You are on page 1of 326

‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫جامع الدروس العربية‬


‫للغاليينى‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( المقدمة ) ضمن‬
‫العنوان ( ‪ -1‬اللغة العربية وعلومها )‬

‫ظ‪ ،‬متحدة ٌ من‬‫حيث اللف ُ‬


‫ُ‬ ‫قوم عن مقاصدهم‪ :‬واللغاتُ كثيرةٌ‪ .‬وهي مختلفةٌ من‬ ‫ُعبر بها كل ٍ‬ ‫ٌ‬
‫ألفاظ ي ُ‬ ‫اللغةُ‪:‬‬
‫قوم يُعبرون عنه بلفظٍ‬ ‫ّ‬
‫ولكن ك ّل ٍ‬ ‫ضمائر الناس واحد‪.‬‬
‫َ‬ ‫حيث المعنى‪ ،‬أي أن المعنى الواحدَ الذي يُخال ُج‬
‫العرب عن اغراضهم‪ .‬وقد وصلت إلينا‬ ‫ُ‬ ‫بها‬ ‫ُعبر‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫التي‬ ‫غير لفظ اآلخرين‪ .‬واللغةُ العربيةُ‪ :‬هي الكلماتُ‬
‫من طريق النقل‪ .‬وحفظها لنا القرآن الكريم واالحاديث الشريفة‪ ،‬وما رواهُ ال ِّث ّقات من منثور العرب‬
‫دونوها في‬ ‫خشي أه ُل العربية عن ضياعها‪ ،‬بعد ان اختلطوا باألعاجم‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ومنظومهم‪ .‬العلوم العربية لما‬
‫صلوا لها اصوال تحفظها من الخطأ‪ .‬وتسمى هذه األصو ُل "العلوم العربية"‪.‬‬ ‫المعاجم (القواميس) وأ َّ‬
‫فالعلو ُم العربية‪ :‬هي العلوم التي يتوص ُل بها إلى عصمة اللسان والقلم عن الخطأ‪ .‬وهي ثالثة عشر‬
‫واإلعراب (ويجمعهما اس ُم النحو)‪ ،‬والرس ُم‪ ،‬والمعاني‪ ،‬والبيان‪ ،‬والبديع‪،‬‬‫ُ‬ ‫"الصرف‪،‬‬
‫ُ‬ ‫علماً‪:‬‬
‫ض الشعر‪ ،‬واإلنشاء‪ ،‬والخطابة‪ ،‬وتاري ُخ األدب‪ ،‬و َمتنُ اللغة"‪.‬الصرف‬ ‫قر ُ‬ ‫والعَروض‪ ،‬والقوافي‪َ ،‬و ْ‬
‫ُ‬
‫واالعراب للكلمات العربية حالتان‪ :‬حالة إفرا ٍد وحالة تركيب‪.‬‬
‫خاص وهيئة خاصة هو من موضوع "علم الصرف"‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫فالبحث عنها‪ ،‬وهي ُمفردةٌ‪ ،‬لتكون على وزن‬ ‫ُ‬

‫رفع‪ ،‬أو‬
‫آخرها على ما يَقتضيه َمنه ُج العرب في كالمهم ‪ -‬من ٍ‬ ‫والبحث عنها وهي ُمركبةٌ‪ ،‬ليكونَ ُ‬ ‫ُ‬
‫جزم‪ ،‬أو بقاءٍ على حال ٍة واحدة‪ ،‬من ت َغيُّر ‪ -‬هو من موضوع "علم اإلعراب"‪.‬‬ ‫جر‪ ،‬أو ٍ‬ ‫ب‪ ،‬أو ّ‬ ‫نص ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صيغ الكلمات العربية واحوالها التي ليست بإعراب وال بناء‪.‬‬ ‫عرف بها ِّ‬ ‫ُ‬
‫فالصرف‪ :‬عل ٌم بأصو ٍل ت َ‬
‫نعرف ما‬‫ض له من تصريف وإعالل وإدغام وإبدال وب ِّه ِّ‬ ‫عر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يبحث عن ال َك ِّلم من حيث ما يَ ِّ‬ ‫فهو عل ٌم‬
‫يجب أن تكون علي ِّه بنيةُ الكلمة قب َل انتظامها في الجملة‪.‬‬

‫(‪)1/1‬‬

‫تصرف‪ .‬فال يبحث عن األسماء المبنيَّة‪ ،‬وال عن‬ ‫ب) والفع ُل ال ُم ِّ ّ‬ ‫عر ُ‬‫وموضوعهُ االس ُم المتمكن (أي ال ُم َ‬
‫النحو بأنه علم‬
‫ُ‬ ‫ُعرف‬ ‫ي‬ ‫وكان‬ ‫النحو‪.‬‬ ‫علم‬ ‫من‬ ‫ا‬‫ء‬‫ً‬ ‫جز‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫قديم‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫األفعال الجامدة‪ ،‬وال عن الحروف‪.‬‬
‫ت العربية ُمفردة ً و ُم َركبة‪ .‬والصرف من أه ّم العلوم العربية‪ .‬ألن عليه ال ُم ّ‬
‫عو َل‬ ‫ف به أحوا ُل الكلما ِّ‬ ‫تُ َ‬
‫عر ُ‬
‫والعلم بالجموع القياسيّة والسماعية والشاّة‬ ‫ِّ‬ ‫صيَغ ال َك ِّلم‪ ،‬ومعرف ِّة تصغيرها والنسب ِّة إليها‬ ‫ضبط ِّ‬‫فى َ‬
‫وغير ذلك من األصول التي يجب على كل‬ ‫ِّ‬ ‫إدغام أو إبدال‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ت من إعال ٍل أو‬ ‫ومعرف ِّة ما يعتري الكلما ِّ‬
‫َّ‬
‫كثير من المتأدبين‪ ،‬الذين الحظ لهم من هذا‬ ‫أديب وعالم أن يعرفها‪ ،‬خشيةَ الوقوع في أخطاء يقَ ُع فيها ٌ‬
‫واإلعراب (وهو ما يُعرف اليوم بالنحو) عل ٌم بأصو ٍل تُعرف بها أحوا ُل الكلمات‬ ‫ُ‬ ‫العلم الجليل النافع‪.‬‬
‫نعرف ما يجب‬ ‫عرض لها في حال تركيبها‪ .‬فب ِّه ِّ‬ ‫ُ‬ ‫اإلعراب والبناء‪ .‬أي من حيث ما يَ‬ ‫ُ‬ ‫العربية من حيث‬
‫لزوم حال ٍة واحدةٍ‪ ،‬بَعد انتظامها في‬ ‫ِّ‬ ‫جزم‪ ،‬أو‬ ‫جر أو ٍ‬ ‫آخر الكلمة من رفع‪ ،‬أو نصب‪ ،‬أو ّ‬ ‫عليه أن يكون ُ‬
‫الجملة‪ .‬ومعرفته ضرورية لكل من يُزاول الكتابة والخطابة ومدارسة اآلداب العربية‪ .‬النصوص‬
‫الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( المقدمة ) ضمن العنوان ( ‪-2‬‬
‫الكلمة وأقسامها )‬

‫معنى ُمفردٍ‪.‬‬
‫ً‬ ‫الكلمةُ‪ :‬لف ٌ‬
‫ظ يدُّل على‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وهي ثالثةُ أقسام‪ :‬اس ٌم‪ ،‬وفعل‪ ،‬وحرف‪ .‬االسم‬

‫ودار وحنط ٍة وماء‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫صفور‬
‫ٍ‬ ‫ع‬
‫فر ٍس و ُ‬
‫قتر ٍن بزمان‪ :‬كخالد َو َ‬ ‫معنى في نفسه غير ُم ِّ‬
‫ً‬ ‫االس ُم‪ :‬ما د َّل على‬
‫اإلخبار عنه‪ :‬كالتاء من "كتبتُ "‪ ،‬وااللف من "كتبَا" والواو من "كتبوا"‪ ،‬أو يقب َل‬ ‫ُ‬ ‫وعالمته أن يَص ّح‬
‫الجر‪ :‬كاعتمد على من‬ ‫حرف ِّ ّ‬
‫َ‬ ‫الناس‪ ،‬أو‬
‫ُ‬ ‫حرف النداء‪ :‬كيا أيُّها‬
‫َ‬ ‫كفرس‪ ،‬أو‬
‫"أل" كالرجل‪ ،‬أو التنوين‪َ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ووقعا ً وهو‬
‫أواخر األسماء لفظاً‪ ،‬وتفارقُها خطا ً َ‬ ‫َ‬ ‫نون ساكنة زائدة‪ ،‬ت ُ‬
‫َلحق‬ ‫تثِّ ُق به‪ .‬التنوين التَّنوين‪ٌ :‬‬
‫ثالثة اقسام‪:‬‬

‫(‪)2/1‬‬

‫ب‪ .‬ولذلك يُس َّمى "تنوينَ‬ ‫عربة المنصرفة‪ :‬كر ُج ٍل وكتا ٍ‬ ‫األول‪ :‬تنوينُ التمكين‪ :‬وهو الالحق لألسماء ال ُم َ‬
‫بعض االسماء المبنيَّة‪ :‬كاسم الفعل والعَلَم‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫يلحق‬ ‫الصرف" أيضاً‪ .‬الثاني‪ :‬تنوينُ التَّنكير‪ :‬وهو ما‬
‫ينون كان معرفة‪ .‬مثلُ‪:‬‬ ‫"ويْه" فَ ْرقا ً بين المعرفة منهما والنكرة‪ ،‬فما نُ ّ ِّونَ كان نكرةً‪ .‬وما لم َّ‬
‫المختوم به َ‬
‫ِّ‬
‫آخر ُمس َّمى‬‫َ‬ ‫‪:‬‬‫ل‬‫ٍ‬ ‫رج‬ ‫أي‪:‬‬ ‫"‪،‬‬‫آخر‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ٍ‬ ‫وسيبوي‬ ‫بسيبويه‬ ‫"مررتُ‬ ‫ُ‪:‬‬
‫ل‬ ‫ومث‬ ‫ٍ"‪،‬‬‫ه‬ ‫وإي‬ ‫وإيه‬ ‫ه‬
‫ٍ‬ ‫م‬
‫صه َ َ َ‬
‫و‬ ‫ه‬‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ٍ‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫" َ‬
‫بهذا االسم‪( .‬فاالول معرفة واآلخر نكرة لتنوينه‪ :‬وإذا قلت‪" :‬صه" فانما تطلب الى مخاطبك ان‬
‫يسكت عن حديثه الذي هو فيه‪ .‬واذا قلت له "مه" فأنت تطلب اليه ان يكف عما هو فيه‪ :‬واذا قلت له‬
‫"ايه" فأنت تطلب منه االستزادة من حديثه الذي يحدثك اياه‪ .‬اما ان قلت له‪" :‬صه ومه وايه"‬
‫بالتنوين‪ ،‬فانما تطلب من السكون عنً كل حديث‪ :‬والكف عن كل شيء‪ ،‬واالستزادة من حديث اي‬
‫حديث)‪.‬‬

‫لحق "كالً وبعضا ً وأيّا ً "عوضا ً‬ ‫الثالث‪ :‬تنوين ال ِّعوض‪ :‬وهو إما أن يكون ِّع َوضا ً من ُمفرد‪ :‬وهو ما يَ ُ‬
‫نحو‪" :‬ك ُّل يموت" أي‪ :‬ك ُّل إنسان‪ .‬ومنه قولُهُ تعالى‪{ :‬و ُكالًّ وعدَ هللاُ ال ُحسنى}‬‫مما ت َضاف اليه‪ُ ،‬‬
‫عوا فله األسماء ال ُحسنى}‪.‬وإ َّما أن‬ ‫ً‬
‫بعض}‪ ،‬وقوله‪{ :‬أيا ما ت ْد ُ‬
‫ٍ‬ ‫ضهم على‬ ‫ضلنا بع َ‬ ‫َ‬
‫س ُل ف َّ‬
‫الر ُ‬
‫وقوله‪{ :‬تِّلكَ ُّ‬
‫لحق "إ ْذ"‪ ،‬عوضا ً من جمل ٍة تكون بعدها‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فَلَ ْوال إِّذْ‬ ‫يكون ِّع َوضا ً من جملة‪ :‬وهو ما يَ ُ‬
‫َنظرون} أي‪ :‬حينَ إ ْذ بلغت الرو ُح الحلقوم‪.‬‬ ‫بلغت الرو ُح ال ُحلقوم‪ ،‬وأنتم حينئ ٍذ ت ُ‬

‫(‪)3/1‬‬

‫صرف‪ ،‬في حالتي‬ ‫وإ ّما أن يكون ِّعوضا ً من حرف‪ .‬وهو ما يَ ُ‬


‫لحق األسماء المنقوصة الممنو َعة من ال َّ‬
‫وراج‬
‫ٍ‬ ‫َواش و َعوا ٍد وا َع ٍيم (تصغير أعمى)‬ ‫والجر‪ِّ ،‬ع َوضا ً من آخرها المحذوف‪ :‬ك َج ٍ‬
‫وار وغ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫الرفع‬
‫صرفٍ كتنوين‬ ‫(علم امرأة) ونحوها من كل منقوص ممنوع من الصرف‪ .‬فتنوينُها ليس تنوينَ َ‬
‫وض من الياء المحذوفة‪ .‬واألصل‪َ " :‬جواري‬ ‫األسماء المنصرفة‪ .‬ألنها ممنوعة منه‪ ،‬وإنما هو ِّع ٌ‬
‫وراجي"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫َوغواشي و َعوادي وأَعيمي‬

‫عيمي فقيراً‪.‬‬
‫َ‬ ‫وعوادي‪ .‬أكرمتُ أ َ‬
‫َ‬ ‫تنوين‪ ،‬نحو‪" :‬دفعتُ عنك‬
‫ٍ‬ ‫أما في حال النصب فتُرد الياء وتُنصب بال‬
‫ي"‪.‬الفعل‬ ‫علَّمت الفتاة َ ِّ‬
‫راج َ‬

‫بزمان كجا َء ويَجي ُء وجي َء‪ .‬وعالمته أن يقب َل "قَدْ" أو‬ ‫ٍ‬ ‫معنى فى نَ ْفسه ُم ِّ‬
‫قترن‬ ‫ً‬ ‫الفعل‪ :‬ما د ّل على‬
‫قام‪ .‬ق ْد‬
‫"ضمير الفاعل"‪ ،‬أو "نون التوكيدِّ" مثلُ‪ :‬قد َ‬ ‫َ‬ ‫ث الساكنة‪ ،،‬أو‬ ‫سوف"‪ ،‬أو "تا َء التأني ِّ‬ ‫"السينَ " أو ْ‬
‫يكتبن‪ .‬لَيكتبَ ّن‪ .‬اكتُبّن‪ .‬اكتبَ ْن"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قامت‪ .‬قمت ‪ .‬قمتِّ‪ِّ .‬ل‬‫ْ‬ ‫نذهب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫سوف‬ ‫ستذهب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يقو ُم‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫وم ْن"‪ .‬وليس له عالمةٌ يَتمي َُّز‬ ‫معنى في غيره‪ ،‬مثلُ‪" :‬ه َْل وفي ولم وعلى َّ‬
‫وإن ِّ‬ ‫ً‬ ‫الحرف‪ :‬ما د ّل على‬
‫ُ‬
‫الجر‪ ،‬واألحرف‬
‫ِّ ّ‬ ‫كحروف‬ ‫باالسم‪:‬‬ ‫بالفعل‬ ‫ختص‬
‫ٌّ‬ ‫م‬ ‫حرف‬
‫ٌ ُ‬ ‫أقسام‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫ثالث‬ ‫وهو‬ ‫والفعل‪.‬‬ ‫لالسم‬
‫ِّ‬ ‫بها‪ ،‬كما‬
‫حرف ُمشتركٌ بينَ األسماء واألفعال‪ :‬كحروف العطف‪ ،‬وحرفي ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫االسم وترف ُع الخبر‪ .‬و‬
‫َ‬ ‫تنصب‬
‫ُ‬ ‫التي‬
‫االستفهام‪ .‬النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( المقدمة )‬
‫ضمن العنوان ( ‪ -3‬المركبات وأنواعها وإعرابها )‬

‫أكثر لفائدة‪ ،‬سوا ٌء أكانت الفائدة ُ تامةً‪ ،‬مثلُ‪" :‬النجاة ُ فى الصدق"‪،‬‬‫مؤلف من كلمتين أو َ‬ ‫ٌ‬ ‫ركب‪ :‬قو ٌل‬
‫ال ُم ُ‬
‫لك"‪.‬والمركب ستةُ أنواعٍ‪ :‬إسناد ٌّ‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫أم ناقصةٌ‪ ،‬مثل‪" :‬نور الشمس‪ .‬اإلنسانية الفاضلة‪ .‬إن تُت ِّقن َع َم‬
‫ي‪ )1(.‬المركب االسنادي او الجملةاإلسنادُ‪ :‬هو الحك ُم بشيءٍ ‪ ،‬كالحكم‬ ‫ي وعدَد ٌّ‬
‫ي ومزج ٌّ‬
‫ي وعطف ٌّ‬ ‫وإضاف ٌّ‬
‫هير مجتهد"‪.‬‬ ‫على ُزهير باالجتهاد في قولك‪ُ :‬‬
‫"ز ٌ‬

‫(‪)4/1‬‬

‫والمحكو ُم به يُسمى " ُمسنَداً"‪ .‬والمحكو ُم عليه يُسمى " ُمسنَدا ً إلي ِّه"‪.‬فالمسنّدُ‪ :‬ما حكمتَ به على‬
‫تألف من‬
‫َ‬ ‫ركب االسنادي (ويُسمى ُجملةً أيضاً)‪ :‬ما‬ ‫شيءٍ ‪.‬والمسندُ إليه‪ :‬ما حكمت عليه بشيءٍ ‪.‬وال ُم ُ‬
‫زين‪ .‬يُفل ُح المجتهدُ"‪(.‬فالحلم‪ :‬مسند اليه‪ ،‬النك اسندت غليه الزين‬ ‫نحو‪" :‬الحل ُم ٌ‬ ‫َمسن ٍد و ُمسن ٍد إليه‪ُ ،‬‬
‫وحكمت عليه به‪ .‬والزين مسند‪ ،‬النك اسندته الى الحلم وحكمت عليه به‪ .‬وقد اسندت الفالح الى‬
‫المجتهد‪ ،‬فيفلح مسند‪ ،‬والمجتهد‪ :‬مسند اليه)‪.‬والمسندُ إليه هو الفاعلُ‪ ،‬ونائبهُ‪ ،‬والمبتدأ‪ ،‬واسم الفع ِّل‬
‫الناقص‪ ،‬واس ُم األحرف التى تعم ُل عم َل "ليس" واس ُم "إن" وأخواتها‪ ،‬واس ُم "ال" النافية‬
‫ويثاب‬
‫ُ‬ ‫"يعاقب العاصون‪،‬‬‫ُ‬ ‫الباطل"‪.‬ونائب الفاعل مثل‪:‬‬
‫ُ‬ ‫للجنس‪.‬فالفاع ُل مثلُ‪" :‬جاء الحق وزهقَ‬
‫ج"‪.‬واس ُم الفع ِّل الناقص مثلُ‪" :‬وكان هللاُ عليما ً‬ ‫الفر ِّ‬
‫"الصبر مفتا ُح َ‬
‫ُ‬ ‫الطائعون"‪.‬والمبتدأ ُ مثل‪:‬‬
‫َعز فال شي ٌء على االرض‬ ‫هير َكسوال‪ .‬ت ّ‬
‫األحرف التى تعم ُل عم َل "ليس" مثلُ‪" :‬ما ُز ٌ‬‫ِّ‬ ‫حكيماً"‪.‬واس ُم‬
‫"إن" مثلُ‪{ :‬إن هللاَ علي ٌم‬ ‫بالعلم والعمل الصالح"‪.‬واس ُم ّ‬ ‫ِّ‬ ‫إن أحدٌ خيرا ً من أح ٍد إال‬
‫باقياً‪ .‬التَ ساعةَ مندَ ِّم‪ْ .‬‬
‫وخبر‬
‫ُ‬ ‫بذات الصدور}‪.‬واس ُم "ال" النافية للجنس مثل {ال إلهَ إال هللاُ}‪.‬والمسندُ هو الفعلُ‪ ،‬واس ُم الفعل‪،‬‬
‫وخبر "إن" واخواتها‪.‬وهو يكونُ‬ ‫ُ‬ ‫وخبر األحرف التي تعم ُل عم َل (ليس)‬ ‫ُ‬ ‫وخبر الفعل الناقص‪،‬‬‫ُ‬ ‫المبتدأ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وصفة ُمشتقة من الفعل‪ ،‬مثلُ‪" :‬الحق أبل ُج" واسما جامدا يتضمنُ‬ ‫َّ‬ ‫فعالً‪ ،‬مثل‪{ :‬قد أفل َح المؤْ منون}‪ِّ ،‬‬
‫كالنور‪ ،‬والقائم به‬‫ِّ‬ ‫نور‪ ،‬والقائ ُم به أسدٌ"‪(.‬والتأويل‪( :‬الحق مضيء‬ ‫"الحق ٌ‬ ‫ُ‬ ‫معنى الصفة المشتقة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫شجاع كاالسد)‪(.‬وسيأتي الكالم على حكم المسند والمسند اليه فى االعراب‪ ،‬في الكالم على الخالصة‬
‫االعرابية)‪.‬الكالم‬

‫معنى تاما ً ُمكتفيا ً بنفسه‪ ،‬مثل‪" :‬رأس الحكم ِّة مخافةُ هللا‪ .‬فاز ال ُمتَّقون‪ .‬من‬
‫ً‬ ‫الكال ُم‪ :‬هو الجملةُ المفيدة ُ‬
‫صدَق نجا"‪.‬‬

‫(‪)5/1‬‬

‫(فان لم تفد الجملة معنى تاما ً مكتفيا ً بنفسه فال تسمى كالما‪ ،‬مثل‪( :‬ان تجتهد في عملك) فهذه الجملة‬
‫ناقصة االفادة‪ ،‬الن جواب الشرط فيها غير مذكور‪ ،‬وغير معلوم‪ ،‬فال تسمى كالما فان ذكرت‬
‫الجواب فقلت‪" :‬ان تجتهد في عملك تنجح‪ ،‬صار كالما)‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ب من المضاف والمضاف إليه‪ ،‬مثل‪" :‬كتاب التلميذ‪.‬‬ ‫ي ‪ :‬ما تر َّك َ‬
‫االضافيالمرب اإلضاف ُّ‬
‫َّ‬ ‫‪ )2(.‬المركب‬
‫مجرور أبدا ً كما رأيتَ ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أنه‬ ‫منه‬ ‫الثاني‬ ‫الجزء‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫النهار"‪.‬وحك‬ ‫م‬‫صو‬
‫خاتم فضةٍ‪ْ .‬‬
‫ب البياني‪ :‬ك ُّل كلمتين كانت ثانيتُهما ُموضحةً معنى األولى‪ .‬وهو ثالثةُ‬ ‫(‪ )3‬المركب البياني المر َّك ُ‬
‫تألف من الصفة والموصوف‪ ،‬مثل‪" :‬فاز التلميذُ المجتهدُ‪ .‬أكرمتُ‬ ‫َ‬ ‫أقسام‪ُ :‬مر َّكبٌ وصفي‪ :‬وهو ما‬
‫تألف من المؤ ِّ ّكد و المؤ َّكد‪،‬‬
‫َ‬ ‫ي‪ :‬وهو ما‬‫اخالق التلمي ِّذ المجتهدِّ"‪.‬ومر َّكبٌ توكيد ٌّ‬
‫ُ‬ ‫التلميذَ المجتهدَ‪ .‬طابت‬
‫ي‪ :‬وهو ما تألف من‬ ‫كلّهم"‪.‬ومر َّكبٌ بدَل ٌّ‬‫القوم ُكلَّهم‪ ،‬أحسنتُ إلى القوم ِّ‬
‫َ‬ ‫مثل "جاء القو ُم كلُّ ُهم‪ .‬أكرمتُ‬
‫البَدَل وال ُمبدَل منه‪ ،‬مثل‪" :‬جاء خلي ٌل أخوك‪ .‬رأيت خليالً أخاك‪ .‬مررت بخلي ٍل أخيكَ "‪.‬وحك ُم الجزء‬
‫الثاني من المر َكب البياني أن يتب َع ما قبله فى إعرابه كما رأيتَ ‪.‬‬

‫سط حرف‬ ‫ي‪ :‬ما تألف من المعطوف والمعطوف عليه‪ ،‬بِّتو ُّ‬ ‫(‪ )4‬المر َّكب العطفيُّالمر َّكب العطف ُّ‬
‫الحم والثَّناء‪ ،‬إذا ثابرا على الدرس واالجتهاد"‪.‬و ُحك ُم ما‬
‫العطف بينهما‪ ،‬مثل‪" :‬ينا ُل التلميذُ والتلميذة ُ َ‬
‫بعدَ حرف العطف أن يتب َع ما قبله في إعرابه كما رأيت‪.‬‬

‫ْ‬
‫"بعلبك وبيت‬ ‫ي‪ :‬ك ّل كلمتين ر ّكبتا و ُجعلتا كلمةً واحدة‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ب ْ‬
‫المزج ُّ‬ ‫(‪ )5‬المركب المزجي المر َّك ُ‬
‫ي علما ً أعرب إعراب‬
‫المركب المزج ّ‬
‫ُ‬ ‫لح ْم وحضْرموت وسيبويه وصباح مساء وشذر مذر"‪.‬وإن كان‬
‫ْرموت"‪.‬‬
‫إلى حض ْ‬ ‫"سافرتُ‬ ‫"بعلبك بلدة ٌ طيبةُ الهواء" و "سكنتُ بيت لحم" و‬
‫ْ‬ ‫ينصرف‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ما ال‬

‫(‪)6/1‬‬

‫إالّ إذا كان الجز ُء الثاني منه كلمة "ويْه" فإنها تكونُ مبنيَّة على الكسر دائماً‪ ،‬مثل‪" :‬سيبويه عال ٌم‬
‫كبير" مو "رأيتُ سيبويه عالما ً كبيراً" و "قرأتُ كتاب سيبويه"‪.‬وإن كان غير علم كان مبن ّ‬
‫ي‬ ‫ٌ‬
‫"ز ْرني صباح مساء" و "أنت جاري بيت بيت‪ )6(.‬المركب‬ ‫الجزءين على الفتح‪ ،‬مثل‪ُ :‬‬
‫حرف عطفٍ ُمقدَّر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫العدديالمر َّك ُ‬
‫ب العددي من المركبَّات المزجية‪ ،‬وهو كل عددين كان بينهما‬
‫وهو من أحد عشر إلى تسعة عشر‪ ،‬ومن الحادي عشر الى التاسع عشر‪(.‬أما واحد وعشرون الى‬
‫تسعة وتسعين‪ ،‬فليست من المركبات العددية‪ .‬الن حرف العطف مذكور‪ ،‬بل هي من المركبات‬
‫ي‪ ،‬سوا ٌء أكان مرفوعاً‪ ،‬مثل‪" :‬جاء أحدَ عشر رجالً" أم‬ ‫العطفية)‪.‬ويجب فت ُح جز َءي المركب العدد ّ‬
‫ُ‬
‫منصوبا ً مثلُ‪{ :‬رأيتُ أحدَ عشر كوكبا} أم مجرورا‪ ،‬مثل‪" :‬أحسنتُ الى أحد عشر فقيرا"‪ .‬ويكون‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حينئ ٍذ مبنيا ً على فت َح جزءيه‪ ،‬مرفوعا ً أو منصوبا ً أو مجرورا ً محالًّ‪ ،‬إال اثن ْي عشر‪ ،‬فالجزء األول‬
‫ُعرب ِّإعراب ال ُمثنَّى‪ ،‬باأللف رفعاً‪ ،‬مثل‪" :‬جاء اثنا عشر رجالً"‪ ،‬وبالياء نصبا ً ًّ‬
‫وجرا‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ي ُ‬
‫ي على الفتح‪ ،‬وال مح َّل له من‬ ‫"أكرمتُ اثنتي عشرة فقيرة ً باثني عشر درهماً"‪ .‬والجزء الثاني مبن ُّ‬
‫االعراب‪ ،‬فهو بمنزلة النون من المثنى‪ .‬وما كان من العدد على وزن (فاعل) ُمر َّكبًا من العشرة ‪-‬‬
‫ي أيضا ً على فتح الجزءين‪ ،‬نحو‪" :‬جاء الرابع عشر‪ .‬رأيتُ‬ ‫كالحادي عشر إلى التاسع عشر ‪ -‬فهو مبن ٌّ‬
‫ً‬
‫الرابعة ع ْشرة‪ ،‬مررتُ بالخامس عشر"‪.‬إال ما كان جزؤُه األول منتهيا بياء‪ ،‬فيكون الجزء األول منه‬
‫عشر‪،‬‬
‫َ‬ ‫والثاني‬
‫َ‬ ‫شر‬
‫الحادي َع َ‬
‫َ‬ ‫عشر‪ ،‬ورأيتُ‬
‫َ‬ ‫شر والثاني‬‫مبنياًعلى السكون‪ ،‬نحو‪" :‬جاء الحادي َع َ‬
‫شر والثاني عشر"‪.‬حكم العدد مع المعدود‬ ‫ومررتُ بالحادي َع َ‬

‫(‪)7/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫إن كان العدد (واحداً) أو (اثنين) ف ُحك ُمهُ أن يُذَ َّك َرمع المذَكر‪ ،‬ويُؤنث مع المؤنث‪ ،‬فتقول‪" :‬رج ٌل‬
‫اثنان‪ ،‬وامرأتان"‪ .‬و‬ ‫ِّ‬ ‫ورجالن‬
‫ِّ‬ ‫اثنان‪ ،‬وامرأتان"‪ .‬و (أحد ٌ) مثل‪ :‬واحدٍ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ورجالن‬
‫ِّ‬ ‫واحد‪ ،‬وامرأة ٌ واحدة‪،‬‬
‫النساء"‪.‬وإن كان من الثالثة الى العشرة‪ ،‬يجب أن‬ ‫ِّ‬ ‫(أحدٌ) مثل‪ :‬واحدٍ‪ ،‬فتقول‪" :‬أحدُ الرجال‪ ،‬احدى‬
‫أقالم‪ ،‬وثالث نساءٍ وثالث أيدٍ"‪.‬إال‬ ‫ٍ‬ ‫يؤنث مع المذكر‪ ،‬ويُذكر مع المؤنث‪ .‬فتقول‪" :‬ثالثةُ رجا ٍل وثالثة‬
‫ق المعدود‪ .‬تُذكر مع المذكر‪ ،‬وتؤنث مع المؤنث‪ ،‬فتقول‪" :‬ثالثة‬ ‫إن كانت العشرة ُ ُمر َّكبةً فهي على وف ِّ‬
‫ق المعدود‪ُ ،‬مفردا ً‬ ‫عشر رجالً‪ ،‬وثَالث ع ْشرة امرأةً"‪.‬وإن كان العدد على وزن (فاع ٍل) جاء على و ْف ِّ‬
‫شر‪ ،‬الصفحة العاشرة‪ ،‬والصفحة التاسعةَ‬ ‫والباب الراب َع َع َ‬
‫ُ‬ ‫"الباب الراب ُع‪،‬‬
‫ُ‬ ‫و ُمركبا ً تقولُ‪:‬‬
‫ع ْشرة َ"‪.‬وشينُ العشرةِّ والعشر مفتوحةٌ مع المعدود المذكر‪ ،‬وساكنة مع المعدود المؤنث‪ .‬تقول‪:‬‬
‫" َعشَرة رجال وأحد عشَرة رجال‪ ،‬وع ْشر نساءٍ وإحدى ع ْشرة امرأةً"‪.‬النصوص الواردة في ( جامع‬
‫الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( المقدمة ) ضمن العنوان ( ‪ -4‬اإلعراب والبناء )‬
‫إذا انتظمت الكلماتُ فى الجملة‪ ،‬فمنها ما يتغير آخره باختالف مركزه فيها الختالف العوامل الت ّ‬
‫ي‬
‫تسبِّقه؛ ومنها ال يتغير آخره‪ ،‬وإن اختلفت العوامل التى تتقدّمه‪ .‬فاألول يُسمى ( ُمعرباً)‪ ،‬والثاني‬
‫أثر يُح ِّدثُه‬
‫)‪.‬فاإلعراب‪ٌ :‬‬
‫ُ‬ ‫( َمبنياً)‪ ،‬والتغيُّر بالعامل يُسمى (إعراباً)‪ ،‬وعد ُم التغيُّر بالعامل يُسمى (بنا ًء‬
‫العامل فى آخر الكلمة‪ ،‬فيكو ُن آخرها مرفوعا ً أو منصوبا ً أو مجرورا ً أو مجزوماً‪ ،‬حسب ما يَقتضيه‬
‫آخر الكلمة حالةً واحدة‪ ،‬وإن اختلفت العوام ُل التي تسبِّقها‪ ،‬فال تُؤثر فيها‬ ‫ذلك العامل‪ .‬والبنا ُء لزوم ِّ‬
‫العوامل المختلفة‪.‬‬

‫المعرب والمعني‬
‫كالسماء واألرض والرجل ويكتب‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫عرب ما يَتغير آخره بتغيُّر العوامل التي ت َس ِّبقه‪:‬‬
‫ال ُم ُ‬

‫(‪)8/1‬‬

‫وال ُمعربات هي الفعل المضارع الذي لم تتصل به نونا التوكي ِّد وال نون النسوة‪ ،‬وجميع األسماء إال‬
‫ي‪ :‬ما يُلزم آخره حالةً واحدةً‪ ،‬فال يتغير‪ ،‬وإن تغيرت العوامل التى تتقدَّمه‪" :‬كهذه‬ ‫قليال منها‪.‬والمبن َّ‬
‫وكتب واكتُبْ "‪.‬وال َمبنيَّات هي جميع الحروف‪ ،‬والماضي واألمر دائماً‪ ،‬وال ُمتَّصلة به إحدى‬ ‫َ‬ ‫وأين و َم ْن‬
‫سماء‪ .‬واألصل فى الحروف واألفعا ِّل البناء‪ .‬واألصل فى‬ ‫نونَي ِّ التوكيد أو نونُ النسوة‪ ،‬وبعض األ َ ِّ‬
‫ي إما أن يالزم آخره السكون‪ ،‬مثل "اكتبْ ول ْم" أو الضمةَ مثل‪:‬‬ ‫األسماء اإلعراب‪ .‬أنواع البناء المبن ّ‬
‫سم هللا"‪ .‬وحينئذ‬‫ُالء" والباء من "بِّ ِّ‬
‫"كتب وأينَ " أو الكسرة َ‪ ،‬مثل‪" :‬هؤ ِّ‬
‫َ‬ ‫"حيث وكتبوا" أو الفتحةَ‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ُ‬
‫ي على السكون‪ ،‬أو على الض ّم‪ ،‬أو الفتح‪ ،‬أو الكسر‪ .‬فأنواع البناء أربعة‪ :‬السكونُ والض ّم‬ ‫يقال‪ :‬إِّنّه مبن ٌ‬
‫سماع والنقل الصحيحين‪ّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫والحروف على ال ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والكسر‪.‬وتتوقف معرفة ما تبنى عليه األصماء‬
‫ُ‬ ‫والفتح‬
‫منها يُبْنى على الض ِّ ّم‪ ،‬ومنها ما يُبْنى على الفتح؛ ومنها ما يُبْنى على الكسر‪ ،‬ومنها ما يُبْنى على‬
‫ط‪.‬انواع االعراب‬ ‫السكون‪ .‬ولكن ليس لمعرفة ذلك ضاب ُ‬

‫آخرهُ بالرفع والنصب‬ ‫يتغير ُ‬


‫ُ‬ ‫المعرب‬
‫ُ‬ ‫والجر والجزم‪.‬فالفع ُل‬
‫ّ‬ ‫أنواع االعراب أربعة‪ :‬الرفع والنصب‬
‫يكتب‪ ،‬ولم يكتبْ "‪.‬واالس ُم المعرب يتغير آخره بالرفع والنصب والجزم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ب‪ ،‬ولن‬ ‫والجزم مثل‪" ،‬يكت ُ ُ‬
‫بالعلم النافعِّ"‪(.‬نعلم من ذلك أن الرفع والنصب يكونان‬ ‫ِّ‬ ‫العلم نافعاً‪ ،‬واشتغلتُ‬
‫َ‬ ‫مثل‪" :‬العل ُم ناف ٌع‪ ،‬ورأيتُ‬
‫فى الفعل واالسم المعربين‪ ،‬وان الجزم خمتص بالفعل المعرب‪ ،‬والجر مختص باالسم‬
‫ثالث‪ :‬الضمةُ‬ ‫ٌ‬ ‫المعرب)‪.‬عالمات االعراب عالمةُ االعراب حركةُ أو حرف أو حذف‪.‬فالحركاتُ‬
‫س ّمى‬‫‪.‬والحذف‪ ،‬إما قط ُع الحرك ِّة (ويُ َ‬
‫ُ‬ ‫األلف والنون والواو واليا ُء‬
‫ُ‬ ‫والكسرة‪.‬واألحرف أربعة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫والفتحة‬
‫النون‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫اآلخر‪ .‬وإما قط ُع‬
‫ِّ‬ ‫السكونَ )‪ .‬وإما قط ُع‬

‫(‪ )1‬عالمات الرفع‬


‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)9/1‬‬

‫للرفع أرب ُع عالمات‪ :‬الضمة والواو واأللف والنون‪ .‬والضمةُ هي األَصل‪.‬‬


‫ُكر ُم التلميذان المجتهدان‪.‬‬ ‫سعتِّه‪ .‬ي َ‬ ‫سعة من َ‬ ‫الصادق‪ ،‬أفلح المؤمنون‪ِّ .‬ليُن ِّفق ذو َ‬ ‫ُ‬ ‫مثا ُل ذلك‪" :‬ي َحبّ‬
‫وحذف‬
‫ُ‬ ‫واأللف والياء والكسرة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫خمس عالمات‪ :‬الفتحة‬ ‫ُ‬ ‫تنطقون بالصدق"‪ )2(.‬عالمات النصبللنصب‬ ‫ِّ‬
‫الحق َحقّهُ‪".‬ي ُِّحبُّ هللاُ المتقين‪ .‬كان‬ ‫ّ ِّ‬ ‫أعط ذا‬‫الشر فَتسلَ َم‪ِّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫النون‪ .‬والفتحة هي األصل‪.‬مثا ُل ذلك‪" :‬جانب‬ ‫ُ‬
‫ت المجتهداتِّ‪ .‬لن تنالوا البِّ َّر‬ ‫كرم الفت َيا ِّ‬ ‫َ‬
‫قائدين عظيمين‪ .‬أ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫جراح وخالد بنُ الوليد‬ ‫عامر بنُ ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫أبو عبيدة‬
‫الجرللجر ثالث عالمات‪ :‬الكسرة ُ واليا ُء والفتحة‪ .‬والكسرة هي‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫حتى تُنفقوا مما تحبون"‪ )3(.‬عالمات‬ ‫ُ‬
‫تقربْ من‬ ‫بأصغريه‪ :‬قلب ِّه ولسانه‪ّ .‬‬ ‫َ‬ ‫أمر أبيك‪ .‬المر ُء‬ ‫أطع َ‬ ‫س ْك بالفضائل‪ِّ ،‬‬ ‫األصل‪.‬مثال ذلك‪" :‬ت َم ّ‬
‫للجزم‬
‫ِّ‬ ‫الخير بأفض َل من الساعي فيه"‪ )4(.‬عالمات الجزم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الصادقين وانأ عن الكاذبين‪ .‬ليس فاعل‬
‫يفعل خيرا ً‬ ‫ْ‬ ‫اآلخر وحذف النون‪ .‬والسكونُ هو االصل‪.‬مثال ذلك‪َ " :‬م ْن‬ ‫ِّ‬ ‫وحذف‬
‫ُ‬ ‫ثالث عالماتِّ‪ :‬الكسونُ‬ ‫ُ‬
‫ع إال هللاَ‪ .‬قولوا خيرا ً تغنَموا‪،‬‬ ‫الخير‪ .‬ال ت َد ُ‬ ‫َ‬ ‫الخير تَلقَ‬ ‫َ‬ ‫شرا‪ .‬افعل‬ ‫جن ًّ‬ ‫زر ْع ًّ‬
‫شرا يَ ِّ‬ ‫يَ ِّج ْد خيراً‪ ،‬ومن يَ َ‬
‫عرباتُ قسمان‪ :‬قس ٌم يُعرب‬ ‫شر ت َسلَموا"‪.‬المعرب بالحركة والمعرب بالحرف ال ُم َ‬ ‫واسكتُوا َعن ّ‬
‫التكسير‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫فالمعرب بالحركات أربعة أنواعٍ‪ :‬االس ُم المفرد‪ ،‬وجمع‬ ‫ُ‬ ‫ب بالحروف‪.‬‬ ‫ُعر ُ‬‫بالحركات‪ ،‬وقس ٌم ي َ‬
‫نصب‬
‫ُ‬ ‫صل بآخره شي ٌء‪.‬وكلها تُرفع بالضم ِّة‪ ،‬وت ُ‬ ‫ع الذى لم يت َّ ِّ‬ ‫ث السال ُم‪ ،‬والفع ُل المضار ُ‬ ‫وجم ُع المؤن ِّ‬
‫ُجر بالفتحة‪ ،‬نحو‪" :‬صلى‬ ‫ينصرف‪ ،‬فانه ي ُّ‬ ‫ُ‬ ‫جر بالكسرة‪ ،‬وتجزم بالسكون‪ .‬إال االسم الذي ال‬ ‫ُ‬ ‫بالفتحة‪ ،‬وت ُ ّ‬
‫ُنصب بالكسرة؛ نحو‪" :‬أكرمتُ المجتهدات"‪ ،‬والفعل‬ ‫ُ‬ ‫ث السالم‪ ،‬فانه ي‬ ‫براهيم"‪ ،‬وجم َع المؤن ِّ‬ ‫َ‬ ‫هللاُ على إِّ‬
‫ُ‬
‫يمش‪ ،‬ولم يغز"‪.‬‬
‫يخش‪ ،‬ولم ِّ‬ ‫َ‬ ‫نحو‪" :‬لم‬‫اآلخر‪ ،‬فإنه يُجز ُم بحذف آخره‪َ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫المضارع المعتل‬

‫(‪)10/1‬‬

‫ُ‬
‫والملحق به‪،‬‬ ‫ُ‬
‫والملحق به‪ ،‬وجم ُع المذكر السال ُم‬ ‫والمعرب بالحروف أربعةُ أنواعٍ ايضاً‪ :‬ال ُمثنى‬
‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫واألسماء الخمسة‪ ،‬واألفعال الخمسة‪.‬واألسماء الخمسة هي‪" :‬أبو وأخو وح ُمو وفو وذو"‪.‬واألفعا ُل‬
‫واو جمع‪ ،‬أو ياء المؤنثة المخاطبة‪،‬‬ ‫ضمير تثنية أو ُ‬
‫ُ‬ ‫الخمسة هي‪" :‬ك ّل فعل مضارع اتصل بآخره‬
‫مثل‪" :‬يذهبان‪ ،‬وتذهبان‪ ،‬ويذهبون‪ ،‬وتذهبونَ ‪ ،‬وتذهبين"‪( .‬وسيأتي شرح ذلك كله مفصال فى الكالم‬
‫على ِّإعراب األفعال واألسماء)‪.‬‬

‫أقسام االعراب‬

‫ظاهر فى آخر‬ ‫ٌ‬ ‫أثر‬


‫ي‪ٌ :‬‬ ‫االعراب اللفظ ّ‬
‫ُ‬ ‫ي‪.‬االعراب اللفظي‬ ‫ي ومحل ٌ‬ ‫ي وتقدير ٌّ‬‫أقسا ُم االعراب ثالثةٌ‪ :‬لفظ ٌ‬
‫الكلمة يجلبه العامل‪.‬وهو يكون في الكلمات المعربة غير ال ُمعتلّة اآلخر‪ ،‬مثل‪" :‬يُكرم األستاذث‬
‫ظاهر على آخر الكلمة‪ ،‬يجلبه العاملُ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫غير‬
‫أثر ُ‬‫االعراب التقديري‪ٌ :‬‬ ‫ُ‬ ‫المجتهد"‪.‬االعراب التقديري‬
‫ّ‬
‫فتكونُ الحركةُ مقدَّرة ً ألنها غير ملحوظةٍ‪.‬وهو يكونُ في الكلمات المعربة المعتلة اآلخر باأللف أو‬
‫ي‪ ،‬إِّن لم يكن جملة‪ ،‬وفيما يُسمى به من‬ ‫الواو أو الياء‪ ،‬وفي المضاف إلى ياء المتكلم‪ ،‬وفي المحك ُّ‬
‫الكلمات المبنيَّة أو ال ُجمل‪.‬اعراب المعتل اآلخر األلف تُقد َُّر عليها الحركاتُ الثالث للتعذُّر‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫نخش إال هللاَ"‪ .‬ومعنى‬ ‫َ‬ ‫األلف للجازم‪ ،‬نحو‪" :‬لم‬ ‫ُ‬ ‫هوى الفتى الهدَى للعُلى"‪.‬أما في حالة الجزم فتُحذَ ُ‬
‫ف‬ ‫"ي َ َ‬
‫در عليهما الضمةُ والكسرة ُ للثَّقَل‪،‬‬ ‫اإلعراب‪.‬والواو واليا ُء تُقَ ُ‬
‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ع أبدا ً إظهار عالما ِّ‬‫التعذر أنه ال يُستطا ُ‬‫ِّ‬
‫تظهر‬
‫ُ‬ ‫مثل‪" :‬يَقضي القاضي على الجاني" و "يدعو الداعي إلى النادي"‪.‬أما حالة النصب فإن الفتحة‬
‫فالواو‬
‫ُ‬ ‫دعو إلى غير الحق"‪.‬وأما في حالة الجزم‬ ‫القاضي" و "لَ ْن أ َ َ‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫عليهما لخفتها‪ ،‬مثل‪" :‬لن أ َ ِّ‬
‫عص َ‬
‫ع إال هللاَ"‪.‬وأما فى حالة الجزم‬ ‫أقض بغير الحق" و "ال ت َد ُ‬ ‫تحذفان بسبب الجازم؛ مثل‪" :‬لم ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫واليا ُء‬
‫ع إال هللاَ"‪.‬‬
‫أقض بغير الحق" و "ال ت َد ُ‬ ‫حذفان بسبب الجازم؛ مثل‪" :‬لم ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫فالواو واليا ُء ت‬
‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)11/1‬‬

‫القاضي على الجانيِّ‪.‬‬


‫ُ‬ ‫"يقضي‬
‫ُ‬ ‫والياء ممكن فتقول‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫أن ظهور الضمة والكسرة على الواو‬ ‫ومعنى الثق ِّل ّ‬
‫لكن ذلك ثقيل ُمستبشَع‪ ،‬فلهذا تحذَفان وتقدّران‪ ،‬أي‪ :‬تكونان ملحوظتين في‬
‫الداعي إلى الناديِّ"‪ّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫دعو‬
‫يَ ُ‬
‫الذهن‪.‬‬

‫إعراب المضاف الى ياء المتكلم‬

‫ُعرب االس ُم المضاف إلى ياء المتكلم (إن لم يكن مقصوراً‪ ،‬أو منقوصاً‪ ،‬أو ُمثنى‪ ،‬أو جمع مذكر‬ ‫ي ُ‬
‫سالماً) ‪ -‬في حالتي الرفع والنصب ‪ -‬بضم ٍة وفتح ٍة مقدَّرتين على آخره يمنع من ظهورهما كسرة ُ‬
‫ُعرب بالكسرة الظاهرة على آخره‪،‬‬ ‫"ربي هللاُ" و "أطعتُ ربي"‪.‬أما فى حالة الجر في ُ‬ ‫َ‬ ‫المناسبة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫"لز طاعة ربي"‪(.‬هذا رأي جماعة من المحققين‪ ،‬منهم ابن مالك‪ .‬والجمهور‬ ‫َ‬ ‫متُ‬ ‫على األص ّح‪ ،‬نحو‪ِّ :‬‬
‫على انه معرب‪ ،‬في حالة الجر ايضا ً‪ ،‬بكسرة مقدرة على آخره‪ ،‬النهم يرون ان الكسرة الموجودة‬
‫ليست عالمة الجر‪ ،‬وانما هي الكسرة التي اقتضتها ياء المتكلم عند اتصالها باالسم‪ ،‬وكسرة الجر‬
‫فإن ألفه تبقى على‬ ‫مقدرة‪ .‬وال داعي الى هذا التكلف)‪.‬فإن كان المضاف إلى ياء المتكلم مقصوراً‪ّ ،‬‬
‫ت مقدَّرة على األلف‪ ،‬كما كان يعرب قبل اتصاله بياء المتكلم فتقولُ‪" :‬هذه‬ ‫ب بحركا ٍ‬ ‫ُعر ُ‬
‫حالها‪ ،‬وي ِّ‬
‫ً‬
‫عصاي"‪.‬وإن كان منقوصا تُدغم يا ُؤهُ في ياء‬
‫َ‬ ‫ي" و "توكأت على‬ ‫عصاي" و ""أمسكتُ عصا ّ‬ ‫َ‬
‫المتكلم‪.‬ويُعرب في حالة النصب بفتح ٍة ُمقدَّرة على يائه؛ يمن ُع من ظهورهما سكون اإلدغام‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫والجر بضم ٍة أو كسرةٍ ُمقدَّرتين فى يائه‪ ،‬يمن ُع‬
‫ِّ ّ‬ ‫ب فى حالتي ِّ الرفع‬
‫ُعر ُ‬‫ي الرزقَ "‪.‬وي َ‬ ‫"حمدتُ هللا ُم ِّ‬
‫عط ّ‬ ‫ِّ‬
‫عطي‬
‫ي الرزقَ " و "شكرت ِّل ُم َ‬ ‫معط ّ‬
‫اإلدغام ثانيا‪ ،‬فتقول‪" :‬هللاُ ِّ‬ ‫وسكونُ‬ ‫من ظهورهما الثقل أوال‪،‬‬
‫الرزقَ "‪.‬‬

‫(‪)12/1‬‬

‫(ويرى بعض المحققين أن المانع من ظهر الضمة والكسرة على المنقوص المضاف الى ياء المتكلم‪،‬‬
‫انما هو سكون االدغام ‪ -‬كما هو الحال وهو منصوب‪ -‬قال الصبان في باب المضافالى ياء المتكلم‬
‫ي‪ :‬مرفوع" بضمة مقدرة على ما قبل ياء ياء المتكلم‪ ،‬منع من‬ ‫ي"‪" :‬فرام ّ‬ ‫عند قول الشارح‪" :‬هذا رام ّ‬
‫ظهورها اشتغال المحل بالسكون الواجب الجل االدغام‪ ،‬ال االستثقال ‪ -‬كما هو الحال في غير هذه‬
‫الحالة ‪ -‬لعروض وجوب السكون في هذه الحالة بأقوى من االستثقال‪ ،‬وهو االدغام)‪.‬وإن كان ُمثنى‪،‬‬
‫ي"‪.‬وإن‬ ‫ي"‪ .‬وأَما يا ُؤهُ فتُد َغ ُم في ياء المتكلم‪ ،‬مثل‪" :‬علمتُ َولد َّ‬‫تبقَ ألفهُ على حالها‪ ،‬مثل‪ :‬هذان كتابا ّ‬
‫ي يُحبّونَ أدبي" وأما ياؤُه‬ ‫كانَ جم َع مذكر سالماً‪ ،‬تنقلب واوهُ ياء وتُدغ ُم في ياء المتكلم‪ ،‬مثل‪" :‬معلم َّ‬
‫ب المثنى وجم ُع المذكر السال ُم ‪ -‬المضافان‬ ‫ُعر ُ‬
‫ي"‪.‬وي َ‬ ‫ياء المتكلم ايضاً‪ ،‬مثل‪" :‬أكرمتُ ُمعلم َّ‬ ‫فتُدغ ُم في ِّ‬
‫إلى ياء المتكلم ‪ -‬بالحروف‪ ،‬كما كانا يُعربان قب َل اإلضافة إليها‪ ،‬كما رأيت‪.‬اعراب المحكي الحكايةُ‪:‬‬
‫إيرادُ اللفظ على ما تسمعه‪.‬وهي‪ ،‬إما حكايةُ كلمةٍ‪ ،‬أو حكايةُ جملة‪ .‬وكالهما يُحكى على لفظه‪ ،‬إالَّ أن‬
‫يكون لحناً‪ .‬فتتعيّنُ الحكايةُ بالمعنى‪ ،‬مع التنبيه على اللحن‪.‬فحكايةُ الكلمة ْ‬
‫كأن يقالَ‪" :‬كتبتُ ‪ :‬يعل ُم"‪،‬‬
‫لتجرده من الناصب والجازم‪ ،‬وهو‬ ‫ُّ‬ ‫أي‪ :‬كتبتُ هذه الكلمةَ‪ ،‬فيعل ُم ‪ -‬في األصل ‪ -‬فع ٌل مضارعٌ‪ ،‬مرفو ٌ‬
‫ع‬
‫ي‪ ،‬فيكونُ مفعوال به لكتبتُ ‪ ،‬ويكون إعرابهُ تقديريا ً من َع من ظهوره حركةُ الحكاية‪.‬وإذا قلتَ ‪:‬‬ ‫هنا محك ٌّ‬
‫ع بضم ٍة ُمقدَّرةٍ من َع من ظهورها حركةُ‬ ‫فكتب هنا محكيّة‪ .‬وهي مبتدأ مرفو ٌ‬ ‫َ‬ ‫ماض"‬
‫ٍ‬ ‫"كتب‪ :‬فع ٌل‬
‫َ‬
‫ع بضم ٍة ُمقدَّرةٍ من َع من‬
‫فكتب هنا محكيّة‪ .‬وهي مبتدأ مرفو ٌ‬ ‫َ‬ ‫ماض"‬
‫ٍ‬ ‫"كتب‪ :‬فع ٌل‬
‫َ‬ ‫الحكاية‪.‬وإذا قلتَ ‪:‬‬
‫ظهورها حركةُ الحكاية‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)13/1‬‬

‫وإذا قي َل لك‪ :‬أَعربْ "سعيداً" من قولك‪" :‬رأَيتُ سعيداً"‪ ،‬فتقولُ‪ ":‬سعيداً‪ :‬مفعو ٌل به"‪ ،‬يحكي اللف َ‬
‫ظ‬
‫قولكَ ‪" :‬مفعو ٌل به"‪ ،‬إالّ أنه مرفو ٌ‬
‫ع‬ ‫وخبره ُ‬
‫ُ‬ ‫وتأتي به منصوباً‪ ،‬مع أَن "سعيداً" في كالمك واق ٌع مبتدأ‪،‬‬
‫ظ الواق َع في الكالم كما هو‬ ‫بضم ٍة ُمقدَّرةٍ على آخره‪ ،‬من َع من ظهورها حكرة الحكاية‪ ،‬أي حكايتُكَ اللف َ‬
‫واق ٌع‪.‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫وقد يُحكى العَل ُم بعدَ "من" االستفهاميَّة‪ ،‬إِّن لم يُسبَق بحرف عطف‪ ،‬كأن تقولَ‪" :‬رأيتُ خالدا"‪ ،‬فيقول‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫"ومن خالدٌ؟"‪.‬‬ ‫حرف عطف لم ت ُج ْز حكايتهُ‪ ،‬بل تقول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫"من خالداً"‪ .‬فإن سبقهُ‬ ‫القائلُ‪ْ :‬‬
‫هو هللاُ أَحدٌ‪.‬‬‫ي على الصالة‪ .‬قرأتُ ‪ :‬قُ ْل َ‬ ‫وحكايةُ الجملة كأن تقولَ‪ :‬قلتُ ‪" :‬ال إِّلهَ إالّ هللاُ‪ .‬سمعتُ ‪ :‬ح ّ‬
‫ي‪.‬وحك ُم‬ ‫النصب بالفعل قبلها فإِّعرابُها محل ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫كتبتُ ‪ :‬است َ ِّق ْم كما أ ُ ِّم ْرتَ "‪ .‬فهذه ال ُج َم ُل محكيّةٌ‪ ،‬ومحلُّها‬
‫النصب أو الجر على حسب العامل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ط عليها عام ٌل كان محلها الرف َع أو‬ ‫سل َ‬ ‫الجملة أن تكونَ مبنيةً‪ ،‬فإن ُ‬
‫وإال كانت ال محل لها من اإلعراب‪.‬اعراب المسمى به إن س ّميتَ بكلم ٍة َمبنيّ ٍة أَبقيت َها على حالها‪،‬‬
‫"حيث"‪ ،‬قلتَ ‪" :‬جاء‬ ‫ُ‬ ‫"ربّ "‪ ،‬أَو " َم ْن"‪ ،‬أَو‬ ‫وكان إعرابُها ُمقدَّرا ً في األحوال الثالثة‪ .‬فلو سميتَ رجال ُ‬
‫ُربّ ‪ .‬أَكرمتُ حيث‪ .‬أَحسنتُ إلى َمن"‪ .‬فحركاتُ اإلعراب ُمقدَّرة على أواخرها‪ ،‬منع من ظهورها‬
‫َ‬
‫الحق ‪ -‬لم تُغيرها لالعرا ِّ‬
‫ب‬ ‫ّ‬ ‫ط شراً‪ ،‬وجاد‬ ‫حركةُ البناء األصلي‪.‬وكذا إن س ّميتَ بجملة ‪ -‬كتأب َ‬
‫اإلعراب الطارئ مقدَّراً‪ ،‬منع ظهور‬ ‫ُ‬ ‫الحق"‪ .‬ويكون‬ ‫ُّ‬ ‫ط شراً‪ ،‬أَكرمتُ جادَ‬ ‫ازىء‪ ،‬فتقول‪" :‬جاء تأب َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫الط‬
‫ي بسبب العامل‪،‬‬ ‫ي‪ :‬ت َغي ٌّر اعتبار ٌّ‬ ‫اإلعراب المحل ُّ‬
‫ُ‬ ‫حركته لحركة اإلعراب األصلي‪.‬االعراب المحلي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فال يكون ظاهرا ً وال مقدَّراً‪.‬وهو يكون في الكلمات المبنيّة‪ ،‬مثل‪" :‬جاء هؤالء التالميذ‪ ،‬أكرمتُ من‬
‫نجحن الكسالنُ "‪.‬ويكون أيضا ً فى الجم ِّل المح ِّ ّكي ِّة‪ .‬وقد سبقَ‬ ‫َّ‬ ‫تعلّ َم‪ .‬وأَحسنتُ إلى الذين اجتهدوا‪ .‬لم يَ‬
‫الكالم عليها‪.‬‬

‫(‪)14/1‬‬

‫(فالمبني ال تظهر على آخره حركات االعراب النه ثابت اآلخر على حالة واحدة‪ :‬فان وقع احد‬
‫مرفوع او منصوب أو مجرور او مجزوم‪ ،‬فيكون رفعه او نصبه او جره او جزمه‬ ‫ْ‬ ‫المبنيات موقع‬
‫اعتبارياً‪ .‬ويسمى اعرابه "اعرابا ً محلياً" اي‪ :‬باعتبار انه حال محل مرفوع او منصوب او مجرور‬
‫او مجزوم‪ .‬ويقال‪ :‬انه مرفوع او منصوب او مجرور او مجزوم محالً‪ ،‬اي‪ :‬بالنظر إلى محله فى‬
‫الجملة‪ ،‬بحيث لو حل محله معرب لكان مرفوعا او منصوبا او مجرورا ً او مجزوما)‪.‬والحروف؛‬
‫االمر‪ ،‬والفع ُل الماضي‪ ،‬الذي لم تسبِّقهُ أَداة ُ شرطٍ جازمةٌ‪ ،‬وأسماء األفعال‪ ،‬واسماء األصوات‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وفع ُل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ال يتغير آخرها لفظا وال تقديرا وال محال‪ ،‬لذلك يقال‪ :‬إِّنها ال محل لها من اإلعراب‪.‬أما المضارع‬ ‫ً‬
‫المبني فإعرابُه محلي رفعا ً ونصبا ً وجزماً‪ ،‬مثل "هل يكتُبَن ويكتبْنَ ‪ .‬وهللا لن يكتبَن ولن يكتُبْنَ ولم‬
‫المسبوق بأداةِّ شرطٍ جازمةٍ‪ ،‬فهو مجزو ٌم بها محالً‪ ،‬مثل‪" :‬إن اجتهدَ‬ ‫ُ‬ ‫تكتُبَن ولم يكتبْن"‪.‬وأما الماضي‬
‫كرمهُ معلمه"‪.‬النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع (‬ ‫ي أَ َ‬ ‫عل ٌ‬
‫المقدمة ) ضمن العنوان ( ‪ -5‬الخالصة اإلعرابية )الكلمة اإلعرابيةُ أَربعة أَقسام‪ُ :‬مسندٌ‪ ،‬و َمسندٌ اليه‪،‬‬
‫عمدةً‪ ،‬النه ُركنُ الكالم‪ .‬فال‬ ‫وفضلةٌ واداةٌ‪.‬وقد سبقَ شر ُح المسند والمسند اليه‪ .‬ويسمى ك ٌل منهما ُ‬
‫"الصدق أَمانةٌ"‪.‬والمسند ِّإليه ال‬
‫ُ‬ ‫ومثالهما‪:‬‬‫يُستغنى عنه بحا ٍل من األحوال‪ ،‬وال ت َتم الجملة بدونه‪ِّ .‬‬
‫واسم فع ٍل‪ ،‬مثل‪" :‬هياتَ‬
‫َ‬ ‫يكون إِّال اسما‪ .‬والمسند يكون اسماً‪ ،‬مثل‪" :‬نافع" من قولكَ ‪" :‬العل ُم ناف ٌع‪،‬‬
‫زار" وفعالً‪ ،‬مثل‪" :‬جاء الحق" وزهقَ الباطل"‪ .‬اعراب المسند اليه ُحك ُم المسن ِّد اليه أَن يكون‬ ‫ال َم ُ‬
‫مر عادال"‪.‬إال إن وقع بعدَ ّ‬
‫"إن"‬ ‫ع ُ‬ ‫منصور‪ .‬كان ُ‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مرفُوعا دائما؛ حيثما وق َع‪ ،‬مثل‪" :‬فاز المجتهدُ‪ .‬الحق‬
‫عمر عادلٌ"‪.‬اعراب المسند‬ ‫َ‬ ‫صوبٌ ‪ ،‬مثل‪ّ :‬‬
‫"إن‬ ‫أو إحدى أخواتها‪ ،‬فحكمهُ حينئ ٍذ أنه من ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)15/1‬‬

‫الحق غالبٌ "‪ِّ .‬إال ِّإن وق َع‬ ‫َّ‬ ‫"السابق ٌ‬


‫فائز‪ِّ .‬إ ّن‬ ‫ُ‬ ‫حك ُم المسن ِّد ‪ِّ -‬إن كان اسما ً ‪ -‬أن يكون مرفوعا ً أَيضاً‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫باب مدين ِّة العلم"‪.‬و ِّإن كان المسندُ‬ ‫ي َ‬ ‫النصب‪ ،‬مثل‪" :‬كان عل ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫بعدَ (كان) او ِّإحدى أَخواتها‪ ،‬فحكمهُ‬
‫واو الجماع ِّة‪ ،‬فيبنى على‬ ‫كانتصر‪ِّ .‬إال ِّإذا لحقتهُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي على الفتح أبداً‪:‬‬ ‫فعال‪ ،‬فإن كان ماضيا ً فهو مبن ٌّ‬
‫وانتصرنا‪.‬وإن‬
‫ِّ‬ ‫وانتصرت ْم‬
‫ْ‬ ‫كانتصرتُ‬
‫ْ‬ ‫الضم‪ :‬كانتصرا‪ ،‬أَو ضمير رفع متحركٌ ‪ ،‬فيبنى على السكون‪:‬‬
‫ُنصب‪ ،‬نحو‪" :‬لَن ت َبل َغ المجدَ إِّال‬ ‫ُ‬ ‫كينصر‪.‬إال إِّذا سبقه ناصب‪ ،‬فَي‬ ‫ُ‬ ‫كان مضارعاً‪ ،‬فهو مرفوع أَبداً‪:‬‬
‫ُني على الفتح‪:‬‬ ‫بالجدّ"‪ ،‬أَو جاز ٌم فيُجزَ ُم‪ ،‬نحو‪{ :‬لم ي ِّل ْد ولم يُولَدْ}‪.‬وإِّن اتصلت به إِّحدى نُوني ِّ التوكيد‪ ،‬ب َ‬ ‫ِّ‬
‫ي‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُني على السكون‪ :‬كالفتياتُ يجتهدنَ ‪.‬وإن كان أمرا‪ ،‬فهو مبن ٌّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫كيجتهدن ويجتهدَن‪ ،‬أو نون النسوةِّ ب َ‬
‫امش‪ ،‬أوَ‬ ‫ع و ِّ‬ ‫اآلخر‪ ،‬فيُبنى على حذف آخره‪ :‬كاس َع واد ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫على السكون أَبداً‪ :‬كاكتبْ ‪ ،‬إال إِّن كان ُمعتل‬
‫ّ‬
‫كان ُمتَّصالً بألف االثنين أَو واو الجماعة أَو ياء المخاطبة‪ ،‬فيُبنى على حذف النون‪ :‬كاكتبا واكتبوا‬
‫واكتبي‪ ،‬أو كان متصالً بإحدى نوني التوكيد‪ ،‬فيُبنى على الفتح‪ :‬كاكتُبَ ْن واكتبَ ّن‪.‬‬

‫الفضلة واعرابها‬
‫ُذكر لتتميم معنى الجملة‪ ،‬وليس أ َحدَ ُركنَيها ‪ -‬أي ليس ُمسندا ً وال ُمسندا ً إليه ‪-‬‬ ‫الفَضلةُ‪ :‬هي اس ٌم ي ُ‬
‫الناس"‪(.‬فأرشد‪ :‬مسند‪ .‬واالنبياء‪ :‬منسد اليه؛ والناس‪ :‬فضلة‪ ،‬النه‬ ‫َ‬ ‫كالناس من قولك‪" :‬أَرشدَ األنبيا ُء‬
‫ليس مسندا ً وال مسندا ً اليه‪ ،‬وإنما اتي به لتتميم معنى الجملة‪ ،‬وسميت فضلة النها زائدة على المسند‬
‫والمسند اليه‪ :‬فالفضل في اللغة معناه الزيادة)‪.‬و ُحكمها أَنها منصوبةٌ دائما ً حيثما وقعت‪ ،‬مثل‪" :‬يحترم‬
‫يوم الخميس‪.‬‬ ‫الناس العلماء‪ .‬أَحسنتُ إحساناً‪ .‬طلعت الشمس صافية‪ .‬جاء التالميذ ِّإال علياً‪ .‬سافرت َ‬
‫المنبر‪ .‬وقف الناس احتراما ً للعُلماء"‪.‬‬ ‫جلستُ أَماكَ ِّ‬

‫(‪)16/1‬‬

‫الجر‪ ،‬أو بعد المضاف‪ ،‬فحكمها أَن تكون مجرورة‪ ،‬مثل‪" :‬كتبت بالقلم‪ .‬قرأت‬ ‫ّ‬ ‫إال إذا وقت بعدَ حرف‬
‫ي ٍ ذكر فيه‬ ‫عمدة ً وفضلةً‪ ،‬جاز رفعه ونصبه‪ ،‬كالمستثنى في كالم منف ّ‬ ‫كتب التاريخ"‪.‬وما جاز أَن يكون ُ‬ ‫َ‬
‫المستثنى منه‪ ،‬نحو‪" :‬ما جاء أَحدٌ ِّإال سعيدُ‪ ،‬وإال سعيداً"‪(.‬فان راعيت المعنى‪ ،‬رفعت ما بعد " ِّإال"‬
‫لوجود االسناد‪ ،‬الن عدم المجيء‪ ،‬ان اسند الى "احد" فالمجيء مسند إلى سعيد وثابت له‪ .‬وإن‬
‫راعيت اللفظ نصبته النه في اللفظ فضلة؛ الستيفاء جملة المسند والمسند اليه"‪.‬فإن ذكر المستثنى‬
‫منه‪ ،‬والكالم مثبتٌ ‪ ،‬نصب ما بعد "إِّال" حتماً‪ ،‬ألنه فضلةٌ لفظا ً ومعنى‪ ،‬نحو‪" :‬جاء القوم إِّالّ‬
‫ب‬‫ص َ‬ ‫الكالم ُرفِّ َع في مثل‪" :‬ما جاء إِّالّ سعيدٌ" ألنه ُمسندٌ اليه‪ ،‬ونُ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ذف ال ُمستثنى منه من‬ ‫سعيداً"‪.‬وإن ُح َ‬
‫ض في مثل‪" :‬ما مررتُ إِّال بسعيدٍ"‪ ،‬لوقوع ِّه بعد‬ ‫في مثل‪" :‬ما رأيتُ إالَ سعيداً"‪ .‬ألنه فضلةٌ‪ .‬و ُخ ِّف َ‬
‫حرف الجر‪.‬االداة وحكمهااألداة‪ :‬كلمةٌ تكون رابطةً بين ُجزءي ِّ الجملة‪ ،‬أَو بينهما وبين الفضلة‪ ،‬او‬
‫ب المضارع‬ ‫حضيض والتّمني والترجي ونواص ِّ‬
‫َ‬ ‫الشرط واالستفهام والت َّ‬
‫ِّ‬ ‫بين ُجملتين‪ .‬وذلك كأدوات‬
‫اآلخر على حال ٍة واحدة‪ ،‬ألنها مبنية‪.‬واألداةُ‪ِّ ،‬إن‬ ‫ِّ‬ ‫الجر وغيرها‪.‬و ُحكمها أَنها ثابتة‬ ‫ّ‬ ‫وجوازمه وحروف‬
‫َ‬
‫َير مالِّكَ ما أنفقته في سبيل المصلحة‬ ‫كانت اسماً‪ ،‬تق ُع مسندا ً اليه‪ ،‬مثل‪" :‬من مجتهدٌ؟"‪ ،‬ومسندا ً مثل‪ :‬خ ُ‬
‫شر من أَحسنتَ اليه"‪.‬وحينئ ٍذ يكونُ إعرابها في‬ ‫العلم‪ِّ ,‬إتّق َّ‬
‫َ‬ ‫يطلب‬
‫ُ‬ ‫"احترم الذي‬
‫ِّ‬ ‫العامة‪ ،‬وفضلة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ً‬
‫الرفع والنصب والجر محليّا‪.‬النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني )‬ ‫ِّ‬ ‫أَحوال‬
‫ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه ) ضمن العنوان ( الماضي والمضارع واألمر )ينقس ُم الفعل‬
‫مقترن بالزمان‬ ‫ٍ‬ ‫معنى في نفسه‬
‫ً‬ ‫ماض ومضارعٍ وأَمر‪.‬فالماضي‪ :‬ما د َّل على‬ ‫ٍ‬ ‫باعتبار زمانه إِّلى‬
‫ّ‬
‫الماضي كجاء واجتهدَ وت َعل َم‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)17/1‬‬

‫ْ‬
‫"كتبت" أو تاء الضمير‪ ،‬مثل‪" .‬كتبتَ ‪ .‬كتبتِّ‪ .‬كتبتما‪.‬‬ ‫ث الساكنةَ‪ ،‬مثل‪:‬‬‫وعالمتهُ أَن يقب َل تاء التأني ِّ‬
‫بزمان يحتمل الحا َل واالستقبالَ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫مقترن‬
‫ٍ‬ ‫كتبت"‪.‬والمضارعُ‪ :‬ما د َّل على معنى في نفسه‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫كتبتن‪.‬‬ ‫كتبتم‪.‬‬
‫"سوف" أو "لم" أو "لن" مثل‪" :‬سيقول‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫مثل‪" :‬يجي ُء ويجتهدُ ويتعل ُم"‪.‬وعالمتُه أن يقبل "السينَ " أو‬
‫تأخر"‪.‬واألمر‪ :‬ما د َّل على طلب وقوعِّ الفعل من الفاعل المخاطب بغير‬ ‫لن أ َ َ‬ ‫سوف نجي ُء‪ .‬لَ ْم أ َ ْ‬
‫كسل‪ْ .‬‬
‫"جي ْء واجته ْد وتعلَ ْم"‪.‬وعالمته أَن يد َّل على الطلب بالصيغة‪ ،‬مع قبوله ياء المؤنثة‬ ‫الم األمر‪ ،‬مثل‪ِّ :‬‬
‫المخاطبة‪ ،‬مثل‪" :‬اجتهدي"‪.‬النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن‬
‫الموضوع ( الفعل وأقسامه ) ضمن العنوان ( الفعل المتعدي )‬

‫لس"‪.‬وهو‬ ‫ٌ‬
‫طارق األندَ َ‬ ‫الفعل المتعدّي‪ :‬هو ما يتعدَّى أ َ ُ‬
‫ثرهُ فاعلَه‪ ،‬ويتجاوزه إلى المفعول به‪ ،‬مثل‪" :‬فت َح‬
‫يحتاج إلى فاعل يفعله ومفعو ٍل به يقَع عليه‪.‬ويسمى أيضاً‪" ،‬الفع َل الواق َع" لوقوعه على المفعول به‪ ،‬و‬
‫"الفع َل المجاوزَ " لمجاوزته الفاعل إلى المفعول به‪.‬وعالمته أ َ ْن يقب َل هاء الضمير التي تعود إلى‬
‫المفعول به‪ ،‬مثل‪" :‬إجتهد الطالب فأكرمه أُستاذه"‪(.‬اما هاء الضمير التي تعود إلى الظرف‪ ،‬او‬
‫المصدر‪ ،‬فال تكون داللة على تعدي الفعل إن لحقته‪ .‬فاالول مثل‪" :‬يوم الجمعة سرته"‪ ،‬والثاني مثل‪:‬‬
‫"تجمل بالفضيلة تجمال كان يتجمله سلفك الصالح"‪ .‬فالهاء في المثال االول في موضع نصب على‬
‫انها مفعول فيه؛ وفي المثال الثاني في موضع نصب على انها مفعول مطلق)‪.‬المتعدي بنفسه‬
‫والمتعدي بغيرهالفعل المتعدي‪ ،‬إما متع ٍد بنفسه‪ ،‬وإما متع ٍد بغيره‪.‬فالمتعدي بنفسه‪ :‬ما يصل إلى‬
‫المفعول به مباشرة ً (أَي‪ :‬أَي بغير واسط ِّة حرف الجر)‪ ،‬مثل‪" :‬بريت َ‬
‫القلم"‪ .‬ومفعوله يسمى‬
‫"صريحاً"‪.‬والمتعدي بغيره‪ :‬ما يصل إلى المفعول به بواسطة حرف الجر‪ ،‬مثل‪" :‬ذهبتُ بكَ " بمعنى‪:‬‬
‫"أَذهبتُكَ "‪ .‬ومفعوله يسمى "غير صريح"‪.‬‬

‫(‪)18/1‬‬

‫صريح‪ ،‬نحو‪ :‬أَدُّوا األمانات إلى‬


‫ٍ‬ ‫وقد يأخذ المتعدي مفعولين‪ :‬أَحدهما صري ٌح‪ ،‬واآلخر غير‬
‫أَهلها‪(.‬فاالمانات‪ :‬مفعول به صريح وأَهل‪ :‬مفعول به غير صريح‪ ،‬وهو مجرور لفظا بحرف الجر‪،‬‬
‫منصوب محال على انه مفعول به غير صريح)‪.‬المتعدي الى اكثر من مفعول واحد ينقسم الفعل‬
‫المتعدي إلى ثالثة اقسام‪ .‬متع ٍد إلى مفعول به واحد‪ ،‬ومتعد إلى مفعولين‪ ،‬ومتعد إلىثالثة‬
‫كثير‪ ،‬وذلك مثل‪" :‬كتب وأخذ وغفر وأكرم وعظم"‪.‬التعدي ِّإلى‬ ‫مفاعيل‪.‬فالمتعدي إلى مفعو ٍل به واح ٍد ٌ‬
‫قسم ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبراً‪ ،‬وقسم‬ ‫مفعولين المتعدي إلى مفعولين على قسمين‪ٍ :‬‬
‫وخبر‪.‬فاألل مثل‪ :‬أَعطى وسأل ومنح ومنع وكسا وأَلبس وعلَّم"‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ‬
‫َ‬
‫التنزه‪ .‬كسوت الفقير ثوباً‪ .‬ألبست المجتهدة‬ ‫"أَعطيتك كتاباً‪ .‬منحت المجتهد جائزةً‪ .‬منعت الكسالن ُّ‬
‫وساماً‪ ،‬علّمت سعيدا ً األدب"‪.‬والثاني على قسمين‪ :‬أفعال القلوب‪ ،‬وأفعال التحويل‪ )1(.‬افعال القلوب‬
‫وحسب‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫وظن وخا َل‬ ‫ووجدَ وألفى وتعلَ ْم‬
‫أفعال القلوب المتعدية إلى مفعولين هي‪" :‬رأى وعلم ودرى َ‬
‫عم وهَبْ "‪(.‬وسميت هذه االفعال "أفعال القلوب"‪ ،‬النها ادراك بالحس الباطن‪،‬‬ ‫وجعل و َحجا وعدَّ وزَ َ‬
‫ً‬
‫فمعانيها قائمة بالقلب‪ .‬وليس كل فعل قلبي ينصب مفعولين‪ .‬بل منه ما ينصب مفعوال واحدا‪ :‬كعرف‬
‫ف م ْفعوالها أو أحدُهما‬ ‫يجوز في هذه األفعال أن يُحذَ َ‬
‫ُ‬ ‫وفهم‪ .‬ومنه ما هو الزم‪ :‬كحزن وجبن)‪.‬وال‬
‫ط أحدهما‪ ،‬اختصارا ً (أي‪ :‬لدليل يَدُل على‬ ‫سقوطهما‪ ،‬أو سقو ُ‬ ‫اقتصارا ً (أي‪ :‬بال دليل)‪ .‬ويجوز ُ‬
‫كأن يُقالَ‪" :‬هل ظننتَ خالدا ً ُمسافراً؟" فتقولُ‪" :‬ظننتُ " أي‪" :‬ظننتُهُ‬ ‫المحذوف)‪.‬فسقوطهما معا ً لدليل‪ْ ،‬‬
‫ركائي الذين كنتم تزعمونَ ؟"‪ ،‬أي "كنتم تزعمونهم شركائي" وقال‬ ‫َ‬ ‫ُمسافراً"‪ ،‬قال تعالى‪" :‬أينَ ُ‬
‫ش‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ب؟*‬ ‫ي‪ ،‬وتَحْ َ‬
‫س ُ‬ ‫ب‪ ،‬أَم بأَيَّ ِّة ُ‬
‫سنَّ ِّة * ت َرى ُحبَّ ُه ْم عارا ً عل َّ‬ ‫*بأ َ ّ‬
‫ي ِّ ِّكتا ٍ‬
‫أي‪" :‬وتحسبُهُ عاراً"‪.‬‬

‫(‪)19/1‬‬

‫ظ ُّن خالدا"‪ ،‬أي‪" :‬أ ُ‬


‫ظ ُّن خالدا‬ ‫ظ ُّن أحدا مسافرا؟"‪ ،‬فتقولُ‪" :‬أ ُ‬
‫ط أحدهما لدلي ٍل‪ ،‬كأن يُقالَ‪" :‬هل ت ُ‬
‫سقو ُ‬ ‫و ُ‬
‫مسا ِّفرا؟"‪ ،‬ومنه قو ُل عنترة َ‪:‬‬
‫*ولَقَ ْد نَزَ لتِّ‪ ،‬فَال ت َ ُ‬
‫ظني َغي َْرهُ‪ِّ * ،‬م ِّّنََ ي بِّ َم ْن ِّزل ِّة ال ُم َحبّ ِّ ال ُم ْك َرم*‬ ‫َ‬
‫كر ِّم‪ ،‬فال تظني غيره واقعاً"‪.‬‬‫ت مني منزلةَ المحبوب ال ُم َ‬ ‫أي‪" :‬نزل ِّ‬
‫ُ‬
‫حذف المفعولين لدليل قولهم‪َ " :‬م ْن يسمع يَخ َْل" أي‪" :‬يخَل ما يسمعُه حقاً"‪.‬‬‫ُ‬ ‫ومما جاء فيه‬
‫فإن لم يدُ َّل على الحذف دلي ٌل لم ي ُجز‪ ،‬ال فيهما وال في أحدهما‪ .‬وهذا هو الصحي ُح من مذاهب‬
‫النّحويين‪.‬‬
‫َّ‬
‫الظن (وهو ُرجحانُ وقوع‬ ‫ع يفيدُ‬
‫ع يفيدُ اليقينَ (وهو االعتقاد الجازم)‪ ،‬ونو ٌ‬ ‫وأفعا ُل القلوب نوعان‪ :‬نو ٌ‬
‫األمر)‪.‬‬
‫أفعال اليقين‬
‫تنصب مفعولين‪ ،‬ستةٌ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫التي‬ ‫اليقين‪،‬‬ ‫أفعا ُل‬
‫األولُ‪" :‬رأى" ‪ -‬بمعنى "علم واعتقد" ‪ -‬كقول الشاعر‪:‬‬

‫وأكثره ْم جنودا*‬
‫َ‬ ‫أكبر ك ِّّل شيءٍ * ُمحاولةً‪،‬‬
‫* رأيتُ هللاَ َ‬
‫خالف الواقع‪ ،‬ألنه ٌ‬
‫يقين‬ ‫َ‬ ‫وال فرقَ أن يكون اليقينُ بحسب الواقع‪ ،‬أو بحسب االعتقاد الجازم‪ ،‬و ِّإن‬
‫ً‬
‫ير ْونهُ بعيدا ونراهُ قريبا" أي‪ :‬إنهم‬ ‫بالنسبة إلى المعت َقد‪ .‬وقد اجتمع األمران في قوله تعالى‪" :‬إنهم َ‬
‫س َر البُعدُ باالمتناع‪ ،‬ألن العرب تستعم ُل البعدَ في‬ ‫ث ُممتن ٌع‪ ،‬ونعل ُمه واقعا‪ .‬وإِّنما فُ ّ‬
‫يعتقدون أن البع ِّ‬
‫االنتفاء‪ ،‬والقُرب فى ال ُحصول‪.‬‬
‫"الرؤْ يا" المناميَّةُ‪ ،‬فهي‬
‫مصدرها ّ‬
‫ُ‬ ‫ومثل‪" :‬رأى" اليقينيَّة (أي‪ :‬التي تفيد اليقينَ ) "رأى" ال ُحلميَّةُ‪ ،‬التي‬
‫أعصر خمراً}‬
‫ُ‬ ‫س الباطن؛ قال تعالى‪{ :‬إني أراني‬ ‫حيث االدراكُ ِّ‬
‫بالح ّ‬ ‫ُ‬ ‫تنصب مفعولين‪ ،‬ألنها مثلها من‬
‫أعصر خمراً‪.‬‬‫ُ‬ ‫فالمفعو ُل األَو ُل ياء المتكلم‪ ،‬والمفعول الثاني جملةُ‬
‫(فان كانت "رأى" بصرية‪ ،‬أي بمعنى "أبصر ورأى بعينه"‪ ،‬فهي متعدية الى مفعول واحد‪ .‬وان‬
‫ّت الى مفعول واحد ايضا)‪.‬‬ ‫كانت بمعنى "اصابة الرئة" مثل "ضربه فرآه"‪ ،‬أي‪ :‬أصاب رئته‪ ،‬تعد ْ‬
‫متموهن ُمؤْ مناتٍ"‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫والثاني " َعلَم" ‪ -‬بمعنى "اعتقدَ" ‪ -‬كقوله تعالى‪" :‬فإن ع ِّل‬

‫(‪)20/1‬‬

‫بآم ٍل * نَداكَ ‪ ،‬ولو َ‬


‫ظ ْمآنَ ‪ ،‬غ َْرثانَ ‪ ،‬عاريا*‬ ‫* َع ِّل ْمتُكَ َمنّاناً‪ ،‬فلَ ْستُ ِّ‬
‫وقو ِّل اآلخر‪:‬‬

‫واجفات الشوق واألَم ِّل*‬


‫ْ‬ ‫المعروف فانبعَث َ ْ‬
‫ت * ِّإليكَ بي‬ ‫ِّ‬ ‫* َع ِّل ْمتُكَ الباذ َل‬

‫(فان كانت بمعنى "عرف" كانت متعدية الى واحد‪ ،‬مثل‪" :‬عملت االمر"‪ ،‬أي‪ :‬عرفته‪ ،‬ومنه قوله‬
‫تعالى‪{ :‬وهللا اخرجكم من بطون أمهاتكم ال تعلمون شيئا} وان كانت بمعنى "شعر واحاط وادرك"‪،‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫تعدت الى مفعول واحد بنفهسا او بالباء مثل‪" :‬علمت الشيء وبالشيء"‪.‬‬
‫لم اعتقاد" كقول الشاعر‪:‬‬
‫والثالث "دَ َرى" ‪ -‬بمعنى " َع ِّلم ِّع َ‬
‫فاء حميدٌّ‬ ‫فإن اغتِّباطا ً َ‬
‫بالو ِّ‬ ‫ي العه ِّد يا َع ْم ُرو‪ ،‬فاغت ْ‬
‫َبط‪َّ * ،‬‬ ‫الوفِّ َّ‬
‫د ُِّريتَ َ‬
‫والكثير ال ُمستعمل يها أن ت َتعدّى إلى واحد بالباء‪ ،‬مثل‪" :‬دريت به"‪.‬‬
‫(فان كانت بمعنى "ختل" أي‪ :‬خدع‪ ،‬كانت متعدية الى واحد بنفسها‪ ،‬مثل‪" :‬دريت الصيد" أي‪ :‬ختلته‬
‫وخدعته‪ .‬وان كانت بمعنى " َحكّ " مثل‪" :‬درى رأسه بالمدرى"‪ ،‬أي حكه به‪ ،‬فهي كذلك)‪.‬‬
‫والرابع‪" :‬تَعَلّ ْم ‪ -‬بمعنى "اعل ْم واعت ِّقدْ" كقول الشاعر‪:‬‬
‫طفٍ في التَّحيُّ ِّل ْ‬
‫وال َم ْك ِّر*‬ ‫هر َعد ّ ُِّوها * فَبا ِّل ْغ ِّبلُ ْ‬ ‫*تَعَلَّ ْم شفا َء النَّ ِّ‬
‫فس قَ َ‬

‫وصلَتها؛ كقول الشاعر‪:‬‬ ‫والكثي ُر المشهور استعمالُها في ْ‬


‫"أن" ِّ‬

‫اس َميْتٌ * على ج ْف ِّر ال َهبا َءةِّ ال يَ ِّري ُم*‬ ‫*تَعَلَّ ْم أ َ َّن َ‬
‫خير النّ ِّ‬

‫ضيِّّ ْعها فإِّنَّكَ قا ِّتلُه*‬ ‫وقال اآلخر‪ :‬فَقُ ْلتُ ‪ :‬ت َعلَّ ْم أ َ َّن ِّلل َّ‬
‫ص ْي ِّد ِّع َّرة َ * و ِّإالَّ ت ُ َ‬
‫سدّ‬ ‫وصلَتُهما حينئ ٍذ قد َ‬
‫سدّتا َم َ‬ ‫بأعور"‪ .‬وتكون "أن" ِّ‬ ‫َ‬ ‫أن َربكم ليس‬ ‫وفي حديث الدّجا ِّل‪" :‬ت َعلّموا ّ‬
‫المفعولين‪( .‬فان كانت أمرا ً من "تعلم يتعلم"‪ ،‬فهي متعدية الى مفعول واحد‪ ،‬مثل "تعلموا العربية‬
‫"الوجودُ والوجدان"‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫وعلموها الناس")‪.‬والخامس‪" :‬وجد" ‪ -‬بمعنى " َع ِّل َم واعتقد" ‪ -‬ومصدرها ُ‬
‫"وجدتُ الصدقَ زينةَ العُقالء"‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬وإِّ ْن وجدْنا أكثرهم لفاسقين}‪.‬‬

‫(‪)21/1‬‬

‫(فان لم تكن بمعنى العلم االعتقادي‪ ،‬لم تكن من هذا الباب‪ .‬وذلك مثل‪" :‬وجدت الكتاب وجودا ً‬
‫ووجدانا" بكسر الواو فى الوجدان ‪ -‬أى‪ :‬اصبته وظفرت به بعد ضياعه‪ .‬ومثل‪" :‬زجد عليه موجدة"‬
‫‪ -‬بفتح الميم وسكون الواو وكسر الجيم ‪ -‬اي‪ :‬حقد عليه وغضب‪ .‬وفي حديث‪ :‬االيمان "اني سائلك‬
‫ي"‪ ،‬أي‪ :‬ال تغضب من سؤالي‪ .‬ومثل‪" :‬وجد به وجداً" ‪ -‬بفتح الواو وسكون الجيم ‪ -‬اي‪:‬‬ ‫فال تجد عل ّ‬
‫ً‬
‫حزن به‪ ،‬و "وجد به وجدا ايضا" اي‪ :‬احبه‪ ،‬يقال‪" :‬له بأصحابه وجد"‪ ،‬أي‪ :‬محبة‪ .‬وثل‪" :‬وجد جدة"‬
‫بكسر الجيم وفتح الدال ‪ -‬اي‪ :‬استغنى غنى يأمن بعده الفقر)‪.‬‬
‫والسادس‪" :‬ألفى‪ - :‬بمعنى "ع ِّل َم واعتقد" ‪ :-‬مثل "الفَيْتُ قولكَ صواباً"‪.‬‬‫ُ‬
‫(فان كانت بمعنى "اصاب الشيء وظفر به"‪ ،‬كانت متعدية إلى واحد‪" ،‬الفيت الكتاب"‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫"وألفيا سيدها لدى الباب")‪.‬‬
‫افعال الظن‬
‫أفعال الظن (وهي ما تفيد ُرجحان وقوع الشىء) نوعان‪:‬‬
‫ْب‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الظن‪ ،‬ونوع يكونُ الظنَ ف َحس ُ‬ ‫والغالب كونُهُ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الظن واليقين‪،‬‬ ‫ع يكونُ‬
‫نو ُ‬
‫ُ‬
‫ع األول ثالثة أفعا ٍل‪:‬‬ ‫فالنو ُ‬
‫لرجحان وقوعِّ الشىء ‪ -‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ّ‬
‫األول‪" :‬ظن" ‪ -‬وهو ُ‬

‫ب‪ ،‬صا ِّليا ً * فَعَ َّردْتَ فيمن كانَ فيها ُم َّ‬


‫عردا*‬ ‫شب ْ‬
‫َّت لظى الحر ِّ‬ ‫* َ‬
‫ظنَ ْنتُكَ ‪ ،‬إن َ‬

‫وقد تكون لليقين‪ ،‬كقوله تعالى‪" :‬وظنُّوا أنهم ُمالقو ربهم" وقو ِّله‪ :‬وظنُّوا أن ال ملجأ من هللا إال ِّإلي ِّه"‪،‬‬
‫أي‪ :‬علموا واعتقدوا‪.‬‬
‫(فان كانت بمعنى‪" ،‬اتهم" فهي متعدية إلى واحد‪ ،‬مثل‪" :‬ظن القاضي فالنا"‪ ،‬أي‪ :‬اتهمه والظنين‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫والمظنون‪ :‬المتهم‪ .‬ومنه قوله تعالى‪" :‬وما هو على الغيب بظنين" أي‪ :‬متهم)‪.‬‬
‫ّ‬
‫"ظن" التي للرجحان ‪ -‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫والثاني‪ :‬خا َل ‪ -‬وهي بمعنى‬

‫ع منَ الوجْد*‬
‫ي * يَسو ُمكَ ماال يُسْتطا ُ‬
‫ف‪ ،‬ذا هَو ً‬ ‫ض َّ‬
‫الط ْر َ‬ ‫*إخالُكَ ‪ ،‬إِّن لم ت ُ ْغ ِّم ِّ‬

‫وقد تكون لليقين واالعتقاد‪ ،‬كقول اآلخر‪:‬‬

‫ي اس ٌم‪ ،‬فَال أ ُ ْد َعى به َوه َُو أَولُ*‬


‫وخ ْلتُني * ِّل َ‬ ‫*دعاني العواني َع َّم َّ‬
‫هن‪ِّ .‬‬

‫(‪)22/1‬‬

‫هن‪ ،‬وقد علمت ان لي اسما‪ ،‬افال ادعي به وهو اول اسم لي‪ .‬وياء المتكلم مفعول‬ ‫(ي‪ :‬دعونني ع َّم َّ‬
‫ِّب" ‪ -‬وهي‬
‫خال االول‪ ،‬وجملة "اسم" في موضع نصب على انها مفعوله الثاني)‪ .‬والثالث‪َ " :‬حس َ‬
‫سبه ُم الجاه ُل أغنياء من التعفّف}‪ ،‬وقول ِّه َ‬
‫{وتحسبُهم‬ ‫ّ‬
‫"ظن" ‪ -‬كقوله تعالى‪{ :‬يَح َ‬ ‫للرجحان‪ ،‬بمعنى‬‫ُّ‬
‫أيقاظا ً وهم ُرقودٌ}‪ .‬وقد تكون لليقين‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬

‫خير تِّجارةٍ * رباحاً‪ ،‬إِّذا ما ْال َم ْر ُء أَصبح ثاقِّال*‬


‫* َح ِّسبْت التُّقَى والجودَ َ‬
‫ّ‬
‫"ظن" كقوله تعالى‪:‬‬ ‫ْب) خمسةُ أفعال‪ :‬األول‪" :‬جع َل ‪ -‬بمعنى‬ ‫ع الثاني (وهو ما يُفيدُ َّ‬
‫الظ َّن فَ َحس ُ‬ ‫والنو ُ‬
‫الرحمن ‪ -‬إناثاً}‪( .‬فان كانت بمعنى "أوجد" أو بمعنى "أوجب"‪،‬‬ ‫{وجعلوا المالئكة ‪ -‬الذين هم عبادُ َّ‬ ‫َ‬
‫تعدت الى واحد‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وجعل الظلمات والنور} أي‪ :‬خلق وأوجد‪ ،‬وتقول‪( :‬اجعل لنشر العلم‬
‫نصيبا ً من مالك)‪ ،‬أي‪ :‬اوجب‪ .‬وان كانت بمعنى (صير) فهي من افعال التحويل‪ .‬و (سيأتي الكالم‬
‫ت‬
‫عليها)‪ .‬وان كانت بمعنى (أنشأ) فهي من االفعال الناقصة التي تفيد الشروع في العمل‪ ،‬مثل‪( :‬جعل ِّ‬
‫االمةُ تمشي في طريق المجد)‪ ،‬أي‪( :‬أخذت وأنشأت)‪.‬‬
‫"ظن" ‪ -‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫والثاني‪َ " :‬حجا" بمعنى‬

‫*قد ُكنتُ أح ُجو أبا َع ْم ٍر أَخا ثِّقَ ٍة * َحتَّى أَل َّم ْ‬


‫ت بِّنا يوما ً ُم ِّلماتُ *‬

‫(فان كانت بمعنى (غلبة في المحاجة)‪ ،‬أو بمعنى (رد ومنع) أو بمعنى (كتم وحفظ) او بمعنى (ساق)‬
‫فهي متعدية الى واحد‪ ،‬تقول‪( :‬حاجيته فحجوته)‪ ،‬أي‪ :‬فاطنته فغلبته‪ ،‬و (حجوت فالناً) أي منعته‬
‫ورددته‪ ،‬و (حجوت السر)‪ ،‬أي كتمته وحفظته‪ ،‬و (حجت الريح سفينة)‪ ،‬أي ساقتها‪ .‬وان كانت بمعنى‬
‫(وقف أو أقام)‪ ،‬مثل‪( :‬حجا بالمكان‪ ،‬او بمعنى (بخل) مثل‪( :‬حجا بالشيء) أي‪ :‬ضن به‪( ،‬فهي‬
‫َّ‬
‫"ظن" كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬
‫والثالث‪َ " :‬عدَّ" ‪-‬‬ ‫الزمة)‪.‬‬

‫*فَال ت َ ْعدُ ِّد ْال َم ْولى شَري َككَ في الغنى * َولكنَّما ْال َم ْولى شَري ُككَ في العُدْم*‬
‫َّت إلى واحد مثل‪" :‬عددت الدراهم"‪ ،‬أي‪( :‬حسبتها واحصيتها)‪.‬‬ ‫(فان كانت (بمعنى "أحصى" تعد ْ‬

‫(‪)23/1‬‬

‫"ظن ظنا ً راجحاً" ‪ -‬كقول الشاعر‪:‬‬


‫ّ‬ ‫والرابع‪" :‬ز َع َم" ‪ -‬بمعنى‬

‫ش ْي ُخ َم ْن يَدِّبُّ ذَبيبا*‬ ‫شيْخاً‪ ،‬ولست بِّ َ‬


‫شيْخٍ * إنَّما ال َّ‬ ‫*زَ َع َمتْني َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫للظن الفاسد‪ ،‬وهو حكاية قو ٍل يكون ِّمظنَّةً للكذب‪ ،‬فيقال فيما يُشكّ‬‫ِّّ‬ ‫والغالب في "ز َع َم" أن تُست َع َم َل‬
‫ُ‬
‫إن هذه الكلمة مركبٌ للكذب‪.‬‬ ‫فيه‪ ،‬أو فيما يُعتقدُ كذبُهُ‪ ،‬ولذلك يقولون‪" :‬زَ عموا مطيِّيَّةُ الكذب" أي‪ّ :‬‬
‫ٌ‬
‫فالن"‪ .‬ولهذا جاء في القرآن‬ ‫أن من قال كالماً‪ ،‬وكان عندهم كاذباً‪ ،‬قالوا‪" :‬زَ َ‬
‫عم‬ ‫ومن عادة العرب ّ‬
‫اجح‪،‬‬
‫الر ِّ‬ ‫ّ‬
‫الظن َّ‬ ‫جردا ً عن معنى‬ ‫الزعم بمعنى القول‪ُ ،‬م َّ‬ ‫الكريم في كل موضع ذُ ّم القائلون به‪ .‬وقد يردُ َّ‬
‫ّت الى‬‫أو الفاسد‪ ،‬أو المشكوك فيه‪( .‬فان كانت "زعم" بمعنى "تأمر ورأس"‪ ،‬أو بمعنى "كفل به" تعد ْ‬
‫واحد بحرف الجر‪ ،‬تقول‪" :‬زعم على القوم فهو زعيم"‪ ،‬أي‪ :‬تأمر عليه ْم ورأسهم‪ ،‬و "زعم بفالن‬
‫وبالمال"‪ ،‬أي كفل به وضمنه‪ ،‬وتقول‪" :‬زعم اللبن" أي‪ :‬أخذ يطيب‪ ،‬فهو الزم)‪.‬‬
‫ظ َّن" ‪ -‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫والخامس‪" :‬هبْ " ‪ -‬بلفظ األمر‪ ،‬بمعنى " ُ‬ ‫ُ‬

‫*فَقُلتُ ‪ :‬أ َ ِّج ْرني أَبا خال ٍد * وإِّالّ فَ َهبْني َ‬


‫امر ًءا ها ِّلكا*‬

‫(فان كانت امرا ً من الهبة‪ ،‬مثل‪" :‬هب الفقراء ماالً"‪ ،‬لم تكن من أفعال القلوب‪ ،‬بل هي من "وهب"‬
‫التي تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبراً‪ .‬على الفصيح فيها أن تتعدى الى االول بالالم‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫"هب للفقراء ماال"‪ .‬وان كانت امرا ً من الهيبة تعدت الى مفعول واحد‪ ،‬مثل "هب ربك"‪ ،‬أي‪ :‬خفه)‪.‬‬

‫وترك وت َِّخذ‬‫وردَّ َ‬‫(‪ )2‬افعال التحويل أفعا ُل التحويل‪ :‬ما تكونُ بمعنى "صي ََّر"‪ .‬هي سبعةٌ‪" :‬صيَّر َ‬
‫وخبر‪ .‬فاألو ُل مثل‪" :‬صي ّْرتُ العد َُّو‬
‫ٌ‬ ‫تنصب مفعولين أصلُهما ُمبتدأ‬ ‫ُ‬ ‫واتخذ وجعل ووهب"‪ .‬وهي‬
‫يردُّونكم من بعد ِّإيمانِّكم ُكفَّاراً"‪ ،‬وقال‬
‫ْ ُ‬‫لو‬ ‫الكتاب‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫كثير‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫د‬‫{و‬
‫َ‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫صديقاً"‪ .‬والثاني كقوله‬
‫س ُمودا*‬ ‫ب * ِّبم ْق ٍ‬
‫دار س َم ْدنَ لهُ ُ‬ ‫الحدْثانُ نِّس َْوة َ آل َح ْر ٍ‬
‫*ر َمى ِّ‬
‫الشاعر‪َ :‬‬

‫(‪)24/1‬‬

‫سودا*‬ ‫يض ُ‬ ‫وردَّ ُوجو َه ُه َّن ال ِّب َ‬ ‫سودَ بِّيضا ً * َ‬ ‫شعُ ْو َر َّ‬
‫هن ال ُّ‬ ‫*فردَّ ُ‬
‫بعض"‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫عز وجل‪{ :‬وتركنا بعضهم يومئ ٍذ يمو ُج في‬ ‫والثالث كقوله َّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫*وربَّيْتهُ‪ ،‬حتى ِّإذا ما ت ََر ْكتُهُ * أخا‬
‫شاربُهُ*‬ ‫ْح ِّ‬ ‫القوم‪ ،‬واست َ ْغنى عن ال َمس ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫والراب ُع‪" :‬ت َِّخذتُكَ صديقاً"‪.‬‬
‫ابراهيم خليال}‪.‬‬ ‫َ‬ ‫والخامس كقوله تعالى‪{ :‬واتخذ هللاُ‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫ع ِّملوا من عمل‪ ،‬فجعلناهُ هبا ًء منثورا}‪.‬‬ ‫والسادس كقوله سبحانهُ‪ :‬و {ق ِّد ْمنا إلى ما َ‬ ‫ُ‬
‫والسابع مثل‪ :‬وهبَني هللاُ فداء ال ُمخلصين"‪.‬‬
‫(وهذه االفعال ال تنصب المفعولين اال اذا كانت بمعنى "صير" الدالة على التحويل وان كانت "رد"‬
‫بمعنى "رجع" ‪ -‬كرددته‪ ،‬أي‪ :‬رجعته ‪ -‬و "ترك" بمعنى "خلى" ‪ -‬كتركت الجهل‪ ،‬أي‪ :‬خليته و‬
‫"جعل" بمعنى "خلق"؛ كانت متعدية الى مفعول واحد‪ .‬وان كانت "هب" بمعنى أعطى لم تكن من‬
‫هذا الباب‪ ،‬وان نصبت المفعولين‪ ،‬مثل‪" :‬وهبتك فرساً"‪ .‬والفصيح أن يقال‪" :‬وهبت لك فرساً"‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫المتعدي الى ثالثة مفاعيل‬
‫وحدث"‪ .‬و ُمضارعها‪" :‬ي ُِّري‬ ‫َ‬ ‫وخر‬
‫َّ‬ ‫وأخبر‬
‫َ‬ ‫وأعلم وأنبأ ونَبَّأ‬‫َ‬ ‫المتعدِّّي إلى ثالثة مفاعيل‪ ،‬هو "أرى‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫األمر واضحا‪ ،‬وأعلمتهُ إياهُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ويُع ِّل ُم ويُنبِّي ُء ويُن ِّبّى ُء ويُخبر ويُخ ِّبّ ُر ويحدِّّث"‪ ،‬تقول‪" :‬أريتُ سعيدا‬
‫الخبر واقعاً‪ ،‬ونَبَّأته إيَّاهُ‪ ،‬أو أخبرتهُ إِّياهُ‪ ،‬أو أخبرته إياهُ أو حدَّثتهُ إياهُ حقا"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫صحيحاً‪ ،‬وأنبأتُ خليالً‬
‫نائب الفاع ِّل مفعولها األول‪ ،‬مثل "أُنبئْتُ‬ ‫ُ‬ ‫والغالب في "أنبأ" وما بعدها أن تُبنى للمجهول‪ ،‬فيكون‬ ‫ُ‬
‫سليما ً مجتهداً"‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫َرائب األَشعار*‬ ‫َ‬ ‫يغ‬ ‫كاسمها‪ * ،‬يُهدِّي ِّإل ّ‬ ‫ِّ‬ ‫*نُ ِّبّئْتُ ُز ْر َعةَ‪ ،‬والسفا َهةُ‬
‫اآلخر‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وقال‬
‫سد*‬ ‫َ‬
‫زأر من األ َ‬ ‫رار على ٍ‬ ‫قابوس أو َعدَني * وال قَ َ‬ ‫َ‬ ‫أن أبا‬‫*نُ ِّبّئْتُ َّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( الفعل الالزم )‬

‫(‪)25/1‬‬

‫نفس فاعله‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫يتجاوزه إلى المفعول به‪ ،‬بل يبقى فى ِّ‬ ‫ُ‬ ‫أثرهُ فاعلَهُ‪ ،‬وال‬ ‫الفع ُل الالز ُم‪ :‬هو ما ال يتعدى ُ‬
‫"ذهب سعيدٌ‪ ،‬وسافر خالدٌ"‪.‬‬
‫ج إلى مفعول‬ ‫وهو يحتا ُج إلى الفاعل‪ ،‬وال يحتا ُج إلى المفعول به‪ ،‬ألنه ال يخرج من نفس فاع ِّله فيحتا ُ‬
‫به يَق ُع عليه‪.‬‬
‫القاصر) ‪ -‬لقُصوره عن المفعول به‪ ،‬واقتصاره على الفاعل ‪ -‬و (الفع َل َ‬
‫غير‬ ‫َ‬ ‫ويُسمى أيضاً‪( .‬الفع َل‬
‫غير ال ُمجا ِّو ِّز) ألنه ال ي َجا ِّو ُز فاعلهُ‪.‬‬
‫الواقع) ‪ -‬ألنه ال يقع على المفعول به ‪ -‬و (الفعل َ‬
‫متى يكون الفعل الزما؟‬
‫يكونُ الفعل الزماً‪:‬‬
‫إذا كان من أفعال السجايا والغرائز‪ ،‬أَي الطبائع‪ ،‬وهي ما دَلّت على معنى قائم بالفاعل ٍ‬
‫الزم له ‪-‬‬
‫وذلك‪ ،‬مثل‪" :‬شَجع و َجبُنَ و َحسنُ وقَب َح"‪.‬‬
‫وقصر وما أَشبه ذلك"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أو د َّل على هيئة‪ ،‬مثل‪ :‬طال‬
‫ظف‪.‬‬ ‫الثوب ون ُ‬ ‫ُ‬ ‫أو على نظافةٍ‪َ :‬كطهر‬
‫ودنس وقذِّر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫دنس‪ :‬كو ِّسخ الجس ُم‬ ‫أو على ٍ‬
‫وعطش‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫كمرض وكسِّل ونشِّط وفرح وحزن وشَبع‬ ‫ٌ‬
‫الزم وال هو حركة‪ِّ :‬‬ ‫عرض غير ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أو على‬
‫واخضر وأدم‪.‬‬‫َّ‬ ‫كاحمر‬
‫َّ‬ ‫أو على لون‪:‬‬
‫ب‪ :‬كعَمش وعور‪.‬‬ ‫أو على عي ٍ‬
‫أو على حلية‪ :‬كنَجيل ودعج وكحل‪.‬‬
‫أو كان ُمطاوعا ً لفع ٍل ُمتع ٍدّ إلى واحد‪ :‬كمددت الحبل فامتدَّ‪.‬‬
‫وكرم‪.‬‬
‫وشرف وج ُمل ُ‬ ‫ُ‬ ‫سن‬‫العين ‪ -‬كح ُ‬
‫ِّ‬ ‫أو كان على وزن (فَعُل) ‪ -‬المضموم‬
‫أو على وزن (انفعل)‪ :‬كانكسر وانحطم وانطلق‪.‬‬
‫وازور‪.‬‬
‫َّ‬ ‫كاغبر‬
‫َّ‬ ‫أو على وزن (افعلَّ)‪:‬‬
‫وازوار‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أو على وزن (افعالَّ)‪ :‬كاها َّم‬
‫َّ‬
‫واطمأن‪.‬‬ ‫كاقشعر‬
‫َّ‬ ‫أو على وزن (افعلَلَّ)‪:‬‬
‫أو على وزن (افعنلل)‪ :‬كاحرنجم واقعنسس‪.‬‬
‫متى يصير الالزم متعديا‬
‫يصير الفع ُل ُمتعديا ً بأح ِّد ثالثة أشياء‪:‬‬ ‫ُ‬
‫إما بنقله إلى باب (افعل) مثل‪" :‬أكرمتُ المجتهد"‪.‬‬
‫"عظمتُ العلماء"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وإما بنقله إلى باب (فعَل) ‪ -‬ال َمضعّف العين ‪ -‬مثل‪:‬‬
‫س ْك بالفضيلة"‪.‬‬ ‫ض عن الرذيلة‪ ،‬وت َم َّ‬ ‫"أعر ْ‬ ‫ِّ‬ ‫الجر‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫وإما بواسطة حرف ِّ ّ‬
‫سقوط حرف الجر من المتعدي بواسطة‬

‫(‪)26/1‬‬

‫المجرور‪ ،‬قال تعالى‪" :‬واختار موسى قَومهُ‬


‫َ‬ ‫الجر بعد المتعدي بواسطة‪ ،‬نصبت‬
‫حرف ِّ ّ‬
‫ُ‬ ‫إذا سقط‬
‫سبعين رجال"‪ ،‬أي‪ :‬من قومه‪ ،‬وقال الشاعر‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ي إِّذا ً َحرام*‬‫ِّيار ولم تَعُو ُجوا * كال ُم ُكم َعلَ ّ‬
‫*ت َ ُم ُّرون الدّ َ‬
‫الجار‪.‬‬
‫ِّ ّ‬ ‫سقوط‬
‫المجرور بعد ُ‬
‫ُ‬ ‫َمرونَ بالديار‪ .‬فانتصب‬‫واألصلُ‪ :‬ت ّ‬
‫جائز قياسا ً إذا منَ‬
‫ٌ‬ ‫ُقاس عليه‪ ،‬إال في "أ َ ْن وأ َ َّن"‪ ،‬فهو‬
‫ي ال ي ُ‬ ‫ط الجار بعد الفعل الالزم سماع ٌّ‬ ‫سقو ُ‬ ‫و ُ‬
‫ذكر من ربِّّكم على رجل منكم؟} أَي‪ :‬من أَن جاءكم‪ ،‬وقو ِّله‬ ‫ْس‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬أ َ َو َع ِّجبتم أَن جاءكم ٌ‬ ‫اللَّب ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سبحانهُ‪{ :‬ش ِّهدَ هللاُ أنهُ ال ِّإله ِّإال هُو}‪ ،‬أي‪ :‬بأنه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ْس لم يَ ُج ْز حذفهُ قبلها‪ ،‬فال يجوز أن تقول‪" :‬ر ِّغبت أن أفعل" إلشكال ال ُمرا ِّد بعد‬ ‫فإن لم يُؤمن اللب ُ‬
‫ذكر الحرف ليتعيَّن‬ ‫فيجب ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الحذف‪ ،‬فال يفهم السام ُع ماذا أدرتَ ‪ :‬أرغبتك في الفعل‪ ،‬أو رغبتك عنه‬
‫ال ُمرادُ‪ ،‬إِّال إِّذا كان االبها ُم مقصودا ً لتعمية المعنى المرا ِّد على السامع‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( المعلوم والمجهول )‬

‫ينقسم الفعل باعتبار فاعله الى معلوم ومجهول‪ .‬فالفعل المعلوم‪ :‬ما ذُكر فا ِّعلهُ في الكام نحو‪" :‬م َّ‬
‫ص َر‬
‫المنصور بغداد"‪.‬‬‫ُ‬
‫رفع متحركٌ ‪ ،‬فإن كان‬ ‫ضمير ٍ‬
‫ُ‬ ‫ألف ‪-‬‬ ‫المجرد المعلوم ‪ -‬الذي قبل آخره ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫وإذا اتصل بالماضي الثالث ّ‬
‫ور ْمتُ‬‫س ْمتُه األمر‪ُ ،‬‬‫ضم أوله‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬ ‫"سام يَسو ُم‪ ،‬ورام يرو ُم‪ ،‬وقاد يقُودُ" ُ‬ ‫َ‬ ‫من باب (فَعَ َل يَ ْفعلُ) ‪ -‬نحو‪:‬‬
‫الخير‪ ،‬وقُدْتُ الجيش"‪.‬‬
‫وضام يضي ُم"‪ .‬أو من باب (فعل يفعلُ)‬ ‫َ‬ ‫وإن كان من باب (فعل يف ِّعلُ) ‪ -‬نحو‪" :‬باع يبي ُع وجاء يجيء‪،‬‬
‫تُ‬ ‫ْ‬
‫وضمت الخائنَ ‪ ،‬ونِّل الخير‬ ‫ُ‬
‫وجئتهُ‪ِّ ،‬‬ ‫يخاف" ‪ُ -‬كس َِّر أَولهُ‪ ،‬نحو‪" :‬بِّعتُهُ‪ِّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬نحو‪" :‬نال ينالُ‪ ،‬وخاف‬
‫وخ ْفتُ هللا"‪.‬‬
‫ِّ‬

‫(‪)27/1‬‬

‫لغرض من األغراض‪ :‬إما لاليجاز‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫والفع ُل المجهول‪ :‬ما لم يُذكر فاعله في الكالم بل كان محذوفا ً‬
‫اعتمادا ً على ذكاء السامع‪ ،‬وإما للعلم به‪ ،‬وإما للجهل به‪ ،‬وإما للخوف عليه‪ ،‬وإما للخوف منه‪ ،‬وإما‬
‫لتحقيره؛ فت ُ ْك ِّر ُم لسانك عنه‪ ،‬وإما لتعظيمه تشريفا ً له فتكر ُمه أن يُذكر‪ ،‬إن فعل ما ال ينبغي لمثله أن‬
‫يفعله‪ ،‬وإما إلبهامه على السامع‪.‬‬
‫ُكرم المجتهدُ"‪ ،‬أو غير صريح‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫وينوب عن الفاعل بعد حذفه المفعو ُل به‪ ،‬صريحاً‪ ،‬مثل‪" :‬ي َ‬ ‫ُ‬
‫سير‬
‫المصدر‪ ،‬مثل‪ِّ " :‬سير ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ت الليلة"‪ ،‬أو‬ ‫سهر ِّ‬ ‫الدار و ُ‬
‫ُ‬ ‫سكنت‬
‫رف‪ ،‬مثل‪ُ " :‬‬ ‫ظ ُ‬ ‫سن إليك"‪ ،‬أو ال َ‬ ‫حسن فيح َ‬ ‫"أ َ ْ‬
‫طويل"‪.‬‬
‫(ولنيابة الظرف والمصدر عن الفاعل شروط ستراها في الجزء الثاني‪ ،‬في "مبحث نائب الفاعل" ان‬
‫شاء هللا)‪.‬‬
‫وال يُبنى المجهو ُل إال من الفعل المتعدي بنفسه‪ ،‬مثل‪" :‬يُكرم المجتهدُ"‪ ،‬أَو بغيره‪ ،‬مثل‪ :‬ي ُْرفَقُ‬
‫بالضعيف"‪.‬‬
‫سهر طويلٌ" أو ظرفاً‪ ،‬مثل‪" :‬صيم‬ ‫ٌ‬ ‫سهر‬ ‫نائب الفاعل مصدرا ً نحو‪ُ " :‬‬‫ُ‬ ‫وقد يُبنى من الالزم‪ ،‬إن كان‬
‫رمضانُ "‪.‬‬
‫بناء المعلوم للمجهول‬
‫ذف الفاع ُل من الكالم وجب أن تتغيّر صورة الفعل المعلوم‪.‬‬ ‫متى ُح َ‬
‫َ‬
‫فإن كان ماضيا يُكسر ما قبل آخره‪ ،‬ويُضم كل ُمتحرك قبله‪ ،‬فتقو ُل كسر وأكرم وتعلم واستغفر‪.‬‬ ‫ً‬
‫علّ َم وا ْست ُ ْغ ِّف َر"‬
‫واكر َم وت ُ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫" ُكسِّر‬
‫س ُر‬ ‫وإن كان مضارعا ً يُض ّم َّاولهُ‪ ،‬ويُفتح ما قب َل آخره‪ ،‬فتقول في‪ :‬يَكس ُِّر وي ِّ‬
‫ُكر ُم ويَتعل ُم ويَستغ ِّف ُر‪" :‬يُك َ‬
‫ُكر ُم ويُتعلَّ ُم ويستغفَ ُر"‪.‬‬ ‫وي َ‬
‫األمر فال يكونُ مجهوالً أبدا ً‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫أما فع ُل‬
‫بناء ما قبل آخره حرف علة للمجهول‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫س ُر ك ُّل‬
‫قلب ألفه يا ًء‪ ،‬ويُك َ‬‫سداسيّاً) ت ُ ُ‬ ‫ألف ‪ -‬للمجهول (إن لم يكن ُ‬ ‫إذا أُريدَ بنا ُء الماضي ‪ -‬الذي قب َل آخره ٌ‬
‫ع واقتادَ واجتا َح‪" :‬اب ِّتي َع واقتيدَ واجْ تِّي َح"؛‬
‫ع وقال‪ِّ " :‬بيع وقيلَ"‪ ،‬وفي ابتا َ‬ ‫متحركٍ قبلَها‪ ،‬فتقو ُل في‪ :‬با َ‬ ‫َّ‬
‫واألصل‪" :‬يُبِّي َع وقُ ِّو َل وابتِّي َع واقت ُ ِّودَ واجت ُ ِّوح"‪.‬‬

‫(‪)28/1‬‬

‫سر ما‬‫ض ّم همزتُه وثالثُه‪ ،‬ويُك َ‬ ‫استتاب واستما َح ‪ -‬تُقلَب أ ِّلفُه يا ًء‪ ،‬وت ُ َ‬ ‫َ‬ ‫فإِّن كان على ستة أحرفٍ ‪ -‬مثل‪:‬‬
‫تيب وأُستُمي َح"‪.‬‬
‫الياء‪ ،‬فتقول‪" :‬أَست ُ َ‬ ‫قب َل ِّ‬
‫رفع متحركٌ ‪ ،‬فإن‬
‫ضمير ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أجوف ‪-‬‬
‫َ‬ ‫يٍ‬
‫ماض مجهول ثالث ّ‬ ‫ٍ‬ ‫يم وقِّيدَ" من كل‬ ‫ور َ‬‫يم ِّ‬
‫وإن اتص َل بنحو " ِّس َ‬
‫الجيش" ُكس َِّر في المجهول‪ ،‬كيال‬ ‫َ‬ ‫الخير‪ ،‬وقُدْتُ‬
‫َ‬ ‫ورمتُ‬ ‫األمر‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ض ُّم َّأولُه في المعلوم نحو‪ُ " :‬‬
‫سمتُه‬ ‫كان يُ َ‬
‫للقضاء"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫بخير‪ ،‬وقِّدتُ‬‫ٍ‬ ‫ورمتُ‬
‫لتبس معلوم الفعل بمجهوله‪ ،‬فتقولُ‪ِّ " :‬سمتُ األمر‪ِّ ،‬‬ ‫يَ َ‬
‫ض َّم في المجهول‪،‬‬‫س وضمتُه‪ ،‬ونِّلته بمعروفٍ " ُ‬ ‫الفر َ‬
‫س ُر أ َّوله في المعلوم ‪ -‬نحو‪" :‬بعته َ‬ ‫َ‬ ‫وإن كان يُك َ‬
‫ضمت‪ ،‬ونُلتُ بمعروفٍ "‪.‬‬‫ْ‬ ‫س‪ ،‬و ُ‬ ‫الفر َ‬
‫فتقول "بُعت َ‬
‫حرف الم ِّدّ ألفا‪ ،‬فتقول في‪:‬‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫حرف م ٍدّ ‪ -‬للمجهول‪ ،‬يُقلب‬ ‫ُ‬ ‫آخره‬
‫وإذا اريدج بنا ُء المضارع ‪ -‬الذي قب َل ِّ‬
‫ُستتاب"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ع وي‬‫ستتيب‪ :‬يُستطا ُ‬
‫ُ‬ ‫يقو ُل ويبي ُع‪" :‬يُقا ُل ويُباعُ"‪ ،‬وفي‪ :‬يستطي ُع ويَ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( الصحيح والمعتل )‬

‫صحيح‪ ،‬و ُمعت ٍّل‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫قسمين‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ضعفها ‪ -‬إلى‬ ‫ينقسم الفع ُل ‪ -‬باعتبار قوةِّ أحرفه و َ‬
‫وكاتب"‪.‬‬
‫َ‬ ‫"كتب‬
‫َ‬ ‫أحرفه األصلية أحرفا صحيحة مثل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫فالصحيح‪ :‬ما كانت ُ‬
‫ف‪.‬‬‫ع ٌ‬‫ومهموز‪ ،‬و ُمضا َ‬ ‫ٌ‬ ‫أقسام‪ :‬سا ِّل ٌم‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫وهو ثالثة‬
‫وعلم"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫حرف علة‪ .‬وال همزة‪ ،‬وال مضعَّفا‪ ،‬مثل‪" :‬كتب وذهب‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫فالسالم‪ :‬ما لم يكن أحدُ أحرف ِّه األصليّ ِّة‬
‫والمهموز‪ :‬ما كان أحدُ أحرفِّه األصلي ِّة همزة‪.‬‬
‫كقرأ‪.‬‬
‫َ‬ ‫الالم‪:‬‬ ‫ومهموزَ‬ ‫َ‪،‬‬ ‫ل‬‫كسأ‬ ‫العين‬ ‫ُ‬
‫ومهموز‬ ‫أقسام‪ :‬مهمو ُز الفاء‪ :‬كأخذ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وهو ثالثة‬
‫لغير زيادة‪.‬‬ ‫كررا ً ِّ‬ ‫والمضاعف‪ :‬ما كان أحدُ أحرفِّه األصلي ِّة ُم ّ‬ ‫ُ‬
‫ودمدم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫لزَ‬ ‫كزَ‬ ‫‪:‬‬‫ي‬‫ّ‬ ‫باع‬ ‫ر‬
‫َ ُ‬ ‫ف‬ ‫ٌ‬ ‫ع‬ ‫ومضا‬ ‫‪،‬‬‫ر‬‫َّ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َّ‬ ‫د‬‫كم‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬
‫ٌّ‬ ‫الث‬‫ُ‬ ‫ث‬ ‫ف‬ ‫ٌ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫مضا‬ ‫قسمان‪:‬‬ ‫وهو‬
‫واعشوشب ‪ -‬فال يكون الفعل مضاعفاً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ب واشتدَّ وادها َّم‬ ‫شذَّ َ‬ ‫َّ‬
‫المكر ُر زائدا ً ‪ -‬كعظ َم و َ‬ ‫َّ‬ ‫فإن كان‬
‫ورمى"‪.‬‬‫"و َعدَ وقا َل َ‬ ‫حرف ِّعلة‪ ،‬مثل‪َ :‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫والفع ُل المعتلُّ‪ :‬ما كان أحد أحرف ِّه األصليَّة‬

‫(‪)29/1‬‬

‫لفيف‪.‬‬
‫وناقص‪َ ،‬و ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وأجوف‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وهو أربعةُ أقسام‪ :‬مثالٌ‪،‬‬
‫ث‪.‬‬‫وو ِّر َ‬
‫كو َعدَ َ‬ ‫َّ‬
‫حرف علة‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫فالمثال‪ :‬ما كانت فا ُؤهُ‬
‫حرف علة كقا َل وباع‪.‬‬ ‫َ‬ ‫واألجوف‪ :‬ما كانت عينُه‬
‫ُ‬
‫ي ورمى‪.‬‬ ‫ض َ‬ ‫كر ِّ‬
‫والناقص‪ :‬ما كانت ال ُمه حرف علة َ‬ ‫ُ‬
‫ووفى"‪.‬‬ ‫َ‬
‫حرفان من أحرف العلة أصليَّان‪ ،‬نحو‪" :‬طوى َ‬ ‫ِّ‬ ‫فيف‪ :‬ما كان فيه‬ ‫واللَّ ُ‬
‫ولفيف مفروق‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫مقرون‪،‬‬ ‫لفيف‬
‫ٌ‬ ‫قسمان‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫وهو‬
‫جتمعين‪ ،‬نحو‪" :‬طوى ونوى"‪.‬‬‫ِّ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫فيه‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫العل‬ ‫رفا‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫المقرون‪:‬‬ ‫فيف‬ ‫فاللَّ‬
‫ووقى"‪.‬‬
‫"وفى َ‬ ‫فترقين‪ ،‬نحو‪َ :‬‬
‫ِّ‬ ‫المفروق‪ :‬ما كان حرفا العل ِّة فيه ُم‬ ‫ُ‬ ‫واللفيف‬
‫ُ‬
‫المجرد‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ف الصحي ُح والمعت ُّل من األفعا ِّل ‪ -‬في المضارع والمزي ِّد فيه ‪ُّ -‬‬
‫بالرجوع إلى الماضي‬ ‫ُعر ُ‬
‫وي َ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه )‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ضمن العنوان ( المجرد والمزيد فيه )‬

‫األحرف‪ ،‬وهو‪ :‬ما كانت أحرفهُ األصلية ثالثةً‪ .‬وال ِّعبرة َ بالزائد‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬
‫ب األص ِّل ‪ -‬إما ثالث ّ‬ ‫س ِّ‬ ‫الفع ُل ‪ -‬بِّح َ‬
‫سنَ وأَحسَّنَ ‪ ،‬وهَدى واستهدى"‪.‬‬ ‫مثل‪َ :‬ح ُ‬
‫قشعر‬
‫َ‬ ‫"دحر َج َوتدَحر َج َو‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫وإما ُرباعيَّها‪ :‬وهو‪ :‬ما كانت أحرفهُ األصليه أربعة وال عبرة َ بالزائد‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫واقشعر"‪.‬‬
‫َّ‬
‫مجردٌ وإما مزيدٌ فيه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وك ٌّل منهما إما‬
‫"ذهب ودحر َج"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫أحرف ماضيه كلها أصلية (أي‪ ،‬ال زائدَ فيها)‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فالمجردُ ما كانت‬
‫"أذهب َوتدحر َج"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫أحرف ماضي ِّه زائِّدا على األصل‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫بعض‬
‫ُ‬ ‫والمزيدُ فيه‪ :‬ما كان‬
‫وحروف الزيادة عش ََرة ٌ يجمعها قولك‪" :‬سألتُمونيها"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وال يُزادُ من غيرها إالَّ كان الزائدُ من جنس أحرف الكلمة كعَ َّ‬
‫ظ َم واح َم َّر‪.‬‬
‫المجردُ ثالثة أحرف‪ .‬واكثر ما يكون عليه أربعة أحرف‪ .‬وأكثر ما ينتهي‬ ‫َّ‬ ‫وأق ُّل ما يكونُ عليه الفع ُل‬
‫بالزيادة إلى ستَّة أحرف‪.‬‬
‫قسمان‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫المجرد‬
‫َّ‬ ‫والفعل‬
‫"ذهب وقرأ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫ي‪ ،‬وهو‪ :‬ما كانت أحرف ماضيه ثالثة فقط من غير زيادةٍ عليها‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫مجردٌ ثالث ّ‬ ‫َّ‬
‫وكتب"‪.‬‬
‫َ‬
‫ووسوس‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫أحرف ماضيه أربعة أصلية فقط‪ ،‬ال زائدَ عليها مثل‪" :‬دحر َج‬ ‫ُ‬ ‫ي‪ ،‬وهو‪ ،‬ما كانت‬ ‫مجردٌ رباع ٌّ‬ ‫َّ‬
‫وزلزلَ"‪.‬‬

‫(‪)30/1‬‬

‫وال َمزيدُ فيه قسمان أيضاً‪:‬‬


‫"أكرم"‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫حرف واحدٌ‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫مزيدٌ فيه على الثُّالثي‪ ،‬وهو‪ :‬ما زيدَ على أحرف ماضيه الثالثة‬
‫"استغفر"‪.‬‬
‫َ‬ ‫حرفان‪ ،‬مثل‪" :‬انطلقَ "‪ ،‬أو ثالثة أحرفٍ مثل‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫حرف واحدٌ نحو‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫األصلي‬ ‫األربعة‬ ‫ماضيه‬ ‫أحرف‬ ‫على‬ ‫فيه‬ ‫َ‬ ‫د‬‫زي‬ ‫ما‬ ‫وهو‪:‬‬ ‫باعي‪،‬‬ ‫الر‬
‫ُّ‬ ‫على‬ ‫فيه‬ ‫ٌ‬ ‫و َمزيد‬
‫"احرنجم"‪.‬‬
‫َ‬ ‫"ت َزلزلَ"‪ ،‬او حرفان‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( الجامد والمتصرف )‬

‫تصرف‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫تعلق به ‪ -‬قسمان‪ :‬جامدٌ و ُم‬ ‫معنى ال يتعلَّ ُق بزمان‪ ،‬أو يَ ُ‬
‫ً‬ ‫الفع ُل ‪ -‬من حيث أدا ُؤهُ‬
‫ً‬
‫(ألنه‪ ،‬ان تعلق بزمان؛ كان ذلك داعيا الى اختالف صوره‪ ،‬الفادة حدوثه في زمان مخصوص‪ .‬وإن‬
‫لم يتعلق بزمان‪ ،‬كان هذا موجبا ً لجموده على صورة واحدة)‪.‬‬
‫الفعل الجامد‬
‫عتبرين في‬
‫ِّ‬ ‫ث ال ُم‬‫جردا ً عن الزمان والحدَ ِّ‬ ‫الحرف‪ ،‬من حيث أداؤه معنًى ُم َّ‬ ‫َ‬ ‫الفع ُل الجامد‪ :‬هو ما أشبهَ‬
‫التحو َل من صورةٍ إلى صورة‪ ،‬بل يلزَ ُم‬ ‫ُّ‬ ‫فلز َم ِّمثله طريق ٍة واحدة ٌ في التعبير‪ ،‬فهو ال يَقبَ ُل‬
‫األفعال‪ِّ ،‬‬
‫ئس"‪.‬‬
‫عم و ِّب َ‬ ‫"ليس و َعسى وهَبَّ ونِّ َ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫صورة ً واحدة ً ال يُزا ِّيلها وذلك مثل‪:‬‬
‫ً‬
‫(فالفعل الجامد ‪ -‬كما علمت ‪ -‬ال يتعلق بالزمان‪ ،‬وليس مرادا به الحدث‪ .‬فخرج بذلك عن األصل في‬
‫األفعال من الداللة على الحدث والزمان‪ ،‬فأشبه الحرف من هذه الجهة‪ ،‬فكان مثله في جموده ولزومه‬
‫صيغة واحدة في التعبير‪ .‬وإذا كان مجردا ً عن معنى الحدث والزمان لم يحتج الى التصرف‪ ،‬الن‬
‫معناه ال يختلف باختالف االزمنمة الداعي الى تصريف الفعل على صور مختلفة‪ ،‬ألداء المعاني فى‬
‫أزمنتها المختلفة‪ ،‬فمعنى التر ّجي المفهوم من (عسى) ومعنى الذم المفهوم من (بئس) ومعنَى المدح‬
‫المفهوم من (نعم)‪ ،‬ومعنى التعجب المفهوم من (ما أشعر زهيراً)‪ ،‬ال يختلف باختالف الزمان‪ ,‬الن‬
‫الحدوث فيها غير مراد ليصح وقوعه في أزمنة مختلفة تدعو إلى تصرفه على حسبها‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)31/1‬‬

‫فشبه الفعل بالحرف يمنعه التصرف ويلزمه الجمود‪ ،‬كما أن شبه االسم بالحرف يمنعه أن يتأثر‬
‫ظاهرا ً بالعوامل‪ ،‬فلزم آخره طريقة واحدة ال ينفك عنها‪ ،‬إن اختلفت العوامل الداعية إلى تغير اآلخر‪.‬‬
‫فالجمود في الفعل كالبناء في اإلسم‪ ،‬كالهما مسبب عن الشبه بالحرف)‪.‬‬
‫َّ‬
‫وتنزهَ)‪،‬‬ ‫َّس‬
‫وليس ونِّ ْع َم وبِّئس وتبارك هللاُ" (أي‪ :‬تقد َ‬
‫َ‬ ‫ُالزم صيغةَ الماضي‪ ،‬مثل‪" :‬عسى‬ ‫وهو‪ ،‬إما ان ي َ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ض ُّج)‪ ،‬أو صيغة األمر‪ ،‬مثل‪" :‬هَبْ وها ِّ‬ ‫ُ‬
‫أو صيغةَ المضارع‪ ،‬مثل‪" :‬يَهبط" (بمعنى يصي ُح ويَ ِّ‬
‫وتعالَ"‪ ،‬ومثل‪" :‬هلُ َّم" في لغة ت َِّم ٍيم‪.‬‬
‫(هلم ‪ -‬في لغة تميم ‪ -‬فعل أمر‪ ،‬ألنه عندهم يقبل عالمته‪ ،‬فتلحقه الضمائر‪ ،‬نحو‪" :‬هلمي وهلما‬
‫وهلموا وهلمين"‪ .‬أما في لغة الحجاز فهي اسم فعل أمر ألنها تكون عندهم بلفظ واحد للجميع‪ ،‬فال‬
‫تلحقها الضمائر‪ ،‬فتقول‪" :‬هلم" بلفظ واحد للواحد والواحدة واالثنين واالثنتين والجمع المذكر‬
‫والمؤنث‪ .‬وبها نزل القرآن الكريم‪ ،‬قال تعالى‪" :‬هلم شركاءكم")‪.‬‬
‫حض‪ ،‬فترف ُع الفاع َل َمتلُ ًّوا بصف ٍة ُمطابق ٍة له‬ ‫ومن األفعال الجامدة "قَلَّ" ‪ -‬بصيغة الماضي ‪ -‬للنفي ال َم ِّ‬
‫يفعالن ذلك"‪ ،‬بمعنى‪" :‬ما رج ٌل يفع ُل ذلك"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫رجالن‬
‫ِّ‬ ‫نحو‪" :‬قَ َّل رج ٌل يفع ُل ذلك‪َ ،‬وق َّل‬
‫(ذكر ذلك السيوطي في "همع الهوامع"‪ :‬غير أن الكثير في استعمالها للنفي إذا كانت ملحقة بما‬
‫الزائدة الكافة كمنا سيأتي)‪.‬‬
‫قال ِّسيبويه‪" :‬كما في القاموس وشرح ِّه"‪ ،‬يقال‪" :‬قُ ُّل رج ٍل (بِّض ِّ ّم القاف) وأَق ُّل رج ٍل يقول ذلك إِّالَّ‬
‫زيدٌ"‪ ،‬أي‪ :‬ما رج ٌل يقوله إِّال هو‪.‬‬
‫(ومما حينئذ اسمان مرفوعان باالبتداء‪ ،‬وال خبر لهما‪ ،‬لمضارعتهما حرف النفي‪ .‬والجملة بعدهما في‬
‫محل جر صفة للمجرور باالضافة لهما)‪.‬‬
‫لحقته (ما) الزائدة ُ كفَّتهُ عن العمل‪ ،‬فال يَليه حينئذ إال فعلٌ‪ .‬وال فاع َل له‪ ،‬لجريان ِّه مجرى حرف‬ ‫وإذا ِّ‬
‫النفي‪ ،‬نحو‪" :‬قلما فعلتُ هذا‪ ،‬وقَلما أفعلهُ"‪ ،‬أي‪ :‬ما فعلت‪ ،‬وال أفعل‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫َّ‬

‫(‪)32/1‬‬

‫ث المجدَ‪ ،‬داعيا ً أو ُمجيبا*‬ ‫ُور ُ‬


‫بيب‪ِّ ،‬إلى ما * ي ِّ‬ ‫*قَلَّما يَب َْرح اللَّ ُ‬
‫أي‪ :‬ال يزا ُل اللبيب داعياً‪ .‬وقد يليه االسم في ضرورة الشعر‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫صدود يَدُو ُم*‬
‫طول ال ُّ‬ ‫صدودَ‪ ،‬وقَلَّما * ِّوصا ٌل على ُ‬ ‫ت ال ُّ‬
‫فأطول ِّ‬
‫َ‬ ‫*صدَ ْدتِّ‪،‬‬
‫(وقد يراد بقولك‪" :‬قلما أفعل" اثبات الفعل القليل (كما في الكليات ألبي البقاء) غير ان الكثير‬
‫استعمالها للنفي الصرف)‪.‬‬
‫ومما يدل على أنها للنفي المحض أداؤها معنى (ال) النافية في البيت السابق‪" :‬قلما يبرح اللبيب ‪...‬‬
‫ألن (برح) وأخواتها ال تعمل عمل (كان) الناقصة إال إذا تقدمها نفي أو شبهه‪ ،‬كما هو معروف‪ .‬ومما‬
‫يدل على ذلك أيضا ً أنها إذا سبقت فاء السببية أو المعية نصب الفعل بعدهما‪ ،‬كقولك‪" :‬ق ّل رجل يهم ُل‬
‫فينج َح‪ ،‬ومما يدل على ما ذكر صحة االستثناء بعدهما كما يستثنى من المنفي نحو‪" :‬قلما يفعل هذا إال‬
‫كريم" ‪ -‬كما تقول‪" :‬ال يفعله إال كريم"‪ .‬وهذا اللفظ كما في النهاية ‪ -‬مستعمل في نفي أصل الفعل‪،‬‬
‫كقوله تعالى‪" :‬قليال ما يؤمنون"‪ .‬أي‪ :‬فهم ال يؤمنون‪ .‬ومنه الحديث‪" :‬إنه كان يق ّل اللغو" أي‪ :‬كان ال‬
‫يلغو)‪.‬‬
‫َّ‬
‫فيهن زادة للتوكيد‪،‬‬ ‫شدَّ ما َّ‬
‫فإن (ما)‬ ‫ص َر ما‪ ،‬و َ‬ ‫ُ‬
‫ف "طالما وكث َر ما‪ ،‬وقَ ُ‬ ‫صر ِّ‬ ‫َّ‬
‫ومثل‪" :‬قلما" في عدم الت ُّ‬‫َّ‬
‫َ‬
‫ليهن إال فعلٌ‪ ،‬ف ُه َّن كقلما‪.‬‬
‫لهن‪ .‬وال يَ ّ‬
‫لهن عن العمل‪ ،‬فال فاع َل َّ‬ ‫كافةٌ َّ‬

‫(‪)33/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫(قال في لسان العرب‪" :‬فارقت (طل وقلّ) بالتركيب الحادث فيهما ما كانتا عليه من طلبهما األسماء‬
‫أال ترى أن لو قلت‪ :‬طالما زيد عندنا‪ ،‬أو قلما محمد في الدار لم يجز‪ .‬والتركيب يحدث في المركبين‬
‫معنى لم يكن قبل فيهما" اهـ‪ .‬وقال ابو علي الفارسي‪" :‬طالما وقلما ونحوهما افعا ٌل ال فاعل لها‬
‫غ ذلك أن ال يحتاج إليه‪ .‬و (ما) دخلت‬ ‫مضمرا ً وال مظهراً‪ ،‬الن الكالم لما كان محموال على النفي ّ‬
‫سو َ‬
‫عوضا ً عن الفاعل" اهـ‪ .‬وقال بعض العلماء‪ :‬ان (ما) في مثل ذلك مصدرية فما بعدها في تأويل‬
‫مصدر فاعل‪ .‬فان قلت‪" :‬طالما فعلت" كان التأويل‪" :‬طال فعلي"‪ .‬ولو كان األمر كما قال لوجب‬
‫فصلها عن الفعل في الخط‪ ،‬ألنها ال توصل باسم وال فعل وال حرف إال إذا كانت زائدة‪ ،‬إال ما‬
‫قط‪ .‬فدل‬ ‫اصطلحوا عليه من وصلها ببعض حروف الجر‪ .‬ولم نرهم كتبوها موصولة بهذه االفعال ّ‬
‫ذلك على ما ذكرناه‪ .‬على ان قوله ال يخلوا من رائحة الصحة‪ ،‬ألن ما بعدها صالح للتأويل‬
‫بالمصدر)‪.‬‬
‫س ِّقط في يده" بمعنى‪" :‬نَدِّم‪َ ،‬وتحي ََّر‪ ،‬وزلَّ‪ ،‬وأخطأ"‪ .‬وهو ُمالز ٌم صورة َ‬ ‫ومن األفعال الجامدة قولهم‪ُ " :‬‬
‫سقط في يده"‪ ،‬بالمعلوم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ِّقط في أيديهم"‪ .‬وقد يُقال‪َ " :‬‬ ‫َ‬
‫الماضي المجهول‪ ،‬قال تعالى‪" :‬ول َّما ُ‬
‫(وهذا من باب الكناية ال الحقيقة‪ .‬ويقال لكل من ندم أو تحير أو عجز أو حزن أو تحسر على فائت‬
‫من فعل أو ترك‪" :‬قد سقط فى يده"‪ .‬وهذا الكالم لم يسمع قبل القرآن الكريم‪ ،‬وال عرفته العرب‪ .‬كما‬
‫في شرح القاموس نقال عن هذا الباب)‪.‬‬
‫وصف‬
‫ُ‬ ‫ومنها " َهدَّ" في قولهم‪" :‬هذا ر ُج ٌل َهدَّكَ من رجل" أى‪ :‬كفاك من رجل‪ .‬وقيل معناه‪ :‬أثقلَكَ‬
‫ف بِّ َجل ٍد وشدَّةٍ‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫محاسنه‪ .‬وقال الزمخشري في األساس‪" :‬هذا رج ٌل َهدَّكَ من رج ٍل"‪ .‬إذا ُو ِّ‬
‫ص َ‬
‫"غَلبك وكسرك"‪ .‬وهو يُثنى ويُج َم ُع ويُذ ّكر ويُؤنث‪ ،‬إذا كان ما هو له كذلك‪ ،‬تقول‪" :‬هذا رج ٌل هدَّك‬
‫س على ذلك أمثلةَ المثنى‬ ‫من رجل‪ .‬وهذه امرأة ٌ َهدَّتكَ من امرأَة"‪ ،‬كما تقول‪" :‬كفاك وكفَتْك" وقِّ ْ‬
‫والجمع‪.‬‬

‫(‪)34/1‬‬

‫(ومن العرب من يُجريه مجرى المصدر الموصوف به‪ ،‬فيجعله مصدرا ً لهدّ يهد هدّاً‪ .‬وإذا كان كذلك‬
‫بقي بلفظ واحد للجميع‪ .‬ويتبع ما قبله في اعرابه على أنه نعت له ‪ -‬تقول‪" :‬هذا رجل هدّك من رجل"‬
‫(بالرفع)‪ ،‬و "مررت بأمرأة هدك من امرأة" (بالجر) و "أكرمت رجلين هدّك من رجلين"‬
‫(بالنصب)‪ .‬كما تقول‪" :‬هذا رجل حسبك من رجل" (بالرفع) و "مررت بامرأة حسبك من امرأة"‬
‫(بالجر)؛ و "أكرمت رجلين حسبك من رجلين (بالنصب)‪.‬‬
‫ثني علي ِّه ب َجل ٍد و ِّشدَّة‪ .‬ويقال‪" :‬لَ َهدَّ الرجلُ!"‪،‬‬‫ُ‬ ‫ويُقالُ‪" :‬لَ َهدَّ الرجل"‪،‬‬
‫للمدح‪ ،‬بمعنى‪" :‬نِّ ْع َم"‪ ،‬وذلك إذا أ َ‬
‫ِّ‬
‫س َحركم صاحبُكم!"‪ ،‬أراد‬ ‫ب قال‪ :‬لَ َهدَّ ما َ‬ ‫َ‬
‫للتَّع ُّجب‪ ،‬بمعنى "ما أجلَدَه!" وفي الحديث‪" :‬إن أبا ل َه ٍ‬
‫ب‪ .‬والالَّم فيها للتأكيد‪.‬‬
‫التع ُّج َ‬
‫(وفي (الفائق) للزمخشري عند شرح هذا الحديث‪ :‬إن معناه لنعم ما سحركم‪ ،‬وفي (النهاية) البن‬
‫األثير‪ :‬إن معناه التعجب‪ .‬قال"لهدّ" كلمة يتعجب بها يقال‪ :‬لهدّ الرجل! أي‪ :‬ما أجلده‪ .‬ثم ذكر أنها‬
‫"نعم" وفي لسان العرب وتاج العروس نحو ذلك‪ .‬وكونها هنا للتعجب أقرب إلى‬ ‫َ‬ ‫تكون ايضا ً بمعنى‬
‫واقعة الحال‪ ،‬ألن أبا لهب (تبت يداه) إنما يتعجب من مصيرهم وجلدهم على تصديقهم النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم في كل ما جاءهم به‪ ،‬حتى زعم أنه قد سحرهم‪ ،‬فكأنه قال ما أصبركم وما أجلدكم على‬
‫سحر صاحبكم ِّإياكم)‪.‬‬

‫(‪)35/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫لالغراء بالشيء والحث عليه‪ ،‬ويرادُ بها األمر به‬ ‫ِّ‬ ‫ب"‪ ،‬التي تُستع َم ُل‬ ‫ومن األفعال الجامدة "كذَ َ‬
‫ب عليك"‪ .‬يُريدونَ اإلغرا َء به‬ ‫األمر‪ ،‬وكذَ َ‬ ‫ُ‬ ‫اإلخبار عنه‪ .‬ومنه قولهم‪" :‬كذَبك‬ ‫ُ‬ ‫ولزومهُ و ِّإتيانُهُ‪ ،‬ال‬
‫صيدُ أي‪ :‬أَمنك ْ‬
‫فار ِّمه‪ .‬وأص ُل‬ ‫والحم َل على إتيانه‪ ،‬أي‪ :‬عليكَ به فالزَ مهُ وائت ِّه‪ ،‬وقولهم‪" :‬كذبَك ال َّ‬
‫ب فيما أَراكَ وخدَعكَ ولم يَصدُقك‪ ،‬فال تُصدِّّقه فيما أَراك‪ ،‬بل عليك به والزَ مه وائته‪ .‬قال‬ ‫المعنى‪ :‬كذ َ‬
‫ب عليك كذا وكذا‪ ،‬أي‪" :‬عليك به‪ ،‬وهي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س َّكيت‪" :‬تقول للرجل إذا أمرتهُ بشيءٍ وأغريتهُ‪ .‬كذَ َ‬ ‫ابن ال ّ‬
‫كلمةٌ نادرة"اهـ‪.‬‬
‫والحض على لزومه وإِّتيانه‪ ،‬من‬‫ِّ ّ‬ ‫حث عليه‬‫ثم جرى هذا الكال ُم َمجرى األمر بالشيء واإلغراء به وال ّ ِّ‬
‫ظ فيها أص ُل معناها وما‬ ‫ت إلى أصل المعنى‪ ،‬ألنه جرى َمجرى المثل‪ ،‬واألمثا ُل ال يُال َح ُ‬ ‫غير التفا ٍ‬
‫وأشربتهُ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ي الذي ن ِّقلت إليه‬ ‫ُ‬
‫سببه‪ ،‬وإنما يُالحظ فيها المعنى المجاز ُّ‬ ‫ْ‬
‫قيلت ب َ‬
‫(وهذا الكالم‪ ،‬إما من قولهم‪" :‬كذبته عينه"‪ ،‬أي‪ :‬أرته ما ال حقيقة له‪.‬كما قال األخطل‪:‬‬
‫ب خياالً*‬ ‫الربا ِّ‬ ‫س الظالَ ِّم من َّ‬ ‫*كذَبَتْكَ َع ْينُكَ ؟ أَم رأَيتَ ِّبواسطٍ * َغلَ َ‬
‫غرها أو غرته‪ ،‬وحدثها او حدثته باألماني البعيدة‬ ‫(وإما من قولهم‪" :‬كذَب نفسه‪ ،‬وكذبته نفسه"‪ .‬إذا ّ‬
‫واألمور التي يبلغها وسعه ومقدرته‪ .‬ومنه قيل النفس "الكذوب"‪ ،‬وجمعها " ُكذُب" ‪ -‬بضمتين ‪ -‬قال‬
‫لتفرق رأيه وتشتته وانتشاره‪ .‬وقالوا‬ ‫الشاعر‪" :‬حتى ِّإذا صدقته ُكذبه"‪ ،‬أي‪ :‬نفوسه‪ ،‬جعل له نفوسا ً ّ‬
‫ضد ذلك‪" :‬صدقته نفسه" أي ثبطته واضعفت عزيمته كما قال الشاعر‪:‬‬
‫وب*‬ ‫صدَقتْهُ ال َكذُ ُ‬
‫در ِّه * فَلَما دَنا َ‬
‫*فأقبَ َل يجري على قَ ِّ‬
‫أي‪ :‬فلما دنا من االمر الذى وطد عزيمته عليه ثبطته نفسه وكسرت من همته وقال لبيد‪:‬‬
‫س‪ ،‬إِّذا َحدَّثْت َها * إِّ ّن ص ْدقَ النَّ ْف ِّس ي ُْزري باأل َ َم ْل*‬‫*وا ْكذِّب النَّ ْف َ‬

‫(‪)36/1‬‬

‫وقوها و َمت ّ ْنها‪ ،‬وال تثبطها‪ ،‬فانك‪ ،‬إن صدقتها‪( ،‬أي‪ :‬ثبطتها وفترتها) كان ذلك داعيا ً‬ ‫(والمعنى نشطها ّ ِّ‬
‫إلى عجزها وكاللها وفتورها‪ ،‬خشية التعب في سبيل ما أنت تريده)‪.‬‬
‫احتجم‪ ،‬فيو ُم الخميس واألح ِّد كذَباك‪ ،‬أي‪ :‬عليك بهذين اليومين‪ ،‬فاحتج ْم فيهما‪.‬‬ ‫َ‬ ‫"فمن‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫حديث‪:‬‬ ‫ومن ذلك‬
‫البز ُر والنَّوى‪ ،‬وفي رواية‪" :‬القَتُّ والنَّوى"‪،‬‬ ‫كذب عليك ْ‬ ‫َ‬ ‫نظر إلى جمل نِّضْو‪:‬‬ ‫ي‪ ،‬وقد َ‬ ‫ومنه قو ُل أعراب ّ‬
‫ب‪ ،‬أوغيرهُ‪،‬‬ ‫ع َم َر‪" :‬شَكا إليه َع ْمرو بنُ َمعد ِّ‬
‫يكر َ‬ ‫أي‪ :‬عليك بهما والزَ مهما فإنهما يُس ّمنانِّكَ ‪ .‬وفي حديث ُ‬
‫الظواهر"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الظهائر"‪ ،‬أي‪ :‬عليك بالمشي فيها‪ .‬وفي روايةٍ‪" :‬كذَب عليك‬ ‫ُ‬ ‫س فقال‪" :‬كذَب عليك‬ ‫النّ ْق ِّر َ‬
‫سلُ"‪ ،‬يُريدُ‬ ‫كرب شكا إليه ال َمعَص‪ ،‬فقال‪" :‬كذَ َ‬
‫ب عليك العَ َ‬ ‫رو بنَ َمعد يِّ ِّ‬‫إن َع ْم َ‬ ‫ث له آخر‪َّ :‬‬ ‫وفي جدي ٍ‬
‫غيره أنهُ قال‪ :‬كذَب َعليك ُم‬
‫ث له ِّ‬‫س ْرعة المشي‪ .‬وفي حدي ٍ‬ ‫ب) أي عليك بِّ ُ‬ ‫ّ‬
‫العَسالنَ ‪( ،‬وهو مشى الذِّئ ِّ‬
‫أسفار كذبْن عليكم" أي‪ :‬الز ُموا ذلك وعليكم به‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫الجهادُ‪ ،‬ثالثة‬ ‫ُ‬
‫ال َح ُّج‪ ،‬كذب عليكم العُ ْمرةُ‪ ،‬كذب عليكم ِّ‬

‫(‪)37/1‬‬

‫(وهذا كالم يراد به االغرا ُء بالشيء والحث عليه ولزومه‪ ،‬كما قدمناه‪ ،‬وهو خبر في معنى األمر‪،‬‬
‫كما في قولك‪" :‬رحمه هللا" أي‪ :‬اللهم ارحمه‪ ،‬ونحو‪" :‬امكنتك الفرصة‪ ،‬وأمكنك الصيد‪ ،‬يريد االغرا ُء‬
‫بهما واألمر باتيهانهما‪ .‬والمعنى‪ :‬عليكم بالحج والعمرة والجهاد‪ ،‬فأتوهن‪ ،‬فانهن واجبات عليكم‪ .‬قال‬
‫الزمخشري في (الفائق)‪( :‬إنها كلمة جرت مجرى المثل في كالمهم‪ .‬ولذلك لم تنصرف‪ ،‬ولزمت‬
‫طريقة واحدة في كونها فعال ماضيا ً معلقا ً بالمخاطب ليس إال‪ .‬وهي في معنى األمر‪ ،‬كقولهم في‬
‫الدعاء‪ :‬رحمك هللا‪ ،‬والمراد بالكذب الترغيب والبعث‪ ،‬من قول العرب‪ :‬كذبته نفسه‪ :‬إذا منته األماني‪،‬‬
‫وخيلت من اآلمال ما ال يكاد يكون‪ .‬وذلك ما يرغب الرجل في األمور‪ ،‬ويبعثه على التعرض لها‪.‬‬
‫ومن ثمة قالوا للنفس‪" :‬كذوب" اهـ‪ .‬وقال (االعلم)‪ :‬العرب تقول‪" :‬كذبك التمر واللبن"‪ ،‬أي‪ :‬عليك‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫بهما‪ .‬وأصل الكذب‪ :‬االمكان‪ .‬وقولك للرجل‪" :‬كذبتَ " اي امكنت من نفسك وضعفت فلهذا اتسع‬
‫أغري بشيء فقد جعل المغرى به ممكنا ً مستطاعا ً إن رامه المغري"اهـ‪ .‬وقال‬ ‫َ‬ ‫فأغري به‪ ،‬ألنه متى‬ ‫َ‬
‫الجوهري‪" :‬كذب" معناه هنا‪ :‬وجب‪.‬‬
‫وقد ذكرنا لك من قبل ما فيه الكفاية في الكشف عن حقيقة هذا الكالم‪ .‬فاعتصم به فانه يقول هو القول‪.‬‬
‫فال غاية ورا َءه وهللا اعلم)‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ب وأفعا ُل المد ِّ‬
‫ْح والذ ّم وسيأتي الكالم عليها‪.‬‬ ‫ومن األفعال الجامدة فِّعال التَّع ُّج ِّ‬
‫الفعل المتصرف‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الحرف في ال ُجمود‪ ،‬أي‪ :‬في لزومه طريقة واحدة ً في التعبير النه‬ ‫َ‬ ‫المتصرف‪ :‬هو ما لم يُشبِّه‬ ‫ِّ ّ‬ ‫الفع ُل‬
‫ألداء المعاني في أزمنتها‬
‫ِّ‬ ‫التحو َل من صورة إلى صورة‬ ‫ُّ‬ ‫يدُ ُّل على َحدث مقترن بزمان‪ ،‬فهو يَقبَل‬
‫المختلفة‪ .‬وهو قسمان‪:‬‬
‫التصرف‪ :‬وهو ما يأتي منه األفعال الثالثةُ ِّ‬
‫باطرادٍ‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫تا ُّم‬
‫ب واكتُبْ "‪ .‬وهو ك ُّل األفعال‪ِّ ،‬إال قليال منها‪.‬‬ ‫"كتب ويكت ُ ُ‬
‫َ‬

‫(‪)38/1‬‬

‫عالن فقط‪ .‬إما الماضي والمضارع‪ ،‬مثل‪" :‬كادَ يَكادُ‪ ،‬وأوشكَ‬ ‫ف‪ :‬وهو ما يأتي منه ف ِّ‬ ‫َاقص الت َّ ُّ‬
‫صر ِّ‬ ‫ون ُ‬
‫ح"‪ .‬وكلُّها من األفعال الناقصة‪.‬‬
‫يُوشكُ ‪ ،‬وما زا َل وما يزالُ‪ ،‬وما انفكَّ وما ينفكُّ ‪ ،‬وما بَ ِّر َح وما يَبر ُ‬
‫ع ودَ ْع ويَذَ ُر وذَ ْر"‪.‬‬‫وإما المضارع واألمر‪ ،‬نحو‪" :‬يَدَ ُ‬
‫ووذر)‪ ،‬بوزن (وضع)‪ ،‬إال ان ذلك‬ ‫ع ويذَ ُر"‪ ،‬فقالوا (ودَع َ‬ ‫(وقد سمع سماعا ً نادرا ً الماضي من "يَدَ ُ‬
‫شاذ في االستعمال‪ ،‬ألن العرب كلهم‪ ،‬إال قليال منهم‪ ،‬فقد اميت هذا الماضي من لغاتهم‪ .‬وليس المعنى‬
‫انهم لم يتكلَّما به البتة‪ ،‬بل قد تكلموا به دهرا ً طويال‪ ،‬ثم أماتوه باهمالهم استعماله فلما جمع العلماء ما‬
‫وصل إليهم من لغات العرب وجدوه مماتاً‪ ،‬إال ما سمع منه سماعا ً نادراً‪ .‬ومن هذا النادر حديث‪:‬‬
‫"دَعوا الحبشة وما َودَعوكم"‪ .‬وقرئ شذوذاً‪{ :‬ما ودّعك ربك وما قلى} ‪ ،‬بتخفيف الدال‪ .‬وسمع‬
‫"لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات"‪ ،‬اي‪ :‬عن تركهم إياها‪ ،‬وسمع منها‬ ‫ّ‬ ‫المصدر‪ ،‬من (يدعُ) كحديث‪:‬‬
‫اسم الفاعل واسم المفعول في أبيات الشعر‪ :‬وكل ذلك نادر في االستعمال‪.‬‬
‫وذكر السيوطي في (همع الهوامع)‪ .‬ان (ذر ودع) يُعدان في الجواد‪ ،‬إذ لم يستعمل منهما إال األمر‪.‬‬
‫وهذا غفلة منه (رحمه هللا) فان (يدع) مضارع (دع) مستعمل كثيراً‪ .‬وأما المضارع من (ذر) فقد‬
‫جاء مستفيضا ً في افصح الكالم واشرفه‪ :‬وقد احصيت ما ورد منه في القرآن الكريم‪ ،‬فكان عشرين‬
‫ونيفاً)‪.‬‬
‫ـــــالنصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( فعال التعجب )‬

‫ب‪ :‬هو استعظا ُم فع ِّل فاع ٍل ظاهر المزية‪.‬‬ ‫التَّع ُّج ُ‬


‫{كيف تكفرون باهلل! وكنتم أمواتا ً فأحياكم}‪ ،‬وكحديث‪ُ " :‬‬
‫سبحانَ‬ ‫َ‬ ‫ويكونُ بالفاظٍ كثيرةٍ‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫س حيًّا وال ميْتاً"‪ ،‬ونحو "هللِّ دَ ُّرهُ فارساً! وهلل أنت!" ونحو‪" :‬يا لك من رجل!‬‫هللاِّ! المؤمن ال يَن َج ُ‬
‫و َحسبُكَ بخال ٍد رجالً ونحو ذلك‪.‬‬

‫(‪)39/1‬‬

‫وك ُّل ذلك إنما يُفه ُم من قرينة الكالم‪ ،‬ال بأصل الوضع‪ .‬والذي يُفهم التع ُّج َ‬
‫ب بصيغته الموضوع ِّة‬
‫للتعجب‪ ،‬إنما هو "فعال التعجب"‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ب" نحو‪" :‬ما أحسنَ‬ ‫الشيء ويكونان على وزن‪" :‬ما أفعل" و "أف ِّع ْل ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫صيغتان للتعجب من‬
‫ِّ‬ ‫وهُما‬
‫ال ِّعلم! وأق ِّبحْ بالجهل!"‪.‬‬
‫ي)‪ .‬وهما فعالن‬ ‫ب الثان ّ‬‫األول)‪ ،‬والصيغةُ الثانية (فعل التعج ِّ‬
‫وتُسمى الصيغةُ األولى (فعل التعجب َّ‬
‫أمر‪.‬‬
‫ماضيان‪ .‬وقد جاءت الثانية منهما على صيغة األمر‪ ،‬وليست بفعل ٍ‬
‫و َمدلو ُل كال الفعلين واحدٌ‪ ،‬وهو إنشا ُء التع ُّجب‪.‬‬
‫شروط صوغهما‬
‫معلوم‪ ،‬تا ٍ ّم‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫متصرفٍ ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فعال التع ُّجب‪ ،‬كاسم التفضيل‪ ،‬ال يُصاغان إال من فع ٍل ثالثي األحرف‪ُ ،‬مثبتٍ‪،‬‬
‫قاب ٍل للتفضيل‪ ،‬ال تأتي الصفة ال ُمشبَّهةُ منه على وزن "أفعلُ"‪.‬‬

‫(‪)40/1‬‬

‫فال يُبنيان مما ال فعل له‪ .‬كالصخر والحمار ونحوهما‪ .‬وشذّ قولهم‪" .‬ما أرجله!" فقد بنوه من الرجولية‬
‫وال فع َل لها‪ ،‬وال من غير الثالثي المجرد‪ .‬وشذّ قولهم‪ ،‬ما اعطاه للدراهم‪ ،‬وما أواله للمعروف!"‪،‬‬
‫بنوهما من "أعطى وأولى" وهما رباعيا األحرف‪ .‬وقولهم‪" :‬ما اتقاه! وما امالء القربة! وما‬
‫اخصره!" بنوها من (اتقى وامتالء واختُصر)‪ ،‬وهي خماسية األحرف‪ ،‬وفي اختصر (بالبناء‬
‫للمجهول) شذوذ وهو انه فعل مجهول‪ .‬وكذلك ال يبنيان من فعل منفي‪ ،‬خشية التباس النفي باالثبات‪،‬‬
‫وال من فعل مجهول‪ ،‬خشية التباس الفاعلية بالمفعولية‪ .‬ألنك ان بنيته من (نُصر) المجهول‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫(ما انصره!) التمس األمر على السامع‪ ،‬فال يدري أتتعجب من نصره أم من منصوريته‪ .‬فان أمن‬
‫عنيت باألمر) جاز التعجب به على‬ ‫اللبس بأن كان الفعل مما ال يرد إال مجهوال‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬
‫(ز ِّهي علينا‪ ،‬و ُ‬
‫األصح‪ ،‬فتقول‪( :‬ما أزهاه علينا وما أعناه باألمر!) وال يبنيان من فعل ناقص‪ .‬ككان وأخواتها‪ ،‬وكاد‬
‫أبردَها! وما أمسى أدفأها!" ففعل التعجب إنما هو أبرد وادفأ"‬ ‫واخواتها‪ .‬واما قولهم‪" :‬ما أصبح َ‬
‫واصبح وامسى زائدتان‪ ،‬كما تزاد (كان) بين (ما) وفعل التعجب‪ ،‬كما سيأتي‪ .‬غير أن زيادتهما‬
‫نادرة‪ ،‬وزيادتها كثيرة‪ ،‬وال يبنيان مما ال يقبل المفاضلة‪ .‬كمات وفني‪ ،‬إال أن يراد بمات معنى البالدة‪،‬‬
‫كأحمر واعر َج‬
‫َ‬ ‫فيجوز نحو‪" :‬ما أ ْموت قلبه!"‪ .‬وال مما تأتي الصفة المشبهة منه على وزن (أفعلَ)‬
‫وا ْكحل واشيب وشذ قولهم‪( :‬ما اهوجه‪ ،‬وما احمقه وما ارعنه! ألن الصفة منها هي اهوج واحمق‬
‫وارعن)‪.‬‬
‫غ فِّعلي التعجب مما لم يستوف الشروط‪ ،‬أتيت بمصدره منصوبا بعد "أشدّ" أو‬ ‫صو َ‬
‫وإذا أردتَ ْ‬
‫"أكثر" ونحوهما‪ ،‬تقول‪" :‬ما أشدَّ إيمانهُ‪ ،‬أوَ‬
‫ْ‬ ‫بالباء الزائدة بعد "أش ِّددْ" أو‬
‫ِّ‬ ‫"أكثر" ونحوهما‪ ،‬ومجرورا ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بعوره‪ ،‬أو كحل ِّه‪ ،‬أو اجتهاده!"‪.‬‬‫ِّ‬ ‫ابتها َجهُ‪ ،‬أَو سوادَ عينيه!"‪ ،‬وتقول‪" :‬أ ْب ِّلغ‬
‫َ‬
‫صيغة (ما افعله!)‬

‫(‪)41/1‬‬

‫ب منه منصوبا ً على المفعولية ألفعل‪.‬‬ ‫يَلي صيغةَ "ما أفعلَ" في التع ُّج ِّ‬
‫ب ال ُمتع َّج ُ‬
‫والهمزة ُ في "ما أفعلَ" للتَّعدية‪ .‬فمعنى قولك‪" :‬ما أجم َل الفضيلةَ"‪ :‬شي ٌء جعلها جميلةً‪ ،‬كما تقولُ‪:‬‬
‫أن قُعودَه وقيا َمهُ لم يكونا إالّ ٍ‬
‫ألمر‪ .‬ث َّم ُحم َل الكال ُم على معنى التعجب‪،‬‬ ‫"أمر أقعدَهُ واقامه!"‪ ،‬تريدُ َّ‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فلز َم طريقا واحدة في التعبير‪ .‬و (ما) اس ٌم نكرة تامة بمعنى "شي ٌء"‪ ،‬وقيلَ‪ :‬هي‬ ‫فجرى َمجرى ال َمثل‪ِّ ،‬‬
‫(ما) االستفهاميةُ خرجت عن معناها إلى معنى التعجب‪.‬‬
‫(وعلى كل فهي في موضع رفع على االبتداء‪ .‬وجاز االبتداء بها مع أنها نكرة‪ ،‬لتضمنها معنى‬
‫التعجب‪ .‬والفعل بعدها فعل ماض للتعجب‪ ،‬وفاعله ضمير مستتر وجوبا ً يعود اليها‪ .‬والمنصوب‬
‫مفعوله‪ .‬والجملة في محل رفع المبتدأ الذي هو (ما)‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫و(ما) النكرة التامة‪ ،‬هي التي تكون مكتفية بنفسها‪ ،‬فال تحتاج أي صلة او صفة‪ ،‬نحو‪" :‬أَكرم رجال‬
‫ما"‪ .‬ومنه المثل‪" :‬ألمر ما جدع قصير انفه"‪ .‬ومنها (ما) قبل فعل التعجب‪.‬‬
‫فان احتاجت (ما) إلى جملة توصل بها فهي‪ ،‬معرفة موصولة‪ .‬نحو‪" :‬افعل ما تراه خيراً"‪ :‬وان‬
‫احتاجت إلى ما توصف به من مفرد او جملة‪ ،‬فهي نكرة موصوفة‪ ،‬نحو‪" :‬اعمل ما نافعا ً لألمة" اي‪:‬‬
‫شيئا ً نافعا ً لها‪ ،‬ونحو‪" :‬اعمل ما من األمور ينفع"‪ ،‬اي‪" :‬شيئا ً من األمور نافعاً"‪ ،‬فجملة (ينفع) في‬
‫موضع نصب نعت لما‪.‬‬
‫ً‬
‫وسيأتي القول على الموصولية والموصوفية مبسوطا في الكالم على االسماء الموصولة واسماء‬
‫االستفهام)‪.‬‬
‫وتُزادُ (كان) كثيرا بين (ما)‪ .‬وفع ِّل التعجب‪ ،‬نحو‪" :‬ما (كان) أعدَ َل "ع َم َر!" ومنهُ قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ً‬
‫*ما (كانَ ) أ َ ْسعَدَ َم ْن أَجابكَ ِّ‬
‫آخذا ً * بِّ ُهداكَ ‪ُ ،‬م ْجتَنِّبا ً هَو ً‬
‫ى و ِّعنادا*‬
‫وقل اآلخر‪:‬‬
‫ت ت َِّحيَّت َها‪ ،‬فقلتُ لصاحبي‪ * :‬ما كانَ أَكثرها لنا وأَقَلّها!*‬ ‫* َح َجبَ ْ‬

‫(‪)42/1‬‬

‫(فكان‪ :‬تامة رافعة ما بعدها على الفاعلية و (ما)‪ :‬مصدرية والفعل بعدها في تأويل مصدر منصوب‬
‫على انه مفعول به لفعل التعجب والمصدر المؤول هو المتعجب منه فإنه اردت اإلستقبال قلت‪" :‬ما‬
‫احسن ما يكون البدر ليلة الغد"‪.‬‬
‫صيغة (افعل به!)‬
‫ب منه‪،‬‬ ‫ً‬
‫ب منهُ صيغة "ما أفعَلَ"‪ ،‬منصوبا على المفعولية‪ ،‬يلي صيغة "أف ِّع ْل" ال ُمتع َّج ُ‬ ‫َ‬ ‫كما يَلي ال ُمتع َّج ُ‬
‫مجرورا ً بباءٍ زائدةٍ لفظاً‪ ،‬مرفوعا على الفاعلية َمحال‪ًّ.‬‬
‫ويبقى الفعل بلفظٍ واحد للجميع‪ ،‬تقول‪" :‬يا رج ُل أكر ْم بسعادَ! ويا رجالن ويا امرأتان أكر ْم بها! ويا‬
‫أكرم بها!"‪.‬‬ ‫رجا ُل أكر ْم بها ويا نساء ِّ‬
‫صيرورة‪ ،‬كما قالوا‪ :‬أغدَّ‬ ‫َّ‬ ‫لل‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫فالهمز‬ ‫‪.‬‬‫بح‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ذا‬ ‫صار‬ ‫أي‪:‬‬ ‫ُ"‬
‫ل‬ ‫الجه‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫أقب‬ ‫أصله‪:‬‬ ‫فقولُك‪" :‬أقبحْ بالجهل"‬
‫خر َج األمر‬ ‫ُ‬
‫خر َج عن لفظ الخبر إلى لفظ األمر‪ ،‬إلفادة التع ُّجب‪ ،‬كما أ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫البعير"‪ ،‬أي صار ذا ُ‬
‫غدَّةٍ‪ .‬ثم أ ِّ‬
‫الدعاء عن لفظه إلى لفظ الخبر في قولهم‪" :‬رحمه هللا‪ ،‬ويرحمك هللا"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫بمعنى‬
‫رت صورة الماضي إلى‬ ‫والباء هنا زائدة في الفاعل‪ ،‬كما في‪" :‬كفى باهلل شهيداً"‪ .‬وذلك أنه لما ُ‬
‫غ ِّيّ ْ‬
‫األمر‪ ،‬الرادة التعجب‪ ،‬قَبُ َح إسنادُ صيغة األمر إلى اإلسم الظاهر إسنادا ً صريحاً‪ ،‬فزيدت البا ُء في‬
‫"أكر ْم" زيادة ً ُملتزمة‪ ،‬ليكون على صورة المفعول به المجرور بحرف الجر الزائد لفظاً‪ ،‬كما في‬
‫غير ُملتزم ٍة‬ ‫قوله تعالى‪" :‬وال تُلقوا بأيدكم إلى التَّهلكة" وزيادتُها هنا بخالفها في فاعل "كفى" فهي ُ‬
‫فيه‪ ،‬فيجوز حذفها‪ ،‬كما قال الشاعر‪:‬‬
‫واإلسال ُم ِّلل َم ْر ِّء ناهيا*‬ ‫ْب ِّ‬‫ع َمي َْرة ً و ِّدّعْ‪ ،‬إِّ ْن ت َ َج َّه ْزتَ عاديا * كفى الشي ُ‬
‫َّ‬ ‫* ُ‬
‫(وأما اعراب‪" :‬اقبح بالجهل‪ ،‬فأقبح‪ :‬فعل ماض‪ ،‬جاء على صيغة األمر‪ ،‬إلنشاء التعجب‪ .‬وهو مبني‬
‫على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره السكون الذي اقتضته صيغة األمر‪ ،‬والباء‪ :‬حرف جر‬
‫زائد‪ ،‬والجاهل‪ :‬فاعل (أقبح) وهو مجرور لفظا ً بالباء الزائدة‪ ،‬مرفوع محال ألنه فاعل‪.‬‬

‫(‪)43/1‬‬

‫وقال الزمخشري في (المفصل) في قولهم‪" :‬اكرم بزيد"‪ِّ " :‬إنه أمر لكل احد بأن يجعل زيدا ً كريماً"‪،‬‬
‫اي‪ :‬بأن يصفه بالكرم والباء مزيدة ‪ -‬مثلها في قوله تعالى‪{ :‬وال تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} للتأكيد‬
‫واالختصاص او هو أمر بأن يصيره ذا كرم والباء للتعدية هذا اصله ثم جرى مجرى المثل فلم يغير‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫عن لفظ الواحد في قولك‪ :‬يا رجالن اكرم بزيد ويا رجال اكرم بزيد) أهـ‪.‬‬
‫فعلى هذا فمجرور الباء في موضع المفعول به ألنه في موضع الفاعل ويكون فاعل (اكرم) مستترا ً‬
‫تقديره انت مثله في كل امر للواحد وما هذا ببعيد وهو قول جماعة من العلماء غير الزمخشري‬
‫كالفراء والزجاج وابن كيسان وابن خروف‪.‬‬
‫اضطر شاعر‬ ‫ّ‬ ‫(وثمرة الخالف بين جعله امرا صورة ماضيا ً حقيقة وجعله امرا ً صورة وحقيقة انه لو‬
‫الى حذف هذه الباء الداخلة على المتوجب منه لزمه ان ينصب ما بعدها على رأي الفراء ومن تابعه‬
‫ألنه مفعول به وان يرفعه على رأي الجمهور النه فاعل)‪.‬‬
‫أجمل بالفضيلة!"‪ ،‬وإن كانت زائدةً‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫الباء الداخلة على ال ُمتع َّجب منه في نحو قولك‪:‬‬ ‫حذف ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫وال‬
‫الجر‬
‫الطراد حذف حرف ِّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫لتزمة‪ ،‬كما قدَّمنا‪ ،‬إال ان تكون قبل "أن وأن"‪ ،‬فيجوز حذفها‪ِّ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ألن زيادتها ُم ِّ‬ ‫ّ‬
‫قبلهما‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫ي ال ُمسْلمين‪ :‬تَقَدَّموا * وأَح ِّببْ ِّإلينا أَن يكون ال ُمقَدَما*‬ ‫*وقال نَب ُّ‬
‫أي‪ :‬أحببْ إلينا بأن يكون ال ُمقدَّم‪.‬‬
‫احكام فعلي التعجب‬
‫صة‪،‬‬ ‫ً‬
‫بالباء الزائدة) إال معرفة أو ن ِّكرة ً ُمخت َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ب منه (منصوبا ً كان‪ ،‬أو مجرورا ً‬ ‫(‪ )1‬ال يكون ال ُمتع َّج ُ‬
‫ً‬
‫شخص مخصوص فال يُقالُ‪" :‬ما أحسنَ رجال!"‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫صل الفائدة ُ المطلوبة‪ ،‬وهي التعجب من حال‬ ‫لتح ُ‬
‫بقائم بالواجب!"‬‫"أحسن ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫بقائم"‪ ،‬لعدم الفائدة‪ .‬فإن قلت‪" :‬ما أحن رجال يفع ُل الخير!" و‬ ‫ْ‬
‫أحسن ٍ‬ ‫وال‬
‫جاز‪ ،‬لحصول الفائدة‪.‬‬
‫ْ‬
‫بالباء بعد "أفعل" ‪ -‬إن‬ ‫ِّ‬ ‫والمجرور‬
‫ُ‬ ‫حذف ال ُمتع َّجب منه ‪ -‬وهو المنصوب بعد "ما أفعلَ"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )2‬يجوز‬
‫كان الكالم واضحا ً بدونه‪ ،‬فاألول كقوله‪:‬‬

‫(‪)44/1‬‬

‫عف وأ َ ْكرما*‬ ‫*جزى هللاُ عني‪ ،‬والجزا ُء بفضله‪ * ،‬بِّيعةَ خَيراً‪ ،‬ما أ َ َّ‬
‫وأبص ْر ِّبه ْم!‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫أي‪" :‬ما أعفَّهم! وما أكرمهم!" والثاني كقوله تعالى‪" :‬أس ِّْم ْع بهم!‬
‫صر ِّة َم ْن يَ ِّلينا*‬ ‫ف! إن دُ ِّعينا * يوما ً ِّإلى نُ ْ‬ ‫*أعز ْز بنا وأ َ ْك ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أعزنا! وما أكفانا لهذااألمر!‪.‬‬ ‫وأكف بنا! والمعنى‪ :‬ما َّ‬ ‫ِّ‬ ‫أي‪:‬‬
‫مذكور معه ِّمث ُل ذلك المحذوف‪ ،‬كما‬ ‫ٍ‬ ‫ُشترط في حذفه بعد "أف ِّع ْل" أن يكون معطوفا ً على أف ِّع ْل َ‬
‫آخر‬ ‫ُ‬ ‫وي َ‬
‫َّ‬
‫رأيتَ في اآلية الكريمة والبيت‪ .‬وال يجوز حذفه إن لم يكن كذلك‪ .‬وشذ قول الشاعر‪:‬‬
‫*فَذَلك‪ ،‬إِّن يَ ْلقَ ْال َمنِّيَّةَ يَ ْلقَها * َح ِّميداً‪ ،‬وإِّ ْن يَ ْست َ ْغ ِّن يوما ً فَأَجْ دِّر*‬
‫يستغني!‬
‫َ‬ ‫أي‪ :‬فأجد ِّْر به أَن‬
‫ُني "فِّ ْعال التعجب" من ُمعتل العين‪ ،‬وجب تصحيح عينهما‪ ،‬فال يجوز إعاللها‪ ،‬نحو‪ :‬ما‬ ‫(‪ )3‬إذا ب َ‬
‫ْ‬
‫أطولهُ! وأط ِّول به!"‪.‬‬ ‫َ‬
‫عز ْز علينا بأن تفارقَنا!" و "أش ِّد ْد بسوا ِّد عينيه!"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫"‪،‬‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ِّ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫"أ‬ ‫في‬ ‫اإلدغام‬ ‫َكُّ‬ ‫ف‬ ‫يجب‬
‫ُ‬ ‫وكذلك‬
‫ب‬
‫ِّ‬ ‫ج‬
‫ُّ‬ ‫التع‬ ‫ل‬‫ِّ‬ ‫فع‬ ‫بين‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫الفص‬ ‫إال‬ ‫فصل‪،‬‬ ‫وال‬ ‫تأخير‬
‫ٍ‬ ‫وال‬ ‫بتقديم‬
‫ٍ‬ ‫بية‬ ‫ج‬
‫ّ‬ ‫التع‬ ‫الجملة‬ ‫في‬ ‫ف‬ ‫(‪ )4‬ال ي َّ ُ‬
‫ُتصر‬
‫َ‬
‫الجر (بشرط أن يتعلقا بفعل التعجب)‪ ،‬أو النداء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ب منه بالظرف‪ ،‬أو المجرور بحرف‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫والمتع َّج ِّ‬
‫البدر!" ونحو قول الشاعر‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فالفصل بها جائز‪ .‬فالفص ُل بالظرف نحو أن تقول‪" :‬ما أجم َل ليلةَ الت َّ َم‬
‫حالت‪ ،‬بأَن أ َ َّ‬
‫تحوال*‬ ‫ْ‬ ‫حر إِّذا‬ ‫دام َح ْز ُمها * وأ َ ِّ‬ ‫دار ال َح ْز ِّم‪ ،‬ما َ‬ ‫*أُقي ُم بِّ ِّ‬
‫ِّب!"‪ ،‬ومنه‪ :‬وأحببْ‬ ‫حسن بالرج ِّل أَن يصدُقَ ! وما أَقبح أَن يَكذ َ‬ ‫بالجار والمجرور نحو‪" :‬أ َ ْ‬ ‫ِّ ّ‬ ‫والفص ُل‬
‫إلينا أن يكونَ ال ُمقدِّّما"‪ ،‬وقول اآلخر‪:‬‬
‫صبْر*‬ ‫سبِّي َل إِّلى ال َّ‬ ‫ْ‬
‫صبورا‪ ،‬ولكن ال َ‬ ‫ً‬ ‫ي‪ ،‬ما أَحْ َرى بِّذِّي اللبّ ِّ أَن يُرى * َ‬ ‫* َخ ِّليلَ َّ‬
‫كرم في اللَّزبات‬ ‫سلَيم! ما أحسنَ في الهيجاء ِّلقا َءها! وأ َ َ‬ ‫هلل دَ ُّر بني ُ‬ ‫يكرب نَثْراً‪ِّ :‬‬ ‫وقو ُل َع ْم ِّرو بن َمعد ِّ‬
‫َعطاءها! وأثبت في ال َمكرمات بَقاءها!"‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)45/1‬‬

‫ان‪ ،‬أن‬ ‫ط ِّ‬‫ي‪ ،‬أبا اليق َ‬ ‫"أعز ْز عل َّ‬


‫ِّ‬ ‫ي ِّ بن أبي طالب (عليه السال ُم)‪:‬‬ ‫بالنداء كقو ِّل أمير المؤمنين عل ّ‬ ‫ِّ‬ ‫والفص ُل‬
‫أراك صريعا ً ُمجدَّال!"‪.‬‬
‫مجرور هو فاع ٌل في المعنى‪ُ ،‬جر بإلى‪ ،‬نحو‪" :‬ما أحبَّ ُزهيرا ً إلى‬ ‫ٌ‬ ‫(‪ )5‬إن ت َعلَّق ِّبفعلَي التعجب‬
‫ُغض‪ ،‬كما‬ ‫ي"‪ .‬وال يكونُ هذا إال إذا دَ َّل فع ُل التعجب على حُبّ ٍ أو ب ٍ‬ ‫أبغض الخائنَ إل َّ‬
‫َ‬ ‫أبيه!" ونحو‪" :‬ما‬
‫رأيتَ ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫فإن كان في المعنى مفعوال‪ ،‬وكان فع ُل التعجب في األصل ُمتعديا بنفسه‪ ،‬غير دا ٍّل على ِّعل ٍم أو جه ٍل‪،‬‬
‫ضني للخائن! وما أكسبَني للخير!"‪.‬‬ ‫ُج َّر بالَّالم نحو‪" :‬ما أحب ُزهَيرا ً ألبيه! وما أبغ َ‬
‫بالحق! وما أجهلَهُ بالصدق! وما‬ ‫ّ ِّ‬ ‫بالباء‪ :،‬نحو‪" :‬ما أعرفني‬ ‫ِّ‬ ‫جر ْرتُ المفعول‬ ‫علم أو جه ٍل َ‬ ‫فإن د َّل على ٍ‬
‫سداد!"‪.‬‬ ‫ق ال ّ‬ ‫بطر ِّ‬‫صرك بمواقع الصواب! وما أعل َمهُ ُ‬ ‫أب َ‬
‫جررتَ مفعولهُ بما كان يَتعدّى به من حرفٍ ‪،‬‬ ‫وإن كان فع ُل التعجب في األصل ُمتعدِّّيا ً بحرف جر‪َ ،‬‬
‫أكثر إذعاني‬ ‫نحو‪" :‬ما أغضبَني على الخائن! وما ارضاني عن األمين! وما أمسكني بالصدق‪ ،‬وما َ‬
‫ّ‬
‫للحق"‪.‬‬
‫األسماء‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫شذوذا‪ ،‬وهو فع ٌل ال يُصغّ ُر‪ ،‬أل َّن التصغير من خصائص‬ ‫ً‬ ‫تصغير "ما أفعلُ" ُ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )6‬وقد َو َردَ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫غير أنه لما أشبهَ اسم التفضيل وزنا وأصال وداللة على المبالغة‪ ،‬سه َل عليهم ذلك‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫شدَ َّن‪ ،‬لنا * ِّم ْن هؤُليّائِّ ُك َّن الضّا ِّل وال َّ‬
‫س ُم ِّر*‬ ‫*يا ما أ َ َم ْيلَ َح ِّغ ْزالناً‪َ ،‬‬
‫شذوذ‪ ،‬إِّذا أريدَ به مع‬ ‫القياس على هذا ال ُّ‬ ‫ُ‬ ‫قالوا‪" :‬ولم يُسْم ُع إال في ما أمل َح‪ ،‬وما أحسن"‪ .‬غير أنه يجوز‬
‫ُّب كما رأيتَ في البيت‪ .‬وعليه يجوز أن تقول‪ :‬ما أ َحيالهُ! وما أُدَيناهُ ِّإلى قلبي! وما‬ ‫التعجب التَّحب ُ‬
‫ف مجلسه!"‪.‬‬ ‫ظير َ‬ ‫ُ‬
‫يرف حديثهُ! وما أ ِّ‬ ‫ط ِّ‬‫أَ َ‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( أفعال المدح والذم )‬

‫أفعال المدح هي‪" :‬ن ْع َم وحبّ وحبّذا"‪.‬‬


‫وأفعا ُل الذ ِّ ّم هي‪" :‬بئس وساء وال حبّذا"‪.‬‬

‫(‪)46/1‬‬

‫مخصوص‬
‫ٍ‬ ‫إلنشاء المدح أو الذم ف ُجملها إنشائيةٌ غير طلبية‪ ،‬ال خبرية‪ ،‬وال بُدَّ لها من‬
‫ِّ‬ ‫وهي أفعا ٌل‬
‫بالمدح أو الذم‪.‬‬
‫(فإّا قلت‪" :‬نعم الرجل خالد‪ ،‬وبئس الرجل فالن"‪ .‬فالمخصوص بالمدح هو (خالد)‪ ،‬والمخصوص‬
‫بالذم هو (زيد)‪.‬‬
‫وهي غير محتاجة إلى التصرف‪ ،‬للزومها اسلوبا ً واحدا ً في التعبير‪ ،‬ألنها تدل على الحدث المتطلب‬
‫للزمان‪ ،‬حتى تحتاج إلى التصرف بحسب االزمنة‪ .‬فمعنى المدح والذم ال يختلف باختالف الزمان)‪.‬‬
‫حبذا وحب وال حبذا‬
‫إلنشاء المدح‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫َحبَّذا و َحبَّ ‪ :‬فعالن‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫فأما "حبَّذا" فهي ُمركبة من " َحبَّ " و "ذا" اإلشارية‪ ،‬نحو‪" :‬حبذا رجال خالدٌ"‪.‬‬
‫(فحبّ ‪ :‬فعل ماض‪ ،‬و "ذا" اسم اشارة فاعلة‪ ،‬ورجال‪ :‬تمييز لذا رافع ابهامه‪ .‬وخالد‪ :‬مبتدأ مرفوع‬
‫مؤخر‪ ،‬خبره جملة "حبذا" مقدمة عليه)‪.‬‬
‫مييز فال يُقالُ‪" :‬خالدٌ حبّذا رجال" وال "رجالً حبّذا خالدٌ"‪.‬‬
‫المخصوص بالمدح‪ ،‬وال الت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫وال يتقدم عليها‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫األول‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫فجائز‪ ،‬كما رأيت‪ ،‬بل هو َّ‬ ‫ٌ‬ ‫أما تقديم التّمييز على المخصوص بالمدح‬
‫صبْر*‬ ‫باإلعان ِّة وال َّ‬‫َواصوا ِّ‬ ‫ْ‬ ‫سلَ ْي ٌم‪ ،‬فإِّنهم * وفَ ْوا‪ ،‬وت‬ ‫*أَال َحبَّذا قوما ً ُ‬
‫ويجوز أن يكون بعدهُ‪ ،‬كقول اآلخر‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫رام ‪ُ * -‬مباراة َ ُمولَع بال َمغاني*‬ ‫صب ُْر ِّشي َمةً المرىءٍ َ‬ ‫* َحبَّذا ال َّ‬
‫المخصوص بخالف ذلك‪ .‬قال‬
‫ُ‬ ‫والتذكير في جميع أحوالها‪ ،‬وإن كان‬ ‫َ‬ ‫و (ذا) في "حبذا" ت َلتزم األفرادَ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ّان‪َ ،‬م ْن كانا*‬ ‫الري ِّ‬ ‫ّان من َجبَ ٍل * و َحبَّذا سا ِّكنُ َّ‬ ‫الري ِّ‬ ‫*يا َحبَّذا َجبَ ُل َّ‬
‫ّان أحيانا*‬ ‫َ‬ ‫الري ِّ‬‫*و َحبَّذا نَفَحاتٌ من يَمانيَ ٍة * تأتِّيكَ من قِّبَ ِّل َّ‬
‫والمخصوص ‪ -‬وهو "النَّفَحات" ‪ -‬جم ٌع مؤنث‪ ،‬وقال اآلخر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فذا‪ :‬مفردٌ مذكر‪،‬‬
‫ي ال ُمهراق*‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َ ْ ِّ َ‬ ‫د‬ ‫في‬ ‫الني‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬‫ع‬‫ْ‬ ‫ت‬ ‫*‬ ‫لم‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫*حبَّذا أَنتُما َخ ِّليلَ َّ ِّ‬
‫إ‬ ‫ي‬
‫وأرض بها هندُ‪ ،‬فذا‪ :‬مذكر‪ .‬وهذا‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫فالمخصوص هنا مثنى‪ ،‬و "ذا" مفرد‪ .‬وقال غيره‪ :‬أال حبَّذا هندٌ‬
‫مؤنث‪.‬‬
‫ئس" في إفادة الذَّ ِّم كقول الشاعر‪:‬‬ ‫وقد تدخ ُل "ال" على "حبذا" فتكون مثلَ‪ِّ " :‬ب َ‬

‫(‪)47/1‬‬

‫*أَال َحبَّذا عاذري في ال َهوى * وال َحبَّذا الجاه ُل العاذِّل*‬


‫وقل اآلخر‪:‬‬
‫ت ِّه ْندٌ‪ ،‬فال َحبَّذا هِّيا*‬ ‫كر ْ‬‫غير أنَّهُ * ِّإذا ذُ َ‬ ‫ْ‬
‫*أَال َحبَّذا أَه ُل ال َمال‪َ ،‬‬
‫َّ‬
‫وظن‬ ‫وال يجوز أن تدخ َل على مخصوص "حبَّذا" نواس ُخ المبتدأ والخبر‪ ،‬وهي‪" :‬كان وأخواتُها‪،‬‬
‫وإن وأخواتها"‪ ،‬فال يقال "حبَّذا رجالً كان خالد ٌ" وال "حبَّذا رجالً ظننتُ سعيداً"‪.‬‬ ‫وأخواتُها‪َّ ،‬‬
‫ً‬
‫لم‪ :‬كأن تسأل عن خال ٍد مثال‪ ،‬فتقول‪" :‬حبَّذا رجال" أي‪ :‬حبَّذا رجل‬ ‫ُ‬ ‫ع َ‬
‫حذف مخصوصها إن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويجوز‬
‫هو‪ ،‬أي‪ :‬خالدٌ‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ب*‬ ‫َقار‬
‫ِّ ِّ‬ ‫ت‬ ‫الم‬ ‫ب‬
‫َ ِّ‬ ‫ْس‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫وى‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫تُ‬ ‫ح‬
‫وربَّما * َ ْ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫*أال َحبَّذا‪ ،‬لَ ْوال ال َحيا ُء‪ُ .‬‬
‫ُجر بباءٍ زائدة‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫هير رجالً"‪ .‬وقد ي ُّ‬
‫وأما "حبَّ " ففاعله هو المخصوص بالمدح‪ ،‬نحو‪" :‬حبَّ ُز ٌ‬
‫حبَّ به عامال‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫*فَقُ ْلتُ ‪ :‬اقتلوها عنكم بِّ ِّمزاجها * و َحبَّ بها مقتولة حينَ ت ُ ْقتَلُ*‬
‫ً‬
‫الحاء‪ ،‬بنق ِّل‬
‫ِّ‬ ‫ُب" بضم الباء‪ ،‬بمعنى‪ :‬صار محبوباً‪ ،‬ولذا يجوز أن يقا َل فيه‪" :‬حُبَّ "‪ ،‬بض ِّ ّم‬ ‫وأصلُه‪َ " :‬حب َ‬
‫كثير في االستعمال‪.‬‬ ‫الحاء وهو ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫الباء إلى‬
‫حرك ِّة ِّ‬
‫نعم وبئس وساء‬
‫َّ‬
‫إلنشاء الذم‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫نعم‪ :‬فع ٌل إلنشاء المدح‪ .‬وبِّئس وسا َء‪ :‬فِّعالن‬
‫(قال في المختار‪" :‬نعم‪ :‬منقول من نعم فالن بفتح النون وكسر العين"؛ اذا اصاب النعمة‪ .‬وبئس‪:‬‬
‫"منقول من بئس‪ ،‬بفتح الباء وكسر الهمزة" اذا اصاب بؤسا ً فنقال الى المدح والذم ‪ -‬فشابها الحروف‪،‬‬
‫"فلم يتصرفا" اهـ واما (ساء) فهول منقول من (ساء يسوء سواء) بفتح السين في المصدر)‪ :‬ذا قبح‪.‬‬
‫تقول‪" :‬ساء عمله‪ ،‬وساءت سيرته"‪ .‬ثم نقل إلى الذم‪ ،‬فلم تنصرف كما تنصرف (بئس))‪.‬‬

‫(‪)48/1‬‬

‫فسكون ‪ -‬وهي أَفصح ُه َّن‪ ،‬وهي لغةُ القرآن‬ ‫ٍ‬ ‫س"‪ ،‬أرب ُع لغاتٍ‪" :‬نِّ ْع َم و ِّبئْس" بكسر‬ ‫وفي "نِّ ْع َم وبِّئْ َ‬
‫الغالب في "نِّ ِّع َم" أن يجيء بعدهُ (ما)‪،‬‬‫َ‬ ‫ئس" ‪ -‬بكسر َّأولهما وثانيهما ‪ ،-‬غير َّ‬
‫أن‬ ‫الكريم‪ .‬ث َّم‪" :‬نِّ ِّع َم و ِّب َ‬
‫فكسر ‪ -‬وهي‬
‫ٍ‬ ‫بفتح‬
‫ٍ‬ ‫س"‪- ،‬‬ ‫فسكون ‪ -‬ث َّم‪" :‬نِّ ْع َم وبَئِّ َ‬
‫ٍ‬ ‫بفتح‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫كقوله تعالى‪{:‬نِّع ّما يَ ِّعظكم به}‪ .‬ثم "نَ ْع َم وبأس‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫األص ُل فيهما‪.‬‬
‫َير"‪ .‬فالرج ُل‬‫ٌ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫ز‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫الرج‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ِّ ْ َ‬ ‫ن‬‫"‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫م‬‫َّ‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫بالمدح‬ ‫ومخصوص‬
‫ٍ‬ ‫فاعل‬ ‫شيئين‪:‬‬ ‫من‬ ‫األفعال‬ ‫وال بُدَّ لهذه‬
‫زهير‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫والمخصوص بالمدح هو‬ ‫ُ‬ ‫هو الفاع ُل‬
‫أحكام فاعل هذه االفعال‬
‫نوعان‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫فاع ُل هذه األفعا ِّل‬
‫ً‬
‫شمو َل الجنس) حقيقة‪ ،‬أو اس ٌم‬ ‫الجنسيَّ ِّة‪ ،‬التي تُفيد االستغراق (أي‪ُ :‬‬ ‫ف بأل ِّ‬ ‫عر ٌ‬ ‫ظاهر ُم َّ‬‫ٌ‬ ‫األول‪ :‬اس ٌم‬ ‫َّ‬
‫قترن بها‪.‬‬‫أضيف إلى ُم ٍ‬ ‫َ‬ ‫اسم‬
‫ضاف إلى ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ضاف إلى ما اقترنَ بها‪ ،‬أو ُم‬ ‫ٌ‬ ‫ُم‬
‫َّ‬
‫دار المتقِّينَ }‪ ،‬و‬‫{ولنِّ ْع َم ُ‬
‫الخمر"‪ .‬والثاني‪ ،‬نحو‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫"بئس الشراب‬ ‫َ‬ ‫زهير" و‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫نحو‪" :‬نِّ ْع َم التلميذ‬ ‫فاألو ُل ُ‬
‫زهير"‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫عراء الجاهلي ِّة‬ ‫ُ‬
‫عم حكي ُم ش ِّ‬ ‫ُ‬
‫ئس مثوى ال ُمتك ِّبّرينَ }‪ .‬والثالث‪ ،‬نحو‪" :‬نِّ َ‬ ‫{بِّ َ‬
‫ب * ُز َهي ٌْر‪ُ ،‬حسا ٌم ُم ْف َردٌ من حمائِّ ِّل*‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬
‫َ ُ ِّ ٍ‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫َير‬ ‫غ‬ ‫‪،‬‬ ‫قوم‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ت‬‫ِّ‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ابنُ‬ ‫م‬
‫*فنِّ ْع َ‬
‫(والحق أن (أل)‪ ،‬التي تسبق فاعل هذه األفعال‪ ،‬للجنس على سبيل االستغراق حقيقة‪ ،‬كما قدّمنا‪ .‬فهي‬
‫مفيدة لالحاطة والشمول حقيقة ال مجازاً‪ ،‬فيكون الجنس كله ممدوحا ً أو مذموماً‪ ،‬والمخصوص‬
‫مندرج تحت الجنس‪ ،‬فيشمله المدح أو الذم‪ .‬فاذا قلت‪" :‬نعم الرجل زهير" فالمدح قد وقع أوال على‬
‫جنس الرجل كله على سبيل الشمول حقيقة‪ .‬ثم على سبل المخصوص بالمدح‪ ،‬وهو زهير‪ ،‬فيكون‬
‫المخصوص قد مدح مرتين‪ :‬مرة مع غيره‪ ،‬لدخوله في عموم الجنس‪ ،‬ألنه فرد من افراد ذلك‬
‫الجنس‪ ،‬ومرة على سبيل التخصيص‪ ،‬ألنه قد خص بالذكر‪ ،‬ولذلك يسمى المخصوص‪.‬‬

‫(‪)49/1‬‬

‫والغرض من جعلها لالستغراق والشمول على سبيل الحقيقة هو المبالغة في اثبات المدح للمدوح‬
‫"الذم للمذموم‪ ،‬بجعلك المدح والذم للجنس‪ ،‬الذي هو المخصوص فرد منه‪ .‬ثم يأتي المخصوص مبينا ً‬
‫المدار من االجمال في مدح الجنس على سبيل الحقيقة‪.‬‬
‫ً‬
‫ولك أن تجعل (أل) هذه لالستغراق ال على سبيل الحقيقة‪ .‬بل على سبيل المجاز‪ .‬مدعيا أن هذا‬
‫تفرق في غيره من الكماالت أو النقائص فان قلت‪" :‬نعم‬ ‫المخصوص هو جميع الجنس لجمعه ما َّ‬
‫الرجل زهير"‪ ،‬فقد جعلت زهيرا ً هو جميع الجنس مبالغة‪ ،‬الستغراقه جميع كماالته‪ ،‬ولم تقصد من‬
‫ذلك اال مدحه‪ .‬ونظير ذلك أن تقول‪" :‬أنت الرجل"‪ ،‬أي اجتمعت فيك كل صفات الرجال)‪.‬‬
‫عرف بأ ِّّل الجنسيَّ ِّة‪ ،‬فيكون فاعال لهذه‬ ‫الجنس ال العَهدُ َمقام ال ُم َّ‬
‫ُ‬ ‫وقد يقو ُم االس ُم الموصولُ‪ ،‬إذا اريدَ به‬
‫ئس من يخون أمتهُ فُ ٌ‬
‫الن"‪.‬‬ ‫زهير" و "بِّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫الخير‬
‫َ‬ ‫األفعال‪ ،‬كما تكون هي‪ ،‬نحو‪" :‬نِّ ْعم الذي يفع ُل‬
‫(فان االسم الموصول‪ ،‬اذا لم يرد به المهد‪ ،‬بل اريد به العموم‪ ،‬أشبه المقترن بأل الجنسية فيص ُح أن‬
‫تسند إليه هذه األفعال‪ ،‬كما تسند إلى المقترن بأل الجنسية)‪.‬‬
‫سرا ً بنكرةٍ منصوبة على التمييز‪ ،‬واجب ِّة التأخير عن الفعل‬
‫َّ‬ ‫الثاني‪ :‬أن يكون فاعلُها ضميرا ً مستترا ً ُمفَ ّ‬
‫المذموم‪ ،‬مطابق ٍة لهما إفرادا ً وت َثنيةً وجمعا ً وتذكيرا ً وتأنيثاً‪ .‬ويأتي بعد ذلك‬ ‫ْ‬ ‫والتقديم على الممدوح أو‬
‫ِّ‬
‫زهير"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫رج‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ِّ ْ َ‬ ‫ن‬‫"‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ُ ُ‬‫خبر‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫قب‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫والجمل‬ ‫االبتداء‪،‬‬ ‫على‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫مرفوع‬ ‫م‬‫َّ‬ ‫ذ‬‫ال‬ ‫أو‬ ‫بالمدح‬ ‫المخصوص‬
‫قترن بها‪ ،‬فتقول‪" :‬نعم‬‫ٍ ُ ٍ‬ ‫م‬ ‫ل‬‫فاع‬ ‫(أل)‪ ،‬لذا يجوز تحويلُه إلى‬ ‫قترن ِّبـ ْ‬ ‫مو ٌل عن فاع ٍل ُم ٍ‬ ‫ُ‬
‫والتمييز هنا ُم َح َّ‬
‫زهير"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الرج ُل‬

‫(‪)50/1‬‬

‫وقد تكون النكرة ُ كلمة (ما) ‪ -‬التي هي اس ٌم نكرة بمعنى "شيء" ‪ -‬فتكون فى موضع نص ٍ‬
‫ب معلى‬
‫باسم‪ ،‬نحو‪" :‬نِّع َّما‬
‫ليت ٍ‬‫سوا ٌء أت ُ ْ‬ ‫أقرب األقوال فيها‪َ .‬‬
‫ُ‬ ‫اختارهُ ال ُمحققون من النُّحاة‪ .‬وهو‬
‫َ‬ ‫التمييز‪ ،‬على ما‬
‫ت فَنعما هي}‪ ،‬أم تُليت بجمل ٍة فعليَّةٍ‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬نِّ ِّع ًّما‬
‫صدقا ِّ‬ ‫ُ‬
‫التَّقوى‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬إن تبدوا ال َّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ظكم به}" أم لم تُتْلى بشيءٍ نحو‪" :‬أكرمته إكراماً"‪.‬‬ ‫يَع ُ‬
‫وجب فيه ثالثةُ أشياء‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ومتى كان فاعلها ضميرا ً‬
‫إبرازه في تثني ٍة وال جمع‪ ،‬استغنا ًء عنه بتثنية‬ ‫ُ‬ ‫وأستتاره‪ ،‬كما رأيت‪ :‬فال يجوز‬ ‫ُ‬ ‫األول والثاني‪ :‬إفرادُه‬
‫المخصوص أم تقدَّم‪ .‬فال يقالُ‪" :‬نِّعما رجلين خالدٌ وسعيدٌ"‪ ،‬وال "خالدٌ‬ ‫ُ‬ ‫أتأخر‬
‫َ‬ ‫تمييزه أو جمعه‪ ،‬سوا ٌء‬
‫وسعيدٌ نِّعما رجلين"‪.‬‬
‫ُذكر بعده منصوبا ً على التمييز كما قدَّمنا‪.‬‬ ‫س َرهُ اس ٌم نكرة ٌ ي ُ‬ ‫وجوب أن يُف ّ‬ ‫ُ‬ ‫الثالث‪:‬‬
‫ً‬
‫وإذا كان الفاع ُل ُمؤنثا جازَ أن تلحقَ الفع َل تا ُء التأنيث‪ ،‬سوا ٌء أكان ُمظ َهرا‪ ،‬نحو‪" :‬نِّ ْعمت المرأة ُ‬ ‫ً‬
‫سر‪ ،‬ذَهابا ً إلى أن هذه األفعا َل‬ ‫فاطمةُ"‪ ،‬وجاز أن ال تلحقه هذه التا ُء استغناء عنها بتأنيث التمييز ال ُمف ّ‬
‫ونعم‬
‫َ‬ ‫"نعم المرأة ُ فاطمةُ‪،‬‬
‫َ‬ ‫الحرف في الجمود ِّلزمت طريقة واحدة ً في التعبير‪ ،‬فتقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫لما أشبهت‬
‫امرأة ً فاطمةُ‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ئس ال َم َر ْه*‬‫امرأ‪ ،‬وإِّنَّني بِّ َ‬‫*ت َقو ُل ِّعر ِّسي‪ ،‬وهي لي َع َو َمر ْه‪ * :‬بِّئس َ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫ْ‬
‫لت * َردَّ الت َّ ِّحي ِّة نُطقاً‪ ،‬أو بإ ِّ ِّ‬
‫يماء*‬ ‫*نِّ ْع َم ْالفتاة ُ فَتاة ً ِّه ْندُ‪ ،‬لَ ْو بَذَ ْ‬
‫س‬ ‫المخصوص مؤنثاً‪ ،‬يجوز تذكير الفع ِّل وتأنيثُهُ‪ ،‬وإن كان الفاع ُل ُمذكراً‪ ،‬فتقولُ‪" :‬بِّئْ َ‬ ‫ُ‬ ‫وكذا‪ ،‬إذا كان‬
‫واب الجنّة‪ ،‬وعليه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫عم أو نِّعمت الث ُ‬ ‫الخمر" و "نِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫راب‬
‫ش ُ‬ ‫ت ال َّ‬‫أو بِّئس ِّ‬
‫والمنَّهْ*‬
‫مان وال ُمنى ِّ‬ ‫َ‬
‫دار األ ِّ‬ ‫َّ‬
‫ت جزا ُء ال ُمتقينَ الجنَّ ْه * ُ‬ ‫*نِّ ْع َم ْ‬
‫احكام المخصوص بالمدح والذم‬

‫(‪)51/1‬‬

‫المخصوص بالمدح أو الذَّم إال معرفةً‪ ،‬كما رأيتَ في األمثلة المتقدمة‪ ،‬أو نكرة ً‬ ‫ُ‬ ‫ال يجوز أن يكون‬
‫ُحاسب نفسهُ"‪ .‬وال يقاله‪" :‬نِّ ْع َم العام ُل رجل"‪ ،‬لعدَم الفائدة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عم الرجلهُ رج ٌل ي‬ ‫ُمفيدةً‪ ،‬نحو‪" :‬نِّ َ‬
‫االبتداء‪ ،‬والجملةُ قبلَهُ ُ‬
‫خبرهُ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ع أبداً‪ ،‬إما على‬ ‫المخصوص مرفو ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وهذا‬
‫عم الرج ُل‬ ‫ِّ َ‬ ‫ن‬ ‫"‬ ‫قولك‪:‬‬ ‫في‬ ‫التقدير‬
‫ُ‬ ‫ويكونُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ُ ُ‬‫ذكر‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫وجوب‬ ‫ذوفٍ‬ ‫مح‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬‫لمبتد‬ ‫خبر‬‫ٌ‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫وإما‬
‫زهير"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫عم الرج ُل هو‬ ‫زهير"‪" .‬نِّ َ‬ ‫ٌ‬
‫(والكالم حينئذ يكون كأنه جواب لسائل سأل‪" :‬من هو؟" حين قلت‪" :‬نعم الرجل"‪ ،‬فقلت مجيباً‪:‬‬
‫"زهير"‪ ،‬اي‪ :‬هو زهير‪ .‬وال يجوز ذكر هذا المبتدأ‪ ،‬ألنه احد المواضع التي يجب بها حذفه‪ .‬كما‬
‫ستعلم في الجزء الثاني من هذا الكتاب)‪.‬‬
‫أيوب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫المخصوص‪ ،‬إِّذا د َّل عليه دليل‪ ،‬كقوله تعالى‪" :‬نِّ ْع َم العبدُ‪ ،‬إنه أ َّوابٌ "‪ ،‬أي‪ :‬نعم العبد‬ ‫ُ‬ ‫ُحذف‬
‫وقد ي ُ‬
‫فنعم الماهدون"‪ ،‬أي‪ :‬فنعم الماهدون‬ ‫علم من ذكره قبلُ‪ .‬وقوله سبحانه‪{ :‬واألرض فرشاناها‪َ ،‬‬ ‫وقد ُ‬
‫نحنُ ‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫قيع حوادِّث األي َِّّام*‬ ‫*نِّ ْع َم الفَتى فَجعَ ْ‬
‫يوم البَ ِّ‬‫ت به إِّخوانَهُ * َ‬
‫رفع صف ٍة‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يوم البقيع‪ .‬فجملة "فجعت" في موضع ِّ‬ ‫فجعت حوادث األيام به إخوانَهُ َ‬ ‫أي‪ِّ :‬ن ْعم الفتى فتى‬
‫المخصوص المحذوف‪.‬‬‫ُ‬ ‫لفتًى المحذوف‪ ،‬وهو‬
‫مجاز بالحذف‪ ،‬كأن‬ ‫ٌ‬ ‫ومن حق المخصوص أن يُجانس الفاع َل‪ .‬فإن جاء ليس من جنسه‪ ،‬كان في الكالم‬
‫عم‬
‫التقدير‪" :‬نِّ َ‬
‫ُ‬ ‫المضاف إليه‪ ،‬إذ‬
‫ُ‬ ‫ناب فيه عنه‬
‫زهير"‪ ،‬فالكالم على تقدير ُمضافٍ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ع َمالً‬ ‫تقول‪" :‬نِّ ْع َم َ‬
‫ً‬
‫والتقدير‪" :‬ساء َمثال مث ُل‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫زهير"‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬ساء مثال القو ُم الذين كذبوا بآياتنا}‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عمالً عم ُل‬
‫القوم"‪.‬‬
‫ِّ‬
‫المخصوص‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫المخصوص‪ ،‬في هذا الباب‪ ،‬نَواس ُخ المبتدأ والخبر‪ ،‬سوا ٌء أتقدَّم‬ ‫َ‬ ‫ويجوز أن يُبا ِّش َر‬
‫الشاعر‪ ،‬ونحو قوله‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫عم‬
‫زهير نِّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫كان‬
‫العشير ْه*‬
‫َ‬ ‫وابنُ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫د‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫أ‬ ‫*‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ِّ ْ َ‬ ‫ن‬ ‫هللا‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ابنَ‬ ‫ن‬‫* ِّإ َّ‬
‫َأخر‪ ،‬نحو‪" :‬نِّ ْعم الرج ُل ظننتُ سعيداً"‪ ،‬ومنه قول زهير‪:‬‬ ‫أم ت َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)52/1‬‬

‫بر ِّم*‬
‫سحي ٍل و ُم َ‬ ‫دان ُوجدْتُما * على ُك ِّّل حا ٍل من َ‬ ‫*يَميناً‪ ،‬لنِّ ْع َم ال َّ‬
‫س ِّيّ ِّ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫س*‬ ‫مار ُ‬ ‫ْ‬
‫س فيها‪ُ ،‬كنتُ نِّ ْعم ال ُم ِّ‬ ‫مار ُ‬ ‫ُ‬
‫َعذير حاج ٍة * أ ِّ‬ ‫* ِّإذا أَرسلوني عندَ ت ِّ‬
‫أحكام التمييز في هذا الباب‬
‫ُ‬
‫يجب في تمييز هذا الباب خمسة أمور‪:‬‬ ‫ُ‬
‫زهير رجال"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫يتأخر عنه نادرا‪ ،‬نحو‪" :‬نعم‬ ‫ُ‬ ‫زهير"‪ .‬وقد‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫يتأخر‪ ،‬فال يُقالُ‪" :‬رجال نِّ ْع َم‬ ‫َ‬ ‫(‪ )1‬أن‬
‫زهير"‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫عم رجال‬‫(‪ )3‬أَن يكون ُمطابقا للمخصوص إفرادا وت َثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا‪ ،‬نحو‪" :‬نِّ َ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫"نعمت فتاتَينَ فاطمةُ‬ ‫ْ‬ ‫عمت فتاة ً فاطمةُ"‪ ،‬و‬ ‫"نعم رجاال أنت ْم"‪ ،‬ونِّ ْ‬ ‫َ‬ ‫زهير وأخوهُ"‪ ،‬و‬ ‫ٌ‬ ‫رجلين‬
‫ِّ‬ ‫ونعم‬
‫َ‬
‫ت المجتهداتُ "‪ ،‬ومن ذلك قو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫سعادُ"‪" ،‬و ِّنعمت فَت َيا ٍ‬ ‫و ُ‬
‫ْب*‬‫عض ُ‬ ‫ْف َ‬ ‫سي ٌ‬ ‫ْث‪ ،‬و َ‬ ‫*نِّ ْع َم ْامرأَين حات ٌم و َكعْبٌ * ِّكالهُما َغي ٌ‬
‫زهير"‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫عم رجالً‬ ‫قتر ٍن بها‪ ،‬كما تقد ََّم‪ ،‬فإن قلتَ ‪" :‬نِّ َ‬ ‫محو ٌل عن فاع ٍل ُم ِّ‬ ‫ألل‪ ،‬ألنه َّ‬ ‫(‪ )4‬أن يكونَ قابالً ْ‬
‫يز به هذا‬ ‫ي ٍ وغير وأفع َل في التَّفضيل‪ ،‬فال يُ َّم ُ‬ ‫كمث ٍل وأ ّ‬ ‫ْ‬ ‫زهير"‪ .‬فإن لم يَقبلها‪ِّ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫"نعم الرجل‬ ‫َ‬ ‫فاألصلُ‪:‬‬
‫الباب‪.‬‬
‫"نعم أفضل رجل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(اذا اريد بأفعل معنى التفضيل فال يُميز به‪ ،‬فال يقال‪" :‬نعم أكرم منك خالد"‪ ،‬وال‪:‬‬
‫حوله فاعال‪ .‬أما ان لم يرد به معنى التفضيل‪ ،‬فجائز التعبير به‬ ‫علي"‪ ،‬النه حينئذ ال يقبل (أل) اذا ّ‬
‫نحو‪" :‬نِّ ْع َم أعلم زهير" اي‪ :‬نِّ ْعم عالما زهير" ألنه يصح أن تباشره (أل) في هذه الحالة‪ ،‬فنقول‪" :‬نِّ ْع َم‬ ‫ً‬
‫االعلم زهير")‪.‬‬
‫(‪ )5‬أنه ال يجوز حذفُهُ‪ ،‬إذا كان فاع ُل هذه األفعال ضميرا ً يعودُ عليه‪ ،‬وقد يُحذَف نادراً‪ :‬كقولك‪" :‬إن‬
‫عمت"‪،‬‬ ‫توضأ يوم الجمعة فَبِّها ونِّ ْ‬ ‫حديث‪َ " :‬م ْن َ‬‫ُ‬ ‫عمت فِّعلةً فعلتُك" ومنه‬ ‫مت"‪ ،‬أي‪" :‬نِّ ْ‬ ‫قلت كذا فَبِّها ون ْع ْ‬
‫الوضوء"‪.‬‬ ‫سنَّة َ‬ ‫ُ‬ ‫سن ِّة أخذَ‪ ،‬ونِّعمت ُ‬ ‫أي‪" :‬فبال ُّ‬
‫ألن‬‫ي" َّ‬ ‫"نعم الرج ُل عل ٌّ‬ ‫َ‬ ‫أما إن كان فاعله اسما ظاهرا‪ ،‬فال يحتاج الكالم إلى ذكر التمييز‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إبهام مع الفاعل الظاهر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫لرفع اإلبهام‪ ،‬وال‬ ‫ِّ‬ ‫التمييزَ إنما هو‬

‫(‪)53/1‬‬

‫لرفع اإلبهام‪ ،‬كقول‬ ‫ِّ‬ ‫ُذكر للتأكيد‪ ،‬ال‬‫فإن التمييزَ قد ي ُ‬ ‫وقد يجتمع التمييز مع الفاعل الظاهر‪ ،‬تأكيدا ً له‪َّ ،‬‬
‫عم الفتاة ُ فتاة ً هند‪( "...‬البيتَ السابقَ )‪.‬‬ ‫الشاعر‪" :‬نِّ َ‬
‫من كقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫التمييز‪ ،‬في هذا الباب‪ ،‬بِّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُجر‬
‫وقد ي ُّ‬
‫هامي*‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫*ت َخي ََّرهُ‪ ،‬فلم يَ ْعدِّل ِّسواهُ * فن ْع َم ال َمر ُء من رج ٍل تِّ ِّ‬
‫تمييز " َحبّذا و َحبَّ "‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ومثله‬
‫ِّ‬
‫الريان‪َ ،‬م ْن كانا*‬ ‫ّ‬ ‫نُ‬ ‫ك‬
‫ِّ‬ ‫سا‬ ‫َّذا‬ ‫ب‬ ‫وح‬ ‫*‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫ٍََ‬ ‫ج‬ ‫من‬ ‫يان‬
‫َّ ِّ‬ ‫الر‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫َّذا‬ ‫ب‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫*يا‬
‫الملحق بنعم وبئس‬
‫مجرد‪ ،‬على وزن (فَعُلَ) ‪-‬‬ ‫َّ‬ ‫وبئس) ‪ -‬في إنشاء المدح أو الذ ّم ‪ -‬كل فع ٍل ثالثي‬ ‫َ‬ ‫قد يجري َمجرى (نِّ ْع َم‬
‫زهير!"‬
‫ٌ‬ ‫"كر َم الفتى‬ ‫ألن يُبنى منه فع ُل التعجب‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬ ‫المضموم العين ‪ -‬على شرط أن يكون صالحا ً ْ‬ ‫ِّ‬
‫ؤم الخائنُ فال ٌن!"‪.‬‬ ‫و "ولَ َ‬
‫الخصال والغرائز‬ ‫ألن هذا الوزن يَدُ ُّل على ِّ‬ ‫حولته إليه‪َّ ،‬‬ ‫فإن لم يكن في األصل على وزن (فَعُلَ)‪َّ ،‬‬
‫ب الرج ُل خالد ٌ! وفَ ُهم التلميذُ‬ ‫ُ‬
‫(كتب وف ِّه َم)‪" :‬كت َ‬
‫َ‬ ‫التي تستحق المدح أو الذَّم‪ ،‬فتقو ُل في المدح من‬
‫ب الرج ُل فال ٌن!"‪.‬‬ ‫فالن! وكذُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ب"‪َ " :‬ج ُهل الفتى‬ ‫زهير!"‪ ،‬وتقول في الذم من " َج ِّهل وكذَ َ‬ ‫ٌ‬
‫آخرهُ واوا ً عندَ نقله‬ ‫تَ َ‬ ‫ْ‬
‫قل‬ ‫ِّي"‪،‬‬
‫د‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ورض‬
‫ِّ َ‬ ‫وغزا‬ ‫ورمى‬ ‫"قضى‬ ‫ُ‪:‬‬ ‫ل‬‫مث‬ ‫خر‪،‬‬ ‫اآل‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ع‬‫م‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫الفع‬ ‫كان‬ ‫فإن‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ض َو وصد َُو"‪:‬‬
‫ور ُ‬‫ور ُم َو وغ َُز َو َ‬ ‫ناسب الضمة قَبلها‪ ،‬فتقول‪" :‬ق ُ‬
‫ض َو َ‬ ‫َ‬ ‫إلى باب (فَعُلَ)‪ ،‬لت ُ‬
‫بقي على حاله‪ ،‬وقُدّ َِّر النّقل إلى باب (فَعُلَ)‪ ،‬ألنك لو قلتَ ‪:‬‬‫وإن كان معت َّل العين‪ ،‬مثل‪" :‬جادَ وسادَ"‪َ ،‬‬
‫لتحركها وانفتاح ما قبلها‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫الواو ألفاً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫س ُود"‪ ،‬لَعادت‬ ‫" َج ُودَ و َ‬
‫ُ‬
‫ذكره مع (نِّ ْع َم وبِّئس) ‪ -‬فإنه لما أريدَ به معنى (بئس)‪ُ ،‬ح ّول إلى باب‬ ‫ومن هذا الباب (ساء) ‪ -‬المتقدّ ُم ُ‬
‫ُذكر‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الواو ألفا ً ألنها متحركة مفتو ٌح ما قبلها‪ ،‬فَ َرج َع إلى "سا َء"‪ .‬وإنما ي ُ‬ ‫ُ‬ ‫س ْواَ"‪ ،‬ثم قُ ِّلبَ ِّ‬
‫ت‬ ‫(فَعُلَ) فصار " َ‬
‫ي َمجراهما في كل أمر‪ ،‬يُخالفُهما في ُحكم‪.‬‬ ‫ئس"‪ ،‬ألنهُ يجر ّ‬ ‫مع "نِّ ْع َم وبِّ ِّ‬

‫(‪)54/1‬‬

‫ئس"‪ ،‬سوا ٌء أكان مضمون العين أصالةً أو ت َحويالً‪ ،‬أن‬ ‫يجوز فيما يجري َمجرى "نِّ ْع َم وبِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫واعمل أنه‬
‫ف وفُ ْه َم"‪ ،‬وعليه قو ُل‬ ‫ُ‬
‫ف وفُ ْه َم" وأن تُنقَ َل حركتُها إلى فائِّه‪ ،‬نحو‪" :‬ظ ْر َ‬ ‫ت َس ُكنَ عينُهُ‪ ،‬مثل‪َ " :‬‬
‫ظ ْر َ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ُ‬
‫أردْتُ ‪ ،‬وال * أعطي ِّهم ما أرادوا! ُحسْنَ ذا أدَبا!‬ ‫الناس مني ما َ‬‫ُ‬ ‫*ال يَ ْمنَ ُع‬
‫ً‬
‫(أي حسن هذا أدبا‪ ،‬فذا‪ :‬اسم إشارة فاعل‪ .‬وأدبا تمييز‪ ،‬والواو في قوله‪" :‬وال أعطيهم" واو المعية‬ ‫ً‬
‫التي ينتصب الفعل بعدها بأن مضمرة‪ ،‬فأعطيهم منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد واو المعية‬
‫المسبوقة بنفي‪ .‬وكان حقه أن يظهر الفتحة على الياء لخفتها لكنه أضمرها ضرورة‪ .‬يقول‪" :‬ما أحسن‬
‫ان ال يمنع الناس مني ما أردت من مالهم ومعونتهم مع بذلي لهم ما يريدون مني من مال ومعونة"‪.‬‬
‫يقول ذلك منكرا ً على نفسه أن يعينه الناس وال يعينهم‪ .‬فحسن‪ :‬للمدح والتعجب‪ .‬وأراد بها هنا التعجب‬
‫اإلنكاري‪ .‬وقيل في معناه‪ :‬يريد أن يقهر الناس فيمنعهم ما يريدون منه‪ ،‬وال يستطيعون أن يمنعون ما‬
‫يريد منهم لعزته وسطوته‪ .‬وجعل هذا أدبا ً حسناً‪ .‬والصواب ما قدمناه‪ ،‬ألن ما قبله من القصيدة يدل‬
‫على ذلك وهو قوله‪:‬‬
‫ً‬
‫ِّين دينا‪ ،‬وفي أحسابه ْم َحسبَا*‬ ‫خيارهم * في الدّ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫الناس أني من‬‫ُ‬ ‫*قَد يَ ْعلَ ُم‬
‫(واعلم أن األدب الذى كانت تعرفه العرب‪ :‬هو ما يحسن من األخالق وفعل المكارم؛ كترك السفه‪،‬‬
‫وبذل المجهود‪ ،‬وحسن اللقاء‪ .‬واصطلح الناس بعد االسالم بمدة طويلة على أن يسموا العالم بالنحو‬
‫والشعر وعلوم العرب "أديبا" وأن يسموا هذه العلوم "األدب"‪ .‬وذلك كالم مولدٌ لم تعرفه العرب بهذا‬
‫المعنى‪ ،‬ألن هذه العلوم قد حدثت في االسالم)‪.‬‬

‫(‪)55/1‬‬

‫ظاهر‪،‬‬‫ٌ‬ ‫ي‬
‫ب‪ ،‬ومعنى التعجب فيه قو ٌّ‬ ‫المدح أو الذَّم ‪ -‬التَّعَ ُّج َ‬
‫ِّ‬ ‫ئس" ‪ -‬م َع‬‫ويُفيدُ ما يجري مجرى "نِّ ْع َم و ِّب َ‬
‫لحق بالبابين‪ ،‬لتض ُّمن ِّه المعنيين‪،‬‬ ‫والحق أنه ُم ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫العلماء ألحقهُ بباب التعجب‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫بعض‬
‫َ‬ ‫كما رأيتَ ‪ .‬حتى إن‬
‫ب وأحكام ذلك من بعض الوجوه كما ستعلم‪.‬‬ ‫لذلك تجري عليه أحكا ُم ها البا ِّ‬
‫حكم الملحق بنعم وبئس‬
‫حيث ال ُجمو ِّد وإنِّشاء المد ُح والذَّم‪( ،‬إال أنهُ يَتض َّمنُ أيضا ً‬ ‫ُ‬ ‫ئس َمجراهما‪ ،‬من‬ ‫ُلحق بِّنعم وبِّ َ‬‫يجري ما ي ُ‬
‫والمخصوص‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫معنى التعجب‪ ،‬كما تقدّم)‪ ،‬وكذلك من حيث الفاع ِّل‬
‫قترن‬ ‫ً‬
‫زهير!"‪ ،‬أو َمضافا إلى ُم ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫نحو‪َ " :‬عق َل الفتى‬ ‫عرفا ً بأل ُ‬
‫ْ‬ ‫فيكونُ فاعلهُ‪ ،‬كفاعلهما‪ ،‬إِّ ّما اسما ً ظاهرا ً ُم ّ‬
‫بها‪ ،‬نحو‪ :‬قَ ُرؤ غال ُم الرجل خالدٌ!"‪.‬‬
‫ي!"‪.‬‬ ‫وإما ضميرا ً مستترا ً بنكر ٍة بعدَهُ منصوبة على التمييز‪ ،‬نحو‪َ " :‬هد َُو رجال عل ٌّ‬
‫ُخالف فاعلهما الظاهر في أمرين‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الظاهر ي‬
‫َ‬ ‫غير َّ‬
‫أن فاعله‬
‫ئس"‪.‬‬
‫ي!" وال يجوز ذلك في فاع ِّل‪" :‬نِّ ْع َم وبِّ َ‬ ‫ب عل ٌّ‬ ‫ط َ‬‫(أل) نحو‪" :‬خ ُ‬ ‫جواز ُخلُ ّ ِّو ِّه من ْ‬
‫ُ‬ ‫األول‪:‬‬
‫ُجر بكسرةِّ باءٍ زائدةٍ تشبيها ً له "بأف ِّع ْل‬ ‫ب جاز أن ي َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الثاني‪ :‬أنه لما أفادَ فعلهُ ‪ -‬مع المدح أو الذ ّم ‪ -‬التع ُّج َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ش ُجع بخالدٍ!"‪ .‬وال يجوز ذلك في فاعلهما‪.‬‬ ‫به" في التع ُّجب‪ ،‬نحو‪َ " :‬‬
‫يوافق فاعلَها ال ُمضمر في أ َ َّن الفعل معه يجوز أن يكون‬ ‫ُ‬ ‫أَما فاعله ال َمض َم ُر العائدُ على التمييز بعده فَ‬
‫سن فِّتياناً"‪،‬‬
‫سن فَت َيي ِّْن والمجتهدون َح ُ‬
‫والمجتهدان َح ُ‬
‫ِّ‬ ‫سن فتاةً‪،‬‬‫بلفظٍ واح ٍد للجميع‪ ،‬نحو‪" :‬المجتهدة ُ ح ُ‬
‫نعم فت َييْن" الخ‪.‬‬
‫والمجتهدان َ‬
‫ِّ‬ ‫نعم فتاةً‪،‬‬
‫سنَ فتياتٍ"‪ .‬كما تقول‪" :‬المجتهدة ُ َ‬ ‫والمجتهداتُ َح ُ‬

‫(‪)56/1‬‬

‫ق ما قبله إفرادا ً وتثنية وجمعا ً وتذكيرا ً وتأنيثاً‪ ،‬نحو‪ :‬المجتهدُ‬ ‫ويُخالفُه في جواز أن يكون على َوف ِّ‬
‫سنا فَت َيي ِّْن والمجتهدونَ َحسنُوا فِّتياناً‪ ،‬والمجتهداتُ‬
‫والمجتهدان َح ُ‬
‫ِّ‬ ‫نت فتاةً‪،‬‬
‫س ْ‬‫سن فتًى‪ ،‬والمجتهدة ُ َح ُ‬
‫َح ُ‬
‫مضمر‬
‫ُ‬ ‫سنَ فَتياتٍ"‪ .‬وال يجوز في "نعم وبئس" إال أن يكونا بلفظٍ واحد‪ ،‬وذلك بأن يكون فاعلهما ال َم‬ ‫َح ُ‬
‫مفردا ً عائدا ً على التمييز بعده إال ما كان من جواز تأنيثه‪ ،‬اذا عاد على مؤنثٍ‪ ،‬كما تقدَّم‪.‬‬
‫ـــــالنصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( نونا التوكيد مع الفعل )‬

‫نونا التوكيد‪ ،‬إحداهما ثقيلةٌ مفتوحة‪ ،‬واالخرى خفيفةٌ ساكنة‪ .‬وقد اجتمعتا في قوله تعالى‪ :‬لَيُس َج َّ‬
‫ننن‬
‫َوليكونا ً من الصاغرين"‪.‬‬
‫(ويجوز ان تكتب النون المخففة باأللف مع التنوين كما في اآلية الكريمة‪( ،‬وهو مذهب الكوفيين)‪:‬‬
‫فان وقفتَ عليها وقفت باأللف‪ .‬ويجوز أن تكتب النون‪ ،‬كما هو شائع‪ ،‬وهو مذهب البصريين)‪.‬‬
‫األمر‪ ،‬والمضارع‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وال يُؤكدُ بهما ِّإال فع ُل‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫فأ ّما فع ُل األمر‪ ،‬فيجوز توكيدُهُ ُمطلقا‪ ،‬مثل‪" :‬اجتهدَ َّن‪َ ،‬وتعل َم َّن"‪.‬‬
‫معنى‪ ،‬فقد يُؤكدُ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ضهم‪ :‬إن كان ماضيا لفظا‪ُ ،‬مستقبال‬ ‫وأَما الماضي ال يجوز توكيدُهُ مطلقاً‪ .‬وقال بع ُ‬
‫بهما على قلَّةٍ‪.‬‬
‫كن"‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫أدركن أَحدٌ منك الدَّجالَ"‪ ،‬فإنه على معنى‪" :‬فإما ي ِّ‬
‫ُدر َّ‬ ‫َّ‬ ‫ومنه الحديث‪" :‬فإما‬
‫صبابَ ِّة جائحا*‬ ‫َّ‬ ‫لل‬ ‫كُ‬ ‫ي‬ ‫لم‬
‫ِّ َ‬ ‫لوالك‬ ‫*‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ّم‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ت‬‫م‬ ‫س ْعد ُِّك‪ ،‬لو َ ِّ ْ ِّ ُ‬
‫ت‬ ‫م‬‫ح‬ ‫ر‬ ‫*دَا َم َّن َ‬
‫ألنَّه على معنى " ِّليد ُو َم َّن" فهو في معنى األمر‪ ،‬واألمر مستقبل‪.‬‬
‫ب أو النفي أَو الجزاء‪،‬‬ ‫س ٍم‪ ،‬أو أَداةٍ من أَدوات َّ‬
‫الطل ِّ‬ ‫ع فال يجوز توكيدُه‪ِّ ،‬إال أن يَق َع بعد قَ َ‬ ‫وأما المضار ُ‬
‫أَو بعد (ما) الزائدة‪.‬‬
‫فيجب تارة‪ ،‬ويمتنع تارة أُخرى‪ ،‬كما ستعلم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وتأكيد ُه في هذه األحوال جائز‪ ،‬إال بعد القسم‪،‬‬
‫تأكيد المضارع بالنون وجوبا ً‬

‫(‪)57/1‬‬

‫الم‬
‫غير مفصو ٍل من ِّ‬ ‫ع بالنون وجوباً‪ ،‬إذا كان ُمثبَتا ً مستقبال‪ ،‬واقعا ً في جواب الق َ‬
‫س ِّم َ‬ ‫يُؤكدُ المضار ُ‬
‫َ‬
‫الجواب بفاصل‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬تاهللِّ ألكيدَ َّن أصنا َمكم}‪.‬‬
‫وتوكيده بالنون‪ ،‬ولزوم الالم في الجواب ‪ -‬في مثل هذه الحال ‪ -‬واجبٌ ال َمعدِّل عنهُ‪.‬‬
‫تذكر يوسف"‬‫ُ‬ ‫وما ورد من ذلك غير ُمؤكدٍ‪ ،‬فهو على تقدير حرف النفي‪ .‬ومنه قوله تعالى ‪" :‬تاهللِّ ت َفتأ‬
‫ألن المعنى‪ :‬وهللاِّ ال أَفعل" فإن أراد‬
‫َ‬ ‫أَي‪" :‬ال تفتأ"‪ .‬وعلى هذا فمن قال‪" :‬وهللا أَفعلُ"‪ ،‬أثِّ َم إن فَعَلَ‪َّ ،‬‬
‫وجب أَن يقول‪" :‬وهللاِّ الفعلَ َّن"‪ .‬وحينئ ٍذ يأث َ ُم إن لم يفعل‪.‬‬
‫َ‬ ‫اإلثبات‬
‫التوكيد بها جوازا ً‬
‫ع بالنون جوازا ً في أربع حاالت‪:‬‬ ‫يُؤكدُ المضار ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫(‪ )1‬أن يَق َع بعد أداةٍ من أدوات الطلب‪ ،‬وهي‪" :‬ال ُم األمر" مو "ال" الناهية‪ ،‬وأدوات اإلستفهام‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الخير؟ ليتكَ‬
‫َ‬ ‫"اجتهدن‪ .‬ال ت َكسلَ َّن‪ .‬هل ت َّ‬
‫َفعلن‬ ‫َّ‬ ‫ض والتّحضيض‪ .‬وهذه أمثلتُها‪:‬‬ ‫والتَّمنّي والتّرجي والعَ ْر ِّ‬
‫َزرو َّن المدارس الوطنية‪َ .‬هالَّ يرع ِّو َّن الغاوي عن َغيّه"‪.‬‬ ‫َجدن‪ .‬لَعلَّكَ ت َفوزَ َّن‪ .‬أَال ت َ‬ ‫ت َّ‬
‫(‪ )2‬أَن يق َع شرطا ً بعد أداة شرطٍ مصحوبة ِّبـ (ما) الزائدة‪.‬‬
‫فإن كانت األداة " ِّإ ْن" فتأكيدُه حينئ ٍذ قريبٌ من الواجب‪ ،‬حتى قال بعضهم بوجوبه‪ .‬ولم يَ ِّرد في القرآن‬
‫غ فاست ِّع ْذ باهلل}‪ ،‬وقوله‪{ :‬فإ ّما ت ََر َّ‬
‫ين‬ ‫الكريم غير مؤكد‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فإِّما يَنزَ غنَّك من الشيطان نَز ٌ‬
‫من البَشر أَحداً}‪َ .‬وندَ َر است ْعمالهُ غير ُمؤكدٍ‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫خوان من ِّشيمي*‬ ‫ِّ‬ ‫خلّي عن ِّ‬
‫اإل‬ ‫غير ذي ِّجدَةٍ * فما الت َّ ِّ‬ ‫*يا صاح‪ ،‬إِّ َّما ت َِّجدْني َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وإن كانت األداة ُ غير "إن" فتأكيد ُه قليل‪ ،‬نحو‪" :‬حينما تكون ََّن آتِّكَ ‪ .‬متى تسافِّ َر َّن أ ْ‬
‫سافر"‪.‬‬
‫غير مصحوبة بِّـ (ما) الزائدة ‪ ..‬فاألول كقول الشاعر‪:‬‬ ‫وأق ُّل منه أن يقع جواب شرطٍ ‪ ،‬أو بعد أَدت ٍة ِّ‬
‫*و َم ْهما ت َشأ ْ منهُ فَزارة ُ ت ُ ْع ِّطك ْم * و َم ْهما تَشَأ ْ منهُ فَزارة ُ ت َْمنَعاً*‬
‫واآلخر كقول اآلخ ُر‪:‬‬‫ُ‬

‫(‪)58/1‬‬

‫ب * أَبَداً‪ .‬وقَتْ ُل بَني قُتيبَةَ شافي*‬ ‫يس بآي ٍ‬ ‫* َم ْن نَثْقَفَ ْن منهم فَلَ َ‬
‫بشرط أن يكون جوابا ً للقسم ‪ -‬كقوله تعالى‪{ :‬واتقوا ِّفتنةً ال تُصيبَ َّن‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )3‬أن يكون منفيًّا ‪ِّ -‬بـ (ال) ‪-‬‬
‫الذين ظلموا منكم خاصةً}‪.‬‬
‫صب وحفَّهُ النبات‪.‬‬ ‫الخ ُ‬ ‫صف جبالً َع َّمهُ ِّ‬ ‫وأَقل منه أَن يكون منفيًّا ِّبـ (لم) كقول الشاعر‪ ،‬يَ ُ‬
‫سبُهُ الجاه ُل ‪ -‬ما لَ ْم يَ ْعلَما ‪ -‬شيخا ً على ُكر ِّس ِّيّ ِّه ُمعَ َّمما*‬ ‫* يَح َ‬
‫ي بِّـ (لم) مع أنه في معنى الماضي‪ ،‬والماضي ال يُؤكدُ بالنون ‪ -‬كونه منفيًّا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫غ توكيدَ المنف ّ‬ ‫س َّو َ‬ ‫وإنما َ‬
‫وأنه مضارع في اللفظ‪.‬‬
‫َ‬
‫أريَنك"‪ ،‬وقولهم‪ :‬بِّ َجه ٍد‬ ‫َّ‬ ‫عين ما َ‬‫(‪ )4‬أن يق َع بعد (ما) الزائدة‪ ،‬غير مسبوق ٍة بأداة شرط‪ .‬ومنه‪ :‬قولهم‪" :‬بِّ ٍ‬
‫"بألم ما ت ُ ْختَنِّنَّهُ"‪ ،‬ويروى أيضاً‪ :‬ت ُ ْختَت ََّن" وقول الشاعر‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫غن!"‪ ،‬وقولهم‪:‬‬ ‫ما ت َ ْبلُ َّ‬
‫َكيرها‬ ‫ض ٍة ما يَ ْنبُت َ َّن ش ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ومن َ‬ ‫س ِّرقَ ابنُه * ِّ‬ ‫*إذا ماتَ من ُهم َميِّّتٌ ُ‬
‫امتناع توكيد المضارع بالنون‬
‫يمتنع تأكيدُ المضارع بالنون في أربع حاالت‪:‬‬
‫ُجيز توكيدَه‪ :‬كالقسم وأدوات الطلب والنفي والجزاء و (ما) الزائدةِّ‪.‬‬ ‫ق بما ي ُ‬ ‫غير مسبو ٍ‬ ‫(‪ )1‬أن يكون َ‬
‫حرف‬‫ُ‬ ‫ض عهدَ امتي"‪ .‬وال فرق بين أن يكون‬ ‫سم‪ ،‬نحو‪" :‬وهللاِّ ال أنقُ ُ‬ ‫(‪ )2‬أن يكون منفيًّا وافعا ً جوابا ً لقَ ٍ‬
‫َ‬
‫يوسف}‪ ،‬أي‪" :‬ال‬‫َ‬ ‫النفي ملفوظا ً ‪ -‬كهذه األمثلة ‪ -‬وأن يكون ُمقدَّرا‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬تاهللِّ تفتأ ت َذ ُك ُر‬
‫ً‬
‫تفتأُ"‪.‬‬
‫لتذهب اآلنَ "‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )3‬أن يكون للحال‪ ،‬نحو‪" :‬وهللاِّ‬
‫ْ‬
‫ف قوال وال يَفعَل*‬ ‫ً‬ ‫خر ُ‬‫ض ُك َّل امرئ * يُزَ ِّ‬ ‫*يَمينا ً ألُب ِّغ ُ‬
‫وقل اآلخر‪:‬‬
‫ضاقت عليك ْم بُيوتُك ْم * ليعل ُم َر ِّبّي أ َ َّن بيت َي واس ُع*‬ ‫ْ‬ ‫*لئِّ ْن ت َكُ قد‬
‫سم‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪ )4‬أن يكون مفصوال من الم جواب الق َ‬
‫وف يُعْطيكَ َربُّكَ فَت َْرضى}‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫{لئن ُمت ُّ ْم‪ ،‬أو قُتِّ ْلت ُ ْم ِّإللى هللاِّ تُحشرون} وقوله‪{ :‬ولَ َ‬
‫احكام النون والفعل المؤكد بها‬

‫(‪)59/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫نون النسوة فال‬ ‫ْ‬
‫تذهبانن" وال بعد ِّ‬ ‫(‪ )1‬ال ت َق ُع نون التوكي ِّد الخفيفةُ بعد ضمير التَّثنية‪ ،‬فال يقالُ‪" :‬وهللاِّ لَ‬
‫نن؟"‬ ‫وياء المخاطبة فتقَ ُع‪ ،‬نحو‪" :‬هل تذهبون َْن؟ هل تذهبيَ ْ‬ ‫َذهبنن" أَما بعد واو الجماعة ِّ‬ ‫ْ‬ ‫يقال‪" :‬ال ت‬
‫ِّبن‪ .‬إذه ْ‬
‫ِّبن‪.‬‬ ‫ونحو‪" :‬ال تذهب ُْن‪ .‬اذهبُن‪ .‬ال تذه ْ‬
‫األلف‪ ،‬و ُكسِّرت النونُ تشبيها ً لها بنون التثنية‬ ‫ُ‬ ‫(‪ِّ )2‬إذا وقعت النون المشدَّدة بعد ضمير التَّثنية‪ ،‬ثبتت‬
‫بان"‪ .‬فإن كان الفعل مضارعا ً مرفوعاً‪ُ ،‬حذفت نون الرفع أيضاً‪ ،‬كيال‬ ‫بان‪ِّ ،‬ليكت ُ ِّّ‬‫في األسماء نحو‪" :‬اكت ُ ِّّ‬
‫َّ‬
‫"تكتبانن"‪.‬‬ ‫بان؟" واألصل‪:‬‬ ‫ثالث نونات‪ ،‬نحو‪" :‬هل تكت ُ ِّّ‬ ‫ُ‬ ‫ت َتوالى‬
‫(وإنما ثبتت األلف مع اجتماع ساكنين ‪ -‬هي النون األولى من النون المشددة ‪ -‬سهولة النطق باأللف‬
‫مع ساكن بعدها)‪.‬‬
‫المكسور ما‬
‫ِّ‬ ‫المضموم ما قبلها ‪ -‬أو ياء المخاطبة ‪-‬‬ ‫ِّ‬ ‫التوكيد بعد وا ِّو الجماعة ‪-‬‬ ‫نونُ‬ ‫(‪ )3‬وإذا وقعت‬
‫وبقيت حركةُ ما قبلهما على حالها‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫واو الجماعة ويا ُء المخاطبة‪َ ،‬حذَر التقاء الساكنين‪،‬‬ ‫قبلها ‪ُ -‬حذفت ُ‬
‫ع َّن ‪ِّ -‬إ ْر ُم َّن ِّإ ْر ِّم َّن ِّليَ ْر ُم َّن"‪ ،‬واألصلُ‪" :‬اكت ُ َّ‬
‫بون‪.‬‬ ‫ع َّن‪ .‬ا ْد ِّع َّن‪ِّ .‬ليَ ْد ُ‬‫نحو‪" :‬أَكتُب َُّن‪ ،‬أَكت ُ ِّب َّن‪ِّ .‬ليكتُب َُّن‪ - ،‬أ َ ْد ُ‬
‫ين‪ِّ .‬ليَ ْر ُم َّ‬
‫ون"‪.‬‬ ‫ون‪ِّ .‬إ ْر ِّم َّ‬
‫ون ‪ِّ -‬إ ْر ُم َّ‬ ‫ع َّ‬‫ين‪ِّ .‬ليَد ُ‬ ‫ون‪ ،‬أُدْ ِّع َّ‬ ‫ع َّ‬‫بون ‪ -‬أ ْد ُ‬ ‫بين‪ِّ .‬ليكت ُ َّ‬
‫اكت ُ َّ‬
‫ساكنين بعد‬
‫ِّ‬ ‫الواو واليا ُء الجتماع‬
‫ُ‬ ‫فإن كان الفع ُل مضارعا ً مرفوعا ً تُحذف نونُ الرفع أوالً‪ ،‬ثم ت ُ ُ‬
‫حذف‬
‫ِّبن" واألصل‪" :‬تذهبون ََّن تذهبين ََّن"‪.‬‬ ‫حذف النون‪ ،‬نحو‪" :‬هل ت َذهب َُّن‪ ،‬هل ت َذه َّ‬
‫(حذفت نون الرفع كراهية اجتماع ثالث نونات‪ ،‬فاجتمعت بعد حذفها ساكنان‪ :‬واو الجماعة أو ياء‬
‫المخاطبة والنون األولى من النون المشددة‪ ،‬فحذفت الواو والياء حذر التقاء الساكنين)‪.‬‬

‫(‪)60/1‬‬

‫الواو واليا ُء‪،‬‬‫ُ‬ ‫صلين بالنون ‪ -‬مفتوحاً‪ ،‬ثبتت‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )4‬إن كان ما قب َل واو الجماعة وياء المخاطبة ‪ -‬المت ّ‬
‫ين" غير أن واو الجماعة تض ُّم‪ ،‬ويا َء المخاطبة‬ ‫ض َّ‬ ‫ضيِّ َّن؟ إِّ ْر ِّ‬ ‫نحو‪" :‬هل نَخش َُو َّن؟ اخش َُو َّن؟ هل ْ‬
‫تر َ‬
‫تكسر‪ ،‬ويبقى ما قبلهما على حالة من الفتح‪ ،‬كما رأيت‪.‬‬
‫ً‬
‫حركت الواو بالضمة والياء بالكسرة تخلصا من اجتماع‬ ‫(وحق الواو والياء أن تكونا ساكنتين‪ :‬وإنما ّ‬
‫ساكنين ‪ -‬وهما الواو أو الياء والنون األولى من النون المشددة‪.‬‬
‫واعلم أن النون المشددة حرفان أولهما ساكن‪ .‬فان الحرف المشدد حرفان في اللفظ وان كان حرفا ً‬
‫واحدا ً في الخط)‪.‬‬
‫آخرهُ‪ ،‬نحو‪" :‬هل‬ ‫اسم ظاهر‪ ،‬فُتح ُ‬ ‫مستتر أو ٍ‬‫ٍ‬ ‫ضمير‬
‫ٍ‬ ‫(‪ )5‬إذا لَ ِّحقت نون التوكيد آخر الفعل ال ُمسن ِّد إلى‬
‫َّ‬
‫سعين"‪.‬‬ ‫ين؟ إِّ‬ ‫زهير‪ .‬أَكتبن" فإن كان ُمعت َّل اآلخر باأللف قلَبتها يا ًء‪ ،‬نحو‪" :‬هل ت َسعَ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫تكتبَ َّن؟ ِّليكتُبِّ َّن‬
‫ع‪ ،‬المجزوم نحذف آخره‪َ ،‬رددتَ إليه‬ ‫ي على حذف آخره‪ ،‬والمضار َ‬ ‫األمر المبن ّ‬
‫َ‬ ‫(‪ )6‬إذا أَكدتَ بالنون‬
‫وامش وال تمش"‪" :‬اد ّ‬
‫ْعون‪ .‬ال‬ ‫ِّ‬ ‫ع‬
‫ع وال تد ُ‬ ‫آخرهُ ‪ -‬إن كان واوا ً أَو يا ًء ‪ -‬مبنيًّا على الفتح‪ ،‬فتقول في "اد ُ‬
‫َّ‬
‫"إخشين‪،‬‬ ‫المحذوف ألفا ً قلبتها يا ًء‪ ،‬فتقول في "اخش وليخش"‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫تمشين"‪ .‬فإن كان‬ ‫َّ‬ ‫ون ‪ -‬إمشيَ َّن‪ .‬ال‬ ‫ع ّ‬
‫ت َ ْد ُ‬
‫َّ‬
‫ليخشين"‪.‬‬
‫(‪ )7‬إذا ولي نون النَّسوة نون التوكيد ال ُمشدَّدةُ‪ ،‬وجب الفصل بينهما بألف‪ ،‬كراهية اجتماع النونات‪،‬‬
‫كسر نون التوكيد وجوباً‪ ،‬كما رأيت‪ ،‬تشبيها ً لها بالنون بعد ألف‬ ‫ْنان"‪ .‬وحينئ ٍذ ت ُ ُ‬ ‫نان واكتُب ِّّ‬ ‫نحو‪" :‬يكتُبَ ِّّ‬
‫المثنى‪.‬‬
‫َلحق نون النّسوة‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬ ‫أما النون المخفّفة فال ت ُ‬
‫ساكن ُحذفت فرارا من اجتماع الساكنين‪ ،‬نحو‪" :‬أكرم‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫(‪ )8‬النون المخفّفةُ ساكنةٌ كما علمت‪ ،‬فإن َو ِّليها‬
‫"أكر َم ْن"‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫الكريم"‪ .‬واألصلُ‪:‬‬
‫َ‬
‫َّهر قد َرفعَه*‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫الفقير‪َ ،‬علكَ أن * ت َْر َك َع يوما‪ ،‬والد ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫*وال تُهين ََّن‬
‫واألصل‪" :‬ال ت َهين َْن"‪.‬‬

‫(‪)61/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫ويجوز قلبُها ألفا ً عند الوقف‪ ،‬فتقول في اكتُبَ ْن" ‪ -‬إذا وقفت عليه ‪" :-‬اكتُباً"‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ُ‬
‫حيث النَّ ْج ُم تَحْ تَكَ ‪ْ ،‬‬
‫فاربَعا*‬ ‫ص ٍر‪ُ ،‬ج ْزتَ ْال َمدَى * َو ْبلَغتَ‬ ‫*أقص ْر‪ ،‬فَلَسْتَ بَ ُم ْق ِّ‬
‫ِّ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وال َميْتاتِّ‪ ،‬ال تق َربَنها * وال ت ْعبُ ِّد الشيطانَ ‪ :‬وهللا فاعبُدا‬ ‫وإِّيّاك ْ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( الموصوف والصفة )‬

‫االس ُم على ضربين‪ :‬موصوفٍ وصفة‪.‬‬


‫وبحر‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ع لتُحم َل عليه الصفة‪ :‬كرجل‬ ‫الموصوف‪ :‬ما د َّل على ذات الشيء وحقيقت ِّه‪ .‬وهو موضو ٌ‬ ‫ُ‬ ‫فاالس ُم‬
‫وعلم وجه ٍل‪.‬‬
‫ٍ‬
‫الزمان والمكان وإس ُم اآللة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ومنه المصدر وإسما‬
‫معنى‪.‬‬
‫ً‬ ‫عين‪ ،‬واس ُم‬
‫وهو قسمان‪ :‬اس ُم ٍ‬
‫وحجر‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫كفرس‬
‫ٍ‬ ‫فاسم العين‪ :‬ما د َّل على معنى يقو ُم بذات ِّه‪:‬‬
‫واس ُم المعنى‪ :‬ما د َّل على معنى ال يقو ُم بذاته‪ ،‬بل يقوم بغيره‪.‬‬
‫بن والبُخل‪.‬‬ ‫ي‪ :‬كالجه ِّل وال ُج ِّ‬
‫كالعلم والشجاعة وال ُجو ِّد وإما َعدَم ٌّ‬ ‫ِّ‬ ‫ي‪:‬‬
‫ومعناه‪ ،‬إما ُوجود ٌّ‬
‫يوصف‬
‫ُ‬ ‫واالس ُم الصفةُ‪ :‬ما د َّل على صفة شيءٍ من األعين أو المعاني‪ ،‬وهو موضو ٌ‬
‫ع ليُح َم ُل على ما‬
‫به‪.‬‬
‫والمصدر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وهو سبعة أنواعٍ‪ :‬اس ُم الفاع ِّل‪ ،‬واس ُم المفعو ِّل‪ ،‬والصفة المشبّهة‪ ،‬واس ُم التّفضيل‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الموصوف به‪ ،‬واالس ُم الجامد ُ المتضمنُ معنى الصف ِّة المشتقّ ِّة‪ ،‬واالس ُم المنسوب‪.‬‬ ‫ُ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( المذكر والمؤنث )‬

‫ٌ‬
‫مؤنث‪.‬‬ ‫مذكر وإما‬
‫ٌ‬ ‫االسم‪ :‬إما‬
‫ب‪.‬‬
‫وقمر وكتا ٍ‬‫ٍ‬ ‫وحصان‬
‫ٍ‬ ‫شير إليه بقولك "هذا"‪ :‬كرج ٍل‬ ‫فالمذكر‪ :‬ما يَص ُّح أن ت ُ َ‬
‫ُ‬
‫ي وأسد وجمل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وصب‬ ‫كرجل‬ ‫ن‪:‬‬‫الحيوا‬ ‫أو‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫ذكر‬
‫ٍ‬ ‫على‬ ‫ل‬‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫ي‬‫ٌّ‬ ‫حقيق‬ ‫‪:‬‬‫قسمان‬
‫ِّ‬ ‫وهو‬
‫ب‪.‬‬
‫كبدر ولي ٍل وبا ٍ‬
‫ٍ‬ ‫الحيوان وليس منها‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫يٍ‪ :‬وهو ما يُعا َم ُل ُمعاملةَ الذكر من الناس أو‬ ‫ومجاز ّ‬
‫ودار‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وشمس‬
‫ٍ‬ ‫والمؤنث‪ :‬ما يص ُّح أن تشير إليه بقولك‪" :‬هذه"‪ :‬كامرأةٍ وناق ٍة‬ ‫ُ‬

‫(‪)62/1‬‬

‫ي‪.‬‬ ‫ي ومجاز ٌّ‬ ‫ي‪ ،‬وحقيق ٌّ‬‫ي ومعنو ٌّ‬ ‫أقسام‪ :‬لفظ ٌّ‬‫ٍ‬ ‫وهو أربعةُ‬
‫مذكر‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ي‪ :‬ما لحقتهُ عالمةُ التأنيثِّ‪ ،‬سوا ٌء أدل على مؤنث كفاطمةَ وخديجةَ‪ ،‬أم على‬ ‫فالمؤنث اللفظ ُّ‬ ‫ُ‬
‫الحيوان‪ :‬كامرأةٍ‬
‫ِّ‬ ‫الناس أو‬
‫ِّ‬ ‫ي‪ :‬ما د َّل على انثى من‬ ‫ُ‬
‫مطلحة وحمزة وزكريَّاء وبُ ْهمة‪ .‬والمؤنّث الحقيق ُّ‬
‫وأتان‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫غالم ٍة وناق ٍة‬ ‫و ُ‬
‫وعين‬
‫ٍ‬ ‫ودار‬
‫كشمس ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الحيوان‪ ،‬وليس منها‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫الناس أو‬‫ِّ‬ ‫ي‪ :‬ما يُعام ُل ُمعاملةَ األنثى من‬ ‫والمؤنث المجاز ُّ‬ ‫ُ‬
‫ورج ٍل‪.‬‬
‫والسالح‬
‫ِّ‬ ‫واللسان والذِّّراعِّ‬
‫ِّ‬ ‫ق‬
‫ث‪ :‬كالدَّل ِّو والسكين والسبي ِّل والطريق والسو ِّ‬ ‫األسماء ما يُذ َّك ُر ويُؤنَّ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫والخمر‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ق‬ ‫صاعِّ والعُنُ ِّ‬ ‫وال َّ‬
‫والربع ِّة‪.‬‬
‫سخل ِّة والحيّ ِّة والشاةِّ ّ‬
‫ومنها ما يكون للمذكر والمؤنثِّ‪ ،‬وفيه عالمة التأنيث‪ :‬كال َّ‬
‫عالمات التأنيث‬
‫ث المقصورةُ‪ ،‬وألفهُ الممدودةُ‪ :‬كفاطمة وسلمى‬ ‫وألف التأني ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ثالث عالماتٍ‪ :‬التا ُء المربوطة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ث‬‫للتأني ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫و َحسناء‪.‬‬
‫وعالم وعالمةٍ‪،‬‬‫ٍ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫وبائع‬ ‫كبائع‬ ‫والمؤنث‪:‬‬ ‫منها‪،‬‬ ‫المذكر‬
‫ِّ‬ ‫بين‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫ر‬‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ِّ‬ ‫الصفا‬ ‫ُ‬
‫َلحق‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫المربوط‬ ‫فالتا ُء‬
‫غالم ٍة وحمارةٍ‪.‬‬ ‫ي‪ :‬كت َْمرةٍ و ُ‬ ‫سماع ٌ‬ ‫صفات َ‬ ‫ومحمو ٍد ومحمودةٍ‪ ،‬و ِّلحاقُها غير ال ِّ ّ‬
‫بالنساء ال تلحقها التا ُء إال سماعاً‪ ،‬فال يُقال‪" :‬حائضةٌ وطالقةٌ وثَيّبةٌ و ُمط ِّفلةٌ‬ ‫ِّ‬ ‫واألوصاف الخاصةُ‬ ‫ُ‬
‫{يوم تذه ُل ك ُّل‬ ‫َ‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قال‬ ‫"‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫عة‬ ‫ض‬‫ِّ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫"‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫"‪.‬‬‫م‬‫ٌ‬ ‫ئ‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ل‬‫ٌ‬ ‫طف‬‫م‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫وثيبٌ‬ ‫ٌ‬
‫وطالق‬ ‫"حائض‬
‫ٌ‬ ‫بل‪:‬‬ ‫و ُمتْئمةٌ"‪،‬‬
‫ت}‪.‬‬ ‫ضع َ ْ‬
‫أر َ‬ ‫ُمرضع ٍة ع ّما ْ‬
‫وأكثر ما يكون ذلك في الصفات‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫المذكر‪.‬‬
‫َ‬ ‫ث من‬ ‫تمييز المؤن ِّ‬ ‫ُ‬ ‫التاء األسما َء إنما هو‬ ‫واألص ُل في لحاق ِّ‬
‫الم‬
‫غ ٍ‬ ‫وإنسان وإنسانةٍ‪ ،‬و ُ‬ ‫ٍ‬ ‫األسماء قليلٌ‪ :‬كإمريء وإمرأةٍ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ككريم وكريمة وفاضل وفاضلة‪ .‬وهو في‬
‫ور ُجلةٍ‪.‬‬ ‫ور ُجل َ‬ ‫وفتى وفتاةٍ َ‬ ‫ً‬ ‫وغالمةٍ‪،‬‬
‫وتمر وت َمرةٍ‪ ،‬ونخ ٍل ونخلةٍ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ة‬ ‫ر‬
‫ٍَ َ ٍ‬‫م‬ ‫وث‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ث‬‫ك‬‫َ‬ ‫المخلوقات‪:‬‬ ‫في‬ ‫الجنس‬ ‫من‬ ‫الواحد‬ ‫لتمييز‬ ‫التاء‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫زياد‬ ‫وتكث ُ ُر‬
‫وسفين وسفينة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بن ولبن ٍة‬ ‫وجرةٍ‪ .‬و ِّل ٍ‬ ‫َّ‬ ‫كجر‬
‫وشجر وشجرةٍ‪ .‬وتقل في الموضوعات‪ّ ٍ :‬‬ ‫ٍ‬

‫(‪)63/1‬‬

‫وقد يُؤتى بها للمبالغة‪ :‬كعالَّمة وف ّهامة ور ّحالة‪.‬‬


‫ياء النّسبة‪:‬‬‫عرب‪ :‬كزنادقةٍ‪ ،‬أو بدَال من ِّ‬ ‫كجحاجح ٍة ويكثر ذلك في ال ُم َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ياء (مفاعيلَ)‪:‬‬ ‫وقد تكون بدال من ِّ‬
‫فاء الكلمة المحذوفة‪ :‬ك ِّعدَة (وأصلُها َو ْعدٌ)‪ ،‬أو من‬ ‫كدَماشقة ومشارقة ومغاربة‪ ،‬أو للتعويض من ِّ‬
‫عينها المحذوفة‪ :‬كإقام ٍة (وأصلُها إقوا ٌم)‪ ،‬أو من المها المحذوفة‪ :‬كلُغ ٍة (أصلُها لُ ٌ‬
‫غو)‪.‬‬
‫ما يستوي فيه المؤنث والمذكر‬
‫(مفعي ٍل)‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ومقوا ٍل‪ ،‬أو ِّ‬‫طار ِّ‬ ‫كم ْع ٍ‬
‫(مفعا ٍل)‪ِّ :‬‬ ‫ْ‬
‫ومق َو ٍل أو ِّ‬ ‫(مفعل)‪ :‬كم ْغش ٍَم ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ما كان من الصفات على وزن ِّ‬
‫َيور‪ ،‬أو (فَعيل) بمعنى مفعو ٍل‪ .‬كقتي ٍل‬ ‫بور وغ ٍ‬ ‫ص ٍ‬ ‫سكير‪ ،‬أو (فَعو ٍل) بمعنى فاعل‪ :‬ك َ‬ ‫وم ٍ‬ ‫عطير ِّ‬
‫ٍ‬ ‫كم‬ ‫ِّ‬
‫ب‬
‫سل ٍ‬ ‫زر و َ‬ ‫َ‬
‫ْج و ِّطحْ ٍن‪ ،‬أو (فعَ ٍل) بمعنى مفعول‪ :‬ك َج ٍ‬ ‫وجريح‪ ،‬أو على وزن (فِّ ْع ٍل) بمعنى مفعول‪ :‬ك ِّذب ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬
‫المذكر والمؤنث‪ ،‬فال تلحقهُ عالمة التأنيث‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ق ‪ -‬يستوي فيه‬ ‫الوصف‪ :‬كعَ ْد ٍل و َح ّ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أو مصدرا ً ُمرادا ً به‬
‫طار‬
‫وم ْع ٌ‬‫وغيور وقتي ٌل وعدلٌ‪ ،‬وج َم ٌل ِّذ ْب ٌح وجزَ ٌر‪ ،‬وإمرأَة ٌ م ْقوا ٌل ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫سكير‬
‫ٌ‬ ‫وم‬ ‫يقال‪" :‬رج ٌل ِّم ْغش ُم ِّ‬
‫ومقوا ٌل ِّ‬
‫وجزر"‪.‬‬‫ٌ‬ ‫عطير و َجري ٌح و َع ْدلٌ‪ ،‬وناقةٌ وذب ٌح‬ ‫ٌ‬ ‫وم‬
‫ِّ‬
‫ومعطارة‪ ،‬فهو شاذٌّ‪.‬‬ ‫ومسكينة ِّ‬ ‫وميقان ٍة ِّ‬ ‫لحقتهُ التا ُء من هذه األوزان‪ :‬كعد َُّوةٍ ِّ‬ ‫وما ِّ‬
‫وإن كان (فَعولٌ) بمعنى (مفعول) ت َلحقهُ التا ُء‪ :‬كأكول ٍة بمعنى مأكولة‪ ،‬وركوبة بمعنى مركوبة‪،‬‬
‫وحلوبة بمعنى محلوبةٍ‪ .‬ويقال أيضاً‪ :‬أكو ٌل وركوبٌ وحلوبٌ ‪.‬‬
‫ُجردُ منها كقوله تعالى‪:‬‬ ‫لحقتهُ التا ُء‪ :‬ككريمة وظريفة ورحيمة‪ .‬وقد ي َّ‬ ‫وإن كان (فعيلٌ) بمعنى (فاع ٍل) ِّ‬
‫{إن رحمةَ هللاِّ قريبٌ من ال ُمحسنين}‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الموصوف‪ ،‬لم تلحقهُ في األكثر األغلب‬ ‫ُ‬ ‫لم‬
‫ع َ‬ ‫وإن كان بمعنى (مفعول)‪ ،‬فإن أريدَ به معنى الوصفية‪ ،‬و ُ‬‫ُ‬
‫"كإمرأةٍ جريحٍ‪ ،‬وقد تلحقهُ على قل ٍة كخَصل ٍة حميدةٍ وفعل ٍة ذميمة‪.‬‬

‫(‪)64/1‬‬

‫لحقتهُ التا ُء‪ :‬كذبيحة وأَكيلة ونطيحة‪ .‬وكذا إن لم ي ِّ‬


‫ُعلم‬ ‫وإن استُعم َل استعما َل األسماء ال الصفات ِّ‬
‫لم فال‪ ،‬نحو‪" :‬رأيتُ امراة ً جريحاً"‬ ‫ع َ‬ ‫ٌ‬
‫مؤنث؟ مثل‪" :‬رأيتُ جريحة"‪ .‬أما إذا ُ‬ ‫الموصوف‪ :‬أَمذك ٌر هو أم‬
‫ُ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وائ‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫لل‬ ‫ً‬ ‫ال‬‫حمو‬ ‫‪،‬‬‫ب‬‫ِّ‬ ‫المصائ‬ ‫على‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫صبور‬ ‫"كوني‬ ‫ونحو‪:‬‬ ‫الطريق"‪،‬‬ ‫في‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫لقا‬‫م‬‫ُ‬ ‫جريحا‬ ‫أو "رأيتُ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( المقصور والممدود والمنقوص )‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫حرف علَّة‪ ،‬وال ألفا ً ممدودة كالرج ِّل والمرأة والكتا ِّ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫آخره‬
‫اإلس ُم‪ ،‬إِّما صحي ُح اآلخر‪ :‬وهو ما ليس ُ‬
‫والقلم‪.‬‬
‫ِّ‬
‫كدلو وظبي ٍ وهدْي ٍ وسعيٍ‪.‬‬ ‫حرف علَّة ساكنا ً ما قبلهُ ‪ْ :‬‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫آخر‬
‫ُ‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫اآلخر‪:‬‬ ‫الصحيح‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ش‬ ‫ِّ‬ ‫وإما‬
‫ِّ‬
‫(سمي بذلك لظهور الحركات الثالث على آخره‪ ،‬كما تظهر على الصحيح اآلخر‪ ،‬مثل‪" :‬هذا ظبي‬
‫يشرب من دل ٍو" و "رأيت ظبياً‪ ،‬فمألت له دلواً")‪.‬‬
‫مقصور‪ ،‬وإما ممدودٌ‪ ،‬وإما منقوص‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وإما‬
‫االسم المقصور‬
‫أكتبت بصورة األلف‪ :‬كالعصا‪ ،‬أم بصورة‬ ‫ْ‬ ‫ألف ثابتة‪ ،‬سوا ٌء‬ ‫ٌ‬ ‫آخره ٌ‬ ‫المقصور‪ :‬هم اس ٌم ُمعربٌ ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإلسم‬
‫الياء‪ :‬كموسى‪.‬‬
‫وال تكونُ ألفُهُ أصليَّة أبداً‪ :‬وإنما تكونُ منقبلة‪ ،‬أو مزيدة‪.‬‬
‫والمنقلبةُ‪ ،‬إما منقلبةٌ عن وا ٍو‪ :‬كالعصا‪ ،‬وإما منقلبةٌ عن ياءٍ ‪ :‬كالفتى‪ ،‬فإنك تقو ُل في تثنيتهما‪:‬‬
‫وفتيان"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وان‪،‬‬
‫ص ِّ‬ ‫"ع َ‬
‫والعطش والذكر‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫والمزيدةُ‪ ،‬إما أن تُزادَ للتأنيث‪ :‬ك ُحبلى وعطشى وذكرى‪ ،‬فإنها من الحبَل‬
‫كأرطى وذِّفرى‪ .‬األولى ُمل َحقَ ٍة بجعفر واألخرى ملحق ٍة ِّبدِّرهم‪.‬‬ ‫وإما أن تُزادَ لإللحاق ْ‬
‫"األلف المقصورة"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وتسمى هذه األلف‪:‬‬
‫ستشفى‪ ،‬أو كانت ثالثةً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وهي ترسم بصورة الياء‪ ،‬إن كانت رابعة فصاعدا‪ :‬كبُشرى و ُمصطفى و ُم‬
‫أصلها الياء‪ :‬كالفتى والهدى والندى؛ وترسم بصورة اللف إن كانت ثالثة أَصلها الواو‪ :‬كالعصا‪،‬‬
‫والربا‪.‬‬
‫والعال‪ُّ ،‬‬
‫ى"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هد‬ ‫إلى‬ ‫يدعو‬ ‫فتى‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫"كن‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫ا‬ ‫ًّ‬
‫خط‬ ‫بتت‬ ‫َ‬ ‫ث‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫لظف‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ف‬‫أل‬ ‫ِّفت‬
‫ذ‬ ‫ح‬ ‫المقصور‬
‫ُ ُ‬ ‫وإذا نُ ّ ِّونَ‬

‫(‪)65/1‬‬

‫ي‪.‬‬
‫ي وسماع ٌّ‬ ‫نوعين‪ :‬قِّياس ٌّ‬ ‫ِّ‬ ‫والمقصور على‬ ‫ُ‬
‫االسم المقصور القياسي‬
‫ي يكون في عشر ِّة أنواع من األسماء المعتلَّ ِّة اآلخر‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫قصور القياس ُّ‬ ‫ُ‬ ‫اإلس ُم الم‬
‫فإن وزنَه "فَعَلٌ"‪ ،‬بفتحتين‪ :‬مثل‪:‬‬ ‫وزن (فَ ِّعلَ)‪ ،‬بكسر العين‪َّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫الالزم الذي على‬ ‫ِّ‬ ‫مصدر الفعل‬ ‫ُ‬ ‫األول‪:‬‬
‫نى"‪.‬‬ ‫ي ِّغ ً‬ ‫ي ِّرضاً‪ ،‬و َغنِّ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ور ِّ‬ ‫ى‪َ ،‬‬ ‫ي َجو ً‬ ‫َج ِّو َ‬
‫ى‬
‫"مر ً‬ ‫فسكون‪ ،‬مثل‪ِّ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫بكسر‬
‫ٍ‬ ‫ح‪ ،‬م َّما هو جم ُع "فِّ ْعلة"‬ ‫بكسر فَفت ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الثاني‪ :‬ما كان على وزن (فِّعَ ٍل)‬
‫ُ‬
‫ففتح‪ ،‬م َّما هو جم ُع "ف ْعلة" بض ٍ ّم‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫الثالث‪ :‬ما كان على وزن (فعَل) بض ٍ ّم‬ ‫ُ‬ ‫وحلية"‪.‬‬ ‫"م ْرية ِّ‬ ‫لى"‪ ،‬جمع ِّ‬ ‫وح ً‬ ‫ِّ‬
‫ع ْروة و ُمدْية ود ُْمية"‪.‬‬ ‫عرا و ُمدى ود ُمى" جمع " ُ‬ ‫ً‬ ‫فسكون مثل‪ُ " :‬‬ ‫ٍ‬
‫تين‪ ،‬من أسماء األجناس‪ ،‬التي التي تدُ ُّل على الجمعيَّة‪ ،‬إذا‬ ‫َ‬
‫الراب ُع‪ :‬ما كان على وزن (فعَل) بِّفتح ِّ‬
‫ً‬
‫وحصى‪ ،‬وقطاةٍ وقطا"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫لحقتها التاء‪ ،‬مثل‪" :‬حصاةٍ‬ ‫دت من التَّاء‪ ،‬وعلى الوحدة إذا ِّ‬ ‫تجر ْ‬ ‫َّ‬
‫ومستشفى"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومصطفى‬
‫ً‬ ‫"معطى‬
‫ً‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫أحرف‪،‬‬ ‫ثالثة‬ ‫على‬ ‫ماضيه‬ ‫الذي‬ ‫المفعول‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫اس‬ ‫‪:‬‬‫س‬‫ِّ ُ‬ ‫الخام‬
‫بفتح الميم والعين‪ ،‬مدلوال به على مصدر أو زمان أو مكان؛ مثل‪" :‬المحْ يا‬ ‫ِّ‬ ‫ل)‬ ‫ع‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫(‬ ‫وزنُ‬ ‫‪:‬‬ ‫السادس‬
‫ُ‬
‫والمرقى"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫والمأتى‬
‫والم ْرمى"‪.‬‬ ‫والمهدى ْ‬ ‫"المكوى ِّ‬ ‫(م ْف ِّعل) بكسر الميم والعين‪ ،‬مدلوال به على آلة‪ ،‬مثل‪ِّ :‬‬ ‫الساب ُع‪ :‬وزن ِّ‬
‫الثامنُ ‪ :‬وزن (أفعلَ) صفة للتَّفضيل‪ ،‬مثل‪" :‬األدنى واألقصى" أو لغير التفضيل‪ ،‬مثل‪ :‬األحوى‬
‫واألعمى"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ث من (أفعلَ) للتفضيل‪ :‬مثل‪" :‬الدنا وال ِّقصا" جمع الدُّنيا والقصوى"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫التاس ُع‪ :‬جم ُع ال ُمؤن ِّ‬
‫ث‬ ‫ُ‬
‫اآلخر أو معتل ِّة مثل‪" :‬ال ُحسنى والفضلى" تأني ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫مؤنث "أَفعلَ" للتفضيل من الصحيح‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫العاشر‪:‬‬
‫ُ‬
‫ث "األدنى واألقصى"‪.‬‬ ‫"األحسن واألفضل" والدُّنيا والقُصوى تأني ِّ‬
‫االسم المقصور السماعي‬
‫يقاس‬
‫ُ‬ ‫ظ وال‬ ‫وردَ مقصوراً‪ ،‬فيْحفَ ُ‬ ‫المواضع العشرة م َّما َ‬ ‫ي يكون في غير هذه‬ ‫المقصور السماع ُّ‬ ‫ُ‬ ‫االس ُم‬
‫ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫والرحى"‪.‬‬ ‫وألحجا والثَّرى وال َّ‬
‫سنا وال ُهدى َّ‬ ‫عليه‪ ،‬وذلك مثل‪ :‬الفتى ِّ‬
‫االسم الممدود‬

‫(‪)66/1‬‬

‫حراء"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ص‬ ‫ماء وال َّ‬ ‫س ِّ‬ ‫ألف زائدةٌ‪ ،‬مثل‪" :‬ال َّ‬ ‫آخرهُ همزة ٌ قَبلها ٌ‬ ‫االسم الممدودُ‪ :‬هو اس ٌم ُمعربٌ ‪ُ ،‬‬
‫األلف ليست‬ ‫ُ‬ ‫فهذه‬ ‫والداء"‪.‬‬ ‫"الماء‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫وذلك‬ ‫ٍ‪،‬‬ ‫د‬‫ممدو‬ ‫باسم‬
‫ٍ‬ ‫فليس‬ ‫ألف غير زائدة‬‫(فان كان قبل آخره ٌ‬
‫زائدة‪ ،‬وانما هي منقلبة‪ .‬واالصل‪َ " :‬م َوء ودَ َوء"‪ .‬بدليل جمعهما على "أمواء وأدواء")‪.‬‬
‫وهمزتُهُ إ َّما أن تكون أصليةً‪ ،‬كقُ َّراءٍ ‪َ ،‬و ُوضّاءٍ ألنهما من "قرأ َ َو ُوضو َء"‪.‬‬
‫ماو وعد ٌّو"‬ ‫س ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سماءٍ وعدّاءٍ " وأصلهما‪َ " :‬‬ ‫أن تكون ُمبدَلة من واو أو ياء‪ .‬فالمبدلةُ من الواو مثل‪َ " :‬‬ ‫وإ َّما ْ‬
‫ي‬ ‫ُ‬
‫شاء"‪ ،‬وأصلهما‪ِّ " :‬بنا ٌ‬ ‫َ‬ ‫الياء‪ ،‬مثل‪" :‬بنَّاء و َم َّ‬ ‫ُ‬
‫ألنهما من "سما يَسمو‪ ،‬وعدا يعدو"‪ .‬والمبدَلة من ِّ‬
‫ي" ألنهما من "بنى يَبني‪ ،‬ومشى ويمشي"‪ .‬وإما أن تكون مزيدة للتأنيث‪ :‬كحسنا َء وحمراء‪،‬‬ ‫و َمشا ٌ‬
‫سن وال ُحمرة‪.‬‬
‫ألنهما من ال ُح ِّ‬
‫وقوباء‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫رباء‬
‫كح ِّ‬ ‫وإما أن تكون مزيدة لإللحاق‪ِّ :‬‬
‫ي‪.‬‬
‫ي وسماع ٌّ‬‫والممدودُ قسمان‪ :‬قياس ٌّ‬
‫ي‬
‫الممدود القياس ُّ‬
‫ي في سبعة أنواع من االسماء المعتلَّة اآلخر‪.‬‬ ‫اإلس ُم الممدودُ القياس ُّ‬
‫مصدر الفع ِّل المزيد في أوله همزةٌ‪" ،‬آتى إيتاء‪ ،‬وأعطى إعطاء‪ ،‬وانجلى انجال ًء‪ ،‬وارعوى‬ ‫ُ‬ ‫واألولُ‪:‬‬
‫ارعواء‪ ،‬وارتأى ارتئاء‪ ،‬واستقصى استقصاء"‪.‬‬
‫ْ‬
‫مصدر الفعل الذي على وزن‪" :‬فَع َل يَفعُلُ" (بفتح العين في الماضي‬ ‫ِّ‬ ‫الثاني‪ :‬ما د ّل على صوت‪ ،‬من‬
‫ُ‬
‫شاة ُ ت َثغو ثغاء"‪.‬‬ ‫ث ال ّ‬ ‫َ‬
‫البعير يرغو رغا ًء‪ ،‬وثغَ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫"رغا‬ ‫وضمها في المضارع) مثل‪َ :‬‬
‫الفاء) مصدرا ِّلفاع َل مثل‪" :‬والى والء" "وعادي‬ ‫ً‬ ‫الثالث‪ :‬ما كان من المصادر على "فِّعال" (بكسر ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِّعداء‪ ،‬ومارى ِّمراء‪ ،‬وراءى ِّرئاء‪ ،‬ونادى نداء‪ ،‬ورامى ِّرماء"‪.‬‬
‫ورداء‬
‫ِّ‬ ‫كسية‬ ‫َ‬ ‫وأ‬ ‫ساء‬ ‫ك‬
‫ِّ‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫لة)‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫الراب ُع‪ :‬ما كان من األسماء على أربعة أحرف‪ ،‬مما يُجم ُع على ِّ‬
‫ف‬ ‫(أ‬
‫وأردية‪ ،‬وغطاء وأغطية‪ ،‬وقباء وأقبية"‪.‬‬
‫صيغ من المصادر على وزن (ت َ ْفعال) أو (تِّ ْفعال)‪ ،‬مثل‪" :‬عدا يعدو تعداء‪ ،‬ومشى يمشي‬ ‫الخامس‪ :‬ما ِّ‬
‫ُ‬
‫تمشاء"‪.‬‬

‫(‪)67/1‬‬

‫(م ْفعال) للمبالغة‪ ،‬مثل‪" :‬العد َِّّاء ِّ‬


‫والمعطاء"‪.‬‬ ‫ت على وزن (فَعَال) أو ِّ‬ ‫السادس‪ :‬ما صيغ من الصفا ِّ‬ ‫ُ‬
‫"أحمر وحمراء‪ ،‬وأعر َج‬ ‫َ‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫اآلخر‪،‬‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫صحي‬ ‫أكان‬ ‫ء‬
‫ٌ‬ ‫سوا‬ ‫التفضيل‪،‬‬ ‫لغير‬
‫ِّ‬ ‫َ"‬
‫ل‬ ‫"أفع‬ ‫ُ‬
‫مؤنث‬ ‫‪:‬‬ ‫الساب ُع‬
‫ّ‬
‫وعرجاء؛ وأنج َل ونجالء‪ ،‬أم ُمعتلة‪ ،‬مثل‪ :‬أحوى و َح َّواء‪ ،‬وأعمى و َعمياء‪ ،‬وألمى ولمياء"‪.‬‬
‫الممدود السماعي‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫وردَ ممدودا‪ ،‬فَيُحفَظ وال ي ُ‬
‫ُقاس عليه‪.‬‬ ‫المواضع السبعة مما َ‬
‫ِّ‬ ‫ي يكون في غير هذه‬ ‫سماع ُّ‬ ‫االس ُم الممدودُ ال ّ‬
‫راء‪.‬‬ ‫ّ‬
‫َناء والث ِّ‬
‫ناء والغ ِّ‬ ‫س ِّ‬ ‫وذلك مثل‪" :‬الفَ ِّ‬
‫تاء وال َّ‬
‫قصر الممدود ومد المقصور‬
‫صر الممدود‪ ،‬فيقال في دُعاء "دُعا" وفي صفراء‪" :‬صفرا"‪.‬‬ ‫يجوز قَ ُ‬ ‫ُ‬
‫ويَقبُ ُح مدُّ المقصور‪ :‬فيقبُ ُح أن يقا َل في عصا‪" :‬عصاء‪ .‬وفي ِّغنى‪ِّ " :‬غناء"‪.‬‬
‫االسم المنقوص‬
‫والراعي"‪.‬‬
‫مكسور ما قبلها‪ ،‬مثل‪" :‬القاضي َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫آخره يا ٌء ثابتة‬
‫معرب ُ‬ ‫المنقوص‪ :‬هو اس ٌم َ‬ ‫ُ‬ ‫االس ُم‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(فان كانت ياؤه غير ثابتة فليس بمنقوص‪ ،‬مثل‪" :‬أحسن الى أخيك"‪ .‬وكذا ان كان ما قبلها غير‬
‫مكسور‪ .‬مثل‪" :‬ظبي وسعي")‪.‬‬
‫قاض على‬
‫"حكم ٍ‬
‫َ‬ ‫والجر‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ِّ ّ‬ ‫الرفع‬
‫وخطا في حالتي َّ‬‫ًّ‬ ‫حذفت ياؤهُ لفظا ً‬
‫ْ‬ ‫َجردَ من ْ‬
‫(أل) واإلضاف ِّة‬ ‫وإذا ت َّ‬
‫وثبتت في حال النصب‪ ،‬نحو‪" :‬جعلك هللاُ هاديا ً إلى الحق‪ ،‬داعيا ً إليه"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫جان"‪،‬‬
‫ٍ‬
‫أما م َع (أل) واإلضافة فَتثبُتُ في جميع األحوال‪ ،‬نحو‪" :‬حكم القاضي على الجاني" و "جاء قاضي‬
‫القُضاة"‪.‬‬
‫قاض‪" :‬قاضيان"‬ ‫وترد إليه يا ُؤهُ المحذوفة عند تثنيته‪ ،‬فتقول في ٍ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( اسم الجنس واسم العلم )‬

‫االس ُم أيضا ً على نوعين‪ :‬اس ُم جنس‪ ،‬واس ُم َعلَم‪.‬‬


‫اسم الجنس‬
‫آخر من أفراد جنسه‪ :‬كرجل وامرأة ودار وكتاب‬ ‫يختص بواحد دون َ‬ ‫ُّ‬ ‫الجنس‪ :‬هو الذي ال‬
‫ِّ‬ ‫اس ُم‬
‫وحصان‪.‬‬
‫الضمائر‪ ،‬وأسما ُء االشارة‪ ،‬واألسما ُء الموصوله‪ ،‬وأسما ُء الشرط‪ ،‬وأسما ُء االستفهام‪ .‬فهي‬
‫ُ‬ ‫ومنه‬
‫تختص بفرد دون آخر‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫أسما ُء أجناس‪ ،‬ألنها ال‬

‫(‪)68/1‬‬

‫يختص بواحد دون غيره من أفراد جنسه‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ويُقابلهُ العَلَ ُم‪ ،‬فهو‬
‫(وليس المرادُ بإسم الجنس ما يقابل المعرفة‪ ،‬بل ما يجوز اطالقه على كل فرد من الجنس‪.‬‬
‫فإن "أنت"‪ :‬ضمير للواحد المخاطب‪.‬‬ ‫فالضمائر‪ ،‬مثال‪ ،‬معارف‪ ،‬غير أنها ال تختص بواحد دون آخر‪ّ .‬‬
‫ويصح أن تخاطب به كل من يصلح للخطاب‪.‬و "هو"‪ :‬ضمير للغائب‪ .‬ويصح أن يكنى به عن كل‬
‫مذكر غائب‪ .‬و "أنا"‪ :‬ضمير للمتكلم الواحد‪ .‬ويصح أن يكنى به عن نفسه كل متكلم‪ .‬فأنت ترى أن‬
‫معناها يتناول كل فرد‪ .‬وال يختص بواحد دون آخر‪ .‬وقس على ذلك أسماء اإلشارة واألسماء‬
‫الموصولة‪.‬‬
‫فإسم الجنس انما يقابل العلم‪ :‬فذاك موضوع ليتناول كل فرد‪ .‬وهذا مختص بفرد واحد ال يتناول غيره‬
‫وضعاً)‪.‬‬
‫اسم العلم‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫سب وضعه‪ ،‬بال قرينة‪ :‬كخالد وفاطمة و ِّد َمشقَ والني ِّل‪.‬‬ ‫العَلَ ْم‪ :‬اس ٌم يَدُ ُّل على معيّن‪ ،‬بح َ‬
‫ومنه أسماء البالد واألشخاص والدُّو ِّل والقبائل واألنهار والبحار والجبال‪.‬‬
‫(وإنما قلنا‪" :‬بحسب وضعه"‪ ،‬ألن االشتراك بحسب اإلتفاق ال يضر؛ كخليل المسمى به أشخاص‬
‫كثيرون‪ ،‬فاشتراكهم في التسمية انما كان بحسب اإلتفاق والتصادف‪ ،‬ال بحسب الوضع‪ ،‬ألن كل واحد‬
‫من الواضعين انما وضع هذا االسم لواحد بعينه‪ .‬أما النكرة‪ :‬كرجل‪ ،‬فليس لها اختصاص بحسب‬
‫الوضع بذات واحدة‪ ،‬فالواضع قد وضعها شائعة بين كل فرد من أفراد جنسها‪ ،‬وكذا المعرفة من‬
‫أسماء األجناس‪ :‬كالضمائر وأسماء اإلشارة‪ ،‬كما قدمنا‪.‬‬
‫والعلم يعين مسماه بال قرينة‪ :‬أما بقية المعارف‪ ،‬فالضمير يعين مسماه بقرينة التكلم أو الخطاب أو‬
‫الغيبة‪ .‬واسم اإلشارة يعينه بواسطة إشارة حسية أو معنوية‪ .‬واسم الموصول يعينه بواسطة الجملة‬
‫والمعرف بأل يعينه بواسطتها‪ .‬والنكرة المقصودة بالنداء تعينه بواسطة قصدها به‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التي تذكر بعده‪.‬‬
‫والنكرة المضافة إلى معرفة تعينه بواسطة إضافتها إليها)‪.‬‬

‫(‪)69/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫ي‪:‬‬
‫ي‪ .‬كعب ِّد هللا وعبد الرحمن‪ ،‬ومركب مزج ّ‬ ‫وينقس ُم العَل ُم إلى علم مفرد كأحمد وسليم‪ ،‬و ُمر ّكب إضاف ّ‬
‫وشاب قَ ْرناها ( َعلَما ً‬
‫َ‬ ‫لرجلين)‬
‫ِّ‬ ‫مين‬ ‫َ‬
‫شرا ( َعل ِّ‬ ‫الحق وتأبط ًّ‬ ‫ُّ‬ ‫ي‪ :‬كجادَ‬ ‫كبعلبكّ وسيبوي ِّه‪ ،‬ومركب إسناد ّ‬
‫المرأة)‪.‬‬
‫وعلم جنس‪ .‬ومن أنواعه‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫وينقسم أيضا إلى اسم وكنية ولقب‪ ،‬وإلى ُمرتجل ومنقول‪ ،‬وإلى علم شخص‬ ‫ً‬
‫العَل ُم بالغَلبة‪.‬‬
‫االسم والكنية واللقب‬
‫ظلةَ‪ ،‬أ ْم كان ال‬ ‫لتعيين ال ُمس ّمى أوالً‪ ،‬سوا ٌء أد َّل على مدح‪ ،‬أم ذم‪ ،‬كسعيد وحن َ‬ ‫ِّ‬ ‫العَل ُم اإلس ُم‪ :‬ما ُوض َع‬
‫يَدُلُّ‪ ،‬كزيد وعمرو‪ .‬وسوا ٌء أصد َّر بأب أو أم‪ ،‬أم لم يُصدَّر بهما‪ ،‬فالعبرة ُ بإسميَّ ِّة العلم إنما هو الوض ُع‬ ‫ُ‬
‫ي‪.‬‬
‫األول ُّ‬
‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صد َّر بأب أو أ ّم‪ :‬كأبي الفض ِّل‪ ،‬وأ َّم كلثوم‪.‬‬ ‫ً‬
‫والعل ُم ال ُكنية‪ :‬ما وض َع ثانيا (أي بعد االسم) و ُ‬ ‫ُ‬
‫ين العابدين‪ ،‬أو ذ ٍ ّم‪ :‬كاألعشى‬ ‫كالرشيد وزَ ِّ‬ ‫وأشعر بمدح‪َّ :‬‬ ‫َ‬ ‫قب‪ :‬ما ُوض َع ثالثا ً (أي بعد ال ُكنية)‬ ‫والعل ُم اللّ ُ‬
‫َممي أو‬
‫ي أو الت َ‬ ‫الشخص بالهاشم ّ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ُعر َ‬‫ش ْنفري‪ ،‬أو نسبة إلى عشيرة أو قبيلة أو بلدة أو قُطر‪ :‬كأن ي َ‬ ‫وال َ‬
‫يِّ‪.‬‬
‫المصر ّ‬ ‫ي ٍ أو ِّ‬ ‫البغداد ّ‬
‫غيره كان هذا العل ُم اس َمهُ‬ ‫ُ‬ ‫له‬ ‫يوضع‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫أو‬ ‫بمدح‬ ‫ر‬ ‫ع‬
‫ِّ‬ ‫ُش‬ ‫ي‬ ‫ولم‬ ‫ام‪،‬‬ ‫أو‬ ‫بأب‬ ‫َّر‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ٌ ُ‬ ‫عل‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ل‬ ‫كان‬ ‫ومن‬
‫غيره‪ ،‬كان‬ ‫و ُكنيتهُ‪ .‬ومن كان له عل ٌم يد ُّل على مدح أو ذ ّم‪ ،‬ولم يكن مصدَّرا ً بأب ْأو أ ٍ ّم‪ ،‬ولم يكن له ُ‬
‫شعاره بمدح أو ذ ّم ‪ -‬بأب أو أ ُ ّم‪ ،‬كان اسمه وكنيته ولقبه‪ .‬فالمشاركةُ بين‬ ‫صدّ َِّر ‪ -‬مع ِّإ ِّ‬ ‫اس َمهُ ولقبه‪ .‬فإن ُ‬
‫وض َع ما يَصل ُح للمشارك ِّة وضعا ً َّأوليًّا‪.‬‬ ‫االسم وال ُكنية واللّقب قد تكون‪ ،‬إن ِّ‬
‫أحكام االسم والكنية واللقب‬
‫ي‪ .‬وال ترتيب بين‬ ‫ُ‬
‫ويؤخر اللقب‪ :‬كهارون الرشيد‪ ،‬وأ َويس القَرن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫قب يُقدَّم االس ُم‬ ‫إذا اجتمع االس ُم واللّ ُ‬
‫حفص"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عمر أبو‬
‫ُ‬ ‫ع َم ُر أو‬
‫ص ُ‬ ‫الكنية وغيرها تقول‪" :‬أبو ح ْف َ‬

‫(‪)70/1‬‬

‫علمان ِّل ُمس ًّمى واحد‪ ،‬فإن كانا مفردَين أَضفتَ األو َل إلى الثاني‪ ،‬مثل‪" :‬هذا خالد تميم"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وإذا اجتمع‬
‫عطف بيان له‪ ،‬فتقول‪" :‬هذا خالدٌ تمي ٌم"‪ ،‬إال‬ ‫ُ‬ ‫ولك أَن تتبع اآلخر االو َل في إعرابه على أنه بد ٌل منه أو‬
‫َ‬
‫إن كان االول مسبوقا ً بأل‪ ،‬أو كان الثاني في االص ِّل وصفا ً ُمقترنا ً بأل‪ ،‬فيجب االتباع‪ ،‬مثل‪" :‬هذا‬
‫ي مشهورا ً بالكرم"‪.‬‬ ‫الطائ ُّ‬‫الرشيدَ‪ ،‬وكان حات ُم ّ‬
‫ورحم هللا هارون َّ‬ ‫َ‬ ‫الحارث زيدٌ‪،‬‬
‫األول في إعرابه وجوباً‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫الثاني َّ‬
‫َ‬ ‫و ِّإن كانا ُمركبين‪ ،‬أَو كان أَحد ُهما مفردا ً واآلخر ُمركباً‪ ،‬أَتبعت‬
‫"هذا أبو عب ِّد هللا محمدٌ" ورأيتَ أَبا عبد هللا محمداً‪ ،‬ومررتُ بأبي عبد هللا محمد"‪ ،‬وتقول‪" :‬هذا عل ٌّ‬
‫ي‬
‫زين العابدين"‪ ،‬وتقول‪" :‬هذا عبدُ هللا َعل ُم‬ ‫ي ِّ‬ ‫زينُ العابدينَ ‪ ،‬ورأَيت عليًّا زينَ العابدين‪ ،‬ومررت بعل ّ‬
‫علم الدين"‪.‬‬ ‫الدِّّين‪ ،‬ورأَيت عبدَ هللا َ‬
‫علم الدِّّين‪ ،‬ومررت بعبد هللا ِّ‬
‫العلم المرتجل والعلم المنقول‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫العَل ُم ال ُمرتجل‪ :‬مالم يسبِّق له استعما ٌل قبل العلميّة في غيرها بل استعمل من أول األمر علما‪ :‬كسعادَ‬
‫مر‪.‬‬
‫ع َ‬ ‫و ُ‬
‫والعل ُم المنقول (وهو الغالب في األعالم)‪ :‬ما نقل عن شيء سبق استعماله فيه قبل العلميّة‪.‬‬
‫وهو إما منقو ٌل عن مصدر كفضل و ِّإما عن اسم جنس‪ :‬كأسد‪ :‬وإما عن صفة‪ :‬كحارث ومسعود‬
‫ُّ‬
‫الحق‪ ،‬وتأبط‬ ‫وسعيد‪ ،‬وإما عن فعل‪ :‬كش َّمر وأبان ويَشكر ويحيى واج ِّذ ْم وقُ ْم وإما عن جملة‪ :‬كجاد‬
‫شرا‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫علم الشخص وعلم الجنس‬
‫غيرهُ من أفراد جنسه‪ :‬كخال ٍد‬ ‫ص في أصل الوضع بِّفر ٍد واحدٍ‪ ،‬فال يتناو ُل َ‬ ‫ص َ‬‫شخصي‪ :‬ما ُخ ِّ ّ‬ ‫العلَ ُم ال َّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫سب اإلتفاق‪ ،‬ال‬
‫الن المشاركة إنما وقعت بح َ‬ ‫وسعي ٍد وسعادَ‪ .‬وال يَضره مشاركةُ ِّ‬
‫غير ِّه إيَّاهُ في التَّسمية‪َّ ،‬‬
‫ب الوضع‪ .‬وقد سبقَ الكال ُم عليه‪.‬‬
‫بحس ِّ‬

‫(‪)71/1‬‬

‫ختص بواح ٍد بعين ِّه‪ :‬كأسام ِّة ( َعلما ً على االسدِّ)‪ ،‬وأبي َج ْعدة َ‬ ‫غير ُم ٍ ّ‬ ‫الجنس كلَّهُ َ‬ ‫َ‬ ‫ي ما تناو َل‬‫والعَلم الجنس ُّ‬
‫وم)‪ ،‬وخاقان (على من‬ ‫الر‬
‫ملكَ ُّ َ‬ ‫من‬ ‫(على‬ ‫وقيصر‬
‫َ‬ ‫)‪،‬‬ ‫رس‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫َ كَ‬‫َ‬ ‫ل‬‫م‬ ‫من‬ ‫(على‬ ‫وكسرى‬ ‫الذئب)‪،‬‬ ‫(على‬
‫ملكَ التُّركَ )‪ ،‬وتُب ٍَّع (على من ملك اليمنَ )‪ ،‬والنَّجاشي (على من ملك الحبشة)‪ ،‬وفِّ ْر َعونَ (على من ملكَ‬
‫مصر)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ط)‪ ،‬والعزيز (على من ملكَ‬ ‫القب َ‬
‫ب)‪ ،‬وأ ِّ ّم عامر‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫وهو يكونُ اسماً‪ :‬كثُعالى‪( ،‬للثعلب)‪ ،‬وذُؤالة‪( ،‬للذئب)‪ .‬ويكونُ ُكنية‪ :‬كأ ِّ ّم ِّع ْريَطٍ (للعقر ِّ‬
‫ب)‪ .‬ويكون لقباً‪ :‬كاألخط ِّل (لل ِّه ِّ ّر)‪ ،‬وذي النَّا ِّ‬
‫ب‬ ‫صين (للثَّعل ِّ‬ ‫ث (لألسد)‪ ،‬وأبي ال ُح َ‬ ‫ضب ُِّع)‪ ،‬وأبي الحار ِّ‬ ‫(لل َّ‬
‫(للكلب)‪.‬‬
‫جار على الفَجْ رةِّ‪ ،‬و َكيْسانَ (على الغ ِّ‬
‫َدر)‪ ،‬وأ ِّ ّم‬ ‫ً‬
‫كبرة َ (علما على البِّ ّر) وفَ ِّ‬ ‫وقد يكونُ علما على المعاني‪َّ :‬‬ ‫ً‬
‫سار (لل َميسرة)‪.‬‬
‫بور (على األمر الشديد)‪ ،‬و َحما ِّد لل َمحْ َمدة‪ ،‬ويَ ِّ‬ ‫ص ٍ‬ ‫عم (على الموت)‪ ،‬وأ ِّ ّم َ‬ ‫قَ ْش ٍ‬
‫يختص علم الشخص‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫غير مختص بواحد من افراد جنسه كما‬ ‫(وعلم الجنس نكرة في المعنى‪ ،‬النه ُ‬
‫وتعريفُه انما هو من جهة اللفظ‪ ،‬فهو يعامل معاملة علم الشخص في أحكامه اللفظية والفرق بينهما‬
‫هو من جهة المعنى‪ ،‬الن العلم الشخصي موضوع لواحد بعينه‪ ،‬والموضوع الجنسي موضوع للجنس‬
‫كله‪ .‬أما من جهة اللفظ فهو كعلم الشخص من حيث أحكامه اللفظية تماماً‪ ،‬فيصح االبتداء به مثل‪:‬‬
‫"ثعالة مراوغ"؛ ومجيء الحال منه‪ ،‬مثل‪" :‬هذا أسامة مقبال"‪ .‬ويمتنع من الصرف إذا وجد مع‬
‫العلمية علة أُخرى‪ ،‬مثل‪" :‬ابتعد من ثعالة"‪ .‬وال يسبقه حرف التعريف؛ فال يقال‪" :‬األسامة"‪ ،‬كما‬
‫يقال‪" :‬األسد"‪ .‬وال يضاف‪ ،‬فال يقال‪" :‬أسامة الغابة"؛ كما تقول‪" :‬أسد الغابة"‪ .‬وكل ذلك من‬
‫خصائص المعرفة‪ .‬فهو بهذا اإلعتبار معرفة‪.‬‬

‫(‪)72/1‬‬

‫معنى فلعدم اختصاصه‬ ‫ً‬ ‫والفرق بينه وبين اسم الجنس النكرة‪ ،‬أن اسم الجنس نكرة لفظا ً ومعنى‪ .‬أما‬
‫بواحد معين‪ ،‬وأما لفظا ً فالنه تسبقه "أل" فيعرف بها‪ ،‬والنه ال يبتدأ به وال تجيء منه الحال‪ .‬وأما‬
‫علم الجنس فهو نكرة من حيث معناه‪ ،‬لعدم اختصاصه‪ ،‬معرفة من حيث لفظه‪ ،‬فله أحكام العلم‬
‫اللفظية كما قدمنا‪.‬‬
‫وال فرق بينه وبين المعرف بأل الجنسية من حيث الدالة على الجنس برمته‪ ،‬ومن حيث التعريف‬
‫اللفظي‪ ،‬تقول‪" :‬أسامة شجاع‪ ،‬كما تقول‪" :‬االسد شجاع"‪ ،‬فهما نكرتان من جهة المعنى‪ ،‬معرفتان من‬
‫جهة اللفظ‪ .‬فعلم الجنس عند التحقيق كالمعرف بأل الجنسية من حيث المعنى واإلستعمال اللفظي)‪.‬‬
‫العلم بالغلبة‬
‫لمين‬
‫فيصيران َع ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ُشار ُكهما في الدَّاللة‪،‬‬
‫قترنُ بأل العهدي ِّة على ما ي ِّ‬
‫ضاف إلى معرف ٍة وال ُم ِّ‬
‫ُ‬ ‫ب ال ُم‬
‫وقد يَغ ِّل ُ‬
‫وابن‬
‫ِّ‬ ‫عباس‬
‫ٍ‬ ‫كابن‬
‫ِّ‬ ‫شركاء بواحدٍ‪ ،‬فال ينصرفان إلى غيره‪ .‬وذلك‪:‬‬ ‫ين من بين سائر ال ُّ‬‫ص ِّ‬
‫بالغَلبة‪ُ ،‬مخت َّ‬
‫ب‬
‫س ِّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫فهي أعال ٌم بغَلبَ ِّة اإلستعمال‪ ،‬وليست أعالما ب َح َ‬ ‫َ‬
‫مر وابن مالك والعَقب ِّة والمدينة واأللفيّة‪َ ،‬‬ ‫ع َ‬‫ُ‬
‫الوضع‪.‬‬
‫ِّ‬
‫(فابن عباس‪ :‬هو عبد هللا بن العباس بن عبد المطلب‪ .‬وابن عمر‪ :‬هو عبد هللا بن عمر بن الخطاب‪.‬‬
‫وابن مالك‪ :‬هو محمد بن مالك‪ :‬صاحب األرجوزة األلفية المشهورة في النحو‪ .‬والعقبة‪ :‬ميناء على‬
‫ساحل البحر االحمر‪ .‬والمدينة‪ :‬مدينة الرسول (صلى هللا عليه وآله وسلم) وكان اسمها يثرب‪،‬‬
‫وااللفية هي األرجوزة النحوية التي نظمهاابن مالك‪ .‬وكل هذه األعالم يصح إطالقها في األصل على‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫كل ابن للعباس وعمر ومالك‪ ،‬وعلى كل عقبة ومدينة وألفية‪ .‬لكنها تغلبت بكثرة اإلستعمال على ما‬
‫ذكر فكانت عليها بالغلبة)‪.‬‬
‫إعراب العلم‬
‫زهير‪ ،‬ورأيتُ زهيرا ً‬
‫ٌ‬ ‫جر‪ ،‬نحو‪" :‬جاء‬ ‫ب أو ٍ ّ‬ ‫رفع أو نص ٍ‬
‫ب كما يقتضيه الكال ُم‪ :‬من ٍ‬ ‫الَعل ُم ال ُمفردُ يُ َ‬
‫عر ُ‬
‫بزهير"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ومررتُ‬
‫األو ُل كما يقتضيه الكال ُم‪ ،‬ويُجبر الجز ُء الثاني باإلضافة‪.‬‬
‫ب ُجزؤهُ َّ‬‫ُعر ُ‬
‫يي َ‬ ‫ب اإلضاف ُّ‬ ‫والمر ّك ُ‬

‫(‪)73/1‬‬

‫ي يكون جزؤهُ االول مفتوحا ً دائماً‪ ،‬وجزؤهُ الثاني‪ ،‬إن لم يكن كلمةَ َ‬
‫"و ْي ِّه"‪ ،‬يُرف ُع‬ ‫والمركب المزج ُّ‬ ‫ُ‬
‫ي‪ ،‬مثل‪" :‬بعلبكُّ‬ ‫صرف للعلميّة والتركيب المزج ّ‬ ‫ع منَ ال ّ‬ ‫ُجر بالفتحة‪ ،‬ألنه ممنو ٌ‬ ‫وينصب وي ّ‬ ‫ُ‬ ‫بالضمة‪،‬‬
‫"و ْي ِّه" ْ‬
‫يكن مبنيًّا‬ ‫َ‬
‫بلدة ٌ طيبة الهواء‪ ،‬ورأيتُ بعلبكَّ ‪ ،‬وسافرت إِّلى بعلبكَّ وإن كان جزؤهُ الثاني كلمة َ‬ ‫ُ‬
‫"ر ِّحم‬ ‫جر‪ ،‬كما يقتضيه مركزهُ في الجملة؛ مثل‪ُ :‬‬ ‫ب أو ٍ ّ‬ ‫رفع أو نص ٍ‬‫على الكسر دائماً‪ ،‬وهو في مح ّل ٍ‬
‫ورحمةُ هللاِّ على سيبوي ِّه"‪.‬‬ ‫ور ِّحم هللاُ سيبوي ِّه‪َ ،‬‬ ‫ِّسيبوي ِّه‪َ ،‬‬
‫إعرابهُ تقديريًّا‪،‬‬ ‫ويكونُ‬ ‫ي يبقى على حاله فيُحكى على لفظه في جميع األحوال‪،‬‬ ‫ب اإلسناد ُّ‬ ‫والمر َّك ُ‬
‫ُّ‬
‫الحق"‪.‬‬ ‫الحق‪ ،‬ومررتُ بجادَ‬ ‫ُّ‬ ‫حق‪ ،‬ورأيتُ جادَ‬ ‫تقول‪" :‬جاء جادَ ال ُّ‬
‫س َّميتَ بهما‪،‬‬ ‫ْص‪ ،‬وبيْتَ بَيْتَ ‪ ،‬إن َ‬
‫ْص بَي َ‬ ‫عشر‪ ،‬وما جرى مجراهُ ك َحي َ‬ ‫َ‬ ‫ي‪ :‬كخمسةَ‬ ‫ب العَدَ ّ‬ ‫والمر َّك ُ‬
‫ينصرف‪ .‬كأنهما ُمر َّك ِّ‬
‫بان‬ ‫ُ‬ ‫عراب ماال‬
‫َ‬ ‫ويجوز إعرابُهما ِّإ‬ ‫ُ‬ ‫أبقيتهما على بنائهما‪ ،‬كما كانا قبل العلمية‪.‬‬
‫َ‬
‫يان مجرى "بعلبكَّ و َحضرموت"‪ .‬واألول أولى‪.‬‬ ‫فيجر ِّ‬‫ِّ‬ ‫َّان‪.‬‬
‫َمزجي ِّ‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( الضمائر وأنواعها )‬

‫قام ما يُكنى به عنه‪ ،‬مثل‪" :‬أنا وأنتَ‬


‫ب‪ ،‬فهو قائ ٌم َم َ‬ ‫ب أو غائ ٍ‬ ‫تكلم أو مخاط ٍ‬ ‫الضمير‪ :‬ما يُكنى به عن ُم ٍ‬ ‫ُ‬
‫وكالتاء من "كتبتُ وكتبتَ وكتبتِّ" وكالوا ِّو من "يكتبون"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وهو"‪،‬‬
‫ومستتر‪ ،‬ومرفوعٌ‪ ،‬ومنصوبٌ ‪ ،‬ومجرور‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وبارز‪،‬‬ ‫وهو سبعةُ أنواعٍ‪ُ :‬متَّصلٌ‪ ،‬ومنفصلٌ‪،‬‬
‫الضمير المتصل‬
‫كالتاء والكاف من‬
‫ِّ‬ ‫ضرورة الشعر‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫َّمير المتصلُ‪ :‬ما ال يُبتدأ به‪ ،‬وال يق ُع بعد "إال" إال في َ‬ ‫الض ُ‬
‫ضرورةً‪ ،‬كما قال الشاعر‪:‬‬ ‫ّ‬
‫"أكرمتُكَ "‪ ،‬فال يُقالُ‪" :‬ما أكرمتُ إالكَ "‪ .‬وقد وردَ في الشعر َ‬
‫جارت َنا * أالَّ يُجا ِّوزنا إالَّ ِّك دَي ِّ ّ‬
‫َّار*‬ ‫ت َ‬ ‫*وما َعليْنا إذا ما ُكن ِّ‬
‫وكما قال اآلخر‪:‬‬

‫(‪)74/1‬‬

‫ض إِّالَّاهُ ِّ‬
‫ناص ُر*‬ ‫ي‪ ،‬فمالي َع ْو ُ‬ ‫َت * عل َّ‬ ‫رش من فِّئ َ ٍة بَغ ْ‬ ‫*أَعوذُ بِّ َربّ ِّ العَ ِّ‬
‫كالياء من "كتابي"‪ ،‬أو بالحرف‪ :‬كالكاف‬ ‫ِّ‬ ‫وهو‪ ،‬إما أن يتص َل بالفعل‪ :‬كالواو من "كتبوا"‪ ،‬أو باإلسم‪:‬‬
‫من "عليك"‪.‬‬
‫والكاف واليا ُء والها ُء وها"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫والنونُ‬ ‫واأللف‬
‫ُ‬ ‫والواو‬
‫ُ‬ ‫ونا‬ ‫ء‬‫ُ‬ ‫"التا‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫تسعة‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫المتصل‬ ‫والضمائر‬
‫ُ‬
‫نائب فاعل‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫َ‬ ‫أو‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫فاع‬ ‫إال‬ ‫تكون‬ ‫ال‬ ‫النها‬ ‫للرفع‪،‬‬ ‫ضمائر‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫تكونُ‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫لنونُ‬ ‫وا‬ ‫والواو‬
‫ُ‬ ‫ء‬
‫ُ‬ ‫والتا‬ ‫فاأللف‬
‫ُ‬
‫"كتبا وكتبت وكتبوا وكتبْنَ "‪.‬‬
‫ب‪ ،‬مثل‪" :‬أكرمني‬ ‫ي نص ٍ‬ ‫وضمير ْ‬
‫َ‬ ‫رفع‪ ،‬مثل‪ :‬كتَبْنا وتكتُبين واكتُبي"‪،‬‬ ‫ي ٍ‬ ‫ضمير ْ‬‫َ‬ ‫تكونان‬
‫ِّ‬ ‫"نا واليا ُء"‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫المكرو"‪.‬‬
‫َ‬ ‫رف هللاُ عنّي وعنّا‬
‫ي َج ٍ ّر‪ ،‬مثل‪" :‬ص َ‬ ‫وضمير ْ‬
‫َ‬ ‫وأكر َمنا المعل ُم"‬
‫َ‬ ‫المعلم‪،‬‬
‫جر‪،‬‬
‫َ ّ‬ ‫وضمائر‬ ‫وأكرمتها"‪،‬‬ ‫وأكرمته‬ ‫"أكرمتك‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ب‬‫ٍ‬ ‫نص‬ ‫ضمائر‬
‫َ‬ ‫تكونُ‬ ‫وها"‪:‬‬ ‫ء‬
‫ُ‬ ‫والها‬ ‫"والكاف‬
‫ُ‬
‫رفع‪ ،‬ألنها ال يُسند إليها‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ضمائر‬
‫َ‬ ‫تكونُ‬ ‫وال‬ ‫وإليها"‪.‬‬ ‫وإليه‬ ‫إليكَ‬ ‫"أحسنتُ‬
‫فوائد ثالث‬
‫(‪ )1‬واو الضمير والهاء المتصلة بها ميم الجمع خاصتان بجمع الذكور العقالء‪ ،‬فال يستعمالن لجمع‬
‫اإلناث وال لجمع المذكر غير العاقل‪.‬‬
‫(‪ )2‬الضمير في نحو‪" :‬جئتما وجئتم وجئتن" إنما هو التاء وحدها‪ ،‬وفي نحو‪" :‬أكرمكما وأكرمكم‬
‫وأكرمكن" إنما هو الكاف وحدها‪ ،‬وفي نحو‪" :‬أكرمهما وأكرمهم وأكرمهن" إنما هو الهاء وحدها‪.‬‬
‫والميم واأللف الالحقتان للضمير حرفان هما عالمة التثنية‪ .‬ومن العلماء من يجعل الميم حرف عماد‪،‬‬
‫وااللف عالمة التثنية‪ .‬وسميت الميم حرف عماد‪ ،‬العتماد المتكلم والسامع عليها في التفرقة بين‬
‫ضمير التثنية وضمير الواحدة‪ ،‬وليس هذا القول ببعيد‪ .‬والميم وحدها الالحقة للضمير‪ ،‬حرف هو‬
‫عالمة جمع الذكور والعقالء‪ .‬والنون المشددة‪ ،‬الالحقة للضمير؛ حرف هو عالمة جمع المؤنث‪ .‬ومن‬
‫العلماء من ينظر الى الحال الحاضرة‪ ،‬فيجعل الضمير وما يلحقه من العالمات كلمة واحدة بإعراب‬
‫واحد‪ .‬وهذا أقرب‪ ،‬والقوالن األوالن أحق‪.‬‬

