كرم الفم عن بَ ِّ َ
معربة بحركات ظاهرة ،مثل" :هذا أبٌ صال ٌح ،وأ ِّ ً وإن قُطعت عن اإلضافة كانت َ
س ْك باألخ الصادق". الكالم ،وتم ّ
ت ُمقدَّرةٍ على آخرها ،يمن ُع من ظهورها كسرة ُ ياء المتكلم كانت ُمعربة بحركا ٍ ضيفت إلى ِّ ْ وإن أ ُ
ولزمتُ طاعةَ أبي". المناسبة مثل" :أبي رجل صالح ،وأ َكرمتُ أبيِّ ،
خ و َح ٍم" :هذا أبُكَ ،ورأَيتُ أَبَكَ ،ومررتُ بأبِّكَ " .بحذف اآلخر، ب وأ َ ٍومن العرب من يقول في أ ٍ
ت ظاهرة .ومنه قوله: ويَعرب االسم بحركا ٍ
ظلَ ْم* كر ْم * و َم ْن يُشا ِّب ْه أَبَهُ فَما َ *بأب ِّه اقتَدَى َعدي في ْال َ
أبان" .ومن قال" :هذا أبوك" ،قال :هذان أ َ ِّ
بوان. "هذان ِّ
ِّ ومن قال" :هذا أبْكَ " قال في التثنية:
()310/1
()311/1
وزيدان،
ِّ األسماء ال ُمثناةِّ إعراب المثنى ،ألنه مل َح ٌق به ،فتقولُ" :جا َء حسنان
ِّ مي به منس َ ب ما ُ ُعر ُ وي َ
إعراب ماال
َ بُعر َ
األلف وي َ
َ ُ
ويجوز أن يَلزَ م وزيدين".
ِّ بحسنين
ِّ ين ،ومررتُحسنين وزيدَ ِّ
ِّ ورأَيتَ
ينصرف ،تشبيها ً له بنحو :عِّمرانَ وسلمانَ " تقول" :جا َء زيدانُ وحسنانُ ،ورأَيتُ زيدانَ وحسنانَ ، ُ
َ
ومررتُ بزيدانَ وحسنانَ " كما تقول" :جا َء عمرانُ ،ورأيتُ عمرانَ ،ومررتُ بعمرانَ " ويكون منعُه
األلف والنون.
ِّ من الصرف للعَلميّة وزيادة
فائدتان
( )1قال ابن هشام في المغني :وقد سئلت قديما ً عن قول القائل" :زيد وعمرو كالهما قائم .أو كالهما
قائمان" .فكتبت :إن قدر (كالهما) توكيدا ً قيل "قائمان" :ألنه خبر عن "زيد وعمرو" ،وإن قدر
مبتدأ ،فالوجهان ،والمختار اإلفراد .وعلى هذا ،فإذا قيل" :إن زيدً وعمراً" فإن قيل "كليهما" قيل
"قائمان" أو "كالهما" فالوجهان .ويتعين مراعاة اللفظ في نحو" :كالهما محب لصاحبه" ،الن معناه
كل واحد منهما ،وقوله:
*كالنا غني عن أَخيه حياته * ونحن ،إذا متنا ،أشد تغانيا*ً
( )3يؤكد بكال المثنى المذكر .وبكلتا المثنى المؤنث ،ويضافان أبدا ً لفظا ً ومعنى إلى ٍ
اسم واحد
معرفة ،دال على اثنين :إما بلفظه ،نحو" :جا َء كال الرجلين" وإما بمعناه .كقول الشاعر:
*إن للخير وللشر مدى * وكال ذلك وجه وقبل*
أَي :وكال ما ذكر من الخير والشر :وال يضافان إلى مفرد ،وأما قول الشاعر:
*كال اخي وخليلي واجدي ابدا ً * في النائبات وإلمام الملمات*
فضرورة نادرة ،ال يلتفت اليها وال يستشهد بها ،وال تباح في شيء من الكالم ،حتى الشعر الن
الضرورة إنما يستشهد بها ،إذا كانت كثيرة .فإن كثرت في كالمهم جاز للشاعر ارتكابها.
بجم ِّع المذ َّكر السالم
ق ْ عراب ال ُم ْل َح ِّ
ُ إِّ
غير قياس" إعراب جمع المذكر السالم "وهو ما ُجمع هذا الجم َع على ِّ ِّ المذكر
ِّ ُعرب المل َحق بجمع ي ُ
السالم.
()312/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
إعراب هذا الجمع ،وهو َ ويجوز في نحو" :بَنينَ وسِّنينَ وعِّضينَ وثُبينَ " وما أَشبهها أَن ي َ
ُعرب
ي ِّسنون ،واغتربتُ سنين ،وأنجزتُ هذا العمل في سنينَ " .قال تعالى{ :ألك ُم ت عل َّ االفص ُح فيقالَ " :م َّر ْ
ُعرب بالضمة رفعاً، بحين ،في ُ ٍ ً َّ
البناتُ وله البنونَ ؟} ويجوز أن ت َلزَ َمهُ اليا ُء م َع التنوين ،تشبيها له
ثماني
َ َ ً ً
غتربا سنينا كثيرة ،أو ً سنين كثيرةٌ .ومكثتُ ُم ِّ ٌ يجرا .تقولَ " :م َّرت عل َّ وبالفتحة نصباً ،وبالكسرةِّ ًّ
سنين" .وعليه قول الشاعر:
شيَّ ْبنَنا ُم ْرداً*فإن ِّسنينَهُ * لَ ِّعبْنَ بنا شيبا ً و َ من نَجْ دٍَّ ، عاني ْ
*دَ َ
وقول اآلخر:
س ٍنَ ،علي * ،أبا ً بَ ًّرا :ونحنُ لهُ بَنينُ* وكانَ لنا أبو َح َ
َ
يعرب إعرابه .فنقول" :جا َء عا ِّبدونَ وزيدونَ ،ورأيتُ عابدينَ َ ي به من هذا الجمع أن ويجوز فيما سم ّ
يلزم اليا َء والنون مع التنوين، وزيدينَ ،ومررتُ بعابدينَ وزيدينَ " .وهو األفص ُح .ويجوز أن َ
لزم
بزيدون .ويجوز أن يَ َ ٍ زيدون ،ورأَيتُ زيدوناً ،ومررتُ ٌ واإلعراب بالحركات الثالثِّ .فنقول :جا َء َ
ينصرف ،تشبيها له بهارون ،فيجري مجراهُ .ويكون ً ُ إعراب ماالَ ويعرب
َ تنوين،
ٍ الواو والنون بالَ
ممنوعا ً من الصرف للعَلمية وشب ِّه الع ّجمة .فنقول :جا َء عابدونُ و َحمدونُ وخَلدونُ وزيدونُ ،ورأَيتُ
عابدونَ وحمدونَ وخلدونَ وزيدونَ ،ومررت بعابدونَ وحمدونَ وخلدونَ وزيدونَ " كما تقول :جا َء
هارونُ ،ورأيتُ هارونَ ،ومررتُ بهارونَ .
سالم
ث ال َّ إعراب ال ُم ْلحق بجمع المؤن ِّ ُ
تُعرب "أوالتُ " كجمع المؤنث السالم ،بالضمة رفعاً ،وبالكسرة نصبا ً وجراً .قال تعالى{ :وإن َّ
كن ُ
والصالح
ِّ الحياء
ِّ الخير من أُوال ِّ
ت َ ق الطيّب ِّة محبوباتٌ ) و (ار ُج ت َحم ٍل} .وتقول( :أُوالتُ األخال ِّ أُوال ِّ
والعلم).
()313/1
الفاع ُ
ل:
سهُ ٌ
فائز". "السابق فَر ُ
ُ سندُ إليه بعد فع ٍل تام معلوم أو ِّشبْه ِّه ،نحو "فاز المجتهدُ" و
هو ال ُم َ
(فالمجتهد :اسند إلى الفعل التام المعلوم ،وهو "فاز" والفرس :اسند إلى شبه الفعل التام المعلوم ،وهو
"السابق" فكالهما فاعل لما أسند إليه).
والمصدر .واس ُم التفضيل ،والصفةُ ال ُمشبَّهة ،ومبالغة اسم
ُ المعلوم اس ُم الفاعل،
ِّ والمرادُ بشبه الفع ِّل
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
"أكر ْم رجال
ِّ الفاع ِّل ،واس ُم الفع ِّل .فهي كلُّها ترف ُع الفاع َل كالفعل المعلوم .ومنهُ االسم المستعار ،نحو:
ِّمسكا ً ُخلُقُه".
(فخلقه فاعل لمسك مرفوع به ،ألن االسم المستعارة في تأويل شبه الفعل المعلوم والتقدير" :صاحب
رجال كالمسك" وتأويل قولك" :رأيت رجال أسدا ً غالمه"" :رأَيت رجال جريئا ً غالمه كاألسد").
وفي هذا الفصل خمسة مباحث:
( )1أحكام الفاعل
أحكام:
ٍ للفاعل سبعةُ
()314/1
()315/1
ونرى أن االستشهاد به ال يجوز ،ألن الزباء هذه مشكوك في كثير من أخبارها .ثم انها لم تنشأ في
بيئة يصح االستشهاد بكالم اهلها .فانها من أهل "باجرما" وهي قرية من اعمال البليخ ،قرب الرقة،
من أرض الجزيرة ،جزيرة "اقور" ،التي بين الفرات ودجلة ،وهي مجاورة لديار الشام .والعلماء ال
يستشهدون بكالم الفصحاء المجاورين لجزيرة العرب .فكيف يصح االستشهاد بكالم امرأة من اهل
جزيرة "اقور"؟ وقد قالوا :إنها كانت ملكة الجزيرة ،وكانت تتكلم بالعربية .راجع ترجمتها في شرح
الشواهد للعيني ،في شرح الشواهد الفاعل .وفي مجمع األمثال للميداني في شرح المثل" :ببقةً صرم
الرأي" .وذكر في جمهرة األمثال هذه أنها كانت على الشام والجزيرة من قبل الروم .وفي القاموس
وشرحه للزبيدي أن الزباء اسم الملكة الرومية ،تمد وتقصر ،وهي ملكة الجزيرة ،وتعد من ملوك
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الطوائف وهي بنت عمرو بن الظرب أحد أشراف العرب وحكمائهم ،خدعه جذيمة األبرش ،وأخذ
عليه ملكه وقتله ،وقامت هي بأخذ ثأره في قصة مشهورة مشتملة على أمثال كثيرة.
نقول :وان تاريخ الزباء يشبه تاريخ زنوبيا ،التي يذكرها الروم في اخبارهم ويرجح العلماء انها هي.
ويراجع الكالم على "باجرما" مو "جزيرة اقور" في معجم البلدان).
ظهر في اللفظ فذاك .وإالّ فهو ضمير راج ٌع إما لمذكور ،نحو: َ ( )3انه ال بُدَّ منه في الكالم .فإن
يشرب
ُ ٌ
مؤمن .وال ث "ال يزني الزاني حينَ يزني وهو "المتجهدُ ينج ُح" أو لما دل عليه الفعلُ ،كحدي ِّ
الخمرة َ حين يشربُها وهو مؤمن" .او لما د َّل عليه الكال ُم ،كقولك في جواب هل جا َء سلي ٌم؟ "نَعَ ْم
التراقي} ،وقول الشاعر:
َ جا َء" .أو لما د َّل عليه المقا ُم ،نحو{ :كالّ إذا بَلغت
سلَّما*
صلى َعلينا و َ بر َ س ِّيّدا ً من قَبيل ٍة * ذُرا ِّم ْن ٍ
عرنا َ*إذا ما أ َ ْ
ش ْمس ،أو قَ َ
ط َر ْ
ت دَما* ض ِّريَّةً * هَتكنا ِّح َ
جاب ال َّ َضبْنا َغضْبةً ُم َ *إذا ما غ ِّ
()316/1
أو لما دَلَّت عليه الحا ُل ال ُمشاهَدةُ ،نحو" :إن كانَ غدا ً فائتني" .وقول الشاعر:
يٍ ،ال إخالُكَ راضيا* طر ّ*إذا كان ال يُرضيكَ حتى ت َُردَّني * إلى قَ َ
ي ،نحو( :بلى سعيدٌ) في ُجاب به نف ٌ ( )4أنه يكون في الكالم وفعلهُ محذوف لقرينة دالة عليه :كأن ي َ
جواب من قال( :ما جاء أحدٌ) ،ومنه قو ُل الشاعر:
ْ
بل أعظ ُم ال َوجْ دِّ* ْ
*ت َجلَّدْتُ ،حتى قي َل لم يَ ْع ُر قلبَهُ * من الوجْ ِّد شي ٌء ،قُلتُ ْ :
سافر؟) فيقال "سعيدٌ" ،وتقول( :هل جاءك أحدٌ؟) ،فيقال( :نع ْم خليلٌ) ،قال َ أواستفها ٌم ،نقولَ ( :م ْن
تعالى{ :لَئِّن سألت َهم من خلقَهم؟ ليقول َّن هللا} .وقد يكون االستفهام مقدرا كقوله تعالى{ :يس ِّبّح له فيها
ً َ
بالغُد َُّو واآلصال ،رجا ٌل ال تلهيهم تجارة ٌ وال بي ٌع عن ذكر هللا} ،في قراءة من قرأ (يُسبَّح) مجهوالً،
ومنه قول الشاعر:
َّ ُ ٌ َ
صو َم ٍة * ومختبِّط مما تطي ُح الطوائ ُح* ع ِّلخ ُ*ليُبْكَ يَزيدُ ،ضار ٌ
والحذف في ذلك
ُ بالفعل، ة
ٍ خاص ة
ٍ أدا بعد ٍ مرفوع اسم
ٍ كل فاعله، بقاء
ِّ مع الفعل، حذف
ُ ومما جاء فيه
كالم هللا ،ثم أبل ْغه مأمنَه} ونحو:َ فأجرهُ حتى يسمع واجبٌ ،نحو{ :وإن أحد من المشركين استجاركِّ ،
وار لطمتني) ،وقول امرئ القيس: (لو ذاتُ ِّس ٍ ُ
المثلثْ : {إذا السما ُء انشقَّت} ،ومنه
ان*بخز ِّْس عل شَيءٍ ِّسواهُ َّ يخزن عليْه لسانهُ * فَلَي َ *إذا المر ُء لم ُ
وقول السموأل:
ضهُ * فك ُّل ِّرداءٍ يَرت َدي ِّه َجميلُ* *إذا المر ُء لم ي ْدنَس من اللؤْ ِّم عر ُ
والسماء وذات والمرء" :فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده. ِّ فكل من "أحد
ً َّ
يجب أن يبقى معه بصيغة الواحد ،وإن كان مثنى أو مجموعا ،فكما تقولُ" :اجتهد ُ (َّ )5
أن الفع َل
التلميذُ" ،فكذلك تقول" :اجتهدَ التلميذان ،واجتهد التالميذُ" إال على لغ ٍة ضعيفة لبعض العرب ،فيطابق
فيها الفعل الفا ِّعلَ .فيقال على هذه اللغة :أكرماني صاحباك ،وأكرموني أصحابك ،ومنه قول الشاعر:
()317/1
()318/1
(فان كان جميع تكسير :كرجال ،أو مذكرا ً مجموعا ً باأللف والتاء ،كطلحات وحمزات ،أو ملحقا ً
بجمع المذكر السالم :كبنين .جاز في فعله الوجهان :تذكيره وتأنيثه كما سيأتي .أما إن كان الفاعل
جمع مذكر سالماً .فالصحيح وجوب تذكير الفعل معه .وأجاز الكوفيون تأنيثه ،وهو ضعيف فقد
أجازوا أن يقال" :أفلح المجتهدون وأفلحت المجتهدون").
ُ
( )2أن يُفص َل بينه وبين فاعله المؤنث الظاهر بإال ،نحو" :ما قام إال فاطمة".
(وذلك الن الفاعل في الحقيقة إنما هو المستثنى منه المحذوف إذ التقدير" :ما قام أحد إال فاطمة" .فلما
حذق الفاعل تفرغ الفعل لما بعد (إال) :فرفع ما بعدها على أنه فاعل في اللفظ ال في المعنى .فان كان
الفاعل ضميرا ً منفصالً مفصوالً بينه وبين فعله باال ،جاز في الفعل الوجهان كما ستعلم).
صهُ ُجمهور النحاةِّ بالشعر كقوله:ظاهر ،وهو قلي ٌل وخ ّ ٌ وقد يؤنث مع الفصل بها ،والفاع ُل اس ٌم
من ريب ٍة وذَ ٍ ّم * في َحربِّنا إال بناتُ العَ ٍ ّم* َت ْ *ما بَ ِّرئ ْ
ٌ
ب تأنيث الف ْعل مع الفاعل؟ ( )3متى يَ ِّج ُ
يجب تأنيث الفعل مع الفاعل في ثالثة مواضع:
ً
ث سالما نحو: ( )1أن يكون الفاع ُل مؤنثا ً حقيقيا ً ظاهرا ً متصال بفعله ،مفردا أو مثنى أو َجم َع مؤن ٍ
ً ً
"جاءت فاطمةُ ،أو الفاطمتان ،أو الفاطماتُ ".
(فإن كان الفاعل الظاهر مؤنثا ً مجازياً ،كشمس ،أو جمع تكسير ،كفواطم ،أو ضميرا ً منفصالً ،نحو:
"إنما قام هي" ،أو ملحقا ً بجمع المؤنث السالم ،كبنات أو مفصوالً بينه وبين فعله بفاعل ،جاز فيه
الوجهان كما سيذكر .أما جمع المؤنث السالم فاألصح تأنيثه .وأجاز الكوفيون وبعض البصريين
تذكيره .فيقولون" :جاءت الفاطمات .وجاء الفاطمات").
ُ
ى ،نحو" :خديجة ذهبت، ث حقيقي أو مجاز ٍ ّ ( )2أن يكونَ الفاع ُل ضميرا ً مستترا ً يعودُ إلى مؤن ٍ
والشمس تطل ُع".
ُ
()319/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
لمذكر غير عاقل، ٍ ث أو جمع تكسير لمؤن ٍ ٍ سالم ،أو ث ٍ ( )3أن يكون الفاع ُل ضميرا ً يعودُ إلى جمع مؤن ٍ
جاءت ،أو جئنَ ،وتجي ُء أو يجئنَ " و ْ "الزينَباتُغير أنه يؤنث بالتاء أو بنون جمع المؤنث ،نحوّ ِّ :
يسرنَ ).تسير أو ْ ُ أقبلت أو أقبلنَ ) و (الجما ُل ْ (الفواط ُم
ِّ
ير ال ِّف ْعل وتأنيثهُ ( )4متى يجوز األمران :تذ ِّك ُ
ُ
يجوز األمران :تذكير الفعل وتأنيثه في تسعة أمور:
الشمس).
ُ الشمس ،وطل َع
ُ ت
بضمير) ،نحو( :طلع ِّ ٍ ( )1أن يكون الفاع ُل مؤنثا ً مجازيا ً ظاهرا ً (أي :ليس
والتأنيث أفص ُح. ُ
رت ،أَوض ْ ( )2أن يكون الفاعل مؤنثا ً حقيقيا ً مفصوالً بينه وبين فعله بفاص ٍل غير "إال" نحو" :ح َ
المجلس امرأةٌ" ،وقول الشاعر: َ ض َر
ح َ
ور*
ُ ُ ر ْ
غ لم ُّنيا د ال في دك ع
َ ْ ِّ بو بعدي * ٌ ة واحد َّ
ن ُ
ك ْ
ن م ه َر
ً َّ ُ ِّ غ اء امر *إن
والتأنيث أفص ُح. ُ
قام ،أو ماقام ،أو إنما قامت هي" ،ونحو" :ما َ ( )3أن يكون ضميرا ً منفصالً لمؤنثٍ ،نحو" :إنما َ
قامت إال هي" .واالحسنُ تركُ التأنيثِّ.
ت ،أو َّ
ئس" أو "سا َء" التي للذ ِّ ّم ،نحو" :نِّع َم ْ ( )4أن يكون الفاعل مؤنثا ً ظاهراً ،والفع ُل "نِّعم" أو " ِّب َ
ُ
والتأنيث أجود. ئس ،وساءت ،أو ساء المرأة ُ دَعدٌ". ت ،أو بِّ َ س ْ عم ،وبئ َ نِّ َ
( )5أن يكونَ الفاعل مذكرا مجموعا باأللف والتاء ،نحو" :جاء ،أو جاءت الطلحاتُ " .والتذكير ً ً
أحسنُ .
( )6أن يكون الفاعل جم َع تكسير لمؤنث أو لمذكر ،نحو" :جاء ،أو جاءت الفواط ُم ،او الرجالُ". ُ
التذكير مع المذكر ،والتأنيث مع المؤنث. ُ واألفض ُل
تكسير لمذكر عاقل ،نحو( :الرجال جاءوا ،أو جاءت). ٍ ( )7أن يكون الفاعل ضميرا ً يعودُ الى جمع
والتذكير بضمير الجمع العاقل أفص ُح.
( )8أن يكون الفاع ُل ملحقا ً بجمع المذكر السالم ،و بجمع المؤنث السالم .فاالول ،نحو( :جاء أو
آمنت به بنو إسرائيل} .والثاني نحو( :قامت، ْ جاءت البنونَ ) .ومن التأنيث قوله تعالى{ :آمنتُ بالذي
أو قام البناتُ ) .ومن تذكيره قول الشاعر (وهو عبدة ُ بنُ الطبيب):
()320/1
()321/1
ين الى الواحد الغائب والمستتر على ضربين :مستتر جوازاً .ويكون في الماضي والمضارع المسنَدَ ِّ ُ
ين الى الواحد المخاطب ،وفي ِّ َ د َ ن المس واألمر المضارع في ويكون .ً ا وجوب ومستتر الغائبة، والواحدة
كأف أو مخاطب: المضارع المسنَد الى المتكلم ،مفردا ً او جمعاً .وفي اسم الفعل المسنَد الى متكلمٍ ّ :
العلم .وفي أفعال االستثناء: َ "كصهْ" وفي فعل التعجب ،الذي على وزن (ما أفعلَ) نحو :ما أحسنَ
كخال وعدا وحاشا ،ونحو" :جاء القو ُم ما خال سعيداً".
(والضمير المستتر في أفعال االستثناء يعود الى البعض المفهوم من الكالم .فتقدير قولك جاء القوم ما
خال سعيداً" :جاءوا ما خال البعض سعيداً" .و "ما" إما مصدري ٍة ظرفيةٍ ،وما بعدها في تأويل مصدر
مضاف الى الوقت المفهوم منها .والتقدير" :جاؤوا زمن خلوهم من سعيد" والتقدير" :جاؤوا خالين
من سعيد".
يأتي الفعلُ ،ويكونَ فاعلُهُ مصدرا ً مفهوما ً من الفعل بعدَهُ ،نحو" :يَح ُ
سنُ أن المؤولُ :هو أن َ َّ والفاع ُل
تجتهد".
(فالفاعل هنا هو المصدر المفهوم من تجتهد .ولما كان الفعل الذي بعد "أن" في تأويل المصدر الذي
هو الفاعل ،سمي الفعل مؤوالً).
المصدريتين".
ِّ وإن وكي وما ولو ويتأو ُل الفع ُل بالمصدر بعدَ خمس ِّة أحرف ،وهي" :أنَ َّ َّ
والتقدير" :يُعجبني اجتهادك". ُ فاالول مثل" :يُعجبني أن تجتهدَ"، َّ
ُ
والتقدير" :بلغني فضلك".ُ والثاني مثل" :بلغني أنك فاضلٌ"،
والتقدير" :أعجبني اجتهادك".
ُ ُ"، والثالث مثل" :أعجبني ما تجتهد
بمصدر
ٍ يتأو ُل الفعل بعدها إال والتقدير" :جئتُ للتعلُّم" .و "كي" لال َّ ُ والرابع مثل" :جئت لكي أتعلّ َم"
مجرور بالالم.
ٍ
"ودِّدتُ اجتهادَك"" .ولو" ال يتأو ُل الفع ُل بعدَها إال َ والتقدير: تجتهد"، لو ِّدتُ
د "وَ مثل: والخامس
بالمفعول ،كما رأيت.
يتأو ُل الفع ُل بعدها بالمرفوع والمنصوب والمجرور. والثالثةُ األو ُل َّ
والجملة المؤلفة من الفاعل ومرفوعه تُدعى جملةً فعليّة.
فائدتان
()322/1
( )1إن وقع بعد (لو) كلمة "أن" فهناك فعل محذوف بينهما تقديره" :ثبت" .فان قلت" :لو أنك
اجتهدت لكان خيرا ً لك" فالتقدير" :لو ثبت اجتهادك" .فيكون المصدر المؤول فاعالً لفعل
محذوف ،تقديره" :ثبت".
( )2الهمزة الواقعة بعد كلمة "سواء" تسمى همزة التسوية ،وما بعدها مؤول بمصدر
مرفوع على أنه مبتدأ مؤخر ،و "سواء" قبله خبره مقدما ً عليه .فتقدير قوله تعالى{ :سواء
عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم}" :إنذارك وعدم إنذارك سواء عليهم" أي :األمران سيان
عندهم .فهمزة التسوية معدودة في االحراف المصدرية ،التي يتأول الفعل بعدها بمصدر.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
فتكون االحرف المصدرية ،على هذا ستة أحرف.
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( مرفوعات
األَسماء ) ضمن العنوان ( نائب الفاعل )
نائب الفاعل
ُ
( : )2هو ال ُمسند إليه بعدَ الفعل المجهول أو ِّشبْه ِّه ،نحو" :يُكر ُم المجتهدُ ،والمحمودُ ُخلقُهُ
ممدو ٌح".
(فالمجتهد اسند الى الفعل المجهول ،وهو "يكرم" .وخلقه اسند الى شبه الفعل المجهول وهو
"المحمود" فكالهما نائب فاعل لما اسند اليه).
ّ
والمرادُ بشبه الفع ِّل المجهو ِّل اسم المفعو ِّل ،واالس ُم المنسوب إليه ،فاس ُم المفعو ِّل كما مثلَ.
"صاحبْ رجالً نبَويا ً خلقُه".
ِّ المنسوب إليه ،نحو:
ُ واالسم
"فخلقه" نائب فاعل لنبوي مرفوع به ،ألن االسم المنسوب في تأويل اسم المفعول .والتقدير:
"صاحب رجالً منسوبا ً خلقه الى األنبياء".
مقام الفاعل بعد حذفه ونائِّبٌ منابَهُ.ونائب الفاعل قائ ٌم َ
ُ
وذلك أن الفاعل قد يحذف من الكالم ،لغرض من األغراض ،فينوب عنه بعد حذفه غيره.
وفي هذا الفصل ثالثة مباحث.
حذف الفاعل
ِّ أسباب
ُ ()1
معروف نحو{ :و ُخلِّقَ اإلنسان
ٌ َ
يحذف الفاعل ،إما للعلم به ،فال حاجة إلى ذكره ،ألنه
ضعيفاً}.
تعرف السارق.
ِّ س ِّرقَ البيتُ " ،إذا لموإما للجهل به ،فال يمك ْنك تعيينُه ،نحوُ " :
()323/1
كب الحصانُ ،إذا عرفت الراكب غير أنك لم تُرد إظهاره. وإما للرغبة في إخفائه لالبهام ،نحو ُر َ
الضارب غير أنك خفت عليه ،فلم تذكره. َ الن" إذا عرفتَ ضرب ف ٌ وإما للخوف عليه نحوُ " :
سرق الحصان" إذا عرفتَ السارق فلم تذكره ،خوفا ً منه ،ألنه شري مثالً. وإما للخوف منه ،نحوُ " :
منكر" ،إذا عرفتَ العامل فلم تذكرهُ ،حفظا ً لشرفه. ٌ ٌ مأل ع
عمل َ وإما لشرفه ،نحوُ " :
يتعلق بذكره فائدةٌ ،نحو" :وإذا ُحييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ُردُّوها" ،فذكر الذي ُ وإما النه ال
وجوب ر ِّدّ التحية لكل من يُح ِّيّي. ُ الغرض
ُ يُحيَى ال فائدة َ منه ،وإنما
تنوب عن الفاعل ُ ( )2االشيا ُء التي
ينوب عن الفاع ِّل بعد حذفه أحد أربع ِّة أشياء:
"يكر ُم المجتهدُ". َ ( )1المفعول به ،نحو:
غيره مع وجوده ألنه أولى من غيره بالنيابة ،لكون الفعل وإذا ُوجد في الكالم ،فال ينوب عن الفاعل ُ
زهير يوم الجمع ِّة أمامٌ كرم ُ
غيره ،نحو" :أ َ أشدَّ طلبا ً له من سواهُ ،فيرتف ُع هو على النائبيّة ،وينتصب ُ
التالمي ِّذ بجائز ٍة سنية إكراما ً عظيماً".
نادر ،كقول الشاعر: الصريح ،وذلك قليل ٌ
ِّ ينوب المجرور بحرف الجر ،مع وجود المفعو ِّل به ُ وقد
ي ِّ إال ذو ُهدَى* س ِّيّدا ً * وال شفى ذا الغَ ّ *لم يُ ْغنَ بالعلياء إال َ
وقول اآلخر:
يب َربَّهُ * ما دام َم ْعنيا ً ِّب ِّذ ْك ِّر قلبَهُ* *وإنما يرضي المنِّ ُ
سبوا}. ً
وقراءةِّ من قرأ{ :ليُجزى قوما بما ك َ
وينتصب
ُ مقام الفاعل ،فيرتفع على النائبي ِّة، قيم المفعو ُل األو ُل َ وإذا كان للفعل مفعوالن أو ثالثةٌ ،أ ُ َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
االمر واقعاً".
َ زهير مجتهداً ،ودُريتَ وفيّا ً بالعهد ،وأُعلمتَُ ظنالفقير دِّرهماً ،و ُ
ُ عطي
َ
غيره ،نحو" :أ ُ
ُ
عطي الفقير ثوبٌ ،وأ ُ
َ سي ُ
ك " نحو: ،ْس
ٌ بَ ل يقع لم إن أعطى، باب في الثاني لِّ المفعو ُ ة نياب تجوز وقد
َ َ
دينار".ٌ المسكينُ
()324/1
(فان لم يؤمن االلتباس ،لم يجوز إال إنابة األول ،نحو" :اعطي سعيد سعداً" .وال يقال :أعطي سعيدا ً
سعد" .اذا أردت ان اآلخذ سعد والمأخوذ سعيد فان أردت ذلك قدمته فقلت" :أعطي سعد سعيداً"،
ليتبين اآلخذ من المأخوذ ،ألن كالً منهما صالح لذلك .فال يتعين اآلخذ إال بتقديمه وإنابته عن الفاعل).
ط في أيديهم" .على س ِّق َ
الجر ،نحو :نُ ِّظ َر في االمر ،ومنه قوله تعالى" :ولما ُّ المجرور بحرف
ُ ()2
نائب
َ ّ
ف لكَ ،وال من أجلِّكَ " .إالإذا جعلتَ "وقِّ َ
الجر للتعليل ،فال يقالثُ :
ّ شرط أن ال يكون حرف
الوقوف ،الذي تعهد ،لكَ أو من ُ ف ف" فيكونُ التقديرُ :
"وقِّ َ "وقِّ َ
الوقوف المفهوم من ُ
ِّ ضمير
َ الفاعل
أجلك".
ً
(وإذا ناب المجرور بحرف الجر عن الفاعل ،يقال في إعرابه انه مجرور لفظا بحرف الجر مرفوع
محالً على أنه نائب فاعل .غير أنه ان كان مؤنثا ً ال يؤنث فعله ،بل يجب أن يبقى مذكراً .تقول:
"ذُهب بفاطمة" ،وال يقال" :ذهبت بفاطمة".
وصيم رمضانُ ".
َ شي يو ٌم كاملٌ،
المختص ،نحوُ " :م َ
ُّ ف
المتصر ُ
ِّ ّ رف (ّ )3
الظ ُ
(والمتصرف من الظروف ،ما يصح وقوعه مسندا ً اليه ،كيوم وليلة وشهور ودهر وأمام ووراء
ومجلس وجهة ونحو ذلك .وغير المتصرف منها ،ما ال يقع مسندا ً اليه ،فال يكون إال ظرفاً ،كحيث
وعوض وقط واآلن ومع واذا ،او ظرفا ً ومجرورا ً بمن .كعند ولدى ولدن وقبل وبعد وثم (بفتح الثاء):
أو بالى ،كمتى ،أو بمن والى .كأين .وما كان كذلك ال ينوب عن الفاعل ،النه ال يسند اليه .اذ ال يجوز
فيه الرفع ،كما يصح أن تسند الى يوم وشهر ورمضان ،فتقول" :جاء يوم الجمعة ،ومضى على
االمر شهر ،ورمضان شهر مبارك".
()325/1
والظرف المتصرف ال ينوب عن الفاعل إال اذا كان مع تصرفه مختصاً .والمراد باختصاصه ان
يكون مفيدا ً غير مبهم ،وهو يختص بالوصف ،نحو" :جلس مجلس مفيد" أو باالضافة نحو" :سهرت
ليلة القدر" ،أو بالعلمية ،نحو" :صيم رمضان" .فال تنوب عن الفاعل مثل "زمان ووقت ومكان"
ونحوها من الظروف المبهمة غير المختصة .فال يقال" :وقف زمان" وال "انتظر وقت" وال "جلس
مكان" .فان اختصت بقيد يقيدها ،جازت نيابتها ،نحو "وقف زمان طويل ،وانتظر وقت قصير،
وجلس مكان رحب").
المختص ،نحو" :احتُف َل احتفا ٌل عظي ٌم".
ُّ المتصرف
ُ المصدر
ُ ()4
ً
(والمتصرف من المصادر :ما يقع مسندا اليه كاكرام واحتفال وإعطاء وفتح ونصر ونحوها .وغير
المتصرف منها ما ال يصح أن يقع مسندا ً اليه .ألنه ال يكون إال منصوبا ً على المصدرية .أي :على
المفعولية المطلقة ،نحو" :معاذ هللا وسبحان هللا" .فال ينوب مثل هذا عن الفاعل ،ألنه ال يجوز الرفع
فيسند اليه ،كما يصح اإلسناد الى اكرام وفتح ونصر ،نحو" :اكرام الضيف سنة العرب" ،ونحو" :اذا
جاء نصر هللا والفتح".
والمصدر المتصرف ال ينوب عن الفاعل إال اذا كان مع تصرفه مختصاً .والمراد باختصاصه أن
يكون مقيدا ً غير مبهم ،ويختص بالوصف ،نحو" :وقف وقوف طويل" أو بيان العدد ،نحو( :نظر في
األمر نظرتان ،أو نظرات) .أو ببيان النوع ،نحو" :سير سير الصالحين".).
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ف المختص ،كأن تقول" :هل كتبت كتابةٌ حسنةٌ؟" المتصر ِّ
ّ ضمير المصدر ُ ينوب عن الفاعل ُ وقد
مستتر يعود إلى الكتابة .وقد يعودُ الضمير على َمصدَ ِّر الفعل، ٌ ضمير الفاعل فنائب
ُ ".بتْ ِّ تكُ " فتقول:
وإن لم يذكر ،لكونه مفهوما ً معهودا ً للسامع ،كقوله تعالى{ :وحي َل بينهم وبين ما يشتهون} أي :حيل
المصدر المفهوم من الكالم .ومنه قول الفرزدق: ِّ ضمير
ُ الحؤول المعهود ذهناً .ف ُ
نائب الفاع ِّل
َّ
طى من مهابته * فما يُ َكل ُم إال حينَ ي ْبت َ ِّس ُم* ضي َحيا ًء ،ويُ ْغ َ *يُ ْغ ِّ
()326/1
اإلغضاء
ِّ ضمير
ُ فنائب الفاعل
ُ ضى اإلغضا ُء الذي ت َعهدُ ،وهو إغضا ُء اإلجالل ،مهابة له. أي :يُ ْغ َ
المفهوم من "يُغضى".
(وال يجوز أن يكون (من مهابته) في موضع الرفع على النائبية ،الن حرف الجرهنا التعليل.
فالمجرور في موضع النصب على أنه مفعول ألجله .وإذا كان الجر التعليل ،ينوب المجرور به عن
الفاعل ،كما عملت ،ألنه يكون ،والحالة هذه ،من جملة أخرى ،ألن المفعول ألجله مبني على سؤال
مقدر .فاذا قلت( :وقف الناس) فكأن سائالً سأل :لماذا وقف الناس؟ فقلت :اجالالً العلماء ،أي وقفوا
جالالً لهم ....فاجالل :مبني على فعل مفهوم من الفعل المذكور ،فكذلك هنا ،في بيت الفرزدق .إذ
التقدير :يغضى اغضاء اإلجالل .اي يغضي الناس اغضاء اجالل ...وانما يغضون ذلك االغضاء
من أجل مهابته ،أي :مهابة له واجالالً لمقامه).
ين
ص ِّ والظرف المخت َّ
ِّ والمصدر
ِّ المجرور
ِّ وإذا فُقدَ المفعو ُل به من الكالم جازت نيابة كل واح ٍد من
ٌ
ور نفخة واحدةٌ" ومن نيابة على السواء .فمن نيابة المصدر المختص قوله تعالى{ :فإذا نُف َخ في ال ُّ
ص ِّ
ّ
بذكر العاملينَ إشادة ً عظيمة" ومن نيابة الظرف قولكَ " :يُصلى يو ُم الجمع ِّة المجرور أن تقول :يُشادُ ِّ
صالتها".
فائدة
()327/1
متى حذف الفاعل ،وناب عن نائبه ،فال يجوز أن يذكر في الكالم ما يدل عليه ،فال يقال( :عوقب
الكسول من المعلم ،أو الكسول معاقب من المعلم) بل يقال( :عوقب الكسول) أو (الكسول معاقب)
وذلك ألن الفاعل انما يحذف لغرض ،فذكر ما يدل عليه مناف لذلك .فان أردت الداللة على الفاعل
أتيت بالفعل معلوماً( ،فقلت عاقب المعلم الكسول) ،أو باسم الفاعل ،فقلت( :المعلم معاقب الكسول) إال
أن تقول( :عوقب الكسول المعلم) ،فيكون المعلم فاعالً لفعل محذوف تقديره( :عاقب) فكأنه لما قيل:
(عوقب الكسول) سأل سائل :من عاقبه؟ فقلت( :المعلم) ،أي عاقبه المعلم .ويكون ذلك على حد قوله
تعاىل{ :يسبح له فيها بالغدو واآلصال .رجال} .في قراءة من قرأ (يسبح) مجهوالً ،فيكون (رجال)
فاعالً لفعل محذوف .والتقدير( :يسبحه رجال) كما تقدم في باب الفاعل).
( )3أحكا ُم نائب الفاع ِّل وأَقسا ُمهُ
جب أن يُراعى مع نائِّب ِّه ،النه قائ ٌم مقا َمهُ ،فلهُ ُحك ُمه.ك ُّل ما تقد ََّم من أحكام الفاع ِّل يَ ُ
مستتر ،وأن
ٌ ُذكر في الكالم .فان لم يُذكر فهو ضميرإل فيجب رفعهُ ،وأن يكون بعد ال ُمسنَدِّ ،وأن ي َ ُ
حذف
ُ ً ّ ً ُ ً
ُؤنث فعلهُ إن كان هو مؤنثا ،وأن يكونَ فعله مو ِّ ّحدا ،وإن كان هو مثنى أو مجموعا ،ويجوز ي َ
فع ِّله لقرين ٍة دال ٍة عليه.
(فعلى الطالب مراجعة هذه االحكام كلها في مبحث الفاعل ،وان يأتي بأمثلة لنائب الفاعل على شاكلة
أمثلة الفاعل).
ومؤولٌ.
َّ وضمير
ٌ اقسام :صري ٌح
ٍ ُ ونائب الفاع ِّل ،كالفاعل ،ثالثة
ُ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
فالصري ُح نحو" :يُ َحبُّ المجتهدُ".
مستتر ،نحو:
ٌ وإما أنا". ّ الإ م ُكر
َ ُ ي "ما نحو: ٌ
ل نفص م
ُ وإما " كر
ِّ متَ ُ "أ من كالتاء
ِّ صلٌ، والضمير ،إما ُمت ّ ِّ
ُ
كر ُم".َ ُ ت ُ ةوفاطم ، م ُكر
ٌ َ ُ ي هير ُ
وز ،م ر
َ ُ ْ
ك ُ تو ،م ر
َ ُ ْ
ك ُ نو "أكر ُم،
َ
والمؤو ُل نحو :يُح َمدُ أن ت َجتهدوا" ،والتأويلُ" :يُح َمدُ اجتهادكم". َّ
(راجع ما فصلناه من الكالم على أقسام الفاعل وأحكامه).
ـــــ
()328/1
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( مرفوعات األَسماء )
ضمن العنوان ( المبتدأ والخبر )
المبتدأ والخبر
ٌ
ضامن سعادة َ األم ِّة". منصور" و "االستقاللَُُ ٌ تتألف منهما جملةٌ مفيدةٌ ،نحو" :الحق ُ اسمان
ِّ :
والخبر ُمخبَ ٌر به.
َ عنه، ر ب
ُ ٌَخ م المبتدأ َّ
بأن الخبر عن المبتدأ ّزُ ي تمَ ي و
والمبتدأ :هو المسنَدُ اليه ،الذي لم يسبقهُ عاملٌ.
والخبر :ما أُسنِّدَ الى المبتدأ ،وهو الذي تت ُّم به مع المبتدأ فائدة .والجملةُ المؤلفةُ من المبتدأ والخبر ُ
تُدعى جملةً اسميَّة.
ويتعلَّ ُق بالمبتدأ والخبر ثمانية مباحث:
( )1حكم المبتدأ
أحكام:
ٍ للمبتدأ خمسةُ
حرف جر شبيهٌ بالزائد. ُ بالباء أو من الزائدتين ،أو بربّ ِّ ،التي هي ِّ يجر
وجوب رفع ِّه .وقد ُّ ُ األول:
غير هللا يَرزقكم؟!} .والثالث نحو" :يا ُربَّ ق ُ فاألول نحو" :بِّ َحسبِّك هللا" .والثاني نحو{ :هل من خال ٍ
يوم القيامة". كاسي ٍة في الدنيا عاريةٌ َ
خير
علم يُنتف ُع ب ِّه ٌ "مجلس ٍ
ُ الثاني :وجوب كونه معرفةً نحو" :محمدٌ رسو ُل هللاِّ" أو نكرة ً ُمفيدةً ،نحو:
من عبادة سبعينَ سنة".
وتكون النكرة مفيدة بأح ِّد أربعةَ عشر شرطاً:
ُ
َبهن هللاُ" ،أو معنًى ،نحو" :ك ٌّل يموتُ " ،ونحو{ :ق ْل ك ٌّل ت كت َّ صلوا ٍ خمس َ ُ ( )1باإلضافة لفظا ً نحو:
يعمل على شاكلته} ،أي :كل أحدٍ.
أهر ذا ناب" ،ونحو: ً
خير من ُمشرك} ،أو تقديرا نحو" :ش ََّر َّ مؤمن ٌٌ ( )2بالوصف لفظاً ،نحو{ :لَعبدٌ
وأمر عظي ٌم :أو معنًى :بأن تكونَ ُمصفَّرةً ،نحوُ :ر َج ْي ٌل عندنا" أي: ٌ "أمر أتى بك" ،أي :شر عظي ٌم ٌ
التصغير فيه معنى الوصف. َ ألن ،حقير
ٌ ٌ
ل رج
علم علي ٌم ،ولكل جارا ً ومجرورا ً ُمقدَّما ً عليها ،نحو{ :وفوقَ كل ذي ٍ خبرها ظرفا ً أو ّ ( )3بأن يكونَ ُ
أج ٍل كتاب".
( )4بأن تق َع بعد نفيٍ :أو استفهام .أو "لوال" ،أو ":إذا" الفُجائيّ ِّة .فاألول نحو" :ما أحدٌ عندنا"،
والثاني نحو :أإلهٌ مع هللا؟" ،والثالث كقول الشاعر:
()329/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
لظ ْع ِّن* ت َمطاياه َُّن ِّل َّ بار أل ّ ْودَى ُك ُّل ذي ِّمقَ ٍة * لَ َّما استقَلَّ ْ ص ِّط ٌ *لوال ا ْ ْ
رابض".
ٌ ٌ د أس فاذا "خرجتُ نحو: ع
ُ والراب
"أمر بمعروفٍ ٌ ونحو: باألمة". ينهض العلم سبيل في ً ا رش ق
ِّ ء
ٌ "إعطا نحو: ،ً ةعامل تكونَ بأن ()5
صدَقةٌ". ي عن ُمنكر َ صدقةٌ ،ونه ٌ
(فاعطاه :عمل النصب في "قرشاً" على أنه مفعول به .وأمر ونهي :يتعلق بهما حرف الجر
والمجرور مفعول لها غير صريح).
( )6بأن تكونَ ُمب َهمةً ،كأسماء الشرط واالستفهام و "ما" التعجبيَّة وكم الخبريَّة .فاالول نحو" :من
العلم!"،
َ يجته ْد يُفلِّحْ " ،والثاني نحو" :من مجتهد؟ وكم علما ً في صدرك؟" ،والثالث نحو" :ما أحسنَ
والراب ُع نحو" :كم مأثرةٍ لك!".
{و ْي ٌل
َ نحو: والثاني عليكم". م
ٌ "سال نحو: ُ
ل فاالو ، شر
ٍّ مأو بخير
ٍ ( )7بأن تكون مفيدة ً للد ِّ
ُّعاء
ِّللمطفّفين}.
خير من جاهل" ،أي :رج ٌل عال ٌم .ومنه المثلُ: ( )8بأن تكون خَلقا ً عن موصوف ،نحو" :عال ٌم ٌ
"ضعيف عاذَ بقَر َملة". ٌ
صدر جمل ٍة ُمرتبط ٍة بالواو أو بدونها :فاالول كقول الشاعر: َ ( )9بأن تقع
ق*شار ِّض ْو ُؤهُ ُك َّل ِّ َ ْ
س َريْنا ونَجْ ٌم قَ ْد أضا َء ،فَ ُمذ بَدا * ُمحيَّاكَ أخفَى َ َ * َ
والثاني كقول الشاعر:
ٌ
َّهر واحدة * وك َّل يَوم ت َراني ُمدْيَة بِّيدي* ُ ً طرقُها في الد ِّ ِّئب يَ ُ *الذّ ُ
( )10بأن يرادَ بها التنوي ُع ،أي التفصي ُل والتقسي ُم كقول امرئ القيس:
الر ْكبَتَي ِّْن * فَث َ ْوبٌ لَبِّ ْستُ ،وث َ ْوبٌ أ َ ُج ّر* *فأَقبَ ْلتُ زَ حْفا ً على ُّ
وقول اآلخر:
س ُّر* *فيو ٌم َعلَيْنا ،ويو ٌم لَنا * ويَ ْو ٌم نُسا ُء ،ويَ ْو ٌم نُ َ
ُعطف عليها معرفة .فاألو ُل نحو" :خالدٌ ورج ٌل يتعلمان النحو"، َ ( )11بأن تُعطف على معرفة ،أو ي
يتعلمان البيانَ ". ِّ والثاني نحو" :رج ٌل وخالدٌ
معروف
ٌ َ
ف على نكرة موصوفة ،أو يُعطف عليها نكرة ٌ موصوفة فاالول نحو" :قو ٌل ط َ( )12بأن تُع َ
ى ،والثاني نحو" :طاعةٌ وقو ٌل معروف". خير من صدقة يَتبعُها أذ ً ومغفرة ٌ
()330/1
خير من َجرادة" و "رج ٌل أقوى من الجنس ال فردٌ واحدٌ منه ،نحو" :ثمرة ٌ ٌ
ِّ يراد بها حقيقةُ
( )13بأن َ
امرأة".
ْ ً
( )14بأن ت َقع جوابا ،نحو" :رجلٌ" في جواب من قالَ " :من عندك؟".
فائدة
(ولم يشترط سيبويه والمتقدمون من النحاة لجواز االبتداء بالنكرة إال حصول الفائدة .فكل نكرة أفادت
إن ابتدئ بها صح أن تقع مبتدأ .ولهذا لم يجز االبتداء بالنكرةالموصوفة او التي خبرها ظرف او جار
ومجرور مقدما ً عليها :إن لم تفد .فال يقال" :رجل من الناس عندنا .وال عند رجل مال" وال "اإلنسان
ثوب" ،لعدم الفائدة ،الن الوصف في األول وتقدم الخبر في الثاني لم يفيدا التخصيص ،النهما لم يقلال
من شيوع النكرة وعمومها).
الثالث :جواز حذفه إن د َّل عليه دليلٌ ،تقول" :كيف سعيدٌ؟" ،فيقال في الجواب" :مجتهدٌ" أي :هو
سورة ٌ أنزلناها}.مجتهدٌ ،ومنه قوله تعالى{ :من َعم َل صالحا ً ف ِّلنفسه ،ومن أسا َء فعلَيها} وقوله { ُ
(والتقدير في اآلية األولى" :فعمله لنفسه ،وإساءته عليها" ،فيكون المبتدأ ،وهو العمل واإلساءة،
محذوفاً .والجار متعلق بخبره المحذوف .والتقدير في اآلية الثانية" :هذه سورة").
وجوب حذف ِّه وذلك في أربع ِّة مواض َع:
ُ الراب ُع:
ألفعلن كذا" ،أي :في ِّذ َّمتي َعهدٌ أو ميثا ٌق.
َّ جواب القسم ،نحو" :في ِّذ َّمتي
ُ ( )1إن د َّل عليه
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
صبر
ٌ صبري "صبر جميلٌ" و "سم ٌع وطاعةٌ" ،أيَ : ٌ خبره مصدرا ً نائبا ً عن فعل ِّه نحو: ( )2إن كان ُ
جميلٌ ،وأمري سم ٌع وطاعةٌ.
نشعم الرج ُل أبو
َ ئس" .مؤخرا ً عنهما ،نحو: الخبر مخصوصا ً بالمدح أو الذ ِّ ّم بعد "نِّ ْع َم و ِّب َ ُ ( )3إن كان
"هو".
تقديرهَُ :ُ خبر لمبتدأ محذوفٍ المثالينٌ ، ِّ ب ،فأبو ،في ئس الرج ُل أبو لَه ٍب ،وبِّ َ
طال ٍ
زهير
ٍ مدح أو ذم أو تر ُّح ٍم ،نحوُ " :خذ ُ بي ِّد
ٍ عرض ( )4إن كان في االصل نَعتا ً قُط َع عن النَّعتيّة في َم ِّ
فالن المسكينُ ".
ٍ فالن اللئي ُم" و "احس ِّْن الى
ٍ الكري ُم" و "دَ ْع مجالسةَ
()331/1
(فالمبتدأ محذوف في هذه األمثلة وجوباً .والتقدير :هو الكريم ،وهو اللئيم ،وهو المسكين ويجوز أن
تقطعه عن الوصفية النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره في الول :أمدح ،وفي الثاني:
أذم ،وفي الثالث :أرحم).
الخبر عليه .وقد يجوز األمران( .وسيأتي ِّ يجب تقدي ُم ُ الخامس :إن االص َل فيه أن يتقد ََّم على الخبر وقد
الكال ُم على ذلك).
( )2أَقسا ُم المبتدأ
ومؤولٌ،
ّ وضمير منفصلٌ ،نحو" :أنتَ مجتهد"، ٌ أقسام :صري ٌح ،نحو" :الكري ُم محبوبٌ "، ٍ المبتدأ ثالثةُ
سوا ٌء عليهم أأنذَرت ُه ْم أم لم ت ُنذِّره ْم} ،ومنهُ المث َ ُل "ت َسم ُع خير لك ْم" ،ونحوَ { : نحو" :وأن ت َصوموا ٌ
خير من أن تراه". ي ٌ بال ُمعَيد ّ
( )3أَحكا ُم خبر المبتدأ
لخبر المبتدأ سبعةُ أحكام: ِّ
وجوب رفع ِّه. ُ األول:
حجر".
ٌ ً ً
أن االصل فيه أن يكون نكرة مشتقة .وقد يكون جامدا .نحو" :هذا الثانيَّ :
وجوب مطابقته للمبتدأ إفرادا ً وتثنيةً وجمعا ً وتذكيرا ً وتأنيثاً. ُ الثالث:
حاضر ،وتقول: ٌ ُ داألس فاذا أي: ُ"، داألس فاذا "خرجتُ نحو: ٌ،
ل دلي عليه لَّ د إن ه
ِّ حذف جواز الرابع:
ُ
"زهير مجتهدٌ" ،ومنه قوله تعالى{ :أكلُها دائ ٌم ٌ هير" أي:"ز ٌ" َمن مجتهدٌ؟" فيقا ُل في الجوابُ :
وظلُّها} أي :وظلُّها كذلك. ِّ
وجوب حذف ِّه في أربع ِّة مواض َع: ُ الخامس
( )1أن يد َّل على صف ٍة ُمطلقةٍ ،أي :دال ٍة على وجو ٍد عا ّم.
أقدام األ َّمهاتِّ"
ِّ جار ومجرور ،نحو" :الجنة تحتَ ظرف أو ٌّ ٌ وذلك في مسألتين ،االولى :أن يتعلَّق بها
اس" ،و "لوما دور" .والثانية :أن تق َع بعد لوال أو لوما ،نحو" :لوال ال ِّدّينُ ل َهلَكَ النَّ ُ ص ِّ و "العل ُم في ال ّ
العلم".أكثر ِّ ع ُ الكتابةُ لضا َ
()332/1
(فان كان صفة مفيدة (أي دالة على وجود خاص :كالمشي والقعود والركوب واألكل والشرب
ونحوها) وجب ذكره إن لم يدل عليه دليل ،نحو" :لوال العدو سالمنا ما سلم" ونحو" :خالد يكتب في
داره ،والعصفور مفرد فوق الغصن" .ومنه حديث" :لوال قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على
قواعد ابراهيم" .فان دل عليه دليل جاز حذفه وذكره ،نحو" :لوال أنصاره لهلك" .أو "لوال أنصاره
حموه لهلك" ،ونحو" :علي على فرسه" أو "علي راكب على فرسه".
عمرك ألفعَلَ َّن" ،ونحو" :أيُمنُ هللا الجتهدَ َّن" ،قال
صريح في القَسم ،نحو" :لَ ُ
ٍ ( )2أن يكونَ خبرا ً لمبتدأ
الشاعر:
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
اإلنسانُ إِّالَّ ابنُ يَ ْو ِّمه * على ما ت َجلّى يَ ْو ُمهُ ال بانُ أَمسه* *لعَ ْم ُركَ ما ِّ
خار ِّبنَ ْفس ِّه* َ َ ف ال ي غ ب
َ ِّ ي الذي خار
ُ َ ف * ما َّ ن ِّ إ و ميم، *وما الفَ ْخ ُر َ ِّ َّ
الر ظم عبال
(فان كان المبتدأ غير صريح في القسم (بمعنى أنه يستعمل للقسم وغيره) جاز حذف خبره وإثباته.
تقول "عهد هللا ألقولن الحق ،وعهد هللا علي ألقولن الحق").
ُ
مصدر ،وبعدهما حا ٌل ال تصل ُح أن تكون ٍ ( )3أن يكونَ المتبدأ ُ مصدراً ،أو اسم ت َفضي ٍل مضافا ً الى
الغالم ُمسيئاً" .والثاني
َ فاالو نحو" :تأديبي ُ الخبر في الدالل ِّة عليه. ِّ سدَّ خبراً ،وإنما ت َصلُ ُح أن ت َسدَّ َم َ
صالتِّكَ خاليا ً مما يَ ْشغَلُكَ ". نحو" :أفض ُل َ
ؤو ٍل ،نحو" :أحسنُ ما َ ّ
صريح ،كما ُمثلَ ،أو ُم َّ ٍ مصدر
ٍ ً
وال فرقَ بين أن يكونَ اس ُم التفضيل مضافا الى
ً ُ
الخير ُمستتراً" وكذا ال فرقَ بين أن تكونَ الحا ُل ُمفردة ،كما ذكر ،أو جملة :كحديث" :أقرب ما
ً َ تعم ُل
يكون العبدُ من ربّه وهو ساجدٌ" .وقو ِّل الشاعر :وقد اجتمعت فيه الحاالن( :المفردة والمركبة).
ِّي ع ْنهُ وهو غَضبا ُن* حليف ِّرضا ً * وش َُّر بُ ْعد َ َ المولى
خير اق ِّترابي من ْ ُ
()333/1
(فالحال في األمثلة المتقدمة دالة على الخبر المحذوف (وهو حاصل) سادة مسدة .لكنها غير صالحة
لالخبار بها مباشرة لمبايتنها للمبتدأ ،إذ ال معنى لقولك( :تأديبي الغالم مسيء ،وافضل صالتك خال
مما يشغلك) ،وهلم جرا).
الغالم شديدٌ" وشذَّ
َ وجب رفعُها لعدم ُمباينتها حينئ ٍذ للمبتدأ ،نحو" :تأديبي َ اإلخبار بالحال،
ُ فان ص َّح
ٌ ْ
س َّمطاً" ،أيَ :مثبَتا ً نافذاً ،إذ يص ُّح أن تقولَُ " :حك ُمكَ ُمس َّمط". قولهمُ " :حك ُمكَ ُم َ
امريءٍ وما فَعَلَ" ،أي :م َع فعل ِّه .فان ( )4أن يكونَ بعد وا ٍو ُمتعي ٍّن أن تكون بمعنى "م َع" ،نحو" :ك ُّل ِّ
لم يتعي َّْن كونُها بمعنى " َم َع" جاز إثباتُهُ ،كقو ِّل الشاعر:
يان* ْ
امرىءٍ وال َموتَ يلت ِّق ِّ ب الفَتى * وك ُّل ِّ ي ْال َموتَ الذي يَ ْشعَ ُ *ت َمنَّوا ِّل َ
شاعر ،خطيب". ٌ السادس :جواز تَعَدُّ ِّدهِّ ،والمبتدأ ُ واحد نحو" :خلي ٌل كاتبٌ ، ُ
تأخر عن المبتدأ .وقد يَتقدَّ ُم عليه جوازا ً أو وجوبا ً (وسيأتي الكال ُم على َ َ ي أن فيه االصل َّ
أن السابع:
ذلك).
فرد َُبر ال ُم َ ( )4الخ ُ
قسمانُ :مفردٌ وجملةٌ. ِّ خبر المبتدأ ُ
غير جملةٍ ،وإن كان ُمثنَّى أو مجموعاً ،نحو" :المتجهد محمودٌ ،والمجتهدان فالخبر المفردُ :ما كانَ َ ُ
محمودان ،والمجتهدون محمودون". ِّ
وهو إما جامدٌ ،وإما ُم ٌّ
شتق.
شتق. وهو إما جامدٌ ،وإما ُم ٌّ
حجر" .وهو ال يت َضمنُ ضميرا ً يعودُ الى ٌ الوصف ،نحو" :هذا ِّ والمرادُ بالجام ِّد ما ليس فيه معنى
ي أسدٌ". ٌّ "عل نحو: نه، م
َّ فيتض المشتق، المبتدأ ،إال إذا كان في معنى
(فأسد هنا بمعنى شجاع ،فهو مثله يحمل ضميرا ً مستترا ً تقديره (هو) يعود الى علي ،وهو ضمير
الفاعل .وقد سبق في باب الفاعل ان االسم المستعار ،يرفع الفاعل كالفعل ،ألنه من األسماء التي تشبه
الفعل في المعنى.
()334/1
وذهب الكوفيون الى أن خبرالجامد يحتمل ضميرا ً يعود ال المبتدأ ،وإن لم يكن في معنى المشتق .فإن
قلت( :هذا حجر) ،فحجر يحمل ضميرا ً يعود إلى اسم االشارة (تقديره هو) ،أَي( :هذا حجر هو) ،وما
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
قولهم ببعيد من الصواب .ألنه ال بد من رابط يربط المبتدأ بالخبر ،وهذا الرابط معتبر في غير
العربية من اللغات أيضاً).
هير مجتهد" .وهو يتح َّم ُل ضميرا ً يعود الى المبتدأ، "ز ٌ صف ،نحوُ : الو ِّ والمراد بالمشتق ما فيه معنى َ
هير مجتهدٌ أخواه". الظاهر ،فال يتح َّملهُ ،نحوُ :
"ز ٌ َ إال إذا رف َع
(فمجتهد ،في المثال األول ،فيه ضمير مستتر تقديره هو يعود الى زهير ،وهو ضمير الفاعل .أما في
المثال الثاني فقد رفع (أخواه) على الفاعلية فلم يتحمل ضمير المبتدأ).
يلزمت ُمطابقتُهُ له إفرادا ً وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا ،نحو" :عل ٌّ
ً ً ً ْ ضمير المبتدأَ الخبر
ُ ومتى تح َّم َل
مجتهدتان ،والتالميذ مجتهدونَ ،والتميذاتُ ِّ والتميذتان
ِّ ٌ
مجتهد ،وفاطمة مجتهدة ،والتلميذان مجتهدان، ُ
مجتهدات".
آيتان من آيات
ِّ والقمر
ُ "الشمس
ُ نحو: ُ، ه ُطابق ي أن ُ
فيجوز المبتدأ، الى ُ د يعو ً اضمير ن مفإن لم يتض َّ
خير فيما بينهما".قسمان :عال ٌم ومتعل ٌم وال َ ِّ هللا" ،ويجوز أن ال يطابقه ،نحو" :الناس ِّ
الخبر الجملة ُ ) 5 (
قدر صاحب ِّه"،سنُ يُعلي َ الخبر الجملةُ :ما كان جملةً فعليّة ،أو جملةً اسميّةً ،فاالول نحو" :ال ُخلُ ُق الح َ ُ
حسن".ٌ والثاني نحو" :العام ُل ُخلقُهُ
ُ ً ً
ط في الجملة الواقعة خبرا أن تكونَ ُمشتملة على رابطٍ يربطها بالمبتدأ. ويُشتر ُ
ُّ
"الحق "الظل ُم َمرتعه وخي ٌم" ،أو مستترا ً يعودُ الى المبتدأ ،نحو: ُّ الضمير بازراً ،نحو: ُ ط إما والراب ُ
بقرش" ،أي :الدرهم منها .وإما إشارة ٌ الى المبتدأ ،نحو: ٍ الدرهم يعلو" .أو ُمقدَّراً ،نحو" :ال ِّفضةُْ ،
خير} ،وإما إِّعادة ُ المبتدأ بلفظ ِّه ،نحو{ :الحاقَّةُ ،ما الحاقةُ؟} ،أو بلفظٍ أع َّم منه، {و ِّلباس التقوى ذلك ٌ
عم الرجلُ". نحو" :سعيد نِّ َ
()335/1
(فالرجل يعم سعيدا ً وغيره ،فسعيد داخل في عموم الرجلن والعموم مستفاد من (ال) الدالة على
الجنس).
نفس المبتدأ في المعنى ،فال نحتاج الى رابطٍ ،النها ليست أجنبيةً عنه وقد تكون الجملةُ الواقعةُ خبرا ً َ
فتحتا َج الى ما يربطها به ،نحو{ :قُ ْل ه َُو هللاُ أحدٌ} ،ونحو" :نُطقي هللاُ حسبي".
(فهو :ضمير الشأن .والجملة بعده هي عينه ،كما تقول( :هو علي مجتهد) وكذلك قولك( :نطقي هللا
حسبي) فالمنطوق به( ،وهو هللا حسبي) هو عين المبتدأ .وهو (نطقي) واما فيما سبق فانما احتيج الى
الربط ألن الخبر اجنبي عن المبتدأ ،فال بد له من رابط يربطه به).
العلم" ،والثاني نحو" :العلم في جارا ً ومجروراً .فاألو ُل نحو" :المجدُ تحتَ َع ِّلم ِّ قد يق ُع ظرفا ً أو ّ
الصدور ال في السطور".
ً
(والخبر في الحقيقة إنما هو متعلق الظرف وحرف الجر .ولك أن تقدر هذا المتعلق فعال كاستقر
وكان ،فيكون من قبيل الخبر الجملة ،واسم فاعل ،فيكون من باب الخبر المفرد ،وهو األولى ،ألن
األصل في الخبر أن يكون مفرداً).
"الخير أمامك" .والثاني
ُ ُخبر بظروف المكان عن أسماء المعاني وعن أسماء األعيان .فاالول نحو: وي ُ
أقدام األمهاتِّ". ِّ ُ
نحو" :الجنة تحتَ
ً
"السفر غدا ،والوصو ُل بعد غدٍ" .إال ُ الزمان فال يُخب َُّر بها إِّال عن أسماء المعاني ،نحو: ِّ وأما ظروف
ُ َ
فيجوز ،نحو" :الليلة الهال" ،و "نحن في شهر ُ ت الفائدة ُ باإلخبار بها عن أسماء االعيان إذا حصل ِّ
أمر". ً
خمر ،وغدا ٌ ٌ "اليوم
َ كذا" و "الوردُ في آيار" .ومنه:
( )6وجوب تقديم المبتدأ
اآلخر
ُ فيتأخر
ُ ،ً ا وجوب دهما أح م
ُ َّ ديتق وقد . ر
َ ّ
خ يتأ أن الخبر في لُ واالص . االص ُل في المتبدأ أن يَ َ
َّم دتق
وجوباً.
ويجب تقديم المبتدا في ستة مواض َع: ُ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()336/1
()337/1
(إذ المعنى ما أنت إال نذير .ومعنى الحصر هنا أن المبتدأ (وهو محمد ،في المثال األول) منحصر في
صفة الرسالة ،فلو قيل" :ما رسول إال محمد" .بتقديم الخبر ،فسد المعنى ،ألن المعنى يكون حينئذ:
ان صفة الرسالة منحصرة في محمد مع انها ليست منحصرة فيه .بل هي شاملة له ولغيره من
الرسل ،صلوات هللا عليهم .وهكذا الشأن في المثال الثاني).
( )7وجوب تقديم الخبر
الخبر على المبتدأ في أربعة مواض َع: ِّ يجب تقديم
ُ
الدار رجلٌ" ً
االولُ :إذا كان المبتدأ نكرة غير مفيدةٍ ،مخَبرا عنها بظرفٍ أو جار ومجرور ،نحو" :في ِّ
ضيف" ومنه قوله تعالى{ :ولدينا مزيدٌ} و "على أبصارهم غشاوةٌ". ٌ و "عندكَ
(وإنما وجب تقديم الخبر هنا ألن تأخيره يوهم أنه صفة وأن الخبر منتظر .فان كانت النكرة مفيدة لم
يجب تقديم خبرها ،كقوله تعالى{ :وأجل مسمى} عنده ألن النكرة وصفت بمسمى ،فكان الظاهر في
الظرف أنه خبر ال صفة).
ُ
استفهام ،فاالول ،نحو" :كيف حالكَ ؟" والثاني
ٍ ً
استفهام ،أو مضافا الى اسم
ٍ اسم
الثاني :إذا كان الخبر َ
سفركَ ؟".أي يوم ُ نحو" :ابنُ َمن أنت؟" و "صبيحة ْ
(وإنما وجب تقديم الخبر هنا ألن السم االستفهام أو ما يضاف اليه صدر الكالم).
ضمير يعود الى شيء من الخبر نحو" :في الدار صاحبها" ومنه قوله ٌ ُ
الثالث :إذا اتص َل بالمبتدأ
صيب: ب أقفالُها} .وقو ُل نُ َ
تعالى{ :أم على قلو ٍ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
عين حبيبُها*
ي ،ولكن مل ُء ٍ *أهاب ُِّك إِّجالالً ،وما ِّ
بك قدرة ٌ * عل َّ
(وإنما وجب تقديم الخبر هنا ،النه لو تأخر الستلزم عود الضمير على متأخر لفظا ً ورتبة ،وذلك
ضعيف قبيح منكر (راجع الكالم على عود الضمير) في الجزء األول من هذا الكتاب).
ٌ
خالق إال الخبر محصورا ً في المبتدأ .وذلك بأن يقترن المبتدأ بإالّ لفظاً ،نحو" :ماُ الراب ُع :أن يكون
هللاُ" ،أو معنًى ،نحو" :إنما محمودٌ من يجتهدُ".
()338/1
(إذ المعنى" :ما محمود إال من يجتهد" .ومعنى الحصر هنا ان الخبر "وهو خالق ،في المثال"
منحصر في هللا .فليست صفة الخلق إال له سبحانه ،فلو قيل" :وما هللا إال خالق" بتقديم المبتدأ .فسد
المعنى ،النه يقتضي أن ال صفة هلل إال الخلق ،وهو ظاهر الفساد .وهكذا الحال في المثال الثاني).
صفَة ( )8المبتدأ ُ ال ِّ ّ
باالبتداء ،إن لم يطابق موصوفَةُ تثنيةً أو جمعاً ،فال يحتا ُج الى خبر ،بل يكتفي ِّ الوصف
ُ قد يُرف ُع
ي او استفها ٌم. الوصف نف ٌَ سدَّ الخبر ،بشرط أن يتقد ََّم ً ً
بالفاعل أو نائبه ،فيكون مرفوعا به ،سادا َم َ
ف .ولم عر ُ ُ ّ
وصف وال تصغ ُر وال ت َّ ُ ُ ُ وتكونُ الصفةُ حينئ ٍذ بمنزلة الفعل ،ولذلك ال تثنى وال تج َم ُع وال ت
ُ ُ
يشترط االخفش والكوفيون ذلك ،فأجازوا أن يُقال" :ماج ٌح ولداكَ ،وممدو ٌح أبناؤك".
الوصف مشتقّاً ،نحو" :ما ناج ٌح الكسوالن" و "هل محبوبٌ المجتهدون" ،او ُ وال فرقَ بينَ أن يكونَ
ي أخالقُكَ ". هذان ال ُمعاندان؟" و "ما وحش ٌّ ِّ ص ْخ ٌر اسما ً جامدا ً فيه معنى الصفة ،نحو" :هل َ
"ليس كسو ٌل َ النفي واالستفهام بالحرف ،كما ُمثلَ ،او بغيره ،نحو: ُ وال فرقَ أيضا ً بينَ أن يكونَ
ً
صف اسما لها، "ليس" يكونُ الو ُ َ سائر أخواكَ " ،غير أنهُ م َع ٌ "غير كسو ٍل أبناؤكَ " و "كيف ُ ولداك" وِّ
الوصف
ُ ينتقل االبتدا ُء إليها ،ويُجر ْ "غير"
ٍ سدَّ خبرها ،ومع ً ً
ع بعدَهُ مرفوعا به سادّا م َ والمرفو ُ
ً ً
الوصف مرفوعا به سادّا مسدَّ الخبر. ِّ باإلضافة إليها ،ويكونُ ما بعدَ
ّ
النفي في المعنى نحو" :إنما مجتهدٌ ولداكَ " ،إذ التأويلُ" :ما مجتهدٌ إال ولداكَ ". ُ وقد يكونُ
استفهام ،فال يجوز فيه هذا االستعمالُ ،فال يقالُ" :مجتهد غالماكَ "، ٍ الوصف بعد نفي ٍ او
ُ فان لم يقع
ُ
يجوز "مجتهدان غالماك" .وحينئ ٍذ يكونُ خبرا ً لما بعده ُمقدَّما ً عليه .وقد ِّ تجب المطابقةُ ،نحخو: ُ بل
على ضعفٍ ،ومنه الشاعر:
()339/1
الطي ُْر َم َّرتِّ* ب ،فَال ت َكُ ُم ْل ِّغيا ً * َمقالةَ ِّل ْهب ّ
يٍِّ ،إذا َّ ير بَنُو ِّل ْه ٍ * َخ ِّب ٌ
الظاهر ،كقول الشاعر: َ والصفةُ التي تق ُع مبتدأ ،إنما ترف ُع
طنا*ْش و َم ْن قَ َ ْ
ظعَنا؟ * ِّإ ْن يَظعَنُوا فَعَ ِّجيبٌ َعي ُ س ْل َمى ،أ ْم ن ََو ْوا َ قاط ٌن قَ ْو ُم َ أ َ ِّ
الضمير المنفصلَ ،كقول اآلخر: َ او
قاط ُع* ُ
ِّي أنتُما * إذا لم تكونا لي على َم ْن أ ِّ ي ،ما وافٍ بِّعَ ْهد َ *خَليل َّ
هير ال كسو ٌل وال بَطي ٌء" لم تكن من هذا الباب ،فهي "ز ٌ المستتر ،نحوُ : َ الضمير
َ ُ ت الصفة فان رفع ِّ
هير" ،فهي هنا خبر ُ
خبر ع ّما قبلها .وكذا ان كانت تكتفي بمرفوعها ،نحو" :ما كسو ٌل أخواهُ ز ٌ َ هنا ٌ
ُ
وزهير :مبتدأ مؤخر ،وأخواهُ :فاعل كسول. ٌ مقدَّ ٌم،
خالف ما بعدها
ُ واعلم أن الصفةَ ،التي يُبتدأ ُ بها ،فتكتفي بمرفوعها عن الخبر ،إنما هي الصفةُ التي ت ُ
تثنيةً أو جمعاً ،كما َم َّر .فان طابقتهُ في تثنيت ِّه أو جمعه ،كانت خبرا ً ُمقدَّماً ،وكان ما بعدها مبتدأ
أخواي ،فهل مسافرونَ إخوتُكَ ؟" .أ َّما إن طابقته في إفراده ،نحو" :هل َ سافران
ِّ مؤخراً ،نحو" :ما ُم
الوصف مبتدأ ،فيكونُ ما بعدَه مرفوعا ً به ،وقد أغنى عن الخبر ،وجاز ً ِّ مسافر أخوكَ ؟" ،جاز جعل ٌ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
جعلُهُ خبرا ً ُمقدما ً وما بعدهُ مبتدأ ً مؤخراً.
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( مرفوعات األَسماء )
ضمن العنوان ( الفعل الناقص )
اآلخر
َ وينصب
ُ الناقص :هو ما يدخل على المبتدأ والخبر ،فيرف ُع االول تشبيها ً له بالفاعل، ُ الفعل
مر عادالً".
ع ُتشبيها ً له بالمفعول به ،نحو" :كان ُ
ً
والخبر خبرا له.
ُ ويُس ّمى المبتدأ ُ بعد دخوله اسما ً له،
()340/1
(وسميت هذه االفعال ناقصة ،ألنها ال يتم بها مع مرفوعها كالم تام ،بل ال بد من ذكر المنصوب ليتم
الكالم .فمنصوبها ليس فضلة ،بل هو عمدة ،ألنه في األصل خبر للمبتدأ ،وإنما نصب تشبيها ً له
بالفضلة ،بخالف غيرها من االفعال التامة ،فان الكالم ينعقد معها بذكر المرفوع ،ومنصوبها فضلة
خارجة عن نفس التركيب).
قاربة). ُ ُ
قسمين :كانَ وأخواتها .وكاد وأخواتها( .وهي التي تسمى أفعا َل ال ُم َ ِّ الناقص علىُ والفع ُل
كان وأَخواتها
وليس وما زا َل وما انفكَّ وما َ كانَ وأَخواتُها هي" :كان وأمسى وأصب َح وأضحى وظ َّل وباتَ وص َ
ار
فَتي َء وما بَ ِّر َح وما َ
دام".
وانقلب وت َبدَّل" ،بمعنى
َ َحول وغدا ورا َح وحار وارتدَّ وت َّ
َ وقد تكونُ "آض ور َج َع واستحال وعادَ
"صار" ،فان أتت بمعناها فلها ُحك ُمها. َ
َ
مباحث: ُ ويتعلّ ُق بكانَ وأخواتها ثمانية
(َ )1معاني كانَ وأَخواتِّها
اتصاف ال ُمسنَ ِّد في الماضي .وقد يكون اتصافهُ به على وده الدَّوام ،إن كان هناك ُ معنى "كان":
زل عليما ً حكيماً. قرينةٌ ،كما في قوله تعالى{ :وكانَ هللاُ عليما ً حكيماً} ،أي :إنه كان ولم يَ ْ
ومعنى "أمسى" :اتصافُه به في المساء.
ومعنى "أصب َح" :اتصافُهُ به في الصباح.
ومعنى "أضحى" :اتصافه به في الضحا.
ومعنى "ظلَّ" :اتصافه به وقتَ الظ ِّّل ،وذلك يكون نهاراً.
ومعنى "بات" :اتصافُهُ به وقتَ ال َمبيت ،وذلك يكون ليالً.
حول ،وكذلك ما بمعناها. ومعنى "صار" :الت َّ ُّ
ي أو االستقبال، ومعنى "ليس" :النفي في الحال ،فهي مختصةٌ بنفي الحال ،إال إذا قُيّدت بما يُفيدُ ال ُمض ّ
أمس أو غداً". ي ُمسافرا ً ِّ ّدت به ،نحو" :ليس عل َّ فتكون ِّلما قُي ْ
الحرف .ولوال قَبولها عالمةَ الفع ِّل، َ باألسماء :وهي فع ٌل يُشبهُ
ِّ مختص
ٌّ ماض للنفي، ٍ و "ليس" :فع ٌل
"ليست وليسا وليسوا ولسنا ولسن" ،لحكمنا بحرفيّتها. ْ نحو:
()341/1
ومعنى "ما زال وما انفكَّ وما فتي َء وما بر َح"ُ :مالزمة ال ُمسنَد للمسنَد إليه ،فاذا قلتَ "ما زا َل خلي ٌل
واقفاً" فالمعنى أنه مالز ٌم للوقوف في الماضي.
اتصاف ال ُمسن ِّد إليه بال ُمسندِّ .فمعنى قول ِّه تعالى" :وأوصاني بالصالة
ِّ استمرار
ُ ومعنى "ما دام"
والزكاةِّ ما دُمتُ حياً" :أوصاني بهما مدة َ حياتي.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وقد تكون "كان وأمسى وأصبح واضحى وظ َّل وبات" بمعنى "صار" ،إن كان هناك قرينةٌ تد ُّل على
اتصاف المسنَد إليه بالمسنَد في وقت مخصوص ،مما تد ُّل عليه هذه األفعال ،ومنه َ ليس المرادُ أنه َ
غرقينَ } أي :صار ،وقوله{ :فأصبحتم بنعمت ِّه إخواناً} ،أي :صرتم ،وقوله: قوله تعالى{ :فكان من ال ُم َ
{فظلت أعناقُهم لها خاضعين} ،أي :صارت ،وقوله{ :ظ َّل وج ُههُ مسوداً} ،أي :صار. ْ
ت "كان" بعض أخوا ِّ َ ِّ شروط (ُ )2
ي ،نحو{ :ال يزالونَ مختلفينَ } و {لن نبر َح عليه ُشترط في "زا َل وانفكَّ وفتي َء وبر َح" أن يتقدَّ َمها نف ٌ ُ ي َ
ي ،كقول الشاعر: عاكفين} ،أو نه ٌ
ضال ٌل ُمبِّينُ* ت فَيِّسْيانُهُ َ ْ
ش ِّ ّم ْر ،وال ت َزَ ْل ذا ِّك َر ال َم ْو * ِّ *صاح َ
ِّ
بخير".
ٍ أو دُعا ٌء ،نحو" :ال ِّزلتَ
جائز ُمستملَ ٌح ،ومنه قولهُ
ٌ ي بالَ وذلك ع منف ٌّ حذف النهي منها بعد القسم ،والفع ُل مضار ٌ ُ وقد جاء
والتقدير" :ال تفتأُ" وقو ُل امرئ القيس: ُ يوسف}،َ هلل ت َفتأ ُ تذ ُك ُر تعالى{ :تا ِّ
طعُوا رأسي لَدَي ِّْك وأَوصالي* ْ هللا أَبر ُح قاعدا ً * ولَ ْو قَ َ *فقُ ْلتُ :يَمينُ ِّ
والتقدير" :ال أبرح قاعداً". ُ
مر ،ويكونُ بالفعل ،نحو" :لستَ تبر ُح وال يُشترط في النفي أن يكون بالحرف ،فهو يكونُ به ،كما َّ ُ
نفك قائما ً بالواجب". غير ُم ٍّ هير ُ "ز ٌ مجتهداً" ،وباالسم ،نحوُ :
ط فيهما ما يُشتر ُ
ط عمالن ع َملها .ويُشتر ُ
ِّ ورام يَري ُم" بمعنى "زالَ" الناقصة ،فيَ َ "ونَى يني، وقد تأتي َ
فيها ،ومنه قو ُل الشاعر:
ص ْلنَ بباب ِّه * وأرحا ُم ما ٍل ال تني تتقط ُع*
َّ َ َ َ َ *فأَرحا ُم ِّش ْع ٍر يَت َّ ِّ
تتقط ُع ،وقول اآلخر: ّ أي :ال تزا ُل
()342/1
()343/1
(فالرجل :مجرور لفظاً ،ألنه مضاف غليه ،مرفوع محالً ،ألنه اسم المصدر الناقص).
الناقص الى الضمير أو الى غير ِّه من المبنيّات ،كان له محالّ ِّن من االعراب: ُ المصدر
ُ ضيف
َ وإن أ ُ
الجر باإلضافة ،ومح ٌّل بعيدٌ ،وهو الرفع ،ألنه اس ٌم للمصدر الناقص ،قال الشاعر: ُّ مح ٌّل قريبٌ وهو
وح ْل ٍم سادَ في قَ ْو ِّم ِّه الفَت َى * وكونُكَ ِّإيَّاهُ َعلَيْكَ يَ ُ
سير* ْ *بِّبَ ْذ ٍل ِّ
َ
( )4ت َما ُم "كانَ " وأخواتِّها
قد تكونُ هذه االفعال تا َّمةً ،فتكتفي برفع ال ُمسنَ ِّد إليه على أنهُ فاع ٌل لها ،وال تحتا ُج الى الخبر ،إال ثالثةَ
ّ
قص ،فلم ت َِّرد تا َّمةً ،كوهي" :ما فتي َء وما زال وليس". ت النّ َ أفعا ٍل منها قد لَ ِّز َم ْ
(فاذا كانت (كان) بمعنى :حصل ،و (أمسى) بمعنى :دخل في المساء ،و (أصبح) بمعنى :دخل في
الصباح ،و (أضحى) بمعنى :دخل في الضحى ،و (ظل) بمعنى :دام واستمر ،و (بات) بمعنى نزل
ليالً ،أو أدركه الليل ،أو دخل مبيته ،و (صار) بمعنى انتقل ،أو ضم وأمال أو صوت ،أو قطع
وفصل ،و "دام" بمعنى :بقي واستمر" ،وانفك" بمعنى :انفصل أو انحل ،و "برح" بمعنى :ذهب ،أو
فارق ،كانت تامة تكتفي بمرفوع هو فاعلها).
أمرهُ إذا أراد شيئا ً أن يقو َل له ُكن فيكونُ } ،وقوله{ :وإن ومن تمام هذه األفعال قولهُ تعالى{ :إنما ُ
سرةٍ} ،وقولهُ" :فسبحانَ هللا حينَ تُمسونَ وحين تُصبحون" ،وقولهُ: عسرةٍ فنَظرة ٌ الى مي َ كان ذو ُ
ُ َّ ً ْ
واألرض} وقوله{ :ف ُخذ أربعة من الطير فَ ُ
ص ْره َُّن إليك} ،قري َء ُ {خالدينَ فيهما ما دامت السمواتُ
صرهُ ،وقول الشاعر:صورهُ ،وبكسرها ،من صارهُ يَ ُ ُ صارهُ يَ
َ بضم الصاد ،من
ُ
ي ،ولم ت َْرقدِّ* ْ
َطاو َل لَ ْيلُكَ باإلث ِّم ِّد * وباتَ الخَل ُّ *ت َ
( )5أَحكا ُم اسم "كانَ " و َخبَ ُرها
أحكام الفاع ِّل وأقسامه ،يَعطى السم "كانَ " وأخواتها ألن لهُ ُحك َمهُ. ِّ كل ما ت َقد ََّم من
()344/1
غير أنه
ألن لهُ ُحك َمهَُ ، واألقسام ،يُعطى لخبر "كان" وأخواتهاَّ ، ِّ األحكام
ِّ وك ُّل ما سبقَ لخبر المبتدا من
يجب نصبُهُ ،ألنهُ شبيهٌ بالمفعول به. ُ
فاألكثر أن يكونَ فعلُها مضارعاً ،وقد يجي ُء ماضياً ،بعد ُ ، ً ة فعلي ً ة جمل وأخواتها " "كانَ خبر
ُ وقع وإذا
واألكثر فيه ،إن كانَ ماضياً ،أن يقترن ِّبقدْ ،كقول ُ وصار". َ "كانَ وأمسى وأضحى وظ َّل وبات
الشاعر:
َ ُ ْ ْ
ْش ،و ِّإذ ما ِّمثل ُه ْم أحدُ* *فأَصبَ ُحوا قَ ْد أعادَ هللاُ نِّ ْع َمت َ ُه ْم * إذ ُه ْم قُ َري ٌ
ْ َ
الواقع خبرا ً عن فع ِّل شرطٍ ،ومنه قولهُ تعالى{ :وإن كانَ كب َُر ِّ مجردا ً منها ،وكثر ذلكَ في َّ وقد وق َع
ْ ُ
ضهم" وقولهُ{ :إن كنتُ قلتَهُ فَق ْد ع ِّلمتَهُ} وق َّل في عليكم َمقامي} ،وقوله" :إن كانَ كب َُر عليكَ إِّعرا ُ
غيره ،كقول الشاعر:
ُ َ َ َ
ض َحى أهلها احت َملوا * أخنى َعليها الذي أخنى على لبَدِّ* َ ُ َ ت خَال َء ،وأ َ ْ ض َح ْ*أ َ ْ
وقو ِّل اآلخر:
ط َوى َك ْشحا ً على ُم ْست َ ِّكنَّ ٍة * فَال ه َُو أَبداها ،ولم يَتَقَد َِّّم* *وكانَ َ
اسمها و َخبَ ِّرها في التَّقديم والتأخير ( )6أَحكا ُم ِّ
الخبر على
ُ األمر ،فيُقدَّ ُم
ُ س الخبر .وقد يُع َك ُ
ُ الناقص ،ث َّم يجيء بعدَه َ لي الفع َل
االسم أن يَ َِّ األص ُل في
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
َصر المؤْ منين} ،وقو ِّل الشاعر: االسم ،كقوله تعالى{ :وكانَ حقا ً علينا ن ُ ِّ
ب وال َه َر ِّم*
ِّ ي
ْ َّ
ش ال ِّكار
ِّ ّ دبا ُ هُ ت اَّ ذل * ً ةصُ ََّ غَ نم ْ
دامت ما يش*ال ِّ َ ِّ َ ِّ
علل يب ط
وقول اآلخر:
سوا َء عال ٌم و َجهولٌ. ْس َ الناس َعنَّا وعن ُه ُم * فَلَي َ َ ت ْ
سلي ،إن َج ِّهل ِّ * َ
ُ
"ليس" وما كان في َّأول ِّه "ما" النافية أو "ما" َ الخبر عليها وعلى اسمها معاً ،إال ُ ُ
ويجوز أن يتقد ََّم
المطر" ،ويَمتن ُع أن يُقالَ:
ُ ت السما ُء" "وغزيرا ً أمسى صحية ،كان ِّ فيجوز أن يُقا َل " ُم ِّ ُ ُ
المصدريَّة،
العلماء في
ِّ بعض
ُ ً
"أقف ،واقفا ما دام خالدٌ" .وأجازه ُ "جاهالً ليس سعيدٌ" ،و "كسوال ما زال سلي ٌم" و
ً
غير "ما دام".