‫(‪)75/1‬‬

‫(‪ )3‬تضم هاء الضمير‪ ،‬إال إن سبقها كسرة أو ياء ساكنة فتكسر‪ ،‬تقول‪" :‬من عثر فأقله عثرته‪ ،‬وخذه‬
‫بيده إشفاقا ً عليه‪ ،‬وإحسانا ً إليه" وتقول‪" :‬هذا أبوهم‪ ،‬وأكرمت أباهم‪ ،‬وأحسنت إلى أبيهم"‪.‬‬
‫(‪ )4‬يجوز في ياء المتكلم السكون والفتح‪ ،‬إال إن سبقها ساكن‪ ،‬كألف المقصور وياء المنقوص وألف‬
‫ي‪،‬‬ ‫التثنية ويائي التثنية والجمع‪ ،‬فيجب فتحها دفعا ً اللتقاء الساكنين‪ ،‬مثل‪" :‬هذه عصاي‪ ،‬وهذا راج ّ‬
‫ي"‪.‬‬‫ي‪ ،‬وهؤالء معلم ّ‬ ‫وهاتان عصواي‪ ،‬ورفعت عصو ّ‬
‫ي‪ ،‬وعليه‪ ،‬ولديك"‪.‬‬ ‫(‪ )5‬تبدل ألف "إلى وعلى ولدى" يا ًء‪ ،‬إذا اتصلت بضمير‪ :‬مثل‪" :‬إل ّ‬
‫نون الوقاية‬
‫بنون تُسمى (نون الوقاية)‪ ،‬ألنها ت َقي ما‬ ‫ٍ‬ ‫اسم الفعل‪ ،‬وجب الفص ُل بينهما‬ ‫إذا لحقت يا ُء المتكلم الفع َل أو َ‬
‫"أكرمنِّي‪ ،‬ويُكرمني‪ ،‬وأكرمني‪ ،‬وتكرمونني‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ظهُ منهُ)‪ .‬تقول‪:‬‬ ‫تَتَّص ُل به من الكسر (أي‪ :‬تَحْ فَ ُ‬
‫"ر َو ْيدَني‪ ،‬وعلي َكني"‪.‬‬ ‫وأكرمتْني فاطمةُ"‪ ،‬ونحو‪ُ :‬‬ ‫َ‬ ‫وأَكرمت َني‪،‬‬
‫فالكثير إثبات ُها م َع "ليتَ " وحذفُها مع "لعلّ"‪ ،‬وبه وردَ القرآن‬ ‫ُ‬ ‫األحرف ال ُمشبَّهةَ بالفعل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وإن لحقت‬
‫األسباب"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫الكريم‪ ،‬قال تعالى‪" :‬يا ليتني كنتُ معهم فأفوزَ فوزا عظيما"‪ ،‬وقال ج َّل شأنُهُ‪" :‬لعَلي أبل ُغ‬
‫وندَر حذفها مع "ليتَ " وإثباتُها مع "لعلَّ"‪ ،‬فاألول كقول الشاعر‪:‬‬
‫ف ُج َّل مالي*‬ ‫*ك ُمني ِّة جابِّ ٍر إِّذ قال‪ :‬لَيْتي * أُصادفُهُ وأُت ِّل َ‬
‫والثاني كقول اآلخر‪:‬‬
‫ماجدِّ*‬
‫َ ِّ‬ ‫بيض‬ ‫َ‬ ‫أل‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫بر‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫بها‬ ‫ُّ‬
‫ط‬ ‫ُ‬
‫خ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫*‬ ‫ني‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫دوم َ‬
‫ع‬ ‫ل‬ ‫‪،‬‬ ‫فَقُلتُ أَعيراني ْالقُ َ‬
‫ولكن" فأنت بالخيار‪ِّ :‬إن شئت أثبتَّها وإن شئت حذفتها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫"إن َّ‬
‫وأن‬ ‫أما مع َّ‬
‫الجر‪ ،‬فصلت بينهما بنون الوقاية وجوباً‪ ،‬وشذَّ قول‬ ‫ّ‬ ‫لحقت يا ُء المتكلم "من وعن" من حروف‬ ‫ْ‬ ‫وإن‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ْس ِّمني*‬ ‫أَيُّها السائِّ ُل ع ْن ُهم و َعني * ل ْستُ من قَي ٍْس وال قَي ُ‬
‫َ‬
‫أما ما عداهما فال فصل بها‪.‬‬
‫الضمير المنفصل‬

‫(‪)76/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الضمير المنفصل‪ :‬ما يَص ُّح االبتدا ُء به‪ ،‬كما يص ُّح وقُوعهُ بعد "إالّ" على ك ِّّل حال‪ .‬كأنا من قولك‪:‬‬ ‫ُ‬
‫قام ما‬‫م‬
‫ٌ َ َ‬ ‫م‬ ‫قائ‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬‫ب‬‫ٍ‬ ‫غائ‬ ‫أو‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫مخاط‬ ‫أو‬ ‫تكلم‬
‫ُ ٍ‬ ‫م‬ ‫عن‬ ‫به‬ ‫ُكنى‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬‫أنا"‪.‬الضمير‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫اجتهد‬ ‫وما‬ ‫ٌ‪،‬‬ ‫د‬ ‫مجته‬ ‫"أنا‬
‫وكالتاء من "كتبتُ وكتبتَ وكتبتِّ" وكالوا ِّو من "يكتبون"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يُكنى به عنه‪ ،‬مثل‪" :‬أنا وأنتَ وهو"‪،‬‬
‫ومستتر‪ ،‬ومرفوعٌ‪ ،‬ومنصوبٌ ‪ ،‬ومجرور‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وبارز‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وهو سبعةُ أنواعٍ‪ُ :‬متَّصلٌ‪ ،‬ومنفصلٌ‪،‬‬
‫الضمير المتصل‬
‫كالتاء والكاف من‬ ‫ِّ‬ ‫ضرورة الشعر‪.‬‬ ‫َّ‬
‫َّمير المتصلُ‪ :‬ما ال يُبتدأ به‪ ،‬وال يق ُع بعد "إال" إال في َ‬ ‫ُ‬ ‫الض ُ‬
‫ضرورةً‪ ،‬كما قال الشاعر‪:‬‬ ‫"أكرمتُكَ "‪ ،‬فال يُقالُ‪" :‬ما أكرمتُ إالكَ "‪ .‬وقد وردَ في الشعر َ‬ ‫ّ‬
‫جارت َنا * أالَّ يُجا ِّوزنا إالَّ ِّك دَي ِّ ّ‬
‫َّار*‬ ‫ت َ‬ ‫*وما َعليْنا إذا ما ُكن ِّ‬
‫وكما قال اآلخر‪:‬‬
‫ناص ُر*‬ ‫ه‬ ‫ا‬
‫َ ْ ُ ِّ ُ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫فمالي‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫عل‬ ‫*‬ ‫ْ‬
‫َت‬ ‫غ‬ ‫ب‬
‫ِّ ٍ َ‬‫ة‬ ‫َ‬ ‫ئ‬ ‫ف‬ ‫من‬ ‫رش‬ ‫*أَعوذُ ِّب َربّ ِّ العَ ِّ‬
‫كالياء من "كتابي"‪ ،‬أو بالحرف‪ :‬كالكاف‬ ‫ِّ‬ ‫وهو‪ ،‬إما أن يتص َل بالفعل‪ :‬كالواو من "كتبوا"‪ ،‬أو باإلسم‪:‬‬
‫من "عليك"‪.‬‬
‫والكاف واليا ُء والها ُء وها"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫واأللف والنونُ‬ ‫ُ‬ ‫والواو‬
‫ُ‬ ‫والضمائر المتصلةُ تسعة‪ ،‬وهي‪" :‬التا ُء ونا‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫نائب فاعل‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ضمائر للرفع‪ ،‬النها ال تكون إال فاعالً أو‬ ‫َ‬ ‫والواو والنونُ ‪ ،‬ال تكونُ إالَّ‬ ‫ُ‬ ‫فاأللف والتا ُء‬ ‫ُ‬
‫"كتبا وكتبت وكتبوا وكتبْنَ "‪.‬‬
‫ب‪ ،‬مثل‪" :‬أكرمني‬ ‫ي نص ٍ‬ ‫وضمير ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رفع‪ ،‬مثل‪ :‬كتَبْنا وتكتبين واكتبي"‪،‬‬‫ُ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ضمير ْ‬ ‫َ‬ ‫تكونان‬
‫ِّ‬ ‫"نا واليا ُء"‪:‬‬
‫المكرو"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫"صرف هللاُ عني وعنا‬ ‫َ‬ ‫ي َج ٍ ّر‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫وضمير ْ‬
‫َ‬ ‫وأكر َمنا المعل ُم"‬ ‫َ‬ ‫المعلم‪،‬‬
‫جر‪،‬‬
‫وضمائر ّ‬
‫َ‬ ‫ب‪ ،‬مثل‪" :‬أكرمتك وأكرمته وأكرمتها"‪،‬‬ ‫ضمائر نص ٍ‬ ‫َ‬ ‫تكونُ‬ ‫"والكاف والها ُء وها"‪:‬‬ ‫ُ‬
‫رفع‪ ،‬ألنها ال يُسند إليها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ضمائر‬
‫َ‬ ‫تكونُ‬ ‫وال‬ ‫وإليها"‪.‬‬ ‫وإليه‬ ‫إليكَ‬ ‫"أحسنتُ‬
‫فوائد ثالث‬
‫(‪ )1‬واو الضمير والهاء المتصلة بها ميم الجمع خاصتان بجمع الذكور العقالء‪ ،‬فال يستعمالن لجمع‬
‫اإلناث وال لجمع المذكر غير العاقل‪.‬‬

‫(‪)77/1‬‬

‫(‪ )2‬الضمير في نحو‪" :‬جئتما وجئتم وجئتن" إنما هو التاء وحدها‪ ،‬وفي نحو‪" :‬أكرمكما وأكرمكم‬
‫وأكرمكن" إنما هو الكاف وحدها‪ ،‬وفي نحو‪" :‬أكرمهما وأكرمهم وأكرمهن" إنما هو الهاء وحدها‪.‬‬
‫والميم واأللف الالحقتان للضمير حرفان هما عالمة التثنية‪ .‬ومن العلماء من يجعل الميم حرف عماد‪،‬‬
‫وااللف عالمة التثنية‪ .‬وسميت الميم حرف عماد‪ ،‬العتماد المتكلم والسامع عليها في التفرقة بين‬
‫ضمير التثنية وضمير الواحدة‪ ،‬وليس هذا القول ببعيد‪ .‬والميم وحدها الالحقة للضمير‪ ،‬حرف هو‬
‫عالمة جمع الذكور والعقالء‪ .‬والنون المشددة‪ ،‬الالحقة للضمير؛ حرف هو عالمة جمع المؤنث‪ .‬ومن‬
‫العلماء من ينظر الى الحال الحاضرة‪ ،‬فيجعل الضمير وما يلحقه من العالمات كلمة واحدة بإعراب‬
‫واحد‪ .‬وهذا أقرب‪ ،‬والقوالن األوالن أحق‪.‬‬
‫(‪ )3‬تضم هاء الضمير‪ ،‬إال إن سبقها كسرة أو ياء ساكنة فتكسر‪ ،‬تقول‪" :‬من عثر فأقله عثرته‪ ،‬وخذه‬
‫بيده إشفاقا ً عليه‪ ،‬وإحسانا ً إليه" وتقول‪" :‬هذا أبوهم‪ ،‬وأكرمت أباهم‪ ،‬وأحسنت إلى أبيهم"‪.‬‬
‫(‪ )4‬يجوز في ياء المتكلم السكون والفتح‪ ،‬إال إن سبقها ساكن‪ ،‬كألف المقصور وياء المنقوص وألف‬
‫التثنية ويائي التثنية والجمع‪ ،‬فيجب فتحها دفعا ً اللتقاء الساكنين‪ ،‬مثل‪" :‬هذه عصاي‪ ،‬وهذا راج ّ‬
‫ي‪،‬‬
‫ي"‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وهؤالء معلم ّ‬ ‫وهاتان عصواي‪ ،‬ورفعت عصو ّ‬
‫ي‪ ،‬وعليه‪ ،‬ولديك"‪.‬‬
‫(‪ )5‬تبدل ألف "إلى وعلى ولدى" يا ًء‪ ،‬إذا اتصلت بضمير‪ :‬مثل‪" :‬إل ّ‬
‫نون الوقاية‬
‫بنون تُسمى (نون الوقاية)‪ ،‬ألنها ت َقي ما‬
‫ٍ‬ ‫بينهما‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫الفص‬ ‫وجب‬ ‫الفعل‪،‬‬ ‫اسم‬
‫َ‬ ‫أو‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫الفع‬ ‫المتكلم‬ ‫ء‬
‫إذا لحقت ُ‬
‫يا‬
‫"أكرمنِّي‪ ،‬ويُكرمني‪ ،‬وأكرمني‪ ،‬وتكرمونني‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ظهُ منهُ)‪ .‬تقول‪:‬‬‫تَتَّص ُل به من الكسر (أي‪ :‬تَحْ فَ ُ‬
‫وأكرمتْني فاطمةُ"‪ ،‬ونحو‪ُ :‬‬
‫"ر َو ْيدَني‪ ،‬وعلي َكني"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وأَكرمت َني‪،‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)78/1‬‬

‫فالكثير إثباتُها م َع "ليتَ " وحذفُها مع "لعلّ"‪ ،‬وبه وردَ القرآن‬ ‫ُ‬ ‫األحرف ال ُمشبَّهةَ بالفعل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وإن لحقت‬
‫األسباب"‪.‬‬
‫َ‬ ‫الكريم‪ ،‬قال تعالى‪" :‬يا ليتني كنتُ معهم فأفوزَ فوزا ً عظيما"‪ ،‬وقال ج َّل شأنُهُ‪" :‬لعَلّي أبلُ ُغ‬
‫وندَر حذفها مع "ليتَ " وإثباتُها مع "لعلَّ"‪ ،‬فاألول كقول الشاعر‪:‬‬
‫ف ُج َّل مالي*‬ ‫*ك ُمني ِّة جابِّ ٍر ِّإذ قال‪ :‬لَيْتي * أُصادفُهُ وأُت ِّل َ‬
‫والثاني كقول اآلخر‪:‬‬
‫ماجدِّ*‬
‫بيض ِّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫دوم‪ ،‬لعَلني * أ ُخط بها قبرا أل َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫فَقُلتُ أَعيراني ْالقُ َ‬
‫لكن" فأنت بالخيار‪ :‬إِّن شئت أثبتَّها وإن شئت حذفتها‪.‬‬ ‫وأن و َّ‬ ‫"إن َّ‬
‫أما مع َّ‬
‫الجر‪ ،‬فصلت بينهما بنون الوقاية وجوباً‪ ،‬وشذَّ قول‬ ‫ّ‬ ‫لحقت يا ُء المتكلم "من وعن" من حروف‬ ‫ْ‬ ‫وإن‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ْس ِّمني*‬ ‫أَيُّها السائِّ ُل ع ْن ُهم و َعني * لَ ْستُ من قَي ٍْس وال قَي ُ‬
‫أما ما عداهما فال فصل بها‪.‬‬
‫الضمير المنفصل‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الضمير المنفصل‪ :‬ما يَص ُّح االبتدا ُء به‪ ،‬كما يص ُّح وقوعهُ بعد "إال" على ك ِّّل حال‪ .‬كأنا من قولك‪:‬‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫"أنا مجتهدٌ‪ ،‬وما اجتهد إال أنا"‪.‬‬
‫والضمائر المنفصلةُ أربعةٌ وعشرون ضميرا‪ :‬إثنا عشر منها مرفوعة وهي‪" :‬أنا ونحنُ وأنتَ وأن ِّ‬
‫ت‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫وأنتما وأنتم وأنتن وهو وهي وهما وهم وهُن"‪.‬‬ ‫َّ‬
‫وإياكن وإياهُ وإياها وإياهما‬‫َّ‬ ‫وإياك وإياكما وإياكم‬ ‫ِّ‬ ‫"إياي وإيانا وإياكَ‬ ‫َ‬ ‫واثنا عشر منها منصوبةٌ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫َّ‬
‫وإياهن"‪.‬‬ ‫وإياه ْم‬
‫العقالء‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وال تكون (هُم) إال لجماعة الذُّ ِّ‬
‫كور‬
‫الودُود}‪ .‬ونحو‪{ :‬ف ْه َو على ك ِّّل شيءٍ‬ ‫والفاء نحو‪{ :‬و ْه َو الغفور َ‬ ‫ِّ‬ ‫هاء (ه َُو) بعد الواو‬ ‫ويجوز تسكينُ ِّ‬ ‫ُ‬
‫شجاعٌ"‪ .‬وهو قليلٌ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫"إن خالدا ل ْه َو ُ‬ ‫الم التأكيد‪ ،‬كقولك‪َّ :‬‬ ‫كثير شائع‪ .‬وبعد ِّ‬ ‫قدير}‪ .‬وهو ٌ‬
‫فائدة‬

‫(‪)79/1‬‬

‫وأنتن) إنما هو (أن)‪ .‬والتا ُء الالحقة لها هي حرف خطاب‪ .‬والضمير‬ ‫ّ‬ ‫ت وأنتما‬‫الضمير في (أنت وأن ِّ‬
‫وهن) إنما هو (الهاء) المخففة من (هو)‪ .‬والميم واأللف في (أنتما وهما)‪ :‬حرفان‬ ‫ّ‬ ‫في (هم وهما‬
‫للداللة على التثنية‪ .‬أو الميم حرف عماد‪ .‬واأللف عالمة التثنية‪( .‬كما سبق)‪ .‬والميم في (أنتم وهم)‪:‬‬
‫وهن) حرف هو عالمة جمع اإلناث‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(أنتن‬ ‫حرف هو عالمة جمع الذكور العقالء‪ .‬والنون المشددة في‬
‫ومن النحاة من يجعل الضمير وما يلحق به من العالمات كلمة واحدة بإعراب واحد‪ ،‬كما سبق في‬
‫الضمير المتصل)‪.‬‬
‫اتصال الضمير وانفصاله‬
‫أخصر من‬
‫ُ‬ ‫االختصار‪ .‬والضمير المتص ُل‬
‫ُ‬ ‫ض من اإلتيان ِّبه‬
‫والغر ُ‬
‫َ‬ ‫االسم الظاهر‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫مقام‬
‫َّمير قائ ٌم َ‬
‫الض ُ‬
‫الضمير المنفصل‪.‬‬
‫اليجوز العدو ُل عنهُ إلى الضمير المنفصل‪ ،‬فيقال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فك ُّل موضع أمكنَ أن يُؤتى فيه بالضمير المتصل‬
‫الضمير تعيّن انفصالهُ‪ ،‬وذلك إذا اقتضى‬ ‫ِّ‬ ‫"أكرمتك"‪ ،‬وال يقال‪" :‬أكرمتُ إياك"‪ .‬فإن لم يُمكن اتصا ُل‬
‫ً‬
‫المقا ُم تقديمه‪ .‬كقوله تعالى‪ِّ { :‬إياكَ نَعبُدُ}‪ ،‬أو كان مبتدأ‪ ،‬نحو‪" :‬أنت مجتهد"‪ ،‬أو خبرا‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫"المجتهدونَ أنتم"‪ ،‬أو محصورا ً بإالّ أو إنما‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬أمر أن ال تبعدوا إال إياهُ}‪ ،‬وقو ِّل‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ِّمار‪َ ،‬وإِّن َّما * يُدافِّ ُع عن أحسابِّ ِّهم أنا أَو ِّمثْلي*‬
‫*أَناالذائذُ الحامي الذّ َ‬
‫لمصدر ُمضافٍ إلى فاعله‪ ،‬مثل‪:‬‬‫ٍ‬ ‫أو كان عاملهُ محذوفاً‪ ،‬مثل‪" ،‬إياكَ وما يُعتذَ ُر منه"‪ ،‬أو مفعوالً‬
‫الرسو ٍل‬
‫ُخرجون َّ‬ ‫س ُّرني ِّإكرام األستا ِّذ ِّإياك" أو كان تابعا ً لما قبله في اإلعراب‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ي ِّ‬ ‫"ي َ ُ‬
‫و ِّإياكم}‪.‬‬
‫الضمير ووصله‪ ،‬إذا كان خبرا ً لكان أو إحدى أخواتِّها‪ ،‬مثل‪" :‬كنتُه" و ك ْنتُ إياهُ"‪ ،‬أو‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز فصل‬
‫ظن"‪ ،‬تقول‪" :‬سألتُكه‪ ،‬وسألتك إياه‪ ،‬و‬ ‫ضميرين منصوبين بِّعامل من باب‪" :‬أعطى‪ ،‬أو ّ‬ ‫ِّ‬ ‫كان ثاني‬
‫َ‬
‫ظنَنتكه‪ ،‬وظنَ ْنتك إياه"‪.‬‬ ‫" َ‬
‫ف منه"‪.‬‬ ‫"أعر ُ‬
‫َ‬ ‫أخص من ضمير المخاطب أي‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫وضمير المتكلم‬
‫ف منه"‪.‬‬ ‫"أعر ُ‬
‫َ‬ ‫أخص من ضمير المخاطب أي‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫وضمير المخاطب‬

‫(‪)80/1‬‬

‫ضميران متَّصالن‪ ،‬في باب‪" :‬كان وأعطى‬ ‫ِّ‬ ‫أخص من ضمير الغائب‪ .‬فإذا اجتمع‬ ‫ُّ‬ ‫وضمير المخاطب‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫سلنيه‪ ،‬وظنَنتكه"‪ .‬فإن انفصل أحد ُهما فق ِّدّ ْم ما شئتَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األخص منهما‪ ،‬مثل‪" :‬كنته‪ ،‬و َ‬ ‫ّ‬ ‫وظن"‪ ،‬وجب تقدي ُم‬ ‫َّ‬
‫وجب تقديم ما يزيل‬ ‫َ‬ ‫التباس المعنى‬
‫ُ‬ ‫بس‪ ،‬مثل‪" :‬الدره ُم أعطيته إياكَ "‪ .‬فإن لم يُؤ َمن‬ ‫منهما‪ ،‬إن ِّأمن اللَّ ُ‬
‫ب أن يَصل إلى‬ ‫"زهير َمنعتكَ إياه"‪ ،‬إن أردْت منع المخاط ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫األخص‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫بس‪ ،‬وإن كان غير‬ ‫اللَّ َ‬
‫الغائب‪ ،‬و " َمنعته إياك"‪ ،‬إن أردت منع الغائب أن يصل إلى المخاطب‪ .‬ومنه الحديث‪" :‬إن هللا ملَّككم‬
‫ِّإياه ْم ولو شاء لملَّكهم إياكم"‪.‬‬
‫الرتبة ‪ -‬كأن يكونا للمتكلّم أو المخاطب أو الغائب ‪ -‬وجب فص ُل أحدَهما‪،‬‬ ‫وإذا اتحد الضّميران في ُّ‬
‫ْ‬
‫مثل‪" :‬أعطيته إياه‪ ،‬وسألتني إياي‪ ،‬وخلتك إياك"‪.‬‬
‫الضميران‪ :‬البارز والمستتر‬
‫والياء من‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫كالتاء من‪" :‬قمت" والوا ِّو من‪" :‬كتبوا"‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫الضمير البارز‪ :‬ما كان له صورة في اللفظ‪:‬‬
‫"اكتبي"‪ ،‬والنون من "يَقُ ْمنَ "‪.‬‬
‫المستتر‪ :‬ما لم يكن له صورة ٌ في الكالم‪ ،‬بل كان ُمقدَّرا ً في الذّهن و َم ْنويًّا‪ ،‬وذلك كالضمير‬ ‫ُ‬ ‫والضمير‬
‫ُ‬
‫فإن التقدير "اكتُبْ أنت"‪.‬‬ ‫المستتر في "اكتُبْ "‪َّ ،‬‬
‫َكتب"‪ ،‬وإما‬ ‫"كأكتب‪ ،‬ونكتب"‪ ،‬وإما للمفرد المذكر المخاطب‪ ،‬نحو‪" :‬اكتُبْ ‪ ،‬وت ُ‬ ‫ُ‬ ‫للمتكلم‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫وهو إما‬
‫َكتب"‪.‬‬
‫كتب‪ ،‬وهندُ ت ُ‬ ‫ي َ‬ ‫للمفرد الغائب والمفردة الغائبة‪ ،‬نحو‪" :‬عل ٌّ‬
‫مستتر وجوباً‪ .‬ويكونُ في ستة مواضع‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫وهو على قسمين‪:‬‬
‫ً‬
‫األول‪ :‬في الفعل ال ُمسنَ ِّد إلى المتكلم‪ ،‬مفردا أو جمعاص‪ ،‬مثل‪ :‬اجتهدُ وتجتهدُ"‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬في الفعل المسند إلى الواحد المخاطب‪ ،‬مثل‪" :‬اجتهد"‪.‬‬
‫صهْ"‪.‬‬ ‫"أف و َ‬
‫الثالث‪ :‬في اسم الفعل المسند الى متكلم‪ ،‬أو مخاطب‪ ،‬مثل‪ٍ ّ :‬‬
‫الرابع‪ :‬في فعل التع ُّجب الذي على وزن "ما أَفعلَ"‪ ،‬مثل‪" :‬ما أحسنَ ال ِّعلم!"‪.‬‬
‫اإلستثناء‪ ،‬وهي‪" :‬خال وعدا وحاشا وليس وال يكون"‪ ،‬مثل‪" :‬جاء القو ُم ما خال‬ ‫ِّ‬ ‫الخامس‪ :‬في أفعال‬
‫زهيراً‪ ،‬أو ليس زهيرا ً أو ال يكون زهيرا"‪.‬‬

‫(‪)81/1‬‬

‫"فالضمير فيها مستتر وجوبا ً تقديره "هو" يعود على المستثنى منه‪ .‬وقال قوم‪ :‬إنه يعود على البعض‬
‫البعض زهيراً"‪ .‬وقال قوم انه يعود الى اسم‬
‫ُ‬ ‫المفهوم من اإلسم السابق‪ .‬والتقدير‪" :‬جاء القوم خال‬
‫الفاعل المفهوم من الفعل قبله‪ ،‬والتقدير‪" :‬جاء القوم خال الجائي أو ال يكون الجائي زهيراً"‪ .‬وقال‬
‫آخرون‪ :‬انه يعود على مصدر الفعل المتقدم‪ ،‬والتقدير‪ :‬جاءوا خال المجي ُء زهير"‪ .‬والقوالن األوالن‪،‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫أقرب إلى الحق والصواب‪ .‬ومن العلماء من جعلها أفعاالً ال فاعل لها وال مفعول‪ ،‬ألنها محمولة على‬
‫معنى "إالّ"‪ ،‬فهي واقعة موقع الحرف‪ ،‬والحرف ال يحتاج الى شيء من ذلك‪ ،‬فما بعدها منصوب‬
‫على االستثناء‪ .‬وهو قول في نهاية الحذف والتدقيق‪ .‬وسيأتي بسط ذلك في الجزء الثالث من هذا‬
‫الكتاب"‪.‬‬
‫السادس‪ :‬في المصدر النائب عن فعله نحو‪" :‬صبرا ً على الشدائد"‪.‬‬
‫ومستتر جوازاً‪ .‬ويكون في الفعل ال ُمسنَ ِّد الى الواحد الغائب والواحدة الغائبة‪ ،‬مثل‪" :‬سعيد ٌ اجتهدَ‪،‬‬
‫ٌ‬
‫وفاطمة تجتهد"‪.‬‬
‫ً‬
‫(ومعنى استتار الضمير وجوبا أنه ال يصح إقامة اإلسم الظاهر مقامه‪ .‬فال يرفع اال الضمير المستتر‪.‬‬
‫ومعنى استتاره جوازا ً أنه يجوز أن يجعل مكانه االسم الظاهر‪ .‬فهو يرفع الضمير المستتر تارة‬
‫واالسم الظاهر تارة أخرى‪ .‬فاذا قلت‪" :‬سعيد يجتهد" كان الفاعل ضميرا ً مستترا ً جوازا ً تقديره "هو"‬
‫يعود الى سعيد‪ ،‬واذا قلت‪" :‬يجتهد سعيد" كان سعيد هو الفاعل‪ .‬أما إن قلت‪" :‬نجتهد" كان الفاعل‬
‫ضميرا ً مستترا ً وجوبا ً تقديره "نحن"‪ ،‬وال يجوز أن يقوم مقامه اسم ظاهر وال ضمير بارز‪ ،‬فال يقال‪:‬‬
‫"نجتهد التالميذ"‪ .‬فإن قلت‪" :‬نجتهد نحن"‪ ،‬فنحن ليست الفاعل‪ ،‬وإنما هي توكيد للضمير المستتر‬
‫الذي هو الفاعل‪ :‬وانما لم يجز أن تكون هي الفاعل ألنك تستغني عنها تقول‪" :‬نجتهد"‪ ،‬والفاعل‬
‫عمدة‪ ،‬فال يصح االستغناء عنه)‪.‬‬
‫ضمائر الرفع والنصب والجر‬

‫(‪)82/1‬‬

‫ُ‬
‫مركزه‬ ‫مقام االسم الظاهر‪ ،‬فهو مثله يكون مرفوعا أو منصوبا ً أو مجروراً‪ ،‬كما يَقتضيه‬ ‫الضمير قائم َ‬ ‫ُ‬
‫ألن له ُحكمه في اإلعراب‪.‬‬ ‫في الجملة‪َّ ،‬‬
‫ُ‬
‫مقام اسم مرفوع‪ ،‬مثل قمتَ ‪ ،‬وقمتِّ‪ ،‬وت َكتبان‪ ،‬وتكتبون"‪.‬‬ ‫ً‬
‫فالضمير المرفوعُ‪ :‬ما كان قائما َ‬
‫َّ‬
‫وأكرمتهن‪ ،‬وإياكَ ن ْعبُدُ وإياكَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫"أكرمتكَ ‪،‬‬
‫َ‬ ‫المنصوب‪ :‬ما كان قائما ً مقام اسم منصوب‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫والضمير‬
‫نستعين"‪.‬‬
‫سنَ هللاُ ِّإليك"‪.‬‬‫والضمير المجرور‪ :‬ما كان قائما ً مقام اسم مجرور نحو‪" :‬أحس ِّْن تربيةً أوالدك‪ ،‬أح َ‬
‫ب أو مجرور‪ ،‬يُقال في إعرابه‪ :‬إنه كان في مح ّل ٍ‬
‫رفع‪،‬‬ ‫اسم مرفوعٍ أو منصو ٍ‬ ‫وإذا وقع الضمير موقع ٍ‬
‫مجرور محالًّ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ع محالًّ‪ ،‬أو منصوبٌ محالًّ‪ ،‬أو‬ ‫جر‪ ،‬أو إنه مرفو ٌ‬ ‫ب‪ ،‬أو ٍ ّ‬ ‫أو نص ٍ‬
‫عود الضمير‬
‫مرجع يُرجع إليه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫إن كان الضمير للغَيبة فال بد له من‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫فهو إِّما أن يعودَ إِّلى اسم سبقه في اللفظ‪ .‬وهو األصل‪ ،‬مثل‪" :‬الكتاب أخذته"‪.‬‬
‫زهير"؛‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫سب األصل)‪ ،‬مثل‪" :‬أخذ كتابه‬ ‫متأخر عنه لفظاً‪ ،‬متقد ٍّم عليه ُرتبةً (أي‪ :‬بح َ‬ ‫ٍ‬ ‫وإما أن يعود إلى‬
‫ً‬
‫فالها ُء تعود إلى زهير المتأخر لفظا‪ ،‬وهو في نِّيَّة التقديم‪ ،‬باعتبار ُرتبته؛ ألنه فاعل‪.‬‬
‫معنى ال لفظاً‪ ،‬مثل‪" :‬اجت ِّه ْد يكن خيرا ً لك"‪ :‬أَى‪ :‬يكن االجتهاد خيرا ً‬ ‫ً‬ ‫وإما أن يعود إلى مذكور قبله‬
‫لك‪ ،‬فالضمير يعود الى االجتهاد المفهوم من "اجت ِّهدْ"‪.‬‬
‫{واستوت‬
‫َ‬ ‫سياق الكالم يُع ِّيّنُهُ‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫معنى‪ ،‬إن كان‬ ‫ً‬ ‫وإما أن يعود الى غير مذكور‪ ،‬ال لفظا ً وال‬
‫نوح المعلومة من المقام‪ ،‬وكقول الشاعر‪:‬‬ ‫ي}‪ ،‬فالضمير يعود الى سفينة ٍ‬ ‫على ال ُجود ّ‬
‫ش ْمس‪ ،‬أو قَطرت دَما*‬ ‫جاب ال َّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫ضبَة ُمض ِّْرية * هَتكنا ِّح َ‬ ‫ً‬ ‫َضبْنا غ ْ‬ ‫*إذا ما غ ِّ‬
‫سيوف‪ ،‬التي يدُل عليها سياق الكالم‪.‬‬ ‫"قطرت" يعودُ الى ال ُّ‬ ‫َ‬ ‫فالضمير في‬

‫(‪)83/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫والضمير يعود الى أقرب مذكور في الكالم‪ ،‬ما لم يكن األقرب مضافا ً اليه‪ ،‬فيعود الى المضاف‪ .‬وقد‬
‫حم ُل أسفاراً"‪ .‬وقد يعود‬ ‫الحمار يَ ِّ‬‫ِّ‬ ‫يعود الى المضاف اليه‪ ،‬إن كان هناكَ ما يعيِّّنه كقوله تعالى‪" :‬كمثَل‬
‫{آمنوا باهلل ورسوله‪ ،‬وأن ِّفقوا ِّم ّما جعلَ ُكم ُمستخلَفينَ } فيه؛‬ ‫الى البعيد بقرين ٍة دالَّ ٍة عليه‪ ،‬كقوله سبحانه‪ِّ :‬‬
‫المستتر في "جعلكم" عائدٌ الى هللا‪ ،‬ال الى الرسول‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فالضمير‬
‫ُ‬
‫ضمير الفصل‬
‫صل‪ ،‬ليؤذَنَ من َّأول‬ ‫ضمير الفَ ْ‬‫َ‬ ‫ير يسمى‬ ‫وخبر‪ ،‬ضم ٌ‬‫ٌ‬ ‫ط بين المبتدأ والخبر‪ ،‬أو ما أصله مبتدأ‬ ‫قد يتوس ُ‬
‫"زهير هو الشاعر" و‬‫ٌ‬ ‫خبر ال نعتٌ ‪ .‬وهو يُفيدُ الكالم ضربا ً من التوكيد‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫بأن ما بعدَه ٌ‬ ‫األمر َّ‬
‫الكاتب"‪.‬‬
‫َ‬ ‫"ظننتُ عبدَ هللا هو‬
‫ُّ‬
‫حرف ال محل له من اإلعراب‪ ،‬على األصح من اقوال النحاة‪ .‬وصورته كصورة‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫وضمير الفصل‬
‫ب ما هو له‪ ،‬إال أنه ليس ِّإياها‪.‬‬ ‫س‬
‫ِّ َ ِّ‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫فها‬ ‫َصر‬
‫ُّ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫تصر‬
‫َ َّ ُ‬ ‫ي‬ ‫وهو‬ ‫المنفصلة‪.‬‬ ‫الضمائر‬
‫هن‪ ،‬تاب ٌع لدخوله بينهما قبل‬ ‫وإن" وأخواتِّ َّ‬ ‫ظ َّن َّ‬‫إن دخوله بين المبتدأ والخبر المنسو َختَي ِّْن ِّبـ "كانَ و َ‬ ‫ثم َّ‬
‫متأثر إعرابا ً بما يسبِّقه من العوامل‪ ،‬ال ب ِّه‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫اإلعراب‪ ،‬فيما بعدهُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫النسخ‪ .‬وال تأثير له فيما بعدهُ من‬ ‫ِّ‬
‫الحق}‪ ،‬وقال‪{ :‬إن ت ََرني‬ ‫ّ‬ ‫قيب عليهم}‪ ،‬وقال‪{ :‬إن كان هذا هو‬ ‫الر َ‬ ‫قال تعالى‪{ :‬فلما ت ََوفيت َني كنتَ أنتَ َّ‬
‫أنا أق َّل منك ماالً وولداً"}‪.‬‬
‫الضمير في صورته‪ .‬وسمي‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫(وضمير الفصل حرف كما قدمنا‪ ،‬وانما سمي ضميرا لمشابهته‬
‫(ضمير فص ٍل) ألنه يؤتى به للفصل بين ما هو خبر أو نعت‪ .‬النك إن قلت‪" :‬زهير المجتهد"‪ ،‬جاز‬ ‫َ‬
‫انك تريد اإلخبار‪ ،‬وانك تريد النعت‪ .‬فان أردت أن تفصل بين األمرين أول وهلة‪ ،‬وتبين ان مرادك‬
‫االخبار ال الصفة‪ ،‬أتيت بهذا الضمير لالعالم من اول األمر بأن ما بعده خبر عما قبله‪ ،‬ال نعت له‪.‬‬
‫ثم ان ضمير الفصل هذا يفيد تأكيدَ الحكم‪ ،‬لما فيه من زيادة الربط‪.‬‬

‫(‪)84/1‬‬

‫ومن العلماء من يسميه عمادا"‪ ،‬العتماد المتكلم أو السامع عليه في التفريق بين الخبر والنعت)‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( أسماء االشارة )‬

‫المشار إليه حاضراً‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬ ‫سيَّ ٍة بالي ِّد ونحوها‪ ،‬إن كان‬ ‫عين بواسطة إشارةٍ ِّح ّ‬ ‫اس ُم اإلشارةِّ‪ :‬ما يدُ ُّل على ُم ٍ‬
‫غير حاضرة‪.‬‬ ‫ً‬
‫معنى‪ ،‬أو ذاتا َ‬ ‫ً‬ ‫المشار اليه‬
‫ُ‬ ‫إشارة معنويَّة إذا كان‬
‫ين"‪ :‬للمثنى‪ ،‬المذكر‪ ،‬و " ِّذ ْه وتِّهْ"‪ :‬للمفرد‬ ‫ْ‬
‫"ذان َوت ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وأسما ُء اإلشارة هي‪" :‬ذا"‪ :‬للمفرد المذكر‪ ،‬و‬
‫َ‬
‫والء واولى" (بالم ِّدّ والقصر‪ ،‬والمدُّ أفص ُح)‪ :‬للجمع‬ ‫"تان وتَي ِّْن"‪ :‬للمثنى المؤنث و "أ ُ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫المؤنثة‪ ،‬و‬
‫ص َر والفؤادَ‪ ،‬كل اولئكَ‬ ‫َّ‬
‫للعقالء‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬إن السم َع والب َ‬ ‫ِّ‬ ‫المذكر والمؤنث‪ ،‬سوا ٌء أكان الجم ُع‬
‫كان عنه مسؤُوال}‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬
‫ْش بَ ْعد أولئكَ األَي َِّّام*‬ ‫ُ‬ ‫اللّوى * والعَي َ‬ ‫ناز َل بَ ْعدَ َم ْن ِّزل ِّة ِّ‬ ‫*ذُ ّم ْال َم ِّ‬
‫العقالء‪ ،‬ويستعمل لغيرهم "تلك"‪ ،‬قال هللا تعالى‪{ :‬وتلك األيا ُم نداولها‬ ‫ِّ‬ ‫يشار بها الى‬ ‫َ‬ ‫األكثر أن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫لكن‬
‫بين الناس}‪:‬‬
‫َين"‪ .‬وقد‬ ‫"ذان َوذَ ِّّ‬
‫ين وت ِّّ‬ ‫ِّّ‬ ‫بالياء‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ويجوز تشديدُ النون في مثنّى "ذا وتا"‪ .‬سوا ُء أكان باأللف أم‬
‫هاتين}‪ ،‬بِّتشديد النون فيهما‪.‬‬ ‫ِّّ‬ ‫ي ِّ‬‫برهانان}"‪ ،‬كما قرئ‪{ :‬إحدى ابنَت ّ‬ ‫ِّ‬ ‫قُرىء‪{ :‬فذانِّّكَ‬
‫ب ب ُهنا‪ ،‬وإلى المتوسط ب ُهناك وإلى‬ ‫فيشار إلى المكان القري ِّ‬ ‫ُ‬ ‫خاص بالمكان‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫أسماء اإلشارة ما هو‬ ‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫ُ‬
‫البعيد بهنالك وث َّم‪.‬‬
‫حرف للتَّنبيه‪ ،‬فيقال‪" :‬هذا وهذه وهاتان وهؤالء"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫"ها"‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫كثير‬ ‫شارة‬ ‫اإل‬
‫أسماء ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫الكاف م َع‬
‫ُ‬ ‫حرف للخطاب‪ ،‬فيقال‪" :‬ذاك وتِّيكَ " وقد تلحقهما هذه‬ ‫ٌ‬ ‫الكاف‪ ،‬التي هي‬ ‫ُ‬ ‫تلحق "ذا وتي"‬ ‫ُ‬ ‫وقد‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الالّ ِّم فيقال‪" :‬ذلكَ و ِّتلك"‪.‬‬
‫كاف الخطاب وحدها‪ ،‬فيقال‪" :‬ذانِّكَ وتانِّكَ وأُولئكَ "‪.‬‬
‫وأوالء" ُ‬
‫ِّ‬ ‫َين‬
‫وتان وت ِّ‬
‫ِّ‬ ‫"ذان و ذَي ِّْن‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫تلحق‬ ‫وقد‪:‬‬

‫(‪)85/1‬‬

‫واسم اإلشارة بضمير ال ُمشار إليه‪ ،‬مثل‪" :‬ها أنا ذا‪ ،‬وها أنت‬ ‫ِّ‬ ‫ويجوز أن يُفض َل بين (ها) التَّنبيهيَّ ِّة‬
‫بليغ‬
‫الكثير الواردُ في ِّ‬
‫ُ‬ ‫والء"‪ .‬وهو أولى وأفص ُح‪ ،‬وهو‬ ‫تان‪ ،‬وها نحن أ ُ ِّ‬ ‫ذان‪ ،‬وها نحن ِّ‬ ‫ذي‪ ،‬وها أنتما ِّ‬
‫إن الوقتَ قد‬ ‫والء تحبُّونهم وال يُحبُّونكم}‪ .‬والفص ُل بغيره قليلٌ‪ ،‬مثل‪" :‬ها َّ‬ ‫ُ‬
‫الكالم‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬ها أنتم أ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫كثير شائ ٌع‪.‬‬‫بكاف التَّشبيه في نحو‪( :‬هكذا) ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫حان" والفصل‬
‫مراتب المشار إليه‬
‫كاف وال ال ٌم‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫ب‪ :‬قريبة وبعيدة ٌ ومتوسطة‪ .‬فيُشار لذي القُربى بما ليس فيه ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ثالث َمراتِّ َ‬ ‫للمشار إليه‬
‫ِّ‬
‫الكاف وحدها‪ :‬كاركبْ ذاك الحصانَ ‪ ،‬أو تِّيكَ‬ ‫ُ‬ ‫كأكر ْم هذا الرج َل أو هذه المرأة َ و ِّلذي الوسطى بما فيه‬
‫القلم‪ ،‬أو تلك الدَّواة َ‪.‬‬
‫َ‬ ‫الكاف والالم معاً‪ ،‬ك ُخ ْذ ذلكَ‬ ‫ُ‬ ‫الناقةَ‪ ،‬و ِّلذي البُعدى بما فيه‬
‫فوائد ثالث‬
‫وتان" يستعمالن في حالة الرفع؛ مثل‪ :‬جاء هذان الرجالن؛ وهاتان المرأتان"؛ و "ذين‬ ‫ِّ‬ ‫"ذان‬
‫ِّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫وتين"؛ ومررت بهذين الرجلين وهاتين المرأتين"‪ .‬وهما في حالة الرفع مبنيان على األلف‪ ،‬وفي‬
‫الياء‪ .‬وليسا معربين باأللف رفعا ً ‪ -‬وبالياء نصبا ً وجراً‪ ،‬كالمثنى‪،‬‬ ‫حالتي النصب والجر مبنيان على ِّ‬
‫ألن أسماء اإلشارة مبنية ال معربة فمن العلماء من يعربها‪ ،‬اعراب المثنى‪ ،‬فلم يخطئ محجة‬
‫(ان) مشددة فقالوا انه جاء على‬ ‫{إن هذان لساحران} (في قراءة من قرأ ّ‬ ‫الصواب‪ .‬أما قوله تعالى‪ّ :‬‬
‫لغة من يلزم المثنى األلف في أحوال الرفع والنصب والجر‪.‬‬
‫(‪( )2‬ذه وته)‪ :‬هما بسكون الهاء وكسرها‪ :‬وإن كسرت فلك أن تختلس الكسرة‪ ،‬وان تشبعها فتمدّها‪.‬‬
‫(‪ )3‬كاف الخطاب‪ :‬حرف‪ ،‬وهو ككاف الضمير في حركتها وما يلحق بها من العالمات‪ ،‬تقول‪" :‬ذاك‬
‫كتابك يا تلميذ‪ ،‬وذاك كتابك يا تلميذة‪ ،‬وذلكما كتابكما يا تلميذان‪ ،‬ويا تلميذتان وذلكم كتابكم يا تالميذ‪،‬‬
‫كتابكن يا تلميذات"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وذلكن‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( األسماء الموصولة )‬

‫(‪)86/1‬‬

‫(صلةَ الموصول)‪.‬‬ ‫ين بواسطة جملة تُذكر بعده‪ .‬وتُس ّمى هذه الجملةُ‪ِّ :‬‬ ‫اإلس ُم الموصولُ‪ :‬ما يَد ُّل على ُمعَ ٍ‬
‫واألسما ُء الموصولةُ قسمان‪ :‬خاصة ومشتركة‪.‬‬
‫الموصول الخاص‬
‫حسب مقتضي الكالم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ث‪،‬‬ ‫ّ‬
‫فردُ وتُثنَّى وتُج َم ُع وتُذ ِّك ُر وتُؤنَّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األسما ُء الموصولة الخاصة‪ ،‬هي التي ت ُ َ‬
‫ّ‬
‫ين)‪ :‬للمثنى المذكر‪ ،‬و (الذينَ )‪ :‬للجمع المذكر العاقل‪ ،‬و‬ ‫وهي‪( :‬الذي) للمفر ْد المذكر‪( ،‬واللَّذان واللذ ِّ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫َين)‪ :‬للمثنّى المؤنَّث‪ ،‬و (الالّتي واللّواتي والّالئي) ‪ -‬بإثبات‬ ‫تان واللّت ِّ‬
‫(التي)‪ :‬للمفردة المؤنثة‪ ،‬و (اللّ ِّ‬
‫للجمع ُمطلقاً‪ ،‬سوا ٌء أَكان مذكرا ً أم مؤنثاً‪ ،‬وعاقالً أم َ‬
‫غيره‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫الياء وحذفِّها ‪ -‬للجمع المؤنث‪ ،‬و (األُلى)‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫تجتهدان‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫تان‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫والل‬ ‫تجتهد‪،‬‬ ‫التي‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫وتفل‬ ‫جتهدون‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ذين‬ ‫ّ‬ ‫وال‬ ‫تهدان‬
‫ِّ‬ ‫يج‬ ‫واللذان‬
‫ِّ‬ ‫ُ‪،‬‬ ‫د‬‫يجته‬ ‫الذي‬ ‫ُفح‬ ‫ي‬ ‫"‬ ‫ُ‪:‬‬
‫ل‬ ‫تقو‬
‫والالّتي‪ ،‬أو اللّواتي‪ ،‬أو الالّئي‪ ،‬يجته ْدنَ ‪ .‬ويُفل ُح األلى يجتهدون‪ .‬وتُفلح األلى يجته ْدنَ ‪ .‬واقرأ من الكت ِّ‬
‫ب‬
‫األلى تنف ُع"‪.‬‬
‫(و "الّلذان واللتان"‪ :‬تستعمالن في حالة الرفع‪ ،‬مثل‪ :‬جا َء اللذان سافرا‪ ،‬واللتان سافرتا"‪ .‬والذين‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫واللتين‪ :‬تستعمالن في حالتي النصب والجر‪ ،‬مثل‪" :‬أكرمت اللذين اجتهدا‪ ،‬واللتين اجتهدتا‪ ،‬وأحسنت‬
‫الى اللذين تعلما‪ ،‬واللتين تعلمتا" وهما في حالتي الرفع مبنيان على األلف‪ ،‬وفي حالتي النصب والجر‬
‫مبنيان على الياء‪ .‬وليستا معربتين باأللف رفعا ً‪ ،‬وبالياء نصبا ً وجراً‪ ،‬كالمثنى‪ ،‬ألن األسماء‬
‫الموصولة مبنية ال معربة‪ ،‬ومن العلماء من يعربها ِّإعراب المثنى‪ .‬وليس ببعيد عن الصواب)‪.‬‬
‫بالياء‪ .‬وقد قُريء‪" :‬والّ ِّّ‬
‫لذان يأت ِّيانِّها‬ ‫ِّ‬ ‫النون في مثنى (الذي والتي)‪ ،‬سوا ٌء أكان باأللف أم‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز تشديدُ‬
‫ّ‬
‫منكم"‪ ،‬كما قُريء‪َ { :‬ربّنا ِّأرنا اللذَي ِّّْن}‪ ،‬بتشديد النُّون فيهما‪.‬‬
‫العقالء‪ .‬ومن استعماله للعاقل وغيره قول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذكور‬
‫ِّ‬ ‫وأكثر ما يُستع َم ُل (األُلى) لجمع‬
‫ُ‬

‫(‪)87/1‬‬

‫كال ِّحدَ ِّإ ْالقُ ْب ِّل*‬


‫الر ْوع ْ‬
‫يوم َّ ِّ‬ ‫*وتُبْلي األُلى يُ ْست َْلئِّمون على األُلى * ت َراه َُّن َ‬
‫ومن استعماله في جمع المؤنث قو ُل اآلخر‪:‬‬
‫َ‬
‫يكن ُح َّل من ق ْبلُ*‬ ‫ت مكانا لم ْ‬ ‫ً‬ ‫* َمحا ُحبُّها حُبَّ األُلى ُك َّن قبلها * و َحلَّ ْ‬
‫العقالء نادرا ً كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫وكذلك "الالّئي"‪ ،‬فقد تُستعم ُل لجماعة الذكور‬
‫الجبال*‬ ‫يوم فَ ْلجٍ * بِّدا ِّهيَ ٍة ت َميدُ لها ِّ‬ ‫* ُه ُم الّالئِّي أُصيبوا َ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫*فَما آباؤُنا بأ َ َم َّن ِّم ْنهُ * َعلَيْنا‪ ،‬الالّ ِّء قد َم َهدوا ال ُحجورا*‬
‫الموصول المشترك‬
‫األسماء الموصولةُ ال ُمشتركة‪ :‬هي التي تكونُ بلفظٍ واح ٍد للجميع‪ .‬فيشترك فيها المفردُ والمثنى والجم ُع‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫والمؤنث‪.‬‬ ‫والمذكر‬
‫ُ‬
‫ي وذو" فتكون‬ ‫ُ‬ ‫أن " َم ْن" للعاقل و "ما" لغيره‪ .‬وأما‪" :‬ذا وأ ُّ‬ ‫غير َّ‬ ‫ي وذو" َ‬ ‫ُ‬ ‫وهي‪َ " :‬م ْن وما وذا وأ ُّ‬
‫ومن اجتهدوا‪،‬‬ ‫ومن اجتهدتا‪ِّ ،‬‬ ‫ومن اجتهدا‪ِّ ،‬‬ ‫اجتهدت‪ِّ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ومن‬
‫للعاقل وغيره‪ .‬تقول‪" :‬نج َح َمن اجتهدَ‪ِّ ،‬‬
‫ً‬
‫ومن اجتهدْن"‪ .‬وتقول‪" :‬اركبْ ماشئتَ من الخي ِّل‪ ،‬واقرأ من الكتب ما يفيدك نفعا"‪ .‬وتقول‪" :‬من ذا‬ ‫ِّ‬
‫أكثر اجتهاداً"‪ .‬أي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َّهم‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫"أكر‬
‫ِّ ْ‬ ‫وتقول‪:‬‬ ‫َ؟"‪.‬‬ ‫ة‬ ‫يد‬ ‫ب‬
‫َُ‬ ‫ع‬ ‫ابو‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫فت‬ ‫"ماذا‬ ‫و‬ ‫فتحها"؟‬ ‫لذي‬ ‫ا‬ ‫"من‬ ‫أي‪:‬‬ ‫؟"‬‫الشام‬
‫َ‬ ‫فتح‬
‫أكثر اجتهاداً"‪ ،‬و "اركبْ من الخيل أيّها هو أقوى"‪ ،‬أي‪" :‬الذي هو أقوى"‪ .‬وتقول‪" :‬أكر ْم‬ ‫"الذي هو ُ‬
‫اجتهدت"‪ ،‬أي‪" :‬أكرم الذي اجتهد والتي اجتهدت"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ذو اجتهدَ‪ ،‬وذو‬
‫(من وما) الموصوليتان‬
‫العقالء‪ ،‬وذلك في ثالث مسائل‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫قد تُستعمل " َم ْن" لغير‬
‫نزلة العاقل‪ :‬كقوله تعالى‪{ :‬و َمن أض ُّل ِّم َّم ْن يدعو من دون هللاِّ َم ْن ال‬ ‫َ‬ ‫غير العاق ِّل ُم ِّ‬ ‫ُنز ُل ُ‬ ‫األولى‪ :‬أن ي َّ‬
‫يوم القيامة}‪ ،‬وقو ِّل امرئ القَيس‪:‬‬ ‫يستجيب لهُ إلى ِّ‬ ‫ُ‬
‫ص ِّر الخالي*‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫صباحا‪ ،‬أيُّها الطل ُل البالي * وهَل يَ ِّع َمن من كانَ في العُ ُ‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫*أَال ِّع ْم َ‬
‫بن األحنف‪:‬‬ ‫العباس ِّ‬‫ِّ‬ ‫وقو ِّل‬
‫دير‪*:‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫ج‬ ‫ُكاء‬ ‫ب‬‫بال‬ ‫لي‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫وم‬
‫ِّ‬ ‫‪،‬‬ ‫لتُ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫*‬ ‫بي‬ ‫نَ‬‫ر‬ ‫ر‬
‫ِّ َ َ ْ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ذ‬ ‫إ‬ ‫طا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫ِّ ْ ِّ‬ ‫س‬ ‫على‬ ‫ْتُ‬ ‫*بكي‬

‫(‪)88/1‬‬

‫علّي إِّلى من قَد هَويتُ أ َ ِّط ُ‬


‫ير*‬ ‫ُعير َجنا َحهُ * لَ ِّ‬
‫هل َم ْن ي ُ‬‫ب ْالقَطا‪ْ ،‬‬ ‫أ َ ِّس ْر َ‬
‫سوغا‬‫(فدعاء االصنام التي ال تستجيب الدعاء في اآلية الكريمة‪ ،‬وندا ُء القط والطلل في البيتين ّ‬
‫تنزيلها منزله العاقل ِّإذ ال ينادى إال العقالء)‪.‬‬
‫لق}‬ ‫َ‬
‫كم واحدٍ‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬أفَ َم ْن يَخلُ ُق ْ‬
‫كمن ال يَ ْخ ُ‬ ‫غير العاقل مع العاقل في ُح ٍ‬ ‫الثانية‪ :‬أن يندم َج ُ‬
‫سموات و َم ْن في األرض}‪.‬‬ ‫أن هللا يَس ُجدُ لهُ َم ْن في ال َّ‬
‫وقوله‪{ :‬ألم ت ََر َّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(فعدم الخلق يشمل اآلدميين والمالئكة واألصنام من المعبودات من دون هللا‪ .‬والسجود هلل يشمل‬
‫العاقل وغيره ممن في السماوات واألرض)‪.‬‬
‫"م ْن" كقوله ع َّز شأنه‪" :‬وهللاُ خلقَ ك َّل داب ٍة‬ ‫عموم ُمفَ َّ‬
‫ص ٍل بـ ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫غير العاق ِّل بالعاقل في‬
‫الثالثة‪ :‬أن يقترنَ ُ‬
‫ِّم ْن ماءٍ ‪ ،‬فمنهم من يمشي على بطن ِّه‪ ،‬ومنهم من يمشي على ِّرجلَين‪ ،‬ومنهم من يمشي على أربع"‪.‬‬
‫(فالدابة تعم أصناف من يدب على وجه األرض‪ .‬وقد فصلها على ثالثة أنواع‪ :‬الزاحف على بطنه‪،‬‬
‫والماشي على رجلين‪ ،‬والماشي على أربع)‪.‬‬
‫النساء}‪ ،‬وكقولهم‪" :‬سبحان ما‬ ‫ِّ‬ ‫وقد تُستعم ُل (ما) للعاقل)‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فان ِّكحوا ما طاب لكم من‬
‫سبحانَ ما يُس ِّبّ ُح الرعدُ بحمده"‪ .‬وذلك قليل‪ .‬وأكثر ما تكون (ما) للعاقل‪ ،‬إذا‬ ‫س َّخ َّ‬
‫ركن لنا"‪ ،‬وقولهم‪ُ " :‬‬
‫ت وما في‬ ‫اقترن العاقِّ ُل بغير العاقل في حكم واحد‪ ،‬كقوله سبحانه‪{ :‬ويُس ِّبّح هلل ما في ال َّ‬
‫سموا ِّ‬
‫األرض}‪.‬‬
‫(فان ما فيهما ممن يعقل وما ال يعقل في حكم واحد وهو التسبيح‪ ،‬كما قال تعالى‪{ :‬وان من شيء إال‬
‫يُسبح بحمده‪ .‬ولكن ال تفقهون تسبيحهم}‪.‬‬
‫(ذا) الموصولية‬

‫(‪)89/1‬‬

‫اسم موصو ٍل إال بشرطٍ أن تق َع بعد ( َم ْن) أَو "ما" االستفهاميَّتين؛ وأن ال يُرادَ بها‬ ‫ال تكونُ (ذا) َ‬
‫ُ‬
‫اإلشارة َ‪ ،‬وأن ال تُجع َل م َع " َم ْن" أو "ما" كلمةً واحدة ً لإلستفهام‪ .‬فإن أريد بها اإلشارة مثل‪" :‬ماذا‬
‫علت م َع " َم ْن" أو‬
‫فهي اس ُم إشارة‪ .‬وإن ُج ْ‬ ‫التواني؟ َم ْن ذا القائم؟" أي‪ :‬ما هذا التواني؟ من هذا القائم؟ َ‬
‫"ما" كلمةً واحدة ً لإلستفهام‪ ،‬مثل‪" :‬لماذا أَتيتَ ؟"‪ ،‬أي‪ِّ :‬ل َم أَتيتَ ؟ وقوله تعالى‪َ { :‬م ْن ذا الذي يَشف ُع ِّعندَه‬
‫استفهام‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫اسم‬
‫إال بإِّذنِّ ِّه؟}‪ .‬كانت م َع ما قبلها َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وقد تق ُع "ذا" في تركيب تحتمل أن تكونَ فيه موصوليَّة وما قبلها استفهاما‪ ،‬وأن تكونَ م َع " َمن" أو‬
‫"كلمةً واحدة ً لإلستفهام‪ ،‬نحو‪" :‬ماذا أَنفقتَ ؟" إِّ ْذ يجوز أن يكون المعنى‪" :‬ما أَنفقتَ ؟ وأَن يكون‪" :‬ما‬
‫الذي أَنفقتَهُ؟"‪.‬‬
‫ابع‪ ،‬فإن جعلت "ذا" م َع " َم ْن" أَو "ما" كلمة واحدة ً لإلستفهام‪ ،‬قلتَ ‪" :‬ماذا‬ ‫ويظهر أثر ذلك في الت َّ ِّ‬
‫ُ َ‬
‫أَنفقتَ ؟ أَدرهما ً أَم ديناراً؟" و " َم ْن ذا أَكرمتَ ؟ أ َ ُزهيرا ً أم أ َخاهُ؟‪ ،‬بالنصب‪ .‬وإن جعلتَ "ما" أَو " َم ْن"‬
‫زهير أَم أَخوه‬‫دينار" و " َم ْن ذا أَكرمتَ ؟ أ َ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫لإلستفهام‪ ،‬و "ذا"‪ ،‬موصوليَّة‪ ،‬قلتَ ‪" :‬ماذا أَنفقتَ ؟ أَدره ٌم أم‬
‫بالرفع"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫إلستفهام و "ذا" موصوليَّة قو ُل لبيدٍ‪:‬‬ ‫وم ْن َج ْع ِّل "ما" ل ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وباطلُ*‬
‫ِّ‬ ‫ضال ٌل‬‫الن المر َء‪ :‬ماذا يُحا ِّو ُل * أنَحبٌ فَيُقضى؟ أ ْم َ‬ ‫َ‬
‫*أال تَسْأ ِّ‬
‫(اي) الموصولية‬
‫ُ‬
‫بلفظٍ واحد للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع‪ .‬وتستعمل للعاقل‬ ‫ٍ‬ ‫تكونُ‬ ‫ُ‬ ‫ي" الموصوليَّة‬ ‫"أ ٌّ‬
‫وغيره‪.‬‬
‫ي مجتهد ٌ‪ ،‬وأَكرمتُ‬ ‫مبنيو‪ِّ ،‬إال (أيًّا) هذه‪ ،‬فهي َمعربَة بالحركات الثالث‪ ،‬مثل‪" :‬يُفل ُح أ َ ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫واألسما ُء كلها‬
‫ي ٍ هم مجتهدون"‪.‬‬ ‫أَيًّا هي مجتهدةٌ‪ ،‬وأحسنتُ إلى أ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫(‪)90/1‬‬

‫كر ْم أَيُّ ُه ْم‬


‫ِّف صد ُْر صلتها‪ ،‬مثل‪" :‬أ َ ِّ‬‫ويجوز أن تُبنى على الض ِّ ّم (وهو األفص ُح)‪ ،‬إذا أُضيفت و ُحذ َ‬
‫الرحمن عتِّيًّا}‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫أَحسنُ أَخالقاً"‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬ث ُ َّم لَنَ ْن ِّز َع َّن من ك ِّّل شيع ٍة أَيُّ ُه ْم أَشدُّ على‬
‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ضلُ*‬‫س ِّلّم على أيُّ ُهم أف َ‬ ‫*إِّذا ما لَقيتَ بَني مالِّكٍ * فَ َ‬
‫كر ْم أَيُه ْم أحسنُ أَخالقاً"‪ .‬وقد‬‫ث أيضاً‪ ،‬تقولُ‪" :‬أ َ ِّ‬ ‫يجوز في هذه الحال ِّة ِّإعرابُها بالحركات الثال ِّ‬ ‫ُ‬ ‫كما‬
‫ي" في اآلية الكريمة‪.‬‬ ‫ي" بالكسرة أَيضاً‪ ،‬كما قُريء "أَيَه ْم" بنصب "أ ّ‬ ‫بجر "أ َ ّ‬
‫الشعر ِّ ّ‬
‫ُ‬ ‫وي‬
‫ُر َ‬
‫غير‪ ،‬فاألو ُل مثل‪:‬‬
‫ت الثالث ال ُ‬ ‫عربةً بالحركا ِّ‬ ‫صدر صلتها‪ ،‬كانت ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫ف أَو اضيفت وذ ُ ِّك َر‬ ‫ض ْ‬ ‫فإن لم ت ُ َ‬
‫كر ْم أيَّهم هو مجتهدٌ"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كر ْم أَيًّا ُمجتهدٌ‪ ،‬وأيًّا هو مجتهدٌ"‪ ،‬الثاني مثل‪" :‬أ ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫"أ َ ِّ‬
‫(ذو) الموصولية‬
‫َ‬
‫اسم موصول بلفظٍ واح ٍد للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث‪ ،‬وذلك في لغة ط ّ‬
‫يِّء‬ ‫تكون (ذُو) َ‬
‫اجتهدت‪ ،‬وذُو اجتهدا‪ ،‬وذُو‬
‫ْ‬ ‫من العرب‪ ،‬ولذلك يُس ُّمونها (ذُو الطائية)‪ ،‬تقول‪" :‬جاء ذُو اجتهدَ‪ ،‬وذُو‬
‫اجتهدتا‪ ،‬وذُو اجتهدوا‪ ،‬وذُوا اجته ْدنَ "‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ط َويْتُ *‬‫*فإِّ َّن الما َء ما ُء أبي و َجدِّّي * و ِّبئْري ذُو َحفَ ْرتُ وذو َ‬
‫أي‪ :‬بئْري التي َحفرتها والتي طويتُها‪ ،‬أي‪ :‬بنيتُها‪ .‬وقول اآلخر‪:‬‬
‫مشن ذُو ِّع ْندَ ُه ْم ماكفانِّيا*‬ ‫ْ‬ ‫*فإ ّما كرا ٌم ُموسِّرونَ لَقيت ُ ُهم * فَ َحس َ‬
‫ْبي‬
‫أي‪ :‬من الذي عندهم‪.‬‬
‫صلة الموصول‬
‫صل ٍة وعائد ومح ّل من اإلعراب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يحتاج اإلس ُم الموصو ُل إلى ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ذكر بعدهُ فَتمت َ ُم معناهُ‪ ،‬وتسمى‪( :‬صلة الموصول)‪ ،‬مثل‪" :‬جاء الذي‬ ‫ُ‬ ‫فالصلةُ‪ :‬هي الجملةُ التي ت ُ ُ‬
‫أكرمتُهُ"‪ .‬وال مح َل لهذه الجملة من اإلعراب‪.‬‬
‫ضمير يعودُ إلى الموصو ِّل وت َشتم ُل عليه هذه الجملة‪ ،‬فإن قلتَ ‪ْ :‬‬
‫"تعل ْم ما تنتف ُع به"‪ ،‬فالعائدُ‬ ‫ٌ‬ ‫والعائدُ‪:‬‬
‫المستتر في "ينف ُع" العائدُ إلى‬
‫ُ‬ ‫الضمير‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫فالعائ‬ ‫ينفعك"‪،‬‬ ‫ما‬ ‫م‬ ‫ّ‬ ‫"تعل‬ ‫‪:‬‬ ‫قلتَ‬ ‫وإن‬ ‫‪.‬‬ ‫"ما"‬ ‫إلى‬ ‫تعود‬ ‫ألنها‬ ‫الها ُء‪،‬‬
‫"ما"‪.‬‬

‫(‪)91/1‬‬

‫الخاص أن يكون مطابقا ً لهُ إفرادا ً وتثنيةً وجمعا ً وت َذكيرا ً‬ ‫ّ‬ ‫الضمير العائ ِّد إلى الموصول‬ ‫ِّ‬ ‫ط في‬ ‫ُشتر ُ‬
‫وي َ‬
‫ين كتبا‪ ،‬واللتّين كتبتا‪ ،‬والذينَ كتبوا‪ ،‬والالَّتي‬ ‫كتبت‪ ،‬والَّلذَ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫كتب‪ ،‬والتي‬
‫كر ِّم الذي َ‬ ‫وتأنيثاً‪ ،‬تقول‪" :‬أ َ ِّ‬
‫كتَبْنَ "‪.‬‬
‫َذكره‬
‫فردهُ وت ُ‬ ‫لفظ الموصول‪ ،‬فَت ُ ِّ‬ ‫المشترك‪ ،‬فلك فيه وجهان‪ :‬مراعاة ُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫أما الضمير العائدُ إلى الموصول‬
‫ً‬
‫األكثر‪ ،‬ومراعاة ُ معناهُ فَيطابقُه إفرادا ً وتثنية وجمعا ً وتذكيرا ً وتأنيثاً‪ ،‬تقول‪" :‬ك ّر ْم‬ ‫ُ‬ ‫مع الجميع‪ ،‬وهو‬
‫َّ‬
‫"كر ْم من هذبَكَ ‪ ،‬ومن هذباك‪ ،‬ومن َّهبَتاكَ ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫من هذَّبكَ "‪ ،‬للجميع‪ ،‬إن راعيتَ لفظ الموصول‪ ،‬وتقول‪ّ :‬‬
‫َ‬
‫ومن هَذبوك‪ ،‬ومن هذَّبْنك" إن راعيتَ معناهُ‪.‬‬
‫كثير‪ .‬ومنه‬‫اعتبار المعنى‪ .‬وهو ٌ‬ ‫ُ‬ ‫اللفظ‪ ،‬وفي اآلخر‬
‫ِّ‬ ‫اعتبار‬
‫ُ‬ ‫ضميران جاز في األول‬ ‫ِّ‬ ‫وإن عاد عليه‬
‫الضمير في‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫قوله تعالى‪{ :‬ومنَ الناس من يقول آمنا باهلل وباليوم اآلخر‪ ،‬وما هم بؤمنين}‪ ،‬فقد أعاد‬
‫الضمير في قوله‪{ :‬وما هم بمؤمنين} جمعاً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫"يقول" على "من" مفرداً‪ ،‬ثم أَعاد عليه‬
‫ظ‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬ومنهم َم ْن يشتري لَ ْه َو الحديث}‪ ،‬فأفرد‬ ‫ظ‪ ،‬ثم المعنى‪ ،‬ثم اللف ُ‬ ‫ُعتبر فيه اللف ُ‬
‫وقد ي ُ‬
‫هين"‪ ،‬فجم َع اسم اإلشارة‪ .‬ثم قال‪{ :‬وإذا تُتلى عليه آياتُنا}‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الضمير‪ .‬ثم قال‪" :‬أولئك لهم عذاب ُم ٌ‬
‫فأفردَ الضمير‪.‬‬
‫رفع مثل‪:‬‬ ‫ب موقعه في الكالم‪ ،‬فتارة يكون في مح ّل ٍ‬ ‫ومح ُّل الموصو ِّل من اإلعراب يكون على حس ِّ‬
‫الخير"‪ .‬وتارة ً يكون في‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب مثل‪" :‬أحبِّبْ من يُحبُّ‬ ‫{قد أَفل َح َم ْن ت َز ّكى}‪ .‬وتارة ً يكون في مح ّل نص ٍ‬
‫جر‪ ،‬مثل‪ُ " :‬ج ْد بما ت َِّجد ُ"‪.‬‬ ‫محل ٍ‬
‫ستتر يعودُ إلى‬ ‫بارز أو ُم ٍ‬ ‫ضمير ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ويُشت َرط في صلة الموصول أن تكون جملة خَبرية ُمشتملة على‬ ‫ُ‬
‫الضمير (عائداً)‪ ،‬لعَوده عل الموصو ِّل‪ .‬فمثال الضمير البارز‪" :‬ال ت ُعاشر‬ ‫ُ‬ ‫الموصول‪ .‬ويسمى هذا‬
‫نكر" ومثال الضمير المستتر‪" :‬صاحبْ من يدُلك على الخير"‪.‬‬ ‫سِّنون لك ال ُم َ‬ ‫الذينَ يُ َح ّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)92/1‬‬

‫تحقق مضمونها على النطق بها‪ .‬فاذا قلت‪" :‬كرمت المجتهد‬ ‫ُ‬ ‫(والمراد بالجملة الخبرية‪ :‬ما ال يتوقف‬
‫اإلخبار به‪ .‬فما كان كذلك من الجمل ص ّح وقوعه صلةً‬ ‫َ‬ ‫أو سأكرمه" فتحقق اإلكرام ال يتوقف على‬
‫تحقق مضمونها على النطق بها‪ ،‬فال تقع صلة‬ ‫ُ‬ ‫للموصول‪ .‬أما الجمل اإلنشائية‪ ،‬وهي‪ :‬ما يتوقف‬
‫للموصول‪ ،‬كجمل األمر والنهي والتمني والترجي واالستفهام‪ ،‬فان قلت‪( :‬خذ الكتاب)‪ ،‬فتحقق أخذه ال‬
‫يكون إال بعد األمر به‪ .‬أما الجملتان‪ :‬الشرطية والقسمية‪ ،‬فهما إنشائيتان‪ ،‬ان كان جوابهما إِّنشائيا ً‬
‫خبرياً‪ ،‬مثل‪" :‬إن‬ ‫مثل‪" :‬إِّن اجتهد علي فأكرمه‪ ،‬وباهلل أكرم المجتهد"‪ ،‬وخبريتان إن كان جوابهما ِّ‬
‫َّ‬
‫ألكرمن المجتهد"‪.‬‬ ‫كرمته‪ ،‬وباهلل‬ ‫اجتهد علي َّ‬
‫فوائد ثالث‬
‫يجب أن تق َع صلةُ الموصول بعده‪ ،‬فال يجوز تقديمها عليه‪ .‬وكذلك ال يجوز تقدي ُم شيءٍ منها عليه‬ ‫ُ‬ ‫(‪)1‬‬
‫ألن الظرف‬ ‫اليوم"‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُكرمون غداً"‪ .‬بل يقال‪" :‬الذين اجتهدوا‬ ‫"اليوم الذينَ اجتهدوا ي َ‬‫َ‬ ‫أيضاً‪ .‬فال يقال‪:‬‬
‫هنا من متممات الصلة‪.‬‬
‫وأحسن إلى َم ْن في دار‬ ‫ْ‬ ‫"أكرم َم ْن عنده أدبٌ ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫وجارا ومجروراً‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ًّ‬ ‫(‪ )2‬تقع صلةُ الموصو ِّل ظرفا ً‬
‫استقر أو ُو ِّجدَ في‬
‫َّ‬ ‫استقر أو ُو ِّجدَ عنده أدبٌ ‪ ،‬ومن‬
‫َّ‬ ‫"من‬
‫فإن التقدير‪ِّ :‬‬ ‫العجزة"‪ ،‬ألنهما شبيهتان بالجملة‪َّ ،‬‬
‫متعلقان بفعلها‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫والظرف‬
‫ّ ِّ‬ ‫الجر‬
‫ّ‬ ‫دار العجزة"‪ .‬والصلة في الحقيقة إنما هي الجملة المحذوفة‪ ،‬وحرف‬
‫َ‬
‫التباس كقوله تعالى‪{ :‬ذ ْرني‬ ‫ٌ‬ ‫الضمير العائد إلى الموصول‪ ،‬إن لم يقع بحذفه‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )3‬يجوز أن يُحذَ َ‬
‫ف‬
‫قاض}‪ ،‬أي قاضيه‪ ،‬وقولهم‪" :‬ما أنا بالذي‬ ‫ٍ‬ ‫{فاقض ما أنتَ‬
‫ِّ‬ ‫و َم ْن خلقتُ وحيداً}‪ ،‬أي‪ :‬خلقتهُ‪ ،‬وقوله‪:‬‬
‫قائ ٌل لك سو ًءا‪ ،‬أي‪ :‬بالذي هو قائلٌ‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( أسماء االستفهام )‬

‫اإلستفهام‪ :‬هو اس ٌم ُم ْب َه ٌم يُستعلَ ُم به عن شيءٍ ‪ ،‬نحو‪َ " :‬م ْن جاء؟ َ‬


‫كيف أنتَ ؟"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫إس ُم‬

‫(‪)93/1‬‬

‫ي"‪.‬‬ ‫وكيف‪ ،‬وأنّى‪ ،‬وك ْم‪ ،‬وأ َ ُّ‬


‫َ‬ ‫اإلستفهام هي‪َ " :‬م ْن‪ ،‬و َم ْن ذا‪ ،‬وما‪ ،‬وماذا‪ ،‬ومتى‪ ،‬وأيّانَ ‪ ،‬وأَينَ ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وأسما ُء‬
‫و ِّإليكَ شرحها‪:‬‬
‫من ومن ذا‬
‫سافر؟"‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫( َم ْن و َم ْن ذا)‪ :‬يُستف َه ُم بهما عن الشخص العاقل‪ ،‬نحو‪َ " :‬م ْن فع َل هذا‪ .‬و َم ْن ذا ُم ٌ‬
‫قرضا ً َحسناً‪ ،‬فَيُضاعفه له؟}‪.‬‬ ‫ض هللاَ ْ‬
‫ُقر ُ‬‫{ َم ْن ذا الذي ي ِّ‬
‫ي‪ ،‬كقولك‪َ " :‬م ْن يستطيع أن يَ ْفعَ َل هذا؟"‪ ،‬أي‪ :‬ال يستطي ُع أن يفعله‬ ‫ان معنى النّفي ِّ اإلنكار ّ‬ ‫وقد تُشربَ ِّ‬
‫الذنوب ِّإال هللاُ؟!} أي‪ :‬ال يغفرها إال هو‪ ،‬وقوله‪َ { :‬م ْن ذا الذي‬ ‫َ‬ ‫أحد‪ .‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬و َم ْن يَغ ِّف ُر‬
‫يَشفَ ُع عندَهُ ِّإال بإِّذنه؟!} أي‪ :‬ال يشفع عنده أحدٌ إال بإِّذنه‪.‬‬
‫ما وماذا‬
‫(ما وماذا)‪ :‬يُستفَه ُم بهما عن غير العاق ِّل من الحيوانات والنبات والجماد واألعمال‪ ،‬وعن حقيق ِّة‬
‫غير عاق ٍل‪ ،‬تقولُ‪" :‬ما أو ماذا ركبتَ ‪ ،‬أو اشتريتَ ؟‬ ‫لشيء أو صفت ِّه‪ ،‬سوا ٌء أكان هذا الشي ُء عاقالً أم َ‬ ‫ِّ‬ ‫ا‬
‫الذهب؟"‪ ،‬تستفه ُم عن حقيقة هذه‬ ‫ُ‬ ‫ما أو ماذا كتبتَ ؟"‪ ،‬وتقول‪" :‬ما األسدُ؟ ما اإلنسانُ ؟ ما النَّخل؟ ما‬
‫زهير!" يستعل ُم عن صفاته‬ ‫ٌ‬ ‫شعراء الجاهلية"‪ ،‬فيقو ُل قائلٌ‪" :‬ما‬ ‫ِّ‬ ‫"زهير من فُحول‬ ‫ٌ‬ ‫األشياء‪ ،‬وتقول‪:‬‬
‫و ُم َميزاته‪.‬‬
‫(وقد تقع "من ذا وماذا" في تركيب يجوز أن تكونا فيها إستفهاميتين‪ .‬وأن تكون "من وما" لالستفهام‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫و "ذا" بعدهما اسم موصول‪ .‬وقد تتعين "من وما" لإلستفهام؛ فتتعين "ذا" للموصولية أو اإلشارة‪.‬‬
‫وقد تقدم شرح ذلك في الكالم على "ذا" الموصولية في الفصل السابق)‪.‬‬
‫(من وما) النكرتان الموصوفتان‬
‫ْ‬
‫يفعل‬ ‫تقعان شرطيتين‪ ،‬كقوله تعالى‪َ :‬م ْن‬
‫ِّ‬ ‫كما تق ُع " َم ْن وما" َموصولي ِّ‬
‫َّتين وإستفهاميَّتين"‪ ،‬كما تقدَّم‪،‬‬
‫ف إليكم"‪.‬‬ ‫سو ًءا يُجزَ بشه"‪ ،‬وقوله‪" :‬وما تنفقوا من ٍ‬
‫خير ي َُو َّ‬ ‫ُ‬

‫(‪)94/1‬‬

‫الجارةُ"‪ ،‬ألنها ال‬


‫َّ‬ ‫"ربَّ‬‫صلتا بمفرد‪ ،‬أو سبقتهما ُ‬ ‫تقعان نكرتين موصوفتين‪ .‬ويتعينُ ذلك‪ ،‬إذا ُو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وقد‬
‫سارا لك‪ ،‬أي‪ :‬شخصا ً‬ ‫باشر إالًََّ النّكراتِّ‪ .‬فمن وصفهما بمفر ٍد أن تقولَ‪" :‬رأيتُ َم ْن ُمحبًّا لك‪ ،‬وما ًّ‬ ‫تُ ُ‬
‫بشخص ُمحبّ ٍ لك‪ ،‬وشيءٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سار لك" أي‪:‬‬ ‫بمن ُم ِّحبّ ٍ لك‪ ،‬وبما ٍ ّ‬ ‫سارا لك‪ ،‬و "جئتُك ْ‬ ‫ُمحبًّا لك‪ ،‬وشيئا ً ًّ‬
‫بن ثابت‪:‬‬ ‫سان ِّ‬ ‫سار لك‪ ،‬ومنه قو ُل َح َّ‬ ‫ٍّ‬
‫غيرنا * حُبُّ النَّب ّ‬
‫ي ِّ ُمح َّم ٍد إِّيّانا*‬ ‫ً‬
‫*فكفَى بِّنا فَضال على َم ْن ِّ‬
‫غيرنا‪ ،‬وقو ُل اآلخر‪:‬‬ ‫قوم ِّ‬
‫أي‪ :‬على ٍ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫بيب‪ ،‬فال تكن * لشيءٍ بعي ٍد نَفعُهُ‪ ،‬الده َر ساعيا*‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫* ِّلما نافِّ ٍع يَسْعى الل ُ‬
‫(وال يجوز أن تكون "من وما" فيما تقدم موصولتين‪ ،‬ألن االسم الموصول يحتاج إلى جملة توصل‬
‫به‪ ،‬وهو هنا موصول بمفرد‪ .‬فان رفعت ما بعدها على انه خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هو) جاز‪:‬‬
‫فتكونان حينئذ إما نكرتين موصوفتين بجملة المبتدأ والخبر‪ ،‬وإما موصولتين‪ ،‬وجملة المبتدأ والخبر‬
‫صلة لهما‪ .‬فاذا قلت‪" :‬جا َءني من محب لي‪ ،‬وما سار لي"‪ ،‬جاز أن تكونا موصوفتين بمفرد‪ ،‬فيكون‬
‫(محب وسار) صفتين لهما‪ ،‬وان تكونا موصوفتين بجملة‪ ،‬فيكون محب وسار خبرين لمبتدأين‬
‫محذوفين‪ ،‬وجاز أن تكونا موصولتين بجملة المبتدأ والخبر)‪.‬‬
‫(ربَّ ) إيَّاهما قول الشاعر‪:‬‬ ‫ق ُ‬ ‫ومن سب ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ي َم ْوتا لم يُط ْع*‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫*ربَّ َمن أنض ْجتُ غَيظا قلبَهُ * قد ت َمنى ِّل َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫أي‪ُ :‬ربَّ رج ٍل‪ ،‬وقو ُل اآلخر‪:‬‬
‫مر ‪ - * -‬لَهُ فَ ْرجةٌ َك َح ِّّل ْال ِّعقا ِّل*‬ ‫فوس من األ َ ِّ‬ ‫*ربَّ ما ت َ ْك َرهُ النُّ ُ‬ ‫ُ‬
‫أي‪ُ :‬ربَّ شيءٍ من األمر‪.‬‬
‫(وال يجوز أن تكون (من وما) هنا موصولتين‪ ،‬ألن االسم الموصول معرفة‪ ،‬و (ربَّ ) ال تباشر شيئا ً‬
‫من المعارف‪ .‬فال تدخل إال على النكرات)‪.‬‬
‫سداد‪ ،‬جاز أن تكونا موصولتين‪،‬‬ ‫ُ‬
‫س ْك بما ت َبل ُغ به ال َّ‬ ‫الرشاد‪ ،‬وت َم َّ‬ ‫وإذا قلتَ ‪" :‬اعتص ْم بمن يَهديكَ سبي َل َّ‬
‫ُ‬
‫صفة لهما‪.‬‬ ‫فالجملة بعدهما صلةٌ لهما‪ ،‬وأن تكونا نكرتين موصوفتين‪ ،‬فالجملة بعدهما ِّ‬

‫(‪)95/1‬‬

‫(فان كان المراد بمن يهدي شخصا ً معهوداً‪ ،‬وبما تبلغ أمرا ً معهوداً‪ ،‬كانتا موصولتين‪ ،‬وإن كان‬
‫المراد شخصا ً ما هادياً‪ ،‬وأمرا ً مبلغاً‪ ،‬كانتا نكرتين موصوفتين)‪.‬‬
‫فجزم قو ٌم بأنها موصوفةٌ‪ ،‬وجماعةٌ بأنها موصولةٌ‪.‬‬
‫َ‬ ‫الناس َم ْن يقول‪ :‬آمنَّا"‬
‫ِّ‬ ‫وأما قوله تعالى‪" :‬ومن‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ي‪" :‬إن قدرتَ (أل) أي‪( :‬في الناس) للعَهدِّ‪ ،‬فموصولة‪ ،‬أو للجنس‪،‬‬ ‫أقرب‪ .‬وقال الزمخشر ُّ‬
‫ُ‬ ‫واألول‬
‫فموصوفةٌ"‪.‬‬
‫المعرف بأل العهدية تعريفه معنوي كما هو لفظي‪ ،‬فيناسبه أن تجعل "من" موصولية‪ ،‬ألن‬ ‫ّ‬ ‫(يريد أن‬
‫المعرف بأل الجنسية فتعريفه لفظي‪ ،‬وهو في‬
‫ُ‬ ‫تعريف ما تسبقه "أل" العهدية‪ .‬وأما‬‫ٌ‬ ‫معرف‬
‫ٌ‬ ‫الموصول‬
‫معنى النكرة‪ ،‬فيناسبه أن تجعل "من" معه نكرة موصوفة)‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(متى) االستفهامية‬
‫تذهب؟"‪ ،‬قال‬ ‫ُ‬ ‫ومتى‬ ‫؟‬ ‫أتيتَ‬ ‫متى‬ ‫"‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ستقبل‪،‬‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫وال‬ ‫الماضي‬ ‫مانين‪:‬‬ ‫َّ‬
‫الز‬ ‫عن‬ ‫به‬ ‫ُستفهم‬ ‫ظرف ي‬
‫ٌ‬ ‫متى‪:‬‬
‫اسم شرطٍ جازماً؛ كقول الشاعر‪:‬‬ ‫نصر هللا؟} ويكون َ‬ ‫ُ‬ ‫تعالى‪{ :‬متى‬
‫ْ‬
‫أضع ال ِّعمامةَ ت َ ْعرفُوني*‬ ‫ع الثَّنايا * متى‬ ‫طالّ ُ‬ ‫*أنا ابنُ َجال‪ ،‬و َ‬
‫ِّ‬
‫(أين) االستفهامية‬
‫ظرف يُستفهم به عن المكان الذي ح َّل فيه الشي ُء‪ ،‬نحو‪" :‬أين أخوكَ ؟ أينَ كنتَ ؟ أينَ تتعلَ ُم؟"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أين‪:‬‬
‫الشيء‪ ،‬نحو‪" :‬من أينَ قَدِّمتَ ؟!"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُروز‬
‫سؤاال عن مكان ب ِّ‬ ‫ً‬ ‫"م ْن" كان ُ‬ ‫وإذا سبقته ِّ‬
‫ً‬
‫وإن ت َظ َّمنَ معنى الشرط جزم الفعلين ُملحقا بِّـ "ما" الزائدة للتوكيد‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬أينما تكونوا‬
‫َجلس أ َ ْ‬
‫جلس"‪.‬‬ ‫يُدرك ُكم الموتُ }‪ ،‬أو مجردا ً منها‪ ،‬نحو‪" :‬أينَ ت ْ‬
‫(أيان) االستفهامية‬
‫غير‪،‬‬
‫الزمان المستقبل ال ُ‬ ‫ويقارب معنى "متى"‪ .‬ويُستفهم به عن َّ‬ ‫ُ‬ ‫ظرف بمعنى الحين والوقت‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أيَّانَ ‪:‬‬
‫سفرك؟ وأكثر ما يُستعمل في مواضع التَّفخيم أو‬ ‫ي وقت سيكونُ ُ‬ ‫سافر؟" أي‪ :‬في أ ّ‬ ‫نحو‪" :‬أيَّانَ ت ُ ُ‬
‫الجزاء‬
‫ِّ‬ ‫ت سيكونُ يو ُم الدين‪ ،‬أي‪ :‬يو ُم‬ ‫ي وق ٍ‬‫التَّهويل‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬يَسأ ُل أيَّانَ يو ُم ال ِّدّين؟} أي‪ :‬في أ ّ‬
‫على األعمال‪ ،‬وهو يو ُم القيامة‪.‬‬

‫(‪)96/1‬‬

‫مجردة ً عنها‪ ،‬نحو‪:‬‬‫َّ‬ ‫الفعلين‪ُ ،‬مل َحقةً بـ (ما) الزائدة‪ ،‬أو‬‫ِّ‬ ‫وقد ت َتض َّمنُ "أيَّانَ " معنى الشرط‪ :‬فتجزم‬
‫"أيَّانَ ‪ ،‬أو أيَّانَ ما ت َجته ْد تَنجحْ "‪.‬‬
‫(كيف) االستفهامية‬
‫"كيف أنتَ ؟"‪ ،‬أي‪ :‬على أيَّة حال ٍة أنتَ ؟‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كيف‪ :‬اس ٌم يُستفه ُم به عن حال ِّة الشيء‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫َ‬
‫{كيف تكفرون باهلل!}‪ ،‬أو معنى النفي واإلنكار‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ب‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫َّ‬
‫ب معنى التع ُّج ِّ‬ ‫شر ُ‬ ‫ُ‬
‫وقد ت َ‬
‫ُ‬
‫{وكيف تكفرون! وأنتم تتلى عليكم آياتُ هللا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫"كيف افع ُل هذا!"‪ ،‬أو معنى التوبيخ‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫َ‬
‫وفيكم ورسولهُ}‪.‬‬
‫خبر عما بعده‪ ،‬إن وقع قبل ما ال يُستغنى‬ ‫ي على الفتح‪ ،‬ومحلُّهُ من اإلعراب‪ ،‬إما ٌ‬ ‫(كيف)‪ :‬اس ٌم مبن ٌّ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫ظ َّن" وأخواتها‪ ،‬ألنه في األصل‬ ‫وكيف كنتَ ؟" ومنه أن تق َع ثاني مفعول ْي " َ‬ ‫َ‬ ‫"كيف أنتَ ؟‬ ‫َ‬ ‫عنه‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫النصب على الحال مما بعدهُ‪ ،‬إن وقع قبل ما يُستغنى عنه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫األمر؟"‪ .‬و ِّإما‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫"كيف تَظ ُّن‬ ‫َ‬ ‫خبر‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫النصب على المفعوليَّ ِّة ال ُمطلق ِّة‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬‫ُ‬ ‫ي حا ٍل جاء؟ وإما‬ ‫"كيف جا َء خالدٌ؟" أي‪ :‬على أ ّ‬ ‫َ‬ ‫نحو‪:‬‬
‫ي فع ٍل فعل؟‬ ‫كيف فع َل ربُّكَ بأصحاب الفيل؟}‪ ،‬أي‪ :‬أ َّ‬ ‫{ألم ت ََر َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫(كيف) معنى الشر ِّط‪ ،‬ملحقة بِّـ (ما) الزائدة للتوكيد‪ ،‬نحو‪" :‬كيفما تكن يكن قرينُك"‪ ،‬أو‬ ‫َ‬ ‫وقد تتض َّمنُ‬
‫أجلس"‪ .‬ومن النحاةِّ من يجز ُم بها‪ ،‬كما رأيت (وهم الكوفيُّون)‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫تجلس‬
‫ْ‬ ‫غير ُمل َحق ٍة بها‪ ،‬نحو‪" :‬كيف‬ ‫َ‬
‫جازم‪ ،‬فالفعالن بعدها مرفوعان (وهم البصريُّون)‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫غير‬ ‫ً‬
‫ومنهم من يجعلها شرطا َ‬ ‫ُ‬
‫(انّى) االستفهامية‬
‫كيف تفعلهُ؟ وبمعنى‬ ‫أنّى‪ :‬تكونُ لإلستفهام‪ ،‬بمعنى (كيف)‪ ،‬نحو‪ :‬أنّى تفع ُل هذا وقد نُهيتَ عنه؟" أي‪َ :‬‬
‫الشرط‬
‫ِّ‬ ‫نت معنى‬ ‫لك هذا؟ وإذا تض َّم ْ‬ ‫لك هذا؟} أي‪ :‬من أينَ ِّ‬ ‫(م ْن أينَ ) كقوله تعالى‪{ :‬يا مري ُم أنّى ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ظرف للمكان‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أجلس" وهي‬ ‫ْ‬ ‫جزمت الفعلين‪ ،‬نحو‪" :‬أنّى تجلس‬
‫(كم) االستفهامية‬
‫ً‬
‫ك ْم‪ :‬يُستفهم بها عن َعدَ ٍد يُراد تعيينُه‪ ،‬نحو‪ :‬ك ْم مشروعا خيريًّا أعنتَ ؟" أي‪ :‬ك ْم َعدَدُ المشروعا ِّ‬
‫ت‬
‫الخيرية التي أعنتها؟‬
‫(اي) االستفهامية‬

‫(‪)97/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫ي رج ٍل جا َء؟ وأيَّةُ امرأة جاءت؟"‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬أيُّكم‬ ‫الشيء‪ ،‬نحو‪" :‬أ ُّ‬
‫ِّ‬ ‫ُطلب بها تعيينُ‬
‫أي‪ :‬ي ُ‬
‫ً‬
‫زادتهُ هذ ِّه إِّيمانا؟}‪.‬‬
‫ي رج ٍل يستق ْم ينجحْ "‪.‬‬ ‫وإذا ت َض َّمنت معنى الشرط جزمت الفعلين‪ ،‬نحو‪" :‬أ ُّ‬
‫وقد تكون دالّةً على معنى الكمال‪ ،‬وتُسمى "أيًّا الكماليّة"‪ .‬وهي إذا وقت بعد نكرةٍ كانت صفة لها‪،‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ت الرجا ِّل‪ .‬وإذا وقعت بعد معرف ٍة كانت حاالً‬ ‫ي رجل"‪ ،‬أي‪ :‬هو كام ٌل في صفا ِّ‬ ‫نحو‪" :‬خالدٌ رج ٌل أ ُّ‬
‫ي رجل"‪ .‬وال تُستعمل ِّإال مضافةً‪ :‬وت ُ ُ‬
‫طابق موصوفها في التذكير‬ ‫منها‪ ،‬نحو‪" :‬مررتُ بعب ِّد ِّ‬
‫هللا أ ّ‬
‫والتأنيث‪ ،‬تشبيها ً لها بالصفات المشتقّات‪ ،‬وال تطابقه في غيرهما‪ .‬ويجوز تركُ المطابقة فيهما‪.‬‬
‫الناس}‪.‬‬
‫ُ‬ ‫(أل) ُمل َحقةً ِّبـ (ها) التَّنبيهيّ ِّة‪ ،‬نحو‪{ :‬يا أَيُّها‬
‫لنداء ما فيه ْ‬‫ِّ‬ ‫وقد تكونُ ُوصلةً‬
‫وقد تكون اسم موصول كما تقدم في الفصل السابق‪.‬‬
‫عربةٌ بالحركات الثالث‪ ،‬إال إذا كانت موصوليةً ُمضافةً ومحذوفا ً‬ ‫ي) ‪ -‬في جميع أحوالها ‪ُ -‬م َ‬ ‫و (أ ُّ‬
‫صلتها؛ كما أوضحنا ذلك في الفصل الذي قبل هذا‪.‬‬ ‫صدر ِّ‬
‫ُ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( أسماء الكناية )‬

‫ث أو فع ٍل‪ .‬وهي‪" :‬كم وكذا وكأي َّْن‬ ‫ألفاظ مبه َمةٌ يُكنّى بها عن ُمب َه ٍم من عدَ ٍد أو حدي ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫هي‬
‫أسما ُء الكناي ِّة‪َ :‬‬
‫وكيْتَ وذَيتَ "‪.‬‬
‫ٌ‬
‫تعرف؟" وخَبريَّة‪ ،‬وهي ما يكنى بها عن العدد الكثير على ِّج َهةَ اإلخبار‪،‬‬ ‫قـ (ك ْم)‪ ،‬نحو‪" :‬ك ْم علما ً ِّ‬
‫ب عندي؟"‪ ،‬أي‪ :‬عندي كتُبٌّ كثيرةٌ‪.‬‬ ‫نحو‪" :‬ك ْم كتا ٍ‬
‫يوم كذا"‪.‬‬ ‫و (كذا)‪ :‬يُكنى بها عن عد ٍد ُمب َه ٍم‪ ،‬نحو‪" :‬قلتُ كذا‪ ،‬وفعلتُ كذا‪ ،‬وعن المفردِّ‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ َ‬
‫بالعطف‪ ،‬نحو‪" :‬عندي كذا وكذا كتاباً"‪ ،‬ويَ ِّق ُّل استعمالُها ُمفردة‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫والغالب فيها أن تُستع َم َل ُم َّ‬
‫كررة ً‬ ‫ُ‬
‫كررة ً بال عطف‪.‬‬ ‫ُم َّ‬
‫تعتبر كلمةً واحدةً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اآلن‬ ‫لكنها‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫ّ ِّ‬ ‫ي‬ ‫اإلشار‬ ‫"ذا"‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ِّ‬ ‫شبي‬‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫كاف‬
‫ِّ‬ ‫من‬ ‫ٌ‬ ‫ركبة‬‫م‬ ‫ل‬
‫ِّ ُ‬ ‫األص‬ ‫في‬ ‫وهي‬

‫(‪)98/1‬‬

‫و (كأ ِّيّ ْن)‪ :‬مثل "كم" الخبري ِّة معنًى‪ ،‬نحو‪" :‬وكأ ِّيّ ْن من آي ٍة في السموات واألرض"‪.‬‬
‫يٍ"‪ :‬وألن التنوينَ قد صار جزءا ً من تركيبها ُك ْ‬
‫تبت‬ ‫وهي في األص ِّل ُمركبةٌ من كاف التَّشبيه و "أ ّ‬
‫ب أص ِّلها‪ .‬ويُقا ُل فيها‪ :‬كائِّ ْن" أيضاً‪،‬‬‫س ِّ‬ ‫كتب‪" :‬كأيٍ" بح َ‬ ‫بالنون‪ .‬فهي اآلن كلمةٌ واحدةٌ‪ .‬ويجوز أن ت ُ ُ‬
‫كقول الشاعر‪:‬‬
‫كلم*‬ ‫ب * ِّزيادتُه أو نَ ْق ُ‬
‫صهُ في الت َّ ِّ‬ ‫*وكائِّن ت َرى من صام ٍ‬
‫ت لك ُم ْع ِّج ٍ‬
‫(ولكم وكذا وكأين أحكام نذكرها في مبحث التمييز‪ ،‬في الجزء الثالث من هذا الكتاب)‪.‬‬
‫الن وفالنةَ عن أعالم‬ ‫و ( َكيْتَ وذَيْتَ )‪ :‬يُكنى بهما عن الجملة‪ ،‬قوالً كانت أو فعالً‪ ،‬كما يُكنى بفُ ِّ‬
‫العقالء‪ .‬وقيلَ‪" :‬يُكنى بكيتَ عن جمل ِّة القو ِّل‪ ،‬وبذَيْتَ عن جمل ِّة الفع ِّل"‪.‬‬
‫أكثر‪ ،‬نحو‪" :‬قلتُ كيْتَ وكيْتَ ‪ ،‬وفعلتُ ذيْتَ‬ ‫واألو ُل ُ‬
‫ّ‬ ‫رتين‪ ،‬بالعطف أو بدونه‪.‬‬ ‫كر ِّ‬‫ستعمالن إال ُم ّ‬
‫ِّ‬ ‫وال ت ُ‬
‫و ْذيتَ "‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( المعرفة والنكرة )‬

‫كعمر و ِّد َمشقَ وأنتَ ‪.‬‬


‫َ‬ ‫ين‪.‬‬‫المعرفةُ‪ِّ :‬إس ٌم د َّل على ُمعّ ٍ‬
‫ب ومدينةٍ‪.‬‬ ‫ين‪ :‬كرج ٍل وكتا ٍ‬ ‫والنكرةُ‪ :‬إِّس ٌم د َّل على غير ُمعّ ٍ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الضمير والعَل ُم وإس ُم اإلشارة واإلس ُم الموصو ُل واإلس ُم المقترنُ بِّـ (أل)‬ ‫ُ‬ ‫والمعارف سبعةُ أَنواعٍ‪:‬‬
‫ُ‬
‫بالنداء‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫صو‬ ‫المق‬ ‫والمنادى‬ ‫معرفة‬ ‫إلى‬ ‫والمضاف‬
‫ُ‬
‫(وقد تقدم الكالم على الضمير والعلم وإسم اإلشارة واإلسم الموصول‪ .‬واليك الكالم على المقترن بأل‬
‫والمضاف إلى معرفة والمنادى المقصود بالنداء)‪.‬‬
‫المقترن بأل‬
‫ً‬
‫فصار معرفة بعد أن كان نكرةً‪ .‬كالرجل والكتاب‬ ‫َ‬ ‫التعريف‪،‬‬
‫َ‬ ‫بأل‪ :‬إس ٌم سبقتهُ ْ‬
‫(أل) فأفادتهُ‬ ‫المقترنُ ْ‬
‫والفرس‪.‬‬‫َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫حرف تعريفٍ ‪ ،‬ال الالم‪ ،‬وحدها على األص ّح‪ .‬وهمزتها همزة ُ قطعٍ‪ُ ،‬وصلت لكثرةِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫(أل)‪ :‬كلها‬ ‫و ْ‬
‫اإلستعمال على األرجح‪.‬‬
‫ص ٍة معهود ٍة منهُ‪ ،‬ويُقال لها‬
‫ّ‬ ‫ح‬ ‫لتعريف‬
‫ِّ‬ ‫وإما‬ ‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ة‬‫َّ‬ ‫ي‬ ‫الجنس‬ ‫وتسمى‬ ‫الجنس‪،‬‬ ‫لتعريف‬
‫ِّ‬ ‫وهي‪ ،‬إما أن تكون‬
‫العَ ْهديّةُ‪.‬‬
‫ال العهدية‬

‫(‪)99/1‬‬

‫ذكر في الكالم‪ ،‬كقولكَ ‪" :‬جاءني‬ ‫ي‪ :‬وهي ما سبقَ لمصحوبها ٌ‬ ‫(أل العهديةُ)‪ :‬إما أن تكون للعهد الذِّّكر ّ‬ ‫ْ‬
‫الضيف" أي‪ :‬الضيف المذكور‪ .‬ومنه قولُه تعالى‪{ :‬كما أرسلنا إلى فِّرعونَ رسوال‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ضيف‪ ،‬فأكرمت‬ ‫ٌ‬
‫فعصى فرعونُ الرسولَ"‪.‬‬
‫اليوم‬
‫َ‬ ‫اليوم"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ي‪ :‬وهو ما يكونُ مصحوبُها حاضراً‪ ،‬مثل‪" :‬جئتُ‬ ‫وإما أن تكون للعهد ال ُحضور ّ‬
‫الحاضر الذي نحن فيه‪.‬‬ ‫َ‬
‫بمجر ِّد‬
‫َّ‬ ‫الفكر ليه‬‫ُ‬ ‫فينصرف‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ي‪ :‬وهي ما يكونُ مصحوبُها معهودا ذهِّنا‪،‬‬ ‫وإما أَن تكون للعهد الذهن ّ‬
‫حضر‬
‫َ‬ ‫طبك عهدٌ برج ٍل‪ ،‬فتقول‪:‬‬ ‫األمير"‪ ،‬وكأن يكون بينك وبينَ ُمخا َ‬ ‫ُ‬ ‫"حضر‬
‫َ‬ ‫ق به‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫النُّط ِّ‬
‫الرج ُل"‪ ،‬أي‪ :‬الرج ُل المعهودُ ذِّهنا ً بينك وبين من تخاطبه‪.‬‬
‫ال الجنسية‬
‫لبيان الحقيقة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ق‪ ،‬أو‬‫(أل الجنسيّةُ)‪ِّ :‬إما أن تكون لإلستغرا ِّ‬ ‫ْ‬
‫جميع أفرا ِّد الجنس‪ .‬وهي ما تشم ُل جمي َع أفرادِّه‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫واإلستغراقيّةُ‪ ،‬إما أن تكون إلستغراق‬
‫{و ُخلِّقَ اإلنسانُ ضعيفاً}‪ ،‬أي‪ :‬ك ُّل فر ٍد منه‪:‬‬
‫ت الرجال‪.‬‬ ‫جميع خصائص ِّه‪ ،‬مثل‪" :‬أنتَ الرجلُ"‪ ،‬أي‪ :‬اجتمعت فيكَ ك ُّل صفا ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وإما إلستغراق‬
‫ع (ك ٍّل) موقعَها‪ ،‬كما رأيت‪.‬‬ ‫ُ‬
‫(أل" اإلستغراقية أن يَصل َح وقو ُ‬ ‫وعالمةُ ْ‬
‫ظر ع ّما‬ ‫بقطع الن ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫لبيان الحقيقة‪ :‬هي التي تُبينُ حقيقة الجنس وماهيّته وطبيعت َه‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫(أل)‪ ،‬التي تكونُ‬ ‫و ْ‬
‫"الم الحقيق ِّة والماهيّ ِّة‬ ‫َّ‬
‫يَصد ُق عليه من أفراده‪ ،‬ولذلكَ ال يص ُّح حلو ُل (ك ٍّل) َمحلها‪ .‬وتسمى‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫إنسان‬
‫ٍ‬ ‫ُّ‬
‫‪ ،‬وليس كل‬ ‫مدركٌ‬ ‫ناطق"‪ ،‬أي‪ :‬حقيقته أنهُ عاق ٌل‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حيوان‬ ‫والطبيّعي ِّة"‪ ،‬وذلكَ مثل‪" :‬اإلنسانُ‬
‫تفوق ِّب َجلدِّها‬ ‫ُ‬ ‫النساء َمن‬ ‫ِّ‬ ‫أصبر من المرأَة"‪ ،‬فليس ك ُّل رج ٍل كذلك‪ ،‬فقد يكون من‬ ‫ُ‬ ‫الرج ُل‬
‫كذلك‪ ،‬ومثل‪َّ :‬‬
‫منظور بها إلى جميع أفرا ِّد الجنس‪ ،‬بل إلى‬ ‫ٍ‬ ‫غير‬
‫فأل هُنا لتعريف الحقيق ِّة َ‬ ‫وصبرها كثيرا ً من الرجال‪ْ .‬‬
‫حيث هي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ماهيَّته من‬

‫(‪)100/1‬‬

‫(أل)‪ ،‬ألن تعريفهُ‬ ‫ُ‬


‫حيث معناهُ‪ ،‬وإن سبقتهُ ْ‬ ‫(أل) الجنسيةُ هو في ُحكم النكر ِّة من‬
‫أن ما تصحبُهُ ْ‬ ‫واعلم َّ‬
‫ي‪ :‬فهو في ُحكم َعلم الجنس‪ ،‬كما تقد ََّم في فصل سابق‪.‬‬ ‫ي ال ال معنو ٌّ‬
‫بها لفظ ٌّ‬
‫ف لفظاً‪ ،‬إلقترانه ْ‬
‫بأل‪ ،‬ومعنًى‪ ،‬لداللتِّه على ُمعَي ٍّن‪.‬‬ ‫معر ٌ‬ ‫ف ِّبـ ْ‬
‫(أل) العهديّ ِّة‪ ،‬فهو َّ‬ ‫عر ُ‬
‫وأما ال ُم ّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ي‪.‬‬‫ي ولفظ ٌّ‬ ‫سم الجنس والنكرة‪ ،‬من وجهين معنو ٌّ‬ ‫المعرف بِّـ (أ َ ْل) الجنسيّ ِّة وإِّ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫والفرق بينَ‬
‫والعاري عنها في حكم ال ُمطلق‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ف بها في حكم ال ُمقيَّد‪،‬‬ ‫المعر َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فألن‬ ‫أما من جهة المعنى‪،‬‬
‫(فاذا قلت‪" :‬احترم المرأة"‪ ،‬فانما تعني امرأة غير معينة‪ ،‬لها في ذهنك صورة معنوية تدعو إلى‬
‫احترامها‪ .‬ولست تعني مطلق امرأة‪ ،‬أي امرأة ما‪ ،‬أية كانت صفتها وأخالقها‪ ،‬وإذا قلت‪" :‬إذا رأيت‬
‫امرأة مظلومة فانصرها" فانما تعني مطلق امرأة‪ ،‬أية كانت‪ ،‬ال امرأة لها في نفسك صفتك‬
‫ومميزاتها)‪.‬‬
‫والمعرف بِّـ ْ‬
‫(أل‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫إسم الجنس النكرة َ نكرةق لفظا‪ ،‬كما هو نكرة ٌ معنًى‪.‬‬ ‫فألن َ‬ ‫َّ‬ ‫اللفظ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫وأما من جهة‬
‫اإلبتداء‬
‫ِّ‬ ‫بأل‪ .‬فهو ت َجري عليه أحكا ُم ال َمعارف‪ :‬كصحة‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫الجنسي ِّة) نكرة معنًى‪ ،‬معرفة لفظا‪ ،‬إلقترانه ْ‬ ‫ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومجيء الحال منه‪ ،‬مثل‪" :‬أكرم الرج َل عالما عامال"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫مثل‪" :‬الحديدُ أنف ُع من الذَّهب"‪،‬‬
‫وصف له جاز أن تجعلها نعتا ً له‪ ،‬باعتبار أَنه‬ ‫ٌ‬ ‫(أل) الجنسية بجمل ٍة مصمونُها‬ ‫مصوب ْ‬ ‫ُ‬ ‫ص َل‬
‫وإذا و َ‬
‫أل تعريفا ً لفظياً‪ .‬ومن ذلك قول الشاعر‪:‬‬ ‫ف ِّب ْ‬‫عر ٌ‬‫نكرة ٌ معنًى وأن تجعلها حاالً منه باعتبار أنه ُم َّ‬
‫ضيْتُ ‪ ،‬ث ُ َّمتَ ْقلتُ ‪ :‬ال يَعنيني*‬ ‫سبُّني * فَ َم َ‬ ‫*ولَقَد أ ُم ُّر على اللَّ ِّ‬
‫ثيم يَ ُ‬
‫ي‪:‬‬ ‫صخر ال ُهذَل ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وقول ُ أبي‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫صفور بَللَهُ القَط ُر*‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ض العُ‬ ‫راك ه َِّّزة ٌ * َكما ا ْنتَفَ َ‬ ‫*و ِّإ ِّنّي لَت َعروني ل ِّذ ْك ِّ‬
‫بن َربيعة‪:‬‬
‫المعرف بها كقول لبي ِّد ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫بأل الجنسي ِّة ما أضيف إلى‬ ‫المعرف ْ‬ ‫َّ‬ ‫ومث ُل‬
‫س َّل نِّظا ُمها*‬ ‫الم ُمنيرة ً * ك ُجمان ِّة ُ‬ ‫َّ‬
‫*وتُضي ُء في َوجْ ِّه الظ ِّ‬

‫(‪)101/1‬‬

‫القطر) أن تكون نعتا ً للعصفور‪ ،‬وفي‬ ‫ُ‬ ‫(فيجوز في جملة (يسبني) أن تكون نعتا ً للئيم‪ ،‬وفي جملة (بلله‬
‫(أل) الجنسية في معنى‬ ‫س ّل نظامها) أن تكون نعتا ً لجمانة البحري‪ .‬باعتبار أن مصحوب ْ‬ ‫جملة ( ُ‬
‫ب إياي‪ ،‬وفي الثاني‪" :‬كما انتفض عصفور بلل القطر‬ ‫النكرة‪ .‬ويكون التقدير في األول‪ :‬على لئيم سا ٍ‬
‫ً‬
‫إياه"‪ .‬وفي الثالث‪" :‬كجمانة بحري مسلول نظامها"‪ .‬ويجوز أن نجعل هذه الجمل حاال من‬
‫بأل الجنسية‪ .‬ويكون التقدير‪" :‬على اللئيم سابا ً‬ ‫المذكورات‪ ،‬باعتبار تعريها اللفظي‪ ،‬ألنها محالّة ْ‬
‫إياي"‪ ،‬وكما انتفض العصفور باالً القطر إياه‪" :‬وكجمانة البحري مسلوالً نظامها")‪.‬‬
‫أل الزائدة‬
‫عريف‪:‬‬
‫َ‬ ‫"أل"‪ ،‬فال تُفيدُ الت ّ‬‫قد تُزادُ ْ‬
‫فار ُق ما ت َص َحبُه‪ ،‬كزيادتها في األعالم التي قارنت وضعَها‪:‬‬ ‫ً‬
‫وزيادتُها إما أن تكون الزمة‪ ،‬فال ت ُ ِّ‬
‫األسماء الموصولة‪ :‬كالذي والتي ونحوهما‪ ،‬ألن‬ ‫سع‪ ،‬وكزيادتها في‬ ‫ت والعُ َّزى وال َّ َ‬ ‫كلالّ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫س َم ْوأ ِّل واليَ ِّ‬
‫بأل على األص ّح‪ .‬وأما "اآلن" فأرج ُح األقوا ِّل أَن "أ َ ْل" فيه‬ ‫تعريف الموصو ِّل إنما هو بالصلة‪ ،‬ال ْ‬ ‫َ‬
‫ي على الفتح‪ ،‬لتض ُّمنه‬ ‫ي‪ .‬وهو مبن ٌّ‬ ‫لتعريف ال ُحضور‪ ،‬فهي للعه ِّد الحضور ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬
‫ليست زائدة‪ ،‬وإنما هي‬ ‫ْ‬
‫الحاضر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ألن معنى "اآلنَ "‪ :‬هذا الوقتُ‬ ‫سم اإلشارة‪ّ ،‬‬ ‫معنى إِّ ِّ‬
‫ح المعنى‬ ‫للم‬
‫ٍ ْ ِّ‬ ‫ل‬ ‫أص‬ ‫عن‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫المنقول‬ ‫األعالم‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫كزيادتها‬ ‫الزمة‪،‬‬ ‫غير‬
‫َ‬ ‫ها‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫زياد‬ ‫تكون‬ ‫وإما أن‬
‫ي‪ ،‬أي‪ :‬لمالحظ ِّة ما يَتض َّمنُهُ األص ُل المنقو ُل عنهُ من المعنى‪ ،‬وذلك كالفض ِّل والحار ِّ‬
‫ث‬ ‫األصل ّ‬
‫َ‬
‫حذف "أ ْل" منها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز‬ ‫والنُّعمان واليَمام ِّة والولي ِّد والرشي ِّد ونحوها‪.‬‬
‫ُقاس عليه‬ ‫ب من ذلك ال ي ُ‬ ‫صال ُح‪ :‬فما وردَ عن العر ِّ‬ ‫سماعيّة‪ ،‬فال يُقال ال ُمح َّمدُ والمحمودُ وال ّ‬ ‫وزياد ُتها َ‬
‫غيره‪.‬‬
‫ُ‬

‫(‪)102/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(أل) على غير ما سمعت زيادتها عليه من األعالم المنقولة عن‬ ‫(كذا قال النحاة‪ .‬وال نرى بأسا ً بزيادة ْ‬
‫اسم جنس أو صفة‪ ،‬إذا اريد بذلك اإلشارة إلى األصل المعني فما جاز لهم من ذلك لمعنى أرادوه‪،‬‬
‫يجوز لنا لمعنى كالذي أرادوه‪ .‬فيجوز لنا أن نقول فيمن اسمه صالح‪" :‬جاء الصالح"‪ ،‬نلمح في ذلك‬
‫معنى الصالح في المسمى)‪.‬‬
‫علم لم يُسمع دُخولها عليه في غير الضَّرورة‪ .‬كقول‬ ‫وقد تُزاد "أ َ ْل" اضطراراً‪ ،‬كالداخل ِّة على ٍ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ُ‬
‫الخالق ِّة كا ِّهلهُ*‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫باركا * شَديدا بأعباءٍ ِّ‬ ‫ً‬ ‫الوليدَ بنَ اليزي ِّد ُم َ‬ ‫*رأيتُ َ‬
‫"أل" على (يَزيد) لضرورة الشعر‪ ،‬وهي ضرورة قبيحة‪ ،‬وكقول اآلخر‪:‬‬ ‫فأدخ َل ْ‬
‫َ‬
‫ت األ ْوبَ ِّر*‬ ‫*ولَقَ ْد َجنَ ْيت ِّك أك ُمؤً ا و َعساقِّال * ولقد نَ َه ْيت ِّك َعن بَنا ِّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وإنما هي‪ :‬بناتُ أوبَ َر‪ ،‬وكالدَّاخل ِّة على التمييز‪ .‬كقوله‪:‬‬
‫س يا قَي ُ‬
‫ْس َع ْن َع ْم ِّرو*‬ ‫وطبْتَ النَّ ْف َ‬ ‫صدَ ْدتَ ‪ِّ ،‬‬ ‫*رأَيتُكَ ل َّما أ َ ْن َع َر ْفتَ و ُجوهَنا * َ‬
‫"طبتَ نَ ْفساً‪ ،‬ألن التمييز ال يكونُ إالَّ نكرة‪.‬‬ ‫واألصلُ‪ِّ :‬‬
‫(ال) الموصولية‬
‫سم موصو ٍل‪ ،‬بلفظٍ واح ٍد للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث‪ ،‬وهي الداخلة‬ ‫وقد تكونُ ْ‬
‫(أل) ِّإ َ‬
‫كر َم ضيفَه‪،‬‬‫"أكر ِّم ال ُم ِّ‬
‫ِّ‬ ‫الجنس‪ ،‬نحو‪:‬‬‫ُ‬ ‫على اسم الفاعل واسم المفعول‪ ،‬بشرط أن ال يُرادَ بها العهدُ أو‬
‫كر َم ضيفُه"‪ .‬أي‪ :‬الذي يُكر ُم ضيفَهُ‪ ،‬والذي يُ ْك َر ُم ضيفُهُ‪.‬‬ ‫وال ُم َ‬
‫حرف تعريفٍ ال موصوليّة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫المظلوم"‪ ،‬كانت‬
‫َ‬ ‫فإن أُريدَ بها العهدُ‪ ،‬نحو‪" :‬ان ُ‬
‫ص ِّر‬
‫فصلَتُها الصفةُ بعدَها‪ ،‬ألنها في قُ َّوة الجملة‪ ،‬فهي ِّشبهُ ُجملةٍ‪ :‬لداللتها على‬ ‫وإن كانت موصوليّة ِّ‬
‫كر َم أبوه ضيفَهُ"‬ ‫م‬‫ال‬
‫ِّ ُ ِّ‬ ‫"أكرم‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫فالظاهر‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ر‬ ‫م‬ ‫ض‬
‫ُ َ‬ ‫م‬ ‫أو‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ظاهر‬ ‫ُ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫نائ‬ ‫أو‬ ‫الزمان‪ ،‬ورف ِّعها الفاع َل‬
‫ضيفه"‪.‬‬ ‫المكر َم َ‬ ‫ِّ‬ ‫"أكرم‬
‫َ‬ ‫وال ُمض َمر‪ ،‬نحو‪:‬‬

‫(‪)103/1‬‬

‫صلَتها‪ِّ ،‬‬
‫وصلتُها‬ ‫جر ويظهر إعرابُها على ِّ‬ ‫(أل)‪ ،‬فهي في ملح رفع أو نصب أو ّ‬ ‫عراب إنَّما هو ِّلـ ْ‬ ‫ُ‬ ‫واإل‬
‫ِّ‬
‫(أل) من اإلعراب‪.‬‬ ‫أثر مح ِّّل ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُن‬ ‫َّ‬ ‫ه‬ ‫ما‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫يلحقنها‪،‬‬ ‫واتي‬ ‫َّ‬ ‫الل‬ ‫والجر‬
‫ُّ‬ ‫والنصب‬
‫ُ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫والرف‬ ‫لها‪.‬‬ ‫عراب‬
‫َ‬ ‫ال ِّإ‬
‫سنَ عطف الفع ِّل‬ ‫(أل) الموصوليَّ ِّة في قُ َّوة الفع ِّل ومرفوعه‪َ ،‬ح ُ‬ ‫صلَةً ِّلـ ْ‬ ‫وإ ْذ كانت الصفةُ الواقعةُ ِّ‬
‫ومرفوع ِّه عليها‪ .‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫سطنَ ب ِّه َج ْمعاً}‪ ،‬وقول ِّه‪َّ :‬‬
‫{إن‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫صبْحاً‪ ،‬فأث َ ْرنَ ب ِّه نَقعا ً فَ َو َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ت قَدْحاً‪ ،‬ال ُمغيرا ِّ‬ ‫وريا ِّ‬ ‫ضبْحا ً فَال ُم ِّ‬ ‫ت َ‬ ‫{والعاديا ِّ‬
‫سنا}‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ضوا هللاَ قَ ْرضا َح َ‬ ‫قر ُ‬ ‫َ‬
‫صدِّّقات وأ َ‬ ‫صدِّّقينَ وال ُم َّ‬ ‫ال ُم َّ‬
‫فأل الداخلة عليها‬ ‫(أما إن كانت الصفة المقترنة بأل صفة مشبهة أو اسم تفضيل أو صيغة مبالغة‪ْ ،‬‬
‫ليست موصولية‪ .‬وإنما هي حرف تعريف‪ ،‬ألن هذه الصفات تدل على الثبوت فال تشبه الفعل من‬
‫حيث داللته على التجدد‪ ،‬فال يصح أن تقع صلة للموصول كما يقع الفعل)‪.‬‬
‫تعريف العدد بأل‬
‫واإلثنان والثالثةُ والعشرة"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫األسماء‪ ،‬فيقال‪" :‬الواحدُ‬ ‫ِّ‬ ‫سائر‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫ُعر ُ‬
‫ف كما ي َّ‬ ‫ُعر ُ‬ ‫إن كان العدَدُ مفردا ً ي َّ‬
‫األو ُل فيقال‪:‬‬ ‫ف ُجز ُؤهُ َّ‬ ‫ُعر ُ‬ ‫و ِّإن كان مر َّكبا ً عديًّا ي َّ‬
‫عشر"‪.‬‬
‫َ‬ ‫شر وال ِّت ّسعةَ‬ ‫"األحدَ َع َ‬
‫ّرهم‪ ،‬وألفٍ‬ ‫ُ‬
‫ومئة الد ِّ‬ ‫ب‪ِّ ،‬‬ ‫ً‬
‫األقالم‪ ،‬وستَّة الكت ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ف ُجز ُؤهُ الثاني‪ ،‬مثل‪" :‬ثالثة‬ ‫ُعر ُ‬ ‫ً‬
‫وإن كان ُمركبا إضافيا ي َّ‬ ‫ً‬
‫آالف‬
‫ِّ‬ ‫األلف‪ ،‬وسبعة‬ ‫ِّ‬ ‫َمس مئ ِّة‬ ‫آخر مضافٍ إِّليه‪ ،‬مثل‪" :‬خ ِّ‬ ‫عرفتَ َ‬ ‫ُ‬
‫ت اإلضافة ّ‬ ‫ِّينار"‪ ،‬وإذا ت َعدَّد ِّ‬ ‫الدّ ِّ‬
‫الم الرج ِّل"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫درهم غ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ألف‬
‫وست ِّ‬ ‫ّ ِّ‬ ‫دينار الرج ِّل‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ألف‬‫َمس مئ ٍة ِّ‬ ‫الدرهم‪ ،‬وخ ِّ‬
‫ِّ‬
‫ً‬
‫زءان معا‪ .‬كالخمسة والخمسينَ رجال‪ ،‬والستَ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ف ال ُج‬ ‫ُعر ُ‬ ‫ً‬
‫وإن كان العددُ معطوفا ومعطوفا عليه ي َّ‬ ‫ً‬
‫والثمانينَ امرأةً‪.‬‬
‫(ومن العلماء من أجاز تعريف الجزءين في المركب اإلضافي فيقول‪" :‬الثالثة الرجال والمئة‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الكتاب")‪.‬‬
‫المعرف باالضافة‬
‫َّ‬

‫(‪)104/1‬‬

‫التعريف‬
‫َ‬ ‫فاكتسب‬
‫َ‬ ‫ِّكرها‪،‬‬ ‫باإلضافة‪ :‬هو اس ٌم نكرة ٌ أُضيف إلى واحد من المعارف السابق ذ ُ‬ ‫ف ِّ‬ ‫عر ُ‬
‫ال ُم ّ‬
‫وكتاب الذي كان‬‫َ‬ ‫الغالم‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫وكتاب‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ي‬‫ّ‬ ‫عل‬ ‫وكتاب‬
‫َ‬ ‫كتابي‪،‬‬ ‫"حملتُ‬ ‫قولك‪:‬‬ ‫في‬ ‫"كاب"‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫بإضافته‪،‬‬
‫كتاب من هو؟‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ف‬ ‫الرج ِّل"‪ .‬وقد كان قبل اإلضاف ِّة نكرة ً ال ي َ‬
‫ُعر ُ‬ ‫ب َّ‬ ‫هنا وكتا ِّ‬
‫المنادى المقصود‬
‫داء‪ ،‬مثل‪" :‬يا رج ُل ويا تلميذُ"‪ ،‬إذا ناديتَ رجالً‬ ‫المنادى المقصود‪ :‬هو اس ُم نكرة ٌ قُصدَ تعيينُهُ بالنَّ ِّ‬
‫نكرتين‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ويبقيان في هذه الحالة‬
‫ِّ‬ ‫وتلميذاًََ ُمعيَّنين‪ .‬فإن لم ت ُ ِّر ْد تعيينَ أح ٍد قلتَ ‪" :‬يا رجالً‪ ،‬ويا تلميذاً"‪،‬‬
‫بالنداء‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫لعدم تخصيصهما‬
‫للنداء في تعريفها‪.‬‬‫ِّ‬ ‫فإن ناديتَ معرفةً فال شأنَ‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( اسماء األفعال )‬

‫غير أنها ال تقبل عالمتَهُ‪ .‬وهو‪ ،‬إما أن يكون بمعنى‬ ‫اس ُم الفعل‪ :‬كلمةٌ تد ُّل على ما يد ُّل عليه الفعلُ‪َ ،‬‬
‫ف"‪ ،‬بمعنى‪:‬‬ ‫الفع ِّل الماضي‪ ،‬مثل‪" :‬هيْهات"‪ ،‬بمعنى‪" :‬بَعُدَ" أو بمعنى الفعل المضارع‪ ،‬مثل‪" :‬أ ُ ّ ٍ‬
‫أَت َض ّجر‪ ،‬أو بمعنى فع ِّل األمر‪ ،‬مثل‪" :‬آمينُ "‪ ،‬بمعنى‪ :‬استَجبْ ‪.‬‬
‫ت‪ ،‬و‬‫صهْ" بمعنى‪ :‬اس ُك ْ‬ ‫ب‪ ،‬و " َ‬ ‫ي"‪ ،‬بمعنى‪ :‬أع َج ُ‬ ‫"و ْ‬ ‫شتَانَ " بمعنى‪ :‬افترقَ ‪ ،‬و َ‬ ‫أسماء األفعا ِّل‪َ " :‬‬
‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫واتر ْك‪ ،‬و "عليكَ "‪ ،‬بمعنى‪ :‬الزَ ْم‪ ،‬و "اليكَ عني"‪ ،‬بمعنى‪:‬‬ ‫ف‪ ،‬و "بَلهَ" بمعنى‪ :‬دَ ْع ُ‬ ‫ْ‬ ‫" َمهْ" بمعنى‪ :‬انك ِّف ْ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫القلم" أي‪ :‬خذهُ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫الكتاب"‪ ،‬بمعنى‪ُ :‬حذهُ‪ ،‬و "ها وهاكَ وها َء َ‬ ‫َ‬ ‫تنَ ّح عني‪ ،‬و "إليك‬
‫صهْ"‪ ،‬للواحد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث‪ ،‬إال‬ ‫َ‬ ‫"‬ ‫فنقول‪:‬‬ ‫للجميع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫واحد‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫صيغ‬ ‫واس ُم الفعل يلزم‬
‫س ِّك‪ ،‬وعلي ُكما‬ ‫وعليك نف َ‬
‫ِّ‬ ‫سكَ ‪،‬‬
‫المخاطب‪ :‬فتقول‪" :‬عليكَ نف َ‬ ‫ُ‬ ‫كاف الخطاب‪ ،‬فيراعى فيه‬ ‫ما لحقتهُ ُ‬
‫وإليك عني‪ ،‬و ِّإليكما عني‪ ،‬و ِّإليكم عني‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫كن‪ ،‬وإليكَ عني‪،‬‬ ‫س َّ‬ ‫َّ‬
‫وعليكن أنف َ‬ ‫سكم‪،‬‬ ‫سكما‪ ،‬وعليكم أنف َ‬ ‫أنف َ‬
‫الكتاب"‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫وهاكن‬ ‫الكتاب‪،‬‬
‫َ‬ ‫الكتاب‪ ،‬وهاك ُم‬
‫َ‬ ‫َاب‪ ،‬وها ُكما‬ ‫وهاك الكت َ‬ ‫ِّ‬ ‫الكتاب‬
‫َ‬ ‫ليكن عني‪ ،‬وهاكَ‬‫و ِّإ ّ‬

‫(‪)105/1‬‬

‫اسم الفعل المرتجل والمنقول والمعدول‬


‫ف‬ ‫ُ‬
‫ضعت من أول أمرها أسما َء أفعا ٍل‪ ،‬وذلك مثل‪َ " :‬هيْهاتَ وأ ّ ٍ‬ ‫ْ‬ ‫أسما ُء األفعا ِّل‪ ،‬إما ُمرت َجلةٌ‪ ،‬وهي‪ :‬ما َو‬
‫وآمينَ "‪.‬‬
‫وإما منقولة‪ ،‬وهي ما استُعملت في غير اسم الفع ِّل‪ ،‬ثم نُقلت إليه‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫كر ْويدَ‬
‫مصدر‪ُ :‬‬‫ٍ‬ ‫ومجرور‪ :‬كعليكَ نفسكَ ‪ ،‬أي‪ُ :‬خذْهُ‪ ،‬ومكانكَ ‪ ،‬أي‪ :‬اثب ْ‬
‫ُت‪ .‬وإِّما عن‬ ‫ٍ‬ ‫والنّق ُل إِّما عن ٍ ّ‬
‫جار‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫"هالكتاب"‪ ،‬أي‪ :‬خذهُ‪.‬‬
‫َ‬ ‫اتركهُ ودَ ْعهُ‪ .‬وإما عن تنبيهٍ‪ ،‬نحو‪:‬‬‫أخاكَ أي‪ :‬أم ِّه ْلهُ‪ ،‬وبَلهَ الش َّر أي‪ُ :‬‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫انز ْل واحذّ ْر‪.‬‬
‫معدوالن عن ِّ‬
‫ِّ‬ ‫وإما معدولةٌ‪َ :‬كنزا ِّل و ّح ِّ‬
‫ذار‪ ،‬وهما‬
‫("رويد" في األصل‪ :‬مصدر "ارود في سيره روادا ً أو رويداً" أي‪ :‬تأنى ورفق‪ .‬وهو مصغر تصغير‬
‫الترخيم‪ ،‬بحذف الزوائد‪ ،‬ألن أصله "ارواد"‪( .‬بله) في األصل مصدر بمعنى الترك‪ ،‬وال فعل له من‬
‫نونتهما‪،‬‬‫لفظه‪ ،‬وإنما فعله من معناه وهو "ترك"‪ .‬وكالهما اآلن اسم فعل أمر مبني على الفتح‪ ،‬فإن َّ‬
‫نحو‪" :‬رويدا ً أخاك وبلها ً الشر"‪ ،‬أو أضفتهما نحو‪ :‬رويدَ أخيك وبلهُ الشر" فهما حينئذ مصدران‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫منصوبان على المفعولية المطلقة لفعلهما المحذوف‪ .‬وما بعد المنون منصوب على أنه مفعول به له‪،‬‬
‫وما بعد المضاف مجرور لفظا ً باإلضافة إليه‪ ،‬من باب ِّإضافة المصدر إلى مفعوله)‪.‬‬

‫(‪)106/1‬‬

‫ب إِّفراداً‪ ،‬وتثنيةً وجمعا ً وتذكيرا ً‬ ‫ب المخاط ِّ‬ ‫ف بحس ِّ‬ ‫َتصر ُ‬‫اسم الفعل المنقولَ‪ ،‬ت َّ‬ ‫تلحق َ‬ ‫ُ‬ ‫والكاف؛ التي‬
‫وهاك‪ ،‬وهاكما‪ ،‬وهاكم‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ َ َ وهاكَ‬ ‫‪،‬‬‫ن‬‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫د‬‫ي‬‫ْ‬ ‫و‬ ‫ور‬ ‫كم‬ ‫د‬ ‫ي‬
‫ْ‬
‫ُ َ َ‬‫و‬ ‫ور‬ ‫كما‪،‬‬ ‫وتأنيثاً‪ ،‬نحو‪َ َ ُ :‬كَ ُ َ َ ِّ ُ َ َ‬
‫د‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫و‬‫ور‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫د‬‫ي‬‫ْ‬ ‫و‬‫ور‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫"ر‬
‫"ر َو ْيدَكَ وهاكَ " غير‬ ‫ليكن عني"‪ .‬إال أنها في ُ‬ ‫وهاكن‪ ،‬و ِّإليكَ عني‪ ،‬و ِّإليكما عني‪ ،‬و ِّإليكم عني‪ ،‬و ِّإ َّ‬ ‫ْ‬
‫َص ْر ُجزءا ً من الكلمة‪ ،‬لذا‬ ‫الزمة‪ ،‬ألن النقل عن المصدر أو حرف التنبيه وقع ُم َج َّردا ً عنها‪ ،‬فلم ت ِّ‬
‫الكتاب"‪ .‬أما في‪ِّ " :‬إليكَ ودُونكَ " ونحوهما من‬ ‫َ‬ ‫"ر َو ْيدَ أخاكَ وها‬ ‫يجوز انفكاكها عنهما‪ ،‬فتقولُ‪ُ :‬‬
‫ألن النقل قد وقع فيه مصحوبا ً بها فصار و ِّإياها كلمةً‬ ‫جر أو ظرفٍ فهي الزمة له‪َّ ،‬‬ ‫المنقول عن حرف ٍ ّ‬
‫األمر‪ ،‬لذا ال يجوز انفكاكها عنه‪ ،‬كما جاز في ُر َو ْيدَكَ وهاكَ "‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫واحدة ً يُراد بها‬
‫ب‬
‫س ِّ‬
‫فتتصرف بح َ‬
‫َ‬ ‫الكاف‪،‬‬
‫ُ‬ ‫جردَ من الكاف‪ ،‬فتكونَ بلفظٍ واح ٍد للجميع‪ ،‬وأن تلحقها‬ ‫ُ‬
‫ويجوز في "ها" أن ت َّ‬
‫ُ‬
‫تتصرف همزتها‪ ،‬فيُقال‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫المخاطب‪ .‬ويجوز أن يقال فيها‪" :‬ها َء"‪ ،‬بلفظٍ واح ٍد للجميع‪ .‬واألفص ُح أن‬
‫"هاء" للواحدة‪ ،‬و "هاؤماً"‪ ،‬للمثنى‪ ،‬و "هاؤ ْم"‪ ،‬لجمع الذكور‪ ،‬و "هاؤُن" لجمع‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫"ها َء"‪ ،‬للواحدِّ‪ ،‬و‬
‫فاقر ُؤهُ‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ه‬‫ذو‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫أي‪:‬‬ ‫ْ}‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ب‬ ‫كتا‬ ‫ا‬ ‫اقرؤو‬
‫ُ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ؤ‬‫ُ‬ ‫{ها‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫اإلناث‪ ،‬ومنه قول‬
‫ب ال محل له من اإلعراب علىاألصح‪ .‬وفي "إليك وعليك‬ ‫حرف خطا ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫(والكاف في "رويدك وهاك"‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ودونك" ونحوها ال إعراب لها على الصحيح‪ ،‬ألنها صارت جزءا ً من الكلمة‪ ،‬وجزء الكلمة ال‬
‫ِّإعراب له‪ :‬فاإلعراب إنما هو لهذه الكلمة برمتها)‪.‬‬
‫لألمر‪ ،‬وال يأتي لغيره‪ .‬وأما ال ُمرت َج ُل‬ ‫ِّ‬ ‫كرويدَ‪ ،‬والمعدولُ‪َ :‬كنزا ِّل‪ ،‬ال يأتي ِّإال‬ ‫واس ُم الفع ِّل المنقولُ‪ُ :‬‬
‫افترق‪،‬‬
‫شتانَ ‪ ،‬بمعنى‪َ :‬‬ ‫ّ‬ ‫األكثر‪ .‬وقد يأتي للماضي‪ :‬ك َ‬ ‫ْ‬ ‫ف‪ ،‬وهو‬ ‫فيأتي لألمر‪ :‬ك َمهْ‪ ،‬بمعنى‪ :‬ان َك ِّف ْ‬
‫أعجب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ي"‪ ،‬بمعنى‪:‬‬ ‫"و ْ‬ ‫وللمضارع‪ ،‬مثل‪ُ :‬‬
‫ي‪.‬‬ ‫وما كان منه منقوالً أو مرتجال‪ ،‬فهو سماع ّ‬
‫ً‬

‫(‪)107/1‬‬

‫تصرف‪:‬‬ ‫جر ٍد تا ٍ ّم ُم ّ‬ ‫ي ٍ ُم َّ‬‫ي يُبنى على وزن "فَعا ِّل"‪ ،‬من كل فع ٍل ثالث ّ‬ ‫وما كان منه معدوالً‪ ،‬فهو قياس ّ‬
‫دار"‪،‬‬ ‫راك" بمعنى‪ :‬أَد ِّْر ْك‪ ،‬و "بَ ِّ‬ ‫ي ِّ نحو‪" :‬دَ ِّ‬ ‫ذار‪ .‬وشذَّ مجيئُهُ من َمزي ِّد الثالث ّ‬ ‫ب ونَزا ِّل و َح ِّ‬ ‫ضرا ِّ‬ ‫َكقتا ِّل و َ‬
‫بمعنى‪ :‬باد ِّْر‪.‬‬
‫اسم الفعل الماضي والمضارع واألمر‬
‫أسماءاألفعال أيضا ً على ثالثة أنواع‪:‬‬
‫سرعانَ )‬ ‫شكانَ و ُ‬ ‫ماض‪ :‬وقد وردَ منه ( َهيْهاتَ )‪ ،‬أي‪ :‬بَعُدَ‪ ،‬و (شتّان)‪ ،‬أي‪ :‬افترقَ ‪ ،‬و ( ُ‬ ‫ٍ‬ ‫اس ُم فع ٍل‬
‫ىء‪.‬‬
‫الطاء)‪ ،‬أي‪ :‬أب ِّْط ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الباء وكسرها وسكون‬ ‫ع‪ ،‬و (بُطآنَ ) بض ِّ ّم ِّ‬ ‫ث َّأولهما)‪ ،‬أي‪ :‬أسر َ‬ ‫(بتثلي ِّ‬
‫ف‪ ،‬أي‪ :‬أتض ّج ُر‪ ،‬و "وا‪َ ،‬وواها‪ً،‬‬ ‫ُ‬
‫"أتو َّج ُع"‪ ،‬وأ ّ ٍ‬ ‫"أو ْه وآهِّ"‪ :‬أي‪َ :‬‬ ‫واس ُم فع ٍل مضارعٍ‪ :‬وقد وردَ منه َّ‬
‫خ)‪ ،‬أي‪ :‬أَستحسنُ و (بَ َج ْل) أي‪ :‬يكفي‪.‬‬ ‫ب‪( ،‬وبَ ٍ‬ ‫وي"‪ ،‬اي‪ :‬أَتع ّج ُ‬ ‫َو ْ‬
‫ْ‬
‫"ر َو ْيدَ" أي‪" :‬أم ِّهل"‪ ،‬و‬ ‫ف‪ ،‬و ُ‬ ‫صهْ" أي‪ :‬اسكت‪ ،‬و " َمهْ"‪ ،‬أي‪ :‬انك ِّف ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أمر‪ :‬وقد وردَ منه " ّ‬ ‫واس ُم فع ِّل ٍ‬
‫سكَ وبنفسِّكَ "‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫الكتاب"‪ ،‬أي‪ :‬خذهُ‪ ،‬و " َعليكَ نف َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫"ها‪ ،‬وها َء‪ ،‬وهاكَ ‪ ،‬ودُونَكَ ‪ ،‬وعندَكَ ‪ ،‬ولدَيْكَ‬
‫امض في حديثكَ أو‬ ‫ِّ‬ ‫أي‪:‬‬ ‫"‬‫ه‬‫ِّ‬ ‫"إي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ذ‬ ‫ُ‬
‫خ‬ ‫‪:‬‬ ‫أي‬
‫ْ‬ ‫"‪،‬‬ ‫الكتاب‬
‫َ‬ ‫الزَ ْمها‪ ،‬و " ِّإليكَ عني"‪ ،‬أي‪ :‬تَنَ َّح‪ ،‬و " ِّإليكَ‬
‫سرعاً‪ ،‬و َحيَّه َل‬ ‫العلم"‪ ،‬أي‪َ :‬هلُ َّم إلى ذلكَ وت َعا َل ُم ِّ‬ ‫الخير‪ ،‬وعلى ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ي على الصال ِّة وعلى‬ ‫ِّزدْني منهُ‪ ،‬و "ح َّ‬
‫األمر"‪ ،‬أي‪َ :‬ع َّج ْل إليه‪ ،‬و "باألمر"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫أقبل عليه‪ ،‬و " ِّإلى‬ ‫األمر"‪ ،‬أي‪ :‬ائت ِّه‪ ،‬و "على األمر"‪ ،‬أي‪ْ :‬‬ ‫َ‬
‫استجبْ ‪،‬‬‫ِّ‬ ‫أي‪:‬‬ ‫"‬ ‫"آمينَ‬ ‫و‬ ‫)‪،‬‬ ‫لكَ‬ ‫ْتَ‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫(ويقا‬ ‫ْ‪،‬‬ ‫ع‬ ‫أسر‬
‫ِّ‬ ‫أي‪:‬‬ ‫)‪،‬‬ ‫التاء‬
‫ِّ‬ ‫(بتثليث‬ ‫"‬ ‫ه‬
‫َيتَ‬ ‫و‬ ‫ّا‬ ‫ي‬ ‫"ه‬ ‫و‬ ‫به‬ ‫ل‬ ‫َع ِّ ّج ْ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫تأخر‪.‬‬
‫ْ‬ ‫"وراءكَ "‪ ،‬أي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ُت‪ ،‬و "أما َمكَ "‪ ،‬أي‪ :‬تَقَدَّ ْم‪ ،‬و‬
‫و "مكانَكَ "‪ ،‬أي‪ :‬اثب ْ‬
‫سلف‪.‬‬
‫َ‬ ‫ي كما‬ ‫ص ُر‪ ،‬ألنه قياس ٌّ‬
‫أما المعدودُ منهُ فال يُح َ‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( أسماء األصوات )‬

‫أسما ُء األصوات على نوعين‪:‬‬

‫(‪)108/1‬‬

‫ص َّحة‬ ‫ُ‬
‫حيث ِّ‬ ‫اسم الفع ِّل من‬ ‫ب به ما ال يَع ِّق ُل من الحيوان أو صغار اإلنسان‪ ،‬وهو يُش ِّبهُ َ‬ ‫ط ُ‬‫ع يُخا َ‬ ‫نو ٌ‬
‫ً‬
‫سم فع ٍل‪ ،‬ألنهُ ال يحم ُل ضميرا‪ ،‬وال يق ُع في شيءٍ من تراكيب الكالم‪،‬‬ ‫اإلكتفاء به‪ :‬وإنما لم يُجع ِّل إِّ َ‬‫ِّ‬
‫س (للبغل‪ ،‬وغيرهما مما‬ ‫(للفرس)؛ و َعدَ ْ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫بخالف اسم الفعل‪ .‬وذلك ما كان موضوعا للزجر‪ :‬ك َهال‬
‫َّ‬
‫تناول شيءٍ ‪ ،‬أو ليتقذ َر من شيءٍ ‪،‬‬ ‫لزجر الطف ِّل عن ُ‬ ‫ِّ‬ ‫وكسرها‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫الكاف‬
‫ِّ‬ ‫يُز َج ُر به الحيوانُ )‪ ،‬و َك ْخ (بفتح‬
‫ُزجر ليمضي)‪.‬‬‫ُوردُ الما َء‪ ،‬أو ي ُ‬ ‫سأْ" للحمار الذي ي َ‬ ‫أو للدُّعاء كنِّ ْخ (للبعير الذي يُناخُ)‪ ،‬و " َ‬
‫ق "لصوت الغُراب"‬ ‫ع يُحكى ِّب ِّه صوتٌ من األصوات المسموعة‪ .‬كقَبْ ( ِّل َو ْق ِّع السيف"‪ ،‬وغا ِّ‬ ‫ونو ٌ‬
‫صراخ على الميت"‪ :‬ولذلك بُني نحو سيبويه ألنه مختو ٌم باسم‬ ‫ط ْق "لصوت الحجر"‪َ ،‬‬
‫وو ْب ِّه لل ُّ‬ ‫و َ‬
‫صوت‪.‬‬
‫ُني ألنه أشبهَ الحرف ال ُمه َم َل عنه العمل‪ ،‬في كونه يُستعم ُل ال‬ ‫األسماء المبنيَّة‪ .‬وقد ب َ‬ ‫ِّ‬ ‫النوعين من‬
‫ِّ‬ ‫وكال‬
‫عامالً وال معموال‪ً.‬‬
‫ُصوتُ‬
‫ق" أو باسم ما ي َّ‬ ‫صاحب الصوت باسم صوته المنسوب إليه‪ ،‬كما يُس ّمى الغُراب "غا ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وقد يُسمى‬
‫لهُ به‪ ،‬كما يُسمى البغ ُل " َعدَس"‪ ،‬ومنهُ قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫س*‬ ‫َ‬
‫س * على الذي بينَ الحمار والف َر ْ‬ ‫*إِّذا َح َملتُ بَدَني َعلى َعدَ ْ‬
‫س*‬ ‫بالي َم ْن َعدَا و َم ْن َجلَ ْ‬ ‫ُ‬
‫*فال أ َ‬
‫والمختار عندَ المحققين‪ ،‬فتقول‪:‬‬ ‫ِّ ّ‬ ‫أي‪ِّ :‬إذا حملته على البغل‪ .‬وحينئ ٍذ يُحكى على بنائه‪ ،‬وهو القياس‪،‬‬
‫ب‪ ،‬فيقال‪" :‬رأيتُ‬ ‫عر ٍ‬ ‫ب لوقوعه موق َع ُم َ‬ ‫ُعر ُ‬‫س" بالسكون‪ .‬وقد ي َ‬ ‫ق"‪ ،‬بالكسر‪" ،‬ركبتُ َعدَ ْ‬ ‫"رأيتُ غا ٍ‬
‫غاقاً‪ ،‬وركبتُ َعدَساً"‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( االسم وأقسامه )‬
‫ضمن العنوان ( شبه الفعل من األسماء )‬

‫ث ولذا تُسمى‪" :‬األسما َء المشبَّهةَ باألفعال"‬


‫والمرادُ به األسما ُء التي تُشبهُ األفعا َل في الداللة على الحد ِّ‬
‫و "األسما َء ال ُمتصلةَ باألفعال" أيضاً‪.‬‬

‫(‪)109/1‬‬

‫وصيَ ُغ‬ ‫المصدر‪ ،‬واس ُم الفاع ِّل‪ ،‬واس ُم المفعو ِّل‪ ،‬والصفةُ المشبّهةُ ِّ‬
‫باسم الفاع ِّل‪ِّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وهي تسعةُ أنواعٍ‪:‬‬
‫المكان‪ ،‬وإس ُم اآلل ِّة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫مان‪ ،‬وإسم‬ ‫المبالغة‪ ،‬و ِّإس ُم التفضي ِّل‪ ،‬و ِّإس ُم َّ‬
‫الز ِّ‬
‫المصدر وانواعه‬
‫أحرف فعل ِّه لفظاً‪ ،‬مثلُ‪" :‬ع َ‬
‫لم‬ ‫َ‬ ‫جردا ً عن الزمان‪ ،‬متض ّمنا ً‬ ‫ظ الدّا ُّل على الحدَث‪ُ ،‬م َّ‬ ‫المصدر‪ :‬هو اللف ُ‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫"و َعدَ ِّعدةً‪ ،‬وسلم تسليماً"‪.‬‬‫ِّف بغيره‪ ،‬مثلُ‪َ :‬‬ ‫عوضا ً ِّمما ُحذ َ‬‫ِّع ْلماً‪ ،‬أو تقديراً‪ ،‬مثلُ‪" :‬قات َل قِّتاالً" أو ُم َّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(فالعلم‪ :‬مشتمل على أحرف "علم" لفظاً‪ .‬والقتال مشتمل على ألف "قاتل" تقديراً‪ ،‬ألن أصله "قيتال"‪،‬‬
‫بدليل ثبوت هذه الياء في بعض المواضع‪ ،‬فنقول‪" :‬قاتل قيتاالً‪ ،‬وضارب ضيراباً" وهذه اليا ُء أصلها‬
‫ع ّوضت منها تا ُء‬ ‫األلف في قاتل‪ ،‬انقلبت يا ًء النكسار ما قبلها‪ .‬والعدّة أصلها "الوعد" حذفت الواو و ُ‬
‫وعوض‬ ‫التأنيث‪ .‬والتسليم أصله "السالم"‪ .‬بكسر السين وتشديد الالم‪ ،‬حذف أحدُ حرفي التضعيف‪ّ ،‬‬
‫عوض‬
‫ٌ‬ ‫منه تا َء التفعيل‪ ،‬فجاء على "تسالم" كالتكرار‪ .‬ثم قلبوا األلف ياء‪ ،‬فصار إلى "التسليم"‪ .‬فالتاء‬
‫من ِّإحدى الالمين‪.‬‬
‫فان تضمن االس ُم أحرف الفعل ولم يدل على الحدث‪ ،‬كالكحل والدهن والجرح (بضم األول في‬
‫الثالثة)‪ ،‬فليس‪ ،‬بمصدر‪ .‬بل هو امس لألثر الحاصل بالفعل‪ ،‬أي األثر الذي يحدثه في الفعل)‪.‬‬
‫وان د ّل على الحدث‪ ،‬ولم يتضمن كل أحرف الفعل‪ ،‬بل نقص عنه لفظا ً وتقديرا ً من دون عوض‪ ،‬فهو‬
‫اسم مصدر‪ ،‬كتوضأ وضوءاً‪ ،‬وتكلم كالماً‪ ،‬وسلم سالماً‪ ،‬وسيأيت الكالم عليه‪.‬‬
‫والمصدر أص ُل الفع ِّل‪ ،‬وعنهُ يَصد ُُر جمي ُع المشتقّات‪.‬‬
‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫متناع‬ ‫إ‬‫و‬
‫ٍ ِّ‬ ‫كإكرام‬ ‫ه‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫فو‬ ‫لما‬ ‫ومصدر‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‪،‬‬
‫ة‬ ‫وهداي‬ ‫ير‬ ‫س‬
‫َ ٍ‬ ‫ك‬ ‫د‪:‬‬‫المجر‬
‫َّ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫الثالث‬ ‫ل‬
‫ِّ‬ ‫للفع‬ ‫مصدر‬
‫ٌ‬ ‫قسمان‪:‬‬ ‫وهو‬
‫ج‪.‬‬‫َدحر ٍ‬
‫وت ُ‬
‫يٍ‪" :‬كالحياةِّ والموتِّ"‪ .‬وإما أن يكون مصدرا ً ميمياً‪:‬‬ ‫غير ميم ّ‬‫وهو أيضاً‪ ،‬إما أن يكون مصدرا ً َ‬
‫"كال َمحيا وال َممات"‪.‬‬
‫مصدر الفعل الثالثي‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫لمصادر األفعال الثالثية أوزان كثيرة‪ ،‬وذلك‪:‬‬

‫(‪)110/1‬‬

‫غ ْف ٍ‬
‫ران‪،‬‬ ‫مان‪ ،‬و ُ‬ ‫وح ْر ٍ‬ ‫ور ْح َمةٍ‪ ،‬ونِّ ْشدَةٍ وقُد َْوةٍ‪ ،‬ودَع َْوى‪ ،‬و ِّذ ْك َرى‪ ،‬وبُ ْش َرى‪ ،‬ولَي ٍ‬
‫ّان ِّ‬ ‫ش ْغ ٍل‪َ ،‬‬ ‫ص ٍر و ِّع ْل ٍم‪ ،‬و ُ‬‫َكنَ ْ‬
‫سعا ٍل‪ ،‬وزَ هادَةٍ‪،‬‬ ‫ب‪ ،‬و ُ‬‫ب‪ ،‬وإِّيا ٍ‬ ‫َ‬
‫س ِّرقةٍ‪ ،‬وذها ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ى‪ ،‬و َغلبَةٍ‪ ،‬و َ‬ ‫وصغ ٍَر‪ ،‬وهُد ً‬ ‫ق‪ِّ ،‬‬ ‫ب‪ ،‬و َخنِّ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قان‪ ،‬وطل ٍ‬ ‫و َخفَ ٍ‬
‫ورةٍ‪،‬‬‫صي ُْر َ‬ ‫سؤْ دَدٍ‪ ،‬و َجبَروتٍ‪ ،‬و َ‬ ‫صهي ٍل‪ ،‬و ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ودِّرايَ ِّة‪ ،‬وبُغايَةٍ‪ ،‬وكرا ِّهيَةٍ‪ ،‬ود ُخو ٍل‪ ،‬وقبو ٍل‪ ،‬وصهوبةٍ‪ ،‬و َ‬
‫وشَبيبَةٍ‪ ،‬وت َ ْهلُ َكةٍ‪ ،‬و َم ْد َخ ٍل‪ ،‬و َم ْر ِّج ٍع‪ ،‬و َمسْعاةٍ‪ ،‬و َمحْ َمدٍ‪ ،‬و َم ْح ِّمدَةٍ‪" ،‬يُقا ُل في ِّهما أَيضاً‪َ :‬محْ َمد ٌ و َم ْح َمدَةٌ‪.‬‬
‫ع ِّد َل بكثير من مصادرها عن هذا‬ ‫المجردة‪ ،‬ثم ُ‬ ‫َّ‬ ‫ي لألفعال الثالثية‬ ‫المصدر األصل ُّ‬‫ُ‬ ‫و "فَ ْعلٌ" هو‬
‫كثير منها على هذا الوزن‪.‬‬ ‫وبقي ٌ‬
‫َ‬ ‫األصل‪،‬‬
‫ومما يَد ُّل على هذا أنهم إذا أرادوا بنا َء ال َم َّرةِّ والنوعِّ َرجعوا إليه‪ ،‬فلم يَبنوهما من مصدر فِّعلهما‪ .‬إال‬ ‫ِّ‬
‫سعال‪:‬‬ ‫فالمرة والنوع من الدُّخول والقيام وال ُّ‬ ‫َّ‬ ‫أنهم كسروا َّأو َل المصدر النَّوعي‪ ،‬تمييزا ً له من ال َم َّرة‪.‬‬
‫س ْعلةٌ و ِّس ْعلةٌ"‪.‬‬
‫ِّخلةٌ‪ ،‬وقومةٌ وقِّيمةٌ‪ ،‬و َ‬ ‫دَ ْخلةٌ َود ْ‬
‫المصادر الثالثية القياسية‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُقاس منها ما كان على وزن‪ :‬ف ْع ٍل وفعَ ٍل‪ ،‬وفعو ٍل‪،‬‬ ‫ي‪ .‬وإِّنما ي ُ‬ ‫سماع ٌّ‬‫الكثير منها َ‬
‫ُ‬ ‫المصادر المتقدمة‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الن‪ ،‬وفعا ٍل‪ ،‬وفعي ٍل‪ ،‬وفعُولةٍ‪ ،‬وفعال ٍة وفِّعالةٍ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وفِّعا ٍل‪ ،‬وفَعَ ٍ‬
‫(والمراد بالقياس هنا اذا وردَ شي ٌء ولم يعلم كيف تكلموا بمصدره‪ ،‬فانك تقيسه على هذا؛ ألنك تقيس‬
‫مع وجود السماع فقد ورد مصادر عدة مخالفة لهذا القياس‪ ،‬فال يجوز العدول عنها‪ ،‬كما ورد للفعل‬
‫الواحد مصدر عدة مخالفة لهذا القياس‪ ،‬فال يجوز العدول عنها‪ ،‬كما ورد للفعل الواحد مصدران أو‬
‫أكثر‪ ،‬أحدهما قياسي‪ ،‬وغيره سماعي‪ ،‬غير جار على القياس‪ .‬وأجاز الفراء أن يقاس مع وجود‬
‫السماع)‪.‬‬
‫مصدرهُ على وزن‪" :‬فِّعا ٍل" كأبى إبا ًء‪ ،‬ونَفَ َر‬ ‫ُ‬ ‫والغالب فيما د َّل من األفعال على امتناعٍ‪ ،‬أن يكون‬ ‫ُ‬
‫نِّفاراً‪ ،‬وش ََردَ ِّشراداً‪ ،‬و َجم َح ِّجماحاً‪ ،‬وأبقَ إباقا‪ً.‬‬

‫(‪)111/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫طوفاناً‪ ،‬و َجا َل‬ ‫كطاف َ‬ ‫َ‬ ‫مصدره على "فَ ْعالَ ٍن"‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ب‪ ،‬أن يكون‬ ‫ب وتقلُّ ٍ‬ ‫وفيما د َّل على حرك ٍة واضطرا ٍ‬
‫َج َوالناً‪ ،‬وغَلى غَلياناً‪.‬‬
‫سهُ دُواراً‪.‬‬ ‫ودار رأ ُ‬ ‫َ‬ ‫سعاالً‪ ،‬وزَ َح َر ُزحارا ً‬ ‫سعَ َل ُ‬ ‫وفيما د َّل على داءٍ ‪ ،‬أن يكون مصدره على فُعا ٍل "ك َ‬
‫فاألو ُل مثلُ‪" :‬بغَمت الظبيةُ بُغاماً‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫مصدره على فُعا ٍل أو فَعي ٍل"‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ت أن يكون‬ ‫ص ْو ٍ‬ ‫وفيما د َّل على َ‬
‫ضباحاً"‪.‬‬ ‫ت الخي ُل ُ‬ ‫ضبَح ِّ‬ ‫و َ‬
‫ص َردُ صخيداً"‪.‬‬ ‫صهيالً‪ ،‬وص َخدَ ال ُّ‬ ‫الفرس َ‬ ‫ُ‬ ‫والثاني مثلُ‪" :‬ص َه َل‬
‫وأزت ال ِّقد ُْر أُزازا‪ً،‬‬ ‫ً‬
‫راب نُعابا ونعيبا‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ب الغُ ُ‬ ‫رين لفع ٍل واح ٍد مثل‪" :‬نَعَ َ‬ ‫وقد يجتم ُع "فُعا ٌل وفعيلٌ" َمصدَ ِّ‬
‫مصدرهُ‬
‫ُ‬ ‫سير‪ ،‬أن يكون‬ ‫الراعي بغنم ِّه نُعاقا ً ونعيقاً"‪ .‬وفيما د َّل على ٍ‬ ‫صراخا ً وصريخاً‪ ،‬ونعَقَ َّ‬ ‫صر َخ ُ‬ ‫و َ‬
‫البعير ذَميال‪ً.‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫كرح َل رحيال‪ ،‬وذم َل‬ ‫على "فعي ٍل"‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ع ِّزراعةً‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫ر‬ ‫وزَ‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ياك‬‫ح‬‫كحاكَ ِّ‬ ‫ٍ"‪:‬‬ ‫ة‬‫عال‬ ‫ف‬
‫ِّ‬ ‫"‬ ‫على‬ ‫ه‬ ‫مصدر‬
‫ُ‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫ٍ‪،‬‬ ‫ة‬ ‫رف‬ ‫ح‬ ‫ِّ‬ ‫أو‬ ‫ة‬ ‫ٍ‬ ‫صناع‬ ‫وفيما د َّل على‬
‫فارةً‪.‬‬
‫سفَ َر بين القوم ِّس َ‬ ‫َجر ِّتجارةً‪ ،‬وأ َم َر إمارةً‪ ،‬و َ‬ ‫ط ِّخياطةً‪ ،‬وت َ‬ ‫وخَا َ‬
‫فقياس مصدره "فَ ْعلٌ" أو "فَعَلٌ" أو "فُعولٌ" أو‬ ‫ُ‬ ‫فإن لم يدُ َّل الفع ُل على معنًى من المعاني المذكورة‪،‬‬
‫"فَعالةٌ"‪.‬‬
‫كنصر نصراً‪ ،‬وردَّ ردًّا‪ ،‬وقا َل قوالً‪ ،‬ورمى رمياً‪ ،‬وغزا‬ ‫َ‬ ‫ي المتعدي‪:‬‬ ‫مصدر للفعل الثالث ّ‬ ‫ٌ‬ ‫فـ "فَ ْعلٌ"‪:‬‬
‫وأمنَ أ ْمنًا‪.‬‬ ‫وفهم ف ْهما‪ِّ ،‬‬‫ً‬ ‫َ‬ ‫غزواً‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ت يَد ُه‬ ‫َّ‬
‫ى‪ ،‬وشَل ْ‬ ‫ي َجو ً‬ ‫ً‬
‫الالزم من باب "فَ ِّعلَ" بكسر العين‪ ،‬كفَ ِّر َح فَرحا و َج ِّو َ‬ ‫ِّ‬ ‫و (فَ ْعلٌ)‪ :‬مصردٌ للثالث ّ‬
‫ي‬
‫شلَالً‪.‬‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫س ُجلوسا‪ ،‬وقعدَ قعودا‪ ،‬وسما‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ي الالزم من باب "فعَل"‪ ،‬بفتح العين‪ .‬كجل َ‬ ‫َ‬ ‫مصدر للثالث ّ‬ ‫ٌ‬ ‫و (فعولٌ)‪:‬‬ ‫ُ‬
‫فمصدر ُه‬
‫ُ‬ ‫ٍ‪،‬‬
‫ة‬ ‫صناع‬ ‫أو‬ ‫سير‬
‫ٍ‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬
‫ت‬ ‫صو‬ ‫أو‬ ‫داءٍ‬ ‫أو‬ ‫ٍ‪،‬‬
‫ة‬ ‫حرك‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫امتناع‬ ‫على‬ ‫منه‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫د‬ ‫ما‬ ‫إال‬ ‫ا‪.‬‬ ‫مو‬
‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ونما‬ ‫س ُم ًّوا‪،‬‬ ‫ُ‬
‫كما تقدَّم‪.‬‬

‫(‪)112/1‬‬

‫سهولةً‪،‬‬ ‫ي من باب "فَعُلَ" بض ِّ ّم العين‪ ،‬فاألولُ‪ .‬مثلُ‪َ " :‬‬


‫س ُه َل ُ‬ ‫و (فُعُولةٌ‪ ،‬وفَعالةٌ)‪ً :‬مصدران للفعل الثالث ّ‬
‫ض ُخ َم ضخامةً‪،‬‬ ‫ص َح فَصاحةً‪ ،‬و َ‬ ‫عذوبةً‪ ،‬و َملُح ُملوحةً"‪ ،‬والثاني مثلُ‪" :‬فَ ُ‬ ‫ب ُ‬‫صعوبةً و َعذ ُ َ‬ ‫ب ُ‬ ‫صعُ َ‬‫و َ‬
‫ف ظرافةً"‪.‬‬ ‫ظ ُر َ‬ ‫و َج ُز َل َجزالةً‪ ،‬و َ‬
‫ص ُر فيه‬ ‫ي‪ ،‬يُقت َ‬ ‫سماع ٌّ‬ ‫ي‪ .‬وما وردَ على خالف ذلك فهو َ‬ ‫مصدر الفعل الثالث ّ‬ ‫ِّ‬ ‫القياس الثابتُ في‬ ‫ُ‬ ‫هذا هو‬
‫وعظم‬
‫َ‬ ‫شكراناً‪،‬‬ ‫َكر ُ‬ ‫هب ذَهابا ً وش َ‬
‫ي ِّرضا ً وذَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ور ِّ‬‫س ْخطاً‪َ ،‬‬ ‫ط ُ‬ ‫س ِّخ َ‬ ‫على النّقل عن العرب‪ .‬مثل‪َ " :‬‬
‫مصدرهُ على غير القياس‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وركب ُركوبا"‪ ،‬وغير ذلك مما جا َء‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َعظمةً‪ ،‬و َح ِّزنَ ُحزناً‪ ،‬و َجحدَ ُجحودا‪،‬‬
‫ً‬
‫ي أيضاً‪.‬‬ ‫وكثير مما جا َء مخالفا ً للقياس له مصد ٌر قياس ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫مصدر الفعل فوق الثالثي‬
‫سن ٍَن واحدٍ‪.‬‬ ‫ي يجري على َ‬ ‫فمصدرهُ قياس ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫إذا تجاوز الفع ُل ثالثة أحرفٍ ‪،‬‬
‫ي ٍ أم ِّلما فوقهُ‪.‬‬ ‫ي‪ ،‬سوا ٌء أكانَ لفع ٍل ثالث ّ‬ ‫والمصدر الميم ُّ‬
‫ُ‬ ‫المر ِّة والنوع‪،‬‬ ‫ومن المصادر القياسية مصدرا ً َّ‬
‫قياس مصدر ما فوق الثالثي‬
‫وزن ماضيه‪ ،‬بكسر أوله‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ك ُّل فع ٍل جاوز ثالثةَ أحرفٍ ‪ ،‬ولم يُبدأ بتاءٍ زائدة‪ ،‬فالمصدر منه يكونُ على‬
‫وزيادة ألفٍ قبل آخره‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫"أكرم إِّكراما‪ ،‬وزَ لز َل ِّزلزاال"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫سر َّأوله‪ ،‬فقط‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ي األحرف ُك َ‬ ‫ث َّم إن كان ُرباع َّ‬
‫وإحرنجم‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سداسيَّها‪ ،‬كس َِّر ثالثهُ‪ ،‬أيضا تبَعا لكسر َّأول ِّه‪ ،‬نحو‪" :‬إنطلق إنطالقا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وإن كان ُخماسيَّها‪ ،‬أو ُ‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫وإستغفر إستغفارا‪ ،‬وإطمأن إطمنئانا"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫إحرنجاماً‪،‬‬
‫ط ت َساقطاً‪،‬‬ ‫صر ماضيه مصدرا ً بض ِّ ّم رابع ِّه‪ ،‬مثلُ‪" :‬ت َكلَّ َم ت َكلُّماً‪ ،‬وت َساق َ‬ ‫فإن بُدى َء َّأولهُ بتاءٍ زائدةٍ يَ ْ‬
‫َزلزالً"‪.‬‬
‫وت َزلز َل ت ُ‬
‫وكسر ما قبلها‪ ،‬نحو‪" :‬توانى توانِّياً‪ ،‬وتلقى ت َل ِّقّياً"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فيجب قلبُها يا ًء‬ ‫ُ‬ ‫اآلخر ألفا ً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫إالَّ إن كان‬
‫شذَّ مجي ُء التَّفعي ِّل مصدرا ً "لفعَّلَ"‪ ،‬و "ال ُمفاعلة" مصدرا ً "لفا َعلَ" والفَ ْعللَة مصدرا ً لفَ ْعللَ‪ .‬وما‬ ‫و َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫أشبهها في الوزن‪ .‬وسيأتي شر ُح ذلك‪.‬‬
‫وإليك تفصيل ما تقدَّم‪.‬‬
‫مصادر افعل وفعل وفاعل‬

‫(‪)113/1‬‬

‫"أكرم إكراماً‪،‬‬
‫َ‬ ‫فمصدره على وزن "إفعال" نحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )1‬ما كان على وزن "أفعلَ" صحي َح العين‪،‬‬
‫وأوجدَ إيجاداً"‪.‬‬
‫مصدره على (إقالةٍ) كإقام ٍة وإعان ٍة وإبانةٍ‪ُ ،‬حذفت‬ ‫ُ‬ ‫"أقام وأعانَ وأبانَ " جاء‬ ‫َ‬ ‫فإن اعتلَّت عينُه‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ٌ‬
‫وإبيان"‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫وإعوان‬ ‫وعوض منها تاء التأنيث‪ .‬واألصلُ‪" :‬إقوا ٌم‬ ‫عينُ المصدر‪َّ ،‬‬
‫ِّكر هللا‬‫ضيف‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ال تُلهيهم تجارة ٌ وال بي ٌع عن ذ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫حذف هذه التا ُء من المصدر‪ ،‬إذا أ‬ ‫وقد ت ُ ُ‬
‫وإيتاء الزكاةِّ}‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وإقام الصالةِّ‬ ‫ِّ‬
‫المصدر همزةً‪ :‬كإعطاءٍ وإهداءٍ‬ ‫ِّ‬ ‫لبت المهُ في‬ ‫ُ‬
‫وأولى" ق ْ‬ ‫وما كان منهُ ُمعت ُّل الالم مثلُ‪" :‬أعطى وأهدى ْ‬
‫وإيالءٍ ‪.‬‬
‫ي"‪ ،‬قلبت الواو والياء همزة‪.‬‬ ‫ي"‪ ،‬وكذلك "عطا ٌء" أصله‪" :‬عطا ٌ‬ ‫ي وإيال ٌ‬ ‫"إعطاو وإهدا ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫(واألصل‪:‬‬
‫لوقوعهما بعد ألف زائدة‪ .‬قال في شرح القاموس‪" :‬العرب تهمز الواو والياء إذا جاءتا بعد ألف‪ّ ،‬‬
‫ألن‬
‫الهمزة أحمل للحركة منهما‪ ،‬وألنهم يستثقلون الوقف على الواو‪ ،‬وكذلك الياء‪ ،‬مثل‪" :‬الرداء"‪،‬‬
‫ي" اهـ‪ .‬وسيأتي بسط ذلك في الكالم على (اإلبدال)؛ في الجزء الثاني من هذا الكتاب)‪.‬‬ ‫وأصله‪" :‬راد ٌ‬
‫وقد يجي ُء "أفعلَ" على "فَعا ٍل" بفتح الفاء‪ ،‬وتخفيف العين‪ ،‬نحو‪" :‬أنبتَ نَباتاً‪ ،‬وأعطى َعطا ًء‪ ،‬وأثنى‬
‫مصدر‪ ،‬ال مصد ٌر‪ ،‬لنُقصان ِّه عن أحرف فعل ِّه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ثَنا ًء"‪ ،‬فهذا اس ُم‬
‫غير مهموزها‪ ،‬فمصدره على‬ ‫ً‬
‫(‪ )2‬ما كان على وزن "فَعَّلَ" بتشديد العين مفتوحة ‪ -‬صحي َح الالم‪َ ،‬‬
‫ظم ت َعظيما‪ ،‬و َعلَّم ت َعليماً"‪.‬‬ ‫"ت َ ْفعيل"‪ ،‬نحو‪َ " :‬ع َّ‬
‫ب ت َجربةً‪ ،‬وفَ َّك َر ت َفكرةً‪ ،‬وذ َّكر ت َذكرةً"‪.‬‬ ‫وقد يجي ُء على "ت َ ْف ِّعلة" نادراً‪ ،‬نحو‪َ :‬ج ّر َ‬
‫س ّمى وزَ ّكى" جاء مصدره على وزن "ت َ ْف ِّعلةٍ" كتوصي ٍة وتسمي ٍة‬ ‫صى و َ‬ ‫"و ّ‬ ‫فإن اعتلت المهُ‪ ،‬نحو‪َ :‬‬
‫ع ّ ِّوض منها التاء‪.‬‬ ‫ياء "التفعيل"‪ ،‬و ُ‬ ‫ف بحذف ِّ‬ ‫وتزكيةٍ‪ُ ،‬خ ِّفّ َ‬
‫وخطأ وهنّأ" فمصدره على (ت َ ْفعيل) وعلى (ت َ ْف ِّعلة) مثلُ‪" :‬تَجزيءٍ‬ ‫ّ‬ ‫"جزأ َ‬
‫ّ‬ ‫و ِّإن هُمزت ال ُمهُ‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫وت َجزئةً‪ ،‬وتَخطيءٍ وت َخطئة‪ ،‬وتهنيءٍ وت َهنئة"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬

‫(‪)114/1‬‬

‫العين مفتوحةً ‪ -‬قليالً‪ ،‬فقالوا‪" :‬كلَمتُهُ ِّكالّماً"‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫الفاء وتشديد‬ ‫وسم َع مصدر (فَعَّل) على (فِّعَال) ‪ -‬بكسر ِّ‬
‫وفي التّنزيل‪{ :‬وكذَّبوا بآياتنا ِّكذَّاباً}‪ ،‬أي‪ :‬تكذيباً‪.‬‬
‫كر َر ت َكرارا ً وذَ ّك َر تّذكاراً‪ ،‬و َحلقَّ‬‫"ردَّدَ ت َرداداً‪َ ،‬و َّ‬ ‫مصدره أيضا ً على (ت َ ْفعا ٍل)‪ ،‬بفتح التاء‪ ،‬نحو‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫وجاء‬
‫مصدر فع ٍل قد أميتَ في االستعمال‪ ،‬وهو‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ف ت َطوافا‪ ،‬ومنه (التَّلعاب)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ت َحالقا و َج َّوا َل ت َجواال‪ ،‬وط َّو َ‬
‫ب)‪.‬‬‫(لَعَّ َ‬
‫ظ وال يُقاس عليه‪.‬‬ ‫غير (التَّفعيل) يُحف ُ‬ ‫مصادر (فَعَّ َل على ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وردَ من‬ ‫وك ُّل ما َ‬
‫بكسر َّأول‬
‫ِّ‬ ‫وقياس مصدره أن يكون على (فِّعَّا ِّل)‪( .‬أي‬ ‫ُ‬ ‫وقد شذَّ َمجي ُء (التفعيل) مصدرا لفعَّلَ‪،‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫ماضيه‪ ،‬وزيادة ألفٍ قب َل آخره)‪ .‬وقد جاء على ال ِّفعّا ِّل (ال ِّكذَّ ُ‬
‫اب وال ِّكالَّ ُم)‪.‬‬
‫(وكان هذا الوزن مستعمالً قديما‪ ،‬ثم أميت باهماله‪ ،‬فورثه "ت َفعال" بفتح التاء‪ .‬وقد ورد منه ألفاظ‪:‬‬
‫كالتطواف والتجوال والتكرار والترداد والتذكار والتحالق‪ .‬ثم أميت هذا الوزن أيضاً‪ ،‬فورثه‬
‫(تفعيل)‪ .‬وقد بقي هذا قياسا ً شاذا ً لمصدر (فَعّلَ) فالفعل (بكسر الفاء وتشديد العين) أصل للتفعال‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(بفتح التاء) وهذا أصل للتفعيل‪ ،‬حذفوا من الفعل زائده‪( ،‬وهو احدى العينين)؛ وعوضوه من‬
‫كطوف تطوافاً‪ ،‬ثم قلبوا ألف (التفعال) ياء‬ ‫المحذوف التاء المفتوحة في أوله‪ ،‬فقالوا‪" :‬فعّل تفعاال"‪َّ ،‬‬
‫كطوف تطويفاً‪.‬‬
‫فقالوا‪" :‬فعّل تفعيال"‪ّ .‬‬
‫(فمثل‪" :‬سلّم تسليما"‪ ،‬فالتسليم أصله "التّسالم بفتح" التاء‪ .‬وهذا أَصله "السالّم" بكسر السين وتشديد‬
‫الالم‪ ،‬بوزن "فعّال")‪.‬‬
‫(‪ )1‬ما كان على وزن (فاعلَ) فمصدره على (فِّعا ٍل و ُمفاعلة) نحو‪" :‬دافع دِّفاعا ً و ُمدافعة‪ ،‬وجاوز‬
‫ِّجوارا ً و ُمجاورة"‪.‬‬
‫وما كان منه ُمعت ُّل الالم‪ ،‬مثلُ‪" :‬والى ورامى وهادى" ق ِّلبت ال ُمهُ في المصدر همزة ً ك ِّوالءٍ ‪ِّ ،‬‬
‫ورماءٍ ‪،‬‬
‫وهِّداءٍ ‪.‬‬

‫(‪)115/1‬‬

‫س َر ويا َمنَ " ليس فيه‬ ‫وما كان فا ُؤهُ من هذا الوزن (يا ًء) يمتنع مجي ُء مصدره على (فعا ٍل)‪ ،‬فنحو‪" :‬يا َ‬
‫سرة‪ ،‬وال ُميامنة)‪.‬‬ ‫إالَّ (الميا َ‬
‫مصدره على (فيعا ٍل) نادراً‪ ،‬نحو‪" :‬قات َل قيتاالً"‪ ،‬فال يقاس عليه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وقد جاء‬
‫(وأعلم أن "الفيعال" هو القياس لمصدر "فاعل"‪ ،‬فهو أصل ال ِّفعال‪ ،‬خفف بحذف يائه‪ ،‬واهمل في‬
‫االستعمال‪ ,‬وانما كان قياس مصدر فاعل هو (الفعال)‪ ،‬ألن المصدر الرباعي األحرف يبنى على‬
‫ماضيه وزيادة ألف قبل آخره‪ .‬كما قدمنا‪ .‬فاألصل في الفيعال "فاعال" مبنيا ً على "فاعلَ" كسرت‬
‫فاؤه‪ ،‬فانقلبت األلف بعدها ياء مراعاة للكسرة قبلها)‪ .‬وقد شذَّ مجي ُء ال ُمفاعلة مصدرا ً لفاعلَ‪ ،‬ألن‬
‫العلماء اسما ً بمعنى المصدر‪ ،‬ال مصدراً‪ ،‬ألن‬ ‫ِّ‬ ‫القياس إنما هو (ال ِّفعال) ولذا يجعلها ال ُمحققون من‬ ‫َ‬
‫ف من (ال ِّفيعال)‪.‬‬ ‫َّ‬
‫المصدر إنما هو (ال ِّفعال) ال ُمخف ُ‬
‫مصدر (فعلل) والملحق به‬
‫حرجةً‪ ،‬وزَ لزَ ل زَ لزَ لة‪ً،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فمصدره على (ف ْعللة) كدحر َج دَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ما كان على ِّزنة (فَ ْعلَلَ) وما الحقَ به‪،‬‬
‫ْطرةً‪ ،‬و َح ْوقَ َل َح ْوقَلةً"‪.‬‬ ‫سي َ‬‫ْطر َ‬
‫سي َ‬ ‫ب َج ْلبَبةً‪ ،‬و َ‬ ‫و َج ْلبَ َ‬
‫فإن كان َمضاعفا ً جاء أيضا ً على "فِّ ْعال ٍل"‪ :‬كزلز َل ِّزلزاالً‪.‬‬
‫س ْرهف ِّسرهافا ً‬ ‫ُقاس عليه‪" :‬ك َ‬
‫سم َع منه‪ ،‬وال ي ُ‬ ‫ظ ما َ‬ ‫ي‪ ،‬يُحفَ ُ‬ ‫سماع ُّ‬ ‫المضاعف‪َ ،‬‬‫َ‬ ‫و (فِّ ْعالل)‪ ،‬في غير‬
‫و َحوق َل ِّحيقاالً"‪ .‬وبعض العلماء َجعلهُ قياسيًّا‪.‬‬
‫والقياس أن يكون على ِّز َوةِّ (فِّ ْعالل)‬
‫ُ‬ ‫عل َل وما أشبههُ في الوزن‪.‬‬ ‫مصدر ِّلفَ ْ‬ ‫ً‬ ‫وقد شذَّ مجي ُء (الفَعللة)‬
‫صثوهُ بما كان من وزن (فَ ْعللَ) مضاعفا ً نحو‪:‬‬ ‫بكسر الفاء‪ .‬وهذا الوزن هو ما تكلَّموا به قديماً‪ .‬ث َّم َخ ّ‬
‫ش ِّوشواشاً"‪.‬‬ ‫ووشو َ‬‫َ‬ ‫ووسوس ِّوسواساً‪،‬‬‫َ‬ ‫زلز َل زلزاالً‬
‫وحذف ألف ِّه وزادوا التاء في آخره‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫و (الفَ ْعللة) هذه‪ ،‬أصلُها‪( :‬الفَ ْعالل) َخفَّفوهُ بفتح َّأول ِّه‬
‫مصدر ما كان على خمسة احرف‬
‫مصدر انفعلَ‪" :‬انفعال‪ :‬كانطلقَ انطالقاً‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ومصدر افعتلَ‪" :‬افتِّعال"‪ :‬كاجتمع إجتماعاً‪.‬‬ ‫ُ‬
‫كاحمر ِّإحمراراً‪.‬‬‫َّ‬ ‫ومصدر افعلَّ‪" :‬اف ِّعالل"‪:‬‬‫ُ‬

‫(‪)116/1‬‬

‫ومصدر ت َفعَّل‪" :‬ت َفعُّل"‪ :‬كتكلَّ َم تكلُّماً‪.‬‬


‫ُ‬
‫عل"‪ :‬كت َصال َح ت َصالُحاً‪.‬‬ ‫ومصدر ت َفا َعلَ‪" :‬ت َفا ُ‬
‫ُ‬
‫تدحرجاً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ومصدر تَفَعلل‪" :‬تَفَ ْعللَ"‪ :‬كتدحر َج‬ ‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫آخرهُ همزةً‪ :‬كانطوى انطوا ًء‪ ،‬واقتدى‬ ‫بدو ًءا بهمزة‪ ،‬يُقلَب ُ‬ ‫وما كان من هذه األفعال ُمعت َّل اآلخر‪َ ،‬م ُ‬
‫اقتدا ًء‪.‬‬
‫وما كان معت َّل اآلخر من وزن ْي "ت َفعَّ َل وت َفاعلَ"‪ :‬كتأنَّى وتغاضى‪ ،‬تُقلَب ألفُهُ يا ًء ويُكسر ما قبلَها‪:‬‬
‫الكتأ ِّنّي والتَّغاضي‪.‬‬
‫مصدر ما كان على ستة احرف‬
‫مصدر استفعلَ‪" :‬استِّ ْفعال"‪ :‬كاستغفَ َر استغفاراً‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ومصدر افعَوعلَ‪" :‬افعيعال"‪ :‬كاخشَوشنَ اخشيشانا‪ً.‬‬ ‫ُ‬
‫ط اع ِّل َّواطا‪ً.‬‬ ‫كاعلو َ‬
‫َّ‬ ‫افعولَ‪" :‬اف ِّع َّوال"‪:‬‬ ‫ومصدر َّ‬ ‫ُ‬
‫ومصدر افعالَّ‪" :‬اف ِّعالل"‪ :‬كادها َّم ادهيماما‪ً.‬‬ ‫ُ‬
‫ومصدر افعَ ْنلل‪" :‬اف ِّع ْنالل"‪ :‬كاحرنجم احرنجاماً‪.‬‬ ‫ُ‬
‫كاقشعر اقشعراراً‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫عالل"‪:‬‬ ‫ف‬
‫ِّ‬ ‫"ا‬ ‫َّ‪:‬‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫ُ َ‬‫اف‬ ‫ومصدر‬
‫آخرهُ همزةً‪ :‬كاستولى استيال ًء‪ ،‬واحلولى احليال ًء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُلقبْ‬ ‫ي‬ ‫اآلخر‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫عت‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫األفعال‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫وما كان‬
‫مصدر التأكيد‬
‫األمر‬
‫َ‬ ‫ُذكر بعدَ الفعل تأكيدا ً لمضمونه‪ .‬ويبقى با ُؤهُ على ما هو عليه‪ ،‬مثلُ‪" :‬علمتُ‬ ‫المصدر ال ُمؤكدُ ما ي ُ‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫اللص ضربا‪ ،‬و ُجلتُ َج َوالنا‪ ،‬وأكرمتُ المجتهدَ إِّكراما"‪ ،‬تريدُ من ذكر المصدر تأكيدَ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫علماً‪ ،‬وضربتُ‬
‫حصو ِّل الفعل‪.‬‬
‫مصدر المرة‬
‫لبيان عدَ ِّد الفعل‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُذكر‬ ‫ً‬
‫مصدر ال َم َّرةِّ (ويُسمى مصدر العَدَ ِّد أيضا)‪ :‬ما ي ُ‬ ‫ُ‬
‫ووقفتين‬
‫ِّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫قف‬‫و‬‫َ‬ ‫قفتُ‬ ‫"و‬
‫َ‬ ‫ُ‪:‬‬
‫ل‬ ‫مث‬ ‫العين‪،‬‬ ‫وسكون‬
‫ِّ‬ ‫الفاء‬ ‫فتح‬
‫ِّ ْ ِّ ِّ ِّ‬ ‫ب‬ ‫"‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ف‬‫"‬ ‫وزن‬ ‫على‬ ‫د‬‫المجر‬
‫َّ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫الثالث‬ ‫من‬ ‫ويُبنى‬
‫ووقفاتٍ"‪.‬‬
‫ي ِّ ألحقتَ بمصدره التا َء‪ ،‬مثلُ‪" :‬أكرمتُهُ إكرامةً‪ ،‬وفَ َّرحتُهُ تفريحةً‪ ،‬وتدحر َج‬ ‫فإن كان الفع ُل فوقَ الثالث ّ‬
‫"رحمتُهُ‬ ‫ُذكر بعدهُ ما يَدُ ُّل على العدَد‪ ،‬مثلُ‪َ :‬‬ ‫بالتاء‪ ،‬في ُ‬
‫ِّ‬ ‫المصدر ُملحقا ً في األصل‬ ‫ُ‬ ‫َدحرجةً"‪ِّ ،‬إالّ ِّإن كان‬ ‫ت ُ‬
‫مصدر التأكيد‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬
‫رح َمة واحدةً‪ .‬وأقمتُ ِّإقامة واحدةً‪ ،‬واستقمتُ استقامة واحدةً"‪ ،‬وذلك للتَّفريق بينَ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ومصدر ال َم َّرة‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫(‪)117/1‬‬

‫المرة على‬ ‫مصدران‪ ،‬أحدُهما أشهر من اآلخر‪ ،‬جا َء بنا ُء َّ‬ ‫ِّ‬ ‫المجرد‪،‬‬‫َّ‬ ‫ي‬ ‫فإن كان للفع ِّل من فوق الثالث ّ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مصدريْه‪ ،‬فتقولُ‪" :‬زلزلتُهُ زلزلة واحدة ً‪ ،‬وقاتلتُهُ ُمقاتلة واحدةً‪ ،‬وط َّوفته تطويفة واحدةً"‪،‬‬ ‫َ‬ ‫األشهر من‬
‫ً‬
‫"زلزالة‪ ،‬وال قِّتالة‪ ،‬وال ت َطوافة"‪.‬‬‫ً‬ ‫ً‬ ‫وال تقولُ‪ِّ :‬‬
‫َ‬
‫المجرد رددتهُ إلى وزن (ف ْعلة)‬ ‫َّ‬ ‫ي ِّ‬ ‫وما كان من المصادر ُملحقا بالتاء من أصله‪ ،‬فإِّن كان من الثالث ّ‬ ‫ً‬
‫ٌ‬
‫ودرية"‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫س ْرقة ْ‬ ‫ٌ‬
‫س َرقة والدِّّراية‪" :‬نشدَة ٌ َوقد َْرة وغَلبْة و َ‬
‫ٌ‬ ‫فالمرة من النَّشدةِّ والقُدْرة والغَلبة وال َّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫ويجوز‬ ‫واللقاء‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫اإلتيان‬ ‫وهو‬ ‫المصدر‪،‬‬ ‫أصل‬ ‫على‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ال‬
‫ِّ َ َّ‬ ‫ببناء‬ ‫"‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ء‬ ‫قا‬
‫ِّ َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ولقي‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫تيان‬ ‫إ‬
‫ِّ‬ ‫تيته‬‫َ‬ ‫"أ‬ ‫قولهم‪:‬‬ ‫وشذَّ‬
‫أن يُقال‪" :‬أتْيهَ ولَ ْقيهَ" على القياس‪ ،‬كما قال أبو َّ‬
‫الط ِّيّب‪:‬‬
‫ت َكبَدي‪ ،‬واللي ُل في ِّه قَتيلُ*‬ ‫ب ْالفُلَّ ِّة الفَجْ َر لَ ْقيَةً * َ‬
‫شفَ ْ‬ ‫*لَ ِّقيتُ بدَ ْر ِّ‬
‫المجرد‪ ،‬أبقيتَهُ على حاله‪ :‬كدحرج ٍة و ِّإقام ٍة وتلبي ٍة واستعانةٍ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ي ِّ‬‫وإن كان من غير الثالث ّ‬
‫ً‬
‫"ر ِّحمته َرحْ مة"‪ ،‬كما تقول‪:‬‬ ‫"ر ِّح َم"‪ ،‬فتقول‪َ :‬‬ ‫بناء ال ّم َّرة‪ :‬كالرحمة‪ ،‬مصدر َ‬ ‫لغير ِّ‬ ‫وقد تكون (الفَ ْعلة) ِّ‬
‫صرته نَصراً"‪.‬‬ ‫"ن َ َ‬
‫مصدر النوع‬
‫ْ‬
‫"وقفتُ ِّوفقة"‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ُذكر لبيان نوع الفعل وصفتِّه‪ ،‬نحو‪َ :‬‬ ‫ً‬
‫مصدر النَّوعِّ (ويُسمى مصدر الهيئة أيضا) ما ي ُ‬ ‫ُ‬
‫بصفَةٍ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫موصوف‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫قوف‬ ‫أي ُو‬
‫سنُ ال ِّوقفة" وإما أن تكون معلومةً بقرينة الحال‪ ،‬فيجوز أن‬ ‫ٌ‬
‫"فالن ح َ‬ ‫ذكر‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫وتلك الصفةُ‪ ،‬إما أن ت ُ َ‬
‫ال تذكر‪ ،‬كقو ُل الشاعر‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫فإن صاحبّها قد تاهَ في البَلَدِّ*‬
‫ت * َّ‬ ‫*ها‪ ،‬إِّ َّن تا ِّع ْذ َرةٌ‪ ،‬إِّن لم تكن نَفَعَ ْ‬
‫ذر بلي ٌغ‪.‬‬
‫ع ٌ‬ ‫إن هذا ُ‬ ‫أي‪َّ :‬‬
‫"عاش عيشةً حسنَةً‪ ،‬ومات ِّميتة سيئةً‪،‬‬‫َ‬ ‫الفاء‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ي المجردُ على وزن (فِّ ْعلة) بكسر ِّ‬ ‫ويُبنى الثالث ُّ‬
‫الجلسة‪ ،‬وفُالنةُ هادئةُ ِّ‬
‫المشيْة"‪.‬‬ ‫سنُ ِّ‬ ‫الن َح َ‬ ‫وفُ ٌ‬
‫مصدرهُ بالوصف مصدر نوعٍ‪ ،‬مثلُ‪" :‬أكرمتهُ ِّإكراما ً عظيماً"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ص ْر‬ ‫فإن كان الفع ُل فوق الثالث ّ‬
‫ي‪ ،‬يَ ِّ‬

‫(‪)118/1‬‬

‫وفالن َحسنُ ال ِّع َّم ِّة‪ ،‬أي اإلختما‬ ‫ٌ‬ ‫ي‪ ،‬كقولهم‪" :‬فُالنةُ َحسنَةُ ِّ‬
‫الخ ْمرة‪،‬‬ ‫وشذَّ بنا ُء "فعلة" من غير الثالث ّ‬
‫تمر واعت َّم"‪.‬‬ ‫واإلعتمام‪ ،‬فبَ ْنوها من "اخ َ‬
‫المرة ُ أو النوعُ‪ ،‬ال يُثنّى وال يُجم ُع وال‬ ‫المصدر الذي لم يخرج عن المصدريّ ِّة‪ ،‬أو لم ي َُر ْد به ّ‬ ‫َ‬ ‫واعلم َّ‬
‫أن‬
‫يؤنث‪ ،‬بل يبقى بلفظٍ واحدٍ‪ .‬وكذا ما ُوصف به من المصادر‪ :‬كرج ٍل عد ٍل‪ ،‬وامرأةٍ عد ٍل‪ ،‬ورجا ٍل‬ ‫ُ‬
‫حق‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫حق‪ ،‬وهذه مسألة ٌّ‬ ‫أمر ُّ‬ ‫عد ٍل‪ ،‬ونساءٍ عد ٍل‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫المصدر الميمي‬
‫رور‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫يٍ‪ :‬وهو ما لم يكن في َّأوله مي ٌم زائدة‪ :‬كقراءةٍ واجتها ٍد و َم ٍد و ُم ٍ‬ ‫غير ميم ّ‬ ‫المصدر‪ ،‬إ َّما أن يكونَ َ‬ ‫ُ‬
‫ب‪ .‬وهي بمعنى‬ ‫َ‬
‫ٍ ُ ٍ‬‫ل‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬‫و‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫نط‬ ‫م‬‫و‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬
‫َ ٍ َ ْ ٍ ُ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫صر‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫زائدة‪:‬‬ ‫م‬
‫ٌ‬ ‫مي‬ ‫أوله‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫ًّا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ميم‬ ‫يكون‬ ‫وإما أن‬
‫النَّصر والعلم واإلنطالق واإلنقالب‪.‬‬
‫مصدر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ي اس ٌم جا َء بمعنى المصدر‪ ،‬ال‬ ‫المصدر الميم َّ‬
‫ّ‬ ‫العلماء قالوا‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫ِّ‬ ‫والمحقّقون من‬
‫ي من المصادر القياسيَّة‪.‬‬ ‫والمصدر الميم ُّ‬
‫رقى"‪.‬‬
‫ب و َم ْعل ٍم و َم ْو َج ٍل و َم ً‬‫َ‬ ‫ضر ٍ‬ ‫ْ‬
‫جر ِّد "مفعَلٌ"‪ ،‬بتفح الميم والعين‪ ،‬مثلُ‪َ " :‬مقت َ ٍل و َم َ‬ ‫ْ‬ ‫ي ال ُم َّ‬ ‫وزنه من الثُالث ّ‬
‫ث و َم ْو ِّعدٍ"‪.‬‬ ‫ور ٍ‬‫إالّ إذا كان مثاالً واويًّا محذوف الفاس‪ ،‬فَ َو ْزنُهُ‪" :‬م ْف ِّعل" (بكسر العين)‪ ،‬مث ُل " َم ْو ِّر ٍد و َم ِّ‬
‫(أما المصدر الميمي من "وفى ووقى" فهو "موفى وموقى" على وزن "مفعل" (بفتح العين)‪ ،‬ألنه‬
‫ليس مثاال‪ ،‬بل هو لفيف مفروق‪ .‬ووزن "مفعل"‪ ،‬بكسر العين‪ ،‬انما هو للمثال المحذوف الفاء كما‬
‫علمت)‪.‬‬
‫خير ُمعتَقَدٍ‪ ،‬وإنما‬ ‫المجر ِّد كوزن اسم المفعول منه تماما ً مثلُ‪" :‬اعتقدتُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ووزنُهُ من غير الثالث ّ‬
‫ُم ْعت َمدي على هللا"‪.‬‬
‫المجر ِّد على وزن " َم ْف ِّعل" (بكسر العين)‪ ،‬شذوذا ً كال َمك ِّبر‬ ‫َّ‬ ‫ي‬
‫ي من الثالث ّ‬ ‫المصدر الميم ُّ‬ ‫ُ‬ ‫وقد يُبنى‬
‫رجع و ال َمحيض وال َمقيل وال َمجيء وال َمبيت وال َمشيب وال َمزيد وال َمسير وال َمصير‬ ‫وال َم ْيسِّر وال َم ِّ‬
‫عجز‪.‬‬ ‫وال َم ِّ‬

‫(‪)119/1‬‬

‫وهذه يجوز فيها الفتح أيضاً‪" :‬كال َم ْع َجز" و "ال َم ْهلَكَ " ويجوز فيها الفت ُح والض ُّم أيضاً‪" :‬كال َم ْهلَك‬
‫وال َم ْهلُ ِّك"‪.‬‬
‫سدة و َمودَّة و َمقالة و َمسا َءة و َمحالة و َمهاب ٍة‬ ‫وقد يُبنى منه على وزن ( َم ْفعَلة)‪( ،‬بفتح العين) ك َمذهَبة و َم ْف َ‬
‫ومهانة و َمسْعاةٍ و َمنجاة و َمرضاة و َم ْغزاة‪.‬‬
‫ظ ِّلممة و َمعتِّب ٍة‬ ‫وشذَّ بناؤُه على ( َم ْف ِّعلة) (بكسر العين)‪ ،‬أو " َم ْفعُلة" (بضمها) ك َم ْح ِّمدة و َم ِّذ َّمة و َم ْ‬
‫هن يجوز فيه فتح العين أيضاً‪ ،‬و َم ْعذِّر ٍة (بالكسر) ويجوز فيها الض ُّم‬ ‫ومضنَّة‪( ،‬بالكسر)‪ ،‬وكلُّ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫و َم ْح ِّسبَة‬
‫الكسر) و َمه ِّلك ٍة و َم ْقدِّرةٍ‬
‫ُ‬ ‫فيهن ِّإالَّ‬
‫َّ‬ ‫حمي ٍة و َمعيش ٍة (وال يجوز‬‫عصي ٍة و َم ِّ‬ ‫أيضاً‪ :‬ك ّمعذرةٍ و َم ْغفرةٍ و َم ِّ‬
‫فيهن الض ُّم والفتح أيضاً)‪.‬‬‫َّ‬ ‫ومأدب ٍة (بالكسر‪ ،‬ويجوز‬
‫وقد ورد على ِّزنَتي ِّ "الفاعل والمفعول‪ ،‬أسما ٌء بمعنى المصدر‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫كالعاقبة والفاضلة والعافية والكافية والباقية والدَّالة والميسور والمعسور والمرفوع والموضوع‬
‫مصادر‬
‫َ‬ ‫والمعقول والمحلوف والمجلود والمفتون والمكروهة والمصدوقة‪ .‬ومن العُلماء من يجعلها‬
‫والحق إنّها أسما ٌء جاءت لمعنى المصدر‪ ،‬ال مصادر‪.‬‬‫ُّ‬ ‫شاذّة‬
‫(فالعاقبة)‪ :‬بمعنى العَ ْقب (بفتح فسكون) والعقوب (بالضم)‪ :‬مصدري "عقبه يعقبه" (من بابي نصر‬
‫ودخل)‪ ،‬أي‪ :‬خلقه وجاء بعده‪.‬‬
‫و (الفاضلة)‪ :‬اسم بمعنى الفضيلة‪ ،‬وهي الدرجة الرفيعة‪ ،‬وهي من "فضل يفضل فضال" (من باب‬
‫نصر) أَي‪ :‬شرف شرفاً‪.‬‬
‫و (العافية)‪ :‬اسم بمعنى المعافاة‪ :‬مصدر "عافاه يعافيه"‪.‬‬
‫َ‬
‫و (الكافي والكافية)‪ :‬اسمان بمعنى الكفاية‪ :‬مصدر "كفيى الشي ُء يكفي كفاية"‪ ،‬أي‪ :‬حصل به‬
‫االستغناء عن غيره‪.‬‬
‫"بقي يبقى"‪.‬‬
‫َ‬ ‫البقاء‬
‫ِّ‬ ‫و (الباقية)‪ :‬اسم بمعنى‬
‫و (الدالة)‪ .‬الدّالل‪ ،‬وهي اسم بمعنى الدّل‪ :‬مصدر "دلت المرأة على زوجها دالّ"؛ أظهرت جرأة عليه‬
‫في تدلل‪ ،‬كأنها تخالفه‪ ،‬وما بها من خالف‪.‬‬
‫و (الميسور َوالمعسور)‪ :‬اسمان بمعنى العسر واليسر‪.‬‬

‫(‪)120/1‬‬

‫و (المرفوع)‪ :‬اسم بمعنى الرفع‪ :‬مصدر "رفع البعير رفعاً" إذا بالغ في سيره‪.‬‬
‫و (الموضوع)‪ :‬اسم بمعنى الوضع‪ :‬مصدر "وضعت الناقة وضعاً" ِّإذا أسرعت في سيرها‪.‬‬
‫و (المعقول)‪ :‬اسم من العقل‪ :‬مصدر "عقل الشيء" اذا ادركه‪.‬‬
‫و (المحلوف)‪ :‬اسم بمعنى الحلف‪ :‬مصدر "حلف"‪.‬‬
‫و (المجلود)‪ :‬بمعنى الجلد والجالدة‪ ،‬أي الصبر‪ :‬مصدري " ُجلد ي ُجلد" (بضم الالم فيهما) جلدا ً‬
‫وجالدة‪ ،‬أي‪ :‬كان ذا شدة وقوة وصبر‪.‬‬
‫و (المفتون)‪ :‬اسم بمعنى الفتنة‪ :‬مصدر "فتنهُ"‪ ،‬أي استماله واستهواه‪.‬‬
‫و (المكروهة)‪ :‬اسم بمعنى الكراهية‪ :‬مصدر "كرهه كرها ً وكراهية"‪.‬‬
‫و (المصدوقة)‪ :‬اسم بمعنى الصدق‪ :‬مصدر "صدق يصدق صدقاً"‪.‬‬
‫اسم المصدر‬
‫َ‬
‫اس ُم المصدر‪ :‬هو ما ساوى المصدر في الدّاللة على الحدَث‪ ،‬ولم يُسا ِّوه في اشتماله على جميع أحرف‬
‫"توضأ‬‫وض‪ ،‬وذلك مثلُ‪ْ :‬‬ ‫خلت هيئَتُهُ من بعض أحرف فعله لفظا ً وتقديرا ً من غير ِّع ٍ‬ ‫ْ‬ ‫فعله‪ ،‬بل‬
‫ً‬
‫وأيسر يُسرا"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫ضو ًءا‪ ،‬وتكل َم كالما‪،‬‬‫و ُ‬
‫(فالكالم والوضوء واليسر‪ :‬أسماء مصادر‪ ،‬ال مصادر لخلوها من بعض أحرف فعلها في اللفظ‬
‫والتقدير‪ ،‬فقد نقص من الوضوء والكالم تاء التفعل وأحد حرفي التضعيف‪ ،‬ونقص من اليسر همزة‬
‫اإلفعال‪ .‬وليس ما نقص في تقدير الثبوت‪ ،‬وال عوض عنه بغيره)‪.‬‬
‫كتوضأ توضُّؤاً‪ ،‬وتكلَّ َم ت َكلُّماً‪ ،‬و َع ِّل َم ِّعلماً‪ ،‬أَو بزيادةٍ‪،‬‬
‫أحرف فعله بمساواةٍ‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫و َح ُّق المصدر أن يتض َّمنَ‬
‫كقرأ َ قراءة ً وأ َ َ‬
‫كرم ِّإكراماً‪ ،‬واستخرج ِّإستخراجاً‪.‬‬
‫(فان نقص عن أحرف فعله لفظاً‪ ،‬ال تقديراً‪ ،‬فهو مصدر‪ ،‬مثلُ‪" :‬قاتل قتاال" فالقتال مصدر‪ ،‬وإن‬
‫نقص منه ألف "فاعل"‪ ،‬ألنها في تقدير الثبوت‪ ،‬ولذلك نطق بها في بعض المواقع كقاتل قيتاال‬
‫وضارب ضيراباً‪ .‬فالياء في "قيتال وضيراب" أصلهما األلف‪ ،‬وقد انقلبت ياء النكسار ما قبلها‪.‬‬

‫(‪)121/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وإن نقص عن أحرف فعله لفظا ً وتقديراً‪ ،‬وعوض مما نقص منه بغيره‪ ،‬فهو مصدر أيضا ً كوعد‬
‫عدة‪ ،‬وودى القتيل دية‪ ،‬وعلم تعليماً‪ .‬فعدة ودية‪ ،‬وإن خلتا من واو "وعد وودي" لفظا ً وتقديراً‪ ،‬فقد‬
‫عوضتا منه تاء التأنيث‪ .‬وتعليم وتسليم‪ ،‬وان خلوا من أحد حرفي التضعيف‪ ،‬فقد عوضنا منها تاء‬
‫التفعيل في أولهما‪ ،‬وليس حرف المد الذي قبل اآلخر في "تعليم وتسليم" ونحوهما للتعويض من‬
‫المحذوف‪ ،‬ألن المدّ قبل اآلخر ثابت في المصدر حيث ال تعويض‪ ،‬كاإلنطالق واإلستخراج‬
‫واإلكرام‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فأعلم مما قدمنا أن العوض قد يكون أوال‪ :‬كتعليم‪ .‬وقد يكون آخرا‪( :‬كعدة)‪.‬‬
‫المصدر الصناعي‬
‫َ‬
‫صف ٍة فيه‪.‬‬ ‫بالتاء للداللة على ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ي‪ .‬اسم تلحقهُ يا ُء النسب ِّة ُمردَفة‬‫صناع ُّ‬‫المصدر ال ّ‬
‫ُ‬
‫األسماء الجامدة‪ :‬كال َحجريّ ِّة واإلنسانية والحيوانيّة والكميّة والكيفيّة ونحوها‪ ،‬وفي‬ ‫ِّ‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫ويكونُ‬
‫والحريّ ِّة‪،‬‬
‫ِّ ّ‬ ‫األسماء المشتقّ ِّة‪ :‬كالعا ِّلميّة والفاعليّ ِّة والمحموديَّة واألرجحيِّّ ِّة واألسبقيّ ِّة والمصدريَّ ِّة‬
‫ِّ‬
‫ونحوها‪.‬‬
‫صفة المنسوبةُ إلى اإلسم‪.‬‬ ‫وحقيقتُهُ ال ّ‬
‫فالعالمية‪ :‬الصفة المنسوبة إلى العالم‪ ،‬والمصدرية‪ :‬الصفة المنسوبة إلى المصدر‪ ،‬واإلنسانية‪ :‬الصفة‬
‫المنسوبة إلى اإلنسان‪.‬‬
‫وقد أكثر منه المولدون في اصطالحات العلوم وغيرها‪ ،‬بعد ترجمة العلوم بالعربية وليس كل ما‬
‫لحقته يا ُء النسبة‪ ،‬مردفة بالتاء‪ ،‬مصدرا ً صناعياً‪ ،‬بل ما كان منه غير مراد به الوصف‪ :‬كتمسكّ‬
‫بعربيتك‪" ،‬أي بخصلتك المنسوبة إِّلى العرب"‪ ،‬فان أريد به الوصف‪ ،‬كان اسما ً منسوباً‪ .‬ال مصدراً‪،‬‬
‫سواء أذكر الموصوف لفظاً‪ :‬كتعلم اللغة العربية‪ ،‬أَم كان منويا ً ومقدرا ً كتعلم العربية‪" ،‬أي اللغة‬
‫العربية"‪.‬‬
‫اسم الفاعل‬
‫اس ُم الفاع ِّل‪ :‬صفة تؤخذ من الفعل المعلوم‪ ،‬لتدُ َّل على معنًى وق َع من الموصوف بها أو قام به على‬ ‫ٌ‬
‫ب ومجتهدٍ‪:‬‬ ‫ث ال الثُّبوت‪ :‬ككات ٍ‬ ‫وجه ال ُحدو ِّ‬

‫(‪)122/1‬‬

‫(وانما قلنا على وجه الحدوث‪ ،‬لتخرج الصفة المشبهة‪ ،‬فانها قائمة بالموصوف بها على وبه الثبوت‬
‫والدوام‪ ،‬فمعناها دائم ثابت‪ ،‬كأنه من السجايا والطبائع الالزمة‪ .‬والمراد‪ .‬بالحدوث‪ :‬أن يكون المعنى‬
‫القائم بالموصوف متجددا ً بتجدد األزمنة‪ .‬والصفة المشبهة عارية عن معنى الزمان كما ستعلم)‪.‬‬
‫وزنة من الثالثي المجرد‬
‫ب‪.‬‬
‫وزن "فاع ٍل"‪ :‬ككات ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫المجرد على‬ ‫َّ‬ ‫يكونُ من الثالث ّ‬
‫ي ِّ‬
‫ع يَبي ُع‪ ،‬وصادَ يَصيدُ‪،‬‬ ‫ً‬
‫َت عينُ الفع ِّل ُمعَلة تنقلب في اسم الفاعل همزة‪ ،‬فاس ُم الفاعل من "با َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫وإن كان ْ‬
‫وقام يقو ُم‪ ،‬وقا َل يقولُ"‪ :‬بائِّ ٌع وصا ِّئدٌ وقا ِّئ ٌم وقا ِّئلٌ‪.‬‬ ‫َ‬
‫صيَدُ"‪ :‬عا ِّو ٌر‬ ‫صيدَ يَ ْ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬ ‫ي‬‫يأ‬
‫ِّ َ َ ُ‬ ‫س‬ ‫ي‬‫وأ‬ ‫‪،‬‬‫ور‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫و‬
‫َ ِّ َ َ ْ ُ‬ ‫ع‬ ‫من‬ ‫الفاعل‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫فاس‬ ‫حالها‪،‬‬ ‫على‬ ‫بقَ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َ ُ َ‬ ‫غير‬ ‫ْ‬
‫َت‬ ‫ن‬‫كا‬ ‫وإن‬
‫س وصايدٌ‪ .‬فإعالُلها في اسم الفاعل تاب ٌع ِّإلعاللها في فعله‪.‬‬ ‫وأ ِّي ٌ‬
‫ضيَّة"‬ ‫وقد أتى "فاعلٌ" ِّبقلةٍ‪ُ ،‬مرادا ً به اس ُم المفعول‪ .‬كقوله تعالى‪" :‬فهو في عيش ٍة راضية"‪ ،‬أي‪َ " :‬م ْر ِّ‬ ‫َّ‬
‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫المكار َم‪ ،‬ال ت َْر َح ْل ِّلبُغيتِّها * واقعدْ‪ ،‬فإنَّكَ أنتَ الطا ِّع ُم ال َكاسي*‬ ‫ِّ‬ ‫*دَعِّ‬
‫سو"‪.‬‬ ‫ْ‬
‫أي‪" :‬ال َمطعَ ُم ال َمك ُ‬
‫وزنه من غير الثالثي المجرد‬
‫يِّ‪ُ ،‬مجردا ً ومزيدا ً فيه‪ ،‬على‬ ‫ّ‬ ‫الرباع‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ّ ِّ‬ ‫الثالث‬ ‫على‬ ‫فيه‬ ‫المزيد‬ ‫الفعل‬ ‫يكونُ وزنُ اسم الفاعل من‬
‫كرم‬
‫وكسر ما قبل آخره‪ ،‬مثلُ‪ُ " :‬م ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫المضارعة ميما ً مضمومة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫حرف‬
‫ِّ‬ ‫وزن مضارعه المعلوم بإبدال‬
‫عين‬‫حرنجم و ُمقش ِّع ٍ ّر و ُمنقا ٍد و ُمهتاجٍ و ُم ٍ‬
‫ٍ‬ ‫َدحرج و ُم‬ ‫ٍ‬ ‫دحرج و ُمت‬
‫ٍ‬ ‫ستغفر و ُم‬
‫ٍ‬ ‫تكلّ ٍم و ُم‬ ‫جتم ٍع و ُم ِّ‬ ‫عظ ٍم و ُم ِّ‬‫و ُم ِّ ّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫و ُمستفيدٍ"‪.‬‬
‫س ْي ٌل ُم ْفعَ ٌم‪.‬‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫ومنها‪:‬‬ ‫"‪،‬‬‫هتر‬‫م‬‫و‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ن‬‫ص‬
‫ُ َ ٍ ُ َ ٍ ُ ٍ ُ ٍ‬ ‫ح‬‫م‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫س‬‫م‬‫"‬ ‫‪:‬‬‫نحو‬ ‫اآلخر‪،‬‬ ‫قبل‬ ‫ما‬ ‫بفتح‬ ‫جاءت‬ ‫ٌ‬
‫ألفاظ‬ ‫وشذّت‬
‫كأعشب المكانُ فهو عاشبٌ ‪ ،‬وأَيف َع الغال ُم فهو‬‫َ‬ ‫لفاظ جاءت من "أفعلَ" على "فاع ٍل"‪:‬‬ ‫ت أَ ٌ‬ ‫وكذلك‪ ،‬شذَّ ْ‬
‫وارس‪ ،‬وأَبق َل المكانُ فهو باقلٌ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫جر فهو‬
‫ش ُ‬‫س ال َّ‬ ‫ياف ٌع وأ َ َ‬
‫ور َ‬

‫(‪)123/1‬‬

‫ت العين فإن كانت عينُ الفع ِّل َمعَلّ ِّة أعللتها في‬ ‫وإن بَنيتهُ من أبواب‪" :‬أَفعَ َل وانفعَ َل وافتعَلَ" ال ُمعتالّ ِّ‬
‫اسم الفاعل‪ ،‬تبعا ً لمضارعه‪ ،‬فإسم الفاعل من أَعانَ يُعينُ ‪ ،‬واستعانَ يستعينُ ‪ ،‬وانقادَ ينقاد‪ ،‬واحتا َل‬
‫ستعين و ُمنقادٌ ومحتالٌ"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫يحتالُ‪ُ " :‬م ٌ‬
‫عين و ُم‬
‫كانت غير ُمعَل ٍة لم ت ُ ِّعلها في إسم الفاعل‪ ،‬تتبع في ذلك مضارعهُ‪ ،‬فاسم الفاعل من‪" :‬أحوجني‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫وإن‬
‫َ‬
‫ت المرأة ُ ت ُ ِّغيلُ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ي يُ ْح ِّو ُل وأخو َل الرج ُل يُخ ِّو ُل وأغيَل ِّ‬ ‫َ‬
‫روح اللح ُم يُر ِّو ُح وأحو َل الصب ُّ‬ ‫َ‬
‫األمر يُحوجني‪ ،‬وأ َ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫وأعو َل يُ ْع ِّول"‪ُ " :‬محْ ِّو ٌج و ُمر ِّو ٌح و ُم ْح ِّو ٌل و ُمخ ِّو ٌل و ُم ْعيِّ ٌل و ُم ْع ِّولٌ‪ ،‬ومن‪" :‬اجت ََو َر القو ُم يُجت ِّورون‪،‬‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫وازدَ ِّو ُجوا يَزدَو ُجون‪ ،‬واحت َوشوا يَحتوشون‪ ،‬واعتونوا يعتونون"‪ُ " :‬مجت ِّو ٌر و ُمزد ِّو ٌج و ُمحت ِّو ٌ‬
‫الغضب يَستحوذُ‪ ،‬واستنوقَ الجملُ‬ ‫ُ‬ ‫األمر أست َص ِّوبُهُ‪ ،‬واستحوذَ عليه‬ ‫ُ‬ ‫و ُم ْعت ِّو ٌن"‪ ،‬ومن استصوبتُ‬
‫الحمار يستفيلُ"‪ُ " :‬مستص ِّوبٌ ومستحوذٌ و ُمست ِّو ٌق‬ ‫ُ‬ ‫تتيس‪ ،‬واستفيل‬ ‫ت الشاة ُ تس ُ‬ ‫ستنوق‪ ،‬واستتيس ِّ‬ ‫ُ‬ ‫يَ‬
‫س و ُمستف ِّيلٌ"‪.‬‬ ‫و ُمستتيِّ ٌ‬
‫فاسم الفاعل‪ ،‬كما ترى‪ ،‬تاب ٌع لمضارع ِّه ص َّحةً واعتالال‪.‬‬
‫*‬
‫مجردا من (أل) واإلضافة‪ ،‬حذفت المهُ في حالتي‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫وإن بنيتَ اسم الفاع ِّل من فعل معت ِّّل الالم‪ ،‬وكان‬
‫س ْك برج ٍل ها ٍد غلى‬ ‫الحق‪ُ ،‬م ْنض ٍو إلى أهله"‪ ،‬ونحو‪" :‬ت َم ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرفع الجر‪ ،‬نحو‪" :‬هذا رج ٌل داعٍ إلى‬
‫الخير‪ُ ،‬م ْقتَفٍ أثر ذوي ِّه"‪.‬‬
‫*‬
‫جار على معنى الفع ِّل ال ُمضارع ولفظه‪ ،‬فإن قلت‪" :‬خالدٌ دائبٌ في عمله" فهو في معنى‬ ‫ِّ ٍ‬‫ل‬ ‫الفاع‬ ‫واسم‬
‫سكنات‪ .‬وكذلك " ُمجتهدٌ" جار على‬ ‫دأب" في الحركات وال َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ي‬ ‫"‬ ‫لفظ‬ ‫على‬ ‫جار‬ ‫ٍ‬ ‫"‬ ‫"دائبٌ‬ ‫"يدأب فيه" و‬
‫ُ‬
‫لفظ "يجتهدُ"‪ ،‬فهو يُماثلهُ حركةً وسكوناً‪ .‬و "جادٌّ" في وزن "يَ ُجدُّ"‪ ،‬باعتبار األصل‪ ،‬ألن أصل َجا ٍدّ‬
‫"جا ِّددٌ"‪ ،‬وأص َل يَ ِّجدُّ "يَجدُدُ"‪.‬‬
‫اسم المفعول‬

‫(‪)124/1‬‬

‫ث وقع على الموصوف بها على وجه‬ ‫اسم المفعو ِّل‪ :‬صفةٌ تُؤخذ من الفعل المجهول‪ ،‬للداللة على حدَ ٍ‬
‫ق به"‪.‬‬ ‫كر ٍم و ُمنطلَ ٍ‬
‫وممرور به و ُم َ‬
‫ٍ‬ ‫ب‬
‫َّوام‪" :‬كمكتو ٍ‬ ‫ت والد ِّ‬ ‫الحدوث والتَّجدُّد‪ ،‬ال الثُّبو ِّ‬
‫دعو‬
‫بيع و َم ّ ٍ‬ ‫"كمنصور ومخذو ٍل و َموعو ٍد و َمقو ٍل و َم ٍ‬
‫ٍ‬ ‫المجرد على وزن " َمفعو ٍل"‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ي ِّ‬
‫ويُبنى من الثالث ّ‬
‫يٍ"‪.‬‬ ‫ي ٍ و َمطو ّ‬‫و َمرم ّ‬
‫ويُبنى من غيره على لفظ مضارعه المجهول‪ ،‬بإبدال حرف المضارعة ميما ً مضمومةً‪" :‬ك ُمعظ ٍمَّ‬
‫ستعان"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ق به و ُم‬‫دحرجٍ و ُمنطلَ ٍ‬‫حتر ٍم و ُمست َ ْغفَ ٍر و ُم َ‬
‫و ُم َ‬
‫ختار و ُمعت َ ٍد و ُمحت ٍّل‪ .‬والقرينةُ‬
‫ٍ ُ ٍ‬ ‫م‬‫و‬ ‫كمحتاج‬ ‫المفعول‪:‬‬ ‫واسم‬ ‫الفاعل‬ ‫السم‬ ‫واحد‬ ‫بلفظ‬ ‫تكون‬ ‫ٌ‬
‫ألفاظ‬ ‫وهناك‬
‫تُعَينُ معناها‪.‬‬
‫وهي‪ ،‬إن كانت للفاعل فأصلُها‪ُ :‬محت ِّو ٌج و ُم ْخت ِّي ٌر و ُمعت َ ِّددٌ و ُمحت ِّللٌ‪( ،‬بالكسر)‪ .‬وإن كانت للمفعول‬
‫َير ومعتَدَدٌ و ُمحتلَلٌ"‪( ،‬بالفتح)‪.‬‬ ‫حتو ٌج و ُمخت ٌ‬ ‫فأصلُها‪ُ " :‬م َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ق عليه‪.‬‬ ‫ق به و ُمشفَ ٍ‬
‫كمعلوم ومجهو ٍل‪ ،‬أو بغيره‪ :‬كمرمو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وإنما يُبنى من الفعل المتعدّي بنفسه‪:‬‬
‫بناء (مفعول) من المعتل العين‬
‫المشتق من الفعل األجوف‪ ،‬ث َّم إن كانت عينُهُ واواً‪ ،‬تُنقل حركتُها إلى ما‬ ‫ّ ِّ‬ ‫اسم المفعول‬
‫واو ِّ‬
‫حذف ُ‬ ‫تُ ُ‬
‫َص َّح اليا ُء‪ ،‬فاسم المفعول من يبي ُع‪َ " :‬مبي ٌع"‪،‬‬
‫قبلها‪ ،‬وإن كانت يا ًء تحذف حركتها‪ ،‬ويُكسر ما قبلها لت ِّ‬
‫ومن يقولُ‪َ " :‬مقُولةٌ"‪ .‬وأصلهما‪َ " :‬مبيو ٌ‬
‫ع وم ْقوولٌ"‪.‬‬
‫مقوودٌ‪ .‬وهو‬‫س ُ‬ ‫وفر ٌ‬
‫ْووف َ‬‫وم ْسكٌ مد ٌ‬ ‫ص ُو ٌ‬
‫ون ِّ‬ ‫ونَدَر إثباتُ واو "مفعول" فيما عينُهُ واو فقالوا‪" :‬ثوب م ْ‬
‫واو "مفعول" فيما عينُه يا ٌء‪" ،‬مبْيوع وم ْخيوط‬ ‫يقاس عليه‪ .‬وبنو ت َميم من العرب يُثبتونَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ي ال‬
‫سماع ٌّ‬
‫وم ْكيول ومدْيون"‪.‬‬
‫بناء (مفعول) من المعتل الالم‬

‫(‪)125/1‬‬

‫واوهُ يا ًء‪ ،‬و ُكسر ما قبلها‪ ،‬وأُدغمت‬ ‫ت ُ‬ ‫ألف أصلُها اليا ُء‪ ،‬قُ ِّلبَ ْ‬ ‫آخر ماضيه يا ٌء‪ ،‬أو ٌ‬ ‫ني "مفعولٌ" مما ُ‬ ‫إذا بُ َ‬
‫ي عنه‪،‬‬ ‫ي عليه‪ ،‬و َم ْرض ٌّ‬ ‫ْ‬
‫ورضي ونهى وطوى ورمى‪َ ،‬مق ِّو ٌّ‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬
‫قر َ‬ ‫الياء بعدها‪ .‬فاسم المفعول من ِّ‬ ‫في ِّ‬
‫فس ال ُمطمئنّةُ ارجعي إلى ر ِّبّ ِّك راضيةٌ‬ ‫َّ‬
‫ي‪ ،‬قال هللا تعالى‪{ :‬يا أيّتها الن ُ‬ ‫ي‪ ،‬و َم ْر ِّم ٌّ‬ ‫ْ‬
‫ي عنه‪ ،‬و َمطو ٌّ‬ ‫و َم ْنه ٌّ‬
‫ضيّة}‪.‬‬ ‫مر ِّ‬
‫ْ‬
‫ي"‪ ،‬اجتمعت الواو والياء‪ ،‬وكانت األولى ساكنة‪ ،‬فقلبت الواو‬ ‫ٌ‬ ‫ومرمو‬ ‫ي‬
‫ٌ‬ ‫ومرضو‬ ‫ي‬
‫ٌ‬ ‫"مقوو‬ ‫(واألصل‪:‬‬
‫ياء‪ ،‬وكسر ما قبلها وأدغمت في الياء الثانية)‪.‬‬
‫ألف أصلُها الواو‪ ،‬مثلُ‪ :‬غزا "يغزو‪ ،‬ودعا يدعو‪ ،‬ورجا يرجو" فليس فيه‬ ‫آخر ماضيه ٌ‬ ‫ُني مما ُ‬ ‫وإن ب َ‬
‫ومرجو"‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫ومدعو‬
‫ٍّ‬ ‫الم الفعل‪ ،‬ك َم ْغ ّ‬
‫زو‬ ‫إال إدغا ُم واو المفعول في ِّ‬
‫(فعيل) بمعنى (مف ْعول)‬
‫ُ‬
‫ينوب عن "مفعو ٍل"‪ ،‬في الدَّاللة على معناهُ‪ ،‬أربعة أوزان‪ :‬وهي‪:‬‬ ‫ُ‬
‫سير وطريحٍ" بمعنى‪" :‬مقتو ٍل‬ ‫َ‬
‫ب وأ ٍ‬ ‫(‪ )1‬فعيلٌ‪ :‬بمعنى مفعول‪ ،‬مثلُ‪" :‬قتي ٍل وذبيحٍ وكحي ٍل وحبي ٍ‬ ‫َ‬
‫ومطروح"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ومأسور‬
‫ٍ‬ ‫ب‬
‫ومذبوح ومكحو ٍل ومحبو ٍ‬ ‫ٍ‬
‫والمؤنث‪ .‬فيقالُ‪" :‬رج ٌل كحي ُل العين‪ ،‬وامرأة ٌ كحيلُها"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المذكر‬
‫ُ‬ ‫فيه‬ ‫يستوي‬ ‫وهو‬
‫و "فعيلٌ" بمعنى "مفعول" سماعي‪ .‬فما ورد منه يُحْ فَظ وال يقاس عليه‪ .‬وقيل‪ :‬إنه يُقاس في األفعال‬
‫وعلم‬
‫َ‬ ‫كرحم‬
‫َ‬ ‫وسلب‪ .‬وال ينقاس في األفعال التي لها ذلك‪:‬‬ ‫َ‬ ‫التي ليس لها "فَعيلٌ" بمعنى "فاعل"‪ :‬كقت َل‬
‫وشهدَ‪ ،‬ألنهم قالوا‪" :‬رحي ٌم وعلي ٌم وسمي ٌع وشهيدٌ"‪ ،‬بمعنى‪" :‬راح ٌم وعال ٌم وسام ٌع وشاهد ٌ"‪.‬‬
‫ومطروح‬
‫ٍ‬ ‫ومطحون‬
‫ٍ‬ ‫"مذبوح‬
‫ٍ‬ ‫ور ْعيٍ"‪ ،‬بمعنى‪:‬‬ ‫ح ِّ‬ ‫وط ْر ٍ‬ ‫وطحْ ٍن ِّ‬ ‫ْح ِّ‬ ‫فسكون‪ ،‬مثلُ‪ِّ " :‬ذب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بكسر‬
‫ٍ‬ ‫(‪ )2‬فِّ ْع ٌل‬
‫ي ٍ"‪.‬‬ ‫ومر ِّع ّ‬
‫ومجزور ومعدو ٍد‬ ‫ٍ‬ ‫"منقوص‬
‫ٍ‬ ‫ب‪ ،‬بمعن‪:‬‬ ‫َ‬
‫ب و َجل ٍ‬ ‫سل ٍ‬ ‫َ‬ ‫َص و َجزَ ٍر و َعدَ ٍد و َ‬ ‫َ‬
‫(‪ )3‬فَعَلٌ‪ ،‬بفتحتين‪ ،‬مثلُ‪" :‬قن ٍ‬
‫ب"‪.‬‬‫ب ومجلو ٍ‬ ‫ومسلو ٍ‬
‫وممضوغ‬ ‫ومغروفٍ‬ ‫ل‬
‫ٍ‬ ‫"مأكو‬ ‫بمعنى‪:‬‬ ‫ٍ‪،‬‬
‫ة‬ ‫عم‬ ‫ط‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ضغ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫رف‬ ‫ُ‬
‫غ‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫ك‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫كأ‬ ‫فسكون‬
‫ٍ‬ ‫م‬
‫ٍّ‬ ‫بض‬ ‫لة‪،‬‬ ‫(‪ )4‬فُ ْع‬
‫ٍ‬
‫ومطعوم"‪.‬‬
‫ٍ‬

‫(‪)126/1‬‬

‫وهذه األوزانُ الثالثةُ‪ِّ " :‬ف ْع ٌل وفَعَ ٌل وفُعلةٌ"‪ .‬سماعيّةٌ وقليلةٌ‪ .‬ويستوي فيها المذكر والمؤنث أيضاً‪.‬‬
‫مطردٌ‪ ،‬نحو‪" :‬هذا ضربُكَ وأكلُكَ وكتابتُكَ وعِّلمكَ‬ ‫المصدر ُمرادا ً به المفعولُ‪ ،‬فهو ٌ‬
‫كثير ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫إطالق‬ ‫أما‬
‫ومعلومكَ ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وعملكَ "‪ ،‬بمعنى‪ :‬مضروبِّكَ ومأكولِّكَ ومتكوبِّكَ‬
‫الصفة المشبهة‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫قائم بالموصوف بها‬ ‫الصفةُ المشهبةُ بإسم الفاع ِّل‪ :‬هي صفةٌ تُؤخذُ من الفعل الالزم‪ ،‬للدَّاللة على معنًى ٍ‬
‫ب وأسودَ وأَكحلَ‪.‬‬ ‫ص ْع ٍ‬
‫وكريم و َ‬
‫ٍ‬ ‫كحسن‬
‫ٍ‬ ‫على وجه الثُّبوت‪ ،‬ال على وجه ال ُحدوث‪:‬‬
‫ب الزمان ِّإنما هو الصفات العارضة‪.‬‬ ‫ت ثابتة‪ .‬والذي يتطلَّ ُ‬ ‫وال زمان لها ألنها تَدُ ُّل على صفا ٍ‬
‫(وإنما كانت مشبهة باسم الفاعل‪ ،‬ألنها تثنى وتجمع وتذكر وتؤنث‪ ،‬وألنها يجوز أن تنصب المعرفة‬
‫بعدها على التشبه بالمفعول به‪ .‬فهي من هذه الجهة مشبهة باسم الفاعل المتعدي الى واحد)‪.‬‬
‫"كحلَ" ومن باب "فعُ َل ي ْفعَلُ"‪ :‬كشريف من‬ ‫ب بناؤها من باب "فَ ِّع َل يفعل" الالزم‪ :‬كأكحلَ‪ ،‬من ِّ‬ ‫ويَع ِّل ُ‬
‫وحرص‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يضيق‬ ‫وحريص‪ ،‬من‪" :‬سادَ يسودُ وضاقَ‬ ‫ٍ‬ ‫ق‬ ‫ف" ويق ُّل من غيرهما‪ :‬كسيّ ٍد و َ‬
‫ضيّ ٍ‬ ‫"ش َْر َ‬
‫يحرص"‪.‬‬
‫ُ‬
‫أوزانها من الثالثي المجرد‬
‫المجرد قياسا ً على أربعة أوزان وهي‪" :‬أفعلُ‪ ،‬وفَ ْعالنُ ‪ ،‬وفَعلٌ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ي‬
‫ّ ِّ‬ ‫الثالث‬ ‫تأتي الصفةُ المشبَّهةُ من‬
‫وفعيل"‪.‬‬
‫الصفة المشبهة على وزن (افعل)‬
‫ْ‬
‫ظاهر‪ ،‬أو ِّحلية ظاهرة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬
‫لون‪ ،‬أو عي ٍ‬ ‫ْ‬
‫الالزم‪ ،‬قياسيا ً ُمطرداً‪ ،‬لما دَ َّل على ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫يأتي "أفعَلُ" من "فَعَلَ"‬
‫والحلية الظاهرةُ‪ :‬كأكحل‬ ‫ْ‬ ‫الظاهر‪ :‬كأعرج وأعور وأعمى‪ِّ .‬‬ ‫ُ‬ ‫والعيب‬
‫ُ‬ ‫و ُمؤنثُهُ "فَ ْعال ُء" فاللّونُ ‪ :‬كأحمر‪.‬‬
‫وأحور وأبخل‪.‬‬
‫ش ِّعث و َحدِّب"‪.‬‬‫ِّب" على " َ‬ ‫ث وحد َ‬ ‫وشذَّ مجي ُء الصفة من ش ِّع َ‬

‫(‪)127/1‬‬

‫(ألن الشعث والحدب من العيوب الظاهرة فحق الصفة منهما أن تكون عليه وزن "أفعل"‪ .‬وقد قالوا‬
‫ى على‬ ‫أيضاً‪" :‬أشعث وأحدب"‪ ،‬وهما أكثر استعماال‪ ،‬وأما قولهم‪" :‬ما ٌء كد ٌِّر"‪ .‬بكسر الدال‪ ،‬فهو بمن ٌ‬
‫"كد َُر‪ ،‬بضم الدال‪ ،‬ال على "كد َِّر"‪ ،‬بكسرها‪ ،‬كما توهم بعض العلماء‪ .‬فان بنيتها من هذه قلت‪:‬‬
‫"أكدر")‪.‬‬
‫يشيب" على "أشيب"‪ ،‬ومن‪" :‬قطع‬ ‫ُ‬ ‫"شاب‬
‫َ‬ ‫ومن‪:‬‬ ‫"أحمق"‪.‬‬ ‫على‬ ‫"‬ ‫ُ‬
‫يحمق‬ ‫قَ‬ ‫م‬ ‫ح‬
‫َ ِّ‬ ‫"‬ ‫من‪:‬‬ ‫ها‬‫ُ‬ ‫ئ‬ ‫شذَّ مجي‬
‫و َ‬
‫وجذم" على "أقطع وأجذم"‪.‬‬
‫(ألن "أحمق"‪ ،‬وإن كان من باب "فعل" المكسور العين‪ ،‬فهو يدل على عيب باطن فقياسه أن يكون‬
‫"حم ٌق" بكسر الميم‪ ،‬على القياس‪ .‬و "أشيب"‪ ،‬وإن‬ ‫على وزن "فعل"‪ ،‬بكسر العين‪ .‬وقد قالوا أيضاً‪ِّ :‬‬
‫دل على عيب ظاهر‪ ،‬فهو من باب "فعل" المفتوح العين‪ .‬فقياسه أن يكون على وزن "في ِّعل" بكسر‬
‫العين‪ ،‬كطيب وضيق‪ ،‬من‪ :‬طاب يطيب‪ ،‬وضاق يضيق‪ .‬و "أقطع وأجزم"‪ ،‬وإن دالّ أيضا ً على عيب‬
‫ظاهر‪ ،‬فهما من باب "فعل"‪ ،‬المفتوح العين‪ ،‬وحقهما أن يكونا بوزن اسم المفعول‪ :‬أي‪" :‬مقطوع‬
‫ومجذوم"‪.‬‬
‫الصفة المشبهة على وزن فعالن‬
‫يأتي "فَ ْعالن" من "فِّعلَ" الالزم الدَّال على ُخلُ ّو‪ ،‬أو امتالءٍ ‪ ،‬أو حرارة باطنيّ ٍة ليست بداءٍ ‪ .‬و ُمؤنثُهُ‬
‫سكران‪ .‬وحرارة ُ‬ ‫والريان وال َّ‬
‫شبعان َّ‬ ‫صدْيان والعطشان‪ .‬واالمتالء‪ :‬كال َّ‬ ‫"ف ْعلى"‪ ،‬فال ُخ ُّلو‪ :‬كالغَرثان وال َّ‬
‫َّ‬
‫الباطن غير داءٍ ‪ :‬كالغضبان والثَّكالن والل ْهفان‪ .‬وقد قالوا‪َ " :‬ج ْوعان"‪( ،‬من جاع يجوع)‪ ،‬حمالً له‬
‫غرث" ألنه بمعناه‪.‬‬ ‫َرث يَ ُ‬ ‫على "غرتان"‪ ،‬من‪" :‬غ َ‬
‫(وحقه أن يكون على "فيعل"‪ ،‬بكسر العين‪ :‬كسيد وميت‪ ،‬من‪" :‬ساد يسود ومات يموت")‪.‬‬
‫الصفة المشبهة على وزن (فعل)‬
‫األدواء الباطنيَّة‪ ،‬أو ما‬
‫ِّ‬ ‫يأتي "فَ ِّعلٌ" ‪ -‬بكسر العين ‪ -‬من "ف ِّعل" ‪ -‬بكسر العين ‪ -‬الالزم‪ ،‬الدّال على‬
‫َ‬
‫يَشبهها‪ ،‬أو ما يَضادُّها‪ .‬ومؤنثة "فَ ِّعلة"‪.‬‬
‫طر‬
‫ولحز وبَ ٍ‬‫ٍ‬ ‫وشرس‬
‫ٍ‬ ‫كضجر‬
‫ٍ‬ ‫ب وج ٍو ود ٍو‪ .‬وإما ُخلقيّةٌ‪:‬‬‫ص وتع ٍ‬ ‫كوجع و َم ِّغ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫واألدوا ُء‪ ،‬إما جسمانيّة‪:‬‬
‫ومرح وقلق ونك ٍد ٍ‬
‫وعم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وأشر‬
‫ٍ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)128/1‬‬

‫وشبح‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ب‬
‫وحزن وحر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ويُشبه األدواء ما د َّل على حزن واغتمام‪ :‬ككم ٍد‬
‫كفطن‬
‫ٍ‬ ‫زين من الصفات الباطنة‪:‬‬ ‫ورض‪ .‬أو على ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬
‫وفرح وطر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ويَضادّها ما د َّل على سرور‪ :‬كجذ ٍل‬
‫ب‪.‬‬‫وسلس وأ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ق‬
‫وندس ولب ٍ‬
‫وفطن‪ .‬وقد يأتي على "فعيل"‬ ‫ٍ‬ ‫وشكس‬
‫ٍ‬ ‫ف "فعلٌ" فيكون على "فَ ْع ٍل" ‪ -‬بسكون العين ‪ -‬كند ٍْس‬ ‫وقد يُخفَّ ُ‬
‫يٍ‪.‬‬‫ي ٍ وحم ّ‬ ‫ي ٍ وأب ّ‬
‫وسقيم ورض ّ‬ ‫ٍ‬ ‫كسليم‬
‫ٍ‬ ‫وهو أصلُه المخفف هو منه‪:‬‬
‫َّ‬
‫(واعلم أن حق الصفة من باب "فع ِّل" بكسر العين الدالة على المعاني المذكورة‪ ،‬أن تكون على وزن‬
‫"فعيل"‪ .‬غير أنهم خففوا "فعيال" هذا بحذف الياء‪ ،‬إذا جاء من باب "ف ِّعل" المكسور العين‪ ،‬وتركوه‬
‫للصفة من باب "فعُل" بضم العين‪ :‬كالكريم والشريف ونحوهما‪ .‬غير أنه قد بقيت ألفاظ من باب‬
‫"فع ِّل"‪ ،‬المكسور العين‪ ،‬على "فعيل" دالة على األصل)‪.‬‬
‫ي ال يُقاس عليه‪ :‬كند ٍْس وند ٍُس‪ ،‬وش ْك ٍس وش ُك ٍس‬ ‫وما ورد من باب "ف ِّعل" على غير "فَ ِّعل"‪ ،‬فهو سماع ٌّ‬
‫ذر ويقال‬ ‫ص ْف ٍر‪ ،‬ونِّ ْك ٍس وع ُج ٍل‪ ،‬و َح ٍ‬ ‫ص ْف ٍر و ُ‬ ‫وص ْف ٍر و َ‬ ‫س" على القياس)‪ِّ ،‬‬ ‫(ويقا ُل أيضاً‪" :‬ند ٌ‬
‫ِّس وش ِّك ٌ‬
‫وغيور‪ .‬وما جا َء على‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫أيضاً‪َ " :‬ع ِّج ٌل و َحذ ٌِّر" على القياس‪ ،‬ويقال‪َ " :‬حذ ٌر" (بسكون الذال)‪ ،‬و ُح ٍ ّر‬
‫ُقاس عليه‪.‬‬‫كمريض‪ ،‬وإن كان هو األصلُ‪ ،‬فال ي ُ‬ ‫ٍ‬ ‫"ف ِّعي ٍل"‬
‫الصفة المشبهة على وزن (فعيل)‬
‫وحكيم‬
‫ٍ‬ ‫وحليم‬
‫ٍ‬ ‫وسميح‬
‫ٍ‬ ‫وحقير‬
‫ٍ‬ ‫وعظيم‬
‫ٍ‬ ‫"ككريم‬
‫ٍ‬ ‫يأي "فَ ِّعيلٌ" غالبا ً من "فَ ْعلَ" يَفعُلُ‪ ،‬المضموم العين‪:‬‬
‫وظهير"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫َشين وبخي ٍل وجمي ٍل وقبيحٍ ووضيءٍ‬ ‫ورئيس وظريفٍ َوخ ٍ‬ ‫ٍ‬

‫(‪)129/1‬‬

‫ط ِّه ٍر‪ ،‬وعلى فَ ْع ٍل‪ُ ،‬مخفَّف‬ ‫جو َ‬ ‫س ِّم ٍ‬‫وقد تأبي الصفةُ من هذا الباب على "فَ ِّع ٍل" مخفَّفٍ "فَعيل"‪ :‬ك َخش ٍِّن و َ‬
‫وحسن‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫عين "فعَل‪ :‬كبط ٍل‬ ‫وسمحٍ‪ ،‬وعلى "فعَ ٍل"‪ :‬بفتح ٍ‬ ‫وسمجٍ ْ‬ ‫ب ْ‬ ‫وفخ ٍم وص ْع ٍ‬ ‫ش ْه ٍم ْ‬ ‫ض ْخم و َ‬ ‫"فَ ِّع ٍل"‪ :‬ك َ‬
‫شجاعٍ‬ ‫وزان‪ ،‬وعلى "فُعال"‪ :‬ك ُ‬ ‫ٍ‬ ‫صان‬
‫كجبان و َح ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ألف الم ِّدّ على "فعَ ٍل"‪:‬‬ ‫وعلى "فعا ٍل"‪ ،‬بزيادة ِّ‬
‫صليب أيضاً) وعلى "فُعُ ٍل" بضمتين ‪-‬‬ ‫ب (ويُقال‪َ :‬‬ ‫ص ْل ِّ‬
‫راح وعلى "فُع ٍل" ‪ -‬بضم فسكون ‪ -‬ك ُ‬ ‫ص ٍ‬ ‫و ُ‬
‫وطهور‪ ،‬وعلى فاع ٍل‪ :‬كطاهر وفاضل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كوقُ ٍ‬
‫ور‬ ‫ب وعلى "فعو ٍل"‪َ :‬‬ ‫ك ُجنُ ٍ‬
‫الصفة المشبهة من (فعل) المفتوح العين‬
‫العين (وذلك قليلٌ)‪ ،‬فتجي ُء على وزن "أفعلَ"‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫المفتوح‬
‫ِّ‬ ‫قد تُبنى الصفةُ المشبَّهةُ من باب "فعَلَ"‬
‫ب وأقط َع وأجذَ َم‪ ،‬وعلى "ف ْي ِّعل"‪ .‬بكسر العين‪ ،‬وال يكون إال من األجوف‪ :‬كسيّ ٍد وقي ٍّم (من‬ ‫كأشيَ َ‬
‫ّ‬
‫يِّ)‪ ،‬وعلى "فَ ْيعَ ٍل"‪ ،‬بفتح العين‪ ،‬وال يكون إال من الصحيح‪:‬‬ ‫ب (من اليائ ّ‬ ‫ق وطيّ ٍ‬ ‫يِّ)‪ ،‬وضيّ ٍ‬ ‫الواو ّ‬
‫المضاعف والمعت ِّّل الالم‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ص ٍل‪ ،‬وعلى "فعيل" بكسر العين‪ ،‬وأكثر ما يكونَ من‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صيْرف وف ْي َ‬ ‫ك َ‬
‫ب وشديدٍ‪ ،‬وال ُمعتلُّ‬ ‫ق ولبي ٍ‬ ‫ب (بمعنى المحبّ ِّ) ودَقي ٍ‬ ‫وخسيس وجلي ٍل وحبي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫فالمضاعف‪ :‬كعفيفٍ وطبي ٍ‬ ‫ُ‬
‫يٍ‪.‬‬ ‫ص‬ ‫وو‬
‫ّ ٍ َ ّ ٍ َ ِّ ّ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ج‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫َل‬‫خ‬ ‫و‬ ‫ي‬
‫ٍّ‬ ‫ك‬ ‫وزَ‬ ‫ى‬ ‫اآلخر‪ :‬كعَل ّ ٍ َ ٍ ّ‬
‫ف‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫كحريص وطوي ٍل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ي على "فَعَلَ" من غير المضاف والمعتلّ‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫المبن‬ ‫ٌ"‬‫ل‬ ‫فعي‬ ‫"‬ ‫يكون‬ ‫وقد‬
‫الصفة المشبهة على وزن (فاعل)‬
‫إذا أردتُ بالصفة المشبهة معنى الحدوث والتَّجدُّدِّ‪َ ،‬عدلتَ بها عن وزنها إلى صيغة اسم الفاعل‪،‬‬
‫وطاربٌ "‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وضاج ٌر‬‫ِّ‬ ‫"فارح‬
‫ب"‪ِّ :‬‬ ‫طر ٍ‬ ‫جر و َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫رح و َ‬ ‫فتقو ُل في "فَ ٍ‬
‫صدَ به معنى الثبوت والدَّوام‪ ،‬فهو صفةٌ مشبَّهة‪ٌ،‬‬ ‫ُ‬
‫وما جاء على ِّزنتي ِّ اسمي الفاع ِّل والمفعول‪ ،‬مما ق ِّ‬
‫بع‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب الط ِّ‬ ‫ق‪ ،‬و ُمهذ ِّ‬ ‫ي ِّ الخل ِّ‬ ‫ض ّ‬ ‫ومستقيم الطريقة‪ ،‬و َم ْر ِّ‬
‫ِّ‬ ‫العيش‪ ،‬و ُمعت ِّد ِّل الرأيِّ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وناعم‬
‫ِّ‬ ‫ب‪،‬‬
‫كطاهر القل ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َّ‬
‫وممدوح السيرةِّ‪ ،‬و ُمنقى السريرةِّ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫الصفة المشبهة من فوق الثالثي‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)130/1‬‬

‫ستقيم‬
‫المجردِّ‪ ،‬على وزن اسم الفاعل‪ ،‬كعتدِّل القام ِّة‪ ،‬و ُم ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ي ِّ‬
‫تجي ُء الصفة المشبهة من غير الثالث ّ‬
‫األطوار‪ ،‬و ُم ْشت ِّدّ العزيم ِّة‪.‬‬
‫ِّ‬
‫الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبهة‬
‫الفرق بين اسم الفاعل والصف ِّة المشبَّهة به من خمسة ُوجوه‪:‬‬ ‫ُ‬
‫األول‪ :‬داللتُها على صفة ثابتة‪ ،‬وداللتُه على صفة متجددة‪.‬‬
‫الثاني‪ُ :‬حدوثه في إحدى األزمنة‪ .‬والصفةُ المشبَّهةُ للمعنى الدائم الحاضر‪ ،‬إال أن تكون هناك قرينة‬
‫تَدُ ُّل عل خالف الحاضر‪ ،‬كأن تقولَ‪" :‬كان سعيدُ حسنا ً فقبُ َح"‪.‬‬
‫سماعاً‪ :‬كرحيم وعليم‪.‬‬ ‫غ من المتعدّي إال َ‬ ‫الثالث‪ :‬أنها تُصاغ من الفعل الالزم قياساً‪ ،‬وال تصا ُ‬ ‫ُ‬
‫غ من المتعدِّّي‪ ،‬على وزن اسم الفاعل‪ ،‬إذا تُنُوسي المفعو ُل به‪ ،‬وصار فعلُها في الالزم‬ ‫وقد تُصا ُ‬
‫غ من‬ ‫السهم"‪ .‬كما تُصا ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ختر ُق‬
‫ت و ُم ِّ‬
‫الفرس‪ ،‬و ُمس ِّْم ُع الصو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫السيف‪ ،‬وسابِّ ُق‬
‫ِّ‬ ‫"فالن قاط ُع‬‫ٌ‬ ‫القاصر‪ ،‬مثلُ‪:‬‬
‫الفعل المجهول ُمرادا ً بها معنى الثبوت والدَّوام‪ :‬كمحمود الخلق‪ ،‬و َميمون النّقيبة‪ .‬واسم الفاعل يصا ُ‬
‫غ‬
‫سلف‪.‬‬
‫َ‬ ‫قياسا ً من الالزم والمتعدي ُمطلقاً‪ ،‬كما‬
‫ي ِّ‬
‫يغت من غير الثالث ّ‬ ‫ص ْ‬ ‫الجري على وزن المضارع في حركاته وسكناته‪ ،‬إال إذا ِّ‬ ‫َ‬ ‫الراب ُع‪ :‬أنها ال ت َلزَ ُم‬
‫ً‬
‫المجرد‪ ،‬واسم الفاعل يجب فيه ذلك ُمطلقا كما تقدَّم‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫وحسن الخلق‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫سنُ فيها ذلك‪ :‬كطاهر الذي ِّل‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الخامس‪ :‬أنها تجوز إضافتها إلى فاعلها‪ ،‬بل يُستح َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫"طاهر ذيله‪ ،‬وحسن خلقهُ‪ ،‬و ُمنطلق لسانهُ و ُمعتدل رأيُهُ"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ق اللسان‪ ،‬ومعتد ِّل الرأي واألصل‪:‬‬ ‫و ُمنطل ِّ‬
‫سهم ال َهدف" أي‪ُ :‬مصيبٌ سه ُمه الهدف‪.‬‬ ‫ال‬
‫ُ َّ‬ ‫صيب‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫"خلي‬ ‫يقال‪:‬‬ ‫فال‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫يجوز‬ ‫ال‬ ‫الفاعل‬ ‫واسم‬
‫واس ُم المفعول‪ ،‬كالصفة المشبهة‪ ،‬تجوز إضافتُه إلى فاعله‪ .‬ألنه في األصل مفعولٌ‪ ،‬مثلُ‪" :‬خالدٌ‬
‫قاهر‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫"الحق‬ ‫مجرو ُح اليد"‪ .‬واألصل‪" :‬مجروحةٌ يدُهُ أما إضافةُ الفاعل إلى مفعوله فجائزةٌ‪ ،‬مثلُ‪:‬‬
‫الباطل"‪.‬‬
‫مبالغة اسم الفاعل‬

‫(‪)131/1‬‬

‫ألفاظ تد ُّل على ما يدُ ُّل عليه اس ُم الفاعل بزيادة وتسمى‪" :‬صي َغ ال ُمبالغة"‪ :‬كعالّم ٍة‬ ‫ٌ‬ ‫مبالغةُ اسم الفاعل‪:‬‬
‫"عالم كثير العلم وآك ٍل كثير األكل"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وأكو ٍل‪ ،‬أي‪:‬‬
‫ٌ‬
‫ق‪ ،‬و "فعَالة"‪:‬‬ ‫كصدّي ٍ‬‫كمفضا ٍل‪ ،‬و "ف ِّعّيلُ"‪ِّ :‬‬‫"مفعالٌ"‪ِّ :‬‬‫ْ‬ ‫ّار‪ ،‬و ِّ‬ ‫ً‬
‫ولها أجد عشر وزنا‪ .‬وهي‪" :‬فعّالٌ"‪ :‬كجب ٍ‬
‫ذر‪ ،‬و "فعَّالٌ"‪:‬‬
‫كح ٍ‬ ‫كعليم‪ ،‬و "ف ِّعلٌ"‪ِّ :‬‬
‫ٍ‬ ‫ب‪ ،‬و "فعيلٌ"‪:‬‬ ‫سكين‪ ،‬و "فعُولٌ"‪ :‬كشرو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫"م ْفعيلٌ"‪ِّ :‬‬
‫كم‬ ‫كفهامةٍ‪ ،‬و ِّ‬
‫ُّوم‪.‬‬
‫ُّوس‪ ،‬و "فيْعولٌ"‪ :‬كقي ٍ‬ ‫ُ‬
‫ّار‪ ،‬و "فعُّولٌ"‪ :‬كقد ٍ‬ ‫ك ُكب ٍ‬
‫يقاس عليه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ظ ما ورد منها‪ ،‬وال‬ ‫وأوزانُها كلُّها سماعيّة فيُحف ُ‬
‫وصي ُغ ال ُمبالغ ِّة ترج ُع‪ ،‬عند التحقيق‪ ،‬إلى معنى الصفة المشبهة‪ ،‬ألن اإلكثار منَ الفعل يجعله كالصفة‬
‫الراسخة في النفس‪.‬‬
‫اسم التفضيل‬
‫ؤخض من الفعل لتدُ ّل على أن شيئين اشتركا في صفة‪ ،‬وزاد أحدُهما على اآلخر‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫اس ُم التفضيل‪ :‬صفة ت ُ‬
‫فيها‪ ،‬مثلُ‪" :‬خلي ٌل أعل ُم من سعيد وأفض ُل منه"‪.‬‬
‫وقد يكون التَّفضي ُل بينُ شيئين في صفتين مختلفتين‪ ،‬فيرادُ بالتفضيل حينئذ أن أحد الشيئين قد زاد في‬
‫أحر من الشتاء" أي‪ :‬هو أبل ُغ في ّ‬
‫حره من‬ ‫"الصيف ُّ‬
‫ُ‬ ‫الشيء اآلخر في صفته‪ ،‬كقولهم‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫صفته على‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الشتاء في برده‪ ،‬وقولهم‪" :‬العسل أحلى من الخ ِّل"‪ ،‬أي‪ :‬هو زائد في حالوته على الخ ِّل في ُح ُموضته‪.‬‬
‫القوم أصغرهم وأكبرهم"‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وقد يُستعمل اسم التفضيل عاريا ً عن معنى التفضيل‪ ،‬كقولك‪" :‬أكرمتُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫تريد‪ :‬صغيرهم وكبيرهم‪ .‬وسيأتي فض ُل بيان لهذا‪.‬‬
‫وزن اسم التفضيل‬
‫إلسم التفضيل وزن واحد‪ ،‬وهو "أفعل" ومؤنثُهُ "فُ ْعلى"‪ :‬كأفضل وفَضْلى‪ ،‬وأكبر ُكبرى‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫"خير الناس من ينف ُع‬
‫ُ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫"‪،‬‬ ‫بٌّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫وشر‬
‫ّ‬ ‫"خير‬
‫ٌ‬ ‫وهي‬ ‫ٍ‪:،‬‬
‫ت‬ ‫كلما‬ ‫ثالث‬ ‫في‬ ‫ل"‬ ‫"أفع‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫همز‬ ‫ذفت‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫وقد‬
‫"شر الناس ال ُمفسدُ"‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الناس"‪ ،‬وكقولك‪:‬‬
‫نسان ما ُمنِّعا*‬
‫اإل ِّ‬‫ع به * و َحبُّ شيءٍ إلى ِّ‬ ‫* ُمنِّعْتَ شيْئا ً فأَكثرتَ َ‬
‫الولو َ‬

‫(‪)132/1‬‬

‫شر وأَحبُّ " حذفوا هَمزاتِّها لكثرة االستعمال ودَ َو َرانها‬‫خير وأ َ ُّ‬ ‫والثالثةُ أسما ُء تفضي ٍل‪ .‬وأصلُها‪" :‬أ َ َ‬
‫وكثير في‪َ " :‬حبّ ٍ"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وشر‪،‬‬ ‫على األلسنة ويجوز إثباتها على األصل وذلك قلي ٌل في‪ٍ :‬‬
‫خير ٍ ّ‬
‫شروط صوغه‬
‫ير‬
‫معلوم‪ ،‬تا ٍ ّم‪ ،‬قاب ٍل للتفضيل‪ ،‬غ ِّ‬
‫ٍ‬ ‫تصرفٍ ‪،‬‬‫األحرف ُمثبَتٍ‪ُ ،‬م ّ‬
‫ِّ‬ ‫ي ِّ‬ ‫ّ‬
‫غ اس ُم التفضيل إال من فع ٍل ثالث ّ‬ ‫ال يُصا ُ‬
‫ب أو ِّح ْليةٍ‪.‬‬ ‫لون أو عي ٍ‬
‫دا ٍل على ٍ‬
‫(فال يصاغ من "ما كتب" ألنه منفي‪ ،‬وال من "أكرم" لمجاوزته ثالثة أحرف‪ ،‬وال من "بئس وليس"‬ ‫ْ‬
‫ونحوهما‪ ،‬ألنهما جامدة‪ ،‬وال من الفعل المجهول وال من "صار وكان" ونحوهما من األفعال‬
‫الناقصة‪ ،‬وال من "مات" ألنه غير قابل للتفضيل‪ ،‬إذ ال مفاضلة في الموت ألن الموت واحد‪ ،‬وإنما‬
‫تتنوع أسبابه كما قال الشاعر‪:‬‬
‫*ومن لم يمت بالسيف مات بغيره * تنوعت األسباب والموت واحد*‬
‫فان أريد بالموت الضعف أو البالدة مجازا ً جاز‪ ،‬مثلُ‪" :‬فالن أموت قلبا من فالن"‪ ،‬أي‪ :‬أضعف‪،‬‬
‫ً‬
‫ونحو‪" :‬هو أموت منه"‪ ،‬أي أبلد‪ .‬وال يصاغ "من "سود"‪ ،‬ألنه دال على لون‪ ،‬وال من "عور" لداللته‬
‫على عيب‪ ،‬وال من "كحل"‪ ،‬لداللته على حلية‪ ،‬فال يقال‪ :‬هذا أسود من هذا‪ ،‬وال أعور منه‪ ،‬وال أكحل‬
‫منه"‪ .‬وشذ قولهم‪ :‬في المثل‪" :‬العود أحمد"‪ ،‬ألنه مصوغ من "حمد"‪ ،‬وقولهم‪" :‬هو أزهى من ديك"‪،‬‬
‫فبنوه من‪" :‬زهي"‪ .‬وهو فعل مجهول وقولهم‪" :‬هو أخصر منه" فبنو اسم التفضيل من "اختصر"‬
‫وهو زائد على ثالثة أحرف ومبنى للمجهول‪ ،‬كما شذ قولهم‪" :‬هو أسود من حلك الغراب‪ ،‬وأبيض‬
‫من اللبن" فبنوه مما يدل على لون‪ .‬وقالوا‪" :‬هو أعطاهم للدراهم‪ ،‬وأوالهم للمعروف"‪ .‬فبنوه من‪:‬‬
‫"أعطى وأولى" شذوذاً)‪.‬‬
‫كثر"‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ط‪ ،‬يُؤتى بمصدره منصوبا ً بعدَ "أشدَّ" أو "أ َ‬ ‫ستوف الشرو َ‬
‫ِّ‬ ‫اسم التفضيل م ّما لم يَ‬ ‫وإذا أُريدَ صو ُ‬
‫غ ِّ‬
‫وأفر كحالً"‪.‬‬
‫وأكثر سواداً‪ ،‬وأبل ُغ َعوراً‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫أو نحوهما‪ ،‬تقولُ‪" :‬هو أشدُّ إيماناً‪،‬‬
‫والكوفيُّون يجيزون التعجب والتفضيل من البياض والسود خاصة‪ ،‬بال شذوذ‪ .‬وعليه قول المتنبي ‪-‬‬
‫وهو كوفي ‪:-‬‬

‫(‪)133/1‬‬

‫أسودُ في َعيني منَ ُّ‬


‫الظلَ ِّم*‬ ‫ياض لهُ * ألَنتَ َ‬
‫*إِّ ْبعَدْ‪ ،‬بَ ِّعدْتَ ‪ ،‬بَياضاً‪ ،‬ال بَ َ‬
‫أحوال اسم التفضيل‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫تجردُه من "أل" واإلضافة‪ ،‬واقترانهُ بأل‪ ،‬وإضافتهُ إلى معرفة‪ ،‬وإضافتهُ‬ ‫إلسم التفضيل أرب ُع حاالتٍ‪ُّ :‬‬
‫إلى نكرة‪.‬‬
‫(‪ )1‬تجرده من "أل واإلضافة"‪:‬‬
‫"أل"‪ ،‬واإلضاف ِّة‪ ،‬فال بُدَّ من إفراده وتذكيره في جميع أحواله‪ ،‬وأن تَتّص َل به "من"‬‫تجرد من ْ‬ ‫إذا َّ‬
‫وهذان أفض ُل من‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫ض ِّل عليه‪ ،‬تقولُ‪" :‬خالدٌ أفض ُل من سعيد‪ .‬وفاطمة أفض ُل من سعادَ‪.‬‬ ‫جارة ً للمف َّ‬
‫الجارة ُ َّ‬‫َّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وهاتان أنف ُع من هاتين‪ .‬والمجاهدون أفضل من القاعدين‪ .‬والمتعلّماتُ أفض ُل من الجاهالت"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫هذا‪.‬‬
‫خير من الحياة الدنيا وأبقى منها‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وأبقى"‬ ‫خير‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫"واآلخر‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫كقوله‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ة‬‫َّر‬ ‫د‬‫ق‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫"من"‬ ‫تكون‬ ‫وقد‬
‫ُّ‬
‫وأعز منك‪.‬‬ ‫وأعز نفراً"‪ ،‬أي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وقد اجتمع إثباتُها وحذُفها في قوله سبحانه‪" :‬أنا أكثر منك ماالً‬
‫يجوز تقديمهما عليه‬ ‫ُ‬ ‫سم التفضيل بمنزلة المضاف إليه من المضاف‪ ،‬فال‬ ‫"من" ومجرورها مع ا ِّ‬ ‫و ِّ‬
‫بكر خالدٌ أفضل"‪" ،‬وال خالدٌ من بكر‬ ‫كما ال يجوز تقديم المضاف إليه على المضاف‪ ،‬فال يُقالُ‪" :‬من ٍ‬
‫يجب حينئ ٍذ تقدي ُم‬
‫ُ‬ ‫اسم استفهام‪ ،‬فإنه‬‫استفهام‪ ،‬أو ُمضافا ً إلى ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫اسم‬
‫المجرور بها َ‬
‫ُ‬ ‫أفضلُ"‪ ،‬إال إذا كان‬
‫َ‬
‫خير‪ .‬ومن أيهم أنت أولى بهذا‪.‬‬ ‫صدر الكالم‪ ،‬مثلُ‪ :‬م ّمن أنت ٌ‬ ‫ُ‬ ‫"من" ومجرورها‪ ،‬ألن اسم االستفهام لهُ‬
‫شذودا في غير اإلستفهام‪ ،‬ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ً‬ ‫فرس َم ْن فرسُكَ أسبَ ُق؟"‪ .‬وقد وردَ التقدي ُم ُ‬ ‫ومن ِّ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫*إذا سايَرت أسما ُء يوما ظ ِّعينَة * فأسما ُء من تلكَ الظ ِّعينَة أمل ُح*‬
‫واألصلُ‪( :‬فأسما ُء أمل ُح من تلك ّ‬
‫الظعينة)‬
‫(‪ )2‬اقترانه "بأل"‪:‬‬
‫"أل" امتنع وصلُهُ ِّبـ "من" ووجبت ُمطابقتُهُ ِّلما قبله إفرادا ً وتثنيةً وجمعا ً‬ ‫إذا اقترن اس ُم التفضيل ِّبـ ْ‬
‫وتذكيرا ً وتأنيثاً‪ ،‬تقولُ‪" :‬هو األفضلُ‪ ،‬وهي الفُضلى‪ .‬وهما األفضالن‪ .‬والفاطمتان هما الفُضليان‪ .‬وه ُم‬
‫وهن الفُضلياتُ "‪ .‬وقد شذَّ وصلُهُ ِّبـ (من) في قول الشاعر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫األفضلون‪.‬‬

‫(‪)134/1‬‬

‫للكاثر*‬ ‫ِّ‬ ‫صى * و ِّإنَّما ال ِّع َّزة ُ‬ ‫ثر منهم ح ً‬ ‫*ولسْتَ باأل َ ْك ِّ‬
‫(‪ )3‬اضافته إلى النكرة‪:‬‬
‫وتذكيرهُ وامتن َع وصلُهُ بِّـ (من)‪ ،‬تقولُ‪" :‬خالدٌ أفض ُل قائدٍ‪ .‬وفاطمةُ‬ ‫ُ‬ ‫وجب إفرادُهُ‬‫َ‬ ‫اضيف إلى نكرةٍ‬ ‫َ‬ ‫إذا‬
‫ّ‬
‫والمتعلماتُ‬
‫ِّ‬ ‫امرأتين والمجاهدونَ أفض ُل رجا ِّل ٍَ‬ ‫ِّ‬ ‫وهاتان أفض ُل‬ ‫ِّ‬ ‫رجلين‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وهذان أفض ُل‬ ‫ِّ‬ ‫أفض ُل امرأةٍ‪.‬‬
‫أفض ُل نساءٍ "‪.‬‬
‫(‪ )4‬إضافته إلى معرفة‪:‬‬
‫وجهان‪ :‬إفرادهُ وتذكيره‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫فيه‬ ‫وجازَ‬ ‫(من)‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ب‬
‫ِّ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫وص‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫امتن‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫معرف‬ ‫إلى‬ ‫ضيف اس ُم التفضيل‬ ‫َ‬ ‫إذا أ ُ‬
‫بأل‪ .‬وقد ورد‬ ‫ضاف إلى نكرة ومطابقتُه لما قبله إفرادا ً وتثنيةً وجمعا ً وتذكيرا ً وتأنيثا ً كالمقترن ْ‬ ‫ِّ‬ ‫كالم‬
‫أحرص‬
‫َ‬ ‫{ولتجدنَّهم‬
‫ِّ‬ ‫ق لما قبله قوله تعالى‪:‬‬ ‫غير ُمطاب ٍ‬ ‫االستعماالن في القرآن الكريم‪ .‬فمن استعماله ُ‬ ‫ِّ‬
‫عز وجلَّ‪" :‬وكذلكَ جعلنا‬ ‫ُ‬
‫الناس"‪ .‬ومن استعماله ُمطابقا ً قوله َّ‬ ‫ِّ‬ ‫الناس على حياةٍ}‪ ،‬ولم يقل‪" :‬أَحرصي‬ ‫ِّ‬
‫ي‬
‫خبرك ْم بأح ِّبّك ْم إل ّ‬ ‫ُ‬
‫االستعماالن في الحديث الشريف‪" :‬أال أ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫أكابر ُمجرميها"‪ .‬وقد اجتم َع‬ ‫َ‬ ‫في ك ِّّل قري ٍة‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫الموطؤونَ أكنافا‪ ،‬الذينَ يألفونَ ويُؤْ لفونَ "‪.‬‬ ‫ً‬
‫مجالس يوم القيام ِّة‪ ،‬أحاسنُك ْم أخالقا‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫وأقربك ْم مني‬ ‫ِّ‬
‫ي أفض ُل القوم‪ :‬وهذان أفض ُل القوم‪ ،‬وأفضال القوم‪ ،‬وهؤالء أفض ُل القوم‪ ،‬وأفضلوا القوم‬ ‫َ‬ ‫ويقولُ‪" :‬عل ٌّ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ضلى النساء‪ ،‬وهاتان أفض ُل النساء‪ ،‬وفضليَا النساء وهن أفض ُل النساء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫النساء وف ْ‬
‫ِّ‬ ‫وفاطمةُ أفض ُل‬
‫وفُضليَات النساء"‪.‬‬
‫(من) ُمقدَّرة ً فيما تَقَد ََّم‪ .‬والمعنى‪" :‬هذان أفض ُل من جميع القوم‪ .‬وهذه أَفض ُل من كل النساء"‪،‬‬ ‫وتكونُ ِّ‬
‫جرا‪.‬‬ ‫و َهلُ َّم ًّ‬
‫(أفعل) لغير التفضيل‬
‫قد يَردُ "أفعلُ" التفضيل عاريا ً عن معنى التَّفضيل‪ ،‬فيتض َّمنُ حينئ ٍذ معنى اسم الفاعل‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫{ربُّكم أعل ُم بكم} أي‪" :‬عال ُم بكم"‪ ،‬أو معنى الصفة ال ُمشبه ِّة‪ ،‬كقوله سبحانهُ‪{ :‬وهو الّذي يَ ْبدَأ ُ الخ َْلقَ ثم‬
‫أهونُ علي ِّه} أي‪" :‬وهو َه ِّيّ ٌن عليه"‪ ،‬وقو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫يُعيدُهُ‪ ،‬وهو َ‬
‫(‪)135/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وأطولُ*‬‫َ‬ ‫سما َء بَنى لنا * بَ ْيتًا دعائِّ ُمهُ ُّ‬
‫أعز‬ ‫س َمكَ ال ّ‬‫*إِّ َّن الَّذي َ‬
‫أي‪ :‬عزيزة ٌ طويلةٌ‪.‬‬
‫(ولم يرد أعز من غيره وأطول‪ ،‬بل يريد نفي أن يشارك في عزته وطوله وكذلك في اآليتين‬
‫الكريمتين‪ .‬ألنه ال مشارك هلل في علمه‪ .‬وال تتفاوت المقدورات بالنسبة ِّإلى قدرته‪ .‬فليس لديه هين‬
‫وأهون‪ .‬بل كل شيء هين عليه سبحانه وتعالى)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫تجرد من "أ ْل" أو أضيف ِّإلى نكرةٍ‪ ،‬ولم يُصل بِّـ " ِّم ْن"‬ ‫و ِّإنّما يَص ُّح أن يعرى عن معنى التفضيل‪ ،‬إذا َّ‬
‫التفضيليّة‪ ،‬كما رأيت‪.‬‬
‫َعريَته عن معنى التفضيل‪.‬‬ ‫"م ْن" لم ت ُجز ت ِّ‬ ‫ضيف إلى نكرةٍ‪ :‬أو ُوصل بِّـ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫"أل" أو أ‬ ‫فإِّن اقترنَ بِّـ ْ‬
‫ح من أقوا ِّل النحاةِّ‪.‬‬ ‫ُقاس عليه على األص ّ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫وتعريتُه عن معنى التفضيل سماعيّة فما وردَ منه يُحفظ وال ي ُ‬
‫األشهر فيه عدَ ُم ال ُمطابق ِّة لما‬
‫ُ‬ ‫"أل" واإلضاف ِّة‪ ،‬فاألص ُح‬ ‫تجردَ من ْ‬ ‫ي عن معنى التفضيل‪ ،‬فإذا َّ‬ ‫وإذا َع ِّر َ‬
‫والتذكير‪ ،‬كما لو أُريدَ به معنى التفضيل‪ ،‬كما رأيت في البيت السابق‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قبله‪ ،‬أي‪ :‬فهو يَلتز ُم اإلفرادض‬
‫"هذان أعلَما أه ِّل القري ِّة" أي‪ :‬هما‬
‫ِّ‬ ‫ضيف إلى معرفةٍ‪ ،‬وحيث المطابقةُ ِّلما قبله‪ ،‬تقولُ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وإن أ ُ‬
‫"عالماهم"‪ ،‬إن لم يكن في القرية من يُشار ُكهما في العلم‪ .‬وال يص ُّح أن تقول‪" :‬هما أعل َم ُهم" إالّ إذا‬
‫أردتَ معنى تفضيلهما على غيرهما‪ ،‬وذلك بأن يكون فيها من يُشارك ُهما في العلم‪ .‬ألنه إن كان فيهما‬
‫من يشاركهما فيه‪ ،‬كان المعنى على التفضيل وحينئذ يص ُّح أن تقول‪" :‬هما أعلما أه ِّل القرية‬
‫وعدمها‪ ،‬إلضافته إلى معرفة مقصودا ً به التفضيلُ‪ .‬ويكون المعنى‪" :‬هما أعل ُم‬ ‫ِّ‬ ‫وأعل ُمهم"‪ ،‬بالمطابق ِّة‬
‫من جميع أهل القرية"‪.‬‬
‫"الناقص واألش ُّج أعدَال بني َم ْروانَ "‪ .‬أي‪" :‬هما عادِّالهم"‪ :‬وال يص ُّح أن تقولَ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ومن ذلك قولهم‪:‬‬
‫تجب المطابقةُ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫روان‬ ‫"أعد ُل بني َم‬

‫(‪)136/1‬‬

‫(ألن التفضيل الذي يقتضي المشاركة في الصفة غير مراد هنا‪ .‬ألن مراد القائل أنه لم يشاركهما أحد‬ ‫ّ‬
‫من بني مروان في العدل‪ .‬لذلك لم يكن القصد أنهما أعدل من جميع بني مروان بل المراد أنهما‬
‫العادالن منهم‪ .‬و (الناقص)‪ :‬هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان‪ ،‬سمي بذلك لنقصه أرزاق‬
‫الجند‪ .‬و (األشج)‪ :‬هو عمر بن عبد العزيز بن مروان (رضي هللا عنه) سمي بذلك لشجة أصابته‬
‫بضرب الدابة)‪.‬‬
‫تقديرها‪ ،‬كان المعنى على غيره‬ ‫ُ‬ ‫وحيث لم ي ُج ْز‬ ‫ُ‬ ‫تقدير (من)‪ ،‬كان المعنى على التفضيل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وحيث جازَ‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫أي‪" :‬كان اس ُم التَّفضي ِّل عاريا عن معنى التفضيل"‪.‬‬
‫ً‬
‫(أل) واإلضافة‪ ،‬إذ كان موصوفه جمعا كقو ِّل‬ ‫المجردُ من ْ‬‫َّ‬ ‫وقد يُجم ُع العاري عن معنى التفضيل‪،‬‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫َ‬
‫أقام‪ ،‬أالئِّ ُم*‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ين كنت ْم * ِّكراما‪ .‬وأنتم‪ .‬ما َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫غاب َعنكم‪ ،‬أس َْودُ العَ ِّ‬ ‫َ‬ ‫*إذا‬
‫مجردٌ منه‪ ،‬فيكونُ قو ُل ابن هانيء‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫ُؤ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫جاز‬ ‫التفضيل‪،‬‬ ‫معنى‬ ‫عن‬ ‫ده‬ ‫لتجر‬
‫ُّ‬ ‫جمعه‬ ‫ح‬
‫ّ‬ ‫ص‬ ‫وإذا‬
‫ب*‬‫رض منَ الذَّ َه ِّ‬ ‫صبا ُء د ٍ ُّر على أ َ ٍ‬ ‫ص ْغرى و ُكبرى ‪ -‬من فَقاقِّ ِّعها * َح ْ‬ ‫*كأن ُ‬‫ّ‬
‫حن كما قالوا‪.‬‬ ‫صحيحا ً وليس ِّبلَ ٍ‬
‫ألن "صغرى وكبرى" ههنا‪ .‬بمعنى "صغيرة وكبيرة" فهما عاريتان من التفضيل فال يجب فيهما‬ ‫َّ‬
‫اإلفراد والتذكير‪ .‬بل يجوزان‪ .‬كما تجوز المطابقة‪ ،‬وإن كان األول هو األفصح واألشهر‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫"كأن الكبرى والصغرى"‪ .‬باعتبار أن اسم‬ ‫ّ‬ ‫"كأن أكبر وأصغر" أو‬ ‫ّ‬ ‫وقال من لحنه‪ :‬كان حقه أن يقول‪:‬‬
‫ُ‬
‫(أل) واإلضافة‪ .‬يجب إفراده وتذكيره‪ :‬وغفل عن أنه يجب ذلك فيما قصد به‬ ‫التفضيل‪ ،‬إذا تجرد من ْ‬
‫التفضيل‪.‬‬
‫وقول العروضيين‪" :‬فاصلة صغرى‪ ،‬وفاصلة كبرى"‪ .‬أي صغيرة وكبيرة‪ .‬وهو من هذا الباب‪.‬‬
‫اسما الزمان والمكان‬
‫الشمس" أي‪ :‬وقتَ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫مان‪ :‬هو ما يُؤْ خذُ من الفعل للدَّاللة على زمان الحدَث‪ ،‬نحو‪" :‬وافِّني َمط ِّل َع‬ ‫الز ِّ‬ ‫اس ُم َّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫طلوعها‪.‬‬
‫ب‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫غ‬ ‫م‬
‫َ َ ِّ َ‬‫َ‬
‫غ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ب‬ ‫إذا‬ ‫ى‬‫ّ‬ ‫ت‬ ‫"ح‬ ‫َّ‪:‬‬
‫ل‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ز‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫كقوله‬ ‫ث‪،‬‬‫َ‬ ‫د‬‫الح‬ ‫مكان‬ ‫على‬ ‫اللة‬‫َّ‬ ‫د‬‫لل‬ ‫الفعل‬ ‫من‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬‫خ‬ ‫ؤْ‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫‪:‬‬‫المكان‬
‫ِّ‬ ‫واس ُم‬
‫شمس" أي مكانض غروبها‪.‬‬ ‫ال َّ‬

‫(‪)137/1‬‬

‫وزنهما من الثالثي المجرد‬


‫وزنان‪َ " :‬مفعَلٌ" ‪ -‬بفتح العين‪ ،‬و " َم ْف ِّعلٌ" بكسرها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫المجردِّ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ي ِّ‬ ‫الزمان والمكان‪ ،‬من الثالث ّ‬ ‫إلسمي َّ‬
‫المضموم العين ‪ -‬أَو "يَ ْفعَلُ"‬ ‫ِّ‬ ‫المجر ِّد المأخوذ من "يَ ْفعُلُ" ‪-‬‬ ‫َّ‬ ‫ي ِّ‬
‫العين ‪ -‬للثالث ّ‬
‫ِّ‬ ‫بفتح‬
‫ِّ‬ ‫فوزنُ " َم ْفعَ ٍل"‬
‫المفتوحها ‪ -‬أو من الفعل ال ُمعت ِّّل اآلخر و ِّإن كان من "يَف ِّعل"‪ ،‬المكسور العين‪ ،‬فاألو ُل مثلُ‪َ " :‬مكت َ ٍ‬
‫ب‬ ‫ِّ‬
‫ْ‬
‫والثالث مثلُ‪َ " :‬ملهى و َمثوى و َم ْوقى"‪.‬‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ب"‪:‬‬ ‫ْ‬
‫ضر َو َمح ٍّل"‪ .‬والثاني مثلُ‪َ " :‬ملعَ ٍ‬ ‫و َمح َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(وال فرق بين أن يكون المعتل اآلخر ناقصا‪ ،‬كملهى‪" :‬من لها يلهو"‪ ،‬أو لفيفا مقرونا كمثوى‪" :‬من‬ ‫ً‬
‫ثوى يثوي"‪ .‬أو لفيفا ً مفروقا ً كموفى‪" :‬من وفى يفي فوزن هذه الثالثة واحد)‪.‬‬
‫لفاظ جاءت بالكسر‪ ،‬مع أنها َمبنيَّةٌ من مضموم العين في المضارع‪ ،‬وذلك‪َ :‬كالمط ِّل ِّع‬ ‫وشذَّت أ َ ٌ‬
‫ق وال َمس ِّك ِّن‪.‬‬ ‫ق وال َمرفِّ ِّ‬ ‫فر ِّ‬‫ت وال َمس ِّق ِّط وال َم ِّ‬ ‫جز ِّر وال َمنبِّ ِّ‬ ‫ِّك وال َم ِّ‬ ‫سج ِّد وال َمنس ِّ‬ ‫ق وال َم ِّ‬ ‫شر ِّ‬ ‫ب وال َم ِّ‬ ‫غر ِّ‬ ‫وال َم ِّ‬
‫ويجوز فيها الفت ُح‪ ،‬على القياس‪ .‬واألو ُل أفص ُح‪.‬‬
‫الصحيح‪ ،‬المكسور العين ‪ -‬أو‬ ‫ِّ‬ ‫المجر ِّد المأخوذ من "يَف ِّع ْل" ‪-‬‬ ‫َّ‬ ‫ووزنُ " َم ْف ِّعل" ‪ -‬بكسر العين ‪ -‬للثالث ّ‬
‫ي ِّ‬
‫صيف"‪ ،‬والثاني مثلُ‪َ " :‬م ْو ِّرد‬ ‫ضرب و َمبِّيت و َم ِّ‬ ‫يِّ‪ ،‬فاألو ُل مثلُ‪َ " :‬مج ِّلس و َمحبِّس و َم ِّ‬ ‫من المثال الواو ّ‬
‫و َم ْو ِّعد و َم ْو ِّجل و َم ْو ِّحل"‪.‬‬
‫"وردَ يَ ِّردُ" وأن‬ ‫ي مكسورة في المضارع‪ ،‬ك َم ْو ِّرد‪ ،‬من‪َ :‬‬ ‫عني المثا ِّل الواو ّ‬ ‫ُ‬ ‫وال فرقَ بين أن تكونَ‬
‫العلماء يجعله من مفتوح العين على " َمفَعَل" ‪-‬‬ ‫ِّ‬ ‫وبعض‬
‫ُ‬ ‫ض ُع"‪.‬‬ ‫"وض َع يَ َ‬ ‫ضع‪ ،‬من‪َ :‬‬ ‫تكون مفتوحة‪ :‬ك َم ْو ِّ‬
‫العرب‪.‬‬ ‫بفتح العين وذلك جائز مسموع عن َ‬
‫اسم المكان على (مفعلة)‬
‫الطائر‬
‫ِّ‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫وق‬
‫َ ِّ َ َ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ة‬‫ج‬ ‫والمدر‬ ‫ة‬ ‫ف‬‫والمشر‬
‫َ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ة‬‫والمعبر‬ ‫ة‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫"كالمزل‬ ‫المكان‪:‬‬ ‫أسماء‬
‫ِّ‬ ‫على‬ ‫ث‬ ‫قَ ْد تدخ ُل تا ُء التأني ِّ‬
‫والمقبر ِّة والمشرب ِّة‪.‬‬
‫والمشربة فهو شاذّ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والمشرفة‬
‫ُ‬ ‫وما جاء من ذلك على " َم ْفعُلة" ‪ -‬بضم العين ‪ -‬كالم ْقبُرة‬

‫(‪)138/1‬‬

‫الشيء في المكان‪ ،‬مثلُ‪:‬‬‫ِّ‬ ‫األسماء على وزن " َم ْفعَلة"‪ ،‬للدَّاللة على كثرة‬ ‫ِّ‬ ‫وقد يُبنى اس ُم المكان من‬
‫طخ ٍة و َمقثأةٍ و َمحيأةٍ و َم ْفعأةٍ و َمد َْرجةٍ"‪.‬‬ ‫" َمسبَع ٍة ومأسدةٍ و َمذأَب ٍة و َم ْب َ‬
‫"أرض‬
‫ٌ‬ ‫سفرج ِّل"‪ .‬فال يُقالُ‪:‬‬‫ب وال ّ‬‫ي ِّ األصول فما فوقهُ‪" :‬كالضفدُعِّ والث ْعل ِّ‬ ‫الرباع ّ‬ ‫ولم يُسمع مث ُل هذا في ُّ‬
‫س ْف َرجة"‪ .‬ولكنَّكَ تبنيها على صيغة إسم الفاعل‪ ،‬فتقول‪ُ " :‬مض ْفدِّعة‬ ‫ٌ‬ ‫ضفدَعةٌ وال ُمث َ ْعلبةٌ‪ ،‬وال ُم َ‬ ‫ُم َ‬
‫سف ِّرجة"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫و ُمث َ ْع ِّلبة و ُم َ‬
‫وزنهما من فوق الثالثي المجرد‬
‫ى‬
‫المجرد‪ ،‬على وزن اسم المفعول‪ ،‬نحو‪ُ " :‬مجت َم ٍع و ُمنت َد ً‬ ‫َّ‬ ‫ي ِّ‬
‫يكون اسما الزمان والمكان‪ ،‬من غير الثالث ّ‬
‫ى"‪.‬‬ ‫و ُمنت َ‬
‫ظ ٍر و ُمست ْشفَ ً‬
‫فائدة‬
‫ي المجرد‪ .‬شركا ٌء في‬ ‫المصدر الميمي واسم المفعول واسما الزمان والمكان‪ .‬مما هو فوق الثالث ّ‬
‫ويفرق بالقرينة‪ .‬فاذا قلت‪ :‬جئتك منسكب المطر‪ .‬فالمعنى جئتك وقت انسكابه‪ .‬وإذا قلت‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الوزن‪،‬‬
‫انتظرك في مرتقى الجبل‪ .‬المعنى‪ :‬في المكان الذي يرتقي فيه إليه وإذا قلت‪ :‬هذا األمر منتظر‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫فالمعنى أن الناس ينتظرونه‪ .‬فهو اسم مفعول‪ .‬وإذا قلت‪ :‬أعتقد معتقد السلف‪ .‬فمعتقد‪ :‬مصدر ميمي‬
‫بمعنى اإلعتقاد‪.‬‬
‫اسم اآللة‬
‫المجر ِّد المتعدّي للدَّاللة على أداةٍ يكونُ بها الفعل‬
‫ّ‬ ‫اس ُم اآللة‪ :‬هو اس ٌم يؤخذ غالبا ً من الفعل الثالث ّ‬
‫ي‬
‫سةٍ‪.‬‬‫ومكنَ َ‬
‫نشار ِّ‬
‫وم ٍ‬ ‫كمب َْر ٍد ِّ‬ ‫ِّ‬
‫والمئْزَ ار (من ائْت َزَ َر)‪ِّ ،‬‬
‫والميضأة (من ت ََّوضَّأ)‪،‬‬ ‫والمئْزَ رة ِّ‬
‫زر ِّ‬ ‫كالمئْ ِّ‬
‫المجرد‪ِّ .‬‬
‫َّ‬ ‫وقد يكونُ من غير الثالث ّ‬
‫ي‬
‫َّ‬ ‫ّ‬
‫ق (اس ٌم لما يُعل ُق به الشي ُء‪ ،‬من علق)‪،‬‬ ‫والم ْعال ِّ‬
‫النار‪ ،‬من َح َّركَ )‪ِّ ،‬‬‫حركُ به ُ‬ ‫حراك (للعُود الذي ت ُ ّ‬
‫ِّ‬ ‫والم‬
‫ِّ‬
‫سوها)‪.‬‬‫س األرض" إذا َّ‬ ‫َّ‬
‫س‪ ،‬من‪َ " :‬مل َ‬ ‫َّ‬
‫األرض وتمل ُ‬
‫ُ‬ ‫سوى بها‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫والم ْملسة وهي خشبة ت ّ‬ ‫ِّ‬

‫(‪)139/1‬‬

‫ي"‪( :‬إذا‬ ‫ميمها‪ :‬وهي الدرجةُ‪ ،‬من َ‬


‫"رقِّ َ‬ ‫(ويجوز فت ُح ِّ‬ ‫ُ‬ ‫كالمرقاةِّ‬
‫المجرد الالزم‪ِّ :‬‬ ‫َّ‬ ‫ي‬
‫وقد يكون من الثالث ّ‬
‫صبُ َح‬ ‫والمصباح (من " َ‬ ‫ج"‪( :‬إذا ارتقى)‪ِّ ،‬‬ ‫عر ُ‬ ‫سلم)‪ ،‬من " َع َر َج يَ ُ‬ ‫َّ‬ ‫والمعراج (وهو ال ُّ‬ ‫والم ْع َرج ِّ‬ ‫ص ِّعدَ)‪ِّ ،‬‬ ‫َ‬
‫النار تَد ُخنُ وت َ ْدخَنُ "‪ :‬إذا َخر َج دُخانها‪ ،‬أو ارتفع)‪،‬‬ ‫ت ُ‬ ‫والمدخن ِّة (من "دخنَ ِّ‬ ‫وأنار)‪ِّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫أشرقَ‬
‫الوجهُ"‪ :‬إذا َ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫والم ْعزَ ف ِّة (وهي أداة الله ِّو‪ :‬كالعود والطنبور‬ ‫ف ِّ‬ ‫والمعزَ ِّ‬ ‫ب‪ :‬إذا سال)‪ِّ ،‬‬ ‫زر ُ‬ ‫ب الما ُء يَ َ‬ ‫ب (من زَ ِّر َ‬ ‫والم ْزر ِّ‬
‫ِّ‬
‫ضرب بالمعازف)‪ ،‬و‬ ‫َ‬ ‫إذا‬ ‫وكذلك‬ ‫ى‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫غ‬ ‫إذا‬ ‫"‪:‬‬ ‫ف‬ ‫عز‬
‫َ َ َ ِّ ُ‬ ‫ي‬ ‫زف‬ ‫ع‬ ‫"‬ ‫من‬ ‫ف"‪،‬‬ ‫عاز‬‫َ ِّ‬ ‫م‬ ‫"‬ ‫والجمع‬ ‫ونحوهما‪،‬‬
‫(الملهى) وهو آلة اللهو‪ .‬وجمعُه " َمالهٍ" من "لها يَلهو")‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫والم ْقلمة (من القلم‪،‬‬ ‫ويجوز فيها فتح الميم)‪ِّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫الحبر‪.‬‬ ‫كالم ْحبرةِّ (من ِّ‬ ‫األسماء الجامدةِّ‪ِّ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫وقد يكون من‬
‫والم ْملحة من‬ ‫المطر)‪ِّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫الثوب يُتَّقى به‬
‫ُ‬ ‫طر‪ ،‬وهو‬ ‫والم ْمطرة (من ال َم َ‬ ‫والم ْمطر ِّ‬ ‫وهي ِّوعا ُء األقالم)‪ِّ ،‬‬
‫والم ْز َود (من الزاد‪ ،‬وهو وعا ُؤهُ)‪.‬‬ ‫اإلبرة‪ ،‬وهو بيتُها‪ِّ ،‬‬ ‫الملح‪ .‬ويجوز فيها فتح الميم (وال ِّمئْبَر) من ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اوزان اسم اآللة‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫"مفعَلة"‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫قص‪ .‬و (الثاني)‪ِّ :‬‬ ‫وم ٍ ّ‬ ‫وم ْعبَ ٍر ِّ‬
‫رقم ِّ‬ ‫وم ٍ‬ ‫ْضع ِّ‬‫كمب ٍ‬ ‫"مفعَلٌ"‪ِّ :‬‬ ‫ْ‬ ‫أوزان‪( :‬األول)‪ِّ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫السم اآللة ثالثةُ‬
‫ومغرافٍ‬ ‫ومجذافٍ ِّ‬ ‫"م ْفعالٌ" كمفتاحٍ ِّ‬ ‫ث)‪ِّ :‬‬ ‫صفاةٍ‪ .‬و (الثال ُ‬ ‫وم ْ‬ ‫ش ٍة ِّ‬ ‫ومنَ َّ‬‫وم ْش َرب ٍة ِّ‬ ‫وم ْعبَرةٍ ِّ‬ ‫سح ٍة ِّ‬ ‫كمم َ‬ ‫ِّ‬
‫راض‪.‬‬‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫وم‬‫ِّ‬
‫شذوذاً‪ ،‬وذلك ال ُم ْن ُخل‬ ‫وقد جا َء في كالم العرب أسما ٌء لآلالت ُمشتقةٌ من الفعل على غير هذه األوزان ُ‬
‫حرضةُ"‪ ،‬في هذه‬ ‫والمدَ ُّق ِّ‬
‫والم َ‬ ‫ط ِّ‬ ‫"الم ْسعَ ُ‬
‫حْرضة‪ .‬وقد يُقالُ‪ِّ :‬‬ ‫ط وال ُمد ُق وال ُمدْهُن وال ُمك ُحلة وال ُم ُ‬ ‫وال ُمسْع ُ‬
‫الثالثة‪ ،‬على القياس‪.‬‬
‫وقد يكونُ اس ُم اآلل ِّة جامداً‪ ،‬غير مأخوذ من الفعل‪ ،‬وال على وزن األوزان السابقة‪ :‬كالقَدوم والفأس‬
‫ساطور‪.‬‬ ‫والجرس والنّاقور وال ّ‬ ‫َ‬ ‫سِّكين‬
‫وال ّ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األفعال )‬
‫ضمن العنوان ( معنى التصريف )‬

‫(‪)140/1‬‬

‫بأحكام ب ْني ِّة‬


‫ِّ‬ ‫تغييرها‪ .‬واصطالحاً‪ :‬هو العل ُم‬ ‫ُ‬ ‫تصريف الرياح‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫صريف لُغَةً‪ :‬الت َّ ُ‬
‫غيير‪ .‬ومنه‬ ‫ُ‬ ‫الت ّ‬
‫وص ّح ٍة وإعال ٍل وإبدا ٍل و ِّشب ِّه ذلك‪.‬‬
‫ألحرفِّها من أصال ٍة وزيادةٍ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الكلمة‪ ،‬وبما‬
‫ُطلق على شيئين‪:‬‬ ‫وهو ي ُ‬
‫صيَغ الماضي‬ ‫ب من المعاني‪ :‬كتحويل المصدر إلى ِّ‬ ‫ضرو ٍ‬ ‫األولُ‪ :‬تحوي ُل الكلمة إلى أبنية ُمختلفة‪ِّ ،‬ل ُ‬
‫واسم المفعو ِّل وغيرهما‪ ،‬وكالنِّّسبة والتصغير‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫واسم الفاعل‬
‫ِّ‬ ‫والمضارع واألمر‬
‫ينحصر في الزيادة والحذف‬ ‫ُ‬ ‫تغيير الكلمة لغير معنًى طارئ عليها‪ ،‬ولكن لغرض آخر‬ ‫ُ‬ ‫واآلخر‪:‬‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫واإلبدال والقَلب واإلدغام‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫يعرض لها‪ .‬ولهذا التغيير أحكا ٌم كالص ّحة واإلعالل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ب ما‬ ‫يف الكلمة‪ :‬هو تغيير بِّ ْنيتها بحس ِّ‬ ‫فتصر ُ‬
‫صرف)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫التصريف‬ ‫(علم‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫س‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫كل‬ ‫ذلك‬ ‫ومعرفةُ‬
‫الحروف وش ْب ُهها فال تَعَلُّقَ لعلم‬
‫ُ‬ ‫المتصرفة‪ .‬وأما‬
‫ّ‬ ‫باألسماء ال ُمتم ّكنة واألفعال‬
‫ِّ‬ ‫التصريف ِّإال‬
‫ُ‬ ‫وال يتعلّ ُق‬
‫التصريف بها‪.‬‬
‫الحرف في الجمود وعدم‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫الحرف األسما ُء المبنيَّة واألفعا ُل الجامدة‪ ،‬فإنها تُشبهُ‬ ‫ِّ‬ ‫والمرادُ بشِّب ِّه‬
‫التصرف‪.‬‬
‫ُّ‬
‫ُ‬
‫وال يقبل التصريف ما كان على أق ّل من ثالثة أحرف‪ ،‬إال أن يكون ثالثيًّا في األصل‪ ،‬وقد ُ‬
‫غ ِّيّر‬
‫ووقى يَقي‪َ ،‬وقال‬ ‫سك‪ ،‬وقُ ْل‪ ،‬وبِّ ْع"‪ .‬وهي أفعا ُل أمر من‪َ :‬وعى يَعي‪َ ،‬‬ ‫ق نف َ‬ ‫بالحذف‪ ،‬مثلُ‪ :‬عِّ كالمي‪ ،‬و ِّ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫ودمو‪ ،‬أو دَم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫يقول‪ ،‬وبَاع يَبيع"‪ ،‬ومثلُ‪" :‬يَ ٍد ودَ ٍم"‪ ،‬وأصلها‪" :‬يَدَي‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األفعال )‬
‫ضمن العنوان ( اشتقاق األفعال )‬

‫اشتقاق الكلمة من الكلمة‪ ،‬أي‪ :‬أخذُها منها‪.‬‬


‫ُ‬ ‫الشيء‪ ،‬أي‪ :‬نصف ِّه‪ ،‬ومنه‬
‫ِّ‬ ‫اإلشتقاق في األصل‪ :‬أخذُ ِّش ّ ِّ‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫بشرط أن يكون بين الكلمتين تناسبٌ في اللفظ والمعنى وترتيب‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫وفي اإلصالح‪ :‬أخذ كلم ٍة من كلمة‪،‬‬
‫"كتب" وهذه من‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َغاير في الصيغة‪ ،‬كما تأخذ "اكتبْ " من "يكتبْ "‪ ،‬وهذه من‬ ‫الحروف؛ مع ت ٍ‬
‫"الكتابة"‪.‬‬

‫(‪)141/1‬‬

‫وهذا التعريف انما هو تعريف اإلشتقاق الصغير وهو المبحوث عنه في علم التصريف‪ .‬وهناك‬
‫نوعان من اإلشتقاق‪ :‬األول أن يكون بين الكلمتين تناسب في اللفظ والمعنى دون ترتيب الحروف‪:‬‬
‫كجذب وجبذَ‪ .‬ويسمى االشتقاق الكبير‪ .‬واآلخر‪ :‬أن يكون بين الكلمتين تناسب في مخارج الحروف‪:‬‬ ‫َ‬
‫كنهقَ ونعقَ ‪ .‬ويسمى االشتقاق األكبر‪.‬‬
‫ع من الماضي‪ ،‬والماضي من المصدر‪.‬‬ ‫األمر من المضارع‪ ،‬والمضار ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويؤخذُ‬
‫وأسماء الزمان والمكان‬
‫ِّ‬ ‫صدَ َر عنه ك ُّل المشتقّات‪ِّ ،‬منَ األفعال والصفات التي تُشبهها‬ ‫فالمصدر أص ٌل َ‬
‫ُ‬
‫واآللة والمصدر الميمي‪.‬‬
‫اشتقاق الماضي‬
‫كرم وانطلقَ واسترشدَ"‪.‬‬ ‫َ‬
‫أوزان مختلفة‪ ،‬سيأتي بيانُها‪ ،‬مثلُ‪" :‬كتب وأ َ‬‫ٍ‬ ‫يؤخذُ الماضي من المصدر على‬
‫اشتقاق المضارع‬
‫المضارعة في َّأوله‪ .‬وأحرف المضارعة‬ ‫َ‬ ‫ع من الماضي‪ ،‬بزيادة حرفٍ من أحرف‬ ‫يُؤخذُ المضار ُ‬
‫ويذهب"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ونذهب‬
‫ُ‬ ‫وتذهب‬
‫ُ‬ ‫أربعةٌ‪ ،‬وهي‪" :‬الهمزة ُ والتا ُء والنونُ واليا ُء" مثل‪" :‬أ َ ُ‬
‫ذهب‬
‫فالهمزة‪ :‬للمفرد المتكلم مثل‪" :‬أكتب"‪.‬‬
‫ي وتكتبين يا فاطمة‬ ‫والتاء‪ :‬لكل مخاطب ومخاطبة وللغائبة الواحدة والغائبتين مثلُ‪" :‬تكتب يا عل ّ‬
‫وتكتبان يا تلميذان وتكتبان يا تلميذتان وتكتبون يا تالميذ وتكتبين يا تلميذات‪ .‬وفاطمة تكتب‬
‫والفطمتان تكتبان"‪.‬‬
‫والنون‪ :‬لجماعة المتكلمين وللمتكلم الواحد المعظم نفسه مثل‪" :‬نكتب"‪.‬‬
‫ين والغائِّبينَ والغائبات مثلُ‪" :‬التلميذ يكتب والتلميذات يكتبان والتالميذ‬ ‫والياء للغائب الواحد والغئبَ ِّ‬
‫يكتبون والتليمذات يكتبن"‪.‬‬
‫نُ‬ ‫ّ‬
‫وإن كان الماضي على ثالثة أحرف‪ ،‬يُسك َّأولهُ بعد دخول حرف المضارعة‪ ،‬فتقول في‪" :‬سأ َل‬
‫ب ما‬
‫س َ‬
‫مكسور‪ ،‬ح َ‬
‫ٌ‬ ‫ح‪ ،‬أو مضمو ٌم‪ ،‬أو‬
‫كر ُم"‪ .‬وأما ثانية‪ ،‬فهو مفتو ٌ‬ ‫وكر َم"‪" :‬يَسأ ُل ويَأخذُ ويَ ُ‬
‫وأخذَ ُ‬
‫حملُ"‪.‬‬ ‫ب ويَ ِّ‬‫تقتضيه اللغة‪ ،‬مثلُ‪" :‬يَعل ُم ويَكت ُ ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)142/1‬‬

‫وإن كان على أربعة أحرف فصاعداً‪ ،‬فإن كان في َّأوله همزة ٌ زائدة‪ ،‬تُحذف ويُكسر ما قبل آخره‪،‬‬
‫ُكر ُم ويَنط ِّل ُق ويَستغ ِّف ُر"‪ .‬وإن كان في َّأوله تا ٌء زائدةٌ‪ ،‬يبق عل‬ ‫واستغفر"‪" :‬ي ِّ‬
‫َ‬ ‫"أكرم وانطلقَ‬‫َ‬ ‫فتقو ُل في‪:‬‬
‫حاله بال تغيير‪ ،‬فتقو ُل في‪" :‬تكل َم وتقابلَ"‪" :‬يتكل ُم ويتقابلُ" وإن لم يكن في َّأوله همزة ٌ وال تا ٌء‬ ‫َّ‬
‫ظ َم وباي َع"‪" :‬ي ِّ ّ‬
‫ُعظ ُم ويُبايِّ ُع"‪.‬‬ ‫زائدتان‪ .‬يكسر ما قبل آخره‪ ،‬فتقو ُل في‪َ " :‬ع َّ‬
‫تغفر"‪ ،‬إال إذا كان الفع ُل على أربعة أحرف‪،‬‬ ‫وحرف المضارعة يكونُ مفتوحاً‪ ،‬مثلُ‪" :‬يَعل ُم وتُجتهدُ وتِّ ُ‬ ‫ُ‬
‫ُعظ ُم"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُكر ُم وي ِّ‬ ‫فهو مضّمو ٌم مثلُ‪" :‬ي ِّ‬
‫اشتقاق األمر‬
‫بحذف حرف المضارعة من َّأوله‪ ،‬فإن كان ما بعد حرف المضارعة‬ ‫ِّ‬ ‫األمر من المضارع‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يؤخذُ‬
‫متحركاً‪ ،‬ت ُ ِّركَ على حاله‪ ،‬فتقو ُل في‪" :‬يتعلَّ ُم"‪" :‬ت َعلّ ْم"‪ ،‬وإن كان ساكناً‪ ،‬يُزَ ْد مكان حرف المضارعة‬
‫وأكر ْم وانط ِّل ْق واستغ ِّف ْر"‪.‬‬‫ِّ‬ ‫ستغفر"‪" :‬اكتبْ‬ ‫ُ‬ ‫ُكر ُم ويَنط ِّل ُق ويَ‬ ‫كتب وي ِّ‬ ‫همزةٌ‪ ،‬فتقو ُل في‪" :‬يَ ُ‬
‫إستقبل"‪ِّ ،‬إال إن كان ماضيه على أربعة‬ ‫ْ‬ ‫وهمزة ُ األمر همزة ُ وص ٍل مكسورةٌ‪ ،‬مث ُل‪ِّ " :‬إعل ْم‪ِّ ،‬إنط ِّل ْق‪،‬‬
‫وأعط"‪ ،‬أو كان ماضيه على ثالثة أحرف‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫وأحسن‬ ‫قطع مفتوحةٌ‪ ،‬مثلُ‪" :‬أكر ْم‬ ‫أحرف‪ ،‬فهي همزة ُ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫المضموم العين) فهي همزة ُ وص ٍل مضمومة‪ ،‬مثلُ‪" :‬أكتُبْ ‪ ،‬أن ُ‬
‫ص ْر‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ومضارعهُ على وزن (يَفعُلُ‪،‬‬
‫ب ويد ُخلُ"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ص ُر ويكت ُ‬ ‫أُد ُخ ْل"‪ ،‬فإِّ َّن مضارعها‪" :‬ين ُ‬
‫همزة الوصل‬
‫َّ‬
‫االبتداء بالساكن‪ ،‬ألن العب ال‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫همزة ُ الوص ِّل‪ :‬هي همزة في َّأول الكلمة زائدة‪ ،‬يُؤتى بها للتخلص من‬ ‫ٌ‬
‫ق واجتماع‬ ‫"اسم واكتبْ واستغ ِّف ْر وانطال ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫متحركٍ ‪ ،‬وذلك كهمزة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ف على‬ ‫بساكن‪ ،‬كما ال ت َ ِّق ُ‬
‫ٍ‬ ‫تبتد ُ‬
‫ئ‬
‫والرجل"‪.‬‬ ‫َّ‬
‫"إستغفر ربكَ "‪ ،‬وأن‬
‫ْ‬ ‫ئت ابتدا ًء‪ ،‬مثلُ‪" :‬إس ُم هذا الرجل خالدٌ"‪ ،‬ومثلُ‪:‬‬ ‫و ُحك ُمها أن تُلفَظ وتُكتب‪ ،‬إن قُ ِّر ْ‬
‫إستغفر‬
‫ْ‬ ‫"إن إس ُم هذا الرجل خالدٌ"‪ ،‬ومثلُ‪" :‬يا خالدُ‬ ‫ئت بعد كلمة قبلها‪ ،‬مثلُ‪َّ :‬‬ ‫ظ‪ ،‬وإن قُ ِّر ْ‬ ‫َب وال تُلفَ َ‬ ‫تُكت َ‬
‫ربكَ "‪.‬‬
‫وهي قسمان‪ :‬سماعيّةٌ وقياسيّة‪ٌ.‬‬

‫(‪)143/1‬‬

‫واثنتان واس ٌم وأ َ ْي ُم ٌن"‪.‬‬


‫ِّ‬ ‫وامر ٌؤ وامرأة ٌ واثنان‬
‫ُ‬ ‫"ابن وابنةٌ‬
‫ٌ‬ ‫سماعية محصورة في كلما ٍ‬
‫ت وهي‪:‬‬ ‫فال ّ‬
‫فوائد ثالث‬
‫(‪ )1‬من العلماء من يجعل لفظ "أيمن" كلمة وضعت للقسم ويجعل همزته همزة وصل ومنهم من‬
‫ألفعلن كذا" بقطع‬ ‫َّ‬ ‫يقول‪ :‬هو جمع يمين كأيمان ويجعل همزته همزة قطع تقول‪" :‬يا خالد أيمنُ هللا‬
‫الهمزة ويقال في‪" :‬أيمن هللا"‪" :‬أي ُم هللا" أيضا ً بحذف النون‪.‬‬
‫امرؤٌ" بضم الراء ورأيت‪:‬‬ ‫(‪ )2‬حركة الراء في‪" :‬امرئ" تكون كحركة الهمزة بعدها فتقول‪" :‬هذا ُ‬
‫ض ّمت وعلى األلف إن فتحت‬ ‫بامرئ" بكسرها وتُكتب همزته على الواو ان ُ‬ ‫ِّ‬ ‫"امرأ" بفتحها "ومررتُ‬
‫الياء ان كسرت كما رأيت‪.‬‬
‫وعلى ِّ‬
‫"الكتاب تأخذ أم القلم" قال تعالى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫(‪ )3‬إذا سبقت همزة ُ اإلستفهام همزَ ة أل قلبت همزة أل مدّة مثلُ‪:‬‬
‫ّ‬
‫{قل هللاُ أذن لكم؟} ويجوز اسقاطها خطا ً ولفظا ً واإلكتفا ُء بهمزة اإلستفهام تقول‪" :‬ألذهب أنفع أم‬
‫الحديد؟"‪.‬‬
‫ومصدر‬
‫ٍ‬ ‫وأمر‬
‫ٍ‬ ‫ماض‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫المجرد‪" :‬كاعل ْم واكتبْ "‪ .‬وفي كل‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ُّ‬
‫أمر من الثالث ّ‬‫والقياسيَّةُ تكونُ في كل فعل ٍ‬
‫واستغفار"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫واستغفر واستغ ِّف ُر‬
‫َ‬ ‫ق‪،‬‬ ‫ْ‬
‫وانطلق وانطال ٍ‬ ‫ي‪" :‬كانطلَقَ‬‫ي والسداس ّ‬
‫من الفعل الخماس ّ‬
‫"أل وأُي ُم ٍن)‪ ،‬فإنها مفتوحةٌ فيهما‪ ،‬وفي األمر من وزن "يَفعُ ُل‬ ‫وهمزة ُ الوص ِّل مكسورة ٌ دائماً‪ ،‬إالّ في‪ْ :‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫المضموم العين ‪ -‬فإنها مضمومةٌ فيه‪ ،‬مثلُ‪" :‬أُكتُبْ ‪ ،‬أُد ُخ ْل"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪-‬‬
‫ي تُض ُّم همزتُهُ تبعا ً للحرف الثالث‪ ،‬فتقو ُل في "إحت َ َملَ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والسداس‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫الخماس‬ ‫من‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫المجهو‬ ‫والماضي‬
‫ِّإست َ ْغفَ َر"‪" :‬أُحت ُ ِّملَ‪ ،‬أُستُغ ِّف َر"‪.‬‬
‫همزة الفصل‬
‫"أكرم وأكر ُم‬
‫َ‬ ‫القطع أيضاً) هي همزة ٌ في َّأول الكلمة زائدةٌ‪ ،‬كهمزة‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫همزة ُ الفص ِّل (وتسمى همزة َ‬
‫كر ْم و ِّإكرام"‪.‬‬ ‫وأ ُ ِّ‬
‫وقعت‪ ،‬سوا ٌء قُرئت ابتدا ًء‪ ،‬مثلُ‪" :‬أكر ْم ضيوفك"‪ ،‬أم بعد كلمة قبلها‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ظ حيثما‬ ‫كتب وتُلف َ‬‫وحك ُمها أن ت ُ َ‬
‫ضيوفك"‪.‬‬ ‫أكر ْم ُ‬
‫ي ِّ‬ ‫مثلُ‪" :‬يا عل ٌّ‬
‫وهمزة ُ الفصل همزة ٌ قياسيَّة‪ٌ.‬‬

‫(‪)144/1‬‬

‫تكون في أوائ ِّل بعض الجموع‪ :‬كأحما ٍل وأوال ٍد وأنفُ ٍس وأرب ٍُع واتقياءٍ وأفاض ٍل‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وهي‬
‫وإحسان"‪ ،‬وفي المضارع‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي ِّ وأمر ِّه ومصدره‪ ،‬مثلُ‪ :‬أحسنَ وأحسن‬ ‫الرباع ّ‬ ‫ً‬
‫وتكون أيضا في الماضي ُّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫كتب وأكر ُم وأنطلق وأستغ ِّف ُر"‪ ،‬وفي وزن "أفعلَ"‪ ،‬الذي هو‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ال ُمسند إلى الواحد المتكلم مثلُ‪" :‬أ ُ‬
‫وأعور"‪.‬‬
‫َ‬ ‫"أحمر‬
‫َ‬ ‫ُ‪:‬‬
‫ل‬ ‫مث‬ ‫‪،‬‬‫ٌ‬ ‫َّهة‬ ‫ب‬ ‫مش‬ ‫ٌ‬ ‫صفة‬ ‫أو‬ ‫للتّفضيل‪ ،‬مثلث‪" :‬أفض َل وأسمى"‪،‬‬
‫وهي مفتوحةٌ دائماً‪ ،‬إال في المضارع من الفعل الرباعي ومصدره‪ ،‬فإنها في األول مضمومةٌ‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫"إحسان وإعطاءٍ "‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫اح ِّسنُ وأُعطي"‪ ،‬وفي اآلخر مكسورة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األفعال )‬
‫ضمن العنوان ( موازين األفعال )‬

‫ٌ‬
‫ميزان يُوزنُ به‪.‬‬ ‫لك ِّّل فع ٍل‬
‫ف من ثالثة أحرف‪ ،‬وهي‪" :‬الفا ُء والعين والالم"‪ .‬فيقال‪" :‬كتب" على وزن "فَعَلَ" و‬ ‫والميزانُ يتألَّ ُ‬
‫ب" على وزن "يَ ْفعُلُ" و "اكتُبْ " على وزن "افعُ ْل"‪.‬‬ ‫"يكت ُ ُ‬
‫ٌ‬
‫"موزون"‪.‬‬ ‫ف "فعلَ"‪ :‬ميزا ٌن‪ ،‬ولما يوزنُ بها‪:‬‬ ‫ألحر ِّ‬
‫ُ‬ ‫ويقال‬
‫ويُسمى ما يقابل فا َء الميزان من أحرف الموزون‪" .‬فا َء الكلمة"‪ ،‬وما يُقاب ُل عينَه‪" :‬عينَ الكلمة"‪ ،‬وما‬
‫الكاف فا َء الكلمة‪ ،‬والتا ُء عينَها‪ ،‬والبا ُء ال َمها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫"الم الكلمة"‪ .‬فإن قلت‪" :‬كتب"‪ ،‬فتكون‬ ‫يُقاب ُل ال َمهُ‪َ :‬‬
‫"كر َم" كانت على‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ويجب أن يكون الميزانُ ُمطابقا للموزون حركة وسكونا وزيادة أحرف‪ .‬فإن قلت‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫"كسر" كانت على وزن "فَعَلَ"‬ ‫َ‬ ‫"أكر َم" كانت على وزن "أفعلَ"‪ .‬وإن قلت‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وزن "فَعُلَ"‪ .‬وإن قلت‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫جرا‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫"انكسر" كانت على وزن "انفعلَ" وهل َّم َّ‬ ‫َ‬ ‫وإن قلت‪:‬‬
‫وك ُّل ما يُزادُ في الموزون يزاد في الميزان هو بعينه‪ ،‬إِّال إِّن كان الزائدُ من جنس أحرف الموزون‬
‫علَ" وفي وزن‬ ‫ظم "فَعَّل"‪ ،‬وفي وزن َ‬
‫أغر ْو َرقَ ‪" :‬إفعَ ْو َ‬ ‫ُكر ُر في الميزان ما يُماثُله‪ ،‬فيقا ُل في وزن َع َّ‬ ‫في َّ‬
‫إحمار "افعالَّ"‪.‬‬ ‫َّ‬

‫(‪)145/1‬‬

‫مكرر العين‪ .‬وبتكرير عين "افعوعل"‪ ،‬ألن‬ ‫ّ‬


‫"عظم"‪ّ ،‬‬ ‫(بتكرير عين "فعل"‪ ،‬ألن الموزون‪ ،‬وهو‬
‫"احمار"‬
‫ّ‬ ‫مكرر العين‪ .‬وبتكرير الم "افعال"‪ ،‬ألن الموزون‪ ،‬وهو‬
‫الموزونه‪ ،‬وهو "اغرورق"‪ّ ،‬‬
‫مكرر الالم‪ .‬أما مثل‪" :‬أخرج وانكسر واستغفر" ونحوها‪ ،‬فان أحرفها الزائدة تزاد هي بعينها في‬
‫الميزان‪ ،‬فيقال‪" :‬افعل وانفعل واستفعل"‪ .‬وقس على ذلك)‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫كر ُر ال ُم الميزان‪ ،‬فيقا ُل في وزن دحرج‪" :‬فَ ْعللَ"‪.‬‬ ‫أحرف الموزون األصليَّة أربعةً‪ ،‬فت ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫أما إن كانت‬
‫احرنجم "افعنللَ" وفي‬ ‫َ‬ ‫وزن‬ ‫في‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫فتقو‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫األصل‬ ‫في‬ ‫ر‬ ‫كر‬
‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫يض‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ال‬
‫َّ ُ ُ‬ ‫ر‬ ‫كر‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫منه‬ ‫والمزيدُ في‬
‫اقشعر‪" :‬افعَل َّل"‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وزن‬
‫أَوزان األَفعال‬
‫ي المزيد فيه‪،‬‬ ‫المجرد‪ ،‬واثنا عشر للثالث ّ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬
‫للماضي من األفعال خمسة وثالثون وزناً‪ .‬ثالثة منها للثالث ّ‬ ‫ٌ‬
‫المجرد‪ ،‬وسبعةٌ لل ُمل َحق به‪ ،‬وثالثةٌ للرباعي المزيد فيه‪ ،‬وتسعة لل ُملحق به‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫وواحدٌ للرباعي‬
‫أَوزان الثالثي المجرد‬
‫لمجرد ثالثةُ أوزان‪" :‬فَعَ ُل وفَ ِّع َل وفَعُلَ"‪.‬‬ ‫ي ا َّ‬ ‫للماضي من الثالث ّ‬
‫‪ -1‬وزن (فعل) المفتوح العين‬
‫ب‪ ،‬وإما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫كيك‬ ‫ها‪:‬‬ ‫م‬‫ّ‬ ‫مضمو‬ ‫إما‬ ‫مضارعه‪،‬‬ ‫يكون‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫وفت‬ ‫وجلس‬
‫َ‬ ‫ككتب‬
‫َ‬ ‫وزنُ (فَعَلَ) ‪ -‬المفتوح العين‪:‬‬
‫س‪ ،‬وإما مفتو َحها كيفت َ ُح‪.‬‬ ‫مكسورها كيج ِّل ُ‬
‫َ‬
‫صحي ُح‬ ‫وباب (فَعَل يَفعُل) ‪ -‬بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع ‪ -‬يأتي منه‪ ،‬غير ُمطر ٍد ال َّ‬ ‫ُ‬
‫ّان‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫والناقص الواوي ِّ‬‫ُ‬ ‫األجوف‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫والمهموز الفاء‪ :‬كأخذَ يأخذُ‪ .‬مويَط ِّرد ُ فيه‬ ‫ُ‬ ‫ينصر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫كنصر‬
‫َ‬ ‫السال ُم‪:‬‬
‫بعض‬
‫ُ‬ ‫شذ ( َحبَّهُ يَحبُّهُ)‪ .‬وجا َء منه‬ ‫َّ‬ ‫والمضاعف المتعدّي‪ ،‬نحو‪َ " :‬مدَّهُ يَمدُّهُ"‪ .‬و َ‬ ‫ُ‬ ‫"قا َل يقو ُل ودعا يدعو"‪،‬‬
‫شدَّ يَ ُ‬
‫شدُّهُ ويَ ِّشدُّهُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫أفعا ٍل لوجهين ووهي‪" :‬بَتَّ الحب َل يَبُتُّه‪ ،‬و َعلهُ يَعُلهُ وي ِّعلهُ‪ ،‬ونَ َّم الحديث يَنُ ُّمهُ وينِّ ُّمهُ‪ ،‬و َ‬
‫ور َّمهُ يَر ُّمهُ ويَ ِّر ُّمهُ‪ ،‬وهَر الشيء يَ ُه ُّرهُ ويَ ِّه ُّرهُ"‪ ،‬والمكسور منها شاذٌ في القياس‪.‬‬ ‫َ‬

‫(‪)146/1‬‬

‫يختص بهذا الباب ما يُرادُ به معنى الفوز في َمقام ال ُمغالبة وال ُمفاخرة‪ ،‬نحو‪" :‬كاتبني فكتبتُهُ‬ ‫ُّ‬ ‫ومما‬
‫أكتُبُهَ"‪ ،‬أي‪ :‬غالبني في الكتابة فغلبتُهُ فيها‪ .‬وحينئذ ال يكو ُن إال متعدياً‪ ،‬وإن كان في األصل الزما‪ً.‬‬
‫فمثل "قعد" الز ٌم‪ ،‬فإن قلت‪" :‬قاعدَني فقعَدتُهُ أقعُدُهُ"‪ ،‬صار متعديا ً‪.‬‬
‫حو ْلتَهُ إلى هذا الباب‪ ،‬وإن لم يكن منه‪ ،‬فتقول في‪" :‬نَز َل‬ ‫وك ُّل فع ٍل تُريدُ به معنى الغلبّة والمفاخرة َّ‬
‫صمتُهُ‪ ،‬وعالمني‬ ‫أنزلُهُ‪ ،‬وخاصمني فَخ َ‬ ‫يخص ُمهُ‪ ،‬وع ِّلمهُ يَعلَ ُمهُ"‪" :‬نازلني فَنَزَ لتُهُ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫صمهُ‬‫نزلُ‪ ،‬و َخ َ‬ ‫يَ ِّ‬
‫مسكور العين في‬‫َ‬ ‫فَعلَمتُهُ‪ ،‬أعلُ ُمهُ"‪ ،‬أي‪ :‬غالبني في ذلك‪ ،‬فغلبتُهُ فيه‪ .‬إال ما كان منه مثاالً واويًّا‬
‫بالياء كرمى يرمي‪ ،‬فإنه يبقى على‬ ‫ِّ‬ ‫ع يبي ُع‪ ،‬أو معت َّل اآلخر‬ ‫ف يائياً‪ :‬كبا َ‬ ‫أجو َ‬
‫المضارع‪ :‬كوعدَ يَ ِّعدُ‪ ،‬أو َ‬
‫حاله في باب المغالبة‪.‬‬
‫ي‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫وباب "فَعَ َل يَف ِّعلُ" بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع ‪ -‬يطرد فيه المثالث الواو ُّ‬ ‫ُ‬
‫وو ِّطي َء‬ ‫ووقَ َع يَقَ ُع وو ِّس َع يَس ُع‪َ ،‬‬
‫ض ُع َ‬ ‫كوض َع يَ َ‬‫ق)‪َ :‬‬ ‫حرف حل ٍ‬
‫َ‬ ‫ب" (بشرط أن ال تكون ال ُمه‬ ‫"وثب يَثِّ ُ‬
‫َ‬
‫بالياء‪ ،‬نحو‪" :‬قضى يقضي"‪ ،‬بشرط أن‬ ‫ِّ‬ ‫شيب"‪ .‬والمعت ُّل اآلخر‬ ‫"شاب يَ ُ‬‫َ‬ ‫ي‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫طأُ"‪ ،‬واألجوف اليائ ُّ‬ ‫يَ َ‬
‫ق‪" :‬كسعى يَسعى‪ ،‬ونَعى ال َميْتَ يَنعاه"‪ ،‬وال َمضاعف الالزم‪ ،‬نحو‪ :‬فَ َّر يَ ِّف ُّر"‬ ‫حرف حل ٍ‬ ‫َ‬ ‫ال تكون عينه‬
‫وما جا َء على خالف ذلك فهو مخالف القياس‪.‬‬
‫وباب "فَعَ َل يَفعَلُ" ‪ -‬بفتح العين في الماضي والمضارع ‪ -‬يكث ُ ُر أن يجي َء منه ما كانت عينُهُ أو المهُ‬ ‫ُ‬
‫ض ُع"‪.‬‬ ‫ي‬
‫َ َ َ‬ ‫ع‬ ‫ووض‬ ‫ُ‪،‬‬
‫ل‬ ‫سأ‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫وسأ‬ ‫‪،‬‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫َ َ‬‫ح‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫"ف‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ق‬
‫ٍ‬ ‫حل‬ ‫حرف‬

‫(‪)147/1‬‬

‫العين في الماضي والمضارع إال إذا كانت عينه أو ال ُمهُ حرفا ً من أحرف‬ ‫ِّ‬ ‫وال يكون الفعل مفتو َح‬
‫َب‪ ،‬وجع َل يجعلُ‪ ،‬وشغَ َل يَشغَلُ‪ ،‬وفت َح يفت ُح‪ ،‬وشدَ َخ يشدخُ"‪.‬‬ ‫وذهب يَذه ُ‬
‫َ‬ ‫ق‪ ،‬مثلث‪" :‬سأ َل يَسألُ‪،‬‬
‫الحل ِّ‬
‫وركنَ يَر ُكنُ "‪ ،‬فشاذُّ‪ ،‬ويجوز في األ َ َّول‪" :‬أبى يأبي" من باب‪" :‬فَعَ َل يَف ِّعلُ"‬ ‫وأما نحو‪" :‬أبى يأبى‪َ ،‬‬
‫المفتوح العين في الماضي‪ ،‬المكسورها في المضارع ‪.-‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫"ركِّنَ يَركَنُ "‬ ‫ويجوز في الثاني‪" :‬ركنَ يَر ُكنُ " بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع‪ ،‬و َ‬
‫بكسرها وفتحها في المضارع‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫يوجب فت َح عينه في الماضي والمضارع‪ ،‬فمثلُ‪" :‬دَ َخ َل يَد ُخلُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ل‬
‫ٍ‬ ‫فع‬ ‫في‬ ‫ق‬
‫ِّ‬ ‫الحل‬ ‫حرف‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫ووجو‬
‫ب‪ ،‬م َع وجو ِّد‬ ‫ِّ‬ ‫البا‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫ليست‬ ‫وغيرها‪،‬‬ ‫ُ"‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ين‬ ‫َ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ن‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ع‬ ‫سم‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫يبغي‪،‬‬ ‫وبغى‬ ‫يرغب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ور ِّغ َ‬‫َ‬
‫ق في ُمقابل عينها أو المها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الحل‬ ‫حرف‬
‫‪ -2‬وزن (فعل) المكسور العين‬
‫العين‪ :‬كيَعلَ ُم‪ ،‬ألنه إن كان الماضي‬ ‫ِّ‬ ‫العين ‪ -‬كع ِّل َم‪ ،‬ال يكونُ مضارعه إالّ مفتوح‬ ‫ِّ‬ ‫وزن "فَ ِّعلَ" بكسر‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫مكسور العين فمضارعه ال يكونُ ‪ ،‬إال مفتو َحها‪ ،‬إال أربعة أفعا ٍل شاذة‪ ،‬جا َءت مكسورة َ العين في‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫س ُ‬ ‫ِّب يح َ‬
‫وهي‪" :‬حس َ‬ ‫َ‬ ‫الماضي والمضارع‪ .‬ويجوز في مضارعها الفت ُح‪ ،‬وهو األفص ُح واألولى‬ ‫ُ‬
‫وو ِّمقَ يَ ِّم ُق‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ث‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫َ ِّ َ ِّ‬‫َ‬
‫ث‬ ‫ر‬ ‫"و‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ذوذ‬ ‫س" وجاء ُ‬
‫ش‬ ‫س يَيْأ َ ُ‬
‫س ويَ ْيئِّ ُ‬ ‫َعم يَنع ُم‪ ،‬ويَ ِّئ َ‬ ‫س‪ ،‬ون َ‬ ‫س ويَ ْبئِّ ُ‬‫س يَبأ َ ُ‬‫ِّب‪ ،‬وبَ ِّئ َ‬
‫ويحس ُ‬
‫كسر العين في‬ ‫ُ‬ ‫أمره يَ ِّفقُهُ" وليس فيها إالّ‬ ‫ووفِّقَ َ‬ ‫الزندُ يَ ِّري‪َ ،‬‬ ‫ووري َّ‬
‫َ‬ ‫وور َم الجر ُح يَ ِّر ُم‪ ،‬ووثِّقَ به ي ِّث ُق‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫وكسرها في‬ ‫ِّ‬ ‫الماضي‬ ‫في‬ ‫العين‬ ‫بفتح‬ ‫ي"‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫َ َ َ ِّ‬‫ى‬‫ر‬ ‫"و‬ ‫فيه‬ ‫فيجوز‬ ‫ي"‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫َ ِّ َ ِّ‬ ‫ر‬ ‫"و‬ ‫إال‬ ‫والمضارع‪،‬‬ ‫الماضي‬
‫المضارع ‪ -‬وهو األفصح‪.‬‬
‫س ِّق َم و َح ِّزنَ وفَ ِّر َح"‪ ،‬وما‬ ‫ُ‬
‫وتكث ُ ُر في هذا الباب األفعا ُل الدَّالة على ال ِّعلَل واألحزان وأضدادِّهما‪ ،‬نحو‪َ " :‬‬
‫والحلى كلُّها عليه‪ ،‬نحو‪ :‬س ِّودَ‬ ‫شبِّ َع" وتجي ُء األلوان والعُيوب ِّ‬ ‫شو َ‬ ‫د َّل على ُخلُ ّ ٍو أو امتالءٍ ‪ ،‬نحو‪َ " :‬ع ِّط َ‬
‫و َع ِّر َج ودَ ِّع َج"‪.‬‬
‫‪ -3‬وزن (فعل) بضم العين‬

‫(‪)148/1‬‬

‫سنَ "‪ ،‬ال يكون مضارعهُ إالّ مضمو َمها‪ ،‬مثلُ‪:‬‬ ‫وزنُ "فَعُلَ" بض ّم العين في الماضي ‪ -‬مث ُل " َح ُ‬
‫سنُ "‪.‬‬ ‫"يَح ُ‬
‫ف‪،‬‬ ‫سنَ ‪ ،‬وش َُر َ‬ ‫ُ‬
‫"كر َم‪ ،‬و َعذب الما ُء‪ ،‬و َح ُ‬ ‫يأتي من هذا البا ما دل على الغرائز والطبائع الثابتة‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬ ‫َّ‬
‫و َج ُملَ‪ ،‬وقَبُ َح"‪.‬‬
‫التعجب به أو المدح‪ ،‬أو الذ َّم‪َ ،‬ح َّولتُهُ إلى هذا الباب‪ ،‬وإن لم يكن منه‪( .‬كما قدَّمنا في‬ ‫َ‬ ‫وك ُّل فع ٍل أردتَ‬
‫ب الرج ُل سعيدٌ!" بمعنى "ما أكتبهُ!" تريدُ المد َح والتعجب معاً‪.‬‬ ‫مبحث‪ :‬أفعال المدح والذَّم) نحو‪" :‬كت ُ َ‬
‫وما كان على وزن "فَعُلَ" ال يكونُ إالّ الزماً‪ ،‬ألنه ال يكون إال لمعنًى مطبوعٍ عليه من هو قائ ٌم به‪،‬‬
‫"صار فقيها ً‬‫َ‬ ‫ب"‪( ،‬أي‪،‬‬ ‫ط َ‬ ‫"كر َم ولؤ َُم" أو كمطبوعٍ عليه‪ ،‬مثلُ‪" :‬فَقُهَ و َخ ُ‬ ‫سجايا والطبائع) مثلُ‪ُ :‬‬ ‫(أي‪ :‬لل َّ‬
‫وغيره يكونُ متعدّياً‪ ،‬ويكون الزما‪ً.‬‬ ‫ُ‬ ‫وخطيباً"‬
‫*‬
‫ص ْر‬‫العين في األمر‪ ،‬من هذه األوزان المذكورة‪ ،‬كحركة العين في ُمضارعه‪ ،‬مثلُ‪" :‬ان ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وحركة‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫وارج ْع واسأل واعل ْم"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫واج ُم ْل‬
‫اطردَ منها‪.‬‬ ‫سماعيَّةٌ كلها‪ ،‬إال ما َّ‬ ‫وهذه األوزان َ‬
‫المجرد‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ي ِّ‬ ‫أما أوزانُ المزيد فيه‪ ،‬فكلُّها قياسيَّةٌ‪ ،‬وكذا وزنُ ُّ‬
‫الرباع ّ‬
‫أوزمان الثالثي المزيد فيه‬
‫حرف واحدٌ‪ ،‬وخمسةٌ للزيد فيه حرفان‪ ،‬وأربعةٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫عشر وزناً‪ :‬ثالثة للزيد فيه‬ ‫َ‬ ‫ي المزيد فيه اثنا‬ ‫للثُّالث ّ‬
‫للمزيد فيه ثالثة أحرف‪.‬‬
‫كأكرم و "فَعَّلَ" كفَ َّرح‪ ،‬و "فا َعلَ"‪ :‬كسابق‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أوزان‪" :‬أفعَلَ"‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫حرف واحد‪ ،‬ثالثة‬ ‫ٌ‬ ‫ي المزيد فيه‬ ‫فللثالث ّ‬
‫ً‬
‫وباب "أفعل" يكون للتعدية غالبا‪ .‬أي‪ :‬لتصيير الالزم متعديا إلى مفعول واحد‪ :‬كدخل وأدخلته‪ .‬فان‬ ‫ً‬
‫األمر‪ ،‬وألزمته إياه‪.‬‬
‫َ‬ ‫كان متعديا ً إلى واحد صار متعديا ً إلى اثنين‪ :‬كلزم‬
‫وجولت" أي‪:‬‬ ‫"طوفت ّ‬ ‫ّ‬ ‫وباب "فعّل" يكون للتكثير وللتعدية غالباً‪ .‬فالتكثير يكون في الفعل‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫"موت َت اإلبلُ" أي‪ :‬كثر فيها الموت وفي المفعول‪،‬‬ ‫أكثرت من الطواف والجوالن‪ .‬وفي الفاعل‪ ،‬نحو‪ّ :‬‬
‫نحو‪" :‬غلقت األبواب"‪ ،‬أي‪ :‬أبوابا ً كثيرة‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)149/1‬‬

‫وباب "فاعل" يكون للمشاركة بين اثنين غالباً‪ ،‬نحو‪" :‬راميته وخاصمته"‪ ،‬والمعنى‪ :‬اني فعلت به‬
‫ذلك‪ ،‬وفعل بي مثله‪.‬‬
‫وقد تأتي هذه األبواب لمعان غير هذه قلما تنضبط‪ .‬وانما تفهم من قرينة الكالم‪.‬‬
‫كانحصر‪ ،‬و "افتعلَ"‪ :‬كإجتمع‪ ،‬و‬ ‫َ‬ ‫ي‪ ،‬المزيد فيه حرفان‪ ،‬خمسة أوزان‪ .‬وهي‪" :‬انفعلَ"‪:‬‬ ‫وللثالث ّ‬
‫َّ‬
‫كاحمر‪ ،‬و "تفَعَّل"‪ :‬كتعل َم‪ ،‬و "تفاعلَ"‪ .‬كتصال َح‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫"افعَلَّ"‪:‬‬
‫وباب إنفعل يكون للمطاوعة‪ ،‬أي‪ :‬لمطاوعة المفعول للفاعل فيما يفعله به‪ ،‬كصرفته فانصرف‪ .‬وال‬
‫الباب عن معنى المطاوعة‪ .‬لهذا ال يكون إال الزماً‪ .‬وال يكون مجرده إال متعدياً‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ينفكّ هذا‬
‫وباب افتعل يكون للمطاوعة غالباُ‪ ،‬نحو‪ :‬جمعت القوم فاجتمعوا‪.‬‬
‫كاعور‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كاحمر‪ .‬والعيوب‪:‬‬‫ّ‬ ‫وباب افع ّل يكون لأللوان والعيوب‪ .‬فاأللوان‪:‬‬
‫اعور زيادة ليست‬ ‫ّ‬ ‫"حمر"‪ .‬وفي‬
‫َ‬ ‫"احمر" زيادة ليست في‬ ‫ّ‬ ‫ويقصد به المبالغة في معنى مجرده‪ ،‬ففي‬
‫في "ع ِّو َر"‪.‬‬
‫ّ‬
‫وباب "تفعّلَ" يكون للتكلف غالباً‪ ،‬نحو‪" :‬تعل َم وتصبر وتشجع وتحلم"‪ .‬وقد يكون التكلف ممزوجا ً‬
‫وتسرى‪ ،‬أي‪ :‬تكلف مظاهر الكبرياء والعظماء‬ ‫ّ‬ ‫بإِّدعاء شيء ليس من شأن المدعي‪ .‬نحو‪ :‬تكبر وتعظم‬
‫والسراة‪.‬‬
‫وباب "تفاعل" يكون للمشاركة بين اثنين‪ :‬كتسابق الرجالن‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬كتصالح القوم‪.‬‬
‫وقد تأتي هذه األفعال لمعان غير هذه ال تنضبط‪ ،‬وانما يعيّنها المقام‪.‬‬
‫ش ْوشَنَ ‪ ،‬و‬
‫"افعو َعلَ"‪ :‬كاخ َ‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫كاستغفر‬
‫َ‬ ‫وزان‪" :‬استفعلَ"‪:‬‬‫أحرفٍ ‪ ،‬أربعةُ أ َ ٍ‬‫ي‪ ،‬المزيد فيه ثالثةُ ُ‬ ‫وللثالث ّ‬
‫ط‪ ،‬و "افعالَّ"‪ :‬كادها َّم‪.‬‬ ‫كاعلو َ‬
‫َّ‬ ‫"افعولَ"‪:‬‬‫َّ‬
‫وصيغةُ "افعالَّ" ُمشتركةٌ بين الماضي واألمر لفظاً‪ .‬فإن كانت للماضي فأصلها‪" :‬افعالَلَ"‪ .‬وإن كانت‬
‫لألمر فأصلُها‪" :‬افعا ِّل ْل"‪.‬‬

‫(‪)150/1‬‬

‫ويكون باب "استفعل" للطلب والسؤال غالباً‪ ،‬نحو‪" :‬استغفرت هللا"‪ ،‬أَي‪ :‬سألته المغفرة‪ ،‬و "استكتبت‬
‫زهيرا ً كالماً‪ ،‬واستمليته إياه"‪ ،‬أي‪ :‬سألته كتابته وامالءه‪ .‬وهو يكون متعديا ً كما رأيت‪ .‬وقد يكون‬
‫الزما ً نحو‪" :‬استحجر الطين"‪ ،‬أَي‪ :‬صار حجراً‪ .‬وإذا كان الزما ً لم يكن بمعنى السؤال كما ترى‪.‬‬
‫مجردها‪ ،‬أي‪ :‬انها تزيد في معناها على‬ ‫ّ‬ ‫وافعول وافعالّ" تكون للمبالغة في معنى‬ ‫ّ‬ ‫وأبواب "افعوعل‬
‫معنى المجرد منها‪.‬‬
‫وزن الرباعي المجرد‬
‫َ‬
‫وزن واحدٌ‪ ،‬وهو‪" :‬ف ْعللَ"‪ :‬كدَحر َج‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫المجر ِّد‬
‫َّ‬ ‫ي‬
‫للرباع ّ‬
‫ُّ‬
‫الحجر‪ ،‬وزلزلت البناء"‪ .‬وقد يكون الزماً‪ ،‬نحو‪" :‬حصحص‬ ‫َ‬ ‫"دحرجت‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫غالب‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫متعدي‬ ‫(ويكون‬
‫الحق" أي‪ :‬بان وظهر‪ ،‬وبرهم الرجل أي‪ :‬أدام النظر‪ .‬والبرهمة‪ :‬سكون النظر وادامته)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الرباعي المنحوت‬
‫غ" (أي‪ :‬لويته‬ ‫صد َ‬
‫ب الختصار الكالم‪ ،‬كقولهم‪" :‬عقربتُ ال ُّ‬ ‫غ هذا الوزنُ بالنَّحت من مر َّك ٍ‬ ‫وقد يصا ُ‬
‫الطعام" (إذا وضعتُ فيه الفُلفل)‪ ،‬و"نرجستُ الدوا َء" (إذا وضعتُ فيه النرجس)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫كالعقرب)‪ ،‬وفلفلتُ‬
‫سب َحلتُ‬
‫و "عصفرتُ الثوب" (إذا صبغته بالعُصفر)‪ ،‬و "بسلمتُ وحمدلتُ و َح ْوقلتُ وحسبلتُ و َ‬
‫وجعفلتُ " (إذا قلت‪ :‬بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬وحسبي هللا‪،‬‬
‫وسبحان هللا‪ ،‬وجعلني هللا فدا َءك)‪.‬‬
‫تختصر من كلمتين فأكثر كلمةً مواحدة‪ .‬وال يُشترط فيها حف ُ‬
‫ظ‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫وهو‬ ‫ويُسمى هذا الصني ُع (النَّحتَ )‪،‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ت والسكنات‪ ،‬على الصحيح‪ ،‬كما يُعلم‬ ‫الكلمات بتمامها‪ ،‬وال األخذ من كل الكلمات‪ ،‬وال موافقة الحركا ِّ‬
‫من شواهد ذلك‪ .‬لكنه يشترط فيها اعتبار ترتيب الحروف‪.‬‬
‫غير قياسي‪ ،‬كما هو مذهب الجمهور‪ .‬ومن المحققين من جعله‬ ‫والنحتُ ‪ ،‬على كثرته‪ ،‬في لغتنا‪ُ ،‬‬
‫الحاضر يحملنا على تجويز ذلك والتوس َع‬
‫ُ‬ ‫والعصر‬
‫ُ‬ ‫االختصار‪ ،‬جاز نحتُه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫قياسياً‪ ،‬فك ُّل ما أمكنك فيه‬
‫فيه‪.‬‬

‫(‪)151/1‬‬

‫ط ْلبَقَ " (إذا قال‪ :‬السالم عليكم‪ ،‬وأطال هللا بقاءك)‪ .‬ومنه "بَ ْعث َ َر" (أي‪:‬‬ ‫ومن المسموع أيضاً‪" :‬سمع َل و َ‬
‫ُ‬
‫ث وأثير‬ ‫ت}‪ :‬هو منحوتٌ من "بُ ِّع َ‬ ‫القبور بُعثِّ َر ْ‬
‫ُ‬ ‫ي في قوله تعالى‪{ :‬وإذا‬ ‫بعث وأثار)‪ .‬قال الزمخشر ُّ‬ ‫َ‬
‫ترابُها"‪.‬‬
‫الملحق بدحرج‬
‫َ‬
‫وزان من الثالثي المزيد فيه حرف واحدٌ‪ .‬وهي‪" :‬ش َْمللَ" ‪ -‬بوزن "فَ ْعللَ" ‪ -‬و‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يُل َح ُق بدْحرج سبعة أ‬
‫"فوعل" ‪ -‬و "رهيأ" ‪ -‬بوزن "ف ْعيل" ‪ -‬و "سيْطر" ‪-‬‬ ‫"ر ْودَنَ " بوزن ْ‬ ‫" َج ْه َو َر" ‪ -‬بوزن "فَ ْع َولَ" و َ‬
‫"سلقى" ‪ -‬بوزن "فيْعل"‪.‬‬ ‫ش ْنتر" ‪ -‬بوزن "ف ْنعل" ‪ -‬و ْ‬ ‫بوزن "فيْعل" و " َ‬
‫(وإنما كانت ملحقة بدحرج‪ ،‬الن مصدرها ومصدره متحدان في الوزن‪ .‬فمصدر فعلل "الفعللة"‪،‬‬
‫ومصدر فعول "الفعولة" ومصدر فوعل "الفوعلة" الخ)‪.‬‬
‫تحقيق في معنى االلحاق‬
‫أحرف كلمةٍ‪ ،‬لتوازن كلمة أخرى‪ .‬وشرط اإللحاق في األفعال اتحاد مصدري‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫اإللحاق أن يزاد على‬
‫الملحق والملحق به‪ ،‬كما ترى في هذه األفعال‪.‬‬
‫واإللحاق ال يكون في أول الكلمة‪ .‬وإنما يكون في وسطها‪ ،‬كالنون من "ش ْنتر"‪ ،‬أو في آخرهاكاأللف‬
‫"سلقى" ولذلك لم يكن نحو‪" :‬تمنطق وتمسكن وتمدرع وتمندل وتمذهب‬ ‫الياء في ْ‬ ‫المنقلبة عن ِّ‬
‫وتمشيخ" ُملحقا ً بتدحرج‪ ،‬ألن الميم ليست زائدة بين أصول الكلمة‪ .‬ومع هذا فليست زيادتها لقصد‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫اإللحاق‪ ،‬ألن هذه األفعال مبنيةٌ على "المنطقة والمسكين والمدْرعة والمندي ُل والم ْذهب والمشيخة"‪،‬‬
‫فهي على زنة "تدحرج" أَصالة ال إلحاقاً‪ ،‬باعتبار أن الميم كاألصل توهماً‪ .‬فقد توهموا أصالة الميم‬
‫الحق الذي عليه المحققون من‬ ‫ُّ‬ ‫األسماء فبنوا الفعل عليها‪ .‬فوزنها "تفعللَ" ال "تمفعلَ" هذا هو‬ ‫ِّ‬ ‫في هذه‬
‫العلماء‪.‬‬
‫ي تطرد زيادتُه ألجله‪ .‬فهو ليس كالزيادة في نحو‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫لغرض معنو ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وما يزاد لإللحاق‪ ،‬ال يكون مزيدا ً‬
‫"أكرم وقاتل واستغفل"‪ ،‬م ّما زيادته لغير اإللحاق‪ .‬وإنما هي لمعنًى اقتضى هذه الزيادة‪.‬‬

‫(‪)152/1‬‬

‫األول‪ .‬فمث ُل‬ ‫وقد تُخر ُج الزيادة ُ لإللحاق الفع َل عن معناه إلى معنًى آخر‪ ،‬مع ِّ‬
‫بقاء رائح ِّة من المعنى َّ‬
‫والمجرد وهو "عثر" معناه ز َّل وكبا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫"عثير" معناهُ‪ :‬أثار ال ِّعثْير (بكسر العين وهو التراب‪ ،‬والغبار)‪.‬‬
‫اطلع عليه‪ .‬ومثلُ‪:‬‬‫السر ونحوه"‪ :‬إذا َّ‬ ‫ّ‬ ‫الشيء"‪ :‬إذا وجده‪ .‬ومنه‪" :‬عثر على‬
‫ِّ‬ ‫ويقال أيضاً‪" :‬عثر على‬
‫"حوقل" يأتي بمعنى‪ :‬عجز‪ ،‬وأعيا‪ ،‬وضعُف‪ ،‬ونام‪ ،‬ومضى فتعب‪ ،‬ووضع يديه على خصره‪ .‬وك ُّل‬
‫ذلك راج ٌع إلى معنى الضعف‪ .‬وأصله من "حقل الفرص" "من باب فرح"‪ :‬إذا أصابه وجع في بطنه‬
‫من أكل التراب وذلك ما يُضْعفه ويُعيه‪ .‬و "حوقل" هذه غير "حوقل" إذا قال ال حول وال قوة إال‬
‫باهلل‪ ،‬فهذه منحوتة من مركب‪ ،‬فهي على وزن "دحرج" أصالً‪ ،‬ال إلحاقا ً كما كما توهموا‪ ،‬ألن الواو‬
‫"حول"‪ ،‬فهي أصلية ال زائدة‪.‬‬ ‫فيها هي واو ْ‬
‫أنَّ ََ ما كان من الكلمات ملحقا ً بغيره في الوزن ال يجري عليه ِّإدغا ٌم وال ِّإعاللٌ‪ ،‬وإن كان‬ ‫واعلم ّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫مستحقَّهما‪ ،‬كيال يفوت بهما الوزن‪.‬‬
‫تجانسين‬
‫ِّ‬ ‫حرفين ُم‬
‫ِّ‬ ‫ٌّ‬
‫ستحق لإلدغام‪ ،‬ألن فيه‬ ‫وهذا من عالمات اإللحاق أيضاً‪ .‬فمثلُ‪ :‬شمل َل واقعندَدَ ُم‬
‫ب الواو ألفاً‪ .‬لكنه لم ِّ‬
‫يجر على ما ذكر إدغا ٌم وال‬ ‫ٌّ‬
‫مستحق لإلعالل بقل ِّ‬ ‫رين‪ .‬ومثلُ‪َ " :‬ج ْه َو َر"‬‫ُمتجاو ِّ‬
‫إلن اإلعالل جرى على آخر الكلمة‪ ،‬وذلك ال يفوتُ به‬ ‫ِّإعالل‪ ،‬لما ذكرنا‪ .‬وإنما أ ِّع َّل نحو‪" :‬سلقى" َّ‬
‫وقف على آخر الكلمة بإسكانه‬ ‫ألن اآلخر يُصب ُح ساكناً‪ ،‬فيكون كالموقوف عليه بالسكون‪ .‬وال ُ‬ ‫الوزنُ ‪َّ ،‬‬
‫ال يفوت به وزنها‪.‬‬
‫وزن الرباعي المزيد فيه‬
‫َ‬
‫وزن واحدٌ‪ .‬وهو‪" :‬تَفَ ْعللَ"‪ :‬كتدحر َج‪.‬‬‫ٌ‬ ‫حرف واحدٌ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ي ِّ المزي ِّد فيه‬
‫للرباع ّ‬
‫ُّ‬
‫وهو يُبنى للمطاوعة‪ ،‬أي‪ :‬مطاوعة المفعول الفاعل فيما يفعله وقبول أثر فعله‪ .‬وال يكون إالّ الزما‪ً،‬‬
‫نحو‪" :‬سرولته فتسرول" أي‪ :‬أَلبسته السراويل فلبسها‪ ،‬ونحو‪" :‬سقلبته فتسقلب"‪ .‬أي طرحته‬
‫وصرعته فانصرع‪ .‬والعامة تقول‪" :‬شقلبه" بالشين المعجمة‪.‬‬

‫(‪)153/1‬‬

‫حرفان‪ ،‬وهي‪( :‬ت َ َم ْعدَدَ) ‪ -‬بوزن "تَفَ ْعلَلَ" ‪ -‬و (ت َ َ‬


‫س ْروكَ ) ‪-‬‬ ‫ِّ‬ ‫ي المزي ِّد‬ ‫أوزان من الثالث ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ويُل َح ُق به ستةُ‬
‫ط َر) بوزن‬ ‫س ْي َ‬
‫ثر) بوزن "ت ََفو َعلَ" ‪ -‬و (ت َرهيأ) بوزن "تَفَعيلَ" ‪ -‬و (ت َ َ‬ ‫بوزن "تَفَ ْع َولَ" ‪ -‬و (ت ْ‬
‫َكو َ‬
‫"تَفَ ْيعَلَ) ‪ -‬و (ت َ َج ْعبَى) ‪ -‬بوزن "تَفَ ْعلى"‪.‬‬
‫كاحرنجم‪ ،‬وافعَلَلَّ"‪ :‬كاق َ‬
‫شعَ َّر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وزنان "افعَ ْنلَلَ"‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫حرفان‬
‫ِّ‬ ‫وللرباعي المزيد فيه‬ ‫ُّ‬
‫(وباب "افعنلل" يبنى للمطاوعة‪ ،‬نحو‪" :‬حرجمت القوم فاحرنجموا"‪ .‬وباب "افعلل" يبنى للمبالغة)‪.‬‬
‫سس) بوزن "افعَ ْنلَلَ" و‬ ‫ي المزيد فيه ثالثةُ أحرف وهي‪( :‬اقعَ ْن َ‬ ‫أوزان من الثُّالث ّ‬
‫ٍ‬ ‫ُلحق به ثالثةُ‬
‫وي ُ‬
‫ْ‬
‫(احرنبى) ‪ -‬بوزن "افع ْنلى" و (استلقى) بوزن "افت ْعلى"‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األفعال )‬
‫ضمن العنوان ( تصريف الفعل مع الضمائر )‬

‫ُحو ُل من ضمير المفرد إلى ضمير المثنى أو الجمع‪ ،‬ومن‬ ‫تصريف الفع ِّل‪ :‬تحويلُهُ بحسب فاعل ِّه‪ .‬في َّ‬
‫ُ‬
‫ضمير المذكر إلى ضمير المؤنثِّ‪ ،‬ومن ضمير الغائب إلى ضمير المخاطب أَو المتكلم‪.‬‬
‫ف الماضي والمضارع على أربعة عشر مثاال‪ :‬ثالثة منها للغائب‪ ،‬وثالثة للغائبة‪ ،‬وثالثة‬ ‫ويتصر ُ‬
‫َّ‬
‫ف األمر على ستة أمثلة‪ :‬ثالثة للمخاطب وثالثة‬ ‫ويتصر ُ‬
‫َّ‬ ‫للمخاطب‪ ،‬وثالثة للمخاطبة‪ ،‬واثنان للمتكلم‪،‬‬
‫للمخاطبة‪.‬‬
‫تصريف السالم والمهموز‬

‫(‪)154/1‬‬

‫تغيير فيهما‪ ،‬إِّال األمر من‪" :‬أخذ وأَكل وأَمر" فقد‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫والمهموز من األفعا ِّل الثالثة بال‬ ‫سال ُم‬ ‫ف ال ّ‬ ‫يتصر ُ‬‫َّ‬
‫َ‬
‫س ْل واسأ ْل"‪ ،‬وإال‬ ‫ُ‬
‫جا َء بحذف الهمزة‪ ،‬فيقالُ‪ُ " :‬خذ وك ْل و ُم ْر"‪ ،‬وإال األمر من‪" :‬سأ َل يسألُ"‪ ،‬فإنه " َ‬
‫األو ِّل في المضارع ال ُمسن ِّد إلى الواحد ال ُمتكلم‪ ،‬فإن همزته الثانية تنقلب مدَّةً‪ ،‬مثلُ‪" :‬آخذُ‬ ‫المهموز َّ‬
‫تنقلب واوا‪ً،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وآمر وآتي وآ َم "‪ ،‬وإِّال األمر من المهموز األول‪ ،‬إن ن ِّطقَ به ابتدا ًء‪ ،‬فإن همزته‬ ‫نُ‬ ‫ُ‬ ‫َف‬ ‫وآن ُ‬
‫المعروف"‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫سام‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫يا‬ ‫ت‬
‫ِّ‬ ‫"إي‬ ‫ُ‪:‬‬ ‫ل‬‫مث‬ ‫ها‬‫َ‬ ‫ل‬‫قب‬ ‫ما‬ ‫سر‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫إن‬ ‫ء‬
‫ً‬ ‫ويا‬ ‫"‪،‬‬ ‫الخير‬
‫َ‬ ‫هير‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ز‬ ‫يا‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫"أ‬ ‫ُ‪:‬‬
‫ل‬ ‫مث‬ ‫قبلها‪،‬‬ ‫ما‬ ‫م‬‫إن ُ َّ‬
‫ض‬
‫ُ‬
‫الخير‪ ،‬ويا أسامةُ ائْت‬ ‫َ‬ ‫فإن نُطقَ به موصوال بما قبَلهُ‪ ،‬ثبتت همزته على حالها‪ ،‬مثلُ‪" :‬يا زهير اؤْ ُمل‬
‫البدر"‪ .‬فإن وقفت عليه قلتَ ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫"ر‬
‫"ر" نحو‪َ :‬‬ ‫واألمر منه َ‬
‫ُ‬ ‫ع من رأى‪" :‬يَ َرى"‪.‬‬ ‫المعروف" والمضار ُ‬ ‫َ‬
‫سكت‪.‬‬ ‫"ر ْه" ت ُ ْل ِّح ُق به ها َء ال َّ‬ ‫َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫تصريف المضاعف‬
‫فك تشديد ِّه مع ضمائر الرفع المتحركة‪ ،‬مثلُ‪َ " :‬مدَ ْدتَ و َمدَدْتُ و َمدَدْنا و َمدَ ْدنَ‬ ‫ف ِّب ِّّ‬
‫ف ال ُمضا َع ُ‬ ‫يتصر ُ‬
‫َّ‬
‫ويَ ْمددنَ وامدُدنَ "‪.‬‬
‫أمر للواحد‪ ،‬أو مضارعا ً مقترنا ً بالم األمر‪ُ ،‬مسْندا ً إلى الواحد ‪ -‬أن يقال‬ ‫ويجوز فيه ‪ -‬إن كان فعل ٍ‬
‫فيهما‪ُ " :‬مدَّ وليُ ُمدَّ"‪ ،‬بالتَّشديد‪ ،‬و "امدُد وليَ ْمدُدْ" بف ّك ِّه‪.‬‬
‫تصريف المثالث‬
‫والمفتوحها في الماضي والمضارع‪ ،‬بحذف‬ ‫ُ‬ ‫المكسور العين في المضارع‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ي‪،‬‬
‫يتصرف المثالث الواو ُّ‬ ‫ُ‬
‫ب‬‫ض ْع ويَ َه ُ‬ ‫ْ‬
‫ورث‪ ،‬ويَ ِّعدُ و ِّعدْ‪ ،‬ويض ُع َو َ‬ ‫ُ‬
‫تصاريف المضارعِّ واألمر مثل‪" :‬يَ ِّرث ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وا ِّوه في جميع‬
‫َوهبْ "‪.‬‬

‫(‪)155/1‬‬

‫المسكور العين‬ ‫ُ‬ ‫ي‬‫س َر‪ ،‬يَ ْيس ُِّر‪ ،‬إِّيس ِّْر"‪ .‬كذا المثا ُل الوا ِّو ُّ‬
‫ي فيتصرف كالسالم‪ ،‬مثلث‪" :‬يَ َ‬ ‫أما المثا ُل اليائِّ ُّ‬
‫وو ِّس َخ‬‫"و ِّج َل يَ ْو َجلُ‪َ ،‬‬‫حذف الواو من مضارعه‪ ،‬مثلُ‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫في الماضي‪ ،‬المفتو ُحها في المضارع‪ ،‬فال ت ُ‬
‫ْ‬
‫تنقلب في األمر يا ًء‪ ،‬لوقوعها ساكنة بعد كسرة مثلُ‪" :‬إِّي َجل"‪ ،‬واألصلَ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫سخُ"‪ ،‬وال من أمرهِّ‪ ،‬لكنها‬ ‫يَ ْو َ‬
‫تكتب يا ًء وتُلفظ‬ ‫ُ‬ ‫فإنها‬ ‫‪-‬‬ ‫مضموم‬ ‫حرفٍ‬ ‫بعد‬ ‫الكالم‬ ‫ج‬ ‫ر‬‫َْ‬ ‫د‬ ‫في‬ ‫وقعت‬ ‫بأن‬ ‫‪-‬‬ ‫قبلها‬ ‫ما‬ ‫م‬
‫ُ َّ‬ ‫ض‬ ‫إن‬ ‫إال‬ ‫"‬ ‫ْ‬
‫جل‬ ‫"إو‬
‫ْ‬
‫ايجل" فتلفظ هكذا‪" :‬يا فالنُ او َج ْل"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫واواً‪ ،‬نحو‪" :‬يا فالنُ‬
‫س ْع َوطأ" بحذف الواو‬ ‫واألمر منهما‪َ " :‬‬
‫ُ‬ ‫األمر يسعُني"‬ ‫ُ‬ ‫ط ُؤهُ‪ ،‬وو ِّسعَني‬ ‫"وطى َء الشي َء يَ َ‬ ‫ِّ‬ ‫وشذَّ من ذلك‪:‬‬
‫في المضارع واألمر‪.‬‬
‫تصريف االجوف‬
‫األجوف بحذف حرف العلَّة مع ضمائر الرفع المتحركة‪ ،‬مثلُ‪" :‬قلتُ وقلنا وقلتم وت َقلنَْ‬ ‫ُ‬ ‫يتصرف‬
‫ُ‬
‫وقُ ْلنَ "‪ ،‬وفي األمر المفرد المخاطب‪ ،‬مثلُ‪" :‬ق ْل‪ ،‬وبِّ ْع"‪.‬‬
‫ُ‬
‫أجوف‬
‫َ‬ ‫ض َّم َّأوله إن كان‬
‫المجردُ إلى ضمائر الرفع المتحركة‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ي‬
‫ف الثالث ُّ‬ ‫وإذا أُسند الماضي األجو ُ‬
‫أجوف يائيّاً‪ ،‬نحو‪ِّ " :‬ب ْعتُ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫واويًّا من باب (فَعَ َل يَفعُلُ) نحو‪" :‬قُلتُ ‪ ،‬والنسا ُء قُ ْلنَ "‪ ،‬و ُكسر إن كان‬
‫أجوف واويًّا من باب (فَ ِّع َل يَ ْفعَلُ)‪ ،‬نحو‪ِّ :‬خ ْفتُ ‪ ،‬والنسا ُء ِّخ ْفنَ "‪.‬‬ ‫َ‬ ‫والنسا ُء ب ْعنَ "‪ ،‬أو‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫فإذا بنيتَ ذلك للمجهول عكستَ ‪ ،‬فتقولُ‪" :‬قِّلتُ ‪ ،‬والنسا ُء قِّلنَ ‪ ،‬وبُ ْعتُ ‪ ،‬والنسا ُء بُ ْعنَ و ُخفتُ ‪ ،‬والنسا ُء‬
‫يلتبس معلو ُم الفعل بمجهول ِّه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُخ ْفنَ " لئال‬
‫(‪ )1‬فائدة‪ - :‬صيغة الماضي واألمر‪ ،‬واألجوفين المسندين إلى نون النسوة‪ ،‬واحدة‪ ،‬مثل‪" :‬النساء قلن‬
‫أن أصلهما في الماضي‪" :‬قالن وباعن"‪ ،‬وأصلهما في األمر‪" :‬قولن‬ ‫وبعن‪ ،‬ويا نساء قلن وبعن"‪ ،‬إال ّ‬
‫وبيعن")‪.‬‬
‫تصريف الناقص‬

‫(‪)156/1‬‬

‫ض ْوا‪ ،‬ويرمونَ‬ ‫ور ُ‬ ‫"ر َم ْوا َ‬


‫وياء المخاطب ِّة‪ ،‬مثلُ‪َ :‬‬ ‫الناقص بحذف آخره مع واو الجماعة ِّ‬ ‫ُ‬ ‫يتصرف‬
‫ُ‬
‫وبحذف أ ِّلف ِّه في الماضي مع تاء‬ ‫ِّ‬ ‫ض ْي"‪.‬‬
‫ضيْنَ ‪ ،‬وادم ْي وار َ‬ ‫ْ‬
‫وترمين وت َر َ‬ ‫ِّ‬ ‫ض ْوا‪،‬‬
‫ض ْونَ ‪ ،‬وار ُموا وار َ‬ ‫ويَر َ‬
‫ور َمتا‪ ،‬ودَعت ودَعتا"‪ .‬وبِّقلبها يا ًء َم َع ضمير الغائببين وضمائر الرفع‬ ‫ْ‬ ‫"ر َمت َ‬‫ْ‬ ‫التأنيثِّ‪ ،‬مثلُ‪َ :‬‬
‫سعَينَ ويسعَينَ وا ْسعَينَ "‪ِّ ،‬إال ِّإذا كانت ثالثةً‪،‬‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ْنا‬
‫ي‬ ‫ع‬
‫َ َ‬ ‫س‬‫و‬ ‫ْتُ‬‫ي‬ ‫ع‬
‫َ َ‬‫س‬‫و‬ ‫يا‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫واس‬ ‫يان‬‫تحركة مثلُ‪َ ْ َ َ َ :‬‬
‫ع‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫يا‬ ‫ع‬ ‫س‬‫"‬ ‫ال ُم ِّ ّ‬
‫فتنقلب واوا ً مع هذه الضمائر‪ ،‬مثل‪" :‬دَ َع َوا ودَ َع ْوتُ ودَ َع ْونا ودَ َع ْونَ "‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الواو‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وأصلُها‬
‫المحذوف ألفا ً يبق ما قب َل وا ِّو الجماعة وياء المخاطبة مفتوحاً‪ ،‬فتقو ُل في "رمى ويَرضى‬ ‫ُ‬ ‫ثم إن كان‬
‫ض ْي"‪.‬‬ ‫ضينَ وار َ‬ ‫ض ْوا وت َر َ‬ ‫ض ْونَ وار َ‬ ‫وير َ‬ ‫"ر َموا ْ‬ ‫وارض"‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ياء المخاطبة‪ ،‬فتقول في‬ ‫المحذوف واوا ً يبقَ ما قب َل وا ِّو الجماعة مضموماً‪ ،‬وي ُ‬
‫ُكسر ما قب َل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وإن كان‬
‫عوا وت َ ْدعينَ وأد ِّعي"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫واد‬ ‫دعون‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫"سروا‬ ‫ُ‪:‬‬ ‫ع‬ ‫واد‬ ‫ويدعو‬ ‫س ُر َو‬ ‫َ‬
‫ض ُّم ما قب َل واو الجماعة‪ ،‬فتقو ُل في‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬‫مكسور‬ ‫المخاطبة‬ ‫ياء‬
‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫قب‬ ‫ما‬ ‫يبقَ‬ ‫ء‬ ‫يا‬
‫ُ ً‬ ‫المحذوف‬ ‫كان‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫و ِّ‬
‫وارمي‪ ،‬وتَرمونَ وار ُموا"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وارم‪" :‬تَرمينَ‬ ‫ِّ‬ ‫يرمي‬
‫ضيتُ ‪ ،‬والنسا ُء يَدعونَ‬ ‫س ُروتُ َ‬
‫ور ِّ‬ ‫الناقص ‪ -‬فيما عدا ما تقَدَّم ‪ -‬على حال ِّه‪ ،‬نحو‪َ " :‬‬ ‫ُ‬ ‫يبقى الفع ُل‬
‫رمينَ "‪.‬‬ ‫ويَ ِّ‬
‫تصريف اللفيف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت وط َوتا وط َويْتَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ف اللَّفيف المقرونُ كالناقِّص‪ ،‬مثلُ‪" :‬ط َو ْوا ويَطوونَ واطووا وت َطوينَ وط َو ْ‬
‫َ‬ ‫يتصر ُ‬ ‫َّ‬
‫ط َوينَ "‪.‬‬ ‫و َ‬
‫"وفَ ْوا ويَ ِّفي يَفونَ‬
‫وكالناقص‪ ،‬باعتبار الم ِّه‪ ،‬مثلُ‪َ :‬‬
‫ِّ‬ ‫باعتبار فائ ِّه‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫المفروق كالمثال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فيف‬‫ف اللَّ ُ‬ ‫ويتصر ُ‬
‫َّ‬
‫ووفَيْنَ "‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْنا‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫وو‬
‫َ‬ ‫ْتُ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫وو‬
‫َ‬ ‫تا‬‫َ‬ ‫ف‬‫وو‬
‫َ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫وو‬
‫َ‬ ‫فينَ‬ ‫و‬‫ِّ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫و‬ ‫يا‬ ‫ف‬
‫ِّ‬ ‫و‬ ‫وفي‬ ‫وف‬
‫ِّ‬
‫فائدتان‬
‫(‪ )1‬ويأتي المضارع‪ ،‬من المعتل اآلخر بالواو‪ ،‬بلفظ واحد لجماعتي الذكور واإلناث‪.‬‬

‫(‪)157/1‬‬

‫فتقول‪" :‬الرجال يدعون ويا رجال تدعون‪ ،‬والنساء يدعون" إال أن الواو مع جماعة الذكور هي‬
‫ضمير الجمع‪ ،‬والم الكلمة محذوفة‪ .‬والواو مع جماعة اإلناث هي الم الكلمة اتصلت بنون النسوة‪،‬‬
‫ولم يحذف من الفعل شي ُء‪.‬‬
‫(‪ )2‬يأتي المضارع من المعتل اآلخر باأللف أو الياء بلفظ واحد للواحدة المخاطبة وجمع اإلناث‬
‫المخاطبات‪ ،‬فتقول‪" :‬ترضين وتمشين يا فتاة وترضين وتمشين يا فتيات" إِّال أن التاء مع المخاطبة‬
‫الواحدة هي ضمير الخطاب‪ ،‬والم الكلمة محذوفة‪ ،‬والياء مع المخاطبات هي الم الكلمة اتصلت بها‬
‫نون النسوة‪ ،‬ولم يحذف من الفعل شي ٌء‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( الجامد والمشتق )‬

‫نوعان‪ :‬جامدٌ و ُم ٌّ‬


‫شتق‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫االسم‬
‫ُّ‬
‫سقفٍ ودره ٍم‪ .‬ومنه َمصاد ُِّر األفعا ِّل الثالثية‬ ‫كحجر و َ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬
‫فاإلس ُم الجامدُ ما ال يكونُ مأخوذا من الفعل‪:‬‬
‫غير الميميّة‪ :‬ك ِّع ْل ٍم وقراءةٍ‪.‬‬ ‫المجردة‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬
‫ً‬
‫ي المزيد فيه‪ ،‬والرباعي مجردا ومزيدا فيه‪ ،‬فليست من الجوامد‪ ،‬ألنها مبنية على‬‫ً‬ ‫(أما مصادر الثالث ّ‬
‫الفعل الماضي منها‪ .‬فهي مشتقة منه‪ .‬وكذلك المصدر الميمي فهو مشتق بزيادة ميم في أوله كما‬
‫علمت في مبحث المصدر "في الجزء األول من هذا الكتاب")‪.‬‬
‫ب وأدع َج‪.‬‬ ‫ص ْع ٍ‬
‫ومستشفى و َ‬
‫ً‬ ‫نشار و ُمجت َ َم ٍع‬
‫وم ٍ‬ ‫تعلّ ٍم ِّ‬
‫كعالم و ُم ِّ‬
‫ٍ‬ ‫المشتق‪ :‬ما كان مأخوذا ً من الفعل‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫واالسم‬
‫واألسما ُء المشتقة من الفعل عشرة انواع‪ :‬وهي‪ :‬إس ُم الفاعل‪ ،‬واس ُم المفعول‪ ،‬والصفةُ المشبّهةُ‪،‬‬
‫ومصدر الفعل‬
‫ُ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫والمصدر الميم ُّ‬
‫ُ‬ ‫اسم الفاعل‪ ،‬واس ُم التَّفضيل‪ ،‬واس ُم الزمان‪ ،‬واس ُم المكان‪،‬‬ ‫ومبالغةُ ِّ‬
‫المجردِّ‪ ،‬واس ُم اآللة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ي‬
‫فوق الثالث ّ‬
‫(وقد تقدم القول فيها‪ ،‬في الكالم على شبه الفعل من األسماء في الجزء األول من هذا الكتاب)‪.‬‬
‫والمشتق ال يكونُ إال ُمتمكناً‪ ،‬ألنه‬
‫ُّ‬ ‫ي‪.‬‬
‫تمكن‪ ،‬وهو المبن ُّ‬ ‫غير ُم ٍ‬‫ب‪ ،‬وإما ُ‬ ‫واالس ُم‪ ،‬إما ُمتم ِّ ّكن وهو ال ُم َ‬
‫عر ُ‬
‫ال يكونُ إال ُمعرباً‪.‬‬

‫(‪)158/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫ي‪.‬‬
‫عرب ومنه المبن ُّ‬ ‫تمكن‪ّ .‬‬
‫ألن منه ال ُم َ‬ ‫وغير ُم ٍ‬
‫َ‬ ‫والجامدُ يكونُ ُمتمكنا ً‬
‫ي من األسماء) ال شأن للتَّصريف فيه‪ .‬وهو قد يكون على حرفٍ واحد‪ :‬كتاء‬ ‫فغير المتمكن (وهو المبن ُّ‬ ‫ُ‬
‫أكثر‪ ،‬مثلُ‪:‬‬ ‫ْ‬
‫َّمير‪ ،‬وعلى حرفين‪ ،‬مثل‪" :‬هو و َمن" وعلى ثالثة أحرف‪ ،‬مثلُ‪" :‬كيف وإذا" وعلى َ‬ ‫الض ِّ‬
‫" َم ْهما وأيَّان"‪.‬‬
‫والمتمكنُ هو موضوع التّصريف‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( المجرد والمزيد فيه )‬

‫كجعفر‪ ،‬وإما‬
‫ٍ‬ ‫كحجر‪ ،‬وإِّما على أربعة‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ي في أصل الوضع‪ ،‬إما على ثالثة أحرف‪:‬‬ ‫االس ُم المتكنُ مبن ٌّ‬
‫نقص عن ثالثة‪ ،‬فهو‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫على خمسة‪ :‬كسفَرج ٍل‪ ،‬وما زاد على خمسة‪ ،‬فهو مزيد فيه "ك َخندريس"‪ .‬وما‬
‫ي وفَ ْوهٌ"‪.‬‬ ‫ب ويَ ٍد وفَ ٍم"‪ .‬وأصلُها‪" :‬أبَ ٌو ويَدْ ٌ‬
‫محذوف منه‪" :‬كا ٍ‬
‫سفرج ٍل"‪.‬‬‫َ‬ ‫هم‪ ،‬و َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬
‫أحرفهُ كلها أصليّة‪" :‬كرج ٍل‪ ،‬ود ِّْر ٍ‬ ‫أحرفه إما ُم َج ّردٌ‪ .‬وهو ما كانت ُ‬ ‫حيث ُ‬ ‫ُ‬ ‫وهو‪ ،‬من‬
‫وإما مزيدٌ فيه‪ .‬وهذا إما مزيد فيه حرف واحد‪" :‬كحصان وقنديل"‪ .‬وإما حرفان‪" :‬كمصباح‬
‫"كاستغفار"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫طرار"‪ .‬وإما أربعةُ أحرف‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ق واس ِّب‬‫واحرنجام"‪ .‬وإما ثالثةُ أحرف‪" :‬كانطال ٍ‬
‫ي‪" :‬كفَ َرزدق"‪ .‬والزيدُ فيه‪ ،‬إما‬ ‫سلهب"‪ ،‬وإما ُخماس ٌّ‬ ‫ْ‬ ‫ي‪" :‬ك َ‬ ‫"كو َرق"‪ ،‬وإما ُرباع ٌّ‬
‫ي‪َ :‬‬ ‫والمجردُ‪ ،‬إما ثالث ٌّ‬
‫َّ‬
‫ثالثي األصول‪" :‬كسالح"‪ ،‬وإما ُرباعيُّها "كعُصفور"‪ ،‬وإما ُخماسيُّها‪" :‬كقَبَعثرى"‪.‬‬
‫وغايةُ ما ينتهي إليه االسم بالزيادة سبعةُ أحرفٍ ‪" :‬كاستغفار"‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( موازين األسماء )‬

‫ٌ‬
‫ميزان يُوزَ نُ به‪.‬‬ ‫اسم ُمتم ّك ٍن‬
‫لك ِّّل ٍ‬
‫بأحرف "فَعَل" مطابقةً لحركاته وسكناته‪ .‬فوزنُ فَ َر ٌ‬
‫س "فَعَلٌ"‪ .‬فإن َ‬
‫بقي‬ ‫ِّ‬ ‫فإذا أردتَ أن ت َِّزنَ اسما ً أتيتَ‬
‫الم "فعل" فدِّره ٌم على وزن "فِّ ْعلَل"‪.‬‬‫كررت َ‬ ‫ي‪ّ ،‬‬‫بعدَ الثالثة حرف أصل ٌّ‬
‫مرتين‪ ،‬فسفَرج ٌل على وزن "فَعَللٌ"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الالم‬
‫َ‬ ‫كررت‬ ‫بقي حرفان أصليّان‪َّ ،‬‬ ‫وإن َ‬
‫(‪)159/1‬‬

‫وزن "فاعلٌ" ومضروبٌ على وزن "مفعو ٌل"‬ ‫ِّ‬ ‫وإن كان في االسم زيادة ٌ في وزنه‪ ،‬فضاربٌ على‬
‫واستغفار على وزن "استفعالٌ"‪ .‬إال إذا‬ ‫ٌ‬ ‫وانطالق على وزن "ان ِّفعالٌ"‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫"مفعالٌ"‬ ‫ومفتا ٌح على وزن ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تكر ُر في الميزان ما يماثلهُ من أحرفه‪ .‬فَ ُمعظ ٌم على زون‬ ‫كان الزائد من جنس أحرف االسم‪ ،‬فَ َّ‬
‫عين الميزان‪ ،‬واسودادٌ على‬ ‫ْ‬
‫عين الميزان‪ .‬و ُم ْغ َر ْو ِّر ٌق على وزن " ُمفعَ ْو ِّعلٌ"بتكرار ِّ‬ ‫" ُمفَعّلٌ"‪ ،‬بتكرار ِّ‬
‫سهُ‪ ،‬فال يقا ُل في وزن‬ ‫الحرف الزائدُ نف ُ‬
‫ُ‬ ‫وزن "اف ِّعاللٌ" بتكرار الم الميزان‪ .‬وال يزاد في الميزان‬
‫ق " ُمفعَ ْورلٌ" وال في وزن اسودا ٍد "اف ِّعالدٌ"‪.‬‬ ‫غرور ٍ‬
‫ِّ‬ ‫عظلٌ" وال في وزن ُم‬ ‫ُم ّ‬
‫عظ ٍم " ُمفَ ِّ‬
‫اوزان االسماء الثالثية المجردة‬
‫أوزان وهي‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ي المجرد‪ ،‬من األسماء عشرة ُ‬ ‫للثالث ّ‬
‫س ْه ٍل‪.‬‬‫كشمس‪ ،‬وصفةً‪ :‬ك َ‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )1‬فَ ْعلٌ‪ ،‬ويكونُ اسماً‪:‬‬
‫ً‬
‫(‪ )2‬فَعَلٌ‪ ،‬ويكونُ اسماً‪ :‬كفَ َر ٍس‪ ،‬وصفة‪ :‬كبَط ٍل‪.‬‬
‫(‪ )3‬فَ ِّعلٌ‪ ،‬ويكونُ اسماً‪ :‬ك َكبِّدٍ‪ ،‬وصفةً‪ :‬ك َحذ ٍِّر َِّ‪.‬‬
‫كر ُج ٍل‪ ،‬وصفةً‪ :‬كيَقُظٍ ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬فَعُلٌ‪ ،‬ويكونُ اسماً‪َ :‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪ )5‬فِّ ْعلٌ‪ ،‬ويكونُ اسماً‪ :‬ك ِّع ْد ٍل‪ ،‬وصفةً‪ :‬كنِّ ْك ٍس‪.‬‬
‫يٍ‪.‬‬‫ب‪ ،‬وصفةً‪ :‬كماءٍ َر ِّو ّ‬ ‫(‪ِّ )6‬فعَلٌ‪ ،‬ويكونُ اسماً‪ :‬ك ِّعنَ ٍ‬
‫كأتان ِّإبدٍ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )7‬فِّ ِّعلٌ‪ ،‬ويكون اسماً‪ :‬كإب ٍل‪ ،‬وصفةً‪:‬‬
‫ْ‬
‫(‪ )8‬فُ ْعلٌ‪ ،‬ويكونُ اسماً‪ :‬كقُ ْف ٍل‪ ،‬وصفةً‪ :‬ك ُحل ٍو‪.‬‬
‫ص َردٍ‪ ،‬وصفةً‪ :‬ك ُح ٍ‬
‫طم‪.‬‬ ‫(‪ )9‬فَعَ ٌل ويكونُ اسماً‪ :‬ك ُ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ق‪ ،‬وصفة‪ :‬ك ُجنُ ٍ‬ ‫ً‬ ‫(‪ )10‬فُعُلٌ‪ ،‬ويكونُ اسماً‪ :‬كعُنُ ٍ‬
‫اوزان االسماء الرباعية المجردة‬
‫أوزان‪ .‬وهي‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ي المجر ِّد من األسماء ستة‬ ‫للرباع ّ‬ ‫ُّ‬
‫ب‪.‬‬‫ش ْهر ٍ‬ ‫ً‬
‫اسما‪ :‬كجعف ٍر‪ ،‬وصفة‪ :‬ك َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ويكونُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(‪ )1‬ف ْعللٌ‪،‬‬
‫رم ٍس‪.‬‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫كخ‬ ‫‪:‬‬‫ً‬ ‫ة‬ ‫وصف‬ ‫‪،‬‬ ‫برج‬
‫ِّ ٍ‬ ‫كز‬ ‫‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫اسم‬ ‫ويكونُ‬ ‫(‪ِّ )2‬ف ْع ِّللٌ‪،‬‬
‫هم‪ ،‬وصفةً‪ :‬ك ِّه ْبلَ ٍع‪.‬‬ ‫(‪ِّ )3‬ف ْعلَلٌ‪ ،‬ويكونُ اسماً‪ :‬كد ِّْر ٍ‬
‫برث ُ ٍن‪ ،‬وصفةً‪ :‬ك ُج ْر ِّش ٍع‪.‬‬ ‫(‪ )4‬فُ ْعلَلٌ‪ ،‬ويكونُ اسماً‪ُ :‬ك ْ‬
‫ْ‬
‫طحْ ٍل‪ ،‬وصفةً‪ :‬ك ِّسبَط ٍر‪.‬‬ ‫(‪ )5‬فِّ ْعلَلٌ‪ ،‬ويكونُ اسماً‪ :‬كف َ‬
‫شع‪.‬‬
‫كجر ٍ‬ ‫ب‪ ،‬وصفة‪ْ :‬‬ ‫ً‬ ‫(‪ )6‬فُ ْعلَلٌ‪ ،‬ويكون اسماً‪ :‬ك ُج ْخدَ ٍ‬

‫(‪)160/1‬‬

‫(السادس) جاز أن يكونَ على الوزن الرابع‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ت على هذا الوزن‪:‬‬ ‫األسماء والصفا ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وردَ من‬ ‫وك ُّل ما َ‬
‫العلماء فرعا ً عنه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫مهور من‬ ‫ٌ‬ ‫"فُ ْعلُ ٍل"‪ .‬ولذلكَ َعدَّهُ ُج‬
‫أن الرباعي ال بدَّ من إسكان ثانيه أوثالثه‪ ،‬كيال تتولى أربع حركا ٍ‬
‫ت في كلم ٍة‬ ‫وقد ثبت باالستقراء َّ‬
‫واحدة‪ .‬وذلك ممنوعٌ‪.‬‬
‫اوزان االسماء الخماسية‬
‫أوزان‪ .‬وهي‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫األسماء‪ ،‬أربعة‬ ‫ِّ‬ ‫المجردِّ‪ ،‬من‬‫ّ‬ ‫ي‬
‫للخماس ّ‬
‫ش َم ْردَ ٍل‪.‬‬ ‫(‪ )1‬فَعَ ْللٌ‪ ،‬ويكونُ اسماً‪ :‬كسفَرج ٍل‪ ،‬وصفةً‪ :‬ك َ‬
‫(‪ )2‬فَ ْعلَ ِّللٌ‪ ،‬ولم يجي ْء إال صفةً‪ :‬ك َج ْح َم ِّر ٍش‪.‬‬
‫(‪ )3‬فُعَلَّلٌ‪ ،‬ويكونُ اسماص‪ :‬ك ُخزَ ْع ِّب ٍل‪ ،‬وصفةً‪ :‬كقُذَع ِّْم ٍل‪.‬‬
‫كجردَحْ ٍل‪.‬‬ ‫كز ْن َج ْف ٍر‪ ،‬وصفةً‪ِّ :‬‬ ‫(‪ )4‬فِّ ْعلَلٌّ‪ ،‬ويكونُ اسماً‪ِّ :‬‬
‫ٌ‬
‫واعلم أن ما خرج عما تقدَّم‪ ،‬من أوزان المجردات الثالثية والرباعية والخماسية‪ ،‬شاذ أو مزيدٌ فيه أو‬
‫ي‪.‬‬ ‫محذوف منه‪ ،‬أو ُمر َّكبٌ أو أعجم ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اوزان االسماء المزيدة فيها‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫للمزي ِّد فيه‪ ،‬من األسماء أوزان كثيرة ال ضابط لها‪.‬‬
‫أحرف "سألت ُ ُمونيها"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وأحرف الزيادةِّ عشرةٌ‪ ،‬وهي‬ ‫ُ‬
‫أحرف أصول‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫ثالث‬ ‫معه‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫حرفٍ‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫بزياد‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫وال يُح ُ‬
‫ك‬
‫والذي يَسقط في بعض تصاريفها هو‬ ‫َ‬ ‫ي‪.‬‬
‫الحرف األصل ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫تصاريف الكلم ِّة‪ ،‬هو‬ ‫َ‬ ‫والحرف الذي يَلز ُم‬
‫ُ‬
‫الزائد‪.‬‬
‫والحك ُم بالزيادة واألصالة إنما هو لألسماء العربية ال ُمتم ِّ ّكنَة‪ :‬أما األسما ُء المبنيَّة‪ ،‬واألسما ُء األعجميَّة‪،‬‬
‫فال وجهَ لل ُحكم بزيادة شيءٍ فيها‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( المثنى وأحكامه )‬

‫ونون‪ ،‬وكان صالحا ً‬


‫ٍ‬ ‫ونون أو ياءٍ‬
‫ٍ‬ ‫فردين اتفقا لفظا ً ومعنًى‪ ،‬بزياد ِّة ألفٍ‬
‫ِّ‬ ‫ال ُمثنى‪ :‬اس ٌم ُمعربٌ ‪ ،‬ناب عن ُم‬
‫لتجريده منهما‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)161/1‬‬

‫(فإن اختلفا في اللفظ فال يثنيان بلفظ واحد‪ ،‬فال يقال في كتاب وقلم‪" :‬كتابان" مثال‪ .‬وأما نحو‬
‫"العمرين" لعمر بن الخطاب وعمرو بن هشام‪ ،‬وألبي بكر وعمر‪ ،‬ونحو‪" :‬األبوين" لألب واألم‪ ،‬و‬
‫"القمرين" للشمس والقمر و "المروتين"‪ ،‬الصفا والمروة‪ ،‬فهو من باب التغليب‪ ،‬أي تغلب أحد‬
‫اللفظين على اآلخر وهو سماعي ال يقاس عليه‪ ،‬ومثل ذلك ال يكون مثنى الختالف لفظ المفردين‪ ،‬بل‬
‫هو ملحق بالمثنى من جهة اإلعراب‪.‬‬
‫ً‬
‫وإن اتفقا في اللفظ واختلفا في المعنى‪ ،‬فال يثنيان أيضا‪ :‬كأن يكون اللفظ من المشترك كالعين‪ :‬فال‬
‫يقال‪" :‬عينان" للباصرة والجارحة‪ ،‬وال "غزالتان" للشمس والظبية أو أن يكون للفظ معنيان‪ :‬حقيقي‬
‫ومجازي‪ ،‬فال يثنى اللفظ مرادا ً به حقيقته ومجازه فال يقال‪" :‬رأيت أسدين"‪ ،‬تعني أسدا ً حقيقيا ً ورجالً‬
‫شجاعا ً كاألسد‪.‬‬
‫وإن ناب عن مفردين بال زيادة كشفع وزوج فليس بمثنى‪.‬‬
‫وإن ناب عن مفردين بزيادة غير صالحة لإلسقاط وتجريد اإلسم منها‪ :‬كاثنين واثنتين وكال وكلتا‪،‬‬
‫ولم يكن مثنى‪ ،‬بل هو ملحق به في إعرابه‪ ،‬إذ لم يسمع "اثن" وال "اثنة" وال "كل وال كلت")‪.‬‬
‫الملحق بالمثنى‬
‫ً‬
‫يُلحق بالمثنى‪ ،‬في إعرابه‪ ،‬ما جاء على صورة المثنى‪ ،‬ولم يكن صالحا للتجريد من عالمته‪ ،‬وذلك‬
‫ني من باب التَّغليب‪:‬‬‫واثنتين"‪ ،‬وكذا ما ث ُ َ‬
‫ِّ‬ ‫مثلُ‪ِّ " :‬كال و ِّك ْلتا" مضافتين إلى الضمير‪ .‬ومثلُ‪" :‬اثنين‬
‫َين وزَ ِّ‬
‫يدين"‪.‬‬ ‫س ِّ ّمي به من األسماء المثناة‪" :‬ك َحسن ِّ‬ ‫واألبوين والقَ َم ِّ‬
‫رين" وكذلك ما ُ‬ ‫ِّ‬ ‫رين‬
‫"كالع َم ِّ‬
‫ما ال يثنى من الكلمات‬
‫ثاني له من لفظه ومعناه‪:‬‬ ‫ب‪" :‬كبعلبكَّ و ِّسيبَوي ِّه"‪ ،‬وال المثنى‪ ،‬وال الجم ُع‪ .‬وال ماال َ‬ ‫ال يثنى ال ُمر َّك ُ‬
‫واألبوين" فهو من باب‬ ‫ِّ‬ ‫رين‬
‫مرين والق َم ِّ‬
‫ِّ‬ ‫وكعين للباصرة والجارحة"‪ .‬وأما نحو‪" :‬العُ‬ ‫ٍ‬ ‫يٍ‪،‬‬
‫مر م َع عل ّ‬ ‫"كعُ َ‬
‫التغليب‪ ،‬كما قدَّمنا‪.‬‬
‫ي‪ ،‬يُثنى ُجزؤه األولُ‪ ،‬فيقال في تثنية عبد هللا‪ ،‬وخادم الدار‪" :‬عبدا هللاِّ‬ ‫فإذا أُريدَ ت َثْنيةُ المركب اإلضاف ّ‬
‫وخادِّما الدّار"‪.‬‬

‫(‪)162/1‬‬

‫ي‪ ،‬أو المثنى‪ ،‬أو الجمع‪ِّ ،‬جئِّتَ‬ ‫سمي به من المر َّكب اإلسناد ّ‬ ‫ي‪ ،‬أو ما ُ‬ ‫المزج ّ‬ ‫ب ْ‬ ‫وإذا أردتَ تثنيةَ المر ّك ِّ‬
‫َين‬
‫شرا‪ ،‬و َحسن ِّ‬ ‫ً‬
‫ي" نصبا و َجرا‪ ،‬فتقو ُل في تثني ِّة سيبَوي ِّه وتأبَّط ًّ‬ ‫ً‬ ‫قبلَهما بكلمة "ذّوا" رفعاً‪ ،‬و "ذَ َو ْ‬
‫صاحبا هذا اإلسم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫حسنين‪ ،‬وذَوا عابدينَ "‪ ،‬أي‬ ‫ِّ‬ ‫شرا‪ ،‬وذَوا‬ ‫ط ًّ‬ ‫وعابدينَ ‪ ،‬أعالماً‪" :‬ذَوا ِّسيبوي ِّه‪ ،‬وذَوا تأبَّ َ‬
‫تثنية الجمع‬
‫الن‪،‬‬ ‫وجما ِّ‬ ‫بالن‪ِّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫قد يُثنى الجم ُع على تأويل الجماعتين أو الفرقتين أو النوعين‪ ،‬وذلك كقولهم‪" :‬إِّ ِّ‬
‫ق كالشا ِّة العائر ِّة بينَ الغَن َمي ِّْن‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الحديث‪َ " :‬مث ُل المنا ِّف ِّ‬ ‫الدان"‪ .‬ومن ذلك‬ ‫ِّ‬ ‫ماحان‪ ،‬و ِّب‬
‫ِّ‬ ‫ور‬
‫َنمان‪ِّ ،‬‬‫وغ ِّ‬
‫الجمع مكان المثنى‬
‫الشيئان‪ ،‬كل واح ٍد منهما‪ ،‬متصال بصاحبه‪ ،‬تقولُ‪" :‬ما‬ ‫ِّ‬ ‫العرب الجم َع مكان المثنى‪ ،‬إذا كان‬ ‫ُ‬ ‫قد تجع ُل‬
‫َت قُلوبُكما} ولم يقولوا في‬ ‫صغ ْ‬‫سهما!"‪ :‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬فاقطعوا أي ِّديَ ُهما} وقولهُ‪{ :‬فقد َ‬ ‫أحسنَ ُرؤُو َ‬
‫ْ‬
‫نفصلين‪" :‬أفراسهما وال ِّغلمانهما"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ال ُم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وبعض العرب يجع ُل الجم َع مكانَ المثنّى ملطقا‪ ،‬وعليه قولهم‪" :‬ضع ِّرحال ُهما"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫تثنية الصحيح االخر وشبهه والمنقوص‬
‫َ‬
‫ض ْوءٍ ‪ ،‬أو ِّش ْب َههُ‪ :‬كظ ْمي ٍ ودَلو‪ ،‬أو المنقوص‪ :‬كالقاضي‬ ‫إذا ثَنَّيتَ الصحي َح اآلخر‪ .‬كرج ٍل وامرأةٍ و َ‬
‫ْين‬
‫ظب ِّ‬ ‫ءان و َ‬ ‫ض ْو ِّ‬ ‫وامرأتان و َ‬
‫ِّ‬ ‫"رجالن‬
‫ِّ‬ ‫تغيير فيه‪ ،‬فتقولُ‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫والدَّاعي ألحقت بآخره عالمةَ التَّثنية بال‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وداعيان"‪.‬‬
‫ِّ‬
‫تثنية المقصور‬
‫الواو‪ ،‬ويا ًء إن كان أصلُها الياء‪،‬‬
‫َ‬ ‫إذا ثنَّيتَ مقصوراً‪،‬فإِّن كان ثالثيًّا قلبتَ ألفَهُ واواً‪ ،‬إن كان أصلُها‬
‫وان"‪ ،‬وفي تثنية فتى‪" :‬فَ ِّ‬
‫تيان"‪.‬‬ ‫ص ِّ‬‫ع َ‬‫فتقو ُل في تثنية عصاُ‪َ " :‬‬
‫"رحيْتُ "‬ ‫ٌ‬
‫كالرحى‪ ،‬فإنها يائيَّة في لغة من قال‪َ :‬‬ ‫وجهان‪ ،‬وذلك َّ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫فيجوز فيها‬ ‫أصالن‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫وقد يكونُ لأللف‬
‫وان"‪.‬‬
‫ور َح ِّ‬‫حيان َ‬ ‫"ر َح ْوتُ "‪ ،‬فيجوز أن يقال في تثنيتها‪َ :‬‬
‫"ر ِّ‬ ‫وواويَّة في لغة من قال‪َ :‬‬

‫(‪)163/1‬‬

‫صطفى‬
‫ً‬ ‫يِّ‪ ،‬قلبتَ ألفَهُ ياء على ك ِّّل حا ٍل‪ ،‬فتقو ُل في تثنية‪ُ :‬حبْلى و ُم‬ ‫وإن كان مقصورا ً فوق الثالث ّ‬
‫يان و ُمستشفَ ِّ‬
‫يان"‪.‬‬ ‫ان و ُمصطفَ ِّ‬ ‫ستشفى‪ُ " :‬حبْليَ ِّ‬‫ً‬ ‫و ُم‬
‫تثنية الممدود‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫إِّذا ثنيتَ ممدودا‪ ،‬فإِّن كانت همزتهُ اص ِّليَّة‪ ،‬تَبْقَ على حالها‪ ،‬فتقو ُل في تثنية‪ :‬ق َّراءٍ َو ُوضّاءٍ ‪" :‬ق َّر َء ِّ‬
‫ان‬ ‫ً‬
‫َّاءان"‪.‬‬
‫َو ُوض ِّ‬
‫وصحراوان"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫"حساناوان‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وإِّن كانت َمزيدة للتأنيث‪ ،‬قلبَت واوا‪ ،‬فتقول في تثنية‪ :‬حسنا َء وصحراء‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫الوجهان‪ :‬بقاؤها على حالها‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ق‪ ،‬جاز فيها‬ ‫وإن كانت ُمبدلةً من وا ٍو أو ياءٍ أو كانت مزيدة ً لإللحا ِّ‬
‫طاءان"‪ .‬وتقو ُل في المزيدة‬ ‫ِّ‬ ‫وغطاوان و ِّغ‬
‫ِّ‬ ‫ساءان‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫"كساوان و ِّك‬‫ِّ‬ ‫وانقالبُها واواً‪ ،‬فتقو ُل في ال ُمبدَلة‪:‬‬
‫رباءان"‪ .‬وتصحي ُح الهمزةِّ (أي‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫وح‬
‫وحرباوان ِّ‬ ‫وباءان‪ِّ ،‬‬‫ِّ‬ ‫وباوان وقُ‬
‫ِّ‬ ‫لباءان‪ ،‬وقُ‬ ‫ِّ‬ ‫لباوان و ِّع‬
‫ِّ‬ ‫لإللحاق‪ِّ " :‬ع‬
‫تر ُكها على حالها) في ال ُمبدَل ِّة من وا ٍو أو ياءٍ أولى‪ .‬وقلبُها واوا ً في المزيدة لإللحاق أحسنُ‪.‬‬
‫واو‪ ،‬جاز تصحي ُح همزته‪ِّ ،‬لئالَّ تجتمع واوان‪ ،‬ليس بينهما إال‬ ‫وما كان قبل ألفه ‪ -‬التي للتأنيث ‪ٌ -‬‬
‫وعشواءان"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫واوان‬
‫ِّ‬ ‫ع ْش‬ ‫األلف‪ ،‬فتقو ُل في َع ْشوا َء‪َ " :‬‬ ‫ُ‬
‫تثنية المحذوف اآلخر‬
‫ِّف منه يُردُّ إِّليه عند اإلضافة‪ُ ،‬ردَّ إِّليه عند‬ ‫إن كان ما يُرادُ تثنيتُهُ محذوف اآلخر‪ ،‬فإن كان ما ُحذ َ‬
‫وان"‪ ،‬وفي‬ ‫وأخوان وح َم ِّ‬
‫ِّ‬ ‫"أبوان‬
‫ِّ‬ ‫مو)‪:‬‬ ‫وأخو و َح ٌ‬
‫ٌ‬ ‫وأخ و َح ٍم (وأصلُها ُ‬
‫أبو‬ ‫ب ٍ‬ ‫التثنية‪ ،‬فتقو ُل في تثنية‪ :‬أ ٍ‬
‫يان"‪ ،‬كما تقو ُل في اإلضافة‪" :‬أبوكَ وأخوكَ‬ ‫وداعيان وش َِّج ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫"قاضيان‬
‫ِّ‬ ‫َج‪:‬‬
‫قاض وداعٍ وش ٍ‬ ‫تثنية‪ٍ :‬‬
‫وح ُموكَ وقاضيكَ وداعيكَ وشجيكَ "‪.‬‬

‫(‪)164/1‬‬

‫المحذوف عندَ اإلضافة‪ ،‬لم ي َُردَّ إليه عند التثنية‪ ،‬بل يُثنَّى على لفظه‪ ،‬فتقو ُل في‬ ‫ُ‬ ‫وإن لم يكن يُردُّ إليه‬
‫ي وفُوهٌ وس ْم ٌو َوبَن ٌَو‬
‫ي و َغد ٌْو ودَ َم ٌو أو دَ َم ٌ‬ ‫وابن وسن ٍة ولُغةٍ‪( ،‬وأصلُها‪ :‬يَدْ ٌ‬
‫ٍ‬ ‫واسم‬
‫ٍ‬ ‫تثنية‪ :‬يَ ٍد وغ ٍد ودَ ٍم وفَ ٍم‬
‫غتان"‪ ،‬كما تقو ُل في‬ ‫وسنتان ولُ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫وابنان‬
‫ِّ‬ ‫واسمان‬
‫ِّ‬ ‫مان وفَ ِّ‬
‫مان‬ ‫َدان ودَ ِّ‬
‫دان وغ ِّ‬‫ي)‪" :‬يَ ِّ‬ ‫غو أو لُغَ ٌ‬‫سن ٌَو ولُ ٌ‬
‫و َ‬
‫ُ‬
‫اإلضافة‪" :‬يَدُكَ و َغدُكَ ودَ ُمكَ وفَ ُمكَ واس ُمكَ وابنُكَ وسنتُكَ ولغتُكَ "‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( جمع المذكرالسالم )‬

‫تغيير في بنائه‪ ،‬مثلُ‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫الجم ُع اس ٌم ناب عن ثالث ٍة فأكثر‪ ،‬بزياد ٍة فى آخره‪ ،‬مثلُ‪" :‬كاتبينَ وكاتبات" أو‬
‫س ٌر‪.‬‬
‫عل َماءٍ " وهو قسمان‪ :‬سال ٌم و ُمك ّ‬‫بو ُ‬‫"رجا ٍل وكت ُ ٍ‬
‫ونون‪ ،‬أو يا ٌء ونو ٌن‪ ،‬مثلُ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫واو‬
‫س ِّل َم بنا ُء مفرد ِّه عندَ الجمع‪ ،‬وإنما يُزادُ في آخره ٌ‬
‫فالجم ُع السال ُم ما َ‬
‫ت وفاضالتٍ"‪.‬‬ ‫ألف وتا ٌء‪ ،‬مثلُ‪" :‬عالما ٍ‬
‫"عالمونَ وعالمينَ "‪ ،‬أو ٌ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ث سال ٌم‪.‬‬ ‫مذكر سال ٌم‪ ،‬وجم ُع مؤن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قسمان‪ :‬جم ُع‬
‫ِّ‬ ‫وهو‬
‫ونون‬
‫ٍ‬ ‫وياءٍ‬ ‫}‪،‬‬ ‫منونَ‬ ‫المؤ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫أفل‬ ‫{قد‬ ‫ُ‪:‬‬
‫ل‬ ‫مث‬ ‫الرفع‪،‬‬ ‫حالة‬ ‫في‬ ‫ونون‬
‫ٍ‬ ‫و‬ ‫وا‬
‫ٍ ٍ‬ ‫ة‬ ‫بزياد‬ ‫مع‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬‫م‬‫ُ‬ ‫السال‬ ‫المذكر‬
‫ِّ‬ ‫ع‬
‫فجم ُ‬
‫ْ‬
‫وأحسن إلى العاملينَ "‪.‬‬ ‫"أكر َم المجتهدينَ ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫والجر‪ ،‬مثلُ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب‬‫في حالتي النص ِّ‬
‫شروط جمع المذكر السالم‬
‫ال يُجم ُع هذا الجم َع إال شيئان‪:‬‬
‫ُ‬
‫األولُ‪ :‬العَلَ ُم لمذ ّك ٍر عاق ٍل‪ ،‬بشرطٍ ُخلوه من التاء ومن التركيب‪ ،‬مثلُ‪" :‬أحمدَ وسعي ٍد وخالد"‪.‬‬
‫بشرط أن تكونَ خاليةً من التاء‪ ،‬صالحةً لدُخولها‪ ،‬أو للداللة على‬ ‫ِّ‬ ‫الثاني‪ :‬الصفةُ لمذ ّك ٍر عاق ٍل‪،‬‬
‫ب وأفض َل وأكملَ"‪.‬‬ ‫"عالم وكات ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫التفضيل‪ ،‬مثلُ‪:‬‬

‫(‪)165/1‬‬

‫فعالم وكاتب‪ :‬خاليان من التاء‪ ،‬صالحان لقبولها‪ ،‬فنقول‪" :‬عالمة وكاتبة"‪ ،‬وأفضل وأكمل‪ :‬خاليان من‬
‫التاء غير صالحين لدخولها‪ ،‬لكنهما اسما تفضيل‪ .‬والصفة ال تجمع هذا الجمع إال بشرط أن تخلو من‬
‫تاء التأنيث‪ :‬فان خلت منها يشترط فيها أحد أمرين‪ :‬إما أن تقل التاء وإما أن تكون اسم تفضيل‪ .‬فان لم‬
‫تقبلها ولم تكن دالة على التفضيل‪ ،‬ال تجمع هذا الجمع‪" :‬كاحمر وصبور وقتيل" كما سيأتي‪.‬‬
‫سكرانَ‬ ‫وك ُّل ما كان من باب "أفعَل فَ ْعالء"‪ ،‬مثلُ‪ :‬أح َمر و َح ْمرا َء‪ ،‬أو من باب "ف ْعالن فَ ْعلى"‪ ،‬مثلُ‪َ :‬‬
‫"‬
‫ريح"‪ ،‬فهو غيرصالح لقَبو ِّل‬ ‫َيور و َج ٍ‬ ‫ُ‬
‫والمؤنث‪ ،‬مثلُ‪" :‬غ ٍ‬ ‫المذكر‬
‫ُ‬ ‫سكرى"‪ ،‬أو كان ِّم ّما يَستوي فيه‬ ‫و َ‬
‫التاء‪.‬‬
‫ِّ‬
‫فرس) و َحمزة وسيبويه من األعالم‪ ،‬وال مثلُ‪:‬‬ ‫وداح ٍس (علم َ‬ ‫ِّ‬ ‫زينب‬
‫َ‬ ‫فال يُجم ُع هذا الجم َع‪ ،‬مثلُ‪:‬‬
‫وصبور وقتي ٍل"‪ ،‬من الصفات‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وأبيض َو َولهان‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ق) (صفة فرس) "وعالم ٍة‬ ‫رضع وساب ٍ‬
‫ٍ‬ ‫( ُم‬
‫ً‬
‫(وأما "أفعل" الدال على التفضيل‪ ،‬ومؤنثه "فعلى"‪ .‬بضم الفاء‪ ،‬فيجمع جمع مذكر سالما‪ ،‬وإن لم يكن‬
‫صالحا ً لدخول التاء‪ .‬ألن ما خال من التاء يشترط فيه أحد شيئين‪ .‬إما صالحه لدخول التاء وإما داللته‬
‫على التفضيل‪.‬‬
‫الملحق بجمع المذكر السالم‬
‫يُلحق بجمع المذكر السالم في ِّإعرابه‪ ،‬ما َو َرد عن العرب مجموعا ً هذا الجمع‪ ،‬غير مستوف‬
‫للشروط‪ .‬وذلك مثلُ‪" :‬أُولي وأهلينَ وعالَمينَ ووا ِّبلينَ وأرضين وبَنينَ و ِّع ْشرين إلى التسعين"‪ ،‬ومث ُل‪:‬‬
‫سنةُ و ِّعضةً و ِّعزة ٌ وثِّبةٌ‬
‫ظبين" ونحوهما‪ .‬و ُمفرد ُها‪َ " :‬‬ ‫ومئين و ُكرين و ُ‬ ‫ِّسنين و ِّعضين و ِّعزين وثُبين ِّ‬
‫األرض َعدَد سنينَ ؟} وقال‪{ :‬الذينَ جعلوا القُرآنَ‬ ‫ِّ‬ ‫ومئةٌ و ُك َرة وظبة‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬كم لبِّثتْم في‬ ‫ِّ‬
‫عِّضينَ }‪ ،‬وقال ج َّل شأنه "عن اليَمين وعن الشما ِّل عزينَ "‪.‬‬

‫(‪)166/1‬‬

‫السالم مثلُ‪" :‬عِّليينَ وزيدينَ "‬


‫َ‬ ‫المذكر‬
‫ِّ‬ ‫مي به من األسماء المجموعة جم َع‬ ‫س َ‬‫ُلحق بهذا الجمع أيضا ً ما ُ‬ ‫وي ُ‬
‫ّ‬
‫قال تعالى‪{ :‬إن كتاب األبرار لفي ِّع ِّل ِّيّينَ }‪ ،‬وتقو ُل فيمن يُسمى‪" :‬عابدينَ وزيدينَ "‪" :‬جا َء عابدونَ‬
‫وزيدونَ ‪ ،‬ورأيتُ عابدينَ وزيدينَ ‪ ،‬ومررتُ بعابدينَ زيدينَ "‪.‬‬
‫جمع الصحيح اآلخر وشبهه‬
‫ُ‬
‫الواو والنون أو اليا ُء‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫إن كان المرادُ جمعه جم َع المذكر السالم صحي َح اآلخر‪ ،‬أو شبههُ‪ِّ ،‬زيدت فيه‬
‫ظبيٍ‪ ،‬علما ً لرج ٍل‪:‬‬
‫جمع َ‬
‫ِّ‬ ‫ب‪" :‬كاتبونَ وكاتبينَ "‪ ،‬وفي‬ ‫جمع كات ٍ‬
‫ِّ‬ ‫تغيير فيه‪ ،‬فيقا ُل في‬
‫ٍ‬ ‫والنونُ بال‬
‫"ظبْيونَ و َ‬
‫ظبْيينَ "‪.‬‬
‫جمع المدود‬
‫إن جمعتَ الممدودَ هذا الجمع‪ ،‬فهمزتُه تُعطى ُحك َمها في التثنية‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(أي‪ :‬إن كانت همزته للتأنيث وجب قلبها واواً‪ ،‬فتقول في جمع "ورقاء" علما ً لمذكر عاقل‪:‬‬
‫"ورقاوون" وفي جمع زكرياء‪" :‬زكرياوون"‪ .‬وإن كانت أصلية تبق على حالها‪ ،‬فتقول في جمع‬
‫وضاء وقراء‪" :‬وضاؤون وقراؤون"‪ .‬وإن كانت مبدلة من واو أو ياء‪ ،‬ومزيدة لاللحاق جاز فيها‬
‫الوجهان‪ :‬إبقاؤها على حالها وقلبها واواً‪ ،‬فتقول في جمع‪" :‬رجاء وغطاء وعلباء"‪ ،‬أعالما ً لمذكر‬
‫عاقل‪" :‬رجاؤون ورجاوون‪ ،‬وغطاؤون وغطاوون‪ ،‬وعلباؤون وعلباوون"‪ .‬والهمزة في المبدلة من‬
‫واو أو ياء أفصح)‪.‬‬
‫جمع القصور‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ف ألفه وتَبقَ الفتحة‪ ،‬بعدَ حذفها‪ ،‬داللة عليها‪ ،‬فتقو ُل في جمع‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫المقصور هذا الجم َع‪ ،‬تحذ ْ‬
‫ُ‬ ‫إن ُجمع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مصطفى‪" :‬مصطف ْون"‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬وأنت ُم األعلونَ }‪ ،‬وقولهُ‪{ :‬وإِّنهم عندَنا ل ِّمنَ ال ُمصطفيْنَ‬
‫ضيْنَ "‪ ،‬في النصب‬ ‫"ر َ‬
‫الرفع‪ ،‬و ِّ‬ ‫ض ْونَ "‪ ،‬في َّ‬
‫"ر َ‬ ‫جمع ِّرضاً‪ ،‬علما ً لمذكر عاقل‪َ :‬‬
‫ِّ‬ ‫األخيار"‪ ،‬وتقو ُل في‬
‫ِّ‬
‫والجر‪.‬‬
‫ّ‬
‫جمع المنقوص‬
‫ضم ما قبلها‪ ،‬إن ُجم َع بالواو والنون‪ ،‬وتبقَ‬ ‫إن كان ما يُجم ُع هذا الجم َع منقوصاً‪ ،‬ت ُ ْ‬
‫حذف ياؤُه‪ ،‬ويُ َ‬
‫الكسرةُ‪ِّ ،‬إن ُجمع بالياء والنون‪ ،‬فتقول في جمع القاضي‪" :‬القاضونَ والقاضينَ "‪.‬‬

‫(‪)167/1‬‬

‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( جمع المؤنث السالم )‬

‫وفاضالتٍ"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ت‬‫ضعا ٍ‬ ‫ت و ُم ْر ِّ‬‫زائدتين‪ ،‬مثلُ‪" :‬هندا ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ث السال ُم‪ :‬ما ُجم َع بألف وتاءٍ‬ ‫جم ُع المؤن ِّ‬
‫(ونحو‪" :‬قضاة وهداة" هو من جموع التكسير‪ ،‬وليس بجمع مؤنث سالم‪ ،‬ألن ألفه ليست زائدة‪ ،‬بل‬
‫هي منقلبة‪ ،‬واألصل‪" :‬قضية وهدية" بوزن "فعلة" بضم الفاء وفتح العين‪ .‬وتاء جمع المؤنث السالم‬
‫مبسوطة‪ ،‬وتاء "قضاة وهداة" ونحوهما مربوطة‪ .‬ونحو "أبيات وأشتات" من جموع التكسير أيضاً‪.‬‬
‫ألن تاءها أصلية)‪.‬‬
‫االسماء التي تجمع هذا الجمع‬
‫ط ِّردُ هذا الجم ُع في عشرة أشياء‪:‬‬ ‫يَ َّ‬
‫ريم وفاطمةَ‪.‬‬ ‫األولُ‪َ :‬علَ ُم المؤنثِّ‪ :‬كدَعْد و َم َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫بتاء التأنيث‪ :‬كش َجرةٍ وثمرةٍ وطلحة و َحمزة‪.‬‬ ‫تم ِّ‬ ‫الثاني‪ :‬ما ُخ َ‬
‫ُ‬
‫وملة"‪ ،‬فال تجم ُع باأللف والتاء‪ .‬وإنما تجم ُع على‪" :‬نساءٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ويُستثنى من ذلك‪" :‬امرأة وشاة وأ َمة وشَفة ِّ‬
‫مم و ِّشفاهٍ‪.‬‬ ‫و ِّشيا ٍه وإماءٍ وأ ُ ٍ‬
‫بالتاء‪ ،‬ك ُمرضع ٍة و ُمرضعاتٍ‪ ،‬أو دال ٍة على التفضيل‪ :‬كفُضْلى "مؤنث‬ ‫ِّ‬ ‫الثالث‪ :‬صفةُ ال ُمؤنث‪ ،‬مقرونة ً‬
‫أفضلَ" وفُضْليَات‪.‬‬
‫(لذلك لم يجمع نحو‪" :‬حائض وحامل وطالق وصبور وجريح وذمول" من صفات المؤنث‪ ،‬باأللف‬
‫والتاء ألن الشرط في جمع صفة المؤنث بهما أن تكون مختومة بالتاء‪ ،‬أو دالة على التفضيل‪ .‬وهذه‬
‫الصفات ليست كذلك‪ .‬بل تجمع على حوائض وحوامل وطوالق وصبر "بضم الصاد والباء" وجرحى‬
‫وذمل "بضم الذال والميم")‪.‬‬
‫حصن سابقات‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ق ُو‬
‫وحصان ساب ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ق وجبا ٍل شاهقات‬ ‫الراب ُع‪ :‬صفةُ المذكر غير العاقل‪ :‬كجب ٍل شاه ٍ‬
‫ت وتعريفاتٍ‪.‬‬ ‫ت وإنعاما ٍ‬ ‫غير المؤ َّك ِّد لفعل ِّه‪ .‬كإكراما ٍ‬ ‫المجاوز ثالثةَ أحرف‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫المصدر‬
‫ُ‬ ‫الخامس‪:‬‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب وكت ِّيّباتٍ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْهم‪ ،‬ود َُر ْي ِّهماتٍ‪ ،‬وكتيِّّ ٍ‬ ‫َّ‬
‫السادس‪ُ :‬مصغ ُر مذك ِّر ما ال يعقلُ‪ .‬كد َُري ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬

‫(‪)168/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫(وإنما جاز جمعه ألن المصغر صفة في المعنى‪ .‬وصفى المذكر غير العاقل تجمع باأللف والتاء كما‬
‫علمت‪ .‬أما مصغر المؤنث غير العاقل‪ ،‬فال يجمع بهما‪ ،‬وذلك كأرينب وخنيصر وعقيرب (تصغير‬
‫أرنب وخنصر وعقرب)‪ ،‬ألنه في المعنى صفة لمؤنث خالية من التاء وليست دالة على التفضيل كما‬
‫علمت‪ .‬وقد نص العلماء على أن مصغر المؤنث غير العاقل ال يجمع جمع المؤنث السالم (راجع‬
‫حاشية الصبان على األشموني‪ ،‬وحاشية ابن عقيل‪ ،‬للخضري‪ ،‬وجمع الجوامع وشرحه‪ :‬همع‬
‫الهوامع‪ ،‬للسيوطي‪ ،‬والتصريح‪ :‬شرح التوضيح‪ ،‬للشيخ خالد) ولذلك لم يصب بعض المؤلفين من‬
‫المتأخرين في تجويز ذلك وجعله مطردا ً مع نص العلماء على منعه‪ .‬أما نحو (أذنية) تصغير (أذن)‪،‬‬
‫فيجمع على (أذينات) لمكان التاء‪ ،‬التي لحقته عند التصغير‪ .‬وما ختم بناء التأنيث‪ ،‬يجمع باأللف‬
‫والتاء مطلقاً‪ .‬كما علمت)‪.‬‬
‫ختم بألف التأنيث الممدودة‪ .‬كصحرا َء وصحراوات‪ ،‬وعذرا َء وعذراوات‪ ،‬إال ما كان على‬ ‫الساب ُع‪ :‬ما َ‬
‫أحمر)‪ ،‬وكحال َء (مؤنث أكحلَ)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ث‬
‫ث (أفعلَ)‪ ،‬فال يُجمع هذا الجم َع كحمراء (مؤن ِّ‬‫وزن (فَ ْعالء) ُمؤن ِّ‬
‫صحْ ٍر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ومذكرهُ على وزن (ف ْع ٍل)‪ :‬ك ُح ْم ٍر وكحْ ٍل و ُ‬
‫ُ‬ ‫أصحر) وإنما يُجم ُع هو‬
‫َ‬ ‫وصحرا َء ( ُمؤنث‬
‫(وأما جمعهم "خضراء على خضراوات" كما في حديث‪" :‬ليس في الخضراوات صدقة" فخضراء‬
‫هذه ليس المقصود منها الوصف بالخضرة‪ .‬وإنما أرادوا بها الخضر‪ .‬وهي البقول والفاكهة فهي قد‬
‫صارت اسما ً لهذه البقول‪ .‬وال يقال في مقابلها (أخضر)‪ .‬فهي (فعالء) ليس لها (أفعل)‪ ،‬وقد جرت‬
‫مجرى (صحراء)‪ ،‬التي معناها االرض الخالء‪ ،‬فجمعها‪ ،‬كصحراء‪ ،‬باأللف والتاء‪ِّ ،‬إنما باعتبار‬
‫أنهما اسمان‪ ،‬ال صفتان)‪.‬‬

‫(‪)169/1‬‬

‫ث المقصورةِّ كذكرى وذِّكريات‪ ،‬وفُضلى وفُضليَات‪ ،‬و ُحبلى و ُحبليَات‪ ،‬إال‬ ‫بألف التأني ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الثامنُ ‪ :‬ما ُخ َ‬
‫تم‬
‫وريَّا‬ ‫سكرى (مؤنث سكرانَ ) َ‬ ‫ما كان على وزن (فَ ْعلى) ُمؤنث (فَ ْعالنَ )‪ ،‬فال يُجمع هذا الجم َع‪ :‬ك َ‬
‫سكارى‬ ‫سكارى و َ‬ ‫س ْكرى) ومذكرها‪ُ ( :‬‬ ‫طشى (مؤنث عطشانَ )‪ .‬وإنما يقا ُل في جمع ( َ‬ ‫(مؤنث َريَّانَ ) و َع ْ‬
‫طشى)‪ ،‬ومذكرها‪:‬‬ ‫ع ْ‬
‫(روا َء) بكسر الراء‪ ،‬وفي جمع ( َ‬ ‫س ْكرى)‪ ،‬وفي جمع (ريَّان) ومذكرها‪ِّ :‬‬ ‫و َ‬
‫عطاشى‪ ،‬بفتحها‪.‬‬ ‫طاش)‪ ،‬بكسر العين‪ ،‬و َ‬ ‫( ِّع ٌ‬
‫َ‬
‫ت الق ْعدَةِّ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ت أوى‪ ،‬وذي الق ْعدَةِّ وذوا ِّ‬ ‫بابن أو ذي‪ :‬كابن آوى وبنا ِّ‬ ‫التاس ُع‪ :‬اإلس ُم لغير العاق ِّل‪ ،‬المصد َُّر ٍ‬
‫(ابن وذو‪ ،‬المضافان إلى غير العاقل‪ ،‬تجمعهما على بنات وذوات‪ .‬أما المضافان ِّإلى العاقل فيجمعان‬
‫على بنين أو أبناء وذوي‪ ،‬فتقول في جمع ابن عباس وذوي علم‪" :‬بنو عباس‪ ،‬وأبناء عباس‪ ،‬وذوو‬
‫علم")‪.‬‬
‫نامج‪.‬‬
‫والرزنام َج والبَ ْر ِّ‬ ‫ْ‬ ‫غراف‬
‫ِّ‬ ‫فون والفُنُ‬‫لغراف والت ّ ِّل ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ي ٍ لم يُع َه ْد له جم ٌع آخر‪ :‬كالت ّ‬ ‫اسم أعجم ّ‬ ‫العاشر‪ :‬ك ُّل ٍ‬ ‫ُ‬
‫ت‬‫ت واألما ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ت واألمها ِّ‬ ‫واألرضا ِّ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫سماعا ً وذلك كالسماوا ِّ‬ ‫والتاء إال َ‬ ‫ِّ‬ ‫كر ال يجمع باأللف‬ ‫وما عدا ما ذ ُ َ‬
‫الجمع‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ِّ‬ ‫ت والشَماالتِّ‪ .‬ومن ذلك بعض جموعِّ‬ ‫ت والثيبا ِّ‬ ‫ت واإلصطبال ِّ‬ ‫ت والحماما ِّ‬ ‫ت واألهال ِّ‬ ‫سِّجال ِّ‬ ‫وال ّ‬
‫ت والقطراتِّ‪ .‬فكل ذلك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت والديارا ِّ‬ ‫ت والدُّورا ِّ‬ ‫ت وال ُحمرا ِّ‬ ‫ت والبُيوتا ِّ‬ ‫ت والكالبا ِّ‬ ‫والرجاال ِّ‬ ‫ت ِّ ّ‬ ‫كالجماال ِّ‬
‫ي ال يقاس عليه‪.‬‬ ‫سماع ٌّ‬
‫الملحق بجمع المؤنث السالم‬
‫ي به‬ ‫م‬ ‫س‬
‫ُ ِّ ّ َ‬ ‫ما‬ ‫والثاني‪:‬‬ ‫ٍ‪،‬‬‫ت‬ ‫صاحبا‬ ‫بمعنى‬ ‫ٍ)‪،‬‬
‫ت‬ ‫(أوال‬ ‫ُ‪:‬‬
‫ل‬ ‫األو‬ ‫‪،‬‬ ‫شيئان‬
‫ِّ‬ ‫إعرابه‬ ‫في‬ ‫سالم‬ ‫يُل َح ُق بجمع المؤنث ال ّ‬
‫ت وأذرعاتٍ)‪.‬‬ ‫من هذا الجمع‪ ،‬مثلُ‪َ ( :‬عرفا ٍ‬
‫جمع المختوم بالتاء‬
‫ً‬
‫بالتاء هذا الجم َع‪َ ،‬حذَفتها وجوباً‪ ،‬فتقول في جمع فاطمة وشجرةٍ‪( :‬فاطماتٌ‬ ‫ِّ‬ ‫المختوم‬
‫َ‬ ‫إن جمعتَ‬
‫وشجراتٌ )‪.‬‬
‫جمع الممدود‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)170/1‬‬

‫إن كان ما يُرادُ جمعُهُ هذا الجمع ممدوداً‪ ،‬فهمزته تعطى حكمها في التثنية‪ ،‬فتقو ُل في جمع َعذراء‬
‫س ّميتَ بهما أنثى‪" :‬قُ َّراءاتٌ )‪،‬‬ ‫ووضّاءٍ ‪ِّ ،‬إن َ‬ ‫وصحراء‪َ :‬عذراواتٌ وصحراواتٌ ‪ ،‬وتقو ُل في جمع قُ َّراة َ ُ‬
‫ْ‬
‫علبا َء وسما َء وحيا َء (أعالما ً لمؤنث)‪ِّ ( :‬علباتٌ وسماءاتٌ و َحياءاتٌ ‪،‬‬ ‫ضاءاتٌ ‪ ،‬وتقو ُل في جمع ْ‬ ‫وو ّ‬ ‫ُ‬
‫وعلباواتٌ ‪ ،‬وسماواتٌ وحياواتٌ )‪.‬‬
‫جمع المقصور‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫إن أردت جم َع المقصور‪ ،‬فألفهُ تعطى ُحك َمها في التثنية أيضا‪ ،‬فتقو ُل في جمع ُحبْلى فضْلى‪ُ ( :‬حبْلياتٌ‬ ‫ُ‬
‫ين لمؤنث)‪( :‬ر َجواتٌ و ُهدَياتٌ )‪.‬‬ ‫ى ( َعلَ َم ٍ‬‫ضلياتٌ ) وفي جمع ر َجا وهُد ً‬ ‫وفُ ْ‬
‫الياء‪ ،‬حذفتَ منه التاء‪،‬‬ ‫وإن جمعت نحو‪( :‬صالةٍ‪ ،‬وزكاةٍ‪ ،‬وفتاةٍ‪ ،‬ونواةٍ)‪ِّ ،‬م ّما ألفُهُ ُمبدَلةٌ من الواو أو ِّ‬
‫صلَوا ٍ‬
‫ت‬ ‫الياء يا ًء‪ ،‬وجمعتهُ باأللف والتاء‪" :‬ك َ‬ ‫األلف ال ُمبدلة من الواو واواً‪ ،‬والمبدلة من ِّ‬ ‫َ‬ ‫وقلبتَ‬
‫ت ونَوياتٍ"‪.‬‬ ‫ت وفَت َيا ٍ‬ ‫وزَ َكوا ٍ‬
‫الياء مسبوقةٌ بياءٍ ‪ ،‬قلبتَ ألفَهُ واواً‪ ،‬وإن كانت ثالثةٌ‬ ‫نحو‪" :‬حياةٍ" مما ألفُهُ ال ُمبدَلة من ِّ‬ ‫وإن جمعتَ َ‬
‫ياءين مفتوحتين‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫أصلُها اليا ُء‪ :‬ك َحيَوات وال تَقُل‪َ " :‬حيَياتٌ " كراهيةَ اجتماع‬
‫جمع الثالثي الساكن الثاني‬
‫وجب فت ُح‬
‫َ‬ ‫إن جمعتَ هذا الجم َع اسما ً ثالثيا‪ ،‬مفتوح األو ِّل‪ ،‬ساكن الثاني‪ ،‬صحيحهُ‪ ،‬خاليا من اإلدغام‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫سجداتٌ و َ‬
‫ظبيّاتٌ ‪.‬‬ ‫ألوله‪ ،‬فتقول في نحو‪ :‬د ْع ٍد وسجدَةٍ وظبيةٍ‪ :‬دَ َعداتٌ و َ‬ ‫ثاني ِّه إِّتباعا ً َّ‬
‫سرات عليهم} وقال الشاعر‪:‬‬ ‫قال تعالى‪{ :‬كذلكَ يُريهم هللاُ أعمالَهم َح َ‬
‫ظبَيات القاعِّ‪ ،‬قُ ْلنَ لنا‪ * :‬لَي َ‬
‫ْالي ِّم ْن ُك َّن أم لَيْلى من البَش َِّر*‬ ‫هلل يا َ‬
‫*با ِّ‬
‫ي ِّ يَدان*‬
‫ش ّ‬‫ت العَ َ‬ ‫ط ْقتُها * ومالي ِّبزَ ْفرا ِّ‬ ‫ضحا فَأ َ‬ ‫ت ال ُ‬ ‫وأما قوله‪:‬و ُح ِّ ّم ْلتُ زَ ْفرا ِّ‬
‫بإبقاء الحرف الثاني في "زَ ْفراتِّ" على حال ِّه‪ ،‬فضرورةٌ‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫(‪)171/1‬‬

‫اإلدغام‪ ،‬مثلُ‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫مكسورةُ‪ ،‬ساكنَ الثاني صحي َحهُ‪ ،‬خاليا ً من‬ ‫َ‬ ‫مضموم األول‪ ،‬أو‬ ‫َ‬ ‫وإن جمعت اسما ً ثالثياً‪،‬‬
‫ت‬ ‫طوا ٍ‬ ‫ألوله‪ :‬ك ُخ ُ‬ ‫األولُ‪ِّ :‬إتباع ثانيه َّ‬ ‫ْ‬
‫طوةٍ" و ُج ْم ٍل وه ْن ٍد وقطع ٍة وفِّ ْقرة‪ ،‬جاز فيه ثالثةُ ُأوجهٍ‪ّ ،‬‬ ‫" ُخ ْ‬
‫ت وفِّقَرا ٍ‬
‫ت‬ ‫طعا ٍ‬‫ت وقِّ َ‬ ‫ت و ِّهنَدا ٍ‬‫ت و ُج َمال ٍ‬ ‫طوا ٍ‬ ‫ت وفِّ ِّقراتٍ‪ .‬الثاني‪ :‬فت ُح ثانيه‪ :‬ك ُخ َ‬ ‫ت وقِّ ِّطعا ٍ‬ ‫ت و ِّهنِّدا ٍ‬
‫و ُج ُمال ٍ‬
‫ْ‬
‫ت وفِّقراتٍ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ت وقِّطعا ٍ‬ ‫ت و ِّه ْندا ٍ‬‫ت و ُج ْمال ٍ‬ ‫ْ‬
‫الثالث‪ :‬إبقا ُء ثانيه على حاله من السكون‪ :‬ك ُخطوا ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪.‬‬
‫حرك‬ ‫ي ال ُم ّ‬ ‫ُ‬
‫سعادَ‪ ،‬واإلس ُم الصفة‪ :‬كض ْخم ٍة و َعبْلةٍ‪ ،‬واإلس ُم الثالث ُّ‬ ‫نب و ُ‬ ‫ي‪ :‬كزي َ‬ ‫أ ّما اإلس ُم فوقَ الثالث ّ‬
‫سورةٍ‪ ،‬واإلس ُم‬ ‫حرف علةٍ‪ :‬ك َج ْوزةٍ وبَيْض ٍة و ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‪ ،‬الذي ثانيه‬ ‫الثاني‪ :‬كشجرةٍ و ِّعنَبةٍ‪ ،‬واإلس ُم الثالث ُّ‬
‫ضخماتٌ‬ ‫ْ‬ ‫سعاداتٌ و َ‬ ‫تغيير فيه‪ ،‬بل يقال‪" :‬زينباتٌ و ُ‬ ‫َ‬ ‫ومرةٍ‪ ،‬فك ُّل ذلك ال‬
‫كحج ٍة َّ‬ ‫ي الذي فيه إدغا ٌم‪ِّ ،‬‬ ‫الثالث ُّ‬
‫ُحركون‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫و َم َّر "‪ .‬وبنو هذي ٍل ي ّ‬ ‫اتٌ‬ ‫جاتٌ‬ ‫وح‬
‫ِّ‬ ‫وراتٌ‬ ‫س‬
‫و َ‬ ‫يضاتٌ‬ ‫وبَ‬ ‫زاتٌ‬ ‫َباتٌ‬
‫و ِّعن و َج ْو‬ ‫َجراتٌ‬ ‫وش‬ ‫ْالتٌ‬ ‫و َعب‬
‫حرف علَّ ٍة عند جمعه باأللف والتاء‪ ،‬بالفتح‪ ،‬أيةً كانت حركةُ ما قبله‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫الثالثي‪،‬‬ ‫اإلسم‬ ‫ي‬
‫ثان ّ‬
‫ص َورات َو ِّديَمات و ِّبيَعات"‪.‬‬ ‫س َورات و ُ‬ ‫فيقولون في جم ُع سورةٍ وصورةِّ وديم ٍة وبيعةٍ‪ُ " :‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( جمع التكسير )‬

‫اثنين‪ ،‬وت َغي ََّر بنا ُء مفرده عند‬


‫ِّ‬ ‫ناب عن أكثر من‬‫التكسير (ويُسمى الجم َع ال ُمكسر أيضا ً هو ما َ‬
‫ِّ‬ ‫جمع‬
‫وكواتب"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ّ‬
‫ب وعلماءٍ وكتا ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الجمع؛ مثلُ‪" :‬كت ٍ‬
‫ص عن‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ب‬ ‫وإما‬ ‫‪،‬‬‫ح‬‫َ‬ ‫ومصابي‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫وقلو‬ ‫وأقالم‬
‫ٍ‬ ‫كسهام‬
‫ٍ‬ ‫المفرد‬ ‫أصول‬ ‫على‬ ‫بزيادة‬ ‫يكون‬ ‫والت ّ ُ‬
‫غيير‪ ،‬إما أن‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫هم‪ ،‬وقَل ٍ‬
‫ب ومصباحٍ‬ ‫س ٍ‬‫س ٍل‪ ،‬وإِّما باختالف الحركات‪ ،‬كأُسدٍ‪ .‬وهي جم ُع‪َ " :‬‬
‫ور ُ‬
‫وسدر ُ‬
‫ٍ‬ ‫أصوله‪ :‬كت ُ ٍ‬
‫خم‬
‫وتُخ َم ٍة وسدْر ٍة ورسو ٍل وأ َ‬
‫سدٍ"‪.‬‬
‫وهو قسمان‪ :‬جم ُع قِّلَّةٍ‪ ،‬وجم ُع كثْرةٍ‪.‬‬

‫(‪)172/1‬‬

‫فجم ُع القلَّةٍ‪ :‬ما ُوض َع للعد ِّد القلي ِّل‪ ،‬وهو من الثالثة إلى العشرة كأحما ٍل‪ .‬وجم ُع الكثْر ِّة‪ :‬ما تجاوزَ‬
‫الثالثةَ إلى ما ال نهاية لهُ‪ :‬ك ُحمو ٍل‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫فوائد‬
‫(‪ )1‬جمع القلة يبتديء بالثالثة وينتهي بالعشرة‪ .‬وجمع الكثرة يبتديء بالثالثة وال نهاية له إال صيغة‬
‫منتهى الجموع‪ ،‬فتبتديء بأحد عشر‪ .‬وذلك إنما هو فيما كان له جمع قلة وجمع كثرة‪ .‬أما ما لم يكن له‬
‫إال جمع واحد ولو كان صيغة منتهى الجموع فهو يستعمل للقلة والكثرة‪ .‬وذلك‪ :‬كرجال وأرجل‬
‫وكتب وكتاب وأفئدة وأعناق وكواتب ومساجد وقناديل‪ .‬أما ما له جمع قلة وجمع كثرة‪ ،‬كأضلع‬
‫وضلوع وأضالع‪ .‬فهو كما قدمنا‪ .‬على أن العرب (كما قال ابن يعيش في شرح المفصل) قد تستعمل‬
‫اللفظ الموضوع للقليل في موضع الكثير‪ .‬وإن الجموع قد يقع بعضها موضع بعض ويستغنى ببعضها‬
‫عن بعض‪ ،‬واألقيس أن يستغنى بجمع الكثرة عن جمع القلة ألن القليل داخل في الكثير‪ .‬وأما الجمع‬
‫السالم فهو بنوعيه يستعمل للقلة والكثرة على الصحيح‪ .‬وقيل هو من جمع القلة‪.‬‬
‫(‪ )2‬إذا قرن جمع القلة بما يصرفه إلى معنى الكثرة انصرف اليها كأن تسبقه "أل" الدالة على‬
‫تعريف الجنس كقوله تعالى‪{ :‬وأحضرت األنفس الشح} أو يضاف إلى ما يدل على الكثرة كقوله‬
‫سبحانه‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ً وقودها الناس والحجارة}‪ .‬ومن ذلك قول حسان‬
‫بن ثابت‪:‬‬
‫*لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحا * وأسيافنا يقطرن من نجدة دما*‬

‫(‪)173/1‬‬

‫فإضافة األسياف إليهم وهي من جموع القلة صرفتها إلى الكثرة‪ .‬وأما الجفنات فهي تستعمل للقلة‬
‫والكثرة ألنها جمع سالم‪ .‬وهي هنا أيضا ً للكثرة على رأي من يقول إن الجمع السالم للقلة القترانها‬
‫بالم التعريف الجنسية‪ .‬وبهذا تعلم أن االعتراض على حسان ‪ -‬في استعماله "الجفنات" بدل "‬
‫الجفان" و "االسياف" موضع "السيوف" ‪ -‬ساقط وأن القصة المروية في هذا الموضوع التي‬
‫أبطالها‪" :‬النابغة وحسان والخنساء واألعشى" مفتعلة ألن هؤالء أجل من أن يقعوا في مثل هذه‬
‫الحمأة‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫تكسير األسماء والصفات‬
‫بو‬ ‫ُ‬
‫ال يُجمع من األسماء إال ما كان على ثالثة أحرف‪ :‬كقلب وقلوب‪ ،‬أو على أربع ِّة أحرفٍ ‪ :‬ككتا ٍ‬
‫كمصباح ومصابي َح‪ ،‬وقندي ٍل‬
‫ٍ‬ ‫حرف علَّ ٍة ساكن‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ودراهم‪ ،‬أو على خمسة أحرف‪ ،‬رابعها‬ ‫َ‬ ‫ودرهم‬
‫ٍ‬ ‫كت ُ ٍ‬
‫ب‪،‬‬
‫وفراديس‪ .‬وما كان منها على غير هذا‪ ،‬فلم يجمعوه إال‬ ‫َ‬ ‫وس‬‫وفردَ ٍ‬
‫وعصافير‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫فور‬
‫ص ٍ‬ ‫ع ْ‬ ‫وقناديلَ‪ ،‬و ُ‬
‫ألن العرب يستكرهون تكسير ما زاد من األسماء‪ ،‬على أربعة أحرف‪ ،‬إال أن‬ ‫على كراهية‪ .‬وذلك َّ‬
‫حرف علة ساكن‪ .‬ألن ذلك يفضي إلى حذف شيء من أحرفه‪ ،‬ليتمكنوا من تكسيره‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫آخره‬
‫يكون قبل ِّ‬
‫وجحامر" وما عدا ذلك‪ ،‬من األسماء‬ ‫َ‬ ‫كما جمعوا سفرجالً و َجحْ َم ِّرشا ً وعندليبا ً على‪" :‬سفار َج وعناد َل‬
‫تكسير شيء منه‪ :‬لسهولة تكسيره‪ ،‬من غير إفضاء إلى حذف شيء منه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫فلم يستكرهوا‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)174/1‬‬

‫أما الصفات‪ ،‬فاألصل فيها أن تُجمع جمع السالمة‪ .‬وذلك هو قياس جمعها‪ .‬وتكسيرها ضعيف‪ .‬ألنه‬
‫سر الصفة‪ ،‬على ضعف‪ ،‬لغلبة‬ ‫خالف األصل في جمعها‪ .‬قال ابن يعيش‪ ،‬في شرح المفصل‪" :‬وقد تك ّ‬
‫االسميّة‪ .‬وإذا كثر استعمال الصفة مع الموصوف‪ ،‬قويت الوصفيّة‪ ،‬وقل دخو ُل التكسير فيها‪ .‬وإذا ق َّل‬
‫وقوي التكسير فيها" اهـ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫استعمال الصفة مع الموصوف‪ ،‬وكثر إقامتُها ُمقا َمهُ‪ ،‬غلبت االسميّة عليها‪،‬‬
‫غير‬
‫والمذكر ُ‬
‫ُ‬ ‫المذكر العاقل منها‪ ،‬جم َع المذكر السالم‪ ،‬وأن يُجمع المؤنث منها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وحقُّها أن يُجمع‬
‫العاقل‪ ،‬جمع المؤنث السالم‪ .‬لكنهم اتّسعوا في تكسيرها‪ ،‬التساع ميدان البيان عندهم والحاجة ت ْفت ُ ُق‬
‫سروا ك َّل الصفات‪ .‬فإنهم‬ ‫سروا األسماء‪ .‬لكنهم لم يُك ّ‬ ‫الحيلة‪ .‬فكان ذلك داعيا ً إلى تكسير الصفات‪ ،‬كما ك ّ‬
‫ق و ُمستخرجٍ و ُمدحرجٍ و ُمتدحرجٍ‪،‬‬ ‫كر ٍم و ُمنطل ٍ‬ ‫امتنعوا من تكسير اسم الفاعل من فوق الثالثي‪ :‬ك ُم ِّ‬
‫دحرج‪ .‬وكذلك امتنعوا من تكسير ما‬ ‫ٍ‬ ‫م‬ ‫و‬
‫َ ٍ ُ‬ ‫ج‬‫ستخر‬ ‫كر ٍم و ُم‬‫كمعلوم و ُم َ‬
‫ٍ‬ ‫ومن تكسير اسم المفعول مطلقاً‪:‬‬
‫ق‪ ،‬أو "فُعّو ٍل"‪:‬‬ ‫ّار‪ ،‬أو "فعيّ ٍل"‪ :‬كصدّي ٍ‬ ‫ق‪ ،‬أو "فُعّا ٍل"‪ :‬ك ُكب ٍ‬ ‫كان من الصفات على وزن "فَعّا ٍل"‪ :‬كسبّا ٍ‬
‫يوم‪ .‬وأما جمعهم "جبّاراً" على "جبابرة" فهو على خالف األصل‪ .‬وهو شاذٌّ‬ ‫ُّوس‪ ،‬أو "فَيْعو ٍل" كقَ ٍ‬ ‫كقُد ٍ‬
‫في القياس‪.‬‬
‫جموع القلة‬
‫لجمع القلَّة أربعة أوزان‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ع‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ذ‬ ‫َ‬ ‫وأ‬ ‫س‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫ن‬‫ْ‬ ‫كأ‬ ‫ل‪:‬‬‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫(‪)1‬‬
‫غير ُمضا َعفٍ ‪،‬‬ ‫ي‪ ،‬على وزن "ف ْعل" صحيح الفاء والعين‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫(األولُ)‪ :‬اس ٌم ثالث ٌ‬ ‫َّ‬ ‫وهو جم ٌع لشيئين‪.‬‬
‫ي" بوزن"أفعُل" وشذ مجيئه من معت ِّّل الفاء‪ .‬كوج ٍه‬ ‫ٌ‬ ‫"أظب‬ ‫ُ‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫وأص‬ ‫‪.‬‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫وأط‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫وظب‬ ‫َفس‪ ،‬وأنفُ ٍس‪،‬‬ ‫كن ٍ‬
‫ف‪.‬‬‫وكف وأ ُك ّ ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫ص ٍّك‪،‬‬‫ص ٍّك وأ ُ‬ ‫كعين وأعي ٍُن‪ .‬ومن المضاعف‪ .‬ك َ‬ ‫ٍ‬ ‫وأَوجهٍ‪ .‬ومن معتل العين‪.‬‬
‫ُمن‪ ،‬وش َّل مجيئهُ من‬ ‫ويمين وأي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫وأذرعٍ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حرف َم ٍدّ كذراعٍ‬ ‫ُ‬ ‫ي مؤنث‪ ،‬قب َل آخره‬ ‫(الثاني)‪ :‬اس ٌم رباع ٌّ‬
‫نن‪.‬‬ ‫عتا ٍد وأعتُدٍ‪ ،‬و َج ٍ‬
‫نين وأجْ ٍ‬ ‫بو َ‬ ‫وأغر ٍ‬
‫ُ‬ ‫ب‪،‬‬
‫غرا ٍ‬ ‫ب‪ ،‬و ُ‬ ‫ب وأشه ٍ‬ ‫المذكر كشها ٍ‬
‫ـــــ‬
‫فوائد‬

‫(‪)175/1‬‬

‫(‪ )1‬المرادُ باالسم في باب جمع التكسير‪ :‬ما كان من األسماء غير صفة (كما قدمنا) كاسم للفاعل‬
‫واسم المفعول والصفة المشبهة ونحوها‪ .‬فمتى اختص وزن من أوزان الجموع المكسرة باألسماء فال‬
‫تجمع عليه الصفات‪ .‬وحيث اختص بالصفات فال تجمع عليه األسماء فليتنبه الطالب لذلك كيال يلتبس‬
‫عليه األمر‪.‬‬
‫(‪ )2‬إذا قيل‪ :‬إن كذا ‪ -‬من أوزان الجموع ‪ -‬جمع لكذا من األسماء أو الصفات ‪ -‬فالمراد به أن هذا هو‬
‫قياس جمعه وأنه ال يجمع قياسا ً على هذا الجمع إال ما اجتمعت فيه شروط جمعه عليه وأن ما جمع‬
‫عليه مما لم يستوف الشروط فهو شاذ‪ :‬ال يقاس عليه غيره‪ .‬وليس المراد أن كل ما اجتمعت فيه‬
‫الشروط يجوز أن يجمع على هذا الوزن‪ .‬فقد تجتمع الشروط في اسم أو صفة‪ ،‬وال يجمعان على ما‬
‫هو قياس جمعها‪.‬‬
‫(‪ )3‬الصفة التي تخرج عن معنى الوصفية إلى معنى االسمية تعامل في الجمع معاملة األسماء ال‬
‫الصفات‪ :‬أال ترى أنهم جمعوا "عبداً" على "أعبد" الستعمالهم إياه استعمال األسماء‪ .‬والعبد‪:‬‬
‫اإلنسان‪ ،‬حراً‪ ،‬كان أو رقيقاً‪ .‬والعبد‪ :‬الرقيق خالف الحر‪ .‬قال سيبويه‪ :‬هو في األصل صفة لكنه‬
‫استعمل استعمال األسماء‪ .‬ثم أال ترى أنهم جمعوا (أسود) صفة على (سود) (كما هو قياس جمعه) ثم‬
‫حين أرادوا به معنى (الحية) جمعوه على (أساود) كأجدل وأجادل وأنهم جمعوا (خضراء) مؤنث‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(أخضر) على (خضر) بضم فسكون (كما هو قياس جمعها) ثم لما أرادوا بها معنى الخضر من‬
‫البقول جمعوها على (خضراوات) كما تجمع األسماء من نوعها كصحراء وصحراوات‪ .‬وفي‬
‫الحديث‪" :‬ليس في الخضراوات صدقة" يعني الفاكهة والبقول‪ .‬قال في النهاية‪ :‬قياس ما كان على هذا‬
‫الوزن من الصفات أن ال يجمع هذا الجمع‪ .‬وإنما يجمع به ما كان اسما ً ال صفة نحو‪( :‬صحراء‬
‫وخنفساء)‪ .‬وإنما جمعه هذا الجمع ألنه قد صار اسما ً لهذه البقول بعد أن كان صفة‪ .‬والعرب تقول‬
‫لهذه البقول‪ :‬الخضراء ال يريدون لونها‪.‬‬
‫(‪ )2‬أفعا ٌل كأجدا ٍد وأَثوا ٍ‬
‫ب‬

‫(‪)176/1‬‬

‫ض ٍد وأعضادٍ‪ ،‬و َكب ٍد وأكبادٍ‪،‬‬ ‫وزن كانت‪ :‬ك َجم ٍل وأجما ٍل‪ ،‬و َع ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وهو جم ٌع لألسماء الثالثية‪ ،‬على أي‬
‫ب‬
‫ت وأوقاتٍ‪ ،‬وثو ٍ‬ ‫وح ْم ٍل وأحما ٍل‪ ،‬ووق ٍ‬ ‫ب‪ ،‬وإب ٍل وآبا ٍل‪ِّ ،‬‬ ‫ب وأعنا ٍ‬ ‫ق‪ ،‬وقُ ْف ٍل وأقفا ٍل‪ ،‬و ِّعن ٍ‬ ‫ق وأعنا ٍ‬ ‫عن ُ ٍ‬‫و ُ‬
‫وأعمام‪ ،‬وخا ٍل وأخوا ٍل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ت وأبياتٍ‪ ،‬وع ٍ ّم‬ ‫ب‪ ،‬وبي ٍ‬ ‫وأثوا ٍ‬
‫ب" على‬ ‫َ‬
‫"رط ٍ‬ ‫ففتح‪ .‬وشذ جمع ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫بضم‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫(األولُ)‪ :‬ما كان على وزن "فعَ ٍل"‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ويُستثنى منها شيئان‪:‬‬
‫غير‬
‫ب"‪( .‬الثاني)‪ .‬ما كان على وزن "ف ْع ٍل"‪ ،‬بفتح فسكون‪ ،‬وهو صحي ُح الفاء والعين‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫"أرطا ٍ‬
‫ُمضاعفٍ ‪ ،‬فال يُج َم ُع على "أفعا ٍل" قياساً‪ .‬وإنما يُج َم ُع على "أفعُ ٍل"‪ ،‬كما تقدم‪ .‬لكنه قد شذَّ َجم ُع "زَ ْن ٍد‬
‫وأفراخ وأرباعٍ وأحما ٍل"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ورب ٍْع و َح ْم ٍل" على وزن أزنا ٍد‬ ‫خ َ‬ ‫وفَ ْر ٍ‬
‫وجلفٍ " على "أشها ٍد وأعداءٍ وأجالفٍ "‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وشذَّ‪ ،‬من الصفات‪ ،‬جم ُع "شهي ٍد و َعد ّ ٍُو ِّ‬
‫صبَ ٍة‬ ‫(‪ )3‬أَف ِّعلَة‪َ :‬كأَعْمدَةٍ وأ َ ْن ِّ‬
‫الم‬
‫غ ٍ‬‫وحمار وأحمرةٍ‪ ،‬و ُ‬ ‫ٍ‬ ‫كطعام وأطعمةٍ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫حرف مدّ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫يٍ‪ ،‬مذكر‪ ،‬قب َل آخر ِّه‬ ‫وهو جم ُع السم رباع ّ‬
‫وإز ّم ٍة (وأصلها‬‫مام ِّ‬ ‫وز ٍ‬ ‫ب‪ ،‬وأنصبةٍ‪ِّ ،‬‬ ‫ب ونَصي ٍ‬ ‫ورعيفٍ وأرغفةٍ‪ ،‬وعمو ٍد وأعمدةٍ‪ ،‬ونِّصا ٍ‬ ‫وأغلمةٍ‪َ ،‬‬
‫أز ِّم َمةٍ‪ ،‬بوزن‪ :‬أفعلةٍ)‪.‬‬ ‫ْ‬
‫"جائز" على "أج ِّوزة" و "قَفاً" على "أقفيةٍ"‪ .‬وشذَّ من الصفات‪ :‬جم ُع شحيحٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وشذَّ من األسماء جمع‬
‫وعزيز على "أ ِّع َّزةٍ"‪ ،‬وذلي ٍل على "أذِّلَّةٍ"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫على "أ ِّش ّحةٍ"‪،‬‬
‫(‪ )4‬فِّ ْعلَة‪َ :‬ك ِّفتي ٍة و ِّشيخَة‬
‫وردَ منه وال يقاس عليه‪.‬‬ ‫ي‪ ،‬يُحفظ ما َ‬ ‫سماع ٌّ‬ ‫يطرد في شيء من األوزان‪ .‬وإنما هو َ‬ ‫وهذا الجم ُع لم ّ‬
‫ع‬
‫شجا ٌ‬ ‫وثور وثيرةٌ‪ ،‬و ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ي وصبْية‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫غال ٌم وغلمة‪ ،‬وصب ٌّ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫سم َع منه‪( :‬شي ٌخ وشيخة‪ ،‬وفَتًى وفتْية‪ ،‬و ُ‬ ‫ٌ‬ ‫و ُ‬
‫ي ْ‬
‫وعلية‪ٌ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫وولدٌ وولدة ٌ وجلي ٌل وجلة‪ ،‬وعل ٌّ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫صية وثِّنًى وث ْنية‪َ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ي وخ ْ‬ ‫وغزلة‪ ،‬وخَص ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫وش ْجعة‪ ،‬وغزا ٌل‬‫ٌ‬
‫وساف ٌل وس ْفلةٌ)‪.‬‬
‫السراج‪ :‬انه اسم جمع‪ .‬ال جم ٌع‪ .‬وما قوله ببعيد من الصواب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫اطراد‪ ،‬قال ابن‬ ‫قياس فيه وال ّ‬ ‫َ‬ ‫وألنه ال‬

‫(‪)177/1‬‬

‫السراج‪ :‬انه اسم جمع‪ .‬ال جم ٌع‪ .‬وما قوله ببعيد من الصواب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫اطراد‪ ،‬قال ابن‬ ‫قياس فيه وال ّ‬ ‫َ‬ ‫وألنه ال‬
‫جموع الكثرة‬
‫ً‬
‫عشر وزنا وهي‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫صيَ َغ ُمنتهى الجموع) ستة‬‫لجمع ال َكثْرةِّ (ما عدا ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ور‬‫ع ٍ‬ ‫(‪ )1‬فُ ْعلٌ‪َ :‬ك ُح ْم ٍر و ُ‬
‫وأعور‬
‫َ‬ ‫وهو جم ٌع ِّلما كان صفةً مشبهةً‪ ،‬على وزن "أفعلَ" أو "فَ ْعال َء" كأحمر وحمرا َء و ُح ْمر‪،‬‬
‫كأبيض مما عينه يا ٌء‪ُ ،‬ك َ‬
‫سر َّأوله في الجمع‪ :‬كبِّيض‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ور‪ .‬وما كان منه‬ ‫ع ٍ‬ ‫وعورا َء و ُ‬
‫ب وذُ ُرعٍ‬
‫صب ٍُر و ُكت ُ ٍ‬‫(‪ )2‬فُعُلٌ‪َ :‬ك ُ‬
‫َيور و ُ‬
‫غي ٍُر‪ .‬وقد جمعوا‪،‬‬ ‫لشيئين‪( :‬األول)‪" :‬فَعُول" بمعنى "فاع ٍل" كصبور و ُ‬
‫صب ٍُر‪ ،‬وغ ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫وهو جم ٌع‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ب"‪.‬‬ ‫ش ٍن ونُ ُج ٍ‬‫على خالف القياس‪ ،‬نَذيرا ً و َخشِّنا ً ونجيبا ً ونجيبةً على "نُذُ ٍر و ُخ ُ‬
‫ب‬
‫بتاء التأنيث‪ :‬ككتا ٍ‬ ‫(الثاني)‪ :‬اس ٌم رباعي‪ ،‬صحي ُح اآلخر‪ ،‬مزيدٌ قبل آخره حرف َم ٍدّ‪ ،‬ليس مختوما ً ِّ‬
‫وسر ٍر‪ ،‬وال فرقَ أن يكونَ مذكرا ً كهذه األمثلة أو‬ ‫ُ‬ ‫وسرير‬
‫ٍ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ض ٍ‬ ‫ع ُمدٍ‪ ،‬وقَضيب وقُ ُ‬ ‫ب‪ ،‬و َع ُمو ٍد و ُ‬ ‫و ُكت ُ ٍ‬
‫ق‪ ،‬وذِّراعٍ وذُ ُرعٍ‪.‬‬ ‫عنُ ٍ‬
‫قو ُ‬ ‫مؤنثاً‪ :‬كعَنا ٍ‬
‫ص ُحفٍ ‪.‬‬
‫بو ُ‬ ‫ش ٍ‬‫ب وصحيف ِّة على ُخ ُ‬ ‫ش ٍ‬‫وشذَّ جم ُع خشبَ ٍة و َخ َ‬
‫غير واقع‪ .‬ألن هذه‬ ‫ست ُ ٍر" فهو ُ‬ ‫سقُفٍ ُ‬
‫وره ٍُن و ُ‬ ‫ور ْه ٍن و ِّستْ ٍر على " ُ‬ ‫وما قالوه من أنه شذَّ جم ُع سقفٍ َ‬
‫ْ‬
‫هن"‬
‫"ر ٍ‬ ‫هان"‪ ،‬وهذا جمع َ‬ ‫"ر ٍ‬ ‫سقيفٍ ‪ .‬والرهُنُ َجم ُع ِّ‬ ‫ف‪ :‬جمع " َ‬ ‫الجموع ليست لهذه المفردات‪ .‬فالسقُ ُ‬
‫ستْ ُر‪،‬‬
‫والرهنُ وال َّ‬ ‫ف َّ‬ ‫س ْق ُ‬‫"ستار" وكل ذلك على القياس‪ .‬وأ ّما ال َ‬ ‫ٍ‬ ‫والستر‪" :‬جمع‬ ‫ُ‬ ‫فهي جمع الجمع‪،‬‬
‫ست ُ ٌر" شذوذا‪ً.‬‬ ‫ورهن و ُ‬‫ٌ‬ ‫ف ُ‬ ‫ُ‬
‫سق ٌ‬ ‫ً‬
‫ور" قياسا‪ ،‬ال " ُ‬ ‫ُ‬
‫ست ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ورهون و ُ‬ ‫مورهان ُ‬‫ٌ‬ ‫قوف ِّ‬ ‫س ٌ‬ ‫فجمعها‪ُ " :‬‬
‫ج و ُكبَ ٍر‪.‬‬ ‫(‪ )3‬فُعَلٌ‪َ :‬ك َ فٍ ُ َ ٍ‬
‫ج‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫غ‬
‫ى‪.‬‬
‫ج‪ ،‬و ُمدْي ٍة و ُمد ً‬ ‫غ َرفٍ ‪ ،‬و ُح ّج ٍة و ُح َج ٍ‬ ‫وهو جم ٌع لشيئين‪( :‬األول)‪ :‬اس ٌم على وزن "فُ ْعلة" كغُ ْرف ٍة و ُ‬
‫مخالف للقياس‪ .‬وأما جم ُع النوبة‬ ‫ٌ‬ ‫ى‪ ،‬فهو‬ ‫ب وقُر ً‬ ‫ى ونُ َو ٍ‬ ‫قريةٍ" على "رؤ ً‬ ‫"رؤيْا َو ْنوبة َو ْ‬ ‫وأما جم ُع ُ‬
‫(بضم النون) على "نُ َوب" فهو على القياس‪.‬‬

‫(‪)178/1‬‬

‫صغ ٍَر‪.‬‬ ‫غرى و ُ‬ ‫ص َ‬ ‫(الثاني)‪ :‬صفةٌ على وزن "فُ ْعلى" ُم َؤنث "أفعلَ" ك ُكبْرى و ُكبَ ٍر‪ ،‬و ُ‬
‫ج‪.‬‬
‫وح َج ٍ‬ ‫ط ٍع ِّ‬ ‫(‪ )4‬فِّعَ ٌل َك ِّق َ‬
‫حى‪ ،‬وقد جمعوا "قَصعة"‬ ‫وح َجج‪ ،‬ولِّحْ يةٍ‪ ،‬و ِّل ً‬ ‫ط ٍع وحٍ ج ٍة ِّ‬ ‫ْ‬
‫السم على وزن "فِّ ْعلة" ك ِّقطع ٍة وقِّ َ‬ ‫ٍ‬ ‫وهو جم ٌع‬
‫شذوذا‪ً.‬‬ ‫على "قِّصع"‪ُ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫(‪ )5‬فُعَلة‪َ .‬ك ُهداةٍ (وأصلها‪ُ .‬هدَيَة)‪.‬‬
‫وغاز‬
‫ٍ‬ ‫وقاض وقضاةٍ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫لمذكر عاق ٍل‪ ،‬على وزن "فاعل"‪ ،‬كها ٍد وهُداةٍ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وهو جم ٌع لصفةٍ‪ُ ،‬معتلَ ِّة ِّ‬
‫الالم‪،‬‬
‫سراةٍ وبُزاةٍ و ُهدَ َرةٍ"‪.‬‬ ‫وهادر على "ك ُماةٍ و ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وباز‬
‫يٍ ٍ‬ ‫سر ّ‬ ‫يٍ و َ‬ ‫شذوذاً‪ ،‬جم ُع كم ّ‬ ‫غزاةٍ‪ ،‬وجا َء ُ‬ ‫و ُ‬
‫(‪ )6‬فَعَلة‪َ :‬كس َح َر ِّة َوبَ َر َر ٍة وبا َعةٍ‪.‬‬
‫كساحر وس َحرةٍ‪ ،‬وكام ٍل وك َملةٍ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫لمذكر عاق ٍل‪ ،‬على وزن "فاعل"‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫وهو جمع لصفةٍ‪ ،‬صحيحة الالم‪،‬‬
‫سراةٍ"‪ ،‬كما شذَّ‬ ‫ي ٍ على " َ‬ ‫سر ّ‬ ‫وبائع‪ ،‬وباعةٍ‪ ،‬وخائن وخان ٍة وشذَّ جمع َ‬ ‫ٍ‬ ‫ررة‪،‬‬
‫وبار وبَ َ‬ ‫فرةٍ‪ّ ٍ ،‬‬ ‫س َ‬ ‫وسافر‪ ،‬و َ‬
‫ٍ‬
‫ي ٍ وأنبياء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كنب‬ ‫"أسرياء"‪،‬‬ ‫جمعه‪:‬‬ ‫وقياس‬
‫ُ‬ ‫ٍ"‪.‬‬ ‫ة‬ ‫را‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫"‬ ‫على‬ ‫جمعه‬
‫(‪ )7‬فَ ْعلى‪َ :‬ك َم ْرضى وقَتْلى‬
‫كمريض و َم ْرضى‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وهو جم ٌع لصف ٍة على وزن "فَعي ٍل"‪ ،‬ت َد ّل على هُلكٍ أو ت َو ُّجعٍ أو بليَّ ٍة أو آفةٍ‪:‬‬
‫ين وزَ منى‪.‬‬ ‫شتَّى‪ ،‬وزَ ِّم ٍ‬ ‫تو َ‬ ‫سير وأَسرى‪ ،‬وشَتي ٍ‬ ‫وجريح وجرحى‪ ،‬وأ َ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وقتي ٍل وقَتْلى‪،‬‬
‫س ْكرى‪،‬‬ ‫وقد يكون هذا الجم ُع لغير "فَعي ٍل" ِّم ّما يدل على شيءٍ م ّما تقدَّم‪ :‬ك َه ْلكى و َم ْوتى و َحمقى و َ‬
‫ت واحمقَ وسكرانَ "‪.‬‬ ‫جمع‪ :‬طهالك و َميّ ٍ‬
‫(‪ِّ )8‬فعَلَة" َكد َِّر َج ٍة و ِّدبَبَةٍ‪.‬‬
‫صحيح الالم‪ ،‬على وزن "فُ ْعل" كد ُْرج ود ِِّّرجةً‪ ،‬ودُبّ ٍ و ِّدبَبَة‪ .‬وقد جمعوا قِّردا ً‬ ‫ِّ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫السم ثالث ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وهو جمع‬
‫على "قِّردَةٍ" وهادرا ً على " ِّهدَرةٍ" على غير قياس‪.‬‬
‫ص ّو ٍم‬ ‫(‪ )9‬فُعَّلٌ‪َ :‬ك ُر َّك ٍع و ُ‬
‫ص َّو ٍم‪،‬‬
‫وصائم و ُ‬‫ٍ‬ ‫ور َّك ٍع‪،‬‬‫كراكع ُ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫وهو جم ٌع لصفة‪ ،‬صحيحة الالم‪ ،‬على وزن "فاع ٍل" أو "فاعلة"‪:‬‬
‫َ‬
‫غ َّزى‪ ،‬وشذَّ جم ُع نُفَسا َء وخَريدة وأعزل على‬ ‫كغاز و ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ائم ونُ َّوم‪ .‬وقد يكون نادراً‪ ،‬من معت ِّّل الالم‪:‬‬ ‫ون ٍ‬
‫عز ٍل"‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫"نُفَّ ٍس وخ َّر ٍد و ُ‬
‫ُ‬
‫وقو ٍام‪:‬‬‫ب ّ‬ ‫(‪ )10‬فُعّالٌ‪َ :‬ك ُكتّا ٍ‬

‫(‪)179/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫ص َّوام‪.‬‬
‫وصائم و ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وقائم وقُ َّو ٍام‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ب‪،‬‬
‫وهو جمع لصفة‪ ،‬صحيح ِّة الالم‪ ،‬على وزن "فاع ٍل" ككاتب وكت َا ٍ‬
‫غ َّزاءٍ ‪.‬‬ ‫كغاز و ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وندر مجيئُهُ من معت ّل الالم‪:‬‬ ‫َ‬
‫ب‪.‬‬
‫وصعا ٍ‬ ‫(‪ )11‬فِّعالٌ‪َ :‬كجبا ٍل ِّ‬
‫وهو جم ٌع لستة أَنواع‪( :‬األول) اس ٌم أو صفة‪ ،‬ليست عينهما يا ًء‪ ،‬على وزن "ف ْع ٍل" أو "ف ْعلةٍ"‪ .‬فاالس ُم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب وصعبة‬ ‫ونيار‪ ،‬وقصع ٍة وقصاع‪ ،‬وجنَّ ٍة وجنان‪ .‬والصفةُ كصع ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ونار‬
‫ب‪ٍ ،‬‬ ‫ب وثيا ٍ‬ ‫ب‪ ،‬وثو ٍ‬ ‫ب وكعا ٍ‬ ‫ككع ٍ‬
‫وندر مجيئُهُ من معت ِّّل العين‪ :‬كضيعة وضياعٍ‪ ،‬وضيفٍ‬ ‫َ‬ ‫وضخام‪.‬‬ ‫وضخم وضخم ٍة ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫وصعاب‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫وضياف‪.‬‬
‫وجبال‪،‬‬ ‫وجمال‪ ،‬و َجب ٍل ِّ‬ ‫(الثاني)‪ :‬اس ٌم صحي ُح الالم غير ُمضاعف‪ ،‬على وزن "فَعَ ٍل" أَو "فَعَلة" ك َج َم ٍل ِّ‬
‫ورقاب‪ ،‬وث َ َمرة وثِّمار‪.‬‬ ‫ورقبَة ِّ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫(الثالث)‪ :‬اس ٌم على وزن "فِّ ْعل"‪ :‬كذِّئب وذئاب‪ ،‬وبِّئر وبئار‪ ،‬وظ ٍّل ِّ‬
‫وظالل‪.‬‬
‫ورماح‪ ،‬وريح ورياح‪ ،‬ود ُهن‬ ‫كرمح ِّ‬ ‫(الرابع)‪ :‬اس ٌم على وزن "فُ ْعل"‪ ،‬ليست عينه واواً‪ ،‬وال المه يا ًء‪ُ :‬‬
‫ودِّهان‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫(الخامس)‪ :‬صفة صحيحة الالم‪ ،‬على وزن "فعيل" أو "فعيلة"‪ :‬ككريم وكريمة وكرام‪ ،‬ومريض‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫وطوال‪.‬‬ ‫ومراض‪ ،‬وطويل وطويلة ِّ‬ ‫ومريضة ِّ‬
‫طشى‬ ‫(السادس)‪ :‬صفةٌ على وزن "فَ ْعالن" أَو "فَ ْعلى" أَو "فَ ْعالنة" أَو "فُ ْعالنة" كعطشانَ و َع ْ‬
‫دام‪ ،‬و ُخمصان‬ ‫وريّا ورواءٍ ‪ ،‬ونَدمانَ ونَدمى ونِّدام‪ ،‬ونَدمان وندمانة ونِّ ٍ‬ ‫وريّان َ‬ ‫وعطشانة و ِّعطاش َ‬
‫وخماص‪.‬‬ ‫و ُخمصانة ِّ‬
‫وقائم‬
‫ٍ‬ ‫ورعاءٍ ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وما ُجمع على "فِّعال"‪ .‬من غير ما ذكر‪ ،‬فهو على غير القياس‪ .‬وذلك‪ :‬كراعٍ وراعية ِّ‬
‫وجياد‪،‬‬ ‫وخيار‪ ،‬و َجي ٍد ِّ‬ ‫وصيام‪ ،‬وأَعجف وعجفا َء و ِّعجاف‪ ،‬و َخيّر ِّ‬ ‫وقائمة وقيام‪ ،‬وصائم وصائمة ِّ‬
‫ْ‬
‫وجياد‪ ،‬وأَبط َح وبَطحا َء وبِّطاح وقلوص وقِّالص‪ ،‬وأنثى وإناث‪ ،‬ونُطفة ونِّطاف‪ ،‬وفصيل‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫و َجواد ِّ‬
‫ُ‬
‫وضباع‪ ،‬ونفسا َء ونِّفاس‪ ،‬و َعشرا َء و ِّعشار‪.‬‬ ‫ضبع ِّ‬ ‫سبُع و ِّسباع‪ ،‬و َ‬ ‫وفِّصال‪ ،‬و َ‬
‫ب و ُكبود‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫لو‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ك‬ ‫ٌ‪:‬‬ ‫(‪ )12‬فُعول‬

‫(‪)180/1‬‬

‫ووعول‪ ،‬ونمر ونُ ُمور‪.‬‬ ‫وو ِّعل ُ‬‫وهو جم ٌع ألربعة أَشيا َء‪( :‬األول)‪ :‬اس ٌم على وزن "فَ ِّعل" ككبد و ُكبُود‪َ ،‬‬
‫َمر على "نُ ُمر" (بضمتين) للضرورة‪ ،‬كأنه اختصر نُ ُموراً‪.‬‬ ‫وقد جا َء في الشعر جم ُع ن ٍ‬
‫(الثاني)‪ :‬اس ٌم على وزن "فَ ْعل"‪ ،‬ليست عينه واواً‪ :‬كقلب وقُلوب وليث وليوث‪.‬‬
‫وظ ٍّل و ُ‬
‫ظلول‪.‬‬ ‫كح ْمل و ُح ُمول‪ ،‬وفيل وفُيول‪ِّ ،‬‬ ‫(الثالث)‪ :‬اس ٌم على وزن "فِّ ْع ٍل" ِّ‬
‫(الرابع)‪ :‬اس ٌم على وزن "فُ ْع ٍل" ليس معت ِّّل العين وال الالم‪ ،‬وال ُمضاعفاً‪ :‬كب ُْرد وبُرود‪ ،‬و ُجند و ُجنود‪.‬‬
‫ص" على " ُحصوص"‪ .‬ألنه مضاعف‪.‬‬ ‫وشذّ جم ُع " ُح ٍ ّ‬
‫قياس جمعه‪ .‬إال‬
‫َ‬ ‫وما كان على وزن "فَعَل" (بفتح الفاء والعين) ال يُجمع على "فُعُول"‪ ،‬ألنه ليس‬
‫ش ُجون‪ ،‬ونَدب ونُدوب‪ ،‬وذكر وذُكور‪ ،‬و َ‬
‫طللَ‬ ‫ألفاظا ً منه جمعوها عليه‪ :‬كأسد وأُسود‪ ،‬وش َجن و ُ‬
‫طلول‪.‬‬ ‫و ُ‬
‫(‪ )13‬فِّ ْعالن‪َ :‬ك ِّغ ْلمان و ِّغ ْربان‪.‬‬
‫صؤاب‬‫وغربان‪ ،‬و ُ‬ ‫ْ‬ ‫وهو جم ٌع ألربعة أَشيا َء (األول)‪ :‬اس ٌم على وزن "فُعا ٍل"‪ :‬كغُالم و ِّغ ْلمان‪ ،‬وغراب‬
‫وصئْبان‪.‬‬
‫ص ْردان‪.‬‬‫ص َرد و َ‬‫وجرذان‪ُ ،‬‬ ‫(الثاني)‪ :‬اس ٌم على وزن "فُعَل"‪ :‬ك ُج َرذ ِّ‬
‫عو ٍد و ِّعيدان‪ ،‬ونُور ونِّيران وكوز‬ ‫ان‪ ،‬و ُ‬
‫ت وحيت ٍ‬ ‫(الثالث) اس ٌم عينه واو‪ ،‬على وزن "فُ ْع ٍل"‪ :‬كحو ٍ‬
‫وكيزان‪.‬‬
‫وجار وجيران‪ ،‬وقاعٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كتاج وتيجان‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الف أصلها الواو‪.‬‬ ‫(الرابع)‪ :‬اس ٌم على وزن "فَع ٍل"‪ ،‬ثانية ٌ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ب وبيبان‪ ،‬واأللف في المفرد منقلبة عن الواو واألصل‪" :‬ت ََو ٌج و َج َو ٌر‬ ‫وقِّيعان‪ ،‬ونار ونِّيران‪ ،‬وبا ٍ‬
‫وقَ َو ٌ‬
‫ع ون ََو ٌر وبَوبٌ "‪.‬‬
‫وان‪ ،‬وغزا ٍل‬ ‫وص ْن ٍ‬‫كص ْن ٍو ِّ‬
‫وما ُجمع‪ ،‬غير هذه األربعة‪ ،‬على "فِّ ْعالن"‪ ،‬فهو على خالف القياس‪ِّ :‬‬
‫وخرفان‪ ،‬وقِّ ْن ٍو وقِّنوان‪ ،‬وحائطٍ وحيطان‪،‬‬ ‫وظلمان‪ ،‬وخروف ِّ‬ ‫وصيران‪ ،‬وظليم ِّ‬ ‫وار ِّ‬ ‫وص ٍ‬‫زالن‪ِّ ،‬‬ ‫و ِّغ ٍ‬
‫ضيْف وضيفان‪ ،‬وشيخ‬ ‫وشيح وشيحان‪ ،‬و َ‬‫ٍ‬ ‫رص وخرصان‪ ،‬وخيطٍ وخيطان‪،‬‬ ‫وخ ٍ‬ ‫ْالن‪ِّ ،‬‬
‫وحس ٍ‬ ‫وح ْس ٍل ِّ‬ ‫ِّ‬
‫شجاع و ُ‬
‫شجْ عان‪.‬‬ ‫وصبيان‪ ،‬و ُ‬
‫ي ِّ‬ ‫وشيخان‪ ،‬وفَصي ٍل وفِّصالن‪ ،‬وصب ّ‬
‫الن‬ ‫(‪ )14‬فُ ْعالن‪َ :‬كقُض ٍ‬
‫ْبان و ُح ْم ٍ‬

‫(‪)181/1‬‬

‫ورغفان‪،‬‬ ‫ب وقُضبان‪ ،‬ورغيفٍ ُ‬ ‫(األول) اسم على وزن "فَعيل"‪ :‬كقَضي ٍ‬ ‫َّ‬ ‫وهو جم ٌع لثالث ِّة أَشياء‪،‬‬
‫فير وقُفران وبعير وبُعران‪ ،‬وقَفير وقُفزان‪.‬‬ ‫وكثيب و ُكثْبان‪ ،‬وفَصي ٍل وفُصالن‪ ،‬وقَ ٍ‬
‫ب و ُخ ْشبان‪،‬‬ ‫ش ٍ‬ ‫(الثاني)‪ :‬اس ٌم صحيح العين‪ ،‬على وزن "فَعَ ٍل"‪ :‬ك َح َم ٍل و ُح ْمالن‪ ،‬وذكر وذُكران‪ ،‬و َخ َ‬
‫و َجذَع و ُجذعان‪.‬‬
‫عبدان‪،‬‬ ‫العين‪ ،‬على وزن "فَ ْعل"‪ :‬كظ ْهر وظهران‪ ،‬وبطن وبُطنان‪ ،‬وع ْب ٍد و ُ‬ ‫ِّ‬ ‫(الثالث)‪ :‬اس ٌم صحي ُح‬
‫ورجْ ٍل ورجْالن‪.‬‬ ‫وركبان‪َ .‬‬ ‫ور ْكب ُ‬ ‫َ‬
‫ووحْ دان‪،‬‬‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫كواح‬ ‫القياس‪:‬‬ ‫غير‬ ‫على‬ ‫فهو‬ ‫عالن"‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫"‬ ‫على‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫مجموع‬ ‫الثالثة‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫َ‬ ‫د‬‫ور‬ ‫وما‬
‫شبّان‪ ،‬وخرص و ُخرصان‪،‬‬ ‫عيان‪ ،‬وشابّ ٍ و ُ‬ ‫ب وذُؤبان‪ ،‬وراع ور ُ‬ ‫وأَوحدَ وأُحدان‪ ،‬وجدار و ُجدران وذِّئ ٍ‬
‫سودان‪،‬‬ ‫شجعان‪ ،‬وأسودَ و ُ‬ ‫عو ُ‬‫شجا ٌ‬ ‫وزقَّان‪ ،‬وحائر و ُحوران‪ ،‬و ُحوار و ُحوران‪ ،‬و ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫وز ّ ٍ‬‫وزقَّان‪ِّ ،‬‬ ‫وزقاق ُ‬ ‫ُ‬
‫عوران‪.‬‬ ‫وأعور و ُ‬
‫َ‬ ‫عميان‪،‬‬ ‫وأبيض وبيضان‪ ،‬وأعمى و ُ‬ ‫َ‬ ‫وأح َمر و ُح ْمران‪،‬‬
‫"والذي نراه أن "السودان" وما بعدها‪ ،‬إنما هي جمع‪" :‬سود وحمر وبيض وعمي وعور"‪ ،‬وأن هذه‬
‫هي جمع‪" :‬أسود وأحمر وأبيض وأعمى وأعور"‪ .‬ومع هذا فجمعها على فعالن" مخلف للقياس"‪.‬‬
‫(‪ )15‬فُعَال ُء‪َ :‬كنُبها َء و ُك َرماء‪.‬‬
‫لشيئين‪( :‬األولُ)‪ :‬صفةٌ لمذكر عاقل على وزن "فَعيل"‪ ،‬بمعنى "فاعل"‪ ،‬صحيحه ِّ‬
‫الالم‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وهو جم ٌع‬
‫وعظيم‬
‫ٍ‬ ‫عل َما َء‪،‬‬ ‫بهاء‪ ،‬وكريم و ُكرما َء‪ ،‬وعليم و ُ‬ ‫غير َمضاعفة‪ ،‬دالة على سجية مدح أو ذ ٍ ّم‪ .‬كنبي ٍه ونُ ِّ‬ ‫ُ‬
‫شجعا َء‪ ،‬ولئيم ولُ َؤما َء‪ ،‬وبخيل وبُخال َء‪،‬‬ ‫وشجيع و ُ‬
‫ٍ‬ ‫‪،‬‬ ‫ء‬ ‫حا‬
‫َ َ‬ ‫م‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫وسميح‬
‫ٍ‬ ‫‪،‬‬ ‫ء‬
‫َ‬ ‫رفا‬ ‫ُ‬
‫ظ‬ ‫و‬ ‫وظريفٍ‬ ‫‪،‬‬ ‫ء‬
‫ع َ َ‬
‫ا‬ ‫م‬‫ظ‬‫َ‬ ‫و ُ‬
‫شركا َء وجليس‬ ‫وجبين و ُجبنا َء‪ .‬أو تدل على مشاركة‪ :‬كشريك و ُ‬ ‫ٍ‬ ‫س َمجا َء‪،‬‬ ‫وسميج و ُ‬ ‫ٍ‬ ‫و ُخشين وخشَنا َء‪،‬‬
‫ونديم ونُدما َء‪ ,‬وهي بمعنى‪ُ :‬مشاركٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ورفقا َء‪ ،‬و َعشير وعشرا َء‪،‬‬ ‫ق ُ‬ ‫و ُجلسا َء‪ ،‬وخليط و ُخلطا َء‪ ،‬ورفي ٍ‬
‫ومنادم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ق و ُمعا ِّش ٍر‬ ‫و ُمجا ِّل ٍس و ُمخالطٍ و ُمراف ٍ‬

‫(‪)182/1‬‬

‫علما َء‪ ،‬وجاهل‬ ‫مدح أو ذ ّم‪ :‬كعالم و ُ‬


‫ٍ‬ ‫(الثاني)‪ :‬صفةٌ لمذكر عاق ٍل‪ ،‬على وزن "فاع ٍل"‪ ،‬دالةٌ على سجيّة‬
‫جبان على " ُجبَناء"‪.‬‬‫ٍ‬ ‫شعرا َء‪ .‬وشذَّ جمع‬‫صل َحا َء‪ ،‬وشاعر و ُ‬ ‫و ُجهال َء‪ ،‬وصالح و ُ‬
‫(‪ )16‬أف ِّعال ُء‪َ :‬كأَنبيا َء وأ ِّشدَّا َء‪.‬‬
‫وهو جمع لصف ٍة على وزن "فَعي ٍل" معتلَّ ِّة الالم‪ .‬أو مضاعفةٍ‪ .‬فالمعتلة الالم‪ :‬كنبي وأنبيا َء‪ ،‬وصف ّ‬
‫يٍ‬
‫َّ‬
‫وأعزا َء‪ ،‬وذليل‬ ‫ي ٍ وأوصيا َء‪ ،‬وولي وأوليا َء‪ .‬والمضاعفة‪ :‬كشدي ٍد وأ ِّشدّا َء‪ ،‬وعزيز‬ ‫وأصفيا َء‪ ،‬ووص ّ‬
‫وأذِّال َء‪.‬‬
‫صيغ منتهى الجموع‬
‫من جموع الكثرةِّ جم ٌع يقال له‪" :‬منتهى الجموع" و "صيغة منتهى الجموع" وهو ك ُّل جمع كان بعد‬
‫ودنانير‪.‬‬
‫َ‬ ‫كدراهم‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ساكن‪:‬‬ ‫طها‬‫ألف تكسيره حرفان‪ ،‬أو ثالثةُ أحرف وس ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫للرباعي األصول وخماسيّة إال "فعا ِّل ُل‬ ‫ي‪ ،‬وليس ُّ‬ ‫وله تسعةَ عشَر وزناً‪ .‬وهي كلها لمزيدات الثالث ّ‬
‫بعض المزي ِّد فيه من الثالثي‪ ،‬كما سترى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وفعاليلُ" ويشاركهما فيهما‬
‫(‪ 1‬و‪ )2‬فعا ِّل ُل وفَعا ِّليلُ‪َ :‬كدَراه َِّم ودَ َ‬
‫نانير‪.‬‬
‫ودراهم‪ ،‬والمزيدُ فيه منه‪ :‬كغَض ْنفَر‬ ‫َ‬ ‫مجرد‪ :‬كدرهم‬ ‫َّ‬ ‫ي األصول‪،‬‬ ‫ويُجم ُع على "فعاللَ" ك ُّل اسم رباع ّ‬
‫المجردةُ‪ :‬كسفرجل وسفارج‪ ،‬والزيدُ فيه منه‪ :‬كعَندلي ٍ‬
‫ب‬ ‫َّ‬ ‫وغَضافِّ َر‪ ،‬واألسما ُء الخماسيّةُ األصو ِّل‬
‫و َعنادلَ‪.‬‬
‫وقراطيس‪،‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ساكن‪ :‬كقرطاس‬ ‫َّ‬
‫حرف عل ٍة‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ويُجم ُع على "فَعاليلَ" ما كان من ذلك مزيدا قبل آخره‬
‫وفراديس‪ ،‬وقنديل وقناديل‪ ،‬ودينار ودَنانير‪.‬‬ ‫َ‬ ‫دوس‬ ‫وفر ْ‬
‫ْ‬
‫المجر ِّد ومزيده (من حيث جمعُهُ على فعال َل أو فعاليلَ) ما يُشبههما من الثالثي‬ ‫َّ‬ ‫ي ِّ‬ ‫ُ‬
‫ويلحق بالرباع ّ‬
‫وقمامس‪،‬‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫م‬
‫َّ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫و‬ ‫وسنابل‪،‬‬ ‫ُل‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫ك‬ ‫حشوه‪:‬‬ ‫في‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫فالمزي‬ ‫صحيح‪.‬‬ ‫حرف‬
‫ٌ‬ ‫آخره‪،‬‬ ‫في‬ ‫أو‬ ‫حشوه‪،‬‬ ‫المزي ِّد في‬
‫سفافيد‪ ،‬وفَ ُّروخ وفراريخ‪ .‬والمزيدُ في آخره‪ :‬كشَدقهم وشَداقم‪ ،‬وفَ ْس ُحم‬ ‫سفود و َ‬ ‫وسكين وسكاكين‪ ،‬و َ‬
‫وسرحان وسراحين‪ ،‬و ِّش ْمالل َوشماليل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وفَساحم‪ ،‬وقُ ْعدُد وقعاددَ‪،‬‬

‫(‪)183/1‬‬

‫"أما الثالثي األصول‪ ،‬الذى زيادته في أوله‪ :‬كاصبع‪ ،‬المزيد فيه حرف علة في حشوه كخاتم وكودن‬
‫وصيرف وصحيفة وعجوز‪ ،‬أو في آخره‪ :‬كحبلى وكرسي‪ ،‬فله غير "فعالل وفعاليل" من صيغ‬
‫منتهى الجموع اآلتي بيانها"‪:‬‬
‫وأضابير‬
‫َ‬ ‫(‪ 3‬و‪ )4‬أَفا ِّع َل وأفاعيلُ‪ :‬كأ َ ِّ‬
‫نام َل‬
‫ضل وأفاضلَ‪.‬‬ ‫(األول)‪ :‬ما كان على وزن "أَفعل"‪ ،‬صفة للت َّ ْفضيل‪ :‬كأف َ‬ ‫َّ‬ ‫ويجمع على "أفاعلَ" شيئا ِّن‪:‬‬
‫فإن كان صفة لغير التفضيل‪ :‬كأحمر وأزرق وأسود وأعرج وأعمى‪ ،‬لم يُجمع عليها وإنما يُجمع على‬
‫وزرق‪ .‬كما تقدم‪ ،‬إال إذا خر َج عن معنى الوصفيَّة إلى معنى االسميَّة‪ ،‬فيجمع هذا‬ ‫"فُ ْعل" كحمر ُ‬
‫وأداهم‪ .‬ومثل‪ :‬أحمر وأزرق‬‫َ‬ ‫الجمع‪ :‬كأسود (للحيَّة) واساودَ‪ ،‬وأجدل (للصقر) وأجادل‪ ،‬وأدهم (للقيد)‬
‫وأعامش"‪.‬‬
‫َ‬ ‫"أحامر وأزراقَ وأعار َج‬
‫َ‬ ‫وأعمش (أعالماً)‪ ،‬فتجم ُع على‬ ‫َ‬ ‫وأعر َج‬
‫ُ‬
‫(الثاني)‪ :‬اس ٌم على أربعة أحرف‪َّ ،‬أوله همزة ٌ زائدة‪ :‬كإصبع وأصاب َع‪ ،‬وأن ُملة وأناملُ‪ .‬وال يعتدُّ بعالمة‬
‫صيَع التي ستُذكر‪.‬‬ ‫التأنيث التي تلحقه‪ ،‬كما رأيتَ ‪ .‬وكذا ال يعتدُّ بها في كل ال ّ‬
‫وأساليب‪ ،‬وإضبارة‬
‫َ‬ ‫حرف مدّ كأسلوب‬ ‫ُ‬ ‫ويُجمع على "أفاعيل" ما كان من ذلك مزيدا ً قبل آخره‬
‫وأضابير‪.‬‬
‫َ‬
‫(ومثل "أدم" وزنه "فاعل" ألن أصله‪ :‬أأدم"‪ ،‬قلبت همزته الثانية مدة‪ ،‬ويجمع على "أوادم" على‬
‫وزن "أفاعل" ال على وزن "فواعل" كما قالوا‪ .‬وذلك ألن الهمزة في أوله هي زائدة وهي همزة‬
‫"أفعل" الصفة المنقول عنها اإلسم‪ .‬فهي كهمزة "أجدل" نثبتها في الجمع كما نثبتها في "جادل"‪.‬‬
‫وتقول في جمع أول‪" .‬أوائل" بوزن "أفاعل"‪ .‬ألن "أول" أصله "أوأل" أو "أأول" وكالهما وزنه‬
‫"أفعل"‪.‬‬
‫وهكذا تقول في كل ما كان على وزن "أفعل" من األسماء أو الصفات التي تشبه ما ذكرنا‪.‬‬
‫ب وتسابي َح‪.‬‬ ‫(‪ 5‬و‪ )6‬تفاع ُل وتفاعيلُ‪ :‬كت ِّ‬
‫َجار َ‬
‫وتجارب‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ويُجمع على "ت َفاعلَ" اس ٌم على أربعة أحرف‪ ،‬أ َّوله تاء زائدة‪ .‬كتنبل وتنا ِّبلَ‪ ،‬وتجرب ٍة‬

‫(‪)184/1‬‬

‫وتقاسيم‪ ،‬وتسبيحة وتسابيح‪،‬‬


‫َ‬ ‫كتقسيم‬
‫ٍ‬ ‫حرف مد‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ويجمع على "تفاعيل" ما كان منه مزيدا ً قبل آخره‬
‫وتنبا ٍل وتُنبو ٍل وت ْنبالة وتنابيل‪ ،‬وتفراج وتفاريج‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪ 7‬و‪ )8‬مفاعل ومفاعيل‪ :‬كمساجد ومصابيح‪.‬‬
‫ويجمع على (مفاعل) ما كان على أربعة أحرف‪ ،‬أوله ميم زائدة‪" :‬كمسجد ومساجد‪ ،‬ومكنسة‬
‫ومكانس"‪.‬‬
‫(وما كان منه ثالثه حرف مد "والحرف هنا ال يكون إال أصلياً‪ ،‬أو منقلبا ً عن أصل"‪ ،‬فإن كان ياء‬
‫أبقيتها على حالها‪ ،‬كمصيف ومصايف‪ ،‬ومعيشة ومعايش‪ ،‬ومعيبة ومعايب‪ .‬وإن كان منقلبا ً عن أصل‬
‫رددته إلى أصله‪ :‬كمفازة ومفاووز "واشتقهاقها من النور"‪ :‬وال يجوز قلب حرف المد هنا همزة ألنه‬
‫ليس بزائد كما هو في صحيفة وصحائف‪ ،‬ومدينة ومدائن‪ ،‬وسحابة وسحائب وكلها بوزن "فعائل" إال‬
‫ما شذ من قولهم‪ :‬مصيبة ومصائب‪ .‬وحقها أن تجمع على "مصاوب" لكن العرب قد أجمعت على‬
‫همز "المصائب" وقد قيل‪" :‬همز المصائب من المصائب" على أنها قد أجمعت أيضا ً على مصاوب‪،‬‬
‫كما هو القياس‪ .‬وكذا قالوا في جمع منارة‪" :‬مناور" على القياس‪ ،‬و "منائر" على الشذوذ)‪.‬‬
‫ويجمع على "مفاعيل" ما كان من ذلك مزيدا ً قبل آخره حرف مدٍّ‪ :‬كمصباح ومصابيح‪ ،‬ومطمورة‬
‫ومطامير وميثاق ومواثيق‪.‬‬
‫(‪ 9‬و‪ )10‬يَفا ِّع ُل ويفاعيلُ‪ :‬كيَ ِّ‬
‫حامدَ ويحامي ْم‪.‬‬
‫يُجمع على "يفاعل" اسم على أربعة أحرف‪ ،‬أوله يا ٌء زائدة‪" :‬كيحمد ويحامدَ‪ ،‬ويُعمل ٍة ويَعاملَ"‪.‬‬
‫ويحاميم‪ ،‬ويَنبوعٍ وينابيع"‪.‬‬
‫َ‬ ‫حرف م ٍدّ "كيحموم‬
‫ُ‬ ‫ويُجمع على "يفاعيل" ما كان منه مزيدا ً قبل آخره‬
‫(‪ 11‬و‪ )12‬فواع ُل وفواعيلُ‪ :‬كخَاتِّ َم وطواحينَ ‪.‬‬
‫(األول)‪ :‬اس ٌم على أربعة أحرف‪ ،‬ثانيه واو أو ألف زائدتان‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫يُجمع على "فواعل" ثالثة أشياء‪:‬‬
‫ونواص‪ ،‬ونافقا َء‬
‫ٍ‬ ‫"ككوثر وكواثر‪ ،‬وخاتم وخواتم‪ ،‬وجائز وجوائز‪ ،‬وخالف ٍة وخوالف‪ ،‬وناصية‬
‫ونوافق إال ما كان منه معتل العين والالم‪ ،‬فيجمع على مثال "فعالى" (بفتح الفاء والالم)‪" :‬كزاوية‬
‫وزوايا‪ ،‬وراوية وروايا‪ ،‬وحاوية وحاوياء وحوايا"‪.‬‬

‫(‪)185/1‬‬

‫(الثاني)‪ :‬ما كان من الصفات على وزن" فاعل"‪ ،‬للمؤنث‪" :‬كحائض وحوائض‪ ،‬وطالق وطوالق‪،‬‬
‫وناهد ونواهد"‪ .‬أو للمذكر غير العاقل‪" :‬كصاهل وصواهل‪ ،‬وشاهق وشواهق"‪ .‬وشذ جمعهم‪" :‬هالكا ً‬
‫وناكسا ً وفارساً" من المذكر العاقل‪" ،‬هواجس ونواكس وفوارس"‪.‬‬
‫(الثالث)‪ :‬ما كان من الصفات على وزن "فاعلة"‪" :‬ككاتبة وكواتب‪ ،‬وشاعرة وشواعر‪ ،‬وخاطئة‬
‫وخواطئ‪ ،‬وخاطية وخواط‪ :‬وما كان منه يوصف به المذكر والمؤنث‪ ،‬فيجع على "فواعل" أيضا ً‬
‫"كخالفة وخوالف"‪.‬‬
‫حرف مد‪" :‬كطاحونة وطواحين‪ ،‬وطومار‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ويجمع على "فواعيل" ما كان من ذلك مزيدا قبل آخره‬
‫وطوامير"‪.‬‬
‫واعلم أن الجواهر والجوارب والكواغد والطواجن ونحوها‪ ،‬من الجموع التي مفرداتها معربة‪ ،‬ليس‬
‫وزنها فواعل‪ ،‬كما قالوا‪ ،‬وإنما هو فعالل‪ ،‬وكذلك اليواقيت والشواهين والجواميس والخواتين‬
‫ونحوها‪ ،‬ليس وزنها فواعيل‪ .‬وإنما هو فعاليل‪ .‬ألن وزن فواعل وفواعيل لما كان ثانيه ألفا ً أو واوا ً‬
‫زائدتين‪ .‬وهذه الكلمات أعجمية معربة‪ ،‬وال يجوز أن يحكم بزيادة حرف في كلمة غير عربية‪ ،‬إذ ال‬
‫وجه للحكم بزيادة حرف في كلمة غير عربية‪ ،‬إذ ال وجه للحكم بالزيادة‪ .‬فاأللف والو فيها أصليتان‪،‬‬
‫كالدال في درهم والراء في قرطاس‪ .‬هذا هو الحق عند التحقيق‪.‬‬
‫صيارف ودياجير‪.‬‬ ‫(‪ 13‬و‪ )14‬فياعل وفياعيل‪ :‬ك َ‬
‫ويجمع على "فياعل" ما كان على أربعة أحرف‪ ،‬ثانيه ياء زائدة‪" :‬كصيرف وصيارف وهيزعة‬
‫وهيازع"‪.‬‬
‫حرف مدٍّ‪" :‬كديجور ودياجير‪ ،‬وصيخود‬ ‫ُ‬ ‫آخره‬ ‫قبل‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫مزيد‬ ‫منه‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫"يفاعيل"‬ ‫على‬ ‫ويجمع‬
‫وصياخيد‪ ،‬وصيداح وصياديح"‪.‬‬
‫صحائف وسحائب وكرائم‪.‬‬ ‫(‪ )15‬فعائل‪ :‬ك َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)186/1‬‬

‫مؤنث‪ ،‬على أربعة أحرف‪ ،‬قبل آخره حرف مد زائد‪ ،‬سواء أكان‬ ‫ٌ‬ ‫ويُجم ُع عليها شيئان‪" :‬األول"‪ :‬اس ٌم‬
‫تأنيثه بالعالمة "كسحابة وسحائب‪ ،‬ورسالة ورسائل‪ ،‬وذؤابة وذوائب‪ ،‬وحمولة وحمائل وصحيفة‬
‫وصحائف‪ ،‬وخليفة وخالئف‪ ،‬وحلوبة وحالئب‪ ،‬وركوبة وركائب‪ ،‬ونطيحة ونطائح‪ ،‬وذبيحة وذبائح‬
‫عقاب وعقائب‪ ،‬وعجوز‬ ‫أم كان مؤنثا ً بال عالمة‪" :‬كشَمال (بفتح الشين) وشما ٍل بكسرها) وشمائل‪ ،‬و ُ‬
‫وعجائز‪ ،‬وسعيد (علم امرأة) وسعائد"‪ .‬تقلب حرف المد في كل ذلك همزة‪.‬‬
‫وأما نحو‪" :‬عروب ونوار وجبان وفروقة"‪ ،‬فال يجمع على "فعائل" ألن هذه الصفات لم تخرج عن‬
‫معنى الوصفية إلى معنى االسميّة‪ .‬فإن سميت بها جمعتها عليها‪.‬‬
‫حرف مد‪ .‬وشذ‬
‫ُ‬ ‫ضرة وحرة على "ضرائر وحرائر‪ ،‬ألنه لم يزد قبل آخرها‬ ‫وشذ من المؤنث جمع َ‬
‫من المذكر جمع "صحيح ووصيد على صحائح ووصائد‪.‬‬
‫(الثاني) صفة على وزن "فعيلة" بمعنى (فاعلة)‪ :‬ككرمية وكرائم‪ ،‬وظريفة وظرائف‪ ،‬ولطيفة‬
‫ولطائف‪ ،‬وبديعة وبدائع‪.‬‬
‫(وأما "فعيلة" بمعنى مفعولة‪ ،‬باقية على الوصفية‪ ،‬فال تكون‪ .‬النه يجب ترك التأنيث اللفظي فيها‪،‬‬
‫فيقال‪" :‬امرأة قتيل وجريح" فإِّن أنَّثْتَ عند اللبس‪ ،‬لعدم ذكر الموصوف‪ :‬كرأيت قتيلة وجريحة‪ ،‬فهي‬
‫ال تجمع أيضا ً على "فعائل"‪ ،‬ألن التاء عارضة‪ .‬وأما قولهم‪" :‬نطيحة وذبيحة" فهما اسمان لما ينطح‬
‫ويذبح من الحيوان‪ ،‬مذكرا ً كان أو مؤنثاً‪ .‬وليستا صفتين‪ ،‬ألنهما خرجتا عن الوصفيّة إلى اإلسمية‪.‬‬
‫لذلك جمعوها على "نطائح وذبائح")‪.‬‬
‫(‪ )16‬فَعالى "بفتح الفاء والالم" كعذارى وغضابى‪.‬‬
‫(‪ )17‬فُعالى "بضم الفاء وكسر الالم" كتراق وموام‪.‬‬
‫(‪ )18‬فُعالى "بضم الفاء وفتح الالم"‪ :‬كسكارى وغضابى‪.‬‬
‫ويجم ُع على "الفَعالى" والفَعالي" أربعة أشياء (األول)‪ :‬اسم على وزن (فعلى) بفتح فسكون‪" :‬كفتوى‬
‫وفتاوى وفتا ٍو"‪.‬‬
‫(الثاني)‪ :‬اس ٌم على وزن (فعلى) بكسر فسكون‪ :‬كذفرى وذَفارى وذفار"‪.‬‬

‫(‪)187/1‬‬

‫صحارى وصحار"‪ ،‬أو صفة ألنثى ليس لها‬ ‫(الثالث)‪ :‬ما كان على وزن‪ :‬فعالء (اسماً)‪ :‬كصحراء و َ‬
‫مذكر‪" :‬كعذراء وعذارى وعذار"‪.‬‬
‫(الرابع)‪ :‬ما كان على وزن "فُعلى"‪ ،‬بضم فسكون صفة ألنثى ليس لها مذكر‪" :‬كحبلى وحبالى‬
‫و َحبا ٍل"‪ .‬و "الفعالى"‪ ،‬في ذلك كله‪ ،‬هي األصلُ‪ .‬وقد فتحوا المها تخفيفاً‪.‬‬
‫يُجمع على "الفَعال والفعالى" صفة على وزن "فَعالنَ " أو "فعلى"‪" :‬كغضبان وغَضبى وغضابى‪،‬‬
‫عطاشى‪ ،‬وكسالنَ وكسلى‬ ‫سكارى‪ ،‬وعطشان و َعطشى و َعطاشى و ُ‬ ‫سكارى و ُ‬‫وسكران وسكرى و َ‬
‫يارى"‪ .‬واألفض ُل ض ُّم أولها في الجمع‪ .‬وقد جمعوا‪،‬‬ ‫غ َ‬‫َيرى وغَيارى و ُ‬ ‫و َكسالى و ُكسالى‪ ،‬وغ َ‬
‫َيران وغ َ‬
‫ُ‬
‫على غير قياس أسيرا ً على "أسارى"‪ ،‬وقديما ً على "قُدامى"‪.‬‬
‫ويُجمع على "الفعالى"‪ ،‬وحدها‪ ،‬ثالثةُ أشياء‪( :‬األول)‪ :‬اسم معتل الالم على وزن "فَعيلة" "كهديَّة‬
‫وهدايا"‪.‬‬
‫ُ‬
‫(الثاني)‪ :‬اس ٌم معت ُّل الالم على وزن "فَعالة" بفتح الفاء‪ ،‬أو فِّعالة‪ ،‬بكسرها أو "فعالة" بضمها‪":‬‬
‫كجداية وجدايا‪ ،‬وهِّراوة وهَراوى‪ .‬ونُقاية ونَقاية"‪.‬‬
‫(الثالث)‪ :‬اسم معتل العين والالم‪ ،‬على وزن "فاعلة"‪" :‬كزاوية وزوايا‪.‬‬
‫هارى"‪.‬‬ ‫ط َ‬‫وقد جمعوا على قياس‪ ،‬يتيما وأيما ً وطاهرا ً على "يتامى وأيامى و َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(وزوايا في الحقيقة‪ ،‬وزنه "فواعل"‪" :‬ككاتبة وكواتب واألصل‪" :‬زوابي" فاستثقلوه فقلبوه إلى‬
‫"زوايا" بضرب من اإلبدال‪ ،‬كما ستعلم في بابه‪ ،‬مشابها ً لفعالى‪ ،‬من حيث زنتها اللفظية‪ .‬وقد أهمل‬
‫النحاة ذكر هذه األنواع الثالثة‪ ،‬المتقدمة في باب منتهى الجموع‪ ،‬اعتمادا ً على ما ذكروه في باب‬
‫اإلبدال)‪.‬‬
‫ويُجمع على "الفَعا ِّلي"‪ ،‬وحدها‪ ،‬شيئان‪( :‬األول)‪ :‬اسم ثالثي‪ :‬مختوم بتاء التأنيث‪ ،‬مزيد في آخره‬
‫سعالي "والهبرية والهباري‪ ،‬والت َّ ُر َ‬
‫قوة والتراقي‪.‬‬ ‫حرف علة‪" :‬كالمؤماة والموامي‪ ،‬والسعالة وال َّ‬
‫ُ‬

‫(‪)188/1‬‬

‫(الثاني)‪ :‬ما كان ثالثيا ً مزيدا ً فيه حرفان‪ ،‬أحدهما في حشوه‪ ،‬واآلخر حرف علة في آخره‪:‬‬
‫يجب أن يُحذف أحد زائديه‪ .‬فإن حذفت أولهما‪ ،‬جمعته على "الفعالي"‬ ‫ُ‬ ‫"كحبنطي"‪ .‬ومث ُل هذا‬
‫"كالحباطي"‪ .‬وإن حذفت حرف العلة‪ ،‬جمعته "فعالل"‪" :‬كحبانط"‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد جمعوا األهل واألرض والليلة على (األهالي واألراضي والليالي) شذوذا‪ .‬وهي ليست من هذا‬
‫الباب‪.‬‬
‫وما كان على وزن (الفعالي) إذا تجرد من (أل) واإلضافة‪ ،‬حذفتَ يَا َءه‪ ،‬ونونته تنوين ال ِّعوض كحبا ٍل‬ ‫َ‬
‫ق‪.‬‬
‫وسعا ٍل وترا ٍ‬
‫ي وقماري‪.‬‬ ‫ي "بتشديد الياء"‪ :‬ككراس ٌّ‬ ‫(‪ )19‬فَعال ٌّ‬
‫النسب‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ويجمع عليه شيئان‪( ،‬األول)‪ :‬اسم على ثالثة أحرف مزيد في آخره ياء مشددة ال يرادُ بها‬
‫ي ٍ وأناسي‪.‬‬ ‫ي ٍ وانس ّ‬
‫ي وزراب ّ‬ ‫ي وقماري‪ ،‬وزرب َّ‬ ‫ككرسي وكراسي‪ ،‬وأمنية وأماني‪ ،‬وقُمر ّ‬
‫ي"‪.‬‬
‫ي وحرباء وحراب َّ‬ ‫(الثاني)‪ :‬اسم مزيد في آخره ألف اإللحاق الممدودة‪" .‬كعلباء وعالب َّ‬
‫ي" شذوذاً‪.‬‬ ‫ي وظراب َّ‬ ‫وقد جمعوا إنسانا ً وظربانا ً على "اناس َّ‬
‫وما كان على وزن (فعالي) يجوز تخفيفه‪ ،‬فيجيء على (فعال)‪ .‬وتشديد يائه أكثر في االستعمال‪.‬‬
‫صوغ منتهى الجموع‬
‫باعي األصول‪" :‬كدرهم"‪ :‬أو خماسيها‪ :‬كسفرجل‪ ،‬والمزيد فيه منهما‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫اسم‬ ‫يجم ُع هذا الجمع ك َّل‬
‫كغضنفر وعندليب"‪ ،‬وبعض األسماء الثالثية األصول المزيد فيها‪" :‬كإِّصبع وتجربة ومسجد ويحمدَ‬
‫وموماةٍ وسعالةٍ وهبري ٍة وعنصوةٍ وكرسي وحرباء ونشوانَ‬ ‫يرفٍ وسحاب ٍة وتنوفة ْ‬ ‫ص َ‬ ‫وخاتم وكوث َ ٍر و َ‬ ‫ٍ‬
‫وحبلى وعلقى وعذراء"‪.‬‬
‫فما كان على أربعة أحرف‪ ،‬مما تقدم بنيته على لفظه‪ ،‬سواء أكان رباعي األصول أم ثالثيها‪ ،‬فنقول‬
‫وكواثر وصيارف وسحائب‬ ‫ُ‬ ‫وتجارب ومساجدُ ويحامدُ وخوات ُم‬‫ُ‬ ‫في جمع ما ذكر‪" :‬دراهم وأصابع‬
‫ي ونشاوى وحبالى وحبال وعالقى وعالق‬ ‫سعال وهبار وعناص وكراسي وحراب َّ‬ ‫وموام و َ‬
‫ٍ‬ ‫َناثف‬
‫وت ُ‬
‫وعذار"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وعذَارى‬
‫وما زاد على أربعة أحرف‪ ،‬مما يُرادُ تكسيره على صيغة ُمنتهى الجموع يحذف منه ما تختل معه‬
‫صيغة هذا الجمع‪.‬‬

‫(‪)189/1‬‬

‫"كسبطرى وسباطر وغضنفر وغضافر‪ ،‬واحرنجام‬ ‫ْ‬ ‫فإن كان االسم ُرباعي األصول حذفتَ زائده‪:‬‬
‫وحراجم‪ ،‬واقشعرار وقشاعر‪.‬‬
‫ومقاح َم‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ومقتحم‬
‫ٍ‬ ‫وإن كان ثالثيها‪ ،‬فإن كان مزيدا ً فيه حرفان‪ ،‬حذفتَ واحداً‪ :‬كمنطلق ومطالقَ ‪،‬‬
‫ومتصبر ومصابر"‪ .‬وإن كان مزيدا ً فيه ثالثةَ أحرف ‪ -‬حذفتَ اثنين‪" :‬كمستدع ومداع‪ ،‬ومخشوشن‬
‫ومجلو ٍذ ومجالذ"‪.‬‬
‫ّ ِّ‬ ‫ومخاشِّنَ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ويتعين حذف ما هو أولى بالحذف من غيره‪ .‬والميم الزائدةِّ في أول الكلمة أولى الزوائد بالبقاء من‬
‫غيرها على كل حال‪ .‬وتاء االفتعال واالستفعال‪ ،‬ونون األفعال‪ ،‬أولى بالبقاء من غيرها‪ .‬وتفضلها‬
‫غيرهما "كأل ْندَ ْد وأالدَّ‪ ،‬ويَل ْندَ ٍد ويَالدّ"‪ ،‬إال‬
‫ضالن في البقاء َ‬ ‫الميم الزائدة‪ .‬والهمزة والياء المصدَّرتان ت َ ْف ُ‬
‫ق ونطاليق‪ .‬واجتماع‬ ‫نون االنفعال‪ ،‬وتا َءي اإلفتعال واالستفعال فيفضلنها في البقاء‪" :‬كانطال ٍ‬
‫وتجاميع‪ ،‬واستخراج وتخاريج"‪.‬‬
‫سرانِّدُ‬‫وإن كان في الكلمة زيادتان متكافئتان‪ ،‬ال ت َفض ُل إحداهما األخرى فاحذف أيهما شئتَ ‪ ،‬فتقولُ‪َ " :‬‬
‫دى"‪ .‬وذلك ألن النون واأللف المقصورة‪ ،‬إنما زيدتا‬ ‫"سرندَى‪ ،‬وعل ْن ْ‬ ‫َ‬ ‫و َعالنِّدُ‪ ،‬وسرا ٍد و َعالدٍ" في جمع‬
‫ليلحق الوزن بسفرجل‪ .‬وال مزية ِّإلحداهما على األخرى‪ .‬وهذا شأنُ كل زيادتين زيدتا لإللحاق‪.‬‬
‫فينقلب ‪ -‬إن كان ألفا ً أو واوا‪ً،‬‬ ‫ُ‬ ‫حرف علة ساكنا ً قبل اآلخر‬‫َ‬ ‫ويُستثنى‪ ،‬مما تقدم كله‪ ،‬أن يكون الزائدُ‬
‫قرطاس وفردَ ْو ٍس وقَندي ٍل‪" :‬قراطيس وقراديس‬ ‫ٍ‬ ‫جمع‬ ‫في‬ ‫ياء‪ .‬وإن كان يا ًء يبقَ على حاله‪ ،‬فتقو ُل‬
‫ومقدور ويعبوب وساجور وطومار وصيداح‬ ‫ٍ‬ ‫وقناديل"‪ ،‬وتقول في جمع مصباح وإضمامة وتهويل‬
‫"مصابي َح وأضاميم وتهاويل ومقادير ويعابيب وسواجير وطوامير وصياديح"‪.‬‬

‫(‪)190/1‬‬

‫"مختار ومهتاج ومنقاد ومحتاج"‪ ،‬من الثالثي المزيد فيه المعتل العين‪ ،‬تحذف منه‬ ‫ٍ‬ ‫وما كان مثل‪:‬‬
‫"مخاير ومهاي ُج"‪ ،‬وفي‬
‫ُ‬ ‫التاء والنون‪ ،‬وتردّ ألفه إلى أصلها‪ ،‬من واو أو ياء‪ ،‬فيقال في األولين‪:‬‬
‫ج"‪ .‬ولك أن تعوض من المحذوف ياء قبل اآلخر فتقول‪َ " :‬مخايير ومهايي ُج‪،‬‬ ‫اآلخرين " َمقا ِّودُ ومحاو ُ‬
‫و َمقاويدُ ومحاوي ُج" ومثل ذلك‪ُ " :‬منطاد"‪ ،‬فتقول في جمعه‪َ " :‬مطاود ومطاويد"‪.‬‬
‫غير أن باب الصفات‪ ،‬المزيد في أولهامي ٌم‪ ،‬تجمع جم َع المذكر السالم‪ ،‬إن كانت للمذكر العاقل‪ ،‬وجمع‬ ‫َ‬
‫المؤنث السالم إن كانت لغيره وجمعها جمع تكسير مستكرهٌ‪.‬‬
‫وإن كان ما يُرادُ تكسيرهُ على صيغة ُمنتهى الجموع خماسي األصول حذفتَ خامسهُ وبنيتهُ على‬
‫"فعاللَ"‪ :‬كسفرجل وسفارج" فإن زاد على الخمسة طرحتَ مع خامسه ما زاد‪" :‬كعندليب وعنادِّل‪،‬‬
‫ثرى وقباعث"‪.‬‬ ‫وقب ْع َ‬
‫وما حذف منه لبنائه على (فعالل)‪ ،‬أو ما يشبهها في الوزن‪ ،‬يجوز أن يعوض من المحذوف بياء قبل‬
‫اآلخر‪ ،‬فيبنى على (فعاليل) أو شبهها فكما تقول في جمع‪ :‬سفرجل ومنطلق وعندليب‪" :‬سفارج‬
‫ومطالق وعنادل"‪ :‬بوزن (فعالل)‪ ،‬تقول في جمعها أيضاً‪" :‬سفاريج ومطاليق وعناديل"‪ ،‬على وزن‬
‫يجوز‪ ،‬على قلة‪ ،‬إثباتُ هذه الياء قبل آخر ما لم يحذف منه شيء‪ .‬فكما تقول في‬ ‫ُ‬ ‫(فعاليل)‪ .‬وكذلك‬
‫ً‬
‫جمع‪ :‬معذرةٍ وخاتم‪" :‬معاذر وخواتم"‪ ،‬تقول في جمعهما أيضا "معاذير وخواتيم"‪.‬‬
‫تلحق التاء بعض أوزان منتهى الجموع‪ ،‬فيكون جمعا ً لما فوق الثالثي‪ ،‬مما لحقته ياء النسبة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وقد‬
‫ي‪" :‬دماشقةٌ ومغاربةٌ وأزارقةٌ‬ ‫ي وصحف ّ‬ ‫ي وصيرف ّ‬ ‫ي ٍ وجوهر ّ‬
‫ي ٍ وأزرق ّ‬
‫ي ٍ ومغرب ّ‬ ‫فتقول في جمع دمشق ّ‬
‫وجواهرة ٌ وصيارفةٌ وصحائفة"‪.‬‬
‫ٌ‬
‫وقد يكونُ ما لحقته هذه التاء‪ ،‬من منتهى الجموع‪ ،‬جمعا ً لغير المنسوب‪ ،‬مما كان قبل آخره حرف م ٍدّ‬
‫زائد "وحرف المد هذا يجب حذفه‪ ،‬إذا لحقت التاء هذا الجمع"‪ ،‬مث ُل (جحاجحة وغطارفة)‪ ،‬في َجمع‬
‫وض من حرف المد المحذوف‪.‬‬ ‫"جحجاح وغطريف" فالتا ُء ِّع ٌ‬ ‫ٍ‬
‫(‪)191/1‬‬

‫وقد جاء ما لحقته هذه التاء أيضا ً جمعا ً لالسماء األعجمية غير الثالثية‪" ،‬سواء أكان قبل آخرها‬
‫ق وأ ُ ٍ‬
‫سوار"‪.‬‬ ‫واألساورةِّ" في جمع "جورب وزندي ٍ‬
‫ِّ‬ ‫حرف مد أم لم يكن"‪ :‬كالجواربة َّ‬
‫والزنادِّقة‬
‫ويجر بالكسرة‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫نون‬‫وما لحقته التاء من هذه الجموع‪ ،‬فهو منها‪ ،‬إال أنه ينصرف‪ ،‬فيُ َّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫اسم الجمع‬
‫واحدَ لهُ من لفظه‪ ،‬وإنما واحده من معناه‪ .‬وذلك‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ال‬ ‫أنه‬ ‫غير‬ ‫الجمع‪،‬‬ ‫معنى‬ ‫نَ‬‫م‬‫ّ‬ ‫تض‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫الجمع‪:‬‬ ‫اس ُم‬
‫"كجيش (وواحدُه‪ :‬جندي)" وشعب وقبيلة وقوم ورهط ومعشر وثلة (وواحدها‪ :‬رجل‪ ،‬أو امرأة)‬ ‫ٍ‬
‫وضأن‬
‫ٍ‬ ‫َم‬
‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫و‬ ‫)‬‫ٌ‬ ‫ناقة‬ ‫أو‬ ‫ل‬‫ٌ‬ ‫م‬
‫ََ‬‫ج‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫(والواح‬ ‫ونعم‬
‫ٍ‬ ‫بل‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫)‬
‫َ ٌ ِّ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ُها‪:‬‬ ‫د‬‫(وواح‬ ‫ْل‬ ‫ي‬‫وخ‬ ‫امرأة)‬ ‫(وواحدها‪:‬‬ ‫ونساءٍ‬
‫للذكر واألنثى)‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫(والواحد شاة‬
‫سار أو‬
‫الجمع‪ ،‬باعتبار معناهُ‪ ،‬فتقولُ‪" :‬القو ُم َ‬ ‫ِّ‬ ‫عاملَهُ معاملةَ المفردِّ‪ ،‬باعتبار لفظه‪ ،‬ومعاملة‬ ‫ولك أن ت ُ ِّ‬
‫ي أو أذكيا ُء"‪.‬‬ ‫شعْبٌ ذك ٌ‬ ‫ساروا‪ ،‬و َ‬
‫وأرهط وآبال"‪.‬‬ ‫يجوز جمعُهُ كما يُجم ُع ال ُمفردُ مثلُ‪" :‬أقوام وشعوب وقبائ َل ُ‬ ‫ُ‬ ‫وباعتبار أنه مفردٌ‪،‬‬
‫ورهطان وإبالن"‪.‬‬ ‫وقبيلتان َ‬
‫ِّ‬ ‫َعبان‬
‫ومان وش ِّ‬ ‫وتجوز تثنيتُهُ‪ ،‬مثلُ‪" :‬ق ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اسم الجنس الجمعي واالفرادي‬
‫بالتاء أو ياء‬ ‫ِّ‬ ‫يز عنه‬ ‫ي‪ :‬ما ت َض َّمنَ معنى الجمع داالًّ على الجنس‪ .‬وله مفردٌ ُم َّم ٌ‬ ‫الجنس الجمع ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫اس ُم‬
‫وبطيخةٌ وتمرة ٌ وحنظلةٌ"‪،‬‬ ‫َمر و َح ْنظ ٍل‪ ،‬ومفردُها‪" :‬تفاحةٌ وسفرجلةٌ ّ‬ ‫وبطيخ وت ٍ‬ ‫اح وسفرج ٍل ّ‬ ‫النسبة‪ :‬كتُفّ ٍ‬
‫ي"‪ .‬ويَكث ُ ُر ما يُمي َُّز عنه‬ ‫ي ويهود ٌّ‬ ‫ي وروم ٌّ‬ ‫ي وترك ٌّ‬ ‫وروم ويَهود"‪ .‬وفردُها‪" :‬عرب ٌّ‬ ‫ٍ‬ ‫ب وتركٍ‬ ‫ومثل‪َ " :‬ع َر ٍ‬
‫مام وحمامه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالتاء في األشياء المخلوقة‪ ،‬دون المصنوعة‪" :‬كن َْخ ٍل ونخلةٍ‪ ،‬وبطيخ وبطيخة‪ ،‬و َح ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ُمفردهُ‬
‫وطين وطينةٍ"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫فين وسفينةٍ‪،‬‬ ‫س ٍ‬ ‫األشياء المصنوعة‪" :‬ك َ‬ ‫ِّ‬ ‫ونعام ونَعامة"‪ .‬ويق ُّل في‬ ‫ٍ‬
‫ي‪.‬‬‫الجنس اإلفراد ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫س ٍل‪ ،‬فهو اس ُم‬ ‫َ‬
‫وما د َّل على الجنس صالحا للقليل منه والكثير‪ :‬كماءٍ ولبَ ٍن وع َ‬‫ً‬
‫فوائد‬
‫(‪ )1‬تكسير ما جرى على الفعل من الصفات‬

‫(‪)192/1‬‬

‫كرم و ُملتقَ َ‬
‫ط‬ ‫ج (أسما ًء للفاعلين) و ُم َ‬ ‫ومستخر ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ق‬ ‫كر ٍم و ُمنطل ٍ‬‫ما جرى على الفعل من الصفات‪ :‬ك ُم ِّ‬
‫فالمذكر العاق ُل بالواو والنون‪ ،‬والمؤنث‬ ‫ُ‬ ‫و ُمستخر َج (أسما ًء للمفعولين)‪ ،‬فبابُهُ أن يُجم َع جم َع تصحيحٍ‪:‬‬
‫تكسير ُه‬
‫ُ‬ ‫فيجوز‬ ‫"‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫ط‬ ‫م‬ ‫و‬
‫ُ ِّ ٍ ُ ِّ ٍ‬ ‫ع‬ ‫رض‬ ‫م‬ ‫"ك‬ ‫بالمؤنث‪:‬‬ ‫والتاء‪ .‬إال ما كان خاصا ً‬ ‫ِّ‬ ‫غير العاق ِّل باأللف‬‫والمذكر ُ‬
‫ُ‬
‫سمع " َمحاويج" في جمع ُمحتاج‪ ،‬و "مفاطير" في جمع ُم ْفطر‪ ،‬و‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫َ"‪.‬‬‫ل‬ ‫ف‬
‫ِّ‬ ‫طا‬‫م‬‫قياساً‪َ َ ِّ َ :‬‬
‫و‬ ‫ع‬ ‫راض‬‫م‬ ‫"ك‬
‫ْ‬
‫" َمياسير" في جمع ُمو ِّسر‪ ،‬و " َمالقح" في جمع ُملقح‪ ،‬و " َمناكير" في جمع ُم ْن َكر "(بفتح الكاف)‬
‫وهو الداهي العاقل الفَطن‪.‬‬
‫شعَرا َء‬ ‫بو ُ‬ ‫س ُر قياساً‪ :‬ك ُكتَّا ٍ‬ ‫وشاعر وكام ٍل وهادٍ‪ ،‬فهذا يُ َك َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬
‫المجرد‪ :‬ككات ٍ‬ ‫َّ‬ ‫أما اس ُم الفاعل من الثالثي‬
‫يجر على لفظ الفعل في حركاته وسكناته‪.‬‬ ‫وكملَ ٍة وهُداةٍ‪ ،‬ألنه لم ِّ‬
‫سر‪ .‬وإنما يُجمع‪،‬‬ ‫ب ومعلوم ومبدول‪ ،‬فمجرى الكالم األكثر ّ‬
‫أن ال يُ َك َّ‬ ‫وأما اس ُم المفعول منه‪ :‬كمكتو ٍ‬
‫تكسير مفعو ٍل‬ ‫ُ‬ ‫سمع‬ ‫والتاء‪ .‬وقد ُ‬
‫ِّ‬ ‫للمذكر العاقل‪ ،‬بالواو والنون‪ ،‬وللمؤنث والمذكر غير العاقل باأللف‬
‫على "مفاعيل" في ألفاظٍ ‪ ،‬وهي‪َ :‬ماليين ومجاهيل ومالقيح و َمضمامين و َمماليك ومشائيم و َميامين‬
‫ومساليخ ومجانين ومناكير ومراجيع"‪ .‬وقد جمع "مشهوراً" على "مشاهير" صاحب‬ ‫ٍ‬ ‫ومكاسير‬
‫ي في شرح أمثاله‪ .‬وقد َعدَّ النحاة ُ ما ورد من‬ ‫ي في مصباحه‪ ،‬والميدان ُّ‬ ‫القاموس في قاموسه‪ ،‬والفيوم ُّ‬
‫سمع‪ .‬ولكن في هذا المنع تحجيرا ً على الناس‪ .‬ومن‬ ‫ذلك سماعياً‪ .‬وأطلقوا المن َع في تكسير غير ما ُ‬
‫رجع إلى كالم متقدمي النحاة‪ ،‬كسيبويه وغيره‪ ،‬ال يجد ك َّل هذا التضييق‪.‬‬
‫(‪ )2‬جمع الجمع‬
‫"أكالب‬
‫َ‬ ‫ت وقطراتٍ" (بضمتين)‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت و ِّكالبا ٍ‬ ‫ورجاال ٍ‬ ‫ت ِّ‬ ‫قد يُجم ُع الجم ُع‪ .‬وذلك مثلُ‪" :‬بيوتا ٍ‬
‫وأزاهير وغَرابينَ "‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وأظافير‬
‫َ‬ ‫وأضاب َع‪،‬‬

‫(‪)193/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ويُجمع ما كان على صيغة منتهى الجموع جم َع المذكر السالم‪ ،‬إن كان للمذكر العاقل‪" :‬كأفاضلين‬
‫واجبات‬ ‫ص ِّ‬‫ونواكسين" وجمع المؤنث السالم‪ ،‬إن كان للمؤنث‪ ،‬أو للمذكر غير العاقل نحو‪َ " :‬‬
‫ألنتن صواحباتُ يوسف"‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫"إنكن‬ ‫َوواهِّالت" وفي الحديث‪:‬‬
‫ي‪ ،‬فما ورد منه يُحفظ وال يقاس عليه‪.‬‬ ‫الجمع سماع ٌّ‬
‫ِّ‬ ‫وجم ُع‬
‫(‪ )3‬الجمع ال مفرد له‬
‫ُ‬
‫األسماء ماال يُستعمل إال بصيغة الجمع‪ ،‬ألن مفرده قد أهمل قديما ً فنسي‪ ،‬وذلك‪ :‬كالتعاشيب (وهي‬ ‫ِّ‬ ‫من‬
‫ضروبه)‪ ،‬والتعاجيب (وهي العجائب)‪ ،‬والتباشير‬ ‫ألوان العشب و ُ‬‫ٌ‬ ‫القطع المتفرقة من العشب أو هي‬
‫(وهي البشائر)‪ ،‬والتَّجاويد (وهي األمطار الجيدة النافعة)‪ ،‬واألبابيل (وهي ال ِّف َرق)‪.‬‬
‫(‪ )4‬الجمع على غير مفرده‬
‫من الجموع ما يجري على غير مفرده‪ ،‬وذلك‪" :‬كال َمحاسن وال َمالمح وال َمخاطر وال َمشاب ِّه والمسا ّم‬
‫شبَهٌ‬ ‫والحوائج والطوائح واللواقح" وواحدُها‪ُ :‬حس ٌْن (بضم فسكون) ولَمحة (بفتح فسكون) و َخ َ‬
‫ط ٌر و َ‬
‫طوحةٌ و ُم ْل ِّقحة (بصيغة اسم الفاعل فيهما)‪.‬‬ ‫(بفتحتين فيهما)‪ ،‬وسم (بفتح السين) وحاجة و ُم ّ ِّ‬
‫سمع‪،‬‬ ‫وحديث‪ .‬ومفردها الحقيقي‪ ،‬لو ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وعروض‬
‫ٌ‬ ‫وكاألباطيل واألحاديث واألعاريض‪ .‬وواحدها‪ :‬باط ٌل‬
‫سمعت سماعا ً نادراً) وطائحة والقحة وأبطولة‬ ‫سما ً وحائجة (وهذه ُ‬ ‫لكان محسنا ً ْ‬
‫وملمحا ً و َمشبها ً و َم َّ‬
‫وأعروضة وأحدوثة‪ ،‬وهذه مسموعةٌ مفردا ً لألحاديث‪ ،‬وقد جا َءت على القياس‪ .‬لكن الحديث ليس له‬
‫جمع إال األحاديث‪ .‬فاألحاديث جمعا ً لحديث‪ ،‬جاءت على غير قياس‪ ،‬وجمعا ً ألحدوثة وردت على‬
‫القياس‪.‬‬
‫(‪ )5‬ما كان جمعا وواحدا‬

‫(‪)194/1‬‬

‫األسماء ما يكون جمعا ً ومفردا ً بلفظٍ واحد وذلك كالفُ ْلك‪ ،،‬قال تعالى‪{ :‬في الفُ ْلك المشحون}‪ ،‬فلما‬ ‫ِّ‬ ‫من‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫جمعه قال‪{ :‬الفلك التي تجري في البحر}‪ .‬ومن ذلك قولهم‪" :‬رجل ُجنبٌ ورجال ُجنبٌ "‪( ،‬بضمتين)‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫فاط َّهروا}‪ .‬ومنه العد ُّو‪ :‬قال تعالى‪{ :‬فإنهم َعد ٌُّو لي إال ربَّ العالمين}‪،‬‬ ‫قال تعالى‪{ :‬وإن كنتم ُجنُبا ً َّ‬
‫عز وجل‪{ :‬هؤالء ضيفي}‪ .‬ومنه الدَّالص‬ ‫ضيف‪ ،‬قال َّ‬ ‫دو لكم}‪ .‬ومنه ال َّ‬ ‫قوم َع ٌّ‬‫وقال‪{ :‬وإن كان من ٍ‬
‫فالن‬
‫وبكسر فسكون‪ ،‬وبفتح فسكون‪ ،‬تقول‪" :‬هذا ولدُ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وال ِّهجان والولد (بفتحتين)‪ ،‬وبضم فسكون‪،‬‬
‫المذكر‬
‫ُ‬ ‫وهؤالء ولدُهُ"‪ .‬ويجوز جمعه فتقول‪" :‬أوالد"‪ .‬فك ُّل ذلك يَستوي فيه الواحدُ والجم ُع‪ ،‬وكذا‬
‫والمؤنث‪.‬‬
‫(‪ )6‬جمع المركبات‬
‫السالم‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫بابن أو ذي‪ ،‬فإن كان للعاقل جمعتَ "ابنا" جم َع المذكر‬ ‫ي ٍ مصد ٍَّر ٍ‬ ‫إذا أردت جم َع ُمر َّكب إضاف ّ‬
‫غير‪ :‬فتقول في جمع ابن عباس‪" :‬بنو‬ ‫أو جمع التكسير‪ ،‬وجمعتَ "ذو" جم َع المذكر السالَم ال ُ‬
‫وابن‬
‫ِّ‬ ‫كابن آوى‬
‫ِّ‬ ‫علم‪ .‬وإن كان لغير العاقل‪:‬‬ ‫علم‪ :‬ذَ ُوو ٍ‬ ‫عباس"‪ ،‬أو "أبنا ُء عباس"‪ .‬وتقول في جمع ذو ٍ‬
‫الح َّجة‪ ،‬جمعت "ابناً" على "بناتٍ" و "ذو" على "ذواتٍ"‪ :‬كبنا ِّ‬
‫ت‬ ‫بون وذي القَعدة وذي ِّ‬ ‫وابن لَ ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫عرس‬
‫ت القَعدة وذوات الح َّجة‪.‬‬ ‫آوى وذوا ِّ‬
‫األسماء ِّم ْن حده‪ ،‬فتقو ُل في جمع قلم‬ ‫ِّ‬ ‫تجمع صدرهُ كما تجمع‬ ‫ْ‬ ‫بابن وال ذي‪،‬‬ ‫صد ٍَّر ٍ‬‫غير ُم َ‬ ‫وإن كان َ‬
‫الرجل‪" :‬أقالم الرجل"‪.‬‬
‫ب مزجيا‪ ،‬أو إسناديا‪ ،‬توصلتَ إلى الداللة على الجمع بزيادة "ذوو" قبله إن كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فإن كان المر َّك ُ‬
‫مذكرا ً عاقال‪ ،‬و "ذوات"‪ ،‬إن كان مؤنثا‪ ،‬أو مذكرا غير عاقل‪ :‬كذوي م ْع ِّد يكرب‪ ،‬وسيبَويه‪ ،‬وبَ َرق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شاب‬
‫َ‬ ‫نحرهُ‪ ،‬وتأبط شرا ً (ومفرداتها أعالم رجال)‪ .‬والمعنى‪ :‬أصحاب هذا االسم‪ .‬وتقول في جمع‬ ‫ُ‬
‫"‪.‬‬ ‫بعلبكَّ‬ ‫َ‬
‫شاب قرناها‪ ،‬وذوات‬ ‫َ‬ ‫‪ :‬ذات‬ ‫وبعلبكَّ‬ ‫قرناها (علم امرأة)‬
‫(‪ )7‬جمع االعالم‬
‫عرفه‪ :‬كمحم ِّد والمح َّمدينَ ‪.‬‬ ‫إذا ُجم َع العل ُم صار نكرةً‪ .‬ولهذا تدخلُه "أل" بعد الجمع لت ُ ّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)195/1‬‬

‫السالم (وهو األولى)‪ ،‬وإن شئتَ‬ ‫َ‬ ‫اسم رج ٍل فأنتَ بالخيار‪ ،‬إن شئتَ جمعته جمع المذكر‬ ‫وإذا جمعتَ َ‬
‫نظيره من األسماء‪ ،‬فتقول في جمع زيد وعمرو و ِّبشر‬ ‫َ‬ ‫جمعته جمع التكسير على َح ِّدّ ما تجمع عليه‬
‫وأبشار وبُشور‪ ،‬وأحمدون‬ ‫ٌ‬ ‫عمور‪ ،‬وب ْشرون‬ ‫وأحمدَ‪" :‬زيدون وأزياد وزيُود‪ ،‬و َع ْمرون وأع ُم ٌر و ُ‬
‫وأحامد"‪.‬‬
‫تكسير نظير ِّه‬‫َ‬ ‫سرته‬ ‫اسم امرأةٍ‪ ،‬فإن شئتَ جمعته باأللف والتاء (وهو األولى)‪ .‬وإن شئتَ ك َّ‬ ‫وإن جمعتَ َ‬
‫عدٍ‪،‬‬‫وزينب وسعاد‪ :‬دَ َعداتٌ وأد ُ‬‫َ‬ ‫من األسماء‪ ،‬فتقو ُل في جمع دَ ْعدٍ‪ ،‬و ُج ْمل (بضم الجيم وسكون الميم)‬
‫سعُدٌ (بضمتين) و َ‬
‫سعائِّد"‪.‬‬ ‫سعادات وأسعُدٌ و ُ‬ ‫ب‪ ،‬و ُ‬ ‫و ُج ُمالت وأجما ٌل و ُج ُمول‪ ،‬وزينباتٌ وزَ يانِّ ُ‬
‫ت ( َعلَ َمين) قلتَ ‪ :‬ذوو عابدينَ ‪ ،‬وذواتُ فاطماتٍ‪ .‬فإن‬ ‫وإن سميتَ بالجمع السالم‪ :‬كعابدينَ وفاطما ٍ‬
‫سر‪ ،‬غير صيغة منتهى الجموع‪ ،‬فأنتَ بالخيار‪ ،‬إن شئتَ جمعته جمع سالم ٍة (وهو‬ ‫سميت بالجمع المك َّ‬
‫وأنمار‪ ،‬إن سميتَ بهما الرجل‪" :‬أعبدون وأنمارون‪ ،‬وأعابدُ وأنامير"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫األولى)‪ ،‬فتقول في جمع أعبُ ٍد‬
‫فإن سميتَ بهما المرأة َ قلت‪" :‬أعبداتٌ وأنماراتٌ ‪ ،‬وأعابدُ وأنامير"‪ ،‬فإن كان المسمى به على صيغة‬
‫صالح لهذه الصيغة‪ ،‬فال يُجم ُع إال جمع السالمة‪ .‬فمثلُ‪" :‬مساجدَ‬ ‫ٍ‬ ‫غير‬
‫وزن ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫منتهى الجموع‪ ،‬أَو على‬
‫ونُبَها َء‪ ،‬إن سميتَ بهما‪ ،‬وال يُجمع إال على " َمساجدون ونُبهاوون" للمذكر‪ ،‬و " َمساجداتٌ ونُبَهاواتٌ "‬
‫للمؤنث‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ونحوهُ‪ ،‬من األعالم المركبة تركيبا إضافيا‪ ،‬قلتَ ‪" :‬عبدو هللا‪ ،‬وعبيدُ هللا"‬ ‫َ‬ ‫وإن جمعتَ "عبد هللا"‬
‫التكسير على الجزء األول‪ ،‬ليس إِّال‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫تُجري صيغةَ السالم ِّة أ ِّو‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( النسبة وأحكامها )‬

‫االسم يا ًء مشدَّدة ً مكسورا ً ما قبلها‪ ،‬للدَّاللة على نسبة شيءٍ إلى َ‬


‫آخر‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫آخر‬ ‫ُ‬
‫إلحاق ِّ‬ ‫النسبةُ‪ :‬هي‬
‫ي ٍ‪.‬‬
‫ي وهاشم ّ‬ ‫ي ود َمشق ّ‬ ‫والذي تل َحقُهُ يا ُء النسب ِّة يُس َّمى منسوباً‪ :‬كبيروت ّ‬
‫(‪)196/1‬‬

‫(وفي النسبة معنى الصفة‪ ،‬ألنك إذا قلت‪" :‬هذا رجل بيروتي"‪ ،‬فقد وصفته بهذه النسبة‪ .‬فان كان‬
‫االسم صفة‪ ،‬ففي النسبة اليه معنى المبالغة في الصفة‪ ،‬وذلك أَن العرب إذا أرادت المبالغة في وصف‬
‫شيء‪ ،‬ألحقوا بصفته ياء النسب‪ ،‬فاذا أرادوا وصف شيء بالحمرة‪ ،‬قالوا‪" :‬أحمر"‪ .‬فإذا أَرادوا‬
‫المبالغة في وصفه بالحمرة‪ ،‬قالوا‪" :‬أحمري")‪.‬‬
‫َّ‬
‫الحرف ال ُمتص َل بها‪ .‬ويحدث بالنسب ثالثة‬
‫َ‬ ‫وإذا نسبتَ إلى اسم ألحقتَ به يا َء النسبة‪ ،‬وكسرتَ‬
‫تغييرات‪ ،‬األول لفظي وهو ِّإلحاق آخر االسم ياء مشددة‪ ،‬وكسر ما قبل آخره‪ ،‬ونقل حركة اإلعراب‬
‫إلى الياء‪ .‬الثاني معنوي وهو جعل المنسوب إليه اسما ً للمنسوب‪ .‬الثالث حكمي‪ :‬وهو معاملته معاملة‬
‫اسم المفعول من حيث رفعه الضمير والظاهر على النائبية عن الفاعل‪ ،‬ألنه تضمن بعد إلحاق ياء‬
‫النسب معنى اسم المفعول‪ .‬فإذا قلت "جاء المصري أبوه"‪ ،‬فأبوه نائب فاعل للمصري‪ .‬وإذا قلت‪:‬‬
‫"جاء الرجل المصري"‪ ،‬فالمصري يحمل ضميرا ً مستترا ً تقديره‪" :‬هو" يعود على الرجل‪ .‬ألن معنى‬
‫"المصري"‪ :‬المنسوب إلى مصر)‪.‬‬
‫َ‬
‫تى وفت َ ِّو ّ‬
‫يٍ‪،‬‬ ‫يٍ‪ .‬ومنها ما يتغير‪ :‬كفَ ً‬
‫سين و ُحسْين ّ‬
‫ب‪ :‬ك ُح ٍ‬
‫والمنسوب على أنواعٍ‪ :‬منها ماال يتغي َُّر عندَ النس ِّ‬
‫ُ‬
‫يٍ‪.‬‬
‫ص َحف ّ‬
‫صحيف ٍة و َ‬
‫و َ‬
‫النسبة إلى المؤنث بالتاء‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ي‪.‬‬
‫ي وطلح ٌّ‬ ‫طلحةَ‪ِّ :‬‬
‫فاطم ٌّ‬ ‫التأنيث‪ ،‬حذَفتها وجوباً‪ :‬فتقول في فاطمة و َ‬ ‫َ‬ ‫بتاء‬
‫تم ِّ‬ ‫إذا نسبت إلى ما ُخ َ‬
‫ال ِّنّسبة إلى الممدود‬
‫ي‪،‬‬ ‫تم بألفٍ ممدودة‪ ،‬فإن كانت للتأنيث وجب قلبُها واواً‪" ،‬كحمراس‪ ،‬وحمراو ّ‬ ‫إذا نسبتَ إلى ما ُخ َ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫وبيضاء وبيضاو ّ‬
‫ووضَّائي‪ ،‬وقُ َّراء وقُ َّرائ ّ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫كوضَّاء ُ‬‫وإن كانت أصليَّةً تبقَ على حالها‪ُ :‬‬
‫وإن كانت ُمبدَلةً من وا ٍو أو ياءٍ ‪ :‬ككساءٍ ورداءٍ ‪ ،‬أو مزيدَة ً لإللحاق‪ ،‬ك ِّع ْلباءٍ وحرباءٍ "‪ ،‬جاز فيها‬
‫يٍ‬
‫وحربائ ّ‬
‫يٍ‪ِّ ،‬‬ ‫ي ٍ و ِّعلباو ّ‬
‫يٍ‪ ،‬و ِّعلبائ ّ‬‫ي ٍ ورداو ّ‬ ‫يٍ‪ ،‬وردائ ّ‬ ‫األمران‪ :‬تصحي ُحها وقلبُها واواً‪" :‬ككسائ ّ‬
‫ي ٍ وكساو ّ‬ ‫ِّ‬
‫ص ُح‪.‬‬ ‫ُ‬
‫والهمز أف َ‬ ‫يٍ"‬
‫وحرباو ّ‬
‫ِّ‬
‫ال ِّنّسبة إلى المقصور‬

‫(‪)197/1‬‬

‫يٍ‬ ‫صو ّ‬ ‫تى" قلبَتها واواً‪" :‬كعَ َ‬ ‫تم بألفٍ مقصورةٍ‪ ،‬فإن كانت ثالثةً‪" :‬كعصا ً وفَ ً‬ ‫إذا نسبتَ إلى ما ُخ َ‬
‫يٍ"‪.‬‬ ‫وفَت َو ّ‬
‫ساكن الثاني‪ ،‬جازَ قلبُها واواً‪ ،‬وجاز حذفُها‪ :‬فتقول‪ .‬في َمل َهى و ُحبلى و َع ْلقًى‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫اسم‬
‫وإن كانت رابعة في ٍ‬
‫المختار حذفُها إن كانت للتأنيث‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫لكن‬ ‫‪،‬‬‫ي‬‫َ ٌّ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫ي‬ ‫و‬‫َ‬
‫َ ٌّ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ي‬‫ي‪ ،‬و ُحبْل ِّ ٌّ ُ ٌّ‬
‫بل‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ي‪ ،‬و َم ْل ِّه ٌّ‬ ‫" َم ْل َهو ٌّ‬
‫ْعى"‪.‬‬
‫لهى‪ ،‬و َمس ً‬ ‫"كحبلى"‪ ،‬وقلبُها واواً‪ ،‬إن كانت لإللحاق‪" :‬كعلقى"‪ ،‬أو ُمبدَلةً من وا ٍو أو ياءٍ ‪ :‬ك َم ً‬
‫ي"‪.‬‬‫ويجوز‪ ،‬مع القلب‪ ،‬زيادة ُ ألفٍ قبل الواو‪" :‬ك ُحبالوي و َعلقاو ّ‬
‫صطفَى‬ ‫"كبردَى و َج َمزى"‪ ،‬أو كانت فوقَ الرابعة‪" :‬كم ْ‬ ‫َ‬ ‫تحر ِّك الثاني‪،‬‬ ‫اسم ُم ِّ ّ‬‫وإن كانت رابعةً في ٍ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫ي ومستشف ٌّ‬ ‫ي و ُجما ِّد ٌّ‬‫ي و ُمصطف ٌّ‬ ‫ي و َج َم ِّز ٌّ‬ ‫و ُجمادَى‪ ،‬و ُمسْتشفَى" حذَفتها ُوجوباً‪ ،‬فتقول‪" :‬بَ َر ِّد ُّ‬
‫النَّسبة إلى المنقوص‬
‫ً‬
‫اسم منقوص‪ :‬فإن كانت يا ُؤهُ ثالثة‪ ،‬قلبَتهاواوا وفتحت ما قبلها‪ ،‬فتقول في النسبة إلى‬ ‫ً‬ ‫إذا نسبتَ إلى ٍ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫ش َج ِّو ُّ‬ ‫يِّ‪" :‬ال َّ‬ ‫شج ّ‬ ‫ال َّ‬
‫فتح ما قبلَها‪ ،‬وجاز حذفُها‪ ،‬فتقول في النسبة إلى القاضي‪:‬‬ ‫وإن كانت رابعةً‪ ،‬جازَ قلبُها واوا ً مع ِّ‬
‫ي" والمختار حذفُها‪.‬‬ ‫ي والتَّربَو ُّ‬ ‫ي والقاضي"‪ ،‬وفي النسبة إلى التربي ِّة‪" :‬التَّرب ُّ‬ ‫ض ِّو ٌّ‬ ‫"القا َ‬
‫ي"‪.‬‬
‫ي وال ُمستعل ٌّ‬ ‫وإن كانت خامسةً حذفتها وجوباً‪ ،‬فتقو ُل في ال ُمرتجى وال ُمستعلي‪" :‬ال ُمرتج ُّ‬
‫ال ِّنّسبة إلى المحذوف منه شيء‬
‫المحذوف‪ ،‬فتقول في النسبة‬ ‫َ‬ ‫الالم لم ي َُردَّ إليه‬
‫محذوف الفاء‪ ،‬فإن كان صحي َح ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫إذا نسبتَ إلى اسم ثالثي‬
‫ب الردُّ وفت ُح عين ِّه‪ ،‬فتقول‪:‬‬ ‫َّ‬
‫ي"‪ .‬وإن كان ُمعتلها‪ِّ :‬كشيّ ٍة و ِّديَةٍ‪ ،‬و َج َ‬ ‫وصف ُّ‬ ‫وصفَةٍ‪ِّ " :‬عدِّي ِّ‬ ‫إلى ِّعدَةٍ ِّ‬
‫يٍ‪ ،‬بكسر أولهما وفتح ثانيهما‪.‬‬ ‫ي ِّ و ِّود ِّو ّ‬ ‫"وش ِّو ّ‬ ‫َ‬
‫(‪)198/1‬‬

‫محذوف الالم‪َ ،‬ردَ ْدتَ إِّليه ال َمه‪ ،‬وفتحتَ ثانيه‪ ،‬فتقو ُل في النسب ِّة إلى َع ٍم‬ ‫ِّ‬ ‫يٍ‬
‫اسم ثالث ّ‬‫وإذا نسبت إِّلى ٍ‬
‫ي‬
‫ي وأبو ٌّ‬ ‫ش َج ِّو ٌّ‬
‫يو َ‬ ‫ضةٍ‪َ :‬ع َم ِّو ٌّ‬ ‫ُ‬
‫شفَ ٍة وثبَ ٍة و ِّع َ‬ ‫ودم وغ ٍد و َ‬ ‫ومئ َ ٍة وأم ٍة وي ٍد ٍ‬ ‫سنَ ٍة ِّ‬ ‫خ ولُغَ ٍة و َ‬ ‫ب وأ َ ٍ‬ ‫َج وأ َ ٍ‬‫وش ٍ‬
‫ي‬ ‫ُ‬
‫شفَوي" و ثبَو ٌّ‬ ‫ي "أو َ‬ ‫ي وشفَه ٌّ‬ ‫ي و َغدَ ِّو ٌّ‬ ‫ي ودَ َم ِّو ٌّ‬
‫ي ويَدَ ِّو ٌ‬‫ي وأ َمو ٌّ‬ ‫ومئ َو ٌّ‬ ‫ي ِّ‬ ‫سنَو ٌّ‬
‫يو َ‬ ‫ُ‬
‫ي ولغَو ٌّ‬ ‫وأخو ٌّ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫ضو ٌّ‬ ‫و ِّع َ‬
‫َج‬
‫ٍ‬ ‫ش‬ ‫و‬ ‫م‬
‫ٍَ‬ ‫ع‬ ‫ك‬ ‫‪:‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫وجوب‬ ‫النسبة‬ ‫في‬ ‫ُّها‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫وجب‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫تصحيح‬
‫ٍ‬ ‫جمع‬ ‫أو‬ ‫ٍ‪،‬‬
‫ة‬ ‫تثني‬ ‫في‬ ‫ُّ‬ ‫د‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫المحذوف‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫الال‬ ‫كانت‬ ‫ث ّم إن‬
‫ض ٍة وأ َمةٍ‪ ،‬ألنك‬ ‫سن ٍة و ِّع َ‬ ‫وأخوان"‪ ،‬وك َ‬ ‫ٍ‬ ‫وأبوان‬
‫ٍ‬ ‫َجيان‬
‫وان وش ِّ‬ ‫ب وأخٍ‪ ،‬ألنك تقول في ت َثْنيتهما‪َ " :‬ع َم ٍ‬ ‫وأ ٍ‬
‫ضهات) وأموات"‪.‬‬‫َ‬ ‫ضوات (أو ِّع َ‬ ‫سنَهات) و ِّع َ‬ ‫سنوات (أو َ‬ ‫تقول في جمعها جم َع سالمةٍ‪َ " :‬‬
‫تردُّ في ت َث ْني ٍة أو جمع سالمةٍ‪ ،‬جاز َردُّها في النسبة‪ ،‬وهو األفص ُح‪ ،‬وجازَ عد ُم َّ‬
‫الردَّ‪،‬‬ ‫وإن كانت ال َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ي‬ ‫ومئ ٍة ولُغةٍ‪ .‬فكما تقول‪" :‬يَدو ٌّ‬
‫ي ودَم ِّو ٌّ‬ ‫ودم وغ ٍد وثُبَ ٍة ِّ‬ ‫َنسب إلى االسم على لفظه‪ .‬وذلك‪ :‬كيَ ٍد ٍ‬ ‫فَت ُ‬
‫ي"‪ ،‬ألنك تقول في ت َثْنيتها‪:‬‬ ‫ي ولُ ِّغ ٌ‬ ‫وم ِّئ ٌ‬‫ي ِّ‬‫ي وثُب ٌ‬‫ي وغَد ٌ‬ ‫ي"‪ ،‬تقول‪" :‬يَ ِّد ٌ‬ ‫ي ولُغَو ٌّ‬‫ومئ َ ِّو ٌّ‬ ‫ي وثَبَ ِّو ٌّ‬
‫ي ِّ‬ ‫وغَد ِّو ٌّ‬
‫تصحيح‪" :‬ثُبات ولُغات"‪ ،‬بعدَ ِّم ر ِّدّ‬‫ٍ‬ ‫بتان ولُغتان"‪ ،‬وتقول في جمع "ثُب ٍة ولغةٍ" جم َع‬ ‫مان وث ُ ِّ‬ ‫"يدان ودَ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الالم المحذوفة في التثنية أو الجمع‪.‬‬
‫شفَه ٌ‬
‫ي‬ ‫ي"‪ ،‬ونسبوا إليها بر ِّدّ المحذوف‪ ،‬فقالوا‪َ " :‬‬ ‫وقد نسبوا إلى "الشفَة" على لفظها‪ ،‬فقالوا‪َ " :‬‬
‫ش ِّف ٌ‬
‫وبر ِّدّ المحذوف عند الجمع‪.‬‬ ‫شفَوات" َ‬ ‫شفَهات و َ‬ ‫ي"‪ ،‬مع أنهم قالوا في جمعها‪َ " :‬‬ ‫شفَ ِّو ٌ‬
‫و َ‬
‫تحذف همزته وت ُ َردَّ إليه ال ُمهُ‪ ،‬وأن ي َ‬
‫ُنسب‬ ‫َ‬ ‫واسم‪ ،‬أن‬
‫ٍ‬ ‫كابن‬
‫ٍ‬ ‫وض من الم ِّه همزة الوص ِّل‪،‬‬ ‫ع َ‬ ‫ويجوز فيما ُ‬ ‫ُ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫ي وإسم ّ‬ ‫ي‪ ،‬وإبن ّ‬ ‫ي و ِّس َمو ٌ‬‫إليه على لفظه‪ ،‬فتقول‪ :‬بَنَو ٌ‬

‫(‪)199/1‬‬

‫التاء‪ ،‬وهو قو ُل الخليل‬ ‫وحذف ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ي"‪ ،‬بر ِّدّ ِّ‬
‫الالم‬ ‫ي وأخو ّ‬ ‫ت وأختٍ‪" :‬بَنو ٌ‬ ‫وتقول في النسبة إلى بن ٍ‬
‫ي"‬ ‫ُ‬
‫ي وأخت ٌ‬ ‫ْ‬
‫وسيبويه‪ .‬وهو القياس‪ :‬باعتبار أنها في األصل تا ُء تأنيث مربوطة‪ .‬ويجوز أن تقول‪" :‬بِّنت ٌ‬
‫س‪.‬‬‫َنسب إليهما على لفظهما‪ .‬وهو قو ُل يونُ َ‬ ‫ت ُ‬
‫(وحجته أن التاء لغير التأنيث‪ ،‬ألن ما قبلها ساكن صحيح‪ ،‬وألنها ال تبدل هاء في الوقف‪ ،‬كما تبدل‬
‫التاء في نحو "كاتبة وشجرة" وهو أقرب إلى الفهم وأبعد عن االلتباس؛ فال تلتبس النسبة إليها بالنسبة‬
‫إلى "ابن وأخ" والحق أن تاء أخت أصلها تاء التأنيث المربوطة‪ ،‬كما هو مذهب الخليل والليث‪:‬‬
‫وليست عوضا ً من الم الكلمة المحذوفة‪ ،‬وهي الواو‪ ،‬كما ذهب إليه سيبويه وغيره‪ .‬وذلك أنهم لما‬
‫حذفوا الواو بسطوا التاء المربوطة‪ ،‬ليكون بسطها أمكن في الوقف عليها من المربوطة‪ .‬فكأن بسطها‬
‫تعويض لها من المها المحذوفة)‪.‬‬
‫ال ِّنّسيبة إلى الثالثي المكسور الثاني‬
‫ً‬
‫وجب تخفيفه بجعل الكسرةِّ فتحة‪ ،‬فتقو ُل في النسبة‬ ‫َ‬ ‫الحرف الثاني‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫مكسور‬
‫ِّ‬ ‫اسم ثُالث ّ‬
‫يٍ‪،‬‬ ‫إذا نسبتَ إلى ٍ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ي و َملك ٌّ‬ ‫ي وإِّبَل ٌّ‬ ‫ي ود َُؤل ُّ‬ ‫إلى ن َِّمر ودُئِّل وإب ٍل و َملِّكٍ ‪" :‬نَ َم ِّر ٌّ‬
‫ال ِّنّسبة إلى ما قبل آخره ياء مشددة مكسورة‬
‫الياء المسكورةِّ‪ ،‬فتقو ُل في النسبة إلى‬ ‫شدَّدة ٌ مكسورةٌ‪ ،‬خفَّ ْفتها بحذف ِّ‬ ‫إذا نسبتَ إلى ما قب َل آخر ِّه يا ٌء م َ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫ي والغُزَ يل ُّ‬‫ي وال ُك َريم ُّ‬ ‫ي وال َكيْس ّ‬ ‫ي وال َميْت ُّ‬ ‫َّ‬
‫"الطيْب ُّ‬ ‫الط ِّيّب والميِّّت وال َكي ِّّس وال ُكر ِّيّم والغُز ِّيّل‬
‫ال ِّنّسبة إلى ما آخره ياء مشددة‬
‫يٍ‪ ،‬قلبت الثانيةَ واواً‪،‬‬ ‫ط ّ‬ ‫يٍ و َ‬ ‫ً‬
‫تم بياءٍ ُمشدَّدةٍ‪ ،‬فإن كانت مسبوقة بحرف واحدٍ‪ ،‬ك َح ّ‬ ‫إذا نسبتَ إلى ما ُخ َ‬
‫يٍ"‪.‬‬ ‫ي ٍ وطو ِّو ّ‬ ‫ُ‬
‫وردَ ْدت َها إلى الواو‪ ،‬إن كان أصلها الواو‪" :‬ك َحيَو ّ‬ ‫وفتحتَ األولى‪َ ،‬‬
‫يٍ‪ ،‬حذفتَ اليا َء االولى وفتحت ما قبلها‪،‬‬ ‫ي ٍ و ُجدَ ّ‬ ‫ُ‬
‫ي ٍ وقص ّ‬ ‫ي ٍ ونب ّ‬ ‫ي ٍ و َع ِّد ّ‬‫وإن كانت مسبوقةً بحرفين‪ :‬كعل ّ‬
‫يٍ"‪.‬‬ ‫ي ٍ وقُ َ‬
‫ص ِّو ّ‬ ‫ي ٍ و َعدو ّ‬ ‫وقلبت الثانية واواً‪" :‬كعَلَو ّ‬

‫(‪)200/1‬‬

‫ب موضعَها‪ .‬فالنسبةُ إلى الكرس ّ‬


‫ي ِّ‬ ‫س ِّ‬‫وجب حذفها ووض ُع ياء الن َ‬
‫َ‬ ‫بأكثر من حرفين‪،‬‬
‫َ‬ ‫وإن كانت مسبوقةً‬
‫ي"‪ ،‬كأنك أبقيتَ ما كان كذلك على حاله‪.‬‬
‫ي وشافع ٌّ‬
‫والشافعي‪" :‬كرس ٌّ‬
‫ً‬
‫(فائدة ‪ -‬إذا سميت بنحو "بخاتي وكراسي"‪ ،‬مما كان على صيغة منتهى الجموع مختوما بياء مشددة‬
‫ليست للنسب كان ممنوعا ً من الصرف‪ ،‬كأصله المسمى به‪ .‬ثم إذا نسبت إليه حذفت ياءه المشددة‪،‬‬
‫ويجر‬
‫ٍ‬ ‫ووضعت موضعها ياء النسبة‪ .‬وبذلك يخر ُج عن وزن منتهى الجموع فينصرف‪ .‬أي ينون‬
‫بالكسرة‪ ،‬ألن ياء النسب في تقدير اإلنفصال‪ .‬وأما ما لحقته ياء النسبة مما سمي به من هذه الصيغة‪،‬‬
‫كأن تسمي شخصا ً بمساجدي‪ ،‬فهو منصرف أيضا ً لخروج الوزن عن منتهى الجموع بلحاق ِّ‬
‫الياء‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫آخره وإن كانت‪ ،‬األصل‪ ،‬في تقدير االنفصال‪ ،‬ألنها جزء من االسم‪ ،‬ألن التسمية به وقعت مصحوبا ً‬
‫بها)‪.‬‬
‫ال ِّنّسبة إلى التثنيَة والجمع‬
‫ق‬ ‫ب واألخال ِّ‬ ‫العراقين والكت ُ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫إذا نسبتَ إلى مثنَّى أوب مجموعٍ‪ ،‬وجب َردُّهُ إلى المفرد‪ :‬فالنسبةُ إلى‬
‫ي‬
‫ي وأسود ٌّ‬ ‫ي َوقَبل ٌّ‬ ‫ي وفَ َرض ٌّ‬ ‫ي ودَ ْول ٌّ‬ ‫ي و ُخلُق ٌّ‬‫ي وكتاب ٌّ‬ ‫والد َُّو ِّل والفَرائض والقبائ ِّل والسود‪" :‬عراق ٌّ‬
‫ي"‪ ،‬إال الجم َع الذي ال واحدَ له‪ :‬كعَبابيدَ وأبابي َل وت َجاليدَ‪ ،‬أو كان يجري على غير مفردهِّ‪،‬‬ ‫وسوداو ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الم َح و َمحاسِّنَ و َمشابِّهَ‪ .‬وواحدُها‪ :‬ل ْمحة و ُحسْن َوشبَهٌ‪ ،‬أو كان ال واحدَ لهُ من لفظه (وهو اس ُم‬ ‫ك َم ِّ‬
‫ث‬ ‫تاء التأني ِّ‬
‫ب أو ِّ‬ ‫س ِّ‬‫بياء النَّ َ‬
‫فر ُق بينَهُ وبين واحد ِّه ِّ‬ ‫الجمع)‪ :‬كالقوم والم ْعشر والجيش‪ ،‬أو كان مما يُ َّ‬ ‫ِّ‬
‫سب إليه لفظهُ‪ ،‬فتقولُ‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وروم وت َْم ٍر وتفاحٍ‪ .‬فكل ذلك يُن َ‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬
‫ب وأعرا ِّ‬ ‫ي)‪ :‬كعَ َر ٍ‬
‫(وهو اس ُم الجنس الجمع ّ‬
‫ي وتُفاح ّ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫ي وت َْمر ّ‬
‫ي وعرب ّ‬ ‫ي وقوم ّ‬
‫ي ومحاسن ّ‬ ‫" َعبابيد ّ‬

‫(‪)201/1‬‬

‫حيث تجريده من عالمتي التثني ِّة والجمع‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ق بالمثنى والجمعِّ السالم حك ُم ما ألحقَ به‪ ،‬من‬ ‫وحك ُم الملح ِّ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ي" وفي النسبة إلى عشرين‪ِّ :‬عشري"‪ ،‬وفي‬ ‫َ‬
‫عند النسبة إليه‪ ،‬فتقول في النسبة إلى اثنين‪" :‬إثني أو ثن ِّو ّ‬
‫ي‪.‬‬‫ٌّ‬ ‫ابن‬ ‫أو‬ ‫ي‬
‫ي وأرض ٌّ َ ٌّ‬
‫نو‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫وأرضينَ وعالَمين وبنينَ " َ‬
‫سنو ٌّ‬ ‫النسبة إلى سنينَ َ‬
‫يٍ‪ ،‬وأوزاعٍ‬ ‫"كأنمار وأنمار ّ‬ ‫ٍ‬ ‫جمع تكسير‪ ،‬نسبت إليه على لفظه‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫علم منقو ٍل عن‬ ‫إذا نسبتَ إلى ٍ‬
‫يٍ"‪.‬‬ ‫"كأنصار وأنصار ّ‬ ‫ٍ‬ ‫يٍ"‪ .‬وكذا ما جرى منه مجرى العلم‪:‬‬ ‫وأوزاع ّ‬
‫ال ِّنّسبة إلى العلم المنقول عن تثني ٍة أو جمع‬
‫يدان‪ ،‬وزيدُونَ وعابدُون‪،‬‬ ‫كحسنان وزَ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫سالمة‪،‬‬ ‫علم منقو ٍل عن ُمثنَّى أو جمعي ال َّ‬ ‫وإذا نسبت إلى ٍ‬
‫و َعرفاتٍ‪ ،‬فإن كان باقيا َ على إعرابه قبل النسبة إليه‪َ ،‬ردَدْتهُ إلى المفرد ونسبتَ إليه‪ .‬فتقولُ‪َ " :‬حسن ٌّ‬
‫ي‬
‫المذكر السالم ال ُمس ّمى بهما إلى اإلعراب‬ ‫ِّ‬ ‫ع ِّد َل بالمثنى وجمعِّ‬ ‫ي" وإن ُ‬ ‫ي وأذرع ٌّ‬ ‫ي وعرف ٌّ‬ ‫ي وعابد ٌّ‬ ‫وزَ يد ٌّ‬
‫ي‪،‬‬
‫ي وزيدون ُّ‬ ‫ي‪ ،‬وعابدون ُّ‬ ‫ي وزيدان ُّ‬ ‫ُ‬
‫بالحركات‪ ،‬نسبت إلى لفظهما الذي ن ِّقال عنهُ‪ ،‬فتقولُ‪" :‬حسنان ُّ‬
‫صرف‪ ،‬نسبت إبيه‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫إعراب‬
‫َ‬ ‫إعرابه‬ ‫والتاء إلى‬‫ِّ‬ ‫ع ِّد َل بما ُجمع باأللف‬ ‫ي"‪ .‬وإن ُ‬ ‫ي وزيدين ُّ‬ ‫وعابدين ُّ‬
‫فيجوز حذفُها أو قلبُها واوا ً في نحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫األلف فَتُعاملُها كما تُعام ُل ألف المقصور‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫بحذف التاء‪ .‬أما‬
‫ِّقات"‪ ،‬فيقالُ‪:‬‬ ‫سراد ْ‬ ‫ف وجوبا ً في نحو‪" :‬ت َ َمرات وفاطمات و ُ‬ ‫ي"‪ ،‬وتحذَ ُ‬ ‫ي وهندَو ٌّ‬ ‫"ه ْندات" فتقول‪" :‬هند ٌّ‬
‫ي"‪.‬‬‫سرادق ٌّ‬ ‫يو ُ‬ ‫ي وفاطم ٌّ‬ ‫"ت َ َمر ٌّ‬
‫فيجب‬
‫ُ‬ ‫وك ُّل ذلك إنما هو فيما سمي به‪ :‬أما ما كان باقيا ً على التثنية أو الجمع‪ ،‬ولم يُنقل إلى العَلمية‪،‬‬
‫س ْنين والمسلمين والتمراتِّ‪ :‬كتاب ٌّ‬
‫ي‬ ‫َردُّهُ إلى لمفرد عند النسبة إليه فتقول في النسبة إلى الكتابين والح َ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫ي وت َْمر ّ‬ ‫ي و ُمسلم ّ‬ ‫وحسن ٌّ‬
‫ال ِّنّسبة إلى العلم المركب‬

‫(‪)202/1‬‬

‫الثاني‪ ،‬ونسبت إلى‬ ‫َ‬ ‫زيج‪ ،‬حذفت الجزء‬ ‫تركيب جملة أو َم ٍ‬ ‫َ‬ ‫ب‪ ،‬فإن كان مركبا ً‬ ‫علم ُم َر َّك ٍ‬
‫إذا نسبت إِّلى ٍ‬
‫ي‪،‬‬ ‫ي ومعد ّ‬ ‫ي وب ْعل ّ‬ ‫ي وجاد ّ‬ ‫الجزء األول‪ ،‬فتقول في تأبَّط ش ًَّرا‪ ،‬وجاد الحق‪ ،‬وبعلبكّ ‪ ،‬ومعد يكرب‪ :‬تأبَّط ّ‬
‫ي" على غير القاعدة‪.‬‬ ‫"حضرم ّ‬‫َ‬ ‫موت‬ ‫أو معدوي وقالوا في حض َْر ْ‬
‫المضاف أبا ً أو أ ًّما أو ابناً‪ ،‬طرحتَ المضاف‪ ،‬ونسبت إلى‬ ‫ُ‬ ‫كان‬ ‫فإن‬ ‫ٍ‪،‬‬
‫ة‬ ‫وإن كان مركبا ً تركيب إضاف‬
‫غير‬
‫ي"‪ .‬وإن كان َ‬ ‫ي وعبّاس ٌّ‬ ‫ي و ُكلثوم ٌّ‬ ‫"بكر ٌّ‬ ‫ِّ‬ ‫عباس‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بكر وأم ُك ْل ٍ‬
‫ثوم وابن‬ ‫المضاف اليه‪ ،‬فتقول في أبي ٍ‬ ‫ِّ‬
‫ْس‪ ،‬وطرحت اآلخر‪ ،‬فتقو ُل في النسبة إلى عب ِّد األشهل وعب ِّد‬ ‫ليس في النسبة ِّإليه لَب ٌ‬ ‫ذلك‪ ،‬نسبتَ إلى ما َ‬
‫ِّب إلى‬‫ي"‪ ،‬ت َنس ُ‬ ‫ص َم ِّد ٌّ‬‫يو َ‬ ‫ي ودار ٌّ‬ ‫َّ‬
‫ي و َمطلب ٌّ‬ ‫ي و َمناف ٌّ‬ ‫منافٍ وعب ِّد المطلب وعبد الد َِّّار وعبد الص ّمدِّ‪" :‬أش َه ِّل ٌّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ب األ ِّسن ِّة و َمجدَ ِّل َّ‬
‫غزة َ‪:‬‬ ‫ورأس بعلبك و ُمالع ِّ‬
‫ِّ‬ ‫امرئ القي ِّْس‬‫المضاف إليه‪ .‬وتقو ُل في النسبة إلى ِّ‬
‫ي"‪ ،‬تنسب إلى المضاف‪.‬‬ ‫ي و َمجدَل ٌّ‬ ‫ي و ُمال ِّعب ٌّ‬ ‫ي ورأس ٌّ‬ ‫"امرئ ٌّ‬
‫ِّ‬
‫النسْبة إلى (فعيلة) المفتوحة الفاء‬
‫غير معتل العين‪ ،‬وال ُمضاعفاً‪ ،‬جا َء على وزن‪:‬‬ ‫الفاء‪َ ،‬‬‫بفتح ِّ‬‫ِّ‬ ‫إذا نسبتَ إلى ما كان على وزن "فَعيلة"‪،‬‬
‫ي‬‫صحيفة‪َ " :‬حنَف ٌّ‬ ‫يٍ" بفتح عين ِّه وحذف يائه‪ ،‬فتقول في النسبة إلى َحنيفة وربيعة وبَجيلة و َع ِّليّة و َ‬ ‫"فَعَل ّ‬
‫ي"‪.‬‬‫ص َحف ٌّ‬ ‫يو َ‬ ‫ي و َعلَو ٌّ‬ ‫ي وبَجل ٌّ‬ ‫وربَع ٌّ‬‫َ‬
‫ب‪ ،‬وفي النسبة إلى السليقة والطبيعة‬ ‫سليمة" من األزد‪ ،‬و " َعميرة َ" من َكل ٍ‬ ‫َ‬ ‫وقالوا في النسبة إلى " َ‬
‫ي" على خالف القياس‪.‬‬ ‫ي وبَديه ٌّ‬ ‫ي وطبيع ٌّ‬‫سليق ٌّ‬ ‫يو َ‬ ‫عمير ٌّ‬ ‫يو َ‬ ‫والبَديهة‪" :‬سليم ٌّ‬
‫يٍ‪.‬‬
‫ي ٍ وجليل ّ‬ ‫ً‬
‫فإن كان ُمعت َّل العين‪ :‬كطويلةٍ‪ ،‬أو مضاعفا‪ ،‬كجليلةٍ‪ ،‬يبقَ على حاله‪ :‬كطويل ّ‬
‫النسبة إلى (فعيلة) المضمومة الفاء‬

‫(‪)203/1‬‬

‫غير مضاعفٍ ‪ ،‬جا َء على وزن‬ ‫الفاء وفتح العين‪َ ،‬‬ ‫إذا نسبتَ إلى ما كان على وزن "فُعَيْلة"‪ ،‬بضم ِّ‬
‫ي"‪ .‬وقالوا في‬ ‫ي وأ ُ َمو ٌّ‬ ‫ي و ُمزَ ن ٌّ‬ ‫يٍ"‪ ،‬بحذف يائ ِّه‪ ،‬فتقو ُل في النسبة إلى ُج َهيْنةَ و ُمزَ ينةَ وأ ُ َميّة‪ُ " :‬ج َهن ٌّ‬ ‫"فَعل ّ‬
‫ي"‪ ،‬على خالف القياس‪.‬‬ ‫ي ونُ َوي ِّر ٌّ‬ ‫"رديْن ٌّ‬ ‫ُردَيْنة ونُ َويرة‪ُ .‬‬
‫ي"‪.‬‬ ‫ي وحميم ٌّ‬ ‫ُ‬
‫فإن كان َمضافعاً‪ ،‬كأميْمة وال ُح َميم ِّة بقي على حاله‪ ،‬فتقول‪" :‬أ َمي ِّْم ٌّ‬
‫النسْبة إلى (فَ ْعيل) بفتح الفاء وضمها فُعيْل‬
‫الالم ‪ -‬من َوزن ْي "فَعي ٍل" بفتح الفاء‪ ،‬و "فُعَي ٍل" بض ّمها ‪ِّ -‬بفَعيلة‪ ،‬وفُعَيلة‪،‬‬ ‫قد ألحقوا ما كان ُمعت ُّل ِّ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫صو ٌّ‬ ‫ي وق َ‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫يٍ‪َ " :‬علو ٌّ‬ ‫ص ّ‬ ‫ُ‬
‫ي"‪ ،‬فقالوا في نحو َعلي وق َ‬ ‫ي وفُعَل ٌّ‬ ‫سبوهما على "فَعل ٌّ‬ ‫فن َ َ‬
‫ي‪،‬‬
‫ي و َجميل ّ‬ ‫عقَ ْي ٍل وأ ُويْس‪ ،‬بَقيا على حالها‪ ،‬فتقولُ‪َ " :‬عقيل ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫فإن كان صحيحي الال ِّم‪َ :‬كعقي ٍل وجميل‪ ،‬و ُ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫وأويْس ٌّ‬‫ي ُ‬ ‫عقَيْل ٌّ‬‫و ُ‬
‫ي"‪ ،‬على غير‬ ‫سلم ٌّ‬ ‫َ‬ ‫يو ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ي وهذل ٌّ‬ ‫ي وق َرش ٌّ‬‫ُ‬ ‫ي و َعت َك ٌّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سلي ٍْم‪" :‬ثقف ٌّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يش وهذ ْي ٍل و ُ‬ ‫ُ‬
‫وقالوا في ثقيفٍ وعتيكٍ وق َر ٍ‬
‫ُنسب إليها على لفظها‪ ،‬ألنها صحيحة الالم‪.‬‬ ‫والقياس أن ي َ‬ ‫ُ‬ ‫القياس‪.‬‬
‫النسبة إلى ذي حرفين‬
‫ثالث له‪ ،‬فإن كان ثانيه حرفا ً صحيحاً‪ ،‬جاز تَضْعيفُهُ و َعدْمهُ‪ ،‬فتقول في النسبة‬ ‫َ‬ ‫ي ٍ ال‬‫إذا نسبتَ إلى ثُنائ ّ‬
‫ي" وإن كان‬ ‫وجب تضعيفُهُ وإدغامهُ‪ ،‬فتقول في ْلو‪َ :‬‬
‫"لو ّ‬ ‫َ‬ ‫ي" وإن كان الثاني واوا ً‬ ‫ي و َك ِّم ٌّ‬ ‫إلى َك ْم‪َ :‬ك َم ٌّ‬
‫ي"‪ .‬وإن كان‬ ‫قلب هذه الهمزة واواً‪ ،‬فتقول‪" :‬الو ّ‬ ‫ي"‪ ،‬ويجوز ُ‬ ‫ألفا ً زيدَ بعدَها همزةٌ‪ ،‬فتقول في ال‪" :‬الئ ّ‬
‫ي" وإنما تجوز‬ ‫ً‬
‫وقلب الياء المزيدة للتضعيف واوا‪ ،‬فتقول في َك ْي " َكيَ ِّو ّ‬ ‫ُ‬ ‫يا ًء وجب فت ُحه وتضعيفُهُ‬
‫النسبةُ إلى هذه األحرف‪ ،‬وغيرها‪ ،‬إذا جعلتها أعالما‪ ،‬وإال فال‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫النسبة بال يائها‬

‫(‪)204/1‬‬

‫والبن‪ ،‬أي‪ :‬ذي ت َْم ٍر‬


‫ٍ‬ ‫كتامر‬
‫ٍ‬ ‫قد يُستغنى في النسبة عن يائها‪ ،‬وذلك ببناء االسم على وزن "فاعل"‪:‬‬
‫اج‬
‫ار و َع َّو ٍ‬ ‫َّ‬
‫ار وحدَّادٍ‪ ،‬وعط ٍ‬ ‫الح َرف غالباً‪ :‬كبَقَّا ٍل َّ‬
‫وبز ٍار ون ّج ٍ‬ ‫بن‪ ،‬أو ببنائه من وزن "فَعّال" وذلك في ِّ‬ ‫ولَ ٍ‬
‫ولباس‪ .‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫طعام‬
‫ٍ‬ ‫أو ببنائه على وزن "فَع ٍل" بفتح الفاء وكسر العين‪ .‬كرج ٍل ط ِّع ٍم ولبِّ ٍس‪ ،‬أي‪ :‬ذي‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ُ‬
‫ي‪ ،‬ولك ِّنّي نَ ِّه ْر * ال أد ِّل ُج اللَّ ْي َل ول ِّكن أَبت ِّكر*‬
‫*لَ ْستُ ِّبلَيْل ٌّ‬
‫ي‪ ،‬أي‪ :‬عام ٌل بالنهار‪.‬‬ ‫أي ولكني نَهار ّ‬
‫الحرف‪ .‬كقوله‬ ‫ِّ‬ ‫ف‪" :‬كحائك" في معنى َح َّواك‪ ،‬كما يكونُ (فَعّالٌ) في غير‬ ‫للح َر ِّ‬ ‫وقد يكونُ (فا ِّعلٌ) ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ظ ٍلم‪ ،‬وقو ٍل امرئ القَي ِّْس‪:‬‬ ‫تعالى‪{ :‬وما َربُّكَ بظالّ ٍم للعبيد}‪ ،‬أي‪ :‬بذي ُ‬
‫سيفٍ ‪ ،‬ولَ َ‬
‫يس ِّبنَبَّال*‬ ‫يس ِّبذي َ‬ ‫طعَنُني ب ِّه * ولَ َ‬ ‫ح‪ ،‬فَيَ ْ‬ ‫ْس ِّبذي ُر ْم ٍ‬ ‫*ولي َ‬
‫بصانع نَبْل‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫صاحب نَ ْب ٍل‪ ،‬ولم ي ُِّر ْد أنهُ ليس‬ ‫َ‬ ‫أي‪ :‬ليس‬
‫ذهب ال ُمبَردُ‬ ‫َ‬ ‫فأشبهت أن تكونَ قياسيّةً‪ ،‬وقد‬ ‫ْ‬ ‫سماعيّةٌ‪ ،‬ولكنَّها واردة ٌ بكثرةٍ‪،‬‬ ‫ب َ‬ ‫س ِّ‬ ‫وهذه األوزانُ في النّ َ‬
‫إلى أنها قياسيةٌ‪ ،‬وليس ببعيد أن تكون قياسية‪.‬‬
‫شواذ النسب‬
‫ُقاس‬ ‫ُ‬
‫ب التي تُحفَظ وال ي ُ‬ ‫ّ‬
‫ريرهُ من القواعد‪ ،‬فهو من شوا ِّذ النس ِّ‬ ‫ْ‬
‫سبقَ تَق ُ‬ ‫ً‬
‫ب ُمخالفا لما َ‬ ‫س ِّ‬‫ما جا َء في النّ َ‬
‫بكسر الباء‬ ‫ِّ‬ ‫ي"‪،‬‬‫صر ٌّ‬ ‫ص َرة "بِّ ِّ‬ ‫ُ‬
‫ذكر بضعها والتنبيهُ عليه‪ .‬ومنها قولهم في النسبة إلى البَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫عليها‪ .‬وقد ت َقدَّم ُ‬
‫ي"‪ ،‬بزيادة‬ ‫"مروز ّ‬ ‫ي"‪ ،‬بضم السين‪ ،‬وإلى َمر ٍو ْ‬ ‫س ْهل ّ‬‫س ْهل‪ُ " :‬‬ ‫ي" بضم الدال‪ ،‬وإلى ال َّ‬ ‫ُهر ّ‬‫َّهر‪" :‬د ِّ‬ ‫وإلى الد ِّ‬
‫(بعدم َردَّها إلى المفرد‪ ،‬م َع أنها ُمعربة بالحرف‪ ،‬وإلى الشآم واليَ َم ِّن‬ ‫ِّ‬ ‫"‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫"بحران‬ ‫ين‬ ‫َ ِّ‬ ‫البحر‬ ‫وإلى‬ ‫ّ‬
‫الزاي‪،‬‬
‫ي‬
‫ي و ُج ّمان ٌّ‬ ‫ي وشَعران ٌّ‬ ‫"رقَبان ٌّ‬ ‫بتخفيف ياء النّسب‪ .‬ومن ذلك قولهم‪ُ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫هام"‪،‬‬
‫ويمان و ِّت ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫"شآم‬
‫ٍ‬ ‫وتِّهامةَ‪:‬‬
‫َعر وال ُج ّم ِّة واللّحية‪.‬‬ ‫الرقبةَ والش ِّ‬ ‫ي"‪ ،‬للعَظيم َّ‬ ‫ولَحْ يان ٌّ‬
‫(‪)205/1‬‬

‫ي"؛ وفي النسبة إلى‬ ‫"وحْ دان ٌّ‬


‫الوحْ دة‪َ :‬‬
‫ي"‪ ،‬وفي النسبة إلى َ‬ ‫يٍ‪" :‬طائ ّ‬‫ومنه قولهم في النسبة إلى ط ّ‬
‫ي" والقياس‪:‬‬
‫ور ٌّ‬
‫ي"‪ ،‬وفي النسبة إلى َحروراء‪َ " :‬ح ُر ِّ‬ ‫ي" أو "با ِّد ٌ‬‫ي" والقياس‪" :‬بادَو ُّ‬
‫البادية‪" :‬بَدَ ِّو ٌّ‬
‫ي)‪.‬‬‫( َح ُرورا ُّ‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( تصريف األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( التصغير )‬

‫االسم‪ ،‬ويفت َح ثانيه‪ ،‬ويزادَ بعد الحرف الثاني يا ٌء ساكنةٌ تُس ّمى‪( :‬يا َء‬ ‫ِّ‬ ‫صغير‪ :‬أن يُضم أو ُل‬ ‫ُ‬ ‫الت َّ‬
‫يفير"‪.‬‬
‫ص ٌ‬ ‫صفور‪( :‬قُلَي ٌم ود َُريه ٌم و ُ‬
‫ع َ‬ ‫ع ْ‬ ‫التَّصغير)‪ .‬فنقو ُل في تصغير قلَ ٍم ود ٍ‬
‫ِّرهم و ُ‬
‫صغير يُسمى‪( :‬مصغَّراً)‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫واالس ُم الذي تلحقه يا ُء الت َّ‬
‫صغير‪ ،‬خاليا ً من صيَ ِّغ ِّه و ِّشبْهها‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫تصغيرهُ أن يكونَ اسما ً ُمعرباً‪ ،‬قابال للت َّ‬ ‫ُ‬ ‫ويُشتر ُ‬
‫ط فيما يُرادُ‬
‫(فال يصغر الفعل وال الحرف‪ .‬وشذ تصغير فعل التعجب‪ .‬مثل‪" :‬ما احياله! وما اميلحه!"‪ ،‬وال‬
‫يصغر االسم المبني‪ .‬وشذ تصغير بعض األسماء الموصولة وأسماء اإلشارة‪ ،‬كالذي والتي وذا وتا‪:‬‬
‫فقالوا في تصغيرها‪" :‬اللذيا واللتيا وذيا وتيا"‪ .‬وال يصغر ما ليس قابال للتصغير‪ :‬ككبير وعظيم‬
‫وجسيم‪ ،‬وال األسماء المعظمة‪ ،‬لما بينها وبين تصغيرها من التنافي‪ .‬وال يصغر نحو الكميت‪ ،‬ألنه‬
‫على صيغة التصغير‪ ،‬وال نحو مبيطر ومهيمن‪ ،‬ألنه شبيه بصيغة التصغير)‪.‬‬
‫فائدة التصغير‬
‫يُصغَّ ُر االس ُم‪ ،‬إما للداللة على تقليل ِّه‪ :‬كد َُريهماتٍ‪ ،‬أو تصغيره‪ ،‬ك ُكت َ ِّيّب‪ ،‬أو تحقيره (أي‪ :‬تصغير‬
‫ب‪ ،‬أو بُعيدَ ال ِّعشاء‪ ،‬وجلستُ د َُويْنَ المنبر‪ ،‬و َم َّرت‬ ‫غر ِّ‬ ‫يعر‪ ،‬أو تقريبه‪ ،‬مثلُ‪" :‬جئْت قُبَ ْي َل ال َم ِّ‬ ‫شو ٍ‬ ‫شأنه)‪ :‬ك ُ‬
‫ي ٍ وأميَم ٍة وأ َخ ّ‬
‫يٍ"‪.‬‬ ‫ي ٍ وأب ّ‬ ‫ب إليه‪" :‬كبُنَ ّ‬‫الطيّارة ُ فُ َو ْيقَنا"‪ ،‬أو للتَّحب ِّ‬
‫حكم ما بعد ياء التصغير‬
‫ً‬
‫يجب أن يكون ما بعد ياء التَّصغير مكسورا‪" :‬ك ُجعي ِّف ٍر"‪.‬‬ ‫ُ‬

‫(‪)206/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫"كر َج ْي ٍل"‪ ،‬فإنهُ يكون تابعا ً لإلعراب‪ ،‬أو كان ُمتَّصالً بعالمة‬ ‫آخر الكلمة‪ُ :‬‬ ‫إال إن كان ما بعدها َ‬
‫أوبألف الجمع‪ ،‬فيما كان على وزن (أفعا ٍل)‪ :‬كأ َحيمال‪ ،‬أو باأللف‬ ‫ِّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ء‬ ‫يما‬
‫َ َ‬ ‫س‬‫ُ‬ ‫وأ‬ ‫يمى‬ ‫سلَ‬
‫التأنيث‪ .‬كتُمير ٍة و ُ‬
‫طيْشان‪ ،‬فإنهُ يبقى على حاله مفتوحاً‪.‬‬ ‫ع َ‬ ‫علم أو صفةٍ‪ .‬كعُثْيمان و ُ‬ ‫والنون الزائدتين في ٍ‬
‫(فإن كان المتصل بهما ليس علما ً وال صفة‪ :‬كسرحان‪ ،‬كسرت ما قبل ياء التصغير وقلبت ألفه ياء‪.‬‬
‫كسريحين‪ ،‬كما تقول في جمعه‪" :‬سراحين"‪ .‬والسرحان‪ :‬الذئب‪ .‬فإن سميت بسرحان صغرته على‬
‫لفظه‪ ،‬فقلت‪" :‬سريحانه" ألنه صار علماً)‪.‬‬
‫أوزان التصغير‬
‫ْفير)‪.‬‬‫صي ٍ‬‫ع َ‬ ‫ْهم و ُ‬‫للتَّصغير ثالثةُ أوزان‪ ،‬وهي‪ :‬فعَ ْيلٌ‪ ،‬وفعَ ْي ِّعلٌ‪ ،‬وفع ْي ِّعيل‪( .‬ك ُجبي ٍل ود َُري ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ين‪ ،‬و ُجبَيْل‪.‬‬ ‫س ٍ‬ ‫فما كان على ثالثة أحرفٍ ‪ ،‬صغَّرتهُ على (فُع ْي ٍل) كقُ ٍ‬
‫ليم و ُح َ‬
‫ب و ُمبَيردٍ‪.‬‬ ‫وزيَيْن ٍ‬ ‫يفر ُ‬ ‫وما كان على أربع ِّة أحرفٍ ‪ ،‬صغَّرتهُ على (فُع ْي ِّع ٍل) ك ُجعَ ٍ‬
‫ْفير‬
‫عصي ٍ‬ ‫ْتيح و ُ‬ ‫حرف علّة‪ ،‬صغَّرته على (فُعيْعي ٍل) كمفَي ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وما كان على خمس ِّة أحرفٍ ‪ ،‬مما رابعهُ‬
‫وقُنيْدي ٍل‪.‬‬
‫ق‪:‬‬ ‫ْ‬
‫وفرزد ٍ‬ ‫وما على خمس ِّة أحرفٍ أصلية‪ ،‬طرحتَ خامسهُ وبنيتهُ على (فعي ِّعل) فتقو ُل في سفرج ٍل‬
‫عنيْدلٌ)‪.‬‬ ‫ب‪ُ ( :‬‬ ‫سفي ِّْر ٌج وفُري ِّْزد ٌ) فإن كان مع الخمسة زائدٌ حذفتهُ مع الخامس‪ ،‬فتقول في ع ْندلي ٍ‬ ‫( ُ‬
‫َّ‬
‫أكثر من أربعةٍ‪ ،‬مما ليس رابعه حرف علة‪ ،‬حذفت منهُ وبنيتهُ على‬ ‫أحرفهُ بالزيادة َ‬ ‫بلغت ُ‬‫ْ‬ ‫وما‬
‫بيطر‬
‫س ٌ‬ ‫ْ‬
‫دحرج وسبطري وغضنفر‪( :‬دُحيْر ٌج و ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫(فُع ْي ِّع ٍل)‪ .‬فإن كان فيه زائدٌ واحدٌ‪ ،‬طرحتهُ‪ ،‬فتقو ُل في ُم‬
‫فأكثر‪ ،‬بنيتهُ على أربع ٍة وحذفت من زوائده ما هو أولى بالحذف من‬ ‫ُ‬ ‫ْفر)‪ .‬وإن كان فيه زيادتان‬ ‫غضي ٌ‬ ‫و ُ‬
‫ق‪ُ " :‬مفيْر ٌح و ُمق ْيتِّ ٌل و ُمطيْل ٌق"‪ ،‬وتقو ُل في ُمتدحرجٍ و ُمق ْش ٍ ّ‬
‫عر‬ ‫فرحٍ و ُمقات ٍل و ُم ْنطل ٍ‬‫غيره‪ ،‬فتقول في ُم ِّ ّ‬
‫ق‬
‫ٍ‬ ‫وانطال‬ ‫استخراج‬
‫ِّ‬ ‫في‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫وتقو‬ ‫)‬ ‫ْع‬
‫ي‬ ‫د‬
‫ٍ ُ َ ٍ‬‫م‬ ‫و‬ ‫خيرج‬ ‫م‬ ‫(‬
‫ٍ ُ‬ ‫ستدع‬ ‫م‬ ‫و‬
‫ٍ ُ‬ ‫ستخرج‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫في‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫وتقو‬ ‫ْعر)‪،‬‬
‫ْرج وقشي ٌ‬ ‫(دُحي ٍ‬
‫ب‪( :‬تُخيْرج ونُطيْلق وضتيْربٌ )‪.‬‬ ‫واضطرا ٍ‬

‫(‪)207/1‬‬

‫فإن كان في االسم زيادتان‪ ،‬ليس إلحداهما مزيةٌ على األخرى‪ ،‬حذفت أيهما شئت‪ ،‬فتقول في عل ْندى‬
‫ألن النون واأللف‬ ‫سريْدي وال ُحبيطي) َّ‬ ‫سريند وال ُحبيْنط) و (العُليْدي وال ُّ‬ ‫وسرندى وحبنطى‪( .‬العُليْند وال ُّ‬
‫المقصورة إنما زيدتا ليلحق الوزنُ بسفرجل‪ .‬وال مزية إلحداهما على اآلخرى‪ .‬وهذا شأن كل زيادتين‬
‫زيدتا لإللحاق‪.‬‬
‫ثبتت‪ :‬ك ُحبَيْلى‪ :‬وإن كانت فوق الرابعة‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ألف التأنيث المقصورةُ‪ ،‬فإن كانت رابعة‪ ،‬ك ُحبلى‪،‬‬ ‫أما ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ألن بقاءها يُخرج البنا َء عن مثال (فعيْعل) أو (فعَيعل)‪ .‬وذلك‬ ‫ً‬
‫كخوزلى ولغَيْزى ُحذفت وجوبا‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫حرف المدِّّ‪ ،‬ويجوز‬‫ِّ‬ ‫وحذف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فيجوز بناءها‬ ‫حرف مدٍّ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ق الواقعة خامسة‬ ‫َيغيز‪ ،‬ما لم يسب ِّ‬ ‫ُ‬
‫كخويز ٍل ولغ ٍ‬ ‫َ‬
‫ألف المدِّّ‪ ،‬و "حبيّر" بحذف ألف التأنيث وبقا َء حرف المدِّّ‪،‬‬ ‫بحذف ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫العكس‪ ،‬فتقو ُل في ُحبارى‪ُ " :‬حبي َْر"‬ ‫ُ‬
‫بعد قلبه يا َء وإدغام ِّه في ياء التصغير‪.‬‬
‫ُتان على كل حال‪ ،‬فتقول في ُمسلمة وهندبا َء‪ُ :‬مسيْلمة و ُهنَ ْيدِّباء"‪.‬‬ ‫وأما تا ُء التأنيث وألفُه الممدودةُ‪ ،‬فت َثب ِّ‬
‫ُتان على ك ِّّل حال‪ ،‬فتقو ُل في تصغير زعفران‪:‬‬ ‫الزائدتان بعدَ أربع ِّة أحرفٍ ‪ ،‬ت َثب ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫واأللف والنونُ‬
‫ُ‬
‫"ز َع ْيفَران"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫للتصغير يا ًء قبل آخره‪ ،‬فيُبنى االس ُم على "فُعَيْعي ٍل" فتقول في ُمنطل ٍ‬
‫ق‬ ‫ِّ‬ ‫ِّف منه‬
‫ض ما حذ َ‬ ‫ويجوز أن يع َّو َ‬
‫سفَيْري ٌج"‪ ،‬كما يجوز أن تقول في جمعها‪َ :‬مطاليقَ وسفاري ُج"‪.‬‬ ‫طي ٌ‬
‫ْليق و ُ‬ ‫سفرج ٍل‪ُ " :‬م َ‬ ‫و َ‬
‫(وال يخرج المصغر من هذه األوزان‪ ،‬ما يلحقه من عالمة تأنيث أو تثنية أو جمع أو نسبة‪ ،‬أو األلف‬
‫والنون الزائدتين‪ ،‬أو الجزء الثاني في المركبين اإلضافي والمزجي‪ .‬فمثل‪ :‬تميرة وسليمى وحميراء‬
‫وقليمان وعميرون وهنيدات وحميصي وعثيمان وعطيشان وعبيد هللا وبعيلبك" مصغر على "فعيل"‬
‫ومثل‪" :‬حنيظلة وقويصاء ودريهمان وشويعرون ودميشقي وزعيفران وخويدم الدار ومعيد يكرب"‬
‫مصغر على "فعيعل"‪ .‬وال يعتد بما لحق هذه األسماء من هذه الزيادات)‪.‬‬
‫تصغير ما ثانيه حرف علة‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)208/1‬‬

‫الواو رددته إليها‪ ،‬فتقو ُل‬ ‫َ‬ ‫إذا صغَّرتَ ما ثاني ِّه علَّ ٍة ُمنقلبٌ عن غيره َردَ ْدتَهُ إلى أصله‪ ،‬فإن كان أصلُه‬
‫ين‬ ‫ي وقُ َويْمةٌ و ُم َو ٌ‬
‫يزين ود َُو ْي ِّو ٌ‬ ‫وميسم‪ " :‬ب َُويْبٌ و َ‬
‫ط َو ٌّ‬ ‫ٍ‬ ‫وديوان‬
‫ٍ‬ ‫وميزان‬
‫ٍ‬ ‫ب َوطي وقيم ٍة‬ ‫في تصغير با ٍ‬
‫وقن‪" :‬نُيَيبٌ و ُميَي ٌ‬
‫ْقن"‬ ‫ب و ُم ٍ‬ ‫تصغير نا ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫و ُم َويْس ٌم"‪ .‬وإن كان اصله اليا َء رددته إليها أيضاً‪ ،‬فتقو ُل في‬
‫ْنير"‪ :‬وإن كان مجهول‬ ‫دينار‪" :‬دُني ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫وإن كان أصلُهُ حرفا ً صحيحا ً رددتهُ إليه‪ ،‬فتقول في تصغير‬
‫وخاتم‪ ،‬أو مبْدال من همزة‪ :‬كآصا ٍل وآمال وآبا ٍل قلبتهُ واواً‪ ،‬فتقول‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫كشاعر‬
‫ٍ‬ ‫األصل كعاجٍ‪ ،‬أو زائداً‪:‬‬
‫ْعر‪ ،‬و ُخ َويْت ٌم‪ْ ،‬‬
‫وأويصالٌ‪ ،‬وأويْما ٌل وأويبالٌ"‪.‬‬ ‫ع َو ْي ٌج‪ ،‬و ُ‬
‫ش َوي ٌ‬ ‫" ُ‬
‫(وشذ تصغير "عيد" على عييد كما شذ جمعه على "أعياد"‪ .‬وحقه أن يصغر على "عويد" ويجمع‬
‫على "أعواد" ألنه من عاد يعود‪ ،‬فياؤه أصلها الواو‪ ،‬وأصله "عويد" بكسر فسكون قلبت الواو ياء‬
‫لسكونها وانكسار ما قبلها‪ .‬وإنما صغروه وجمعوه على غير اصله لئال يتلبس بالعود)‪.‬‬
‫وإن كان الثاني حرفا ً صحيحا ً منقلبا ً عن حرف علة‪ ،‬ابقيتّه على حاله (في رأي سيبويه والجمهور)‪،‬‬
‫ي) فتقول في تصغير ُمتَّعدٍ‪ُ " :‬مت َي ِّعدٌ" (على‬ ‫ي ٍ الفارس ّ‬
‫الزجاج وأبي عل ّ‬‫أو أرجعتَهُ إلى أصله (في قول َّ‬
‫قول سيبويه‪ .‬قالوا‪ :‬وهو الصحيح)‪ ،‬و " ُم َويعد"‪( .‬في رأيهما)‪ .‬وذلك ألن أصله‪ُ " :‬موتعد ٌ"‪ .‬وأصل هذا‬
‫من الوعد‪ .‬وقو ُل سيبويه أقرب إلى الفهم‪ ،‬كيال يلتبس بتصغير‪َ " :‬مو ِّع ٍد و ُموع ٍد و ُمو َعدٍ" وقولهما‬
‫أص ُّح في القياس‪.‬‬
‫تصغير ما ثالثه حرف علة‬

‫(‪)209/1‬‬

‫حرف علَّة‪ ،‬أدغمته في ياء التصغير بعد قلبه يا ًء‪ ،‬إن كان ألفا ً أو واواً‪ ،‬فتقول في‬ ‫ُ‬ ‫إذا صغَّرتَ ما ثالثهُ‬
‫ي ودُلَيّةٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ور َحيّة وظبَ ٌ‬ ‫عصيّة ُ‬ ‫ٌ‬ ‫دوم وجمي ٍل‪ُ " :‬‬ ‫َ‬
‫ي ٍ وشمالس وق ٍ‬ ‫ورحى وظبي ٍ ودَلو َوط ّ‬ ‫َ‬ ‫تصغير عصا ً َ‬
‫يٍ‪،‬‬ ‫ي ٍ وذك ّ‬ ‫ش َم ِّيّ ٌل وقُدَ ِّيّ ٌم وج َم ِّيّل" إال ما كان آخرهُ يا ًء مشدَّدة ً مسبوقةً بحرفين‪ :‬كصبي ٍ وعل ّ‬ ‫يو ُ‬ ‫ط َو ٌ‬‫و ُ‬
‫ص ِّغّر‬ ‫بق بأكثر من حرفين‪ُ ،‬‬ ‫س ْ‬‫ي" فإن َ‬ ‫ي وذُك ٌّ‬ ‫علَ ٌّ‬ ‫يو ُ‬ ‫صب َ ٌ‬ ‫ف وتُدغ ُم في ياء التصغير‪ ،‬فتقول‪ُ " :‬‬ ‫فَتُخفَّ ُ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫صير ٌّ‬‫ي و ُم َ‬‫"كريْس ٌّ‬‫يٍ‪َ :‬‬ ‫ومصر ّ‬ ‫ي ٍ ِّ‬ ‫االسم على لفظه‪ ،‬فتقول في تصغير ُكرس ّ‬
‫تصغير ما رابعه حرف علة‬
‫الواو يا ًء‪ ،‬وتركت اليا َء على حالها‪ ،‬فتقول في‬ ‫َ‬ ‫األلف أو‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫حرف علة‪ ،‬قلبتَ‬ ‫ُ‬ ‫صغرتَ ما رابعهُ‬ ‫إذا َ‬
‫ٌ‬
‫وأريحيحة وقُنَيديلٌ"‪.‬‬ ‫َيشير َ‬ ‫منشار وأرجوح ٍة وقندي ٍل‪ُ " :‬من ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫تصغير‬
‫تصغير ما حذف منه شيء‬
‫وأخ وأخ ٍ‬
‫ت‬ ‫ب ٍ‬ ‫إذا صغَّرتَ ما ُحذف منه شي ٌء‪ ،‬رددته عند التصغير‪ ،‬فتقول في تصغير يَ ٍد ٍ‬
‫ودم وأ ٍ‬
‫شفَيْهةٌ و ُم ْويهٌ"‪.‬‬ ‫ووزَ يْنةٌ و ُ‬‫ووعيدَة ٌ ُ‬ ‫ي وأخيَّةٌ وبُنيّةٌ ُ‬ ‫ي واخ ٌ‬ ‫ي وأب ٌ‬ ‫وزن ٍة وشَف ٍة وماءٍ ‪" :‬يُدَيَّةٌ ود ُ َم ٌّ‬ ‫ت وعدةٍ ِّ‬ ‫وبن ٍ‬
‫وامرىءٍ‬
‫ِّ‬ ‫واسم‬
‫ٍ‬ ‫ابن وابن ٍة‬
‫تصغير ٍ‬
‫ِّ‬ ‫حذوف‪ ،‬فتقول في‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وإن كان في أوله همزة وصل حذفت َها ورددتَ الم‬
‫ي ٌء و ُم َريْئةٌ"‪.‬‬ ‫ي و ُم َر ْ‬ ‫ي وبُنيّةٌ و ُ‬
‫س َم ٌّ‬ ‫وامرأةٍ‪" :‬بُنَ ٌ‬
‫وبع و ُخ ْذ و ُم ْذ" قلتَ في تصغيره‪" :‬قُ َو ْي ٌل وبُدَي ٌع وأ َخ ْيذٌ و ُمنَيذٌ" برد المحذوف‪.‬‬ ‫سميتَ بنح ِّو‪" :‬قُ ْل ْ‬ ‫وإن َ‬
‫تصغير الثنائي الوضع‬

‫(‪)210/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫إذا س ّميت بما ُوضع على حرفين‪ ،‬فإن كان ثانيه حرفا ً صحيحاً‪ ،‬أبقيته على حاله‪ ،‬بعد التّسمية به‪ :‬فإن‬
‫وإن و َع ْن‪ ،‬ونحوها أعالماً‪:‬‬ ‫وبل ْ‬ ‫هل ْ‬ ‫أردت تصغيره‪ .‬ضعَّفت ثانيه عند تصغيره‪ ،‬فتقول في تصغير‪ْ :‬‬
‫عنَي ٌْن"‪ .‬وإن كان ثانيه حرف علة‪ :‬كلَ ْو وكي وفي وما وال‪ ،‬وجب تضعيفه حين‬ ‫" ُهلَ ْي ٌل وبُلَ ْي ٌل وأُنَي ٌْن و ُ‬
‫ي وما ٌء وال ٌء"‪ .‬فإن أردتَ‬ ‫ي وف ٌ‬‫"لو وك ٌ‬ ‫التّسمية به‪ ،‬فتقول في المذكورات‪ ،‬إذا جعلتها أعالماً‪ٌ :‬‬
‫ي"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ي ول َو ٌ‬‫ي‪ ،‬و ُم َو ٌ‬ ‫ي وفُيَ ٌ‬ ‫ي و ُكيَ ٌ‬ ‫تصغيرها‪ ،‬صغرتها على حالها هذه‪ ،‬فتقول‪" :‬لُ َو ٌ‬
‫تصغير المؤنث‬
‫وعين‬
‫ٍ‬ ‫وشمس وهن ٍد‬ ‫ٍ‬ ‫دار‬
‫الخالي من التا ِّء‪ ،‬ألحقتها به‪ ،‬فتقول في تصغير ٍ‬ ‫َ‬ ‫إذا صغَّرتَ المؤنث الثالث َّ‬
‫ي‬
‫سنَيْنة وأذيْنة" إال إذا لزم من ذلك التباس المفر ِّد‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫عيَيْنة و ُ‬ ‫ٌ‬
‫ش َميسة وهنيْدة و ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وأذن‪" :‬د َُويرة و ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وسن‬
‫ٍ‬
‫وشجير"‪ ،‬ال "بُقيرة ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُقير‬
‫وشجر‪" :‬ب ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫قر‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫بالجمع‪ ،‬أو المذكر بالمؤنث‪ ،‬فتتركُ التا ُء‪ ،‬فتقو ُل في تصغير بَ ٍ‬
‫وتسع و َع ْش ٍر‬‫ٍ‬ ‫ْع‬
‫ٍ‬ ‫ب‬‫وس‬ ‫ٍ‬
‫ت‬ ‫وس‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫خ‬ ‫تصغير‬ ‫تصغير بقر ٍة وشجرةٍ‪ .‬وتقول في‬ ‫ُ‬ ‫ُظن أنهما‬ ‫شجيرةٌ" كيال ي َّ‬ ‫و ُ‬
‫ست ْيت َةٌ الخ‪،‬‬ ‫ضي ٌع"‪ ،‬ال ُخ َميْسةٌ و ُ‬ ‫شير وبُ َ‬ ‫ع ٌ‬ ‫سي ٌع و ُ‬ ‫سبَ ْي ٌع وت ُ َ‬ ‫ستيتٌ و ُ‬ ‫يس و ُ‬ ‫ضع‪ ،‬في المعَدود المؤنث‪ُ :‬خ َم ٌ‬ ‫وبِّ ٍ‬
‫تلتبس بتصغير "خمس ٍة وستةٍ" الخ في المعدود المذكر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫لئال‬
‫وأذن وفِّ ْه ٌر‪ ،‬ثم أردت تصغيره‪ ،‬لم تُلحق به التاء‪ ،‬فتقول‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫وعين‬
‫ٍ‬ ‫كنار‬
‫وإذا س َّميتَ رجال بمؤنث ثالثي‪ٍ ،‬‬
‫ير"‪ .‬فإن سميت بهذه األسماء ونحوها مذكراً‪ ،‬بعد تصغيرها‪ ،‬أبقيتها على ما‬ ‫ين وفُ َه ٌ‬‫عيَي ٌْن وأذَ ٌ‬ ‫ير و ُ‬ ‫"نُ َو ٌ‬
‫حصن‪ ،‬وعمرو بن أذَيْنة‪ ،‬وعامر بن فُ َهيْرة"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عيَينة بن‬ ‫هي عليه‪ .‬ومن ذلك‪ُ " :‬مت َ ّم ُم بن نُ َويرة‪ ،‬و ُ‬
‫ونجم وسعدٍ‪ ،‬ثم أردت تصغيره‪ ،‬ألحقت به التا َء‪ ،‬فتقول‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫وبدر‬‫ٍ‬ ‫كرمح‬
‫ٍ‬ ‫بمذكر ثالثي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وإذا س ّميتَ امرأة‬
‫سعَ ْيدَة"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫"رميْحة وبُديرة ون َجيْمة و ُ‬ ‫ُ‬

‫(‪)211/1‬‬

‫فال اعتبار في العلم‪ ،‬في حال تصغيره‪ ،‬بما نُ ِّق َل عنه من تذكير أو تأنيثٍ‪ ،‬وإنما العبرة في ُمس ّماة ُ الذي‬
‫نق َل إليه‪ .‬هذا هو الحق‪.‬‬
‫(وقال يونس‪ :‬يجوز االعتباران‪ :‬اعتبار األصل واعتبار الحال‪ .‬وعليه فتقول في "عين" مسمى بها‬
‫مذكر‪" :‬عيين وعيينة"‪ .‬وتقول في "رمح" مسمى به مؤنث‪" :‬رميحة ورميح" وقال ابن االنباري‪:‬‬
‫إنما العبرة بأصله المنقول عنه‪ ،‬فتلحقه التاء او ال تلحقه بهذا االعتبار‪ .‬وعليه فال تقول في "عين"‪،‬‬
‫مسمى بها مذكر‪ ،‬إال "عيينة"‪ ،‬وفي "رمح"‪ :‬مسمى به مؤنث‪ ،‬إال "رميح")‪.‬‬
‫جوز" يُصغَّر على‪" :‬زيَ َ‬
‫ينب‬ ‫"زينب و َع ٍ‬ ‫َ‬ ‫ي فما فوق‪ ،‬فال ت َْلحقه تا ُء التأنيث‪ ،‬فمثل‪:‬‬ ‫الرباع ُّ‬ ‫أما المؤنث ُّ‬
‫ع َجيّ ٍز"‪.‬‬
‫و ُ‬
‫(وشذ تصغير "ذود" "بفتح فسكون" وحرب وقوس ونعل ودرع الحديد وعرس" بال إلحاق التاء‪ ،‬فقد‬
‫صغروها على "ذويد وحريب" الخ‪ .‬مع أنها مؤنثات ثالثية‪ ،‬فحقها أَن تلحقها التاء عند تصغيرها‪ .‬كما‬
‫شذ تصغير‪ :‬قدام ووراء وأَمام على "قديدمة ووريئة" (بتشديد الياء مكسورة) وأميمة (بتشديد الياء‬
‫مكسورة أَيضاً) فألحقوا بها التاء وهي ليست ثالثية‪ .‬وقدام ووراء‪ :‬ظرفان مؤنثان‪ .‬أَنثوهما على معنى‬
‫الجهة‪ ،‬وأَمام ظرف مذكر‪ :‬وإِّلحاق التاء إياه عند التصغير شاذ من وجهين‪ :‬ألنه مذكر‪ :‬وألنه فوق‬
‫الثالثي‪ .‬قال في المصباح‪ :‬وقد يؤنث "األمام" على معنى الجهة‪ .‬وقال الزجاح‪ :‬واختلفوا في تذكير‬
‫األمام وتأنيثه)‪.‬‬
‫تصغير العَلم المر َّكب‬
‫اآلخر على‬
‫َ‬ ‫زج‪ ،‬صغَّرتَ جز َءه األولَ‪ ،‬وتركتَ‬ ‫َ‬
‫تركيب إضاف ٍة أو َم ٍ‬
‫َ‬ ‫علم ُمر َّك ٍ‬
‫ب‬ ‫إذا أَردت تصغير ٍ‬
‫ب تركيب ُجملةٍ‪ :‬كتأبط‬ ‫يكرب" أَما المر َّك ُ‬ ‫ب‪" :‬عبَيد هللا‪ ،‬و ُمعَ ْي ِّد ِّ‬
‫يكر َ‬ ‫حاله‪ ،‬فتقولُ‪ :‬في عبد هللاِّ و َم ْع ِّد ِّ‬
‫الحق‪ ،‬فال يصغَّ ُر‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫شراً‪ ،‬وجادَ‬
‫تصغير الجمع‬
‫ْفس‬
‫ٌ‬ ‫ي‬‫ن‬‫ُ‬ ‫وأ‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫ْما‬
‫ي‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫"أ‬ ‫ٍ‪:‬‬
‫ة‬ ‫ي‬‫ْ‬ ‫ت‬‫ف‬ ‫و‬
‫ٍ ِّ‬ ‫ة‬ ‫عمد‬ ‫َ‬ ‫وأ‬ ‫س‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫ن‬‫َ‬ ‫وأ‬ ‫ل‬
‫ٍ‬ ‫أحما‬ ‫تصغير‬ ‫في‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫فتقو‬ ‫لفظه‪،‬‬ ‫على‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫غ‬ ‫جمع القلَّة يص‬
‫ور َكيْب‪.‬‬‫كركب ُ‬
‫الجمع َ‬
‫ِّ‬ ‫وأُعيْمدة ٌ وفُتَيَّةٌ"‪ .‬وكذلك اس ُم‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)212/1‬‬

‫السالم‪ ،‬إن‬
‫َ‬ ‫وجم ُع الكثر ِّة ال يصغَّ ُر على لفظ ِّه‪ ،‬بل يردُّ إلى المفردِّ‪ ،‬ث َّم يصغَّر ثم يُج َمع َجم َع المذ َّك ِّر‬
‫وعصافير‬
‫َ‬ ‫ب ودَراهم‬ ‫شعرا َء و ُكتَّا ٍ‬ ‫السالم‪ ،‬إن كان لغير العاقل‪ ،‬فمثلُ‪ُ " :‬‬ ‫َ‬ ‫ث‬
‫كان للعاقل‪ ،‬وجمع المؤن ِّ‬
‫صيْفيراتٌ و ُكت ِّيّباتٌ "‪.‬‬‫ع َ‬‫ش َويْعرونَ و ُك َويْتبونَ ود َُريهماتٌ و ُ‬ ‫ب" ت َصغيرهُه " ُ‬ ‫و ُكت ُ ٍ‬
‫تصغير الترخيم‬
‫ُجرد االسم من الزوائ ِّد التي فيه‪ ،‬ويصغَّ َر على‬ ‫َ‬
‫ع يس َّمى تصغير الترخيم‪ ،‬وهو أن ي َّ‬ ‫من التصغير نو ٌ‬
‫أَحرفه األصليّة‪.‬‬
‫زهر وأَبلَقَ وحام ٍد‬ ‫ق وأ َ ٍ‬ ‫طفٍ و ُمنطل ٍ‬ ‫تصغير‪ :‬مع َ‬
‫ِّ‬ ‫صولهُ ثالثةً يُصغر على "فُع ْي ٍل"‪ ،‬فيقا ُل في‬ ‫فإن كانت أ ُ ُ‬
‫َير وبُلي ٌْق و ُحميد ٌ"‪.‬‬
‫ليق وزه ٌ‬ ‫ط ٌ‬‫طيف و ُ‬‫ع ٌ‬ ‫ومحمو ٍد وأ َحمد‪ُ " :‬‬
‫ثم إن كان مس ّماهُ مؤنثا ً ألحقت به التاء وإن كان قبل الترخيم مؤنثا ً باأللف‪ ،‬أَو مؤنثا ً ِّ‬
‫بغير عالمة‪،‬‬
‫سميّة"‪ .‬إال إذا كان من الصفات الخاصة باإلناث‪،‬‬ ‫سعاد‪ُ " :‬ك َريمةٌ و ُ‬ ‫فيقا ُل في ُمكرم ِّة و ُحبلى وسوداء و ُ‬
‫طليْق ونُه ْيدٍ"‪.‬‬ ‫التي لم تلحقها عالمة التأنيث كطالق وناهد‪ ،‬فال تلحقها التاء‪ :‬ك ُ‬
‫وإن كان مؤنثا ً بال عالمة‪ ،‬وسميت به مذكراً‪ ،‬لم تُلحق به التاء‪ ،‬فتقول فيمن سميته‪ :‬سماء وعروباً‪:‬‬
‫جردته منها‪ ،‬فتقول فيمن سميته‪ُ :‬مكرمةٌ وصحرا َء وفاطمة‪:‬‬ ‫ي وعُريبٌ "‪ .‬وإن كان مؤنثا ً بالعالمة‪ّ ،‬‬ ‫سم ٌ‬ ‫ُ‬
‫صحير وفطي ٌم"‪ .‬إال إذا وقعت التسمية به بعد التصغير‪ ،‬كأن تسمي رجال "صحيرة" مؤنث‬ ‫ُ‬ ‫"كري ٌم و ُ‬
‫"صحراء" فتبقى عالمة التأنيث‪.‬‬
‫قرطاس وعصفور وقنديل‪:‬‬ ‫وإن كانت أَحرفه األصليّة أَربعة يصغر على "فعَيْعل"‪ ،‬فيقال في ْ‬
‫ُ‬
‫ص ْي ِّفر وقُنَيدِّل"‪.‬‬
‫ع َ‬ ‫"قريطس و ُ‬
‫ِّ‬
‫وتصغير الترخيم‪ ،‬إنما يكون في حذف ما يجوز بقاؤه في التصغير‪ ،‬كما رأَيت‪ ،‬أَما حذف ما ال يجوز‬
‫بقاؤه‪ ،‬ألنه تختل ببقائه صيغة التصغير‪ ،‬فليس من باب تصغير الترخيم‪ ،‬كما يتوهم وذلك كتصغير‪:‬‬
‫"متدحرج وسفرجل" على "دحيرج وسفيرج"‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫(‪)213/1‬‬

‫ق‬ ‫وما كان فيه زيادتان فأكثر من الثالثي األصول‪ ،‬كمنطلق و ُمستخرج‪ ،‬صغرته على " ُمط ْي ِّل ٍ‬
‫ترخيم فيه‪ ،‬ألن الزوائدَ المحذوفة ال يجوز بقاؤُها في مصغرهما‪ ،‬الختالل‬ ‫َ‬ ‫ومخيْرج" تصغيرا ً ال‬
‫طلَي ٌْق و ُخ َري ٌج"‪.‬‬ ‫الصيغة معها‪ ،‬فإذا أردت ترخيمهما‪ ،‬قلتَ ‪َ " :‬‬
‫شواذ التصغير‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫تقديره من القواعد‪ ،‬فهو من شواذ التصغير‪ ،‬التي تحفظ وال يقاس‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ما جا َء في التَّصغير مخالفا لما سبقَ‬
‫عشيْشيةٍ"‬ ‫ّان" و َعشيّة على " ُ‬ ‫شي ٍ‬ ‫ع َ‬‫ذكر بعضها‪ .‬ومن ذلك تصغيرهم عشا ًء على " ُ‬ ‫عليها‪ .‬وقد تقدَّم ُ‬
‫ْشان"‪ ،‬وليلة على "لُيَ ْي ِّليةٍ"‪ ،‬وقالوا‪" :‬لُيَيْلة" أيضا ً على القياس‪ .‬وقد صغّروا إنسانا ً‬ ‫عشي ٍ‬ ‫و َعشيّا ً على " ُ‬
‫ْسيان"‪ ،‬وقد أَجم َع العرب على تصغيره على ذلك‪ .‬وصغَّروا بَنينَ على "أُبَيْنينَ "‪ ،‬لم‬ ‫على "أُنَي ٍ‬
‫"ر َويجلٌ"‪ ،‬على غير‬ ‫"ر َج ْي ٍل" على القياس‪ ،‬و ُ‬ ‫يُصغروها على غير ذلك‪ .‬وقالوا في تصغير َر ُج ٍل‪ُ :‬‬
‫ألن اشتقاقه منه‪ ،‬كما في لسان العرب‪.‬‬ ‫القياس‪ ،‬كأنهم َرجعوا به إلى "الراجل"‪َّ ،‬‬
‫أن أصيْبية هي تصغير‬ ‫ُّ‬
‫والحق َّ‬ ‫صيْبي ٍة‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫تصغير صبْي ٍة وغلم ٍة على أ َ‬ ‫ُ‬ ‫بعض اللغويين‪ :‬وشذَّ‬ ‫ُ‬ ‫قال النحاة ُ و‬
‫غرب على‬ ‫تصغير َم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫غليْمة)‪ .‬وقالوا‪ :‬شذ‬ ‫َ‬ ‫صبَيَّة)‪ .‬وكذلك أغيْلمة‪ُ ( :‬‬ ‫صبية"‪ .‬وأما صبْية فتصغيرها‪ُ ( :‬‬ ‫"أ ْ‬
‫غرب‬
‫ربان)‪ ،‬وهو بمعنى المغرب‪ .‬يُقال‪ :‬لقيته َم َ‬ ‫ْ‬
‫تصغير ( َمغ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫أن ُمغَيْربانا هو‬ ‫ُّ‬
‫والحق َّ‬ ‫بان)‬‫( ُمغَي ِّْر ٍ‬
‫ْ‬
‫الشمس‪ ،‬و َمغربانَها‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( التصريف المشترك‬
‫) ضمن العنوان ( اإلدغام )‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫يصيران حرفا ً واحدا ً ُمشدَّداً‪ ،‬مثلُ‪" :‬مدَّ يمدُّ‬


‫ِّ‬ ‫آخر من جنسه‪ ،‬بحيث‬‫اإلدغا ُم‪ِّ :‬إدخا ُل حرفٍ في حرفٍ َ‬
‫اإلدغام‪ ،‬أن يكون َّأولهما ساكناً‪ ،‬والثاني متحركاً‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫الحرفين‪ ،‬في‬
‫ِّ‬ ‫مدّاً" وأصلُها "مدَدَ يمدُدُ مدْداً"‪ .‬وحك ُم‬
‫بال فاص ٍل بينهما‪.‬‬
‫وسكون األول إما من األصل‪ :‬كالمد والشد‪ .‬وإما بحذف حركته‪ .‬كمدَّ وشدَّ‪ .‬وإما بنق ِّل حركته إلى ما‬
‫قبلهُ‪ :‬كي ُمد‪ ،‬ويشدُّ‪.‬‬

‫(‪)214/1‬‬

‫خرج‪ ،‬كما يكون في الحرفين المتجانسين‪ .‬وذلك يكون‬ ‫واإلدغا ُم يكون في الحرفين المتقاربين في ال َم َ‬
‫ُجانس اآلخر‪ :‬كا َّمحى‪ ،‬وأصله‪" :‬انمحى"‪ ،‬على وزن "انفعلَ" ويكون تارة ً بإبدال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫تارة ً بإبدال األول لي‬
‫ُ‬
‫الثاني ليُجانس األولَ‪ :‬كادَّعى‪ ،‬وأصله "ادْتعى"‪ ،‬على وزن "افت َعل"‪.‬‬
‫اقسم االدغام‬
‫ً‬
‫صغير‪ ،‬وهو ما كان َّأو ُل المثلين فيه ساكنا من األصل‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫اإلدغا ُم‪ ،‬إِّما‬
‫وإما كبير‪ :‬وهو ما كان الحرفان فيه متحركين‪ ،‬فأسكن أولهما بحذف حركته‪ ،‬أو بنقلها إلى ما قبلها‪.‬‬
‫ي كبيرا ً ألن فيه َع َملين وهما اإلسكان واإلدرا ُج‪ ،‬أي‪ :‬اإلدغام‪ .‬والصغير ليس فيه إال ِّإدراج‬ ‫س ّم َ‬ ‫وإنما ُ‬
‫األو ِّل في الثاني‪.‬‬
‫والجواز‪ ،‬واإلمتناع‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الوجوب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ثالث أحوا ٍل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ولإلدغام‬
‫ِّ‬
‫وجوب االدغام‬
‫متحركين‪ :‬ك َم َّر وي ُم ُّر‬ ‫ّ‬ ‫يجب اإلدغا ُم في الحرفين المتجانسين إذا كانا في كلمة واحدة‪ ،‬سوا ٌء أكانا‬ ‫ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويمر ُر)‪ ،‬أم كان الحرف األول ساكنا والثاني متحركا‪ :‬كمد و َعض (وأصلهما‪َ :‬م ْددٌ‬ ‫ُ‬ ‫(وأصلهما‪َ :‬م َرر‬ ‫ُ‬
‫والقياس‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْض)‪ .‬وأما قول الشاعر‪" :‬الحمدُ هلل العلي األجل ِّل" فمن الضّرورات الشعريَّة‪،‬‬ ‫و َعض ٌ‬
‫(األ َجلّ)‪.‬‬
‫شدْد‬ ‫ص ٍدّ (وأصلهما‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َد‬
‫ش‬ ‫ك‬ ‫تغيير‪.‬‬ ‫بال‬ ‫الثاني‬ ‫في‬ ‫َه‬ ‫ت‬ ‫أدغم‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫ساكن‬ ‫لين‬ ‫ْ‬ ‫المث‬ ‫من‬ ‫األول‬ ‫الحرف‬
‫ُ‬ ‫كان‬ ‫ثم إن‬
‫بحرف مدٍّ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ص ْدد ٌ)‪ .‬وإن كان متحركا ً طرحتَ حركتهُ وأدغمتهُ" إن كان ما قبلهُ متحركا ً أو مسبوقا ً‬ ‫و َ‬
‫كيردُّ (وأصلُه ‪:‬ي ُْردُد)‪.‬‬ ‫كرد ورادٍّ‪( .‬وأصلُهما‪َ :‬ردَد ورا ِّددٌ) أما إن كان ما قبله ساكنا ً فتنقَ ُل حركته إليه‪ُ :‬‬
‫الساكن أولُ ُهما‪ ،‬إذا كانا في كلمتين‪ ،‬كما كانا في كلمة واحدة‪ ،‬مثلث‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫المثلين ال ُمتجاورين‬ ‫ويجب إدغام ِّ‬
‫غير أنه إن كان ثاني المثلين‬ ‫واستغفر َربَّك" َ‬
‫ْ‬ ‫وقل له‪،‬‬ ‫ي‪ ،‬واكتُبْ بالقلم‪ْ ،‬‬ ‫سكَتُّ ‪ ،‬وسكنَّا و َعنَّى و َعلَ َّ‬ ‫" َ‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫ضميرا‪ ،‬وجب اإلدغا ُم لفظا وخطا‪ ،‬وإن كان غير ضمير وجب اإلدغا ُم لفظا ال خطا‪ ،‬كما رأيت‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫(‪)215/1‬‬

‫ُقاس عليها‪ ،‬مثلُ‪" :‬أ ِّل َل السقاء واألسنانُ "‪( :‬إذا تغيَّرت رائحتُهما‬ ‫ب في ألفاظٍ ال ي ُ‬ ‫وشذَّ فكُّ اإلدغام الواج ِّ‬
‫ت األرض‪( :‬إذا كث ُ َرت ضبابُها)‪،‬‬ ‫عر في جبينه) وضضبِّب ِّ‬ ‫ش ُ‬‫ودبب اإلنسانُ ‪( :‬إذا نَبت ال َّ‬ ‫َ‬ ‫دت)‪،‬‬ ‫س ْ‬
‫وف َ‬
‫صقت أجفانُها‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شعر‪( :‬إذا كان قصيرا َج ْعدا)‪ .‬ويقال قَط باإلدغام أيضا‪ ،‬ول ِّححت العين‪( :‬إذا ل‬ ‫وقَ ِّطط ال َّ‬
‫ت‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫بالرمص) ولخَخت‪) :‬إذا كثر دَمعُها وغلظت أجفانها‪ ،‬ويقال‪ :‬ل َّحت ولخت باإلدغام أيضا‪ ،‬و َمشَش ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬
‫ت الناقة‪( :‬إذا ضاق مجرى لبنها)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫شش)‪ ،‬و َعزز ِّ‬ ‫ظهر في وظيفها ال َم ُ‬ ‫َ‬ ‫الدابةُ‪( :‬إذا‬
‫ف الحا ِّل باإلدغام‬ ‫ضفف الحال‪( ،‬أي‪ :‬ضيّقُها) وشديدُها‪ ،‬ويقولُ‪َ ( :‬‬
‫ض ُّ‬ ‫ُ‬ ‫األسماء قولُهم‪" :‬رج ٌل‬
‫ِّ‬ ‫وشذَّ في‬
‫ض‬‫ض ٌ‬ ‫قض باإلدغام أيضا ً وقَ ِّ‬ ‫صغار أو تراب‪ ،‬ويقال‪ٌ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫صى‬ ‫ضيض أي‪" :‬فيه ح ً‬ ‫ٌ‬ ‫أيضاً)‪ ،‬وطعا ٌم قَ‬
‫وزن "فع ٍل" كما ستعلم‪.‬‬‫ِّ‬ ‫بالتحريك‪ .‬وهذا ي ُْمن ُع فيه اإلدغا ُم‪ ،‬ألنه اس ٌم على‬ ‫ِّ‬
‫جوازم اإلدغام‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫يجوز اإلدغا ُم وتر ُكهُ في أربعة مواض َع‪:‬‬ ‫ُ‬
‫عارض ْ‬
‫للجز ِّم أو شبْه ِّه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بسكون‬
‫ٍ‬ ‫الحرف األو ُل من المثْلين متحركاً‪ ،‬والثاني ساكنا ً‬ ‫ُ‬ ‫األول‪ :‬أن يكون‬
‫الكتاب الكري ُم‪ .‬قال تعالى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫دغام‪ ،‬و "لم يَ ْمدُدْ" بف ّك ِّه‪ .‬والفكُّ أجودُ‪ ،‬وبه نَزَ َل‬ ‫فتقولُ‪" :‬لم يَ ُمدَّ و ُمدَّ"‪ِّ ،‬‬
‫باإل ِّ‬
‫نار} وقال‪{ :‬واشدُ ْد على قلوبهم}‪.‬‬ ‫سسْه ٌ‬ ‫{يكادُ زيت ُها يُضي ُء‪ ،‬ولو لم ت َْم َ‬
‫وجب‬
‫َ‬ ‫واو الجماعة‪ ،‬أو يا ُء المخاطبة‪ ،‬أو نونُ التوكيد‪،‬‬ ‫األثنين‪ ،‬أو ُ‬
‫ِّ‬ ‫وإن اتَّصل بال ُمدغ َِّم فيه ُ‬
‫ألف‬
‫ْ‬
‫المثلي ِّْن‪ ،‬مثلُ‪" :‬لم يَ ُمدَّا و ُمدَّ‪ ،‬ولم يَ ُمدُّوا و ُمدُّوا‪ ،‬ولم ت َمدِّّي و ُمدِّّي‪ ،‬ولم‬
‫سكون ثاني ِّ‬‫ِّ‬ ‫اإلدغا ُم‪ ،‬لزَ وا ِّل‬
‫يَ ُمد َّْن و ُمد َّْن‪ ،‬ولم يَمد ََّّن و ُمد ََّّن"‪ ،‬أما إن اتصل به ضمير رفعٍ متحركٌ فيمتن ُع اإلدغا ُم‪ ،‬كما سيأتي‪.‬‬

‫(‪)216/1‬‬

‫وتكونُ حركةُ ثاني المثْلين ال ُمدغَميْن في المضارع المجزوم واألمر‪ ،‬اللَّذين لم يتَّصل بهما شي ٌء‪،‬‬
‫األكثر في كالمهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فر) هذا هو‬ ‫عض‪ ،‬وفِّ َّر ولم يَ َّ‬‫ض ولم يَ َّ‬ ‫تابعةٌ لحركة فائه‪ ،‬مثلُ‪ُ :‬‬
‫(ردُّ ولم يَ ُردُّ‪ ،‬و َع َّ‬
‫ويجوز في‬ ‫ُ‬ ‫وردَّ ولم يَ ُردَّ‪.‬‬ ‫"كردَّ ولم ُ‬
‫يردَّ‪َ ،‬‬ ‫والكسر‪ُ .‬‬ ‫ُ‬ ‫ويجوز أيضا ً في مضموم الفاء‪ ،‬م َع الض ِّ ّم‪ ،‬الفت ُح‬‫ُ‬
‫فر‪.‬‬
‫كفر ولم يَ َّ‬ ‫الكسر‪ ،‬الفت ُح‪َّ .‬‬
‫ِّ‬ ‫ض‪ .‬ويجوز في مكسورها‪ ،‬مع‬ ‫ض ولم يَعَ َّ‬ ‫الكسر‪ ،‬كعَ َّ‬
‫ُ‬ ‫الفتح‬
‫ِّ‬ ‫مفتوحها‪ ،‬مع‬
‫(نعلم من ذلك أن المضموم الفاء يجوز فيه الضم والفتح‪ ،‬ثم الكسر‪ ،‬والكسر ضعيف‪ ،‬والفتح يشبه‬
‫وأن المفتوح الفاء يجوز فيه الفتح‪ ،‬ثم الكسر‪ ،‬والفتح أولى وأكثر‪ ،‬وأن‬ ‫الضم في قوته وكثرته‪ّ ،‬‬
‫المكسور الفاء يجوز فيه الكسر والفتح‪ ،‬وهما كالمتساويين فيه‪.‬‬
‫ويكون جزم المضارع حينئذ بسكون مقدر على آخره‪ ،‬منع من ظهوره حركة اإلدغام‪ ،‬ويكون بناء‬
‫األمر على سكون مقدر على آخره‪ ،‬منع من ظهوره حركة اإلدغام أيضاً‪.‬‬
‫واعلم أن همزة الوصل في األمر من الثالثي المجرد‪ ،‬مثل‪" :‬أمدد"‪ ،‬يستغنى عنها بعد اإلدغام‪،‬‬
‫فتحذف‪ ،‬مثل‪" :‬مد"‪ ،‬ألنها إنما أتي بها للتخلص من اإلبتداء بالساكن‪ ،‬وقد زال السبب‪ ،‬ألن أول‬
‫الكلمة قد صار متحركاً)‪.‬‬
‫ي‬
‫وحيي‪ ،‬فتقولُ‪َ ( :‬ع َّ‬ ‫َ‬ ‫(عيي‬
‫َ‬ ‫الثاني‪ :‬أن يكونَ عينُ الكلم ِّة وال ُمها يا َءي ِّْن الزما ً تحريك ثاينتِّهما‪ ،‬مثل‬
‫ي)‪ ،‬باإلدغام أيضاً‪.‬‬‫و َح َّ‬
‫ُحيي‪ ،‬ورأيتُ َمح ِّيياً)‪ ،‬إمتنع إدغا ُمهُ‪ .‬وكذا إن‬ ‫فإن كانت حركةُ الثاني ِّة عارضا ً لإلعراب‪ ،‬مثل‪( :‬لَن ي َ‬
‫َع َرض سكون الثانية مثل‪ :‬عييت وحيِّيتُ )‪.‬‬