()345/1
سهم كانوا يجوز تقدُّ ُم الخبر ،قال تعالى{ :وأنف َ ُ فجائز أيضاً ،كما ٌ خبرها عليها أ ّما تقدُّ ُم معمو ِّل ِّ
"أهؤالء إياكم كانوا يعبُدون}. ِّ يَظلمون" ،وقال:
اسم هذه االفعا ِّل ،وخبرها في التقديم والتأخير ،كحكم المبتدأ وخبره ،ألنهما في أحكام ِّ َ واعلَ ْم أن
وخبر. ٌ االصل مبتدأ ٌ
ص "كانَ " ( )7خَصا ِّئ ُ
سائر أخواتها بست َّ ِّة أشيا َء: ِّ بين
تختص "كان" من ِّ ُّ
لم من تقد ََّم؟". بشرطين :أحدهما أن تكونَ بلفظ الماضي ،نحو" :ما (كان) أص َّح ِّع َ ِّ ( )1أنها قد تُزادُ
ُ
وشذت زيادتها بلفظ المضارع في قول أم َعقيل ابن أبي طالب:
ش ْمأ َ ٌل بَليلُ*ماجدٌ نَبِّي ٌل * إذا تَهبُّ َ *أَنتَ "ت َ ُكونُ " ِّ
تالزمين ،ليسا جارا ً ومجروراً .وشذَّت زيادتُها بينهما في قول الشاعر: ِّ شيئين َم
ِّ واآلخر أن تكون بينَ
ب*
س َّو َم ِّة ال ِّعرا ِّ
سا َمى * على "كانَ " ال ُم َ *جيادُ بَني أَبي بَ ْك ٍر ت َ َ ِّ
مر!" .وقد تزادُ بينَ غيرهما ومنهُ ع َ
ب ،نحو" :ما (كان) أعد َل ُ َّ
وأكثر ما تزادُ بينَ "ما" وفع ِّل التع ُّج ِّ ُ
قو ُل الشاعر( :وقد زادّها بينَ " ِّن ْع َم" وفاعلها).
زورها * َولَنِّ ْع َم "كانَ " شَبيبَةُ ال ُمحتا ِّل* ب أَ ُ *ولَبِّ ْستُ ِّس ْربا َل الشبا ِّ
ب ال َك َملةَ من
ش ِّ دت فاطمةُ -بنتُ ال ُخ ْر ُب( :وقد زادّها بين الفعل ونائب الفاعل) َولَ ْ العر ِّ بعض َ ِّ وقو ُل
بني َعبْس ،لم يُو َج ْد (كانَ ) ِّمثل ُهم ،وقول الشاعر( :وقد زادَها بينَ المعطوف عليه والمعطوف): ُ
سالم*
واإل ِّ
ورها * في الجا ِّه ِّليَّة "كانَ " ِّ ت أَباكَ بُ ُح ُ *في لُ َّج ٍة َغ َم َر ْ
وقول اآلخر( :وقد زادَها بينَ الصفة والموصوف):
شكور*
ِّ س ْعي ٍ "كان" َم ت * لَهم هُناكَ بِّ َ ف ال َجنَّ ِّة العُ ْليا التي َو َجبَ ْ غ َر ِّ*في ُ
()346/1
(واعلم أن "كان" الزائدة معناها التأكيد ،وهي تدل على الزمان الماضي .وليس المراد من تسميتها
بالزائدة انها ال تدل على معنى وال زمان ،بل المراد انها ال تعمل شيئاً ،وال تكون حاملة للضمير ،بل
تكون بلفظ المفرد المذكر في جميع أَحوالها .ويرى سيبويه أنها قد يلحقها الضمير ،مستدالً بقول
الفرزدق):
*فكيف إذا مررت بدار قوم * وجيران لنا (كانوا) كرام*
َّتين .فمثا ُل ْ
"إن"ِّ " :س ْر "أن ولو" الشرطي ِّوكثر ذلك بعدَ ْ َ خبرها،
ف هي واسمها ويبقى ُ ( )2أنها تُحذَ ُ
شر"،شرا ً فَ ٌّ
فخير ،وإن ّ
ٌ إن خيرا ً
جزيُّونَ بأعمالهمْ ،
"الناس َم ِّ
ُ ُمسرعاً ،إن راكباً ،وإن ماشياً" ،وقولهم
وقو ُل الشاعر:
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ظلوما* إن ظالما ً أَبداً ،وإِّ ْن َم ْ ط ِّ ّرفٍ * ْ *ال ت َ ْق َربَ َّن الد َ
َّهر آ َل ُم َ
وقو ُل اآلخر:
وإن َمظلوماً* إن ظالما ً فيهمْ ، ضبَّةَ ُكلُّها * ْ ي بُطونُ َ ت َعلَ ََّحدَبَ ْ
وقول غيرهِّ:
ذاركَ من قَو ٍل إذا قيال؟!* صدْقاً ،و ِّإ ْن َكذِّبا ً * فَما اعتِّ ُ قَ ْد قي َل ما قِّيلَِّ ،إ ْن ِّ
"اإلطعام ولو تمراً" ،وقول الشاعر:
َ س ولو خاتما ً من حديد" .وقولهم ُ
حديث" :الت َِّم ْ "لو" ومثا ُل ْ
س ْه ُل وال َجبَلُ* ً َ
َّهر ذو ب ْغيٍَ ،ول ْو َم ِّلكا * ُجنُودُهُ ضاقَ عنها ال َّ *ال يأ ْ َم ِّن الد َ
ض منها "ما" الزائدةُ ،وذلك بعدَ "أن" ويعو ُ َّ وخبرها، ُ حذف وحدَها ،ويبقى اس ُمها، ( )3أنها قد ت ُ ُ
َفتخر!".
"ألن كنتَ ذا ما ٍل ت ُ ْ َفتخر!" ،واألصلُ: المصدريَّ ِّة ،نحو" :أ ّما أنتَ ذا مال ت ُ
(فحذفت الم التعليل ،ثم حذفت "كان" وعوض منها "ما" الزائدة وبعد حذفها انفصل الضمير بعد
اتصاله ،فصارت "أن ما أنت" ،فقلبت النون ميما ً لالدغام ،وأدغمت في ميم "ما" فصارت "أما").
ومن ذلك قول الشاعر:
ْ ْ
ي لَ ْم تأ ُكل ُه ُم ال َّ *أَبا ُخراشةَ ،أ َ َّما أَنتَ ذا نَفَر! * َّ
ضبُ ُع* فإن قَ ْو ِّم َ
ض من الجميع "ما" الزائدةُ ،وذلك بعد "إن" عو ُ وخبرها معاً ،ويَ َّ ُ ( )4أنها قد تُحذَف هي واسمها
"إفعل هذا إِّما ال". ْ الشرطي ِّة ،في مثل قولهم:
()347/1
(واالصل " ِّإفعل هذا إن كنت ال تفعل غيره" .فحذفت "كان" مع اسمها وخبرها وبقيت "ال" النافية
الداخلة على الخبر ،ثم زيدت "ما" بعد "أن" لتكون عوضاً ،فصارت "إن ما" ،فأدغمت النون في
الميم ،بعد قلبها ميماً ،فصارت "إما").
ق"، ض ،تقولُ" :ال تعاشر فالناً ،فانه فاسدُ االخال ِّ وخبرها بال ِّع َو ٍ ُ ف هي واسمها ( )5أنها قد تُحذَ ُ
عاشرهُ وإن" ،أي :وإن كان فاسدَها ،ومنه: ُ فيقو ُل الجاهلُ" :أني أ ُ
وإن* تْ : وإن * كان فَقيرا ً ُم ْعدِّماً؟! قالَ ْ س ْل َمىْ ، ت بَناتُ ْالعَ ِّ ّم :يا َ *قالَ ْ
تُريدُ :إني أَتزَ َّوجهُ وإن كان فقيرا ً ُمعدِّماً.
نون المضارع منها بشرط أن يكون مجزوما ً بالسكون ،وأن ال يكونَ بعده حذف ِّ ُ يجوزُ ( )6إنها
ُ
ضمير متصلٌ .ومثال ما اجتمعت فيه الشروط قولهُ تعالى{ :لم أكُ بَ ِّغيّاً} ،وقول الشاعر: ٌ ساكن ،وال ٌ
واإلخا ُء* ْ
جار ُك ْم ويَكونَ بَيْني * وبَ ْينَ ُك ُم ال َمودَّة ُ ِّ *ألَ ْم أكُ َ َ
أكن" .وأما قو ُل الشاعر: واألصلُ" :أل ْم ْ
ضيغَم* َ
المرآة َج ْب َهة َ َ
سا َمة * فَقَ ْد أبدَت ِّ ً المرآة ُ أبدَت و َ *فإن لم ت َكُ ِّ
وقول اآلخر:
الرتائِّم* ْ ْ
ْس بِّ ُمغ ٍن َعنكَ عقد ُ َّ ْ َ َ
ِّمن ِّه َّمة الفت َى * فلي ََ ْ ْ الحاجاتُ *إذا لَ ْم ت َكُ
بأس بحذفها إن التقت بساكن بعدَها .وما قوله ببعي ٍد من العلماء :ال َ ِّ بعضُ فقالوا :انه ضرورة .وقال
شذوذاً{ :لم يَكُ الذينَ كفروا}. الصواب .وقد قُري َء ُ
ْس". ( )8خوصيَّةُ "كانَ ولَي َ
بأحكم الحاكمين}.
ِّ {أليس هللاُ
َ بجواز زيادةِّ الباء في خبريهما ،ومنهُ قولهُ تعالى: ِّ (ليس وكانَ ) َ تختص
ُّ
بحاضر) و (ال ْ
تكن ٍ ي نحو( :ما كنتُ ي أو نه ٌ ّ
أما (كان) فال تزادُ البا ُء في خبرها إال إذا سبقها نف ٌ
بغائب) ،وكقول الشاعر:
َ َ ْ
ش ُع الق ْو ِّم أع َجلُ* َ ْ َ
الزادة ،ل َّم أكنُ * بأ ْع َجله ْم ،إِّذ أجْ َ ُ َ َ ت األَيدي إلى َّ وإن ُمدَّ ِّ
بخالف (ليس) ،فهي كثيرة شائعة. ِّ ٌ
أن زيادة َ الباء في خبرها قليلة، على َّ
كاد وأخواتها
المقارب ِّة
َ أو أفعا ُل
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()348/1
()349/1
"أن" ،نحو:ضمير يعودُ الى اسمها ،سوا ٌء اكان ُمقترنا ً ِّبـ ْ ٍ ( )1ان يكون فعالً مضارعا ً ُمسنَدا ً الى
ُ
جردا ً منها ،نحو" :كادَ اللي ُل ينقضي" ،ومن ذلك قوله تعالى" :ال ينقضي" ،ام ُم َّ
َ النهار أن
ُ "اوشكَ
ق الجنَّ ِّة". فان عليهما من َو َر ِّ يخص ِّ ِّ ً
يكادونَ يفقونَ حديثا" ،وقولهُ" :وط ِّفقا
ضمير يعودُ الى اسمها ،نحو: ٍ ظاهرُ ،مشتم ٍل على ٍ اسم
صة أن يُسنَدَ الى ٍ ويجوز بعدَ "عسى" خا َّ ُ
ُ
"عسى العام ُل أن ينج َح عمله" ومنه قو ُل الشاعر:
ير ِّزيادِّ* *و َماذا َعسى ال َح َّجا ُج يَ ْبلُ ُغ ُج ْهدُهُ * إِّذا نحنُ َ
جاو ْزنا َح ِّف َ
يجوز أن يكون اسماً .وما َو َردَ من ذلكَ ، ُ خبرها جملةً ماضيةً ،وال اسميةً ،كما ال يجوز أن يقَ َع ُ ُ وال
الخبر ،وإنماَ ق} ،فمسحا ً ليس هو طفِّقَ َمسحا ً بالسوق واألعنا ِّ فشاذٌّ ال يُلتفتُ اليه .واما قولهُ تعالى{ :ف َ
والتقدير" :يمسح مسحاً". ُ الخبر،
ُ مطلق لفع ٍل محذوفٍ هو ٌ هو مفعو ٌل
ط بينها وبينَ اسمها ،نحو" :يكادُ ينقضي الوقتُ " .ونحو س َ ويجوز ان يتو َّ ُ ( )2ان يكون متأخرا ً عنها.
الناس".
ُ طفِّقَ ينصرفون " َ
ق"، ق واألعنا ِّ
سو ِّع ِّل َم ،ومنهُ قولهُ تعالى ،الذي سبق ذكرهُ" :فطفقَ مسحا ً بال ُّ الخبر إذا ُ ِّ حذف
ُ ُ
ويجوز
ُصيب ،وكادَ يُخطي ُء، ُ اصاب او كادَ ،ومن َعج َل اخطأ او كادَ" ،اي :كادَ ي َ ّ
ومنه الحديث" :من تأنىُ
ومنه قو ُل الشاعر:
ت أو َك َربا* ط ْع َم ال َم ْو ِّجار َجعَ ْلتُ لهُ * َعيْشاً ،وق ْد ذاقَ َ بي في ٍ *ما كانَ ذَ ْن َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
كرب يَذوقُهُ ،وتقولُ" :ما فع َل ،ولكنهُ كادَ" ،أي :كادَ يفعلُ. َ اي:
ط في خبر " َح َرى واخلولقَ " ان يقترنَ ِّبـ ْ
"ان". ( )3يُشتر ُ
َبر ال ُم ْقترنُ بأن
( )3الخ ُ
بأن وعدَ ُمه على ثالثة اقسام:خبرها ْ ُ
حيث اقترانُ ِّ "كادَ واخواتُها" من
اء.
الرج ِّ
"حرى واخلولقَ " ،من افعا ِّل ّ َ خبره بها ،وهما:
( )1ما يجب أن يقترنَ ُ
يتجردَ منها ،وهي افعا ُل الشروع.
َّ يجب ان ُ ( )2ما
()350/1
(وإنما لم يجز اقترانها بأن ،الن المقصود من هذه األفعال وقوع الخبر في الحال ،و "أن" لالستقبال،
فيحصل التناقض باقتران خبرها بها).
المقاربة ،و "عسى" من َ بأن ،وت َجردُه منها ،وهي افعا ُل الوجهان :اقترانُ خبر ِّه ْ ِّ يجوز فيه ُ ( )3ما
خبرهما بها ،قال تعالى{ :عسى َربُّكم ان االكثر في "عسى وأوشكَ " ان يقترنَ ُ َ جاء ،غير َّ
أن الر ِّ افعال َّ
يرح َمكم} ،وقال الشاعر:
ّ ْ
راب ألوشَكوا * إِّذا قِّيلَ :هاتوا ،أن يَ َملوا ويمنعُوا* َ اس الت ُّ َ سئِّ َل النّ ُ *ولَ ْو ُ
وتجريدُه منها قليلٌ ،ومنه قول الشاعر:
سيْتُ في ِّه * ،يَ ُكونُ َورا َءهُ فر ٌج قَ ُ
ريب* بْ ،الذي أَم َ َعسى ْال َك ْر ُ
وقول اآلخر:
ض ِّغ َّرات ِّه يُوافقُها* *يُوشكُ َم ْن فَ َّر ِّم ْن َمنيَّتِّ ِّه * في بَ ْع ِّ
خبرهما منها ،قال تعالى{ :فذبحوها وما كادوا يفعلون} ،وقال ب" أن يتجردَ ُ واألكثر في "كادَ و َك َر َ ُ
الشاعر:
وب* ض ُ غ ُ ْ ُ ْ
ذوب * حينَ قا َل ال ُوشاةِّ :هندٌ َ ب ِّمن َجواهُ يَ ُ ْ ْ
ب القل َُ ْ * َك َر َ
ً
الفقر أن يكون كفرا" وقو ُل الشاعر: ُ ُ
واقترانهُ بها قليلٌ ،ومنه الحديث" :كادَ ُ
طعا* الظما * وقَ ْد َك َربت أعناقُها أ َ ْن تَقَ َّ سجْ الً على َّ حالم َ سقاها ذَ ُوو األ َ ِّ * َ
( )4حك ُم ال َخبَ ِّر ال ُم ْقت َِّرن بأ َ ْن وال ُم َج َّر ِّد م ْنها
ض َر" ،فليس ُ
الصديق أن يح ُ مط َر .وعسى ت السما ُء أن ت ُ ِّ قترنا ً بأن ،مثلُ" :أوشك ِّ الخبر ُم ِّ
ُ إن كان
التقدير" :أوشكت السما ُء ذاُ المؤ ْو ُل بأن ،ويكونُ مصدرهُ َ
ُ الخبر
ُ الخبر ،وإنما َ ع نفسهُ هو المضار ُ
خبرها ال المؤ َّولَّ ،
ألن َ يجوز التصريح بهذا الخبر َ ُ الصديق ذا حضور" غير انه ال ُ مطر .وعسى ٍ
يكونُ في اللفظ اسماً.
نفس الجملة ،وتكونُ منصوبةً الخبر َ ُ تمطر" ،فيكونُ ت السما ُء ِّ قترن بها ،نحو" :أوشك ِّ غير ُم ٍ وإن كان َ
خبر.محالً على انها ٌ
ص ِّ ّرف منهاوغير ال ُمت َ َ ُ ف من هذ ِّه األَفعا ِّل ص ِّ ّر ُ ( )5ال ُمت َ َ
()351/1
هذه األفعا ُل كلُّها ُمالزمة صيغة الماضي ،إال "أَوشكَ وكادَ" ،من افعال المقاربة ،فقد وردَ منهما
المضارع.
أكثر من الماضي ،ومن ذلك قولهُ تعالى{ :يكادُ ُ " "أوشكَ ومن ، ع
ٌ شائ كثير
ٌ " َ د"كا من والمضارع
مريم َح َكما ً عدالً}.
َ بنُ عيسى فيكم ل
َ نز
َ ِّ ي أن كُ ش
ِّ ُو ي " : ُ
والحديث "، نار
ٌ ْه سسزَ يتُها يُضي ُء ولو لم َ
تم
َ
سى واخلَ ْولَقَ وأ ْوشَكَ ص َع َ( )6خَصائِّ ُ
تختص "عسى واخلولقَ وأوشك" ،من بين أفعال هذا الباب ،بأنهن قد يَ ُك َّن تاماتٍ ،فال يَحتجنَ الى ُّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
لهن ،نحو: بأن ،على أنه فاع ٌل َّ المؤ ْول ْ "أن والفعلُ ،فيُسنَ ْدنَ الى مصدره َ هن ْالخبر ،وذلك إذا َو ِّليَ َّ
تقوم .واخلولقَ أن تُسافروا .وأوشكَ أن نَرحلَ" ،ومنه قوله تعالى" :عسى أن تركهوا شيئا ً "عسى أن َ
شر لكم" وقولهُ{ :عسى أن يَهديَني ربي" ،وقولهُ" :عسى خير لكم .وعسى أن تُحبُّوا شيئاً ،وهو ٌّ وهو ٌ
أن يَبعثَكَ ربُّك مقاما ً محموداً".
َّ
عليهن اس ٌم يَص ُّح عليهن اس ٌم هو ال ُمسنَدُ ِّإليه في المعنى (كما رأيت) ،فان تقدّم َّ هذا اذا لم يتقدّم
المصدر
ُ ت (وهو األفصح) ،فيكونُ َّ
جعلتهن تا ّما ٍ ُهن الى ضميرهِّ ،فأنت بالخيار ،إن شئتَ إسناد َّ
والرجالن عسى أن يذهبا. ِّ لهن ،نحو" :علي عسى أن يذهب ،وهندٌ عسى أن تذهب. ً
المؤو ُل فاعال َّ
َّ
ض ْرن" بتجريد ضروا .والمسافرات عسى أن يح ُ والمرأتان عسى أن تذهبا .والمسافرون عسى أن يح ُ
هن ضميراً .وحينئذ يَتحملنَ ضميرا ً جعلتهن ناقصاتٍ ،فيكونُ اس ُم َّ َّ (عسى) من الضمير .وإن شئت
هن ،إفرادا ً أو تثنية أو جمعاً ،وتذكيرا ً أو تأنيثاً ،فتقول فيما مستتراً ،أو ضميرا ً بارزا ً مطابقا ً ِّلما قبلَ َّ
والمرأتان
ِّ سيا أن يذهبا، تذهب .والرجالن َع َ َ ت أنس ْ
يذهب .وهندٌ ع ََ ي عسى أن تقد ََّم من األمثلة" :عل ٌّ
سيْنَ أن يَحضُرونَ ". ضروا .والمسافراتُ ع َ س ْوا أن يح ُ ستا أن تذهبا .والمسافرونَ َع َ َع َ
()352/1
ُجر ْدنَ من الضمير ،فيَبقَيْنَ بصيغة المفرد المذكر ،وأن واألولى أن يُجعلنَ في مثل ذلك تا ّماتٍ ،وأن ي َّ
لهن ،وهذه لغة الحجاز ،التي نزل بها القرآنُ المؤول من الفعل بأن على أنهُ فاع ٌل َّ َّ يُسنَ ْدنَ الى المصدر
قوم عسى أن يكونوا خيرا ً منهم ،وال واالشهر ،وقال تعالى{ :ال يَ ْسخ َْر قو ٌم من ٍ ُ الكري ُم ،وهي األفص ُح
سيْن) ،بضمير جماعة س ْوا و َع َ ً
منهن} ولو كانت ناقصة لقالَ ( :ع َ َّ نسا ٌء من نساءٍ ،عسى ان يَ ُك ّن خيرا ً
ُ ُ
وضمير َجماع ِّة اإلناث العائد الى (نساء) .واللغة االخرى لغة تميم. ِّ الذكور العائد الى (قوم)
وتختص (عسى) وحدَها بأمرين: ُّ
الضمير ،او نون النسوةِّ ،أو (نا) ،والفت ُح أولى النه ِّ تاء ُ
( )1جواز كسر سينها وفتحها ،إذا أسندت الى ِّ ُ
سيتم) ،بفتحها.{فهل َعسيت ُ ْم إن ت َولَّيتم} ،بكسر السين ،وقرأ الباقونَ َ ( :ع َ ْ االصل .وقد قرأ عاص ٌم:
الخبر ،وذلك إذا اتصلت َ ع
ُ وترف االسم
َ فتنصب
ُ عملها، ُ
ل َعم ت ف َّ)،ل (لع بمعنى ( )2أنها قد تكونُ حرفاً،
بضمير النصب (وهو قليل) ،كقول الشاعر:
عودُها* َحْوها فَأ َ ُ
ش َّكى ،فآتي ن َ نار كأ ْ ٍس ،و َعلَّها * ت َ َ *فَقُ ْلتُ :عساها ُ
س ُّر ب ِّه ،أو قَ ْب َل َحتْفٍ يَصيد ُها* ُصيبُني * ت ُ َ *فَت َ ْس َم ُع قَ ْولي قَ ْب َل َحتفٍ ي ِّ
َ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( مرفوعات األسماء )
ضمن العنوان ( أحرف ليس )
ش ْب َهة بِّلَي َ
ْس في العَ َمل ف ال ُم َ أَو األ َ ُ
حر ُ
ف نفي ٍ عملَها ،وت ُ َؤدّي معناها وهي أربعةٌ (ما وال والتَ ْ
وإن). أحر ُ
(ليس) هيُ : َ أحرف
ُ
(ما) المشبهة بليس
(ليس) بأربقعة شروطٍ : َ تعم ُل (ما) عم َل
خبرها على اسمها ،فان تقد ََّم بَطل عملُها ،كقولهم( :ما مسي ٌء من أعت َب). ( )1أن ال يَتقد ََّم ُ
()353/1
()354/1
ولكن) في نحو( :ليس خالدٌ شاعراً ،بل كاتبٌ ). ْ فيجب رف ُع ما بعدَ ْ
(بل ُ (ليس)،
َ وهكذا الشأن في
والنصب
ُ ً ً
(ليس خالدٌ شاعرا وال كاتبا) او (وال كاتبٌ ). َ النصب والرف ُع بعدَ الوا ِّو ونحوها مث ُل ُ ويجوز
أولى.
أن (ما) هذه ال تعم ُل عم َل (ليس) إال في لغة أهل الحجاز (الذين جاء القرآنُ الكري ُم بلغتهم)، واعلم َّ
وبلغ ِّة أه ِّل تِّهامةَ ونجدٍ .ولذلك تُسمى (ما النافية الحجازية).
تميم على كل حال ،فما بعدَها مبتدأ وخبر. وهي نافيةٌ ُمهملةٌ في لغة ٍ
(ال) المشبهة بليس
(ليس) ،بالشروط التي َ ُعملها الحجازيُّون إعما َل ُ (ال) ،المشبهةُ بليسُ ،مهملة عندَ جميع العرب وقد ي ِّ
نكرتين .وندَ َر أن يكون اس ُمها معرفةً ،كقول ِّ وخبرها
ُ تقدّمت ِّلما ،ويُزاد على ذلك أن يكونَ اس ُمها
الشاعر:
تراخيا* ً
ب ،ال أنا باغيا * ِّسواها ،وال في ُحبِّّها ُم ِّ َ ْ َ ْ
سوادَ القل ِّ ت َ *و َحلَّ ْ
َ
وقد جاء مثل ذلك للمتنبي في قوله:
سوباً ،وال الما ُل باقِّيا* *إذا ال ُجو ْد لم ي ُْرزَ ْق خَالصا ً منَ االذى * فال ال َح ْمدُ َمك ُ
بعض علماء العربية الفُضال ُء. ُ وقد أجازَ ذلك
خبر (ال) هذه أن يكون محذوفا ً كقوله: والغالب على ِّ ُ
ح* صدَّ َع ْن نِّيرانِّها * فأنا ابنُ قَي ٍْس ،ال بَرا ُ * َم ْن َ
ويجوز ذكرهُ ،كقول اآلخر: ُ أي :ال بَرا ٌح لي.
ض باقيا * وال َوزَ ٌر ِّم َّما قَضى هللاُ واقِّيا* *تَعَ َّز ،فال شَي ٌء على ْ
األر ِّ
ٌ
نفي الجميع .فهي محتملة لنفي نفي الواحدِّ ،وأن يرادَ بها ُ ُ
أن (ال) المذكورة َ ،يجوز أن يُرادَ بها ُ واعلم َّ
الوحدة ولنفي الجنس ،والقرينةُ تُعَيّنُ أحدَهما: َ
()355/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(فان قلت" :ال رجل حاضر" .صح أن يكون المراد :ليس احد من جنس الرجال حاضراً ،وأن يكون
المراد" :ليس رجل واحد حاضراً" .فيحتمل أن يكون هناك رجالن أو أكثر .ولذلك صح أن تقول:
"أن" ،فال معنى لها إال نفي الجنس "ال رجل حاضراً ،بل رجالن" ،أو رجال .أما "ال" العاملة عمل َّ
نفيا ً عاماً ،فان قلت" :ال رجل حاضر" كان المعنى" :ليس أحد من جنس الرجال حاضراً" ،لذا ال
يجوز أن تقول بعد ذلك "بل رجالن ،أو رجال" ،ألنها لنفي الجميع).
واعلم أن األولى في (ال) هذه أن تُه َم َل ويُجع َل ما بعدَها مبتدأ ً وخبراً .واذا أهملت ،فاألحسنُ حينئ ٍذ أن
ُ
خوف عليه ،وال هُم يَحزنونَ ". ٌ كر َر ،كقوله تعالى" :ال ت ُ َّ
(الت) المشبهة بليس
(ليس) بشرطين: َ ت َعم ُل (التَ ) َ
عم َل
واألوان ونحوها. ِّ كالحين والساع ِّة ِّ الزمان،
ِّ أسماء
ِّ ( )1أن يكون اس ُمها وخبرها من
المحذوف هو اس َمها ،كقوله تعالى{ :والتَ حينَ ُ والغالب أن يكونَ ُ ( )2أن يكون أحدُهما محذوفاً.
ناص} ،ومنه قول الشاعر: َم ٍ
وخي ُم* َ َ
ي َم ْرت ُع ُم ْبت ِّغي ِّه ِّ ْ ْ ْ َ
*ند َِّم البُغاة ،والتَ ساعة َمندَم * والبَغ ُ ُ ْ
غير َّ
أن هذا َ ها، خبر
ُ ُ ه أن على ً ا منصوب المحذوف
ُ فيكون ها، المذكور على أنه اس ُم َ ويجوز أن ترفعُ
الوجهَ قلي ٌل جدا ً في كالمهم.
زمان كانت مهملةً ،ال عم َل لها ،كقوله: ٍ واعلم أن (الت) إن دخلت على غير اسم
*لَ ْهفي َعلَيْكَ ِّللَ ْهفَ ٍة من خائفٍ * يَب ِّغي ِّجواركَ حينَ التَ ُم ُ
جير*
والجر بها شاذ ،قال الشاعر: ُّ يجر بالتَ ،
واعلم أن من العرب من ُّ
ْس حين بقاء* َ
وان * فأجبْنا :أ ْن لي َ ص ْلحنا والتَ أ َ ٍ طلبوا ُ * َ
وعليه قو ُل المتنبي:
َ ْ َّ
صطبَ ٍر * واآلنَ أق َح ُم ،حتى التَ ُمقت َح ِّم* ْ َ َ *لَقَ ْد ت َصب َّْرتُ َ ،حتَّى التَ ُم ْ
( ِّإ ْن) المشبهة بليس
()356/1
(إن) نافيةً بمعنى (ما) النافية ،وهي ُمه َملةٌ غير عاملةٍ .موقد تعم ُل عم َل "ليس" قليالً ،وذلك قد تكونُ ْ
"إن أحد خيرا ً من أح ٍد إالّ بالعافية" وقو ُل الشاعر: ب ،ومنه قولهمْ : العر ِّ
في لغة أهل العالية من َ
ف ْالمجانِّين* هو ُم ْست َْوليا ً على أ َ َح ٍد * إالّ على أَضعَ ِّ *إن َ ْ
وقو ُل اآلخر:
َ
ولكن بأ ْن يُ ْبغَى َعلَ ْي ِّه فَيُخذَال*
ْ ضاء حيات ِّه **إن ْال َم ْر ُء َميْتا ً با ْن ِّق ِّ
ِّ
وانما تعم ُل عم َل (ليس) بشرطين:
خبرها على اسمها .فان تقد ََّم بَط َل عملُها. ( )1أن ال يَتقد ََّم ُ
وانتقاض
ُ ّ
(إن أنت إال رج ٌل كري ٌم)، ُ
انتقض بط َل عملها ،نحوْ : َ ينتقض نفيها بِّـ (إِّال) .فانَ ( )2أن ال
ضهُ بالنسبة الى ض ُّر انتقا ُ
وجب إبطا َل العم ِّل ،إنما هو بالنسبة الى الخبر ،كما رأيتَ ،وال يَ ُ ُ النفي ِّ ال ُم
ً ْ ّ ً
معمول الخبر ،نحو( :إن أنت آخذا إال بيد البائسينَ ) ،ونحو البيت( :إن هو مستوليا على أح ٍد الخ).
"إن هذا إالّ َملَكٌ كري ٌم".الخبر بعدها ِّبـ (إالّ) كقوله تعالىْ : ُ (إن) النافي ِّة أن يقترنَ الغالب في ْ َ واعلم أن
بانقضاء حياته الخ) .ومنهُ قولهم( :إن ِّ (إن المر ُء ميتا ً وقد يستعم ُل الكال ُم معها بدون (إالّ) ،كالبيتِّ :
ضاركَ ).
ّ هذا نافعَكَ وال
فائدة
(إن) المشدَّدة ُ الناصبةُ لالسم الرافعةُ وظن أنها ََّّ ً ً
سم َع الكسائي أعرابيّا يقولُ( :إنّا قائما) ،فأنكرها عليه،
ً ً
"إن أنا قائما" أي :ما أنا قائما ،فتركَ الهمزة َ - للخبر .فحقُّها أن ترف َع (قائماً) ،فاستثبته فاذا هو يُريدُ ْ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
همزة أنا -تخفيفا ً وأدغم ،على حد قوله تعالى{ :لكنّا هو هللاُ ربي} ،أي" :لكن أنا".
ــــالنصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( مرفوعات
األَسماء ) ضمن العنوان ( األحرف المشبهة بالفعل )
َّ
ولكن وليتَ ولعلَّ". َّ
وكأن وأن األحرف المشبَّهةُ بالفعل ستَّة ،هيَّ :
"إن َّ ُ
()357/1
خبرها،
اآلخر ،ويُس ّمى َ
َ فتنصب األولَ ،ويُس ّمى اس َمها ،وترف ُع ُ والخبر
ِّ وحك ُمها أنها تدخ ُل على المبتدأ
نور". العلم ٌ َ ّ
وكأن نحو" :إن هللاَ رحي ٌم.
(وسميت مشبهة بالفعل لفتح أواخرها ،كالماضي ،ووجود معنى الفعل في كل واحدة منها .فان التأكيد
والتشبيه واالستدراك والتمني والترجي ،هي من معاني االفعال).
ويجوز في (لعلَّ) أن يقا َل فيها (علَّ) كقوله: ُ
عود ُها*
شكى ،فآتي نَح َْوها فأ ُ ّ ّ
نار كأ ٍس و َعلها * ت َ َ ْ *فَقُ ْلتُ عساها ُ
وفيها لُغاتٌ أُخ َُر قليلةُ االستعمال.
عشر مبحثاً. َ وفي هذا الفصل ثمانيةَ
شبَّ َه ِّة بالف ْع ِّل ف ال ُم َ حر ِّ (َ )1معاني األ َ ُ
اتصاف ال ُمسنَ ِّد إليه بال ُمسند.
ِّ وأن" التوكيدُ ،فهما لتوكي ِّد "إن َّ معنىَّ :
وكاف التشبيه ،فاذا قلتَ :
ِّ "أن" التوكيدية ٌ
"كأن" التشبيهُ المؤكد ُ .ألنها في االصل ُمركبة من َّ َّ ومعنى:
االهتمام بالتشبيه ،الذي َعقَدوا عليه
َ العلم كالنور" ثم إنهم لما أرادوا َ نور" فاالصلَُّ :
"إن العلم ٌ َ ّ
"كأن
جر ،وقد صارت وإيّاها حرف ُّ "إن" ،مكان الكاف ،التي هي الكاف ،وفتحوا همزة َ ّ َ الجملة ،قدّموا
حرفا ً واحدا ً يُرادُ به التشبيهُ المؤكد.
الن من"لكن" االستدراكُ ،والتوكيد ،فاالستدراكُ نحو" :زيدٌ شجاعٌ ،ولكنه بخيل" ،وذلك َّ َّ ومعنى:
فربما يُفه ُم أنهُ جوادٌ أيضاً ،لذلك استدركنا بقولنا: ُ بالشجاعة، ً ازيد وصفنا فاذا ، َ د الجو ة
ِّ الشجاع لوازم
"لكنه بخيل" .والتوكيدُ نحو" :لو جاءني خلي ٌل ألكرمتُهُ ،لكنه لم يجيء" ،فقولك :لو جاءني خلي ٌل
ألكرمتُه" يفهم منه أنه لم يجيء ،وقولك" :لكنه لم يجيء" تأكيدٌ لنفي مجيئه:
سر ،فاألول كقول الشاعر: ع ٌ طلب ماال مطمع فيه ،أو ما فيه ُ ُ ومعنى "ليتَ " التمني ،وهو
خبرهُ بما فَعَل ال َمش ُ
ِّيب* ُ
باب يَعُودُ يَوما ً * فأ َ ش َ *أَال لَيْتَ ال َّ
دينار".
ٍ ألف
والثاني كقول المعسر" :ليتَ لي َ
وقد تُستعمل في االمر الممكن ،وذلك قليلٌ ،نحو" :ليتك تذهب".
()358/1
()359/1
()360/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ومجرور ُمتقدمين
ٍ جار
يتعلق به من ظرفٍ مأو ٍ ّ ُ الخبر محذوفا ً مدلوالً عليه بما ُ ومن ذلك أن يكون
"إن فيها قوما ً جبّارينَ ،وقولهَُّ :
"إن مع "إن في الدَّار زيداً" ،ومنهُ قولهُ تعالىَّ : على االسم ،نحوَّ :
سر يُسراً". العُ ِّ
(فالظرف والجار متعلقان بالخبر المحذوف غير أنه يجب أن يقدر متأخرا ً عن االسم ،إذ ال يجوز
تقديمه عليه .كما علمت .وليس الظرف أو الجار والمجرور هو الخبر ،كما يتساهل بذلك كثير من
النحاة ،وإنما هما معموالن للخبر المحذوف ،ألنهما متعلقان به).
ويجب تقدي ُم معمو ِّل الخبر ،إن كان ظرفا ً أو مجروراً ،في موضعين: ُ
ع نحوَّ :
"إن في الدَّار ً
متأخر لفظا ورتبة وذلك ممنو ٌ ً ٍ لزم من تأخيره عودُ الضمير على ( )1أن يَ َ
صاحبَها".
(فال يجوز أن يقال "ان صاحبها في الدار)" ،ألن "ها" عائدة على الدار .وهي متأخرة لفظاً ،وكذلك
كالخبر".
ِّ هي متأخرة رتبة ،ألن معمول الخبر رتبته التأخير
{وإن لنا لآلخرة واألولى} ،وقول ِّهَّ :
{إن في َّ بالم التأكيد ،كقوله تعالى: قترنا ً ِّ ( (2أن يكون االس ُم ُم ِّ
األبصار}.
ِّ ذلك لَ ِّعبْرة ً ألولي
ٌ
فجائز ،سوا ٌء أكانَ معمولهُ االسم والخبر،
ِّ توسط بينَُ ُ
بحيث يَ َّ الخبر على الخبر نفس ِّه، ِّ أما تقدي ُم معمو ِّل
غيرهما ،فاالو ُل نحو" :إنكَ عندَنا مقي ٌم" ،والثاني نحو" :إنكَ في المدرسة ظرفا ً أو مجرورا أم َ
ً
يكتب".
ُ سهُ تتعلّ ُم" ،والثالث نحوَّ :
"إن سعيدا ً دَ ْر َ
فائدة
ً
متى جاء بعد "إن" أو إحدى أخواتها ظرف أو جار ومجرور ،كان اسمها مؤخرا .فليتنبه الطالب الى
نصبه ،فان كثيرا ً من الكتاب والمتكلمين يخطئون فيرفعونه ،لتوهمهم أنه خبرها نحو" :إن عندك
لخبراً" ،ونحو" :لعل في سفرك خيراً".
"إن" ال َمكسورةِّ الهمزة ( )5ال ُم التأْكي ِّد بعدَ َّ
()361/1
()362/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ط بين اسمها وخبرها .والثاني ان س َط في دخولها على مفعول الخبر شرطان ،االول :أن يتو َّ ( )3يُشتر ُ
"إن سليما ً لفي حاجتك ساعٍ ،وإنه لَ َ
يوم الجمع ِّة الخبر م ّما يَصلُ ُح لدخول هذه ِّ
الالم عليه ،نحوَّ : ُ يكونَ
ألمركَ يُطي ُع".
َ آتٍ ،وإنهُ
صص ُ َ َ َّ ُ
ضمير الفص ِّل ،فال يُشترط في دخولها عليه شي ٌء ،كقوله تعالى{ :إن هذا ل ُه َو الق َ
ُ ( )4أما
ُّ
الحق}.
(وضمير الفصل :هو ما يؤتى به بين المبتدأ والخبر ،أو بين ما أصله مبتدأ وخبر :للداللة على أنه
خبر ال صفة .وهو يفيد تأكيد اتصاف المسند إليه بالمسند .وهو حرف ال محل له من االعراب ،على
األصح من أقوال النحاة ،وصورته كصورة الضمائر المنفصلة :وهو يتصرف تصرفها بحسب
المسند اليه ،إال أنه ليس إياها.
ثم إن دخوله بين المبتدأ والخبر المنسوخين بكان وظن وأن واخواتهن تابع لدخوله بينهما قبل النسخ،
نحو" :إن زهيرا ً هو الشاعر" .وكان علي هو الخطيب وظننت عبد هللا هو الكاتب).
(وضمير الفصل حرف كما قدمنا :وإنما سمي ضميرا ً لمشابهته الضمير في صورته .وسمي ضمير
فصل ألنه يؤتى به الفصل بين ما هو خبر أو صفة ،ألنك إن قلت" :زهير المجتهد" ،جاز أنك تريد
اإلخبار وأنك تريد النعت .فان أردت أن تفصل بين األمرين .وتبين أن مرادك اإلخبار ال الصفة.
أتيت بهذا الضمير لالعالن من أول األمر بأن ما بعده خبر عما قبله ال نعت له ،ثم انه يفيد تأكيد
الحكم ،لما فيه من زيادة الربط.
ومن العلماء من يسمي ضمير الفصل "عماداً" العتماد المتكلم أو السامع عليه في التفريق بين الخبر
والصفة).
وقد شرحنا ضمير الفصل في الجزء االول من هذا الكتاب ،في الكالم على الضمائر ،فراجعه.
الم االبتداءشر ُح ِّ
تدخ ُل ال ُم االبتداء في ثالثة مواضع.
االولُ :في باب المبتدأ .وذلك في صورتين:
()363/1
( )1ان تدخ َل على المبتدأ ،والمبتدأ ُمتقدّ ٌم على الخبر ،ودخولها عليه هو االصل فيها نحو{ :ألنتم أشد
تأخر عن الخبر امتن َع دخولها عليه ،فال يُقال" :قائ ٌم لَزيدٌ" .وما ُ
سم َع من َ صدورهم} .فان َرهبةً في ُ
ضرور ِّة الشعر ،وهو شاذٌّ ال يُقاس عليه. ذلك فل َ
تأخر عنهُ امتنع
َ ( )2ان تدخل على الخبر بشرط ان يتقدم على المبتدأ ،نحو" :ل ُمجتهدٌ انتَ " فان
العلماء من ال ي ُ
ُجيز ِّ سم َع من ذلك فشادٌّ ال يُلتفتُ اليه .ومن دخولها عليه ،فال يقال" :انت لمجتهدٌ" .وما ُ
دُخولها على خبر المبتدأ ،سوا ٌء أتقد ََّم أم تأخر.
الموضع الثاني :في باب "إن" المكسورةِّ الهمزة .وقد سبقَ انها تدخل على اسمها المتأخر ،وعلى
خبرها ،اسما ً كان ،او فعالً مضارعاً ،او ماضيا ً جامدا ً أو ماضيا ً متصرفا ً مقرونا ً بِّقَدْ ،أو جملة اسميَّة.
تعلقين بخبرها المحذوف دالين عليه ،وعلى معمول خبرها. ِّ والجار ال ُم
ّ وعلى الظرف
ّ
الموض ُع الثالث :في غير بابي ِّ المبتدأ وإن .وذلك في ثالث مسائل: ُ
( )1الفع ُل المضارع ،نحو" :لَت َنهض األمة ُمقتفيةً َ
آثار جدودها".
بئس ما كانوا يعملون}. ( )2الماضي الجامد ،نحو{ :لَ َ
يوسف وإخوتِّ ِّه آياتٌ ".
َ ( )3الماضي المتصرف المقرون ِّبقَدْ ،نحو" :لَقد كان لكمخ في
الم القسم فالقسم عنده محذوف، الالم الداخلةَ على الماضي ،في هذا البابَ ، َ ومن العلماء من يجع ُل
ومصحوب الالم جوابُه.
واعلم َّ
أن لالم االبتداء فائدتين.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
مضمون الجملة ال ُمثبتة .ولذا تُس ّمى" :الم التوكيد" وإنما يُسمونها َ
الم االبتداء ِّ الفائدة األولى :توكيدُ
ألنها في االصل ،تدخل على المبتدأ ،أو ألنها تقع في ابتداء الكالم.
{إن ربي لَسميع الدعاء"، "إن" زحلقوها الى الخبر ،نحوَّ : وإ ْذ كانت للتوكيد فانها متى دخلت عليها َّ
"الالم المزخلَقَةً
َ "إن والالم" .ولذلك تُس ّمى
ؤكدين في صدر الجملة ،وهماَّ : ِّ وذلك كراهية اجتماع ُم
أيضاً".
()364/1
ي ِّ لفظا ً أو معنى ،فاالول نحو: و ِّإ ْذ كانت هذه الالم للتوكيد في اإلثبات ،امتنعت من الدخول على المنف ّ
ُ
تكذب" ،والثاني نحو" :إنك لو اجتهدتَ ألكرمتُكَ .وإنك لوال اهمالكَ لَفُزتَ " .فاالجتهادُ ُ "انكَ ال
والفوز وحدَهُ ُمنتفٍ بعدَ "لوال". ُ نتفيان بعدَ "لو"، ِّ واإلكرا ُم ُم
ً
الخبر للحال ،لذلك كان المضارع بعدها خالصا للزمان الحاضر ،بعد أن كان َ ُ
الفائدة ُ الثانية :ت َخليصها
ُمحتمالً للحال واالستقبال.
الخبر في الحال امتنعت من الماضي والمضارع ال ُمستقبل ،اال ان يكون الماضي ِّ وا ْذ كانت لتوكيد
ّ
فألن ث وال زمان .وأما المقتر ُن بِّق ْد تصرفا ً مقترنا ً بِّقدْ .اما الجامدُ فألنه ال يَد ُّل على حد ٍ جامدا ً او ُم ِّ ّ
الماضي من الحال. َ ب قر ُ(قد) ت ُ ِّ ّ
ت
وسوف وأدوا ِّ َ ضه االستقبا ِّل كالسين ع المستقب ُل مسبوقا ً بأداةٍ ت َم َح ُ وال فرقَ بينَ ان يكون المضار ُ
ق بها ،وانما القرينةُ تد ُّل على استقباله ،نحو" :إنه يجي ُء غير مسبو ٍ الشرط الجازمة وغيرها ،او َ ِّ
ألن المستقبل هنا {إن ربكَ لَيح ُك ُم بينَهم يوم القيامة} ،فانما جازَ دخو ُل الالم َّ غداً" .وأما قوله تعالىَّ :
َ
الحكم بينهم واق ٌع ال محالة .فكأنهُ حاضر ،وكذا قولهُ تعالى: َ الحاضر لتحقُّق وقوع ِّهَّ ،
ألن ِّ نز ٌل َمنزلةَ ُم َّ
ً
فان اإلعطا َء ُمحق ٌق ،فكأنه واق ٌع حاال .وأما قوله عز وج َّل علىَّ سوف يُعطيكَ ربُّكَ فترضى}َّ ، َ َ {ول
أثرهُ ،وهو الحزنُ ، ً
الذهاب ،وان كان ُمستقبال فان َ َ فان ُ
عقوب{ :انهُ ليحزنُني ان تذهبوا به}ّ ، َ لسان ي
ع هنا ،وهو (يُحزنني) ،عن كون ِّهُ يخرج المضار ُ جر ِّد علم ِّه انهم ذاهبُون به ،فلم ُ حاضر ،فانهُ َح ِّزنَ ل ُم َّ ٌ
للحال.
ض المضارع الحالَ ،بل يجوز ان تدخل َعليه ويرى بعض العلماء (وه ُم الكوفيُّون) انها ال تم َح ُ
ت على حقيقته. ُمستقبل ،باألداة او ِّبدونها ،وجعلوا االستقبا َل في اآليا ِّ
األحرف
ُ (" )8ما" الكافَّةُ بعدَ هذ ِّه
()365/1
االحرف ال ُمشبّهةَ بالفعل ،كفتّها عن العمل ،فيرج ُع ما بعدها مبتدأ ً وخبراً. َ اذا لحقت (ما) الزائدة ُ
ف ما تلحقُهُ عن العمل ،كقوله تعالى{ :إنما ِّإله ُكم ِّإلهٌ واحدٌ"}، وتُس ّمى (ما) هذه (ما الكافةَ) ألنها ت َ ُك ُّ
نور} و (لَعلَّما هللاُ يرح ُمنا). ونحو{ :كأنما العل ُم ٌ
الشباب يعود ُ) و
َ واإلهمالُ ،بعدَ أن ت َلحقَها (ما) هذه ،تقولُ( :ليتما اإلعما ُل ِّ ُ
يجوز فيها ِّ أن (ليتَ ) غير َّ
ب ما بعدَ (ليتما) بالوجهين ،نص ِّ
ِّ الشباب يعودُ) .واعمالها حينئذ أحسنُ من اهمالها .وقد ُر ِّو َ
ي ُ ُ (ليتما
الشاعر:
ِّ ورفعه ،قو ُل
َ َ َ
صفهُ فقدِّ*الحمام لنا * إلى َحما َمتِّنا ،أو نِّ ْ َ *قالت :أَالَ لَيت َما هذا
ْ
(فالنصب على أن (ليتما) عاملة ،و (ذا) اسمها ،و "الحمام" بدل منه .والرفع على أنها مهملة مكفوفة
بما ،و (ذا) مبتدأ ،و "الحمام" بدل منه .وكذا "نصفه" إن نصبت الحمام نصبته ،وإن رفعته رفعته،
ألنه معطوف عليه).
ُ ُ
صها باألسماء .فَ ِّلذا أهملت ،وجازَ دخولها على االحرف زا َل اختصا ُ َ ومتى لحقت ( ما الكافَّة) هذ ِّه
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الجملة الفعليّة ،كما تدخ ُل على الجملة االسميَّة ،إالَّ (ليتَ ) .فمن دخولها على الجمل ِّة الفعلية قولهُ
تعالى{ :كأنما يُساقونَ الى الموت} وقول الشاعر:
مار ال ُمقَيَّدا*
الح َ
ار ِّ ظرا ً يا َع ْبدَ قَي ٍْس ،لَعَلَّما * أَضا َء ْ
ت لكَ النَّ ُ *أ َ ِّع ْد نَ َ
ي انما إلهكم إلهُبشر مثلُ ُكم يُوحى ال َّ
ومن دخولها على الجملة االسميَّة قوله تعالى{ :قل انما انا ٌ
واحدٌ} ،وقولهُ{ :إنما هللاُ ِّإلهٌ واحدٌ}.
ُ
باألسماء ،بعدَ أن تلحقها (ما الكافة) فال تدخ ُل على ال ُجمل ِّ وأما (ليتَ ) فانها باقيةٌ على اختصاصها
ورفع الخبر ،كما تقدَّم.
ِّ االسم
ِّ الفعليَّة ،لذلك ي َُر َّج ُح ان تبقى على عملها :من نصب
فائدة وتنبيه
()366/1
(إن كانت (ما) الالحقة لهذه األحرف اسما ً موصوالً ،او حرفا ً مصدرياً ،فال تكفها عن العمل ،بل
تبقى ناصبة لالسم :رافعة للخبر .فان لحقتها (ما الموصولة) كانت (ما) اسمها منصوبة محالً ،كقوله
تعالى{ :إن ما عندكم ينفد} ،أي :إن الذي عندكم ينفد .وإن لحقتها (ما المصدرية) كان ما بعدها في
تأويل مصدر منصوب ،على انه اسم "ان" نحو "إن ما تستقيم حسن" ،أي :ان استقامتك حسنة.
وحينئذ تكتب (ما) منفصلة .كما رأيت .بخالف (ما الكافة) ،فانها تكتب متصلة كما عرفت فيما سلف.
وقد اجتمعت "ما" المصدرية و "ما" الكافة في قول امرئ القيس:
*فلو أن ما أسعى ألدنى معيشة * كفاني ولم أطلب ،قليل من المال*
*ولكنما أسعى لمجد مؤث ٌل * وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي*
فما في البيت االول مصدرية .والتقدير :لو ان سعيي .وفي البيت اآلخر زائدة كافة ،أي :ولكني أسعى
لمجد مؤثل).
حرف َ
ف على أسماء هذ ِّه األ ُ ط ُ ( )9العَ ْ
المعطوف قب َل الخبر ام
ُ اسماء االحرف المشبَّهة بالفعل ،عطفت بالنصب ،سوا ٌء أوق َع ِّ اذا عطفتَ على
سافر وخالداً).
ُ ٌ م ً اسعيد َّ
(إن نحو: والثاني )، مسافران
ِّ ً ا وخالد ً اسعيد َّ
(إن نحو: بعدَهُ ،فاالو ُل
محذوف الخبر ،وذلك بعد َّ
(إن ُ ٌ وقد يُرف ُع ما بعدَ حرف العطف ،بعدَ استكما ِّل الخبر ،على انهُ مبتدأ
مسافر وخالدٌ) ،ومنهُ قو ُل الشاعر: ٌ (إن سعيدا ً (إن)" َّ فقط ،فمثا ُل َّولكن) ْ َّ وأنَّ
ب* َ ُ
إن لَنا األ َّم النَّجيةَ ،واأل ُ ُ َ
*فَ َم ْن يَكُ لم يُ ْن ِّجبْ أبُوهُ وأ ُّمهُ * فَ َّ
وقول اآلخر:
أطهار*
ُ ْ
الخالفَة وال ُمرو َءة َ فيه ُم * وال َمك ُرماتُ وسادة ٌ *إن َِّّ
االكبر َّ
أن هللاَ بري ٌء من ِّ ج
يوم الح ّ ِّ(واذان من هللا ورسول ِّه الى الناس َ ٌ (أن) قوله تعالى: ومثا ُل َّ
المشركينَ ،ورسولهُ).
"لكن) قو ُل الشاعر: َّ ومثا ُل
سبَّاقا ً إلى ُك ِّّل غاي ٍة * بها يُ ْبتَغَى في النَّاس َمجدٌ و ِّإجاللُ* *وما ِّزلتُ َ
()367/1
(فان وجب أن يؤول ما بعدها بمصدر مرفوع أو منصوب أو مجرور (بحيث تضطر الى تغيير
تركيب الجملة) ،فهمزتها مفتوحة وجوباً ،نحو" :يعجبني أنك مجتهد" ،والتأويل" :يعجبني اجتهادك"
ونحو" :علمت ان هللا رحيم" ،والتأويل" :علمت رحمة هللا" ،ونحو" :شعرت بأنك قادم" ،والتأويل
"شعرت بقدومك" .وانما وجب تأويل ما بعد "أن" هنا بمصدر ألننا لو لم نؤوله ،لكانت "يعجبني"
بال فاعل" ،وعلمت" بال مفعول ،و "الباء" بال مجرور فالمصدر المؤول :فاعل في المثال االول،
ومفعول في المثال الثاني ،ومجرور بالباء في المثال الثالث.
وان كان ال يصح أن يؤول ما بعدها بمصدر (بمعنى أنه ال يصح تغيير التركيب الذي هي فيه) وجب
كسر همزتها على أنها هي وما بعدها جملة ،نحو" :ان هللا رحيم" .وإنما لم يصح التأويل بالمصدر
هنا ألنك لو قلت" :رحمة هللا" لكان المعنى ناقصاً.
وان جاز تأويل ما بعدها بمصدر ،وجاز ترك تأويله به ،جاز االمران ،فتحها وكسرها نحو" :أحسن
ي علي ،انه كريم" ،فالكسر هنا على أنها مع ما بعدها جملة تعليلية ،والفتح على تقدير الم الجر، إل ّ
فما بعدها مؤول بمصدر .والتأويل "أحسن اليه لكرمه".
وحيث جاز االمران فالكسر أولى وأكثر النه االصل ،والنه ال يحتاج معه الى تكلف التأويل).
سورة الهمزة وجوبا ً (َ )11مواض ُع " ِّإ َّن" المك ُ
حيث ال يص ُّح أن ي َُؤ ّو َل ما بعدَها بمصدر ،وذلك في اثن ْي َعشر موضعاً: ُ (إن) وجوبا ً
كسر همزة ُ َّتُ ُ
ابتداء الكالم ،إ َّما حقيقةً ،كقوله تعالى{ :إنا انزلناهُ في ليلة القَد ِّْر} ،أو ُحكماً ،كقوله ِّ ( )1ان تق َع في
خوف عليهم وال هم يحزَ نون}. ٌ َع َّز وجلَّ{ :أال َّ
إن اوليا َء هللا ال
َّ ً
تحضيض ك َهال ،او َردْعٍَ ،ك َكال ،او
ٍ استفتاح ،كأال وأ َما ،او
ٍ وقعت بعدَ حرف تنبيه ،كأال ،ا ِّو ْ وإن
ب ،كنَ ْعم وال ،فهي مكسورة ُ الهمزةِّ ،النها في حكم الواقعة في االبتداء. جوا ٍ
()369/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ض زيدٌ ،حتى إنهم ال يَرجونه ،وقَ َّل مالُه ،حتى إنهم وكذا إن وقعت بعدَ (حتّى) االبتدائية ،نحوَ " :م ِّر َ
ال يُكلّمونه" .والجملة بعدَها ال مح َّل لها من االعراب النها ابتدائيةٌ ،او استئنافيّة.
إن العلم موجود". س حيث َّ ( )2أن تق َع بعد (حيث) نحو" :اج ِّل ْ
الشمس تطلُ ُع". َ ( )3أن تق َع بعد (إ ْذ) نحو" :جئتُكَ إ ْذ ِّّ
إن
صلَةً للموصول ،نحو" :جاء الذي إنه مجتهدٌ" ،ومنهُ قولهُ تعالى{ :وآتيناهُ صدر الواقع ِّة ِّ َ ( )4أن تق َع
القوةِّ}. الكنوز ما إن َمفات َحهُ لت َنوء بالعُصب ِّة أولي َ ِّ من
الحكيم،
ِّ آن
{والقر ِّ
ْ نور" ،ومنه قولهُ تعالى: العلم ٌ
َ سم ،نحو :وهللاَِّّ ،
"ان ً
( )5أن تق َع ما بعدَها جوابا للق َ
انكَ لَمنَ ال ُمرسلينَ }.
الظن ،كقوله تعالى{ :قال إني عبدُ هللاِّ} ،فان ت َض َّمنَ ِّّ ( )6أن تق َع بعد القو ِّل الذي ال يَتض َّمنُ معنى
ؤو ٌل حينئ ٍذ بالمفعول به ،نحو" :أتقو ُل أن عبدَ هللا يَفع ُل هذا؟" ،أي: ألن ما بعدَها َم َّ معناهُ فُتحت بعدهَُّ ،
ُّ
"أتظن أنهُ يَفعلهُ؟".
ب" ،ومنه قولهُ تعالى{ :كما أخر َجكَ ( )7أن تق َع م َع ما بعدها حاالً ،نحو" :جئتُ و ِّإ َّن الشمس ت ُ
َغر ُ
وإن فريقا ً منَ ال ُمؤمنينَ لكارهون}. بالحقّ ، ّ ِّ َربُّكَ من بيتكَ
ً
( )8أن تق َع م َع ما بعدَها صفة لما قبلها ،نحو" :جا َء رج ٌل إنه فاضل".
فالن أني أسأتُ الي ِّه ،إنه لكاذبٌ } .وهذ ِّه من الواقعة ٌ ع ُمصدر جمل ٍة استئنافيَّةٍ ،نحو" :يَز ُ َ ( )9أن تق َع
ابتدا ًء.
خبرها ال ُم االبتداء نحو" :علمتُ إنكَ لمجتهدٌ" .ومنه قولهُ تعالى{ :وهللاُ يَعل ُم إنكَ ( )10أن تق َع في ِّ
لرسولُه ،وهللاُ يشهدُ إن ال ُمنافقينَ لكاذبون}.
َّ
{إن الذين ( )11ان تق َع مع ما بعدَها خبرا ً عن اسم عين ،نحو" :خلي ٌل إنه كري ٌم" ومنه قولهُ تعالىَّ :
فص ُل بينهم َ
يوم وس والذينَ اشركواَّ ،
إن هللاَ يَ ِّ صا ِّبئينَ والنَّصارى والم ُج َ آمنوا والذين هادوا وال ّ
بالقيامة}.
َ
(َ )12مواض ُع "أ َّن" الم ْفتوح ِّة الهمزة وجوبا ً
()370/1
()371/1
اسم
بشرط ان يكون اس ُمها َ ِّ خبر لكانَ او إحدى أخواتها، موضع ٍ ِّ ( )2أن تكون هي وما بعدها في
الحق".َّ معنًى ،نحو" :كانَ ِّعلمي ،او يَقيني ،أنك تتَّب ُع
فاالو ُل نحو" :علمتَُّ ب ،بالعطف او البَدَليّة تابع لمنصو ٍ موضع ٍ ِّ ( )3ان تكون هي وما بعدها في
عمتي التي انعمتُ عليكم ،واني فَضَّلتكم على َ نصرف" ومنهُ قولهُ تعالى{ :اذكروا نِّ ٌ مجيئَكَ وأنكَ ُم
ْ
لق" ومنه قولهُ تعالى{ :واذ يَ ِّعدُكم هللا إحدى سنُ ال ُخ ْ العالمين} ،والثاني نحو" :احترمتُ خالدا ً انه َح َ
الطائفتين انها لَ ُكم}.
مجرور في ثالثة مواض َع ايضاً: ٍ بمصدر
ٍ وت َؤ َّو ُل
مجرور به ،نحوَ " :عجبتُ من انكَ ُمهملٌ"، ٍ مصدر
ٍ ( )1ان تق َع بعد حرف الجر ،فما بعدَها في تأويل
الحق}. ُّ هو
ومنه قولهُ تعالى{ :ذلكَ بأن هللاَ َ
الشمس ت َطلُ ُع" ،ومنه قولهَ َّ
أن لَ قب "جئتُ نحو: اليه، المضاف موضع
ِّ ( )2ان تق َع مع ما بعدها في
َنطقون}.تعالى{ :وإنه ل َح ٌّق مثلما ان ُكم ت ِّ
سررتُ من لمجرور ،بالعطف او البَدَلي ِّة ،فاالو َل نحوُ " : ٍ تابع
( )3ان تقع هي وما بعدها في موضع ٍ
ب خلي ٍل وإنها عاقلٌ" ،والثاني نحوَ " :عجبتُ منهُ إنهُ ُمهملٌ". أدَ ِّ
َ
َجوز فيها " ِّإ َّن وأ َّن" واض ُع التي ت ُ ْ
( )13ال َم ِّ
بمصدر ،وعد ُم
ٍ اإلعتباران :تأوي ُل ما بعدها
ِّ ُ
"إن" وفت ُحها ،حيث يَصح االمران ،كسر همزة َّ ِّ ُ
يجوز
تأويل ِّه .وذلك في أربعة مواضع:
واقف".
ٌ ً ( )1بعد "اذا" الفُجائيّ ِّة ،نحو" :خرجتُ فاذا إن سعيدا
َّ
(فالكسر هو االصل ،وهو على معنى "فاذا سعيد واقف" والفتح على تأويل ما بعدها بمصدر مبتدأ
محذوف الخبر ،والتأويل "فاذا وقوفه حاصل").
بالوجهين قو ُل الشاعر:
ِّ وقد ُروي
َّ ْ َ
س ِّيّدا ً * ِّإذَا أنَّهُ َع ْبدُ القَفا والل ِّ
هاز ِّم* *و ُك ْنتُ أ َ َرى زَ يْداً ،كما قيلََ ،
(فالكسر على معنى" :فاذا هو عبد القفا" .والفتح على معنى "فاذا عبوديته حاصلة".
()372/1
كر ُم" .وقد قُ ِّري َء بالوجهين قولهُ تعالىَ { :م ْن الجزاء ،نحو" :ان تجته ْد فانكَ ت ُ َ
ِّ فاء
( )2ان تق َع بعدَ ِّ
ناب من بعد ِّه واصل َح، سو ًءا بِّجهالةٍ ،ث َّم َ
جهنم} .وقولهَُ { :من عم َل منكم ُ َ نار يُحا ِّد ِّد هللاَ ورسولَهُ َّ
فان لهُ َ
غفور َرحي ٌم}.
ٌ فانهُ
(فالكسر على جعلها جملة الجواب .والفتح على ان ما بعدها مؤول بمصدر مرفوع مبتدأ محذوف
الخبر .والتقدير في المثال" :ان تجتهد فاكرامك حاصل" .والتقدير في اآلية االولى "فكون نار جهنم
له او ثابت أو حاصل" والتقدير في اآلية االخرى{ :فمغفرة هللا حاصلة له} .وتكون جملة المبتدأ
المؤول وخبره المحذوف جواب الشرط).
بالوجهين
ِّ اإلكرام" ،وقد قُري َء
ِّ موضع التَّعلي ِّل ،نحوِّ :
اكر ْمهُ ،انّهُ ُم ِّ
ستح ٌّق ِّ ( )3ان تق َع مع ما بعدها في
س َك ٌن لهم}.
صالتَكَ َ ص ِّّل عليهمَّ ،
إن َ قولهُ تعالىَ { :
(فالكسر على انها جملة تعليلية .والفتح على تقدير الم التعليل الجارة اي :النه والن صالتك .والتأويل
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
في المثال" :أكرمه الستحقاقه اإلكرام" ،وفي اآلية" :صل عليهم لتسكين صالتك إياهم" ،والسكن
(بالتحريك) ما يسكن اليه ،ويفسر ايضا ً بالرحمة والبركة).
الغالب .قال تعالى{ :ال
ُ ( )4ان تق َع بعدَ "ال َج َر َم" نحو" :ال َج َر َم انكَ على َح ّ ٍ
ق" .والفتح هو الكثير
لجرم.
َ أن هللاَ يَعلَ ُم ما يُس ُِّّرونَ }( .ووجه الفتح أن تجعل ما بعد "أن" مؤوالً بمصدر مرفوع فاعل َج َر َم َّ
ع به النه حق ثابت.حق وثبتَ .وأصل الجرم القطع ،وعل ُم هللا باالشياء مقطو ٌ وجرم :معناه َّ
()373/1
و "ال" حرف نفي للجواب ،يرد به كالم سابق .فكأنه قال" :ال" ،اي :ليس االمر كما زعموا ،ثم قال:
(جرم أن هللا يعلم) أي( :حق وثبت علمه) .وقال الفراء :ال جرم بمعنى (ال بد) ،لكن كثر في الكالم،
فصار بمنزلة اليمين ،لذلك فسرها المفسرون :حقاً :وأصله من جرمت :بمعنى كسبتُ .فتكون (ال)
على رأيه نافية للجنس .و (جرم) اسمها مبني على الفتح ،وما بعد (أن) مؤول بمصدر على
تقدير(من) ،أي :ال جرم من ان هللا يعلم ،اي :ال بد من علمه.
ووجه الكسر :ان من العرب من يجعل (ال جرم) بمنزلة القسم واليمين ،نحو( :ال جرم آلتينك ،وال
جرم لقد أحسنت) .فمن جعلها يمينا ً كسر همزة (ان) بعدها نحو( :ال جرم إنك على حق) ،وجعل
جملة (ان) المكسورة واسمها وخبرها .جواب القسم .وعلى من جعلها يمينا ً فاعرابها كاعراب (ال بد)
وقد أغنى جواب القسم عن خبرها.
وقد علمت انه حيث جاز فتح (أن) وكسرها ،فالكسر أولى وأكثر ،ألنه األصل ،وألنه ال تكلف فيه،
نزلتها منزلة اليمين ،ألنها في االصل فعل). إال اذا وقعت بعد (ال جرم) فالفتح هو الغالب الكثير ،وان ّ
َّ
ولكن". َّ
وكأن "إن وأ َ َّن تخفيف َّ ُ ()14
ْ
ولكن". ْ
وكأن "إن ْ
وأن ولكن" بحذف النون الثانية ،فيقالْ : َّ َّ
وكأن "إن َّ
وأن ف َّ َّ
يجوز ان تُخف َ ُ
(" )15إن" المخففة المكسورة ْ
لت وجوباً ،إن و ِّليَها فعلٌ ،كقوله تعالى{ :وإن نَظنكَ ل ِّمنَ الكاذبين} .فان و ِّليَها اس ٌم
َ هم ْ "إن" أ ُ ِّ اذا ُخفّفت َّ
إن زيدا ً ُمنط ِّل ٌق" ،ومنهُ قولهُ لصادق" ،ويَ ِّق ُّل إعمالها ،نحوْ " :
ٌ الغالب إهمالها ،نحو" :إن أنتَ ُ فالكثير
ُ
فتين.
ِّ ّ فمخ ا" م
َ َ لو ْ
"إن قرأ: من ة ء
َ قرا في اعمالهم"، ربكَ هم َّ نفي ليو
َ َ ا م ل ً ال ُ
ك ْ
{وإن تعالى:
"إن سعيدٌ لمجتهد" ت َفرقةً بينها وبين ْ
"إن" هملَت لزمتها الال ُم المفتوحةُ وجوباً ،نحوْ : ومتى ُخففت وأ ُ ِّ
"الالم الفارقةَ" .فان أ ُ ِّمنَ اللَّبس جاز تر ُكها ،كقوله:
َ اللبس .وتُس ّمى ُ النافي ِّة ،كيال يقع
()374/1
()375/1
عروقُها* كرم ٍة * ت ُ َر ّ ِّوي عظامي ب ْعد َموتي ُ ب ْ *إذا ِّمتُّ فادف ِّنّي إِّلى َج ْن ِّ
أحاف ِّإذا ما ِّمتُّ ،أَن ال أذُوقُها*
ُ وال ت َد ِّفنَ ِّنّي في ْالفَال ِّة ،فإنَّني *
تحقق لدي ِّه .والثاني كقوله تعالى{ :وظنُّوا ْ
أن ال َملجأ من ٌ يقين عندهُ ،م فخوفهُ ان ال يذوقها بعدَ مماته ٌ
ب أن لم يَ َرهُ أحدٌ}. هللا ِّإالّ اليه} وقول ِّه{ :أيح َ
س ُ ِّ
فائدة
(إذا وقعت "أن" الساكنة بعد فعل يفيد العلم واليقين ،وجب أن تكون مخففة من "ان" المشددة .وأن
يكون المضارع بعدها مرفوعاً ،كما رأيت .وال يجوز أن تكون "أن" الناصبة للمضارع .وان وقعت
بعد فعل يدل على الظن الراجح ،جاز أن تكون مخففة من (أن) المشددة فالمضارع بعدها مرفوع،
وجاز أن تكون (أن) الناصبة للمضارع ،فهو بعدها منصوب .وقد قريء بالوجهين قوله تعالى:
{وحسبوا أن ال تكون فتنة} ،بنصب (تكون) على أن (أن) هي الناصبة للمضارع ،ورفعه على انها
هي المخففة من (أن) المشددة .وذلك ألن (أن) الناصبة للفعل المضارع تستعمل في مقام الرجاء
وللطمع فيما بعدها ،فال يناسبها اليقين ،وإنما يناسبها الظن ،فلم يجز أن تقع بعد ما يفيد اليقين .و (أن)
المخففة هي للتأكيد ،فيناسبها اليقين .ولما كان الرجاء والطمع يناسبهما الظن ،جاز أن تقع بعده (أن)
الناصبة للمضارع المفيدة للرجاء والطمع .وانما جاز أن تقع (أن) المخففة المفيدة للتأكيد .إذا كان ظنا ً
راجحاً ،ألن الظن الراجح يقرب من اليقين فينزل منزلته).
ُعملُها في الضمير
أن "أن" المخفّفَة ال تدخل إال على الجمل ،عند من يُهمل ُها وعند من ي ِّ واعلم َّ
المحذوف ،اال ما شذ من دخولها على الضمير البارز في الشعر للضّرورة ،وقد علمت أنه نادر
مخالف للكضير المسموع من كالم العرب. ٌ
والجملةُ بعدها إ َّما اسميَّةٌ ،وإما فعليَّة.
()376/1
()377/1
ي ،كقول الشاعر: إن كان م َّما يد ُّل على العلم اليقين ّ "أن" والفع ِّل بفاصلْ ، صل بينَ ْ ويجوز أن ال يُف َ ُ
سؤْ ِّل* عظم ُ َ َ ْ َ َ
* َع ِّل ُموا أن يُ َؤ َّملونَ ،فجاد ُوا * قب َل أن يُسألوا بأ ِّ ُ ْ َ
(وذلك انه لما وجب أن يعتبر (أن) الساكنة مخففة من (أن) المشددة ،إذا وقعت بعد فعل يقيني ،ولم
يجز أن تكون هي الناصبة للمضارع ،كما علمت ،سهل ترك الفصل بينها وبينه ،ألن الفاصل أنما
يكون لتمييز احداهما عن االخرى ،لاليذان من اول االمر بأنها ليست الناصبة للمضارع ،وانما هي
المخففة).
(َ )17كأ َ ْن ال ُم َخفّفة
فالحق (على ما نرى) انها ُمه َملةٌ ،ال عمل لها .وعلى هذا الكوفيون .وهو قو ٌل ال ُّ إذا خفّفت "كأن"،
تكلف فيه. َ
فيجب ان يكون ما بعدها جملة ،فان كانت اسميّة لم تحتج الى فاصل بينها وبين "كأن"ً ُ وعلى ك ِّّل حا ٍل
كقوله:
ّ َ
ق الل ْو ِّن * كأن ثدْياهُ ُحقان* ْ َ َ ّ ْ
صد ٍْر ُمش ِّر ِّ *و َ
حرفين:
ِّ د
ِّ بأح ها ُ ن اقترا وجب ّة، ي فعل ً ة جمل كانت وإن
( )1قد ،كقول الشاعر:
َ
تز ْل برحا ِّلنا ،و َكأ ْن قَدِّ* زف الت ّ َر ُّح ُل َغي َْر أ َ َّن ِّركابَنا * لما ُ *أ َ َ
وقول اآلخر:
َ َ َ
ورها َكأ ْن قَد ألما* ُ
ب ،فمحذ ُ الحر * ِّ ص ِّطال ُء لظى ْ *ال يَ ُهولَنَّكَ ا ْ
باألمس} ،وقو ِّل الشاعر: ِّ ( )2لم ،كقوله تعالى{ :كأن لم ت َ ْغنَ
سامر*
ُ يس ،ولم يَ ْس ُم ْر بِّم ّكةَ صفا * أَنِّ ٌ ون إِّلى ال َّ أن لم يَ ُك ْن بَيْنَ الح ُج ِّ * َك ْ
ص َل بينهما ،تمييزا ً لها عن "أن" المصدري ِّة الداخل ِّة عليها ُ
كاف التشبي ِّه. وانما فُ ِّ
( )18لكن المخففة
"لكن" أهملت وجوبا ً عند الجميع ،ودخلت على ال ُجمل االسميّ ِّة والفعليّة ،نحو" :جاء خالدٌ، َّ اذا ُحفّفت
ويونس .فأجازا إعمالها.َ االخفش
َ لكن جاء خليلٌ" ،إالّ ي ْ وسافر عل ٌّ َ مسافر.
ٌ لكن سعيدٌ ْ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( مرفوعات األَسماء )
ضمن العنوان ( (ال) النافية للجنس )
()378/1
"ال" النافية للجنس هي التي تد ُّل على نفي الخبر عن الجنس الواقع بعدها على سبيل االستغراق ،اي:
الخبر عن الجنس يَستلز ُم ِّ ونفي
ُ صاً؛ ال على سبيل االحتمال. يرادُ بها نفيُهُ عن جميع افراد الجنيس ن ّ
نفيَهُ عن جميع افرادهِّ.
ّ
برئ َ ِّة" ايضاً ،النها تُفيدُ تبرئةَ المتكلم للجنس وتنزي َههُ إياهُ عن االتصاف وتُس ّمى "ال" هذ ِّه "ال الت ّ ِّ
بالخبر.
ظهورها في قول
ِّ ق ،كان الكال ُم معها على تقدير ْ
"من" ،بدلي ٍل وإِّ ْذ كانت للنفي على سبيل االستغرا ِّ
الشاعر:
سبي ٍل إلى هِّندِّ* َ َ
س ْي ِّف ِّه * وقالَ :أال ،ال من َ اس عنها بِّ َ َّ *فَ َ
قام يَذودُ الن َ
فاذا قلت( :ال رجل في الدار) ،كان المعنى :ال من رجل فيها ،أي :ليس فيها أحد من الرجال ،ال واحد
وال اكثر .لذلك ال يصح أن تقول( :ال رجل في الدار ،بل رجالن أو ثالثة) مثالً ،ألن قولك( :ال رجل
في الدار) نص صريح على نفي جنس الرجل فقولك بعد ذلك( :بل رجالن) تناقض .بخالف (ال)
العاملة عمل (ليس) .فانها يصح أن ينفى بها الواحد ،وأن ينفى بها الجنس ال على سبيل التنصيص،
بل على سبيل االحتمال فاذا قلت( :ال رجل مسافراً) صح أن تريد أن ليس رجل واحد مسافراً ،فلك
أن تقول بعد ذلك( :بل رجالن) وصح أن تريد أنه ليس أحد من جنس الرجال مسافراً .وكذلك السامع
له أن يفهم نفي الواحد ونفي الجنسن ألنها محتملة لهما .وستقف على مزيد بيان لهذا الموضوع).
وفي هذا الفصل خمسةُ مباحث:
روط إعما ِّلها
ش ِّ ( )1عم ُل "ال" النافي ِّة للج ْن ِّس و ُ
أغير من هللا".
ُ االسم وترف ُع الخبر ،نحو" :ال احدَ َ فتنصب
ُ تعم ُل "ال" النافيةُ للجنس عم َل ّ
"إن"،
ت والمبالغة فيه. أن ّ
"إن" لتأكيد االثبا ِّ عملت عملَها ،النها لتأكيد النفي ِّ والمبالغ ِّة فيه ،كما َّ ْ وانما
"إن" اربعةُ شروط: ط في ِّإعمالها عم َل ّ ويُشتر ُ
نفي الجنس نفيا ً عا ّماً ،ال على سبي ِّل االحتمال. الجنس ،بأن يُرادَ بها ُ ِّ صا ً على نفي ِّ ( )1ان تكونَ ن ّ
()379/1
(فان لم تكن لفني الجنس على سبيل التنصيص ،بأن أريد بها نفي الواحد ،أو نفي الجنس على سبيل
االحتمال ،فهي مهملة .وما بعدها مبتدأ وخبر ،نحو( :ال رجل مسافر) ولك أن تعملها عمل (ليس)
نحو( :ال رجل مسافراً) وإرادة نفي الواحد أو الجنس بها هو أمر راجع الى المتكلم ،أما السامع فله أن
يفهم أحد األمرين).
وخبرها نكرتين.ُ ( )1ان يكون اسمها
(فان كان المسند اليه بعدها معرفة أهملت ووجب تكرارها ،نحو" :ال سعيد في الدار وال خليل").
"كحاتم
ٍ الجنس ،كأن يكونَ االس ُم َعلَما ً ُمشتهرا ً بصف ٍة
ُ وقد يق ُع اس ُمها معرفةً ُم َؤ ّولةً بنكرةٍ يرادُ بها
المشتهر بالفصاحة ،ونحوهم" فيُجع ُل العل ُم ِّ سحبانَ شتهر بالجود ،و َعنترة َ المشتهر بالشجاعة ،و َ ُ ال ُم
موسى"،
ً فرعون
ٍ اشتهر ب ِّه ذلك العلَ ُم ،كما قالوا" :لكلَ جنس لكل من اتصف بالمعنى الذي اسم ٍ
اليوم ،وال عنترة َ،
َ ار" .وذلك نحو" :ال حاتم الجنس ،اي" :لك ِّّل جب ٍّار ق ّه ٌ
ُ مينُ ،مرادا ً بهما
بتنوين العلَ ِّ
ِّ
سحبانَ " ،ومنه قو ُل الراجز: ع كعنترة َ ،وال فصي َح ك َ وال س َحبانَ " .والتأويلُ" :ال َجوادَ كحاتم ،وال شجا َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ي ِّ * وال فَتى إِّالَّ ابنُ خَيبَر ّ
يِّ* *ال َه ْيث َ َم اللَّيلةَ ل ِّل َم ِّط ّ
ي (رضي هللا عنهما)" :قضيّةٌ وال أبا َح َ
س ٍن مر في عل ّ ع َ داء كهيثم ،ومنه قول ُ سنَ ال ُح ِّ حادي َح ََ اي :ال
مي به كقول الشاعر: س َفصلُها .وقد يُرادُ بالعلَم واحدٌ مما ُ لها" ،اي :هذ ِّه قضيّةٌ وال فيص َل لها يَ ِّ
*ونَبْكي على زَ ْيدٍ ،وال زَ ْيدَ ِّمثْلُهُ * بَ ِّري ٌء منَ ال ُح َّمى َ
سلي ُم ال َجوانِّحِّ*
( )3ان ال يفص َل بينها وبين اسمها بفاصل.
(فاذا فصل بينهما بشيء ،ولو بالخبر ،أهملت ،ووجب تكرارها ،نحو( :ال في الدار رجل وال امرأة(.
وكان ما بعدها مبتدأ وخبراً).
جر.
حرف ّ ُ ( )4أن ال يدخل عليها
ً
(فان سبقها حرف جر كانت مهملة ،وكان ما بعدها مجرورا به ،نحو" :سافرت بال زاد" و "فالن
يخاف من ال شيء").
فائدة مهمة
()380/1
اعلم ان (ال) النافية للجنس ،إنما تدل على نفي الجنس نصاً ،إذا كان اسمها واحداً ،فان كان مثنى أو
جمعاً ،نحو( :ال رجلين في الدار) و (ال رجال فيها) ،احتمل أن تكون لنفي الجنس ،واحتمل أن تكون
لنفي وجود اثنين فقط او جماعة فقط ،فيجوز أن يكون فيها اثنان أو واحد إن نفيت الجمع ،وأن يكون
فيها جماعة أو واحد إن نفيت االثنين ،ولذا يجوز أن تقول( :ال رجلين فيها ،بل رجل أو رجال) و (ال
رجال فيها ،بل رجل ،أو رجالن).
وكذلك (ال) العاملة عمل (ليس) و (ال) المهملة ،فانما يصح أن يراد بها نفي الجنس ،إن كان المنفي
واحداً ،فان كان اثنين او جماعة ،جاز أن يراد بهما نفي الجنس ،أو نفي االثنين فقط ،أو نفي الجماعة
فقط ،فيجوز مع نفي االثنين ان يكون هناك واحد او اثنان فالفرق بين النافية للجنس والعاملة عمل
(ليس) أو المهملة ،إنما هو إذا كان المنفي واحدا ً فاالولى ال يجوز ان يراد بها نفي الجنس ونفي
الواحد .واألول اكثر ،ومنه قول الشاعر:
*تعز فال شيء على األرض باقيا * وال وزر مما قضى هللا واقيا*
وإنما صح ان يراد بها نفي الجنس ،ألن النكرة في سياق النفي تدل على العموم ،لهذا يحسن ،ان اريد
عدم إرادة العموم ،ان يؤتى بعدهما بما يزيل اللبس ،كأن يقال مثالً (ال رج ٌل مسافراً ،بل رجالن ،او
رجال) فان اطلق الكالم بعدهما ترجح ان تكونا لنفي الجنس على سبيل االحتمال.
فاحفظ هذا التحقيق ،فانه امر دقيق ،قل ان يتفطن له من يتعاطى النحو.
( )2أَقسا ُم اسمها وأحكا ُمهُ
أقسام :مفردٍ ،ومضافٍ ،ومشبَّه بالمضاف.