‫(‪)217/1‬‬

‫الثالث‪ :‬أن يكون في أول الفعل الماضي تا َءان‪ ،‬مثلُ‪" :‬تتاب َع وتَتَبّ َع"‪ ،‬فيجوز اإلدغا ُم‪ ،‬مع زيادة عمزة‬
‫وص ٍل في أوله‪ ،‬دفعا ً لالبتداء بالساكن‪ ،‬مثلُ‪" :‬إت َاب َع واتّبَّع"‪ .‬فإن كان مضارعا ً لم يَجز اإلدغام‪ ،‬بل‬
‫وتلظى"‪ ،‬قال تعالى‪َّ :‬‬
‫"تنز ُل‬ ‫ّ‬ ‫وتتلظى‪" :‬ت َجلى‬‫ّ‬ ‫يجوز تخفيفه بحذف إحدى التا َءين‪ ،‬فتقول في تتجلى‬
‫كثير في االستعمال‪.‬‬ ‫َّ‬
‫تتنز ُل وتتلظى)‪ .‬وهذا شائ ٌع ٌ‬ ‫تلظى" (أي‪َّ :‬‬ ‫والروح"‪ ،‬وقال‪" :‬نارا ً ّ‬ ‫المالئكةُ ُّ‬
‫وكتب بالقلم‪ ،‬فيجوز اإلدغام‪ ،‬بإسكان‬ ‫َ‬ ‫الن متحركان في كلمتين‪ ،‬مثل‪( :‬جعل لي‬ ‫يتجاوز مثْ ِّ‬
‫َ‬ ‫الراب ُع‪ :‬أن‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫أن اإلدغام هنا يجوز لفظا ال خطا)‪.‬‬ ‫بالقلم"‪ .‬غير َّ‬ ‫ِّ‬ ‫المثْ ِّل األول‪ ،‬فتقول‪َ " :‬جعَ ْل لي‪ ،‬وكتبْ‬ ‫ِّ‬
‫امتناع االدغام‬
‫يمتن ُع اإلدغا ُم في سبعة مواضع‪:‬‬
‫نن‪.‬‬ ‫د‬‫و‬
‫ٍ َ ٍ‬ ‫َر‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫د‬‫و‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ودد‬ ‫المثْالن‪ :‬كدَ ٍ‬
‫دن‬ ‫األولُ‪ :‬أن يتصد ََّر ِّ‬
‫صفَفٍ ‪ ،‬أو "فُفُ ٍل" (بض ّم ِّ‬
‫تين)‪:‬‬ ‫وزن "فُعَ ٍل" (بضم ففتحٍ)‪ .‬كد َُر ٍر و ُجدَ ٍد و ُ‬ ‫ِّ‬ ‫اسم على‬ ‫الثاني‪ :‬أن يكونا في ٍ‬
‫طلَ ٍل ولَب ٍ‬
‫ب‬ ‫وحل ٍل‪ ،‬أو (فَعَ ٍل) (بفتحتين)‪ :‬ك َ‬ ‫ففتح)‪ .‬ك ِّل َم ٍم و ِّكل ٍل ِّ‬‫ٍ‬ ‫(بكسر‬
‫ٍ‬ ‫س ُر ٍر وذُلُ ٍل و ُجدُدٍ‪ ،‬أو (فعَ ٍل)‬
‫ك ُ‬
‫ب‪.‬‬
‫وخَب ٍ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫المثْالن في وزن مزي ٍد فيه لإللحاق‪ ،‬سوا ٌء أكان المزيدُ أحد المثلين‪ :‬كجلبَب‪ ،‬أوال‪:‬‬ ‫الثالث‪ :‬أن يكون ِّ‬
‫ك َهيْلل‪.‬‬
‫ألن في اإلدغام الثاني‬ ‫الرابع‪ :‬أن يتَّصل بأول المثلين ُمدْغ ٌم فيه‪ :‬ك َهلَّ َل و ُمهلّ ٍل‪ ،‬وشدَّد و ُمشدد‪ .‬وذلك ْ‬
‫تكرار اإلدغام‪ ،‬وذلك ممنوعٌ‪.‬‬
‫(اعز ْز بالعلم! وأحببْ به!)‪ ،‬فال‬ ‫ِّ‬ ‫الخامس‪ :‬أن يكون المثالن على وزن (أ ْفعل)‪ ،‬في التع ُّجب‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُ‬
‫(اعز به! واحبَّ به!)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يقالُ‪:‬‬
‫تحرك‪ :‬كمدَدْتُ و َمددنا و َمددْتَ‬ ‫سكونُ أحد المثلين‪ ،‬التصاله بضمير ٍ‬
‫رفع ُم ِّ ّ‬ ‫السادس‪ :‬أن يعوض ُ‬ ‫ُ‬
‫و َمددْت ُ ْم و َمد ْدي َُّن‪.‬‬
‫ذكرها‪ ،‬فيمتن ُع اإلدغا ُم‪.‬‬‫دم ُ‬ ‫ب في فَ ِّ ّكه اختيارا‪ ،‬وهي ألفاظ محفوظةٌ تَقَ َ‬ ‫ت العَ َر ُ‬‫الساب ُع‪ :‬أن يكون ِّم ّما شذَّ ِّ‬
‫فائدة‬

‫(‪)218/1‬‬

‫رفع متحرك‪ ،‬جازَ فيه‬ ‫العين‪ ،‬مضاعفاً‪ُ ،‬مسندا ً إلى ضمير ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫مكسور‬
‫َ‬ ‫إذا كان الفع ُل ماضيا ً ثالثيًّا‪ ،‬مجردا ً‬
‫حذف عين ِّه‪ ،‬مع‬‫ُ‬ ‫ظ ِّل ْلتُ "‪ .‬الثاني‪:‬‬ ‫ثالثة أوجه‪ ،‬األولُ‪ :‬استعماله تا ًّما‪ ،‬مفكوك اإلدغام‪ ،‬فتقو ُل في ظلَّ‪َ " .‬‬
‫الفاء بعد طرح‬‫حذف عينه ونقل حركتها إلى ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الثالث‪:‬‬ ‫الفاء مفتوحةً‪ ،‬مثلُ‪ْ :‬‬
‫"ظلتُ "‪.‬‬ ‫قاء حركة ِّ‬ ‫بَ ِّ‬
‫نظر إلى ِّإلهكَ الذي ِّظ ْلتَ عليه عاكفاً}‪ ،‬وقال‪{ :‬لو نشا ُء لجعلناهُ‬ ‫ُ‬
‫"ظ ْلتُ "‪ .‬قال تعالى‪{ :‬أ ْ‬ ‫حركتها‪ ،‬مثل‪ِّ :‬‬
‫بقاء حركتها‪ ،‬وبكسرها على طرح‬ ‫ئ بفتح الظاء في اآليتين‪ ،‬على ِّ‬ ‫ظلتم تف َّكهون}‪ .‬قُ ِّر َ‬‫ُحطاماً‪ ،‬فَ َ‬
‫حركتها ونق ِّل حركة الالم المحذوفة إليها‪.‬‬
‫العين فيهما‪ُ ،‬مستْنَدٌ إلى‬
‫ِّ‬ ‫مكسور‬
‫ُ‬ ‫ف‪،‬‬‫ي‪ ،‬مجردٌ مضا َع ٌ‬ ‫فإن كان الفعل مضارعا ً أو أمراً‪ ،‬وهو ثالث ٌّ‬
‫واقررنَ "‪ ،‬وجاز حذف عينه ونقل‬ ‫ِّ‬ ‫رفع متحرك‪ ،‬جاز فيه اإلتمام‪ ،‬فتقو ُل في يَ ِّق ُّر وقِّ ُّر‪" :‬يَ ْقررنَ‬ ‫ضمير ٍ‬
‫َّ‬
‫ُيوتكن}‬ ‫نافع وعاصم‪{ :‬وقِّ ْرنَ في ب‬ ‫الفاء‪ ،‬مثل‪" :‬يَ ِّق ْرنَ وقِّ ْرنَ "‪ .‬ومنه‪ ،‬في قراءة غير ٍ‬ ‫حركتها إلى ِّ‬
‫َّ‬
‫"وقرنَ في بُيوتكن" بفتح القاف‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫بكسر القاف‪ .‬أما ما فتحت عينه فال يجوز فيه ذلك إال سماعا‪ .‬ومنه‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫"قر" يجوز أن يكون‬ ‫َّ‬ ‫ألن‬ ‫"‪،‬‬ ‫فص وقراءة ُ الكسر أصلُها‪ِّ :‬‬
‫"اقر ْرنَ‬ ‫في قراءة نافع وعاصم‪ ،‬وبها قرأ َ َح ٌ‬
‫من باب "فَعَ َل يَ ْف ِّعلُ"‪ ،‬بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع‪ ،‬ويجوز أن يكون من باب "فَ ِّع َل‬
‫يَ ْفعَلُ"‪ ،‬بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( التصريف المشترك‬
‫) ضمن العنوان ( اإلعالل )‬

‫حرف ال ِّعل ِّة‪ ،‬أو قلبُه‪ ،‬أو تسكينُهُ‪.‬‬


‫ِّ‬ ‫اإلعاللُ‪ :‬حذف‬
‫ُ‬
‫كيرث (واألصلُ‪ .‬يَ ْو ِّرث)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فالحذف‪ِّ :‬‬
‫ُ‬
‫والقلب‪ :‬كقال (واألصلُ‪ .‬قَ َولَ)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ِّي)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ش‬‫يم‬ ‫(واألصل‪.‬‬ ‫(كيمشي‬ ‫‪:‬‬ ‫واإلسكانُ‬
‫(‪ )1‬اإلعالل بالحذف‬
‫حرف العلّ ِّة في ثالثة مواض َع‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫يُحذَ ُ‬

‫(‪)219/1‬‬

‫وخفتُ وبِّعتُ ‪ ،‬ويَقُ ْمنَ ‪ ،‬ويَخ ْفنَ ‪،‬‬


‫َف‪ ،‬و ِّبع‪ ،‬وقُمتُ ِّ‬
‫بساكن بعدَهُ‪ :‬كقُ ْم وخ ْ‬
‫ٍ‬ ‫حرف مد ُملتقيا ً‬
‫َ‬ ‫األولُ‪ :‬أن يكون‬ ‫َّ‬
‫ض‪ ،‬وفتًى‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ت‪ ،‬وترمونَ ‪ ،‬وترمينَ يا فاطمة‪ ،‬وقا ٍ‬ ‫ور َم ْ‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫نَ‬‫ع‬‫ْ‬ ‫ويَبِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(واألصلُ‪" :‬قوم وخاف وبيع وقومت وخيفت وبيعت ويخافن ويبيعن ورمات وترميون وترميين‬
‫وقاضين وفتان" فحذف حرف العلة دفعا ً اللتقاء الساكنين‪ :‬وهؤالء منبثقات أيضا ً عن أصل آخر‪:‬‬
‫وسيأتي شرح ذلك في الكالم على اإلعالل بالحذف)‪.‬‬
‫ألن اإلدغام قد جعل الحرفين كحرفٍ‬ ‫إال إن كان الساكن بعد حرف ال ِّعلّ ِّة ُمدَغما ً فيما بعدهُ‪ ،‬فال َحذف‪َّ ،‬‬
‫واح ٍد متحرك‪ ،‬وذلك‪ :‬كشادَّ ويُشادُّ وشودَّ‪.‬‬
‫ض الزوال‪ ،‬فال ي َُردُّ‬ ‫تبر حركته‪ .‬ألنها َم ْع ِّر ِّ‬‫الحق‪ ،‬فال ت ُ ْع ُ‬
‫َّ‬ ‫َف هللاَ‪ ،‬وقُ ِّل‬
‫فإن َعرض تحريكُ الساكن‪ :‬كخ ِّ‬
‫المحذوف كما رأيت‪.‬‬
‫ُ‬
‫حذف‬ ‫ُ‬
‫المسكور العين في المضارع‪ ،‬فت ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫الثاني‪ :‬أن يكون الفع ُل معلوما مثاال واويًّا على وزن "يف ِّعلُ"‪،‬‬
‫ْ‬
‫ع ّ ِّوضص عنها بالتاء كيَ ِّعدُ وعد و ِّعدَةٍ‪.‬‬ ‫فاؤهُ من المضارع واألمر‪ ،‬ومن المصدر أيضاً‪ ،‬إذا ُ‬
‫(فإن لم يعوض عنها بالتاء فال تحذف‪ .‬فال يقال‪" :‬وعد وعداً" لعدم التعويض‪ .‬وال يجوز الجمع‬
‫بينهما‪ ،‬فال يقال‪" :‬وعدة"‪ ،‬إال أن تكون التاء مرادا ً بها المرة‪ ،‬أو النوع‪ ،‬ال التعويض‪ :‬كوعدته عدة‬
‫واحدة‪ ،‬أو عدة حسنة‪.‬‬
‫وإن كان الفعل مجهوال لم تحذف‪ :‬كيوعد‪ .‬وكذلك إن كان مثاال يائياً‪ :‬كيسر ييسر أو كان مثاال واويا ً‬
‫على وزن "يفعل" المفتوح العين‪ .‬كيوجل ويوجل‪ .‬وشذ قولهم‪" :‬يدع ويذر ويهب ويسع ويضع ويطأ‬
‫ويقع" بحذف الواو مع انها مفتوحة العين)‪.‬‬
‫وارم‪ ،‬في‬
‫ِّ‬ ‫ع‬
‫كاخش واد ُ‬
‫َ‬ ‫المذكر‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫آخرهُ في امر المفرد‬ ‫ف ُ‬ ‫الثالث‪ :‬أن يكون الفع ُل ُمعت َ َّل اآلخر‪ ،‬فيُحذَ ُ‬
‫غير أن الحذف فيهما‬ ‫يرم‪َ .‬‬ ‫ش‪ ،‬ولم يَ ْدعُ‪ ،‬ولم ِّ‬‫المضارع المجزوم‪ ،‬الذي لم يتصل بآخره شي ٌء‪ :‬كلم يَ ْخ َ‬
‫األمر‪ ،‬وعن سكون اإلعراب في المضارع‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫البناء في‬
‫ِّ‬ ‫كون‬
‫س ِّ‬ ‫ال لإلعال ِّل‪ ،‬بل للنيابة عن ُ‬
‫(‪ )2‬اإلعالل بالقلب‬

‫(‪)220/1‬‬

‫ورمى وقال وباع‪،‬‬ ‫انقلب ألفا ً كدَعا َ‬ ‫َ‬ ‫والياء بحركة أصليّة وانفت َح ما قبلهُ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫تحرك كل من الواو‬ ‫إذا ّ‬
‫ور َمي وقَ َو َل وبَيَ َع"‪.‬‬ ‫و‬
‫َ ََ َ‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫"‬ ‫واألصل‪:‬‬
‫ت الهمزة ُ بعد نق ِّل حركتها‬ ‫سقَط ِّ‬
‫َ‬ ‫"‪،‬‬ ‫م‬
‫ْ ٌ‬‫َ‬ ‫أ‬‫ونو‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫ْأ‬
‫ي‬ ‫"ج‬ ‫لهما‪:‬‬‫ص‬ ‫ُ‬ ‫وأ‬ ‫‪،‬‬‫َوم‬ ‫ن‬ ‫و‬
‫ََ َ ٍ‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫"ك‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫العارض‬ ‫وال يُعتدُّ بالحركة‬
‫إلى ما قبلها‪ ،‬فصار إلى " َجيَل ون ََوم"‪.‬‬
‫ط في انقالبها ألفا ً سبعة شروطٍ ‪.‬‬ ‫ويُشتر ُ‬
‫َيور‬
‫"بيان وطوي ٍل وغ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫موضع عين الكلمة‪ .‬فال ت ُعَالن في مثل‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫يتحرك ما بعدهما‪ ،‬إن كانتا في‬ ‫َّ‬ ‫(‪ )1‬أن‬
‫ق"‪ ،‬لسكون ما بعدهما‪.‬‬ ‫وخ ََورن ٍ‬
‫ُ‬
‫ألف وال يا ٌء ُمشدَّدة‪ ،‬إن كانتا في موضع الالم فال تعالن في مثل‪" :‬رميا وغزوا‬ ‫ٌ‬ ‫(‪)2‬أن ال ت ِّليَهما ٌ‬
‫ق الياء المشدَّدة إيَّاهما‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األلف و ِّليَتهما‪ ،‬وال في مثل‪َ " :‬علوي وفت َوي"‪ ،‬للحا ِّ‬ ‫َ‬ ‫وفَتيان وعصوان"‪ .‬ألن‬
‫ي‬ ‫ي وقَ ِّو َ‬ ‫ي و َج ِّو َ‬ ‫ي ودَ ِّو َ‬
‫المكسور العين‪ ،‬المعتل الالم‪ :‬كه ِّو َ‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )3‬أن تكونا عينُ فع ٍل على وزن "فَ ِّعلَ"‪،‬‬
‫ي‪.‬‬
‫ي و َح ِّي َ‬ ‫و َع ِّي َ‬
‫ط َوي‬ ‫يو َ‬ ‫وطوى والقُ َوى وال َه َوى والحيا والحياة‪ :‬وأصلُها‪ :‬ه ََو َ‬ ‫َ‬ ‫كهوى‬ ‫(‪ )4‬أن ال يجتمع إعالالن‪َ :‬‬
‫ٌ‬
‫ي وال َحيَي وال َحيَيَة"‪.‬‬ ‫وو وال َه َو ُ‬ ‫والقُ ُ‬
‫إعالالن‬
‫ِّ‬ ‫ت العين إلعالل الالم‪ ،‬كيال يجتمع‬ ‫س ِّلم ِّ‬
‫لتحركها وانفتاح ما قبلها‪ .‬و َ‬ ‫ُّ‬ ‫ت الال ُم بقلبها ألفاً‪،‬‬ ‫فأعلَّ ِّ‬
‫في كلمة واحدة‪.‬‬
‫وموتان‬
‫ٍ‬ ‫وان‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الن" بفتح العين‪ .‬فال تعالن في مثل‪" :‬حيَ ٍ‬ ‫اسم على وزن "فَعَ ٍ‬ ‫(‪ )5‬أن ال تكونا عينَ ٍ‬
‫مان"‪.‬‬
‫والن و َهيَ ٍ‬ ‫و َج ٍ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫(‪ )6‬أن ال تكونا عين فع ٍل تجي ُء الصفة ال ُمشبّهة منه على وزن "أفعَلَ"‪ ،‬فإن عينهُ ت َص ُّح فيه وفي‬ ‫ُ‬
‫ف َهيَفا ً‬ ‫ف يَ ْهيَ ُ‬ ‫حوالً فهو أحولُ‪ ،‬و َهيِّ َ‬ ‫عورا ً فهو أعور‪ ،‬وح ِّو َل يُحْ َو ُل َ‬ ‫مصدره والصفة منه‪ :‬كعَ ِّو َر يَ ْع َو ُر َ‬
‫ف‪ ،‬و َغ ِّيدَ يَ ْغيَدُ َغيْدا ً فهو أَغيَدُ‪.‬‬ ‫فهو أَهيَ ُ‬
‫(‪ )7‬أَن ال تكونَ الواو عينا ً في "افتَعَلَ" الدا َّل على معنى المشاركة‪ .‬فال تُعل الواو في مثل‪" :‬اجت ََو َر‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫تجاوروا وتزاوجوا‪.‬‬
‫َ‬ ‫القو ُم يَ ْجت َ ِّورون‪ ،‬وازدَ َوجوا يزدَ ِّوجونَ "‪ ،‬أي‪:‬‬
‫(‪ )2‬قلب الواو ياء‬

‫(‪)221/1‬‬

‫ب الواو يا ًء في ثمانية مواضع‪:‬‬ ‫تُقلَ ُ‬


‫زان" ألنهما من الوعد والوزن‪.‬‬ ‫وم ْو ٌ‬ ‫"م ْوعاد ِّ‬ ‫وميزان‪ .‬وأصلُها‪ِّ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )1‬أن ت َس ُكنَ بعد كسرةٍ‪ :‬كميعا ٍد‬
‫قوي والغازي والداعي والشجي والشجيّة‪ .‬واألصل‪:‬‬ ‫كرضي ويرتضي َو َ‬ ‫َ‬ ‫تتطرف بعد كسرةٍ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫(‪ )2‬أن‬
‫الرضوان والقُوة والغز ِّو‬ ‫ش ِّج َوةُ"‪ ،‬ألنها من ِّ ّ‬ ‫ش ِّج ُو وال َّ‬ ‫ويرتضوض وق ِّو َو والغازي والداعي وال َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ض ِّو‬‫َر ِّ‬
‫ج والدِّّول‪ ،‬لم ت ُ ْقلب‪.‬‬ ‫ف‪ :‬كال ِّع َو ِّ‬ ‫تتطر ْ‬
‫َّ‬ ‫شجْ و‪ .‬فإن لم‬ ‫والدعوة وال َّ‬
‫ْ‬
‫"جر ٍو ودل ٍو"‪.‬‬‫ي ٍ ودُلي‪ .‬وأصلهما‪ُ " :‬ج َري ٌْو ودُلي ٌْو" تصغير ْ‬ ‫ُ‬ ‫ياء التصغير‪ :‬ك ُجر ّ‬ ‫(‪ )3‬أن تق َع بعد ِّ‬
‫يام‬
‫كالقيام والص ِّ‬‫ِّ‬ ‫ت عينُ فعله‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫األجوف الذي أ ِّعل ْ‬‫ِّ‬ ‫المصدر‬
‫ِّ‬ ‫(‪ )4‬أَن تق َع ح ْشوا ً بين كسرةٍ وألفٍ ‪ ،‬في‬
‫وصوا ٌم وانقوادٌ و ِّعوادٌ‪ ،‬وفعلُها‪" :‬قام وصام وانقاد وعادَ"‬ ‫واالنقياد وال ِّعياد والعيادَة وأصلُها‪" :‬قوا ٌم ِّ‬
‫وعودَ"‪.‬‬ ‫ص َو َم وانقَ َودَ َ‬ ‫واألصلُ‪" :‬قَ َو َم و َ‬
‫وعاود ِّعواداً‪ ،‬وجاوزَ‬ ‫َ‬ ‫"الوذ ِّلواذاً‪،‬‬ ‫صحت في المصدر أيضاً‪ ،‬مثل‪َ :‬‬ ‫ت العينُ في الفعل َ‬ ‫فإن ص ّح ِّ‬
‫ألف‪ :‬كحا َل ِّح َوالً‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫بعدها‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫إن‬ ‫ح‬ ‫َص‬
‫ِّ‬ ‫ت‬ ‫كذا‬ ‫ِّجواراً"‪ .‬و‬
‫ُ‬
‫(‪ )5‬أَن تق َع عينا ً بعد كسرةٍ‪ ،‬في جميع صحيح الالم‪ ،‬على وزن "فِّعا ٍل" وقد أ ِّعلَّت في المفرد أو‬
‫وحو ٌل‬ ‫وروا ٌح ِّ‬ ‫ِّوار ِّ‬
‫صها‪" :‬د ٌ‬ ‫والحيَ ِّل وال ِّقيَم‪ .‬وأ َ ُ‬ ‫ياح ِّ‬ ‫والر ِّ‬ ‫سكنت‪ .‬فما أعلَّت عينه في المفرد‪ ،‬فكالدِّّيار ِّ ّ‬
‫وح ْولةٌ وقِّ َّومةٌ وما سكنت عينه في‬ ‫ور ْو ٌح ِّ‬ ‫"دار وري ٌح وحيلةٌ وقيمةٌ‪ .‬واألصلُ‪" :‬دَ َو ٌر ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫وقِّو ُم" ومفردها‪:‬‬
‫صلهما‪( :‬ثِّوابٌ و ِّسواط‪ٌ.‬‬ ‫َ‬
‫جمع على فعال)‪ ،‬فكالثياب والسياط‪ .‬وأ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫المفرد (وهذا ال يكونُ إال في‬
‫ٌ‬
‫وسوط"‪.‬‬ ‫و ُمفردهما‪" :‬ثَوبٌ‬

‫(‪)222/1‬‬

‫والقياس‬
‫ُ‬ ‫وطوال وشذَّ جم ُع جوا ٍد على "جيادٍ"‪.‬‬ ‫ب‪ :‬كطوي ٍل ِّ‬ ‫َسكن‪ .‬فال تُقلَ ُ‬
‫فإن ص َّحت عينُ المفرد‪ ،‬ولم ت ْ‬
‫وجواءٍ ‪ .‬بل إن‬ ‫قلب العينُ في الجمع يا ًء‪ّ :‬‬
‫كجو ِّ‬ ‫"جواد"‪ .‬وكذلك إن كان معت َّل الالم‪ ،‬فال ت ُ ُ‬ ‫أَن يُجمع على ِّ‬
‫ورواءٍ ‪ ،‬ألن أُصل‬ ‫كريّانَ ِّ‬‫كانت العين‪ ،‬في األصل‪ ،‬واوا ً منقلبةً إلى الياء‪ُ ،‬ردت إلى الواو في الجمع‪َ :‬‬
‫ي يَ ْروى"‪.‬‬ ‫"ر ِّو َ‬
‫"ر ْويان"‪ ،‬ألنه من َ‬ ‫ريّان‪َ :‬‬
‫وان وسِّواكٍ ‪،‬‬ ‫وخ‬ ‫وام‬
‫ٍ ِّ ٍ ِّ ٍ‬ ‫ق‬‫و‬ ‫كسوار‬ ‫‪:‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫جمع‬ ‫وال‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫مصدر‬ ‫ليس‬ ‫فيما‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ وألفٍ‬ ‫ة‬ ‫كسر‬ ‫بين‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫حشو‬ ‫الواو‬
‫ُ‬ ‫وقعة‬ ‫وإن‬
‫لم تُقلب‪.‬‬
‫الواو واليا ُء‪ .‬بشرط أَن يكون السابق منهما أَصال‪ ،‬ال مبدالً من غيره‪ ،‬وأَن يكون‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )6‬أَن تجتمع‬
‫ساكناً‪ ،‬وأَن يكون سكونُهُ أصلياً‪ ،‬ال عارضاً‪ ،‬وأن تكونا في كلمة واحدة‪ ،‬او فيما هو كالكلمة الواحدة‪،‬‬ ‫َ‬
‫فتنقلب حينئ ٍذ الواو يا ًء وتُدغ ُم في الياء‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ي) وأن تسبق اليا ُء‪ :‬كسيّ ٍد‬‫َ‬ ‫ضوي و َم ْر ُمو ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الواو‪ :‬ك َمقضي و َم ْر ِّمي (وأصلهما‪َ :‬مق ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫وال فرق بين أن ت َسبْقَ‬
‫س ْي ِّودٌ و َم ْي ِّوتٌ )‪.‬‬ ‫وميت (وأَصلُهما‪َ :‬‬
‫وال فرق أيضا ً بين أن تكونا في كلمة واحدة‪ ،‬كما ذُكر‪ ،‬وان تكونا فيما هو كالكلمة الواحدة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫كرموي"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ي" واألصل‪َ " :‬معَلَّموي و ُم‬ ‫ومكرم َّ‬‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫"هؤالء ُمعلم ًّ‬
‫ِّ‬
‫(اجتمعت الواو والياء‪ .‬وسبقت ِّإحداهما بالسكون‪ ،‬فانقلبت الواو ياء‪ ،‬وأدغمت في الياء واعلم أن‬
‫الضمير وما يضاف إليه هما كالكلمة الواحدة)‪.‬‬
‫ألن أصله "د َِّّوان"‬‫فإِّن كان السابق منهما ُمبدَالً من غيره‪ ،‬فال قَلب وال إدغام‪ .‬وذلك مثل‪" :‬ديوان"‪َّ ،‬‬
‫"رؤْ ية"‪ .‬وكذا إن كان سكونه عارضا ً نحو‪:‬‬ ‫ف ُ‬ ‫"ر َويةٍ" ُمخفّ ِّ‬‫بدليل جمعة على "دواويين"‪ ،‬ومثل‪ُ :‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ي" ُمخفّف "ق ِّو َ‬
‫ي" وكذا إن كانتا في كلمتين ليستا كالكلمة الواحدة نحو‪" :‬جا َء أبو يَحيْى يَمشي‬ ‫"قَ ْو َ‬
‫وحيداً"‪.‬‬

‫(‪)223/1‬‬

‫والرجا ُء بنُ َحي َْوة" وحقها اإلعالل‬ ‫عويةً وع َّّوةً‪َّ ،‬‬ ‫الكلب يعوي ْ‬ ‫ُ‬ ‫ضي َْون ويو ٌم أَيْو ُم‪ ،‬وعوى‬ ‫وشذَّ قولهم‪َ " :‬‬
‫ضي ٌَّن وأيّ ٌم و َعيّةٌ و َحيّةٌ" كما قالوا‪" :‬أيَّا ٌم‪ ،‬وأصلُها "أيْوا ٌم"‪.‬‬ ‫فاإلدغا ُم‪ ،‬بأن يقال‪َ " :‬‬
‫صي‪،‬‬ ‫قلب يا ًء‪ .‬وذلك كدَل ٍو ودُلّيٍ‪ :‬و َعصا و ُ‬
‫ع ِّ‬ ‫وزن "فُعو ٍل"‪ ،‬فت ُ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫جمع على‬ ‫ٍ‬ ‫الواو الماً‪ ،‬في‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )7‬أن تكون‬
‫ت الالّ ُم‬ ‫صوو وقَفو ٌو"‪ ،‬قُلب ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ع‬
‫وو و ُ‬ ‫يٍ‪ .‬واألصلُ‪" :‬دُلُ ٌ‬ ‫ي ٍ وقِّ ِّف ّ‬ ‫ي ٍ و ِّعص ّ‬ ‫كسر الفاء‪ ،‬كدِّل ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز‬ ‫وقَفا ً وقُ ِّف ّ‬
‫يٍ‪.‬‬
‫ت إحداهما بالسكون فَقُلبت‬ ‫سبقَ ْ‬‫الواو واليا ُء‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫صوي ٍ وقُفُويٍ" فاجتمع ِّ‬
‫ت‬ ‫ع ُ‬ ‫ُ‬
‫يا ًء‪ ،‬فصارت إلى "دُلوي ٍ و ُ‬
‫الواو شذوذاً‪ ،‬كجمعهم "بَ ْهواً" على "بُ ُه ّ ٍو"‪ .‬وقد جمعوه أيضا ً‬ ‫ُ‬ ‫َصح‬ ‫الواو يا ًء وأُدغمت في ِّ‬
‫الياء‪ .‬وقد ت ِّ‬ ‫ُ‬
‫على "يُ ِّهي"‪ ،‬قياسا‪ً.‬‬
‫موا" وقد تُعَ ُّل شذوذاً‪ ،‬فقد‬ ‫عتُواً‪ ،‬وسما س ُم ًّوا‪ ،‬ونما نُ ًّ‬ ‫الواو‪ ،‬مثل‪ :‬عتا ُ‬ ‫ُ‬ ‫فإن كان "فُعُولٌ" مفرداً‪ ،‬ص َّحت‬
‫عت ُ ًّوا"‪.‬‬‫عتِّيًّا‪ ،‬بضم العين وكسرها‪ ،‬كما قالوا‪ :‬عتا ُ‬ ‫قالوا‪" :‬عتا ُ‬
‫ُ‬
‫صي ٍَّم‪ ،‬ونا ٍئم وني ٍَّم‪،‬‬
‫كصائم و ُ‬‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫جمع على وزن "فعَّ ٍل"‪ ،‬صحيح الالم‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )8‬أن تكون الواو عين كلمةٍ‪ ،‬في‬
‫أكثر استعماال من اإلعالل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وهو‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬
‫ُ َّ ٍ‬‫و‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫و‬
‫َّ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫و‬
‫ُ َّ ٍ‬ ‫ص‬ ‫ك‬ ‫‪:‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫وجائع و ُجي ٍَّع‪ .‬ويجوز التّصحيح‬ ‫ٍ‬
‫وغوى‪ ،‬وهما َج ْمعا "شا ٍو وغا ٍو"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ى‬ ‫و‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ش‬ ‫ك‬ ‫ه‪:‬‬ ‫و‬
‫ِّ‬ ‫وا‬ ‫تصحيح‬ ‫وجب‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫الالم‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫منه‬ ‫كان‬ ‫وما‬
‫ص َّو ٍام‪.‬‬‫وزن "فُعّا ٍل" فيجب تصحيح واوه أيضاً‪ :‬كنُ َّو ٍام و ُ‬ ‫ِّ‬ ‫أما ما كان على‬
‫(‪ )3‬قلب الياء واوا ً‬
‫تُقلَب اليا ُء واوا ً في ثالثة مواضع‪:‬‬
‫وموقن‪ .‬وأصلُها‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫جمع على وزن "فُ ْع ٍل"‪ :‬كيو ِّس ُر ومو ِّس ٍر‪ ،‬ويوقِّنُ‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )1‬أن ت َس ُكنَ بعد ض ّمةٍ‪ ،‬في غير‬
‫يسر وأَيقنَ "‪.‬‬ ‫ْسر‪ ،‬ويُ ْي ِّقنُ و ُم ْي ِّق ٌن" ألنها من "أ َ َ‬ ‫"يُ ْيس ُِّر و ُمي ٌ‬

‫(‪)224/1‬‬

‫كبيض‬
‫ٍ‬ ‫جمع على وزن "فُ ْع ٍل"‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫سكنت بعد ضم ِّة في‬ ‫ْ‬ ‫يام‪ ،‬لم تُقلَبْ ‪ :‬وكذا إن‬ ‫فإن تح َّركت اليا ُء‪ :‬ك ُه ٍ‬
‫َص َّح‬ ‫َ‬
‫ب الضمة التي قبلها‪ ،‬كسرةً‪ِّ ،‬لت ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وأهيم وهيْماء‪ ،‬فال تعُ ُّل بل تقل ُ‬ ‫َ‬ ‫"أبيض وبَيضا َء‪،‬‬
‫َ‬ ‫وهيم‪َ ،‬ج ْمعَ ْي‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اليا ُء‪ ،‬كما رأيتَ ‪ .‬واألصلُ‪" :‬بُيض وه ْي ٌم"‪ ،‬على وزن "ف ْع ٍل" ألن ما كان على وزن "أفعَ َل وف ْعال َء"‪.‬‬
‫صفةً ُمشبَّهةً‪ ،‬يُجم ُع على "فُ ْع ٍل" بض ٍ ّم فسكون‪.‬‬
‫ضةَ‪ ،‬بمعنى‪" :‬ما أنهاه! وما أقضاه"‪ .‬وأصلُهما‪" :‬نَ ُه َ‬
‫ي‬ ‫(‪ )2‬أن تق َع ال ُم فع ٍل بعدَ ض ّمة كنَ ُه َو الرج ُل وقَ ُ‬
‫ي!"‪ ،‬فهما يائيّان‪.‬‬ ‫وقَ ُ‬
‫ض َ‬
‫(‪ )3‬أن تكونَ عينا ً لفُ ْعلى‪ ،‬بضم الفاء اسماً‪ :‬كطوبى‪( ،‬وهي مصدر طاب واسم للجنة‪ .‬وأصلها‪ُ :‬‬
‫ط ْيبَى)‬
‫والطوبى والضُّوقى (مؤنثات)‪" :‬أكيس وأخير وأَطيب‬ ‫ّ‬ ‫أو أُنثى ألفع ِّل التفضيل‪ :‬كال ُكوسى وال ُخورى‬
‫ضيقى) وجا َء من ذلك كلمتان بال قلب‪ ،‬وهما "قسمةٌ‬ ‫طيْبى و ُ‬ ‫وأَضيق"‪ .‬وأصلها ُكيْسى و ُخيْرى و ُ‬
‫ضيزى" و "م ْشيةٌ حيكى"‪ .‬ولكن قد أبدلت الضمةُ كسرة ً لتص َّح اليا ُء وأَجاز ابن مالك وولده في‬
‫والطيبى‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫"الطوبى‬‫ُّ‬ ‫القلب‪ ،‬كما تقدَّم وسالمةَ الياء بإبدال الضمة كسرة وعليه فتقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫"فُعلى"الصفة‬
‫ضيقى"‪.‬‬ ‫والخيرى‪ ،‬والضوقى وال ِّ ّ‬ ‫والكوسى والكيسى‪ ،‬وال ُخورى ِّ‬
‫(‪ )4‬فَعلى وفُعلى المعتلتا الالم‬
‫مت في االسم‪ :‬كدَعوى‪ ،‬وفي الصفة‪ :‬كنَشوى‪.‬‬ ‫إذا اعتلَّت الم "فَ ْعلى" بفتح الفاء‪ ،‬فإن كانت واوا ً َ‬
‫س ِّل ْ‬
‫صدْيان") وقُلبت واوا ً في االسم‪:‬‬ ‫صدْيا ( ُمؤنث ْي "خ َْزيانَ و َ‬ ‫وإن كانت يا ًء س ِّلمت في الصفة‪ :‬كخَزيا و َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫كت َ ْقوى وفَتْوى وبَ ْقوى‪ .‬وأصلها‪" :‬ت َ ْقيا وفَتْيا وبقيا"‪ .‬وشذَّ قولهم َ‬
‫"ريَّا" للرائحة‪ ،‬وحقها أن تكون‬
‫"ر ًّوى"‪.‬‬
‫َ‬

‫(‪)225/1‬‬

‫كالوليْا‪،‬‬‫ت في االسم‪ :‬كالفتْيا‪ ،‬وفي الصفة ُ‬ ‫وإذا اعت َلَّت ال ُم "فُ ْعلى" بضم الفاء‪ ،‬فإن كانت يا ًء ص َّح ْ‬
‫كخز َوى‪( ،‬وهي اسم‬ ‫لمت في االسم‪ْ :‬‬ ‫س ْ‬ ‫واألحق‪ .‬وإن كانت واوا ً َ‬ ‫ّ ِّ‬ ‫األجدر‬
‫ِّ‬ ‫ت "األولى"‪ ،‬بمعنى‬ ‫تأني ِّ‬
‫الحجاز‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫لبت يا ًء في الصفة‪ :‬كالدُّنيا والعُليا‪( .‬وهما من دَنا يدنو وعال يَ ْعلو)‪ ,‬وشذَّ قو ُل أه ِّل‬ ‫موضعٍ) وقُ ْ‬
‫الكتاب الكري ُم‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ص َوى"‪ ،‬بتصحيح الواو‪ :‬وهو شاذٌّ قياساً‪ ،‬فصي ٌح استعماال به ورد‬ ‫"القُ ْ‬
‫ضدُّ‬ ‫ْ‬
‫صيا"‪ ،‬على القياس وشذَّ عندَ الجميع "ال ُحل َوى"‪ِّ ،‬‬ ‫وغيرهم يقول‪" :‬القُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫دوة القُصوى‪،‬‬ ‫"و ُه ْم بالعُ َ‬
‫"ال ُم َّرى" وهما تأنيث "األحلى واأل َم َّر"‪.‬‬
‫(‪ )5‬اعالل األلف‬
‫ب‬
‫غزيّل‪ ،‬وكتا ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ياء التصغير‪ ،‬انقلبت يا ًء‪ ،‬وأدغمت في ياء التصغير‪ :‬كغزا ٍل و ُ‬ ‫األلف بعد ِّ‬
‫ُ‬ ‫إذا وقت‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ب‪ ،‬القتضاء كسر ما قب َل ياء التصغير‪ .‬وإذا وقت بعد ضمةٍ‪ ،‬ق ِّلبت واوا‪ :‬كشوهدَ وبُوي َع‪ ،‬أو بعد‬ ‫وكتَيّ ٍ‬
‫كسرة قلبت يا ًء‪ :‬كمصابيح ودنانير‪ ،‬واألصل‪" :‬شاهدَ وباي َع‪ ،‬ومصاباح ودُنانار" ولما كان النُّطقُ‬
‫تناسب حركةَ ما قبلها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بذلك ُمت َعذّراً‪ ،‬قلبت األلف واوا ً بعدَ الضمة ويا ًء بعد الكسرة‪ِّ ،‬ل‬
‫تحركٍ في الفعل‪ ،‬أَو بألف التثنية‬ ‫وإذا وقت رابعةً فصاعداً‪ ،‬واتَّصلت بضمير المثنّى‪ ،‬أو ضمير رفع ُم ِّ ّ‬
‫في االسم‪ ،‬قلبت يا ًء على كل حال‪ .‬سوا ٌء أكانت ُم ْبدَلةً من واو‪ :‬كيرضى وأعطى وال َمرضى‬
‫وال ُمعطى‪ ،‬أم من ياءٍ ‪ :‬كيَسعى وأحيا‪ ،‬وال ُمهدى وال ُمستشفى‪ .‬فتقول‪" :‬يرضيان وأعطيا‪ ،‬وال ُم َرضيان‬
‫ستشفيان"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يان وال ُم‬ ‫يان‪ ،‬ويسعيان وأحيَيا‪ ،‬وال ُمهدَ ِّ‬ ‫ط ِّ‬ ‫وال ُمع َ‬
‫والعصوي ِّْن‪ .‬وإن كان أصلها‬ ‫َ‬ ‫َّت إليها‪ :‬كغَزوا َوغزَ وتُ‬ ‫الواو‪ُ ،‬رد ْ‬ ‫َ‬ ‫فإن كانت ثالثةً‪ ،‬فإن كان أصلها‬
‫ورميتُ والفَتَيَيْن‪.‬‬ ‫كر َميا َ‬
‫اليا َء‪ُ ،‬ردَّت إِّليها‪َ :‬‬
‫اإلعالل بالتسكين‬
‫حرف العلَّة‪ ،‬دفعا ً للثَّقَل‪ .‬والثاني‪ :‬نقل حركته إلى الساكن قبلهُ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫حركة‬ ‫حذف‬ ‫األول‬ ‫شيئان‪:‬‬ ‫والمرادُ به‬

‫(‪)226/1‬‬

‫تحركٍ ‪ ،‬حذفت حركتهما إنه كانت ضمةً أَو كسرةً‪ ،‬دفعا للثَقَل‪:‬‬ ‫ت الواو واليا ُء بعد حرفٍ ُم ِّ ّ‬ ‫َطرف ِّ‬
‫فإذا ت َّ‬
‫الداعي إلى الناديِّ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫"يد‬ ‫واألصل‪:‬‬ ‫الجاني‪.‬‬ ‫على‬ ‫القاضي‬ ‫ويقضي‬ ‫النادي‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫الداعي‬ ‫كيدعو‬
‫يقضي القاضي على الجانيِّ"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫رميون‬ ‫فإن لَ ِّزم من ذلك اجتماع ساكنين‪ُ ،‬حذفت ال ُم الكلمة‪ ،‬مثل‪" :‬يُرمون ويغزون"‪ .‬واألصل "يَ ِّ‬
‫ويَ ُ‬
‫غز ُونَ "‪.‬‬
‫(طرحت ضمة الواو والياء دفعا ً للثقل‪ .‬فالتقى ساكنان‪ :‬الم الكلمة و واو الجماعة‪ ،‬فحذفت الم الكلمة‪،‬‬
‫دفعا ً الجتماع الساكنين)‪.‬‬
‫الداعي إِّليه"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫أعص َ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ ِّ‬
‫الحق‪ ،‬ولن‬ ‫أدعو إلي غير‬
‫َ‬ ‫ف‪ ،‬مثل‪ :‬لن‬ ‫فإن كانت الحركة فتحةً‪ ،‬لم تحذَ ْ‬
‫طرح الضمة والكسرةُ‪ ،‬مثل‪" :‬هذا دَ ْل ٌو يَشربٌ منه‬ ‫الواو واليا ُء بعد حرفٍ ساكن‪ ،‬لم ت ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫تطرفت‬ ‫وإن ّ‬
‫َ‬
‫بظ ْبيٍ"‪.‬‬ ‫مسكتُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫بتُ‬
‫ي‪ ،‬وش َِّر من دل ٍو‪ ،‬وأ‬ ‫ظب ٌ‬ ‫َ‬
‫متحركتين‪ ،‬وكان ما قبلَهما ساكنا ً صحيحا ً وجب نقل حركة العين‬ ‫ّ‬ ‫وإذا كانت عين الكلمة واوا ً أو يا ًء‬
‫ض ْعف حرف‬ ‫لقوته و َ‬‫الحرف الصحي َح‪ ،‬أولى بتح ُّمل الحرك ِّة من حرف ال ِّعلَّة َّ‬ ‫َ‬ ‫إلى الساكن قبلَهما‪ ،‬ألن‬
‫ال ِّعلَّة‪.‬‬
‫واإلعال ُل بالنَّ ْق ِّل‪ ،‬قد يكون نقالً محضاً‪ .‬وقد يَتْبعُه إعالل بالقلب‪ ،‬أو بالحذف‪ ،‬أو بالقلب والحذف معاً‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫فإن كانت الحركة المنقولةُ عن حرف ال ِّعلة ُمجانسةً له‪ ،‬اكت ُ َ‬
‫في بالنَّ ْقل‪ :‬كقو ُم ويَبينُ ‪ ،‬واألصل‪" :‬يَ ْق ُو ُم‬
‫ويَبْينُ "‪.‬‬
‫قو َم وأَبينَ وي ْق ِّوم‬‫قام‪ .‬واألصل‪" :‬أ َ َ‬ ‫كأقام وأبانَ ويُقي ُم و َم ٍ‬
‫َ‬ ‫سها‪:‬‬‫ب حرفا ً يُجانِّ ُ‬‫غير ُمجانِّس ٍة له‪ ،‬قُ ِّل َ‬
‫وإن كانت َ‬
‫و َم ْق َو ٌم"‪.‬‬
‫(نقلت حركة الواو والياء الساكن قبلهما ثم قلبت الواو والياء ألفا ً بعد الفتحة‪ ،‬وياء بعد الكسرة‬
‫للمجانسة‪ .‬وهذا ِّإعالل بالنقل والقلب)‪.‬‬
‫واستحوذَ استحواذا‪ً.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫كأعو َل إعواال‪،‬‬
‫َ‬ ‫يجب فيه اإلعال ُل على أصله‬ ‫ُ‬ ‫وربما تركوا ما‬
‫ويُست َثْنى من ذلك‪:‬‬
‫قو َمهُ! وما أَبينَهُ! وأَق ِّوم به! وأَبيِّ ْن به!"‪.‬‬‫(‪ )1‬أفعل التَّعجب‪ ،‬مثلُ‪ :‬ما أ َ َ‬
‫(‪)227/1‬‬

‫كأحو َل‬
‫َ‬ ‫قو ُم منه وأَبَينُ "‪ ،‬أَو صفةً ُمشبَّهةً‪:‬‬ ‫اسم تفضي ٍل‪ ،‬مثل‪" :‬هو أ َ َ‬ ‫(‪ )2‬ما كان على وزن "أَفعَلَ"‪َ ،‬‬
‫بيض‪ ،‬أو اسماً‪ :‬كأسودَ‪ :‬للحيّ ِّة‪.‬‬ ‫وأ َ َ‬
‫ومكيا ٍل‪.‬‬ ‫ومقوا ٍل ِّ‬
‫روح ٍة ِّ‬ ‫وم َ‬ ‫كم ْقول ِّ‬ ‫"مفعَ ٍل‪ ،‬أَو ِّمفعَلةٍ‪ ،‬أ َو ِّمفعا ٍل"‪ِّ :‬‬ ‫(‪ )3‬ما كان على وزن ِّ‬
‫لف‪ :‬كتَجْوا ٍل وت َ ْهيام‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫(‪ )4‬ما كان بعد واو ِّه أَو ِّ‬
‫ئ‬ ‫يا‬
‫كابيض واسودَّ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ضعَّفاً‪:‬‬
‫(‪ )5‬ما كان ُم َ‬
‫(‪ )6‬ما أ ُ ِّعلَّت ال ُمهُ‪ :‬كأهوى وأحيا‪.‬‬
‫َ‬
‫المجردَ منها‪ ،‬وهو‬ ‫َّ‬ ‫فإن الماضي‬ ‫عورهُ يُ ْع ِّو ُرهُ‪َّ .‬‬ ‫صيَدُ‪ ،‬وأ َ َ‬
‫المجرد‪ :‬كيَ ْع َو ُر ويَ ْ‬ ‫َّ‬ ‫صحت عين ماضيه‬ ‫(‪ )7‬ما َ‬
‫ص َّحت عينُهُ‪.‬‬ ‫صيِّدَ‪ ،‬قد َ‬ ‫" َع ِّو َر و َ‬
‫يجب تصحي ُح عينه كما رأيت‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فك ُّل ذلك ال نَق َل فيه وال إعاللَ‪ ،‬بل‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫حرف ال ِّعل ِّة َمنعا اللتقائهما‪ .‬فمثل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ع ساكنين‪ ،‬حذِّف‬ ‫فإن لَ ِّز َم بعد ن ْق ِّل الحركة إلى الساكن قبلها اجتما ُ‬
‫َ‬
‫ذف حرف العلة‪ ،‬دفعا ً إللتقاء‬ ‫يع" ف ُح َ‬ ‫صلُه‪" :‬أ َ ْبيِّ ْن وأَبيِّ ْع ولم يَ ُ‬
‫قو ْم ولم يَبِّ ْ‬ ‫"ابن وبِّ ْع ولم يَقُ ْم ولم يَبِّع" أ ُ‬ ‫ْ‬
‫الساكنين‪.‬‬
‫(إذ بنقل حركة العين اجتمع ساكنان‪ :‬حرف العلة وآخر الكلمة‪ ،‬فيحذف حرف العلة منعا ً إلجتماع‬
‫الساكنين‪ .‬وهذا فيه اإلعالل بالنقل والحذف‪ ،‬وقد استغني عن همزة الوصل في "بع"‪ ،‬ألنه إنما أتي‬
‫بها تخلصا ً من االبتداء بالساكن‪ .‬وقد صار أول الكلمة متحركا ً بعد نقل حركة ما بعده إليه‪ ،‬فاستغني‬
‫َف‪ ،‬أصلُه‪" ،‬اق ِّوم و ِّإ ْخ َوف ولم يُ ْق ِّو ْم ولم يَ ْخ َوف"‪.‬‬ ‫َف ولم يُ ِّق ْم ولم يَخ ْ‬ ‫عنها)‪ .‬ومثل‪" :‬أق ْم وخ ْ‬
‫ً‬
‫(نقلت حركة الواو والياء إلى ما قبلها‪ ،‬ثم قلب حرف العلة ألفا بعد الفتحة وياء بعد الكسرة‪ ،‬للمجانسة‪.‬‬
‫فالتقى ساكنان‪ ،‬فحذف حرف العلة دفعا ً اللتقائهما وقد استغني عن همزة الوصل في "خف" بعد‬
‫تحرك أول الكلمة‪ .‬وهذا فيه اإلعالل بالنقل والقلب والحذف‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫والحذف اس ُم المفعو ِّل المعت ُّل العين‪ :‬ك َمقو ٍل و َمبيعٍ‪ .‬وأصلهما‪َ " :‬مق ُوول و َمبْيوعٌ"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ومما أ ِّع َّل بالنق ِّل‬

‫(‪)228/1‬‬

‫(نقلت حركة العين إلى الساكن قبلها‪ ،‬فالتقى ساكنان‪ :‬العين المنقولة حركتها وواو مفعول‪ ،‬فحذفت‬
‫واو "مفعول" دفعا ً اللتقاء الساكنين‪ .‬فصارا "مقوال ومبيُعا ً (بضم القاف‪ ،‬والباء)‪ ،‬فقلبت ضمة الباء‬
‫في "مبُيع" كسرة‪ ،‬لتصح الياء‪ ،‬فصار "مبيعاً" وقال األخفش إن المحذوف هو عين الكلمة ال واو‬
‫"مفعول")‪.‬‬
‫س َم ْق ُوودٌ" ولغةُ بني ٍ‬
‫تميم‬ ‫وون‪ ،‬وفَ َر ٌ‬
‫ص ٌ‬ ‫واو في اسم المفعو ِّل‪ ،‬كقولهم‪ :‬ثَوبٌ َم ْ‬‫وندَ َر ت َصحي ُح ما عينُهُ ٌ‬
‫ُون"‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ع و َمخيْوط ومكيو ٌل و َمدي ٌ‬‫تصحي ُح ما عينُهُ يا ٌء فيقولون‪َ " :‬مبْيو ٌ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ومن اإلعالل بالن ْقل والقلب والحذف معاً‪ ،‬ما كان من المصادر ُمعت َ ِّّل العين على وزن "إفعال"‪ ،‬أو‬
‫"اس ِّتفعال"‪ :‬كإقامة واستقامة‪ .‬وأصلُهما‪ :‬إقوا ٌم واستقوا ٌم‪.‬‬
‫(نقلت حركة العين‪ ،‬وهي الفتحة‪ ،‬إلى الساكن قبلها‪ ،‬فالتقى ساكنان‪ :‬عين الكلمة واأللف‪ ،‬فحذفت‬
‫"إقوما" (بكسر ففتح فسكون) "واستقوما" (بكسر التاء وفتح القاف‬ ‫األلف اللتقاء الساكنين‪ ،‬فصارتا ْ‬
‫وسكون الواو)‪ ،‬فقلبت العين ألفاً‪ ،‬لتناسب الفتحة قبلها‪ ،‬فصارتا "أقاما واستقاما"‪ .‬ثم عوض المصدر‬
‫من ألف اإلفعال واالستفعال المحذوفة تاء التأنيث‪ .‬وقد يستغنى عن هذه التاء في حال اإلضافة‪ ،‬ومنه‬
‫قوله تعالى‪" :‬ال تلهيهم تجارة وال بيع عن ذكر هللا وإقام الصالة" أي‪ :‬إقامتها)‪.‬‬
‫كأعول إعواال‪ ،‬واستحوذ استحواذاً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َص ُّح عينُ الفعل‪ ،‬فتص ُّح في المصدر‪:‬‬ ‫وقد ت ِّ‬
‫إعالل الهمزة‬
‫فتنقلب ِّإليها‬
‫ُ‬ ‫ها‪،‬‬‫َ‬ ‫ل‬‫مث‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫اإلعال‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫ت‬ ‫لذلك‬ ‫لة‪،‬‬‫ع‬ ‫ال‬
‫َ ِّ‬ ‫أحرف‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ب‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫أنها‬ ‫غير‬
‫َ‬ ‫الصحيحة‪،‬‬ ‫الحروف‬ ‫الهمزة ُ من‬
‫في بعض المواضع‪.‬‬
‫فإذا اجتم َع همزتان في كلمة‪:‬‬
‫وأومنُ‬
‫ِّ‬ ‫س حركةَ ما قبلها‪ :‬كآ َمنَ‬ ‫تحركت األولى وسكنت الثانيةُ‪ ،‬وجب قلب الثانية حرف مد يُجانِّ ُ‬ ‫فإن َّ‬
‫خر"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫وإيمان وأأدَ ُم وأأ ٌ‬ ‫ْ‬
‫وأؤم ْن وأأ ِّمنُ‬
‫ِّ‬ ‫وآخر‪ ،‬واألصلُ‪" :‬أأمنَ‬‫َ‬ ‫وآدم‬ ‫وإيمان‬
‫ٍ‬ ‫وآم ْن‬
‫ِّ‬
‫َ‬
‫وتحركت الثانية أدغ َمت األولى في الثانية‪ ،‬مثلُ‪" :‬سأل"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وإن سكنَت األولى‬

‫(‪)229/1‬‬

‫"أن يئِّ ُّن وأ َ َّم يَ ُؤ ُّم"‪ ،‬قلتَ ‪" :‬هو أ َ َو ُّن‬


‫ت الثانيةُ واواً‪ .‬فإن بَنَيتَ اسم تفضي ٍل من َّ‬ ‫تحركتا بالفتح‪ ،‬قُلب ِّ‬ ‫وإن َّ‬
‫َ‬
‫منهُ"‪ ،‬أي‪ :‬أكثر أنينا‪ ،‬و "هو َأو ُّم منه" أي‪ :‬أحسنُ إمامةٍ‪ .‬واألصلُ‪" :‬أأ َّم"‪ ،‬كما تقو ُل "أشدُّ"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫وإن كانت حركة الثاني ِّة ضمةً أو كسرة‪ ،‬فإن كانت بعدَ همزةِّ المضارعة جاز قلبُها واواً‪ ،‬إن كانت‬
‫وأن يَئِّ ُّن"‪ ،‬وجاز تخفيفها‪ ،‬مثلُ‪:‬‬ ‫مضمومةً‪ ،‬وياء إن كانت مكسورة‪ .‬مثلُ‪" :‬أ َ ُو ُّم وأَيِّ ُّن" من "أ َ َّم يَ ُؤ ُّم َّ‬
‫وجب قلبُها واوا ً بعد الضمة‪ ،‬ويا ًء بعد‬ ‫َ‬ ‫غير همزةِّ المضارعة‪،‬‬ ‫"أو ُّم وأئِّ ُّن"‪ .‬وإن كانت بعد همزةٍ ِّ‬ ‫ُ‬
‫الكسر ِّة‪ ،‬مثلُ‪ُ :‬أوبّ ‪ ،‬جمع "أبّ ٍ"‪( ،‬وهو المرعى)‪ .‬وأصلُهُ "أ ُؤبُّ "‪ .‬ومثلُ‪ :‬أي َّمةٍ‪ ،‬جمع (إمام) وأصلُها‪:‬‬
‫(أَئِّمةٌ)‪ .‬وقد قالوا‪ :‬أئِّ َّمةً أيضاً‪ ،‬على خالف القياس‪.‬‬
‫وبئر‪ .‬وجاز‬ ‫سؤ ٍل ٍ‬ ‫كرأس و ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫غير الهمزة‪ ،‬جاز تحقيقها والنطق بها‬ ‫وإن سكنت بعد حرفٍ صحيحٍ ِّ‬
‫وبير‪.‬‬‫سو ٍل ٍ‬ ‫كراس و ُ‬‫ٍ‬ ‫تخفيفُها "بقلبها حرفا ً يُجانس حركة ما قبلها‪:‬‬
‫كوضُوءٍ ونتُوءٍ ونبُوءةٍ‬ ‫وإن كانت آخر الكلمة بعد واو او ياءٍ زائدتين ساكنتين‪ ،‬جاز تحقيق الهمزة‪ُ :‬‬
‫وهنيءٍ و َمريءٍ وخَطيئةٍ‪ ،‬وجاز تخفيفها‪ ،‬بقلبها واوا ً بعد الواو وياء بعد الياء‪ ،‬مع إدغامها فيما قبلها‪:‬‬
‫ي ٍ وخطيةٍ‪.‬‬
‫ي ٍ ومر ّ‬ ‫تو وهن ّ‬‫ضو ونُ ّ ٍ‬ ‫كو ّ ٍ‬ ‫ُ‬
‫فإن كانت الواو واليا ُء أصليتين‪ :‬كسوءٍ وشيءٍ ‪ ،‬فاألولى تحقيق الهمزة‪ ،‬ويجوز قلبها وإدغامها‪ :‬كسو‬
‫وشي‪.‬‬
‫وجؤ ٍار‪ ،‬وجاز‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫كذئا‬ ‫تحقيقها‪:‬‬ ‫جاز‬ ‫ٍ‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ضم‬ ‫او‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫كسر‬ ‫بعد‬ ‫الكلمة‪،‬‬ ‫حشو‬ ‫في‬ ‫بالفتح‬ ‫كت‬ ‫تحر‬ ‫وإن َّ‬
‫ب و ُج َو ٍار‪.‬‬‫تخفيفها‪ ،‬بقلبها حرفا ً يجانس حركة ما قبلها كذيا ٍ‬
‫وجرؤ ويجرؤُ‪ ،‬وأخطأ ويخطىء‪ ،‬والقارئ‬ ‫ُ‬ ‫متحركٍ ‪ ،‬جاز تحقيقها كقَرأ ويَ ْقرأ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تطرفت بعد‬ ‫وإن َّ‬
‫جرو‪،‬‬ ‫وجر َو ويَ ُ‬
‫ُ‬ ‫قرا‪،‬‬‫كقرا ويَ َ‬ ‫نس حركة ما قبلها‪َ :‬‬ ‫والخاطئ والمأل‪ ،‬وجاز تخفيفها‪ ،‬بقلبها حرفا ً يُجا ُ‬
‫وأخطا ويُخطي‪ ،‬والقاري والخاطي والمال‪.‬‬

‫(‪)230/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وكل"‪ .‬وفي مضارعِّ "رأى"‬ ‫المشتق من "أَخذَ وأَكل"‪ ،‬مثل‪ُ " :‬خ ْذ ْ‬‫ّ‬ ‫وتحذف وجوبا ً في فع ِّل األمر‬
‫وروا"‪ .‬وفي جميع تصاريف "رأَى" التي على وزن‬ ‫وريا ْ‬‫وأمرهِّ‪ ،‬مث ُل "يرى وأَرى ونرى ور ْه َ‬
‫"أفعل"‪ :‬كأرى يُري‪ ،‬وأ َ ِّر َو ُم ِّر و ُم َرى‪.‬‬
‫ت‬‫المشتق من "أمر" فيقال " ُم ْر" ويق ُّل حذفها من األمر من "أتى"‪ ،‬فيقال‪ِّ " :‬‬ ‫ّ‬ ‫ويكثر حذفُها من األمر‬
‫الخير" فإذا وقفتَ عليه‪ ،‬قلت‪" :‬تِّهْ" بهاء السكت‪.‬‬ ‫َ‬
‫ي‬‫م‬
‫َ ِّ‬ ‫واس‬ ‫ي‬
‫ّ ِّ‬ ‫الميم‬ ‫والمصدر‬
‫ِّ‬ ‫المفعول‬ ‫و‬ ‫الفاعل‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫واس‬ ‫المضارع‬ ‫في‬ ‫َ"‪،‬‬ ‫ل‬‫"أفع‬ ‫ب‬
‫ِّ‬ ‫با‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫همز‬ ‫حذف‬
‫ُ‬ ‫ويجب‬
‫ُ‬
‫وموءكر ٌم"‪ :‬وأَصل‬
‫َ‬ ‫وموءكر ٌم‬
‫ِّ‬ ‫كر ُم‬
‫كر ٍم" واألصلُ‪" :‬يُو َء ِّ‬
‫كر ٍم و ُم َ‬ ‫الزمان والمكان‪ ،‬مث ُل "ي ِّ‬
‫ُكر ُم و ُم ِّ‬
‫ُ‬
‫ملت عليه بقيَّة التصاريف‪.‬‬ ‫حذفها إنما هو المضارع المبد ُوء بهمزة المتكلم‪ ،‬كيال تجتم َع همزتان‪ ،‬ث َّم ُح ْ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( التصريف المشترك‬
‫) ضمن العنوان ( اإلبدال )‬

‫َغيير في ال َموضع‬ ‫أن كالًّ منهما ت ٌ‬


‫آخر مكانهُ‪ .‬فهو يُشبهُ اإلعال َل من حيث َّ‬ ‫اإلبدا ُل إزالةُ حرف‪ ،‬ووض ُع َ‬
‫فيقلب أحدُها إلى اآلخر‪ ،‬كما سبَقَ ‪ .‬وأما اإلبدال‪ ،‬فيكونُ في‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫بأحرف العل ِّة‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫خاص‬
‫ٌّ‬ ‫أن اإلعال َل‬ ‫إال َّ‬
‫َّ‬
‫األحرف العليلة‪ ،‬بجعل مكان حرف ال ِّعلة حرفا ً‬ ‫ُ‬ ‫الحروف الصحيحة‪ ،‬بِّ َج ْع ِّل أحدِّهما مكان اآلخر‪ ،‬وفي‬
‫صحيحاً‪.‬‬
‫قواعد اإلبدال‬
‫ي" ألنهما‬ ‫ُعاو وبِّنا ٌ‬
‫َطرفتا بعد ألف زائدةٍ‪ .‬كدعاءٍ وبِّناءٍ ‪ .‬واألصلُ‪" :‬د ٌ‬ ‫ً‬
‫الواو واليا ُء همزة‪ .‬إذا ت َّ‬
‫ُ‬ ‫(‪ )1‬ت ُ ْبدَ ُل‬
‫تطرفت بعد الف زائدة‪ ،‬تُبدَ ُل همزةً‪،‬‬‫األلف‪ ،‬فإنها إذا َّ‬
‫ُ‬ ‫من دَعا يَدعو وبَنى يبني وتشاركهما في ذلك‬
‫س ْكرى) زيدت الف الم ِّدّ قبل آخرها‪ .‬كما زيدت في‬ ‫وذلك كحمرا َء‪ ،‬فإن أصلها‪َ ( :‬ح ْمرى) بوزن َ‬
‫(‬
‫وغالم‪ ،‬فأبدلت الثانية همزةً‪ ،‬ليتمكنَ المتكل ُم من النطق بها‪ ،‬ألنهما ساكنتان‪ ،‬فآلتا إلى "حمراء"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كتاب‬

‫(‪)231/1‬‬

‫(وما لحقته هاء التأنيث من ذلك‪ ،‬فإن كانت عارضة للفرق بين المذكر والمؤنث‪ :‬كبناء وبناءة (بتشديد‬
‫النون فيهما‪ ،‬وهما صيغتا مبالغة)‪ ،‬ومشاء ومشاءة (بتشديد الشين فيهما‪ ،‬وهما صيغتا مبالغة أيضاً)‬
‫وجب القلب لتطرف حرف العلة بعد ألف زائدة‪ ،‬ألن هاء التأنيث الفارقة بين المذكر والمؤنث في‬
‫حكم اإلنفصال‪ ،‬ألنها عارضة على صيغة المذكر‪.‬‬
‫وإن كانت غير عارضة‪ ،‬بأن تكون الكلمة بنيت رأسا ً عليها‪ ،‬ال للتفرقة بين المذكر والمؤنث كهداية‬
‫ورعاية وسقاية وعداوة‪ ،‬امتنع قلب حرف العلة همزة لعدم التطرف‪ ،‬ألن هاء التأنيث حينئذ في حكم‬
‫االتصال‪ ،‬ألنها لم تعرض على صيغة المذكر للداللة على مؤنث‪.‬‬
‫وإن كانت عارضة لجعل ما لحقته اخص مما لم تلحقه‪ ،‬جاز بقاء الهمزة على حالها‪ ،‬وجاز ردها إلى‬
‫اصلها‪ .‬فتقول‪" :‬عطاءة ورداءة‪ ،‬وعطاية ورداية"‪ .‬وبقاؤها على حالها أولى‪ :‬قال في شرح القاموس‬
‫(في مادة عطا)‪" .‬العرب تهمز الواو والياء إذا جاءتا بعد األلف ألن الهمزة أحمل للحركة منهما‪،‬‬
‫وألنهم يستثقلون الوقف على الواو وكذلك الياء‪ ،‬مثل "الرداء"‪ ،‬واصله‪" :‬رداي"‪ ،‬فإذا ألحقوا فيها‬
‫الهاء‪ :‬فمنهم من يهمزها بناء على الواحد‪ ،‬فيقول "عطاءة هللا ورداءة"‪ ،‬ومنهم من يردها إلى األصل‬
‫فيقول‪" :‬عطاوة ورداية"‪ .‬وكذا في التثنية‪ :‬عطاءان ورداءان‪ :‬وعطاوان ورداوان" اهـ)‪.‬‬
‫وبائع‪ .‬واألصل‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫الواو والياء همزةً‪ ،‬إذا َوقعتا عينَ ِّ‬
‫اسم الفاعل‪ ،‬وأعلتا في فعله‪ :‬كقائ ٍل‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )2‬تُبدَ ُل‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫(قو َل َوبَي َع) فإن لم تعال في الفعل‪ ،‬لم تعال في اسم‬ ‫ُ‬
‫ع)‪ ،‬واصلهما‪َ :‬‬ ‫"قاو ٌل وباي ٌع"‪ ،‬وفعلهما (قا َل وبا َ‬
‫وعاين‪ ،‬وفعلهما ( َع ِّو َر وعينَ )‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الفاعل‪ ،‬كعا ِّو ٍر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حرف المد الزائدُ‪ ،‬الواقع ثالثا في اسم صحيح اآلخر‪ ،‬همزة‪ ،‬إذا بُني على مثال (مفا ِّعلَ)‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )3‬يُبدَ ُل‬
‫وال فرق بين أن يكون حرف المد الفاً‪ :‬كقالد ٍة وقالئد‪ ،‬او واوا ً كعجوز وعجائز‪ ،‬أو ياء‪ :‬كصحيفة‬
‫وصحائف‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)232/1‬‬

‫(فإن كان حرف العلة غير مد‪ ،‬كقسوة وقساور‪ ،‬وجدول وجداول‪ ،‬أو كان مدا ً غير مزيد‪ :‬كمفازة‬
‫ومفاوز‪ ،‬ومعيشة ومعايش‪ ،‬لم يبدل همزة‪ ،‬وإنما يرد إلى أصله كما رأيت‪ .‬إال ما سمي منه مبدالً‪،‬‬
‫فيحفظ وال يقاس عليه‪" :‬كمصيبة ومصائب‪ ،‬ومنارة ومنائر‪ .‬وقد قالوا أيضاً‪" :‬مصاوب ومناور"‪،‬‬
‫على القياس)‪.‬‬
‫فإن اعتلت ال ُم هذا النوع‪ ،‬جمعتَهُ على مثال( فعالى)‪ :‬كقضية وقضايا‪ ،‬ومطية ومطايا ونقاية‪ ،‬وهراوة‬
‫وهراوى‪ .‬فإن كانت همزة ً ابدلتها ياء‪ :‬كخطيئ ٍة وخطايا‪ ،‬فكأنها جمع خطية‪.‬‬
‫(هذا ما ذهب إليه الكوفيون‪ .‬فإنهم قالوا‪ :‬إن مثل هذه الجموع وزنه "فعالى" وهو مذهب خال من‬
‫التنطع والتكلف‪ .‬وذهب البصريون إلى أن وزنه "فعائل" فخطيئة مثال‪ ،‬جمعت على "خطايِّء" بياء‬
‫مكسورة هي ياء خطيئة‪ ،‬بعدها همزة هي الم الكلمة‪ ،‬ثم تحولت‪ ،‬بعد ضروب من اإلبدال إلى‬
‫"خطايا")‪.‬‬
‫الف ما جمع على مثال (مفا ِّعلَ) بين حرف ْي عل في اسم صحيح اآلخر‪ ،‬اب ِّد َل ثانيهما‬ ‫توسطت ُ‬ ‫(‪ )4‬إذا َّ‬
‫ونياوف) فإن توسطت‬ ‫ُ‬ ‫ويائف‪ .‬واألص ٍل‪( :‬أواو ٌل وسياودُ‬
‫َ‬ ‫همزةً‪َّ :‬‬
‫كأو َل وأوائلَ‪ ،‬وس ِّيّ ٍد وسيائدَ‪ ،‬ونيّف‬
‫بينهما الف (مفاعيلَ) امتنع اإلبدالُ‪ :‬كطاووس وطواويس‪.‬‬
‫ت ال ُمه جمعت َه على مثال (فعالى)‪ :‬كزاوية وزوايا‪ ،‬وراوية وروايا‪.‬‬ ‫فإن اعتلَّ ْ‬
‫(وزوايا ونحوها جاءت على مثال "فعالى" من حيث الحركات والسكنات وهي في األصل على مثال‬
‫"فواعل" ألن اصلها‪" :‬زوايي"‪ ،‬بياءين‪ ،‬اوالهما مكسورة‪ .‬قلبوا كسرتها فتحة‪ ،‬ثم قلبوا الياء الثانية‬
‫ألفاً‪ ،‬لتحركها وانفتاح ما قبلها‪ ،‬فاصرت إلى "زوايا" وإنما كان اصلها "فواعل"‪ ،‬ألن واوها اصلها‬
‫ألف "فاعلة"‪ ،‬كما في "كاتبة وكواتب" واما واو "زاوية"‪ ،‬فقد انقلبت إلى الياء في "زوايا")‪.‬‬
‫كأدور‪( ،‬جمع دار)‬ ‫(‪ )5‬إذا كانت الواو مضمومةً بعد حرف ساكن أو مضموم‪ ،‬جاز قلبها همزة‪َّ ،‬‬
‫كأدو ٍر و ُح ُوو ٍل‪ .‬واألو ُل‬
‫و ُحؤول‪( :‬مصدر حال بينهما إذا حجز بينهما)‪ ،‬وجاز بقاؤها على حالها‪ُ :‬‬
‫أولى وأفصح‪.‬‬

‫(‪)233/1‬‬

‫(‪ )6‬ك ّل كلمة اجتمع في اولها واوان‪ ،‬وجب إبدا ُل أوالهما همزة‪ ،‬ما لم تكن الثانية بجال من الف‬
‫ث األول‪ .‬واصلها‪" :‬الوولى" بوزن‬ ‫حرف مدّ‪ :‬كاألولى (تأني ِّ‬
‫َ‬ ‫المفاعلة‪ .‬وال فرق بين أن تكون الثانية‬
‫ُ‬
‫بوزن "الفعل"‪ ،‬كاألخرى واألخر‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫"الو َو ُل‬
‫كاألو ِّل‪( :‬جمع األولى‪ ،‬واصلها‪ُ :‬‬ ‫َ‬ ‫"الفُعلى")‪ ،‬اوال‪:‬‬
‫ضل)‪ ،‬ومثلُ‪" :‬األواقي واألواصل"‪َ :‬جمعي الواقية والواصلة"‪ .‬وأصلهما‪" :‬الوواقي‬ ‫والفُضلى والفُ َ‬
‫واألواصل" بوزن "الفواعل" ومثلُ‪" :‬أ ُ َو ْي ِّعد"‪ُ " :‬مصغر واعد وأصله ُو َويعدٌ"‪ ،‬بوزنُ فُعَيعل")‪.‬‬
‫وووفي"‬ ‫ي ُ‬ ‫ور َ‬‫فإن كانت الثانية مقلوبة عن ألف المفاعلة‪ ،‬لم يجب اإلبدال‪ ،‬بل يجوز وذلك مثلُ‪ُ :‬و ِّ‬
‫لبت واواً‪ .‬فإن‬ ‫األلف‪ ،‬فقُ ْ‬
‫ِّ‬ ‫ي الفع ُل للمجهو ِّل اح ِّتي َج إلى ض ّم ما قب َل‬
‫مجهول ْي‪" :‬وارى ووافى"‪ :‬فلما ب ِّن َ‬
‫ي"‪.‬‬‫ي وأوف َ‬‫"أور َ‬
‫ِّ‬ ‫ابدلتَ قلتَ ‪:‬‬
‫ص َل وات َّ َ‬
‫س َر‬ ‫تاء اإلفتعال‪ ،‬وذلك‪ :‬كات َّ َ‬ ‫(‪ )7‬إن كانت فا ُء "افتعل" واوا ً أو يا ًء‪ ،‬ابدِّلت تا ًء‪ ،‬ودعمت في ِّ‬
‫ط في ذلك أن ال تكون اليا ُء بَدَالً من الهمزةِّ‪ ،‬فال‬ ‫ُشتر ُ‬
‫وإيتسر وإوتْقى") وي َ‬
‫َ‬ ‫"إوتص َل‬‫واتَّقَى (واألصل‪ْ :‬‬
‫صلها‪" :‬إيتزَ َر"‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫َمر" واصلها‪" :‬إئت َ َم َر"‪ .‬وقد تُبد ُل على ِّعل ٍة كما في "اتّزَ ر" وا ُ‬ ‫تُبد ُل تا ًء‪ ،‬كما في "إيت َ‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫وأص ُل هذه‪" :‬إئتزَ ر")‪ .‬ومنه الحديث‪" :‬إذا كان (أي الثوب) قصيرا فليت ْ‬
‫زر به‪.‬‬

‫(‪)234/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫(وأجاز بعض النحاة (وهم البغداديون) اإلبدال في المهموز‪ .‬فقالوا‪ :‬يجوز أن يقال من االكل واألمانة‬
‫واألهل واالزار واألخذ‪( :‬اتكل واتمن واتهل واتزر واتخذ) وعلى القول األول (وهو الراجح) يجب‬
‫أن يقال‪( :‬ايتكل‪ ،‬ايتمن‪ ،‬ايتهل‪ ،‬ايتزر‪ ،‬ايتخذ) إال إذا كانت (اتخذ) إال إذا كانت (اتخذ) على (تخذ)‪،‬‬
‫فاالفتعال منها (اتخذ) قوال واحداً‪ .‬وكذا كانت (ايتكل) من (وكل إليه أمره يكله)‪ ،‬ألن أصلها حينئذ‪:‬‬
‫(اوتكل)‪ ،‬فيكون إبدال الواو تاء على القاعدة‪ .‬ويجوز أن تكون (اتخذ) مبنية على (وخذ)‪ ،‬وهي‬
‫بمعنى(أخذ)‪ ،‬فاالفتعال منها (اتخذ)‪ ،‬ألن أصلها (اوتخذ)‪ ،‬فأبدلت الواو تاء على القياس)‪.‬‬
‫أر‪ .‬واصلها‪" :‬اْثتأر"‪.‬‬ ‫(‪ )8‬إن كانت فا ُء "افتعلَ" ثاء ابدلت تاؤه ثا ًء‪ ،‬واد ِّغ َمتا‪ ،‬كاث َّ َ‬
‫تكر‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫دكر وازدهى (وأصلها‪ :‬ادْتعى واذ َ‬ ‫ابدلت تاؤه داالً‪ :‬كادَّعى واذَّ َ‬ ‫ْ‬ ‫وإن كانت فا ُؤهُ داالً أو ذاالً او زاياً‪،‬‬
‫وازت َهى)‪.‬‬
‫َّ‬
‫وإن كانت فاؤهُ صادا أو ضادا أو طا ًء أو ظا ًء ابدلت تا ُؤهُ طا ًء‪ :‬كاصطفى واضطجع واط َردَ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واطترد واظتَلَ َم)‪.‬‬
‫َ‬ ‫واضطلَ َم‪( .‬وأصلها‪ :‬اصت َفى واضت َ َج َع‬
‫تاء االفتعا ِّل‪ ،‬حرفا ً من جنس ما قبلها‪ :‬كاذَّ َك َر‬ ‫تين في ِّ‬ ‫ويحجوز اإلدغا ُم‪ ،‬بعد إبدا ِّل الدا ِّل والطاء‪ ،‬المبْدلَ ِّ‬
‫لم‪.‬‬
‫واظ َ‬‫ضج َع َّ‬ ‫صفى وا َّ‬‫وازهى وا َّ‬ ‫َّ‬
‫والظاء‬
‫ِّ‬ ‫الثاء تا ًء‪ ،‬والذا ِّل داالً‪،‬‬
‫والظاء ال ُمع َجمتين‪ ،‬بإبدال ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الثاء ال ُمثلَّث ِّة والذا ِّل‬
‫س اإلبدا ُل بعد ِّ‬ ‫وقد يُع َك ُ‬
‫َّكر َّ‬
‫واظلم‪.‬‬ ‫أر واد َ‬‫طا ًء‪ :‬كات َّ َ‬

‫(‪)235/1‬‬

‫وزن "تفا َعلَ" أو‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )9‬ما كانت فاؤهُ تا ًء أو ذاالً أو زايا ً أو صادا ً أو ضادا ً أو طا ًء أو ظا ًء مما هو‬
‫التاء حرفا ً من جنس ما بعدها‪،‬‬ ‫األحرف ‪ -‬جاز فيه إبدا ُل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫بحيث تجتم ُع التا ُء وهذ ِّه‬ ‫ُ‬ ‫"تَفَعّ َل أو "تَفَ ْعلَلَ"‪،‬‬
‫ت التا ُء‬ ‫ظلَّم" فأبدل ِّ‬ ‫ب وت َ َ‬ ‫ط َّر َ‬ ‫ع وت َ َ‬ ‫ض َّر َ‬ ‫مع إدغامها فيه‪ ،‬وذلك‪ :‬كاثَّاقَ َل وادَّث َ َر وتّذ َّك َر وت ََّزين وت َصب ََّر وت َ َ‬
‫حرفا ً من جنس ما بعدها‪ ،‬ثم أُسكنَ إلدغام ِّه فيما بعده فتَعَذَّ َر اإلبتدا ُء بالساكن‪ ،‬فأتي بهمزة الوصل‬
‫وتدهور‪ .‬وقد فُ ِّع َل بها ما‬
‫َ‬ ‫َدارأ َ وت َدحر َج‬ ‫َّهور" وأصلها‪" :‬ت َ‬ ‫َّحر َج واد َ‬ ‫تخلصا ً من ذلك‪ .‬ومثلها‪" :‬إدارأ َ واد َ‬
‫سبق‪ ،‬من اإلبدال واإلدغام واجتالب همزة الوصل‪.‬‬ ‫فُ ِّع َل بها ما فُ ِّعل بما َ‬
‫صايحوا"‪( .‬واألصل‪:‬‬ ‫سابقوا وا َّ‬ ‫شاجروا وا َّ‬ ‫سمع وا َّ‬ ‫غير هذه األحرف‪ ،‬كقولهم‪ ،‬ا َّ‬ ‫وربما جا َء ذلك مع ِّ‬ ‫ُ‬
‫س َّمع وت َشاجروا وت َسابقوا وت َصايَحوا" لكنه قليلٌ‪.‬‬ ‫ت َ‬
‫جمع‬ ‫"‬ ‫ّان‬
‫ِّ ٍ‬‫د‬‫ع‬ ‫ك‬ ‫بعدها‪:‬‬ ‫التي‬ ‫الدال‬ ‫في‬ ‫ها‬‫م‬‫ُ‬ ‫وإدغا‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫دا‬ ‫إبدالها‬ ‫وجب‬‫َ‬ ‫الدال‪،‬‬ ‫قبل‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ساكن‬ ‫ء‬
‫ُ‬ ‫التا‬ ‫وقت‬ ‫إذا‬ ‫)‬ ‫‪10‬‬ ‫(‬
‫ِّ‬
‫وخرفان)‪.‬‬ ‫دان" كخَرفٍ ِّ‬ ‫الم ْعزى‪ .‬واألص ُل " ِّعتْ ٌ‬ ‫َعتود"‪ ،‬وهو الذكر من اوالد ِّ‬
‫الميم او الباء‪ ،‬ابدلت ميماً‪ :‬كا ْم َحى‪ .‬واألصلُ‪" :‬انمحى"‪ ،‬ومثل‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )11‬إذا وقعت النونُ الساكنةُ قبل‬
‫ٌ‬
‫"فم" ُمبدَلة من الواو‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫الخط‪ )12( .‬الميم في ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫س ْمبُلٌ"‪ ،‬فإبدالها في اللفظ ال في‬ ‫ظ" ُ‬‫س ْنبُ ٍل" فتلفَ ُ‬
‫" ُ‬
‫اضيف "الف ُم" ُر ِّج َع به‬
‫َ‬ ‫الواو ميما‪ .‬فإن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اصله "فُوهٌ"‪ ،‬بدليل جمعه على "أفواهٍ" فحذفوا الهاء‪ ،‬وأبدلوا‬
‫قاء اإلبدال مثل‪" :‬هذا فَ ُمكَ "‪ .‬ومنه حديثٌ‬ ‫وتجوز إضافته‪ ،‬مع بَ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫إلى األصل مثل‪" :‬هذا فُوكَ "‪.‬‬
‫اطيب عند هللاِّ من رائحة المسك"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الصائم‬
‫ِّ‬ ‫"لَخ ُ‬
‫َلوف ِّفم‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( التصريف المشترك‬
‫) ضمن العنوان ( الوقف )‬

‫الوقف‪ :‬قط ُع النُّط ِّ‬


‫ق عندَ آخر الكلمة‪.‬‬ ‫ُ‬

‫(‪)236/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫وعن و َم ْن‪ ،‬ام‬‫ْ‬ ‫فما كان ساكنَ اآلخر‪َ ،‬وق ْفتَ عليه بسكونه‪ ،‬سوا ٌء أكان صحيحاً‪ :‬كاكتبْ ولم يكتبْ‬
‫ُمعتالًّ كيمشي ويدعو ويخشى والفتى وعلى ومهما‪.‬‬
‫بحذف حركته (اي بالسكون)‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ب وأَين َوليْتَ ‪َ ،‬وق ْفتَ عليه‬ ‫وكتب والكتا ِّ‬
‫َ‬ ‫كيتب‬
‫ُ‬ ‫وما كان متحركاً‪،‬‬
‫أشهر قواعد الوقف واكثرها دَ َوراناً‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وإليك‬
‫آخرهُ‪ ،‬مثلُ‪" :‬هذا خالدْ‪.‬‬ ‫وأسكنتَ َ‬ ‫كسرة‪،‬‬ ‫وال‬ ‫الضمة‬ ‫بعد‬ ‫تنوينه‬ ‫حذفت‬ ‫‪،‬‬‫ن‬ ‫َو‬
‫ُ َّ ٍ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫على‬ ‫(‪ )1‬وقفتَ‬
‫إذا‬
‫مررتُ بخالدْ"‪ .‬فإن كانت الحركةُ فتحةً‪ ،‬ابدلتَ التنوينَ ألفاً‪ ،‬مثل‪" :‬رأيتُ خالداً"‪ .‬هذه هي اللغة‬
‫يوقف على‬ ‫ُ‬ ‫المنون المنصوب‪ ،‬كما‬ ‫َّ‬ ‫الوقف على‬
‫َ‬ ‫ت وأكثرها‪ .‬وربيعةُ ت ُ ُ‬
‫جيز‬ ‫الفُصحى وهي أرج ُح اللُّغا ِّ‬
‫المرفوع منه والمجرور‪ ،‬فيقولون "رأيتُ خالدْ"‪.‬‬
‫(‪ )2‬إذا كتبتَ "إذاً" باأللف م َع التنوين‪ ،‬طرحتَ التنوينَ ‪ ،‬ووقفتَ عليها باأللف‪ ،‬وإذا كتبتها‪" :‬إذَ ْن"‪،‬‬
‫اختيار‬
‫ُ‬ ‫يقف عليها بالنون مطلقاً‪ .‬وهو‬ ‫بنون ساكنة‪ ،‬أبدلتَ نونها ألفاً‪ ،‬ووقفتَ عليها بها‪ .‬ومنهم من ُ‬
‫ع القُ ّر ِّاء السبعة على خالفه‪.‬‬ ‫بعض النحاة‪ .‬وإِّجما ُ‬
‫ً‬
‫(‪ )3‬إذا وقفتَ على نون التوكيد الساكنة (وهي الخفيفة)‪ ،‬ابدلتها الفا‪ ،‬ووقفتَ عليها‪ ،‬سوا ٌء اكتِّبَت‬
‫كتبت بالنون‪ ،‬مثل‪" :‬اجتهدَ ْن"‪ .‬فتقول في‬ ‫ْ‬ ‫باأللف مع التنوين كقوله تعالى‪{ :‬لَنسفَعا ً بالناصي ِّة}‪ .‬أم‬
‫الوقف على لَنَسفَعاً‪" .‬لَنَسفَعا"‪ ،‬وفي الوقف على اجت َهدَ ْن "اجت ِّهدا"‪ .‬قال الشاعر‪" :‬وال ت َعبُ ِّد الشيطانَ ‪،‬‬
‫وهللاَ فاعبُدا"‪ ،‬أي‪" :‬فاعبُدَ ْن"‪.‬‬
‫التقت بساكن‬ ‫ْ‬ ‫صلُ‪ ،‬في دَ ْرج الكالم‪ ،‬بحرف مد يجانسها‪ ،‬إال إذا‬ ‫(‪ )4‬ها ُء الضمير للمفرد المذكر‪ ،‬تُو َ‬
‫صلَت َها‬ ‫ظان‪" :‬رأيت ُ ُهو سررتُ ِّبهي" فإذا وقفت عليها حذفتَ ِّ‬ ‫بعدها‪ ،‬فمثل‪ :‬رأيتهُ وسررتُ به‪ ،‬يُلفَ ِّ‬
‫فيجوز الوقف عليها‬ ‫ُ‬ ‫الواو أو اليا ُء)‪ ،‬فتقول‪ :‬رأيت ْه "مررتُ بهْ"‪ ،‬إال في ضرورة الشعر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫(وهي‬
‫لوجب أن يقول‪" :‬سماؤ ْه"‬ ‫َ‬ ‫كأن لونَ أرض ِّه سما ُؤهُ"‪ .‬ولو كان في النَّ ِّ‬
‫ثر‬ ‫الراجز‪َّ :‬‬ ‫بحركتها‪ ،‬كقول َّ‬
‫بإسكان الهاء‪.‬‬

‫(‪)237/1‬‬

‫تقف عليها باأللف‪ ،‬مثل‪ :‬رأيتها‪.‬‬ ‫ضمير المؤنثة‪ ،‬ف ُ‬‫ُ‬ ‫أما "ها"‪،‬‬
‫ً‬
‫منونا‪ ،‬مثلُ‪( :‬سمعنا مناديا) أم‬‫ً‬ ‫ثبتت يا ُؤهُ‪ ،‬سواء أكان َّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫(‪ )5‬إذا وقفتَ على المنقوص‪ ،‬فإن كان منصوبا‬
‫صرف‪ ،‬فهو ثابتُ الياء‪ ،‬كالمقترن بأل‪ْ،‬‬ ‫ط تنوينه من ال َّ‬ ‫منو ٍن‪ ،‬مثل‪( :‬طلبت المعالي)‪ .‬وما سق َ‬ ‫غير َّ‬ ‫َ‬
‫مثل‪( :‬رأيتُ مراكب في البحر جواري)‪.‬‬
‫حذف يائه‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فاقض ما أنت‬ ‫ُ‬ ‫منوناً‪ ،‬فاألرج ُح‬ ‫وإن كان مرفوعا ً أو مجروراً‪ ،‬فإن كان َّ‬
‫قوم هادي ‪ ...‬وما لهم من‬ ‫كثير‪( :‬ولك ّل ٍ‬
‫ويجوز إثباتها‪ ،‬كقراءةِّ ابن ٍ‬ ‫ُ‬ ‫بقاض)‬
‫ْ‬ ‫قاض}‪ ،‬ومثل‪( :‬مررتُ‬ ‫ْ‬
‫منون‪ ،‬فاألفصح إثباتُ يائِّه‪ ،‬مثل‪( :‬جاء القاضي‪ ،‬ومررتُ بالقاضي)‪.‬‬ ‫دونه من والي) وإن كان غير ّ‬
‫التالق" ووقف ابن كثير بالياء‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫المتعال ‪ ...‬ليُ ْنذ َِّر يوم‬
‫ْ‬ ‫ويجوز حذفها‪ ،‬كقوله تعالى‪" :‬وهو الكبير‬ ‫ُ‬
‫منونا‪ً،‬‬
‫منون‪ ،‬وقفتَ عليه كما هو‪ :‬كجاء الفتى‪ ،‬وإن كان ّ‬ ‫غير ّ‬ ‫(‪ )6‬إذا وقفت على المقصور‪ ،‬فإن كان َ‬
‫حذفتَ تنوينه‪ ،‬ورددتَ إليه أَلفه في اللفظ‪" :‬كجاء الفتى‪ ،‬ورأيتُ فتى‪ ،‬ومررتُ بفتى" تقف عليه بال‬
‫َ‬
‫تنوين‪.‬‬
‫َ‬
‫(‪ )7‬إذا وقفتَ على تاء التأنيث المربوطة‪ ،‬كحمزة وطلحة وشجرة وقائمة وفاطمة‪ ،‬أبدلتها في الوقف‬
‫ها ًء ساكنة‪ ،‬فتقول‪( :‬حمز ْه‪ ،‬وطلحهْ‪ ،‬وشجر ْه‪ ،‬وقائم ْه وفاطمهْ)‪ .‬هذه هي اللغة الفصحى الشائعة في‬
‫كالمهم‪ .‬فإن وصلتَ ‪ ،‬رددتها إلى التاء‪ ،‬مثل‪( :‬هذا حمزة ُ ُمقبال)‪.‬‬
‫فيقف عليها تاء ساكنة‪ ،‬كأنها مبسوطة‪ ،‬فيقول‪" :‬ذهب‬ ‫ُ‬ ‫الوقف َمجرى الوصل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ومن العرب من يُجري‬
‫رت؟ فقا َل بعض‬ ‫َ‬
‫سمع بعضهم يقول‪" :‬يا أهل سورة البَقَ ْ‬ ‫فاطمت‪ .‬وقد ُ‬‫ْ‬ ‫شجرت! وجاءت‬‫ْ‬ ‫طلعت‪ ،‬وهذه‬ ‫ْ‬
‫الراجز‪:‬‬ ‫آيت"‪ .‬ومنه قو ُل َّ‬ ‫ُ‬
‫من سمعه‪" :‬وهللا ما أحفظ منها ْ‬
‫سلمت * ِّم ْن بَ ْعد ما‪ ،‬وب ْعدِّما‪ ،‬وبَعدَ ْ‬
‫مت*‬ ‫ْ‬ ‫*هللا ن َّجاك بكفي َم‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الغلصمت * وكادَت ال ُح َّرة ُ تُدعى أ َ َم ْ‬
‫ت*‬ ‫ْ‬ ‫صارت نُفوس القوم عند‬
‫ْ‬
‫فائدة‬

‫(‪)238/1‬‬

‫إعلم أن تاء التأنيث التي حقها ان تكون مربوطة "أي في صورة الهاء" قد رسمت في المصحف تارة‬
‫بصورة التاء المبسوطة‪ ،‬مثل‪ :‬إن شجرت الزقوم ‪ ...‬وامرأت نوح ‪ ...‬وامرأت لوط وتارة بصورة‬
‫الهاء‪ ،‬مثل‪" :‬هذه ناقة هللا إليكم آية ‪ ...‬خذ من اموالهم صدقة تطهرهم بها وتزكيهم" فما رسم منها‬
‫بصورة عليه بالهاء‪ ،‬مراعاة لالصل‪ :‬كابن كثير وابي عمرو والكسائي‪ ،‬ومنهم من يقف عليه بالتاء‪،‬‬
‫مراعاة لرسمها بالتاء المبسوطة‪ ،‬كنافع وابن عامر وعاصم وحمزة‪ ،‬ووقف الكسائي على "الت"‬
‫بالهاء‪ ،‬ووقف الباقون عليها بالتاء)‪.‬‬
‫(‪ )8‬إذا وقفت على تاء التأنيث المبسوطة‪ ،‬فإن كانت ساكنة (وهي المتصلة بالفعل الماضي)‪ ،‬وقفت‬
‫عليها تاء ساكنة‪ ،‬كما هي‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫كربَّتَ وث ّمتَ ولعَلتَ ‪ ،‬وقفتَ عليها تاء ساكنة فقط‪ .‬وإن‬‫وإن كانت متحركة‪ ،‬فإن اتصلت بحرف‪ُ ،‬‬
‫اتصلت باسم فإن كان ما قبلها حرفا ً صحيحا ً ساكناً‪ ،‬كأخت وبنت‪ ،‬وقفت عليها تاء ساكنة أيضاً‪ ،‬قوالً‬
‫واحداً‪ .‬وإن كان ما قبلها ألفا ً (وذلك في جمع المؤنث السالم والملحق به)‪ ،‬جاز الوقف عليها بالتاء‬
‫بالهاء‬
‫ِّ‬ ‫وبالهاء ساكنتين‪ ،‬تقول‪" :‬جا َءت الفاطمات"‪ ،‬إذا وقفت بالتاء‪ ،‬و (جا َءت الفاطماه)‪ ،‬إذا وقفت‬
‫واالول ارجح واولى‪ ،‬وهو الشائع في كالمهم ومن الوقف عليها بالهاء قولهم‪" :‬كيف األخوة ُ‬
‫واألخواهُ" وقولهم‪" :‬دفن البناه‪ ،‬من المكرما ْه"‪.‬‬
‫أَحكام الوقف على المتحرك‬
‫لك في الوقف على المتحرك خمسة أوجه‪:‬‬
‫(‪ )1‬ان تقف عليه بالسكون‪ .‬وهو االصل‪ ،‬والكثير في كالمهم‪ ،‬المشهور عنهم‪.‬‬
‫صوت فال تت ّمها‪ ،‬بل تختلسها اختالسا‪ً،‬‬‫بالر ْوم‪ ،‬وهو ان تأتي بالحركة ضعيفةَ ال َّ‬ ‫(‪ )2‬ان تقف عليه َّ‬
‫الفراء الوقف على ذي الفتحة‬ ‫َّ‬ ‫ومنه‬ ‫كسرة‪.‬‬ ‫أو‬ ‫مة‬ ‫ض‬ ‫أو‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫الحرك‬ ‫كانت‬ ‫فتحة‬ ‫األصل‪،‬‬ ‫تنبيها ً على حركة‬
‫بالروم واكثر القراء قد اختاروا قوله‪.‬‬
‫ّ‬

‫(‪)239/1‬‬

‫(‪ )3‬ان تقف عليه اإلشمام‪ ،‬إن كان مضموما ً (وال إشمام في غيره)‪ .‬واإلشمام‪ :‬إشارة الشفتين إلى‬
‫ي‪ ،‬وذلك بأن تض َّم‬ ‫الضمة‪ ،‬بعد الوقف بالسكون مباشرة‪ ،‬من غير تصويت بالحركة‪ ،‬ضعيف أو قو ّ‬
‫النفس‪ ،‬فيراهما الرائي مضمومتين‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫شفتيك بعد إسكان الحرف‪ ،‬وتدع بينهما بعض انفراج يخرج منه‬
‫فيعلم انك اردت بضمهما الحركة المضمومة‪ ،‬وهذا إنما يراه البصير‪ ،‬ال االعمى‪ ،‬وهو في الحقيقة‬
‫وقف بإسكان الحرف‪ .‬والضمةُ إنما يشار إليها بالشفتين‪.‬‬
‫الموقوف عليه‪ ،‬فيكون حرفا ً مشدداً‪ ،‬مثل‪" :‬هذا خالدٌ‪ ،‬وقرأتُ‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )4‬ان تقف عليه بتضعيف الحرف‬
‫ف‪.‬‬
‫ضعَّ ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫المصحف‪ .‬إال إذا كان اآلخر همزةٌ‪ ،‬او حرف علةٍ‪ ،‬أو ما كان قبله ساكنا‪ ،‬فال ي َ‬ ‫َ‬
‫بر"‪.‬‬ ‫ص ْ‬ ‫بر‪ .‬وعليه بال ِّ ّ‬
‫ص ُ‬‫(‪ )5‬ان تقف عليه بنق ِّل حركت ِّه إلى ما قبله‪ .‬مثلُ‪" :‬يَجْ د ُُر بك ال َّ‬
‫ْ‬
‫ف بالنَّقل أن يكون ما قبلَهُ ساكناً‪ ،‬وان ال تكون الحركة المنقولة فتحة‪ .‬فال نقل في مثل‬ ‫وشرط الوق ِّ‬
‫"تعودَ الصب َْر"‪ .‬ألن الحركة فتحة‪ .‬واجازه االخفش‬ ‫َّ‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫في‬ ‫وال‬ ‫اآلخر‬ ‫قبل‬ ‫ما‬ ‫ك‬ ‫لتحر‬
‫ُّ‬ ‫فر"‬
‫" َج ْع ُ‬
‫اآلخر همزة جاز نقل فتحة الهمز ِّة‪ .‬قوال واحداً‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫صبَ ْر"‪ .‬فإن كان‬ ‫َعو ِّد ال َّ‬
‫والكوفيون‪ .‬فإنهم يقولون‪" :‬ت َّ‬
‫ْ‬
‫فتقول في "اخرجتُ الخبْ َء‪ :‬أخرجتُ ال َخبَأ"‪ .‬ومن الوقف بالنقل‪ :‬أن تقول في "اكت ُ ْبهُ ولم يَكتُبه‪،‬‬
‫وا َع ْمهُ ولم يَعلَ ْمهُ‪ .‬وع ْدهُ ولم يَ ِّعدْه"‪" .‬أكتبُ ْه ولم يكتبُهْ‪ ،‬واعلَ ُم ْه ولم يعل ُمهْ‪ ،‬وعدُ ْه ولم يعدُ ْه"‪ .‬ومنه قول‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الراجر‪:‬‬ ‫ّ‬
‫سبَّني لم أَضْربُهْ*‬ ‫ي‬‫َز‬ ‫ن‬
‫ِّ َ ّ ٍ َ‬ ‫ع‬ ‫ن‬‫م‬ ‫*‬ ‫ْ‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫ج‬‫ع‬ ‫كثير‬
‫ٌ َ َُ‬ ‫َّهر‬
‫ُ‬ ‫د‬‫وال‬ ‫بتُ‬ ‫ج‬
‫* َ ِّ‬
‫ع‬
‫الوقف بهاء السكت‬
‫يوقف على بعض المتحكرات ايضا ً بهاءٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز ان‬ ‫تقف عليه بالسكون‪ .‬كما علمتَ ‪.‬‬‫ُ‬ ‫ك ُّل متحركٍ‬
‫ساكنة تس ّمى "هاء السكت"‪.‬‬

‫(‪)240/1‬‬

‫وال تُزادُ هذه الهاء‪ ،‬للوقف عليها‪ ،‬إالّ في المضارع المعت ِّّل اآلخر‪ ،‬المجزوم بحذف آخره‪ ،‬وفي األمر‬
‫المعت َّل اآلخر المبني على حذف آخره‪ ،‬وفي "ما اإلستفهامية"‪ ،‬وفي الحرف المبني على حركةٍ‪ ،‬بنا ًء‬
‫شذوذاً‪.‬‬ ‫أصليّاً‪ .‬وال يوقف بهاء السكت في غير ذلك‪ ،‬إال ُ‬
‫وإليك شرح ذلك‪:‬‬
‫ً‬
‫(‪ )1‬إذا وقفتَ على مضارع‪ ،‬معت ِّّل اآلخر‪ ،‬لم يَتصل آخره بشيءٍ وقفتَ عليه بإثبات آخره ساكنا‪ ،‬في‬ ‫َّ‬
‫ش‪ ،‬لم ت ْدعْ‪ ،‬لم‬ ‫حالت ْي رفع ِّه ونصبه‪ .‬فإن جزمته‪ ،‬فإن شئت وقفتَ على ما صار آخراً‪ ،‬مثل‪" :‬لم ت َ ْم ْ‬
‫عهْ‪ ،‬لم‬ ‫نم ِّشهْ‪ ،‬لم ت َ ْد ُ‬‫الوقف‪ ،‬وهو األحسن‪ ،‬مثل‪ :‬لم ْ‬ ‫ُ‬ ‫بهاء السكت‪ِّ ،‬ليس ُه َل‬ ‫ت وقفتَ عليه ِّ‬ ‫ش"‪ ،‬وإن شئ ِّ‬ ‫ت َ ْخ ْ‬
‫شهْ"‪.‬‬‫ت َْخ َ‬
‫تقف بالسكو على‬ ‫اخش" ُ‬ ‫ْ‬ ‫"امش ا ْدعْ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ي على حذف آخره‪ ،‬فإنك تقول فيه‪:‬‬ ‫وكذلك المعتل اآلخر‪ ،‬المبن ُّ‬
‫بقي األمر على حرف‬ ‫شهْ" بالوقف على هاء السكت‪ .‬إال إذا َ‬ ‫عه‪ ،‬اِّخ َ‬ ‫ما صار آخرا ً وتقولُ‪" :‬إمش ِّه‪ ،‬ا ْد ُ‬
‫أمر من "وفى يفي‪ ،‬ووعى يعي‪ ،‬ووقى يقي"‪ ،‬فحينئذ يجب‬ ‫ق"‪ ،‬وهي أفعا ُل ٍ‬ ‫"ف وعِّ و ِّ‬ ‫واحد‪ ،‬مثل‪ِّ :‬‬
‫ً‬
‫الوقف عليه بهاء السكت وجوبا‪ ،‬مث ُل "فِّهْ‪ِّ ،‬عهْ‪ ،‬قِّهْ"‪.‬‬
‫ام‬ ‫َّ‬
‫عولتَ ؟ َحت َ‬ ‫ت ألفها وجوبا‪ ،‬مثل‪" :‬على َم َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫وقعت "ما" االستفهاميّةُ موق َع المجرور‪ُ ،‬ح ِّذفَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫(‪ )2‬إذا‬
‫فيم أنتَ من ذِّكراها}‪ ،‬ومثل‪َ " :‬مجي َء َم‬ ‫الم تميلُ؟"‪ .‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬ع َّم يتسا َءلون؟ ‪َ ...‬‬ ‫تسكت؟ إِّ َ‬
‫بهاء‬
‫وثمر َم هذا الثمر؟" ثم إذا وقفتَ عليها‪ ،‬فإن كانت مجرورة باإلضافة‪ ،‬وقفتَ عليها ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫جئتض؟‬
‫الوقوف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫فاألجو‬ ‫‪،‬‬‫الجر‬
‫ِّ ّ‬ ‫بحرف‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫مجرور‬ ‫كانت‬ ‫وإن‬ ‫ْ"‪.‬‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫وثمر‬
‫ُ‬ ‫ْ؟‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ء‬
‫َ َ‬ ‫"مجي‬ ‫ُ‪:‬‬
‫ل‬ ‫مث‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫وجوب‬ ‫السكت‬
‫الوقف على الميم ساكنة‪ ،‬مثلُ‪َ :‬ع ْم؟‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز‬ ‫بهاء السكت‪ ،‬مثلُ‪َ " :‬عمهْ؟ فِّي َمهْ؟ حتا َمهْ؟ إال َمهْ"‪.‬‬ ‫عليها ِّ‬
‫الوقف‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫مجرى‬ ‫في ْم؟ عال ْم؟ َحتّا ْم؟"‪ .‬وقد تسكنُ المي ُم في الوصل‪ ،‬إجراء لهُ َ‬
‫ت وذكر*‬ ‫طارقا ٍ‬
‫موم ِّ‬ ‫سو ِّد ِّل ْم َخلَيت َني * ِّل ُه ٍ‬ ‫*يا أبا األ َ َ‬
‫"لم"‪ ،‬لكنه َوصل كما يقف‪:‬‬ ‫وكان حقُّه أن يقول‪َ :‬‬
‫(‪)241/1‬‬

‫وإن و ُمنذُ" وقفتَ عليه بالسكون‪ .‬وإن‬ ‫"ربَّ ولَع َّل َّ‬ ‫(‪ )3‬إذا وقفتَ على حرفٍ مبني على حركة‪ ،‬مثلُ‪ُ :‬‬
‫"ربّهْ‪ ،‬لَعلّهْ‪ ،‬إنهْ‪ُ ،‬م ْنذ ُ ْه"‪ .‬ومن ذلك نون التوكيد ال ُمشدَّدة‪ ،‬مثلُ‪" :‬ال‬ ‫شئت وقفت عليه بهاء السكت‪ ،‬مثل‪ُ :‬‬
‫بهاء السكت‪ ،‬مثل‪" :‬ال ت َذهبَنّ ْه واذهبنَّه"‪،‬‬ ‫ف عليها ِّ‬ ‫تقف عليها بالسكون‪ ،‬تق ُ‬‫َبن"‪ ،‬فإنك‪ ،‬كما ُ‬ ‫تذهبَ َّن واذه َّ‬
‫وهو األحسنُ ‪ .‬ومن ذلك النوناتُ الالحقات للمثنى وجمع المذكر السالم واألفعا ِّل الخمسة‪ .‬فكما ُ‬
‫تقف‬
‫وأكرم المجتهدونه والمجتهدونَ‬ ‫ِّ‬ ‫الرجالنِّهْ‪،‬‬
‫تقف عليهن بهاء السكت‪ ،‬تقول‪" :‬جا َء ّ‬ ‫عليهن بالسكون‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬
‫ئ في الع ْشر‪" :‬بعد أن تُولوا ُمدبرينَ ْه ‪ ...‬إنه لَ ِّمنَ الظالمين ْه ‪ ...‬لعلَّهم إليه يَ ِّ‬
‫رجعونَهْ"‪،‬‬ ‫ُكرمونَهْ"‪ .‬وقدقُ ِّر َ‬‫ي َ‬
‫بالوقف على هاتين النونين بهاء السكت‪.‬‬
‫واسم "ال" النافية‬‫ِّ‬ ‫ي‪ ،‬إما أن يكون بنا ُؤهُ عارضاً‪ ،‬لسبب يزول بزواله‪( :‬كقَبْل وبَعد‪،‬‬ ‫(‪ )4‬االس ُم المبن ُّ‬
‫ي)‪ ،‬فما كان كذلك‪ ،‬فال يوقف عليه بهاء الكست‪ .‬وإما أن يكون بناؤه مالزما ً له في جميع‬ ‫للجنس المبن ّ‬
‫محرك اآلخر‪،‬‬ ‫أحواله (كالضمائر وأسماء اإلشارة‪ ،‬وأسماء االستفهام ونحوها)‪ .‬فما كان كذلك‪ ،‬وكان ّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وقفت عليه بالسكون أو بهاء السكت‪ ،‬وذلك مثلُ‪" :‬أين وأيَّان وكيف والذين وحذار وحيث" فإن شئت‬
‫وقفت عليها بإسكان أواخرها‪ ،‬وإن شئت وقفت عليها بهاء السكت‪ ،‬مثل‪" :‬أينهْ‪ ،‬أيَّانَهْ‪ ،‬كيْفهْ‪ ،‬الذّينهْ‪،‬‬
‫حذار ْه‪ ،‬حيْثهْ"‪.‬‬
‫ْ‬
‫"أكرمت‬ ‫وكذلك الضمائر المتحركة‪ ،‬فإنك تقف عليها بالسكون‪ ،‬أن بزيادة هاء السكت فتقول‪:‬‬
‫وهن وهنَّهْ‪ ،‬وأكرمت َهن‬ ‫ّ‬ ‫تن وأنتُنَّهْ‪،‬‬
‫وأنت وأ ْنت َه‪ ،‬ويَجته ْدنَ ويَجتهدنَهْ‪ ،‬وانُ ْ‬
‫ْ‬ ‫وأكرمتَهْ‪ ،‬وقُ ْ‬
‫مت وقمنَه‪،‬‬
‫وأكرمتهنَّه"‪.‬‬
‫إن األلف في آخره زائدة‪ ،‬لبيان حركة النون عند الوقف‪،‬‬ ‫أما (أنا) ضمير الواحد المتلكم‪ ،‬فمن قال َّ‬
‫الوقف عليه بإثباتها‪ ،‬وأجاز حذفها والوقف عليه بهاء السكت‪ ،‬مث ُل "أنَهْ"‪ .‬ومن قال إنها أصلية‪ٌ.‬‬ ‫َ‬ ‫أجز‬
‫وقف عليه بها‪.‬‬
‫فائدة‬

‫(‪)242/1‬‬

‫من قال إن األلف في "أنا" زائدة‪ ،‬أثبتها في الوقف‪ ،‬وأسقطها في الوصل "أي في درج الكالم"‪ ،‬فيلفظ‬
‫"أَنا فعلت"‪ ،‬باسقاط األلف لفظا ً ال خطاً‪ .‬ومن قال انها اصلية‪ ،‬اثبتها في الوصف والوقف‪ .‬وذكر‬
‫سيبويه ان من العرب من يثبت أفها في الوصل‪ :‬فيقول "أنا فعلت"‪ :‬ينطق باأللف‪ .‬وبذلك قرأ نافع في‬
‫قوله تعالى‪{ :‬أنا أحيي وأميت} ‪ -‬وقوله‪{ :‬أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} باثبات األلف في‬
‫اللفظ‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫*أنا سيف العشيرة فاعرفوني * حميد قد تذريت السناما*‬
‫وقول الراجز‪" :‬أنا ابو النجم‪ ،‬وشعري شعري"‪.‬‬
‫هاء السكت‪.‬‬ ‫ِّي"‪ ،‬قلت‪ :‬هُو وهي" بإسكان الواو والياء‪ ،‬و "ه َُو ْه و ِّهيَهْ" بزيادة ِّ‬ ‫وإذا وقفت على "ه َُو وه َ‬
‫وفي التنزيل‪" :‬وما أَدراك ما ِّهيَه؟"‪ .‬وقال الشاعر‪:‬‬
‫إن يُقا ُل لهُ‪َ :‬م ْن ه َُو ْه؟*‬ ‫ع فينا الغُال ُم * فما ْ‬
‫*إذا ما ت ََرع َْر َ‬
‫وهي" في الوصل‪ .‬أما من سكنها في درج الكالم‪ ،‬قفال يقف‬ ‫َ‬ ‫"هو‬ ‫في‬ ‫ء‪،‬‬ ‫واليا‬ ‫الواو‬ ‫فتح‬ ‫هذا في لغة من‬
‫ينطق بهما كذلك في الدَّرج‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بهاء السكت بل بالواو والياء ساكنتين‪ ،‬كما‬
‫أما ياء المتكلم‪ ،‬فمن العرب من يسكنها في الوصل‪ ،‬فإذا وقف عليها بسكونها مثل‪" :‬هللا أعطاني‪ ،‬هذا‬
‫أعطان‪ ،‬هذا غال ْم" وعلى ذلك قراءة ُ أَبي عمر ٍو‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫غالمي"‪ ،‬أو حذفها وأسكن ما قبلها‪ ،‬فتقول‪ :‬هللاُ‬
‫أكر َم ْن ‪ ....‬ربي أهان َْن}‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫{ربي َ‬
‫ت أن يأتيَ ْن*‬ ‫*فَ َه ْل يَ ْمنعني ارتيادي البال * دَ من حذَ ِّر المو ِّ‬
‫ْ‬
‫ومن شانيءٍ كاسف و ْج ُههُ * إذا ما انت َسبْتُ لهُ أن َكرن*‬ ‫ِّ‬
‫غالمي قد جا َء"‪ .‬فإذا وقف عليها فبإسكانها‪ :‬أو‬ ‫َ‬ ‫عطاني هللاُ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ومنهم من يفتحها في الوصل‪ .‬فيقول‪" :‬أ‬
‫غالميَهْ"‪ .‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬ما أغنى عني ماليه‪َ .‬هلكََ‬ ‫ِّ‬ ‫ألحق بها هاء السكت‪ ،‬مثل‪" :‬هللا اعطانِّيَهْ‪ ،‬هذا‬
‫عني سلطانِّيَهْ}‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( التصريف المشترك‬
‫) ضمن العنوان ( الخط )‬

‫(‪)243/1‬‬

‫المكتوب المنطوقَ به من‬


‫ُ‬ ‫ط ُق بها‪ ،‬وذلك بأن يُطابق‬‫اللفظ بحروف هِّجائه التي يُن َ‬‫ِّ‬ ‫تصوير‬
‫ُ‬ ‫الخط‪:‬‬
‫الحروف‪.‬‬
‫معتبر‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫اإلبتداء بها والوقف عليها‪ .‬وهذا أص ٌل‬
‫ِّ‬ ‫كتب بصورة لفظها‪ ،‬بتقدير‬ ‫َ‬
‫واألص ُل في كل كلم ٍة أن ت ُ َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫بالكتابة‪.‬‬
‫ومن أَجل ذلك‪:‬‬
‫ت الوصل في درج الكالم‪ ،‬وإن لم يُنطق بها‪ ،‬ألنه إذا ابتُدي َء بالكلمات‪ ،‬التي هي أَولها‪،‬‬ ‫كتبوا َه َمزا ِّ‬
‫ُّ‬
‫"الحق جا َء‪ ،‬إبنكَ‬ ‫الحق‪ ،‬وسافر ابنُكَ "‪ ،‬فإنك‪ ،‬إن قدَّمتَ وأَخرتَ ‪ ،‬فقلتَ ‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫نُطقَ بهمزاتها‪ ،‬مثلُ‪ :‬جا َء‬
‫حذف همزتُها‪ ،‬مثلُ‪َّ :‬‬
‫"للرج ِّل‪،‬‬ ‫الجر او ال ُم اإلبتداء‪ ،‬فَت ُ ُ‬ ‫َ‬
‫سافر"‪ ،‬نطقتَ بالهمزة‪ :‬إالّ إذا سبقت "أل" ال ُم ِّ ّ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫رق عاطفة منه"‪.‬‬ ‫لرجل أقوى من المرأة‪ ،‬وللمرأَة أ َ ُّ‬ ‫للمرأَة‪ ،‬لَ َّ‬
‫"ر ْه وقِّهْ"‪.‬‬
‫سكَ "‪ ،‬ألنك في الوقف تقول‪َ :‬‬ ‫"ر ْه زيداً‪ ،‬وقِّ ْه نَ ْف َ‬ ‫ت في نحو‪َ :‬‬ ‫وكتبوا ها َء السك ِّ‬
‫ف عليها باأللف‪ .‬ومن‬ ‫ف عليها‪ُ ،‬وقِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ألف "أنا"‪ ،‬م َع أنها ال تلفظ في دَ ْرج الكالم‪ ،‬ألنها إذا ُوقِّ َ‬ ‫وكتبوا َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ذلك قوله تعالى‪{ :‬لكنا هو هللاُ ربي}‪ ،‬ألن اصله‪" :‬لكن أنا"‪.‬‬ ‫َّ‬
‫وكتبوا تا َء التأنيث‪ ،‬التي يوقف عليها بالهاء‪ ،‬ها ًء‪ :‬كرحمة وفاطمة‪ ،‬وكتبوا التي يوقف عليها بالتاء‪،‬‬
‫مت‬‫كرحْ ْ‬ ‫ورحمات وفاطمات‪ .‬ومن وقف على األول بالتاء المبسوطة‪ ،‬كتبها بالتاء َ‬ ‫ت َ‬ ‫ت وبن ٍ‬ ‫تا ًء‪ :‬كأخ ٍ‬
‫كرحما ْه وفاطما ْه‪.‬‬ ‫وفاطمت ومن وقف على األخرى بالهاء‪ ،‬كتبها بالهاء‪َ :‬‬ ‫ْ‬
‫يوقف عليه بها‪ ،‬مثل‪" :‬رأيتُ خالداً"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وكتبوا ال ُمن ََّون المنصوب باأللف‪ ،‬ألنه‬
‫وكتبوا "إذاً"‪ ،‬ونونَ التوكيد الخفيفة‪ :‬كاكتُبا‪ ،‬باأللف‪ ،‬ألنه يوقف عليها‪ .‬ومن وقف عليهما بالنون‪،‬‬
‫تب ك ُّل ما كتب اعتبارا ً بحال الوقف‪.‬‬ ‫كتب ُهما بالنون‪ ،‬مثل‪" :‬إذَ ْن واكتُبَ َّن" ُك َ‬
‫كقاض ونحوه‪ ،‬بغير ياءٍ ‪ ،‬ألنه يوقف عليه بها‪ .‬ومن وقف‬ ‫ٍ‬ ‫المنقوص‪ ،‬الذي حذفت يا ُؤهُ للتنوين‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وكتبوا‬
‫كالقاض‪.‬‬
‫ْ‬ ‫بالياء‪ ،‬أثبتها في الخط‪ :‬كقاضي ومن وقف على الثاني بحذفها‪ ،‬حذفها من الخط‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫األول‬‫على َّ‬
‫مر في باب الوقف‪.‬‬ ‫واألول أفصح‪ .‬كما َّ‬

‫(‪)244/1‬‬

‫وكتبوا ماال يمكنُ الوقف عليه‪ ،‬من الكلمات‪ ،‬متصال بما بعده‪ ،‬وما ال يمكن االبتدا ُء به‪ ،‬متصال بما‬
‫وبالقلم‪ .‬والثاني‪ :‬كالضمائر‬ ‫ِّ‬ ‫الجر الموضوع ِّة على حرفٍ مواحد‪ ،‬مثلُ‪" :‬لخالدٍ‪،‬‬ ‫قبله‪ .‬فاألول‪ :‬كحروف ِّ ّ‬
‫المتَّصلة‪ ،‬مثلُ‪" :‬منكم‪ ،‬وأَكرمتكم"‪.‬‬
‫االبتداء والوقف) فَتُرس ُم كما تلفظ‪ ،‬ال يغَي َُّر من ذلك‬ ‫ِّ‬ ‫الحروف التي تق ُع في الحشو (أي ما بين‬ ‫ُ‬ ‫أَما‬
‫خالف رس ُمها لفظها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫شي ٌء‪ ،‬إال ما كان من أمر بعض األحرف‪ ،‬في بعض كلمات محصورة‪ ،‬قد‬
‫وسنذكرها لك‪ ،‬وإال ما كان شأن الهمزة‪ ،‬وستعرف امرها‪.‬‬
‫ما خالف رسمه لفظه‬
‫الرسم واللفظ‪ ،‬إما أن تكون بحذف حرفٍ َحقهُ أن‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫كتب على خالف لفظها‪ .‬ومخالفة‬ ‫هناك كلمات ت ُ ُ‬
‫يكتب وال يُلفظ‪ ،‬وكان من حقه ان ال يكتب‪ .‬وإما ان‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يُكتب تبعا َ للفظه‪ .‬وإما أن تكون بزيادة حرف‬
‫برسم حرفٍ يُكتب على خالف لفظه‪ ،‬وكان من حقه ان يُرسم على لفظه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫تكون‬
‫(‪ )1‬ما يلفظ وال يكتب‬
‫َسردُ عليك اكثرها استعماال‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ت‬‫ٍ‬ ‫كلما‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫فذلكَ‬ ‫ُكتب‪،‬‬ ‫ظ وال ي‬ ‫فأما ما يُلف ُ‬
‫بالمين‪ ،‬ألنها مشدَّدة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫بالم واحدة‪ ،‬وتلفظ‬ ‫(‪ )1‬تُكتب (الذين) ٍ‬
‫واللحم‪ ،‬ثم دخلت عليه ال ٌم‪ ،‬فحينئ ٍذ‬ ‫ِّ‬ ‫كاللبن‬
‫ِّ‬ ‫ولحم‪ ،‬ثم دخلت عليه ْ‬
‫(أل)‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )2‬ما كان مبدوءا ً بالم ٍ‬
‫كلبن‬
‫َّ‬
‫كلهن‪ .‬بل يُكتفى بالمين فقط‪ ،‬مثلُ‪" :‬اللبن مناف ُع كثيرة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫تجتم ُع ثالث المات‪ .‬فإذا اجتمعنَ فال يُكتَبْنَ‬
‫ت في كلمة‪ ،‬اكتفيتَ‬ ‫ثالث الما ٍ‬‫ُ‬ ‫ضار‪ ،‬واللَّبن أنف ُع من اللحم)‪ .‬وهكذا إذا اجتمعت‬ ‫لحم فوائدُ و َم ُّ‬ ‫و ِّل ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عليهن الالم‪" :‬أحسنتُ ِّللذين‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫ذان واللتان والالتي والالئي واللواتي)‪ ،‬إذا دخلت‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫باثنتين‪ ،‬فتقو ُل في (الل ِّ‬
‫اجتهدا‪ ،‬وللتين اجتهدتا" الخ‪.‬‬
‫ت هذه اشهرها‪:‬‬ ‫حذف األلف في كلما ٍ‬ ‫(‪ )3‬ت ُ ُ‬
‫‪ -1‬هللا‪.‬‬
‫‪ -2‬الرحمن‪ُ ،‬معَ َّرفا ً باأللف والالم‪ .‬وقَيَّدَ بعضهم الحذف في حال العلمية‪ ،‬وأثبتها في غيرها‪ :‬وقيده‬
‫بعضهم في البسملة‪ ،‬واثبتها فيما عداها‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)245/1‬‬

‫‪ -3‬إله‪ ،‬نكرة ً ومعرفةً‪ ،‬مثلُ‪( :‬إنما إلهكم إلهٌ واحد ‪ -‬أ َ َجع َل اآللهة إلها واحداً)‪ .‬واما إالهة واإلالهة‪،‬‬
‫ئ في الشذوذ‪" :‬ويذرك وإالهتك"‪ ،‬وفي غير الشذوذ‪(" :‬والهتك)‪،‬‬ ‫فتثبت أَلفهما‪ ،‬كما رأيت‪ .‬وقُ ِّر َ‬
‫وبالجمع‪ -4 .‬الحرث‪ ،‬علما ً مقترنا ً بأل‪ ،‬ومنهم من يكتبه "الحارث" بإثبات األلف‪.‬‬
‫‪ -5‬لكن‪.‬‬
‫‪َّ -6‬‬
‫لكن‪.‬‬
‫‪ -7‬سموات‪ ،‬جمع سماء‪ .‬ومنهم من يكتبها في غير القرآن الكريم‪" :‬سماوات"‪ .‬باأللف‪.‬‬
‫النداء‪ ،‬قب َل "أَيها" مثلُ‪" :‬يأيها الذينَ آمنوا‪ ،‬وقب َل "أَه ٍل"‪ ،‬مثلُ‪" :‬يأه َل الكتا ِّ‬
‫ب‪ ،‬وقب َل ك ِّلّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -8‬يا‪ ،‬حرف‬
‫ألف (يا)‪ ،‬وهو المشهور‬ ‫إثباتُ‬ ‫َعلَ ٍم مبدوءٍ بهمزةٍ‪ ،‬مثلُ‪" :‬يإبراهيم"‪ .‬ويجوز في غير القرآن الكريم‪،‬‬
‫بين الكتاب‪ :‬مثلُ‪ :‬يا أيها‪ ،‬يا أهل‪ ،‬يا إبراهيم"‪.‬‬
‫‪ -9‬منهم من يحذف االلف من كل علم مشتهر‪ .‬كإسحق وإبرهيم وإسمعيل وهرون وسليمن وغيرها‪.‬‬
‫واالفضل إثباتها‪ ،‬في غير القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -10‬منهم من يحذفها في الجمع السالم مذكرا ً وم َؤنثاً‪ :‬كالصلحين والقنتين والصلحت والقنتت‬
‫والحفظت‪ .‬تبعا ً لحذفها في المصحف األ ِّ ّم‪ .‬واألفضل إثباتها‪ .‬كالصالحين والقانتات والحافظات‪ ،‬ألن‬
‫خط المصحف ال يقاس عليه‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الف (ها) التَّنبيهيّ ِّة‪ ،‬إذا دخلت على اسم اإلشارة‪ ،‬مثل‪" :‬هذا وهذه وهؤالء"‪.‬‬ ‫حذف ُ‬ ‫(‪ )4‬ت ُ ُ‬
‫وذلكن" ومنهم من يثبتها‬ ‫َّ‬ ‫الف (ذا) اإلشاريَّة‪ ،‬إذا لحقتها الال ُم‪ ،‬مثلُ‪" :‬ذلك وذلكما وذلكم‬ ‫(‪ )5‬تُحذف ُ‬
‫في غير (ذلك)‪.‬‬
‫ادغم‬
‫َ‬ ‫وض عنه بتشديد الحرف الذى‬ ‫ذف خطا ً ويُعَ ُ‬ ‫(‪ )6‬ك ُّل حرفٍ يُدغ ُم في حرفٍ مثل ِّه‪ ،‬او مخرجه‪ ،‬يُح ُ‬
‫من وغَمن‪ ،‬وإال‬ ‫وم ِّ‬‫واستعن‪ ،‬ونحنُ ِّأمنَّا واستعنَّا‪ ،‬وآمنّي‪ ،‬ولم يُمك ِّنّي‪ِّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫فيه مثلُ‪" :‬شدَّ‪ ،‬والنسا ُء أ َ ِّم َّن‬
‫ُ‬
‫تجته ْد تند ُم‪ ،‬وإما تجتهد تنجحْ‪ ،‬وأحبُّ أالّ تكس َل ونِّع ّما تفعلُ"‪ ،‬ونحو ذلك‪ .‬ومنهم من يُثبتُ نون "أن"‪،‬‬
‫إذا جا َء بعدها "ال"‪ :‬احبُّ ان ال تكسلَ"‪.‬‬
‫(‪ )2‬ما يكتب وال يلفظ‬
‫ُكتب وال يُلفظ من الحروف‪ ،‬فهو لي ألفاظ‪:‬‬ ‫وأما ما ي ُ‬

‫(‪)246/1‬‬

‫بعمرو"‪ .‬وحذفوها في‬ ‫ٍ‬ ‫ع ْم ٌرو‪ ،‬ومررت‬ ‫وجره‪ ،‬مثلُ‪ :‬جا َء َ‬


‫ّ‬ ‫(‪ )1‬زادوا الواو في عمر ٍو‪ ،‬في حالت ْي رفع ِّه‬
‫ع َمر"‪ .‬وإنما ُحذفت منه في حالة‬ ‫ع ْمراً"‪ ،‬قالوا‪ :‬وذلك للتفرقة بينه وبينَ " ُ‬ ‫حالة النصب‪ ،‬مثلُ‪" :‬رأيتُ َ‬
‫ع َمر" ال يُن ََّون‪ ،‬لمنعه من الصرف‪.‬‬ ‫النصب‪ ،‬ألنه ال يشتبهُ بعُ َمر في هذه الحالة‪ ،‬ألن " ُ‬
‫"مائَةُ‬
‫(‪ )2‬زادوا ألفا ً غير ملفوظة في "مائةٍ"‪ ،‬مفردة ً و ُمثناة‪ ،‬و ُم َركب ٍة م َع اآلحاد‪ ،‬فكتبوها هكذا‪ِّ :‬‬
‫ً‬
‫ومائتان وثالثمائة وأربعمائة وخمسمائة" الخ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫ومن الفضالء من يكتبها بياء بال ألف‪ ،‬هكذا‪" :‬مئة"‪ .‬ومنهم من يكتبها بألف بال ياء‪ ،‬هكذا‪" .‬مأة"‪.‬‬
‫ووجه القياس أَن تكتب بيا ُء بال ألف‪ .‬وهذا ما نميل إليه‪ .‬وإنما كانوا يكتبوها بزيادة األلف‪ ،‬يوم لم تكن‬
‫الحروف تنقط‪ ،‬كيال تشتبه بكلمة (منه)‪ ،‬المركبة من "من" الجارة وهاء الضمير‪ ،‬كما قالوا‪ .‬قال أبو‬
‫حيان‪" :‬وكثيرا ً ما أَكتب أَنا (مئة) بال أَلف‪ ،‬مثل‪ :‬كتابة "فئة"‪ ،‬ألن زيادة األلف خارجة عن األقيسة‪:‬‬
‫فالذي أختاره كتابتها باأللف دون الياء‪ :‬على وجه تحقيق الهمزة‪ ،‬أو بالياء‪ ،‬دون األلف على‬
‫تسهيلها)‪.‬‬
‫وزادوا أَلفا بعدَ وا ِّو الضمير‪ .‬مثلُ‪ :‬كتبوا‪ .‬ولم يكتبوا وكتبوا"‪.‬‬
‫ً‬
‫الواو في "أوالت"‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وأوالتُ األحمال أجلُ ُه َّن أَن يض ْعنَ َح ْمل ُه َّن}‪ .‬وزادوها‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )3‬زادوا‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫في أولو وأولي "بمعنى أَصحاب"‪ ،‬كقوله تعالى‪{ ،‬وأولو العلم ‪ -‬يا أولي األلباب ‪ -‬ألُولي األلباب}‬
‫أوالء وأولي اإلشاريَّتين‪ ،‬كقوله سبحانه‪{ :‬أولئك على ُهدًى من ربهم}‪ .‬وأما "األلى"‬ ‫ِّ‬ ‫وزادوها في‬
‫الموصولية "بمعنى الذينَ "‪ ،‬فلم يزيدوا فيها الواو‪.‬‬
‫(‪ )3‬ما يلفظ على خالف رسمه‬

‫(‪)247/1‬‬

‫وانكسار ما‬
‫ِّ‬ ‫"إو َج ْل‪ ،‬قلبت واوه يا ًء لسكونها‬‫"و ِّج َل يَ ْو َجلُ"‪ .‬وأصله‪ْ :‬‬ ‫أمر من َ‬
‫ذلك نحو‪" :‬إي َجل"‪ :‬فعل ٍ‬
‫قبلها‪ .‬فإذا وقت "إب َج ْل" في درج الكالم‪ ،‬بعد حرفٍ مضموم‪ ،‬مثل‪" :‬يا فالنُ إي َجل"‪ ،‬فال يغي َُّر رس ُم‬
‫مر من المثال الواوي‪ ،‬المفتوح العين في‬ ‫الياء‪ ،‬لكنها ت ُ ْلفظ واواً‪ ،‬هكذا‪" :‬يا فالنُ ِّإو َج ْل"‪ .‬ومثله ك ُّل أ َ ٍ‬ ‫ِّ‬
‫كودَّ‪ ،‬واألمر منه "إيدَدْ" فإذا قلتَ ‪( :‬يا فالن إيدَدْ)‪ ،‬لفظت يا َءه واواً‪.‬‬ ‫المضارع َ‬
‫والرحى وال ُهدى والمسعى والمصطفى‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وك ُّل ما رسم يا ًء‪ ،‬مما تُلفظ ياؤه ألفا‪ ،‬كرمى وادَّعى واستدعى َّ‬
‫والمستشفى‪ ،‬فهو مما يلفظ على خالف رسمه‪.‬‬
‫كتابة الهمزة‬
‫ً‬
‫سميت (األلف اليابسة) أيضا‪ :‬كأعطى وسأل‬ ‫الهمزةُ‪ :‬هي التي تقبل الحركاتِّ‪ :‬فإن ُرسمت على ألفٍ ‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫األلف اللينةُ‪ ،‬وهي التي ال تقب ُل الحركاتِّ‪ ،‬كألف "قال ودعا ورمى"‪ .‬والهمزة تق ُع في‬ ‫ُ‬ ‫والنّبأ‪ .‬وتقابلها‬
‫واأللف الليّنة تق ُع في حشو الكلمة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫أول الكلمة‪ :‬كأعطى‪ ،‬وفي وسطها‪ :‬كأل‪ ،‬وفي أخرها‪ :‬كالنبأ‪.‬‬
‫كقال‪ ،‬وفي آخرها‪ :‬كدعا‪ .‬وال تق ُع في أ َ َّوألها‪ .‬ألنها ال تكون إال ساكنة وأول الكلمة ال يكون إال‬
‫متحركاً‪.‬‬
‫والهمزة‪ ،‬وأول الكلمة‪ ،‬على ست ِّة أنواعٍ‪:‬‬
‫وإن وإذا"‪.‬‬‫وإن ْ‬‫ت َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األولى‪ :‬همزة األصل‪ ،‬وهي التي تكون في بِّ ْني ِّة الكلمة‪ :‬كهمزة "أخذ وأ ٍ‬
‫ب وأ ٍم وأخ ٍ‬
‫بر عن نفسه‪ ،‬وهي التي تكون أول المضارع ال ُمسند إلى المتكلم الواحد‪ :‬كهمزة‬ ‫الثانيةُ‪ :‬همزة ُ الم ْخ ِّ‬
‫ب وأَقرأ ُ وأُح ِّسنُ "‪.‬‬ ‫"أَكت ُ ُ‬
‫مر مثل‪" :‬أَتكون من‬ ‫الثالثة‪ :‬همزة االستفهام‪ ،‬وهي كلمةٌ برأسها‪ ،‬يُؤْ تى بها لالستخبار عن أ َ ٍ‬
‫الفائزين"؟‪.‬‬
‫ب‪ .‬مثل‪" :‬أعبدَ هللا"‪ ،‬تُناديه وهو‬ ‫ْ‬
‫النداء‪ ،‬وهي كلمةٌ برأسها أيضاً‪ ،‬يؤتى بها لنداء القري ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الرابعةُ‪ :‬همزة ُ‬
‫منك قريبٌ ‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬همزة الوصل‪.‬‬
‫ً‬
‫صل (وتسمى همزة َ القطع أيضا)‪.‬‬ ‫السادسة‪ :‬همزة الفَ ْ‬

‫(‪)248/1‬‬

‫الياء‪ ،‬ألنها إن‬


‫األلف أو الوا ِّو أو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُكتب غالبا ً بصورةِّ‬‫حرف ال صورة َ له في الخط‪ ،‬وإنما ي ُ‬ ‫ٌ‬ ‫والهمزة ُ‬
‫ي كتبت بصورته‪ .‬لذلك نرى أنهم لم يراعوا في كتابتها هجا َءها‪ ،‬إال إذا‬ ‫ت انقلبت إلى الحرف الذ ُ‬ ‫س ِّ ّهل ِّ‬‫ُ‬
‫ُ‬
‫ئ بها‪ .‬أما إن ت َوسطت أو كانت في موضع الوقف‪ ،‬فلم يراعوه‪ ،‬بل را َع ْوا ما تس ّهل إليه في‬ ‫ابتد َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحالتين‪ ،‬فكتبوها على ما تس ّهل إليه من ألفٍ او وا ٍو او ياءٍ والتي لم تس َهل لم يكتبوها على حرف‪ ،‬بل‬
‫رسموها قطعةً منفردة ً هكذا‪( :‬ء)‪.‬‬
‫فظ‪ ،‬فالهمزة ُ في مثل‪:‬‬ ‫س َّه ُل إليه إذا ُخفَّفَت في اللَّ ِّ‬ ‫فالقياس في كتابة الهمز ِّة أَن ت ُ َ‬
‫كتب بالحرف الذي ت ُ َ‬ ‫ُ‬
‫وز َؤ ٍام ولُؤْ ٍم و ُم َؤن ولؤلؤ" تُكتب بالواو‪ ،‬ألنها إذا خففَت‬ ‫"سأ َل َوقرأ ويَسأل ويقرأ" في مثل‪" :‬سؤا ٍل ُ‬
‫ب وخطيئ ٍة ومئ ٍة وفِّئ ٍة وآللي َء‪،‬‬ ‫وزوا ٌم ولُو ٌم و ُم َو ٌن ولُ ُولو"‪ ،‬وفي مثل‪( :‬ذِّئا ٍ‬
‫سوا ٌل ُ‬‫ظ واواً‪ ،‬فتقولُ‪ُ " :‬‬ ‫تُلف ُ‬
‫ٌ‬
‫بالياء‪ ،‬ألنها تُس َّه ُل إليها‪ ،‬فتقول‪" :‬ذيابٌ وخَطيَّة وميَة وآللي"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫تكتب‬
‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫والهمزةُ‪ ،‬إما أَن تكون في أ َ َّول الكلم ِّة‪ ،‬أو في وسطها‪ ،‬او في آخرها‪.‬‬
‫طها إما أن يكون حقيقيًّا كما في "سأل ويَ ْرؤُف ومسألةٍ"‪ ،‬وإما أَن يكون عارضاً‪ ،‬وذلك إذا‬ ‫وت ََوس ُ‬
‫جمع‪ ،‬او نسبةٍ‪ ،‬او أَلفٍ ال ُمن ََّون المنصوب‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بضمير‪ ،‬او عالم ِّة تأنيث أَو تثنيةٍ‪ ،‬او‬ ‫ٍ‬ ‫فت‪ ،‬واتَّصلت‬
‫َطر ْ‬
‫ت َّ‬
‫المبدوء بها‬
‫ِّ‬ ‫رسم الهمزة‬
‫الخط على صورةِّ األلف‬‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ويجب إثباتها في‬
‫ُ‬ ‫ق بها‪.‬‬ ‫ً‬
‫الهمزة ُ المبدُو ُء بها ال تكونُ إال ُمتحركة محقَّقة النط ِّ‬
‫خ‬ ‫َ‬
‫س وأ ٍ‬ ‫وقعت‪ ،‬وذلك مثلُ‪" :‬أ َم ٍل وإب ٍل وأ ُح ٍد واقعُ ْد وأخذ وأجلَ َ‬‫ْ‬ ‫كت‪ ،‬وفي أيَّ ِّة كلم ٍة‬ ‫تحر ْ‬
‫بأيَّ ِّة حرك ٍة َّ‬
‫وإحسان" ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وإصبع‬
‫ٍ‬ ‫وإسم‬
‫ٍ‬ ‫وإخوةٍ‬
‫ّ‬
‫فإن وقعت هذه الهمزة ُ المبدو ُء بها بعد همزةٍ من كلم ٍة أخرى‪ ،‬بَقيت على حالها من الخط‪ ،‬كما لو‬
‫لف الصالح)‪.‬‬ ‫س ِّ‬
‫آثار ال ّ‬
‫حياء ِّ‬ ‫كانت مبدوءا ً بها‪ ،‬مثلُ‪( :‬يجب أَن ينشأ أَوالدنا على العمل ِّإل ِّ‬

‫(‪)249/1‬‬

‫خبر عن نَفس ِّه بعد همزة االستفهام‪ُ ،‬كتبت بصورةِّ األلف‪ ،‬كما‬ ‫القطع واألص ِّل وال ُم ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وإذا وقعت همزاتُ‬
‫لو وقعت ابتدا ًء‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬أَأَنتم أشدُّ خلقاً؟ ‪ -‬أَإِّلهٌ م َع هللا ‪ -‬أَإِّذا ِّمتنا؟}‪ .‬وتقول‪( :‬أَأَجيئُكَ أمَ‬
‫ض عنها بِّمدَّةٍ بينهما‪ ،‬فتقولُ‪( :‬آأَنتَ‬ ‫عو ُ‬ ‫كتب وإنما ت ُ َّ‬ ‫تجيئُني؟)‪ .‬ويجوز أن تزيد بين الهمزتين ألفا ً ال ت ُ ُ‬
‫الر َّم ِّة‪:‬‬
‫فعلتَ هذا؟) قا َل ذو َّ‬
‫ُ‬
‫الج ٍل * َوبينَ النَّقا‪ ،‬آأنتِّ؟ أ َ ْم أ ُّم سا ِّل ِّم؟*‬ ‫الوعْساء بَ ْين ُج ِّ‬ ‫ظ ْبيَةَ َ‬
‫*فَيا َ‬
‫وقوةِّ‬
‫ط من اللفظ‪ ،‬لضعفها َّ‬ ‫َّ‬ ‫أسقطت همزة ُ الوص ِّل من الكتابة‪ ،‬كما ت َسق ُ‬ ‫ْ‬ ‫وإذا وقعت بعدها همزة ُ الوصل‬
‫ٌ‬
‫االستفهام مفتوحة‪ ،‬وهمزة َ الوص ِّل‬ ‫ِّ‬ ‫التباس‪ ،‬ألن همزة َ‬ ‫ٌ‬ ‫همزةِّ االستفهام‪ .‬وليس في هذا اإلسقاط‬
‫ب؟} وتقولُ‪:‬‬ ‫َّ‬
‫األبصار! ‪ -‬أطل َع على الغَي ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مكسورةٌ‪ ،‬قال تعالى {أتخذناهم ِّس ْخريّا‪ ،‬أم زاغت عنهم‬
‫ين؟" ومن ذلك قو ُل ذي ِّ ّ‬
‫الرم ِّة‪:‬‬ ‫س ٌ‬ ‫سن أَم ُح َ‬ ‫"ا ْبنُكَ هذا أَم أَخوك؟"‪ ،‬وتقولُ‪" :‬أس ُمكَ َح ٌ‬
‫ط َربٌ ؟‬ ‫طراب ِّه َ‬ ‫ب من أ َ ْ‬ ‫ب عن أَشياع ِّهم َخبَرا ً * أ َ ْم را َج َع القَ ْل َ‬ ‫*أ َ ْستَحْ دَ َ‬
‫ث الر ْك ُ‬
‫وال تجري همزة ُ "أ َ ْل" هذا المجرى‪ ،‬وإن كانت للوصل‪ ،‬ألنها مفتوحةٌ‪ ،‬وهمزة االستفهام مفتوحة‪،‬‬
‫الهمزتان إحداهما باألخرى‪ .‬وحينئذ يختلط اإلخبار باالستخبار (أَي الكال ُم الخبري بالكالم‬ ‫ِّ‬ ‫فتلتبس‬
‫ُ‬
‫تخبر عن طلوع الشمس؟ أَم أَنت‬ ‫ُ‬ ‫نتَ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫"أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫السام‬ ‫يدري‬ ‫فال‬ ‫طلعت"‬ ‫"الشمس‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫فلو‬ ‫االستفهامي)‪،‬‬
‫تستفهم عن طلوعها" والوجه أن تُبدل همزة ُ "أَل" أَلفا ً ليّنة في اللفظ‪ ،‬يُستغنى عنها بالمدَّة‪ ،‬فتقولُ‪:‬‬
‫خير أَم المرأَةُ؟"‪.‬‬ ‫"آلرج ُل ٌ‬
‫صيْتَ قبلُ؟"‪.‬‬ ‫كرين َح َّر َم أم األنثيَيْن؟ ‪ -‬آآلنَ وقد َع َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫قال تعالى‪{ :‬آهللُ أذِّنَ لكم؟ ‪ -‬آلذ‬

‫(‪)250/1‬‬

‫هذا ما يراه الجمهور األعظم من النحاة في اجتماع همزة االستفهام وهمزة "أل"‪ .‬وفي كتاب‬
‫(الكتّاب) البن درستويه ما يدل على أنه ال فرق بين همزة "أل" وغيرها من همزات الوصل وعلى‬
‫أنها تجري هذا المجرى‪ ،‬وإن كانت مفتوحة‪ ،‬ألنها أكثر استعماال من سائر ألفاظ الوصل وما قاله هو‬
‫القياس‪ .‬وأما التباس اإلخبار باالستخبار‪ ،‬فقرينة الكالم تعين المراد‪ .‬وال يكون هذا االختالط إال في‬
‫بعض المواضع‪ .‬فليكن المنع حيث لم يؤمن اللبس‪.‬‬
‫على أنهم لم يجروا على القياس‪ ،‬حذر االلتباس‪ ،‬فكان عليهم أن ال يجيزوا حذف االستفهام من الكالم‪،‬‬
‫وقد أجازوها اعتمادا ً على قرينة لفظية‪ ،‬مثل‪" :‬ما أدري‪ :‬في ليل رحل القوم‪ ،‬أَم في نهار؟ أي‪ :‬أَفي‬
‫ليل؟ وكقول عمر ابن أبي ربيعة‪:‬‬
‫وكف خضيبٌ ُزينت ببنان*‬‫ٌ‬ ‫لي ِّمعصم حين ج َّمرت *‬‫*بدا َ‬
‫َ‬
‫فوهللا ما أدري وإن كنت داريا * بسبع رمين الجمر أم بثمان؟‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫أَي‪ :‬أبسبع؟ والقرينة اللفظية هنا هي "أم"‪ ،‬التي تكون بعد همزة االستفهام في السؤال عن أَحد‬
‫الشيئين‪ .‬وقد يكون الحذف اعتمادا ً على قرينة معنوية‪ ،‬يعتمد فيها على فطنة السامع كقول الكميت‪:‬‬
‫*طربت‪ ،‬وما شوقا ً إلى البيض أطرب * وال لعبا ً مني‪ ،‬وذو الشوق يلعب*‬
‫أي‪" :‬أو ذو الشوق يلعب؟" ومنه قول المتنبي‪:‬‬
‫*أحيا؟ وأيسر ما قاسيت ما قتال * والبين جار على ضعفي‪ ،‬وما عدال*‬
‫أراد‪" :‬أَأَحيا؟"‪ .‬وفي الحديث‪" :‬وإن زنى؟ وإن سرق؟"‪ ،‬أي‪" :‬أو إن زنى أو إن سرق؟" وفي شرح‬
‫المغني للدماميني‪ :‬نقال عن الجني الداني البن قاسم‪ :‬إن حذفها مطرد إذا كان بعدها "أَم"‪ :‬لكثرته نظما‬
‫ونثراً‪ .‬قال الدماميني‪" :‬قلت‪ :‬وهو كثير مع فقد "أَم"‪ .‬واالحاديث طافحة بذلك"‪ .‬وتحقيق قول ما قاله‬
‫االخفش من ان حذفها جائز اختيارا ً في نظم أَو نثر‪ ،‬إذا أَمن اللبس‪ .‬فإن أدى الحذف إلى االلتباس‪ ،‬فال‬
‫يجوز قوالً واحداً‪.‬‬

‫(‪)251/1‬‬

‫فأنت ترى أَنهم أجازوا حذف همزة االستفهام‪ .‬ومنعوا حذف همزة "أل" بعد همزة االستفهام‪.‬‬
‫والمسألتان واحدة‪ .‬فإذا قد أَجازوا أَن تحذف همزة االستفهام‪ ،‬حيث يؤمن اختالط اإلخبار باالستخبار‪،‬‬
‫فينبغي أَن يجيزوا حذف همزة "أل" بعد همزة االستفهام حيث يؤمن االلتباس‪ ،‬قياسا ً على غيرها من‬
‫همزات الوصل والحق أَن حذفها‪ ،‬بعد همزة االستفهام‪ ،‬جائز قياسا ً عند أَمن اللبس‪ .‬وقد تقدم القول‬
‫فيما جنح اليه ابن درستويه في كتاب (الكتّاب) من جواز ذلك)‪.‬‬
‫رسم الهمزة المتطرفة‬
‫ع‬
‫الوقف من الكلمة‪ ،‬والهجا ُء موضو ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫الحرف الساكن‪ ،‬ألنها في موضع‬ ‫ِّ‬ ‫المتطرفة حك ُم‬ ‫ِّ ّ‬ ‫ُحك ُم الهمزةِّ‬
‫على الوقف‪.‬‬
‫متحركا‪ً:‬‬
‫ّ‬ ‫وهي إما أَن يكون ما قبلها ساكنا أو‬
‫ً‬
‫والدفء‬
‫ِّ‬ ‫والجزء‬
‫ِّ‬ ‫القطع هكذا‪( :‬ء)‪ ،‬مثلُ‪" :‬ال َم ْر ِّء‬
‫ِّ‬ ‫فإن كان ما قبلها ساكناً‪ ،‬كتِّبت ُمفردة َ بصورةِّ‬
‫ريء‬
‫والهنيء وال َم ِّ‬
‫ِّ‬ ‫قروء والمشنُ ِّ‬
‫وء‬ ‫والنش ِّء والعبْ ِّء‪ ،‬ويَجي ُء ويَسو ُء وال َم ِّ‬ ‫ْ‬ ‫والشيء والنَّ ِّ‬
‫وء‬ ‫ِّ‬ ‫والخَبْ ِّء‬
‫والوضوء‪ ،‬وجا َء وشا َء"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫والضياء‬
‫ِّ‬ ‫والسوء‬
‫ِّ‬ ‫والبريء‬
‫ِّ‬
‫(وإنما لم تكتب بصورة حرف من أَحرف العلة يكون كرسيا ً لها‪ ،‬ألنها تسقط من اللفظ إذا خففت عند‬
‫الوقف‪ ،‬اللتقاء الساكنين‪ .‬إذا جاز حذفها عند الوقف فال ترسم‪ ،‬والنها تبدل من حرف العلة قبلها‬
‫وتدغم فيه مثل‪" :‬الشيء والنوء والمقروء والهنيء"‪ ،‬فيقال‪" :‬الشي والنو والمقرو والهني")‪.‬‬
‫يناسب حركةَ ما قبلها‪ ،‬مهما كانت حركتُها‪ ،‬ألنها إن ُخففت‬ ‫ُ‬ ‫وإن كان ما قبلها متحركاً‪ُ ،‬كتبت بحرفٍ‬
‫حي بها ُمنحى ذلك الحرف‪:‬‬ ‫في اللفظ موقوفا ً عليها‪ ،‬نُ َ‬
‫امرأ َ‬‫ضأ ورأَيتَ َ‬ ‫وتوضَّأ ويت ََو َّ‬ ‫فترتكز على األلف في مثل‪" :‬الخطأ والنبأ وقرأ ويقرأ ُ ولم يقرأ واقرأ َ‬
‫القَيْس"‪.‬‬
‫ورد َُؤ‪ ،‬وهذا‬ ‫وعلى الواو في مثل‪" :‬التهيُّ ِّؤ والتَّواط ِّؤ واألك ُمؤ واللؤلؤ وال ُجؤ ُجؤ والتَّنَبء و َج ُر َؤ و َم ُر َؤ َ‬
‫امر ُؤ القيس"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وضئْضيء وناشيء وقاريء‪ ،‬ومررتُ بامرئ‬ ‫ء‬
‫َ َ ِّ‬ ‫ِّي‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ئ‬ ‫ويستهز‬
‫ِّ‬ ‫ء‬
‫ُ‬ ‫كى‬ ‫َّ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫في‬ ‫الياء‬ ‫وعلى‬
‫القيس"‪.‬‬
‫رسم الهمزة المتوسطة‬

‫(‪)252/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫حرفين من بِّ ْنية الكلمة‪ ،‬مثل‪" :‬سأ َل‬ ‫ِّ‬ ‫كأن تكونَ بين‬ ‫الهمزة ُ المتوسطةُ‪ ،‬إما أَن تكون متوسطةً حقيقةً‪ْ ،‬‬
‫ث أو التثني ِّة او‬ ‫متطرفةً‪ ،‬وت َْلحقَها عالماتُ التأني ِّ‬ ‫ّ‬ ‫كأن تكون‬ ‫سطةٍ‪ْ ،‬‬ ‫ُف" وإما إن تكون ش ْبهَ متو ّ‬ ‫ورؤ َ‬ ‫وبئر َ‬ ‫ٍ‬
‫وشيئان‬
‫ِّ‬ ‫وجزءان‬
‫ِّ‬ ‫ألى‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ئ‬ ‫ِّ‬ ‫ف‬‫و‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫"‬ ‫ُ‪:‬‬ ‫ل‬ ‫مث‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬‫ِّ‬ ‫المنصو‬ ‫ن‬ ‫َو‬ ‫ن‬
‫ُ ُ َّ‬‫م‬ ‫ال‬ ‫لف‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫الضمير‬
‫ُ‬ ‫او‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫النسب‬ ‫او‬ ‫الجمع‬
‫ِّ‬
‫قر ُؤهُ وأخذتُ ُجزءا ً واحتلمتُ ِّعبئاً"‪.‬‬ ‫ي‬
‫ُ َ َ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ؤ‬ ‫ُ‬ ‫ز‬ ‫ْ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫وهذا‬ ‫ٍ‬
‫ت‬ ‫وهيئا‬ ‫اءونَ‬ ‫وقَ َّر‬
‫وحك ُمها في الكتابة واحدٌ‪ ،‬إال في أشيا َء قليل ٍة نذ ُكرها في مواضعها‪.‬‬
‫توسطت الهمزة‪ ،‬فإما أن تكون ساكنة‪ ،‬او مفتوحةً‪ ،‬او مضمومة او مكسورة‪ ،‬ولك ّل حكمه في‬ ‫وإذا َّ‬
‫الكتابة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫والقاعدة العامة لكتابة الهمزة المتوسطة‪ ،‬أنها إن كانت ساكنة‪ ،‬تكتب بحرفٍ يُناسب حركة ما قبلها‪،‬‬
‫ُجانس حركت َها هي‪ ،‬مثل‪" :‬سأل ويسأ ُل‬ ‫ُ‬ ‫وبئر" وإن كانت متحركةً‪ ،‬تُكتب بحرفٍ ي‬ ‫مثلُ‪" :‬رأْ ٍس وسؤْ ٍل ٍ‬
‫يجانس حركةَ ما قبلها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫كتب حرفا ُ‬ ‫كسر‪ ،‬فت ُ ُ‬ ‫سئم ولئيم" إال أن تُفت َح بعد ضم او ٍ‬ ‫َولؤ َُم ويَ ْل ُؤ ُم وس ِّئم و ُم ٍ‬
‫ب وناشئَةٍ"‪ .‬او تقع بعدَ أَلف‪ ،‬فتُكتب قطعةً منفردة ً بعدها‪ ،‬مثلُ‪" :‬سا َءل‬ ‫مثلُ‪ُ " :‬م َؤن وسؤال و ِّفئ َ ٍة وذِّئا ٍ‬
‫وتسا َءل ويتسا َءل وعبا َءة"‪.‬‬
‫توسطها توسطا ً‬ ‫شذُّ فيها عن هذه القواعد الكليَّة‪ ،‬يرجع أكثرها إلى الهمزة في حال َ‬ ‫وهناك مواض ُع قد يُ َ‬
‫ي‪ .‬وستعلم ذلك فيما سنشرحه لك‪.‬‬ ‫غير حقيق ّ‬
‫وإليك تفصيل هذا ال ُم ْج َمل‪:‬‬
‫(‪ )1‬رسم المتوسطة الساكنة‬
‫كتب على األلف في مثل‪:‬‬ ‫ُ‬
‫يناسب حركة ما قبلها‪ :‬فت ُ‬ ‫ُ‬ ‫سطت الهمزة ساكنةً‪ ،‬كتبت على حرف‬ ‫ُ‬ ‫إذا ت َو َ‬
‫"رأْ ٍس وكأ ٍس ويأ ُمل ‪ -‬ولم يقرأه ولم يَشأهُ ونشأ وقرأنا"‪.‬‬
‫ْ‬ ‫تُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ومؤم ْن واؤْ ت ُ ِّم ْن ولؤلؤ ‪ -‬ولم يَسؤْ هُ وبُؤْ تُ و َج ُرؤْ تُ و َج ُرؤا‬ ‫ِّ‬ ‫ُؤم ٍن‬‫كتب على الواو مثل‪" :‬لُؤْ ٍم وي ِّ‬ ‫وت ُ ُ‬
‫ويجرؤْ نَ "‪.‬‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫وجئْنا ويَ ِّجئْنَ وأن ِّبئْه ولم يُن ِّبئه"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫تُ‬ ‫ْ‬ ‫ئ‬‫وج‬
‫ِّ‬ ‫‪-‬‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ْ‬ ‫ئ‬‫وا‬ ‫ت‬‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ئ‬‫وا‬ ‫ب‬‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ئ‬‫ذ‬ ‫ِّ‬ ‫و‬ ‫ئر‬
‫ِّ ٍ‬ ‫ب‬‫"‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫في‬ ‫الياء‬
‫ِّ‬ ‫وعلى‬
‫(‪ )2‬رسم المتوسطة المفتوحة‬

‫(‪)253/1‬‬

‫ُجانس حركةَ ما قبلها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )1‬إن توسطت الهمزة مفتوحةً‪ ،‬بعد حرفٍ متحرك‪ُ ،‬كتبت على حرفٍ ي‬
‫طأه ُ‬ ‫َطآن ِّحدَآت وأصلحتُ َخ َ‬ ‫ب وسآم ٍة وضآلة ومآل ‪ -‬وخ ِّ‬ ‫كتب على األلف في مثل‪" :‬سأ َل ورأ َ َ‬ ‫فت ُ ُ‬
‫أان‪.‬‬‫ويقرأان وبدأا ويَ ْبدَ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وسمعتُ نبأهُ ورأيتُ ِّحدَأة وقرأا‬
‫ين ولؤلؤا ٍ‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫لؤ ِّ‬ ‫ُ‬
‫ان ولؤْ َ‬ ‫وامرؤ ِّ‬ ‫َ‬ ‫سؤا ٍل‬ ‫"مؤن وتُؤدةٍ و ُم َؤ ّ ِّول ويُؤ َم ُل و ُم َؤ ّرخ و ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وعلى الوا ِّو في مثل‪:‬‬
‫ؤان"‪.‬‬‫واشتريتُ لُؤلؤة ً وأكلت أك ُم َؤة ً و َجؤُؤا يجْ ُر ِّ‬
‫ت ورأَيتُ‬ ‫ئان وقارئا ٍ‬ ‫وقار ِّ‬ ‫ت ِّ‬ ‫ت وفِّئا ٍ‬ ‫ومئا ٍ‬ ‫ومئ َ ٍة ِّ‬‫ت وفِّئ َ ٍة ِّ‬ ‫ب ورئاس ٍة وافتئا ٍ‬ ‫الياء في مثل‪" :‬ذِّئا ٍ‬ ‫وعلى ِّ‬
‫قارئةُ وقارئيْه و ُمن ِّشئهُ و ُمن ِّشئ َي ِّه"‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫توسطا ً حقيقيًّا‪ ،‬كتبت على األلف (إن لم تُسبق‬ ‫(‪ )2‬إذا توسطت الهمزة ُ مفتوحةً بعد حرفٍ ساكن‪َ ،‬‬
‫ْأس ويسأ ُل ومسأل ٍة و َجيْأل والس َم ْوأل و َمألم ٍة وت َوأَم و َمآلنَ وظمآن والقُرآن" فإن‬ ‫بألف المدّ) مثلُ‪" :‬يَي ُ‬
‫بألف المدِّّ‪ُ ،‬كتبت منفردة‪ ،‬مثل‪" :‬سا َء َل وتسا َء َل وسا َءلوا ويتسا َءلُ"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫سبقت‬‫ُ‬
‫ان‬
‫ض ْو َء ِّ‬ ‫ان و َ‬ ‫فإن كانت شبهَ متوسطةٍ‪ُ ،‬كتبت منفردة بعد حرف انفصال‪ ،‬مثل‪" :‬جا َءا وشا َءا و ُجز َء ِّ‬
‫ين ومخبُو َءات وقرأ َ ُجز َءهُ ورأَى ضو َءه وكسا َءه"‪ .‬وعلى شبه ياء بعد حرف اتصال‪ ،‬مثلُ‪:‬‬ ‫ومخبو َء ِّ‬
‫ْ‬
‫َين ورأيت شيئَهُ وفَيئَهُ و ِّعبئَهُ ونَشئَهُ وخَبيئَهُ"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وشيئين و ِّعبئ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫"شيئان و ِّعبئان‬ ‫ِّ‬
‫الهمز‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫لف الم ِّدّ أ َ‬
‫لف‬ ‫َ‬
‫لف المدِّّ‪ ،‬فإن سبقت أ ُ‬ ‫َ‬
‫الهمز‪ ،‬وأ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ألفين‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ع‬ ‫ً‬
‫لزم‪ ،‬من كتابة الهمزة ألفا‪ ،‬اجتما ُ‬ ‫(‪ )3‬إذا َ‬
‫ألف الم ِّدّ وحدَها‪ ،‬ورسمتَ ألف الهمز قطعة منفردة بعدها‪ ،‬مثلُ‪" :‬تضا َءل وتسا َء َم وت َثا َءب"‬‫ً‬ ‫ً‬ ‫كتبتَ َ‬
‫كتب على‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫َّة‪،‬‬ ‫د‬ ‫بم‬ ‫عنها‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫و‬
‫ُ َّ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ّ‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫الم‬ ‫لف‬ ‫َ‬
‫ِّ وطرحتَ َ‬‫أ‬ ‫الهمز‬ ‫لف‬ ‫َ‬
‫كتبتَ َ‬‫أ‬ ‫ِّ‪،‬‬‫ّ‬ ‫د‬ ‫الم‬ ‫لف‬
‫ِّ َ‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫الهمز‬ ‫لف‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫سبقت‬ ‫وإن‬
‫والملجآن"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫والشآم والقرآن والمآلن والنَّبآن‬ ‫ِّ‬ ‫طرف أَلف الهمز‪ ،‬مثلُ‪ :‬السآم ِّة‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)254/1‬‬

‫الهمز معاً‪ ،‬مثل‪" :‬قَرأا واقرأا‬ ‫ِّ‬ ‫هي وأ َ ُ‬


‫لف‬ ‫لف الضمير‪ ،‬فتُكتب َ‬ ‫لف المدّ أ َ َ‬ ‫ويُستثنى من ذلك أَن تكون أ َ ُ‬
‫ألف المدّ ُمعَ ّ ِّوضا ً عنها بالمدَّة‪ ،‬مثلُ‪:‬‬ ‫يحذف ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي جمهور العلماء‪ .‬ومنهم من‬ ‫قرأا"‪ .‬هذا رأْ ُ‬ ‫ويَ ْق ِّ‬
‫رأان ولم يَ َ‬
‫يسر على الكاتب ومنهم من يكتب الهمزَ ة‬ ‫َ‬
‫ويقرآن ولم يَ ْق َرآ"‪ .‬وهذا هو القياس‪ .‬وهو أ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫"قرآ واقرآ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫منفردةً‪ ،‬ال على الفٍ ‪ ،‬ويُثبتُ الف الضمير بعدها‪ ،‬مثلُ‪ :‬قَ َر َءا َ‬
‫واقر َءا ويَقر َءان ولم يَق َر َءا"‪.‬‬
‫َّ‬
‫َطآن" فلعلهم فرقوا بين‬ ‫اما إثباتهم األلفين في الفعل‪ ،‬مع استكراههم ذلك في نحو "سآمة وظمآن وخ ِّ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ضمير الفاعل‪ .‬والفاع ُل أشدُ لصوقا بالفعل‬ ‫ُ‬ ‫األلف هنا‬
‫َ‬ ‫غير ضمير‪ ،‬ألن‬ ‫الف المدّ ضميرا ً او َ‬ ‫أن تكونَ ُ‬
‫من غيره‪ ،‬فال يُستغنى عنه فكتبوها لذلك‪.‬‬
‫(‪ )3‬رسم المتوسطة المضمومة‬
‫فتح او ضم أو سكون‪ ،‬كتبت على الواو‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بعد‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫مضموم‬ ‫(‪ )1‬إن ت َوسطت الهمزة ُ‬
‫ُف ويَقر ُؤهُ ويَ ْمل ُؤهُ ويكلَ ُؤهُ وهذا َخ َ‬
‫ط ُؤهُ ونَبَ ُؤهُ"‪.‬‬ ‫ورؤ َ‬ ‫ض ُؤ َل َ‬ ‫ؤم و َ‬ ‫فمثالها مضمومةً بعد ٍ‬
‫فتح‪" :‬لَ َ‬
‫س ُؤ ُم وهذا لُؤُلؤُه و ُجؤْ جؤُه وأكم ُؤهُ"‪.‬‬ ‫والر ُؤ ُم وال ُّ‬
‫"الز ُؤدُ ُّ‬ ‫ومثالها مضمومةً بعد ض ّم‪ُّ :‬‬
‫س والتَّسا ُؤ ُل والتَّال ُؤ ُم ‪ -‬وهذا جز ُؤهُ‬ ‫ُس والت َّ َرؤُّ ُ‬ ‫ُس وأكؤ ٌ‬ ‫ض ُؤ ُل وأرؤ ٌ‬ ‫ساكن‪" :‬يَ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ومثالها َمضمومةً بعد‬
‫ض ّمت شبهُ المتوسطة‪ ،‬بعد حرفٍ من حروف االتصال‪ ،‬فتُكتب‬ ‫وضيا ُؤهُ"‪ .‬إال إن ُ‬ ‫ووضوؤُه ِّ‬ ‫ض ْوؤهُ ُ‬
‫و َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫على شب ِّه ياءٍ مثل‪" :‬هذا شيئهُ وفيئهُ و ِّع ْبئهُ ونَشئهُ وبَريئهُ ومجيئهُ ويجيئون ويُسيئونَ و ُمسيئون"‪.‬‬ ‫ُ‬

‫(‪)255/1‬‬

‫واوين‪ :‬فإن تأخرت واو الهمز‪ ،‬كتبتهما معا ً مثل‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ع‬
‫لزم‪ ،‬من كتابة الهمزة على الواو‪ ،‬اجتما ُ‬ ‫(‪ )2‬إذا َ‬
‫ووضوؤهُ و َمقروؤُه‪ .‬وإن سبقت‪ ،‬فمنهم من يحذف صورتها‪ ،‬ويكتبها همزة منفردة‪ ،‬بعد‬ ‫ْ‬ ‫ض ْو ُؤهُ ُ‬‫"هذا َ‬
‫قرؤُونَ "‪ ،‬وعلى شبه ياءٍ ‪ ،‬بعد حرف اتصا ٍل‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫وقر ُءوا ويَ َ‬
‫ور ُءوس َ‬ ‫"رؤُوف ُ‬ ‫حرف انفصا ٍل مثل‪َ :‬‬ ‫ِّ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫" ُكئوس ومسئو ٍل ‪ -‬و َملئوا ويَ ْملئونَ "‪ .‬إال إن كانت شبهَ متوسطة‪ ،‬وكانت في األصل مكتوبة على‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ويجرؤُون"‪.‬‬‫ُ‬ ‫الواوان معاً‪ ،‬مثل‪َ " :‬ج ُرؤُوا‬
‫ِّ‬ ‫رؤ ويَجْرؤُ‪ ،‬فتُرس ُم‬ ‫الواو‪ :‬ك َج َ‬
‫المعول عند أرباب هذا الشأن‪ .‬وعليه رسم بعض المصاحف‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫هذا مذهب المتقدمين‪ ،‬وعليه‬
‫صؤون وكؤوس‬ ‫سؤوم و ُ‬ ‫ورؤوس و ُ‬
‫ٍ‬ ‫"رؤوفٍ‬ ‫الواوين معاً‪ ،‬وهو القياس‪ ،‬مثل‪َ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫ومنهم من يرسم‬
‫ومرؤوب ومسؤول ‪ -‬وقَ َرؤوا ويَ ْقرؤون و َملَؤوا ويَ ْملؤونَ "‪.‬‬
‫ْ‬
‫ؤس و َمسؤ ٍل وقَ َرؤُا ويَقرؤن"‪.‬‬ ‫ور ٍ‬ ‫ومنهم من يكتفي بوا ٍو واحدة يرسم الهمزة عليها‪ ،‬مثل‪َ :‬رؤفٍ ُ‬
‫كثير من المصاحف‪.‬‬ ‫وعليه رسم ٍ‬
‫َ‬
‫المتطرفة‪ ،‬المكتوبة على األلف‪ ،‬المتصلة بما يجعلها شبهَ متوسطة‪ ،‬على‬ ‫ّ‬ ‫ومنهم من يُبقي الهمزة َ‬
‫ُ‬
‫ورشأهُ"‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫حالها من الرسم‪ ،‬مثل‪" :‬قرأوا ويَقرأون‪ ،‬وبَدَأوا ويَ ْبدَأون‪ ،‬ومألوا ويَ ْمألون‪ ،‬وهذا خطأهُ ونبأه َ‬ ‫ُ‬
‫وهو مذهب بعض المتأخرين‪ .‬وهو الشائ ُع على أكثر األقالم اليوم‪ ،‬لسهولته وبُعد ِّه عن إعمال الفكر‪.‬‬
‫والمذهب األول هو المتقدِّّم‪ .‬كما علمت‪ .‬وك ٌّل له وجهٌ صحيح‪.‬‬
‫وتكتب الهمزة منفردة بين الواوين‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ث واوات‪ ،‬فتطرح واو الهمزة‪،‬‬ ‫ع ثال ِّ‬ ‫لزم من ذلك اجتما ُ‬ ‫أما إذا َ‬
‫"مو ُءودة وو ُءو ٍل ‪ -‬و َم ْقرو ُءون ومنشؤُون ويَسو ُءون"‪.‬‬ ‫قوالً واحداً‪ ،‬مثل‪ْ :‬‬
‫مكسور (وهذا ال يكون إال في شب ِّه المتوسطة)‪ُ ،‬كتبت‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬
‫(‪ )3‬إن توسطت الهمزة مضمومة بعد حرفٍ‬
‫على شبه ياءٍ ‪ ،‬مثل‪ِّ :‬مئونَ وفِّئون وهذا قارئُه و ُم ْنشئُه و ُمنبّئُه وسيئُه وسيئون والقارئون وال ُمنشئونَ‬
‫ُقرئُه"‪.‬‬ ‫وال ُمنبّئونَ وينبِّّئه وي ِّ‬
‫(‪ )4‬رسم المتوسطة المكسورة‬

‫(‪)256/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫ئم‬
‫س َ‬‫فتح‪ ،‬مثل‪َ " :‬‬ ‫إن توسطت الهمزة مكسورةً‪ ،‬ال تُكتب إال على الياء‪ ،‬سوا ٌء أكانت مكسورة ً بعد ٍ‬
‫طئ ِّه و ُمنشِّئ ِّه"‪.‬‬ ‫ئس ودَئِّب ‪ -‬و ُمل َجئينَ ونظرتُ إلى َرشئ ِّه و َخ َ‬ ‫وب َ َ‬
‫ُ‬
‫ئي عنه والدِّئ ِّل ‪ -‬ونظرتُ إلى لؤلئه وبُؤبُئه‪ ،‬وشقت السفينة‬ ‫ئي ونُ َ‬ ‫ور َ‬‫سئ َل ُ‬ ‫أم مكسورة ً بعد ضم‪ ،‬مثل‪ُ " :‬‬
‫ُ‬
‫س َّم ْيتهُ لؤلؤا‪" :‬مررتُ باللؤلئين" وبعضهم يكتب التي بعدها يا ٌء‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫جمع من َ‬ ‫الما َء يجؤجئُها وتقول في‬
‫ِّ‬
‫ي عنه"‪.‬‬ ‫ي ونُ ِّؤ َ‬ ‫"ر ِّؤ َ‬
‫بحركة ما قبلها (أي على الواو)‪ ،‬مثل‪ُ :‬‬
‫"مئِّينَ وفِّئينَ وقارئينَ وناشئينَ‬ ‫أم مكسورة ً بعد كسر (وهذا ال يكون إال في شبه المتوسطة)‪ ،‬مثل‪ِّ :‬‬
‫و ُمنشئينَ و ُمقرئينَ وقارئ ِّه و ُمنشئ ِّه وآل ِّلئ ِّه"‪.‬‬
‫ي ِّ والرائي ويُسائِّ ُل وسائِّ ْل و ُمسائِّ ِّل ‪-‬‬ ‫تئم والمرئِّ ّ‬ ‫سكون‪ ،‬مثلُ‪" :‬أفئدةٍ وأسئل ٍة و ُمسئِّ ٍم و ُم ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫أم مسكورة ً بعد‬
‫ض ْوئه ووضوئه وضيائه"‪.‬‬ ‫ي ِّ و ُجزئِّه و ِّعبئه وشيئه و َ‬ ‫ي ِّ وال ُجزئ ّ‬ ‫ي ِّ والكسائ ّ‬ ‫َّ‬
‫وال َمقروئينَ والطائ ّ‬
‫(‪ )5‬رسم المتوسطة مع عالمة التأنيث‬
‫الهمزة المتوسطةُ بإلحاق عالم ِّة التأنيث بها‪ ،‬ال تكونُ إال مفتوحة‪.‬‬
‫طأةٍ ونَ ْشأةٍ ونَبْأةٍ و َمألى‬ ‫فإن كان ما قبلها مفتوحا ً أو ساكنا ً صحيحاً‪ُ ،‬كتبت على األلف‪ ،‬مثل‪َ " :‬حدَأةٍ و َخ َ‬
‫ظ ْمأى"‪.‬‬ ‫و َ‬
‫ؤلؤةٍ"‪.‬‬‫وإن كان مضموماً‪ُ ،‬كتبت على الواو‪ ،‬مثل‪" :‬لُ َ‬
‫رزئ َ ٍة و َهيْئ ٍة و ِّبيئِّة‬
‫"مئ َ ٍة وفِّئ َ ٍة وتهنئ ٍة و َم ِّ‬
‫الياء‪ ،‬مثل‪ِّ :‬‬ ‫وإن كان مكسورا ً أو يا ًء ساكنةً‪ُ ،‬كتبت على ِّ‬
‫وخطيئ ٍة وبريئةٍ"‪.‬‬
‫س ْو َءا َء"‪.‬‬ ‫سو َءى و َ‬ ‫س ْو َءةٍ و َ‬ ‫وإن كان ما قبلها ألفا ً أو واواً‪ ،‬كتبت منفردة‪ ،‬مثل‪" :‬مال َءةِّ وقرا َءةِّ و ُمر َءةٍ و َ‬ ‫َ‬
‫(‪ )6‬رسم المتوسطة مع الف المنون المنصوب‬
‫غيرها‪ ،‬مثلُ‪:‬‬ ‫آخرهُ همزة ً أم َ‬ ‫ظ إال في الوقف‪ ،‬سوا ٌء أكان ُ‬ ‫المنصوب ت َلحقُهُ ألف م ٍدّ ال تُلف ُ‬‫ُ‬ ‫ال ُمن ََّونُ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫"رأيتُ رجال وكتابا ولؤلؤا"‪.‬‬
‫ً‬
‫ب‪ ،‬مرسومة على حرف أبقيتها مرسومة عليه‪ ،‬ورسمتَ بعدها‬ ‫ً‬ ‫فإن كانت الهمزة ُ المن ََّونةُ ت ْنوين نَص ٍ‬
‫األلف‪ ،‬مثل‪ :‬رأيتُ بُؤبُؤا ً وأكمؤا ً وقارئا ً و ُم ْنشئاً"‪.‬‬ ‫َ‬

‫(‪)257/1‬‬

‫حرف انفصال‪ ،‬تركت َها على حالها‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫غير مرسوم ٍة على حرفٍ ‪ ،‬فإن كانت بعد‬ ‫وإن كانت منفردةً‪َ ،‬‬
‫ضوءاً"‪ .‬وإن كانت بعد حرف اتصال‬ ‫وو ُ‬‫ض ْوءاً‪ُ .‬‬‫ورزءا ً و َ‬ ‫ورسمتَ بعدها األلف مثل‪" :‬رأيتُ ُج ْزءا ً ُ‬
‫كتبتها قبل األلف على ِّشب ِّه ياءٍ ‪ ،‬مثل‪( :‬احتملتُ عبْئا ً واتخذتُ ِّد ْفئا ً ورأيتُ شيئاً)‪.‬‬
‫ألفين في الخط‪ ،‬مثل‪( :‬سمعتُ‬ ‫ِّ‬ ‫غير انهم تركوا كتابَتها بعد الهمزةِّ المرتكزةِّ على ألفٍ ‪ ،‬كراهية اجتماعِّ‬ ‫َ‬
‫ب‪ ،‬مثل‪" :‬لبستُ ردا ًء‪ ،‬وشربتُ‬ ‫نَبأ ورأيتُ َرشأ) وبعد الهمزة المسبوقة بألف المدّ اعتباطاً‪ ،‬ال لسب ٍ‬
‫ما ًء"‪.‬‬
‫ُوقف‬
‫يجب أن ي َ‬ ‫ُ‬ ‫بالسكون‪ ،‬بل‬
‫ِّ‬ ‫يوقف عليه‬‫َ‬ ‫المنصوب ال يجوز أن‬
‫َ‬ ‫المنونَ‬
‫َّ‬ ‫األلف‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫ُ‬ ‫وإنما ت ُ ُ‬
‫كتب هذ ِّه‬
‫األلف في الخط‪ ،‬وما لم تلحقهُ‬ ‫ُ‬ ‫ألف المدِّّ‪ .‬وسوا ٌء في ذلك ما لحقتهُ هذ ِّه‬ ‫تتولد منها ُ‬ ‫عليه بفتح ٍة ممدودة‪َ ،‬‬
‫ب او اعتباطاً‪.‬‬ ‫سب َ ٍ‬ ‫ِّل َ‬
‫ـــــ‬
‫كتابة األلف المتطرفة‬
‫ي‪:‬‬‫ب عرب ّ‬ ‫آخر اسم ُمعر ٍ‬
‫آخر فع ٍل‪ :‬كدعا ورمى وأعطى‪ ،‬وإما أن تكون َ‬ ‫االلف المتطرفةُ‪ ،‬إما أن تكونَ َ‬ ‫ُ‬
‫آخر حرفٍ ‪:‬‬‫َ‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫وإما‬ ‫ومهما‪.‬‬ ‫كأنا‬ ‫‪:‬‬‫ي‬ ‫بن‬
‫َ ٍّ‬ ‫م‬ ‫اسم‬
‫ٍ‬ ‫آخر‬
‫َ‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫وإما‬ ‫والمصطفى‪.‬‬ ‫والعصا‬ ‫كالفتى‬
‫آخر اسم أعجمي‪ :‬كموسيقا‪.‬‬ ‫كعَلى ولوال‪ .‬وإما أن تكون َ‬
‫فهي خمسة أنواع ولك ّل نوع حكمهُ في الرسم‪ .‬وإليك بيان ك ّل نوع منها‪:‬‬
‫األلف في فعل او اسم ُمعرب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تطرفت‬
‫(‪ )1‬و (‪ )2‬إن َّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫والحرف المشدَّد يُحسب حرفين‪ ،‬وكذلك الهمزة التي‬ ‫ُ‬ ‫فإن كانت رابعةً فصاعداً‪ ،‬كتبتها يا ًء مطلقاً‪.‬‬
‫عوض بها عن أَلفٍ محذوفة‪ ،‬مثل‪ُ " :‬حبلى ودعوى و ُجلَّى و ُجمادى ومستشفى ‪ -‬وأَعطى‬ ‫فوقها مدَّة ٌ ُم َّ‬
‫وأَملى ولبّى وحلَّى وآتى وآخى واهتدى وارتضى واستولى واستعلى"‪ .‬وإال ِّإذا ِّلز َم‪ ،‬من كتابتها يا ًء‪،‬‬
‫ع يا َءين‪ ،‬فتكتب ألفاً‪ ،‬مثل‪" :‬استحيا وأحيا وسجايا ويحيا وزوايا وريّا ود ُنيا‪ .‬وقد كتبوا "يحيى‬ ‫اجتما ُ‬
‫ين‪ ،‬للتفرقة بين ما هو عل ٌم أو فع ٌل أو صفة‪ .‬والقو ُل في نحوهما كالقول فيهما‪.‬‬ ‫وريّى" علمين‪ ،‬بيا َء ِّ‬

‫(‪)258/1‬‬

‫وإن كانت ثالثة‪ ،‬فإن كانت منقلبةً عن الواو‪ ،‬كتبتها ألفاً‪ ،‬مثل‪" :‬العصا والقفا والدُّجا ُّ‬
‫والربا والذُّرا‬
‫وال ِّعدا ‪ -‬ودعا وغزا وعفا وعال وسما وتال"‪ .‬وإن كانت منقبلةً عن ياءٍ كتبتها يا ًء‪ ،‬مثل‪" :‬الفتى‬
‫والرحى والحمى ‪ -‬ورمى ومشى وهدى وهوى وقضى"‪.‬‬ ‫والهوى والنَّوى َّ‬
‫ً‬
‫فقصرته‪ :‬كالبيضاء والجدعاء‪ ،‬أو مهموزا‪ ،‬فس َّهلته‪ :‬كتوضأ وتجزأ و َملجأ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫وما كان من ذلك ممدودا‪،‬‬
‫ً‬
‫يكتب باأللف التي صارت آخرا‪ ،‬مثلُ‪" :‬البيضا والجدعا وتوضا وتجزا‬ ‫ُ‬ ‫و ُملتجأ‪ ،‬فال يكتب بالياء‪ ،‬بل‬
‫وملجا وملتجا"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الباب كله باأللف‪ ،‬حمال للخط على اللفظ‪ ،‬سوا ٌء أكانت األلف ثالثة أم‬ ‫َ‬ ‫يكتب‬
‫ُ‬ ‫واعلم أن من النحاة من‬
‫فوق الثالثة‪ ،‬وسوا ٌء أكانت منقلبة عن واو أم عن ياءٍ ‪ .‬قالوا‪ :‬وهو القياس‪ ،‬وهو أنفى للغلط‪ .‬وهذا ما‬
‫اختاره أبو علي الفارسي‪ ،‬كما في شرح أدب الكاتب البن السيد البطليوسي‪ .‬وهو مذهبٌ سهل‪ ،‬لكنه‬
‫لم يشتهر‪ ،‬ولم ينتشر‪ .‬والكتَّاب قديما ً وحديثا ً على خالفه‪.‬‬
‫اسم مبني‪ ،‬كتبت ألفاً‪ ،‬مثلُ‪" :‬أنا ومهما"‪ ،‬إال خمس كلمات منها‪ ،‬كتبوها‬ ‫األلف في ٍ‬
‫ُ‬ ‫تطرفت‬
‫(‪ )3‬إذا َّ‬
‫فيها بالياء‪ ،‬وهي‪" :‬أنّى ومتى ولدى واأللى" (اسم موصول بمعنى الذينَ ) وأولى (اسم إشارة للجمع‪،‬‬
‫كأوالء)‪.‬‬
‫ِّ‬
‫األلف في حرف من حروف المعاني‪ ،‬كتبت ألفاً‪ ،‬مثل‪" :‬لوال وكالّ وهالّ"‪ ،‬إال أربعةَ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬
‫(‪ )4‬إذا تطرف ِّ‬
‫أحرف‪ ،‬كتبوها فيها بالياء‪ .‬وهي‪" :‬إلى وعلى وبلى وحتى"‪.‬‬

‫(‪)259/1‬‬

‫األلف في اسم أعجمي‪ ،‬كتبت ألفا ً مطلقاً‪ ،‬ثالثيا ً كان‪ ،‬أو فوق الثالثي‪ .‬وال فرق بين‬ ‫ُ‬ ‫تطرفت‬ ‫(‪ )5‬إذا َّ‬
‫أن يكون من أسماء الناس أو البالد أو غيرهما‪ ،‬مثلُ‪" :‬بُغا ولوقا وتمليخا وزليخا وبحيرا" (وهي‬
‫والرها (وهي أسما ُء بلدان) وببْغا (وهي اسم طير)‪،‬‬ ‫أعال ُم أناس)‪ ،‬وأريحا ويافا وحيفا وطنطا ُّ‬
‫وموسيقا وارتماطيقا "وهما من مصطلحات الفنون والعلوم"‪ .‬وكتبوا (بخارى)‪ ،‬من أسماء البلدان‪،‬‬
‫بالياء‪ .‬وكتبوا أربعة من أعالم الناس بالياء أيضاً‪ ،‬وهي موسى وعيسى ومتَّى وكسرى‪ .‬ومنهم من‬
‫يكتب "متّى" باللف هكذا‪َ " :‬متّا"‪.‬‬
‫الوصل والفصل‬
‫الوقف عليه‪ ،‬كالحروف‬ ‫ُ‬ ‫من الكلمات ما ال يصح االبتداء به‪ ،‬كالضمائر المتصلة ومنها ما ال يصح‬
‫الموضوعة على حرف واح ٍد ومنها ما يصح اإلبتداء به والوقف عليه‪ ،‬وهو كل الكلمات‪ ،‬إال قليال‬
‫منها‪.‬‬
‫ُ‬
‫فما صح االبتداء به والوقفعليه‪ ،‬وجب فصله عن غيره في الكتابة‪ ،‬ألنه يستقل بنفسه في النطق‪،‬‬
‫والحروف الموضوعة على حرفين فأكثر‪.‬‬
‫َ‬ ‫كاألسماء الظاهرة‪ ،‬والضمائر المنفصلة‪ ،‬واألفعال‬
‫وجب وصلُهُ بما قبلهُ‪ ،‬كالضمائر والمتصلة‪ ،‬ونوني التوكيد‪ ،‬وعالم ِّة‬ ‫َ‬ ‫وما ال يص ُّح االبتداء به‪،‬‬
‫التأنيث‪ ،‬وعالم ِّة التَّثنية‪ ،‬وعالمة الجمع السالم‪.‬‬
‫الوقف عليه‪ ،‬وجب وصلُه بما قبله‪ ،‬كالضمائر‪ ،‬ونوني التوكيد‪ ،‬وعالمة التأنيث‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وما ال يص ُّح‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وعالم ِّة التَّثنية‪ ،‬وعالمة الجمع السالم‪.‬‬
‫كحروف المعاني الموضوعة على حرفٍ واحدٍ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫الوقف عليه‪ ،‬وجب وصلُه بما بعده‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وما ال يص ُّح‬
‫روف المضافة إلى "إذٍ" ال ُمن ََّون ِّة‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫والظ‬ ‫يِّ‪ ،‬وما ُر ّكب مع المائة من اآلحاد‪ :‬كأربعمائة‪،‬‬ ‫والمركب المزج ّ‬
‫وجب الفص ُل مثلُ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫المعوض عنها بالتنوين‪،‬‬
‫َّ‬ ‫كيومئ ٍذ وحينئذٍ‪ .‬فإن لم تُن ََّو ْن‪ ،‬بأن تُذكر الجملة المحذوفة‬
‫تخطب"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫"رأيتك حين إ ْذ كنتَ‬

‫(‪)260/1‬‬

‫النوعين (أي ما يص ُّح االبتدا ُء به‪ ،‬وما ال يصح الوقف عليه) يجب وصله‪ ،‬كما رأيتَ ‪ ،‬ألنه ال‬ ‫ِّ‬ ‫وكال‬
‫يستق ُّل بنفسه في النطق‪ .‬والكتابة تكون بتقدير االبتداء بالكلمة والوقف عليها‪ ،‬كما علمتَ في أول‬ ‫ُ‬
‫فصل الخط‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وقد وصوال‪ ،‬في بعض المواضع‪ ،‬ما حقهُ أن يكتب منفصال‪ ،‬كأنهم اعتبروا الكلمتين كلمة واحدة‪.‬‬
‫وإليك تلك المواضع‪:‬‬
‫هير"‪ ،‬وبكلمة "نِّ ْع َم" إذا‬ ‫ُ‬
‫يٍ" مثلُ‪" :‬أحبُّ أصدقائي‪ ،‬وال ِّسيَّما ز ٍ‬ ‫(‪ )1‬وصلوا "ما" اإلسميّة بكلمة " ِّس ّ‬
‫ظكم به"‪ ،‬فإن سكنت عينها‪ ،‬وجب الفصلُ‪ ،‬مثلُ‪" :‬نِّ ْع َم ما تفعل"‪.‬‬ ‫ُكسرت عينُها‪ ،‬مثلُ‪" :‬نِّ ِّع َما يَ ِّع ُ‬
‫(‪ )2‬ووصلوا "ما" الحرفية الزائدة أيًّا كان نوعها‪ ،‬بما قبلها‪ ،‬مثلُ‪" :‬طالما نصحتُ لك‪{ ،‬إنما إلهكم‬
‫إلهٌ واحدٌ}‪ ،‬أتيتُ لكنما أُسامةُ لم يأت‪{ .‬ع ّما قليل لَيُص ِّب ُح َّن نادمين}‪{ .‬مما خطيئاتِّهم أُغرقوا}‪{ .‬أيّما‬
‫تجلس إجلس‪ .‬إما تجته ْد تنجح‪{ .‬إنه ٌّ‬
‫لحق مثلما أنكم‬ ‫ْ‬ ‫ي‪ .‬أينما‬ ‫األجلين قضيتُ }‪ .‬فال عدوان عل ّ‬ ‫ِّ‬
‫تنطقون}‪ .‬اجته ْد كيما تنجح"‪.‬‬
‫سلَفُكَ الصالح"‪،‬‬ ‫(‪ )3‬وصلوا "ما" المصدرية بكلمة "مثل" مثل‪" :‬اعتص ْم بالحق مثلما اعتصم به َ‬
‫الشمس"‪،‬‬
‫ُ‬ ‫"جئتُ حينما طلعت‬ ‫ْث"‪ ،‬مثل‪" :‬انتظرني َريْثنما آتيك"‪ ،‬وبكلمة "حين" مثل‪ِّ :‬‬ ‫"ري َ‬ ‫وبكلمة َ‬
‫وبكلمة "كل" مثل‪{" :‬كلما أضا َء لهم َمش َْوا فيه}‪ .‬كلما زرتني أكرمتك"‪" .‬وما" بعد ك ٍّل" مصدرية‬
‫ظرفية‪.‬‬
‫الجارتين‬
‫َّ‬ ‫وعن‬ ‫بمن‬ ‫َّة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫شرط‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ة‬ ‫موصوفي‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫ّ‬ ‫ي‬ ‫موصول‬ ‫أو‬ ‫كانت‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫استفهامي‬ ‫"‬‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫وصلوا‬ ‫(‪)4‬‬
‫َثق به"‪ .‬والموصوفيّةَ مثل‪:‬‬ ‫العلم ع َّمن ت ُ‬
‫َ‬ ‫"ممن أنت تشكو؟" والموصوليَّة مثلُ‪ُ " :‬خ ِّذ‬ ‫فاالستفهاميّة مثل‪ِّ :‬‬
‫ب لك يؤْ ذيك"‪ ،‬أي من رج ٍل محبّ ٍ لك‪ .‬والشرطيّةُ مثلُ‪ِّ :‬م ّمن ت َبتع ْد ابتعدْ‪ ،‬و َع ّمن‬ ‫" َعجبتُ م ّمن ُمح ٍ‬
‫رض عنه‪.‬‬ ‫َ‬
‫ترض عنه أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أرض"‪ ،‬أي من تبتع ْد عنه أنتَ أبتعد عنه أنا‪ ،‬ومن‬ ‫َ‬ ‫ترض‬
‫َ‬
‫ترغب أن يكون معك؟‪ .‬فيمن ترى الخير؟"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الجارة‪ ،‬مثل‪" :‬فيمن‬ ‫َّ‬ ‫وصلوا ( َمن) اإلستفهاميّة بفي‬

‫(‪)261/1‬‬

‫ع‬
‫"ويجب أال تدَ َ‬
‫ُ‬ ‫(‪ )5‬وصلوا "ال" بكلمة "أن" الناصبة للمضارع‪ ،‬مثل‪{ :‬لئال يعلم أه ُل الكتاب}‬
‫الجارة وأال تسبقها‪ ،‬كما رأيت‪.‬‬
‫َّ‬ ‫لليأس سبيال إلى نفسك"‪ .‬وال فرق بين أن تسبقها ال ُم التعليل‬
‫هذا مذهب الجمهور‪ .‬وذهب أبو حيّانَ ومن تابعه إلى وجوب الفصل قال‪ :‬وهو الصحيح‪ ،‬ألنه‬
‫األصل‪ ،‬مثل‪" :‬يجب أن ال تهمل"‪.‬‬
‫فإن لم تكن "أن" ناصبة للمضارع‪ ،‬وجب الفصل‪ ،‬كأن تكون مخففة من "أن" المشددةِّ‪ ،‬مثل‪" :‬أش َهدُ‬
‫تخف"‪.‬‬
‫ْ‬ ‫أَن ال إِّلهَ إال هللاُ" أي أنه‪ ،‬أن تكون تفسيرية‪ ،‬مثلُ‪" :‬قُ ْل له‪ :‬أن‬
‫َنصروه فقد نَصرهُ‬ ‫(‪ )6‬وصلوا "ال" بكلمة "إن" الشرطية الجازمة‪ ،‬مثلُ‪{ :‬إال تفعلوه تكن فتنةٌ‪ ،‬إال ت ُ‬
‫هللا}‪.‬‬
‫ج‪ ،‬ومنهم من يوجب الفصل‪.‬‬ ‫(‪ )7‬منهم من يص ُل "ال" بكلمة "كي"‪ ،‬مثلُ‪" :‬لكيال يكون عليك حر ٌ‬
‫واألمران جائزان‪ .‬وقد جاء الوص ُل والفص ُل في القرآن الكريم‪ ،‬وقد ُوصلت في المصحف في أربعة‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫مواضع‪ ،‬منها‪{ :‬لكيال يكون عليك حر ٌج} ومن الفصل قوله تعالى‪{ :‬لكي ال يكون على المؤمنين‬
‫حر ٌج} وقوله‪{ :‬كي ال يكون دولةً بين األغنياء منكم}‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( مباحث الفعل‬
‫اإلعرابية ) ضمن العنوان ( المبني والمعرب من األفعال )‬

‫ب منه إال ما أشبه االسم‪ ،‬وهو الفعل المضارع الذي لم تتصل به نونا التوكيد‬ ‫ُعر ُ‬
‫الفعل كله مبني‪ .‬وال ي َ‬
‫وال نون ال ِّنّسوة‪.‬‬
‫وهذا الشبه إنما يقع بينه وبين اسم الفاعل‪ .‬وهو يكون بينهما من جهتي اللفظ والمعنى‪.‬‬
‫فيكتب‪ :‬على وزن‬
‫ُ‬ ‫أما من جهة اللفظ‪ ،‬فألنهما متفقان على عدد األحرف والحركات والسكنات‬
‫فألن كالًّ منهما يكون للحال واالستقبال‬
‫َّ‬ ‫ُكر ُم)‪ .‬وأما من جهة المعنى‬
‫كر ٌم على وزن (ي َ‬
‫(كاتب) و ُم ِّ‬
‫وباعتبار هذه المشابهة يس ّمى هذا الفعل ( ُمضارعاً)‪ ،‬أي مشابهاً‪ ،‬فإن المضارعة معناها المشابهةُ‪،‬‬
‫ع هذا"‪ ،‬أي يشابهه‪.‬‬ ‫يُقال‪" :‬هذا يُضار ُ‬

‫(‪)262/1‬‬

‫فإن اتصلت به نون التوكيد‪ ،‬أو نون النسوة‪ ،‬بُني‪ ،‬ألن هذه النُّونات من خصائص األفعال‪ ،‬فاتصالُهُ‬
‫يهن يُب ِّعدُ شَبههُ باسم الفاعل فيرج ُع إلى البناء الذي هو أَصل في األفعال‪.‬‬
‫َّ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( مباحث الفعل‬
‫اإلعرابية ) ضمن العنوان ( بناء الفعل الماضي )‬

‫يبنى الماضي على الفتح‪ ،‬وهو األص ُل في بنائه‪ ،‬نحو‪" :‬كتب"‪ .‬فإن كان معت َّل اآلخر باأللف‪ ،‬كرمى‪،‬‬
‫آخره‪ ،‬الجتماع الساكنين‪:‬‬ ‫فتح مقدَّر على آخره‪ .‬فإن اتصلت به تاء التأنيث‪ُ ،‬حذف ُ‬ ‫ودعا‪ ،‬بني على ٍ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫األلف والتاء‪ ،‬نحو‪" :‬ردت ودعت" واألصل "رمات ودعات"‪ .‬ويكون بناؤه على فتح مقدّر على‬ ‫ِّ‬
‫األلف المحذوفة اللتقاء الساكنين‪.‬‬
‫وليست حركة ما قبل تاء التأنيث هنا حركة بناء الماضي على الفتح‪ ،‬ألن حركة البناء ‪ -‬كحركة‬
‫اإلعراب ‪ -‬ال تكون إال على األحرف األخيرة من الكلمة والحرف األخير هنا محذوف كما رأيت)‪.‬‬
‫كسر َو ْ‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫وإن كان معتل اآلخر بالواو أَو الياء‪ ،‬فهو كالصحيح اآلخر ‪ -‬مبني على فتح ظاهر‪:‬‬
‫ورضيَ ْ‬
‫ت‪.‬‬
‫حرف َمد وهو يقتضي أن يكون قبلهُ حركةٌ‬ ‫ُ‬ ‫ويبنى على الضم إن اتصلت به واو الجماعة‪ ،‬ألنها‬
‫تجانسهُ‪ ،‬فيبنى على الضم لمناسبة الواو نحو‪" :‬كتبوا"‪.‬‬
‫عوا‪،‬‬
‫موا ودَ ْ‬ ‫كر ْ‬ ‫ً‬
‫فإن كان معت َّل اآلخر باأللف‪ ،‬حذفت اللتقاء الساكنين‪ ،‬وبقي ما قبل الواو مفتوحا‪َ ،‬‬
‫ودعاوا" ويكون حينئذ مبنيا ً على ضم ُمقدر على األلف المحذوفة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫"رماوا‬
‫واألصل‪َ :‬‬
‫(وليست حركة ما قبل الواو حركة بناء الماضي على الفتح‪ ،‬ألن الماضي مع واو الجماعة يبنى على‬
‫الضم‪ ،‬وألن حركة البناء كما قدمنا‪ ،‬إنما تكون على الحرف األخير والحرف األخير هنا محذوف كما‬
‫علمت)‪.‬‬
‫آخره وض َّم ما قبله بعد حذفه‪ ،‬ليناسب واو الجماعة‪،‬‬ ‫وإن كان معت ّل اآلخر بالواو‪ ،‬أو الياء‪ُ ،‬حذف ُ‬
‫َ‬
‫ورضيُوا" وبوزن " ُكتِّبوا وظ ُرفوا‬
‫وسرووا َ‬
‫ُ‬ ‫ضوا"‪ ،‬واألصل‪" :‬دُعيُوا‬ ‫ور ُ‬ ‫وسروا َ‬
‫ُ‬ ‫عوا‬
‫نحو‪" :‬دُ ُ‬
‫وفرحوا"‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫(‪)263/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(استثقلت الضمة على الواو والياء فحذفت‪ ،‬دفعا ً للثقل‪ ،‬فاجتمع ساكنان‪ :‬حرف العلة و واو الجماعة‪،‬‬
‫فحذف حرف العلة‪ ،‬منعا ً اللتقاء الساكنين‪ ،‬ثم حرك ما قبل واو الجماعة بالضم ليناسبها‪ .‬فبناء مثل ما‬
‫ذكر‪ ،‬إنما هو ضم مقدر على حرف العلة المحذوف الجتماع الساكنين‪ ،‬فليست حركة ما قبل الواو‬
‫هنا حركة بناء الماضي على الضم وإنما هي حركة اقتضتها المناسبة للواو‪ ،‬بعد حذف الحرف‬
‫األخير‪ .‬الذي يحمل ضمة البناء‪.‬‬
‫ويبنى على السكون إن اتصل به ضمير رفع متحرك‪ ،‬كراهية اجتماع أربع حركات متواليات فيما‬
‫هو كالكلمة الواحدة‪ ،‬نحو‪ :‬كتبتُ وكتبتَ وكتب ِّ‬
‫ت وكتبنَ وكتبنا"‪.‬‬
‫(وذلك ألن الفعل والفاعل المضمر المتصل كالشيء الواحد‪ ،‬وإن كانا كلمتين‪ ،‬ألن الضمير المتصل‬
‫بفعله يحسب كالجزء منه‪ .‬وأما نحو‪" :‬أكرمت واستخرجت" مما ال تتولى فيه أَربع حركات‪ ،‬أن بني‬
‫على الفتح مع الرفع المتحرك "فقد حمل في بنائه على السكون على ما تتوالى فيه الحركات األربع‪،‬‬
‫لتكون قاعدة بناء الماضي مطردة)‪.‬‬
‫وإذا اتصل الفع ُل المعت ُل اآلخر باأللف‪ ،‬بضمير رفع متحرك‪ ،‬قلبت أَلفه ياء‪ ،‬إن كانت رابعة‬
‫فصاعداً‪ ،‬أو كانت ثالثة أصلها الياء‪ .‬نحو‪" :‬أعطيتُ واستحيَيتُ وأَتيتُ ‪ .‬فإن كانت ثالثة اصلها الواو‬
‫ردَّت اليها‪ ،‬نحو‪" :‬علوتُ وسموتُ "‪.‬‬
‫فإن كان معت ّل اآلخر بالواو او الياء‪ ،‬بقي على حاله‪ ،‬نحو‪" :‬سروتُ ورضيتُ "‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( مباحث الفعل‬
‫اإلعرابية ) ضمن العنوان ( بناء األَمر )‬

‫يُبنى األمر على السكون وهو األصل في بنائه‪ ،‬وذلك إن اتصل بنون النسوة‪ ،‬نحو‪( :‬اكتبن)‪ ،‬أو كان‬
‫صحيح اآلخر ولم يتصل به شيء‪ :‬كاكتبْ ‪.‬‬
‫وارم‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وعلى حذف آخره‪ ،‬إن كان معتل اآلخر‪ ،‬ولم يتصل به شيء‪ :‬كان ُج واس َع‬
‫وعلى حذف النون‪ ،‬إن كان متصال بألف االثنين‪ ،‬أو واو الجماعة‪ ،‬أو ياء المخاطبة‪ :‬كاكتبا‪ ،‬واكتبوا‪،‬‬
‫واكتبي‪.‬‬
‫وعلى الفتح‪ ،‬إن اتصلت به إحدى نوني التوكيد‪ :‬كاتُبَ ْن واكتُبَ ّن‪.‬‬

‫(‪)264/1‬‬

‫وإذا اتصلت نون التوكيد المشددة بضمير التثنية‪ ،‬أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة في األمر ثبتت‬
‫"اكتبان"‪ ،‬وحذفت الواو والياء‪ ،‬حذرا ً من التقاء الساكنين‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫َّ‬ ‫وكسرت النون نحو‪:‬‬
‫َ‬ ‫األلف معها‪،‬‬
‫ً‬
‫"اكتب َُّن واكتبِّ َّن"‪ .‬ويبقى األمر مبنيا على حذف النون‪ .‬والضمير المحذوف اللتقاء الساكنين هو‬
‫الفاعل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وكذا إن اتصلت النون المخففة بالواو أو الياء‪ ،‬كاكتبن واكتبِّن‪ .‬أما باأللف فال تتصل‪ ،‬فال يقالُ‪:‬‬
‫اكتبان‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( مباحث الفعل‬
‫اإلعرابية ) ضمن العنوان ( إعراب المضارع وبناؤه )‬

‫إذا انتظم الفعل المضارع في الجملة‪ ،‬فهو إما مرفوع أو منصوب‪ ،‬أو مجزوم‪ .‬وإعرابُه إما لفظي‪،‬‬
‫وإما تقديري‪ ،‬وإما محلي‪.‬‬
‫قدر من يقضي بالحق"‪،‬‬ ‫وعالمة رفعه الضمةُ ظاهرة‪ ،‬نحو‪( :‬يفوز المتقون)‪ ،‬أو مقد ََّرة نحو‪" :‬يعلو ُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ونحو‪" :‬يَخشى العاقل ربّهُ"‪.‬‬
‫وعالمة نصبه الفتحة‪ :‬ظاهرة‪ ،‬نحو‪" :‬لن أقول إال الحق"‪ ،‬أو مقدرة‪ ،‬نحو‪" :‬لن أخشى إال هللا"‪.‬‬
‫وعالمة جزمه السكون نحو‪" :‬لم يَل ْد ولم يُولدْ"‪.‬‬
‫وإنما يعرب المضارع بالضمة رفعاً‪ ،‬وبالفتحة نصباً‪ ،‬وبالسكون جزما ً إن كان صحيح اآلخر‪ ،‬ولم‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫يتصل بآخره شيء‪.‬‬
‫يرم‪ ،‬ولم يدعُ"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫ع‬ ‫س‬
‫َ َ‬ ‫ي‬ ‫"لم‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫آخره‬ ‫بحذف‬ ‫جزم‬ ‫شيء‬ ‫به‬ ‫متصل‬ ‫غير‬ ‫اآلخر‬ ‫فإن كان معتل‬
‫وتكون عالمة جزمه حذف اآلخر‪.‬‬
‫وإن اتصل بآخره ضمير التثنية أو واو الجماعة‪ ،‬أو ياء المخاطبة‪ ،‬فهو معربٌ بالحرف‪ ،‬بالنون‬
‫رفعاً‪ ،‬نحو‪" :‬يكتبان ويكتبون وتكتبين" وبحذفها جزما ً ونصباً‪ ،‬نحو‪" :‬إن يَلزَ ُموا معصية هللاِّ‪ ،‬فلن‬
‫يفوزوا برضاه"‪.‬‬
‫ين على الفتح نحو‪" :‬يكتُبَ ْن‬ ‫وإن اتصلت به إحدى نوني التوكيد‪ ،‬أو نون النسوة‪ ،‬فهو مبني‪ ،‬مع األوليَ ِّ‬
‫َبن"‪ ،‬ومع الثالثة على السكون نحو‪" :‬الفتيات يكتْبنَ ‪ :‬ويكون رفعه ونصبه وجزمه حينئذ محليا‪ً.‬‬ ‫ويكت َّ‬

‫(‪)265/1‬‬

‫ياء‬
‫فص َل بينهما بضمير التثنية‪ ،‬أو واو الجماعة‪ ،‬أو ِّ‬ ‫بنون التوكي ِّد مباشرة ً بل ِّ‬‫ِّ‬ ‫آخره‬
‫فإن لم يتصل ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫المخاطب ِّة‪ ،‬لم يكن مبنيا‪ ،‬بل يكونُ ُمعربا بالنون رفعا‪ ،‬وبحذفها نصبا وجزما‪ .‬وال فرق بين أن يكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫"يكتبان" أو تقديريًّا نحو‪" :‬يكتُب َُّن وتكتُبِّ َّن‪ ،‬ألن األصل "ت َكتبون ََّن وتكتُبين ََّن"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الفاص ُل لفظيًّا‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫(حذفت نون الرفع‪ ،‬كراهية اجتماع ثالث نونات‪ :‬نون الرفع ونون التوكيد المشددة ثم حذفت واو‬
‫الجماعة وياء المخاطبة‪ ،‬كراهية اجتماع ساكنين‪ :‬الضمير والنون األولى من النون المشددة)‪.‬‬
‫األلف و ُحذفت نون الرفع‪ ،‬دفعا ً‬ ‫ُ‬ ‫ت‬
‫أن نونَ التوكي ِّد المشدَّدة َ‪ ،‬إن وقعت بعدَ ألف الضمير‪ ،‬ثبت ِّ‬ ‫واعلم َّ‬
‫الرفع بعدَ ضمير ال ُمثنَّى‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫س ُر بعدَها تشبيها ً لها بنون‬ ‫غير أن نونَ التوكي ِّد تُك َ‬ ‫لتوالي النوناتِّ‪َ ،‬‬
‫بان"‪.‬‬ ‫"يكت ُ ِّّ‬
‫الرفع دفعا لتوالي األمثال‪ .‬أما الواو‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫وإن وقعت بعدَ واو الجماعة‪ ،‬أو ياء المخاطب ِّة‪ُ ،‬حذفت نون‬
‫واو الجماعة‪ ،‬وكسِّرت ياء المخاطبة‪ ،‬وب ِّقي ما‬ ‫ض ّمت ُ‬ ‫والياء‪ ،‬فإن كانت حركةُ ما قبلَهما الفت َح ثبتتا‪ ،‬و ُ‬
‫وترضينَ "‪ .‬وإن كان ما قَب َل الواو‬ ‫ِّ‬ ‫ضين‪" :‬تخش َُو َّن‬ ‫قبلهما مفتوحا ً على حاله‪ ،‬فتقو ُل في يَخش َْون وت َر َ‬
‫ت حركةُ ما قبلهما‪ ،‬فتقو ُل في‬ ‫مضموماً‪ ،‬وما قبل الياء مكسورا ً ُح ِّذفَتا‪ .‬حذرا ً من التقاء الساكنين‪ ،‬وبَقيَ ْ‬
‫وتغز َّن"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫وتغز َّن‬ ‫تكتُبونَ وتكتُبينَ وتغزونَ وتغزين‪" :‬تكت ُ َّ‬
‫بين وتكت ِّب َّن‬
‫شدة ُ وجب الفص ُل بينهما بألفٍ ‪ ،‬كراهية توالي النونات‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫وإذا َولي نونَ ال ِّنّسو ِّة نونُ التوكيد الم َّ‬
‫ْنان" أما النونُ المخففةُ فال ت َل َح ُق نونَ النسوة‪.‬‬ ‫"يكتب ِّّ‬
‫وحكم نوني التوكيدِّ‪ ،‬م َع فعل األمر‪ ،‬كحكمهما م َع المضارع في كل ما تقد ّم‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫المضارع المرفوع‬
‫جازم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ب أو‬
‫تجرده من ناص ٍ‬ ‫والجوازم‪ .‬ورافعُهُ إنما هو ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫تجردَ من النواصب‬ ‫يُرفع المضارعُ‪ ،‬إذا َّ‬

‫(‪)266/1‬‬

‫(فالتجرد هو عامل الرفع فيه‪ ،‬فهو الذي أوجب رفعه‪ .‬وهو عامل معنوي‪ ،‬كما أن العامل في نصبه‬
‫وجزمه هو عامل لفظي ألنه ملفوظ‪.‬‬
‫َّ‬
‫نحو‪" :‬الجتهدن" ونحو‪:‬‬ ‫ًّ‬
‫وهو يُرف ُع إما لفظاً‪ ،‬وإما تقديراً‪ ،‬كما سلف‪ ،‬وإما محال‪ ،‬إن كان مبنيًّا‪ُ ،‬‬
‫"الفتياتُ يجتهدْن"‬
‫المضارع المنصوب ونواصبه‬
‫ع إذا سبقتهُ إحدى النواصب‪.‬‬ ‫ُنصب المضار ُ‬‫ُ‬ ‫ي‬
‫سلف‪ ،‬وإما محالًّ‪ ،‬إن كان مبنيًّا مثل‪" :‬على األمها ِّ‬
‫ت أن يَعنينَ‬ ‫َ‬ ‫ُنصب إما لفظاً‪ ،‬وإما تقديراً‪ ،‬كما‬
‫ُ‬ ‫وهو ي‬
‫َّ‬
‫بأوالدهن"‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ونواصب المضارع أربعةُ أحرفٍ ‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ُخفف عنكم}‪.‬‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫هللا‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫ُري‬ ‫ي‬‫{‬ ‫‪:‬‬ ‫نحو‬
‫َ‬ ‫واستقبال‪،‬‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫ونص‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫صدر‬
‫ِّ‬ ‫م‬
‫ُ َ‬ ‫حرف‬ ‫وهي‬ ‫(‪ْ )1‬‬
‫أن‪،‬‬
‫وسميت مصدرية‪ ،‬ألنها تجع ُل ما بعدها في تأويل مصدر‪ ،‬فتأويل اآلية‪" :‬يريد هللا التخفيف عنكم"‪:‬‬
‫وسميت حرف نصب‪ ،‬لنصبها المضارع‪ .‬وسميت حرف استقبال‪ ،‬ألنها تجعل المضارع خالصا ً‬
‫لالستقبال‪ .‬وكذلك جميع نواصب المضارع تمحضه االستقبال بعد أن كان يحتمل الحال واالستقبال"‪.‬‬
‫والعلم الجازم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫اليقين‬
‫ِّ‬ ‫وال ت َق ُع بعد فع ٍل بمعنى‬
‫"أن"‪ ،‬والفعل بعدها مرفوعٌ‪ ،‬نحو‪{ :‬أفال يَ َر ْونَ ْ‬
‫أن‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫فهي ُمخففة من َّ‬ ‫فإن وقعت بعدَ ما يدُ ُّل على اليقين‪َ ،‬‬
‫رج ُع إليهم قوالً}‪ ،‬أي أنهُ ال يَرجع‪.‬‬ ‫ال يَ ِّ‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫ظن أو شبه ِّه‪ ،‬جازَ أن تكون ناصبة للمضارعِّ‪ ،‬وجازَ أن تكونَ مخففة من‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫وإن وقعت بعدَ ما يدُل على ٍ‬ ‫ْ‬
‫ت اآليةُ‪{ :‬و َحسِّبوا أَالّ تكونَ فتنةٌ}‪ ،‬بنصب "تكون"‪ ،‬على ّ‬
‫أن‬ ‫ِّ ِّ‬‫َ‬ ‫ئ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫وقد‬ ‫المشدَّدَة‪ ،‬فالفع ُل بعدَها مرفوعٌ‪.‬‬
‫"أن" ناصبةٌ للمضارعِّ‪ ،‬وبرفعه على أنها مخففةٌ من "أن"‪ .‬والنصب أَرجح عندَ َع ِّ‬
‫دم الفص ِّل بينها‬ ‫ْ‬
‫والنصب سوا ٌء عند الفصل بها‪ ،‬كاآلية‬‫ُ‬ ‫ُتركوا} والرف ُع‬ ‫الناس أن ي َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّب‬
‫وبين الفع ِّل بال‪ ،‬نحو‪{ :‬أحس َ‬
‫"أن" محفَّفةً من‬‫وسوف‪ ،‬تعيَّنَ الرف ُع‪ ،‬وأن تكونَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ص َل بينهما بغير "ال" كقَ ْد والسين‬ ‫األولى‪ .‬فإن فُ ِّ‬
‫سوف تقو ُم"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال ُمشدَّدة‪ ،‬نحو‪" :‬ظننت أ ْن قد تقو ُم‪ ،‬أو أن ستقو ُم‪ ،‬أو أ ْن‬

‫(‪)267/1‬‬

‫َّ‬ ‫واعل ْم َّ َ‬
‫مع في حصولما بعدها‪ ،‬فجاز‬ ‫أن "أن" الناصبةَ للمضارع‪ ،‬ال تُستعم ُل إالّ في مقام الرجاء والط ِّ‬
‫وقوعها بعد أفعا ِّل اليقين والعلم‬ ‫الظن و ِّشبهه‪ ،‬وبعد ما ال يدل على يقين أو ظن‪ ،‬وامتنع ُ‬ ‫ّ‬ ‫أن تق َع بعد‬
‫َّ‬
‫تتعلق بالمحقق‪ ،‬ال يناسبُها ما يد ُّل على غير محقق‪ ،‬وإنما يناسبُها‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫الجازم‪ ،‬ألن هذه األفعا َل إنما‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫التوكيدُ‪ ،‬ف ِّلذا وجب أن تكون "أن" الواقعة ُمخ ِّففة من ال ُمشدَّدة المفيدةِّ للتوكيد‪.‬‬
‫وسوف في إثباته‪ .‬وهي‬ ‫َ‬ ‫ب واستقبال‪ ،‬فهي في نفي المستقبل كالسين‬ ‫حرف نفي ٍ ونص ٍ‬‫ُ‬ ‫لن‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫(‪ْ )2‬‬
‫تفيدُ تأكيدَ النفي ال تأييدَهُ وأما قولهُ تعالى‪ :‬لَ ْن يَخلُقوا ذُباباً‪ ،‬فمفهوم التأيي ِّد ليس من "لن"‪ ،‬وإنما هو من‬
‫ألن الخلقَ خاص باهلل وحدَهُ‪.‬‬ ‫داللة خارجيّة‪َّ ،‬‬
‫(وهي على الصحيح‪ ،‬مركبة من "ال" النافية و "أ َ ْن" المصدرية الناصبة للمضارع وصلت همزتها‬
‫تخفيفا ً وحذفت خطا ً تبعا ً لحذفها‪ .‬وقد صارتا كلمة واحدة لنفي الفعل في االستقبال)‪.‬‬
‫ب واستقبا ٍل‪ ،‬تقولُ‪ِّ " :‬إذَ ْن تُف ِّل َح"‪ ،‬جوابا ً لمن قال‪" :‬سأجتهدُ"‪.‬‬ ‫ب وجزاءٍ ونص ٍ‬ ‫حرف جوا ٍ‬ ‫ُ‬ ‫(إذَ ْن‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫حرف جزاء‪ ،‬ألن الكالم‬ ‫َ‬ ‫ق‪ .‬وسميت‬ ‫ب ألنها تق ُع في كالم يكون جوابا ً لكالم ساب ٍ‬ ‫حرف جوا ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سميت‬ ‫وقد‬
‫الداخلة عليه يكون جزا ًء لمضمون الكالم السابق‪ .‬وقد تكون للجواب المحض الذي ال جزا َء فيه‪ ،‬كأن‬
‫"إذن أَظنك صادقاً"‪ ،‬فظنكَ الصدقَ فيه ليس فيه معنى الجزاء‬ ‫ْ‬ ‫لشخص‪" :‬إني أحبك"‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫تقو َل‬
‫لقوله‪" :‬إني أحبكَ "‪.‬‬
‫وأصلها‪ ،‬عند التحقيق‪ ،‬إما "إذا" الشرطية الظرفية‪ ،‬حذف شرطها وعوض عنه بتنوين العوض‪،‬‬
‫فجرت مجرى الحروف بعد ذلك‪ :‬ونصبوا بها المضارع‪ ،‬ألنه إن قيل لك "آتيك"‪ ،‬فقلت "إذن‬
‫أَكرمك"‪ ،‬فالمعنى إذا جئتني‪ ،‬أَو إذا كان األمر كذلك أكرمك‪ .‬وإما مركبة من "إذ" و "إن"‬
‫المصدرية‪ ،‬فإن قال قائل‪" :‬أَزورك"‪ .‬فقلت‪" :‬إذن أكرمك" فاألصل‪" :‬إذ إن تزورني أكرمك" ثم‬
‫ضمنت معنى الجواب والجزاء‪.‬‬

‫(‪)268/1‬‬

‫أَما كتابتها فالشائع أَن تكتب بالنون عاملة ومهملة‪ .‬وقيل‪ :‬تكتب بالنون عاملة‪ .‬وباأللف منونة مهملة‪.‬‬
‫أَما عند الوقف فالصحيح أَن تبدل نونها أَلفا ً تشبيها ً لها بتنوين المنصوب‪ ،‬كما أَبدلوا نون التوكيد‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الخفيفة أَلفا ً عند الوقف كذلك‪ .‬أَما رسمها في المصحف فهو باأللف عاملة ومهملة‪ .‬ورسم المصحف‬
‫ال يقاس عليه‪ ،‬كخط العروضيين‪ .‬وقد سبق الكالم على ذلك)‪.‬‬
‫ع إال بثالثة شروطٍ ‪.‬‬
‫تنصب المضار َ‬‫ُ‬ ‫وهي ال‬
‫تعلق بما بعدها‪ .‬وذلك‬ ‫ٌ‬ ‫بحيث ال يسبقها شي ٌء له‬ ‫ُ‬ ‫صدر جملتها‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫األولُ‪ :‬أَن تكونَ في صدر الكالم‪ ،‬أَي‬
‫نحو‪" :‬إن تُزرني إذَ ْن‬‫جواب شرطٍ ‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫كأن يكونَ ما بعدَها خبرا ً لما قبلها ونحو‪" :‬أنا إذَ ْن أكافِّئُكَ " أو‬
‫"إذن" على‬‫ْ‬ ‫قسم‪ ،‬نحو‪" :‬وهللاِّ إذَ ْن ال أَفعلُ"‪ .‬فإن قلتَ ‪" :‬إذَ ْن وهللاِّ ال أفعلَ"‪ ،‬فقدَّمتَ‬
‫َ‬ ‫أَزركَ " أَو جواب َ‬
‫القسم‪ ،‬نصبتَ الفع َل لتصد ُِّّرها في صدر جملتها‪.‬‬
‫ومن عدم تصدرها‪ ،‬لوقوعها جواب قسم‪ ،‬قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫زيز بِّ ِّمثْلها * وأَم َكنني منها‪ْ ،‬‬
‫إذن ال أقِّيلها*‬ ‫*لئِّن جادَ لي عبدُ العَ ِّ‬
‫(فقد رفع "أقيل" ألن "إذن" لم تتصدر‪ ،‬لكونها في جواب قسم مقدر‪ ،‬دلت عليه الالم التي قبل ّ‬
‫"إن"‬
‫الشرطية‪ .‬والتقدير‪ :‬وهللا لئن جاد لي"‪ .‬وجواب الشرط محذوف لداللة جواب القسم عليه‪ .‬وقد أهملت‬
‫"إذن" لوقوعها بين القسم وجوابه‪ ،‬ال بين الشرط وجوابه‪ ،‬كما قاله بعضهم‪ ،‬ألنه إذا اجتمع شرط‬
‫وقسم‪ ،‬فالجواب للسابق منهما‪ .‬وجواب المتأخر محذوف‪ ،‬لداللة جواب اآلخر عليه)‪.‬‬

‫(‪)269/1‬‬

‫النصب‪ .‬والرفع هو الغالب‪ .‬ومن النصب قوله تعالى (في‬ ‫ُ‬ ‫الواو أَو الفا ُء‪ ،‬جاز الرفع وجاز‬ ‫ُ‬ ‫وإذا سبقتها‬
‫األرض ليُخرجوك منها‪ ،‬وإذا ً ال يَلبَثوا خالفَكَ ِّإال‬ ‫ِّ‬ ‫قراءةِّ غي ِّر السبعة)‪{ :‬وإن كادوا لَيَستفزونكَ من‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الناس نَقيراً} وقرأ السبعة‪{ :‬وإذا ً ال يلبثون ‪...‬‬ ‫َ‬ ‫قليال"‪ ،‬وقوله‪{ :‬أَم لهم نصيبٌ من ال ُملك‪ ،‬فإذا ً ال يؤْ توا‬
‫وإذا ً ال يؤتون}‪ ،‬بالرفع‪ .‬وإذا قلت‪" :‬إن تجتهد تنجح‪ ،‬وإذن تفرح"‪ ،‬جزمت "تفرح"‪ ،‬وأَلغيتَ "إذن"‪،‬‬
‫التقدير‪" :‬إن تجتهد تنجحْ وتفرحْ "‪ ،‬وذلك لعدم‬ ‫ُ‬ ‫إِّن أَردتَ َعطفَه على الجواب "تنجح"‪ ،‬فيكون‬
‫تصدرها‪ ،‬ورفعته أَو نصبتَهُ‪ ،‬إن أَردتَ العطف على جملتي الشرط والجواب معاً‪ ،‬ألنهما كالجملة‬
‫الواحدة‪ .‬وإنما جاز الوجهان‪ ،‬لوقوعها بعد الواو‪ .‬ويكون العطف من باب الجمل‪ ،‬ال من باب عطف‬
‫صدر جملة مستقلة مسبوقة بالواو‪ ،‬فيجوز الوجهان‪ .‬رفع الفعل ونصبه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫المفردات‪ .‬فتكون حينئ ٍذ‬
‫جازم‪ ،‬فتجز ُمه‪ ،‬كما‬ ‫شرط ٍ‬
‫ِّ‬ ‫جواب‬
‫َ‬ ‫فإن كان شي ٌء من ذلك أَليغتها ورفعتَ الفع َل بعدها‪ ،‬إال إن كان‬
‫رأَيتَ ‪ ،‬ونحو‪" :‬إن تجته ْد ِّإذَن ت َ ْلقَ خيراً"‪ .‬فعد ُم التَّصدير‪ ،‬المان ُع من إعمالها‪ ،‬إنما يكون في هذه‬
‫غير‪.‬‬
‫المواضع الثالثة‪ ،‬ال ُ‬‫ِّ‬
‫إذن أظنكَ صادقاً" جوابا ً لمن قال لك‪" :‬إني‬ ‫َ‬ ‫الثاني‪ :‬أَن يكون الفع ُل بعدها خالصا ً لالستقبا ِّل‪ ،‬فإن قلتَ ‪ْ :‬‬
‫أُحبك"‪ ،‬رفعتَ الفع َل ألنه للحال‪.‬‬
‫القسم و (ال) النافية‪ ،‬فإن قلتَ ‪" :‬إذَ ْن هم يقومون‬ ‫ِّ‬ ‫ص َل بينهما وبينَ الفعل بفاص ٍل غير‬ ‫الثالث‪ :‬أالّ يُف َ‬
‫ُ‬
‫بالواجب"‪ .‬جوابا ً لمن قال‪" :‬يجود األغنياء بالمال في سبيل العلم"‪ ،‬كان الفع ُل مضارعاً‪ ،‬للفصل‬
‫بينهما بغير الفواصل الجائزة‪.‬‬
‫(سأزورك) فإذَ ْن هنا‬ ‫ُ‬ ‫لك‬ ‫قال‬ ‫من‬ ‫جواب‬ ‫في‬ ‫ك"‪،‬‬ ‫نتظر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫"إ‬ ‫قولك‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ط‬ ‫ومثال ما اجتمعت فيه الشرو‬
‫خالص لالستقبال‪ .‬وليس بينها وبينه فاصل‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مصدَّرةٌ‪ ،‬والفع ُل بعدَها‬
‫كر َمكَ "‬ ‫ُ‬
‫بالقسم‪ ،‬أو "ال" النافية‪ ،‬فالفع ُل بعدها منصوبٌ ‪ .‬فاألو ُل نحو‪" :‬إذَ ْن وهللاِّ أ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫فإن فُص َل بينهما‬
‫وقو ِّل الشاعر‪:‬‬

‫(‪)270/1‬‬

‫ب*‬ ‫ِّيب ِّ ّ‬
‫الط ْف َل من قَ ْب ِّل ال َمشي ِّ‬ ‫ب * تُش ُ‬ ‫*إذَ ْن‪ ،‬وهللاِّ‪ ،‬ن ِّ‬
‫َرميَ ُه ْم بِّ َح ْر ٍ‬
‫والثاني نحو‪" :‬إذَ ْن ال أجيئَكَ "‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫هير تنج َح"‪ ،‬جوابا ً‬
‫بعض النحاةِّ الفص َل بينهما ‪ -‬في حال النصب ‪ -‬بالنداء‪ ،‬نحو‪" :‬إذَ ْن يا ُز ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأجاز‬
‫والجار والمجرور‪ .‬فاألو ُل نحو‪" :‬إذَ ْن‬ ‫ّ‬ ‫بالظرف‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫يض‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫الفص‬ ‫عصفور‬
‫ٍ‬ ‫ابنُ‬ ‫جاز‬ ‫َ‬ ‫وأ‬ ‫ُ"‪.‬‬ ‫د‬‫"سأجته‬ ‫لقوله‪:‬‬
‫ضه ُم شروط إعمالها والفواص َل‬ ‫بالجدّ تبلُ َغ المجدَ"‪ .‬وقد جم َع بع ُ‬ ‫يوم ال َجمع ِّة أجيئَكَ " والثاني نحو "إذَ ْن ِّ‬ ‫َ‬
‫الجائزة َ بقوله‪:‬‬
‫عمل "إذَ ْن" إذا أتتكَ أ َ َّوال * وسُقتَ فعال بعدها ُمستّقبال*‬ ‫*أ َ ْ‬
‫تفصال * إالّ بِّحلَفٍ أو نداءٍ أَو بِّال*‬ ‫*واحذَر‪ ،‬إذا أَعملت َها‪ ،‬أَن ِّ‬
‫رئيس النُّبال*‬
‫ِّ‬ ‫صفور‬
‫ٍ‬ ‫ع‬
‫ابن ُ‬ ‫بمجرور على * رأي ِّ ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫*وافص ْل بِّظرفٍ أو‬‫ِّ‬
‫وبعضهم يُهم ُل "إذن"‪ ،‬م َع استيفائها شروط العمل‪ .‬حكى ذلك سيبويه عن بعض العرب‪ .‬وذلك هو‬ ‫َ‬
‫تباشر األفعال‪ ،‬كما‬ ‫ُ‬ ‫صةٍ‪ ،‬ألنها‬ ‫غير مخت َّ‬‫صة‪ .‬و "إذن" ُ‬ ‫القياس‪ .‬ألن الحروف ال تعمل إال إذا كانت مخت َّ‬
‫اليتيم؟ إذن أنتَ رج ٌل كري ٌم"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫علمتَ ‪ ،‬واألسما َء‪ ،‬مثل‪" :‬أَأَنتَ ت ُ ِّ‬
‫كر ُم‬
‫"أن"‪ ،‬تجعل ما بعدها في تأويل‬ ‫ب واستقبال‪ .‬فهي مثل‪ْ :‬‬ ‫(‪ )4‬كي‪ ،‬وهي‪ :‬حرف َمصدريَّ ٍة ونص ٍ‬
‫بمصدر مجرو ٍر‬
‫ٍ‬ ‫مؤ َّول‬ ‫مصدر‪ .‬فإذا قلتَ ‪" :‬جئتُ ليك أتعلَّ َم"‪ ،‬فالتأويلُ‪" :‬جئتُ للتعلُّم" وما بعدها َ‬
‫بالالّ ِّم‪.‬‬
‫س ْوا على ما فاتكم}‪ .‬فإن لم تسبقها‪ ،‬فهي‬ ‫نحو‪{ :‬لكيال تأ َ‬ ‫الجر ال ُمفيدة ُ للتعليل‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫والغالب أن تسبقها ال ُم‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫الجر بالالم المقدَّرة‪ ،‬أ يكونُ‬ ‫ّ‬ ‫المؤو ُل حينئذ في موضع‬ ‫َّ‬ ‫المصدر‬
‫ُ‬ ‫ُمقدَّرةٌ‪ ،‬نحو‪" :‬است ِّقم ك ْي تُفل َح" ويكون‬
‫منصوبا ً على نزع الخافض‪.‬‬
‫بأن ُمضْمرة ً‬ ‫صب ْ‬ ‫النّ ُ‬
‫ف عنكم"‪ ،‬و ُمقدَّرةً‪،‬‬ ‫تنصب ظاهرةً‪ ،‬نحو‪" :‬يريدُ هللا أن يُخ ِّفّ َ‬ ‫ُ‬ ‫قد اختصت "أن" من بين أخواتها بأنها‬
‫نحو‪{ :‬يُريدُ هللاُ ليُبيّنَ لكم} أي ألن يُبينَ لكم‪.‬‬
‫ب‪.‬‬
‫جائز وواج ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ضربين‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫و ِّإضمارها على‬
‫(‪ِّ )1‬إضمار أن جوازا ً‬
‫"أن" جوازا ً بعد ست ِّة أحرفٍ ‪:‬‬ ‫تقَدَّر ْ‬

‫(‪)271/1‬‬

‫الجارة‪ ،‬التي يكونُ ما بعدها علةً لما قبلها وسببا ً‬‫ّ‬ ‫الم التعليل أيضاً‪ ،‬وهي‪ :‬الالم‬ ‫(‪ )1‬ال ُم كي (وتسمى َ‬
‫له‪ ،‬فيكون ما قبلها مقصودا ً لحصول ما بعدها‪ ،‬نحو‪" :‬وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس"‪.‬‬
‫يجوز إضمار (أن) بعدها إذا لم تقترن بال النافية أو الزائدة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وإنما‬
‫ٌ‬
‫إظهارها‪ .‬فالنافية نحو‪" :‬لئال يكون للناس على هللا ُح َّجة" والزائدة نحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فإن اقترنت باحداهما‪ ،‬وجب‬
‫"لئال يعلم أه ُل الكتاب"‪.‬‬
‫ً‬
‫الجارة التي يكونُ ما بعدها عاقبة لما قبلها ونتيجة له‪ ،‬ال علة في‬ ‫َّ‬ ‫(‪ )2‬الم العاقب ِّة‪ ،‬وهي "الالم‬
‫والم المآل‪ ،‬والم النتيجة‬
‫َ‬ ‫حصوله‪ ،‬وسببا ً في اإلقدام عليه‪ ،‬كما في الم ِّكي‪ .‬وتسمى الم الصيرورة‪،‬‬
‫طه آ ُل فرعون ليكون لهم عدوا ً وحزناً"‪.‬‬ ‫أيضاً"‪ ،‬نحو‪" :‬فالتق َ‬
‫(والفعل‪ .‬بعد هاتين الالمين‪ ،‬في تأويل مصدر مجرور بهما‪ .‬و "أن" المقدرة هي التي سبكته في‬
‫المصدر‪ ،‬فتدقير قولك‪ :‬جئت ألتعلم‪( :‬جئت للتعلم)‪ .‬والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما‪ .‬واعلم‬
‫أن الكوفيين يقولون‪ :‬إن النصب إنما هو بالم كي والم العاقبة‪ .‬ال بأن مضمرة‪ .‬وهو مذهب سهل خال‬
‫من التكلف‪ .‬وعليه مشينا في كتبنا المدرسية‪ ،‬تسهيال على الطالب)‪.‬‬
‫(‪ 3‬و ‪ 4‬و ‪5‬و ‪ 6‬الواو والفا ُء وثم وأو العاطفات إنما ينصب الفعل بعدهن بأن مضمرة‪ ،‬إذا لزم عطفه‬
‫محض‪ ،‬أي جامد غير مشتق‪ ،‬وليس في تأويل الفعل‪ ،‬كالمصدر وغيره من األسماء‬ ‫ٍ‬ ‫اسم‬
‫على ٍ‬
‫ُعطف إال على الفعل‪ ،‬أو على اسم هو في معنى الفعل وتأويله‪ ،‬كأسماء األفعال‬ ‫ُ‬ ‫الجامدة‪ ،‬ألن الفعل ال ي‬
‫محض قُدّرت (أَن)‬
‫ٍ‬ ‫اسم‬
‫ٍ‬ ‫على‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫عط‬ ‫فيه‬ ‫ى‬ ‫اقتض‬ ‫موضع‬ ‫في‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫الفع‬ ‫وقع‬ ‫فإن‬ ‫الفعل‬ ‫والصفات التي في‬
‫المؤول بها هو المعطوف على اسم قبلها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المصدر‬
‫ُ‬ ‫بينه وبين حرف العطف‪ ،‬وكان‬
‫سلم"‪ ،‬والتأويلُ‪" :‬يأبى الفرار‪ ،‬والسالمة"‪،‬‬ ‫سلم"‪ ،‬أي‪" :‬وأن يَ َ‬ ‫الفرار ويَ َ‬‫َ‬ ‫فمثا ُل الواو‪" :‬يأبى الشجا ُ‬
‫ع‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ويلطف بي لهلكتُ " أي‪ :‬وأن يل ُ‬
‫طف بي‪ .‬والتأويل‪ :‬لوال هللا ولطفهُ بي‪ .‬ومنه قو ُل‬ ‫َ‬ ‫ونحو‪" :‬لوال هللا‬
‫ميسون‪:‬‬

‫(‪)272/1‬‬

‫وف*‬ ‫ي ِّم ْن لُب ِّْس الشفُ ِّ‬ ‫عباءةٍ وتَقَ َّر عيْني * أَحبُّ إل َّ‬ ‫*ولُبْس ُ‬ ‫َ‬
‫بس عباءة وقرة ُ عيني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫أي‪:‬‬
‫"خير من راحتك فحرمانك‬ ‫ٌ‬ ‫أي‪:‬‬ ‫"‪،‬‬ ‫َ‬ ‫د‬‫القص‬ ‫فتحرم‬
‫َ‬ ‫راحتك‬ ‫من‬ ‫خير‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬‫َ‬ ‫د‬‫المج‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫تنا‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ُك‪،‬‬ ‫ب‬ ‫"تع‬ ‫الفاء‪:‬‬ ‫ومثا ُل‬
‫القصدَ"‪.‬‬
‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ب*‬ ‫ُ‬
‫*ولوال ت َوق ُع ُم ْعت ٍ َّر فأرضيَهُ * ما كنت أوثِّ ُر إترابا ً على ت ََر ِّ‬
‫أي‪ :‬لوال توقع معتز فإرضاؤه‪.‬‬
‫َ‬
‫ومثال‪( :‬ثم)‪" :‬يرضى الجبا ُن بالهوان ثم يَسلم"‪ ،‬أي‪" :‬يرضى بالهوان ثم السالم ِّة" ومنه قول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ب لما عافت البقر*‬ ‫ُضر ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫سليْكا‪ ،‬ثم اع ِّقلهُ * كالث ْو ِّر ي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫*إني وقتلي ُ‬
‫سليكا ثم عقلي إياهُ‪:‬‬ ‫أي‪ :‬قتلي ُ‬
‫ومثال (أَو)‪" :‬الموتُ أَو يبل َغ اإلنسانُ مأ َملَهُ أَفضلُ" أي‪" :‬الموت أَو بُلوغهُ األم َل أَفضلُ" ومنه قوله‬
‫ب‪ ،‬أَو يُر ِّس َل رسوال}‪ ،‬أي‪" :‬إال وحياً‪،‬‬ ‫تعالى‪{ :‬ما كان لبشر أن يكلمه هللا إال وحياً‪ ،‬أَو من وراء حجا ٍ‬
‫أَو إرسا َل رسو ٍل"‪.‬‬
‫مؤ َّو ٌل بمصدر معطوف على االسم قبلهُ‪،‬‬ ‫فإن في جميع ما تقدم‪ ،‬مقدَّرة‪ .‬والفعل منصوب بها‪ ،‬وهو َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫كما رأيت‪.‬‬
‫(‪ )2‬اضمار "أن" وجوبا ً‬
‫(أن) وجوبا ً بعد خمسة أحرف‪:‬‬ ‫تُقد َُّر ْ‬
‫(‪ )1‬الم الجحود "وسماها بعضهم المض النفي‪ ،‬وهي ال ُم الجر التي تقع بعد (ما كان) أو (لم يكن)‬
‫ليغفر لهم}‪.‬‬
‫َ‬ ‫الناقصتين"‪ ،‬نحو‪" :‬ما كان هللا ليظل َمهم"‪ ،‬ونحو‪{ :‬لم يكن هللا‬
‫(فيظلم ويغفر‪ :‬منصوبان بأن مضمرة وجوباً‪ ،‬والفعل بعدها مؤول بمصدرمجرور بالالم‪ .‬وخبر كان‬
‫ويكن مقدر‪ .‬والجار والمجرور متعلقان‪ :‬بخبرها المقدر والتقدير‪" :‬ما كان هللا مريدا ً لظلمهم‪ ،‬ولم يكن‬
‫مريدا ً لتعذيبهم"‪.‬‬
‫ليعصي‬
‫َ‬ ‫فإن كانتا تامتين‪ ،‬جاز (إظهار (أن) بعدها‪ ،‬ألنها حينئذ الم التعليل نحو‪" :‬ما كان اإلنسانُ‬
‫َربَّهُ‪ ،‬أَو ألن يعصيهُ"‪ ،‬أَي‪ :‬ما ُوجد ليعصيه‪:‬‬
‫(‪ )2‬فاء السببِّيّة "وهي التي تفيد أَن ما قبلها سببٌ لما بعدها‪ ،‬وأَن ما بعدها مسببٌ عما قَبلها"‪ ،‬كقوله‬
‫تطغوا فيه فيح َّل عليكم غضبي}‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫تعالى‪{ :‬كلوا من طيبات ما رزقناكم وال‬

‫(‪)273/1‬‬

‫(فإن لم تكن الفاء للسببية‪ ،‬بل كانت للعطف على الفعل قبلها‪ ،‬أو كانت لالستئناف لم ينصب الفعل‬
‫بعدها بأن مضمرة‪ .‬بل يعرب في الحالة األولى باعراب ما عطف عليه‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ال يؤذن لهم‬
‫فيعتذرون}‪ ،‬أي ليس هناك إذن لهم وال اعتذار منهم‪ :‬ويرفع في الحالة األخرى‪ ،‬كقوله سبحانه‪{ :‬إنما‬
‫أمره إذا أراد شيئا ً أن يقول له‪ :‬كن فيكون} أي‪" :‬فهو يكون إذا أَراده" فجملة "يكون" ليست داخلة في‬
‫مقول القول‪ ،‬بل هي جملة مستقلة مستأنفة‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫*ألم تسأل الربع القواء فينطق * وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق*‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(أَي‪ :‬فهو ينطق إن سألته)‪:‬‬
‫(‪ )3‬واو المعيّ ِّة "وهي التي تُفيدُ حصو َل ما قبلها مع ما بعدها‪ ،‬فهي بمعنى ( َم َع) تُفيد المصاحبةَ"‬
‫كقول الشاعر‪:‬‬
‫ار عليكَ ‪ ،‬إذا فعَلتَ ‪ ،‬عظيم*‬ ‫ْ‬
‫وتأتي ِّمثلَهُ * ع ٌ‬
‫َ‬ ‫*ال ت َ ْنهَ عن ُخلُ ٍ‬
‫ق‬
‫(فإن لم تكون الواو للمعية‪ ،‬بل كانت للعطف‪ ،‬أو لالستئناف‪ ،‬فيعرب الفعل بعدها في الحالة األولى‪،‬‬
‫باعراب ما قبله‪ ،‬نحو‪" :‬ال تكذب وتعاشر الكاذبين"‪ ،‬أي وال تعاشرهم‪ .‬ويرفع في الحالة األخرى‪،‬‬
‫نحو‪" :‬ال تعص هللا ويراك"‪ ،‬أي‪ :‬وهو يراك‪ .‬والمعنى‪ :‬هو يراك‪ ،‬فال تعصه‪ .‬فالواو ليست لملعية‪،‬‬
‫وال للعطف‪ ،‬بل هي لالستئناف‪.‬‬

‫(‪)274/1‬‬

‫وخالصة القول‪ :‬إن إعراب الفعل بعد الفاء والواو يتوقف على مراد القائل‪ .‬فإن أراد السببية‪،‬‬
‫فالنصب‪ .‬وإن أراد العطف‪ ،‬فاإلعراب بحسب المعطوف عليه‪ .‬وإن لم يرد هذا وال ذاك‪ ،‬بل أراد‬
‫استئناف جملة جديدة‪ ،‬فالرفع ليس المراد باالستئناف قطع االرتباط بين الجمل في المعنى بل المراد‬
‫االرتباط اللفظي‪ ،‬أي اإلعرابي‪ .‬واعلم ان المروي من ذلك‪ ،‬من آية أو شعر‪ ،‬ينطق به على روايته‬
‫وقد تحتمل األوجه الثالثة في كالم واحد‪ ،‬وقد مثلوا له بقولهم‪" :‬ال تأكل السمك وتشرب اللبن"‪ .‬فإن‬
‫أردت النهي عن الجمع بينهما‪ ،‬نصبت ما بعدها‪ ،‬ألنها حينئذ للمعية‪ .‬وإن أردت النهي عن األول‬
‫وحده‪ ،‬وإباحة اآلخر‪ ،‬رفعت ما بعدها ألنها حينئذ لالستئناف‪ :‬ويكون المعنى‪" :‬ال تأكل السمك‪ ،‬ولك‬
‫أن تشرب اللبن"‪.‬‬
‫ب فمثا ُل النفي مع الفاء‪:‬‬‫(أن) بعدهما إال إذا وقعتا في جواب نفي أو طل ٍ‬ ‫هاتان ال تُقدَّر ْ‬
‫ِّ‬ ‫والواو والفا ُء‬
‫رحم" ومثال الطلب معها‪" :‬هل ترحمون فتُرحموا؟"‪ .‬ومثال النفي مع الواو‪" :‬ال ُ‬
‫نأمر‬ ‫"لم ت َرح ْم فت ُ َ‬
‫ُ‬
‫عرض عنه" ومثال الطلب معها‪" :‬هل ترحمون فترحموا؟"‪ .‬ومثال النفي مع الواو‪" :‬ال‬ ‫َ‬ ‫بالخير ونُ‬
‫عرض عنه" ومثال الطلب معها‪" :‬ال تأمروا بالخير وتعرضوا عنه"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫نأمر بالخير ون‬ ‫ُ‬
‫(أن)‪ ،‬نحو "يُكر ُم األستاذُ المجتهدَ‪ ،‬فيخ َج ُل‬ ‫ع مرفوعٌ‪ ،‬وال تقد َُّر ْ‬ ‫ُ‬ ‫فالمضار‬ ‫‪،‬‬ ‫ٌ طلبٌ‬‫أو‬ ‫ي‬ ‫نف‬ ‫يسبقهما‬ ‫لم‬ ‫فإن‬
‫المطر"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫"الشمس طالعةٌ وينز ُل‬‫ُ‬ ‫الكسالنُ "‪ ،‬ونحو‪:‬‬
‫ط النفي ِّ أن يكون نفيا ً محضاً‪ .‬فإن كان في معنى اإلثبات‪ ،‬لم تُقد َّْر بعده (أن) فيكونُ الفعل‬ ‫وشر ُ‬
‫مرفوعاً‪ ،‬نحو‪" :‬ما تزا ُل تجتهدُ فتتقدَّ ُم" إ ِّذ المعنى أنت ثابتٌ على االجتهاد‪ .‬ونحو‪( :‬ما تيجئُنا إال‬
‫منتقض بإالّ‪ ،‬إ ِّذ المعنى إثبات المجيء‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫فنكر ُمكَ )‪ .‬فالنفي‬
‫النفي بالحرف‪ ،‬نحو‪( :‬لم يجتهد فيُفل َح‪ :‬أو بالفعل‪ ،‬نحو‪( :‬ليس الجهل محمودا ً‬ ‫ُ‬ ‫وال فرق بين أن يكون‬
‫ْ‬
‫غير مذموم فتَن ِّف َر منه‪.‬‬‫فتُقب َل عليه)‪ ،‬أو باإلسم‪ ،‬نحو‪ :‬الحل ُم ُ‬

‫(‪)275/1‬‬

‫سنا فنُطيعَكَ !‪ ،‬أي‪ :‬ما أنتَ رئيسنا‪.‬‬ ‫واإلنكار‪ ،‬نحو‪ :‬كأنَّك رئي ُ‬
‫ُ‬ ‫ويُل َح ُق بالنفي التَّشبيهُ المرادُ به النفي‬
‫َّ‬
‫النفي‪ ،‬نحو‪( :‬قلما تجتهدُ فتن َجح)‪.‬‬
‫َ‬ ‫وكذا ما أفاد التَّقليل‪ .‬نحو‪( :‬قد يجودُ البخي ُل فيُمدَ َح) أو‬
‫ض‪،‬‬‫والنهي‪ ،‬واالستفهام‪ ،‬والتّم ِّنّي والتر ّجي‪ ،‬والعَ ْر ُ‬
‫ُ‬ ‫بالالم‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫األمر بالصيغة أو‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫والمرادُ َّ‬
‫بالطل ِّ‬
‫حضيض‪.‬‬
‫ُ‬ ‫والت َّ‬
‫صهْ‪ ،‬فينا ُم‬
‫الم األمر‪( :‬كاسم فع ِّل األمر)‪ ،‬نحو‪َ ( :‬‬ ‫أما ما يَد ُّل على معنى األمر بغير صيغة األمر أو ِّ‬
‫ظه خَبر ومعناهُ‬ ‫سكوتاً‪ ،‬فينا ُم الناس)‪ .‬أو ما لف ُ‬ ‫ب عن فعل األمر‪ ،‬نحو‪ُ ( :‬‬ ‫المصدر النائ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫الناس)‪ .‬أو‬
‫ُ‬
‫الناس")‪ ،‬فال تُقدَّر "أن" بعده‪ .‬ويكونُ الفعل مرفوعا ً على أص ِّّ‬
‫ح‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫فينا‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الحديث‬ ‫ُكَ‬ ‫ب‬ ‫س‬‫ح‬‫َ‬ ‫"‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫الطلب‪،‬‬
‫ي نصبَهُ في كل ذلك‪ .‬وليس ببعيد من الصواب‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫الكسائ‬ ‫وأجازَ‬ ‫ب النحاة‪.‬‬ ‫مذاه ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫المصدر‬
‫ِّ‬ ‫ُعطف على‬
‫ُ‬ ‫بمصدر ي‬
‫ٍ‬ ‫والفع ُل المنصوب بأن َمض َمرة ً وجوباً‪ ،‬بعد ِّ‬
‫الفاء والواو هاتين‪ ،‬م َؤ َّول‬
‫فالتقدير‪ِّ " :‬ل ْ‬
‫يكن‬ ‫ُ‬ ‫وتأتي مثله"‬
‫َ‬ ‫"زرني فأكر َمكَ ‪ ،‬وال تنهَ عن ُخلُ ٍ‬
‫ق‬ ‫المسبوك من الفعل المتقدم‪ .‬فإذا قلت‪ُ :‬‬ ‫ِّ‬
‫ي عن خلق واتيان مثل ِّه"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫نه‬ ‫منك‬ ‫يكن‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫َّاكَ‬ ‫ي‬ ‫إ‬ ‫مني‬ ‫م‬
‫ٌ‬ ‫فإكرا‬ ‫لي‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬ ‫زيار‬ ‫منك‬
‫(واعلم أنه إذا سقطت فاء السببية هذه بعد ما يدل على الطلب‪ ،‬يجزم الفعل بعد سقوطها إن قصد بقاء‬
‫ارتباط ما بعدها بما قبلها ارتباط فعل الشرط بجزائه‪ .‬فإن اسقطت الفاء في قولك "اجتهد فتنجح"‪،‬‬
‫قتل‪" :‬اجتهد تنجح"‪ .‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬قل تعالوا أتل ما حرم ربكم}‪ .‬وقول امرئ القيس‪:‬‬
‫*قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل * بسقط اللوى بين الدخول فحومل*‬

‫(‪)276/1‬‬

‫(فإذا أردت االستئناف‪ ،‬رفعت الفعل‪ ،‬نحو‪ :‬عدل‪ ،‬ينزل المطر)‪ .‬فليس المراد أن تعجل بنزول المطر‪.‬‬
‫وكذا إذا كانت الجملة نعتا ً لما قبلها‪ ،‬كقولك "صاحب رجال يدلك على هللا‪ .‬ومنه قوله‪{ :‬فهب لي من‬
‫لدنك وليا ً يرثني} أي‪ :‬وليا ً وارثا ً لي‪ .‬وقد قرئت اآلية بالجزم أيضاً‪ ،‬على معنى‪" :‬إن يهب لي وليا ً‬
‫يرثني"‪ .‬وكذا إذا كانت الجملة في موضع الحال فإنك ترفع الفعل‪ ،‬نحو‪" :‬قل الحق ال تبالي الالئمين"‬
‫أي‪ :‬غير مبال بهم‪ .‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬وال تمنن تستكثر}‪ ،‬أي‪ :‬مستكثراً)‪.‬‬
‫الم التعليل‪ .‬فاألول نحو‪" :‬قالوا‪ :‬لن نبر َح عليه‬ ‫الجارةُ‪ ،‬التي بمعنى "إلى" أو ِّ‬ ‫َّ‬ ‫(‪ )4‬حتى‪ :‬وهي "حتى‬
‫"أطع هللا حتى ت َفوزَ برضاهُ" أي إلى أن يرج َع‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫عاكفين حتى يَرج َع إلينا موسى"‪ .‬والثاني نحو‪:‬‬
‫ولتفوز‪ .‬وقد تكون بمعنى "إالّ" كقول ِّه‪:‬‬
‫سماحةً * حتى ت َجودَ وما لَدَيْكَ قَليل*‬ ‫ْس العطا ُء من الفُ ُ‬
‫ضو ِّل َ‬ ‫*لي َ‬
‫مجرور بها‪ .‬ويُشترط في نصب الفعل بعدها بأن‬ ‫ٍ‬ ‫بمصدر‬
‫ٍ‬ ‫أي‪ :‬إال أن تجودَ‪ .‬والفعل بعده مؤول‬ ‫ّ‬
‫مضمرة‪ ،‬أن يكون مستقبالً‪ ،‬أ ّما بالنسبة إلى كالم التكلم‪ ،‬واما بالنسبة إلى ما قبلها‪.‬‬
‫ألن الفع َل ُمستقب ٌل حقيقةً‪،‬‬ ‫النصب ّ‬
‫ُ‬ ‫ثم إن كان االستقبا ُل بالنسبة إلى زمان التكلم وإلى ما قبلها‪ .‬وجب‬
‫َغيب الشمس"‪ :‬فغياب الشمس ُمستقب ٌل بالنسبة إلى كالم المتكلم‪ ،‬وهو أيضا ً مستقبلٌ‬ ‫ص ْم حتى ت َ‬ ‫نحو‪ُ :‬‬
‫ئ‬ ‫ر‬
‫ِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫وقد‬ ‫الرفع‪.‬‬ ‫وجاز‬ ‫النصب‬ ‫جاز‬ ‫‪،‬‬ ‫ْ‬
‫فقط‬ ‫قبلها‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫بالنسبة‬ ‫االستقبال‬ ‫كان‬ ‫وإن‬ ‫الصيام‪,‬‬ ‫إلى‬ ‫بالنسبة‬
‫{وزلزلوا حتى يقو َل الرسولُ} بالنصب بأن مضمرةً‪ ،‬باعتبار استقبال الفعل بالنسبة إلى ما قبله‬ ‫ُ‬ ‫قوله‪:‬‬
‫سابق على قول الرسول‪ .‬وبالرفع على عدم تقدير "أن"‪ ،‬باعتبار‪ ،‬ان الفعل ليس مستقبال‬ ‫ٌ‬ ‫ألن زلزالهم‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ماض بالنسبة إلى وقت التكلم‪ .‬ألنه حكاية حا ٍل‬ ‫ٍ‬ ‫ألن قول الرسول وقع قبل حكاي ِّة قوله‪ ،‬فهو‬ ‫حقيقةً‪َّ .‬‬
‫ماضية و "أن" ال تدخل إال على المستقبل‪.‬‬

‫(‪)277/1‬‬

‫فإن أريدَ بالفعل معنى الحال‪ ،‬فال تُقدَّر "أن‪ ،‬بل يُرفع الفعل بعدها قطعاً‪ ،‬ألنها موضوعةٌ لالستقبال‪،‬‬
‫نحو‪" :‬ناموا حتى ما يستيقظون"‪ .‬ومنه قولهم‪" :‬مرض زيد ٌ حتى ما يَرجونهُ" وتكون "حتى" حينئ ٍذ‬
‫حرف تُبتدأ ُ به‬
‫ٌ‬ ‫ع للتجرد من الناصب والجازم‪ .‬وحتى االبتدائية‪:‬‬ ‫حرف ابتداءٍ والفعل بعدها مرفو ٌ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ال ُج َملُ‪ .‬والجملة بعدها متسأنَفة‪ ،‬ال محل لها من اإلعراب‪.‬‬
‫وعالمة كون الفعل للحال أن يصلح وض ُع الفاء في موضع حتى‪ .‬فإذا قلت‪" :‬ناموا فال يستيقظون‪،‬‬
‫ومرض زيد فال يرجونه"‪ ،‬ص َّح ذلك‪.‬‬
‫(‪ )5‬أو‪ .‬وال تُض َم ُر بعدها (أن) إال أَن يَصلُ َح في موضعها (إلى) أو (إالّ) االسثنائيّة‪ ،‬فاألول كقول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫صابر*‬
‫ِّ‬ ‫ت اآلما ُل إالَّ لَ‬
‫ب أو أد ِّْركَ ال ُمنى * فما انقادَ ِّ‬
‫ص ْع َ‬ ‫*ألَّستَس َّ‬
‫ْهلن ال َّ‬
‫أي‪ :‬إلى أن أدرك المنى‪ ،‬والثاني كقول اآلخر‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫س ْرتُ ُكعوبَها أَو ت َ ْست َ ِّقيما*‬‫*و ُكنتُ إذا َغ َم ْزتُ قناة َ قَ ْو ٍم * َك َ‬
‫أي‪ :‬إال أن تستقيم‪.‬‬
‫وتقديره في‬
‫ُ‬ ‫مفهوم من الفعل المتقدم‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫مصدر‬
‫ٍ‬ ‫معطوف على‬ ‫ٌ‬ ‫والفعلُ‪ ،‬المنصوب بأن ُمض َمرة ً بعد (أو)‪،‬‬
‫َّ‬
‫ليكونن مني‬ ‫وتقديره في البيت اآلخر‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ب أو إدراكٌ للمنى)‪،‬‬ ‫البيت األول‪( :‬لَيَكون ََّن مني استسها ٌل لل َّ‬
‫صع ِّ‬
‫كسر ل ُكعوبها أو استقامة منها)‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫واعلم أن تأويل "أو" بإلى أو إال‪ .‬انما هو تقدير يالحظ فيه المعنى دون اإلعراب‪ .‬أما التقدير‬
‫اإلعرابي باعتبار التركيب فهو أن يؤول الفعل قبل "أو" بمصدر يعطف عليه المصدر المسبوك‬
‫بعدها بأن المضمرة‪ .‬كما رأيت وانما أول ما قبل "أو" بمصدر لئال يلزم عطف االسم (وهو المصدر‬
‫المسبوك بأن المقدرة على الفعل‪ .‬وذلك ممنوع)‪.‬‬
‫شذوذ حذف ْ‬
‫أن‬ ‫ُ‬
‫ِّكرها‪ .‬وقد ورد حذفُها ونصب الفع ِّل بعدها في غير‬ ‫ال ت َعمل "أن" ُمقدَّرة إال في المواضع التي سبقَ ذ ُ‬
‫اللص قبل يأخذَكَ "‪ ،‬والمثل‪" :‬ت َسم َع‬
‫َّ‬ ‫ما سبق الكالم عليه‪ ،‬ومن ذلك قولهم‪ُ " :‬م ْرهُ يَح ِّف َرها" و " ُخ ِّذ‬
‫خير من أن تراه‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫ي ٌ‬ ‫بال ُمعَي ِّد ّ‬

‫(‪)278/1‬‬

‫ض َر الوغى * وأ َ ْن أَش َهدَ اللَّذَّاتِّ‪ ،‬ه َْل أَنتَ ُم ْخلدي؟!*‬ ‫اجري أح ُ‬ ‫الز ِّ‬ ‫*أال أَيُّهذا َّ‬
‫يقاس عليه‪ .‬والفصي ُح أن يُرف َع‬ ‫ُ‬ ‫ض َر" وذلك شاذّ ال‬ ‫يحفرها‪ ،‬وأن يأخذكَ ‪ ،‬وأن تس َمع‪ ،‬وأن أح ُ‬ ‫َ‬ ‫أي‪ :‬طأن‬
‫حذف بط َل عمله‪ .‬ومن الرفع بعد حذفها قوله‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ضعيف‪ ،‬فإذا‬
‫ٌ‬ ‫الحرف عام ٌل‬
‫َ‬ ‫حذف "أن"‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫ِّ‬ ‫الفع ُل بعد‬
‫غير هللا تأمروني أعبُدُ}‪ ،‬واألصلُ‪" :‬أن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تعالى‪{ :‬ومن آياته يُريك ُم البرقَ خوفا وطمعا}‪ ،‬وقوله‪{ :‬ق ْل أفَ َ‬
‫يريكم‪ ،‬وأن أعبد"‪.‬‬
‫المضارع المجزوم وجوازمه‬
‫تيأس من‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫يُجزَ ُم المضارع اذا سبقته احدى الجوازم‪ .‬وهي قسمان‪ .‬قسم يجزم فعال واحدا‪ ،‬نحو‪" :‬ال‬
‫سأل عنه"‪.‬‬ ‫تفعل ت ُ ْ‬‫ْ‬ ‫رحمة هللا"‪ ،‬وقسم يجزم فعلين‪ ،‬نحو‪" :‬مهما‬
‫ي‪ ،‬إن كان معربا ً‪ ،‬كما ُمثّل‪ ،‬وإما محلي‪ ،‬إن كان مبنيًّا‪ ،‬نحو‪" :‬ال ت ْشت ِّغلَ َّن بغير‬ ‫وجز ُمه إما لفظ ٌّ‬
‫النافع"‪.‬‬
‫الجازم فعال واحدا ً‬
‫الجازم فعال واحدا ً أربعة أحرفٍ وهي‪" :‬لم ولما وال ُم األمر وال الناهية" وإليك شر َحها‪:‬‬ ‫ُ‬
‫وتقلبان زمانَه من‬ ‫ِّ‬ ‫وتجزمان ِّه‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ع‪،‬‬‫ب‪ ،‬ألنهما ت َنفيان المضار َ‬ ‫يان حرف ْي نفي ٍ وجز ٍ ّم وقل ٍ‬ ‫لم ولما‪ :‬تُس ّم ِّ‬
‫ُ‬
‫ي‪ ،‬فإن قلتَ ‪" :‬لم أكتبْ " أو "ل ّما أكتبْ "‪ ،‬كان المعنى أنكَ ما كتبتَ فيما‬ ‫الحال أو االستقبال الى المض ّ‬
‫مضى‪.‬‬
‫والفرق بين "لم ول ّما" من أربعة أوجهٍ‪:‬‬
‫استمرار نفي ِّ مصحوبها إلى الحال‪ ،‬بل يجوز االستمرار‪ ،‬كقوله‬ ‫ُ‬ ‫ق‪ ،‬فال يجب‬ ‫أن "لم" للنفي ال ُمطلَ ِّ‬ ‫(‪ّ )1‬‬
‫يص ُّح أن تقول‪" :‬لم أفعل ث َّم فعلت"‪.‬‬ ‫تعالى‪{ :‬لم يَ ِّل ْد ولم يولَدْ}‪ ،‬ويجوز َعدَمه‪ ،‬ولذلك ِّ‬
‫الزمان الماضي‪ ،‬حتى يَتصل بِّالحا ِّل‪ ،‬ولذلك ال يص ُّح‬ ‫ِّ‬ ‫وأما "ل ّما" فهي للنفي المستغرق جميع أجزاء‬
‫ألن معنى قولكَ "ل ّما أفعل" أنك لم تفعل حتى اآلن‪ ،‬وقولك‪" :‬ثم‬ ‫أفعل ثم فعلت"‪َّ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫أن تقول‪" :‬ل ّما‬
‫الماضي كله‪.‬‬
‫َ‬ ‫ق" أيضا ألن النفي بها يستغرق الزمانَ‬ ‫ً‬ ‫"حرف استغرا ٍ‬ ‫َ‬ ‫يناقض ذلك‪ .‬لهذا تُس ّمى‬ ‫ُ‬ ‫فعلتُ "‬

‫(‪)279/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ي بِّل ّما ُمتوقَّع الحصول‪ ،‬فإذا قلتَ ‪" :‬ل ّما أسافِّ ْر" فسفركَ‬ ‫(‪ )2‬أن المنفي لم ال يتوقَّع حصوله‪ ،‬والمنف َّ‬
‫ُمنت َ‬
‫ظ ٌر‪.‬‬
‫(‪ )3‬يجوز وقوع "لم" بعد أَدا ِّة شرط‪ ،‬نحو‪" :‬إن لم تجتهد تندم"‪ .‬وال يجوز وقوع "ل ّما" بعدها‪.‬‬
‫دخلها"‪ .‬وال يجوز ذلك في‬ ‫مجزوم "ل َّما"‪ ،‬نحو‪" :‬قاربت المدينة ول َّما"‪ ،‬أَي‪" :‬لوما أ ُ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫حذف‬
‫ُ‬ ‫(‪ )4‬يجوز‬
‫مجزوم "لم"‪ ،‬إال في الضرورة‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫وان ِّلم*‬ ‫ان َوصلتَ ْ‬ ‫ب‪ْ ،‬‬ ‫يوم األ َ ِّ‬
‫عاز ِّ‬ ‫ظ َوديعَتَكَ التي استُودعت َها * َ‬ ‫*احفَ ْ‬
‫ي‪:‬‬ ‫ص ْل)‪ ،‬قال العين ُّ‬ ‫(وإن لم تو َ‬ ‫ْ‬ ‫التقدير‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ص ْلتَ " بالمجهول‪ ،‬فيكون‬ ‫َص ْل" ويُروى‪" :‬إن ُو ِّ‬ ‫أي‪" :‬وإن لم ت ِّ‬
‫وهو الصواب‪.‬‬
‫سعَتِّه}‪.‬‬ ‫سع ٍة من َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ب بها إحداث فع ٍل‪ ،‬نحو‪ِّ { :‬ليُنفق ذو َ‬ ‫َ‬
‫األمر‪ :‬يُطل ُ‬ ‫ِّ‬ ‫وال ُم‬
‫البسط‪ ،‬فَت َقعُ َد‬
‫ِّ‬ ‫ل‬‫َّ‬ ‫ك‬ ‫طها‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫َب‬ ‫ت‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫ق‬ ‫ُ‬
‫ُ ِّكَ‬‫ن‬ ‫ع‬ ‫إلى‬ ‫مغلولة‬ ‫َدكَ‬‫ي‬ ‫ْ‬
‫َجعل‬ ‫ت‬ ‫{وال‬ ‫‪:‬‬‫نحو‬ ‫ه‪،‬‬‫ك‬‫ُ‬ ‫تر‬ ‫بها‬ ‫ب‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ُط‬ ‫ي‬ ‫الناهية‪:‬‬ ‫وال‬
‫ملوما ً محسوراً}‪.‬‬
‫فوائد‬
‫(‪ )1‬لما‪ ،‬الداخلة على الفعل الماضي‪ ،‬ليست نافية جازمة‪ ،‬وانما هي بمعنى "حين" فإذا قلت "لما‬
‫اجتهد أكرمته"‪ .‬فالمعنى‪ :‬حين اجتهد أكرمته‪ .‬ومن الخطأ إدخالها على المضارع اذا أريد بها معنى‬
‫"حين"‪ ،‬فال يقال "لما يجتهد أكرمه" بل الصواب أن يقال‪" :‬حين يجتهد"‪ ،‬ألنها ال تسبق المضارع‬
‫إال اذا كانت نافية جازمة‪.‬‬
‫(‪ )2‬الم األمر مكسورة‪ ،‬اال اذا وقعت بعد الواو والفاء فاألكثر تسكينها‪ ،‬نحو‪ :‬فليستجيبوا لي وليؤمنوا‬
‫بي"‪ .‬وقد تسكن بعد "ثم"‪.‬‬
‫(‪ )3‬تدخل الم األمر على فعل الغائب معلوما ً ومجهوالً‪ ،‬وعلى المخاطب والمتكلم المجهولين‪ :‬وتدخل‬
‫"ال الناهية على الغائب والمخاطب معلومين ومجهولين‪ .‬وعلى المتكلم المجهول‪ .‬ويقل دخولهما على‬
‫المتكلم المفرد المعلوم‪ .‬فإن كان مع المتكلم غيره‪ ،‬فدخولهما عليه أهون وأيسر‪ ،‬نحو‪" :‬ولنحمل‬
‫خطاياكم" وقول الشاعر‪:‬‬
‫*إذا ما خرجنا من دمشق‪ ،‬فال نعد * لها أبداً‪ .‬ما دام فيها الجراضم*‬

‫(‪)280/1‬‬

‫ألن الواحد ال يأمر نفسه‪ ،‬فإن كان معه غيره هان األمر لمشاركة غيره له فيما يأمر به‪ ،‬وأقل‬ ‫وذلك َّ‬
‫من ذلك دخول الكالم على المخاطب المعلوم‪ ،‬ألن له صيغة خاصة وهي "إفعل" فيستغنى بها عنه‪.‬‬
‫(‪ )4‬اعلم ان طلب الفعل أو تركه‪ ،‬ان كان من األدنى إلى األعلى‪ ،‬سمي "دعاء" تأدباً‪ .‬وسميت الالم‬
‫و "ال" حرفي دعاء‪ ،‬نحو‪{ :‬ليقض علينا ربك} ونحو‪{ :‬ال تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا}وكذلك األمر‬
‫بالصيغة يسمى فعل دعاء‪ ،‬نحو‪{ :‬رب اغفر لي}‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫الجازم فعلين‬
‫الذي يجزم فعلين ثالث عشرة أداة‪ .‬وهي‪:‬‬
‫(‪ )1‬إن‪ ،‬نحو‪{ :‬إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبْكم به هللا}‪.‬‬
‫أكرمه)‪،‬‬
‫ْ‬ ‫وهي أ ُّم الباب‪ .‬وغيرها مما يجزم فعلين إنما جزمها لتضمنه معناها‪ .‬فإن قلت‪( :‬من يزرني‬
‫فالمعنى‪( :‬إن يزرني أحد أُكرمه) ولذلك بنيت أدوات الشرط لتضمنها معناها‪.‬‬
‫(‪ )2‬إذ ما‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫تأمر آتيا*‬ ‫ْ‬
‫ف َمن ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫آمر * ب ِّه تل ِّ‬
‫*وإنك إذ ما تأت ما أنت ٌ‬
‫ُ‬
‫وهي‪ :‬حرف بمعنى (إن)‪ .‬وبقية األدوات اسماء تضمنت معنى (إن)‪ ،‬فبنيت وجزمت الفعلين‪ .‬وعملها‬
‫الجزم قليل‪ .‬واألكثر أن تهمل ويرفع الفعالن بعدها‪ .‬وذهب بعضهم إلى أنها ال تجزم إال في ضرورة‬
‫الشعر‪.‬‬
‫(وأصلها "ذا" الظرفية‪ ،‬لحقتها "ما" الزائدة للتوكيد فحملتها معنى "إن"‪ ،‬فصارت حرفا ً مثلها‪ ،‬ألنها‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ال معنى لها إال ربط الجواب بالشرط‪ ،‬بخالف بقية األدوات فان لها‪ ،‬غير معنى الربط‪ ،‬معاني أخر‪،‬‬
‫كما ستعلم‪ .‬ومن النحاة كالمبرد وابن السراج والفارسي ‪ -‬من يجعلها اسما ً معتبرا ً فيها معنى‬
‫الظرفية)‪.‬‬
‫(‪َ )3‬من‪ ،‬وهي اسم مبهم للعاقل‪ ،‬نحو‪{ :‬من يفعل سوءا ً يجزَ به}‪ )4( .‬ما‪ ،‬وهي اسم مبهم لغير‬
‫العاقل‪ ،‬نحو‪{ :‬وما تفعلوا من خير يعلَ ْمهُ هللا}‪.‬‬
‫(‪ )5‬مهما‪ ،‬وهي‪ :‬اس ٌم مبهم لغير العاقل أيضاً‪ ،‬نحو‪{ :‬وقالوا‪َ :‬مهما تأتنا به به من آية لتس َح َرنا بها‪ ،‬فما‬
‫نحن لك بمؤمنين}‪.‬‬

‫(‪)281/1‬‬

‫(وهي على الصحيح‪ ،‬اما مركبة من "مه" التي هي اسم فعل أمر للزجر والنهي ومعناه‪" :‬أكفف"‬
‫ومن "ما" المتضمنة معنى الشرط‪ ،‬ثم جعال كلمة مواحدة للشرط والجزاء ويدل على هذا أنها أكثر ما‬
‫تستعمل في مقام الزجر والنهي‪ .‬واما مركبة من (ما) الشرطية (وما) الزائدة للتوكيد‪ ،‬زيدت عليها‬
‫كما تزاد على غيرها من أدوات الشرط ثم كرهوا أن يقولوا‪( :‬ماما) فأبدلوا من ألف األولى هاء‬
‫ليختلف اللفظان)‪.‬‬
‫(‪ )6‬متى‪ ،‬وهي‪ :‬اسم زمان تضمن معنى الشرط‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫خير موقد*‬ ‫نار‪ ،‬عندها ُ‬ ‫شو إلى ضوء ناره * تجد خير ٍ‬ ‫*متى تأْته تع ُ‬
‫وقد تلحقها "ما" الزائدة للتوكيد كقوله‪:‬‬
‫ف أليَتَيْكَ وتُسْتطارا*‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف * َروانِّ ُ‬ ‫*متى ما تلقني‪ ،‬فَ ْردَي ِّْن‪ ،‬ت َْر ُج ْ‬
‫الشرط كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫زمان ت َض َّمنَ معنى‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )7‬أَيّانَ ‪ ،‬وهي‪ :‬اسم‬
‫تزل َحذِّرا*‬ ‫غيرنا‪ ،‬وإذا * ل ْم تُد ِّْر ِّك األَمنَ منا لم ْ‬ ‫*أَيَّانَ نُؤْ ِّم ْنكَ ‪ ،‬تأ َم ْن َ‬
‫وكثيرا ً ما تلحقُها "ما" الزائدة ُ للتوكيد‪ ،‬كقول اآلخر‪:‬‬
‫*إذا النَّ ْع َجةُ األَدْما ُء باتت بِّقَ ْف َرةٍ * فأيَّانَ ما ت َ ْعد ِّْل ب ِّه ِّ ّ‬
‫الري ُح يَ ْن ِّز ِّل‬
‫(وأصلها‪" :‬أي إن"‪ ،‬فهي مركبة من "أي" المتضمنة معنى الشرط و "آن" بمعنى حين‪ .‬فصارتا بعد‬
‫التركيب اسما ً واحدا ً للشرط في الزمان المستقبل مبنيا ً على الفتح)‪.‬‬
‫أنز ْل" وكثيرا ً ما ت َلحقُها "ما"‬
‫تنز ْل ِّ‬
‫مكان‪ ،‬ت َض ّمنَ معنى الشرط‪ ،‬نحو‪" :‬أينَ ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )8‬أينَ ‪ ،‬وهي‪ :‬اس ُم‬
‫يدر ْك ُك ُم الموتُ‬ ‫الزائدة ُ للتوكيدِّ‪ ،‬نحو‪{ :‬أينما تكونوا ِّ‬
‫‪.‬‬
‫مكان ت َضمن معنى الشرط‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫(‪ )9‬أنَّى‪ ،‬وال ت َلحقمها "ما"‪ ،‬وهي اس ُم‬
‫ُ‬
‫غير ما ي َُرضيكما ال يُحا ِّولُ*‬ ‫َأتياني ت َأتِّيا * أخا ً َ‬ ‫َ‬ ‫ي‪ ،‬أنَّى ت‬ ‫*خَليلَ َّ‬
‫مكان تَضمنَ معنى الشرط‪ ،‬وال تجزم إالّ ُمقترنةً بما‪ ،‬على الصحيح‪ ،‬كقول‬ ‫ٍ‬ ‫(‪َ )10‬حيثُما‪ ،‬وهي‪ :‬اس ُم‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫غابر األَزمان*‬ ‫ِّ‬ ‫في‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫نجاح‬ ‫*‬ ‫ُ‬ ‫هللا‬ ‫لكَ‬ ‫* َح ْيثُما ِّ ْ ْ‬
‫ِّر‬ ‫ّ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ق‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ق‬‫َ‬ ‫ت‬‫َس‬ ‫ت‬

‫(‪)282/1‬‬

‫(‪ )11‬كيفما‪ ،‬وهي‪ :‬اس ٌم ُمب َه ٌم تض َّمنَ معنى الشرط‪ ،‬فتقتضي شرطا ً وجوابا ً مجزومين عندَ الكوفيين‪،‬‬
‫تجلس أ َ ْ‬
‫جلس"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫يكن قرينُكَ "‪ ،‬أَم ال‪ ،‬نحو‪" :‬كيف‬
‫تكن ْ‬
‫لحقتها "ما"‪ ،‬نحو‪" :‬كيفما ْ‬ ‫سوا ٌء أ َ ِّ‬
‫أما البصريونَ فهي عندهم بمنزلة "إذ"‪ ،‬تقتضي شرطا ً وجزا ًء‪ ،‬وال تجز ُم‪ ،‬فهما بعدها مرفوعان غير‬
‫فعلين ُمتفقَي ِّ اللفظ والمعنى‪ ،‬كما رأَيتَ سوا ٌء أَجزمتَ بها أَم لم تجزم‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫أنها باالتفاق تقتضي‬
‫(فال يجوز أن يقال‪" :‬كيفما تجلس أذهب"‪ ،‬الختالف لفظ الفعلين ومعناهما‪ .‬وال‪" :‬كيفما تكتب الكتاب‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫أكتب القربة"‪ ،‬أي أخرزها وأخيطها الختالف معنى الفعلين وإن اتفق لفظهما‪ .‬وال‪" :‬كيفما تجلس‬
‫أقعد" الختالف لفظ الفعلين وإن اتفق معناهما)‪.‬‬
‫بين أدوات الشرط‪ُ ،‬معربةٌ بالحركات‬ ‫ي‪ .‬وهي‪ :‬اس ٌم مبه ٌم تضمنَ معنى الشرط‪ .‬وهي‪ ،‬من ِّ‬ ‫(‪ )12‬أ ُّ‬
‫الثالث‪ ،‬لمالزمتها اإلضافة إلى المفرد‪ ،‬التي تبعدُها من شبه الحرف‪ ،‬الذي يقتضي بنا َء األسماء‪،‬‬
‫تخدمهُ"‪ ،‬ومثالُها منصوبةً‪ :‬قولهُ تعالى‪{ :‬أيًّاما تدعوا فَلَهُ‬ ‫ْ‬ ‫ي امريءٍ يَخدْم أُمت َه‬ ‫فمثالُها مرفوعةً‪" :‬أ ُّ‬
‫ي ٍ تقرأْ أَقرأْ"‪.‬‬
‫وكتاب أ ّ‬
‫َ‬ ‫األسما ُء الحسنى}‪ ،‬ومثالُها مجرورةً‪ :‬بأي قلم تكتبْ أكتبْ ‪،‬‬
‫"وهي مالزمة لالضافة إلى المفرد‪ .‬وقد يحذف المضاف إليه فيلحقها التنوين عوضا ً منه‪ ،‬كما في‬
‫اآلية الكريمة‪ .‬إذ التقدير‪" :‬اي اسم تدعوا" وكما في المثال الرابع‪ ،‬إذ التقدير "كتاب أي رجل"‪.‬‬
‫ويجوز أن تلحقها "ما" الزائدة ُ للتوكيد‪ ،‬كاآلية السابقة‪ ،‬وكقوله تعالى‪{ :‬أيما األجلَ ْين قَضيتُ فال‬
‫ي}‪.‬‬
‫عدوان عل ًّ‬ ‫ُ‬
‫زمان تضمنَ معنى الشرط‪ .‬وال‬ ‫ٍ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫اس‬ ‫وهي‬ ‫ما)‪.‬‬ ‫(إذا‬ ‫ُ‪:‬‬
‫ل‬ ‫فيقا‬ ‫للتوكيد‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫الزائد‬ ‫(ما)‬ ‫ها‬‫ُ‬ ‫ق‬‫َلح‬ ‫ت‬ ‫وقد‬ ‫إذا‪،‬‬ ‫)‬ ‫‪13‬‬ ‫(‬
‫تجزم إال في الشعر‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫ٌ‬
‫صة فَت َ َج َّم ِّل*‬ ‫صبْكَ خَصا َ‬ ‫*إست َ ْغ ِّن‪ ،‬ما أغناكَ ربُّكَ ‪ ،‬بال ِّغنى * وإذا ت ُ ِّ‬
‫رضي هللا عنهما‪" :‬إذا أخذتُما‬ ‫َ‬ ‫حديث علي وفاطمة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وقد يُجزَ ُم بها في النثر على قِّلَّة‪ :‬ومنه‬
‫ضاجعَكما‪ ،‬ت ُ َك ِّبّرا أربعا ً وثالثين"‪.‬‬‫َم ِّ‬

‫(‪)283/1‬‬

‫(إن)‪ :‬أن األولى تدخل على ما يُشَكُّ في حصول ِّه‪ .‬والثانية ت َدخل على ما هو ُمحقّ ُق‬ ‫والفرق بين ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫الحصول‪ .‬فإن قلتَ (إن جئت أكرمتك)‪ ،‬فأنتَ شاكٌّ في مجيئه‪ ،‬وإن قلتَ ‪( :‬إذا جئت أكرمتُكَ )‪ ،‬فأنتَ‬
‫على يقين من مجيئه‪.‬‬
‫ت الشرط إنما تجزم لتضمنها‬ ‫(والجزم باذا شاذ‪ ،‬للمنافاة بينها وبين "إن" الشرطية‪ .‬وذلك أن أدوا ِّ‬
‫معنى "إن"‪ :‬التي هي موضوعة لالبهام والشك‪ ،‬وكلمة "إذا" موضوعة للتحقيق فهما متنافيتان)‪.‬‬
‫ط والجواب‬ ‫شر ُ‬ ‫ال َّ‬
‫قترن بقَدْ‪ ،‬أو لن‪ ،‬أو ما النافي ِّة‪ ،‬أو السين أو‬‫غير ُم ٍ‬ ‫يجب في الشرط أن يكون فعالً خبَريا‪ُ ،‬متصرفاً‪َ ،‬‬
‫سوف‪.‬‬
‫فإن وقع اس ٌم بعد أداةٍ من أدوات الشرط‪ ،‬فَ ُهناك فع ٌل ُمقد ٌَّر‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وإن أحد من المشركين‬
‫فأج ْرهُ}‪ ،‬فأحدٌ‪ :‬فاع ٌل لفع ٍل محذوف‪ ،‬هو فعل الشرط‪ .‬وجملةُ "استجارك" المذكورة ُ ُمفسرة ٌ‬ ‫استجارك ِّ‬‫َ‬
‫للفعل المحذوف‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ي ما ليس أمرا‪ ،‬وال نهيا وال مسبوقا بأداة من أدوات الطلب ‪ -‬كاالستفهام‬ ‫ً‬ ‫المراد بالفعل الخير ّ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ض والتّحضيض ‪ -‬فلذلك كله ال يق ُع فعال للشرط‪.‬‬ ‫والعَ ْر ِّ‬
‫الشرط‪ .‬أي األص ُل فيه أن يكون صالحا ً ألن يكون شرطا‪ً.‬‬ ‫ِّ‬ ‫واألصل في جواب الشرط أن يكون كفعل‬
‫طهُ بالشرط‪،‬‬ ‫بالفاء لتربِّ َ‬
‫ِّ‬ ‫اقترانه‬ ‫ذ‬‫ٍ‬ ‫حينئ‬ ‫فيجب‬
‫ُ‬ ‫‪.‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫شرط‬ ‫يكون‬ ‫ألن‬ ‫صالح‬
‫ٍ‬ ‫غير أنه قد يق ُع جوابا ً ما هو غير‬
‫جزم على أنها جواب الشرط‪.‬‬ ‫بسبب ف ْق ِّد المناسب ِّة اللفظيَّة حينئ ٍذ بينهما‪ .‬وتكون الجملةُ ُ‬
‫بر َّمتها في مح ِّّل ٍ‬
‫وتسمى هذه الفاء "فا َء الجواب"‪ِّ ،‬ل ُوقوعها في جواب الشرط‪ ،‬وفا َء الربط"‪ ،‬لربطها الجواب بالشرط‪.‬‬
‫بالفاء‬
‫ِّ‬ ‫ب‬‫واض ُع َرب ِّْط الجوا ِّ‬ ‫َم ِّ‬
‫عشر موضعا‪ً.‬‬ ‫َ‬ ‫بالفاء في اثن ْي‬
‫ِّ‬ ‫ب الشرط‬ ‫ُ‬
‫يجب ربط جوا ِّ‬
‫قدير}‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫سسْك بخير فهو على كل شيءٍ‬ ‫ً‬
‫الجواب جملة اسمية‪ :‬نحو‪{ .‬وإن يَ ْم َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫األول‪ :‬أَن يكون‬
‫الثاني‪ :‬أن يكونَ فعال جامداً‪ ،‬نحو‪{ :‬إن ت ََرني أنا أقَ َّل منك ماالً وولداً‪ ،‬فعسى ر ِّبّي أَن يؤتيني خيرا ً من‬
‫َجنَّتكَ }‪.‬‬

‫(‪)284/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫طلبياً‪ ،‬نحو‪{ :‬قُل إن كنتم تُحبونَ هللاَ‪ ،‬فاتَّبعوني يُ ْحبِّبك ُم هللاُ}‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬أَن يكون فعالً َ‬ ‫ُ‬
‫يجب أن يكون مقترنا بقَ ْد ظاهرةً‪ ،‬نحو‪{ :‬إن كان‬‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ى‪ ،‬وحينئ ٍذ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الراب ُع‪ :‬أن يكون ماضيا لفظا ومعن ً‬
‫فصدقت}‪.‬‬‫ْ‬ ‫قميصهُ قُدَّ من قُبُ ٍل‬
‫(ولو لم تقدر "قد" لوجب أن يكون الفعل الماضي هنا مستقبل المعنى‪ ،‬وليس األمر كذلك‪ .‬أَال ترى‬
‫أَنك ان قلت‪" :‬إن جئتني أَكرمتك"‪ ،‬كان المعنى "إن تجئني أكرمتك" وان قلت‪" :‬ان جئتني فقد‬
‫أكرمتك" فالمعنى "إن تجئني فقد سبق إكرامي إياك فيما مضى")‪.‬‬
‫ذهب"‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬أَن يقترن بقَدْ‪ ،‬نحو‪" :‬إن تَذهبْ فقد أ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫جر}‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫كم‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫سأل‬ ‫فما‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫َو‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫{فإن‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫النافية‪،‬‬ ‫بما‬ ‫يقترنَ‬ ‫أن‬ ‫‪:‬‬‫السادس‬
‫ُ‬
‫الساب ُع‪ :‬أن يقترنَ ِّبلَ ْن‪ ،‬نحو‪{ :‬وما ت َفعلوا من خير فَلَن تُكفَروهُ}‪.‬‬
‫ً‬
‫ش ُرهم إليه جميعا}‪.‬‬ ‫ستكبر‪ ،‬فسيَحْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ف عن عبادته ويَ‬ ‫الثامنُ ‪ :‬أَن يقترنَ بالسين‪ ،‬نحو‪{ :‬و َم ْن يستن ِّك ْ‬
‫بسوف‪ ،‬نحو‪{ :‬وإن ِّخفت ْم َعيلةً‪ ،‬فسوف يُغنيكم هللاُ من فضل ِّه}‪ .‬والعيلةُ‪ :‬الفقر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫التاس ُع‪ :‬أن يقترنَ‬
‫العاشر‪ :‬أن يُصد ََّر بِّ ُربَّ ‪ ،‬نحو‪" :‬إن تجي ْء فربما أجي ُء"‪.‬‬
‫األرض‪ ،‬فكأنما قت َل‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫َفس‪ ،‬أو فساد في‬ ‫عشر‪ :‬أن يُصد ََّر بكأنما‪ ،‬نحو‪{ :‬إنهُ من قت َل نَ ْفسا ً ِّ‬
‫بغير ن ٍ‬ ‫َ‬ ‫الحادي‬
‫الناس جميعاً}‪.‬‬ ‫َ‬
‫تبتغي‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫استطعتَ‬ ‫فإن‬ ‫هم‪،‬‬ ‫ض‬‫ُ‬ ‫إعرا‬ ‫عليك‬ ‫ُر‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫كان‬ ‫{وإن‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫شرط‪،‬‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫بأدا‬ ‫َّر‬ ‫د‬ ‫ُص‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫‪:‬‬ ‫عشر‬
‫َ‬ ‫الثاني‬
‫ق‬
‫ِّ‬ ‫ل‬‫خ‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫حسنَ‬ ‫كان‬ ‫فإن‬ ‫ك‪،‬‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫و‬
‫ِّ‬ ‫ُجا‬ ‫ي‬ ‫من‬ ‫َ‪:‬‬
‫ل‬ ‫تقو‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ونحو‬ ‫ٍ}‪،‬‬ ‫ة‬ ‫بآي‬ ‫فتأتيهم‬ ‫السماء‬ ‫في‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫س‬‫ُ‬ ‫أو‬ ‫األرض‬
‫ِّ‬ ‫نَفقا ً في‬
‫فتقربْ منه"‪.‬‬ ‫َّ‬

‫(‪)285/1‬‬

‫الجواب صالحا ً ألن يكون شرطا ً فال حاجة إلى ربطه بالفاء‪ ،‬ألن بينَهما ُمناسبةً لفظيّة تُغني‬ ‫ُ‬ ‫فإن كان‬
‫ط بها وأن ال يُربط‪ .‬وتركُ‬ ‫عن ربطه بها‪ِّ .‬إال أن يكون ُمضارعا ً ُمثبتاً‪ ،‬أو منفيًّا بال‪ ،‬فيجوز أن يُرب َ‬
‫أكثر استعماالً‪ ،‬نحو‪" :‬إن ت َعودوا نَعدْ"‪ ،‬ومن الربط بها قوله تعالى‪{ :‬ومن عاد فينتق ُم هللاُ منه}‬ ‫الرابط ُ‬
‫ِّ‬
‫ً‬
‫بخسا وال َرهَقا}‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يخاف ْ‬ ‫ُ‬ ‫من بربّه‪ ،‬فال‬ ‫وقولهُ‪{ :‬فَ َمن يُؤْ ْ‬
‫الجواب جملةً اسميّةً‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب "إذا" الفجائيّة‪ ،‬إن كانت األداة "إن" أو "إذا" وكان‬ ‫ُ‬ ‫وقد ت َخلُف فا َء الجوا ِّ‬
‫ّمت أيديهم‪ ،‬إذا ُه ْم يُقنَطون}‪،‬‬ ‫سيّئةٌ بما قد ْ‬ ‫صبْهم َ‬ ‫"إن"‪ ،‬نحو‪{ :‬إن ت ُ ِّ‬ ‫غير مقترن ٍة بأداةِّ نفي ِّ أو َّ‬ ‫خبريَّةً َ‬
‫ونحو‪{ :‬فإذا أصاب به َمن يشا ُء ِّمن عباده‪ ،‬إذا هُم يَستبشرون}‪.‬‬
‫شرط‬ ‫حذف ف ْع ِّل ال َّ‬‫ُ‬
‫ْ‬
‫فاسكت‪ :‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫بخير‪ ،‬وإالّ‬
‫ٍ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َكل‬ ‫ت‬ ‫"‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ال‪،‬‬ ‫ب‬
‫ِّ‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫"إن"‬ ‫َ‬ ‫د‬‫بع‬ ‫الشرط‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫فع‬ ‫حذف‬
‫قد يُ ُ‬
‫*فطلقها‪ ،‬فلسْتَ لَها ِّب ُكفءٍ * وإال يَ ْع ُل َم ْف ِّرقَكَ ال ُحسا ُم*‬
‫ْ‬
‫عليك فسل ْم عليه‪ ،‬ومن ال‪ ،‬فال تعبأ به"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫س ِّلّ ْم‬
‫وقد يكون ذلك بعد " َم ْن" ُمردَفةً ِّبال‪ ،‬كقولهم‪َ " :‬م ْن يُ َ‬
‫والتقدير " ُجدْ‪ ،‬فإن ت َ ُج ْد‬
‫ُ‬ ‫سدْ"‬ ‫الجواب بعدَ الطلب‪ ،‬نحو‪ُ " :‬جد ت ُ‬ ‫ُ‬ ‫الشرط أن يق َع‬
‫ِّ‬ ‫يحذف فيه فع ُل‬ ‫ُ‬ ‫ومما‬
‫سدْ"‪.‬‬‫ت ُ‬
‫َّ‬
‫حذف جواب الشرط‬
‫إن‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫الشرط إن دل عليه دليلٌ‪ ،‬بشرط أن يكون الشرط ماضيا لفظا‪ ،‬نحو‪" :‬أنتَ فائز ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫جواب‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫يُحذَ ُ‬
‫خاسر إن لم تجتهدْ"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫اجتهدتَ "‪ ،‬أو مضارعا ً ُمقترنا ً ِّبلَ ْم‪ ،‬نحو‪" :‬أنتَ‬
‫(وال يجوز أن يقال‪" :‬أنت فائز إن تجتهد"‪ ،‬ألن الشرط غير ماض‪ ،‬وال مقترن بلم)‪.‬‬
‫ُحذف إما جوازاً‪ ،‬وإما وجوباً‪.‬‬ ‫وي ُ‬

‫(‪)286/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫سهُ‬
‫ط نف ُ‬‫ُحذف جوازاً‪ ،‬إن لم يكن في الكالم ما يَصلُ ُح ألن يكونَ جواباً‪ ،‬وذلك بأن يُش ِّع َر الشر ُ‬ ‫فَي ُ‬
‫سلما في السماء"‪ .‬أي‪ :‬إن استطعتَ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫بالجواب‪ ،‬نحو‪" :‬فإن استطعتَ أن تبتغي نَفَقا في األرض أو ُ‬
‫فافعل‪ ،‬أو بأن يق َع الشرط جوابا ً لكالم‪ ،‬كأن يقول قائل‪ :‬أَتُكر ُم سعيدا"‪ ،‬فتقولُ‪" :‬إن اجتهدَ"‪ ،‬أي "إن‬
‫ً‬
‫اجتهد أ ُ ْ‬
‫كرمهُ"‪.‬‬
‫ُحذف وجوباً‪ ،‬إن كان ما يَد ُل عليه جوابا ً في المعنى‪ .‬وال فرق بين أن يتقدَّم الدال على جواب‬ ‫وي ُ‬
‫ط الشرط بين القسم وجواب ِّه‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫س َ‬ ‫يتأخر عنه‪ ،‬كأن يَت َو َّ‬ ‫َ‬ ‫فائز إن اجتهدتَ " أو‬ ‫الشرط‪ ،‬نحو‪" :‬أَنت ٌ‬
‫ط بينَ ُجز َءي ما يدُل على جوابه نحو‪" :‬أنتَ ‪ ،‬إن‬ ‫توسط الشر ُ‬ ‫هللا‪ ،‬إن قمتَ ال أقو ُم" أو يَكتنفَهُ‪ ،‬كأن يَ َّ‬ ‫"و ِّ‬
‫اجتهدتَ ‪ٌ ،‬‬
‫فائز"‪.‬‬
‫فائدة‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫الشرط يقتضي جوابا‪ ،‬والقسم كذلك‪ .‬فإن اجتم َع شرط وقس ٌم ولم يسبقهما ما يقتضي خبرا‪ ،‬كالمبتدأ أو‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ب األول عليه‪ .‬فأن‬ ‫ما أَصله المبتدأ‪ ،‬كان الجواب للسابق‪ ،‬وكان جواب المتأخر محذوفاً‪ ،‬لداللة جوا ِّ‬
‫سم محذوف‪ ،‬لداللة جواب الشرط عليه‪.‬‬ ‫جواب الق َ‬ ‫ُ‬ ‫جواب الشرط‪ ،‬و‬ ‫ُ‬ ‫قلتَ ‪" :‬إن قُمتَ ‪ ،‬وهللا‪ ،‬أقُم" فأقُ ْم‪:‬‬
‫جواب القسم‪ ،‬وجواب الشرط محذوف‪ ،‬لداللة جواب القسم‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫فأقومن‬ ‫وإن قلتَ ‪ :‬وهللاِّ‪ ،‬إن قمت ألقُ َّ‬
‫ومن‪،‬‬
‫والجن على أن يأتوا بمث ِّل هذا القرآن‪ ،‬ال يأتون بمثل ِّه‪ ،‬ولو‬ ‫ُّ‬ ‫ئن اجتمعت اإلنس‬ ‫عليه‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬قُ ْل لَ ِّ‬
‫القسم المدلو ِّل عليه بالالم‪ ،‬ألن التقدر‪" :‬وهللا‬ ‫ِّ‬ ‫جواب‬
‫ُ‬ ‫كان بعضهم لبعض ظهيراً}‪ .‬فجملة‪( :‬ال يأتون)‬
‫جواب القسم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لئن اجتمعت"‪ .‬وجواب الشرط محذوف‪ ،‬د َّل عليه‬
‫تقدم القسم‪ ،‬في ضرورة الشعر كقوله‪:‬‬ ‫وقد يُعطى الجواب للشرط‪ ،‬م َع ِّ‬
‫ش ْم ِّس باديا*‬ ‫َهار القَي ِّْظ‪ ،‬لل َّ‬
‫ص ْم في ن ِّ‬ ‫*لَئِّ ْن كانَ ما ُحدِّّثْتُهُ اليوم صادقا ً * أ ُ‬
‫ص ْغرى ِّشماليا*‬ ‫الخاتام ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ج وفَروةٍ * وأُع ِّْر منَ‬ ‫س ْر ٍ‬‫*وأَر َكبْ حمارا ً بين َ‬

‫(‪)287/1‬‬

‫فإن تقدَّم عليهما ما يقتضي خبراً‪ ،‬جاز جعل الجواب للشرط‪ ،‬وجازَ جعلُهُ للقسم‪ .‬فإن جعلته للقسم‪.‬‬
‫"زهير وهللاِّ‪ ،‬إن يجتهد أ ُ ْ‬
‫كرمه‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫"زهير‪ ،‬وهللا إن يجتهد‪ ،‬ألكرمنَّه" وإن أعطيته للشرط‪ ،‬قلت‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫قلت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ومن العلماء من أوجب إعطا َء الجواب للشرط‪ .‬وال ريب أن جعله للشرط أََ رجح‪ ،‬سوا ٌء أتقدَّم‬
‫تأخر عنه‪ .‬أَما إذا لم يتقدمهما ما يقتضي خبراً‪ ،‬فالجواب للسابق منهما‪ ،‬كما‬ ‫َ‬ ‫ط على القسم‪ ،‬أم‬ ‫الشر ُ‬
‫أَسلفنا‪.‬‬
‫شرط والجواب معا ً‬ ‫حذف ال َّ‬ ‫ُ‬
‫خاص بالشعر‬ ‫ّ‬ ‫والجواب معاً‪ ،‬وتبقى األداة ُ وحدَها‪ ،‬إن دَل عليهما دليل‪ ،‬وذلك‬ ‫ُ‬ ‫ُحذف الشر ُ‬
‫ط‬ ‫قد ي ُ‬
‫للضرورة‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫وإن * كانَ فقيرا ً ُم ْعدِّماً؟ قالت‪ْ :‬‬
‫وإن*‬ ‫سل َمى‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫*قالت بناتُ الع ِّ ّم‪ :‬يا َ‬ ‫ْ‬
‫ً‬
‫أي‪ :‬وإن كان فقيرا ُمعدِّما فقد رضيتُهُ‪ .‬وقول اآلخر‪:‬‬ ‫ً‬
‫ف تُصا ِّدفُهُ أ ْينَما*‬‫س ْو َ‬‫*فإن المنِّيَّةَ‪َ ،‬م ْن يخشها * فَ َ‬ ‫َّ‬
‫أَي‪ :‬أينما يذهبْ تصادفه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يجوز في النَّثر على قلَّة‪ .‬أما إن بقي شي ٌء من ُمتعلّقات الشرط والجواب‪ ،‬فيجوز حذفهما في‬ ‫ُ‬ ‫وقيل‬
‫ونثر‪ ،‬ومنه قولهم‪" :‬من سلَّ َم عليك‪ ،‬فسلَّم عليه‪ ،‬ومن ال فال"‪ ،‬أي‪ :‬ومن ال يُسلَّ ْم عليك‪ ،‬ال تسل ْم‬ ‫شعر ٍ‬
‫يفعل فما أحسنَ "‪،‬‬‫ْ‬ ‫حديث أبي داود‪ :‬من فع َل فقد أحسنَ ‪ ،‬ومن ال فال‪ ،‬أي‪" :‬ومن لم‬ ‫ُ‬ ‫عليه‪ ،‬ومنهُ‬
‫فشرا"‪ ،‬أي‪" :‬إن عملوا خيراً‪،‬‬ ‫شرا ًّ‬‫جزيونَ بأعمالهم‪" :‬إن خيرا ً فخيراً‪ ،‬وإن ًّ‬ ‫"الناس َم ِّ‬‫ُ‬ ‫وقولهم‪:‬‬
‫شرا"‪.‬‬ ‫فيُجزَ ونَ خيراً‪ ،‬وإن عملوا ًّ‬
‫شرا فيُجْ زَ ْونَ ًّ‬
‫(ويجوز أن تقول‪" :‬إن خيرا ً فخيرا‪ :‬وان شرا فشر" برفع ما بعد الفاء على أنه خبر لمبتدأ محذوف‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والتقدير‪ :‬فجزاؤهم خير‪ ،‬فجزاؤهم شر‪ ,‬فتكون الجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم على أنها‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫جواب الشرط)‪.‬‬
‫الجز ُم َّ‬
‫بالطلَب‬

‫(‪)288/1‬‬

‫استفهام أو َعرض‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫ب يُجزَ ُم‪ :‬كأن يقع بعد أمر أو نهيٍ‪ ،‬أو‬ ‫ع جوابا ً بعد الطل ِّ‬ ‫إذا وق َع المضار ُ‬
‫تزورنا ْ‬
‫تكن‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪.‬‬‫ر‬‫َْ‬ ‫ج‬ ‫ؤْ‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬‫خير‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫َفع‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫َل‬‫ه‬ ‫ْ‪.‬‬
‫د‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫َكسل‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫"‬ ‫ْ‬
‫َفز‬ ‫ت‬ ‫م‬‫َّ‬ ‫َعل‬ ‫ت‬‫"‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ج‬
‫ٍّ‬ ‫تر‬ ‫أو‬ ‫ّ‬
‫ن‬ ‫تحضيض‪ ،‬أو ت َ َم ٍ‬
‫ٍ‬
‫تنل خيراً‪ .‬ليتني اجتهدتُ أكن‬ ‫كن مسروراً‪ .‬هالّ تجتهدُ ْ‬ ‫تنل خيراً‪ ،‬ليت َني اجتهدتُ أ َ ْ‬ ‫مسروراً‪ .‬هال تجتهدُ ْ‬
‫مسروراً‪ .‬لعلكَ تُطي ُع اله تَفُ ْز بالسعادة"‪.‬‬
‫سدْ‪ُ " :‬جدْ‪ ،‬فإن ت َ ُج ْد‬ ‫ب‪ ،‬إنما هو بإن المحذوف ِّة م َع فع ِّل الشرط‪ .‬فتقدير قولك‪ُ :‬ج ْد ت َ ُ‬ ‫وجز ُم الفع ِّل بعد َّ‬
‫الطل ِّ‬
‫جر" وقِّس على ذلك‪.‬‬ ‫وتقدير قولك‪ :‬هل تفعل خيراً؟ تُؤْ َج ْر‪" :‬هل تفع ُل خيراً؟ فإن تفعل خيرا ً تؤْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫سدْ"‪.‬‬
‫الشرط‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ب نفسِّه لتضمن ِّه معنى‬ ‫وقيل‪ :‬إن الجزم بالطل ِّ‬
‫أن الطلب ال يُشترط فيه أن يكون بصيغة األمر‪ ،‬أو النهي‪ ،‬أو االستفهام‪ ،‬أو غيرها من صيغ‬ ‫واعلم َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ي‪ ،‬إن كان طلبا في المعنى‪ ،‬كقولك‪" :‬تطيع أبَويَكَ ‪ ،‬تلقَ‬ ‫ً‬ ‫الطلب‪ .‬بل يُجزم الفعل بعد الكالم الخبر ّ‬
‫ق هللاَ‪،‬‬ ‫خيراً"‪ ،‬أَي‪ :‬أَطعهما تلقَ خيراً‪ .‬ومنه قولهم‪" :‬إتقى هللاَ امر ٌؤ فع َل خيرا‪ ،‬يُثبْ عليه"‪ .‬أي‪ِّ :‬لت ِّ‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫وليفعل خيرا ً يُثَبْ عليه‪ .‬ومن ذلك قوله تعالى‪{ :‬هل أدُلُّكم على تجارة تُنجيكم من عذاب أَليم؟ تُؤمنو‬ ‫ْ‬
‫غفر لكم‬ ‫خير لكم إن كنتم تعلمون‪ ،‬يَ ْ‬ ‫باهلل ورسول ِّه‪ ،‬وتجاهدون في سبيل هللا بأموالكم وأنفسكم‪ ،‬ذلكم ٌ‬
‫ذُنوبكم}‪ ،‬أَي‪ :‬آمنوا وجاهدوا يَ ْغفر لكم ذنوبكم‪ .‬والجز ُم ليس ألنه جواب االستفهام‪ ،‬في صدر اآلية‪،‬‬
‫ألن غفران الذنوب ليس مرتبطا ً بالداللة على التجارة الرابحة‪ ،‬ألنه قد تكون الداللة على الخير‪ ،‬وال‬
‫يكون أثرها من مباشرة فعل الخير‪ .‬وإنما الجزم لوقوع الفعل جوابا ً لقوله‪{ :‬تؤمنون باهلل ورسوله‬
‫وتجاهدون في سبيل هللا}‪ ،‬ألنهما بمعنى‪ :‬آمنوا وجاهدوا‪.‬‬
‫ً‬
‫ب في المعنى‪ ،‬وإن كان خبرا في اللفظ‪.‬‬ ‫جواب طل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫فالمضارعُ‪ ،‬في كل ما تقدَّم‪ ،‬مجزو ٌم ألنه‬
‫فوائد‬

‫(‪)289/1‬‬

‫مر‪،‬‬ ‫اسم فعل أ َ ٍ‬


‫يجوز أن يكون أيضا ً َ‬ ‫ُ‬ ‫بلفظ الفع ِّل ليَص َّح الجز ُم بعدَهُ‪ ،‬بل‬ ‫األمر ِّ‬ ‫ُ‬ ‫يجب أن يكونَ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )1‬ال‬
‫انفع‬ ‫ً‬
‫ني هللاُ ماال ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫لف"‪ .‬وجملة خبريَّة يُراد بها الطلب (كما تقدَّم)‪ ،‬نحو‪( :‬يَرزق َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫صه عن القبيح تؤْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫نحو‪َ " :‬‬
‫الناس"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َم‬ ‫ن‬
‫َ ِّ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫الحديث‬ ‫ُك‬ ‫ب‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫"ح‬ ‫يرزقني‪:،‬‬ ‫ل‬
‫ِّ‬ ‫ي‪:‬‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫به األمة)‬
‫ط لص ّحة الجزم بعد النهي أن يص َّح دخو ُل (إن) الشرطية عليه‪ ،‬نحو‪{ :‬ال ت َدنُ من الشر‬ ‫ُشتر ُ‬ ‫(‪ )2‬ي َ‬
‫ت َ ْسلَ ْم}‪ ،‬إذ يص ُّح أَن تقول‪" :‬إال تدنُ من الشر تسلم"‪ .‬فإن لم يَصل ُح دخو ُل إن عليه‪ ،‬وجب رف ُع الفعل‬
‫الشر تهلكُ "‪ ،‬برفع تهلك‪ ،‬إذ ال يص ُّح أن نقولَ‪" :‬إالّ تدن من الشر ت َهلك"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بعدَهُ‪ ،‬نحو‪" :‬ال ت َدنُ من‬
‫ي‪.‬‬ ‫َ‬
‫لفساد المعنى المقصود‪ :‬وأجاز ذلك الكسائ ُّ‬
‫(‪ )3‬ال يُجزَ ُم الفع ُل بعد الطلب إال إذا قُصدَ الجزا ُء‪ .‬بأن يُقصدَ بيانُ أن الفع َل مسبّبٌ عما قبلهُ‪ ،‬كما أن‬
‫شرط ُمقدَّر‪ ،‬ومنه قوله‬ ‫ٌ‬ ‫وجب الرف ُع إذ ليس هناك‬ ‫َ‬ ‫جزا َء الشرط ُمسببٌ عن الشرط‪ .‬فإن لم يُقصد ذلك‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫تعالى‪{ :‬وال ت َْمنُ ْن ت َ ْست َكثِّ ْر}‪ ،‬وقولهُ‪" :‬فَ َهبْ لي من لَدُنكَ َو ِّليًّا يَ ِّرثني} وقوله‪{ :‬فاضربْ لهم طريقا في‬
‫ْ‬
‫صدَة ً ت ُ َ‬
‫ط ِّ ّه ُرهم}‪.‬‬ ‫تخاف دَ َركا ً وال تخشى} وقولهُ‪ُ { :‬خ ْذ من أموالهم َ‬ ‫ُ‬ ‫البحر يَبَساً‪ ،‬ال‬
‫الطلب‪ ،‬يُجزَ ُم‬ ‫ع بعده‪ ،‬وكانت مسبوقةً بما يَدُ ُّل على َّ‬ ‫ب المضار ُ‬ ‫ص ُ‬‫(‪ )4‬إذا سقطت فا ُء السببيّة التي يُ ْن َ‬
‫ط ال ُمسبَّب‪ ،‬كما َم َّر‪ .‬فإن اسقطتَ الفا َء من قولك‪" :‬جئني‬ ‫صدَ بقا ُء ارتباطه بما قبلهُ ارتبا َ‬ ‫ع إن قُ ِّ‬ ‫المضار ُ‬
‫ُ‬
‫فأكر َمك" جزمتَ ما بعدها‪ ،‬فقلتَ ‪" :‬جئني أكرمْكَ "‪.‬‬
‫وقد أوضحنا هذا وما قبله‪ ،‬من قبلُ‪ ،‬في الكالم على‪" :‬فاء السببية"‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫شرط والجواب‬ ‫اعراب ال َّ‬
‫ُ‬
‫ضارعين‪ ،‬وماضيَين‪ ،‬ويكون األو ُل ماضيا ً والثاني مضارعاً‪ .‬واألول‬
‫ِّ‬ ‫م‬ ‫يكونان‬
‫ِّ ُ‬ ‫والجواب‬
‫ُ‬ ‫ط‬ ‫الشر ُ‬
‫مضارعا ً والثاني ماضياً‪ ،‬وهو قليلٌ‪ ،‬ويكون األول مضارعا ً أو ماضياً‪ ،‬والثاني ُجملةً ُم ْقترنة بالفاء أَو‬
‫بإذا‪.‬‬