ٍ اس ُم "ال" النافي ِّة للجنس على ثالثة
ً
غير مضافٍ وال مشبّ ٍه به .وضابطهُ ان ال يكونَ عامال فيما بعدهُ ،كقوله تعالى{ :ذلك فالمفرد :ما كانَ َ
يب}.
الكتاب ال َر َ
ُ
()381/1
()382/1
علم .والحجازيُّون يُجيزون إثباتَهُ .وحذفُه عندهم ب يَلتزمون حذفَهُ إذا ُ َميم والطائِّيونَ من العر ِّ وبَنو ت ٍ
ّ
أكثر .ومن حذفه قوله تعالى{ :ال إلهَ إال هللاُ} أي :ال إلهَ موجود. ُ
فقر أشدُّ من الجه ِّل ،وال مال ُّ
أعز ً
خبر "ال" ُمفردا (أي :ليس جملة وال ِّشب َهها) ،كحديث" :ال َ ً ويكونُ ُ
ُعاشر" ،وجملةً اسميةً ب" وجملة فعلية ،نحو" :ال رج َل سوءٍ ي ُ ً ً َ
من العقل ،وال َوحشة أشدُّ من العُج ِّ
مجرور
ٍ ً
َفس ُخلقهُ محمود ٌ" ،وشبهَ جملة (بأن يكون محذوفا مدوال ًل عليه بظرفٍ أو نحو" :ال َرضي َع ن ٍ
سن ح
َ َ َ ُ ِّ ك ب س ح وال ،فّ َ
ك كال ع ور
َ َ وال كالتدبير، ل
َ عق "ال كحديث: عنه) ُغنيان
ِّ ي ف به، تعلقان
ِّ جر يَبحرف ٍ ّ
من ال أمانةَ لهُ ،وال دينَ ِّلمن ال َعهدَ له". الخلُق" وحديث" :ال إيمانَ ِّل ْ
التابع
ِّ بالبتداء ،فأجازوا رف َع ِّ أن "ال" النافيةَ للجنس واس َمها في مح ّل رفع أن النحاة اعتبروا َّ واعلم َّ
السمها ،نحو" :ال رج َل في الدار وامرأةٌ" و "ال رج َل سفيهٌ عندنا". ِّ
(فالمعطوف والنعت رفعا على أنهما تابعان لمحل "ال واسمها" ،ألن محلهما الرفع باالبتداء .وقد
اضطرهم الى هذا التكلف أنه سمع من العرب رفع التابع بعد اسمها فتأولوا رفعه على ما ذكرنا).
( )4أحكا ُم "ال" إذا ت َ َك َّر َرت
كليس ،وأن َ َ
عملهما، ُ َّ ً
عم َل األولى والثانية معا كإن ،وأن ت ِّ ُ
تكررت "ال" في الكالم ،جاز لك أن ت ِّ إذا َّ
ُ َّ
عم َل الثانية كإن أو كليس وتهم َل ُ
هم َل األخرى ،وأن ت ِّ ُ
هملهما ،وأن تعم َل األولى كإن أو كليْس وت ِّ ُ ت ُ ِّ
األولى.
هلل" خمسةُ أوجهٍ: ولذا يجوز في نحو" :ال َحو َل وال قُ َّوة َ إال با ِّ
"إن" نحو" :ال حول وال قوة َ إالّ باهللِّ". ( )1بنا ُء االسمين ،على أنها عاملةٌ عم َل َّ
( )2رفعُ ُهما ،على أنها عاملةَ عم َل "ليس" ،أو على أنها ُمهملةٌ ،فما بعدها مبتدأ ٌ وخبر" ،ال حو ٌل وال
قوة ٌ إالّ باهلل" ومنه قول الشاعر: َّ
ٌ
ت ُم ْع ِّلنَة * ال ناقة لي في هذا وال َجملُ* ً ُ َّ
َجرت ِّكَ ،حتى قل ِّ ُ *وما ه ْ
()383/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
قوة ٌ إالّ باهللِّ" ،ومنهُ قو ُل الشاعر: األو ِّل على الفتح ورف ُع الثاني ،نحو" :ال حو َل وال َّ ( )3بنا ُء َّ
أب* ُ وال ، ذاكَ كانَ ْ
إن لي، م
َّ ُ أ ال * ه ن ي
ْ ع ب
َّ ُ ِّ َ ِّ ِّ غار ص ال م، ُ
ك *هذا ،لَعَ ْم ُر
هلل" ،ومنه قول الشاعر: ( )4رف ُع األو ِّل وبنا ُء الثاني على الفتح ،نحو" :ال حو ٌل وال قوة َ إال با ِّ
ثيم فيها * وما فاهُوا ب ِّه أَبدا ً ُمقت ٌم* ْ
*فال لَ ْغ ٌو وال ت َأ َ
ونصب الثاني ،بالعطف على مح ّل اسم (ال) ،نحو" :ال حو َل وال قوة ً إالّ ُ ( )5بنا ُء األو ِّل على الفتح
باهللِّ" ومنه قو ُل الشاعر:
الراقع* الخر ُق على َّ س َع ْ وم وال ُخلةً * ات َ ب اليَ َ س َ
*ال نَ َ
اإلسمين ،ثم رفعُهما. ِّ وهذا الوجهُ هو أضعفها وأقواها بناءث ُ
ْ ّ ً ٌ
نونا ،فال يقالُ" :ال حول وال قوة إال باهللِّ" ،إذ ال ً ً
إعراب الثاني منصوبا ُم َّ ُ وحيثُما رفعتَ األو َل امتن َع
صب ِّه. وجهَ ِّلنَ ْ
(النك إن أردت عطفه على (حول) وجب رفعه .وكذا إن جعلت (ال) الثانية عاملة عمل (ليس) ،كما
ال يخفى .وإن جعلتها عاملة عمل (ان) وجب بناؤه على الفتح من غير تنوين ،النه ليس مضافا ً وال
مشبها ً به).
"إن" وجاز في ُ
ووجب إعمالها عم َل ّ َ تكررها ،امتن َع إلغاؤُها، وإذا عطفتَ على اسم "ال" ولم ّ
وجهان :النصب والرف ُع نحو "ال رج َل وامرأة ً أو امرأةٌ ،في الدار" .والنصب أولى :ومن ِّ المعطوف
ِّ
نصبه قول الشاعر:
َّ
ارت َدى وت َأزرا* ْ
أب وابْنا ً ِّمثْ ُل َم ْروانَ وابن ِّه * إذا هُو بال َمج ِّد ْ *فال َ
اسم "ال" ت ِّ ( )5أحكا ُم نَ ْع ِّ
عرباً ،وإ ّما أن يكون مبنياً. ُ َ م يكون أن ا م َّ فإ للجنس، ة
ِّ النافي "ال" إذا نُعتَ اس ُم
علم كسوالً ،أو كسولٌ ،وال طالب ٍ َ وجهان :النصب والرف ُع ،نحو" :ال ِّ فإن كان ُمعرباً ،جاز في نعت ِّه
والنصب أولى ،والرف ُع على أنه نعتٌ لمح ّل "ال واسمها"ّ .
ألن ُ طالبا ً علما ً كسوالً ،أو كسولٌ ،عندنا".
باإلبتداء ،كما سبقَ . ِّ محلها الرف ُع
ثالث أحوا ٍل: ُ وإن كان مبنيا ً فله
()384/1
ت ثالثةُ اوجه :النَّصب والبنا ُء كمنعوت ِّه ،والرف ُع ،نحو: ( )1أن يُنعتَ بمفر ٍد ُمتَّص ٌل به ،فيجوز في النع ِّ
والنصب أولى .وبنا ُؤهُ لمجاورته منعوتَهُ المبن َّ
ي. ُ "ال رج َل قبيحاً ،أو قبي َح ،أو قبي ٌح ،عندنا".
( )2أن يُنعتَ بمفر ٍد مفصو ٍل بينه وبينهُ بفاص ٍل ،فيمتن ُع بنا ُء النعتِّ ،لفَق ِّد المجاورةِّ التي أباحت بنا َءه
النصب والرفع ،نحو" :ال تلميذَ في المدرس ِّة كسوالً ،أو كسولٌ". ُ تصل بمنعوت ِّه .ويجوز فيه وهو ُم ِّ
المضاف
َ َّ ُ
( )3أن يُنعتَ بمضافٍ أو ُمشبَّ ٍه به ،فيجوز في النعت النصب والرفع ،ويمتن ُع النبا ُء ،ألن
شر ،في المدرسة"، شر ،او ذو ّ ُبنيان مع "ال" .فالنعتُ المضاف نحو" :ال رج َل ذات ّ والشبيهَ به ال ي ِّ
والنعتُ المشبَّهُ به نحو" :ال رج َل راغبا ً في الشر ،او راغبٌ فيه ،عندنا".
ـــــ
ـ النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء
) ضمن العنوان ( المفعو ُل به )
المفعو ُل به :هو اس ٌم د َّل على شيءٍ وقع عليه فع ُل الفاع ِّل ،إثباتا ً أو نفياً ،وال تُغيَّر ألجله صورة ُ الفعل،
القلم".
َ القلم" ،والثاني ،نحو" :ما بَ َريتُ
َ "بريتُ
فاألو ُل نحوَ :
أكثر من مفعول به واحدٍ ،نحو" :أعطيتُ ً
وقد يَتعدَّدُ ،المفعو ُل به ،في الكالم ،إن كان الفعل متعدِّّيا إلى َ
األمر واقعاً ،أعلمتُ سعيدا ً األمر َجليّاً".
َ الفقير دِّرهماً ،ظننتُ
َ
(وقد سبق الكالم على الفعل المتعدي بأقسامه وأحكامه في الجزء األول من هذا الكتاب فراجعه).
عشر مبحثاً:
َ ويتَعَلَّ ُق بالمفعول به أحد
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
-1أَقسا ُم المفعو ِّل ب ِّه
وغير صريح. ُ قسمان :صري ٌحِّ المفعو ُل ب ِّه
وضمير متَّص ٌل نحو" :أكرمتُكَ وأكرمتهم" ،أو
ٌ ظاهر ،نحو" :فت َح خالدٌ ِّ
الحيرة"، ٌ صري ُح قسمان: وال ّ
ُ
منفصلٌ ،نحو {إيَّاكَ نعبدُ ،وإِّيَّاك نستعين} ،ونحو" :إيَّاهُ أريد".
()385/1
يٍ ،نحو" :ع ِّلمتُ أنكَ مجتهدٌ ،وجملةٌ ؤو ٌل بمصدر بعدَ حرفٍ مصدَر ّ الصريح ثالثةُ أقسامُ :م َّ ِّ وغير
ُ
الجر
حرف ِّ ُّ ُ
ط ُ ق س َ ي وقد " ِّكَدبي تُ ْ
ك س "أم
ْ نحو: ومجرور، وجار
ٌّ تجتهد" "ظننتك نحو: ٍ،د بمفر لة ؤو
ُم َّ
الخافض" فهو يَرج ُع إلى أصل ِّه ِّ "المنصوب على نزعِّ َ المجرور على أنه مفعو ٌل به .ويُس ّمى: ُ فينتصب
ُ
من النصب ،كقول الشاعر:
ً
ي إِّذا َح َرا ُم* َ
ِّيار ،ولم ت َعو ُجوا * ،كال ُم ُك ُم َعل َّ *ت َ ُم ُّرونَ الدّ َ
بيان في الجزء األول من هذا الكتاب ،في الكالم على الفعل الالزم، ض ُل ٍ (وقد تقدم لهذا البحث فَ ْ
فراجعه).
-2أَحكا ُم المفعول ب ِّه
للمفعول به أربعةُ أحكام:
-1أنهُ يجبْ نصبُهُ.
ت الماشيةُ" ،ويقالُ" :هل رأيتَ خليالً؟" ،فتقولُ" :رأيتُ " ،قال يجوز حذفُهُ لدلي ٍل ،نحوَ :
"ر َع ِّ ُ -2أنه
من يخشى}. تعالى{ :ما َودَّ َعكَ ربُّكَ وما قَلى} ،وقال{ :ما أنزلنا عليكَ القُرآن لتشقى ،إال تذكرة ً ِّل ْ
ُذكر له مفعو ٌل وال يُقد َُّر ،كقوله غرض بالمفعول ب ِّه ،فال ي ُ ٍ ق الالزم لعَدَم تعلُّ ِّ
ِّ وقد يُنَ َّز ُل المتعدِّّي منزلة
تعالى{ :هل يَستوي الذينَ يعلمونَ والذينَ ال يعلمونَ }.
حذف
ِّ وحذف أحدهما لدلي ٍل .فمن ُ ً
حذف مفعوليه معا، ُ نصب مفعولين من أفعال القلوب ،جازَ فيه َ وما
أحدهما قو ُل َعنترة َ.
ظ ِّنّي َغي َْرهُ * ِّم ِّنّي بِّ َم ْن ِّزل ِّة ال ُم َحبّ ِّ ال ُم ْك َر ِّم* *ولَق ْد نزَ ْلتِّ ،فال ت َ ُ َ
كائي الذين كنتم تَزعمونَ ؟} أي َ ر َ ُ
ش {أين تعالى: ُ ه قول ً ا مع حذفهما ومن .ً ا واقع ه
َ ُ غير ني ُ
ظ َ ت فال أي:
ش َركائي ،ومن ذلك قولهمَ " :م ْن يَس َم ْع يَخ َْل" ،أي :يَخ َْل ما يَسمعُهُ حقاً. تزعمونهم ُ
(وقد تقدم في الجزء األول من هذا الكتاب مزيد إيضاح لهذا البحث في الكالم على أفعال القلوب،
فارجع إليه).
ف فعلُهُ لدليل ،كقوله تعالى{ :ماذا أنز َل ربُّكم؟ قالوا خيراً} ،أي :أنز َل خيراً، يجوز أن يُحذَ َ ُ -3أنه
أكرم العلما َء. ِّ كر ُم؟ ،فتقول" :العلما َء" ،أي: ُ ْ
ويقال لكَ " :من أ ِّ
()386/1
()387/1
ط ِّعما* َّهر ُم ْ اس ،أَبقى َمجْ دُهُ الد َ واحدا ً * ِّمنَ النَّ ِّ *ولَ ْو أ َ َّن َمجدا ً أَخلَدَ الدَّ ْه َر ِّ َ
وقول اآلخر:
ى نَدَاهُ ذَا النَّدَى في ذُ َرى ْال َمجْ دِّ* سؤد ُ ٍد * َو َرقَّ َ ثواب ُ سا ِّح ْل ُمهُ ذَا ْال ِّح ْل ِّم أ َ َ
ك َ
وقوله غيره:
عل* ب العا ِّوياتِّ ،وقَ ْد فَ ْْ ي بْنَ حاتِّ ٍم * َجزا َء ال ِّكال ِّ َجزَ ى َربُّهُ َع ِّنّي َع ِّد َّ
وقول اآلخر:
ّ َ
ْالن عن ِّكبَ ٍر * َو ُحس ِّْن فِّ ْع ٍل كما يُجْ زَ ى ِّس ِّنمار* ْ ْ
* َجزَ ى بَنُوهُ أبا الغي ِّ
َجز في النّثر. جازت في الشعر ،على قبُحها ،لم ت ْ ْ ض ُرورةٌ ،إن ف َ
"أكرم األستاذُ تلميذَهُ.
َ وتأخيرهُ فتقول: ُ ضمير يعودُ على الفاعل ،جازَ تقديمهُ ٌ فإن اتّصل بالمفعول ِّ
ألن الفاع َل رتبتُهُ التقدي ُم ،سوا ٌء أَتقد َّم أَم تأ ّخر. كرم تلميذَهُ األستاذُ"َّ ، وأ َ َ
وتأخير المفعولُ فيجب تقدي ُم الفاعلُ َ
حصر في أحدهما، َ ضميرين ،وال
ِّ -3أَن يكون الفاع ُل والمفعو ُل
به ،نحو" :أَكرمتُه".
فيجب تقدي ُم الضمير منهما ،فيُقدّ ُم الفاع ُل ُ -4أَن يكون أَحدُهما ضميرا ً متصالً ،واآلخر اسما ً ظاهراً،
"أكرمني علي" ،وجوباً. َ في نحو" :أكرمتُ علياً" ،ويُقدّ ُم المفعو ُل في نحو:
(ولك في المثال األول تقدي ُم المفعول على الفعل والفاعل معاً .نحو" :عليا ُ أكرمتُ " .ولك في المثال
ي أكرمني" ،غير أنه يكون حينئذ مبتدأ ،على ي" على الفعل والمفعول به ،نحو" :عل ٌ اآلخر تقديم "عل ّ
رأي البصريين ،ويكون الفاعل ضميرا ً مستترا ً يعود اليه .فال يكون الكالم ،والحالة هذه ،من هذا
الباب ،بل يكون من المسألة الثالثة ،ألن الفاعل والمفعول كليهما حينئذ ضميران).
ص َر فيه الفعلُ ،مفعوالً أو تأخير ما ُح ِّ ُ فيجب
ُ -5أَن يكون أَحدُهما محصورا ً فيه الفع ُل بإال أَو إنما،
أكرم سعيدا ً َ المحصور نحو" :ما
ُ كرم سعيدٌ إال خالداً" ،والفاع ُل المحصور نحو "ما أ َ َ ُ فاعالً ،فالمفعو ُل
كرم سعيدا خالدٌ". ً إال خالدٌ .وإنما أ َ َ
*
()388/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(ومعنى الحصر في المفعول أن فعل الفاعل محصور وقوعه على هذا المفعول دون غيره .وذلك
يكون ردّا ً على من اعتقد أن الفعل وقع على غيره ،أو عليه وعلى غيره .ومعنى الحصر في الفاعل
أن الفعل محصور وقوعه من هذا الفاعل دون غيره .وذلك يكون ردا ً على ن اعتقد أن الفاعل غيره،
أو هو وغيره).
الحصر
ُ المحصور في ِّه الفعلُ ،إذا كان
ُ اآلخر ،أيًّا كان ِّ وتأخير
َ تقديم أحدِّهما َ بعض النُّحاة ُ وقد أَجازَ
المحصور بإال قو ُل الشاعر:
ِّ وردَ من ذلك .فمن تقديم المفعو ِّل بإال ،ت َمسكا ً بما َ
َولَ َّما أَبَى إِّالَّ ِّج َماحا ف َؤادُهُ * َول ْم يَ ْس ُل َع ْن ل ْيلى بِّ َما ٍل وال أه ِّل*
َ َ َ َ ُ ً
وقول اآلخر:
َ
ف ما بِّي كال ُمها* ض ْع َ َ ْ
*ت َزَ َّودْتُ ِّم ْن ل ْيلى بِّتك ِّل ِّيم ساع ٍة * فما زادَ ِّ
َ َ َ
المحصور بها قو ُل الشاعر: ِّ ومن تقديم الفاع ِّل
طالَ* ط ِّإالَّ ُجبَّأ ُ بَ َ عاب ِّإالَّ لَ ِّئي ٌم فِّ ْع َل ذي َك َرم * وال َجفَا قَ ُّ َ *ما
وقول اآلخر:
ار؟!* ِّب ِّإالَّ هللاُ بالنَّ ِّ جار ُه ُم! * َوه َْل يَعَذّ ُ ار َ نُبِّّئْت ُ ُه ْم َعذَّبوا بالنَّ ِّ
وقو ُل غيره:
ِّيارِّ ،وشا ُمها* آناء الدّ ِّ َ
ت لناَ * ،ع ِّشيَّة ِّ َ *فَ ْلم يَد ِّْر إِّال هللاُ ما َهيَّ َج ْ
االلتباس.
ِّ س ّهلها عد ُم
ضوحهُ ،و َظهور المعنى المرا ِّد وو ُ ُ س َّوغَها رورة ٌ َ ض َ والحق أَن ذلكَ كله َ
َأخير اآلخر بالضرورة. وجب ت ُ َ وجب تقدي ُم أَحدِّهما، َ واعلم أَنهُ متى
تقديم المفعول على الفعل والفاعل معا ً
يجوز تقدي ُم المفعول به على الفعل والفاعل معا ً في نحو" :عليّا ً أَكرمتُ .وأَكرمتُ عليّاً" ،ومنه قولهُ ُ
تعالى{ :فَفريقا ً كذَّبتم وفَريقا ً تقتلونَ }.
ويجب تقديمهُ عليهما في أَرب َع َمسائلَ: ُ
كر ْم" ،أوَ ُ
كر ْم أ ِّ َ
اسم شرطٍ ،كقول ِّه تعالى{ :من يُض ِّلل هللاُ فما لهُ من هادٍ} ،ونحو" :أيَّ ُه ْم ت ُ ِّ -1أَن يكونَ َ
تبع بَنوكَ ". َتبع يَ ْ ْي من ت ْ السم شرطٍ ،نحو" :هد َ مضافا ً ِّ
()389/1
نكرونَ ؟} ،ونحو" :من أَكرمتَ ؟ وما فعلتَ ؟ ت هللاِّ ت ُ ِّي آيا ِّ استفهام ،كقول ِّه تعالى{ :فأ َّ
ٍ -2أَن يكونَ َ
اسم
كتاب من أَخذتَ ؟". َ استفهام ،نحو: ِّ وك ْم كتابا ً اشتريتَ ؟" أَو ُمضافا ً السم
صدَ اإلستثباتُ من األمر، تأخير اسم اإلستفهام ،إذا لم يكن االستفها ُم ابتدا ًء ،بل قُ ِّ َ بعض العلماء ُ وأَجاز
األمر بقولكَ " :فعلتَ ماذا؟" .وما قولُهم ببعي ٍد من الصواب. َ كأن يُقالَ" :فعلتُ كذا وكذا" ،فتستثبِّتُ
ْ
ب َملكتُ !" ،ونحو" :كأ ِّيّن من ِّع ٍلم َح َويتُ !"، َ َّتين ،نحو" :كم كتا ٍ -3أَن يكون "ك ْم" أَو "كأ ِّيّ ْن" الخَبري ِّ
ب غَفرتُ !". نب كم ُم ْذنِّ ٍ أَو مضافا ً إلى "كم" الخبريَّ ِّة نحو :ذَ َ
(أما "كأين" فال تضاف وال يضاف اليها .وانما وجب تقديم المفعول به ان كان واحدا ً مما تقدمّ ،
ألن
هذه األدوات لها صدر الكالم وجوباً ،فال يجوز تأخيرها).
َقهر،
غيرهُ ،كقول ِّه تعالى{ :فأ ّما اليتيم فال ت ْ وليس لجوابها منصوبٌ ُمقدَ ٌم ُ َ جواب "أَما"،
ُ -4أَن ينصبهُ
وأ َ َّما السائ َل فال ت ْ
َنهر}.
(وانما وجب تقديمه ،والحالة هذه ،ليكون فاصالً بين "أما" وجوابها ،فان كان هناك فاصل غيره فال
يجب تقديمه ،نحو" :أما اليوم فافعل ما بدا لك").
تقديم أحد المفعولين على اآلخر
ً
بعض ،إ ّما بكونه مبتدأ في االصل ٍ ُ
إذا تعدَّدَت المفاعي ُل في الكالم ،فلبعضها األصالة في التقدُّم على
"ظن" ،وإ ّما بكون ِّه فاعالً في المعنى ،كما في باب "أَعطى". َّ كما في باب
"ظن" وأخواتها أصلهما مبتدا وخبر ،فاذا قلت" :علمت هللا رحيماً" .فاألصل" :هللاُ رحي ٌم". ّ (فمفعوال
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ومفعوال "أعطى" وأخواتها ليس أصلهما مبتدأ وخبراً ،غير أن المفعول األول فاعل في المعنى ،فاذا
قلت" :ألبستُ الفقير ثوباً" .فالفقير :فاعل في المعنى ،ألنه لبس الثوب).
()390/1
()391/1
س ٌن ُخلقُهُ"َ .
غير ي َح َإن كان معمو ُل الصف ِّة ال ُمشبَّهة معرفةً ،فحقُّهُ الرف ُع ،ألنه فاع ٌل لها ،نحو" :عل ٌّ
ضمير ي ْستَتِّ ُر فيها يعود الى ما قبلها ،ونَصبوا ٍ حولوا اإلسنادَ عن فاعلها إلى أنهم إذا قصدوا المبالغةَ َّ
ب ال ُخلُق على التَّشبيه بالمفعول س ٌن ُخلقَهُ ،بنص ِّ ما كان فاعالً ،تشبيها ً له بالمفعول به ،فقالوا" :علي َح َ
غير متعديةٍ ،وال تمييزاً ،ألنه معرفةٌ باإلضافة إلى ألن الصفةَ المشبَّهة قاصرة ٌ ُ به ،وليس مفعوالً بهّ ،
الضمير.
والتمييز ال يكونُ إال نكرةً. ُ
-5التَّح ُ
ْذير
المقام :كاحذَ ْر ،وبا ِّعدْ،
َ ُناسب
ُ االسم بفع ٍل محذوف يُفيدُ التَّنبيهَ والت ّ َ
حذير .ويُقد ُّر بما ي ِّ نصب
ُ الت َّ ُ
حذير:
ق" وت ََو َّق ،ونحوها. وت َجنَّبْ ،و " ِّ
أمر مكرو ٍه ليجتنبَهُ. ب على ٍ وفائدتُهُ تنبيهُ المخاط ِّ
ب متصل للخطاب ،نحو" :إياكَ ضمير منصو ٍ ٍ بلفظ "إيّاكَ " وفروع ِّه ،من ك ّل التحذير تارة ً ُِّ ويكونُ
والرذيلةَ. َّ
إياكن َّ ق إياكم الضَّاللَ، والشر ،إياكما من النفا ِّ َّ ِّبِّ ،إياكَ ِّإياكَ وال َكذ َ
والشر ،االسدَ االسد". ّ سكَويكونُ تارة ً بدونه ،نحو" :نف َ
طف على ال ُمحذّر ،كقوله: ع َ وقد يكونُ بـ "إيّاه ،وفروعهما ،إذا ُ
ص َحبْ أَخَا ال َج ْه ِّل * َوإِّيَّاكَ َوإِّيَّاهُ* *فَال ت َ ْ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
األرنب ،يريد أن يحذفها بسيفٍ َ حذف أحدك ُم
"إياي وان يَ َ
َ مر، ع َ والشر" .ومنه قو ُل ُ َّ ّاي
ونحو" :إي َ
شذوذ. الجمهور ذلك من ال ُّ
ُ ل
ونحوهِّ .وجع َ
عطف
َ حذف العامل مع "إيَّاكَ " في جميع استعماالته ،وم َع غيره ،إن ُك ِّ ّرر او ُ ويجب في الت ّ ِّ
حذير ُ
الشر".
َّ ُ
الشر ،او أحذّ ُِّركَ
َّ ق نفسكَ ِّ َ،
ل "الكس نحو: ُ، هُ ف وحذ ه ِّكر
ُ ذ ّ
جاز وإال . يتَ َ رأ كما عليه،
خبر لمبتدأ محذوفٍ ،نحو" :األسدُ األسدُ" أي :هذا األسدُ. المكر ُر ،على أنهُ ٌ ّ وقد يُرف ُع
كأن يُقال" :سأفع ُل كذا" فتقولُ: المحذور منه ،بعد "إياك" وفروع ِّه ،اعتمادا ً على القرينةْ ، ُ ف وقد يُحذَ ُ
"إياكَ " ،أَي" :إياك أن تفعله".
َ
()392/1
ذكر ال ُمحذَّر والمحذَّر منه معاً ،نحو":رجلَكَ وما كان من التّحذير بغير "إياك" وفروع ِّه ،جاز فيه ُ
وذكر المحذّر منه وحدَهُ ،نحو" :األسدَ االسدَ" .ومنه قولهُ تعالى{ :ناقةَ ُ ف المحذّر والحجر" وجازَ حذ ُ َ
سقياها}. هللاِّ و ُ
اإلغرا ُء ِّ -6
المقام:
َ ُناسب
ُ واإلغرا َء .ويقد َُّر بما ي الترغيب والتشويقَ ِّ َ االسم بفع ٍل محذوفٍ يُفيدُ ِّ نصب
ُ اإلغرا ُء: ِّ
وافعل ،ونحوها. ْ كالزَ ْم واطلُبْ
وكر َم
َ "الصدقَِّ أمر محمو ٍد ليفعلُه ،نحو" :االجتهادَ االجتهادَ" مو ب على ٍ ط ِّ وقائدت ُه تنبيهُ المخا َ
ق". الخل ِّ
ف علي ِّه ،فاألو ُل نحو" :النَجدة َ النَّجدة َ". ع ِّط َ
غرى به ،أو ُ حذف العام ِّل إن ُك ّر َر ال ُم َ ُ بويجب في هذا البا ِّ ُ
ومنه قول الشاعر:
إن َم ْن ال أخا لهُ * كساعٍ إلى ال َهيْجا بِّغَي ِّْر ِّسالَحِّ* َ َ *أَخاكَ أ َ َخاكَ َّ ،
البازي بِّغَي ِّْر َجنَاحِّ*
ض ِّ *وإِّ َّن ابْنَ َع ِّ ّم ال َم ْر ِّء فاعلَ ْمَ ،جنا ُحهُ * وه َْل يَ ْن َه ُ
ف عليه ،نحو: ُكرر ولم يُع َ
ط ْ ِّكر عامل ِّه وحذفه إن لم ي ّ ويجوز ذ ُ ُ والثاني نحو" :ال ُمروءة َ والنّجدة َ".
الخير،
َ ِّلزم اإلقدام ،إفعَ ِّل صالة َ جامعةً" .فإن أظهرتَ العام َل فقلتَ " :ا ِّ الخير" .ومنه" :ال ّ َ قدام،
"اإل َ ِّ
ض ِّر الصالة" ،جازَ . أُح ُ
خبر لمبتدأ محذوف ،كقوله: اإلغراء ،على أنهُ ٌ ِّ المكر ُر ،في َّ وقد يُرف ُع
ح* سفَّا ُ وم ْن ُه ُم ال َّعمي ٍْرِّ ، ع َمي ٌْر وأشبا * هُ ُ َ * ِّإ َّن قَ ْوما ً ِّم ْن ُه ْم ُ
ح* سالَ ُ سالَ ُح ال ِّ ّ َ
فاء ِّإذَا قا * َل أ ُخو النَّجْ دةِّ .ال ِّ ّ بالو ِّ ِّيرونَ َ *لَ َجد ُ
صاصُ -7االختِّ
خص ،أو أعْني" .وال يكونُ هذا االس ُم َ
تقديرهُ" :أ ُّ ُ ً االسم بفع ٍل محذوفٍ وجوبا ِّ نصب
ُ االختصاص:
ُ
ّيف". كر ُم الض َ ُ
ب -ن ِّ الحكم الذي للضمير عليه ،نحو" :نحنُ -ا َ
لعر َ ِّ صر َ
ضمير لبيان المرا ِّد منه ،وق ِّ ٍ
ختص.
ّ االسم ال ُم َ ويُس ّمى
()393/1
والعرب :منصوب على االختصاص بفعل محذوف َ (فنحن :مبتدأ ،وجملة نكرم الضيف :خبره.
"أخص" .وجملة الفعل المحذوف معترضة بين المبتدأ وخبره .وليس المراد اإلخبار عن ّ تقديره:
"نحن" بالعرب ،بل المراد أن اكرام الضيف مختص بالعرب ومقصور عليهم.
فان ذُ َ
كر االس ُم بعد المضير لالخبار به عنه ،ال لبيان المراد منه ،فهو مرفوع ألنه يكون حينئذ خبرا ً
للمبتدأ .كأن تقول" :نحنُ المجتهدون" أو "نحن السابقون".
ومن النصب على االختصاص قو ُل الناس" :نحنُ -الواضعين أسماءنا أدناه -نشهد بكذا وكذا".
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
"نخص ،أو نعني").ّ فنحن :مبتدأ ،خبره جملة "نشهد" والواضعين :مفعول به لفعل محذوف تقديره:
الناس بالعُهود" ،أو مضافا ً لمعرفةٍ، ِّ العرب -أوفى َ عرفا ً بأل ،نحو" :نحنُ - ويجب أن يكونَ ُم ّ ُ
نورث ما تركناهُ صدَقةٌ" ،أو َعلَماً ،وهو قليلٌ ،كقول الراجز: ُ عاشر األنبياء -ال َ م
َ - "نحنُ كحديث:
غير قِّلّةٍ ،كقول ِّه" :نحنُ -بَني
ِّ على فيكونَ م َ
َ ِّل ع ال إلى المضاف
ُ أما ".َّباب
ُ ض ال "بنا -ت َميما ً -يُكش ُ
َف
اسم موصو ٍل. اسم إشارة وال َ أصحاب ال َج َمل" .وال يكونُ نكرة ً وال ضميرا ً وال َ َ ضبَّةَ
َ
فالن".
ٍ ب "بنو فالن ،ومعشر (مضافاً) ،وأه ُل البيتِّ ،وآ ُل األسماء دخوالً في هذا البا ِِّّ وأكثر
ُ
ضمير الخطاب ،نحو" :بكَ َ المتكل ِّم ،كما رأيتَ .وقد يلي ّ ِّ ضمير
َ المختص أن يَلي
ِّ ّ واعل ْم أن األكثر في
ضمير غيبة.
ِّ العظيم" .وال يكون بعدََ سبحانَكَ -هللاَ - -هللاَ .ارجو نجا َح القصدِّ" و " ُ
()394/1
داء ،فيبنيان على الض ِّ ّم، االختصاص بلَفظ "أَيُّها وأَيَّتُها" ،فيُستعمالن كما يستعمالن في النّ ِّ
ُ وقد يكون
الرفع على الزم
َ بأل، ًّ ُ ً ً
ب بأ ُخص محذوفا وجوبا ،ويكونُ ما بعدَهما اسما ُم َحلى ْ ويكونان في مح ِّّل نص ٍ ِّ
ِّ
ّ ُ
بيان لهُ .وال يجوز نصبه على أنه تاب ٌع لمحلهما من عطف ٍ ُ َ
أنه صفة ِّللفظهما ،أو بد ٌل منه ،أوٌ
المعروف ،أيُّها القو ُم" .ومنه قولهم: َ ُ
الخير ،أيُّها الرجلُ ،ونحن نفعل
َ اإلعراب .وذلك نحو" :أَنا أفع ُل
"أَلله َّم اغفر لنا ،أَيَّتُها العَصابةُ".
(ويراد بهذا النوع من الكالم االختصاص ،وإن كان ظاهره النداء .والمعنى" :أنا أفعل الخير
مخصوصا ً من بين الرجال ،ونحن نفعل المعروف مخصوصين من بين القوم ,والله ّم اغفر لنا
مخصوصين من بين العصائب" .ولم ترد بالرجل إال نفسك :ولم يريدوا بالرجال والعصابة إال
أنفسهم .وجملة "أخص" المقدّرة بعد "أيها رأيتها" في محل نصب على الحال).
-8االشتغا ُل
نصبَه ،لوال اشتغالهُ عنه بالعمل في ضميرهِّ ،نحو" :خالدٌ ّ
االشتغالُ :أن يَتقد ََّم اس ٌم على من ح ِّق ِّه أن يَ ِّ
أَكرمتُهُ".
ألكرم .فان قلتَ " :خالدٌ أكرمته" ،فخالدٌ حقه أن يكون َ (إذا قلت" :خالدا ً أكرمتُ " ،فخالداً :مفعول به
لكن الفع َل هنا اشتغل عن العمل في ضميره ،وهو الهاء .وهذا هو معنى مفعوالً به ألكرم أيضاًّ ،
االشتغال).
ُ
المقتدم الرف ُع على االبتداء ،كما رأيتَ .الجملة بعدَهُ خبرهُ .ويجوز نصبُهُ نحو: ِّ واألفض ُل في االسم
"خالدا ً رأيتهُ".
المذكور فعالًُ لفظ المذكور .إال أن يكونَالمحذوف من ِّ
ُ يجوز إظهارهُ .ويُقد َُّر ُ ً
وناصبُهُ فع ٌل وجوبا ،فال
الزما ً متعديا ً بحرف الجر ،نحو" :العاجزَ أخذتُ بيدهِّ" و "بيروتَ مررتُ بها" ،فَيُقد ُّر من معناهُ.
(فتقدير المحذوف" :رأيت" .في نحو "خالدا ً رأيته" .وتقديره" :أعنت ،أو ساعدت ،في نحو" :العاجزَ
أخذت بيده" .وتقديره" :جاوزت" في نحو" :بيروتَ مررت بها").
()395/1
()396/1
ع يده فإذا هي بيضاء العرب اال مبتدأ ،كقوله تعالى{ :ونز َ ُ يؤولها
(وذلك ألن "اذا" هذه لم ّ
مكر في آياتنا} .فلو نُصب االس ُم بعدها ،لكان على للناظرين} ،او خبراً ،كقوله سبحانه{ :فاذا لهم ٌ
تقدير فعل بعدها ،وهي ال تدخل على األفعال).
َ
والفرس يَركبُهُ أخوكَ ".
ُ -2أن يق َع بعدَ واو الحال ،نحو" :جئتُ
الم اإلبتداء ،أو ما
-3أن يق َع قب َل أدوات االستفهام ،أو الشرط ،أو التحضيص ،أو ما النافية ،أو ِّ
فأكرمه ،خالدٌ هالَّهير هل أَكرمتَهُ؟ ،سعيدٌ ِّ "ز ٌ "إن" وأَخواتها ،نحوُ : التَّعجبي ِّة ،أو كم الخبرية ،أو َّ
هير كم أكرمتُهُ! ،أُسامةُ إني
سنُ ما أَطيبَهُ!ُ ،ز ٌ الخير ألنا أَفعلُهُ ،الخلُق ال َح َ ُ الشر ما فعلت ُهُ،
ُّ دعوتهُ،
أ َ ِّحبُّهُ".
(فاالسم في ذلك كله مبتدأ .والجملة بعده خبره .وانما لم يجز نصبه بفعل محذوف مفسر بالمذكور.
ألن ما بعد هذه األدوات ال يعمل فيما قبلها .وما ال يعمل ال يفسر عامالً).
يوجب رفعَه ،نحو" :خالدٌ أكرمتُهُ" .ألنهُ ُ ير ِّ ّج ُحه ،أو
يوجب نصبَهُ ،أو َ ُ وي َُر َّج ُح الرف ُع ،إذا لم يكن ما
التقدير وعدَ ِّم ِّه فتركهُ أولى.
ِّ االمر بينَ
ُ إذا دار
-9الت َّ ُ
نازعُ
تأخر أو أكثر ،كقوله تعالى{ :آتوني أكثر ،إلى معمول واح ٍد ُم ٍ تقدمان ،أو ُ
ِّ عامالن ُم
ِّ نازعُ :أن يَتوجهَ الت َّ ُ
أُفر ْغ عليه قِّطراً}.
ضمير المتكلم .وهو يطلب "قطراً" ُ (آتوا :فعل أمر يتعدى الى مفعولين .ومفعوله األول هو الياء،
ليكون مفعوله الثاني.و "أفرغ" :فعل مضارع متعد الى مفعول واحد .وهو يطلب "قطراً" ليكون ذلك
ألن التقدير: عامالن ،كالهما يطلبه ليكون مفعوالً به لهّ ، ِّ أن "قطراً" قد تنازعه المفعول .فأنت ترى ّ
{آتوني قطرا ً أفرغه عليه} .وهذا هو معنى التنازع).
ين شئتَ .فإن أعملت الثاني فَلقُرب ِّه ،وإن أعملت األو َل ي العاملَ ِّ
عم َل في االسم المذكور أ َّ ولكَ أن ت ُ ِّ
فلسبَق ِّه.
()397/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
"قام ،وقعدا، غيرهُ ،نحوَ : الثاني في ضميرهِّ ،مرفوعا ً كان أم َ َ الظاهر أَعملتَ
ِّ األو َل في فإن أَعملتَ َّ
أخواك*وقف ،فسلمتُ عليهما ،أخواك* أكرمتُ ،فَ ُ
س ّرا ،أخَويْكَ * َ أخواك* اجتهدَ ،فأكرمتُهما،
رفع ،ألنهُ فضلةٌ ،وعليه ضمير ٍ ِّ فشكر لي ،خالداً" .ومن النُّحاة من أجاز حذفه ،إن كان َ
غير َ أكرمتُ ،
قول الشاعر:
عهْ*شعا ُ اظريـ * ـنَ ،إذا ُه ُم لَ َم ُحواُ ، ظ يُ ْعشي النَّ ِّ *بِّعُكا َ
الثاني في الظاهر ،أعملتَ األو َل في ضميرهِّ ،إن كان مرفوعا ً نحو" :قاما ،وقعدَ أخواك* َ وأن أعملتَ
سلمتُ على أخويكَ " .ومنه قو ُل الشاعر: َّ أخويْك* َوقَفا ،ف َ اجتهدا ،فأكرمتُ َ
َ
جف األ ِّخال َء ،إِّنَّني * ِّلغَي ِّْر َجمي ٍل ِّم ْن َخ ِّليلي ُم ْه ِّملُ* َّ َ * َجفَ ْوني ،ولم أ َ ُ
فشكر لي خالدٌ*
َ س َّر أخواك* أكرمتُ ، ضميرهُ غير مرفوعٍ حذفتَهُ ،نحو" :اكرمتُ ،فَ ُ ُ وإن كان
س َّر أخواكَ * أكرمتُهُ، ُ َ ف "أكرمتهما، يقال: وال ". ى
ُّ عل بي ر م
َ َّ و ، مررتُ ٌ* دسعي مني وأكر
َ أكرمتُ ،
ي" .وأ ّما قول الشاعر: ومر بي عل َّ فشكر لي خالد* أكرمتُهُ ،وأكرمني سعيد ٌ* مررتُ بهَّ ، َ
ظ للعَ ْهدِّ* ب أَحفَ َ ِّ يْ َ غ الْ في نْ كُ َ ف ، ً اهار ج
ِّ * صاحبٌ ضيكَ ُرْ ي وَ ، ه
ِّ ي ض ِّ رْ ُ ت تَ ْ
ن ُ
ك *إذا
ران ذِّي ُودِّّ* واش َغي َْر هِّجْ ِّ َّ
حاديث ال ُوشاة ،فَقَلما * يُحا ِّو ُل ٍ ْ َ َ ْ
*وأَل ِّغ أ َ
سنُ ارتكابها عند الجمهور .وكان حقُّهُ ان بإظهار الضمير المنصوب في "تُرضيه" ،فضرورة ٌ ال يح ُ
بعض ُم َحقّقي النّحاة. ُ يقول" :إذا كنت تُرضي ،ويُرضيكَ صاحبٌ " .وأجازَ ذلك
()398/1
ي ومن تابعه الى أنه أذا اعملتَ الثاني في الظاهر ،لم ت ُضمر الفاع َل في االول بل (وذهب الكسائ ّ
ً
يكون فاعله محذوفا لداللة ما بعده عليه (النه يُجيز حذف الفاعل اذا دل عليه دليل) .فاذا قلت:
"أكرم" (على رأى سيبويهَ لسر ،كان فاعلزهير" ،فان جعلت زهيرا ً فاعالً ّ ُ فسرني
"اكرمني ّ
"اكرم" محذوفا ً
َ ً
والجمهور) ضميرا مستترا يعود اليه .وعلى رأي الكسائي ومن وافقه يكون فاعل ً
لداللة ما بعده عليه .ويظهر اثر الخالف في التثنية والجمع ،فعلى رأي سيبويه يجب ان تقول( :ان
فسرني اصدقائي" .وتقول على مذهب صديقاي .واكرمونيَّ ، َ فسرني
اعملت الثاني)" :اكرمانيَّ ،
فسرني اصدقائي" .فيكون االسم الظاهر صديقاي .واكرمنيَّ ، َ فسرنيالكسائي ومن تابعه" :اكرمنيَّ ،
فاعالً للثاني .ويكون فاعل االول محذوفاً .وما قاله الكسائي ليس ببعيدٌ ،الن العرب تستغني في
كالمها عما يُعلم لو ُحذف ،ولو كان عمدة .ولهذا شواهدُ من كالمهم .اما لو اعملتَ االول في االسم
صديقاي ،واكرمني،
َ فسراني،
الظاهر ،فيجب باالتفاق اإلضمار في الثاني ،نحو" :اكرمنيَّ ،
فسروني ،اصدقائي". ّ
ً ً
ي الى ما ذهب اليه ،انه لو لم يحذف الفاعل ،لوجب أن يكون ضميرا عائدا على والذي دعا الكسائ ّ
ً
االسم الظاهر المتأخر لفظا ورتبة ،وذلك قبيح .وقال سيبويه :ان عود الضمير على المتأخر أهون من
وان اإلضمار وتركه على حد سواء .وقد ورد في أن لكل وجهاًّ ، ّ
والحق َّ حذف الفاعل ،وهو عمدة،
كالمهم ما يؤيج ما ذهب اليه الفريقان .فقول الشاعر :جفوني ولم اجف االخال َء "...شاهد ٌ لسيبويه:
وقول اآلخر:
*تعفق باالرطى لها وأرادها * رجالٌ ،فبذَّت نبلَهم و َكليبٌ *
(شاهدٌ للكسائي :فهو ال يُضمر في واحد من الفعلين .ولو اضمر في االول واعمل الثاني لقال:
"تعفقوا باالرطى وأرادها رجال" .ولو اضمر في الثاني واعمل االول ،لقال" :تعفق باالرطى
ورادوها رجال").
()399/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
واسم
ٍ اسمين يُشبهانِّهما ،أو فع ٍل متصرفٍ ِّ فين ،اوتصر ِّفعلين ُم ّ ِّ ع إال بينَ واعلم أنهُ ال يق ُع التناز ُ
يُشب ُهه .فاألول نحو" :جا َءني ،وأكرمتُ خالداً" ،والثاني كقول الشاعر:
ع ِّهدْتَ ُم ِّغيثا ً ُمغنِّيا ً َم ْن أ َ َج ْرتَهُ * فَلَ ْم أَت َّ ِّخ ْذ ِّإالَّ فِّنا َءكَ َم ْوئِّال* * ُ
اقرأوا كتابِّيَهْ} .وال يق ُع بينَ حرفين وال بينَ حرفٍ وغيره ،وال بينَ ُ والثالث كقوله تعالى{ :ها ُؤ ُم َ ُ
جامدين ،وال بينَ جام ٍد وغيره. ِّ
لمجر ِّد التَّقوي ِّة والتأكيد ،فال َع َم َل له ،وإنَّما العمل َّ
لألو ِّل .وال يكونُ الكال ُم حينئ ٍذ من َّ وقد يُذ َك ُر الثاني
باب التنازع ،كقول الشاعر:
ُ
واصلهْ* ق نُ ِّ ْ
يق َو َم ْن ب ِّه * و َه ْي َهاتَ ِّخ ٌّل بالعَقي ِّ *فَ َه ْي َهاتَ َ ،ه ْي َهاتَ ْ ،العَ ِّق ُ
وقول اآلخر:
*فأَينَ إلى أَينَ النَّ َجاة ُ ببَ ْغلَ ِّتي * أَتاكَ ،أَتاكَ ،الالَّ ِّحقُونَ ،ا ْحبِّ ِّس احْ بِّ ِّس*
(ولو كان من باب التنازع لقال" :اتوك اتاك الالحقون"؛ باعمال الثاني في الظاهر واإلضمار في
االول ،او "اتاك اتوك الالحقون" باإلضمار في االول واعمال الثاني في الظاهر).
ِّّ
الظن ض ِّ ّمنُ َم ْعنَالقو ُل المت َ َ ْ -10
بشرط أن
ِّ "ظن" .وذلك َّ مفعولين ،كما تنصب ُهما ِّ فينصب المبتدأ والخبر ُ قد يتضمنُ القول معنى الظن،
ص َل بينَ الفع ِّل واالستفهام بغير ظرفٍ ،أو باستفهام ،وأن ال يُف َ ٍ ً طب مسبوقا يكون الفعل مضارعا ً للمخا َ
ومجرور ،أو معمو ِّل الفعل ،كقول الشاعر: ٍ جار
ْ
قاسم َوالقا ِّسما* ُ ْ
الروا ِّسما * يَحْ ِّملنَ أ َّم ٍ ص َّ ُ ُ ْ ُ
* َمت َى تَقو ُل القل َ
"أيوم الخميس تقو ُل عليّا ً مسافراً* َأو عندَ سعي ٍد ت َقولهُُ َ ي:
ي أو مكان ّ ومثا ُل الفصل بينهما بظرفٍ زمان ّ
نازالً" ،قال الشاعر:
َّار جامعةً * ش َْملي به ْم؟ أ َ ْم ت َقول البُ ْعدَ َمحْ توما؟!* *أَبَ ْعدَ بُ ْع ٍد ت َقو ُل الد َ
الكالم تقول األ ّمةَ بالغةً مجدَ آبائها َّ
األولينَ ؟". ِّ بالجار والمجرور" :أبا ّ ص َل فيه بينهما ومثا ُل ما فُ ِّ
ومثا ُل الفص ِّل بمعمول الفعل قو ُل الشاعر:
()400/1
يِّ؟ * لَعَ ْم ُر أ َ ِّبيكَ ،أ َ ْم ُمت َجاهِّلينا؟* *أ ُج َّهاالً تَقُو ُل بني لُ َؤ ّ
ب ،إال بني سلَ ٍيم ،فهم ينصبون الشروط األربعة ،ت َعيّنَ الرف ُع عند عامة العر ِّ ِّ شرط من هذه ٌ فإن فُقد
مفعولين بال شرطٍ .
ِّ بالقول
وال يجب في القول ال ُمت َض ّم ِّن معنى الظن ،ال ُمستوفي الشروط ،أن ينصب المفعولين ،بل يجوز
رفعُهما على أنهما مبتدأ وخبر ،كما كانا.
من القو ُل معنى الظن فهو ُمتعد إلى واحد .ومفعولهُ إ ّما مفرد (أي غير جملةٍ) ،وإ ّما جملةٌ ض ِّ وإن لم يت َ
نوعين :مفر ٍد في معنى الجمل ِّة ،نحو" :قلت شعراً ،أو خطبةً ،أَو قصيدة أوَ ِّ محكيّة .فالمفرد على
اللفظ ،مثلُ" :رأيتُ رجالً يقولون له خليالً" (أي يُس ُّمونه بهذا االسم): ِّ ُ دجر م حديثاً" ،ومفر ٍد يُرادُ ُ
به
وأ َّما الجملة المح ِّكيَّة بالقول ،فتكونُ في موضع نصب على أنها مفعوله ،نحو" :قلتُ :ال إلهَ إال هللاُ".
تكسر بعد القول العَري عن الظن ،وتُفتح بعد القول ال َمتض ّمن معناهُ .كما سبق في مبحث ُ وهمزة ُ َّ
"إن"
"أن".
ُ ْ
ليق في أفعال القُلوب َ اإللغا ُء والت َّ ْع ُِّ -11
االبتداء
ِّ مرفوعين على
ِّ ب للمبتدأ والخبر ال لمانعٍ ،فيعودان ي ِّ الناص ِّ اإللغا ُء :إِّبطال عم ِّل الفع ِّل القلب ّ
والخبرةِّ ،مثل" :خالدٌ كريم ظننت". ّ
ّان. ُ َ ْ
واإللغاء جائز في أفعا ِّل القلوب إِّذا لم ت َسبق مفعوليها .فإن ت َوسطت بينهما فإعمالها وإلغاؤها ِّسي ِّ َ
تقول" :خليالً ظننت مجتهداً" و "خلي ٌل ظننتُ مجتهد" .وإن تأخرت عنهما جاز أن ت َع َمل وإلغاؤها
الكثير
ُ أَحسن ،تقول" :المطر نازل َحسِّبتُ " ،و "الشمس طالعةً خلت" .فإن تقدَّمت مفعولَيها ،فالفصيح
ويجوز إهمالُها على قِّل ٍة وضعفٍ ،وعليه
ُ الحق أَبل َج".
َّ أكثر النُّحاةِّ ،تقول" :رأيتُ إعمالها ،وعلي ِّه ُ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
بعض النُّحاةِّ ،ومنه قو ُل الشاعر: ُ
*أ َ ْر ُجو وآ ُم ُل ْ
أن تَدْنو َم َودَّتُها * وما إخا ُل لدَيْنا م ْنك تنويلُ*
وقول اآلخر:
()401/1
()402/1
ْ
يعمل وإن المعلَّقَ ،إن لم وقد علمت أن اإللغاء جائز عند وجو ِّد سبيل ِّه ،وأن ال ُملغى ال عم َل له البتَةََّ ،
ْ
"علمت لخالد العطف بالنصب على محلها ،فنقولُ: ُ ُ
فيجوز النصب في َمح ِّّل الجمل ِّة، َ لفظا ً فهو يعمل
ع وسعيدا ً كريماً" ،بالعطف على َمح ّل "خالد وسعيد" ،ألنهما مفعوالن للفعل المعلّق عن نصبهما شجا ُ
اإلبتداء .ويجوز رفعُهما بالعطف على اللفظ ،قال الشاعر: ِّ بالم
َّ
ب؟ َحتَّى ت ََولتِّ* ْ ْ
وجعاتُ القَل ِّ ْ َ
*وما ُك ْنتُ أد ِّْري قَ ْب َل َع َّزة َ .ما البُكا * وال ُم ِّ
ويجوز الرف ُع عطفا ً على البكا. ُ ُروى بنصب موجعات ،عطفا ً على محل "ما البكا". ي َ
المفعولين ،إن
ِّ ب على المفعولية .وهي سادّة ٌ َمسدَّ ق عن العمل في موضع نص ٍ َّ ُ
والجملة بعدَ الفع ِّل ال ُمعل ِّ
ي رج ٍل أنتَ ؟". األولَ .فإن نصبَهُ سدَّت مسدّ الثاني ،مثلُ" :علمتكَ أ َّ اثنين ولم ينصب ّ ِّ كان يتعدّى إلى
تعرف ما ه َُو؟".
ْ ً
ت أمرا لم وإن كان يتعدّى إلى واح ٍد سدّت مسدّهُ ،مثل" :ال تأ ِّ
الجار (وهو ما
ِّ ّ ًّ
الجر وكانت الجملة منصوبة محال بإسقاط ّ حرف
ُ الجر ،سق َ
ط ّ وإن كان يتعدَّى بحرف
النصب على نَزع الخافض) ،مثل" :ف َّكرت أصحي ٌح هذا أم ال؟" ،ألن ف َّك َر يتعدَّى بفي ،تقول: َ يس ُّمونهُ
"ف َّك ْرتُ في األمر".
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )
ُ
المطلق ) ضمن العنوان ( المفعو ُل
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ُذكر بعد فع ٍل من لفظ ِّه تأكيدا ً لمعناهُ ،أو بيانا ً ِّلعَد ِّدهِّ ،أو بيانا ً لنوع ِّه ،أو بَدَالًصدر ي ُ ٌ المفعو ُل المطلَ ُقَ :م
ُ
والثالث نحو: وقفتين".
ِّ من التلفُّ ِّظ بفعل ِّه .فاألول نحو{ :وكلّم هللاُ ُموسى تكليماً} .والثاني نحو" :وقفتُ
صبرا ً على الشدائد". قالء" .والراب ُع نحوَ " : سير العُ ِّ "سرتُ َ
ُذكر بدالً من فعل ِّه ال يُرادُ به تأكيدٌ وال بيان عد ٍد أو نوع. أن ما ي ُ واعلم ّ
وفي هذا المبحث ستَّةَ َمباحث.
صدَ ُر ال ُم ْب َه ُم َو ْال َم ْ
صدَ ُر ال ُم ْخت ُّ
َص ْ -1ال َم ْ
()403/1
()404/1
شر شيئاً:
طى حك َمه في كون ِّه منصوبا ً على أنه مفعو ٌل ُمطلَ ٌق -اثنا َع َ ينوب عن المصدر -فيُع َ
غسالً" و "كلّمتكَ كالماً" و "سلّمتُ سالماً". عطا ًء" ،و "اغتسلتُ ُ المصدر ،نحو" :أعطيتُك َِّ -1اسم
ً
السير" و {اذكروا هللا كثيرا}.ِّ -2صفتهُ ،نحو" :سرت أحسنَ
ضميرهُ العائدُ الي ِّه ،نحو" :اجتهدتُ اجتهادا ً لم يجتهدهُ غيري" .ومنه قَولهُ تعالى{ :فإني أع ِّذّبُهُ ُ -3
عذابا ً ال أ َعذبُهُ أحدا ً من العالمينَ }.
شنِّئْتُ الكسالنَ بُغضاً" .و "قمت -4مرادفُهُ -بأن يكون من غير لفظ ِّه ،م َع ت ُ
َقارب المعنى -نحوَ " :
"رضتُه إذالالً" و "أعجبني الشي ُحباً" ،وقال الشاعر: وقُوفاً" و ُ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
سخُونُ والبَ ُرودُ * والت َّ ْم ُرُ ،حبًّا ما لَهُ َم ِّزيد ُ* *يُ ْعجبُهُ ال َّ
ق ،كقول ِّه تعالى{ :وهللاُ أنبت َكم من األرض نبَاتاً} ،وقول ِّه{ :ت َبت َّ ْل إلي ِّه ِّ االشتقا في ه
ِّ ُالقي ي -5مصدر
ت َبتيالً}.
"جلس االحتبا َء" و "اشتمل َ القهقرى" و "قعدَ القُرفُصا َء" و َ -6ما يَد ُّل على نوعه ،نحو" :رج َع
ص ّما َء".ال ّ
-7ما يد ُّل على عدده نحو" :أنذرتُك ثالثاً" ،ومنه قولهُ تعالى{ :فاجلدوا ك َّل واح ٍد منهما ثمانينَ
جلدةً}.
ً
العدو سهما ،أو َّ ً
سوطا ،أو عصا ،ورشقتُ ً اللص َ
َّ -8ما يد ُّل على آلته التي يكونُ بها ،نحو" :ضربتُ
ت الفع ِّل .فلو قلتَ " :ضربتُه خشبةً ،أو رميتهُ أسماء آال ِّ
ِّ طردُ في جميع َرصاصةً أو قذيفةً .وهو يَ ّ
كرسيّاً ،لم يَ ُجز ألنهما لم يُع َهدا للضرب والرمي.
عيش تعيش؟" ،ومنه قوله تعالى: ي ٍ ي" اإلستفهاميَّتان ،نحو" :ما أكرمتَ خالداً؟" و "أ َ َّ " -9ما" و أ َ ُّ
ي ُمنقلب ينقلبون}. ظلموا أ َ َّ {وسيعل ُم الذين َ
َ
ير تَس ِّْر أ ِّس ْر". س ٍ ي َ َ
ف" و "أ َّ َ
ف أقِّ ْأجلس" و "مهما ت ِّق ْ ْ تجلس
ْ شرطيّاتُ " :ما ي" ال َّ َ
" -10ما ومهما وأ ُّ
سعَيتُ المصدر ،نحو{ :فال ت َميلوا ك َّل ال َمي ِّل} و " َ ِّ ت إلى وبعض وأي الكماليّة ،مضافا ٍ ٍ -11لفظ كل
ي اجتهادٍ". بعض السعيِّ" "واجتهتدتُ أ َّ َ
()405/1
(وهذا في الحقيقة من صفة المصدر عنه ،الن التقدير" :فال تميلوا ميالً ك ّل الميل .وسعيت سعيا ً
ي اجتهاد". بعض السعي .واجتهدت اجتهادا ً أ ّ َ
ي" هذه بالكمالية ،ألنها تدل على معنى الكمال .وهي إذا وقت بعد النكرة كانت صفة لها، وسميت "أ ّ
ي رج ٍل" أي :هو كامل في صفات الرجال .وإذا وقعت بعد المعرفة كانت حاالً نحو" :خالدٌ رج ٌل أ ّ
ي رجل" .وال تستعمل إال مضافة وتطابق موصوفها في التذكير ُ منها ،نحو" :مررت بعبد هللاِّ أ ّ
والتأنيث ،تشبيها ً لها بالصفات المشتقات .وال تطابقه في غيرهما).
-12اس ُم اإلشار ِّة ُمشارا ً به إلى المصدر ،سوا ٌء أَأُتب َع بالمصدر ،نحو" :قلتُ ذلكَ القولَ" أم ال ،كأن
سناً؟" ،فتقولُ" :اجتهدتُ ذلك". يُقال" :هل اجتهدتَ اجتهادا ً ح َ
طلَق -4عام ُل ْال َم ْفعول ال ُم ْ
ف ،نحو" :أت ِّق ْن عملَك إتقاناً"،المتصر ُ
ّ ق أحد ُ ثالث ِّة عواملَ :الفع ُل التام يعم ُل في المفعو ِّل ال ُمطل ِّ
ومصدره ،نحو" :فرحتُ باجتهادك ُ والصفةُ ال ُمشتقّةُ منهُ ،نحو" :رأيتُهُ ُمسرعا إسراعا عظيما"،
ً ً ً
جهنم جحزاؤُكم جزا ًء َموفوراً". َ اجتهادا ً حسناً" ،ومنه قوله تعالىَّ :
"إن
-5أَحكا ُم المفعو ِّل المطلَق
للمفعول المطلق ثالثةُ أَحكام:
يجب نصبُه. ُ -1أنهُ
ُذكر بعدَه أو قبله، يجب أن يق َع بعدَ العامل ،إن كان للتأكيد .فإن كان للنَّوع أو العدَدِّ ،جاز أن ي َ ُ -2أنهُ
فيجب ت َقد ُمه على عامل ِّه ،كما رأيتَ في أمثلتهما التي تقدّمت .وذلكَ ُ إال إن كان استفهاما ً أو شرطاً،
صدر الكالم.
َ ألسماء الستفهام والشرط ِّ َّ
ألن
()406/1
ف عاملُهُ ،إن كان نَوعيّا ً أو عدديّاً ،لقرين ٍة دالّ ٍة عليه ،تقولُ" :ما جلستَ " ،فيقا ُل يجوز أن يُحذَ َ
ُ -3أنهُ
لستين" ،ويُقالُ" :إنك ال تعتني بعملك" ،فتقولُ" :بلى اعتنا ًء ِّ َ
في الجواب" :بَلى ُجلوسا ً طويالً ،أو َج
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ب للح َّجَ " :ح ّجا ً
من تأ َّه َ"سير الصالحينَ " ،وتقولِّ :ل ْ َ سير سرتَ ؟" ،فتقول: ي ٍ عظيماً" ،ويقال" :أ َّ
ب"
عرقو ٍ "خير َمقدَ ٍم" ،و ِّلمن يُ ِّعدُ وال يَفيَ " :مواعيدَ ُ
َ مبروراً" ،و ِّلمن قَد َِّم من سفَر" :قُدوما ً ُمباركاً" و
ضب الخيل على اللُّحْ م". من ذلك قولهم" :غ َ
حذف عامله ،على األص َح من مذاهب النحاة ،ألنه إنما جيء به ُ ُ
يجوز المصدر المؤكدَ فالُ وأ ّما
وحذف عامله يُنافي هذا الغرض. ُ للتَّقوية والتأكيد.
يحذف
ُ وما ِّجيء به من المصادر نائبا ً عن فعله (أي بدالً من ذكر فعله) ،لم ي ُجز ذركُ عامله ،بل
ورعيا*ً يحذف وجوباً ،نحو" :سيقا ً لكَ َ ُ ذكر عامله ،بل ورعياً* صبرا ً على ُ سقيا ً لكَ َ وجوباً ،نحوَ ":
صبرا ً على الشدائد* أت َوانيا ً وقد َجدَّ قُرناؤكَ ؟* حمدا ً وشكرا ً ال كفراً* عجبا ً لك* َوي ُل الظالمين* تبّا ً
للخائنينَ * َو ْي َحكَ * أنتَ صديقي حقاً" .قال الشاعر:
صبْرا ً * فَما نَ ْي ُل ال ُخلو ِّد ِّب ُم ْست َطاعِّ*
ت َ *فَصبْرا ً في مجا ِّل ْال َمو ِّ
النائب عن فعل ِّه ُ ْ -6ال َمصدَ ُر
ُذكر بَدالً من التلفظ بفعله .وهو على سبع ِّة أنواعٍ: النائب عن فعله :ما ي ُ ُ المصدر
ُ
الشر".َّ ْ ْ
مصدر يَق ُع َموق َع األمر ،نحو" :صبرا ً على األذَى في المجد" ،ونحو" :بَلها ً الشر ،وبَلهَ ٌ -1
(و "بله" :مصدر متروك الفعل ،وهو منصوب على المصدرية بفعله المهل أو بفعل من معناه تقديره:
منوناً .كما رأيت .وأكثر ما يستعمل اسم فعل أمر بمعنى "أترك" .وهو إما أن يستعمل مضافا ً أو ّ
"أترك").
سكوتا ً ال كالما*ً ً ً ً ً ً ً
مصدر يق ُع موق َع النهي ،نحو" :إجتهادا ال كسالِّ ،جدا ال ت َوانيا* َمهال ال عجلة* ُ َّ ٌ -2
ً ّ
صبرا ال َجزَ عا" .وهو ال يقع إال تابعا لمصدر يُرادُ به األمر كما رأيت. ً ً َ
()407/1
سحقا ً للَّئيم* َجدعا ً ورعياً* ت َعسا ً للخائن* بُعدا ً للظالمُ ، سقيا ً لك َالدعاء ،نحوَ " : ِّ مصدر يق ُع موق َع ٌ -3
ً َ ً
للخبيثِّ* رحمة للبائس* عذابا للكاذب* شقا ًء للمهمل* بُؤْ سا للكسالن* خَيبة للفاسق* تبّا للواشي* ً ً
نُكسا ً للمتك ِّبّر".
يظهر أنه
ُ القياس عليها .وهو ماَ ُقاس على ما َو َردَ من هذه األلفاظ .وأجاز األخفش ومن َع سيبويه أن ي َ
ُّ
الحق.
فالنصب حت ٌم واجب ،نحو" :بُعدَ ُ (وال تُستعمل هذه المصادر مضافة إال في قبيح الكالم .فان أضفتها
خبر له وان لم تُضفها فلك أن ألن المرفوع يكون حينئذ مبتدأ وال َ سحقَهُ" .وال يجوز الرفع ّ الظالم و ُ
ً
تنصبها ،ولك أن ترفعها على اإلبتداء ،نحو :عذابا له ،وعذابٌ له".
ُ
ع َّرف منها بأل فاالفضل فيه الرفع على اإلبتداء ،نحو" :الخيبة للمفسد"). والنصب أولى .وما ُ
سهُ". ووي َ وو ْي َحهَُ ، َ
صادر قد أهملت أفعلها في االستعمال ،وهي" :ويلهُ ،وويَبَهَُ ، ُ ُ عاء َم ومما يُستع َم ُل للدُّ ِّ
وهي منصوبةٌ بفعلها ال ُمه َمل ،أو بفعل من معناها.
تقاالن عند الشتم والتوبيخ .و "ويح وويس" :كلمتا رحمة تقاالن عند ِّ ("ويل وويب" :كلمتا تهديد
اإلنكار الذي ال يراد به توبيخ وال شتم؛ وإنما يراد به التنبيه على الخطأ .ثم كثرت هذه األلفاظ في
ت
االستعمال حتى صارت كالتعجب ،يقولها اإلنسان لمن يجب ولمن يبغض .ومتى أضفتها لزم ِّ
النصب ،وال يجوز فيها الرفع ،الن المرفوع يكون حينئذ مبتدأ وال خبر له .وان لم تُضفها فلك أن
ترفعها ،ولك أن تنصبها .نحو" :وي ٌل له ووي ٌح له ،وويالً له وويحا ً له" والرفع أولى).
جع ،فاألول نحو" :أ ُجرأة ً على التو ِّ
مصدر يق ُع بعدَ االستفهام موق َع التوبيخ ،أو التع ُّجب ،أو َ ٌ -4
المعاصي؟" ،والثاني كقول الشاعر:
ْ
ي بِّنَا َعش َرا*
المط ُّ
ِّ َ ض لي َغي ُْر لَ ْيلَ ٍة * فكي َ
ْف إِّذا َخبَّ َ َ شوقاً؟ َولَ َّما يَ ْم ِّ *أ َ ْ
والثالث كقول اآلخر:
إن ذا لَعَظيم* ب؟ َّ
َأي َحبي ٍ غ ْربَةً * َون َ *أ َ ِّس ْجنا ً وقتْالً واشتياقا ً و ُ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()408/1
()409/1
(و "لبيك وسعديك" :يستعمالن في إجابة الداعي ،أي" :أجابة بعد اجابة واسعادا ً بعد اسعاد" ،أي كلما
دعوتني أجبتك وأسعدتك ،وال يستعمل "سعديك" إال تابعا ً للبيك .ويجوز أن يستعمل لبيك وحده .و
"حنانيك" :معناه تحننا ً بعد تحنن .ومعنى قولهم" :سبحان هللا وحنانيه" :أسبحه وأسترحمه .و
"دواليك" معناه مداولة بعد مدالة .و "حذاريك" :معناه حذرا ً بعد حذر).
الوثاقَ ،فإ ّما َمنّا ً شدُّوا َ المصدر الواق ُع تفصيالً ل ُمج َم ٍل قبلَهُ ،وت َبيينا ً لعاقبت ِّه ونتيجت ِّه كقوله تعالى" :فَ ُ ُ -6
بعدُ ،وإ ّما فِّدا ًء" وكقول الشاعر:
َ
س ْو ِّل واأل َم ِّل* ُ
سدَةٍ * ت ُ ْخشى ،وإ َّما بُلو َ
غ ال ُّ *ألَج َهدَ َّن ،فإ َّما دَ ْر َء َم ْف َ
المجاز،
ِّ لدفع احتمال ِّ لمجرد التأكي ِّد (أيٍ :ال
َّ لمضمون الجملة قبلهُ .سوا ٌء أَجي َء ب ِّه ِّ المصدر المؤ ّكدُ
ُ -7
الدافع إرادة َ
ِّ ً ّ
ي الوفا ُء بالعهد َحقا" ،أم للتأكيد غير الحقيق ِّة) نحو" :لكَ عل َّ الكالم ال يحتم ُل َ َ بسبب َّ
أن
َ
األخوة المجازيَّة ،وقولكَ : َّ َ َّ
المجاز نحو" :هو أخي حقا" .فإن قولكَ " :هو أخي" يحتم ُل أنك أردتَ ً ّ َ
لمضمون الجمل ِّة قولهم" :ال أفعله بَتّا ً وبَتاتا ً وبَتَّةً ِّ "حقّاً ،رف َع هذا االحتمال .ومن المصدر المؤ ّك ِّد
والبَتَّةَ".
(ويجوز في همزة "البتة" القطع والوصل ،والثاني هو القياس ألنها همزة وصل .واشتقاق ذلك من
البت ،وهو القطع المستأصل ،ألن من يقول ذلك يقطع بعدم الفعل .ويُستعمل من كل أمر يمضي ال
رجعة فيه وال التواء).
يجوز ذكرهُ. ُ حذف العامل كما رأيتَ .وال ُ يجب فيه ُ فك َّل ما تقد ََّم من هذه المصادر ،النائبة عن أفعالها،
ألنهاإنما ِّجي َء بها لتكونَ بدالً من أفعالها.
()410/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
جمهور
ٌ المؤ ّكدةِّ (كما زعم
المصادر َِّ المصدر ،الذي يُؤتى ب ِّه بَدالً من التلفظ بفعله ،من ُ ليس
أن َ واعلم ْ
حذف عامله،ُ ً
مؤكدا لم يَ ُجز المصادر ،كما علمتَ .ولو كان َ
ِّ آخر من من النُّحاةِّ) ،وإنما هو ضرب ُ
بالمصدر ألجله .ولو كان فحذف العام ِّل بعدَ ذلك يُنافي ما ِّجي َء تي به ليؤ ّكدَ عاملُه وي ّ ِّ
ُقوي ِّه. ُ
ِّ ُ ألنه إنما أ َ
ذكر العام ِّل ُ
يجوز ُ العام ِّل معَهُ .ولم يَقُ ْل بذلك أحدٌ منهم ،مع إجما ِّعهم على أنه ِّ مؤكدا ً لجاز ذكر
ومصدر ِّه الم َؤك ِّد له معاً .نحو{ :يا أيُّها آمنوا صلُّوا عليه وسلموا تسليماً}. ِّ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )
ضمن العنوان ( المفعو ُل لهُ )
()411/1
()412/1
ظ ْرفا ً
س َّمى َ
وهو ال ُم َ
لبيان زمان الفعل أو مكان ِّه.
ِّ ُذكر
نتصب على تقدير "في" ،ي ُُ المفعو ُل فيه (ويُس ّمى ظرفاً) :هو اس ٌم يَ
(أما اذا لم يكن على تقدير "في" فال يكون ظرفاً ،بل يكون كسائر االسماء ،على حسب ما يطلبه
العامل .فيكون مبتدأ وخبراً ،نحو" :يومنا يو ٌم سعيد" ،وفاعالً ،نحو" :جاء يو ُم الجمعة" ،ومفعوالً به،
أيام شبابك" .ويكون غير ذلك ،وسيأتي بيانه. نحو" :ال تضيع َ
ً
والظرف ،في االصل ،ما كان وعاء لشيء .وتسمى االواني ظروفان النها أوعية لما يجعل فيها،
ألن االفعال تحصل فيها ،فصارت كاالوعية لها). وسميت االزممنة واالمكنة "ظروفاً"ّ .
وظرف مكان. ُ ان،
ظرف زم ٍ ُ قسمان:
ِّ وهو
الحدث نحو" :سافرتُ ليالً".
ُ ت وق َع فيه فظرف الزمان :ما يَ ْد ُّل على وق ٍ ُ
الحدث ،نحو" :وقفتُ تحتَ َعلَ ِّم العلم".
ُ مكان وق َع فيهٍ على ُّ
ل يد ما المكان: وظرف
ُ
()414/1
والمختص أيضاً)، ُّ والظرف ،سوا ٌء أكانَ زمانيا ً أم مكانياً ،إما ُمب َه ٌم أو محودٌ (ويقال للمحدود :ال ُم َوقَتُ ُ
غير ُمتصرفٍ . ُ أو فوإما ُم ّ ٌ
تصر
َ
مباحث: وفي هذا الباب ثمانيةُ
ْ
رف ال َمحْ دُود َّ
رف ال ُم ْب َه ُم والظ ُ الظ ُ َّ -1
وحين ووق ٍ
ت ٍ الزمان :ما د َّل على قَد ٍْر من الزمان غير ُمعي ٍَّن ،نحو" :أب ٍد وأم ٍد ِّ ظروف
ِّ ال ُمب َهه ُم من
وزمان". ٍ
ويوم
ٍ ت ُمقد ٍَّر ُمعَي ٍَّن محدودٍ ،نحو" :ساع ٍة المختص) :ما د َّل على وق ٍ ُّ َّ
والمحدودُ منها (أو ال ُموقتُ أو
وعام". وشهر وسن ٍة ُ
ٍ ٍ وليل ٍة وأسبوعٍ
ضيف من الظروف ال ُمب َهم ِّة إلى ما يزي ُل إبها َمهُ َ ومنه أسما ُء الشهور والفُصو ِّل وأيام األسبوع وما أ ُ
ت الصيف. الربي ِّع ووق ِّ كزمان َّ ِّ شيو َعهُ: و ُ
بالحس الظاهر، ِّ ّ غير ُمعي ٍَّن (أي :ليس له صورة ٌ َ
تدركُ مكان ٍِّ وال ُمبه ُم من ظروف المكان :ما د َّل على
مين ،ويَسار َلف) ويَ ٌ ُ
وهي" :أما ٌم (ومثلها قُدَّا ٌم) وورا ٌء (ومثلها خ ٌ َ ت الستَّ ، وال ُحدودٌ لصورةٍ) كالجها ِّ
وكيلومتر،
ٍ رسخ وبَري ٍد وقَصب ٍة ٍ كمي ٍل وفَ وكأسماء المقادير المكانيّةِّ : ِّ (ومثلُها شمال) وفَوق وتحت"،
ومكان وناحيةٍ ،ونح ِّوها. ٍ ب
ونحوها ،وكجان ٍ
ب وجه ٍة وناحيةٍ .ومنه ما الست ،وجان ٍْ ت ً
المكان والمساف ِّة معا :كالجها ِّ ِّ ومن ال ُمب َه ِّم ما يكونُ ُم َ
بهم
ٌ
كأسماء المقادير ،فهي شبيهة بال ُمبهم من جه ِّة أنها ليست أشيا َء ِّ المكان ُمعينَ المساف ِّة: ِّ يكونُ ُم َ
بهم
ُمعيَّنةً في الواقع ،ومحدودة من حيث أنها ُمعيّنة المقدار.
ُ ُ ٌ
(فمكان الجهات الست غير معين لعدم لزومها بقعة بخصوصها ،النها أمور اعتبارية أي :باعتبار
الكائن في المكان ،فقد يكون خلفك أماما ً لغيرك؛ وقد تتحول فينعكس االمر .وهكذا مقدارها ،أي
مسافتها ليس له أمد معلوم .فخلفك مثالً اسم لما وراء ظهرك الى ما ال نهاية .أما أسما ُء المقادير فهي،
وان كانت معلومة المسافة والمقدار .ال تلزم بقعة بعينها ،فابهامها من جهة أنها ال تختص بمكان
معين).
()415/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
مكان معي ٍَّن ،أي :له صورة محدودةٌ ،محصورةٌٍ :
كدار ٍ والمختص منها (أو المحدود ُ) :ما د َّل على
واألنهار والبحار.
ِّ ب ومسج ٍد وبلدٍ .ومنهُ أسما ُء البال ِّد والقُ َرى والجبال ومدرس ٍة ومكت ٍ
ف رف َغي ُْر ال ُمت َ َ
ص ِّ ّر ِّ والظ َُّ ف َصر ُ ف ال ُمت ِّ ّ الظ ْر َُّ -2
وغير ظرفٍ .فهو يُفارق الظرفيّة إلى حال ٍة ال تُشب ُهها :كأن َ المتصرف :ما يُستعم ُل ظرفا ً ُ رفالظ ُ ّ
ويوم وسن ٍة وليل" ،ونحوها. ٍ "شهر
ٍ نحو ذلك ،نحو: يُستعم َل مبتدأ أو خبرا ً أو فاعالً أو مفعوالً به ،أو َ
شر شهراً. ع َ ُ
غير ظرف" :السنة اثنا َ فمثالُها ظرفاً" :سرتُ يوما ً أو شهرا ً أو سنةً أو ليالً" .ومثالها َ
ُ ِّ
َ
قدومكَ .وانتظرتُ ساعة لقائك .ويو ُم الجمعة يو ٌم ِّ وسرني يو ُم َّ ً
لشهر ثالثون يوما واللي ُل طويل. وا ُ
ُمباركٌ ".
نوعان:
ِّ تصرف
ِّ غير ال ُموالظرف ُ ُ
ضْ ُ وعو ط َ ق" نحو: ،ً ا منصوب ً ا ظرف إال ُ
ل م
َ ُستع ي فال ،ً ا ابد ة
ّ ِّ ي الظرف على النصب
َ م
ُ ُالز ي ما ُ:
ل األو النّو ُ
ع
ب من الظروف :كصبا َح مسا َء ولي َل باح وذاتَ ليل ِّة" .ومنه ما ُر ِّ ّك َ ص ٍ وبَينا وبينما وإذا وأَيَّانَ وأنّى وذا َ
ليلَ.
الجر بمن أو إلى أو حتى أو ُمذ أو ُمنذُ ،نحو" :قَبل النصب على الظرفيّة أو ِّ ّ َ النوع الثاني :ما يَلزَ ُم
وبَعدَ وفوق وتحت ولدَى َولد ُْن وعندَ ومتى وأينَ وهُنا وث َ َّم وحيث واآلن".
جر "قبل وبعد" بمن ،من حروف الجر .وتُجر "فوق وتحت" بمن والى .وتجر "لدى ولدن وعند" (وت ُ ّ
بمن .وتجر "متى" بالى وحتى .وتجر "أين وهنا وثم وحيث" بمن والى .وقد تجر "حيث" بفي أيضاً.
وتجر "اآلن" بمن والى ومذ ومنذ .وسيأتي شرح ذلك).
ف
الظ ْر ِّب َّ ص ُ - 3نَ ْ
الزماني ُمطلقاً ،سوا ٌء أكانَ ُمب َهما ً أم محدوداً ،أيُ ( :مختصاً) ،نحو" :سرتُ حيناً، رف َّ ُ ّ
الظ ب
ص ُ يُن َ
وسافرتُ ليلةً" ،على شرط أن يَتضمنَ معنى (في).
(فان لم يتضمن معناها ،نحو" :جا َء يو ُم الخميس .ويو ُم الجمعة يو ٌم مبارك .واحترم ليلةَ القدر"،
وجب أن تكون على حسب العوامل).
()416/1
شيئان:
ِّ ب من ظروف المكان إال ص ُوال يُن َ
المنبر" ،والثاني أمام ِّ
َ -1ما كان منها ُمب َهماً ،أو ِّشب َههُُ ،مت َض ّمنا ً معنى (في) ،فاألول نحو" :وقفتُ
نحو" :سرتُ فرسخاً".
ألف متر" .وجب أن يكون على حسب والكيلومتر ُ
ُ (فإن لم يتضمن معناها نحو" :الميل ثلث الفرسخ،
العوامل).
ّ
صب بفعل ِّه ال ُمشتق منهُ ،نحو: شرط أن يُن َ
ِّ ً َ ً
-2ما كان منها ُمشتقا ،سوا ٌء أكان ُمبهما أم محدودا ،على ً ّ
مذهب ذَ ِّوي العق ِّل".
َ مجلس أَهل الفضل .وذهبتُ َ "جلستُ
وجب َج ُّرهُ نحو" :أَقمتُ في مجلسك .وسرتُ في مذهبكَ . َ غير ما اشت ُ َّق منهُ عاملُهُ فإن كان من ِّ
ي ال يقاس ط الث ُّ َريّا" ،فسما ِّع ٌّ
األمر ُمنا َ
ُ ب .وهذاوفالن َمز َج َر الكل ِّ ٌ وأ َ ّما قولُهم" :هو مني َمقعَدَ القابل ِّة.
عليه.
ط الثريا" .فمقعد ومزجر ومناط :منصوبات ومزجر الكلب ومنا َ َ "مستقر مقعد القابلة
َّ (والتقدير:
ً ّ َّ
اشتقاقهن شاذا). نصبهن بعامل من غير مادّة ّ بمستقر ،وهن غير مشتقات منه ،فكان
ق ،لم ي ُجز نصبُه ،بل يجب َج ُّرهُ بِّ ِّفي ،نحو" :جلستُ غير ُمشت ٍ وما كان من ظروف المكان محدوداًَ ،
الدار .وأَقمتُ في البلد .وصلَّيتُ في المسجد" .إالَّ إذا وق َع بعدَ "دخ َل ونَزَ َل وسكنَ " أَو ما ي ُّ
ُشتق في ِّ
الشام".
َ َ َ
منها ،فيجوز نصبُهُ ،نحو" :دخلتُ المدينة .ونزَ لتُ البلدَ .وسكنتُ ُ
(وبعض النحاة ينصب مثل هذا على الظرفية والمحققون ينصبونه على التوسع ،في الكالم باسقاط
الخافض ،ال على الظرفية ،فهو منتصب انتصاب المفعول به على السعة ،باجراء الفعل الالزم
غير المشتقة يُنصب بكل فعل ،ومثل هذا ال الن ما يجوز نصبه من الظروف ُ ُمجرى المتعدي .وذلك ّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الدار ،وال صليتُ المسجدَ ،وال أقمتُ البلدَ" كما يقال:
َ ينصب اال بعوامل خاصة ،فال يقال" :نمت
"نمت عندك .وصليت أمام المنبر .وأقمتُ يمينَ الصف").
-4ناصب َّ
الظ ْرف (أي العام ُل فيه)
()417/1
ظاهر،
ٌ ث الواقع فيه من فع ٍل أو ِّشبه ِّه .وهو إ ّما هو الحدَ ُ النصب)َ : َ رف (أي العام ُل فيه الظ ِّ ناصب َّ ُ
يوم السبتِّ" .وإ ّما ٌ َ مسافر ٌ د وخال لديك. واقفٌ وأنا .الخميس
ِّ يوم
َ متُ ص
ُ و .رَ ِّ ب نالم
ِّ أمام "جلستُ نحو:
"ساعتين" ،لمن قال لك: ِّ "فرسخين" ،جوابا ً لمن قال لكَ " :كم سرتَ ؟" ،ونحو: ِّ ُمقد ٌَّر جوازاً ،نحو:
كائن عندَك". ٌ "كم مشيتَ ؟" .وإ ّما ُمقد ٌَّر وجوباً ،نحو" :أنا عندَك" .والت َّ ُ
قدير" :أنا
الظرف ُ -5متَعَلَّق َّ
حرف الجر إلى ْ صب من الظروف يحتا ُج إلى ما يتعلّ ُق ب ِّه ،من فع ٍل أو ِّشبهه ،كما يحتا ُج ك ُّل ما نُ َ
ً
مذكور ،نحو" :غبتُ شهرا .وجلستُ تحت الشجرة" .وإ ّما محذوف جوازا أو ً ٌ ذلك .و ُمتعلَّقُهُ إ ّما
وجوباً.