‫(‪)290/1‬‬

‫ضعيف‬
‫ٌ‬ ‫ف} ورفع الجواب‬ ‫سلَ َ‬‫فإن كانا مضارعين‪ ،‬وجب جز ُمهما‪ ،‬نحو‪{ :‬إن يَنت َهوا يُغفَ ْر لهم ما قد َ‬
‫كقوله‪:‬‬
‫يضيرها*‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫طبَّعة‪َ ،‬م ْن يَأتِّها ال‬‫ط ْوقِّك‪ ،‬إنّها * ُم َ‬‫فوقَ َ‬‫*فَقُ ْلتُ ت َ َح َّم ْل ْ‬
‫وعليه قرا َءة بعضهم‪{ :‬أينما تكونوا يُدر ُك ُكم الموتُ " بالرفع‪.‬‬
‫وإن كان األول ماضياً‪ ،‬أو مضارعا ً مسبوقا ً بِّل ْم‪ ،‬والثاني مضارعا‪ ،‬جاز في الجواب الجزم والرفع‪.‬‬
‫ً‬
‫س ٌن‪ .‬ومن‬ ‫فإن رفعتَ كانت جملته في محل جزم‪ ،‬على أنها جواب الشرط‪ .‬والجز ُم أَحسنُ ‪ ،‬والرف ْع ح َ‬
‫وف اليهم أَعماله ْم}‪ .‬ومن الرفع قول الشاعر‪:‬‬ ‫الجزم قوله تعالى‪{ :‬من كان يُريد زينةَ الحياةِّ الدُّنيا نُ ّ ِّ‬
‫يوم َم ْسغَب ٍة * يَقو ُل ال غائبٌ مالي وال َحرم*‬ ‫*وإِّ ْن أتاهُ خلي ٌل َ‬
‫ق ِّبل ْم‪" :‬إن لم تقُم أقُ ْم‪ .‬إن لَم ت َ ْق ْم أقو ُم"‪ ،‬يجزم الجواب ورفعه‪.‬‬ ‫ونقول في المضارع المسبو ِّ‬
‫وإن كان األول مضارعا ً والثاني ماضيا ً (وذلك قلي ٌل وليس خاصا ً بالضرورة‪ ،‬كما زعمه بعضهم)‪،‬‬
‫غ ِّف َر له ما تقد ََّم من ذنب ِّه"‪ .‬ومنه قول‬ ‫وجب جز ُم األول‪ ،‬كحديثِّ‪" :‬من يَ ْق ْم ليلةَ القَد ِّْر ايمانا ً واحتساباً‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫صالح دَفَنُوا*‬
‫ٍ‬ ‫ع ِّنّي‪ ،‬وما يَس َمعوا من‬ ‫سبَّةً طاروا بها فَ َرحاً‪َ * ،‬‬ ‫*أن يَسْمعُوا ُ‬ ‫ْ‬
‫زم محال نحو‪{ :‬ان أحسنتم أحسنتم ألنفسكم"‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وان وقع الماضي شرطا أو جوابا‪ُ ،‬ج َ‬
‫العرب‬
‫َ‬ ‫وان كان الجواب مضارعا ً مقترنا ً بالفاء‪ ،‬نحو‪" :‬ومن عادَ فيَنت َق ُم هللاُ منه"‪ ،‬امتن َع جز ُمه‪َّ ،‬‬
‫ألن‬
‫جزم‪ ،‬على أنها جواب الشرط‪.‬‬ ‫التزمت رفعَه بعدها‪ .‬وتكونُ جملته في مح ِّّل ٍ‬
‫الشرط‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫جواب‬
‫ُ‬ ‫جزم‪ ،‬على أنها‬‫الجواب جملة ُمقترنة بالفاء أو (اذا)‪ ،‬كانت الجملة في مح ّل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وان كان‬
‫سيئةٌ بما‬ ‫خير لكم}‪ ،‬ونحو‪{ :‬وان تُصبْهم َ‬ ‫نحو‪{" :‬أن ت َستفتحوا فقد جاءكم الفت ُح‪ ،‬وان تنتهوا فهو ٌ‬
‫َّمت أيديهم‪ ،‬اذا هم يَ ْقنَطونَ }‪.‬‬ ‫قد ْ‬
‫فوائد‬

‫(‪)291/1‬‬

‫جازم‪ ،‬جاز فيه الجزم‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مقرون بالواو أو الفاء (وزاد بعضهم أو وث َّم) بعد جواب شرطٍ‬ ‫ٌ‬ ‫اذا وقع فع ٌل‬
‫بأن مقدَّرة ً وجوباً‪ ،‬وهو‬ ‫النصب ْ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫بالعطف على الجواب‪ .‬وجاز فيه الرفع على أنه جملة مستأنفة‪ .‬وجاز‬
‫فيغفر ِّلمن يشا ُء}‪ ،‬يجزم‬ ‫ْ‬ ‫قليلٌ‪ .‬وقد قُ ِّرئ َت اآليةُ‪{ :‬وان تُبْدوا ما في أنفسكم‪ ،‬أو تُخفوهُ‪ ،‬يُحاسبْكم به هللاُ‪،‬‬
‫شذوذاً‪ .‬ومن‬ ‫َّاس ُ‬
‫البن عب ٍ‬
‫صم من السبع ِّة‪ ،‬وبرفعه في قرا َءته‪ ،‬وبالنصب ِّ‬ ‫غير عا ٍ‬ ‫(يغفر) في قرا َءة ِّ‬ ‫ْ‬
‫النصب قول الشاعر‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ف اليَت َيك وتسْتطارا*‬
‫ف * َروانِّ ُ‬ ‫*متى ما ت َْلقَني فَ ْردَ ِّ‬
‫ين ت َْر ُج ُ‬
‫األكثر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(‪ )1‬اذا وقع الفع ُل المقرونُ بالواو أَو الفاء بين فع ِّل الشرط وجوابه‪ ،‬جاز فيه الجزم وهو‬
‫أكرمْكَ "‪ ،‬بجزم (تجتهدْ)‪ ،‬عطفا ً على ت َست ِّق ْم‪،‬‬ ‫وجاز النصب‪ ،‬وامتنع الرفع نحو‪" :‬ان تستق ْم وتجتهد ِّ‬
‫وبنص ِّبه بأن ُمقدَّرة وجوباً‪ .‬وانما امتنع الرف ُع ألنه يقتضي االستئناف قبل تمام جملة الشرط والجواب‪،‬‬
‫ألن الفع َل متوسط بينهما‪ .‬وذلك ممنوعٌ‪ ،‬ألنه ال معنى لالستئنافٍ حينئذٍ‪ .‬ومن النصب قول الشاعر‪:‬‬ ‫َّ‬
‫يخش ظلماً‪ ،‬ما َ‬
‫أقام‪ ،‬وال َهضْما*‬ ‫َ‬ ‫ض َع‪ ،‬نُؤْ ِّو ِّه * وال‬‫قتربْ منا‪ ،‬وي ْخ َ‬ ‫*و َم ْن يَ ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫ق*‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ز‬‫ْ‬
‫ِّ َ ِّ‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬‫رض‬ ‫َ‬ ‫أل‬‫ا‬ ‫َوى‬ ‫ت‬‫س‬‫ُ ْ‬‫م‬ ‫في‬ ‫َها‬ ‫ت‬ ‫ب‬‫ْ‬ ‫ُث‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫*‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ئ‬‫م‬ ‫ط‬‫م‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫َ‬
‫*و َم ْن ال يُق ِّدّ ْ ِّ جْ ُ َ ِّ‬
‫ل‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫(‪ )3‬ان وقع فع ٌل مجردٌ من العاطف بعد فع ِّل الشرط‪ ،‬ولم يقصد به الجواب‪ ،‬أَو وق َع بعدَ ِّ‬
‫تمام الشرط‬
‫والجواب‪ ،‬جاز جز ُمه‪ ،‬على أنه بَد ٌل مما قبله‪ .‬وجاز رفعُه‪ ،‬على أَنه جملةٌ في موضع الحال من فاعل‬
‫ما قبله‪ .‬فمن الجزم بعد فعل الشرط قول الشاعر‪:‬‬
‫طبا ً َج ْزالً ونارا ً تأ َّججا*‬
‫ِّيارنا * ت َج ْد َح َ‬ ‫*متى تأتنا ت ُ ْل ِّم ْم بِّنا في د ِّ‬
‫ومن الرفع بعده قول اآلخر‪:‬‬
‫خير ُموقِّدِّ*‬ ‫ْ‬
‫نار‪ِّ ،‬عندها ُ‬ ‫َير ٍ‬ ‫ناره * ت َِّج ْد خ َ‬ ‫ض ْوء ِّ‬ ‫*متى تأته ت ْعشو إلى َ‬

‫(‪)292/1‬‬

‫فعل ذلك يَلق أثاماً}‪ :‬يُضاعف‬ ‫ومن الجزم والرفع‪ ،‬بعد تمام الشرط والجواب‪ ،‬قوله تعالى‪{" :‬ومن يَ ْ‬
‫ُضاعف"‪ ،‬بالجزم على أَنه بَد ٌل من "يلقَ "‪ .‬وبالرفع على أنه جملة حاليَّة من‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫العذاب"‪ .‬وقد قُ ِّري َء "ي‬
‫ُ‬ ‫له‬
‫فاعل يَلقَ "‪ ،‬أَو على أَنه جملةٌ مستأنفة‪ٌ.‬‬
‫إعراب أَدَوات الشرط‬‫ُ‬
‫"إن وإ ْذ ما" (على خالفٍ في "إ ْذ ما" كما ت َقدَّم)‪ .‬ومنها ما‬ ‫حرف‪ ،‬وهما‪ْ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫منها‬ ‫‪:‬‬‫الشرط‬
‫ِّ‬ ‫أدوات‬
‫زمان‬
‫ٍ‬ ‫ظرف‬
‫ُ‬ ‫ي وكيفما" ومنها ما هو‬ ‫هو اس ٌم ُمب َه ٌم تض ّمن معنى الشرط‪ ،‬وهي‪" :‬من وما ومهما وأ َ ْ‬
‫تضمنَ معنى الشرط‪ ،‬وهي‪" :‬أَينَ وأنَّى وأيَّانَ ومتى وإذ‪.‬‬
‫الشرط‪ ،‬وهي‪" :‬حينما"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ظرف مكان تض ّمنَ معنى‬ ‫ُ‬ ‫ومنها ما هو‬
‫ًّ‬
‫مكان‪ ،‬فهو منصوب محال على أنه مفعو ٌل به لفعل الشرط‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫زمان أو‬
‫ٍ‬ ‫فما د ّل على‬
‫ًّ‬ ‫ٌ‬
‫ب مفعوال به‪ ،‬فهي منصوبة محال على انها مفعو ٌل به لهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫و "من وما ومهما" إن كان فع ُل الشرط يطل ُ‬
‫تفعل تسأل عنهُ"‪ .‬وإن‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫صغر ينفعكَ في ال ِّكبَر‪ .‬من تجا ِّو ْر فأحسِّن إليه‪ .‬مهما‬ ‫نحو‪" :‬ما تُح َّ‬
‫ص ْل في ال ِّ ّ‬
‫كان الزما ً أو متعدِّّيا ً استوفى مفعولَهُ‪ ،‬فهي مرفوعةٌ محالًّ على أنها مبتدأٌ‪ ،‬وجملةُ الشرط خبرهُ‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ب فاحتمله ما ت َ ْف ْ‬
‫علهُ ت َلقَهُ " َم ْن‬ ‫يجدْ‪ ،‬مهما ينزل بك من خط ٍ‬ ‫فر منهُ‪ .‬من يَ ُجدَّ ِّ‬
‫"ما يجيء به القدَر‪ ،‬فال َم َّ‬
‫ت َْلقَهُ فسلَّ ْم عليه‪ ،‬مهما تفعلوه تجدوه"‪.‬‬
‫يكن أبناؤُكَ "‪.‬‬ ‫تكن ْ‬ ‫ب على الحال من فاعل فع ِّل الشرط‪ ،‬نحو‪" :‬كيفما ْ‬ ‫و "كيفما"‪ :‬تكونُ في موضع نص ٍ‬

‫(‪)293/1‬‬

‫ي‬‫زمان أو مكان‪ ،‬كانت مفعوالً فيه‪ ،‬نحو‪" :‬أ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ضاف إليه‪ ،‬فإن أُضيفت إلى‬
‫ُ‬ ‫ب ما ت ُ‬ ‫و "أي" تكونُ بح َ‬
‫س ِّ‬
‫أسكن" وإن أضيفت إلى مصدر كانت مفعوالً ُمطلقاً‪ ،‬نحو‪" :‬أ َّ‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ي بل ٍد تسكن‬ ‫يوم تذهبْ أذهبْ "‪ .‬ا َّ‬
‫كر ْم" وإن أضيفت إلى غير الظرف والمصدر‪ ،‬فحكمها حك ُم "من وما ومهما"‪ ،‬فتكونُ‬ ‫ُ‬ ‫كر ْم أ ُ ِّ‬
‫إكرام ت ُ ِّ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ي رج ٍل يخد ْم أ ّمت َه‬ ‫َ‬ ‫ي رج ٍل يَ ُج ْد يَ ُ‬
‫سدْ‪ .‬أ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب تقرأ ت َستفد"‪ .‬ومبتدأ في نحو‪" :‬أ ُّ‬‫ي كتا ٍ‬ ‫مفعوالً به في نحو‪" :‬أ َّ‬
‫ٌ‬
‫الزمة لالضافة إلى‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫َخدمهُ"‪ .‬وك ُّل أدوات الشرط مبنية‪ ،‬إال "أيًّا" فهي معربَة بالحركات الثالث‪ُ ،‬م ِّ‬ ‫ت ْ‬
‫َ‬
‫المفرد‪ ،‬كما رأيتَ ‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( إِّعراب األسماء‬
‫وبناؤُها ) ضمن العنوان ( المعرب والمبني من األَسماء )‬

‫األسماء كلُّها ُمعربةٌ إالّ قليالً منها‪.‬‬


‫االفتقار‪ ،‬أو‬
‫ِّ‬ ‫الوضع أو المعنى‪ ،‬أو‬ ‫َ‬
‫الحرف‪ .‬ويُبنى إذا أشب َهه في‬
‫ِّ‬ ‫شبَ ِّه‬
‫سلم من َ‬
‫ب االس ُم إذا َ‬ ‫ُعر ُ‬
‫وي َ‬
‫ِّ‬
‫االستعمال‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ب‪:‬‬
‫أضر ٍ‬
‫ُ‬ ‫فالشبَهُ على أربع ِّة‬
‫ي‪ .‬بأن يكونَ اإلس ُم موضوعا ً على حرفٍ واحدٍ‪ ،‬كالتاء من "كتبتُ "‪ ،‬أو على‬ ‫ُّ‬ ‫الوضع‬ ‫األولُ‪ :‬الشبَهُ‬
‫حرفين‪ ،‬كنا من "كتبنا"‪.‬‬
‫(فالضمائر بنيت ألنها أشبهت الحرف في الوضع‪ ،‬ألن أكثرها موضوع على حرف أو حرفين‪ .‬وما‬
‫كان منها موضوعا ً على أكثر‪ ،‬فإنما بني حمال على أخواته‪ ،‬وذلك ألن أقل ما يبنى منه االسم ثالثة‬
‫أَحرف‪ ،‬فما ورد من األسماء على أقل من ذلك‪ ،‬كان مبنيا ً لشبهه الحرف في الوضع‪ .‬وأما نحو‪" :‬يد‬
‫ويدي")‪.‬‬
‫ْ‬ ‫و دم"‪ ،‬فهو معرب‪ .‬ألنه في األصل ثالثة أحرف‪" .‬د َمو‬
‫قسمان‪ :‬أحدُهما ما أشبهَ حرفا ً‬
‫ِّ‬ ‫الحرف في معناه‪ .‬وهو‬
‫َ‬ ‫الثاني‪ :‬الشبَهُ المعنوي‪ .‬بأن يُشبِّهَ اإلس ُم‬
‫غير موجودٍ‪ ،‬حقهُ أن يوض َع فلم‬ ‫ً‬
‫واآلخر ما أشبهَ حرفا َ‬
‫ُ‬ ‫وأسماء االستفهام‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫كأسماء الشرط‬
‫ِّ‬ ‫موجوداً‪،‬‬
‫كأسماء اإلشارة‪.‬‬‫ِّ‬ ‫يُوضع‪،‬‬

‫(‪)294/1‬‬

‫(فهذه األسماء بنيت لتضمنها معاني الحروف‪ ،‬ألن ما تحمله من المعنى حقه أَن يؤدى بالحرف‪.‬‬
‫فأسماء الشرط أشبهت حرف الشرط‪ ،‬وهو "إن" وأسماء اإلستفهام أشبهت حرف اإلستفهام‪ ،‬وهو‬
‫الهمزة‪ ،‬وأَسماء اإلشارة أشبهت حرفا ً غير موجود‪ .‬فبنيت لتضمنها معنى حرف كان ينبغي أن‬
‫يوضع فلم يضعوه‪ .‬وذلك ألن اإلشارة‪ ،‬من المعاني التي حقها أن تؤدى بالحرف‪ ،‬غير انهم لم يضعوا‬
‫حرفا ً لالشارة‪ ،‬كما وضعوا للتمني "ليت"‪ ،‬وللترجي "لعل"‪ ،‬ولالستفهام "الهمزة وهل"‪ ،‬وللشرط‬
‫"إن"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫المالز ُم‪ :‬بأن يحتا َج إلى ما بعدَهُ احتياجا دائما‪ ،‬ليُت َ َّم َم معناه‪ .‬وذلك كاألسماء‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫الثالث‪ :‬الشبَه االفتقار ُّ‬
‫وبعض الظروف المالزم ِّة لالضافة إِّلى الجمل ِّة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الموصول ِّة‬
‫(فاألسماء الموصولة بنيت الفتقارها في جميع أحوالها إلى الصلة التي تتمم معناها‪ ،‬كما يفتقر الحرف‬
‫إلى ما بعده ليظهر معناه‪ ،‬والظروف المالزمة لالضافة إلى الجملة‪ ،‬كحيث وإذا ومنذ الظرفيتين‪ ،‬إنما‬
‫بنيت الفتقارها إلى جملة تضاف اليها افتقار الحرف إلى ما بعده)‪.‬‬
‫ع يشبهُ الحرف العام َل في االستعمال‪ ،‬كأسماء األفعا ِّل‪،‬‬ ‫ي‪ .‬وهو نوعان‪ :‬نو ٌ‬ ‫الراب ُع‪ :‬الشبَهُ االستعمال ُّ‬
‫الجر‬
‫ّ‬ ‫غيرها‪ ،‬فهي كحروف‬ ‫غير متأثرة‪ ،‬ألنها تعم ُل ع َمل الفع ِّل "وال يعم ُل فيها ُ‬ ‫فهي تُستعم ُل ُم َؤثرة ً َ‬
‫الحرف العاطل‪،‬‬
‫َ‬ ‫ع يُشبهُ‬
‫غيرها فيها‪ .‬ونو ٌ‬ ‫ُؤثر ُ‬ ‫ؤثر في غيرها وال ي ُ‬ ‫وغيرها من الحروف العوام ُل ت ُ ُ‬
‫تأثر‪ ،‬كأسماء األصواتِّ‪ ،‬فهي‬ ‫يؤثر وال يَ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫حيث إنهُ ِّمثله ال‬ ‫غير العاملَ) في االستعما ِّل‪ ،‬من‬ ‫(أَي‪َ :‬‬
‫وف العواطل‪ ،‬ال تعمل في غيرها‪،‬‬ ‫وغيرها من الحر ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وحروف التنبي ِّه والتحضيض‬‫ِّ‬ ‫االستفهام‬
‫ِّ‬ ‫كحرفي‬
‫وال يعمل غيرها فيها‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( إِّعراب األسماء‬
‫وبناؤُها ) ضمن العنوان ( األسماء المبنية )‬

‫الحرف كما قَدَّمنا‪ ،‬وهو أ َ ٌ‬


‫لفاظ محصورة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اإلعراب‪ ،‬وإنما يُبنى منها ما أَشبهَ‬
‫ُ‬ ‫األص ُل في األسماء‬

‫(‪)295/1‬‬

‫نوعين‪ :‬نوعٍ يُالز ُم البنا َء‪ ،‬ونوع يُبنى في بعض األحوال‪.‬‬


‫ِّ‬ ‫واألسما ُء المبنيَّةُ على‬
‫ال ُمالز ُم للبناء من األَسماء‬
‫الشرط‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫الضمائر وأسما ُء اإلشارة‪ ،‬واألسما ُء الموصولةُ‪ ،‬وأسما ُء‬
‫ُ‬ ‫مما يالز ُم البنا َء من األسماء‬
‫وأسما ُء االستفهام‪ ،‬وأ َسما ُء الكناية‪ ،‬وأسما ُء األفعا ِّل‪ ،‬واسما ُء األصوات‪.‬‬
‫َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ض"‪ ،‬من الظروف‪.‬‬ ‫وعو ُ‬ ‫مس وقَدُّ ْ‬‫ومنه "لَدَى َولد ُْن واآلنَ وأ َ ِّ‬
‫ظرف للزمان المستقبل كذلك‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ض"‬‫ظرف للزمان الماضي على سبيل االستغراق‪ .‬و " َع ْو ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ط"‬‫و "قَ ُّ‬
‫ض" أي ال أَفعلُهُ أَبداً‪.‬‬ ‫عو ُ‬ ‫قط‪ ،‬وال أَفعلهُ ْ‬ ‫فهو بمعنى "أَبداً"‪ ،‬تقول "ما فعلتهُ ُّ‬
‫كحيث وإذ وإذا ومذ و ُمنذُ‪ ،‬إن ُجعال ظرفين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الظروف المالزمة لالضافة إلى الجملة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ومنه‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫َبرهُ‪ ،‬نحو‪" :‬ال‬ ‫يخ ُ‬ ‫مفردٌ رف َع على أنه مبتدأ" ون ِّو َ‬ ‫فحيث‪ ،‬مالزمة لالضافة إلى الجملة‪ ،‬فإن أتى بعدَها َ‬
‫حيث العل ُم موجودٌ‪.‬‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫حيث العل ْم" أي ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫تجلس إال‬
‫و " ُمذ ومنذ"‪ :‬معناهما إما ابتدا ُء المدَّة‪ ،‬نحو‪" :‬ما رايتك ُمذ يو ُم الجمعة"‪ ،‬وإما جميعُها‪ ،‬نحو‪" :‬ما‬ ‫ُ‬
‫والتقدير‪ُ " :‬مذ كان يو ُم‬
‫ُ‬ ‫ع على أَنه فاع ٌل لفعل محذوف‪،‬‬ ‫رأيتك منذُ يومان"‪ .‬واالسم بعدهما مرفو ٌ‬
‫ررت بهما كانا حرفي َج ّر‪ ،‬وليسا‬ ‫يومان" (وكان هنا تا َّمة ال ناقصة)‪ .‬فإن َج َ‬ ‫ِّ‬ ‫الجمعة‪ ،‬ومنذ كان‬
‫بظرفين‪.‬‬
‫ظرف للمستقبل منه‪ .‬وهما مضافان أَبدا ً إلى ال ُجمل‪ ،‬إالّ‬ ‫ٌ‬ ‫ظرف لما مضى من الزمان "وإذا"‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫و "إ ْذ"‬
‫تضاف إلى الجملة الفعلية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ضاف إلى كلتا الجملتين‪ ،‬و "إذا" ال‬ ‫ُ‬ ‫أ َ َّن "إ ْذ" ت ُ‬

‫(‪)296/1‬‬

‫"ويّ ِّه"‪ .‬فاألول‪:‬‬ ‫ب المزجي‪ ،‬الذي تض ّمنَ ثاني ِّه معنى حرف العطف‪ ،‬أَو كان مختوما ً بكلمة َ‬ ‫ومنه المر َّك ُ‬
‫ْص‪ ،‬وهو جاري بَيتَ بَيتَ ‪،‬‬ ‫ْص بَي َ‬
‫"وقعُوا في َحي َ‬ ‫عشر‪ ،‬إالّ اثن ْي عش ََر‪ ،‬ونحو‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫كأحدَ عش ََر إلى تسعةَ‬
‫ي على فتح الجز َءين‪ .‬والثاني‬ ‫شذَ َر مذَ َر"‪ .‬وهو مبن ٌّ‬ ‫العدو َ‬
‫ُّ‬ ‫وتفرق‬
‫َّ‬ ‫واألمر بَيْنَ بَيْنَ ‪ ،‬وآتيكَ صبا َح مسا َء‬
‫ُ‬
‫ببناء العد ِّد المركب‪.‬‬ ‫ُ‬
‫التعريف واإلضافة ال ي ُِّخالّن ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وحرف‬
‫ُ‬ ‫نحو‪" :‬جا َء سيبَوي ِّه‪ ،‬ومررتُ بسيبوي ِّه"‪.‬‬
‫سةَ َعشَر‪.‬‬ ‫كاألحدَ عش ََر وخم َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(وما لم يكن منه متضمنا معنى حرف العطف‪ ،‬وال مختوما بويه‪ ،‬كان جزؤه الثاني معربا إعراب ما‬ ‫ً‬
‫ال ينصرف‪ ،‬للعلمية والتركيب المزجي‪ .‬أَما جزؤه األول فيبنى على الفتح‪ :‬كبعلبك وحضرموت‬
‫وبختنصر‪ .‬ما لم يكن آخره ياء فيبنى على السكون‪ .‬كمعد يكرب‪ .‬فان ختم بويه كسيبويه‪ ،‬بني جزؤه‬
‫األول على الفتح والثاني على الكسر‪ ،‬كما تقدم)‪.‬‬
‫(وأَما اثنا عشر فجزؤه األول معرب ِّإعراب المثنى‪ .‬باأللف رفعا ً وبالياء نصبا ً وجرا ً وجزؤه الثاني‬
‫مبني على الفتح أَبداً‪ ،‬وال محل له من اإلعراب‪ .‬فهو بمنزلة النون من المثنى)‪.‬‬
‫ب‪ .‬وهو‬ ‫ورقاش أَو شتما ً لها‪ .‬كياخَباث ويا َكذا ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ومنه ما كان على وزن "فَعا ِّل" علما ً ألنثى‪ .‬ك َح ِّ‬
‫ذام‬
‫ذار‪ .‬وكما أشبهه في‬‫َ‬ ‫سماء األفعال‪ .‬كنزا ِّل و َح ِّ‬
‫وزن أ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ي على الكسر تشبيها ً له بما كان على هذا ال ِّ‬ ‫مبن ٌّ‬
‫َ‬
‫ب‪ :‬معدولة عن كاذبة‪ .‬كما أ َّن "نَزا ِّل"‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫الوزن‪ .‬أشبهه في العدْل أيضا‪ :‬فَخباثِّ‪ :‬معدولة عن خبيثةٍ‪ ،‬وكذا ِّ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫شت ِّم األنثى‬ ‫وندر أَن يُستعم َل ما كان على وزن "فَعا ِّل" في َ‬ ‫َ‬ ‫ذار" عن احذَ ْر‪.‬‬ ‫انزل‪ ،‬و " َح ِّ‬‫ْ‬ ‫معدولة عن‬
‫إال م َع النداء‪.‬‬
‫ما ال يَ ْلزَ ُم البنا َء من األسماء‬
‫َ‬
‫عض‪ .‬وذلك‪ :‬كقَبْل وبعد‬ ‫من الظروف ما ال يُالز ُم البنا َء‪ .‬فهو يُبنى في بعض األحوال‪ ،‬ويُعرب في بَ ٍ‬
‫ّ‬
‫الستِّ‪.‬‬ ‫ودون وأ َ َّول والجها ِّ‬
‫ت‬

‫(‪)297/1‬‬

‫هلل‬
‫ي على الض ِّ ّم‪ ،‬نحو‪ِّ { :‬‬
‫المضاف إليه) ب ِّن َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(بحيث ال يُنسى‬ ‫فما قُط َع منها عن اإلضافة لفظاً‪ ،‬ال تقديرا ً‬
‫األمر من قب ُل ومن بعدُ} ونحو‪" :‬جلست أما ُم‪ ،‬ورجعتُ إلى ورا ُء"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫نبر"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الم‬
‫ِّ‬ ‫أمام‬
‫َ‬ ‫وجلستُ‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫قب‬ ‫"جئتُ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫اعرب‪،‬‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫لفظ‬ ‫منها‬ ‫اضيف‬
‫َ‬ ‫وما‬
‫يتعلق به َغ ٌ‬
‫رض‬ ‫ُ‬ ‫المضاف إليه ألنه ال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(بحيث يُنسى‬ ‫ي منها عن اإلضافة لفظا ً وتقديرا ً‬ ‫وما َع ِّر َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫مخصوص) اعرب‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ قَبال‪ ،‬وفعلتُ ذلك من بعدٍ"‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫سب" أي‪َ " :‬حسْبي"‪ ،‬بمعنى‬
‫َ ُ‬ ‫ح‬ ‫"هذا‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫اإلضاف‬ ‫عن‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫قطع‬ ‫عند‬ ‫ْب"‬‫س‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫الظروف‬ ‫بهذه‬ ‫ويل َحق‬
‫حسب" أي‪ :‬هو يكفيني عن غيره‪.‬‬
‫ُ‬ ‫سميري فَ‬ ‫"الكتاب َ‬
‫ُ‬ ‫يكفيني‪ .‬وقد تُزادُ الفا ُء عليه تزيينا ً ِّ‬
‫للفظ‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫وهو مبني على الض ّم‪.‬‬
‫ي على الضم‬‫غير"‪ .‬وهي مبن ٌّ‬
‫"ليس ُ‬‫َ‬ ‫ويلحق بها أَيضا ً "غَير" بعدَ النَّفي‪ ،‬نحو‪ :‬فعلتُ هذا ال ُ‬
‫غير"‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬
‫أيضاً‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( إِّعراب األسماء‬
‫وبناؤُها ) ضمن العنوان ( أَنواع إِّعراب االسم )‬

‫حرف‪ .‬واألص ُل فيه‬ ‫ٌ‬ ‫ب االسم ثالثةٌ‪ :‬رف ٌع ونصبٌ و َج ٌّر‪ :‬وعالمة اإلعراب فيه إما حركةٌ أو‬ ‫ع إعرا ِّ‬ ‫أنوا ُ‬
‫ُعرب بالحركات‪.‬‬
‫أن ي َ‬
‫ب بال َحركات من األسماء‬ ‫ال ُم ْع َر ُ‬
‫ث السال ُم‪.‬‬
‫المفردُ‪ ،‬وجم ُع التكسير‪ ،‬وجم ُع المؤن ِّ‬ ‫َ‬ ‫األسماء ثالثةُ أنواعٍ‪ :‬اإلس ُم‬
‫ِّ‬ ‫عرب بالحركة من‬
‫ال ُم ُ‬
‫ُنصب بالكسرةِّ بدَ َل‬ ‫ُ‬ ‫السالم‪ ،‬في‬
‫َ‬ ‫وتجر بالكسرةِّ‪ِّ ،‬إال جم َع المؤنث‬
‫ُّ‬ ‫تنصب بالفتحة‪،‬‬‫ُ‬ ‫وهي تُرف ُع بالضمة‪ ،‬و‬
‫ُجر بالفتحة‪ ،‬بَدَل الكسرة‪،‬‬ ‫رف‪ ،‬في ُّ‬
‫ص ُ‬‫واالسم الذي ال ين َ‬
‫َ‬ ‫ت المجتهداتِّ"‬‫الفتح ِّة‪ ،‬نحو‪" :‬أَكرمتُ الفتيا ِّ‬
‫الشاكر"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫نحو‪" :‬ما الفقير القان ُع بأفض َل من الغني‬
‫ياء المتكلم‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫والحركاتُ تكونُ ظاهرة ً على آخر اإلسم‪ ،‬إن كان صحيح اآلخر‪ ،‬غير مضاف إلى ِّ‬
‫منصور"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ُّ‬
‫"الحق‬
‫الثالث للتَّعذر‪ ،‬نحو‪" :‬إن ال َهدى ُمنى الفتى"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فإن كان معتل اآلخر باأللف‪ ،‬تُقدَّر على آخره الحركاتُ‬

‫(‪)298/1‬‬

‫بالياء تُقدَّر على آخره الضمةُ والكسرةُ‪ ،‬نحو‪" :‬ح َكم القاضي على الجاني" أما‬ ‫ِّ‬ ‫وإن كان معت َّل اآلخر‬
‫الداعي إلى الخير"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الياء لخفَّتها‪ ،‬نحو‪" :‬أجيبوا‬ ‫فتظهر على ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الفتحةُ‬
‫ينصرف‬
‫ُ‬ ‫االسم الذي ال‬
‫ٌ‬
‫تنوين وال‬ ‫يجوز أن يلحقَهُ‬
‫ُ‬ ‫ع من الصرف أيضاً)‪ :‬هو ماال‬ ‫صرف (ويُس ّمى الممنو َ‬ ‫ُ‬ ‫االس ُم الذي ال يَ ْن‬
‫ويعقوب وعطشانَ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كسرةٌ‪ .‬كأحمدَ‬
‫وهو على نوعين‪ :‬نوعٍ يُمن ُع لسبب واحد‪ ،‬ونوع يُمن ُع لسببين‪.‬‬
‫ألف التأنيث الممدودةُ‪ :‬كصحرا َء وعذرا َء‬ ‫اسم كان في آخره ُ‬ ‫ب واحد‪ :‬ك ُّل ٍ‬ ‫صرف لسب ٍ‬ ‫فالممنوع من ال ّ‬
‫نصبا َء‪ .‬أو ألفهُ المقصورةُ‪ .‬ك ُحبلى وذِّكرى وجرحى‪ .‬أو كان على وزن منتهى الجموع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وزكريَّا َء وأ َ ِّ‬
‫وعصافير‪.‬‬
‫َ‬ ‫ودراهم ومصابي َح‬ ‫َ‬ ‫كمساجدَ‬
‫ً‬
‫(وال يشترط فيما كان على وزن منتهى الجموع أن يكون جمعا‪ .‬بل كل اسم جاء على هذه الصيغة ‪-‬‬
‫وإن كان مفردا ً ‪ -‬فهو ممنوع من الصرف‪ :‬كسراويل وطباشير وشراحيل)‪.‬‬
‫صفةٌ‪.‬‬ ‫رف لسببين إما َعلَ ٌم وإما ِّ‬ ‫ص ِّ‬ ‫والممنوع من ال ّ‬
‫صرف‬ ‫ع من ال َّ‬ ‫العَلَ ُم الممنو ُ‬
‫يُمن ُع العلَ ُم من الصرف في سبعة مواض َع‪:‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫وعزة َ وطلحة وحمزة َ‪ ،‬أم مؤنثا معنويًّا‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫بالتاء‪ :‬كفاطمة‬
‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫(‪ )1‬أن يكون َعلما ً مؤنثاً‪ .‬سوا ٌء أكان مؤنثا‬
‫الوسط‪ ،‬كدَعْد وهند و ُج ّمل‪ ،‬فيجوز منعهُ‬ ‫ِّ‬ ‫سقَ َر ولَظى‪ .‬إال ما كان عربيا ً ثالثيا ً ساكن‬ ‫وزينب و َ‬ ‫َ‬ ‫سعادَ‬
‫ك ُ‬
‫َ‬
‫سمي امرأة بقيّس أو سعد‪ ،‬فإنك تمنعه‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وصرفهُ واألولى صرفه‪ .‬إال أن يكون منقوال عن ُمذكر‪ ،‬كأن ت َ‬
‫ً‬
‫الوسط أعجميا‪ ،‬وجب منعُه‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫الساكنُ‬ ‫ي‬‫من الصرف وجوباً‪ ،‬وإن كان ساكن الوسط‪ .‬فإن كان الثالث ُّ‬
‫وروزَ ‪.‬‬‫يس ُ‬ ‫ص وبَ ْل َخ و ِّن َ‬ ‫وح ْم َ‬ ‫ور ِّ‬ ‫كماهَ و ُج َ‬

‫(‪)299/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫وإذا س ّميتَ مذكرا ً بنحو‪" :‬سعاد وزينب و َعناق وعقرب وعنكبوت" من األسماء المؤنثة وضعاً‪،‬‬
‫الزائدة على ثالثة أحرف‪ ،‬منعته من الصرف‪ ،‬العلمية والتأنيث األصلي‪ .‬فإن كان على ثالثة أحرف‪،‬‬
‫ورباب وودادَ‪ ،‬أعالما ً ألنثى‪ ،‬منعتها من‬ ‫َ‬ ‫ق‪ ،‬صرفته‪ .‬وإن كان التأنيث عارضاً‪ ،‬كدال َل‬ ‫عنُ ٍ‬
‫كدع ٍد و ُ‬
‫َّ‬
‫الصرف‪ .‬فإن سميتَ بها مذكرا صرفتها‪ ،‬ألنها في األصل مذكرات‪ .‬فالدالل والوداد‪ :‬مصدران‪.‬‬ ‫ً‬
‫سميت المرأة‪ .‬أما إن سميتَ مذكرا ً بصفة من صفات المؤنث الخالية‬ ‫والرباب‪ :‬السحاب األبيض‪ ،‬وبه ُ‬
‫تسمي رجال‪ُ :‬مرضعا ً أو ُمتْئماً‪ .‬والكوفيون يمنعونه من الصرف‪.‬‬ ‫َ‬ ‫التاء‪ ،‬فانك تصرفه‪ ،‬كأن‬ ‫من ِّ‬
‫وجهان‪ :‬منعُها من الصرف‪ ،‬باعتبار أنها أعالم لمؤنثات‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫وأسما ُء القبائل مؤنثة‪ .‬ولك فيها‬
‫تميم"‪ ،‬تعني القبيلةَ‪ ،‬ولك صرفها‪ ،‬باعتبار أن هناك مضافا ً محذوفا ً نحو‪" :‬رأيت ت َميماً"‪ ،‬تعني‬ ‫َ‬ ‫"رأيتُ‬
‫المضاف إليه ُمقا َمهُ فإن قلتَ ‪" :‬جا َء بنو تميم" صرفتَ تميما ً قوالً‬ ‫َ‬ ‫المضاف وأقمتَ‬ ‫َ‬ ‫بني تميم‪ .‬فحذفتَ‬
‫واحداً‪ .‬ألنك تعني بتميم أبا القبيل ِّة ال القبيلة نفسها‪.‬‬
‫َ‬
‫ت جاز منعه من الصرف‪ ،‬وجاز صرفُه‬ ‫ت وأذرعا ٍ‬ ‫والتاء‪ :‬كعَ َرفا ٍ‬
‫ِّ‬ ‫باأللف‬
‫ِّ‬ ‫مي به مما يُجم ُع‬ ‫س َ‬ ‫وما ُ‬
‫وإعرابُه كأصله‪ ،‬وهو األفص ُح‪.‬‬
‫الحجاز يبنونه على‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ورقاش ونَوار فأهل‬ ‫طام َ‬ ‫َ‬
‫كحذام وق ِّ‬
‫ِّ‬ ‫وما كان على وزن "فَعا ِّل" علَما لمؤنثٍ‪،‬‬
‫ً‬
‫ذام"‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ذام‪ ،‬وو َعيتُ قو َل َح ِّ‬‫ذام‪ ،‬وسمعتُ َح ِّ‬ ‫الكسر‪ ،‬في جميع أحواله فيقولون‪ :‬قالت َح ِّ‬
‫ذام*‬
‫قالت َح ِّ‬‫القو َل ما ْ‬ ‫فإن ْ‬ ‫ذام فَصدِّّقوها * َّ‬ ‫قالت َح ِّ‬ ‫*إذا ْ‬
‫وو َعيتُ قول‬ ‫حذام‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫رف للعميّة والتأنيث‪ ،‬فيقولون‪" :‬قالت حذا ُم"‪ ،‬وسمعتُ‬ ‫ص ِّ‬ ‫وبنو ت َميم يمنعونه من ال َّ‬
‫حذام"‪.‬‬
‫َ‬
‫(ومن العماء من يمنعه للعلمية والعدل‪ ،‬باعتبار عدل هذه األسماء عن حاذمة وفاطمة وراقشة ونائرة‪.‬‬
‫ومنعها للعلمية والتأنيث أولى)‪.‬‬

‫(‪)300/1‬‬

‫(‪ )2‬أن يكونَ َعلما ً أعجميا ً زائدا ً على ثالثة أحرف‪ :‬كإبراهيم وأنطونَ وإنما يُمن ُع إذا كانت َعلميَّته في‬
‫ف إن‬ ‫يصر ْ‬ ‫َ‬ ‫كلجام وفِّ َرن ٍد ونحوهما مما يُستع َمل في لغته علماً‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫جنس‪،‬‬ ‫اسم ٍ‬
‫لغته‪ .‬فإن كان في لغته َ‬
‫سميتَ به‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫سط‪ ،‬نحو ل َمكٍ ‪ ،‬أم ساكنَهُ‪ ،‬كنوحٍ و ُجو ٍل‬ ‫حركَ الو َ‬
‫رف‪ ،‬سوا ٌء أكان ُم ّ‬ ‫ص َ‬ ‫وما كان منه على ثالث ِّة أحرفٍ ُ‬
‫وجاكٍ ‪.‬‬
‫(وقيل‪ :‬ما كان محرك الوسط يمنع‪ ،‬وما كان ساكنه يصرف‪ ،‬وقيل‪ :‬ما كان ساكنه يصرف ويمنع‪.‬‬
‫وليس بشيء‪ :‬والصرف في كل ذلك هو ما اعتمده المحققون من النحاة)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أن يكون َعلما ً موازنا ً للفعل‪ .‬وال فرقَ بين أن يكون منقوالً عن فعل‪ ،‬كيَش ُك َر ويزيدَ وش َّم َر‪ .‬أو‬
‫وإستبرقَ واسعدَ‪ُ ،‬مس َّمى بها‪.‬‬
‫َ‬ ‫اسم على وزنه‪ ،‬كدُئِّل‬ ‫عن ٍ‬
‫الكثير‬
‫ُ‬ ‫الغالب في االسم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الغالب فيه‪ .‬أ ّما الوزنُ‬
‫ُ‬ ‫المختص بالفع ِّل‪ ،‬أو‬
‫ُّ‬ ‫والمعتبر في المنع إنما هو الوزنُ‬‫ُ‬
‫ب‪ .‬أو‬ ‫س ٍن ورج ٍ‬‫ُعتبر‪ ،‬وإن شاركه فيه الفعلُ‪ .‬وذلك‪ :‬كأن يكون على وزن "فَعَل"‪ :‬ك َح َ‬ ‫فيه‪ ،‬فال ي ُ‬
‫كجعفر‪ :‬فإن سميتَ بما‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كصالح‪ .‬أو "فعللَ"‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ضدٍ‪ .‬أو "فا ِّعل"‬ ‫َ‬
‫َص ٍر‪ .‬أو "فعُل"‪ :‬كعَ ُ‬ ‫"فَ ِّعل"‪ :‬ك َكتِّفٍ وخ ِّ‬
‫كان على هذه األوزان انصرف‪.‬‬
‫والمراد بالوزن المختص بالفعل‪ :‬أن يكون ال نظير له في األسماء العربية وإن وجد فهو نادر ال يعبأ‬
‫به‪ .‬فمثل "د ُئل" هو على صيغة الماضي المجهول‪ .‬لكنه نادر في األسماء‪ .‬فلم تمنع ندرته أن يكون‬
‫هذا الوزن من خصائص الفعل‪ :‬ويندرج فيه ما جاء على صيغة الماضي الثالثي المجهول‪ ،‬الذي لم‬
‫يعل ولم يدغم‪ :‬كدئل وكأن تسمي رجال "كتب"‪ ،‬وكل صيغ األفعال المزيد فيها‪ ،‬معلومة ومجهولة‪.‬‬
‫إال ما جاء على وزن األمر من صيغة "فاعل يفاعل"‪ :‬كصالح علما‪ .‬فانه على وزن "صالح" فعل‬
‫أمر‪ .‬فما جاء من األعالم على وزن مختص بالفعل‪ ،‬منعته من الصرف‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)301/1‬‬

‫والمراد بالوزن الذي يغلب في الفعل‪ :‬أن يكون في األفعال أكثر منه في األسماء‪ .‬فغلبته في الفعل‬
‫جعلته أحق به من االسم وأولى‪ .‬ويندرج فيه ما جاء على صيغة األمر من الثالثي المجرد‪ .‬كأن تسمي‬
‫رجال "إثمد" أو "اصبع" أو "أبلم"‪ .‬فإنها موازنة لقولك‪" :‬إجلس وافتح وانصر" وما كان على صيغة‬
‫المضارع المعلوم من الثالثي المجرد‪ ،‬مما أوله حرف زائد من أحرف المضارعة مثل‪" :‬أحمد‬
‫ويشكر وتغلب" أعالما ً فما جاء من األعالم على وزن يغلب في الفعل‪ ،‬منعته من الصرف أيضا‪ً.‬‬
‫فائدة‬
‫َ‬
‫(‪ )1‬إن ما جاء على وزن الفعل‪ ،‬مما سميت به ثالثة أنواع‪ :‬نوع منقول عن اسم‪ :‬كدُئل واستبرق‪.‬‬
‫ونوع منقول عن صفة‪ :‬كأحمر وأَزرق‪ .‬ونوع منقول عن فعل‪ :‬كيشكر ويزيد‪ .‬وكلها يشترط في‬
‫منعها من الصرف أَن تكون على وزن يختص بالفعل أَو يغلب فيه‪ ،‬كما تقدم‪ .‬ومن العلماء كعيسى بن‬
‫عمر ‪ -‬شيخ الخليل وسيبويه ‪ -‬ومن تابعه‪ ،‬من يمنع العلم المنقول عن فعل مطلقاً‪ ،‬وإن جاء على ما‬
‫يغلب في األسماء‪ .‬كأن تسمي رجال‪" :‬كتب‪ ،‬او حمدَ او طرف او حوقل"‪ .‬ويصرف ما عداه من‬
‫المنقول عن اسم‪ :‬كرجب او عن صفة‪ :‬كحسن‪ .‬وما قوله ببعيد من الصواب‪ .‬وإن خالفه الجمهور‪.‬‬
‫وفي مقدمتهم تلميذه سيبويه‪ .‬ألن النقل عن الفعل ليس كالنقل عن اسم او صفة‪ .‬فهو قوة له في منعه‬
‫من الصرف‪.‬‬

‫(‪)302/1‬‬

‫(‪ )2‬العلم المنقول عن فعل‪ ،‬يجوز أَن تعامله معاملة األسماء الممنوعة من الصرف فترفعه بالضمة‪،‬‬
‫وتنصبه وتجره بالفتحة‪ .‬ويجوز أَن تعامله معاملة الجملة المحكية‪ .‬فإن روعي في أَصل النقل‪ .‬أَنه‬
‫منقول من الفعل مجردا ً عن ضميره‪ ،‬يعرب إِّعراب ما ال ينصرف‪ ،‬وهذا هو األكثر في األفعال‬
‫المنقولة‪ .‬فتقول‪" :‬جاء يشكر وشمر‪ ،‬ورأيت يشكر واشمر‪ ،‬ومررت بيشكر وشمر"‪ .‬وإن كان‬
‫مراعى فيه أَنه منقول عن الجملة‪ .‬أَي عن الفعل مضمرا ً فيه الفاعل‪ ،‬يعرب إعراب الجملة المحكية‬
‫فتبقيه على حاله من الحركة أَو السكون‪ ،‬رفعا ً ونصبا ً وجراً‪ .‬ألنه نقل عن جملة محكية"‪ .‬فيحكة على‬
‫ما كان عليه‪ .‬فإن سميت رجال "يكتب أو استخرج"‪ ،‬باعتبار أن كل واحد منهما جملة مشتملة على‬
‫فعل وفاعل مضمر‪ ،‬قلت‪ :‬جاء يكتب واستخرج" ورأَيت يكتب واستخرج‪ ،‬ومررت بيكتب‬
‫واستخرج"‪.‬‬
‫وعليه قوله‪:‬‬
‫*نبئت أَخوالي‪ ،‬بني تزيد * ظلما علينا لهم فديد*‬
‫ً‬
‫وهذا يجري مع المنقول عن فعل يغلب وزنه في االسماء قوالً واحداً‪ .‬ألن إِّعرابه إعراب المحكي‪ ،‬ال‬
‫إِّعراب ما ال ينصرف‪ .‬وعليه فتقول فيمن سميته‪ :‬كتب‪ ،‬منقوالً إلى العلمية مع ضميره‪" ،‬جاء كتب‪،‬‬
‫ورأيت كتب‪ ،‬ومررت بكتب"‪.‬‬
‫(‪ )3‬ما كان مبدوءا ً بهمزة وصل‪ :‬من االفعال التي سميت بها‪ ،‬فإنك تقطع همزته بعد نقله إلى العلمية‪.‬‬
‫النه يلتحق بنظائره من االسماء بعد التسمية به‪ .‬فإن سميت بانصرف واستخرج ونحوهما‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫انطلق واستخر ُج"‪ ،‬بقطع الهمزة‪ .‬أما االسماء المسمى‪ ،‬بها‪ ،‬كانطالق واستخراج‪ ،‬فال تقطع‬ ‫ُ‬ ‫"جاء‬
‫همزتها بعد التسمية بها‪ ،‬بل تبقى على حالها‪ .‬الن نظيرها من االسماء همزته موصولة‪.‬‬
‫دي َك ِّر َ‬
‫ب وقا ِّل ْي‬ ‫بو ْي ِّه كبعلبكَّ و َحض َْر ْ‬
‫موتَ و َم ْع ْ‬ ‫مختوم َ‬
‫ٍ‬ ‫غير‬
‫تركيب مزجٍ‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫(‪ )4‬ان يكون علما ً ُمركبا ً‬
‫قَال‪.‬‬
‫(‪ )5‬أَن يكون َعلما ً مزيدا ً فيه األلف والنونُ ‪ :‬كعُثمانَ و ِّعمران وغَطفانَ ‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)303/1‬‬

‫(‪ )6‬أَن يكون َعلما ً معدوالً‪ :‬بأن يكون على وزن "فُعَل"‪ .‬فيُقَد َُّر معدوالً على وزن "فاع ٍل"‪ .‬وذلك‬
‫وزافر وزاح ٍل وثاع ٍل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عامر‬‫ٍ‬ ‫وزحل وثُعَلَ‪ .‬وهي معدولةٌ عن‬ ‫وزفَر ُ‬ ‫كعُ َم َر ُ‬
‫وهذا العدل تقديري ال حقيقي‪ .‬وذلك ان النحاة وجدوا األعالم التي على وزن "فعل" غير منصرفة‪،‬‬
‫وليس فيها إال العلمية‪ .‬وهي ال تكفي وحدها في منع الصرف فقدروا أنها معدولة عن وزن "فاعل"‪،‬‬
‫سق بمعنى غادر وفاسق)‪.‬‬ ‫ألن صيغة "فعل" وردت كثيرا ً محولة عن وزن فاعل‪ :‬كغُدَر وفُ َ‬
‫سم َع منصرفاً‪ ،‬مما كان على هذا الوزن‪ ،‬كأُدَدٍ‪ ،‬لم يُحكم بعدل ِّه‪.‬‬ ‫وما ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ع َم ُر وزف ُر وز َح ُل‬ ‫ً‬
‫عشر َعلما‪ .‬وهي‪ُ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫غير ُمنصرفٍ فكان خمسة‬ ‫سم َع من ذلك َ‬ ‫وقد أَحصى النحاة ما ُ‬
‫ُ‬
‫ي في‬ ‫ض ُر و ُهبَ ُل و ُهذَ ُل وقُث َ ُم" وعدَّها السيوط ُّ‬ ‫ص ُم و ُجحى وبُلَ ُع و ُم َ‬ ‫ع َ‬
‫فو ُ‬ ‫ش ُم و ُج َم ُح وقُزَ ُح ودُلَ ُ‬‫وثُعَ ُل و ُج َ‬
‫بإسقاط "هُذَل"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫شر‪،‬‬ ‫"همع الهوامع" أَربعة َع َ‬
‫ص ُع وبُت َ ُع"‪ .‬وهي أسما ٌء يؤ َّكدُ بها الجمع المؤنث‪ ،‬نحو‪" :‬جا َءت النسا ُء ُج َم ُع‬ ‫َوي ُ‬
‫ُلحق بها " ُج َم ُع ُوكت َ ُع وبُ َ‬
‫بهن ُج َم َع و ُكت َ َع‬
‫ص َع وبُت َ َع" و "مررتُ َّ‬ ‫ْتهن ُج َم َع و ُكت َ َع وبُ َ‬ ‫هن‪ ،‬و "رأي َّ‬ ‫ص ُع وبُت َ ُع" أي‪ :‬جميعُ َّ‬ ‫و ُكت َ ُع وبُ َ‬
‫للتعريف وللعَد ِّل‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الصرف‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫ص َع وبُت َ َع"‪ .‬فهي ممنوعة من‬ ‫وبُ َ‬
‫(أما كونها معرفة‪ ،‬فبدليل أنها تؤكد بها المعرفة‪ .‬كما رأيت‪ .‬وتعريفها هو باإلضافة المقدرة إلى ضمر‬
‫المؤكد‪ ،‬إذ التقدير "جاء النساء جميعهن"‪ .‬وأما كونها معدولة‪ ،‬فألن مفردها جمعاء وكتعاء وبصعاء‬
‫وبتعاء‪ .‬فحقها أن تجمع على "جمعاوات وكتعاوات الخ"‪ .‬ألن ما كان على وزن "فعالء" اسماً‪ ،‬فحقه‬
‫أن يجمع على "فعالوات"‪ :‬كصحراء وصحراوات‪ .‬ولكنهم عدلوا بها عن "فعالوات" إلى "فعل")‪.‬‬
‫س َح ُر‬ ‫األلف والالم واإلضاف ِّة ُمرادا ً به َ‬ ‫ِّ‬ ‫"مجردا ً من‬‫َّ‬ ‫س َحر‬
‫عريف والعد ِّل‪َ ،‬‬‫ِّ‬ ‫ومما جا َء غير مصروفٍ للت‬
‫س َح َر‪.‬‬ ‫يوم ال ُجمع ِّة َ‬ ‫يوم بعين ِّه‪ .‬وإن كان كذلك فال يكونُ إال ظرفاً‪ :‬كجئتُ َ‬ ‫ٍ‬

‫(‪)304/1‬‬

‫(أما كونه معرفة‪ ،‬فألنه أريد به معين‪ .‬وأما كونه معدوالً‪ ،‬فإنه معدول عن "السحر" باأللف والالم‪.‬‬
‫فإن التقدير "جئت يوم الجمعة السحر")‪.‬‬
‫كأرطى و ِّذ ْف َرى‪ ،‬إذا َ‬
‫س ّميتَ بها‪ .‬وألفُها زائدة ٌ أللحاق‬ ‫الف لاللحاق‪ْ :‬‬‫(‪ )7‬أن يكون َعلما ً َمزيدا ً في آخره ٌ‬
‫وزنهما بجعفر‪.‬‬
‫صرف‬ ‫صفة الممنوعة من ال َّ‬ ‫ال ِّ ّ‬
‫صرف في ثالثة مواض َع‪:‬‬ ‫ُ‬
‫متن ُع الصفة من ال ّ‬
‫كأحمر وأفضل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫(‪ )1‬أن تكون صفةً أصلية على وزن "أفعَلَ"‪:‬‬
‫ً‬
‫بالتاء‪ ،‬فإن أ ُ ِّنّثت بها لم تمنع كأرم ٍل‪ ،‬فإن مؤنثه أرملةٌ‪ .‬واألرم ُل الفقير‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ويشتر ُ‬
‫ط فيها أالّ ت ُ َ‬
‫ؤنث‬
‫(فإن كانت الوصفية عارضة السم على وزن "أفعل" لم تمنع من الصرف‪ .‬وذلك كأربع وأرنب في‬
‫قولك‪" :‬مررت بنساء أربع ورجل أرنب"‪ .‬فأربع في األصل اسم للعدد‪ ،‬ثم وصف به‪ ،‬فكأنك قلت‪:‬‬
‫بنساء معدودات بأربع‪ .‬وأرنب للحيوان المعروف‪ .‬ثم أريد به معنى الجبان والذليل‪ ،‬فالوصف بهما‬
‫عارض‪ ،‬ومن ثم لم يؤثر في منعهما من الصرف‪.‬‬
‫وإن كانت االسمية عارضة للصفة لم يضر عروضها‪ ،‬فتبقى ممنوعة من الصرف ‪ -‬كما لم يضر‬
‫عروض الوصفية لالسم‪ ،‬فيبقى منصرفاً‪ .‬وذلك كأدهم ‪ -‬للقيد ‪ -‬وأسود ‪ -‬للحية ‪ -‬وأرقم للحية المنقطة‬
‫‪ -‬وأبطح ‪ -‬للمسيل فيه دقيق الحصى واجرع ‪ -‬للرملة المستوية ال تنبت شيئاً‪ .‬فهي ممنوعة من‬
‫الصرف‪ ،‬وإن استعملت استعمال األسماء‪ ،‬ألنها صفات‪ ،‬فلم يلتفتوا إلى ما طرأ عليها من االسمية‪،‬‬
‫كما لم يلتفتوا إلى ما طرأ عليها على ما سبق من الوصفية وبعضهم يعتد باسميتها الحاضرة فيصرفها‬
‫وأما "أجدل" ‪ -‬الصقر ‪ -‬و "أخيل" ‪ -‬لطائر ذي خيالن ‪ -‬و "أفعى" للحية‪ ،‬فهي منصرفة في لغة‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫األكثر‪ .‬ألنها أسماء في األصل والحال‪ .‬وبعضهم يمنعها من الصرف المحا ً فيها معنى الصفة‪ .‬وهي‬
‫القوة في أجدل‪ :‬والتلون في أخيل‪ ،‬واإليذاء في أفعى‪ .‬وعليه قول الشاعر‪:‬‬
‫*كأن العُقيليين‪ ،‬حين لقيتهم‪ * ،‬فراخ القطا القين أجدل بازيا*‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫*ذريني وعلمي باألمور وشيمتي * فما طائري يوما ً علي بأخيال*‬

‫(‪)305/1‬‬

‫بالتاء‪ .‬فإن‬
‫ِّ‬ ‫وزن "فَعالنَ " كعَطشانَ وسكرانَ ويشترط في منعها أن ال ت ُ َ‬
‫ؤنث‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )2‬أن تكونَ صفةً على‬
‫ألن مؤنثها‬ ‫ان ‪ -‬وهو اللئي ُم ‪ -‬ونَدمان ‪ -‬وهو الندي ُم َّ‬ ‫ص ِّ‬ ‫ْفان ‪ -‬وهو الطوي ُل ‪ -‬و َم ّ‬ ‫سي ٍ‬ ‫نثت بها لم تمتنع‪ :‬ك َ‬ ‫أُ ْ‬
‫صانةٌ وندمانةٌ‪.‬‬
‫سيفانةٌ و َم ّ‬
‫ث ع ْشرة صفة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ص ْوا ما جا َء على وزن "فَعالن"‪ ،‬مما يؤنث على "فَعالنة"‪ ،‬فكان ثال َ‬ ‫وقد أَح َ‬
‫يفان" للطويل‪ ،‬و‬ ‫س ٌ‬ ‫ْالن"‪ ،‬للعظيم البطن و "دَ ٌ‬
‫خنان"‪ ،‬لليوم ال ُمظلم‪ ،‬و " َ‬ ‫"ندمان"‪ ،‬النَّديم‪ ،‬و " َحب ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫صيحان" لليوم الذي ال غي َْم فيه‪" ،‬وسخنان"‪ ،‬لليوم‬ ‫ٌ‬ ‫"صوجان" لليابس الظهر من الدوابّ ِّ والناس‪ ،‬و " َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫الحار‪ ،‬و " َموتان" للضعيف الفؤاد البليد‪ ،‬و " َعالن"‪ ،‬للكثير النسيان‪ ،‬و "فشوان"‪ ،‬للدقيق الضعيف‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫"اليان"‪ ،‬لكبير اآللية‪ .‬فهذه كلُّها منصرفةٌ‪ ،‬ألنها‬ ‫ٌ‬ ‫ان"‪ ،‬للئيم‪ ،‬و‬ ‫ص ٌ‬ ‫َ ّ‬ ‫م‬ ‫"‬ ‫و‬ ‫النصارى‪،‬‬ ‫لواحد‬ ‫"‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫"نصران‬ ‫و‬
‫ألن ُمؤنثه على وزن "فَ ْعلى" كغضبانَ وغَضبى‪ ،‬وعطشانَ‬ ‫بالتاء‪ ,‬وما عداها فممنوعٌ‪َّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫تُ ُ‬
‫ؤنث‬
‫نان" ‪ -‬وهو الصعب من األيام ‪-‬‬ ‫"أرو ٍ‬
‫َ‬ ‫وعطشى‪ ،‬وسكرانَ وسكرى‪ ،‬و َج ْوعان و َج ْوعى‪ .‬وأما نحو‪:‬‬
‫بالتاء‪ ،‬فيقالث‪" :‬يو ٌم‬ ‫ِّ‬ ‫األو ُل ألنه ليس على وزن "فَ ْعالن"‪ ،‬والثاني ألنه يؤنث‬ ‫فمنصرف ألمرين‪َّ :‬‬
‫أرونان‪ ،‬وليلةٌ أرونانة"‪ ،‬أي صعبة شديدة‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫الوصف‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫(‪ )3‬أن تكون صفة معدولة‪ ،‬وذلك بأن تكون الصفة معدولة عن وزن آخر‪ .‬ويكونُ العد ُل مع‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫في موضعين‪:‬‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫األولُ‪ :‬األعدادُ على وزن "فعال أو َمفعَل"‪" :‬كأحادُ و َم ْو َحدَ‪ ،‬وثنا ًء و َمثنى‪ ،‬وثالث و َمثلث‪ ،‬وربُا َ‬
‫و َمربَ َع‪.‬‬
‫(وهي معدولة عن واحد واحد واثنين اثنين الخ‪ ،‬فإذا قلت‪" :‬جاء القوم مثنى"‪ ،‬فالمعنى انهم جاءوا‬
‫اثنين اثنين‪ .‬وقد قالوا‪ :‬ان العدل في األعداد مسموع عن العرب إلى األربعة‪ .‬غير أن النحويين قاسوا‬
‫ذلك إلى العشرة‪ ،‬والحق انه مسموع في الواحد والعشرة وما بينهما)‪.‬‬

‫(‪)306/1‬‬

‫الثاني‪ :‬أُخ َُر‪ ،‬في نحو قولك‪" :‬مررتُ بنساءٍ أُخ ََر" قال تعالى‪{ :‬فَ ِّعدة ٌ من ايام أ ُ َخ َر}‪ .‬وهي جمع‬
‫القياس‬
‫ُ‬ ‫وزن "أفعَل"‪ :‬بمعنى مغاير‪ .‬وكان‬ ‫ِّ‬ ‫الخاء) اس ُم تفضي ٍل على‬
‫ِّ‬ ‫أُخرى‪ُ ،‬مؤنَّث آخر‪ .‬وآخر (بفتح‬
‫ضلَ" ‪ -‬بإفرا ِّد الصفة وتذكيرها ‪ -‬ال "بنساءٍ‬ ‫أَن يُقالَ‪" :‬مررتُ بنساءٍ آخ ََر" كما يقالُ‪" :‬مررتُ بنساءٍ أف َ‬
‫"أل" واإلضافة ال ي ُ‬
‫ُؤنث‬ ‫جردا ً من ْ‬ ‫ألن أفع َل التفضي ِّل‪ ،‬إن كان ُم َّ‬ ‫ضل"‪َّ ،‬‬‫خر"‪ ،‬كما ال يقالُ‪" :‬بنساءٍ فُ َ‬ ‫أُ َ‬
‫وال يُثنَّى وال يج َم ُع‪.‬‬
‫ً‬
‫(وقد علمت في مبحث اسم التفضيل‪ ،‬في الجزء األول‪ ،‬انه إن كان مجردا من "أل" واإلضافة وجب‬
‫استعماله مفردا ً مذكراً‪ ،‬وإن كان موصوفه مثنى أو مجموعا ً أو مؤنثاً‪ ،‬سواء أريد به معنى التفضيل‬
‫أوال‪ .‬كما هي الحال هنا‪ .‬تقول‪ :‬أخالقك أطيب‪ ،‬وآدابك أرفع‪ ،‬وشمائلك أحلى" أما آخر فعدلوا به عن‬
‫هذا االستعمال‪ ،‬فقد استعملوه موافقا ً للموصوف‪ .‬فقالوا‪" :‬آخر وآخران وآخرون‪ ،‬وأخرى وأخريان‬
‫وأخر"‪ .‬على خالف القياس‪ ،‬وكان القياس أَن يقال آخر للجميع‪ .‬فالعدل به عن القياس إحدى العلتين‬
‫في منعه من الصرف‪ .‬وإنما اختصت "أُخر" في جعل عدلها مانعا ً من الصرف‪ .‬ألن آخر ممنوع منه‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫لوزن الفعل‪ .‬وأخرى أللف التأنيث‪ .‬وآخران وأُخريان وآخرون معربة بالحرف‪.‬‬
‫واعلم انه لم يسمع شيء من الصفات التي جاءت على وزن "فعل" ممنوعا ً من الصرف إال "أُخر"‬
‫فقدروا فيها العدل‪ .‬ليكون على أخرى مع الوصفية)‪.‬‬
‫حكم االسم الممنوع من الصرف‬
‫ُجر بالفتحة نحو‪" :‬مررتُ‬
‫حك ُم االسم الممنوع من الصرف أن يمن َع من التنوين والكسرة‪ ،‬وأن ي ّ‬
‫فيجر بالكسرة‪ ،‬على األصل‪ ،‬نحو‪" :‬أحسنت إلى‬ ‫ُّ‬ ‫بأفض َل منه"‪ ،‬إال إذا سبقتهُ "أل" أو أُضيف‪،‬‬
‫األفض ِّل أو إلى أفض ِّل الناس"‪.‬‬
‫ً‬
‫بأل وال مضافا‪ ،‬وذلك في ضرورة الشعر‪:‬‬ ‫ق ْ‬ ‫غير مسبو ٍ‬ ‫ينونُ وي ُّ‬
‫ُجر بالكسرةِّ) َ‬ ‫ُصرف (أي‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫وقد ي‬
‫ت الرسول ترثي أباها‪ ،‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪:‬‬ ‫َ‬
‫كقول السيدةِّ فاطمة بن ِّ‬

‫(‪)307/1‬‬

‫مان غَواليا*‬ ‫الز ِّ‬ ‫*ماذا َعلى َم ْن ش َّم تُربة أحم ٍد * أن ال يَ َ‬


‫ش َّم َمدى َّ‬
‫ف يا ُؤهُ رفعا ً وجراً‪َّ ،‬‬
‫وينونُ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫وغواش تُحذَ ُ‬
‫ِّ‬ ‫المستحق المن َع من الصرف‪ ،‬كجوار‬ ‫ُّ‬ ‫والمنقوص‬
‫ُ‬
‫بناجٍ"‪.‬‬ ‫ومررتُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫بجوار"‪ .‬ولو سميتَ امرأة بناجٍ‪ ،‬قلتَ ‪" :‬جاءت ناجٍ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومررتُ‬ ‫جوار‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫"جاءت‬
‫ويكون الجر بفتح ٍة مقدر ٍة على الياء المحذوفة‪ ،‬كما يكونُ الرف ُع بضكو مقدَّرة عليها كذلك‪ .‬أما في‬
‫وناجي"‪.‬‬
‫َ‬ ‫جواري‬
‫َ‬ ‫ب‪ ،‬فتثبت اليا ُء مفتوحة نحو‪" :‬رأيتُ‬ ‫حالة النص ِّ‬
‫الجر‪ ،‬ظاهرة ً عليها الفتحةُ كقوله‪:‬‬ ‫وقد جاء في الشعر إثباتُ يائِّ ِّه‪ ،‬في حالة ِّ ّ‬
‫ولكن عبد هللا مولى مواليا*‬ ‫َّ‬ ‫*فلو كان عبدَ هللا مولى‪ ،‬هجوتُه *‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫قوص الممنوع من الصرف‪ ،‬إذا كان َعلما‪ ،‬في أحواله الثالثة‪ .‬فيقولُ‪:‬‬ ‫ومن النحاة من يثبتُ ياء المن ِّ‬
‫ناجي‪ ،‬ومررتُ بناجي"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫"جا َءت ناجي‪ ،‬ورأيت‬
‫الياء المحذوفة‪ ،‬ال‬
‫ض من ِّ‬ ‫عو ٍ‬‫واعلم أن تنوين المنقوص‪ ،‬المستحق المنع من الصرف‪ ،‬إنما هو تنوينُ َ‬
‫تنوين صرف كتنوين األسماء المنصرفة ألنه ممنوع منه‪.‬‬
‫(‪ )1‬أجاز بعضهم صرف ما حقه أن يمنع‪ ،‬مطلقا ً في نظم أو نثر‪ .‬وهي لغة حكاها األخفش وقال‪:‬‬
‫ريب أنها‬
‫َ‬ ‫كأنها لغة الشعراء‪ .‬ألنهم اضطروا اليه في الشعر‪ ،‬فجرى على ألسنتهم ذلك في الكالم‪ .‬وال‬
‫لغةٌ ضعيفة‪ ،‬ال يلتفت إليها‪.‬‬

‫(‪)308/1‬‬

‫عرض للعلم الممنوع من الصرف التنكير‪ ،‬كأن يراد به واحد ال بعينه ممن سمي به فإنه‬ ‫َ‬ ‫(‪ )2‬إذا‬
‫عمر من العمرين‪ ،‬وفاطمةٌ من الفاطمات‪ ،‬وابراهي ٌم من اإلبراهيميين‪ ،‬وأحمدٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ينصرف‪ ،‬نحو‪( :‬جاءني‬
‫ُ‬
‫وعمران ويزي ٍد ويوسفٍ ومعد يكر ٍ‬
‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫سعا‬ ‫(رب‬ ‫ونحو‪:‬‬ ‫العثمانين)‪،‬‬ ‫من‬ ‫ٌ‬
‫وعثمان‬ ‫األحمدين‪،‬‬ ‫من‬
‫لقيتُ )‪ .‬إال إذا كان منقوالً عن صفة‪ ،‬كمن سميته أحمر وي ِّقظان)‪ ،‬فإنه ال ينصرف على المختار من‬
‫أقوال النحاة‪ .‬وهو ما ذهب إليه سيبويه‪ .‬ألنه قبل نقله من الوصفية إلى العلمية‪ ،‬كان ممنوعا ً من‬
‫الصرف‪ .‬فإذا فقد العَلمية رجع إلى أصله من المنع‪ ،‬اعتدادا ً بهذا األصل ولم يفعلوا ذلك في غير‬
‫الصفات الممنوعة‪ ،‬ألنه بزوال العلمية‪ ،‬التي هي أحد سببي المنع‪ ،‬لم يبق إال سبب واحد فال يكفي في‬
‫المنع من الصرف‪.‬‬
‫(‪ )3‬أجاز الكوفيون واألخفش وأبو علي الفارسي للشاعر أن يمنع صرف ما حقه أن ينصرف‪ .‬وعليه‬
‫قول األخطل‪:‬‬
‫َدور*‬
‫بشبيب غائلة النفوس‪ ،‬غ ُ‬
‫َ‬ ‫لب األَرزاق بالكتائب‪ ،‬إذ هوت *‬ ‫ط َ‬‫* َ‬
‫وقول العباس بن مرداس‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫رداس في َمجْ َم ِّع*‬
‫َ‬ ‫حابس * يفوقان ِّم‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حصن وال‬ ‫وما كان‬
‫واختاره ابن مالك‪ .‬وهو الصحيح‪ ،‬كما قال ابن هشام‪ ،‬لكثرة ما ورد منه‪.‬‬
‫وعن ثعلب أنه أجاز منع المنصرف مطلقاً‪ ،‬في نظم أو نثر‪ .‬وبعضهم خص ذلك بما كان علماً‪.‬‬
‫وبعضهم أجاز صرف ما كان على صيغة منتهى الجموع‪ .‬والحق االقتصار على ما ذكرنا‪.‬‬
‫ب بالحروف من األَسماء‬ ‫المعر ُ‬
‫َ‬
‫واألسماء الخمسة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ب بالحروف من األسماء ثالثة أنواع‪ :‬المثنى‪ ،‬وجمع المذكر السالم‪،‬‬ ‫المعر ُ‬
‫َ‬
‫ويجر بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما‬
‫ُّ‬ ‫فالمثنى يُرف ُع باأللف‪ ،‬مثل‪( :‬أفلح المجتهدان)‪ .‬ويُنصب‬
‫بعدها مثل‪( :‬أَكرمت المجتهدَي ِّْن‪ ،‬وأحسنتُ إلى المجتهدي ِّْن)‪.‬‬
‫ومن الرعب من يُلز ُم المثنى األلف‪ ،‬رفعا ً ونصبا ً وجراً‪ ،‬وهم بنو الحارث ابن كعب‪ ،‬وخثعم‪ ،‬وزبيدُ‬
‫وكنانة وآخرون‪ ،‬فيقولون‪" :‬جاء الرجالن‪ ،‬ورأيت الرجالن‪ ،‬ومررت بالرجالن"‪ .‬وعليه قول‬
‫الشاعر‪:‬‬

‫(‪)309/1‬‬

‫طعنةً * دَعته إلى هابي التراب‪ ،‬عقي ُم*‬ ‫*ت َزَ َّودَ منا بَينَ أُذناهُ َ‬
‫وقو ُل اآلخر‪:‬‬
‫*إن أباها وأَبا أَباها * قد بلغا في المجد غايتاها*‬ ‫َّ‬
‫"إن هذان"‪،‬‬‫"إن"‪ .‬وقرئ‪ْ :‬‬ ‫لساحران} بتشديد َّ‬
‫ِّ‬ ‫هذان‬
‫ِّ‬ ‫{إن‬ ‫َ‬
‫وحملوا على هذه اللغة قراءة من قرأ‪َّ :‬‬
‫"وإن هذين" بتشديدها ونصب هذين بالياء‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫بتخفيفها‪،‬‬
‫ويجر بالياء المكسور ما قبلها‬ ‫ُّ‬ ‫وينصب‬
‫ُ‬ ‫وجم ُع المذكر السالم يرفع بالواو‪ ،‬مثل‪" :‬أفلح المجتهدون"‪.‬‬
‫المفتوح ما بعدها‪ ،‬مثل‪" :‬أكرمتُ المجتهدِّينَ ‪ ،‬وأحسنتُ إلى المجتهدينَ "‪.‬‬
‫واألسماء الخمسة هي "أبٌ وأ ٌخ و َح ٌم وفو وذو"‪ .‬وهي ترف ُع بالواو‪ ،‬مثل‪" :‬جاء أبو الفضل"‪ ،‬وتنص ُ‬
‫ب‬
‫بالياء‪ ،‬مثل‪" :‬عامل الصديق معاملة أخيك"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫"أكرم أباك" وت ُ ُّ‬
‫جر‬ ‫ِّ‬ ‫باأللف‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫وهي ال تعرب كذلك إال إذا كانت مفردة مضافة إلى غير ياء المتكلم‪ .‬فإن كانت مثناة‪ ،‬أو مجموعة‪،‬‬
‫فتعرب إعراب المثنى أو الجمع‪ ،‬مثل‪" :‬أكرم أبويك‪ ،‬واقت ِّد بصالح آبائك‪ ،‬واعتص ْم بذوي األخالق‬
‫الحسنة"‪.‬‬
‫ذيء‬
‫كرم الفم عن بَ ِّ‬ ‫َ‬
‫معربة بحركات ظاهرة‪ ،‬مثل‪" :‬هذا أبٌ صال ٌح‪ ،‬وأ ِّ‬ ‫ً‬ ‫وإن قُطعت عن اإلضافة كانت َ‬
‫س ْك باألخ الصادق"‪.‬‬ ‫الكالم‪ ،‬وتم ّ‬
‫ت ُمقدَّرةٍ على آخرها‪ ،‬يمن ُع من ظهورها كسرة ُ‬ ‫ياء المتكلم كانت ُمعربة بحركا ٍ‬ ‫ضيفت إلى ِّ‬ ‫ْ‬ ‫وإن أ ُ‬
‫ولزمتُ طاعةَ أبي"‪.‬‬ ‫المناسبة مثل‪" :‬أبي رجل صالح‪ ،‬وأ َكرمتُ أبي‪ِّ ،‬‬
‫خ و َح ٍم‪" :‬هذا أبُكَ ‪ ،‬ورأَيتُ أَبَكَ ‪ ،‬ومررتُ بأبِّكَ "‪ .‬بحذف اآلخر‪،‬‬ ‫ب وأ َ ٍ‬‫ومن العرب من يقول في أ ٍ‬
‫ت ظاهرة‪ .‬ومنه قوله‪:‬‬ ‫ويَعرب االسم بحركا ٍ‬
‫ظلَ ْم*‬ ‫كر ْم * و َم ْن يُشا ِّب ْه أَبَهُ فَما َ‬ ‫*بأب ِّه اقتَدَى َعدي في ْال َ‬
‫أبان"‪ .‬ومن قال‪" :‬هذا أبوك"‪ ،‬قال‪ :‬هذان أ َ ِّ‬
‫بوان‪.‬‬ ‫"هذان ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ومن قال‪" :‬هذا أبْكَ " قال في التثنية‪:‬‬

‫(‪)310/1‬‬

‫ت‬‫االسم المقصور‪ ،‬بحركا ٍ‬‫ِّ‬ ‫إعراب‬


‫َ‬ ‫ومنهم من يُلز ُم ذلك األلف‪ ،‬في حاالت اإلعراب الثالث‪ ،‬ويُعربُهُ‬
‫ُضف‪ .‬فيقول‪ :‬هذا أباً‪ ،‬ورأيتُ أباً‪ ،‬ومررتُ بأباً"‪ .‬ويقول‪ :‬هذا‬
‫ضيف أم لم ي ْ‬
‫َ‬ ‫مقدَّرة على األلف‪ ،‬سوا ٌء أَأ ُ‬
‫األبا‪ ،‬ورأَيتُ األبا‪ ،‬ومررت باألبا‪ ،‬باعتبار أنه اسم مقصور‪ .‬كما ت َقول‪" :‬هذه عصاً‪ ،‬وهذه العصا"‪.‬‬
‫ص ٌر"‪.‬‬‫لتحركها وانفتاح ما قبلها‪ ،‬كما قُلت في "عصاً" وأصلُها‪َ " :‬ع َ‬
‫ُّ‬ ‫الواو ألفا‬
‫ُ‬ ‫ألن األصل "أبَ ٌو"‪ ،‬قُلبت‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫"إن أباها وأبا أباها ‪ ....‬البيت"‪ .‬ومن قال‪ :‬هذا‬ ‫طلٌ"‪ ،‬وقول الشاعر‪َّ :‬‬ ‫ومنه المثل‪ُ " :‬م ْك َرهٌ أخاكَ ال بَ َ‬
‫قلب األلف واواً‪.‬‬‫عصوان"‪ .‬يَ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫"هاتان‬
‫ِّ‬ ‫أبوان"‪ ،‬كما يقول‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫"هذان‬
‫ِّ‬ ‫"أباً"‪ ،‬قال في التثنية‪:‬‬
‫ق بال ُمثَنَّى‬ ‫إعراب الملح ِّ‬ ‫ُ‬
‫إعراب المثنّى‪.‬‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫اثنان‬
‫ِّ‬ ‫"اثنتان‬
‫ِّ‬ ‫يُعرب‬
‫والمرأتان‬
‫ِّ‬ ‫الرجالن كالهما‬
‫ِّ‬ ‫ضمير‪ ،‬مثل‪" :‬جا َء‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫إعراب المثنى‪ ،‬إذا أضيفا إلى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫رب " ِّكال و ِّكلتا"‬ ‫ويُعَ ُ‬
‫والمرأتين كلتيهما"‪ .‬فإن‬
‫ِّ‬ ‫والمرأتين كلتّيهما‪ ،‬ومررت بالرجلين كليهما‬ ‫ِّ‬ ‫الرجلين كليهما‬ ‫ِّ‬ ‫كلتاهما‪ ،‬ورأيتُ‬
‫إعراب االسم المقصور‪ ،‬بحركات ُمقدَّرة على األلف رفعا ً ونصبا ً‬ ‫َ‬ ‫أُضيفتا إلى غير الضمير أعْربا‬
‫ُ‬
‫وجرا‪ ،‬مثل‪ :‬جا َء كال الرجلين وكلتا المرأتين‪ ،‬ورأيتُ كال الرجلين وكلتا المرأتين‪ ،‬ومررتُ بِّكال‬ ‫ًّ‬
‫الرجلين وكلتا المرأتين"‪.‬‬
‫اإلخبار عنهما بما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫ولذلك‬ ‫ى‪:‬‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ث‬‫م‬‫ُ‬ ‫ومعناهما‬ ‫ٌ‬ ‫د‬‫فر‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫هما‬ ‫ُ‬
‫ظ‬ ‫ولف‬ ‫لالضافة‪.‬‬ ‫الزمان‬
‫ِّ‬ ‫اسمان ُم‬ ‫ِّ‬ ‫وكال وكلتا‪:‬‬
‫مير المثنى باعتبار معناهما‪ ،‬فنقول‪" :‬كال الرجلين عالم‪،‬‬ ‫ضمير المفردِّ‪ ،‬باعتبار لفظهما‪ ،‬وض َ‬ ‫َ‬ ‫يحم ُل‬
‫وكالهما عالمان" وقد اجتمعا في قول الشاعر‪:‬‬
‫ي بَيْن َهما * قَ ْد أَقلعا‪ ،‬و ِّكال أنفيْهما رابي*‬
‫َ‬ ‫* ِّكالهُما حينَ َجدَّ ال َج ْر ُ‬
‫ين آتت أ ُكلَها}‪ ،‬ولم يَقُل‪:‬‬
‫أكثر‪ ،‬وبه جا َء القرآنُ الكري ُم‪ ،‬قال تعالى‪ِّ { :‬كلتا الجنَّت ِّ‬ ‫اللفظ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫اعتبار‬
‫َ‬ ‫إالَّ أن‬
‫"آت َتا"‪.‬‬

‫(‪)311/1‬‬

‫وزيدان‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫األسماء ال ُمثناةِّ إعراب المثنى‪ ،‬ألنه مل َح ٌق به‪ ،‬فتقولُ‪" :‬جا َء حسنان‬
‫ِّ‬ ‫مي به من‬‫س َ‬ ‫ب ما ُ‬ ‫ُعر ُ‬ ‫وي َ‬
‫إعراب ماال‬
‫َ‬ ‫ب‬‫ُعر َ‬
‫األلف وي َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز أن يَلزَ م‬ ‫وزيدين"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫بحسنين‬
‫ِّ‬ ‫ين‪ ،‬ومررتُ‬‫حسنين وزيدَ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ورأَيتَ‬
‫ينصرف‪ ،‬تشبيها ً له بنحو‪ :‬عِّمرانَ وسلمانَ " تقول‪" :‬جا َء زيدانُ وحسنانُ ‪ ،‬ورأَيتُ زيدانَ وحسنانَ ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ومررتُ بزيدانَ وحسنانَ " كما تقول‪" :‬جا َء عمرانُ ‪ ،‬ورأيتُ عمرانَ ‪ ،‬ومررتُ بعمرانَ " ويكون منعُه‬
‫األلف والنون‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫من الصرف للعَلميّة وزيادة‬
‫فائدتان‬
‫(‪ )1‬قال ابن هشام في المغني‪ :‬وقد سئلت قديما ً عن قول القائل‪" :‬زيد وعمرو كالهما قائم‪ .‬أو كالهما‬
‫قائمان"‪ .‬فكتبت‪ :‬إن قدر (كالهما) توكيدا ً قيل "قائمان"‪ :‬ألنه خبر عن "زيد وعمرو"‪ ،‬وإن قدر‬
‫مبتدأ‪ ،‬فالوجهان‪ ،‬والمختار اإلفراد‪ .‬وعلى هذا‪ ،‬فإذا قيل‪" :‬إن زيدً وعمراً" فإن قيل "كليهما" قيل‬
‫"قائمان" أو "كالهما" فالوجهان‪ .‬ويتعين مراعاة اللفظ في نحو‪" :‬كالهما محب لصاحبه"‪ ،‬الن معناه‬
‫كل واحد منهما‪ ،‬وقوله‪:‬‬
‫*كالنا غني عن أَخيه حياته * ونحن‪ ،‬إذا متنا‪ ،‬أشد تغانيا*ً‬
‫(‪ )3‬يؤكد بكال المثنى المذكر‪ .‬وبكلتا المثنى المؤنث‪ ،‬ويضافان أبدا ً لفظا ً ومعنى إلى ٍ‬
‫اسم واحد‬
‫معرفة‪ ،‬دال على اثنين‪ :‬إما بلفظه‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء كال الرجلين" وإما بمعناه‪ .‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫*إن للخير وللشر مدى * وكال ذلك وجه وقبل*‬
‫أَي‪ :‬وكال ما ذكر من الخير والشر‪ :‬وال يضافان إلى مفرد‪ ،‬وأما قول الشاعر‪:‬‬
‫*كال اخي وخليلي واجدي ابدا ً * في النائبات وإلمام الملمات*‬
‫فضرورة نادرة‪ ،‬ال يلتفت اليها وال يستشهد بها‪ ،‬وال تباح في شيء من الكالم‪ ،‬حتى الشعر الن‬
‫الضرورة إنما يستشهد بها‪ ،‬إذا كانت كثيرة‪ .‬فإن كثرت في كالمهم جاز للشاعر ارتكابها‪.‬‬
‫بجم ِّع المذ َّكر السالم‬
‫ق ْ‬ ‫عراب ال ُم ْل َح ِّ‬
‫ُ‬ ‫إِّ‬
‫غير قياس" إعراب جمع المذكر‬ ‫السالم "وهو ما ُجمع هذا الجم َع على ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫المذكر‬
‫ِّ‬ ‫ُعرب المل َحق بجمع‬ ‫ي ُ‬
‫السالم‪.‬‬

‫(‪)312/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫إعراب هذا الجمع‪ ،‬وهو‬ ‫َ‬ ‫ويجوز في نحو‪" :‬بَنينَ وسِّنينَ وعِّضينَ وثُبينَ " وما أَشبهها أَن ي َ‬
‫ُعرب‬
‫ي ِّسنون‪ ،‬واغتربتُ سنين‪ ،‬وأنجزتُ هذا العمل في سنينَ "‪ .‬قال تعالى‪{ :‬ألك ُم‬ ‫ت عل َّ‬ ‫االفص ُح فيقال‪َ " :‬م َّر ْ‬
‫ُعرب بالضمة رفعا‪ً،‬‬ ‫بحين‪ ،‬في ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫البناتُ وله البنونَ ؟} ويجوز أن ت َلزَ َمهُ اليا ُء م َع التنوين‪ ،‬تشبيها له‬
‫ثماني‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫غتربا سنينا كثيرة‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫سنين كثيرةٌ‪ .‬ومكثتُ ُم ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬‫جرا‪ .‬تقول‪َ " :‬م َّرت عل َّ‬ ‫وبالفتحة نصباً‪ ،‬وبالكسرةِّ ًّ‬
‫سنين"‪ .‬وعليه قول الشاعر‪:‬‬
‫شيَّ ْبنَنا ُم ْرداً*‬‫فإن ِّسنينَهُ * لَ ِّعبْنَ بنا شيبا ً و َ‬ ‫من نَجْ دٍ‪َّ ،‬‬ ‫عاني ْ‬
‫*دَ َ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫س ٍن‪َ ،‬علي‪ * ،‬أبا ً بَ ًّرا‪ :‬ونحنُ لهُ بَنينُ*‬ ‫وكانَ لنا أبو َح َ‬
‫َ‬
‫يعرب إعرابه‪ .‬فنقول‪" :‬جا َء عا ِّبدونَ وزيدونَ ‪ ،‬ورأيتُ عابدينَ‬ ‫َ‬ ‫ي به من هذا الجمع أن‬ ‫ويجوز فيما سم ّ‬
‫يلزم اليا َء والنون مع التنوين‪،‬‬ ‫وزيدينَ ‪ ،‬ومررتُ بعابدينَ وزيدينَ "‪ .‬وهو األفص ُح‪ .‬ويجوز أن َ‬
‫لزم‬
‫بزيدون‪ .‬ويجوز أن يَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫زيدون‪ ،‬ورأَيتُ زيدوناً‪ ،‬ومررتُ‬ ‫ٌ‬ ‫واإلعراب بالحركات الثالثِّ‪ .‬فنقول‪ :‬جا َء‬ ‫َ‬
‫ينصرف‪ ،‬تشبيها له بهارون‪ ،‬فيجري مجراهُ‪ .‬ويكون‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫إعراب ماال‬‫َ‬ ‫ويعرب‬
‫َ‬ ‫تنوين‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫الواو والنون بال‬‫َ‬
‫ممنوعا ً من الصرف للعَلمية وشب ِّه الع ّجمة‪ .‬فنقول‪ :‬جا َء عابدونُ و َحمدونُ وخَلدونُ وزيدونُ ‪ ،‬ورأَيتُ‬
‫عابدونَ وحمدونَ وخلدونَ وزيدونَ ‪ ،‬ومررت بعابدونَ وحمدونَ وخلدونَ وزيدونَ " كما تقول‪ :‬جا َء‬
‫هارونُ ‪ ،‬ورأيتُ هارونَ ‪ ،‬ومررتُ بهارونَ ‪.‬‬
‫سالم‬
‫ث ال َّ‬ ‫إعراب ال ُم ْلحق بجمع المؤن ِّ‬ ‫ُ‬
‫تُعرب "أوالتُ " كجمع المؤنث السالم‪ ،‬بالضمة رفعاً‪ ،‬وبالكسرة نصبا ً وجراً‪ .‬قال تعالى‪{ :‬وإن َّ‬
‫كن‬ ‫ُ‬
‫والصالح‬
‫ِّ‬ ‫الحياء‬
‫ِّ‬ ‫الخير من أُوال ِّ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ق الطيّب ِّة محبوباتٌ ) و (ار ُج‬ ‫ت َحم ٍل}‪ .‬وتقول‪( :‬أُوالتُ األخال ِّ‬ ‫أُوال ِّ‬
‫والعلم)‪.‬‬

‫(‪)313/1‬‬

‫اذرعاتٌ و َع َرفاتٌ ‪ ،‬ورأَيتُ اذرعا ٍ‬


‫ت‬ ‫الجمع إعرابَهُ‪ ،‬فتقولُ‪" :‬هذه ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫مي به من هذا‬ ‫س ُ‬ ‫ُعرب ما ُ‬
‫وي ُ‬
‫ت و َع َرفاتٍ"‪ .‬هذا هو الفصي ُح‪ .‬قال تعالى‪{ :‬فإذا افضتم من َع َرفاتٍ}‬ ‫و َعرفات‪ ،‬وسافرتُ إلى اذرعا ٍ‬
‫ينصرف‪ ،‬للعَلميَّة والتأنيث‪ :‬فيُرف ُع‬‫ُ‬ ‫إعراب ما ال‬
‫َ‬ ‫ُعرب‬
‫آخران‪ :‬احدُهما أن ي َ‬ ‫ِّ‬ ‫مذهبان‬
‫ِّ‬ ‫ويجوز فيه‬
‫عرفاتَ ‪،‬‬ ‫َ‬
‫بالضمة‪ ،‬وينصب ويُجر بالفتح ِّة‪ .‬ويمتن ُع حينئ ٍذ من التنوين‪ .‬فتقولُ‪" :‬هذ ِّه َع َرفاتُ ‪ ،‬ورأيتُ َ‬
‫غير أنهُ‬
‫َ‬ ‫السالم‪،‬‬ ‫ث‬
‫كجمع المؤن ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ُنصب ويُجر بالكسر ِّة‪،‬‬‫َ‬ ‫ومررتُ بعرفاتَ "‪ .‬والثاني أَن يُرف َع بالضمة‪ ،‬وي‬
‫وعرجتُ على اذرعاتِّ"‪ .‬ويُروى قول‬ ‫َّ‬ ‫يزا ُل منه التنوينُ ‪ ،‬فتقولُ‪" :‬هذ ِّه اذرعاتُ ‪ ،‬ودخلتُ اذرعاتِّ‪،‬‬
‫امرئ القيس‪:‬‬
‫دارها نَ َ‬
‫ظ ٌر عالي*‬ ‫ب‪ ،‬أدْنى ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫*تَن ََّو ْرتُها من أذ ِّرعات‪ ،‬وأهلها * بيَث ِّر َ‬
‫منونة‪.‬‬
‫غير َّ‬ ‫وكسرها بال تنوين‪ ،‬وفتحها َ‬ ‫ِّ‬ ‫منونةٌ‪،‬‬
‫التاء َّ‬
‫كسر ِّ‬ ‫باألوجهُ الثالثة‪ِّ :‬‬
‫ـــــ‬
‫َ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( مرفوعات األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( الفاعل )‬

‫الفاع ُ‬
‫ل‪:‬‬

‫سهُ ٌ‬
‫فائز"‪.‬‬ ‫"السابق فَر ُ‬
‫ُ‬ ‫سندُ إليه بعد فع ٍل تام معلوم أو ِّشبْه ِّه‪ ،‬نحو "فاز المجتهدُ" و‬
‫هو ال ُم َ‬
‫(فالمجتهد‪ :‬اسند إلى الفعل التام المعلوم‪ ،‬وهو "فاز" والفرس‪ :‬اسند إلى شبه الفعل التام المعلوم‪ ،‬وهو‬
‫"السابق" فكالهما فاعل لما أسند إليه)‪.‬‬
‫والمصدر‪ .‬واس ُم التفضيل‪ ،‬والصفةُ ال ُمشبَّهة‪ ،‬ومبالغة اسم‬
‫ُ‬ ‫المعلوم اس ُم الفاعل‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫والمرادُ بشبه الفع ِّل‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫"أكر ْم رجال‬
‫ِّ‬ ‫الفاع ِّل‪ ،‬واس ُم الفع ِّل‪ .‬فهي كلُّها ترف ُع الفاع َل كالفعل المعلوم‪ .‬ومنهُ االسم المستعار‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ِّمسكا ً ُخلُقُه"‪.‬‬
‫(فخلقه فاعل لمسك مرفوع به‪ ،‬ألن االسم المستعارة في تأويل شبه الفعل المعلوم والتقدير‪" :‬صاحب‬
‫رجال كالمسك" وتأويل قولك‪" :‬رأيت رجال أسدا ً غالمه"‪" :‬رأَيت رجال جريئا ً غالمه كاألسد")‪.‬‬
‫وفي هذا الفصل خمسة مباحث‪:‬‬
‫(‪ )1‬أحكام الفاعل‬
‫أحكام‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫للفاعل سبعةُ‬

‫(‪)314/1‬‬

‫فرض عليه"‪ ،‬أو إلى‬‫ٌ‬ ‫المرء أباهُ‬


‫ِّ‬ ‫وجوب رفعه‪ .‬وقد يُ َج ُّر لفظا ً بإضافته إلى المصدر‪ ،‬نحو‪" :‬إكرام‬
‫ُ‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ‬
‫الفقير سال َمكَ على الغني"‪ ،‬وكحديثِّ‪" :‬من قبلة الرج ِّل امرأتَهُ‬
‫ِّ‬ ‫سل ْم على‬ ‫اسم المصدر‪ ،‬نحو‪َ " :‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫بالباء‪ ،‬او من‪ ،‬او الال ِّم الزائداتِّ‪ .‬نحو‪{ :‬ما جا َءنا من أحدٍ‪ ،‬وكفي باهلل شهيدا‪ ،‬وهَيهات‬‫ِّ‬ ‫الوضو ُء"‪ .‬او‬‫ُ‬
‫هيهاتَ لما تو َعدون}‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫وجوب وقوع ِّه بعدَ ال ُمسندِّ‪ ،‬فإن تقد ََّم ما هو فاعل في المعنى كان الفاعل ضميرا مستترا يعود‬ ‫ُ‬ ‫(‪)2‬‬
‫قام"‪.‬‬
‫ٌّ َ‬‫ي‬ ‫"عل‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫إليه‪،‬‬
‫(والمقدم إما مبتدأ كما في المثال‪ ،‬والجملة بعده خبره‪ ،‬وإما مفعول لما قبله نحو‪" :‬رأيت عليا ً يفعل‬
‫الخير" وإما فاعل لفعل محذوف‪ ،‬نحو‪" :‬وإن أحد من المشركين استجارك فأجره‪ ،‬فأحد‪ :‬فاعل لفعل‬
‫محذوف يفسره الفعل المذكور‪.‬‬
‫وأجازالكوفيون تقديم الفاعل على المسند إليه‪ .‬فأجازوا أن يكون "زهير" في قولك‪" :‬زهير قام"‬
‫فاعال لجاء مقدما ً عليه‪ .‬ومنع البصريون ذلك‪ .‬وجعلوا المقدم المبتدأ خبره الجملة بعده‪ .‬كما تقدم‪.‬‬
‫وتظهر ثمرة الخالف بين الفريقين في أنه يجوز أن يقال‪ ،‬على رأي الكوفيين‪" :‬الرجال جاء" على أن‬
‫الرجال فاعل لجاء مقدم عليه‪ .‬وأما البصريون فلم يجيزوا هذا التعبير‪ .‬بل أوجبوا أن يقال‪" :‬الرجال‬
‫جاءوا"‪ .‬على أن الرجال مبتدأ‪ ،‬خبره جملة جاءوا‪ ،‬من الفعل وفاعله الضمير البارز‪ .‬والحق أن ما‬
‫ذهب إليه البصريون هو الحق‪ :‬وقد تمسك الكوفيون بقول الزباء‪:‬‬
‫*ما للجمال مشيها وئيدا؟ * أجندال يحملن أم حديدا؟*‬
‫فقالوا‪ :‬ال يجوز أن يكون "مشيها" مبتدأ‪ ،‬ألنه يكون بال خبر‪ ،‬ألن "وئيداً" منصوب على الحال‪.‬‬
‫فوجب أن يكون فاعال لوئيدا ً مقدما ً عليه‪ .‬وقال البصريون‪ :‬أنه ضرورة‪ .‬أو إنه مبتدأ محذوف الخبر‪،‬‬
‫وقد سدت الحال مسده‪ .‬أي‪ :‬ما للجمال مشيها يبدو وئيداً‪ .‬على انه ال حاجة إلى ذلك‪ .‬فهذا البيت على‬
‫فرض صحة االستشهاد به‪ ،‬شاذ يذوب في بحر غيره من كالم العرب‪.‬‬

‫(‪)315/1‬‬

‫ونرى أن االستشهاد به ال يجوز‪ ،‬ألن الزباء هذه مشكوك في كثير من أخبارها‪ .‬ثم انها لم تنشأ في‬
‫بيئة يصح االستشهاد بكالم اهلها‪ .‬فانها من أهل "باجرما" وهي قرية من اعمال البليخ‪ ،‬قرب الرقة‪،‬‬
‫من أرض الجزيرة‪ ،‬جزيرة "اقور"‪ ،‬التي بين الفرات ودجلة‪ ،‬وهي مجاورة لديار الشام‪ .‬والعلماء ال‬
‫يستشهدون بكالم الفصحاء المجاورين لجزيرة العرب‪ .‬فكيف يصح االستشهاد بكالم امرأة من اهل‬
‫جزيرة "اقور"؟ وقد قالوا‪ :‬إنها كانت ملكة الجزيرة‪ ،‬وكانت تتكلم بالعربية‪ .‬راجع ترجمتها في شرح‬
‫الشواهد للعيني‪ ،‬في شرح الشواهد الفاعل‪ .‬وفي مجمع األمثال للميداني في شرح المثل‪" :‬ببقةً صرم‬
‫الرأي"‪ .‬وذكر في جمهرة األمثال هذه أنها كانت على الشام والجزيرة من قبل الروم‪ .‬وفي القاموس‬
‫وشرحه للزبيدي أن الزباء اسم الملكة الرومية‪ ،‬تمد وتقصر‪ ،‬وهي ملكة الجزيرة‪ ،‬وتعد من ملوك‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الطوائف وهي بنت عمرو بن الظرب أحد أشراف العرب وحكمائهم‪ ،‬خدعه جذيمة األبرش‪ ،‬وأخذ‬
‫عليه ملكه وقتله‪ ،‬وقامت هي بأخذ ثأره في قصة مشهورة مشتملة على أمثال كثيرة‪.‬‬
‫نقول‪ :‬وان تاريخ الزباء يشبه تاريخ زنوبيا‪ ،‬التي يذكرها الروم في اخبارهم ويرجح العلماء انها هي‪.‬‬
‫ويراجع الكالم على "باجرما" مو "جزيرة اقور" في معجم البلدان)‪.‬‬
‫ظهر في اللفظ فذاك‪ .‬وإالّ فهو ضمير راج ٌع إما لمذكور‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫َ‬ ‫(‪ )3‬انه ال بُدَّ منه في الكالم‪ .‬فإن‬
‫يشرب‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫مؤمن‪ .‬وال‬ ‫ث "ال يزني الزاني حينَ يزني وهو‬ ‫"المتجهدُ ينج ُح" أو لما دل عليه الفعلُ‪ ،‬كحدي ِّ‬
‫الخمرة َ حين يشربُها وهو مؤمن"‪ .‬او لما د َّل عليه الكال ُم‪ ،‬كقولك في جواب هل جا َء سلي ٌم؟ "نَعَ ْم‬
‫التراقي}‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬
‫َ‬ ‫جا َء"‪ .‬أو لما د َّل عليه المقا ُم‪ ،‬نحو‪{ :‬كالّ إذا بَلغت‬
‫سلَّما*‬
‫صلى َعلينا و َ‬ ‫بر َ‬ ‫س ِّيّدا ً من قَبيل ٍة * ذُرا ِّم ْن ٍ‬
‫عرنا َ‬‫*إذا ما أ َ ْ‬
‫ش ْمس‪ ،‬أو قَ َ‬
‫ط َر ْ‬
‫ت دَما*‬ ‫ض ِّريَّةً * هَتكنا ِّح َ‬
‫جاب ال َّ‬ ‫َضبْنا َغضْبةً ُم َ‬ ‫*إذا ما غ ِّ‬

‫(‪)316/1‬‬

‫أو لما دَلَّت عليه الحا ُل ال ُمشاهَدةُ‪ ،‬نحو‪" :‬إن كانَ غدا ً فائتني"‪ .‬وقول الشاعر‪:‬‬
‫يٍ‪ ،‬ال إخالُكَ راضيا*‬ ‫طر ّ‬‫*إذا كان ال يُرضيكَ حتى ت َُردَّني * إلى قَ َ‬
‫ي‪ ،‬نحو‪( :‬بلى سعيدٌ) في‬ ‫ُجاب به نف ٌ‬ ‫(‪ )4‬أنه يكون في الكالم وفعلهُ محذوف لقرينة دالة عليه‪ :‬كأن ي َ‬
‫جواب من قال‪( :‬ما جاء أحدٌ)‪ ،‬ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫ْ‬
‫بل أعظ ُم ال َوجْ دِّ*‬ ‫ْ‬
‫*ت َجلَّدْتُ ‪ ،‬حتى قي َل لم يَ ْع ُر قلبَهُ * من الوجْ ِّد شي ٌء‪ ،‬قُلتُ ‪ْ :‬‬
‫سافر؟) فيقال "سعيدٌ"‪ ،‬وتقول‪( :‬هل جاءك أحدٌ؟)‪ ،‬فيقال‪( :‬نع ْم خليلٌ)‪ ،‬قال‬ ‫َ‬ ‫أواستفها ٌم‪ ،‬نقول‪َ ( :‬م ْن‬
‫تعالى‪{ :‬لَئِّن سألت َهم من خلقَهم؟ ليقول َّن هللا}‪ .‬وقد يكون االستفهام مقدرا كقوله تعالى‪{ :‬يس ِّبّح له فيها‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫بالغُد َُّو واآلصال‪ ،‬رجا ٌل ال تلهيهم تجارة ٌ وال بي ٌع عن ذكر هللا}‪ ،‬في قراءة من قرأ (يُسبَّح) مجهوالً‪،‬‬
‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫صو َم ٍة * ومختبِّط مما تطي ُح الطوائ ُح*‬ ‫ع ِّلخ ُ‬‫*ليُبْكَ يَزيدُ‪ ،‬ضار ٌ‬
‫والحذف في ذلك‬
‫ُ‬ ‫بالفعل‪،‬‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫خاص‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫أدا‬ ‫بعد‬ ‫ٍ‬ ‫مرفوع‬ ‫اسم‬
‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫فاعله‪،‬‬ ‫بقاء‬
‫ِّ‬ ‫مع‬ ‫الفعل‪،‬‬ ‫حذف‬
‫ُ‬ ‫ومما جاء فيه‬
‫كالم هللا‪ ،‬ثم أبل ْغه مأمنَه} ونحو‪:‬‬‫َ‬ ‫فأجرهُ حتى يسمع‬ ‫واجبٌ ‪ ،‬نحو‪{ :‬وإن أحد من المشركين استجارك‪ِّ ،‬‬
‫وار لطمتني)‪ ،‬وقول امرئ القيس‪:‬‬ ‫(لو ذاتُ ِّس ٍ‬ ‫ُ‬
‫المثلث‪ْ :‬‬ ‫{إذا السما ُء انشقَّت}‪ ،‬ومنه‬
‫ان*‬‫بخز ِّ‬‫ْس عل شَيءٍ ِّسواهُ َّ‬ ‫يخزن عليْه لسانهُ * فَلَي َ‬ ‫*إذا المر ُء لم ُ‬
‫وقول السموأل‪:‬‬
‫ضهُ * فك ُّل ِّرداءٍ يَرت َدي ِّه َجميلُ*‬ ‫*إذا المر ُء لم ي ْدنَس من اللؤْ ِّم عر ُ‬
‫والسماء وذات والمرء"‪ :‬فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫فكل من "أحد‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫يجب أن يبقى معه بصيغة الواحد‪ ،‬وإن كان مثنى أو مجموعا‪ ،‬فكما تقولُ‪" :‬اجتهد‬ ‫ُ‬ ‫(‪َّ )5‬‬
‫أن الفع َل‬
‫التلميذُ"‪ ،‬فكذلك تقول‪" :‬اجتهدَ التلميذان‪ ،‬واجتهد التالميذُ" إال على لغ ٍة ضعيفة لبعض العرب‪ ،‬فيطابق‬
‫فيها الفعل الفا ِّعلَ‪ .‬فيقال على هذه اللغة‪ :‬أكرماني صاحباك‪ ،‬وأكرموني أصحابك‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬

‫(‪)317/1‬‬

‫سحائِّبْ *‬ ‫*نُتِّ َج الربي ُع َمحا ِّسنا ً * أَلقَحنها ُ‬


‫غ ُّر ال َّ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫*ت َولّى قِّتال المارقينَ بنفسِّه * وقد أَسلماهُ ُم ْب ِّعدٌ و َحمي ٌم*‬
‫{وأسروا‬
‫ُّ‬ ‫الظاهر بدالً من ال ُمض َم ِّر‪ ،‬وعليه قوله تعالى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُعرب‬
‫وما ورد من ذلك في فصيح الكالم‪ ،‬في ُ‬
‫ب فاعالً لفعل‬ ‫خبر مقدّ ٌم‪ .‬أو ي َ‬
‫ُعر ُ‬ ‫الظاهر مبتدأ‪ ،‬والجملة قبله ٌ‬ ‫ُ‬ ‫النّجوى‪ ،‬الذين ظلموا}‪ .‬أو َ‬
‫يعرب‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫أسرها الذين ظلموا‪ .‬وهو‬ ‫أسرها؟ فيقال‪َّ :‬‬ ‫"وأسروا النّجوى" ‪ -‬من َّ‬ ‫ُّ‬ ‫محذوف‪ .‬فكأنه قيل ‪ -‬بعد قوله‪:‬‬
‫االلف والواو والنون أحرفا ً للداللة على‬ ‫ُ‬ ‫وتكون‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ال‬ ‫فاع‬ ‫الظاهر‬ ‫ُعرب‬
‫الحق‪ .‬وأما على تلك اللغة في ُ‬ ‫ُّ‬
‫ب‪ ،‬فحكمها ُحك ُم تاء التأنيث مع الفعل المؤنث‪.‬‬ ‫التثنية أو الجمع‪ ،‬فال مح ّل لها من االعرا ِّ‬
‫ويتأخر‬
‫ُ‬ ‫أن االص َل اتصا ُل الفاعل بفعله‪ ،‬ثم يأتي بعده المفعول‪ .‬وقد ي ُ‬
‫ُعكس االمر‪ ،‬فيتقدَّم المفعولُ‪،‬‬ ‫(‪َّ )6‬‬
‫"أكرم المجتهدَ أستاذُهُ"‪( .‬وسيأتي الكال ُم على ذلك في باب المفعول به)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الفاعلُ‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫(‪ )7‬أنه إذا كان مؤنثا ً أنِّّث فعله بتاءٍ ساكن ٍة في آخر الماضي‪ ،‬وبتاء المضارعة في أول المضارع‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وتذهب خديجةُ"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫نحو‪" :‬جاءت فاطمةً‪،‬‬
‫وب التأنيث‪،‬‬
‫التذكير‪ ،‬ووج ُ‬‫ِّ‬ ‫وجوب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ثالث حاالتٍ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫والتأنيث‬ ‫التذكير‬
‫ُ‬ ‫وللفعل مع الفاعل‪ ،‬من حيث‬
‫ُ‬
‫وجواز األمرين‪.‬‬
‫تذكير الفع ِّل َم َع الفاعل؟‬ ‫ُ‬ ‫جب‬
‫(‪ )2‬متى يَ ُ‬
‫تذكير الفعل مع الفاعل في موضعين‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫يجب‬‫ُ‬
‫تذكيره معنًى ولفظاً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أكان‬ ‫ء‬
‫ٌ‬ ‫سوا‬ ‫‪.‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫سالم‬ ‫مذكر‬
‫ٍ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫جم‬ ‫أو‬ ‫ى‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫مث‬ ‫أو‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫مفرد‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬‫مذكر‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫الفاع‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫(‪)1‬‬
‫نحو‪" :‬ينج ُح التلميذُ‪ ،‬أو المجتهدان‪ ،‬أو المجتهدون"‪ ،‬أو معنى ال لفظاً‪ ،‬نحو‪" :‬جاء حمزةُ"‪ .‬وسوا ٌء‬
‫أكان ظاهراً‪ ،‬كما ُم ِّث ّ َل أم ضميراً‪ ،‬نحو‪" :‬المجتهدُ ينج ُح‪ ،‬والمجتهدان ينجحان‪ ،‬والمجتهدون ينجحون‪،‬‬
‫وإنما نجح هو‪ ،‬أو أنتَ ‪ ،‬أو هما‪ ،‬أو أنتم"‪.‬‬

‫(‪)318/1‬‬

‫(فان كان جميع تكسير‪ :‬كرجال‪ ،‬أو مذكرا ً مجموعا ً باأللف والتاء‪ ،‬كطلحات وحمزات‪ ،‬أو ملحقا ً‬
‫بجمع المذكر السالم‪ :‬كبنين‪ .‬جاز في فعله الوجهان‪ :‬تذكيره وتأنيثه كما سيأتي‪ .‬أما إن كان الفاعل‬
‫جمع مذكر سالماً‪ .‬فالصحيح وجوب تذكير الفعل معه‪ .‬وأجاز الكوفيون تأنيثه‪ ،‬وهو ضعيف فقد‬
‫أجازوا أن يقال‪" :‬أفلح المجتهدون وأفلحت المجتهدون")‪.‬‬
‫ُ‬
‫(‪ )2‬أن يُفص َل بينه وبين فاعله المؤنث الظاهر بإال‪ ،‬نحو‪" :‬ما قام إال فاطمة"‪.‬‬
‫(وذلك الن الفاعل في الحقيقة إنما هو المستثنى منه المحذوف إذ التقدير‪" :‬ما قام أحد إال فاطمة"‪ .‬فلما‬
‫حذق الفاعل تفرغ الفعل لما بعد (إال)‪ :‬فرفع ما بعدها على أنه فاعل في اللفظ ال في المعنى‪ .‬فان كان‬
‫الفاعل ضميرا ً منفصالً مفصوالً بينه وبين فعله باال‪ ،‬جاز في الفعل الوجهان كما ستعلم)‪.‬‬
‫صهُ ُجمهور النحاةِّ بالشعر كقوله‪:‬‬‫ظاهر‪ ،‬وهو قلي ٌل وخ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫وقد يؤنث مع الفصل بها‪ ،‬والفاع ُل اس ٌم‬
‫من ريب ٍة وذَ ٍ ّم * في َحربِّنا إال بناتُ العَ ٍ ّم*‬ ‫َت ْ‬ ‫*ما بَ ِّرئ ْ‬
‫ٌ‬
‫ب تأنيث الف ْعل مع الفاعل؟‬ ‫(‪ )3‬متى يَ ِّج ُ‬
‫يجب تأنيث الفعل مع الفاعل في ثالثة مواضع‪:‬‬
‫ً‬
‫ث سالما نحو‪:‬‬ ‫(‪ )1‬أن يكون الفاع ُل مؤنثا ً حقيقيا ً ظاهرا ً متصال بفعله‪ ،‬مفردا أو مثنى أو َجم َع مؤن ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫"جاءت فاطمةُ‪ ،‬أو الفاطمتان‪ ،‬أو الفاطماتُ "‪.‬‬
‫(فإن كان الفاعل الظاهر مؤنثا ً مجازياً‪ ،‬كشمس‪ ،‬أو جمع تكسير‪ ،‬كفواطم‪ ،‬أو ضميرا ً منفصالً‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫"إنما قام هي"‪ ،‬أو ملحقا ً بجمع المؤنث السالم‪ ،‬كبنات أو مفصوالً بينه وبين فعله بفاعل‪ ،‬جاز فيه‬
‫الوجهان كما سيذكر‪ .‬أما جمع المؤنث السالم فاألصح تأنيثه‪ .‬وأجاز الكوفيون وبعض البصريين‬
‫تذكيره‪ .‬فيقولون‪" :‬جاءت الفاطمات‪ .‬وجاء الفاطمات")‪.‬‬
‫ُ‬
‫ى‪ ،‬نحو‪" :‬خديجة ذهبت‪،‬‬ ‫ث حقيقي أو مجاز ٍ ّ‬ ‫(‪ )2‬أن يكونَ الفاع ُل ضميرا ً مستترا ً يعودُ إلى مؤن ٍ‬
‫والشمس تطل ُع"‪.‬‬
‫ُ‬

‫(‪)319/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫لمذكر غير عاقل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ث أو‬ ‫جمع تكسير لمؤن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سالم‪ ،‬أو‬ ‫ث ٍ‬ ‫(‪ )3‬أن يكون الفاع ُل ضميرا ً يعودُ إلى جمع مؤن ٍ‬
‫جاءت‪ ،‬أو جئنَ ‪ ،‬وتجي ُء أو يجئنَ " و‬ ‫ْ‬ ‫"الزينَباتُ‬‫غير أنه يؤنث بالتاء أو بنون جمع المؤنث‪ ،‬نحو‪ّ ِّ :‬‬
‫يسرنَ )‪.‬‬‫تسير أو ْ‬ ‫ُ‬ ‫أقبلت أو أقبلنَ ) و (الجما ُل‬ ‫ْ‬ ‫(الفواط ُم‬
‫ِّ‬
‫ير ال ِّف ْعل وتأنيثهُ‬ ‫(‪ )4‬متى يجوز األمران‪ :‬تذ ِّك ُ‬
‫ُ‬
‫يجوز األمران‪ :‬تذكير الفعل وتأنيثه في تسعة أمور‪:‬‬
‫الشمس)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الشمس‪ ،‬وطل َع‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫بضمير)‪ ،‬نحو‪( :‬طلع ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )1‬أن يكون الفاع ُل مؤنثا ً مجازيا ً ظاهرا ً (أي‪ :‬ليس‬
‫والتأنيث أفص ُح‪.‬‬ ‫ُ‬
‫رت‪ ،‬أَو‬‫ض ْ‬ ‫(‪ )2‬أن يكون الفاعل مؤنثا ً حقيقيا ً مفصوالً بينه وبين فعله بفاص ٍل غير "إال" نحو‪" :‬ح َ‬
‫المجلس امرأةٌ"‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ض َر‬
‫ح َ‬
‫ور*‬
‫ُ ُ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫غ‬ ‫لم‬ ‫ُّنيا‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫دك‬ ‫ع‬
‫َ ْ ِّ‬ ‫ب‬‫و‬ ‫بعدي‬ ‫*‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬ ‫واحد‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َر‬
‫ً َّ ُ ِّ‬ ‫غ‬ ‫ا‬‫ء‬ ‫امر‬ ‫*إن‬
‫والتأنيث أفص ُح‪.‬‬ ‫ُ‬
‫قام‪ ،‬أو ما‬‫قام‪ ،‬أو إنما قامت هي"‪ ،‬ونحو‪" :‬ما َ‬ ‫(‪ )3‬أن يكون ضميرا ً منفصالً لمؤنثٍ‪ ،‬نحو‪" :‬إنما َ‬
‫قامت إال هي"‪ .‬واالحسنُ تركُ التأنيثِّ‪.‬‬
‫ت‪ ،‬أو‬ ‫َّ‬
‫ئس" أو "سا َء" التي للذ ِّ ّم‪ ،‬نحو‪" :‬نِّع َم ْ‬ ‫(‪ )4‬أن يكون الفاعل مؤنثا ً ظاهراً‪ ،‬والفع ُل "نِّعم" أو " ِّب َ‬
‫ُ‬
‫والتأنيث أجود‪.‬‬ ‫ئس‪ ،‬وساءت‪ ،‬أو ساء المرأة ُ دَعدٌ"‪.‬‬ ‫ت‪ ،‬أو بِّ َ‬ ‫س ْ‬ ‫عم‪ ،‬وبئ َ‬ ‫نِّ َ‬
‫(‪ )5‬أن يكونَ الفاعل مذكرا مجموعا باأللف والتاء‪ ،‬نحو‪" :‬جاء‪ ،‬أو جاءت الطلحاتُ "‪ .‬والتذكير‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أحسنُ ‪.‬‬
‫(‪ )6‬أن يكون الفاعل جم َع تكسير لمؤنث أو لمذكر‪ ،‬نحو‪" :‬جاء‪ ،‬أو جاءت الفواط ُم‪ ،‬او الرجالُ"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫التذكير مع المذكر‪ ،‬والتأنيث مع المؤنث‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫واألفض ُل‬
‫تكسير لمذكر عاقل‪ ،‬نحو‪( :‬الرجال جاءوا‪ ،‬أو جاءت)‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )7‬أن يكون الفاعل ضميرا ً يعودُ الى جمع‬
‫والتذكير بضمير الجمع العاقل أفص ُح‪.‬‬
‫(‪ )8‬أن يكون الفاع ُل ملحقا ً بجمع المذكر السالم‪ ،‬و بجمع المؤنث السالم‪ .‬فاالول‪ ،‬نحو‪( :‬جاء أو‬
‫آمنت به بنو إسرائيل}‪ .‬والثاني نحو‪( :‬قامت‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫جاءت البنونَ )‪ .‬ومن التأنيث قوله تعالى‪{ :‬آمنتُ بالذي‬
‫أو قام البناتُ )‪ .‬ومن تذكيره قول الشاعر (وهو عبدة ُ بنُ الطبيب)‪:‬‬

‫(‪)320/1‬‬

‫صدَّعوا*‬‫ي‪ ،‬ثم ت َ َ‬ ‫ّ‬


‫والظاعنُون إل َّ‬ ‫*فبكى بناتي شجْ َوه َُّن وزَ و َجتي *‬
‫التذكير مع المذكر والتأنيث مع المؤنث‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ويُر َّج ُح‬
‫ً‬
‫جنس جمعيا‪ .‬فاالول نحو‪( :‬جاء‪ ،‬أو جاءت النساء‪ ،‬أو القو ُم‪،‬‬ ‫اسم ٍ‬ ‫مع‪ ،‬أو َ‬‫(‪ )9‬أن يكون الفاع ُل اسم َج ٍ‬
‫العرب‪ ،‬أو الروم‪ ،‬أو الفرس‪ ،‬أو التركُ "‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أو الرهط‪ ،‬أو اإلبل‪ .‬والثاني نحو‪" :‬قال‪ ،‬أو قالت‬
‫ت الشجر)‪.‬‬ ‫(أوراق أو أروق ِّ‬
‫(وهناك حالة يجوز فيها تذكير الفعل وتأنيثه‪ .‬وذلك‪ :‬إذا كان الفاعل المذكر مضافا ً إلى مؤنث‪ .‬على‬
‫كرور االيام" و "جاء‪ ،‬أو جاءت‬‫ُ‬ ‫مرت علينا‬ ‫"مر‪ ،‬أو َّ‬‫شرط أن يغني الثاني عن االول لو حذف تقول‪َّ :‬‬
‫ك ُّل الكاتبات"‪ ،‬بتذكير الفعل وتأنيثه‪ ،‬النه يصح إسقاط المضاف المذكر وإقامة المضاف إليه المؤنث‬
‫"مرت االيام" و "جاءت الكاتبات"‪ .‬وعليه قول الشاعر‪:‬‬ ‫مقامه‪ ،‬فيقال‪َّ :‬‬
‫تذكير الفعل هو الفصيح والكثير‪ ،‬وإن تأنيثه في ذلك‬ ‫َ‬ ‫غير أن‬‫صدر القناة من الدَّم" َ‬‫ُ‬ ‫"كما شرقت‬
‫ّ‬
‫ضعيف‪ .‬وكثير من الكتاب اليوم يقعون في مثل هذا االستعمال الضعيف‪.‬‬
‫أما إذا كان ال يص ُّح إسقاط المضاف المذكور وإقامة المضاف إليه المؤنث مقامه‪ ،‬بحيث يخت ُّل أصل‬
‫المعنى فيجب التذكير‪ ،‬نحو‪( :‬جاء غال ُم سعادَ) فال يص ُّح أبدا ً أن يقال‪" :‬جاءت غال ُم سعاد" النه ال‬
‫ط المضاف هنا كما ص َّح هناك‪ ،‬فال يقال‪" :‬جاءت سعاد"‪ .‬وأنت تعني غالمها‪.‬‬ ‫يص ُّح إسقا ُ‬
‫(‪ )5‬أَقسام الفاعل‬
‫ومؤولٌ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وضمير‬
‫ٌ‬ ‫الفاع ُل ثالثةُ أنواع‪ :‬صري ٌح‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ُّ‬
‫الحق"‪.‬‬ ‫فالصريح‪ .‬مثلُ‪" :‬فاز‬
‫والضمير‪ ،‬إما متص ٌل كالتاء من (قمتَ ) والواو من (قاموا) واأللف من (قاما) والياء من (تقومينَ )‪،‬‬ ‫ُ‬
‫مستتر نحو‪( :‬أقو ُم‪ ،‬وتقو ُم‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وإما‬ ‫)‬ ‫نحنُ‬ ‫قام‬ ‫وإنما‬ ‫أنا‪،‬‬ ‫إال‬ ‫قام‬ ‫(ما‬ ‫قولك‬ ‫من‬ ‫ونحن‬ ‫كأنا‬ ‫ٌ‪:‬‬
‫ل‬ ‫منفص‬ ‫و ِّإما‬
‫ونقو ُم‪ ،‬وسعيدٌ يقوم‪ ،‬وسعادُ تقوم)‪.‬‬

‫(‪)321/1‬‬

‫ين الى الواحد الغائب‬ ‫والمستتر على ضربين‪ :‬مستتر جوازاً‪ .‬ويكون في الماضي والمضارع المسنَدَ ِّ‬ ‫ُ‬
‫ين الى الواحد المخاطب‪ ،‬وفي‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫المس‬ ‫واألمر‬ ‫المضارع‬ ‫في‬ ‫ويكون‬ ‫‪.‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫وجوب‬ ‫ومستتر‬ ‫الغائبة‪،‬‬ ‫والواحدة‬
‫كأف أو مخاطب‪:‬‬ ‫المضارع المسنَد الى المتكلم‪ ،‬مفردا ً او جمعاً‪ .‬وفي اسم الفعل المسنَد الى متكلم‪ٍ ّ :‬‬
‫العلم‪ .‬وفي أفعال االستثناء‪:‬‬ ‫َ‬ ‫"كصهْ" وفي فعل التعجب‪ ،‬الذي على وزن (ما أفعلَ) نحو‪ :‬ما أحسنَ‬
‫كخال وعدا وحاشا‪ ،‬ونحو‪" :‬جاء القو ُم ما خال سعيداً"‪.‬‬
‫(والضمير المستتر في أفعال االستثناء يعود الى البعض المفهوم من الكالم‪ .‬فتقدير قولك جاء القوم ما‬
‫خال سعيداً‪" :‬جاءوا ما خال البعض سعيداً"‪ .‬و "ما" إما مصدري ٍة ظرفيةٍ‪ ،‬وما بعدها في تأويل مصدر‬
‫مضاف الى الوقت المفهوم منها‪ .‬والتقدير‪" :‬جاؤوا زمن خلوهم من سعيد" والتقدير‪" :‬جاؤوا خالين‬
‫من سعيد"‪.‬‬
‫يأتي الفعلُ‪ ،‬ويكونَ فاعلُهُ مصدرا ً مفهوما ً من الفعل بعدَهُ‪ ،‬نحو‪" :‬يَح ُ‬
‫سنُ أن‬ ‫المؤولُ‪ :‬هو أن َ‬ ‫َّ‬ ‫والفاع ُل‬
‫تجتهد"‪.‬‬
‫(فالفاعل هنا هو المصدر المفهوم من تجتهد‪ .‬ولما كان الفعل الذي بعد "أن" في تأويل المصدر الذي‬
‫هو الفاعل‪ ،‬سمي الفعل مؤوالً)‪.‬‬
‫المصدريتين"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وإن وكي وما ولو‬ ‫ويتأو ُل الفع ُل بالمصدر بعدَ خمس ِّة أحرف‪ ،‬وهي‪" :‬أنَ َّ‬ ‫َّ‬
‫والتقدير‪" :‬يُعجبني اجتهادك"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فاالول مثل‪" :‬يُعجبني أن تجتهدَ"‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫والتقدير‪" :‬بلغني فضلك"‪.‬‬‫ُ‬ ‫والثاني مثل‪" :‬بلغني أنك فاضلٌ"‪،‬‬
‫والتقدير‪" :‬أعجبني اجتهادك"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ"‪،‬‬ ‫والثالث مثل‪" :‬أعجبني ما تجتهد‬
‫بمصدر‬
‫ٍ‬ ‫يتأو ُل الفعل بعدها إال‬ ‫والتقدير‪" :‬جئتُ للتعلُّم"‪ .‬و "كي" لال َّ‬ ‫ُ‬ ‫والرابع مثل‪" :‬جئت لكي أتعلّ َم"‬
‫مجرور بالالم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫"ودِّدتُ اجتهادَك"‪" .‬ولو" ال يتأو ُل الفع ُل بعدَها إال‬ ‫َ‬ ‫والتقدير‪:‬‬ ‫تجتهد"‪،‬‬ ‫لو‬ ‫ِّدتُ‬
‫د‬ ‫"و‬‫َ‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫والخامس‬
‫بالمفعول‪ ،‬كما رأيت‪.‬‬
‫يتأو ُل الفع ُل بعدها بالمرفوع والمنصوب والمجرور‪.‬‬ ‫والثالثةُ األو ُل َّ‬
‫والجملة المؤلفة من الفاعل ومرفوعه تُدعى جملةً فعليّة‪.‬‬
‫فائدتان‬

‫(‪)322/1‬‬

‫(‪ )1‬إن وقع بعد (لو) كلمة "أن" فهناك فعل محذوف بينهما تقديره‪" :‬ثبت"‪ .‬فان قلت‪" :‬لو أنك‬
‫اجتهدت لكان خيرا ً لك" فالتقدير‪" :‬لو ثبت اجتهادك"‪ .‬فيكون المصدر المؤول فاعالً لفعل‬
‫محذوف‪ ،‬تقديره‪" :‬ثبت"‪.‬‬
‫(‪ )2‬الهمزة الواقعة بعد كلمة "سواء" تسمى همزة التسوية‪ ،‬وما بعدها مؤول بمصدر‬
‫مرفوع على أنه مبتدأ مؤخر‪ ،‬و "سواء" قبله خبره مقدما ً عليه‪ .‬فتقدير قوله تعالى‪{ :‬سواء‬
‫عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم}‪" :‬إنذارك وعدم إنذارك سواء عليهم" أي‪ :‬األمران سيان‬
‫عندهم‪ .‬فهمزة التسوية معدودة في االحراف المصدرية‪ ،‬التي يتأول الفعل بعدها بمصدر‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫فتكون االحرف المصدرية‪ ،‬على هذا ستة أحرف‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( مرفوعات‬
‫األَسماء ) ضمن العنوان ( نائب الفاعل )‬

‫نائب الفاعل‬
‫ُ‬
‫(‪ : )2‬هو ال ُمسند إليه بعدَ الفعل المجهول أو ِّشبْه ِّه‪ ،‬نحو‪" :‬يُكر ُم المجتهدُ‪ ،‬والمحمودُ ُخلقُهُ‬
‫ممدو ٌح"‪.‬‬
‫(فالمجتهد اسند الى الفعل المجهول‪ ،‬وهو "يكرم"‪ .‬وخلقه اسند الى شبه الفعل المجهول وهو‬
‫"المحمود" فكالهما نائب فاعل لما اسند اليه)‪.‬‬
‫ّ‬
‫والمرادُ بشبه الفع ِّل المجهو ِّل اسم المفعو ِّل‪ ،‬واالس ُم المنسوب إليه‪ ،‬فاس ُم المفعو ِّل كما مثلَ‪.‬‬
‫"صاحبْ رجالً نبَويا ً خلقُه"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫المنسوب إليه‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ُ‬ ‫واالسم‬
‫"فخلقه" نائب فاعل لنبوي مرفوع به‪ ،‬ألن االسم المنسوب في تأويل اسم المفعول‪ .‬والتقدير‪:‬‬
‫"صاحب رجالً منسوبا ً خلقه الى األنبياء"‪.‬‬
‫مقام الفاعل بعد حذفه ونائِّبٌ منابَهُ‪.‬‬‫ونائب الفاعل قائ ٌم َ‬
‫ُ‬
‫وذلك أن الفاعل قد يحذف من الكالم‪ ،‬لغرض من األغراض‪ ،‬فينوب عنه بعد حذفه غيره‪.‬‬
‫وفي هذا الفصل ثالثة مباحث‪.‬‬
‫حذف الفاعل‬
‫ِّ‬ ‫أسباب‬
‫ُ‬ ‫(‪)1‬‬
‫معروف نحو‪{ :‬و ُخلِّقَ اإلنسان‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫يحذف الفاعل‪ ،‬إما للعلم به‪ ،‬فال حاجة إلى ذكره‪ ،‬ألنه‬
‫ضعيفاً}‪.‬‬
‫تعرف السارق‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫س ِّرقَ البيتُ "‪ ،‬إذا لم‬‫وإما للجهل به‪ ،‬فال يمك ْنك تعيينُه‪ ،‬نحو‪ُ " :‬‬

‫(‪)323/1‬‬

‫كب الحصانُ ‪ ،‬إذا عرفت الراكب غير أنك لم تُرد إظهاره‪.‬‬ ‫وإما للرغبة في إخفائه لالبهام‪ ،‬نحو ُر َ‬
‫الضارب غير أنك خفت عليه‪ ،‬فلم تذكره‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الن" إذا عرفتَ‬ ‫ضرب ف ٌ‬ ‫وإما للخوف عليه نحو‪ُ " :‬‬
‫سرق الحصان" إذا عرفتَ السارق فلم تذكره‪ ،‬خوفا ً منه‪ ،‬ألنه شري مثال‪ً.‬‬ ‫وإما للخوف منه‪ ،‬نحو‪ُ " :‬‬
‫منكر"‪ ،‬إذا عرفتَ العامل فلم تذكرهُ‪ ،‬حفظا ً لشرفه‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مأل‬ ‫ع‬
‫عمل َ‬ ‫وإما لشرفه‪ ،‬نحو‪ُ " :‬‬
‫يتعلق بذكره فائدةٌ‪ ،‬نحو‪" :‬وإذا ُحييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ُردُّوها"‪ ،‬فذكر الذي‬ ‫ُ‬ ‫وإما النه ال‬
‫وجوب ر ِّدّ التحية لكل من يُح ِّيّي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الغرض‬
‫ُ‬ ‫يُحيَى ال فائدة َ منه‪ ،‬وإنما‬
‫تنوب عن الفاعل‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )2‬االشيا ُء التي‬
‫ينوب عن الفاع ِّل بعد حذفه أحد أربع ِّة أشياء‪:‬‬
‫"يكر ُم المجتهدُ"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫(‪ )1‬المفعول به‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫غيره مع وجوده ألنه أولى من غيره بالنيابة‪ ،‬لكون الفعل‬ ‫وإذا ُوجد في الكالم‪ ،‬فال ينوب عن الفاعل ُ‬
‫زهير يوم الجمع ِّة أمام‬‫ٌ‬ ‫كرم‬ ‫ُ‬
‫غيره‪ ،‬نحو‪" :‬أ َ‬ ‫أشدَّ طلبا ً له من سواهُ‪ ،‬فيرتف ُع هو على النائبيّة‪ ،‬وينتصب ُ‬
‫التالمي ِّذ بجائز ٍة سنية إكراما ً عظيماً"‪.‬‬
‫نادر‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫الصريح‪ ،‬وذلك قليل ٌ‬
‫ِّ‬ ‫ينوب المجرور بحرف الجر‪ ،‬مع وجود المفعو ِّل به‬ ‫ُ‬ ‫وقد‬
‫ي ِّ إال ذو ُهدَى*‬ ‫س ِّيّدا ً * وال شفى ذا الغَ ّ‬ ‫*لم يُ ْغنَ بالعلياء إال َ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫يب َربَّهُ * ما دام َم ْعنيا ً ِّب ِّذ ْك ِّر قلبَهُ*‬ ‫*وإنما يرضي المنِّ ُ‬
‫سبوا}‪.‬‬ ‫ً‬
‫وقراءةِّ من قرأ‪{ :‬ليُجزى قوما بما ك َ‬
‫وينتصب‬
‫ُ‬ ‫مقام الفاعل‪ ،‬فيرتفع على النائبي ِّة‪،‬‬ ‫قيم المفعو ُل األو ُل َ‬ ‫وإذا كان للفعل مفعوالن أو ثالثةٌ‪ ،‬أ ُ َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫االمر واقعاً"‪.‬‬
‫َ‬ ‫زهير مجتهداً‪ ،‬ودُريتَ وفيّا ً بالعهد‪ ،‬وأُعلمتَ‬‫ُ‬ ‫ظن‬‫الفقير دِّرهماً‪ ،‬و ُ‬
‫ُ‬ ‫عطي‬
‫َ‬
‫غيره‪ ،‬نحو‪" :‬أ ُ‬
‫ُ‬
‫عطي‬ ‫الفقير ثوبٌ ‪ ،‬وأ ُ‬
‫َ‬ ‫سي‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫"‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ْس‬
‫ٌ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫يقع‬ ‫لم‬ ‫إن‬ ‫أعطى‪،‬‬ ‫باب‬ ‫في‬ ‫الثاني‬ ‫ل‬‫ِّ‬ ‫المفعو‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫نياب‬ ‫تجوز‬ ‫وقد‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دينار"‪.‬‬‫ٌ‬ ‫المسكينُ‬

‫(‪)324/1‬‬

‫(فان لم يؤمن االلتباس‪ ،‬لم يجوز إال إنابة األول‪ ،‬نحو‪" :‬اعطي سعيد سعداً"‪ .‬وال يقال‪ :‬أعطي سعيدا ً‬
‫سعد"‪ .‬اذا أردت ان اآلخذ سعد والمأخوذ سعيد فان أردت ذلك قدمته فقلت‪" :‬أعطي سعد سعيداً"‪،‬‬
‫ليتبين اآلخذ من المأخوذ‪ ،‬ألن كالً منهما صالح لذلك‪ .‬فال يتعين اآلخذ إال بتقديمه وإنابته عن الفاعل)‪.‬‬
‫ط في أيديهم"‪ .‬على‬ ‫س ِّق َ‬
‫الجر‪ ،‬نحو‪ :‬نُ ِّظ َر في االمر‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪" :‬ولما ُ‬‫ّ‬ ‫المجرور بحرف‬
‫ُ‬ ‫(‪)2‬‬
‫نائب‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ف لكَ ‪ ،‬وال من أجلِّكَ "‪ .‬إالإذا جعلتَ‬ ‫"وقِّ َ‬
‫الجر للتعليل‪ ،‬فال يقالث‪ُ :‬‬
‫ّ‬ ‫شرط أن ال يكون حرف‬
‫الوقوف‪ ،‬الذي تعهد‪ ،‬لكَ أو من‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ف" فيكونُ التقدير‪ُ :‬‬
‫"وقِّ َ‬ ‫"وقِّ َ‬
‫الوقوف المفهوم من ُ‬
‫ِّ‬ ‫ضمير‬
‫َ‬ ‫الفاعل‬
‫أجلك"‪.‬‬
‫ً‬
‫(وإذا ناب المجرور بحرف الجر عن الفاعل‪ ،‬يقال في إعرابه انه مجرور لفظا بحرف الجر مرفوع‬
‫محالً على أنه نائب فاعل‪ .‬غير أنه ان كان مؤنثا ً ال يؤنث فعله‪ ،‬بل يجب أن يبقى مذكراً‪ .‬تقول‪:‬‬
‫"ذُهب بفاطمة"‪ ،‬وال يقال‪" :‬ذهبت بفاطمة"‪.‬‬
‫وصيم رمضانُ "‪.‬‬
‫َ‬ ‫شي يو ٌم كاملٌ‪،‬‬
‫المختص‪ ،‬نحو‪ُ " :‬م َ‬
‫ُّ‬ ‫ف‬
‫المتصر ُ‬
‫ِّ ّ‬ ‫رف‬ ‫(‪ّ )3‬‬
‫الظ ُ‬
‫(والمتصرف من الظروف‪ ،‬ما يصح وقوعه مسندا ً اليه‪ ،‬كيوم وليلة وشهور ودهر وأمام ووراء‬
‫ومجلس وجهة ونحو ذلك‪ .‬وغير المتصرف منها‪ ،‬ما ال يقع مسندا ً اليه‪ ،‬فال يكون إال ظرفاً‪ ،‬كحيث‬
‫وعوض وقط واآلن ومع واذا‪ ،‬او ظرفا ً ومجرورا ً بمن‪ .‬كعند ولدى ولدن وقبل وبعد وثم (بفتح الثاء)‪:‬‬
‫أو بالى‪ ،‬كمتى‪ ،‬أو بمن والى‪ .‬كأين‪ .‬وما كان كذلك ال ينوب عن الفاعل‪ ،‬النه ال يسند اليه‪ .‬اذ ال يجوز‬
‫فيه الرفع‪ ،‬كما يصح أن تسند الى يوم وشهر ورمضان‪ ،‬فتقول‪" :‬جاء يوم الجمعة‪ ،‬ومضى على‬
‫االمر شهر‪ ،‬ورمضان شهر مبارك"‪.‬‬

‫(‪)325/1‬‬

‫والظرف المتصرف ال ينوب عن الفاعل إال اذا كان مع تصرفه مختصاً‪ .‬والمراد باختصاصه ان‬
‫يكون مفيدا ً غير مبهم‪ ،‬وهو يختص بالوصف‪ ،‬نحو‪" :‬جلس مجلس مفيد" أو باالضافة نحو‪" :‬سهرت‬
‫ليلة القدر"‪ ،‬أو بالعلمية‪ ،‬نحو‪" :‬صيم رمضان"‪ .‬فال تنوب عن الفاعل مثل "زمان ووقت ومكان"‬
‫ونحوها من الظروف المبهمة غير المختصة‪ .‬فال يقال‪" :‬وقف زمان" وال "انتظر وقت" وال "جلس‬
‫مكان"‪ .‬فان اختصت بقيد يقيدها‪ ،‬جازت نيابتها‪ ،‬نحو "وقف زمان طويل‪ ،‬وانتظر وقت قصير‪،‬‬
‫وجلس مكان رحب")‪.‬‬
‫المختص‪ ،‬نحو‪" :‬احتُف َل احتفا ٌل عظي ٌم"‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫المتصرف‬
‫ُ‬ ‫المصدر‬
‫ُ‬ ‫(‪)4‬‬
‫ً‬
‫(والمتصرف من المصادر‪ :‬ما يقع مسندا اليه كاكرام واحتفال وإعطاء وفتح ونصر ونحوها‪ .‬وغير‬
‫المتصرف منها ما ال يصح أن يقع مسندا ً اليه‪ .‬ألنه ال يكون إال منصوبا ً على المصدرية‪ .‬أي‪ :‬على‬
‫المفعولية المطلقة‪ ،‬نحو‪" :‬معاذ هللا وسبحان هللا"‪ .‬فال ينوب مثل هذا عن الفاعل‪ ،‬ألنه ال يجوز الرفع‬
‫فيسند اليه‪ ،‬كما يصح اإلسناد الى اكرام وفتح ونصر‪ ،‬نحو‪" :‬اكرام الضيف سنة العرب"‪ ،‬ونحو‪" :‬اذا‬
‫جاء نصر هللا والفتح"‪.‬‬
‫والمصدر المتصرف ال ينوب عن الفاعل إال اذا كان مع تصرفه مختصاً‪ .‬والمراد باختصاصه أن‬
‫يكون مقيدا ً غير مبهم‪ ،‬ويختص بالوصف‪ ،‬نحو‪" :‬وقف وقوف طويل" أو بيان العدد‪ ،‬نحو‪( :‬نظر في‬
‫األمر نظرتان‪ ،‬أو نظرات)‪ .‬أو ببيان النوع‪ ،‬نحو‪" :‬سير سير الصالحين"‪.).‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ف المختص‪ ،‬كأن تقول‪" :‬هل كتبت كتابةٌ حسنةٌ؟"‬ ‫المتصر ِّ‬
‫ّ‬ ‫ضمير المصدر‬ ‫ُ‬ ‫ينوب عن الفاعل‬ ‫ُ‬ ‫وقد‬
‫مستتر يعود إلى الكتابة‪ .‬وقد يعودُ الضمير على َمصدَ ِّر الفعل‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ضمير‬ ‫الفاعل‬ ‫فنائب‬
‫ُ‬ ‫"‪.‬‬‫بت‬‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ت‬‫ك‬‫ُ‬ ‫"‬ ‫فتقول‪:‬‬
‫وإن لم يذكر‪ ،‬لكونه مفهوما ً معهودا ً للسامع‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وحي َل بينهم وبين ما يشتهون} أي‪ :‬حيل‬
‫المصدر المفهوم من الكالم‪ .‬ومنه قول الفرزدق‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ضمير‬
‫ُ‬ ‫الحؤول المعهود ذهناً‪ .‬ف ُ‬
‫نائب الفاع ِّل‬
‫َّ‬
‫طى من مهابته * فما يُ َكل ُم إال حينَ ي ْبت َ ِّس ُم*‬ ‫ضي َحيا ًء‪ ،‬ويُ ْغ َ‬ ‫*يُ ْغ ِّ‬

‫(‪)326/1‬‬

‫اإلغضاء‬
‫ِّ‬ ‫ضمير‬
‫ُ‬ ‫فنائب الفاعل‬
‫ُ‬ ‫ضى اإلغضا ُء الذي ت َعهدُ‪ ،‬وهو إغضا ُء اإلجالل‪ ،‬مهابة له‪.‬‬ ‫أي‪ :‬يُ ْغ َ‬
‫المفهوم من "يُغضى"‪.‬‬
‫(وال يجوز أن يكون (من مهابته) في موضع الرفع على النائبية‪ ،‬الن حرف الجرهنا التعليل‪.‬‬
‫فالمجرور في موضع النصب على أنه مفعول ألجله‪ .‬وإذا كان الجر التعليل‪ ،‬ينوب المجرور به عن‬
‫الفاعل‪ ،‬كما عملت‪ ،‬ألنه يكون‪ ،‬والحالة هذه‪ ،‬من جملة أخرى‪ ،‬ألن المفعول ألجله مبني على سؤال‬
‫مقدر‪ .‬فاذا قلت‪( :‬وقف الناس) فكأن سائالً سأل‪ :‬لماذا وقف الناس؟ فقلت‪ :‬اجالالً العلماء‪ ،‬أي وقفوا‬
‫جالالً لهم ‪ ....‬فاجالل‪ :‬مبني على فعل مفهوم من الفعل المذكور‪ ،‬فكذلك هنا‪ ،‬في بيت الفرزدق‪ .‬إذ‬
‫التقدير‪ :‬يغضى اغضاء اإلجالل‪ .‬اي يغضي الناس اغضاء اجالل ‪ ...‬وانما يغضون ذلك االغضاء‬
‫من أجل مهابته‪ ،‬أي‪ :‬مهابة له واجالالً لمقامه)‪.‬‬
‫ين‬
‫ص ِّ‬ ‫والظرف المخت َّ‬
‫ِّ‬ ‫والمصدر‬
‫ِّ‬ ‫المجرور‬
‫ِّ‬ ‫وإذا فُقدَ المفعو ُل به من الكالم جازت نيابة كل واح ٍد من‬
‫ٌ‬
‫ور نفخة واحدةٌ" ومن نيابة‬ ‫على السواء‪ .‬فمن نيابة المصدر المختص قوله تعالى‪{ :‬فإذا نُف َخ في ال ُّ‬
‫ص ِّ‬
‫ّ‬
‫بذكر العاملينَ إشادة ً عظيمة" ومن نيابة الظرف قولكَ ‪" :‬يُصلى يو ُم الجمع ِّة‬ ‫المجرور أن تقول‪ :‬يُشادُ ِّ‬
‫صالتها"‪.‬‬
‫فائدة‬

‫(‪)327/1‬‬

‫متى حذف الفاعل‪ ،‬وناب عن نائبه‪ ،‬فال يجوز أن يذكر في الكالم ما يدل عليه‪ ،‬فال يقال‪( :‬عوقب‬
‫الكسول من المعلم‪ ،‬أو الكسول معاقب من المعلم) بل يقال‪( :‬عوقب الكسول) أو (الكسول معاقب)‬
‫وذلك ألن الفاعل انما يحذف لغرض‪ ،‬فذكر ما يدل عليه مناف لذلك‪ .‬فان أردت الداللة على الفاعل‬
‫أتيت بالفعل معلوماً‪( ،‬فقلت عاقب المعلم الكسول)‪ ،‬أو باسم الفاعل‪ ،‬فقلت‪( :‬المعلم معاقب الكسول) إال‬
‫أن تقول‪( :‬عوقب الكسول المعلم)‪ ،‬فيكون المعلم فاعالً لفعل محذوف تقديره‪( :‬عاقب) فكأنه لما قيل‪:‬‬
‫(عوقب الكسول) سأل سائل‪ :‬من عاقبه؟ فقلت‪( :‬المعلم)‪ ،‬أي عاقبه المعلم‪ .‬ويكون ذلك على حد قوله‬
‫تعاىل‪{ :‬يسبح له فيها بالغدو واآلصال‪ .‬رجال}‪ .‬في قراءة من قرأ (يسبح) مجهوالً‪ ،‬فيكون (رجال)‬
‫فاعالً لفعل محذوف‪ .‬والتقدير‪( :‬يسبحه رجال) كما تقدم في باب الفاعل)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أحكا ُم نائب الفاع ِّل وأَقسا ُمهُ‬
‫جب أن يُراعى مع نائِّب ِّه‪ ،‬النه قائ ٌم مقا َمهُ‪ ،‬فلهُ ُحك ُمه‪.‬‬‫ك ُّل ما تقد ََّم من أحكام الفاع ِّل يَ ُ‬
‫مستتر‪ ،‬وأن‬
‫ٌ‬ ‫ُذكر في الكالم‪ .‬فان لم يُذكر فهو ضميرإل‬ ‫فيجب رفعهُ‪ ،‬وأن يكون بعد ال ُمسنَدِّ‪ ،‬وأن ي َ‬ ‫ُ‬
‫حذف‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ُؤنث فعلهُ إن كان هو مؤنثا‪ ،‬وأن يكونَ فعله مو ِّ ّحدا‪ ،‬وإن كان هو مثنى أو مجموعا‪ ،‬ويجوز‬ ‫ي َ‬
‫فع ِّله لقرين ٍة دال ٍة عليه‪.‬‬
‫(فعلى الطالب مراجعة هذه االحكام كلها في مبحث الفاعل‪ ،‬وان يأتي بأمثلة لنائب الفاعل على شاكلة‬
‫أمثلة الفاعل)‪.‬‬
‫ومؤولٌ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وضمير‬
‫ٌ‬ ‫اقسام‪ :‬صري ٌح‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ونائب الفاع ِّل‪ ،‬كالفاعل‪ ،‬ثالثة‬
‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫فالصري ُح نحو‪" :‬يُ َحبُّ المجتهدُ"‪.‬‬
‫مستتر‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫وإما‬ ‫أنا"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال‬‫إ‬ ‫م‬ ‫ُكر‬
‫َ ُ‬ ‫ي‬ ‫"ما‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫نفص‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫وإما‬ ‫"‬ ‫كر‬
‫ِّ متَ‬ ‫ُ‬ ‫"أ‬ ‫من‬ ‫كالتاء‬
‫ِّ‬ ‫صلٌ‪،‬‬ ‫والضمير‪ ،‬إما ُمت ّ ِّ‬
‫ُ‬
‫كر ُم"‪.‬‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫وفاطم‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ُكر‬
‫ٌ َ ُ‬ ‫ي‬ ‫هير‬ ‫ُ‬
‫وز‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫ر‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫ر‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ن‬‫و‬ ‫"أكر ُم‪،‬‬
‫َ‬
‫والمؤو ُل نحو‪ :‬يُح َمدُ أن ت َجتهدوا"‪ ،‬والتأويلُ‪" :‬يُح َمدُ اجتهادكم"‪.‬‬ ‫َّ‬
‫(راجع ما فصلناه من الكالم على أقسام الفاعل وأحكامه)‪.‬‬
‫ـــــ‬

‫(‪)328/1‬‬

‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( مرفوعات األَسماء )‬
‫ضمن العنوان ( المبتدأ والخبر )‬

‫المبتدأ والخبر‬
‫ٌ‬
‫ضامن سعادة َ األم ِّة"‪.‬‬ ‫منصور" و "االستقاللَُُ‬ ‫ٌ‬ ‫تتألف منهما جملةٌ مفيدةٌ‪ ،‬نحو‪" :‬الحق‬ ‫ُ‬ ‫اسمان‬
‫ِّ‬ ‫‪:‬‬
‫والخبر ُمخبَ ٌر به‪.‬‬
‫َ‬ ‫عنه‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ب‬
‫ُ ٌَ‬‫خ‬ ‫م‬ ‫المبتدأ‬ ‫َّ‬
‫بأن‬ ‫الخبر‬ ‫عن‬ ‫المبتدأ‬ ‫ّز‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫تم‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫والمبتدأ‪ :‬هو المسنَدُ اليه‪ ،‬الذي لم يسبقهُ عاملٌ‪.‬‬
‫والخبر‪ :‬ما أُسنِّدَ الى المبتدأ‪ ،‬وهو الذي تت ُّم به مع المبتدأ فائدة‪ .‬والجملةُ المؤلفةُ من المبتدأ والخبر‬ ‫ُ‬
‫تُدعى جملةً اسميَّة‪.‬‬
‫ويتعلَّ ُق بالمبتدأ والخبر ثمانية مباحث‪:‬‬
‫(‪ )1‬حكم المبتدأ‬
‫أحكام‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫للمبتدأ خمسةُ‬
‫حرف جر شبيهٌ بالزائد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بالباء أو من الزائدتين‪ ،‬أو بربّ ِّ‪ ،‬التي هي‬ ‫ِّ‬ ‫يجر‬
‫وجوب رفع ِّه‪ .‬وقد ُّ‬ ‫ُ‬ ‫األول‪:‬‬
‫غير هللا يَرزقكم؟!}‪ .‬والثالث نحو‪" :‬يا ُربَّ‬ ‫ق ُ‬ ‫فاألول نحو‪" :‬بِّ َحسبِّك هللا"‪ .‬والثاني نحو‪{ :‬هل من خال ٍ‬
‫يوم القيامة"‪.‬‬ ‫كاسي ٍة في الدنيا عاريةٌ َ‬
‫خير‬
‫علم يُنتف ُع ب ِّه ٌ‬ ‫"مجلس ٍ‬
‫ُ‬ ‫الثاني‪ :‬وجوب كونه معرفةً نحو‪" :‬محمدٌ رسو ُل هللاِّ" أو نكرة ً ُمفيدةً‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫من عبادة سبعينَ سنة"‪.‬‬
‫وتكون النكرة مفيدة بأح ِّد أربعةَ عشر شرطاً‪:‬‬
‫ُ‬
‫َبهن هللاُ"‪ ،‬أو معنًى‪ ،‬نحو‪" :‬ك ٌّل يموتُ "‪ ،‬ونحو‪{ :‬ق ْل ك ٌّل‬ ‫ت كت َّ‬ ‫صلوا ٍ‬ ‫خمس َ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )1‬باإلضافة لفظا ً نحو‪:‬‬
‫يعمل على شاكلته}‪ ،‬أي‪ :‬كل أحدٍ‪.‬‬
‫أهر ذا ناب"‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫ً‬
‫خير من ُمشرك}‪ ،‬أو تقديرا نحو‪" :‬ش ََّر َّ‬ ‫مؤمن ٌ‬‫ٌ‬ ‫(‪ )2‬بالوصف لفظاً‪ ،‬نحو‪{ :‬لَعبدٌ‬
‫وأمر عظي ٌم‪ :‬أو معنًى‪ :‬بأن تكونَ ُمصفَّرةً‪ ،‬نحو‪ُ :‬ر َج ْي ٌل عندنا" أي‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫"أمر أتى بك"‪ ،‬أي‪ :‬شر عظي ٌم‬ ‫ٌ‬
‫التصغير فيه معنى الوصف‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ألن‬ ‫‪،‬‬‫حقير‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫رج‬
‫علم علي ٌم‪ ،‬ولكل‬ ‫جارا ً ومجرورا ً ُمقدَّما ً عليها‪ ،‬نحو‪{ :‬وفوقَ كل ذي ٍ‬ ‫خبرها ظرفا ً أو ّ‬ ‫(‪ )3‬بأن يكونَ ُ‬
‫أج ٍل كتاب"‪.‬‬
‫(‪ )4‬بأن تق َع بعد نفيٍ‪ :‬أو استفهام‪ .‬أو "لوال"‪ ،‬أو ‪":‬إذا" الفُجائيّ ِّة‪ .‬فاألول نحو‪" :‬ما أحدٌ عندنا"‪،‬‬
‫والثاني نحو‪ :‬أإلهٌ مع هللا؟"‪ ،‬والثالث كقول الشاعر‪:‬‬

‫(‪)329/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫لظ ْع ِّن*‬ ‫ت َمطاياه َُّن ِّل َّ‬ ‫بار أل ّ ْودَى ُك ُّل ذي ِّمقَ ٍة * لَ َّما استقَلَّ ْ‬ ‫ص ِّط ٌ‬ ‫*لوال ا ْ‬ ‫ْ‬
‫رابض"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫د‬ ‫أس‬ ‫فاذا‬ ‫"خرجتُ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫والراب‬
‫"أمر بمعروفٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ونحو‪:‬‬ ‫باألمة"‪.‬‬ ‫ينهض‬ ‫العلم‬ ‫سبيل‬ ‫في‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫رش‬ ‫ق‬
‫ِّ‬ ‫ء‬
‫ٌ‬ ‫"إعطا‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ة‬‫عامل‬ ‫تكونَ‬ ‫بأن‬ ‫(‪)5‬‬
‫صدَقةٌ"‪.‬‬ ‫ي عن ُمنكر َ‬ ‫صدقةٌ‪ ،‬ونه ٌ‬
‫(فاعطاه‪ :‬عمل النصب في "قرشاً" على أنه مفعول به‪ .‬وأمر ونهي‪ :‬يتعلق بهما حرف الجر‬
‫والمجرور مفعول لها غير صريح)‪.‬‬
‫(‪ )6‬بأن تكونَ ُمب َهمةً‪ ،‬كأسماء الشرط واالستفهام و "ما" التعجبيَّة وكم الخبريَّة‪ .‬فاالول نحو‪" :‬من‬
‫العلم!"‪،‬‬
‫َ‬ ‫يجته ْد يُفلِّحْ "‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬من مجتهد؟ وكم علما ً في صدرك؟"‪ ،‬والثالث نحو‪" :‬ما أحسنَ‬
‫والراب ُع نحو‪" :‬كم مأثرةٍ لك!"‪.‬‬
‫{و ْي ٌل‬
‫َ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫والثاني‬ ‫عليكم"‪.‬‬ ‫م‬
‫ٌ‬ ‫"سال‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫فاالو‬ ‫‪،‬‬ ‫شر‬
‫ٍّ‬ ‫مأو‬ ‫بخير‬
‫ٍ‬ ‫(‪ )7‬بأن تكون مفيدة ً للد ِّ‬
‫ُّعاء‬
‫ِّللمطفّفين}‪.‬‬
‫خير من جاهل"‪ ،‬أي‪ :‬رج ٌل عال ٌم‪ .‬ومنه المثلُ‪:‬‬ ‫(‪ )8‬بأن تكون خَلقا ً عن موصوف‪ ،‬نحو‪" :‬عال ٌم ٌ‬
‫"ضعيف عاذَ بقَر َملة"‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫صدر جمل ٍة ُمرتبط ٍة بالواو أو بدونها‪ :‬فاالول كقول الشاعر‪:‬‬ ‫َ‬ ‫(‪ )9‬بأن تقع‬
‫ق*‬‫شار ِّ‬‫ض ْو ُؤهُ ُك َّل ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫س َريْنا ونَجْ ٌم قَ ْد أضا َء‪ ،‬فَ ُمذ بَدا * ُمحيَّاكَ أخفَى َ‬ ‫َ‬ ‫* َ‬
‫والثاني كقول الشاعر‪:‬‬
‫ٌ‬
‫َّهر واحدة * وك َّل يَوم ت َراني ُمدْيَة بِّيدي*‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫طرقُها في الد ِّ‬ ‫ِّئب يَ ُ‬ ‫*الذّ ُ‬
‫(‪ )10‬بأن يرادَ بها التنوي ُع‪ ،‬أي التفصي ُل والتقسي ُم كقول امرئ القيس‪:‬‬
‫الر ْكبَتَي ِّْن * فَث َ ْوبٌ لَبِّ ْستُ ‪ ،‬وث َ ْوبٌ أ َ ُج ّر*‬ ‫*فأَقبَ ْلتُ زَ حْفا ً على ُّ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫س ُّر*‬ ‫*فيو ٌم َعلَيْنا‪ ،‬ويو ٌم لَنا * ويَ ْو ٌم نُسا ُء‪ ،‬ويَ ْو ٌم نُ َ‬
‫ُعطف عليها معرفة‪ .‬فاألو ُل نحو‪" :‬خالدٌ ورج ٌل يتعلمان النحو"‪،‬‬ ‫َ‬ ‫(‪ )11‬بأن تُعطف على معرفة‪ ،‬أو ي‬
‫يتعلمان البيانَ "‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫والثاني نحو‪" :‬رج ٌل وخالدٌ‬
‫معروف‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ف على نكرة موصوفة‪ ،‬أو يُعطف عليها نكرة ٌ موصوفة فاالول نحو‪" :‬قو ٌل‬ ‫ط َ‬‫(‪ )12‬بأن تُع َ‬
‫ى‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬طاعةٌ وقو ٌل معروف"‪.‬‬ ‫خير من صدقة يَتبعُها أذ ً‬ ‫ومغفرة ٌ‬

‫(‪)330/1‬‬

‫خير من َجرادة" و "رج ٌل أقوى من‬ ‫الجنس ال فردٌ واحدٌ منه‪ ،‬نحو‪" :‬ثمرة ٌ ٌ‬
‫ِّ‬ ‫يراد بها حقيقةُ‬
‫(‪ )13‬بأن َ‬
‫امرأة"‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫(‪ )14‬بأن ت َقع جوابا‪ ،‬نحو‪" :‬رجلٌ" في جواب من قال‪َ " :‬من عندك؟"‪.‬‬
‫فائدة‬
‫(ولم يشترط سيبويه والمتقدمون من النحاة لجواز االبتداء بالنكرة إال حصول الفائدة‪ .‬فكل نكرة أفادت‬
‫إن ابتدئ بها صح أن تقع مبتدأ‪ .‬ولهذا لم يجز االبتداء بالنكرةالموصوفة او التي خبرها ظرف او جار‬
‫ومجرور مقدما ً عليها‪ :‬إن لم تفد‪ .‬فال يقال‪" :‬رجل من الناس عندنا‪ .‬وال عند رجل مال" وال "اإلنسان‬
‫ثوب"‪ ،‬لعدم الفائدة‪ ،‬الن الوصف في األول وتقدم الخبر في الثاني لم يفيدا التخصيص‪ ،‬النهما لم يقلال‬
‫من شيوع النكرة وعمومها)‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬جواز حذفه إن د َّل عليه دليلٌ‪ ،‬تقول‪" :‬كيف سعيدٌ؟"‪ ،‬فيقال في الجواب‪" :‬مجتهدٌ" أي‪ :‬هو‬
‫سورة ٌ أنزلناها}‪.‬‬‫مجتهدٌ‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬من َعم َل صالحا ً ف ِّلنفسه‪ ،‬ومن أسا َء فعلَيها} وقوله { ُ‬
‫(والتقدير في اآلية األولى‪" :‬فعمله لنفسه‪ ،‬وإساءته عليها"‪ ،‬فيكون المبتدأ‪ ،‬وهو العمل واإلساءة‪،‬‬
‫محذوفاً‪ .‬والجار متعلق بخبره المحذوف‪ .‬والتقدير في اآلية الثانية‪" :‬هذه سورة")‪.‬‬
‫وجوب حذف ِّه وذلك في أربع ِّة مواض َع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الراب ُع‪:‬‬
‫ألفعلن كذا"‪ ،‬أي‪ :‬في ِّذ َّمتي َعهدٌ أو ميثا ٌق‪.‬‬
‫َّ‬ ‫جواب القسم‪ ،‬نحو‪" :‬في ِّذ َّمتي‬
‫ُ‬ ‫(‪ )1‬إن د َّل عليه‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫صبر‬
‫ٌ‬ ‫صبري‬ ‫"صبر جميلٌ" و "سم ٌع وطاعةٌ"‪ ،‬أي‪َ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫خبره مصدرا ً نائبا ً عن فعل ِّه نحو‪:‬‬ ‫(‪ )2‬إن كان ُ‬
‫جميلٌ‪ ،‬وأمري سم ٌع وطاعةٌ‪.‬‬
‫نشعم الرج ُل أبو‬
‫َ‬ ‫ئس"‪ .‬مؤخرا ً عنهما‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫الخبر مخصوصا ً بالمدح أو الذ ِّ ّم بعد "نِّ ْع َم و ِّب َ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )3‬إن كان‬
‫"هو"‪.‬‬
‫تقديرهُ‪َ :‬‬‫ُ‬ ‫خبر لمبتدأ محذوفٍ‬ ‫المثالين‪ٌ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ب‪ ،‬فأبو‪ ،‬في‬ ‫ئس الرج ُل أبو لَه ٍ‬‫ب‪ ،‬وبِّ َ‬
‫طال ٍ‬
‫زهير‬
‫ٍ‬ ‫مدح أو ذم أو تر ُّح ٍم‪ ،‬نحو‪ُ " :‬خذ ُ بي ِّد‬
‫ٍ‬ ‫عرض‬ ‫(‪ )4‬إن كان في االصل نَعتا ً قُط َع عن النَّعتيّة في َم ِّ‬
‫فالن المسكينُ "‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫فالن اللئي ُم" و "احس ِّْن الى‬
‫ٍ‬ ‫الكري ُم" و "دَ ْع مجالسةَ‬

‫(‪)331/1‬‬

‫(فالمبتدأ محذوف في هذه األمثلة وجوباً‪ .‬والتقدير‪ :‬هو الكريم‪ ،‬وهو اللئيم‪ ،‬وهو المسكين ويجوز أن‬
‫تقطعه عن الوصفية النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره في الول‪ :‬أمدح‪ ،‬وفي الثاني‪:‬‬
‫أذم‪ ،‬وفي الثالث‪ :‬أرحم)‪.‬‬
‫الخبر عليه‪ .‬وقد يجوز األمران‪( .‬وسيأتي‬ ‫ِّ‬ ‫يجب تقدي ُم‬ ‫ُ‬ ‫الخامس‪ :‬إن االص َل فيه أن يتقد ََّم على الخبر وقد‬
‫الكال ُم على ذلك)‪.‬‬
‫(‪ )2‬أَقسا ُم المبتدأ‬
‫ومؤولٌ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وضمير منفصلٌ‪ ،‬نحو‪" :‬أنتَ مجتهد"‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫أقسام‪ :‬صري ٌح‪ ،‬نحو‪" :‬الكري ُم محبوبٌ "‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫المبتدأ ثالثةُ‬
‫سوا ٌء عليهم أأنذَرت ُه ْم أم لم ت ُنذِّره ْم}‪ ،‬ومنهُ المث َ ُل "ت َسم ُع‬ ‫خير لك ْم"‪ ،‬ونحو‪َ { :‬‬ ‫نحو‪" :‬وأن ت َصوموا ٌ‬
‫خير من أن تراه"‪.‬‬ ‫ي ٌ‬ ‫بال ُمعَيد ّ‬
‫(‪ )3‬أَحكا ُم خبر المبتدأ‬
‫لخبر المبتدأ سبعةُ أحكام‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫وجوب رفع ِّه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫األول‪:‬‬
‫حجر"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أن االصل فيه أن يكون نكرة مشتقة‪ .‬وقد يكون جامدا‪ .‬نحو‪" :‬هذا‬ ‫الثاني‪َّ :‬‬
‫وجوب مطابقته للمبتدأ إفرادا ً وتثنيةً وجمعا ً وتذكيرا ً وتأنيثا‪ً.‬‬ ‫ُ‬ ‫الثالث‪:‬‬
‫حاضر‪ ،‬وتقول‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫األس‬ ‫فاذا‬ ‫أي‪:‬‬ ‫ُ"‪،‬‬ ‫د‬‫األس‬ ‫فاذا‬ ‫"خرجتُ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ٌ‪،‬‬
‫ل‬ ‫دلي‬ ‫عليه‬ ‫ل‬‫َّ‬ ‫د‬ ‫إن‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫حذف‬ ‫جواز‬ ‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬
‫"زهير مجتهدٌ"‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬أكلُها دائ ٌم‬ ‫ٌ‬ ‫هير" أي‪:‬‬‫"ز ٌ‬‫" َمن مجتهدٌ؟" فيقا ُل في الجواب‪ُ :‬‬
‫وظلُّها} أي‪ :‬وظلُّها كذلك‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫وجوب حذف ِّه في أربع ِّة مواض َع‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الخامس‬
‫(‪ )1‬أن يد َّل على صف ٍة ُمطلقةٍ‪ ،‬أي‪ :‬دال ٍة على وجو ٍد عا ّم‪.‬‬
‫أقدام األ َّمهاتِّ"‬
‫ِّ‬ ‫جار ومجرور‪ ،‬نحو‪" :‬الجنة تحتَ‬ ‫ظرف أو ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫وذلك في مسألتين‪ ،‬االولى‪ :‬أن يتعلَّق بها‬
‫اس"‪ ،‬و "لوما‬ ‫دور"‪ .‬والثانية‪ :‬أن تق َع بعد لوال أو لوما‪ ،‬نحو‪" :‬لوال ال ِّدّينُ ل َهلَكَ النَّ ُ‬ ‫ص ِّ‬ ‫و "العل ُم في ال ّ‬
‫العلم"‪.‬‬‫أكثر ِّ‬ ‫ع ُ‬ ‫الكتابةُ لضا َ‬

‫(‪)332/1‬‬

‫(فان كان صفة مفيدة (أي دالة على وجود خاص‪ :‬كالمشي والقعود والركوب واألكل والشرب‬
‫ونحوها) وجب ذكره إن لم يدل عليه دليل‪ ،‬نحو‪" :‬لوال العدو سالمنا ما سلم" ونحو‪" :‬خالد يكتب في‬
‫داره‪ ،‬والعصفور مفرد فوق الغصن"‪ .‬ومنه حديث‪" :‬لوال قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على‬
‫قواعد ابراهيم"‪ .‬فان دل عليه دليل جاز حذفه وذكره‪ ،‬نحو‪" :‬لوال أنصاره لهلك"‪ .‬أو "لوال أنصاره‬
‫حموه لهلك"‪ ،‬ونحو‪" :‬علي على فرسه" أو "علي راكب على فرسه"‪.‬‬
‫عمرك ألفعَلَ َّن"‪ ،‬ونحو‪" :‬أيُمنُ هللا الجتهدَ َّن"‪ ،‬قال‬
‫صريح في القَسم‪ ،‬نحو‪" :‬لَ ُ‬
‫ٍ‬ ‫(‪ )2‬أن يكونَ خبرا ً لمبتدأ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫اإلنسانُ إِّالَّ ابنُ يَ ْو ِّمه * على ما ت َجلّى يَ ْو ُمهُ ال بانُ أَمسه*‬ ‫*لعَ ْم ُركَ ما ِّ‬
‫خار ِّبنَ ْفس ِّه*‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ب‬
‫َ ِّ‬ ‫ي‬ ‫الذي‬ ‫خار‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫*‬ ‫ما‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ِّ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ميم‪،‬‬ ‫*وما الفَ ْخ ُر َ ِّ َّ‬
‫الر‬ ‫ظم‬ ‫ع‬‫بال‬
‫(فان كان المبتدأ غير صريح في القسم (بمعنى أنه يستعمل للقسم وغيره) جاز حذف خبره وإثباته‪.‬‬
‫تقول "عهد هللا ألقولن الحق‪ ،‬وعهد هللا علي ألقولن الحق")‪.‬‬
‫ُ‬
‫مصدر‪ ،‬وبعدهما حا ٌل ال تصل ُح أن تكون‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )3‬أن يكونَ المتبدأ ُ مصدراً‪ ،‬أو اسم ت َفضي ٍل مضافا ً الى‬
‫الغالم ُمسيئاً"‪ .‬والثاني‬
‫َ‬ ‫فاالو نحو‪" :‬تأديبي‬ ‫ُ‬ ‫الخبر في الدالل ِّة عليه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫سدَّ‬ ‫خبراً‪ ،‬وإنما ت َصلُ ُح أن ت َسدَّ َم َ‬
‫صالتِّكَ خاليا ً مما يَ ْشغَلُكَ "‪.‬‬ ‫نحو‪" :‬أفض ُل َ‬
‫ؤو ٍل‪ ،‬نحو‪" :‬أحسنُ ما‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫صريح‪ ،‬كما ُمثلَ‪ ،‬أو ُم َّ‬ ‫ٍ‬ ‫مصدر‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫وال فرقَ بين أن يكونَ اس ُم التفضيل مضافا الى‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الخير ُمستتراً" وكذا ال فرقَ بين أن تكونَ الحا ُل ُمفردة‪ ،‬كما ذكر‪ ،‬أو جملة‪ :‬كحديث‪" :‬أقرب ما‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫تعم ُل‬
‫يكون العبدُ من ربّه وهو ساجدٌ"‪ .‬وقو ِّل الشاعر‪ :‬وقد اجتمعت فيه الحاالن‪( :‬المفردة والمركبة)‪.‬‬
‫ِّي ع ْنهُ وهو غَضبا ُن*‬ ‫حليف ِّرضا ً * وش َُّر بُ ْعد َ‬ ‫َ‬ ‫المولى‬
‫خير اق ِّترابي من ْ‬ ‫ُ‬

‫(‪)333/1‬‬

‫(فالحال في األمثلة المتقدمة دالة على الخبر المحذوف (وهو حاصل) سادة مسدة‪ .‬لكنها غير صالحة‬
‫لالخبار بها مباشرة لمبايتنها للمبتدأ‪ ،‬إذ ال معنى لقولك‪( :‬تأديبي الغالم مسيء‪ ،‬وافضل صالتك خال‬
‫مما يشغلك)‪ ،‬وهلم جرا)‪.‬‬
‫الغالم شديدٌ" وشذَّ‬
‫َ‬ ‫وجب رفعُها لعدم ُمباينتها حينئ ٍذ للمبتدأ‪ ،‬نحو‪" :‬تأديبي‬ ‫َ‬ ‫اإلخبار بالحال‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فان ص َّح‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫س َّمطاً"‪ ،‬أي‪َ :‬مثبَتا ً نافذاً‪ ،‬إذ يص ُّح أن تقولَ‪ُ " :‬حك ُمكَ ُمس َّمط"‪.‬‬ ‫قولهم‪ُ " :‬حك ُمكَ ُم َ‬
‫امريءٍ وما فَعَلَ"‪ ،‬أي‪ :‬م َع فعل ِّه‪ .‬فان‬ ‫(‪ )4‬أن يكونَ بعد وا ٍو ُمتعي ٍّن أن تكون بمعنى "م َع"‪ ،‬نحو‪" :‬ك ُّل ِّ‬
‫لم يتعي َّْن كونُها بمعنى " َم َع" جاز إثباتُهُ‪ ،‬كقو ِّل الشاعر‪:‬‬
‫يان*‬ ‫ْ‬
‫امرىءٍ وال َموتَ يلت ِّق ِّ‬ ‫ب الفَتى * وك ُّل ِّ‬ ‫ي ْال َموتَ الذي يَ ْشعَ ُ‬ ‫*ت َمنَّوا ِّل َ‬
‫شاعر‪ ،‬خطيب"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫السادس‪ :‬جواز تَعَدُّ ِّدهِّ‪ ،‬والمبتدأ ُ واحد نحو‪" :‬خلي ٌل كاتبٌ ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫تأخر عن المبتدأ‪ .‬وقد يَتقدَّ ُم عليه جوازا ً أو وجوبا ً (وسيأتي الكال ُم على‬ ‫َ َ‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫فيه‬ ‫االصل‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫السابع‪:‬‬
‫ذلك)‪.‬‬
‫فرد ُ‬‫َبر ال ُم َ‬ ‫(‪ )4‬الخ ُ‬
‫قسمان‪ُ :‬مفردٌ وجملة‪ٌ.‬‬ ‫ِّ‬ ‫خبر المبتدأ‬ ‫ُ‬
‫غير جملةٍ‪ ،‬وإن كان ُمثنَّى أو مجموعاً‪ ،‬نحو‪" :‬المتجهد محمودٌ‪ ،‬والمجتهدان‬ ‫فالخبر المفردُ‪ :‬ما كانَ َ‬ ‫ُ‬
‫محمودان‪ ،‬والمجتهدون محمودون"‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫وهو إما جامدٌ‪ ،‬وإما ُم ٌّ‬
‫شتق‪.‬‬
‫شتق‪.‬‬ ‫وهو إما جامدٌ‪ ،‬وإما ُم ٌّ‬
‫حجر"‪ .‬وهو ال يت َضمنُ ضميرا ً يعودُ الى‬ ‫ٌ‬ ‫الوصف‪ ،‬نحو‪" :‬هذا‬ ‫ِّ‬ ‫والمرادُ بالجام ِّد ما ليس فيه معنى‬
‫ي أسدٌ"‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫"عل‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫نه‪،‬‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫فيتض‬ ‫المشتق‪،‬‬ ‫المبتدأ‪ ،‬إال إذا كان في معنى‬
‫(فأسد هنا بمعنى شجاع‪ ،‬فهو مثله يحمل ضميرا ً مستترا ً تقديره (هو) يعود الى علي‪ ،‬وهو ضمير‬
‫الفاعل‪ .‬وقد سبق في باب الفاعل ان االسم المستعار‪ ،‬يرفع الفاعل كالفعل‪ ،‬ألنه من األسماء التي تشبه‬
‫الفعل في المعنى‪.‬‬

‫(‪)334/1‬‬

‫وذهب الكوفيون الى أن خبرالجامد يحتمل ضميرا ً يعود ال المبتدأ‪ ،‬وإن لم يكن في معنى المشتق‪ .‬فإن‬
‫قلت‪( :‬هذا حجر)‪ ،‬فحجر يحمل ضميرا ً يعود إلى اسم االشارة (تقديره هو)‪ ،‬أَي‪( :‬هذا حجر هو)‪ ،‬وما‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫قولهم ببعيد من الصواب‪ .‬ألنه ال بد من رابط يربط المبتدأ بالخبر‪ ،‬وهذا الرابط معتبر في غير‬
‫العربية من اللغات أيضاً)‪.‬‬
‫هير مجتهد"‪ .‬وهو يتح َّم ُل ضميرا ً يعود الى المبتدأ‪،‬‬ ‫"ز ٌ‬ ‫صف‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬ ‫الو ِّ‬ ‫والمراد بالمشتق ما فيه معنى َ‬
‫هير مجتهدٌ أخواه"‪.‬‬ ‫الظاهر‪ ،‬فال يتح َّملهُ‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬
‫"ز ٌ‬ ‫َ‬ ‫إال إذا رف َع‬
‫(فمجتهد‪ ،‬في المثال األول‪ ،‬فيه ضمير مستتر تقديره هو يعود الى زهير‪ ،‬وهو ضمير الفاعل‪ .‬أما في‬
‫المثال الثاني فقد رفع (أخواه) على الفاعلية فلم يتحمل ضمير المبتدأ)‪.‬‬
‫ي‬‫لزمت ُمطابقتُهُ له إفرادا ً وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا‪ ،‬نحو‪" :‬عل ٌّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ضمير المبتدأ‬‫َ‬ ‫الخبر‬
‫ُ‬ ‫ومتى تح َّم َل‬
‫مجتهدتان‪ ،‬والتالميذ مجتهدونَ ‪ ،‬والتميذاتُ‬ ‫ِّ‬ ‫والتميذتان‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫مجتهد‪ ،‬وفاطمة مجتهدة‪ ،‬والتلميذان مجتهدان‪،‬‬ ‫ُ‬
‫مجتهدات"‪.‬‬
‫آيتان من آيات‬
‫ِّ‬ ‫والقمر‬
‫ُ‬ ‫"الشمس‬
‫ُ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ُ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ُطابق‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫ُ‬
‫فيجوز‬ ‫المبتدأ‪،‬‬ ‫الى‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫يعو‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ضمير‬ ‫ن‬ ‫م‬‫فإن لم يتض َّ‬
‫خير فيما بينهما"‪.‬‬‫قسمان‪ :‬عال ٌم ومتعل ٌم وال َ‬ ‫ِّ‬ ‫هللا"‪ ،‬ويجوز أن ال يطابقه‪ ،‬نحو‪" :‬الناس‬ ‫ِّ‬
‫الخبر الجملة‬ ‫ُ‬ ‫)‬ ‫‪5‬‬ ‫(‬
‫قدر صاحب ِّه"‪،‬‬‫سنُ يُعلي َ‬ ‫الخبر الجملةُ‪ :‬ما كان جملةً فعليّة‪ ،‬أو جملةً اسميّةً‪ ،‬فاالول نحو‪" :‬ال ُخلُ ُق الح َ‬ ‫ُ‬
‫حسن"‪.‬‬‫ٌ‬ ‫والثاني نحو‪" :‬العام ُل ُخلقُهُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ط في الجملة الواقعة خبرا أن تكونَ ُمشتملة على رابطٍ يربطها بالمبتدأ‪.‬‬ ‫ويُشتر ُ‬
‫ُّ‬
‫"الحق‬ ‫"الظل ُم َمرتعه وخي ٌم"‪ ،‬أو مستترا ً يعودُ الى المبتدأ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫الضمير بازراً‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ط إما‬ ‫والراب ُ‬
‫بقرش"‪ ،‬أي‪ :‬الدرهم منها‪ .‬وإما إشارة ٌ الى المبتدأ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫الدرهم‬ ‫يعلو"‪ .‬أو ُمقدَّراً‪ ،‬نحو‪" :‬ال ِّفضةُ‪ْ ،‬‬
‫خير}‪ ،‬وإما إِّعادة ُ المبتدأ بلفظ ِّه‪ ،‬نحو‪{ :‬الحاقَّةُ‪ ،‬ما الحاقةُ؟}‪ ،‬أو بلفظٍ أع َّم منه‪،‬‬ ‫{و ِّلباس التقوى ذلك ٌ‬
‫عم الرجلُ"‪.‬‬ ‫نحو‪" :‬سعيد نِّ َ‬
‫(‪)335/1‬‬

‫(فالرجل يعم سعيدا ً وغيره‪ ،‬فسعيد داخل في عموم الرجلن والعموم مستفاد من (ال) الدالة على‬
‫الجنس)‪.‬‬
‫نفس المبتدأ في المعنى‪ ،‬فال نحتاج الى رابطٍ ‪ ،‬النها ليست أجنبيةً عنه‬ ‫وقد تكون الجملةُ الواقعةُ خبرا ً َ‬
‫فتحتا َج الى ما يربطها به‪ ،‬نحو‪{ :‬قُ ْل ه َُو هللاُ أحدٌ}‪ ،‬ونحو‪" :‬نُطقي هللاُ حسبي"‪.‬‬
‫(فهو‪ :‬ضمير الشأن‪ .‬والجملة بعده هي عينه‪ ،‬كما تقول‪( :‬هو علي مجتهد) وكذلك قولك‪( :‬نطقي هللا‬
‫حسبي) فالمنطوق به‪( ،‬وهو هللا حسبي) هو عين المبتدأ‪ .‬وهو (نطقي) واما فيما سبق فانما احتيج الى‬
‫الربط ألن الخبر اجنبي عن المبتدأ‪ ،‬فال بد له من رابط يربطه به)‪.‬‬
‫العلم"‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬العلم في‬ ‫جارا ً ومجروراً‪ .‬فاألو ُل نحو‪" :‬المجدُ تحتَ َع ِّلم ِّ‬ ‫قد يق ُع ظرفا ً أو ّ‬
‫الصدور ال في السطور"‪.‬‬
‫ً‬
‫(والخبر في الحقيقة إنما هو متعلق الظرف وحرف الجر‪ .‬ولك أن تقدر هذا المتعلق فعال كاستقر‬
‫وكان‪ ،‬فيكون من قبيل الخبر الجملة‪ ،‬واسم فاعل‪ ،‬فيكون من باب الخبر المفرد‪ ،‬وهو األولى‪ ،‬ألن‬
‫األصل في الخبر أن يكون مفرداً)‪.‬‬
‫"الخير أمامك"‪ .‬والثاني‬
‫ُ‬ ‫ُخبر بظروف المكان عن أسماء المعاني وعن أسماء األعيان‪ .‬فاالول نحو‪:‬‬ ‫وي ُ‬
‫أقدام األمهاتِّ"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫نحو‪" :‬الجنة تحتَ‬
‫ً‬
‫"السفر غدا‪ ،‬والوصو ُل بعد غدٍ"‪ .‬إال‬ ‫ُ‬ ‫الزمان فال يُخب َُّر بها إِّال عن أسماء المعاني‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫وأما ظروف‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فيجوز‪ ،‬نحو‪" :‬الليلة الهال"‪ ،‬و "نحن في شهر‬ ‫ُ‬ ‫ت الفائدة ُ باإلخبار بها عن أسماء االعيان‬ ‫إذا حصل ِّ‬
‫أمر"‪.‬‬ ‫ً‬
‫خمر‪ ،‬وغدا ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫"اليوم‬
‫َ‬ ‫كذا" و "الوردُ في آيار"‪ .‬ومنه‪:‬‬
‫(‪ )6‬وجوب تقديم المبتدأ‬
‫اآلخر‬
‫ُ‬ ‫فيتأخر‬
‫ُ‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫وجوب‬ ‫دهما‬ ‫أح‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫د‬‫يتق‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫خ‬ ‫يتأ‬ ‫أن‬ ‫الخبر‬ ‫في‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫واالص‬ ‫‪.‬‬ ‫االص ُل في المتبدأ أن يَ َ‬
‫َّم‬ ‫د‬‫تق‬
‫وجوباً‪.‬‬
‫ويجب تقديم المبتدا في ستة مواض َع‪:‬‬ ‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)336/1‬‬

‫الشرط‪ ،‬نحو‪{ :‬من يَت ّ ِّ‬


‫ق هللاَ يُفلحْ "‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫الكالم‪ ،‬كأسماء‬
‫ِّ‬ ‫صدر‬
‫ُ‬ ‫االولُ‪ :‬أن يكون من االسماء التي لها‬
‫وأسماء االستفهام‪ ،‬نحو‪" :‬من جا َء؟"‪" ،‬وما" التع ُّجبيّ ِّة‪ ،‬نحو‪" :‬ما أحسنَ الفضيلةَ!" وكم الخبري ِّة نحو‪:‬‬
‫"كم كتاب عندي!"‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يكون ُمشبّها ً باسم الشرط‪ ،‬نحو‪" :‬الذي يتجهدُ فله جائزةٌ" و "ك ُّل تلمي ٍذ يجتهدُ فهو على‬
‫ى"‪.‬‬‫هد ً‬
‫ً‬
‫(فالمبتدأ هنا اشبه اسم الشرط في عمومه‪ ،‬واستقبال الفعل بعده وكونه سببا لما بعده‪ ،‬فهو في قوة ان‬
‫تقول‪( :‬من يجتهد فله جائزة) و (اي تلميذ يجتهد فهو على هدى)‪ .‬ولهذا دخلت الفاء في الخبر كما‬
‫تدخل في جواب الشرط)‪.‬‬
‫صدر الكالم‪ ،‬نحو‪" :‬غال ُم َمن مجتهدٌ؟" و "زما ُم كم أمر في يدك"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫له‬ ‫اسم‬
‫يضاف الى ٍ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫الثالث‪ :‬أن‬
‫خير من‬‫من ٌ‬ ‫الم االبتداء)‪ ،‬نحو‪{ :‬لعبدٌ مؤْ ٌ‬ ‫الراب ُع‪ :‬أن يكون مقترنا ً بالم التأكيد (وهي التي يسمونها َ‬
‫مشركٍ "‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫الخامس‪ :‬أن يكون لك من المبتدأ والخبر معرفة أو نكرةً‪ ،‬وليس هناك قرينة تعين أحدهما‪ ،‬فيتقدَّم‬ ‫ُ‬
‫ي‬
‫االخ‪ ،‬و "عل ٌّ‬‫ِّ‬ ‫اإلخبار عن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫المبتدأ خشية التباس المسنَ ِّد بالمسنَ ِّد اليه‪ ،‬نحو‪" :‬أخوك علي"‪ ،‬إن أردتَ‬
‫س ٌّن مني" إن قصدتَ اإلخبار ع َّمن هو ٌّ‬
‫أسن‬ ‫س ٌّن منك أ َ‬ ‫اإلخبار عن علي‪ ،‬ونحو‪" :‬أ َ‬‫َ‬ ‫أخوكَ "‪ ،‬إن أردتَ‬
‫ُّ‬
‫اإلخبار ع ّمن هو أسن منكَ نفسِّكَ ‪.‬‬‫َ‬ ‫من مخاطبك "وأسن مني أسن منكَ "‪ ،‬إن أردتَ‬
‫(فان كان هناك قرينة تميز المبتدأ والخبر‪ ،‬جاز التقديم والتأخير نحو‪" :‬رجل صالح حاضر‪ ،‬وحاضر‬
‫رجل صالح" ونحو "بنو أبنائنا بنونا"‪ ،‬بتقديم المبتدأ‪ ،‬و "بنونا" بنو أبنائنا‪ ،‬بتقديم الخبر‪ .‬ألنه سواء‬
‫أتقدم أحدهما أم تأخر‪ ،‬فالمعنى على كل حال أن بنى أبنائنا هم بنونا)‪.‬‬
‫الخبر بإال لفظا ً نحو‪{ :‬وما محمدٌ إال‬ ‫ُ‬ ‫السادس‪ :‬أن يكون المبتدأ محصورا ً في الخبر‪ ،‬وذلك بأن يقترنَ‬
‫رسولٌ} أو معنًى‪ ،‬نحو‪" :‬إنما أنت ٌ‬
‫نذير"‪.‬‬

‫(‪)337/1‬‬

‫(إذ المعنى ما أنت إال نذير‪ .‬ومعنى الحصر هنا أن المبتدأ (وهو محمد‪ ،‬في المثال األول) منحصر في‬
‫صفة الرسالة‪ ،‬فلو قيل‪" :‬ما رسول إال محمد"‪ .‬بتقديم الخبر‪ ،‬فسد المعنى‪ ،‬ألن المعنى يكون حينئذ‪:‬‬
‫ان صفة الرسالة منحصرة في محمد مع انها ليست منحصرة فيه‪ .‬بل هي شاملة له ولغيره من‬
‫الرسل‪ ،‬صلوات هللا عليهم‪ .‬وهكذا الشأن في المثال الثاني)‪.‬‬
‫(‪ )7‬وجوب تقديم الخبر‬
‫الخبر على المبتدأ في أربعة مواض َع‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫يجب تقديم‬
‫ُ‬
‫الدار رجلٌ"‬ ‫ً‬
‫االولُ‪ :‬إذا كان المبتدأ نكرة غير مفيدةٍ‪ ،‬مخَبرا عنها بظرفٍ أو جار ومجرور‪ ،‬نحو‪" :‬في ِّ‬
‫ضيف" ومنه قوله تعالى‪{ :‬ولدينا مزيدٌ} و "على أبصارهم غشاوةٌ"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫و "عندكَ‬
‫(وإنما وجب تقديم الخبر هنا ألن تأخيره يوهم أنه صفة وأن الخبر منتظر‪ .‬فان كانت النكرة مفيدة لم‬
‫يجب تقديم خبرها‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وأجل مسمى} عنده ألن النكرة وصفت بمسمى‪ ،‬فكان الظاهر في‬
‫الظرف أنه خبر ال صفة)‪.‬‬
‫ُ‬
‫استفهام‪ ،‬فاالول‪ ،‬نحو‪" :‬كيف حالكَ ؟" والثاني‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫استفهام‪ ،‬أو مضافا الى اسم‬
‫ٍ‬ ‫اسم‬
‫الثاني‪ :‬إذا كان الخبر َ‬
‫سفركَ ؟"‪.‬‬‫أي يوم ُ‬ ‫نحو‪" :‬ابنُ َمن أنت؟" و "صبيحة ْ‬
‫(وإنما وجب تقديم الخبر هنا ألن السم االستفهام أو ما يضاف اليه صدر الكالم)‪.‬‬
‫ضمير يعود الى شيء من الخبر نحو‪" :‬في الدار صاحبها" ومنه قوله‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الثالث‪ :‬إذا اتص َل بالمبتدأ‬
‫صيب‪:‬‬ ‫ب أقفالُها}‪ .‬وقو ُل نُ َ‬
‫تعالى‪{ :‬أم على قلو ٍ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫عين حبيبُها*‬
‫ي‪ ،‬ولكن مل ُء ٍ‬ ‫*أهاب ُِّك إِّجالالً‪ ،‬وما ِّ‬
‫بك قدرة ٌ * عل َّ‬
‫(وإنما وجب تقديم الخبر هنا‪ ،‬النه لو تأخر الستلزم عود الضمير على متأخر لفظا ً ورتبة‪ ،‬وذلك‬
‫ضعيف قبيح منكر (راجع الكالم على عود الضمير) في الجزء األول من هذا الكتاب)‪.‬‬
‫ٌ‬
‫خالق إال‬ ‫الخبر محصورا ً في المبتدأ‪ .‬وذلك بأن يقترن المبتدأ بإالّ لفظاً‪ ،‬نحو‪" :‬ما‬‫ُ‬ ‫الراب ُع‪ :‬أن يكون‬
‫هللاُ"‪ ،‬أو معنًى‪ ،‬نحو‪" :‬إنما محمودٌ من يجتهدُ"‪.‬‬

‫(‪)338/1‬‬

‫(إذ المعنى‪" :‬ما محمود إال من يجتهد"‪ .‬ومعنى الحصر هنا ان الخبر "وهو خالق‪ ،‬في المثال"‬
‫منحصر في هللا‪ .‬فليست صفة الخلق إال له سبحانه‪ ،‬فلو قيل‪" :‬وما هللا إال خالق" بتقديم المبتدأ‪ .‬فسد‬
‫المعنى‪ ،‬النه يقتضي أن ال صفة هلل إال الخلق‪ ،‬وهو ظاهر الفساد‪ .‬وهكذا الحال في المثال الثاني)‪.‬‬
‫صفَة‬ ‫(‪ )8‬المبتدأ ُ ال ِّ ّ‬
‫باالبتداء‪ ،‬إن لم يطابق موصوفَةُ تثنيةً أو جمعاً‪ ،‬فال يحتا ُج الى خبر‪ ،‬بل يكتفي‬ ‫ِّ‬ ‫الوصف‬
‫ُ‬ ‫قد يُرف ُع‬
‫ي او استفها ٌم‪.‬‬ ‫الوصف نف ٌ‬‫َ‬ ‫سدَّ الخبر‪ ،‬بشرط أن يتقد ََّم‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بالفاعل أو نائبه‪ ،‬فيكون مرفوعا به‪ ،‬سادا َم َ‬
‫ف‪ .‬ولم‬ ‫عر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وصف وال تصغ ُر وال ت َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وتكونُ الصفةُ حينئ ٍذ بمنزلة الفعل‪ ،‬ولذلك ال تثنى وال تج َم ُع وال ت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يشترط االخفش والكوفيون ذلك‪ ،‬فأجازوا أن يُقال‪" :‬ماج ٌح ولداكَ ‪ ،‬وممدو ٌح أبناؤك"‪.‬‬
‫الوصف مشتقّاً‪ ،‬نحو‪" :‬ما ناج ٌح الكسوالن" و "هل محبوبٌ المجتهدون"‪ ،‬او‬ ‫ُ‬ ‫وال فرقَ بينَ أن يكونَ‬
‫ي أخالقُكَ "‪.‬‬ ‫هذان ال ُمعاندان؟" و "ما وحش ٌّ‬ ‫ِّ‬ ‫ص ْخ ٌر‬ ‫اسما ً جامدا ً فيه معنى الصفة‪ ،‬نحو‪" :‬هل َ‬
‫"ليس كسو ٌل‬ ‫َ‬ ‫النفي واالستفهام بالحرف‪ ،‬كما ُمثلَ‪ ،‬او بغيره‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫وال فرقَ أيضا ً بينَ أن يكونَ‬
‫ً‬
‫صف اسما لها‪،‬‬ ‫"ليس" يكونُ الو ُ‬ ‫َ‬ ‫سائر أخواكَ "‪ ،‬غير أنهُ م َع‬ ‫ٌ‬ ‫"غير كسو ٍل أبناؤكَ " و "كيف‬ ‫ُ‬ ‫ولداك" و‬‫ِّ‬
‫الوصف‬
‫ُ‬ ‫ينتقل االبتدا ُء إليها‪ ،‬ويُجر‬ ‫ْ‬ ‫"غير"‬
‫ٍ‬ ‫سدَّ خبرها‪ ،‬ومع‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ع بعدَهُ مرفوعا به سادّا م َ‬ ‫والمرفو ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الوصف مرفوعا به سادّا مسدَّ الخبر‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫باإلضافة إليها‪ ،‬ويكونُ ما بعدَ‬
‫ّ‬
‫النفي في المعنى نحو‪" :‬إنما مجتهدٌ ولداكَ "‪ ،‬إذ التأويلُ‪" :‬ما مجتهدٌ إال ولداكَ "‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وقد يكونُ‬
‫استفهام‪ ،‬فال يجوز فيه هذا االستعمالُ‪ ،‬فال يقالُ‪" :‬مجتهد غالماكَ "‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الوصف بعد نفي ٍ او‬
‫ُ‬ ‫فان لم يقع‬
‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫"مجتهدان غالماك"‪ .‬وحينئ ٍذ يكونُ خبرا ً لما بعده ُمقدَّما ً عليه‪ .‬وقد‬ ‫ِّ‬ ‫تجب المطابقةُ‪ ،‬نحخو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫بل‬
‫على ضعفٍ ‪ ،‬ومنه الشاعر‪:‬‬

‫(‪)339/1‬‬

‫الطي ُْر َم َّرتِّ*‬ ‫ب‪ ،‬فَال ت َكُ ُم ْل ِّغيا ً * َمقالةَ ِّل ْهب ّ‬
‫يٍ‪ِّ ،‬إذا َّ‬ ‫ير بَنُو ِّل ْه ٍ‬ ‫* َخ ِّب ٌ‬
‫الظاهر‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫َ‬ ‫والصفةُ التي تق ُع مبتدأ‪ ،‬إنما ترف ُع‬
‫طنا*‬‫ْش و َم ْن قَ َ‬ ‫ْ‬
‫ظعَنا؟ * ِّإ ْن يَظعَنُوا فَعَ ِّجيبٌ َعي ُ‬ ‫س ْل َمى‪ ،‬أ ْم ن ََو ْوا َ‬ ‫قاط ٌن قَ ْو ُم َ‬ ‫أ َ ِّ‬
‫الضمير المنفصلَ‪ ،‬كقول اآلخر‪:‬‬ ‫َ‬ ‫او‬
‫قاط ُع*‬ ‫ُ‬
‫ِّي أنتُما * إذا لم تكونا لي على َم ْن أ ِّ‬ ‫ي‪ ،‬ما وافٍ بِّعَ ْهد َ‬ ‫*خَليل َّ‬
‫هير ال كسو ٌل وال بَطي ٌء" لم تكن من هذا الباب‪ ،‬فهي‬ ‫"ز ٌ‬ ‫المستتر‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬ ‫َ‬ ‫الضمير‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت الصفة‬ ‫فان رفع ِّ‬
‫هير"‪ ،‬فهي هنا خبر‬ ‫ُ‬
‫خبر ع ّما قبلها‪ .‬وكذا ان كانت تكتفي بمرفوعها‪ ،‬نحو‪" :‬ما كسو ٌل أخواهُ ز ٌ‬ ‫َ‬ ‫هنا ٌ‬
‫ُ‬
‫وزهير‪ :‬مبتدأ مؤخر‪ ،‬وأخواهُ‪ :‬فاعل كسول‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مقدَّ ٌم‪،‬‬
‫خالف ما بعدها‬
‫ُ‬ ‫واعلم أن الصفةَ‪ ،‬التي يُبتدأ ُ بها‪ ،‬فتكتفي بمرفوعها عن الخبر‪ ،‬إنما هي الصفةُ التي ت ُ‬
‫تثنيةً أو جمعاً‪ ،‬كما َم َّر‪ .‬فان طابقتهُ في تثنيت ِّه أو جمعه‪ ،‬كانت خبرا ً ُمقدَّماً‪ ،‬وكان ما بعدها مبتدأ‬
‫أخواي‪ ،‬فهل مسافرونَ إخوتُكَ ؟"‪ .‬أ َّما إن طابقته في إفراده‪ ،‬نحو‪" :‬هل‬ ‫َ‬ ‫سافران‬
‫ِّ‬ ‫مؤخراً‪ ،‬نحو‪" :‬ما ُم‬
‫الوصف مبتدأ‪ ،‬فيكونُ ما بعدَه مرفوعا ً به‪ ،‬وقد أغنى عن الخبر‪ ،‬وجاز‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫مسافر أخوكَ ؟"‪ ،‬جاز جعل‬ ‫ٌ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫جعلُهُ خبرا ً ُمقدما ً وما بعدهُ مبتدأ ً مؤخراً‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( مرفوعات األَسماء )‬
‫ضمن العنوان ( الفعل الناقص )‬

‫اآلخر‬
‫َ‬ ‫وينصب‬
‫ُ‬ ‫الناقص‪ :‬هو ما يدخل على المبتدأ والخبر‪ ،‬فيرف ُع االول تشبيها ً له بالفاعل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الفعل‬
‫مر عادالً"‪.‬‬
‫ع ُ‬‫تشبيها ً له بالمفعول به‪ ،‬نحو‪" :‬كان ُ‬
‫ً‬
‫والخبر خبرا له‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ويُس ّمى المبتدأ ُ بعد دخوله اسما ً له‪،‬‬

‫(‪)340/1‬‬

‫(وسميت هذه االفعال ناقصة‪ ،‬ألنها ال يتم بها مع مرفوعها كالم تام‪ ،‬بل ال بد من ذكر المنصوب ليتم‬
‫الكالم‪ .‬فمنصوبها ليس فضلة‪ ،‬بل هو عمدة‪ ،‬ألنه في األصل خبر للمبتدأ‪ ،‬وإنما نصب تشبيها ً له‬
‫بالفضلة‪ ،‬بخالف غيرها من االفعال التامة‪ ،‬فان الكالم ينعقد معها بذكر المرفوع‪ ،‬ومنصوبها فضلة‬
‫خارجة عن نفس التركيب)‪.‬‬
‫قاربة)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قسمين‪ :‬كانَ وأخواتها‪ .‬وكاد وأخواتها‪( .‬وهي التي تسمى أفعا َل ال ُم َ‬ ‫ِّ‬ ‫الناقص على‬‫ُ‬ ‫والفع ُل‬
‫كان وأَخواتها‬
‫وليس وما زا َل وما انفكَّ وما‬ ‫َ‬ ‫كانَ وأَخواتُها هي‪" :‬كان وأمسى وأصب َح وأضحى وظ َّل وباتَ وص َ‬
‫ار‬
‫فَتي َء وما بَ ِّر َح وما َ‬
‫دام"‪.‬‬
‫وانقلب وت َبدَّل"‪ ،‬بمعنى‬
‫َ‬ ‫َحول وغدا ورا َح‬ ‫وحار وارتدَّ وت َّ‬
‫َ‬ ‫وقد تكونُ "آض ور َج َع واستحال وعادَ‬
‫"صار"‪ ،‬فان أتت بمعناها فلها ُحك ُمها‪.‬‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫مباحث‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ويتعلّ ُق بكانَ وأخواتها ثمانية‬
‫(‪َ )1‬معاني كانَ وأَخواتِّها‬
‫اتصاف ال ُمسنَ ِّد في الماضي‪ .‬وقد يكون اتصافهُ به على وده الدَّوام‪ ،‬إن كان هناك‬ ‫ُ‬ ‫معنى "كان"‪:‬‬
‫زل عليما ً حكيماً‪.‬‬ ‫قرينةٌ‪ ،‬كما في قوله تعالى‪{ :‬وكانَ هللاُ عليما ً حكيماً}‪ ،‬أي‪ :‬إنه كان ولم يَ ْ‬
‫ومعنى "أمسى"‪ :‬اتصافُه به في المساء‪.‬‬
‫ومعنى "أصب َح"‪ :‬اتصافُهُ به في الصباح‪.‬‬
‫ومعنى "أضحى"‪ :‬اتصافه به في الضحا‪.‬‬
‫ومعنى "ظلَّ"‪ :‬اتصافه به وقتَ الظ ِّّل‪ ،‬وذلك يكون نهاراً‪.‬‬
‫ومعنى "بات"‪ :‬اتصافُهُ به وقتَ ال َمبيت‪ ،‬وذلك يكون ليالً‪.‬‬
‫حول‪ ،‬وكذلك ما بمعناها‪.‬‬ ‫ومعنى "صار"‪ :‬الت َّ ُّ‬
‫ي أو االستقبال‪،‬‬ ‫ومعنى "ليس"‪ :‬النفي في الحال‪ ،‬فهي مختصةٌ بنفي الحال‪ ،‬إال إذا قُيّدت بما يُفيدُ ال ُمض ّ‬
‫أمس أو غداً"‪.‬‬ ‫ي ُمسافرا ً ِّ‬ ‫ّدت به‪ ،‬نحو‪" :‬ليس عل َّ‬ ‫فتكون ِّلما قُي ْ‬
‫الحرف‪ .‬ولوال قَبولها عالمةَ الفع ِّل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫باألسماء‪ :‬وهي فع ٌل يُشبهُ‬
‫ِّ‬ ‫مختص‬
‫ٌّ‬ ‫ماض للنفي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫و "ليس"‪ :‬فع ٌل‬
‫"ليست وليسا وليسوا ولسنا ولسن"‪ ،‬لحكمنا بحرفيّتها‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫نحو‪:‬‬

‫(‪)341/1‬‬

‫ومعنى "ما زال وما انفكَّ وما فتي َء وما بر َح"‪ُ :‬مالزمة ال ُمسنَد للمسنَد إليه‪ ،‬فاذا قلتَ "ما زا َل خلي ٌل‬
‫واقفاً" فالمعنى أنه مالز ٌم للوقوف في الماضي‪.‬‬
‫اتصاف ال ُمسن ِّد إليه بال ُمسندِّ‪ .‬فمعنى قول ِّه تعالى‪" :‬وأوصاني بالصالة‬
‫ِّ‬ ‫استمرار‬
‫ُ‬ ‫ومعنى "ما دام"‬
‫والزكاةِّ ما دُمتُ حياً"‪ :‬أوصاني بهما مدة َ حياتي‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وقد تكون "كان وأمسى وأصبح واضحى وظ َّل وبات" بمعنى "صار"‪ ،‬إن كان هناك قرينةٌ تد ُّل على‬
‫اتصاف المسنَد إليه بالمسنَد في وقت مخصوص‪ ،‬مما تد ُّل عليه هذه األفعال‪ ،‬ومنه‬ ‫َ‬ ‫ليس المرادُ‬ ‫أنه َ‬
‫غرقينَ } أي‪ :‬صار‪ ،‬وقوله‪{ :‬فأصبحتم بنعمت ِّه إخواناً}‪ ،‬أي‪ :‬صرتم‪ ،‬وقوله‪:‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬فكان من ال ُم َ‬
‫{فظلت أعناقُهم لها خاضعين}‪ ،‬أي‪ :‬صارت‪ ،‬وقوله‪{ :‬ظ َّل وج ُههُ مسوداً}‪ ،‬أي‪ :‬صار‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ت "كان"‬ ‫بعض أخوا ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫شروط‬ ‫(‪ُ )2‬‬
‫ي‪ ،‬نحو‪{ :‬ال يزالونَ مختلفينَ } و {لن نبر َح عليه‬ ‫ُشترط في "زا َل وانفكَّ وفتي َء وبر َح" أن يتقدَّ َمها نف ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ي َ‬
‫ي‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫عاكفين}‪ ،‬أو نه ٌ‬
‫ضال ٌل ُمبِّينُ*‬ ‫ت فَيِّسْيانُهُ َ‬ ‫ْ‬
‫ش ِّ ّم ْر‪ ،‬وال ت َزَ ْل ذا ِّك َر ال َم ْو * ِّ‬ ‫*صاح َ‬
‫ِّ‬
‫بخير"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أو دُعا ٌء‪ ،‬نحو‪" :‬ال ِّزلتَ‬
‫جائز ُمستملَ ٌح‪ ،‬ومنه قولهُ‬
‫ٌ‬ ‫ي بالَ وذلك‬ ‫ع منف ٌّ‬ ‫حذف النهي منها بعد القسم‪ ،‬والفع ُل مضار ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وقد جاء‬
‫والتقدير‪" :‬ال تفتأُ" وقو ُل امرئ القيس‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫يوسف}‪،‬‬‫َ‬ ‫هلل ت َفتأ ُ تذ ُك ُر‬ ‫تعالى‪{ :‬تا ِّ‬
‫طعُوا رأسي لَدَي ِّْك وأَوصالي*‬ ‫ْ‬ ‫هللا أَبر ُح قاعدا ً * ولَ ْو قَ َ‬ ‫*فقُ ْلتُ ‪ :‬يَمينُ ِّ‬
‫والتقدير‪" :‬ال أبرح قاعداً"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫مر‪ ،‬ويكونُ بالفعل‪ ،‬نحو‪" :‬لستَ تبر ُح‬ ‫وال يُشترط في النفي أن يكون بالحرف‪ ،‬فهو يكونُ به‪ ،‬كما َّ‬ ‫ُ‬
‫نفك قائما ً بالواجب"‪.‬‬ ‫غير ُم ٍّ‬ ‫هير ُ‬ ‫"ز ٌ‬ ‫مجتهداً"‪ ،‬وباالسم‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬
‫ط فيهما ما يُشتر ُ‬
‫ط‬ ‫عمالن ع َملها‪ .‬ويُشتر ُ‬
‫ِّ‬ ‫ورام يَري ُم" بمعنى "زالَ" الناقصة‪ ،‬فيَ‬ ‫َ‬ ‫"ونَى يني‪،‬‬ ‫وقد تأتي َ‬
‫فيها‪ ،‬ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫ص ْلنَ بباب ِّه * وأرحا ُم ما ٍل ال تني تتقط ُع*‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫*فأَرحا ُم ِّش ْع ٍر يَت َّ ِّ‬
‫تتقط ُع‪ ،‬وقول اآلخر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫أي‪ :‬ال تزا ُل‬

‫(‪)342/1‬‬

‫سلُ ّوا ً فَقَ ْد أَبعَدْتَ في َر ْو ِّمكَ ال َم ْر َمى‪*،‬‬


‫*إذا ُرمتَ ‪ِّ ،‬م َّم ْن ال يَري ُم ُمتَيَّماً‪ُ * ،‬‬
‫أي‪" :‬ال يزالُ‪ ،‬أو ال يبر ُح ُمتَيَّماً"‪.‬‬
‫"دام" أن تتقدَّمها "ما" المصدريَّةُ الظرفيّةُ‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وأوصاني بالصالة َّ‬
‫والزكا ِّة‬ ‫ط في َ‬ ‫ويشتر ُ‬
‫وما د ُمتُ َحيًّا}‪.‬‬
‫(ومعنى كونها مصدرية انها تجعل ما بعدها في تأويل مصدر‪ .‬ومعنى كونها ظرفية انها نائبة عن‬
‫الظرف وهو المدة‪ ،‬ألن التقدير‪" :‬مدة دوامي حياً")‪.‬‬
‫"تلبية" ‪ -‬زال الناقصة مضارعها "يزال"‪ .‬وأما "زال الشيء يزول" بمعنى "ذهب" و "زال فالن‬
‫هذا عن هذا"‪ ،‬بمعنى "مازه عنه يميزه‪ ،‬فهما فعالن تامان‪ .‬ومن االول قوله تعالى‪{ :‬إن هللا يمسك‬
‫السموات واألرض أن تزوال}‪.‬‬
‫خبرها‪ ،‬عند وجو ِّد قرين ٍة دال ٍة على ذلك‪ ،‬يُقالُ‪" :‬هل أصبح‬ ‫ُحذف ُ‬ ‫مر اس ُم "كانَ " وأخواتها‪ ،‬وي ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫وقد يُ َ‬
‫والتقدير‪" :‬أصب َح هو مسافراً"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫"أصبح"‪،‬‬ ‫ُ‪:‬‬
‫ل‬ ‫فتقو‬ ‫؟"‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫مسافر‬ ‫كب‬
‫الر ُ‬
‫َّ‬
‫(‪ )3‬أَقسا ُم كان وأَخَواتها‬
‫تنقس ُم "كان وأخواتُها" إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫األمر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ع وال‬
‫"ليس ودام" فال يأتي منهما المضار ُ‬ ‫َ‬ ‫يتصرف بحا ٍل؛ وهو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫االولُ‪ :‬ما ال‬
‫ُ‬
‫َصرفا تاما‪ ،‬بمعنى أنه تأتي منه األفعال الثالثة‪ ،‬وهو‪" :‬كان وأصبَ َح وأمسى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ف ت ُّ‬ ‫يتصر ُ‬ ‫َّ‬ ‫الثاني‪ :‬ما‬
‫وصار"‪.‬‬‫َ‬ ‫وأضحى وظ َّل وباتَ‬ ‫َ‬
‫غير‪ ،‬وهو‪" :‬ما زا َل‬ ‫تصرفا ناقصا‪ ،‬بمعنى أنهُ يأتي منه الماضي والمضارع ال ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ف‬‫يتصر ُ‬ ‫َّ‬ ‫الثالث‪ :‬ما‬
‫وما انفكَّ وما فتي َء وما بَ ِّر َح"‪.‬‬
‫الخبر‪ ،‬فعالً كان أو صفةً‪ ،‬أو‬ ‫َ‬ ‫وينصب‬
‫ُ‬ ‫ف من هذه االفعال يعم ُل عملَها‪ ،‬فيرفع االسم‬ ‫تصر َ‬‫َّ‬ ‫واعلم أن ما‬
‫خير لك" قال تعالى‪{ :‬قُ ْل كونوا‬ ‫وأمس أديباً‪ ،‬وكونُكَ مجتهدا ً ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫مصدراً‪ ،‬نحو‪ :‬يمسي المجتهد ُ مسروراً‪،‬‬
‫حجارة ً أو حديداً}‪ ،‬وقال الشاعر‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫*وما ُك ُّل َم ْن يُ ْبدِّي البَشاشةَ كائنا ً * أَخاكَ ‪ ،‬إذا لم ت ُ ْل ِّف ِّه لَكَ ُم ْن ِّجدا*‬
‫ُضاف الى السم‪ ،‬نحو‪" :‬كونُ الرج ِّل تقيّا ً ٌ‬
‫خير لهُ"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المصدر كثيرا ً ما ي‬
‫َ‬ ‫أن‬‫غير َّ‬
‫َ‬

‫(‪)343/1‬‬

‫(فالرجل‪ :‬مجرور لفظاً‪ ،‬ألنه مضاف غليه‪ ،‬مرفوع محالً‪ ،‬ألنه اسم المصدر الناقص)‪.‬‬
‫الناقص الى الضمير أو الى غير ِّه من المبنيّات‪ ،‬كان له محالّ ِّن من االعراب‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫المصدر‬
‫ُ‬ ‫ضيف‬
‫َ‬ ‫وإن أ ُ‬
‫الجر باإلضافة‪ ،‬ومح ٌّل بعيدٌ‪ ،‬وهو الرفع‪ ،‬ألنه اس ٌم للمصدر الناقص‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫مح ٌّل قريبٌ وهو‬
‫وح ْل ٍم سادَ في قَ ْو ِّم ِّه الفَت َى * وكونُكَ ِّإيَّاهُ َعلَيْكَ يَ ُ‬
‫سير*‬ ‫ْ‬ ‫*بِّبَ ْذ ٍل ِّ‬
‫َ‬
‫(‪ )4‬ت َما ُم "كانَ " وأخواتِّها‬
‫قد تكونُ هذه االفعال تا َّمةً‪ ،‬فتكتفي برفع ال ُمسنَ ِّد إليه على أنهُ فاع ٌل لها‪ ،‬وال تحتا ُج الى الخبر‪ ،‬إال ثالثةَ‬
‫ّ‬
‫قص‪ ،‬فلم ت َِّرد تا َّمةً‪ ،‬كوهي‪" :‬ما فتي َء وما زال وليس"‪.‬‬ ‫ت النّ َ‬ ‫أفعا ٍل منها قد لَ ِّز َم ْ‬
‫(فاذا كانت (كان) بمعنى‪ :‬حصل‪ ،‬و (أمسى) بمعنى‪ :‬دخل في المساء‪ ،‬و (أصبح) بمعنى‪ :‬دخل في‬
‫الصباح‪ ،‬و (أضحى) بمعنى‪ :‬دخل في الضحى‪ ،‬و (ظل) بمعنى‪ :‬دام واستمر‪ ،‬و (بات) بمعنى نزل‬
‫ليالً‪ ،‬أو أدركه الليل‪ ،‬أو دخل مبيته‪ ،‬و (صار) بمعنى انتقل‪ ،‬أو ضم وأمال أو صوت‪ ،‬أو قطع‬
‫وفصل‪ ،‬و "دام" بمعنى ‪:‬بقي واستمر‪" ،‬وانفك" بمعنى‪ :‬انفصل أو انحل‪ ،‬و "برح" بمعنى‪ :‬ذهب‪ ،‬أو‬
‫فارق‪ ،‬كانت تامة تكتفي بمرفوع هو فاعلها)‪.‬‬
‫أمرهُ إذا أراد شيئا ً أن يقو َل له ُكن فيكونُ }‪ ،‬وقوله‪{ :‬وإن‬ ‫ومن تمام هذه األفعال قولهُ تعالى‪{ :‬إنما ُ‬
‫سرةٍ}‪ ،‬وقولهُ‪" :‬فسبحانَ هللا حينَ تُمسونَ وحين تُصبحون"‪ ،‬وقولهُ‪:‬‬ ‫عسرةٍ فنَظرة ٌ الى مي َ‬ ‫كان ذو ُ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫واألرض} وقوله‪{ :‬ف ُخذ أربعة من الطير فَ ُ‬
‫ص ْره َُّن إليك}‪ ،‬قري َء‬ ‫ُ‬ ‫{خالدينَ فيهما ما دامت السمواتُ‬
‫صرهُ‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬‫صورهُ‪ ،‬وبكسرها‪ ،‬من صارهُ يَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫صارهُ يَ‬
‫َ‬ ‫بضم الصاد‪ ،‬من‬
‫ُ‬
‫ي‪ ،‬ولم ت َْرقدِّ*‬ ‫ْ‬
‫َطاو َل لَ ْيلُكَ باإلث ِّم ِّد * وباتَ الخَل ُّ‬ ‫*ت َ‬
‫(‪ )5‬أَحكا ُم اسم "كانَ " و َخبَ ُرها‬
‫أحكام الفاع ِّل وأقسامه‪ ،‬يَعطى السم "كانَ " وأخواتها ألن لهُ ُحك َمهُ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫كل ما ت َقد ََّم من‬

‫(‪)344/1‬‬

‫غير أنه‬
‫ألن لهُ ُحك َمهُ‪َ ،‬‬ ‫واألقسام‪ ،‬يُعطى لخبر "كان" وأخواتها‪َّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫األحكام‬
‫ِّ‬ ‫وك ُّل ما سبقَ لخبر المبتدا من‬
‫يجب نصبُهُ‪ ،‬ألنهُ شبيهٌ بالمفعول به‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فاألكثر أن يكونَ فعلُها مضارعاً‪ ،‬وقد يجي ُء ماضياً‪ ،‬بعد‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫فعلي‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫جمل‬ ‫وأخواتها‬ ‫"‬ ‫"كانَ‬ ‫خبر‬
‫ُ‬ ‫وقع‬ ‫وإذا‬
‫واألكثر فيه‪ ،‬إن كانَ ماضياً‪ ،‬أن يقترن ِّبقدْ‪ ،‬كقول‬ ‫ُ‬ ‫وصار"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫"كانَ وأمسى وأضحى وظ َّل وبات‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ْش‪ ،‬و ِّإذ ما ِّمثل ُه ْم أحدُ*‬ ‫*فأَصبَ ُحوا قَ ْد أعادَ هللاُ نِّ ْع َمت َ ُه ْم * إذ ُه ْم قُ َري ٌ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الواقع خبرا ً عن فع ِّل شرطٍ ‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬وإن كانَ كب َُر‬ ‫ِّ‬ ‫مجردا ً منها‪ ،‬وكثر ذلكَ في‬ ‫َّ‬ ‫وقد وق َع‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ضهم" وقولهُ‪{ :‬إن كنتُ قلتَهُ فَق ْد ع ِّلمتَهُ} وق َّل في‬ ‫عليكم َمقامي}‪ ،‬وقوله‪" :‬إن كانَ كب َُر عليكَ إِّعرا ُ‬
‫غيره‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َحى أهلها احت َملوا * أخنى َعليها الذي أخنى على لبَدِّ*‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت خَال َء‪ ،‬وأ َ ْ‬ ‫ض َح ْ‬‫*أ َ ْ‬
‫وقو ِّل اآلخر‪:‬‬
‫ط َوى َك ْشحا ً على ُم ْست َ ِّكنَّ ٍة * فَال ه َُو أَبداها‪ ،‬ولم يَتَقَد َِّّم*‬ ‫*وكانَ َ‬
‫اسمها و َخبَ ِّرها في التَّقديم والتأخير‬ ‫(‪ )6‬أَحكا ُم ِّ‬
‫الخبر على‬
‫ُ‬ ‫األمر‪ ،‬فيُقدَّ ُم‬
‫ُ‬ ‫س‬ ‫الخبر‪ .‬وقد يُع َك ُ‬
‫ُ‬ ‫الناقص‪ ،‬ث َّم يجيء بعدَه‬ ‫َ‬ ‫لي الفع َل‬
‫االسم أن يَ َ‬‫ِّ‬ ‫األص ُل في‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫َصر المؤْ منين}‪ ،‬وقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫االسم‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وكانَ حقا ً علينا ن ُ‬ ‫ِّ‬
‫ب وال َه َر ِّم*‬
‫ِّ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫ِّكار‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫د‬‫با‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ا‬‫َّ‬ ‫ذ‬‫ل‬ ‫*‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫ص‬‫ُ َ‬‫َّ‬ ‫غ‬‫َ‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ْ‬
‫دامت‬ ‫ما‬ ‫يش‬‫*ال ِّ َ ِّ َ ِّ‬
‫ع‬‫ل‬‫ل‬ ‫يب‬ ‫ط‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫سوا َء عال ٌم و َجهولٌ‪.‬‬ ‫ْس َ‬ ‫الناس َعنَّا وعن ُه ُم * فَلَي َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫سلي‪ ،‬إن َج ِّهل ِّ‬ ‫* َ‬
‫ُ‬
‫"ليس" وما كان في َّأول ِّه "ما" النافية أو "ما"‬ ‫َ‬ ‫الخبر عليها وعلى اسمها معاً‪ ،‬إال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز أن يتقد ََّم‬
‫المطر"‪ ،‬ويَمتن ُع أن يُقالَ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ت السما ُء" "وغزيرا ً أمسى‬ ‫صحية‪ ،‬كان ِّ‬ ‫فيجوز أن يُقا َل " ُم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫المصدريَّة‪،‬‬
‫العلماء في‬
‫ِّ‬ ‫بعض‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫"أقف‪ ،‬واقفا ما دام خالدٌ"‪ .‬وأجازه‬ ‫ُ‬ ‫"جاهالً ليس سعيدٌ"‪ ،‬و "كسوال ما زال سلي ٌم" و‬
‫ً‬
‫غير "ما دام"‪.‬‬

‫(‪)345/1‬‬

‫سهم كانوا‬ ‫يجوز تقدُّ ُم الخبر‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬وأنف َ‬ ‫ُ‬ ‫فجائز أيضاً‪ ،‬كما‬ ‫ٌ‬ ‫خبرها عليها‬ ‫أ ّما تقدُّ ُم معمو ِّل ِّ‬
‫"أهؤالء إياكم كانوا يعبُدون}‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يَظلمون"‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫اسم هذه االفعا ِّل‪ ،‬وخبرها في التقديم والتأخير‪ ،‬كحكم المبتدأ وخبره‪ ،‬ألنهما في‬ ‫أحكام ِّ‬ ‫َ‬ ‫واعلَ ْم أن‬
‫وخبر‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫االصل مبتدأ ٌ‬
‫ص "كانَ "‬ ‫(‪ )7‬خَصا ِّئ ُ‬
‫سائر أخواتها بست َّ ِّة أشيا َء‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫بين‬
‫تختص "كان" من ِّ‬ ‫ُّ‬
‫لم من تقد ََّم؟"‪.‬‬ ‫بشرطين‪ :‬أحدهما أن تكونَ بلفظ الماضي‪ ،‬نحو‪" :‬ما (كان) أص َّح ِّع َ‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )1‬أنها قد تُزادُ‬
‫ُ‬
‫وشذت زيادتها بلفظ المضارع في قول أم َعقيل ابن أبي طالب‪:‬‬
‫ش ْمأ َ ٌل بَليلُ*‬‫ماجدٌ نَبِّي ٌل * إذا تَهبُّ َ‬ ‫*أَنتَ "ت َ ُكونُ " ِّ‬
‫تالزمين‪ ،‬ليسا جارا ً ومجروراً‪ .‬وشذَّت زيادتُها بينهما في قول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫شيئين َم‬
‫ِّ‬ ‫واآلخر أن تكون بينَ‬
‫ب*‬
‫س َّو َم ِّة ال ِّعرا ِّ‬
‫سا َمى * على "كانَ " ال ُم َ‬ ‫*جيادُ بَني أَبي بَ ْك ٍر ت َ َ‬ ‫ِّ‬
‫مر!"‪ .‬وقد تزادُ بينَ غيرهما ومنه‬‫ُ‬ ‫ع َ‬
‫ب‪ ،‬نحو‪" :‬ما (كان) أعد َل ُ‬ ‫َّ‬
‫وأكثر ما تزادُ بينَ "ما" وفع ِّل التع ُّج ِّ‬ ‫ُ‬
‫قو ُل الشاعر‪( :‬وقد زادّها بينَ " ِّن ْع َم" وفاعلها)‪.‬‬
‫زورها * َولَنِّ ْع َم "كانَ " شَبيبَةُ ال ُمحتا ِّل*‬ ‫ب أَ ُ‬ ‫*ولَبِّ ْستُ ِّس ْربا َل الشبا ِّ‬
‫ب ال َك َملةَ من‬
‫ش ِّ‬ ‫دت فاطمةُ ‪ -‬بنتُ ال ُخ ْر ُ‬‫ب‪( :‬وقد زادّها بين الفعل ونائب الفاعل) َولَ ْ‬ ‫العر ِّ‬ ‫بعض َ‬ ‫ِّ‬ ‫وقو ُل‬
‫بني َعبْس‪ ،‬لم يُو َج ْد (كانَ ) ِّمثل ُهم‪ ،‬وقول الشاعر‪( :‬وقد زادَها بينَ المعطوف عليه والمعطوف)‪:‬‬ ‫ُ‬
‫سالم*‬
‫واإل ِّ‬
‫ورها * في الجا ِّه ِّليَّة "كانَ " ِّ‬ ‫ت أَباكَ بُ ُح ُ‬ ‫*في لُ َّج ٍة َغ َم َر ْ‬
‫وقول اآلخر‪( :‬وقد زادَها بينَ الصفة والموصوف)‪:‬‬
‫شكور*‬
‫ِّ‬ ‫س ْعي ٍ "كان" َم‬ ‫ت * لَهم هُناكَ بِّ َ‬ ‫ف ال َجنَّ ِّة العُ ْليا التي َو َجبَ ْ‬ ‫غ َر ِّ‬‫*في ُ‬

‫(‪)346/1‬‬

‫(واعلم أن "كان" الزائدة معناها التأكيد‪ ،‬وهي تدل على الزمان الماضي‪ .‬وليس المراد من تسميتها‬
‫بالزائدة انها ال تدل على معنى وال زمان‪ ،‬بل المراد انها ال تعمل شيئاً‪ ،‬وال تكون حاملة للضمير‪ ،‬بل‬
‫تكون بلفظ المفرد المذكر في جميع أَحوالها‪ .‬ويرى سيبويه أنها قد يلحقها الضمير‪ ،‬مستدالً بقول‬
‫الفرزدق)‪:‬‬
‫*فكيف إذا مررت بدار قوم * وجيران لنا (كانوا) كرام*‬
‫َّتين‪ .‬فمثا ُل ْ‬
‫"إن"‪ِّ " :‬س ْر‬ ‫"أن ولو" الشرطي ِّ‬‫وكثر ذلك بعدَ ْ‬ ‫َ‬ ‫خبرها‪،‬‬
‫ف هي واسمها ويبقى ُ‬ ‫(‪ )2‬أنها تُحذَ ُ‬
‫شر"‪،‬‬‫شرا ً فَ ٌّ‬
‫فخير‪ ،‬وإن ّ‬
‫ٌ‬ ‫إن خيرا ً‬
‫جزيُّونَ بأعمالهم‪ْ ،‬‬
‫"الناس َم ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُمسرعاً‪ ،‬إن راكباً‪ ،‬وإن ماشياً"‪ ،‬وقولهم‬
‫وقو ُل الشاعر‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ظلوما*‬ ‫إن ظالما ً أَبداً‪ ،‬وإِّ ْن َم ْ‬ ‫ط ِّ ّرفٍ * ْ‬ ‫*ال ت َ ْق َربَ َّن الد َ‬
‫َّهر آ َل ُم َ‬
‫وقو ُل اآلخر‪:‬‬
‫وإن َمظلوماً*‬ ‫إن ظالما ً فيهم‪ْ ،‬‬ ‫ضبَّةَ ُكلُّها * ْ‬ ‫ي بُطونُ َ‬ ‫ت َعلَ َّ‬‫َحدَبَ ْ‬
‫وقول غيرهِّ‪:‬‬
‫ذاركَ من قَو ٍل إذا قيال؟!*‬ ‫صدْقاً‪ ،‬و ِّإ ْن َكذِّبا ً * فَما اعتِّ ُ‬ ‫قَ ْد قي َل ما قِّيلَ‪ِّ ،‬إ ْن ِّ‬
‫"اإلطعام ولو تمراً"‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬
‫َ‬ ‫س ولو خاتما ً من حديد"‪ .‬وقولهم‬ ‫ُ‬
‫حديث‪" :‬الت َِّم ْ‬ ‫"لو"‬ ‫ومثا ُل ْ‬
‫س ْه ُل وال َجبَلُ*‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫َّهر ذو ب ْغيٍ‪َ ،‬ول ْو َم ِّلكا * ُجنُودُهُ ضاقَ عنها ال َّ‬ ‫*ال يأ ْ َم ِّن الد َ‬
‫ض منها "ما" الزائدةُ‪ ،‬وذلك بعدَ "أن"‬ ‫ويعو ُ‬ ‫َّ‬ ‫وخبرها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حذف وحدَها‪ ،‬ويبقى اس ُمها‪،‬‬ ‫(‪ )3‬أنها قد ت ُ ُ‬
‫َفتخر!"‪.‬‬
‫"ألن كنتَ ذا ما ٍل ت ُ‬ ‫ْ‬ ‫َفتخر!"‪ ،‬واألصلُ‪:‬‬ ‫المصدريَّ ِّة‪ ،‬نحو‪" :‬أ ّما أنتَ ذا مال ت ُ‬
‫(فحذفت الم التعليل‪ ،‬ثم حذفت "كان" وعوض منها "ما" الزائدة وبعد حذفها انفصل الضمير بعد‬
‫اتصاله‪ ،‬فصارت "أن ما أنت"‪ ،‬فقلبت النون ميما ً لالدغام‪ ،‬وأدغمت في ميم "ما" فصارت "أما")‪.‬‬
‫ومن ذلك قول الشاعر‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ي لَ ْم تأ ُكل ُه ُم ال َّ‬ ‫*أَبا ُخراشةَ‪ ،‬أ َ َّما أَنتَ ذا نَفَر! * َّ‬
‫ضبُ ُع*‬ ‫فإن قَ ْو ِّم َ‬
‫ض من الجميع "ما" الزائدةُ‪ ،‬وذلك بعد "إن"‬ ‫عو ُ‬ ‫وخبرها معاً‪ ،‬ويَ َّ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )4‬أنها قد تُحذَف هي واسمها‬
‫"إفعل هذا إِّما ال"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫الشرطي ِّة‪ ،‬في مثل قولهم‪:‬‬

‫(‪)347/1‬‬

‫(واالصل " ِّإفعل هذا إن كنت ال تفعل غيره"‪ .‬فحذفت "كان" مع اسمها وخبرها وبقيت "ال" النافية‬
‫الداخلة على الخبر‪ ،‬ثم زيدت "ما" بعد "أن" لتكون عوضاً‪ ،‬فصارت "إن ما"‪ ،‬فأدغمت النون في‬
‫الميم‪ ،‬بعد قلبها ميماً‪ ،‬فصارت "إما")‪.‬‬
‫ق"‪،‬‬ ‫ض‪ ،‬تقولُ‪" :‬ال تعاشر فالناً‪ ،‬فانه فاسدُ االخال ِّ‬ ‫وخبرها بال ِّع َو ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ف هي واسمها‬ ‫(‪ )5‬أنها قد تُحذَ ُ‬
‫عاشرهُ وإن"‪ ،‬أي‪ :‬وإن كان فاسدَها‪ ،‬ومنه‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فيقو ُل الجاهلُ‪" :‬أني أ ُ‬
‫وإن*‬ ‫ت‪ْ :‬‬ ‫وإن * كان فَقيرا ً ُم ْعدِّماً؟! قالَ ْ‬ ‫س ْل َمى‪ْ ،‬‬ ‫ت بَناتُ ْالعَ ِّ ّم‪ :‬يا َ‬ ‫*قالَ ْ‬
‫تُريدُ‪ :‬إني أَتزَ َّوجهُ وإن كان فقيرا ً ُمعدِّماً‪.‬‬
‫نون المضارع منها بشرط أن يكون مجزوما ً بالسكون‪ ،‬وأن ال يكونَ بعده‬ ‫حذف ِّ‬ ‫ُ‬ ‫يجوز‬‫ُ‬ ‫(‪ )6‬إنها‬
‫ُ‬
‫ضمير متصلٌ‪ .‬ومثال ما اجتمعت فيه الشروط قولهُ تعالى‪{ :‬لم أكُ بَ ِّغيّاً}‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ساكن‪ ،‬وال‬ ‫ٌ‬
‫واإلخا ُء*‬ ‫ْ‬
‫جار ُك ْم ويَكونَ بَيْني * وبَ ْينَ ُك ُم ال َمودَّة ُ ِّ‬ ‫*ألَ ْم أكُ َ‬ ‫َ‬
‫أكن"‪ .‬وأما قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫واألصلُ‪" :‬أل ْم ْ‬
‫ضيغَم*‬ ‫َ‬
‫المرآة َج ْب َهة َ‬ ‫َ‬
‫سا َمة * فَقَ ْد أبدَت ِّ‬ ‫ً‬ ‫المرآة ُ أبدَت و َ‬ ‫*فإن لم ت َكُ ِّ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫الرتائِّم*‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ْس بِّ ُمغ ٍن َعنكَ عقد ُ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّمن ِّه َّمة الفت َى * فلي َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الحاجاتُ‬ ‫*إذا لَ ْم ت َكُ‬
‫بأس بحذفها إن التقت بساكن بعدَها‪ .‬وما قوله ببعي ٍد من‬ ‫العلماء‪ :‬ال َ‬ ‫ِّ‬ ‫بعض‬‫ُ‬ ‫فقالوا‪ :‬انه ضرورة‪ .‬وقال‬
‫شذوذاً‪{ :‬لم يَكُ الذينَ كفروا}‪.‬‬ ‫الصواب‪ .‬وقد قُري َء ُ‬
‫ْس"‪.‬‬ ‫(‪ )8‬خوصيَّةُ "كانَ ولَي َ‬
‫بأحكم الحاكمين}‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫{أليس هللاُ‬
‫َ‬ ‫بجواز زيادةِّ الباء في خبريهما‪ ،‬ومنهُ قولهُ تعالى‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫(ليس وكانَ )‬ ‫َ‬ ‫تختص‬
‫ُّ‬
‫بحاضر) و (ال ْ‬
‫تكن‬ ‫ٍ‬ ‫ي نحو‪( :‬ما كنتُ‬ ‫ي أو نه ٌ‬ ‫ّ‬
‫أما (كان) فال تزادُ البا ُء في خبرها إال إذا سبقها نف ٌ‬
‫بغائب)‪ ،‬وكقول الشاعر‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ش ُع الق ْو ِّم أع َجلُ*‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الزادة‪ ،‬ل َّم أكنُ * بأ ْع َجله ْم‪ ،‬إِّذ أجْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت األَيدي إلى َّ‬ ‫وإن ُمدَّ ِّ‬
‫بخالف (ليس)‪ ،‬فهي كثيرة شائعة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫أن زيادة َ الباء في خبرها قليلة‪،‬‬ ‫على َّ‬
‫كاد وأخواتها‬
‫المقارب ِّة‬
‫َ‬ ‫أو أفعا ُل‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)348/1‬‬

‫الخبر‪ ،‬ويُس ّمى خبرها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وتنصب‬


‫ُ‬ ‫"كادَ وأخواتُها" تعم ُل عم َل "كان"‪ ،‬فترف ُع المبتدأ‪ ،‬ويُس ّمى اسمها‪،‬‬
‫وتُس ّمى‪ :‬أفعا ُل المقاربة‪.‬‬
‫(وليست كلها تفيد المقاربة‪ ،‬وقد سمي مجموعها بذلك تغليبا ً لنوع من انواع هذا الباب على غيره‪.‬‬
‫لشهرته وكثرة استعماله)‪.‬‬
‫َ‬
‫مباحث‪:‬‬ ‫وفي هذا المبحث ستةُ‬
‫(‪ )1‬أقسا ُم "كادَ" وأَخواتِّها‬
‫"كادَ وأخواتها" على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫ب"‪ ،‬تقولُ‪:‬‬ ‫وكر َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫وهي ما تَدُل على قرب وقوع الخبر‪ .‬وهي ثالثة‪" :‬كادَ وأوشكَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫المقاربة‪،‬‬
‫َ‬ ‫(‪ )1‬افعال‬
‫ب الصب ُح أن يَنبلج"‪.‬‬ ‫َ َ‬‫"كر‬ ‫و‬ ‫ينتهي"‬ ‫ان‬ ‫الوقتُ‬ ‫"أوشكَ‬ ‫و‬ ‫ُ"‬‫ل‬ ‫هط‬‫ُ َ ِّ‬‫ي‬ ‫المطر‬ ‫"كادَ‬
‫وحرى‬ ‫َ‬ ‫رجاء وقُوع الخبر‪ .‬وهي ثالثةٌ ايضاً‪َ " :‬عسى‬ ‫ِّ‬ ‫جاء‪ ،‬وهي ما تَد ُل على‬ ‫لر ِّ‬ ‫(‪ )2‬افعا ُل ا َّ‬
‫يأتي بالفتح"‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫واخلولقَ "‪ ،‬نحو‪" :‬عسى هللا أن َ‬
‫قريب*‬
‫ُ‬ ‫سيْتُ فيه * يَكونُ َورا َءهُ فَ َر ٌج‬ ‫ب ْالذي أم َ‬ ‫كر ُ‬ ‫سى ْال ْ‬ ‫* َع َ‬
‫المريض ان يشفى" و "اخلولقَ الكسالنُ أن يجتهدَ"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ونحو‪َ " :‬ح َرى‬
‫َ‬
‫ع في العمل‪ ،‬وهي كثيرةٌ‪ ،‬منها‪" :‬أنشأ و َعلِّقَ وطفِّقَ‬ ‫(‪ )3‬افعا ُل الشروع‪ ،‬وهي ما تدل على الشرو ُ‬
‫وقام وانبرى"‪.‬‬‫وأخذَ وهَبَّ وبَدأ َ وابتدأ وجع َل َ‬
‫ب‪َ ،‬ع ِّلقوا‬ ‫ومثلُها ك ُّل فع ٍل يَدُ ُّل على االبتداء بالعمل وال يكتفي بمرفوعه‪ ،‬تقولُ‪" :‬أنشأ خلي ٌل يكت ُ ُ‬
‫تبارونَ ‪ ،‬وابتد ُءوا يتقدَّمونَ ‪ ،‬وجعلوا‬ ‫ينصرفون‪ ،‬وأخذُوا يَقر ُءونَ ‪ ،‬وهَبَّ القو ُم يتسابقونَ ‪ ،‬وبَدَ ُءوا يَ َ‬
‫روا يسترشدونَ "‪.‬‬ ‫يَستيقظونَ ‪ ،‬وقاموا يتنبَّهونَ ‪ ،‬وانبَ ْ‬
‫السم "كادَ" وأخواتها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫طى‬‫وك ُّل ما تقد ََّم للفاعل ونائب ِّه واسم "كانَ "‪ ،‬من األحكام واألقسام‪ ،‬يُع َ‬
‫ط َخبَ ِّرها‬ ‫شرو ُ‬ ‫(‪ُ )2‬‬
‫ُ‬
‫ُشترط في خبر "كاد واخواتها" ثالثة شروطٍ ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ي َ‬

‫(‪)349/1‬‬

‫"أن"‪ ،‬نحو‪:‬‬‫ضمير يعودُ الى اسمها‪ ،‬سوا ٌء اكان ُمقترنا ً ِّبـ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )1‬ان يكون فعالً مضارعا ً ُمسنَدا ً الى‬
‫ُ‬
‫جردا ً منها‪ ،‬نحو‪" :‬كادَ اللي ُل ينقضي"‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى‪" :‬ال‬ ‫ينقضي"‪ ،‬ام ُم َّ‬
‫َ‬ ‫النهار أن‬
‫ُ‬ ‫"اوشكَ‬
‫ق الجنَّ ِّة"‪.‬‬ ‫فان عليهما من َو َر ِّ‬ ‫يخص ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬
‫يكادونَ يفقونَ حديثا"‪ ،‬وقولهُ‪" :‬وط ِّفقا‬
‫ضمير يعودُ الى اسمها‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ظاهر‪ُ ،‬مشتم ٍل على‬ ‫ٍ‬ ‫اسم‬
‫صة أن يُسنَدَ الى ٍ‬ ‫ويجوز بعدَ "عسى" خا َّ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫"عسى العام ُل أن ينج َح عمله" ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫ير ِّزيادِّ*‬ ‫*و َماذا َعسى ال َح َّجا ُج يَ ْبلُ ُغ ُج ْهدُهُ * إِّذا نحنُ َ‬
‫جاو ْزنا َح ِّف َ‬
‫يجوز أن يكون اسماً‪ .‬وما َو َردَ من ذلكَ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫خبرها جملةً ماضيةً‪ ،‬وال اسميةً‪ ،‬كما ال‬ ‫يجوز أن يقَ َع ُ‬ ‫ُ‬ ‫وال‬
‫الخبر‪ ،‬وإنما‬‫َ‬ ‫ق}‪ ،‬فمسحا ً ليس هو‬ ‫طفِّقَ َمسحا ً بالسوق واألعنا ِّ‬ ‫فشاذٌّ ال يُلتفتُ اليه‪ .‬واما قولهُ تعالى‪{ :‬ف َ‬
‫والتقدير‪" :‬يمسح مسحاً"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الخبر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مطلق لفع ٍل محذوفٍ هو‬ ‫ٌ‬ ‫هو مفعو ٌل‬
‫ط بينها وبينَ اسمها‪ ،‬نحو‪" :‬يكادُ ينقضي الوقتُ "‪ .‬ونحو‬ ‫س َ‬ ‫ويجوز ان يتو َّ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )2‬ان يكون متأخرا ً عنها‪.‬‬
‫الناس"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫طفِّقَ ينصرفون‬ ‫" َ‬
‫ق"‪،‬‬ ‫ق واألعنا ِّ‬
‫سو ِّ‬‫ع ِّل َم‪ ،‬ومنهُ قولهُ تعالى‪ ،‬الذي سبق ذكرهُ‪" :‬فطفقَ مسحا ً بال ُّ‬ ‫الخبر إذا ُ‬ ‫ِّ‬ ‫حذف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز‬
‫ُصيب‪ ،‬وكادَ يُخطي ُء‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اصاب او كادَ‪ ،‬ومن َعج َل اخطأ او كادَ"‪ ،‬اي‪ :‬كادَ ي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ومنه الحديث‪" :‬من تأنى‬‫ُ‬
‫ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫ت أو َك َربا*‬ ‫ط ْع َم ال َم ْو ِّ‬‫جار َجعَ ْلتُ لهُ * َعيْشاً‪ ،‬وق ْد ذاقَ َ‬ ‫بي في ٍ‬ ‫*ما كانَ ذَ ْن َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫كرب يَذوقُهُ‪ ،‬وتقولُ‪" :‬ما فع َل‪ ،‬ولكنهُ كادَ"‪ ،‬أي‪ :‬كادَ يفعلُ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اي‪:‬‬
‫ط في خبر " َح َرى واخلولقَ " ان يقترنَ ِّبـ ْ‬
‫"ان"‪.‬‬ ‫(‪ )3‬يُشتر ُ‬
‫َبر ال ُم ْقترنُ بأن‬
‫(‪ )3‬الخ ُ‬
‫بأن وعدَ ُمه على ثالثة اقسام‪:‬‬‫خبرها ْ‬ ‫ُ‬
‫حيث اقترانُ ِّ‬ ‫"كادَ واخواتُها" من‬
‫اء‪.‬‬
‫الرج ِّ‬
‫"حرى واخلولقَ "‪ ،‬من افعا ِّل ّ‬ ‫َ‬ ‫خبره بها‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما يجب أن يقترنَ ُ‬
‫يتجردَ منها‪ ،‬وهي افعا ُل الشروع‪.‬‬
‫َّ‬ ‫يجب ان‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )2‬ما‬

‫(‪)350/1‬‬

‫(وإنما لم يجز اقترانها بأن‪ ،‬الن المقصود من هذه األفعال وقوع الخبر في الحال‪ ،‬و "أن" لالستقبال‪،‬‬
‫فيحصل التناقض باقتران خبرها بها)‪.‬‬
‫المقاربة‪ ،‬و "عسى" من‬ ‫َ‬ ‫بأن‪ ،‬وت َجردُه منها‪ ،‬وهي افعا ُل‬ ‫الوجهان‪ :‬اقترانُ خبر ِّه ْ‬ ‫ِّ‬ ‫يجوز فيه‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )3‬ما‬
‫خبرهما بها‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬عسى َربُّكم ان‬ ‫االكثر في "عسى وأوشكَ " ان يقترنَ ُ‬ ‫َ‬ ‫جاء‪ ،‬غير َّ‬
‫أن‬ ‫الر ِّ‬ ‫افعال َّ‬
‫يرح َمكم}‪ ،‬وقال الشاعر‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫راب ألوشَكوا * إِّذا قِّيلَ‪ :‬هاتوا‪ ،‬أن يَ َملوا ويمنعُوا*‬ ‫َ‬ ‫اس الت ُّ َ‬ ‫سئِّ َل النّ ُ‬ ‫*ولَ ْو ُ‬
‫وتجريدُه منها قليلٌ‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫سيْتُ في ِّه‪ * ،‬يَ ُكونُ َورا َءهُ فر ٌج قَ ُ‬
‫ريب*‬ ‫ب‪ْ ،‬الذي أَم َ‬ ‫َعسى ْال َك ْر ُ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫ض ِّغ َّرات ِّه يُوافقُها*‬ ‫*يُوشكُ َم ْن فَ َّر ِّم ْن َمنيَّتِّ ِّه * في بَ ْع ِّ‬
‫خبرهما منها‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬فذبحوها وما كادوا يفعلون}‪ ،‬وقال‬ ‫ب" أن يتجردَ ُ‬ ‫واألكثر في "كادَ و َك َر َ‬ ‫ُ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫وب*‬ ‫ض ُ‬ ‫غ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ذوب * حينَ قا َل ال ُوشاة‪ِّ :‬هندٌ َ‬ ‫ب ِّمن َجواهُ يَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ب القل ُ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫* َك َر َ‬
‫ً‬
‫الفقر أن يكون كفرا" وقو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫واقترانهُ بها قليلٌ‪ ،‬ومنه الحديث‪" :‬كادَ‬ ‫ُ‬
‫طعا*‬ ‫الظما * وقَ ْد َك َربت أعناقُها أ َ ْن تَقَ َّ‬ ‫سجْ الً على َّ‬ ‫حالم َ‬ ‫سقاها ذَ ُوو األ َ ِّ‬ ‫* َ‬
‫(‪ )4‬حك ُم ال َخبَ ِّر ال ُم ْقت َِّرن بأ َ ْن وال ُم َج َّر ِّد م ْنها‬
‫ض َر"‪ ،‬فليس‬ ‫ُ‬
‫الصديق أن يح ُ‬ ‫مط َر‪ .‬وعسى‬ ‫ت السما ُء أن ت ُ ِّ‬ ‫قترنا ً بأن‪ ،‬مثلُ‪" :‬أوشك ِّ‬ ‫الخبر ُم ِّ‬
‫ُ‬ ‫إن كان‬
‫التقدير‪" :‬أوشكت السما ُء ذا‬‫ُ‬ ‫المؤ ْو ُل بأن‪ ،‬ويكونُ‬ ‫مصدرهُ َ‬
‫ُ‬ ‫الخبر‬
‫ُ‬ ‫الخبر‪ ،‬وإنما‬ ‫َ‬ ‫ع نفسهُ هو‬ ‫المضار ُ‬
‫خبرها ال‬ ‫المؤ َّول‪َّ ،‬‬
‫ألن َ‬ ‫يجوز التصريح بهذا الخبر َ‬ ‫ُ‬ ‫الصديق ذا حضور" غير انه ال‬ ‫ُ‬ ‫مطر‪ .‬وعسى‬ ‫ٍ‬
‫يكونُ في اللفظ اسما‪ً.‬‬
‫نفس الجملة‪ ،‬وتكونُ منصوبةً‬ ‫الخبر َ‬ ‫ُ‬ ‫تمطر"‪ ،‬فيكونُ‬ ‫ت السما ُء ِّ‬ ‫قترن بها‪ ،‬نحو‪" :‬أوشك ِّ‬ ‫غير ُم ٍ‬ ‫وإن كان َ‬
‫خبر‪.‬‬‫محالً على انها ٌ‬
‫ص ِّ ّرف منها‬‫وغير ال ُمت َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ف من هذ ِّه األَفعا ِّل‬ ‫ص ِّ ّر ُ‬ ‫(‪ )5‬ال ُمت َ َ‬

‫(‪)351/1‬‬

‫هذه األفعا ُل كلُّها ُمالزمة صيغة الماضي‪ ،‬إال "أَوشكَ وكادَ"‪ ،‬من افعال المقاربة‪ ،‬فقد وردَ منهما‬
‫المضارع‪.‬‬
‫أكثر من الماضي‪ ،‬ومن ذلك قولهُ تعالى‪{ :‬يكادُ‬ ‫ُ‬ ‫"‬ ‫"أوشكَ‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫ع‬
‫ٌ‬ ‫شائ‬ ‫كثير‬
‫ٌ‬ ‫"‬ ‫َ‬ ‫د‬‫"كا‬ ‫من‬ ‫والمضارع‬
‫مريم َح َكما ً عدالً}‪.‬‬
‫َ‬ ‫بنُ‬ ‫عيسى‬ ‫فيكم‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫نز‬
‫َ ِّ‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫كُ‬ ‫ش‬
‫ِّ‬ ‫ُو‬ ‫ي‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ُ‬
‫والحديث‬ ‫"‪،‬‬ ‫نار‬
‫ٌ‬ ‫ْه‬ ‫س‬‫س‬‫زَ يتُها يُضي ُء ولو لم َ‬
‫تم‬
‫َ‬
‫سى واخلَ ْولَقَ وأ ْوشَكَ‬ ‫ص َع َ‬‫(‪ )6‬خَصائِّ ُ‬
‫تختص "عسى واخلولقَ وأوشك"‪ ،‬من بين أفعال هذا الباب‪ ،‬بأنهن قد يَ ُك َّن تاماتٍ‪ ،‬فال يَحتجنَ الى‬ ‫ُّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫لهن‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫بأن‪ ،‬على أنه فاع ٌل َّ‬ ‫المؤ ْول ْ‬ ‫"أن والفعلُ‪ ،‬فيُسنَ ْدنَ الى مصدره َ‬ ‫هن ْ‬‫الخبر‪ ،‬وذلك إذا َو ِّليَ َّ‬
‫تقوم‪ .‬واخلولقَ أن تُسافروا‪ .‬وأوشكَ أن نَرحلَ"‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪" :‬عسى أن تركهوا شيئا ً‬ ‫"عسى أن َ‬
‫شر لكم" وقولهُ‪{ :‬عسى أن يَهديَني ربي"‪ ،‬وقولهُ‪" :‬عسى‬ ‫خير لكم‪ .‬وعسى أن تُحبُّوا شيئاً‪ ،‬وهو ٌّ‬ ‫وهو ٌ‬
‫أن يَبعثَكَ ربُّك مقاما ً محموداً"‪.‬‬
‫َّ‬
‫عليهن اس ٌم يَص ُّح‬ ‫عليهن اس ٌم هو ال ُمسنَدُ ِّإليه في المعنى (كما رأيت)‪ ،‬فان تقدّم‬ ‫َّ‬ ‫هذا اذا لم يتقدّم‬
‫المصدر‬
‫ُ‬ ‫ت (وهو األفصح)‪ ،‬فيكونُ‬ ‫َّ‬
‫جعلتهن تا ّما ٍ‬ ‫ُهن الى ضميرهِّ‪ ،‬فأنت بالخيار‪ ،‬إن شئتَ‬ ‫إسناد َّ‬
‫والرجالن عسى أن يذهبا‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫لهن‪ ،‬نحو‪" :‬علي عسى أن يذهب‪ ،‬وهندٌ عسى أن تذهب‪.‬‬ ‫ً‬
‫المؤو ُل فاعال َّ‬
‫َّ‬
‫ض ْرن" بتجريد‬ ‫ضروا‪ .‬والمسافرات عسى أن يح ُ‬ ‫والمرأتان عسى أن تذهبا‪ .‬والمسافرون عسى أن يح ُ‬
‫هن ضميراً‪ .‬وحينئذ يَتحملنَ ضميرا ً‬ ‫جعلتهن ناقصاتٍ‪ ،‬فيكونُ اس ُم َّ‬ ‫َّ‬ ‫(عسى) من الضمير‪ .‬وإن شئت‬
‫هن‪ ،‬إفرادا ً أو تثنية أو جمعاً‪ ،‬وتذكيرا ً أو تأنيثاً‪ ،‬فتقول فيما‬ ‫مستتراً‪ ،‬أو ضميرا ً بارزا ً مطابقا ً ِّلما قبلَ َّ‬
‫والمرأتان‬
‫ِّ‬ ‫سيا أن يذهبا‪،‬‬ ‫تذهب‪ .‬والرجالن َع َ‬ ‫َ‬ ‫ت أن‬‫س ْ‬
‫يذهب‪ .‬وهندٌ ع َ‬‫َ‬ ‫ي عسى أن‬ ‫تقد ََّم من األمثلة‪" :‬عل ٌّ‬
‫سيْنَ أن يَحضُرونَ "‪.‬‬ ‫ضروا‪ .‬والمسافراتُ ع َ‬ ‫س ْوا أن يح ُ‬ ‫ستا أن تذهبا‪ .‬والمسافرونَ َع َ‬ ‫َع َ‬

‫(‪)352/1‬‬

‫ُجر ْدنَ من الضمير‪ ،‬فيَبقَيْنَ بصيغة المفرد المذكر‪ ،‬وأن‬ ‫واألولى أن يُجعلنَ في مثل ذلك تا ّماتٍ‪ ،‬وأن ي َّ‬
‫لهن‪ ،‬وهذه لغة الحجاز‪ ،‬التي نزل بها القرآنُ‬ ‫المؤول من الفعل بأن على أنهُ فاع ٌل َّ‬ ‫َّ‬ ‫يُسنَ ْدنَ الى المصدر‬
‫قوم عسى أن يكونوا خيرا ً منهم‪ ،‬وال‬ ‫واالشهر‪ ،‬وقال تعالى‪{ :‬ال يَ ْسخ َْر قو ٌم من ٍ‬ ‫ُ‬ ‫الكري ُم‪ ،‬وهي األفص ُح‬
‫سيْن)‪ ،‬بضمير جماعة‬ ‫س ْوا و َع َ‬ ‫ً‬
‫منهن} ولو كانت ناقصة لقال‪َ ( :‬ع َ‬ ‫َّ‬ ‫نسا ٌء من نساءٍ ‪ ،‬عسى ان يَ ُك ّن خيرا ً‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وضمير َجماع ِّة اإلناث العائد الى (نساء)‪ .‬واللغة االخرى لغة تميم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذكور العائد الى (قوم)‬
‫وتختص (عسى) وحدَها بأمرين‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫الضمير‪ ،‬او نون النسوةِّ‪ ،‬أو (نا)‪ ،‬والفت ُح أولى النه‬ ‫ِّ‬ ‫تاء‬ ‫ُ‬
‫(‪ )1‬جواز كسر سينها وفتحها‪ ،‬إذا أسندت الى ِّ‬ ‫ُ‬
‫سيتم)‪ ،‬بفتحها‪.‬‬‫{فهل َعسيت ُ ْم إن ت َولَّيتم}‪ ،‬بكسر السين‪ ،‬وقرأ الباقونَ ‪َ ( :‬ع َ‬ ‫ْ‬ ‫االصل‪ .‬وقد قرأ عاص ٌم‪:‬‬
‫الخبر‪ ،‬وذلك إذا اتصلت‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫وترف‬ ‫االسم‬
‫َ‬ ‫فتنصب‬
‫ُ‬ ‫عملها‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫َعم‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫َّ)‪،‬‬‫ل‬ ‫(لع‬ ‫بمعنى‬ ‫(‪ )2‬أنها قد تكونُ حرفاً‪،‬‬
‫بضمير النصب (وهو قليل)‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫عودُها*‬ ‫َحْوها فَأ َ ُ‬
‫ش َّكى‪ ،‬فآتي ن َ‬ ‫نار كأ ْ ٍس‪ ،‬و َعلَّها * ت َ َ‬ ‫*فَقُ ْلتُ ‪ :‬عساها ُ‬
‫س ُّر ب ِّه‪ ،‬أو قَ ْب َل َحتْفٍ يَصيد ُها*‬ ‫ُصيبُني * ت ُ َ‬ ‫*فَت َ ْس َم ُع قَ ْولي قَ ْب َل َحتفٍ ي ِّ‬
‫َ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( مرفوعات األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( أحرف ليس )‬

‫ش ْب َهة بِّلَي َ‬
‫ْس في العَ َمل‬ ‫ف ال ُم َ‬ ‫أَو األ َ ُ‬
‫حر ُ‬
‫ف نفي ٍ عملَها‪ ،‬وت ُ َؤدّي معناها وهي أربعةٌ (ما وال والتَ ْ‬
‫وإن)‪.‬‬ ‫أحر ُ‬
‫(ليس) هي‪ُ :‬‬ ‫َ‬ ‫أحرف‬
‫ُ‬
‫(ما) المشبهة بليس‬
‫(ليس) بأربقعة شروطٍ ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫تعم ُل (ما) عم َل‬
‫خبرها على اسمها‪ ،‬فان تقد ََّم بَطل عملُها‪ ،‬كقولهم‪( :‬ما مسي ٌء من أعت َب)‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أن ال يَتقد ََّم ُ‬

‫(‪)353/1‬‬

‫عاص)‪ ،‬إال أن‬


‫ٍ‬ ‫هللا انا‬
‫أمر ِّ‬ ‫(‪ )2‬أن ال يتقد ََّم معمو ُل ِّ‬
‫خبرها على اسمها‪ ،‬فان تقد ََّم بط َل عل ُمها‪ ،‬نحو‪( :‬ما َ‬
‫جر‪ ،‬فيجوز‪ ،‬نحو‪( :‬ما عندي أنت ُمقيما) و (ما بكَ أنا‬ ‫يكون معمو ُل الخبر ظرفا ً أو مجرورا ً بحرف ّ‬
‫ُمنتصراً)‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ط بينهما‪ ،‬فال يُبط َل عملها‪ ،‬وإن كان‬ ‫س ُ‬ ‫يتو َّ‬
‫االسم بحيث َ‬ ‫ِّ‬ ‫اما تقدي ُم معمو ِّل الخبر على الخبر نفس ِّه‪ ،‬دُونَ‬
‫أمركَ عاصياً)‪.‬‬ ‫ومجرور‪ ،‬نحو‪( :‬ما أنا َ‬ ‫ٍ‬ ‫غير ظرفٍ او جار‬ ‫َ‬
‫(‪ )3‬ان ال تُزادَ بعدها ( ِّإ ْن)‪ .‬فان زيدَت بعدَها بط َل عل ُمها‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫ف*‬ ‫ولكن أَنت ُم الخَزَ ُ‬
‫ْ‬ ‫ريف‪،‬‬
‫ص ٌ‬ ‫إن أَنتُم ذَهَبٌ * وال َ‬ ‫غدانَةَ‪ ،‬ما ْ‬ ‫*بَني ُ‬
‫ُ‬
‫ينتقض نفيُها بـ (إالّ)‪ .‬فان انتقض بها بط َل عملها‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وما أم ُرنا إالّ واحدةٌ}‪،‬‬ ‫َ‬ ‫(‪ )4‬أن ال‬
‫ّ‬
‫وقوله‪{ :‬وما محمدٌ إال رسولٌ}‪ ،‬وذلك ألنها ال تعم ُل في ُمثبتٍ‪.‬‬
‫شرط من الشروط بط َل عملُها‪ ،‬وكان ما بعدَها مبتدأ ً وخبرا‪ ،‬كما رأيت‪.‬‬
‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫فان فُقدَ‬
‫خلص في‬ ‫ويجوز أن يكون اس ُمها معرفةً كما تقد َّم‪ ،‬وأن يكون نكرةً‪ ،‬نحو‪( :‬ما أحدٌ أفض َل من ال ُم ِّ‬
‫عمله)‪.‬‬
‫ولكن)‪ ،‬في نحو‬ ‫ْ‬ ‫وجب رف ُع ما بعدَ ْ‬
‫(بل‬ ‫َ‬ ‫منفي‪،‬‬ ‫في‬ ‫إال‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫تعم‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬‫ب‬ ‫ج‬‫و‬
‫ُ َ ٍ‬‫م‬ ‫في‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫تعم‬ ‫ال‬ ‫(ما)‬ ‫كانت‬ ‫وإ ْذ‬
‫خبر لمبتدأ محذوفٍ‬‫قولك‪( :‬ما سعيد كسوالً‪ ،‬بل مجتهدٌ وما خلي ٌل مسافراً‪ ،‬ولكن مقي ٌم)‪ ،‬على أنه ٌ‬
‫عاطفتين‪ ،‬إ ْذ لو‬
‫ِّ‬ ‫ولكن) حرفي ابتداء ال‬ ‫ْ‬ ‫تقديرهُ‪( :‬هو)‪ ،‬اي‪ :‬بل هو مجتهدٌ‪ ،‬ولكن هو مقي ٌم‪ .‬وتكونُ ْ‬
‫(بل‬
‫تقتضيان‬
‫ِّ‬ ‫يٍ‪ ،‬بل هو ُمثبتٌ ‪ ،‬ألنهما‬ ‫غير منف ّ‬ ‫ولكن)‪ ،‬وهو ُ‬ ‫ْ‬ ‫َعطفَتا القتضى ان تعمل (ما) فيما بعدَ (بل‬
‫نصب ما بعدَهُ‬
‫ُ‬ ‫قتض‪ ،‬لاليجاب كالواو ونحوها‪ ،‬جاز‬ ‫غير ُم ٍ‬
‫العاطف َ‬ ‫ُ‬ ‫االيجاب بعد النفي‪ .‬فاذا كان‬
‫َ‬
‫خبر لمبتدأ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بالعطف على الخبر (وهو االجودُ) نحو‪( :‬ما سعيدٌ كسوال وال ُمهمال) وجازَ رفعُهُ على انهُ ٌ‬
‫هو ُمهمل‪.‬‬ ‫محذوفٍ ‪ ،‬نحو‪( :‬ما سعيدٌ كسوالً وال ُمهملٌ)‪ ،‬اي‪ :‬وال َ‬

‫(‪)354/1‬‬

‫ولكن) في نحو‪( :‬ليس خالدٌ شاعراً‪ ،‬بل كاتبٌ )‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫فيجب رف ُع ما بعدَ ْ‬
‫(بل‬ ‫ُ‬ ‫(ليس)‪،‬‬
‫َ‬ ‫وهكذا الشأن في‬
‫والنصب‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫(ليس خالدٌ شاعرا وال كاتبا) او (وال كاتبٌ )‪.‬‬ ‫َ‬ ‫النصب والرف ُع بعدَ الوا ِّو ونحوها مث ُل‬ ‫ُ‬ ‫ويجوز‬
‫أولى‪.‬‬
‫أن (ما) هذه ال تعم ُل عم َل (ليس) إال في لغة أهل الحجاز (الذين جاء القرآنُ الكري ُم بلغتهم)‪،‬‬ ‫واعلم َّ‬
‫وبلغ ِّة أه ِّل تِّهامةَ ونجدٍ‪ .‬ولذلك تُسمى (ما النافية الحجازية)‪.‬‬
‫تميم على كل حال‪ ،‬فما بعدَها مبتدأ وخبر‪.‬‬ ‫وهي نافيةٌ ُمهملةٌ في لغة ٍ‬
‫(ال) المشبهة بليس‬
‫(ليس)‪ ،‬بالشروط التي‬ ‫َ‬ ‫ُعملها الحجازيُّون إعما َل‬ ‫ُ‬ ‫(ال)‪ ،‬المشبهةُ بليس‪ُ ،‬مهملة عندَ جميع العرب وقد ي ِّ‬
‫نكرتين‪ .‬وندَ َر أن يكون اس ُمها معرفةً‪ ،‬كقول‬ ‫ِّ‬ ‫وخبرها‬
‫ُ‬ ‫تقدّمت ِّلما‪ ،‬ويُزاد على ذلك أن يكونَ اس ُمها‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫تراخيا*‬ ‫ً‬
‫ب‪ ،‬ال أنا باغيا * ِّسواها‪ ،‬وال في ُحبِّّها ُم ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سوادَ القل ِّ‬ ‫ت َ‬ ‫*و َحلَّ ْ‬
‫َ‬
‫وقد جاء مثل ذلك للمتنبي في قوله‪:‬‬
‫سوباً‪ ،‬وال الما ُل باقِّيا*‬ ‫*إذا ال ُجو ْد لم ي ُْرزَ ْق خَالصا ً منَ االذى * فال ال َح ْمدُ َمك ُ‬
‫بعض علماء العربية الفُضال ُء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وقد أجازَ ذلك‬
‫خبر (ال) هذه أن يكون محذوفا ً كقوله‪:‬‬ ‫والغالب على ِّ‬ ‫ُ‬
‫ح*‬ ‫صدَّ َع ْن نِّيرانِّها * فأنا ابنُ قَي ٍْس‪ ،‬ال بَرا ُ‬ ‫* َم ْن َ‬
‫ويجوز ذكرهُ‪ ،‬كقول اآلخر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أي‪ :‬ال بَرا ٌح لي‪.‬‬
‫ض باقيا * وال َوزَ ٌر ِّم َّما قَضى هللاُ واقِّيا*‬ ‫*تَعَ َّز‪ ،‬فال شَي ٌء على ْ‬
‫األر ِّ‬
‫ٌ‬
‫نفي الجميع‪ .‬فهي محتملة لنفي‬ ‫نفي الواحدِّ‪ ،‬وأن يرادَ بها ُ‬ ‫ُ‬
‫أن (ال) المذكورة َ‪ ،‬يجوز أن يُرادَ بها ُ‬ ‫واعلم َّ‬
‫الوحدة ولنفي الجنس‪ ،‬والقرينةُ تُعَيّنُ أحدَهما‪:‬‬ ‫َ‬
‫(‪)355/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫(فان قلت‪" :‬ال رجل حاضر"‪ .‬صح أن يكون المراد‪ :‬ليس احد من جنس الرجال حاضراً‪ ،‬وأن يكون‬
‫المراد‪" :‬ليس رجل واحد حاضراً"‪ .‬فيحتمل أن يكون هناك رجالن أو أكثر‪ .‬ولذلك صح أن تقول‪:‬‬
‫"أن"‪ ،‬فال معنى لها إال نفي الجنس‬ ‫"ال رجل حاضراً‪ ،‬بل رجالن"‪ ،‬أو رجال‪ .‬أما "ال" العاملة عمل َّ‬
‫نفيا ً عاماً‪ ،‬فان قلت‪" :‬ال رجل حاضر" كان المعنى‪" :‬ليس أحد من جنس الرجال حاضراً"‪ ،‬لذا ال‬
‫يجوز أن تقول بعد ذلك "بل رجالن‪ ،‬أو رجال"‪ ،‬ألنها لنفي الجميع)‪.‬‬
‫واعلم أن األولى في (ال) هذه أن تُه َم َل ويُجع َل ما بعدَها مبتدأ ً وخبراً‪ .‬واذا أهملت‪ ،‬فاألحسنُ حينئ ٍذ أن‬
‫ُ‬
‫خوف عليه‪ ،‬وال هُم يَحزنونَ "‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫كر َر‪ ،‬كقوله تعالى‪" :‬ال‬ ‫ت ُ َّ‬
‫(الت) المشبهة بليس‬
‫(ليس) بشرطين‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ت َعم ُل (التَ ) َ‬
‫عم َل‬
‫واألوان ونحوها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫كالحين والساع ِّة‬ ‫ِّ‬ ‫الزمان‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫أسماء‬
‫ِّ‬ ‫(‪ )1‬أن يكون اس ُمها وخبرها من‬
‫المحذوف هو اس َمها‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬والتَ حينَ‬ ‫ُ‬ ‫والغالب أن يكونَ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )2‬أن يكون أحدُهما محذوفاً‪.‬‬
‫ناص}‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫َم ٍ‬
‫وخي ُم*‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي َم ْرت ُع ُم ْبت ِّغي ِّه ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫*ند َِّم البُغاة‪ ،‬والتَ ساعة َمندَم * والبَغ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫غير َّ‬
‫أن هذا‬ ‫َ‬ ‫ها‪،‬‬ ‫خبر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫منصوب‬ ‫المحذوف‬
‫ُ‬ ‫فيكون‬ ‫ها‪،‬‬ ‫المذكور على أنه اس ُم‬ ‫َ‬ ‫ويجوز أن ترفع‬‫ُ‬
‫الوجهَ قلي ٌل جدا ً في كالمهم‪.‬‬
‫زمان كانت مهملةً‪ ،‬ال عم َل لها‪ ،‬كقوله‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫واعلم أن (الت) إن دخلت على غير اسم‬
‫*لَ ْهفي َعلَيْكَ ِّللَ ْهفَ ٍة من خائفٍ * يَب ِّغي ِّجواركَ حينَ التَ ُم ُ‬
‫جير*‬
‫والجر بها شاذ‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫يجر بالتَ ‪،‬‬
‫واعلم أن من العرب من ُّ‬
‫ْس حين بقاء*‬ ‫َ‬
‫وان * فأجبْنا‪ :‬أ ْن لي َ‬ ‫ص ْلحنا والتَ أ َ ٍ‬ ‫طلبوا ُ‬ ‫* َ‬
‫وعليه قو ُل المتنبي‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫صطبَ ٍر * واآلنَ أق َح ُم‪ ،‬حتى التَ ُمقت َح ِّم*‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫*لَقَ ْد ت َصب َّْرتُ ‪َ ،‬حتَّى التَ ُم ْ‬
‫( ِّإ ْن) المشبهة بليس‬

‫(‪)356/1‬‬

‫(إن) نافيةً بمعنى (ما) النافية‪ ،‬وهي ُمه َملةٌ غير عاملةٍ‪ .‬موقد تعم ُل عم َل "ليس" قليالً‪ ،‬وذلك‬ ‫قد تكونُ ْ‬
‫"إن أحد خيرا ً من أح ٍد إالّ بالعافية" وقو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ب‪ ،‬ومنه قولهم‪ْ :‬‬ ‫العر ِّ‬
‫في لغة أهل العالية من َ‬
‫ف ْالمجانِّين*‬ ‫هو ُم ْست َْوليا ً على أ َ َح ٍد * إالّ على أَضعَ ِّ‬ ‫*إن َ‬ ‫ْ‬
‫وقو ُل اآلخر‪:‬‬
‫َ‬
‫ولكن بأ ْن يُ ْبغَى َعلَ ْي ِّه فَيُخذَال*‬
‫ْ‬ ‫ضاء حيات ِّه *‬‫*إن ْال َم ْر ُء َميْتا ً با ْن ِّق ِّ‬
‫ِّ‬
‫وانما تعم ُل عم َل (ليس) بشرطين‪:‬‬
‫خبرها على اسمها‪ .‬فان تقد ََّم بَط َل عملُها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أن ال يَتقد ََّم ُ‬
‫وانتقاض‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫(إن أنت إال رج ٌل كري ٌم)‪،‬‬ ‫ُ‬
‫انتقض بط َل عملها‪ ،‬نحو‪ْ :‬‬ ‫َ‬ ‫ينتقض نفيها بِّـ (إِّال)‪ .‬فان‬‫َ‬ ‫(‪ )2‬أن ال‬
‫ضهُ بالنسبة الى‬ ‫ض ُّر انتقا ُ‬
‫وجب إبطا َل العم ِّل‪ ،‬إنما هو بالنسبة الى الخبر‪ ،‬كما رأيتَ ‪ ،‬وال يَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫النفي ِّ ال ُم‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫معمول الخبر‪ ،‬نحو‪( :‬إن أنت آخذا إال بيد البائسينَ )‪ ،‬ونحو البيت‪( :‬إن هو مستوليا على أح ٍد الخ)‪.‬‬
‫"إن هذا إالّ َملَكٌ كري ٌم"‪.‬‬‫الخبر بعدها ِّبـ (إالّ) كقوله تعالى‪ْ :‬‬ ‫ُ‬ ‫(إن) النافي ِّة أن يقترنَ‬ ‫الغالب في ْ‬ ‫َ‬ ‫واعلم أن‬
‫بانقضاء حياته الخ)‪ .‬ومنهُ قولهم‪( :‬إن‬ ‫ِّ‬ ‫(إن المر ُء ميتا ً‬ ‫وقد يستعم ُل الكال ُم معها بدون (إالّ)‪ ،‬كالبيت‪ِّ :‬‬
‫ضاركَ )‪.‬‬
‫ّ‬ ‫هذا نافعَكَ وال‬
‫فائدة‬
‫(إن) المشدَّدة ُ الناصبةُ لالسم الرافعةُ‬ ‫وظن أنها َّ‬‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سم َع الكسائي أعرابيّا يقولُ‪( :‬إنّا قائما)‪ ،‬فأنكرها عليه‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫"إن أنا قائما" أي‪ :‬ما أنا قائما‪ ،‬فتركَ الهمزة َ ‪-‬‬ ‫للخبر‪ .‬فحقُّها أن ترف َع (قائماً)‪ ،‬فاستثبته فاذا هو يُريدُ ْ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫همزة أنا ‪ -‬تخفيفا ً وأدغم‪ ،‬على حد قوله تعالى‪{ :‬لكنّا هو هللاُ ربي}‪ ،‬أي‪" :‬لكن أنا"‪.‬‬
‫ــــالنصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( مرفوعات‬
‫األَسماء ) ضمن العنوان ( األحرف المشبهة بالفعل )‬

‫َّ‬
‫ولكن وليتَ ولعلَّ"‪.‬‬ ‫َّ‬
‫وكأن‬ ‫وأن‬ ‫األحرف المشبَّهةُ بالفعل ستَّة‪ ،‬هي‪َّ :‬‬
‫"إن َّ‬ ‫ُ‬

‫(‪)357/1‬‬

‫خبرها‪،‬‬
‫اآلخر‪ ،‬ويُس ّمى َ‬
‫َ‬ ‫فتنصب األولَ‪ ،‬ويُس ّمى اس َمها‪ ،‬وترف ُع‬ ‫ُ‬ ‫والخبر‬
‫ِّ‬ ‫وحك ُمها أنها تدخ ُل على المبتدأ‬
‫نور"‪.‬‬ ‫العلم ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫وكأن‬ ‫نحو‪" :‬إن هللاَ رحي ٌم‪.‬‬
‫(وسميت مشبهة بالفعل لفتح أواخرها‪ ،‬كالماضي‪ ،‬ووجود معنى الفعل في كل واحدة منها‪ .‬فان التأكيد‬
‫والتشبيه واالستدراك والتمني والترجي‪ ،‬هي من معاني االفعال)‪.‬‬
‫ويجوز في (لعلَّ) أن يقا َل فيها (علَّ) كقوله‪:‬‬ ‫ُ‬
‫عود ُها*‬
‫شكى‪ ،‬فآتي نَح َْوها فأ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نار كأ ٍس و َعلها * ت َ َ‬ ‫ْ‬ ‫*فَقُ ْلتُ عساها ُ‬
‫وفيها لُغاتٌ أُخ َُر قليلةُ االستعمال‪.‬‬
‫عشر مبحثاً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وفي هذا الفصل ثمانيةَ‬
‫شبَّ َه ِّة بالف ْع ِّل‬ ‫ف ال ُم َ‬ ‫حر ِّ‬ ‫(‪َ )1‬معاني األ َ ُ‬
‫اتصاف ال ُمسنَ ِّد إليه بال ُمسند‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وأن" التوكيدُ‪ ،‬فهما لتوكي ِّد‬ ‫"إن َّ‬ ‫معنى‪َّ :‬‬
‫وكاف التشبيه‪ ،‬فاذا قلتَ ‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫"أن" التوكيدية‬ ‫ٌ‬
‫"كأن" التشبيهُ المؤكد ُ‪ .‬ألنها في االصل ُمركبة من َّ‬ ‫َّ‬ ‫ومعنى‪:‬‬
‫االهتمام بالتشبيه‪ ،‬الذي َعقَدوا عليه‬
‫َ‬ ‫العلم كالنور" ثم إنهم لما أرادوا‬ ‫َ‬ ‫نور" فاالصلُ‪َّ :‬‬
‫"إن‬ ‫العلم ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫"كأن‬
‫جر‪ ،‬وقد صارت وإيّاها‬ ‫حرف ّ‬‫ُ‬ ‫"إن"‪ ،‬مكان الكاف‪ ،‬التي هي‬ ‫الكاف‪ ،‬وفتحوا همزة َ ّ‬ ‫َ‬ ‫الجملة‪ ،‬قدّموا‬
‫حرفا ً واحدا ً يُرادُ به التشبيهُ المؤكد‪.‬‬
‫الن من‬‫"لكن" االستدراكُ ‪ ،‬والتوكيد‪ ،‬فاالستدراكُ نحو‪" :‬زيدٌ شجاعٌ‪ ،‬ولكنه بخيل"‪ ،‬وذلك َّ‬ ‫َّ‬ ‫ومعنى‪:‬‬
‫فربما يُفه ُم أنهُ جوادٌ أيضاً‪ ،‬لذلك استدركنا بقولنا‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫بالشجاعة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫زيد‬ ‫وصفنا‬ ‫فاذا‬ ‫‪،‬‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫الجو‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫الشجاع‬ ‫لوازم‬
‫"لكنه بخيل"‪ .‬والتوكيدُ نحو‪" :‬لو جاءني خلي ٌل ألكرمتُهُ‪ ،‬لكنه لم يجيء"‪ ،‬فقولك‪ :‬لو جاءني خلي ٌل‬
‫ألكرمتُه" يفهم منه أنه لم يجيء‪ ،‬وقولك‪" :‬لكنه لم يجيء" تأكيدٌ لنفي مجيئه‪:‬‬
‫سر‪ ،‬فاألول كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ع ٌ‬ ‫طلب ماال مطمع فيه‪ ،‬أو ما فيه ُ‬ ‫ُ‬ ‫ومعنى "ليتَ " التمني‪ ،‬وهو‬
‫خبرهُ بما فَعَل ال َمش ُ‬
‫ِّيب*‬ ‫ُ‬
‫باب يَعُودُ يَوما ً * فأ َ‬ ‫ش َ‬ ‫*أَال لَيْتَ ال َّ‬
‫دينار"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ألف‬
‫والثاني كقول المعسر‪" :‬ليتَ لي َ‬
‫وقد تُستعمل في االمر الممكن‪ ،‬وذلك قليلٌ‪ ،‬نحو‪" :‬ليتك تذهب"‪.‬‬

‫(‪)358/1‬‬

‫االمر المحبوب‪ ،‬نحو‪" :‬لع َّل الصديقَ قاد ٌم"‪.‬‬


‫ِّ‬ ‫طلب‬
‫ُ‬ ‫واالشفاق‪ .‬فالترجي‬‫ُ‬ ‫ومعنى (لعلَّ) التر ّجي‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫المريض هالكٌ "‪ .‬وهي ال تستعم ُل إال في الممكن‪.‬‬‫َ‬ ‫واالشفاق هو الحذَ ُر من وقوع المكروه‪ ،‬نحو‪" :‬لع ّل‬ ‫ُ‬
‫ي بدابتك‪ ،‬لعلي أركبها"‪ ،‬أي‪ :‬كي أركبها‪.‬‬ ‫ْ‬
‫وقد تأتي بمعنى (كي)‪ ،‬التي للتعليل‪ ،‬كقولك‪" :‬إبعث إل ّ‬
‫وجعلوا منه قوله تعالى‪{ :‬لعلكم تتَّقون‪ .‬لعلّكم تعقلون‪ .‬لعلكم ت َذكرون}‪ ،‬اي‪" :‬كي ت َتقوا‪ ،‬وكي ت َعقلوا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وكي ت َتذ ّكروا"‪.‬‬
‫أزورك اليوم"‪ .‬والمعنى‪ :‬أظنَّني أزورك‪ .‬وجعلوا منه قو َل‬ ‫ُ‬ ‫الظن‪ ،‬كقولك "لعلي‬ ‫َّ‬ ‫وقد تأتي ايضا ً بمعنى‬
‫امريء القيس‪:‬‬
‫َ‬
‫ص َّح ٍة * لَعَ َّل َمنايانا ت َ ُحولَ َّن أ ْبؤُسا*‬ ‫*وبُدّ ِّْلتُ قَ ْرحا ً ِّ‬
‫داميا ً بَ ْعدَ ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وبمعنى‪( :‬عسى)‪ ،‬كقولك‪( :‬لعلَّكَ أن تجتهدَ)‪ .‬وجعلوا منه قو َل ُمت َ ّم ٍم‪:‬‬
‫*لَعَلَّكَ يَ ْوما ً أ َ ْن ت ُ ِّل َّم ُم ِّل َّمةٌ * َعلَيْكَ ‪ ،‬منَ الالَّتي يَدَ ْعنَكَ أَجدَعا*‬
‫(أن) في خبرها‪ ،‬كما تدخل في خبر (عسى)‪.‬‬ ‫بدليل دخول ْ‬
‫ْ‬
‫َبر ال ُم ْف َرد ُ‪ ،‬وال ُج ْملَةُ‪ ،‬والشبيهُ بالجملة‬ ‫(‪ْ )2‬الخ ُ‬
‫دينار"‪ ،‬وجملةً‬
‫ٌ‬ ‫"كأن النّ َ‬
‫جم‬ ‫َّ‬ ‫غير جمل ٍة وال ش ْب َهها) نحو‪:‬‬ ‫االحرف المشبّهة بالفعل مفردا ً (أي َ‬ ‫ِّ‬ ‫يقع خبر‬
‫قدرهُ مرتف ٌع"‬
‫العالم ُ‬
‫َ‬ ‫العلم يُعَ َّز ُز صاحبهُ"‪ ،‬وجملة اسمية‪ ،‬نحو‪َّ :‬‬
‫"إن‬ ‫َ‬ ‫فعليّةً‪ ،‬نحو‪" :‬لعلك اجتهدتَ ‪َّ .‬‬
‫وإن‬
‫يتعلقان ب ِّه)‪ ،‬نحو‪ّ :‬‬
‫"إن‬ ‫ِّ‬ ‫ومجرور‬
‫ٍ‬ ‫و ِّش ْبهَ ُجمل ٍة (وهو أن يكون الخبر ُمقدَّرا ً مدلوالً عليه بظرفٍ أو ّ‬
‫جار‬
‫الظالم في ُزمرة الشيطان"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الرحمن‪ ،‬وإن‬ ‫واء َّ‬ ‫العاد َل تحتَ ِّل ِّ‬
‫(والخبر هنا يصح أن تقدره مفردا‪ :‬ككائن وموجود‪ ،‬وأن تقدره جملة ككان ووجد‪ ،‬أو يكون ويوجد‪.‬‬‫ً‬
‫فهو مفرد‪ .‬باعتبار تقديره مفرداً‪ ،‬وجملة‪ ،‬باعتبار تقديره جملة‪ ،‬فالحقيقة فيه أنه شبيه بالمفرد‬
‫وبالجملة‪ ،‬وتسميته بشبه الجملة فيها اكتفاء واقتصار)‪.‬‬
‫حرف‬‫ف َخبَ ِّر هذ ِّه األ َ ُ‬ ‫(‪َ )3‬ح ْذ ُ‬
‫ضربين‪ :‬جائز وواجب‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫االحرف‪ .‬وذلك على‬‫ِّ‬ ‫خبر هذه‬ ‫يجوز حذف ِّ‬

‫(‪)359/1‬‬

‫بشرط أن يدُ َّل‬ ‫ِّ‬ ‫خاص)‪،‬‬


‫ّ‬ ‫ت التي يُرادُ بها معنًى‬ ‫ف جوازاً‪ ،‬اذا كان كونا ً خاصا ً (أي‪ :‬من الكلما ِّ‬ ‫فيُحذَ ُ‬
‫عزيز}‪.‬‬‫ٌ‬ ‫{إن الذينَ كفروا بالذّكر ل ّما جاءهم‪ .‬وانهُ لكتابٌ‬ ‫عليه دليلٌ‪ ،‬كقوله تعالى‪َّ :‬‬
‫(أي‪ :‬إن الذين كذبوا بالذكر معاندون‪ ،‬أو هالكون‪ ،‬أو معذبون)‪.‬‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َّلت * بُث ْينَة أبْداال‪ ،‬فَقلتُ ‪ :‬لعَلها*‬ ‫َ‬ ‫*أَت َْونِّي‪ ،‬فَقالوا‪ :‬يا َجميلُ‪ ،‬تَبَد ْ‬
‫(أي‪ :‬لعلها تبدَّلت‪ ،‬أو لعلها فعلت ذلك)‪.‬‬
‫ين‪ ،‬فال يُف َه ُم‬ ‫َ‬
‫كون ُمطلق ِّ‬ ‫ويحذف وجوباً‪ ،‬اذا كان كونا ً عاما ً (أي‪ :‬من الكلمات التي تدُل على وجو ٍد أو ٍ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫موضعين‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫في‬ ‫وذلك‬ ‫)‬ ‫ل‬‫ٍ‬ ‫حاص‬ ‫أو‬ ‫موجود‪،‬‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫ككائن‬
‫ٍ‬ ‫‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫َّن‬ ‫ي‬ ‫مع‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫فع‬ ‫أو‬ ‫خاص‬
‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫ث‬ ‫منها َح َ‬
‫د‬
‫تنهض األمةُ؟ وليتَ ِّشعري‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )1‬االو ُل بعدَ "ليتَ ِّشعري"‪ ،‬اذا َو ِّليَها استفها ٌم‪ ،‬نحو‪" :‬ليتَ ِّشعري هل‬
‫تنهض؟"‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫متى‬
‫ب*‬‫صلةَ ال ُمتَغَيِّّ ِّ‬ ‫وكيف تُراعي ُو ْ‬ ‫َ‬ ‫ص ِّلها؟ *‬ ‫ت ِّب َو ْ‬ ‫ْف جادَ ْ‬ ‫*أالَ لَيْتَ ِّش ْعري َكي َ‬
‫(أي‪ :‬ليت شعري (أي‪ :‬علمي) حاصل‪ .‬والمعنى‪ :‬ليتني أشعر بذلك‪ ،‬أي‪ :‬أعلمه وأدريه‪ .‬وجملة‬
‫االستفهام في موضع نصب على أنها مفعول به لشعري‪ ،‬ألنه مصدر شعر)‪.‬‬
‫العلم في‬ ‫َ‬ ‫يتعلقان به‪ ،‬فيُستغنى بهما عنهُ‪ ،‬نحو‪َّ :‬‬
‫"إن‬ ‫ِّ‬ ‫ومجرور‬
‫ٌ‬ ‫ظرف أو جار‬ ‫ٌ‬ ‫(‪ )2‬أن يكونَ في الكالم‬
‫الخير أمامك"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الصدور‪َّ .‬‬
‫وان‬
‫(فالظرف والجار متعلقان بالخبر المحذوف المقدر بكائن أو موجود أو حاصل)‪.‬‬
‫حرف‬ ‫(‪ )4‬تَقَدُّ ُم خبَ ِّر هذِّه األ َ ُ‬
‫خبر هذه االحرف عليها‪ ،‬وال على اسمها‪.‬‬ ‫يجوز تقدُّ ُم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬
‫جر‪ ،‬نحو‪َّ :‬‬
‫"إن‬ ‫فيجوز أن يتقدَّم على االسم‪ ،‬ان كان ظرفا ً أو مجرورا ً بحرف ٍ ّ‬ ‫ُ‬ ‫الخبر‪،‬‬‫ِّ‬ ‫اما معمو ُل‬
‫عندَك زيدا ً ُمقي ٌم"‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ُ‬
‫ب ُج ٌّم بَالبِّلهْ*‬ ‫ْ‬
‫صاب القَل ِّ‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فإن بِّ ُحبِّّها * أخاكَ ُم‬ ‫*فَال ت َْل َحني فيها‪َّ ،‬‬

‫(‪)360/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ومجرور ُمتقدمين‬
‫ٍ‬ ‫جار‬
‫يتعلق به من ظرفٍ مأو ٍ ّ‬ ‫ُ‬ ‫الخبر محذوفا ً مدلوالً عليه بما‬ ‫ُ‬ ‫ومن ذلك أن يكون‬
‫"إن فيها قوما ً جبّارينَ ‪ ،‬وقولهُ‪َّ :‬‬
‫"إن مع‬ ‫"إن في الدَّار زيداً"‪ ،‬ومنهُ قولهُ تعالى‪َّ :‬‬ ‫على االسم‪ ،‬نحو‪َّ :‬‬
‫سر يُسراً"‪.‬‬ ‫العُ ِّ‬
‫(فالظرف والجار متعلقان بالخبر المحذوف غير أنه يجب أن يقدر متأخرا ً عن االسم‪ ،‬إذ ال يجوز‬
‫تقديمه عليه‪ .‬كما علمت‪ .‬وليس الظرف أو الجار والمجرور هو الخبر‪ ،‬كما يتساهل بذلك كثير من‬
‫النحاة‪ ،‬وإنما هما معموالن للخبر المحذوف‪ ،‬ألنهما متعلقان به)‪.‬‬
‫ويجب تقدي ُم معمو ِّل الخبر‪ ،‬إن كان ظرفا ً أو مجروراً‪ ،‬في موضعين‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ع نحو‪َّ :‬‬
‫"إن في الدَّار‬ ‫ً‬
‫متأخر لفظا ورتبة وذلك ممنو ٌ‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫لزم من تأخيره عودُ الضمير على‬ ‫(‪ )1‬أن يَ َ‬
‫صاحبَها"‪.‬‬
‫(فال يجوز أن يقال "ان صاحبها في الدار)"‪ ،‬ألن "ها" عائدة على الدار‪ .‬وهي متأخرة لفظاً‪ ،‬وكذلك‬
‫كالخبر"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫هي متأخرة رتبة‪ ،‬ألن معمول الخبر رتبته التأخير‬
‫{وإن لنا لآلخرة واألولى}‪ ،‬وقول ِّه‪َّ :‬‬
‫{إن في‬ ‫َّ‬ ‫بالم التأكيد‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫قترنا ً ِّ‬ ‫(‪ (2‬أن يكون االس ُم ُم ِّ‬
‫األبصار}‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ذلك لَ ِّعبْرة ً ألولي‬
‫ٌ‬
‫فجائز‪ ،‬سوا ٌء أكانَ معمولهُ‬ ‫االسم والخبر‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫توسط بينَ‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بحيث يَ َّ‬ ‫الخبر على الخبر نفس ِّه‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫أما تقدي ُم معمو ِّل‬
‫غيرهما‪ ،‬فاالو ُل نحو‪" :‬إنكَ عندَنا مقي ٌم"‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬إنكَ في المدرسة‬ ‫ظرفا ً أو مجرورا أم َ‬
‫ً‬
‫يكتب"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫سهُ‬ ‫تتعلّ ُم"‪ ،‬والثالث نحو‪َّ :‬‬
‫"إن سعيدا ً دَ ْر َ‬
‫فائدة‬
‫ً‬
‫متى جاء بعد "إن" أو إحدى أخواتها ظرف أو جار ومجرور‪ ،‬كان اسمها مؤخرا‪ .‬فليتنبه الطالب الى‬
‫نصبه‪ ،‬فان كثيرا ً من الكتاب والمتكلمين يخطئون فيرفعونه‪ ،‬لتوهمهم أنه خبرها نحو‪" :‬إن عندك‬
‫لخبراً"‪ ،‬ونحو‪" :‬لعل في سفرك خيراً"‪.‬‬
‫"إن" ال َمكسورةِّ الهمزة‬ ‫(‪ )5‬ال ُم التأْكي ِّد بعدَ َّ‬

‫(‪)361/1‬‬

‫الم التأكيد‪ ،ِّ،‬وهي التي يُسمونها‬ ‫بجواز دخو ِّل ِّ‬


‫ِّ‬ ‫سائر أخواتها‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫"إن"‪ ،‬المكسورة ُ الهمز ِّة‪ ،‬دونَ‬ ‫تختص َّ‬ ‫ُّ‬
‫وإن في االرض لَ ِّعبَراً"‪ ،‬وعلى خبرها نحو‪:‬‬ ‫السماء ل َخبَراً‪َّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫"إن في‬ ‫االبتداء) على اسمها‪ ،‬نحو‪َّ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫(الم‬
‫َ‬
‫للخير يفعلُ"‪ ،‬وعلى ضمير الفص ِّل نحو‪َّ :‬‬
‫"إن‬ ‫َ‬ ‫"إنه‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫خبرها‪،‬‬ ‫معمول‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫لمنصور‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫الحق‬ ‫"إن‬‫َّ‬
‫ُ‬
‫الفائز"‪.‬‬ ‫المجتهدَ لَ ُه َو‬
‫ط ما ت َص َحبُهُ ال ُم التأكيد‬ ‫(‪ )6‬شَرو ُ‬
‫ومجرور يتعلقان بخبرها‬ ‫ٍ‬ ‫جار‬
‫"إن" أن تقع بعدَ ظرفٍ أو ٍ ّ‬ ‫ط في دخول الم التأكيد على اسم َّ‬ ‫(‪ )1‬يُشتر ُ‬
‫وإن لك ل ُخلُقا ً كريماً"‪.‬‬ ‫المحذوف‪ ،‬نحو‪" :‬إن عندَك لخَيرا ً عظيماً‪َّ ،‬‬
‫(فان وقع قبلهما لم يجز اقترانه بالالم فال يقال‪" :‬إن لخيرا ً عندك‪ ،‬وإن لخلقا ً كريما ً لك")‪.‬‬
‫(‪ )2‬يُشترط في دخولها على الخبر أن ال يقترنَ بأدا ِّة شرطٍ أو نفي‪ ،‬وأن ال يكون ماضيا ً ًمتصرفا ً‬
‫الخبر واحدا ً منها لم يَ ُجز دخو ُل هذه الالم عليه‪ .‬فمثا ُل المستكم ِّل للشرط‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫جردا ً من "قد"‪ .‬فان كان‬ ‫ُم َّ‬
‫{وإن َربَّكَ لَيعل ُم}‪{ .‬وإنَّا نحنُ نُحيي الموتى}"‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫"{إن ربي لسميع الدُّعاء}‪.‬‬
‫"إن" شروط اقترانه بِّالم التأكيد‪ ،‬جاز دخولها عليه‪ ،‬ال فرقَ أن يكون مفرداً‪،‬‬ ‫خبر َّ‬ ‫ومتى است َوفى ُ‬
‫صوتُهُ مرتف ٌع‪ ،‬أو جملةً مضارعيّة‪ً،‬‬ ‫َّ‬
‫الحق ل َ‬ ‫لمنصور"‪ ،‬أو جملة اسميَّةتً ‪ ،‬نحو‪َّ :‬‬
‫"إن‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫"إن الحقَ‬ ‫نحو‪َّ :‬‬
‫متصرف‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫"إن ربّكَ ليَحك ُم بينهم"‪ ،‬أو جملة ماضيَة فعلها جامد ٌ‪ ،‬نحو‪" :‬إنك لنِّ ْع َم الرجل"‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫نحو‪َّ :‬‬
‫الفر َج لق ْد دَنا"‪.‬‬ ‫َّ‬
‫مقترن بقد‪ ،‬نحو‪" :‬إن َ‬ ‫ٌ‬
‫قين به‪ ،‬نحو‪" :‬إن أخاكَ لعندي‪،‬‬ ‫الالم على الظرف أو الجار المتعلّ ِّ‬ ‫الخبر‪ ،‬جازَ دخو ُل هذ ِّه ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ذف‬‫واذا ُح َ‬
‫ق عظيم}‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫خ‬‫ُ‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫{وانك‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫قول‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ومن‬ ‫ّار"‪،‬‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫وإن أباكَ‬ ‫َّ‬

‫(‪)362/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫ط بين اسمها وخبرها‪ .‬والثاني ان‬ ‫س َ‬‫ط في دخولها على مفعول الخبر شرطان‪ ،‬االول‪ :‬أن يتو َّ‬ ‫(‪ )3‬يُشتر ُ‬
‫"إن سليما ً لفي حاجتك ساعٍ‪ ،‬وإنه لَ َ‬
‫يوم الجمع ِّة‬ ‫الخبر م ّما يَصلُ ُح لدخول هذه ِّ‬
‫الالم عليه‪ ،‬نحو‪َّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫يكونَ‬
‫ألمركَ يُطي ُع"‪.‬‬
‫َ‬ ‫آتٍ‪ ،‬وإنهُ‬
‫ص‬‫ص ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ضمير الفص ِّل‪ ،‬فال يُشترط في دخولها عليه شي ٌء‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬إن هذا ل ُه َو الق َ‬
‫ُ‬ ‫(‪ )4‬أما‬
‫ُّ‬
‫الحق}‪.‬‬
‫(وضمير الفصل‪ :‬هو ما يؤتى به بين المبتدأ والخبر‪ ،‬أو بين ما أصله مبتدأ وخبر‪ :‬للداللة على أنه‬
‫خبر ال صفة‪ .‬وهو يفيد تأكيد اتصاف المسند إليه بالمسند‪ .‬وهو حرف ال محل له من االعراب‪ ،‬على‬
‫األصح من أقوال النحاة‪ ،‬وصورته كصورة الضمائر المنفصلة‪ :‬وهو يتصرف تصرفها بحسب‬
‫المسند اليه‪ ،‬إال أنه ليس إياها‪.‬‬
‫ثم إن دخوله بين المبتدأ والخبر المنسوخين بكان وظن وأن واخواتهن تابع لدخوله بينهما قبل النسخ‪،‬‬
‫نحو‪" :‬إن زهيرا ً هو الشاعر"‪ .‬وكان علي هو الخطيب وظننت عبد هللا هو الكاتب)‪.‬‬
‫(وضمير الفصل حرف كما قدمنا‪ :‬وإنما سمي ضميرا ً لمشابهته الضمير في صورته‪ .‬وسمي ضمير‬
‫فصل ألنه يؤتى به الفصل بين ما هو خبر أو صفة‪ ،‬ألنك إن قلت‪" :‬زهير المجتهد"‪ ،‬جاز أنك تريد‬
‫اإلخبار وأنك تريد النعت‪ .‬فان أردت أن تفصل بين األمرين‪ .‬وتبين أن مرادك اإلخبار ال الصفة‪.‬‬
‫أتيت بهذا الضمير لالعالن من أول األمر بأن ما بعده خبر عما قبله ال نعت له‪ ،‬ثم انه يفيد تأكيد‬
‫الحكم‪ ،‬لما فيه من زيادة الربط‪.‬‬
‫ومن العلماء من يسمي ضمير الفصل "عماداً" العتماد المتكلم أو السامع عليه في التفريق بين الخبر‬
‫والصفة)‪.‬‬
‫وقد شرحنا ضمير الفصل في الجزء االول من هذا الكتاب‪ ،‬في الكالم على الضمائر‪ ،‬فراجعه‪.‬‬
‫الم االبتداء‬‫شر ُح ِّ‬
‫تدخ ُل ال ُم االبتداء في ثالثة مواضع‪.‬‬
‫االولُ‪ :‬في باب المبتدأ‪ .‬وذلك في صورتين‪:‬‬

‫(‪)363/1‬‬

‫(‪ )1‬ان تدخ َل على المبتدأ‪ ،‬والمبتدأ ُمتقدّ ٌم على الخبر‪ ،‬ودخولها عليه هو االصل فيها نحو‪{ :‬ألنتم أشد‬
‫تأخر عن الخبر امتن َع دخولها عليه‪ ،‬فال يُقال‪" :‬قائ ٌم لَزيدٌ"‪ .‬وما ُ‬
‫سم َع من‬ ‫َ‬ ‫صدورهم}‪ .‬فان‬ ‫َرهبةً في ُ‬
‫ضرور ِّة الشعر‪ ،‬وهو شاذٌّ ال يُقاس عليه‪.‬‬ ‫ذلك فل َ‬
‫تأخر عنهُ امتنع‬
‫َ‬ ‫(‪ )2‬ان تدخل على الخبر بشرط ان يتقدم على المبتدأ‪ ،‬نحو‪" :‬ل ُمجتهدٌ انتَ " فان‬
‫العلماء من ال ي ُ‬
‫ُجيز‬ ‫ِّ‬ ‫سم َع من ذلك فشادٌّ ال يُلتفتُ اليه‪ .‬ومن‬ ‫دخولها عليه‪ ،‬فال يقال‪" :‬انت لمجتهدٌ"‪ .‬وما ُ‬
‫دُخولها على خبر المبتدأ‪ ،‬سوا ٌء أتقد ََّم أم تأخر‪.‬‬
‫الموضع الثاني‪ :‬في باب "إن" المكسورةِّ الهمزة‪ .‬وقد سبقَ انها تدخل على اسمها المتأخر‪ ،‬وعلى‬
‫خبرها‪ ،‬اسما ً كان‪ ،‬او فعالً مضارعاً‪ ،‬او ماضيا ً جامدا ً أو ماضيا ً متصرفا ً مقرونا ً بِّقَدْ‪ ،‬أو جملة اسميَّة‪.‬‬
‫تعلقين بخبرها المحذوف دالين عليه‪ ،‬وعلى معمول خبرها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫والجار ال ُم‬
‫ّ‬ ‫وعلى الظرف‬
‫ّ‬
‫الموض ُع الثالث‪ :‬في غير بابي ِّ المبتدأ وإن‪ .‬وذلك في ثالث مسائل‪:‬‬ ‫ُ‬
‫(‪ )1‬الفع ُل المضارع‪ ،‬نحو‪" :‬لَت َنهض األمة ُمقتفيةً َ‬
‫آثار جدودها"‪.‬‬
‫بئس ما كانوا يعملون}‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الماضي الجامد‪ ،‬نحو‪{ :‬لَ َ‬
‫يوسف وإخوتِّ ِّه آياتٌ "‪.‬‬
‫َ‬ ‫(‪ )3‬الماضي المتصرف المقرون ِّبقَدْ‪ ،‬نحو‪" :‬لَقد كان لكمخ في‬
‫الم القسم فالقسم عنده محذوف‪،‬‬ ‫الالم الداخلةَ على الماضي‪ ،‬في هذا الباب‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ومن العلماء من يجع ُل‬
‫ومصحوب الالم جوابُه‪.‬‬
‫واعلم َّ‬
‫أن لالم االبتداء فائدتين‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫مضمون الجملة ال ُمثبتة‪ .‬ولذا تُس ّمى‪" :‬الم التوكيد" وإنما يُسمونها َ‬
‫الم االبتداء‬ ‫ِّ‬ ‫الفائدة األولى‪ :‬توكيدُ‬
‫ألنها في االصل‪ ،‬تدخل على المبتدأ‪ ،‬أو ألنها تقع في ابتداء الكالم‪.‬‬
‫{إن ربي لَسميع الدعاء"‪،‬‬ ‫"إن" زحلقوها الى الخبر‪ ،‬نحو‪َّ :‬‬ ‫وإ ْذ كانت للتوكيد فانها متى دخلت عليها َّ‬
‫"الالم المزخلَقَةً‬
‫َ‬ ‫"إن والالم"‪ .‬ولذلك تُس ّمى‬
‫ؤكدين في صدر الجملة‪ ،‬وهما‪َّ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫وذلك كراهية اجتماع ُم‬
‫أيضاً"‪.‬‬

‫(‪)364/1‬‬

‫ي ِّ لفظا ً أو معنى‪ ،‬فاالول نحو‪:‬‬ ‫و ِّإ ْذ كانت هذه الالم للتوكيد في اإلثبات‪ ،‬امتنعت من الدخول على المنف ّ‬
‫ُ‬
‫تكذب"‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬إنك لو اجتهدتَ ألكرمتُكَ ‪ .‬وإنك لوال اهمالكَ لَفُزتَ "‪ .‬فاالجتهادُ‬ ‫ُ‬ ‫"انكَ ال‬
‫والفوز وحدَهُ ُمنتفٍ بعدَ "لوال"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫نتفيان بعدَ "لو"‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫واإلكرا ُم ُم‬
‫ً‬
‫الخبر للحال‪ ،‬لذلك كان المضارع بعدها خالصا للزمان الحاضر‪ ،‬بعد أن كان‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الفائدة ُ الثانية‪ :‬ت َخليصها‬
‫ُمحتمالً للحال واالستقبال‪.‬‬
‫الخبر في الحال امتنعت من الماضي والمضارع ال ُمستقبل‪ ،‬اال ان يكون الماضي‬ ‫ِّ‬ ‫وا ْذ كانت لتوكيد‬
‫ّ‬
‫فألن‬ ‫ث وال زمان‪ .‬وأما المقتر ُن بِّق ْد‬ ‫تصرفا ً مقترنا ً بِّقدْ‪ .‬اما الجامدُ فألنه ال يَد ُّل على حد ٍ‬ ‫جامدا ً او ُم ِّ ّ‬
‫الماضي من الحال‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫قر ُ‬‫(قد) ت ُ ِّ ّ‬
‫ت‬
‫وسوف وأدوا ِّ‬ ‫َ‬ ‫ضه االستقبا ِّل كالسين‬ ‫ع المستقب ُل مسبوقا ً بأداةٍ ت َم َح ُ‬ ‫وال فرقَ بينَ ان يكون المضار ُ‬
‫ق بها‪ ،‬وانما القرينةُ تد ُّل على استقباله‪ ،‬نحو‪" :‬إنه يجي ُء‬ ‫غير مسبو ٍ‬ ‫الشرط الجازمة وغيرها‪ ،‬او َ‬ ‫ِّ‬
‫ألن المستقبل هنا‬ ‫{إن ربكَ لَيح ُك ُم بينَهم يوم القيامة}‪ ،‬فانما جازَ دخو ُل الالم َّ‬ ‫غداً"‪ .‬وأما قوله تعالى‪َّ :‬‬
‫َ‬
‫الحكم بينهم واق ٌع ال محالة‪ .‬فكأنهُ حاضر‪ ،‬وكذا قولهُ تعالى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫الحاضر لتحقُّق وقوع ِّه‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫ِّ‬ ‫نز ٌل َمنزلةَ‬ ‫ُم َّ‬
‫ً‬
‫فان اإلعطا َء ُمحق ٌق‪ ،‬فكأنه واق ٌع حاال‪ .‬وأما قوله عز وج َّل على‬‫َّ‬ ‫سوف يُعطيكَ ربُّكَ فترضى}‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫{ول‬
‫أثرهُ‪ ،‬وهو الحزنُ ‪،‬‬ ‫ً‬
‫الذهاب‪ ،‬وان كان ُمستقبال فان َ‬ ‫َ‬ ‫فان‬ ‫ُ‬
‫عقوب‪{ :‬انهُ ليحزنُني ان تذهبوا به}‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫لسان ي‬
‫ع هنا‪ ،‬وهو (يُحزنني)‪ ،‬عن كون ِّه‬‫ُ‬ ‫يخرج المضار ُ‬ ‫جر ِّد علم ِّه انهم ذاهبُون به‪ ،‬فلم ُ‬ ‫حاضر‪ ،‬فانهُ َح ِّزنَ ل ُم َّ‬ ‫ٌ‬
‫للحال‪.‬‬
‫ض المضارع الحالَ‪ ،‬بل يجوز ان تدخل َعليه‬ ‫ويرى بعض العلماء (وه ُم الكوفيُّون) انها ال تم َح ُ‬
‫ت على حقيقته‪.‬‬ ‫ُمستقبل‪ ،‬باألداة او ِّبدونها‪ ،‬وجعلوا االستقبا َل في اآليا ِّ‬
‫األحرف‬
‫ُ‬ ‫(‪" )8‬ما" الكافَّةُ بعدَ هذ ِّه‬

‫(‪)365/1‬‬

‫االحرف ال ُمشبّهةَ بالفعل‪ ،‬كفتّها عن العمل‪ ،‬فيرج ُع ما بعدها مبتدأ ً وخبراً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اذا لحقت (ما) الزائدة ُ‬
‫ف ما تلحقُهُ عن العمل‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬إنما ِّإله ُكم ِّإلهٌ واحدٌ"}‪،‬‬ ‫وتُس ّمى (ما) هذه (ما الكافةَ) ألنها ت َ ُك ُّ‬
‫نور} و (لَعلَّما هللاُ يرح ُمنا)‪.‬‬ ‫ونحو‪{ :‬كأنما العل ُم ٌ‬
‫الشباب يعود ُ) و‬
‫َ‬ ‫واإلهمالُ‪ ،‬بعدَ أن ت َلحقَها (ما) هذه‪ ،‬تقولُ‪( :‬ليتما‬ ‫اإلعما ُل ِّ‬ ‫ُ‬
‫يجوز فيها ِّ‬ ‫أن (ليتَ )‬ ‫غير َّ‬
‫ب ما بعدَ (ليتما)‬ ‫بالوجهين‪ ،‬نص ِّ‬
‫ِّ‬ ‫الشباب يعودُ)‪ .‬واعمالها حينئذ أحسنُ من اهمالها‪ .‬وقد ُر ِّو َ‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫(ليتما‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ورفعه‪ ،‬قو ُل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صفهُ فقدِّ*‬‫الحمام لنا * إلى َحما َمتِّنا‪ ،‬أو نِّ ْ‬ ‫َ‬ ‫*قالت‪ :‬أَالَ لَيت َما هذا‬
‫ْ‬
‫(فالنصب على أن (ليتما) عاملة‪ ،‬و (ذا) اسمها‪ ،‬و "الحمام" بدل منه‪ .‬والرفع على أنها مهملة مكفوفة‬
‫بما‪ ،‬و (ذا) مبتدأ‪ ،‬و "الحمام" بدل منه‪ .‬وكذا "نصفه" إن نصبت الحمام نصبته‪ ،‬وإن رفعته رفعته‪،‬‬
‫ألنه معطوف عليه)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صها باألسماء‪ .‬فَ ِّلذا أهملت‪ ،‬وجازَ دخولها على‬ ‫االحرف زا َل اختصا ُ‬ ‫َ‬ ‫ومتى لحقت ( ما الكافَّة) هذ ِّه‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الجملة الفعليّة‪ ،‬كما تدخ ُل على الجملة االسميَّة‪ ،‬إالَّ (ليتَ )‪ .‬فمن دخولها على الجمل ِّة الفعلية قولهُ‬
‫تعالى‪{ :‬كأنما يُساقونَ الى الموت} وقول الشاعر‪:‬‬
‫مار ال ُمقَيَّدا*‬
‫الح َ‬
‫ار ِّ‬ ‫ظرا ً يا َع ْبدَ قَي ٍْس‪ ،‬لَعَلَّما * أَضا َء ْ‬
‫ت لكَ النَّ ُ‬ ‫*أ َ ِّع ْد نَ َ‬
‫ي انما إلهكم إلهُ‬‫بشر مثلُ ُكم يُوحى ال َّ‬
‫ومن دخولها على الجملة االسميَّة قوله تعالى‪{ :‬قل انما انا ٌ‬
‫واحدٌ}‪ ،‬وقولهُ‪{ :‬إنما هللاُ ِّإلهٌ واحدٌ}‪.‬‬
‫ُ‬
‫باألسماء‪ ،‬بعدَ أن تلحقها (ما الكافة) فال تدخ ُل على ال ُجمل‬ ‫ِّ‬ ‫وأما (ليتَ ) فانها باقيةٌ على اختصاصها‬
‫ورفع الخبر‪ ،‬كما تقدَّم‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫االسم‬
‫ِّ‬ ‫الفعليَّة‪ ،‬لذلك ي َُر َّج ُح ان تبقى على عملها‪ :‬من نصب‬
‫فائدة وتنبيه‬

‫(‪)366/1‬‬

‫(إن كانت (ما) الالحقة لهذه األحرف اسما ً موصوالً‪ ،‬او حرفا ً مصدرياً‪ ،‬فال تكفها عن العمل‪ ،‬بل‬
‫تبقى ناصبة لالسم‪ :‬رافعة للخبر‪ .‬فان لحقتها (ما الموصولة) كانت (ما) اسمها منصوبة محالً‪ ،‬كقوله‬
‫تعالى‪{ :‬إن ما عندكم ينفد}‪ ،‬أي‪ :‬إن الذي عندكم ينفد‪ .‬وإن لحقتها (ما المصدرية) كان ما بعدها في‬
‫تأويل مصدر منصوب‪ ،‬على انه اسم "ان" نحو "إن ما تستقيم حسن"‪ ،‬أي‪ :‬ان استقامتك حسنة‪.‬‬
‫وحينئذ تكتب (ما) منفصلة‪ .‬كما رأيت‪ .‬بخالف (ما الكافة)‪ ،‬فانها تكتب متصلة كما عرفت فيما سلف‪.‬‬
‫وقد اجتمعت "ما" المصدرية و "ما" الكافة في قول امرئ القيس‪:‬‬
‫*فلو أن ما أسعى ألدنى معيشة * كفاني ولم أطلب‪ ،‬قليل من المال*‬
‫*ولكنما أسعى لمجد مؤث ٌل * وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي*‬
‫فما في البيت االول مصدرية‪ .‬والتقدير‪ :‬لو ان سعيي‪ .‬وفي البيت اآلخر زائدة كافة‪ ،‬أي‪ :‬ولكني أسعى‬
‫لمجد مؤثل)‪.‬‬
‫حرف‬ ‫َ‬
‫ف على أسماء هذ ِّه األ ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫(‪ )9‬العَ ْ‬
‫المعطوف قب َل الخبر ام‬
‫ُ‬ ‫اسماء االحرف المشبَّهة بالفعل‪ ،‬عطفت بالنصب‪ ،‬سوا ٌء أوق َع‬ ‫ِّ‬ ‫اذا عطفتَ على‬
‫سافر وخالداً)‪.‬‬
‫ُ ٌ‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫سعيد‬ ‫َّ‬
‫(إن‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫والثاني‬ ‫)‪،‬‬ ‫مسافران‬
‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫وخالد‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫سعيد‬ ‫َّ‬
‫(إن‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫بعدَهُ‪ ،‬فاالو ُل‬
‫محذوف الخبر‪ ،‬وذلك بعد َّ‬
‫(إن‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وقد يُرف ُع ما بعدَ حرف العطف‪ ،‬بعدَ استكما ِّل الخبر‪ ،‬على انهُ مبتدأ‬
‫مسافر وخالدٌ)‪ ،‬ومنهُ قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫(إن سعيدا ً‬ ‫(إن)" َّ‬ ‫فقط‪ ،‬فمثا ُل َّ‬‫ولكن) ْ‬ ‫َّ‬ ‫وأن‬‫َّ‬
‫ب*‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫إن لَنا األ َّم النَّجيةَ‪ ،‬واأل ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫*فَ َم ْن يَكُ لم يُ ْن ِّجبْ أبُوهُ وأ ُّمهُ * فَ َّ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫أطهار*‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الخالفَة وال ُمرو َءة َ فيه ُم * وال َمك ُرماتُ وسادة ٌ‬ ‫*إن ِّ‬‫َّ‬
‫االكبر َّ‬
‫أن هللاَ بري ٌء من‬ ‫ِّ‬ ‫ج‬
‫يوم الح ّ ِّ‬‫(واذان من هللا ورسول ِّه الى الناس َ‬ ‫ٌ‬ ‫(أن) قوله تعالى‪:‬‬ ‫ومثا ُل َّ‬
‫المشركينَ ‪ ،‬ورسولهُ)‪.‬‬
‫"لكن) قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ومثا ُل‬
‫سبَّاقا ً إلى ُك ِّّل غاي ٍة * بها يُ ْبتَغَى في النَّاس َمجدٌ و ِّإجاللُ*‬ ‫*وما ِّزلتُ َ‬

‫(‪)367/1‬‬

‫ب األَص ِّل والخالُ*‬ ‫ولكن ع ِّ ّمي َّ‬


‫الطيِّّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ت بِّي في التَّسامي ُخؤُولةٌ *‬ ‫*وما قَ َّ‬
‫ص َر ْ‬
‫محذوف الخبر "فتكونُ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫لغرض معنوي‪ ،‬على أنه مبتدأ‬ ‫ٍ‬ ‫وقد يُرفعُما بعدَ العاطف قبل استكما ِّل الخبر‪،‬‬
‫وخبرها‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫اسم ّ‬
‫(إن)‬ ‫عترضةً بينَ ِّ‬ ‫ُجملتُهُ ُم ِّ‬
‫َّار‪ ،‬بِّها لَغ ُ‬
‫َريب*‬ ‫*فَ َم ْن يَكُ أَم َ‬
‫سى بالمدينَ ِّة َرحْ لُهُ * فإ ِّنّي‪ ،‬وقَي ٌ‬
‫(غريب‪ :‬خبر عن اسم‪" ،‬إن"‪ ،‬وقيار‪ :‬مبتدأ محذوف الخبر‪ ،‬والتقدير‪ :‬وقيار غريب بها ايضاً‪ .‬وقيار‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫اسم فرسه او جمله‪ .‬وانما قدمه واعترض بجملته بين اسم إن وخبرها لغرض ان هذا الفرس او‬
‫الجمل استوحش في هذا البلد‪ ،‬وهو حيوان‪ ،‬فما بالك بي‪ ،‬فلو نصب بالعطف على اسم "ان" فقال‪:‬‬
‫"فاني وقيارا ً بها لغريبان"‪ ،‬لم يكن من ورائه شدة تصوير االستيحاش الذي يعطيه الرفع في هذا‬
‫المقام)‪.‬‬
‫واليوم‬
‫ِّ‬ ‫{(إن) الذينَ آمنوا والذينَ هاد ُوا‪ ،‬والصابئون‪ ،‬والنصارى‪َ ،‬من آمنَ منهم باهللِّ‬ ‫َّ‬ ‫ومنهُ قولهُ تعالى‪:‬‬
‫َوف عليهم وال هم يَحزنون}‪.‬‬ ‫اآلخر وعم َل صالحاً‪ ،‬فال خ ٌ‬ ‫ِّ‬
‫فالصابئون‪ :‬مبتدأ محذوف الخبر‪ .‬والتقدير‪ :‬والصابئون كذلك‪ ،‬اي‪ :‬لهم حكم الذين آمنوا والنصارى‬
‫واليهود‪ .‬والجملة معترضة بين اسم "ان" وخبرها‪ ،‬وخبر (ان)‪ :‬هو جملة الجواب والشرط‪،‬‬
‫والغرض من رفع "الصابئون" وجعله مبتدأ محذوف الخبر أنه لما كان الجواب والشرط‪ ،‬والغرض‬
‫من رفع "الصابئون" وجعله مبتدأ محذوف الخبر أنه لما كان الصابئون‪ ،‬مع ظهور ضاللهم وميلهم‬
‫عن االديان كلها‪ ،‬يتاب عليهم ان صح منهم االيمان‪ ،‬واعتصموا بالعمل الصالح‪ ،‬فغيرهم ممن هو‬
‫على دين سماوي وكتاب منزل‪ ،‬أولى بذلك)‪.‬‬
‫إن المكسورةُ‪ ،‬وأ َ َّن المفتوحة‬ ‫(‪َّ )10‬‬
‫مصدر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫يقوم مقا َمها ومقام معمولَيها‬
‫(إن) حيث ال يص ُّح ان َ‬ ‫كسر همزة ُ َّ‬ ‫يجب ان ت ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ومقام معموليها‪.‬‬
‫َ‬ ‫مصدر مقا َمها‬
‫ٌ‬ ‫يجب ان يقوم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫ويجب فت ُحها‬
‫ُ‬
‫االعتباران‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫والكسر‪ ،‬حيث يَص ُّح‬
‫ُ‬ ‫ان‪ :‬الفت ُح‬ ‫ُ‬
‫ويجوز االمر ِّ‬
‫(‪)368/1‬‬

‫(فان وجب أن يؤول ما بعدها بمصدر مرفوع أو منصوب أو مجرور (بحيث تضطر الى تغيير‬
‫تركيب الجملة)‪ ،‬فهمزتها مفتوحة وجوباً‪ ،‬نحو‪" :‬يعجبني أنك مجتهد"‪ ،‬والتأويل‪" :‬يعجبني اجتهادك"‬
‫ونحو‪" :‬علمت ان هللا رحيم"‪ ،‬والتأويل‪" :‬علمت رحمة هللا"‪ ،‬ونحو‪" :‬شعرت بأنك قادم"‪ ،‬والتأويل‬
‫"شعرت بقدومك"‪ .‬وانما وجب تأويل ما بعد "أن" هنا بمصدر ألننا لو لم نؤوله‪ ،‬لكانت "يعجبني"‬
‫بال فاعل‪" ،‬وعلمت" بال مفعول‪ ،‬و "الباء" بال مجرور فالمصدر المؤول‪ :‬فاعل في المثال االول‪،‬‬
‫ومفعول في المثال الثاني‪ ،‬ومجرور بالباء في المثال الثالث‪.‬‬
‫وان كان ال يصح أن يؤول ما بعدها بمصدر (بمعنى أنه ال يصح تغيير التركيب الذي هي فيه) وجب‬
‫كسر همزتها على أنها هي وما بعدها جملة‪ ،‬نحو‪" :‬ان هللا رحيم"‪ .‬وإنما لم يصح التأويل بالمصدر‬
‫هنا ألنك لو قلت‪" :‬رحمة هللا" لكان المعنى ناقصاً‪.‬‬
‫وان جاز تأويل ما بعدها بمصدر‪ ،‬وجاز ترك تأويله به‪ ،‬جاز االمران‪ ،‬فتحها وكسرها نحو‪" :‬أحسن‬
‫ي علي‪ ،‬انه كريم"‪ ،‬فالكسر هنا على أنها مع ما بعدها جملة تعليلية‪ ،‬والفتح على تقدير الم الجر‪،‬‬ ‫إل ّ‬
‫فما بعدها مؤول بمصدر‪ .‬والتأويل "أحسن اليه لكرمه"‪.‬‬
‫وحيث جاز االمران فالكسر أولى وأكثر النه االصل‪ ،‬والنه ال يحتاج معه الى تكلف التأويل)‪.‬‬
‫سورة الهمزة وجوبا ً‬ ‫(‪َ )11‬مواض ُع " ِّإ َّن" المك ُ‬
‫حيث ال يص ُّح أن ي َُؤ ّو َل ما بعدَها بمصدر‪ ،‬وذلك في اثن ْي َعشر موضعاً‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫(إن) وجوبا ً‬
‫كسر همزة ُ َّ‬‫تُ ُ‬
‫ابتداء الكالم‪ ،‬إ َّما حقيقةً‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬إنا انزلناهُ في ليلة القَد ِّْر}‪ ،‬أو ُحكماً‪ ،‬كقوله‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )1‬ان تق َع في‬
‫خوف عليهم وال هم يحزَ نون}‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫َع َّز وجلَّ‪{ :‬أال َّ‬
‫إن اوليا َء هللا ال‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫تحضيض ك َهال‪ ،‬او َردْعٍ‪َ ،‬ك َكال‪ ،‬او‬
‫ٍ‬ ‫استفتاح‪ ،‬كأال وأ َما‪ ،‬او‬
‫ٍ‬ ‫وقعت بعدَ حرف تنبيه‪ ،‬كأال‪ ،‬ا ِّو‬ ‫ْ‬ ‫وإن‬
‫ب‪ ،‬كنَ ْعم وال‪ ،‬فهي مكسورة ُ الهمزةِّ‪ ،‬النها في حكم الواقعة في االبتداء‪.‬‬ ‫جوا ٍ‬

‫(‪)369/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ض زيدٌ‪ ،‬حتى إنهم ال يَرجونه‪ ،‬وقَ َّل مالُه‪ ،‬حتى إنهم‬ ‫وكذا إن وقعت بعدَ (حتّى) االبتدائية‪ ،‬نحو‪َ " :‬م ِّر َ‬
‫ال يُكلّمونه"‪ .‬والجملة بعدَها ال مح َّل لها من االعراب النها ابتدائيةٌ‪ ،‬او استئنافيّة‪.‬‬
‫إن العلم موجود"‪.‬‬ ‫س حيث َّ‬ ‫(‪ )2‬أن تق َع بعد (حيث) نحو‪" :‬اج ِّل ْ‬
‫الشمس تطلُ ُع"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫(‪ )3‬أن تق َع بعد (إ ْذ) نحو‪" :‬جئتُكَ إ ْذ ِّّ‬
‫إن‬
‫صلَةً للموصول‪ ،‬نحو‪" :‬جاء الذي إنه مجتهدٌ"‪ ،‬ومنهُ قولهُ تعالى‪{ :‬وآتيناهُ‬ ‫صدر الواقع ِّة ِّ‬ ‫َ‬ ‫(‪ )4‬أن تق َع‬
‫القوةِّ}‪.‬‬ ‫الكنوز ما إن َمفات َحهُ لت َنوء بالعُصب ِّة أولي َ‬ ‫ِّ‬ ‫من‬
‫الحكيم‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫آن‬
‫{والقر ِّ‬
‫ْ‬ ‫نور"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪:‬‬ ‫العلم ٌ‬
‫َ‬ ‫سم‪ ،‬نحو‪ :‬وهللاِّ‪َّ ،‬‬
‫"ان‬ ‫ً‬
‫(‪ )5‬أن تق َع ما بعدَها جوابا للق َ‬
‫انكَ لَمنَ ال ُمرسلينَ }‪.‬‬
‫الظن‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬قال إني عبدُ هللاِّ}‪ ،‬فان ت َض َّمنَ‬ ‫ِّّ‬ ‫(‪ )6‬أن تق َع بعد القو ِّل الذي ال يَتض َّمنُ معنى‬
‫ؤو ٌل حينئ ٍذ بالمفعول به‪ ،‬نحو‪" :‬أتقو ُل أن عبدَ هللا يَفع ُل هذا؟"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ألن ما بعدَها َم َّ‬ ‫معناهُ فُتحت بعدهُ‪َّ ،‬‬
‫ُّ‬
‫"أتظن أنهُ يَفعلهُ؟"‪.‬‬
‫ب"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬كما أخر َجكَ‬ ‫(‪ )7‬أن تق َع م َع ما بعدها حاالً‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ و ِّإ َّن الشمس ت ُ‬
‫َغر ُ‬
‫وإن فريقا ً منَ ال ُمؤمنينَ لكارهون}‪.‬‬ ‫بالحق‪ّ ،‬‬ ‫ّ ِّ‬ ‫َربُّكَ من بيتكَ‬
‫ً‬
‫(‪ )8‬أن تق َع م َع ما بعدَها صفة لما قبلها‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء رج ٌل إنه فاضل"‪.‬‬
‫فالن أني أسأتُ الي ِّه‪ ،‬إنه لكاذبٌ }‪ .‬وهذ ِّه من الواقعة‬ ‫ٌ‬ ‫ع ُم‬‫صدر جمل ٍة استئنافيَّةٍ‪ ،‬نحو‪" :‬يَز ُ‬ ‫َ‬ ‫(‪ )9‬أن تق َع‬
‫ابتدا ًء‪.‬‬
‫خبرها ال ُم االبتداء نحو‪" :‬علمتُ إنكَ لمجتهدٌ"‪ .‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬وهللاُ يَعل ُم إنكَ‬ ‫(‪ )10‬أن تق َع في ِّ‬
‫لرسولُه‪ ،‬وهللاُ يشهدُ إن ال ُمنافقينَ لكاذبون}‪.‬‬
‫َّ‬
‫{إن الذين‬ ‫(‪ )11‬ان تق َع مع ما بعدَها خبرا ً عن اسم عين‪ ،‬نحو‪" :‬خلي ٌل إنه كري ٌم" ومنه قولهُ تعالى‪َّ :‬‬
‫فص ُل بينهم َ‬
‫يوم‬ ‫وس والذينَ اشركوا‪َّ ،‬‬
‫إن هللاَ يَ ِّ‬ ‫صا ِّبئينَ والنَّصارى والم ُج َ‬ ‫آمنوا والذين هادوا وال ّ‬
‫بالقيامة}‪.‬‬
‫َ‬
‫(‪َ )12‬مواض ُع "أ َّن" الم ْفتوح ِّة الهمزة وجوبا ً‬

‫(‪)370/1‬‬

‫ب أو مجرور‪ .‬وذلك‬ ‫بمصدر مرفوع او منصو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يؤو َل ما بعدَها‬


‫يجب ن َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫"أن" وجوبا ً‬ ‫تُفت ُح همزة ُ ّ‬
‫عشر موضعاً‪:‬‬‫َ‬ ‫في أحدَ‬
‫بمصدر مرفوعٍ في خمسة مواضع‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫فيؤول ما بعدها‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫(‪ )1‬ان تكون وما بعدها في موضع الفاعل‪ ،‬نحو‪" :‬بلغني أنك مجتهدٌ" ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬أولم يَك ِّفهم‬
‫أنا أنزلنا عليكَ الكتاب}‪.‬‬
‫خير لك"‪ ،‬ومنه قولهُ تعال‪{ :‬ولو أنهم آمنوا‬ ‫ومن ذلك أن تقع بعد "لَ ْو"‪ ،‬نحو‪" :‬لو انك اجتهدتَ لكان ٌ‬
‫واتقَ ْوا لمثوبة من هللا ٌ‬
‫خير}‪.‬‬
‫سولٌ"‪ ،‬ومنه قولُ ُه ْم‪( :‬ال‬ ‫الظرفيَّة‪ ،‬نحو‪" :‬ال أُكلمك ما أنك ك ُ‬ ‫ومن ذلك ان تقع بعد "ما" المصدريّة َّ‬
‫السماء نجماً)‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫أن حرا ًء مكانَه) او (ما َّ‬
‫أن في‬ ‫كلّمهُ ما َّ‬ ‫أ ُ ِّ‬
‫منصرف"‪ ،‬ومنهُ قولهُ تعالى‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫لم انك‬
‫ع َ‬
‫موضع نائب الفاعل‪ ،‬نحو‪ُ " :‬‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )2‬أن تكون هي وما بعدها في‬
‫ي انه استم َع فَفَ ٌر من الجن}‪.‬‬ ‫ي ال َّ‬‫وح َ‬‫{قُل‪ :‬أ ُ ِّ‬
‫س ٌن انك مجتهد ٌ"‪ ،‬ومنهُ قولهُ تعالى‪{ :‬ومن‬ ‫(‪ )3‬ان تكونَ هي وما بعدها في موضع المبتدأ‪ ،‬نحو‪َ " :‬ح َ‬
‫االرض خاشعةً}‪.‬‬ ‫َ‬ ‫آياته انك ت َرى‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫واقع مبتدأ او اسما ألن‪ ،‬نحو‪َ " :‬حسبُكَ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬
‫(‪ )4‬ان تكون هي وما بعدها في موضع الخبر عن اسم معنى‬
‫كسرها‪ ،‬كما تقد ََّم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫عين وجب‬
‫اسم ٍ‬
‫انكَ كري ٌم"‪ ،‬ونحو‪" :‬ان ظني انك فاضلٌ"‪ .‬فان كان المخبَ ُر عنهُ َ‬
‫كر ُمهُ"‪ ،‬فيكونُ المعنى ناقصاً‪.‬‬ ‫النك لو قلت‪" :‬خلي ٌل انهُ كري ُم"‪ ،‬بفتحها‪ ،‬لكانَ التأويلُ‪" :‬خلي ٌل َ‬
‫معطوف علي ِّه او بَدَ ٌل منه‪ ،‬فاالو ُل‬
‫ٌ‬ ‫تابع لمرفوعٍ‪ ،‬على انه‬ ‫موضع ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )5‬ان تكون هي وما بعدها في‬
‫سنُ ال ُخلُق"‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬يُعجبُني سعيدٌ انهُ مجتهدٌ"‪.‬‬ ‫نحو‪" :‬بلغني اجتهادُك وانكَ َح َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ب في ثالث ِّة مواض َع‪:‬‬ ‫بمصدر منصو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫وت ُ َؤ َّو ُل‬
‫(‪ )1‬ان تكون هي وما بعدها في موضع المفعول به‪ ،‬نحو‪" :‬علمتُ أنكَ مجتهدٌ"‪ ،‬ومنهُ قولهُ تعالى‪:‬‬
‫ّ‬
‫الظن‪ ،‬كما سبق‪.‬‬ ‫هلل}‪ .‬ومن ذلك ان تقع بعد القول المت َض ّم ِّن معنى‬ ‫{وال تخافون انكم أشركتم با ِّ‬

‫(‪)371/1‬‬

‫اسم‬
‫بشرط ان يكون اس ُمها َ‬ ‫ِّ‬ ‫خبر لكانَ او إحدى أخواتها‪،‬‬ ‫موضع ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )2‬أن تكون هي وما بعدها في‬
‫الحق"‪.‬‬‫َّ‬ ‫معنًى‪ ،‬نحو‪" :‬كانَ ِّعلمي‪ ،‬او يَقيني‪ ،‬أنك تتَّب ُع‬
‫فاالو ُل نحو‪" :‬علمتُ‬‫َّ‬ ‫ب‪ ،‬بالعطف او البَدَليّة‬ ‫تابع لمنصو ٍ‬ ‫موضع ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )3‬ان تكون هي وما بعدها في‬
‫عمتي التي انعمتُ عليكم‪ ،‬واني فَضَّلتكم على‬ ‫َ‬ ‫نصرف" ومنهُ قولهُ تعالى‪{ :‬اذكروا نِّ‬ ‫ٌ‬ ‫مجيئَكَ وأنكَ ُم‬
‫ْ‬
‫لق" ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬واذ يَ ِّعدُكم هللا إحدى‬ ‫سنُ ال ُخ ْ‬ ‫العالمين}‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬احترمتُ خالدا ً انه َح َ‬
‫الطائفتين انها لَ ُكم}‪.‬‬
‫مجرور في ثالثة مواض َع ايضاً‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫بمصدر‬
‫ٍ‬ ‫وت َؤ َّو ُل‬
‫مجرور به‪ ،‬نحو‪َ " :‬عجبتُ من انكَ ُمهملٌ"‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مصدر‬
‫ٍ‬ ‫(‪ )1‬ان تق َع بعد حرف الجر‪ ،‬فما بعدَها في تأويل‬
‫الحق}‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫هو‬
‫ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬ذلكَ بأن هللاَ َ‬
‫الشمس ت َطلُ ُع"‪ ،‬ومنه قوله‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫قب‬ ‫"جئتُ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫اليه‪،‬‬ ‫المضاف‬ ‫موضع‬
‫ِّ‬ ‫(‪ )2‬ان تق َع مع ما بعدها في‬
‫َنطقون}‪.‬‬‫تعالى‪{ :‬وإنه ل َح ٌّق مثلما ان ُكم ت ِّ‬
‫سررتُ من‬ ‫لمجرور‪ ،‬بالعطف او البَدَلي ِّة‪ ،‬فاالو َل نحو‪ُ " :‬‬ ‫ٍ‬ ‫تابع‬
‫(‪ )3‬ان تقع هي وما بعدها في موضع ٍ‬
‫ب خلي ٍل وإنها عاقلٌ"‪ ،‬والثاني نحو‪َ " :‬عجبتُ منهُ إنهُ ُمهملٌ"‪.‬‬ ‫أدَ ِّ‬
‫َ‬
‫َجوز فيها " ِّإ َّن وأ َّن"‬ ‫واض ُع التي ت ُ‬ ‫ْ‬
‫(‪ )13‬ال َم ِّ‬
‫بمصدر‪ ،‬وعد ُم‬
‫ٍ‬ ‫اإلعتباران‪ :‬تأوي ُل ما بعدها‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫"إن" وفت ُحها‪ ،‬حيث يَصح‬ ‫االمران‪ ،‬كسر همزة َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬
‫تأويل ِّه‪ .‬وذلك في أربعة مواضع‪:‬‬
‫واقف"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫(‪ )1‬بعد "اذا" الفُجائيّ ِّة‪ ،‬نحو‪" :‬خرجتُ فاذا إن سعيدا‬
‫َّ‬
‫(فالكسر هو االصل‪ ،‬وهو على معنى "فاذا سعيد واقف" والفتح على تأويل ما بعدها بمصدر مبتدأ‬
‫محذوف الخبر‪ ،‬والتأويل "فاذا وقوفه حاصل")‪.‬‬
‫بالوجهين قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫وقد ُروي‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫س ِّيّدا ً * ِّإذَا أنَّهُ َع ْبدُ القَفا والل ِّ‬
‫هاز ِّم*‬ ‫*و ُك ْنتُ أ َ َرى زَ يْداً‪ ،‬كما قيلَ‪َ ،‬‬
‫(فالكسر على معنى‪" :‬فاذا هو عبد القفا"‪ .‬والفتح على معنى "فاذا عبوديته حاصلة"‪.‬‬

‫(‪)372/1‬‬

‫كر ُم"‪ .‬وقد قُ ِّري َء بالوجهين قولهُ تعالى‪َ { :‬م ْن‬ ‫الجزاء‪ ،‬نحو‪" :‬ان تجته ْد فانكَ ت ُ َ‬
‫ِّ‬ ‫فاء‬
‫(‪ )2‬ان تق َع بعدَ ِّ‬
‫ناب من بعد ِّه واصل َح‪،‬‬ ‫سو ًءا بِّجهالةٍ‪ ،‬ث َّم َ‬
‫جهنم}‪ .‬وقولهُ‪َ { :‬من عم َل منكم ُ‬ ‫َ‬ ‫نار‬ ‫يُحا ِّد ِّد هللاَ ورسولَهُ َّ‬
‫فان لهُ َ‬
‫غفور َرحي ٌم}‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫فانهُ‬
‫(فالكسر على جعلها جملة الجواب‪ .‬والفتح على ان ما بعدها مؤول بمصدر مرفوع مبتدأ محذوف‬
‫الخبر‪ .‬والتقدير في المثال‪" :‬ان تجتهد فاكرامك حاصل"‪ .‬والتقدير في اآلية االولى "فكون نار جهنم‬
‫له او ثابت أو حاصل" والتقدير في اآلية االخرى‪{ :‬فمغفرة هللا حاصلة له}‪ .‬وتكون جملة المبتدأ‬
‫المؤول وخبره المحذوف جواب الشرط)‪.‬‬
‫بالوجهين‬
‫ِّ‬ ‫اإلكرام"‪ ،‬وقد قُري َء‬
‫ِّ‬ ‫موضع التَّعلي ِّل‪ ،‬نحو‪ِّ :‬‬
‫اكر ْمهُ‪ ،‬انّهُ ُم ِّ‬
‫ستح ٌّق‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )3‬ان تق َع مع ما بعدها في‬
‫س َك ٌن لهم}‪.‬‬
‫صالتَكَ َ‬ ‫ص ِّّل عليهم‪َّ ،‬‬
‫إن َ‬ ‫قولهُ تعالى‪َ { :‬‬
‫(فالكسر على انها جملة تعليلية‪ .‬والفتح على تقدير الم التعليل الجارة اي‪ :‬النه والن صالتك‪ .‬والتأويل‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫في المثال‪" :‬أكرمه الستحقاقه اإلكرام"‪ ،‬وفي اآلية‪" :‬صل عليهم لتسكين صالتك إياهم"‪ ،‬والسكن‬
‫(بالتحريك) ما يسكن اليه‪ ،‬ويفسر ايضا ً بالرحمة والبركة)‪.‬‬
‫الغالب‪ .‬قال تعالى‪{ :‬ال‬
‫ُ‬ ‫(‪ )4‬ان تق َع بعدَ "ال َج َر َم" نحو‪" :‬ال َج َر َم انكَ على َح ّ ٍ‬
‫ق"‪ .‬والفتح هو الكثير‬
‫لجرم‪.‬‬
‫َ‬ ‫أن هللاَ يَعلَ ُم ما يُس ُِّّرونَ }‪( .‬ووجه الفتح أن تجعل ما بعد "أن" مؤوالً بمصدر مرفوع فاعل‬ ‫َج َر َم َّ‬
‫ع به النه حق ثابت‪.‬‬‫حق وثبتَ ‪ .‬وأصل الجرم القطع‪ ،‬وعل ُم هللا باالشياء مقطو ٌ‬ ‫وجرم‪ :‬معناه َّ‬

‫(‪)373/1‬‬

‫و "ال" حرف نفي للجواب‪ ،‬يرد به كالم سابق‪ .‬فكأنه قال‪" :‬ال"‪ ،‬اي‪ :‬ليس االمر كما زعموا‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫(جرم أن هللا يعلم) أي‪( :‬حق وثبت علمه)‪ .‬وقال الفراء‪ :‬ال جرم بمعنى (ال بد)‪ ،‬لكن كثر في الكالم‪،‬‬
‫فصار بمنزلة اليمين‪ ،‬لذلك فسرها المفسرون‪ :‬حقاً‪ :‬وأصله من جرمت‪ :‬بمعنى كسبتُ ‪ .‬فتكون (ال)‬
‫على رأيه نافية للجنس‪ .‬و (جرم) اسمها مبني على الفتح‪ ،‬وما بعد (أن) مؤول بمصدر على‬
‫تقدير(من)‪ ،‬أي‪ :‬ال جرم من ان هللا يعلم‪ ،‬اي‪ :‬ال بد من علمه‪.‬‬
‫ووجه الكسر‪ :‬ان من العرب من يجعل (ال جرم) بمنزلة القسم واليمين‪ ،‬نحو‪( :‬ال جرم آلتينك‪ ،‬وال‬
‫جرم لقد أحسنت)‪ .‬فمن جعلها يمينا ً كسر همزة (ان) بعدها نحو‪( :‬ال جرم إنك على حق)‪ ،‬وجعل‬
‫جملة (ان) المكسورة واسمها وخبرها‪ .‬جواب القسم‪ .‬وعلى من جعلها يمينا ً فاعرابها كاعراب (ال بد)‬
‫وقد أغنى جواب القسم عن خبرها‪.‬‬
‫وقد علمت انه حيث جاز فتح (أن) وكسرها‪ ،‬فالكسر أولى وأكثر‪ ،‬ألنه األصل‪ ،‬وألنه ال تكلف فيه‪،‬‬
‫نزلتها منزلة اليمين‪ ،‬ألنها في االصل فعل)‪.‬‬ ‫إال اذا وقعت بعد (ال جرم) فالفتح هو الغالب الكثير‪ ،‬وان ّ‬
‫َّ‬
‫ولكن"‪.‬‬ ‫َّ‬
‫وكأن‬ ‫"إن وأ َ َّن‬ ‫تخفيف َّ‬ ‫ُ‬ ‫(‪)14‬‬
‫ْ‬
‫ولكن"‪.‬‬ ‫ْ‬
‫وكأن‬ ‫"إن ْ‬
‫وأن‬ ‫ولكن" بحذف النون الثانية‪ ،‬فيقال‪ْ :‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وكأن‬ ‫"إن َّ‬
‫وأن‬ ‫ف َّ‬ ‫َّ‬
‫يجوز ان تُخف َ‬ ‫ُ‬
‫(‪" )15‬إن" المخففة المكسورة‬ ‫ْ‬
‫لت وجوباً‪ ،‬إن و ِّليَها فعلٌ‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وإن نَظنكَ ل ِّمنَ الكاذبين}‪ .‬فان و ِّليَها اس ٌم‬
‫َ‬ ‫هم ْ‬ ‫"إن" أ ُ ِّ‬ ‫اذا ُخفّفت َّ‬
‫إن زيدا ً ُمنط ِّل ٌق"‪ ،‬ومنهُ قولهُ‬ ‫لصادق"‪ ،‬ويَ ِّق ُّل إعمالها‪ ،‬نحو‪ْ " :‬‬
‫ٌ‬ ‫الغالب إهمالها‪ ،‬نحو‪" :‬إن أنتَ‬ ‫ُ‬ ‫فالكثير‬
‫ُ‬
‫فتين‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬‫مخ‬ ‫ا"‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ْ‬
‫"إن‬ ‫قرأ‪:‬‬ ‫من‬ ‫ة‬ ‫ء‬
‫َ‬ ‫قرا‬ ‫في‬ ‫اعمالهم"‪،‬‬ ‫ربكَ‬ ‫هم‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫في‬ ‫ليو‬
‫َ َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫{وإن‬ ‫تعالى‪:‬‬
‫"إن سعيدٌ لمجتهد" ت َفرقةً بينها وبين ْ‬
‫"إن"‬ ‫هملَت لزمتها الال ُم المفتوحةُ وجوباً‪ ،‬نحو‪ْ :‬‬ ‫ومتى ُخففت وأ ُ ِّ‬
‫"الالم الفارقةَ"‪ .‬فان أ ُ ِّمنَ اللَّبس جاز تر ُكها‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫َ‬ ‫اللبس‪ .‬وتُس ّمى‬ ‫ُ‬ ‫النافي ِّة‪ ،‬كيال يقع‬

‫(‪)374/1‬‬

‫رام ْال َمعاد ِِّّن*‬ ‫ْ‬


‫كانت ِّك َ‬ ‫من آ ِّل ما ِّلكٌ * و ِّإ ْن مالكٌ‬ ‫*أَنا ابنُ أُباةِّ ال َّ‬
‫ضي ِّْم ْ‬
‫انقلب المد ُح ذَماً"‪.‬‬
‫َ‬ ‫"إن نافيةً‪ ،‬وإال‬
‫المقام هنا َمقا ُم َمدح‪ ،‬فيمن ُع ان تكونَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ألن‬
‫س ُخ ُحكمهما من‬ ‫ُ‬
‫وإذا ُخففت لم يَ ِّلها من األفعال إال األفعا ُل الناسخة لحكم المبتدأ والخبر (اي التي ت َن َ‬
‫وظن وأخواتُها)‪ .‬وحينئ ٍذ تدخ ُل الال ُم الفارقةُ‬ ‫َّ‬ ‫اإلعراب‪ .‬وهي كانَ وأخواتُها‪ ،‬وكادَ وأخواتُها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬
‫الجزء الذي كان خبرا‪ً.‬‬ ‫ِّ‬ ‫على‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫واالكثر ان يكونَ الفع ُل الناس ُخ الذي يليها ماضيا‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وإِّن كانت لكبيرة إال على الذينَ‬
‫أكثرهم لَفاسقينَ }‪ .‬وقد يكونُ‬ ‫ِّين}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬وإن وجدنا َ‬ ‫هدى هللاُ}‪ ،‬وقوله‪{ :‬قال تاهللِّ إن كِّدتَ لَتُرد ِّ‬
‫مضارعا ً كقوله سبحانهُ‪{ :‬وإن نظنكَ لَ ِّمنَ الكاذبين}‪.‬‬
‫ُقاس عليه‪ ،‬كقولهم‪ْ :‬‬
‫"إن‬ ‫نادر‪ ،‬فما وردَ منه ال ي ُ‬ ‫ناسخ من االفعال شاذ ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫"إن" المخفّفَة على غير‬ ‫ودخو ُل ْ‬
‫يَزينُكَ لنَفسُكَ ‪ْ ،‬‬
‫وإن يشينُكَ ل ِّهيَهْ"‪.‬‬
‫ُ‬
‫"أن" ال ُمخفَّفَة المفتوحة‬ ‫(‪ْ )16‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫فمذهب سيبويه والكوفيين انها ُمه َملةٌ ال تعمل شيئاً‪ ،‬ال في ظاهر وال‬ ‫ُ‬ ‫أذا ُخفّفت "أن" المفتوحةُ‪،‬‬
‫حرف مصدري كسائر االحرف المصدرية‪ .‬وتدخ ُل حينئ ٍذ على الجم ِّل اإلسميّة والفعلية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُمضمر‪ ،‬فهي‬
‫ف فيه‪ .‬واما قو ُل َج َ‬
‫نوب الكاهليّة‪:‬‬ ‫الحق‪ .‬وهو مذهبٌ ال ت َكلُّ َ‬ ‫ُّ‬ ‫يظهر أنه‬
‫ُ‬ ‫وهذا ما‬
‫َّت شَماال*‬ ‫ُ‬
‫بر أ ْف ٌق َو َهب ْ‬
‫الضيف وال ُم ْر ِّملون * ِّإذا ا ْغ َّ‬ ‫ُ‬ ‫*لَقَ ْد َع ِّل َم‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ْث َمري ٌع * وأ ْنكَ ُهناكَ تكونُ الثِّماال*‬ ‫*بأ َ ْنكَ َربي ٌع و َغي ٌ‬
‫وقو ُل اآلخر‪:‬‬
‫صدي ُق*‬ ‫ت َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫أبخل وأن ِّ‬ ‫سألتني * طالقَ ِّك لم‬ ‫َ‬ ‫خاء َ‬
‫الر ِّ‬ ‫*فلَ ْو أ َ ْن ِّك في يَ ْو ِّم َّ‬
‫رورة ٌ شعريَّةٌ ال ي ُ‬
‫ُقاس عليها‪.‬‬ ‫ض َ‬ ‫ف َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫اليقين او ما يُنز ُل منزلتها‪ ،‬من كل‬
‫ِّ‬ ‫واعلم أن "أن" المخففة‪ ،‬إن سبقها فعل‪ ،‬فال بُدَّ ان يكونَ من افعال‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أن سيكونُ منكم َم ْرضى}‪ ،‬ومنه‬ ‫الغالب الراجح‪ .‬فاالو ُل كقوله تعالى‪َ { :‬ع ِّل َم ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫الظن‬ ‫يٍ‪ ،‬يُرادُ به‬ ‫فعل قلب ّ‬
‫قول الشاعر‪:‬‬

‫(‪)375/1‬‬

‫عروقُها*‬ ‫كرم ٍة * ت ُ َر ّ ِّوي عظامي ب ْعد َموتي ُ‬ ‫ب ْ‬ ‫*إذا ِّمتُّ فادف ِّنّي إِّلى َج ْن ِّ‬
‫أحاف ِّإذا ما ِّمتُّ ‪ ،‬أَن ال أذُوقُها*‬
‫ُ‬ ‫وال ت َد ِّفنَ ِّنّي في ْالفَال ِّة‪ ،‬فإنَّني *‬
‫تحقق لدي ِّه‪ .‬والثاني كقوله تعالى‪{ :‬وظنُّوا ْ‬
‫أن ال َملجأ من‬ ‫ٌ‬ ‫يقين عنده‪ُ ،‬م‬ ‫فخوفهُ ان ال يذوقها بعدَ مماته ٌ‬
‫ب أن لم يَ َرهُ أحدٌ}‪.‬‬ ‫هللا ِّإالّ اليه} وقول ِّه‪{ :‬أيح َ‬
‫س ُ‬ ‫ِّ‬
‫فائدة‬
‫(إذا وقعت "أن" الساكنة بعد فعل يفيد العلم واليقين‪ ،‬وجب أن تكون مخففة من "ان" المشددة‪ .‬وأن‬
‫يكون المضارع بعدها مرفوعاً‪ ،‬كما رأيت‪ .‬وال يجوز أن تكون "أن" الناصبة للمضارع‪ .‬وان وقعت‬
‫بعد فعل يدل على الظن الراجح‪ ،‬جاز أن تكون مخففة من (أن) المشددة فالمضارع بعدها مرفوع‪،‬‬
‫وجاز أن تكون (أن) الناصبة للمضارع‪ ،‬فهو بعدها منصوب‪ .‬وقد قريء بالوجهين قوله تعالى‪:‬‬
‫{وحسبوا أن ال تكون فتنة}‪ ،‬بنصب (تكون) على أن (أن) هي الناصبة للمضارع‪ ،‬ورفعه على انها‬
‫هي المخففة من (أن) المشددة‪ .‬وذلك ألن (أن) الناصبة للفعل المضارع تستعمل في مقام الرجاء‬
‫وللطمع فيما بعدها‪ ،‬فال يناسبها اليقين‪ ،‬وإنما يناسبها الظن‪ ،‬فلم يجز أن تقع بعد ما يفيد اليقين‪ .‬و (أن)‬
‫المخففة هي للتأكيد‪ ،‬فيناسبها اليقين‪ .‬ولما كان الرجاء والطمع يناسبهما الظن‪ ،‬جاز أن تقع بعده (أن)‬
‫الناصبة للمضارع المفيدة للرجاء والطمع‪ .‬وانما جاز أن تقع (أن) المخففة المفيدة للتأكيد‪ .‬إذا كان ظنا ً‬
‫راجحاً‪ ،‬ألن الظن الراجح يقرب من اليقين فينزل منزلته)‪.‬‬
‫ُعملُها في الضمير‬
‫أن "أن" المخفّفَة ال تدخل إال على الجمل‪ ،‬عند من يُهمل ُها وعند من ي ِّ‬ ‫واعلم َّ‬
‫المحذوف‪ ،‬اال ما شذ من دخولها على الضمير البارز في الشعر للضّرورة‪ ،‬وقد علمت أنه نادر‬
‫مخالف للكضير المسموع من كالم العرب‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫والجملةُ بعدها إ َّما اسميَّةٌ‪ ،‬وإما فعليَّة‪.‬‬

‫(‪)376/1‬‬

‫"أن" فاإلسميَّةُ كقوله‬


‫فان كانت جملةً اسميَّة او فعليَّة فعلُها جامدٌ‪ ،‬لم تحتجْ الى فاصل بينها وبين ْ‬
‫هلل ربّ ِّ العالمين}‪ .‬وكقول الشاعر‪:‬‬ ‫{وآخ ُر دعواهُم ان الحمدُ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫تعالى‪:‬‬
‫من يحْفى ويَ ْنت َ ِّعلُ*‬ ‫يوف ال ِّه ْندِّ‪ ،‬قَ ْد َع ِّل ُموا * ْ‬
‫أن ها ِّلكٌ ك ُّل ْ‬ ‫س ِّ‬‫*في فِّتْيَةٍ‪ ،‬ك ُ‬
‫والفعليَّةُ‪ ،‬التي فعلُها جامدٌ‪ ،‬كقوله سبحانهُ‪{ :‬وان ليس لالنسان إال ما سعى}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬وان عسى ان‬
‫َرب أَجلُهم}‪.‬‬ ‫يكونَ قد اقت َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ف‪ ،‬فاالحسن واالكثر أن يُفص َل بينَ ْ‬
‫"أن" والفع ِّل بأح ِّد‬ ‫متصر ٌ‬
‫ّ‬ ‫وإن كانت الجملةُ بعدها فعليّةً‪ ،‬فعلُها‬
‫خمسة أشيا َء‪:‬‬
‫صدقت َنا}‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫أن قد َ‬ ‫(‪ )1‬قد‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ونَ ْعلَ َم ْ‬
‫ْ‬
‫كائن * وأنَّك ت َمحو ما ت َشا ُء وتُثبِّتُ *‬ ‫ٌ‬ ‫ط ما ه َُو‬ ‫بأن قَد ُخ َّ‬‫ش ِّهدْتُ ْ‬ ‫* َ‬
‫أن سيكونُ منكم َمرضى}‪ ،‬وقو ِّل‬ ‫نفيس‪" :‬السينُ او سوف" فالسينُ كقوله تعالى‪َ { :‬ع ِّل َم ْ‬ ‫(‪ )2‬حرف الت ّ ِّ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫سالَم ٍة يا ِّم ْربَ ُع*‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫سيَقت ُ ُل ِّم ْربَعا * أبش ِّْر بطول َ‬ ‫ْ‬ ‫أن َ‬ ‫رزدَ ُق ْ‬ ‫ْ‬
‫*زَ َع َم الفَ ْ‬
‫وسوف‪ ،‬كقول اآلخر‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ف يأتي كل ما قدِّرا*‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫س ْو َ‬ ‫*واعل ْم‪ ،‬فَ ِّع ْل ُم ْال َمرء يَنفعُهُ‪ * ،‬أن َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب ْ‬
‫أن‬ ‫س ُ‬
‫لن نج َم َع عظا َمهُ} وقوله‪{ :‬أيح َ‬ ‫أن ْ‬ ‫ب اإلنسانُ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫(‪ )3‬النفي ِّبلَ ْن او لم او ال‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬أيح َ‬
‫يرج ُع اليهم قَ ْوالً}‪.‬‬ ‫أن ال ِّ‬ ‫يرهُ أ َحدٌ}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬أفال يَ َر ْونَ ْ‬ ‫لم َ‬
‫أن إذا سمعتُم آيا ِّ‬
‫ت هللا يُكفَ ُر بها ويُسْتهزأ‬ ‫الشرط‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وقد ن ََّز َل عليكم في الكتاب ْ‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )4‬أداة ُ‬
‫غيرهِّ} وقول ِّه‪{ :‬وأن ل ِّو استقاموا على الطريقة‬ ‫ث ِّ‬ ‫بها‪ ،‬فال ت َقعُدوا َمعَهم حتى يخوضوا في حدي ٍ‬
‫ألسقيناهُم ما ًء َغدَقاً}‪.‬‬
‫(‪ُ )5‬ربَّ ‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫َ‬
‫ان يُخا ُل أ ِّمينا*‬ ‫مين‪ ،‬وخ ََّو ٍ‬ ‫*تَيَقَّ ْنتُ أ َ ْن ُربَّ امريءٍ ‪ِّ ،‬خي َل خائنا * أ ٌ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫"أن" ال انها "أن" الناصبةُ للمضارع‪.‬‬ ‫"أن" هذه مخفَّفةٌ من َّ‬ ‫أن ْ‬ ‫لبيان َّ‬ ‫ِّ‬ ‫وإنما يُؤتى بالفاصل‬

‫(‪)377/1‬‬

‫ي‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫إن كان م َّما يد ُّل على العلم اليقين ّ‬ ‫"أن" والفع ِّل بفاصل‪ْ ،‬‬ ‫صل بينَ ْ‬ ‫ويجوز أن ال يُف َ‬ ‫ُ‬
‫سؤْ ِّل*‬ ‫عظم ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫* َع ِّل ُموا أن يُ َؤ َّملونَ ‪ ،‬فجاد ُوا * قب َل أن يُسألوا بأ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(وذلك انه لما وجب أن يعتبر (أن) الساكنة مخففة من (أن) المشددة‪ ،‬إذا وقعت بعد فعل يقيني‪ ،‬ولم‬
‫يجز أن تكون هي الناصبة للمضارع‪ ،‬كما علمت‪ ،‬سهل ترك الفصل بينها وبينه‪ ،‬ألن الفاصل أنما‬
‫يكون لتمييز احداهما عن االخرى‪ ،‬لاليذان من اول االمر بأنها ليست الناصبة للمضارع‪ ،‬وانما هي‬
‫المخففة)‪.‬‬
‫(‪َ )17‬كأ َ ْن ال ُم َخفّفة‬
‫فالحق (على ما نرى) انها ُمه َملةٌ‪ ،‬ال عمل لها‪ .‬وعلى هذا الكوفيون‪ .‬وهو قو ٌل ال‬ ‫ُّ‬ ‫إذا خفّفت "كأن"‪،‬‬
‫تكلف فيه‪.‬‬ ‫َ‬
‫فيجب ان يكون ما بعدها جملة‪ ،‬فان كانت اسميّة لم تحتج الى فاصل بينها وبين "كأن"‬‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وعلى ك ِّّل حا ٍل‬
‫كقوله‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ق الل ْو ِّن * كأن ثدْياهُ ُحقان*‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫صد ٍْر ُمش ِّر ِّ‬ ‫*و َ‬
‫حرفين‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫بأح‬ ‫ها‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫اقترا‬ ‫وجب‬ ‫ّة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫فعل‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫جمل‬ ‫كانت‬ ‫وإن‬
‫(‪ )1‬قد‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫َ‬
‫تز ْل برحا ِّلنا‪ ،‬و َكأ ْن قَدِّ*‬ ‫زف الت ّ َر ُّح ُل َغي َْر أ َ َّن ِّركابَنا * لما ُ‬ ‫*أ َ َ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ورها َكأ ْن قَد ألما*‬ ‫ُ‬
‫ب‪ ،‬فمحذ ُ‬ ‫الحر * ِّ‬ ‫ص ِّطال ُء لظى ْ‬ ‫*ال يَ ُهولَنَّكَ ا ْ‬
‫باألمس}‪ ،‬وقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )2‬لم‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬كأن لم ت َ ْغنَ‬
‫سامر*‬
‫ُ‬ ‫يس‪ ،‬ولم يَ ْس ُم ْر بِّم ّكةَ‬ ‫صفا * أَنِّ ٌ‬ ‫ون إِّلى ال َّ‬ ‫أن لم يَ ُك ْن بَيْنَ الح ُج ِّ‬ ‫* َك ْ‬
‫ص َل بينهما‪ ،‬تمييزا ً لها عن "أن" المصدري ِّة الداخل ِّة عليها ُ‬
‫كاف التشبي ِّه‪.‬‬ ‫وانما فُ ِّ‬
‫(‪ )18‬لكن المخففة‬
‫"لكن" أهملت وجوبا ً عند الجميع‪ ،‬ودخلت على ال ُجمل االسميّ ِّة والفعليّة‪ ،‬نحو‪" :‬جاء خالدٌ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫اذا ُحفّفت‬
‫ويونس‪ .‬فأجازا إعمالها‪.‬‬‫َ‬ ‫االخفش‬
‫َ‬ ‫لكن جاء خليلٌ"‪ ،‬إالّ‬ ‫ي ْ‬ ‫وسافر عل ٌّ‬ ‫َ‬ ‫مسافر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫لكن سعيدٌ‬ ‫ْ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( مرفوعات األَسماء )‬
‫ضمن العنوان ( (ال) النافية للجنس )‬

‫(‪)378/1‬‬

‫"ال" النافية للجنس هي التي تد ُّل على نفي الخبر عن الجنس الواقع بعدها على سبيل االستغراق‪ ،‬اي‪:‬‬
‫الخبر عن الجنس يَستلز ُم‬ ‫ِّ‬ ‫ونفي‬
‫ُ‬ ‫صاً؛ ال على سبيل االحتمال‪.‬‬ ‫يرادُ بها نفيُهُ عن جميع افراد الجنيس ن ّ‬
‫نفيَهُ عن جميع افرادهِّ‪.‬‬
‫ّ‬
‫برئ َ ِّة" ايضاً‪ ،‬النها تُفيدُ تبرئةَ المتكلم للجنس وتنزي َههُ إياهُ عن االتصاف‬ ‫وتُس ّمى "ال" هذ ِّه "ال الت ّ ِّ‬
‫بالخبر‪.‬‬
‫ظهورها في قول‬
‫ِّ‬ ‫ق‪ ،‬كان الكال ُم معها على تقدير ْ‬
‫"من"‪ ،‬بدلي ٍل‬ ‫وإِّ ْذ كانت للنفي على سبيل االستغرا ِّ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫سبي ٍل إلى هِّندِّ*‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ْي ِّف ِّه * وقالَ‪ :‬أال‪ ،‬ال من َ‬ ‫اس عنها بِّ َ‬ ‫َّ‬ ‫*فَ َ‬
‫قام يَذودُ الن َ‬
‫فاذا قلت‪( :‬ال رجل في الدار)‪ ،‬كان المعنى‪ :‬ال من رجل فيها‪ ،‬أي‪ :‬ليس فيها أحد من الرجال‪ ،‬ال واحد‬
‫وال اكثر‪ .‬لذلك ال يصح أن تقول‪( :‬ال رجل في الدار‪ ،‬بل رجالن أو ثالثة) مثالً‪ ،‬ألن قولك‪( :‬ال رجل‬
‫في الدار) نص صريح على نفي جنس الرجل فقولك بعد ذلك‪( :‬بل رجالن) تناقض‪ .‬بخالف (ال)‬
‫العاملة عمل (ليس)‪ .‬فانها يصح أن ينفى بها الواحد‪ ،‬وأن ينفى بها الجنس ال على سبيل التنصيص‪،‬‬
‫بل على سبيل االحتمال فاذا قلت‪( :‬ال رجل مسافراً) صح أن تريد أن ليس رجل واحد مسافراً‪ ،‬فلك‬
‫أن تقول بعد ذلك‪( :‬بل رجالن) وصح أن تريد أنه ليس أحد من جنس الرجال مسافراً‪ .‬وكذلك السامع‬
‫له أن يفهم نفي الواحد ونفي الجنسن ألنها محتملة لهما‪ .‬وستقف على مزيد بيان لهذا الموضوع)‪.‬‬
‫وفي هذا الفصل خمسةُ مباحث‪:‬‬
‫روط إعما ِّلها‬
‫ش ِّ‬ ‫(‪ )1‬عم ُل "ال" النافي ِّة للج ْن ِّس و ُ‬
‫أغير من هللا"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫االسم وترف ُع الخبر‪ ،‬نحو‪" :‬ال احدَ‬ ‫َ‬ ‫فتنصب‬
‫ُ‬ ‫تعم ُل "ال" النافيةُ للجنس عم َل ّ‬
‫"إن"‪،‬‬
‫ت والمبالغة فيه‪.‬‬ ‫أن ّ‬
‫"إن" لتأكيد االثبا ِّ‬ ‫عملت عملَها‪ ،‬النها لتأكيد النفي ِّ والمبالغ ِّة فيه‪ ،‬كما َّ‬ ‫ْ‬ ‫وانما‬
‫"إن" اربعةُ شروط‪:‬‬ ‫ط في ِّإعمالها عم َل ّ‬ ‫ويُشتر ُ‬
‫نفي الجنس نفيا ً عا ّماً‪ ،‬ال على سبي ِّل االحتمال‪.‬‬ ‫الجنس‪ ،‬بأن يُرادَ بها ُ‬ ‫ِّ‬ ‫صا ً على نفي ِّ‬ ‫(‪ )1‬ان تكونَ ن ّ‬

‫(‪)379/1‬‬

‫(فان لم تكن لفني الجنس على سبيل التنصيص‪ ،‬بأن أريد بها نفي الواحد‪ ،‬أو نفي الجنس على سبيل‬
‫االحتمال‪ ،‬فهي مهملة‪ .‬وما بعدها مبتدأ وخبر‪ ،‬نحو‪( :‬ال رجل مسافر) ولك أن تعملها عمل (ليس)‬
‫نحو‪( :‬ال رجل مسافراً) وإرادة نفي الواحد أو الجنس بها هو أمر راجع الى المتكلم‪ ،‬أما السامع فله أن‬
‫يفهم أحد األمرين)‪.‬‬
‫وخبرها نكرتين‪.‬‬‫ُ‬ ‫(‪ )1‬ان يكون اسمها‬
‫(فان كان المسند اليه بعدها معرفة أهملت ووجب تكرارها‪ ،‬نحو‪" :‬ال سعيد في الدار وال خليل")‪.‬‬
‫"كحاتم‬
‫ٍ‬ ‫الجنس‪ ،‬كأن يكونَ االس ُم َعلَما ً ُمشتهرا ً بصف ٍة‬
‫ُ‬ ‫وقد يق ُع اس ُمها معرفةً ُم َؤ ّولةً بنكرةٍ يرادُ بها‬
‫المشتهر بالفصاحة‪ ،‬ونحوهم" فيُجع ُل العل ُم‬ ‫ِّ‬ ‫سحبانَ‬ ‫شتهر بالجود‪ ،‬و َعنترة َ المشتهر بالشجاعة‪ ،‬و َ‬ ‫ُ‬ ‫ال ُم‬
‫موسى"‪،‬‬
‫ً‬ ‫فرعون‬
‫ٍ‬ ‫اشتهر ب ِّه ذلك العلَ ُم‪ ،‬كما قالوا‪" :‬لكل‬‫َ‬ ‫جنس لكل من اتصف بالمعنى الذي‬ ‫اسم ٍ‬
‫اليوم‪ ،‬وال عنترة َ‪،‬‬
‫َ‬ ‫ار"‪ .‬وذلك نحو‪" :‬ال حاتم‬ ‫الجنس‪ ،‬اي‪" :‬لك ِّّل جب ٍّار ق ّه ٌ‬
‫ُ‬ ‫مين‪ُ ،‬مرادا ً بهما‬
‫بتنوين العلَ ِّ‬
‫ِّ‬
‫سحبانَ "‪ ،‬ومنه قو ُل الراجز‪:‬‬ ‫ع كعنترة َ‪ ،‬وال فصي َح ك َ‬ ‫وال س َحبانَ "‪ .‬والتأويلُ‪" :‬ال َجوادَ كحاتم‪ ،‬وال شجا َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ي ِّ * وال فَتى إِّالَّ ابنُ خَيبَر ّ‬
‫يِّ*‬ ‫*ال َه ْيث َ َم اللَّيلةَ ل ِّل َم ِّط ّ‬
‫ي (رضي هللا عنهما)‪" :‬قضيّةٌ وال أبا َح َ‬
‫س ٍن‬ ‫مر في عل ّ‬ ‫ع َ‬ ‫داء كهيثم‪ ،‬ومنه قول ُ‬ ‫سنَ ال ُح ِّ‬ ‫حادي َح َ‬‫َ‬ ‫اي‪ :‬ال‬
‫مي به كقول الشاعر‪:‬‬ ‫س َ‬‫فصلُها‪ .‬وقد يُرادُ بالعلَم واحدٌ مما ُ‬ ‫لها"‪ ،‬اي‪ :‬هذ ِّه قضيّةٌ وال فيص َل لها يَ ِّ‬
‫*ونَبْكي على زَ ْيدٍ‪ ،‬وال زَ ْيدَ ِّمثْلُهُ * بَ ِّري ٌء منَ ال ُح َّمى َ‬
‫سلي ُم ال َجوانِّحِّ*‬
‫(‪ )3‬ان ال يفص َل بينها وبين اسمها بفاصل‪.‬‬
‫(فاذا فصل بينهما بشيء‪ ،‬ولو بالخبر‪ ،‬أهملت‪ ،‬ووجب تكرارها‪ ،‬نحو‪( :‬ال في الدار رجل وال امرأة(‪.‬‬
‫وكان ما بعدها مبتدأ وخبراً)‪.‬‬
‫جر‪.‬‬
‫حرف ّ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )4‬أن ال يدخل عليها‬
‫ً‬
‫(فان سبقها حرف جر كانت مهملة‪ ،‬وكان ما بعدها مجرورا به‪ ،‬نحو‪" :‬سافرت بال زاد" و "فالن‬
‫يخاف من ال شيء")‪.‬‬
‫فائدة مهمة‬

‫(‪)380/1‬‬

‫اعلم ان (ال) النافية للجنس‪ ،‬إنما تدل على نفي الجنس نصاً‪ ،‬إذا كان اسمها واحداً‪ ،‬فان كان مثنى أو‬
‫جمعاً‪ ،‬نحو‪( :‬ال رجلين في الدار) و (ال رجال فيها)‪ ،‬احتمل أن تكون لنفي الجنس‪ ،‬واحتمل أن تكون‬
‫لنفي وجود اثنين فقط او جماعة فقط‪ ،‬فيجوز أن يكون فيها اثنان أو واحد إن نفيت الجمع‪ ،‬وأن يكون‬
‫فيها جماعة أو واحد إن نفيت االثنين‪ ،‬ولذا يجوز أن تقول‪( :‬ال رجلين فيها‪ ،‬بل رجل أو رجال) و (ال‬
‫رجال فيها‪ ،‬بل رجل‪ ،‬أو رجالن)‪.‬‬
‫وكذلك (ال) العاملة عمل (ليس) و (ال) المهملة‪ ،‬فانما يصح أن يراد بها نفي الجنس‪ ،‬إن كان المنفي‬
‫واحداً‪ ،‬فان كان اثنين او جماعة‪ ،‬جاز أن يراد بهما نفي الجنس‪ ،‬أو نفي االثنين فقط‪ ،‬أو نفي الجماعة‬
‫فقط‪ ،‬فيجوز مع نفي االثنين ان يكون هناك واحد او اثنان فالفرق بين النافية للجنس والعاملة عمل‬
‫(ليس) أو المهملة‪ ،‬إنما هو إذا كان المنفي واحدا ً فاالولى ال يجوز ان يراد بها نفي الجنس ونفي‬
‫الواحد‪ .‬واألول اكثر‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫*تعز فال شيء على األرض باقيا * وال وزر مما قضى هللا واقيا*‬
‫وإنما صح ان يراد بها نفي الجنس‪ ،‬ألن النكرة في سياق النفي تدل على العموم‪ ،‬لهذا يحسن‪ ،‬ان اريد‬
‫عدم إرادة العموم‪ ،‬ان يؤتى بعدهما بما يزيل اللبس‪ ،‬كأن يقال مثالً (ال رج ٌل مسافراً‪ ،‬بل رجالن‪ ،‬او‬
‫رجال) فان اطلق الكالم بعدهما ترجح ان تكونا لنفي الجنس على سبيل االحتمال‪.‬‬
‫فاحفظ هذا التحقيق‪ ،‬فانه امر دقيق‪ ،‬قل ان يتفطن له من يتعاطى النحو‪.‬‬
‫(‪ )2‬أَقسا ُم اسمها وأحكا ُمهُ‬
‫أقسام‪ :‬مفردٍ‪ ،‬ومضافٍ ‪ ،‬ومشبَّه بالمضاف‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫اس ُم "ال" النافي ِّة للجنس على ثالثة‬
‫ً‬
‫غير مضافٍ وال مشبّ ٍه به‪ .‬وضابطهُ ان ال يكونَ عامال فيما بعدهُ‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ذلك‬ ‫فالمفرد‪ :‬ما كانَ َ‬
‫يب}‪.‬‬
‫الكتاب ال َر َ‬
‫ُ‬

‫(‪)381/1‬‬

‫نو ٍن نحو‪" :‬ال رج َل في الدار‪ ،‬وال‬ ‫غير ُم َّ‬


‫ُنصب به من فتح ٍة أو ياءٍ أو كسرةٍ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫و ُحك ُمهُ أن يُبنى على ما ي‬
‫ت محبوباتٌ " ويجوز في جمع‬ ‫رجا َل فيها‪ ،‬وال رجلين عندَنا‪ ،‬وال مذمومينَ في المدرسة‪ ،‬وال مذموما ٍ‬
‫لوجهين قول‬
‫ِّ‬ ‫ث السالم بناؤُه أيضا ً على الفتح‪ ،‬نحو‪" :‬ال مجتهداتَ مذموماتٌ " وقد ُر ِّو َ‬
‫ي با‬ ‫المؤنّ ِّ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫*ال سابِّغات‪ ،‬وال َجأوا َء با ِّسلَة * ت َ ِّقي ال َمنُونَ ‪ ،‬لَدَى استِّ ِّ‬
‫يفاء آجا ِّل*‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وقو ُل اآلخر‪:‬‬
‫ب*‬
‫ِّ‬ ‫لشي‬ ‫ل‬
‫ِّ‬ ‫ت‬
‫ِّ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫وال‬ ‫ُّ‪،‬‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫في‬ ‫*‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ب‬ ‫عواق‬ ‫ٌ‬ ‫د‬‫ج‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫الذي‬ ‫الشباب‬
‫ُ‬ ‫*أ َ ْودَى‬
‫عشر"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ب "خمسةَ‬ ‫ُني ِّلتركيب ِّه مع "ال" كتركي ِّ‬ ‫وقد ب َ‬
‫سوءٍ عندنا‪ .‬وال َرجلَ ْي ٍ ّ‬
‫شر‬ ‫المضاف أن يكونض ُمعربا ً منصوباً‪ ،‬نحو‪" :‬ال رج َل ُ‬ ‫ِّ‬ ‫وحك ُم اسمها‬
‫كرماتٌ "‪.‬‬ ‫ب ُم َّ‬‫ت واج ٍ‬ ‫كر ٌم‪ .‬وال تاركا ِّ‬ ‫مهملي واجباتهم محبوبون‪ .‬وال أخا جه ٍل ُم َّ‬ ‫محبوبان‪ .‬وال ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬
‫تمام معناه‪ .‬وضابطهُ أن يكون عامالً فيما بعده بأن‬ ‫بالمضاف‪ :‬هو ما اتص َل به شي ٌء من ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫والشبيهُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫نائب فاع ٍل‪ ،‬نحو‪" :‬ال مذموما فعله عندنا"‪،‬‬ ‫َ‬ ‫خاضر"‪ ،‬أو‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫يكون ما بعده فاعال له‪ ،‬نحو‪" :‬ال قبيحا ُخلقه‬ ‫ً‬
‫حاضر" أو جارا ً‬‫ٌ‬ ‫اليوم‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫أو مفعوالً‪ ،‬نحو‪" :‬ال فاعالً شرا ً ممدو ٌح"‪ ،‬أو ظرفا يُتعل ُق به‪ ،‬نحو‪" :‬ال مسافرا‬
‫ً‬
‫يتعلقان به‪ ،‬نحو‪" :‬ال راغبا ً في الشر بيننا"‪ ،‬أو تمييزا ً له‪ ،‬نحو‪" :‬ال عشرين دِّرهما ً لك"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ومجرورا ً‬
‫وحك ُمهُ أنه ُمعربٌ أيضاً‪ ،‬كما رأيتَ ‪.‬‬
‫َبرها‬‫اسمها وخ ِّ‬ ‫(‪ )3‬أحوا ُل ِّ‬
‫نادر‪.‬‬
‫بأس‪ ،‬أو ال جنا َح عليك‪ .‬وذلك ٌ‬ ‫ف اس ُم "ال" النافية للجنس‪ ،‬نحو‪" :‬ال عليكَ "‪ ،‬أي‪ :‬ال َ‬ ‫وقد يُحذَ ُ‬
‫بأس"‪،‬‬
‫كثير‪ ،‬نحو‪" :‬ال َ‬ ‫لم فحذفُه ٌ‬ ‫ع َ‬
‫غير من هللا"‪ .‬وإذا ُ‬ ‫ذكرهُ‪ ،‬كحديث‪" :‬ال أحدَ أ ُ‬ ‫وجب ُ‬ ‫َ‬ ‫والخبر ِّإن ُج ِّه َل‬ ‫ُ‬
‫ير علينا‪،‬‬ ‫ض َ‬ ‫ير‪ ،‬إنّا إلى ربنا ُمنقلبون}‪ ،‬أي‪ :‬ال َ‬ ‫ض َ‬ ‫أي ال بأس عليك‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬قالوا ال َ‬
‫وقوله‪{ :‬ولو ت َرى إِّ ْذ فَ ِّزعوا‪ ،‬فال فَ ْوتَ }‪ ،‬أي‪ :‬فال فَوتَ له ْم‪.‬‬

‫(‪)382/1‬‬

‫علم‪ .‬والحجازيُّون يُجيزون إثباتَهُ‪ .‬وحذفُه عندهم‬ ‫ب يَلتزمون حذفَهُ إذا ُ‬ ‫َميم والطائِّيونَ من العر ِّ‬ ‫وبَنو ت ٍ‬
‫ّ‬
‫أكثر‪ .‬ومن حذفه قوله تعالى‪{ :‬ال إلهَ إال هللاُ} أي‪ :‬ال إلهَ موجود‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فقر أشدُّ من الجه ِّل‪ ،‬وال مال ُّ‬
‫أعز‬ ‫ً‬
‫خبر "ال" ُمفردا (أي‪ :‬ليس جملة وال ِّشب َهها)‪ ،‬كحديث‪" :‬ال َ‬ ‫ً‬ ‫ويكونُ ُ‬
‫ُعاشر"‪ ،‬وجملةً اسميةً‬ ‫ب" وجملة فعلية‪ ،‬نحو‪" :‬ال رج َل سوءٍ ي ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫من العقل‪ ،‬وال َوحشة أشدُّ من العُج ِّ‬
‫مجرور‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫َفس ُخلقهُ محمود ٌ"‪ ،‬وشبهَ جملة (بأن يكون محذوفا مدوال ًل عليه بظرفٍ أو‬ ‫نحو‪" :‬ال َرضي َع ن ٍ‬
‫سن‬ ‫ح‬
‫َ َ َ ُ ِّ‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬‫ف‬‫ّ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫كال‬ ‫ع‬ ‫ور‬
‫َ َ‬ ‫وال‬ ‫كالتدبير‪،‬‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫عق‬ ‫"ال‬ ‫كحديث‪:‬‬ ‫عنه)‬ ‫ُغنيان‬
‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫به‪،‬‬ ‫تعلقان‬
‫ِّ‬ ‫جر يَ‬‫بحرف ٍ ّ‬
‫من ال أمانةَ لهُ‪ ،‬وال دينَ ِّلمن ال َعهدَ له"‪.‬‬ ‫الخلُق" وحديث‪" :‬ال إيمانَ ِّل ْ‬
‫التابع‬
‫ِّ‬ ‫بالبتداء‪ ،‬فأجازوا رف َع‬ ‫ِّ‬ ‫أن "ال" النافيةَ للجنس واس َمها في مح ّل رفع‬ ‫أن النحاة اعتبروا َّ‬ ‫واعلم َّ‬
‫السمها‪ ،‬نحو‪" :‬ال رج َل في الدار وامرأةٌ" و "ال رج َل سفيهٌ عندنا"‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫(فالمعطوف والنعت رفعا على أنهما تابعان لمحل "ال واسمها"‪ ،‬ألن محلهما الرفع باالبتداء‪ .‬وقد‬
‫اضطرهم الى هذا التكلف أنه سمع من العرب رفع التابع بعد اسمها فتأولوا رفعه على ما ذكرنا)‪.‬‬
‫(‪ )4‬أحكا ُم "ال" إذا ت َ َك َّر َرت‬
‫كليس‪ ،‬وأن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عملهما‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫عم َل األولى والثانية معا كإن‪ ،‬وأن ت ِّ‬ ‫ُ‬
‫تكررت "ال" في الكالم‪ ،‬جاز لك أن ت ِّ‬ ‫إذا َّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫عم َل الثانية كإن أو كليس وتهم َل‬ ‫ُ‬
‫هم َل األخرى‪ ،‬وأن ت ِّ‬ ‫ُ‬
‫هملهما‪ ،‬وأن تعم َل األولى كإن أو كليْس وت ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ت ُ ِّ‬
‫األولى‪.‬‬
‫هلل" خمسةُ أوجهٍ‪:‬‬ ‫ولذا يجوز في نحو‪" :‬ال َحو َل وال قُ َّوة َ إال با ِّ‬
‫"إن" نحو‪" :‬ال حول وال قوة َ إالّ باهللِّ"‪.‬‬ ‫(‪ )1‬بنا ُء االسمين‪ ،‬على أنها عاملةٌ عم َل َّ‬
‫(‪ )2‬رفعُ ُهما‪ ،‬على أنها عاملةَ عم َل "ليس"‪ ،‬أو على أنها ُمهملةٌ‪ ،‬فما بعدها مبتدأ ٌ وخبر‪" ،‬ال حو ٌل وال‬
‫قوة ٌ إالّ باهلل" ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫َّ‬
‫ٌ‬
‫ت ُم ْع ِّلنَة * ال ناقة لي في هذا وال َجملُ*‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫َجرت ِّك‪َ ،‬حتى قل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫*وما ه ْ‬

‫(‪)383/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫قوة ٌ إالّ باهللِّ"‪ ،‬ومنهُ قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫األو ِّل على الفتح ورف ُع الثاني‪ ،‬نحو‪" :‬ال حو َل وال َّ‬ ‫(‪ )3‬بنا ُء َّ‬
‫أب*‬ ‫ُ‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاكَ‬ ‫كانَ‬ ‫ْ‬
‫إن‬ ‫لي‪،‬‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫*‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ب‬
‫َّ ُ ِّ َ ِّ ِّ‬ ‫غار‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫م‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫*هذا‪ ،‬لَعَ ْم ُر‬
‫هلل"‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫(‪ )4‬رف ُع األو ِّل وبنا ُء الثاني على الفتح‪ ،‬نحو‪" :‬ال حو ٌل وال قوة َ إال با ِّ‬
‫ثيم فيها * وما فاهُوا ب ِّه أَبدا ً ُمقت ٌم*‬ ‫ْ‬
‫*فال لَ ْغ ٌو وال ت َأ َ‬
‫ونصب الثاني‪ ،‬بالعطف على مح ّل اسم (ال)‪ ،‬نحو‪" :‬ال حو َل وال قوة ً إالّ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )5‬بنا ُء األو ِّل على الفتح‬
‫باهللِّ" ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫الراقع*‬ ‫الخر ُق على َّ‬ ‫س َع ْ‬ ‫وم وال ُخلةً * ات َ‬ ‫ب اليَ َ‬ ‫س َ‬
‫*ال نَ َ‬
‫اإلسمين‪ ،‬ثم رفعُهما‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وهذا الوجهُ هو أضعفها وأقواها بناءث‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫نونا‪ ،‬فال يقالُ‪" :‬ال حول وال قوة إال باهللِّ"‪ ،‬إذ ال‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إعراب الثاني منصوبا ُم َّ‬ ‫ُ‬ ‫وحيثُما رفعتَ األو َل امتن َع‬
‫صب ِّه‪.‬‬ ‫وجهَ ِّلنَ ْ‬
‫(النك إن أردت عطفه على (حول) وجب رفعه‪ .‬وكذا إن جعلت (ال) الثانية عاملة عمل (ليس)‪ ،‬كما‬
‫ال يخفى‪ .‬وإن جعلتها عاملة عمل (ان) وجب بناؤه على الفتح من غير تنوين‪ ،‬النه ليس مضافا ً وال‬
‫مشبها ً به)‪.‬‬
‫"إن" وجاز في‬ ‫ُ‬
‫ووجب إعمالها عم َل ّ‬ ‫َ‬ ‫تكررها‪ ،‬امتن َع إلغاؤُها‪،‬‬ ‫وإذا عطفتَ على اسم "ال" ولم ّ‬
‫وجهان‪ :‬النصب والرف ُع نحو "ال رج َل وامرأة ً أو امرأةٌ‪ ،‬في الدار"‪ .‬والنصب أولى‪ :‬ومن‬ ‫ِّ‬ ‫المعطوف‬
‫ِّ‬
‫نصبه قول الشاعر‪:‬‬
‫َّ‬
‫ارت َدى وت َأزرا*‬ ‫ْ‬
‫أب وابْنا ً ِّمثْ ُل َم ْروانَ وابن ِّه * إذا هُو بال َمج ِّد ْ‬ ‫*فال َ‬
‫اسم "ال"‬ ‫ت ِّ‬ ‫(‪ )5‬أحكا ُم نَ ْع ِّ‬
‫عرباً‪ ،‬وإ ّما أن يكون مبنياً‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫م‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫فإ‬ ‫للجنس‪،‬‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫النافي‬ ‫"ال"‬ ‫إذا نُعتَ اس ُم‬
‫علم كسوالً‪ ،‬أو كسولٌ‪ ،‬وال‬ ‫طالب ٍ‬ ‫َ‬ ‫وجهان‪ :‬النصب والرف ُع‪ ،‬نحو‪" :‬ال‬ ‫ِّ‬ ‫فإن كان ُمعرباً‪ ،‬جاز في نعت ِّه‬
‫والنصب أولى‪ ،‬والرف ُع على أنه نعتٌ لمح ّل "ال واسمها"‪ّ .‬‬
‫ألن‬ ‫ُ‬ ‫طالبا ً علما ً كسوالً‪ ،‬أو كسولٌ‪ ،‬عندنا"‪.‬‬
‫باإلبتداء‪ ،‬كما سبقَ ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫محلها الرف ُع‬
‫ثالث أحوا ٍل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫وإن كان مبنيا ً فله‬

‫(‪)384/1‬‬

‫ت ثالثةُ اوجه‪ :‬النَّصب والبنا ُء كمنعوت ِّه‪ ،‬والرف ُع‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫(‪ )1‬أن يُنعتَ بمفر ٍد ُمتَّص ٌل به‪ ،‬فيجوز في النع ِّ‬
‫والنصب أولى‪ .‬وبنا ُؤهُ لمجاورته منعوتَهُ المبن َّ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫"ال رج َل قبيحاً‪ ،‬أو قبي َح‪ ،‬أو قبي ٌح‪ ،‬عندنا"‪.‬‬
‫(‪ )2‬أن يُنعتَ بمفر ٍد مفصو ٍل بينه وبينهُ بفاص ٍل‪ ،‬فيمتن ُع بنا ُء النعت‪ِّ ،‬لفَق ِّد المجاورةِّ التي أباحت بنا َءه‬
‫النصب والرفع‪ ،‬نحو‪" :‬ال تلميذَ في المدرس ِّة كسوالً‪ ،‬أو كسولٌ"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تصل بمنعوت ِّه‪ .‬ويجوز فيه‬ ‫وهو ُم ِّ‬
‫المضاف‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫(‪ )3‬أن يُنعتَ بمضافٍ أو ُمشبَّ ٍه به‪ ،‬فيجوز في النعت النصب والرفع‪ ،‬ويمتن ُع النبا ُء‪ ،‬ألن‬
‫شر‪ ،‬في المدرسة"‪،‬‬ ‫شر‪ ،‬او ذو ّ‬ ‫ُبنيان مع "ال"‪ .‬فالنعتُ المضاف نحو‪" :‬ال رج َل ذات ّ‬ ‫والشبيهَ به ال ي ِّ‬
‫والنعتُ المشبَّهُ به نحو‪" :‬ال رج َل راغبا ً في الشر‪ ،‬او راغبٌ فيه‪ ،‬عندنا"‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫ـ النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء‬
‫) ضمن العنوان ( المفعو ُل به )‬

‫المفعو ُل به‪ :‬هو اس ٌم د َّل على شيءٍ وقع عليه فع ُل الفاع ِّل‪ ،‬إثباتا ً أو نفياً‪ ،‬وال تُغيَّر ألجله صورة ُ الفعل‪،‬‬
‫القلم"‪.‬‬
‫َ‬ ‫القلم"‪ ،‬والثاني‪ ،‬نحو‪" :‬ما بَ َريتُ‬
‫َ‬ ‫"بريتُ‬
‫فاألو ُل نحو‪َ :‬‬
‫أكثر من مفعول به واحدٍ‪ ،‬نحو‪" :‬أعطيتُ‬ ‫ً‬
‫وقد يَتعدَّدُ‪ ،‬المفعو ُل به‪ ،‬في الكالم‪ ،‬إن كان الفعل متعدِّّيا إلى َ‬
‫األمر واقعاً‪ ،‬أعلمتُ سعيدا ً األمر َجليّاً"‪.‬‬
‫َ‬ ‫الفقير دِّرهماً‪ ،‬ظننتُ‬
‫َ‬
‫(وقد سبق الكالم على الفعل المتعدي بأقسامه وأحكامه في الجزء األول من هذا الكتاب فراجعه)‪.‬‬
‫عشر مبحثاً‪:‬‬
‫َ‬ ‫ويتَعَلَّ ُق بالمفعول به أحد‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫‪ -1‬أَقسا ُم المفعو ِّل ب ِّه‬
‫وغير صريح‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قسمان‪ :‬صري ٌح‬‫ِّ‬ ‫المفعو ُل ب ِّه‬
‫وضمير متَّص ٌل نحو‪" :‬أكرمتُكَ وأكرمتهم"‪ ،‬أو‬
‫ٌ‬ ‫ظاهر‪ ،‬نحو‪" :‬فت َح خالدٌ ِّ‬
‫الحيرة"‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫صري ُح قسمان‪:‬‬ ‫وال ّ‬
‫ُ‬
‫منفصلٌ‪ ،‬نحو {إيَّاكَ نعبدُ‪ ،‬وإِّيَّاك نستعين}‪ ،‬ونحو‪" :‬إيَّاهُ أريد"‪.‬‬

‫(‪)385/1‬‬

‫يٍ‪ ،‬نحو‪" :‬ع ِّلمتُ أنكَ مجتهدٌ‪ ،‬وجملةٌ‬ ‫ؤو ٌل بمصدر بعدَ حرفٍ مصدَر ّ‬ ‫الصريح ثالثةُ أقسام‪ُ :‬م َّ‬ ‫ِّ‬ ‫وغير‬
‫ُ‬
‫الجر‬
‫حرف ِّ ّ‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ط‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫وقد‬ ‫"‬ ‫ِّكَ‬‫د‬‫بي‬ ‫تُ‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫س‬ ‫"أم‬
‫ْ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ومجرور‪،‬‬ ‫وجار‬
‫ٌّ‬ ‫تجتهد"‬ ‫"ظننتك‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ٍ‪،‬‬‫د‬ ‫بمفر‬ ‫لة‬ ‫ؤو‬
‫ُم َّ‬
‫الخافض" فهو يَرج ُع إلى أصل ِّه‬ ‫ِّ‬ ‫"المنصوب على نزعِّ‬ ‫َ‬ ‫المجرور على أنه مفعو ٌل به‪ .‬ويُس ّمى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فينتصب‬
‫ُ‬
‫من النصب‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫ً‬
‫ي إِّذا َح َرا ُم*‬ ‫َ‬
‫ِّيار‪ ،‬ولم ت َعو ُجوا‪ * ،‬كال ُم ُك ُم َعل َّ‬ ‫*ت َ ُم ُّرونَ الدّ َ‬
‫بيان في الجزء األول من هذا الكتاب‪ ،‬في الكالم على الفعل الالزم‪،‬‬ ‫ض ُل ٍ‬ ‫(وقد تقدم لهذا البحث فَ ْ‬
‫فراجعه)‪.‬‬
‫‪ -2‬أَحكا ُم المفعول ب ِّه‬
‫للمفعول به أربعةُ أحكام‪:‬‬
‫‪ -1‬أنهُ يجبْ نصبُهُ‪.‬‬
‫ت الماشيةُ"‪ ،‬ويقالُ‪" :‬هل رأيتَ خليالً؟"‪ ،‬فتقولُ‪" :‬رأيتُ "‪ ،‬قال‬ ‫يجوز حذفُهُ لدلي ٍل‪ ،‬نحو‪َ :‬‬
‫"ر َع ِّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -2‬أنه‬
‫من يخشى}‪.‬‬ ‫تعالى‪{ :‬ما َودَّ َعكَ ربُّكَ وما قَلى}‪ ،‬وقال‪{ :‬ما أنزلنا عليكَ القُرآن لتشقى‪ ،‬إال تذكرة ً ِّل ْ‬
‫ُذكر له مفعو ٌل وال يُقد َُّر‪ ،‬كقوله‬ ‫غرض بالمفعول ب ِّه‪ ،‬فال ي ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ق‬ ‫الالزم لعَدَم تعلُّ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫وقد يُنَ َّز ُل المتعدِّّي منزلة‬
‫تعالى‪{ :‬هل يَستوي الذينَ يعلمونَ والذينَ ال يعلمونَ }‪.‬‬
‫حذف‬
‫ِّ‬ ‫وحذف أحدهما لدلي ٍل‪ .‬فمن‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫حذف مفعوليه معا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫نصب مفعولين من أفعال القلوب‪ ،‬جازَ فيه‬ ‫َ‬ ‫وما‬
‫أحدهما قو ُل َعنترة َ‪.‬‬
‫ظ ِّنّي َغي َْرهُ * ِّم ِّنّي بِّ َم ْن ِّزل ِّة ال ُم َحبّ ِّ ال ُم ْك َر ِّم*‬ ‫*ولَق ْد نزَ ْلتِّ‪ ،‬فال ت َ ُ‬ ‫َ‬
‫كائي الذين كنتم تَزعمونَ ؟} أي‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ش‬ ‫{أين‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫قول‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫مع‬ ‫حذفهما‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫واقع‬ ‫ه‬
‫َ ُ‬ ‫غير‬ ‫ني‬ ‫ُ‬
‫ظ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫فال‬ ‫أي‪:‬‬
‫ش َركائي‪ ،‬ومن ذلك قولهم‪َ " :‬م ْن يَس َم ْع يَخ َْل"‪ ،‬أي‪ :‬يَخ َْل ما يَسمعُهُ حقاً‪.‬‬ ‫تزعمونهم ُ‬
‫(وقد تقدم في الجزء األول من هذا الكتاب مزيد إيضاح لهذا البحث في الكالم على أفعال القلوب‪،‬‬
‫فارجع إليه)‪.‬‬
‫ف فعلُهُ لدليل‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ماذا أنز َل ربُّكم؟ قالوا خيراً}‪ ،‬أي‪ :‬أنز َل خيرا‪ً،‬‬ ‫يجوز أن يُحذَ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬أنه‬
‫أكرم العلما َء‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫كر ُم؟‪ ،‬فتقول‪" :‬العلما َء"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ويقال لك‪َ " :‬من أ ِّ‬

‫(‪)386/1‬‬

‫"الكالب على البَقَ ِّر"‪ ،‬أي‪ :‬أرس ِّل‬


‫َ‬ ‫اشتهر بحذف الفعل‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ويجب حذفهُ في األمثال ونحوها ِّمما‬ ‫ُ‬
‫مضحكاتكَ "‪ ،‬أي‪ :‬الزَ ْم واقبَ ْل‪ ،‬ونحو‪" :‬ك َّل شيءٍ وال شَتيمةَ‬ ‫ِّ‬ ‫أمر‬
‫أمر ُمبكياتِّكَ ‪ ،‬ال َ‬ ‫الكالب‪ ،‬ونحو‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ت ك َّل شيءٍ ‪ ،‬وال تتي شتيمة ُح ٍ ّر‪ ،‬ونحو‪" :‬أهال وسهال"‪ ،‬أي‪ :‬جئتَ أهال ونزلتَ سهال‪.‬‬ ‫ُح ّر"‪ ،‬أي‪ :‬ائ ِّ‬
‫ت المقطوع‪ .‬وسيأتي بيانُ‬ ‫َّ‬
‫واإلغراء واالختصاص واالشتغال والنع ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ومن ذلكَ حذفهُ في أبواب التحذير‬
‫ذلك في مواضعه‪.‬‬
‫يتأخر عن الفع ِّل والفاع ِّل‪ .‬وقد يتقدَّ ُم على الفاع ِّل‪ ،‬أو على الفعل والفاعل معاً‪،‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -4‬أن األص َل فيه أن‬
‫كما سيأتي‪.‬‬
‫وتأخيرهُ‬
‫ُ‬ ‫‪ -3‬ت َقدي ُم المفعو ِّل ب ِّه‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫األمر‪ .‬وقد‬‫ُ‬ ‫س‬ ‫كالجزء منه‪ ،‬ثُم يأتي بعدَهُ المفعولُ‪ .‬وقد يُع َك ُ‬ ‫ِّ‬ ‫األصل في الفاعل أن يَتَّصل بفعله‪ ،‬ألنهُ‬
‫ٌ‬
‫جائز‪ ،‬وإ َّما واجبٌ ‪ ،‬وإ َّما ُممتنع‪.‬‬ ‫يَتقدَّ ُم المفعو ُل على الفعل والفاعل معاً‪ .‬وك ُّل ذلك إ َّما‬
‫تقديم الفاعل والمفعول أحدهما على اآلخر‬
‫الدرس‬
‫َ‬ ‫وكتب‬
‫َ‬ ‫الدرس‪،‬‬
‫َ‬ ‫"كتب ُز ٌ‬
‫هير‬ ‫َ‬ ‫وتأخيره عنه في نحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫يجوز تقدي ُم المفعو ِّل به على الفاع ِّل‬ ‫ُ‬
‫هير"‪.‬‬ ‫ُز ٌ‬
‫ويجب تقدي ُم أحدِّهما على اآلخر في خمس مسائل‪:‬‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫الشك‪ ،‬بسبب خفاء اإلعراب مع عدَ ِّم القرين ِّة‪ ،‬فال يُعل ُم الفاع ُل من‬ ‫ِّّ‬ ‫ع في‬
‫اإللتباس والوقو ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬إذا ُخ َ‬
‫شي‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وأكرم ابني أخي‪ .‬وغلب هذا ذاك"‪ .‬فإن أ ِّمنَ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فيجب تقدي ُم الفاعل‪ ،‬نحو‪َ " :‬عل َم موسى عيسى‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫المفعول‪،‬‬
‫سعدَى ال ُح ّمى"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سلمى‪ ،‬وأضنت ُ‬ ‫ْ‬
‫بس لقرين ٍة دالةٍ‪ ،‬جازَ تقدي ُم المفعو ِّل‪ ،‬نحو‪" :‬أكرمت موسى َ‬ ‫ّ‬ ‫اللّ ُ‬
‫"أكرم‬
‫َ‬ ‫تأخير الفاعل وتقدي ُم المفعو ِّل‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فيجب‬
‫ُ‬ ‫ضمير يعودُ إلى المفعول‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -2‬أن يتص َل بالفاع ِّل‬
‫الظالمينَ‬ ‫"يوم ال ينفع ّ‬ ‫َ‬ ‫إبراهيم َربُّهُ بكلماتٍ"‪ ،‬وقولهُ‪:‬‬
‫َ‬ ‫سعيدا ً غال ُمهُ"‪ .‬ومنهُ قولهُ تعالى‪{ :‬وإ ْذ ابتلى‬
‫يلزم َعودُ الضمير على ُمتأخر لفظا ً‬ ‫يجوز أن يقال‪" :‬أكرم غال ُمهُ سعيداً"‪ ،‬لئال َ‬ ‫ُ‬ ‫َمعذِّرتُهم}‪ .‬وال‬
‫محظور‪ .‬وأما قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ورتبةً‪ ،‬وذلك‬

‫(‪)387/1‬‬

‫ط ِّعما*‬ ‫َّهر ُم ْ‬ ‫اس‪ ،‬أَبقى َمجْ دُهُ الد َ‬ ‫واحدا ً * ِّمنَ النَّ ِّ‬ ‫*ولَ ْو أ َ َّن َمجدا ً أَخلَدَ الدَّ ْه َر ِّ‬ ‫َ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫ى نَدَاهُ ذَا النَّدَى في ذُ َرى ْال َمجْ دِّ*‬ ‫سؤد ُ ٍد * َو َرقَّ َ‬ ‫ثواب ُ‬ ‫سا ِّح ْل ُمهُ ذَا ْال ِّح ْل ِّم أ َ َ‬
‫ك َ‬
‫وقوله غيره‪:‬‬
‫عل*‬ ‫ب العا ِّوياتِّ‪ ،‬وقَ ْد فَ ْ‬‫ْ‬ ‫ي بْنَ حاتِّ ٍم * َجزا َء ال ِّكال ِّ‬ ‫َجزَ ى َربُّهُ َع ِّنّي َع ِّد َّ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ْالن عن ِّكبَ ٍر * َو ُحس ِّْن فِّ ْع ٍل كما يُجْ زَ ى ِّس ِّنمار*‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫* َجزَ ى بَنُوهُ أبا الغي ِّ‬
‫َجز في النّثر‪.‬‬ ‫جازت في الشعر‪ ،‬على قبُحها‪ ،‬لم ت ْ‬ ‫ْ‬ ‫ض ُرورةٌ‪ ،‬إن‬ ‫ف َ‬
‫"أكرم األستاذُ تلميذَهُ‪.‬‬
‫َ‬ ‫وتأخيرهُ فتقول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ضمير يعودُ على الفاعل‪ ،‬جازَ تقديمهُ‬ ‫ٌ‬ ‫فإن اتّصل بالمفعول‬ ‫ِّ‬
‫ألن الفاع َل رتبتُهُ التقدي ُم‪ ،‬سوا ٌء أَتقد َّم أَم تأ ّخر‪.‬‬ ‫كرم تلميذَهُ األستاذُ"‪َّ ،‬‬ ‫وأ َ َ‬
‫وتأخير المفعول‬‫ُ‬ ‫فيجب تقدي ُم الفاعل‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫حصر في أحدهما‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ضميرين‪ ،‬وال‬
‫ِّ‬ ‫‪ -3‬أَن يكون الفاع ُل والمفعو ُل‬
‫به‪ ،‬نحو‪" :‬أَكرمتُه"‪.‬‬
‫فيجب تقدي ُم الضمير منهما‪ ،‬فيُقدّ ُم الفاع ُل‬ ‫ُ‬ ‫‪ -4‬أَن يكون أَحدُهما ضميرا ً متصالً‪ ،‬واآلخر اسما ً ظاهراً‪،‬‬
‫"أكرمني علي"‪ ،‬وجوباً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫في نحو‪" :‬أكرمتُ علياً"‪ ،‬ويُقدّ ُم المفعو ُل في نحو‪:‬‬
‫(ولك في المثال األول تقدي ُم المفعول على الفعل والفاعل معاً‪ .‬نحو‪" :‬عليا ُ أكرمتُ "‪ .‬ولك في المثال‬
‫ي أكرمني"‪ ،‬غير أنه يكون حينئذ مبتدأ‪ ،‬على‬ ‫ي" على الفعل والمفعول به‪ ،‬نحو‪" :‬عل ٌ‬ ‫اآلخر تقديم "عل ّ‬
‫رأي البصريين‪ ،‬ويكون الفاعل ضميرا ً مستترا ً يعود اليه‪ .‬فال يكون الكالم‪ ،‬والحالة هذه‪ ،‬من هذا‬
‫الباب‪ ،‬بل يكون من المسألة الثالثة‪ ،‬ألن الفاعل والمفعول كليهما حينئذ ضميران)‪.‬‬
‫ص َر فيه الفعلُ‪ ،‬مفعوالً أو‬ ‫تأخير ما ُح ِّ‬ ‫ُ‬ ‫فيجب‬
‫ُ‬ ‫‪ -5‬أَن يكون أَحدُهما محصورا ً فيه الفع ُل بإال أَو إنما‪،‬‬
‫أكرم سعيدا ً‬ ‫َ‬ ‫المحصور نحو‪" :‬ما‬
‫ُ‬ ‫كرم سعيدٌ إال خالداً"‪ ،‬والفاع ُل‬ ‫المحصور نحو "ما أ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫فاعالً‪ ،‬فالمفعو ُل‬
‫كرم سعيدا خالدٌ"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إال خالدٌ‪ .‬وإنما أ َ َ‬
‫*‬

‫(‪)388/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(ومعنى الحصر في المفعول أن فعل الفاعل محصور وقوعه على هذا المفعول دون غيره‪ .‬وذلك‬
‫يكون ردّا ً على من اعتقد أن الفعل وقع على غيره‪ ،‬أو عليه وعلى غيره‪ .‬ومعنى الحصر في الفاعل‬
‫أن الفعل محصور وقوعه من هذا الفاعل دون غيره‪ .‬وذلك يكون ردا ً على ن اعتقد أن الفاعل غيره‪،‬‬
‫أو هو وغيره)‪.‬‬
‫الحصر‬
‫ُ‬ ‫المحصور في ِّه الفعلُ‪ ،‬إذا كان‬
‫ُ‬ ‫اآلخر‪ ،‬أيًّا كان‬ ‫ِّ‬ ‫وتأخير‬
‫َ‬ ‫تقديم أحدِّهما‬ ‫َ‬ ‫بعض النُّحاة‬ ‫ُ‬ ‫وقد أَجازَ‬
‫المحصور بإال قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫وردَ من ذلك‪ .‬فمن تقديم المفعو ِّل‬ ‫بإال‪ ،‬ت َمسكا ً بما َ‬
‫َولَ َّما أَبَى إِّالَّ ِّج َماحا ف َؤادُهُ * َول ْم يَ ْس ُل َع ْن ل ْيلى بِّ َما ٍل وال أه ِّل*‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫َ‬
‫ف ما بِّي كال ُمها*‬ ‫ض ْع َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫*ت َزَ َّودْتُ ِّم ْن ل ْيلى بِّتك ِّل ِّيم ساع ٍة * فما زادَ ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫المحصور بها قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ومن تقديم الفاع ِّل‬
‫طالَ*‬ ‫ط ِّإالَّ ُجبَّأ ُ بَ َ‬ ‫عاب ِّإالَّ لَ ِّئي ٌم فِّ ْع َل ذي َك َرم * وال َجفَا قَ ُّ‬ ‫َ‬ ‫*ما‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫ار؟!*‬ ‫ِّب ِّإالَّ هللاُ بالنَّ ِّ‬ ‫جار ُه ُم! * َوه َْل يَعَذّ ُ‬ ‫ار َ‬ ‫نُبِّّئْت ُ ُه ْم َعذَّبوا بالنَّ ِّ‬
‫وقو ُل غيره‪:‬‬
‫ِّيار‪ِّ ،‬وشا ُمها*‬ ‫آناء الدّ ِّ‬ ‫َ‬
‫ت لنا‪َ * ،‬ع ِّشيَّة ِّ‬ ‫َ‬ ‫*فَ ْلم يَد ِّْر إِّال هللاُ ما َهيَّ َج ْ‬
‫االلتباس‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫س ّهلها عد ُم‬
‫ضوحهُ‪ ،‬و َ‬‫ظهور المعنى المرا ِّد وو ُ‬ ‫ُ‬ ‫س َّوغَها‬ ‫رورة ٌ َ‬ ‫ض َ‬ ‫والحق أَن ذلكَ كله َ‬
‫َأخير اآلخر بالضرورة‪.‬‬ ‫وجب ت ُ‬ ‫َ‬ ‫وجب تقدي ُم أَحدِّهما‪،‬‬ ‫َ‬ ‫واعلم أَنهُ متى‬
‫تقديم المفعول على الفعل والفاعل معا ً‬
‫يجوز تقدي ُم المفعول به على الفعل والفاعل معا ً في نحو‪" :‬عليّا ً أَكرمتُ ‪ .‬وأَكرمتُ عليّاً"‪ ،‬ومنه قولهُ‬ ‫ُ‬
‫تعالى‪{ :‬فَفريقا ً كذَّبتم وفَريقا ً تقتلونَ }‪.‬‬
‫ويجب تقديمهُ عليهما في أَرب َع َمسائلَ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫كر ْم"‪ ،‬أوَ‬ ‫ُ‬
‫كر ْم أ ِّ‬ ‫َ‬
‫اسم شرطٍ ‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬من يُض ِّلل هللاُ فما لهُ من هادٍ}‪ ،‬ونحو‪" :‬أيَّ ُه ْم ت ُ ِّ‬ ‫‪ -1‬أَن يكونَ َ‬
‫تبع بَنوكَ "‪.‬‬ ‫َتبع يَ ْ‬ ‫ْي من ت ْ‬ ‫السم شرطٍ ‪ ،‬نحو‪" :‬هد َ‬ ‫مضافا ً ِّ‬

‫(‪)389/1‬‬

‫نكرونَ ؟}‪ ،‬ونحو‪" :‬من أَكرمتَ ؟ وما فعلتَ ؟‬ ‫ت هللاِّ ت ُ ِّ‬‫ي آيا ِّ‬ ‫استفهام‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬فأ َّ‬
‫ٍ‬ ‫‪ -2‬أَن يكونَ َ‬
‫اسم‬
‫كتاب من أَخذتَ ؟"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫استفهام‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫وك ْم كتابا ً اشتريتَ ؟" أَو ُمضافا ً السم‬
‫صدَ اإلستثباتُ من األمر‪،‬‬ ‫تأخير اسم اإلستفهام‪ ،‬إذا لم يكن االستفها ُم ابتدا ًء‪ ،‬بل قُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫بعض العلماء‬ ‫ُ‬ ‫وأَجاز‬
‫األمر بقولكَ ‪" :‬فعلتَ ماذا؟"‪ .‬وما قولُهم ببعي ٍد من الصواب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كأن يُقالَ‪" :‬فعلتُ كذا وكذا"‪ ،‬فتستثبِّتُ‬
‫ْ‬
‫ب َملكتُ !"‪ ،‬ونحو‪" :‬كأ ِّيّن من ِّع ٍلم َح َويتُ !"‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َّتين‪ ،‬نحو‪" :‬كم كتا ٍ‬ ‫‪ -3‬أَن يكون "ك ْم" أَو "كأ ِّيّ ْن" الخَبري ِّ‬
‫ب غَفرتُ !"‪.‬‬ ‫نب كم ُم ْذنِّ ٍ‬ ‫أَو مضافا ً إلى "كم" الخبريَّ ِّة نحو‪ :‬ذَ َ‬
‫(أما "كأين" فال تضاف وال يضاف اليها‪ .‬وانما وجب تقديم المفعول به ان كان واحدا ً مما تقدم‪ّ ،‬‬
‫ألن‬
‫هذه األدوات لها صدر الكالم وجوباً‪ ،‬فال يجوز تأخيرها)‪.‬‬
‫َقهر‪،‬‬
‫غيرهُ‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬فأ ّما اليتيم فال ت ْ‬ ‫وليس لجوابها منصوبٌ ُمقدَ ٌم ُ‬ ‫َ‬ ‫جواب "أَما"‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -4‬أَن ينصبهُ‬
‫وأ َ َّما السائ َل فال ت ْ‬
‫َنهر}‪.‬‬
‫(وانما وجب تقديمه‪ ،‬والحالة هذه‪ ،‬ليكون فاصالً بين "أما" وجوابها‪ ،‬فان كان هناك فاصل غيره فال‬
‫يجب تقديمه‪ ،‬نحو‪" :‬أما اليوم فافعل ما بدا لك")‪.‬‬
‫تقديم أحد المفعولين على اآلخر‬
‫ً‬
‫بعض‪ ،‬إ ّما بكونه مبتدأ في االصل‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫إذا تعدَّدَت المفاعي ُل في الكالم‪ ،‬فلبعضها األصالة في التقدُّم على‬
‫"ظن"‪ ،‬وإ ّما بكون ِّه فاعالً في المعنى‪ ،‬كما في باب "أَعطى"‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫كما في باب‬
‫"ظن" وأخواتها أصلهما مبتدا وخبر‪ ،‬فاذا قلت‪" :‬علمت هللا رحيماً"‪ .‬فاألصل‪" :‬هللاُ رحي ٌم"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫(فمفعوال‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ومفعوال "أعطى" وأخواتها ليس أصلهما مبتدأ وخبراً‪ ،‬غير أن المفعول األول فاعل في المعنى‪ ،‬فاذا‬
‫قلت‪" :‬ألبستُ الفقير ثوباً"‪ .‬فالفقير‪ :‬فاعل في المعنى‪ ،‬ألنه لبس الثوب)‪.‬‬

‫(‪)390/1‬‬

‫ألن اصله المبتدأُ‪ ،‬في باب " َ‬


‫ظ َّن"‪،‬‬ ‫األول‪ّ ،‬‬‫فإذا كان الفعل ناصبا ً لمفعولين‪ ،‬فاألص ُل تقدي ُم المفعو ِّل َّ‬
‫الكتاب"‪.‬‬
‫َ‬ ‫البدر طالعاً‪ ،‬ونحو‪" :‬أعطيتُ سعيدا ً‬ ‫َ‬ ‫وألنهُ فاع ٌل في المعنى في باب "أَعطى"‪ ،‬نحو‪" :‬ظننتُ‬
‫الكتاب سعيداً"‪.‬‬
‫َ‬ ‫البدر"‪ ،‬ونحو‪" :‬أَعطيتُ‬ ‫َ‬ ‫ْس‪ ،‬نحو‪" ،‬ظننتُ طالعا ً‬ ‫العكس ِّإن أ ُ ِّمنَ اللَّب ُ‬
‫ُ‬ ‫ويجوز‬
‫ويجب تقديم أَحدهما على اآلخر في أربع مسائلَ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فيجب تقدي ُم ما حقّهُ التقدي ُم‪ ،‬وهو المفعو ُل األول‪ ،‬نحو‪" :‬أعطيتكَ أخاكَ "‪ ،‬إن‬ ‫ُ‬ ‫‪ -1‬أَن ال يُؤْ منَ اللّب ُ‬
‫ْس‪،‬‬
‫ب هو ال ُمعطى اآلخذَ‪ ،‬وأخوهُ هو المعطى المأخوذ‪ ،‬ونحو‪" :‬ظننت سعيدا ً خالداً"‪ ،‬إن كان‬ ‫ط ُ‬‫كان المخا َ‬
‫سعيدٌ هو المظنونَ أنه خالدٌ‪ .‬وإال عكستَ ‪.‬‬
‫ظاهر‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وتأخير ما هو‬‫ُ‬ ‫ضمير‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫فيجب تقدي ُم ما هو‬
‫ُ‬ ‫‪ -2‬أن يكونَ أحدُهما اسما ً ظاهراً‪ ،‬واآلخر ضميرا‪،‬‬
‫ً‬
‫"الدرهم أعطيتُهُ سعيداً"‪.‬‬
‫َ‬ ‫نحو‪" :‬أعطيتُكَ درهماً" و‬
‫فيجب تأخير المحصور‪ ،‬سوا ٌء أكان المفعو َل االو َل أم‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬أن يكون أحدُهما محصورا ً فيه الفعلُ‪،‬‬
‫الدرهم إال سعيداً"‪.‬‬
‫َ‬ ‫الثاني‪ ،‬نحو‪ :‬ما اعطيتُ سعيدا ً إال دِّرهماً" و "ما أعطيتُ‬
‫تأخير األول وتقديم‬ ‫ُ‬ ‫‪ -4‬أن يكونَ المفعو َل األو ُل مشتمالً على ضمير يعودُ إلى المفعول الثاني‪ ،‬فيجب‬
‫القوس باريَها"‪.‬‬
‫َ‬ ‫"أعط‬
‫ِّ‬ ‫الثاني‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫(فلو قُدِّّم المفعو ُل األول لعاد الضمير على متأخر لفظا ً ورتبة‪ ،‬ألن المفعول الثاني رتبته التأخير عن‬
‫المفعول األول‪ .‬أما أن كان المفعول الثاني مشتمالً على ضمير يعود الى المفعول األول‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫"أعطيت التلميذَ كتابه"‪ ،‬فيجوز تقديمه على المفعول األول‪ ،‬نحو‪" :‬أعطيتُ كتابه التميذَ" ألن المفعول‬
‫األول‪ ،‬وان تأخر لفظاً‪ ،‬فهو متقدم رتبة)‪.‬‬
‫بال َمفعول به‬ ‫شبَّهُ ْ‬ ‫(‪ )4‬ال ُم َ‬

‫(‪)391/1‬‬

‫س ٌن ُخلقُهُ"‪َ .‬‬
‫غير‬ ‫ي َح َ‬‫إن كان معمو ُل الصف ِّة ال ُمشبَّهة معرفةً‪ ،‬فحقُّهُ الرف ُع‪ ،‬ألنه فاع ٌل لها‪ ،‬نحو‪" :‬عل ٌّ‬
‫ضمير ي ْستَتِّ ُر فيها يعود الى ما قبلها‪ ،‬ونَصبوا‬ ‫ٍ‬ ‫حولوا اإلسنادَ عن فاعلها إلى‬ ‫أنهم إذا قصدوا المبالغةَ َّ‬
‫ب ال ُخلُق على التَّشبيه بالمفعول‬ ‫س ٌن ُخلقَهُ‪ ،‬بنص ِّ‬ ‫ما كان فاعالً‪ ،‬تشبيها ً له بالمفعول به‪ ،‬فقالوا‪" :‬علي َح َ‬
‫غير متعديةٍ‪ ،‬وال تمييزاً‪ ،‬ألنه معرفةٌ باإلضافة إلى‬ ‫ألن الصفةَ المشبَّهة قاصرة ٌ ُ‬ ‫به‪ ،‬وليس مفعوالً به‪ّ ،‬‬
‫الضمير‪.‬‬
‫والتمييز ال يكونُ إال نكرةً‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -5‬التَّح ُ‬
‫ْذير‬
‫المقام‪ :‬كاحذَ ْر‪ ،‬وبا ِّعدْ‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُناسب‬
‫ُ‬ ‫االسم بفع ٍل محذوف يُفيدُ التَّنبيهَ والت ّ َ‬
‫حذير‪ .‬ويُقد ُّر بما ي‬ ‫ِّ‬ ‫نصب‬
‫ُ‬ ‫الت َّ ُ‬
‫حذير‪:‬‬
‫ق" وت ََو َّق‪ ،‬ونحوها‪.‬‬ ‫وت َجنَّبْ ‪ ،‬و " ِّ‬
‫أمر مكرو ٍه ليجتنبَهُ‪.‬‬ ‫ب على ٍ‬ ‫وفائدتُهُ تنبيهُ المخاط ِّ‬
‫ب متصل للخطاب‪ ،‬نحو‪" :‬إياكَ‬ ‫ضمير منصو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بلفظ "إيّاكَ " وفروع ِّه‪ ،‬من ك ّل‬ ‫التحذير تارة ً ِّ‬‫ُ‬ ‫ويكونُ‬
‫والرذيلةَ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫إياكن َّ‬ ‫ق إياكم الضَّاللَ‪،‬‬ ‫والشر‪ ،‬إياكما من النفا ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّب‪ِّ ،‬إياكَ ِّإياكَ‬ ‫وال َكذ َ‬
‫والشر‪ ،‬االسدَ االسد"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫سكَ‬‫ويكونُ تارة ً بدونه‪ ،‬نحو‪" :‬نف َ‬
‫طف على ال ُمحذّر‪ ،‬كقوله‪:‬‬ ‫ع َ‬ ‫وقد يكونُ بـ "إيّاه‪ ،‬وفروعهما‪ ،‬إذا ُ‬
‫ص َحبْ أَخَا ال َج ْه ِّل * َوإِّيَّاكَ َوإِّيَّاهُ*‬ ‫*فَال ت َ ْ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫األرنب‪ ،‬يريد أن يحذفها بسيفٍ‬ ‫َ‬ ‫حذف أحدك ُم‬
‫"إياي وان يَ َ‬
‫َ‬ ‫مر‪،‬‬ ‫ع َ‬ ‫والشر"‪ .‬ومنه قو ُل ُ‬ ‫َّ‬ ‫ّاي‬
‫ونحو‪" :‬إي َ‬
‫شذوذ‪.‬‬ ‫الجمهور ذلك من ال ُّ‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫ونحوهِّ‪ .‬وجع َ‬
‫عطف‬
‫َ‬ ‫حذف العامل مع "إيَّاكَ " في جميع استعماالته‪ ،‬وم َع غيره‪ ،‬إن ُك ِّ ّرر او‬ ‫ُ‬ ‫ويجب في الت ّ ِّ‬
‫حذير‬ ‫ُ‬
‫الشر"‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫الشر‪ ،‬او أحذّ ُِّركَ‬
‫َّ‬ ‫ق نفسكَ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‪،‬‬
‫ل‬ ‫"الكس‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ُ‪،‬‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ف‬ ‫وحذ‬ ‫ه‬ ‫ِّكر‬
‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫ّ‬
‫جاز‬ ‫وإال‬ ‫‪.‬‬ ‫يتَ‬ ‫َ‬ ‫رأ‬ ‫كما‬ ‫عليه‪،‬‬
‫خبر لمبتدأ محذوفٍ ‪ ،‬نحو‪" :‬األسدُ األسدُ" أي‪ :‬هذا األسدُ‪.‬‬ ‫المكر ُر‪ ،‬على أنهُ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫وقد يُرف ُع‬
‫كأن يُقال‪" :‬سأفع ُل كذا" فتقولُ‪:‬‬ ‫المحذور منه‪ ،‬بعد "إياك" وفروع ِّه‪ ،‬اعتمادا ً على القرينة‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫وقد يُحذَ ُ‬
‫"إياكَ "‪ ،‬أَي‪" :‬إياك أن تفعله"‪.‬‬
‫َ‬

‫(‪)392/1‬‬

‫ذكر ال ُمحذَّر والمحذَّر منه معاً‪ ،‬نحو‪":‬رجلَكَ‬ ‫وما كان من التّحذير بغير "إياك" وفروع ِّه‪ ،‬جاز فيه ُ‬
‫وذكر المحذّر منه وحدَهُ‪ ،‬نحو‪" :‬األسدَ االسدَ"‪ .‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬ناقةَ‬ ‫ُ‬ ‫ف المحذّر‬ ‫والحجر" وجازَ حذ ُ‬ ‫َ‬
‫سقياها}‪.‬‬ ‫هللاِّ و ُ‬
‫اإلغرا ُء‬ ‫‪ِّ -6‬‬
‫المقام‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُناسب‬
‫ُ‬ ‫واإلغرا َء‪ .‬ويقد َُّر بما ي‬ ‫الترغيب والتشويقَ ِّ‬ ‫َ‬ ‫االسم بفع ٍل محذوفٍ يُفيدُ‬ ‫ِّ‬ ‫نصب‬
‫ُ‬ ‫اإلغرا ُء‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫وافعل‪ ،‬ونحوها‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫كالزَ ْم واطلُبْ‬
‫وكر َم‬
‫َ‬ ‫"الصدقَ‬‫ِّ‬ ‫أمر محمو ٍد ليفعلُه‪ ،‬نحو‪" :‬االجتهادَ االجتهادَ" مو‬ ‫ب على ٍ‬ ‫ط ِّ‬ ‫وقائدت ُه تنبيهُ المخا َ‬
‫ق"‪.‬‬ ‫الخل ِّ‬
‫ف علي ِّه‪ ،‬فاألو ُل نحو‪" :‬النَجدة َ النَّجدة َ"‪.‬‬ ‫ع ِّط َ‬
‫غرى به‪ ،‬أو ُ‬ ‫حذف العام ِّل إن ُك ّر َر ال ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬‫ويجب في هذا البا ِّ‬ ‫ُ‬
‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫إن َم ْن ال أخا لهُ * كساعٍ إلى ال َهيْجا بِّغَي ِّْر ِّسالَحِّ*‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫*أَخاكَ أ َ َخاكَ ‪َّ ،‬‬
‫البازي بِّغَي ِّْر َجنَاحِّ*‬
‫ض ِّ‬ ‫*وإِّ َّن ابْنَ َع ِّ ّم ال َم ْر ِّء فاعلَ ْم‪َ ،‬جنا ُحهُ * وه َْل يَ ْن َه ُ‬
‫ف عليه‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُكرر ولم يُع َ‬
‫ط ْ‬ ‫ِّكر عامل ِّه وحذفه إن لم ي ّ‬ ‫ويجوز ذ ُ‬ ‫ُ‬ ‫والثاني نحو‪" :‬ال ُمروءة َ والنّجدة َ"‪.‬‬
‫الخير‪،‬‬
‫َ‬ ‫ِّلزم اإلقدام‪ ،‬إفعَ ِّل‬ ‫صالة َ جامعةً"‪ .‬فإن أظهرتَ العام َل فقلتَ ‪" :‬ا ِّ‬ ‫الخير"‪ .‬ومنه‪" :‬ال ّ‬ ‫َ‬ ‫قدام‪،‬‬
‫"اإل َ‬ ‫ِّ‬
‫ض ِّر الصالة"‪ ،‬جازَ ‪.‬‬ ‫أُح ُ‬
‫خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬كقوله‪:‬‬ ‫اإلغراء‪ ،‬على أنهُ ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫المكر ُر‪ ،‬في‬ ‫َّ‬ ‫وقد يُرف ُع‬
‫ح*‬ ‫سفَّا ُ‬ ‫وم ْن ُه ُم ال َّ‬‫عمي ٍْر‪ِّ ،‬‬ ‫ع َمي ٌْر وأشبا * هُ ُ‬ ‫َ‬ ‫* ِّإ َّن قَ ْوما ً ِّم ْن ُه ْم ُ‬
‫ح*‬ ‫سالَ ُ‬ ‫سالَ ُح ال ِّ ّ‬ ‫َ‬
‫فاء ِّإذَا قا * َل أ ُخو النَّجْ دةِّ‪ .‬ال ِّ ّ‬ ‫بالو ِّ‬ ‫ِّيرونَ َ‬ ‫*لَ َجد ُ‬
‫صاص‬‫ُ‬ ‫‪ -7‬االختِّ‬
‫خص‪ ،‬أو أعْني"‪ .‬وال يكونُ هذا االس ُم‬ ‫َ‬
‫تقديرهُ‪" :‬أ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫االسم بفع ٍل محذوفٍ وجوبا‬ ‫ِّ‬ ‫نصب‬
‫ُ‬ ‫االختصاص‪:‬‬
‫ُ‬
‫ّيف"‪.‬‬ ‫كر ُم الض َ‬ ‫ُ‬
‫ب ‪ -‬ن ِّ‬ ‫الحكم الذي للضمير عليه‪ ،‬نحو‪" :‬نحنُ ‪ -‬ا َ‬
‫لعر َ‬ ‫ِّ‬ ‫صر‬ ‫َ‬
‫ضمير لبيان المرا ِّد منه‪ ،‬وق ِّ‬ ‫ٍ‬
‫ختص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االسم ال ُم‬ ‫َ‬ ‫ويُس ّمى‬

‫(‪)393/1‬‬

‫والعرب‪ :‬منصوب على االختصاص بفعل محذوف‬ ‫َ‬ ‫(فنحن‪ :‬مبتدأ‪ ،‬وجملة نكرم الضيف‪ :‬خبره‪.‬‬
‫"أخص"‪ .‬وجملة الفعل المحذوف معترضة بين المبتدأ وخبره‪ .‬وليس المراد اإلخبار عن‬ ‫ّ‬ ‫تقديره‪:‬‬
‫"نحن" بالعرب‪ ،‬بل المراد أن اكرام الضيف مختص بالعرب ومقصور عليهم‪.‬‬
‫فان ذُ َ‬
‫كر االس ُم بعد المضير لالخبار به عنه‪ ،‬ال لبيان المراد منه‪ ،‬فهو مرفوع ألنه يكون حينئذ خبرا ً‬
‫للمبتدأ‪ .‬كأن تقول‪" :‬نحنُ المجتهدون" أو "نحن السابقون"‪.‬‬
‫ومن النصب على االختصاص قو ُل الناس‪" :‬نحنُ ‪ -‬الواضعين أسماءنا أدناه ‪ -‬نشهد بكذا وكذا"‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫"نخص‪ ،‬أو نعني")‪.‬‬‫ّ‬ ‫فنحن‪ :‬مبتدأ‪ ،‬خبره جملة "نشهد" والواضعين‪ :‬مفعول به لفعل محذوف تقديره‪:‬‬
‫الناس بالعُهود"‪ ،‬أو مضافا ً لمعرفةٍ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫العرب ‪ -‬أوفى‬ ‫َ‬ ‫عرفا ً بأل‪ ،‬نحو‪" :‬نحنُ ‪-‬‬ ‫ويجب أن يكونَ ُم ّ‬ ‫ُ‬
‫نورث ما تركناهُ صدَقةٌ"‪ ،‬أو َعلَماً‪ ،‬وهو قليلٌ‪ ،‬كقول الراجز‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫عاشر األنبياء ‪ -‬ال‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬ ‫"نحنُ‬ ‫كحديث‪:‬‬
‫غير قِّلّةٍ‪ ،‬كقول ِّه‪" :‬نحنُ ‪ -‬بَني‬
‫ِّ‬ ‫على‬ ‫فيكونَ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫َ ِّ‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫إلى‬ ‫المضاف‬
‫ُ‬ ‫أما‬ ‫"‪.‬‬‫َّباب‬
‫ُ‬ ‫ض‬ ‫ال‬ ‫"بنا ‪ -‬ت َميما ً ‪ -‬يُكش ُ‬
‫َف‬
‫اسم موصو ٍل‪.‬‬ ‫اسم إشارة وال َ‬ ‫أصحاب ال َج َمل"‪ .‬وال يكونُ نكرة ً وال ضميرا ً وال َ‬ ‫َ‬ ‫ضبَّةَ‬
‫َ‬
‫فالن"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ب "بنو فالن‪ ،‬ومعشر (مضافاً)‪ ،‬وأه ُل البيتِّ‪ ،‬وآ ُل‬ ‫األسماء دخوالً في هذا البا ِّ‬‫ِّ‬ ‫وأكثر‬
‫ُ‬
‫ضمير الخطاب‪ ،‬نحو‪" :‬بكَ‬ ‫َ‬ ‫المتكل ِّم‪ ،‬كما رأيتَ ‪ .‬وقد يلي‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ضمير‬
‫َ‬ ‫المختص أن يَلي‬
‫ِّ ّ‬ ‫واعل ْم أن األكثر في‬
‫ضمير غيبة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫العظيم"‪ .‬وال يكون بعدَ‬‫َ‬ ‫سبحانَكَ ‪ -‬هللاَ ‪-‬‬ ‫‪ -‬هللاَ‪ .‬ارجو نجا َح القصدِّ" و " ُ‬

‫(‪)394/1‬‬

‫داء‪ ،‬فيبنيان على الض ِّ ّم‪،‬‬ ‫االختصاص بلَفظ "أَيُّها وأَيَّتُها"‪ ،‬فيُستعمالن كما يستعمالن في النّ ِّ‬
‫ُ‬ ‫وقد يكون‬
‫الرفع على‬ ‫الزم‬
‫َ‬ ‫بأل‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ب بأ ُخص محذوفا وجوبا‪ ،‬ويكونُ ما بعدَهما اسما ُم َحلى ْ‬ ‫ويكونان في مح ِّّل نص ٍ‬ ‫ِّ‬
‫ِّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫بيان لهُ‪ .‬وال يجوز نصبه على أنه تاب ٌع لمحلهما من‬ ‫عطف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أنه صفة ِّللفظهما‪ ،‬أو بد ٌل منه‪ ،‬أو‬‫ٌ‬
‫المعروف‪ ،‬أيُّها القو ُم"‪ .‬ومنه قولهم‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الخير‪ ،‬أيُّها الرجلُ‪ ،‬ونحن نفعل‬
‫َ‬ ‫اإلعراب‪ .‬وذلك نحو‪" :‬أَنا أفع ُل‬
‫"أَلله َّم اغفر لنا‪ ،‬أَيَّتُها العَصابةُ"‪.‬‬
‫(ويراد بهذا النوع من الكالم االختصاص‪ ،‬وإن كان ظاهره النداء‪ .‬والمعنى‪" :‬أنا أفعل الخير‬
‫مخصوصا ً من بين الرجال‪ ،‬ونحن نفعل المعروف مخصوصين من بين القوم‪ ,‬والله ّم اغفر لنا‬
‫مخصوصين من بين العصائب"‪ .‬ولم ترد بالرجل إال نفسك‪ :‬ولم يريدوا بالرجال والعصابة إال‬
‫أنفسهم‪ .‬وجملة "أخص" المقدّرة بعد "أيها رأيتها" في محل نصب على الحال)‪.‬‬
‫‪ -8‬االشتغا ُل‬
‫نصبَه‪ ،‬لوال اشتغالهُ عنه بالعمل في ضميرهِّ‪ ،‬نحو‪" :‬خالدٌ‬ ‫ّ‬
‫االشتغالُ‪ :‬أن يَتقد ََّم اس ٌم على من ح ِّق ِّه أن يَ ِّ‬
‫أَكرمتُهُ"‪.‬‬
‫ألكرم‪ .‬فان قلتَ ‪" :‬خالدٌ أكرمته"‪ ،‬فخالدٌ حقه أن يكون‬ ‫َ‬ ‫(إذا قلت‪" :‬خالدا ً أكرمتُ "‪ ،‬فخالداً‪ :‬مفعول به‬
‫لكن الفع َل هنا اشتغل عن العمل في ضميره‪ ،‬وهو الهاء‪ .‬وهذا هو معنى‬ ‫مفعوالً به ألكرم أيضاً‪ّ ،‬‬
‫االشتغال)‪.‬‬
‫ُ‬
‫المقتدم الرف ُع على االبتداء‪ ،‬كما رأيتَ ‪ .‬الجملة بعدَهُ خبرهُ‪ .‬ويجوز نصبُهُ نحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫واألفض ُل في االسم‬
‫"خالدا ً رأيتهُ"‪.‬‬
‫المذكور فعالً‬‫ُ‬ ‫لفظ المذكور‪ .‬إال أن يكونَ‬‫المحذوف من ِّ‬
‫ُ‬ ‫يجوز إظهارهُ‪ .‬ويُقد َُّر‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وناصبُهُ فع ٌل وجوبا‪ ،‬فال‬
‫الزما ً متعديا ً بحرف الجر‪ ،‬نحو‪" :‬العاجزَ أخذتُ بيدهِّ" و "بيروتَ مررتُ بها"‪ ،‬فَيُقد ُّر من معناهُ‪.‬‬
‫(فتقدير المحذوف‪" :‬رأيت"‪ .‬في نحو "خالدا ً رأيته"‪ .‬وتقديره‪" :‬أعنت‪ ،‬أو ساعدت‪ ،‬في نحو‪" :‬العاجزَ‬
‫أخذت بيده"‪ .‬وتقديره‪" :‬جاوزت" في نحو‪" :‬بيروتَ مررت بها")‪.‬‬

‫(‪)395/1‬‬

‫يوجب رفعَهُ أوي َُر ّج ُحهُ‪.‬‬


‫ُ‬ ‫يوجب نصبَهُ أو ي َُر ّج ُحهُ‪ ،‬وما‬
‫ُ‬ ‫لالسم ال ُمشتَغَ ِّل عنه ما‬
‫ِّ‬ ‫ض‬ ‫عر ُ‬ ‫وقد يَ ِّ‬
‫َ‬
‫الخير فعلتهُ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫واالستفهام غير الهمزةِّ‪ ،‬نحو‪" :‬هال‬
‫ِّ‬ ‫والشرط‬
‫ِّ‬ ‫حضيض‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ت الت‬
‫فيجب نصبُهُ إذا وق َع بعدَ أدوا ِّ‬ ‫ُ‬
‫سلّ ْم علي ِّه‪ ,‬هل خالدا ً أَكرمتَهُ؟"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫لقي‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫علي‬ ‫ْ‬
‫إن‬
‫(غير أن االشتغال بعد أدوات االستفهام والشرط ال يكون اال في الشعر‪ .‬اال أن تكون أداة الشرط‬
‫"أن" والفعل بعدها ماض‪ ،‬أو "إذا" مطلقاً‪ ،‬نحو‪" :‬إذا عليّا ً لقيته‪ ،‬أو تلقاه فسلم عليه"‪ .‬وفي حكم‬
‫"اذا"‪ .‬في جواز االشتغال بعدها في النثر‪" ،‬لو ولوال")‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ص َور‪:‬‬
‫خمس ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ويُر َّج ُح نصبُهُ في‬
‫ُكر ْمهُ سعيدٌ"‪.‬‬ ‫ِّ ِّ‬‫ي‬‫ل‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ّ‬ ‫ي‬ ‫"عل‬ ‫و‬ ‫ُ"‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫كر‬
‫ِّ ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫"خالد‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫أمر‬
‫ِّ ٌ‬ ‫االسم‬ ‫‪ -1‬أن يق َع بعد‬
‫"الكريم ال ت ُ ِّهنهُ"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ي‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫‪ -2‬أن يق َع بعدَهُ نه ٌ‬
‫س ْرهُ"‪ .‬وقد يكونُ الدعا ُء بصورةِّ‬ ‫ع َملي ال ت ُعَ ّ‬ ‫س ّرهُ‪ ،‬و َ‬ ‫ي يَ ّ‬ ‫‪ -3‬أن يق َع بعدَهُ فع ُل دُعائي‪ ،‬نحو‪" :‬الله َّم ِّ‬
‫أمر َ‬
‫غفر هللاُ لهُ‪ ،‬وخالدا ً هداهُ هللاُ"‪.‬‬ ‫الخبر‪ ،‬نحو‪" :‬سليما ً َ‬ ‫ِّ‬
‫ألن المعنى‪ :‬اغفر اللهم لسليم‪ ،‬واه ِّد خالداً‪ .‬وانما‬ ‫ي دعائي معنى‪ّ .‬‬ ‫َّ‬ ‫انشائ‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫لفظ‬ ‫خبري‬ ‫هنا‬ ‫(فالكالم‬
‫ترجح النصب في هذه الصور ألنك ان رفعت االسم كان خبره جملة انشائية طلبية‪ ،‬والجملة الطلبية‬
‫يضعف اإلخبار بها)‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫‪ -4‬أن يق َع اإلس ُم بعدَ همزة االستفهام‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬أبشَرا ِّمنا واحدا نَتبعُهُ؟}‪.‬‬
‫تقدير فعل بعدها)‪.‬‬‫َ‬ ‫يوجب‬
‫ُ‬ ‫ونصب االسم‬‫ُ‬ ‫(وانما ترجح النصب بعدها ألن الغالب ان يليها فعلٌ‪،‬‬
‫ب‪ ،‬كقولك‪" :‬عليّا ً أَكرمتُهُ"‪ ،‬في جواب من قال‪َ " :‬م ْن أَكرمتَ ؟"‪.‬‬ ‫‪ -5‬أن يق َع جوابا ً ل ُمستف َه ٍم عنه منصو ٍ‬
‫ي على ما قبله من االستفهام)‪.‬‬ ‫ألن الكالم في الحقيقة مبن ّ‬ ‫(وانما ترجح النصب ّ‬
‫ويجب رفعُهُ في ثالثة مواض َع‪:‬‬ ‫ُ‬
‫الجو يَملَ ُؤهُ الض ُ‬
‫َّباب"‪.‬‬ ‫‪ -1‬أن يق َع بعدَ "إذا الفجائيَّ ِّة" نحو‪" :‬خرجت فإذا ُّ‬

‫(‪)396/1‬‬

‫ع يده فإذا هي بيضاء‬ ‫العرب اال مبتدأ‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ونز َ‬ ‫ُ‬ ‫يؤولها‬
‫(وذلك ألن "اذا" هذه لم ّ‬
‫مكر في آياتنا}‪ .‬فلو نُصب االس ُم بعدها‪ ،‬لكان على‬ ‫للناظرين}‪ ،‬او خبراً‪ ،‬كقوله سبحانه‪{ :‬فاذا لهم ٌ‬
‫تقدير فعل بعدها‪ ،‬وهي ال تدخل على األفعال)‪.‬‬
‫َ‬
‫والفرس يَركبُهُ أخوكَ "‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -2‬أن يق َع بعدَ واو الحال‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ‬
‫الم اإلبتداء‪ ،‬أو ما‬
‫‪ -3‬أن يق َع قب َل أدوات االستفهام‪ ،‬أو الشرط‪ ،‬أو التحضيص‪ ،‬أو ما النافية‪ ،‬أو ِّ‬
‫فأكرمه‪ ،‬خالدٌ هالَّ‬‫هير هل أَكرمتَهُ؟‪ ،‬سعيدٌ ِّ‬ ‫"ز ٌ‬ ‫"إن" وأَخواتها‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬ ‫التَّعجبي ِّة‪ ،‬أو كم الخبرية‪ ،‬أو َّ‬
‫هير كم أكرمتُهُ!‪ ،‬أُسامةُ إني‬
‫سنُ ما أَطيبَهُ!‪ُ ،‬ز ٌ‬ ‫الخير ألنا أَفعلُهُ‪ ،‬الخلُق ال َح َ‬ ‫ُ‬ ‫الشر ما فعلت ُهُ‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫دعوتهُ‪،‬‬
‫أ َ ِّحبُّهُ"‪.‬‬
‫(فاالسم في ذلك كله مبتدأ‪ .‬والجملة بعده خبره‪ .‬وانما لم يجز نصبه بفعل محذوف مفسر بالمذكور‪.‬‬
‫ألن ما بعد هذه األدوات ال يعمل فيما قبلها‪ .‬وما ال يعمل ال يفسر عامالً)‪.‬‬
‫يوجب رفعَه‪ ،‬نحو‪" :‬خالدٌ أكرمتُهُ"‪ .‬ألنهُ‬ ‫ُ‬ ‫ير ِّ ّج ُحه‪ ،‬أو‬
‫يوجب نصبَهُ‪ ،‬أو َ‬ ‫ُ‬ ‫وي َُر َّج ُح الرف ُع‪ ،‬إذا لم يكن ما‬
‫التقدير وعدَ ِّم ِّه فتركهُ أولى‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫االمر بينَ‬
‫ُ‬ ‫إذا دار‬
‫‪ -9‬الت َّ ُ‬
‫نازعُ‬
‫تأخر أو أكثر‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬آتوني‬ ‫أكثر‪ ،‬إلى معمول واح ٍد ُم ٍ‬ ‫تقدمان‪ ،‬أو ُ‬
‫ِّ‬ ‫عامالن ُم‬
‫ِّ‬ ‫نازعُ‪ :‬أن يَتوجهَ‬ ‫الت َّ ُ‬
‫أُفر ْغ عليه قِّطراً}‪.‬‬
‫ضمير المتكلم‪ .‬وهو يطلب "قطراً"‬ ‫ُ‬ ‫(آتوا‪ :‬فعل أمر يتعدى الى مفعولين‪ .‬ومفعوله األول هو الياء‪،‬‬
‫ليكون مفعوله الثاني‪.‬و "أفرغ"‪ :‬فعل مضارع متعد الى مفعول واحد‪ .‬وهو يطلب "قطراً" ليكون ذلك‬
‫ألن التقدير‪:‬‬ ‫عامالن‪ ،‬كالهما يطلبه ليكون مفعوالً به له‪ّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫أن "قطراً" قد تنازعه‬ ‫المفعول‪ .‬فأنت ترى ّ‬
‫{آتوني قطرا ً أفرغه عليه}‪ .‬وهذا هو معنى التنازع)‪.‬‬
‫ين شئتَ ‪ .‬فإن أعملت الثاني فَلقُرب ِّه‪ ،‬وإن أعملت األو َل‬ ‫ي العاملَ ِّ‬
‫عم َل في االسم المذكور أ َّ‬ ‫ولكَ أن ت ُ ِّ‬
‫فلسبَق ِّه‪.‬‬

‫(‪)397/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫"قام‪ ،‬وقعدا‪،‬‬ ‫غيرهُ‪ ،‬نحو‪َ :‬‬ ‫الثاني في ضميرهِّ‪ ،‬مرفوعا ً كان أم َ‬ ‫َ‬ ‫الظاهر أَعملتَ‬
‫ِّ‬ ‫األو َل في‬ ‫فإن أَعملتَ َّ‬
‫أخواك*وقف‪ ،‬فسلمتُ عليهما‪ ،‬أخواك* أكرمتُ ‪ ،‬فَ ُ‬
‫س ّرا‪ ،‬أخَويْكَ *‬ ‫َ‬ ‫أخواك* اجتهدَ‪ ،‬فأكرمتُهما‪،‬‬
‫رفع‪ ،‬ألنهُ فضلةٌ‪ ،‬وعليه‬ ‫ضمير ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫فشكر لي‪ ،‬خالداً"‪ .‬ومن النُّحاة من أجاز حذفه‪ ،‬إن كان َ‬
‫غير‬ ‫َ‬ ‫أكرمتُ ‪،‬‬
‫قول الشاعر‪:‬‬
‫عهْ*‬‫شعا ُ‬ ‫اظريـ * ـنَ ‪ ،‬إذا ُه ُم لَ َم ُحوا‪ُ ،‬‬ ‫ظ يُ ْعشي النَّ ِّ‬ ‫*بِّعُكا َ‬
‫الثاني في الظاهر‪ ،‬أعملتَ األو َل في ضميرهِّ‪ ،‬إن كان مرفوعا ً نحو‪" :‬قاما‪ ،‬وقعدَ أخواك*‬ ‫َ‬ ‫وأن أعملتَ‬
‫سلمتُ على أخويكَ "‪ .‬ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫أخويْك* َوقَفا‪ ،‬ف َ‬ ‫اجتهدا‪ ،‬فأكرمتُ َ‬
‫َ‬
‫جف األ ِّخال َء‪ ،‬إِّنَّني * ِّلغَي ِّْر َجمي ٍل ِّم ْن َخ ِّليلي ُم ْه ِّملُ*‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫* َجفَ ْوني‪ ،‬ولم أ َ ُ‬
‫فشكر لي خالدٌ*‬
‫َ‬ ‫س َّر أخواك* أكرمتُ ‪،‬‬ ‫ضميرهُ غير مرفوعٍ حذفتَهُ‪ ،‬نحو‪" :‬اكرمتُ ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وإن كان‬
‫س َّر أخواكَ * أكرمتُهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫"أكرمتهما‪،‬‬ ‫يقال‪:‬‬ ‫وال‬ ‫"‪.‬‬ ‫ى‬
‫ُّ‬ ‫عل‬ ‫بي‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫َ َّ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫مررتُ‬ ‫ٌ*‬ ‫د‬‫سعي‬ ‫مني‬ ‫وأكر‬
‫َ‬ ‫أكرمتُ ‪،‬‬
‫ي"‪ .‬وأ ّما قول الشاعر‪:‬‬ ‫ومر بي عل َّ‬ ‫فشكر لي خالد* أكرمتُهُ‪ ،‬وأكرمني سعيد ٌ* مررتُ به‪َّ ،‬‬ ‫َ‬
‫ظ للعَ ْهدِّ*‬ ‫ب أَحفَ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫ال‬‫ْ‬ ‫في‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫هار‬ ‫ج‬
‫ِّ‬ ‫*‬ ‫صاحبٌ‬ ‫ضيكَ‬ ‫ُر‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫و‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ِّ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫تَ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫*إذا‬
‫ران ذِّي ُودِّّ*‬ ‫واش َغي َْر هِّجْ ِّ‬ ‫َّ‬
‫حاديث ال ُوشاة‪ ،‬فَقَلما * يُحا ِّو ُل ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫*وأَل ِّغ أ‬ ‫َ‬
‫سنُ ارتكابها عند الجمهور‪ .‬وكان حقُّهُ ان‬ ‫بإظهار الضمير المنصوب في "تُرضيه"‪ ،‬فضرورة ٌ ال يح ُ‬
‫بعض ُم َحقّقي النّحاة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يقول‪" :‬إذا كنت تُرضي‪ ،‬ويُرضيكَ صاحبٌ "‪ .‬وأجازَ ذلك‬

‫(‪)398/1‬‬

‫ي ومن تابعه الى أنه أذا اعملتَ الثاني في الظاهر‪ ،‬لم ت ُضمر الفاع َل في االول بل‬ ‫(وذهب الكسائ ّ‬
‫ً‬
‫يكون فاعله محذوفا لداللة ما بعده عليه (النه يُجيز حذف الفاعل اذا دل عليه دليل)‪ .‬فاذا قلت‪:‬‬
‫"أكرم" (على رأى سيبويه‬‫َ‬ ‫لسر‪ ،‬كان فاعل‬‫زهير"‪ ،‬فان جعلت زهيرا ً فاعالً ّ‬ ‫ُ‬ ‫فسرني‬
‫"اكرمني ّ‬
‫"اكرم" محذوفا ً‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫والجمهور) ضميرا مستترا يعود اليه‪ .‬وعلى رأي الكسائي ومن وافقه يكون فاعل‬ ‫ً‬
‫لداللة ما بعده عليه‪ .‬ويظهر اثر الخالف في التثنية والجمع‪ ،‬فعلى رأي سيبويه يجب ان تقول‪( :‬ان‬
‫فسرني اصدقائي"‪ .‬وتقول على مذهب‬ ‫صديقاي‪ .‬واكرموني‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫فسرني‬
‫اعملت الثاني)‪" :‬اكرماني‪َّ ،‬‬
‫فسرني اصدقائي"‪ .‬فيكون االسم الظاهر‬ ‫صديقاي‪ .‬واكرمني‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫فسرني‬‫الكسائي ومن تابعه‪" :‬اكرمني‪َّ ،‬‬
‫فاعالً للثاني‪ .‬ويكون فاعل االول محذوفاً‪ .‬وما قاله الكسائي ليس ببعيدٌ‪ ،‬الن العرب تستغني في‬
‫كالمها عما يُعلم لو ُحذف‪ ،‬ولو كان عمدة‪ .‬ولهذا شواهدُ من كالمهم‪ .‬اما لو اعملتَ االول في االسم‬
‫صديقاي‪ ،‬واكرمني‪،‬‬
‫َ‬ ‫فسراني‪،‬‬
‫الظاهر‪ ،‬فيجب باالتفاق اإلضمار في الثاني‪ ،‬نحو‪" :‬اكرمني‪َّ ،‬‬
‫فسروني‪ ،‬اصدقائي"‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ي الى ما ذهب اليه‪ ،‬انه لو لم يحذف الفاعل‪ ،‬لوجب أن يكون ضميرا عائدا على‬ ‫والذي دعا الكسائ ّ‬
‫ً‬
‫االسم الظاهر المتأخر لفظا ورتبة‪ ،‬وذلك قبيح‪ .‬وقال سيبويه‪ :‬ان عود الضمير على المتأخر أهون من‬
‫وان اإلضمار وتركه على حد سواء‪ .‬وقد ورد في‬ ‫أن لكل وجهاً‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫والحق َّ‬ ‫حذف الفاعل‪ ،‬وهو عمدة‪،‬‬
‫كالمهم ما يؤيج ما ذهب اليه الفريقان‪ .‬فقول الشاعر‪ :‬جفوني ولم اجف االخال َء‪ "...‬شاهد ٌ لسيبويه‪:‬‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫*تعفق باالرطى لها وأرادها * رجالٌ‪ ،‬فبذَّت نبلَهم و َكليبٌ *‬
‫(شاهدٌ للكسائي‪ :‬فهو ال يُضمر في واحد من الفعلين‪ .‬ولو اضمر في االول واعمل الثاني لقال‪:‬‬
‫"تعفقوا باالرطى وأرادها رجال"‪ .‬ولو اضمر في الثاني واعمل االول‪ ،‬لقال‪" :‬تعفق باالرطى‬
‫ورادوها رجال")‪.‬‬

‫(‪)399/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫واسم‬
‫ٍ‬ ‫اسمين يُشبهانِّهما‪ ،‬أو فع ٍل متصرفٍ‬ ‫ِّ‬ ‫فين‪ ،‬او‬‫تصر ِّ‬‫فعلين ُم ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ع إال بينَ‬ ‫واعلم أنهُ ال يق ُع التناز ُ‬
‫يُشب ُهه‪ .‬فاألول نحو‪" :‬جا َءني‪ ،‬وأكرمتُ خالداً"‪ ،‬والثاني كقول الشاعر‪:‬‬
‫ع ِّهدْتَ ُم ِّغيثا ً ُمغنِّيا ً َم ْن أ َ َج ْرتَهُ * فَلَ ْم أَت َّ ِّخ ْذ ِّإالَّ فِّنا َءكَ َم ْوئِّال*‬ ‫* ُ‬
‫اقرأوا كتابِّيَهْ}‪ .‬وال يق ُع بينَ حرفين وال بينَ حرفٍ وغيره‪ ،‬وال بينَ‬ ‫ُ‬ ‫والثالث كقوله تعالى‪{ :‬ها ُؤ ُم َ‬ ‫ُ‬
‫جامدين‪ ،‬وال بينَ جام ٍد وغيره‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫لمجر ِّد التَّقوي ِّة والتأكيد‪ ،‬فال َع َم َل له‪ ،‬وإنَّما العمل َّ‬
‫لألو ِّل‪ .‬وال يكونُ الكال ُم حينئ ٍذ من‬ ‫َّ‬ ‫وقد يُذ َك ُر الثاني‬
‫باب التنازع‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫ُ‬
‫واصلهْ*‬ ‫ق نُ ِّ‬ ‫ْ‬
‫يق َو َم ْن ب ِّه * و َه ْي َهاتَ ِّخ ٌّل بالعَقي ِّ‬ ‫*فَ َه ْي َهاتَ ‪َ ،‬ه ْي َهاتَ ‪ْ ،‬العَ ِّق ُ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫*فأَينَ إلى أَينَ النَّ َجاة ُ ببَ ْغلَ ِّتي * أَتاكَ ‪ ،‬أَتاكَ ‪ ،‬الالَّ ِّحقُونَ ‪ ،‬ا ْحبِّ ِّس احْ بِّ ِّس*‬
‫(ولو كان من باب التنازع لقال‪" :‬اتوك اتاك الالحقون"؛ باعمال الثاني في الظاهر واإلضمار في‬
‫االول‪ ،‬او "اتاك اتوك الالحقون" باإلضمار في االول واعمال الثاني في الظاهر)‪.‬‬
‫ِّّ‬
‫الظن‬ ‫ض ِّ ّمنُ َم ْعنَ‬‫القو ُل المت َ َ‬ ‫‪ْ -10‬‬
‫بشرط أن‬
‫ِّ‬ ‫"ظن"‪ .‬وذلك‬ ‫َّ‬ ‫مفعولين‪ ،‬كما تنصب ُهما‬ ‫ِّ‬ ‫فينصب المبتدأ والخبر‬ ‫ُ‬ ‫قد يتضمنُ القول معنى الظن‪،‬‬
‫ص َل بينَ الفع ِّل واالستفهام بغير ظرفٍ ‪ ،‬أو‬ ‫باستفهام‪ ،‬وأن ال يُف َ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫طب مسبوقا‬ ‫يكون الفعل مضارعا ً للمخا َ‬
‫ومجرور‪ ،‬أو معمو ِّل الفعل‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫جار‬
‫ْ‬
‫قاسم َوالقا ِّسما*‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الروا ِّسما * يَحْ ِّملنَ أ َّم ٍ‬ ‫ص َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫* َمت َى تَقو ُل القل َ‬
‫"أيوم الخميس تقو ُل عليّا ً مسافراً* َأو عندَ سعي ٍد ت َقولهُُ‬ ‫َ‬ ‫ي‪:‬‬
‫ي أو مكان ّ‬ ‫ومثا ُل الفصل بينهما بظرفٍ زمان ّ‬
‫نازالً"‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫َّار جامعةً * ش َْملي به ْم؟ أ َ ْم ت َقول البُ ْعدَ َمحْ توما؟!*‬ ‫*أَبَ ْعدَ بُ ْع ٍد ت َقو ُل الد َ‬
‫الكالم تقول األ ّمةَ بالغةً مجدَ آبائها َّ‬
‫األولينَ ؟"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫بالجار والمجرور‪" :‬أبا‬ ‫ّ‬ ‫ص َل فيه بينهما‬ ‫ومثا ُل ما فُ ِّ‬
‫ومثا ُل الفص ِّل بمعمول الفعل قو ُل الشاعر‪:‬‬

‫(‪)400/1‬‬

‫يِّ؟ * لَعَ ْم ُر أ َ ِّبيكَ ‪ ،‬أ َ ْم ُمت َجاهِّلينا؟*‬ ‫*أ ُج َّهاالً تَقُو ُل بني لُ َؤ ّ‬
‫ب‪ ،‬إال بني سلَ ٍيم‪ ،‬فهم ينصبون‬ ‫الشروط األربعة‪ ،‬ت َعيّنَ الرف ُع عند عامة العر ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫شرط من هذه‬ ‫ٌ‬ ‫فإن فُقد‬
‫مفعولين بال شرطٍ ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫بالقول‬
‫وال يجب في القول ال ُمت َض ّم ِّن معنى الظن‪ ،‬ال ُمستوفي الشروط‪ ،‬أن ينصب المفعولين‪ ،‬بل يجوز‬
‫رفعُهما على أنهما مبتدأ وخبر‪ ،‬كما كانا‪.‬‬
‫من القو ُل معنى الظن فهو ُمتعد إلى واحد‪ .‬ومفعولهُ إ ّما مفرد (أي غير جملةٍ)‪ ،‬وإ ّما جملةٌ‬ ‫ض ِّ‬ ‫وإن لم يت َ‬
‫نوعين‪ :‬مفر ٍد في معنى الجمل ِّة‪ ،‬نحو‪" :‬قلت شعراً‪ ،‬أو خطبةً‪ ،‬أَو قصيدة أوَ‬ ‫ِّ‬ ‫محكيّة‪ .‬فالمفرد على‬
‫اللفظ‪ ،‬مثلُ‪" :‬رأيتُ رجالً يقولون له خليالً" (أي يُس ُّمونه بهذا االسم)‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫جر‬ ‫م‬ ‫حديثاً"‪ ،‬ومفر ٍد يُرادُ ُ‬
‫به‬
‫وأ َّما الجملة المح ِّكيَّة بالقول‪ ،‬فتكونُ في موضع نصب على أنها مفعوله‪ ،‬نحو‪" :‬قلتُ ‪ :‬ال إلهَ إال هللاُ"‪.‬‬
‫تكسر بعد القول العَري عن الظن‪ ،‬وتُفتح بعد القول ال َمتض ّمن معناهُ‪ .‬كما سبق في مبحث‬ ‫ُ‬ ‫وهمزة ُ َّ‬
‫"إن"‬
‫"أن"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ليق في أفعال القُلوب‬ ‫َ‬ ‫اإللغا ُء والت َّ ْع ُ‬‫‪ِّ -11‬‬
‫االبتداء‬
‫ِّ‬ ‫مرفوعين على‬
‫ِّ‬ ‫ب للمبتدأ والخبر ال لمانعٍ‪ ،‬فيعودان‬ ‫ي ِّ الناص ِّ‬ ‫اإللغا ُء‪ :‬إِّبطال عم ِّل الفع ِّل القلب ّ‬
‫والخبرةِّ‪ ،‬مثل‪" :‬خالدٌ كريم ظننت"‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫واإللغاء جائز في أفعا ِّل القلوب إِّذا لم ت َسبق مفعوليها‪ .‬فإن ت َوسطت بينهما فإعمالها وإلغاؤها ِّسي ِّ‬ ‫َ‬
‫تقول‪" :‬خليالً ظننت مجتهداً" و "خلي ٌل ظننتُ مجتهد"‪ .‬وإن تأخرت عنهما جاز أن ت َع َمل وإلغاؤها‬
‫الكثير‬
‫ُ‬ ‫أَحسن‪ ،‬تقول‪" :‬المطر نازل َحسِّبتُ "‪ ،‬و "الشمس طالعةً خلت"‪ .‬فإن تقدَّمت مفعولَيها‪ ،‬فالفصيح‬
‫ويجوز إهمالُها على قِّل ٍة وضعفٍ ‪ ،‬وعليه‬
‫ُ‬ ‫الحق أَبل َج"‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أكثر النُّحاةِّ‪ ،‬تقول‪" :‬رأيتُ‬ ‫إعمالها‪ ،‬وعلي ِّه ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫بعض النُّحاةِّ‪ ،‬ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬
‫*أ َ ْر ُجو وآ ُم ُل ْ‬
‫أن تَدْنو َم َودَّتُها * وما إخا ُل لدَيْنا م ْنك تنويلُ*‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬

‫(‪)401/1‬‬

‫ب*‬ ‫صار ِّم ْن ُخل ِّقي * أ َ ِّنّي َو َجدْتُ ِّمالكُ ال ّ‬


‫شِّيم ِّة األَدَ ُ‬ ‫َ‬ ‫* َكذَاكَ أ ُ ِّدّبْتُ ‪ ،‬حتَّى‬
‫ب على‬ ‫ي ِّ لفظا ً ال محالً‪ ،‬لمانع‪ ،‬فتكونُ الجملةُ بعده في موضع نص ٍ‬ ‫والتعليق‪ِّ :‬إبطا ُل عم ِّل الفعل القلب ّ‬ ‫ُ‬
‫أَنها سادَّة ٌ َمسدَّ مفعولي ِّه‪ ،‬مثل‪ :‬علمتُ لخَالد شجاعٌ"‪.‬‬
‫َ‬
‫تعليق الفع ِّل‪ ،‬إذا كان هناك مان ٌع من إعماله‪ .‬وذلك‪ :‬إذا وقع بَعدَهُ أحدُ أربع ِّة أشيا َء‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فيجب‬
‫ُ‬
‫إن فاطمة ُمهملة‪ .‬ودخلتُ ‪ :‬ال رج َل‬ ‫ظننتُ ‪ْ :‬‬ ‫هير كسوالً‪ .‬و َ‬ ‫وإن وال النافياتُ نحو‪" :‬علمتُ ‪ :‬ما ُز ٌ‬ ‫‪ -1‬ما ْ‬
‫َ‬
‫سعادُ"‪ ،‬قال تعالى‪" :‬لقد علمتَ ‪ ،‬ما هؤال ِّء يَنطقونَ "‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سوءٍ موجودٌ‪ .‬و َحسِّبتُ ‪ .‬ال أسامة بطي ٌء‪ ،‬وال ُ‬ ‫ُ‬
‫إن أخاكَ لمجتهدٌ"‪ .‬قال تعالى‪{ :‬ولقد علموا‪:‬‬ ‫االبتداء‪ ،‬مث ُل علمتُ ‪" :‬ألخوكَ مجتهدٌ‪ .‬وعلمتُ ‪َّ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -2‬ال ُم‬
‫ق}‪.‬‬ ‫ِّل َم ِّن اشتراهُ مالهُ في اآلخرةِّ من خال ٍ‬ ‫َ‬
‫القسم‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -3‬ال ُم‬
‫يش ِّس َها ُمها*‬ ‫َط‬
‫ِّ ُ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫َ َ‬‫َا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫َّ‬
‫إن‬ ‫*‬ ‫َّتي‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫م‬ ‫َّ‬
‫ن‬
‫ِّ َ َ ِّ‬ ‫ي‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫تأ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫تُ‬ ‫*ولَقَ ْد َ ِّ ْ‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫{وإن أدري‪ :‬أقريبٌ أم بعيدٌ ما تُوعد ُونَ ؟} أم‬ ‫ْ‬ ‫‪ -4‬االستفها ُم‪ ،‬سوا ٌء أكان بالحرف‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫الحزبين أحصى ِّلما لَ ِّبثوا أمداً؟}‪ ،‬وقوله‪{ :‬لَت َعل ُم َّن‪ :‬أيُّنا أشدُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬‫عز وجلّ‪{ :‬لنَعلَ َم‪ :‬أ ُّ‬ ‫باالسم‪ ،‬كقوله ّ‬ ‫ِّ‬
‫فر؟"‪ ،‬أم‬ ‫س ُ‬‫عذاباً؟}‪ .‬وسوا ٌء أكانَ االستفهام مبتدأ‪ ،‬كما في هذه اآليات‪ ،‬أم خبراً‪ ،‬مثل‪" :‬علمتُ ‪َ :‬متى ال ّ‬
‫سابق؟" أم إلى الخبر‪ ،‬مثل‪" :‬علمتُ ‪ :‬ابنُ َمن هذا؟"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مضافا ً إلى المبتدأ‪ ،‬مثل‪" :‬علمتُ فَ َرس أيهم‬
‫ظر‪ :‬أيُّها أزكى‬ ‫ُعلق الفع ُل المتعدي‪ ،‬من غير هذه األفعا ِّل‪ ،‬عن العمل‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فَليَن ُ‬ ‫وقد ي ُ‬
‫طعاماً؟}‪ ،‬وقوله‪{ :‬ويَستنبئونَكَ ‪ :‬أحق ه َُو؟}‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫يكونان في "هَبْ وت َعلَ ْم"‪ ،‬ألنهما‬ ‫ِّ‬ ‫ق‪ .‬فال‬ ‫باإللغاء والتَّعلي ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ف من أفعال القُلوب‬ ‫يتصر ُ‬
‫ّ‬ ‫ص ما‬ ‫وقد اخت ُ َّ‬
‫جامدان‪.‬‬
‫ِّ‬

‫(‪)402/1‬‬

‫ْ‬
‫يعمل‬ ‫وإن المعلَّقَ ‪ ،‬إن لم‬ ‫وقد علمت أن اإللغاء جائز عند وجو ِّد سبيل ِّه‪ ،‬وأن ال ُملغى ال عم َل له البتَةَ‪َّ ،‬‬
‫ْ‬
‫"علمت لخالد‬ ‫العطف بالنصب على محلها‪ ،‬فنقولُ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فيجوز‬ ‫النصب في َمح ِّّل الجمل ِّة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫لفظا ً فهو يعمل‬
‫ع وسعيدا ً كريماً"‪ ،‬بالعطف على َمح ّل "خالد وسعيد"‪ ،‬ألنهما مفعوالن للفعل المعلّق عن نصبهما‬ ‫شجا ُ‬
‫اإلبتداء‪ .‬ويجوز رفعُهما بالعطف على اللفظ‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫بالم‬
‫َّ‬
‫ب؟ َحتَّى ت ََولتِّ*‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وجعاتُ القَل ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫*وما ُك ْنتُ أد ِّْري قَ ْب َل َع َّزة َ‪ .‬ما البُكا * وال ُم ِّ‬
‫ويجوز الرف ُع عطفا ً على البكا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُروى بنصب موجعات‪ ،‬عطفا ً على محل "ما البكا"‪.‬‬ ‫ي َ‬
‫المفعولين‪ ،‬إن‬
‫ِّ‬ ‫ب على المفعولية‪ .‬وهي سادّة ٌ َمسدَّ‬ ‫ق عن العمل في موضع نص ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫والجملة بعدَ الفع ِّل ال ُمعل ِّ‬
‫ي رج ٍل أنتَ ؟"‪.‬‬ ‫األولَ‪ .‬فإن نصبَهُ سدَّت مسدّ الثاني‪ ،‬مثلُ‪" :‬علمتكَ أ َّ‬ ‫اثنين ولم ينصب ّ‬ ‫ِّ‬ ‫كان يتعدّى إلى‬
‫تعرف ما ه َُو؟"‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫ت أمرا لم‬ ‫وإن كان يتعدّى إلى واح ٍد سدّت مسدّهُ‪ ،‬مثل‪" :‬ال تأ ِّ‬
‫الجار (وهو ما‬
‫ِّ ّ‬ ‫ًّ‬
‫الجر وكانت الجملة منصوبة محال بإسقاط‬ ‫ّ‬ ‫حرف‬
‫ُ‬ ‫الجر‪ ،‬سق َ‬
‫ط‬ ‫ّ‬ ‫وإن كان يتعدَّى بحرف‬
‫النصب على نَزع الخافض)‪ ،‬مثل‪" :‬ف َّكرت أصحي ٌح هذا أم ال؟"‪ ،‬ألن ف َّك َر يتعدَّى بفي‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫يس ُّمونهُ‬
‫"ف َّك ْرتُ في األمر"‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )‬
‫ُ‬
‫المطلق )‬ ‫ضمن العنوان ( المفعو ُل‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫ُذكر بعد فع ٍل من لفظ ِّه تأكيدا ً لمعناهُ‪ ،‬أو بيانا ً ِّلعَد ِّدهِّ‪ ،‬أو بيانا ً لنوع ِّه‪ ،‬أو بَدَالً‬‫صدر ي ُ‬ ‫ٌ‬ ‫المفعو ُل المطلَ ُق‪َ :‬م‬
‫ُ‬
‫والثالث نحو‪:‬‬ ‫وقفتين"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫من التلفُّ ِّظ بفعل ِّه‪ .‬فاألول نحو‪{ :‬وكلّم هللاُ ُموسى تكليماً}‪ .‬والثاني نحو‪" :‬وقفتُ‬
‫صبرا ً على الشدائد"‪.‬‬ ‫قالء"‪ .‬والراب ُع نحو‪َ " :‬‬ ‫سير العُ ِّ‬ ‫"سرتُ َ‬
‫ُذكر بدالً من فعل ِّه ال يُرادُ به تأكيدٌ وال بيان عد ٍد أو نوع‪.‬‬ ‫أن ما ي ُ‬ ‫واعلم ّ‬
‫وفي هذا المبحث ستَّةَ َمباحث‪.‬‬
‫صدَ ُر ال ُم ْب َه ُم َو ْال َم ْ‬
‫صدَ ُر ال ُم ْخت ُّ‬
‫َص‬ ‫‪ْ -1‬ال َم ْ‬

‫(‪)403/1‬‬

‫نوعان‪ُ :‬مبه ٌم و ُمخت َص‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫المصدر‬ ‫ُ‬


‫لمجرد التأكيد‪" ،‬قمتُ قياما‪ً.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُذكر‬
‫نقصان‪ ،‬وإنما ي ُ‬ ‫ٍ‬ ‫فال ُمبهم‪ :‬ما يُساوي معنى فعل ِّه من غير زيادةٍ وال‬
‫ً‬
‫سمعا وطاعة"‪ ،‬إ ِّذ‬ ‫ً‬ ‫اللص ضرباً"‪ ،‬أو بدَالً من التّلفّ ِّظ بفعل ِّه‪ ،‬نحو‪" :‬إيمانا ال كفرا"‪ ،‬ونحو‪َ " :‬‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وضربتُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫"آمن وال تكف ْر‪ ،‬وأسم ُع وأطي ُع"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫المعنى‪ِّ :‬‬
‫َّ‬
‫ومن ث َّم ال يجوز تثنيتهُ وال جمعهُ‪ ،‬ألن المؤكدَ بمنزل ِّة تكرير الفع ِّل‪ ،‬والبدل من فعل ِّه بمنزل ِّة الفع ِّل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والجمع‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وم َل ُمعاملتَهُ في عدَ ِّم التثني ِّة‬ ‫نفس ِّه‪ ،‬فعُ ِّ‬
‫اللص‬
‫َّ‬ ‫قالء‪ .‬وضربتُ‬ ‫ير العُ ِّ‬ ‫س َ‬ ‫والمختص‪ :‬ما زادَ على فعل ِّه بإفادت ِّه نوعا ً أو عدداً‪ ،‬نحو‪" :‬سرتُ َ‬ ‫ُّ‬
‫ض َرباتٍ"‪.‬‬ ‫تين‪ ،‬أو َ‬ ‫ضربَ ِّ‬ ‫ْ‬
‫سم َع‬ ‫فالحق أن يُثنَّى ويُج َم ُع قياسا ً على ما ُ‬ ‫ُّ‬ ‫وال ُمفيدُ َعدَدا ً يُثنّى ويُج َم ُع بال خالفٍ ‪ .‬وأ ّما ال ُمفيدُ نوعاً‪،‬‬
‫نوعين من القيام‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ين"‪ ،‬وأنتَ تُريدُ‬ ‫ب وال ُحلُوم وغيرها فيَص ُّح أن يُقالَ‪" :‬قمتُ قِّيا َم ِّ‬ ‫منهُ‪ :‬كالعقو ِّل واأللبا ِّ‬
‫"القيام الذي ت َع َهد ُ"‪ ،‬وبأل الجنسيّ ِّة‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫َ‬ ‫القيام"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫َ‬ ‫بأل العهديَّ ِّة‪ ،‬نحو‪" :‬قمتُ‬ ‫المصدر ْ‬ ‫ُ‬ ‫ختص‬
‫ُّ‬ ‫وي َ‬
‫صف ِّه‪ ،‬نحو‪" :‬سعيتُ في حاجتك سعيا ً عظيما‪ً،‬‬ ‫الجنس والتنكير‪ ،‬وبو َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الجلوس"‪ ،‬تريدُ‬ ‫َ‬ ‫"جلستُ‬
‫سير الصالحينَ "‪.‬‬ ‫وبإضافته‪ ،‬نحو‪" :‬سرتُ َ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫وال َم ْ َ ُ َ ُ ُ َ ِّ ّ ِّ‬
‫ر‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫ْر‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ف ْ‬ ‫ص ِّ ّر ُ‬ ‫صدَ ُر ال ُمت َ َ‬ ‫‪ْ -2‬ال َم ْ‬
‫يجوز أن يكونَ منصوبا ً على المصدريّة‪ ،‬وأن ينصرف عنها إلى وقوع ِّه‬ ‫ُ‬ ‫المتصرف‪ :‬ما‬ ‫ّ‬ ‫المصدر‬
‫ُ‬
‫غير ذلك‪ .‬وهو جمي ُع المصادر‪ ،‬إال قليالً‬ ‫َ‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬‫ه‬‫ِّ‬ ‫ب‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫مفعلو‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫خبر‬ ‫أو‬ ‫مبتدأ‪،‬‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬
‫ٍ‬ ‫فاع‬ ‫نائب‬
‫َ‬ ‫أو‬ ‫فاعالً‪،‬‬
‫ِّجدًّا منها‪ .‬وهو ما سيُذكر‪.‬‬
‫النصب على المصدريَّة‪ ،‬أي المفعوليّة المطلق ِّة؛ ال يَنصرف عنها إلى‬ ‫َ‬ ‫ف‪ :‬ما يُالز ُم‬ ‫المتصر ِّ‬ ‫ّ‬ ‫وغير‬
‫ُ‬
‫ودواليكَ‬
‫سعدَيكَ وحنَانَيكَ َ‬ ‫َ‬
‫غيرها من موقاع اإلعراب‪ ،‬وذلك نحو‪" :‬سبحان و َمعاذَ ولبيّكَ و َ‬
‫ذاريك"‪ .‬وسيأتي الكالم على هذه المصادر‪.‬‬ ‫و َح َ‬
‫صدَر‬ ‫النائب عن ال َم ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬

‫(‪)404/1‬‬

‫شر شيئاً‪:‬‬
‫طى حك َمه في كون ِّه منصوبا ً على أنه مفعو ٌل ُمطلَ ٌق ‪ -‬اثنا َع َ‬ ‫ينوب عن المصدر ‪ -‬فيُع َ‬
‫غسالً" و "كلّمتكَ كالماً" و "سلّمتُ سالماً"‪.‬‬ ‫عطا ًء"‪ ،‬و "اغتسلتُ ُ‬ ‫المصدر‪ ،‬نحو‪" :‬أعطيتُك َ‬‫ِّ‬ ‫‪ -1‬اسم‬
‫ً‬
‫السير" و {اذكروا هللا كثيرا}‪.‬‬‫ِّ‬ ‫‪ -2‬صفتهُ‪ ،‬نحو‪" :‬سرت أحسنَ‬
‫ضميرهُ العائدُ الي ِّه‪ ،‬نحو‪" :‬اجتهدتُ اجتهادا ً لم يجتهدهُ غيري"‪ .‬ومنه قَولهُ تعالى‪{ :‬فإني أع ِّذّبُهُ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫عذابا ً ال أ َعذبُهُ أحدا ً من العالمينَ }‪.‬‬
‫شنِّئْتُ الكسالنَ بُغضاً"‪ .‬و "قمت‬ ‫‪ -4‬مرادفُهُ ‪ -‬بأن يكون من غير لفظ ِّه‪ ،‬م َع ت ُ‬
‫َقارب المعنى ‪ -‬نحو‪َ " :‬‬
‫"رضتُه إذالالً" و "أعجبني الشي ُحباً"‪ ،‬وقال الشاعر‪:‬‬ ‫وقُوفاً" و ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫سخُونُ والبَ ُرودُ * والت َّ ْم ُر‪ُ ،‬حبًّا ما لَهُ َم ِّزيد ُ*‬ ‫*يُ ْعجبُهُ ال َّ‬
‫ق‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬وهللاُ أنبت َكم من األرض نبَاتاً}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬ت َبت َّ ْل إلي ِّه‬ ‫ِّ‬ ‫االشتقا‬ ‫في‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫ُالقي‬ ‫ي‬ ‫‪ -5‬مصدر‬
‫ت َبتيالً}‪.‬‬
‫"جلس االحتبا َء" و "اشتمل‬ ‫َ‬ ‫القهقرى" و "قعدَ القُرفُصا َء" و‬ ‫َ‬ ‫‪ -6‬ما يَد ُّل على نوعه‪ ،‬نحو‪" :‬رج َع‬
‫ص ّما َء"‪.‬‬‫ال ّ‬
‫‪ -7‬ما يد ُّل على عدده نحو‪" :‬أنذرتُك ثالثاً"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬فاجلدوا ك َّل واح ٍد منهما ثمانينَ‬
‫جلدةً}‪.‬‬
‫ً‬
‫العدو سهما‪ ،‬أو‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫سوطا‪ ،‬أو عصا‪ ،‬ورشقتُ‬ ‫ً‬ ‫اللص َ‬
‫َّ‬ ‫‪ -8‬ما يد ُّل على آلته التي يكونُ بها‪ ،‬نحو‪" :‬ضربتُ‬
‫ت الفع ِّل‪ .‬فلو قلتَ ‪" :‬ضربتُه خشبةً‪ ،‬أو رميتهُ‬ ‫أسماء آال ِّ‬
‫ِّ‬ ‫طردُ في جميع‬ ‫َرصاصةً أو قذيفةً‪ .‬وهو يَ ّ‬
‫كرسيّاً‪ ،‬لم يَ ُجز ألنهما لم يُع َهدا للضرب والرمي‪.‬‬
‫عيش تعيش؟"‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪:‬‬ ‫ي ٍ‬ ‫ي" اإلستفهاميَّتان‪ ،‬نحو‪" :‬ما أكرمتَ خالداً؟" و "أ َ َّ‬ ‫‪" -9‬ما" و أ َ ُّ‬
‫ي ُمنقلب ينقلبون}‪.‬‬ ‫ظلموا أ َ َّ‬ ‫{وسيعل ُم الذين َ‬
‫َ‬
‫ير تَس ِّْر أ ِّس ْر"‪.‬‬ ‫س ٍ‬ ‫ي َ‬ ‫َ‬
‫ف" و "أ َّ‬ ‫َ‬
‫ف أقِّ ْ‬‫أجلس" و "مهما ت ِّق ْ‬ ‫ْ‬ ‫تجلس‬
‫ْ‬ ‫شرطيّاتُ ‪" :‬ما‬ ‫ي" ال َّ‬ ‫َ‬
‫‪" -10‬ما ومهما وأ ُّ‬
‫سعَيتُ‬ ‫المصدر‪ ،‬نحو‪{ :‬فال ت َميلوا ك َّل ال َمي ِّل} و " َ‬ ‫ِّ‬ ‫ت إلى‬ ‫وبعض وأي الكماليّة‪ ،‬مضافا ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -11‬لفظ كل‬
‫ي اجتهادٍ"‪.‬‬ ‫بعض السعيِّ" "واجتهتدتُ أ َّ‬ ‫َ‬

‫(‪)405/1‬‬

‫(وهذا في الحقيقة من صفة المصدر عنه‪ ،‬الن التقدير‪" :‬فال تميلوا ميالً ك ّل الميل‪ .‬وسعيت سعيا ً‬
‫ي اجتهاد"‪.‬‬ ‫بعض السعي‪ .‬واجتهدت اجتهادا ً أ ّ‬ ‫َ‬
‫ي" هذه بالكمالية‪ ،‬ألنها تدل على معنى الكمال‪ .‬وهي إذا وقت بعد النكرة كانت صفة لها‪،‬‬ ‫وسميت "أ ّ‬
‫ي رج ٍل" أي‪ :‬هو كامل في صفات الرجال‪ .‬وإذا وقعت بعد المعرفة كانت حاالً‬ ‫نحو‪" :‬خالدٌ رج ٌل أ ّ‬
‫ي رجل"‪ .‬وال تستعمل إال مضافة وتطابق موصوفها في التذكير‬ ‫ُ‬ ‫منها‪ ،‬نحو‪" :‬مررت بعبد هللاِّ أ ّ‬
‫والتأنيث‪ ،‬تشبيها ً لها بالصفات المشتقات‪ .‬وال تطابقه في غيرهما)‪.‬‬
‫‪ -12‬اس ُم اإلشار ِّة ُمشارا ً به إلى المصدر‪ ،‬سوا ٌء أَأُتب َع بالمصدر‪ ،‬نحو‪" :‬قلتُ ذلكَ القولَ" أم ال‪ ،‬كأن‬
‫سناً؟"‪ ،‬فتقولُ‪" :‬اجتهدتُ ذلك"‪.‬‬ ‫يُقال‪" :‬هل اجتهدتَ اجتهادا ً ح َ‬
‫طلَق‬‫‪ -4‬عام ُل ْال َم ْفعول ال ُم ْ‬
‫ف‪ ،‬نحو‪" :‬أت ِّق ْن عملَك إتقاناً"‪،‬‬‫المتصر ُ‬
‫ّ‬ ‫ق أحد ُ ثالث ِّة عواملَ‪ :‬الفع ُل التام‬ ‫يعم ُل في المفعو ِّل ال ُمطل ِّ‬
‫ومصدره‪ ،‬نحو‪" :‬فرحتُ باجتهادك‬ ‫ُ‬ ‫والصفةُ ال ُمشتقّةُ منهُ‪ ،‬نحو‪" :‬رأيتُهُ ُمسرعا إسراعا عظيما"‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جهنم جحزاؤُكم جزا ًء َموفوراً"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اجتهادا ً حسناً"‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪َّ :‬‬
‫"إن‬
‫‪ -5‬أَحكا ُم المفعو ِّل المطلَق‬
‫للمفعول المطلق ثالثةُ أَحكام‪:‬‬
‫يجب نصبُه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -1‬أنهُ‬
‫ُذكر بعدَه أو قبله‪،‬‬ ‫يجب أن يق َع بعدَ العامل‪ ،‬إن كان للتأكيد‪ .‬فإن كان للنَّوع أو العدَدِّ‪ ،‬جاز أن ي َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -2‬أنهُ‬
‫فيجب ت َقد ُمه على عامل ِّه‪ ،‬كما رأيتَ في أمثلتهما التي تقدّمت‪ .‬وذلكَ‬ ‫ُ‬ ‫إال إن كان استفهاما ً أو شرطاً‪،‬‬
‫صدر الكالم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ألسماء الستفهام والشرط‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ألن‬

‫(‪)406/1‬‬

‫ف عاملُهُ‪ ،‬إن كان نَوعيّا ً أو عدديّاً‪ ،‬لقرين ٍة دالّ ٍة عليه‪ ،‬تقولُ‪" :‬ما جلستَ "‪ ،‬فيقا ُل‬ ‫يجوز أن يُحذَ َ‬
‫ُ‬ ‫‪ -3‬أنهُ‬
‫لستين"‪ ،‬ويُقالُ‪" :‬إنك ال تعتني بعملك"‪ ،‬فتقولُ‪" :‬بلى اعتنا ًء‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫في الجواب‪" :‬بَلى ُجلوسا ً طويالً‪ ،‬أو َج‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ب للح َّج‪َ " :‬ح ّجا ً‬
‫من تأ َّه َ‬‫"سير الصالحينَ "‪ ،‬وتقول‪ِّ :‬ل ْ‬ ‫َ‬ ‫سير سرتَ ؟"‪ ،‬فتقول‪:‬‬ ‫ي ٍ‬ ‫عظيماً"‪ ،‬ويقال‪" :‬أ َّ‬
‫ب"‬
‫عرقو ٍ‬ ‫"خير َمقدَ ٍم"‪ ،‬و ِّلمن يُ ِّعدُ وال يَفي‪َ " :‬مواعيدَ ُ‬
‫َ‬ ‫مبروراً"‪ ،‬و ِّلمن قَد َِّم من سفَر‪" :‬قُدوما ً ُمباركاً" و‬
‫ضب الخيل على اللُّحْ م"‪.‬‬ ‫من ذلك قولهم‪" :‬غ َ‬
‫حذف عامله‪ ،‬على األص َح من مذاهب النحاة‪ ،‬ألنه إنما جيء به‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫المصدر المؤكدَ فال‬‫ُ‬ ‫وأ ّما‬
‫وحذف عامله يُنافي هذا الغرض‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫للتَّقوية والتأكيد‪.‬‬
‫يحذف‬
‫ُ‬ ‫وما ِّجيء به من المصادر نائبا ً عن فعله (أي بدالً من ذكر فعله)‪ ،‬لم ي ُجز ذركُ عامله‪ ،‬بل‬
‫ورعيا*ً‬ ‫يحذف وجوباً‪ ،‬نحو‪" :‬سيقا ً لكَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ذكر عامله‪ ،‬بل‬ ‫ورعياً* صبرا ً على ُ‬ ‫سقيا ً لكَ َ‬ ‫وجوباً‪ ،‬نحو‪َ ":‬‬
‫صبرا ً على الشدائد* أت َوانيا ً وقد َجدَّ قُرناؤكَ ؟* حمدا ً وشكرا ً ال كفراً* عجبا ً لك* َوي ُل الظالمين* تبّا ً‬
‫للخائنينَ * َو ْي َحكَ * أنتَ صديقي حقاً"‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬
‫صبْرا ً * فَما نَ ْي ُل ال ُخلو ِّد ِّب ُم ْست َطاعِّ*‬
‫ت َ‬ ‫*فَصبْرا ً في مجا ِّل ْال َمو ِّ‬
‫النائب عن فعل ِّه‬ ‫ُ‬ ‫‪ْ -6‬ال َمصدَ ُر‬
‫ُذكر بَدالً من التلفظ بفعله‪ .‬وهو على سبع ِّة أنواعٍ‪:‬‬ ‫النائب عن فعله‪ :‬ما ي ُ‬ ‫ُ‬ ‫المصدر‬
‫ُ‬
‫الشر"‪.‬‬‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫مصدر يَق ُع َموق َع األمر‪ ،‬نحو‪" :‬صبرا ً على األذَى في المجد"‪ ،‬ونحو‪" :‬بَلها ً الشر‪ ،‬وبَلهَ‬ ‫ٌ‬ ‫‪-1‬‬
‫(و "بله"‪ :‬مصدر متروك الفعل‪ ،‬وهو منصوب على المصدرية بفعله المهل أو بفعل من معناه تقديره‪:‬‬
‫منوناً‪ .‬كما رأيت‪ .‬وأكثر ما يستعمل اسم فعل أمر بمعنى‬ ‫"أترك"‪ .‬وهو إما أن يستعمل مضافا ً أو ّ‬
‫"أترك")‪.‬‬
‫سكوتا ً ال كالما*ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مصدر يق ُع موق َع النهي‪ ،‬نحو‪" :‬إجتهادا ال كسال‪ِّ ،‬جدا ال ت َوانيا* َمهال ال عجلة* ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫‪-2‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫صبرا ال َجزَ عا"‪ .‬وهو ال يقع إال تابعا لمصدر يُرادُ به األمر كما رأيت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬

‫(‪)407/1‬‬

‫سحقا ً للَّئيم* َجدعا ً‬ ‫ورعياً* ت َعسا ً للخائن* بُعدا ً للظالم‪ُ ،‬‬ ‫سقيا ً لك َ‬‫الدعاء‪ ،‬نحو‪َ " :‬‬ ‫ِّ‬ ‫مصدر يق ُع موق َع‬ ‫ٌ‬ ‫‪-3‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫للخبيثِّ* رحمة للبائس* عذابا للكاذب* شقا ًء للمهمل* بُؤْ سا للكسالن* خَيبة للفاسق* تبّا للواشي*‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫نُكسا ً للمتك ِّبّر"‪.‬‬
‫يظهر أنه‬
‫ُ‬ ‫القياس عليها‪ .‬وهو ما‬‫َ‬ ‫ُقاس على ما َو َردَ من هذه األلفاظ‪ .‬وأجاز األخفش‬ ‫ومن َع سيبويه أن ي َ‬
‫ُّ‬
‫الحق‪.‬‬
‫فالنصب حت ٌم واجب‪ ،‬نحو‪" :‬بُعدَ‬ ‫ُ‬ ‫(وال تُستعمل هذه المصادر مضافة إال في قبيح الكالم‪ .‬فان أضفتها‬
‫خبر له وان لم تُضفها فلك أن‬ ‫ألن المرفوع يكون حينئذ مبتدأ وال َ‬ ‫سحقَهُ"‪ .‬وال يجوز الرفع ّ‬ ‫الظالم و ُ‬
‫ً‬
‫تنصبها‪ ،‬ولك أن ترفعها على اإلبتداء‪ ،‬نحو‪ :‬عذابا له‪ ،‬وعذابٌ له"‪.‬‬
‫ُ‬
‫ع َّرف منها بأل فاالفضل فيه الرفع على اإلبتداء‪ ،‬نحو‪" :‬الخيبة للمفسد")‪.‬‬ ‫والنصب أولى‪ .‬وما ُ‬
‫سهُ"‪.‬‬ ‫ووي َ‬ ‫وو ْي َحهُ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫صادر قد أهملت أفعلها في االستعمال‪ ،‬وهي‪" :‬ويلهُ‪ ،‬وويَبَهُ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عاء َم‬ ‫ومما يُستع َم ُل للدُّ ِّ‬
‫وهي منصوبةٌ بفعلها ال ُمه َمل‪ ،‬أو بفعل من معناها‪.‬‬
‫تقاالن عند الشتم والتوبيخ‪ .‬و "ويح وويس"‪ :‬كلمتا رحمة تقاالن عند‬ ‫ِّ‬ ‫("ويل وويب"‪ :‬كلمتا تهديد‬
‫اإلنكار الذي ال يراد به توبيخ وال شتم؛ وإنما يراد به التنبيه على الخطأ‪ .‬ثم كثرت هذه األلفاظ في‬
‫ت‬
‫االستعمال حتى صارت كالتعجب‪ ،‬يقولها اإلنسان لمن يجب ولمن يبغض‪ .‬ومتى أضفتها لزم ِّ‬
‫النصب‪ ،‬وال يجوز فيها الرفع‪ ،‬الن المرفوع يكون حينئذ مبتدأ وال خبر له‪ .‬وان لم تُضفها فلك أن‬
‫ترفعها‪ ،‬ولك أن تنصبها‪ .‬نحو‪" :‬وي ٌل له ووي ٌح له‪ ،‬وويالً له وويحا ً له" والرفع أولى)‪.‬‬
‫جع‪ ،‬فاألول نحو‪" :‬أ ُجرأة ً على‬ ‫التو ِّ‬
‫مصدر يق ُع بعدَ االستفهام موق َع التوبيخ‪ ،‬أو التع ُّجب‪ ،‬أو َ‬ ‫ٌ‬ ‫‪-4‬‬
‫المعاصي؟"‪ ،‬والثاني كقول الشاعر‪:‬‬
‫ْ‬
‫ي بِّنَا َعش َرا*‬
‫المط ُّ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ض لي َغي ُْر لَ ْيلَ ٍة * فكي َ‬
‫ْف إِّذا َخبَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شوقاً؟ َولَ َّما يَ ْم ِّ‬ ‫*أ َ ْ‬
‫والثالث كقول اآلخر‪:‬‬
‫إن ذا لَعَظيم*‬ ‫ب؟ َّ‬
‫َأي َحبي ٍ‬ ‫غ ْربَةً * َون َ‬ ‫*أ َ ِّس ْجنا ً وقتْالً واشتياقا ً و ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)408/1‬‬

‫وقد يكونُ االستفها ُم ُمقدَّراً‪ ،‬كقوله‪:‬‬


‫ْ‬
‫سِّيادَةِّ وال َمجْ ِّد*‬ ‫ت أ َ ِّ‬
‫ركان ال ّ‬ ‫ْ‬
‫* ُخ ُموالً و ِّإ ْهماالً؟ َو َغي ُْرك ُمولَ ٌع * * بِّت َثبي ِّ‬
‫أي ‪ :‬أخموالً؟ وهو هنا للتوبيخ‪.‬‬
‫سمعا ً‬ ‫ت القرائنُ على عاملها‪ ،‬حتى صارت كاألمثال‪ ،‬نحو‪َ " :‬‬ ‫َّ‬
‫كثر استعمالها‪ ،‬ودل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫صادر مسموعةٌ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ -5‬م‬
‫س َّرةً"‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ع َجبا* ع َجبا لكَ *‪ ،‬ويُقالُ‪ :‬أتفع ُل هذا؟ فتقول‪" :‬أفعلهُ‪ ،‬وكراهة و َم َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شكرا* َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وطاعة* حمدا هلل و ُ‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ورغما وهوانا"‪.‬‬ ‫أو "ال أفعلُهُ وال َكيْدا ً وال ه ّما" و "الفعلنهُ َ‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫شكراً"‪ .‬أ ّما "ال‬ ‫"أشكر هللاَ ً‬
‫ُ‬ ‫إظهار الفعل‪ ،‬نحو‪" :‬أحمد ُ هللاَ حمداً" و‬ ‫ُ‬ ‫أفر ْدتَ "حمدا ً وشكراً" جاز‬ ‫وإذا َ‬
‫ُكفراً" فال يُستعمل إال م َع "حمدا وشكرا"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هلل وبرا َءة ً له مما ال ُ‬
‫يليق‬ ‫هللا"‪ .‬ومعنى "سبحانَ هللا"‪ .‬ت َنزيها ً ِّ‬ ‫هللا‪ ،‬و َمعاذَ ِّ‬ ‫سبحانَ ِّ‬ ‫ومن هذه المصادر " ُ‬
‫ضافين‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫هلل‪ ،‬أي‪ :‬أعوذُ به‪ .‬وال يُستعمالن إال ُم‬ ‫هللا"‪ :‬عياذا ً با ِّ‬ ‫به‪ .‬وعمى " َمعاذَ ِّ‬
‫"حجْ راً"‪ ،‬أي‪ :‬منعاً‪،‬‬ ‫وسكون الجيم ‪ -‬يقال للرجل‪ :‬أتفع ُل هذا؟ فيقولُ‪ِّ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫الحاء‬
‫ِّ‬ ‫"حجْ را ً ‪ -‬بكسر‬ ‫ومنها ِّ‬
‫"حجْ را ً‬ ‫التعوذ‪ :‬ويقولون عند هجوم مكروهٍ‪ِّ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫بمعنى‪ :‬أمن ُع نفسي منه‪ ،‬وأب ِّعدُهُ وأبرأ منه‪ ،‬وهو في معنى‬ ‫ُ‬
‫الخوض‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫محجوراً"‪ ،‬أي‪ :‬منعا ً ممنوعاً‪ .‬والوصف للتأكيد‪ .‬وتقول ِّلمن أراد أن يخوض فيما ال‬
‫حرماً‪.‬‬
‫"حجْ را ً محجوراً"‪ ،‬أي‪ :‬حراما ً ُم َّ‬ ‫يحلُّ‪ِّ :‬‬ ‫يأتي ما ال ِّ‬ ‫فيه‪ ،‬أو أراد أن َ‬
‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫ذاريكَ "‪ .‬وهي ُمثناة ت َثنية يُرادُ‬ ‫َ‬
‫سعدَيك و َحنانَيكَ ودَواليكَ و َح َ‬ ‫َ‬
‫سمعت ُمثناة‪ ،‬نحو‪" :‬لبَّيكَ و َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ومنها مصاد ُر ُ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫التكثير‪ ،‬ال حقيقة التثني ِّة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بها‬

‫(‪)409/1‬‬

‫(و "لبيك وسعديك"‪ :‬يستعمالن في إجابة الداعي‪ ،‬أي‪" :‬أجابة بعد اجابة واسعادا ً بعد اسعاد"‪ ،‬أي كلما‬
‫دعوتني أجبتك وأسعدتك‪ ،‬وال يستعمل "سعديك" إال تابعا ً للبيك‪ .‬ويجوز أن يستعمل لبيك وحده‪ .‬و‬
‫"حنانيك"‪ :‬معناه تحننا ً بعد تحنن‪ .‬ومعنى قولهم‪" :‬سبحان هللا وحنانيه"‪ :‬أسبحه وأسترحمه‪ .‬و‬
‫"دواليك" معناه مداولة بعد مدالة‪ .‬و "حذاريك"‪ :‬معناه حذرا ً بعد حذر)‪.‬‬
‫الوثاقَ ‪ ،‬فإ ّما َمنّا ً‬ ‫شدُّوا َ‬ ‫المصدر الواق ُع تفصيالً ل ُمج َم ٍل قبلَهُ‪ ،‬وت َبيينا ً لعاقبت ِّه ونتيجت ِّه كقوله تعالى‪" :‬فَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪-6‬‬
‫بعدُ‪ ،‬وإ ّما فِّدا ًء" وكقول الشاعر‪:‬‬
‫َ‬
‫س ْو ِّل واأل َم ِّل*‬ ‫ُ‬
‫سدَةٍ * ت ُ ْخشى‪ ،‬وإ َّما بُلو َ‬
‫غ ال ُّ‬ ‫*ألَج َهدَ َّن‪ ،‬فإ َّما دَ ْر َء َم ْف َ‬
‫المجاز‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫لدفع احتمال‬ ‫ِّ‬ ‫لمجرد التأكي ِّد (أيٍ‪ :‬ال‬
‫َّ‬ ‫لمضمون الجملة قبلهُ‪ .‬سوا ٌء أَجي َء ب ِّه‬ ‫ِّ‬ ‫المصدر المؤ ّكدُ‬
‫ُ‬ ‫‪-7‬‬
‫الدافع إرادة َ‬
‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ي الوفا ُء بالعهد َحقا"‪ ،‬أم للتأكيد‬ ‫غير الحقيق ِّة) نحو‪" :‬لكَ عل َّ‬ ‫الكالم ال يحتم ُل َ‬ ‫َ‬ ‫بسبب َّ‬
‫أن‬
‫َ‬
‫األخوة المجازيَّة‪ ،‬وقولكَ ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫المجاز نحو‪" :‬هو أخي حقا"‪ .‬فإن قولكَ ‪" :‬هو أخي" يحتم ُل أنك أردتَ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫لمضمون الجمل ِّة قولهم‪" :‬ال أفعله بَتّا ً وبَتاتا ً وبَتَّةً‬ ‫ِّ‬ ‫"حقّاً‪ ،‬رف َع هذا االحتمال‪ .‬ومن المصدر المؤ ّك ِّد‬
‫والبَتَّةَ"‪.‬‬
‫(ويجوز في همزة "البتة" القطع والوصل‪ ،‬والثاني هو القياس ألنها همزة وصل‪ .‬واشتقاق ذلك من‬
‫البت‪ ،‬وهو القطع المستأصل‪ ،‬ألن من يقول ذلك يقطع بعدم الفعل‪ .‬ويُستعمل من كل أمر يمضي ال‬
‫رجعة فيه وال التواء)‪.‬‬
‫يجوز ذكرهُ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حذف العامل كما رأيتَ ‪ .‬وال‬ ‫ُ‬ ‫يجب فيه‬ ‫ُ‬ ‫فك َّل ما تقد ََّم من هذه المصادر‪ ،‬النائبة عن أفعالها‪،‬‬
‫ألنهاإنما ِّجي َء بها لتكونَ بدالً من أفعالها‪.‬‬

‫(‪)410/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫جمهور‬
‫ٌ‬ ‫المؤ ّكدةِّ (كما زعم‬
‫المصادر َ‬‫ِّ‬ ‫المصدر‪ ،‬الذي يُؤتى ب ِّه بَدالً من التلفظ بفعله‪ ،‬من‬ ‫ُ‬ ‫ليس‬
‫أن َ‬ ‫واعلم ْ‬
‫حذف عامله‪،‬‬‫ُ‬ ‫ً‬
‫مؤكدا لم يَ ُجز‬ ‫المصادر‪ ،‬كما علمتَ ‪ .‬ولو كان َ‬
‫ِّ‬ ‫آخر من‬ ‫من النُّحاةِّ)‪ ،‬وإنما هو ضرب ُ‬
‫بالمصدر ألجله‪ .‬ولو كان‬ ‫فحذف العام ِّل بعدَ ذلك يُنافي ما ِّجي َء‬ ‫تي به ليؤ ّكدَ عاملُه وي ّ ِّ‬
‫ُقوي ِّه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ألنه إنما أ َ‬
‫ذكر العام ِّل‬ ‫ُ‬
‫يجوز ُ‬ ‫العام ِّل معَهُ‪ .‬ولم يَقُ ْل بذلك أحدٌ منهم‪ ،‬مع إجما ِّعهم على أنه‬ ‫ِّ‬ ‫مؤكدا ً لجاز ذكر‬
‫ومصدر ِّه الم َؤك ِّد له معاً‪ .‬نحو‪{ :‬يا أيُّها آمنوا صلُّوا عليه وسلموا تسليماً}‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( المفعو ُل لهُ )‬

‫ث شاركهُ‬ ‫ُذكر ِّعلّةً لحدَ ٍ‬


‫يي ُ‬ ‫مصدر قَلب ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫المفعو ُل لهُ (ويُس ّمى المفعو َل ألجل ِّه‪ ،‬والمفعو َل من أجل ِّه)‪ :‬هو‬
‫الزمان والفاع ِّل‪ ،‬نحو‪" :‬رغبةً" من قولكَ "اغتربتُ َرغبةً في العلم"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫في‬
‫(فالرغبة‪ :‬مصدر قلبي‪ ،‬بين العلة التي من أجلها اغتربت‪ ،‬فان سبب اإلغتراب هو الرغبة في العلم‪,‬‬
‫المصدر (وهو‪ :‬رغبة) في الزمان والفاعل‪ .‬فان زمانهما واحد‬ ‫َ‬ ‫الحدث (وهو‪ :‬اغتربت)‬ ‫ُ‬ ‫وقد شارك‬
‫وهو الماضي‪ .‬وفاعلهما واحد وهو المتكلم‪.‬‬
‫الحواس الباطنة‪ :‬كالتعظيم‬ ‫ّ‬ ‫ُها‬ ‫ؤ‬ ‫ش‬ ‫من‬ ‫التي‬ ‫األفعال‬ ‫من‬ ‫لفعل‬ ‫والمراد بالصدر القلبي‪ :‬ما كان مصدرا ً‬
‫واإلجالل والتحقير والخشية والخوف والجرأة والرغبة والرهبة والحياء والوقاحة والشفقة والعلم‬
‫الحواس الظاهرة وما يتصل بها) كالقراءة والكتابة‬ ‫ّ‬ ‫والجهل‪ .‬ونحوهما‪ .‬ويقابل أفعال الجوارح (أي‬
‫والقعود والقيام والوقوف والجلوس والمشي والنوم واليقظة‪ ،‬ونحوها)‪.‬‬
‫مبحثان‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫وفي هذا المبحث‬
‫َ‬
‫ب المفعو ِّل ألجل ِّه‬ ‫ص ِّ‬ ‫شرو ُ‬
‫ط نَ ْ‬ ‫‪ُ -1‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ُشترط فيه خمسة شروطٍ ‪ .‬فإن ف ِّقدَ شرط منها لم يَ ُجز‬ ‫ُ‬ ‫َعرفتَ ‪ ،‬م ّما َع َّرفنا به المفعو َل ألجل ِّه‪ ،‬أنه ي َ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫صب على أنه مفعول له‪ .‬وهكا تفصي َل شروط‬ ‫ث الفع ِّل يُن َ‬ ‫فليس ك ُّل ما يُذكر بيانا ً لسبب ُحدو ِّ‬ ‫َ‬ ‫نصبُهُ‪.‬‬
‫نصبه‪:‬‬

‫(‪)411/1‬‬

‫‪ -1‬أن يكونَ مصدراً‪.‬‬


‫(فان كان غير مصدر لم يجز نصبه كقوله تعالى‪{ :‬واألرض وضعها لألنام})‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون المصدر قلبياً‪.‬‬
‫(أي‪ :‬من أفعال النفس الباطنة‪ ،‬فان كان المصدر غير قلبي لم يجز نصبه‪ ،‬نحو‪" :‬جئت للقراءة")‪.‬‬
‫ي ُمتَّحدا ً م َع الفعل في الزمان‪ ،‬وفي الفاعل‪.‬‬ ‫مصدر القلب ُّ‬
‫ُ‬ ‫‪ 3‬و‪ -4‬أن يكونَ ال‬
‫(أي)‪ :‬يجب أن يكون زمان الفعل وزمان المصدر واحداً‪ ،‬وفاعلهما واحداً‪ .‬فان اختلفا زمانا ً أو فعالً‬
‫ماض وزمان العلم مستقبل‬ ‫ٍ‬ ‫لم يجز نصب المصدر‪ .‬فاألول نحو‪" :‬سافرت للعمل"‪ .‬فان زمان السفر‬
‫والثاني نحو‪" :‬أحببتك لتعظيمك العلم"‪ .‬إذ أن فاعل المحبة هو المتكلم وفاعل التعظيم هو المخاطب‪.‬‬
‫ومعنى اتحادهما في الزمان أن يقع الفعل في بعض زمان المصدر‪ :‬كجئت حبا ً للعلم‪ ،‬أو يكون أول‬
‫زمان الحدث آخر زمان المصدر‪ :‬كأمسكته خوفا ً من فراره‪ .‬أو بالعكس‪ ،‬كأدبته اصالحا ً له)‪.‬‬
‫ُ‬
‫بحيث‬ ‫المصدر القلبي ال ُمتَّحدُ م َع الفعل في الزمان والفاعل‪ِّ ،‬علَّةً ل ُحصو ِّل الفع ِّل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -5‬أن يكون هذا‬
‫ص ُّح أن يق َع جوابا ً لقولكَ ‪ِّ " :‬ل َم فعلتَ ؟"‪.‬‬
‫يَ ِّ‬
‫(فان قلت‪" :‬جئت رغبة في العلم"‪ ،‬فقولك‪" :‬رغبة في العلم" بمنزلة جواب لقول قائل‪" :‬لم جئت؟"‪.‬‬
‫فان لم يذكر بيانا ً لسبب حدوث الفعل‪ ،‬لم يكن مفعوالً ألجله‪ ،‬بل يكون كما يطلبه العامل الذي يتعلق‬
‫به‪ .‬فيكون مفعوالً مطلقا ً في نحو‪" :‬عظمت العلماء تعظيماً"‪ ،‬ومفعوالً به في نحو "علمتُ الجبن‬
‫معرةً"‪ ،‬ومبتدأ في نحو‪" :‬البخل داء"‪ ،‬وخبرا ً في نحو‪" :‬أدوى األدواء الجهل"‪ ،‬ومجرورا ً في نحو‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫"أي داء أدوى من البخل"‪ ،‬وهلم جراً)‪.‬‬
‫نرزقُهم وإيَّاكم}‪.‬‬ ‫ومثال ما اجتمعت في ِّه الشرو ُ‬
‫ط قولهُ تعالى‪{ :‬وال تقتلوا أوالدَكم خشيةَ إمال ٍ‬
‫ق‪ ،‬نحن ُ‬

‫(‪)412/1‬‬

‫كالالم ومن وفي‪ ،‬فالال ُم‬


‫ِّ‬ ‫المصدر بحرف جر يفيدُ التعليلَ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫جر‬
‫الشروط‪ ،‬وجب ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫شرط من هذه‬ ‫ٌ‬ ‫فإن فُقدَ‬
‫َرزقكم وإيّاهم}‪،‬وفي‪،‬‬ ‫ق نحن ن ُ‬ ‫نحو‪" :‬جئت للكتاب ِّة"‪ ،‬ومن‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬وال ت َقتُلوا أوالدَكم من إمال ٍ‬
‫هي تركتها تأك ُل من خ ِّ‬
‫َشاش‬ ‫النار في ه َِّّرةٍ َحبَستها‪ ،‬ال هي أطعمتها‪ ،‬وال َ‬ ‫ت امرأة ٌ َ‬ ‫كحديثِّ‪" :‬دخل ِّ‬
‫األرض"‪.‬‬
‫ْ‬
‫‪ -2‬أَحكا ُم ال َم ْفعو ِّل لَهُ‬
‫للمفعو ِّل من أجل ِّه ثالثةُ أحكام‪:‬‬
‫كر للتعليل‪ ،‬ولم يَستوف‬ ‫ط نصب ِّه‪ ،‬على أنهُ مفعو ٌل ألجله صري ٌح‪ .‬وإن ذُ َ‬ ‫ب‪ ،‬إذا استوفى شرو َ‬ ‫ص ُ‬ ‫‪ -1‬يُن َ‬
‫ب على أنه مفعو ٌل ألجل ِّه‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الجر ال ُمفي ِّد للتعليل‪ ،‬كما تقد ََّم‪ ،‬واعتبِّ َر أنهُ في مح ّل نص ٍ‬ ‫الشروط‪ُ ،‬ج َّر بحرف ِّ ّ‬ ‫َ‬
‫وغير الصريح‪ ،‬في قوله تعالى‪{ :‬يجعلون أصابعَهم‬ ‫ُ‬ ‫صريح‪ ،‬وقد اجتمع المنصوبان‪ ،‬الصري ُح‬ ‫ٍ‬ ‫غير‬
‫ُ‬
‫صواعق َحذ َر الموت}‪ ،‬وفي قول الشاعر‪:‬‬ ‫َ‬ ‫في آذانهم من ال ّ‬
‫ضى من َمهاب ِّت ِّه * فَال يُ َكلَّ ُم ِّإالَّ ِّحينَ يَبْت ِّس ُم*‬ ‫ُغضي َحيا ًء‪ ،‬و َ‬
‫ُغ‬ ‫ي‬ ‫*ي ِّ‬
‫(فقوله تعالى‪{ :‬من الصواعق} في موضع نصب على أنه مفعول ألجله غير صريح‪ .‬وقوله‪{ :‬حذر}‬
‫مفعول الجله صريح‪ .‬وقول الشاعر‪" :‬حياء" مفعول ألجله صريح‪ .‬وقوله‪" :‬من مهابته" في محل‬
‫نصب على أنه مفعول له غير صريح‪ .‬ونائب فاعل "يغضى" ضمير مستتر يعود على مصدره‬
‫المقدّر‪ .‬والتقدير‪" :‬يغضى اإلغضا ُء"‪ .‬وال يجوز أن يكون "من مهابته" في موضع نائب الفاعل‪ ،‬الن‬
‫قام الفاعل‪ ،‬لئال تزول داللته على العلة‪ .‬وقد عرفت في مبحث نائب الفاعل (في‬ ‫المفعول له ال يُقام ُم َ‬
‫الجزء الثاني) أن المجرور بحرف الجر ال ينوب عن الفاعل؛ ان ُج ّر بحرف جر يفيد التعليل)‪.‬‬
‫الجر‪ ،‬نحو‪" :‬رغبةً في العلم‬ ‫َّ‬ ‫صب أم ُج َّر بحرف‬ ‫يجوز تقدي ُم المفعو ِّل ألجل ِّه على عامله‪ ،‬سوا ٌء أَنُ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫أتيتُ " و "لل ِّت ّجار ِّة سافرتُ "‪.‬‬
‫ث‬‫وجرهُ‪ .‬وهو في ذلك على ثال ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫يجوز نصبُهُ‬ ‫ط نصب ِّه‪ ،‬بل‬ ‫نصب المصدر ال ُمستوفي شرو َ‬ ‫ُ‬ ‫يجب‬
‫ُ‬ ‫‪ -3‬ال‬
‫صور‪:‬‬ ‫َ‬
‫(‪)413/1‬‬

‫الناس احتراما ً للعالم"‪ .‬وقد يُ َج ُّر على‬ ‫ُ‬ ‫"وقف‬


‫َ‬ ‫فاالكثر نصبُهُ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫تجردَ من "أَل" واإلضافة‪،‬‬ ‫‪ -1‬أن يَ َّ‬
‫قلَّةٍ‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫َص ْر*‬ ‫ناصري ِّه يَ ْنت ِّ‬ ‫* َم ْن أ َ َّم ُك ْم‪ِّ ،‬ل َر ْغبَ ٍة فِّي ْكم‪ُ ،‬ج ِّب ْر * و َم ْن ت َكونُوا ِّ‬
‫ب على قل ِّة‬ ‫ص ُ‬‫بحرف الجر‪ ،‬نحو‪" :‬سافرتُ للرغبة في العلم"‪ .‬وقد يُن َ‬ ‫ِّ‬ ‫فاألكثر جرهُ‬
‫ُ‬ ‫‪ -2‬أن يقترنَ بأل‪،‬‬
‫كقول ِّه‪:‬‬
‫عداء*‬ ‫َ‬
‫الت ُز َم ُر األ ِّ‬ ‫َ‬
‫عن ال َهيْجاء * َول ْو‪ :‬ت ََو ْ‬ ‫ْ‬ ‫*ال أ َ ْقعُدُ‪ ،‬ال ُجبْنَ ‪ِّ ،‬‬
‫الجر‪ ،‬تقول‪" :‬تركتُ المن َك َر خَشيةَ هللاِّ‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬ ‫وجره بحرف‬ ‫ُّ‬ ‫فاألمران سوا ٌء‪ ،‬نصبُهُ‬
‫ِّ‬ ‫ُضاف‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪ -3‬أن ي‬
‫لخشي ِّة هللا‪ ،‬أو من خشي ِّة هللاِّ"‪ .‬ومن النصب قولهُ تعالى‪{ :‬يُنفقونَ أموالَ ُه ُم ابتغا َء َمرضاةِّ هللاِّ}‪ ،‬وقولُ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫َكرما*‬‫ئيم ت ُّ‬ ‫شتْ ِّم اللَّ ِّ‬
‫ض َع ْن َ‬ ‫ُ‬
‫ِّخارهُ * وأع ِّْر ُ‬‫كريم ادّ َ‬ ‫*وأ َ ْغ ِّف ُر َع ْورا َء ْال ِّ‬ ‫َ‬
‫{وإن منها ل َما يَه ِّبط من خشي ِّة هللاِّ}‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الجر قوله سبحانَهُ‪:‬‬ ‫ومن ِّ ّ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ضمن العنوان ( المفعو ُل فيه )‬

‫ظ ْرفا ً‬
‫س َّمى َ‬
‫وهو ال ُم َ‬
‫لبيان زمان الفعل أو مكان ِّه‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُذكر‬
‫نتصب على تقدير "في"‪ ،‬ي ُ‬‫ُ‬ ‫المفعو ُل فيه (ويُس ّمى ظرفاً)‪ :‬هو اس ٌم يَ‬
‫(أما اذا لم يكن على تقدير "في" فال يكون ظرفاً‪ ،‬بل يكون كسائر االسماء‪ ،‬على حسب ما يطلبه‬
‫العامل‪ .‬فيكون مبتدأ وخبراً‪ ،‬نحو‪" :‬يومنا يو ٌم سعيد"‪ ،‬وفاعالً‪ ،‬نحو‪" :‬جاء يو ُم الجمعة"‪ ،‬ومفعوالً به‪،‬‬
‫أيام شبابك"‪ .‬ويكون غير ذلك‪ ،‬وسيأتي بيانه‪.‬‬ ‫نحو‪" :‬ال تضيع َ‬
‫ً‬
‫والظرف‪ ،‬في االصل‪ ،‬ما كان وعاء لشيء‪ .‬وتسمى االواني ظروفان النها أوعية لما يجعل فيها‪،‬‬
‫ألن االفعال تحصل فيها‪ ،‬فصارت كاالوعية لها)‪.‬‬ ‫وسميت االزممنة واالمكنة "ظروفاً"‪ّ .‬‬
‫وظرف مكان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ان‪،‬‬
‫ظرف زم ٍ‬ ‫ُ‬ ‫قسمان‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫وهو‬
‫الحدث نحو‪" :‬سافرتُ ليالً"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ت وق َع فيه‬ ‫فظرف الزمان‪ :‬ما يَ ْد ُّل على وق ٍ‬ ‫ُ‬
‫الحدث‪ ،‬نحو‪" :‬وقفتُ تحتَ َعلَ ِّم العلم"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫مكان وق َع فيه‬‫ٍ‬ ‫على‬ ‫ُّ‬
‫ل‬ ‫يد‬ ‫ما‬ ‫المكان‪:‬‬ ‫وظرف‬
‫ُ‬

‫(‪)414/1‬‬

‫والمختص أيضاً)‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫والظرف‪ ،‬سوا ٌء أكانَ زمانيا ً أم مكانياً‪ ،‬إما ُمب َه ٌم أو محودٌ (ويقال للمحدود‪ :‬ال ُم َوقَتُ‬ ‫ُ‬
‫غير ُمتصرفٍ ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أو‬ ‫ف‬‫وإما ُم ّ ٌ‬
‫تصر‬
‫َ‬
‫مباحث‪:‬‬ ‫وفي هذا الباب ثمانيةُ‬
‫ْ‬
‫رف ال َمحْ دُود‬ ‫َّ‬
‫رف ال ُم ْب َه ُم والظ ُ‬ ‫الظ ُ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫وحين ووق ٍ‬
‫ت‬ ‫ٍ‬ ‫الزمان‪ :‬ما د َّل على قَد ٍْر من الزمان غير ُمعي ٍَّن‪ ،‬نحو‪" :‬أب ٍد وأم ٍد‬ ‫ِّ‬ ‫ظروف‬
‫ِّ‬ ‫ال ُمب َهه ُم من‬
‫وزمان"‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ويوم‬
‫ٍ‬ ‫ت ُمقد ٍَّر ُمعَي ٍَّن محدودٍ‪ ،‬نحو‪" :‬ساع ٍة‬ ‫المختص)‪ :‬ما د َّل على وق ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫والمحدودُ منها (أو ال ُموقتُ أو‬
‫وعام"‪.‬‬ ‫وشهر وسن ٍة‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وليل ٍة وأسبوعٍ‬
‫ضيف من الظروف ال ُمب َهم ِّة إلى ما يزي ُل إبها َمهُ‬ ‫َ‬ ‫ومنه أسما ُء الشهور والفُصو ِّل وأيام األسبوع وما أ ُ‬
‫ت الصيف‪.‬‬ ‫الربي ِّع ووق ِّ‬ ‫كزمان َّ‬ ‫ِّ‬ ‫شيو َعهُ‪:‬‬ ‫و ُ‬
‫بالحس الظاهر‪،‬‬ ‫ِّ ّ‬ ‫غير ُمعي ٍَّن (أي‪ :‬ليس له صورة ٌ َ‬
‫تدركُ‬ ‫مكان ِّ‬‫ٍ‬ ‫وال ُمبه ُم من ظروف المكان‪ :‬ما د َّل على‬
‫مين‪ ،‬ويَسار‬ ‫َلف) ويَ ٌ‬ ‫ُ‬
‫وهي‪" :‬أما ٌم (ومثلها قُدَّا ٌم) وورا ٌء (ومثلها خ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ت الستَّ ‪،‬‬ ‫وال ُحدودٌ لصورةٍ) كالجها ِّ‬
‫وكيلومتر‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫رسخ وبَري ٍد وقَصب ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫كمي ٍل وفَ‬ ‫وكأسماء المقادير المكانيّة‪ِّ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫(ومثلُها شمال) وفَوق وتحت"‪،‬‬
‫ومكان وناحيةٍ‪ ،‬ونح ِّوها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬
‫ونحوها‪ ،‬وكجان ٍ‬
‫ب وجه ٍة وناحيةٍ‪ .‬ومنه ما‬ ‫الست‪ ،‬وجان ٍ‬‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ً‬
‫المكان والمساف ِّة معا‪ :‬كالجها ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ومن ال ُمب َه ِّم ما يكونُ ُم َ‬
‫بهم‬
‫ٌ‬
‫كأسماء المقادير‪ ،‬فهي شبيهة بال ُمبهم من جه ِّة أنها ليست أشيا َء‬ ‫ِّ‬ ‫المكان ُمعينَ المساف ِّة‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫يكونُ ُم َ‬
‫بهم‬
‫ُمعيَّنةً في الواقع‪ ،‬ومحدودة من حيث أنها ُمعيّنة المقدار‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫(فمكان الجهات الست غير معين لعدم لزومها بقعة بخصوصها‪ ،‬النها أمور اعتبارية أي‪ :‬باعتبار‬
‫الكائن في المكان‪ ،‬فقد يكون خلفك أماما ً لغيرك؛ وقد تتحول فينعكس االمر‪ .‬وهكذا مقدارها‪ ،‬أي‬
‫مسافتها ليس له أمد معلوم‪ .‬فخلفك مثالً اسم لما وراء ظهرك الى ما ال نهاية‪ .‬أما أسما ُء المقادير فهي‪،‬‬
‫وان كانت معلومة المسافة والمقدار‪ .‬ال تلزم بقعة بعينها‪ ،‬فابهامها من جهة أنها ال تختص بمكان‬
‫معين)‪.‬‬

‫(‪)415/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫مكان معي ٍَّن‪ ،‬أي‪ :‬له صورة محدودةٌ‪ ،‬محصورةٌ‪ٍ :‬‬
‫كدار‬ ‫ٍ‬ ‫والمختص منها (أو المحدود ُ)‪ :‬ما د َّل على‬
‫واألنهار والبحار‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ب ومسج ٍد وبلدٍ‪ .‬ومنهُ أسما ُء البال ِّد والقُ َرى والجبال‬ ‫ومدرس ٍة ومكت ٍ‬
‫ف‬ ‫رف َغي ُْر ال ُمت َ َ‬
‫ص ِّ ّر ِّ‬ ‫والظ ُ‬‫َّ‬ ‫ف‬ ‫َصر ُ‬ ‫ف ال ُمت ِّ ّ‬ ‫الظ ْر ُ‬‫‪َّ -2‬‬
‫وغير ظرفٍ ‪ .‬فهو يُفارق الظرفيّة إلى حال ٍة ال تُشب ُهها‪ :‬كأن‬ ‫َ‬ ‫المتصرف‪ :‬ما يُستعم ُل ظرفا ً‬ ‫ُ‬ ‫رف‬‫الظ ُ‬ ‫ّ‬
‫ويوم وسن ٍة وليل"‪ ،‬ونحوها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫"شهر‬
‫ٍ‬ ‫نحو ذلك‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫يُستعم َل مبتدأ أو خبرا ً أو فاعالً أو مفعوالً به‪ ،‬أو َ‬
‫شر شهراً‪.‬‬ ‫ع َ‬ ‫ُ‬
‫غير ظرف‪" :‬السنة اثنا َ‬ ‫فمثالُها ظرفاً‪" :‬سرتُ يوما ً أو شهرا ً أو سنةً أو ليالً"‪ .‬ومثالها َ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫قدومكَ ‪ .‬وانتظرتُ ساعة لقائك‪ .‬ويو ُم الجمعة يو ٌم‬ ‫ِّ‬ ‫وسرني يو ُم‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫لشهر ثالثون يوما واللي ُل طويل‪.‬‬ ‫وا ُ‬
‫ُمباركٌ "‪.‬‬
‫نوعان‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫تصرف‬
‫ِّ‬ ‫غير ال ُم‬‫والظرف ُ‬ ‫ُ‬
‫ض‬‫ْ ُ‬ ‫وعو‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫"‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫منصوب‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ظرف‬ ‫إال‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ُستع‬ ‫ي‬ ‫فال‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫ابد‬ ‫ة‬
‫ّ ِّ‬ ‫ي‬ ‫الظرف‬ ‫على‬ ‫النصب‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ُالز‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫ُ‪:‬‬
‫ل‬ ‫األو‬ ‫النّو ُ‬
‫ع‬
‫ب من الظروف‪ :‬كصبا َح مسا َء ولي َل‬ ‫باح وذاتَ ليل ِّة"‪ .‬ومنه ما ُر ِّ ّك َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫وبَينا وبينما وإذا وأَيَّانَ وأنّى وذا َ‬
‫ليلَ‪.‬‬
‫الجر بمن أو إلى أو حتى أو ُمذ أو ُمنذُ‪ ،‬نحو‪" :‬قَبل‬ ‫النصب على الظرفيّة أو ِّ ّ‬ ‫َ‬ ‫النوع الثاني‪ :‬ما يَلزَ ُم‬
‫وبَعدَ وفوق وتحت ولدَى َولد ُْن وعندَ ومتى وأينَ وهُنا وث َ َّم وحيث واآلن"‪.‬‬
‫جر "قبل وبعد" بمن‪ ،‬من حروف الجر‪ .‬وتُجر "فوق وتحت" بمن والى‪ .‬وتجر "لدى ولدن وعند"‬ ‫(وت ُ ّ‬
‫بمن‪ .‬وتجر "متى" بالى وحتى‪ .‬وتجر "أين وهنا وثم وحيث" بمن والى‪ .‬وقد تجر "حيث" بفي أيضا‪ً.‬‬
‫وتجر "اآلن" بمن والى ومذ ومنذ‪ .‬وسيأتي شرح ذلك)‪.‬‬
‫ف‬
‫الظ ْر ِّ‬‫ب َّ‬ ‫ص ُ‬ ‫‪ - 3‬نَ ْ‬
‫الزماني ُمطلقاً‪ ،‬سوا ٌء أكانَ ُمب َهما ً أم محدوداً‪ ،‬أي‪ُ ( :‬مختصاً)‪ ،‬نحو‪" :‬سرتُ حيناً‪،‬‬ ‫رف َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الظ‬ ‫ب‬
‫ص ُ‬ ‫يُن َ‬
‫وسافرتُ ليلةً"‪ ،‬على شرط أن يَتضمنَ معنى (في)‪.‬‬
‫(فان لم يتضمن معناها‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء يو ُم الخميس‪ .‬ويو ُم الجمعة يو ٌم مبارك‪ .‬واحترم ليلةَ القدر"‪،‬‬
‫وجب أن تكون على حسب العوامل)‪.‬‬

‫(‪)416/1‬‬

‫شيئان‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ب من ظروف المكان إال‬ ‫ص ُ‬‫وال يُن َ‬
‫المنبر"‪ ،‬والثاني‬ ‫أمام ِّ‬
‫َ‬ ‫‪ -1‬ما كان منها ُمب َهماً‪ ،‬أو ِّشب َههُ‪ُ ،‬مت َض ّمنا ً معنى (في)‪ ،‬فاألول نحو‪" :‬وقفتُ‬
‫نحو‪" :‬سرتُ فرسخاً"‪.‬‬
‫ألف متر"‪ .‬وجب أن يكون على حسب‬ ‫والكيلومتر ُ‬
‫ُ‬ ‫(فإن لم يتضمن معناها نحو‪" :‬الميل ثلث الفرسخ‪،‬‬
‫العوامل)‪.‬‬
‫ّ‬
‫صب بفعل ِّه ال ُمشتق منهُ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫شرط أن يُن َ‬
‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫‪ -2‬ما كان منها ُمشتقا‪ ،‬سوا ٌء أكان ُمبهما أم محدودا‪ ،‬على‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫مذهب ذَ ِّوي العق ِّل"‪.‬‬
‫َ‬ ‫مجلس أَهل الفضل‪ .‬وذهبتُ‬ ‫َ‬ ‫"جلستُ‬
‫وجب َج ُّرهُ نحو‪" :‬أَقمتُ في مجلسك‪ .‬وسرتُ في مذهبكَ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫غير ما اشت ُ َّق منهُ عاملُهُ‬ ‫فإن كان من ِّ‬
‫ي ال يقاس‬ ‫ط الث ُّ َريّا"‪ ،‬فسما ِّع ٌّ‬
‫األمر ُمنا َ‬
‫ُ‬ ‫ب‪ .‬وهذا‬‫وفالن َمز َج َر الكل ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫وأ َ ّما قولُهم‪" :‬هو مني َمقعَدَ القابل ِّة‪.‬‬
‫عليه‪.‬‬
‫ط الثريا"‪ .‬فمقعد ومزجر ومناط‪ :‬منصوبات‬ ‫ومزجر الكلب ومنا َ‬ ‫َ‬ ‫"مستقر مقعد القابلة‬
‫َّ‬ ‫(والتقدير‪:‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫اشتقاقهن شاذا)‪.‬‬ ‫نصبهن بعامل من غير مادّة‬ ‫ّ‬ ‫بمستقر‪ ،‬وهن غير مشتقات منه‪ ،‬فكان‬
‫ق‪ ،‬لم ي ُجز نصبُه‪ ،‬بل يجب َج ُّرهُ بِّ ِّفي‪ ،‬نحو‪" :‬جلستُ‬ ‫غير ُمشت ٍ‬ ‫وما كان من ظروف المكان محدوداً‪َ ،‬‬
‫الدار‪ .‬وأَقمتُ في البلد‪ .‬وصلَّيتُ في المسجد"‪ .‬إالَّ إذا وق َع بعدَ "دخ َل ونَزَ َل وسكنَ " أَو ما ي ُّ‬
‫ُشتق‬ ‫في ِّ‬
‫الشام"‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫منها‪ ،‬فيجوز نصبُهُ‪ ،‬نحو‪" :‬دخلتُ المدينة‪ .‬ونزَ لتُ البلدَ‪ .‬وسكنتُ‬ ‫ُ‬
‫(وبعض النحاة ينصب مثل هذا على الظرفية والمحققون ينصبونه على التوسع‪ ،‬في الكالم باسقاط‬
‫الخافض‪ ،‬ال على الظرفية‪ ،‬فهو منتصب انتصاب المفعول به على السعة‪ ،‬باجراء الفعل الالزم‬
‫غير المشتقة يُنصب بكل فعل‪ ،‬ومثل هذا ال‬ ‫الن ما يجوز نصبه من الظروف ُ‬ ‫ُمجرى المتعدي‪ .‬وذلك ّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الدار‪ ،‬وال صليتُ المسجدَ‪ ،‬وال أقمتُ البلدَ" كما يقال‪:‬‬
‫َ‬ ‫ينصب اال بعوامل خاصة‪ ،‬فال يقال‪" :‬نمت‬
‫"نمت عندك‪ .‬وصليت أمام المنبر‪ .‬وأقمتُ يمينَ الصف")‪.‬‬
‫‪ -4‬ناصب َّ‬
‫الظ ْرف (أي العام ُل فيه)‬

‫(‪)417/1‬‬

‫ظاهر‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ث الواقع فيه من فع ٍل أو ِّشبه ِّه‪ .‬وهو إ ّما‬ ‫هو الحدَ ُ‬ ‫النصب)‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫رف (أي العام ُل فيه‬ ‫الظ ِّ‬ ‫ناصب َّ‬ ‫ُ‬
‫يوم السبتِّ"‪ .‬وإ ّما‬ ‫ٌ َ‬ ‫مسافر‬ ‫ٌ‬ ‫د‬ ‫وخال‬ ‫لديك‪.‬‬ ‫واقف‬‫ٌ‬ ‫وأنا‬ ‫‪.‬‬‫الخميس‬
‫ِّ‬ ‫يوم‬
‫َ‬ ‫متُ‬ ‫ص‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬‫ر‬‫َ ِّ‬ ‫ب‬ ‫ن‬‫الم‬
‫ِّ‬ ‫أمام‬ ‫"جلستُ‬ ‫نحو‪:‬‬
‫"ساعتين"‪ ،‬لمن قال لك‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫"فرسخين"‪ ،‬جوابا ً لمن قال لكَ ‪" :‬كم سرتَ ؟"‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُمقد ٌَّر جوازاً‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫كائن عندَك"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫"كم مشيتَ ؟"‪ .‬وإ ّما ُمقد ٌَّر وجوباً‪ ،‬نحو‪" :‬أنا عندَك"‪ .‬والت َّ ُ‬
‫قدير‪" :‬أنا‬
‫الظرف‬ ‫‪ُ -5‬متَعَلَّق َّ‬
‫حرف الجر إلى‬ ‫ْ‬ ‫صب من الظروف يحتا ُج إلى ما يتعلّ ُق ب ِّه‪ ،‬من فع ٍل أو ِّشبهه‪ ،‬كما يحتا ُج‬ ‫ك ُّل ما نُ َ‬
‫ً‬
‫مذكور‪ ،‬نحو‪" :‬غبتُ شهرا‪ .‬وجلستُ تحت الشجرة"‪ .‬وإ ّما محذوف جوازا أو‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ذلك‪ .‬و ُمتعلَّقُهُ إ ّما‬
‫وجوباً‪.‬‬
‫العلماء"‪ ،‬في جواب من قال‪ :‬أينَ‬ ‫ِّ‬ ‫إن كان كونا ً خاضاً‪ ،‬ود َّل عليه دليلٌ‪ ،‬نحو‪" :‬عندَ‬ ‫ف جوازاً‪ْ ،‬‬ ‫فيُحذَ ُ‬
‫أجلس؟"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ث مسائلٌ‪:‬‬ ‫ف وجوبا ً في ثال ِّ‬ ‫َ‬
‫ويُحذ ُ‬
‫َّ‬
‫‪ -1‬أن يكون كونا ً ع ّما ً يَصلُ ُح ألن يُرادَ به ك ُّل َحدَثٍ‪ :‬كموجو ٍد وكائن وحاصل‪ .‬ويكونُ المتعلق المقد َُّر‬
‫أقدام األمهاتِّ" وإ ّما صفةً‪ ،‬نحو‪" :‬مررتُ‬ ‫الغصن‪ .‬والجنةُ تحت ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫"العصفور فوقَ‬‫ُ‬ ‫إ ّما خبراً‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫صلة للموصو ِّل‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ب"‪ .‬وإ ّما ِّ‬ ‫ً‬
‫برجل عندَ المدرس ِّة"‪ .‬وإ ّما حاال‪ ،‬نحو‪" :‬رأيتُ الهال َل بين السحا ِّ‬
‫صل ويَحصلُ‪ ،‬وكان‬ ‫ً‬
‫يجب أن يُقد ََّر فعال‪ ،‬كح َ‬ ‫ُ‬ ‫أن ُمتعلّق الصل ِّة‬ ‫غير َّ‬ ‫الخبر اليقينُ"‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫ض َر َم ْن عندَهُ‬ ‫" َح َ‬
‫ب كونِّها جملة‪ً.‬‬ ‫وو ِّجد ويُو َجدُ‪ ،‬لوجو ِّ‬ ‫ويكون‪ُ ،‬‬
‫المتأخر بالعمل في ضميره‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الظرف منصوبا على االشتغال‪ ،‬بأن يشتغ َل عنهُ العام ُل‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫‪ -2‬أن يكونَ‬
‫صمتُ فيه‪ .‬ووقت الفجر سافرتُ فيه"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الخميس‬ ‫نحو‪" :‬يوم‬
‫(فيوم ووفت‪ :‬منصوبان على الظرفية بفعل محذوف‪ ،‬الشتغال الفعل المذكور عن العمل فيهما بالعمل‬
‫في ضميرهما‪ .‬والفعل المحذوف مقدَّر من لفظ الفعل المذكور غير أنه يجوز التصريح به؛ كما علمت‬
‫في باب االشتغال)‪.‬‬

‫(‪)418/1‬‬

‫ذكرهُ‪ ،‬كقولهم‪" :‬حينئ ٍذ اآلنَ "‪ ،‬أي‪" :‬كان ذلك حينئذٍ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫يجوز ُ‬ ‫‪ -3‬أن يكون المتعلَّ ُق مسموعا ً بالحذف‪ ،‬فال‬
‫فاسمع اآلنَ "‪.‬‬‫ِّ‬
‫سمع هكذا محذوفاً‪ .‬وهذا كالم يقال لمن‬ ‫(فحينئذ واآلن‪ :‬منصوب كل منهما بفعل محذوف وجوباً؛ ألنه ُ‬
‫تقادم زمانه لينصرف عنه الى ما يعنيه اآلن)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ذكر أمرا ً قد‬
‫ف‬‫الظ ْر ِّ‬ ‫نائب َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-6‬‬
‫ب على أنهُ َمفعو ٌل في ِّه ‪ -‬أحد ست ِّة أشيا َء‪:‬‬‫ص ُ‬
‫رف ‪ -‬فيُن َ‬ ‫ّ‬
‫ينوب عن الظ ِّ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫النهار‪ ،‬أو كل الف ْرسخِّ‪ ،‬أو‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫كل‬ ‫"مشيتُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الظرف‪ ،‬م ّما دَل على كليّ ٍة أو بعضيّة‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ضاف إلى‬ ‫ُ‬ ‫‪ -1‬ال ُم‬
‫ضهما‪ ،‬أو نصفَ ُهما‪ ،‬أو ُربعَ ُهما"‪.‬‬ ‫َ َ‬‫ع‬ ‫ب‬ ‫أو‬ ‫ما‪،‬‬ ‫ه‬
‫ّ ُ‬ ‫ت‬ ‫م‬‫عا‬ ‫أو‬ ‫ما‬ ‫ه‬
‫جميعَ ُ‬
‫ي الدار"‪.‬‬ ‫صفتُهُ‪ ،‬نحو‪" :‬وقفتُ طويالً من الوقت وجلستُ شرق َّ‬ ‫‪ِّ -2‬‬
‫اليوم مشيا ً ُمت ِّعباً‪ .‬وانتبذت تلكَ الناحية"‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -3‬اسم اإلشارة‪ ،‬نحو‪" :‬مشيتُ هذا‬
‫المضاف إليه‪ ،‬نحو‪" :‬سافرتُ ثالثين يوماً‪ .‬وسرتُ أربعين فرسخاً‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بالظرف‪ ،‬أو‬
‫ِّ‬ ‫‪ -4‬العدَدُ الم َمي ُّز‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الدار ستةَ أيام‪ ،‬وسرت ثالثة فراسخَ"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ولزمتُ‬
‫رف‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الظ‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ُح‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫مصدر‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫مضاف‬ ‫الظرف‬ ‫يكون‬ ‫بأن‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬‫رف‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫الظ‬ ‫المتضمنُ‬ ‫المصدر‬
‫ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫الشمس"‪.‬وأكثر ما‬
‫ُ‬ ‫المصدر (وهو المضاف ِّإليه) َمقا َمهُ‪ ،‬نحو‪" :‬سافرتُ وقتَ طلوعِّ‬ ‫ُ‬ ‫المضاف‪ ،‬ويقوم‬
‫ب‪.‬‬
‫الرك ِّ‬ ‫قدوم َّ‬
‫َ‬ ‫يُفع ُل ذلك بظروف الزمان‪ ،‬بشرط أن تُعيَّن وقتا ً أو مقداراً‪ .‬فما يُعيّن وقتا ً مثل‪" :‬قَدِّمتُ‬
‫صفحتين‪ ،‬أو‬
‫ِّ‬ ‫العصر"‪ ،‬وما يُعيّنُ مقدارا ً مثل‪" :‬انتظرتُكَ كتابةَ‬ ‫ِّ‬ ‫جم‪ .‬وجئتكَ صالة َ‬ ‫وكان ذلك ُخفُوقَ النّ ِّ‬
‫ركعتين من الصالة‪.‬‬‫ِّ‬ ‫المطر‬
‫ُ‬ ‫ورجو َعكَ منها‪ .‬ونَزَ َل‬ ‫داركَ ُ‬ ‫ث صفحاتٍ‪ .‬ونمتُ ذهابَكَ إلى ِّ‬ ‫قرا َءة َ ثال ِّ‬
‫المسافر"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫وأقمت في البلد راحة‬
‫نحو المسجدِّ"‪.‬‬‫وقد يكون ذلك في ظروف المكان‪ ،‬نحو‪" :‬جلستُ قربَكَ ‪ .‬وذهبتُ َ‬
‫الزمان‪ ،‬على تضمينها معنى (في)‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ظروف‬
‫ِّ‬ ‫نصب‬
‫َ‬ ‫ألفاظ مسموعةٌ توسعُوا فيها‪ ،‬فنصبوها‬ ‫ٌ‬ ‫‪-6‬‬
‫"أحقّا ً أنك ذاهبٌ ؟"‪ .‬واألصل "أفي َح ّق؟"‪ .‬وقد نُ ِّطقَ بفي في قوله‪:‬‬

‫(‪)419/1‬‬

‫َواك َوال خ َْم ُر*‬ ‫ق أَني ُم ْغ َر ٌم بِّ ِّك هائِّ ٌم * وأَنَّ ِّك ال َخ ٌّل ه ِّ‬ ‫*أَفي ْال َح ّ ِّ‬
‫ظ ّن مني أنكَ قاد ٌم"‪.‬‬ ‫حق‪ .‬وج َهدَ رأيي أنكَ ُمصيبٌ ‪ .‬و َ‬ ‫"غير شَك اني على ّ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ونحو‪:‬‬
‫فائدة‬
‫صمتُ فيه"‪،‬‬ ‫لخميس ُ‬‫ِّ‬ ‫"يوم ا‬‫َ‬ ‫يجب جرهُ بفي نحو‬ ‫ُ‬ ‫ب على الظرفيّة‪ ،‬بل‬ ‫ص ُ‬ ‫رف ال يُن َ‬ ‫الظ ِّ‬ ‫ضمير ّ‬ ‫َ‬ ‫اعل ُم َّ‬
‫أن‬
‫الجار على أنهُ مفعو ٌل به‬ ‫ِّ ّ‬ ‫صمتُهُ"‪ ،‬إال إذا لم تض ّمنهُ معنى (في)‪ ،‬فلكَ أن تنصبه بإسقاط‬ ‫وال يُقالُ‪ُ " :‬‬
‫سليما ً وعامراً"‪.‬‬ ‫ش ِّهدناهُ ُ‬ ‫"ويوم َ‬
‫ٍ‬ ‫صمتُهُ"‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫الخميس ُ‬‫ِّ‬ ‫سعاً‪ ،‬نحو‪" :‬إذ جا َء يو ُم‬ ‫ت ََو ُّ‬
‫(فقد جعل الضمير في "شهدناه" مفعوال به على التوسع باسقاط حرف الجر‪ .‬واألصل "ويوم شهدنا‬ ‫ً‬
‫فيه عامرا ً وسليماً")‪.‬‬
‫رف ْال َم ْبنِّي‬ ‫والظ ُ‬ ‫َّ‬ ‫رف ال ُم ْع َرب‬ ‫الظ ُ‬ ‫‪َّ -7‬‬
‫عربةٌ ُمتغيرة ُ اآلخر‪ ،‬إال ألفاظا ً محصورةً‪ ،‬منها ما هو للزمان‪ ،‬ومنها ما هو للمكان‪،‬‬ ‫الظروف كلها ُم َ‬ ‫ُ‬
‫ومنها ما يُستع َم ُل لهما‪.‬‬
‫ض وبَينا‬‫ع ْو ُ‬‫طو َ‬‫وأمس واآلن و ُمذ و ُمنذُ وقَ ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫بالزمان‪ :‬إذا ومتى وأيانَ وإ ْذ‬ ‫ِّ‬ ‫صةُ‬‫روف المبنيّةُ المخت َّ‬ ‫ُ‬ ‫فال ُ‬
‫ظ‬
‫وكيف وكيفما ول َّما"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وريْثما‬ ‫ْث َ‬ ‫وري ُ‬ ‫وبَينما َ‬
‫يوم"‪.‬‬
‫ويوم َ‬
‫َ‬ ‫نهار‪،‬‬ ‫ونهار َ‬
‫َ‬ ‫"زرنا صبَا َح مسا َء‪َ ،‬وليل لَيلَ‪،‬‬ ‫ب من ظروف الزمان‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬ ‫ومنها ما ُر ِّ ّك َ‬
‫نهار‪ ،‬وك ّل ٍ‬
‫يوم‪.‬‬ ‫صباح‪ ،‬وك َّل مساءٍ ‪ ،‬وك َّل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫والمعنى‪ :‬ك َّل‬
‫َ‬
‫"حيث وهُنا وث َّم وأينَ "‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بالمكان هي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫والظروف المبنيّة المختصة‬ ‫ُ‬
‫ت الستّ ‪.‬‬ ‫أسماء الجها ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ً‬
‫ومنها ما قط َع عن اإلضاف ِّة لفظا من‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫والمكان هي‪" :‬أنى َولدَى ولدُن"‪ .‬ومنها "قب ُل وبعدُ"‪ ،‬في‬‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫الزمان‬
‫ِّ‬ ‫والظروف المبنيّةُ المشتركةُ بينَ‬
‫بعض األحوال‪.‬‬
‫وسيأتي شر ُح ذلكَ كلّه‪.‬‬
‫حكامها‬‫يان أ َ ِّ‬ ‫وف ْال َم ْبنِّيَّ ِّة وبَ ٌ‬ ‫الظ ُر ِّ‬ ‫‪ -8‬ش َْرح ُّ‬

‫(‪)420/1‬‬

‫ططتُهُ"‬‫الزمان‪ ،‬واشتقاقُهُ من "قَ َ‬


‫ستغرق ما مضى من َّ‬
‫ُ‬ ‫ظرف للماضي على سبيل االستغراق‪ ،‬يَ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -1‬قَط‪:‬‬
‫عمري‪ .‬ويُؤتى به بعدَ النفي أو االستفهام‬ ‫‪ -‬أي قطعته ‪ -‬فمعنى "ما فعلتُهُ ُّ‬
‫قط"‪ :‬ما فعلتُهُ فيما انقط َع من ُ‬
‫ُّ‬
‫االستفهام عنها‪ .‬ومن الخطأ أن يقال‪" :‬ال أفعلُهُ قَط"‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫ِّ‬ ‫أجزاء الماضي‪ ،‬أو‬
‫ِّ‬ ‫للداللة على نفي جميع‬
‫ظرف للماضي‪.‬‬‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫الفع َل هنا ُمستقبَلٌ‪ ،‬و "قط"‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫يستغرق جمي َع ما يُستقب ُل من الزمان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ظرف للمستقبَ ِّل‪ ،‬على سبيل االستغراق أيضاً‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ض‪:‬‬ ‫‪َ -2‬ع ْو ٌ‬
‫عربٌ ‪،‬‬‫ُ َ‬ ‫م‬ ‫فهو‬ ‫ضيف‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫فإن‬ ‫‪.‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫والكسر‬ ‫الفتح‬ ‫على‬ ‫ء‬
‫ُ‬ ‫البنا‬ ‫فيه‬ ‫ُ‬
‫ويجوز‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬
‫ِّ ّ‬ ‫الض‬ ‫على‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫بناؤ‬ ‫والمشهور‬
‫ُ‬
‫وض العائضين"‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫أفعل‬ ‫نحو‪" :‬ال‬
‫ضهُ‬‫الشيء يَعو ُ‬ ‫ِّ‬ ‫مصدر عاضهُ من‬ ‫ُ‬ ‫ض في األصل‪:‬‬ ‫ض بمعنى الدَّهر‪ .‬والعَ ْو ُ‬ ‫وهو منقو ٌل عن العَ ْو ِّ‬
‫الدهر بذلك‪ ،‬ألنه كلما مضى منهُ ُجز ٌء‬ ‫ُ‬ ‫مي‬
‫س َ‬ ‫َع ْوضا ً و ِّع َوضا ً و ِّعياضاً‪ ،‬إذا أعطاهُ ِّع َوضاً‪ ،‬أي خلفاً‪ُ .‬‬
‫ض منه آخر‪ ،‬فال ينقط ُع‪.‬‬ ‫ع َّو َ‬
‫ُ‬
‫أجزاء المستقبَ ِّل‪ ،‬أو االستفهام عن جميع‬ ‫ِّ‬ ‫ض بعد النّفي أو االستفهام للداللة على نفي جميع‬ ‫ويُؤتى بعَ ْو ُ‬
‫زمن من األزمن ِّة ال ُمستقبلة‪ .‬وقد‬ ‫ِّ‬ ‫ض"‪ ،‬كان المعنى‪ :‬ال أفعلهُ في‬ ‫ُ‬
‫أجزائ ِّه‪ .‬فإذا قلت‪" :‬ال أفعلهُ َع ْو ُ‬
‫للزمان الماضي‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يُست َعم ُل‬
‫للزمان الماضي‪ .‬وأصلهما‪" :‬بينَ "‪ ،‬أش ِّبعت فتحةُ النون‪ ،‬فكان منها "بيْنا"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ظرفان‬ ‫ينما‪:‬‬ ‫‪ -3‬بَيْنا َ‬
‫ب‬ ‫و‬
‫فاأللف زائدةٌ‪ ،‬كزيادة "ما" في "بَيْنما"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫العلماء من يَضيفُهما إلى الجملة بعدَهما‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫مان ال ُجم َل اإلسميّة كثيراً‪ ،‬والفعليّةَ قليالً‪ .‬ومن‬ ‫ِّ‬ ‫تلزَ‬ ‫وهما‬
‫ُّ‬
‫األقرب‪ ،‬لبُعد ِّه من التكلف‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ب ما لحقهما من الزيادة‪ .‬وهو‬ ‫ومنهم من يكفُّ ُهما عن اإلضافة بسب ِّ‬
‫حديث‪" :‬ساعةُ‬ ‫ُ‬ ‫للزمان‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ بينَ الظهر والعصر"‪ .‬ومنه‬ ‫للمكان‪ :‬وقد تكونُ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫وأص ُل "بَينَ "‬
‫ت بالزمان‪،‬‬ ‫ص ْ‬
‫ائدتان‪ ،‬اخت ّ‬ ‫ِّ‬ ‫وانقضاء الصالة"‪ .‬وإذا لحقتها األلف أو "ما" َّ‬
‫الز‬ ‫ِّ‬ ‫اإلمام‬
‫ِّ‬ ‫خروج‬
‫ِّ‬ ‫ال ُجمع ِّة بينَ‬
‫كما تقدَّم‪.‬‬

‫(‪)421/1‬‬

‫ويختص بالدخول على الجم ِّل الفعليّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الشرط غالباً‪.‬‬


‫ِّ‬ ‫َضمن معنى‬ ‫ٌ‬ ‫ظرف للمستقبَل غالباً‪َ ،‬مت‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -4‬إذا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فظ ُمستقبَ َل المعنى كثيرا؛ ومضارعا دونَ ذلك‪ .‬وقد اجتمعا في قول‬ ‫َّ‬
‫ماضي الل ِّ‬ ‫َ‬ ‫ويكونُ الفع ُل معه‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫س راغبة إِّذا َرغ ْبت َها * َوإِّذا ت َردُّ إِّلى قلي ٍل تقنَ ُع*‬ ‫ٌ‬ ‫*والنَّ ْف ُ‬
‫وقد يكونُ للزمان الماضي‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وإذا رأَوا تجارة ً أو لهوا ً انفضوا إليها}‪.‬‬
‫والنهار إذا‬
‫ِّ‬ ‫َضمن معنى الشرط‪ ،‬كقوله تعالى‪" :‬والليل إذا يَغشَى‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫غير ُمت‬ ‫يتجردُ للظرفية المحض‪َ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫وقد‬
‫سجى"‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ت َل َّجى"‪ ،‬وقول ِّه‪" :‬واللَّي ِّل إذا َ‬
‫ت النُّجو ُم*‬ ‫سقَيْتُ ِّإذا تَغ ََّو َر ِّ‬ ‫س ِّطيبا ً * َ‬ ‫ْمان يزيد الكأ ْ َ‬ ‫ونَد ٍ‬
‫وأكثر ما‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫مان المستقبل خاصة‪.‬‬ ‫الز ِّ‬‫ب به تعيينُ َّ‬ ‫اسم استفهام‪ ،‬فَيُطلَ ُ‬ ‫ظرف للمستقبل‪ .‬يكونُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -5‬أَيَّانَ ‪:‬‬
‫حين؟ وأصلُهُ‪" :‬أ ُّ‬
‫ي‬ ‫ي ٍ‬ ‫يكونُ في مواضع التَّفخيم‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬يَسأ ُل أَيانَ يو ُم الدِّّين؟}‪ .‬ومعناهُ‪ :‬أ َ ُّ‬
‫اللفظان واحداً‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وصار‬
‫َ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫آن" فَ ُخ ِّفّ َ‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫وقد يتض ّمنُ معنى الشرط‪ ،‬فيجز ُم الفعلين‪ ،‬نحو‪" :‬أيَّانَ تجته ْد ت َج ْد نجاحا"‪.‬‬ ‫ّ‬
‫استفهام عن‬
‫ٍ‬ ‫واسم‬
‫َ‬ ‫أجلس"‪،‬‬
‫ْ‬ ‫اسم شرطٍ بمعنى "أَينَ "‪ ،‬نحو‪" :‬أنّى ت ْ‬
‫َجلس‬ ‫ظرف للمكان‪ .‬يكونُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -6‬أنّى‪:‬‬
‫لك هذا؟} أي‪" :‬من أينَ "‪ ،‬ويكون بمعنى‬ ‫المكان‪ ،‬بمعنى "من أينَ ؟"‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬يا مري ُم أنّى ِّ‬
‫زمان‬
‫ٍ‬ ‫ظرف‬
‫َ‬ ‫"كيف يُحييها؟"‪ .‬ويكونُ‬ ‫َ‬ ‫"كيف؟"‪ ،‬كقوله سبحانهُ‪{ :‬أنّى يُحيي هذ ِّه هللاُ بعدَ موتها؟} أي‪:‬‬ ‫َ‬
‫بمعنى "متى؟"‪ ،‬لالستفهام‪ ،‬نحو‪" :‬أنّى جئتَ ؟"‪.‬‬
‫ان بمن‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ قب َل الظهر‪ ،‬أو‬ ‫ُجر ِّ‬
‫الظرفيّة أو ي َّ‬ ‫ان على ّ‬ ‫للزمان‪ ،‬يُنصبَ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ظرفان‬
‫ِّ‬ ‫‪ -7‬قَب ُل وبعدُ‪:‬‬
‫بعدَهُ‪ ،‬أو من قبل ِّه‪ ،‬أو بعدهِّ"‪.‬‬
‫دارك‪ ،‬أو بعدَها"‪.‬‬ ‫يكونان للمكان نحو‪" :‬داري قب َل ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وقد‬

‫(‪)422/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ُبنيان في بعض األحوال وذلك إذا قطعا عن اإلضافة‬ ‫ب أو مجروران بمن‪ .‬وي ِّ‬ ‫وهما ُم ْع َربان بالنّص ِّ‬
‫األمر من قب ُل ومن‬
‫ُ‬ ‫المضاف إليه في النية والتّقدير ‪ -‬كقوله تعالى‪ِّ :‬‬
‫هلل‬ ‫ُ‬ ‫بحيث يَبقى‬ ‫ُ‬ ‫لفظا ً ال معنًى ‪-‬‬
‫ُ‬
‫بحيث ال‬ ‫بعدُ"‪ ،‬أي‪ :‬من قَب ِّل الغلَب ِّة ومن بعدها"‪ .‬فإن قُ ِّطعا عن اإلضافة لفظا ً ومعنًى لقص ِّد التّنكير ‪-‬‬
‫عربين‪ ،‬نحو‪" :‬فعلتُ ذلكَ قبالً‪ ،‬أو بعداً"‪ ،‬ت َعني زمانا ً‬ ‫ظ في الذهن ‪ -‬كانا ُم َ‬ ‫المضاف إليه وال يُال َح ُ‬‫ُ‬ ‫ي َُنوى‬
‫سابقا ً أو الحقاً‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ْ‬
‫بالماء الفُ َراتِّ*‬
‫ِّ‬ ‫َص‬ ‫َ‬
‫راب‪ ،‬و ُك ْنتُ قَ ْبالً * أكادُ أغ ُّ‬ ‫ش ُ‬ ‫ي ال َّ‬ ‫غ ِّل َ‬ ‫*فَسا َ‬
‫(واليك توضيح هذا البحث‪:‬‬
‫اذا أردت قبليّةً أو بعديةً معينتين‪ ،‬عينتَ ذلك باإلضافة‪ ،‬نحو‪" :‬جئت قبل الشمس أو بعدها"‪ ،‬أو بحذف‬
‫المضاف إليه وبناء "قبل وبع" على الضم‪ ،‬نحو‪" :‬جئتك قب ُل أو بعدُ‪ ،‬أو من قب ُل أو من بعدُ"‪ ،‬تعني‬
‫بذلك‪ :‬قبل شيء معين أو بعده‪ .‬فالظرف هنا‪ ،‬وان قُطع عن اإلضافة لفظاً‪ ،‬لم يُقطع عنها معنى‪ ،‬ألنه‬
‫في نية اإلضافة‪.‬‬
‫وان أردت قبليَّة أو بعديه غير معينتين‪ ،‬قلت‪" :‬جئتك قبالً‪ ،‬أو بعداً‪ ،‬أو من قب ٍل أو من بعدِّ"‪ .‬بقطعهما‬
‫عن اإلضافة لفظا ً ومعنى وتنوينهما‪ ،‬قصدا ً الى معنى التنكير واإلبهام)‪.‬‬
‫ّان على السكون‪.‬‬ ‫ظرفان للمكان والزمان‪ ،‬بمعنى‪" :‬عن"‪َ ،‬مبني ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -8‬لَدَى ولَد ُْن‪:‬‬
‫ب َمحال على الظرفيّة‬‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫جر بمن‪ ،‬نحو‪" :‬وعلمناهُ من لدُنّا علما‪ .‬وقد تُن َ‬
‫ص ُ‬ ‫َ‬
‫والغالب في "لد ُْن" أن ت ُ َّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الشمس"‪ ،‬أو المكانيّة‪ ،‬نحو‪" :‬جلستُ لدُنك"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الزمانية‪ ،‬نحو‪" :‬سافرتُ لد ُْن طلوعِّ‬
‫َّ‬
‫تترك هذه النونُ ‪ ،‬على قِّلةٍ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫وإذا أُضيفت إلى ياء المتكلم لَزمتها نونُ الوقاية‪ ،‬نحو‪" :‬لدُنِّي"‪ .‬وقد َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫"لَ ْدنِّي"‪.‬‬
‫الشمس إلى أن‬
‫ُ‬ ‫َضاف إلى المفرد‪ ،‬كما رأيتَ ‪ ،‬وإلى الجملة‪ ،‬نحو‪" :‬انتظرتُك من لَد ُْن طلعت‬ ‫ُ‬ ‫وهي ت‬
‫َربت"‪.‬‬ ‫غ ْ‬

‫(‪)423/1‬‬

‫غد َْوة" جاز جرها باإلضافة إلى "لَد ُْن"‪ .‬وجاز نصبُها على‬ ‫غد َْوةٌ" نحو‪ :‬جئتُك لَدُن ُ‬ ‫وإن وقعت بعدَها " ُ‬
‫غدوةً" وجاز رفعُها‬ ‫والتقدير‪" :‬لَد ُْن كان الوقتُ ُ‬
‫ُ‬ ‫خبر لكان ال ُمقدَّرة م َع اسمها‪.‬‬ ‫التَّمييز‪ ،‬أو على أنها ٌ‬
‫دت"‪ .‬فكان هنا تا ّمة‪.‬‬ ‫والتقدير‪" :‬لَد ُْن كانت غدوةٌ" أي‪ُ :‬‬
‫"و ِّج ْ‬ ‫ُ‬ ‫على أنها فاع ٌل لفعل محذوف‪.‬‬
‫ُ‬
‫صب محالً على الظرفيّة الزمانيّة‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ لَدَى طلوعِّ الشمس"‪ ،‬أو‬ ‫والغالب على "لَدَى" النّ ُ‬ ‫ُ‬
‫ضرتُ من لَدَى األستاذ"‪.‬‬ ‫جر بمن‪ ،‬نحو‪َ " :‬ح َ‬ ‫الكانيّة‪ ،‬نحو‪" :‬جلست لَديكَ "‪ .‬وقد ت ُ ُّ‬
‫َ‬
‫بخالف "لدَى" فتق ُع‪ ،‬نحو‪" :‬ولدَينا َمزيدٌ"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫وال تق ُع "لَد ُْن" عمدة ً في الكالم‪ ،‬فال يُقالُ‪" :‬لدُنهُ ِّعلم"‪،‬‬
‫تدبير"‪.‬‬‫ٍ‬ ‫عمدة‪ ،‬نحو‪" :‬عندَك ُحسنُ‬ ‫وكذلك "عند" تق ُع ُ‬
‫ً‬
‫ي كتابٌ ناف ُع"‪ ،‬إال إذا كان حاضرا‪ .‬أ ّما "عند"‬ ‫وال تكون "لَدى َولدُن" إال للحاضر‪ .‬فال يُقال‪" :‬لد َّ‬ ‫ْ‬
‫فتكون للحاضر والغائب‪.‬‬
‫وكثير‬
‫ٌ‬ ‫ِّ"‪.‬‬
‫ه‬ ‫عند‬ ‫إلى‬ ‫"ذهبتُ‬ ‫ُقال‪:‬‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫الخطأ‬ ‫فمن‬ ‫"من"‪،‬‬ ‫غير‬
‫ّ ِّ‬ ‫جر‬ ‫بحرف‬ ‫د"‬ ‫جر "لَدَى ولَد ُْن وعن‬ ‫وال ت ُ ُّ‬
‫والصواب أن يقال‪" :‬ذهبتُ إليه‪ ،‬أو إلى حضرت ِّه"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫من الناس يُخطئُون في ذلك‪.‬‬
‫الضمير ِّبلَدَى انقلبت ألفها يا ًء‪ ،‬نحو‪" :‬لَدَيه ولديهم ولدينا"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وإذا اتص َل‬
‫ظرف للزمان‪ ،‬مبني على السكون‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪َ -9‬متى‪:‬‬
‫ً‬
‫استفهام‪ ،‬منصوبا محال على الظرفيّة‪ ،‬نحو‪" :‬متى جئتَ ؟"‪ ،‬ومجرورا بإلى أو حتى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫اسم‬
‫وهو يكون َ‬
‫ّ‬
‫نحو‪" :‬إلى متى يرت َ ُع الغاوي في غيَّه؟ و َحتى متى يبقى الضّال في ضالل ِّه؟"‪.‬‬
‫تبلغ أملَكَ "‪.‬‬
‫تقن عملَكَ ْ‬ ‫اسم شرطٍ ‪ ،‬نحو‪" :‬متى ت ُ ْ‬ ‫ويكونُ َ‬
‫النصب على الظرفية‪ ،‬فال تُستعم ُل مجرورة‪ٌ.‬‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫ومتى تض ّمنت "متى" معنى الشرط ل ِّزم ِّ‬
‫ي على الفتح‪.‬‬ ‫للمكان‪ ،‬مبن ٌّ‬
‫ِّ‬ ‫ظرف‬
‫ٌ‬ ‫‪ -10‬أينَ ‪:‬‬

‫(‪)424/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫استفهام‪ ،‬منصوبا ً على الظرفيّة‪ ،‬فَيُسأل به عن المكان الذي ح َّل فيه الشي ُء‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫وهو يكونُ َ‬
‫اسم‬
‫َ‬
‫الشيء‪ ،‬نحو‪" :‬من أينَ ِّجئتَ ؟"‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫روز‬
‫مكان بُ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ً‬
‫"أينَ خالدٌ؟ وأينَ كنتَ ؟"‪ .‬ومجرورا بمن‪ ،‬فيُسأ ُل به عن‬
‫تذهب؟"‪.‬‬‫ُ‬ ‫الشيء‪ .‬نحو‪" :‬إلى أينَ‬ ‫ِّ‬ ‫ومجرورا ً بإلى‪ ،‬فيُسأ ُل به عن مكان انتهاءٍ‬
‫أجلس" وكثيرا ً ما تلحقُهُ‬ ‫ْ‬ ‫َجلس‬
‫النصب على الظرفيّة‪ ،‬نحو‪" :‬أينَ ت ْ‬ ‫َ‬ ‫اسم شرطٍ ‪ .‬وحينئ ٍذ يَلزَ ُم‬ ‫ويكونُ َ‬
‫در ُك ُك ُم الموتُ "‪.‬‬ ‫"ما" الزائدة ُ للتّوكيد‪ ،‬نحو‪" :‬أينما تكونوا يُ ِّ‬
‫‪ -11‬هنا وث َ َّم‪ :‬اسما إشارةٍ للمكان‪ .‬ف ُهنا‪ :‬يُشار به إلى المكان القريب وث َ َّم‪ :‬يُشار به إلى البعيد‪ .‬واألول‬
‫ي على الفتح‪ .‬وقد تلحقُهُ التا ُء لتأنيث الكلمة‪ ،‬نحو‪" :‬ث َ َّمةَ"‪ .‬و َموضعُها‬ ‫واآلخر مبن ّ‬ ‫ُ‬ ‫مبني على السكون‪.‬‬
‫ُجران بمن وبإلى‪.‬‬ ‫النصب على الظرفية‪ .‬وقد ي َّ‬ ‫ُ‬
‫يجلس أه ُل الفض ِّل"‪ ،‬ومنهم من‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫س‬‫ي على الض ِّ ّم‪ ،‬نحو‪" :‬إج ِّل ْ‬ ‫ظرف للمكان‪ ،‬مبن ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫حيث‪:‬‬ ‫‪-12‬‬
‫ث"‪.‬‬ ‫يقول‪َ " ،‬ح ْو ُ‬
‫ّ‬
‫واألكثر إضافتها إلى الجملة الفعليّة‪ ،‬كما ُم ِّثلَ‪ .‬ومن إضافتها إلى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وهي مالزمة اإلضافة إلى الجملة‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫جالس"‪ .‬وال تضاف إلى المفردِّ‪ .‬فإن جا َء بعدَها مفردٌ ُرف َع على‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫حيث خالدٌ‬ ‫ُ‬ ‫س‬
‫االسمي ِّة أن تقولَ‪ :‬إج ِّل ْ‬
‫ٌ‬
‫"إجلس حيث خالدٌ"‪ ،‬أي‪" :‬حيث خالد جالس"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫خبرهُ محذوف‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫أنهُ مبتدأ ُ‬
‫بالباء أو‬
‫ِّ‬ ‫ها‬ ‫جر‬
‫ُّ‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫ُّ‬
‫ل‬ ‫وأق‬ ‫"‪.‬‬ ‫كنتَ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫إلى‬ ‫أتيتَ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫من‬ ‫ع‬ ‫"إرج‬
‫ِّ ُ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫إلى‪،‬‬ ‫أو‬ ‫بمن‬ ‫وقد ت ُ ُّ‬
‫جر‬
‫بفي‪.‬‬
‫اسم شرطٍ ‪ ،‬نحو‪" :‬حيثُما تذهبْ أذهبْ "‪.‬‬ ‫وإذا لحقتها "ما" الزائدة كانت َ‬
‫الجر‬
‫َّ‬ ‫حروف‬
‫ِّ‬ ‫زمان للوقت الذي أنت في ِّه‪ ،‬مبني على الفتح‪ .‬ويجوز أن يدخلهُ من‬ ‫ٍ‬ ‫ظرف‬
‫ُ‬ ‫‪ -13‬اآلن‪:‬‬
‫الجر‪.‬‬
‫موضع ِّ ّ‬ ‫هن على الفتح‪ .‬ويكون في‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫"من وإلى وحتى و ُمذ و ُمنذ"‪ ،‬مبنيا َمعَ َّ‬‫ْ‬
‫ِّ‬
‫(‪)425/1‬‬

‫أمس‪ :‬له حالتان‪ :‬إحداهما أن تكون معرفةً‪ ،‬فتُبنى على الكسر‪ ،‬وقد تُبنى على الفتح نادراً‪ .‬ويُرادُ‬ ‫‪ِّ -14‬‬
‫أمس"‪ .‬وتكونُ في موضع نصب على الظرفيّة‬ ‫بها اليو ُم الذي قب َل يومكَ الذي أنت فيه‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ ِّ‬
‫الزمانية‪.‬‬
‫غيرهما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫فتجر بمن أو ُمذ أو منذ‪ .‬وتكونُ فاعال أو مفعوال به أو َ‬ ‫ُّ‬ ‫وقد تخر ُج عن النصب على الظرفية‪،‬‬
‫وال تخر ُج في ذلك كل ِّه عن بنائها على الكس قال الشاعر‪:‬‬
‫ْوم أَعل ُم ما يَ ِّجي ُء ب ِّه * َو َمضى ِّبفَص ِّل قَضائ ِّه أ َ ْم ِّس*‬ ‫*أَلَي َ‬
‫ينصرف وعليه قولهُ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫إعراب ما ال‬
‫َ‬ ‫ومن العرب من يُعربها‬
‫سعا ِّلي خ َْمساً*‬ ‫سا * َعجائِّزا ً ِّمثْ َل ال َّ‬ ‫*إني َرأَيتُ َع َجبا ً ُم ْذ أ َ ْم َ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫س*‬ ‫َ‬
‫ض َّمنَ أ ْم ُ‬ ‫َناس الذي ت َ َ‬ ‫َّ‬ ‫أس * َوت َ‬ ‫جاء ِّإ ْن َع َّن يَ ُ‬‫بالر ِّ‬ ‫َص ْم َّ‬ ‫*إعت ِّ‬
‫أن "س َح َر" معدو ٌل عن‬ ‫ٌ‬
‫صرف هو للتعريف والعَدْل‪ ،‬ألنها معدولة عن األمس‪ .‬كما َّ‬ ‫ومنعُها من ال ّ‬
‫س َحر‪ .‬كما سبقَ في إعراب ما ال ينصرف‪.‬‬ ‫ال َّ‬
‫ب باإلجماع‪ ،‬وال يُرادُ بها حينئ ٍذ أمس بعين ِّه‪ ،‬وإنما يُرادُ بها‬ ‫عر ُ‬ ‫ُ‬
‫والحالة الثانية أن تدخ َل عليها (أل)‪ ،‬فت َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ف "أمس"‪.‬‬ ‫َصر َ‬
‫ف من حيث موقعُها في اإلعراب ت ُّ‬ ‫ُ‬ ‫تتصر ُ‬ ‫ّ‬ ‫يو ٌم من األيام التي قبل يومك‪ .‬وهي‬
‫"فوق"‪ ،‬نحو "هو دونَه"‪ ،‬أي‪ :‬أ ُّح منه رتبةً‪ ،‬أو منزلةً‪ ،‬أو‬ ‫ُ ْ‬ ‫نقيض‬ ‫ظرف للمكان‪ .‬وهو‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -15‬دُون‪:‬‬
‫مكان ُمنخفض عن مكانه‪ .‬وتقولُ‪" :‬هذا دُونَ ذاك"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫مكاناً‪ .‬وتقولُ‪" :‬قعدَ حالدٌ دونَ سعيدٍ" أي‪ :‬في‬
‫هو ُمتسفّ ٌل عنه‪.‬‬
‫ف"‪،‬‬ ‫ص ّ ِّ‬ ‫ْ‬
‫ويأتي بمعنى "أمام" نحو‪" :‬الشيء دونَك"‪ ،‬أي‪" :‬أما َمكَ " وبمعنى "ورا"‪ ،‬نحو‪" :‬قعدَ دُونَ ال َّ‬
‫أي‪ :‬ورا َءه‪ .‬وهو منصوبٌ على الظرفي ِّة المكانيّة‪ ،‬كما رأيتَ ‪.‬‬
‫حقير‪ .‬وهو‬ ‫ٌ‬ ‫خسيس‬
‫ٌ‬ ‫ُون" أي‪:‬‬‫خسيس" فال يكون ظرفاً‪ ،‬نحو‪" :‬هذا شي ٌء د ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫"رديء َو‬
‫ِّ‬ ‫وقد يأتي بمعنى‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫كالم‬
‫أكثر ِّ‬
‫دون"‪ .‬هذا ُ‬ ‫ب‪ .‬وتقولُ‪" :‬هذا رج ٌل من د ٍ‬
‫ُون‪ .‬وهذا شي ٌء من ِّ‬ ‫ف بوجو ِّه اإلعرا ِّ‬
‫يتصر ُ‬
‫َّ‬ ‫حينئ ٍذ‬
‫حذف "من"‪ ،‬كما تقد ََّم وتُجعَ ُل "دون" هي النّعت‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ويجوز‬ ‫العرب‪،‬‬

‫(‪)426/1‬‬

‫عربٌ ‪ .‬لكنَّه يُبنى في بعض األحوال‪ ،‬وذلكَ إذا قطع عن اإلضاف ِّة لفظا ً ومعنى‪ ،‬نحو‪" :‬جلستُ‬ ‫وهو ُم َ‬
‫بالبناء على الضم‪ .‬ويكونُ في موضع نصب‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫دونُ "‪،‬‬
‫ريث َريْثاً"‪ ،‬إذا أبطأ‪ ،‬ث ُ َّم ضُمنَ‬ ‫"راث يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ظرف للزمان منقول عن المصدر‪ .‬وهو مصدر‬ ‫ٌ‬ ‫ْث‪:‬‬ ‫‪َ -16‬ري َ‬
‫يث أجي ُء"‪ ،‬أي‪ :‬قد َْر‬ ‫صلَّى‪ .‬وانتظرني َر َ‬ ‫يث َ‬‫المقدار منه‪ ،‬نحو‪" :‬انتظرتُه َر َ‬ ‫ُ‬ ‫معنى الزمان‪ .‬ويُرادُ به‬
‫وقدر مدة مجيئي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُمدَّةِّ صالت ِّه‪،‬‬
‫جردا ً عنهما فاألول نحو‪" :‬انتظرني َريثما‬ ‫أن المصدريتين‪ ،‬أو ُم َّ‬ ‫وال يَلي ِّه إال الفعلُ‪ُ ،‬مصدَّرا ً بما أو ْ‬
‫ؤول بِّهما والثاني تقدّم مثاله‪.‬‬ ‫صلّى"‪ ،‬فيكون حينئذ مضافا إلى المصدر ال ُم ّ‬
‫ً‬ ‫يث أن َ‬ ‫ض ُر‪ .‬وانتظرتُهُ َر َ‬ ‫أح ُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫"ريْث" إلى الجملة‪ .‬وكان مبنيّا على الفتح‪ ،‬إن أضيف إلى جمل ٍة‬ ‫ضيف َ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫صدّر الفع ُل بهما‪ ،‬أ‬ ‫وإذا لم يُ َ‬
‫صدرها ُمعربٌ ‪ ،‬كقول‬ ‫ُ‬ ‫عربا‪ ،‬إن أضيف إلى جمل ٍة‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫قف َريث صلينا"‪ ،‬و ُم َ‬ ‫"و َ‬ ‫ي‪ ،‬نحو‪َ :‬‬ ‫درها مبن ٌّ‬ ‫ص ُ‬ ‫َ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫مر‪ِّ ،‬س َوى ْالفَحْ شاء‪ ،‬يأْت َِّم ُر*‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ك‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫*‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ك‬
‫َْ ُ‬ ‫ر‬‫ي‬ ‫َ‬
‫ْث‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ال‬‫إ‬ ‫ر‬ ‫ً‬
‫*ال يَص ُ ُ ْ ُ‬
‫م‬ ‫األ‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫عرب‪.‬‬ ‫ألن المضارع هنا ُم َ‬ ‫َّ‬
‫جردا ً عنهما‪ .‬كما ت َقدم‪.‬‬ ‫أن‪ .‬وقد يُستعمل ُم ّ‬ ‫صدَّر بما أو ْ‬ ‫يث) قبل فع ٍل ُم َ‬ ‫(ر َ‬ ‫وأكثر ما يُستعم ُل َ‬ ‫ُ‬
‫حديث‪" :‬فلم يَلبَ ْ‬
‫ث‬ ‫ُ‬ ‫ويكثر وقوعه ُمستثنًى بعد نفي‪ ،‬نحو‪" :‬ما قعدَ عندنا إال ريثما تُقرأ الفاتحة"‪ .‬ومنهُ‬
‫إال َريثما قلتُ "‪.‬‬
‫لمكان االجتماع ولزمان ِّه‪ ،‬فاألول نحو‪" :‬أنا معكَ "‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬جئتُ م َع‬ ‫ِّ‬ ‫ظرف‬
‫ٌ‬ ‫‪ -17‬م َع‪:‬‬
‫وربيعة)‪ ،‬فيكون في مح ِّّل‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫عرب منصوب وقد يُبنى على السكون‪( .‬وذلك في لغة غن ٍم َ‬ ‫العصر"‪ .‬وهو ُم َ‬
‫الساكنين‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ ِّ‬
‫مع‬ ‫ِّ‬ ‫التقاء‬
‫ِّ‬ ‫ً‬
‫ُح ِّ ّركَ بالكسر‪ ،‬على هذه اللغة‪ ،‬ت َخلصا من‬ ‫ساكنُ‬ ‫ب‪ .‬وإذا َو ِّليَهُ‬ ‫نص ٍ‬
‫القوم"‪.‬‬
‫ِّ‬

‫(‪)427/1‬‬

‫ُفردُ عن اإلضافة‪ ،‬فاألكثر حينئ ٍذ أن يق َع حاالً‪ ،‬نحو‪" :‬جئنا‬ ‫وأكثر ما يُستعم ُل مضافاً‪ ،‬كما رأيتَ ‪ .‬وقد ي َ‬ ‫ُ‬
‫مجتمعين‪ .‬وقد يق ُع في موضع الخبر‪ ،‬نحو‪" :‬سعيدٌ وخالدٌ معاً"‪ ،‬فيكونُ ظرفا ً‬ ‫ِّ‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬‫ميع‬ ‫ج‬ ‫أي‪:‬‬ ‫معاً"‬
‫متعلقا ً بالخبر‪.‬‬
‫ُ‬
‫والفرق بين "مع"‪ ،‬إذا أفردت‪ ،‬وبينَ "جميعاً" أنكَ إذا قلتَ ‪" :‬جا ُءوا معاً"‪ ،‬كان الوقتُ واحداً‪ .‬وإذا‬ ‫ُ‬
‫تفرقينَ في أوقات مختلفة‪.‬‬ ‫قلتَ ‪" :‬جاءوا جميعاً"‪ ،‬احتمل أن يكونَ الوقتُ واحداً‪ ،‬واحتم َل أنهم جا ُءوا ُم ِّ ّ‬
‫ٌ‬
‫ب دائماً‪ ،‬وهي ُمتعلقة إما‬ ‫ظرف للزمان عندَ سيبوي ِّه‪ ،‬في موضع نص ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫كيف‪ :‬اس ُم استفهام‪ .‬وهي‬ ‫‪َ -18‬‬
‫والتقدير عندهُ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫"كيف جا َء خالدٌ؟"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وكيف أصب َح القو ُم؟"‪ ،‬وإ ّما بحا ٍل‪ ،‬نحو‪:‬‬‫َ‬ ‫"كيف أنت؟‬ ‫َ‬ ‫بخبر‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫"في أي حا ٍل‪ ،‬أي على أي حا ٍل؟"‪.‬‬
‫ّ‬
‫الخبر أو الحال‪ ،‬ال المتعلقَ المقدّر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫المجر ِّد عن معنى الظرفيّة‪ ،‬فتكون هي‬ ‫ّ‬ ‫لالستفهام‬
‫ِّ‬ ‫وال ُمعت َمدُ أنها‬
‫األمر؟"‪.‬‬
‫َ‬ ‫"كيف ظننتَ‬
‫َ‬ ‫خبر‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ثاني مفعول ْي "ظن" وأخواتها‪ ،‬ألنه في األصل ٌ‬ ‫َ‬ ‫وتكون أيضا ً َ‬
‫أكن"‪ .‬وهي‪،‬‬ ‫تكن ْ‬‫أجلس‪ ،‬وكيفما ْ‬ ‫ْ‬ ‫تجلس‬
‫ْ‬ ‫"كيف‬
‫َ‬ ‫اسم شرطٍ فيجز ُم فعلين‪ ،‬عندَ الكوفيين‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫وقد تكون َ‬
‫غير جازم‪.‬‬ ‫عند البصريين‪ ،‬اس ُم شرطٍ ُ‬
‫الشمس"‪ .‬وقد تكونُ ظرفا ً للمستقبَل‪ ،‬كقوله‬ ‫ُ‬ ‫للزمان الماضي‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ إ ْذ طلعت‬ ‫ِّ‬ ‫ظرف‬
‫ٌ‬ ‫‪ -19‬إ ْذ‪:‬‬
‫تعالى‪{ :‬فسوف يعلمونَ إ ِّذ األغالل في اعناقهم}‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫اسم‬
‫ضاف إلى ِّ‬
‫ُ‬ ‫ب على الظرفية‪ .‬وقد تق ُع موق َع المضاف إليه‪ ،‬فت ُ‬ ‫وهي مبنيةٌ على السكون في محل نص ٍ‬
‫{ربَّنا ال تز ْغ قُلوبَنا بعدَ إ ْذ َهدَيتنا}‪.‬‬
‫زمان‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪َ :‬‬‫ٍ‬
‫{واذكروا إذ كنتم قليالً}‪ .‬والثاني‬
‫ُ‬ ‫سبحانه‪:‬‬ ‫كقوله‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫فاألو‬ ‫منه)‪.‬‬ ‫البدل‬ ‫(أو‬ ‫به‬ ‫ل‬
‫ِّ‬ ‫المفعو‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫موق‬ ‫ع‬
‫وقد ُ‬
‫تق‬
‫نتبذت من أهلها مكانا ً شرقيّاً}‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫مريم‪ ،‬إذ ا‬
‫َ‬ ‫{واذكر في الكتاب‬
‫ْ‬ ‫كقول ِّه‪:‬‬
‫ُ‬
‫وهي تلز ُم اإلضافةَ إلى ال ُجمل‪ ،‬كما رأيتَ ‪ .‬فالجملة بعدها مضافة إليها‪ .‬وقد يُحذف جزء الجملة التي‬
‫تضاف إليها‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬

‫(‪)428/1‬‬

‫ْش ُمنَقَلِّبٌ إ ْذ ذَاكَ أ َ ْفناناً*‬ ‫ضيْنَ لَنا * َو ْالعَي ُ‬


‫َرجعَ َّن لَيا ٍل قَ ْد َم َ‬ ‫*ه َْل ت ِّ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫بتنوين "إذ" تنوين ال ِّع َوض‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فلَوال إذ بلغ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُعوض عنها‬ ‫ُّ‬
‫ف الجملة كلها‪ ،‬وي َ‬ ‫ُ‬ ‫وقد تُحذَ ُ‬
‫ْ‬
‫وم‪ ،‬وأنتم حينئ ٍذ ت َنظرونَ } أي‪ :‬وأنتم حينَ إذ بلغت الرو ُح ال ُحلقوم ت َنظرون‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الرو ُح ال ُحلقُ َ‬ ‫ُّ‬
‫ماضيان‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫جملتين فعالهما‬
‫ِّ‬ ‫"حين" أو "إذ"‪ .‬وهي تقتضي‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫للزمان الماضي‪ ،‬بمعنى‬ ‫ِّ‬ ‫ظرف‬
‫ٌ‬ ‫‪ -20‬ل َّما‪:‬‬
‫العلماء‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫النصب على الظرفية لجوابها‪ .‬وهي مضافة إلى جمل ِّة فع ِّلها األول وال ُمحققون من‬ ‫ُ‬ ‫ومحلها‬
‫حرف ُوجو ٍد لوجودِّ‪ .‬أي‪ :‬هو للدَّاللة على وجو ِّد شيءٍ‬ ‫َ‬ ‫لربط ُجملتيها‪ .‬وس ّموها‬ ‫ِّ‬ ‫حرف‬
‫ٌ‬ ‫يَ َر ْونَ أنها‬
‫غيرهِّ‪ .‬وسترى توضي َح ذلك في كتاب الحروف‪ .‬إن شا َء هللا‪.‬‬ ‫لوجو ِّد ِّ‬
‫الجارة ُ و "إذ"‬ ‫َّ‬ ‫للزمان‪ .‬و " ُم ْذ" ُمخفَّفةٌ من "منذُ"‪ .‬و "منذُ" أصلُها "من"‬ ‫ظرفان ّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ُ -21‬مذ و ُمنذُ‪:‬‬
‫ت باعتبار األص ِّل‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫الظرفيّةُ‪ ،‬لذلك ُكسرت ِّمي ُمها في بعض اللغا ِّ‬
‫ضافين إليها‪ ،‬وكانت الجملة بعدَهما في موضع َج ّر باإلضاف ِّة‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫وإن َو ِّليهما جملةٌ فعليّةٌ‪ ،‬أو اسميّةٌ‪ ،‬كانا ُم‬
‫طالبا ً للمجد ُم ْذ أنا يافِّ ٌع"‪.‬‬ ‫إليهما‪ ،‬نحو‪" :‬ما تركتُ خدمةَ األم ِّة ُمنذُ نَشأتُ ‪ .‬وما زلتُ َ‬
‫الخميس‪ ،‬أو ُم ْذ‬ ‫ِّ‬ ‫وإن َو ِّليَهما ُمفردٌ جاز رفعُهُ على أنهُ فاع ٌل لفع ٍل محذوف‪ ،‬نحو‪" :‬ما رأيتكَ منذ يو ُم‬
‫يومان‪ .‬فالجملةُ المركبةُ من الفعل المحذوف‬ ‫ِّ‬ ‫الخميس‪ ،‬أو‬
‫ِّ‬ ‫والتقدير‪ :‬منذ كان أو مضى يوم‬ ‫ُ‬ ‫يومان"‪.‬‬
‫ِّ‬
‫شبيهان‬
‫ِّ‬ ‫جر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫والفاعل المذكور في محل جر باإلضافة إلى مذأو منذ‪ .‬ولكَ أن ت ُج ّرهُ على أنهما حرفا ٍ ّ‬
‫يومين"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يوم أو منذُ‬ ‫بالزائدِّ‪ ،‬نحو‪" :‬ما رأَيتك م ْذ ٍ‬
‫صحيح‪ ،‬فال‬ ‫يضاف لفظا ً على ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫وق"‪ .‬وال يستعم ُل إال بمن وال‬ ‫ظرف للمكان بمعنى "فَ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫‪َ -22‬علُ‪:‬‬
‫علوها ومن فوقها"‪ .‬وأجاز قو ٌم إضافتهُ‪.‬‬ ‫يُقالُ‪" :‬أخذتُهُ من َع ِّل الخزانة"‪ ،‬كما يقال‪" :‬أخذتهُ من ُ‬

‫(‪)429/1‬‬

‫المضاف إليه‪ ،‬نحو‪" :‬نَزَ لتُ من َعلُ"‪ ،‬تُريدُ من فو ِّ‬


‫ق‬ ‫َ‬ ‫حالتان‪ ،‬األولى‪ :‬البنا ُء على الضم‪ ،‬إن ن ََويتَ‬ ‫ِّ‬ ‫وله‬
‫مخصوص‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫شيءٍ ُمعي ٍَّن‬
‫ب ِّم ْن َعلُ*‬ ‫َ‬
‫سدَدْتُ َعلَيْكَ ُك َّل ثَنِّيَّ ٍة * َوأتَيْتُ نَحْ َو بَني ِّكالَ ٍ‬ ‫*ولَقَ ْد َ‬ ‫َ‬
‫المضاف إليه‬
‫َ‬ ‫فحذفتَ‬ ‫‪،‬‬‫التنكير‬
‫َ‬ ‫أردتَ‬ ‫إن‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫بٌ‬ ‫عر‬‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫أن‬ ‫على‬ ‫بمن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫لفظ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫جر‬
‫ُّ‬ ‫الثانية‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫والحال‬
‫ق شيءٍ ُمعيّن‪ .‬ومنه قول‬ ‫مكان عا ٍل‪ ،‬ال من فو ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫وجعلت َه نَسيا ً َمنسيّاً‪ ،‬نحو‪" :‬نزلتُ من َع ٍل"‪ ،‬تريدُ من‬
‫الشاعر يصف فرسهُ‪:‬‬
‫ْ‬
‫س ْي ُل ِّمن َع ِّل*‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫صخ ٍر َحطة ال َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫*م َك ٌّر ِّمفَ ٌّر‪ُ ،‬م ْقبِّ ٌل ُمدبِّ ٌر َمعا * ك ُجل ُمو ِّد َ‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫مخصوص‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫عل ٍو‬‫مكان عا ٍل‪ ،‬ال من ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫الفرس في سرعته بِّ ُجلمود انحط من‬ ‫ِّ‬ ‫أراد تشبيهَ‬
‫ضيف منها‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫ء‬ ‫بنا‬
‫َ ّ ُ ُ‬ ‫ح‬ ‫ج‬ ‫وير‬ ‫إعرابها‪.‬‬ ‫ويجوز‬ ‫بناؤها‪،‬‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫‪،‬‬‫ل‬‫ِّ‬ ‫الجم‬ ‫إلى‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫ضاف‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫الزمان‪،‬‬ ‫ء‬
‫‪ -23‬أسما ُ‬
‫ي‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫درها مبن ٌّ‬ ‫ص ُ‬‫إلى جمل ٍة َ‬
‫وازعُ*‬‫ْب ِّ‬ ‫شي ُ‬ ‫ص ُح؟ وال َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫صبا * فَقُلتُ ألما ت َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫على ال ِّ ّ‬‫ِّيب َ‬ ‫ْ‬
‫* َعلى ِّحينَ َعات َبتُ ال َمش َ‬
‫غيره‪:‬‬ ‫وقو ِّل ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ِّبن ِّم ْن ُه َّن قَ ْلبي ت َ َحلُّما ً * َعلى ِّحينَ يَستصْبينَ ُك َّل َحليم*‬
‫* ألَجتَذ ْ‬
‫الظرف‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬هذا يو ُم ينف ُع الصادقينَ‬
‫ِّ‬ ‫إعراب‬
‫ُ‬ ‫وإن كانت ُمصدَّرة ً َّ‬
‫فالراج ُح واألولى‬
‫"يوم" على الفتح‪ .‬ومن هذا الباب قو ُل‬‫َ‬ ‫يوم ينف ُع}‪ ،‬ببناء‬ ‫نافع‪{ :‬هذا َ‬ ‫صدقُ ُهم}‪ .‬وقد يُبنى‪ ،‬ومنه قرا َءة ُ ٍ‬ ‫ِّ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ين الكرا ُم قَ ِّليلُ*‬‫*أَلَ ْم ت َ ْعلَمي‪ ،‬يا َع ْم َر ِّك هللاُ‪ ،‬أَنني * كري ٌم َعلى ِّح ِّ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫دان*‬‫ص ُل َغي ُْر ِّ‬ ‫َّ‬
‫ين التوا ُ‬
‫على ِّح ِّ‬ ‫َ‬
‫سل ْي َمى * َ‬ ‫تَذَ َّك َر َما تَذَ َّك َر ِّم ْن ُ‬

‫(‪)430/1‬‬

‫خرى‪ ،‬الجهاتُ الستُّ ‪" :‬أَمام‬ ‫اإلعراب تارة والبنا ُء تارة أ ُ َ‬‫ُ‬ ‫جرى "قبل وبعد"‪ ،‬من حيث‬ ‫‪ -24‬يجري َم َ‬
‫وقُدّام وخَلف وورا َء ويَمين وشمال ويَسار وفوق وتحت"‪ .‬فإن أُضيفت‪ ،‬أو قُطعت عن اإلضافة لفظا ً‬
‫وراء الشَجرة" وإن‬ ‫ِّ‬ ‫وامش من‬ ‫ِّ‬ ‫الصف‪ .‬وسرتُ يميناً‪.‬‬ ‫ّ ِّ‬ ‫أمام‬
‫َ‬ ‫ومعنى‪ ،‬كانت ُمعربَةً‪ ،‬نحو‪" :‬جلستُ‬
‫ُنيت على الض ِّ ّم‪ ،‬نحو‪" :‬اقعُ ْد ورا ُء‪ ،‬أو أما ُم‪ ،‬أو يمينُ‪ ،‬أو خ ُ‬
‫َلف‪،‬‬ ‫قُطعت عن اإلضاف ِّة لفظا ً ال معنًى‪ ،‬ب ْ‬
‫سار"‪ .‬وتقولُ‪" :‬جا َء‬ ‫فوق‪ .‬ونظرتُ من تحتُ ‪ .‬وأتيتُ من يَ ُ‬ ‫فوق‪ ،‬أو تحتُ "‪ ،‬ونحو‪" :‬نزلتُ من ُ‬ ‫أو ُ‬
‫ونويت معناهُ‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫المضاف إليه َ‬ ‫َ‬ ‫القوم‪ ،‬وخالدٌ خلف‪ ،‬أو أما ُم" تُريدُ خلفَهم أو أَما َمهم‪ ،‬فحذفتَ‬
‫اإللهُ ت َ ِّعلَّةَ بنَ ُمسافِّ ٍر * لَ ْعنا ً يُش َُّن َعلَ ْي ِّه ِّم ْن قُدَّا ُم*‬
‫*لَعَنَ ِّ‬
‫أي‪" :‬من قُدّامه"‪.‬‬
‫(إذا أردت جهة معينة‪ ،‬فانما تعينها باإلضافة‪ ،‬نحو‪" :‬سر يمينَ الصف"‪ .‬أو بحذف المضاف إليه‬
‫وبناء الظرف على الضم‪ ،‬نحو " ِّسر يمينُ "‪ ،‬تعني يمين شيءٍ معين معروف عنده‪ .‬فالظرف هنا‪ ،‬وإن‬
‫قطع عن اإلضافة لفظاً‪ .‬لم يقطع عنها معنى ألنه في نية اإلضافة‪.‬‬
‫وإن أردت يمينا ً غير معين‪ ،‬قلت‪" :‬سر يميناً"‪ ،‬تقطعه عن اإلضافة لفظا ً ومعنى‪ ،‬قصدا ً إلى التنكير‬
‫واإلبهام)‪.‬‬
‫ف أ َ َّولُ‪.‬‬
‫ِّ ْ‬ ‫ق‬‫و‬ ‫َ‪.‬‬
‫ل‬ ‫أو‬ ‫عام‬
‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫لقي‬‫و‬ ‫َ‪.‬‬
‫ل‬ ‫أو‬
‫ّ ِّ ِّ ْ َّ َ‬‫ف‬ ‫ق‬‫و‬ ‫"‬ ‫الصف‬ ‫ل‬‫أو‬ ‫ف‬
‫ِّ ْ َّ‬ ‫ق‬ ‫"‬ ‫تقول‪:‬‬ ‫"‪،‬‬ ‫ُونُ‬ ‫د‬‫و‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫وأسف‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫"أو‬ ‫كمها‬ ‫وفي ُح‬
‫الصف‪ .‬واقعد أَسفلَ‪ .‬وقم من أَسفلَ‪ .‬واقعُد أَسفلُ‪ .‬و ِّس ْر من أَسفلُ"‪.‬‬ ‫ّ ِّ‬ ‫و ِّسر من أ َ ّول‪ .‬وتقولُ‪" :‬اقعُ ْد أَسف َل‬
‫تقدم الكال ُم على "دون"‪.‬‬ ‫وقد َ‬
‫ينونا في قولكَ ‪ :‬قُم من أسفلَ‪،‬‬ ‫ووزن "أفعلَ"‪ ،‬ولذا لم َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ممنوعان من الصرف للوصفيّ ِّة‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫واو ُل وأسف ُل‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫ام أ َّولَ"‪.‬‬ ‫ولقيتُهُ َع َ‬
‫فائدة‬

‫(‪)431/1‬‬

‫اعمل ان لفظ "أول" له استعماالن‪ .‬أحدهما أن يراد به الوصف‪ ،‬فيكون بمعنى "أسبق"‪ ،‬فيعطى حكم‬
‫عام ّأولَ"‪ ،‬ويستعمل بمن‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫اسم التفضيل‪ :‬فيمتنع من الصرف وال يؤنث بالتاء‪ ،‬نحو‪" :‬لقيتك َ‬
‫"هذا َّاو ُل من هذين‪ .‬وجئت أ َّو َل من أمس"‪ .‬وثانيهما أن ال يراد به الوصف‪ ،‬فيكون اسما ً متصرفا ً‬
‫آخر‪ .‬وما رأيت لهذا األمر أوالً‬
‫نحو‪" :‬لقيته عاما ً أوال"‪ .‬تريد عاما ً قديماً‪ .‬ومنه قولهم "ما له أو ٌل وال ٌ‬
‫وال آخراً"‪ ،‬بالتنوين‪ .‬تعني باألول واآلخر المبدأ والنهاية‪ .‬قال أبو حيان‪ :‬وفي محفوظي أن هذا مما‬
‫يؤنث بالتاء ويصرف أيضاً‪ .‬فيقال‪" :‬أولةٌ وآخرةٌ" او قلت‪ :‬والعامة عندنا تقول‪ :‬هذا الشيء ما له أولةٌ‬
‫وال آخرةٌ"‪ ،‬وتقول‪" :‬والذي ماله أولةٌ ما له آخرةٌ" بالتأنيث‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( المفعو ُل معهُ )‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫المفعو ُل َمعَهُ‪ :‬اس ٌم فضلةٌ وق َع بعد وا ٍو‪ ،‬بمعنى "مع" مسبوقةً بجملةٍ‪ ،‬ليدُ َّل على شيءٍ حص َل الفع ُل‬
‫ب ُمصاحبتِّه (أي‪ :‬معهُ)‪ ،‬بال قص ٍد إلى إشرا ِّك ِّه في حكم ما قبلهُ‪ ،‬نحو‪َ " :‬مشيتُ والنّ َ‬
‫هر"‪.‬‬
‫َ‬
‫مباحث‪:‬‬ ‫وفي هذا المبحث ثالثة‬
‫ب َعلى الم ِّعيَّة‬ ‫ص ِّ‬ ‫ش ُرو ُ‬
‫ط الن ْ‬ ‫‪ُ -1‬‬
‫ش ُروط‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ب ما بعد الواو‪ ،‬على أنه مفعو ٌل معهُ‪ ،‬ثالثة ُ‬ ‫يشترط‪ :‬في نص ِّ‬
‫ُ‬
‫ي‪ :‬بحيث يص ُّح انعقادُ الجمل ِّة بدونه)‪.‬‬ ‫‪ -1‬أَن يكون فضلة (أ ْ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫(فان كان االسم التالي للواو عمدة‪ ،‬نحو‪" :‬اشترك سعيدٌ وخليلٌ"‪ ،‬لم يجز نصبه على المعية‪ ،‬بل يجب‬
‫عظفه على ما قبله‪ ،‬فتكون الواو عاطفة‪ .‬وإنما كان "خليل" هنا عمدة‪ ،‬لوجوب عطفه على "سعيد"‬
‫ألن فعل االشتراك ال يقع إال‬‫الذي هو عمدة‪ .‬والمعطوف له حكم المعطوف عليه‪ .‬وغنما وجب عطفه ّ‬
‫من متعدد‪ .‬فبالعطف يكون االشتراك مسندا ً إليهما معاً‪ .‬فلو نصبته لكان فضلة‪ ،‬ولم يكن له ّ‬
‫حظ في‬
‫االشتراك حاصالً من واحد‪ ،‬وهذا ممتنع)‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكونَ ما قبلَهُ جملةً‪.‬‬

‫(‪)432/1‬‬

‫(فان سبقه مفرد‪ ،‬نحو‪" :‬ك ّل امرئ وشأنهُ"‪ ،‬كان معطوفا ً على ما قبله‪ .‬وكل‪ :‬مبتدأ‪ .‬وامرئ‪ :‬مضاف‬
‫إليه‪ .‬وشأنه‪ :‬معطوف على كل‪ .‬والخبر محذوف وجوباً‪ .‬كما تقدم نظيره في باب "المبتدأ والخبر"‪.‬‬
‫قترنان‪ .‬ولك أن تنصب "كل"‪ ،‬على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫والتقدير‪ :‬كل امرئ وشأنهُ ُم‬
‫ً‬
‫"دع أو اترك"‪ ،‬فتعطف "شأنه" حينئذ عليه منصوبا)‪.‬‬
‫الواو‪ ،‬التي تسبقُهُ‪ ،‬بمعنى " َم َع"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬أن تكونَ‬
‫(فان تعين أن تكون الواو للعطف‪ ،‬لعدم صحة المعية‪ ،‬نحو‪" :‬جاء خالدٌ وسعيدٌ قبله‪ ،‬أو بعده"‪ ،‬فلم‬
‫يكن ما بعدها مفعوال معه‪ ،‬ألن الواو هنا ليست بمعنى "مع"‪ ،‬إذ لو قلت‪" :‬جاء خالد مع سعيد قبله‪ ،‬أو‬
‫بعده" كان الكالم ظاهر الفساد‪.‬‬
‫والشمس طالعة")‪.‬‬
‫ُ‬ ‫واو الحال فكذلك‪ ،‬نحو‪" :‬جاء علي‬ ‫وإن تعين أن تكون ً‬
‫"سار علي والجبلَ‪ .‬وما لكَ وسعيداً؟ وما أنت وسليماً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫شرو ُ‬
‫ط‪:‬‬ ‫ومثا ُل ما اجتمعت فيه ال ُّ‬
‫‪ -2‬أَحكا ُم ما بعدَ الوا ِّو‬
‫ورجحانُ‬
‫العطف‪ُ ،‬‬‫ِّ‬ ‫ووجوب‬
‫ُ‬ ‫ب على المعيّ ِّة‪،‬‬ ‫وجوب النّص ِّ‬
‫ُ‬ ‫الواقع بعد الواو أربعةُ أحكام‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫لالسم‬
‫ِّ‬
‫ب‪ ،‬ورجحانُ العطف‪.‬‬ ‫النص ِّ‬
‫لزم من العطف فسادٌ في المعنى‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫يجوز العطف) إذا َ‬ ‫ُ‬ ‫النصب على المعيّ ِّة (بمعنى أنه ال‬ ‫ُ‬ ‫فيجب‬
‫ُ‬
‫أمركم وش َركا َءكم}‪ ،‬وقولهُ‪:‬‬
‫{فأجمعُوا َ‬
‫ِّ‬ ‫والشمس" ومنه قولهُ تعالى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫"سافر خلي ٌل والليلَ‪ .‬ورج َع سعيدٌ‬ ‫َ‬
‫الدار واإليمانَ }‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫{والذين تبَ َّوؤُا‬
‫(وإنما امتنع العطف‪ ،‬ألنه يزلم منه عطف الليل على خليل‪ ،‬وعطف الشمس على سعيد‪ ،‬فيكونان‬
‫مسندا ً إليهما‪ ،‬ألن العطف على نية تكرير العامل‪ ،‬والمعطوف في حكم المعطوف عليه لفظا ً ومعنى‪،‬‬
‫كما ال يخفى‪ ،‬فيكون المعنى‪" :‬سافر خليل وسافر الليل‪ ،‬ورجع سعيد ورجعت الشمس" وهذا ظاهر‬
‫الفساد‪.‬‬

‫(‪)433/1‬‬

‫أمرهُ وعلى‬
‫ولو عطفتَ "شركاءكم"‪ ،‬في اآلية األولى‪ ،‬على "أمركم" لم يجز‪ ،‬ألنه يقال‪" :‬أجمع َ‬
‫أمره"‪ ،‬كما يقال‪" :‬عزمه وعزم عليه"‪ ،‬كالهما بمعنى واحد‪ .‬وال يقال‪" :‬أجمع الشركاء أو عزم‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫عليهم"‪ .‬بل يقال‪" :‬جمعهم"‪ .‬فلو عطفت كان المعنى‪" :‬اعزموا على أمركم واعزموا على‬
‫شركائكم"‪ ...‬وذلك واضح البلطالن‪.‬‬
‫المعنى‪،‬ألن الدار‪ .‬أن تُتَبَ َّوأ ‪ -‬أي تُسكن ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ولو عطفتَ اإليمانَ على الدار‪ ،‬في اآلية األخرى‪ ،‬لفسد‬
‫فاإليمان ال يُت َبوأ‪ .‬فما بعد الواو‪ ،‬في اآليتين‪ ،‬منصوب على أنه مفعول معه‪ .‬فالواو واو المعية‪.‬‬
‫ويجوز أن تكون الواو في اآليتين‪ ،‬عاطفة وما بعدها مفعول به لفعل محذوف تقديره في اآلية األولى‪:‬‬
‫"ادعوا واجمعوا" ‪ -‬فعل أمر من الجمع ‪ -‬وفي الثانية‪" :‬أخلصوا" ‪ -‬فعل ماض من اإلخالص ‪-‬‬
‫فيكون الكالم من عطف جملة على جملة‪ ،‬ال من عطف مفرد على مفرد‪.‬‬
‫ويجوز أن يكون شركا َءكم معطوفا ً على (أمركم) على تضمين "أجمعوا" معنى "هيئوا"‪ .‬وأن يكون‬
‫اإليمان معطوفا ً على تضمين "تبوؤا" معنى "لزموا"‪ .‬والتضمين في العربية باب واسع)‪.‬‬
‫ط نصب ِّه الثالثةَ المتقدمةَ‪.‬‬ ‫النصب على المعيّة) إذا لم يَستكمل شرو َ‬
‫ُ‬ ‫يمتنعف‬
‫ُ‬ ‫العطف (بمعنى أنه‬
‫ُ‬ ‫ويجب‬
‫ُ‬
‫ضعفٍ ‪ ،‬في موضعين‪:‬‬ ‫َ‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬‫العطف‬
‫ِّ‬ ‫جواز‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َ َ‬ ‫ّة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫المع‬ ‫على‬ ‫النصب‬
‫ُ‬ ‫ح‬‫وير ّج ُ‬
‫َ‬
‫ِّ‬ ‫مرفوع‬ ‫ال‬ ‫ل‬
‫ِّ‬ ‫ص‬‫ّ‬ ‫ت‬‫م‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫الضمير‬ ‫على‬ ‫العطف‬
‫ُ‬ ‫منه‬ ‫يلزم‬
‫َ‬ ‫كأن‬ ‫التركيب‪،‬‬ ‫في‬ ‫ضعف‬
‫ٌ‬ ‫العطف‬ ‫من‬ ‫يلزم‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫‪-1‬‬
‫ي ِّ فاص ٍل‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ وخالداً‪.‬‬ ‫البارز‪ ،‬أو المستتر‪ ،‬من غير فص ٍل بالضمير المنفصل‪ ،‬أو بفاص ٍل‪ ،‬أ ّ‬
‫ف أن يُقالَ‪" :‬جئتُ وخالدٌ‪ .‬واذهبْ وسليم"‪.‬‬ ‫واذهبْ وسليماً"‪ .‬ويَضعُ ُ‬

‫(‪)434/1‬‬

‫(أي بعطف "خالد" على التاء في "جئت"‪ ،‬وعطف "سليم" على الضمير المستتر في "اذهب"‪.‬‬
‫والضعف إنما هو من جهة الصناعة النحوية الثابتة أصولها باستقراء كالم العرب‪ .‬وذلك أن العرب‬
‫ال تعطف على الضمير المرفوع المتصل البارز أو المستتر‪ ،‬إال أن يفصل بينهما بفاصل ضميرا ً‬
‫الضمير المتصل أو المستتر‪ ،‬نحو‪" :‬جئت أنا وخالد‪ .‬واذهب أنت وسعيد")‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫منفصالً يؤكد به‬
‫وزهيراً"‪.‬‬ ‫فجائز بال خالفٍ ‪ ،‬نحو‪" :‬أَكرمتكَ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫العطف على الضمير المنصوب المتّصل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أما‬
‫ُّ‬
‫الجار‪ ،‬فقد منعه جمهور النحاةِّ‪ ،‬فال يقا ُل على‬ ‫ّ‬ ‫العطف على الضمير المجرور‪ ،‬من غير إعادة‬ ‫ُ‬ ‫وأما‬
‫رأيهم‪" :‬أحسنتُ إليك وأبيك"‪ ،‬بل‪ :‬أحسنتُ إليك وأباكَ "‪ ،‬بالنصب على المعيّة‪ .‬فإن أعدتَ الجار جازَ ‪،‬‬
‫وغيرهما‪ .‬وجعلوا‬ ‫ُ‬ ‫ي وابنُ مالكٍ‬
‫والحق أنه جائز‪ .‬وعلى ذلك الكسائ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫نحو‪" :‬أحسنتُ إليك وإلى أبيك"‪.‬‬
‫السبع‪{ :‬واتقوا هللاَ الذي تسا َءلونَ ب ِّه‬
‫ِّ‬ ‫ئ في‬ ‫فر ب ِّه والمسج ِّد الحرام} وقد قر َ‬ ‫منه قولهُ تعالى‪{ :‬و ُك ٌ‬
‫"األرحام" عطفا ً على الهاء في "به"‪ ،‬قرأ ذلك حمزةُ‪ ،‬أحدُ القُ َّر ِّاء السبعة‪َّ .‬‬
‫لكن‬ ‫ِّ‬ ‫بجر‬
‫واألرحام}‪ّ ،‬‬
‫ِّ‬
‫العطف‪ .‬كما تقدّم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الجار‪ ،‬إذا أريد‬ ‫َ‬ ‫األكثر واألفص َح إعادة ُ‬
‫َ‬
‫يعجبْكَ‬ ‫َ‬
‫‪ -2‬أن تكونَ المعيّة مقصودة ً من المتكلم‪ ،‬فت َفوتُ بالعطف‪ ،‬نحو‪" :‬ال يَغُ َّركَ ال ِّغنى والبَط َر‪ .‬وال ِّ‬ ‫ُ‬
‫األمرين‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫النهي عن‬‫َ‬ ‫العيش والذُّلَّ"‪ ،‬فإن المعنى المراد‪ ،‬كما ترى‪َ ،‬‬
‫ليس‬ ‫ِّ‬ ‫تهو ر َغدَ‬ ‫األكل والشبَ َع‪ .‬وال َ‬
‫وإنما هو األول مجتمعا مع اآلخر‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ً‬
‫*فَكونوا أَنت ُ ُم وبَنِّي أَبيك ْم * َمكانَ ال ِّك ْليَتَي ِّْن ِّمنَ ِّ ّ‬
‫الطحا ِّل*‬
‫(فليس مراده‪ :‬كونوا أنتم وليكن بنو أبيكم‪ ،‬وإنما يريد‪ :‬كونوا أنتم مع بني أبيكم‪ .‬فالنصب على المعية‬
‫فيما تقدم راجح قوي‪ ،‬لتعيينه المعنى المراد‪ ،‬وفي العطف ضعف من جهة المعنى)‪.‬‬

‫(‪)435/1‬‬

‫ألن‬ ‫ُّ‬
‫الحق‪َّ ،‬‬ ‫ُجوزون العطف‪ .‬وهو‬ ‫النصب على المعيّة‪ ،‬وال ي ّ‬
‫َ‬ ‫وال ُمحقّقُون يوجبون‪ ،‬في مثل ذلك‬
‫العطف يفيدُ التشريكَ في الحكم‪ .‬والتشريكُ هنا غير مقصود‪.‬‬ ‫َ‬
‫األمير‬
‫ُ‬ ‫بغير ضعفٍ من جهة التركيب‪ ،‬وال من جهة المعنى‪ ،‬نحو‪" :‬سار‬ ‫ِّ‬ ‫أمكنَ‬ ‫متى‬ ‫العطف‬
‫ُ‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫ويرجْ‬
‫َ‬
‫والجيش‪ .‬وسرتُ أنا وخالدٌ‪ .‬وما أنتَ وسعيدٌ؟"‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬يا آد ُم اسكن أنتَ وزوجُكَ الجنة}‪.‬‬
‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫العطف‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫النصب على المعيّة ضعُ َ‬
‫ُ‬ ‫النصب على المعيّة‪ ،‬ومتى ترج َح‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫ضع ُ َ‬
‫العطف َ‬
‫ُ‬ ‫ومتى ترج َح‬
‫خالصة وتحقيق‬
‫(وخالصة البحث‪ :‬أن ما بعد الواو‪ ،‬تارة ال يصح تشريكه في حكم ما قبله‪ ،‬نحو‪" :‬سار علي والجبل"‬
‫فيجب نصبه على المعية‪ .‬وتارة يصح تشريكه فيمنع من العطف مانع‪ ،‬نحو‪" :‬جئت وسعيداً"‪،‬‬
‫فيترجح نصبه على المعية‪ .‬وتارة يجب تشريكه‪ ،‬نحو‪" :‬تصالح سعيد وخالد" فيجب العطف‪ .‬وتارة‬
‫يجوز تشريكه بال مانع‪ ،‬نحو‪" :‬سافرت أنا وخليل"‪ ،‬فيختار فيه العطف على نصبه على المعية‪،‬‬
‫وتارة ال يكون التشريك مقصوداً‪ ،‬وإنما يكون المقصود هو المعية‪ ،‬فيكون الكالم على نية اإلعراض‬
‫مجرد معنى المصاحبة‪ .‬فيرجح النصب على المعية‬ ‫ّ‬ ‫عن تشريك ما بعد الواو في حكم ما قبلها الى‬
‫ونهي خال ٍد‬
‫َ‬ ‫على العطف‪ ،‬نحو‪" :‬ال تسافر أنت وخالدً"‪ ،‬إذا أردت نهيه عن السفر مع خالد‪ ،‬ال نهيه‬
‫عن السفر‪ .‬وقد ذكرنا آنفا ً بضعة أمثلة على ذلك‪ .‬فان قصدت إلى نهيهما كليهما عن السفر‪ ،‬ترجح‬
‫العطف‪ .‬نحو‪" :‬ال تسافر أنت وخالد"‪.‬‬
‫والنفس تواقة إلى إيجاب النصب على المعية فيما لم يُقصد به إلى التشريك في الحكم‪ ،‬والى ايجاب‬
‫العطف فيما يُقصد به الى التشريك فيه‪ ،‬مراعاة ً لجانب المعنى الذي يريده المتكلم‪ .‬ونرى أن اجازتهم‬
‫العطف في الصورة األولى‪ ،‬والنصب على المعية في الصورة الثانية (على ضعف فيهما) انما هي‬
‫من حيث الصناعة اللفظية‪ ،‬بمعنى أنه ال يمنع من ذلك مانع من حيث القواعد النحوية‪ .‬وأنت خبير بما‬
‫في ذلك من التهويش على السامع والتلبيس عليه‪ .‬فاحفظ هذا التحقيق واعمل به)‪.‬‬

‫(‪)436/1‬‬

‫‪ -3‬العام ُل في ْال َم ْفعو ِّل َمعَهُ‬


‫اسم يُشبهُ الفعلَ‪ .‬فالفع ُل نحو‪" :‬سرتُ والليلَ"‪ ،‬واالس ُم‬
‫نصب المفعو َل معهُ ما تقد ََّم عليه من فع ٍل أو ٍ‬ ‫ُ‬ ‫يَ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الذي يُشب ُههُ‪ ،‬نحو‪" :‬انا ذاهبٌ وخالدا"‪" .‬وحسبُكَ وسعيدا ما فعلتما"‪.‬‬
‫ّتين‪ ،‬نحو‪" :‬ما أنتَ وخالداً‪ .‬وما لك وسعيدا‪ً.‬‬ ‫وكيف" االستفهامي ِّ‬
‫َ‬ ‫وقد يكونُ العام ُل مقدّراً‪ ،‬وذلكَ بعدَ "ما‬
‫والسفر‬
‫َ‬ ‫والسفر غدا ً‪ .‬والتقدير‪" :‬ما تكون وخالداً؟ وما حاصل لكَ وسعيداً؟ وكيف تكونُ‬ ‫َ‬ ‫وكيف أنتَ‬
‫َ‬
‫غداً"‪.‬‬
‫يجوز أن يتقد َّم المفعو ُل معهُ على عامل ِّه‪ ،‬وال على ُمصاحب ِّه‪ ،‬فال يقال‪" :‬والجب َل َ‬
‫سار‬ ‫ُ‬ ‫واعلم أنه ال‬
‫ي"‪.‬‬‫"سار والجب َل عل ٌّ‬ ‫َ‬ ‫ي" وال‬ ‫عل ٌّ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( الحال )‬

‫الوصف له‪ ،‬نحو‪" :‬رج َع الجندُ ظافراً‪ .‬وأدَّبْ‬


‫ُ‬ ‫االسم الذي يكونُ‬
‫ِّ‬ ‫لبيان هيئ َ ِّة‬
‫ِّ‬ ‫وصف فضلةٌ ي ُ‬
‫ُذكر‬ ‫ٌ‬ ‫الحالُ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫بهند راكبة‪ .‬وهذا خالد ُمقبال"‪.‬‬ ‫ومررتُ‬ ‫ً‬
‫ولدَكَ صغيرا‪.‬‬
‫(وال فرق بين أن يكون الوصف مشتقا ً من الفعل‪ ،‬نحو‪" :‬طلعت الشمس صافية"‪ ،‬أو اسما ً جامدا ً في‬
‫معنى الوصف المشتق‪ ،‬نحو‪" :‬عدا خليل غزاالً" أي مسرعا ً كالغزال‪.‬‬
‫ومعنى كونه فضلة‪ :‬أنه ليس مسندا ً اليه‪ .‬وليس معنى ذلك أن هيصح االستغناء عنه اذ قد تجيء الحال‬
‫غير مستغنى عنها كقوله تعالى‪{ :‬وما خلقنا السماء واألرض وما بينهما العبين} وقوله‪{ :‬ال تقربوا‬
‫الصالة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون}؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫يعيش كئيبا ً * كاسفا ُ بالُهُ‪ ،‬قلي َل ّ‬
‫الرجاء*‬ ‫ُ‬ ‫*انما الميتُ من‬

‫(‪)437/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫مييز ألنه لم‬ ‫وقد تشتبه الحال بالتمييز في نحو‪" :‬هلل ِّ دَ ّرهُ فارسا ً أو عالما ً أو خطيباً"‪ .‬فهذا ونحوه ت ٌ‬
‫يقصد به تمييز الهيئة‪ .‬وانما ذكر لبيان جنس المتعجب منه‪ ،‬والهيئة مفهومة ضمناً‪ .‬ولو قلت‪" :‬هلل دَ ّرهُ‬
‫من فارس"‪ .‬لص َّح‪ .‬وال يص ّح هذا في الحال‪ .‬فال يقال‪" :‬جاء خالد من راكب" وليس مثل ما تقدم هو‬
‫درهُ رجالً فارساً"‪.‬‬ ‫التمييز حقيقة‪ .‬وانما هو صفته نابت عنه بعد حذفه‪ .‬واألصل "هلل ّ‬
‫وربما اشتبهت الحال بالنعت‪ .‬نحو‪" :‬مررت برجل راكب"‪ .‬فراكب‪ :‬نعت‪ .‬ألنه ذكر لتخصيص‬
‫الرجل ال لبيان هيئته)‪.‬‬
‫بالباء الزائدة بعد النفيِّ‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫جر لفظا‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫أن الحا َل منصوبة دائما‪ .‬وقد ت ُ ُّ‬ ‫واعلم ّ‬
‫ْ‬
‫ب ُمنت َهاها*‬
‫سيَّ ِّ‬‫ت بِّخائِّب ٍة ِّركابٌ * َحكي ُم بنُ ال ُم َ‬‫*فما َر َجعَ ْ‬
‫وفي هذا الباب تسعةُ َمباحث‪َ:‬‬
‫‪ -1‬االس ُم الَّذي ت َكون لَهُ الحا ُل‬
‫الغائب سالماً"‪ .‬ومن نائب الفاعل‪ ،‬نحو‪" :‬تُؤك ُل الفاكهةُ‬ ‫ُ‬ ‫تجيء الحا ُل من الفاعل‪ ،‬نحو‪" :‬رج َع‬
‫مذهب سيبويه ومن تابعهُ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الخبر‪ ،‬نحو‪" :‬هذا الهال ُل طالعاً"‪ .‬ومن المبتدأ (كما هو‬ ‫ِّ‬ ‫ناضجة"‪ .‬ومن‬
‫الحق)‪ ،‬نحو‪" :‬أنتَ مجتهدا ً أخي" ونحو‪" :‬الما ُء صرفا ً شرابي"‪ .‬ومن المفاعيل كلها على‬ ‫ُّ‬ ‫وهو‬
‫ً‬
‫األص ّح‪ ،‬ال من المفعول به وحدَهُ‪ .‬فمجيئُها من المفعول به نحو‪" :‬ال تأكل الفاكهة فِّ ّجة" ومن المفعول‬
‫المطلق نحو‪" :‬سرتُ سيري حثيثاً‪ ،‬فتعبتُ التعب شديداً"‪ ،‬ومن المفعول فيه نحو‪" :‬سريتُ اللي َل‬
‫مجردة ً عن‬‫َّ‬ ‫الخير‬
‫ِّ‬ ‫الخير محبةَ‬
‫َ‬ ‫الشهر كامالً"‪ ،‬ومن المفعول ألجل ِّه نحو‪" :‬افع ِّل‬ ‫َ‬ ‫صمتُ‬ ‫مظلماً‪ .‬و ُ‬
‫َسر واللي َل داجياً"‪.‬‬ ‫الرياء"‪ ،‬ومن المفعو ِّل معهُ نحو‪ِّ " :‬س ْر والجب َل عن يمينك" ونحو‪" :‬ال ت ِّ‬
‫بالكريم‬
‫ِّ‬ ‫"انهض‬
‫ْ‬ ‫وال فرقَ بينَ أن يكون المفعو ُل صريحا ً‪ ،‬كما رأيتَ ‪ ،‬أو مجرورا ً بالحرف‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫َسر في الليل ُمظ ِّلماً" ونحو‪" :‬اس َع للخير وحدَهُ"‪.‬‬ ‫عاثراً" ونحو‪" :‬ال ت ِّ‬
‫وقد تأتي الحا ُل من المضاف إليه بشرط أن يكون في المعنى‪ ،‬أو في التقدير‪ ،‬فاعالً أو مفعوالً‪ ،‬وذلك‬
‫في صورتين‪.‬‬

‫(‪)438/1‬‬

‫المضاف َمصدرا ً أو وصفا ً مضافين إلى فاعلهما أو نائب فاعلهما أو مفعو ِّلهما‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -1‬أن يكونَ‬
‫س ّرني قدومكَ سالماً"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬إليه مرجعُ ُكم جميعاً}‪،‬‬ ‫المضاف إلى فاعل ِّه‪ ،‬نحو‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫فالمصدر‬
‫ُ‬
‫وقو ُل الشاعر‪:‬‬
‫الروعِّ يَ ْوماً‪ ،‬تاركي ال أَبا ِّليَا*‬ ‫إن ا ْنطالقَكَ واحداً‪ * ،‬إلى ْ‬ ‫*تقُو ُل ا ْبنَتي‪َّ :‬‬
‫ً‬
‫سرجا"‪.‬‬ ‫سنُ َ‬
‫الفر ِّس ُم َ‬ ‫المضاف إلى فاعله نحو‪" :‬أنتَ ح َ‬ ‫ُ‬ ‫والوصف‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫العين ادمعة"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫المضاف إلى نائب فاعله نحو‪" :‬خالدٌ مغ َمض‬ ‫ُ‬ ‫والوصف‬‫ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تأديب الغالم ُمذنِّبا‪ ،‬وتهذيبُهُ صغيرا"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المضاف إلى مفعول ِّه‪ ،‬نحو‪" :‬يعجبُني‬ ‫ُ‬ ‫والمصدر‬
‫ُ‬
‫األمر صعباً"‪ ،‬ونحو‪" :‬خالدٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫العيش صافيا‪ ،‬ومس َهل‬ ‫ِّ‬ ‫المضاف إلى مفعول ِّه نحو‪" :‬أنتَ ورادُ‬ ‫ُ‬ ‫والوصف‬ ‫ُ‬
‫ساري اللي ِّل مظلماً"‪.‬‬
‫وبذلك تكونُ الحا ُل قد جا َءت من الفاعل أو نائبه أو من المفعو ِّل‪ ،‬كما هو شرطها‪.‬‬
‫الستقام المعنى‪ .‬وذلكَ بأن‬ ‫َ‬ ‫المضاف‬
‫ُ‬ ‫بحيث لو حذف‬ ‫ُ‬ ‫مقام المضاف‪،‬‬‫المضاف إليه َ‬
‫ِّ‬ ‫ص َّح إقامةُ‬ ‫‪ -2‬أن يَ ِّ‬
‫لحم أخيه َميتا ً‬ ‫ً‬
‫المضاف ُج ْزءا ً من المضاف إليه حقيقة‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬أيُحب أحدُكم أن يأكل َ‬ ‫ُ‬ ‫يكونَ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫صدورهم من ِّغ ٍّل إخوانا}‪ ،‬ونحو‪" :‬أمسكتُ بيدِّكَ عاثرا"‪ .‬أو‬ ‫ف َك ِّرهتُموهُ}‪ ،‬وقوله‪{ :‬ونَزَ عنا ما في ُ‬
‫ُ‬
‫ع خال ٍد راضيا‪ ،‬وتسو ُءني أخالقهُ غضبان"‪ .‬ومنه قوله تعالى‪:‬‬ ‫ً‬ ‫َسرني ِّطبا ُ‬
‫يكونَ كجزءٍ منه‪ ،‬نحو‪" :‬ت ُّ‬
‫إبراهيم حنيفاً}‪.‬‬
‫َ‬ ‫{أن اتَّبِّ ْع ملّةَ‬‫ِّ‬
‫ً‬
‫(وبذلك تكون الحال ايضا قد جاءت من الفاعل أو المفعول تقديرا‪ ،‬ألنه يصح االستغناء عن المضاف‪.‬‬ ‫ً‬
‫فاذا سقط ارتفع ما بعده على الفاعلية أو انتصب على المفعولية‪ .‬وإذا علمت ذلك عرفت أنه ال يص ُّح‬
‫أن يقال‪" :‬مررت بغالم سعاد جالسة"‪ ،‬لعدم صحة االستغناء عن المضاف؛ ألنه ليس جزءا ً من‬
‫المضاف إليه‪ ،‬وال كالجزء منه‪ .‬فلو أسقطت الغالم‪ ،‬فقلت‪" :‬مررت بهند جالسة" لم يستقم المعنى‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫المقصود‪ ،‬ألن القصد هو المرور بغالمها ال بها)‪.‬‬
‫‪ -2‬شرو ُ‬
‫ط الحال‬
‫ط في الحال أربعةُ شروطٍ ‪:‬‬
‫يشتر ُ‬