العلماء" ،في جواب من قال :أينَ ِّ إن كان كونا ً خاضاً ،ود َّل عليه دليلٌ ،نحو" :عندَ ف جوازاًْ ، فيُحذَ ُ
أجلس؟". ُ
ث مسائلٌ: ف وجوبا ً في ثال ِّ َ
ويُحذ ُ
َّ
-1أن يكون كونا ً ع ّما ً يَصلُ ُح ألن يُرادَ به ك ُّل َحدَثٍ :كموجو ٍد وكائن وحاصل .ويكونُ المتعلق المقد َُّر
أقدام األمهاتِّ" وإ ّما صفةً ،نحو" :مررتُ الغصن .والجنةُ تحت ِّ ِّ "العصفور فوقَُ إ ّما خبراً ،نحو:
صلة للموصو ِّل ،نحو: ً ب" .وإ ّما ِّ ً
برجل عندَ المدرس ِّة" .وإ ّما حاال ،نحو" :رأيتُ الهال َل بين السحا ِّ
صل ويَحصلُ ،وكان ً
يجب أن يُقد ََّر فعال ،كح َ ُ أن ُمتعلّق الصل ِّة غير َّ الخبر اليقينُ"َ . ُ ض َر َم ْن عندَهُ " َح َ
ب كونِّها جملةً. وو ِّجد ويُو َجدُ ،لوجو ِّ ويكونُ ،
المتأخر بالعمل في ضميره، ُ الظرف منصوبا على االشتغال ،بأن يشتغ َل عنهُ العام ُل ً ُ -2أن يكونَ
صمتُ فيه .ووقت الفجر سافرتُ فيه". ُ الخميس نحو" :يوم
(فيوم ووفت :منصوبان على الظرفية بفعل محذوف ،الشتغال الفعل المذكور عن العمل فيهما بالعمل
في ضميرهما .والفعل المحذوف مقدَّر من لفظ الفعل المذكور غير أنه يجوز التصريح به؛ كما علمت
في باب االشتغال).
()418/1
ذكرهُ ،كقولهم" :حينئ ٍذ اآلنَ " ،أي" :كان ذلك حينئذٍ، ُ
يجوز ُ -3أن يكون المتعلَّ ُق مسموعا ً بالحذف ،فال
فاسمع اآلنَ ".ِّ
سمع هكذا محذوفاً .وهذا كالم يقال لمن (فحينئذ واآلن :منصوب كل منهما بفعل محذوف وجوباً؛ ألنه ُ
تقادم زمانه لينصرف عنه الى ما يعنيه اآلن). َ ذكر أمرا ً قد
فالظ ْر ِّ نائب َّ ُ -6
ب على أنهُ َمفعو ٌل في ِّه -أحد ست ِّة أشيا َء:ص ُ
رف -فيُن َ ّ
ينوب عن الظ ِّ ُ
َ َّ
النهار ،أو كل الف ْرسخِّ ،أو
ِّ َّ
كل "مشيتُ ُ َّ
الظرف ،م ّما دَل على كليّ ٍة أو بعضيّة ،نحو: ِّ ضاف إلى ُ -1ال ُم
ضهما ،أو نصفَ ُهما ،أو ُربعَ ُهما". َ َع ب أو ما، ه
ّ ُ ت معا أو ما ه
جميعَ ُ
ي الدار". صفتُهُ ،نحو" :وقفتُ طويالً من الوقت وجلستُ شرق َّ ِّ -2
اليوم مشيا ً ُمت ِّعباً .وانتبذت تلكَ الناحية".
َ -3اسم اإلشارة ،نحو" :مشيتُ هذا
المضاف إليه ،نحو" :سافرتُ ثالثين يوماً .وسرتُ أربعين فرسخاً. ُ بالظرف ،أو
ِّ -4العدَدُ الم َمي ُّز
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الدار ستةَ أيام ،وسرت ثالثة فراسخَ". َ ولزمتُ
رف
ُ ّ
الظ ف ُ َ ذ ُح ي ف مصدر، إلى ً ا مضاف الظرف يكون بأن وذلك ،رف
ِّ ّ
الظ المتضمنُ المصدر
ُ -5
الشمس".وأكثر ما
ُ المصدر (وهو المضاف ِّإليه) َمقا َمهُ ،نحو" :سافرتُ وقتَ طلوعِّ ُ المضاف ،ويقوم
ب.
الرك ِّ قدوم َّ
َ يُفع ُل ذلك بظروف الزمان ،بشرط أن تُعيَّن وقتا ً أو مقداراً .فما يُعيّن وقتا ً مثل" :قَدِّمتُ
صفحتين ،أو
ِّ العصر" ،وما يُعيّنُ مقدارا ً مثل" :انتظرتُكَ كتابةَ ِّ جم .وجئتكَ صالة َ وكان ذلك ُخفُوقَ النّ ِّ
ركعتين من الصالة.ِّ المطر
ُ ورجو َعكَ منها .ونَزَ َل داركَ ُ ث صفحاتٍ .ونمتُ ذهابَكَ إلى ِّ قرا َءة َ ثال ِّ
المسافر".
ِّ َ وأقمت في البلد راحة
نحو المسجدِّ".وقد يكون ذلك في ظروف المكان ،نحو" :جلستُ قربَكَ .وذهبتُ َ
الزمان ،على تضمينها معنى (في) ،نحو: ِّ ظروف
ِّ نصب
َ ألفاظ مسموعةٌ توسعُوا فيها ،فنصبوها ٌ -6
"أحقّا ً أنك ذاهبٌ ؟" .واألصل "أفي َح ّق؟" .وقد نُ ِّطقَ بفي في قوله:
()419/1
َواك َوال خ َْم ُر* ق أَني ُم ْغ َر ٌم بِّ ِّك هائِّ ٌم * وأَنَّ ِّك ال َخ ٌّل ه ِّ *أَفي ْال َح ّ ِّ
ظ ّن مني أنكَ قاد ٌم". حق .وج َهدَ رأيي أنكَ ُمصيبٌ .و َ "غير شَك اني على ّ ٍ َ ونحو:
فائدة
صمتُ فيه"، لخميس ُِّ "يوم اَ يجب جرهُ بفي نحو ُ ب على الظرفيّة ،بل ص ُ رف ال يُن َ الظ ِّ ضمير ّ َ اعل ُم َّ
أن
الجار على أنهُ مفعو ٌل به ِّ ّ صمتُهُ" ،إال إذا لم تض ّمنهُ معنى (في) ،فلكَ أن تنصبه بإسقاط وال يُقالُُ " :
سليما ً وعامراً". ش ِّهدناهُ ُ "ويوم َ
ٍ صمتُهُ" ،ومنه قول الشاعر: الخميس ُِّ سعاً ،نحو" :إذ جا َء يو ُم ت ََو ُّ
(فقد جعل الضمير في "شهدناه" مفعوال به على التوسع باسقاط حرف الجر .واألصل "ويوم شهدنا ً
فيه عامرا ً وسليماً").
رف ْال َم ْبنِّي والظ ُ َّ رف ال ُم ْع َرب الظ ُ َّ -7
عربةٌ ُمتغيرة ُ اآلخر ،إال ألفاظا ً محصورةً ،منها ما هو للزمان ،ومنها ما هو للمكان، الظروف كلها ُم َ ُ
ومنها ما يُستع َم ُل لهما.
ض وبَيناع ْو ُطو َوأمس واآلن و ُمذ و ُمنذُ وقَ ُّ ِّ بالزمان :إذا ومتى وأيانَ وإ ْذ ِّ صةُروف المبنيّةُ المخت َّ ُ فال ُ
ظ
وكيف وكيفما ول َّما". َ وريْثما ْث َ وري ُ وبَينما َ
يوم".
ويوم َ
َ نهار، ونهار َ
َ "زرنا صبَا َح مسا َءَ ،وليل لَيلَ، ب من ظروف الزمان ،نحوُ : ومنها ما ُر ِّ ّك َ
نهار ،وك ّل ٍ
يوم. صباح ،وك َّل مساءٍ ،وك َّل ٍ ٍ والمعنى :ك َّل
َ
"حيث وهُنا وث َّم وأينَ ". ُ بالمكان هي:
ِّ ُ
والظروف المبنيّة المختصة ُ
ت الستّ . أسماء الجها ِّ
ِّ ً
ومنها ما قط َع عن اإلضاف ِّة لفظا من ُ
ْ َ
والمكان هي" :أنى َولدَى ولدُن" .ومنها "قب ُل وبعدُ" ،فيّ ِّ الزمان
ِّ والظروف المبنيّةُ المشتركةُ بينَ
بعض األحوال.
وسيأتي شر ُح ذلكَ كلّه.
حكامهايان أ َ ِّ وف ْال َم ْبنِّيَّ ِّة وبَ ٌ الظ ُر ِّ -8ش َْرح ُّ
()420/1
()421/1
()422/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ُبنيان في بعض األحوال وذلك إذا قطعا عن اإلضافة ب أو مجروران بمن .وي ِّ وهما ُم ْع َربان بالنّص ِّ
األمر من قب ُل ومن
ُ المضاف إليه في النية والتّقدير -كقوله تعالىِّ :
هلل ُ بحيث يَبقى ُ لفظا ً ال معنًى -
ُ
بحيث ال بعدُ" ،أي :من قَب ِّل الغلَب ِّة ومن بعدها" .فإن قُ ِّطعا عن اإلضافة لفظا ً ومعنًى لقص ِّد التّنكير -
عربين ،نحو" :فعلتُ ذلكَ قبالً ،أو بعداً" ،ت َعني زمانا ً ظ في الذهن -كانا ُم َ المضاف إليه وال يُال َح ُُ ي َُنوى
سابقا ً أو الحقاً ،ومنه قول الشاعر:
ْ
بالماء الفُ َراتِّ*
ِّ َص َ
راب ،و ُك ْنتُ قَ ْبالً * أكادُ أغ ُّ ش ُ ي ال َّ غ ِّل َ *فَسا َ
(واليك توضيح هذا البحث:
اذا أردت قبليّةً أو بعديةً معينتين ،عينتَ ذلك باإلضافة ،نحو" :جئت قبل الشمس أو بعدها" ،أو بحذف
المضاف إليه وبناء "قبل وبع" على الضم ،نحو" :جئتك قب ُل أو بعدُ ،أو من قب ُل أو من بعدُ" ،تعني
بذلك :قبل شيء معين أو بعده .فالظرف هنا ،وان قُطع عن اإلضافة لفظاً ،لم يُقطع عنها معنى ،ألنه
في نية اإلضافة.
وان أردت قبليَّة أو بعديه غير معينتين ،قلت" :جئتك قبالً ،أو بعداً ،أو من قب ٍل أو من بعدِّ" .بقطعهما
عن اإلضافة لفظا ً ومعنى وتنوينهما ،قصدا ً الى معنى التنكير واإلبهام).
ّان على السكون. ظرفان للمكان والزمان ،بمعنى" :عن"َ ،مبني ِّ ِّ -8لَدَى ولَد ُْن:
ب َمحال على الظرفيّةًّ ً َ َّ
جر بمن ،نحو" :وعلمناهُ من لدُنّا علما .وقد تُن َ
ص ُ َ
والغالب في "لد ُْن" أن ت ُ َّ ُ
ْ َ ُ َ
الشمس" ،أو المكانيّة ،نحو" :جلستُ لدُنك". ِّ الزمانية ،نحو" :سافرتُ لد ُْن طلوعِّ
َّ
تترك هذه النونُ ،على قِّلةٍ ،نحو: وإذا أُضيفت إلى ياء المتكلم لَزمتها نونُ الوقاية ،نحو" :لدُنِّي" .وقد َ
ّ َ
"لَ ْدنِّي".
الشمس إلى أن
ُ َضاف إلى المفرد ،كما رأيتَ ،وإلى الجملة ،نحو" :انتظرتُك من لَد ُْن طلعت ُ وهي ت
َربت". غ ْ
()423/1
غد َْوة" جاز جرها باإلضافة إلى "لَد ُْن" .وجاز نصبُها على غد َْوةٌ" نحو :جئتُك لَدُن ُ وإن وقعت بعدَها " ُ
غدوةً" وجاز رفعُها والتقدير" :لَد ُْن كان الوقتُ ُ
ُ خبر لكان ال ُمقدَّرة م َع اسمها. التَّمييز ،أو على أنها ٌ
دت" .فكان هنا تا ّمة. والتقدير" :لَد ُْن كانت غدوةٌ" أيُ :
"و ِّج ْ ُ على أنها فاع ٌل لفعل محذوف.
ُ
صب محالً على الظرفيّة الزمانيّة ،نحو" :جئتُ لَدَى طلوعِّ الشمس" ،أو والغالب على "لَدَى" النّ ُ ُ
ضرتُ من لَدَى األستاذ". جر بمن ،نحوَ " :ح َ الكانيّة ،نحو" :جلست لَديكَ " .وقد ت ُ ُّ
َ
بخالف "لدَى" فتق ُع ،نحو" :ولدَينا َمزيدٌ". َ ِّ وال تق ُع "لَد ُْن" عمدة ً في الكالم ،فال يُقالُ" :لدُنهُ ِّعلم"،
تدبير".ٍ عمدة ،نحو" :عندَك ُحسنُ وكذلك "عند" تق ُع ُ
ً
ي كتابٌ ناف ُع" ،إال إذا كان حاضرا .أ ّما "عند" وال تكون "لَدى َولدُن" إال للحاضر .فال يُقال" :لد َّ ْ
فتكون للحاضر والغائب.
وكثير
ٌ ِّ".
ه عند إلى "ذهبتُ ُقال: ي أن الخطأ فمن "من"، غير
ّ ِّ جر بحرف د" جر "لَدَى ولَد ُْن وعن وال ت ُ ُّ
والصواب أن يقال" :ذهبتُ إليه ،أو إلى حضرت ِّه". ُ من الناس يُخطئُون في ذلك.
الضمير ِّبلَدَى انقلبت ألفها يا ًء ،نحو" :لَدَيه ولديهم ولدينا". ُ وإذا اتص َل
ظرف للزمان ،مبني على السكون. ٌ َ -9متى:
ً
استفهام ،منصوبا محال على الظرفيّة ،نحو" :متى جئتَ ؟" ،ومجرورا بإلى أو حتى، ً ً ٍ اسم
وهو يكون َ
ّ
نحو" :إلى متى يرت َ ُع الغاوي في غيَّه؟ و َحتى متى يبقى الضّال في ضالل ِّه؟".
تبلغ أملَكَ ".
تقن عملَكَ ْ اسم شرطٍ ،نحو" :متى ت ُ ْ ويكونُ َ
النصب على الظرفية ،فال تُستعم ُل مجرورةٌ. َ ت َ
ومتى تض ّمنت "متى" معنى الشرط ل ِّزم ِّ
ي على الفتح. للمكان ،مبن ٌّ
ِّ ظرف
ٌ -10أينَ :
()424/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
استفهام ،منصوبا ً على الظرفيّة ،فَيُسأل به عن المكان الذي ح َّل فيه الشي ُء ،نحو: ٍ وهو يكونُ َ
اسم
َ
الشيء ،نحو" :من أينَ ِّجئتَ ؟"، ِّ روز
مكان بُ ِّ
ِّ ً
"أينَ خالدٌ؟ وأينَ كنتَ ؟" .ومجرورا بمن ،فيُسأ ُل به عن
تذهب؟".ُ الشيء .نحو" :إلى أينَ ِّ ومجرورا ً بإلى ،فيُسأ ُل به عن مكان انتهاءٍ
أجلس" وكثيرا ً ما تلحقُهُ ْ َجلس
النصب على الظرفيّة ،نحو" :أينَ ت ْ َ اسم شرطٍ .وحينئ ٍذ يَلزَ ُم ويكونُ َ
در ُك ُك ُم الموتُ ". "ما" الزائدة ُ للتّوكيد ،نحو" :أينما تكونوا يُ ِّ
-11هنا وث َ َّم :اسما إشارةٍ للمكان .ف ُهنا :يُشار به إلى المكان القريب وث َ َّم :يُشار به إلى البعيد .واألول
ي على الفتح .وقد تلحقُهُ التا ُء لتأنيث الكلمة ،نحو" :ث َ َّمةَ" .و َموضعُها واآلخر مبن ّ ُ مبني على السكون.
ُجران بمن وبإلى. النصب على الظرفية .وقد ي َّ ُ
يجلس أه ُل الفض ِّل" ،ومنهم من ُ ُ
حيث سي على الض ِّ ّم ،نحو" :إج ِّل ْ ظرف للمكان ،مبن ٌّ ٌ ُ
حيث: -12
ث". يقولَ " ،ح ْو ُ
ّ
واألكثر إضافتها إلى الجملة الفعليّة ،كما ُم ِّثلَ .ومن إضافتها إلى ُ ُ َ
وهي مالزمة اإلضافة إلى الجملة. ٌ
جالس" .وال تضاف إلى المفردِّ .فإن جا َء بعدَها مفردٌ ُرف َع على ُ ٌ حيث خالدٌ ُ س
االسمي ِّة أن تقولَ :إج ِّل ْ
ٌ
"إجلس حيث خالدٌ" ،أي" :حيث خالد جالس". ُ ْ خبرهُ محذوف ،نحو: أنهُ مبتدأ ُ
بالباء أو
ِّ ها جر
ُّ ذلك من ُّ
ل وأق ". كنتَ ُ
حيث إلى أتيتَ ُ
حيث من ع "إرج
ِّ ُ نحو: إلى، أو بمن وقد ت ُ ُّ
جر
بفي.
اسم شرطٍ ،نحو" :حيثُما تذهبْ أذهبْ ". وإذا لحقتها "ما" الزائدة كانت َ
الجر
َّ حروف
ِّ زمان للوقت الذي أنت في ِّه ،مبني على الفتح .ويجوز أن يدخلهُ من ٍ ظرف
ُ -13اآلن:
الجر.
موضع ِّ ّ هن على الفتح .ويكون في ً ُ
"من وإلى وحتى و ُمذ و ُمنذ" ،مبنيا َمعَ َّْ
ِّ
()425/1
أمس :له حالتان :إحداهما أن تكون معرفةً ،فتُبنى على الكسر ،وقد تُبنى على الفتح نادراً .ويُرادُ ِّ -14
أمس" .وتكونُ في موضع نصب على الظرفيّة بها اليو ُم الذي قب َل يومكَ الذي أنت فيه ،نحو" :جئتُ ِّ
الزمانية.
غيرهما. ً ً ُ ْ
فتجر بمن أو ُمذ أو منذ .وتكونُ فاعال أو مفعوال به أو َ ُّ وقد تخر ُج عن النصب على الظرفية،
وال تخر ُج في ذلك كل ِّه عن بنائها على الكس قال الشاعر:
ْوم أَعل ُم ما يَ ِّجي ُء ب ِّه * َو َمضى ِّبفَص ِّل قَضائ ِّه أ َ ْم ِّس* *أَلَي َ
ينصرف وعليه قولهُ: ُ إعراب ما ال
َ ومن العرب من يُعربها
سعا ِّلي خ َْمساً* سا * َعجائِّزا ً ِّمثْ َل ال َّ *إني َرأَيتُ َع َجبا ً ُم ْذ أ َ ْم َ
وقول اآلخر:
س* َ
ض َّمنَ أ ْم ُ َناس الذي ت َ َ َّ أس * َوت َ جاء ِّإ ْن َع َّن يَ ُبالر ِّ َص ْم َّ *إعت ِّ
أن "س َح َر" معدو ٌل عن ٌ
صرف هو للتعريف والعَدْل ،ألنها معدولة عن األمس .كما َّ ومنعُها من ال ّ
س َحر .كما سبقَ في إعراب ما ال ينصرف. ال َّ
ب باإلجماع ،وال يُرادُ بها حينئ ٍذ أمس بعين ِّه ،وإنما يُرادُ بها عر ُ ُ
والحالة الثانية أن تدخ َل عليها (أل) ،فت َ ُ ُ
ف "أمس". َصر َ
ف من حيث موقعُها في اإلعراب ت ُّ ُ تتصر ُ ّ يو ٌم من األيام التي قبل يومك .وهي
"فوق" ،نحو "هو دونَه" ،أي :أ ُّح منه رتبةً ،أو منزلةً ،أو ُ ْ نقيض ظرف للمكان .وهو ٌ -15دُون:
مكان ُمنخفض عن مكانه .وتقولُ" :هذا دُونَ ذاك" ،أي: ٍ مكاناً .وتقولُ" :قعدَ حالدٌ دونَ سعيدٍ" أي :في
هو ُمتسفّ ٌل عنه.
ف"، ص ّ ِّ ْ
ويأتي بمعنى "أمام" نحو" :الشيء دونَك" ،أي" :أما َمكَ " وبمعنى "ورا" ،نحو" :قعدَ دُونَ ال َّ
أي :ورا َءه .وهو منصوبٌ على الظرفي ِّة المكانيّة ،كما رأيتَ .
حقير .وهو ٌ خسيس
ٌ ُون" أي:خسيس" فال يكون ظرفاً ،نحو" :هذا شي ٌء د ٌ ٍ "رديء َو
ِّ وقد يأتي بمعنى
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
كالم
أكثر ِّ
دون" .هذا ُ ب .وتقولُ" :هذا رج ٌل من د ٍ
ُون .وهذا شي ٌء من ِّ ف بوجو ِّه اإلعرا ِّ
يتصر ُ
َّ حينئ ٍذ
حذف "من" ،كما تقد ََّم وتُجعَ ُل "دون" هي النّعت. ُ ويجوز العرب،
()426/1
عربٌ .لكنَّه يُبنى في بعض األحوال ،وذلكَ إذا قطع عن اإلضاف ِّة لفظا ً ومعنى ،نحو" :جلستُ وهو ُم َ
بالبناء على الضم .ويكونُ في موضع نصب. ِّ دونُ "،
ريث َريْثاً" ،إذا أبطأ ،ث ُ َّم ضُمنَ "راث يَ ُ َ ظرف للزمان منقول عن المصدر .وهو مصدر ٌ ْث: َ -16ري َ
يث أجي ُء" ،أي :قد َْر صلَّى .وانتظرني َر َ يث َالمقدار منه ،نحو" :انتظرتُه َر َ ُ معنى الزمان .ويُرادُ به
وقدر مدة مجيئي. َ ُمدَّةِّ صالت ِّه،
جردا ً عنهما فاألول نحو" :انتظرني َريثما أن المصدريتين ،أو ُم َّ وال يَلي ِّه إال الفعلُُ ،مصدَّرا ً بما أو ْ
ؤول بِّهما والثاني تقدّم مثاله. صلّى" ،فيكون حينئذ مضافا إلى المصدر ال ُم ّ
ً يث أن َ ض ُر .وانتظرتُهُ َر َ أح ُ
ُ ً
"ريْث" إلى الجملة .وكان مبنيّا على الفتح ،إن أضيف إلى جمل ٍة ضيف ََ ُ صدّر الفع ُل بهما ،أ وإذا لم يُ َ
صدرها ُمعربٌ ،كقول ُ عربا ،إن أضيف إلى جمل ٍة ُ ً َّ
قف َريث صلينا" ،و ُم َ "و َ ي ،نحوَ : درها مبن ٌّ ص ُ َ
الشاعر:
مرِّ ،س َوى ْالفَحْ شاء ،يأْت َِّم ُر* ٍ َ أ َّ
ل ك و
َ * ُ ه ب ك
َْ ُ ري َ
ْث ير َ َّ الإ ر ً
*ال يَص ُ ُ ْ ُ
م األ ب ع
عرب. ألن المضارع هنا ُم َ َّ
جردا ً عنهما .كما ت َقدم. أن .وقد يُستعمل ُم ّ صدَّر بما أو ْ يث) قبل فع ٍل ُم َ (ر َ وأكثر ما يُستعم ُل َ ُ
حديث" :فلم يَلبَ ْ
ث ُ ويكثر وقوعه ُمستثنًى بعد نفي ،نحو" :ما قعدَ عندنا إال ريثما تُقرأ الفاتحة" .ومنهُ
إال َريثما قلتُ ".
لمكان االجتماع ولزمان ِّه ،فاألول نحو" :أنا معكَ " ،والثاني نحو" :جئتُ م َع ِّ ظرف
ٌ -17م َع:
وربيعة) ،فيكون في مح ِّّل ْ ُ
عرب منصوب وقد يُبنى على السكون( .وذلك في لغة غن ٍم َ العصر" .وهو ُم َ
الساكنين ،نحو" :جئتُ ِّ
مع ِّ التقاء
ِّ ً
ُح ِّ ّركَ بالكسر ،على هذه اللغة ،ت َخلصا من ساكنُ ب .وإذا َو ِّليَهُ نص ٍ
القوم".
ِّ
()427/1
ُفردُ عن اإلضافة ،فاألكثر حينئ ٍذ أن يق َع حاالً ،نحو" :جئنا وأكثر ما يُستعم ُل مضافاً ،كما رأيتَ .وقد ي َ ُ
مجتمعين .وقد يق ُع في موضع الخبر ،نحو" :سعيدٌ وخالدٌ معاً" ،فيكونُ ظرفا ً ِّ أو ،ً اميع ج أي: معاً"
متعلقا ً بالخبر.
ُ
والفرق بين "مع" ،إذا أفردت ،وبينَ "جميعاً" أنكَ إذا قلتَ " :جا ُءوا معاً" ،كان الوقتُ واحداً .وإذا ُ
تفرقينَ في أوقات مختلفة. قلتَ " :جاءوا جميعاً" ،احتمل أن يكونَ الوقتُ واحداً ،واحتم َل أنهم جا ُءوا ُم ِّ ّ
ٌ
ب دائماً ،وهي ُمتعلقة إما ظرف للزمان عندَ سيبوي ِّه ،في موضع نص ٍ ٌ كيف :اس ُم استفهام .وهي َ -18
والتقدير عندهُ:
ُ "كيف جا َء خالدٌ؟". َ وكيف أصب َح القو ُم؟" ،وإ ّما بحا ٍل ،نحو:َ "كيف أنت؟ َ بخبر ،نحو: ٍ
"في أي حا ٍل ،أي على أي حا ٍل؟".
ّ
الخبر أو الحال ،ال المتعلقَ المقدّر. َ المجر ِّد عن معنى الظرفيّة ،فتكون هي ّ لالستفهام
ِّ وال ُمعت َمدُ أنها
األمر؟".
َ "كيف ظننتَ
َ خبر ،نحو: ّ
ثاني مفعول ْي "ظن" وأخواتها ،ألنه في األصل ٌ َ وتكون أيضا ً َ
أكن" .وهي، تكن ْأجلس ،وكيفما ْ ْ تجلس
ْ "كيف
َ اسم شرطٍ فيجز ُم فعلين ،عندَ الكوفيين ،نحو: وقد تكون َ
غير جازم. عند البصريين ،اس ُم شرطٍ ُ
الشمس" .وقد تكونُ ظرفا ً للمستقبَل ،كقوله ُ للزمان الماضي ،نحو" :جئتُ إ ْذ طلعت ِّ ظرف
ٌ -19إ ْذ:
تعالى{ :فسوف يعلمونَ إ ِّذ األغالل في اعناقهم}.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
اسم
ضاف إلى ِّ
ُ ب على الظرفية .وقد تق ُع موق َع المضاف إليه ،فت ُ وهي مبنيةٌ على السكون في محل نص ٍ
{ربَّنا ال تز ْغ قُلوبَنا بعدَ إ ْذ َهدَيتنا}.
زمان ،كقول ِّه تعالىَ :ٍ
{واذكروا إذ كنتم قليالً} .والثاني
ُ سبحانه: كقوله لُ فاألو منه). البدل (أو به ل
ِّ المفعو ع
َ موق ع
وقد ُ
تق
نتبذت من أهلها مكانا ً شرقيّاً}. ْ مريم ،إذ ا
َ {واذكر في الكتاب
ْ كقول ِّه:
ُ
وهي تلز ُم اإلضافةَ إلى ال ُجمل ،كما رأيتَ .فالجملة بعدها مضافة إليها .وقد يُحذف جزء الجملة التي
تضاف إليها ،كقول الشاعر: ُ
()428/1
()429/1
()430/1
خرى ،الجهاتُ الستُّ " :أَمام اإلعراب تارة والبنا ُء تارة أ ُ َُ جرى "قبل وبعد" ،من حيث -24يجري َم َ
وقُدّام وخَلف وورا َء ويَمين وشمال ويَسار وفوق وتحت" .فإن أُضيفت ،أو قُطعت عن اإلضافة لفظا ً
وراء الشَجرة" وإن ِّ وامش من ِّ الصف .وسرتُ يميناً. ّ ِّ أمام
َ ومعنى ،كانت ُمعربَةً ،نحو" :جلستُ
ُنيت على الض ِّ ّم ،نحو" :اقعُ ْد ورا ُء ،أو أما ُم ،أو يمينُ ،أو خ ُ
َلف، قُطعت عن اإلضاف ِّة لفظا ً ال معنًى ،ب ْ
سار" .وتقولُ" :جا َء فوق .ونظرتُ من تحتُ .وأتيتُ من يَ ُ فوق ،أو تحتُ " ،ونحو" :نزلتُ من ُ أو ُ
ونويت معناهُ .قال الشاعر: المضاف إليه َ َ القوم ،وخالدٌ خلف ،أو أما ُم" تُريدُ خلفَهم أو أَما َمهم ،فحذفتَ
اإللهُ ت َ ِّعلَّةَ بنَ ُمسافِّ ٍر * لَ ْعنا ً يُش َُّن َعلَ ْي ِّه ِّم ْن قُدَّا ُم*
*لَعَنَ ِّ
أي" :من قُدّامه".
(إذا أردت جهة معينة ،فانما تعينها باإلضافة ،نحو" :سر يمينَ الصف" .أو بحذف المضاف إليه
وبناء الظرف على الضم ،نحو " ِّسر يمينُ " ،تعني يمين شيءٍ معين معروف عنده .فالظرف هنا ،وإن
قطع عن اإلضافة لفظاً .لم يقطع عنها معنى ألنه في نية اإلضافة.
وإن أردت يمينا ً غير معين ،قلت" :سر يميناً" ،تقطعه عن اإلضافة لفظا ً ومعنى ،قصدا ً إلى التنكير
واإلبهام).
ف أ َ َّولُ.
ِّ ْ قو َ.
ل أو عام
َ َّ ُ هُ ت لقيو َ.
ل أو
ّ ِّ ِّ ْ َّ َف قو " الصف لأو ف
ِّ ْ َّ ق " تقول: "، ُونُ دو ل
َ وأسف ُ
ل "أو كمها وفي ُح
الصف .واقعد أَسفلَ .وقم من أَسفلَ .واقعُد أَسفلُ .و ِّس ْر من أَسفلُ". ّ ِّ و ِّسر من أ َ ّول .وتقولُ" :اقعُ ْد أَسف َل
تقدم الكال ُم على "دون". وقد َ
ينونا في قولكَ :قُم من أسفلَ، ووزن "أفعلَ" ،ولذا لم َّ ِّ ممنوعان من الصرف للوصفيّ ِّة ِّ َ
واو ُل وأسف ُل َّ
َ
ام أ َّولَ". ولقيتُهُ َع َ
فائدة
()431/1
اعمل ان لفظ "أول" له استعماالن .أحدهما أن يراد به الوصف ،فيكون بمعنى "أسبق" ،فيعطى حكم
عام ّأولَ" ،ويستعمل بمن ،نحو:
اسم التفضيل :فيمتنع من الصرف وال يؤنث بالتاء ،نحو" :لقيتك َ
"هذا َّاو ُل من هذين .وجئت أ َّو َل من أمس" .وثانيهما أن ال يراد به الوصف ،فيكون اسما ً متصرفا ً
آخر .وما رأيت لهذا األمر أوالً
نحو" :لقيته عاما ً أوال" .تريد عاما ً قديماً .ومنه قولهم "ما له أو ٌل وال ٌ
وال آخراً" ،بالتنوين .تعني باألول واآلخر المبدأ والنهاية .قال أبو حيان :وفي محفوظي أن هذا مما
يؤنث بالتاء ويصرف أيضاً .فيقال" :أولةٌ وآخرةٌ" او قلت :والعامة عندنا تقول :هذا الشيء ما له أولةٌ
وال آخرةٌ" ،وتقول" :والذي ماله أولةٌ ما له آخرةٌ" بالتأنيث.
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )
ضمن العنوان ( المفعو ُل معهُ )
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
المفعو ُل َمعَهُ :اس ٌم فضلةٌ وق َع بعد وا ٍو ،بمعنى "مع" مسبوقةً بجملةٍ ،ليدُ َّل على شيءٍ حص َل الفع ُل
ب ُمصاحبتِّه (أي :معهُ) ،بال قص ٍد إلى إشرا ِّك ِّه في حكم ما قبلهُ ،نحوَ " :مشيتُ والنّ َ
هر".
َ
مباحث: وفي هذا المبحث ثالثة
ب َعلى الم ِّعيَّة ص ِّ ش ُرو ُ
ط الن ْ ُ -1
ش ُروط: ُ
ب ما بعد الواو ،على أنه مفعو ٌل معهُ ،ثالثة ُ يشترط :في نص ِّ
ُ
ي :بحيث يص ُّح انعقادُ الجمل ِّة بدونه). -1أَن يكون فضلة (أ ْ
َ ً
(فان كان االسم التالي للواو عمدة ،نحو" :اشترك سعيدٌ وخليلٌ" ،لم يجز نصبه على المعية ،بل يجب
عظفه على ما قبله ،فتكون الواو عاطفة .وإنما كان "خليل" هنا عمدة ،لوجوب عطفه على "سعيد"
ألن فعل االشتراك ال يقع إالالذي هو عمدة .والمعطوف له حكم المعطوف عليه .وغنما وجب عطفه ّ
من متعدد .فبالعطف يكون االشتراك مسندا ً إليهما معاً .فلو نصبته لكان فضلة ،ولم يكن له ّ
حظ في
االشتراك حاصالً من واحد ،وهذا ممتنع).
-2أن يكونَ ما قبلَهُ جملةً.
()432/1
(فان سبقه مفرد ،نحو" :ك ّل امرئ وشأنهُ" ،كان معطوفا ً على ما قبله .وكل :مبتدأ .وامرئ :مضاف
إليه .وشأنه :معطوف على كل .والخبر محذوف وجوباً .كما تقدم نظيره في باب "المبتدأ والخبر".
قترنان .ولك أن تنصب "كل" ،على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره: ِّ والتقدير :كل امرئ وشأنهُ ُم
ً
"دع أو اترك" ،فتعطف "شأنه" حينئذ عليه منصوبا).
الواو ،التي تسبقُهُ ،بمعنى " َم َع". ُ -3أن تكونَ
(فان تعين أن تكون الواو للعطف ،لعدم صحة المعية ،نحو" :جاء خالدٌ وسعيدٌ قبله ،أو بعده" ،فلم
يكن ما بعدها مفعوال معه ،ألن الواو هنا ليست بمعنى "مع" ،إذ لو قلت" :جاء خالد مع سعيد قبله ،أو
بعده" كان الكالم ظاهر الفساد.
والشمس طالعة").
ُ واو الحال فكذلك ،نحو" :جاء علي وإن تعين أن تكون ً
"سار علي والجبلَ .وما لكَ وسعيداً؟ وما أنت وسليماً. َ شرو ُ
ط: ومثا ُل ما اجتمعت فيه ال ُّ
-2أَحكا ُم ما بعدَ الوا ِّو
ورجحانُ
العطفُ ،ِّ ووجوب
ُ ب على المعيّ ِّة، وجوب النّص ِّ
ُ الواقع بعد الواو أربعةُ أحكام: ِّ لالسم
ِّ
ب ،ورجحانُ العطف. النص ِّ
لزم من العطف فسادٌ في المعنى ،نحو: يجوز العطف) إذا َ ُ النصب على المعيّ ِّة (بمعنى أنه ال ُ فيجب
ُ
أمركم وش َركا َءكم} ،وقولهُ:
{فأجمعُوا َ
ِّ والشمس" ومنه قولهُ تعالى: َ "سافر خلي ٌل والليلَ .ورج َع سعيدٌ َ
الدار واإليمانَ }. َ َ
{والذين تبَ َّوؤُا
(وإنما امتنع العطف ،ألنه يزلم منه عطف الليل على خليل ،وعطف الشمس على سعيد ،فيكونان
مسندا ً إليهما ،ألن العطف على نية تكرير العامل ،والمعطوف في حكم المعطوف عليه لفظا ً ومعنى،
كما ال يخفى ،فيكون المعنى" :سافر خليل وسافر الليل ،ورجع سعيد ورجعت الشمس" وهذا ظاهر
الفساد.
()433/1
أمرهُ وعلى
ولو عطفتَ "شركاءكم" ،في اآلية األولى ،على "أمركم" لم يجز ،ألنه يقال" :أجمع َ
أمره" ،كما يقال" :عزمه وعزم عليه" ،كالهما بمعنى واحد .وال يقال" :أجمع الشركاء أو عزم
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
عليهم" .بل يقال" :جمعهم" .فلو عطفت كان المعنى" :اعزموا على أمركم واعزموا على
شركائكم" ...وذلك واضح البلطالن.
المعنى،ألن الدار .أن تُتَبَ َّوأ -أي تُسكن -
ّ ولو عطفتَ اإليمانَ على الدار ،في اآلية األخرى ،لفسد
فاإليمان ال يُت َبوأ .فما بعد الواو ،في اآليتين ،منصوب على أنه مفعول معه .فالواو واو المعية.
ويجوز أن تكون الواو في اآليتين ،عاطفة وما بعدها مفعول به لفعل محذوف تقديره في اآلية األولى:
"ادعوا واجمعوا" -فعل أمر من الجمع -وفي الثانية" :أخلصوا" -فعل ماض من اإلخالص -
فيكون الكالم من عطف جملة على جملة ،ال من عطف مفرد على مفرد.
ويجوز أن يكون شركا َءكم معطوفا ً على (أمركم) على تضمين "أجمعوا" معنى "هيئوا" .وأن يكون
اإليمان معطوفا ً على تضمين "تبوؤا" معنى "لزموا" .والتضمين في العربية باب واسع).
ط نصب ِّه الثالثةَ المتقدمةَ. النصب على المعيّة) إذا لم يَستكمل شرو َ
ُ يمتنعف
ُ العطف (بمعنى أنه
ُ ويجب
ُ
ضعفٍ ،في موضعين: َ على ،العطف
ِّ جواز ع م
َ َ ّة، ي المع على النصب
ُ حوير ّج ُ
َ
ِّ مرفوع ال ل
ِّ صّ تمُ ال الضمير على العطف
ُ منه يلزم
َ كأن التركيب، في ضعف
ٌ العطف من يلزم
َ أن -1
ي ِّ فاص ٍل ،نحو" :جئتُ وخالداً. البارز ،أو المستتر ،من غير فص ٍل بالضمير المنفصل ،أو بفاص ٍل ،أ ّ
ف أن يُقالَ" :جئتُ وخالدٌ .واذهبْ وسليم". واذهبْ وسليماً" .ويَضعُ ُ
()434/1
(أي بعطف "خالد" على التاء في "جئت" ،وعطف "سليم" على الضمير المستتر في "اذهب".
والضعف إنما هو من جهة الصناعة النحوية الثابتة أصولها باستقراء كالم العرب .وذلك أن العرب
ال تعطف على الضمير المرفوع المتصل البارز أو المستتر ،إال أن يفصل بينهما بفاصل ضميرا ً
الضمير المتصل أو المستتر ،نحو" :جئت أنا وخالد .واذهب أنت وسعيد"). ُ منفصالً يؤكد به
وزهيراً". فجائز بال خالفٍ ،نحو" :أَكرمتكَ ُ ٌ العطف على الضمير المنصوب المتّصل، ُ أما
ُّ
الجار ،فقد منعه جمهور النحاةِّ ،فال يقا ُل على ّ العطف على الضمير المجرور ،من غير إعادة ُ وأما
رأيهم" :أحسنتُ إليك وأبيك" ،بل :أحسنتُ إليك وأباكَ " ،بالنصب على المعيّة .فإن أعدتَ الجار جازَ ،
وغيرهما .وجعلوا ُ ي وابنُ مالكٍ
والحق أنه جائز .وعلى ذلك الكسائ ُّ ُّ نحو" :أحسنتُ إليك وإلى أبيك".
السبع{ :واتقوا هللاَ الذي تسا َءلونَ ب ِّه
ِّ ئ في فر ب ِّه والمسج ِّد الحرام} وقد قر َ منه قولهُ تعالى{ :و ُك ٌ
"األرحام" عطفا ً على الهاء في "به" ،قرأ ذلك حمزةُ ،أحدُ القُ َّر ِّاء السبعةَّ .
لكن ِّ بجر
واألرحام}ّ ،
ِّ
العطف .كما تقدّم.
ُ ُ
الجار ،إذا أريد َ األكثر واألفص َح إعادة ُ
َ
يعجبْكَ َ
-2أن تكونَ المعيّة مقصودة ً من المتكلم ،فت َفوتُ بالعطف ،نحو" :ال يَغُ َّركَ ال ِّغنى والبَط َر .وال ِّ ُ
األمرين.
ِّ النهي عنَ العيش والذُّلَّ" ،فإن المعنى المراد ،كما ترىَ ،
ليس ِّ تهو ر َغدَ األكل والشبَ َع .وال َ
وإنما هو األول مجتمعا مع اآلخر .ومنه قول الشاعر: ً
*فَكونوا أَنت ُ ُم وبَنِّي أَبيك ْم * َمكانَ ال ِّك ْليَتَي ِّْن ِّمنَ ِّ ّ
الطحا ِّل*
(فليس مراده :كونوا أنتم وليكن بنو أبيكم ،وإنما يريد :كونوا أنتم مع بني أبيكم .فالنصب على المعية
فيما تقدم راجح قوي ،لتعيينه المعنى المراد ،وفي العطف ضعف من جهة المعنى).
()435/1
ألن ُّ
الحقَّ ، ُجوزون العطف .وهو النصب على المعيّة ،وال ي ّ
َ وال ُمحقّقُون يوجبون ،في مثل ذلك
العطف يفيدُ التشريكَ في الحكم .والتشريكُ هنا غير مقصود. َ
األمير
ُ بغير ضعفٍ من جهة التركيب ،وال من جهة المعنى ،نحو" :سار ِّ أمكنَ متى العطف
ُ ح
ُ ويرجْ
َ
والجيش .وسرتُ أنا وخالدٌ .وما أنتَ وسعيدٌ؟" ،قال تعالى{ :يا آد ُم اسكن أنتَ وزوجُكَ الجنة}.
ُ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
العطف.
ُ ف
النصب على المعيّة ضعُ َ
ُ النصب على المعيّة ،ومتى ترج َح
ُ ف
ضع ُ َ
العطف َ
ُ ومتى ترج َح
خالصة وتحقيق
(وخالصة البحث :أن ما بعد الواو ،تارة ال يصح تشريكه في حكم ما قبله ،نحو" :سار علي والجبل"
فيجب نصبه على المعية .وتارة يصح تشريكه فيمنع من العطف مانع ،نحو" :جئت وسعيداً"،
فيترجح نصبه على المعية .وتارة يجب تشريكه ،نحو" :تصالح سعيد وخالد" فيجب العطف .وتارة
يجوز تشريكه بال مانع ،نحو" :سافرت أنا وخليل" ،فيختار فيه العطف على نصبه على المعية،
وتارة ال يكون التشريك مقصوداً ،وإنما يكون المقصود هو المعية ،فيكون الكالم على نية اإلعراض
مجرد معنى المصاحبة .فيرجح النصب على المعية ّ عن تشريك ما بعد الواو في حكم ما قبلها الى
ونهي خال ٍد
َ على العطف ،نحو" :ال تسافر أنت وخالدً" ،إذا أردت نهيه عن السفر مع خالد ،ال نهيه
عن السفر .وقد ذكرنا آنفا ً بضعة أمثلة على ذلك .فان قصدت إلى نهيهما كليهما عن السفر ،ترجح
العطف .نحو" :ال تسافر أنت وخالد".
والنفس تواقة إلى إيجاب النصب على المعية فيما لم يُقصد به إلى التشريك في الحكم ،والى ايجاب
العطف فيما يُقصد به الى التشريك فيه ،مراعاة ً لجانب المعنى الذي يريده المتكلم .ونرى أن اجازتهم
العطف في الصورة األولى ،والنصب على المعية في الصورة الثانية (على ضعف فيهما) انما هي
من حيث الصناعة اللفظية ،بمعنى أنه ال يمنع من ذلك مانع من حيث القواعد النحوية .وأنت خبير بما
في ذلك من التهويش على السامع والتلبيس عليه .فاحفظ هذا التحقيق واعمل به).
()436/1
()437/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
مييز ألنه لم وقد تشتبه الحال بالتمييز في نحو" :هلل ِّ دَ ّرهُ فارسا ً أو عالما ً أو خطيباً" .فهذا ونحوه ت ٌ
يقصد به تمييز الهيئة .وانما ذكر لبيان جنس المتعجب منه ،والهيئة مفهومة ضمناً .ولو قلت" :هلل دَ ّرهُ
من فارس" .لص َّح .وال يص ّح هذا في الحال .فال يقال" :جاء خالد من راكب" وليس مثل ما تقدم هو
درهُ رجالً فارساً". التمييز حقيقة .وانما هو صفته نابت عنه بعد حذفه .واألصل "هلل ّ
وربما اشتبهت الحال بالنعت .نحو" :مررت برجل راكب" .فراكب :نعت .ألنه ذكر لتخصيص
الرجل ال لبيان هيئته).
بالباء الزائدة بعد النفيِّ ،كقول الشاعر: ِّ ً جر لفظا ً ٌ
أن الحا َل منصوبة دائما .وقد ت ُ ُّ واعلم ّ
ْ
ب ُمنت َهاها*
سيَّ ِّت بِّخائِّب ٍة ِّركابٌ * َحكي ُم بنُ ال ُم َ*فما َر َجعَ ْ
وفي هذا الباب تسعةُ َمباحثَ:
-1االس ُم الَّذي ت َكون لَهُ الحا ُل
الغائب سالماً" .ومن نائب الفاعل ،نحو" :تُؤك ُل الفاكهةُ ُ تجيء الحا ُل من الفاعل ،نحو" :رج َع
مذهب سيبويه ومن تابعهُ. ُ الخبر ،نحو" :هذا الهال ُل طالعاً" .ومن المبتدأ (كما هو ِّ ناضجة" .ومن
الحق) ،نحو" :أنتَ مجتهدا ً أخي" ونحو" :الما ُء صرفا ً شرابي" .ومن المفاعيل كلها على ُّ وهو
ً
األص ّح ،ال من المفعول به وحدَهُ .فمجيئُها من المفعول به نحو" :ال تأكل الفاكهة فِّ ّجة" ومن المفعول
المطلق نحو" :سرتُ سيري حثيثاً ،فتعبتُ التعب شديداً" ،ومن المفعول فيه نحو" :سريتُ اللي َل
مجردة ً عنَّ الخير
ِّ الخير محبةَ
َ الشهر كامالً" ،ومن المفعول ألجل ِّه نحو" :افع ِّل َ صمتُ مظلماً .و ُ
َسر واللي َل داجياً". الرياء" ،ومن المفعو ِّل معهُ نحوِّ " :س ْر والجب َل عن يمينك" ونحو" :ال ت ِّ
بالكريم
ِّ "انهض
ْ وال فرقَ بينَ أن يكون المفعو ُل صريحا ً ،كما رأيتَ ،أو مجرورا ً بالحرف ،نحو:
َسر في الليل ُمظ ِّلماً" ونحو" :اس َع للخير وحدَهُ". عاثراً" ونحو" :ال ت ِّ
وقد تأتي الحا ُل من المضاف إليه بشرط أن يكون في المعنى ،أو في التقدير ،فاعالً أو مفعوالً ،وذلك
في صورتين.
()438/1
المضاف َمصدرا ً أو وصفا ً مضافين إلى فاعلهما أو نائب فاعلهما أو مفعو ِّلهما. ُ -1أن يكونَ
س ّرني قدومكَ سالماً" ،ومنه قولهُ تعالى{ :إليه مرجعُ ُكم جميعاً}، المضاف إلى فاعل ِّه ،نحوَ : ُ فالمصدر
ُ
وقو ُل الشاعر:
الروعِّ يَ ْوماً ،تاركي ال أَبا ِّليَا* إن ا ْنطالقَكَ واحداً * ،إلى ْ *تقُو ُل ا ْبنَتيَّ :
ً
سرجا". سنُ َ
الفر ِّس ُم َ المضاف إلى فاعله نحو" :أنتَ ح َ ُ والوصف
ُ
ً
العين ادمعة". ِّ المضاف إلى نائب فاعله نحو" :خالدٌ مغ َمض ُ والوصفُ
ً ً
تأديب الغالم ُمذنِّبا ،وتهذيبُهُ صغيرا". ُ المضاف إلى مفعول ِّه ،نحو" :يعجبُني ُ والمصدر
ُ
األمر صعباً" ،ونحو" :خالدٌ ِّ ُ ً
العيش صافيا ،ومس َهل ِّ المضاف إلى مفعول ِّه نحو" :أنتَ ورادُ ُ والوصف ُ
ساري اللي ِّل مظلماً".
وبذلك تكونُ الحا ُل قد جا َءت من الفاعل أو نائبه أو من المفعو ِّل ،كما هو شرطها.
الستقام المعنى .وذلكَ بأن َ المضاف
ُ بحيث لو حذف ُ مقام المضاف،المضاف إليه َ
ِّ ص َّح إقامةُ -2أن يَ ِّ
لحم أخيه َميتا ً ً
المضاف ُج ْزءا ً من المضاف إليه حقيقة ،كقول ِّه تعالى{ :أيُحب أحدُكم أن يأكل َ ُ يكونَ
ً ً
صدورهم من ِّغ ٍّل إخوانا} ،ونحو" :أمسكتُ بيدِّكَ عاثرا" .أو ف َك ِّرهتُموهُ} ،وقوله{ :ونَزَ عنا ما في ُ
ُ
ع خال ٍد راضيا ،وتسو ُءني أخالقهُ غضبان" .ومنه قوله تعالى: ً َسرني ِّطبا ُ
يكونَ كجزءٍ منه ،نحو" :ت ُّ
إبراهيم حنيفاً}.
َ {أن اتَّبِّ ْع ملّةَِّ
ً
(وبذلك تكون الحال ايضا قد جاءت من الفاعل أو المفعول تقديرا ،ألنه يصح االستغناء عن المضاف. ً
فاذا سقط ارتفع ما بعده على الفاعلية أو انتصب على المفعولية .وإذا علمت ذلك عرفت أنه ال يص ُّح
أن يقال" :مررت بغالم سعاد جالسة" ،لعدم صحة االستغناء عن المضاف؛ ألنه ليس جزءا ً من
المضاف إليه ،وال كالجزء منه .فلو أسقطت الغالم ،فقلت" :مررت بهند جالسة" لم يستقم المعنى
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
المقصود ،ألن القصد هو المرور بغالمها ال بها).
-2شرو ُ
ط الحال
ط في الحال أربعةُ شروطٍ :
يشتر ُ
()439/1
الشمس صافيةً".ُ -1أن تكونَ صفةً ُمنتقلةً ،ال ثابتةً (وهو األص ُل فيها) ،نحو" :طلعت
بعث حيّاً}* { ُخلِّقَ اإلنسانُ ضعيفاً}* َخلَقَ هللاُ {يوم أ ُ ُ
َ وقد تكونُ صفةً ثابتةً ،نحو" :هذا أَبوكَ رحيماً*
صالً}" .وقال الشاعر: الكتاب مف ّ َ الزرافةَ يَدَيها أطو َل من ِّرجلَيها* {أ َنز َل إليكم َّ
الرجا ِّل ِّلوا ُء* ظام ،كأنما * ِّعمامتُهُ بَيْنَ ِّ ّ َ ط ال ِّع ِّ س ْب َت ب ِّه َ *فَ َجا َء ْ
-2أن تكونَ نكرةً ،ال معرفةً.
المسافر
ُ وقد تكون معرفةً إذا ص َّح تأويلُها بنكرةٍ ،نحو" :آمنتُ باهلل وحدهُ" .أَي :منفرداً ،ونحو" :رج َع
عودَهُ على بَدئ ِّه" ،أي :عائدا ً في طريقه ،والمعنى أنه رج َع في الحال .ونحو" :أُدخلُوا األو َل فاألولَ"
"إفعل هذا ُجهدَكَ وطاقتكَ " أي :جاهدا ً ْ َفير" ،أي جميعاً .ونحو: مترتِّّبينَ .ونحو" :جا ُءوا ال َج ّما َء الغ َ أي َ
ض ُهم ،بقَضيضهم" ،أي جا ُءوا جميعا ً أو قاطبةً. َ
جادًّا .ونحو" :جا َء القو ُم ق َّ
س صاحبِّها في المعنى ،نحو" :جا َء سعيدُ راكباً". -3أن تكونَ نَ ْف َ
(فان الراكب هو نفس سعيد .وال يجوز أن يقال" :جاء سعيد ركوباً" .ألن الركوب فعل الراكب وليس
هو نفسه).
ً
-4أن تكون مشتقّة ،ال جامدةً.
مشتق ،وذلك في ثالث حاالت: ٍّ وقد تكون جامدة ً ُم َؤ َّولةً بوصفٍ
ُّ
الحق ض َحشجاعا ً كاألسد ،ونحو" :و َ ي أسداً" ،أيُ : "كر عل ٌّ األولى :أن تدُ َّل على تشبيهٍ ،نحوَّ :
ين َ
ير" .أي مصط ِّحبَ ِّ رعان ِّعدْل ْي َع ٍ ِّ َ
شمس .ومنه قولهم" :وق َع المصط شمساً" ،أي :مضيئاً ،أو ميرا ً كال َّ
حمار حينَ سقوطهما. ٍ ب عدل ْي كاصطحا ِّ
متقابضين ،ونحو" :كلّمتُه فاهُ غلى ِّ أي: ٍ"،
د بي ً ايد س الفر
ِّ كَ َ َ ُ تع ب" نحو: ٍ،
ة فاعل م
ُ على ل ُّ ُ د َ ت الثانيةُ :أن
تشافهين.
ِّ ي" ،أيُ :م ف َّ
الكتاب بابا ًَ ترتّبينَ ،ونحو" :قرأتُ ب ،نحو" :دخ َل القو ُم رجالً رجالً" ،أيُ :م َ الثالثةُ :أن تد َّل على ترتي ٍ
باباً" ،أيُ :م َرتّباً.
ؤول ٍة بوصفٍ ُمشتق ،وذلك في سبع حاالتٍ: غير ُم َّوقد تكونُ جامدةًَ ،
()440/1
سوياً}. األولى :أن تكونَ موصوفةً ،كقوله تعالى{ :إنّا أنزلناه قرآنا عربياً} وقول ِّه{ :فت َمث َّ َل لها بَشرا ً َ
بدينار".
ِّ الثوب ذِّراعا ً
َ روش .واشتريتُ تسعير ،نحو :بعتُ القم َح ُمدًّا بِّعشرةِّ قُ ٍ
ٍ الثانيةُ :أن تد َّل على
الثالثةُ :أن تدُ َّل على عددٍ ،كقوله تعالى{ :فَت َ َّم ِّميقاتُ َربكَ أربعينَ ليلةً}.
واقع فيه تفضيلٌ ،نحو" :خالدٌ غالما ً أحسنُ منهُ رجالً" ونحو: ٍ ور ،أي حا ٍل، ط ٍالرابعةُ :أن تَدُ َّل على َ
أطيب منه دِّبساً".
ُ "ال ِّعنَب زبيبا ً
الخامسةُ :أن تكون نوعا ً لصاحبها ،نحو" :هذا مالُكَ ذهباً".
{وتنحتونَ الجبا َلِّ السادسةُ :أن تكونَ فرعا ً لصاحبها ،نحو" :هذا ذَهبُكَ خاتماً" ،ومنه قولهُ تعالى:
بُيوتاً}.
السابعةُ :أن تكون أصالً لصاحبها ،نحو" :هذا خاتُمكَ ذَهباً .وهذا ثوبُك كتّاناً" ،ومنه قوله تعالى:
{أأس ُجدُ ِّلمن َخلقتَ طيناً؟}.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
فوائد
-1سمع بعض المصادر مما يدل على نوع عامله منصوباً .فقال جمهور البصريين :انه منصوب
على الحال .وهو مؤول بوصف مشتق ،نحو" :جاء ركضاً .قتله صبراً .طلع علينا فجأة أو بغتة .لقيته
كفاحا ً أو عياناً .كلمته مشافهة .أخذت الدرس عن األستاذ سماعاً" ونحو ذلك وجع ُل هذه المصادر
حاالً ،كما قالوا ،جائز .واألولى أن يجعل ذلك مفعوالً مطلقا ً مبينا ً للنوع .فهو منصوبٌ على
المصدرية ال على الحالية ،ألن المعنى على ذلك ،فال حاجة الى التأويل.
-2جعلوا أيضا ً المصدر المنصوب بعد "أل" الكمالية (أي :الدالة على معنى الكمال في مصحوبها)
منصوبا ً على الحال (بعد تأويله بوصف مشتق) .نحو" :أنت الرجل فهماً" والحق أنه منصوب على
التمييز ،وال معنى للحال هنا.
المصدر المنصوب بعد خبر ُمشب ٍه به
َ مشتق) بوصف تأويله (بعد الحال على -3جعلوا من المنصوب
واياس ذكا ًء" .وهو
ٌ واألحنف حلماً،
ُ زهير شعراً .وسحبانُ فصاحةً ،وحاتم جوداً،
ٌ مبتدؤه ،نحو" :أنتَ
منصوب على التمييز ال محالة ،وال معنى للحال هنا.
()441/1
-4جعلوا أيضا ً المنصوب بعد "أ ّما" في مثل قولك" :أ ّما علما ً فعال ٌم" حاالً ،بعد تأويله بوصف مشتق،
وهو منصوب على أنه مفعول به لفعل محذوف ،والتقدير" :أن ذكرت العلم فهو عالم" .وال معنى
لنصبه على الحال.
-3عام ُل الحا ِّل وصاحبُها
ب.تحتاج الحا ُل إلى عام ٍل وصاح ٍ
فعاملُها :ما ت َقدَّم عليها من فع ٍل ،أو شبه ِّه ،أو َمعناهُ.
الشمس صافيةً". ُ فالفعلُ ،نحو" :طلعت
ً ٌ
مسافر خليل ماشيا".
ٌ ُ
والمرادُ بشب ِّه الفع ِّل :الصفاتُ المشتقة من الفع ِّل ،نحو" :ما
والمراد بمعنى الفعل تسعةُ أشياء:
ص ْه ساكتاً .ونَزَ ا ِّل ُمسرعاً". -1اس ُم الفع ِّل ،نحوَ " :
-2اس ُم اإلشارةِّ ،نحو" :هذا خالدٌ ُمقبالً" ،ومنه قولهُ تعالى{ :وهذا بَعلي شيخاً} ،وقولهُ{ :فَتلكَ بُيوت ُ ُهم
{إن هذه أ ُ َّمتُكم أ ُ َّمةً واحدةً}. خاويةً بما ظلموا} ،وقولهَُّ :
"كأن خالداً ،مقبالً ،أسدٌ" ،قال الشاعر: َّ -3أدواتُ التّشبي ِّه ،نحو:
ْ َ
طبا ويَابسا * لدَى َوك ِّرها ،العُنَّ ُ
اب وال َحشَف البالي* ً ً الطي ِّْرَ ،ر ْ
وب َّ *كأ َ َّن قُلُ َ
هير رئيساً؟". بز ٍ كيف ُ كيف أنتَ قائماً؟* َ -4أدوات االستفهام ،نحو" :ما شأنُكَ واقفاً؟* ما لَكَ ُمنطلقاً* َ
عرضينَ ؟}". ومن ذلك قولُه تعالى{ :فما لهم عن التّذكرةِّ ُم ِّ
البدر طالعاً".ُ حرف التنبي ِّه ،نحو" :ها ه َُو ذا ُ -6
س لكَ وحدَك". َ ُ"الفر نحو: ، والمجرور
ُ الجار ُّ -7
الحق َخفّاقا ً لوا ُؤهُ". ُّ الظرف ،نحو" :لَدَيناُ -8
الرب ُع مبكيّا ً بساحت ِّه". حرف النداء ،كقوله" :يا أيُّها َّ ُ -9
فصاحب الحال ُ وصاحب الحا ِّل :ما كانت الحا ُل وصفا ً له في المعنى .فإذا قلتَ " :رج َع الجندُ ظافراً"، ُ
ُ
هو "ال ُجندُ" وعاملها هو "رج َع".
ً
واألص ُل في صاحبها أن يكون معرفة ،كما رأيتَ .وقد يكونُ نكرةً ،بأح ِّد أربع ِّة شروطٍ :
َ َ
وحشا طللُ". ً يتأخر عنها ،نحو" :جائني ُمسرعا ً ُمستنجدٌ فأنجدتهُ" ،ومنه قو ُل الشاعرِّ " :ل َميّةً ُم ِّ َ -1أن
وقول اآلخر:
()442/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
شحُوبٌ .و ِّإ ْن ت َست َ ْش ِّهدي العَيْنَ ت َ ْش َهدِّ* الجسْم ِّمنّي بَ ِّيّناً ،لَ ْو َع ِّل ْمتِّ ِّهُ * ، *وفي ِّ َ
وقو ُل غيره:
ت يَدِّي* سدَّ فَ ْق ِّري ِّمثْ ُل َما َملَ َك ْ لي الئِّ ُم * وال َ الم نَ ْفسِّي ِّمثْلَها َ *و َما َ
ً
ي أو استفها ٌم فاألو ُل نحو" :ما في المدرسة من تلمي ٍذ كسوال .وما جاءني أحدٌ ي أو نه ٌ -2أن يسبقه نف ٌ
بغ امرو ٌء
َ ِّ ي "ال نحو: والثاني }. ر ذ
ُ ِّ ُ ونَن م لها إال ة
ٍ قري من أهلكنا {وما تعالى: ُ ه قول إالّ راكباً" ،ومنه
على امرئ ُمستس ِّهالً بَغيَهُ ،ومنه قو ُل الشاعر:
حمام*حجام * يَ ْو َم ْال َوغَى ُمتَخ ّ َِّوفا ً ِّل ِّ اإل ِّ *الَ يَ ْر َكن َْن أَحدٌ ِّإلى ِّ
الثالث ،نحو" :أَجاءكَ أحدٌ راكباً" ،ومنه قو ُل الشاعر: ُ
َ ْ
ترى * ِّلنَ ْفسِّكَ العُذ َر في ِّإبعادِّها األ َمال* ْش باقِّياً؟ فَ َ اح ،ه َْل ح َّم َعي ٌ ص ِّ *يا َ
ً
صديق حمي ٌم طالبا َمغونتي" ،ومنهُ قوله ٌ ص بوصفٍ أو إضافةٍ ،فاألو ُل نحو" :جاءني ص َ -3أن يت َخ َّ
حكيم ،أمرا من عندِّنا} ،وقول الشاعر: ً ٍ ُفر ُق ك ُّل أمر تعالى{ :فيها ي َ
ْ ْ
ماخ ٍر في اليَ ِّ ّم َمش ُحونَا* ُ ُ َ
*يا َربّ ِّ نَ َّجيْتَ نوحا واست َجبْتَ لهُ * في فلكٍ ِّ ً ُ
سوا ًء للسائلين}. أيام شديدةً" ،ومنه قولهُ تعالى{ :في أربعة ٍ
ايام َ والثاني ،نحوَ " :م َّرت علينا ستةُ ٍ
وهي خاويةٌ
َ -4أن تكون الحا ُل بعدَهُ جملةً مقرونةً بالواو ،كقوله تعالى{ :أو كالذي َم َّر على قريةٍ،
ع ُروشها}. على ُ
ٌ
س ّ ِّوغٍ ،وهو قليلٌ ،كقولهم" :عليه ِّمئ َة بيضاً" ،وفي الحديث: صاحب الحا ِّل نكرة ً بال ُم َ ُ وقد يكونُ
"صلَّى رسو ُل هللاِّ ،صلى هللا عليه وسلم ،قاعدا ً وصلى وراءهُ رجا ٌل قِّياماً".
َّ َّ َّ
صاحبها وت َأ َ ُّخ ُرها عنه ِّ -4تَقَدُّ ُم الحا ِّل على
ً ً
تتأخر عن صاحبها .وقد تتقدَّ ُم عليه جوازا ،نحو" :جاء راكبا سعيد ٌ" ،ومنه قول َ األص ُل في الحا ِّل أن
الشاعر:
َ
بيع وديمة ت ْه ِّمي* الر ِّ ص ْوبٌ َّ غي َْر ُمف ِّسدِّهاَ * ،ْ ِّيار ِّكَ ، سقَى د َ *فَ َ
َتأخر عنهُ وجوباً. وقد تتقدَّ ُم عليه ُوجوباً .وقد ت ُ
()443/1
موضعين:
ِّ فتتقدّ ُم عليه ُوجوبا ً في
روط ،نحو" :لخلي ٍل ُمهذَّبا ً غال ٌم" ،ومنه قو ُل الشاعر: ش ِّ -1أن يكونَ صاحبُها نكرة ً غير مستوفي ٍة لل ُّ
ب*شجاعٌ و َع ْق َر ُ ض َم ْبثُوثا ً ُ *و َهالَّ أ َ َعدُّوني ِّلمثْلي ،تَفَاقَدُوا * َوفي األ َ ْر ِّ
-2أن يكونَ محصوراً ،نحو" :ما جاء ناجحا ً إال خالدٌ وإنما جاء ناجحا ً خالدٌ" .تقو ُل ذلك إذا أردتَ أن
ص َر المجيء بحالة النجاح في خالد. ت َح ُ
وتتأخر عنه وجوبا ً في ثالثة مواضع: ُ
ً ً
-1أن تكونَ هي المحصورة ،نحو" :ما جاء خالدٌ إال ناجحا .وإنما جاء خالدٌ ناجحا" .تقول ذلك إذا
شرينَ ص َر مجيء خال ٍد في حالة النجاح .ومنه قولهُ تعالى{ :وما نُر ِّس ُل ال ُمرسلين إال مب ّ اردت أن تح ُ
ومنذِّرينَ }.
ُ
وسرني عملك َّ ً
ي ٍ خطيبا. قوف عل ّ -2أن يكون صاحبُها مجرورا باإلضافة ،نحو" :يُعجبُني ُو ًُ
مخلصاً".
الجمهور تقد َُّم الحال عليه .فال يقالُ" :مررتُ راكبةً بسعادَ ُ جر أصلي ،فقد من َع أما المجرور بحرف ٍ ّ
تأخير الحال .وأجاز تقدُّ َمهُ ابنُ مالك وغيرهُ .وجعلوا منه قوله ُ وأخذتُ عاثرا ً بي ِّد خلي ٍل" .بل يجب
ضهم جوازَ ت َقدُّمها عليه مخصوصا ً بالشعر ،كقول تعالى{ :وما أرسلناكَ إال كافَّةً للناس} .وجع َل بع ُ
الشاعر:
ِّير**إذا ْال َمر ُء أعيَتهُ ال ُم ُرو َءة ُ ناشئا * فَ َمطلبُها َك ْهال َعل ْي ِّه َعس ُ
َ ً َ ْ ً ْ َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وقو ُل اآلخر:
ط ًّرا َع ْن ُك ُم بُ ْعدَ بَ ْينِّ ُك ْم * ِّب ِّذ ْكرا ُك ُمَ ،حتَّى َكأَنَّ ُكم ِّع ْندِّي*
سلَّيْتُ ُ *ت َ َ
وقول غيره:
ي ح ِّبيباًِّ ،إنَّها لَ َحبِّ ُ
يب* اء َهيْمانَ صادِّيا ً * إل َّ ْ
ئن كانَ بَ ْردُ ال َم ِّ *لَ ْ
وقو ُل اآلخر:
داء* ض ال َمنِّيَّة ِّلل َم ْر * ِّء فَيُ ْد َعى ،والتَ ِّحينَ نِّ ُِّ ْ *غافالً ت َ ْع ِّر ُ
الجر الزائد
حرف ِّ ّ
َ خالف في جواز تقد ُِّّم الحا ِّل عليه ،ألن َ جر زائد ،فال بحرف ٍ ّ ِّ أ ّمال المجرور
ً ً
اقط فال يُعتدُّ به ،نحو" :ما جاء راكبا من أحدٍ .وكفى صديقا بِّكَ ". س ِّ كال ّ
()444/1
غير ُمقترننة والشمس طالعة" .فإن كانت َ ُ -3أن تكون الحا ُل جملةً مقترنةً بالواو ،نحو" :جاء عل ٌّ
ي
حم ُل كتابهُ" ،والثاني نحو" :جاء يحم ُل كتابَهُ تأخيرها وتقديمها ،فاألو ُل نحو" :جاء خلي ٌل يَ ِّ ُ بها جاز
خليلٌ".
صدَّرة بالواو .واألصح ما ذكرناه. ٌ وأجاز قو ٌم تقدي َمها وهي ُم َ
-5تقَدُّ ُم الحا ِّل على عام ِّلها وتأ َ ُّخ ُرها َعنه
بشرط أن يكون فعالً ُمت َصرفاً ،نحو: ِّ َتأخر عن عاملها .وقد تتقدَّم عليه جوازاً، األص ُل في الحال أن ت َ
واسم المفعو ِّل والصفة المشب َه ِّة -
ِّ كاسم الفاع ِّل
ِّ المتصرف -
َ "راكبا ً جاء علي" أو صفة تُشبهُ الفع ُل
خرجونَ }، أبصارهم يَ ُ
ُ ش عا ً
نطلق" .ومن الفعل المتصرف قوله تعالىُ { :خ ّ ٌ نحوُ " :مسرعا ً خالدٌ ُم
َفرقين يرجعون. ُ َ
تؤوب ال َحلبة" ،أي ُمت ِّ ّ ُ وقولهم" :شتّى
(فان كان العامل في الحال فعال جامدا ،أو صفة تشبهه -وهي اسم التفضيل -أو معنى الفعل دون ً
ي افص ُح البدر طالعاً!" .والثاني" :عل ّ َ أحرفه ،فال يجوز تقديم الحال عليه ،فاألول نحو" :ما أجم َل
"كأن عليا ً ُمقدما ً أسدٌ" ،فال يقال" :طالعا ً ما أجمل البدر .وال علي خطيبا ً ّ الناس خطيباً" .والثالث نحو:
أفص ُح الناس .وال مقدما ً كأن عليا ً أسدٌ" ويستثنى من ذلك اسم التفضيل في نحو ،قولك" :سعيد خطيبا ً
أفصح منه كاتباً .وابراهي ُم كاتبا ً أفصح من خليل شاعراً" ففي هذه الصورة يجب تقديم الحال ،كما
ستعلم.
واعلم أن اسم التفضيل صفة تشبه الفعل الجامد ،من حيث أنه ال يتصرف بالتثنية والجمع والتأنيث،
كما تنصرف الصفات المشتقة ،كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة .فهو ال يتصرف
تصرفها إال في بعض األحوال ،وذلك إن اقترن بأل أو أضيف الى معرفة ،فيصرف حينئذ افرادا ً ّ
وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا .كما عرفت في الجزء األول من هذا الكتاب). ً ً ً
متى تتقدم الحال على عاملها وجوباً؟
ص َو ٍر: تتقد ُم الحا ُل على عاملها وجوبا ً في ثال ِّ
ث ُ
()445/1
()446/1
(اذ يصح أن تقول" :يسرني أن تغترب طالبا ً للعلم" .فان كان يصح تقديره بالفعل والحرف
"متلوا ً سمعا كالم هللا". ّ متلواً" ،جاز تقديمه عليه نحو: كالم هللاِّ ّ
َ المصدري .نحو" :سمعا
ً
ألل ،نحو" :خالدٌ هو العام ُل مجتهدا". صلةً ْ -4أن يكون ِّ
س َّرني أن عملتُ ُمخ ِّلصاً، ً
سرني أن تعم َل مجتهداَ . يٍ ،نحو" :يَ ُّ صلة لحرفٍ مصدر ّ ً -5أن يكون ِّ
ً
سعَيتَ صابرا". سرني ما َ ً
سرني ما تجتهدُ دائباَّ . يَ ُّ
بالم القسم ،نحو: ِّ ً ا مقرون يكونَ أن - 7 ".ً ال عتم م
ِّ ُ ُ ِّ ر ب ص َ أل " نحو: ،االبتداء
ِّ بالم
ِّ ً ا مقرون -6يكونَ أن
"ألثابر َّن مجتهداً". َ
ي مقبالً .ليت سعيداً ،غنيّاً ،كري ٌمَّ .
كأن ٌّ عل "هذا نحو: ، ه ِّ حرف َ أ دون ل الفع معنى فيها ً ة كلم يكونَ -8أن
ي.خالداً ،فقيراً ،غن ٌّ
القوم خطيباً" ،إال إذا كان عامالً في حالين ،نحو: ِّ ي أفص ُح اسم تفضي ٍل ،نحو" :عل ٌّ -9أن يكون َ
فيجب تقدي ُم حال المفضّل على عامله ،كما تقدَّم. ُ ً
خير منه ساكتا"، ً
"العصفور ،مغَردا ٌ ُ
ً
الصديق ضاحكا". ُ سم ً
العدو مدبِّرا ،فت َب ّ ُّ ّ
-10أن تكونَ الحا ُل مؤكدة ً لعاملها ،نحو" :ولى
ٌ
والشمس طالعة".ُ ح ،نحو" :جئتُ -11أن تكون جملةً مقترنة بالواو ،على األص ّ ِّ
(فان كانت غير مقترنة بالواو جاز تقديمها على عاملها ،نحو" :يركب فرسه جاء خالد" وأجاز قوم
تقديمها على عاملها وهي مصدرة بالواو ،فأجازوا أن يقال" :والشمس طالعة جئت" واألصح ما
قدّمناه .وقد سبق أنه ال يجوز تقديم الجملة المصدرة بالواو على صاحبها أيضاً؛ وان قوما ً أجازوه).
صاحبها
ِّ ف الحا ِّل و َحذْ ُ
ف َ -6ح ْذ ُ
()447/1
وأكثر ذلك
ُ األص ُل في الحال أنه يجوز ذكرها وحذفُها ،النها فضلةٌ .وإن حذفت فإنما تُحذَ ُ
ف لقرينة.
ذكر القَول ،كقول ِّه تعالى{ :والمالئكةُ يَدخلونَ عليهم من كل باب سال ٌم إذا كانت الحا ُل قوالً أغنى عنه ُ
ت وإسماعي ُل ْ
عليكم} ،أي" :يدخلون قائلين :سال ٌم عليكم" ،وقوله{ :وإذ يَرف ُع إبراهي ُم القواعدَ من البي ِّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ين :ربّنا تقب ّْل منّا". رفعان القواعدَ قائلَ ِّ
ِّ ربّنا ت َقب ّْل منا} ،أي" :يَ
عث هللا رسوالً} ،أَي" :بعثهُ". ف صاحبُها لقرينةٍ ،كقول ِّه تعالى{ :أهذا الذي بَ َ وقد يُحذَ ُ
صور:
ٍ أربع
ِّ ض للحال ما يَن ُع حذفَها ،وذلك في عر ُ وقد يَ ِّ
-1أن تكونَ جواباً ،كقولك" :ماشياً" في جواب من قال "كيف جئتَ ؟".
خبر المبتدأ ،نحو" :أَفض ُل صدَق ِّة الرج ِّل ُمستتراً". سدَّ ِّ -2أن تكونَ سادًة َ م َ
-3أن تكونَ بَدالً من التلفُّ ِّظ بفعلها ،نحو" :هنيئا ً لكَ ".
سدُ بحذفها -كقوله تعالى{ :يا أيُّها الذينَ آمنوا ال تقربُوا ُ
بحيث يَف ُ -4أن يكونَ الكال ُم َمبنيّا ً عليها -
األرض َم َرحاً} ومن هذا أن ِّ َمش فيالصالة َ ،وأنتم سكارى ،حتى ت َعلموا ما تقولون} ،وقول ِّه{ :وال ت ِّ
تكون محصورة ً في صاحبها ،أَو محصورا ً فيها صاحبُها ،فاألو ُل نحو" :ما جا َء راكبا إال علي"،
ّ ً
ي إالَّ راكباً".واآلخر نحو" :ما جا َء عل ٌّ ُ
حذف عام ِّل الحا ِّل ُ -7
ف العام ُل في الحال .وذلك على قسمين :جائز وواجب. يحذَ ُ
ج" :مأجوراً" ،و ِّلمن يح ِّدّثُكَ " :صادقاً" ،ونحو: فالجائز كقولك لقاصد السفر" :راشداً" ،وللقادم من الح ّ ِّ ُ
"راكباً" لمن قال لكَ " :كيف جئتَ ؟" ،وبَلى مسرعاً" في جواب من قال لكَ " :إنَّكَ لم ت َنطلق" .ومن
سوي بنَانَهُ} ،وقولُهُ: ب اإلنسانُ أَن لن نجم َع ِّعظا َمهُ؟ بَلى ،قادرينَ على أن نُ ّ ِّ س ُ ذلك قولهُ تعالى{ :أيَح َ
ً َ ً
ت والصالة الوسطى} ،إلى قوله{ :فإن ِّخفتم فَ ِّرجاال أو ركبانا}. صلوا ِّ {حافضوا على ال ّ
صور: والواجب في خمس َ ُ
()448/1
(اشتر
ِّ فأكثر) ،ونحو:َ بدرهم فصاعداً ،أَو ٍ بتدريج ،نحو( :ت َصدَّق ٍ نقص
ٌ -1أن يُبيّن بالحا ِّل ازيادٌ أَو
بالفاء ،كما رأيت ،أَو ِّ ط هذ ِّه الحا ِّل أَن تكون مصحوبة سافِّالً) .وشر ُ وب بدينار فنازالً ،أو فأقلَّ ،أَو ف َ الث ّ َ
أكثر.
بِّث ّم .والفا ُء ُ
متوانياً ،وقد َجدَّ قُ َرناؤكَ ؟). َ َ (أ ونحو: ؟)، الناس
َ قام وقد لعلمل، ا عن ً ا(أقاعد نحو: ،ذكر للت ّ ِّ
وبيخ -2أن ت ُ َ
خرى؟). ُ
ومنه قولهم( :أَت َميميّا ً مرةً ،وقَيسيّا ً أ َ
لمضمون الجمل ِّة ،نحو( :أنت أَخي مواسياً). ِّ -3أَن تكون ُمؤكدة ً
الغالم ُمسيئاً).
َ سدّ خبر المبتدأ ،نحو( :تأديبي سدّ م َ
-4أن ت ُ
سماعاً ،نحو( :هنيئا ً لك). حذف العامل) َ ُ -5أَن يكون حذفُهُ (أي
َ
-8أَقسا ُم الحال
تنقسم الحال -باعتبارات مختلفة -الى مؤسسة ومؤكدة؛ والى مقصودة لذاتها وموئة ،والى حقيقية
وسببية ،والى مفردة وشبه جملة .فالمجموع تسعة أنواع ،وسيأتيك بيانها:
الحال المؤسسة ،والحال المؤكدة
الحالُ ،إ ّما مؤسسةٌ ،وإ َّما مؤكدةٌ:
ذكر للتّبين والتّوضيح) :هي التي ال يُستفادُ معناها بدونها، فالمؤسسةُ (وتُس ّمى المبنيّة أَيضاً ،النها ت ُ ُ
سلين نحو( :جا َء خالدٌ راكباً) .وأَكثر ما تأتي الحا ُل من هذا النوع ،ومنه قولهُ تعالى{ :وما نُر ِّس ُل المر َ
شرينَ و ُمنذِّرينَ }. إال مبَ ّ
َ ُ
هي التي يُستفادُ معناها بدونها ،وإنما يُؤتى بها للتوكيد .وهي ثالثة أنواع: والمؤكدةَُ :
ً
-1ما يؤتى بها لتوكي ِّد عاملها ،وهي التي توافقه معنًى فقط ،أو معنى ولفظا .فاألول نحو( :ت َب ّ
سم ُ
توليتم مدبِّرين} ،والثاني األرض ُمفسدِّين} ،وقولهُ{ :ث َّم َ ِّ ضاحكاً) ،ومنهُ قولهُ تعالى{ :وال ت َعثوا في
كقوله تعالى{ :وأَرسلناكَ للناس رسوالً} ،وقو ِّل الشاعر:
ب* ي خ َْل ِّط ِّ
الج ِّدّ ِّباللَّ ِّع ِّ ص ْخ ُمصيخا ً ِّل َم ْن أَبدَى نَصي َحتَهُ * والزَ ْم ت ََو ِّقّ َ *أ َ ِّ
()449/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
-2ما يؤتى بها لتوكي ِّد صاحبِّها ،نحو( :جا َء التالميذُ كلُّهم جميعاً) .قال تعالى{ :ولو شا َء ربُّكَ آلمنَ
مؤمنينَ ؟}. الناس حتى يكونوا ِّ َ كرهُ َمن في األرض كلُّهم َجميعاً ،أفأنتَ ت ُ ِّ
الحق بيّناً ،أو ُّ جامدين ،نحو" :هو ِّ معرفتين
ِّ اسمين
ِّ -3ما يؤتى بها لتوكي ِّد مضمون جملة معقودة من
صريحاً" ،ونحو" :نحنُ األخوة ُ ُمتعاونينَ " ،ومنهُ قو ُل الشاعر:
عار*اس ِّم ْن ٍ دارة َ ،يا للنَّ ِّ سبيَ * .وه َْل ِّب َ ارة ََ ،م ْعروفا ً بها نَ َ *أَنَا ابنُ دَ َ
الحال المقصودة لذاتها ،والحال الموطئة
وهي الجامدة ُ َ وطئة، الغالب) نحو" :سافرتُ منفرداً" ،وإ َّما ُم ِّ ّ ُ الحالُ ،إ َّما مقصودة لذاتها (وهو
ّ
ذكر ت َوطئةً لما بعدها ،كقوله تعالى{ :فت َمث َل لها بَشرا ً سويّاً} ،ونحو" :لَقيتُ خالدا ً رجالً الموصوفةَ ،فت ُ ُ
ُمحسناً".
الحال الحقيقية ،والحال السببية
سببيّة ،وهي ً
الغالب) نحو( :جئتُ فَ ِّرحا) ،وإ َّما َ ُ الحالُ ،إ َّما حقيقيةٌ ،وهي التي تبيّنُ هيئَة صاحبها (وهو
َ ُ
الفرس غائبا ً صاحبُهُ) ،ونحو( :كلّمتُ َ ما تُبيّنُ هيئةَ ما يَحم ُل ضميرا ً يعودُ إلى صاحبها ،نحو( :ر ِّكبتُ
هندا ً حاضرا ً أبوها).
الحال الجملة
مؤ َّولة بمفرد، الحا ُل الجملة .هو أَن تق َع الجملةُ الفعليةُ ،أو الجملةُ االسميّةَ ،موق َع الحال ،وحينئ ٍذ تكونُ َ
وذهب ُمتحدِّّرا ً
ُ "ذهب خا ِّلدٌ دَمعُهُ ُمتحد ٌَّر" .والتأويلُ" :جاء راكضاً. َ ض" ونحو: نحو" :جاء سعيدٌ ير ُك ُ
دَمعُهُ".
ُ
ويُشترط في الجملة الحاليّة ثالثة شروطٍ : ُ
-1أن تكون جملةً خبريّةً ،ال طلبيةً وال تَعَ ُّجبيّة.
غير ُمصدّرةٍ بعالم ِّة استقبا ٍل. -2أن تكون َ
ُ
-3أن ت َشتم َل على رابط يربطها بصاحب الحال.
الواو فقط ،كقوله ُ ا م
ّ وإ ". ء
ِّ ً يبكونَ شا ع باهم َ أ وا الضمير وحدَهُ ،كقوله تعالى{ :وجا ُء ُ ط إ ّماوالراب ُ
والضمير معاً ،كقوله تعالى{ :خرجوا من ديارهم ُ الذئب ونحنُ عصبةٌ} وإ ّما الواو ُ سبحانهُ{ :لَئِّ ْن أكلَهُ
لوف}. وهم أ ُ ٌ
الحال شبه الجملة
()450/1
()451/1
ي.نصب االسم ،في هذه الصورة .وأجازَ هُ ابن مالك ُمستندا ً إلى قرا َءة الحسن البصر ّ َ الجمهور
ُ ومن َع
ب "مطوياتٍ" على الحال، ِّ بنص } ه مين
ِّ َ ِّي ب ٍ، ت طويا م
َ ، والسمواتُ القيامة. يوم ُ هُ ت قبض ً ا جميع {واألرض
ُ
األنعام،
ِّ هذه ون
ِّ ُ
ط ُ ب في {ما وقالوا: ،َ قرأ من قراءة وإلى موات"، س
ّ "ال عن ً ا خبر " ه
ِّ "بيمين وجع ِّل
خالصةً لذكورنا} ،بنصب "خالصةً" على الحال ،وجع ِّل "لذكورنا" خبرا ً عن "ما الموصوليّة".
غير صالح ٍة تان .لكن فيهما دليالً على الجواز .ألنه ليس معنى شذو ِّذ القراءة أنها ُ والقراءتان شاذّ ِّ
لالحتجاج بها َعربيّةً.