‫(‪)439/1‬‬

‫الشمس صافيةً"‪.‬‬‫ُ‬ ‫‪ -1‬أن تكونَ صفةً ُمنتقلةً‪ ،‬ال ثابتةً (وهو األص ُل فيها)‪ ،‬نحو‪" :‬طلعت‬
‫بعث حيّاً}* { ُخلِّقَ اإلنسانُ ضعيفاً}* َخلَقَ هللاُ‬ ‫{يوم أ ُ ُ‬
‫َ‬ ‫وقد تكونُ صفةً ثابتةً‪ ،‬نحو‪" :‬هذا أَبوكَ رحيماً*‬
‫صالً}"‪ .‬وقال الشاعر‪:‬‬ ‫الكتاب مف ّ‬ ‫َ‬ ‫الزرافةَ يَدَيها أطو َل من ِّرجلَيها* {أ َنز َل إليكم‬ ‫َّ‬
‫الرجا ِّل ِّلوا ُء*‬ ‫ظام‪ ،‬كأنما * ِّعمامتُهُ بَيْنَ ِّ ّ‬ ‫َ‬ ‫ط ال ِّع ِّ‬ ‫س ْب َ‬‫ت ب ِّه َ‬ ‫*فَ َجا َء ْ‬
‫‪ -2‬أن تكونَ نكرةً‪ ،‬ال معرفة‪ً.‬‬
‫المسافر‬
‫ُ‬ ‫وقد تكون معرفةً إذا ص َّح تأويلُها بنكرةٍ‪ ،‬نحو‪" :‬آمنتُ باهلل وحدهُ"‪ .‬أَي‪ :‬منفرداً‪ ،‬ونحو‪" :‬رج َع‬
‫عودَهُ على بَدئ ِّه"‪ ،‬أي‪ :‬عائدا ً في طريقه‪ ،‬والمعنى أنه رج َع في الحال‪ .‬ونحو‪" :‬أُدخلُوا األو َل فاألولَ"‬
‫"إفعل هذا ُجهدَكَ وطاقتكَ " أي‪ :‬جاهدا ً‬ ‫ْ‬ ‫َفير"‪ ،‬أي جميعاً‪ .‬ونحو‪:‬‬ ‫مترتِّّبينَ ‪ .‬ونحو‪" :‬جا ُءوا ال َج ّما َء الغ َ‬ ‫أي َ‬
‫ض ُهم‪ ،‬بقَضيضهم"‪ ،‬أي جا ُءوا جميعا ً أو قاطبة‪ً.‬‬ ‫َ‬
‫جادًّا‪ .‬ونحو‪" :‬جا َء القو ُم ق َّ‬
‫س صاحبِّها في المعنى‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء سعيدُ راكباً"‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن تكونَ نَ ْف َ‬
‫(فان الراكب هو نفس سعيد‪ .‬وال يجوز أن يقال‪" :‬جاء سعيد ركوباً"‪ .‬ألن الركوب فعل الراكب وليس‬
‫هو نفسه)‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -4‬أن تكون مشتقّة‪ ،‬ال جامدةً‪.‬‬
‫مشتق‪ ،‬وذلك في ثالث حاالت‪:‬‬ ‫ٍّ‬ ‫وقد تكون جامدة ً ُم َؤ َّولةً بوصفٍ‬
‫ُّ‬
‫الحق‬ ‫ض َح‬‫شجاعا ً كاألسد‪ ،‬ونحو‪" :‬و َ‬ ‫ي أسداً"‪ ،‬أي‪ُ :‬‬ ‫"كر عل ٌّ‬ ‫األولى‪ :‬أن تدُ َّل على تشبيهٍ‪ ،‬نحو‪َّ :‬‬
‫ين‬ ‫َ‬
‫ير"‪ .‬أي مصط ِّحبَ ِّ‬ ‫رعان ِّعدْل ْي َع ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫شمس‪ .‬ومنه قولهم‪" :‬وق َع المصط‬ ‫شمساً"‪ ،‬أي‪ :‬مضيئاً‪ ،‬أو ميرا ً كال َّ‬
‫حمار حينَ سقوطهما‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب عدل ْي‬ ‫كاصطحا ِّ‬
‫متقابضين‪ ،‬ونحو‪" :‬كلّمتُه فاهُ غلى‬ ‫ِّ‬ ‫أي‪:‬‬ ‫ٍ"‪،‬‬
‫د‬ ‫بي‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫يد‬ ‫س‬ ‫الفر‬
‫ِّ كَ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫ع‬ ‫ب‬‫"‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ٍ‪،‬‬
‫ة‬ ‫فاعل‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫على‬ ‫ل‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫الثانيةُ‪ :‬أن‬
‫تشافهين‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ي"‪ ،‬أي‪ُ :‬م‬ ‫ف َّ‬
‫الكتاب بابا ً‬‫َ‬ ‫ترتّبينَ ‪ ،‬ونحو‪" :‬قرأتُ‬ ‫ب‪ ،‬نحو‪" :‬دخ َل القو ُم رجالً رجالً"‪ ،‬أي‪ُ :‬م َ‬ ‫الثالثةُ‪ :‬أن تد َّل على ترتي ٍ‬
‫باباً"‪ ،‬أي‪ُ :‬م َرتّباً‪.‬‬
‫ؤول ٍة بوصفٍ ُمشتق‪ ،‬وذلك في سبع حاالتٍ‪:‬‬ ‫غير ُم َّ‬‫وقد تكونُ جامدةً‪َ ،‬‬

‫(‪)440/1‬‬

‫سوياً}‪.‬‬ ‫األولى‪ :‬أن تكونَ موصوفةً‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬إنّا أنزلناه قرآنا عربياً} وقول ِّه‪{ :‬فت َمث َّ َل لها بَشرا ً َ‬
‫بدينار"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الثوب ذِّراعا ً‬
‫َ‬ ‫روش‪ .‬واشتريتُ‬ ‫تسعير‪ ،‬نحو‪ :‬بعتُ القم َح ُمدًّا بِّعشرةِّ قُ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫الثانيةُ‪ :‬أن تد َّل على‬
‫الثالثةُ‪ :‬أن تدُ َّل على عددٍ‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فَت َ َّم ِّميقاتُ َربكَ أربعينَ ليلةً}‪.‬‬
‫واقع فيه تفضيلٌ‪ ،‬نحو‪" :‬خالدٌ غالما ً أحسنُ منهُ رجالً" ونحو‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ور‪ ،‬أي حا ٍل‪،‬‬ ‫ط ٍ‬‫الرابعةُ‪ :‬أن تَدُ َّل على َ‬
‫أطيب منه دِّبساً"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫"ال ِّعنَب زبيبا ً‬
‫الخامسةُ‪ :‬أن تكون نوعا ً لصاحبها‪ ،‬نحو‪" :‬هذا مالُكَ ذهباً"‪.‬‬
‫{وتنحتونَ الجبا َل‬‫ِّ‬ ‫السادسةُ‪ :‬أن تكونَ فرعا ً لصاحبها‪ ،‬نحو‪" :‬هذا ذَهبُكَ خاتماً"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪:‬‬
‫بُيوتاً}‪.‬‬
‫السابعةُ‪ :‬أن تكون أصالً لصاحبها‪ ،‬نحو‪" :‬هذا خاتُمكَ ذَهباً‪ .‬وهذا ثوبُك كتّاناً"‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪:‬‬
‫{أأس ُجدُ ِّلمن َخلقتَ طيناً؟}‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫فوائد‬
‫‪ -1‬سمع بعض المصادر مما يدل على نوع عامله منصوباً‪ .‬فقال جمهور البصريين‪ :‬انه منصوب‬
‫على الحال‪ .‬وهو مؤول بوصف مشتق‪ ،‬نحو‪" :‬جاء ركضاً‪ .‬قتله صبراً‪ .‬طلع علينا فجأة أو بغتة‪ .‬لقيته‬
‫كفاحا ً أو عياناً‪ .‬كلمته مشافهة‪ .‬أخذت الدرس عن األستاذ سماعاً" ونحو ذلك وجع ُل هذه المصادر‬
‫حاالً‪ ،‬كما قالوا‪ ،‬جائز‪ .‬واألولى أن يجعل ذلك مفعوالً مطلقا ً مبينا ً للنوع‪ .‬فهو منصوبٌ على‬
‫المصدرية ال على الحالية‪ ،‬ألن المعنى على ذلك‪ ،‬فال حاجة الى التأويل‪.‬‬
‫‪ -2‬جعلوا أيضا ً المصدر المنصوب بعد "أل" الكمالية (أي‪ :‬الدالة على معنى الكمال في مصحوبها)‬
‫منصوبا ً على الحال (بعد تأويله بوصف مشتق)‪ .‬نحو‪" :‬أنت الرجل فهماً" والحق أنه منصوب على‬
‫التمييز‪ ،‬وال معنى للحال هنا‪.‬‬
‫المصدر المنصوب بعد خبر ُمشب ٍه به‬
‫َ‬ ‫مشتق)‬ ‫بوصف‬ ‫تأويله‬ ‫(بعد‬ ‫الحال‬ ‫على‬ ‫‪ -3‬جعلوا من المنصوب‬
‫واياس ذكا ًء"‪ .‬وهو‬
‫ٌ‬ ‫واألحنف حلماً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫زهير شعراً‪ .‬وسحبانُ فصاحةً‪ ،‬وحاتم جوداً‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫مبتدؤه‪ ،‬نحو‪" :‬أنتَ‬
‫منصوب على التمييز ال محالة‪ ،‬وال معنى للحال هنا‪.‬‬

‫(‪)441/1‬‬

‫‪ -4‬جعلوا أيضا ً المنصوب بعد "أ ّما" في مثل قولك‪" :‬أ ّما علما ً فعال ٌم" حاالً‪ ،‬بعد تأويله بوصف مشتق‪،‬‬
‫وهو منصوب على أنه مفعول به لفعل محذوف‪ ،‬والتقدير‪" :‬أن ذكرت العلم فهو عالم"‪ .‬وال معنى‬
‫لنصبه على الحال‪.‬‬
‫‪ -3‬عام ُل الحا ِّل وصاحبُها‬
‫ب‪.‬‬‫تحتاج الحا ُل إلى عام ٍل وصاح ٍ‬
‫فعاملُها‪ :‬ما ت َقدَّم عليها من فع ٍل‪ ،‬أو شبه ِّه‪ ،‬أو َمعناهُ‪.‬‬
‫الشمس صافيةً"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فالفعلُ‪ ،‬نحو‪" :‬طلعت‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫مسافر خليل ماشيا"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫والمرادُ بشب ِّه الفع ِّل‪ :‬الصفاتُ المشتقة من الفع ِّل‪ ،‬نحو‪" :‬ما‬
‫والمراد بمعنى الفعل تسعةُ أشياء‪:‬‬
‫ص ْه ساكتاً‪ .‬ونَزَ ا ِّل ُمسرعاً"‪.‬‬ ‫‪ -1‬اس ُم الفع ِّل‪ ،‬نحو‪َ " :‬‬
‫‪ -2‬اس ُم اإلشارةِّ‪ ،‬نحو‪" :‬هذا خالدٌ ُمقبالً"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬وهذا بَعلي شيخاً}‪ ،‬وقولهُ‪{ :‬فَتلكَ بُيوت ُ ُهم‬
‫{إن هذه أ ُ َّمتُكم أ ُ َّمةً واحدةً}‪.‬‬ ‫خاويةً بما ظلموا}‪ ،‬وقولهُ‪َّ :‬‬
‫"كأن خالداً‪ ،‬مقبالً‪ ،‬أسدٌ"‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -3‬أدواتُ التّشبي ِّه‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫طبا ويَابسا * لدَى َوك ِّرها‪ ،‬العُنَّ ُ‬
‫اب وال َحشَف البالي*‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الطي ِّْر‪َ ،‬ر ْ‬
‫وب َّ‬ ‫*كأ َ َّن قُلُ َ‬
‫هير رئيساً؟"‪.‬‬ ‫بز ٍ‬ ‫كيف ُ‬ ‫كيف أنتَ قائماً؟* َ‬ ‫‪ -4‬أدوات االستفهام‪ ،‬نحو‪" :‬ما شأنُكَ واقفاً؟* ما لَكَ ُمنطلقاً* َ‬
‫عرضينَ ؟}"‪.‬‬ ‫ومن ذلك قولُه تعالى‪{ :‬فما لهم عن التّذكرةِّ ُم ِّ‬
‫البدر طالعاً"‪.‬‬‫ُ‬ ‫حرف التنبي ِّه‪ ،‬نحو‪" :‬ها ه َُو ذا‬ ‫ُ‬ ‫‪-6‬‬
‫س لكَ وحدَك"‪.‬‬ ‫َ ُ‬‫"الفر‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫والمجرور‬
‫ُ‬ ‫الجار‬ ‫ُّ‬ ‫‪-7‬‬
‫الحق َخفّاقا ً لوا ُؤهُ"‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫الظرف‪ ،‬نحو‪" :‬لَدَينا‬‫ُ‬ ‫‪-8‬‬
‫الرب ُع مبكيّا ً بساحت ِّه"‪.‬‬ ‫حرف النداء‪ ،‬كقوله‪" :‬يا أيُّها َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-9‬‬
‫فصاحب الحال‬ ‫ُ‬ ‫وصاحب الحا ِّل‪ :‬ما كانت الحا ُل وصفا ً له في المعنى‪ .‬فإذا قلتَ ‪" :‬رج َع الجندُ ظافراً"‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫هو "ال ُجندُ" وعاملها هو "رج َع"‪.‬‬
‫ً‬
‫واألص ُل في صاحبها أن يكون معرفة‪ ،‬كما رأيتَ ‪ .‬وقد يكونُ نكرةً‪ ،‬بأح ِّد أربع ِّة شروطٍ ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وحشا طللُ"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يتأخر عنها‪ ،‬نحو‪" :‬جائني ُمسرعا ً ُمستنجدٌ فأنجدتهُ"‪ ،‬ومنه قو ُل الشاعر‪ِّ " :‬ل َميّةً ُم ِّ‬ ‫َ‬ ‫‪ -1‬أن‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬

‫(‪)442/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫شحُوبٌ ‪ .‬و ِّإ ْن ت َست َ ْش ِّهدي العَيْنَ ت َ ْش َهدِّ*‬ ‫الجسْم ِّمنّي بَ ِّيّناً‪ ،‬لَ ْو َع ِّل ْمتِّ ِّه‪ُ * ،‬‬ ‫*وفي ِّ‬ ‫َ‬
‫وقو ُل غيره‪:‬‬
‫ت يَدِّي*‬ ‫سدَّ فَ ْق ِّري ِّمثْ ُل َما َملَ َك ْ‬ ‫لي الئِّ ُم * وال َ‬ ‫الم نَ ْفسِّي ِّمثْلَها َ‬ ‫*و َما َ‬
‫ً‬
‫ي أو استفها ٌم فاألو ُل نحو‪" :‬ما في المدرسة من تلمي ٍذ كسوال‪ .‬وما جاءني أحدٌ‬ ‫ي أو نه ٌ‬ ‫‪ -2‬أن يسبقه نف ٌ‬
‫بغ امرو ٌء‬
‫َ ِّ‬ ‫ي‬ ‫"ال‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫والثاني‬ ‫}‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ذ‬
‫ُ ِّ ُ ونَ‬‫ن‬ ‫م‬ ‫لها‬ ‫إال‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫قري‬ ‫من‬ ‫أهلكنا‬ ‫{وما‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫قول‬ ‫إالّ راكباً"‪ ،‬ومنه‬
‫على امرئ ُمستس ِّهالً بَغيَهُ‪ ،‬ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫حمام*‬‫حجام * يَ ْو َم ْال َوغَى ُمتَخ ّ َِّوفا ً ِّل ِّ‬ ‫اإل ِّ‬ ‫*الَ يَ ْر َكن َْن أَحدٌ ِّإلى ِّ‬
‫الثالث‪ ،‬نحو‪" :‬أَجاءكَ أحدٌ راكباً"‪ ،‬ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ترى * ِّلنَ ْفسِّكَ العُذ َر في ِّإبعادِّها األ َمال*‬ ‫ْش باقِّياً؟ فَ َ‬ ‫اح‪ ،‬ه َْل ح َّم َعي ٌ‬ ‫ص ِّ‬ ‫*يا َ‬
‫ً‬
‫صديق حمي ٌم طالبا َمغونتي"‪ ،‬ومنهُ قوله‬ ‫ٌ‬ ‫ص بوصفٍ أو إضافةٍ‪ ،‬فاألو ُل نحو‪" :‬جاءني‬ ‫ص َ‬‫‪ -3‬أن يت َخ َّ‬
‫حكيم‪ ،‬أمرا من عندِّنا}‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ُفر ُق ك ُّل أمر‬ ‫تعالى‪{ :‬فيها ي َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ماخ ٍر في اليَ ِّ ّم َمش ُحونَا*‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫*يا َربّ ِّ نَ َّجيْتَ نوحا واست َجبْتَ لهُ * في فلكٍ ِّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫سوا ًء للسائلين}‪.‬‬ ‫أيام شديدةً"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬في أربعة ٍ‬
‫ايام َ‬ ‫والثاني‪ ،‬نحو‪َ " :‬م َّرت علينا ستةُ ٍ‬
‫وهي خاويةٌ‬
‫َ‬ ‫‪ -4‬أن تكون الحا ُل بعدَهُ جملةً مقرونةً بالواو‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬أو كالذي َم َّر على قريةٍ‪،‬‬
‫ع ُروشها}‪.‬‬ ‫على ُ‬
‫ٌ‬
‫س ّ ِّوغٍ‪ ،‬وهو قليلٌ‪ ،‬كقولهم‪" :‬عليه ِّمئ َة بيضاً"‪ ،‬وفي الحديث‪:‬‬ ‫صاحب الحا ِّل نكرة ً بال ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫وقد يكونُ‬
‫"صلَّى رسو ُل هللاِّ‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قاعدا ً وصلى وراءهُ رجا ٌل قِّياماً"‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫صاحبها وت َأ َ ُّخ ُرها عنه‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -4‬تَقَدُّ ُم الحا ِّل على‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تتأخر عن صاحبها‪ .‬وقد تتقدَّ ُم عليه جوازا‪ ،‬نحو‪" :‬جاء راكبا سعيد ٌ"‪ ،‬ومنه قول‬ ‫َ‬ ‫األص ُل في الحا ِّل أن‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫َ‬
‫بيع وديمة ت ْه ِّمي*‬ ‫الر ِّ‬ ‫ص ْوبٌ َّ‬ ‫غي َْر ُمف ِّسدِّها‪َ * ،‬‬‫ْ‬ ‫ِّيار ِّك‪َ ،‬‬ ‫سقَى د َ‬ ‫*فَ َ‬
‫َتأخر عنهُ وجوباً‪.‬‬ ‫وقد تتقدَّ ُم عليه ُوجوباً‪ .‬وقد ت ُ‬

‫(‪)443/1‬‬

‫موضعين‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫فتتقدّ ُم عليه ُوجوبا ً في‬
‫روط‪ ،‬نحو‪" :‬لخلي ٍل ُمهذَّبا ً غال ٌم"‪ ،‬ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ش ِّ‬‫‪ -1‬أن يكونَ صاحبُها نكرة ً غير مستوفي ٍة لل ُّ‬
‫ب*‬‫شجاعٌ و َع ْق َر ُ‬ ‫ض َم ْبثُوثا ً ُ‬ ‫*و َهالَّ أ َ َعدُّوني ِّلمثْلي‪ ،‬تَفَاقَدُوا * َوفي األ َ ْر ِّ‬
‫‪ -2‬أن يكونَ محصوراً‪ ،‬نحو‪" :‬ما جاء ناجحا ً إال خالدٌ وإنما جاء ناجحا ً خالدٌ"‪ .‬تقو ُل ذلك إذا أردتَ أن‬
‫ص َر المجيء بحالة النجاح في خالد‪.‬‬ ‫ت َح ُ‬
‫وتتأخر عنه وجوبا ً في ثالثة مواضع‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -1‬أن تكونَ هي المحصورة‪ ،‬نحو‪" :‬ما جاء خالدٌ إال ناجحا‪ .‬وإنما جاء خالدٌ ناجحا"‪ .‬تقول ذلك إذا‬
‫شرينَ‬ ‫ص َر مجيء خال ٍد في حالة النجاح‪ .‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬وما نُر ِّس ُل ال ُمرسلين إال مب ّ‬ ‫اردت أن تح ُ‬
‫ومنذِّرينَ }‪.‬‬
‫ُ‬
‫وسرني عملك‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ي ٍ خطيبا‪.‬‬ ‫قوف عل ّ‬ ‫‪ -2‬أن يكون صاحبُها مجرورا باإلضافة‪ ،‬نحو‪" :‬يُعجبُني ُو ُ‬‫ً‬
‫مخلصاً"‪.‬‬
‫الجمهور تقد َُّم الحال عليه‪ .‬فال يقالُ‪" :‬مررتُ راكبةً بسعادَ‬ ‫ُ‬ ‫جر أصلي‪ ،‬فقد من َع‬ ‫أما المجرور بحرف ٍ ّ‬
‫تأخير الحال‪ .‬وأجاز تقدُّ َمهُ ابنُ مالك وغيرهُ‪ .‬وجعلوا منه قوله‬ ‫ُ‬ ‫وأخذتُ عاثرا ً بي ِّد خلي ٍل"‪ .‬بل يجب‬
‫ضهم جوازَ ت َقدُّمها عليه مخصوصا ً بالشعر‪ ،‬كقول‬ ‫تعالى‪{ :‬وما أرسلناكَ إال كافَّةً للناس}‪ .‬وجع َل بع ُ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ِّير*‬‫*إذا ْال َمر ُء أعيَتهُ ال ُم ُرو َءة ُ ناشئا * فَ َمطلبُها َك ْهال َعل ْي ِّه َعس ُ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وقو ُل اآلخر‪:‬‬
‫ط ًّرا َع ْن ُك ُم بُ ْعدَ بَ ْينِّ ُك ْم * ِّب ِّذ ْكرا ُك ُم‪َ ،‬حتَّى َكأَنَّ ُكم ِّع ْندِّي*‬
‫سلَّيْتُ ُ‬ ‫*ت َ َ‬
‫وقول غيره‪:‬‬
‫ي ح ِّبيباً‪ِّ ،‬إنَّها لَ َحبِّ ُ‬
‫يب*‬ ‫اء َهيْمانَ صادِّيا ً * إل َّ‬ ‫ْ‬
‫ئن كانَ بَ ْردُ ال َم ِّ‬ ‫*لَ ْ‬
‫وقو ُل اآلخر‪:‬‬
‫داء*‬ ‫ض ال َمنِّيَّة ِّلل َم ْر * ِّء فَيُ ْد َعى‪ ،‬والتَ ِّحينَ نِّ ِّ‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫*غافالً ت َ ْع ِّر ُ‬
‫الجر الزائد‬
‫حرف ِّ ّ‬
‫َ‬ ‫خالف في جواز تقد ُِّّم الحا ِّل عليه‪ ،‬ألن‬ ‫َ‬ ‫جر زائد‪ ،‬فال‬ ‫بحرف ٍ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫أ ّمال المجرور‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اقط فال يُعتدُّ به‪ ،‬نحو‪" :‬ما جاء راكبا من أحدٍ‪ .‬وكفى صديقا بِّكَ "‪.‬‬ ‫س ِّ‬ ‫كال ّ‬

‫(‪)444/1‬‬

‫غير ُمقترننة‬ ‫والشمس طالعة"‪ .‬فإن كانت َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬أن تكون الحا ُل جملةً مقترنةً بالواو‪ ،‬نحو‪" :‬جاء عل ٌّ‬
‫ي‬
‫حم ُل كتابهُ"‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬جاء يحم ُل كتابَهُ‬ ‫تأخيرها وتقديمها‪ ،‬فاألو ُل نحو‪" :‬جاء خلي ٌل يَ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫بها جاز‬
‫خليلٌ"‪.‬‬
‫صدَّرة بالواو‪ .‬واألصح ما ذكرناه‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وأجاز قو ٌم تقدي َمها وهي ُم َ‬
‫‪ -5‬تقَدُّ ُم الحا ِّل على عام ِّلها وتأ َ ُّخ ُرها َعنه‬
‫بشرط أن يكون فعالً ُمت َصرفاً‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫َتأخر عن عاملها‪ .‬وقد تتقدَّم عليه جوازاً‪،‬‬ ‫األص ُل في الحال أن ت َ‬
‫واسم المفعو ِّل والصفة المشب َه ِّة ‪-‬‬
‫ِّ‬ ‫كاسم الفاع ِّل‬
‫ِّ‬ ‫المتصرف ‪-‬‬
‫َ‬ ‫"راكبا ً جاء علي" أو صفة تُشبهُ الفع ُل‬
‫خرجونَ }‪،‬‬ ‫أبصارهم يَ ُ‬
‫ُ‬ ‫ش عا ً‬
‫نطلق"‪ .‬ومن الفعل المتصرف قوله تعالى‪ُ { :‬خ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫نحو‪ُ " :‬مسرعا ً خالدٌ ُم‬
‫َفرقين يرجعون‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫تؤوب ال َحلبة"‪ ،‬أي ُمت ِّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫وقولهم‪" :‬شتّى‬
‫(فان كان العامل في الحال فعال جامدا‪ ،‬أو صفة تشبهه ‪ -‬وهي اسم التفضيل ‪ -‬أو معنى الفعل دون‬ ‫ً‬
‫ي افص ُح‬ ‫البدر طالعاً!"‪ .‬والثاني‪" :‬عل ّ‬ ‫َ‬ ‫أحرفه‪ ،‬فال يجوز تقديم الحال عليه‪ ،‬فاألول نحو‪" :‬ما أجم َل‬
‫"كأن عليا ً ُمقدما ً أسدٌ"‪ ،‬فال يقال‪" :‬طالعا ً ما أجمل البدر‪ .‬وال علي خطيبا ً‬ ‫ّ‬ ‫الناس خطيباً"‪ .‬والثالث نحو‪:‬‬
‫أفص ُح الناس‪ .‬وال مقدما ً كأن عليا ً أسدٌ" ويستثنى من ذلك اسم التفضيل في نحو‪ ،‬قولك‪" :‬سعيد خطيبا ً‬
‫أفصح منه كاتباً‪ .‬وابراهي ُم كاتبا ً أفصح من خليل شاعراً" ففي هذه الصورة يجب تقديم الحال‪ ،‬كما‬
‫ستعلم‪.‬‬
‫واعلم أن اسم التفضيل صفة تشبه الفعل الجامد‪ ،‬من حيث أنه ال يتصرف بالتثنية والجمع والتأنيث‪،‬‬
‫كما تنصرف الصفات المشتقة‪ ،‬كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة‪ .‬فهو ال يتصرف‬
‫تصرفها إال في بعض األحوال‪ ،‬وذلك إن اقترن بأل أو أضيف الى معرفة‪ ،‬فيصرف حينئذ افرادا ً‬ ‫ّ‬
‫وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا‪ .‬كما عرفت في الجزء األول من هذا الكتاب)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫متى تتقدم الحال على عاملها وجوباً؟‬
‫ص َو ٍر‪:‬‬ ‫تتقد ُم الحا ُل على عاملها وجوبا ً في ثال ِّ‬
‫ث ُ‬

‫(‪)445/1‬‬

‫صدر جملتها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫االستفهام لها‬


‫ِّ‬ ‫"كيف رج َع سلي ٌم؟"‪ ،‬فإن أسماء‬ ‫َ‬ ‫الكالم‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫صدر‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬أن يكون لها‬
‫ب‬
‫صاحب إحداهما على صاح ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ض َل‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫اسم تفضي ٍل‪ ،‬عامال في حالين‪ ،‬ف ّ‬ ‫ُ‬
‫‪ -2‬أن يكون العامل فيها َ‬
‫ضالً على‬ ‫ف‬
‫ُ ّ‬‫م‬ ‫المعنى‪،‬‬ ‫في‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫واحد‬ ‫ُها‬ ‫ب‬‫صاح‬ ‫كان‬ ‫أو‬ ‫"‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ّ‬ ‫ي‬‫غن‬ ‫ل‬
‫ٍ‬ ‫خلي‬ ‫من‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫أكر‬ ‫األخرى‪ ،‬نحو‪" :‬خالدٌ فقيراً‪،‬‬
‫فيجب والحالةُ هذهِّ‪ ،‬تقدي ُم الحال‬
‫ُ‬ ‫خير منه متكلماً"‪.‬‬ ‫نفسه في حال ٍة دونَ أُخرى‪ ،‬نحو‪" :‬سعيدٌ‪ ،‬ساكتاً‪ٌ ،‬‬
‫ط اس ُم التفضي ِّل بينهما‪ ،‬كما رأَيتَ ‪.‬‬ ‫بحيث يتوس ُ‬‫ُ‬ ‫التي لل ُمفضّل‪،‬‬
‫ب األولى‬
‫حالين يرادُ بهما تشبيهُ صاح ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫أحرف ِّه‪ ،‬عامالً في‬
‫‪ -3‬أن يكون العام ُل فيها معنى التّشبيه‪ ،‬دونَ ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ب األخرى‪ ،‬نحو‪" :‬أنا‪ ،‬فقيراً‪ ،‬كخلي ٍل غنيّاً‪ ،‬ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫بصاح ِّ‬
‫صعاليكَ ‪ ،‬أَنُت ْم ُملوكا*‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ونحنُ‬ ‫*‬ ‫ٌ‬ ‫عالة‬ ‫نا‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫*تُعَي ُّرنا‬
‫فيجب‪،‬‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أو تشبيهُ صاحبهما الواحد في حالةٍ‪ ،‬بنفسه في حال ٍة أخرى‪ ،‬نحو‪" :‬خالدٌ‪ ،‬سعيداً‪ِّ ،‬مثلُهُ بائساً"‪.‬‬
‫إذ ذاك‪ ،‬تقدي ُم الحا ِّل التي لل ُمشبّ ِّه على الحا ِّل التي لل ُمشبّ ِّه به‪ ،‬كما رأيت‪ .‬إال إن كانت أداة ٌ التّشبيه‬
‫"كأن خالداً‪ُ ،‬مهروالً‪ ،‬سعيدٌ بَطيئاً"‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يجوز تقدي ُم الحال عليها ُمطلقاً‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫"كأن"‪ ،‬فال‬ ‫َّ‬
‫(فان كان التشبيه العامل في الحالين‪ ،‬فعالً أو صفة مشتقة منه‪ ،‬جاز تقديم حال المفضل عليه‬
‫وتأخيرها عنه‪ ،‬فاألول نحو‪" :‬خالد ماشيا ً يشبه سعيدا ً راكباً"‪ .‬والثاني نحو‪" :‬يشبه خالد ماشيا ً سعيدا ً‬
‫راكباً")‪.‬‬
‫متى تتأخر الحال عن عاملها وجوبا؟‬
‫عشر موضعاً‪:‬‬ ‫َ‬ ‫تتأخر الحال عن عاملها وجوبا ً في َ‬
‫د‬‫أح‬ ‫ُ‬
‫متكلّماً‪ .‬بئس المر ُء‬‫َ ِّ‬ ‫الحكيم‬ ‫أحسنَ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫ساكت‬ ‫المهذار‬
‫ُ‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ِّ ْ َ‬ ‫ن‬ ‫"‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬‫جامد‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫فع‬ ‫فيها‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫العام‬ ‫يكونَ‬ ‫أن‬ ‫‪-1‬‬
‫بالرج ِّل صادقاً"‪.‬‬ ‫منافقاً‪ .‬أحس ِّْن َّ‬
‫اسم فع ٍل‪ ،‬نحو‪" :‬نَزا ِّل مسرعاً"‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يكونَ َ‬
‫سرني‪ ،‬اغترابُك‬ ‫"سرني أو يَ ُّ‬
‫َّ‬ ‫والحرف المصدري‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫تقديرهُ بالفع ِّل‬
‫ُ‬ ‫ص ُّح‬ ‫‪ -3‬أن يكونَ مصدرا ً يَ ِّ‬
‫طالبا ً للعلم"‪.‬‬

‫(‪)446/1‬‬

‫(اذ يصح أن تقول‪" :‬يسرني أن تغترب طالبا ً للعلم"‪ .‬فان كان يصح تقديره بالفعل والحرف‬
‫"متلوا ً سمعا كالم هللا"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫متلواً"‪ ،‬جاز تقديمه عليه نحو‪:‬‬ ‫كالم هللاِّ ّ‬
‫َ‬ ‫المصدري‪ .‬نحو‪" :‬سمعا‬
‫ً‬
‫ألل‪ ،‬نحو‪" :‬خالدٌ هو العام ُل مجتهدا"‪.‬‬ ‫صلةً ْ‬ ‫‪ -4‬أن يكون ِّ‬
‫س َّرني أن عملتُ ُمخ ِّلصا‪ً،‬‬ ‫ً‬
‫سرني أن تعم َل مجتهدا‪َ .‬‬ ‫يٍ‪ ،‬نحو‪" :‬يَ ُّ‬ ‫صلة لحرفٍ مصدر ّ‬ ‫ً‬ ‫‪ -5‬أن يكون ِّ‬
‫ً‬
‫سعَيتَ صابرا"‪.‬‬ ‫سرني ما َ‬ ‫ً‬
‫سرني ما تجتهدُ دائبا‪َّ .‬‬ ‫يَ ُّ‬
‫بالم القسم‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫مقرون‬ ‫يكونَ‬ ‫أن‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫"‪.‬‬‫ً‬ ‫ال‬ ‫عتم‬ ‫م‬
‫ِّ ُ ُ ِّ‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫أل‬ ‫"‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫االبتداء‬
‫ِّ‬ ‫بالم‬
‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫مقرون‬ ‫‪ -6‬يكونَ‬ ‫أن‬
‫"ألثابر َّن مجتهداً"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ي مقبالً‪ .‬ليت سعيداً‪ ،‬غنيّاً‪ ،‬كري ٌم‪َّ .‬‬
‫كأن‬ ‫ٌّ‬ ‫عل‬ ‫"هذا‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ِّ‬ ‫حرف‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫دون‬ ‫ل‬ ‫الفع‬ ‫معنى‬ ‫فيها‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫كلم‬ ‫يكونَ‬ ‫‪ -8‬أن‬
‫ي‪.‬‬‫خالداً‪ ،‬فقيراً‪ ،‬غن ٌّ‬
‫القوم خطيباً"‪ ،‬إال إذا كان عامالً في حالين‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ي أفص ُح‬ ‫اسم تفضي ٍل‪ ،‬نحو‪" :‬عل ٌّ‬ ‫‪ -9‬أن يكون َ‬
‫فيجب تقدي ُم حال المفضّل على عامله‪ ،‬كما تقدَّم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫خير منه ساكتا"‪،‬‬ ‫ً‬
‫"العصفور‪ ،‬مغَردا ٌ‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫الصديق ضاحكا"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫سم‬ ‫ً‬
‫العدو مدبِّرا‪ ،‬فت َب ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -10‬أن تكونَ الحا ُل مؤكدة ً لعاملها‪ ،‬نحو‪" :‬ولى‬
‫ٌ‬
‫والشمس طالعة"‪.‬‬‫ُ‬ ‫ح‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ‬ ‫‪ -11‬أن تكون جملةً مقترنة بالواو‪ ،‬على األص ّ ِّ‬
‫(فان كانت غير مقترنة بالواو جاز تقديمها على عاملها‪ ،‬نحو‪" :‬يركب فرسه جاء خالد" وأجاز قوم‬
‫تقديمها على عاملها وهي مصدرة بالواو‪ ،‬فأجازوا أن يقال‪" :‬والشمس طالعة جئت" واألصح ما‬
‫قدّمناه‪ .‬وقد سبق أنه ال يجوز تقديم الجملة المصدرة بالواو على صاحبها أيضاً؛ وان قوما ً أجازوه)‪.‬‬
‫صاحبها‬
‫ِّ‬ ‫ف الحا ِّل و َحذْ ُ‬
‫ف‬ ‫‪َ -6‬ح ْذ ُ‬

‫(‪)447/1‬‬

‫وأكثر ذلك‬
‫ُ‬ ‫األص ُل في الحال أنه يجوز ذكرها وحذفُها‪ ،‬النها فضلةٌ‪ .‬وإن حذفت فإنما تُحذَ ُ‬
‫ف لقرينة‪.‬‬
‫ذكر القَول‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬والمالئكةُ يَدخلونَ عليهم من كل باب سال ٌم‬ ‫إذا كانت الحا ُل قوالً أغنى عنه ُ‬
‫ت وإسماعي ُل‬ ‫ْ‬
‫عليكم}‪ ،‬أي‪" :‬يدخلون قائلين‪ :‬سال ٌم عليكم"‪ ،‬وقوله‪{ :‬وإذ يَرف ُع إبراهي ُم القواعدَ من البي ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ين‪ :‬ربّنا تقب ّْل منّا"‪.‬‬ ‫رفعان القواعدَ قائلَ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ربّنا ت َقب ّْل منا}‪ ،‬أي‪" :‬يَ‬
‫عث هللا رسوالً}‪ ،‬أَي‪" :‬بعثهُ"‪.‬‬ ‫ف صاحبُها لقرينةٍ‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬أهذا الذي بَ َ‬ ‫وقد يُحذَ ُ‬
‫صور‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫أربع‬
‫ِّ‬ ‫ض للحال ما يَن ُع حذفَها‪ ،‬وذلك في‬ ‫عر ُ‬ ‫وقد يَ ِّ‬
‫‪ -1‬أن تكونَ جواباً‪ ،‬كقولك‪" :‬ماشياً" في جواب من قال "كيف جئتَ ؟"‪.‬‬
‫خبر المبتدأ‪ ،‬نحو‪" :‬أَفض ُل صدَق ِّة الرج ِّل ُمستتراً"‪.‬‬ ‫سدَّ ِّ‬ ‫‪ -2‬أن تكونَ سادًة َ م َ‬
‫‪ -3‬أن تكونَ بَدالً من التلفُّ ِّظ بفعلها‪ ،‬نحو‪" :‬هنيئا ً لكَ "‪.‬‬
‫سدُ بحذفها ‪ -‬كقوله تعالى‪{ :‬يا أيُّها الذينَ آمنوا ال تقربُوا‬ ‫ُ‬
‫بحيث يَف ُ‬ ‫‪ -4‬أن يكونَ الكال ُم َمبنيّا ً عليها ‪-‬‬
‫األرض َم َرحاً} ومن هذا أن‬ ‫ِّ‬ ‫َمش في‬‫الصالة َ‪ ،‬وأنتم سكارى‪ ،‬حتى ت َعلموا ما تقولون}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬وال ت ِّ‬
‫تكون محصورة ً في صاحبها‪ ،‬أَو محصورا ً فيها صاحبُها‪ ،‬فاألو ُل نحو‪" :‬ما جا َء راكبا إال علي"‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ي إالَّ راكباً"‪.‬‬‫واآلخر نحو‪" :‬ما جا َء عل ٌّ‬ ‫ُ‬
‫حذف عام ِّل الحا ِّل‬ ‫ُ‬ ‫‪-7‬‬
‫ف العام ُل في الحال‪ .‬وذلك على قسمين‪ :‬جائز وواجب‪.‬‬ ‫يحذَ ُ‬
‫ج‪" :‬مأجوراً"‪ ،‬و ِّلمن يح ِّدّثُكَ ‪" :‬صادقاً"‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫فالجائز كقولك لقاصد السفر‪" :‬راشداً"‪ ،‬وللقادم من الح ّ ِّ‬ ‫ُ‬
‫"راكباً" لمن قال لكَ ‪" :‬كيف جئتَ ؟"‪ ،‬وبَلى مسرعاً" في جواب من قال لكَ ‪" :‬إنَّكَ لم ت َنطلق"‪ .‬ومن‬
‫سوي بنَانَهُ}‪ ،‬وقولُهُ‪:‬‬ ‫ب اإلنسانُ أَن لن نجم َع ِّعظا َمهُ؟ بَلى‪ ،‬قادرينَ على أن نُ ّ ِّ‬ ‫س ُ‬ ‫ذلك قولهُ تعالى‪{ :‬أيَح َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ت والصالة الوسطى}‪ ،‬إلى قوله‪{ :‬فإن ِّخفتم فَ ِّرجاال أو ركبانا}‪.‬‬ ‫صلوا ِّ‬ ‫{حافضوا على ال ّ‬
‫صور‪:‬‬ ‫والواجب في خمس َ‬ ‫ُ‬

‫(‪)448/1‬‬

‫(اشتر‬
‫ِّ‬ ‫فأكثر)‪ ،‬ونحو‪:‬‬‫َ‬ ‫بدرهم فصاعداً‪ ،‬أَو‬ ‫ٍ‬ ‫بتدريج‪ ،‬نحو‪( :‬ت َصدَّق‬ ‫ٍ‬ ‫نقص‬
‫ٌ‬ ‫‪ -1‬أن يُبيّن بالحا ِّل ازيادٌ أَو‬
‫بالفاء‪ ،‬كما رأيت‪ ،‬أَو‬ ‫ِّ‬ ‫ط هذ ِّه الحا ِّل أَن تكون مصحوبة‬ ‫سافِّالً)‪ .‬وشر ُ‬ ‫وب بدينار فنازالً‪ ،‬أو فأقلَّ‪ ،‬أَو ف َ‬ ‫الث ّ َ‬
‫أكثر‪.‬‬
‫بِّث ّم‪ .‬والفا ُء ُ‬
‫متوانياً‪ ،‬وقد َجدَّ قُ َرناؤكَ ؟)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(أ‬ ‫ونحو‪:‬‬ ‫؟)‪،‬‬ ‫الناس‬
‫َ‬ ‫قام‬ ‫وقد‬ ‫لعلمل‪،‬‬ ‫ا‬ ‫عن‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫(أقاعد‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ذكر للت ّ ِّ‬
‫وبيخ‬ ‫‪ -2‬أن ت ُ َ‬
‫خرى؟)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ومنه قولهم‪( :‬أَت َميميّا ً مرةً‪ ،‬وقَيسيّا ً أ َ‬
‫لمضمون الجمل ِّة‪ ،‬نحو‪( :‬أنت أَخي مواسياً)‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -3‬أَن تكون ُمؤكدة ً‬
‫الغالم ُمسيئاً)‪.‬‬
‫َ‬ ‫سدّ خبر المبتدأ‪ ،‬نحو‪( :‬تأديبي‬ ‫سدّ م َ‬
‫‪ -4‬أن ت ُ‬
‫سماعاً‪ ،‬نحو‪( :‬هنيئا ً لك)‪.‬‬ ‫حذف العامل) َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -5‬أَن يكون حذفُهُ (أي‬
‫َ‬
‫‪ -8‬أَقسا ُم الحال‬
‫تنقسم الحال ‪ -‬باعتبارات مختلفة ‪ -‬الى مؤسسة ومؤكدة؛ والى مقصودة لذاتها وموئة‪ ،‬والى حقيقية‬
‫وسببية‪ ،‬والى مفردة وشبه جملة‪ .‬فالمجموع تسعة أنواع‪ ،‬وسيأتيك بيانها‪:‬‬
‫الحال المؤسسة‪ ،‬والحال المؤكدة‬
‫الحالُ‪ ،‬إ ّما مؤسسةٌ‪ ،‬وإ َّما مؤكدةٌ‪:‬‬
‫ذكر للتّبين والتّوضيح)‪ :‬هي التي ال يُستفادُ معناها بدونها‪،‬‬ ‫فالمؤسسةُ (وتُس ّمى المبنيّة أَيضاً‪ ،‬النها ت ُ ُ‬
‫سلين‬ ‫نحو‪( :‬جا َء خالدٌ راكباً)‪ .‬وأَكثر ما تأتي الحا ُل من هذا النوع‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬وما نُر ِّس ُل المر َ‬
‫شرينَ و ُمنذِّرينَ }‪.‬‬ ‫إال مبَ ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫هي التي يُستفادُ معناها بدونها‪ ،‬وإنما يُؤتى بها للتوكيد‪ .‬وهي ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫والمؤكدةُ‪َ :‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬ما يؤتى بها لتوكي ِّد عاملها‪ ،‬وهي التي توافقه معنًى فقط‪ ،‬أو معنى ولفظا‪ .‬فاألول نحو‪( :‬ت َب ّ‬
‫سم‬ ‫ُ‬
‫توليتم مدبِّرين}‪ ،‬والثاني‬ ‫األرض ُمفسدِّين}‪ ،‬وقولهُ‪{ :‬ث َّم َ‬ ‫ِّ‬ ‫ضاحكاً)‪ ،‬ومنهُ قولهُ تعالى‪{ :‬وال ت َعثوا في‬
‫كقوله تعالى‪{ :‬وأَرسلناكَ للناس رسوالً}‪ ،‬وقو ِّل الشاعر‪:‬‬
‫ب*‬ ‫ي خ َْل ِّط ِّ‬
‫الج ِّدّ ِّباللَّ ِّع ِّ‬ ‫ص ْخ ُمصيخا ً ِّل َم ْن أَبدَى نَصي َحتَهُ * والزَ ْم ت ََو ِّقّ َ‬ ‫*أ َ ِّ‬

‫(‪)449/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫‪ -2‬ما يؤتى بها لتوكي ِّد صاحبِّها‪ ،‬نحو‪( :‬جا َء التالميذُ كلُّهم جميعاً)‪ .‬قال تعالى‪{ :‬ولو شا َء ربُّكَ آلمنَ‬
‫مؤمنينَ ؟}‪.‬‬ ‫الناس حتى يكونوا ِّ‬ ‫َ‬ ‫كرهُ‬ ‫َمن في األرض كلُّهم َجميعاً‪ ،‬أفأنتَ ت ُ ِّ‬
‫الحق بيّناً‪ ،‬أو‬ ‫ُّ‬ ‫جامدين‪ ،‬نحو‪" :‬هو‬ ‫ِّ‬ ‫معرفتين‬
‫ِّ‬ ‫اسمين‬
‫ِّ‬ ‫‪ -3‬ما يؤتى بها لتوكي ِّد مضمون جملة معقودة من‬
‫صريحاً"‪ ،‬ونحو‪" :‬نحنُ األخوة ُ ُمتعاونينَ "‪ ،‬ومنهُ قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫عار*‬‫اس ِّم ْن ٍ‬ ‫دارة َ‪ ،‬يا للنَّ ِّ‬ ‫سبي‪َ * .‬وه َْل ِّب َ‬ ‫ارة َ‪َ ،‬م ْعروفا ً بها نَ َ‬ ‫*أَنَا ابنُ دَ َ‬
‫الحال المقصودة لذاتها‪ ،‬والحال الموطئة‬
‫وهي الجامدة ُ‬ ‫َ‬ ‫وطئة‪،‬‬ ‫الغالب) نحو‪" :‬سافرتُ منفرداً"‪ ،‬وإ َّما ُم ِّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫الحالُ‪ ،‬إ َّما مقصودة لذاتها (وهو‬
‫ّ‬
‫ذكر ت َوطئةً لما بعدها‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فت َمث َل لها بَشرا ً سويّاً}‪ ،‬ونحو‪" :‬لَقيتُ خالدا ً رجالً‬ ‫الموصوفةَ‪ ،‬فت ُ ُ‬
‫ُمحسناً"‪.‬‬
‫الحال الحقيقية‪ ،‬والحال السببية‬
‫سببيّة‪ ،‬وهي‬ ‫ً‬
‫الغالب) نحو‪( :‬جئتُ فَ ِّرحا)‪ ،‬وإ َّما َ‬ ‫ُ‬ ‫الحالُ‪ ،‬إ َّما حقيقيةٌ‪ ،‬وهي التي تبيّنُ هيئَة صاحبها (وهو‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الفرس غائبا ً صاحبُهُ)‪ ،‬ونحو‪( :‬كلّمتُ‬ ‫َ‬ ‫ما تُبيّنُ هيئةَ ما يَحم ُل ضميرا ً يعودُ إلى صاحبها‪ ،‬نحو‪( :‬ر ِّكبتُ‬
‫هندا ً حاضرا ً أبوها)‪.‬‬
‫الحال الجملة‬
‫مؤ َّولة بمفرد‪،‬‬ ‫الحا ُل الجملة‪ .‬هو أَن تق َع الجملةُ الفعليةُ‪ ،‬أو الجملةُ االسميّة‪َ ،‬موق َع الحال‪ ،‬وحينئ ٍذ تكونُ َ‬
‫وذهب ُمتحدِّّرا ً‬
‫ُ‬ ‫"ذهب خا ِّلدٌ دَمعُهُ ُمتحد ٌَّر"‪ .‬والتأويلُ‪" :‬جاء راكضاً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ض" ونحو‪:‬‬ ‫نحو‪" :‬جاء سعيدٌ ير ُك ُ‬
‫دَمعُهُ"‪.‬‬
‫ُ‬
‫ويُشترط في الجملة الحاليّة ثالثة شروطٍ ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -1‬أن تكون جملةً خبريّةً‪ ،‬ال طلبيةً وال تَعَ ُّجبيّة‪.‬‬
‫غير ُمصدّرةٍ بعالم ِّة استقبا ٍل‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن تكون َ‬
‫ُ‬
‫‪ -3‬أن ت َشتم َل على رابط يربطها بصاحب الحال‪.‬‬
‫الواو فقط‪ ،‬كقوله‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫وإ‬ ‫"‪.‬‬ ‫ء‬
‫ِّ ً يبكونَ‬ ‫شا‬ ‫ع‬ ‫باهم‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫وا‬ ‫الضمير وحدَهُ‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وجا ُء‬ ‫ُ‬ ‫ط إ ّما‬‫والراب ُ‬
‫والضمير معاً‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬خرجوا من ديارهم‬ ‫ُ‬ ‫الذئب ونحنُ عصبةٌ} وإ ّما الواو‬ ‫ُ‬ ‫سبحانهُ‪{ :‬لَئِّ ْن أكلَهُ‬
‫لوف}‪.‬‬ ‫وهم أ ُ ٌ‬
‫الحال شبه الجملة‬

‫(‪)450/1‬‬

‫يتعلقان بمحذوفٍ‬‫ِّ‬ ‫موقع الحال‪ .‬وهما‬


‫ِّ‬ ‫والمجرور في‬
‫ُ‬ ‫الجار‬
‫ُّ‬ ‫الحا ُل ِّشبهُ الجملة‪ :‬هو أَن يق َع الظرف أو‬
‫المحذوف‪ ،‬في الحقيقة هو الحال‪ ،‬نحو‪" :‬رأيتُ الهال َل‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫"استقر"‪ .‬وال ُمتعل ُق‬ ‫َّ‬ ‫"مستقرا" أو‬
‫ًّ‬ ‫تقديرهُ‬
‫ُ‬ ‫وجوبا ً‬
‫الغصن"‪ .‬ومنه قوله تعالى‪" :‬فخر َج على قوم ِّه في‬ ‫ِّ‬ ‫صفور على‬ ‫َ‬ ‫ب"‪ ،‬ونحو‪" :‬نظرتُ العُ‬ ‫بينَ السحا ِّ‬
‫زينت ِّه"‪.‬‬
‫فائدة جليلة‬
‫جر‪ ،‬وكالهما صالحان للخبريَّة والحاليّة‪ ،‬فإن‬ ‫مجرور بحرف ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫وظرف أو‬
‫ٌ‬ ‫ذكر م َع المبتدأ اس ٌم‬‫إذا َ‬
‫الظرف أو المجرور خبرا ً‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫نصب االسم على الحاليّة وجعل‬ ‫ُ‬ ‫ختار‬
‫المجرور‪ ،‬فال ُم ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الظرف أو‬
‫ُ‬ ‫ت َصد ََّر‬
‫مقدّماً‪ ،‬نحو‪" :‬عندك‪ ،‬أَو في الدار‪ ،‬سعيدٌ نائماً"‪ ،‬ونحو‪" :‬عندَك‪ ،‬أو في الدار‪ ،‬نائما ً سعيدٌ"‪ ،‬ألنه‬
‫إجحاف‪ .‬ويجوز العكس‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫بتقديمه يكون قد ت َهيّأ للخبرية‪ ،‬ففي صرفه عنها‬
‫الظرف أو المجرور حاالً‪ ،‬نحو‪" :‬نائ ٌم عندَكَ ‪ ،‬أو في الدار‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وإن ت َصد َّرها االس ُم‪ ،‬وجب رفعُهُ وجع ُل‬
‫سعيدٌ"‪ ،‬ونحو‪" :‬نائ ٌم سعيدٌ عندَكَ ‪ ،‬أو في الدار"‪.‬‬
‫ً‬
‫الظرف أو المجرور على االسم‪ ،‬جاز جع ُل ك ٍّل منهما حاال واآلخر‬ ‫ُ‬ ‫وإن ت َصد ََّرها المبتدأ‪ ،‬فإن تقد ََّم‬
‫خبراً‪ ،‬نحو‪" :‬سعيدٌ عندَكَ ‪ ،‬أو في داره "نائما"‪ ،‬أو تقولُ‪" :‬نائ ٌم"‪ .‬وإن ت َقد ََّم االسم على الظرف أو‬
‫ً‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الظرف أو المجرور حاالً‪ ،‬نحو‪" :‬سعيدٌ نائ ٌم عندَك‪ ،‬أو في‬
‫ِّ‬ ‫فالمختار رف ُع االسم‪ ،‬وجع ُل‬
‫ُ‬ ‫المجرور‪،‬‬
‫العكس (وهو قليل في كالمهم)‪ ،‬فتقولُ‪" :‬سعيدٌ نائما ً عندَكَ ‪ ،‬أو في داره"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ويجوز‬ ‫داره"‪،‬‬

‫(‪)451/1‬‬

‫ي‪.‬‬‫نصب االسم‪ ،‬في هذه الصورة‪ .‬وأجازَ هُ ابن مالك ُمستندا ً إلى قرا َءة الحسن البصر ّ‬ ‫َ‬ ‫الجمهور‬
‫ُ‬ ‫ومن َع‬
‫ب "مطوياتٍ" على الحال‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫بنص‬ ‫}‬ ‫ه‬ ‫مين‬
‫ِّ َ ِّ‬‫ي‬ ‫ب‬ ‫ٍ‪،‬‬ ‫ت‬ ‫طويا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫والسمواتُ‬ ‫القيامة‪.‬‬ ‫يوم‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫قبض‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫جميع‬ ‫{واألرض‬
‫ُ‬
‫األنعام‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫هذه‬ ‫ون‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ط‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫في‬ ‫{ما‬ ‫وقالوا‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫َ‬ ‫قرأ‬ ‫من‬ ‫قراءة‬ ‫وإلى‬ ‫موات"‪،‬‬ ‫س‬
‫ّ‬ ‫"ال‬ ‫عن‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫خبر‬ ‫"‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫"بيمين‬ ‫وجع ِّل‬
‫خالصةً لذكورنا}‪ ،‬بنصب "خالصةً" على الحال‪ ،‬وجع ِّل "لذكورنا" خبرا ً عن "ما الموصوليّة"‪.‬‬
‫غير صالح ٍة‬ ‫تان‪ .‬لكن فيهما دليالً على الجواز‪ .‬ألنه ليس معنى شذو ِّذ القراءة أنها ُ‬ ‫والقراءتان شاذّ ِّ‬
‫لالحتجاج بها َعربيّة‪ً.‬‬
‫(بحيث ال يكون مستغنًى عن االسم‪ ،‬ألنه ال‬ ‫ُ‬ ‫المجرور بالحرف للخبريّة‬ ‫ُ‬ ‫الظرف أو‬ ‫ُ‬ ‫فإن لم يَصلُ ِّ‬
‫ح‬
‫ّنت خبريةُ االسم وحاليّةُ الظرف أو المجرور‪ ،‬نحو‪" :‬فيكَ إبراهي ُم راغبٌ "‪،‬‬ ‫سنُ السكوتُ عليه) تَعَي ْ‬ ‫يَح ُ‬
‫َستغني هنا عن االسم‪ ،‬فتقولُ‪" :‬إبراهيم فيك"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ونحو‪" :‬إبراهي ُم فيكَ راغبٌ "‪ .‬إذ ال يص ُّح أن ت‬
‫الحال المفردة‬
‫ين‪ .‬وت َعلمنا ُه‬ ‫َ ِّ‬ ‫د‬‫جته‬ ‫م‬‫ُ ُ‬ ‫ه‬ ‫َبا‬ ‫ت‬ ‫وك‬ ‫‪.‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫مجتهد‬ ‫الدرس‬
‫َ‬ ‫"قرأتُ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ها‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ِّ َ‬‫ش‬ ‫وال‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫جمل‬ ‫ليست‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫الحا ُل ال ُم َ‬
‫فرد‬
‫مجتهدِّينَ "‪.‬‬
‫َ‬
‫واو الحا ِّل وأحكا ُمها‬ ‫‪ُ -9‬‬
‫تغيب"‪ ،‬ص َّح أن تقول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫والشمس‬
‫ُ‬ ‫ع "إذ" الظرفيّ ِّة موقعَها‪ ،‬فإذا قلتَ ‪" :‬جئتُ‬ ‫واو الحا ِّل‪ :‬ما يص ُّح وقو ُ‬ ‫ُ‬
‫الشمس تغيب"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫"ئجتُ إ ِّذ‬
‫فردة‪ ،‬وال على حا ٍل شب ِّه جملةٍ‪.‬‬ ‫َ‬
‫وال تدخ ُل إال على الجملة‪ ،‬كما رأيتَ ‪ ،‬فال تدخ ُل على حال ُم َ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ألن الجملة الحاليّة ال‬ ‫ت الواو‪ّ ،‬‬ ‫ضمير وجب ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وحيث ال‬ ‫بط أن يكونَ بضمير صاحب الحال‪.‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫وأص ُل َّ‬
‫الربط أشدَّ وأحكم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تخلو من أحدهما أو منهما معا‪ .‬فإن كانت الواو م َع الضمير كان َّ‬ ‫ً‬
‫وجائز و ُممتنع‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫واج‬ ‫‪:‬‬ ‫ب‬ ‫ُ ٍ‬ ‫أضر‬ ‫ثالثة‬ ‫حيث اقترانُ الجملة الحاليّة بها و َعد ُمهُ‪ ،‬على‬ ‫ُ‬ ‫وواو الحا ِّل‪ ،‬من‬ ‫ُ‬
‫متى تجب واو الحال؟‬
‫ص َو ٍر‪:‬‬ ‫ث ُ‬ ‫تجب واو الحال في ثال ِّ‬ ‫ُ‬

‫(‪)452/1‬‬

‫طها بصاحبها‪ ،‬نحو‪" :‬جئت والناس‬ ‫مجردة ً من ضمير يَرب ُ‬‫‪ -1‬األولى أن تكونَ جملةُ الحا ِّل إسميَّةً َّ‬
‫وإن فريقا ً من المؤمنين لكارهونَ }‪،‬‬ ‫نائمون"‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬كما أخرجكَ ربُّك من بيتكَ بالحق‪ّ ،‬‬
‫ٌ‬
‫الشمس طالعة"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫عصبةٌ}‪ ،‬وتقول‪" :‬جئتُ وما‬ ‫الذئب‪ ،‬ونحنُ ُ‬
‫ُ‬ ‫وقولهُ‪{ :‬أَيأكلُهُ‬
‫َقربوا‬‫‪ -2‬أن تكون ُمصد ََّرة ً بضمير صاحبها‪ ،‬نحو‪" :‬جاء سعيدٌ وهو راكبٌ "‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬ال ت َ‬
‫سكارى}‪.‬‬‫الصالة وأنتم ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫غير ُمشتمل ٍة على ضمير صاحبها‪ُ ،‬مثبتة كانت أو َمنفيَّة‪ .‬غير أنه تجب "قَدْ" م َع‬ ‫‪ -3‬أن تكون ماضيَة َ‬
‫الشمس"‪ ،‬وال تجوز مع المفيّ ِّة‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ وما طلع ِّ‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫الوا ِّو في المثبت ِّة‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ وقد طلعت‬
‫الشمس"‪.‬‬
‫ُ‬
‫متى تمنع واو الحال؟‬
‫سائلَ‪:‬‬
‫واو الحال من الجملة في سبعش م َ‬ ‫تمتن ُع ُ‬
‫سنا بَياتاً‪ ،‬أو هم قائلونَ }‪.‬‬
‫‪ -1‬أن تق َع بعد عاطفٍ ‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وكم من قري ٍة أهلكناها‪ ،‬فجا َءها بأ ُ‬
‫ريب فيه}‪.‬‬
‫َ‬ ‫الكتاب‪ ،‬ال‬
‫ُ‬ ‫‪ -2‬أن تكونَ ُمؤكدة ً لمضمون الحمل ِّة قبلَها‪ ،‬كقول ِّه سبحانهُ‪{ :‬ذلكَ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫نفردتين‪ ،‬وتُرب ُ‬
‫ط‬ ‫ِّ‬ ‫مجتمعين‪ ،‬و ُم‬
‫ِّ‬ ‫ماضيَّةً بعد "إالَّ"‪ ،‬فتمتن ُع حينئ ٍذ من "الواو" و "قدْ"‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -3‬أن تكونَ‬
‫بالضمير وحدَهُ‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ما يأتيهم من رسول إالَّ كانوا ب ِّه يستهزئونَ }‪ .‬وال عبرة َ ِّب ُ‬
‫شذو ِّذ من‬ ‫ِّ‬
‫سكا ً بقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫ذهب إلى جواز اقترانها بالواو‪ ،‬تم ُّ‬
‫امر ًءا ه َِّر ٌم‪ ،‬لم ت َ ْع ُر نائِّبَةٌ * ِّإالَّ وكانَ ِّل ُمرتْاعٍ بها َوزَ را*‬ ‫*نِّ ْع َم َ‬
‫أو إلى جواز اقترانها ِّبقَدْ‪ ،‬تمسكا ً بقو ِّل اآلخر‪:‬‬
‫ضيْتُ قَ َ‬
‫ضا َءها*‬ ‫َّ‬
‫ِّي‪ ،‬إال قَ ْد قَ َ‬ ‫ف حا َجةً * ِّلنَ ْفس َ‬ ‫ت هذا ْال َم ْوتُ لَ ْم ي ُْل ِّ‬‫* َمت َى يَأ ْ ِّ‬
‫وللكثير المسموعِّ في فصيح الكالم‪ ،‬منثور ِّه ومنظومه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫مخالف للقاعدةِّ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ألن ذلك شاذ‬ ‫َّ‬
‫‪ -4‬أن تكون ماضيّة قب َل "أو"‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ً‬
‫ش َّح علَ ْي ِّه‪ .‬جادَ أ َ ْو بَ ِّخال*َ‬‫جار ْأو َعدَالَ * َوالَ ت َ ُ‬ ‫* ُك ْن ِّللخَلي ِّل نَصيراً‪َ ،‬‬

‫(‪)453/1‬‬

‫بالضمير وحدَهُ‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬وال ت َمنُ ْن‬ ‫ِّ‬ ‫غير ُمقترن ٍة بِّق ْد وحينئ ٍذ تُرب ُ‬
‫ط‬ ‫‪ -5‬أن تكونَ ُمضارعيّةً ُمثبَتةً َ‬
‫الواو معَها‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪ِّ { :‬ل َم‬ ‫ُ‬ ‫َستكثر}‪ ،‬ونحو‪" :‬جاء خالدٌ يحم ُل كتابهُ"‪ .‬فإن اقترنت بِّقدْ‪ ،‬وجب ِّ‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ت‬
‫يجب تجريدُها‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الواو وحدَها وال قد وحدَها‪ .‬بل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تؤذونني؟ وقد تعلمونَ أني رسول هللاِّ إليكم}‪ .‬وال يجوز‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫منهما معاً‪ ،‬أو اقترانُها بهما معاً‪ ،‬كما رأيت‪.‬‬
‫نفردتين‪ ،‬وتُربَ ُ‬
‫ط‬ ‫ِّ‬ ‫جتمعتين و ُم‬
‫ِّ‬ ‫ب "ما"‪ ،‬فتمن ُع حينئ ٍذ من الواو وقد‪ُ ،‬م‬ ‫ضارعيّةً منفيّةً ِّ‬ ‫‪ -6‬أن تكونَ ُم ِّ‬
‫بالضمير وحدَهُ كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫صبًّا ُمتَيَّما؟*‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫ِّ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ش‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫د‬‫ع‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫كَ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫*‬ ‫ٌ‬ ‫َبيبة‬
‫ش‬ ‫وفيكَ‬ ‫ُو‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫كَ‬ ‫* َع ْهدْت ُ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫وف*‬ ‫ْ‬
‫ف َمط ُر ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ساجي الظ ْر ِّ‬ ‫ي بِّعُسْفانَ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫َّت ما ت ُ َك ِّل ُمنا ‪ * -‬ظ ْب ٌ‬ ‫صد ْ‬ ‫يوم َ‬ ‫*كأنَّها ‪َ -‬‬
‫(وأجاز بعض العلماء اقترانها بالواو‪ ،‬نحو‪" :‬حضر خليل وما يركب"‪ .‬وليس ذلك بالمختار عند‬
‫ي بما فيه الوجهان أيضا‪ً،‬‬ ‫الجمهور‪ .‬والذوق اللغوي ال يأباه‪ .‬قال السيوطي في (همع الهوامع)‪ :‬والمنف ّ‬
‫نحو‪" :‬جا َء زيد وما يضحك؛ أو ما يضحك")‪.‬‬
‫نفردتين‪ ،‬كقوله‬ ‫ِّ‬ ‫جتمعتين و ُم‬
‫ِّ‬ ‫‪ -7‬أن تكونَ ُمضارعيّةً َمنفيّةً ِّبـ "ال"‪ ،‬فتمنع أيضا ً من "الواو" و "قَدْ" ُم‬
‫أرى ال ُهد ُهدَ} وقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫ؤمنُ باهللِّ}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬ما لي ال َ‬ ‫تعالى‪{ :‬وما لَنا ال نُ ِّ‬
‫ب*‬ ‫ُ‬
‫سما َء ‪ -‬دَخَلتُها ‪ -‬الَ أح َج ُ‬‫ْ‬ ‫الرتِّفاعِّ قَ ِّبيلَ ٍة * دَخَلوا ال َّ‬ ‫*لَ ْو أ َ َّن قَ ْوما ً ‪ْ -‬‬
‫(وأجاز قوم اقترانها بالواو‪ ،‬لكنه بعيد من الذوق اللغوي‪ ،‬قال ابن الناظم‪" :‬وقد يجيء (أي المضارع‬
‫المنفي بال) بالضمير والواو")‪.‬‬
‫ي ولم يُو َح‬ ‫ي‪ ،‬إِّل َّ‬ ‫وح َّ‬ ‫ُ‬
‫والضمير معا‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬أو قالَ‪ :‬أ ِّ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫فإن كانت َمنفيّةً بِّلَ ْم‪ ،‬جاز أن تُربَط بالوا ِّو‬
‫َ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫إلي ِّه شي ٌء}‪ ،‬وقو ِّل النابغة الذبياني‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َناولتهُ‪َ ،‬واتقتنا باليَدِّ*‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫طهُ * فت َ‬‫َ‬ ‫صيف ولم ت ُ ِّر ْد إِّسقا َ‬ ‫ُ‬ ‫ط النَّ‬ ‫سقَ َ‬‫* َ‬

‫(‪)454/1‬‬

‫سو ٌء}‪ ،‬وقو ِّل‬


‫ط بالضمير وحدَهُ‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فانقلبُوا بِّنعم ٍة من هللاِّ وفض ٍل لم يُمس ْس ُهم ُ‬ ‫وجاز أن تُربَ َ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫*كأ َ َّن فُتاتَ ال ِّع ْه ِّن ‪ -‬في ُك ِّّل َم ْن ِّز ٍل * نَزَ ْلنَ ب ِّه ‪َ -‬حبُّ ْالفَنَا لَ ْم يُ َح َّ‬
‫ط ِّم*‬
‫ُ‬
‫يجوز تركها‪ ،‬ومنه‬ ‫الشمس" وال‬
‫ُ‬ ‫طها بالواو‪ ،‬نحو‪" :‬جئت ولم تطلُ ِّع‬ ‫وجب َرب ُ‬ ‫َ‬ ‫الضمير‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫فإن خلت من‬
‫قول الشاعر‪:‬‬
‫ض ِّم*‬
‫ض ْم َ‬ ‫ب دائِّ َرة ٌ َعلى ابنَ ْي َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أن أ ُموتَ َولَ ْم تَد ُْر * ِّلل َح ْر ِّ‬ ‫*ولَقَ ْد َخشِّيتُ ِّب ْ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫فالمختار ربطها بالواو على كل حال‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬أم َحسِّبت ُ ْم أن تد ُخلوا الجنّةَ‬ ‫ُ‬ ‫وإن كانت منفيّة بل ّما‪،‬‬
‫صابرينَ } وقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫منكم‬ ‫جاهدوا‬ ‫علم هللاُ الّذينَ‬‫ول ّما يَ ِّ‬
‫ي ِّبنا َع ْشرا؟*‬ ‫ْف ِّإذا َخبَّ ْال َم ِّط ُّ‬ ‫مض لي َغي ُْر لَ ْيلَةٍ* فَ َكي َ‬ ‫*اش َْوقا ً َولَ َّما يَ ِّ‬
‫وقو ِّل غيره‪:‬‬
‫ق*‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫*إذا ُك ْنتَ مأ ُكوالً‪ ،‬ف ُك ْن َخي َْر آ ِّك ِّل * َو ِّإالَّ فأد ِّْر ْكنِّي َولَ َّما أ َّ‬
‫مز ِّ‬
‫(وأجاز النحاة ربطها بالضمير وحده‪ ،‬نحو‪" :‬رجعت لما أبلغ مرادي"‪ .‬والمختار أن تربط بالواو‬
‫جوز النحاة ترك الواو معها‪ ،‬قياسا ً على‬ ‫والضمير معاً‪ ،‬ألنها لم ترد في كالم العرب إال كذلك‪ .‬وإنما َّ‬
‫ألن الذوق اللغوي يأباه‪ .‬قال ابن مالك‪:‬‬ ‫أختها (لم)‪ ،‬ال سماعاً‪ .‬والنفس غير مطمئنة إلى هذا القياس‪ّ ،‬‬
‫والمنفي بلما كالمنفي بلم في القياس‪ .‬إال أني لم أجده إال بالواو)‪.‬‬
‫متى تجوز واو الحال وتركها‬
‫ص َور ُوجوبها وامتناعها‪.‬‬ ‫يجوز أن تقترنَ الجملةُ بواو الحا ِّل‪ ،‬وأن ال تقترنَ بها‪ ،‬في غير ما تقد ََّم من ُ‬ ‫ُ‬
‫األكثر في الجمل ِّة االسميّة ‪ُ -‬مثبتةً أو منفيةً ‪ -‬أن تقترنَ بالواو والضمير معاً‪ .‬فال ُمثبتةُ كقول ِّه‬ ‫َ‬ ‫غير أن‬ ‫َ‬
‫لوف"‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬فال تجعلوا هللِّ أندادا ً وأنتم تعلمونَ }‪ .‬والمنفيّةُ نحو‪:‬‬ ‫ُ‬
‫تعالى‪" :‬خرجوا من ديارهم وهم أ ٌ‬
‫"رجعتُ وما في يدي شي ٌء"‪.‬‬
‫لبعض‬
‫ٍ‬ ‫ضكم‬ ‫ط ‪ُ -‬مثبَتةً أو منفيّةٌ ‪ -‬بالضمير وحدَهُ‪ .‬فال ُمثبتَة كقوله تعالى‪{ :‬قلنا‪ :‬اهبِّطوا بع ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وقد تُربَ ُ‬
‫عد ٌُّو}‪ ،‬وقو ِّل الشاعر‪:‬‬

‫(‪)455/1‬‬

‫عامر * إلى َج ْعفَ ٍر‪ِّ ،‬سربَالُهُ لَ ْم يُ َم َّزق*‬ ‫ُ‬ ‫آب‬‫*ولَ ْوالَ َجنَانُ اللي ِّل ما َ‬ ‫َ‬
‫وكر خالدٌ كأنَّهُ أسدُ‪ ،‬والمنفيّة كقوله تعالى‪{ :‬وهللاُ يَح ُك ُم ال ُمعَ ْق َ‬
‫ب‬ ‫ي‪ ،‬وج ُههُ ُمت َ َهلَلٌ‪ّ .‬‬ ‫وتقولُ‪" :‬جا َء عل ٌّ‬
‫ِّل ُحكمه}‪.‬‬
‫(وال يشترط القتران الجملة االسمية بالواو‪ ،‬عدم اقترانها باال (كما توهم بعض أصحاب الحواشي‬
‫سامحهم هللا‪ ،‬فان ذلك ثاتب في أفصح الكالم‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬وما أهلكنا من قرية إال ولها كتابٌ معلوم}‪.‬‬
‫وهذا الشرط إنما هو للجملة الماضيَّة فقط‪ ،‬كما علمت‪ ،‬وأما الجلمة االسمية فقد تقترن بهما معا ً كما‬
‫رأيت‪ ،‬وقد تقترن باال وحدها‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وما أهلكنا من قرية إال لها منذرون})‪.‬‬
‫ط بالضمير والواو وقَ ْد معاً‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫فأكثر ما تُربَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫أ ّما الجملةُ الماضيّة الحاليَّة‪ ،‬فإن كانت ُمبتَةً‪،‬‬
‫كالم هللاِّ ث ّم يُحرفونهُ من بعدظش ما‬‫َ‬ ‫فريق منهم يسمعون‬ ‫ٌ‬ ‫{أفت َْط َمعونَ أن يُؤمنوا لكم‪ ،‬وقد كان‬
‫عقَلوهُ}‪.‬‬
‫ْ‬
‫وأق ُّل منه أن تربَط بالضمير َوق ْد فقط‪ ،‬دون الوا ِّو‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ارياتُ ال َه ِّ‬
‫واطلُ*‬ ‫س ِّ‬ ‫معارفَها‪ ،‬وال َّ‬‫ِّ‬ ‫برب ِّْع الد َِّّار‪ ،‬قَ ْد َغي ََّر البِّلى *‬‫*وقَ ْفتُ َ‬
‫َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وأق َل من هذا أن تربَط بالضمير وحدَهُ‪ ،‬دون الواو وقدْ‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ه ِّذ ِّه بِّضاعتنا ُردَّت إلينا}‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫دورهم} ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ص ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ص َر ْ‬ ‫وقول ِّه‪{ :‬أو جا ُءوكم َح ِّ‬
‫ط ُر*‬‫ور بَلَّلَهُ القَ ْ‬
‫ض العُصفُ ُ‬ ‫*وإ ِّنّي لتعُ ُروني ِّل ِّذ ْك َراكَ ه ََّزة ٌ * َكما انتفَ َ‬
‫ط بالضمير والواو فقط‪ ،‬دونَ قد‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬قالوا‪ ،‬وأقبلوا عليه‪ :‬ماذا‬ ‫الجميع أن تُربَ َ‬ ‫ِّ‬ ‫وأق ّل من‬
‫{أنؤمنُ لكَ واتّبعكَ األرذلونَ }‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫تف ِّقدون}‪ ،‬وقوله‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫امتنعت معها "قد"‪ ،‬فهي تُربَط غالبا بالضمير والواو معا‪ ،‬نحو‪" :‬رج َع خا ِّلدٌ وما صن َع‬ ‫ْ‬ ‫إن كانت منفيّةً‬
‫ط بالضمير وحدَهُ‪ ،‬نحو‪" :‬رج َع ما صن َع شيئاً"‪.‬‬ ‫شيئاً"‪ .‬وقد تُربَ ُ‬

‫(‪)456/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ضمير يعودُ إلى صاحب الحال‪ُ ،‬ربِّطت‬ ‫ٍ‬ ‫فإن لم تشتمل الجملةُ الماضيّة‪ُ ،‬مثبتةً كانت أو منفيّة‪ ،‬على‬
‫ال ُمثبتةُ بالوا ِّو وقد‪ ،‬والمنفيّةُ بالواو وحدها‪ ،‬وجوباً‪ ،‬كما سبقَ ‪.‬‬
‫(واما الجملة المضارعية الحالية‪ ،‬فقد تقدم حكمها‪ ،‬مثبتة ومنفية‪ ،‬في الكالم على المواضع التي تمتنع‬
‫فيها واو الحال من الجملة‪ ،‬فراجعه)‪.‬‬
‫فائدة‬
‫لزوم "قد" مع جملة الماضي المثبت الذي لم يقع بعد "إال" وال قبل‬ ‫َ‬ ‫(أوجب البصريون‪ ،‬إال األخفش‪،‬‬
‫"أو" مطلقاً‪ ،‬سواء أربطت بالضمير‪ ،‬أم بالواو‪ ،‬أم بهما معا‪ .‬فان لم تكن ظاهرة فهي مقدرة‪ .‬وقد‬
‫ً‬
‫قدَّروها قبل الماضي في اآليات السابقة‪ ،‬والمختار قول الكوفيين واألخفش‪ ،‬وهو أنها ال تلزم إال مع‬
‫جملة الماضي التي لم تشتمل على ضمير صاحب الحال وهي تلزم في ذلك مع الواو‪ ،‬كما تقدم‪ .‬وال‬
‫تلزم في غير ذلك‪ ،‬لكثرة وقوعها حاالص بدون "قد"‪ ،‬واألصل عدم التقدير)‪.‬‬
‫‪ -10‬تَعَدُّدُ الحا ِّل‬
‫يجوز أن ت َتعدّدَ الحالُ‪ ،‬وصاحبُها واحدٌ أو ُمت َعدّدٌ‪ .‬فمثا ُل تعدُّدها‪ ،‬وصاحبُها واحدٌ‪ ،‬قولهُ تعالى‪{ :‬فر َج َع‬ ‫ُ‬
‫موسى إلى قوم ِّه غضبانَ أ ِّسفاً}‪.‬‬
‫وإن ت َعدّدَت وتعدّدَ صاحبها‪ ،‬فإن كانت من لفظٍ واحدٍ‪ ،‬ومعنًى واح ٍد ثَنّيتها أو جمعتها‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء‬
‫والقمر‬
‫َ‬ ‫الشمس‬
‫َ‬ ‫س َّخ َر لك ُم‬
‫راكبين‪ .‬وسافر خلي ٌل وأخواه ماشِّيينَ "‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬و َ‬ ‫ِّ‬ ‫سعيدٌ وخالدٌ‬
‫ت‬‫والنجوم ُمس ّخرا ٍ‬
‫َ‬ ‫والقمر‬
‫َ‬ ‫والشمس‬
‫َ‬ ‫والنهار‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫دائِّبَي ِّْن} (واألص ُل دائبة ودائبا) وقولهُ‪{ :‬وس َّخ َر اللي َل‬
‫بأمرهِّ}‪.‬‬

‫(‪)457/1‬‬

‫ظهما فُ ِّ ّرقَ بينهما بغير عطفٍ ‪ ،‬نحو‪" :‬لَقيتُ خالدا ً ُمص ِّعدا ً ُمنحدراً‪ .‬ولقيتُ دَعدا ً راكبةً‬ ‫اختلف لف ُ‬ ‫َ‬ ‫وإن‬
‫بس أعطيتَ الحال األولى للثاني‬ ‫ّ‬
‫ُؤمن الل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ماشيا‪ .‬ونظرتُ خليال وسعيدا واقفي ِّْن قاعدا"‪ .‬وإن لم ي ِّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫هو المنحدِّر‬ ‫َ‬ ‫فيكونُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وجب أن تقول‪" :‬لقيتُ خالدا ُمنحدِّرا ُمص ِّعدا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫واألخرى لألو ِّل‪ .‬فإن أردتَ العكس‬ ‫َ‬
‫الباقيين‪ ،‬جاز التقدي ُم والتأخير‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫المثالين‬
‫ِّ‬ ‫في‬ ‫كما‬ ‫المعنى‪،‬‬ ‫لظهور‬ ‫‪،‬‬‫بس‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الل‬ ‫من‬ ‫م‬
‫ِّ نَ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫وإن‬ ‫د‪.‬‬ ‫ع‬
‫وأنت ُ ِّ‬
‫ص‬ ‫م‬ ‫ال‬
‫ألنهُ يمكنُكَ أن ت َُردّ ك ّل حال إلى صاحبها‪ .‬فإن قلت‪" :‬لقيتُ دعدا ً ماشيا ً راكبةً‪ .‬ونظرت خليالً وسعيدا ً‬
‫راكبين"‪ ،‬جاز ِّلوضوح المعنى المراد‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫قاعدا ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫*خ ََرجْ تُ بها أمشِّي ت َ ُج ُّر َورا َءنا * َعلى أث َ َريْنا ذَ ْي َل ِّم ْرطٍ ُم َر َّح ِّل*‬
‫‪ -11‬ت َت َّمةٌ‬
‫تركيب خمسةَ عشَر‪ ،‬واقعةً موقع الحا ِّل‪ .‬وهي مبنيّة على فتح‬ ‫َ‬ ‫ألفاظ‪ ،‬مر ّكبةٌ‬‫ٌ‬ ‫ب‬
‫وردت عن العَر ِّ‬
‫ُجز َءيها‪ ،‬إالّ ما كان ُجزؤهُ األو ُل يا ًء فبناؤهُ على السكون‪.‬‬
‫ضربين‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ظ على‬ ‫وهذ ِّه األلفا ُ‬
‫تفرقِّين‪ ،‬أو ُمنتشرين‪،‬‬ ‫شغ ََر بَغ ََر"‪ ،‬أي‪ُ " :‬م ّ‬ ‫شذَ َر َمذَ َر‪ ،‬أو َ‬ ‫العطف‪ ،‬نحو‪" :‬تَفَ ّرقُوا َ‬ ‫َ‬ ‫ب‪ ،‬وأصلُهُ‬ ‫‪ -1‬ما ُر ِّ ّك َ‬
‫الصقاً"‪ ،‬ونحو‪" :‬لَقيتُهُ َكفّةَ َكفّةَ"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫أو مت َشتّتينَ "‪ ،‬ونحو‪" :‬هو جاري بيتَ بَيتَ "‪ ،‬أي‪ُ " :‬م ِّ‬
‫واجهاً"‪.‬‬ ‫" ُم ِّ‬
‫وبادي بَدا َء‪ ،‬وبَدْأة ََ‬
‫ْ‬ ‫ئ ِّبدا َء‪،‬‬ ‫َ‬
‫ِّي بَدْأة َ‪ ،‬وبا ِّد َ‬ ‫ئ بَ ْد َء‪ ،‬وباد ْ‬ ‫ب‪ ،‬وأصلهُ اإلضافةُ‪ ،‬نحو‪" :‬فَعلتُهُ با ِّد َ‬ ‫‪ -2‬ما ُر ِّ ّك َ‬
‫سبا"‪ ،‬أي‪ُ " :‬مت َشتِّتين"‪.‬‬ ‫َ‬
‫سبَا وأيادِّي َ‬ ‫بَدْأَة َ"‪ ،‬أي‪" :‬فعلتُهُ َمبدوءا ً ب ِّه" ونحو‪" :‬تفَ َّرقوا‪ ،‬أو ذَ َهبُوا أيدي َ‬
‫َ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( التمييز )‬

‫فاألو ُل نحو‪" :‬اشتريتُ عشرينَ كتاباً"‪،‬‬


‫ّ‬ ‫يذكر تفسيرا ً لل ُمب َهم من ذا ٍ‬
‫ت أو نِّسبةٍ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الت َّ ُ‬
‫مييز‪ :‬اس ٌم نكرة ٌ‬
‫"طاب المجتهدُ نفساً"‪.‬‬
‫َ‬ ‫والثاني نحو‪:‬‬

‫(‪)458/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫س ُر يُس ّمى‪ُ :‬مميّزا ً‬


‫سراً‪ ،‬وتبيينا ً و ُمبيّناً‪ ،‬وال ُمفَ ّ‬ ‫س ُر لل ُمب َه ِّم يُس ّمى‪ :‬تمييزا ً و ُمميّزاً‪ ،‬وتفسيرا ً و ُمف ّ‬ ‫وال ُمف ّ‬
‫سرا ً و ُمبيّنا‪ً.‬‬ ‫و ُمف ّ‬
‫أن الحال تكون على معنى "في"‪ .‬فإذا قلتَ ‪" :‬اشتريتُ عشرين‬ ‫"من"‪ ،‬كما َّ‬ ‫ْ‬ ‫مييز يكونُ على معنى ِّ‬ ‫والت ّ ُ‬
‫طاب‬
‫َ‬ ‫"طاب المجتهدُ نفساً"‪ ،‬فالمعنى أنهُ‬ ‫َ‬ ‫كتاباً"‪ ،‬فالمعنى أنكَ اشتريتَ عشرين من الكتُب‪ ،‬وإذا قلتَ ‪:‬‬
‫من ِّجهة نفس ِّه‪.‬‬
‫س ّمى أيضاً‪ :‬تمييزَ جملةٍ)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وتمييز ِّنسب ٍة (ويُ َ‬ ‫فر ٍد أيضاً)‪،‬‬
‫ت (ويس ّمى‪ :‬تمييزَ ُم َ‬ ‫ُ‬
‫تمييز ذا ٍ‬ ‫قسمان‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫والت َّ ُ‬
‫مييز‬
‫َ‬
‫باحث‪:‬‬ ‫وفي هذا ال َمبحث ثمانيةُ َم‬
‫ت و ُح ْك ُمهُ‬ ‫يز الذَّا ِّ‬ ‫‪ -1‬ت َ ْم ِّي ُ‬
‫بهم ملفوظٍ ‪ ،‬نحو‪" :‬عندي ِّرط ٌل زَ يتاً"‪.‬‬ ‫السم ُم ٍ‬ ‫سرا ً ٍ‬ ‫تمييز الذاتِّ‪ :‬ما كان ُمف ّ‬ ‫ُ‬
‫واالس ُم ال ُمب َه ُم على خمسة أنواع‪:‬‬
‫ً‬
‫عشر كتابا"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -1‬العَدَدُ‪ ،‬نحو‪" :‬اشتريتُ أحدَ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وال فرقَ بينَ أن يكونَ العدَدُ صريحا‪ ،‬كما رأيتَ ‪ ،‬أو ُمب َهما‪ ،‬نحو‪" :‬كم كتابا عندكَ ؟"‪.‬‬
‫قسمان‪ :‬صري ٌح و ُمبه ٌم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫والعددُ‬
‫عشر والعشرينَ ونح ِّوها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫واألح‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫والعشر‬ ‫كالواحد‬ ‫‪:‬‬‫ة‬‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫الكم‬ ‫معروف‬
‫َ‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫الصري‬ ‫فالعدَدُ‬
‫والعدَدُ ال ُمب َه ُم‪ :‬ما كانَ كنايةً عن َعدَ ٍد مجهو ٍل الكميّ ِّة وألفاظهُ‪َ " :‬ك ْم وكأ ِّيّ ْن وكذا"‪ ،‬وسيأتي الكالم عليه‪.‬‬
‫ٌ‬
‫وزن‪،‬‬ ‫قدار (اي شيءٍ يُقد َُّر بآلة)‪ .‬وهو إ ّما ِّمساحةٌ نحو‪" :‬عندي قَصبَةٌ أرضاً"‪ ،‬أو‬ ‫‪ -2‬ما د َّل على ِّم ٍ‬
‫ع‬
‫قياس نحو‪" :‬عندي ذرا ٌ‬ ‫الفقير صاعا ً قمحاً"‪ ،‬أو ِّم ٌ‬ ‫َ‬ ‫"أعط‬
‫ِّ‬ ‫سالً‪ ،‬أو كيلٌ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫نطار َع َ‬
‫نحو‪" :‬لك قِّ ٌ‬
‫جوخاً"‪.‬‬

‫(‪)459/1‬‬

‫صة‪ .‬وهو إ ّما‬ ‫غير ُمقدَّر باآللة الخا ّ‬ ‫غير ُمعي ٍّن ‪ -‬ألنهُ ُ‬ ‫المقدار ‪ -‬مما يَدُ ُّل على ِّ‬ ‫َ‬ ‫‪ -3‬ما د َّل على ما يُشبهُ‬
‫سحاباً"‪ ،‬أو الوزن كقوله‬ ‫البصر أرضاً‪ .‬وما في السماء قَد ُْر راح ٍة َ‬ ‫ِّ‬ ‫إن يُشبهَ ال ِّمساحةَ‪ ،‬نحو‪" :‬عندي َمدُّ‬
‫شرا يَ َرهُ}‪ ،‬أو الكي ُل ‪ -‬كاألوعي ِّة ‪-‬‬ ‫يعمل ِّمثقا َل ذَ َّرةٍ ًّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫تعالى‪{ :‬فمن يع َم ْل ِّمثقا َل ذَ َّرةٍ خيرا يَ َرهُ‪ ،‬و َم ْن‬
‫ً‬
‫سمنا‪ ،‬وحُبٌّ عسال"‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫ي َ‬ ‫ًّ‬
‫وكيس قمحاً‪ ،‬وراقودٌ َخال‪ ،‬ونِّحْ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫نحو‪" :‬عندي َج َّرة ٌ ما ًء‪،‬‬
‫قياس‪ ،‬نحو‪" :‬عندي َمدُّ يَدِّكَ حبالً"‪.‬‬ ‫الم َ‬ ‫ِّ‬
‫فتقر إلى التّمييز والتّفسير‪ ،‬نحو‪" :‬لنا ِّمث ُل ما لَكم‬ ‫م‬
‫ٍ ُ ٍَ ُ ٍ‬ ‫م‬‫ه‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫اسم‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫‪-‬‬ ‫المقادير‬ ‫ى‬ ‫جر‬ ‫م‬
‫ِّ َ ُ َ‬ ‫ي‬ ‫جر‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬
‫غير ذلك َغنَماً"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬ولو جئْنا ِّبمثل ِّه َمدَداً}‪.‬‬ ‫خيالً‪ .‬وعندنا ُ‬
‫عطف جوخاً"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ضةً‪ ،‬وساعةٌ ذهباً‪ ،‬وثوبٌ صوفاً‪ِّ ،‬‬
‫وم‬ ‫‪ -5‬ما كان فرعا ً للتّمييز‪ ،‬نحو‪" :‬عندي خات ٌم فِّ ّ‬
‫جره بمن‪ ،‬نحو‪" :‬عندي ِّرط ٌل من زيتٍ‪،‬‬ ‫ويجوز ُّ‬‫ُ‬ ‫ت أنه يجوز نصبُهُ‪ ،‬كما رأيتَ ‪،‬‬ ‫وحك ُم تمييز الذا ِّ‬
‫س ٍل"‪ ،‬إال إذا اقتضت‬ ‫نطار َع َ‬
‫أرض‪ ،‬وقِّ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫صبة‬ ‫ق من كتب"‪ ،‬وباإلضافة‪ ،‬نحو‪" :‬لنا قَ َ‬ ‫صندو ِّ‬ ‫وم ْل ُء ال ّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫إضافتُهُ إضافتين ‪ -‬بأن كانَ ال ُم َمي ُّز مضافا ‪ -‬فتمتن ُع اإلضافة‪ ،‬ويت َعيَّنُ نصبُهُ أو َج ُّرهُ بِّ ِّمن‪ ،‬نحو‪" :‬ما‬ ‫ْ‬
‫تمييز العدَدِّ‪ ،‬فإن له أحكاما ً ستُذكر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ب"‪ .‬ويُستثنى منه‬ ‫سحا ٍ‬ ‫سحاباً‪ ،‬أو من َ‬ ‫ماء قدَ ُر راح ٍة َ‬ ‫س ِّ‬ ‫في ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫‪ -1‬ت َ ْميِّيز النِّ ْسبَ ِّة و ُحك ُمهُ‬
‫سروراً"‪ .‬فإنَّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سنَ علي خلقا‪ .‬و َمأل هللا قلبَكَ ُ‬ ‫سرا لجمل ٍة ُمب َهم ِّة النسب ِّة‪ ،‬نحو‪َ " :‬ح ُ‬ ‫ً‬ ‫تمييز النّسب ِّة‪ :‬ما كان ُمف ّ‬ ‫ُ‬
‫ي ٍ ُمب َهمةٌ تحتم ُل أشيا َء كثيرة‪ ،‬فأزلتَ إبها َمها بقولك "خلُقاً"‪ .‬وكذا نسبةُ َم ْل ِّء ِّ‬
‫هللا‬ ‫سن إلى عل ّ‬ ‫نسبةَ ال ُح ِّ‬
‫القلب قد زال إبها ُمها بقولك‪" :‬سروراً"‪.‬‬ ‫َ‬

‫(‪)460/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ب‪ ،‬نحو‪" :‬ما أشجعَهُ رجالً‪ .‬أكر ْم ب ِّه تلميذاً‪ .‬يا لهُ‬ ‫تمييز النسب ِّة االس ُم الواق ُع بعدَ ما يُفيدُ التَّع ُّج َ‬ ‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫ي َمقاماً‪ ،‬وارتف َع‬ ‫ٌّ‬ ‫عل‬ ‫م‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ظ‬ ‫ع‬ ‫‪.‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫واعظ‬ ‫ب‬
‫ِّ‬ ‫ي‬‫ش‬‫َّ‬ ‫بال‬ ‫كفى‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫جاع‬ ‫ُ‬
‫ش‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫بخال‬ ‫َ ُكَ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫‪.‬‬‫ً‬ ‫ال‬ ‫رج‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ح‬‫َ َ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫ط‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫در‬
‫ِّ ُّ ُ َ‬ ‫هلل‬ ‫‪.‬‬‫ً‬ ‫ال‬ ‫رج‬
‫ُربتةً"‪.‬‬
‫حول‪.‬‬ ‫وهو على قسمين‪ُ :‬م َح َّو ٍل وغير ُم َّ‬
‫الرأس شيباً}‪ ،‬ونحو‪" :‬ما أحسنَ خالدا ً أدباً!"‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فالمحولُ‪ :‬ما كانَ أصلُهُ فاعالً؛ كقوله تعالى‪{ :‬واشتع َل‬ ‫َّ‬
‫عيوناً}‪ ،‬ونحو‪" :‬زَ َرعتُ الحديقةَ شجراً"‪ ،‬أو ُمبتدأ‪،‬‬ ‫األرض ُ‬ ‫َ‬ ‫أو مفعوالً‪ ،‬كقوله سبحانهُ‪{ :‬وف َّجرنا‬
‫ً‬
‫وأكبر عقال"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫أوفر علما‬ ‫وأعز نفرا"‪ ،‬ونحو‪" :‬خلي ٌل ُ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫أكثر منكَ ماال‬ ‫عز وجلَّ‪" :‬أنا ُ‬ ‫كقوله َّ‬
‫وغير المحول‪ :‬ما كان غير‬ ‫ُ‬ ‫جرهُ بِّمن أو باإلضافة‪ ،‬كما رأيتَ ‪.‬‬ ‫يجوز ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫و ُحكمهُ أنهُ منصوبٌ دائما‪ .‬وال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫س َموتَ أديبا‪ .‬عظمت شجاعا‪ ،‬هلل دَ ُّرهُ فارسا‪ ,‬مألتُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫محول عن شيء‪ ،‬نحو‪" :‬أكر ْم بسليم رجال‪َ .‬‬ ‫ّ‬
‫أكرمكَ رجالً"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫‪.‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫ب‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫خزائني‬
‫أكر ْم به من رجل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫فارس‪.‬‬ ‫من‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫َ ُّ ُ‬ ‫د‬ ‫"هلل‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫من‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ه‬
‫َ ُ ِّ‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫ُ‬
‫ويجوز‬ ‫‪،‬‬ ‫رأيتَ‬ ‫كما‬ ‫ُ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫نص‬ ‫و ُحك ُمهُ أنهُ يجوز‬
‫س َموتَ من أديب"‪.‬‬ ‫َ‬
‫مييز‪ ،‬إن لم يكن من حنس ما قبلَهُ‪ ،‬نحو‪" :‬أنتَ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫على‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫وجوب‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ين‬ ‫التفضيل‬ ‫اسم‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫بع‬ ‫ما‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫واعلم‬
‫أعلى منزالً"‪.‬‬
‫ّ‬
‫وجب َج ُّرهُ بإضافت ِّه‪ ،‬إلى "أفعل"‪ ،‬نحو‪" :‬أنتَ أفض ُل رج ٍل"‪ .‬إال إذا كانَ‬ ‫َ‬ ‫فإن كان من جنس ما قبلهُ‬
‫نصب التمييز حينئذٍ‪ ،‬لتعذ ِّر اإلضافة َمرتي ِّن‪ ،‬نحو‪" :‬أنتَ أفض ُل‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫فيجب‬
‫ُ‬ ‫"أفعَلُ" مضافا ً لغير التَّمييز‪،‬‬
‫الناس رجالً"‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫صريح‬ ‫يز العَدَ ِّد ال َّ‬ ‫َ‬
‫‪ُ -4‬حك ُم ت ْميِّ ِّ‬
‫مجرور باإلضافة وجوباً‪ ،‬منَ الثالث ِّة إلى العشرة‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء ثالثةُ‬ ‫ٌ‬ ‫ع‬
‫ٌ‬ ‫مجمو‬ ‫ريح‬
‫تمييز العد ِّد َّ ِّ‬
‫ص‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫ظ ِّمئَةٍ‪ ،‬فيكون مفردا ً غالباً‪ ،‬نحو‪" :‬ثالث ِّمئَةٍ"‪ .‬وقد يُجم ُع‬ ‫التمييز لف َ‬ ‫ُ‬ ‫وعشر نِّسوةٍ"‪ ،‬ما لم يكن‬ ‫ُ‬ ‫رجا ٍل‪،‬‬
‫األلف فمجموع البتةَ‪ ،‬نحو‪" :‬ثالثة آالفٍ "‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ث مئينَ ‪ ،‬أو ِّمئاتٍ"‪ .‬أما‬ ‫نحو‪" :‬ثال ِّ‬

‫(‪)461/1‬‬

‫جمع‬
‫ٍ‬ ‫ُجر باإلضافة إن كان جمعا ً كعشر ِّة رجا ٍل‪ .‬فإن كان َ‬
‫اسم‬ ‫أن ُمميَّزَ الثالث ِّة إلى العشرة‪ ،‬إنما ي ُّ‬ ‫واعلم َّ‬
‫بع‬
‫س ٍ‬ ‫ير‪ ،‬و َ‬ ‫اسم جنس‪ُ ،‬ج َّر بمن‪ .‬فاألولُ‪ :‬كثالث ٍة من القوم‪ ،‬وأَربع ٍة من اإلبل‪ ،‬والثاني‪ :‬كست َّ ٍة من َّ‬
‫الط ِّ‬ ‫أو َ‬
‫ُجر باإلضافة كقوله تعالى‪{ :‬وكان في المدين ِّة‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫من النَّخ ِّل‪ .‬قال تعالى‪{ :‬فَ ُخذ أربعة من الطير}‪ .‬وقد ي ُّ‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫صدَقة"‪ ،‬وقال الشاعر‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫َمس ذَ ْو ٍد َ‬‫ث "ليس فيما دونَ خ ٍ‬ ‫تسعةُ َر ْهطٍ }‪ .‬وفي الحدي ِّ‬
‫الزمانُ على ِّعيالي*‬ ‫جار َّ‬ ‫ث ذَ ْو ٍد * لَقَ ْد َ‬ ‫*ثَالث َةُ أَنفُ ٍس‪ ،‬وثَالَ ُ‬
‫عشر تلميذاً‪ ،‬وتس ٌع‬ ‫َ‬ ‫فالتمييز مفردٌ منصوبٌ ‪ ،‬نحو‪" :‬جاء أحدَ‬ ‫ُ‬ ‫عشر إلى تسع ٍة وتسعينَ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وأما م َع أحدَ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وتسعونَ تلميذة"‪ .‬وأما قوله تعالى‪{ :‬وقطعناه ُم اثنت ْي عشَرة َ أسباطا}‪ ،‬فأسباطا‪ :‬ليس تمييزا الثنت ْي‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ألن التمييزَ هنا ال يكونُ إال‬ ‫والتمييز ُمقدَّر‪ ،‬أي‪ :‬قطعناهم اثنتي عشرة َ فِّرقةً‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫َعشرة َ‪ ،‬بل بد ٌل منه‬
‫العلماء ‪ -‬لَ َما جازَ هنا جع ُل "أَسباطا ً‬ ‫ِّ‬ ‫مذهب بعض‬ ‫ُ‬ ‫مفرداً‪ .‬ولو جازَ أن يكون مجموعا ً ‪ -‬كما هو‬
‫عشر أسباطاً‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫َ‬ ‫وقطعناهم اثنت ْي‬ ‫َّ‬ ‫ط جم ُع سِّبطٍ ‪ ،‬وهو ُمذ َّكر‪ ،‬فكان ينبغي أن يُقالَ‪:‬‬ ‫تمييزاً‪ ،‬ألن األسبا َ‬
‫مر بك في بحث المركبات‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫اإلثنين تُوافِّ ُق المعدودَ‪ ،‬والعشرة َ‪ ،‬وهي مركبة‪ ،‬كذلك‪ ،‬كما َّ‬
‫ُ‬
‫مجرور باإلضافة وجوباً‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء ِّمئَة رج ٍل؛‬ ‫ٌ‬ ‫واأللف و ُمثنَّاهما وجم ِّعهما‪ ،‬فهو مفردٌ‬ ‫ِّ‬ ‫وأما م َع المئ َ ِّة‬
‫المئ َة منصوبا ً‬ ‫ُ‬
‫تمييز ِّ‬ ‫َّ‬ ‫غالم"‪ .‬وقد شذ‬ ‫ٍ‬ ‫آالف‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والف رج ٍل‪ ،‬وألفا امرأةٍ‪ ،‬وثالثة‬ ‫ُ‬ ‫الم‪،‬‬ ‫ومئاتُ ُ‬
‫غ ٍ‬ ‫ومئ َتا امرأ َةٍ‪ِّ ،‬‬ ‫ِّ‬
‫في قوله‪:‬‬
‫ُ‬
‫س َّرة َوالفَتا ُء*‬ ‫ْ‬
‫َب ال َم َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫عاش الفَتى ِّمئَتَي ِّْن عاما * فق ْد ذه َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫*إذا‬
‫ُ‬
‫هاميَّة وت َْميِّيزها‬ ‫ْ‬
‫‪" -5‬كم" االستِّف ِّ‬
‫قسمين‪ :‬استفهاميّة و َخبَريّة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫كم على‬
‫سافر؟"‪ .‬وال تق ُع إالّ في‬ ‫ً‬ ‫ف َك ِّم االستفهاميةُ‪ :‬ما يُستف َه ُم بها عن عد ٍد ُمب َه ٍم يُراد ت َعيينُهُ‪ ،‬نحو‪" :‬كم رجالً‬
‫ت االستفهام‪.‬‬ ‫الكالم‪ ،‬كجميع أَدوا ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫صدر‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)462/1‬‬

‫من ُمقدَّرةً‪،‬‬ ‫ضعفٍ ‪ -‬بِّ ْ‬ ‫جر جاز جره ‪ -‬على َ‬ ‫حرف ّ‬ ‫ُ‬ ‫و ُممي ُّزها مفردٌ منصوبٌ ‪ ،‬كما رأَيتَ ‪ .‬وإن سبقها‬
‫الكتاب؟" أَي‪ :‬بكم من درهم اشتريته؟ ونصبُهُ أَولى على ك ِّّل حا ٍل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫نحو‪" :‬بك ْم درهم اشتريتَ هذا‬
‫"م ْن"‪.‬‬ ‫إظهار ِّ‬‫ُ‬ ‫ضعف منه‬‫ُ‬ ‫ضعيف‪ .‬وأ َ‬
‫ٌ‬ ‫وجرهُ‬‫ُّ‬
‫والجار والمجرور‪ ،‬ونحو‪" :‬كم‬ ‫ِّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ع الفصل بالظرف‬ ‫ويكثر وقو ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويجوز الفص ُل بينها وبينَ ُمميِّّزها‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫عندَك كتابا؟* كم في الدار رجال؟"‪ .‬ويَ ِّق ُّل الفص ُل بينهما بخبرها‪ ،‬نحو‪" :‬كم جا َءني رجال؟"‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بالعامل فيها نحو‪" :‬كمن اشتريتَ كتاباً؟"‪.‬‬
‫تمييزها‪ ،‬مثل‪" :‬كم مالُكَ ؟" أي‪ :‬كم درهماً‪ ،‬أو ديناراً‪ ،‬هُو؟‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫حذف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز‬
‫مضاف‪ ،‬نحو‪" :‬في كم ساعة‬ ‫ٌ‬ ‫جر‪ ،‬أو‬ ‫حرف ٍ ّ‬ ‫ُ‬ ‫جر‪ ،‬إن سبقَها‬‫ب‪ ،‬أَن تكونَ في مح ِّّل ٍ ّ‬ ‫و ُحك ُمها‪ ،‬في اإلعرا ِّ‬
‫"رأي كم رجالً أّخذتَ ؟"‪ ،‬وأن تكونَ في محل نصب إن كانت استفهاما ً عن‬ ‫َ‬ ‫ونحو‪:‬‬ ‫بلغتَ د َمشقَ ؟"‪،‬‬
‫رف‪ ،‬ألنها تكونُ مفعوالً‬ ‫الظ ِّ‬ ‫المصدر‪ ،‬ألنها تكونُ مفعوالً مطلقاً‪ ،‬نحو‪" :‬كم إحسانا ً أحسنت؟"‪ ،‬أو عن ّ‬
‫ْ‬
‫فيه‪ ،‬نحو‪ :‬كم يوما ً ِّغبْتَ ؟ وكم ميالً سِّرتَ ؟"‪ ،‬أَو عن المفعول به‪ ،‬نحو‪" :‬كم جائزة ً نِّلتَ ؟" أو عن خبر‬
‫َ‬
‫الناقص‪ ،‬نحو‪" :‬كم إخوتُكَ ؟"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الفع ِّل‬
‫خبر‪ .‬فاألو ُل نحو‪" :‬كم‬ ‫رفع على أنها مبتدأ أو ٌ‬ ‫كر‪ ،‬كانت في محل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫فإن لم تكن استفهاما عن واح ٍد مما ذ َ‬
‫كتابا ً عندَكَ ؟"‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬كم كتُبكَ ؟"‪ .‬ولك في هذا أيضا ً أن تجعل "كم" مبتدأ وما بعدَها خبرا‪ً.‬‬
‫واألول أولى‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪" -6‬كم" ال َخبَ ِّريَّة وت َْميِّيزها‬
‫عالم‬
‫ٍ‬ ‫"كم‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫الكم‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ُ َ ِّ‬‫م‬ ‫كثير‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫د‬‫ع‬ ‫عن‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫إخبار‬ ‫وتكونُ‬ ‫"‬ ‫"كثير‬
‫ٍ‬ ‫بمعنى‬ ‫تكون‬ ‫كم الخبريّةُ‪ :‬هي التي‬
‫حذف ُمميّزها‪ ،‬إن د َّل‬ ‫ُ‬ ‫الكالم‪ ،‬ويجوز‬ ‫ِّ‬ ‫رأيتُ !"‪ ،‬أي‪ :‬رأيتُ كثيرا ً من العلماء وال تق ُع إالّ في صدر‬
‫صيتَ أمري!"‪ ،‬أي‪" :‬كم َم َّرةٍ عصيتَهُ!"‪.‬‬ ‫عليه دليلٌ‪ ،‬نحو‪" :‬كم َع َ‬

‫(‪)463/1‬‬

‫علم قرأتُ !" ونحو‪:‬‬ ‫وحك ُم ُمميّزها أن يكونَ مفرداً‪ ،‬نكرةً‪ ،‬مجرورا ً باإلضاف ِّة إليها أو بِّمن‪ ،‬نحو‪" :‬كم ٍ‬
‫ف!"‪ .‬وإفرادُهُ أَولى‪.‬‬ ‫أعر ُ‬
‫لوم ِّ‬
‫ع ٍ‬ ‫ويجوز أن يكون مجموعاً‪ ،‬نحو‪" :‬كم ُ‬ ‫ُ‬ ‫"كم من كريم أكرمتُ !"‪.‬‬
‫وجب نصبُهُ على التَّمييز‪ ،‬المتناعِّ اإلضاف ِّة م َع‬ ‫َ‬ ‫ص َل بينهما‬ ‫ويجوز الفص ُل بينها وبينَ ُمميّزها‪ .‬فإن فُ ِّ‬
‫ُ‬
‫من ظاهرةً‪ ،‬نحو‪" :‬كم‬ ‫جره بِّ ْ‬‫الفص ِّل‪ ،‬نحو‪" :‬كم عندكَ درهماً!"‪ ،‬ونحو‪" :‬كم لك يا فتى فضالً!" أو ُّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫عندكَ من درهم!"‪ .‬ونحو‪" :‬كم لك يا فتى من فضل!"‪ .‬إالّ إذا كان الفاصل فعال ُمتعدّيا متسلطا على‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يلتبس بالمفعول به فيما لو قلت‪" :‬كم قَرأتُ‬ ‫َ‬ ‫ب"‪ ،‬كيال‬ ‫جرهُ بمن‪ ،‬نحو‪" :‬كم قَرأتُ من كتا ٍ‬ ‫فيجب ُّ‬
‫ُ‬ ‫"كم"‪،‬‬
‫كتاباً"‪.‬‬
‫المرات‬‫(وذلك ألن الجملة األولى تدل على كثرة الكتب التي قرأتها‪ ،‬والجملة األخرى تد ّل على كثرة ّ‬
‫التي قرأت فيها كتاباً‪ .‬فكم في الصورة األولى في موضع نصب على أنها مفعول به مقدم لقرأت‪،‬‬
‫وفي الصورة األخرى في موضع نصب على أنها مفعول مطلق له‪ .‬ألنها كناية عن المصدر‪،‬‬
‫والتقدير‪ :‬كم قراءة قرأت كتابا ً فيكون تمييزها محذوفاً)‪.‬‬
‫تمييز "كم"‬ ‫ُ‬ ‫معروف!"‪ ،‬أن ت َرفعَهُ على أنه فاعل "نالَ"‪ ،‬فيكون‬ ‫ٌ‬ ‫ويجوز في نح ِّو‪" :‬كم نالني منك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مرةٍ!"‪ .‬ويجوز أن تنصبَهُ على التمييز‪ ،‬فيكون فاع ُل "نال" ضميرا مستترا يعود إلى‬ ‫مقدَّراً‪ ،‬أي‪" :‬كم َّ‬
‫"كم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫وحك ُم "كم" الخبريّ ِّة‪ ،‬في اإلعراب‪ ،‬ك ُحكم "كم" االستفهامية تماما‪ ،‬واألمثلة ال تخفى‪.‬‬
‫حرف‬
‫ُ‬ ‫ت ُجملَتيهما‪ ،‬إال‬‫أن "كم" االستفهاميةَ مو "كم" الخبريَّةَ‪ ،‬ال يَتقدَّ ُم عليهما شي ٌء من متعلَّقا ِّ‬ ‫واعلم َّ‬
‫الجر‪ .‬فاألولى نحو‪" :‬بكم درهما ً اشتريتَ هذا الكتاب؟" ونحو‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫عمالن فيهما‬
‫ِّ‬ ‫الجر والمضاف‪ ،‬فهما يَ‬ ‫ّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫س ِّمعتُ‬ ‫"ديوانَ كم شاعرا ً قرأتَ ؟"‪ ،‬والثانيةُ نحو‪" :‬إلى كم بل ٍد سافرتُ !" ونحو‪" :‬خطبةَ كم خَطي ٍ‬
‫ب َ‬
‫فَ َوعيتُ !"‪.‬‬

‫(‪)464/1‬‬

‫َين عن عد ٍد ُمب َه ٍم مجهو ِّل‬ ‫وتشتركُ "كم" االستفهاميةُ و "كم" الخبريّة في خمس ِّة أمور‪ :‬كونُهما كنايت ِّ‬ ‫ِّ‬
‫التصدير‪ ،‬واالحتيا ُج إلى‬
‫ِّ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫زو‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫السكون‬
‫ِّ‬ ‫على‬ ‫النباء‬
‫ِّ‬ ‫وكون‬ ‫‪،‬‬‫َّتين‬
‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫بن‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫هما‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫وكو‬ ‫‪،‬‬ ‫قدار‬
‫ِّ ِّ‬ ‫والم‬ ‫الجنس‬
‫التَّمييز‪.‬‬
‫ويفترقان في خمسة أمور أيضاً‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫مختلفان إعراباً‪ .‬وقد تقدَّم شر ُح ذلك‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ميزيهما‬ ‫أن ُم‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫ب سأشتري!"‪ ،‬كما ال تقولُ‪:‬‬ ‫يجوز أن تقول‪" :‬كم كت ُ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫تختص بالماضي‪َ ،‬ك ُربَّ ‪ ،‬فال‬ ‫ُّ‬ ‫أن الخبريّة‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫ً‬
‫دار سأبني"‪ .‬ويجوز أن تقول‪" :‬كم كتابا ستشتري؟"‪.‬‬ ‫"ربَّ ٍ‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫‪ -3‬أن المتكلم بالخبرية ال يستدعي جوابا‪ ،‬ألنه مخبِّ ٌر‪ ،‬وليس بُمستف ِّهم‪.‬‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫الكالم الخبر ّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫أن التصديقَ أو التكذيب يتو َّجهُ على الخبرية‪ ،‬وال يتو ّجه على االستفهاميّة‪ ،‬ألن‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫ي‪ ،‬ألنه إنشائي‪.‬‬ ‫والكذب‪ .‬وال يحتملُهما االستفهام ُّ‬ ‫َ‬ ‫يحتم ُل الصدقَ‬
‫يقترنُ بهمزة االستفهاميّة‪ ،‬تقولُ‪" :‬كم رج ٍل في الدار! َعشَرةٌ‪ ،‬بل‬ ‫أن ال ُمبدَل من الخبري ِّة ال ِّ‬ ‫‪َّ -5‬‬
‫ب اشتريتَ ! َعشَرةً‪ ،‬بل عشرينَ "‪ ،‬أما ال ُمبدَ ُل من االستفهامي ِّة فيقترن بها‪،‬‬ ‫عشرونَ "‪ .‬وتقولُ‪" :‬كم كتا ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أعشرة ٌ أم عشرون؟" ونحو‪" :‬كم كتابا ً اشتريتَ ؟ أعشرة ً‪ ،‬أم عشرين؟"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫نحو‪" :‬كم كتُبُكَ ؟‬
‫‪" -7‬كأ َ ِّيّ ْن" وت َْميِّ ُ‬
‫يزها‬
‫واالفتقار إلى التمييز‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ي ٍ أيضاً) مثل‪" :‬كم" الخبريّة معنًى‪ .‬فهي تُوافقُها في اإلبهام‪،‬‬ ‫َب‪ :‬كأ ّ‬ ‫كأي ّْن‪( :‬وتُكت ُ‬
‫واالختصاص بالماضي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫زوم أن تكونَ في صدر الكالم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫والبناء على السكون‪ ،‬وإفادةِّ التكثير‪ ،‬ول ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ي قات َل معَهُ ِّربَيُّونَ كثير}‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫وحك ُم ُمميزها أن يكون مفردا مجرورا بِّ ِّمن‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وكأيّن من نَب ّ‬ ‫ً‬
‫َحم ُل رزقَها‪ ،‬هللاُ يَرزقُها وإياكم} وقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫وقول ِّه‪{ :‬وكأي ّْن من دابّة ال ت ِّ‬
‫صهُ‪ ،‬في الت َّ َكلُّ ِّم!*‬ ‫ب * ِّزيادَتُهُ‪ ،‬أَو نَ ْق ُ‬ ‫امتٍ‪ ،‬لكَ ُمعج ٍ‬ ‫ص ِّ‬ ‫*وكا ِّئ ْن ت ََرى ِّم ْن َ‬ ‫َ‬
‫ُنصب على قِّلَّة‪ ،‬كقو ِّل اآلخر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫وقد‬
‫ومنَّةً * قَديماً! وال تَد ُْرونَ ما َم ُّن ُم ْن ِّع ِّم؟*‬ ‫ضالً َعلَ ْي ُك ْم ِّ‬ ‫*وكائِّ ْن لَنا فَ ْ‬ ‫َ‬
‫(‪)465/1‬‬

‫وقول غيره‪:‬‬
‫عس ٍْر!*‬ ‫بالرجا‪ ،‬فَ َكأ ِّيّ ْن * آ ِّلما ً ُح َّم يُس ُْرهُ بَ ْعدَ ُ‬
‫س َّ‬ ‫ط ُر ِّد ْاليأ ْ َ‬
‫*أ ُ ْ‬
‫وحكمها في اإلعراب‪ ،‬كحكم أ ُختها "كم" الخبرية‪ ،‬إال انها إن وقعت مبتدأ ال يُخبَر عنها إال بجمل ٍة أو‬
‫"كأين من رج ٍل‬ ‫ْ‬ ‫والجار والمجرور)‪ ،‬كما رأيتَ وال يُخبَ ُر عنها بمفردٍ‪ ،‬فال يقالُ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫رف‬
‫الظ ِّ‬ ‫شبهها (أي َّ‬
‫جاه ٌل طريق الخير!"‪ ،‬بخالف "كم"‪.‬‬
‫يزها‬ ‫‪َ " -8‬كذا" وت َ ْميِّ ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تكونُ "كذا" كناية عن العد ِّد المب َه ِّم‪ ،‬قليال كان أو كثيرا‪ ،‬نحو‪" :‬جاءني كذا وكذا رجال"‪ ،‬وعن الجمل ِّة‪،‬‬ ‫ً‬
‫بالعطف‪ ،‬كما رأيت‪ .‬وقد تُستع َم ُل ُمفردَة ً أو‬ ‫ِّ‬ ‫كررة ً‬‫نحو‪ :‬قلتُ ‪" :‬كذا وكذا حديثاً" والغالب أن تكونَ ُم َّ‬
‫عطف‪.‬‬ ‫مكررة ً بال َ‬ ‫َّ‬
‫يجوز جرهُ‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫وحك ُم ُمميّزها أنه مفردٌ منصوبٌ دائماً‪ ،‬كما رأيت‪ .‬وال‬
‫* ِّع ِّد النَّ ْفس نُ ْعمى‪ ،‬بَعدَ بُؤْ ساكَ ‪ ،‬ذاكرا ً * َكذا و َكذا لُ ْ‬
‫طفا ً ب ِّه نُس َ‬
‫ِّي ال َج ْهدُ*‬
‫و ُحك ُمها في اإلعراب أنها مبنيّةٌ على السكون‪ .‬وهي تقع فاعالً‪ ،‬نحو‪" :‬سافر كذا وكذا رجالً"‪ ،‬ونائب‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫كر َم كذا وكذا مجتهداً"‪ ،‬ومفعوالً به نحو‪" :‬أكرمتُ كذا وكذَا عالماً"‪ ،‬ومفعوالً فيه‪،‬‬ ‫فاعل‪ ،‬نحو‪" :‬أ ُ ِّ‬
‫اللص كذا‬
‫َّ‬ ‫نحو‪" :‬سافرتُ كذا وكذا يوماً‪ .‬وسرت كذا وكذا ميالً"‪ ،‬ومفعوالً مطلقاً‪ ،‬نحو‪" :‬ضربتُ‬
‫ضربةً"‪ ،‬ومبتدأ‪ ،‬نحو‪" :‬عندي كذا وكذا كتاباً"‪ ،‬وخبراً‪ ،‬نحو‪" :‬المسافرونَ كذا وكذا رجالً"‪.‬‬ ‫وكذا َ‬
‫حكام للت َّ ْم ِّييز‬‫بعض أ َ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪-9‬‬
‫تمييز الجمل ِّة هو ما فيها من فعل أو‬‫ِّ‬ ‫ت هو االس ُم ال ُمب َه ُم الممي َُّز‪ ،‬وفي‬‫تمييز الذا ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ب في‬ ‫‪ -1‬عام ُل النّص ِّ‬
‫ِّشبه ِّه‪.‬‬
‫التمييز على عامله إن كان ذاتاً‪" :‬كرطل زيتاً"‪ ،‬أو فعالً جامداً‪ ،‬نحو‪" :‬ما أحسنَهُ رجال‪ً.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -2‬ال يَت َقدَّ ُم‬
‫ف‪ ،‬كقول ِّه‪:‬‬ ‫المتصر ِّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫مرو امرأ"‪ .‬ونَدَر ت َقدُّ ُمهُ على عامل ِّه‬ ‫عم زيدٌ رجال‪ .‬بِّئس َع ٌ‬ ‫ً‬ ‫نِّ َ‬
‫ون يُنادي ِّجهارا!*‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الم َمن ِّ‬
‫يب بِّنَ ْي ِّل ال ُمنى؟ * ودا ِّعي ْ‬ ‫*أَنَفسا ت َِّط ُ‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫"طاب نفسا ً علي"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫فجائز‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫طهُ بينَ العام ِّل ومرفوع ِّه‬ ‫س ُ‬ ‫أ ّما ت َو ُّ‬

‫(‪)466/1‬‬

‫التمييز إالّ اسما ً صريحاً‪ ،‬فال يكونُ جملةً وال ِّشب َهها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬ال يكونُ‬
‫ُّ‬
‫‪ -4‬ال يجوز تعددُهُ‪.‬‬
‫هلل‬
‫ِّ‬ ‫"‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ه‬‫ِّ‬ ‫موصوف‬ ‫عن‬ ‫ناب‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫وصف‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫مشتق‬ ‫يكونُ‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫جامد‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫اسم‬ ‫يكونَ‬ ‫‪ -5‬األص ُل فيه أن‬
‫دَ ُّرهُ فارساً!‪ .‬ما أحسنَهُ عالماً!‪ .‬مررت بعشرينَ راكباً"‪.‬‬
‫درهُ رجالً فارساً‪ ،‬وما أحسنه رجالً عالماً‪ ،‬ومررت بعشرين رجالً راكباً"‪.‬‬ ‫(ألن األصل‪" :‬هلل ّ‬
‫فالتمييز‪ ،‬في الحقيقة‪ ،‬انما هو الموصوف المحذوف)‪.‬‬
‫‪ -6‬األص ُل فيه أن يكونَ نكرةً‪ .‬وقد يأتي معرفةً لفظاً‪ ،‬وهو في المعنى نكرةٌ‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫ْس َع ْن َع ْم ِّرو*‬ ‫س يَا قَي ُ‬‫صدَ ْدتَ ‪َ ،‬و ِّطبْتَ النَّ ْف َ‬ ‫*رأَيتُكَ لَ َّما أ َ ْن َع َر ْفتَ ُوجوهَنا * َ‬ ‫َ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫َ‬
‫ب لم ت ِّقدْ"‪*.‬‬ ‫عب؟ َوال َح ْر ُ‬ ‫الر َ‬ ‫* َعالَ َم ُم ِّلئْتَ ُّ‬
‫"طبتَ نفساً‪ ،‬و ُملِّئتَ رعباً"‪ ،‬كما قال تعالى‪{ :‬لَ َو ْليتَ منهم فراراً‪ ،،‬ولُ ُملئتَ‬ ‫فإن "أل" زائدةٌ‪ ،‬واألصل‪ِّ :‬‬
‫سه}‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫سهُ" أي‪" :‬أ ِّل َم رأساً"‪ .‬قال تعالى‪{ :‬إالّ َم ْن َ‬
‫س ِّفه نَف َ‬ ‫فالن رأ َ‬ ‫ٌ‬ ‫منهم ُرعباً}‪ .‬وكذا قولهم‪" :‬أ ِّل َم‬
‫س ِّفهَ نفساً‪ ،‬وبَ ِّط َرت َمعيشةً"‪ .‬فالمعرفةُ هنا‪ ،‬كما ترى‪،‬‬ ‫ت َمعيشَتها}‪ ،‬أي‪َ " :‬‬ ‫{وكم أهلكنا من قرية بَ ِّط َر ْ‬
‫في معنى النكرة‪.‬‬
‫(وكثير من النحاة ينصبون االسم في نحو‪" :‬ألم رأيه‪ ،‬وسفه نفسه‪ ،‬وبطرت معيشتها" على التشبيه‬
‫مر من األمثلة‪ .‬والحق‬ ‫بالمفعول به‪ .‬ومنهم من لم يشترط تنكير التمييز‪ ،‬بل يجيز تعريفه مستشهدا ً بما ّ‬
‫أن المعرفة ال تكون تمييزا ً إال اذا كانت في معنى التنكير‪ ،‬كما قدمنا)‪.‬‬
‫عشر‬
‫َ‬ ‫هور عندَ هللاِّ اثنا‬ ‫ش ِّ‬ ‫{إن ِّعدَّة َ ال ُّ‬
‫لماء‪ ،‬كقوله تعالى‪َّ :‬‬ ‫التمييز مؤ ّكداً‪ ،‬خالفا ً لكثير من العُ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -7‬قد يأتي‬
‫للبيان‪ ،‬ألن الذات معروفة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ب عشرينَ كتابا"‪ ،‬فشهرا وكتابا لم يذكرا‬ ‫ً‬ ‫من الكت ِّ‬ ‫"اشتريتُ‬ ‫شهراً} ونحو‪:‬‬
‫وإنما ذُكرا للتأكيد‪ .‬ومن ذلك قول الشاعر‪:‬‬
‫ُ‬
‫س الفَحْ ُل فَحْ لُ ُهم * فَحْ الً‪ ،‬وأ ُّم ُه ُم زَ الَّ ُء ِّم ْن ِّطي ُق*‬ ‫*و الت َّ ْغ ِّل ِّبيُّونَ بِّئْ َ‬‫َ‬
‫(‪)467/1‬‬

‫التمييز والعدَ ِّد إالّ ضرورة في الشعر كقوله‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫يجوز الفص ُل بينَ‬ ‫‪ -8‬ال‬
‫س َع ْش َرة َ من ُجمادَى لَ ْيلَةً"*‬‫*"في َخ ْم َ‬
‫شرة َ ليلةً من ُجمادى‪.‬‬ ‫َمس َع َ‬‫يريدُ‪ :‬في خ َ‬
‫ص ّح أن تُفردهُ‬
‫عشر وأخواتها‪ ،‬وعشرين وأخواتها ‪ -‬بِّنعتٍ‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫‪ -9‬إذا جئتَ بعد تمييز العَد ِّد ‪ -‬كأحدَ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ص َّح أن تجمعهُ‬ ‫عشر‪ ،‬أو ثالثون‪ ،‬رجالً كريماً"‪ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫لفظ التمييز‪ ،‬نحو‪" :‬عندي ثالثةَ‬ ‫باعتبار ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫منصوبا ً‬
‫تكسير منصوباً‪ ،‬باعتبار معنى التمييز‪ ،‬نحو‪" :‬عندي ثالثة َعشر‪ ،‬أو ثالثون رجالً ِّكراماً‪ ،‬ألن‬ ‫ٍ‬ ‫جم َع‬
‫عشر‪ ،‬أو ثالثون من الرجال"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أن المعنى‪ :‬ثالثةَ‬ ‫رجالً هُنا في معنى الرجال‪ ،‬أال ترى َّ‬
‫تحملَهُ‪ ،‬في اإلعراب‪ ،‬على العَدَد نفسه‪ ،‬فت َجعلهُ نعتا ً لهُ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ت به أن ِّ‬ ‫الجمع المنعو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ولكَ في هذا‬
‫عشر‪ ،‬أو ثالثون رجالً ِّكراماً"‪ .‬ولكَ أن تقولَ‪" :‬عندي أَربعونَ درهما ً عربيا ً أوَ‬ ‫َ‬ ‫"عندي ثالثةَ‬
‫عربيّةً"‪ ،‬فالتذكير باعتبار لفظٍ الدرهم‪ ،‬والتأنيث باعتبار معناهُ‪ ،‬ألنه في معنى الجمع‪ ،‬كما َ‬
‫تقدم‪.‬‬
‫وجب حملُهُ على نفسه‪ ،‬وجعلُهُ نعتا ً لهُ ال للتمييز‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫َ‬ ‫تصحيح‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫فإن جمعتَ نعتَ هذا التمييز جم َع‬
‫عشر‪ ،‬أو أَربعونَ ‪ ،‬رجال صالحونَ "‪.‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫"عندي أَربعةَ‬
‫عشر أَخيكَ "‪،‬‬ ‫َ‬ ‫شرو أبيك‪ ،‬وأحدَ‬‫يضاف العددُ فيستغنى عن التّمييز‪ ،‬نحو‪" :‬هذه َعش ََرتُكَ ‪ ،‬و ِّع ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -10‬قد‬
‫عشر واثنتا َع ْشرة َ"‪ ،‬فلم‬ ‫َ‬ ‫"اثنا‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫ويستثنى‬ ‫السامع‪.‬‬ ‫عند‬ ‫الجنس‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫معلو‬ ‫ُ‬
‫ّز‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫َّ‬ ‫ال‬‫إ‬
‫ِّ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫ُ‬
‫ألنك لم ِّ‬
‫ت‬
‫االثنين ال‬
‫ِّ‬ ‫ألن َع ْش َر هنا بمنزل ِّة نون االثنين‪ ،‬ونو ُن‬ ‫عشركَ "‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُجيزوا إضافتها‪ ،‬فال يقال‪ُ " :‬خ ِّذ اثن ْي‬ ‫ي ُ‬
‫وين‪ ،‬فكذلك ما كان في حكمها‪.‬‬ ‫تجتم ُع هي واإلضافة‪ ،‬ألنها في حكم التن ِّ‬
‫الفتح‪ ،‬كما كان‬ ‫ِّ‬ ‫ي الجز َءين على‬‫اضيف‪ ،‬ال ت ُ ِّخ ُّل إِّضافته ببنائه‪ ،‬فيبقى مبن ّ‬ ‫َ‬ ‫المركب‪ ،‬إذا‬
‫َ‬ ‫أن العددَ‬ ‫واعلم َّ‬
‫عشركَ "‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قب َل إضافت ِّه‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء ثالثةَ‬

‫(‪)468/1‬‬

‫ع ُ‬
‫جزهُ‬ ‫وجر َ‬
‫َّ‬ ‫صدرهُ بما تقتضي ِّه العواملُ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اعرب‬
‫َ‬ ‫اضيف‬
‫َ‬ ‫أن العددَ المر ّكب إذا‬
‫ويرى الكوفيّون َّ‬
‫والمختار عند النُّحاة‬
‫ُ‬ ‫عشركَ "‬
‫ِّ‬ ‫أعط من خمس ِّة‬‫عشركَ ‪ِّ .‬‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫َرك‪ُ .‬خذ خمسةَ‬ ‫ُ‬
‫باإلضاف ِّة نحو‪" :‬هذه خمسة عش ِّ‬
‫َّ‬
‫أن هذا العددَ يلزم بنا َء الجزءين‪ ،‬كما قدَّمنا‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( االستثناء )‬

‫االستثناء‪ ،‬من حكم ما قبلَهُ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫االستثنا ُء‪ :‬هو إخرا ُج ما بعدَ "إالّ" أو إحدَى أخواتها من أدوات‬
‫"جا َء التالميذُ إالّ عليّاً"‪.‬‬
‫خر ُج منه " ُمستثنى منه"‪.‬‬ ‫خر ُج يُس ّمى "مستثنى"‪ ،‬وال ُم َ‬ ‫وال ُم َ‬
‫س ًوى ‪ -‬بضم السين‬ ‫وغير و ِّس ًوى (بكسر السين‪ .‬ويقال فيها أيضا ً ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ولالسثناء ثماني أدواتٍ‪ ،‬وهي‪" :‬إالّ‬ ‫ِّ‬
‫وليس وال يكونُ "‪.‬‬
‫َ‬ ‫سوا ٌء ‪ -‬بفتحها) وخَال و َعدا وحاشا‬ ‫‪-‬و َ‬
‫وفي هذا المبحث ثمانية مباحث‪:‬‬
‫ث عا َّمةٌ‬
‫باح ُ‬
‫‪َ -1‬م ِّ‬
‫َّ‬
‫قسمان‪ُ :‬متص ٌل ومنقط ٌع‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -1‬ال ُمستثنى‬
‫ً‬
‫فال ُمتّصلُ‪ :‬ما كان من جنس ال ُمستثنى منه‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء المسافرون إال سعيدا"‪.‬‬
‫ب"‪ -2 .‬االستثناء‪ :‬استفعا ٌل‬ ‫الدار إالّ الكت ُ َ‬
‫ُ‬ ‫استثني منه‪ ،‬نحو‪" :‬احترقت‬ ‫َ‬ ‫ليس من جنس ما‬ ‫وال ُمنقط ُع‪ :‬ما َ‬
‫لفظ ال ُمستثنى منه عن عمومه‪،‬‬ ‫صرف ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ص َرفهُ عنه ولواه‪ .‬فاالستثنا ُء‪:‬‬ ‫من "ثنَاهُ عن األمر يثني ِّه"‪ :‬إذا َ‬
‫أن خالدا ً‬ ‫بإخراج المستثنى من أن يتناولهُ ما ُح ِّك َم به على المستثنى منه‪ .‬فإذا قلتَ ‪" :‬جا َء القو ُم‪ُ ،‬‬
‫ظ َّن َّ‬
‫باستثناء‬
‫ِّ‬ ‫عمومه‬ ‫ظ "القوم" عن ُ‬ ‫المجيء أيضاً‪ ،‬فإذا استثنيتَهُ منهم‪ ،‬فقد صرفتَ لف َ‬ ‫ِّ‬ ‫داخ ٌل معهم في حكم‬
‫ص صف ٍة‬ ‫المحكوم به على القوم‪ .‬لذلك كان االستثنا ُء تخصي َ‬ ‫ِّ‬ ‫المجيء‬
‫ِّ‬ ‫أح ِّد أفراد ِّه ‪ -‬وهو خالدٌ ‪ -‬من حكم‬
‫شمولها بواسطة أداةِّ من أدوات االستثناء‪.‬‬ ‫عا ّم ٍة بذكر ما يَدُ ُّل على تخصيص عمومها و ُ‬

‫(‪)469/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ي‪ ،‬ألنه يُفيدُ التخصيص بَعدَ‬ ‫فإذا علمتَ هذا‪ ،‬علمتَ أَن االستثناء من الجنس‪ ،‬هو االستثنا ُء الحقيق ُّ‬
‫عموم الحكم‪ .‬وأَما االستثنا ُء من غير الجنس فهو استثنا ٌء ال معنى له إالّ‬ ‫ظ ُّن من ُ‬ ‫التّعميم‪ ،‬ويُزي ُل ما يُ َ‬
‫سهُ‪ .‬فإذا قلتَ ‪" :‬جا َء المسافرون إال‬ ‫ص جن َ‬ ‫االستدراكُ ‪ ،‬فهو ال يُفيدُ تخصيصاً‪ ،‬ألن الشي َء إنما يُخ ّ‬
‫ص ُ‬
‫ظ فال يحتا ُج إلى ما‬ ‫أَمتعت َ ُهم"‪ ،‬فلفظ "المسافرين" ال يتناول األمتعةَ‪ ،‬وال يد ُّل عليها‪ .‬وما ال يَتناولهُ اللف ُ‬
‫لكن إنما استثنيتَ هُنا استدراكا ً كيال يُت َوهم أن أَمتعت َ ُهم جا َءت َمعهم أَيضاً‪ ،‬عادة َ‬ ‫يخر ُجهُ منهُ‪ْ .‬‬
‫المسافرين‪.‬‬
‫خصيص بعدَ التعميم‪ ،‬ألنهُ استثنا ٌء من الجنس‪ .‬واالستثنا ُء ال ُمنقط ُع يُفيدُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فاالستثنا ُء المتص ُل يُفيدُ الت‬
‫خصيص‪ ،‬ألنه استثنا ٌء من غير الجنس‪.‬‬ ‫َ‬ ‫االستدراكَ ال الت ّ‬
‫‪ -3‬ال يستثنى إالّ من معرف ٍة أو نكرةٍ ُمفيدةٍ‪ ،‬فال يقا ُل "جا َء قو ٌم إال رجالً منهم"‪ ،‬وال "جا َء رجا ٌل إال‬
‫خالداً"‪ .‬فإن أفادت النكرة ُ جاز االستثناء منها‪ ،‬نحو‪" :‬جا َءني رجا ٌل كانوا عندكَ إالّ رجالً منهم"‬
‫ث‬‫ونحو‪" :‬ما جا َء أحدٌ كانوا عندكَ إالّ رجالً منهم" ونحو‪" :‬ما جا َء أحدٌ إال سعيداً"‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬فَلَ ِّب َ‬
‫لف سن ٍة إال خمسينَ عاماً}‪.‬‬ ‫في قوم ِّه أ َ َ‬
‫ق النفي أو النَّهي أو االستفهام‪.‬‬ ‫وصفت‪ ،‬أو وقعت في سيا ِّ‬ ‫ْ‬
‫ضيفت‪ ،‬أو ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وتكونُ النكرة ُ مفيدة إذا أ‬
‫صت جاز‪،‬‬ ‫ص َ‬ ‫صص‪ ،‬فال يقالُ‪" :‬جاء القو ُم إالّ رجالً"‪ .‬فإن تُخ ّ‬ ‫وكذا ال يُستثنى من المعرفة نكرة ٌ لم تخ َّ‬
‫سوءٍ "‪.‬‬ ‫نحو‪" :‬جاء القو ُم إالّ رجالً منهم‪ ،‬أو إالَّ رجال مريضا‪ ،‬أو إال رج َل ُ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫(‪)470/1‬‬

‫أكثر منه‪ .‬وقد يُستثنى من الشيء نصفُهُ‪ ،‬تقول‪" :‬لهُ عل َّ‬


‫ي‬ ‫وكثير من َ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -5‬يصح استثنا ُء قلي ٍل من كثير‪.‬‬
‫ً‬
‫ص منهُ قليال‪ ،‬أو ِّز ْد‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عشرة ٌ إال خمسةً"‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬يا أيُّها ال ُم َّز ِّ ّملُ‪ ،‬ق ِّم اللي َل إال قليال‪ ،‬نِّصفَه‪ ،‬أو انقُ ْ‬
‫ّ‬
‫الشيء إال ما كان دونَ‬ ‫ِّ‬ ‫لنصف قليالً واستثناهُ من األصل‪ .‬وقال قو ٌم‪ :‬ال يستثنى من‬ ‫َ‬ ‫عليه}‪ .‬فقد س ّمى ا‬
‫نصف ِّه‪ .‬وهو مردودٌ بهذه اآلية‪.‬‬
‫ّ‬
‫غير جنس ِّه ال معنى له‪ .‬وما ورد من ذلك فليست فيه "إال" لالستثناء على سبيل‬ ‫‪ -6‬استثنا ُء الشيء من ِّ‬
‫"لكن"‪ ،‬وهو ما يُسمونهُ‪" :‬االستثناء ال ُمنقَ ِّطع"‪ .‬وم ّع ذلك فال بدّ من االرتباط‬ ‫ْ‬ ‫األصل‪ .‬وإنما هي بمعنى‬
‫بين المستثنى منه والمستثنى‪ ،‬كما ستعلم ذلك ‪ ...‬ومن ذلك قوله تعالى‪{ :‬ما أنزَ لنا عليك القرآنَ‬
‫َذكرة ً ِّلمن يخشى}‪ ،‬أي‪ :‬لكن أنزلناهُ تذكرةً‪ ،‬وقولُهُ‪{ :‬فذَ ّكر‪ ،‬إنما أنتَ ُمذ ّك ٌر‪ ،‬لستَ عليهم‬ ‫ِّلتشقى‪ ،‬إال ت َ‬
‫وكفر‪.‬‬
‫َ‬ ‫لكن َم ْن ت َّولى‬‫األكبر"‪ ،‬أي‪ْ :‬‬‫َ‬ ‫العذاب‬
‫َ‬ ‫وكفر فَيُعذبُهُ هللاُ‬ ‫َ‬ ‫يطر‪ ،‬إالّ َم ْن ت ََولى‬ ‫س ٍ‬ ‫ِّب ُم َ‬
‫ص ِّل‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫‪ُ -2‬ح ْك ُم ال ُم ْست َثنَى بِّإال ال ُمت َّ ِّ‬
‫وجواز النّص ِّ‬
‫ب والبدليّ ِّة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ب بإال‬ ‫وجوب النص ِّ‬
‫َ‬ ‫ثالث أحوال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫إن كان المستثنى بإالّ ُمتَّصال‪ ،‬فلهُ‬
‫ً‬
‫ب العوام ِّل قبلَه‪.‬‬ ‫ووجوب أن يكونَ على حس ِّ‬ ‫ُ‬
‫متى يجب نصب المستثنى بإال؟‬
‫نصب المستثنى بإالّ في حالتين‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫يجب‬
‫ُ‬
‫أتأخر عن المستثنى منهُ أم تقد ََّم عليه‪ .‬فاألو ُل نحو‪" :‬ينج ُح‬ ‫َ‬ ‫ء‬
‫ٌ‬ ‫سوا‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫مو‬ ‫تام‬ ‫كالم‬
‫ٍ‬ ‫في‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫يق‬ ‫أن‬ ‫‪-1‬‬
‫التالميذُ إال الكسولَ"‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬ينج ُح إالّ الكسو َل التالميذُ"‪.‬‬
‫لكالم التام أن يكونَ ال ُمستثنى منه مذكورا ً في الكالم‪ ،‬وبال ُمو َجب أن يكونَ الكال ُم ُمثَبتاً‪َ ،‬‬
‫غير‬ ‫وال ُمرادُ با ِّ‬
‫النفي معنًى أو باألداةِّ‪ ،‬كما‬ ‫ُ‬ ‫هي واالستفها ُم اإلنكاري‪ .‬وال فرقَ بينَ أن يكون‬ ‫منفي‪ .‬وفي حكم النَّفي النَّ ُ‬
‫ستعلم‪.‬‬
‫ً‬
‫كالم تام منفي‪ ،‬أو ِّشب ِّه منفي‪ ،‬ويتقد ََّم على المستثنى منه‪ ،‬نحو‪" :‬ما جاء إال سليما أحدٌ"‬ ‫‪ -2‬أن يق َع في ٍ‬
‫ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬

‫(‪)471/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫َب*‬ ‫ق َمذْه ُ‬ ‫َب ال َح ّ ِّ‬ ‫ي إِّالَّ َم ْذه َ‬ ‫ي إِّالَّ آ َل أَحمدَ ِّشيعَةٌ * وما ِّل َ‬ ‫*و َما ِّل َ‬
‫نصب المستثنى بإال‪ ،‬وجاز جعلهُ بدالً من المستثنى‬ ‫ُ‬ ‫جاز‬ ‫منه‪،‬‬ ‫ستثنى‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫صفة‬ ‫على‬ ‫المستثنى‬ ‫فإن تقد ََّم‬
‫سو"‪.‬‬ ‫منه‪ ،‬نحو‪" :‬ما في المدرسة أحد إال أخاك‪ ،‬أو إالّ أخوكَ ‪َ ،‬ك ٌ‬
‫متى يجوز في المستثنى باالّ الوجهان‬
‫ُ‬
‫يجوز في المستثنى بإالّ الوجهان ‪َ -‬جعلهُ بَدَالً من المستثنى منه‪ .‬ونصبُهُ باالّ ‪ -‬إن وق َع بعدَ المستثنى‬
‫ي‪ ،‬نحو‪" :‬ما جا َء القو ُم إالّ علي‪ ،‬وإال علياً"‪ .‬وتقو ُل في ِّشبه النفي‪:‬‬ ‫ي ٍ أو ِّشب ِّه منف ّ‬ ‫كالم تام منف ّ‬ ‫منه في ٍ‬
‫"ال يَق ْم أحدٌ إال سعيد ٌ‪ ،‬وإال سعيدا‪ .‬وهل فع َل هذا أحدٌ إال أنت‪ ،‬وإال إياك!" واالتباع على البدليّة أولى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ئ إال امرأتُكَ "‪،‬‬ ‫لتفت منكم أحدٌ إال امرأتَكَ }‪" .‬وقُر َ‬ ‫والنصب عربي َج ِّيّدٌ‪ .‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬وال يَ ْ‬ ‫ُ‬
‫بالرفع على البدلية‪.‬‬
‫ئ "إالّ قليالً" بالنصب‬ ‫َ‬ ‫وقر‬ ‫منهم}‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫قلي‬ ‫َّ‬ ‫ال‬‫إ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫فعلو‬ ‫{ما‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫قو‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ٌّ‬ ‫منف‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫والكال‬ ‫ومن أمثلة البدليّ ِّة‪،‬‬
‫باالّ‪ ،‬وقولُهُ‪{ :‬ال إله إالّ هللاُ}‪ ،‬وقوله‪{ :‬ما من إله إالّ إلهٌ واحدٌ}‪ ،‬وقوله‪{ :‬ما من إل ٍه إالّ هللاُ}‪.‬‬
‫يغفر الذُّ َ‬
‫نوب ِّإالّ هللاُ!}‪،‬‬ ‫ومن أمثلتها‪ ،‬والكال ُم ِّشبهُ منفي‪ ،‬ألنهُ استفها ٌم إنكاري‪ ،‬قولهُ تعالى‪{ :‬و َمن ُ‬
‫ط من رحم ِّة رب ِّه إالّ الضّالون؟!}‪.‬‬ ‫وقولهُ‪{ :‬و َمن يقنَ ُ‬
‫والنصب بإالّ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فيجوز فيما بعدَ "إالّ" الوجهان أيضا ً ‪ -‬البدليّة‬ ‫ُ‬ ‫النفي معنوياً‪ ،‬ال باألداةِّ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وقد يكونُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫أخالق القوم إال خالدٌ‪ ،‬وإال خالدا"‪ ،‬ألن المعنى‪ :‬لم تَبقَ أخالقهم على ما‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫والبدليّة أولى ‪ -‬نحو‪" :‬ت َبدَّلت‬
‫كانت عليه‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ْ‬
‫ي َوال َوتِّد ُ*‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫ص ِّري َم ِّة ِّم ْن ُه ْم َم ْن ِّز ٌل َخلَ ٌق * عافٍ ‪ ،‬تَغَي ََّر‪ ،‬إال النؤْ ُ‬ ‫*وبَال َّ‬
‫فمعنى تغي َّر‪ :‬لم يبقَ على حاله‪.‬‬

‫(‪)472/1‬‬

‫(وانما جاز الوجهان في مثل ما تقدم‪ ،‬ألنك ان راعيت جانب اللفظ نصبت ما بعد (اال)‪ ،‬ألن الجملة قد‬
‫استقوفت جزءيها ‪ -‬المسند والمسند اليه ‪ -‬فيكون ما بعد (اال) فضلة‪ ،‬والفضلة منصوبة‪ ,‬وان راعيت‬
‫جانب المعنى رفعت ما بعدها‪ ،‬ألن المسند إليه في الحقيقة هو ما بعد (اال)‪ .‬لذلك يصح تفريغ العامل‬
‫الذي قبلها له وتسليطه عليه‪ .‬فان قلت‪" :‬ما جاء القوم إال خالد‪ .‬أو خالداً"‪ ،‬ص ّح أن تقول‪" :‬ما جاء إال‬
‫خالد"‪ ،‬فنصبه باعتبار أنه عمدة في المعنى‪ ،‬فهو بدل مما قبله‪ ،‬والمبدل منه في حكم المطروح‪ .‬أال‬
‫ترى أنك ان قلت‪" :‬أكرمت خالدا ً أباك"‪ ،‬ص ّح أن تقول‪" :‬أَكرمت أَباك")‪.‬‬
‫ثالث فوائد‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫يجوز‪ ،‬في نحو‪" :‬ما أحدٌ يقو ُل ذلك إال خالدٌ"‪َ ،‬رف ُع ما بعد "إال" على البدليّ ِّة من أحدٌ (وهو‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ويجوز نصبُهُ على االستثناء‪ .‬ويجوز في نحو‪" :‬ما‬ ‫ُ‬ ‫األولى)‪ ،‬أو على البدليّة من ضمير "يقولُ"‪.‬‬
‫األولى)‪ ،‬ونصبُهُ‬ ‫ً‬
‫نصب ما بعد "إال" على البدليّة من "أحدا" (وهو ْ‬ ‫ُ‬ ‫رأيتُ أحدا ً يقو ُل ذلك إالّ خالداً‪،‬‬
‫"بإال" ويجوز رفعه على أنه بد ٌل من ضمير "يقولُ" ومن مجيئ ِّه مرفوعا ً على البدليّة من ضمير‬
‫الفع ِّل المستتر قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫*في لَ ْيلَ ٍة ال ن ََرى ِّبها أ َ َحدا ً * يَحْ ِّكي َعلَيْنا ِّإالَّ َكوا ِّكبُها*‬
‫‪ -2‬تقولُ‪" :‬ما جا َءني من أح ٍد إال خالداً‪ ،‬أو إال خالدٌ"‪ .‬فالنصب على االستثناء‪ ،‬والرف ُع على البدليّة من‬
‫الجر على البدليّة‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫يجوز فيه‬ ‫محل "أحد"‪ ،‬ألن محله الرفع على الفاعليّة‪ ،‬ومن‪ :‬حرف جر زائد‪ .‬وال‬
‫من لفظ المجرور‪.‬‬

‫(‪)473/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(ألن البدل على نية تكرار العامل‪ .‬وهنا ال يجوز أن تكرره‪ ،‬فال يجوز أن تقول‪" :‬ما جاءني من أحد‬
‫إال من خالد"‪ .‬وذلك ألن "من" زائدة لتأكيد النفي‪ ،‬وما بعد "إال" مثبت‪ ،‬ألنه مستثنى من منفي‪ ،‬فال‬
‫تدخل عليه "من" هذه‪ .‬لكن إن قلت‪" :‬ما أخذت الكتاب من أحد إال خالد" جاز الجر على البدلية من‬
‫اللفظ‪ ،‬ألن "من" هنا ليست زائدة‪ .‬فلو كررت العامل‪ ،‬فقلت‪" :‬ما أخذت الكتاب من أحد إال من خالد"‪،‬‬
‫لجاز)‪.‬‬
‫االستثناء‪ ،‬وإما على‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫فالن بشيءٍ إال شيئا ً ال يُعبَأ به"‪ ،‬بالنصب فقط‪ ،‬إما على‬ ‫ٌ‬ ‫وكذلك تقولُ‪" :‬ليس‬
‫"ليس"‪.‬‬
‫َ‬ ‫خبر‬
‫ألن موضعَهُ النصب على أنهُ ُ‬ ‫الجر الزائد‪َّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫البدليّة من موضع "شيءٍ " المجرور بحرف‬
‫وال تجوز البدليّة بالجر‪.‬‬
‫(ألن الباء هنا زائدة لتأكيد النفي‪ ،‬وما بعد "إال" مثبت‪ ،‬فلو كررت الباء مع البدل‪ ،‬فقلت‪" :‬ليس فالن‬
‫بشيء إال بشيء ال يعبأ به"‪ ،‬لم يجز)‪.‬‬
‫من ذلك قول الشاعر‪:‬‬
‫ضد ُ*‬‫ع ُ‬ ‫ت لَها َ‬ ‫س ْ‬‫*أَبَنِّي لُبَ ْينَى‪ ،‬لَ ْست ُ ُم بِّيَ ٍد * ِّإالَّ يَدا ً لَ ْي َ‬
‫الجر على البداية من اللفظ‪ ،‬ألن الباء هنا أصلية‪ ،‬فان‬ ‫ّ‬ ‫(لكن‪ ،‬إن قلت‪" :‬ما مررت بأحد إال خالد"‪ ،‬جاز‬
‫قلت‪" :‬ما مررت بأحد إال بخالد"‪ ،‬بتكريرها‪ ،‬جاز)‪.‬‬
‫لنصب‬
‫ُ‬ ‫ي ‪ -‬فليس فيه إال ا‬ ‫‪ -3‬علمتَ أنهُ إذا تقد ََّم المستثنى على المستثنى منه ‪ -‬في الكالم التا ّم المنف ّ‬
‫أن الكوفيينَ والبّغداديين يجيزونَ َجعلَهُ معموالً‬ ‫على االستثناء‪ ،‬نحو‪" :‬ما جا َء إال خالدا ً أحدٌ"‪ ،‬غير َّ‬
‫فيجوزون أن‬
‫ّ‬ ‫للعامل السابق‪ ،‬وجع َل المستثنى منه المتأخر تابعا ً له في إعرابه‪ ،‬على أنهُ بد ٌل منه‪،‬‬
‫يقال‪" :‬ما جا َء إال خالدٌ أحدٌ"‪ ،‬فخالدٌ‪ :‬فاع ٌل لجا َء‪ ،‬وأحدٌ‪ :‬بد ٌل من خالدٌ‪ .‬ومن ذلك ما حكاهُ سيبوي ِّه عن‬
‫ناصر"‪ ،‬وعليه قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُونس‪ :‬أنه سمع قوما ً يُوث َ ُق بِّعربيَّتهم‪ ،‬يقولون‪" :‬ما لي إال أبوك‬ ‫ي َ‬
‫*ألَنَّ ُه ُم يَ ْر ُجونَ ِّم ْنكَ شَفا َعةً * ِّإذا لم يَ ْ‬
‫كن ِّإالَّ النَّ ِّبيُّونَ شاف ُع*‬
‫وهذا من البدل المقلوب‪.‬‬

‫(‪)474/1‬‬

‫وأن المتبوع‬‫(ألنك ترى أن التابع هنا ‪ -‬وهو البدل‪ :‬ناصر وشافع ‪ -‬قد كان متبوعا ً ‪ -‬أي مبدَالً منه ‪ّ ،-‬‬
‫ألن األصل‪" :‬مالي ناصر إال أبوك‪ ،‬وإذا‬ ‫‪ -‬وهو المبدل منه‪ :‬أبوك والنبيون ‪ -‬قد كان تابعا ً ‪ -‬أي بدالً ‪ّ -‬‬
‫لم يكن شافع إال النبيون"‪.‬‬
‫ونظيره في القلب ‪ -‬اي‪ :‬جع ِّل التابع متبوعا ً والمتبوع تابعا ً ‪ -‬قولك‪" ،‬ما مررت بمثلك أحد"‪" :‬فأحد‬
‫بدل من مثلك مجرور مثله‪ .‬وقد كان "مثلك" صفة له مؤخرة عنه‪ ،‬ألن األصل "ما مررت بأحد‬
‫مثلك")‪.‬‬
‫متى يجب أن يكون المستثنى باال على حسب العوامل‪.‬‬
‫ِّف المستثنى منه من الكالم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يجب أن يكون المستثنى بإال على حسب ما يطلبُهُ العامل قبلهُ‪ ،‬متى ُحذ َ‬ ‫ُ‬
‫ويجب حينئ ٍذ أن يكون الكال ُم‬‫ُ‬ ‫ٍ‪.‬‬ ‫ة‬ ‫موجود‬ ‫غير‬
‫َ‬ ‫"إال"‬ ‫كانت‬ ‫لو‬ ‫كما‬ ‫ها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫د‬‫بع‬ ‫فيما‬ ‫ل‬
‫ِّ‬ ‫للعم‬ ‫"إال"‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫قب‬ ‫ما‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫فيتفر‬
‫َّ‬
‫ي" ومنه في النهي‬ ‫ّ‬ ‫بعل‬ ‫إال‬ ‫مررتُ‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬‫ّ‬ ‫ي‬ ‫عل‬ ‫إال‬ ‫رأيتُ‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ٌّ‬ ‫عل‬ ‫إال‬ ‫ء‬
‫َ‬ ‫جا‬ ‫"ما‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ٍّ‬ ‫ي‬‫منف‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ش‬
‫ِّ‬ ‫أو‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫منفيّ‬
‫هي أحسن"‪.‬‬ ‫ب إال بالتي َ‬ ‫الحق}‪ ،‬وقولهُ‪" :‬وال تُجادلوا أه َل الكتا ِّ‬ ‫ّ‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬وال ت َقولوا على هللا إال‬
‫االستفهام قولُه سبحانهُ‪" :‬فَ َه ْل يَه ِّلكُ إال القو ُم الفاسقون"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ومنه في‬
‫ألن معنى يأبى‪ :‬ال يريدُ‪.‬‬ ‫نورهُ}‪َّ ،‬‬ ‫النفي معنويّا‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬ويأبى هللا إال أن يُتِّ َّم َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وقد يكونُ‬
‫فائدة‬
‫َ‬
‫واو العطف‪ ،‬أو تالها بَدَل م ّما قبلها ‪-‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َكررت "إال" للتوكيد ‪ -‬بحيث يص ُّح حذفها‪ ،‬وذلك إذا تَلت َ‬ ‫ّ‬ ‫إذا ت َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫زهير وإال أسامة"‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫غير ُمؤثرة فيما بعدَها‪ ،‬فاألو ُل نحو‪" :‬ما جا َء إال‬ ‫كانت زائدة لتوكيد االستثناء‪َ ،‬‬ ‫ً‬
‫والثاني‪ ،‬نحو‪" :‬ما جا َء إال أبوكَ إال خالدٌ"‪ .‬وقد اجتمع البدل والعطف في قوله‪:‬‬
‫شي ِّْخكَ ِّإالَّ َع َملُهُ * إالَّ َر ِّسي ُمهُ‪َ ،‬و ِّإالَّ َر َملُهُ*‬‫* َمالَكَ ِّم ْن َ‬
‫بحيث ال يص ُّح حذفُها ‪ -‬فالكالم على ثالث ِّة أَو ُجهٍ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫تكررت لغير التوكيد ‪-‬‬ ‫وإن َّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)475/1‬‬

‫‪ -1‬أن يحذَف المستثنى منه‪ ،‬فت َجعل واحدا ً من المستثنَيات معموالً للعامل وت َنصب ما عداه‪ .‬تقولُ‪" :‬ما‬
‫ترى‪.‬‬ ‫ونصب ما عداهُ‪ ،‬كما َ‬ ‫ُ‬ ‫ط العامل على األول‬ ‫واألولى تسلي ُ‬ ‫ْ‬ ‫جا َء‪ ،‬إال سعيدٌ‪ ،‬إال خالداً‪ ،‬إال إبراهيم"‪.‬‬
‫َنصب األو َل وترف َع واحدا ً مما بعدَهُ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ولك أن ت‬
‫صب الجمع على االستثناء نحو‪" :‬جاء القو ُم إال سعيداً‪،‬‬ ‫ُذكر المستثنى منهُ‪ ،‬والكال ُم مثبتٌ ‪ ،‬فتن ُ‬ ‫‪ -2‬أن ي َ‬
‫إال خالداً‪ ،‬إال إبراهيم"‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يُذكر المستثنى منه‪ ،‬والكال ُم منفي‪ ،‬فان تقدمت المستثنيات‪ ،‬وجب نصبُها كلُّها‪ ،‬نحو‪" :‬ما جا َء‬
‫ابراهيم أحدٌ"‪.‬‬
‫َ‬ ‫إال خالداً‪ ،‬إال سعيداً‪ ،‬إال‬
‫واألولى إبدا ُل األو ِّل‬
‫ْ‬ ‫وإن تأخرت‪ ،‬أبدلتَ واحدا ً من المستثنى منه‪ ،‬ونصبتَ الباقي على االستثناء‪.‬‬
‫إبراهيم"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ونصب الباقي‪ ،‬نحو‪" :‬ما جا َء القو ُم إال خالداً‪ ،‬إال‬ ‫ُ‬
‫‪ُ -3‬ح ُكم ال ُمستثْنى ِّبإِّالَّ ال ُم ْنقَ ِّط ِّع‬
‫النصب باال‪ ،‬سوا ٌء أتقد ََّم على المستثنى منه أم تأخر عنه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫إن كان ال ُمستثنى بإال منقطعاً‪ ،‬فليس فيه إال‬
‫وسوا ٌء أكان الكالم ُمو َجبا ً أم منفياً‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء المسافرونَ إال أمتعت َهم‪ .‬جا َء إال أمتعت َه ُم المسافرون‪.‬‬
‫ما جا َء المسافرون إال أمتعت َهم"‪.‬‬
‫الظن}‪ ،‬وقوله‪{ :‬وما ألح ٍد عندَهُ من‬ ‫ّ‬ ‫ع‬
‫علم‪ ،‬إال اتبا َ‬ ‫ومن االستثناء ال ُمنقطع قولهُ تعالى‪{ :‬ما لهم به من ٍ‬
‫نِّعم ٍة ت ُجزى‪ ،‬إال ابتغا َء وج ِّه رب ِّه األعلى}‪.‬‬
‫َفرغ العام ِّل قبلَه له وت َسلُّطهُ عليه‪ .‬فيجيزون أن‬ ‫ي‪ ،‬هنا‪ ،‬إن ص َّح ت ُّ‬ ‫وال تجوز البدليّةُ في الكالم المنف ّ‬
‫ص َّح‪ .‬وعليه‬ ‫يقالَ‪" :‬ما جا َء المسافرونَ إال أمتعتُهم"‪ ،‬ألنك لو قلتَ ‪" :‬ما جا َء إال أمتعةُ المسافرين"‪ ،‬لَ َ‬
‫قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫ير‪ ،‬و ِّإالَّ ال ِّع ُ‬
‫يس*‬ ‫ْ‬
‫نيس * ِّإالَّ اليَعافِّ ُ‬ ‫ْس ِّبها أ َ ُ‬ ‫*وبَ ْلدةٍ لَي َ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫ص ِّ ّم ُم*‬
‫ي ال ُم َ‬ ‫َّ‬
‫الريا ُح َمكانَها * وال النَّ ْبلُ‪ِّ ،‬إال ال َم ْش ِّرف ُّ‬ ‫* َع ِّشيَّةَ ال ت ُ ْغنِّي ِّ ّ‬
‫وقول غيره‪:‬‬
‫وعاملهُ*‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫سنانُ‬ ‫خاطبٌ إال ال ِّ ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫رام قد نَك ْحنا‪ ،‬ولم يَكن * لنا ِّ‬ ‫*وبِّنتَ ِّك ٍ‬ ‫َ‬
‫فائدة‬

‫(‪)476/1‬‬

‫اعلم أنه ال يكون االستثناء المنقطع إال إذا كان للمستثنى عالقة بالمستثنى منه‪ ،‬فيتوهم بذكر المستثنى‬
‫منه دخو ُل المستثنى معه في الحكم‪ ،‬فتقول‪" :‬جاء السادة إال خدمهم"‪ ،‬إذا كان من العادة أنهم يجيئون‬
‫معهم‪ ،‬فان لم يكن ن العادة ذلك فال معنى لهذا االستثناء‪ .‬وتقول‪" :‬رجع المسافرون إال أثقالهم‪ .‬أو إال‬
‫ع أثقالهم أو دوابهم معهم‪ .‬وقد تكون العالقة بينهما‪،‬‬
‫ألن اإلخبار برجوعهم يتوهم منه رجو ُ‬‫دوايهم"‪ّ ،‬‬
‫لكنه ال يُتوهم دخو ُل المستثنى في حكم المستثنى منه‪ ،‬وإنما يذكر لتمكين المعنى في نفس السامع‬
‫والتهويل به‪ ،‬كأن تقول‪" :‬ال يخطب في الحرب خطيبٌ إال ألسنَ النيران"‪ .‬وقد صح االستقناء مع عدم‬
‫التوقهم لمكان المناسبة بين صوت النار وصوت الخطيب المتأجج حماسة‪ ،‬وللتهويل بشدة الحال‪.‬‬
‫وكذا إن قلت‪" :‬سلكتُ فالة ً ليس فيها أنيس إال الذئاب‪ ،‬أو إال وحوشها"‪ .‬فلمناسبة التضاد بين األنيس‬
‫والذئاب‪ ،‬ولتمثيل هول الموقف‪ .‬لهذا لم يتعدَّ الصواب من أجاز من العرب البدلية في الكالم التام‬
‫المنفي‪ ،‬من هذا االستثناء‪ ،‬ألنه في حكم المتصل معنى‪ ،‬أال ترى أنك إن حذفت المستثنى منه وسلطت‬
‫العامل فيه على المستثنى صح اللفظ والمعنى‪ ,‬فتقول‪" :‬ال يتكلم في الحرب إال ألسنُ النيران"‪ ،‬وتقول‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫"مررت بفالة ليس فيها إال الذئاب"‪ ،‬من غير أن ينقص من المعنى شي ٌء إال ما كنت تريده من إعظام‬
‫األمر وتهويله‪ .‬ويجري هذا المجرى األبيات الثالثة التي مرت بك آنفاً‪ .‬هذا هو الحق فاعتصم به‪.‬‬

‫(‪)477/1‬‬

‫أن في إطالق النحاة الكالم‪ ،‬في االستثناء المنقطع‪ ،‬تساهالً ال ترضاه أساليب البيان‬ ‫وبما قدمنا تعلم َّ‬
‫العربي‪ .‬وتمثيلهم له بقولهم‪" :‬جاء القوم إال حماراً" شي ٌء يأباه كالم العرب‪ .‬نعم يصح أن تقول‪" :‬جاء‬
‫القوم إال الحمار‪ ،‬أو إال حمارا ً لهم‪ ،‬أو إال حمارهم" إن كان من العادة أن يكون معهم‪ .‬أما "جاء القوم‬
‫إال حماراً" فال يجوز‪ ،‬وإن كان من العادة مجي ُء حمار معهم‪ ،‬ألنه ال يجوز استثناء النكرة غير‬
‫المفيدة (أي التي لم تخصص) من المعرفة‪ .‬كما قدمنا‪.‬‬
‫‪" -4‬إالَّ" بِّ َم ْعنى " َغيْر"‬
‫األص ُل في "إالّ" أن تكونَ لالستثناء‪ ،‬وفي "غير" أن تكون وصفاً‪ .‬ث َّم قد تُح َم ُل إحداهما على‬
‫ف بإالّ‪ ،‬ويُستثنى بغير‪.‬‬ ‫ص ُ‬ ‫األخرى‪ ،‬فَيو َ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫فان كانت "إال" بمعنى "غير"‪ ،‬وقعت هي وما بعدَها صفة لما قبلها‪( ،‬وذلك حيث ال يُرادُ بها‬
‫"الناس هلَ َكى إال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حديث‪:‬‬ ‫وصف ما قبلَها بما يُغاير ما بعدَها)‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫ُ‬ ‫االستثنا ُء‪ ،‬وإنما يُرادُ بها‬
‫غير العالمينَ‬
‫ُ‬ ‫"الناس‬
‫ُ‬ ‫أي‪:‬‬ ‫المخلصون"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال‬‫إ‬ ‫هلكى‬ ‫والعاملونَ‬ ‫‪،‬‬ ‫لونَ‬ ‫لعام‬
‫ِّ‬ ‫ا‬ ‫إال‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫العالِّمونَ ‪ ،‬والعالِّمونَ هَل‬
‫لنصب‬
‫َ‬ ‫غير المخلصينَ هَلكى" ولو أراد االستثنا َء‬ ‫غير العاملين هلكى‪ ،‬والعاملونَ ُ‬ ‫هَلكى‪ ،‬والعالمونَ ُ‬
‫ب‪.‬‬
‫ما بعدَ "إال" ألنهُ في كالم تا ٍ ّم ُمو َج ٍ‬

‫(‪)478/1‬‬

‫وقد يص ُّح االستثنا ُء كهذا الحديث‪ ،‬وقد وال يص ُّح‪ ،‬فيتعيّن أن تكونَ "إال" بمعنى "غير"‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫ألن ال ُمرادَ من اآلية نفي آلهةٌ المتعدِّّدةِّ‬ ‫{لو كان فيهما آلهةٌ إال هللاُ لفسدتا}‪ .‬فاال وما بعدَها صفةٌ آلل َهة‪َّ ،‬‬
‫ألن المعنى حينئ ٍذ يكون‪" :‬لو كان فيهما آلهةٌ‪،‬‬ ‫وإثبات اآلل ِّه الواحد الفرد‪ .‬وال يص ُّح االستثنا ُء بالنصب‪َّ ،‬‬
‫ظاهر الفسادِّ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ليس فيه ُم هللاُ لفسدتا"‪ .‬وذلك يقتضي أنه لو كان فيهما آلهةٌ‪ ،‬فيه ُم هللا‪ ،‬لم ت َفسْدا‪ ،‬وهذا‬
‫وهذا كما تقولُ‪" :‬لو جا َء القوم إال خالدا ً ألخفقوا" أي‪ :‬لو جا ُءوا مستثنًى منهم خالدٌ ‪ -‬بمعنى أنه ليس‬
‫االستثناء ‪ -‬أن تقول‪" :‬لو‬ ‫ِّ‬ ‫ونظير اآلية ‪ -‬في عدم جواز‬ ‫ُ‬ ‫ألن بينهم خالداً‪.‬‬ ‫بينهم ‪ -‬ألخفقوا‪ .‬فهم لم يُخفقوا َّ‬
‫الدرهم"‪ ،‬بالنصب كان المعنى‪ :‬لو كان معي‬ ‫َ‬ ‫كان معي دراه ُم" إال هذا الدرهم"‪ .‬فان قلتَ ‪" :‬إال هذا‬
‫الدرهم بينّها‪ .‬وهذا غير المراد‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫هذا‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫لوجو‬ ‫لها‬ ‫دراه ُم ليس فيها هذا الدره ُم لبذلتُها‪ ،‬فيُنت ُج أنكَ لم تبذُ‬
‫حيث ال‬ ‫ُ‬ ‫دراهم‪ ،‬ألنهُ‬‫َ‬ ‫ُعرب لفظ الجالل ِّة بدالً من آلهة‪ ،‬وال "هذا الدرهم"‪ ،‬بدالً من‬ ‫ص ُّح أيضا ً أن ي َ‬
‫وال يَ ِّ‬
‫تجوز البدليّةُ ولو ص َّح االستثنا ُء‪ ،‬لما علمتَ‬ ‫ُ‬ ‫الكالم ُمثبتٌ ‪ ،‬فال‬ ‫َ‬ ‫إن‬ ‫ص ُّح االستثنا ُء ال تص ُّح البدليّةُ‪ .‬ثم َّ‬ ‫يَ ِّ‬
‫التقدير‪" :‬لو كان فيهما إال‬ ‫ُ‬ ‫ب‪ .‬وأيضاً‪ :‬لو جعلتَهُ بدالً لكان‬ ‫النصب واجبٌ في الكالم التا ّم ال ُمو َج ِّ‬ ‫َ‬ ‫من َّ‬
‫أن‬
‫االستثناء هنا َوعدَ ِّم‬
‫ِّ‬ ‫طرح ال ُمبدَل منه‪ ،‬كما هو معلو ٌم‪ .‬ولعدَم ص َّح ِّة‬ ‫ِّ‬ ‫هللاُ لفسدتا"‪َّ ،‬‬
‫ألن البد َل على نِّيَّ ِّة‬
‫َجواز البدليّة ت َعيَّنَ أن تكونَ "إال" بمعنى "غير"‪.‬‬
‫االستثناء معنًى‪ ،‬قول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫وم ّما جا َءت فيه "غال" بمعنى "غير"‪ ،‬م َع عدم ت َغد ُِّّر‬
‫ان*‬ ‫أخ ُمفارقُهُ أخوهُ * لَعَ ْم ُر أَبيكَ إالَّ الفَ ْرقَدَ ِّ‬
‫*وك ُّل ٍ‬
‫ص َّح‪.‬‬ ‫َ‬
‫رقدين" ل َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الفرقدين‪ ،‬مفارقهُ أخوه‪ .‬ولو قال‪" :‬كل أخٍ ُمفارقهُ أخوهُ إال الف‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫أي‪ :‬ك ُّل أخٍ‪ُ ،‬‬
‫غير‬

‫(‪)479/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الوصف هو "إال" وما بعدَها معاً‪ ،‬ال "إال" وحدَها‪ ،‬وال ما بعدَها وحدَه‪ ،‬م َع بقائها على‬ ‫َ‬ ‫واعلم َّ‬
‫أن‬
‫واإلعراب يكون ِّلما‬
‫ُ‬ ‫الجر على حرفيته‪.‬‬ ‫بقاء حرف ِّ ّ‬ ‫والمجرور م َع ِّ‬
‫ِّ‬ ‫بالجار‬
‫ّ‬ ‫حرفيّتها‪ ،‬كما يُوصف‬
‫العلماء من يجعلُها اسما ً مبنيا ً بمعنى "غير" ويَجع ُل إعرابها المحلّي ظاهرا ً فيما بعدَها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫بعدَها‪ .‬ومن‬
‫وهو األولى‪.‬‬ ‫والجمهور على األول َ‬
‫‪ُ -5‬ح ُكم ال ُمست َثْنى بِّغَي ٍْر و ِّس ًوى‬
‫ف بها‬ ‫ص ُ‬ ‫غير‪ :‬نكرة ُمتوغلةٌ في االبهام والتَّنكير‪ ،‬فال تُفيدُها إضافتُها إلى المعرفة تعريفاً‪ ،‬ولهذا تُو َ‬ ‫ٌ‬
‫ف بها إال‬ ‫ص ُ‬
‫غير خالدٍ"‪ .‬فلذا ال يُو َ‬ ‫غيركَ ‪ ،‬أو ُ‬ ‫النكرة ُ مع إضافتِّها إلى معرفةٍ‪ ،‬نحو‪" :‬جا َءني رج ٌل ُ‬
‫ف‬‫المعر َ‬‫َّ‬ ‫ف بأ ِّل الجنسيةٍ‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫عر ِّ‬ ‫نكرةٌ‪ ،‬كما رأيتَ ‪ ،‬أو شبهُ النكرةِّ ِّم ّما ال يفيدُ تعريفا ً في المعنى‪ ،‬كال ُم َّ‬
‫بها‪ ،‬وإن كان معرفة لفظاً‪ ،‬فهو في حكم النكرةِّ معنًى‪ ،‬ألنه ال يدُ ُّل على ُمعي ٍَّن‪ .‬فان قلتَ ‪" :‬الرجا ُل‬
‫كثير"‪ ،‬فليس المرادُ رجاالً ُمعيَّنينَ ‪.‬‬ ‫غيرك ٌ‬ ‫ُ‬
‫"مث ٌل‬
‫ِّ ِّ‬ ‫ة‬ ‫باإلضاف‬ ‫فها‬ ‫تعر‬ ‫وعدم‬
‫ِّ ُّ‬ ‫بها‪،‬‬ ‫شبهها‬ ‫أو‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫النكر‬ ‫ووصف‬
‫ِّ‬ ‫اإلبهام‪،‬‬ ‫في‬ ‫لها‬ ‫ُّ‬
‫غ‬ ‫َو‬
‫َ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫تنكيرها‪،‬‬ ‫في‬ ‫ها‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ومث‬
‫نظيركَ "‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ونظير"‪ .‬تقول‪" :‬جا َءني رج ٌل ِّمثلُك‪ ،‬أو سِّواكَ ‪ ،‬أو ِّشب ُهكَ ‪ ،‬أو‬ ‫ٌ‬ ‫و ِّس ًوى و ِّش ْبهٌ‬
‫ف‬ ‫ص َ‬ ‫ملت "إال" على "غير" فَ ُو ِّ‬ ‫وقد تُح َم ُل "غير" على "إال" فيُستثنى بها‪ ،‬كما يستثنى بإال‪ ،‬كما ُح ْ‬
‫ي"‪.‬‬
‫غير عل ّ‬ ‫مجرور أبدا ً باإلضافة إليها‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء القو ُم َ‬ ‫ٌ‬ ‫بها‪ .‬والمستثنى بها‬
‫غير خالدٍ"‪،‬‬ ‫"غير"‪ ،‬ألنها بمعناها‪ ،‬فتقول‪" :‬جا َء القو ُم َ‬ ‫ٌ‬ ‫وقد تُح َم ُل " ِّسوى" على "إال"‪ ،‬كما ُح ِّملت‬
‫ألن الكالم تا ٌّم ُمو َجبٌ ‪.‬‬ ‫بالنصب‪َّ ،‬‬
‫ً‬
‫غير خال ٍد أحدٌ"‪ ،‬النصب أيضا‪ ،‬وإن كان الكال ُم منفيّا‪ ،‬ألنها تقدَّمت على المستثنى‬ ‫ً‬ ‫وتقول‪" :‬ما جا َء َ‬
‫منه‪.‬‬
‫ب"‪ ،‬بالنصب‪ ،‬وإن كان الكالم منفيّاً‪ ،‬ولم يَتقدم فيه المستثنى على‬ ‫ِّ‬ ‫الكت‬ ‫غير‬
‫ُ َ‬ ‫الدار‬ ‫ت‬
‫ِّ‬ ‫احترق‬ ‫"ما‬ ‫وتقول‪:‬‬
‫المستثنى منه‪ ،‬ألنها وقعت في استثناء ُمنقطع‪.‬‬

‫(‪)480/1‬‬

‫غير خالد"‪ ،‬بالرفع على أنها بد ٌل من القوم‪ ،‬وبالنصب على‬ ‫غير خالدٍ‪ ،‬أو َ‬ ‫وتقول‪" :‬ما جا َء القو ُم ُ‬
‫ضرر‪،‬‬ ‫غير أولي ال َ‬ ‫ألن الكالم ت َا ٌّم منفي‪ .‬قال تعالى‪{ :‬ال يَستوي القاعدون من المؤمنينَ ‪ُ ،‬‬ ‫االستثناء‪َّ ،‬‬
‫ئ "غير" بالرفع‪ ،‬صفةً للقاعدون‪ ،‬وبالجر‪ ،‬صفةً‬ ‫هللا بأموالهم وأنفُسهم}‪ .‬قُر َ‬ ‫وال ُمجاهدون في سبيل ِّ‬
‫االستثناء‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫للمؤمنين‪ ،‬وبالنصب على‬
‫غير خالد" بالنصب‪ ،‬ألنها مفعو ٌل به‪ ،‬و‬ ‫غير خالدٍ" بالرفع‪ ،‬ألنها فاعل‪ ،‬و "ما رأيتُ َ‬ ‫وتقول‪" :‬ما جا َء ُ‬
‫صب "غير" هنا على االستثناء ألن المستثنى‬ ‫"مررتُ بغير خالدٍ"‪ ،‬بجرها بحرف الجر‪ .‬وإنما لم تُن َ‬
‫غ ما كان يعم ُل فيه للعمل فيها‪.‬‬ ‫فتفر َ‬‫مذكور في الكالم‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫غير‬
‫منه ُ‬
‫سواء" بفتحها‬ ‫سوى" بضمها‪ ،‬و " َ‬ ‫ُ‬
‫واعلم أنه يجوز في "سوى" ثالث لغاتٍ‪ِّ " :‬سوى" بكسر السين‪ ،‬و " ُ‬
‫م َع المدّ‪.‬‬
‫‪ُ -6‬ح ُكم ال ُمستثْنى بِّخَال و َعدَا وحاشا‬
‫فاستثني بها‪ ،‬كما يُستثنى بإالّ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ض ّمنت معنى "غال" االستثنائية‪،‬‬ ‫خال وعدا وحاشا‪ :‬أفعال ماضيةٌ‪ُ ،‬‬
‫والجر‬
‫ُّ‬ ‫فالنصب على أنها أفعا ٌل ماضية‪ ،‬وما بعدَها مفعو ٌل به‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وجرهِّ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جواز نص ِّبه‬‫ُ‬ ‫وحك ُم المستثنى بها‬
‫جر شبيهة بالزائدِّ‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء القو ُم خَال عليّاً‪ ،‬أو عل ّ‬
‫ي ٍ"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أحرف ٍ ّ‬
‫ُ‬ ‫على أنها‬
‫والنصب بها قليلٌ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫كثير‪،‬‬
‫والجر بحاشا ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫والجر بهما قليلٌ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫كثير‪،‬‬
‫والنصب بخال و َعدا ٌ‬ ‫ُ‬
‫االستثناء‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫هن مجرورا لفظا‪ ،‬منصوبا محال على‬ ‫ً‬ ‫وإذا جررتَ بهن كان االس ُم بعدَ َّ‬
‫فإن ُجعلت أفعاالً كان فاعلها ضميرا مستترا يعودُ على ال ُمستثنى منه‪.‬والت ِّز َم إفرادهُ وتذكيرهُ‪ ،‬لوقوعِّ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ف‬ ‫هذ ِّه األفعا ِّل موق َع الحرف‪ ،‬ألنها قد تض ّمنت معنى "إال"‪ ،‬فأشبهتها في الجمو ِّد و َعدَ ِّم الت َّ ُّ‬
‫صر ِّ‬
‫واالستثناء بها‪ .‬والجملةُ إما حا ٌل من المستثنى منه‪ ،‬وإما استئنافية‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫(‪)481/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫العلماء من جعلها أفعاالً ال فاع َل لها وال مفعولَ‪ ،‬ألنها محمولةٌ على معنى "إال"‪ ،‬فهي واقعةٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫ً‬
‫والحرف ال يحتاج إلى شيء من ذلك‪ .‬فما بعدَها منصوبٌ على االستثناء‪ ،‬حمال لهذه‬ ‫ُ‬ ‫الحرف‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫موق َع‬
‫َّ‬
‫ق والتدقيق‪.‬‬ ‫األفعال على "غال"‪ .‬وهو قو ٌل في نهاية ِّ‬
‫الحذ ِّ‬
‫(قال العالمة االشموني في شرح االلفية‪" :‬ذهب الفرا ُء الى أن (حاشا) فعل‪ ،‬لكن ال فاعل له‪.‬‬
‫والنصب بعده إنما هو بالحمل على (إال)‪ .‬ولم ينقل عنه ذلك في (خال وعدا)‪ .‬على أنه يمكن أن يقول‬
‫فيهما مثل ذلك"‪ .‬قال الصبان في حاشيته عليه‪" :‬قوله ال فاعل له‪ ،‬أي وال مفعول‪ ،‬كما قاله بعضهم‪.‬‬
‫وقوله بالحمل على "إال" أي‪ .‬فيكون منصوبا ً على االستثناء ومقتضى حمله على "إال" أنه العامل‬
‫للنصب فيما بعده" ا هـ‪.‬‬
‫والحق الذي ترتاح إليه النفس أن تُجعل هذه األدوات‪" :‬خال وعدا حاشا" ‪ -‬في حالة نصبها ما بعدها ‪-‬‬
‫إما أفعاالً ال فاعل لها وال مفعول‪ ،‬ألنها واقعة موقع الحرف‪ ،‬وإما أحرفا ً لالستثناء منقولة عن الفعلية‬
‫أحرف جر‪ ،‬وأصلها‬
‫َ‬ ‫جارة ٌ‬
‫الى الحرفية‪ ،‬لتضمنها معنى حرف االستثناء كما جعلوها ‪ -‬وهي َّ‬
‫االفعال)‪.‬‬
‫نصب ما بعدَهما‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وجب‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وإذا اقترنت بخال وعدا "ما" المصدرية‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء القوم ما خال خالدا"‬
‫وبٌ‬ ‫منص‬ ‫ل‬‫المؤو‬
‫َّ‬ ‫والمصدر‬ ‫الحروف‪.‬‬
‫َ‬ ‫فعالن‪ .‬و "ما" المصدريّة ال ت ُ‬
‫َسبق‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز جره‪ ،‬ألنهما حينئ ٍذ‬
‫والتقدير‪ :‬جا َء القو ُم خالينَ من خالدٍ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫على الحال بعد تقديره باسم الفاعل‪،‬‬
‫(هكذا قال النحاة‪ ،‬وأنت ترى ما فيه من التكلف والبعد بالكالم عن أسلوب االستثناء‪ .‬والذي تطمئن‬
‫إليه النفس أن "ما" هذه ليست مصدرية‪ .‬وإنما هي زائدة لتوكيد االستثناء‪ ،‬بدليل أن وجودها وعدمه‪،‬‬
‫في إفادة المعنى‪ ،‬سواء على أن من العلماء من أجاز أن تكون زائدة‪ ،‬كما في شرح الشيخ خالد‬
‫االزهري لتوضيح ابن هشام)‪.‬‬

‫(‪)482/1‬‬

‫ينزه فيه المستثنى عن مشاركة‬ ‫لالستثناء فيما َّ‬


‫ِّ‬ ‫أما حاشا فال ت َسبقُها "ما" إال نادراً‪ .‬وهي تُستعم ُل‬
‫سليم"‪ ،‬وال تقولُ‪" :‬صلى القو ُم حاشا خالدٍ" ألنه ال َّ‬
‫يتنزه‬ ‫َّ‬ ‫المستثنى منه‪ ،‬تقول‪" :‬أهم َل التالميذُ حاشا ٍ‬
‫يتنزه عن مشاركة غير ِّه في‬ ‫صالة‪ .‬وأما سليم ‪ -‬في المثال األول‪ ،‬فقد َّ‬ ‫عن مشاركة القوم في ال َّ‬
‫اإلهمال‪.‬‬
‫هلل"‪ ،‬وإما باإلضافة إليها‪،‬‬ ‫َ ِّ‬ ‫"حاش‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫بالالم‪،‬‬ ‫إما‬ ‫بعدها‬ ‫ما‬ ‫ُجر‬
‫ُّ‬ ‫ي‬‫ف‬ ‫االستثناء‪،‬‬ ‫دون‬ ‫نزيه‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫لل‬ ‫تكون‬ ‫وقد‬
‫حذف ألفها‪ ،‬كما رأيتُ ‪ ،‬ويجوز إثباتها‪ ،‬نحو‪" :‬حاشا هلل" و "حاشا ِّ‬
‫هللا"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫هللا"‪ .‬ويجوز‬ ‫"حاش ِّ‬ ‫َ‬ ‫نحو‪:‬‬
‫انتصاب‬
‫َ‬ ‫المجر ِّد كانت اسما ً ُمرادِّفا ً للتنزي ِّه‪ ،‬منصوبا ً على المفعوليّة ال ُمطلَق ِّة‬ ‫َّ‬ ‫ومتى استُعملت للتّنزي ِّه‬
‫نون كانت مبنيّة‪ ،‬لشببهها بحاشا الحرفية‬ ‫ً‬ ‫ضف ولم ت ُ َّ‬ ‫المصدر الواقع بدالً من التفُّظ بفعل ِّه‪ .‬وهي‪ ،‬إن لم ت ُ َ‬ ‫ِّ‬
‫ش ِّب ٍه الحرف‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫والتنوين من َ‬
‫ِّ‬ ‫باإلضافة‬ ‫ِّها‬
‫د‬ ‫ُع‬ ‫ب‬‫ل‬‫ِّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫عر‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫كانت‬ ‫نت‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫أو‬ ‫ضيفت‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫وإن‬ ‫ومعنى‪.‬‬ ‫لفظا ً‬
‫"حاش هللاِّ‪ ،‬وحاشا هللِّ"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫تنونُ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ضاف وال َّ‬ ‫ُ‬ ‫الحروف ال ت ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وقد تكونُ فعال متع ِّدّيا ُمتصرفا‪ ،‬مثل‪" :‬حاشيتهُ أحاشي ِّه"‪ ،‬بمعنى‪ :‬استثنيته أستثني ِّه‪ .‬فإن سبقتها "ما"‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ي"‪ ،‬وقال‬ ‫الناس إل َّ‬
‫ِّ‬ ‫ي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قال‪" :‬أُسامة أحبُّ‬ ‫كانت حينئ ٍذ نافيةً‪ .‬وفي الحديث‪ :‬أن النب َّ‬
‫غيرها"‪.‬‬‫راوي ِّه‪" :‬ما حاشى فاطمةَ وال َ‬
‫وتأتي فعالً مضارعاً‪ ،‬تقول‪" :‬خالدٌ أفض ُل أقران ِّه‪ ،‬وال أُحاشي أحداً"‪ ،‬أي‪ :‬ال استثني‪ ،‬ومنه قول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫قوام ِّم ْن أحدِّ*‬ ‫ُ‬
‫أرى فاعالً في النَّاس يُ ْش ِّب ُههُ * َوال أحا ِّشي منَ األ َ ِّ‬ ‫*وال َ‬
‫"جانب" وتقو ُل‬ ‫َ‬ ‫ماض بمعنى‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫وإن قلت‪" :‬حاشاك أن تكذب‪ .‬وحاشى زهيرا ً أن يُهملَ"‪ ،‬فحاشى‪ :‬فع ٌل‬
‫جر زائدا ً في المفعول به للتقوية‪.‬‬ ‫حرف ّ‬ ‫َ‬ ‫أيضاً‪" :‬حاشى لك أن تُهملَ"‪ ،‬فتكون الالم‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الحق"‪ ،‬فالمعنى أ ُ ِّ ّ‬
‫نزهُك‪.‬‬ ‫ّ ِّ‬ ‫وإن قلتَ ‪" :‬أُحاشيك أن تقول غير‬
‫‪ُ -7‬ح ْك ُم ال ُمستثْنى ِّبلَي َ‬
‫ْس وال يَ ُكون‬

‫(‪)483/1‬‬

‫الرافعة لالسم الناصب ِّة للخبر‪ .‬وقد يكونان بمعنى "إال"‬ ‫ليس وال يكونُ ‪ :‬من األفعال الناقص ِّة َّ‬
‫خبر لهما‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ب‪ ،‬ألنه ٌ‬ ‫واجب النص ِّ‬
‫ُ‬ ‫االستثنائية؛ فَيستثنى بهما‪ ،‬كما يُستثنى بها‪ .‬والمستثنى بعدَهما‬
‫ضمير مستتر يعود‬ ‫ٌ‬ ‫"جا َء القو ُم ليس خالداً‪ ،‬أو ال يكون خالداً"‪ .‬والمعنى‪ :‬جا ُءوا إال خالداً‪ .‬واس ُمهما‬
‫على المستثنى منه‪ .‬والخالف في مرجع الضمير فيهما كالخالف في مرجعه في "خال وعدا وحاشا"‬
‫فراجعهُ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫(هكذا قال النحاة‪ .‬أما ما تطمئن إليه النفس فان يجعال فعلين ال مرفوع لهما وال منصوب‪ ،‬لضتمنهما‬
‫معنى "غال" أو يجعال حرفين لالستثناء‪ ،‬نقالً لهما عن الفعلية إلى الحرفية‪ ،‬لتضمنهما معنى "إال"‬
‫"الكتاب ليس‬
‫َ‬ ‫كما جعل الكوفيون "ليس" حرف عطف إذا وقعت موقع "ال" النافية العاطفة‪ ،‬نحو‪ :‬خذ‬
‫الطالب"‪ .‬برفع "الطالب" عطفا ً بليس على‬ ‫ُ‬ ‫المطلوب ليس‬
‫ُ‬ ‫القلم"‪ ،‬وكما قال الشاعر‪" :‬واالشر ُم‬ ‫َ‬
‫"المطلوب" أي‪( :‬األشر ُم الطالب ال المطلوب)‪.‬‬
‫‪ِّ -8‬ش ْبهُ االستِّثناء‬
‫شبهُ االستثناء يكون بكلمتين‪" :‬ال ِّسيَّما" و "بيدَ"‪:‬‬
‫ّان‪ ،‬ومن "ال" النافي ِّة للجنس‪ ،‬وتُستعمل‬ ‫ي" بمعنى مث ٍل‪ ،‬و ُمثناها ِّسي ِّ‬ ‫فال ِّسيّما‪ :‬كلمةٌ ُمر َّكبةٌ من " ِّس ّ‬
‫لترجيح ما بعدَها على ما قبلها‪ .‬فإذا قلتَ ‪" :‬اجتهدَ التالميذُ‪ ،‬وال ِّسيّما خالدٍ"‪ ،‬فقد َر َّج ْحتَ اجتهادَ خال ٍد‬
‫على غير ِّه من التالميذ‪.‬‬
‫خفف ياؤها‪ .‬وقد تُحذَف الواو قبلها نادرا‪ً.‬‬ ‫سبقُها بالوا ِّو و "ال"‪ ،‬ك ُّل ذلك واجب‪ .‬وقد ت ُ ُ‬ ‫وتشديد يائها و َ‬
‫حذف (ال) فلم يَرد في كالم من يُحتج بكالم ِّه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫حذف (ما) بعدَها قليال‪ .‬أما‬ ‫وقد ت ُ ُ‬
‫ورفعُه ونَصبُهُ‪ .‬تقول‪" :‬ك ُّل مجته ٍد يُ َحبُّ ‪ ،‬وال سيّما تِّلمي ٍذ‬ ‫وال ُمستثنى بها‪ ،‬إن كان نكرة ً جازَ َج ُّرهُ َ‬
‫وأشهر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وأكثر‬
‫ُ‬ ‫وجرهُ أَولى‬
‫ُّ‬ ‫مثلِّكَ " أو "وال سيّما تلميذٌ ِّمثلَك"‪ ،‬أو "وال ِّسيّما تلميذا ً مثلَك"‪.‬‬

‫(‪)484/1‬‬

‫ي" وما‪ :‬زائدة‪ .‬والرفع على أنه خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو‪ .‬وتكون‬ ‫(فالجر باإلضافة إلى "س ّ‬
‫"ما"‪ :‬اسم موصول محلها الجر باإلضافة إلى (سي)‪ .‬وجملة المبتدأ والخبر‪ :‬صلة الموصول‪ .‬ويكون‬
‫ص ٌل على كل تلميذ"‬ ‫تقدير الكالم‪" :‬يجب كل مجتهد ال مثل محبة الذي هو تلميذٌ مثلك‪ ،‬ألنك ُمف َّ‬
‫والنصب على التمييز لسي‪ ،‬وما‪ :‬زائدة)‪.‬‬
‫وإن كان ال ُمستثنى بها معرفةً جازَ َج ُّره‪ ،‬وهو األولى‪ ،‬وجاز رفعهُ‪ ،‬نحو‪" :‬نج َح التالميذُ وال ِّسيّما‬
‫ط التّمييز أن يكونَ نكرةً‪.‬‬ ‫يجوز نصبُهُ‪ ،‬ألن شر َ‬ ‫ُ‬ ‫خلي ٍل" أو "وال ِّسيّما خليلٌ"‪ .‬وال‬
‫ٌ‬
‫عربة منصوبة بال‬ ‫ٌ‬ ‫جر االسم ورفعه بعدَها) فيه ُم َ‬ ‫صورتي َّ‬ ‫َ‬ ‫ي" أنها‪ ،‬أن أُضيفت (كما في‬ ‫وحك ُم " ِّس ّ‬
‫ٌ‬
‫ضف فهي مبنيّة على‬ ‫ُ‬
‫ب اسم (ال) في نحو‪" :‬ال رج َل سوءٍ في الدار"‪ .‬وإن لم ت َ‬ ‫يعر ُ‬
‫النافية للجنس‪ ،‬كما َ‬
‫الفتح كما يُبنى اسم (ال) في نحو‪" :‬ال رج َل في الدار"‪.‬‬
‫وقد تستعمل "ال ِّسيّما" بمعنى " ُخصوصاً"‪ ،‬فيُؤتى بعدَها بحا ٍل ُمفردَةٍ‪ ،‬أو بحا ٍل ُجملةٍ‪ ،‬أو بالجملة‬
‫الشرطية واقعةً موق َع الحال‪ .‬فاألول نحو‪" :‬أ ُ ِّحبُّ المطالعةَ‪ ،‬وال ِّسيّما منفرداً"‪ .‬والثاني نحو‪" :‬أُحبُّها‪،‬‬
‫والثالث نحو‪" :‬أُحبُّها‪ ،‬وال ِّسيّما إن كنتُ منفرداً"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وال ِّسيّما وأنا منفردٌ"‪.‬‬
‫طيب‬
‫الماء الجاري"‪ ،‬ونحو‪" :‬يَ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ياض‪ ،‬وال ِّسيّما عند‬ ‫الجلوس بين ال ِّغ ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رف‪ ،‬نحو‪" :‬أحبُّ‬ ‫وقد يَليها َّ‬
‫الظ ُ‬
‫الناس إلى مضاجعهم"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لي االشتغا ُل بالعلم‪ ،‬وال ِّسيّما ليالً"‪ ،‬أو "وال ِّسيّما إذا أ َ َوى‬ ‫َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫االستثناء"‪ .‬وال يكون إال في استثناءٍ منقطع‪ .‬وهو يَلزَ ُم اإلضافةَ‬
‫ِّ‬ ‫أ ّما "بَيدَ فهو اس ٌم مالز ٌم للنّصب على‬
‫لكثير المال‪ ،‬بيدَ أنه بخيل"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الخبر‪ ،‬نحو‪" :‬إنهُ‬
‫َ‬ ‫وترف‬
‫ُ‬ ‫االسم‬
‫َ‬ ‫تنصب‬
‫ُ‬ ‫المؤو ِّل َّ‬
‫بأن التي‬ ‫َّ‬ ‫إلى المصدر‬
‫كر"‪.‬‬
‫بن بَ ٍ‬
‫سع ِّد ِّ‬ ‫ص ُح من نطقَ بالضادِّ‪ ،‬بَيدَ أني من قُ َر ٍ‬
‫يش‪ ،‬واست ُ ِّ‬
‫رضعتُ في بَني َ‬ ‫ُ‬
‫حديث‪" :‬أنا أف َ‬ ‫ومنه‬

‫(‪)485/1‬‬

‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( منصوبات األسماء )‬
‫ضمن العنوان ( المنادى )‬

‫عشر‬
‫َ‬ ‫النداء‪ ،‬نحو‪" :‬يا عبدَ هللا"‪ .‬وفي هذا البحث أربعةَ‬ ‫ِّ‬ ‫المنادَى‪ :‬اس ٌم وق َع بعدَ حرفٍ من أَحرف‬
‫مبحثاً‪:‬‬
‫ف ال ِّنّ ِّ‬
‫داء‬ ‫حر ُ‬ ‫‪ -1‬أ َ ُ‬
‫ي‪ ،‬يا‪ ،‬آ‪ ،‬أَيا‪ ،‬هَيا‪َ ،‬وا"‪.‬‬ ‫وهي‪" :‬أَ‪ ،‬أ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫أحرف الندا َء سبعة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫ي و أ"‪ :‬للمنادَى القريب‪ .‬و "أيا وهَيا وآ"‪ :‬للمنادى البعيد‪ .‬و "يا"‪ :‬لك ّل ُمنادًى‪ ،‬قريبا كان‪ ،‬أو‬ ‫َ‬ ‫فـ "أ َ ْ‬
‫المندوب ال ُمتف َّج ُع عليه‪ ،‬نحو‪" :‬واكبدِّي!‪.‬‬
‫ُ‬ ‫بعيداً‪ ،‬أو ُمتوسطاً‪ .‬و "وا"‪ :‬للنُّدبة‪ ،‬وهي التي يُنادَى بها‬
‫وا َحسرتي!"‪.‬‬
‫بغيرها‪ .‬وتتعيَّنُ‬ ‫ُ‬
‫ُستغاث ِّ‬ ‫هللا تعالى‪ ،‬فال يُنادَى بغيرها‪ ،‬وفي االستغاثة‪ ،‬فال ي‬ ‫اسم ِّ‬ ‫نداء ِّ‬ ‫وت َتعيَّنُ "يا" في ِّ‬
‫ألن "يا"‬‫أكثر استعماالً منها‪َّ ،‬‬ ‫أن "وا" ‪ -‬في النُّدبة ‪ُ -‬‬ ‫"وا" في النُّدبة‪ ،‬فال يُندََُ بغيرهما‪ ،‬إال َّ‬ ‫هي و َ‬ ‫َ‬
‫يِّ‪ ،‬كقوله‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الحقيق‬ ‫بالنداء‬
‫ِّ‬ ‫االلتباس‬
‫ُ‬ ‫نَ‬ ‫م‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫إذا‬ ‫دبة‬ ‫ُّ‬ ‫ن‬ ‫لل‬ ‫ستعمل‬ ‫تُ‬
‫ع َم َرا!*‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫* ُح ِّ ّملتَ أمرا َعظيما‪ ،‬فاصطبَ ْرتَ لهُ * وق ْمتَ في ِّه بِّأ ْم ِّر هللاِّ يا ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪ -2‬أَقسا ُم ال ُمنادى وأَحكا ُمهُ‬
‫والمضاف‪،‬‬
‫ُ‬ ‫غير المقصودة‪،‬‬ ‫أقسام‪ :‬المفردُ المعرفةُ‪ ،‬والنكرة ُ المقصودة‪ ،‬والنكرة ُ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫المنادَى خمسةُ‬
‫بالمضاف‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫والشبيهُ‬
‫(والمراد بالمفرد والمضاف والشبيه به‪ :‬ما أريد به في باب "ال" النافية للجنس‪ ،‬فراجعه في الجزء‬
‫الثاني من هذا الكتاب‪ .‬والمراد بالنكرة المقصودة‪ :‬كل اسم نكرة وقع بعد حرف من أحرف النداء‬
‫وقُصد تعيينه‪ ،‬وبذلك يصير معرفة‪ .‬لداللته حينئذ على ُمعّين‪ .‬راجع مبحث المعرفة والنكرة في الجزء‬
‫األول من هذا الكتاب)‪.‬‬
‫وحك ُم المنادَى أنهُ منصوبٌ ‪ ،‬إ ّما لفظاً‪ ،‬وإ ّما َم َحالً‪.‬‬
‫حرف‬
‫ُ‬ ‫النداء منَابَهُ‪ ،‬وإ ّما‬
‫ِّ‬ ‫حرف‬
‫ُ‬ ‫ناب‬ ‫َ‬
‫تقديرهُ‪" :‬أدعو"‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫محذوف وجوباً‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وعام ُل النَّصب فيه‪ ،‬إ ّما فع ٌل‬
‫سهُ لت َضمن ِّه معنى "أدعو"‪ ،‬وعلى األول فهو مفعو ٌل به للفعل المحذوف‪ ،‬وعلى الثاني فهو‬ ‫َ‬ ‫النداء نف ُ‬‫ِّ‬
‫منصوب بـ "يا" نفسِّها‪.‬‬

‫(‪)486/1‬‬

‫عربا ً منصوبا ً كما تُنصب األسما ُء ال ُمعربَةُ) إذا كان نكرة ً َ‬


‫غير‬ ‫ب لفظا ً (بمعنى أنهُ يكونُ ُم َ‬ ‫ص ُ‬
‫فيُن َ‬
‫مقصودةٍ‪ ،‬أو ُمضافاً‪ ،‬أو شبيها ً به‪ ،‬فاألول نحو‪" :‬يا غافالً تنبّهْ"‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬يا عبدَ هللاِّ"‪ ،‬والثالثُ‬
‫نحو‪" :‬يا حسنا ً ُخلُقُهُ"‪.‬‬
‫ُنصب محالً (بمعنى أنهُ يكونُ مبنيا ً في مح ِّّل نصب) إذا كان مفردا ً معرفةً أو نكرة ً مقصودةً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وي‬
‫فاألو ُل نحو‪" :‬يا ُزهي ُر"‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬يا رجلُ"‪ .‬وبناؤه على ما يُرفَ ُع ب ِّه من ض َّم ٍة أو ألفٍ أو وا ٍو‪،‬‬
‫رجالن‪ .‬يا مجتهدونَ ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫نحو‪" :‬يا علي‪ .‬يا موسى‪ .‬يا رجلُ‪ .‬يا فَتى‪ .‬يا‬
‫بعض أحكام للمنادى المبني المستحق البناء‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫النداء‪ ،‬فإنهُ يبقى على حركة بنائ ِّه‪ .‬ويقا ُل فيه‪ :‬إنهُ مبن ٌّ‬
‫ي‬ ‫ِّ‬ ‫ستحق للبناء‪ ،‬مبنيّا ً قب َل‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -1‬إذا كان المنادَى‪ ،‬ال ُم‬
‫ذام‪ .‬يا خَباث‪ .‬يا‬ ‫َ ِّ‬ ‫ح‬ ‫يا‬ ‫‪.‬‬‫ه‬‫ِّ‬ ‫سيبوي‬ ‫"يا‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ُ‬ ‫ة‬‫َّ‬ ‫ي‬ ‫األصل‬ ‫البناء‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫حرك‬ ‫ظهورها‬ ‫من‬ ‫على ض َّم ٍة ُمقدَّرةٍ‪ ،‬من َع‬
‫حذام الفاضلةُ‪ .‬يا‬ ‫ِّ‬ ‫البناء المقدَّر في تابعه‪ ،‬نحو‪" :‬يا سيبوي ِّه الفاضلُ‪ .‬يا‬ ‫ِّ‬ ‫أثر ض ِّ ّم‬ ‫هذا‪ .‬يا هؤالء"‪ .‬ويظهر ُ‬
‫هؤالء المجتهدون"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫هذا المتج ِّهدُ‪ .‬يا‬
‫مضاف إلى علَ ٍم‪ ،‬جاز في‬ ‫ٌ‬ ‫بابن‪ ،‬وال فاص َل بينهما‪ ،‬واالبنُ‬ ‫‪ -2‬إذا كان المنادَى مفردا ً علما ً موصوفا ً ٍ‬
‫للبناء ونصبُهُ‪ ،‬نحو‪" :‬يا خلي ُل بنَ أحمدَ‪ .‬ويا خلي َل بنَ أحمدَ"‪ .‬والفت ُح أولى‪ .‬أ ّما‬ ‫ِّ‬ ‫وجهان‪ :‬ض ُّمهُ‬
‫ِّ‬ ‫ال ُمنادى‬
‫اعتبار كلمة "ابن" زائدةً‪ ،‬فيكونَ "خليل"‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫ض ُّمهُ فعلى القاعدةِّ‪ ،‬ألنه مفرد ٌ معرفة‪ .‬وأما نصبُهُ فعلى‬
‫ُضاف إليه‪ ،‬لمكان المناسبة بينهما‪ .‬والوصف بابن ٍة‬ ‫ُ‬ ‫مضافا ً و "أحمد" مضافا ً إليه‪ .‬وابنُ الشخص ي‬
‫بابن‪ ،‬نحو‪" :‬يا هندَ ابنةَ خالدٍ‪ .‬ويا هندُ ابنةَ خالد"‪.‬‬ ‫كالوصف ٍ‬
‫ِّ‬
‫بنتَ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫هن‬ ‫"يا‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫م‬‫ِّ ّ‬ ‫الض‬ ‫على‬ ‫ء‬
‫ُ‬ ‫البنا‬ ‫إال‬ ‫ها‬‫َ‬ ‫ع‬‫م‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫فال‬ ‫م‪،‬‬‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫المفرد‬ ‫ء‬
‫َ‬ ‫بنا‬ ‫ّر‬ ‫ي‬ ‫ُغ‬ ‫ي‬ ‫فال‬ ‫لبنت‬ ‫با‬ ‫الوصف‬
‫ُ‬ ‫أ ّما‬
‫خالدٍ"‪.‬‬

‫(‪)487/1‬‬

‫النتفاء َعلَميَّ ِّة المنادَى‪ ،‬في‬


‫ِّ‬ ‫ض ُّم المنادى في نحو‪" :‬يا رج ُل ابنَ خالدٍ‪ .‬ويا خالد ابنَ أَخينا"‬ ‫ويت َعيَّنُ َ‬
‫ابن في الثاني‪ ،‬ألنك‪ ،‬إن حذفتَ ابناً‪ ،‬فقلتَ ‪" :‬يا رج َل خالدٍ‪ ،‬ويا خالدَ‬ ‫المضاف إلى ِّ‬‫ِّ‬ ‫األول‪ ،‬و َعلَميَّ ِّة‬
‫ي الفاض ُل ابنَ سعيد"‪ ،‬لوجود‬ ‫أخينا"‪ ،‬لم يبق لالضافة معنًى‪ .‬وكذا يَتعيّنُ ض ُّمهُ في نحو‪" :‬يا عل ٌّ‬
‫المضاف والمضاف إليه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يجوز الفص ُل بينَ‬ ‫ُ‬ ‫الفَصل‪ ،‬ألنه ال‬
‫االسمين معاً‪ ،‬نحو‪" :‬يا سعدَ سعدَ األوس"‪ ،‬ولكَ بنا ُء األول‬ ‫ِّ‬ ‫‪-3‬إذا ُك ِّ ّر َر المنادى مضافاً‪ ،‬فلك نصب‬
‫على الضم‪ ،‬نحو‪" :‬يا سعدُ سعدَ األوس"‪ .‬أما الثاني فهو منصوب أبدا‪ً.‬‬
‫(أما نصب األول‪ ،‬فعلى أنه مضاف إلى ما بعد الثاني‪ ،‬والثاني زائد للتوكيد‪ ،‬ال أثر له في حفض ما‬
‫بعده‪ .‬أو على أنه مضاف لمحذوف مماثل لما أضيف اليه الثاني‪ .‬وأما بناؤه (أي بناء األول) على‬
‫الضم‪ ،‬فعلى اعتباره مفردا ً غير مضاف‪ .‬وأما نصب الثاني‪ ،‬فألنه على الوجه األول توكيد لما قبله‪،‬‬
‫وعلى الوجه الثاني بد ٌل من محل أو عطف بيان)‪.‬‬
‫ط َّر الشاعر إلى تنوينه جازَ تنوينُهُ مضمونا ً أو‬ ‫البناء على الض ّم‪ ،‬إذا اض ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫ستحق‬ ‫‪ -4‬المنادَى ال ُم‬
‫منصوباً‪ .‬ويكونُ في الحالة األولى َمبنيّاً‪ ،‬وفي الثاني ِّة ُمعربا ً منصوبا ً كالعلم المضاف‪ ،‬فمن األول قول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫سال ُم*‬
‫ط ُر ال َّ‬ ‫ط ٌر َعلَيْها * َولَيْس َعلَيْكَ يا َم َ‬ ‫سال ُم هللا يا َم َ‬ ‫* َ‬
‫وقو ُل اآلخر يخاطب َج َمله‪:‬‬
‫ْ‬
‫ي‪َ ،‬و ْي َحكَ ‪َ ،‬من َحيَّاكَ ‪ ،‬يا َج َملُ*‬ ‫ت * فَ َح ّ‬
‫ص َرفَ ْ‬‫َحيَّيْتكَ َع َّزة ُ بَ ْعدَ ال َهجْ ِّر َوان َ‬
‫كرها‪َ * ،‬مكانَ يا َج َملٌ‪ُ :‬ح ِّيّيتَ يا َر ُجلُ*‬ ‫َت ِّلي‪ ،‬فَأ َ ْش َ‬ ‫*لَيْتَ الت َّ ِّحيَّةَ كان ْ‬
‫ومن الثاني قول الشاعر‪:‬‬
‫وقالت‪ * :‬يا َعي ِّديّاً‪ ،‬لَقَ ْد َوقَتْكَ األَواقي*‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫صد َْرها إل َّ‬ ‫ت َ‬ ‫ض َربَ ْ‬‫* َ‬
‫والنصب‬
‫َ‬ ‫اختار البنا َء مع العَلَ ِّم‪،‬‬
‫َ‬ ‫النصب‪ ،‬ومنهم من‬ ‫َ‬ ‫اختار‬
‫َ‬ ‫اختار البنا َء‪ ،‬ومنهم من‬ ‫َ‬ ‫العلماء من‬
‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫مع اسم الجنس‪.‬‬
‫فوائد‬

‫(‪)488/1‬‬

‫وصف العَلَم‪ ،‬فسبي ُل ذلكَ أن ال‬


‫ُ‬ ‫مين ‪ -‬في غير النداء ‪ -‬وأُريدَ بهما‬
‫"ابن" أو "ابنةٌ" بينَ علَ ِّ‬
‫ٌ‬ ‫إذا وق َع‬
‫ف همزة ُ "ابن" تقولُ‪" :‬قا ُل عل ٌّ‬
‫ي بنُ أبي‬ ‫جر‪ ،‬تخفيفاً‪ ،‬وتُحذَ ُ‬
‫ب وال ّ‬‫ي َُّنونَ العلَ ُم قبلهما في رفع وال نص ٍ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ي ٍ بن أبي طالب"‪ .‬وتقولُ‪" :‬هذ ِّه هِّندٌ ابنةُ خالدٍ‪.‬‬ ‫ي بنَ أبي طالب‪َ .‬رضي هللاُ عن عل ّ‬ ‫طالب‪ .‬أُحب عل َّ‬
‫رأيتُ هندَ ابنةَ خالد‪ .‬مررت بهن ِّد ابن ِّة خالد"‪ .‬وقد َج َّوزوا ‪ -‬في ضرورة الشعر ‪ -‬تنوينَ العلم‬
‫الموصوف بهما‪ ،‬وعليه قول الشاعر‪:‬‬
‫سيْفٍ ُم ْذ َهبَهْ*‬ ‫بن ث َ ْعلَبَ ْه * َكأَنَّما ِّحليَةُ َ‬‫اريةٌ ِّم ْن قَي ٍْس ِّ‬
‫* َج ِّ‬
‫اإلخبار عن العلَم‪ ،‬نُ ّونَ العل ُم وجوباً‪ ،‬وثبتت همزة ُ "ابن"‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الوصف‪ ،‬بل أريدَ بهما‬ ‫ُ‬ ‫أما إن لم ي َُر ْد بهما‬
‫إن خالدا ً ابنُ سعيدٍ‪ .‬ظننت خالدا ً ابنَ سعيدٍ"‪.‬‬ ‫تقولُ‪" :‬خالدٌ ابنُ سعيدٍ‪َّ .‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫وإن وقعا صفة للعلم أو خبرا عنه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وغير علم‪ ،‬فسبي ُل العلم قبلها التنوينُ مطلقا‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫فإن وقعا بينَ علَ ٍم‬
‫إن هندا ً ابنةُ أُختنا"‪.‬‬ ‫فاألول‪" :‬هذا خالدٌ ابنُ أخينا‪ .‬هذه هندٌ ابنةُ أخينا"‪ .‬والثاني نحو‪" :‬خالدٌ ابنُ أخينا‪َّ .‬‬
‫إن خالدا ً ابنُ سعيدٍ‪ .‬ظننت خالدا ً ابنَ سعيدٍ"‪.‬‬ ‫وهمزة ُ "ابن" تقولُ‪" :‬خالدٌ ابنُ سعيدٍ‪َّ .‬‬
‫وإن وقعا صفةً للعلَم أو خبرا ً عنه‪.‬‬ ‫وغير علَم‪ ،‬فسبي ُل العلَم قبلَها التَّنوينُ مطلقاً‪ْ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫فإن وقعا بينَ علَ ٍم‬
‫إن هندا ً ابنةُ‬
‫فاألول‪" :‬هذا خالدٌ ابنُ أخينا‪ .‬وهذه هندٌ ابنةُ أخينا"‪ .‬والثاني نحو‪" :‬خالدٌ ابنُ أخينا‪َّ .‬‬
‫أُختنا"‪.‬‬
‫وهمزة ُ "ابن" ثابتةٌ هنا على كل حال‪ ،‬كما رأيت‪.‬‬
‫‪ -3‬نِّدا ُء الضَّمير‬
‫عصفور على الشعر‪ .‬واختار أبو حيّانَ أنهُ ال‬ ‫ص َرهُ ابنُ ُ‬ ‫نادر الوقوع في كالمهم‪ .‬وق َ‬ ‫ندا ُء الضمير شاذ ُ‬
‫نداء ضمير الخطاب‪ .‬أ ّما ندا ُء ضميري ِّ التكلم والغَيبة‪ ،‬فاتفقوا على‬ ‫ينادَى البَتَّةَ‪ .‬والخالف إنما هو في ِّ‬
‫ّاي‪ .‬يا ه َُو‪ .‬يا إيّاهُ"‪.‬‬‫أنهُ ال يجوز نداؤهما بَتَّةً‪ ،‬فال يُقال‪" :‬يا أنا‪ .‬يا إي َ‬
‫(‪)489/1‬‬

‫ب‪ ،‬فتقولُ‪" :‬يا أنت‪ .‬يا‬ ‫رفع أو ضمير نص ٍ‬ ‫ضمير ٍ‬ ‫َ‬ ‫وإذا ناديتَ الضمير‪ ،‬فأنتَ بالخيار‪ :‬إن شئتَ أتيتَ به‬
‫َ‬
‫فالضمير مبني على ضم ُمقدَّر‪ ،‬وهو في محل نصب‪ِّ ،‬مثله في "يا هذا‪ ،‬ويا‬ ‫ُ‬ ‫الحالتين‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫إياك"‪ .‬وفي ِّكلتا‬
‫َ‬
‫هذهِّ‪ ،‬ويا ِّسيبَوي ِّه"‪ ،‬ألنه ُمفردٌ معرفة‪.‬‬
‫‪ِّ -4‬ندا ُء ما في ِّه "أ َ ْل"‬
‫إذا أر ْيدَ ندا ُء ما فيه "أ َ ْل"‪ ،‬يُؤتى قبلَهُ بكلم ِّة "أيُّها" للمذكر‪ ،‬و "أَيّتُها" للمؤنث‪ .‬وت ِّ‬
‫َبقيان م َع التثني ِّة‬
‫التذكير والتأنيث‪ ،‬أو يؤتى باسم اإلشارة‪ .‬فاألول كقوله تعالى‪{ :‬يا‬ ‫ُ‬ ‫مراعى فيهما‬
‫ً‬ ‫والجمع بلفظ واحدٍ‪،‬‬
‫ربك راضيةً‬ ‫ُ‬
‫النفس ال ُمط َمئِّنّة‪ ،‬ارجعي إلى ِّ‬ ‫ُ‬ ‫أيُّها اإلنسانُ ما غ ََّركَ بربّكَ الكريم؟} وقوله‪{ :‬يا أيتُها‬
‫الناس اتَّقوا ربَّكم}‪ .‬والثاني نحو‪" :‬يا هذا الرجل‪ .‬يا هذ ِّه المرأةُ" إال إذا كان‬ ‫ُ‬ ‫مرضيّةً} وقوله‪{ :‬يا أيُّها‬ ‫ِّ‬
‫حرف‬
‫ِّ‬ ‫حذف‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫"أل" وتُقط ُع همزتُها ُوجوبا‪ ،‬نحو‪" :‬يا أهلل"‪ .‬واألكثر معَهُ‬ ‫َ‬ ‫المنادى لفظ الجاللة‪ .‬لكن تبقى ْ‬ ‫َ‬
‫بميم ُمشدَّدةٍ مفتوحةٍ‪ ،‬للدالل ِّة على التعظيم نحو‪" :‬الله َّم ارحمنا"‪ .‬وال يجوز أن‬ ‫والتعويض منه ٍ‬ ‫ُ‬ ‫النداء‬
‫ِّ‬
‫ف "الله َّم"‪ ،‬على على اللفظ وال على المح ِّّل‪ ،‬عل الصحيح‪ ،‬ألنهُ لم يُس َمع‪ .‬وأما قولهُ تعالى‪:‬‬ ‫ص َ‬ ‫تُو َ‬
‫فاطر السمواتِّ‪.‬‬‫َ‬ ‫آخر‪ ،‬قُل‪ :‬الله َّم‪ ،‬يا‬
‫ت واألرض"‪ ،‬فهو على أنه ندا ٌء ُ‬ ‫فاطر السموا ِّ‬ ‫َ‬ ‫"قُ ِّل‪ :‬الله َّم‪،‬‬
‫سموأ َ ِّل‪" :‬يا‬ ‫ّاس والفض ِّل وال ّ‬ ‫بأل َوضعا ً حذفت َها ُوجوبا ً فتقو ُل في نداء العب ِّ‬ ‫قترنا ً ْ‬ ‫وإذا ناديتَ علما ً ُم ِّ‬
‫س َموأَلُ"‪.‬‬ ‫ّاس‪ .‬يا فضلُ‪ .‬يا َ‬ ‫عب ُ‬
‫فائدة‬
‫تستعمل "الله َّم" على ثالثة أنحاء‪:‬‬
‫(األول)‪ :‬أن تكون للنداء المحض‪ ،‬نحو‪" :‬الله َّم اغفر لي"‪.‬‬
‫(الثاني)‪ :‬أن يذكرها المجيب تمكينا ً للجواب في نفس السامع‪ ،‬كأن يقال لك‪" :‬أخالد فعل هذا؟"‪،‬‬
‫فتقول‪" :‬اللهم نعم"‪.‬‬
‫(الثالث)‪ :‬أن تستعمل للداللة على الندرة وقلة وقوع المذكور معها‪ ،‬كقولك للبخيل‪" :‬إن األمة تعظمك‪،‬‬
‫اللهم ان بذلت شطرا ً من مالك في سبيلها"‪.‬‬
‫َوابع ال ُمنادَى‬ ‫َ‬
‫‪ -5‬أحكا ُم ت ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)490/1‬‬

‫ب‪:‬‬ ‫أضر ٍ‬
‫ُ‬ ‫إن كن المنادى مبنيا ً فتابعُهُ على أربعة‬
‫الرجلُ‪.‬‬ ‫واسم اإلشارة)‪ ،‬نحو‪" :‬يا أيها َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ي وأيَة‬ ‫فظ المنادى‪ .‬وهو تاب ُع (أ ّ‬ ‫معربا ً تَبَعا ً ِّللَ ِّ‬ ‫يجب رفعُهُ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -1‬ما‬
‫يا أيتها المرأة‪ .‬يا هذا الرجلُ‪ .‬يا هذ ِّه المرأةُ"‪.‬‬
‫َ‬
‫النداء‪ ،‬إال بما فيه "أ ْل" ‪ -‬كما‬ ‫ِّ‬ ‫ي وأيّة" في باب‬ ‫ٌ‬ ‫"أل"‪ .‬وال تُتبَ ُع "أ ُّ‬ ‫وال يُتبَ ُع اس ُم اإلشارةِّ أبدا ً إال بما في ِّه ْ‬
‫ُم ِّث ّ َل ‪ -‬أو باسم اإلشارة‪ ،‬نحو‪" :‬يا أيُّهذا الرجلُ"‪.‬‬
‫ذان لم يضافا‪ ،‬نحو‪" :‬يا سعيدُ‬ ‫المجردُ من "أ َ ْل" اللَّ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫والمعطوف‬
‫ُ‬ ‫وهو البدَلُ‪،‬‬ ‫للبناء‪َ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ضمهُ‬ ‫يجب َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -2‬ما‬
‫خليلُ‪ .‬يا سعيدُ وخليلُ"‪.‬‬
‫جردا من "أل"‪ ،‬نحو‪" :‬يا علي أبا‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫يجب نصبُهُ تبعا ً لمح ِّل المنادَى‪ ،‬وهو كل تابعٍ اضيف ُم َّ‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬ما‬
‫صاحب خالدٍ‪ .‬يا تالميذُ كلَّ ُه ْم‪ ،‬أو كلَّ ُكم‪ .‬يا رج ُل أبا خلي ٍل"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫خلي‬ ‫يا‬ ‫سعيد‪.‬‬ ‫وابا‬ ‫علي‬ ‫يا‬ ‫الحسن‪.‬‬
‫والنصب تبعا ً لمح ِّله وهو نوعان‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫للفظ المنادَى‪،‬‬ ‫عربا ً ِّ‬ ‫‪ -4‬ما يجوز فيه الوجهان‪ :‬الرف ُع ُم َ‬
‫ت ال ُمشتقَّ ِّة المضافة الى معمولها‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫بأل‪ ،‬وذلك يكون في الصفا ِّ‬ ‫المضاف المقترنُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫األول‪ :‬النعتُ‬
‫الخادم األمة"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‪ ،‬أو الحسنَ الخلق‪ .‬يا خلي ُل الخاد ُم األم ِّة‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬
‫"يا خالدُ الحسنُ الخل ِّ‬
‫ي‬
‫بأل‪ ،‬نحو‪" :‬يا عل ّ‬ ‫قترن ْ‬ ‫بيان‪ ،‬أو معطوفٍ ُم ٍ‬ ‫عطف ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫فردا ً من نعتٍ‪ ،‬أو توكيدٍ‪ ،‬أو‬ ‫الثاني‪ :‬ما كان ُم َ‬
‫الضيف‪،‬‬
‫َ‬ ‫والضيف‪ ،‬أو و‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ً‬
‫الكريم‪ .‬يا خالدٌ خالدٌ‪ ،‬أو خالدا‪ .‬يا رج ُل خليلٌ‪ ،‬أو خليال‪ .‬يا عل ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫الكري ُم‪ ،‬أو‬
‫غير‬
‫ير}‪ ،‬وقري َء في ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ب تبعا لمح ِّّل المنادى قوله تعالى‪{ :‬يا جبا ُل أ ّوبي معهُ والط َ‬ ‫ً‬ ‫العطف بالنص ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫ً‬
‫"والطير"‪ ،‬بالرفع عطفا على اللفظ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫السبع ِّة‪:‬‬
‫الحسن صاحبَنا‪ .‬يا ذا‬‫ِّ‬ ‫با‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫"يا‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬‫عرب‬ ‫م‬
‫منصوبٌ ُ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫أبد‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ع‬ ‫فتاب‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫منصوب‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫عر‬ ‫م‬
‫َ ُ َ‬ ‫ى‬ ‫د‬‫المنا‬ ‫كان‬ ‫وان‬
‫غير مضافين‪،‬‬ ‫"أل" َ‬ ‫والضيف"‪ ،‬إال إذا كان بدَالً‪ ،‬أو معطوفا ً مجردا ً من ْ‬ ‫َ‬ ‫الفضل وذا العلم‪ .‬يا أبا خال ٍد‬
‫ي‪ .‬يا عبدَ هللا وخالدُ"‪.‬‬ ‫فهما َمبنيّان‪ ،‬نحو‪":‬يا أبا الحسن عل ٌّ‬
‫(‪)491/1‬‬

‫ف ال ِّنّ ِّ‬
‫داء‬ ‫ف َح ْر ِّ‬ ‫‪َ -6‬ح ْذ ُ‬
‫ض عن هذا"‪،‬‬ ‫عر ْ‬ ‫"يوسف‪ ،‬أ َ ِّ‬
‫ُ‬ ‫غيرها‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪:‬‬ ‫النداء بكثرةٍ‪ ،‬إذا كان "يا" دونَ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫حرف‬‫ِّ‬ ‫حذف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬
‫َ‬
‫القوم ِّعظ ُه ْم‪ .‬أيُّها‬
‫ِّ‬ ‫ي‪ ،‬واع َ‬
‫ظ‬ ‫أحسن إل َّ‬‫ْ‬ ‫"ربّ ِّ أ ِّرني أنظ ْر إليكَ " ونحو‪َ " :‬م ْن ال يزا ُل ُمحسنا ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وقول ِّه‪َ :‬‬
‫َ‬
‫التالميذُ اجتهدوا‪ .‬أيتُها التلميذاتُ اجت ِّه ْدنَ "‪.‬‬
‫ب منه والمنادى البعيد‪،‬‬ ‫ب والمنادَى ال ُمستغاث والمنادى المتع َّج ِّ‬ ‫يجوز حذفُهُ من المنادى المندو ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وال‬
‫والحذف يُنافي ِّه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ألن القصدَ إطالة الصوتِّ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫*وق َّل حذفهُ من اسم اإلشارة‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ت َعيْني لَها قا َل صاحبي‪ * :‬بِّمثْلِّكَ ‪ ،‬هذا‪ ،‬ل ْو َعة وغَرا ُم؟!*‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫*إذا َه َملَ ْ‬
‫مخنوق‪ .‬أصبح لي ُل ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫بالنداء كقولهم‪" :‬إفت َد‬ ‫ِّ‬ ‫ومن النكرة المقصودة‬
‫سي ِّْري و ِّإ ْشفاقِّي على بَعيري*‬ ‫ي‪ ،‬ال ت َ ْست َ ْنكري َعذِّيري‪َ * :‬‬ ‫ار َ‬ ‫* َج ِّ‬
‫وقو ُل اآلخر‪:‬‬
‫ْ‬
‫ام في القُ َرى*‬ ‫طر ْق كرا * َّ‬
‫إن النَّعَ َ‬ ‫َ‬
‫طر ْق كرا‪ ،‬أ ِّ‬ ‫*أ َ ِّ‬
‫وأقل من ذلك حذفُهُ من النكرة غير المقصودة ومن المشبّه بالمضاف‪.‬‬
‫ف ال ُمنادى‬ ‫‪َ -7‬ح ْذ ُ‬
‫قد يُحذّف المنادى بعد "يا" كقوله تعالى‪{ :‬يا ليتني كنت معَهم‪ ،‬فأفوزَ فوزا ً عظيماً}‪ ،‬وقولِّكَ ‪" :‬يا‬
‫المظلوم"‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ص ُر‬ ‫ص َر هللاُ من يَن ُ‬ ‫نَ َ‬
‫ط ُر*‬ ‫ي‪َ ،‬على ْالبَلى * َوال زا َل ُم ْن َهالً ِّب َج ْرعا ِّئ ِّك ْالقَ ْ‬ ‫م‬
‫َ َ َّ‬ ‫دار‬ ‫يا‬ ‫مي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫يا‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫*أ َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(والتقدير يكون على حسب المقام‪ .‬فتقديره في اآلية األولى‪" :‬يا قوم"‪ ،‬وفي الثانية‪" :‬يا عبادي"‪ ،‬وفي‬
‫المثالث الثالث‪" ،‬يا قوم"‪ ،‬وفي الشعر‪" :‬يا دار")‪.‬‬
‫حرف نداءٍ ‪ ،‬فإن لم يكن ُمنادَى بعدها كانت حرفا ً يُق َ‬
‫صدُ به تنبيهُ السامع إلى ما‬ ‫ُ‬ ‫والحق أن "يا" أَصلُها‬
‫ُّ‬
‫حرف نداءٍ ‪ ،‬والمنادَى محذوف‪ ،‬نحو‪" :‬أال يا اسجدوا"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بعدَها‪ .‬وقيلَ‪ :‬إن جا َء بعدها فع ُل أَمر َ‬
‫فهي‬
‫حرف تنبيهٍ‪ ،‬كقول ِّه‬
‫ُ‬ ‫والتقدير أال يا قو ُم‪ .‬ونحو‪" :‬أَال يا اسلمي" والتقدير أال يا َعبْلة ‪ ....‬وإالّ َ‬
‫فهي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫تعالى‪" :‬يا ليتَ قومي يَعلمونَ "‪.‬‬

‫(‪)492/1‬‬

‫َكلّم‬
‫ياء ال ُمت ِّ‬ ‫ضاف ِّإلى ِّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -8‬ال ُمنادى ال َم‬
‫اآلخر‪ ،‬وصفةٍ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫واسم ُمعت ٍّل‬‫ٍ‬ ‫اآلخر‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫صحيح‬
‫ِّ‬ ‫اسم‬
‫المتكلم على ثالثة أنواعٍ‪ٍ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫ياء‬
‫المضاف إلى ِّ‬ ‫ُ‬ ‫المنادى‬
‫اسم الفاعل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وال ُمرادُ هنا اس ُم الفاعل واس ُم المفعو ِّل ومبالغة ِّ‬
‫المتكلم واالكتفا ُء‬ ‫ِّ‬ ‫ياء‬
‫فاألكثر حذف ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫غير أب وال أم‪،‬‬ ‫الياء اسما ً صحي َح اآلخر‪َ ،‬‬ ‫المضاف إلى ِّ‬ ‫ُ‬ ‫فإن كان‬
‫بالكسرةِّ التي قبلَها‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬يا عبا ِّد فاتَّقُون}‪ .‬ويجوز إثباتها ساكنةً أو مفتوحةً‪ ،‬كقول ِّه عزَّ‬
‫قلب الكسرةِّ‬ ‫ويجوز ُ‬ ‫ُ‬ ‫عبادي الذينَ أَسرفوا على أَنفسهم"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫خوف عليكم" وقوله‪" :‬يا‬ ‫ٌ‬ ‫وجلَّ‪" :‬يا عبادِّي ال‬
‫ب هللا}‪.‬‬ ‫َ ِّ‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫في‬ ‫طتُ‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫ف‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫سرتا‬‫ح‬‫َ‬ ‫{يا‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫كقوله‬ ‫والياء أَلفاً‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫فتحةً‬
‫غير‪ ،‬نحو‪" :‬يا فتاي‪ .‬يا‬ ‫الياء مفتوحةً ال ُ‬ ‫ِّ‬ ‫وجب إثباتُ‬ ‫َ‬ ‫اآلخر‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫(الياء) معت َّل‬ ‫ِّ‬ ‫المضاف إلى‬
‫ُ‬ ‫وإن كانَ‬
‫ي"‪.‬‬‫حام َّ‬‫ِّ‬
‫ً‬
‫وجب إثباتُها ساكنة أو مفتوحة‪ ،‬نحو‪" :‬يا مكرم ْي‪ .‬يا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫المضاف إليها صفة صحيحةَ اآلخر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وإن كان‬
‫ي"‪.‬‬ ‫كرم َ‬
‫ُم ِّ‬
‫ُ‬
‫ب ويا أ ِّ ّم‪.‬‬ ‫َ‬
‫المضاف إليها أبا أو أ ّما‪ ،‬جاز في ِّه ما جازَ في المنادَى الصحيح اآلخر‪ ،‬فتقول‪" :‬يا أ ِّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وإن كان‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عويض عنها‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ياء المتكلم والت‬ ‫حذف ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫مي‪ .‬يا أبا ويا أ ّما" ويجوز فيه أيضا‬ ‫بي ويا أ َ‬ ‫يا أَبي ويا أمي‪ .‬يا أ َ‬
‫َ‬
‫التاء هاء‬ ‫ويجوز إبدا ُل هذ ِّه ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ت ويا أ ُ َّمتِّ‪ .‬يا أَبَتَ يا أ ُ َّمتَ "‪.‬‬ ‫ث مكسورة ً أَو مفتوحةً‪ ،‬نحو‪" :‬يا أَبَ ِّ‬ ‫بتاء التأني ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الوقف‪ ،‬نحو‪" :‬يا أَبَ ْه ويا أ ُ َّمهْ"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫في‬

‫(‪)493/1‬‬

‫غير‪ ،‬نحو‪" :‬يا ابنَ أَخي‪ .‬يا ابنَ‬ ‫ياء المتكلم‪ ،‬فاليا ُء ثابتةٌ ال ُ‬ ‫وإن كان المنادَى مضافا ً إلى مضافٍ إلى ِّ‬
‫فيجوز إثباتُها‪ ،‬واألكثر حذفُها واالجتزا ُء عنها بفتح ٍة أَو‬ ‫ُ‬ ‫خالي" إالّ إذا كان "ابنَ أ ُ ّم" أو "ابن ع ّم"‬
‫ُ‬
‫القوم استضعفوني}‪ ،‬وقوله‪{ :‬قال‪ :‬يا ابنَ أ َّم ال‬ ‫َ‬ ‫كسرةٍ‪ .‬وقد قُري َء قوله تعالى‪{ :‬قال‪ :‬يا ابنَ أ َّم‪َّ ،‬‬
‫إن‬
‫األلف‬
‫ِّ‬ ‫تأخ ْذ ِّبلحيتي وال برأسي}‪ ،‬بالفتح والكسر‪ .‬فالكسر على نيّ ِّة ِّ‬
‫الياء المحذوفة‪ ،‬والفت ُح على نيّ ِّة‬
‫المحذوف ِّة التي أَسلُها يا ُء المتكلم‪ .‬ومث ُل ذلكَ يُقال في "يا ابنَ ع َّم" قال الراجز‪:‬‬
‫ين‪ ،‬ونُ ْكفَى ال َه ّما*‬ ‫َعش َع ِّزيزَ ِّ‬
‫ي‪ ،‬يا ابنَ َع َّما * ن ْ‬ ‫ي الَ َعل َّ‬ ‫* ُك ْن ِّل َ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ويجري هذا أيضا مع "ابن ِّة أ ِّ ّم" و "ابن ِّة َعم"‪.‬‬
‫َ‬
‫األلف المنقلبة عنها‪ ،‬إال في الضرورةِّ‪ ،‬فإثباتُ الياء‬ ‫َ‬ ‫واعلم أنهم ال يكادون يُثبتون يا َء المتكلم‪ ،‬وال‬
‫كقوله‪:‬‬
‫هر شَديدِّ*‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫*يا ابنَ أ ِّ ّمي‪ ،‬ويا شق ِّيّقَ نَفسِّي * أنتَ خَلقت َني ِّلدَ ٍ‬ ‫ُ‬
‫وإثباتُ األلف المنقلبة عنها‪ ،‬كقول اآلخر‪:‬‬
‫جاب ِّم ْس َمعي*‬ ‫ومي واه َجعي * ال يَ ْخ ُر ُق اللَّ ْو ُم ِّح َ‬ ‫ع َّما‪ ،‬ال تَلُ ِّ‬ ‫يا ابنةَ َ‬
‫‪ -9‬ال ُمنادى ال ُم ْست ُ‬
‫َعاث‬
‫والمطلوب منه‬
‫ُ‬ ‫ُّعفاء"‪.‬‬
‫قوياء ِّللض ِّ‬‫َ‬
‫االستغاثةُ‪ :‬هي ندا ُء من يُعينُ من دفع بالءٍ أو شدَّة‪ ،‬نحو‪" :‬يا لأل ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫والمطلوب له اإلعانةُ يُس ّمى " ُمستغاثا ً لهُ"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اإلعانةُ يس ّمى " ُمستغاثاً"‪،‬‬
‫حذف ال ُمستغاث‪ .‬أما المستغاث‬
‫ُ‬ ‫يجوز حذفُها‪ ،‬وال‬ ‫ُ‬ ‫النداء إال (يا)‪ .‬وال‬ ‫ِّ‬ ‫وال يُستعم ُل للستغاث ِّة من أحرف‬
‫هلل"‪.‬‬ ‫له فحذفه جائز‪ ،‬نحو‪" :‬يا ِّ‬
‫وللمستغاث ثالثةُ أوج ِّه‪:‬‬
‫الفتح‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫بالم زائدةٍ واجب ِّة‬ ‫ُجر ٍ‬ ‫‪ -1‬أن ي َّ‬
‫عت ُ ُّو ُه ُم في ازدِّيادِّ!*‬ ‫ناس ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫*يا لَقَ ْومي‪ ،‬ويا ألمثا ِّل قَ ْومي * أل ٍ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫َ‬
‫اس ِّللواشي ال ُمطاع!*‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الوشاة ُ فأز َع ُجوني * فَيا للنَّ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫*ت َ َكنَّفَني ُ‬
‫وقو ِّل غيره‪:‬‬
‫ماح؟*‬ ‫س‬ ‫وال‬ ‫ى‬ ‫د‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ل‬‫ل‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫مي!‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫يا‬ ‫*‬ ‫ي؟‬‫ع‬ ‫سا‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫وال‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫*يا لَقَ ْومي! َ ِّ ُ‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫َّ ِّ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِّ‬

‫(‪)494/1‬‬

‫طافِّنا! ويَا لَ ِّرياح * َوأَبي ال َح ْش َر ْ‬ ‫يا لَعَ َّ‬


‫اح!*‬ ‫ج الفَت َى النَّفَّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫مقترن بـ "يا" كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫غير‬‫المستغاث َ‬‫ُ‬ ‫تكر َر‬ ‫وال تُكسر هذه الال ُم إذا َ‬
‫ب!*‬‫َّان ِّل ْلعَ َج ِّ‬
‫شب ِّ‬ ‫*يَبْكيكَ ناءٍ ‪ ،‬بَ ِّعيدُ الد َِّّار‪ُ ،‬م ْغت َِّربٌ * يا لَ ْلك ُهو ِّل َو ِّلل ُّ‬
‫‪ -2‬أن يُخت َم بألفٍ زائدةٍ لتوكيد االستغاثة‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫ان!*‬ ‫آلم ٍل نَ ْي َل ِّع ٍ ّز * َو ِّغنًى بَ ْعدَ فاقَ ٍة وه ََو ٍ‬ ‫*يا يَ ِّزيدا ِّ‬
‫‪ -3‬أن يبقى على حاله‪ ،‬كقول اآلخر‪:‬‬
‫ب!*‬ ‫َ‬
‫ض ِّلألدي ِّ‬ ‫ت ت َ ْع ِّر ُ‬ ‫ب! * و ِّل ْلغَفَال ِّ‬ ‫ب ْالعَجي ِّ‬ ‫*أَال يا قَ ْو ُم ِّللعَ َج ِّ‬
‫بالم مكسورة دائماً‪ ،‬نحو‪" :‬يا لَقومي ِّل ِّ‬
‫لعلم!"‪ .‬وقد‬ ‫جرهُ ٍ‬ ‫وجب ُّ‬ ‫َ‬ ‫ستغاث له‪ ،‬فإن ذُ ِّك َر في الكالم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أ ّما ال ُم‬
‫"من"‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫يجر بِّـ ِّ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫سفهُ ال ُم ْردِّي ل ُه ْم دِّينا!*‬ ‫َ‬ ‫ب ِّمن نَف ٍر * ال يَب َْر ُح ال َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫لرجا ِّل ذوي األلبا ِّ‬ ‫َ‬ ‫*يَا لَ ِّ ّ‬
‫ب ِّمنهُ‬ ‫‪ -10‬ال ُمنادى ال ُمتَعَ َّج ُ‬
‫الماء‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ث في أحكام ِّه‪ ،‬فتقولُ‪ :‬في التع ّجب من كثر ِّة‬ ‫ب منه‪ ،‬هو كال ُمنادَى ال ُمستغا ِّ‬ ‫ال ُمنادى ال ُمتع َّج َ‬
‫ب!"‪.‬‬ ‫طربا‪ .‬يا َ‬
‫ط َر ُ‬ ‫ب!‪ .‬يا َ‬ ‫لماء!‪ .‬يا ما َءا!‪ .‬يا ما ُء!"‪ .‬وتقولُ‪" :‬يالَلطر ِّ‬ ‫"يالَ ِّ‬
‫ْ‬
‫‪ -11‬ال ُمنادَى ال َم ْندوب‬
‫سيّداه!‪ .‬وا َكبِّداه!"‪.‬‬ ‫النُّدبةُ‪ :‬هي ندا ُء ال ُمتف َّج ِّع عليه أو ال ُمتو َّج ِّع منه‪ ،‬نحو‪" :‬وا َ‬
‫س بالنداء‬ ‫"وا"‪ .‬وقد تُستعم ُل "يا"‪ ،‬إذا لم يَح ُ‬
‫ص ِّل التبا ٌ‬ ‫ت إال َ‬ ‫لنداء المندوب من األدوا ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وال تُستعم ُل‬
‫الحقيقي‪.‬‬
‫حذف أدات ِّه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حذف المنادَى وال‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫وال يجوز في الندب ِّة‬
‫ُ‬
‫وللمنادَى المندوب ثالثة أوجه‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يُخت َم بألفٍ زائدةٍ لتأكيد التَّف ُّج ِّع أو التو ُّجع‪ ،‬نحو‪" :‬وا َك ِّبدَا!"‪.‬‬
‫سيناه"‪.‬‬ ‫سكتِّ‪ ،‬نحو‪" :‬وا ُح َ‬ ‫وهاء ال َّ‬
‫ِّ‬ ‫باأللف الزائدة‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -2‬أن يُخت َم‬

‫(‪)495/1‬‬

‫"واحر قلباهُ‬
‫ّ‬ ‫(وأكثر ما تزاد الهاء في الوقف فان وصلت حذفتها‪ ،‬إال في الضرورة‪ ،‬كقول المتنبي‪:‬‬
‫ممن قلبه ش ِّب ُم"‪ .‬ولك حينئذ ان تضمها‪ ،‬تشبيها ً لها بهاء الضمير‪ .‬وان تكسرها على أصل التقاء‬
‫الفراء إثباتها في الوصل مضمومة أو مكسورة من غير ما ضرورة)‪.‬‬ ‫الساكنين‪ .‬وأجاز ّ‬
‫‪ -3‬أن يبقى على حاله‪ ،‬نحو‪" :‬وا ُحسي ُن!"‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫"وارجلُ!"‪ ،‬وال‬ ‫ب االس ُم النكرةُ‪ ،‬فال يقال‪َ :‬‬ ‫غير مب َهمةٍ‪ .‬فال يندَ ُ‬ ‫المندوب إال معرفةً َ‬ ‫ُ‬ ‫وال يكونُ المنادى‬
‫الوفاء!"‪ ،‬إال‬
‫ِّ‬ ‫ذهب شهيدَ‬ ‫َ‬ ‫وأسماء اإلشارة ‪ -‬فال يقال‪" :‬وا َم ْن‬ ‫ِّ‬ ‫كاألسماء الموصولة‬ ‫ِّ‬ ‫المعرفةُ ال ُمبه َمة ‪-‬‬
‫زمزم"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ئر‬
‫فر ِّب َ‬ ‫فيجوز‪ ،‬نحو‪" :‬وا َم ْن َح َ‬ ‫ُ‬ ‫صلة‪،‬‬‫شتهرا ً بال ّ‬
‫اسم موصو ٍل ُم ِّ‬ ‫إذا كان ال ُمبه ُم َ‬
‫‪ -12‬ال ُمنَادى ال ُم َر َّخم‬
‫ُ‬
‫فاطم"‪ .‬واألصلُ‪" :‬يا فاطمة"‪ .‬والمنادى الذي‬ ‫َ‬ ‫آخر المنادى تخفيفاً‪ ،،‬نحو‪" :‬يا‬ ‫حذف ِّ‬ ‫ُ‬ ‫التَّرخي ُم‪ :‬هو‬
‫آخرهُ يُس ّمى " ُم َرخ ّماً"‪.‬‬ ‫ُحذف ُ‬ ‫ي ُ‬
‫األسماء إال اثنان‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫وال يُر َّخ ُم من‬
‫عائش‪ .‬يا ثِّقَ ‪ .‬يا عا ِّل َم"‪ ،‬في‬
‫َ‬ ‫غير َعلم‪ ،‬نحو‪" :‬يا‬‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫بتاء التأنيث‪ ،‬سوا ٌء أكان َعلما أو َ‬ ‫ً‬
‫‪ -1‬ما كان مختوما ِّ‬
‫"عائشةَ وثِّقَ ٍة وعالمةٍ"‪.‬‬
‫ب‪ ،‬وأن يكون زائدا ً على ثالثة أحرفٍ ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫غير مر َّك ٍ‬
‫ث على شرط أن يكونَ َ‬ ‫‪ -2‬العَل ُم لمذ َّك ٍر أو مؤن ٍ‬
‫"جعفر وسعادَ"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫سعا"‪ ،‬في‬ ‫عف‪ .‬يا ُ‬ ‫"يا َج َ‬
‫(فال ترخم النكرة‪ ،‬وال ما كان على ثالثة أحرف ولم يكن مختوما ً بالتاء‪ ،‬وال المركب‪ .‬فال يقال‪" :‬يا‬
‫حس"‪ ،‬في "يا حسن"‪ ،‬ألنه على ثالثة أحرف‪ ،‬وال مثل‪:‬‬ ‫انسا"‪ ،‬في "انسان"‪ ،‬ألنه غير علم‪ ،‬وال "يا َ‬
‫صاح"‪ ،‬مع كونه غير علم‪ ،‬فهو‬ ‫ِّ‬ ‫"يا عبدَ الرحمن"‪ .‬ألنه مركب‪ .‬وأما ترخيم "صاحب" في قولهم "يا‬
‫شاذّ ال يقاس عليه)‪.‬‬
‫عثَم‪ .‬يا‬
‫حرفان‪ ،‬وهو قليل‪ .‬فتقول‪" :‬يا ُ‬ ‫ِّ‬ ‫حرف واحدٌ‪ ،‬وهو األكثر‪ ،‬كما تقدّم‪ ،‬وإ ّما‬ ‫ٌ‬ ‫ف للتَّرخيم إ ّما‬ ‫ويُحذَ ُ‬
‫ومنصور"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ص"‪ ،‬في "عُثمانَ‬ ‫َم ْن ُ‬
‫لغتان‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ولك في المنادى المر َّخ ِّم‬

‫(‪)496/1‬‬

‫ض َّم ٍة أو فتح ٍة أو كسرةٍ ‪ -‬نحو‪" :‬يا‬ ‫الحذف على ما كان عليه قب َل الحذف ‪ -‬من َ‬ ‫ِّ‬ ‫آخرهُ بعدَ‬ ‫بقي َ‬ ‫‪ -1‬أن ت ُ َ‬
‫واألشهر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫جار"‪ .‬وهذ ِّه اللغةُ هي األولى‬ ‫جعف‪ .‬يا ِّ‬ ‫َ‬ ‫منص‪ .‬يا‬ ‫ُ‬
‫جار"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يا‬ ‫‪.‬‬‫عف‬
‫َ ُ‬ ‫ج‬ ‫"يا‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫المحذوف‪،‬‬ ‫الحرف‬ ‫بحركة‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫حر‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫‪-2‬‬
‫(وتسمى اللغة األولى‪" :‬لغة من ينتظر"‪ ،‬أي‪ :‬من ينتظر الحرف المحذوف ويعتبره كأنه موجود‪.‬‬
‫ويقال في المنادى حينئذ‪ :‬أنه مبني على ضم الحرف المحذوف للترخيم‪ .‬وتسمى اللغة األخرى‪" :‬لغة‬
‫من ال ينتظر"‪ ،‬أي‪ :‬من ال ينتظر الحرف المحذوف‪ ،‬بل يعتبر ما في آخر الكلمة هو اآلخر فيبنيه‬
‫على الضم)‪.‬‬
‫ت ال ِّنّدا َء‬ ‫‪ -13‬أَسْما ُء الزَ َم ِّ‬
‫كثير اللؤم‪ ،‬و "يا ن َْومانُ "‪،‬‬ ‫منها‪" :‬يا فُلُ‪ ،‬ويا فُلَةُ"‪ ،‬بمعنى‪ .‬يا رجل‪ ،‬ويا امرأةُ‪ ،‬و "يا لُؤمانُ " أي‪ :‬يا َ‬
‫وم‪ .‬وقالوا‪" :‬يا َمخبَثانُ ‪ ،‬ويا َمألمانُ ‪ ،‬ويا َملكَعانُ ‪ ،‬ويا َمكذَبانُ ‪ ،‬ويا َمطيَبانُ‪ ،‬ويا‬ ‫كثير النَّ ِّ‬ ‫أي‪ :‬يا َ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سق‪ ،‬ويا غدَ ُر‪ ،‬ويا لك ُع"‪ .‬وكل ما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫بالتاء‪ .‬وقالوا في شتم المذك ِّر‪" :‬يا خبَث‪ ،‬ويا ف َ‬ ‫ِّ‬ ‫كرمانُ "‪ .‬واألنثى‬ ‫َم َ‬
‫وزن " َمفعَالن"‪ .‬وقالوا في شتم‬ ‫ِّ‬ ‫على‬ ‫كان‬ ‫فيما‬ ‫العلماء‬ ‫بعض‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫وقاس‬ ‫‪.‬‬‫ه‬‫ِّ‬ ‫علي‬ ‫يقاس‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ي‬
‫ٌّ‬ ‫ماع‬ ‫س‬
‫تقد َ‬ ‫َّم‬
‫ي ٍ‪.‬‬
‫ي من كل فع ٍل ثالث ّ‬ ‫ق‪ ،‬ويا خَباثِّ"‪ .‬ووزنُ "فَعا ِّل" هذا قياس ٌّ‬ ‫المؤنث‪" :‬يا لَكاعِّ‪ ،‬ويا فَسا ِّ‬
‫النداء‪ ،‬كما رأيتَ ‪ .‬وأما قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫األسماء كلّها ال يستعم ُل إال في‬ ‫ِّ‬ ‫كر من هذه‬ ‫وما ذ ُ َ‬
‫ت قَ ِّعيدَتُهُ لَكاعِّ*‬‫ف‪ ،‬ث َّم آ ِّوي * ِّإلى بَ ْي ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ط ّ ِّو ُ‬ ‫ُ‬
‫ف ما أ َ‬ ‫ط ّ ِّو ُ‬‫*أ ُ َ‬
‫النداء‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫فضرورةٌ‪ ،‬الستعمال ِّه "لكاعِّ" خَبراً‪ ،‬وهي ال تُستعم ُل إال في‬
‫‪ -14‬ت َت َّمةٌ‬

‫(‪)497/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫االختصاص ال الندا ُء‪ ،‬وذلك كقولهم‪" :‬أ ّما أنا‬
‫ُ‬ ‫صدُ به‬ ‫النداء ويُق َ‬
‫ِّ‬ ‫ب ما هو على طريق ِّة‬ ‫كالم العر ِّ‬‫في ِّ‬
‫اغفر لنا أيَّتُها ال ِّعصابة"‪.‬‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫"الله‬ ‫وقولهم‪:‬‬ ‫"‪،‬‬‫م‬‫ُ‬ ‫القو‬ ‫ُّها‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫كذا‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫نفع‬ ‫"نحن‬ ‫وقولهم‪:‬‬ ‫ُ"‪،‬‬
‫ل‬ ‫الرج‬ ‫ّها‬ ‫ي‬‫أ‬ ‫كذا‬ ‫فأفع ُل‬
‫فقد جعلوا "أيّا" م َع تابعها دليالً على االختصاص والتوضيح‪ .‬ولم يُريدوا بالرجل والقوم إال أنف َ‬
‫سهم‪.‬‬
‫صصينَ من بين‬ ‫صصا ً بذلك من بين الرجال‪ ،‬ونحن نفع ُل كذا متخ ّ‬ ‫فكأنهم قالوا‪" :‬أما أنا فأفع ُل كذا متخ ّ‬
‫بين العصائب"‪.‬‬ ‫األقوام‪ .‬واغفر لنا الله َّم مخصوصينَ من ِّ‬
‫وقد تقدَّمت اإلشارة إلى ذلك في بحث االختصاص‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( مجرورات األسماء‬
‫) ضمن العنوان ( حروف الجر )‬

‫وواو القَ َ‬
‫س ِّم‬ ‫ُ‬ ‫والكاف والالَّ ُم‬ ‫ُ‬ ‫ومن وإلى وعن وعلى وفي‬ ‫الجر عشرون حرفاً‪ ،‬وهي‪" :‬الباء ِّ‬ ‫حروف ِّ ّ‬ ‫ُ‬
‫عقَيل"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لغة‬ ‫في‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫‪-‬‬ ‫يل‬‫َ‬ ‫ذ‬‫ه‬‫ُ‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫غ‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫‪-‬‬ ‫ومتى‬ ‫وكي‬ ‫وحاشا‬ ‫ا‬ ‫د‬‫ع‬
‫َ َ‬ ‫و‬ ‫َال‬ ‫خ‬ ‫و‬ ‫وحتى‬ ‫ُ بَّ‬ ‫ور‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬‫ن‬ ‫م‬
‫وتاؤهُ ُ ُ‬
‫و‬ ‫ْ‬
‫ذ‬ ‫م‬ ‫و‬
‫والكاف‬
‫ُ‬ ‫"ربَّ و ُم ْذ و ُمنذُ وحتى‬ ‫االسم الظاهر‪ ،‬وهو ُ‬ ‫ِّ‬ ‫يختص بالدخو ِّل على‬ ‫ّ‬ ‫وهذ ِّه الحروف منها ما‬
‫القسم وتاؤهُ ومتى"‪ .‬ومنها ما يدخ ُل على الظاهر وال َمض َمر‪ ،‬وهي البواقي‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وواو‬
‫ُ‬
‫"الكاف وعن وعلى‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫شتركٌ بينَ الحرفيّ ِّة واالسميّة‪ ،‬وهو خمسة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ظ‬‫ُ‬ ‫لف‬ ‫ما‬ ‫الجر‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫حروف‬
‫ِّ‬ ‫من‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫واعلم‬
‫ظهُ ُمشتركٌ بينَ الحرفيّة والفعليّ ِّة‪ ،‬وهو‪" :‬خال وعدا وحاشا"‪ .‬ومنها ما هو‬ ‫و ُم ْذ و ُمنذُ"‪ .‬ومنها ما لف ُ‬
‫مالزم للحرفيّة‪ ،‬وهو ما بقي‪ .‬وسيأتي بَيانُ ذلك في مواضع ِّه‪.‬‬

‫(‪)498/1‬‬

‫َجر معنى الفعل قبلَها إلى االسم بعدَها‪ ،‬أو ألنها ُّ‬
‫تجر ما بعدَها من‬ ‫الجر‪ ،‬ألنها ت ُّ‬ ‫ّ‬ ‫س ّميت حروف‬ ‫و ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫"حروف الخفض" أيضا‪ ،‬لذلك‪ .‬وتُس ّمى أيضا "حروف اإلضافة"‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ضه‪ .‬وتس ّمى‬ ‫األسماء‪ ،‬أي‪ :‬ت َخ ِّف ُ‬ ‫ِّ‬
‫قوى على الوصول‬ ‫أن من األفعال ما ال يَ َ‬ ‫معاني األفعال قبلها إلى األسماء بعدها‪ .‬وذلك َّ‬ ‫َ‬ ‫ضيف‬
‫ُ‬ ‫ألنها ت ُ‬
‫قووه بهذه الحروف‪ ،‬نحو‪" :‬عجبتُ من خالدٍ‪ ،‬ومررتُ بسعيدٍ"‪ .‬ولو قلتَ ‪" :‬عجبتُ‬ ‫إلى المفعول به‪ ،‬فَ َّ‬
‫خالداً‪ .‬ومررتُ سعيداً"‪ ،‬لم يُ ُجز‪ ،‬لضعف الفعل الالزم وقُصور ِّه عن الوصول إلى المفعول به‪ ،‬إال أن‬
‫يَستعينَ بحروف اإلضافة‪.‬‬
‫وفي هذا المبحث تسعةُ َمباحث‪.‬‬
‫وف ال َج ِّ ّر‬ ‫شر ُح ُح ُر ِّ‬ ‫‪ْ -1‬‬
‫‪ -1‬البا ُء‬
‫عشر معنًى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫البا ُء‪ :‬لها ثالثة‬
‫اقتصر عليه‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ي لها‪ .‬وهذا المعنى ال يُفارقها في جميع معانيها‪ .‬ولهذا‬ ‫اإللصاق‪ :‬وهو المعنى األصل ُّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِّسيبوي ِّه‪.‬‬
‫ي‪ ،‬نحو‪" :‬مررتُ‬ ‫رأسي بيدي"‪ ،‬وإ ّما مجاز ٌّ‬ ‫ومسحتُ‬ ‫بيدِّكَ ‪.‬‬ ‫"أمسكتُ‬ ‫ي‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫واإللصاق إ ّما حقيق ّ‬ ‫ُ‬
‫ب منها أو منكَ ‪.‬‬ ‫قر‬
‫ٍ َ ُ ُ‬ ‫ي‬ ‫بمكان‬ ‫أي‪:‬‬ ‫بداركَ ‪ ،‬أو بكَ "‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫المستعان به ‪ -‬أي الواسطة التي بها حص َل الفع ُل ‪ -‬نحو‪" :‬كتبتُ‬ ‫ِّ‬ ‫على‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫الداخل‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫االستعان‬ ‫‪-2‬‬
‫باسم هللا‪ ،‬فنجحتُ بتوفيق ِّه"‪.‬‬ ‫بالسكين"‪ .‬ونحو‪" :‬بدأتُ عملي ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫القلم‬
‫َ‬ ‫بالقلم‪ .‬وبَ َريتُ‬
‫َّ‬
‫سببيةُ والتَّعليلُ‪ ،‬وهي الداخلة على سبب الفعل و ِّعلت ِّه التي من أجلها حصلَ‪ ،‬نحو‪" :‬ماتَ‬
‫ُ‬ ‫‪ -3‬ال ّ‬
‫نقضهم ميثاقَه ْم‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫بفالن"‪ .‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬فَ ُكال أ َخذنا بذنبه}‪ ،‬وقولهُ‪{ :‬فبِّما ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ع ِّرفنا‬ ‫بالجوعِّ"‪ ،‬ونحو‪ُ " :‬‬
‫لَعنّاهم}‪.‬‬

‫(‪)499/1‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫فيصير بذلك الفاع ُل‬ ‫ُ‬ ‫الالزم ُمتعدِّّياً‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪ -4‬التّعديةُ‪ ،‬وتُس ّمى با َء النّق ِّل‪ ،‬فهي كالهمزةِّ في تصييرها الفع َل‬
‫إن َمفا ِّت َحهُ لتَنُو ُء‬
‫نوز ما َّ‬ ‫{ذهب هللا بِّنُورهم}‪ ،‬أي‪ :‬أذهبهُ‪ ،‬وقولهُ‪{ :‬وآتيناهُ من ال ُك ِّ‬ ‫َ‬ ‫مفعوالً‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫القوة}‪ ،‬أي‪ :‬لَتُني ُء العُصبةَ وتُثقلُها‪ .‬وهذا كما تقول‪" :‬نا َء به الحملُ‪ ،‬بمعنى أثقلهُ"‪ .‬ومن‬ ‫بالعُصبة أُولي ّ‬
‫أسرى بعبد ِّه ليالً من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى}‪ .‬أي‬ ‫سبحانَ الذي َ‬ ‫باء التّعدية قولهُ تعالى‪ُ { :‬‬ ‫ِّ‬
‫سيّرهُ ليالً‪.‬‬
‫ويجوز حذفُهُ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫القسم معها؛ نحو‪" :‬أقسم باهلل"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ذكر فع ِّل‬ ‫أحرف ِّه‪ .‬ويجوز ُ‬ ‫‪ -5‬القس ُم‪ ،‬وهي أص ُل ُ‬
‫َّ‬
‫ألفعلن"‪.‬‬ ‫مر‪ ،‬نحو‪" :‬بكَ‬ ‫ض ِّ‬ ‫الظاهر‪ ،‬كما رأيتَ ‪ ،‬وعلى ال ُم َ‬ ‫ِّ‬ ‫"باهللِّ ألجتهدَ َّن"‪ .‬وتدخ ُل على‬
‫ض‪ ،‬وتسمى با َء المقابل ِّة أيضا‪ ،‬وهي التي تَدُ ُّل على تعويض شيءٍ من شيءٍ في ُمقابل ِّة شيءٍ‬ ‫ً‬ ‫‪ -6‬العَ َو ُ‬
‫بالفرس"‪.‬‬‫ِّ‬ ‫الدار‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫آخر‪ ،‬نحو‪" :‬بِّعتكَ هذا بهذا‪ .‬وخ ِّذ‬ ‫َ‬
‫ض وال مقابلةٍ‪ ،‬كحديث‪" :‬ما‬ ‫و‬
‫ِّ َ ٍ‬ ‫ع‬ ‫بال‬ ‫‪،‬‬ ‫اآلخر‬
‫ِّ‬ ‫ى‬ ‫عل‬ ‫الشيئين‬
‫ِّ‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫أح‬ ‫اختيار‬ ‫على‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫تد‬ ‫التي‬ ‫وهي‬ ‫ُ‪،‬‬‫ل‬ ‫‪َ -7‬‬
‫د‬ ‫الب‬
‫ش ِّهدتُ بَدْرا ً بالعقبة" أي‪ :‬بَدَلها‪ ،‬وقول‬ ‫س ُّرني أني َ‬ ‫س ُّرني بها ُح ْم ُر النّعَم"‪ ،‬وقو ِّل بعضهم‪" :‬ما يَ ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ور ْكبانا*‬ ‫اإلغارة َ فُ ْرسانا ً ُ‬ ‫شنُّوا ِّ‬ ‫*فَلَيْتَ ِّلي ِّب ِّه ِّم قَ ْوما ً إذا َر ِّكبُوا * َ‬
‫ب الغربي‪.‬‬ ‫َصرك ُم هللاُ بِّبَد ٍْر‪ .‬وما كنتَ بجان ِّ‬ ‫‪ -8‬الظرفيّةُ ‪ -‬أي‪ :‬معنى (في) ‪ -‬كقوله تعالى‪{ :‬لَقَد ن َ‬
‫سحر‪ .‬وإنَّكم لَت َ ُمرون عليهم مصبِّحينَ وباللّي ِّل}‪.‬‬ ‫ن ّجيناهم بِّ َ‬
‫والدار بأثاثها"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫س بسرج ِّه‪،‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -9‬المصاحبة‪ ،‬أي‪ :‬معنى "م َع"‪ ،‬نحو‪" :‬بعتكَ الفَ َر َ‬ ‫ُ‬
‫ط بسالم"‪.‬‬ ‫"إهبِّ ْ‬
‫يشرب بها عبادُ هللاِّ"‪ ،‬أي‪ :‬منها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫"من" التَّبعيضيّ ِّة‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪َ " :‬عينا ً‬ ‫‪ -10‬معنى ِّ‬
‫واقع}‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫بعذا‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫سائ‬ ‫{سأل‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫وقول‬ ‫ُ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫عن‬ ‫أي‪:‬‬ ‫}‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫خبير‬ ‫به‬ ‫{فاسأل‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫كقول‬ ‫"عن"‪،‬‬ ‫‪ -11‬معنى‬
‫نورهم بينَ أيديهم وبأيمانِّهم}‪.‬‬ ‫وقوله‪{ :‬يَسعى ُ‬

‫(‪)500/1‬‬

‫نطار يُؤدَّ ِّه إليكَ "‪،‬‬‫ب َمن إن ت َأ َمنهُ بِّ ِّق ٍ‬ ‫‪ -12‬االستعال ُء‪ ،‬أي معنى "على" كقوله تعالى‪" :‬ومن أه ِّل الكتا ِّ‬
‫إي‪ :‬على قنطار‪ ،‬وقو ِّل الشاعر‪:‬‬
‫ب*‬ ‫*أ َ َربٌّ يَبُو ُل الثُّعلُبانُ ِّب َرأْ ِّس ِّه * لَقَ ْد ذَ َّل َم ْن ْ‬
‫بالت َعلَ ْي ِّه الثَّعا ِّل ُ‬
‫‪ -13‬التأكيدُ‪ ،‬وهي الزائدة ُ لفظاً‪ ،‬أي‪ :‬في اإلعراب‪ ،‬نحو‪" :‬بِّ َحسبِّكَ ما فعلتَ "‪ ،‬أي‪َ :‬حسبُك ما فعلتَ ‪.‬‬
‫بأن هللاَ يرى}‪ ،‬وقولهُ‪{ :‬وال تُلقوا بأيديكم إلى‬ ‫ومنهُ قوله تعالى‪{ :‬وكفى باهللِّ شهيداً}‪ ،‬وقولهُ‪{ :‬أَلم يعلم َّ‬
‫بأحكم الحاكمين؟} وسيأتي لهذه الباء فض ُل شرح‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫التّهلُكة}‪ ،‬وقولهُ‪{ :‬أَليس هللا‬
‫‪ِّ -2‬م ْن‬
‫عان‪:‬‬‫ِّم ْن‪ :‬لها ثمانيةُ َم ٍ‬
‫‪ -1‬االبتدا ُء‪ ،‬أَي‪ :‬ابتدا ُء الغاي ِّة المكانيّ ِّة أو الزمانيّ ِّة‪ .‬فاألول كقول ِّه تعالى‪{ :‬سبحانَ الذي أسرى بعبد ِّه‬
‫سس على التّقوى من َّأو ِّل‬ ‫الحرام إلى المسجد األقصى}‪ .‬والثاني كقوله‪{ :‬لَ َمسجدٌ أ ُ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ليالً من المسجد‬
‫تقوم في ِّه}‪ .‬وت َِّردُ أَيضا ً البتداء الغاية في األحداث واألشخاص‪ .‬فاألول كقولك‪َ " :‬عجبتُ‬ ‫يوم أ َ َح ُّق أَن َ‬
‫ُ‬
‫من إقدامك على هذا العمل"‪ ،‬والثاني كقولك‪" :‬رأيتُ من زهير ما أحبُّ "‪.‬‬
‫ضهُ‪،‬‬ ‫البر حتى تُنفقوا م ّما تُحبُّونَ } أي‪ :‬بع َ‬ ‫بعيض‪ ،‬أي‪ :‬معنى "بعض"‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬لن تنالوا َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -2‬الت ّ‬
‫"بعض"‪.‬‬‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ضهم‪ .‬وعالمتُها أن يَخلفَها لفظ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫وقول ِّه‪" :‬منهم من كل َم هللاَ"‪ ،‬أب بع ُ‬
‫َّ‬
‫األوثان}‪ .‬قول ِّه‪{ :‬يُ َحلونَ فيها من‬ ‫ِّ‬ ‫الرجس من‬
‫َ‬ ‫‪ -3‬البيانُ ‪ ،‬أي‪ :‬بيانُ الجنس‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬واجتنبوا‬
‫اإلخبار بما بعدَها ع ّما قبلها‪ ،‬فتقول‪ :‬الرجس هي األوثانُ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ب}‪ .‬وعالمتُها أَن يص َّح‬ ‫ساور من ذه ٍ‬ ‫أَ َ‬
‫ساور هي ذهب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫واأل‬

‫(‪)1/2‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫موضع الحال مما قبلَها‪ ،‬إن كان معرفةً‪ ،‬كاآلية األولى‪ ،‬وفي‬ ‫ِّ‬ ‫ومجرورها في‬
‫َ‬ ‫واعلم أَن "من" البيانيّةَ‬
‫ت له إن كان نكرة‪ ،‬كاآلية الثانية‪ .‬وكثيرا ً ما تَقَ ُع "من البيانيّةُ" هذ ِّه بعد "ما ومهما"‪ ،‬كقوله‬ ‫موضع النّع ِّ‬
‫سخ من آيةٍ}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬مهما تأتِّنا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫للناس من رحم ٍة فال ُممسِّكَ لها}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬ما نن َ‬ ‫ِّ‬ ‫تعالى‪{ :‬ما يَفت َِّح هللاُ‬
‫به من آية}‪.‬‬
‫بشير}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬لجعَ َل‬ ‫ٍ‬ ‫من‬ ‫جاءنا‬ ‫{ما‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫كقوله‬ ‫اإلعراب‪،‬‬ ‫في‬ ‫أي‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫لفظ‬ ‫الزائدة‬ ‫وهي‬ ‫‪ -4‬التأكيدُ‪،‬‬
‫غني عنهم أموالُهم وال أوالدُهم من هللا‬ ‫األرض يَخلُفون}أي‪" :‬بَدَلكم"‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬لن ت ُ َ‬ ‫ِّ‬ ‫منكم مالئكةً في‬
‫شيئاً}‪ ،‬أي‪ :‬بَدَ َل هللا‪ ،‬والمعنى‪ :‬بَدَ َل طاعت ِّه أو رحمت ِّه‪ .‬وقد تقدَّم معنى البدل في الكالم على ِّ‬
‫الباء‪.‬‬
‫الظرفيّة‪ ،‬أَي‪ :‬معنى (في)‪ ،‬كقوله سبحانهُ‪{ :‬ماذا خَلقوا من األرض}‪ ،‬أي‪ :‬فيها‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬إذا نُ َ‬
‫ودي‬ ‫‪َّ -6‬‬
‫يوم الجمعة}‪ ،‬أي‪ :‬في يومها‪.‬‬ ‫صالة من ِّ‬ ‫لل ّ‬
‫غرقوا}‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬
‫{م ّمل خطيئاتِّهم أ ِّ‬ ‫سببيّة والتّعليلُ‪ ،‬كقوله تعالى‪ِّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -7‬ال ّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ضى ِّم ْن َمهابَت ِّه * فَما يُ َكل َم إِّال ِّحينَ يَ ْبتَسِّم*‬ ‫ْ‬
‫ضي َحيا ًء‪َ ،‬وبُغ َ‬ ‫*يُ ْغ ِّ‬
‫‪ -8‬معنى "عن"‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬فَ َوي ٌل للقاسي ِّة قُلوبُهم من ذِّكر هللا!}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬يا َويلَنا! لَقَد ُكنّا في‬
‫غفلة من هذا}‪.‬‬
‫‪ِّ -3‬إلى‬
‫معان‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫إلى‪ :‬لها ثالثة‬
‫الصيام إلى الليل}‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -1‬االنتها ُء‪ ،‬أي‪ :‬انتها ُء الغاي ِّة الزمانيّة أو المكانيّة‪ .‬فاألو ُل كقول ِّه تعالى‪{ :‬ث ُ َّم أتِّ ُّموا‬
‫والثاني كقول ِّه‪{ :‬من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى}‪.‬‬
‫"ص ْل‬‫وتردُ أيضا ً النتهاء الغاية في األشخاص واألحداث‪ .‬فاألو ُل نحو‪" :‬جئتُ إليك"‪ ،‬والثاني نحو‪ِّ :‬‬ ‫ِّ‬
‫بالتقوى إلى رضا هللا"‪.‬‬ ‫ّ‬
‫لالنتهاء أنها تكونُ منت ًهى البتداء الغاية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ومعنى كونها‬

‫(‪)2/2‬‬

‫غير داخل‪ .‬فإذا قلتَ ‪:‬‬ ‫وجائز أن يكونَ َ‬‫ٌ‬ ‫فجائز أن يكون داخالً ُجز ٌء منه أو كلُّهُ فيما قبلَها‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫أ ّما ما بعدَها‬
‫َ‬
‫ألن النهاية تشم ُل‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫"سرتُ من بيروتَ إلى د َمشقَ "‪ ،‬فجائز أن تكون قد دخلت َها‪ ،‬وجائز أنك لم تدخلها‪َّ ،‬‬
‫وآخرهُ‪ .‬وإنما تمتن ُع مجاوزتُهُ‪ .‬ومن دخول ما بعدَها فيما قبلَها قولهُ تعالى‪{ :‬إذا قمتم إلى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أو َل الحدّ‬
‫صالة فاغسِّلوا ُوجوه ُكم وأيديَ ُكم إلى ال َمرا ِّفق}‪ .‬فال َمرافق داخلةٌ في مفهوم الغسل‪ .‬ومن عدم دُخول ِّه‬ ‫ال َّ‬
‫غير داخ ٍل في مفهوم الصيام‪ .‬وقالت‬ ‫الصيام إلى الليل}‪ .‬فالجز ُء من الليل ُ‬ ‫َ‬ ‫قولهُ َع َّز وجلَّ‪{ :‬ث َّم أَتِّ ُّموا‬
‫لألمرين‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الشيعةُ الجعفريةُ‪ :‬إنه داخل‪ .‬واآلية ‪ -‬بظاهرها ‪ُ -‬محتملة‬
‫فإن كان هناك قرينةٌ تد ُّل على دخول ما بعدَها فيما قبلَها‪ ،‬دخل‪ ،‬أو على عدم دخوله لم يدخل‪ .‬فإن لم‬
‫تكن قرينةٌ تد ُّل على دخوله أو خورج ِّه‪ ،‬فإن كان من جنس ما قبلها جاز أن يدخل وأن ال يدخل‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫الغالب أنه ال يدخل‪ .‬نحو‪" :‬سرتُ في النهار إلى الليل"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫"سرتُ في النهار إلى العصر" وإال فالكثير‬
‫ّ‬
‫والحق ما ذكرناه‪.‬‬ ‫وقال قوم‪ :‬يدخل مطلقاً‪ ،‬سوا ٌء أكان من الجنس أم ال‪ .‬وقال قو ٌم‪ :‬ال يدخل مطلقا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬المصاحبةُ‪ ،‬أي‪ :‬معنى "م َع" كقوله تعالى‪{ :‬قال‪َ :‬من أنصاري إلى هللا؟} أي‪ :‬معهُ‪ ،‬وقولهُ‪{ :‬وال‬
‫ب‬ ‫ٌ‬
‫"فالن حلي ٌم إلى أد ٍ‬ ‫تأكلوا أموالَهم إلى أموالكم}‪ ،‬ومنهُ قولهم‪" :‬الذَّ ْودُ إلى الذَّ ْو ِّد إبلٌ"‪ ،‬وتقولُ‪:‬‬
‫وعلم"‪.‬‬
‫ٍ‬
‫س ّمى ال ُمبَيّنَة‪ ،‬ألنها تُبينُ أن مصحوبها فاع ٌل لما قبلها‪ .‬وهي التي تق ُع بعدَ ما يفيدُ‬ ‫‪ -3‬معنى "عند"‪ ،‬وت َُ‬
‫ي ِّم ّما يدعونني‬ ‫سجنُ أ َحب إل َّ‬ ‫اسم تفضي ٍل‪ ،‬كقوله تعالى‪" :‬قال‪ :‬رب ال ّ‬ ‫ب أو ِّ‬ ‫ُحبا ً أو بُغضا ً من فعل تع ّج ٍ‬
‫إليه"‪ ،‬أي‪ :‬أحبُّ عندي‪ .‬فال ُمتكلم هو ال ُم ِّحبُّ ‪ .‬وقو ِّل الشاعر‪:‬‬
‫س ِّل*‬ ‫ْ‬
‫سل َ‬ ‫ق ال َّ‬
‫الرحي ِّ‬ ‫شباب‪ ،‬و ِّذ ْك ُرهُ * أَشهى ِّإلَ َّ‬
‫ي ِّمنَ َّ‬ ‫سبي َل إلى ال َّ‬ ‫*أ َ ْم ال َ‬
‫‪َ -4‬حتَّى‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)3/2‬‬

‫هي حتى َمطلَ ِّع الفجر}‪ .‬وقد يدخ ُل ما بعدَها فيما قبلها‪،‬‬ ‫حتى‪ :‬لالنتهاء كإلى‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬سال ٌم َ‬
‫غير داخ ٍل‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫ِّرهم عندي"‪ .‬وقد يكون َ‬ ‫نحو‪" :‬بَذَلتُ ما لي في سبيل أ ُ َّمتي‪ ،‬حتى آخر د ٍ‬
‫األبيض من الخيط األسود من الفجر}‪ ،‬فالصائم ال يُبا ُح له األك ُل‬ ‫ُ‬ ‫{كلوا واشربوا حتى يَتبيّن لك ُم الخي ُ‬
‫ط‬
‫متى بدا الفجر‪.‬‬
‫ع ُم بعضهم أنه ليس بداخ ٍل‬ ‫أن ما بعدَ "حتى" داخ ٌل فيما قبلها على كل حال‪ .‬ويَز ُ‬ ‫بعض النحاةِّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ع ُم‬
‫ويَز ُ‬
‫العصر"‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫النهار حتى‬
‫َ‬ ‫والحق أنه يدخلُ‪ ،‬إن كان جز ًءا مما قبلها‪ ،‬نحو‪ِّ " :‬سرتُ هذا‬ ‫ُّ‬ ‫على كل حال‪.‬‬
‫يدخل‪ ،‬نحو‪" :‬قرأتُ الليلةَ‬
‫ْ‬ ‫ومنه قولهم‪" :‬أكلتُ السمكة حتى رأ ِّسها"‪ .‬وإن لم يكن جز ًءا م ّما قبلها لم‬
‫هي حتى َمطلَ ِّع الفجر}‪.‬‬ ‫صباحِّ" ومنه قولهُ تعالى {سال ٌم َ‬ ‫حتى ال َّ‬
‫الخالف إنما هو في "حتى" الخافضة‪ .‬وأما "حتى"العاطفة‪ ،‬فال خالف في أن ما بعدَها‬ ‫َ‬ ‫هذا‬ ‫واعلم أن‬
‫يجب أن يدخ َل في حكم ما قبلها‪ ،‬كما ستعلم ذلك في مبحث أحرف العطف‪.‬‬ ‫ُ‬
‫جر ما كان أخرا ً ِّلما قبله‪ ،‬أو ُمتّصالً بآخره‪ ،‬وما لم يكن آخرا ً وال‬ ‫أن "إلى" ت ُّ‬ ‫والفرق بينَ غلى وحتى َّ‬
‫أمس إلى آخرها" والثاني نحو‪" :‬سهرتُ اليلةَ إلى الفجر"‪،‬‬ ‫متصالً به‪ .‬فاألو ُل نحو‪" :‬سرتُ ليلةَ ِّ‬
‫النهار إلى العصر"‪.‬‬‫َ‬ ‫والثالث نحو‪" :‬سرتُ‬‫ُ‬
‫امس حتى‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫تجر "حتى" إال ما كان آخرا ِّلما قبلها‪ ،‬أو متصال بآخره‪ ،‬فاألول نحو‪" :‬سرتُ ليلة ِّ‬ ‫وال ُّ‬
‫تجر‪ ،‬ما لم يكن آخرا ً وال متصالً‬ ‫َ‬
‫هي حتى َمطل ِّع الفجر}‪ .‬وال ُّ‬ ‫آخرها"‪ ،‬والثاني كقوله تعالى‪{ :‬سال ٌم َ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫به‪ ،‬فال يقال‪" :‬سرتُ الليلة حتى نصفها"‪.‬‬
‫ق هللاَ حتى تفوزَ برضاهُ}‪ ،‬أي‪ :‬لتفوز‪.‬‬ ‫وقد تكونُ حتى للتَّعليل بمعنى الالم‪ ،‬نحو‪{ :‬إت َِّّ‬
‫ق هللاَ حتى تفوزَ برضاهُ"‪ ،‬أي‪ :‬لتفوز‪.‬‬ ‫وقد تكونُ حتى للتَّعليل بمعنى الالم‪ ،‬نحو‪" :‬ات َّ ِّ‬
‫‪َ -5‬ع ْن‬
‫معان‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫عن‪ :‬لها ستة‬
‫السهم عن‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ -1‬المجاوزة ُ والبُغدُ‪ ،‬وهذا أصلها‪ ،‬نحو‪" :‬سرتُ عن البلدِّ‪َ .‬ر ِّغبتُ عن األمر‪َ .‬ر َميت‬
‫القوس"‪.‬‬

‫(‪)4/2‬‬

‫وركَ "‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬ع ّما قلي ٍل لَتُصب ُح َّن نادمين}‪ ،‬وقال‪{ :‬لَتركب َُّن‬ ‫أز ُ‬ ‫ب ُ‬ ‫‪ -2‬معنى "بَعد"‪ ،‬نحو‪ :‬عن قري ٍ‬
‫ق}‪ ،‬أي‪ :‬حاالً بعدَ حا ٍل‪.‬‬ ‫طبَقا ً عن طبَ ٍ‬ ‫َ‬
‫‪ -3‬معنى "على" كقول ِّه تعالى‪" :‬و َمن يَبخ َْل فإنما بَب َخ ُل عن نفسه"‪،‬أي عليها‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ب * َع ِّنّي‪َ .‬وال أَنتَ دَيَّاني فَت َ ُخ ُزوني*‬ ‫س ٍ‬ ‫ض ْلتَ في َح َ‬ ‫*الَ ِّه ابنُ َع ِّ ّمكَ ! الَ أ ُ ْف ِّ‬
‫‪ -4‬التَّعليلُ‪ ،‬كقول ِّه سبحانه‪{ :‬وما نحنُ بتاركي آلهتِّنا عن قولك}‪ ،‬أي‪ :‬من أجل قولك‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬وما‬
‫إبراهيم ألبي ِّه إال عن َمو ِّعد ٍة و َعدَها إيّاهُ}‪.‬‬ ‫َ‬ ‫استغفار‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫ُ‬
‫"من" كقوله سبحانه‪{ :‬وهو الذي يَقبَ ُل التَّوبةَ عن عبادهِّ}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬أولئكَ الذين يَتقبّ ُل عنهم‬ ‫‪ -5‬معنى ِّ‬
‫َ‬
‫احسنَ ما َع ِّملوا}‪ ،‬أي‪ :‬منهم‪.‬‬
‫َ‬
‫َفس شيئاً}‪ ،‬أي‪ :‬بَدل نفس‪ ،‬وكحديثِّ‪:‬‬ ‫َفس عن ن ٍ‬ ‫‪ -6‬معنى البَدَل كقول ِّه تعالى‪{ :‬واتَّقوا يوما ً ال تجزي ن ٌ‬
‫"صومي عن أُمك"‪ ،‬وتقولُ‪" :‬قُ ْم عني بهذا األمر"‪ ،‬أَي‪ :‬بَدَلي‪.‬‬
‫سبقت بِّمن‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ب"‪ ،‬وذلك إذا ُ‬ ‫أن "عن" قد تكونُ اسما ً بمعنى "جانِّ ٍ‬ ‫واعلم َّ‬
‫تارة ِّوشمالي*‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ماح دَريئَة * ِّمن َعن يَميني َ‬ ‫ً‬ ‫لر ِّ‬ ‫فَلَقَ ْد أَراني ِّل ِّ ّ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫ض ْو َء الفَرا ِّق ِّد ُك ِّلّها * يَميناً‪َ .‬و َم ْهوى النَّجْ ِّم ِّم ْن َع ْن ِّشما ِّل ِّك*‬ ‫َ‬ ‫لي‬ ‫*وقُ ْلتُ ‪ :‬اجعَ‬
‫َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫‪َ -6‬علَى‬
‫على‪ :‬لها ثمانيةُ َم ٍ‬
‫عان‪:‬‬
‫‪ -1‬االستعال ُء‪ ،‬حقيقةً كان‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬وعليها وعلى الفُ ِّ‬
‫لك تُح َملونَ }‪ ،‬أو مجازاً‪ ،‬كقول ِّه‪:‬‬
‫ين"‪ .‬واالستعال ُء أص ُل معناها‪.‬‬ ‫ي دَ ٌ‬
‫"لفالن عل َّ‬
‫ٍ‬ ‫ضهم على بعض}‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫{وفَضّلناهم بع َ‬
‫‪ -2‬معنى‪" :‬في"‪ ،‬كقوله تعالى‪" :‬ودخ َل المدينةَ على حين غَفل ٍة من أهلها" أي‪ :‬في حين غفلة‪.‬‬
‫ضاها*‬ ‫شي ٍْر * لَعَ ْم ُر هللاِّ أ َ ْع َجبَني ِّر َ‬
‫ي بَنُو قُ َ‬
‫ت َعلَ َّ‬
‫ضيَ ْ‬
‫*إذا َر ِّ‬
‫رضيت عني‪.‬‬ ‫أي‪ :‬إذا ِّ‬
‫ُ‬
‫‪ -4‬معنى الالم‪ ،‬التي للتعليل‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ولت َكبّروا هللاَ على ما هداكم}‪ ،‬أي "ل ِّهدايت ِّه إيّاكم"‪ ،‬وقو ِّل‬
‫الشاعر‪:‬‬

‫(‪)5/2‬‬

‫طعن‪ ،‬إذا ال َخ ْي ُل َك َّرتِّ*‬ ‫الر ْم ُح يُثْ ِّق ُل عاتِّقي * إِّذا أَنا لَ ْم أ َ ْ‬ ‫الم ت َقولُ‪ُّ :‬‬ ‫* َع َ‬
‫أي‪ِّ :‬ل َم تقول؟‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪ -5‬معنى " َم َع"‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬وآت َى المالض على ُحبّ ِّه}‪ ،‬أي‪ :‬م َع ُحب ِّه‪ ،‬وقول ِّه {وإن َربَّكَ لذو َمغفرةٍ‬
‫ظلمهم‪.‬‬ ‫ظلمهم}‪ ،‬مع ُ‬ ‫للناس على ُ‬ ‫ِّ‬
‫الناس يَستَوفونَ } أي‪ :‬اكتالوا منهم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫على‬ ‫اكتالوا‬ ‫{إذا‬ ‫‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ن‬‫سبحا‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫كقول‬ ‫"من"‪،‬‬ ‫معنى‬ ‫‪-6‬‬
‫حقيق بي‪ ،‬ونحو‪" :‬ر َميتُ على‬ ‫ٌ‬ ‫ي أن ال أقو َل إالّ الحق}‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫قيق عل َّ‬‫الباء‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪َ { :‬ح ٌ‬ ‫‪ -7‬معنى ِّ‬
‫اسم هللا"‪ ،‬أي‪ :‬مستعينا ً به‪.‬‬ ‫القوس"‪ ،‬أي‪ :‬رميتُ مستعينا ً بها‪ ،‬ونحو‪" :‬اركبْ على ِّ‬
‫يأس من رحمة هللاِّ"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫سوء صنيع ِّه‪ ،‬على أنهُ ال يَ ُ‬ ‫‪ -8‬االستدراكُ ‪ ،‬كقولكَ ‪" :‬فال ٌن ال يدخ ُل الجنةَ ِّل ِّ‬
‫ييأس‪ .‬ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫لكنَّهُ ال‬
‫ْ‬
‫ب الد َِّّار َخي ٌْر ِّمنَ البُ ْعدِّ*‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف ما بِّنا * َعلى أ َّن ق ْر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َداوينا‪ .‬فل ْم يَش ِّ‬ ‫*بِّ ُك ِّّل ت َ‬
‫ْس بِّذي ُودِّّ*‬ ‫ْس بِّنافعٍ * إِّذا كانَ َم ْن ت َ ْهواهُ لَي َ‬ ‫ب الد َِّّار لَي َ‬ ‫َعلى أ َ َّن قُ ْر َ‬
‫وقو ُل اآلخر‪:‬‬
‫رض*‬ ‫ب قَ ْوسى ما بَقيتُ َعلى األ َ ِّ‬ ‫هللا ال أَنسى قَتيالً ُر ِّزئتُهُ * ِّبجانِّ ِّ‬ ‫*فَ َو ِّ‬
‫ضي*‬ ‫ْ‬
‫* َعلى أنَّها ت َ ْعفو ال ُكلو ُم‪ ،‬وإِّنَّما * نُ َو َّك ُل باألَدنى‪َ ،‬و ِّإ ْن َج َّل ما يَ ْم ِّ‬
‫بعض‬
‫ُ‬ ‫غير متعلقة بشيءٍ ‪ ،‬على ما جن َح إليه‬ ‫وإذا كانت لالستدراك‪ ،‬كانت كحرف الجر الشبي ِّه بالزائد‪َ ،‬‬
‫المحقّقينَ ‪.‬‬
‫قت بِّ ِّم ْن كقوله‪:‬‬ ‫أن "على" قد تكونُ اسما لالستعالء بمعنى "فَ ْوق"‪ ،‬وذلك إذا ُ‬
‫سبِّ ْ‬ ‫ً‬ ‫واعلم َّ‬
‫َ‬
‫ت ِّمن َعل ْي ِّه * بَ ْعدَ ما ت َ َّم ِّظ ْمؤُها"*‬ ‫ْ‬ ‫*" َغدَ ْ‬
‫َ‬
‫أي من فوقه‪ ،‬وتقولُ‪" :‬سقط من على الجبل"‪.‬‬
‫‪ -7‬في‬
‫عان‪:‬‬
‫َ ٍ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫سبع‬ ‫لها‬ ‫في‪:‬‬

‫(‪)6/2‬‬

‫‪ -1‬الظرفيّةُ‪ ،‬حقيقيّةً كانت‪ ،‬نحو‪" :‬الما ُء في الكوز‪ .‬سرتُ في النّهار"‪ .‬وقد اجتمعت الظرفي ِّ‬
‫ّتان‪:‬‬
‫سيَغلِّبونَ في‬ ‫الرو ُم في أَدنى األرض‪ .‬وهم ِّمن بَ ْع ِّد َغلَبِّ َ‬
‫هم َ‬ ‫ت ُّ‬‫غلب ِّ‬ ‫الزمانيّة والمكانيّةُ في قول ِّه تعالى‪ُ { :‬‬
‫هللا أسوة ٌ حسنةٌ}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬ولَ ُكم في‬ ‫ُ‬ ‫ضع سنينَ }‪ ،‬أَو مجازيَّةً‪ ،‬كقوله سبحانه‪{ :‬ولَ ُكم في رسول ِّ‬ ‫ِّب ِّ‬
‫القصاص حياةٌ}‪.‬‬
‫ِّ‬
‫َ‬
‫سكم فيما أفضتُم فيه عذابٌ عظيم} أي‪ :‬بسبب ما أفضتم فيه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -2‬السببيّة‪ :‬والتّعليلُ‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬لَ َم ّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫النار في ه َِّّرةٍ َحبَستها" أي‪ :‬بسبب ه َِّّرةٍ‪.‬‬ ‫ت امرأَة ٌ َ‬ ‫الحديث‪" :‬دخل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ومنه‬
‫‪ -3‬معنى "م َع" كقول ِّه تعالى‪{ :‬قال‪ :‬ادخلوا في أ َم ٍم قد َخلَت من قبلكم} أي‪َ :‬معَهم‪.‬‬
‫‪ -4‬االستعال ُء ‪ -‬بمعنى‪َ " :‬على" ‪ -‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬ألصلبنّ ُكم في ُجذوعِّ النّخ ِّل}‪ ،‬أي‪ :‬عليها‪.‬‬
‫ع الدنيا في‬‫ق‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬فما َمتا ُ‬ ‫ق وفاض ٍل الح ٍ‬ ‫وهي الواقعةُ بينَ مفضو ٍل ساب ٍ‬ ‫َ‬ ‫‪ -5‬ال ُمقايَسةُ ‪-‬‬
‫اآلخرةِّ إال قليلٌ}‪ ،‬أي‪ :‬بالقياس على اآلخرة والنسبة إليها‪.‬‬
‫ق‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫الباء‪ ،‬التي لاللصا ِّ‬ ‫‪ -6‬معنى ِّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صيرونَ في ط ْع ِّن األباه ِِّّر وال ُكلى*‬ ‫س * بَ ُ‬ ‫الر ْوعِّ ِّمنَّا فَ ِّ‬
‫وار ٌ‬ ‫ب يَ ْو َم َّ‬ ‫*ويَ ْر َك ُ‬
‫بطعن األباهر‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫أي‪ :‬بصيرونَ‬
‫َ‬
‫‪ -7‬معنى "إلى" كقول ِّه تعالى‪{ :‬ف َردُّوا أيديَهم في أفواههم}‪.‬‬
‫‪ -8‬الكاف‬
‫معان‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫الكاف‪ :‬لها أَربعةُ‬ ‫ُ‬
‫ي كاألسد"‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫"عل‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫األص‬ ‫وهو‬ ‫ُ‪،‬‬ ‫ه‬‫التشبي‬ ‫‪-1‬‬
‫ي‬
‫{و ْ‬ ‫َ‬
‫{واذكروهُ كما هداكم}‪ ،‬أي‪ :‬لهدايت ِّه إيّاكم‪ .‬وجعلوا منه قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -2‬التّعليلُ‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫فالكاف‪ :‬حرف جر بمعنى الالم‪َّ ،‬‬
‫وأن‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أعجب أو ت َعجّبْ لعَدم فالحهم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫كأنّهُ ال يُفل ُح الكافرون!}‪ .‬أي‪:‬‬
‫هي الناصبةُ الرافعة‪.‬‬
‫‪ -3‬معنى "على" نحو‪ُ " :‬ك ْن كما أَنتَ "‪ ،‬أَي‪ُ :‬كن ثابتا ً على ما أنت عليه‪.‬‬
‫كمثل ِّه شي ٌء}‪ ،‬أي‪ :‬ليس ِّمثلهُ شي ٌء‪،‬‬ ‫‪ -4‬التّوكيدُ ‪ -‬وهي الزائدة ُ في اإلعراب ‪ -‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬ليس ِّ‬
‫ب‪ ،‬فيها كالمقَق"‪.‬‬ ‫واح ُق األقرا ِّ‬‫ضوامر‪" :‬لَ ِّ‬
‫َ‬ ‫صف خيالً‬ ‫الراجز يَ ُ‬ ‫وقو ِّل َّ‬

‫(‪)7/2‬‬

‫"مث ٍل"‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫واعلم أ َ َّن الكاف قد تأتي اسما ً بمعنى ِّ‬
‫الزيتُ والفُتُلُ*‬ ‫َب في ِّه َّ‬ ‫الط ْع ِّن يَ ْذه ُ‬‫ططٍ * َك َّ‬ ‫ش َ‬ ‫*أَت َنتَهونَ ؟ َولَ ْن يَ ْنهى ذّوي َ‬
‫وقول الراجز‪:‬‬
‫ض َح ْكنَ َع ْن أسنان َكالبَ َر ِّد ال ُم ْن َه ِّ ّم"*‬ ‫*"يّ ْ‬
‫ومنهُ قول ال ُمتنبي‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫حرار َكالعَ ْف ِّو َع ْينُه ْم * و َم ْن لَكَ بال ُح ِّ ّر الذِّي يَحْ فَظ اليَدا*‬ ‫ْ‬ ‫*وما قَت َ َل األ َ َ‬ ‫َ‬
‫والنثر‪ ،‬كاألخفش‬ ‫ِّ‬ ‫خص ورودَ اسما ً بضرورة الشعر‪ .‬ومنهم من أَجازهُ في الشعر‬ ‫َّ‬ ‫العلماء من‬
‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫وأبي علي الفارسي وابن مالكٍ وغيرهم‪ .‬ويشهدُ لهم قولهُ تعالى‪ ،‬عن لسان المسيح‪ ،‬عليه السالم‪ ،‬في‬
‫بإذن هللاِّ} أي‪ :‬مث َل‬ ‫الطين كهيئ ِّة الطير‪ ،‬فأنفُ ُخ فيه فيكونُ طيرا ً ِّ‬ ‫سورة آل عمرانَ ‪{ :‬أني أخلُ ُق لَكم من ّ‬ ‫ُ‬
‫والضمير‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب على أنها مفعو ٌل به ألخلق‪.‬‬ ‫هيئ ِّة الطير‪ .‬فالكاف‪ :‬اس ٌم بمعنى "مثل"‪ ،‬وهي في مح ّل نص ٍ‬
‫ُ‬
‫"مثل"‪ .‬ولو لم تجعل الكاف هنا‬ ‫ألن مدلولها ُمذ َّك ٌر وهو ِّ‬ ‫في "فيه" يعود على هذه الكاف االسميّة‪َّ ،‬‬
‫يجوز أن يعود إلى "الطير"‪ ،‬ألن النفخ ليس في الطير‬ ‫ُ‬ ‫الضمير بال مرجع‪ ،‬ألنهُ ال‬ ‫ُ‬ ‫"مثل" ‪....‬‬ ‫بمعنى ِّ‬
‫نفسه‪ ،‬وإنما هو فيما يُشب ُههُ‪ ،‬وال على هيئة‪ ،‬ألنها مؤنثة‪ .‬وقد أعاد الضمير على الهيئة‪ ،‬في سورة‬
‫المائدة‪ ،‬وهو قولهُ تعالى‪{ :‬وإ ْذ ت َخلُ ُق من الطين كهيئة الطير بإذني‪ ،‬فتنف ُخ فيها فتكونُ طيرا ً بإذني}‪.‬‬
‫‪ -9‬الالَّم‬
‫عشر معنى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الال ُم‪ :‬لها خمسة‬
‫ت‬
‫سموا ِّ‬ ‫ذاتين‪ ،‬ومصحوبُها يَم ِّلكُ ‪ -‬كقوله تعالى‪{ :‬هللِّ ما في ال َّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -1‬الم ِّلكُ ‪ -‬وهي الداخلة بين‬
‫"الدار لسعيدٍ"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫واألرض}‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫ً‬
‫ق ‪ -‬وهي الداخلة بين معنى وذات ‪ -‬نحو‪:‬‬ ‫والم االستحقا ِّ‬ ‫َ‬ ‫االختصاص‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫الم‬
‫االختصاص‪ ،‬وتس َّمى‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫هاشم"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ني‬ ‫ب‬‫ل‬
‫ِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫ّاح‬ ‫ب‬ ‫والص‬ ‫‪،‬‬ ‫يش‬‫ِّ َ ٍ‬‫ر‬‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫"الفصاح‬ ‫قولهم‪:‬‬ ‫ومنه‬ ‫للعاملين‪,‬‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫والنجا‬ ‫"‬ ‫هلل‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫"الحم‬
‫ذاتين‪ ،‬ومصحوبُها ال يم ِّلكُ ‪ -‬نحو‪" :‬اللجا ُم‬ ‫ِّ‬ ‫بينَ‬ ‫َّاخلة‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫وهي‬ ‫‪-‬‬ ‫بة‬ ‫النس‬ ‫الم‬
‫َ‬ ‫ى‪:‬‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫لك‪.‬‬ ‫الم‬
‫ِّ‬ ‫‪ِّ -3‬شبهُ‬
‫للفرس"‪.‬‬ ‫َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)8/2‬‬

‫ب أو‬ ‫‪ -4‬التّبيينُ ‪ ،‬وتُس ّمى‪" :‬الالّ َم ال ُمبيّنة"‪ ،‬ألنها تُب ِّيّنُ "أن مصحوبَها مفعو ٌل لما قبلَها"‪ ،‬من فعل تعَ ُّج ٍ‬
‫اسم تفضيل‪ ،‬نحو‪" :‬خالدٌ أحب لي من سعيدٍ‪ .‬ما أحبّني للعلم!‪ .‬ما أحم َل عليّا ً للمصائب!"‪ .‬فما بعدَ الالم‬ ‫ِّ‬
‫هو المفعول به‪ .‬وإنما تقول‪" :‬خالدٌ أحب لي من سعيد"‪ ،‬إذا كان هو ال ُمحبَّ وأنت المحبوب‪ .‬فإذا‬
‫ي} وقد سبقَ‬ ‫ي من سعيد"‪ ،‬كما قال تعالى‪{ :‬ربّ ِّ السجنُ أحبُّ إل َّ‬ ‫العكس قلت‪" :‬خالدٌ أحبُّ إل َّ‬ ‫َ‬ ‫أردت‬
‫هذا في "إلى"‪.‬‬
‫الناس بما أراكَ هللا}‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫بالحق لتحك َم بينَ‬ ‫ّ ِّ‬ ‫الكتاب‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫‪ -5‬التّعلي ُل والسببيَّة‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬إنا أنزلنا إليكَ‬
‫وقو ِّل الشاعر‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫فور بَللهُ القط ُر*‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ص ُ‬ ‫ْ‬
‫ض العُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫راك هزة * كما انتف َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫*وإِّ ِّنّي لَت َ ْعروني ِّل ِّذك ِّ‬
‫ْ‬
‫اس ِّللمظلوم!"‪.‬‬ ‫ومنهُ الال ُم الثانيةُ في قولكَ ‪" :‬يالَلنَّ ِّ‬
‫جرد توكيد الكالم ‪ -‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫‪ -6‬التوكيدُ ‪ -‬وهي الزائدة في اإلعراب ل ُم َّ‬
‫جار لُم ْس ِّل ٍم و ُمعا ِّهدِّ*‬ ‫ب * ُم ْلكا ً أ َ َ‬ ‫ق ويَثْ ِّر ٍ‬ ‫*و َملَ ْكتَ ما بَيْنَ ْال ِّعرا ِّ‬ ‫َ‬
‫ُؤس ِّللحرب!"‪ .‬ومنهُ ال ُم ال ُمستغاث‪ ،‬نحو‪" :‬يا لَلفضيلة!" ويه ال ت َتعلَّق بشيءٍ ‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫"يا‬ ‫ونحو‪:‬‬
‫لمجرد التوكيد‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫زيادتها‬
‫غير فع ٍل‪ .‬فاألول كقول ِّه‬ ‫بالتأخير‪ ،‬بكونه َ‬
‫ِّ‬ ‫ضعُف‬ ‫وهي التي يُجا ُء بها زائدة ً لتقوي ِّة عام ٍل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ -7‬التّقوية ‪-‬‬
‫صدِّّقا ً‬ ‫للرؤْ يا ت َعبُرونَ }‪ .‬والثاني كقوله سبحانه‪ُ { :‬م َ‬ ‫تعالى‪{ :‬الذينَ هم لربهم يَرهبُون} وقوله‪{ :‬إن كنتم ُّ‬
‫قوتهُ‪ ،‬ألنها ‪ -‬مع‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫ِّلما َمعَه ْم} وقول ِّه‪{ :‬فعّا ٌل ِّلما يُريدُ}‪ .‬وهي ‪ -‬م َع كونها زائدة ‪ُ -‬متعلقة بالعامل الذي َّ‬
‫زيادتها ‪ -‬أفادته التَّقوية‪ ،‬فليست زائدة ً َمحضة‪ .‬وقيل‪ :‬هي كالزائدة المحضة‪ ،‬فال تتعلَّق بشيء‪.‬‬
‫‪ -8‬انتها ُء الغاية ‪ -‬أي‪ :‬معنى "إلى" ‪ -‬كقوله سبحانه‪{ :‬ك ٌّل يجري ألجل ُمس ًّمى}‪ ،‬أي‪ :‬إليه‪ ،‬وقول ِّه‪:‬‬
‫{بأن ربكَ أوحى لها}‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫{ولو ُردُّوا لعادوا ِّلما نُ ُهوا عنه}‪ ،‬وقول ِّه‪:‬‬

‫(‪)9/2‬‬

‫ث لهُ‪ ،‬نحو‪" :‬يا لَخا ِّل ٍد ِّلبَكر!"‪.‬‬ ‫‪ -9‬االستغاثةُ‪ :‬وتُستع َم ُل مفتوحةً م َع المستغاث‪ ،‬ومكسورة ً م َع ال ُمستغا ِّ‬
‫ح!"‪ ،‬ومنهُ قول‬ ‫لفر ِّ‬‫نداء ال ُمتع َّجب منه‪ ،‬نحو‪" :‬يا لَ َ‬ ‫التعجب‪ :‬وتُستعم ُل مفتوحةً بعد "يا" في ِّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-10‬‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ْ‬
‫َّت بِّيَذبُ ِّل*‬‫شد ْ‬‫غار الفَتْل ُ‬ ‫ْ‬ ‫كأن نُ ُجو َمهُ * بِّ ُك ِّّل ُم ِّ‬‫* فَيا لَكَ ِّم ْن لَ ْي ٍل! َّ‬
‫باألمم!"‪-11 .‬‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬
‫النداء مكسورةٌ‪ ،‬نحو‪" :‬هللِّ دَ ُّرهُ رجال!"‪ ،‬ونحو‪" :‬هللِّ ما يفع ُل الجه ُل‬ ‫ِّ‬ ‫وتُستعم ُل في غير‬
‫ً‬
‫أن ما بعدَها يكونُ عاقبة ِّل َما‬ ‫والم المآ ِّل أيضا) وهي التي تد ُّل على َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫الم العاقب ِّة‬‫صيرورة ُ (وتُس َّمى َ‬ ‫ال ّ‬
‫الم التعليل في أن ما قبلها لم يكن ألجل ما بعدها‪ ،‬ومنه‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫وتخالف َ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫قبلها ونتيجة له‪ِّ ،‬علةة في حصوله‪.‬‬ ‫ً‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قوله تعالى‪{ :‬فالتقطهُ آ ُل فِّرعونَ ليكونَ لهم عدوا و َح نا}‪ ،‬ف ُهم لم يلتقطوهُ لذلك‪ ،‬وإنما التقطوهُ فكان ِّ‬
‫ت‬ ‫زَ‬
‫العاقبةُ ذلك‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬
‫صير ِّإلى الذَّها ِّ‬
‫ب*‬ ‫ب * فَ ُكلُّ ُكمء يَ ُ‬ ‫* ِّلدُوا ِّل ْل َم ْوتِّ‪َ ،‬وابنُوا ِّل ْلخرا ِّ‬
‫فاإلنسان ال يَ ِّلدُ للموت‪ ،‬وال يبني للخراب‪ ،‬وإنما تكونُ العاقبةُ كذلك‪.‬‬
‫س َّجداً}‪ ،‬وقو ِّل‬
‫لألذقان ُ‬
‫ِّ‬ ‫‪ -12‬االستعال ُء ‪ -‬أي‪ :‬معنى "على" ‪ -‬إما حقيقةً كقوله تعالى‪{ :‬يَ ِّخ ُّرونَ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫صريعا ِّلليَدَي ِّْن و ِّللفَم*‬ ‫صهُ * فَخ ََّر َ‬ ‫ِّنان قمي َ‬ ‫س ِّ‬ ‫ض َم ْمتُ إِّلي ِّه بال ّ‬
‫* َ‬
‫وإ ّما مجازا ً كقوله تعالى‪{ :‬إن أسأتُم فَلَها}‪ ،‬أي‪ :‬فعليها إساءتُها‪ ،‬كما قال في آية أخرى‪{ :‬وإن أسأتمُ‬
‫فعليها}‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)10/2‬‬

‫سنةٌ‪ .‬وهي‬ ‫مرت عليه َ‬ ‫والم التاريخ) نحو‪" :‬هذا الغال ُم ِّلسنةٍ"‪ ،‬أي‪َّ :‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -13‬الوقتُ (وتُس َّمى‪َ :‬‬
‫الم الوقت‬
‫غ ّرتِّ ِّه‪ ،‬أو في ُ‬
‫غ َّرت ِّه‪.‬‬ ‫عندَ اإلطالق تد ُّل على الوقت الحاضر‪ ،‬نحو ‪" :‬كتبتُهُ ِّلغُ َّرةِّ شهر كذا"‪ ،‬أي‪ :‬عند ُ‬
‫ي ِّ أو االستقبال‪ ،‬فتكونُ بمعنى "قبَ ٍل" أو "بَعدٍ"‪ ،‬فاألو ُل كقولك‪" :‬كتبتُهُ‬ ‫وعندَ القرينة تد ُّل على ال ُمض ّ‬
‫لخمس َخلَ ْون من شهر كذا"‪ ،‬أي‪ :‬بعدها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫لست بَقينَ من شهر كذا"‪ ،‬أي قبلها‪ ،‬والثاني كقولك‪" :‬كتبتُهُ‬ ‫ٍّ‬
‫صوموا ِّل ُرؤيت ِّه‬ ‫ُ‬
‫حديث‪ُ " :‬‬ ‫ُ‬
‫دلوك الشمس}‪ ،‬أي‪ :‬بعدَ دلوكها‪ .‬ومنه‬ ‫صالة َ ِّل ِّ‬
‫{أقم ال ّ‬
‫ومنهُ قولهُ تعالى‪ِّ :‬‬
‫وأفطروا ِّلرؤيته"‪ ،‬أي‪ :‬بعد رؤيته‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫‪ -14‬معنى "م َع"‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫*فَلَ َّما تَفَ َّر ْقنا كأ َ ِّنّي وما ِّلكا ً * ‪ِّ -‬لطو ِّل اجتماعٍ ‪ -‬لم نَبِّت ل ْيلة َمعا*‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ليوم ال ِّقيامة}‪ ،‬أي‪ :‬فيها‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬ال يُجلّيها‬ ‫ط ِّ‬ ‫ض ُع الموازينَ القس َ‬
‫‪ -15‬معنى "في"‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ويَ َ‬
‫لوقتها إالّ هُو}‪ ،‬أي‪ :‬في وقتها‪ .‬ومنه قولهم‪" :‬مضى لسبيله"‪ ،‬أي‪ :‬في سبيل ِّه‪.‬‬
‫الواو والتَّا ُء‬‫ُ‬ ‫‪ 10‬و ‪-11‬‬
‫شر}‪ ،‬وقول ِّه {تاهللِّ ألكيدَ َّن أصنا َمكم}‪.‬‬ ‫{والفجر وليا ٍل َع ٍ‬
‫ِّ‬ ‫والواو والتا ُء‪ :‬تكونان للقسم‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫ُ‬
‫والواو تدخ ُل على كل مقسم به‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والتا ُء ال تد ُخ ُل إال على لفظ الجاللة‪.‬‬
‫‪ 12‬و ‪ُ -13‬مذ و ُم ْنذُ‬