(بحيث ال يكون مستغنًى عن االسم ،ألنه ال ُ المجرور بالحرف للخبريّة ُ الظرف أو ُ فإن لم يَصلُ ِّ
ح
ّنت خبريةُ االسم وحاليّةُ الظرف أو المجرور ،نحو" :فيكَ إبراهي ُم راغبٌ "، سنُ السكوتُ عليه) تَعَي ْ يَح ُ
َستغني هنا عن االسم ،فتقولُ" :إبراهيم فيك". َ ونحو" :إبراهي ُم فيكَ راغبٌ " .إذ ال يص ُّح أن ت
الحال المفردة
ين .وت َعلمنا ُه َ ِّ دجته مُ ُ ه َبا ت وك .ً ا مجتهد الدرس
َ "قرأتُ نحو: ها، ه ب
ِّ َش وال ً ة جمل ليست ما : ُ ة الحا ُل ال ُم َ
فرد
مجتهدِّينَ ".
َ
واو الحا ِّل وأحكا ُمها ُ -9
تغيب" ،ص َّح أن تقول: ُ والشمس
ُ ع "إذ" الظرفيّ ِّة موقعَها ،فإذا قلتَ " :جئتُ واو الحا ِّل :ما يص ُّح وقو ُ ُ
الشمس تغيب". ُ "ئجتُ إ ِّذ
فردة ،وال على حا ٍل شب ِّه جملةٍ. َ
وال تدخ ُل إال على الجملة ،كما رأيتَ ،فال تدخ ُل على حال ُم َ ّ
َ َ
ألن الجملة الحاليّة ال ت الواوّ ، ضمير وجب ِّ َ ُ
وحيث ال بط أن يكونَ بضمير صاحب الحال. الر ِّ وأص ُل َّ
الربط أشدَّ وأحكم. ُ تخلو من أحدهما أو منهما معا .فإن كانت الواو م َع الضمير كان َّ ً
وجائز و ُممتنع. ٍ ب
ٍ واج : ب ُ ٍ أضر ثالثة حيث اقترانُ الجملة الحاليّة بها و َعد ُمهُ ،على ُ وواو الحا ِّل ،من ُ
متى تجب واو الحال؟
ص َو ٍر: ث ُ تجب واو الحال في ثال ِّ ُ
()452/1
طها بصاحبها ،نحو" :جئت والناس مجردة ً من ضمير يَرب ُ -1األولى أن تكونَ جملةُ الحا ِّل إسميَّةً َّ
وإن فريقا ً من المؤمنين لكارهونَ }، نائمون" ،ومنه قوله تعالى{ :كما أخرجكَ ربُّك من بيتكَ بالحقّ ،
ٌ
الشمس طالعة".
ُ عصبةٌ} ،وتقول" :جئتُ وما الذئب ،ونحنُ ُ
ُ وقولهُ{ :أَيأكلُهُ
َقربوا -2أن تكون ُمصد ََّرة ً بضمير صاحبها ،نحو" :جاء سعيدٌ وهو راكبٌ " ،ومنه قولهُ تعالى{ :ال ت َ
سكارى}.الصالة وأنتم ُ
ً ً
غير ُمشتمل ٍة على ضمير صاحبهاُ ،مثبتة كانت أو َمنفيَّة .غير أنه تجب "قَدْ" م َع -3أن تكون ماضيَة َ
الشمس" ،وال تجوز مع المفيّ ِّة ،نحو" :جئتُ وما طلع ِّ
ت ُ الوا ِّو في المثبت ِّة ،نحو" :جئتُ وقد طلعت
الشمس".
ُ
متى تمنع واو الحال؟
سائلَ:
واو الحال من الجملة في سبعش م َ تمتن ُع ُ
سنا بَياتاً ،أو هم قائلونَ }.
-1أن تق َع بعد عاطفٍ ،كقوله تعالى{ :وكم من قري ٍة أهلكناها ،فجا َءها بأ ُ
ريب فيه}.
َ الكتاب ،ال
ُ -2أن تكونَ ُمؤكدة ً لمضمون الحمل ِّة قبلَها ،كقول ِّه سبحانهُ{ :ذلكَ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
نفردتين ،وتُرب ُ
ط ِّ مجتمعين ،و ُم
ِّ ماضيَّةً بعد "إالَّ" ،فتمتن ُع حينئ ٍذ من "الواو" و "قدْ" ِّ -3أن تكونَ
بالضمير وحدَهُ ،كقوله تعالى{ :ما يأتيهم من رسول إالَّ كانوا ب ِّه يستهزئونَ } .وال عبرة َ ِّب ُ
شذو ِّذ من ِّ
سكا ً بقو ِّل الشاعر: ذهب إلى جواز اقترانها بالواو ،تم ُّ
امر ًءا ه َِّر ٌم ،لم ت َ ْع ُر نائِّبَةٌ * ِّإالَّ وكانَ ِّل ُمرتْاعٍ بها َوزَ را* *نِّ ْع َم َ
أو إلى جواز اقترانها ِّبقَدْ ،تمسكا ً بقو ِّل اآلخر:
ضيْتُ قَ َ
ضا َءها* َّ
ِّي ،إال قَ ْد قَ َ ف حا َجةً * ِّلنَ ْفس َ ت هذا ْال َم ْوتُ لَ ْم ي ُْل ِّ* َمت َى يَأ ْ ِّ
وللكثير المسموعِّ في فصيح الكالم ،منثور ِّه ومنظومه. ِّ مخالف للقاعدةِّ، ٌ ألن ذلك شاذ َّ
-4أن تكون ماضيّة قب َل "أو" ،كقول الشاعر: ً
ش َّح علَ ْي ِّه .جادَ أ َ ْو بَ ِّخال*َجار ْأو َعدَالَ * َوالَ ت َ ُ * ُك ْن ِّللخَلي ِّل نَصيراًَ ،
()453/1
بالضمير وحدَهُ ،كقول ِّه تعالى{ :وال ت َمنُ ْن ِّ غير ُمقترن ٍة بِّق ْد وحينئ ٍذ تُرب ُ
ط -5أن تكونَ ُمضارعيّةً ُمثبَتةً َ
الواو معَها ،كقول ِّه تعالىِّ { :ل َم ُ َستكثر} ،ونحو" :جاء خالدٌ يحم ُل كتابهُ" .فإن اقترنت بِّقدْ ،وجب ِّ
ت ُ ت
يجب تجريدُها ُ َ
الواو وحدَها وال قد وحدَها .بل ُ ُ
تؤذونني؟ وقد تعلمونَ أني رسول هللاِّ إليكم} .وال يجوز ُ َ ُ
منهما معاً ،أو اقترانُها بهما معاً ،كما رأيت.
نفردتين ،وتُربَ ُ
ط ِّ جتمعتين و ُم
ِّ ب "ما" ،فتمن ُع حينئ ٍذ من الواو وقدُ ،م ضارعيّةً منفيّةً ِّ -6أن تكونَ ُم ِّ
بالضمير وحدَهُ كقول الشاعر: ِّ
صبًّا ُمتَيَّما؟* َ ب
ِّ ي
ْ ش َّ ال َ دعْ َ ب كَ َ ل ما َ ف * ٌ َبيبة
ش وفيكَ ُو، ب ص
ْ َ ت ما كَ * َع ْهدْت ُ
وقول اآلخر:
وف* ْ
ف َمط ُر ُ َّ ْ
ساجي الظ ْر ِّ ي بِّعُسْفانَ ِّ َ ّ
َّت ما ت ُ َك ِّل ُمنا * -ظ ْب ٌ صد ْ يوم َ *كأنَّها َ -
(وأجاز بعض العلماء اقترانها بالواو ،نحو" :حضر خليل وما يركب" .وليس ذلك بالمختار عند
ي بما فيه الوجهان أيضاً، الجمهور .والذوق اللغوي ال يأباه .قال السيوطي في (همع الهوامع) :والمنف ّ
نحو" :جا َء زيد وما يضحك؛ أو ما يضحك").
نفردتين ،كقوله ِّ جتمعتين و ُم
ِّ -7أن تكونَ ُمضارعيّةً َمنفيّةً ِّبـ "ال" ،فتمنع أيضا ً من "الواو" و "قَدْ" ُم
أرى ال ُهد ُهدَ} وقو ِّل الشاعر: ؤمنُ باهللِّ} ،وقول ِّه{ :ما لي ال َ تعالى{ :وما لَنا ال نُ ِّ
ب* ُ
سما َء -دَخَلتُها -الَ أح َج ُْ الرتِّفاعِّ قَ ِّبيلَ ٍة * دَخَلوا ال َّ *لَ ْو أ َ َّن قَ ْوما ً ْ -
(وأجاز قوم اقترانها بالواو ،لكنه بعيد من الذوق اللغوي ،قال ابن الناظم" :وقد يجيء (أي المضارع
المنفي بال) بالضمير والواو").
ي ولم يُو َح ي ،إِّل َّ وح َّ ُ
والضمير معا ،كقول ِّه تعالى{ :أو قالَ :أ ِّ ً ِّ فإن كانت َمنفيّةً بِّلَ ْم ،جاز أن تُربَط بالوا ِّو
َ
الشاعر:
ِّ إلي ِّه شي ٌء} ،وقو ِّل النابغة الذبياني
ْ ْ
َناولتهَُ ،واتقتنا باليَدِّ* َ َّ ْ َ طهُ * فت ََ صيف ولم ت ُ ِّر ْد إِّسقا َ ُ ط النَّ سقَ َ* َ
()454/1
()455/1
عامر * إلى َج ْعفَ ٍرِّ ،سربَالُهُ لَ ْم يُ َم َّزق* ُ آب*ولَ ْوالَ َجنَانُ اللي ِّل ما َ َ
وكر خالدٌ كأنَّهُ أسدُ ،والمنفيّة كقوله تعالى{ :وهللاُ يَح ُك ُم ال ُمعَ ْق َ
ب ي ،وج ُههُ ُمت َ َهلَلٌّ . وتقولُ" :جا َء عل ٌّ
ِّل ُحكمه}.
(وال يشترط القتران الجملة االسمية بالواو ،عدم اقترانها باال (كما توهم بعض أصحاب الحواشي
سامحهم هللا ،فان ذلك ثاتب في أفصح الكالم ،قال تعالى{ :وما أهلكنا من قرية إال ولها كتابٌ معلوم}.
وهذا الشرط إنما هو للجملة الماضيَّة فقط ،كما علمت ،وأما الجلمة االسمية فقد تقترن بهما معا ً كما
رأيت ،وقد تقترن باال وحدها ،كقوله تعالى{ :وما أهلكنا من قرية إال لها منذرون}).
ط بالضمير والواو وقَ ْد معاً ،كقوله تعالى: فأكثر ما تُربَ ُ ُ أ ّما الجملةُ الماضيّة الحاليَّة ،فإن كانت ُمبتَةً،
كالم هللاِّ ث ّم يُحرفونهُ من بعدظش ماَ فريق منهم يسمعون ٌ {أفت َْط َمعونَ أن يُؤمنوا لكم ،وقد كان
عقَلوهُ}.
ْ
وأق ُّل منه أن تربَط بالضمير َوق ْد فقط ،دون الوا ِّو ،كقول الشاعر: َ ُ
ارياتُ ال َه ِّ
واطلُ* س ِّ معارفَها ،وال َِّّ برب ِّْع الد َِّّار ،قَ ْد َغي ََّر البِّلى **وقَ ْفتُ َ
َ
ْ ُ َ
وأق َل من هذا أن تربَط بالضمير وحدَهُ ،دون الواو وقدْ ،كقوله تعالى{ :ه ِّذ ِّه بِّضاعتنا ُردَّت إلينا}، َ ُ
دورهم} ومنه قول الشاعر: ص ُ ت ُ ص َر ْ وقول ِّه{ :أو جا ُءوكم َح ِّ
ط ُر*ور بَلَّلَهُ القَ ْ
ض العُصفُ ُ *وإ ِّنّي لتعُ ُروني ِّل ِّذ ْك َراكَ ه ََّزة ٌ * َكما انتفَ َ
ط بالضمير والواو فقط ،دونَ قد ،كقوله تعالى{ :قالوا ،وأقبلوا عليه :ماذا الجميع أن تُربَ َ ِّ وأق ّل من
{أنؤمنُ لكَ واتّبعكَ األرذلونَ }. ِّ تف ِّقدون} ،وقوله:
ً ً
امتنعت معها "قد" ،فهي تُربَط غالبا بالضمير والواو معا ،نحو" :رج َع خا ِّلدٌ وما صن َع ْ إن كانت منفيّةً
ط بالضمير وحدَهُ ،نحو" :رج َع ما صن َع شيئاً". شيئاً" .وقد تُربَ ُ
()456/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ضمير يعودُ إلى صاحب الحالُ ،ربِّطت ٍ فإن لم تشتمل الجملةُ الماضيّةُ ،مثبتةً كانت أو منفيّة ،على
ال ُمثبتةُ بالوا ِّو وقد ،والمنفيّةُ بالواو وحدها ،وجوباً ،كما سبقَ .
(واما الجملة المضارعية الحالية ،فقد تقدم حكمها ،مثبتة ومنفية ،في الكالم على المواضع التي تمتنع
فيها واو الحال من الجملة ،فراجعه).
فائدة
لزوم "قد" مع جملة الماضي المثبت الذي لم يقع بعد "إال" وال قبل َ (أوجب البصريون ،إال األخفش،
"أو" مطلقاً ،سواء أربطت بالضمير ،أم بالواو ،أم بهما معا .فان لم تكن ظاهرة فهي مقدرة .وقد
ً
قدَّروها قبل الماضي في اآليات السابقة ،والمختار قول الكوفيين واألخفش ،وهو أنها ال تلزم إال مع
جملة الماضي التي لم تشتمل على ضمير صاحب الحال وهي تلزم في ذلك مع الواو ،كما تقدم .وال
تلزم في غير ذلك ،لكثرة وقوعها حاالص بدون "قد" ،واألصل عدم التقدير).
-10تَعَدُّدُ الحا ِّل
يجوز أن ت َتعدّدَ الحالُ ،وصاحبُها واحدٌ أو ُمت َعدّدٌ .فمثا ُل تعدُّدها ،وصاحبُها واحدٌ ،قولهُ تعالى{ :فر َج َع ُ
موسى إلى قوم ِّه غضبانَ أ ِّسفاً}.
وإن ت َعدّدَت وتعدّدَ صاحبها ،فإن كانت من لفظٍ واحدٍ ،ومعنًى واح ٍد ثَنّيتها أو جمعتها ،نحو" :جا َء
والقمر
َ الشمس
َ س َّخ َر لك ُم
راكبين .وسافر خلي ٌل وأخواه ماشِّيينَ " ،ومنه قوله تعالى{ :و َ ِّ سعيدٌ وخالدٌ
توالنجوم ُمس ّخرا ٍ
َ والقمر
َ والشمس
َ والنهار
َ ً ً
دائِّبَي ِّْن} (واألص ُل دائبة ودائبا) وقولهُ{ :وس َّخ َر اللي َل
بأمرهِّ}.
()457/1
ظهما فُ ِّ ّرقَ بينهما بغير عطفٍ ،نحو" :لَقيتُ خالدا ً ُمص ِّعدا ً ُمنحدراً .ولقيتُ دَعدا ً راكبةً اختلف لف ُ َ وإن
بس أعطيتَ الحال األولى للثاني ّ
ُؤمن الل ُ ْ ً ً
ماشيا .ونظرتُ خليال وسعيدا واقفي ِّْن قاعدا" .وإن لم ي ِّ ً ً
هو المنحدِّر َ فيكونُ ً ً ً
وجب أن تقول" :لقيتُ خالدا ُمنحدِّرا ُمص ِّعدا، َ واألخرى لألو ِّل .فإن أردتَ العكس َ
الباقيين ،جاز التقدي ُم والتأخير، ِّ المثالين
ِّ في كما المعنى، لظهور ،بس
ُ ّ الل من م
ِّ نَ ُ أ وإن د. ع
وأنت ُ ِّ
ص م ال
ألنهُ يمكنُكَ أن ت َُردّ ك ّل حال إلى صاحبها .فإن قلت" :لقيتُ دعدا ً ماشيا ً راكبةً .ونظرت خليالً وسعيدا ً
راكبين" ،جاز ِّلوضوح المعنى المراد .ومنه قول الشاعر: ِّ قاعدا ً
َ َ
*خ ََرجْ تُ بها أمشِّي ت َ ُج ُّر َورا َءنا * َعلى أث َ َريْنا ذَ ْي َل ِّم ْرطٍ ُم َر َّح ِّل*
-11ت َت َّمةٌ
تركيب خمسةَ عشَر ،واقعةً موقع الحا ِّل .وهي مبنيّة على فتح َ ألفاظ ،مر ّكبةٌٌ ب
وردت عن العَر ِّ
ُجز َءيها ،إالّ ما كان ُجزؤهُ األو ُل يا ًء فبناؤهُ على السكون.
ضربين:
ِّ ظ على وهذ ِّه األلفا ُ
تفرقِّين ،أو ُمنتشرين، شغ ََر بَغ ََر" ،أيُ " :م ّ شذَ َر َمذَ َر ،أو َ العطف ،نحو" :تَفَ ّرقُوا َ َ ب ،وأصلُهُ -1ما ُر ِّ ّك َ
الصقاً" ،ونحو" :لَقيتُهُ َكفّةَ َكفّةَ" ،أي: أو مت َشتّتينَ " ،ونحو" :هو جاري بيتَ بَيتَ " ،أيُ " :م ِّ
واجهاً". " ُم ِّ
وبادي بَدا َء ،وبَدْأة ََ
ْ ئ ِّبدا َء، َ
ِّي بَدْأة َ ،وبا ِّد َ ئ بَ ْد َء ،وباد ْ ب ،وأصلهُ اإلضافةُ ،نحو" :فَعلتُهُ با ِّد َ -2ما ُر ِّ ّك َ
سبا" ،أيُ " :مت َشتِّتين". َ
سبَا وأيادِّي َ بَدْأَة َ" ،أي" :فعلتُهُ َمبدوءا ً ب ِّه" ونحو" :تفَ َّرقوا ،أو ذَ َهبُوا أيدي َ
َ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )
ضمن العنوان ( التمييز )
()458/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()459/1
صة .وهو إ ّما غير ُمقدَّر باآللة الخا ّ غير ُمعي ٍّن -ألنهُ ُ المقدار -مما يَدُ ُّل على ِّ َ -3ما د َّل على ما يُشبهُ
سحاباً" ،أو الوزن كقوله البصر أرضاً .وما في السماء قَد ُْر راح ٍة َ ِّ إن يُشبهَ ال ِّمساحةَ ،نحو" :عندي َمدُّ
شرا يَ َرهُ} ،أو الكي ُل -كاألوعي ِّة - يعمل ِّمثقا َل ذَ َّرةٍ ًّ ْ ً
تعالى{ :فمن يع َم ْل ِّمثقا َل ذَ َّرةٍ خيرا يَ َرهُ ،و َم ْن
ً
سمنا ،وحُبٌّ عسال" ،وما أشبه ذلك ،أو ً ي َ ًّ
وكيس قمحاً ،وراقودٌ َخال ،ونِّحْ ٌ ٌ نحو" :عندي َج َّرة ٌ ما ًء،
قياس ،نحو" :عندي َمدُّ يَدِّكَ حبالً". الم َ ِّ
فتقر إلى التّمييز والتّفسير ،نحو" :لنا ِّمث ُل ما لَكم م
ٍ ُ ٍَ ُ ٍ مه ب م اسم كل من - المقادير ى جر م
ِّ َ ُ َ ي جر ُ أ ما - 4
غير ذلك َغنَماً" ،ومنه قولهُ تعالى{ :ولو جئْنا ِّبمثل ِّه َمدَداً}. خيالً .وعندنا ُ
عطف جوخاً". ٌ ضةً ،وساعةٌ ذهباً ،وثوبٌ صوفاًِّ ،
وم -5ما كان فرعا ً للتّمييز ،نحو" :عندي خات ٌم فِّ ّ
جره بمن ،نحو" :عندي ِّرط ٌل من زيتٍ، ويجوز ُُّ ت أنه يجوز نصبُهُ ،كما رأيتَ ، وحك ُم تمييز الذا ِّ
س ٍل" ،إال إذا اقتضت نطار َع َ
أرض ،وقِّ ُ ٍ ُ صبة ق من كتب" ،وباإلضافة ،نحو" :لنا قَ َ صندو ِّ وم ْل ُء ال ّ ِّ
ُ ً
إضافتُهُ إضافتين -بأن كانَ ال ُم َمي ُّز مضافا -فتمتن ُع اإلضافة ،ويت َعيَّنُ نصبُهُ أو َج ُّرهُ بِّ ِّمن ،نحو" :ما ْ
تمييز العدَدِّ ،فإن له أحكاما ً ستُذكر. ُ ب" .ويُستثنى منه سحا ٍ سحاباً ،أو من َ ماء قدَ ُر راح ٍة َ س ِّ في ال ّ
ّ ُ
-1ت َ ْميِّيز النِّ ْسبَ ِّة و ُحك ُمهُ
سروراً" .فإنَّ َ ً ُ ُ
سنَ علي خلقا .و َمأل هللا قلبَكَ ُ سرا لجمل ٍة ُمب َهم ِّة النسب ِّة ،نحوَ " :ح ُ ً تمييز النّسب ِّة :ما كان ُمف ّ ُ
ي ٍ ُمب َهمةٌ تحتم ُل أشيا َء كثيرة ،فأزلتَ إبها َمها بقولك "خلُقاً" .وكذا نسبةُ َم ْل ِّء ِّ
هللا سن إلى عل ّ نسبةَ ال ُح ِّ
القلب قد زال إبها ُمها بقولك" :سروراً". َ
()460/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ب ،نحو" :ما أشجعَهُ رجالً .أكر ْم ب ِّه تلميذاً .يا لهُ تمييز النسب ِّة االس ُم الواق ُع بعدَ ما يُفيدُ التَّع ُّج َ ِّ ومن
ي َمقاماً ،وارتف َع ٌّ عل م
َ َ ُ
ظ ع .ً ا واعظ ب
ِّ يشَّ بال كفى . ً ا جاع ُ
ش ٍ
د بخال َ ُكَ ب س ح .ً ال رج ُ ه حَ َ ي و . ً ال ط ب ه در
ِّ ُّ ُ َ هلل .ً ال رج
ُربتةً".
حول. وهو على قسمينُ :م َح َّو ٍل وغير ُم َّ
الرأس شيباً} ،ونحو" :ما أحسنَ خالدا ً أدباً!"، ُ فالمحولُ :ما كانَ أصلُهُ فاعالً؛ كقوله تعالى{ :واشتع َل َّ
عيوناً} ،ونحو" :زَ َرعتُ الحديقةَ شجراً" ،أو ُمبتدأ، األرض ُ َ أو مفعوالً ،كقوله سبحانهُ{ :وف َّجرنا
ً
وأكبر عقال". ُ ً أوفر علما وأعز نفرا" ،ونحو" :خلي ٌل ُ ً ُّ ً أكثر منكَ ماال عز وجلَّ" :أنا ُ كقوله َّ
وغير المحول :ما كان غير ُ جرهُ بِّمن أو باإلضافة ،كما رأيتَ . يجوز ُّ ُ ً
و ُحكمهُ أنهُ منصوبٌ دائما .وال
ً ً
س َموتَ أديبا .عظمت شجاعا ،هلل دَ ُّرهُ فارسا ,مألتُ ُ ً ً
محول عن شيء ،نحو" :أكر ْم بسليم رجالَ . ّ
أكرمكَ رجالً". َ ما .ً ا بُ ت ُ
ك خزائني
أكر ْم به من رجل. ِّ فارس. من ه ر
َ ُّ ُ د "هلل نحو: من، ب ه
َ ُ ِّ ر ج ُ
ويجوز ، رأيتَ كما ُ، ه ُ ب نص و ُحك ُمهُ أنهُ يجوز
س َموتَ من أديب". َ
مييز ،إن لم يكن من حنس ما قبلَهُ ،نحو" :أنتَ ِّ َّ ت ال على ً ا وجوب ب ُ ص َ ين التفضيل اسم َ د بع ما َّ
أن واعلم
أعلى منزالً".
ّ
وجب َج ُّرهُ بإضافت ِّه ،إلى "أفعل" ،نحو" :أنتَ أفض ُل رج ٍل" .إال إذا كانَ َ فإن كان من جنس ما قبلهُ
نصب التمييز حينئذٍ ،لتعذ ِّر اإلضافة َمرتي ِّن ،نحو" :أنتَ أفض ُل ُّ ُ فيجب
ُ "أفعَلُ" مضافا ً لغير التَّمييز،
الناس رجالً". ِّ
صريح يز العَدَ ِّد ال َّ َ
ُ -4حك ُم ت ْميِّ ِّ
مجرور باإلضافة وجوباً ،منَ الثالث ِّة إلى العشرة ،نحو" :جا َء ثالثةُ ٌ ع
ٌ مجمو ريح
تمييز العد ِّد َّ ِّ
ص ال ُ
ظ ِّمئَةٍ ،فيكون مفردا ً غالباً ،نحو" :ثالث ِّمئَةٍ" .وقد يُجم ُع التمييز لف َ ُ وعشر نِّسوةٍ" ،ما لم يكن ُ رجا ٍل،
األلف فمجموع البتةَ ،نحو" :ثالثة آالفٍ ". ُ ث مئينَ ،أو ِّمئاتٍ" .أما نحو" :ثال ِّ
()461/1
جمع
ٍ ُجر باإلضافة إن كان جمعا ً كعشر ِّة رجا ٍل .فإن كان َ
اسم أن ُمميَّزَ الثالث ِّة إلى العشرة ،إنما ي ُّ واعلم َّ
بع
س ٍ ير ،و َ اسم جنسُ ،ج َّر بمن .فاألولُ :كثالث ٍة من القوم ،وأَربع ٍة من اإلبل ،والثاني :كست َّ ٍة من َّ
الط ِّ أو َ
ُجر باإلضافة كقوله تعالى{ :وكان في المدين ِّة َّ ً
من النَّخ ِّل .قال تعالى{ :فَ ُخذ أربعة من الطير} .وقد ي َُّ ْ
صدَقة" ،وقال الشاعر: ٌ َمس ذَ ْو ٍد َث "ليس فيما دونَ خ ٍ تسعةُ َر ْهطٍ } .وفي الحدي ِّ
الزمانُ على ِّعيالي* جار َّ ث ذَ ْو ٍد * لَقَ ْد َ *ثَالث َةُ أَنفُ ٍس ،وثَالَ ُ
عشر تلميذاً ،وتس ٌع َ فالتمييز مفردٌ منصوبٌ ،نحو" :جاء أحدَ ُ عشر إلى تسع ٍة وتسعينَ ، َ وأما م َع أحدَ
ً ً ً
وتسعونَ تلميذة" .وأما قوله تعالى{ :وقطعناه ُم اثنت ْي عشَرة َ أسباطا} ،فأسباطا :ليس تمييزا الثنت ْي َّ َ ً
ألن التمييزَ هنا ال يكونُ إال والتمييز ُمقدَّر ،أي :قطعناهم اثنتي عشرة َ فِّرقةًَّ ، ُ َعشرة َ ،بل بد ٌل منه
العلماء -لَ َما جازَ هنا جع ُل "أَسباطا ً ِّ مذهب بعض ُ مفرداً .ولو جازَ أن يكون مجموعا ً -كما هو
عشر أسباطاًَّ ،
ألن َ وقطعناهم اثنت ْي َّ ط جم ُع سِّبطٍ ،وهو ُمذ َّكر ،فكان ينبغي أن يُقالَ: تمييزاً ،ألن األسبا َ
مر بك في بحث المركبات. ٌ
اإلثنين تُوافِّ ُق المعدودَ ،والعشرة َ ،وهي مركبة ،كذلك ،كما َّ
ُ
مجرور باإلضافة وجوباً ،نحو" :جا َء ِّمئَة رج ٍل؛ ٌ واأللف و ُمثنَّاهما وجم ِّعهما ،فهو مفردٌ ِّ وأما م َع المئ َ ِّة
المئ َة منصوبا ً ُ
تمييز ِّ َّ غالم" .وقد شذ ٍ آالف
ِّ ُ َ َ
والف رج ٍل ،وألفا امرأةٍ ،وثالثة ُ الم، ومئاتُ ُ
غ ٍ ومئ َتا امرأ َةٍِّ ، ِّ
في قوله:
ُ
س َّرة َوالفَتا ُء* ْ
َب ال َم َ ّ َ َ ً
عاش الفَتى ِّمئَتَي ِّْن عاما * فق ْد ذه َ ْ َ *إذا
ُ
هاميَّة وت َْميِّيزها ْ
" -5كم" االستِّف ِّ
قسمين :استفهاميّة و َخبَريّة. ِّ كم على
سافر؟" .وال تق ُع إالّ في ً ف َك ِّم االستفهاميةُ :ما يُستف َه ُم بها عن عد ٍد ُمب َه ٍم يُراد ت َعيينُهُ ،نحو" :كم رجالً
ت االستفهام. الكالم ،كجميع أَدوا ِّ ِّ صدر
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()462/1
من ُمقدَّرةً، ضعفٍ -بِّ ْ جر جاز جره -على َ حرف ّ ُ و ُممي ُّزها مفردٌ منصوبٌ ،كما رأَيتَ .وإن سبقها
الكتاب؟" أَي :بكم من درهم اشتريته؟ ونصبُهُ أَولى على ك ِّّل حا ٍل. َ نحو" :بك ْم درهم اشتريتَ هذا
"م ْن". إظهار ُِّ ضعف منهُ ضعيف .وأ َ
ٌ وجرهُُّ
والجار والمجرور ،ونحو" :كم ِّ ّ ّ
ع الفصل بالظرف ويكثر وقو ُ ُ ويجوز الفص ُل بينها وبينَ ُمميِّّزها. ُ
ً
عندَك كتابا؟* كم في الدار رجال؟" .ويَ ِّق ُّل الفص ُل بينهما بخبرها ،نحو" :كم جا َءني رجال؟" ،أو ً ً
بالعامل فيها نحو" :كمن اشتريتَ كتاباً؟".
تمييزها ،مثل" :كم مالُكَ ؟" أي :كم درهماً ،أو ديناراً ،هُو؟. ِّ حذف
ُ ُ
ويجوز
مضاف ،نحو" :في كم ساعة ٌ جر ،أو حرف ٍ ّ ُ جر ،إن سبقَهاب ،أَن تكونَ في مح ِّّل ٍ ّ و ُحك ُمها ،في اإلعرا ِّ
"رأي كم رجالً أّخذتَ ؟" ،وأن تكونَ في محل نصب إن كانت استفهاما ً عن َ ونحو: بلغتَ د َمشقَ ؟"،
رف ،ألنها تكونُ مفعوالً الظ ِّ المصدر ،ألنها تكونُ مفعوالً مطلقاً ،نحو" :كم إحسانا ً أحسنت؟" ،أو عن ّ
ْ
فيه ،نحو :كم يوما ً ِّغبْتَ ؟ وكم ميالً سِّرتَ ؟" ،أَو عن المفعول به ،نحو" :كم جائزة ً نِّلتَ ؟" أو عن خبر
َ
الناقص ،نحو" :كم إخوتُكَ ؟". ِّ الفع ِّل
خبر .فاألو ُل نحو" :كم رفع على أنها مبتدأ أو ٌ كر ،كانت في محل ٍ ُ ً
فإن لم تكن استفهاما عن واح ٍد مما ذ َ
كتابا ً عندَكَ ؟" ،والثاني نحو" :كم كتُبكَ ؟" .ولك في هذا أيضا ً أن تجعل "كم" مبتدأ وما بعدَها خبراً.
واألول أولى.
ُ
" -6كم" ال َخبَ ِّريَّة وت َْميِّيزها
عالم
ٍ "كم نحو: ، ة
ِّ ّ ي الكم م ه ب
ُ َ ِّم كثير د َ دع عن ً اإخبار وتكونُ " "كثير
ٍ بمعنى تكون كم الخبريّةُ :هي التي
حذف ُمميّزها ،إن د َّل ُ الكالم ،ويجوز ِّ رأيتُ !" ،أي :رأيتُ كثيرا ً من العلماء وال تق ُع إالّ في صدر
صيتَ أمري!" ،أي" :كم َم َّرةٍ عصيتَهُ!". عليه دليلٌ ،نحو" :كم َع َ
()463/1
علم قرأتُ !" ونحو: وحك ُم ُمميّزها أن يكونَ مفرداً ،نكرةً ،مجرورا ً باإلضاف ِّة إليها أو بِّمن ،نحو" :كم ٍ
ف!" .وإفرادُهُ أَولى. أعر ُ
لوم ِّ
ع ٍ ويجوز أن يكون مجموعاً ،نحو" :كم ُ ُ "كم من كريم أكرمتُ !".
وجب نصبُهُ على التَّمييز ،المتناعِّ اإلضاف ِّة م َع َ ص َل بينهما ويجوز الفص ُل بينها وبينَ ُمميّزها .فإن فُ ِّ
ُ
من ظاهرةً ،نحو" :كم جره بِّ ْالفص ِّل ،نحو" :كم عندكَ درهماً!" ،ونحو" :كم لك يا فتى فضالً!" أو ُّ
ً ّ
عندكَ من درهم!" .ونحو" :كم لك يا فتى من فضل!" .إالّ إذا كان الفاصل فعال ُمتعدّيا متسلطا على
ً ً
يلتبس بالمفعول به فيما لو قلت" :كم قَرأتُ َ ب" ،كيال جرهُ بمن ،نحو" :كم قَرأتُ من كتا ٍ فيجب ُّ
ُ "كم"،
كتاباً".
المرات(وذلك ألن الجملة األولى تدل على كثرة الكتب التي قرأتها ،والجملة األخرى تد ّل على كثرة ّ
التي قرأت فيها كتاباً .فكم في الصورة األولى في موضع نصب على أنها مفعول به مقدم لقرأت،
وفي الصورة األخرى في موضع نصب على أنها مفعول مطلق له .ألنها كناية عن المصدر،
والتقدير :كم قراءة قرأت كتابا ً فيكون تمييزها محذوفاً).
تمييز "كم" ُ معروف!" ،أن ت َرفعَهُ على أنه فاعل "نالَ" ،فيكون ٌ ويجوز في نح ِّو" :كم نالني منك
ً ً
مرةٍ!" .ويجوز أن تنصبَهُ على التمييز ،فيكون فاع ُل "نال" ضميرا مستترا يعود إلى مقدَّراً ،أي" :كم َّ
"كم.
ُ ً
وحك ُم "كم" الخبريّ ِّة ،في اإلعراب ،ك ُحكم "كم" االستفهامية تماما ،واألمثلة ال تخفى.
حرف
ُ ت ُجملَتيهما ،إالأن "كم" االستفهاميةَ مو "كم" الخبريَّةَ ،ال يَتقدَّ ُم عليهما شي ٌء من متعلَّقا ِّ واعلم َّ
الجر .فاألولى نحو" :بكم درهما ً اشتريتَ هذا الكتاب؟" ونحو: َّ عمالن فيهما
ِّ الجر والمضاف ،فهما يَ ّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
س ِّمعتُ "ديوانَ كم شاعرا ً قرأتَ ؟" ،والثانيةُ نحو" :إلى كم بل ٍد سافرتُ !" ونحو" :خطبةَ كم خَطي ٍ
ب َ
فَ َوعيتُ !".
()464/1
َين عن عد ٍد ُمب َه ٍم مجهو ِّل وتشتركُ "كم" االستفهاميةُ و "كم" الخبريّة في خمس ِّة أمور :كونُهما كنايت ِّ ِّ
التصدير ،واالحتيا ُج إلى
ِّ م
ُ زو ُ لو ، السكون
ِّ على النباء
ِّ وكون ،َّتين
ِّ ي بن م
ُ هما ُ ن وكو ، قدار
ِّ ِّ والم الجنس
التَّمييز.
ويفترقان في خمسة أمور أيضاً: ُ ِّ
مختلفان إعراباً .وقد تقدَّم شر ُح ذلك. ِّ ميزيهما أن ُم َّ -1
ب سأشتري!" ،كما ال تقولُ: يجوز أن تقول" :كم كت ُ ٍ ُ تختص بالماضيَ ،ك ُربَّ ،فال ُّ أن الخبريّة َّ -2
ً
دار سأبني" .ويجوز أن تقول" :كم كتابا ستشتري؟". "ربَّ ٍ ُ
ً
-3أن المتكلم بالخبرية ال يستدعي جوابا ،ألنه مخبِّ ٌر ،وليس بُمستف ِّهم. َ
ي
الكالم الخبر ّ
َ َّ
أن التصديقَ أو التكذيب يتو َّجهُ على الخبرية ،وال يتو ّجه على االستفهاميّة ،ألن َّ -4
ي ،ألنه إنشائي. والكذب .وال يحتملُهما االستفهام ُّ َ يحتم ُل الصدقَ
يقترنُ بهمزة االستفهاميّة ،تقولُ" :كم رج ٍل في الدار! َعشَرةٌ ،بل أن ال ُمبدَل من الخبري ِّة ال ِّ َّ -5
ب اشتريتَ ! َعشَرةً ،بل عشرينَ " ،أما ال ُمبدَ ُل من االستفهامي ِّة فيقترن بها، عشرونَ " .وتقولُ" :كم كتا ٍ
َ َ
أعشرة ٌ أم عشرون؟" ونحو" :كم كتابا ً اشتريتَ ؟ أعشرة ً ،أم عشرين؟". َ نحو" :كم كتُبُكَ ؟
" -7كأ َ ِّيّ ْن" وت َْميِّ ُ
يزها
واالفتقار إلى التمييز،
ِّ ي ٍ أيضاً) مثل" :كم" الخبريّة معنًى .فهي تُوافقُها في اإلبهام، َب :كأ ّ كأي ّْن( :وتُكت ُ
واالختصاص بالماضي.
ِّ زوم أن تكونَ في صدر الكالم، ُ ّ
والبناء على السكون ،وإفادةِّ التكثير ،ول ِّ ِّ
ي قات َل معَهُ ِّربَيُّونَ كثير}، ْ ْ ً
وحك ُم ُمميزها أن يكون مفردا مجرورا بِّ ِّمن ،كقوله تعالى{ :وكأيّن من نَب ّ ً
َحم ُل رزقَها ،هللاُ يَرزقُها وإياكم} وقو ِّل الشاعر: وقول ِّه{ :وكأي ّْن من دابّة ال ت ِّ
صهُ ،في الت َّ َكلُّ ِّم!* ب * ِّزيادَتُهُ ،أَو نَ ْق ُ امتٍ ،لكَ ُمعج ٍ ص ِّ *وكا ِّئ ْن ت ََرى ِّم ْن َ َ
ُنصب على قِّلَّة ،كقو ِّل اآلخر: ُ ي وقد
ومنَّةً * قَديماً! وال تَد ُْرونَ ما َم ُّن ُم ْن ِّع ِّم؟* ضالً َعلَ ْي ُك ْم ِّ *وكائِّ ْن لَنا فَ ْ َ
()465/1
وقول غيره:
عس ٍْر!* بالرجا ،فَ َكأ ِّيّ ْن * آ ِّلما ً ُح َّم يُس ُْرهُ بَ ْعدَ ُ
س َّ ط ُر ِّد ْاليأ ْ َ
*أ ُ ْ
وحكمها في اإلعراب ،كحكم أ ُختها "كم" الخبرية ،إال انها إن وقعت مبتدأ ال يُخبَر عنها إال بجمل ٍة أو
"كأين من رج ٍل ْ والجار والمجرور) ،كما رأيتَ وال يُخبَ ُر عنها بمفردٍ ،فال يقالُ: ّ رف
الظ ِّ شبهها (أي َّ
جاه ٌل طريق الخير!" ،بخالف "كم".
يزها َ " -8كذا" وت َ ْميِّ ُ
ً ً ً
تكونُ "كذا" كناية عن العد ِّد المب َه ِّم ،قليال كان أو كثيرا ،نحو" :جاءني كذا وكذا رجال" ،وعن الجمل ِّة، ً
بالعطف ،كما رأيت .وقد تُستع َم ُل ُمفردَة ً أو ِّ كررة ًنحو :قلتُ " :كذا وكذا حديثاً" والغالب أن تكونَ ُم َّ
عطف. مكررة ً بال َ َّ
يجوز جرهُ .قال الشاعر: ُ وحك ُم ُمميّزها أنه مفردٌ منصوبٌ دائماً ،كما رأيت .وال
* ِّع ِّد النَّ ْفس نُ ْعمى ،بَعدَ بُؤْ ساكَ ،ذاكرا ً * َكذا و َكذا لُ ْ
طفا ً ب ِّه نُس َ
ِّي ال َج ْهدُ*
و ُحك ُمها في اإلعراب أنها مبنيّةٌ على السكون .وهي تقع فاعالً ،نحو" :سافر كذا وكذا رجالً" ،ونائب
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
كر َم كذا وكذا مجتهداً" ،ومفعوالً به نحو" :أكرمتُ كذا وكذَا عالماً" ،ومفعوالً فيه، فاعل ،نحو" :أ ُ ِّ
اللص كذا
َّ نحو" :سافرتُ كذا وكذا يوماً .وسرت كذا وكذا ميالً" ،ومفعوالً مطلقاً ،نحو" :ضربتُ
ضربةً" ،ومبتدأ ،نحو" :عندي كذا وكذا كتاباً" ،وخبراً ،نحو" :المسافرونَ كذا وكذا رجالً". وكذا َ
حكام للت َّ ْم ِّييزبعض أ َ ٍ ُ -9
تمييز الجمل ِّة هو ما فيها من فعل أوِّ ت هو االس ُم ال ُمب َه ُم الممي َُّز ،وفيتمييز الذا ِّ
ِّ ب في -1عام ُل النّص ِّ
ِّشبه ِّه.
التمييز على عامله إن كان ذاتاً" :كرطل زيتاً" ،أو فعالً جامداً ،نحو" :ما أحسنَهُ رجالً. ُ -2ال يَت َقدَّ ُم
ف ،كقول ِّه: المتصر ِّ
ّ ً
مرو امرأ" .ونَدَر ت َقدُّ ُمهُ على عامل ِّه عم زيدٌ رجال .بِّئس َع ٌ ً نِّ َ
ون يُنادي ِّجهارا!*. ُ
الم َمن ِّ
يب بِّنَ ْي ِّل ال ُمنى؟ * ودا ِّعي ْ *أَنَفسا ت َِّط ُ
ً ْ
"طاب نفسا ً علي".
َ ٌ
فجائز ،نحو: طهُ بينَ العام ِّل ومرفوع ِّه س ُ أ ّما ت َو ُّ
()466/1
التمييز إالّ اسما ً صريحاً ،فال يكونُ جملةً وال ِّشب َهها. ُ -3ال يكونُ
ُّ
-4ال يجوز تعددُهُ.
هلل
ِّ " نحو: ،هِّ موصوف عن ناب
َ ً ا وصف كان إن ،ً ا مشتق يكونُ وقد . ً ا جامد ً ا اسم يكونَ -5األص ُل فيه أن
دَ ُّرهُ فارساً! .ما أحسنَهُ عالماً! .مررت بعشرينَ راكباً".
درهُ رجالً فارساً ،وما أحسنه رجالً عالماً ،ومررت بعشرين رجالً راكباً". (ألن األصل" :هلل ّ
فالتمييز ،في الحقيقة ،انما هو الموصوف المحذوف).
-6األص ُل فيه أن يكونَ نكرةً .وقد يأتي معرفةً لفظاً ،وهو في المعنى نكرةٌ ،كقول الشاعر:
ْس َع ْن َع ْم ِّرو* س يَا قَي ُصدَ ْدتَ َ ،و ِّطبْتَ النَّ ْف َ *رأَيتُكَ لَ َّما أ َ ْن َع َر ْفتَ ُوجوهَنا * َ َ
وقول اآلخر:
َ
ب لم ت ِّقدْ"*. عب؟ َوال َح ْر ُ الر َ * َعالَ َم ُم ِّلئْتَ ُّ
"طبتَ نفساً ،و ُملِّئتَ رعباً" ،كما قال تعالى{ :لَ َو ْليتَ منهم فراراً ،،ولُ ُملئتَ فإن "أل" زائدةٌ ،واألصلِّ :
سه} ،وقال: سهُ" أي" :أ ِّل َم رأساً" .قال تعالى{ :إالّ َم ْن َ
س ِّفه نَف َ فالن رأ َ ٌ منهم ُرعباً} .وكذا قولهم" :أ ِّل َم
س ِّفهَ نفساً ،وبَ ِّط َرت َمعيشةً" .فالمعرفةُ هنا ،كما ترى، ت َمعيشَتها} ،أيَ " : {وكم أهلكنا من قرية بَ ِّط َر ْ
في معنى النكرة.
(وكثير من النحاة ينصبون االسم في نحو" :ألم رأيه ،وسفه نفسه ،وبطرت معيشتها" على التشبيه
مر من األمثلة .والحق بالمفعول به .ومنهم من لم يشترط تنكير التمييز ،بل يجيز تعريفه مستشهدا ً بما ّ
أن المعرفة ال تكون تمييزا ً إال اذا كانت في معنى التنكير ،كما قدمنا).
عشر
َ هور عندَ هللاِّ اثنا ش ِّ {إن ِّعدَّة َ ال ُّ
لماء ،كقوله تعالىَّ : التمييز مؤ ّكداً ،خالفا ً لكثير من العُ ِّ ُ -7قد يأتي
للبيان ،ألن الذات معروفة، َّ ِّ ً ً
ب عشرينَ كتابا" ،فشهرا وكتابا لم يذكرا ً من الكت ِّ "اشتريتُ شهراً} ونحو:
وإنما ذُكرا للتأكيد .ومن ذلك قول الشاعر:
ُ
س الفَحْ ُل فَحْ لُ ُهم * فَحْ الً ،وأ ُّم ُه ُم زَ الَّ ُء ِّم ْن ِّطي ُق* *و الت َّ ْغ ِّل ِّبيُّونَ بِّئْ ََ
()467/1
()468/1
ع ُ
جزهُ وجر َ
َّ صدرهُ بما تقتضي ِّه العواملُ،
ُ اعرب
َ اضيف
َ أن العددَ المر ّكب إذا
ويرى الكوفيّون َّ
والمختار عند النُّحاة
ُ عشركَ "
ِّ أعط من خمس ِّةعشركَ ِّ .
ِّ ْ
َركُ .خذ خمسةَ ُ
باإلضاف ِّة نحو" :هذه خمسة عش ِّ
َّ
أن هذا العددَ يلزم بنا َء الجزءين ،كما قدَّمنا.
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )
ضمن العنوان ( االستثناء )
االستثناء ،من حكم ما قبلَهُ ،نحو: ِّ االستثنا ُء :هو إخرا ُج ما بعدَ "إالّ" أو إحدَى أخواتها من أدوات
"جا َء التالميذُ إالّ عليّاً".
خر ُج منه " ُمستثنى منه". خر ُج يُس ّمى "مستثنى" ،وال ُم َ وال ُم َ
س ًوى -بضم السين وغير و ِّس ًوى (بكسر السين .ويقال فيها أيضا ً ُ ٌ َ
ولالسثناء ثماني أدواتٍ ،وهي" :إالّ ِّ
وليس وال يكونُ ".
َ سوا ٌء -بفتحها) وخَال و َعدا وحاشا -و َ
وفي هذا المبحث ثمانية مباحث:
ث عا َّمةٌ
باح ُ
َ -1م ِّ
َّ
قسمانُ :متص ٌل ومنقط ٌع. ِّ -1ال ُمستثنى
ً
فال ُمتّصلُ :ما كان من جنس ال ُمستثنى منه ،نحو" :جا َء المسافرون إال سعيدا".
ب" -2 .االستثناء :استفعا ٌل الدار إالّ الكت ُ َ
ُ استثني منه ،نحو" :احترقت َ ليس من جنس ما وال ُمنقط ُع :ما َ
لفظ ال ُمستثنى منه عن عمومه، صرف ِّ ُ ص َرفهُ عنه ولواه .فاالستثنا ُء: من "ثنَاهُ عن األمر يثني ِّه" :إذا َ
أن خالدا ً بإخراج المستثنى من أن يتناولهُ ما ُح ِّك َم به على المستثنى منه .فإذا قلتَ " :جا َء القو ُمُ ،
ظ َّن َّ
باستثناء
ِّ عمومه ظ "القوم" عن ُ المجيء أيضاً ،فإذا استثنيتَهُ منهم ،فقد صرفتَ لف َ ِّ داخ ٌل معهم في حكم
ص صف ٍة المحكوم به على القوم .لذلك كان االستثنا ُء تخصي َ ِّ المجيء
ِّ أح ِّد أفراد ِّه -وهو خالدٌ -من حكم
شمولها بواسطة أداةِّ من أدوات االستثناء. عا ّم ٍة بذكر ما يَدُ ُّل على تخصيص عمومها و ُ
()469/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ي ،ألنه يُفيدُ التخصيص بَعدَ فإذا علمتَ هذا ،علمتَ أَن االستثناء من الجنس ،هو االستثنا ُء الحقيق ُّ
عموم الحكم .وأَما االستثنا ُء من غير الجنس فهو استثنا ٌء ال معنى له إالّ ظ ُّن من ُ التّعميم ،ويُزي ُل ما يُ َ
سهُ .فإذا قلتَ " :جا َء المسافرون إال ص جن َ االستدراكُ ،فهو ال يُفيدُ تخصيصاً ،ألن الشي َء إنما يُخ ّ
ص ُ
ظ فال يحتا ُج إلى ما أَمتعت َ ُهم" ،فلفظ "المسافرين" ال يتناول األمتعةَ ،وال يد ُّل عليها .وما ال يَتناولهُ اللف ُ
لكن إنما استثنيتَ هُنا استدراكا ً كيال يُت َوهم أن أَمتعت َ ُهم جا َءت َمعهم أَيضاً ،عادة َ يخر ُجهُ منهُْ .
المسافرين.
خصيص بعدَ التعميم ،ألنهُ استثنا ٌء من الجنس .واالستثنا ُء ال ُمنقط ُع يُفيدُ َ َّ َّ
فاالستثنا ُء المتص ُل يُفيدُ الت
خصيص ،ألنه استثنا ٌء من غير الجنس. َ االستدراكَ ال الت ّ
-3ال يستثنى إالّ من معرف ٍة أو نكرةٍ ُمفيدةٍ ،فال يقا ُل "جا َء قو ٌم إال رجالً منهم" ،وال "جا َء رجا ٌل إال
خالداً" .فإن أفادت النكرة ُ جاز االستثناء منها ،نحو" :جا َءني رجا ٌل كانوا عندكَ إالّ رجالً منهم"
ثونحو" :ما جا َء أحدٌ كانوا عندكَ إالّ رجالً منهم" ونحو" :ما جا َء أحدٌ إال سعيداً" ،قال تعالى{ :فَلَ ِّب َ
لف سن ٍة إال خمسينَ عاماً}. في قوم ِّه أ َ َ
ق النفي أو النَّهي أو االستفهام. وصفت ،أو وقعت في سيا ِّ ْ
ضيفت ،أو ِّ ُ وتكونُ النكرة ُ مفيدة إذا أ
صت جاز، ص َ صص ،فال يقالُ" :جاء القو ُم إالّ رجالً" .فإن تُخ ّ وكذا ال يُستثنى من المعرفة نكرة ٌ لم تخ َّ
سوءٍ ". نحو" :جاء القو ُم إالّ رجالً منهم ،أو إالَّ رجال مريضا ،أو إال رج َل ُ
ّ ً ً
()470/1
()471/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
َب* ق َمذْه ُ َب ال َح ّ ِّ ي إِّالَّ َم ْذه َ ي إِّالَّ آ َل أَحمدَ ِّشيعَةٌ * وما ِّل َ *و َما ِّل َ
نصب المستثنى بإال ،وجاز جعلهُ بدالً من المستثنى ُ جاز منه، ستثنى م
ُ ال صفة على المستثنى فإن تقد ََّم
سو". منه ،نحو" :ما في المدرسة أحد إال أخاك ،أو إالّ أخوكَ َ ،ك ٌ
متى يجوز في المستثنى باالّ الوجهان
ُ
يجوز في المستثنى بإالّ الوجهان َ -جعلهُ بَدَالً من المستثنى منه .ونصبُهُ باالّ -إن وق َع بعدَ المستثنى
ي ،نحو" :ما جا َء القو ُم إالّ علي ،وإال علياً" .وتقو ُل في ِّشبه النفي: ي ٍ أو ِّشب ِّه منف ّ كالم تام منف ّ منه في ٍ
"ال يَق ْم أحدٌ إال سعيد ٌ ،وإال سعيدا .وهل فع َل هذا أحدٌ إال أنت ،وإال إياك!" واالتباع على البدليّة أولى. ً ّ
ئ إال امرأتُكَ "، لتفت منكم أحدٌ إال امرأتَكَ }" .وقُر َ والنصب عربي َج ِّيّدٌ .ومنه قوله تعالى{ :وال يَ ْ ُ
بالرفع على البدلية.
ئ "إالّ قليالً" بالنصب َ وقر منهم}، ٌ
ل قلي َّ الإ ُ ه فعلو {ما تعالى: ُ ه ُ لقو ، ي
ٌّ منف م
ُ والكال ومن أمثلة البدليّ ِّة،
باالّ ،وقولُهُ{ :ال إله إالّ هللاُ} ،وقوله{ :ما من إله إالّ إلهٌ واحدٌ} ،وقوله{ :ما من إل ٍه إالّ هللاُ}.
يغفر الذُّ َ
نوب ِّإالّ هللاُ!}، ومن أمثلتها ،والكال ُم ِّشبهُ منفي ،ألنهُ استفها ٌم إنكاري ،قولهُ تعالى{ :و َمن ُ
ط من رحم ِّة رب ِّه إالّ الضّالون؟!}. وقولهُ{ :و َمن يقنَ ُ
والنصب بإالّ،
ُ ُ فيجوز فيما بعدَ "إالّ" الوجهان أيضا ً -البدليّة ُ النفي معنوياً ،ال باألداةِّ، ُ وقد يكونُ
ُ ً ّ
أخالق القوم إال خالدٌ ،وإال خالدا" ،ألن المعنى :لم تَبقَ أخالقهم على ما ّ ُ والبدليّة أولى -نحو" :ت َبدَّلت
كانت عليه ،ومنه قول الشاعر:
ْ
ي َوال َوتِّد ُ* ُّ َّ
ص ِّري َم ِّة ِّم ْن ُه ْم َم ْن ِّز ٌل َخلَ ٌق * عافٍ ،تَغَي ََّر ،إال النؤْ ُ *وبَال َّ
فمعنى تغي َّر :لم يبقَ على حاله.
()472/1
(وانما جاز الوجهان في مثل ما تقدم ،ألنك ان راعيت جانب اللفظ نصبت ما بعد (اال) ،ألن الجملة قد
استقوفت جزءيها -المسند والمسند اليه -فيكون ما بعد (اال) فضلة ،والفضلة منصوبة ,وان راعيت
جانب المعنى رفعت ما بعدها ،ألن المسند إليه في الحقيقة هو ما بعد (اال) .لذلك يصح تفريغ العامل
الذي قبلها له وتسليطه عليه .فان قلت" :ما جاء القوم إال خالد .أو خالداً" ،ص ّح أن تقول" :ما جاء إال
خالد" ،فنصبه باعتبار أنه عمدة في المعنى ،فهو بدل مما قبله ،والمبدل منه في حكم المطروح .أال
ترى أنك ان قلت" :أكرمت خالدا ً أباك" ،ص ّح أن تقول" :أَكرمت أَباك").
ثالث فوائد
َّ ّ َ
يجوز ،في نحو" :ما أحدٌ يقو ُل ذلك إال خالدٌ"َ ،رف ُع ما بعد "إال" على البدليّ ِّة من أحدٌ (وهو ُ -1
ويجوز نصبُهُ على االستثناء .ويجوز في نحو" :ما ُ األولى) ،أو على البدليّة من ضمير "يقولُ".
األولى) ،ونصبُهُ ً
نصب ما بعد "إال" على البدليّة من "أحدا" (وهو ْ ُ رأيتُ أحدا ً يقو ُل ذلك إالّ خالداً،
"بإال" ويجوز رفعه على أنه بد ٌل من ضمير "يقولُ" ومن مجيئ ِّه مرفوعا ً على البدليّة من ضمير
الفع ِّل المستتر قو ُل الشاعر:
*في لَ ْيلَ ٍة ال ن ََرى ِّبها أ َ َحدا ً * يَحْ ِّكي َعلَيْنا ِّإالَّ َكوا ِّكبُها*
-2تقولُ" :ما جا َءني من أح ٍد إال خالداً ،أو إال خالدٌ" .فالنصب على االستثناء ،والرف ُع على البدليّة من
الجر على البدليّة
ُّ ُ
يجوز فيه محل "أحد" ،ألن محله الرفع على الفاعليّة ،ومن :حرف جر زائد .وال
من لفظ المجرور.
()473/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(ألن البدل على نية تكرار العامل .وهنا ال يجوز أن تكرره ،فال يجوز أن تقول" :ما جاءني من أحد
إال من خالد" .وذلك ألن "من" زائدة لتأكيد النفي ،وما بعد "إال" مثبت ،ألنه مستثنى من منفي ،فال
تدخل عليه "من" هذه .لكن إن قلت" :ما أخذت الكتاب من أحد إال خالد" جاز الجر على البدلية من
اللفظ ،ألن "من" هنا ليست زائدة .فلو كررت العامل ،فقلت" :ما أخذت الكتاب من أحد إال من خالد"،
لجاز).
االستثناء ،وإما على
ِّ ُ
فالن بشيءٍ إال شيئا ً ال يُعبَأ به" ،بالنصب فقط ،إما على ٌ وكذلك تقولُ" :ليس
"ليس".
َ خبر
ألن موضعَهُ النصب على أنهُ ُ الجر الزائدَّ ، ّ البدليّة من موضع "شيءٍ " المجرور بحرف
وال تجوز البدليّة بالجر.
(ألن الباء هنا زائدة لتأكيد النفي ،وما بعد "إال" مثبت ،فلو كررت الباء مع البدل ،فقلت" :ليس فالن
بشيء إال بشيء ال يعبأ به" ،لم يجز).
من ذلك قول الشاعر:
ضد ُ*ع ُ ت لَها َ س ْ*أَبَنِّي لُبَ ْينَى ،لَ ْست ُ ُم بِّيَ ٍد * ِّإالَّ يَدا ً لَ ْي َ
الجر على البداية من اللفظ ،ألن الباء هنا أصلية ،فان ّ (لكن ،إن قلت" :ما مررت بأحد إال خالد" ،جاز
قلت" :ما مررت بأحد إال بخالد" ،بتكريرها ،جاز).
لنصب
ُ ي -فليس فيه إال ا -3علمتَ أنهُ إذا تقد ََّم المستثنى على المستثنى منه -في الكالم التا ّم المنف ّ
أن الكوفيينَ والبّغداديين يجيزونَ َجعلَهُ معموالً على االستثناء ،نحو" :ما جا َء إال خالدا ً أحدٌ" ،غير َّ
فيجوزون أن
ّ للعامل السابق ،وجع َل المستثنى منه المتأخر تابعا ً له في إعرابه ،على أنهُ بد ٌل منه،
يقال" :ما جا َء إال خالدٌ أحدٌ" ،فخالدٌ :فاع ٌل لجا َء ،وأحدٌ :بد ٌل من خالدٌ .ومن ذلك ما حكاهُ سيبوي ِّه عن
ناصر" ،وعليه قو ُل الشاعر: ٌ ُونس :أنه سمع قوما ً يُوث َ ُق بِّعربيَّتهم ،يقولون" :ما لي إال أبوك ي َ
*ألَنَّ ُه ُم يَ ْر ُجونَ ِّم ْنكَ شَفا َعةً * ِّإذا لم يَ ْ
كن ِّإالَّ النَّ ِّبيُّونَ شاف ُع*
وهذا من البدل المقلوب.
()474/1
وأن المتبوع(ألنك ترى أن التابع هنا -وهو البدل :ناصر وشافع -قد كان متبوعا ً -أي مبدَالً منه ّ ،-
ألن األصل" :مالي ناصر إال أبوك ،وإذا -وهو المبدل منه :أبوك والنبيون -قد كان تابعا ً -أي بدالً ّ -
لم يكن شافع إال النبيون".
ونظيره في القلب -اي :جع ِّل التابع متبوعا ً والمتبوع تابعا ً -قولك" ،ما مررت بمثلك أحد"" :فأحد
بدل من مثلك مجرور مثله .وقد كان "مثلك" صفة له مؤخرة عنه ،ألن األصل "ما مررت بأحد
مثلك").
متى يجب أن يكون المستثنى باال على حسب العوامل.
ِّف المستثنى منه من الكالم، َ ُ
يجب أن يكون المستثنى بإال على حسب ما يطلبُهُ العامل قبلهُ ،متى ُحذ َ ُ
ويجب حينئ ٍذ أن يكون الكال ُمُ ٍ. ة موجود غير
َ "إال" كانت لو كما ها، َ دبع فيما ل
ِّ للعم "إال" ل
َ قب ما عُ فيتفر
َّ
ي" ومنه في النهي ّ بعل إال مررتُ ما ،ً اّ ي عل إال رأيتُ ما ، ي
ٌّ عل إال ء
َ جا "ما نحو: ،ٍّ يمنف َ ه ب ش
ِّ أو ً ا منفيّ
هي أحسن". ب إال بالتي َ الحق} ،وقولهُ" :وال تُجادلوا أه َل الكتا ِّ ّ قوله تعالى{ :وال ت َقولوا على هللا إال
االستفهام قولُه سبحانهُ" :فَ َه ْل يَه ِّلكُ إال القو ُم الفاسقون". ِّ ومنه في
ألن معنى يأبى :ال يريدُ. نورهُ}َّ ، النفي معنويّا ،كقول ِّه تعالى{ :ويأبى هللا إال أن يُتِّ َّم َ ً ُ وقد يكونُ
فائدة
َ
واو العطف ،أو تالها بَدَل م ّما قبلها - ْ َ ُ
َكررت "إال" للتوكيد -بحيث يص ُّح حذفها ،وذلك إذا تَلت َ ّ إذا ت َّ
ُ ُ
زهير وإال أسامة"، ٌ غير ُمؤثرة فيما بعدَها ،فاألو ُل نحو" :ما جا َء إال كانت زائدة لتوكيد االستثناءَ ، ً
والثاني ،نحو" :ما جا َء إال أبوكَ إال خالدٌ" .وقد اجتمع البدل والعطف في قوله:
شي ِّْخكَ ِّإالَّ َع َملُهُ * إالَّ َر ِّسي ُمهَُ ،و ِّإالَّ َر َملُهُ** َمالَكَ ِّم ْن َ
بحيث ال يص ُّح حذفُها -فالكالم على ثالث ِّة أَو ُجهٍ: ُ تكررت لغير التوكيد - وإن َّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()475/1
-1أن يحذَف المستثنى منه ،فت َجعل واحدا ً من المستثنَيات معموالً للعامل وت َنصب ما عداه .تقولُ" :ما
ترى. ونصب ما عداهُ ،كما َ ُ ط العامل على األول واألولى تسلي ُ ْ جا َء ،إال سعيدٌ ،إال خالداً ،إال إبراهيم".
َنصب األو َل وترف َع واحدا ً مما بعدَهُ. َ ولك أن ت
صب الجمع على االستثناء نحو" :جاء القو ُم إال سعيداً، ُذكر المستثنى منهُ ،والكال ُم مثبتٌ ،فتن ُ -2أن ي َ
إال خالداً ،إال إبراهيم".
-3أن يُذكر المستثنى منه ،والكال ُم منفي ،فان تقدمت المستثنيات ،وجب نصبُها كلُّها ،نحو" :ما جا َء
ابراهيم أحدٌ".
َ إال خالداً ،إال سعيداً ،إال
واألولى إبدا ُل األو ِّل
ْ وإن تأخرت ،أبدلتَ واحدا ً من المستثنى منه ،ونصبتَ الباقي على االستثناء.
إبراهيم".
َ ونصب الباقي ،نحو" :ما جا َء القو ُم إال خالداً ،إال ُ
ُ -3ح ُكم ال ُمستثْنى ِّبإِّالَّ ال ُم ْنقَ ِّط ِّع
النصب باال ،سوا ٌء أتقد ََّم على المستثنى منه أم تأخر عنه، ُ إن كان ال ُمستثنى بإال منقطعاً ،فليس فيه إال
وسوا ٌء أكان الكالم ُمو َجبا ً أم منفياً ،نحو" :جا َء المسافرونَ إال أمتعت َهم .جا َء إال أمتعت َه ُم المسافرون.
ما جا َء المسافرون إال أمتعت َهم".
الظن} ،وقوله{ :وما ألح ٍد عندَهُ من ّ ع
علم ،إال اتبا َ ومن االستثناء ال ُمنقطع قولهُ تعالى{ :ما لهم به من ٍ
نِّعم ٍة ت ُجزى ،إال ابتغا َء وج ِّه رب ِّه األعلى}.
َفرغ العام ِّل قبلَه له وت َسلُّطهُ عليه .فيجيزون أن ي ،هنا ،إن ص َّح ت ُّ وال تجوز البدليّةُ في الكالم المنف ّ
ص َّح .وعليه يقالَ" :ما جا َء المسافرونَ إال أمتعتُهم" ،ألنك لو قلتَ " :ما جا َء إال أمتعةُ المسافرين" ،لَ َ
قو ُل الشاعر:
ير ،و ِّإالَّ ال ِّع ُ
يس* ْ
نيس * ِّإالَّ اليَعافِّ ُ ْس ِّبها أ َ ُ *وبَ ْلدةٍ لَي َ
وقول اآلخر:
ص ِّ ّم ُم*
ي ال ُم َ َّ
الريا ُح َمكانَها * وال النَّ ْبلُِّ ،إال ال َم ْش ِّرف ُّ * َع ِّشيَّةَ ال ت ُ ْغنِّي ِّ ّ
وقول غيره:
وعاملهُ* ُ ِّ سنانُ خاطبٌ إال ال ِّ ّ َ ْ ُ
رام قد نَك ْحنا ،ولم يَكن * لنا ِّ *وبِّنتَ ِّك ٍ َ
فائدة
()476/1
اعلم أنه ال يكون االستثناء المنقطع إال إذا كان للمستثنى عالقة بالمستثنى منه ،فيتوهم بذكر المستثنى
منه دخو ُل المستثنى معه في الحكم ،فتقول" :جاء السادة إال خدمهم" ،إذا كان من العادة أنهم يجيئون
معهم ،فان لم يكن ن العادة ذلك فال معنى لهذا االستثناء .وتقول" :رجع المسافرون إال أثقالهم .أو إال
ع أثقالهم أو دوابهم معهم .وقد تكون العالقة بينهما،
ألن اإلخبار برجوعهم يتوهم منه رجو ُدوايهم"ّ ،
لكنه ال يُتوهم دخو ُل المستثنى في حكم المستثنى منه ،وإنما يذكر لتمكين المعنى في نفس السامع
والتهويل به ،كأن تقول" :ال يخطب في الحرب خطيبٌ إال ألسنَ النيران" .وقد صح االستقناء مع عدم
التوقهم لمكان المناسبة بين صوت النار وصوت الخطيب المتأجج حماسة ،وللتهويل بشدة الحال.
وكذا إن قلت" :سلكتُ فالة ً ليس فيها أنيس إال الذئاب ،أو إال وحوشها" .فلمناسبة التضاد بين األنيس
والذئاب ،ولتمثيل هول الموقف .لهذا لم يتعدَّ الصواب من أجاز من العرب البدلية في الكالم التام
المنفي ،من هذا االستثناء ،ألنه في حكم المتصل معنى ،أال ترى أنك إن حذفت المستثنى منه وسلطت
العامل فيه على المستثنى صح اللفظ والمعنى ,فتقول" :ال يتكلم في الحرب إال ألسنُ النيران" ،وتقول:
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
"مررت بفالة ليس فيها إال الذئاب" ،من غير أن ينقص من المعنى شي ٌء إال ما كنت تريده من إعظام
األمر وتهويله .ويجري هذا المجرى األبيات الثالثة التي مرت بك آنفاً .هذا هو الحق فاعتصم به.
()477/1
أن في إطالق النحاة الكالم ،في االستثناء المنقطع ،تساهالً ال ترضاه أساليب البيان وبما قدمنا تعلم َّ
العربي .وتمثيلهم له بقولهم" :جاء القوم إال حماراً" شي ٌء يأباه كالم العرب .نعم يصح أن تقول" :جاء
القوم إال الحمار ،أو إال حمارا ً لهم ،أو إال حمارهم" إن كان من العادة أن يكون معهم .أما "جاء القوم
إال حماراً" فال يجوز ،وإن كان من العادة مجي ُء حمار معهم ،ألنه ال يجوز استثناء النكرة غير
المفيدة (أي التي لم تخصص) من المعرفة .كما قدمنا.
" -4إالَّ" بِّ َم ْعنى " َغيْر"
األص ُل في "إالّ" أن تكونَ لالستثناء ،وفي "غير" أن تكون وصفاً .ث َّم قد تُح َم ُل إحداهما على
ف بإالّ ،ويُستثنى بغير. ص ُ األخرى ،فَيو َ
ُ ً
فان كانت "إال" بمعنى "غير" ،وقعت هي وما بعدَها صفة لما قبلها( ،وذلك حيث ال يُرادُ بها
"الناس هلَ َكى إال
ُ ُ
حديث: وصف ما قبلَها بما يُغاير ما بعدَها) ،ومن ذلك ُ االستثنا ُء ،وإنما يُرادُ بها
غير العالمينَ
ُ "الناس
ُ أي: المخلصون"، ّ الإ هلكى والعاملونَ ، لونَ لعام
ِّ ا إال ى َ
ك العالِّمونَ ،والعالِّمونَ هَل
لنصب
َ غير المخلصينَ هَلكى" ولو أراد االستثنا َء غير العاملين هلكى ،والعاملونَ ُ هَلكى ،والعالمونَ ُ
ب.
ما بعدَ "إال" ألنهُ في كالم تا ٍ ّم ُمو َج ٍ
()478/1
وقد يص ُّح االستثنا ُء كهذا الحديث ،وقد وال يص ُّح ،فيتعيّن أن تكونَ "إال" بمعنى "غير" ،كقوله تعالى:
ألن ال ُمرادَ من اآلية نفي آلهةٌ المتعدِّّدةِّ {لو كان فيهما آلهةٌ إال هللاُ لفسدتا} .فاال وما بعدَها صفةٌ آلل َهةَّ ،
ألن المعنى حينئ ٍذ يكون" :لو كان فيهما آلهةٌ، وإثبات اآلل ِّه الواحد الفرد .وال يص ُّح االستثنا ُء بالنصبَّ ،
ظاهر الفسادِّ.
ُ ليس فيه ُم هللاُ لفسدتا" .وذلك يقتضي أنه لو كان فيهما آلهةٌ ،فيه ُم هللا ،لم ت َفسْدا ،وهذا
وهذا كما تقولُ" :لو جا َء القوم إال خالدا ً ألخفقوا" أي :لو جا ُءوا مستثنًى منهم خالدٌ -بمعنى أنه ليس
االستثناء -أن تقول" :لو ِّ ونظير اآلية -في عدم جواز ُ ألن بينهم خالداً. بينهم -ألخفقوا .فهم لم يُخفقوا َّ
الدرهم" ،بالنصب كان المعنى :لو كان معي َ كان معي دراه ُم" إال هذا الدرهم" .فان قلتَ " :إال هذا
الدرهم بينّها .وهذا غير المراد. ِّ هذا د
ِّ لوجو لها دراه ُم ليس فيها هذا الدره ُم لبذلتُها ،فيُنت ُج أنكَ لم تبذُ
حيث ال ُ دراهم ،ألنهَُ ُعرب لفظ الجالل ِّة بدالً من آلهة ،وال "هذا الدرهم" ،بدالً من ص ُّح أيضا ً أن ي َ
وال يَ ِّ
تجوز البدليّةُ ولو ص َّح االستثنا ُء ،لما علمتَ ُ الكالم ُمثبتٌ ،فال َ إن ص ُّح االستثنا ُء ال تص ُّح البدليّةُ .ثم َّ يَ ِّ
التقدير" :لو كان فيهما إال ُ ب .وأيضاً :لو جعلتَهُ بدالً لكان النصب واجبٌ في الكالم التا ّم ال ُمو َج ِّ َ من َّ
أن
االستثناء هنا َوعدَ ِّم
ِّ طرح ال ُمبدَل منه ،كما هو معلو ٌم .ولعدَم ص َّح ِّة ِّ هللاُ لفسدتا"َّ ،
ألن البد َل على نِّيَّ ِّة
َجواز البدليّة ت َعيَّنَ أن تكونَ "إال" بمعنى "غير".
االستثناء معنًى ،قول الشاعر: ِّ وم ّما جا َءت فيه "غال" بمعنى "غير" ،م َع عدم ت َغد ُِّّر
ان* أخ ُمفارقُهُ أخوهُ * لَعَ ْم ُر أَبيكَ إالَّ الفَ ْرقَدَ ِّ
*وك ُّل ٍ
ص َّح. َ
رقدين" ل َ ِّ َ ُ
الفرقدين ،مفارقهُ أخوه .ولو قال" :كل أخٍ ُمفارقهُ أخوهُ إال الف ُ ِّ أي :ك ُّل أخٍُ ،
غير
()479/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الوصف هو "إال" وما بعدَها معاً ،ال "إال" وحدَها ،وال ما بعدَها وحدَه ،م َع بقائها على َ واعلم َّ
أن
واإلعراب يكون ِّلما
ُ الجر على حرفيته. بقاء حرف ِّ ّ والمجرور م َع ِّ
ِّ بالجار
ّ حرفيّتها ،كما يُوصف
العلماء من يجعلُها اسما ً مبنيا ً بمعنى "غير" ويَجع ُل إعرابها المحلّي ظاهرا ً فيما بعدَها. ِّ بعدَها .ومن
وهو األولى. والجمهور على األول َ
ُ -5ح ُكم ال ُمست َثْنى بِّغَي ٍْر و ِّس ًوى
ف بها ص ُ غير :نكرة ُمتوغلةٌ في االبهام والتَّنكير ،فال تُفيدُها إضافتُها إلى المعرفة تعريفاً ،ولهذا تُو َ ٌ
ف بها إال ص ُ
غير خالدٍ" .فلذا ال يُو َ غيركَ ،أو ُ النكرة ُ مع إضافتِّها إلى معرفةٍ ،نحو" :جا َءني رج ٌل ُ
فالمعر ََّ ف بأ ِّل الجنسيةٍَّ ،
فإن عر ِّ نكرةٌ ،كما رأيتَ ،أو شبهُ النكرةِّ ِّم ّما ال يفيدُ تعريفا ً في المعنى ،كال ُم َّ
بها ،وإن كان معرفة لفظاً ،فهو في حكم النكرةِّ معنًى ،ألنه ال يدُ ُّل على ُمعي ٍَّن .فان قلتَ " :الرجا ُل
كثير" ،فليس المرادُ رجاالً ُمعيَّنينَ . غيرك ٌ ُ
"مث ٌل
ِّ ِّ ة باإلضاف فها تعر وعدم
ِّ ُّ بها، شبهها أو ة
ِّ النكر ووصف
ِّ اإلبهام، في لها ُّ
غ َو
َ تو تنكيرها، في هاُ ل ومث
نظيركَ ".
ُ ونظير" .تقول" :جا َءني رج ٌل ِّمثلُك ،أو سِّواكَ ،أو ِّشب ُهكَ ،أو ٌ و ِّس ًوى و ِّش ْبهٌ
ف ص َ ملت "إال" على "غير" فَ ُو ِّ وقد تُح َم ُل "غير" على "إال" فيُستثنى بها ،كما يستثنى بإال ،كما ُح ْ
ي".
غير عل ّ مجرور أبدا ً باإلضافة إليها ،نحو" :جا َء القو ُم َ ٌ بها .والمستثنى بها
غير خالدٍ"، "غير" ،ألنها بمعناها ،فتقول" :جا َء القو ُم َ ٌ وقد تُح َم ُل " ِّسوى" على "إال" ،كما ُح ِّملت
ألن الكالم تا ٌّم ُمو َجبٌ . بالنصبَّ ،
ً
غير خال ٍد أحدٌ" ،النصب أيضا ،وإن كان الكال ُم منفيّا ،ألنها تقدَّمت على المستثنى ً وتقول" :ما جا َء َ
منه.
ب" ،بالنصب ،وإن كان الكالم منفيّاً ،ولم يَتقدم فيه المستثنى على ِّ الكت غير
ُ َ الدار ت
ِّ احترق "ما وتقول:
المستثنى منه ،ألنها وقعت في استثناء ُمنقطع.
()480/1
غير خالد" ،بالرفع على أنها بد ٌل من القوم ،وبالنصب على غير خالدٍ ،أو َ وتقول" :ما جا َء القو ُم ُ
ضرر، غير أولي ال َ ألن الكالم ت َا ٌّم منفي .قال تعالى{ :ال يَستوي القاعدون من المؤمنينَ ُ ، االستثناءَّ ،
ئ "غير" بالرفع ،صفةً للقاعدون ،وبالجر ،صفةً هللا بأموالهم وأنفُسهم} .قُر َ وال ُمجاهدون في سبيل ِّ
االستثناء.
ِّ للمؤمنين ،وبالنصب على
غير خالد" بالنصب ،ألنها مفعو ٌل به ،و غير خالدٍ" بالرفع ،ألنها فاعل ،و "ما رأيتُ َ وتقول" :ما جا َء ُ
صب "غير" هنا على االستثناء ألن المستثنى "مررتُ بغير خالدٍ" ،بجرها بحرف الجر .وإنما لم تُن َ
غ ما كان يعم ُل فيه للعمل فيها. فتفر َمذكور في الكالمَّ ، ٍ غير
منه ُ
سواء" بفتحها سوى" بضمها ،و " َ ُ
واعلم أنه يجوز في "سوى" ثالث لغاتٍِّ " :سوى" بكسر السين ،و " ُ
م َع المدّ.
ُ -6ح ُكم ال ُمستثْنى بِّخَال و َعدَا وحاشا
فاستثني بها ،كما يُستثنى بإالّ. َ ض ّمنت معنى "غال" االستثنائية، خال وعدا وحاشا :أفعال ماضيةٌُ ،
والجر
ُّ فالنصب على أنها أفعا ٌل ماضية ،وما بعدَها مفعو ٌل به. ُ وجرهِّ.
ّ جواز نص ِّبهُ وحك ُم المستثنى بها
جر شبيهة بالزائدِّ ،نحو" :جا َء القو ُم خَال عليّاً ،أو عل ّ
ي ٍ". ٌ أحرف ٍ ّ
ُ على أنها
والنصب بها قليلٌ.
ُ كثير،
والجر بحاشا ٌ ُّ والجر بهما قليلٌ. ُّ كثير،
والنصب بخال و َعدا ٌ ُ
االستثناء.
ِّ ً ً ً
هن مجرورا لفظا ،منصوبا محال على ً وإذا جررتَ بهن كان االس ُم بعدَ َّ
فإن ُجعلت أفعاالً كان فاعلها ضميرا مستترا يعودُ على ال ُمستثنى منه.والت ِّز َم إفرادهُ وتذكيرهُ ،لوقوعِّ
ُ ً ً
ف هذ ِّه األفعا ِّل موق َع الحرف ،ألنها قد تض ّمنت معنى "إال" ،فأشبهتها في الجمو ِّد و َعدَ ِّم الت َّ ُّ
صر ِّ
واالستثناء بها .والجملةُ إما حا ٌل من المستثنى منه ،وإما استئنافية. ِّ
()481/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
العلماء من جعلها أفعاالً ال فاع َل لها وال مفعولَ ،ألنها محمولةٌ على معنى "إال" ،فهي واقعةٌ ِّ ومن
ً
والحرف ال يحتاج إلى شيء من ذلك .فما بعدَها منصوبٌ على االستثناء ،حمال لهذه ُ الحرف.
ِّ موق َع
َّ
ق والتدقيق. األفعال على "غال" .وهو قو ٌل في نهاية ِّ
الحذ ِّ
(قال العالمة االشموني في شرح االلفية" :ذهب الفرا ُء الى أن (حاشا) فعل ،لكن ال فاعل له.
والنصب بعده إنما هو بالحمل على (إال) .ولم ينقل عنه ذلك في (خال وعدا) .على أنه يمكن أن يقول
فيهما مثل ذلك" .قال الصبان في حاشيته عليه" :قوله ال فاعل له ،أي وال مفعول ،كما قاله بعضهم.
وقوله بالحمل على "إال" أي .فيكون منصوبا ً على االستثناء ومقتضى حمله على "إال" أنه العامل
للنصب فيما بعده" ا هـ.
والحق الذي ترتاح إليه النفس أن تُجعل هذه األدوات" :خال وعدا حاشا" -في حالة نصبها ما بعدها -
إما أفعاالً ال فاعل لها وال مفعول ،ألنها واقعة موقع الحرف ،وإما أحرفا ً لالستثناء منقولة عن الفعلية
أحرف جر ،وأصلها
َ جارة ٌ
الى الحرفية ،لتضمنها معنى حرف االستثناء كما جعلوها -وهي َّ
االفعال).
نصب ما بعدَهما،
ُ وجب
َ ً ُ
وإذا اقترنت بخال وعدا "ما" المصدرية ،نحو" :جا َء القوم ما خال خالدا"
وبٌ منص لالمؤو
َّ والمصدر الحروف.
َ فعالن .و "ما" المصدريّة ال ت ُ
َسبق ِّ ُ
ويجوز جره ،ألنهما حينئ ٍذ
والتقدير :جا َء القو ُم خالينَ من خالدٍ.
ُ على الحال بعد تقديره باسم الفاعل،
(هكذا قال النحاة ،وأنت ترى ما فيه من التكلف والبعد بالكالم عن أسلوب االستثناء .والذي تطمئن
إليه النفس أن "ما" هذه ليست مصدرية .وإنما هي زائدة لتوكيد االستثناء ،بدليل أن وجودها وعدمه،
في إفادة المعنى ،سواء على أن من العلماء من أجاز أن تكون زائدة ،كما في شرح الشيخ خالد
االزهري لتوضيح ابن هشام).
()482/1
()483/1
الرافعة لالسم الناصب ِّة للخبر .وقد يكونان بمعنى "إال" ليس وال يكونُ :من األفعال الناقص ِّة َّ
خبر لهما ،نحو: ب ،ألنه ٌ واجب النص ِّ
ُ االستثنائية؛ فَيستثنى بهما ،كما يُستثنى بها .والمستثنى بعدَهما
ضمير مستتر يعود ٌ "جا َء القو ُم ليس خالداً ،أو ال يكون خالداً" .والمعنى :جا ُءوا إال خالداً .واس ُمهما
على المستثنى منه .والخالف في مرجع الضمير فيهما كالخالف في مرجعه في "خال وعدا وحاشا"
فراجعهُ. ِّ
(هكذا قال النحاة .أما ما تطمئن إليه النفس فان يجعال فعلين ال مرفوع لهما وال منصوب ،لضتمنهما
معنى "غال" أو يجعال حرفين لالستثناء ،نقالً لهما عن الفعلية إلى الحرفية ،لتضمنهما معنى "إال"
"الكتاب ليس
َ كما جعل الكوفيون "ليس" حرف عطف إذا وقعت موقع "ال" النافية العاطفة ،نحو :خذ
الطالب" .برفع "الطالب" عطفا ً بليس على ُ المطلوب ليس
ُ القلم" ،وكما قال الشاعر" :واالشر ُم َ
"المطلوب" أي( :األشر ُم الطالب ال المطلوب).
ِّ -8ش ْبهُ االستِّثناء
شبهُ االستثناء يكون بكلمتين" :ال ِّسيَّما" و "بيدَ":
ّان ،ومن "ال" النافي ِّة للجنس ،وتُستعمل ي" بمعنى مث ٍل ،و ُمثناها ِّسي ِّ فال ِّسيّما :كلمةٌ ُمر َّكبةٌ من " ِّس ّ
لترجيح ما بعدَها على ما قبلها .فإذا قلتَ " :اجتهدَ التالميذُ ،وال ِّسيّما خالدٍ" ،فقد َر َّج ْحتَ اجتهادَ خال ٍد
على غير ِّه من التالميذ.
خفف ياؤها .وقد تُحذَف الواو قبلها نادراً. سبقُها بالوا ِّو و "ال" ،ك ُّل ذلك واجب .وقد ت ُ ُ وتشديد يائها و َ
حذف (ال) فلم يَرد في كالم من يُحتج بكالم ِّه. ُ ً
حذف (ما) بعدَها قليال .أما وقد ت ُ ُ
ورفعُه ونَصبُهُ .تقول" :ك ُّل مجته ٍد يُ َحبُّ ،وال سيّما تِّلمي ٍذ وال ُمستثنى بها ،إن كان نكرة ً جازَ َج ُّرهُ َ
وأشهر.
ُ وأكثر
ُ وجرهُ أَولى
ُّ مثلِّكَ " أو "وال سيّما تلميذٌ ِّمثلَك" ،أو "وال ِّسيّما تلميذا ً مثلَك".
()484/1
ي" وما :زائدة .والرفع على أنه خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو .وتكون (فالجر باإلضافة إلى "س ّ
"ما" :اسم موصول محلها الجر باإلضافة إلى (سي) .وجملة المبتدأ والخبر :صلة الموصول .ويكون
ص ٌل على كل تلميذ" تقدير الكالم" :يجب كل مجتهد ال مثل محبة الذي هو تلميذٌ مثلك ،ألنك ُمف َّ
والنصب على التمييز لسي ،وما :زائدة).
وإن كان ال ُمستثنى بها معرفةً جازَ َج ُّره ،وهو األولى ،وجاز رفعهُ ،نحو" :نج َح التالميذُ وال ِّسيّما
ط التّمييز أن يكونَ نكرةً. يجوز نصبُهُ ،ألن شر َ ُ خلي ٍل" أو "وال ِّسيّما خليلٌ" .وال
ٌ
عربة منصوبة بال ٌ جر االسم ورفعه بعدَها) فيه ُم َ صورتي َّ َ ي" أنها ،أن أُضيفت (كما في وحك ُم " ِّس ّ
ٌ
ضف فهي مبنيّة على ُ
ب اسم (ال) في نحو" :ال رج َل سوءٍ في الدار" .وإن لم ت َ يعر ُ
النافية للجنس ،كما َ
الفتح كما يُبنى اسم (ال) في نحو" :ال رج َل في الدار".
وقد تستعمل "ال ِّسيّما" بمعنى " ُخصوصاً" ،فيُؤتى بعدَها بحا ٍل ُمفردَةٍ ،أو بحا ٍل ُجملةٍ ،أو بالجملة
الشرطية واقعةً موق َع الحال .فاألول نحو" :أ ُ ِّحبُّ المطالعةَ ،وال ِّسيّما منفرداً" .والثاني نحو" :أُحبُّها،
والثالث نحو" :أُحبُّها ،وال ِّسيّما إن كنتُ منفرداً". ُ وال ِّسيّما وأنا منفردٌ".
طيب
الماء الجاري" ،ونحو" :يَ ُ ِّ ياض ،وال ِّسيّما عند الجلوس بين ال ِّغ ِّ
َ ُ
رف ،نحو" :أحبُّ وقد يَليها َّ
الظ ُ
الناس إلى مضاجعهم". ُ لي االشتغا ُل بالعلم ،وال ِّسيّما ليالً" ،أو "وال ِّسيّما إذا أ َ َوى َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
االستثناء" .وال يكون إال في استثناءٍ منقطع .وهو يَلزَ ُم اإلضافةَ
ِّ أ ّما "بَيدَ فهو اس ٌم مالز ٌم للنّصب على
لكثير المال ،بيدَ أنه بخيل".
ُ الخبر ،نحو" :إنهُ
َ وترف
ُ االسم
َ تنصب
ُ المؤو ِّل َّ
بأن التي َّ إلى المصدر
كر".
بن بَ ٍ
سع ِّد ِّ ص ُح من نطقَ بالضادِّ ،بَيدَ أني من قُ َر ٍ
يش ،واست ُ ِّ
رضعتُ في بَني َ ُ
حديث" :أنا أف َ ومنه
()485/1
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )
ضمن العنوان ( المنادى )
عشر
َ النداء ،نحو" :يا عبدَ هللا" .وفي هذا البحث أربعةَ ِّ المنادَى :اس ٌم وق َع بعدَ حرفٍ من أَحرف
مبحثاً:
ف ال ِّنّ ِّ
داء حر ُ -1أ َ ُ
ي ،يا ،آ ،أَيا ،هَياَ ،وا". وهي" :أَ ،أ َ ْ َ أحرف الندا َء سبعة، ُ
ً
ي و أ" :للمنادَى القريب .و "أيا وهَيا وآ" :للمنادى البعيد .و "يا" :لك ّل ُمنادًى ،قريبا كان ،أو َ فـ "أ َ ْ
المندوب ال ُمتف َّج ُع عليه ،نحو" :واكبدِّي!.
ُ بعيداً ،أو ُمتوسطاً .و "وا" :للنُّدبة ،وهي التي يُنادَى بها
وا َحسرتي!".
بغيرها .وتتعيَّنُ ُ
ُستغاث ِّ هللا تعالى ،فال يُنادَى بغيرها ،وفي االستغاثة ،فال ي اسم ِّ نداء ِّ وت َتعيَّنُ "يا" في ِّ
ألن "يا"أكثر استعماالً منهاَّ ، أن "وا" -في النُّدبة ُ - "وا" في النُّدبة ،فال يُندََُ بغيرهما ،إال َّ هي و َ َ
يِّ ،كقوله: ّ الحقيق بالنداء
ِّ االلتباس
ُ نَ م
ِّ ُ أ إذا دبة ُّ ن لل ستعمل تُ
ع َم َرا!* َ ُ َ َ ً
* ُح ِّ ّملتَ أمرا َعظيما ،فاصطبَ ْرتَ لهُ * وق ْمتَ في ِّه بِّأ ْم ِّر هللاِّ يا ُ ً َ ْ
-2أَقسا ُم ال ُمنادى وأَحكا ُمهُ
والمضاف،
ُ غير المقصودة، أقسام :المفردُ المعرفةُ ،والنكرة ُ المقصودة ،والنكرة ُ ُ ٍ المنادَى خمسةُ
بالمضاف.
ِّ والشبيهُ
(والمراد بالمفرد والمضاف والشبيه به :ما أريد به في باب "ال" النافية للجنس ،فراجعه في الجزء
الثاني من هذا الكتاب .والمراد بالنكرة المقصودة :كل اسم نكرة وقع بعد حرف من أحرف النداء
وقُصد تعيينه ،وبذلك يصير معرفة .لداللته حينئذ على ُمعّين .راجع مبحث المعرفة والنكرة في الجزء
األول من هذا الكتاب).
وحك ُم المنادَى أنهُ منصوبٌ ،إ ّما لفظاً ،وإ ّما َم َحالً.
حرف
ُ النداء منَابَهُ ،وإ ّما
ِّ حرف
ُ ناب َ
تقديرهُ" :أدعو"َ ، ُ محذوف وجوباً،
ٌ وعام ُل النَّصب فيه ،إ ّما فع ٌل
سهُ لت َضمن ِّه معنى "أدعو" ،وعلى األول فهو مفعو ٌل به للفعل المحذوف ،وعلى الثاني فهو َ النداء نف ُِّ
منصوب بـ "يا" نفسِّها.
()486/1
()487/1
()488/1
ب ،فتقولُ" :يا أنت .يا رفع أو ضمير نص ٍ ضمير ٍ َ وإذا ناديتَ الضمير ،فأنتَ بالخيار :إن شئتَ أتيتَ به
َ
فالضمير مبني على ضم ُمقدَّر ،وهو في محل نصبِّ ،مثله في "يا هذا ،ويا ُ الحالتين،
ِّ إياك" .وفي ِّكلتا
َ
هذهِّ ،ويا ِّسيبَوي ِّه" ،ألنه ُمفردٌ معرفة.
ِّ -4ندا ُء ما في ِّه "أ َ ْل"
إذا أر ْيدَ ندا ُء ما فيه "أ َ ْل" ،يُؤتى قبلَهُ بكلم ِّة "أيُّها" للمذكر ،و "أَيّتُها" للمؤنث .وت ِّ
َبقيان م َع التثني ِّة
التذكير والتأنيث ،أو يؤتى باسم اإلشارة .فاألول كقوله تعالى{ :يا ُ مراعى فيهما
ً والجمع بلفظ واحدٍ،
ربك راضيةً ُ
النفس ال ُمط َمئِّنّة ،ارجعي إلى ِّ ُ أيُّها اإلنسانُ ما غ ََّركَ بربّكَ الكريم؟} وقوله{ :يا أيتُها
الناس اتَّقوا ربَّكم} .والثاني نحو" :يا هذا الرجل .يا هذ ِّه المرأةُ" إال إذا كان ُ مرضيّةً} وقوله{ :يا أيُّها ِّ
حرف
ِّ حذف
ُ ً
"أل" وتُقط ُع همزتُها ُوجوبا ،نحو" :يا أهلل" .واألكثر معَهُ َ المنادى لفظ الجاللة .لكن تبقى ْ َ
بميم ُمشدَّدةٍ مفتوحةٍ ،للدالل ِّة على التعظيم نحو" :الله َّم ارحمنا" .وال يجوز أن والتعويض منه ٍ ُ النداء
ِّ
ف "الله َّم" ،على على اللفظ وال على المح ِّّل ،عل الصحيح ،ألنهُ لم يُس َمع .وأما قولهُ تعالى: ص َ تُو َ
فاطر السمواتِّ.َ آخر ،قُل :الله َّم ،يا
ت واألرض" ،فهو على أنه ندا ٌء ُ فاطر السموا ِّ َ "قُ ِّل :الله َّم،
سموأ َ ِّل" :يا ّاس والفض ِّل وال ّ بأل َوضعا ً حذفت َها ُوجوبا ً فتقو ُل في نداء العب ِّ قترنا ً ْ وإذا ناديتَ علما ً ُم ِّ
س َموأَلُ". ّاس .يا فضلُ .يا َ عب ُ
فائدة
تستعمل "الله َّم" على ثالثة أنحاء:
(األول) :أن تكون للنداء المحض ،نحو" :الله َّم اغفر لي".
(الثاني) :أن يذكرها المجيب تمكينا ً للجواب في نفس السامع ،كأن يقال لك" :أخالد فعل هذا؟"،
فتقول" :اللهم نعم".
(الثالث) :أن تستعمل للداللة على الندرة وقلة وقوع المذكور معها ،كقولك للبخيل" :إن األمة تعظمك،
اللهم ان بذلت شطرا ً من مالك في سبيلها".
َوابع ال ُمنادَى َ
-5أحكا ُم ت ِّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()490/1
ب: أضر ٍ
ُ إن كن المنادى مبنيا ً فتابعُهُ على أربعة
الرجلُ. واسم اإلشارة) ،نحو" :يا أيها َّ ِّ ي وأيَة فظ المنادى .وهو تاب ُع (أ ّ معربا ً تَبَعا ً ِّللَ ِّ يجب رفعُهُ َ ُ -1ما
يا أيتها المرأة .يا هذا الرجلُ .يا هذ ِّه المرأةُ".
َ
النداء ،إال بما فيه "أ ْل" -كما ِّ ي وأيّة" في باب ٌ "أل" .وال تُتبَ ُع "أ ُّ وال يُتبَ ُع اس ُم اإلشارةِّ أبدا ً إال بما في ِّه ْ
ُم ِّث ّ َل -أو باسم اإلشارة ،نحو" :يا أيُّهذا الرجلُ".
ذان لم يضافا ،نحو" :يا سعيدُ المجردُ من "أ َ ْل" اللَّ ِّ َّ والمعطوف
ُ وهو البدَلُ، للبناءَ ، ِّ ضمهُ يجب َ ُ -2ما
خليلُ .يا سعيدُ وخليلُ".
جردا من "أل" ،نحو" :يا علي أبا َ ً يجب نصبُهُ تبعا ً لمح ِّل المنادَى ،وهو كل تابعٍ اضيف ُم َّ
ُّ ّ ُ -3ما
صاحب خالدٍ .يا تالميذُ كلَّ ُه ْم ،أو كلَّ ُكم .يا رج ُل أبا خلي ٍل". َ لُ خلي يا سعيد. وابا علي يا الحسن.
والنصب تبعا ً لمح ِّله وهو نوعان: ُ للفظ المنادَى، عربا ً ِّ -4ما يجوز فيه الوجهان :الرف ُع ُم َ
ت ال ُمشتقَّ ِّة المضافة الى معمولها ،نحو: بأل ،وذلك يكون في الصفا ِّ المضاف المقترنُ ْ ُ األول :النعتُ
الخادم األمة". َ َ
ق ،أو الحسنَ الخلق .يا خلي ُل الخاد ُم األم ِّة ،أو ُ
"يا خالدُ الحسنُ الخل ِّ
ي
بأل ،نحو" :يا عل ّ قترن ْ بيان ،أو معطوفٍ ُم ٍ عطف ٍ ِّ فردا ً من نعتٍ ،أو توكيدٍ ،أو الثاني :ما كان ُم َ
الضيف،
َ والضيف ،أو و
ُ ي ً
الكريم .يا خالدٌ خالدٌ ،أو خالدا .يا رج ُل خليلٌ ،أو خليال .يا عل ّ ً َ الكري ُم ،أو
غير
ير} ،وقري َء في ِّ ُ ّ َ
ب تبعا لمح ِّّل المنادى قوله تعالى{ :يا جبا ُل أ ّوبي معهُ والط َ ً العطف بالنص ِّ ِّ ومن
ً
"والطير" ،بالرفع عطفا على اللفظ. ُ السبع ِّة:
الحسن صاحبَنا .يا ذاِّ با َ أ "يا نحو: ،ً اعرب م
منصوبٌ ُ ً ا أبد ُ هُ ع فتاب ً ا منصوب ً ا ب عر م
َ ُ َ ى دالمنا كان وان
غير مضافين، "أل" َ والضيف" ،إال إذا كان بدَالً ،أو معطوفا ً مجردا ً من ْ َ الفضل وذا العلم .يا أبا خال ٍد
ي .يا عبدَ هللا وخالدُ". فهما َمبنيّان ،نحو":يا أبا الحسن عل ٌّ
()491/1
ف ال ِّنّ ِّ
داء ف َح ْر ِّ َ -6ح ْذ ُ
ض عن هذا"، عر ْ "يوسف ،أ َ ِّ
ُ غيرها ،كقول ِّه تعالى: النداء بكثرةٍ ،إذا كان "يا" دونَ ِّ ِّ حرفِّ حذف
ُ ُ
يجوز
َ
القوم ِّعظ ُه ْم .أيُّها
ِّ ي ،واع َ
ظ أحسن إل َّْ "ربّ ِّ أ ِّرني أنظ ْر إليكَ " ونحوَ " :م ْن ال يزا ُل ُمحسنا ً ُ َ َ وقول ِّهَ :
َ
التالميذُ اجتهدوا .أيتُها التلميذاتُ اجت ِّه ْدنَ ".
ب منه والمنادى البعيد، ب والمنادَى ال ُمستغاث والمنادى المتع َّج ِّ يجوز حذفُهُ من المنادى المندو ِّ ُ وال
والحذف يُنافي ِّه.
ُ ألن القصدَ إطالة الصوتِّ، ُ َّ
*وق َّل حذفهُ من اسم اإلشارة ،كقول الشاعر: ُ
ت َعيْني لَها قا َل صاحبي * :بِّمثْلِّكَ ،هذا ،ل ْو َعة وغَرا ُم؟!*
ٌ َ *إذا َه َملَ ْ
مخنوق .أصبح لي ُل ومنه قول الشاعر: ُ بالنداء كقولهم" :إفت َد ِّ ومن النكرة المقصودة
سي ِّْري و ِّإ ْشفاقِّي على بَعيري* ي ،ال ت َ ْست َ ْنكري َعذِّيريَ * : ار َ * َج ِّ
وقو ُل اآلخر:
ْ
ام في القُ َرى* طر ْق كرا * َّ
إن النَّعَ َ َ
طر ْق كرا ،أ ِّ *أ َ ِّ
وأقل من ذلك حذفُهُ من النكرة غير المقصودة ومن المشبّه بالمضاف.
ف ال ُمنادى َ -7ح ْذ ُ
قد يُحذّف المنادى بعد "يا" كقوله تعالى{ :يا ليتني كنت معَهم ،فأفوزَ فوزا ً عظيماً} ،وقولِّكَ " :يا
المظلوم" ،وقول الشاعر: َ ص ُر ص َر هللاُ من يَن ُ نَ َ
ط ُر* يَ ،على ْالبَلى * َوال زا َل ُم ْن َهالً ِّب َج ْرعا ِّئ ِّك ْالقَ ْ م
َ َ َّ دار يا مي َ ل س
ْ ا يا َ ال *أ َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
(والتقدير يكون على حسب المقام .فتقديره في اآلية األولى" :يا قوم" ،وفي الثانية" :يا عبادي" ،وفي
المثالث الثالث" ،يا قوم" ،وفي الشعر" :يا دار").
حرف نداءٍ ،فإن لم يكن ُمنادَى بعدها كانت حرفا ً يُق َ
صدُ به تنبيهُ السامع إلى ما ُ والحق أن "يا" أَصلُها
ُّ
حرف نداءٍ ،والمنادَى محذوف ،نحو" :أال يا اسجدوا". ُ بعدَها .وقيلَ :إن جا َء بعدها فع ُل أَمر َ
فهي
حرف تنبيهٍ ،كقول ِّه
ُ والتقدير أال يا قو ُم .ونحو" :أَال يا اسلمي" والتقدير أال يا َعبْلة ....وإالّ َ
فهي ُ َ
تعالى" :يا ليتَ قومي يَعلمونَ ".
()492/1
َكلّم
ياء ال ُمت ِّ ضاف ِّإلى ِّ ُ -8ال ُمنادى ال َم
اآلخر ،وصفةٍ. ِّ واسم ُمعت ٍّلٍ اآلخر،
ِّ صحيح
ِّ اسم
المتكلم على ثالثة أنواعٍٍ : ِّ ياء
المضاف إلى ِّ ُ المنادى
اسم الفاعل. ُ
وال ُمرادُ هنا اس ُم الفاعل واس ُم المفعو ِّل ومبالغة ِّ
المتكلم واالكتفا ُء ِّ ياء
فاألكثر حذف ِّ ُ ُ
غير أب وال أم، الياء اسما ً صحي َح اآلخرَ ، المضاف إلى ِّ ُ فإن كان
بالكسرةِّ التي قبلَها ،كقوله تعالى{ :يا عبا ِّد فاتَّقُون} .ويجوز إثباتها ساكنةً أو مفتوحةً ،كقول ِّه عزَّ
قلب الكسرةِّ ويجوز ُ ُ عبادي الذينَ أَسرفوا على أَنفسهم". َ خوف عليكم" وقوله" :يا ٌ وجلَّ" :يا عبادِّي ال
ب هللا}. َ ِّ ن ج في طتُ ر َّ ف ما على سرتاحَ {يا تعالى: كقوله والياء أَلفاً،
ِّ فتحةً
غير ،نحو" :يا فتاي .يا الياء مفتوحةً ال ُ ِّ وجب إثباتُ َ اآلخر،
ِّ (الياء) معت َّل ِّ المضاف إلى
ُ وإن كانَ
ي".حام َِّّ
ً
وجب إثباتُها ساكنة أو مفتوحة ،نحو" :يا مكرم ْي .يا ً َ المضاف إليها صفة صحيحةَ اآلخر، ً ُ وإن كان
ي". كرم َ
ُم ِّ
ُ
ب ويا أ ِّ ّم. َ
المضاف إليها أبا أو أ ّما ،جاز في ِّه ما جازَ في المنادَى الصحيح اآلخر ،فتقول" :يا أ ِّ ً ُ َ ً ُ وإن كان
َ ُ ُ ُ
عويض عنها ُ َّ ياء المتكلم والت حذف ِّ ُ ً ُ
مي .يا أبا ويا أ ّما" ويجوز فيه أيضا بي ويا أ َ يا أَبي ويا أمي .يا أ َ
َ
التاء هاء ويجوز إبدا ُل هذ ِّه ِّ ُ ت ويا أ ُ َّمتِّ .يا أَبَتَ يا أ ُ َّمتَ ". ث مكسورة ً أَو مفتوحةً ،نحو" :يا أَبَ ِّ بتاء التأني ِّ ِّ
الوقف ،نحو" :يا أَبَ ْه ويا أ ُ َّمهْ". ِّ في
()493/1
غير ،نحو" :يا ابنَ أَخي .يا ابنَ ياء المتكلم ،فاليا ُء ثابتةٌ ال ُ وإن كان المنادَى مضافا ً إلى مضافٍ إلى ِّ
فيجوز إثباتُها ،واألكثر حذفُها واالجتزا ُء عنها بفتح ٍة أَو ُ خالي" إالّ إذا كان "ابنَ أ ُ ّم" أو "ابن ع ّم"
ُ
القوم استضعفوني} ،وقوله{ :قال :يا ابنَ أ َّم ال َ كسرةٍ .وقد قُري َء قوله تعالى{ :قال :يا ابنَ أ َّمَّ ،
إن
األلف
ِّ تأخ ْذ ِّبلحيتي وال برأسي} ،بالفتح والكسر .فالكسر على نيّ ِّة ِّ
الياء المحذوفة ،والفت ُح على نيّ ِّة
المحذوف ِّة التي أَسلُها يا ُء المتكلم .ومث ُل ذلكَ يُقال في "يا ابنَ ع َّم" قال الراجز:
ين ،ونُ ْكفَى ال َه ّما* َعش َع ِّزيزَ ِّ
ي ،يا ابنَ َع َّما * ن ْ ي الَ َعل َّ * ُك ْن ِّل َ
ُ ً
ويجري هذا أيضا مع "ابن ِّة أ ِّ ّم" و "ابن ِّة َعم".
َ
األلف المنقلبة عنها ،إال في الضرورةِّ ،فإثباتُ الياء َ واعلم أنهم ال يكادون يُثبتون يا َء المتكلم ،وال
كقوله:
هر شَديدِّ* ْ َّ َ ْ َ ُ
*يا ابنَ أ ِّ ّمي ،ويا شق ِّيّقَ نَفسِّي * أنتَ خَلقت َني ِّلدَ ٍ ُ
وإثباتُ األلف المنقلبة عنها ،كقول اآلخر:
جاب ِّم ْس َمعي* ومي واه َجعي * ال يَ ْخ ُر ُق اللَّ ْو ُم ِّح َ ع َّما ،ال تَلُ ِّ يا ابنةَ َ
-9ال ُمنادى ال ُم ْست ُ
َعاث
والمطلوب منه
ُ ُّعفاء".
قوياء ِّللض َِّ
االستغاثةُ :هي ندا ُء من يُعينُ من دفع بالءٍ أو شدَّة ،نحو" :يا لأل ِّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
والمطلوب له اإلعانةُ يُس ّمى " ُمستغاثا ً لهُ". ُ اإلعانةُ يس ّمى " ُمستغاثاً"،
حذف ال ُمستغاث .أما المستغاث
ُ يجوز حذفُها ،وال ُ النداء إال (يا) .وال ِّ وال يُستعم ُل للستغاث ِّة من أحرف
هلل". له فحذفه جائز ،نحو" :يا ِّ
وللمستغاث ثالثةُ أوج ِّه:
الفتح ،كقول الشاعر: ِّ بالم زائدةٍ واجب ِّة ُجر ٍ -1أن ي َّ
عت ُ ُّو ُه ُم في ازدِّيادِّ!* ناس ُ ُ َ
*يا لَقَ ْومي ،ويا ألمثا ِّل قَ ْومي * أل ٍ
وقول اآلخر:
َ
اس ِّللواشي ال ُمطاع!* ْ َ
الوشاة ُ فأز َع ُجوني * فَيا للنَّ ِّ ْ َ *ت َ َكنَّفَني ُ
وقو ِّل غيره:
ماح؟* س وال ى د َّ ن لل نْ م مي! و َ قَ ل يا * ي؟ع سا م ْ
وال َ ال ع ْ
*يا لَقَ ْومي! َ ِّ ُ
ل ل ْ
ن م
َّ ِّ َ ِّ َ ْ َ ِّ
()494/1
()495/1
"واحر قلباهُ
ّ (وأكثر ما تزاد الهاء في الوقف فان وصلت حذفتها ،إال في الضرورة ،كقول المتنبي:
ممن قلبه ش ِّب ُم" .ولك حينئذ ان تضمها ،تشبيها ً لها بهاء الضمير .وان تكسرها على أصل التقاء
الفراء إثباتها في الوصل مضمومة أو مكسورة من غير ما ضرورة). الساكنين .وأجاز ّ
-3أن يبقى على حاله ،نحو" :وا ُحسي ُن!".
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
"وارجلُ!" ،وال ب االس ُم النكرةُ ،فال يقالَ : غير مب َهمةٍ .فال يندَ ُ المندوب إال معرفةً َ ُ وال يكونُ المنادى
الوفاء!" ،إال
ِّ ذهب شهيدَ َ وأسماء اإلشارة -فال يقال" :وا َم ْن ِّ كاألسماء الموصولة ِّ المعرفةُ ال ُمبه َمة -
زمزم".
َ ئر
فر ِّب َ فيجوز ،نحو" :وا َم ْن َح َ ُ صلة،شتهرا ً بال ّ
اسم موصو ٍل ُم ِّ إذا كان ال ُمبه ُم َ
-12ال ُمنَادى ال ُم َر َّخم
ُ
فاطم" .واألصلُ" :يا فاطمة" .والمنادى الذي َ آخر المنادى تخفيفاً ،،نحو" :يا حذف ِّ ُ التَّرخي ُم :هو
آخرهُ يُس ّمى " ُم َرخ ّماً". ُحذف ُ ي ُ
األسماء إال اثنان: ِّ وال يُر َّخ ُم من
عائش .يا ثِّقَ .يا عا ِّل َم" ،في
َ غير َعلم ،نحو" :ياَ ً َ
بتاء التأنيث ،سوا ٌء أكان َعلما أو َ ً
-1ما كان مختوما ِّ
"عائشةَ وثِّقَ ٍة وعالمةٍ".
ب ،وأن يكون زائدا ً على ثالثة أحرفٍ ،نحو: غير مر َّك ٍ
ث على شرط أن يكونَ َ -2العَل ُم لمذ َّك ٍر أو مؤن ٍ
"جعفر وسعادَ".
ٍ سعا" ،في عف .يا ُ "يا َج َ
(فال ترخم النكرة ،وال ما كان على ثالثة أحرف ولم يكن مختوما ً بالتاء ،وال المركب .فال يقال" :يا
حس" ،في "يا حسن" ،ألنه على ثالثة أحرف ،وال مثل: انسا" ،في "انسان" ،ألنه غير علم ،وال "يا َ
صاح" ،مع كونه غير علم ،فهو ِّ "يا عبدَ الرحمن" .ألنه مركب .وأما ترخيم "صاحب" في قولهم "يا
شاذّ ال يقاس عليه).
عثَم .يا
حرفان ،وهو قليل .فتقول" :يا ُ ِّ حرف واحدٌ ،وهو األكثر ،كما تقدّم ،وإ ّما ٌ ف للتَّرخيم إ ّما ويُحذَ ُ
ومنصور".
ٍ ص" ،في "عُثمانَ َم ْن ُ
لغتان:
ِّ ولك في المنادى المر َّخ ِّم
()496/1
ض َّم ٍة أو فتح ٍة أو كسرةٍ -نحو" :يا الحذف على ما كان عليه قب َل الحذف -من َ ِّ آخرهُ بعدَ بقي َ -1أن ت ُ َ
واألشهر.
ُ جار" .وهذ ِّه اللغةُ هي األولى جعف .يا ِّ َ منص .يا ُ
جار". ُ يا .عف
َ ُ ج "يا نحو: المحذوف، الحرف بحركة ُ ه ك حر
ّ ُ ت أن -2
(وتسمى اللغة األولى" :لغة من ينتظر" ،أي :من ينتظر الحرف المحذوف ويعتبره كأنه موجود.
ويقال في المنادى حينئذ :أنه مبني على ضم الحرف المحذوف للترخيم .وتسمى اللغة األخرى" :لغة
من ال ينتظر" ،أي :من ال ينتظر الحرف المحذوف ،بل يعتبر ما في آخر الكلمة هو اآلخر فيبنيه
على الضم).
ت ال ِّنّدا َء -13أَسْما ُء الزَ َم ِّ
كثير اللؤم ،و "يا ن َْومانُ "، منها" :يا فُلُ ،ويا فُلَةُ" ،بمعنى .يا رجل ،ويا امرأةُ ،و "يا لُؤمانُ " أي :يا َ
وم .وقالوا" :يا َمخبَثانُ ،ويا َمألمانُ ،ويا َملكَعانُ ،ويا َمكذَبانُ ،ويا َمطيَبانُ ،ويا كثير النَّ ِّ أي :يا َ
ُّ َ ُ ُ
سق ،ويا غدَ ُر ،ويا لك ُع" .وكل ما ُ ُ ُ ُ َّ
بالتاء .وقالوا في شتم المذك ِّر" :يا خبَث ،ويا ف َ ِّ كرمانُ " .واألنثى َم َ
وزن " َمفعَالن" .وقالوا في شتم ِّ على كان فيما العلماء بعض
ُ ُ هوقاس .هِّ علي يقاس
ُ ال ي
ٌّ ماع س
تقد َ َّم
ي ٍ.
ي من كل فع ٍل ثالث ّ ق ،ويا خَباثِّ" .ووزنُ "فَعا ِّل" هذا قياس ٌّ المؤنث" :يا لَكاعِّ ،ويا فَسا ِّ
النداء ،كما رأيتَ .وأما قو ُل الشاعر: ِّ األسماء كلّها ال يستعم ُل إال في ِّ كر من هذه وما ذ ُ َ
ت قَ ِّعيدَتُهُ لَكاعِّ*ف ،ث َّم آ ِّوي * ِّإلى بَ ْي ٍ ُ ط ّ ِّو ُ ُ
ف ما أ َ ط ّ ِّو ُ*أ ُ َ
النداء.
ِّ فضرورةٌ ،الستعمال ِّه "لكاعِّ" خَبراً ،وهي ال تُستعم ُل إال في
-14ت َت َّمةٌ
()497/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
االختصاص ال الندا ُء ،وذلك كقولهم" :أ ّما أنا
ُ صدُ به النداء ويُق َ
ِّ ب ما هو على طريق ِّة كالم العر ِّفي ِّ
اغفر لنا أيَّتُها ال ِّعصابة".
ْ م
َّ "الله وقولهم: "،مُ القو ُّها ي أ كذا ُ
ل نفع "نحن وقولهم: ُ"،
ل الرج ّها يأ كذا فأفع ُل
فقد جعلوا "أيّا" م َع تابعها دليالً على االختصاص والتوضيح .ولم يُريدوا بالرجل والقوم إال أنف َ
سهم.
صصينَ من بين صصا ً بذلك من بين الرجال ،ونحن نفع ُل كذا متخ ّ فكأنهم قالوا" :أما أنا فأفع ُل كذا متخ ّ
بين العصائب". األقوام .واغفر لنا الله َّم مخصوصينَ من ِّ
وقد تقدَّمت اإلشارة إلى ذلك في بحث االختصاص.
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( مجرورات األسماء
) ضمن العنوان ( حروف الجر )
وواو القَ َ
س ِّم ُ والكاف والالَّ ُم ُ ومن وإلى وعن وعلى وفي الجر عشرون حرفاً ،وهي" :الباء ِّ حروف ِّ ّ ُ
عقَيل". ُ لغة في َّ
ل َ عَ ل و - يلَ ذهُ ة
ِّ َ غُ ل يل - ومتى وكي وحاشا ا دع
َ َ و َال خ و وحتى ُ بَّ ور ُ ذن م
وتاؤهُ ُ ُ
و ْ
ذ م و
والكاف
ُ "ربَّ و ُم ْذ و ُمنذُ وحتى االسم الظاهر ،وهو ُ ِّ يختص بالدخو ِّل على ّ وهذ ِّه الحروف منها ما
القسم وتاؤهُ ومتى" .ومنها ما يدخ ُل على الظاهر وال َمض َمر ،وهي البواقي. ِّ وواو
ُ
"الكاف وعن وعلى ُ ٌ
شتركٌ بينَ الحرفيّ ِّة واالسميّة ،وهو خمسة: َ م
ُ ُ هظُ لف ما الجر
ّ ِّ حروف
ِّ من َّ
أن واعلم
ظهُ ُمشتركٌ بينَ الحرفيّة والفعليّ ِّة ،وهو" :خال وعدا وحاشا" .ومنها ما هو و ُم ْذ و ُمنذُ" .ومنها ما لف ُ
مالزم للحرفيّة ،وهو ما بقي .وسيأتي بَيانُ ذلك في مواضع ِّه.
()498/1
َجر معنى الفعل قبلَها إلى االسم بعدَها ،أو ألنها ُّ
تجر ما بعدَها من الجر ،ألنها ت ُّ ّ س ّميت حروف و ُ
ً ً
"حروف الخفض" أيضا ،لذلك .وتُس ّمى أيضا "حروف اإلضافة"، َ ضه .وتس ّمى األسماء ،أي :ت َخ ِّف ُ ِّ
قوى على الوصول أن من األفعال ما ال يَ َ معاني األفعال قبلها إلى األسماء بعدها .وذلك َّ َ ضيف
ُ ألنها ت ُ
قووه بهذه الحروف ،نحو" :عجبتُ من خالدٍ ،ومررتُ بسعيدٍ" .ولو قلتَ " :عجبتُ إلى المفعول به ،فَ َّ
خالداً .ومررتُ سعيداً" ،لم يُ ُجز ،لضعف الفعل الالزم وقُصور ِّه عن الوصول إلى المفعول به ،إال أن
يَستعينَ بحروف اإلضافة.
وفي هذا المبحث تسعةُ َمباحث.
وف ال َج ِّ ّر شر ُح ُح ُر ِّ ْ -1
-1البا ُء
عشر معنًى: َ َ البا ُء :لها ثالثة
اقتصر عليه
َ ُ
ي لها .وهذا المعنى ال يُفارقها في جميع معانيها .ولهذا اإللصاق :وهو المعنى األصل ُّ ُ -1
ِّسيبوي ِّه.
ي ،نحو" :مررتُ رأسي بيدي" ،وإ ّما مجاز ٌّ ومسحتُ بيدِّكَ . "أمسكتُ ي ،نحو: واإللصاق إ ّما حقيق ّ ُ
ب منها أو منكَ . قر
ٍ َ ُ ُ ي بمكان أي: بداركَ ،أو بكَ "، ِّ
المستعان به -أي الواسطة التي بها حص َل الفع ُل -نحو" :كتبتُ ِّ على ُ ة الداخل وهي ، ُ ة االستعان -2
باسم هللا ،فنجحتُ بتوفيق ِّه". بالسكين" .ونحو" :بدأتُ عملي ِّ ِّ القلم
َ بالقلم .وبَ َريتُ
َّ
سببيةُ والتَّعليلُ ،وهي الداخلة على سبب الفعل و ِّعلت ِّه التي من أجلها حصلَ ،نحو" :ماتَ
ُ -3ال ّ
نقضهم ميثاقَه ْم ْ ُّ
بفالن" .ومنه قولهُ تعالى{ :فَ ُكال أ َخذنا بذنبه} ،وقولهُ{ :فبِّما ِّ ِّ ع ِّرفنا بالجوعِّ" ،ونحوُ " :
لَعنّاهم}.
()499/1
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
فيصير بذلك الفاع ُل ُ الالزم ُمتعدِّّياً،
َ -4التّعديةُ ،وتُس ّمى با َء النّق ِّل ،فهي كالهمزةِّ في تصييرها الفع َل
إن َمفا ِّت َحهُ لتَنُو ُء
نوز ما َّ {ذهب هللا بِّنُورهم} ،أي :أذهبهُ ،وقولهُ{ :وآتيناهُ من ال ُك ِّ َ مفعوالً ،كقوله تعالى:
القوة} ،أي :لَتُني ُء العُصبةَ وتُثقلُها .وهذا كما تقول" :نا َء به الحملُ ،بمعنى أثقلهُ" .ومن بالعُصبة أُولي ّ
أسرى بعبد ِّه ليالً من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى} .أي سبحانَ الذي َ باء التّعدية قولهُ تعالىُ { : ِّ
سيّرهُ ليالً.
ويجوز حذفُهُ ،نحو: ُ ُ
القسم معها؛ نحو" :أقسم باهلل". ِّ ذكر فع ِّل أحرف ِّه .ويجوز ُ -5القس ُم ،وهي أص ُل ُ
َّ
ألفعلن". مر ،نحو" :بكَ ض ِّ الظاهر ،كما رأيتَ ،وعلى ال ُم َ ِّ "باهللِّ ألجتهدَ َّن" .وتدخ ُل على
ض ،وتسمى با َء المقابل ِّة أيضا ،وهي التي تَدُ ُّل على تعويض شيءٍ من شيءٍ في ُمقابل ِّة شيءٍ ً -6العَ َو ُ
بالفرس".ِّ الدار
َ ُ ُ
آخر ،نحو" :بِّعتكَ هذا بهذا .وخ ِّذ َ
ض وال مقابلةٍ ،كحديث" :ما و
ِّ َ ٍ ع بال ، اآلخر
ِّ ى عل الشيئين
ِّ د
ِّ أح اختيار على َّ
ل تد التي وهي ُ،ل َ -7
د الب
ش ِّهدتُ بَدْرا ً بالعقبة" أي :بَدَلها ،وقول س ُّرني أني َ س ُّرني بها ُح ْم ُر النّعَم" ،وقو ِّل بعضهم" :ما يَ ُ يَ ُ
الشاعر:
ور ْكبانا* اإلغارة َ فُ ْرسانا ً ُ شنُّوا ِّ *فَلَيْتَ ِّلي ِّب ِّه ِّم قَ ْوما ً إذا َر ِّكبُوا * َ
ب الغربي. َصرك ُم هللاُ بِّبَد ٍْر .وما كنتَ بجان ِّ -8الظرفيّةُ -أي :معنى (في) -كقوله تعالى{ :لَقَد ن َ
سحر .وإنَّكم لَت َ ُمرون عليهم مصبِّحينَ وباللّي ِّل}. ن ّجيناهم بِّ َ
والدار بأثاثها" ،ومنه قولهُ تعالى: َ س بسرج ِّه، ُ
-9المصاحبة ،أي :معنى "م َع" ،نحو" :بعتكَ الفَ َر َ ُ
ط بسالم". "إهبِّ ْ
يشرب بها عبادُ هللاِّ" ،أي :منها. ُ "من" التَّبعيضيّ ِّة ،كقول ِّه تعالىَ " :عينا ً -10معنى ِّ
واقع}،
ٍ ب
ٍ بعذا ٌ
ل سائ {سأل : ه
ِّ وقول ُ، ه عن أي: }، ً ا خبير به {فاسأل تعالى: ه
ِّ كقول "عن"، -11معنى
نورهم بينَ أيديهم وبأيمانِّهم}. وقوله{ :يَسعى ُ
()500/1
نطار يُؤدَّ ِّه إليكَ "،ب َمن إن ت َأ َمنهُ بِّ ِّق ٍ -12االستعال ُء ،أي معنى "على" كقوله تعالى" :ومن أه ِّل الكتا ِّ
إي :على قنطار ،وقو ِّل الشاعر:
ب* *أ َ َربٌّ يَبُو ُل الثُّعلُبانُ ِّب َرأْ ِّس ِّه * لَقَ ْد ذَ َّل َم ْن ْ
بالت َعلَ ْي ِّه الثَّعا ِّل ُ
-13التأكيدُ ،وهي الزائدة ُ لفظاً ،أي :في اإلعراب ،نحو" :بِّ َحسبِّكَ ما فعلتَ " ،أيَ :حسبُك ما فعلتَ .
بأن هللاَ يرى} ،وقولهُ{ :وال تُلقوا بأيديكم إلى ومنهُ قوله تعالى{ :وكفى باهللِّ شهيداً} ،وقولهُ{ :أَلم يعلم َّ
بأحكم الحاكمين؟} وسيأتي لهذه الباء فض ُل شرح. ِّ التّهلُكة} ،وقولهُ{ :أَليس هللا
ِّ -2م ْن
عان:ِّم ْن :لها ثمانيةُ َم ٍ
-1االبتدا ُء ،أَي :ابتدا ُء الغاي ِّة المكانيّ ِّة أو الزمانيّ ِّة .فاألول كقول ِّه تعالى{ :سبحانَ الذي أسرى بعبد ِّه
سس على التّقوى من َّأو ِّل الحرام إلى المسجد األقصى} .والثاني كقوله{ :لَ َمسجدٌ أ ُ َ ِّ ليالً من المسجد
تقوم في ِّه} .وت َِّردُ أَيضا ً البتداء الغاية في األحداث واألشخاص .فاألول كقولكَ " :عجبتُ يوم أ َ َح ُّق أَن َ
ُ
من إقدامك على هذا العمل" ،والثاني كقولك" :رأيتُ من زهير ما أحبُّ ".
ضهُ، البر حتى تُنفقوا م ّما تُحبُّونَ } أي :بع َ بعيض ،أي :معنى "بعض" ،كقول ِّه تعالى{ :لن تنالوا َّ ُ -2الت ّ
"بعض".ٍ ُ َ ُ َ
ضهم .وعالمتُها أن يَخلفَها لفظ َ ّ
وقول ِّه" :منهم من كل َم هللاَ" ،أب بع ُ
َّ
األوثان} .قول ِّه{ :يُ َحلونَ فيها من ِّ الرجس من
َ -3البيانُ ،أي :بيانُ الجنس ،كقوله تعالى{ :واجتنبوا
اإلخبار بما بعدَها ع ّما قبلها ،فتقول :الرجس هي األوثانُ ، ُ ب} .وعالمتُها أَن يص َّح ساور من ذه ٍ أَ َ
ساور هي ذهب. ُ واأل
()1/2
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
موضع الحال مما قبلَها ،إن كان معرفةً ،كاآلية األولى ،وفي ِّ ومجرورها في
َ واعلم أَن "من" البيانيّةَ
ت له إن كان نكرة ،كاآلية الثانية .وكثيرا ً ما تَقَ ُع "من البيانيّةُ" هذ ِّه بعد "ما ومهما" ،كقوله موضع النّع ِّ
سخ من آيةٍ} ،وقول ِّه{ :مهما تأتِّنا ْ ْ
للناس من رحم ٍة فال ُممسِّكَ لها} ،وقول ِّه{ :ما نن َ ِّ تعالى{ :ما يَفت َِّح هللاُ
به من آية}.
بشير} ،وقول ِّه{ :لجعَ َل ٍ من جاءنا {ما تعالى: كقوله اإلعراب، في أي: ،ً ا لفظ الزائدة وهي -4التأكيدُ،
غني عنهم أموالُهم وال أوالدُهم من هللا األرض يَخلُفون}أي" :بَدَلكم" ،وقول ِّه{ :لن ت ُ َ ِّ منكم مالئكةً في
شيئاً} ،أي :بَدَ َل هللا ،والمعنى :بَدَ َل طاعت ِّه أو رحمت ِّه .وقد تقدَّم معنى البدل في الكالم على ِّ
الباء.
الظرفيّة ،أَي :معنى (في) ،كقوله سبحانهُ{ :ماذا خَلقوا من األرض} ،أي :فيها ،وقول ِّه{ :إذا نُ َ
ودي َّ -6
يوم الجمعة} ،أي :في يومها. صالة من ِّ لل ّ
غرقوا} ،قال الشاعر: ُ
{م ّمل خطيئاتِّهم أ ِّ سببيّة والتّعليلُ ،كقوله تعالىِّ : ُ -7ال ّ
َّ َّ
ضى ِّم ْن َمهابَت ِّه * فَما يُ َكل َم إِّال ِّحينَ يَ ْبتَسِّم* ْ
ضي َحيا ًءَ ،وبُغ َ *يُ ْغ ِّ
-8معنى "عن" ،كقول ِّه تعالى{ :فَ َوي ٌل للقاسي ِّة قُلوبُهم من ذِّكر هللا!} ،وقول ِّه{ :يا َويلَنا! لَقَد ُكنّا في
غفلة من هذا}.
ِّ -3إلى
معان:
ٍ إلى :لها ثالثة
الصيام إلى الليل}، َ َ
-1االنتها ُء ،أي :انتها ُء الغاي ِّة الزمانيّة أو المكانيّة .فاألو ُل كقول ِّه تعالى{ :ث ُ َّم أتِّ ُّموا
والثاني كقول ِّه{ :من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى}.
"ص ْلوتردُ أيضا ً النتهاء الغاية في األشخاص واألحداث .فاألو ُل نحو" :جئتُ إليك" ،والثاني نحوِّ : ِّ
بالتقوى إلى رضا هللا". ّ
لالنتهاء أنها تكونُ منت ًهى البتداء الغاية. ِّ ومعنى كونها
()2/2
غير داخل .فإذا قلتَ : وجائز أن يكونَ ٌَ فجائز أن يكون داخالً ُجز ٌء منه أو كلُّهُ فيما قبلَها، ٌ أ ّما ما بعدَها
َ
ألن النهاية تشم ُل ٌ ٌ
"سرتُ من بيروتَ إلى د َمشقَ " ،فجائز أن تكون قد دخلت َها ،وجائز أنك لم تدخلهاَّ ،
وآخرهُ .وإنما تمتن ُع مجاوزتُهُ .ومن دخول ما بعدَها فيما قبلَها قولهُ تعالى{ :إذا قمتم إلى
ُ ُ َ أو َل الحدّ
صالة فاغسِّلوا ُوجوه ُكم وأيديَ ُكم إلى ال َمرا ِّفق} .فال َمرافق داخلةٌ في مفهوم الغسل .ومن عدم دُخول ِّه ال َّ
غير داخ ٍل في مفهوم الصيام .وقالت الصيام إلى الليل} .فالجز ُء من الليل ُ َ قولهُ َع َّز وجلَّ{ :ث َّم أَتِّ ُّموا
لألمرين.
ِّ الشيعةُ الجعفريةُ :إنه داخل .واآلية -بظاهرها ُ -محتملة
فإن كان هناك قرينةٌ تد ُّل على دخول ما بعدَها فيما قبلَها ،دخل ،أو على عدم دخوله لم يدخل .فإن لم
تكن قرينةٌ تد ُّل على دخوله أو خورج ِّه ،فإن كان من جنس ما قبلها جاز أن يدخل وأن ال يدخل ،نحو:
الغالب أنه ال يدخل .نحو" :سرتُ في النهار إلى الليل". ُ "سرتُ في النهار إلى العصر" وإال فالكثير
ّ
والحق ما ذكرناه. وقال قوم :يدخل مطلقاً ،سوا ٌء أكان من الجنس أم ال .وقال قو ٌم :ال يدخل مطلقا.
ً
-2المصاحبةُ ،أي :معنى "م َع" كقوله تعالى{ :قالَ :من أنصاري إلى هللا؟} أي :معهُ ،وقولهُ{ :وال
ب ٌ
"فالن حلي ٌم إلى أد ٍ تأكلوا أموالَهم إلى أموالكم} ،ومنهُ قولهم" :الذَّ ْودُ إلى الذَّ ْو ِّد إبلٌ" ،وتقولُ:
وعلم".
ٍ
س ّمى ال ُمبَيّنَة ،ألنها تُبينُ أن مصحوبها فاع ٌل لما قبلها .وهي التي تق ُع بعدَ ما يفيدُ -3معنى "عند" ،وت َُ
ي ِّم ّما يدعونني سجنُ أ َحب إل َّ اسم تفضي ٍل ،كقوله تعالى" :قال :رب ال ّ ب أو ِّ ُحبا ً أو بُغضا ً من فعل تع ّج ٍ
إليه" ،أي :أحبُّ عندي .فال ُمتكلم هو ال ُم ِّحبُّ .وقو ِّل الشاعر:
س ِّل* ْ
سل َ ق ال َّ
الرحي ِّ شباب ،و ِّذ ْك ُرهُ * أَشهى ِّإلَ َّ
ي ِّمنَ َّ سبي َل إلى ال َّ *أ َ ْم ال َ
َ -4حتَّى
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()3/2
هي حتى َمطلَ ِّع الفجر} .وقد يدخ ُل ما بعدَها فيما قبلها، حتى :لالنتهاء كإلى ،كقوله تعالى{ :سال ٌم َ
غير داخ ٍل ،كقوله تعالى: ِّرهم عندي" .وقد يكون َ نحو" :بَذَلتُ ما لي في سبيل أ ُ َّمتي ،حتى آخر د ٍ
األبيض من الخيط األسود من الفجر} ،فالصائم ال يُبا ُح له األك ُل ُ {كلوا واشربوا حتى يَتبيّن لك ُم الخي ُ
ط
متى بدا الفجر.
ع ُم بعضهم أنه ليس بداخ ٍل أن ما بعدَ "حتى" داخ ٌل فيما قبلها على كل حال .ويَز ُ بعض النحاةِّ ّ ُ ع ُم
ويَز ُ
العصر"،
ِّ النهار حتى
َ والحق أنه يدخلُ ،إن كان جز ًءا مما قبلها ،نحوِّ " :سرتُ هذا ُّ على كل حال.
يدخل ،نحو" :قرأتُ الليلةَ
ْ ومنه قولهم" :أكلتُ السمكة حتى رأ ِّسها" .وإن لم يكن جز ًءا م ّما قبلها لم
هي حتى َمطلَ ِّع الفجر}. صباحِّ" ومنه قولهُ تعالى {سال ٌم َ حتى ال َّ
الخالف إنما هو في "حتى" الخافضة .وأما "حتى"العاطفة ،فال خالف في أن ما بعدَها َ هذا واعلم أن
يجب أن يدخ َل في حكم ما قبلها ،كما ستعلم ذلك في مبحث أحرف العطف. ُ
جر ما كان أخرا ً ِّلما قبله ،أو ُمتّصالً بآخره ،وما لم يكن آخرا ً وال أن "إلى" ت ُّ والفرق بينَ غلى وحتى َّ
أمس إلى آخرها" والثاني نحو" :سهرتُ اليلةَ إلى الفجر"، متصالً به .فاألو ُل نحو" :سرتُ ليلةَ ِّ
النهار إلى العصر".َ والثالث نحو" :سرتُُ
امس حتى َ ً ّ ً
تجر "حتى" إال ما كان آخرا ِّلما قبلها ،أو متصال بآخره ،فاألول نحو" :سرتُ ليلة ِّ وال ُّ
تجر ،ما لم يكن آخرا ً وال متصالً َ
هي حتى َمطل ِّع الفجر} .وال ُّ آخرها" ،والثاني كقوله تعالى{ :سال ٌم َ ِّ
َ
به ،فال يقال" :سرتُ الليلة حتى نصفها".
ق هللاَ حتى تفوزَ برضاهُ} ،أي :لتفوز. وقد تكونُ حتى للتَّعليل بمعنى الالم ،نحو{ :إت َِّّ
ق هللاَ حتى تفوزَ برضاهُ" ،أي :لتفوز. وقد تكونُ حتى للتَّعليل بمعنى الالم ،نحو" :ات َّ ِّ
َ -5ع ْن
معان:
ٍ عن :لها ستة
السهم عن
َ ُ
-1المجاوزة ُ والبُغدُ ،وهذا أصلها ،نحو" :سرتُ عن البلدَِّ .ر ِّغبتُ عن األمرَ .ر َميت
القوس".
()4/2
وركَ " ،قال تعالى{ :ع ّما قلي ٍل لَتُصب ُح َّن نادمين} ،وقال{ :لَتركب َُّن أز ُ ب ُ -2معنى "بَعد" ،نحو :عن قري ٍ
ق} ،أي :حاالً بعدَ حا ٍل. طبَقا ً عن طبَ ٍ َ
-3معنى "على" كقول ِّه تعالى" :و َمن يَبخ َْل فإنما بَب َخ ُل عن نفسه"،أي عليها ،ومنه قول الشاعر:
ب * َع ِّنّيَ .وال أَنتَ دَيَّاني فَت َ ُخ ُزوني* س ٍ ض ْلتَ في َح َ *الَ ِّه ابنُ َع ِّ ّمكَ ! الَ أ ُ ْف ِّ
-4التَّعليلُ ،كقول ِّه سبحانه{ :وما نحنُ بتاركي آلهتِّنا عن قولك} ،أي :من أجل قولك ،وقول ِّه{ :وما
إبراهيم ألبي ِّه إال عن َمو ِّعد ٍة و َعدَها إيّاهُ}. َ استغفار
ُ كان
ُ
"من" كقوله سبحانه{ :وهو الذي يَقبَ ُل التَّوبةَ عن عبادهِّ} ،وقول ِّه{ :أولئكَ الذين يَتقبّ ُل عنهم -5معنى ِّ
َ
احسنَ ما َع ِّملوا} ،أي :منهم.
َ
َفس شيئاً} ،أي :بَدل نفس ،وكحديثِّ: َفس عن ن ٍ -6معنى البَدَل كقول ِّه تعالى{ :واتَّقوا يوما ً ال تجزي ن ٌ
"صومي عن أُمك" ،وتقولُ" :قُ ْم عني بهذا األمر" ،أَي :بَدَلي.
سبقت بِّمن ،كقول الشاعر: ب" ،وذلك إذا ُ أن "عن" قد تكونُ اسما ً بمعنى "جانِّ ٍ واعلم َّ
تارة ِّوشمالي* ً ْ ْ
ماح دَريئَة * ِّمن َعن يَميني َ ً لر ِّ فَلَقَ ْد أَراني ِّل ِّ ّ
وقول اآلخر:
ض ْو َء الفَرا ِّق ِّد ُك ِّلّها * يَميناًَ .و َم ْهوى النَّجْ ِّم ِّم ْن َع ْن ِّشما ِّل ِّك* َ لي *وقُ ْلتُ :اجعَ
َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
َ -6علَى
على :لها ثمانيةُ َم ٍ
عان:
-1االستعال ُء ،حقيقةً كان ،كقول ِّه تعالى{ :وعليها وعلى الفُ ِّ
لك تُح َملونَ } ،أو مجازاً ،كقول ِّه:
ين" .واالستعال ُء أص ُل معناها. ي دَ ٌ
"لفالن عل َّ
ٍ ضهم على بعض} ،ونحو: {وفَضّلناهم بع َ
-2معنى" :في" ،كقوله تعالى" :ودخ َل المدينةَ على حين غَفل ٍة من أهلها" أي :في حين غفلة.
ضاها* شي ٍْر * لَعَ ْم ُر هللاِّ أ َ ْع َجبَني ِّر َ
ي بَنُو قُ َ
ت َعلَ َّ
ضيَ ْ
*إذا َر ِّ
رضيت عني. أي :إذا ِّ
ُ
-4معنى الالم ،التي للتعليل ،كقوله تعالى{ :ولت َكبّروا هللاَ على ما هداكم} ،أي "ل ِّهدايت ِّه إيّاكم" ،وقو ِّل
الشاعر:
()5/2
طعن ،إذا ال َخ ْي ُل َك َّرتِّ* الر ْم ُح يُثْ ِّق ُل عاتِّقي * إِّذا أَنا لَ ْم أ َ ْ الم ت َقولُُّ : * َع َ
أيِّ :ل َم تقول؟
ُ َ َّ
-5معنى " َم َع" ،كقول ِّه تعالى{ :وآت َى المالض على ُحبّ ِّه} ،أي :م َع ُحب ِّه ،وقول ِّه {وإن َربَّكَ لذو َمغفرةٍ
ظلمهم. ظلمهم} ،مع ُ للناس على ُ ِّ
الناس يَستَوفونَ } أي :اكتالوا منهم. ِّ على اكتالوا {إذا : ُ هَ نسبحا ه
ِّ كقول "من"، معنى -6
حقيق بي ،ونحو" :ر َميتُ على ٌ ي أن ال أقو َل إالّ الحق} ،أي: قيق عل َّالباء ،كقول ِّه تعالىَ { :ح ٌ -7معنى ِّ
اسم هللا" ،أي :مستعينا ً به. القوس" ،أي :رميتُ مستعينا ً بها ،ونحو" :اركبْ على ِّ
يأس من رحمة هللاِّ" ،أي: سوء صنيع ِّه ،على أنهُ ال يَ ُ -8االستدراكُ ،كقولكَ " :فال ٌن ال يدخ ُل الجنةَ ِّل ِّ
ييأس .ومنه قو ُل الشاعر: ُ لكنَّهُ ال
ْ
ب الد َِّّار َخي ٌْر ِّمنَ البُ ْعدِّ* ُ َ
ف ما بِّنا * َعلى أ َّن ق ْر َ ْ َ َ
َداوينا .فل ْم يَش ِّ *بِّ ُك ِّّل ت َ
ْس بِّذي ُودِّّ* ْس بِّنافعٍ * إِّذا كانَ َم ْن ت َ ْهواهُ لَي َ ب الد َِّّار لَي َ َعلى أ َ َّن قُ ْر َ
وقو ُل اآلخر:
رض* ب قَ ْوسى ما بَقيتُ َعلى األ َ ِّ هللا ال أَنسى قَتيالً ُر ِّزئتُهُ * ِّبجانِّ ِّ *فَ َو ِّ
ضي* ْ
* َعلى أنَّها ت َ ْعفو ال ُكلو ُم ،وإِّنَّما * نُ َو َّك ُل باألَدنىَ ،و ِّإ ْن َج َّل ما يَ ْم ِّ
بعض
ُ غير متعلقة بشيءٍ ،على ما جن َح إليه وإذا كانت لالستدراك ،كانت كحرف الجر الشبي ِّه بالزائدَ ،
المحقّقينَ .
قت بِّ ِّم ْن كقوله: أن "على" قد تكونُ اسما لالستعالء بمعنى "فَ ْوق" ،وذلك إذا ُ
سبِّ ْ ً واعلم َّ
َ
ت ِّمن َعل ْي ِّه * بَ ْعدَ ما ت َ َّم ِّظ ْمؤُها"* ْ *" َغدَ ْ
َ
أي من فوقه ،وتقولُ" :سقط من على الجبل".
-7في
عان:
َ ٍ م ُ ةسبع لها في:
()6/2
-1الظرفيّةُ ،حقيقيّةً كانت ،نحو" :الما ُء في الكوز .سرتُ في النّهار" .وقد اجتمعت الظرفي ِّ
ّتان:
سيَغلِّبونَ في الرو ُم في أَدنى األرض .وهم ِّمن بَ ْع ِّد َغلَبِّ َ
هم َ ت ُّغلب ِّ الزمانيّة والمكانيّةُ في قول ِّه تعالىُ { :
هللا أسوة ٌ حسنةٌ} ،وقول ِّه{ :ولَ ُكم في ُ ضع سنينَ } ،أَو مجازيَّةً ،كقوله سبحانه{ :ولَ ُكم في رسول ِّ ِّب ِّ
القصاص حياةٌ}.
ِّ
َ
سكم فيما أفضتُم فيه عذابٌ عظيم} أي :بسبب ما أفضتم فيه. َ -2السببيّة :والتّعليلُ ،كقول ِّه تعالى{ :لَ َم ّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
النار في ه َِّّرةٍ َحبَستها" أي :بسبب ه َِّّرةٍ. ت امرأَة ٌ َ الحديث" :دخل ِّ ُ ومنه
-3معنى "م َع" كقول ِّه تعالى{ :قال :ادخلوا في أ َم ٍم قد َخلَت من قبلكم} أيَ :معَهم.
-4االستعال ُء -بمعنىَ " :على" -كقول ِّه تعالى{ :ألصلبنّ ُكم في ُجذوعِّ النّخ ِّل} ،أي :عليها.
ع الدنيا فيق ،كقول ِّه تعالى{ :فما َمتا ُ ق وفاض ٍل الح ٍ وهي الواقعةُ بينَ مفضو ٍل ساب ٍ َ -5ال ُمقايَسةُ -
اآلخرةِّ إال قليلٌ} ،أي :بالقياس على اآلخرة والنسبة إليها.
ق ،كقول الشاعر: الباء ،التي لاللصا ِّ -6معنى ِّ
ْ َ َ
صيرونَ في ط ْع ِّن األباه ِِّّر وال ُكلى* س * بَ ُ الر ْوعِّ ِّمنَّا فَ ِّ
وار ٌ ب يَ ْو َم َّ *ويَ ْر َك ُ
بطعن األباهر. ِّ أي :بصيرونَ
َ
-7معنى "إلى" كقول ِّه تعالى{ :ف َردُّوا أيديَهم في أفواههم}.
-8الكاف
معان:
ٍ الكاف :لها أَربعةُ ُ
ي كاألسد". ٌّ "عل نحو: فيها، ُ
ل األص وهو ُ، هالتشبي -1
ي
{و ْ َ
{واذكروهُ كما هداكم} ،أي :لهدايت ِّه إيّاكم .وجعلوا منه قوله تعالىَ : ُ -2التّعليلُ ،كقوله تعالى:
فالكاف :حرف جر بمعنى الالمَّ ،
وأن: ُ أعجب أو ت َعجّبْ لعَدم فالحهم. َ ُ َ
كأنّهُ ال يُفل ُح الكافرون!} .أي:
هي الناصبةُ الرافعة.
-3معنى "على" نحوُ " :ك ْن كما أَنتَ " ،أَيُ :كن ثابتا ً على ما أنت عليه.
كمثل ِّه شي ٌء} ،أي :ليس ِّمثلهُ شي ٌء، -4التّوكيدُ -وهي الزائدة ُ في اإلعراب -كقول ِّه تعالى{ :ليس ِّ
ب ،فيها كالمقَق". واح ُق األقرا ِّضوامر" :لَ ِّ
َ صف خيالً الراجز يَ ُ وقو ِّل َّ
()7/2
"مث ٍل" ،كقول الشاعر: واعلم أ َ َّن الكاف قد تأتي اسما ً بمعنى ِّ
الزيتُ والفُتُلُ* َب في ِّه َّ الط ْع ِّن يَ ْذه ُططٍ * َك َّ ش َ *أَت َنتَهونَ ؟ َولَ ْن يَ ْنهى ذّوي َ
وقول الراجز:
ض َح ْكنَ َع ْن أسنان َكالبَ َر ِّد ال ُم ْن َه ِّ ّم"* *"يّ ْ
ومنهُ قول ال ُمتنبي:
ْ ُ َّ
حرار َكالعَ ْف ِّو َع ْينُه ْم * و َم ْن لَكَ بال ُح ِّ ّر الذِّي يَحْ فَظ اليَدا* ْ *وما قَت َ َل األ َ َ َ
والنثر ،كاألخفش ِّ خص ورودَ اسما ً بضرورة الشعر .ومنهم من أَجازهُ في الشعر َّ العلماء من
ِّ ومن
وأبي علي الفارسي وابن مالكٍ وغيرهم .ويشهدُ لهم قولهُ تعالى ،عن لسان المسيح ،عليه السالم ،في
بإذن هللاِّ} أي :مث َل الطين كهيئ ِّة الطير ،فأنفُ ُخ فيه فيكونُ طيرا ً ِّ سورة آل عمرانَ { :أني أخلُ ُق لَكم من ّ ُ
والضمير
ُ ُ ُ
ب على أنها مفعو ٌل به ألخلق. هيئ ِّة الطير .فالكاف :اس ٌم بمعنى "مثل" ،وهي في مح ّل نص ٍ
ُ
"مثل" .ولو لم تجعل الكاف هنا ألن مدلولها ُمذ َّك ٌر وهو ِّ في "فيه" يعود على هذه الكاف االسميّةَّ ،
يجوز أن يعود إلى "الطير" ،ألن النفخ ليس في الطير ُ الضمير بال مرجع ،ألنهُ ال ُ "مثل" .... بمعنى ِّ
نفسه ،وإنما هو فيما يُشب ُههُ ،وال على هيئة ،ألنها مؤنثة .وقد أعاد الضمير على الهيئة ،في سورة
المائدة ،وهو قولهُ تعالى{ :وإ ْذ ت َخلُ ُق من الطين كهيئة الطير بإذني ،فتنف ُخ فيها فتكونُ طيرا ً بإذني}.
-9الالَّم
عشر معنى: َ َ الال ُم :لها خمسة
ت
سموا ِّ ذاتين ،ومصحوبُها يَم ِّلكُ -كقوله تعالى{ :هللِّ ما في ال َّ ِّ -1الم ِّلكُ -وهي الداخلة بين
"الدار لسعيدٍ". ُ واألرض} ،ونحو: ِّ
ً
ق -وهي الداخلة بين معنى وذات -نحو: والم االستحقا ِّ َ االختصاص،
ِّ الم
االختصاص ،وتس َّمىَ : ُ ُ -2
هاشم". ٍ ني بل
ِّ َ ُ ةّاح ب والص ، يشِّ َ ٍرُ ق ل ُ ة "الفصاح قولهم: ومنه للعاملين, ح
ُ والنجا " هلل
ِّ ُ د"الحم
ذاتين ،ومصحوبُها ال يم ِّلكُ -نحو" :اللجا ُم ِّ بينَ َّاخلة د ال وهي - بة النس الم
َ ى: م
ّ س ُ تو لك. الم
ِّ ِّ -3شبهُ
للفرس". َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()8/2
ب أو -4التّبيينُ ،وتُس ّمى" :الالّ َم ال ُمبيّنة" ،ألنها تُب ِّيّنُ "أن مصحوبَها مفعو ٌل لما قبلَها" ،من فعل تعَ ُّج ٍ
اسم تفضيل ،نحو" :خالدٌ أحب لي من سعيدٍ .ما أحبّني للعلم! .ما أحم َل عليّا ً للمصائب!" .فما بعدَ الالم ِّ
هو المفعول به .وإنما تقول" :خالدٌ أحب لي من سعيد" ،إذا كان هو ال ُمحبَّ وأنت المحبوب .فإذا
ي} وقد سبقَ ي من سعيد" ،كما قال تعالى{ :ربّ ِّ السجنُ أحبُّ إل َّ العكس قلت" :خالدٌ أحبُّ إل َّ َ أردت
هذا في "إلى".
الناس بما أراكَ هللا}،
ِّ ُ
بالحق لتحك َم بينَ ّ ِّ الكتاب
َ َّ ُ
-5التّعلي ُل والسببيَّة ،كقوله تعالى{ :إنا أنزلنا إليكَ
وقو ِّل الشاعر:
ْ َ
فور بَللهُ القط ُر* َ َّ ص ُ ْ
ض العُ ْ َ َ ْ
راك هزة * كما انتف َ ٌ َّ *وإِّ ِّنّي لَت َ ْعروني ِّل ِّذك ِّ
ْ
اس ِّللمظلوم!". ومنهُ الال ُم الثانيةُ في قولكَ " :يالَلنَّ ِّ
جرد توكيد الكالم -كقول الشاعر: -6التوكيدُ -وهي الزائدة في اإلعراب ل ُم َّ
جار لُم ْس ِّل ٍم و ُمعا ِّهدِّ* ب * ُم ْلكا ً أ َ َ ق ويَثْ ِّر ٍ *و َملَ ْكتَ ما بَيْنَ ْال ِّعرا ِّ َ
ُؤس ِّللحرب!" .ومنهُ ال ُم ال ُمستغاث ،نحو" :يا لَلفضيلة!" ويه ال ت َتعلَّق بشيءٍ َّ ،
ألن َ ب "يا ونحو:
لمجرد التوكيد. َّ زيادتها
غير فع ٍل .فاألول كقول ِّه بالتأخير ،بكونه َ
ِّ ضعُف وهي التي يُجا ُء بها زائدة ً لتقوي ِّة عام ٍل َ َ ُ
-7التّقوية -
صدِّّقا ً للرؤْ يا ت َعبُرونَ } .والثاني كقوله سبحانهُ { :م َ تعالى{ :الذينَ هم لربهم يَرهبُون} وقوله{ :إن كنتم ُّ
قوتهُ ،ألنها -مع ٌ ّ ً
ِّلما َمعَه ْم} وقول ِّه{ :فعّا ٌل ِّلما يُريدُ} .وهي -م َع كونها زائدة ُ -متعلقة بالعامل الذي َّ
زيادتها -أفادته التَّقوية ،فليست زائدة ً َمحضة .وقيل :هي كالزائدة المحضة ،فال تتعلَّق بشيء.
-8انتها ُء الغاية -أي :معنى "إلى" -كقوله سبحانه{ :ك ٌّل يجري ألجل ُمس ًّمى} ،أي :إليه ،وقول ِّه:
{بأن ربكَ أوحى لها}. ّ {ولو ُردُّوا لعادوا ِّلما نُ ُهوا عنه} ،وقول ِّه:
()9/2
ث لهُ ،نحو" :يا لَخا ِّل ٍد ِّلبَكر!". -9االستغاثةُ :وتُستع َم ُل مفتوحةً م َع المستغاث ،ومكسورة ً م َع ال ُمستغا ِّ
ح!" ،ومنهُ قول لفر ِّنداء ال ُمتع َّجب منه ،نحو" :يا لَ َ التعجب :وتُستعم ُل مفتوحةً بعد "يا" في ِّ ُ -10
الشاعر:
ْ
َّت بِّيَذبُ ِّل*شد ْغار الفَتْل ُ ْ كأن نُ ُجو َمهُ * بِّ ُك ِّّل ُم ِّ* فَيا لَكَ ِّم ْن لَ ْي ٍل! َّ
باألمم!"-11 . ِّ ً
النداء مكسورةٌ ،نحو" :هللِّ دَ ُّرهُ رجال!" ،ونحو" :هللِّ ما يفع ُل الجه ُل ِّ وتُستعم ُل في غير
ً
أن ما بعدَها يكونُ عاقبة ِّل َما والم المآ ِّل أيضا) وهي التي تد ُّل على َّ ً َ الم العاقب ِّةصيرورة ُ (وتُس َّمى َ ال ّ
الم التعليل في أن ما قبلها لم يكن ألجل ما بعدها ،ومنه ّ َّ وتخالف َ
ُ ً َّ
قبلها ونتيجة لهِّ ،علةة في حصوله. ً
َ ً ً
قوله تعالى{ :فالتقطهُ آ ُل فِّرعونَ ليكونَ لهم عدوا و َح نا} ،ف ُهم لم يلتقطوهُ لذلك ،وإنما التقطوهُ فكان ِّ
ت زَ
العاقبةُ ذلك .قال الشاعر:
صير ِّإلى الذَّها ِّ
ب* ب * فَ ُكلُّ ُكمء يَ ُ * ِّلدُوا ِّل ْل َم ْوتَِّ ،وابنُوا ِّل ْلخرا ِّ
فاإلنسان ال يَ ِّلدُ للموت ،وال يبني للخراب ،وإنما تكونُ العاقبةُ كذلك.
س َّجداً} ،وقو ِّل
لألذقان ُ
ِّ -12االستعال ُء -أي :معنى "على" -إما حقيقةً كقوله تعالى{ :يَ ِّخ ُّرونَ
الشاعر:
ْ ً
صريعا ِّلليَدَي ِّْن و ِّللفَم* صهُ * فَخ ََّر َ ِّنان قمي َ س ِّ ض َم ْمتُ إِّلي ِّه بال ّ
* َ
وإ ّما مجازا ً كقوله تعالى{ :إن أسأتُم فَلَها} ،أي :فعليها إساءتُها ،كما قال في آية أخرى{ :وإن أسأتمُ
فعليها}.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()10/2
سنةٌ .وهي مرت عليه َ والم التاريخ) نحو" :هذا الغال ُم ِّلسنةٍ" ،أيَّ : َ -13الوقتُ (وتُس َّمىَ :
الم الوقت
غ ّرتِّ ِّه ،أو في ُ
غ َّرت ِّه. عندَ اإلطالق تد ُّل على الوقت الحاضر ،نحو " :كتبتُهُ ِّلغُ َّرةِّ شهر كذا" ،أي :عند ُ
ي ِّ أو االستقبال ،فتكونُ بمعنى "قبَ ٍل" أو "بَعدٍ" ،فاألو ُل كقولك" :كتبتُهُ وعندَ القرينة تد ُّل على ال ُمض ّ
لخمس َخلَ ْون من شهر كذا" ،أي :بعدها. ٍ لست بَقينَ من شهر كذا" ،أي قبلها ،والثاني كقولك" :كتبتُهُ ٍّ
صوموا ِّل ُرؤيت ِّه ُ
حديثُ " : ُ
دلوك الشمس} ،أي :بعدَ دلوكها .ومنه صالة َ ِّل ِّ
{أقم ال ّ
ومنهُ قولهُ تعالىِّ :
وأفطروا ِّلرؤيته" ،أي :بعد رؤيته. ِّ
-14معنى "م َع" ،كقول الشاعر:
*فَلَ َّما تَفَ َّر ْقنا كأ َ ِّنّي وما ِّلكا ً * ِّ -لطو ِّل اجتماعٍ -لم نَبِّت ل ْيلة َمعا*
ً َ ْ
ليوم ال ِّقيامة} ،أي :فيها ،وقول ِّه{ :ال يُجلّيها ط ِّ ض ُع الموازينَ القس َ
-15معنى "في" ،كقوله تعالى{ :ويَ َ
لوقتها إالّ هُو} ،أي :في وقتها .ومنه قولهم" :مضى لسبيله" ،أي :في سبيل ِّه.
الواو والتَّا ُءُ 10و -11
شر} ،وقول ِّه {تاهللِّ ألكيدَ َّن أصنا َمكم}. {والفجر وليا ٍل َع ٍ
ِّ والواو والتا ُء :تكونان للقسم ،كقوله تعالى: ُ
والواو تدخ ُل على كل مقسم به. ُ والتا ُء ال تد ُخ ُل إال على لفظ الجاللة.
12و ُ -13مذ و ُم ْنذُ
()11/2
البتداء الغاية ،إن كان الزمانُ ماضياً ،نحو" :ما رأيتكَ ُم ْذ ِّ "من"، ُم ْذ و ُمنذُ :تكونان حرف ْي َج ّر بمعنى ْ
يوم الجمعة" ،وبمعنى "في" ،التي للظرفيّة ،إن كان الزمان حاضراً ،نحو" :ما رأيتهُ ُمنذُ أو منذُ ِّ
شهرنا" أي :فيهما .وحينئ ٍذ تُفيدان استغراقَ المدَّة ،وبمعنى "من وإلى" معاً ،إذا كان يومنا أو ِّ
مجرورهما نكرة معدودة لفظا أو معنى .فاألول نحو" :ما رأيتكَ ُمذ ثالث ِّة أيام" ،أي :من بَدئها إلى ً ً ً
والدهر ِّكالهما ُمتع ِّدّدٌ معنًى ،ألنه ْ
يقال ُ هر" .فاألمدُ نهايتها .والثاني نحو" :ما رأيتكَ مذ أمدٍ ،أو ُمنذُ دَ ٍ
شهر" ،بمعنى :ما رأيتهُ من بدئهما إلى يوم أو ٍ ودهر .لهذا ال يقالُ" :ما رأيتُهُ ُمنذ ٍ ٌ لكل جزءٍ منها أمدٌ
شهر.
ٌ لجزء الشهرِّ اليوم يو ٌم ،وال
ِّ الجزء
ِّ معدودتين ،ألنهُ ال يقا ُل ِّ غير
نكرتان َ ِّ نهايتهما ،ألنهما
واعلم أَنهُ يشترط في مجرورهما أن يكون ماضيا ً أو حاضراً ،كما رأيتَ .ويشترط في الفعل قبلَهما
ُ ُ
طاو ِّل واالمتدادِّ،يوم الخميس" ،أَو ماضيا ً فيه معنى الت َّ ُ أن يكون ماضيا ً منفيّاً ،فال يقالُ" :رأيتهُ منذُ ِّ
ْ
الشمس".
ِّ نحوِّ " :سرتُ ُمذ طلوعِّ
ط فيهما ط فيهما أَيضا ً ما اشتُر َ ُشتر ُ
منصوبين َمحالً ،فَيُرف ُع ما بعدَهما .وي َ ِّ ظرفين
ِّ وتكونُ " ُمذ و ُمنذُ"
شرح الظروف المبنية ِّ الكالم على
ِّ وهما حرفان .وقد سبقَ الكال ُم عليهما في المفعول في ِّه ،عندَ
فراجعهُ.
و ُمذ :أصلُها "منذُ" فَ ُخفّفت ،بدليل رجوعهم إلى ضم الذَّال عند مالقاتها ساكناً ،نحو" :انتظرتكَ مذُ
الجارة ُ و "إذ" الظرفيّة ،فَ ُجعلتا كلمةً واحدةً .ولذا كسرت ِّمي ُمها -في َّ الصباح" .و ُمنذُ :أصلُها "من"
بعض اللُّغات -باعتبار األصل.
ُ -14ربَّ
ُ
ُربَّ :تكونُ للتّقلي ِّل وللتّكثير ،والقرينة هي التي تُعيّنُ المرادَ .فمن التقليل قو ُل الشاعر:
ْس لَهُ أَبٌ * وذي َولَ ٍد لَ ْم يَ ْلدَهُ أَبَ ٍ
وان* *أَال ُربَّ َم ْولودٍَ ،ولَي َ
()12/2
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()13/2
"كيم فعلتَ
َ جر للتعليل بمعنى الالم .وإنما ت َ ُج ُّر "ما" االستفهامية ،نحو" :ك ْي َمهْ؟" ،نقولُ: حرف َّ ُ كي:
ف بعدَ ك ِّّلُ َ ذح ُ ت كما هاَ دبع "ما" ف ل َ
ُ ِّ ُأ فَ ذحُ ت و ْ؟" ه "لم ُ
ل ا استعم واألكثر
ُ فعلته؟". "لم
َ ُ: ل تقو كما هذا؟"،
"م ّم ْه و َعالم ْه وإال َمهْ" .وإذا وقَفُوا ألحقوا بها هاء السكت ،كما رأيتَ .وإذا وصلوا جار ،نحوِّ : ٍّ
حذفوها ،لعدم الحاجة إليها في الوصل.
المؤو َل بما المصدرية كقول الشاعر: ّ المصدر
َ َجر
وقد ت ُّ
ض ُّر َويَ ْنفَ ُع* ْ
ض َّر ،فإنَّما * يُرادُ الفَت َى كيْما يَ ُ * ِّإذا أ َنتَ لَم ت َ ْنفَ ْع فَ ُ
(فكي :حرف جر .وما :مصدرية ،فما بعدها في تأويل مصدر مجرور بكي .أي :يراد الفتى للضر
والنفع .ويجوز أن تكون "كي" هنا هي المصدرية الناصبة للمضارع .فما .بعدها .زائدة كافةٌ لها عن
العمل).
َ -19مت َى
"م ْن" -في لُغ ِّة " ُهذَي ٍل" ،ومنهُ قولهُ: ِّ بمعنى: - جرَ ٍّ حرف تكونُ َمتى:
ت * َمت َى لُ َجج ُخض ٍْر لَ ُه َّن نَئي ُج* حْر ،ث ُ َّم ت ََرفَّ ْع ْ *ش َِّربْنَ ِّبماءٍ البَ ِّ
-20لعَ َّل
ٌ
عقَي ٍل" وهي مبنيّة على الفتح أو الكسر ،قال الشاعر: جر في لغة " ُ حرف ٍ ّ َ لَعَلَّ :تكونُ
وار م ْنكَ قَ ُ
ريب* الم ْغ ِّ َ َ
ص ْوتَ َج ْه َرة ً * لعَ َّل أبي ِّ خرى وارفَ ِّع ال َّ عأ َ ُ *فَقُ ْلتُ ا ْد ُ
المها األولى. وقد يُقال فيها " َعلَّ" بحذف ِّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
رفع على أَنه مبتدأ .خبرهُ ماجر شبيهٌ بالزائد ،فال تتعلَّ ُق بشيءٍ .ومجرورها في موضع ٍ حرف ّ ُ وهي
بعدَه.
عقَيل" ناصبةٌ لالسم رافعةٌ للخبر ،كما تقدَّم. وهي عندَ غير " ُ
الجار
ِّ ّ َ -2ما َّ
الزائدَة ُ ب ْعدَ
غرقوا}، ُ
{م ّما خَطيئاتهم أ ِّ
هن عن العمل ،كقوله تعالىِّ : قد تُزادُ "ما" بعدَ "من وعن والباء" ،فال ت َكفُّ َّ
ُصبحن نادمينَ } ،وقول ِّه{ :فَبما َرحم ٍة من هللا لِّنتَ لَ ُهم}. َّ وقول ِّهَ { :ع ّما قَلي ٍل لي
ً
والكاف" فيبقى ما بعدَهما مجرورا ،وذلك قليلٌ ،كقول الشاعر: ِّ "ربَّ وقد تُزادُ بعدَ ُ
َ
صرى َوط ْعنَ ٍة نَجْال ُء* صقي ٍل * بَيْنَ بُ ْ سيْفٍ َ ض ْربَ ٍة بِّ َ
*ربَّما َ
ُ
()14/2
()15/2
()16/2
ب أ َ ْن يَ ِّلجا* صب ِّْر أ َ ْن يَحْ ظى ِّبحاجتِّ ِّه * و ُمد ِّْم ِّن ْالقَ ْرعِّ ِّلألَبوا ِّ *أ َ ْخ ِّل ْق ِّبذي ال َّ
واختالف
ِّ ُث من دآبَّ ٍة آياتٌ ٍ
لقوم يُوقنونَ ، دمن القرع .ومنهُ قولهُ تعالى{ :وفي خَلقكم وما يَب ُّ أي :وبِّ ُم ِّ
الرياح ،آياتٌ وتصريف ِّ ّ
ِّ األرض بعد موتها، َ ق ،فأحيا به السماء من رز ٍ ِّ اللي ِّل والنهار وما أنز َل هللاُ من
لقوم يعقلون}. ٍ
س َماعا ً ف ال َج ِّ ّر َ ف َح ْر ِّ ْ
َ -5حذ ُ
المجرور بعدَ حذف ِّه تشبيها ً لهُ بالمفعول به .ويُسمى أيضا ً المنصوب ُ فينتصب
ُ ،ً ا اع م س
َ ِّ ّ َ َ ر ج ال ف قد يُحذَ
إن ثمودَ الجر ،كقول ِّه تعالى{ :أال َّحرف ِّ ّ ِّ حذف
ِّ صب بسبب االسم الذي نُ َ َ على نزعِّ الخافض ،أي:
{واختار موسى قو َمهُ أربعينَ رجالً} أي :من قومه ،وقو ِّل َ كفروا ربَّهم} ،أي :بربهم ،وقول ِّه:
الشاعر:
ي إذا ً َحرا ُم* ِّيار َولَ ْم تَعُو ُجوا * َكال ُم ُك ُم َعلَ َّ *ت َ ُم ُّرونَ الدّ َ
أي :ت َ ُم ُّرونَ بالديار ،وقو ِّل اآلخر:
ب*ش ِّ ُ ْ
مرتَ ب ِّه * فَقَ ْد ت َْركتكَ ذا َما ٍل َوذا نَ َ أ َ َم ْرتُكَ ال َخي َْر :فا ْفعَ ْل َما أ ُ ْ
أي :أمرتُك بالخير ،وقو ِّل غيرهِّ:
صيَهُ * َربَّ ْال ِّعبادِّ ،إِّلَي ِّه ْال َوجْ هُ والعَ َملُ* *أ َ ْست َ ْغ ِّف ُر هللاَ ذَنبا ً لَ ْستُ ُم ْح ِّ
أستغفر هللاَ من ذنب. ُ أي:
الجار وإيصا ِّل الفعل غلى المفعول بنفس ِّه بال َّ حذف
ِّ ويُس ّمى هذا الصني ُع بالحذف واإليصال ،أي:
ي.
ور على انهُ سماع ٌّ واسطة .وقال قو ٌم :إنهُ قياسي .والجمه ُ
بعض ِّ الجار ،في غير مواضع حذف ِّه قياساً .ومن ذلك قو ُل ِّ ّ االسم مجرورا ً بعد حذف ِّ ونَدَ َر بقا ُء
"خير ،إن شا َء هللاُ" ،أي" :على خير" ،وقو ُل الشاعر: ٍ سئلَ" :كيف أصبحتَ ؟" فقال: ب ،وقد ُ العر ِّ
ف األصابِّ ُع* َ ُ َ
ب باألك ّ ِّ ت كل ْي ٍ َ ُ شار ْ َ ً
اس ش ٌَّر قَبيلة * أ َ َ ي النَّ ِّ َ
*إذا قيلَ :أ ُّ
ٌ
أي :إلى كليب .ومث ُل هذا شذوذ ال يُلتفتُ إليه. ُ
رف ال َج ِّ ّر -6أَقسا ُم َح ِّ
ي ٍ وزائ ٍد وشبيه بالزائد. الجر على ثالثة أقسام :أصل ّ َّ حرف
ُ
()17/2
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ي :ما يحتا ُج غلى ُمتعلَّق .وهو ال يُستغنى عنه معنًى وال إعراباً ،نحو" :كتبتُ بالقلم". فاألصل ُّ
ّ
والزائدُ :ما يُستغنى عنه إعرابا ،وال يحتا ُج إلى ُمتعلق .وال يُستغنى عنه معنًى ،ألنهُ إنما جي َء به ً
بمسافر".
ٍ "ليس سعيدٌ َ مضمون الكالم ،نحو" :ما جا َءنا من أحدٍ" ونحو: ِّ لتوكيد
ّ
غير أنهُ ال يحتا ُج إلى ُمتعلق. ً
شِّبيهُ بالزائدِّ :ما ال يُمكن االستغنا ُء عنهُ لفظا وال معنىَ ، وال ّ
"ربَّ و َخالَ وعدا وحاشا ولَعَلَّ". وهو خمسةُ أحرفٍ ُ :
(وسمي شبيها ً بالزائد ألنه ال يحتاج إلى متعلّق .وهو أيضا ً شبيهٌ باألصلي من حيث أنه ال يستغنى
الحر}،
ّ عنه لفظا ً وال معنى .والقول بالزائد هو من باب االكتفاء ،على حد قوله تعالى{ :سرابيل تقيكم
أي :وتقيكم البرد أيضاً).
الجار
ِّ ّ واض ُع ِّزيادَةِّ َ -7م ِّ
والكاف والالم".
ُ الجر إال "من والبا ُء ّ حروف
ِّ ال يُزادُ من
َّ
وليست في المعنى ،ألنها إنما يُؤتى بها للتوكيدِّ. ْ وزيادتها إنما هي في اإلعراب،
{ليس كمثل ِّهَ سمعت زيادتها في خبر "ليس" ،كقوله تعالى: الكاف ،فزيادتها قليلةٌ جداً .وقد ُ ُ أ ّما
ْ َ
ب فيها كال َمقق" .وزيادتها واحق األقرا ِّ َ
شي ٌء} ،أي" :ليس مثله شي ٌء" ،وفي المبتدأ ،كقول الراجل" :ل ِّ َ
سماعيّة.
وأ ّما الال ُم فتُزادُ سماعا ً بينَ الفعل ومفعوله .وزيادتها في ذلك رديئةٌ.
قال الشاعر:
َ ْ
ب * ُملكا ً أ َ
جار ِّل ُم ْس ِّل ٍم َو ُمعا ِّهدِّ* ْ
ق ويَث ِّر ٍ ْ
*و َملَ ْكتَ ما بَيْنَ ال ِّعرا ِّ َ
أي :أجار مسلما ً ومعاهداً.
ضعف ِّه بالتأ ُّخر ،كقول ِّه تعالى{ :الذينَ هم وتُزادُ قياسا ً في مفعو ٍل تأ َّخ َر عنه فِّعلُهُ تقويةً للفعل المتأخر ل َ
ألن عملَهُ فَر ٌ
ع المشتق من الفعل تقويةً لهُ أيضاًَّ ، ّ ِّ لربهم يَرهبون} ،أي :ربهم يَرهبون ،وفي مفعول
ً
صدِّّقا ِّلما َمعَهم} ،أي :مصدقا لما معهم ،وقول ِّه: ً المشتق هو منه ،كقوله تعالىُ { :م َ َّ عن عم ِّل فعل ِّه
{فَعَا ٌل لما يُريد} ،أي :فَعّا ٌل ما يريد وقد سبق الكالم عليها.
()18/2
استفهام
ٍ "من" فال تُزادُ إال في الفاعل والمفعول به والمبتدأ ،بشرط أن تُسبَقَ بنفي ٍ أو نهي أو وأ ّما ِّ
فيهن قياسيّةٌ .ولم يشترط األخفش ت َقد َُّم نفي أو شبه ِّه، َّ ب َه ْل ،وأن يكون مجرروها نكرةً .وزيادتها
وجعل من ذلك قولهُ تعالى{ :ويكفّر عنكم من سيئاتكم} ،وقولهُ{ :فَكلُوا ِّم ّما أمسكنَ عليكم} .و "من"
في هاتين اآليتين تحتم ُل معنى التبعيض أيضاً .وبذلك قال جمهور النُّحاة .وأقوى من هذا االستشهاد
االستدال ُل بقوله تعالى{ :ويُن ِّ َّز ُل من السماء ،من جبال فيها ،من بَ َردٍ} .فمن في قوله" :من برد" ال
السماء.
ِّ ُنزل بَ َردا ً من جبا ٍل في ألن المعنى :أن ي َّ غير ذلكَّ ، ريب في زيادتها ،وإن قالوا :إنها تحتمل َ
فزيادتها في الفاعل ،كقوله تعالى{ :ما جا َءنا من بشير}.
س منهم من أحد}. وزيادتها في المفعول ،كقوله{ :ت َِّح ُّ
ُ ُ
غير هللاِّ يَرزقكم!}.
ق ُ وزيادتها في المبتدأ ،كقوله{ :هل من خال ٍ
ت والنفي .وتزاد في خمس ِّة مواض َع: وأما البا ُء فهي أكثر أخواتها زيادةً .وهي تزادُ في اإلثبا ِّ
-1في فاعل "كفى" ،كقوله تعالى{ :وكفى باهلل وليّاً ،وكفى باهلل نصيراً}.
بزمام الفَ َرس" ،ومنه قولهُ تعالى{ :وال تُلقوا بأيديكم إلى ِّ -2في المفعول به ،سماعا ً نحو" :أخذتُ
إليك ِّب ِّجذعِّ النَّخلة} ،وقوله{ :و َم ْن ي ُِّر ْد فيه بإِّلحادٍ} ،وقولُهُ{ :فَطفِّقَ َمسحا ً التّهلُك ِّة} ،وقولهُ{ :وه ِّ ُّزي ِّ
ق}.
ق واألعنا ِّ سو ِّ بال ُّ
ً
بالمرء إثما أن يُحدّ َ
ِّث بك ِّّل ما ِّ ومنهُ زيادتُها في مفعو ِّل "كفى" ال ُمتعدَّي ِّة إلى واحدٍ ،كحديثِّ" :كفى
س ِّم َع".
َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وأحس".
َّ وتُزادُ في مفعو ِّل " َع َرف و َع ِّل َم -التي بمعناها -ودَ َرى و َج ِّه َل و َ
س ِّم َع
سماعا ً أنها ال تُزادُ إال في مفعول األفعال التي ُ
سمعت زيادتها في ومعنى زيادتها في المفعول به َ
ُقاس عليها غيرها من األفعال .وأ ّما ما َو َرد ،فلك أن ت َزيدَ البا َء في مفعوله في كل مفاعيلها ،فال ي ُ
تركيب.
()19/2
لفظ "ناهيكَ " ،نحو" :ناهيكَ ظ " َحسْب" نحوِّ " :ب َحس ِّبكَ دره ٌم" ،أو كان بعدَ ِّ -3في المبتدأ ،إذا كان لف َ
"كيف
َ "كيف" ،نحو:َ بخال ٍد شجاعاً" ،أو كان بعدَ "إذا الفُجائيّ ِّة ،نحو" :خرجتُ فإذا باألستاذِّ" ،أو بعدَ
ِّبكَ ،أو بخليل ،إذا كان كذا وكذا؟".
سماعيّة ،كقو ِّل الشاعر: ٌ ي عاملَها .وزيادتها فيها َ -4ي الحال المنف ّ
ب ُم ْنت َهاها* ت بِّخائِّبَ ٍة ِّركابٌ * َحكي ُم بْنُ المس ِّيّ ِّ *فَما َرجعَ ْ
وقو ِّل اآلخر:
ْ ْ
*كائِّ ْن دُعيتُ إلى بَأسا َء دا ِّه َم ٍة * فما انبَعَثتُ بِّ َمز ُءو ٍد َوال َوك ِّل*
َ َ
ي ال يأبى زيادَتها فيها. والذوق العرب ُّ ُ وجع َل بعض ُهم زيادَتها فيها َمقيسةً،
"ليس وما" كثيراً ،وزيادتها هنا قياسيّةٌ .فاألو ُل كقوله تعالى{ :أ َ َ
ليس هللاُ بِّكافٍ عبدَه}، َ -5في خبر
بأحكم الحاكمين} .والثاني كقوله سبحانهُ{ :وما َربُّكَ بِّظالّ ٍم للعبيد} ،وقول ِّه{ :وما ِّ ليس هللاُوقول ِّه{ :أ َ َ
هللاُ بغاف ٍل ع ّما تعملونَ }.
واألرض،
َ ت أن هللاَ الذي َخلَقَ ال ّ
سموا ِّ َ
"إن" في قوله تعالى{ :أ َو لَ ْم يَ َروا َّ وإنما دخلت البا ُء في خبر َّ
قدير} ،ألنه في معنى ٌ ُحيي ال َموتى ،بَلى ،إنهُ على ك ِّّل شيءٍ َ أن ي َ بقادر على ْ ٍ َّ
بخلقهن، عي
ولم يَ َ
بقادر على ٍ واألرض
َ ت َ َ
صر ٌح ب ِّه في قول ِّه عز وجلّ{ :أ َو ليس الذي خلقَ السموا ِّ َ
يس" بدلي ِّل أنهُ ُم َ "أ َ َولَ َ
العليم}.
َ أن يَخلُقَ ِّمثلَهم ،بَلَى ،وهو الخالّ ُق
فائدتان
بالجر
ِّ ّ عليه فيعطف
ُ ها، َ لعم ة
ِّ العامل "ما" خبر
ِّ أو "ليس" خبر في الباء زاد أنه الشاعر
ُ م َّ
-1قد َ ُ
ه تو ي
ت ََو ُّهماً ،وحقُّهُ أن ينصبَهُ ،كقوله:
شيْئاً ،إذا كانَ َجائِّيا* ق َضى * َوال ساب ٍ ي أَني لَ ْستُ ُمد ِّْركَ ما َم َ *بَدا ِّل َ
وقو ِّل اآلخر:
قيب*
ي َر ُ *أ َ َحقًّاِّ ،عبادَ هللاِّ ،أ ْن لَ ْستُ صا ِّعدا ً * َوال هابِّطا ً ِّإال َعلَ َّ
َّ َ
اس ،إِّالَّ قيلَ :أَنتَ ُم ُ
ريب!* َوال سالِّكٍ َوحْ ديَ ،وال في َجما َع ٍة * ِّمنَ النَّ ِّ
وقو ِّل غيره:
()20/2
()21/2
بشرط أن ال يضي َع الفهم بحذفه ،نحو" :باهلل" ،جوابا ً لمن قال لكِّ " :ب َمن ِّ فالجائز أَن يكون كونا ً خاصاً، ُ
ت َستعينُ ؟".
الماء.
ِّ نور القمر في لخليل ,نظرتُ َ ْ الكتاب
ُ دور.
ص ِّ والواجب أن يكون كونا ً عاماً ،نحو" :العل ُم في ال ُّ َ ُ
مررت برج ٍل في الطريق".
ب
اإلعرا ِّ رور ِّمنَ ِّ -9م َح ُّل ْال َم ُج ِّ
سب ما يَطلبهُ العام ُل قبلهُ. ع المح ِّّل أَو منصوبهَُ ،ح َ جر زائ ٍد أَنهُ مرفو ُ حك ُم المجرور بحرف ّ
(فيكون مرفوع الموضع على أنه فاعل في نحو" :ما جاءنا من أحد" .واألصل :ما جاءنا أحدٌ .وعلى
أنه نائب فاعل في نحو" :ما قيل من شيء" .واألصل :ما قيل شي ٌء .وعلى أنه مبتدأ في نحو:
"بحسبك هللا"؛ واألصل :حسبُك هللا .ويكون منصوب الموضع على أنه مفعول به في نحو" :ما رأيت
من أحد" ،واألصل :ما سعى سعيا ً يُحمد عليه .وعلى أنه خَبر "ليس" في نحو{ :أليس هللا بأحكم
الحاكمين} .واألصل :أليس هللا أحكم الحاكمين).
الجار "خَال و َعدا وحاشا" ،فهو منصوب محالً على ُّ جر شبي ٍه بالزائد ،فإن كان بحرف ٍ ّ
ِّ المجرور
ُ أ َّما
االستثناء.
ِّ
فقير غداُ .ربَّ رج ٍل ً اليوم ٌ َ يٍ
"ربَّ غَن ّ االبتداء ،نحوُ :
ِّ ع محال على ً فهو مرفو ٌ الجار "ربَّ " َ ُّ وإن كان
َ ًّ
كريم أكرمتهُ" .إال إذا كان بعدها فع ٌل ُمتع ٍدّ لم يَأخذ مفعولهُ ،فهو منصوبٌ محال على أنهُ مفعو ٌل به ّ ُ ٍ
ّ ٌ
" .فإن كان بعدَها فعل الزم ،أو فعل متعد ناصبٌ للضمير َ ٌ كرمتُ َ كريم أ
ٍ للفعل بعدَهُ ،نحو" :ربَّ رج ٍل
"ربَّ عام ٍل مجته ٍد نَ َج َح .ربَّ تلمي ٍذ مجته ٍد ُ نحو: ، ُ ه خبر ه
َُ دبع ُ ة والجمل مبتدأ، العائ ِّد على مجرورها فهو
أكرمتُهُ".
ع محالًّ ،إن ناب عن الفاعل بعد حذف ِّه ،نحو" :يؤخذُ ِّبيَ ِّد ي فهو مرفو ٌ بحرف َج ّر أصل ّ ِّ المجرور
ُ وأ ّما
َ
"إن" أو إحدى أخواتها ،أو خبر خبر َّ خبر المبتدأ ،أو ِّ الفار" أو كان في موضع ِّ العاثر .جي َء بال ُمجرم ِّ ّ ِّ
ق".
ِّ ُ لخُ ال سن
ِّ ح
ُ ك ب
َ س
َ ح
َ ال الصالح
ِّ العمل في ح
َ َ الَ ف ال إن كالنور. م
ُ "العل نحو: ،للجنسِّ النافية "ال"
()22/2
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وهو منصوب محالًّ على أَنهُ مفعو ٌل فيه ،إن كان ظرفاً ،نحو "جلستُ في الدار .سرتُ في الليل".
الجار حرفا ً يُفيد التّعلي َل والسببيّة ،نحو" :سافرتُ للعلم،
ّ صريح ،إن كان ٍ وعلى أنه مفعو ٌل ألجله ُ
غير
َصبتُ من أَجل ِّه ،واغتربتُ فيه" .وعلى أنه مفعو ُل ُمطلَق ،إن ناب عن المصدر ،نحو" :جرى ون ِّ
خبر للفعل الناقص ،إن كان في موضع خبرهِّ .نحو" :كنت في ِّد َمشقَ ". كالريح" .وعلى أنه ٌ الفرس ِّ ّ
ُ
صر.
َ م
ِّ هلَ أ من م
ٌ عال "هذا نحو: ،ه ِّ متبوع ب س
َ ح على اإلعراب من ُ ه ُّ محل كان ُ هقبل ا م
َ ل
ِّ ً ا تابع ع
وإن َ
وق
َ رأَيتُ عالما ً من أهل َمصر .أخذتُ عن ٍ
عالم من أهل َمصر". َ َ
صريح ،نحو: ٍ ب على أنهُ مفعو ٌل به ُ
غير فإن لم يكن ،أي المجرور ،شيئا ً م ّما تقد ََّم كان في مح ِّّل نص ٍ
المنبر .سافرتُ من بيروت إلى دِّمشقَ ". بالقومَ ،وقفتُ على ِّ ِّ "مررتُ
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( مجرورات األسماء
) ضمن العنوان ( اإلضافة )
()23/2
بحيث يكونُ ُ طها أَن يكون المضاف إليه جنسا ً للمضاف، "من" .وضاب ُ والبَيانيّة :ما كانت على تقدير ِّ
أثواب صوفٍ ".
ُ ب .هذه وار ذَه ٍب .ذاك ِّس ُ باب خش ٍ المضاف إليه ،نحو" :هذا ُ ِّ المضاف بعضا ً من ُ
(فجنس الباب هو الخشب ,.وجنس السوار هو الذهب .وجنس األثواب هو الصوف .والباب بعض من
والخشب بيَّن جنس الباب .والذهب ُ الخشب .والسوار بعض من الذهب .واألثواب بعض من الصوف.
جنس السوار .والصوف بَيَّن جنس األثواب.واإلضافة البيانية يصح فيها اإلخبار بالمضاف إليه بَيَّن ِّ
صوف" ٌ األثواب
ُ السوار ذهبٌ ،وهذه ُ الباب خشبٌ ،وهذا ُ عن المضاف .أال ترى أنك إن قلت" :هذا
ص ّح).
ً
والظرفية :ما كانت على تقدير "في" .وضابطها أن يكون المضاف إليه ظرفا للمضاف .وتفيدُ زمانَ ُ ُ َّ
ٌ
فالن الدار ُم ْخ ِّملٌ" .ومن ذلك أَن تقول" :كان ضن :وقُعودُ ِّ س َه ُر اللي ِّل َم ٍ المضاف أَو مكانَهُ ،نحوَ " : ِّ
جن}.ِّ س
ّ ال ي َ ب صاح {يا تعالى: قال الغابرة". األيام وصديقَ با، ص
ّ ال وإلف
َ ،ةِّ المدرس رفيقَ
ضاف ال ُمشبَّهُ ب ِّه إلى المشبَّه ،نحو: َ طها أن يَ والتشبيهيّةُ :ما كانت على تقدير "كاف التَّشبي ِّه" .وضاب ُ
الدمع على َور ِّد ْالخدودِّ" ومنه قول الشاعر: ِّ "انتثر لُؤْ ل ُؤ َ
اء*َب األَصي ِّل َعلى لُ َجي ِّْن ْال َم ِّ ون ،وقَ ْد َج َرى * ذَه ُ ِّ ص
ُ ُ غ ْ
ال ب
ِّ ث ُ َ ب َع ت ح ُ ي الر *و ِّ ّ َ
ْ َّ ُ
اإلضافة اللفظيَّة ُ
اإلضافة ال َمعنَويَّة َو ِّ ْ ُ ِّ -2
تنقس ُم اإلضافة أَيضا ً إلى معنويَّ ٍة ولظفيّة.
غير َوصفٍ َمضافٍ المضاف َ
ُ طها أَن يكون المضاف أَو تخصيصهُ .وضاب ُ ِّ َعريف
َ فالمعنويّةُ :ما تُفيدُ ت
كمفتاح الد َِّّار ،أو يكونَ وصفا ً مضافا ً إلى غير معمول ِّه: ِّ غير وصف أَصالً: إلى معمول ِّه .بأن يكون َ
ب القاضي ،ومأكو ِّل الناس ،ومشربهم وملبوسهم. ككات ِّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()24/2
صهُ ،إن كان كتاب سعيدٍ" ،وتخصي َ ُ المضاف إلي ِّه معرفةً ،نحو" :هذا ُ المضاف إن كان ِّ تعريف
َ وتفيدُ
المضاف ُمت َو ِّ ّغالً في اإلبهام والتّنكير ،فال تُفيدُهُ إضافتُهُ إلى ُ كتاب ج ٍل" .إالّ إذا كان ُ نكرةً ،نحو" :هذا
سليم ،أوغيرك ،أو مثل ٍ َ ونظير" ،نحو" :جا َء رج ٌل ُ ٍ ومث ٍل و ِّشب ٍه صغير ِّ
ٍ المعرفة تعريفاً ،وذلك مثل
ع ِّ ّرفت باإلضافة لَ َما ً
نظير سعيدٍ" ،أال ترى أنها وقعت صفة لرج ٍل ،وهو نكرةٌ ،ولو ُ َ َ ُ شبهُ خلي ٍل ،أَو
يتعرف باإلضافة إليه، المضاف إلى ضمير يعود ُ إلى نكرة ،فال َّ ُ وصف بها النكرةُ ،وكذا َ جاز أَن ت ُ
نحو" :جاءني رج ٌل وأخوهُ .ربَّ رج ٍل وولدهِّ .كم رج ٍل وأَوالدهِّ".
سميت معنوية َّ
ألن وتُس ّمى اإلضافةُ المعنويةُ أَيضا ً "اإلضافةَ الحقيقيّةَ" و "اإلضافةَ المحضةَ"( .وقد ُ
فائدتها راجعة إلى المعنى ،من حيث أنها تفيد تعريف المضاف أو تخصيصه .وسميت حقيقية ّ
ألن
الغرض منها نسبة المضاف إلى المضاف إليه .وهذا هو الغرض الحقيقي من اإلضافة .وسميت
محضة ألنها خالصة من تقدير انفصال نسبة المضاف من المضاف إليه .فهي على عكس اإلضافة
اللفظية ،كما سترى).
خفيف في اللفظ، ُ ض منها الت ّ الغر ُ
صهُ وإنما َ واإلضافةُ اللفظيّةُ :ما ال تُفيدُ تعريف المضاف وال تخصي َ
التنوين أَو نوني التّثني ِّة والجمع. ِّ بحذف
ِّ
ً ً
اسم مفعو ٍل ،أو صفة ُمشبّهة ،بشرط اسم فاع ٍل ،أو َ َ
اسم فاع ٍل أو ُمبالغة ِّ وضابطها أن يكون المضاف َ َ ُ
علم .رأَيتُ رجالً طالب ٍ ُ تضاف هذ ِّه الصفاتُ إلى فاعلها أو مفعولها في المعنى ،نحو" :هذا الرج ُل َ أن
ُ ُ
سنَ الخلق". ً
الحق .عا ِّش ْر رجال ح َ ِّ ّ مهضوم
َ ً أنصر رجال ْ المظلوم.
ِّ ار ص َ نَ ّ
المضاف فيها على تنكير ِّه أنهُ قد ُوصفت به النكرةُ ،كما رأَيت ،وأنهُ يق ُع حاالً، ِّ بقاء
ِّ على ُ
ل والدلي
غر ،وقو ِّل الشاعر: ِّ َّ ث ال باسم
َ ٌ دخال ء
َ "جا كقولك: ،ً ة كر ن إال والحا ُل ال تكون
نام لَ ْي ُل ال َه ْو َج ِّل* س ُهدا ً إذا ما َ ط نا ً * ُ وش الفُ َؤا ِّد ُمبَ َّ َت ِّب ِّه ُح ُ *فَأت ْ
()25/2
بعض العرب ،وقد انقضى رمضانُ " :يا ُربَّ ِّ باشر إال النَّكراتِّ ،كقول "ربّ " ،وهي ال ت ُ ُ وأنه ت ُ ُ
باشرهُ ُ
صائمه لن يَصو َمهُ ،ويا ُربَّ قائم ِّه لن يَقو َمهُ".
غير المحضة". وتُس ّمى هذه اإلضافةُ أيضا ً "اإلضافةَ المجازيَّةَ" و "اإلضافةَ َ
فالن فائدتها راجعة إلى اللفظ فقط ،وهو التخفيف اللفظي ،بحذف التنوين ونوني ّ (أما تسميتها باللفظية
التثنية والجمع .وأما تسميتها بالمجازية فالنها لغير الغرض األصلي من اإلضافة .وانما هي
للتخفيف ،كما علمت .وأما تسميتها بغير المحضة فالنها ليست اضافة خالصة بالمعنى المراد من
اإلضافة :بل هي على تقدير االنفصال ،أال ترى أنك تقول فيما تقدَّم" :هذا الرجل طالبٌ علماً .رأيت
رجالً نصارا ً للمظلوم .انصر رجالً مهضوما ً حقّه .عاشر رجالً حسنا ً خلقُه").
ضاف
ِّ -3أَحكا ُم ال ُم
شيئان:
ِّ يجب فيما تُراد إ َ
ضافتهُ ُ
ب األستاذٍ ،وكتابَي ِّ األستاذِّ ،وكاتِّبي سالم :ككتا ٍ
المذكر ال ّ
ِّ وجمع
ِّ -1تجريدُهُ من التَّنوين ونوني ِّ التَّثني ِّة
َّرس.
الد ِّ
"الكتاب األستاذِّ" .وأ ّما في اإلضاف ِّة
ُ ُ
"أل" إذا كانت اإلضافة معنويَّة ،فال يُقالُ: -2تجريدُهُ من ْ
مذكر
ٍ بشرط أن يكونَ ُمثنّى" ،ال ُمكرما ٍ
سليم" ،أو جم َع ِّ المضاف،
ِّ اللفظيَّة .فيجوز دخو ُل "أل" على
السم مضافٍ ٍ َّرس" ،أو
"الكاتب الد ِّ
ُ ً
يٍ" ،أو مضافا إلى ما فيه" أل" ،نحو: سالماً ،نحو" :ال ُمكرمو عل ّ
السم مضافٍ إلى ضمير ما فيه "أل" ،كقول ٍ درس النَّح ِّو" ،أو "الكاتب ِّ
ُ إلى ما فيه "أل" نحو:
الشاعر:
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
وإن لَ ْم أ َ ْر ُج ِّم ْنكش نَواال* *الودُّ ،أَن ِّ
ت ال ُم ْست َِّحقَّةُ َ
ص ْف ِّو ِّه * ِّمنّي ْ ُ
(وال يقال" :المكرم سليم ،والمكرمات سليم ،والكاتب درس" ،ألن المضاف هنا ليس مثنى ،وال جم َع
مذكر سالماً ،وال مضافا ً الى ما فيه "ألى" أو الى اسم مضاف الى ما فيه "أل" .بل يقال" :مكرم سليم،
ومكرمات سليم ،وكاتب درس" .بتجريد المضاف من "أل").
()26/2
ي ال والذوق العرب ُّ ُ اسم معرفةٍ ،بال قي ٍد وال شرطٍ . المقترن بأل إلى كل ِّ ِّ الوصف
ِّ وجوزَ الفَ ّرا ُء إضافةَ َّ
يأبى ذلك.
إلضافة حكام ل ِّ ض أَ ٍ -3بَ ْع ُ
التذكير من المضاف إليه ،فيُعا َم ُل معاملةَ المؤنثِّ ،وبالعكس، َ التأنيث أو َ المضاف
ُ يكتسب
ُ -1قد
بعض
ُ ْ
طعت ُ المضاف إليه ُمقا َمهُ ،نحو" :ق ِّ لالستغناء عنه ،وإقام ِّة ِّ ً المضاف صالحا َ بشرط أن يكون ِّ
مكسوف بِّطوعِّ ال َهوى" ،قال الشاعر: َ ٌ "شمس العق ِّل ُ أصابع ِّه" ،ونحو:
الجدارا* َ
دار وذا ِّ الج َ َ ُ
ِّيار ليْلى * أق ِّبّ ُل ذا ِّ َ ِّيار ،د ِّ *أ َ ُم ُّر َعلى الدّ ِّ
س َكنَ الدِّّيارا* شغَ ْفنَ قَ ْلبي * َول ِّك ْن حُبُّ َم ْن َ ِّيار َ *وما حُبُّ الدّ ِّ
طوع الهوى .وما وشمس العقل مكسوفةٌ بِّ َ ُ بعض أصابع ِّه. ُ واألولى ُمراعاة ُ المضاف ،فتقولُ" :قُط َع
"يوم ت َِّجدُ َ ظ " ُكلّ" فاألصل ُّح التأنيث ،كقوله تعالى: المضاف لف َ ُ شغف قلبي" .إال إذا كان َ حبُّ الديار
ضراً" ،وقو ِّل الشاعر: لت من خير ُمح َ نفس ما َع ِّم ْ ك ُّل ٍ
عي ٍْن ث َ َّرةٍ * فَت ََر ْكنَ ُك َّل َحديقَ ٍة َكال ِّدّ ْره َِّم* ت َعلَ ْي ِّه ُك ُّل َ *جادَ ْ
ث المضاف أو ذف لفَسدَ المعنى ،ف ُمراعاة ُ تأني ِّ َ بحيث لو ُح َ ُ أما إذا لم يص َّح االستغنا ُء عن المضاف،
َ
وسافرت غالمة خلي ٍل" ،فال يقالُ" :جا َءت غال ُم فاطمة" ،وال ُ ْ غال ُم فاطمةَ، تذكير ِّه واجبةٌ ،نحو" :جا َء ُ ِّ
المضاف في المثالين ،لفسدَ المعنى. ُ "سافر غالمة خليل" ،إذ لو ُحذف ُ
لمين فيجوز ،مثل" :محمدُ ُ ُ
ضاف االس ُم إلى مرادِّفه ،فال يقالُ" :ليث أسدِّ" ،إِّال إِّذا كانا َع ِّ ُ -3ال يَ
موصوف إلى صفت ِّه ،فال يقال" :رج ُل فاض ٍل" .وأما قولهم" :صالة ُ األولى ،و َمسجدُ ٌ وال خالدٍ"،
المضاف إليه وإقام ِّة ِّ حذف
ِّ ب الغربي ،فهو على تقدير ودار اآلخر ِّة ،وجان ُ ُ مقاء، الجامع ،و َحبَّةُ ال َح ِّ ِّ
ودار
ُ ،الحمقاء
ِّ قلة َ ب ال ُ ة وحب الجامع، المكان ُ دومسج األولى، ة
ِّ الساع ُ ة "صال ُ: ل والتأوي ُ. همصفت ِّه ُ َ
قا م
المكان الغربي". ِّ وجانب
ُ الحياة اآلخرة،
()27/2
والمضاف
ِّ المضاف
ِّ "من" بينتقدير ِّ ُ وأ ّما إضافةُ الصف ِّة إلى الموصوف فجائزةٌ ،بشرط ان يص َّح
أمر". وكبير ٍ
ُ األمور،
ِّ وأخالق ثياب ،وعظائ ُم ُ خبر ،و ُمغ ِّ َّربةُ خ ٍ
َبر، الناس ،وجائبةُ ٍ ِّ إليه ،نحو" :كرا ُم
ٌ
فهي ممتنعة ،فال يقالُ: "من" َ ٌ
والتقدير" :الكرام من الناس ،وجائبة من خبر الخ" .أ ّما إذا لم يصحْ ِّ ُ
"فاض ُل رج ٍل ،وعظي ُم أمير".
العكس ،لعدم
ُ ُ
يجوز الخاص .كيوم ال ُجمعة ،وشهر رمضانَ .وال ّ ُضاف العا ُّم إلى َ -3يجوز أن ي
الفائدة ،فال يقالُُ " :جمعة اليوم ،ورمضان الشهر".
ب بينَهما (ويُس ُّمونَ ذلك باإلضاف ِّة ألدنى ُمالبَسةٍ) ،وذلكَ سب ٍ يضاف الشي ُء إلى الشي ُء ألدنى َ ُ -4قد
أمس" ،فأضفتَ المكانَ إليه َكَ ِّ ن مكا "انتظرني مكان: في باألمسِّ به قد
ٍ كنتَ أجتمعتَ لرج ل لُ تقو أنك
اتفاق ُوجوده فيه ،وليس المكانُ ملكا ً لهُ وال خاصا ً به ،ومنه قول الشاعر: ُ ب ،وهو ألق َّل سب ٍ
ب* ت غ َْزلَها في القَرائِّ ِّ َ
س َه ْيلٌ ،أذا َع ْ سح َْرةٍ * ُ قاء ال َح ِّب ُ ب الخ َْر ِّ *إذا َك ْو َك ُ
المضاف إليه ُمقا َمهُ ،وأعربوهُ بإِّعراب ِّه ،ومنه َ المضاف وأقاموا
َ واإلبهام حذفوا
َ االلتباس
َ -5إذا ِّأمنوا
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
واسأل أهل القريةَ
ْ والتقدير:
ُ قولهُ تعالى{ :واسأ ِّل القريةَ التي كنّا فيها وال ِّع َ
ير التي أقبلنا فيها}،
يجوز ،فال يُقالُ" :رأيتُ عليّاً" ،وأنتَ تُريدُ
ُ تباس فال
ير .أما إن حص َل بحذفه إبها ٌم وال ٌ وأصحاب ال ِّع ِّ
َ
ي".ّ عل غالم
َ "رأيتُ
باألول ،كقولهم" :ما ك ُّل َّ المضاف الثاني استغنا ًء عنهُ
ُ فاثنان ،فيُحذَ َ
ِّ مضافان
ِّ -6قد يكونُ في الكالم
ضاف إلى مضافٍ ٌ ً
سودا َء ت َمرةً ،وال بيضا َء شَحمة" ،فكأنَّكَ قلتَ " :وال ك ُّل بيضا َء شحمة" .فبيضاءُ :م َ
ُ ُ ُ
محذوف .ومثلهُ قولهم" :ما مث ُل عبد هللاِّ يقو ُل ذلك ،وال أخي ِّه" ،وقولهم" :ما مث ُل أبيكَ ،وال أخيكَ
يقوالن ذلك".
()28/2
ف المضاف إليه األول استغنا ًء عنه بالثاني ،نحو: مضاف إليهما فيُحذَ ُ ٌ اسمان
ِّ -7قد يكونُ في الكالم
المضاف إليه األول جعلتَ ُ ِّف
ي وأخوهُ" .فل ّما ُحذ َ ي" .واألصلُ" :جا َء غال ُم عل َّ "جا َء غال ُم وأخو عل ّ
تقديره" :علي"،
ُ والمضاف إليه محذوف ُ ً ً
المضاف إليه الثاني اسما ظاهرا ،فيكون "غالم" مضافا، ً َ
ومنه قول الشاعر:
سدِّ* َ
س ُّر ب ِّه * بَيْنَ ذِّرا َع ْي َو َج ْب َه ِّة األ َ ُ ً
عارضا أ َ *يا َم ْن َرأَى ِّ
ذكر االسمين المضاف إليهما ي ِّ واألفض ُل ُوالتقدير" :بينَ ذراعي ِّ األسد وجبهت ِّه" .وليس مث ُل هذا بالقو ّ ُ
معاً.
إلضافة سماء ال ُمالَ ِّزمةُ ل ِّ -5األ َ ِّ
وأسماء
ِّ وأسماء الشرط ِّ واألسماء الموصول ِّة
ِّ وأسماء اإلشارةِّ ِّ كالضمائر
ِّ األسماء ما تمتن ُع إضافتُه، ِّ من
ضاف.ُ ً ّ
االستفهام ،إال "أيّا" ،فهي ت ُ
وحصان ونحوهما. ٍ ب
كغالم وكتا ٍٍ عدم اإلضافة)، ومنها ما هو صال ُح لالضافة واإلفراد (أيِّ :
واجب اإلضافة فال ينفكُّ عنها. ُ ومنها ما هو
ً
يالز ُم اإلضافة إلى المفرد .ونوعٍ يُالز ُم اإلضافة إلى الجملة. َ ُالز ُم اإلضافة على نوعين :نوعٍ ِّ وما ي ِّ
اإلضاف ِّة إلى ال ُم ْف َرد -6ال ُم ِّ ُ ِّ
م الز
ُ
يجوز قطعهُ عنها ع ال يجوز قطعُه عن اإلضافة ،ونو ٌ ُ إن ما يُالز ُم اإلضافةَ إلى المفرد نوعان :نو ٌ
ع ال َّ
المضاف إليه َمن ِّويا ً في الذِّّهن. ُ لفظا ً ال معنًى ،أي يكونُ
ووسط (وهي غير مقطوعٍ عنها ،هوِّ " :عند َولدَى َولدُن وبين َ فما يالز ُم االضافةَ إلى المفردَِّ ،
َ
ت وأولو وأوالت ُ ُ وسوى وذو وذاتٌ وذَ َوا وذَ َواتا وذَ ُوو وذوا ِّ ُ ظروف) و ِّش ْبهٌ وقابٌ و ِّكالَ و ِّكلتا َ
غير ظروف). سعدَيكَ و َحنانَيكَ ودَواليكَ " (وهي ُ ووحْ د ولبَّيْك و َ سبحان و َمعاذ وسائر َ صارى و ُ وقُ َ
()29/2
"أول ودون وفَوق وتحت ويمين وأ ّما ما يُالزم اإلضافةَ إلى المفرد ،تارة ً لفظا ً وتارة ً معنًى ،فهوَّ :
وحذاء وقبل وبعد و َمع (وهي ظروف) وك ٌّل ووراء وتِّلقاء وتجاه وإزاء ِّ و ِّشمال وأمام وقُدَّام وخَلف َ
غير ظروف). ي" (وهي ُ وبعض وغير وجمي ٌع و َحسْبٌ وأ ُّ
ٌ
أحكام ما يالزم االضافة إلى المفرد
َ َ
وهوِّ " :كال و ِّكلتا ولدى
والضميرَ ،
ِّ يضاف إلى الظاهر
ُ -1ما يُالز ُم االضافةَ إلى المفرد لفظا ،منه ما
ً
سبحان وسائر و ِّشبه". ومثل وذَ ُوو و َمع و ُ سط ِّصارى وو َ َولد ُْن وعند وسوى وبين وقُ َ
ُ ُ
ُضاف إال إلى الظاهر ،وهو" :أولو وأوالت وذُو وذات وذَ َوا وذَ َواتا وقاب و َمعاذ". ُ ومنه ما ال ي
ويضاف إلى ك ِّّل َمض َم ٍر فتقولُ" :وحدَهُ ووحدَكَ
ُ "وحْ د"، الضمير ،وهوَ :
ِّ يضاف إال إلى
ُ ومنه ما ال
سعدَيكَ وحنانيكَ ودَواليكَ " وال تُضاف إال إلى ضمير ووحدَها ووحدَهما ووحدَكم" الخ ،و "لبَّيكَ و َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الخطاب ،فتقول" :لبَيَّكَ ولَبيّكما َوسعدَيك ُم" الخ.
(وهي مصادر مثناة لفظاً ،ومعناها التكرار ،فمعنى "لبيك" :اجابة لك بعد اجابة .ومعنى "سعديك":
اسعادا ً لك بعد اسعاد .وهي ال تُستعمل اال بعد "لبيك" .ومعنى "حنانيك" :تحنّنا ً عليك بعد تحنن.
ومعنى "دواليك" :تداوالً بعد تداول .وهذه المصادر منصوبة على أنها مفعول مطلق لفعل محذوف،
اذ التقدير" :ألبيك تلبيةً بعد تلبيةٍ .وأسعدك إسعادا ً بعد اسعاد" الخ .وعالمة نصبها الياء ألنها تثنية).
وبالياء نصبا ً وجراً ،نحو:
ِّ إعراب ال ُمثنّى ،باأللف رفعاً،
َ ِّ -2كال وكلتا :إن أُضيفتا إلى الضمير أُعربتا
غير الرجالن كالهما .رأيتُ الرجلين كليهما .مررتُ بالرجلين كليهما" .وإن أُضيفتا إلى ٍ
اسم ِّ ِّ "جا َء
ً ً ً ُّ
ت ُمقدَّرةٍ على األلف للتعذر ،رفعا ونصبا وجرا .نحو: عراب االسم المقصور ،بحركا ٍ َ ُ
ضمير أعربتا إِّ
"جا َء ِّكال الرجلين .رأيتُ كال الرجلين .مررتُ بكال الرجلين".
()30/2
()31/2
وإذا وق َع بعدَ "ليس" أو "ال" جازَ بقاؤه مضافاً ،نحو" :قبضتُ عشرة ليس غيرها ،أو ال غيرها":
وجازَ قطع ُهه عن االضافة لفظا ً وبناؤه على الض َّم ،على شرط أن يُعلَ َم المضاف إلي ِّه ،فتقول" :ليس
غير".
غير أو ال ُُ
ب بالرفع والنصب والجر .وهو ال يكون إال مبتدأ، فيعر
َ ُ ،ً امضاف ويكون ". "كافٍ بمعنى سب:حَ -6
هللا حسبَكَ من رج ٍل" ،أو نعتا ً
مثل" :حسبُكَ هللاُ" ،أو خبرا ً نحو" :هللاَ َحسبي" ،أو حاالً نحو" :هذا عبدُ ِّ
نحو" :مررتُ برج ٍل َحسبِّكَ من رج ٍل .رأيتُ رجالً َحسبَكَ من رج ٍل .هذا رج ٌل َحسبُكَ من رجل".
غير" فيُبنى على الض ِّ ّم ،ويكونُ إعرابهُ محليّاً ،نحو:
ويكونُ مقطوعا ً عن االضافة ،فيكون بمنزل ِّة "ال ُ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
فحسب ،في المثا ِّل األول ،منصوبٌ محالً ،ألنهُ حسب".
ُ حسب .هذا
ُ حسب .رأيت عليا ً ُ "رأيتُ رجالً
ع
ي" وفي المثالث الثالث مرفو ٌ نعتٌ لرجالً ،وفي المثال الثاني منصوبٌ محالً ،ألنه حا ٌل من "عل ّ
محالً ألنه خبر المبتدأ.
فحسب".
ُ فظ ،نحو" :أخذت عشرة ً وقد ت َدخلُه الفا ُء الزائدة ُ تزيينا ً ِّللَّ ِّ
ومقطوعين عن االضافة لفظاً،
ِّ ضهم"
القوم أو بع ُِّ ضافين ،نحو" :جا َء ك ُّل ِّ وبعض :يكونان ُم
ٌ -7ك ٌّل
ًّ ًّ
المضاف إليه َمنوياً ،كقوله تعالى{ :و ُكال وعدَ هللاُ ال ُحسنى} ،أي :كال من المجاهدينَ ُ فيكون
بعض} ،أي :على بعضهم. ٍ والقاعدينَ ،أي :ك َّل فريق منهم ،وقول ِّه{ :وفضّلنا بعض النّبيينَ على
-8جمي ٌع :يكونُ مضافاً ،نحو" :جا َء القو ُم جميعُهم" .ويكون مقطوعا عن االضاف ِّة منصوبا على
ً ً
الحال ،نحو" :جا َء القو ُم جميعاً" ،أي :مجتمعينَ .
-7ال ُمالَ ِّز ُم اإلضافة ِّإلى ال ُج ْملَ ِّة
وحيث وإذا ول ّما ومذ و ُمنذ". ُ ما يالز ُم االضافةَ إلى الجملة هو" :إ ْذ
()32/2
ضافان إلى ال ُجم ِّل الفعليّة واالسميّة ،على تأويلها بالمصدر .فاألو ُل كقوله تعالى: ِّ ُ
وحيث :ت ُ فإ ْذ
عز وجلَّ{ :واذكروا كم هللاُ} ،والثاني كقوله َّ أمر َ حيث َ ُ َّ
{فأتوهن من {واذكروا إ ْذ ُكنتم قليالً} ،وقول ِّه:
س حيث العل ُم موجودٌ". إ ْذ أنتم قليلٌ} ،وقولِّكَ " :اج ِّل ْ
يجب أن تكونَ الجملةُ المضافةُ إليها ُ ضافان إلى الجم ِّل الفعلي ِّة خاصةً ،غير أن "ل ّما" ِّ و "إذا ول ّما" .ت ُ
ي أكرمتُه" و "ل ّما جا َء خالدٌ أعطيته". ماضيّةً ،نحو" :إذا جا َء عل ٌّ
سافر سعيدٌ.
َ ظرفين؛ أُضيفتا إلى الجمل الفعليّ ِّة واالسميّة ،نحو" :ما رأَيتُكَ ُم ْذ ِّ و ُم ْذ ومنذُ" :إن كانتا
مجرور بهما .كما سبق الكالم ٌ جر ،فما بعدَهما اس ٌم مسافر" .وإن كانتا حرف ْي ٍ ّ ٌ وما اجتمعنا منذُ سعيدٌ
الجر. ّ عليهما في مبحث حروف
ُ
ث" ال تكون إال ظرفا .ومن الخطأ استعمالهما للتعلي ِّل ،بمعنى" :ألن" ،فال يُقالُ: ً أن "حي ُ واعلم َّ
"أكرمتُه حيث إنه مجتهدٌ" ،بل يُقالُ" :ألنه مجتهدٌ".
ُضاف إلى
ُ ضى أَو لما يأتي ،فإنهُ ي زمان ُمبهما ً ِّل َما م ٍَ وما كان بمنزل ِّة "إ ْذ" أَو إذا" ،في كونه َ
اسم
{يوم ال ينف ُع ما ٌل
َ ي والياً" ،ومنه قوله تعالى: ي وا ٍل" ،أَو "زمنَ كان عل ٌّ الجمل ،نحو" :جئتك زمنَ عل ٌّ
صدقُ ُهم}.
ب سليم} ،وقوله{ :هذا يو ُم ينف ُع الصادقينَ ِّ وال بَنونَ ،إال من أتى هللاَ بقل ٍ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( التوابع وإعرابها )
ضمن العنوان ( النعت )
فاألو ُل
َّ اسم ليُبيَّنَ بعض أَحوال ِّه أَو أَحوال ما يَتعلَّ ُق به. صفَةَ أَيضاً) :هو ما ي ُ
ُذكر بعدَ ٍ النّعتُ (ويُس ّمى ال َّ
نحو" :جا َء التلميذُ المجتهدُ" ،والثاني نحو" :جا َء الرج ُل المجتهدُ غال ُمهُ".
(فالصفة في المثال األول بينت حال الموصوف نفسه .وفي المثال الثاني لم تبين حال الموصوف،
وهو الرجل ،وإنما بينت ما يتعلق به ،وهو الغالم).
ت التَّفرقةُ بينَ المشتركينَ في االسم.
وفائدة ُ النَّع ِّ
()33/2
خصيص.
ُ الموصوف معرفةً ففائدة ُ النّع ِّ
ت التَّوضيح .وإن كانَ نكرة ً ففائدتهُ الت ّ ُ ث َّم إن كان
ي المجتهد" فقد أوضحت من هو الجائي من بين المشتركين في هذا االسم .وإن (فان قلت" :جاء عل ّ
قلت" :صاحب رجالً عاقالً" ،فقد خصصت هذا الرجل من بين المشاركين له في صفة الرجولية).
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
َ
مباحث: وفي هذا المبحث خمسةُ
-1ش َْر ُ
ط النَّ ْع ِّ
ت
واسم المفعول والصف ِّة ال ُمشبّهة واسم التّفضيل. ِّ ت أن يكونَ اسما ً ُمشتقاً ،كاسم الفاعل األص ُل في النع ِّ
حسن ُخلقُهُ .سعيدٌ تلميذٌ أعق ُل من غيره". ٌ المحبوب .هذا رج ٌل َ أكر ْم خالدا ً نحو" :جاء التلميذُ المجتهدُِّ .
وقد يكونُ جملةً فعليّةً ،أو جملةً اسمية على ما سيأتي.
ً
ص َو ٍر:
تسع ُ بمشتق .وذلك في ِّ ٍّ ؤوالً وقد يكون اسما ً جامدا ً ُم َّ
موثوق ب ِّه ،و "أنتَ رج ٌل َعدلٌ" ،أي :عادلٌ. ٌ ٌ
المصدر ،نحو" :هو رج ٌل ثِّقة" ،أي: ُ -1
المشار إليه.
ُ ً
"أكر ْم عليّا هذا" ،أي: ِّ -2اس ُم االشارةِّ ،نحو:
" -3ذُو" ،التي بمعنى صاحب ،و "ذات" ،التي بمعنى صاحبة ،نحو" :جا َء رجل ذو ٍ
علم ،وامرأة ٌ ُ ٌ
علم ،وصاحبة فض ٍل. صاحب ٍ ُ ذاتُ فَض ٍل ،أي:
بأل ،نحو" :جا َء الرج ُل الذي اجتهدَ" ،أي :المجتهدُ. -4االس ُم الموصو ُل المقترنُ ْ
-5ما د َّل على َعدَد المنعوتِّ ،نحو" :جا َء رجا ٌل أربعةُ" ،أيَ :م ْعد ُودُونَ بهذا العَدَد.
-6االس ُم الذي لحقتهُ يا ُء النسبة ،نحو" :رأيتُ رجالً ِّد َمشقيّاً ،منسوبا ً إلى ِّد َمشق.
"فالن رج ٌل ثَعلبٌ " ،أي :محتالٌ. ٌ -7ما د َّل على تشبيهٍ ،نحو" :رأيتُ رجالً أسداً ،أي :شجاعاً ،و
ُوصف باالحتيا ِّل. ُ والثعلب ي
ُ
غير ُمقيّ ٍد بصف ٍة ما. ً ً
كر ُم رجال ما" أي :رجال ُمطلقا َ ً ُ
" -8ما" النكرة ُ التي يُرادُ بها االبها ُم ،نحو" :أ ِّ
عظيم.
ٍ صير أنفَهُ" ،أي ٍ
ألمر عق ٌ َ "ألمر ما َجدَ َ
ٍ االبهام التهويلُ ،ومنهُ المثلُ: ِّ وقد يُرادُ بها م َع
()34/2
الموصوف للصف ِّة ،نحو" :أنتَ رج ٌل ك ُّل الرج ِّل" ،أي: ِّ َّالتين على استكمال يٍ" ،الد ِّ َ -9ك ِّلمتا "ك ٍّل وأ ّ
ً
ي رج ٍل" ،أي :كام ٌل في الرجوليّ ِّة .ويقال أيضا" :جا َءني الرجوليّ ِّة ،و "جا َءني رج ٌل أ ُّ الكام ُل في ُّ
رج ٌل أيُّما رج ٍل" ،بزيادةِّ "ما".
ي ي َوالنَّ ْعتُ ال َّ
سبَ ِّب ُّ -2النَّ ْعتُ ال َحقي ِّق ُّ
يٍ. ي ٍ وسبب ّ ينقس ُم النعتُ إلى حقيق ّ
األديب".
ُ ت َمتبوع ِّه ،نحو" :جا َء خالدٌ ي :ما يُب ِّيّنُ صفةً من صفا ِّ فالحقيق ُّ
ُّ
َعلق بمتبوع ِّه وارتباط به نحو" :جا َء الرج ُل الحسنُ خطهُ". ٌ ت ما لهُ ت ٌ ً
ي :ما يُب ِّيّنُ صفة من صفا ِّ سبب ُّوال َّ
(فاألديب بين صفة مبتوعه ،وهو خالد .أما الحسن فلم يبين صفة الرجل ،إذ ليس القصد وصفة
بالحسن ،وإنما بين صفة الخط الذي له ارتباط بالرجل ،ألنه صاحبه المنسوب إليه).
والتعريف
ِّ والتذكير والتأنيث
ِّ والجمع
ِّ يجب أن يَتْب َع منعوتَهُ في االعراب واالفرا ِّد والتَّثنية ُ والنعتُ :
ً
لضمير المنعوتِّ ،فيَتبعُهُ حينئ ٍذ وجوبا في االعراب ٍ غير ُمتح ّم ٍل ً َّ
والتنكير .إال إذا كان النعتُ سببيّا َ
فردا ً دائماً.
ُم َ ويكونُ والتعريف والتنكير فقط .ويرا َعى في تأنيث ِّه وتذكيره ما بعدَهُ.
فتقو ُل في النَّعت الحقيقي" :جا َء الرج ُل العاقلُ .رأيتُ الرج َل العاق َل.مررتُ بالرج ِّل العاق ِّل .جا َءت
العاقالن .رأَيتُ الرجلين
ِّ الرجالن
ِّ فاطمةُ العاقلةُ .رأيت فاطمةَ العاقلةَ .مررت بفاطمةَ العاقل ِّة .جا َء
العقالء .جا َءت الفاطماتُ ِّ العاقلين .جا َء الرجا ُل العُقال ُء .رأيتُ الرجا َل العُقال َء .مررتُ بالرجا ِّل
ت العاقالتِّ". ت العاقالتِّ .مررتُ بالفاطما ِّ العاقالتُ .رأيت الفاطما ِّ
()35/2
والرجالن
ِّ ضمير المنعوت" :جا َء الرج ُل الكري ُم أَبوه، َ يِّ ،الذي لم يَتح ّمل
سبب ّ وتقو ُل في النع ِّ
ت ال ّ
ُ ُ
والرجالن الكريمة أ ُّمهما ،والرجا ُل
ِّ ُ
الكري ُم أَبوهما ،والرجا ُل الكري ُم أبوهم ،والرج ُل الكريمة أ ُّمهُ.
َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
أبوهن ،والمرأَة
َّ والمرأتان الكري ُم أَبوهما ،والنسا ُء الكري ُم ِّ الكريمةُ .أ ُ ُّمهم ،والمرأة ُ الكري ُم أبوها،
هن".تان الكريمةُ أ ُ ُّمهما ،والنسا ُء الكريمةُ أ ُ ُّم َّ الكريمةُ أ ُ ُّمها ،والمرأ َ ِّ
فيطابق منعوتَهُ إفرادا ً وتثنيةً وجمعا ً وتذكيرا ً وتأنيثاً، ُ ضمير المنعوتِّ، َ ي ،الذي يَتح ّم ُل أ َ َّما النّعتُ السبَب ُّ
ب،
والمرأتان الكريمتا األ ِّ ِّ ب،
الرجالن الكريما األ ِّ ِّ كما يُطابقهُ إعرابا ً وتعريفا ً وتنكيراً ،فتقولُ" :جا َء
ب". ب ،والنسا ُء الكريماتُ األ ِّ والرجا ُل الكرا ُم األ ِّ
ُ
واعلم أنهُ يُستثنى من ذلكَ أربعة أشياء:
ور" ،أو ور وش ُك ٍ َيور وفَ ُخ ٍ ُور وغ ٍ صب ٍ وزن "فَعُول" -بمعنى "فاعل" نحوَ " : ِّ -1الصفاتُ التي على
ب" ،أو على وزن "مفعا ٍل"، َ
على وزن "فَ ِّعيل" -بمعنى "مفعول" -نحو" :جريح وقتيل وخَضي ٍ
سكين" ،أو على وزن ٍ وم
عطير ِّ ٍ "م"مفعي ٍل" نحوِّ : بسام" ،أو على وزن ِّ وم ٍ ومكسال ِّ "مهذار ِّ نحوِّ :
المذكر
ُ بها الوصف
ِّ في ستوي َ ي ُ ةالخمس األوزان فهذه ". ر َ ذ ه وم
ِّ ٍ ِّ ٍ ِّ ٍدعس وم َم
ش غ"م نحو: "، "مفعَ ٍل
ِّ
غيور ،ورج ٌل جري ٌح ،وارمأة جريح" الخ. ٌ ٌ ة وامرأ ،غيور
ٌ ٌ
ل "رج ُ: ل فتقو ، ُ
والمؤنث
الموصوف به ،فغنه يبقى بصورةٍ واحدةٍ للمفر ِّد والمثنّى والجمع والمذ ّك ِّر والمؤنث، ُ المصدر
ُ -2
وامرأتان عدلٌ .ورجا ٌل َعدلٌ .ونسا ٌء َعدلٌ". ِّ ورجالن َعدلٌ. ِّ فتقولُ" :رج ٌل عدلٌ ،وامرأة عدلٌ.
الجمع ،وأن يُعا َم َل ُمعاملةَ ِّ لجمع ما ال يَعقلُ ،فإنهُ يجوز فيه وجهان :أن يُعام َل ُمعاملةَ ِّ -3ما كان نعتا ً
يوصف الجم ُع العاقلُ ،إن لم يكن ُ المفر ِّد المؤنث ،فتقولُ" :عندي خيو ٌل سابقاتٌ ،وخيو ٌل سابقة" .وقد
ذكر سالماً ،بصفة المفردة المؤنثة :كاألمم الغابرة. جم ٌع ُم ٍ
()36/2
()37/2
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ط الجمل ِّة النعتيّة (كالجملة الحاليّة والجملة الواقع ِّة خبراً) أن تكونَ جملةً خبريَّةً (أيَ :
غير وشر ُ
الضمير مذكورا ً نحو" :جا َءني رج ٌل ُ طها بالمنعوت ،سوا ُء أكان طلبيّة) ،وان تشتم َل على ضمير يَربِّ ُ
عصاً ،أو ُمقدَّراً ،كقول ِّه تعالى{ :واتَّقوا يوما ً ال يَحملُهُ غال ُمهُ" ،أم مستتراً ،نحو" :جا َء رج ٌل يحم ُل َ
والتقدير" :ال تُجزَ ى فيه". ُ نفس شيئاً}، نفس عن ٍ تُجزَ ى ٌ
"أكرمه" نعت لرجل .وال يقال" :جاء رج ٌل هل رأيت ْ (وال يقال" :جا َء رجل أكرمهُ" على أن جملة
مثله ،أو ليته كريم" ألن الجملة هنا طلبية .وما ورد من ذلك فهو على حذف النعت؛ كقوله" :جاءوا
ق مقو ٍل فيه :هل رأيت الذئب" .والمذق بفتح الميم ق هل رأيت الذئب قط" .والتقدير" :جاءوا بمذ ٍ بمذ ٍ
وسكون الذال :اللبن المخلوط بالماء فيشابه لونُه لونَ الذئب).
عان في موضع َ
والمجرور في موضع النعت ،كما يَق ِّ ُ الجار
ُّ الظرف أو
ُ والنعتُ الشبيهُ بالجملة أن يق َع
ي"" ،ورأيتُ رجالً على حصان ِّه". ّ رس كُ ال أمام
َ ٌ
ل رج الدار "في نحو: الخبر والحال ،على ما ت َقد ََّم،
المحذوف.
ُ الجر
ّ حرفِّ الظرف أو
ِّ تعلّ ُق
والنعتُ في الحقيقة إنما هو ُم ِّ
(واألصل :في الدار رجل كائن ،أو موجود ،أمام الكرسي .رأيت رجالً كائناً ،أو موجوداً ،على
حصانه).
َأخير الجملة ،كقول ِّه تعالى" :وقا َل رج ٌل واعلم أنه إذا نُعتَ بمفر ٍد وظرفٍ ومجرور وجملةٍ ،فالغالب ت ُ
بقوم يُحبّهم ويُحبُّونهُ،
"فسوف يأتي هللاُ ٍ
َ من آ ِّل فرعون يَكت ُ ُم إيمانَهُ" وقد تُقدَّ ُم الجملة ،كقول ِّه سبحانهُ:
أعزةٍ على الكافرين". أذلَّ ٍة على المؤمنينَ َّ ،
-4النَّ ْعتُ ْال َم ْقطوع
()38/2
قد يُقط ُع النعت ،عن كون ِّه تابعا ً ِّلما قبلهُ في اإلعراب ،إلى كونه خبرا ً لمبتدأ محذوف ،أو مفعوالً به
لمجر ِّد المدح ،أو الذَّ ِّ ّم ،أو التَّر ُّح ِّم ،نحو: َّ والغالب أن يُفع َل ذلك بالنعت الذي يُؤتى به ُ لفعل محذوف.
{وامرأتهُ َح ّمالة الحطب} .وتقولُ" :أحسنتُ إلى َ ُ َ العظيم" .ومنهُ قولهُ تعالى: َ "الحمدُ هللِّ العظي ُم ،أو
المسكينُ ،أو المسكينَ ". فالن ِّ ٍ
النجار".
َ أو النجار
ُ بخالد "مررتُ نحو: لذلك، ه
ِّ ب ُؤتَ ي لم مما ه غير
ُ ُ ُ ع ط َ ُق ي وقد
ُ
وتقدير الفعل ،إن نصبتَ ،وأَمدَ ُح ،فيما أريدَ به المد ُح" ،وأَذ ُّم" ،فيما أريدَ به الذ ُّم ،و "أَر َح ُم" ،فيما ُ
أُريدَ به التُّر ُّح ُم ،و "أَعني" فيما لم ي َُرد به مد ٌح وال ذ ٌّم وال تر ُّح ٌم.
إظهارهما.
ُ ُ
يجوز وحذف المبتدأ والفعل ،في المقطوع المراد به المد ُح أو الذ ُّم أو الترحم ،واجبٌ ،فال ُ
بحيث يستق ُّل الموصوف عن ُ ً
وال يُقط ُع النعتُ عن المنعوت إال بشرط أن ال يكونَ ُمت ّمما لمعناهُ، َ
ض ُح إال بها ،لم يَ ُجز قطعُهُ عنها ،نحو: ّ بحيث ال يَت َّ ِّ
ُ الصفة .فإن كانت الصفة ُمت ّممةً معنى الموصوف،
ف إال بذكر صفته. ُعر ُ
التاجر" ،إذا كان سليم ال ي َ ِّ بسليم
ٍ "مررتُ
ّ
وجب إتباعها كلها له ،نحو: َ ّ ّ
الموصوف ال يتعيَّ إال بها كلها، نُ ُ ،فإن كان الصفاتُ ت
تكرر ِّ
وإذا ّ
ب" ،إذا كان هذا الموصوف (وهو خالد ٌ) يُشاركهُ في اسمه ِّ الخطي الشاعر
ِّ الكاتبش ٍ
د خال ب "مررتُ
ثالثةٌ :أحدهم كاتبٌ شاعر ،وثانيهم كاتبٌ خطيب .وثالثهم شاعر خطيب .وإن تعيّنَ ببعضها دونَ
ع والقط ُع. ع ما يَتعَيَّن ب ِّه ،وجاز فيما عداهُ اإلتبا ُ وجب إتبا ُ َ بعض ٍ
ّ
فاألولى إما قط ُع الصف ِّا كلها ،وإما إتباعها ْ لمجرد المدح أو الذ ِّ ّم أو التر ُّحم، َّ تكر َر النّعتُ ،الذي وإن َّ
أتكررت
غير أن االتباع في هذا أولى على كل حال ،سوا ٌء َّ َّ
تكر َر ولم يكن للمدح أو المَ . كلّها .وكذا إن َّ
الصفةُ أم لم َّ
تكرر.
-5ت َت َّمةٌ
()39/2
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
بأل ،نحو:ف ْ بالمعر ِّ
َ ُوصف بأربع ِّة أَشيا َء: ُ -1االس ُم العل ُم ال يكونُ صفةً ،وإنما يكونُ موصوفاً .وي
وباسم االشار ِّة ،نحو:ِّ صديق خالدٍ"، ُ "جا َء خلي ٌل المجتهدُ" وبالمضاف إلى معرفةٍ ،نحو" :جا َء علي
ي الذي اجتهد". كر ُم عليا ً هذا" ،وباالسم الموصو ِّل ال ُمصد َِّّر بأل ،نحو" :جا َء عل ٌّ "أ ُ ِّ
ُوصف بما فيه "أ َ ْل" ،وبالمضاف إلى ما فيه "أ َ ْل" ،نحو" :جا َء الغال ُم المجتهدُ" و ُ بأل ي المعرف ْ َّ -2
القوم". ِّ ُ
صديق "جا َء الرج ُل
يٍ ُ
ي ٍ المجتهدُ .جا َء تِّلميذ عل ّ ُ
ُوصف به العلَ ُم ،نحو" :جا َء تِّلميذ عل ّ ُ ُوصف بما ي ُ المضاف إلى العَ ِّلم ي ُ -3
ي ٍ الذي اجتهدَ". ُ
ي ٍ هذا .جاء تلميذ عل ّ صديق خالدٍ .جا َء تلميذ عل ّ ُ
"أل" مثلُ" :جا َء هذا الرجل" ،ونحو" :يا أيُّها االنسانُ ". ُوصفان بما فيه ْ ِّ ي" ي -4اس ُم االشارة و "أ ُّ
الرجلُ". ي" أَيضا ً باسم االشارةِّ ،نحو" :يا أيُّها َّ
َ وتوصف "أ َ ُّ ُ
وأعرف منها أو مساويا ً لها .لذلك َ الصفة من أخصَّ يكون أن الموصوف
ِّ حقِّ ّ من :الجمهور
ُ -5قال
بغير "أ َ ْل" .فإن جا َء بعده عرفا ً ِّ بأل باسم االشارة وبالمضاف إلى ما كان ُم َّ المعرف ْ َّ وصف ُ امتن َع
بيان ،نحو" :جا َء الرج ُل هذا ،أو الذين عطف ٍ ُ غير هذين فليست نعتا ً له ،بل هي بدل منه أو معرفةٌ ُ
َ
كان عندنا ،أو صديق علي ،أو صديقُنا".
فتوصف ك ُّل معرف ٍة بك ّل معرفة، ُ العكس،
ُ ُ
يجوز باألخص ،كما ّ يجوز أَن يُنعَتَ األع ُّم ُ والصحي ُح أَنه
وصف ك ُّل نكرةٍ بكل نكرة. ُ كما ت ُ
ً
مرهُ ظهورا يُستغنى معه عن ُ ظهر أ ُ َ َ ف الموصوف إذا َ
الموصوف .وقد يُحذ ُ َ ب
حق الصف ِّة أن ت َص َح َ َ ُّ -6
ً َ ْ َ
ذكره .فحينئ ٍذ تقو ُم الصفة َمقا َمهُ كقوله تعالى{ :أ ِّن اع َمل سابغاتٍ} ،أي" :دُروعا سابغاتٍ" ،ونحو: ُ
قام" .ومنه قولهُ تعالى فريق أ َ َ ٌ فريق ظعنَ ،ومنّا ٌ قام" ،والتقدير" :منا ظعَنَ ومنا أ َ َ فريقان :منّا َ ِّ "نحنُ
رف" ،وقو ُل الشاعر: الط ِّ والتقدير" :نسا ٌء قاصراتُ ّ ُ الطرف ٌ
عين}، ِّ أَيضاً{ :وعندهم قاصراتُ
()40/2
َعرفوني*ض ِّع ْال ِّعما َمةَ ت ِّ ع الثَّنَايا * َمتى أ َ َطالَّ ُ*أَنا ابْنُ َجالَ َو َ
والتقدير" :أَنا ابنُ رج ٍل جالَ" ،أَي :جال األمور بأعماله وكشفها.
ف الصفةُ ،إن كانت معلومةً ،كقوله تعالى{ :يأخذُ ك َّل سفينة غَصباً} ،والتقدير{ :يأخذُ ك َّل وقد تُحذَ ُ
سفين ٍة صالحةٍ}.
تكررت الصفاتُ ،وكانت واحدةً ،يُستغنى بالتثنية أو الجمع عن التفريق ،نحو" :جا َء عل ٌّ
ي -7إذا َّ
ضال ُء" .وان َ
ي وخالدٌ وسعيدٌ الشعرا ُء ،أو الرجالن الفاضالن .أو الرجا ُل الف َ الشاعران ،أو عل ٌّ
ِّ وخالدٌ
وشاعر ،أو رجالٌ :كاتب َ ٌ رجالن :كاتبٌ
ِّ بالعطف بالواو ،نحو" :جا َءني ِّ ُ
التفريق فيها وجب
َ اختلفت
وشاعر وفقيهٌ". ٌ
ت
والتعظيم ،كالصفا ِّ
ِّ الثناء
ِّ لمجر ِّد
َّ الموصوف .وقد تكونُ
ِّ لبيان
ِّ َ
-8األص ُل في الصفة أن تكونَ
الرجيم" أو للتأكي ِّد
ِّ لشيطان
ِّ ُ
حقير نحو" :أعوذ باهللِّ من ا ّ
لمجرد الذم والت ِّ ّ َّ الجاري ِّة على هللاِّ سبحانهُ ،أو
الدابر ال يعودُ" ،ومنه قولهُ تعالى{ :فإذا نُ ِّف َخ في الصور نَفخةٌ واحدةٌ}. ُ "أمس
ِّ نحو:
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( التوابع وإعرابها )
ضمن العنوان ( التَّوكيد )
سهُ"،
ي نف ُ
السامع ،نحو" :جا َء عل ٌّ
ِّ كرر في نفس تكرير يُرادُ به تثبيتُ ِّ
أمر ال ُم َّ ٌ التَّوكيدُ (أو التأكيد ُ):
ي".
ي عل ٌّ ونحو" :جا َء عل ٌّ
ُ
وفي التّوكي ِّد ثالثة مباحث:
ي -1الت َّ ْوكيدُ اللَّ ْفظ ُّ
ي.
ي ومعنو ٌّ قسمان :لفظ ٌّ ِّ التّوكيدُ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()41/2
فاللفظي :يكونُ بإعاد ِّة ال ُمؤ ّك ِّد بلفظ ِّه أو بمرادفه ،سوا ٌء أكان اسما ً ظاهراً ،أم ضميراً ،أم فعالً ،أم
ي" .والضمير نحو" :جئتَ أنتَ .وقُمنا نحنُ" .ومنه قوله ي عل ٌّ فالظاهر نحو" :جا َء عل ٌّ ُ حرفاً ،أم جملةً.
والحرف نحو" :ال ،ال أبو ُح ُ ي". تعالى{ :يا آد ُم اس ُك ْن أنتَ وزَ وجُكَ الجنّةَ} والفع ُل نحو" :جا َء جا َء عل ٌّ
والمرادف نحو" :أتى جا َء ُ ي مجتهدٌ ،عليّإل مجتهدٌ". ي ،وعل ٌّ ي ،جا َء عل ٌّ بالسر .والجملةُ نحو" :جا َء عل ٌّ ّ
ي". عل ٌّ
ُّ ُ
السامع وتمكينُهُ في قلبِّ ِّه ،وإزالة ما في نفس ِّه من الشبهة نفس تقرير المؤك ِّد في ِّ ُ وفائدة ُ التوكي ِّد اللفظ ّ
ي ِّ
ِّ
فيه.
أنكر ،أو(فانك ان قلت" :جا َء علي" ،فان اعتقدَ المخاطب أن الجائي هو ال غيره ادميت بذلك وأن َ
كررت لفظ "علي" دفعا ً إلنكاره ،أو ازالة للشبهة التي عرضت له .وان ظهرت عليه دالئل االنكارّ ،
قلت" :جا َء علي ،جاء علي" ،فانما تقول ذلك اذا أنكر السامع مجيئه ،أو الحت عليه شبهةٌ فيه ،فتثبت
ذلك في قلبه وتُميط عنه الشبهة).
-2الت َّ ْوكيدُ ْال َمعنَ ِّو ُّ
ي
شرط أن تُضاف ِّ العين أو جميع أو عا ّم ٍة أو كالَ أو كلتا ،على ِّ فس أو بذكر "النّ ِّ ِّ التّوكيدُ المعنوي :يكونُ
ُ
والرجالن أنفس ُهما .رأيتُ ا َ
لقوم ِّ ب المؤكدَ ،نحو" :جا َء الرج ُل عينُه، ّ ضمير يُنا ِّس ُ ٍ هذه المؤ ّكداتُ إلى
والمرأتان كلتاهما".
ِّ الرجالن كالهما،
ِّ قراء القري ِّة عا َّمتِّهم .جا َء كلّهم .أحسنتُ إلى فُ ِّ
ٌ
نسيان. سهو أومجاز أو ٌ ٌ والعين رف ُع احتما ِّل أن يكون في الكالم ِّ وفائدة ُ التوكي ِّد بالنفس
التجوز أو النسيان ّ األمير" فربما يتوهم السامع أن اسناد المجيء إليه ،هو على سبيل ُ (فان قلت" :جاء
أو السهو ،فتؤكده بذكر النفس أو العين ،رفعا ً لهذا االحتمال ،فيعتقد السامع حينئذ أن الجائي هو ال
جيشه وال خدمه وال حاشيته وال شيء من األشياء المتعلقة به).
شمول. وجميع وعا َّم ٍة الداللةُ على االحاطة وال ُّ ٍ وفائدة ُ التوكيد بك ٍّل
()42/2
(فاذا قلت" :جاء القوم" ،فربما يتوهم السامع أن بعضهم قد جاء ،والبعض اآلخر قد تخلّف عن
المجيء .فتقول" :جاء القوم كلهم" ،دفعا ً لهذا التوهم .لذلك ال يقال" :جاء علي كله" ،ألنه ال يتجزأ.
فاذا قلت" :اشتريت الفر كله" صح ،ألنه يتجزأ من حيث المبيع).
دين معاً.
وفائدة ُ التوكيد ب ِّكال و ِّكلتا اثباتُ ال ُحكم لالثنين ال ُمؤ ّك ِّ
(فاذا قلت" :جاء الرجالن" ،وأنكر السامع أن الحكم ثابت لالثنين معاً ،أو توهم ذلك ،فتقول" :جاء
الرجالن كالهما" ،دفعا ً إلنكاره ،أو دفعا ً لتوهمه أن الجائي أحدهما ال كالهما .لذلك يمتنع أن يقال:
"اختصم الرجالن كالهما ،وتعاهد سليم وخالد كالهما" ،بل يجب أن تحذف كلمة "كالهما" ،ألن فعل
ألن السامع ال يعتقد وال المخاصمة والمعاهدة ال يقع إال من اثنين فأكثر ،فال حاجة الى توكيد ذلكّ ،
يتوهم أنه حاصل من أحدهما دون اآلخر).
-3تتِّ َّمةٌ
-1إذا أُريدَ تقوية التوكي ِّد يُؤتى بعدَ كلمة "كله" بكلمة "أجمع" ،وبعدَ كلم ِّة "كلها" بكلمة "جمعاء"،
الصف كلُّهُ
ُّ َّ
"كلهن" بكلمة " ُج َمع" ،تقولُ" :جا َء وبعدَ كلمة "كلهم" بكلمة "أجمعينَ " ،وبعدَ كلمة
أجم ُع" و "جا َءت القبيلةُ كلُّها جمعا ُء" ،قال تعالى{ :فسجدَ المالئكة كل ُهم أجمعونَ } وتقولُ" :جا َء
ُّ ُ
النسا ُء كلُّ َّ
هن ُج َم ُع".
َّمهن لفظ "كلّ" ومنه قوله تعالى{ :ألغوينَّ ُهم وقد يُؤكدُ بأجم َع وجمعا َء وأجمعينَ و ُج َم َع ،وإن لم يَتقد َّ
أجمعينَ }.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
جمعان" وال
ِّ يجوز تثنيةُ "أجمع وجمعا َء" ،استغنا ًء عن ذلك بِّلَفظ ْي " ِّكال وكلتا" فيقالُ" :جاءا ُ -2ال
ّان في ي س
ٌ ِّ ِّ و وعمر ٌ د"زي فقالوا: "، "سواءٍ تثنية عن " ي س " ة
ِّ ِّ ّ ٍ بتثني َغنوا تاس كما " جمعاوان
ِّ تا "جا َء
ان".
الفضيلة" ،ولم يقولوا" :سوا َء ِّ
()43/2
بحيث تكونَ النكرة ُ المؤ َّكدة َ محدودةً ،والتوكيدُ ُ يجوز توكيدُ النكرة ،إال إذا كان توكيدُها مفيداً، ُ -3ال
صمتُ دهراًََ كلَّهُ" ،وال شمول نحو" :اعتكفتُ أسبوعا ً كلَّهُ" .وال يقالُُ " : ُ من ألفاظ اإلحاطة وال ُّ
شمولَ. ألن األول ُمب َه ٌم ،والثاني مؤكدٌ بما ال يفيدُ ال ُّ سهُ"ّ ، " ِّسرتُ شهرا ً نف َ
وجب توكيدُهُ َّأوالً َ الضمير المرفوعِّ ،ال ُمتَّص ِّل أو المستتر ،بالنفس أو العين؛ ِّ -4إذا أُريدَ توكيدُ
الضمير
ُ سهُ" .أما إن كان سافر نف ُ
َ ي
سهم .عل ٌّ بالضمير المنفص ِّل ،نحو" :جئتُ أنا نفسي .ذهبوا هم أنف ُ ِّ
سهم ،ومررتُ بهم أنفسِّهم"" .وكذا إنَ يجب فيه ذلكَ ،نحو" :أكرمتُهم أنف َ ُ منصوبا ً أو مجروراً ،فال
غير النّفس والعين" ،نحو" :قاموا كلُّهم .وسافرنا كلُّنا". كان التوكيدُ َ
ضمير ُمتّصل ،مرفوعا ً كان ،نحو" :قمتَ أنت" ،أوَ ٍ ع المنفص ُل يُؤكد به كل الضمير المرفو ُ ُ -5
منصوباً ،نحو" :أَكرمتكَ أَنتَ " ،أَو مجروراً ،نحو" :مررتُ بكَ أنتَ " .ويكون في مح ِّّل رفع ،إن أ ُ ِّكدَّ
جر ،إن أ ُ ِّ ّكدَ به الضمير المنصوب ،وفي مح ِّّل ٍ ّ ُ ب ،إن أ ُ ِّ ّكدَ به الضمير المرفوعُ ،وفي مح ِّّل نص ٍ ُ به
المجرور.
ُ الضمير
ُ
هو" .وال ُمض َم ُر ُّ ُ يعل ء
َ "جا ُ:
ل قاُ ي وال ُ". هسُ نف ي
ٌّ عل ء َ "جا فيقال: بالضمير، ال ، هِّ بمثل ر
ُ ه
-6يُؤك ُ َ
ظم ال ُ د
فاألو ُل نحو" :جئتَ أنتَ نَفسُكَ " ،والثاني نحو" :أحسنتُ إليهم أنفسِّهم". َّ يُؤكدُ بمثله وبال ُمظ َهر أيضاً.
سهم ،أو أعينُهم" .وإن َ َ َ ُ
فس أو العين مجموعا جمعت َهما ،فتقولُ" :جا َء التالميذ أنف ُ ً -7إن كان المؤ َّكدُ بالنَّ ِّ
يجوز أَن يُثنيَّا ت َبعا ً ُ سهما ،أو أعينهما" .وقد َ َ َ
الرجالن أنف ُ ِّ كان مثنًّى فاألحسنُ أن تجمعهما ،نحو" :جا َء
ضعيف في العربيّة. ٌ ُ
جالن نَفساهما أو عيناهما" وهذا أسلوبٌ ِّ الر
فظ المؤكدِّ ،فتقولُ" :جا َء َّ ِّللَ ِّ
()44/2
ي
ي بنفس ِّه" .واألصلُ" :جا َء عل ٌّ
بالباء الزائدةِّ ،نحو" :جا َء عل ٌّ
ِّ "النفس" أَو "العينُ "
ُ يجوز أَن ت ُ َّ
جر ُ -8
ً ً
بالباء الزائدة ،مرفوعة محال ،ألنها توكيد للمرفوع ،وهو ِّ ً سهُ" ،فتكونُ "النفس" مجرورة لفظا نف ُ
ي".
"عل ٌّ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( التوابع وإعرابها )
ضمن العنوان ( البدل )
()45/2
أكثر منهُ، صف ،أو َ البعض من ال ُكل :هو بدل الجزء من ُك ِّلّ ِّه ،قليالً كان ذلكَ الز ُء ،أو ُمساويا ً للنّ ِّ ِّ وبد ُل
أقسام :اس ٌم وفع ٌل وحرف"، ٍ ُ ُ
ت القبيلة ُربعُها .أو نصفُها ،أو ثُلثاها" ،ونحو" :الكلمة ثالثة ُ نحو:" :جاء ِّ
ونحو" :جا َء التالميذ عشرونَ منهم".ُ
ً
الشيء ِّم ّما يشتم ُل عليه ،على شرط أن ال يكونَ جزءا منه ،نحو" :نفعني ِّ وبد ُل االشتما ِّل :هو بد ُل
فالمعل ُم يشتم ُل على العلم ،وخالدٌ ّ ِّ الكريم".
ِّ ي ٍ ُخلق ِّه
عجبتُ بعل ّ ُ
علّ ُم ِّعل ُمهُ .أحببتُ خالدا شجاعتَهُ .أ ِّ
ً ال ُم ِّ
ً ُ
ي يشتم ُل على الخلق .وك ٌّل من العلم والشجاعة والخلق ،ليس جزءا ِّم ّمن ُ ُ يشتم ُل على الشجاعة ،وعل ٌّ
يشتم ُل عليه.
طهما بالبدل ،مذكوراً ،كان ،كقوله تعالى{ :ث َّم َع ُموا ضمير يرب ُ ٍ البعض وبد ِّل االشتما ِّل من ِّ وال بُدَّ لبد ِّل
الحرام .قِّتا ٍل فيه} ،أو ُمقدَّراً ،كقوله سبحانهُ: ِّ هر
ش ِّص ُّموا ،كثي ٌر منهم} ،وقول ِّه{ :يَسألونكَ عن ال ّ و َ
ت
ار ذا ِّ أصحاب األخدودِّ ،النّ ِّ ُ ع إليه سبيالً} ،وقول ِّه{ :قُتِّ َل هلل على النّاس ِّح ُّج البيت من استطا َ {و ِّ
الوقود}. َ
ً
يث ال يكون مطابقا لهُ ،وال بعضا منه ،وال يكونُ ال ُمبدَ ُل ً الشيء ِّم ّما يُباينُهُ ،بح ُ ِّ والبَدَ ُل المباينُ :هو بد ُل
منه ُمشتمالً عليه .وهو ثالثةُ أنواعٍ :بدَ ُل الغَلَ ِّط ،وبَد ُل النسيان ،وبد ُل االضراب.
المعلّ ُم،
ِّ فذكر غلطاً ،نحو" :جا َء َ ذكر ليكونَ بدالً من اللفظ الذي سبقَ إليه اللسانُ ، الغلط :ما َ ِّ فبَدَ ُل
َ َ
المعلم غلطا ،فت َذكرتَ َغلطكَ ،فأبدلتَ منه َّ ً َ ُ
تذكر التلميذ ،فسبقَ لسانكَ ،فذكرتَ َ التلميذ" ،أردتَ أن ُ
التلميذَ.
ي إلى "سافر عل ٌّ َ كر ليكونَ بدالً من لفظٍ ت َبيَّنَ لكَ بعدَ ذكر ِّه فسادُ قصدهِّ ،نحو: وبد ُل النسيان :ما ذ ُ َ
سافر إلى دمشقَ ،فأدرككَ فسادُ رأيك ،فأبدلتَ بعلبكَّ من دمشقَ . َ ِّد َمشقَ ،بَعلبكَّ " ،توهمتَ أنه
َّ
النسيان يَتعلق بال َجنان. ِّ باللسان ،وبد ُلِّ الغلط يتعلَّ ُق ِّ فبد ُل
()46/2
غير َّ
أن المتكلم عد َل وبَد ُل االضراب :ما كان في جملةٍ ،قصدُ ك ٍّل من البلد وال ُمبدَل منه فيها صحي ٌحَ ،
الو َرقةَ" ،أمرتَهُ بأخذ القلم ،ثم أضربتَ عن عن قصد ال ُمبدَ ِّل منه إلى قص ِّد البدل ،نحوُ " :خ ِّذ َ
القلمَ ،
المتروك.
ُ األول في حكم األمر بأخذ ِّه إلى أمر ِّه بأخذ الورقة ،وجعلتَ َّ
َاء .والبلي ُغ إن وقع في شيءٍ منها ،أتى بين البدل والمبدَل والبَدَ ُل ال ُمباينُ بأقسام ِّه ال يق ُع في ِّ
كالم البُلغ ِّ
منه بكلم ِّة" :بَ ْل" ،داللةً على غلط ِّه أو نسيان ِّه أو إِّضرابه.
-2أَحكا ٌم تَتَعَلَّ ُق ْ
بالبَدَل
النوعين شئتَ من
ِّ ليس بمشروطٍ أن يتطابَقَ البد ُل وال ُمبدَل منه تعريفا ً وتنكيراً .بل لكَ أن تُب ِّد َل أ َّ
ي َ -1
صراط هللا} ،فأبد َل "صراط هللا" ،وهو معرفةٌ ،من ِّ ستقيم، م
ُ صراط {إلى تعالى: قال اآلخر،
"صراطٍ ُمستقيم" ،وهو نكرة ،وقالَ" :لنفسعا ً بالناصي ِّة ،ناصي ٍة كاذب ٍة خاطئةٍ" ،فأبد َل "ناصية" ،وهي
سنُ ِّإبدا ُل النكرة من المعرفة إال إذا كانت موصوفةً غير أنه ال يَح ُ نكرةٌ ،منَ "الناصية" ،وهي معرفةٌَ .
كما رأيتَ في اآلية الثانية.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الظاهر ،كما تقد ََّم .وال يُبدَ ُل ال ُمض َمر من ال ُمض َمر .وأما مثلُ" :قُمتَ أنتَ .
ِّ الظاهر من
ُ -2يُبدَ ُل
ومررتُ بكَ أنت" ،فهو توكيد كما تقدَّم.
المضمر من الظاهر على الصحيح .قال ابنُ هشام :وأ ّما قولهم" :رأيتُ زيدا ً أياهُ"ِّ ،
فم ْن ُ وال يُبد ُل
وضع النحويينَ ،وليس بمسموع. ِّ
()47/2
س ُّروا النّجوى ،الذينَ ظلموا} فأبد َل "الذينَ " ب كقول ِّه تعالى{ :وأ َ ضمير الغائ ِّ ِّ ويجوز إبدا ُل الظاهر من
بعض
ٍ ب والمت ّكلم ،على شرط أن يكونَ بد َل ضمير الفاع ِّل .ومن ضمير المخاط ِّ ُ من "الواو" ،التي هي
ٌ
من ك ٍّل ،أو بد َل اشتما ٍل ،فاألول كقوله تعالى{ :لَقد كانَ لكم في رسول هللا أسوة ٌ حسنةِّ ،ل َم ْن كان
والمجرور ال ُمضمر وهما ِّ الجار
ّ والمجرور ،وهما " ِّلمن" من َ الجار
َّ اآلخر} فأبد َل َ واليوم
َ يَرجو هللاَ
ألن األسوة َ الحسنة في رسو ِّل هللاِّ ليست لك ِّّل المخاطبين ،بل َ
هي لمن َ بعض من ك ٍّلَّ ، ٍ "لكم" وهو بد ُل
"التاء" ،التي
ِّ اآلخر منهم .والثاني كقولك" :أعجبتني ،عل ُمكَ " ،فعل ُمك بد ٌل من َ واليوم
َ كان يرجو هللاَ
ضمير الفاعل ،وهو بد ُل اشتمال ،ومنه قول الشاعر: ُ هي
ْ َ
ناونا * وإِّنا لن َْر ُجو ف ْوقَ ذلِّكَ َمظهرا* َ َّ س ُّسما َء َمجْ د ُنا و َ *بَلَغنا ال َّْ
فأبد َل "مجدنا" من "نا" ،التي هي ضمير الفاع ِّل ،وهو بد ُل اشتمال أيضاً.
االسم والفع ِّل والجملة من مثله. ِّ -3يُبدَ ُل ك ٌّل من
االسم قد تقدَّم. ِّ االسم من ِّ فإبدا ُل
العذاب} ،أبدل ُ ُضاعف لهْ يفعل ذلكَ يَلق أثاماً ،ي ْ وإبدا ُل الفعل من الفعل كقوله تعالى{ :و َم ْن
"يُضاعف" من "يلقَ ".
بأنعام وبنينَ } ،فأبدل جملة "أمدَّكم ٍ وإبدا ُل الجملة من الجملة كقوله تعالى{ :أ َمدَّكم بما تَعلمونَ ،أمدَّكم
بأنعام وبَنينَ " من جملة "أمدَّكم بما ت َعلمون". ٍ
فردِّ ،كقول الشاعر: ُ
وقد تبدَ ُل الجملة من ال ُم َ ُ
يان؟!* َ َ ِّ ِّقَ ت ْ
ل ي ْف
ي َ
ك رى، ْ
خ ُ أ امِّ َّ
ش وبال * ً ة حاج هللا أ َ ْش ُكو ِّب ْال َمدينَ ِّة * ِّإلى ِّ
الحاجتين ،ت َعذُّ َر
ِّ هاتين
ِّ ي" :أشكون والتقدير اإلعراب ُّ ُ لتقيان" من حاج ٍة وأخرى، ِّ "كيف يَ
َ أبد َل
الحاجتين".
ِّ هاتين
ِّ التقاء
ِّ ي" :أشكو إلى هللا تَعَذُّ َر والتقدير المعنو ُّ ُ التقائهما".
()48/2
()49/2
عطف البيان أوضح من متبوع ِّه وأشهر ،وإال فهو بد ٌل نحو" :جا َء هذا الرجل"، ُ يجب أن يكون ُ -1
المعرف بأل .وأجازَ َّ اسم اإلشارةِّ أوضح من َّ
عطف بيان ،ألن َ َ فالرجلُ .بد ٌل من اسم اإلشارة ،وليس
عطف بيان ،ألنهم ال يشترطون فيه أن يكون أوض َع من المتبوع .وما هو َ بعض النّحويين أن يكونَ ُ
يجب أن يكونَ أوض َح من ال ُمبيَّن. ُ نُّ ي
ِّ والمب للبيان به ُؤتى ي إنما ألنه السديد، بالرأي
عطف
ُ ا م
ّ وأ منه. ل بد
ُ ِّ م ال ُون د بالحكم َ دالمقصو هو يكونُ أن البد َلالفرق بين البد ِّل وعطف البيان َّ ُ -2
إن المقصود بال ُحكم هو المتبوعُ ،وإنما جي َء بالتابع (أي عطف البيان) البيان فليس هو المقصودَ ،بل َّ
ت َوضيحا ً له وكشفا ً عن المراد منه.
بيان جازَ أن يكونَ بد َل الك ِّّل من الك ِّّل ،إذا لم يُمكن االستغنا ُء عنه أو طف ٍ -3ك ُّل ما جازَ أن يكونَ َع َ
عدم جواز االستغناء عن التابع قولكَ " :فاطمةُ عطف بيان .فمثا ُل ِّ َ فيجب حينئ ٍذ أن يكون ُ عن متبوع ِّه،
االستغناء
ِّ التركيب .ومثا ُل عدَم جوازُ حسين أخوها" ،ألنكَ لو حذفتَ "أخوها" من الكالم لفسد ٌ جاء
عن المتبوعِّ قو ُل الشاعر:
الطي ُْر ت َْرقُبُهُ وقُوعا* ي ِّ ِّب ْش ٍر * َعلَ ْي ِّه َّ ار ِّك ْالبَ ْك ِّر ّ
*أَنا بانُ الت َّ ِّ
ع ،وهو "البكري" لوجب أن بيان على "البكري" ،ال بد ٌل منه ،ألنكَ لو حذفت المتبو َ عطف ٍ ُ فبشر:
"أل" إذا كان ليس ُمثنى أو مجموعا ً ألن إضافةَ ما فيه ْ تضيف "التّارك" إلى "بشر" ،وهو ممتن ٌعّ ، َ
غير جائزة ،كما علمتَ في مبحث اإلضافة. جردا ً عنها ُ مذكر سالماً ،إلى ما كان ُم َّ ٍ جم َع
ومن ذلك قول اآلخر:
َ ُ ُ ً
ش ْم ٍس ون َْوفَال * أ ِّعيذ ُكما بِّاهللِّ أ ْن تُحْ دِّثا َحربا* *أَيا أَخ ََويْناَ ،ع ْبدَ َ
()50/2
عطف بيان ،و "نوفالً" :معطوف بالواو على "عبد شمس" ،فهو َ معطوف على "أخوينا"ٌ فعبدَ شمس:
ُ
تجوز البدليَّة هنا ،ألنه ال يُستغنى عن المتبوع ،إذ ال يص ُّح أن يقال "أيا عبدَ ُ مثله عطف بيان .وال
عطف عليه اس ٌم بالنباء على الضم ،ألن المنادى إذا ُ
ِّ يجب أن يقال" :ونوفلُ" ُ مس ونوفالً" ،بل
ش ٍ
وجب بناؤه ،ألنك إن ناديتَهُ كان كذلك ،نحو" :يا نوفلُ" .كما عرفتَ ذلك َ ْ
جرد من "أل" واإلضافة، ُم َّ
في مبحث "أحكام توابع المنادى".
عطف بيان على "زيد" .وال يجوز أن يكون بدالً ُ لحارث: فا الحارث". ومن ذلكَ أن تقول" :يا زيدُ
ألن "يا" و ُ
الحارث" .وذلك ال يجوزَّ ، منه ،ألنك لو حذفتَ المتبوع ،وأحللتَ التاب َع محلَّهُ ،لقلتَ " :يا
"أل" ال يجتمعان إال في لفظ الجاللة.
ُّ
سوس إليه الشيطانُ قال يا آد ُم هل أدُلك على شجرةِّ َ عطف البيان جملةً ،كقوله تعالى{ :فَ َوُ -4يكونُ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
"فوسوس إليه
َ عطف بيان على جملة:
ُ ال ُخل ِّد و ُملكٍ ال يَبلَى} ،فجملةُ" :قال يا آد ُم هل أدُلُّك":
البيان في ال ُجمل ،وجعلوه من باب البدل .وأثبتهُ علماء المعاني، ِّ عطف
َ الشيطان" .وقد من َع النُّحاة
الحق .ومنه قولهُ تعالى أيضاً{ :ونُود ُوا أن تِّل ُك ُم الجنةُ} ،فجملة" :أن تل ُك ُم الجنةُ" :عطف ٍ
بيان ُّ وهو
على جملة" :نُودوا".
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( التوابع وإعرابها )
المعطوف بالحرف )
ُ ضمن العنوان (
ي
العطف ،نحو" :جا َء عل ٌّ
ِّ حرف من أحرف ٌ سط بينه وبينَ متبوعه المعطوف بالحرف :هو تاب ٌع يتو ّ ُ
ق" أيضاً. س
َ ِّ َّ ن ال طف
َ َع " بالحرف العطف
ُ ى م
ّ ُس ي و ".ً اسليم ثم ً ا سعيد أكرمتُ وخالدٌ.
وفيه ثالثةُ مباحث:
ف ف العَ ْ
ط ِّ -1أ َ ُ
حْر ُ
ْ
ولكن". َ َ
طف تسعة .وهي" :الواو والفا ُء وث ُ َّم وحتى وأو وأم وبَ ْل وال ٌ احرف العَ ِّ
ُ
ب دائماً.
المعطوف للمعطوف عليه في ال ُحكم واإلعرا ِّ ِّ فالواو والفا ُء وث َّم وحتَّى :تُفيدُ مشاركةَ ُ
()51/2
()52/2
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
*فَما زالَت ْالقَتْلى ت َ ُم ُّج دِّما َءها * بِّدِّجْ لَةََ ،حتَّى ما ُء دِّجْ لَةَ أ َ ْش َكلُ*
َزوجْ هندا ً أو أختها" ،وإما لالباحة ،نحو: الطلب ،فهي إ ّما للتَّخيير ،نحو" :ت َّ -5أو :إن وقعت بعدَ َّ
اليوم"،
َ الز ّهادَ" .وإما لالضراب ،نحو" :إذهبْ إلى ِّد َمشقَ ،أو دَع ذلكَ ،فال ت َذهب "جالس العلما َء أو ُ
أي :بَ ْل دَ ْع ذلك ،أُمرتَهُ بالذهاب ،ث َّم عدلتَ عن ذلك.
والفرق بينَ اإلباحة والتَّخيير ،أن االباحةَ يجوز فيها الجم ُع بين الشيئين ،فإذا قلتَ " :جالس العلما َء أو
جالس فريقا ً دُون فريق .وأما الت ّ ُ
خيير فال َ الفريقين ،وجاز أن ت ُ ِّ الز ّهادَ" ،جاز لك الجم ُع بين مجالس ِّة ُّ
يجوز فيه الجم ُع بينهما ،ألن الجم َع بينَ األختين في عقد النكاح غير جائز. ُ
يوم} ،وإ ّما ً
شك ،كقوله تعالى{ :قالوا لبِّثنا يوما أو بعَض ٍ يٍ ،فهي إ ّما لل ّ وإن وقعت "أو" بعد كال ٍم خبر ّ
ُ
عز وجل{ :وإنا وإياكم لعلى هدًى أو في ضال ٍل ُمبين} .ومنه قو ُل الشاعر: َ َ لالبهام ،كقوله َّ
سحْقا* *نَحْ نُ أ َ ْو أ َ ْنت ُ ُم األُلى أ َ ِّلفُوا ال َح َّق * فُبُ ْعدا ً ِّلل ُمب ِّْطلينَ َو ُ
"اختلف القو ُم
َ حرف" ،وإِّ ّما للتّفصيل بعدَ اإلجمال ،نحو: ٌ وإما للتقسيم ،نحو" :الكلمةُ أس ٌم أَو فع ٌل أو
ٌ
مجنون} أي: ساحر أوٌ ي" .ومنه قولهُ تعالى{ :قالوا فيمن ذهب ،فقالوا :ذهب سعيدٌ أَو خالدٌ أو عل ٌّ
ضهم قال :كذا ،وبعضهم قال :كذا .وإ ّما لالضراب بمعنى "بل" ،كقوله تعالى{ :وأرسلناهُ إلى ِّمئ َة بع ُ
ألفٍ ،أو يزيدونَ } .أي :بل يزيدون ،ونحو" :ما جا َء سعيد ،أو ما جاء خالدٌ".
-6أم :على نوعينُ :متّصل ٍة ومنقطعة.
()53/2
فالمتصلةُ :هي التي يكونُ ما بعدَها متّصالً بما قبلَها ،ومشاركا ً له في الحكم وهي التي تق ُع بعدَ همز ِّة
ي في الدار أم خالدٌ؟" ،والثاني كقوله تعالى{ :سوا ٌء االستفهام أو همزةِّ التسوي ِّة ،فاألو ُل كقولك" :أَعل ٌّ
ألن ما قبلَها وما بعدَها ال يستغنى بأحدهما عن سميت متصلةً َّ عليهم أَأَنذَرت َ ُهم أَم لم تُنذِّرهم} .وإنما ُ
اآلخر.
اإلضراب ،كقوله
ُ لقطع الكالم األول واستئناف ما بعدَه .ومعناها تكونُ ُ
و "أم" المنقطعة :هي التي
ِّ
ش َركاء}. هلل ُ
ِّ جعلوا أم ؟ ور
ُ ُّ ن وال لماتُ ُّ
الظ تستوي هل أم ؟ والبصير
ُ األعمى تعالى{ :هل يستوي
حق؟ أم أنتَ رج ٌل ظال ٌم" الفرا ُء" :يقولون :هل لكَ قِّبَلنا ٌّ والمعنى" :بل جعلوا هلل شركاء" ،قال َّ
يريدون" :بل أنت رج ٌل ظال ٌم" وتارة ت َتض َّمنُ م َع اإلضراب استفهاما ً إنكاريّاً ،كقوله تعالى{ :أَم لهُ
ض ُّم ِّن معنى المحض ،من غير ت َ َ ِّ البناتُ ولك ُم البَنون؟} .ولو قَدَّرت "أم" في هذه اآلية لالضراب
لزم ال ُمحال.
االنكارَ ،
آخر ،إن وقعت بعدَ كالم ُمثبَتٍ ،خبرا ً أَو أَمراً، -7بَل :تكونُ لالضراب والعُدول عن شيءٍ إلى َ
"لكن" ،إن وقعت بعدَ نفي ٍ أو نهي. ْ ولالستدراك بمنزلة
غير جملةٍ. ً ُ
ف بها إال بشرط أن يكونَ معطوفها مفردا َ َ ط ُوال يُع َ
لب الحكم عما قبلَها ،حتى كأنهُ مسكوتٌ عنه، س َ األمر ،كان معناها َ ِّ وهي ،إن وقعت بعدَ اإليجاب أو
ي .بل سعيدٌ". ٌّ عل م ُ ق
ِّ َ ْي ل " ونحو: ٌ" د خال بل ،مٌ سلي وجعلَهُ ِّل َما بعدَها ،نحو" :قام
وإن وقعت بعد النفي أو النهي ،كان معناها إثباتَ النفي أو النّهي ِّل َما قبلها وجع َل هذه ِّل َما بعدَها ،نحو:
"ما قام سعيدٌ بل خليلٌ" ،ونحو" :ال يَذهبْ سعيدٌ بل خليلٌ".
()54/2
حرف ابتداءٍ ُمفيدا ً لالضراب اإلبطالي أو اإلضراب َ للعطف ،بل تكونُ
ِّ فإن تالها جملةٌ لم تكن
كر ُمون} ،أي :بل هُم االنتقالي .فاألو ُل كقول ِّه تعالى{ :وقالوا اتَّخذَ الرحمنُ ولداً ،سبحانَهُ ،بَل ِّعبادٌ ُم َ
عبادٌ ،وقول ِّه{ :أو يقولونَ ب ِّه ِّجنَّةٌ ،بل جاءهم بالحق} .والثاني كقول ِّه تعالى{ :قد أفل َح من ت َز ّكى،
َ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
نط ُق بالحق وهُم ال يُظلمونَ ، {ولدَينا كتابٌ يَ ِّ صلَّى ،بل تُؤثرونَ الحياة َ الدُّنيا} ،وقول ِّهَ : اسم َرب ِّه فَ َ
وذكر َ َ
بل قُلُوبهم في غَمرة}.
ت أَو نفيٍ ،فاألو ُل كقول الشاعر: وقد تُزادُ قبلها "ال" ،بعد إثبا ٍ
ُ
ش ْم ِّس َك ْسفَةٌ أو أفولُ* سْ ،لو لَ ْم * يُ ْق َ
ض ِّلل َّ ش ْم ُ *وجْ ُه ِّك ْالبَد ُْر ،ال ،بل ال َّ َ
والثاني كقول اآلخر:
راخ ال ِّإلى أج ِّل* شغَفا ً * َه َج ٌر وبُ ْعدُ ت ُ ٍ *وما َه َج ْرت ُ ِّك ،ال ،بَ ْل زادَني َ َ
ً
غير ُجملة ،وأن تكونَ مسبوقة بنفي ً ُ
بشرط أن يكون معطوفها ُمفردا ،أي َ َ ِّ لالستدراك،
ِّ -8لكن :تكونُ
صالح" ،ونحو :ال يَقُ ْم خليلُْ ،
لكن ٍ طالحْ ،
لكن ٍ أو نهي ،وأن ال تقترنَ بالواو ،نحو" :ما مررتُ برج ٍل
حرف ابتداءٍ ،فاألول كقول الشاعر: ُ سعيدٌ" .فإن وقعت بعدَها جملةٌ ،أو وقعت هي بعدَ الواو ،فهي
ظ ُر* ب تُنت َ َ *إن ابنَ َو ْرقا َء ال ت ُ ْخشى بَواد ُِّرهُ * ل ِّك ْن َوقا ِّئعُهُ في ال َح ْر ِّ َّ
وخاتم النّبيينَ } ،أيْ :
لكن َ والثاني كقول ِّه تعالى{ :ما كانَ محمد أبا أح ٍد من رجالكم ،ولكن رسو َل ِّ
هللا
كان رسو َل هللا .فرسول :منصوبٌ ألنه خبر "كان" المحذوفة ،وليس معطوفا ً على "أبا" .وكذلك إن
محذوف
ُ ي مبتدأ ي" ،فعل ٌّ "قام خليلٌْ ،
لكن عل ٌّ حرف ابتداءٍ أيضاً ،مثلَُ : ُ فهي
وقعت بعد اإليجابَ ،
ي لم يَقُم". "لكن عل ٌّْ والتقدير
ُ الخبر،
َ َ
وهي بعدَ النفي والنهي مثلُ" :بَ ْل" :معناها إثباتُ النفي أو النهي ِّل َما قبلها و َجع ُل ِّ
ضدّ ِّه ِّلما بعدَها. َ
()55/2
ط معطوفها أن كم ِّلما قبلَها ونَفيَهُ ع ّما بعدَها .وشر ُ وهي تُفيدُ إثباتَ ال ُح ِّ َ العطف.
َ -9ال :تُفيدُ م َع النفي
األمر ،نحو" :جا َء سعيدٌ ال خالد ٌ" ،ونحو :خ ِّذ ِّ ب أو اإليجا ِّ غير جملة ،وأن يكون بعدَ ِّ َ يكون مفرداً ،أي َ
القلم". الكتاب ال َ
القلم" .وعليه قو ُل
الكتاب ليس َ
َ العطف بليس ،إن وقعت موق َع "ال" ،نحوُ " :حذ َ وأثبتَ الكوفيُونَ
الشاعر:
ب* ِّ ُل غا ْ
ال ْس
ُ َ يَ ل وب ُ لغْ م ْ
ال
َ ُ َ مرشْ َ ألاو *
ِّ ُ َ ب لا َّ
الط ُ ه لاإل
*أينَ ال َ ُّ َ ِّ
و ؟ر َ ق م
(فليس هنا :حرف عطف .والغالب معطوف على المغلوب .ولو كانت هنا فعالً ناقصا ً لنصب الغالب
خبر لها). على أنه ٌ
ف النَّ َ
سق ْ َّ
-3أحكا ٌم تَتَعَل ُق بِّعَط ِّ
ُ
هير وأسامة" وال ُمض َم ُر على ال ُمض َمر؛ نحو" :أنا ُ الظاهر على الظاهر ،نحو" :جا َء ُز ٌ ُ ف
ط ُ -1يُع َ
َ
ى وأنتَ "، وأنتَ صديقان" ،ونحو" :أكرمتُهم وإيّاكم" ،وال َمض َم ُر على الظاهر ،نحو" :جا َءني عل ٌّ َ
والظاهر على ال ُمضمر ،نحو" :ما جا َءني إال أنتَ وعلي" ونحو" :ما ُ ونحو" :أكرمتُ سليما ً وإيّاك"،
طف سنُ أن يُع َ المستتر ،ال يَح ُ
َ والضمير
َ ع،صل المرفو َ الضمير المت ّ َِّ غير َّ
أن رأيتُ إال إياك وعليّاً"َ .
ي" ،ومنه قوله تعالى{ :إذهب أنتَ عليهما إال بعد توكيدهما بالمضير المنفصل ،نحو" :جئتُ أنا وعل ٌّ
ي فاص ٍل ،كقوله تعالى{ :يَدخلونها و َم ْن العطف عليهما أيضا ً إذا كان بينَهما فاص ٌل أ ُّ ُ ُ
ويجوز وربُّكَ }. َ
عطف " َم ْن" ،في اآلية األولى ،على الواو في َ فقد آباؤنا}، وال أشركنا {ما :هِّ وقول }، ح
َ ََ لص
وعطف "آباء" ،في اآلية َ به، المفعول ضمير
ُ هي
َ التي "ها"، وهو الفاصل، لوجود "يدخلونها"،
الثانية ،على "نا" في "أشركنا" ،لوجود الفاصل ،وهو "ال" ،وذلك جائز.
()56/2
الحروف بحسب معناها ،سوا ٌء أكانت عاملةً أم عاطلةً ،واحد وثالثون نوعاً .وهي: ُ
ف النَّ ْفي
أحر ُ
ُ -1
()57/2
تجزمان فعالً مضارعا ً واحداً ،و "لن" ،التي تنصب الفعل المضارع ،و "ما ِّ وهي" :لم ول َّما" ،اللَّ ِّ
تان
وإن وال والتَ ". ْ
أجلس .إن يجلس إال أنا". ُ تنفيان الماضي ،نحو" :ما جئتُ .إن جا َء إال أنا" والحا ِّل نحو" :ما ِّ وإن: فما ْ
االسم ،نحو" :ما هذا بشراً .إن أحدٌ خيرا ً من أح ٍد إال ِّ وتدخالن على الفعل ،كما رأيتَ ،وعلى ِّ
بالعافية".
صلّى} ،وال ُمستقب َل كقوله{ :قُ ْل ال أسألُكم علي ِّه و "ال" :تنفي الماضي ،كقوله تعالى{ :فال صدَّقَ وال َ
أجراً}.
مناص}،ٍ الزمان ،نحو{ :والتَ حينَ ِّ ظروف صةٌ بالدُّخو ِّل على "حين" وما أشب َههُ من ُ و "التَ " .خا ّ
"ليس".
َ َ ُ
وكقول الشاعر" :نَد َِّم البُغاة والتَ ساعة َمندَ ٍم" وهي بمعنى
ف ال َجواب أحر ُ ُ -2
وإن وال وكالَّ".
ير َّجل و َج ِّ وهي" :نَعَ ْم وبَلى وإي وأ َ ْ َ
تذهب؟" ،فقلتَ " :نَعَ ْم"، ُ َ ويُؤتى بها للدالل ِّة على جملة الجواب المحذوفة ،قائمةً َمقامها .فإن قي َل لكَ " :أ
سدَّ الجواب ،وهو "أ َ ُ
ذهب". أذهب .فنَعَ ْم سادَّة ٌ َم َ ُ فالمعنى :نَعَ ْم
حضر االستاذُ، َ ً ُ
جل" :بمعنى "نعَ ْم" وهي مثلها :تكونُ تصديقا لل ُمخبر في أخبار ِّه كأن يقو َل قائلٌ: و "أ َ ْ
حضر األستاذُ؟ فتقولُ :نَعَم. َ ِّق كالمهُ .وتكونُ إلعال ِّم ال ُمستخبر ،كأن يُقالَْ :
هل فتقولُ :نعَ ْم ،تُصدّ ُ
ب ،كأن يقو َل لكَ األستاذُ" :اجت ِّه ْد في دروسكَ " فتقول" :نَعَم" ،ت َ ِّعدُهُ بما ب بما يَطلُ ُ وتكونُ ِّل َوع ِّد الطال ِّ
طلب منك. َ
وربي إنَّهُ لَ َح ٌّق}" .أي" :توكيد للقسم، َ إي لْ ُ ق { تعالى: كقوله ، القسم
ِّ قبل إال ُ
ل م
َ ستع ُ ت ال "أي": و
والمعنى نعم وربي.
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()58/2
تختص بوقوعها بعدَ النّفي فتجعلُهُ إثباتاً ،كقوله تعالى{ :زَ َع َم ُّ فرق .فَبلى. وبينَ "بَلى ونَع ْم وأَجل" ٌ
وربي لَتُبعَث ُ َّن} ،وقول ِّه{ :أَلستُ ِّب َربّ ُكم ،قالوا" :بَلى"} ،أي :بَلى الذينَ كفروا أ َ ْن لن يُبعَثوا ،قُل بَلى َ
الجواب بهما يَتب ُع ما قبلَهما في إثبات ِّه ونفي ِّه ،فإن قلتَ لرج ٍل: َ وأجل" َّ
فإن ْ أنتَ ربُّنا .بخالف "نَعَ ْم
ي ذلكَ " وإن قال: ألن المعنى "بَلى لَكَ عل َّ الف دِّره ٍَم؟" فإن قالَ" :بَلَى" ِّلز َمهُ ذلكَ َّ ، ليس لي عليكَ ُ "أ َ َ
ي ذلك". ألن المعنى "نَعَم ليس لكَ عل َّ جل" لم يَلزمهَُّ ، "نَعَ ْم" أَو "أ َ ْ
واألكثر أن يق َعُ ي على الكسر .وقد يُبنى على الفتح. ب ،بمعنى" :نَعَ ْم" .وهو مبن ٌّ حرف جوا ٍ ُ و " َجي ِّْر":
ً ً َّ
"جير ألفعلن" ،أي" :نَعَم وهللاِّ ألفعلن" .ومنهم من يجعله اسما ،بمعنى" :حقا" قال َّ ِّ قب َل القَسم ،نحو:
يمين للعرب" بمعنى" :حقاً". ٌ الراء:
ِّ جير آلتينَّك ،بكسر صحاحه" :قولهمِّ : ي في َ الجوهر ُّ
َير؟" فتقولُ" :إنَّهُ" ،قال الشاعر: ٌ ه ُ
ز ء
َ جا "هل لك: يقال "، م َْ ع َ ن " بمعنى: ، ب
ٍ جوا حرف
ُ و َّ
"إن":
ح ،يَلُ ْمنَني َوأَلو ُم ُهنَّهْ* صبُو * ِّ *بَ َك َر العَواذلُ ،في ال َّ
ْ
شيْبٌ قَ ْد َعالَ * كَ َ ،وقَ ْد َك ِّب ْرتَ ،فَقُلتُ ِّ :إنَّهُ* *ويَقُ ْلنَ َ :
َ
سكت ،التي تُزادُ في الوقف ،ال ها ُء الضمير ولو كانت ها َء الضمير والها ُء ،التي تلحقه ،هي ها ُء ال َّ
األمر كذلك ،ألنك تحذفها إن وصلتَ ،يقال لك" :هل ُ لثبتت في الوصل ،كما تثبتُ في الوقف .وليس
ً
"إن" يا هذا ،أي :نعم ،يا هذا قد رجع .وأيضا قد يكون الكالم على الخطاب أو رج َع أُسامةُ؟" فتقولُّ :
التكلم ،والها ُء هذه على حالها ،نحو" :هل رجعتم؟" ،فتقولُ" :إنَّهُ" ،وتقولُ" :هل نمشي؟" فتقول:
"إنَّهْ" .ولو كانت هذه الها ُء ها َء الضمير ،وهي للغيبة ،لكان الكال ُم فاسداً.
()59/2
الجواب
َ االسم وترفع الخبر ،ألن َ تنصب
ُ "إن" المؤكدة ،التي "إن" ،الجوابيّةُ هذه ،منقولةٌ عن َّ و َّ
تصديق وتحقيق ،وهما والتأكيد من باب واحد. ٌ
من يُزَ يَّنُ وزجرهُ .تقو ُل ِّل ْ
َ ب
ِّ خاط م ال ع
َ َ ُ در النفي، مع "، َّ ال تكونان لنفي الجواب .وتُفيدُ " َكِّ و "ال و َكالَّ":
ُ
لك السوء ويُغريكَ بإتيان ِّهَ " :كالَّ" ،أي :ال أجيبُكَ إلى ذلك ،فارتد ْع عن طلبك.
أن رآه استغنى". إن اإلنسانَ لَيَطغى ْ وقد تكونُ " َكالَّ" بمعنىَ " :حقاً" ،كقول ِّه تعالى" :كالََّّ ،
-3حرفا التفسير
س ُر بها ال ُمفرداتُ ،نحو: "أي" تُف َّ أن ْ غير َّ لتفسير ما قبلهماَ ، ِّ موضوعان
ِّ "أي وأن" .وهُما وهُماْ :
ً
"رأيتُ ليثا ،أي :أسدا" ،وال ُج َملُ ،كقول الشاعر: ً
َ
َّاك ال أقلي* ي ،أَنتَ ُمذْنِّبٌ * َوت َ ْقلينني ،ل ِّك َّن إِّي ِّ ف ،أ َ ْ بالط ْر ِّ *وت َْرمينَني َّ َ
جملتين ،تتض َّمنُ األولى منهما معنى القو ِّل دونَ ِّ فتختص بتفسير ال ُج َم ِّل .وهي تق ُع بينَ ُّ ْ
وأ ّما "أن"
تحضر".
ْ أن
إليهِّ ، "كتبتُ ُ
أحرف ِّه ،كقوله تعالى{ :فأوحينا إليه ،ان اصن َِّع الفلكَ } ،ونحو:
ف ال َّ
ش ْر ِّط أحر ُ
ُ -4
الجازمتان ،و "لَ ْو ولوال ولوما وأ ّما ول َّما" .و "لَ ْو" على نوعين: ِّ "إن وإ ْذ ما" وهيْ :
حرف امتناع المتناع، َ ع شيءٍ المتناعِّ غيرهِّ :وتُس ّمى حرف شرطٍ ِّل َما مضى ،فتُفيدُ امتنا َ َ -1أن تكونَ
أو حرفا ً ِّلما كانَ سيق ُع لوقوعِّ غيره .فإن قلتَ " :لو جئتَ ألكرمتُكَ " ،فالمعنى :قد امتن َع إكرامي إياكَ
بالمجيء و ُمعلَّ ٌق عليه .وال يَليها إال الفع ُل الماضي صيغةً ِّ ٌ
مشروط اإلكرام
َ المتناع مجيئكَّ ،
ألن
ً ُ
وزماناً ،كقوله تعالى{ :ولو شا َء َربُّكَ لجع َل الناس أمة واحدةً}.
()60/2
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
لمجرد
َّ "إن" .وهي حينئ ٍذ ال تُفيدُ االمتناع ،وإنما تكون حرف شرطٍ للمستقبل ،بمعنى ْ َ -2أن تكونَ
واألكثر أن يَليها فع ٌل ُمستقب ٌل
ُ َ
غير جازم ٍة مثلها ،فال عم َل لها، كإن ،إال أنها ُ ّ ب بالشرطْ ، ربط الجوا ِّ ِّ
ً ً ُ
خش الذينَ لو تركوا من خلفهم ذ ِّ ّريَّة ضعافا خافوا عليهم} ،أي: معنًى ال صيغة ،كقوله تعالى{ :وليَ ًَ
ُ
س ِّررنا بِّلقائكَ " ،أي" :إن ت َز ْرنا". تزورنا ل ُ
ُ ً ً
"إن يَتركوا" وقد يَليها فع ٌل مستقب ٌل معنى وصيغة" :لو ْ
ويجوز في جوابها أن يقترنَ بالالم ،كقوله ُ الشرط.
ِّ ت
وتحتا ُج "لو" بنوعيها إلى جواب ،كجميع أجوا ِّ
ُ
يتجردَ منها ،كقوله تعالى{ :ولو نشا ُء جعلناهُ أجاجاً}، َّ تعالى{ :لو كانَ فيهما آلهةٌ إال هللاُ لفَسدَتا} ،وأن
وقول ِّه" :ولو شا َء َربُّكَ ما فعَلوهُ" .إال أن يكون مضارعا ً منفيّاً ،فال يجوزَ اقترانهُ بها ،نحو" :لو
اجتهدتَ لم ت َندَم".
ُ
دالن على امتناعِّ شيءٍ ُلوجو ِّد غيرهِّ .فإن قلتَ " :لوال رحمة هللاِّ لَهلَكَ و "لوال ولوما" ،حرفا شرطٍ بَ ِّ
الناس لوجو ِّد رحم ِّة هللاِّ تعالى،
ِّ العلم" ،فالمعنى أنهُ امتن َع هَالكُ أكثر ِّ ع ُ الناس" و "لَوما الكتابةُ لَضا َ ُ
ع أكث ِّر العلم لوجود الكتاب ِّة. وامتن َع ضيا ُ
أكثر
ف وجوبا في ِّ ً َ
الخبر بعدهما يُحذ ُ َ َّ
غير أنَ مان الدخو َل على المبتدأ والخبر ،كما رأيتَ َ . وهما ت َلزَ ِّ
ٌ ٌ
والتقدير" :لوال رحمة هللاِّ حاصلة أو موجودة" و "لوال الكتابة حاصلة أو موجودة". ُ ُ ب. التراكي ِّ
ب ،كما تحتا ُج إليه "لو" .وحك ُم جوابهما كحكم جوابها ،فيقترنُ بالالم ،كما رأيتَ ، ٍ جوا إلى وتحتاجان
ِّ
ُجردُ منها ،نحو" :لوال كر ُم أخالقِّكَ ما َعلَ َوتَ " ،ويمتن ُع من الالم في نحو: أو ي َّ
ي.
العلم لم أغتربْ " ألنهُ مضارع منف ٌّ ِّ "لوال حُبُّ
()61/2
()62/2
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
للحض على العم ِّل ِّ ّ فهياألحرف ،إن دخلت على المضارع َ َ أن هذه نديمَّ ، التحضيض والت ّ ِّ ِّ والفرق بينَ ُ
وب من ذن ِّبك .لوال تستغفرونَ هللاَ .لوما فالن عن غ ِّيّه .أَالَّ تَت ُ ُ ٌ التهاو ِّن به ،نحوَ " :هالّ يرتد ُ
ع ُ وترك
ِّ
يغفر هللاُ لكم}" .وإن دخلت على الماضي كانت لجع ِّل الفاع ِّل يندَ ُم َ أن ُّون بح ُ ت {أال بالمالئكة. تأتينا
قرعهُ على إهمال ِّه ،وتُوبِّّخهُ على عدَم ت األمر وعلى التّهاون به ،نحو" :هالّ اجتهدتَ " ،ت ُ ِّ ّ على فوا ِّ
ُون
ص َره ُم الذينَ اتخذوا من د ِّ ط وضيَّع .ومنهُ قوله تعالى{ :فلوال نَ َ االجتهاد ،فتجعلهُ يندَ ُم على ما فَ َّر َ ُ
هللاِّ قُ َرنا َء آلهةً}.
ض ف العَ ْر ِّ حر ُ *6أ ُ
وإزعاج.
ٍ ّ
الطلب بشدَّةٍ َو ٍ
حث ُ ألن هذا هو عكس التحضيضَّ ، ّ ُ ق ،فهو بلين ورف ٍ لب ٍ َّ
رض :الط ُ العَ ُ
ُ ً
َضيفنا فتلقى فينا أهال .لو تقيم بيننا ُ ورنا فنَأنس بكَ .أما ت ِّ ُ
ولو" ،نحو" :أال ت َز ُ هي" :أال وأ َما ْ وأحرفهُ َ
صيب خيراً". َ فت ُ
وقد تكونُ "أ َما" تحقيقا ً للكالم الذي يَتلوها ،فتكونُ بمعنى " َحقاً"" ،أ َما إنَّهُ رج ٌل عاقلٌ" تعني أنهُ عاق ٌل
حقاً.
ف التَّنبي ِّه أحر ُ ُ -7
وهي" :أال وأ َما وها ويا". َ َ
الكالم .وتُفيد ُ "أال" ،م َع ِّ فيدان تنبيهَ السامع إلى ما يُلقى إليه من ِّ ُ ت و ،مُ الكال بهما حُ َ ت ُستف ي ا": م َ وأ "أال فـ
خوف عليهم وال هم يحزنون}. ٌ َ َ
التنبيه ،ت َحققَ ما بعدَها ،كقوله تعالى{ :أال إِّ َّن أوليا َء هللاِّ ال ُّ
أن "أَال وأ َ َما" .معناهما التنبيهُ ،ومكانُهما ُمفتت َ ُح الكالم. واعلم َّ
طب .وهو يدخ ُل على أربعة أشياء: ع لتنبي ِّه ال ُمخا َ حرف موضو ٌ ٌ و "ها":
َين وهؤالء" ،أو على ِّ ت وها ين َ ذوه وهذه "هذا نحو: القريب، على ة
ِّ َّال د ال ة
ِّ اإلشار أسماء
ِّ -1على
المتوسط ،إن كان ُمفرداً ،نحو" :هذاكَ " .أ ّما على البعي ِّد فال. ِّ
()63/2
وبالضمير
ِّ ش ِّك؟}، بكاف التشبي ِّه ،كقوله تعالى{ :فل ّما جا َءت قيل أهكذا َعر ُ ِّ ويجوز الفص ُل بينهما ُ
ت ذي". ذان .ها أن ِّ والء} ،ونحو" :ها أنا ذا .ها أنتما ِّ ُ
المرفوعِّ ،كقول ِّه{ :ها أنتم أ ِّ
ضمير الرفع ،وإن لم يكن بعدَهُ اس ُم إشارةٍ ،كقول الشاعر: ِّ -2على
َذوب؟!*
تت ُ *فَها أَنا تائِّبٌ ِّمن حُبّ ِّ لَيْلى * فَما لَكَ ُكلما ذُ ِّك َر ْ
َّ
فاألكثر أن يَليَهُ اس ُم االشارةِّ ،نحو" :ها أنا ذا .ها نحنُ أ ُ ِّ
والء. ُ غير أنها ،إن دخلت على ضمير الرفع، َ
امرأتان".
ِّ تان يا
والء .ها أنتما ِّ ُ
ذان .ها هم أ ِّ والء .ها هو ذا .ها هما ِّ ُ
ها أنتم أ ِّ
-3على الماضي المقرون بِّقد ،نحو" :ها قد رجعتُ ".
النفس
ُ ُ
النداء ،كقوله تعالى{ :يا أيُّها اإلنسانُ ما غ ََّركَ بربكَ الكريم .يا أيّتها ِّ يٍ" في -4على ما بعدَ "أ ّ
َّ ً
ربك راضية مرضيّة} وهي تلز ُم في هذا الموضع وجوبا ،للتبي ِّه على أن ما ً ً ال ُمطمئنَةُ ارجعي إلى ِّ
بالنداء.
ِّ بعدَها هو المقصودُ
صدُ ب ِّه تنبيهُ السامع إلى ما بعدها. ى ،كانت حرفا ً يُق َ حرف نداءٍ .فإن لم يكن بعدَها ُمناد ً ُ و "يا" :أصلُها
َ
محذوف ،كقول ِّه تعالى{ :أال يا اس ُجدوا}، ٌ حرف نداءٍ ،والمنادَى ُ أمر فهي وقيلَ :إن جا َء بعدها فع ُل ٍ
حرف تنبيه ،كقوله{ :يا ليتَ قومي يعلمون} ،وكحديث: ُ فهي
والتقدير" :أال يا قو ُم اسجدوا".وإال َ ُ
ٌ
"ياربَّ كاسي ٍة في الدنيا عارية يوم القيا َم ِّة" .ومنه قول الشاعر: ُ
جار*س ْمعانَ ِّم ْن ِّ الحينَ َعلى َ ص ِّ ّ
وام ك ِّل ِّه ِّم * َوال َّ ُ ْ َ ُ
*يا ل ْعنَة هللاِّ َواألق ِّ َ
حرف تنبي ٍه في ك ِّّل ذلك. ُ والحق أنها ُّ
صدَ ِّريَّةُ ف ْال َم ْ -8األَحْ ُر ُ
ت الحرفيّة أَيضا ً وهي التي تجع ُل ما بعدَها في تأويل مصدر .وهي" :أ َ ْن وأ َ َّنًَ وتس ّمى :الموصوال ِّ
الرذيلةَ .إرح ْم لكي تجتنب َّ
ُ ُ
الزم الفضيلةَ .أ ِّحبُّ أنكَ "سرني أَن ت ُ َ َّ وكي وما ولو وهمزة ُ التّسوية" ،نحو:
تُر َح َم .أ َ َودُّ لو تجتهدُ{ .وهللاُ خلق ُكم وما تعملون}{ .سوا ٌء عليهم أَأَنذرتهم أم لم تُنذِّرهم}".
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
()64/2
والمصدر المؤو ُل بعدها يكو ُن مرفوعا ً أَو منصوبا ً أَو مجروراً ،بحسب العام ِّل قبلَهُ.
(ففي المثال األول مرفوع ،ألنه فاعل .وفي المثال الثاني منصوب ،ألنه مفعول به .وفي المثال الثالث
مجرور بالالم .وفي المثال الرابع منصوب أيضاً ،ألنه مفعول به .وفي المثال الخامس منصوب
أيضاً ،ألنه معطوف على كاف الضمير في "خلقكم" المنصوبة محالً ،ألنها مفعول به .وفي المثال
السادس مرفوع ،ألنه مبتدأ خبره مقدَّم عليه ،وهو سواء).
َ
الحق" ،أي" :من ّ ِّ عدِّبتُ مما تقو ُل َ
غير مجردة ً عن معنى الظرفيّ ِّة ،نحوَ " : َّ وتكونُ "ما" مصدريةً
والزكاةِّ ما دُمتُ الحق" .وتكون مصدريةً ظرفيّةً ،كقوله تعالى{ :وأَوصاني بالصالةِّ َّ ّ ِّ غير
قولك َ
ُ
المؤول بعدهاَّ المصدرُ ويكونُ ُ َ
وصلتها.رف وخلفتهُ "ما" ِّ َ َ َّ
ِّف الظ ُ حيّا} ،أَيُ " :مدة دَوامي َحيّا" .ف ُحذ َ
َ ً َ َّ
(وهو األحسنُ ) ،أَو يكون في موضع َج ٍ ّر باإلضافة َ مقام ال ُمدَّ ِّة المحذوف ِّة
الظرفيّة ،لقيام ِّه َ منصوبا ً على َّ
المحذوف.
ِّ إلى ّ
الظرف
لف َ
{ودُّوا لو تُد ِّهنُ فَيُدهنونَ }{ .يَ َودُّ أحد ُهم لو يُع ّم ُر أ َ يودُّ" ،كقوله تعالى َ "ودَّ َو َكثر ما تق ُع "لو" بعدَ َ وأ َ ُ
سنةٍ} .وقد تق ُع بعد غيرهما كقول قُت َيلةَ:
ُ ْ
ض َّركَ لَ ْو َمنَنتَ َ ،و ُربَّما * َم َّن الفَتى َوه َُو ال َم ِّغيظ ال ُم ْخنَ ُق* *ما كانَ َ
ض َّركَ َمنُّكَ عليه بالعفو. أَي :ما كان َ
ف االستِّ ْقبال -9أ َ ُ
حر ُ
وإن ،وإِّ ْذ ما الجازمتان". مر ،وال الناهية ْ ونواصب المضارعِّ ،وال ُم األ َ ِّ ُ وسوف،
َ وهي" :السينُ ،
ان بالمضارعِّ وت َمحضان ِّه االستقبالَ ،بعدَ أن كان يحتم ُل الحا َل واالستقبالَ ،كما ص ِّوسوف :تخت ّ َ فالسينُ
"إن سعيدا ً لَيَ ُ
كتب". صهُ للحا ِّل ،نحوَّ : الم التأكي ِّد تُخ ِّل ُ أ َ َّن َ
()65/2
آثرك هللاُ علينا}. هلل لقد َ القسم تأكيدا ً له ،كقوله تعالى{ :تا ِّ ِّ و "ال ُم القسم" :هي التي تق ُع في جواب
ُ
جواب القسم وقد يكونُ القس ُم ُمقدَّراً ،كقوله سبحانه{ :لقد كان لكم في رسو ِّل هللا أسوة ٌ ُ والجملةُ بعدَها
َحسنةٌ}.
تجردَ من ط في المضارع أن يَ َّ ويشتر ُ
َ تين
فين ال ُمثبَ ِّ
المتصر ِّ
ِّ ّ وتختص "قد" بالفعل الماضي والمضارع ُّ
والسين وسوف .ويُخطى ُء من يقولُ" :قد ال يذهب ،وقد لن يذهب". ِّ النواصب والجوازم
(وقد شاع على ألسنة كثير من أدباء هذا العصر وعلمائه وأقالمهم دخول "قد" على "ال" .ولم يسلم
وإن "ربما" تقوم مقام "ال" في مثل هذا المقام ،فبدل أن يقال: من ذلك بعض قدماء الكتاب وعلمائهمَّ .
"قد ال يكون" مثالً ،يقال" :ربما ال يكون").
فجائز ،نحو: ٌ زء منه ،أ َ َّما بالقسم غير القسم ،ألنها كال ُج ِّ ص َل بينَها وبينَ الفعل بفاص ٍل ِّ يجوز أن يُف َُ وال
هللا فعلتُ "."قد و ِّ
َ
وهي ،إن دخلت على الماضي أفادت تحقيقَ معناهُ .وإن دخلت على المضارع أفادت تقليل وقوعه،
الكذوب .وقد يجودُ البخيل" .وقد تُفيدُ التحقيقَ مع المضارع ،إن د َّل عليه دليلٌ، ُ نحو" :قد يَصد ُُق
َ
كقوله تعالى{ :قد يَعلم هللاُ ما أنتم عليه}.
ُ
انتظار حصول ِّه ،تقولُ" :قد جا َء األستاذ" ،إِّذا ُ ومن معانيها التّوقُّ ُع ،أَي :ت ََوقُّ ُع حصو ِّل ما بعدها ،أي:
َ
َترقّ ُ
ب قُدو َمهُ الغائب" .إذا كنتَ ت َ ُ كان مجيئُهُ ُمنتظرا ً وقريباً ،وإن لم يجىء فعالً ،وتقولُ" :قد يقدُ ُم
توقعونَ قيا َمها قريباً. ألن الجماعة يَ َ وت ََتوقعُهُ قريباً .ومن ذلك" :قد قامت الصالةُ"َّ ،
ليس
أن قيامك ب ِّه َ تقريب الماضي من الحا ِّل ،تقولُ" :قد قُمتُ باألمر"ِّ ،لتدُل على َّ ُ التقريب ،أَي:
ُ ومنها
الزمان الذي أنتَ فيه. ِّ ببعي ٍد من
السماء}.
ِّ ب َوج ِّهك في الكثير ،نحو{ :قد نَرى ت َقلُّ َ ُ ومنها
ب معناها في الجملة التي س َ ب ،أو تكثيرَ ،ح َ َوقع ،أو تقري ٍ ق ،أو تقلي ٍل ،أو ت ٍ حرف تحقي ٍ
َ وتُس َّمى "قد"
هي فيها.
ْ
َ -11ح ْرفا االستِّفهام
()67/2
()68/2
{ليس كمثل ِّه شي ٌء} ،أي ليس مثلَهُ شي ٌء. َ تخرج عن معنى التشبيه ،فتكونُ زائدة ً للتوكيدِّ ،نحو: وقد ُ
"مث ٍل" .وقد ً
وتكونُ بمعنى "على" ،نحو" :كن كما أنتَ " ،أي :على ما أنتَ عليه .وت َكونُ اسما بمعنىِّ :
َّمت أمثلتُها في حروف الجر. تقد ْ
خبرها اسما ً جامداً ،كما ُم ِّث ّلَ .فإن كان َ
غير نور" .وإنما تتعيّنُ للتشبي ِّه إن كن ُ العلم ٌَ َّ
"كأن وكأن ،نحو: َّ
"كأن في نفسكَ كالماً" ،أو التّه ُّك ِّم، َّ للظ ِّّن ،نحو: األمر واق ٌع أو َوق َع" ،أو ّ َ شك ،نحو" :كأ َ َّن ذلكَ ،فهي لل ّ
المسافر
َ َّ
"كأن البدر!" ،أو للتّقريب ،نحو: ُ لقبيح المنظر" :كأنك
ِّ نحو" :كأنكَ فاه ٌم!" ،وكأن ت َقو َل
بالشتاء ُمق ِّبلٌ".
ِّ قاد ٌم" ،ونحو" :كأنكَ
ف الصلَة أحر ُ
ُ -15
حرف المعنى الذي يُزادُ للتأكيد. ُ المرادُ بحرف الصلة هي:
ْ
"إن وأن وما ومن والباء" ،نحو" :ما إن فعلتُ ما تكرهُ .ل ّمان أن جا َء البشير. ْ وأحرف الصلة هيْ : ُ
غير ما َمعرفة .ما جا َءنا من أحدٍ .ما أنا ب ُمهم ٍل". أكرمتُكَ من ِّ
نذير}. بشير وال ٍٍ صةً ،لتأكيد ِّه وتعميم ِّه ،كقوله سبحانه{ :ما جا َءنا من وتزادُ "من" في النَّفي خا ّ
غير هللاِّ} ،وقول ِّه{ :هل من َمزيدٍ}. ق ُ واالستفها ُم كالنفي ،كقوله سبحانه{ :هل من خال ٍ
بأحكم الحاكمين؟} ،ولتأكيد اإليجاب ،نحو" :ب َحسبكَ ِّ {أليس هللاُ
َ وتُزادُ البا ُء لتأكيد النفي ،كقوله تعالى:
االعتمادُ على النّفس" ،ونحو{ :كفى باهلل شهيداً} ،أيَ " :حسبُكَ االعتمادُ على النَّفس ،وكفى هللاُ
شهيداً".
ف الت َّ ْعلي ِّل َ -16ح ْر ُ
العلم" فتقولُ" :كيَ َمهْ؟" أيِّ :ل َم ت َطلبُهُ؟ َ ب ُ
الحرف الموضوع للتعليل هو" :كي" ،يقو ُل القائلُ" :إني أطل ُ ُ
أخدم ب ِّه األمة" ،أي" :ألج ِّل أن أخدمها به". َ َ فيقولُ" :كي
غرقوا}". ُ
{م ّما خطيئاتِّهم أ ِّ للعملِّ . سافرتُ "فيم الخصا ُم؟. وقد تأتي "الال ُم وفي ومن" للتعليل ،نحوَ :
الردْعِّ َّ
والزجْ ِّر ف َّ َ -17ح ْر ُ
()69/2
ٌ
"فالن يُبغضُكَ "، في والتّنبيهَ على الخطأ ،يقو ُل القائلُ: جر ،النّ َ الردعِّ َّ
والز ِّ وهوَ " :كالَّ" .ويُفيدُ ،م َع َّ
َ
فتقولُ" :كالَّ" تنفي كال َمهُ ،وت َردعهُ عن مثل هذا القول؛ وتنب ُههُ على َخ َ
ط ِّئ ِّه فيه .وقد سبقَ الكال ُم عليه
في أحرف الجواب .فراجعه.
-18الالَّمات
الجر ،نحو" :الحمدُ هللِّ". هي :ال ُم ِّ ّ
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
سعت ِّه}.
سع ٍة من َُنفق ذو َ وال ُم األمر ،كقوله تعالىِّ { :لي ْ
حرام".
ٍ ِّرهم
ألف د ٍ خير من ِّ االبتداء ،نحو" :لَدِّره ٌم َحال ٌل ٌ ِّ وال ُم
تلحق أسما َء اإلشار ِّة ،للدَّالل ِّة على البُعد أو توكيد ِّه نحو" :ذلكَ وذ ِّل ُكما وذلكم ُ وال ُم البُعد ،وهي التي
وذل ُك َّن".
وال ُم الجواب ،وهي التي تق ُع في جواب "لو ولوال" ،نحو" :لو اجتهدتَ ألكرمتُكَ .لوال الدينُ ل َهلكَ
اس" ،أو في جواب القَسم ،كقوله تعالى{ :تاهللِّ ألكيدَ َّن أصنامكم}. النّ ُ
الجواب بعدَها إنما هو جوابٌ َ والالم ال ُم َوطئَة للقسم ،وهي التي تدخ ُل على أداةِّ شرطٍ للداللة على أن ُ َّ
قام
وجواب القسم قائ ٌم َم َ
ُ الشرط ،نحو" "لَئِّ ْن قُمتَ بواجباتِّكَ ألكرمتُكَ ". ِّ لقسم ُمقد ٍَّر قبلَها ،ال جواب ٍ
غن عنهُ. ب الشرط و ُم ٍ جوا ِّ
سا ِّكنَةُ ال
ِّ َّ ث أني َّ ت ال ء
ُ -19
تا
بأن الفاع َل ُمؤنث.األمر َّ ِّ وهي :التا ُء في نحو" :قامت وقعدّت" .وتل َح ُق الماضي ،لاليذان من َّأو ِّل
ت امرأة ُ عمرانَ } وقول ِّه{ :قال ِّ
ت ساكن ،كقوله تعالى{ :قال ِّ ٌ وتحركُ بالكسر إن َو ِّليها ّ وهي ساكنةٌ،
االثنين ،نحو" :قالتا".
ِّ األعراب آمنّا} ،وبالفتح ،إن اتص َل بها ضمير ُ
تس ْك ِّ
-20ها ُء ال َّ
َ
الوقف ،نحو{ :ما أغنى عني ماليَهْ ،هلكَ عني ِّ ً
تلحق طائفة من الكلمات عندَ ُ ٌ وهي :ها ٌء ساكنة
ت الها َء ،نحوِّ " :ل َم جئتَ ، ُ
ف لم تثب ِّ صلتَ ولم ت َ ِّق ْسلطانيهْ} ،ونحوِّ " :ل َمهْ؟ َكي َمهْ؟ كيفَهْ؟" ونحوها .فإن و َ ُ
صيتَ أمري؟ كيف كان ذلك؟". كيم ع َ َ
()70/2
()71/2
ُؤثر فيه ما قبلَهُ ،فيرفعُهُ ،أو ينصبُهُ ،أو يَ ُج ُّرهُ ،أو يجزمهُ ،كالفاعل ،والمفعول ،والمضاف ومنها ما ي ُ
المتأثر أو المعمولُ.ُ هو فهذا ها. وغير
ِّ ِّ المضارع ل
ِّ والفع ، جر
ّ بحرف والمسبوق إليه،
وغيرها منِّ تأثر ،كبعض الحروف ،نحو" :هل وبل وقد وسوف وهالَّ"، ومنها ما ال ي َُؤ ِّث ّ ُر وال يَ ُ
حروف المعاني.
الرفع أو َّ
األثر ،كعالمات اإلعراب الدال ِّة على ُ والنتيجةُ الحاصلة من فعل المؤثر وانفعا ِّل المتأثر ،هي ُ
ِّ
لتأثير العوامل الداخل ِّة على الكلمات ولتأث ُّ ِّر الكلمات بهذه ِّ النصب أو الجر أو الجزم ،فهي نتيجةٌ
العوامل.
غيره ،فهو العاملُ. ً ُ
فما يُحدِّث ت َغيُّرا في ِّ
آخرهُ بالعام ِّل ،فهو المعمولُ. وما يَتغي َُّر ُ
ليس بمعمو ٍل وال عامل. تأثر ،فهو العاطلُ ،أي :ما َ وما ال يُؤثر وال يَ ُ
اإلعراب.
َ أي: َ"، ل "العم ى: م
ّ ُس ي خفض، أو ، جزم
ٍ أو ،بٍ نص أو رفع، واألثر الحاصلُ ،من ُ
-2العامل
الخفض ،فيما يَلي ِّه.َ الجزم ،أو
َ ِّث الرف َع ،أو النصب ،أو العاملُ :ما يُحد ُ
تنصب
ُ واألحرف التي
ُ تنصب ال ُمضارع أو تجز ُمهُ، ُ والعوام ُل هي الفع ُل و ِّشب ُهه ،واألدواتُ التي
ضاف،
ُ الجر ،وال ُم واألحرف التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر ،وحروف ِّ ّ ُ الخبر،
َ المبتدأ وترف ُع
والمبتدأ.
وقد سبقَ الكال ُم عليها ،إال ِّشبهَ الفعل ،فسيأتي الكال ُم عليه.
وهي قسمان :لفظيّةٌ ومعنويَّةٌ.
ظ ،كالذي ذكرناه. المؤثر الملفو ُ ُ هو
يَ : فالعام ُل اللفظ َّ
وتجردُ المضارع من عوامل ّ َجردُ المبتدأ من عامل لفظي كان سبب رفعه. والعام ُل المعنوي:هو ت ُّ
سبب رفعه أيضاً. َ النصب والجزم كان
تجرد من عامل لفظي كالمبتدأ فالتجرد .هو عدم ذكر العامل .وهو سبب معنوي في رفعه ما َّ ّ
والمضارع الذي لم يسبقه ناصب أو جازم).
ْ -3ال َم ْعمول
خفض بتأثير العامل فيه. ٍ جزم ،أو
ب ،أو ٍ برفع ،أو نص ٍ ٍ آخرهُ المعمولُ :هو ما يَتغي َُّر ُ
والمعموالتُ هي األسما ُء ،والفع ُل المضارعُ.
()72/2
()73/2
وإن كان ُمتعدِّّيا ً احتا َج إلى فاع ٍل ومفعو ٍل ب ِّه .فهو يتعدَّى إلى ما يتعدَّى إليه فعلُه ،إ ّما بنفس ِّه ،نحو:
شبه ِّة" .واعلم أن بمواضع ال ُّ
ِّ روركَ
الجر ،نحو" :سا َءني ُم ُ "سا َءني عصيانُك أباكَ " ،وإ ّما بحرف ِّ ّ
المصدر ال يعم ُل عم َل الفع ِّل لشبه ِّه به ،بل ألنهُ أَصلُهُ. َ
يجوز ذلكَ في ُ "سرني تكريم العاملينَ " .وال َّ نحو: ،َ ُه ضمير ل
َ م ّ يتح أن غير
ِّ من ه
ِّ فاعل حذف
ُ ُ
ويجوز
برز فاعلُهُ كان ضميرا ً مستتراً ،كما تقدَّم في باب الفاعل. الفعل ،ألنهُ إن لم يَ ُ
إبراهيم ألبيه إال عن مو ِّعدةٍ َوعدَها إياهُ}، َ استغفار
ُ حذف مفعوله ،كقوله تعالى{ :وما كان ُ ُ
ويجوز
إبراهيم َربّهُ ألبيه. َ أَي :استغفار
عرفا ً بأل ،فاألو ُل كقوله تعالى: مجردا ً من "أ َ ْل" واإلضاف ِّة ،أو ُم َّ َّ وهو يعم ُل عم َل فعل ِّه مضافاً ،أو
يوم ذي مسبغ ٍة يَتيما ً عز وجلَّ{ :أو إطعا ٌم في ٍ ببعض} .والثاني كقوله َّ ِّ ضهم الناس بع َ َ {ولوال دف ُع هللاِّ
ُ
تربَةٍ} .والثالث إِّعماله قليلٌ ،كقو ِّل الشاعر: ُ ً
ذا مقرب ٍة أو ِّمسكينا ذا َم َ
ب ِّم ْس َمعا* ْ ُ ْ َ َ َ
غيرةِّ أنني * ك َر ْر ،فل ْم أنكل َع ِّن الض َّْر ِّ تُ َ َّ َ ت أُولَى ال ُم َ *لَقَ ْد َع ِّل َم ْ
اللص" ،أو أن يص َّح ُحلو ُل الفعل َّ ش ِّرط إلعمال المصدر أن يكون نائبا ً عن فعل ِّه ،نحو" :ضربا ً َو ُ
"سرني
َّ َّرس" ،ص َّح أن تقول: "سرني فَه ُمكَ الد َ َّ بأن أو "ما" المصدريتين َمحلَّهُ .فإذا قلتَ : مصحوبا ً ْ
الخير" .وإذا
َ س ُّرني أن تعم َل الخير" ،ص َّح أن تقول" :يَ ُ َ سرني عملُكَ الدرس" .وإذا قلتَ " :يَ ُّ َ تفهم
أن َ
ُ
غير أنهُ إذا أريدَ به الحق اآلن"َ . َّ الحق اآلن" ،ص َّح أن تقولَ" :يعجبني ما تقو ُل َّ قلتَ " :يُعجبُني قولكَ
ُ
بأن ،وإذا أريدَ به الحا ُل قدّ َِّر بِّ َما ،كما رأيتَ . ُ
ي أو االستقبا ُل قدّ َِّر ْ ال ُمض ُّ
()74/2
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ث .فال يُقالُ: المصدر المؤ ّكد ُ ،وال ال ُمبيّنُ للنوع ،وال ال ُمصغّ ُر ،وال ما لم ي َُر ْد به ال َحدَ ُ ُ لذلك ال يعم ُل
أن "المسألة منصوبةٌ بتعليماً" بل بعلَّمتُ ،وال "ضربتُ ضربةً "علَّمتُهُ تعليما ً المسألةَ" ،على َّ
ض َريْبكَأوضربتين ،بل بضربتُ ،وال "يُعجبني ُ ِّ اللص" ،على نصب اللص بضربة َّ وضربتين
ِّ
مام" ،على نصب "صوت" الثاني بصوت األول بل يفعل صوتَ َح ٍ ْ تٌ و ص
َْ دٍ "لسعي وال اللص"، َّ
ص ّ ِّوتُ تصويتَهُ .ويجوز أن يكونَ مفعوالً به لفع ٍل محذوف، صوتُ صوتَ حمام ،أي :يُ َ محذوف ،أو يُ َ
حمام.
ٍ أي يُشبهُ صوتَ
المصدر بدالً من فعل ِّه نائبا ً عنه ،نحو" :عملكََ ُ وال يجوز تقدي ُم معمو ِّل المصدر عليه ،إال إذا كانَ
عي} ،وقول ِّه: س َ إتقاناً" ،أو كان معمولهُ ظرفا ً أو مجرورا ً بالحرف ،كقوله تعالى{ :فل ّما بل َغ معهُ ال َّ
{وال تأخذكم به رأفةٌ}.
يجب
ُ "سرني إكرا ُمكَ العظي ُم خالداً" ،بل َّ تمام عمل ِّه ،فال يُقالُ:
ط في إعمال ِّه أن ال يُنعتَ قب َل ِّ ويُشتر ُ
"سرني إكرا ُمكَ خالدا ً العظي ُم" ،كما قال الشاعر: َّ تأخير النَّعتِّ ،فتقو ُل ُ
فيك َعذوالً* شديدَ أَراني * عاذرا ً َم ْن َع ِّهدْتُ ِّ *إن َوجْ دي ِّب ِّك ال َّ َّ
نصب
ُ المصدر إلى فاعله َج َّرهُ لفظاً ،وكان مرفوعا ً حكما ً (أي :في مح ِّّل َرفعٍ) ،ث َّم يَ ُ ضيف
َ ُ وإذا أ
الدرس".
َ "سرني فه ُم ُز ٍ
هير َّ المفعو َل به ،نحو:
ب) ،ثم يَرف ُع الفاعلَ ،نحو: ً ً ً
ضيف إلى مفعول ِّه َج َّرهُ لفظا ،وكان منصوبا ُحكما (أي :في مح ِّّل نص ٍ َ وإذا أ ُ
الدرس ُز ٌ
هير". ِّ "سرني فَه ُم َّ
()75/2
الجر
ُّ التابع
ِّ التوابع جازَ في
ِّ المضاف إلي ِّه ،أحدُ َ المصدر ،أو المفعو َل ِّ المضاف إلى
َ وإذا لحقَ الفاع َل
س َّرني اجتهادُ ُز ٍ
هير تابع الفاع ِّلَ " : النصب مراعاة ً للمح ِّل ،فتقو ُل في ِّ ُ فظ ،والرف ُع أو مراعاة ً للَّ ِّ
تابع المفعول" :يُعجبُني الصغير" و "سا َءني إهما ُل سعي ٍد وخالدٍ ،أو خالدٌ" .وتقو ُل في ِّ ُ الصغير ،أو ِّ
ً
خلص ،تالميذهُ" و "سا َءني ضرب خالد وسعيدٍ ،أو وسعيدا ،خليلٌ". ُ َ خلص ،أو ال ُم إكرا ُم األستا ِّذ ال ُم ِّ
ب
َ ِّكَ رك م من خير
ٌ المصائب
َ ك ُ لم حت
ُ َ م نحو: ، ه
ِّ فعل ل
َ عم ُ
ل يعم ه
ِّ كون في ، ي
ّ الميم كغير ي
والمصدر الميم ُّ ُ
ع" .ومنه قول الشاعر: ال َجزَ َ
ْ
ظل ُم!* الم ت َِّحيَّةًُ ،س َ إن َمصابَ ُك ْم َر ُجالً * أَهدَى ال َّ ظلو ُمَّ ، *أ َ َ
أن عملَهُ قليلٌ ،ومنه قو ُل غير ّ المصدر الذي هو بمعناهُ ،و ِّبشروط ِّهَ ، ِّ المصدر يعم ُل عم َل ِّ واس ُم
الشاعر:
الرتاعا* َ ْ
عطائِّكَ ال ِّمئَة ِّ ّ ع ِّنّي * َوبَ ْعدَ َ ت َ ْ
*أ َ ُك ْفرا ً بَ ْعدَ َر ِّدّ ال َم ْو ِّ
وقو ُل اآلخر:
سرا* َّ ً
ق ال َم ْر َء ،ل ْم يَ ِّج ْد * َعسيرا ِّمنَ اآلما ِّل إِّال ُميَ َّ َ ْ ص َّح َع ْونُ الخَا ِّل ِّ *إذا َ
وقو ُل غيره:
رام تُعَدُّ ِّم ْن ُه ْم * فَالَ ت ُ َريَ ْن ِّلغَي ِّْره ِِّّم أَلوفا* ِّب ِّع ْش َرتِّكَ ْال ِّك َ
الوضو ُء". الحديث" :من قُبلَ ِّة الرج ِّل امرأتَهُ ُ ُ ومنه
اسم الفا ِّع ِّل ْ ع َم ُل ِّ َ -2
كر ٌم سعيدٌ وإن الزماً .فالمتعدّي نحو" :هل ُم ِّ إن متعدياًْ ، يعم ُل اس ُم الفاع ِّل عم َل الفع ِّل ال ُمشتق منهْ ،
ضيوفَه؟" .والالز ُم ،نحو" :خالدٌ مجتهدٌ أوالدُهُ". ُ
ضيوفَهُ". كر ُم سعي ٍد ُ تجوز إضافتهُ إلى فاعل ِّه ،كما يجوز ذلك في المصدر ،فال يقالُْ :
"هل ُم ِّ ُ ُ وال
ً ً
وشرط عمله أن يقترنَ بأل .فإن اقترنَ بها ،لم يحتج إلى شرطٍ غيره .فهو يعم ُل ماضيا أو حاال أو ْ ُ
أمس أو اآلن أو غداً". غير معتمدٍ ،نحو" :جاء المعطي المساكينَ ِّ مستقبالًُ ،معتمدا ً على شيءٍ أو َ
()76/2
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
ط عمل ِّه أن يكون بمعنى الحال أو االستقبال ،وأن يكون مسبوقا ً بنفيٍ ،أو فإن لم يقترن بها ،فشر ُ
هو حاالً منه ،فاألولُ ،نحو" :ما طالبٌ باسم يكون َ اسم ُمخبَ ٍر عنه ب ِّه ،أو موصوفٍ ،أو ٍ استفهام ،أو ٍ
اإلنصاف؟" .والثالث نحو" :خالدٌ ِّ قدر
عارف أخوك َ ٌ الخالف" .والثاني نحوْ :
"هل ِّ صديقُكَ رف َع
ي رافعا ً صوتَهُ". ب عل ٌّ ط ُ والخامس نحو" :يَخ ُ ُ مسافر أبواهُ" .والراب ُع نحو" :هذا رج ٌل مجتهدٌ أبنا ُؤهُ". ٌ
والتقدير :أمقي ٌم أم
ُ ؟"نصرف
ٌ م
ُ أم ٌ دسعي م قي
ُ ٌ م" نحو: ل ُ فاألو .ين
ُ ُ َ َِّّر دق م والموصوف م
ُ االستفها يكونُ وقد
منصرف؟ والثاني كقول الشاعر: ٌ
ْ
ض ْرهاَ ،وأ َ َوهى قَ ْرنَهُ ال َو ِّعلُ* ي
ْ َ ِّ مَ ل َ ف * َها ن هِّ يو لِّ ً ا م و ً
ح َ َ َْ
ي ة رخْ ص *كناط ٍ
ِّ
الخير ال تنقطع عنه ،أي :يا رجالً فاعالً. َ ناطح صخرةً .ونحو" :يا فاعالً ٍ أي :كوع ٍل
بالشروط السابق ِّة ،نحو" :أنتَ َح ُمو ٌل ِّ أن مبالغةَ اسم الفاعل تعم ُل عم َل الفع ِّل ،كاسم الفاعل، واعلم َّ
عقَدَ المشكالتِّ". َّ
النائبةَ ،و َحال ٌل ُ
اسم الفاعل وصيَغ ال ُمبالغة ،يعمالن كال ُمفرد منهما ،كقوله تعالى{ :والذاكرينَ والمثنّى والجم ُع ،من ِّ
أبصارهم يخرجون من األجداث}. ُ ً ش عا هللاَ كثيراً} ،وقول ِّهُ { :خ َّ
والنصب مراعاة ً
ُ الجر مراعاة ً ل ِّلفظه، ُّ وإذا ُج َّر مفعو ُل اسم الفاعل باإلضاف ِّة إليه ،جازَ في تابع ِّه
المسكين ،أو
ِّ العاجز
ِّ والبيان ،أ ِّو البيانَ " ونحو" :أنت ُمعينُ ِّ س النح ِّو در ُ لمحل ِّه ،نحو" :هذا ُم َّ
المسكينَ ".
()77/2
الخير فاعلٌ" ،إالّ أن يكونَ مقترنا ً بأل" :هذا ال ُمكر ُم سعيداً"، َ ويجوز تقدي ُم معمول ِّه عليه ،نحو" :أنتَ ُ
يٍ ،نحو" :أحسنتُ جر أصل ّ بحرف ٍ ّ ِّ كرم خالداً" ،أو مجرورا ً أو مجرورا ً باإلضاف ِّة ،نحو" :هذا َولد ُم ٍ
فيجوز تقي ُم ُ جر زائد بحرف ٍ ّ ِّ ص َور .أ ّم إن كان مجرورا ً يجوز تقديمهُ في هذه ال ُّ ُ كرم عليّاً" ،فال إلى ُم ٍ
الجر
ّ حرف
َ ق"َّ ،
ألن ق خالداً" ،فتقولُ" :ليس سعيدٌ خالدا ً بساب ٍ "ليس سعيدٌ بساب ٍ َ معمول ِّه عليه ،نحو:
الزائ ِّد في حكم الساقط.
ع َم ُل اس ِّْم ْال َم ْفعو ِّلَ -3
جارهُ، كرما ُ ً َّ
نائب الفاع ِّل ،نحو" :عز من كان ُم َ َ يعم ُل اس ُم المفعول ع َم َل الفع ِّل المجهول ،فيرف ُع
الجار".
ِّ كر َم الجوارُ ،م َ ِّ وتجوز إضافتُهُ إلى معمول ِّه ،نحوَ " :عز من كان محمودَ
َّ ُ محمودا ً ِّجوراُهُ".
اسم الفاعل تماماً. مر في ِّ ط إعمال ِّه كما َّ وشرو ُ
شبَّ َه ِّة صفَ ِّة ال ُم َ
ع َم ُل ال ِّ َّ -4
ضاف
َ سنُ فيها أن ت ُ تعم ُل الصفةُ المشبهةُ عم َل اسم الفاع ِّل المت َعدِّّي إلى واحدٍ ،ألنها ُمشبَّهةٌ به ويُستح َ
طاهر الذَّي ِّل". ُ النفس،
ِّ ي
ق ،نَ ِّق ُّ سنُ ال ُخلُ ِّ
هو فاع ٌل لها في المعنى ،نحو" :أنتَ َح َ إلى ما َ
ُ
ولكَ في معمولها أربعة أو ُجهٍ:
ُ
س ٌن ال ُخل ُق أو الحسنُ ُخلقُهٌ ،أو الحسنُ ُخل ُق ُ س ٌن ُخلقُهُ ،أو ح َ يح َ -1أن ترفعهُ على الفاعليّة ،نحو "عل ٌّ
ب". األ ِّ
سن الخلقَ ،أو ُ ُ ٌ َ
ي حسن خلقهُ ،أو َح َ ُ ٌ ً
-2أن تنصبهُ على التشبي ِّه بالمفعو ِّل به ،إن كان معرفة ،نحو" :عل ٌّ ّ
سنُ ُخلُقَ األ ِّ
ب". الحسنُ ال ُخلُقَ ،أو الح َ
سنُ ُخلقاً". حسن ُخلقاً ،أو الح َ ٌ -3أن تنصبهُ على التمييز ،إن كانَ نكرةً ،نحو" :عل ٌّ
ي
سنُ ُخل ِّ
ق ق ،أو حسنُ ُخلُق ِّه ،أو ح َ ق ،أو الحسنُ ال ُخلُ ِّ سنُ ال ُخلُ ِّيح َ َجرهُ باإلضافة ،نحو" :عل ٌّ -4أن ت َّ
ب". ق األ ِّ ب ،أو الحسن ُخلُ ِّ األ ِّ
()78/2
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
جردٌ منها ومنَ اإلضافة إلى ما فيه "أ َ ْل"، بأل ،ومعمولها ُم َّ اقترنت ْ ْ واعلم أنهُ تمتن ُع إضافةُ الصفة إذا
البأس".
ِّ ق ،والعظي ُم شدَّةِّي الحسنُ ُخلق ِّه ،وال العظي ُم شدَّة بأ ٍس" .ويقال" :الحسنُ ال ُخلُ ِّ فال يُقالُ" :عل ٌّ
ْ َّ
ع َم ُل اس ِّْم التف ِّ
ضي ِّل َ -5
المستتر ،نحو" :خالد أشج ُع من سعيدٍ" .وال يرف ُع َ الضمير
َ وأكثر ما يرف ُع ُ يرف ُع اس ُم التفضي ِّل الفاعلَ.
ع فع ٍل بمعناهُ َموقعَهُ ،نحو" :ما رأيتُ رجالً أوقع في نفسه النصيحةُ ُ وقو صلَ َحالظاهر إال إذا َ َ االسم
َ
منها في نفس زهير" ،ونحو" :ما رأيتُ رجالً أوقع في نفسه النصيحةُ منها في نفس زهير" ،ونحو:
زهير أوق َع فيها
ٍ "ما رأيتُ رجالً أوق َع في نفس ِّه النصيحةُ كزهير" .ونحو" :ما رأيتُ كنفس
ي ٍ" ومن ذلك قو ُل الشاعر: النصيحةُ" .وتقولُ" :ما رج ٌل أحسنَ به الجمي ُل كعل ّ
امرأ ً أ َ َحبَّ ِّإلَ ْي ِّه * البَ ْذ ُل ِّم ْنهُ ِّإلَيْكَ يا ابْنَ ِّس ٍ
نان* *ما َرأَيْتُ َ
فإن قلت فيما تقدَم" :ما رأيتُ رجالً تق ُع النصيحةُ في نفسه كزهير ،ما رج ٌل يحسنُ به الجمي ُل كعل ّ
يٍ.
كابن سنان" ص َّح. ِّ ما رأيتُ أمرأ يحبُّ البذ َل
ع فع ٍل َموقعَهُ ،وذلك في لغ ٍة قليلةٍ ،نحو :مررتُ برج ٍل ُ
الظاهر ،وإن لم يَصلح وقو ُ َ االسم
َ وقد يرف ُع
مؤخر .وتكون جملة ٌ َّ
خبر ُمقد ٌم ،و "أبوهُ" .مبتدأ ُ
أكرم منهُ أبوهُ".واألفضل أن يُرف َع "أكرم" على أنهُ ٌ َ
المبتدأ والخبر صفةً لرج ٍل.
َ
(مباحث النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية /الغالييني ) ضمن الموضوع ( الخاتمة
إعرابيّ ٍة متفرقة) ) ضمن العنوان ( الجمل وأنواعها )
ُّ
الحق، ي شي ٌء واحدٌ .مثلُ" :جا َء
ب االسناد ُّ الجملةُ :قو ٌل ُم ٌ
ؤلف من ُمسنَ ٍد و ُمسن ٍد إليه .فهي والمر َّك ُ
إن الباط َل كانَ زَ هوقاً".وزهقَ الباطلَُّ ،
()79/2
ط ذلك فيما وال يُشترط فيما نُسميه جملةً ،أو مر َّكبا ً إسنادياً ،أن يُفيدَ معنًى تاما ً مكتفيا ً بنفس ِّه ،كما يُشتر ُ
نُسمي ِّه كالماً .فهو قد يكون تا َّم الفائد ٍة نحو{ :قد أفل َح المؤمنون} ،فيُس ّمى كالما ً أَيضاً .وقد يكون
ويجوز أن يُس ّمى جملةً أَو ُمركبا ً ُ شر" ،فال يُس ّمى كالماً.تفعل من خير أَو ٍ ّ ْ صها ،نحو" :مهما ناق َ
مي كالما ً أيضاً،س َ شر تُالق ِّه"ُ ،تفعل من خير أَو ٍ ّ ْ جواب الشرط ،فقيلَ" :مهما ُ إسنادياً .فإن ذُكر
لحصول الفائدة التا ّمة.
ٌ
قسام :فعليّة ،واسميَّة ،وجملة لها مح ٌّل من اإلعراب ،و ُجملة ال مح َّل لها من اإلعراب.ٌ ٌ ٌ والجملةُ أَربعةُ أ َ ٍ
-1ال ُجملَةُ ال ِّف ْع ِّليَّة
ب الفاعل ،نحو: السيف العذَلَ" ،أو الفعل ونائ ِّ ُ الجملة الفعليّة :ما تألفت من الفعل والفاعل ،نحو" :سبقَ
ً
الناقص واسمه وخبره نحو" :يكون المجتهدُ سعيدا". ِّ صر المظلو ُم" ،أَو الفع ِّل "يُن َ
االسميَّةُ
ِّ ُ ْ -2ال ُج ْملة
َ
وخبر،
ٌ منصور" أَو ِّم ّما أَصلُه مبتدأ
ٌ ُّ
"الحق الجملةُ االسميّةُ :ما كانت مؤلفةً من المبتدأ والخبر ،نحو:
ريب فيه .ما أَحدٌ مسافراً .ال رج ٌل قائماً .أن أَحدٌ خيرا ً من أَحد إال َ نحو" :إن الباطل مخذولٌ .ال
مناص". ٍ بالعافي ِّة .التَ حينَ
اإلعْراب -3ال ُج َم ُل الَّتي لَها َم َح ٌّل ِّمنَ ِّ
الجر ،كالمفرد الذي ُّ النصب أَو
ُ فردٍ ،كان لها مح ٌّل من اإلعراب ،الرف ُع أَو الجملةُ ،إن ص َّح تأويلُها ب ُم َ
ت ُ َؤ َّو ُل ب ِّه ،ويكونُ إعرابُها كإعرابه.
الخير" ،فِّإن التأويل" :خالدٌ عام ٌل َ فإن أ ُ ّ ِّولت بمفر ٍد مرفوعٍ ،كان محلُّها الرف َع ،نحو" :خالدٌ يعم ُل
للخير".
فإن التأويلَ" :كان الخير"َّ ، َ ُ
ل يعم ٌ د خال "كان نحو: ،النصب
َ ها ُّ محل كان ، ب
ٍ منصو ٍ
د بمفر لت وإن أ ُ ّ ِّو
خالدٌ عامالً للخير".
مكتبة مشكاة اإلسالمية جامع الدروس العربية للغاليينى
الخير" ،فإن التأويلَ:
َ مجرور ،كانت في مح ِّّل ٍ ّ
جر ،نحو" :مررتُ برج ٍل يعم ُل ٍ وإن أ ُ ّ ِّولت بمفر ٍد
"مررتُ برج ٍل عام ٍل ل ِّ
لخير".
()80/2
غير واقع ٍة َم ْوقِّعَهُ ،لم يكن لها مح ٌّل من اإلعراب ،نحو" :جا َء وإن لم يص َّح تأوي ُل الجمل ِّة بمفردٍ ،ألنها ُ
كتب" ،إذ ال يَصح أَن تقول" :جا َء الذي كاتبٌ ". الذي َ
ب سب ٌع:وال ُج َم ُل التي لها مح ٌّل من اإلعرا ِّ
األحرف المشبه ِّة بالفع ِّل ،أو
ِّ -1الواقعةُ خبراً .ومحلُّها من اإلعراب الرف ُع ،إن كانت خبرا للمبتدأ ،أو
َ ً
قدر صاحبه .إن الفضيلةَ ت ُ َحبُّ .ال كسو َل ِّسيرتُهُ ممدوحةٌ". "ال" النافية للجنس ،نحو" :العل ُم يرف ُع َ
سهم كانوا يظلمون} ،وقول ِّه{ :فذبحوها َ
الناقص ،كقول ِّه تعالى{ :أنف َ ِّ والنصب إن كانت خبرا ً عن الفع ِّل ُ
وما كادوا يفعلون}.
-2الواقعة حاالً .ومحلُّها النصب ،نحو" :جا ُءوا أَباهم عشا ًء يَبكون}.
ظن األمةَ النصب أيضاً ،كقول ِّه تعالى{ :قا َل إني عبدُ هللا} ،ونحو" :أ َ ُّ ُ -3الواقعةُ مفعوالً به .ومحلها
التفرق".
تجتم ُع بعدَ ُّ
ُّ
-4الواقعةُ مضافا ً إليها .ومحلها الج ُّر ،كقوله تعالى{ :هذا يو ُم ينف ُع الصادقينَ صدقُهم}.
بالفاء أَو بإذا الفجائية .ومحلها الجز ُم ،كقوله تعالى{ :ومن ِّ جازم ،إن اقترنت ٍ -5الواقعةُ جوابا ً لشرطٍ
تصبهم س ِّيّئةٌ بما قدَّمت أَيديهم إذا ه ْم يَقنَطون}. يُضل ِّل هللاُ فما لهُ من هادٍ} ،وقول ِّه{ :وإن ِّ
َ
الموصوف ،إ ّما الرف ُع ،كقول ِّه تعالى{ :وجا َء من أقصى المدين ِّة ِّ ب -6الواقعةُ صفةً ،ومحلُّها بح َ
س ِّ
سقيا ً لرج ٍل يَخد ُم الجر ،نحوَ " :
ُّ النصب ،نحو" :ال تحتر ْم رجالً يَخونُ بالدَهُ" .وإ ّما ُ رج ٌل يسعى} .وإ ّما
أُمتَهُ".
ي يقرأ -7التابعةُ لجمل ٍة لها مح ٌّل من اإلعراب .ومحلُّها بحسب المتبوع .إ ّما َّ
الرف ُع ،نحو" :عل ٌّ
خير
الجر ،نحو" :ال تعبأ برج ٍل ال َ ُّ الشمس تبدو وتخفى" ،وإ ّما ُ النصب ،نحو" :كانت ُ ويكتب" ،وإ ّما
ُ
خير فيه لنفس ِّه وأمت ِّه". في ِّه لنفس ِّه وأمت ِّه ،ال َ
-4ال ُجم ُل الَّتي ال َم َح َّل لها ِّمنَ اإلعراب
َ
الجم ُل التي ال مح َّل لها من اإلعراب تس ٌع:
()81/2
()82/2
ي األ َ ِّ
قارعُ* ُطالً َعلَ َّ تب ْ طقَ ْ ي ِّب َه ِّيّ ٍن * لَقَ ْد نَ َ ع ْمري َعلَ َّ *لَعَ ْمري ،و َما َ
يِّ ،كقول ِّه{ :نخشى ي ،كقوله تعالى{ :قد أفل َح من ت َزَ َّكى} ،أو الحرف ّ صلةً للموصو ِّل االسم ّ -5الواقعة ِّ
أن تُصيبنا دائرةٌ}.
بمصدر وهو ستةُ أحرفٍ " :أنْ ٍ ُؤو ُل وما بعدَه ي ،وهو ي َّ الحرف المصدر ُّ ُ يِّ: والمراد بالموصو ِّل الحرف ّ
ولو وهمزة التسوية" .وقد سبقَ الكال ُم عليه في أقسام الفاعل" ،وفي "حروف وأن وك ْي وما ْ َّ
المعاني".
بشر مثلُك ْم}" وقول ِّه: ٌ إال هذا {هل ظلموا}، {الذين ى}، جوَ ّ ن لا وا سر
ُّ َ "{وأ تعالى: كقوله ، ُ ة فسيري -6الت ّ
ؤمنونَ باهلل ورسوله}. أليم ،ت ُ ِّ ب ٍ {هل ادُلُّكم على تجارةٍ تُنجيكم من عذا ٍ
ٌ
التفسير ،كما رأيتَ ،ومقورنة بأي ،نحو" :أشرتُ إليه ،أي ِّ مجردة ٌ من حرف َّ أقسام:
ٍ والتّفسيريّةُ ثالثةُ
بأن ،نحو" :كتبتُ إلي ِّه :أن وافِّنا" ،ومنه قولهُ تعالى{ :فأوحينا إليه :أن اصن َِّع ٌ
أذهبْ " ،ومقورنة ْ
الفُلكَ }.
سلين} ،وقول ِّه{ :تاهللِّ ألكيدَ َّن َ
الحكيم انّكَ ل ِّمنَ ال ُم ْر َ
ِّ {والقرآن
ِّ للقسم ،كقوله تعالى: ِّ ً ُ
-7الواقعة جوابا
أصنا َمكم}.
نصر هللاِّ والفت ُح،
ُ جازم" :كإذا ولو ولوا" ،كقوله تعالى{ :إذا جا َء ٍ غير -8الواقعةُ جوابا لشرطٍ ِّ ً
س ِّبّحْ ِّب َح ْم ِّد ربك} ،وقوله{ :لو أنزلنا هذا القرآن على هللا أفواجاً ،ف َ دين ِّ
الناس يَدخلون في ِّ َ ورأيتَ
تببعض ،لَفَسد ٍِّ هم ض
َ بع الناس
َ هللا
ُ ِّ ع ف َ د {ولوال :هِّ وقول }هللا
ِّ ةِّ خشي من ً ا ِّعّ دتص مُ ً ا خاشع ُ ه يت َ رأ َ ل جب ٍل،
األرض}.ُ
ت األمة ،بَلغت من المجد الغايةَ ،وادركت ُ ض ِّ -9التابعة لجمل ٍة ال مح َّل لها من اإلعراب ،نحو" :إذا نَه َ ُ
سؤْ دَ ِّد النهايةَ". من ال ُّ
()83/2