‫(‪)11/2‬‬

‫البتداء الغاية‪ ،‬إن كان الزمانُ ماضياً‪ ،‬نحو‪" :‬ما رأيتكَ ُم ْذ‬ ‫ِّ‬ ‫"من"‪،‬‬ ‫ُم ْذ و ُمنذُ‪ :‬تكونان حرف ْي َج ّر بمعنى ْ‬
‫يوم الجمعة"‪ ،‬وبمعنى "في"‪ ،‬التي للظرفيّة‪ ،‬إن كان الزمان حاضراً‪ ،‬نحو‪" :‬ما رأيتهُ ُمنذُ‬ ‫أو منذُ ِّ‬
‫شهرنا" أي‪ :‬فيهما‪ .‬وحينئ ٍذ تُفيدان استغراقَ المدَّة‪ ،‬وبمعنى "من وإلى" معاً‪ ،‬إذا كان‬ ‫يومنا أو ِّ‬
‫مجرورهما نكرة معدودة لفظا أو معنى‪ .‬فاألول نحو‪" :‬ما رأيتكَ ُمذ ثالث ِّة أيام"‪ ،‬أي‪ :‬من بَدئها إلى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫والدهر ِّكالهما ُمتع ِّدّدٌ معنًى‪ ،‬ألنه ْ‬
‫يقال‬ ‫ُ‬ ‫هر"‪ .‬فاألمدُ‬ ‫نهايتها‪ .‬والثاني نحو‪" :‬ما رأيتكَ مذ أمدٍ‪ ،‬أو ُمنذُ دَ ٍ‬
‫شهر"‪ ،‬بمعنى‪ :‬ما رأيتهُ من بدئهما إلى‬ ‫يوم أو ٍ‬ ‫ودهر‪ .‬لهذا ال يقالُ‪" :‬ما رأيتُهُ ُمنذ ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫لكل جزءٍ منها أمدٌ‬
‫شهر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫لجزء الشهر‬‫ِّ‬ ‫اليوم يو ٌم‪ ،‬وال‬
‫ِّ‬ ‫الجزء‬
‫ِّ‬ ‫معدودتين‪ ،‬ألنهُ ال يقا ُل‬ ‫ِّ‬ ‫غير‬
‫نكرتان َ‬ ‫ِّ‬ ‫نهايتهما‪ ،‬ألنهما‬
‫واعلم أَنهُ يشترط في مجرورهما أن يكون ماضيا ً أو حاضراً‪ ،‬كما رأيتَ ‪ .‬ويشترط في الفعل قبلَهما‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫طاو ِّل واالمتدادِّ‪،‬‬‫يوم الخميس"‪ ،‬أَو ماضيا ً فيه معنى الت َّ ُ‬ ‫أن يكون ماضيا ً منفيّاً‪ ،‬فال يقالُ‪" :‬رأيتهُ منذُ ِّ‬
‫ْ‬
‫الشمس"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫نحو‪ِّ " :‬سرتُ ُمذ طلوعِّ‬
‫ط فيهما‬ ‫ط فيهما أَيضا ً ما اشتُر َ‬ ‫ُشتر ُ‬
‫منصوبين َمحالً‪ ،‬فَيُرف ُع ما بعدَهما‪ .‬وي َ‬ ‫ِّ‬ ‫ظرفين‬
‫ِّ‬ ‫وتكونُ " ُمذ و ُمنذُ"‬
‫شرح الظروف المبنية‬ ‫ِّ‬ ‫الكالم على‬
‫ِّ‬ ‫وهما حرفان‪ .‬وقد سبقَ الكال ُم عليهما في المفعول في ِّه‪ ،‬عندَ‬
‫فراجعهُ‪.‬‬
‫و ُمذ‪ :‬أصلُها "منذُ" فَ ُخفّفت‪ ،‬بدليل رجوعهم إلى ضم الذَّال عند مالقاتها ساكناً‪ ،‬نحو‪" :‬انتظرتكَ مذُ‬
‫الجارة ُ و "إذ" الظرفيّة‪ ،‬فَ ُجعلتا كلمةً واحدةً‪ .‬ولذا كسرت ِّمي ُمها ‪ -‬في‬ ‫َّ‬ ‫الصباح"‪ .‬و ُمنذُ‪ :‬أصلُها "من"‬
‫بعض اللُّغات ‪ -‬باعتبار األصل‪.‬‬
‫‪ُ -14‬ربَّ‬
‫ُ‬
‫ُربَّ ‪ :‬تكونُ للتّقلي ِّل وللتّكثير‪ ،‬والقرينة هي التي تُعيّنُ المرادَ‪ .‬فمن التقليل قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫ْس لَهُ أَبٌ * وذي َولَ ٍد لَ ْم يَ ْلدَهُ أَبَ ٍ‬
‫وان*‬ ‫*أَال ُربَّ َم ْولودٍ‪َ ،‬ولَي َ‬

‫(‪)12/2‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫حديث‪" :‬يا ُرب كا ِّسي ٍة في الدنيا عاريةٌ‬ ‫ُ‬ ‫التكثير‬


‫ِّ‬ ‫آدم‪ ،‬عليهما السال ُم‪ .‬ومن‬ ‫يُريدُ باألول عيسى‪ ،‬وبالثاني َ‬
‫انقضاء َرمضانَ ‪" :‬يا ُربَّ صائم ِّه لن يَصو َمهُ‪ :‬ويا ُربَّ قائم ِّه‬ ‫ِّ‬ ‫بعض العرب عند‬ ‫ِّ‬ ‫يوم القيام ِّة"‪ ،‬وقو ُل‬ ‫َ‬
‫لن يَقومهُ"‪.‬‬
‫وربَّتما"‪ .‬والتا ُء زائدة لتأنيث الكلمة‪ ،‬و "ما" زائدة ٌ للتوكيد‪ .‬وهي‬ ‫وربّما ُ‬ ‫وربَّةَ ُ‬
‫"ربَّ ُ‬ ‫واعلم أنهُ يُقالُ‪ُ :‬‬
‫كافةٌ لها عن العمل‪.‬‬
‫{ربَما يَودُّ الذين كفروا لو كانوا ُمسلمينَ }‪.‬‬ ‫ف البا ُء‪ .‬ومنه قوله تعالى‪ُ :‬‬ ‫وقد ت ُ َخفّ ُ‬
‫المعارف‪ .‬وأ ّما قولهُ‪" :‬يا ُربَّ صائم ِّه‪ ،‬ويا ُربَّ قائم ِّه"‬ ‫َ‬ ‫"ربَّ " إال النكرات‪ ،‬فال تُبا ِّش ُر‬ ‫وال ت َ ُج ُّر ُ‬
‫ألن إضافةَ الوصف إلى معمول ِّه غير‬ ‫التعريف‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫المتقدَّ ُم‪ ،‬فإضافة صائم وقائم إلى الضمير لم تُفدهما‬
‫صهُ‪ ،‬ألنها على نيّة االنفصال‪ ،‬أال ترى أنك تقول‪:‬‬ ‫تعريف المضاف وال تخصي َ‬ ‫َ‬ ‫محضةٍ‪ ،‬فهي ال تُفيدُ‬
‫"يا ُربَّ صائم فيه‪ ،‬ويا ربَّ قائم فيه"‪.‬‬
‫كريم لقيته"‪ .‬والثاني‬ ‫ٍ‬ ‫"ربَّ رج ٍل‬ ‫واألكثر أن تكون هذه النكرة موصوفة بمفر ٍد أو جملة‪ .‬فاألول نحو‪ُ :‬‬
‫ٌ‬
‫"ربَّ كريم جبان"‪.‬‬ ‫غير موصوفة‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬ ‫الخير أكرمته"‪ .‬وقد تكونُ َ‬ ‫َ‬ ‫"ربَّ رج ٍل يفعل‬ ‫نحو‪ُ :‬‬
‫على‬ ‫فيكونُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫الضمير إال ُمفردا ُمذكرا‪ .‬أما ُمميّزهُ‬ ‫ُ‬ ‫هذا‬ ‫يكونُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫وقد ت ُ ُج ُّر ضميرا ُمنكرا ُمميّزا بنكرةٍ‪ .‬وال‬
‫ين‪ُ .‬ربّهُ‬‫"ربّهُ رجالً‪ُ .‬ربّهُ َرجلَ ِّ‬ ‫حسب ُمراد المتكلم‪ :‬مفردا ً أو ُمثَنَّى أو جمعا ً أو مذكرا ً أو مؤنثاً‪ ،‬تقول‪ُ :‬‬
‫رجاالً‪ُ .‬ربّهُ امرأةً‪ُ .‬ربَّهُ امرأتي ِّن‪ُ .‬ربّهُ نسا ًء"‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ث ْال َح َمدَ دائباً‪ ،‬فأَجابُوا*‬ ‫*ربَّهُ فِّتَيَةً دَ َع ْوتُ إلى ما * ي ِّ‬
‫ُور ُ‬ ‫ُ‬
‫"ربَّ " من اإلعراب‪ ،‬في الكالم على موضع المجرور بحرف‬ ‫وسيأتي الكال ُم على محل مجرور ُ‬
‫الجر‪.‬‬
‫‪ 15‬و ‪ 16‬و ‪َ -17‬خالَ َو َعدا و َحاشا‬
‫عليهن في مبحث‬ ‫َّ‬ ‫َّمهن "ما"‪ .‬وقد سبق الكالم‬ ‫جر لالستثناء‪ ،‬إذا لم يتقد َّ‬ ‫خَال وعدا وحاشا‪ :‬تكون أَحرف ٍ ّ‬
‫االستثناء‪ .‬فراجعه‪.‬‬
‫‪َ -18‬ك ْي‬

‫(‪)13/2‬‬

‫"كيم فعلتَ‬
‫َ‬ ‫جر للتعليل بمعنى الالم‪ .‬وإنما ت َ ُج ُّر "ما" االستفهامية‪ ،‬نحو‪" :‬ك ْي َمهْ؟"‪ ،‬نقولُ‪:‬‬ ‫حرف َّ‬ ‫ُ‬ ‫كي‪:‬‬
‫ف بعدَ ك ِّّل‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫كما‬ ‫ها‬‫َ‬ ‫د‬‫بع‬ ‫"ما"‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ُ ِّ ُ‬‫أ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ذ‬‫ح‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ْ؟"‬ ‫ه‬ ‫"لم‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫استعم‬ ‫واألكثر‬
‫ُ‬ ‫فعلته؟"‪.‬‬ ‫"لم‬
‫َ‬ ‫ُ‪:‬‬ ‫ل‬ ‫تقو‬ ‫كما‬ ‫هذا؟"‪،‬‬
‫"م ّم ْه و َعالم ْه وإال َمهْ"‪ .‬وإذا وقَفُوا ألحقوا بها هاء السكت‪ ،‬كما رأيتَ ‪ .‬وإذا وصلوا‬ ‫جار‪ ،‬نحو‪ِّ :‬‬ ‫ٍّ‬
‫حذفوها‪ ،‬لعدم الحاجة إليها في الوصل‪.‬‬
‫المؤو َل بما المصدرية كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫المصدر‬
‫َ‬ ‫َجر‬
‫وقد ت ُّ‬
‫ض ُّر َويَ ْنفَ ُع*‬ ‫ْ‬
‫ض َّر‪ ،‬فإنَّما * يُرادُ الفَت َى كيْما يَ ُ‬ ‫* ِّإذا أ َنتَ لَم ت َ ْنفَ ْع فَ ُ‬
‫(فكي‪ :‬حرف جر‪ .‬وما‪ :‬مصدرية‪ ،‬فما بعدها في تأويل مصدر مجرور بكي‪ .‬أي‪ :‬يراد الفتى للضر‬
‫والنفع‪ .‬ويجوز أن تكون "كي" هنا هي المصدرية الناصبة للمضارع‪ .‬فما‪ .‬بعدها‪ .‬زائدة كافةٌ لها عن‬
‫العمل)‪.‬‬
‫‪َ -19‬مت َى‬
‫"م ْن" ‪ -‬في لُغ ِّة " ُهذَي ٍل"‪ ،‬ومنهُ قولهُ‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫بمعنى‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫جر‬‫َ ٍّ‬ ‫حرف‬ ‫تكونُ‬ ‫َمتى‪:‬‬
‫ت * َمت َى لُ َجج ُخض ٍْر لَ ُه َّن نَئي ُج*‬ ‫حْر‪ ،‬ث ُ َّم ت ََرفَّ ْع ْ‬ ‫*ش َِّربْنَ ِّبماءٍ البَ ِّ‬
‫‪ -20‬لعَ َّل‬
‫ٌ‬
‫عقَي ٍل" وهي مبنيّة على الفتح أو الكسر‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫جر في لغة " ُ‬ ‫حرف ٍ ّ‬ ‫َ‬ ‫لَعَلَّ‪ :‬تكونُ‬
‫وار م ْنكَ قَ ُ‬
‫ريب*‬ ‫الم ْغ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ْوتَ َج ْه َرة ً * لعَ َّل أبي ِّ‬ ‫خرى وارفَ ِّع ال َّ‬ ‫عأ َ‬ ‫ُ‬ ‫*فَقُ ْلتُ ا ْد ُ‬
‫المها األولى‪.‬‬ ‫وقد يُقال فيها " َعلَّ" بحذف ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫رفع على أَنه مبتدأ‪ .‬خبرهُ ما‬‫جر شبيهٌ بالزائد‪ ،‬فال تتعلَّ ُق بشيءٍ ‪ .‬ومجرورها في موضع ٍ‬ ‫حرف ّ‬ ‫ُ‬ ‫وهي‬
‫بعدَه‪.‬‬
‫عقَيل" ناصبةٌ لالسم رافعةٌ للخبر‪ ،‬كما تقدَّم‪.‬‬ ‫وهي عندَ غير " ُ‬
‫الجار‬
‫ِّ ّ‬ ‫‪َ -2‬ما َّ‬
‫الزائدَة ُ ب ْعدَ‬
‫غرقوا}‪،‬‬ ‫ُ‬
‫{م ّما خَطيئاتهم أ ِّ‬
‫هن عن العمل‪ ،‬كقوله تعالى‪ِّ :‬‬ ‫قد تُزادُ "ما" بعدَ "من وعن والباء"‪ ،‬فال ت َكفُّ َّ‬
‫ُصبحن نادمينَ }‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬فَبما َرحم ٍة من هللا لِّنتَ لَ ُهم}‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وقول ِّه‪َ { :‬ع ّما قَلي ٍل لي‬
‫ً‬
‫والكاف" فيبقى ما بعدَهما مجرورا‪ ،‬وذلك قليلٌ‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫"ربَّ‬ ‫وقد تُزادُ بعدَ ُ‬
‫َ‬
‫صرى َوط ْعنَ ٍة نَجْال ُء*‬ ‫صقي ٍل * بَيْنَ بُ ْ‬ ‫سيْفٍ َ‬ ‫ض ْربَ ٍة بِّ َ‬
‫*ربَّما َ‬
‫ُ‬

‫(‪)14/2‬‬

‫وقو ِّل غيره‪:‬‬


‫وجار ُم*‬‫ِّ‬ ‫َ‬
‫اس‪َ ،‬مجْ رو ٌم َعل ْي ِّه‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ُر َم ْوالنا‪ ،‬ونَ ْعل ُم أنَّهُ * ك َما النَّ ِّ‬ ‫*ونَ ْن ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫مكفوفتين‪ ،‬ألنهما لم تبا ِّشرا الجملة‪ ،‬وإنما باشرتا االسم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫غير‬
‫عاملتين‪َ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وجب أن تكونا هنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وإنما‬
‫واالكثر أن تكفهما "ما" عن العم ِّل‪ ،‬فيدخالنش حينئ ٍذ على ال ُج َم ِّل االسميّة والفعليّة كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ضاربُهْ*‬
‫َ ِّ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ن‬‫ْ‬ ‫ُ‬
‫خ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ر‬
‫َ َ ُ ٍَْ ْ‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ْف‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫*‬ ‫د‬ ‫ٍ‬ ‫ه‬‫ش‬‫ْ‬
‫َ َ َ َ‬‫م‬ ‫وم‬ ‫ي‬ ‫ني‬ ‫ز‬‫*أ َ ٌخ ِّ ْ ِّ‬
‫ْ‬
‫ُخ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ٌ‬ ‫د‬ ‫ماج‬
‫وقو ِّل اآلخر‪:‬‬
‫ش َماالتُ *‬ ‫*ربَّما أ َ ْوفَيتُ في َعلَ ٍم * ت َْرفَعَ ْن ث َ ْوبي َ‬ ‫ُ‬
‫ماض‪ ،‬كهذا البيت‪ .‬وقد تدخ ُل على فع ٍل مضارع‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫"ربَّ " المكفوف ِّة أن تدخ َل على فع ٍل‬‫َ‬ ‫والغالب على ُ‬
‫{ربَما يَودُّ الذينَ‬ ‫ُنز ُل منزلة الماضي للقطع بحصول ِّه‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪ُ :‬‬ ‫بشرط أن يكونَ ُمتَحققَ الوقوع‪ ،‬في ّ‬
‫كفروا لو كانوا ُمسلمينَ }‪ .‬ونَدَ َر دخولها على الجملة االسميّة‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫هار*‬ ‫الم ُ‬ ‫ام ُل ال ُم َؤبَّ ُل في ِّه ْم * و َعناجي ُج بَ ْينَ ُه َّن ِّ‬ ‫*ربَّما ْال َج ِّ‬ ‫ُ‬
‫واو ُربَّ وفاؤُها‬ ‫‪ُ -3‬‬
‫قد تُحذَف "ربَّ "‪ ،‬ويبقى عملُها بعد الواو كثيراً‪ ،‬وبعد الفاء قليالً‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫موم‪ِّ ،‬ليَبت َلي*‬ ‫ي‪ِّ .‬بأ َ ْنواعِّ ال ُه ِّ‬ ‫سدُولَهُ * َعلَ َّ‬ ‫ج ْالبَحْ ِّر‪ ،‬أ َ ْرخى ُ‬ ‫*ولَ ْي ٍل َك َم ْو ِّ‬ ‫َ‬
‫وقول ِّه‪:‬‬
‫ض ٍع * فَ ْأله ْيتُها َع ْن ذي ت َمائِّ َم ُمحْ ِّو ِّل*‬ ‫ط َر ْقتُ َو ُم ْر ِّ‬ ‫*فَ ِّمثْ ِّل ِّك ُحبْلى قَ ْد َ‬
‫ف ال َج ِّ ّر قِّياسا ً‬ ‫ف َح ْر ِّ‬ ‫‪َ -4‬ح ْذ ُ‬
‫حرف ال َج ِّ ّر قِّياسا ً في ستَّة مواضع‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫يُحذَ ُ‬
‫{أو َع ِّجبت ُ ْم أنْ‬ ‫ْ‬
‫نذر منهم}‪ ،‬أي‪ :‬ألن جاءهم‪ ،‬وقول ِّه‪َ :‬‬ ‫‪ -1‬قب َل أن‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬و َع ِّجبوا أن جا َءهم ُم ٌ‬ ‫ْ‬
‫ِّكر من ربكم على رج ٍل منكم}‪ ،‬وقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫جاءكم ذ ٌ‬
‫*هللاُ يَ ْعلَ ُم أَنا ال ن ِّحبُّك ُم * َوال نَلو ُمك ُم أن ال ت ِّحبُّونا*‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫أي‪ :‬على أن ال تُحبُّونا‪.‬‬
‫ش ِّهدَ بأنهُ‪.‬‬ ‫أن‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬ش ِّهدَ هللاُ انهُ ال ِّإله إال هو}‪ ،‬أي‪َ :‬‬ ‫‪ -2‬قب َل َّ‬

‫(‪)15/2‬‬

‫وأن"‪ ،‬إن يُؤ َم ِّن اللَّ ُ‬


‫بس بحذف ِّه‪ .‬فإن لم يُؤ َمن لم يَجز حذفهُ‪،‬‬ ‫الجار قب َل "أن َّ‬
‫ِّ ّ‬ ‫حذف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫واعلم أنهُ إنما‬
‫أرغبَتك في‬ ‫الحذف‪ ،‬فال يَفه ُم السام ُع ماذا أردتَ ‪َ :‬‬‫ِّ‬ ‫فال يقالُ‪" :‬ر ِّغبتُ أن أفعلَ"‪ ،‬إلشكا ِّل المراد بعدَ‬
‫ذكر الحرف ليتعيَّن المرادُ‪ ،‬إال إذا كان اإلبها ُم مقصودا ً من السامع‪.‬‬ ‫فيجب ُ‬‫ُ‬ ‫الفع ِّل‪ ،‬أم رغبَتَكَ عنه؟‬
‫َقر عينُها}‪ ،‬أي‪ :‬لكي ت َّ‬
‫َقر‪.‬‬ ‫{فرددناهُ إلى أم ِّه كي ت َّ‬ ‫‪ -3‬قب َل "كي" الناصب ِّة للمضارع‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪َ :‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫جر بالحرف المحذوف‪ ،‬على األص َّح‪.‬‬ ‫وأن وك ْي" في موضع َّ‬ ‫"أن َّ‬ ‫المؤول بعد ْ‬ ‫َّ‬ ‫المصدر‬
‫َ‬ ‫واعلم أن‬
‫موضع النصب بنزعِّ الخافض‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫في‬ ‫هو‬ ‫‪:‬‬‫العلماء‬
‫ِّ‬ ‫بعض‬ ‫وقال‬
‫ألخدمن األمةَ خدمةً صادقةً"‪ ،‬أي‪ :‬وهللا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫هللا‬
‫لفظ الجاللة في القسم‪ ،‬نحو‪ِّ " :‬‬ ‫‪ -4‬قب َل ِّ‬
‫الكتاب؟"‬
‫َ‬ ‫الجر‪ ،‬نحو‪" :‬بكم درهم اشتريتَ هذا‬ ‫حرف ِّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -5‬قب َل ُمميّز "كم" االستفهامية‪ ،‬إذا دخل عليها‬
‫أي‪ :‬بكم من درهم؟ والفصي ُح نصبُهُ‪ ،‬كما تقدَّم في باب التمييز‪ ،‬نحو‪" :‬بكم درهما ً اشتريته؟"‪.‬‬
‫ص َور‪:‬‬ ‫جر مثله‪ ،‬وذلك في خمس ُ‬ ‫كالم ُمشتم ٍل على حرف ّ‬ ‫‪ -6‬بعدَ ٍ‬
‫"م َّم ْن أخذتَ الكتاب؟"‪ ،‬فيقا ُل لك‪" :‬خالدٍ"‪ ،‬أي‪ :‬من خالد‪.‬‬ ‫استفهام‪ ،‬تقول‪ِّ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫األولى‪ :‬بعد جوا ِّ‬
‫بن سعيد؟‪.‬‬ ‫ابن سعيدٍ؟" أي‪ :‬أبخال ِّد ِّ‬ ‫الثانية‪ :‬بعد همزةِّ االستفهام‪ ،‬تقولُ‪" :‬مررتُ بخالدٍ"‪ ،‬فيقالُ‪" :‬أخال ِّد ِّ‬
‫س ٍن" أي‪ :‬إن بخلي ٍل‪ ،‬وإن‬ ‫إن خلي ٍل‪ْ ،‬‬
‫وإن ح َ‬ ‫من شئتَ ‪ْ ،‬‬ ‫الشرطي ِّة‪ ،‬تقولُ‪" :‬إذهبْ بِّ ْ‬ ‫ّ‬ ‫الثالثة‪ :‬بعدَ "إن"‬
‫بحسن‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بدرهم"‪ ،‬فيقالُ‪َ " :‬هالّ دينار"‪ ،‬أي‪ :‬هالّ ت َصدَّقتَ بدينار‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫َّقتُ‬ ‫د‬‫"تص‬ ‫ُ‪:‬‬ ‫ل‬‫تقو‬ ‫"‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫َ‬ ‫د‬‫بع‬ ‫‪:‬‬‫ُ‬ ‫ة‬‫الرابع‬
‫المحذوف‪ ،‬كقولك‪" :‬لخال ٍد‬
‫ُ‬ ‫الحرف‬
‫ُ‬ ‫كر‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫لو‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ة‬‫جمل‬ ‫يكونَ‬ ‫أن‬ ‫ح‬
‫ُّ‬ ‫يص‬ ‫بما‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫َ ٍّ‬‫ل‬‫ْ‬ ‫ت‬‫م‬ ‫عطفٍ‬ ‫حرف‬ ‫بعد‬ ‫الخامسة‪:‬‬
‫بستان‪ ،‬وقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُستان"‪ ،‬أي‪ :‬ولسعيد‬ ‫ار‪ ،‬وسعي ٍد ب ٌ‬ ‫د ٌ‬
‫ٌ‬
‫ب َرأفة فَيَجْ ب َُرا*‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫*ما ِّلمحُبّ ٍ َجلَ ٍد أ ْن يَ ْه ُجرا * َوال َحبي ٍ‬
‫وقو ِّل اآلخر‪:‬‬

‫(‪)16/2‬‬

‫ب أ َ ْن يَ ِّلجا*‬ ‫صب ِّْر أ َ ْن يَحْ ظى ِّبحاجتِّ ِّه * و ُمد ِّْم ِّن ْالقَ ْرعِّ ِّلألَبوا ِّ‬ ‫*أ َ ْخ ِّل ْق ِّبذي ال َّ‬
‫واختالف‬
‫ِّ‬ ‫ُث من دآبَّ ٍة آياتٌ ٍ‬
‫لقوم يُوقنونَ ‪،‬‬ ‫دمن القرع‪ .‬ومنهُ قولهُ تعالى‪{ :‬وفي خَلقكم وما يَب ُّ‬ ‫أي‪ :‬وبِّ ُم ِّ‬
‫الرياح‪ ،‬آياتٌ‬ ‫وتصريف ِّ ّ‬
‫ِّ‬ ‫األرض بعد موتها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ق‪ ،‬فأحيا به‬ ‫السماء من رز ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫اللي ِّل والنهار وما أنز َل هللاُ من‬
‫لقوم يعقلون}‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫س َماعا ً‬ ‫ف ال َج ِّ ّر َ‬ ‫ف َح ْر ِّ‬ ‫ْ‬
‫‪َ -5‬حذ ُ‬
‫المجرور بعدَ حذف ِّه تشبيها ً لهُ بالمفعول به‪ .‬ويُسمى أيضا ً المنصوب‬ ‫ُ‬ ‫فينتصب‬
‫ُ‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫اع‬ ‫م‬ ‫س‬
‫َ ِّ ّ َ َ‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫قد يُحذَ‬
‫إن ثمودَ‬ ‫الجر‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬أال َّ‬‫حرف ِّ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫حذف‬
‫ِّ‬ ‫صب بسبب‬ ‫االسم الذي نُ َ‬ ‫َ‬ ‫على نزعِّ الخافض‪ ،‬أي‪:‬‬
‫{واختار موسى قو َمهُ أربعينَ رجالً} أي‪ :‬من قومه‪ ،‬وقو ِّل‬ ‫َ‬ ‫كفروا ربَّهم}‪ ،‬أي‪ :‬بربهم‪ ،‬وقول ِّه‪:‬‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ي إذا ً َحرا ُم*‬ ‫ِّيار َولَ ْم تَعُو ُجوا * َكال ُم ُك ُم َعلَ َّ‬ ‫*ت َ ُم ُّرونَ الدّ َ‬
‫أي‪ :‬ت َ ُم ُّرونَ بالديار‪ ،‬وقو ِّل اآلخر‪:‬‬
‫ب*‬‫ش ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫مرتَ ب ِّه * فَقَ ْد ت َْركتكَ ذا َما ٍل َوذا نَ َ‬ ‫أ َ َم ْرتُكَ ال َخي َْر‪ :‬فا ْفعَ ْل َما أ ُ ْ‬
‫أي‪ :‬أمرتُك بالخير‪ ،‬وقو ِّل غيرهِّ‪:‬‬
‫صيَهُ * َربَّ ْال ِّعبادِّ‪ ،‬إِّلَي ِّه ْال َوجْ هُ والعَ َملُ*‬ ‫*أ َ ْست َ ْغ ِّف ُر هللاَ ذَنبا ً لَ ْستُ ُم ْح ِّ‬
‫أستغفر هللاَ من ذنب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أي‪:‬‬
‫الجار وإيصا ِّل الفعل غلى المفعول بنفس ِّه بال‬ ‫َّ‬ ‫حذف‬
‫ِّ‬ ‫ويُس ّمى هذا الصني ُع بالحذف واإليصال‪ ،‬أي‪:‬‬
‫ي‪.‬‬
‫ور على انهُ سماع ٌّ‬ ‫واسطة‪ .‬وقال قو ٌم‪ :‬إنهُ قياسي‪ .‬والجمه ُ‬
‫بعض‬ ‫ِّ‬ ‫الجار‪ ،‬في غير مواضع حذف ِّه قياساً‪ .‬ومن ذلك قو ُل‬ ‫ِّ ّ‬ ‫االسم مجرورا ً بعد حذف‬ ‫ِّ‬ ‫ونَدَ َر بقا ُء‬
‫"خير‪ ،‬إن شا َء هللاُ"‪ ،‬أي‪" :‬على خير"‪ ،‬وقو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫سئلَ‪" :‬كيف أصبحتَ ؟" فقال‪:‬‬ ‫ب‪ ،‬وقد ُ‬ ‫العر ِّ‬
‫ف األصابِّ ُع*‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب باألك ّ ِّ‬ ‫ت كل ْي ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫شار ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫اس ش ٌَّر قَبيلة * أ َ‬ ‫َ‬ ‫ي النَّ ِّ‬ ‫َ‬
‫*إذا قيلَ‪ :‬أ ُّ‬
‫ٌ‬
‫أي‪ :‬إلى كليب‪ .‬ومث ُل هذا شذوذ ال يُلتفتُ إليه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫رف ال َج ِّ ّر‬ ‫‪ -6‬أَقسا ُم َح ِّ‬
‫ي ٍ وزائ ٍد وشبيه بالزائد‪.‬‬ ‫الجر على ثالثة أقسام‪ :‬أصل ّ‬ ‫َّ‬ ‫حرف‬
‫ُ‬

‫(‪)17/2‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫ي‪ :‬ما يحتا ُج غلى ُمتعلَّق‪ .‬وهو ال يُستغنى عنه معنًى وال إعراباً‪ ،‬نحو‪" :‬كتبتُ بالقلم"‪.‬‬ ‫فاألصل ُّ‬
‫ّ‬
‫والزائدُ‪ :‬ما يُستغنى عنه إعرابا‪ ،‬وال يحتا ُج إلى ُمتعلق‪ .‬وال يُستغنى عنه معنًى‪ ،‬ألنهُ إنما جي َء به‬ ‫ً‬
‫بمسافر"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫"ليس سعيدٌ‬ ‫َ‬ ‫مضمون الكالم‪ ،‬نحو‪" :‬ما جا َءنا من أحدٍ" ونحو‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫لتوكيد‬
‫ّ‬
‫غير أنهُ ال يحتا ُج إلى ُمتعلق‪.‬‬ ‫ً‬
‫شِّبيهُ بالزائدِّ‪ :‬ما ال يُمكن االستغنا ُء عنهُ لفظا وال معنى‪َ ،‬‬ ‫وال ّ‬
‫"ربَّ و َخالَ وعدا وحاشا ولَعَلَّ"‪.‬‬ ‫وهو خمسةُ أحرفٍ ‪ُ :‬‬
‫(وسمي شبيها ً بالزائد ألنه ال يحتاج إلى متعلّق‪ .‬وهو أيضا ً شبيهٌ باألصلي من حيث أنه ال يستغنى‬
‫الحر}‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عنه لفظا ً وال معنى‪ .‬والقول بالزائد هو من باب االكتفاء‪ ،‬على حد قوله تعالى‪{ :‬سرابيل تقيكم‬
‫أي‪ :‬وتقيكم البرد أيضاً)‪.‬‬
‫الجار‬
‫ِّ ّ‬ ‫واض ُع ِّزيادَةِّ‬ ‫‪َ -7‬م ِّ‬
‫والكاف والالم"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الجر إال "من والبا ُء‬ ‫ّ‬ ‫حروف‬
‫ِّ‬ ‫ال يُزادُ من‬
‫َّ‬
‫وليست في المعنى‪ ،‬ألنها إنما يُؤتى بها للتوكيدِّ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وزيادتها إنما هي في اإلعراب‪،‬‬
‫{ليس كمثل ِّه‬‫َ‬ ‫سمعت زيادتها في خبر "ليس"‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫الكاف‪ ،‬فزيادتها قليلةٌ جداً‪ .‬وقد ُ‬ ‫ُ‬ ‫أ ّما‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ب فيها كال َمقق"‪ .‬وزيادتها‬ ‫واحق األقرا ِّ‬ ‫َ‬
‫شي ٌء}‪ ،‬أي‪" :‬ليس مثله شي ٌء"‪ ،‬وفي المبتدأ‪ ،‬كقول الراجل‪" :‬ل ِّ‬ ‫َ‬
‫سماعيّة‪.‬‬
‫وأ ّما الال ُم فتُزادُ سماعا ً بينَ الفعل ومفعوله‪ .‬وزيادتها في ذلك رديئةٌ‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب * ُملكا ً أ َ‬
‫جار ِّل ُم ْس ِّل ٍم َو ُمعا ِّهدِّ*‬ ‫ْ‬
‫ق ويَث ِّر ٍ‬ ‫ْ‬
‫*و َملَ ْكتَ ما بَيْنَ ال ِّعرا ِّ‬ ‫َ‬
‫أي‪ :‬أجار مسلما ً ومعاهدا‪ً.‬‬
‫ضعف ِّه بالتأ ُّخر‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬الذينَ هم‬ ‫وتُزادُ قياسا ً في مفعو ٍل تأ َّخ َر عنه فِّعلُهُ تقويةً للفعل المتأخر ل َ‬
‫ألن عملَهُ فَر ٌ‬
‫ع‬ ‫المشتق من الفعل تقويةً لهُ أيضاً‪َّ ،‬‬ ‫ّ ِّ‬ ‫لربهم يَرهبون}‪ ،‬أي‪ :‬ربهم يَرهبون‪ ،‬وفي مفعول‬
‫ً‬
‫صدِّّقا ِّلما َمعَهم}‪ ،‬أي‪ :‬مصدقا لما معهم‪ ،‬وقول ِّه‪:‬‬ ‫ً‬ ‫المشتق هو منه‪ ،‬كقوله تعالى‪ُ { :‬م َ‬ ‫َّ‬ ‫عن عم ِّل فعل ِّه‬
‫{فَعَا ٌل لما يُريد}‪ ،‬أي‪ :‬فَعّا ٌل ما يريد وقد سبق الكالم عليها‪.‬‬

‫(‪)18/2‬‬

‫استفهام‬
‫ٍ‬ ‫"من" فال تُزادُ إال في الفاعل والمفعول به والمبتدأ‪ ،‬بشرط أن تُسبَقَ بنفي ٍ أو نهي أو‬ ‫وأ ّما ِّ‬
‫فيهن قياسيّةٌ‪ .‬ولم يشترط األخفش ت َقد َُّم نفي أو شبه ِّه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ب َه ْل‪ ،‬وأن يكون مجرروها نكرةً‪ .‬وزيادتها‬
‫وجعل من ذلك قولهُ تعالى‪{ :‬ويكفّر عنكم من سيئاتكم}‪ ،‬وقولهُ‪{ :‬فَكلُوا ِّم ّما أمسكنَ عليكم}‪ .‬و "من"‬
‫في هاتين اآليتين تحتم ُل معنى التبعيض أيضاً‪ .‬وبذلك قال جمهور النُّحاة‪ .‬وأقوى من هذا االستشهاد‬
‫االستدال ُل بقوله تعالى‪{ :‬ويُن ِّ َّز ُل من السماء‪ ،‬من جبال فيها‪ ،‬من بَ َردٍ}‪ .‬فمن في قوله‪" :‬من برد" ال‬
‫السماء‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُنزل بَ َردا ً من جبا ٍل في‬ ‫ألن المعنى‪ :‬أن ي َّ‬ ‫غير ذلك‪َّ ،‬‬ ‫ريب في زيادتها‪ ،‬وإن قالوا‪ :‬إنها تحتمل َ‬
‫فزيادتها في الفاعل‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ما جا َءنا من بشير}‪.‬‬
‫س منهم من أحد}‪.‬‬ ‫وزيادتها في المفعول‪ ،‬كقوله‪{ :‬ت َِّح ُّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫غير هللاِّ يَرزقكم!}‪.‬‬
‫ق ُ‬ ‫وزيادتها في المبتدأ‪ ،‬كقوله‪{ :‬هل من خال ٍ‬
‫ت والنفي‪ .‬وتزاد في خمس ِّة مواض َع‪:‬‬ ‫وأما البا ُء فهي أكثر أخواتها زيادةً‪ .‬وهي تزادُ في اإلثبا ِّ‬
‫‪ -1‬في فاعل "كفى"‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وكفى باهلل وليّاً‪ ،‬وكفى باهلل نصيراً}‪.‬‬
‫بزمام الفَ َرس"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬وال تُلقوا بأيديكم إلى‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -2‬في المفعول به‪ ،‬سماعا ً نحو‪" :‬أخذتُ‬
‫إليك ِّب ِّجذعِّ النَّخلة}‪ ،‬وقوله‪{ :‬و َم ْن ي ُِّر ْد فيه بإِّلحادٍ}‪ ،‬وقولُهُ‪{ :‬فَطفِّقَ َمسحا ً‬ ‫التّهلُك ِّة}‪ ،‬وقولهُ‪{ :‬وه ِّ ُّزي ِّ‬
‫ق}‪.‬‬
‫ق واألعنا ِّ‬ ‫سو ِّ‬ ‫بال ُّ‬
‫ً‬
‫بالمرء إثما أن يُحدّ َ‬
‫ِّث بك ِّّل ما‬ ‫ِّ‬ ‫ومنهُ زيادتُها في مفعو ِّل "كفى" ال ُمتعدَّي ِّة إلى واحدٍ‪ ،‬كحديثِّ‪" :‬كفى‬
‫س ِّم َع"‪.‬‬
‫َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وأحس"‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وتُزادُ في مفعو ِّل " َع َرف و َع ِّل َم ‪ -‬التي بمعناها ‪ -‬ودَ َرى و َج ِّه َل و َ‬
‫س ِّم َع‬
‫سماعا ً أنها ال تُزادُ إال في مفعول األفعال التي ُ‬
‫سمعت زيادتها في‬ ‫ومعنى زيادتها في المفعول به َ‬
‫ُقاس عليها غيرها من األفعال‪ .‬وأ ّما ما َو َرد‪ ،‬فلك أن ت َزيدَ البا َء في مفعوله في كل‬ ‫مفاعيلها‪ ،‬فال ي ُ‬
‫تركيب‪.‬‬

‫(‪)19/2‬‬

‫لفظ "ناهيكَ "‪ ،‬نحو‪" :‬ناهيكَ‬ ‫ظ " َحسْب" نحو‪ِّ " :‬ب َحس ِّبكَ دره ٌم"‪ ،‬أو كان بعدَ ِّ‬ ‫‪ -3‬في المبتدأ‪ ،‬إذا كان لف َ‬
‫"كيف‬
‫َ‬ ‫"كيف"‪ ،‬نحو‪:‬‬‫َ‬ ‫بخال ٍد شجاعاً"‪ ،‬أو كان بعدَ "إذا الفُجائيّ ِّة‪ ،‬نحو‪" :‬خرجتُ فإذا باألستاذِّ"‪ ،‬أو بعدَ‬
‫ِّبكَ ‪ ،‬أو بخليل‪ ،‬إذا كان كذا وكذا؟"‪.‬‬
‫سماعيّة‪ ،‬كقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ي عاملَها‪ .‬وزيادتها فيها َ‬ ‫‪ -4‬ي الحال المنف ّ‬
‫ب ُم ْنت َهاها*‬ ‫ت بِّخائِّبَ ٍة ِّركابٌ * َحكي ُم بْنُ المس ِّيّ ِّ‬ ‫*فَما َرجعَ ْ‬
‫وقو ِّل اآلخر‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫*كائِّ ْن دُعيتُ إلى بَأسا َء دا ِّه َم ٍة * فما انبَعَثتُ بِّ َمز ُءو ٍد َوال َوك ِّل*‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي ال يأبى زيادَتها فيها‪.‬‬ ‫والذوق العرب ُّ‬ ‫ُ‬ ‫وجع َل بعض ُهم زيادَتها فيها َمقيسةً‪،‬‬
‫"ليس وما" كثيراً‪ ،‬وزيادتها هنا قياسيّةٌ‪ .‬فاألو ُل كقوله تعالى‪{ :‬أ َ َ‬
‫ليس هللاُ بِّكافٍ عبدَه}‪،‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -5‬في خبر‬
‫بأحكم الحاكمين}‪ .‬والثاني كقوله سبحانهُ‪{ :‬وما َربُّكَ بِّظالّ ٍم للعبيد}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬وما‬ ‫ِّ‬ ‫ليس هللاُ‬‫وقول ِّه‪{ :‬أ َ َ‬
‫هللاُ بغاف ٍل ع ّما تعملونَ }‪.‬‬
‫واألرض‪،‬‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫أن هللاَ الذي َخلَقَ ال ّ‬
‫سموا ِّ‬ ‫َ‬
‫"إن" في قوله تعالى‪{ :‬أ َو لَ ْم يَ َروا َّ‬ ‫وإنما دخلت البا ُء في خبر َّ‬
‫قدير}‪ ،‬ألنه في معنى‬ ‫ٌ‬ ‫ُحيي ال َموتى‪ ،‬بَلى‪ ،‬إنهُ على ك ِّّل شيءٍ‬ ‫َ‬ ‫أن ي َ‬ ‫بقادر على ْ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫بخلقهن‪،‬‬ ‫عي‬
‫ولم يَ َ‬
‫بقادر على‬ ‫ٍ‬ ‫واألرض‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صر ٌح ب ِّه في قول ِّه عز وجلّ‪{ :‬أ َو ليس الذي خلقَ السموا ِّ‬ ‫َ‬
‫يس" بدلي ِّل أنهُ ُم َ‬ ‫"أ َ َولَ َ‬
‫العليم}‪.‬‬
‫َ‬ ‫أن يَخلُقَ ِّمثلَهم‪ ،‬بَلَى‪ ،‬وهو الخالّ ُق‬
‫فائدتان‬
‫بالجر‬
‫ِّ ّ‬ ‫عليه‬ ‫فيعطف‬
‫ُ‬ ‫ها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫عم‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫العامل‬ ‫"ما"‬ ‫خبر‬
‫ِّ‬ ‫أو‬ ‫"ليس"‬ ‫خبر‬ ‫في‬ ‫الباء‬ ‫زاد‬ ‫أنه‬ ‫الشاعر‬
‫ُ‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫‪ -1‬قد َ ُ‬
‫ه‬ ‫تو‬ ‫ي‬
‫ت ََو ُّهماً‪ ،‬وحقُّهُ أن ينصبَهُ‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫شيْئاً‪ ،‬إذا كانَ َجائِّيا*‬ ‫ق َ‬‫ضى * َوال ساب ٍ‬ ‫ي أَني لَ ْستُ ُمد ِّْركَ ما َم َ‬ ‫*بَدا ِّل َ‬
‫وقو ِّل اآلخر‪:‬‬
‫قيب*‬
‫ي َر ُ‬ ‫*أ َ َحقًّا‪ِّ ،‬عبادَ هللاِّ‪ ،‬أ ْن لَ ْستُ صا ِّعدا ً * َوال هابِّطا ً ِّإال َعلَ َّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫اس‪ ،‬إِّالَّ قيلَ‪ :‬أَنتَ ُم ُ‬
‫ريب!*‬ ‫َوال سالِّكٍ َوحْ دي‪َ ،‬وال في َجما َع ٍة * ِّمنَ النَّ ِّ‬
‫وقو ِّل غيره‪:‬‬

‫(‪)20/2‬‬

‫غرابُها*‬ ‫ب إِّالَّ بِّبَي ٍْن ُ‬


‫شيرة ً * َوال نا ِّع ٍ‬ ‫صلِّحينَ َع َ‬ ‫سوا ُم ْ‬ ‫* َمشَائي ُم لَ ْي ُ‬
‫الباء في "مدرك وصاعد ومصلحين"‪.‬‬ ‫فالخفض في "سابق وسالك وناعب" على ت َوهم وجود ِّ‬ ‫ُ‬
‫والجر على التوهم سماعي ال يُقاس عليه‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ب"‪ ،‬ومنه‬
‫ضبّ ٍ خ َِّر ٍ‬
‫حر َ‬
‫النصب‪ ،‬لمجاورت ِّه المجرو َر‪ ،‬كقولهم‪" :‬هذا ُج ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُجر ما حقهُ الرف ُع أو‬ ‫‪ -2‬وقد ي ُّ‬
‫قو ُل امرئ القيس‪:‬‬
‫ناس في بِّجا ٍد ُمزَ َّم ِّل*‬ ‫بير أ ُ ٍ‬ ‫* َكأ َ َّن ثَبيراً‪ ،‬في َعرانِّ ِّ‬
‫ين َو ْب ِّل ِّه * َك ُ‬
‫ي أيضاً‪.‬‬ ‫سماع ٌّ‬ ‫الجر بال ُمجاورة‪ .‬وهو َ‬ ‫َّ‬ ‫ويُس ّمى‬
‫ي ِّ‬ ‫َ‬
‫ف ال َج ِّ ّر األص ِّل ّ‬ ‫َّ‬
‫‪ُ -8‬متَعَل ُق َح ْر ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ي ِّ‪ :‬هو ما كانَ ُمرتبطا ً به من فع ٍل أو شَب ِّه ِّه أو معناهُ‪ .‬فالفع ُل نحو‪" :‬وقفتُ‬ ‫الجر األصل ّ‬
‫حرف ِّ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُمتعلًََّ ُق‬
‫ف لل ُكسالى"‪.‬‬ ‫نبر"‪ .‬و ِّشبهُ الفع ِّل‪ ،‬نحو‪" :‬أَنا كاتبٌ بالقلم"‪ .‬ومعنى الفعل نحو‪" :‬أ ُ ّ ٍ‬ ‫الم ِّ‬ ‫على ِّ‬
‫فحرف‬
‫ُ‬ ‫سموات وفي األرض}‪،‬‬ ‫ؤو ٍل بما يُشبهُ الفعلَ‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬وهو هللاُ في ال ّ‬ ‫باسم ُم َّ‬ ‫وقد يَتعلَّ ُق ٍ‬
‫ؤو ٌل بالمعبود‪ ،‬أي‪ :‬وهو المعبودُ في السموات وفي األرض‪ ،‬أو‪ :‬وهو‬ ‫متعلق بلفظ الجالة ألنه ُم َّ‬ ‫ٌ‬ ‫الجر‬
‫ِّ ّ‬
‫يث في كل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال ُمس ّمى بهذا االسم فيهما‪ .‬ومث ُل ذلك أن تقولَ‪" :‬أنتَ عبدُ هللاِّ في ك ِّّل مكان" و "خالدٌ لَ ٌ‬
‫موقعةٍ"‪ .‬ومن ذلك قول الشاعر‪:‬‬
‫ْ‬
‫صبَّهُ هللاُ َعلقَ ُم*‬ ‫ش ْهدَة ٌ يُ ْشفى بِّها * َوه َُّو َعلى َم ْن َ‬ ‫*وإن ِّلساني ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫الجر‪" :‬على" متعلق بعلقم‪ ،‬ألنه بمعنى " ُم ّر"‪ ،‬وأراد به أنه صعب أو شديد‪ ،‬وقو ُل اآلخر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫فحرف‬
‫ُ‬
‫ما أ ُ ُّمكَ اجتا َحت ال َمنايا * كل ف َؤا ٍد َعليْكَ أ ُّم*‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫فحرف الجر متعلق بأم‪ ،‬ألنها بمعنى " ُمش ِّفق"‪.‬‬
‫بمجنون}‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ُشير إلى معنى الفع ِّل‪ ،‬كأدا ِّة النفي‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ما أَنتَ بنعم ِّة ربكَ‬ ‫تعلق بما ي ُ‬ ‫وقد يَ ُ‬
‫تعلق بما‪ ،‬ألنهُ بمعنى "انتفى"‪.‬‬ ‫فحرف الجر في "بنعمة" ُم ٌ‬ ‫ُ‬
‫ب‪.‬‬
‫جائز وواج ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ضربين‪:‬‬ ‫على‬ ‫وذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫َّ‬ ‫المتعل‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ُح‬ ‫وقد ي‬

‫(‪)21/2‬‬

‫بشرط أن ال يضي َع الفهم بحذفه‪ ،‬نحو‪" :‬باهلل"‪ ،‬جوابا ً لمن قال لك‪ِّ " :‬ب َمن‬ ‫ِّ‬ ‫فالجائز أَن يكون كونا ً خاصاً‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ت َستعينُ ؟"‪.‬‬
‫الماء‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫نور القمر في‬ ‫لخليل‪ ,‬نظرتُ َ‬ ‫ْ‬ ‫الكتاب‬
‫ُ‬ ‫دور‪.‬‬
‫ص ِّ‬ ‫والواجب أن يكون كونا ً عاماً‪ ،‬نحو‪" :‬العل ُم في ال ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مررت برج ٍل في الطريق"‪.‬‬
‫ب‬
‫اإلعرا ِّ‬ ‫رور ِّمنَ ِّ‬ ‫‪ -9‬م َح ُّل ْال َم ُج ِّ‬
‫سب ما يَطلبهُ العام ُل قبلهُ‪.‬‬ ‫ع المح ِّّل أَو منصوبهُ‪َ ،‬ح َ‬ ‫جر زائ ٍد أَنهُ مرفو ُ‬ ‫حك ُم المجرور بحرف ّ‬
‫(فيكون مرفوع الموضع على أنه فاعل في نحو‪" :‬ما جاءنا من أحد"‪ .‬واألصل‪ :‬ما جاءنا أحدٌ‪ .‬وعلى‬
‫أنه نائب فاعل في نحو‪" :‬ما قيل من شيء"‪ .‬واألصل‪ :‬ما قيل شي ٌء‪ .‬وعلى أنه مبتدأ في نحو‪:‬‬
‫"بحسبك هللا"؛ واألصل‪ :‬حسبُك هللا‪ .‬ويكون منصوب الموضع على أنه مفعول به في نحو‪" :‬ما رأيت‬
‫من أحد"‪ ،‬واألصل‪ :‬ما سعى سعيا ً يُحمد عليه‪ .‬وعلى أنه خَبر "ليس" في نحو‪{ :‬أليس هللا بأحكم‬
‫الحاكمين}‪ .‬واألصل‪ :‬أليس هللا أحكم الحاكمين)‪.‬‬
‫الجار "خَال و َعدا وحاشا"‪ ،‬فهو منصوب محالً على‬ ‫ُّ‬ ‫جر شبي ٍه بالزائد‪ ،‬فإن كان‬ ‫بحرف ٍ ّ‬
‫ِّ‬ ‫المجرور‬
‫ُ‬ ‫أ َّما‬
‫االستثناء‪.‬‬
‫ِّ‬
‫فقير غدا‪ُ .‬ربَّ رج ٍل‬ ‫ً‬ ‫اليوم ٌ‬ ‫َ‬ ‫يٍ‬
‫"ربَّ غَن ّ‬ ‫االبتداء‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬
‫ِّ‬ ‫ع محال على‬ ‫ً‬ ‫فهو مرفو ٌ‬ ‫الجار "ربَّ " َ‬ ‫ُّ‬ ‫وإن كان‬
‫َ‬ ‫ًّ‬
‫كريم أكرمتهُ"‪ .‬إال إذا كان بعدها فع ٌل ُمتع ٍدّ لم يَأخذ مفعولهُ‪ ،‬فهو منصوبٌ محال على أنهُ مفعو ٌل به‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫"‪ .‬فإن كان بعدَها فعل الزم‪ ،‬أو فعل متعد ناصبٌ للضمير‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫كرمتُ‬ ‫َ‬ ‫كريم أ‬
‫ٍ‬ ‫للفعل بعدَهُ‪ ،‬نحو‪" :‬ربَّ رج ٍل‬
‫"ربَّ عام ٍل مجته ٍد نَ َج َح‪ .‬ربَّ تلمي ٍذ مجته ٍد‬ ‫ُ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫خبر‬ ‫ه‬
‫َُ‬ ‫د‬‫بع‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫والجمل‬ ‫مبتدأ‪،‬‬ ‫العائ ِّد على مجرورها فهو‬
‫أكرمتُهُ"‪.‬‬
‫ع محالًّ‪ ،‬إن ناب عن الفاعل بعد حذف ِّه‪ ،‬نحو‪" :‬يؤخذُ ِّبيَ ِّد‬ ‫ي فهو مرفو ٌ‬ ‫بحرف َج ّر أصل ّ‬ ‫ِّ‬ ‫المجرور‬
‫ُ‬ ‫وأ ّما‬
‫َ‬
‫"إن" أو إحدى أخواتها‪ ،‬أو خبر‬ ‫خبر َّ‬ ‫خبر المبتدأ‪ ،‬أو ِّ‬ ‫الفار" أو كان في موضع ِّ‬ ‫العاثر‪ .‬جي َء بال ُمجرم ِّ ّ‬ ‫ِّ‬
‫ق"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫خ‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫سن‬
‫ِّ‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫الصالح‬
‫ِّ‬ ‫العمل‬ ‫في‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫إن‬ ‫كالنور‪.‬‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫"العل‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫للجنس‬‫ِّ‬ ‫النافية‬ ‫"ال"‬

‫(‪)22/2‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وهو منصوب محالًّ على أَنهُ مفعو ٌل فيه‪ ،‬إن كان ظرفاً‪ ،‬نحو "جلستُ في الدار‪ .‬سرتُ في الليل"‪.‬‬
‫الجار حرفا ً يُفيد التّعلي َل والسببيّة‪ ،‬نحو‪" :‬سافرتُ للعلم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫صريح‪ ،‬إن كان‬ ‫ٍ‬ ‫وعلى أنه مفعو ٌل ألجله ُ‬
‫غير‬
‫َصبتُ من أَجل ِّه‪ ،‬واغتربتُ فيه"‪ .‬وعلى أنه مفعو ُل ُمطلَق‪ ،‬إن ناب عن المصدر‪ ،‬نحو‪" :‬جرى‬ ‫ون ِّ‬
‫خبر للفعل الناقص‪ ،‬إن كان في موضع خبرهِّ‪ .‬نحو‪" :‬كنت في ِّد َمشقَ "‪.‬‬ ‫كالريح"‪ .‬وعلى أنه ٌ‬ ‫الفرس ِّ ّ‬
‫ُ‬
‫صر‪.‬‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ِّ‬ ‫هل‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫من‬ ‫م‬
‫ٌ‬ ‫عال‬ ‫"هذا‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ه‬ ‫ِّ‬ ‫متبوع‬ ‫ب‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ح‬ ‫على‬ ‫اإلعراب‬ ‫من‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ُّ‬ ‫محل‬ ‫كان‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫قبل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫تابع‬ ‫ع‬
‫وإن َ‬
‫وق‬
‫َ‬ ‫رأَيتُ عالما ً من أهل َمصر‪ .‬أخذتُ عن ٍ‬
‫عالم من أهل َمصر"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صريح‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب على أنهُ مفعو ٌل به ُ‬
‫غير‬ ‫فإن لم يكن‪ ،‬أي المجرور‪ ،‬شيئا ً م ّما تقد ََّم كان في مح ِّّل نص ٍ‬
‫المنبر‪ .‬سافرتُ من بيروت إلى دِّمشقَ "‪.‬‬ ‫بالقوم‪َ ،‬وقفتُ على ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫"مررتُ‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( مجرورات األسماء‬
‫) ضمن العنوان ( اإلضافة )‬

‫كتاب التلميذِّ‪.‬‬‫ُ‬ ‫جر الثاني أبداً‪ ،‬نحو‪" :‬هذا‬ ‫ب َّ‬ ‫توج ُ‬


‫حرف الجر‪ِّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫تقدير‬
‫ِّ‬ ‫اإلضافةُ‪ :‬نِّسبةٌ بينَ اسمين‪ ،‬على‬
‫النهار وال قيا ُم اللَّي ِّل إال من ال ُمخ ِّلصينَ "‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫خاتم فِّضَّة‪ .‬ال يُقب ُل ِّ‬
‫صيا ُم‬ ‫َ‬ ‫لَ ِّبستُ‬
‫حرف َج ّر ُمقد ٌَّر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اسمان بينهما‬
‫ِّ‬ ‫والمضاف إليه‪:‬‬
‫ُ‬ ‫فالمضاف‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫األو ُل مضافا‪ ،‬والثاني مضافا إلي ِّه‪.‬‬‫ً‬ ‫ويُس ّمى َّ‬
‫الجر المقد َُّر بينهما على الصحيح‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حرف‬
‫ُ‬ ‫المضاف‪ ،‬ال‬
‫ُ‬ ‫الجر في المضاف إليه هو‬ ‫وعام ُل ِّ ّ‬
‫وفي هذا المبحث سبعةُ َمباحث‪َ:‬‬
‫اإلضاف ِّة‬‫ع ِّ‬ ‫‪ -1‬أَنوا ُ‬
‫اإلضافةُ أ َربعةُ أنواع‪ :‬الميّةٌ وبَيانيّةٌ وظرفيةٌ وت َشبيهيَةٌ‪.‬‬
‫يٍ"‪.‬‬ ‫االختصاص‪ .‬فاألو ُل نحو‪" :‬هذا حصان عل ّ‬ ‫َ‬ ‫الملكَ أَو‬
‫فالالميّةُ‪ :‬ما كانت على تقدير "الالم"‪ .‬وتُفيدُ ِّ‬
‫جام الفرس}‪.‬‬‫والثاني نحو‪{ :‬أخذتُ ب ِّل ِّ‬

‫(‪)23/2‬‬

‫بحيث يكونُ‬ ‫ُ‬ ‫طها أَن يكون المضاف إليه جنسا ً للمضاف‪،‬‬ ‫"من"‪ .‬وضاب ُ‬ ‫والبَيانيّة‪ :‬ما كانت على تقدير ِّ‬
‫أثواب صوفٍ "‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ب‪ .‬هذه‬ ‫وار ذَه ٍ‬‫ب‪ .‬ذاك ِّس ُ‬ ‫باب خش ٍ‬ ‫المضاف إليه‪ ،‬نحو‪" :‬هذا ُ‬ ‫ِّ‬ ‫المضاف بعضا ً من‬ ‫ُ‬
‫(فجنس الباب هو الخشب‪ ,.‬وجنس السوار هو الذهب‪ .‬وجنس األثواب هو الصوف‪ .‬والباب بعض من‬
‫والخشب بيَّن جنس الباب‪ .‬والذهب‬ ‫ُ‬ ‫الخشب‪ .‬والسوار بعض من الذهب‪ .‬واألثواب بعض من الصوف‪.‬‬
‫جنس السوار‪ .‬والصوف بَيَّن جنس األثواب‪.‬واإلضافة البيانية يصح فيها اإلخبار بالمضاف إليه‬ ‫بَيَّن ِّ‬
‫صوف"‬ ‫ٌ‬ ‫األثواب‬
‫ُ‬ ‫السوار ذهبٌ ‪ ،‬وهذه‬ ‫ُ‬ ‫الباب خشبٌ ‪ ،‬وهذا‬ ‫ُ‬ ‫عن المضاف‪ .‬أال ترى أنك إن قلت‪" :‬هذا‬
‫ص ّح)‪.‬‬
‫ً‬
‫والظرفية‪ :‬ما كانت على تقدير "في"‪ .‬وضابطها أن يكون المضاف إليه ظرفا للمضاف‪ .‬وتفيدُ زمانَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ٌ‬
‫فالن‬ ‫الدار ُم ْخ ِّملٌ"‪ .‬ومن ذلك أَن تقول‪" :‬كان‬ ‫ضن‪ :‬وقُعودُ ِّ‬ ‫س َه ُر اللي ِّل َم ٍ‬ ‫المضاف أَو مكانَهُ‪ ،‬نحو‪َ " :‬‬ ‫ِّ‬
‫جن}‪.‬‬‫ِّ‬ ‫س‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫صاح‬ ‫{يا‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قال‬ ‫الغابرة"‪.‬‬ ‫األيام‬ ‫وصديقَ‬ ‫با‪،‬‬ ‫ص‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫وإلف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫ِّ‬ ‫المدرس‬ ‫رفيقَ‬
‫ضاف ال ُمشبَّهُ ب ِّه إلى المشبَّه‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫َ‬ ‫طها أن يَ‬ ‫والتشبيهيّةُ‪ :‬ما كانت على تقدير "كاف التَّشبي ِّه"‪ .‬وضاب ُ‬
‫الدمع على َور ِّد ْالخدودِّ" ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫"انتثر لُؤْ ل ُؤ‬ ‫َ‬
‫اء*‬‫َب األَصي ِّل َعلى لُ َجي ِّْن ْال َم ِّ‬ ‫ون‪ ،‬وقَ ْد َج َرى * ذَه ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ص‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫غ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ب‬
‫ِّ‬ ‫ث‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫َع‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫الر‬ ‫*و ِّ ّ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اإلضافة اللفظيَّة‬ ‫ُ‬
‫اإلضافة ال َمعنَويَّة َو ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪ِّ -2‬‬
‫تنقس ُم اإلضافة أَيضا ً إلى معنويَّ ٍة ولظفيّة‪.‬‬
‫غير َوصفٍ َمضافٍ‬ ‫المضاف َ‬
‫ُ‬ ‫طها أَن يكون‬ ‫المضاف أَو تخصيصهُ‪ .‬وضاب ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َعريف‬
‫َ‬ ‫فالمعنويّةُ‪ :‬ما تُفيدُ ت‬
‫كمفتاح الد َِّّار‪ ،‬أو يكونَ وصفا ً مضافا ً إلى غير معمول ِّه‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫غير وصف أَصالً‪:‬‬ ‫إلى معمول ِّه‪ .‬بأن يكون َ‬
‫ب القاضي‪ ،‬ومأكو ِّل الناس‪ ،‬ومشربهم وملبوسهم‪.‬‬ ‫ككات ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)24/2‬‬

‫صهُ‪ ،‬إن كان‬ ‫كتاب سعيدٍ"‪ ،‬وتخصي َ‬ ‫ُ‬ ‫المضاف إلي ِّه معرفةً‪ ،‬نحو‪" :‬هذا‬ ‫ُ‬ ‫المضاف إن كان‬ ‫ِّ‬ ‫تعريف‬
‫َ‬ ‫وتفيدُ‬
‫المضاف ُمت َو ِّ ّغالً في اإلبهام والتّنكير‪ ،‬فال تُفيدُهُ إضافتُهُ إلى‬ ‫ُ‬ ‫كتاب ج ٍل"‪ .‬إالّ إذا كان‬ ‫ُ‬ ‫نكرةً‪ ،‬نحو‪" :‬هذا‬
‫سليم‪ ،‬أو‬‫غيرك‪ ،‬أو مثل ٍ‬ ‫َ‬ ‫ونظير"‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء رج ٌل ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ومث ٍل و ِّشب ٍه‬ ‫صغير ِّ‬
‫ٍ‬ ‫المعرفة تعريفاً‪ ،‬وذلك مثل‬
‫ع ِّ ّرفت باإلضافة لَ َما‬ ‫ً‬
‫نظير سعيدٍ"‪ ،‬أال ترى أنها وقعت صفة لرج ٍل‪ ،‬وهو نكرةٌ‪ ،‬ولو ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫شبهُ خلي ٍل‪ ،‬أَو‬
‫يتعرف باإلضافة إليه‪،‬‬ ‫المضاف إلى ضمير يعود ُ إلى نكرة‪ ،‬فال َّ‬ ‫ُ‬ ‫وصف بها النكرةُ‪ ،‬وكذا‬ ‫َ‬ ‫جاز أَن ت ُ‬
‫نحو‪" :‬جاءني رج ٌل وأخوه‪ُ .‬ربَّ رج ٍل وولدهِّ‪ .‬كم رج ٍل وأَوالدهِّ"‪.‬‬
‫سميت معنوية َّ‬
‫ألن‬ ‫وتُس ّمى اإلضافةُ المعنويةُ أَيضا ً "اإلضافةَ الحقيقيّةَ" و "اإلضافةَ المحضةَ"‪( .‬وقد ُ‬
‫فائدتها راجعة إلى المعنى‪ ،‬من حيث أنها تفيد تعريف المضاف أو تخصيصه‪ .‬وسميت حقيقية ّ‬
‫ألن‬
‫الغرض منها نسبة المضاف إلى المضاف إليه‪ .‬وهذا هو الغرض الحقيقي من اإلضافة‪ .‬وسميت‬
‫محضة ألنها خالصة من تقدير انفصال نسبة المضاف من المضاف إليه‪ .‬فهي على عكس اإلضافة‬
‫اللفظية‪ ،‬كما سترى)‪.‬‬
‫خفيف في اللفظ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ض منها الت ّ‬ ‫الغر ُ‬
‫صهُ وإنما َ‬ ‫واإلضافةُ اللفظيّةُ‪ :‬ما ال تُفيدُ تعريف المضاف وال تخصي َ‬
‫التنوين أَو نوني التّثني ِّة والجمع‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫بحذف‬
‫ِّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اسم مفعو ٍل‪ ،‬أو صفة ُمشبّهة‪ ،‬بشرط‬ ‫اسم فاع ٍل‪ ،‬أو َ‬ ‫َ‬
‫اسم فاع ٍل أو ُمبالغة ِّ‬ ‫وضابطها أن يكون المضاف َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫علم‪ .‬رأَيتُ رجالً‬ ‫طالب ٍ‬ ‫ُ‬ ‫تضاف هذ ِّه الصفاتُ إلى فاعلها أو مفعولها في المعنى‪ ،‬نحو‪" :‬هذا الرج ُل‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سنَ الخلق"‪.‬‬ ‫ً‬
‫الحق‪ .‬عا ِّش ْر رجال ح َ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫مهضوم‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫أنصر رجال‬ ‫ْ‬ ‫المظلوم‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ار‬ ‫ص َ‬ ‫نَ ّ‬
‫المضاف فيها على تنكير ِّه أنهُ قد ُوصفت به النكرةُ‪ ،‬كما رأَيت‪ ،‬وأنهُ يق ُع حاالً‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫بقاء‬
‫ِّ‬ ‫على‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫والدلي‬
‫غر‪ ،‬وقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ث‬ ‫ال‬ ‫باسم‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫د‬‫خال‬ ‫ء‬
‫َ‬ ‫"جا‬ ‫كقولك‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ة‬ ‫كر‬ ‫ن‬ ‫إال‬ ‫والحا ُل ال تكون‬
‫نام لَ ْي ُل ال َه ْو َج ِّل*‬ ‫س ُهدا ً إذا ما َ‬ ‫ط نا ً * ُ‬ ‫وش الفُ َؤا ِّد ُمبَ َّ‬ ‫َت ِّب ِّه ُح ُ‬ ‫*فَأت ْ‬

‫(‪)25/2‬‬

‫بعض العرب‪ ،‬وقد انقضى رمضانُ ‪" :‬يا ُربَّ‬ ‫ِّ‬ ‫باشر إال النَّكراتِّ‪ ،‬كقول‬ ‫"ربّ "‪ ،‬وهي ال ت ُ ُ‬ ‫وأنه ت ُ ُ‬
‫باشرهُ ُ‬
‫صائمه لن يَصو َمهُ‪ ،‬ويا ُربَّ قائم ِّه لن يَقو َمهُ"‪.‬‬
‫غير المحضة"‪.‬‬ ‫وتُس ّمى هذه اإلضافةُ أيضا ً "اإلضافةَ المجازيَّةَ" و "اإلضافةَ َ‬
‫فالن فائدتها راجعة إلى اللفظ فقط‪ ،‬وهو التخفيف اللفظي‪ ،‬بحذف التنوين ونوني‬ ‫ّ‬ ‫(أما تسميتها باللفظية‬
‫التثنية والجمع‪ .‬وأما تسميتها بالمجازية فالنها لغير الغرض األصلي من اإلضافة‪ .‬وانما هي‬
‫للتخفيف‪ ،‬كما علمت‪ .‬وأما تسميتها بغير المحضة فالنها ليست اضافة خالصة بالمعنى المراد من‬
‫اإلضافة‪ :‬بل هي على تقدير االنفصال‪ ،‬أال ترى أنك تقول فيما تقدَّم‪" :‬هذا الرجل طالبٌ علماً‪ .‬رأيت‬
‫رجالً نصارا ً للمظلوم‪ .‬انصر رجالً مهضوما ً حقّه‪ .‬عاشر رجالً حسنا ً خلقُه")‪.‬‬
‫ضاف‬
‫ِّ‬ ‫‪ -3‬أَحكا ُم ال ُم‬
‫شيئان‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫يجب فيما تُراد إ َ‬
‫ضافتهُ‬ ‫ُ‬
‫ب األستاذٍ‪ ،‬وكتابَي ِّ األستاذِّ‪ ،‬وكاتِّبي‬ ‫سالم‪ :‬ككتا ٍ‬
‫المذكر ال ّ‬
‫ِّ‬ ‫وجمع‬
‫ِّ‬ ‫‪ -1‬تجريدُهُ من التَّنوين ونوني ِّ التَّثني ِّة‬
‫َّرس‪.‬‬
‫الد ِّ‬
‫"الكتاب األستاذِّ"‪ .‬وأ ّما في اإلضاف ِّة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫"أل" إذا كانت اإلضافة معنويَّة‪ ،‬فال يُقالُ‪:‬‬ ‫‪ -2‬تجريدُهُ من ْ‬
‫مذكر‬
‫ٍ‬ ‫بشرط أن يكونَ ُمثنّى‪" ،‬ال ُمكرما ٍ‬
‫سليم"‪ ،‬أو جم َع‬ ‫ِّ‬ ‫المضاف‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫اللفظيَّة‪ .‬فيجوز دخو ُل "أل" على‬
‫السم مضافٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َّرس"‪ ،‬أو‬
‫"الكاتب الد ِّ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫يٍ"‪ ،‬أو مضافا إلى ما فيه" أل"‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫سالماً‪ ،‬نحو‪" :‬ال ُمكرمو عل ّ‬
‫السم مضافٍ إلى ضمير ما فيه "أل"‪ ،‬كقول‬ ‫ٍ‬ ‫درس النَّح ِّو"‪ ،‬أو‬ ‫"الكاتب ِّ‬
‫ُ‬ ‫إلى ما فيه "أل" نحو‪:‬‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫وإن لَ ْم أ َ ْر ُج ِّم ْنكش نَواال*‬ ‫*الودُّ‪ ،‬أَن ِّ‬
‫ت ال ُم ْست َِّحقَّةُ َ‬
‫ص ْف ِّو ِّه * ِّمنّي ْ‬ ‫ُ‬
‫(وال يقال‪" :‬المكرم سليم‪ ،‬والمكرمات سليم‪ ،‬والكاتب درس"‪ ،‬ألن المضاف هنا ليس مثنى‪ ،‬وال جم َع‬
‫مذكر سالماً‪ ،‬وال مضافا ً الى ما فيه "ألى" أو الى اسم مضاف الى ما فيه "أل"‪ .‬بل يقال‪" :‬مكرم سليم‪،‬‬
‫ومكرمات سليم‪ ،‬وكاتب درس"‪ .‬بتجريد المضاف من "أل")‪.‬‬

‫(‪)26/2‬‬

‫ي ال‬ ‫والذوق العرب ُّ‬ ‫ُ‬ ‫اسم معرفةٍ‪ ،‬بال قي ٍد وال شرطٍ ‪.‬‬ ‫المقترن بأل إلى كل ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الوصف‬
‫ِّ‬ ‫وجوزَ الفَ ّرا ُء إضافةَ‬ ‫َّ‬
‫يأبى ذلك‪.‬‬
‫إلضافة‬ ‫حكام ل ِّ‬ ‫ض أَ ٍ‬ ‫‪ -3‬بَ ْع ُ‬
‫التذكير من المضاف إليه‪ ،‬فيُعا َم ُل معاملةَ المؤنثِّ‪ ،‬وبالعكس‪،‬‬ ‫َ‬ ‫التأنيث أو‬ ‫َ‬ ‫المضاف‬
‫ُ‬ ‫يكتسب‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬قد‬
‫بعض‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫طعت‬ ‫ُ‬ ‫المضاف إليه ُمقا َمهُ‪ ،‬نحو‪" :‬ق‬ ‫ِّ‬ ‫لالستغناء عنه‪ ،‬وإقام ِّة‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫المضاف صالحا‬ ‫َ‬ ‫بشرط أن يكون‬ ‫ِّ‬
‫مكسوف بِّطوعِّ ال َهوى"‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫"شمس العق ِّل‬ ‫ُ‬ ‫أصابع ِّه"‪ ،‬ونحو‪:‬‬
‫الجدارا*‬ ‫َ‬
‫دار وذا ِّ‬ ‫الج َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِّيار ليْلى * أق ِّبّ ُل ذا ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّيار‪ ،‬د ِّ‬ ‫*أ َ ُم ُّر َعلى الدّ ِّ‬
‫س َكنَ الدِّّيارا*‬ ‫شغَ ْفنَ قَ ْلبي * َول ِّك ْن حُبُّ َم ْن َ‬ ‫ِّيار َ‬ ‫*وما حُبُّ الدّ ِّ‬
‫طوع الهوى‪ .‬وما‬ ‫وشمس العقل مكسوفةٌ بِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫بعض أصابع ِّه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫واألولى ُمراعاة ُ المضاف‪ ،‬فتقولُ‪" :‬قُط َع‬
‫"يوم ت َِّجدُ‬ ‫َ‬ ‫ظ " ُكلّ" فاألصل ُّح التأنيث‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫المضاف لف َ‬ ‫ُ‬ ‫شغف قلبي"‪ .‬إال إذا كان‬ ‫َ‬ ‫حبُّ الديار‬
‫ضراً"‪ ،‬وقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫لت من خير ُمح َ‬ ‫نفس ما َع ِّم ْ‬ ‫ك ُّل ٍ‬
‫عي ٍْن ث َ َّرةٍ * فَت ََر ْكنَ ُك َّل َحديقَ ٍة َكال ِّدّ ْره َِّم*‬ ‫ت َعلَ ْي ِّه ُك ُّل َ‬ ‫*جادَ ْ‬
‫ث المضاف أو‬ ‫ذف لفَسدَ المعنى‪ ،‬ف ُمراعاة ُ تأني ِّ‬ ‫َ‬ ‫بحيث لو ُح َ‬ ‫ُ‬ ‫أما إذا لم يص َّح االستغنا ُء عن المضاف‪،‬‬
‫َ‬
‫وسافرت غالمة خلي ٍل"‪ ،‬فال يقالُ‪" :‬جا َءت غال ُم فاطمة"‪ ،‬وال‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫غال ُم فاطمةَ‪،‬‬ ‫تذكير ِّه واجبةٌ‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء ُ‬ ‫ِّ‬
‫المضاف في المثالين‪ ،‬لفسدَ المعنى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫"سافر غالمة خليل"‪ ،‬إذ لو ُحذف‬ ‫ُ‬
‫لمين فيجوز‪ ،‬مثل‪" :‬محمدُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ضاف االس ُم إلى مرادِّفه‪ ،‬فال يقالُ‪" :‬ليث أسدِّ"‪ ،‬إِّال إِّذا كانا َع ِّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬ال يَ‬
‫موصوف إلى صفت ِّه‪ ،‬فال يقال‪" :‬رج ُل فاض ٍل"‪ .‬وأما قولهم‪" :‬صالة ُ األولى‪ ،‬و َمسجدُ‬ ‫ٌ‬ ‫وال‬ ‫خالدٍ"‪،‬‬
‫المضاف إليه وإقام ِّة‬ ‫ِّ‬ ‫حذف‬
‫ِّ‬ ‫ب الغربي‪ ،‬فهو على تقدير‬ ‫ودار اآلخر ِّة‪ ،‬وجان ُ‬ ‫ُ‬ ‫مقاء‪،‬‬ ‫الجامع‪ ،‬و َحبَّةُ ال َح ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ودار‬
‫ُ‬ ‫‪،‬‬‫الحمقاء‬
‫ِّ‬ ‫قلة‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫وحب‬ ‫الجامع‪،‬‬ ‫المكان‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫ومسج‬ ‫األولى‪،‬‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫الساع‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫"صال‬ ‫ُ‪:‬‬ ‫ل‬ ‫والتأوي‬ ‫ُ‪.‬‬ ‫ه‬‫م‬‫صفت ِّه ُ َ‬
‫قا‬ ‫م‬
‫المكان الغربي"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وجانب‬
‫ُ‬ ‫الحياة اآلخرة‪،‬‬

‫(‪)27/2‬‬

‫والمضاف‬
‫ِّ‬ ‫المضاف‬
‫ِّ‬ ‫"من" بين‬‫تقدير ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وأ ّما إضافةُ الصف ِّة إلى الموصوف فجائزةٌ‪ ،‬بشرط ان يص َّح‬
‫أمر"‪.‬‬ ‫وكبير ٍ‬
‫ُ‬ ‫األمور‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫وأخالق ثياب‪ ،‬وعظائ ُم‬ ‫ُ‬ ‫خبر‪ ،‬و ُمغ ِّ َّربةُ خ ٍ‬
‫َبر‪،‬‬ ‫الناس‪ ،‬وجائبةُ ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫إليه‪ ،‬نحو‪" :‬كرا ُم‬
‫ٌ‬
‫فهي ممتنعة‪ ،‬فال يقالُ‪:‬‬ ‫"من" َ‬ ‫ٌ‬
‫والتقدير‪" :‬الكرام من الناس‪ ،‬وجائبة من خبر الخ"‪ .‬أ ّما إذا لم يصحْ ِّ‬ ‫ُ‬
‫"فاض ُل رج ٍل‪ ،‬وعظي ُم أمير"‪.‬‬
‫العكس‪ ،‬لعدم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫الخاص‪ .‬كيوم ال ُجمعة‪ ،‬وشهر رمضانَ ‪ .‬وال‬ ‫ّ‬ ‫ُضاف العا ُّم إلى‬ ‫َ‬ ‫‪ -3‬يجوز أن ي‬
‫الفائدة‪ ،‬فال يقالُ‪ُ " :‬جمعة اليوم‪ ،‬ورمضان الشهر"‪.‬‬
‫ب بينَهما (ويُس ُّمونَ ذلك باإلضاف ِّة ألدنى ُمالبَسةٍ)‪ ،‬وذلكَ‬ ‫سب ٍ‬ ‫يضاف الشي ُء إلى الشي ُء ألدنى َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -4‬قد‬
‫أمس"‪ ،‬فأضفتَ المكانَ إليه‬ ‫َكَ ِّ‬ ‫ن‬ ‫مكا‬ ‫"انتظرني‬ ‫مكان‪:‬‬ ‫في‬ ‫باألمس‬‫ِّ‬ ‫به‬ ‫قد‬
‫ٍ كنتَ أجتمعتَ‬ ‫ل‬‫رج‬ ‫ل‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫تقو‬ ‫أنك‬
‫اتفاق ُوجوده فيه‪ ،‬وليس المكانُ ملكا ً لهُ وال خاصا ً به‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ب‪ ،‬وهو‬ ‫ألق َّل سب ٍ‬
‫ب*‬ ‫ت غ َْزلَها في القَرائِّ ِّ‬ ‫َ‬
‫س َه ْيلٌ‪ ،‬أذا َع ْ‬ ‫سح َْرةٍ * ُ‬ ‫قاء ال َح ِّب ُ‬ ‫ب الخ َْر ِّ‬ ‫*إذا َك ْو َك ُ‬
‫المضاف إليه ُمقا َمهُ‪ ،‬وأعربوهُ بإِّعراب ِّه‪ ،‬ومنه‬ ‫َ‬ ‫المضاف وأقاموا‬
‫َ‬ ‫واإلبهام حذفوا‬
‫َ‬ ‫االلتباس‬
‫َ‬ ‫‪ -5‬إذا ِّأمنوا‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫واسأل أهل القريةَ‬
‫ْ‬ ‫والتقدير‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قولهُ تعالى‪{ :‬واسأ ِّل القريةَ التي كنّا فيها وال ِّع َ‬
‫ير التي أقبلنا فيها}‪،‬‬
‫يجوز‪ ،‬فال يُقالُ‪" :‬رأيتُ عليّاً"‪ ،‬وأنتَ تُريدُ‬
‫ُ‬ ‫تباس فال‬
‫ير‪ .‬أما إن حص َل بحذفه إبها ٌم وال ٌ‬ ‫وأصحاب ال ِّع ِّ‬
‫َ‬
‫ي"‪.‬‬‫ّ‬ ‫عل‬ ‫غالم‬
‫َ‬ ‫"رأيتُ‬
‫باألول‪ ،‬كقولهم‪" :‬ما ك ُّل‬ ‫َّ‬ ‫المضاف الثاني استغنا ًء عنهُ‬
‫ُ‬ ‫ف‬‫اثنان‪ ،‬فيُحذَ َ‬
‫ِّ‬ ‫مضافان‬
‫ِّ‬ ‫‪ -6‬قد يكونُ في الكالم‬
‫ضاف إلى مضافٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫سودا َء ت َمرةً‪ ،‬وال بيضا َء شَحمة"‪ ،‬فكأنَّكَ قلتَ ‪" :‬وال ك ُّل بيضا َء شحمة"‪ .‬فبيضاء‪ُ :‬م‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫محذوف‪ .‬ومثلهُ قولهم‪" :‬ما مث ُل عبد هللاِّ يقو ُل ذلك‪ ،‬وال أخي ِّه"‪ ،‬وقولهم‪" :‬ما مث ُل أبيكَ ‪ ،‬وال أخيكَ‬
‫يقوالن ذلك"‪.‬‬

‫(‪)28/2‬‬

‫ف المضاف إليه األول استغنا ًء عنه بالثاني‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫مضاف إليهما فيُحذَ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫اسمان‬
‫ِّ‬ ‫‪ -7‬قد يكونُ في الكالم‬
‫المضاف إليه األول جعلتَ‬ ‫ُ‬ ‫ِّف‬
‫ي وأخوهُ"‪ .‬فل ّما ُحذ َ‬ ‫ي"‪ .‬واألصلُ‪" :‬جا َء غال ُم عل َّ‬ ‫"جا َء غال ُم وأخو عل ّ‬
‫تقديره‪" :‬علي"‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والمضاف إليه محذوف‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫المضاف إليه الثاني اسما ظاهرا‪ ،‬فيكون "غالم" مضافا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫سدِّ*‬ ‫َ‬
‫س ُّر ب ِّه * بَيْنَ ذِّرا َع ْي َو َج ْب َه ِّة األ َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫عارضا أ َ‬ ‫*يا َم ْن َرأَى ِّ‬
‫ذكر االسمين المضاف إليهما‬ ‫ي ِّ واألفض ُل ُ‬‫والتقدير‪" :‬بينَ ذراعي ِّ األسد وجبهت ِّه"‪ .‬وليس مث ُل هذا بالقو ّ‬ ‫ُ‬
‫معاً‪.‬‬
‫إلضافة‬ ‫سماء ال ُمالَ ِّزمةُ ل ِّ‬ ‫‪ -5‬األ َ ِّ‬
‫وأسماء‬
‫ِّ‬ ‫وأسماء الشرط‬ ‫ِّ‬ ‫واألسماء الموصول ِّة‬
‫ِّ‬ ‫وأسماء اإلشارةِّ‬ ‫ِّ‬ ‫كالضمائر‬
‫ِّ‬ ‫األسماء ما تمتن ُع إضافتُه‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫من‬
‫ضاف‪.‬‬‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫االستفهام‪ ،‬إال "أيّا"‪ ،‬فهي ت ُ‬
‫وحصان ونحوهما‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬
‫كغالم وكتا ٍ‬‫ٍ‬ ‫عدم اإلضافة)‪،‬‬ ‫ومنها ما هو صال ُح لالضافة واإلفراد (أي‪ِّ :‬‬
‫واجب اإلضافة فال ينفكُّ عنها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ومنها ما هو‬
‫ً‬
‫يالز ُم اإلضافة إلى المفرد‪ .‬ونوعٍ يُالز ُم اإلضافة إلى الجملة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُالز ُم اإلضافة على نوعين‪ :‬نوعٍ ِّ‬ ‫وما ي ِّ‬
‫اإلضاف ِّة إلى ال ُم ْف َرد‬ ‫‪ -6‬ال ُم ِّ ُ ِّ‬
‫م‬ ‫الز‬
‫ُ‬
‫يجوز قطعهُ عنها‬ ‫ع ال‬ ‫يجوز قطعُه عن اإلضافة‪ ،‬ونو ٌ‬ ‫ُ‬ ‫إن ما يُالز ُم اإلضافةَ إلى المفرد نوعان‪ :‬نو ٌ‬
‫ع ال‬ ‫َّ‬
‫المضاف إليه َمن ِّويا ً في الذِّّهن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لفظا ً ال معنًى‪ ،‬أي يكونُ‬
‫ووسط (وهي‬ ‫غير مقطوعٍ عنها‪ ،‬هو‪ِّ " :‬عند َولدَى َولدُن وبين َ‬ ‫فما يالز ُم االضافةَ إلى المفردِّ‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫ت وأولو وأوالت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وسوى وذو وذاتٌ وذَ َوا وذَ َواتا وذَ ُوو وذوا ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ظروف) و ِّش ْبهٌ وقابٌ و ِّكالَ و ِّكلتا َ‬
‫غير ظروف)‪.‬‬ ‫سعدَيكَ و َحنانَيكَ ودَواليكَ " (وهي ُ‬ ‫ووحْ د ولبَّيْك و َ‬ ‫سبحان و َمعاذ وسائر َ‬ ‫صارى و ُ‬ ‫وقُ َ‬

‫(‪)29/2‬‬

‫"أول ودون وفَوق وتحت ويمين‬ ‫وأ ّما ما يُالزم اإلضافةَ إلى المفرد‪ ،‬تارة ً لفظا ً وتارة ً معنًى‪ ،‬فهو‪َّ :‬‬
‫وحذاء وقبل وبعد و َمع (وهي ظروف) وك ٌّل‬ ‫ووراء وتِّلقاء وتجاه وإزاء ِّ‬ ‫و ِّشمال وأمام وقُدَّام وخَلف َ‬
‫غير ظروف)‪.‬‬ ‫ي" (وهي ُ‬ ‫وبعض وغير وجمي ٌع و َحسْبٌ وأ ُّ‬
‫ٌ‬
‫أحكام ما يالزم االضافة إلى المفرد‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وهو‪ِّ " :‬كال و ِّكلتا ولدى‬
‫والضمير‪َ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫يضاف إلى الظاهر‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬ما يُالز ُم االضافةَ إلى المفرد لفظا‪ ،‬منه ما‬
‫ً‬
‫سبحان وسائر و ِّشبه"‪.‬‬ ‫ومثل وذَ ُوو و َمع و ُ‬ ‫سط ِّ‬‫صارى وو َ‬ ‫َولد ُْن وعند وسوى وبين وقُ َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُضاف إال إلى الظاهر‪ ،‬وهو‪" :‬أولو وأوالت وذُو وذات وذَ َوا وذَ َواتا وقاب و َمعاذ"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ومنه ما ال ي‬
‫ويضاف إلى ك ِّّل َمض َم ٍر فتقولُ‪" :‬وحدَهُ ووحدَكَ‬
‫ُ‬ ‫"وحْ د"‪،‬‬ ‫الضمير‪ ،‬وهو‪َ :‬‬
‫ِّ‬ ‫يضاف إال إلى‬
‫ُ‬ ‫ومنه ما ال‬
‫سعدَيكَ وحنانيكَ ودَواليكَ " وال تُضاف إال إلى ضمير‬ ‫ووحدَها ووحدَهما ووحدَكم" الخ‪ ،‬و "لبَّيكَ و َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الخطاب‪ ،‬فتقول‪" :‬لبَيَّكَ ولَبيّكما َوسعدَيك ُم" الخ‪.‬‬
‫(وهي مصادر مثناة لفظاً‪ ،‬ومعناها التكرار‪ ،‬فمعنى "لبيك"‪ :‬اجابة لك بعد اجابة‪ .‬ومعنى "سعديك"‪:‬‬
‫اسعادا ً لك بعد اسعاد‪ .‬وهي ال تُستعمل اال بعد "لبيك"‪ .‬ومعنى "حنانيك"‪ :‬تحنّنا ً عليك بعد تحنن‪.‬‬
‫ومعنى "دواليك"‪ :‬تداوالً بعد تداول‪ .‬وهذه المصادر منصوبة على أنها مفعول مطلق لفعل محذوف‪،‬‬
‫اذ التقدير‪" :‬ألبيك تلبيةً بعد تلبيةٍ‪ .‬وأسعدك إسعادا ً بعد اسعاد" الخ‪ .‬وعالمة نصبها الياء ألنها تثنية)‪.‬‬
‫وبالياء نصبا ً وجراً‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫إعراب ال ُمثنّى‪ ،‬باأللف رفعاً‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪ِّ -2‬كال وكلتا‪ :‬إن أُضيفتا إلى الضمير أُعربتا‬
‫غير‬ ‫الرجالن كالهما‪ .‬رأيتُ الرجلين كليهما‪ .‬مررتُ بالرجلين كليهما"‪ .‬وإن أُضيفتا إلى ٍ‬
‫اسم ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫"جا َء‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬
‫ت ُمقدَّرةٍ على األلف للتعذر‪ ،‬رفعا ونصبا وجرا‪ .‬نحو‪:‬‬ ‫عراب االسم المقصور‪ ،‬بحركا ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ضمير أعربتا إِّ‬
‫"جا َء ِّكال الرجلين‪ .‬رأيتُ كال الرجلين‪ .‬مررتُ بكال الرجلين"‪.‬‬

‫(‪)30/2‬‬

‫وضمير المثنّى‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اللفظ‪،‬‬


‫ِّ‬ ‫ضمير المفرد‪ ،‬باعتبار‬ ‫َ‬ ‫اإلخبار عنهما بصف ٍة تحم ُل‬ ‫ُ‬ ‫و ُحك ُم ُهما أنهما يَص ُّح‬
‫ُ‬
‫باعتبار المعنى‪ ،‬فتقول‪ِّ " :‬كال الرجلين عالم" و "كال الرجلين عالمان"‪ .‬ومراعاة اللفظ أكثر‪.‬‬
‫رجلين"‪ ،‬ألن‬ ‫ِّ‬ ‫وهما ال تُضافان إال إلى المعرفة‪ ،‬وإلى كلم ٍة واحدة تدُ ُّل على اثنين‪ ،‬فال يُقال‪ِّ " :‬كال‬
‫ي ٍ وخالدٍ"‪ ،‬ألنها مضافةٌ إلى المفرد‪.‬‬ ‫"رجلين" نكرة‪ ،‬وال " ِّكال عل ّ‬
‫ي‪ .‬على خمسة أنواعٍ‪ :‬موصوليّ ٍة ووصفيّ ٍة وحاليّ ٍة واستفهاميّ ٍة وشرطيّة‪.‬‬ ‫‪ -3‬أ ُّ‬
‫عن من ك ِّّل شيع ٍة أيُّهم أشدُّ‬ ‫َنز َّ‬ ‫فإن كانت اسما ً موصوالً فال تُضاف إال إلى معرفةٍ‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬ث ُ َّم لَن ِّ‬
‫حمن ِّعتِّياً}‪.‬‬‫الر ِّ‬ ‫على َّ‬
‫ي تلميذٍ"‪،‬‬ ‫ً‬
‫ضاف إال إلى النكرةِّ‪ ،‬نحو‪" :‬رأيتُ تلميذا أ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وإن كانت منعوتا بها‪ ،‬او واقعة حاال‪ ،‬فال ت ُ‬ ‫ً‬
‫ي مجتهدٍ"‪.‬‬ ‫"سرني سلي ٌم أ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ونحو‪:‬‬
‫ضاف إلى النكرة والمعرفة‪ ،‬فتقو ُل في االستفهاميّة‪" :‬أي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وإن كانت استفهاميّة‪ ،‬أو شرطيّة‪ ،‬فهي ت‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أكرمهُ‪ .‬وأيكم يجتهد أعط ِّه"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ي تلمي ٍذ يجتهد‬ ‫رج ٍل جا َء؟ وأيُّكم جا َء؟"‪ ،‬وتقو ُل في الشرطيّة‪" :‬ا ُّ‬
‫المضاف إليه‬
‫ُ‬ ‫ويكونُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫لفظ‬ ‫االضافة‬ ‫عن‬ ‫‪،‬‬‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ي"‪ ،‬الموصوليّةُ واالستفهاميّة والشرط ّ‬
‫ي‬ ‫ط ُع "أ ُّ‬‫وقد تُق َ‬
‫اسم تدعو"‪،‬‬ ‫ي ٍ‬ ‫والتقدير‪" :‬أ َّ‬
‫ُ‬ ‫عوا فلَهُ األسما ُء ال ُحسنى}‪.‬‬ ‫َمنوياً‪ ،‬فالشرطيّةُ كقول ِّه تعالى‪{ :‬أيّا ً ما ت َد ُ‬
‫يفوز‪ .‬وأكر ْم ايّا ً هو‬ ‫ُ‬ ‫هو مجتهدٌ‬ ‫ي َ‬ ‫ي جا َء؟ وأيّا ً أكرمتَ ؟"‪ ،‬والموصوليّةُ نحو‪" :‬أ ٌّ‬ ‫واالستفهاميّةُ نحو‪" :‬أ ٌّ‬
‫مجتهدٌ"‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ي" الوصفيّة والحاليّة فمالزمة لالضافة لفظا ً ومعنًى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أما "أ ُّ‬
‫الظروف‪ ،‬قد سبقَ الكال ُم عليها ُمفصالً‬ ‫وغيرها من ُّ‬ ‫ُ‬ ‫وأول ودون والجهاتُ الستُّ‬ ‫‪َ -4‬م َع َوقبل وبَعد َّ‬
‫األسماء المبنية‪ ،‬وفي مبحث أحكام الظروف المبني ِّة‪ ،‬في باب المفعول فيه‪ .‬فراجع ذلك‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫في مبحث‬
‫َ‬
‫‪ -5‬غير‪ :‬اس ٌم دال على مخالف ِّة ما بعدَه لحقيق ِّة ما قبلهُ‪ .‬وهو مالز ٌم لالضاف ِّة‪.‬‬

‫(‪)31/2‬‬

‫وإذا وق َع بعدَ "ليس" أو "ال" جازَ بقاؤه مضافاً‪ ،‬نحو‪" :‬قبضتُ عشرة ليس غيرها‪ ،‬أو ال غيرها"‪:‬‬
‫وجازَ قطع ُهه عن االضافة لفظا ً وبناؤه على الض َّم‪ ،‬على شرط أن يُعلَ َم المضاف إلي ِّه‪ ،‬فتقول‪" :‬ليس‬
‫غير"‪.‬‬
‫غير أو ال ُ‬‫ُ‬
‫ب بالرفع والنصب والجر‪ .‬وهو ال يكون إال مبتدأ‪،‬‬ ‫فيعر‬
‫َ ُ‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ا‬‫مضاف‬ ‫ويكون‬ ‫"‪.‬‬ ‫"كافٍ‬ ‫بمعنى‬ ‫سب‪:‬‬‫ح‬‫‪َ -6‬‬
‫هللا حسبَكَ من رج ٍل"‪ ،‬أو نعتا ً‬
‫مثل‪" :‬حسبُكَ هللاُ"‪ ،‬أو خبرا ً نحو‪" :‬هللاَ َحسبي"‪ ،‬أو حاالً نحو‪" :‬هذا عبدُ ِّ‬
‫نحو‪" :‬مررتُ برج ٍل َحسبِّكَ من رج ٍل‪ .‬رأيتُ رجالً َحسبَكَ من رج ٍل‪ .‬هذا رج ٌل َحسبُكَ من رجل"‪.‬‬
‫غير" فيُبنى على الض ِّ ّم‪ ،‬ويكونُ إعرابهُ محليّاً‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ويكونُ مقطوعا ً عن االضافة‪ ،‬فيكون بمنزل ِّة "ال ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫فحسب‪ ،‬في المثا ِّل األول‪ ،‬منصوبٌ محالً‪ ،‬ألنه‬‫ُ‬ ‫حسب"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫حسب‪ .‬هذا‬
‫ُ‬ ‫حسب‪ .‬رأيت عليا ً‬ ‫ُ‬ ‫"رأيتُ رجالً‬
‫ع‬
‫ي" وفي المثالث الثالث مرفو ٌ‬ ‫نعتٌ لرجالً‪ ،‬وفي المثال الثاني منصوبٌ محالً‪ ،‬ألنه حا ٌل من "عل ّ‬
‫محالً ألنه خبر المبتدأ‪.‬‬
‫فحسب"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فظ‪ ،‬نحو‪" :‬أخذت عشرة ً‬ ‫وقد ت َدخلُه الفا ُء الزائدة ُ تزيينا ً ِّللَّ ِّ‬
‫ومقطوعين عن االضافة لفظاً‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ضهم"‬
‫القوم أو بع ُ‬‫ِّ‬ ‫ضافين‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء ك ُّل‬ ‫ِّ‬ ‫وبعض‪ :‬يكونان ُم‬
‫ٌ‬ ‫‪ -7‬ك ٌّل‬
‫ًّ‬ ‫ًّ‬
‫المضاف إليه َمنوياً‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬و ُكال وعدَ هللاُ ال ُحسنى}‪ ،‬أي‪ :‬كال من المجاهدينَ‬ ‫ُ‬ ‫فيكون‬
‫بعض}‪ ،‬أي‪ :‬على بعضهم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫والقاعدينَ ‪ ،‬أي‪ :‬ك َّل فريق منهم‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬وفضّلنا بعض النّبيينَ على‬
‫‪ -8‬جمي ٌع‪ :‬يكونُ مضافاً‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء القو ُم جميعُهم"‪ .‬ويكون مقطوعا عن االضاف ِّة منصوبا على‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الحال‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء القو ُم جميعاً"‪ ،‬أي‪ :‬مجتمعينَ ‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ُمالَ ِّز ُم اإلضافة ِّإلى ال ُج ْملَ ِّة‬
‫وحيث وإذا ول ّما ومذ و ُمنذ"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ما يالز ُم االضافةَ إلى الجملة هو‪" :‬إ ْذ‬

‫(‪)32/2‬‬

‫ضافان إلى ال ُجم ِّل الفعليّة واالسميّة‪ ،‬على تأويلها بالمصدر‪ .‬فاألو ُل كقوله تعالى‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫وحيث‪ :‬ت ُ‬ ‫فإ ْذ‬
‫عز وجلَّ‪{ :‬واذكروا‬ ‫كم هللاُ}‪ ،‬والثاني كقوله َّ‬ ‫أمر َ‬ ‫حيث َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫{فأتوهن من‬ ‫{واذكروا إ ْذ ُكنتم قليالً}‪ ،‬وقول ِّه‪:‬‬
‫س حيث العل ُم موجودٌ"‪.‬‬ ‫إ ْذ أنتم قليلٌ}‪ ،‬وقولِّكَ ‪" :‬اج ِّل ْ‬
‫يجب أن تكونَ الجملةُ المضافةُ إليها‬ ‫ُ‬ ‫ضافان إلى الجم ِّل الفعلي ِّة خاصةً‪ ،‬غير أن "ل ّما"‬ ‫ِّ‬ ‫و "إذا ول ّما"‪ .‬ت ُ‬
‫ي أكرمتُه" و "ل ّما جا َء خالدٌ أعطيته"‪.‬‬ ‫ماضيّةً‪ ،‬نحو‪" :‬إذا جا َء عل ٌّ‬
‫سافر سعيدٌ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ظرفين؛ أُضيفتا إلى الجمل الفعليّ ِّة واالسميّة‪ ،‬نحو‪" :‬ما رأَيتُكَ ُم ْذ‬ ‫ِّ‬ ‫و ُم ْذ ومنذُ"‪ :‬إن كانتا‬
‫مجرور بهما‪ .‬كما سبق الكالم‬ ‫ٌ‬ ‫جر‪ ،‬فما بعدَهما اس ٌم‬ ‫مسافر"‪ .‬وإن كانتا حرف ْي ٍ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫وما اجتمعنا منذُ سعيدٌ‬
‫الجر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عليهما في مبحث حروف‬
‫ُ‬
‫ث" ال تكون إال ظرفا‪ .‬ومن الخطأ استعمالهما للتعلي ِّل‪ ،‬بمعنى‪" :‬ألن"‪ ،‬فال يُقالُ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أن "حي ُ‬ ‫واعلم َّ‬
‫"أكرمتُه حيث إنه مجتهدٌ"‪ ،‬بل يُقالُ‪" :‬ألنه مجتهدٌ"‪.‬‬
‫ُضاف إلى‬
‫ُ‬ ‫ضى أَو لما يأتي‪ ،‬فإنهُ ي‬ ‫زمان ُمبهما ً ِّل َما م َ‬‫ٍ‬ ‫وما كان بمنزل ِّة "إ ْذ" أَو إذا"‪ ،‬في كونه َ‬
‫اسم‬
‫{يوم ال ينف ُع ما ٌل‬
‫َ‬ ‫ي والياً"‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪:‬‬ ‫ي وا ٍل"‪ ،‬أَو "زمنَ كان عل ٌّ‬ ‫الجمل‪ ،‬نحو‪" :‬جئتك زمنَ عل ٌّ‬
‫صدقُ ُهم}‪.‬‬
‫ب سليم}‪ ،‬وقوله‪{ :‬هذا يو ُم ينف ُع الصادقينَ ِّ‬ ‫وال بَنونَ ‪ ،‬إال من أتى هللاَ بقل ٍ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( التوابع وإعرابها )‬
‫ضمن العنوان ( النعت )‬

‫فاألو ُل‬
‫َّ‬ ‫اسم ليُبيَّنَ بعض أَحوال ِّه أَو أَحوال ما يَتعلَّ ُق به‪.‬‬ ‫صفَةَ أَيضاً)‪ :‬هو ما ي ُ‬
‫ُذكر بعدَ ٍ‬ ‫النّعتُ (ويُس ّمى ال َّ‬
‫نحو‪" :‬جا َء التلميذُ المجتهدُ"‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬جا َء الرج ُل المجتهدُ غال ُمهُ"‪.‬‬
‫(فالصفة في المثال األول بينت حال الموصوف نفسه‪ .‬وفي المثال الثاني لم تبين حال الموصوف‪،‬‬
‫وهو الرجل‪ ،‬وإنما بينت ما يتعلق به‪ ،‬وهو الغالم)‪.‬‬
‫ت التَّفرقةُ بينَ المشتركينَ في االسم‪.‬‬
‫وفائدة ُ النَّع ِّ‬

‫(‪)33/2‬‬

‫خصيص‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الموصوف معرفةً ففائدة ُ النّع ِّ‬
‫ت التَّوضيح‪ .‬وإن كانَ نكرة ً ففائدتهُ الت ّ‬ ‫ُ‬ ‫ث َّم إن كان‬
‫ي المجتهد" فقد أوضحت من هو الجائي من بين المشتركين في هذا االسم‪ .‬وإن‬ ‫(فان قلت‪" :‬جاء عل ّ‬
‫قلت‪" :‬صاحب رجالً عاقالً"‪ ،‬فقد خصصت هذا الرجل من بين المشاركين له في صفة الرجولية)‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫َ‬
‫مباحث‪:‬‬ ‫وفي هذا المبحث خمسةُ‬
‫‪ -1‬ش َْر ُ‬
‫ط النَّ ْع ِّ‬
‫ت‬
‫واسم المفعول والصف ِّة ال ُمشبّهة واسم التّفضيل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ت أن يكونَ اسما ً ُمشتقاً‪ ،‬كاسم الفاعل‬ ‫األص ُل في النع ِّ‬
‫حسن ُخلقُهُ‪ .‬سعيدٌ تلميذٌ أعق ُل من غيره"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫المحبوب‪ .‬هذا رج ٌل‬ ‫َ‬ ‫أكر ْم خالدا ً‬ ‫نحو‪" :‬جاء التلميذُ المجتهدُ‪ِّ .‬‬
‫وقد يكونُ جملةً فعليّةً‪ ،‬أو جملةً اسمية على ما سيأتي‪.‬‬
‫ً‬
‫ص َو ٍر‪:‬‬
‫تسع ُ‬ ‫بمشتق‪ .‬وذلك في ِّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ؤوالً‬ ‫وقد يكون اسما ً جامدا ً ُم َّ‬
‫موثوق ب ِّه‪ ،‬و "أنتَ رج ٌل َعدلٌ"‪ ،‬أي‪ :‬عادلٌ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫المصدر‪ ،‬نحو‪" :‬هو رج ٌل ثِّقة"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫المشار إليه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫"أكر ْم عليّا هذا"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -2‬اس ُم االشارةِّ‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫‪" -3‬ذُو"‪ ،‬التي بمعنى صاحب‪ ،‬و "ذات"‪ ،‬التي بمعنى صاحبة‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء رجل ذو ٍ‬
‫علم‪ ،‬وامرأة ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫علم‪ ،‬وصاحبة فض ٍل‪.‬‬ ‫صاحب ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ذاتُ فَض ٍل‪ ،‬أي‪:‬‬
‫بأل‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء الرج ُل الذي اجتهدَ"‪ ،‬أي‪ :‬المجتهدُ‪.‬‬ ‫‪ -4‬االس ُم الموصو ُل المقترنُ ْ‬
‫‪ -5‬ما د َّل على َعدَد المنعوتِّ‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء رجا ٌل أربعةُ"‪ ،‬أي‪َ :‬م ْعد ُودُونَ بهذا العَدَد‪.‬‬
‫‪ -6‬االس ُم الذي لحقتهُ يا ُء النسبة‪ ،‬نحو‪" :‬رأيتُ رجالً ِّد َمشقيّاً‪ ،‬منسوبا ً إلى ِّد َمشق‪.‬‬
‫"فالن رج ٌل ثَعلبٌ "‪ ،‬أي‪ :‬محتالٌ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -7‬ما د َّل على تشبيهٍ‪ ،‬نحو‪" :‬رأيتُ رجالً أسداً‪ ،‬أي‪ :‬شجاعاً‪ ،‬و‬
‫ُوصف باالحتيا ِّل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والثعلب ي‬
‫ُ‬
‫غير ُمقيّ ٍد بصف ٍة ما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كر ُم رجال ما" أي‪ :‬رجال ُمطلقا َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫‪" -8‬ما" النكرة ُ التي يُرادُ بها االبها ُم‪ ،‬نحو‪" :‬أ ِّ‬
‫عظيم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫صير أنفَهُ"‪ ،‬أي ٍ‬
‫ألمر‬ ‫عق ٌ‬ ‫َ‬ ‫"ألمر ما َجدَ َ‬
‫ٍ‬ ‫االبهام التهويلُ‪ ،‬ومنهُ المثلُ‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫وقد يُرادُ بها م َع‬

‫(‪)34/2‬‬

‫الموصوف للصف ِّة‪ ،‬نحو‪" :‬أنتَ رج ٌل ك ُّل الرج ِّل"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫َّالتين على استكمال‬ ‫يٍ"‪ ،‬الد ِّ‬ ‫‪َ -9‬ك ِّلمتا "ك ٍّل وأ ّ‬
‫ً‬
‫ي رج ٍل"‪ ،‬أي‪ :‬كام ٌل في الرجوليّ ِّة‪ .‬ويقال أيضا‪" :‬جا َءني‬ ‫الرجوليّ ِّة‪ ،‬و "جا َءني رج ٌل أ ُّ‬ ‫الكام ُل في ُّ‬
‫رج ٌل أيُّما رج ٍل"‪ ،‬بزيادةِّ "ما"‪.‬‬
‫ي‬ ‫ي َوالنَّ ْعتُ ال َّ‬
‫سبَ ِّب ُّ‬ ‫‪ -2‬النَّ ْعتُ ال َحقي ِّق ُّ‬
‫يٍ‪.‬‬ ‫ي ٍ وسبب ّ‬ ‫ينقس ُم النعتُ إلى حقيق ّ‬
‫األديب"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ت َمتبوع ِّه‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء خالدٌ‬ ‫ي‪ :‬ما يُب ِّيّنُ صفةً من صفا ِّ‬ ‫فالحقيق ُّ‬
‫ُّ‬
‫َعلق بمتبوع ِّه وارتباط به نحو‪" :‬جا َء الرج ُل الحسنُ خطهُ"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ت ما لهُ ت ٌ‬ ‫ً‬
‫ي‪ :‬ما يُب ِّيّنُ صفة من صفا ِّ‬ ‫سبب ُّ‬‫وال َّ‬
‫(فاألديب بين صفة مبتوعه‪ ،‬وهو خالد‪ .‬أما الحسن فلم يبين صفة الرجل‪ ،‬إذ ليس القصد وصفة‬
‫بالحسن‪ ،‬وإنما بين صفة الخط الذي له ارتباط بالرجل‪ ،‬ألنه صاحبه المنسوب إليه)‪.‬‬
‫والتعريف‬
‫ِّ‬ ‫والتذكير والتأنيث‬
‫ِّ‬ ‫والجمع‬
‫ِّ‬ ‫يجب أن يَتْب َع منعوتَهُ في االعراب واالفرا ِّد والتَّثنية‬ ‫ُ‬ ‫والنعتُ ‪:‬‬
‫ً‬
‫لضمير المنعوتِّ‪ ،‬فيَتبعُهُ حينئ ٍذ وجوبا في االعراب‬ ‫ٍ‬ ‫غير ُمتح ّم ٍل‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫والتنكير‪ .‬إال إذا كان النعتُ سببيّا َ‬
‫فردا ً دائما‪ً.‬‬
‫ُم َ‬ ‫ويكونُ‬ ‫والتعريف والتنكير فقط‪ .‬ويرا َعى في تأنيث ِّه وتذكيره ما بعدَهُ‪.‬‬
‫فتقو ُل في النَّعت الحقيقي‪" :‬جا َء الرج ُل العاقلُ‪ .‬رأيتُ الرج َل العاق َل‪.‬مررتُ بالرج ِّل العاق ِّل‪ .‬جا َءت‬
‫العاقالن‪ .‬رأَيتُ الرجلين‬
‫ِّ‬ ‫الرجالن‬
‫ِّ‬ ‫فاطمةُ العاقلةُ‪ .‬رأيت فاطمةَ العاقلةَ‪ .‬مررت بفاطمةَ العاقل ِّة‪ .‬جا َء‬
‫العقالء‪ .‬جا َءت الفاطماتُ‬ ‫ِّ‬ ‫العاقلين‪ .‬جا َء الرجا ُل العُقال ُء‪ .‬رأيتُ الرجا َل العُقال َء‪ .‬مررتُ بالرجا ِّل‬
‫ت العاقالتِّ"‪.‬‬ ‫ت العاقالتِّ‪ .‬مررتُ بالفاطما ِّ‬ ‫العاقالتُ ‪ .‬رأيت الفاطما ِّ‬

‫(‪)35/2‬‬

‫والرجالن‬
‫ِّ‬ ‫ضمير المنعوت‪" :‬جا َء الرج ُل الكري ُم أَبوه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫يِّ‪ ،‬الذي لم يَتح ّمل‬
‫سبب ّ‬ ‫وتقو ُل في النع ِّ‬
‫ت ال ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والرجالن الكريمة أ ُّمهما‪ ،‬والرجا ُل‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫الكري ُم أَبوهما‪ ،‬والرجا ُل الكري ُم أبوهم‪ ،‬والرج ُل الكريمة أ ُّمهُ‪.‬‬
‫َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫أبوهن‪ ،‬والمرأَة‬
‫َّ‬ ‫والمرأتان الكري ُم أَبوهما‪ ،‬والنسا ُء الكري ُم‬ ‫ِّ‬ ‫الكريمةُ‪ .‬أ ُ ُّمهم‪ ،‬والمرأة ُ الكري ُم أبوها‪،‬‬
‫هن"‪.‬‬‫تان الكريمةُ أ ُ ُّمهما‪ ،‬والنسا ُء الكريمةُ أ ُ ُّم َّ‬ ‫الكريمةُ أ ُ ُّمها‪ ،‬والمرأ َ ِّ‬
‫فيطابق منعوتَهُ إفرادا ً وتثنيةً وجمعا ً وتذكيرا ً وتأنيثاً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ضمير المنعوتِّ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ي‪ ،‬الذي يَتح ّم ُل‬ ‫أ َ َّما النّعتُ السبَب ُّ‬
‫ب‪،‬‬
‫والمرأتان الكريمتا األ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ب‪،‬‬
‫الرجالن الكريما األ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫كما يُطابقهُ إعرابا ً وتعريفا ً وتنكيراً‪ ،‬فتقولُ‪" :‬جا َء‬
‫ب"‪.‬‬ ‫ب‪ ،‬والنسا ُء الكريماتُ األ ِّ‬ ‫والرجا ُل الكرا ُم األ ِّ‬
‫ُ‬
‫واعلم أنهُ يُستثنى من ذلكَ أربعة أشياء‪:‬‬
‫ور"‪ ،‬أو‬ ‫ور وش ُك ٍ‬ ‫َيور وفَ ُخ ٍ‬ ‫ُور وغ ٍ‬ ‫صب ٍ‬ ‫وزن "فَعُول" ‪ -‬بمعنى "فاعل" نحو‪َ " :‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -1‬الصفاتُ التي على‬
‫ب"‪ ،‬أو على وزن "مفعا ٍل"‪،‬‬ ‫َ‬
‫على وزن "فَ ِّعيل" ‪ -‬بمعنى "مفعول" ‪ -‬نحو‪" :‬جريح وقتيل وخَضي ٍ‬
‫سكين"‪ ،‬أو على وزن‬ ‫ٍ‬ ‫وم‬
‫عطير ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫"م‬‫"مفعي ٍل" نحو‪ِّ :‬‬ ‫بسام"‪ ،‬أو على وزن ِّ‬ ‫وم ٍ‬ ‫ومكسال ِّ‬ ‫"مهذار ِّ‬ ‫نحو‪ِّ :‬‬
‫المذكر‬
‫ُ‬ ‫بها‬ ‫الوصف‬
‫ِّ‬ ‫في‬ ‫ستوي‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫الخمس‬ ‫األوزان‬ ‫فهذه‬ ‫"‪.‬‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫وم‬
‫ِّ ٍ ِّ ٍ ِّ ٍ‬‫دعس‬ ‫وم‬ ‫َم‬
‫ش‬ ‫غ‬‫"م‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫"‪،‬‬ ‫"مفعَ ٍل‬
‫ِّ‬
‫غيور‪ ،‬ورج ٌل جري ٌح‪ ،‬وارمأة جريح" الخ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬ ‫وامرأ‬ ‫‪،‬‬‫غيور‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫"رج‬ ‫ُ‪:‬‬ ‫ل‬ ‫فتقو‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬
‫والمؤنث‬
‫الموصوف به‪ ،‬فغنه يبقى بصورةٍ واحدةٍ للمفر ِّد والمثنّى والجمع والمذ ّك ِّر والمؤنث‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫المصدر‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫وامرأتان عدلٌ‪ .‬ورجا ٌل َعدلٌ‪ .‬ونسا ٌء َعدلٌ"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ورجالن َعدلٌ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫فتقولُ‪" :‬رج ٌل عدلٌ‪ ،‬وامرأة عدلٌ‪.‬‬
‫الجمع‪ ،‬وأن يُعا َم َل ُمعاملةَ‬ ‫ِّ‬ ‫لجمع ما ال يَعقلُ‪ ،‬فإنهُ يجوز فيه وجهان‪ :‬أن يُعام َل ُمعاملةَ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -3‬ما كان نعتا ً‬
‫يوصف الجم ُع العاقلُ‪ ،‬إن لم يكن‬ ‫ُ‬ ‫المفر ِّد المؤنث‪ ،‬فتقولُ‪" :‬عندي خيو ٌل سابقاتٌ ‪ ،‬وخيو ٌل سابقة"‪ .‬وقد‬
‫ذكر سالماً‪ ،‬بصفة المفردة المؤنثة‪ :‬كاألمم الغابرة‪.‬‬ ‫جم ٌع ُم ٍ‬

‫(‪)36/2‬‬

‫باعتبار معناهُ‪ ،‬فتقولُ‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫ت والجم ُع‪،‬‬ ‫لفظ المنعو ِّ‬ ‫باعتبار ِّ‬
‫ِّ‬ ‫جوز فيه اإلفرادُ‪،‬‬ ‫السم الجمع‪ ،‬في ُ‬ ‫‪ -4‬ما كان نعتا ً ِّ‬
‫"إن بَني فالن قو ٌم صال ٌح وقو ٌم صالحون"‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ -3‬النَّ ْعتُ ال ُم ْف َردُ وال ُج ْملَةُ و ِّش ْبهُ ال ُج ْملةَ‬
‫فر ٍد وجمل ٍة و ِّشب ِّه ُجملة‪.‬‬ ‫أقسام‪ُ :‬م َ‬‫ٍ‬ ‫ينقسم النّعتُ أيضا ً إلى ثالث ِّة‬
‫غير جمل ٍة وال ِّشب َهها‪ ،‬وإن كان ُمثنًى أو جمعاً‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء الرج ُل العاقلُ‪ ،‬والرجالن‬ ‫فالمفردُ‪ :‬ما كانَ َ‬
‫العاقالن‪ ،‬والرجا ُل العُقال ُء"‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫والنّعتُ الجملةُ‪ :‬أن تق َع الجملةُ الفعليّةُ أو االسميّة منعوتا ً بها‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء رج ٌل يَحم ُل كتاباً" و "جا َء‬
‫رج ٌل أبوهُ كري ٌم"‪.‬‬
‫وال تق ُع الجملةُ نعتا ً للمعرفة‪ ،‬وإنما تق ُع نعتا ً للنكرةِّ كما رأيتَ ‪ .‬فإن وقعت بعد المعرفة كانت في‬
‫ف بأل الجنسيّ ِّة‪ ،‬فيصح أن‬ ‫المعر ِّ‬
‫َّ‬ ‫ي يحم ُل كتاباً"‪ .‬إالّ إذا وقعت بعد‬ ‫موضع الحال منها‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء عل ٌّ‬
‫ف‬
‫عر ٌ‬ ‫تُجعَ َل نعتا ً له‪ ،‬باعتبار المعنى‪ ،‬ألنهُ في المعنى نكرة‪ ،‬وأن تجعل حاال منهُ‪ ،‬باعتبار اللفظ‪ ،‬ألنهُ ُم َّ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫فهاء"‪ ،‬ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫س ِّ‬ ‫خالط الرج َل يَعم ُل عم َل ال ُّ‬ ‫بأل‪ ،‬نحو‪" :‬ال ت ُ ِّ‬ ‫لفظا ً ْ‬
‫ضيْتُ ث ُ َّمتَ قُ ْلتُ ‪ :‬ال يَعنيني*‬ ‫سبُّني * فَ َم َ‬ ‫*ولَقَ ْد أ َ ُم ُّر َعلَى اللَّ ِّ‬
‫ئيم يَ ُ‬ ‫َ‬
‫وقو ِّل اآلخر‪:‬‬
‫صفور بَلَّلَهُ القَ ْ‬
‫ط ُر*‬ ‫ُ‬ ‫ض العُ‬ ‫راك ه ََّزة ٌ * ك َما ا ْنتَفَ َ‬ ‫*وإني لَت َعروني ِّل ِّذ ْك ِّ‬ ‫َ‬
‫(فليس القصد رجالً مخصوصاً‪ ،‬وال لئيما ً مخصوصاً‪ ،‬وال عصفوراً‪ ،‬مخصوصاً‪ ،‬ألنك ان قلت‪" :‬ال‬
‫عصفور بلله القطر" صح)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أمر على لئيم يسبني‪ .‬كما انتفض‬ ‫تخالط رجالً يعمل عمل السفهاء‪ .‬لقد ّ‬
‫عرف بِّها‪ ،‬كقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫يف إلى ال ُم َّ‬ ‫ف بأ ِّل الجنسيّ ِّة ما أُض َ‬ ‫المعر ِّ‬
‫َّ‬ ‫ومث ُل‬
‫س َّل نِّظا ُمها*‬ ‫ي ِّ ُ‬ ‫ْ‬
‫نيرة ً * َك ُجمانَ ِّة البَحْ ِّر ّ‬ ‫َّ‬
‫ضي ُء في َوجْ ِّه الظالَ ِّم ُم َ‬ ‫*وت ُ ِّ‬ ‫َ‬
‫سل نظامها‪.‬‬ ‫يٍ ُ‬ ‫بحر ّ‬
‫أي‪ :‬ك ُجمانة ِّ‬

‫(‪)37/2‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ط الجمل ِّة النعتيّة (كالجملة الحاليّة والجملة الواقع ِّة خبراً) أن تكونَ جملةً خبريَّةً (أي‪َ :‬‬
‫غير‬ ‫وشر ُ‬
‫الضمير مذكورا ً نحو‪" :‬جا َءني رج ٌل‬ ‫ُ‬ ‫طها بالمنعوت‪ ،‬سوا ُء أكان‬ ‫طلبيّة)‪ ،‬وان تشتم َل على ضمير يَربِّ ُ‬
‫عصاً‪ ،‬أو ُمقدَّراً‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬واتَّقوا يوما ً ال‬ ‫يَحملُهُ غال ُمهُ"‪ ،‬أم مستتراً‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء رج ٌل يحم ُل َ‬
‫والتقدير‪" :‬ال تُجزَ ى فيه"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫نفس شيئاً}‪،‬‬ ‫نفس عن ٍ‬ ‫تُجزَ ى ٌ‬
‫"أكرمه" نعت لرجل‪ .‬وال يقال‪" :‬جاء رج ٌل هل رأيت‬ ‫ْ‬ ‫(وال يقال‪" :‬جا َء رجل أكرمهُ" على أن جملة‬
‫مثله‪ ،‬أو ليته كريم" ألن الجملة هنا طلبية‪ .‬وما ورد من ذلك فهو على حذف النعت؛ كقوله‪" :‬جاءوا‬
‫ق مقو ٍل فيه‪ :‬هل رأيت الذئب"‪ .‬والمذق بفتح الميم‬ ‫ق هل رأيت الذئب قط"‪ .‬والتقدير‪" :‬جاءوا بمذ ٍ‬ ‫بمذ ٍ‬
‫وسكون الذال‪ :‬اللبن المخلوط بالماء فيشابه لونُه لونَ الذئب)‪.‬‬
‫عان في موضع‬ ‫َ‬
‫والمجرور في موضع النعت‪ ،‬كما يَق ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الجار‬
‫ُّ‬ ‫الظرف أو‬
‫ُ‬ ‫والنعتُ الشبيهُ بالجملة أن يق َع‬
‫ي"‪" ،‬ورأيتُ رجالً على حصان ِّه"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫رس‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫أمام‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫رج‬ ‫الدار‬ ‫"في‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫الخبر والحال‪ ،‬على ما ت َقد ََّم‪،‬‬
‫المحذوف‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الجر‬
‫ّ‬ ‫حرف‬‫ِّ‬ ‫الظرف أو‬
‫ِّ‬ ‫تعلّ ُق‬
‫والنعتُ في الحقيقة إنما هو ُم ِّ‬
‫(واألصل‪ :‬في الدار رجل كائن‪ ،‬أو موجود‪ ،‬أمام الكرسي‪ .‬رأيت رجالً كائناً‪ ،‬أو موجوداً‪ ،‬على‬
‫حصانه)‪.‬‬
‫َأخير الجملة‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪" :‬وقا َل رج ٌل‬ ‫واعلم أنه إذا نُعتَ بمفر ٍد وظرفٍ ومجرور وجملةٍ‪ ،‬فالغالب ت ُ‬
‫بقوم يُحبّهم ويُحبُّونهُ‪،‬‬
‫"فسوف يأتي هللاُ ٍ‬
‫َ‬ ‫من آ ِّل فرعون يَكت ُ ُم إيمانَهُ" وقد تُقدَّ ُم الجملة‪ ،‬كقول ِّه سبحانهُ‪:‬‬
‫أعزةٍ على الكافرين"‪.‬‬ ‫أذلَّ ٍة على المؤمنينَ ‪َّ ،‬‬
‫‪ -4‬النَّ ْعتُ ْال َم ْقطوع‬

‫(‪)38/2‬‬

‫قد يُقط ُع النعت‪ ،‬عن كون ِّه تابعا ً ِّلما قبلهُ في اإلعراب‪ ،‬إلى كونه خبرا ً لمبتدأ محذوف‪ ،‬أو مفعوالً به‬
‫لمجر ِّد المدح‪ ،‬أو الذَّ ِّ ّم‪ ،‬أو التَّر ُّح ِّم‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫والغالب أن يُفع َل ذلك بالنعت الذي يُؤتى به‬ ‫ُ‬ ‫لفعل محذوف‪.‬‬
‫{وامرأتهُ َح ّمالة الحطب}‪ .‬وتقولُ‪" :‬أحسنتُ إلى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫العظيم"‪ .‬ومنهُ قولهُ تعالى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫"الحمدُ هللِّ العظي ُم‪ ،‬أو‬
‫المسكينُ ‪ ،‬أو المسكينَ "‪.‬‬ ‫فالن ِّ‬ ‫ٍ‬
‫النجار"‪.‬‬
‫َ‬ ‫أو‬ ‫النجار‬
‫ُ‬ ‫بخالد‬ ‫"مررتُ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫لذلك‪،‬‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫ب‬ ‫ُؤتَ‬ ‫ي‬ ‫لم‬ ‫مما‬ ‫ه‬ ‫غير‬
‫ُ ُ ُ‬ ‫ع‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫ُق‬ ‫ي‬ ‫وقد‬
‫ُ‬
‫وتقدير الفعل‪ ،‬إن نصبتَ ‪ ،‬وأَمدَ ُح‪ ،‬فيما أريدَ به المد ُح‪" ،‬وأَذ ُّم"‪ ،‬فيما أريدَ به الذ ُّم‪ ،‬و "أَر َح ُم"‪ ،‬فيما‬ ‫ُ‬
‫أُريدَ به التُّر ُّح ُم‪ ،‬و "أَعني" فيما لم ي َُرد به مد ٌح وال ذ ٌّم وال تر ُّح ٌم‪.‬‬
‫إظهارهما‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫وحذف المبتدأ والفعل‪ ،‬في المقطوع المراد به المد ُح أو الذ ُّم أو الترحم‪ ،‬واجبٌ ‪ ،‬فال‬ ‫ُ‬
‫بحيث يستق ُّل الموصوف عن‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وال يُقط ُع النعتُ عن المنعوت إال بشرط أن ال يكونَ ُمت ّمما لمعناهُ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ض ُح إال بها‪ ،‬لم يَ ُجز قطعُهُ عنها‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫بحيث ال يَت َّ ِّ‬
‫ُ‬ ‫الصفة‪ .‬فإن كانت الصفة ُمت ّممةً معنى الموصوف‪،‬‬
‫ف إال بذكر صفته‪.‬‬ ‫ُعر ُ‬
‫التاجر"‪ ،‬إذا كان سليم ال ي َ‬ ‫ِّ‬ ‫بسليم‬
‫ٍ‬ ‫"مررتُ‬
‫ّ‬
‫وجب إتباعها كلها له‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الموصوف ال يتعيَّ إال بها كلها‪،‬‬ ‫نُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬فإن كان‬ ‫الصفاتُ‬ ‫ت‬
‫تكرر ِّ‬
‫وإذا ّ‬
‫ب"‪ ،‬إذا كان هذا الموصوف (وهو خالد ٌ) يُشاركهُ في اسمه‬ ‫ِّ‬ ‫الخطي‬ ‫الشاعر‬
‫ِّ‬ ‫الكاتبش‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫خال‬ ‫ب‬ ‫"مررتُ‬
‫ثالثةٌ‪ :‬أحدهم كاتبٌ شاعر‪ ،‬وثانيهم كاتبٌ خطيب‪ .‬وثالثهم شاعر خطيب‪ .‬وإن تعيّنَ ببعضها دونَ‬
‫ع والقط ُع‪.‬‬ ‫ع ما يَتعَيَّن ب ِّه‪ ،‬وجاز فيما عداهُ اإلتبا ُ‬ ‫وجب إتبا ُ‬ ‫َ‬ ‫بعض‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬
‫فاألولى إما قط ُع الصف ِّا كلها‪ ،‬وإما إتباعها‬ ‫ْ‬ ‫لمجرد المدح أو الذ ِّ ّم أو التر ُّحم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫تكر َر النّعتُ ‪ ،‬الذي‬ ‫وإن َّ‬
‫أتكررت‬
‫غير أن االتباع في هذا أولى على كل حال‪ ،‬سوا ٌء َّ‬ ‫َّ‬
‫تكر َر ولم يكن للمدح أو الم‪َ .‬‬ ‫كلّها‪ .‬وكذا إن َّ‬
‫الصفةُ أم لم َّ‬
‫تكرر‪.‬‬
‫‪ -5‬ت َت َّمةٌ‬

‫(‪)39/2‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫بأل‪ ،‬نحو‪:‬‬‫ف ْ‬ ‫بالمعر ِّ‬
‫َ‬ ‫ُوصف بأربع ِّة أَشيا َء‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -1‬االس ُم العل ُم ال يكونُ صفةً‪ ،‬وإنما يكونُ موصوفاً‪ .‬وي‬
‫وباسم االشار ِّة‪ ،‬نحو‪:‬‬‫ِّ‬ ‫صديق خالدٍ"‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫"جا َء خلي ٌل المجتهدُ" وبالمضاف إلى معرفةٍ‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء علي‬
‫ي الذي اجتهد"‪.‬‬ ‫كر ُم عليا ً هذا"‪ ،‬وباالسم الموصو ِّل ال ُمصد َِّّر بأل‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء عل ٌّ‬ ‫"أ ُ ِّ‬
‫ُوصف بما فيه "أ َ ْل"‪ ،‬وبالمضاف إلى ما فيه "أ َ ْل"‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء الغال ُم المجتهدُ" و‬ ‫ُ‬ ‫بأل ي‬ ‫المعرف ْ‬ ‫َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫القوم"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫صديق‬ ‫"جا َء الرج ُل‬
‫يٍ‬ ‫ُ‬
‫ي ٍ المجتهدُ‪ .‬جا َء تِّلميذ عل ّ‬ ‫ُ‬
‫ُوصف به العلَ ُم‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء تِّلميذ عل ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُوصف بما ي‬ ‫ُ‬ ‫المضاف إلى العَ ِّلم ي‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ي ٍ الذي اجتهدَ"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ي ٍ هذا‪ .‬جاء تلميذ عل ّ‬ ‫صديق خالدٍ‪ .‬جا َء تلميذ عل ّ‬ ‫ُ‬
‫"أل" مثلُ‪" :‬جا َء هذا الرجل"‪ ،‬ونحو‪" :‬يا أيُّها االنسانُ "‪.‬‬ ‫ُوصفان بما فيه ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ي" ي‬ ‫‪ -4‬اس ُم االشارة و "أ ُّ‬
‫الرجلُ"‪.‬‬ ‫ي" أَيضا ً باسم االشارةِّ‪ ،‬نحو‪" :‬يا أيُّها َّ‬
‫َ‬ ‫وتوصف "أ َ ُّ‬ ‫ُ‬
‫وأعرف منها أو مساويا ً لها‪ .‬لذلك‬ ‫َ‬ ‫الصفة‬ ‫من‬ ‫أخص‬‫َّ‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫الموصوف‬
‫ِّ‬ ‫حق‬‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬‫الجمهور‬
‫ُ‬ ‫‪ -5‬قال‬
‫بغير "أ َ ْل"‪ .‬فإن جا َء بعده‬ ‫عرفا ً ِّ‬ ‫بأل باسم االشارة وبالمضاف إلى ما كان ُم َّ‬ ‫المعرف ْ‬ ‫َّ‬ ‫وصف‬ ‫ُ‬ ‫امتن َع‬
‫بيان‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء الرج ُل هذا‪ ،‬أو الذين‬ ‫عطف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫غير هذين فليست نعتا ً له‪ ،‬بل هي بدل منه أو‬ ‫معرفةٌ ُ‬
‫َ‬
‫كان عندنا‪ ،‬أو صديق علي‪ ،‬أو صديقُنا"‪.‬‬
‫فتوصف ك ُّل معرف ٍة بك ّل معرفة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫العكس‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫باألخص‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫يجوز أَن يُنعَتَ األع ُّم‬ ‫ُ‬ ‫والصحي ُح أَنه‬
‫وصف ك ُّل نكرةٍ بكل نكرة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كما ت ُ‬
‫ً‬
‫مرهُ ظهورا يُستغنى معه عن‬ ‫ُ‬ ‫ظهر أ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف الموصوف إذا‬ ‫َ‬
‫الموصوف‪ .‬وقد يُحذ ُ‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫حق الصف ِّة أن ت َص َح َ‬ ‫َ‬ ‫‪ُّ -6‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ذكره‪ .‬فحينئ ٍذ تقو ُم الصفة َمقا َمهُ كقوله تعالى‪{ :‬أ ِّن اع َمل سابغاتٍ}‪ ،‬أي‪" :‬دُروعا سابغاتٍ"‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫ُ‬
‫قام"‪ .‬ومنه قولهُ تعالى‬ ‫فريق أ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫فريق ظعنَ ‪ ،‬ومنّا‬ ‫ٌ‬ ‫قام"‪ ،‬والتقدير‪" :‬منا‬ ‫ظعَنَ ومنا أ َ َ‬ ‫فريقان‪ :‬منّا َ‬ ‫ِّ‬ ‫"نحنُ‬
‫رف"‪ ،‬وقو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫الط ِّ‬ ‫والتقدير‪" :‬نسا ٌء قاصراتُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫الطرف ٌ‬
‫عين}‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫أَيضاً‪{ :‬وعندهم قاصراتُ‬

‫(‪)40/2‬‬

‫َعرفوني*‬‫ض ِّع ْال ِّعما َمةَ ت ِّ‬ ‫ع الثَّنَايا * َمتى أ َ َ‬‫طالَّ ُ‬‫*أَنا ابْنُ َجالَ َو َ‬
‫والتقدير‪" :‬أَنا ابنُ رج ٍل جالَ"‪ ،‬أَي‪ :‬جال األمور بأعماله وكشفها‪.‬‬
‫ف الصفةُ‪ ،‬إن كانت معلومةً‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬يأخذُ ك َّل سفينة غَصباً}‪ ،‬والتقدير‪{ :‬يأخذُ ك َّل‬ ‫وقد تُحذَ ُ‬
‫سفين ٍة صالحةٍ}‪.‬‬
‫تكررت الصفاتُ ‪ ،‬وكانت واحدةً‪ ،‬يُستغنى بالتثنية أو الجمع عن التفريق‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء عل ٌّ‬
‫ي‬ ‫‪ -7‬إذا َّ‬
‫ضال ُء"‪ .‬وان‬ ‫َ‬
‫ي وخالدٌ وسعيدٌ الشعرا ُء‪ ،‬أو الرجالن الفاضالن‪ .‬أو الرجا ُل الف َ‬ ‫الشاعران‪ ،‬أو عل ٌّ‬
‫ِّ‬ ‫وخالدٌ‬
‫وشاعر‪ ،‬أو رجالٌ‪ :‬كاتب‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫رجالن‪ :‬كاتبٌ‬
‫ِّ‬ ‫بالعطف بالواو‪ ،‬نحو‪" :‬جا َءني‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫التفريق فيها‬ ‫وجب‬
‫َ‬ ‫اختلفت‬
‫وشاعر وفقيهٌ"‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ت‬
‫والتعظيم‪ ،‬كالصفا ِّ‬
‫ِّ‬ ‫الثناء‬
‫ِّ‬ ‫لمجر ِّد‬
‫َّ‬ ‫الموصوف‪ .‬وقد تكونُ‬
‫ِّ‬ ‫لبيان‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫‪ -8‬األص ُل في الصفة أن تكونَ‬
‫الرجيم" أو للتأكي ِّد‬
‫ِّ‬ ‫لشيطان‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫حقير نحو‪" :‬أعوذ باهللِّ من ا‬ ‫ّ‬
‫لمجرد الذم والت ِّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫الجاري ِّة على هللاِّ سبحانهُ‪ ،‬أو‬
‫الدابر ال يعودُ"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬فإذا نُ ِّف َخ في الصور نَفخةٌ واحدةٌ}‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫"أمس‬
‫ِّ‬ ‫نحو‪:‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( التوابع وإعرابها )‬
‫ضمن العنوان ( التَّوكيد )‬

‫سهُ"‪،‬‬
‫ي نف ُ‬
‫السامع‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء عل ٌّ‬
‫ِّ‬ ‫كرر في نفس‬ ‫تكرير يُرادُ به تثبيتُ ِّ‬
‫أمر ال ُم َّ‬ ‫ٌ‬ ‫التَّوكيدُ (أو التأكيد ُ)‪:‬‬
‫ي"‪.‬‬
‫ي عل ٌّ‬ ‫ونحو‪" :‬جا َء عل ٌّ‬
‫ُ‬
‫وفي التّوكي ِّد ثالثة مباحث‪:‬‬
‫ي‬ ‫‪ -1‬الت َّ ْوكيدُ اللَّ ْفظ ُّ‬
‫ي‪.‬‬
‫ي ومعنو ٌّ‬ ‫قسمان‪ :‬لفظ ٌّ‬ ‫ِّ‬ ‫التّوكيدُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)41/2‬‬

‫فاللفظي‪ :‬يكونُ بإعاد ِّة ال ُمؤ ّك ِّد بلفظ ِّه أو بمرادفه‪ ،‬سوا ٌء أكان اسما ً ظاهراً‪ ،‬أم ضميراً‪ ،‬أم فعالً‪ ،‬أم‬
‫ي"‪ .‬والضمير نحو‪" :‬جئتَ أنتَ ‪ .‬وقُمنا نحنُ"‪ .‬ومنه قوله‬ ‫ي عل ٌّ‬ ‫فالظاهر نحو‪" :‬جا َء عل ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫حرفاً‪ ،‬أم جملةً‪.‬‬
‫والحرف نحو‪" :‬ال‪ ،‬ال أبو ُح‬ ‫ُ‬ ‫ي"‪.‬‬ ‫تعالى‪{ :‬يا آد ُم اس ُك ْن أنتَ وزَ وجُكَ الجنّةَ} والفع ُل نحو‪" :‬جا َء جا َء عل ٌّ‬
‫والمرادف نحو‪" :‬أتى جا َء‬ ‫ُ‬ ‫ي مجتهدٌ‪ ،‬عليّإل مجتهدٌ"‪.‬‬ ‫ي‪ ،‬وعل ٌّ‬ ‫ي‪ ،‬جا َء عل ٌّ‬ ‫بالسر‪ .‬والجملةُ نحو‪" :‬جا َء عل ٌّ‬ ‫ّ‬
‫ي"‪.‬‬ ‫عل ٌّ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫السامع وتمكينُهُ في قلبِّ ِّه‪ ،‬وإزالة ما في نفس ِّه من الشبهة‬ ‫نفس‬ ‫تقرير المؤك ِّد في ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وفائدة ُ التوكي ِّد اللفظ ّ‬
‫ي ِّ‬
‫ِّ‬
‫فيه‪.‬‬
‫أنكر‪ ،‬أو‬‫(فانك ان قلت‪" :‬جا َء علي"‪ ،‬فان اعتقدَ المخاطب أن الجائي هو ال غيره ادميت بذلك وأن َ‬
‫كررت لفظ "علي" دفعا ً إلنكاره‪ ،‬أو ازالة للشبهة التي عرضت له‪ .‬وان‬ ‫ظهرت عليه دالئل االنكار‪ّ ،‬‬
‫قلت‪" :‬جا َء علي‪ ،‬جاء علي"‪ ،‬فانما تقول ذلك اذا أنكر السامع مجيئه‪ ،‬أو الحت عليه شبهةٌ فيه‪ ،‬فتثبت‬
‫ذلك في قلبه وتُميط عنه الشبهة)‪.‬‬
‫‪ -2‬الت َّ ْوكيدُ ْال َمعنَ ِّو ُّ‬
‫ي‬
‫شرط أن تُضاف‬ ‫ِّ‬ ‫العين أو جميع أو عا ّم ٍة أو كالَ أو كلتا‪ ،‬على‬ ‫ِّ‬ ‫فس أو‬ ‫بذكر "النّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫التّوكيدُ المعنوي‪ :‬يكونُ‬
‫ُ‬
‫والرجالن أنفس ُهما‪ .‬رأيتُ ا َ‬
‫لقوم‬ ‫ِّ‬ ‫ب المؤكدَ‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء الرج ُل عينُه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ضمير يُنا ِّس ُ‬ ‫ٍ‬ ‫هذه المؤ ّكداتُ إلى‬
‫والمرأتان كلتاهما"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الرجالن كالهما‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫قراء القري ِّة عا َّمتِّهم‪ .‬جا َء‬ ‫كلّهم‪ .‬أحسنتُ إلى فُ ِّ‬
‫ٌ‬
‫نسيان‪.‬‬ ‫سهو أو‬‫مجاز أو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫والعين رف ُع احتما ِّل أن يكون في الكالم‬ ‫ِّ‬ ‫وفائدة ُ التوكي ِّد بالنفس‬
‫التجوز أو النسيان‬ ‫ّ‬ ‫األمير" فربما يتوهم السامع أن اسناد المجيء إليه‪ ،‬هو على سبيل‬ ‫ُ‬ ‫(فان قلت‪" :‬جاء‬
‫أو السهو‪ ،‬فتؤكده بذكر النفس أو العين‪ ،‬رفعا ً لهذا االحتمال‪ ،‬فيعتقد السامع حينئذ أن الجائي هو ال‬
‫جيشه وال خدمه وال حاشيته وال شيء من األشياء المتعلقة به)‪.‬‬
‫شمول‪.‬‬ ‫وجميع وعا َّم ٍة الداللةُ على االحاطة وال ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫وفائدة ُ التوكيد بك ٍّل‬

‫(‪)42/2‬‬

‫(فاذا قلت‪" :‬جاء القوم"‪ ،‬فربما يتوهم السامع أن بعضهم قد جاء‪ ،‬والبعض اآلخر قد تخلّف عن‬
‫المجيء‪ .‬فتقول‪" :‬جاء القوم كلهم"‪ ،‬دفعا ً لهذا التوهم‪ .‬لذلك ال يقال‪" :‬جاء علي كله"‪ ،‬ألنه ال يتجزأ‪.‬‬
‫فاذا قلت‪" :‬اشتريت الفر كله" صح‪ ،‬ألنه يتجزأ من حيث المبيع)‪.‬‬
‫دين معاً‪.‬‬
‫وفائدة ُ التوكيد ب ِّكال و ِّكلتا اثباتُ ال ُحكم لالثنين ال ُمؤ ّك ِّ‬
‫(فاذا قلت‪" :‬جاء الرجالن"‪ ،‬وأنكر السامع أن الحكم ثابت لالثنين معاً‪ ،‬أو توهم ذلك‪ ،‬فتقول‪" :‬جاء‬
‫الرجالن كالهما"‪ ،‬دفعا ً إلنكاره‪ ،‬أو دفعا ً لتوهمه أن الجائي أحدهما ال كالهما‪ .‬لذلك يمتنع أن يقال‪:‬‬
‫"اختصم الرجالن كالهما‪ ،‬وتعاهد سليم وخالد كالهما"‪ ،‬بل يجب أن تحذف كلمة "كالهما"‪ ،‬ألن فعل‬
‫ألن السامع ال يعتقد وال‬ ‫المخاصمة والمعاهدة ال يقع إال من اثنين فأكثر‪ ،‬فال حاجة الى توكيد ذلك‪ّ ،‬‬
‫يتوهم أنه حاصل من أحدهما دون اآلخر)‪.‬‬
‫‪ -3‬تتِّ َّمةٌ‬
‫‪ -1‬إذا أُريدَ تقوية التوكي ِّد يُؤتى بعدَ كلمة "كله" بكلمة "أجمع"‪ ،‬وبعدَ كلم ِّة "كلها" بكلمة "جمعاء"‪،‬‬
‫الصف كلُّهُ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫"كلهن" بكلمة " ُج َمع"‪ ،‬تقولُ‪" :‬جا َء‬ ‫وبعدَ كلمة "كلهم" بكلمة "أجمعينَ "‪ ،‬وبعدَ كلمة‬
‫أجم ُع" و "جا َءت القبيلةُ كلُّها جمعا ُء"‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬فسجدَ المالئكة كل ُهم أجمعونَ } وتقولُ‪" :‬جا َء‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫النسا ُء كلُّ َّ‬
‫هن ُج َم ُع"‪.‬‬
‫َّمهن لفظ "كلّ" ومنه قوله تعالى‪{ :‬ألغوينَّ ُهم‬ ‫وقد يُؤكدُ بأجم َع وجمعا َء وأجمعينَ و ُج َم َع‪ ،‬وإن لم يَتقد َّ‬
‫أجمعينَ }‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫جمعان" وال‬
‫ِّ‬ ‫يجوز تثنيةُ "أجمع وجمعا َء"‪ ،‬استغنا ًء عن ذلك بِّلَفظ ْي " ِّكال وكلتا" فيقالُ‪" :‬جاءا‬ ‫ُ‬ ‫‪ -2‬ال‬
‫ّان في‬ ‫ي‬ ‫س‬
‫ٌ ِّ ِّ‬ ‫و‬ ‫وعمر‬ ‫ٌ‬ ‫د‬‫"زي‬ ‫فقالوا‪:‬‬ ‫"‪،‬‬ ‫"سواءٍ‬ ‫تثنية‬ ‫عن‬ ‫"‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫"‬ ‫ة‬
‫ِّ ِّ ّ ٍ‬ ‫بتثني‬ ‫َغنوا‬ ‫ت‬‫اس‬ ‫كما‬ ‫"‬ ‫جمعاوان‬
‫ِّ‬ ‫تا‬ ‫"جا َء‬
‫ان"‪.‬‬
‫الفضيلة"‪ ،‬ولم يقولوا‪" :‬سوا َء ِّ‬

‫(‪)43/2‬‬

‫بحيث تكونَ النكرة ُ المؤ َّكدة َ محدودةً‪ ،‬والتوكيدُ‬ ‫ُ‬ ‫يجوز توكيدُ النكرة‪ ،‬إال إذا كان توكيدُها مفيداً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬ال‬
‫صمتُ دهراًََ كلَّهُ"‪ ،‬وال‬ ‫شمول نحو‪" :‬اعتكفتُ أسبوعا ً كلَّهُ"‪ .‬وال يقالُ‪ُ " :‬‬ ‫ُ‬ ‫من ألفاظ اإلحاطة وال ُّ‬
‫شمولَ‪.‬‬ ‫ألن األول ُمب َه ٌم‪ ،‬والثاني مؤكدٌ بما ال يفيدُ ال ُّ‬ ‫سهُ"‪ّ ،‬‬ ‫" ِّسرتُ شهرا ً نف َ‬
‫وجب توكيدُهُ َّأوالً‬ ‫َ‬ ‫الضمير المرفوعِّ‪ ،‬ال ُمتَّص ِّل أو المستتر‪ ،‬بالنفس أو العين؛‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -4‬إذا أُريدَ توكيدُ‬
‫الضمير‬
‫ُ‬ ‫سهُ"‪ .‬أما إن كان‬ ‫سافر نف ُ‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫سهم‪ .‬عل ٌّ‬ ‫بالضمير المنفص ِّل‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ أنا نفسي‪ .‬ذهبوا هم أنف ُ‬ ‫ِّ‬
‫سهم‪ ،‬ومررتُ بهم أنفسِّهم"‪" .‬وكذا إن‬‫َ‬ ‫يجب فيه ذلكَ ‪ ،‬نحو‪" :‬أكرمتُهم أنف َ‬ ‫ُ‬ ‫منصوبا ً أو مجروراً‪ ،‬فال‬
‫غير النّفس والعين"‪ ،‬نحو‪" :‬قاموا كلُّهم‪ .‬وسافرنا كلُّنا"‪.‬‬ ‫كان التوكيدُ َ‬
‫ضمير ُمتّصل‪ ،‬مرفوعا ً كان‪ ،‬نحو‪" :‬قمتَ أنت"‪ ،‬أوَ‬ ‫ٍ‬ ‫ع المنفص ُل يُؤكد به كل‬ ‫الضمير المرفو ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫منصوباً‪ ،‬نحو‪" :‬أَكرمتكَ أَنتَ "‪ ،‬أَو مجروراً‪ ،‬نحو‪" :‬مررتُ بكَ أنتَ "‪ .‬ويكون في مح ِّّل رفع‪ ،‬إن أ ُ ِّكدَّ‬
‫جر‪ ،‬إن أ ُ ِّ ّكدَ به‬ ‫الضمير المنصوب‪ ،‬وفي مح ِّّل ٍ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ب‪ ،‬إن أ ُ ِّ ّكدَ به‬ ‫الضمير المرفوعُ‪ ،‬وفي مح ِّّل نص ٍ‬ ‫ُ‬ ‫به‬
‫المجرور‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الضمير‬
‫ُ‬
‫هو"‪ .‬وال ُمض َم ُر‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ي‬‫عل‬ ‫ء‬
‫َ‬ ‫"جا‬ ‫ُ‪:‬‬
‫ل‬ ‫قا‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫وال‬ ‫ُ"‪.‬‬ ‫ه‬‫س‬‫ُ‬ ‫نف‬ ‫ي‬
‫ٌّ‬ ‫عل‬ ‫ء‬ ‫َ‬ ‫"جا‬ ‫فيقال‪:‬‬ ‫بالضمير‪،‬‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫ِّ‬ ‫بمثل‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ه‬
‫‪ -6‬يُؤك ُ َ‬
‫ظ‬‫م‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫د‬
‫فاألو ُل نحو‪" :‬جئتَ أنتَ نَفسُكَ "‪ ،‬والثاني نحو‪" :‬أحسنتُ إليهم أنفسِّهم"‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يُؤكدُ بمثله وبال ُمظ َهر أيضاً‪.‬‬
‫سهم‪ ،‬أو أعينُهم"‪ .‬وإن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فس أو العين مجموعا جمعت َهما‪ ،‬فتقولُ‪" :‬جا َء التالميذ أنف ُ‬ ‫ً‬ ‫‪ -7‬إن كان المؤ َّكدُ بالنَّ ِّ‬
‫يجوز أَن يُثنيَّا ت َبعا ً‬ ‫ُ‬ ‫سهما‪ ،‬أو أعينهما"‪ .‬وقد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الرجالن أنف ُ‬ ‫ِّ‬ ‫كان مثنًّى فاألحسنُ أن تجمعهما‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء‬
‫ضعيف في العربيّة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫جالن نَفساهما أو عيناهما" وهذا أسلوبٌ‬ ‫ِّ‬ ‫الر‬
‫فظ المؤكدِّ‪ ،‬فتقولُ‪" :‬جا َء َّ‬ ‫ِّللَ ِّ‬

‫(‪)44/2‬‬

‫ي‬
‫ي بنفس ِّه"‪ .‬واألصلُ‪" :‬جا َء عل ٌّ‬
‫بالباء الزائدةِّ‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء عل ٌّ‬
‫ِّ‬ ‫"النفس" أَو "العينُ "‬
‫ُ‬ ‫يجوز أَن ت ُ َّ‬
‫جر‬ ‫ُ‬ ‫‪-8‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بالباء الزائدة‪ ،‬مرفوعة محال‪ ،‬ألنها توكيد للمرفوع‪ ،‬وهو‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫سهُ"‪ ،‬فتكونُ "النفس" مجرورة لفظا‬ ‫نف ُ‬
‫ي"‪.‬‬
‫"عل ٌّ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( التوابع وإعرابها )‬
‫ضمن العنوان ( البدل )‬

‫ي"‪.‬‬ ‫البَدَلُ‪ :‬هو التّاب ُع المقصودُ بال ُح ِّ‬


‫كم بال واسط ٍة بينهُ وبينَ متبوع ِّه نحو‪" :‬واض ُع النح ِّو اإلما ُم عل ٌّ‬
‫ي‪ :‬تابع لالمام في إعرابه‪ .‬وهو المقصود بحكم نسبة وضع النحو اليه‪ .‬واإلمام انما ذكر توطئة‬ ‫(فعل ٌّ‬
‫وتمهيدا له‪ ،‬ليستفاد بمجموعهما فض ُل توكيد وبيان‪ ،‬ال يكون في ذرك أحدهما دون اآلخر‪ .‬فاإلمام‬ ‫ً‬
‫ي"‪،‬‬‫ي" بالذكر منفرداً‪ ،‬فلو قلت‪" :‬واضع النحو عل ٌّ‬ ‫غير مقصود بالذات‪ ،‬ألنك لو حذفته الستق ّل "عل ٌّ‬
‫كان كالما ً مستقالً‪ .‬وال واسطة بين التابع والمتبوع‪.‬‬
‫أما ان كان التابع مقصودا ً بالحكم‪ ،‬بواسطة حرف من أحرف العطف‪ ،‬فال يكون بدالً بل هو‬
‫معطوف‪ ،‬نحو‪" :‬جاء علي وخالد" وقد خرج عن هذا التعريف النعت والتوكيد أيضاً‪ ،‬ألنهما غير‬
‫مقصودين بالذات وانما المقصود هو المنعوت والمؤكد)‪.‬‬
‫وفي البدل مبحثهان‪:‬‬
‫‪ -1‬أ َ ْقسا ُم ْالبَدَل‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫البعض من الك ِّّل‪ ،‬وبد ُل‬‫ِّ‬ ‫أقسام‪ :‬البد ُل المطابِّ ُق (ويُس ّمى أيضا ً بَدَ َل ال ُكل من الكل)‪ ،‬وبَد ُل‬ ‫ٍ‬ ‫البَد ُل أربعةُ‬
‫االشتما ِّل‪ ،‬والبد ُل ال ُمبا ِّينُ‪.‬‬
‫طبقَ معناهُ‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬إهدنِّا‬ ‫الشيء ِّم ّما كان َ‬
‫ِّ‬ ‫طابق (أو بَدَ ُل الكل من ال ُك ِّّل)‪ :‬هو بَدَ ُل‬ ‫ُ‬ ‫فالبد ُل ال ُم‬
‫تطابقان‬
‫ِّ‬ ‫وصرا ُ‬
‫ط ال ُمنعَ ِّم عليهم ُم‬ ‫ط الذينَ أنعمت عليهم}‪ .‬فالصرا ُ‬
‫ط ال ُمستقيم ِّ‬ ‫صرا َ‬ ‫المستقيم‪ِّ ،‬‬
‫َ‬ ‫الصرا َ‬
‫ط‬
‫بدالن على معنًى واحدٍ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫معنًى‪ ،‬ألنهما‪ ،‬كلَيهما‪،‬‬

‫(‪)45/2‬‬

‫أكثر منهُ‪،‬‬ ‫صف‪ ،‬أو َ‬ ‫البعض من ال ُكل‪ :‬هو بدل الجزء من ُك ِّلّ ِّه‪ ،‬قليالً كان ذلكَ الز ُء‪ ،‬أو ُمساويا ً للنّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وبد ُل‬
‫أقسام‪ :‬اس ٌم وفع ٌل وحرف"‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ت القبيلة ُربعُها‪ .‬أو نصفُها‪ ،‬أو ثُلثاها"‪ ،‬ونحو‪" :‬الكلمة ثالثة‬ ‫ُ‬ ‫نحو‪:" :‬جاء ِّ‬
‫ونحو‪" :‬جا َء التالميذ عشرونَ منهم"‪.‬‬‫ُ‬
‫ً‬
‫الشيء ِّم ّما يشتم ُل عليه‪ ،‬على شرط أن ال يكونَ جزءا منه‪ ،‬نحو‪" :‬نفعني‬ ‫ِّ‬ ‫وبد ُل االشتما ِّل‪ :‬هو بد ُل‬
‫فالمعل ُم يشتم ُل على العلم‪ ،‬وخالدٌ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫الكريم"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ي ٍ ُخلق ِّه‬
‫عجبتُ بعل ّ‬ ‫ُ‬
‫علّ ُم ِّعل ُمهُ‪ .‬أحببتُ خالدا شجاعتَهُ‪ .‬أ ِّ‬
‫ً‬ ‫ال ُم ِّ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ي يشتم ُل على الخلق‪ .‬وك ٌّل من العلم والشجاعة والخلق‪ ،‬ليس جزءا ِّم ّمن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يشتم ُل على الشجاعة‪ ،‬وعل ٌّ‬
‫يشتم ُل عليه‪.‬‬
‫طهما بالبدل‪ ،‬مذكوراً‪ ،‬كان‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ث َّم َع ُموا‬ ‫ضمير يرب ُ‬ ‫ٍ‬ ‫البعض وبد ِّل االشتما ِّل من‬ ‫ِّ‬ ‫وال بُدَّ لبد ِّل‬
‫الحرام‪ .‬قِّتا ٍل فيه}‪ ،‬أو ُمقدَّراً‪ ،‬كقوله سبحانهُ‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫هر‬
‫ش ِّ‬‫ص ُّموا‪ ،‬كثي ٌر منهم}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬يَسألونكَ عن ال ّ‬ ‫و َ‬
‫ت‬
‫ار ذا ِّ‬ ‫أصحاب األخدودِّ‪ ،‬النّ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ع إليه سبيالً}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬قُتِّ َل‬ ‫هلل على النّاس ِّح ُّج البيت من استطا َ‬ ‫{و ِّ‬
‫الوقود}‪.‬‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫يث ال يكون مطابقا لهُ‪ ،‬وال بعضا منه‪ ،‬وال يكونُ ال ُمبدَ ُل‬ ‫ً‬ ‫الشيء ِّم ّما يُباينُهُ‪ ،‬بح ُ‬ ‫ِّ‬ ‫والبَدَ ُل المباينُ ‪ :‬هو بد ُل‬
‫منه ُمشتمالً عليه‪ .‬وهو ثالثةُ أنواعٍ‪ :‬بدَ ُل الغَلَ ِّط‪ ،‬وبَد ُل النسيان‪ ،‬وبد ُل االضراب‪.‬‬
‫المعلّ ُم‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫فذكر غلطاً‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء‬ ‫َ‬ ‫ذكر ليكونَ بدالً من اللفظ الذي سبقَ إليه اللسانُ ‪،‬‬ ‫الغلط‪ :‬ما َ‬ ‫ِّ‬ ‫فبَدَ ُل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫المعلم غلطا‪ ،‬فت َذكرتَ َغلطكَ ‪ ،‬فأبدلتَ منه‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫تذكر التلميذ‪ ،‬فسبقَ لسانكَ ‪ ،‬فذكرتَ‬ ‫َ‬ ‫التلميذ"‪ ،‬أردتَ أن‬ ‫ُ‬
‫التلميذَ‪.‬‬
‫ي إلى‬ ‫"سافر عل ٌّ‬ ‫َ‬ ‫كر ليكونَ بدالً من لفظٍ ت َبيَّنَ لكَ بعدَ ذكر ِّه فسادُ قصدهِّ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫وبد ُل النسيان‪ :‬ما ذ ُ َ‬
‫سافر إلى دمشقَ ‪ ،‬فأدرككَ فسادُ رأيك‪ ،‬فأبدلتَ بعلبكَّ من دمشقَ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِّد َمشقَ ‪ ،‬بَعلبكَّ "‪ ،‬توهمتَ أنه‬
‫َّ‬
‫النسيان يَتعلق بال َجنان‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫باللسان‪ ،‬وبد ُل‬‫ِّ‬ ‫الغلط يتعلَّ ُق‬ ‫ِّ‬ ‫فبد ُل‬

‫(‪)46/2‬‬

‫غير َّ‬
‫أن المتكلم عد َل‬ ‫وبَد ُل االضراب‪ :‬ما كان في جملةٍ‪ ،‬قصدُ ك ٍّل من البلد وال ُمبدَل منه فيها صحي ٌح‪َ ،‬‬
‫الو َرقةَ"‪ ،‬أمرتَهُ بأخذ القلم‪ ،‬ثم أضربتَ عن‬ ‫عن قصد ال ُمبدَ ِّل منه إلى قص ِّد البدل‪ ،‬نحو‪ُ " :‬خ ِّذ َ‬
‫القلم‪َ ،‬‬
‫المتروك‪.‬‬
‫ُ‬ ‫األول في حكم‬ ‫األمر بأخذ ِّه إلى أمر ِّه بأخذ الورقة‪ ،‬وجعلتَ َّ‬
‫َاء‪ .‬والبلي ُغ إن وقع في شيءٍ منها‪ ،‬أتى بين البدل والمبدَل‬ ‫والبَدَ ُل ال ُمباينُ بأقسام ِّه ال يق ُع في ِّ‬
‫كالم البُلغ ِّ‬
‫منه بكلم ِّة‪" :‬بَ ْل"‪ ،‬داللةً على غلط ِّه أو نسيان ِّه أو إِّضرابه‪.‬‬
‫‪ -2‬أَحكا ٌم تَتَعَلَّ ُق ْ‬
‫بالبَدَل‬
‫النوعين شئتَ من‬
‫ِّ‬ ‫ليس بمشروطٍ أن يتطابَقَ البد ُل وال ُمبدَل منه تعريفا ً وتنكيراً‪ .‬بل لكَ أن تُب ِّد َل أ َّ‬
‫ي‬ ‫‪َ -1‬‬
‫صراط هللا}‪ ،‬فأبد َل "صراط هللا"‪ ،‬وهو معرفةٌ‪ ،‬من‬ ‫ِّ‬ ‫ستقيم‪،‬‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫صراط‬ ‫{إلى‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قال‬ ‫اآلخر‪،‬‬
‫"صراطٍ ُمستقيم"‪ ،‬وهو نكرة‪ ،‬وقالَ‪" :‬لنفسعا ً بالناصي ِّة‪ ،‬ناصي ٍة كاذب ٍة خاطئةٍ"‪ ،‬فأبد َل "ناصية"‪ ،‬وهي‬
‫سنُ ِّإبدا ُل النكرة من المعرفة إال إذا كانت موصوفةً‬ ‫غير أنه ال يَح ُ‬ ‫نكرةٌ‪ ،‬منَ "الناصية"‪ ،‬وهي معرفةٌ‪َ .‬‬
‫كما رأيتَ في اآلية الثانية‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الظاهر‪ ،‬كما تقد ََّم‪ .‬وال يُبدَ ُل ال ُمض َمر من ال ُمض َمر‪ .‬وأما مثلُ‪" :‬قُمتَ أنتَ ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الظاهر من‬
‫ُ‬ ‫‪ -2‬يُبدَ ُل‬
‫ومررتُ بكَ أنت"‪ ،‬فهو توكيد كما تقدَّم‪.‬‬
‫المضمر من الظاهر على الصحيح‪ .‬قال ابنُ هشام‪ :‬وأ ّما قولهم‪" :‬رأيتُ زيدا ً أياهُ"‪ِّ ،‬‬
‫فم ْن‬ ‫ُ‬ ‫وال يُبد ُل‬
‫وضع النحويينَ ‪ ،‬وليس بمسموع‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫(‪)47/2‬‬

‫س ُّروا النّجوى‪ ،‬الذينَ ظلموا} فأبد َل "الذينَ "‬ ‫ب كقول ِّه تعالى‪{ :‬وأ َ‬ ‫ضمير الغائ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ويجوز إبدا ُل الظاهر من‬
‫بعض‬
‫ٍ‬ ‫ب والمت ّكلم‪ ،‬على شرط أن يكونَ بد َل‬ ‫ضمير الفاع ِّل‪ .‬ومن ضمير المخاط ِّ‬ ‫ُ‬ ‫من "الواو"‪ ،‬التي هي‬
‫ٌ‬
‫من ك ٍّل‪ ،‬أو بد َل اشتما ٍل‪ ،‬فاألول كقوله تعالى‪{ :‬لَقد كانَ لكم في رسول هللا أسوة ٌ حسنة‪ِّ ،‬ل َم ْن كان‬
‫والمجرور ال ُمضمر وهما‬ ‫ِّ‬ ‫الجار‬
‫ّ‬ ‫والمجرور‪ ،‬وهما " ِّلمن" من‬ ‫َ‬ ‫الجار‬
‫َّ‬ ‫اآلخر} فأبد َل‬ ‫َ‬ ‫واليوم‬
‫َ‬ ‫يَرجو هللاَ‬
‫ألن األسوة َ الحسنة في رسو ِّل هللاِّ ليست لك ِّّل المخاطبين‪ ،‬بل َ‬
‫هي لمن‬ ‫َ‬ ‫بعض من ك ٍّل‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫"لكم" وهو بد ُل‬
‫"التاء"‪ ،‬التي‬
‫ِّ‬ ‫اآلخر منهم‪ .‬والثاني كقولك‪" :‬أعجبتني‪ ،‬عل ُمكَ "‪ ،‬فعل ُمك بد ٌل من‬ ‫َ‬ ‫واليوم‬
‫َ‬ ‫كان يرجو هللاَ‬
‫ضمير الفاعل‪ ،‬وهو بد ُل اشتمال‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫هي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ناونا * وإِّنا لن َْر ُجو ف ْوقَ ذلِّكَ َمظهرا*‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫س ُّ‬‫سما َء َمجْ د ُنا و َ‬ ‫*بَلَغنا ال َّ‬‫ْ‬
‫فأبد َل "مجدنا" من "نا"‪ ،‬التي هي ضمير الفاع ِّل‪ ،‬وهو بد ُل اشتمال أيضاً‪.‬‬
‫االسم والفع ِّل والجملة من مثله‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -3‬يُبدَ ُل ك ٌّل من‬
‫االسم قد تقدَّم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫االسم من‬ ‫ِّ‬ ‫فإبدا ُل‬
‫العذاب}‪ ،‬أبدل‬ ‫ُ‬ ‫ُضاعف له‬‫ْ‬ ‫يفعل ذلكَ يَلق أثاماً‪ ،‬ي‬ ‫ْ‬ ‫وإبدا ُل الفعل من الفعل كقوله تعالى‪{ :‬و َم ْن‬
‫"يُضاعف" من "يلقَ "‪.‬‬
‫بأنعام وبنينَ }‪ ،‬فأبدل جملة "أمدَّكم‬ ‫ٍ‬ ‫وإبدا ُل الجملة من الجملة كقوله تعالى‪{ :‬أ َمدَّكم بما تَعلمونَ ‪ ،‬أمدَّكم‬
‫بأنعام وبَنينَ " من جملة "أمدَّكم بما ت َعلمون"‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫فردِّ‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬
‫وقد تبدَ ُل الجملة من ال ُم َ‬ ‫ُ‬
‫يان؟!*‬ ‫َ َ ِّ ِّ‬‫ق‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ي‬ ‫ْف‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫رى‪،‬‬ ‫ْ‬
‫خ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ام‬‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ش‬ ‫وبال‬ ‫*‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫حاج‬ ‫هللا أ َ ْش ُكو ِّب ْال َمدينَ ِّة‬ ‫* ِّإلى ِّ‬
‫الحاجتين‪ ،‬ت َعذُّ َر‬
‫ِّ‬ ‫هاتين‬
‫ِّ‬ ‫ي‪" :‬أشكون‬ ‫والتقدير اإلعراب ُّ‬ ‫ُ‬ ‫لتقيان" من حاج ٍة وأخرى‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫"كيف يَ‬
‫َ‬ ‫أبد َل‬
‫الحاجتين"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫هاتين‬
‫ِّ‬ ‫التقاء‬
‫ِّ‬ ‫ي‪" :‬أشكو إلى هللا تَعَذُّ َر‬ ‫والتقدير المعنو ُّ‬ ‫ُ‬ ‫التقائهما"‪.‬‬

‫(‪)48/2‬‬

‫‪ -4‬إذا أُب ِّد َل اس ٌم من اسم استفهام‪ ،‬أو اسم شرط‪ ،‬وجب ُ‬


‫ذكر همز ِّة االستفهام‪ ،‬أو "إن" الشرطيّ ِّة م َع‬
‫ي أم خالد؟‪ .‬ما صنعتَ ؟ أخيرا ً أم‬ ‫البد ِّل‪ ،‬فاألو ُل نحو‪" :‬كم مالُكَ ؟ أعشرونَ أم ثالثون؟‪ .‬من جا َءك؟ أعل ٌّ‬
‫شرا‪ ،‬تُجزَ‬ ‫إن خيراً‪ْ ،‬‬
‫وإن ًّ‬ ‫َصنع‪ْ ،‬‬
‫ي‪ ،‬وإن خالدٌ‪ ،‬فأكرمهُ‪ .‬ما ت ْ‬ ‫شرا؟"‪ .‬والثاني نحو‪َ " :‬م ْن يَجتهدْ‪ْ ،‬‬
‫إن عل ٌّ‬ ‫ًّ‬
‫ُ‬
‫إن في المدرسة‪ ،‬وإن في الدَّار أوافِّك"‪.‬‬ ‫ب ِّه‪ .‬حيثما تنتظرني‪ْ ،‬‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( التوابع وإعرابها )‬
‫البيان )‬
‫ِّ‬ ‫طف‬‫ضمن العنوان ( َع ُ‬

‫يكشف النّعتُ ‪ .‬وي ّ‬


‫ُنز ُل من‬ ‫ُ‬ ‫يكشف عن المراد كما‬
‫ُ‬ ‫البيان‪ :‬هو تاب ٌع جامدٌ‪ ،‬يُشبهُ النّعتَ في كونه‬
‫ِّ‬ ‫عطف‬
‫ُ‬
‫ع َمر"‪.‬‬ ‫فص‬
‫َ ٍ ُ‬ ‫ح‬ ‫أبو‬ ‫هلل‬‫با‬
‫َ ِّ‬ ‫"أقسم‬ ‫الراجز‪:‬‬ ‫كقول‬ ‫قبلها‪،‬‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫غريب‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫لكلم‬ ‫ّحة‬
‫ض‬ ‫المو‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫الكلم‬ ‫َ‬ ‫ة‬‫نزل‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫المتبوع‬
‫(فعمر‪ :‬عطف بيان على "أبو حفص"‪ ،‬ذُكر لتوضيحه والكشف عن المراد به‪ ،‬وهو تفسير له وبيان‪،‬‬
‫وأراد به سيدنا عمر بن الخطاب‪ ،‬رضي هللا عنه)‪.‬‬
‫ع معرفةً‪ ،‬كالمثال السابق‪ ،‬وتخصيصه إن كان نكرةً‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫وفائدته إيضا ُح متبوع ِّه‪ ،‬إن كان المتبو ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫طعا ُم َمساكينَ "‪.‬‬ ‫"اشتريتُ ُح ِّليّاً‪ِّ :‬سواراً"‪ .‬ومنه قولهُ تعالى‪" :‬أو كفّارةٌ‪َ :‬‬
‫والتعريف‬
‫ِّ‬ ‫ب واإلفرا ِّد والتّثني ِّة والجمع والتّذكير والتأنيث‬ ‫ويجب أن يُطابقَ متبو َعهُ في اإلعرا ِّ‬ ‫ُ‬
‫والتنكير‪.‬‬
‫ي" تُف ّ‬
‫س ُر بها ال ُمفرداتُ وال ُج َملُ‪ ،‬و‬ ‫أن "أ َ ْ‬ ‫غير َّ‬
‫فسيريتين‪َ .‬‬
‫ِّ‬ ‫وأن" الت ّ‬
‫ي ْ‬‫عطف البيان ما يق ُع بعد "أ َ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫سر بها إال ال ُجمل المشتملة على معنى القول دونَ أحرف ِّه‪ .‬تقول‪" :‬رأيتُ ليثاً‪ ،‬أي أسداً" و‬ ‫"أ َ ْن" ال يف َّ‬
‫أن‪َ :‬ع َّج ْل بالحضور‪.‬‬ ‫"أشرتُ إلي ِّه‪ ،‬أي‪ :‬اذهبْ "‪ .‬وتقولُ‪" :‬كتبتُ إلي ِّه‪ْ ،‬‬
‫الفرس‪:‬‬
‫َ‬ ‫تفسير مثلها‪ ،‬نحو‪" :‬تقولُ‪ :‬امتطيتُ‬ ‫ٍ‬ ‫حرف‬
‫َ‬ ‫نت "إذا" معنى "أي" التفسيريَّ ِّة‪ ،‬كانت‬ ‫وإذا تض ّم ْ‬
‫بيان في باب الحروف‪.‬‬ ‫إذا ركبت َه"‪ .‬وسيأتي لهذا البحث فض ُل ٍ‬
‫ف البَيَان‬ ‫أَحكا ٌم تَتَعَلَّ ُق بِّعَ ْ‬
‫ط ِّ‬

‫(‪)49/2‬‬

‫عطف البيان أوضح من متبوع ِّه وأشهر‪ ،‬وإال فهو بد ٌل نحو‪" :‬جا َء هذا الرجل"‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يجب أن يكون‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫المعرف بأل‪ .‬وأجازَ‬ ‫َّ‬ ‫اسم اإلشارةِّ أوضح من‬ ‫َّ‬
‫عطف بيان‪ ،‬ألن َ‬ ‫َ‬ ‫فالرجلُ‪ .‬بد ٌل من اسم اإلشارة‪ ،‬وليس‬
‫عطف بيان‪ ،‬ألنهم ال يشترطون فيه أن يكون أوض َع من المتبوع‪ .‬وما هو‬ ‫َ‬ ‫بعض النّحويين أن يكونَ‬ ‫ُ‬
‫يجب أن يكونَ أوض َح من ال ُمبيَّن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫نُ‬‫ّ‬ ‫ي‬
‫ِّ‬ ‫والمب‬ ‫للبيان‬ ‫به‬ ‫ُؤتى‬ ‫ي‬ ‫إنما‬ ‫ألنه‬ ‫السديد‪،‬‬ ‫بالرأي‬
‫عطف‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫وأ‬ ‫منه‪.‬‬ ‫ل‬ ‫بد‬
‫ُ ِّ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ُون‬ ‫د‬ ‫بالحكم‬ ‫َ‬ ‫د‬‫المقصو‬ ‫هو‬ ‫يكونُ‬ ‫أن البد َل‬‫الفرق بين البد ِّل وعطف البيان َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫إن المقصود بال ُحكم هو المتبوعُ‪ ،‬وإنما جي َء بالتابع (أي عطف البيان)‬ ‫البيان فليس هو المقصودَ‪ ،‬بل َّ‬
‫ت َوضيحا ً له وكشفا ً عن المراد منه‪.‬‬
‫بيان جازَ أن يكونَ بد َل الك ِّّل من الك ِّّل‪ ،‬إذا لم يُمكن االستغنا ُء عنه أو‬ ‫طف ٍ‬ ‫‪ -3‬ك ُّل ما جازَ أن يكونَ َع َ‬
‫عدم جواز االستغناء عن التابع قولكَ ‪" :‬فاطمةُ‬ ‫عطف بيان‪ .‬فمثا ُل ِّ‬ ‫َ‬ ‫فيجب حينئ ٍذ أن يكون‬ ‫ُ‬ ‫عن متبوع ِّه‪،‬‬
‫االستغناء‬
‫ِّ‬ ‫التركيب‪ .‬ومثا ُل عدَم جواز‬‫ُ‬ ‫حسين أخوها"‪ ،‬ألنكَ لو حذفتَ "أخوها" من الكالم لفسد‬ ‫ٌ‬ ‫جاء‬
‫عن المتبوعِّ قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫الطي ُْر ت َْرقُبُهُ وقُوعا*‬ ‫ي ِّ ِّب ْش ٍر * َعلَ ْي ِّه َّ‬ ‫ار ِّك ْالبَ ْك ِّر ّ‬
‫*أَنا بانُ الت َّ ِّ‬
‫ع‪ ،‬وهو "البكري" لوجب أن‬ ‫بيان على "البكري"‪ ،‬ال بد ٌل منه‪ ،‬ألنكَ لو حذفت المتبو َ‬ ‫عطف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫فبشر‪:‬‬
‫"أل" إذا كان ليس ُمثنى أو مجموعا ً‬ ‫ألن إضافةَ ما فيه ْ‬ ‫تضيف "التّارك" إلى "بشر"‪ ،‬وهو ممتن ٌع‪ّ ،‬‬ ‫َ‬
‫غير جائزة‪ ،‬كما علمتَ في مبحث اإلضافة‪.‬‬ ‫جردا ً عنها ُ‬ ‫مذكر سالماً‪ ،‬إلى ما كان ُم َّ‬ ‫ٍ‬ ‫جم َع‬
‫ومن ذلك قول اآلخر‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ش ْم ٍس ون َْوفَال * أ ِّعيذ ُكما بِّاهللِّ أ ْن تُحْ دِّثا َحربا*‬ ‫*أَيا أَخ ََويْنا‪َ ،‬ع ْبدَ َ‬

‫(‪)50/2‬‬

‫عطف بيان‪ ،‬و "نوفالً"‪ :‬معطوف بالواو على "عبد شمس"‪ ،‬فهو‬ ‫َ‬ ‫معطوف على "أخوينا"‬‫ٌ‬ ‫فعبدَ شمس‪:‬‬
‫ُ‬
‫تجوز البدليَّة هنا‪ ،‬ألنه ال يُستغنى عن المتبوع‪ ،‬إذ ال يص ُّح أن يقال "أيا عبدَ‬ ‫ُ‬ ‫مثله عطف بيان‪ .‬وال‬
‫عطف عليه اس ٌم‬ ‫بالنباء على الضم‪ ،‬ألن المنادى إذا ُ‬
‫ِّ‬ ‫يجب أن يقال‪" :‬ونوفلُ"‬ ‫ُ‬ ‫مس ونوفالً"‪ ،‬بل‬
‫ش ٍ‬
‫وجب بناؤه‪ ،‬ألنك إن ناديتَهُ كان كذلك‪ ،‬نحو‪" :‬يا نوفلُ"‪ .‬كما عرفتَ ذلك‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫جرد من "أل" واإلضافة‪،‬‬ ‫ُم َّ‬
‫في مبحث "أحكام توابع المنادى"‪.‬‬
‫عطف بيان على "زيد"‪ .‬وال يجوز أن يكون بدالً‬ ‫ُ‬ ‫لحارث‪:‬‬ ‫فا‬ ‫الحارث"‪.‬‬ ‫ومن ذلكَ أن تقول‪" :‬يا زيدُ‬
‫ألن "يا" و‬ ‫ُ‬
‫الحارث"‪ .‬وذلك ال يجوز‪َّ ،‬‬ ‫منه‪ ،‬ألنك لو حذفتَ المتبوع‪ ،‬وأحللتَ التاب َع محلَّهُ‪ ،‬لقلتَ ‪" :‬يا‬
‫"أل" ال يجتمعان إال في لفظ الجاللة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫سوس إليه الشيطانُ قال يا آد ُم هل أدُلك على شجرةِّ‬ ‫َ‬ ‫عطف البيان جملةً‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فَ َو‬‫ُ‬ ‫‪ -4‬يكونُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫"فوسوس إليه‬
‫َ‬ ‫عطف بيان على جملة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال ُخل ِّد و ُملكٍ ال يَبلَى}‪ ،‬فجملةُ‪" :‬قال يا آد ُم هل أدُلُّك"‪:‬‬
‫البيان في ال ُجمل‪ ،‬وجعلوه من باب البدل‪ .‬وأثبتهُ علماء المعاني‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫عطف‬
‫َ‬ ‫الشيطان"‪ .‬وقد من َع النُّحاة‬
‫الحق‪ .‬ومنه قولهُ تعالى أيضاً‪{ :‬ونُود ُوا أن تِّل ُك ُم الجنةُ}‪ ،‬فجملة‪" :‬أن تل ُك ُم الجنةُ"‪ :‬عطف ٍ‬
‫بيان‬ ‫ُّ‬ ‫وهو‬
‫على جملة‪" :‬نُودوا"‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( التوابع وإعرابها )‬
‫المعطوف بالحرف )‬
‫ُ‬ ‫ضمن العنوان (‬

‫ي‬
‫العطف‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء عل ٌّ‬
‫ِّ‬ ‫حرف من أحرف‬ ‫ٌ‬ ‫سط بينه وبينَ متبوعه‬ ‫المعطوف بالحرف‪ :‬هو تاب ٌع يتو ّ‬ ‫ُ‬
‫ق" أيضاً‪.‬‬ ‫س‬
‫َ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫طف‬
‫َ َ‬‫ع‬ ‫"‬ ‫بالحرف‬ ‫العطف‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ُس‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫"‪.‬‬‫ً‬ ‫ا‬‫سليم‬ ‫ثم‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫سعيد‬ ‫أكرمتُ‬ ‫وخالدٌ‪.‬‬
‫وفيه ثالثةُ مباحث‪:‬‬
‫ف‬ ‫ف العَ ْ‬
‫ط ِّ‬ ‫‪ -1‬أ َ ُ‬
‫حْر ُ‬
‫ْ‬
‫ولكن"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طف تسعة‪ .‬وهي‪" :‬الواو والفا ُء وث ُ َّم وحتى وأو وأم وبَ ْل وال‬ ‫ٌ‬ ‫احرف العَ ِّ‬
‫ُ‬
‫ب دائماً‪.‬‬
‫المعطوف للمعطوف عليه في ال ُحكم واإلعرا ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫فالواو والفا ُء وث َّم وحتَّى‪ :‬تُفيدُ مشاركةَ‬ ‫ُ‬

‫(‪)51/2‬‬

‫المعطوف عليه إلى المعطوف‪ ،‬فكذلك‪ ،‬نحو‪ُ " :‬خذ َ‬


‫القلم أو‬ ‫ِّ‬ ‫وأَو‪ ،‬وأ َ ْم‪ ،‬إن كانتا لغير اإلضراب على‬
‫تفيدان المشاركةَ بينهما في المعنى‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫الورقةَ"‪ ،‬ونحو‪" :‬أخالدٌ جا َء أم سعيدٌ؟"‪ .‬وإن كانتا لالضرا ِّ‬
‫ب فال‬
‫"أذهب‬
‫َ‬ ‫فقط‪ ،‬نحو‪" :‬ال يَذهبْ سعيد ٌ أو ال يَذهبْ خالدٌ"‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫وإنما هما التَّشريك في اإلعراب ْ‬
‫أذهب خالدٌ؟"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫سعيدٌ؟! أم‬
‫ي"‪.‬‬
‫االضراب والعدو َل عن المعطوف عليه إلى المعطوف‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء خالدٌ‪ ،‬بَل عل ٌّ‬ ‫َ‬ ‫وبَل‪ :‬تُفيدُ‬
‫لكن سعيدٌ"‪.‬‬ ‫ولكن‪ :‬تُفيدُ االستدراكَ ‪ ،‬نحو‪" :‬ما جا َء القو ُم‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ي ال خالدٌ"‪.‬‬ ‫نفي الحكم ع ّما قبلها وإثباتَهُ ِّل َما بعدَها نحو‪" :‬جا َء عل ٌّ‬ ‫العطف َ‬‫ِّ‬ ‫وال‪ :‬تفيدُ م َع‬
‫ف‬ ‫ف ْالعَ ْ‬
‫ط ِّ‬ ‫حر ِّ‬‫‪َ -2‬معاني أ َ ُ‬
‫ب جمعا ً مطلقاً‪ ،‬فال تُفيدُ‬ ‫المعطوف والمعطوف عليه في ال ُحكم واالعرا ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -1‬الواو‪ :‬تكونُ للجمع بين‬
‫ي وخالدٌ"‪ ،‬فالمعنى أنهما اشتركا في حكم المجيء‪ ،‬سوا ٌء أكان‬ ‫ترتيبا ً وال تعقيباً‪ .‬فإذا قلتَ ‪" :‬جا َء عل ٌّ‬
‫ٌ‬
‫ي قد جا َء قبل خالد‪ ،‬أم بالعكس‪ ،‬أم جا َءا معاً‪ ،‬وسوا ٌء أكان هناك ُمهلة بين مجيئهما أم لم يكن‪.‬‬ ‫عل ٌّ‬
‫أن عليّا ً جا َء َّأولُ‪ ،‬وسعيدا ً‬ ‫ي فسعيدٌ"‪ .‬فالمعنى َّ‬ ‫‪ -2‬الفا ُء‪ :‬تكونُ للترتيب والتعقيب‪ .‬فإذا قلتَ ‪" :‬جاء عل ّ‬
‫جا َء بعدَهُ بال ُمهل ٍة بينَ مجيئهما‪.‬‬
‫ً‬
‫ي ث َّم سعيدٌ"‪ ،‬فالمعنى أن "عليّا" جا َء أولُ‪،‬‬ ‫ب والتَّراخي‪ .‬فإذا قلتَ ‪" :‬جا َء عل ٌّ‬ ‫‪ -3‬ث َّم‪ :‬تكون للتَّرتي ِّ‬
‫وسعيدا ً جا َء بعدهُ‪ ،‬وكان بينَ مجيئهما ُمهلة‪.‬‬
‫المعطوف اسما ً ظاهراً‪ ،‬وأن يكون جزءا ً من‬ ‫ُ‬ ‫العطف بها أن يكونَ‬ ‫ِّ‬ ‫ف بها قليلٌ‪ .‬وشر ُ‬
‫ط‬ ‫‪ -4‬حتى‪ :‬العط ُ‬
‫أخس منه‪ ،‬وأن يكونَ مفردا ً‬ ‫َّ‬ ‫أشرف من المعطوف عليه أو‬ ‫َ‬ ‫المعطوف علي ِّه أو كالجزء منه‪،‬وأن يكون‬
‫ي حتى ثوبُهُ"‪.‬‬ ‫الناس حتى الصبيانُ ‪ .‬أعجبني عل ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫الناس حتى األنبيا ُء‪ .‬غلبكَ‬‫ُ‬ ‫ال جملةً‪ ،‬نحو‪" :‬يموتُ‬
‫ٌ‬
‫جر‪ ،‬كما تقدم‪ .‬وتكون حرف ابتداء‪ ،‬فما بعدها جملة ُمستأنفة‪،‬‬ ‫أن "حتى" تكونُ أيضا ً حرف ّ‬ ‫واعلم َّ‬
‫كقول الشاعر‪:‬‬

‫(‪)52/2‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫*فَما زالَت ْالقَتْلى ت َ ُم ُّج دِّما َءها * بِّدِّجْ لَةَ‪َ ،‬حتَّى ما ُء دِّجْ لَةَ أ َ ْش َكلُ*‬
‫َزوجْ هندا ً أو أختها"‪ ،‬وإما لالباحة‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫الطلب‪ ،‬فهي إ ّما للتَّخيير‪ ،‬نحو‪" :‬ت َّ‬ ‫‪ -5‬أو‪ :‬إن وقعت بعدَ َّ‬
‫اليوم"‪،‬‬
‫َ‬ ‫الز ّهادَ"‪ .‬وإما لالضراب‪ ،‬نحو‪" :‬إذهبْ إلى ِّد َمشقَ ‪ ،‬أو دَع ذلكَ ‪ ،‬فال ت َذهب‬ ‫"جالس العلما َء أو ُ‬
‫أي‪ :‬بَ ْل دَ ْع ذلك‪ ،‬أُمرتَهُ بالذهاب‪ ،‬ث َّم عدلتَ عن ذلك‪.‬‬
‫والفرق بينَ اإلباحة والتَّخيير‪ ،‬أن االباحةَ يجوز فيها الجم ُع بين الشيئين‪ ،‬فإذا قلتَ ‪" :‬جالس العلما َء أو‬
‫جالس فريقا ً دُون فريق‪ .‬وأما الت ّ ُ‬
‫خيير فال‬ ‫َ‬ ‫الفريقين‪ ،‬وجاز أن ت ُ‬ ‫ِّ‬ ‫الز ّهادَ"‪ ،‬جاز لك الجم ُع بين مجالس ِّة‬ ‫ُّ‬
‫يجوز فيه الجم ُع بينهما‪ ،‬ألن الجم َع بينَ األختين في عقد النكاح غير جائز‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يوم}‪ ،‬وإ ّما‬ ‫ً‬
‫شك‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬قالوا لبِّثنا يوما أو بعَض ٍ‬ ‫يٍ‪ ،‬فهي إ ّما لل ّ‬ ‫وإن وقعت "أو" بعد كال ٍم خبر ّ‬
‫ُ‬
‫عز وجل‪{ :‬وإنا وإياكم لعلى هدًى أو في ضال ٍل ُمبين}‪ .‬ومنه قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لالبهام‪ ،‬كقوله َّ‬
‫سحْقا*‬ ‫*نَحْ نُ أ َ ْو أ َ ْنت ُ ُم األُلى أ َ ِّلفُوا ال َح َّق * فُبُ ْعدا ً ِّلل ُمب ِّْطلينَ َو ُ‬
‫"اختلف القو ُم‬
‫َ‬ ‫حرف"‪ ،‬وإِّ ّما للتّفصيل بعدَ اإلجمال‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫وإما للتقسيم‪ ،‬نحو‪" :‬الكلمةُ أس ٌم أَو فع ٌل أو‬
‫ٌ‬
‫مجنون} أي‪:‬‬ ‫ساحر أو‬‫ٌ‬ ‫ي"‪ .‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬قالوا‬ ‫فيمن ذهب‪ ،‬فقالوا‪ :‬ذهب سعيدٌ أَو خالدٌ أو عل ٌّ‬
‫ضهم قال‪ :‬كذا‪ ،‬وبعضهم قال‪ :‬كذا‪ .‬وإ ّما لالضراب بمعنى "بل"‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وأرسلناهُ إلى ِّمئ َة‬ ‫بع ُ‬
‫ألفٍ ‪ ،‬أو يزيدونَ }‪ .‬أي‪ :‬بل يزيدون‪ ،‬ونحو‪" :‬ما جا َء سعيد‪ ،‬أو ما جاء خالدٌ"‪.‬‬
‫‪ -6‬أم‪ :‬على نوعين‪ُ :‬متّصل ٍة ومنقطعة‪.‬‬

‫(‪)53/2‬‬

‫فالمتصلةُ‪ :‬هي التي يكونُ ما بعدَها متّصالً بما قبلَها‪ ،‬ومشاركا ً له في الحكم وهي التي تق ُع بعدَ همز ِّة‬
‫ي في الدار أم خالدٌ؟"‪ ،‬والثاني كقوله تعالى‪{ :‬سوا ٌء‬ ‫االستفهام أو همزةِّ التسوي ِّة‪ ،‬فاألو ُل كقولك‪" :‬أَعل ٌّ‬
‫ألن ما قبلَها وما بعدَها ال يستغنى بأحدهما عن‬ ‫سميت متصلةً َّ‬ ‫عليهم أَأَنذَرت َ ُهم أَم لم تُنذِّرهم}‪ .‬وإنما ُ‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫اإلضراب‪ ،‬كقوله‬
‫ُ‬ ‫لقطع الكالم األول واستئناف ما بعدَه‪ .‬ومعناها‬ ‫تكونُ‬ ‫ُ‬
‫و "أم" المنقطعة‪ :‬هي التي‬
‫ِّ‬
‫ش َركاء}‪.‬‬ ‫هلل ُ‬
‫ِّ‬ ‫جعلوا‬ ‫أم‬ ‫؟‬ ‫ور‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ن‬ ‫وال‬ ‫لماتُ‬ ‫ُّ‬
‫الظ‬ ‫تستوي‬ ‫هل‬ ‫أم‬ ‫؟‬ ‫والبصير‬
‫ُ‬ ‫األعمى‬ ‫تعالى‪{ :‬هل يستوي‬
‫حق؟ أم أنتَ رج ٌل ظال ٌم"‬ ‫الفرا ُء‪" :‬يقولون‪ :‬هل لكَ قِّبَلنا ٌّ‬ ‫والمعنى‪" :‬بل جعلوا هلل شركاء"‪ ،‬قال َّ‬
‫يريدون‪" :‬بل أنت رج ٌل ظال ٌم" وتارة ت َتض َّمنُ م َع اإلضراب استفهاما ً إنكاريّاً‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬أَم لهُ‬
‫ض ُّم ِّن معنى‬ ‫المحض‪ ،‬من غير ت َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫البناتُ ولك ُم البَنون؟}‪ .‬ولو قَدَّرت "أم" في هذه اآلية لالضراب‬
‫لزم ال ُمحال‪.‬‬
‫االنكار‪َ ،‬‬
‫آخر‪ ،‬إن وقعت بعدَ كالم ُمثبَتٍ‪ ،‬خبرا ً أَو أَمرا‪ً،‬‬ ‫‪ -7‬بَل‪ :‬تكونُ لالضراب والعُدول عن شيءٍ إلى َ‬
‫"لكن"‪ ،‬إن وقعت بعدَ نفي ٍ أو نهي‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ولالستدراك بمنزلة‬
‫غير جملةٍ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ف بها إال بشرط أن يكونَ معطوفها مفردا َ‬ ‫َ‬ ‫ط ُ‬‫وال يُع َ‬
‫لب الحكم عما قبلَها‪ ،‬حتى كأنهُ مسكوتٌ عنه‪،‬‬ ‫س َ‬ ‫األمر‪ ،‬كان معناها َ‬ ‫ِّ‬ ‫وهي‪ ،‬إن وقعت بعدَ اإليجاب أو‬
‫ي‪ .‬بل سعيدٌ"‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫عل‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ق‬
‫ِّ َ ْ‬‫ي‬ ‫ل‬ ‫"‬ ‫ونحو‪:‬‬ ‫ٌ"‬ ‫د‬ ‫خال‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬‫م‬‫ٌ‬ ‫سلي‬ ‫وجعلَهُ ِّل َما بعدَها‪ ،‬نحو‪" :‬قام‬
‫وإن وقعت بعد النفي أو النهي‪ ،‬كان معناها إثباتَ النفي أو النّهي ِّل َما قبلها وجع َل هذه ِّل َما بعدَها‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫"ما قام سعيدٌ بل خليلٌ"‪ ،‬ونحو‪" :‬ال يَذهبْ سعيدٌ بل خليلٌ"‪.‬‬

‫(‪)54/2‬‬

‫حرف ابتداءٍ ُمفيدا ً لالضراب اإلبطالي أو اإلضراب‬ ‫َ‬ ‫للعطف‪ ،‬بل تكونُ‬
‫ِّ‬ ‫فإن تالها جملةٌ لم تكن‬
‫كر ُمون}‪ ،‬أي‪ :‬بل هُم‬ ‫االنتقالي‪ .‬فاألو ُل كقول ِّه تعالى‪{ :‬وقالوا اتَّخذَ الرحمنُ ولداً‪ ،‬سبحانَهُ‪ ،‬بَل ِّعبادٌ ُم َ‬
‫عبادٌ‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬أو يقولونَ ب ِّه ِّجنَّةٌ‪ ،‬بل جاءهم بالحق}‪ .‬والثاني كقول ِّه تعالى‪{ :‬قد أفل َح من ت َز ّكى‪،‬‬
‫َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫نط ُق بالحق وهُم ال يُظلمونَ ‪،‬‬ ‫{ولدَينا كتابٌ يَ ِّ‬ ‫صلَّى‪ ،‬بل تُؤثرونَ الحياة َ الدُّنيا}‪ ،‬وقول ِّه‪َ :‬‬ ‫اسم َرب ِّه فَ َ‬
‫وذكر َ‬ ‫َ‬
‫بل قُلُوبهم في غَمرة}‪.‬‬
‫ت أَو نفيٍ‪ ،‬فاألو ُل كقول الشاعر‪:‬‬ ‫وقد تُزادُ قبلها "ال"‪ ،‬بعد إثبا ٍ‬
‫ُ‬
‫ش ْم ِّس َك ْسفَةٌ أو أفولُ*‬ ‫س‪ْ ،‬لو لَ ْم * يُ ْق َ‬
‫ض ِّلل َّ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫*وجْ ُه ِّك ْالبَد ُْر‪ ،‬ال‪ ،‬بل ال َّ‬ ‫َ‬
‫والثاني كقول اآلخر‪:‬‬
‫راخ ال ِّإلى أج ِّل*‬ ‫شغَفا ً * َه َج ٌر وبُ ْعدُ ت ُ ٍ‬ ‫*وما َه َج ْرت ُ ِّك‪ ،‬ال‪ ،‬بَ ْل زادَني َ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫غير ُجملة‪ ،‬وأن تكونَ مسبوقة بنفي‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫بشرط أن يكون معطوفها ُمفردا‪ ،‬أي َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫لالستدراك‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -8‬لكن‪ :‬تكونُ‬
‫صالح"‪ ،‬ونحو‪ :‬ال يَقُ ْم خليلُ‪ْ ،‬‬
‫لكن‬ ‫ٍ‬ ‫طالح‪ْ ،‬‬
‫لكن‬ ‫ٍ‬ ‫أو نهي‪ ،‬وأن ال تقترنَ بالواو‪ ،‬نحو‪" :‬ما مررتُ برج ٍل‬
‫حرف ابتداءٍ ‪ ،‬فاألول كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫سعيدٌ"‪ .‬فإن وقعت بعدَها جملةٌ‪ ،‬أو وقعت هي بعدَ الواو‪ ،‬فهي‬
‫ظ ُر*‬ ‫ب تُنت َ َ‬ ‫*إن ابنَ َو ْرقا َء ال ت ُ ْخشى بَواد ُِّرهُ * ل ِّك ْن َوقا ِّئعُهُ في ال َح ْر ِّ‬ ‫َّ‬
‫وخاتم النّبيينَ }‪ ،‬أي‪ْ :‬‬
‫لكن‬ ‫َ‬ ‫والثاني كقول ِّه تعالى‪{ :‬ما كانَ محمد أبا أح ٍد من رجالكم‪ ،‬ولكن رسو َل ِّ‬
‫هللا‬
‫كان رسو َل هللا‪ .‬فرسول‪ :‬منصوبٌ ألنه خبر "كان" المحذوفة‪ ،‬وليس معطوفا ً على "أبا"‪ .‬وكذلك إن‬
‫محذوف‬
‫ُ‬ ‫ي مبتدأ‬ ‫ي"‪ ،‬فعل ٌّ‬ ‫"قام خليلٌ‪ْ ،‬‬
‫لكن عل ٌّ‬ ‫حرف ابتداءٍ أيضاً‪ ،‬مثلُ‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫فهي‬
‫وقعت بعد اإليجاب‪َ ،‬‬
‫ي لم يَقُم"‪.‬‬ ‫"لكن عل ٌّ‬‫ْ‬ ‫والتقدير‬
‫ُ‬ ‫الخبر‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وهي بعدَ النفي والنهي مثلُ‪" :‬بَ ْل"‪ :‬معناها إثباتُ النفي أو النهي ِّل َما قبلها و َجع ُل ِّ‬
‫ضدّ ِّه ِّلما بعدَها‪.‬‬ ‫َ‬
‫(‪)55/2‬‬

‫ط معطوفها أن‬ ‫كم ِّلما قبلَها ونَفيَهُ ع ّما بعدَها‪ .‬وشر ُ‬ ‫وهي تُفيدُ إثباتَ ال ُح ِّ‬ ‫َ‬ ‫العطف‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -9‬ال‪ :‬تُفيدُ م َع النفي‬
‫األمر‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء سعيدٌ ال خالد ٌ"‪ ،‬ونحو‪ :‬خ ِّذ‬ ‫ِّ‬ ‫ب أو‬ ‫اإليجا ِّ‬ ‫غير جملة‪ ،‬وأن يكون بعدَ ِّ‬ ‫َ‬ ‫يكون مفرداً‪ ،‬أي َ‬
‫القلم"‪.‬‬ ‫الكتاب ال َ‬
‫القلم"‪ .‬وعليه قو ُل‬
‫الكتاب ليس َ‬
‫َ‬ ‫العطف بليس‪ ،‬إن وقعت موق َع "ال"‪ ،‬نحو‪ُ " :‬حذ‬ ‫َ‬ ‫وأثبتَ الكوفيُونَ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ب*‬ ‫ِّ ُ‬‫ل‬ ‫غا‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ْس‬
‫ُ َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫وب‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫غ‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫َ ُ َ‬ ‫م‬‫ر‬‫ش‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أل‬‫ا‬‫و‬ ‫*‬
‫ِّ ُ َ‬ ‫ب‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫َّ‬
‫الط‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫اإل‬
‫*أينَ ال َ ُّ َ ِّ‬
‫و‬ ‫؟‬‫ر‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫م‬
‫(فليس هنا‪ :‬حرف عطف‪ .‬والغالب معطوف على المغلوب‪ .‬ولو كانت هنا فعالً ناقصا ً لنصب الغالب‬
‫خبر لها)‪.‬‬ ‫على أنه ٌ‬
‫ف النَّ َ‬
‫سق‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫‪ -3‬أحكا ٌم تَتَعَل ُق بِّعَط ِّ‬
‫ُ‬
‫هير وأسامة" وال ُمض َم ُر على ال ُمض َمر؛ نحو‪" :‬أنا‬ ‫ُ‬ ‫الظاهر على الظاهر‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء ُز ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬
‫ط ُ‬ ‫‪ -1‬يُع َ‬
‫َ‬
‫ى وأنتَ "‪،‬‬ ‫وأنتَ صديقان"‪ ،‬ونحو‪" :‬أكرمتُهم وإيّاكم"‪ ،‬وال َمض َم ُر على الظاهر‪ ،‬نحو‪" :‬جا َءني عل ٌّ‬ ‫َ‬
‫والظاهر على ال ُمضمر‪ ،‬نحو‪" :‬ما جا َءني إال أنتَ وعلي" ونحو‪" :‬ما‬ ‫ُ‬ ‫ونحو‪" :‬أكرمتُ سليما ً وإيّاك"‪،‬‬
‫طف‬ ‫سنُ أن يُع َ‬ ‫المستتر‪ ،‬ال يَح ُ‬
‫َ‬ ‫والضمير‬
‫َ‬ ‫ع‪،‬‬‫صل المرفو َ‬ ‫الضمير المت ّ ِّ‬‫َ‬ ‫غير َّ‬
‫أن‬ ‫رأيتُ إال إياك وعليّاً"‪َ .‬‬
‫ي"‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬إذهب أنتَ‬ ‫عليهما إال بعد توكيدهما بالمضير المنفصل‪ ،‬نحو‪" :‬جئتُ أنا وعل ٌّ‬
‫ي فاص ٍل‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬يَدخلونها و َم ْن‬ ‫العطف عليهما أيضا ً إذا كان بينَهما فاص ٌل أ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز‬ ‫وربُّكَ }‪.‬‬ ‫َ‬
‫عطف " َم ْن"‪ ،‬في اآلية األولى‪ ،‬على الواو في‬ ‫َ‬ ‫فقد‬ ‫آباؤنا}‪،‬‬ ‫وال‬ ‫أشركنا‬ ‫{ما‬ ‫‪:‬‬‫ه‬‫ِّ‬ ‫وقول‬ ‫}‪،‬‬ ‫ح‬
‫َ َ‬‫َ‬ ‫ل‬‫ص‬
‫وعطف "آباء"‪ ،‬في اآلية‬ ‫َ‬ ‫به‪،‬‬ ‫المفعول‬ ‫ضمير‬
‫ُ‬ ‫هي‬
‫َ‬ ‫التي‬ ‫"ها"‪،‬‬ ‫وهو‬ ‫الفاصل‪،‬‬ ‫لوجود‬ ‫"يدخلونها"‪،‬‬
‫الثانية‪ ،‬على "نا" في "أشركنا"‪ ،‬لوجود الفاصل‪ ،‬وهو "ال"‪ ،‬وذلك جائز‪.‬‬

‫(‪)56/2‬‬

‫{وكفر ب ِّه والمسج ِّد الحرام}‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫جائز‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫فالحق أنه‬ ‫الضمير المجرور‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫العطف على‬
‫ُ‬ ‫أ ّما‬
‫بالجر عطفا ً على الهاء‪.‬‬
‫ِّ ّ‬ ‫واألرحام}‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫بع‪{ :‬واتَّقُوا هللا الذي تسا َءلونَ به‬ ‫وقُري َء في بعض القرا َءات ال ّ‬
‫س ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ط ْوعا ً و َك ْرهاً}‪ ،‬ونحو‪" :‬أحسنت إليكَ‬ ‫الجار كقوله تعالى‪{ :‬فقال لها ولألرض ائتِّيا َ‬ ‫ِّ ّ‬ ‫والكثير إعادة ُ‬ ‫ُ‬
‫وغالم سعيدٍ"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ كَ‬ ‫م‬ ‫غال‬ ‫"أكرمتُ‬ ‫ونحو‪:‬‬ ‫"‪،‬‬‫وإلى ّ ٍ‬
‫ي‬ ‫عل‬
‫بشرط أن يَتّحدا زماناً‪ ،‬سوا ٌء اتحدا نوعاً‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وإن تُؤْ منوا‬ ‫ِّ‬ ‫ف الفع ُل على الفعل‪،‬‬ ‫ط ُ‬ ‫‪ -2‬يُع َ‬
‫عطك ما تريد"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وركم}‪ ،‬أم اختلفا‪ ،‬نحو‪" :‬إن ت َجيء أكرمتُك وأ ِّ‬ ‫ُ‬
‫وتتّقوا يُؤتِّ ُك ُم أ ُج َ‬
‫اضربْ بعصاكَ‬ ‫ِّ‬ ‫حذف الواو والفاء مع معطوفهما إذا كان هناك دليلٌ‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬أن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫‪-3‬‬
‫ب فانبجست‪ ،‬وقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫فضر َ‬
‫َ‬ ‫فانبجست}‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫الح َجر‪،‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫*فَما كانَ بَيْنَ ال َخي ِّْر‪ ،‬ل ْو جا َء سا ِّلما * أبو َح َج ٍر‪ ،‬إِّال ليا ٍل قَالئِّلُ*‬
‫أي‪" :‬بين الخير وبيني"‪.‬‬
‫َعطف اسما على اسم ال يكتفي به الكال ُم‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫بين سائر أخواتها بأنها ت‬ ‫"الواو" من ِّ‬ ‫ُ‬ ‫تختص‬
‫ُّ‬ ‫‪-4‬‬
‫تراكَ‬ ‫واالش‬ ‫االختصام‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫فإن‬ ‫"‪،‬‬ ‫وسليم‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫سعي‬ ‫بينَ‬ ‫جلست‬ ‫‪.‬‬ ‫وبكر‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫د‬ ‫خال‬ ‫ٌ اشتركَ‬ ‫و‪.‬‬ ‫وعمر‬ ‫ٌ‬ ‫د‬‫زي‬ ‫"اختصم‬
‫َ‬
‫غيرها من أحرف‬ ‫ُ‬ ‫وال‬ ‫الفاء‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫تق‬ ‫أن‬ ‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫وال‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫فصاعد‬ ‫باثنين‬
‫ِّ‬ ‫إال‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫تقو‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫المعاني‬ ‫من‬ ‫والبَينيّة‬
‫بكر‪ .‬جلستُ بينَ سعي ٍد‬ ‫فعمرو‪ .‬اشتركَ خالدٌ ث َّم ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫"اختصم زيدٌ‬‫َ‬ ‫العطف في مثل هذا ال َموقع‪ ،‬فال يقالث‪:‬‬
‫سليم"‪.‬‬ ‫أو ٍ‬
‫ً‬
‫سببيّة‪ ،‬إن كان المعطوف بها جملة‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫‪ -5‬كثيرا ً ما تقتضي الفا ُء م َع العطف معنى ال ّ‬
‫ضى علي ِّه}‪.‬‬ ‫{فوكزَ هُ موسى‪ ،‬فق َ‬ ‫َ‬
‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( حروف المعاني )‬
‫ضمن العنوان ( أنواع الحروف )‬

‫الحروف بحسب معناها‪ ،‬سوا ٌء أكانت عاملةً أم عاطلةً‪ ،‬واحد وثالثون نوعاً‪ .‬وهي‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ف النَّ ْفي‬
‫أحر ُ‬
‫‪ُ -1‬‬

‫(‪)57/2‬‬

‫تجزمان فعالً مضارعا ً واحداً‪ ،‬و "لن"‪ ،‬التي تنصب الفعل المضارع‪ ،‬و "ما‬ ‫ِّ‬ ‫وهي‪" :‬لم ول َّما"‪ ،‬اللَّ ِّ‬
‫تان‬
‫وإن وال والتَ "‪.‬‬ ‫ْ‬
‫أجلس‪ .‬إن يجلس إال أنا"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تنفيان الماضي‪ ،‬نحو‪" :‬ما جئتُ ‪ .‬إن جا َء إال أنا" والحا ِّل نحو‪" :‬ما‬ ‫ِّ‬ ‫وإن‪:‬‬ ‫فما ْ‬
‫االسم‪ ،‬نحو‪" :‬ما هذا بشراً‪ .‬إن أحدٌ خيرا ً من أح ٍد إال‬ ‫ِّ‬ ‫وتدخالن على الفعل‪ ،‬كما رأيتَ ‪ ،‬وعلى‬ ‫ِّ‬
‫بالعافية"‪.‬‬
‫صلّى}‪ ،‬وال ُمستقب َل كقوله‪{ :‬قُ ْل ال أسألُكم علي ِّه‬ ‫و "ال"‪ :‬تنفي الماضي‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فال صدَّقَ وال َ‬
‫أجراً}‪.‬‬
‫مناص}‪،‬‬‫ٍ‬ ‫الزمان‪ ،‬نحو‪{ :‬والتَ حينَ‬ ‫ِّ‬ ‫ظروف‬ ‫صةٌ بالدُّخو ِّل على "حين" وما أشب َههُ من ُ‬ ‫و "التَ "‪ .‬خا ّ‬
‫"ليس"‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وكقول الشاعر‪" :‬نَد َِّم البُغاة والتَ ساعة َمندَ ٍم" وهي بمعنى‬
‫ف ال َجواب‬ ‫أحر ُ‬ ‫‪ُ -2‬‬
‫وإن وال وكالَّ"‪.‬‬
‫ير َّ‬‫جل و َج ِّ‬ ‫وهي‪" :‬نَعَ ْم وبَلى وإي وأ َ ْ‬ ‫َ‬
‫تذهب؟"‪ ،‬فقلتَ ‪" :‬نَعَ ْم"‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ويُؤتى بها للدالل ِّة على جملة الجواب المحذوفة‪ ،‬قائمةً َمقامها‪ .‬فإن قي َل لكَ ‪" :‬أ‬
‫سدَّ الجواب‪ ،‬وهو "أ َ ُ‬
‫ذهب"‪.‬‬ ‫أذهب‪ .‬فنَعَ ْم سادَّة ٌ َم َ‬ ‫ُ‬ ‫فالمعنى‪ :‬نَعَ ْم‬
‫حضر االستاذ‪ُ،‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫جل"‪ :‬بمعنى "نعَ ْم" وهي مثلها‪ :‬تكونُ تصديقا لل ُمخبر في أخبار ِّه كأن يقو َل قائلٌ‪:‬‬ ‫و "أ َ ْ‬
‫حضر األستاذُ؟ فتقولُ‪ :‬نَعَم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِّق كالمهُ‪ .‬وتكونُ إلعال ِّم ال ُمستخبر‪ ،‬كأن يُقالَ‪ْ :‬‬
‫هل‬ ‫فتقولُ‪ :‬نعَ ْم‪ ،‬تُصدّ ُ‬
‫ب‪ ،‬كأن يقو َل لكَ األستاذُ‪" :‬اجت ِّه ْد في دروسكَ " فتقول‪" :‬نَعَم"‪ ،‬ت َ ِّعدُهُ بما‬ ‫ب بما يَطلُ ُ‬ ‫وتكونُ ِّل َوع ِّد الطال ِّ‬
‫طلب منك‪.‬‬ ‫َ‬
‫وربي إنَّهُ لَ َح ٌّق}‪" .‬أي"‪ :‬توكيد للقسم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫إي‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫{‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫كقوله‬ ‫‪،‬‬ ‫القسم‬
‫ِّ‬ ‫قبل‬ ‫إال‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ستع‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫"أي"‪:‬‬ ‫و‬
‫والمعنى نعم وربي‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)58/2‬‬

‫تختص بوقوعها بعدَ النّفي فتجعلُهُ إثباتاً‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬زَ َع َم‬ ‫ُّ‬ ‫فرق‪ .‬فَبلى‪.‬‬ ‫وبينَ "بَلى ونَع ْم وأَجل" ٌ‬
‫وربي لَتُبعَث ُ َّن}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬أَلستُ ِّب َربّ ُكم‪ ،‬قالوا‪" :‬بَلى"}‪ ،‬أي‪ :‬بَلى‬ ‫الذينَ كفروا أ َ ْن لن يُبعَثوا‪ ،‬قُل بَلى َ‬
‫الجواب بهما يَتب ُع ما قبلَهما في إثبات ِّه ونفي ِّه‪ ،‬فإن قلتَ لرج ٍل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وأجل" َّ‬
‫فإن‬ ‫ْ‬ ‫أنتَ ربُّنا‪ .‬بخالف "نَعَ ْم‬
‫ي ذلكَ " وإن قال‪:‬‬ ‫ألن المعنى "بَلى لَكَ عل َّ‬ ‫الف دِّره ٍَم؟" فإن قالَ‪" :‬بَلَى" ِّلز َمهُ ذلكَ ‪َّ ،‬‬ ‫ليس لي عليكَ ُ‬ ‫"أ َ َ‬
‫ي ذلك"‪.‬‬ ‫ألن المعنى "نَعَم ليس لكَ عل َّ‬ ‫جل" لم يَلزمهُ‪َّ ،‬‬ ‫"نَعَ ْم" أَو "أ َ ْ‬
‫واألكثر أن يق َع‬‫ُ‬ ‫ي على الكسر‪ .‬وقد يُبنى على الفتح‪.‬‬ ‫ب‪ ،‬بمعنى‪" :‬نَعَ ْم"‪ .‬وهو مبن ٌّ‬ ‫حرف جوا ٍ‬ ‫ُ‬ ‫و " َجي ِّْر"‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫"جير ألفعلن"‪ ،‬أي‪" :‬نَعَم وهللاِّ ألفعلن"‪ .‬ومنهم من يجعله اسما‪ ،‬بمعنى‪" :‬حقا" قال‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫قب َل القَسم‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫يمين للعرب" بمعنى‪" :‬حقاً"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫الراء‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫جير آلتينَّك‪ ،‬بكسر‬ ‫صحاحه‪" :‬قولهم‪ِّ :‬‬ ‫ي في َ‬ ‫الجوهر ُّ‬
‫َير؟" فتقولُ‪" :‬إنَّهُ"‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫ز‬ ‫ء‬
‫َ‬ ‫جا‬ ‫"هل‬ ‫لك‪:‬‬ ‫يقال‬ ‫"‪،‬‬ ‫م‬ ‫َْ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫"‬ ‫بمعنى‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫جوا‬ ‫حرف‬
‫ُ‬ ‫و َّ‬
‫"إن"‪:‬‬
‫ح‪ ،‬يَلُ ْمنَني َوأَلو ُم ُهنَّهْ*‬ ‫صبُو * ِّ‬ ‫*بَ َك َر العَواذلُ‪ ،‬في ال َّ‬
‫ْ‬
‫شيْبٌ قَ ْد َعالَ * كَ ‪َ ،‬وقَ ْد َك ِّب ْرتَ ‪ ،‬فَقُلتُ ‪ِّ :‬إنَّهُ*‬ ‫*ويَقُ ْلنَ ‪َ :‬‬
‫َ‬
‫سكت‪ ،‬التي تُزادُ في الوقف‪ ،‬ال ها ُء الضمير ولو كانت ها َء الضمير‬ ‫والها ُء‪ ،‬التي تلحقه‪ ،‬هي ها ُء ال َّ‬
‫األمر كذلك‪ ،‬ألنك تحذفها إن وصلتَ ‪ ،‬يقال لك‪" :‬هل‬ ‫ُ‬ ‫لثبتت في الوصل‪ ،‬كما تثبتُ في الوقف‪ .‬وليس‬
‫ً‬
‫"إن" يا هذا‪ ،‬أي‪ :‬نعم‪ ،‬يا هذا قد رجع‪ .‬وأيضا قد يكون الكالم على الخطاب أو‬ ‫رج َع أُسامةُ؟" فتقولُ‪ّ :‬‬
‫التكلم‪ ،‬والها ُء هذه على حالها‪ ،‬نحو‪" :‬هل رجعتم؟"‪ ،‬فتقولُ‪" :‬إنَّهُ"‪ ،‬وتقولُ‪" :‬هل نمشي؟" فتقول‪:‬‬
‫"إنَّهْ"‪ .‬ولو كانت هذه الها ُء ها َء الضمير‪ ،‬وهي للغيبة‪ ،‬لكان الكال ُم فاسداً‪.‬‬

‫(‪)59/2‬‬

‫الجواب‬
‫َ‬ ‫االسم وترفع الخبر‪ ،‬ألن‬ ‫َ‬ ‫تنصب‬
‫ُ‬ ‫"إن" المؤكدة‪ ،‬التي‬ ‫"إن"‪ ،‬الجوابيّةُ هذه‪ ،‬منقولةٌ عن َّ‬ ‫و َّ‬
‫تصديق وتحقيق‪ ،‬وهما والتأكيد من باب واحد‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫من يُزَ يَّنُ‬ ‫وزجرهُ‪ .‬تقو ُل ِّل ْ‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫ِّ‬ ‫خاط‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ع‬
‫َ َ ُ‬ ‫د‬‫ر‬ ‫النفي‪،‬‬ ‫مع‬ ‫"‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫تكونان لنفي الجواب‪ .‬وتُفيدُ " َك‬‫ِّ‬ ‫و "ال و َكالَّ"‪:‬‬
‫ُ‬
‫لك السوء ويُغريكَ بإتيان ِّه‪َ " :‬كالَّ"‪ ،‬أي‪ :‬ال أجيبُكَ إلى ذلك‪ ،‬فارتد ْع عن طلبك‪.‬‬
‫أن رآه استغنى"‪.‬‬ ‫إن اإلنسانَ لَيَطغى ْ‬ ‫وقد تكونُ " َكالَّ" بمعنى‪َ " :‬حقاً"‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪" :‬كالَّ‪َّ ،‬‬
‫‪ -3‬حرفا التفسير‬
‫س ُر بها ال ُمفرداتُ ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫"أي" تُف َّ‬ ‫أن ْ‬ ‫غير َّ‬ ‫لتفسير ما قبلهما‪َ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫موضوعان‬
‫ِّ‬ ‫"أي وأن"‪ .‬وهُما‬ ‫وهُما‪ْ :‬‬
‫ً‬
‫"رأيتُ ليثا‪ ،‬أي‪ :‬أسدا"‪ ،‬وال ُج َملُ‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ً‬
‫َ‬
‫َّاك ال أقلي*‬ ‫ي‪ ،‬أَنتَ ُمذْنِّبٌ * َوت َ ْقلينني‪ ،‬ل ِّك َّن إِّي ِّ‬ ‫ف‪ ،‬أ َ ْ‬ ‫بالط ْر ِّ‬ ‫*وت َْرمينَني َّ‬ ‫َ‬
‫جملتين‪ ،‬تتض َّمنُ األولى منهما معنى القو ِّل دونَ‬ ‫ِّ‬ ‫فتختص بتفسير ال ُج َم ِّل‪ .‬وهي تق ُع بينَ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫وأ ّما "أن"‬
‫تحضر"‪.‬‬
‫ْ‬ ‫أن‬
‫إليه‪ِّ ،‬‬ ‫"كتبتُ‬ ‫ُ‬
‫أحرف ِّه‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فأوحينا إليه‪ ،‬ان اصن َِّع الفلكَ }‪ ،‬ونحو‪:‬‬
‫ف ال َّ‬
‫ش ْر ِّط‬ ‫أحر ُ‬
‫‪ُ -4‬‬
‫الجازمتان‪ ،‬و "لَ ْو ولوال ولوما وأ ّما ول َّما"‪ .‬و "لَ ْو" على نوعين‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫"إن وإ ْذ ما"‬ ‫وهي‪ْ :‬‬
‫حرف امتناع المتناع‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ع شيءٍ المتناعِّ غيرهِّ‪ :‬وتُس ّمى‬ ‫حرف شرطٍ ِّل َما مضى‪ ،‬فتُفيدُ امتنا َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -1‬أن تكونَ‬
‫أو حرفا ً ِّلما كانَ سيق ُع لوقوعِّ غيره‪ .‬فإن قلتَ ‪" :‬لو جئتَ ألكرمتُكَ "‪ ،‬فالمعنى‪ :‬قد امتن َع إكرامي إياكَ‬
‫بالمجيء و ُمعلَّ ٌق عليه‪ .‬وال يَليها إال الفع ُل الماضي صيغةً‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫مشروط‬ ‫اإلكرام‬
‫َ‬ ‫المتناع مجيئك‪َّ ،‬‬
‫ألن‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫وزماناً‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ولو شا َء َربُّكَ لجع َل الناس أمة واحدةً}‪.‬‬

‫(‪)60/2‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫لمجرد‬
‫َّ‬ ‫"إن"‪ .‬وهي حينئ ٍذ ال تُفيدُ االمتناع‪ ،‬وإنما تكون‬ ‫حرف شرطٍ للمستقبل‪ ،‬بمعنى ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ -2‬أن تكونَ‬
‫واألكثر أن يَليها فع ٌل ُمستقب ٌل‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫غير جازم ٍة مثلها‪ ،‬فال عم َل لها‪،‬‬ ‫كإن‪ ،‬إال أنها ُ‬ ‫ّ‬ ‫ب بالشرط‪ْ ،‬‬ ‫ربط الجوا ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫خش الذينَ لو تركوا من خلفهم ذ ِّ ّريَّة ضعافا خافوا عليهم}‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫معنًى ال صيغة‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وليَ َ‬‫ً‬
‫ُ‬
‫س ِّررنا بِّلقائكَ "‪ ،‬أي‪" :‬إن ت َز ْرنا"‪.‬‬ ‫تزورنا ل ُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫"إن يَتركوا" وقد يَليها فع ٌل مستقب ٌل معنى وصيغة‪" :‬لو‬ ‫ْ‬
‫ويجوز في جوابها أن يقترنَ بالالم‪ ،‬كقوله‬ ‫ُ‬ ‫الشرط‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ت‬
‫وتحتا ُج "لو" بنوعيها إلى جواب‪ ،‬كجميع أجوا ِّ‬
‫ُ‬
‫يتجردَ منها‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ولو نشا ُء جعلناهُ أجاجاً}‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫تعالى‪{ :‬لو كانَ فيهما آلهةٌ إال هللاُ لفَسدَتا}‪ ،‬وأن‬
‫وقول ِّه‪" :‬ولو شا َء َربُّكَ ما فعَلوهُ"‪ .‬إال أن يكون مضارعا ً منفيّاً‪ ،‬فال يجوزَ اقترانهُ بها‪ ،‬نحو‪" :‬لو‬
‫اجتهدتَ لم ت َندَم"‪.‬‬
‫ُ‬
‫دالن على امتناعِّ شيءٍ ُلوجو ِّد غيرهِّ‪ .‬فإن قلتَ ‪" :‬لوال رحمة هللاِّ لَهلَكَ‬ ‫و "لوال ولوما"‪ ،‬حرفا شرطٍ بَ ِّ‬
‫الناس لوجو ِّد رحم ِّة هللاِّ تعالى‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫العلم"‪ ،‬فالمعنى أنهُ امتن َع هَالكُ‬ ‫أكثر ِّ‬ ‫ع ُ‬ ‫الناس" و "لَوما الكتابةُ لَضا َ‬ ‫ُ‬
‫ع أكث ِّر العلم لوجود الكتاب ِّة‪.‬‬ ‫وامتن َع ضيا ُ‬
‫أكثر‬
‫ف وجوبا في ِّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫الخبر بعدهما يُحذ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫غير أن‬‫َ‬ ‫مان الدخو َل على المبتدأ والخبر‪ ،‬كما رأيتَ ‪َ .‬‬ ‫وهما ت َلزَ ِّ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫والتقدير‪" :‬لوال رحمة هللاِّ حاصلة أو موجودة" و "لوال الكتابة حاصلة أو موجودة"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫التراكي ِّ‬
‫ب‪ ،‬كما تحتا ُج إليه "لو"‪ .‬وحك ُم جوابهما كحكم جوابها‪ ،‬فيقترنُ بالالم‪ ،‬كما رأيتَ ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫جوا‬ ‫إلى‬ ‫وتحتاجان‬
‫ِّ‬
‫ُجردُ منها‪ ،‬نحو‪" :‬لوال كر ُم أخالقِّكَ ما َعلَ َوتَ "‪ ،‬ويمتن ُع من الالم في نحو‪:‬‬ ‫أو ي َّ‬
‫ي‪.‬‬
‫العلم لم أغتربْ " ألنهُ مضارع منف ٌّ‬ ‫ِّ‬ ‫"لوال حُبُّ‬

‫(‪)61/2‬‬

‫قام أَدا ِّة الشرط وفع ِّل‬


‫حرف شرطٍ يكونُ للتّفصيل أو التوكيد‪ .‬وهي قائمةٌ َم َ‬ ‫ُ‬ ‫و "أ ّما" بالفتح والتشديدَ‪،‬‬
‫للربط‪ .‬فإن قلتَ ‪" :‬أ ّما أنا فال أقو ُل‬ ‫جواب الشرط‪ ،‬فلذلك ت َلزَ ُمه فا ُء الجواب َّ‬ ‫ُ‬ ‫والمذكور بعدَها‬ ‫ُ‬ ‫الشرط‪.‬‬
‫الحق"‪.‬‬‫ّ ِّ‬ ‫يكن من شيءٍ فال أقو ُل َ‬
‫غير‬ ‫الحق" فالمعنى‪" :‬مهما ْ‬ ‫ّ ِّ‬ ‫غير‬
‫َ‬
‫أ ّما كونُها للتفصي ِّل فهو األص ُل فيها‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فأ ّما اليتيم فال تق َه ْر‪ ،‬وأ ّما السائل فَال ت َن َه ْر‪ ،‬وأ ّما‬
‫ِّث}‪.‬‬ ‫بنعم ِّة َر ِّبّكَ فحدّ ْ‬
‫فنحو أن تقولَ‪" :‬خالدٌ شجاعٌ"‪ ،‬فإن أردتَ توكيدّ ذلكَ ‪ ،‬وأنهُ ال محالةَ واق ٌع‪ ،‬قلتَ ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫وأ ّما كونُها للتأكيد‪،‬‬
‫"أ ّما خالدٌ فشجاعٌ"‪ .‬واألصلُ‪" :‬مهما يكن من شيءٍ فخالدٌ شجاع"‪.‬‬
‫حرف ُوجو ٍد‬‫َ‬ ‫ى‪:‬‬‫م‬‫ّ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ولذلك‬ ‫ِّ‪.‬‬
‫ه‬ ‫غير‬ ‫ع للدالل ِّة على وجو ِّد شيءٍ لوجو ِّد‬
‫حرف شرطٍ ‪ ،‬موضو ٌ‬ ‫ُ‬ ‫و "ل ّما"‪:‬‬
‫ت أخراهما عند وجود‬ ‫ُ‬ ‫ملتين‪ُ ،‬و ِّجدَ ْ‬ ‫تختص بالدخول على الفعل الماضي‪ .‬وتقتضي ُج ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫لوجودٍ‪ .‬وهي‬
‫الجواب‪ ،‬نحو‪" :‬ل َّما جا َء أكرمتُهُ"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ط‪ ،‬واألخرى هي‬ ‫أوالهما‪ .‬واألولى هي الشر ُ‬
‫ت الشرط‪ .‬ويكونُ جوابها فعالً ماضياً‪ ،‬كما رأيتَ ‪ ،‬أو جملةً‬ ‫ب‪ ،‬ألنها في معنى أدوا ِّ‬ ‫وتحتاج إلى جوا ٍ‬
‫بالفاء‪ ،‬كقوله‬
‫ِّ‬ ‫اسميّةً مقرونةً بإذ الفجائيّة‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فل ّما ن ّجاهم إلى البَ ِّ ّر إذا هم يشركونَ }‪ ،‬أو‬
‫البر فمنهم ُمقتصدٌ}‪.‬‬ ‫تعالى‪{ :‬فل ّما نجاهم إلى ِّ ّ‬
‫المشهور بينَ‬
‫ُ‬ ‫الشرط وهو‬
‫ِّ‬ ‫ً‬
‫العلماء من يجعلها ظرفا للزمان بمعنى "حين"‪ ،‬ويضيفها إلى ُجمل ِّة‬ ‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫للربط‪.‬‬‫حرف َّ‬
‫ٌ‬ ‫غربينَ ‪ ،‬والمح ِّققونَ على أنها‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ال ُم ِّ‬
‫ديم‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ضيض َو التن ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ف التخ‬ ‫‪ -5‬أ َ ُ‬
‫حر ُ‬
‫وهي‪َ " :‬هالّ وأَالّ ولوما ولوال وأال"‪.‬‬

‫(‪)62/2‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫للحض على العم ِّل‬ ‫ِّ ّ‬ ‫فهي‬‫األحرف‪ ،‬إن دخلت على المضارع َ‬ ‫َ‬ ‫أن هذه‬ ‫نديم‪َّ ،‬‬ ‫التحضيض والت ّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫والفرق بينَ‬ ‫ُ‬
‫وب من ذن ِّبك‪ .‬لوال تستغفرونَ هللاَ‪ .‬لوما‬ ‫فالن عن غ ِّيّه‪ .‬أَالَّ تَت ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫التهاو ِّن به‪ ،‬نحو‪َ " :‬هالّ يرتد ُ‬
‫ع‬ ‫ُ‬ ‫وترك‬
‫ِّ‬
‫يغفر هللاُ لكم}"‪ .‬وإن دخلت على الماضي كانت لجع ِّل الفاع ِّل يندَ ُم‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫ُّون‬ ‫ب‬‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫{أال‬ ‫بالمالئكة‪.‬‬ ‫تأتينا‬
‫قرعهُ على إهمال ِّه‪ ،‬وتُوبِّّخهُ على عدَم‬ ‫ت األمر وعلى التّهاون به‪ ،‬نحو‪" :‬هالّ اجتهدتَ "‪ ،‬ت ُ ِّ ّ‬ ‫على فوا ِّ‬
‫ُون‬
‫ص َره ُم الذينَ اتخذوا من د ِّ‬ ‫ط وضيَّع‪ .‬ومنهُ قوله تعالى‪{ :‬فلوال نَ َ‬ ‫االجتهاد‪ ،‬فتجعلهُ يندَ ُم على ما فَ َّر َ‬ ‫ُ‬
‫هللاِّ قُ َرنا َء آلهةً}‪.‬‬
‫ض‬ ‫ف العَ ْر ِّ‬ ‫حر ُ‬ ‫‪ *6‬أ ُ‬
‫وإزعاج‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫الطلب بشدَّةٍ َو ٍ‬
‫حث‬ ‫ُ‬ ‫ألن هذا هو‬ ‫عكس التحضيض‪َّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ق‪ ،‬فهو‬ ‫بلين ورف ٍ‬ ‫لب ٍ‬ ‫َّ‬
‫رض‪ :‬الط ُ‬ ‫العَ ُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫َضيفنا فتلقى فينا أهال‪ .‬لو تقيم بيننا‬ ‫ُ‬ ‫ورنا فنَأنس بكَ ‪ .‬أما ت ِّ‬ ‫ُ‬
‫ولو"‪ ،‬نحو‪" :‬أال ت َز ُ‬ ‫هي‪" :‬أال وأ َما ْ‬ ‫وأحرفهُ َ‬
‫صيب خيراً"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫فت ُ‬
‫وقد تكونُ "أ َما" تحقيقا ً للكالم الذي يَتلوها‪ ،‬فتكونُ بمعنى " َحقاً"‪" ،‬أ َما إنَّهُ رج ٌل عاقلٌ" تعني أنهُ عاق ٌل‬
‫حقاً‪.‬‬
‫ف التَّنبي ِّه‬ ‫أحر ُ‬ ‫‪ُ -7‬‬
‫وهي‪" :‬أال وأ َما وها ويا"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الكالم‪ .‬وتُفيد ُ "أال"‪ ،‬م َع‬ ‫ِّ‬ ‫فيدان تنبيهَ السامع إلى ما يُلقى إليه من‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫م‬‫ُ‬ ‫الكال‬ ‫بهما‬ ‫ح‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ُستف‬ ‫ي‬ ‫ا"‪:‬‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫وأ‬ ‫"أال‬ ‫فـ‬
‫خوف عليهم وال هم يحزنون}‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫التنبيه‪ ،‬ت َحققَ ما بعدَها‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬أال إِّ َّن أوليا َء هللاِّ ال‬ ‫ُّ‬
‫أن "أَال وأ َ َما"‪ .‬معناهما التنبيهُ‪ ،‬ومكانُهما ُمفتت َ ُح الكالم‪.‬‬ ‫واعلم َّ‬
‫طب‪ .‬وهو يدخ ُل على أربعة أشياء‪:‬‬ ‫ع لتنبي ِّه ال ُمخا َ‬ ‫حرف موضو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫و "ها"‪:‬‬
‫َين وهؤالء"‪ ،‬أو على‬ ‫ِّ‬ ‫ت‬ ‫وها‬ ‫ين‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫وه‬ ‫وهذه‬ ‫"هذا‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫القريب‪،‬‬ ‫على‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫َّال‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫اإلشار‬ ‫أسماء‬
‫ِّ‬ ‫‪ -1‬على‬
‫المتوسط‪ ،‬إن كان ُمفرداً‪ ،‬نحو‪" :‬هذاكَ "‪ .‬أ ّما على البعي ِّد فال‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫(‪)63/2‬‬

‫وبالضمير‬
‫ِّ‬ ‫ش ِّك؟}‪،‬‬ ‫بكاف التشبي ِّه‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فل ّما جا َءت قيل أهكذا َعر ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ويجوز الفص ُل بينهما‬ ‫ُ‬
‫ت ذي"‪.‬‬ ‫ذان‪ .‬ها أن ِّ‬ ‫والء}‪ ،‬ونحو‪" :‬ها أنا ذا‪ .‬ها أنتما ِّ‬ ‫ُ‬
‫المرفوعِّ‪ ،‬كقول ِّه‪{ :‬ها أنتم أ ِّ‬
‫ضمير الرفع‪ ،‬وإن لم يكن بعدَهُ اس ُم إشارةٍ‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -2‬على‬
‫َذوب؟!*‬
‫تت ُ‬ ‫*فَها أَنا تائِّبٌ ِّمن حُبّ ِّ لَيْلى * فَما لَكَ ُكلما ذُ ِّك َر ْ‬
‫َّ‬
‫فاألكثر أن يَليَهُ اس ُم االشارةِّ‪ ،‬نحو‪" :‬ها أنا ذا‪ .‬ها نحنُ أ ُ ِّ‬
‫والء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫غير أنها‪ ،‬إن دخلت على ضمير الرفع‪،‬‬ ‫َ‬
‫امرأتان"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫تان يا‬
‫والء‪ .‬ها أنتما ِّ‬ ‫ُ‬
‫ذان‪ .‬ها هم أ ِّ‬ ‫والء‪ .‬ها هو ذا‪ .‬ها هما ِّ‬ ‫ُ‬
‫ها أنتم أ ِّ‬
‫‪ -3‬على الماضي المقرون بِّقد‪ ،‬نحو‪" :‬ها قد رجعتُ "‪.‬‬
‫النفس‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫النداء‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬يا أيُّها اإلنسانُ ما غ ََّركَ بربكَ الكريم‪ .‬يا أيّتها‬ ‫ِّ‬ ‫يٍ" في‬ ‫‪ -4‬على ما بعدَ "أ ّ‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫ربك راضية مرضيّة} وهي تلز ُم في هذا الموضع وجوبا‪ ،‬للتبي ِّه على أن ما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ال ُمطمئنَةُ ارجعي إلى ِّ‬
‫بالنداء‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫بعدَها هو المقصودُ‬
‫صدُ ب ِّه تنبيهُ السامع إلى ما بعدها‪.‬‬ ‫ى‪ ،‬كانت حرفا ً يُق َ‬ ‫حرف نداءٍ ‪ .‬فإن لم يكن بعدَها ُمناد ً‬ ‫ُ‬ ‫و "يا"‪ :‬أصلُها‬
‫َ‬
‫محذوف‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬أال يا اس ُجدوا}‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫حرف نداءٍ ‪ ،‬والمنادَى‬ ‫ُ‬ ‫أمر فهي‬ ‫وقيلَ‪ :‬إن جا َء بعدها فع ُل ٍ‬
‫حرف تنبيه‪ ،‬كقوله‪{ :‬يا ليتَ قومي يعلمون}‪ ،‬وكحديث‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فهي‬
‫والتقدير‪" :‬أال يا قو ُم اسجدوا"‪.‬وإال َ‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬
‫"ياربَّ كاسي ٍة في الدنيا عارية يوم القيا َم ِّة"‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬
‫جار*‬‫س ْمعانَ ِّم ْن ِّ‬ ‫الحينَ َعلى َ‬ ‫ص ِّ‬ ‫ّ‬
‫وام ك ِّل ِّه ِّم * َوال َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫*يا ل ْعنَة هللاِّ َواألق ِّ‬ ‫َ‬
‫حرف تنبي ٍه في ك ِّّل ذلك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والحق أنها‬ ‫ُّ‬
‫صدَ ِّريَّةُ‬ ‫ف ْال َم ْ‬ ‫‪ -8‬األَحْ ُر ُ‬
‫ت الحرفيّة أَيضا ً وهي التي تجع ُل ما بعدَها في تأويل مصدر‪ .‬وهي‪" :‬أ َ ْن وأ َ َّنًَ‬ ‫وتس ّمى‪ :‬الموصوال ِّ‬
‫الرذيلةَ‪ .‬إرح ْم لكي‬ ‫تجتنب َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الزم الفضيلةَ‪ .‬أ ِّحبُّ أنكَ‬ ‫"سرني أَن ت ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫وكي وما ولو وهمزة ُ التّسوية"‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫تُر َح َم‪ .‬أ َ َودُّ لو تجتهدُ‪{ .‬وهللاُ خلق ُكم وما تعملون}‪{ .‬سوا ٌء عليهم أَأَنذرتهم أم لم تُنذِّرهم}"‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)64/2‬‬

‫والمصدر المؤو ُل بعدها يكو ُن مرفوعا ً أَو منصوبا ً أَو مجروراً‪ ،‬بحسب العام ِّل قبلَهُ‪.‬‬
‫(ففي المثال األول مرفوع‪ ،‬ألنه فاعل‪ .‬وفي المثال الثاني منصوب‪ ،‬ألنه مفعول به‪ .‬وفي المثال الثالث‬
‫مجرور بالالم‪ .‬وفي المثال الرابع منصوب أيضاً‪ ،‬ألنه مفعول به‪ .‬وفي المثال الخامس منصوب‬
‫أيضاً‪ ،‬ألنه معطوف على كاف الضمير في "خلقكم" المنصوبة محالً‪ ،‬ألنها مفعول به‪ .‬وفي المثال‬
‫السادس مرفوع‪ ،‬ألنه مبتدأ خبره مقدَّم عليه‪ ،‬وهو سواء)‪.‬‬
‫َ‬
‫الحق"‪ ،‬أي‪" :‬من‬ ‫ّ ِّ‬ ‫عدِّبتُ مما تقو ُل َ‬
‫غير‬ ‫مجردة ً عن معنى الظرفيّ ِّة‪ ،‬نحو‪َ " :‬‬ ‫َّ‬ ‫وتكونُ "ما" مصدريةً‬
‫والزكاةِّ ما دُمتُ‬ ‫الحق"‪ .‬وتكون مصدريةً ظرفيّةً‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وأَوصاني بالصالةِّ َّ‬ ‫ّ ِّ‬ ‫غير‬
‫قولك َ‬
‫ُ‬
‫المؤول بعدها‬‫َّ‬ ‫المصدر‬‫ُ‬ ‫ويكونُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وصلتها‪.‬‬‫رف وخلفتهُ "ما" ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِّف الظ ُ‬ ‫حيّا}‪ ،‬أَي‪ُ " :‬مدة دَوامي َحيّا"‪ .‬ف ُحذ َ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫(وهو األحسنُ )‪ ،‬أَو يكون في موضع َج ٍ ّر باإلضافة‬ ‫َ‬ ‫مقام ال ُمدَّ ِّة المحذوف ِّة‬
‫الظرفيّة‪ ،‬لقيام ِّه َ‬ ‫منصوبا ً على َّ‬
‫المحذوف‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫إلى ّ‬
‫الظرف‬
‫لف‬ ‫َ‬
‫{ودُّوا لو تُد ِّهنُ فَيُدهنونَ }‪{ .‬يَ َودُّ أحد ُهم لو يُع ّم ُر أ َ‬ ‫يودُّ"‪ ،‬كقوله تعالى َ‬ ‫"ودَّ َو َ‬‫كثر ما تق ُع "لو" بعدَ َ‬ ‫وأ َ ُ‬
‫سنةٍ}‪ .‬وقد تق ُع بعد غيرهما كقول قُت َيلةَ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ض َّركَ لَ ْو َمنَنتَ ‪َ ،‬و ُربَّما * َم َّن الفَتى َوه َُو ال َم ِّغيظ ال ُم ْخنَ ُق*‬ ‫*ما كانَ َ‬
‫ض َّركَ َمنُّكَ عليه بالعفو‪.‬‬ ‫أَي‪ :‬ما كان َ‬
‫ف االستِّ ْقبال‬ ‫‪ -9‬أ َ ُ‬
‫حر ُ‬
‫وإن‪ ،‬وإِّ ْذ ما الجازمتان"‪.‬‬ ‫مر‪ ،‬وال الناهية ْ‬ ‫ونواصب المضارعِّ‪ ،‬وال ُم األ َ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وسوف‪،‬‬
‫َ‬ ‫وهي‪" :‬السينُ ‪،‬‬
‫ان بالمضارعِّ وت َمحضان ِّه االستقبالَ‪ ،‬بعدَ أن كان يحتم ُل الحا َل واالستقبالَ‪ ،‬كما‬ ‫ص ِّ‬‫وسوف‪ :‬تخت ّ‬ ‫َ‬ ‫فالسينُ‬
‫"إن سعيدا ً لَيَ ُ‬
‫كتب"‪.‬‬ ‫صهُ للحا ِّل‪ ،‬نحو‪َّ :‬‬ ‫الم التأكي ِّد تُخ ِّل ُ‬ ‫أ َ َّن َ‬
‫(‪)65/2‬‬

‫ع من الزمان‬ ‫توسيع)‪ ،‬ألنها ت َنقُ ُل المضار َ‬ ‫ٍ‬ ‫تنفيس (أَي‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫وحرف‬
‫َ‬ ‫حرف استقبال‪،‬‬ ‫َ‬ ‫والسينُ ‪ :‬تُس ّمى‬
‫"سوف"‪ ،‬إال أَنها أَطو ُل زمانا ً من‬ ‫َ‬ ‫الواسع وهو االستبقال‪ .‬وكذلك‬ ‫ِّ‬ ‫الزمان‬
‫ِّ‬ ‫ق‪ ،‬وهو الحالُ؛ إلى‬ ‫الضيّ ِّ‬
‫ب زمان‬ ‫وسوف يَشي ُخ الفتى"‪ِّ ،‬لقُر ِّ‬‫َ‬ ‫سيَشِّبُّ الغال ُم‪،‬‬ ‫"حرف تسويفٍ "‪ ،‬فتقولُ‪َ " :‬‬ ‫َ‬ ‫السين‪ ،‬ولذلك يُس ُّمونها‬
‫ب من الغالم وبُع ِّد زمان الشيخوخ ِّة من الفتى‪.‬‬ ‫الشبا ِّ‬
‫يجوز أن يَفص َل بَينَهما وبينه شي ٌء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ويجب التصاقُهما بالفع ِّل‪ ،‬فال‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫نفي االستبقا ِّل أتيتَ بِّال‪ ،‬في ُمقابلة "السين"‪ ،‬وبِّل ْن‪ ،‬في مقابلة "سوف"‪ ،‬نحو‪" :‬ال أفعلُ"‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وإذا أردتَ َ‬
‫َ‬
‫ت َنفي المستقبل القريب‪ ،‬ونحو‪" :‬لن أفعلَ"‪ ،‬تنفي المستقب َل البعيد‪.‬‬
‫"سوف ال أفعلُ" وال‬ ‫َ‬ ‫بسوف و "لن" معاً‪ ،‬فال يُقالُ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫بسوف و "ال" معاً‪ ،‬وال‬ ‫َ‬ ‫يجوز أن يُؤتى‬ ‫ُ‬ ‫وال‬
‫ب العصر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫الناس‪ ،‬وبينهم َجم َهرة من كتا ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫كثير من‬ ‫ُ‬
‫"سوف لن أفعلَ" كما يقول ٌ‬
‫ف الت َّ ْوكيد‬‫‪ -10‬أحْ ُر ُ‬
‫سم‪ ،‬وقد"‪.‬‬ ‫االبتداء‪ ،‬ونونا التوكيدِّ‪ ،‬والال ُم التي تقع في جواب الق َ‬ ‫ِّ‬ ‫"إن‪ ،‬وأ َ َّن‪ ،‬وال ُم‬‫وهي‪َّ :‬‬
‫نن َوليَ ُكونا ً من‬ ‫ٌ‬
‫و "نونا التوكيد"‪ :‬إحداهما ثقيلة واألخرى خفيفة‪ .‬وقد اجتمعتا في قوله تعالى‪{ :‬ليُس َج ْ‬ ‫ٌ‬
‫صاغرين}‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ت الطل ِّ‬ ‫َ‬
‫ع ال ُمستقب ُل الواق ُع بعدَ أداةٍ من أدوا ِّ‬ ‫ّ‬
‫وال يُو ّكدُ بهما إال فع ُل األمر‪ ،‬نحو‪" :‬ت َعل َم َّن"‪ ،‬والمضار ُ‬
‫ع الواق ُع شرطا ً بعدَ "إن" المؤكدةِّ بما الزائدة‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ونحو‪ِّ " :‬لنجتهدَ َّن وال نكسلَ َّن"‪ ،‬والمضار ُ‬
‫َّ‬
‫صيبن‬ ‫ي بال‪ .‬كقوله‪{ :‬واتّقُوا فِّتنةً ال ت ُ‬ ‫غ فاست ِّع ْذ باهللِّ}‪ ،‬والمضارعُ المنف ُّ‬ ‫الشيطان نز ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫{فإ َّما يَنزَ َغنَّكَ من‬
‫لقسم" كقوله‪{ :‬تاهللِّ ألكيدَ َّن‬ ‫ع ال ُمثبتُ المستقب ُل الواق ُع جوابا ً ٍ‬ ‫صةً}‪ ،‬وال ُمضار ُ‬ ‫ظلموا منكم خا ّ‬ ‫الذينَ َ‬
‫ٌ‬
‫جائز‪.‬‬ ‫أصنامكم}‪ .‬وتأكيدُهُ في هذ ِّه الحا ِّل واجبٌ ‪ ،‬وفي غيرها‪ ،‬م ّما تقد ََّم‪،‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫(‪)66/2‬‬

‫آثرك هللاُ علينا}‪.‬‬ ‫هلل لقد َ‬ ‫القسم تأكيدا ً له‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬تا ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫و "ال ُم القسم"‪ :‬هي التي تق ُع في جواب‬
‫ُ‬
‫جواب القسم وقد يكونُ القس ُم ُمقدَّراً‪ ،‬كقوله سبحانه‪{ :‬لقد كان لكم في رسو ِّل هللا أسوة ٌ‬ ‫ُ‬ ‫والجملةُ بعدَها‬
‫َحسنةٌ}‪.‬‬
‫تجردَ من‬ ‫ط في المضارع أن يَ َّ‬ ‫ويشتر ُ‬
‫َ‬ ‫تين‬
‫فين ال ُمثبَ ِّ‬
‫المتصر ِّ‬
‫ِّ ّ‬ ‫وتختص "قد" بالفعل الماضي والمضارع‬ ‫ُّ‬
‫والسين وسوف‪ .‬ويُخطى ُء من يقولُ‪" :‬قد ال يذهب‪ ،‬وقد لن يذهب"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫النواصب والجوازم‬
‫(وقد شاع على ألسنة كثير من أدباء هذا العصر وعلمائه وأقالمهم دخول "قد" على "ال"‪ .‬ولم يسلم‬
‫وإن "ربما" تقوم مقام "ال" في مثل هذا المقام‪ ،‬فبدل أن يقال‪:‬‬ ‫من ذلك بعض قدماء الكتاب وعلمائهم‪َّ .‬‬
‫"قد ال يكون" مثالً‪ ،‬يقال‪" :‬ربما ال يكون")‪.‬‬
‫فجائز‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫زء منه‪ ،‬أ َ َّما بالقسم‬ ‫غير القسم‪ ،‬ألنها كال ُج ِّ‬ ‫ص َل بينَها وبينَ الفعل بفاص ٍل ِّ‬ ‫يجوز أن يُف َ‬‫ُ‬ ‫وال‬
‫هللا فعلتُ "‪.‬‬‫"قد و ِّ‬
‫َ‬
‫وهي‪ ،‬إن دخلت على الماضي أفادت تحقيقَ معناهُ‪ .‬وإن دخلت على المضارع أفادت تقليل وقوعه‪،‬‬
‫الكذوب‪ .‬وقد يجودُ البخيل"‪ .‬وقد تُفيدُ التحقيقَ مع المضارع‪ ،‬إن د َّل عليه دليلٌ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫نحو‪" :‬قد يَصد ُُق‬
‫َ‬
‫كقوله تعالى‪{ :‬قد يَعلم هللاُ ما أنتم عليه}‪.‬‬
‫ُ‬
‫انتظار حصول ِّه‪ ،‬تقولُ‪" :‬قد جا َء األستاذ"‪ ،‬إِّذا‬ ‫ُ‬ ‫ومن معانيها التّوقُّ ُع‪ ،‬أَي‪ :‬ت ََوقُّ ُع حصو ِّل ما بعدها‪ ،‬أي‪:‬‬
‫َ‬
‫َترقّ ُ‬
‫ب قُدو َمهُ‬ ‫الغائب"‪ .‬إذا كنتَ ت َ‬ ‫ُ‬ ‫كان مجيئُهُ ُمنتظرا ً وقريباً‪ ،‬وإن لم يجىء فعالً‪ ،‬وتقولُ‪" :‬قد يقدُ ُم‬
‫توقعونَ قيا َمها قريباً‪.‬‬ ‫ألن الجماعة يَ َ‬ ‫وت ََتوقعُهُ قريباً‪ .‬ومن ذلك‪" :‬قد قامت الصالةُ"‪َّ ،‬‬
‫ليس‬
‫أن قيامك ب ِّه َ‬ ‫تقريب الماضي من الحا ِّل‪ ،‬تقولُ‪" :‬قد قُمتُ باألمر"‪ِّ ،‬لتدُل على َّ‬ ‫ُ‬ ‫التقريب‪ ،‬أَي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ومنها‬
‫الزمان الذي أنتَ فيه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ببعي ٍد من‬
‫السماء}‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ب َوج ِّهك في‬ ‫الكثير‪ ،‬نحو‪{ :‬قد نَرى ت َقلُّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ومنها‬
‫ب معناها في الجملة التي‬ ‫س َ‬ ‫ب‪ ،‬أو تكثير‪َ ،‬ح َ‬ ‫َوقع‪ ،‬أو تقري ٍ‬ ‫ق‪ ،‬أو تقلي ٍل‪ ،‬أو ت ٍ‬ ‫حرف تحقي ٍ‬
‫َ‬ ‫وتُس َّمى "قد"‬
‫هي فيها‪.‬‬
‫ْ‬
‫‪َ -11‬ح ْرفا االستِّفهام‬

‫(‪)67/2‬‬

‫وهما‪" :‬الهمزة وهل"‪.‬‬


‫ع أم سعيدٌ؟"‪ .‬والثاني نحو‪:‬‬ ‫فر ِّد وعن الجمل ِّة‪ .‬فاألول نحو‪" :‬أخالدٌ شجا ٌ‬‫فالهمزةُ‪ :‬يُستف َه ُم بها عن ال ُم َ‬
‫كر‪ ،‬وفي النَّفي‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُ‬
‫"اجتهدَ خليلٌ؟"‪ ،‬تستفه ُم عن نسبة االجتهاد إِّليه‪ .‬ويُستف َه ُم بها في اإلثباتِّ‪ ،‬كما ذ َ‬
‫"ألم يسافر أخوك؟"‪.‬‬
‫حو؟"‪ ،‬وال يُقال‪" :‬هَل لم‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫و "هل"‪ :‬ال يُستفه ُم بها إال عن الجملة في اإلثبات‪ ،‬نحو‪" :‬هل قرأتَ الن َ‬
‫ي مجتهدٌ؟"‪.‬‬ ‫كر‪ ،‬وق َّل أن يَليها االس ُم‪ ،‬نحو‪" :‬هل ٌّ‬
‫عل‬ ‫وأكثر ما يَليها الفعلُ‪ ،‬كما ذُ َ‬ ‫ُ‬ ‫تقرأهُ؟"‪.‬‬
‫تسافر اآلن؟"‪ .‬وال تدخل على‬ ‫ُ‬ ‫صصتهُ باالستقبال؛ لذلكَ ال يُقالُ‪" :‬هل‬ ‫وإذا دخلت على المضارع َخ ّ‬
‫"إن"‬‫جملة الشرط‪ ،‬وتد ُخل على جملة الجواب‪ ،‬نحو‪" :‬إن يَقُم سعيدٌ فهل تقو ُم؟"‪ .‬وال تدخ ُل على َّ‬
‫ونحوها ألنها للتوكيد وتقرير الواقع‪ ،‬واالستفها ُم ينافي ذلك‪.‬‬
‫ف التَّم ِّنّي‬
‫أحر ُ‬
‫‪ُ -12‬‬
‫وهي‪" :‬ليتَ ولو وهل"‪.‬‬
‫سر (أي ما كان َعس َِّر‬ ‫ع ٌ‬ ‫طلب ما ال طم َع فيه (أي المستحيل) أو ما فيه ُ‬ ‫ُ‬ ‫فليتَ ‪ :‬موضوعةٌ للتّمني‪ .‬وهو‬
‫الشباب يعودُ" والثاني نحو‪" :‬ليتَ الجاه َل عالم"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الحصو ِّل)‪ .‬فاألو ُل نحو‪" :‬ليت‬
‫ألن األولى شرطية والثانيةَ استفهاميةٌ‪ .‬فمثا ُل‬ ‫فيدان التمني‪ ،‬ال بأص ِّل الوضع‪َّ ،‬‬ ‫و "لو وهل"‪ :‬قد ت ُ ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫أن لنا َك َّرة ً فنكونَ من المؤمنينَ } ومثا ُل "هل" فيه قوله سبحانهُ‪:‬‬ ‫"لو"‪ ،‬في التمني‪ ،‬قولهُ تعالى‪{ :‬لو َّ‬
‫شفعا َء فيشفعوا لنا}‪.‬‬ ‫{هل لنا من ُ‬
‫ق‬ ‫ف الت َّ َر ِّ ّجي َو ِّ‬
‫اإل ْشفا ِّ‬ ‫‪َ -13‬ح ْر ُ‬
‫وهو‪" :‬لعلَّ"‪ .‬وهي موضوعةٌ للترجي واإلشفا ِّ‬
‫ق‪.‬‬
‫ِّث بعد ذلك أمراً}‪.‬‬
‫الممكن المرغوب فيه‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬لع َّل هللاَ يُحد ُ‬ ‫ِّ‬ ‫طلب‬
‫ُ‬ ‫فالترجي‪:‬‬
‫سكَ على‬ ‫َّ‬
‫ف من حدوث ِّه‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬لعلكَ باخ ٌع نف َ‬ ‫والتخو ُ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫اإلشفاق‪ :‬هو توقع األمر المكروهِّ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫آثارهم}‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫‪َ -14‬ح ْرفا التشبي ِّه‬
‫فالكاف نحو‪" :‬العل ُم كالنور"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫"الكاف وكأن"‬ ‫ُ‬ ‫وهما‪:‬‬

‫(‪)68/2‬‬

‫{ليس كمثل ِّه شي ٌء}‪ ،‬أي ليس مثلَهُ شي ٌء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫تخرج عن معنى التشبيه‪ ،‬فتكونُ زائدة ً للتوكيدِّ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫وقد ُ‬
‫"مث ٍل"‪ .‬وقد‬ ‫ً‬
‫وتكونُ بمعنى "على"‪ ،‬نحو‪" :‬كن كما أنتَ "‪ ،‬أي‪ :‬على ما أنتَ عليه‪ .‬وت َكونُ اسما بمعنى‪ِّ :‬‬
‫َّمت أمثلتُها في حروف الجر‪.‬‬ ‫تقد ْ‬
‫خبرها اسما ً جامداً‪ ،‬كما ُم ِّث ّلَ‪ .‬فإن كان َ‬
‫غير‬ ‫نور"‪ .‬وإنما تتعيّنُ للتشبي ِّه إن كن ُ‬ ‫العلم ٌ‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫"كأن‬ ‫وكأن‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫َّ‬
‫"كأن في نفسكَ كالماً"‪ ،‬أو التّه ُّك ِّم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫للظ ِّّن‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫األمر واق ٌع أو َوق َع"‪ ،‬أو ّ‬ ‫َ‬ ‫شك‪ ،‬نحو‪" :‬كأ َ َّن‬ ‫ذلكَ ‪ ،‬فهي لل ّ‬
‫المسافر‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫"كأن‬ ‫البدر!"‪ ،‬أو للتّقريب‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫لقبيح المنظر‪" :‬كأنك‬
‫ِّ‬ ‫نحو‪" :‬كأنكَ فاه ٌم!"‪ ،‬وكأن ت َقو َل‬
‫بالشتاء ُمق ِّبلٌ"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫قاد ٌم"‪ ،‬ونحو‪" :‬كأنكَ‬
‫ف الصلَة‬ ‫أحر ُ‬
‫‪ُ -15‬‬
‫حرف المعنى الذي يُزادُ للتأكيد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المرادُ بحرف الصلة هي‪:‬‬
‫ْ‬
‫"إن وأن وما ومن والباء"‪ ،‬نحو‪" :‬ما إن فعلتُ ما تكرهُ‪ .‬ل ّمان أن جا َء البشير‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وأحرف الصلة هي‪ْ :‬‬ ‫ُ‬
‫غير ما َمعرفة‪ .‬ما جا َءنا من أحدٍ‪ .‬ما أنا ب ُمهم ٍل"‪.‬‬ ‫أكرمتُكَ من ِّ‬
‫نذير}‪.‬‬ ‫بشير وال ٍ‬‫ٍ‬ ‫صةً‪ ،‬لتأكيد ِّه وتعميم ِّه‪ ،‬كقوله سبحانه‪{ :‬ما جا َءنا من‬ ‫وتزادُ "من" في النَّفي خا ّ‬
‫غير هللاِّ}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬هل من َمزيدٍ}‪.‬‬ ‫ق ُ‬ ‫واالستفها ُم كالنفي‪ ،‬كقوله سبحانه‪{ :‬هل من خال ٍ‬
‫بأحكم الحاكمين؟}‪ ،‬ولتأكيد اإليجاب‪ ،‬نحو‪" :‬ب َحسبكَ‬ ‫ِّ‬ ‫{أليس هللاُ‬
‫َ‬ ‫وتُزادُ البا ُء لتأكيد النفي‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫االعتمادُ على النّفس"‪ ،‬ونحو‪{ :‬كفى باهلل شهيداً}‪ ،‬أي‪َ " :‬حسبُكَ االعتمادُ على النَّفس‪ ،‬وكفى هللاُ‬
‫شهيداً"‪.‬‬
‫ف الت َّ ْعلي ِّل‬ ‫‪َ -16‬ح ْر ُ‬
‫العلم" فتقولُ‪" :‬كيَ َمهْ؟" أي‪ِّ :‬ل َم ت َطلبُهُ؟‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫الحرف الموضوع للتعليل هو‪" :‬كي"‪ ،‬يقو ُل القائلُ‪" :‬إني أطل ُ‬ ‫ُ‬
‫أخدم ب ِّه األمة"‪ ،‬أي‪" :‬ألج ِّل أن أخدمها به"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فيقولُ‪" :‬كي‬
‫غرقوا}"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫{م ّما خطيئاتِّهم أ ِّ‬ ‫للعمل‪ِّ .‬‬ ‫سافرتُ‬ ‫"فيم الخصا ُم؟‪.‬‬ ‫وقد تأتي "الال ُم وفي ومن" للتعليل‪ ،‬نحو‪َ :‬‬
‫الردْعِّ َّ‬
‫والزجْ ِّر‬ ‫ف َّ‬ ‫‪َ -17‬ح ْر ُ‬

‫(‪)69/2‬‬

‫ٌ‬
‫"فالن يُبغضُكَ "‪،‬‬ ‫في والتّنبيهَ على الخطأ‪ ،‬يقو ُل القائلُ‪:‬‬ ‫جر‪ ،‬النّ َ‬ ‫الردعِّ َّ‬
‫والز ِّ‬ ‫وهو‪َ " :‬كالَّ"‪ .‬ويُفيدُ‪ ،‬م َع َّ‬
‫َ‬
‫فتقولُ‪" :‬كالَّ" تنفي كال َمهُ‪ ،‬وت َردعهُ عن مثل هذا القول؛ وتنب ُههُ على َخ َ‬
‫ط ِّئ ِّه فيه‪ .‬وقد سبقَ الكال ُم عليه‬
‫في أحرف الجواب‪ .‬فراجعه‪.‬‬
‫‪ -18‬الالَّمات‬
‫الجر‪ ،‬نحو‪" :‬الحمدُ هللِّ"‪.‬‬ ‫هي‪ :‬ال ُم ِّ ّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫سعت ِّه}‪.‬‬
‫سع ٍة من َ‬‫ُنفق ذو َ‬ ‫وال ُم األمر‪ ،‬كقوله تعالى‪ِّ { :‬لي ْ‬
‫حرام"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ِّرهم‬
‫ألف د ٍ‬ ‫خير من ِّ‬ ‫االبتداء‪ ،‬نحو‪" :‬لَدِّره ٌم َحال ٌل ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫وال ُم‬
‫تلحق أسما َء اإلشار ِّة‪ ،‬للدَّالل ِّة على البُعد أو توكيد ِّه نحو‪" :‬ذلكَ وذ ِّل ُكما وذلكم‬ ‫ُ‬ ‫وال ُم البُعد‪ ،‬وهي التي‬
‫وذل ُك َّن"‪.‬‬
‫وال ُم الجواب‪ ،‬وهي التي تق ُع في جواب "لو ولوال"‪ ،‬نحو‪" :‬لو اجتهدتَ ألكرمتُكَ ‪ .‬لوال الدينُ ل َهلكَ‬
‫اس"‪ ،‬أو في جواب القَسم‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬تاهللِّ ألكيدَ َّن أصنامكم}‪.‬‬ ‫النّ ُ‬
‫الجواب بعدَها إنما هو جوابٌ‬ ‫َ‬ ‫والالم ال ُم َوطئَة للقسم‪ ،‬وهي التي تدخ ُل على أداةِّ شرطٍ للداللة على أن‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫قام‬
‫وجواب القسم قائ ٌم َم َ‬
‫ُ‬ ‫الشرط‪ ،‬نحو" "لَئِّ ْن قُمتَ بواجباتِّكَ ألكرمتُكَ "‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫لقسم ُمقد ٍَّر قبلَها‪ ،‬ال جواب‬ ‫ٍ‬
‫غن عنهُ‪.‬‬ ‫ب الشرط و ُم ٍ‬ ‫جوا ِّ‬
‫سا ِّكنَةُ‬ ‫ال‬
‫ِّ َّ‬ ‫ث‬ ‫أني‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ء‬
‫‪ُ -19‬‬
‫تا‬
‫بأن الفاع َل ُمؤنث‪.‬‬‫األمر َّ‬ ‫ِّ‬ ‫وهي‪ :‬التا ُء في نحو‪" :‬قامت وقعدّت"‪ .‬وتل َح ُق الماضي‪ ،‬لاليذان من َّأو ِّل‬
‫ت امرأة ُ عمرانَ } وقول ِّه‪{ :‬قال ِّ‬
‫ت‬ ‫ساكن‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬قال ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫وتحركُ بالكسر إن َو ِّليها‬ ‫ّ‬ ‫وهي ساكنةٌ‪،‬‬
‫االثنين‪ ،‬نحو‪" :‬قالتا"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫األعراب آمنّا}‪ ،‬وبالفتح‪ ،‬إن اتص َل بها ضمير‬ ‫ُ‬
‫ت‬‫س ْك ِّ‬
‫‪ -20‬ها ُء ال َّ‬
‫َ‬
‫الوقف‪ ،‬نحو‪{ :‬ما أغنى عني ماليَهْ‪ ،‬هلكَ عني‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬
‫تلحق طائفة من الكلمات عندَ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وهي‪ :‬ها ٌء ساكنة‬
‫ت الها َء‪ ،‬نحو‪ِّ " :‬ل َم جئتَ ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ف لم تثب ِّ‬ ‫صلتَ ولم ت َ ِّق ْ‬‫سلطانيهْ}‪ ،‬ونحو‪ِّ " :‬ل َمهْ؟ َكي َمهْ؟ كيفَهْ؟" ونحوها‪ .‬فإن و َ‬ ‫ُ‬
‫صيتَ أمري؟ كيف كان ذلك؟"‪.‬‬ ‫كيم ع َ‬ ‫َ‬
‫(‪)70/2‬‬

‫المجزوم بحذف آخره‪ ،‬وفي‬


‫ِّ‬ ‫وال تزادُ "ها ُء السكت"‪ ،‬للوقف عليها‪ ،‬إال في المضارع المعت ّل اآلخر‪،‬‬
‫ي ِّ على حركةٍ‪ ،‬وفي االسم‬ ‫ي ِّ على حذف آخره‪ ،‬وفي "ما" االستفهاميَّ ِّة‪ ،‬وفي الحرف المبن ّ‬ ‫األمر المبن ّ‬
‫ً‬
‫يوقف بهاء السكت في غير ذلك‪ ،‬إال شذوذا‪ .‬وقد سبق شر ُح ذلكَ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ي ِّ على حرك ِّة بنا ًء أصليّا‪ .‬وال‬ ‫المبن ّ‬
‫الجزء الثاني‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫في‬ ‫"الوقف"‬ ‫على‬ ‫الكالم‬ ‫في‬
‫الطلَب‬ ‫ف َّ‬ ‫حر ُ‬ ‫‪ -21‬أ َ ُ‬
‫وأحرف العرض‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وأحرف التحضيض والتَّنديم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫األمر‪ ،‬وال الناهيةُ‪ ،‬وحرفا االستفهام‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وهي‪" :‬ال ُم‬
‫وحرف الترجي"‪ .‬وقد سبقَ الكالم عليها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وأحرف التمني‪،‬‬
‫ف الت َّ ْن ِّ‬
‫وين‬ ‫‪َ -22‬ح ْر ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫األسماء لفظا‪ ،‬وتفارقها خطا ووقفا‪ .‬وقد سبق‬ ‫ِّ‬ ‫أواخر‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫تلحق‬ ‫ٌ‬
‫نون ساكنة زائدةٌ‪،‬‬ ‫نوين‪ :‬هو ٌ‬ ‫حرف الت َّ ِّ‬ ‫ُ‬
‫الجزء األول‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الكال ُم عليه‪ ،‬في أوائل‬
‫الحروف‬
‫ِّ‬ ‫بَ ِّقيَّةُ‬
‫أحرف جزمه (‪)27‬‬ ‫ُ‬ ‫ب المضارع (‪)26‬‬ ‫طف (‪ )25‬أحرف نص ِّ‬ ‫أحرف العَ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫داء (‪)24‬‬ ‫أحرف النّ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫(‪)23‬‬
‫األحرف ال ُمشبّهةُ بالفعل‪ ،‬الناصبةُ لالسم الرافعةُ للخبر (‪)30‬‬ ‫ُ‬ ‫)‬ ‫‪29‬‬ ‫(‬ ‫هي‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫حرف‬
‫ُ‬ ‫)‬ ‫‪28‬‬ ‫(‬ ‫مر‬ ‫األ‬ ‫حرف‬
‫ُ‬
‫بليس‪ ،‬الرافعةُ لالسم الناصبةُ للخبر (‪ )31‬حروف الجر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫المشبه‬ ‫األحرف‬
‫وقد سبقَ الكال ُم عليها في مواضعها من هذا الكتاب‪.‬‬
‫َ‬
‫(مباحث‬ ‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( الخاتمة‬
‫إعرابيّ ٍة متفرقة) ) ضمن العنوان ( العامل والمعمول والعمل )‬

‫وهذا الفصل يشتم ُل على أربعة مباحث‪:‬‬


‫العام ِّل َو ْال َم ْعمو ِّل َو ْالعَ َم ِّل‬
‫ِّ‬ ‫‪َ -1‬م ْعنى‬
‫ت الكلماتُ في الجملة‪.‬‬ ‫متى انتظم ِّ‬
‫ب‬
‫وينص ُ‬
‫ِّ‬ ‫ينصبُهُ أو يجزمهُ‪ ،‬أو ي ُج ُّرهُ‪ ،‬كالفعل‪ ،‬يرف ُع الفاع َل‬
‫فمنها ما يُؤثر فيما يَلي ِّه‪ ،‬فيرف ُع ما بعدَهُ‪ ،‬أو ِّ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الجر‪،‬‬
‫المفعو َل ب ِّه‪ ،‬وكالمبتدأ‪ ،‬يرف ُع الخبر‪ ،‬وكأدوات الجزم‪ ،‬تجز ُم الفع َل المضارع‪ ،‬وكحروف ِّ ّ‬
‫تخفض ما يَليها من األسماء‪ .‬فهاذ هو ال ُم َؤ ِّث ّ ُر‪ ،‬أو العاملُ‪.‬‬
‫ُ‬

‫(‪)71/2‬‬

‫ُؤثر فيه ما قبلَهُ‪ ،‬فيرفعُهُ‪ ،‬أو ينصبُهُ‪ ،‬أو يَ ُج ُّرهُ‪ ،‬أو يجزمهُ‪ ،‬كالفاعل‪ ،‬والمفعول‪ ،‬والمضاف‬ ‫ومنها ما ي ُ‬
‫المتأثر أو المعمولُ‪.‬‬‫ُ‬ ‫هو‬ ‫فهذا‬ ‫ها‪.‬‬ ‫وغير‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫المضارع‬ ‫ل‬
‫ِّ‬ ‫والفع‬ ‫‪،‬‬ ‫جر‬
‫ّ‬ ‫بحرف‬ ‫والمسبوق‬ ‫إليه‪،‬‬
‫وغيرها من‬‫ِّ‬ ‫تأثر‪ ،‬كبعض الحروف‪ ،‬نحو‪" :‬هل وبل وقد وسوف وهالَّ"‪،‬‬ ‫ومنها ما ال ي َُؤ ِّث ّ ُر وال يَ ُ‬
‫حروف المعاني‪.‬‬
‫الرفع أو‬ ‫َّ‬
‫األثر‪ ،‬كعالمات اإلعراب الدال ِّة على‬ ‫ُ‬ ‫والنتيجةُ الحاصلة من فعل المؤثر وانفعا ِّل المتأثر‪ ،‬هي‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬
‫لتأثير العوامل الداخل ِّة على الكلمات ولتأث ُّ ِّر الكلمات بهذه‬ ‫ِّ‬ ‫النصب أو الجر أو الجزم‪ ،‬فهي نتيجةٌ‬
‫العوامل‪.‬‬
‫غيره‪ ،‬فهو العاملُ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫فما يُحدِّث ت َغيُّرا في ِّ‬
‫آخرهُ بالعام ِّل‪ ،‬فهو المعمولُ‪.‬‬ ‫وما يَتغي َُّر ُ‬
‫ليس بمعمو ٍل وال عامل‪.‬‬ ‫تأثر‪ ،‬فهو العاطلُ‪ ،‬أي‪ :‬ما َ‬ ‫وما ال يُؤثر وال يَ ُ‬
‫اإلعراب‪.‬‬
‫َ‬ ‫أي‪:‬‬ ‫َ"‪،‬‬ ‫ل‬ ‫"العم‬ ‫ى‪:‬‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ُس‬ ‫ي‬ ‫خفض‪،‬‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫جزم‬
‫ٍ‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬‫ب‬‫ٍ‬ ‫نص‬ ‫أو‬ ‫رفع‪،‬‬ ‫واألثر الحاصلُ‪ ،‬من‬ ‫ُ‬
‫‪ -2‬العامل‬
‫الخفض‪ ،‬فيما يَلي ِّه‪.‬‬‫َ‬ ‫الجزم‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫ِّث الرف َع‪ ،‬أو النصب‪ ،‬أو‬ ‫العاملُ‪ :‬ما يُحد ُ‬
‫تنصب‬
‫ُ‬ ‫واألحرف التي‬
‫ُ‬ ‫تنصب ال ُمضارع أو تجز ُمهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والعوام ُل هي الفع ُل و ِّشب ُهه‪ ،‬واألدواتُ التي‬
‫ضاف‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الجر‪ ،‬وال ُم‬ ‫واألحرف التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر‪ ،‬وحروف ِّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫الخبر‪،‬‬
‫َ‬ ‫المبتدأ وترف ُع‬
‫والمبتدأ‪.‬‬
‫وقد سبقَ الكال ُم عليها‪ ،‬إال ِّشبهَ الفعل‪ ،‬فسيأتي الكال ُم عليه‪.‬‬
‫وهي قسمان‪ :‬لفظيّةٌ ومعنويَّةٌ‪.‬‬
‫ظ‪ ،‬كالذي ذكرناه‪.‬‬ ‫المؤثر الملفو ُ‬ ‫ُ‬ ‫هو‬
‫ي‪َ :‬‬ ‫فالعام ُل اللفظ َّ‬
‫وتجردُ المضارع من عوامل‬ ‫ّ‬ ‫َجردُ المبتدأ من عامل لفظي كان سبب رفعه‪.‬‬ ‫والعام ُل المعنوي‪:‬هو ت ُّ‬
‫سبب رفعه أيضاً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫النصب والجزم كان‬
‫تجرد من عامل لفظي كالمبتدأ‬ ‫فالتجرد‪ .‬هو عدم ذكر العامل‪ .‬وهو سبب معنوي في رفعه ما َّ‬ ‫ّ‬
‫والمضارع الذي لم يسبقه ناصب أو جازم)‪.‬‬
‫‪ْ -3‬ال َم ْعمول‬
‫خفض بتأثير العامل فيه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫جزم‪ ،‬أو‬
‫ب‪ ،‬أو ٍ‬ ‫برفع‪ ،‬أو نص ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫آخرهُ‬ ‫المعمولُ‪ :‬هو ما يَتغي َُّر ُ‬
‫والمعموالتُ هي األسما ُء‪ ،‬والفع ُل المضارعُ‪.‬‬

‫(‪)72/2‬‬

‫والمعمو ُل على ضربين‪ :‬معمو ٍل باألصالة‪ ،‬ومعمو ٍل بالتَّبعيّة‪.‬‬


‫فالمعمو ُل باألصال ِّة‪ :‬هو ما يُؤث َ ُر فيه العام ُل مباشرةً‪ ،‬كالفاعل ونائب ِّه‪ ،‬والمبتدأ وخبرهِّ‪ ،‬واسم الفعل‬
‫والمضاف‬
‫ِّ‬ ‫إن وأَخواتها وأَخبارها‪ ،‬والمفاعي ِّل‪ ،‬والحال‪ ،‬والتمييز‪ ،‬والمستثنى‪،‬‬ ‫واسم َّ‬
‫ِّ‬ ‫الناقص وخبره‪،‬‬
‫إلي ِّه‪ ،‬والفع ِّل المضارع‪.‬‬
‫لتجرد ِّه من العوامل اللفظي ِّة لالبتداء‪ ،‬فهو الذي‬
‫ُّ‬ ‫الخبر‪ .‬ويكونُ معموالً‪،‬‬
‫َ‬ ‫والمبتدأ يكونُ عامالً‪ ،‬لرفع ِّه‬
‫يرفعُه‪.‬‬
‫المضاف إليه‪ ،‬ويكونُ معموالً‪ ،‬ألنه يكون مرفوعا ً أو منصوبا ً أو‬ ‫َ‬ ‫والمضاف يكون عامالً‪ّ ِّ ،‬‬
‫لجر ِّه‬ ‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫حسب العوام ِّل الداخل ِّة عليه‪.‬‬‫َ‬ ‫مجروراً‪،‬‬
‫معموالن لما يَسبقُهما من العوامل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫عامالن فيما يَليهما‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫اسم الفع ِّل)‬
‫ع و ِّشب ُههُ (ما عدا َ‬ ‫والمضار ُ‬
‫ُؤثر فيه العام ُل بواسطة متبوعه‪ ،‬كالنَّعت والعَ ِّ‬
‫طف والتوكي ِّد والبدل‪ ،‬فإنها‬ ‫والمعمو ُل بالتّبعيّة‪ :‬هو ما ي ُ‬
‫جر أو تُحزَ ُم‪ ،‬ألنها تابعةٌ لمرفوع أو منصوب أو مجرور أو مجزوم‪ .‬والعام ُل‬ ‫ب أو ت ُ ُّ‬ ‫تُرف ُع أَو تُن َ‬
‫ص ُ‬
‫فيها هو العام ُل في متبوعها الذي يَتقدّمها‪.‬‬
‫صالً‪.‬‬‫وقد سبقَ الكالم على ذلك كل ِّه ُمف ّ‬
‫‪ -4‬العَ َمل‬
‫ب أو خفض أو‬ ‫األثر الحاص ُل بتأثير العامل‪ ،‬من ٍ‬
‫رفع أو نص ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫اإلعراب أيضا)‪ :‬هو‬‫َ‬ ‫العم ُل (ويُس ّمى‪:‬‬
‫جزم‪.‬‬
‫وقد تقد ََّم الكال ُم عليه ُمفصالً في أَوائل الجزء األول من هذا الكتاب‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫َ‬
‫(مباحث‬ ‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( الخاتمة‬
‫إعرابيّ ٍة متفرقة) ) ضمن العنوان ( عمل المصدر والصفات التي ت ُ ْش ِّبهُ ال ِّف ْعل )‬

‫وهذا الفصل يشتم ُل على خمسة مباحث‪:‬‬


‫اسم ْال َم ْ‬
‫صدَ ِّر‬ ‫ع َم ُل ْال َم ْ‬
‫صدَ ِّر َو ِّ‬ ‫‪َ -1‬‬
‫المصدر َع َم َل فعل ِّه ت َعدِّّيا ً ولزوما‪ً.‬‬
‫ُ‬ ‫يعم ُل‬
‫ً‬
‫فإن كان فعلهُ الزما‪ ،‬احتا َج إلى الفاع ِّل فقط‪ ،‬نحو‪" :‬يُعجبُني اجتهادُ سعيدٍ"‪.‬‬

‫(‪)73/2‬‬

‫وإن كان ُمتعدِّّيا ً احتا َج إلى فاع ٍل ومفعو ٍل ب ِّه‪ .‬فهو يتعدَّى إلى ما يتعدَّى إليه فعلُه‪ ،‬إ ّما بنفس ِّه‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫شبه ِّة"‪ .‬واعلم أن‬ ‫بمواضع ال ُّ‬
‫ِّ‬ ‫روركَ‬
‫الجر‪ ،‬نحو‪" :‬سا َءني ُم ُ‬ ‫"سا َءني عصيانُك أباكَ "‪ ،‬وإ ّما بحرف ِّ ّ‬
‫المصدر ال يعم ُل عم َل الفع ِّل لشبه ِّه به‪ ،‬بل ألنهُ أَصلُهُ‪.‬‬ ‫َ‬
‫يجوز ذلكَ في‬ ‫ُ‬ ‫"سرني تكريم العاملينَ "‪ .‬وال‬ ‫َّ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫َ ُ‬‫ه‬ ‫ضمير‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ّ‬ ‫يتح‬ ‫أن‬ ‫غير‬
‫ِّ‬ ‫من‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫فاعل‬ ‫حذف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز‬
‫برز فاعلُهُ كان ضميرا ً مستتراً‪ ،‬كما تقدَّم في باب الفاعل‪.‬‬ ‫الفعل‪ ،‬ألنهُ إن لم يَ ُ‬
‫إبراهيم ألبيه إال عن مو ِّعدةٍ َوعدَها إياهُ}‪،‬‬ ‫َ‬ ‫استغفار‬
‫ُ‬ ‫حذف مفعوله‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وما كان‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويجوز‬
‫إبراهيم َربّهُ ألبيه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أَي‪ :‬استغفار‬
‫عرفا ً بأل‪ ،‬فاألو ُل كقوله تعالى‪:‬‬ ‫مجردا ً من "أ َ ْل" واإلضاف ِّة‪ ،‬أو ُم َّ‬ ‫َّ‬ ‫وهو يعم ُل عم َل فعل ِّه مضافاً‪ ،‬أو‬
‫يوم ذي مسبغ ٍة يَتيما ً‬ ‫عز وجلَّ‪{ :‬أو إطعا ٌم في ٍ‬ ‫ببعض}‪ .‬والثاني كقوله َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ضهم‬ ‫الناس بع َ‬ ‫َ‬ ‫{ولوال دف ُع هللاِّ‬
‫ُ‬
‫تربَةٍ}‪ .‬والثالث إِّعماله قليلٌ‪ ،‬كقو ِّل الشاعر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ذا مقرب ٍة أو ِّمسكينا ذا َم َ‬
‫ب ِّم ْس َمعا*‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫غيرةِّ أنني * ك َر ْر ‪ ،‬فل ْم أنكل َع ِّن الض َّْر ِّ‬ ‫تُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ت أُولَى ال ُم َ‬ ‫*لَقَ ْد َع ِّل َم ْ‬
‫اللص"‪ ،‬أو أن يص َّح ُحلو ُل الفعل‬ ‫َّ‬ ‫ش ِّرط إلعمال المصدر أن يكون نائبا ً عن فعل ِّه‪ ،‬نحو‪" :‬ضربا ً‬ ‫َو ُ‬
‫"سرني‬
‫َّ‬ ‫َّرس"‪ ،‬ص َّح أن تقول‪:‬‬ ‫"سرني فَه ُمكَ الد َ‬ ‫َّ‬ ‫بأن أو "ما" المصدريتين َمحلَّهُ‪ .‬فإذا قلتَ ‪:‬‬ ‫مصحوبا ً ْ‬
‫الخير"‪ .‬وإذا‬
‫َ‬ ‫س ُّرني أن تعم َل‬ ‫الخير"‪ ،‬ص َّح أن تقول‪" :‬يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫سرني عملُكَ‬ ‫الدرس"‪ .‬وإذا قلتَ ‪" :‬يَ ُّ‬ ‫َ‬ ‫تفهم‬
‫أن َ‬
‫ُ‬
‫غير أنهُ إذا أريدَ به‬ ‫الحق اآلن"‪َ .‬‬ ‫َّ‬ ‫الحق اآلن"‪ ،‬ص َّح أن تقولَ‪" :‬يعجبني ما تقو ُل‬ ‫َّ‬ ‫قلتَ ‪" :‬يُعجبُني قولكَ‬
‫ُ‬
‫بأن‪ ،‬وإذا أريدَ به الحا ُل قدّ َِّر بِّ َما‪ ،‬كما رأيتَ ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ي أو االستقبا ُل قدّ َِّر ْ‬ ‫ال ُمض ُّ‬
‫(‪)74/2‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫ث‪ .‬فال يُقالُ‪:‬‬ ‫المصدر المؤ ّكد ُ‪ ،‬وال ال ُمبيّنُ للنوع‪ ،‬وال ال ُمصغّ ُر‪ ،‬وال ما لم ي َُر ْد به ال َحدَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫لذلك ال يعم ُل‬
‫أن "المسألة منصوبةٌ بتعليماً" بل بعلَّمتُ ‪ ،‬وال "ضربتُ ضربةً‬ ‫"علَّمتُهُ تعليما ً المسألةَ"‪ ،‬على َّ‬
‫ض َريْبكَ‬‫أوضربتين‪ ،‬بل بضربتُ ‪ ،‬وال "يُعجبني ُ‬ ‫ِّ‬ ‫اللص"‪ ،‬على نصب اللص بضربة‬ ‫َّ‬ ‫وضربتين‬
‫ِّ‬
‫مام"‪ ،‬على نصب "صوت" الثاني بصوت األول بل يفعل‬ ‫صوتَ َح ٍ‬ ‫ْ‬ ‫تٌ‬ ‫و‬ ‫ص‬
‫َْ‬ ‫د‬‫ٍ‬ ‫"لسعي‬ ‫وال‬ ‫اللص"‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ص ّ ِّوتُ تصويتَهُ‪ .‬ويجوز أن يكونَ مفعوالً به لفع ٍل محذوف‪،‬‬ ‫صوتُ صوتَ حمام‪ ،‬أي‪ :‬يُ َ‬ ‫محذوف‪ ،‬أو يُ َ‬
‫حمام‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أي يُشبهُ صوتَ‬
‫المصدر بدالً من فعل ِّه نائبا ً عنه‪ ،‬نحو‪" :‬عملكََ‬ ‫ُ‬ ‫وال يجوز تقدي ُم معمو ِّل المصدر عليه‪ ،‬إال إذا كانَ‬
‫عي}‪ ،‬وقول ِّه‪:‬‬ ‫س َ‬ ‫إتقاناً"‪ ،‬أو كان معمولهُ ظرفا ً أو مجرورا ً بالحرف‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فل ّما بل َغ معهُ ال َّ‬
‫{وال تأخذكم به رأفةٌ}‪.‬‬
‫يجب‬
‫ُ‬ ‫"سرني إكرا ُمكَ العظي ُم خالداً"‪ ،‬بل‬ ‫َّ‬ ‫تمام عمل ِّه‪ ،‬فال يُقالُ‪:‬‬
‫ط في إعمال ِّه أن ال يُنعتَ قب َل ِّ‬ ‫ويُشتر ُ‬
‫"سرني إكرا ُمكَ خالدا ً العظي ُم"‪ ،‬كما قال الشاعر‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫تأخير النَّعتِّ‪ ،‬فتقو ُل‬ ‫ُ‬
‫فيك َعذوالً*‬ ‫شديدَ أَراني * عاذرا ً َم ْن َع ِّهدْتُ ِّ‬ ‫*إن َوجْ دي ِّب ِّك ال َّ‬ ‫َّ‬
‫نصب‬
‫ُ‬ ‫المصدر إلى فاعله َج َّرهُ لفظاً‪ ،‬وكان مرفوعا ً حكما ً (أي‪ :‬في مح ِّّل َرفعٍ)‪ ،‬ث َّم يَ‬ ‫ُ‬ ‫ضيف‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وإذا أ‬
‫الدرس"‪.‬‬
‫َ‬ ‫"سرني فه ُم ُز ٍ‬
‫هير‬ ‫َّ‬ ‫المفعو َل به‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ب)‪ ،‬ثم يَرف ُع الفاعلَ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ضيف إلى مفعول ِّه َج َّرهُ لفظا‪ ،‬وكان منصوبا ُحكما (أي‪ :‬في مح ِّّل نص ٍ‬ ‫َ‬ ‫وإذا أ ُ‬
‫الدرس ُز ٌ‬
‫هير"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫"سرني فَه ُم‬ ‫َّ‬

‫(‪)75/2‬‬

‫الجر‬
‫ُّ‬ ‫التابع‬
‫ِّ‬ ‫التوابع جازَ في‬
‫ِّ‬ ‫المضاف إلي ِّه‪ ،‬أحدُ‬ ‫َ‬ ‫المصدر‪ ،‬أو المفعو َل‬ ‫ِّ‬ ‫المضاف إلى‬
‫َ‬ ‫وإذا لحقَ الفاع َل‬
‫س َّرني اجتهادُ ُز ٍ‬
‫هير‬ ‫تابع الفاع ِّل‪َ " :‬‬ ‫النصب مراعاة ً للمح ِّل‪ ،‬فتقو ُل في ِّ‬ ‫ُ‬ ‫فظ‪ ،‬والرف ُع أو‬ ‫مراعاة ً للَّ ِّ‬
‫تابع المفعول‪" :‬يُعجبُني‬ ‫الصغير" و "سا َءني إهما ُل سعي ٍد وخالدٍ‪ ،‬أو خالدٌ"‪ .‬وتقو ُل في ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الصغير‪ ،‬أو‬ ‫ِّ‬
‫ً‬
‫خلص‪ ،‬تالميذهُ" و "سا َءني ضرب خالد وسعيدٍ‪ ،‬أو وسعيدا‪ ،‬خليلٌ"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫خلص‪ ،‬أو ال ُم‬ ‫إكرا ُم األستا ِّذ ال ُم ِّ‬
‫ب‬
‫َ ِّكَ‬ ‫رك‬ ‫م‬ ‫من‬ ‫خير‬
‫ٌ‬ ‫المصائب‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫م‬ ‫حت‬
‫ُ َ‬ ‫م‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫فعل‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫عم‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫يعم‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫كون‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫الميم‬ ‫كغير‬ ‫ي‬
‫والمصدر الميم ُّ‬ ‫ُ‬
‫ع"‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ال َجزَ َ‬
‫ْ‬
‫ظل ُم!*‬ ‫الم ت َِّحيَّةً‪ُ ،‬‬‫س َ‬ ‫إن َمصابَ ُك ْم َر ُجالً * أَهدَى ال َّ‬ ‫ظلو ُم‪َّ ،‬‬ ‫*أ َ َ‬
‫أن عملَهُ قليلٌ‪ ،‬ومنه قو ُل‬ ‫غير ّ‬ ‫المصدر الذي هو بمعناهُ‪ ،‬و ِّبشروط ِّه‪َ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫المصدر يعم ُل عم َل‬ ‫ِّ‬ ‫واس ُم‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫الرتاعا*‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عطائِّكَ ال ِّمئَة ِّ ّ‬ ‫ع ِّنّي * َوبَ ْعدَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ْ‬
‫*أ َ ُك ْفرا ً بَ ْعدَ َر ِّدّ ال َم ْو ِّ‬
‫وقو ُل اآلخر‪:‬‬
‫سرا*‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ق ال َم ْر َء‪ ،‬ل ْم يَ ِّج ْد * َعسيرا ِّمنَ اآلما ِّل إِّال ُميَ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ص َّح َع ْونُ الخَا ِّل ِّ‬ ‫*إذا َ‬
‫وقو ُل غيره‪:‬‬
‫رام تُعَدُّ ِّم ْن ُه ْم * فَالَ ت ُ َريَ ْن ِّلغَي ِّْره ِِّّم أَلوفا*‬ ‫ِّب ِّع ْش َرتِّكَ ْال ِّك َ‬
‫الوضو ُء"‪.‬‬ ‫الحديث‪" :‬من قُبلَ ِّة الرج ِّل امرأتَهُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ومنه‬
‫اسم الفا ِّع ِّل‬ ‫ْ‬ ‫ع َم ُل ِّ‬ ‫‪َ -2‬‬
‫كر ٌم سعيدٌ‬ ‫وإن الزماً‪ .‬فالمتعدّي نحو‪" :‬هل ُم ِّ‬ ‫إن متعدياً‪ْ ،‬‬ ‫يعم ُل اس ُم الفاع ِّل عم َل الفع ِّل ال ُمشتق منه‪ْ ،‬‬
‫ضيوفَه؟"‪ .‬والالز ُم‪ ،‬نحو‪" :‬خالدٌ مجتهدٌ أوالدُهُ"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ضيوفَهُ"‪.‬‬ ‫كر ُم سعي ٍد ُ‬ ‫تجوز إضافتهُ إلى فاعل ِّه‪ ،‬كما يجوز ذلك في المصدر‪ ،‬فال يقالُ‪ْ :‬‬
‫"هل ُم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وشرط عمله أن يقترنَ بأل‪ .‬فإن اقترنَ بها‪ ،‬لم يحتج إلى شرطٍ غيره‪ .‬فهو يعم ُل ماضيا أو حاال أو‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫أمس أو اآلن أو غداً"‪.‬‬ ‫غير معتمدٍ‪ ،‬نحو‪" :‬جاء المعطي المساكينَ ِّ‬ ‫مستقبالً‪ُ ،‬معتمدا ً على شيءٍ أو َ‬

‫(‪)76/2‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫ط عمل ِّه أن يكون بمعنى الحال أو االستقبال‪ ،‬وأن يكون مسبوقا ً بنفيٍ‪ ،‬أو‬ ‫فإن لم يقترن بها‪ ،‬فشر ُ‬
‫هو حاالً منه‪ ،‬فاألولُ‪ ،‬نحو‪" :‬ما طالبٌ‬ ‫باسم يكون َ‬ ‫اسم ُمخبَ ٍر عنه ب ِّه‪ ،‬أو موصوفٍ ‪ ،‬أو ٍ‬ ‫استفهام‪ ،‬أو ٍ‬
‫اإلنصاف؟"‪ .‬والثالث نحو‪" :‬خالدٌ‬ ‫ِّ‬ ‫قدر‬
‫عارف أخوك َ‬ ‫ٌ‬ ‫الخالف"‪ .‬والثاني نحو‪ْ :‬‬
‫"هل‬ ‫ِّ‬ ‫صديقُكَ رف َع‬
‫ي رافعا ً صوتَهُ"‪.‬‬ ‫ب عل ٌّ‬ ‫ط ُ‬ ‫والخامس نحو‪" :‬يَخ ُ‬ ‫ُ‬ ‫مسافر أبواهُ"‪ .‬والراب ُع نحو‪" :‬هذا رج ٌل مجتهدٌ أبنا ُؤهُ"‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫والتقدير‪ :‬أمقي ٌم أم‬
‫ُ‬ ‫؟"‬‫نصرف‬
‫ٌ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫أم‬ ‫ٌ‬ ‫د‬‫سعي‬ ‫م‬ ‫قي‬
‫ُ ٌ‬ ‫م‬‫"‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫فاألو‬ ‫‪.‬‬‫ين‬
‫ُ ُ َ ِّ‬‫َّر‬ ‫د‬‫ق‬ ‫م‬ ‫والموصوف‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫االستفها‬ ‫يكونُ‬ ‫وقد‬
‫منصرف؟ والثاني كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫ْ‬
‫ض ْرها‪َ ،‬وأ َ َوهى قَ ْرنَهُ ال َو ِّعلُ*‬ ‫ي‬
‫ْ َ ِّ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫*‬ ‫َها‬ ‫ن‬ ‫ه‬‫ِّ‬ ‫يو‬ ‫ل‬‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ً‬
‫ح َ َ َْ‬
‫ي‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫خ‬‫ْ‬ ‫ص‬ ‫*كناط ٍ‬
‫ِّ‬
‫الخير ال تنقطع عنه‪ ،‬أي‪ :‬يا رجالً فاعالً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ناطح صخرةً‪ .‬ونحو‪" :‬يا فاعالً‬ ‫ٍ‬ ‫أي‪ :‬كوع ٍل‬
‫بالشروط السابق ِّة‪ ،‬نحو‪" :‬أنتَ َح ُمو ٌل‬ ‫ِّ‬ ‫أن مبالغةَ اسم الفاعل تعم ُل عم َل الفع ِّل‪ ،‬كاسم الفاعل‪،‬‬ ‫واعلم َّ‬
‫عقَدَ المشكالتِّ"‪.‬‬ ‫َّ‬
‫النائبةَ‪ ،‬و َحال ٌل ُ‬
‫اسم الفاعل وصيَغ ال ُمبالغة‪ ،‬يعمالن كال ُمفرد منهما‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬والذاكرينَ‬ ‫والمثنّى والجم ُع‪ ،‬من ِّ‬
‫أبصارهم يخرجون من األجداث}‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ش عا‬ ‫هللاَ كثيراً}‪ ،‬وقول ِّه‪ُ { :‬خ َّ‬
‫والنصب مراعاة ً‬
‫ُ‬ ‫الجر مراعاة ً ل ِّلفظه‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫وإذا ُج َّر مفعو ُل اسم الفاعل باإلضاف ِّة إليه‪ ،‬جازَ في تابع ِّه‬
‫المسكين‪ ،‬أو‬
‫ِّ‬ ‫العاجز‬
‫ِّ‬ ‫والبيان‪ ،‬أ ِّو البيانَ " ونحو‪" :‬أنت ُمعينُ‬ ‫ِّ‬ ‫س النح ِّو‬ ‫در ُ‬ ‫لمحل ِّه‪ ،‬نحو‪" :‬هذا ُم َّ‬
‫المسكينَ "‪.‬‬

‫(‪)77/2‬‬

‫الخير فاعلٌ"‪ ،‬إالّ أن يكونَ مقترنا ً بأل‪" :‬هذا ال ُمكر ُم سعيداً"‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ويجوز تقدي ُم معمول ِّه عليه‪ ،‬نحو‪" :‬أنتَ‬ ‫ُ‬
‫يٍ‪ ،‬نحو‪" :‬أحسنتُ‬ ‫جر أصل ّ‬ ‫بحرف ٍ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫كرم خالداً"‪ ،‬أو مجرورا ً‬ ‫أو مجرورا ً باإلضاف ِّة‪ ،‬نحو‪" :‬هذا َولد ُم ٍ‬
‫فيجوز تقي ُم‬ ‫ُ‬ ‫جر زائد‬ ‫بحرف ٍ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ص َور‪ .‬أ ّم إن كان مجرورا ً‬ ‫يجوز تقديمهُ في هذه ال ُّ‬ ‫ُ‬ ‫كرم عليّاً"‪ ،‬فال‬ ‫إلى ُم ٍ‬
‫الجر‬
‫ّ‬ ‫حرف‬
‫َ‬ ‫ق"‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫ق خالداً"‪ ،‬فتقولُ‪" :‬ليس سعيدٌ خالدا ً بساب ٍ‬ ‫"ليس سعيدٌ بساب ٍ‬ ‫َ‬ ‫معمول ِّه عليه‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫الزائ ِّد في حكم الساقط‪.‬‬
‫ع َم ُل اس ِّْم ْال َم ْفعو ِّل‬‫‪َ -3‬‬
‫جارهُ‪،‬‬ ‫كرما ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫نائب الفاع ِّل‪ ،‬نحو‪" :‬عز من كان ُم َ‬ ‫َ‬ ‫يعم ُل اس ُم المفعول ع َم َل الفع ِّل المجهول‪ ،‬فيرف ُع‬
‫الجار"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫كر َم‬ ‫الجوار‪ُ ،‬م َ‬ ‫ِّ‬ ‫وتجوز إضافتُهُ إلى معمول ِّه‪ ،‬نحو‪َ " :‬عز من كان محمودَ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫محمودا ً ِّجوراُهُ"‪.‬‬
‫اسم الفاعل تماماً‪.‬‬ ‫مر في ِّ‬ ‫ط إعمال ِّه كما َّ‬ ‫وشرو ُ‬
‫شبَّ َه ِّة‬ ‫صفَ ِّة ال ُم َ‬
‫ع َم ُل ال ِّ ّ‬‫‪َ -4‬‬
‫ضاف‬
‫َ‬ ‫سنُ فيها أن ت ُ‬ ‫تعم ُل الصفةُ المشبهةُ عم َل اسم الفاع ِّل المت َعدِّّي إلى واحدٍ‪ ،‬ألنها ُمشبَّهةٌ به ويُستح َ‬
‫طاهر الذَّي ِّل"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫النفس‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ي‬
‫ق‪ ،‬نَ ِّق ُّ‬ ‫سنُ ال ُخلُ ِّ‬
‫هو فاع ٌل لها في المعنى‪ ،‬نحو‪" :‬أنتَ َح َ‬ ‫إلى ما َ‬
‫ُ‬
‫ولكَ في معمولها أربعة أو ُجهٍ‪:‬‬
‫ُ‬
‫س ٌن ال ُخل ُق أو الحسنُ ُخلقُهٌ‪ ،‬أو الحسنُ ُخل ُق‬ ‫ُ‬ ‫س ٌن ُخلقُهُ‪ ،‬أو ح َ‬ ‫يح َ‬ ‫‪ -1‬أن ترفعهُ على الفاعليّة‪ ،‬نحو "عل ٌّ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫األ ِّ‬
‫سن الخلقَ ‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ي حسن خلقهُ‪ ،‬أو َح َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫‪ -2‬أن تنصبهُ على التشبي ِّه بالمفعو ِّل به‪ ،‬إن كان معرفة‪ ،‬نحو‪" :‬عل ٌّ‬ ‫ّ‬
‫سنُ ُخلُقَ األ ِّ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫الحسنُ ال ُخلُقَ ‪ ،‬أو الح َ‬
‫سنُ ُخلقاً"‪.‬‬ ‫حسن ُخلقاً‪ ،‬أو الح َ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -3‬أن تنصبهُ على التمييز‪ ،‬إن كانَ نكرةً‪ ،‬نحو‪" :‬عل ٌّ‬
‫ي‬
‫سنُ ُخل ِّ‬
‫ق‬ ‫ق‪ ،‬أو حسنُ ُخلُق ِّه‪ ،‬أو ح َ‬ ‫ق‪ ،‬أو الحسنُ ال ُخلُ ِّ‬ ‫سنُ ال ُخلُ ِّ‬‫يح َ‬ ‫َجرهُ باإلضافة‪ ،‬نحو‪" :‬عل ٌّ‬ ‫‪ -4‬أن ت َّ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫ق األ ِّ‬ ‫ب‪ ،‬أو الحسن ُخلُ ِّ‬ ‫األ ِّ‬

‫(‪)78/2‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬

‫جردٌ منها ومنَ اإلضافة إلى ما فيه "أ َ ْل"‪،‬‬ ‫بأل‪ ،‬ومعمولها ُم َّ‬ ‫اقترنت ْ‬ ‫ْ‬ ‫واعلم أنهُ تمتن ُع إضافةُ الصفة إذا‬
‫البأس"‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ق‪ ،‬والعظي ُم شدَّةِّ‬‫ي الحسنُ ُخلق ِّه‪ ،‬وال العظي ُم شدَّة بأ ٍس"‪ .‬ويقال‪" :‬الحسنُ ال ُخلُ ِّ‬ ‫فال يُقالُ‪" :‬عل ٌّ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ع َم ُل اس ِّْم التف ِّ‬
‫ضي ِّل‬ ‫‪َ -5‬‬
‫المستتر‪ ،‬نحو‪" :‬خالد أشج ُع من سعيدٍ"‪ .‬وال يرف ُع‬ ‫َ‬ ‫الضمير‬
‫َ‬ ‫وأكثر ما يرف ُع‬ ‫ُ‬ ‫يرف ُع اس ُم التفضي ِّل الفاعلَ‪.‬‬
‫ع فع ٍل بمعناهُ َموقعَهُ‪ ،‬نحو‪" :‬ما رأيتُ رجالً أوقع في نفسه النصيحةُ‬ ‫ُ‬ ‫وقو‬ ‫صلَ َح‬‫الظاهر إال إذا َ‬ ‫َ‬ ‫االسم‬
‫َ‬
‫منها في نفس زهير"‪ ،‬ونحو‪" :‬ما رأيتُ رجالً أوقع في نفسه النصيحةُ منها في نفس زهير"‪ ،‬ونحو‪:‬‬
‫زهير أوق َع فيها‬
‫ٍ‬ ‫"ما رأيتُ رجالً أوق َع في نفس ِّه النصيحةُ كزهير"‪ .‬ونحو‪" :‬ما رأيتُ كنفس‬
‫ي ٍ" ومن ذلك قو ُل الشاعر‪:‬‬ ‫النصيحةُ"‪ .‬وتقولُ‪" :‬ما رج ٌل أحسنَ به الجمي ُل كعل ّ‬
‫امرأ ً أ َ َحبَّ ِّإلَ ْي ِّه * البَ ْذ ُل ِّم ْنهُ ِّإلَيْكَ يا ابْنَ ِّس ٍ‬
‫نان*‬ ‫*ما َرأَيْتُ َ‬
‫فإن قلت فيما تقدَم‪" :‬ما رأيتُ رجالً تق ُع النصيحةُ في نفسه كزهير‪ ،‬ما رج ٌل يحسنُ به الجمي ُل كعل ّ‬
‫يٍ‪.‬‬
‫كابن سنان" ص َّح‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ما رأيتُ أمرأ يحبُّ البذ َل‬
‫ع فع ٍل َموقعَهُ‪ ،‬وذلك في لغ ٍة قليلةٍ‪ ،‬نحو‪ :‬مررتُ برج ٍل‬ ‫ُ‬
‫الظاهر‪ ،‬وإن لم يَصلح وقو ُ‬ ‫َ‬ ‫االسم‬
‫َ‬ ‫وقد يرف ُع‬
‫مؤخر‪ .‬وتكون جملة‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫خبر ُمقد ٌم‪ ،‬و "أبوهُ"‪ .‬مبتدأ‬ ‫ُ‬
‫أكرم منهُ أبوهُ"‪.‬واألفضل أن يُرف َع "أكرم" على أنهُ ٌ‬ ‫َ‬
‫المبتدأ والخبر صفةً لرج ٍل‪.‬‬
‫َ‬
‫(مباحث‬ ‫النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية ‪ /‬الغالييني ) ضمن الموضوع ( الخاتمة‬
‫إعرابيّ ٍة متفرقة) ) ضمن العنوان ( الجمل وأنواعها )‬

‫ُّ‬
‫الحق‪،‬‬ ‫ي شي ٌء واحدٌ‪ .‬مثلُ‪" :‬جا َء‬
‫ب االسناد ُّ‬ ‫الجملةُ‪ :‬قو ٌل ُم ٌ‬
‫ؤلف من ُمسنَ ٍد و ُمسن ٍد إليه‪ .‬فهي والمر َّك ُ‬
‫إن الباط َل كانَ زَ هوقاً"‪.‬‬‫وزهقَ الباطلُ‪َّ ،‬‬

‫(‪)79/2‬‬

‫ط ذلك فيما‬ ‫وال يُشترط فيما نُسميه جملةً‪ ،‬أو مر َّكبا ً إسنادياً‪ ،‬أن يُفيدَ معنًى تاما ً مكتفيا ً بنفس ِّه‪ ،‬كما يُشتر ُ‬
‫نُسمي ِّه كالماً‪ .‬فهو قد يكون تا َّم الفائد ٍة نحو‪{ :‬قد أفل َح المؤمنون}‪ ،‬فيُس ّمى كالما ً أَيضاً‪ .‬وقد يكون‬
‫ويجوز أن يُس ّمى جملةً أَو ُمركبا ً‬ ‫ُ‬ ‫شر"‪ ،‬فال يُس ّمى كالماً‪.‬‬‫تفعل من خير أَو ٍ ّ‬ ‫ْ‬ ‫صها‪ ،‬نحو‪" :‬مهما‬ ‫ناق َ‬
‫مي كالما ً أيضاً‪،‬‬‫س َ‬ ‫شر تُالق ِّه"‪ُ ،‬‬‫تفعل من خير أَو ٍ ّ‬ ‫ْ‬ ‫جواب الشرط‪ ،‬فقيلَ‪" :‬مهما‬ ‫ُ‬ ‫إسنادياً‪ .‬فإن ذُكر‬
‫لحصول الفائدة التا ّمة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫قسام‪ :‬فعليّة‪ ،‬واسميَّة‪ ،‬وجملة لها مح ٌّل من اإلعراب‪ ،‬و ُجملة ال مح َّل لها من اإلعراب‪.‬‬‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫والجملةُ أَربعةُ أ َ ٍ‬
‫‪ -1‬ال ُجملَةُ ال ِّف ْع ِّليَّة‬
‫ب الفاعل‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫السيف العذَلَ"‪ ،‬أو الفعل ونائ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الجملة الفعليّة‪ :‬ما تألفت من الفعل والفاعل‪ ،‬نحو‪" :‬سبقَ‬
‫ً‬
‫الناقص واسمه وخبره نحو‪" :‬يكون المجتهدُ سعيدا"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫صر المظلو ُم"‪ ،‬أَو الفع ِّل‬ ‫"يُن َ‬
‫االسميَّةُ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ْ -2‬ال ُج ْملة‬
‫َ‬
‫وخبر‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫منصور" أَو ِّم ّما أَصلُه مبتدأ‬
‫ٌ‬ ‫ُّ‬
‫"الحق‬ ‫الجملةُ االسميّةُ‪ :‬ما كانت مؤلفةً من المبتدأ والخبر‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ريب فيه‪ .‬ما أَحدٌ مسافراً‪ .‬ال رج ٌل قائماً‪ .‬أن أَحدٌ خيرا ً من أَحد إال‬ ‫َ‬ ‫نحو‪" :‬إن الباطل مخذولٌ‪ .‬ال‬
‫مناص"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بالعافي ِّة‪ .‬التَ حينَ‬
‫اإلعْراب‬ ‫‪ -3‬ال ُج َم ُل الَّتي لَها َم َح ٌّل ِّمنَ ِّ‬
‫الجر‪ ،‬كالمفرد الذي‬ ‫ُّ‬ ‫النصب أَو‬
‫ُ‬ ‫فردٍ‪ ،‬كان لها مح ٌّل من اإلعراب‪ ،‬الرف ُع أَو‬ ‫الجملةُ‪ ،‬إن ص َّح تأويلُها ب ُم َ‬
‫ت ُ َؤ َّو ُل ب ِّه‪ ،‬ويكونُ إعرابُها كإعرابه‪.‬‬
‫الخير"‪ ،‬فِّإن التأويل‪" :‬خالدٌ عام ٌل‬ ‫َ‬ ‫فإن أ ُ ّ ِّولت بمفر ٍد مرفوعٍ‪ ،‬كان محلُّها الرف َع‪ ،‬نحو‪" :‬خالدٌ يعم ُل‬
‫للخير"‪.‬‬
‫فإن التأويلَ‪" :‬كان‬ ‫الخير"‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫يعم‬ ‫ٌ‬ ‫د‬ ‫خال‬ ‫"كان‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫النصب‬
‫َ‬ ‫ها‬ ‫ُّ‬ ‫محل‬ ‫كان‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫منصو‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫بمفر‬ ‫لت‬ ‫وإن أ ُ ّ ِّو‬
‫خالدٌ عامالً للخير"‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الخير"‪ ،‬فإن التأويلَ‪:‬‬
‫َ‬ ‫مجرور‪ ،‬كانت في مح ِّّل ٍ ّ‬
‫جر‪ ،‬نحو‪" :‬مررتُ برج ٍل يعم ُل‬ ‫ٍ‬ ‫وإن أ ُ ّ ِّولت بمفر ٍد‬
‫"مررتُ برج ٍل عام ٍل ل ِّ‬
‫لخير"‪.‬‬

‫(‪)80/2‬‬

‫غير واقع ٍة َم ْوقِّعَهُ‪ ،‬لم يكن لها مح ٌّل من اإلعراب‪ ،‬نحو‪" :‬جا َء‬ ‫وإن لم يص َّح تأوي ُل الجمل ِّة بمفردٍ‪ ،‬ألنها ُ‬
‫كتب"‪ ،‬إذ ال يَصح أَن تقول‪" :‬جا َء الذي كاتبٌ "‪.‬‬ ‫الذي َ‬
‫ب سب ٌع‪:‬‬‫وال ُج َم ُل التي لها مح ٌّل من اإلعرا ِّ‬
‫األحرف المشبه ِّة بالفع ِّل‪ ،‬أو‬
‫ِّ‬ ‫‪ -1‬الواقعةُ خبراً‪ .‬ومحلُّها من اإلعراب الرف ُع‪ ،‬إن كانت خبرا للمبتدأ‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫قدر صاحبه‪ .‬إن الفضيلةَ ت ُ َحبُّ ‪ .‬ال كسو َل ِّسيرتُهُ ممدوحةٌ"‪.‬‬ ‫"ال" النافية للجنس‪ ،‬نحو‪" :‬العل ُم يرف ُع َ‬
‫سهم كانوا يظلمون}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬فذبحوها‬ ‫َ‬
‫الناقص‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬أنف َ‬ ‫ِّ‬ ‫والنصب إن كانت خبرا ً عن الفع ِّل‬ ‫ُ‬
‫وما كادوا يفعلون}‪.‬‬
‫‪ -2‬الواقعة حاالً‪ .‬ومحلُّها النصب‪ ،‬نحو‪" :‬جا ُءوا أَباهم عشا ًء يَبكون}‪.‬‬
‫ظن األمةَ‬ ‫النصب أيضاً‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬قا َل إني عبدُ هللا}‪ ،‬ونحو‪" :‬أ َ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬الواقعةُ مفعوالً به‪ .‬ومحلها‬
‫التفرق"‪.‬‬
‫تجتم ُع بعدَ ُّ‬
‫ُّ‬
‫‪ -4‬الواقعةُ مضافا ً إليها‪ .‬ومحلها الج ُّر‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬هذا يو ُم ينف ُع الصادقينَ صدقُهم}‪.‬‬
‫بالفاء أَو بإذا الفجائية‪ .‬ومحلها الجز ُم‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬ومن‬ ‫ِّ‬ ‫جازم‪ ،‬إن اقترنت‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -5‬الواقعةُ جوابا ً لشرطٍ‬
‫تصبهم س ِّيّئةٌ بما قدَّمت أَيديهم إذا ه ْم يَقنَطون}‪.‬‬ ‫يُضل ِّل هللاُ فما لهُ من هادٍ}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬وإن ِّ‬
‫َ‬
‫الموصوف‪ ،‬إ ّما الرف ُع‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬وجا َء من أقصى المدين ِّة‬ ‫ِّ‬ ‫ب‬ ‫‪ -6‬الواقعةُ صفةً‪ ،‬ومحلُّها بح َ‬
‫س ِّ‬
‫سقيا ً لرج ٍل يَخد ُم‬ ‫الجر‪ ،‬نحو‪َ " :‬‬
‫ُّ‬ ‫النصب‪ ،‬نحو‪" :‬ال تحتر ْم رجالً يَخونُ بالدَهُ"‪ .‬وإ ّما‬ ‫ُ‬ ‫رج ٌل يسعى}‪ .‬وإ ّما‬
‫أُمتَهُ"‪.‬‬
‫ي يقرأ‬ ‫‪ -7‬التابعةُ لجمل ٍة لها مح ٌّل من اإلعراب‪ .‬ومحلُّها بحسب المتبوع‪ .‬إ ّما َّ‬
‫الرف ُع‪ ،‬نحو‪" :‬عل ٌّ‬
‫خير‬
‫الجر‪ ،‬نحو‪" :‬ال تعبأ برج ٍل ال َ‬ ‫ُّ‬ ‫الشمس تبدو وتخفى"‪ ،‬وإ ّما‬ ‫ُ‬ ‫النصب‪ ،‬نحو‪" :‬كانت‬ ‫ُ‬ ‫ويكتب"‪ ،‬وإ ّما‬
‫ُ‬
‫خير فيه لنفس ِّه وأمت ِّه"‪.‬‬ ‫في ِّه لنفس ِّه وأمت ِّه‪ ،‬ال َ‬
‫‪ -4‬ال ُجم ُل الَّتي ال َم َح َّل لها ِّمنَ اإلعراب‬
‫َ‬
‫الجم ُل التي ال مح َّل لها من اإلعراب تس ٌع‪:‬‬

‫(‪)81/2‬‬

‫الكوثر}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬هللاُ‬


‫َ‬ ‫الكالم‪ ،‬كقوله تعالى {إنا أعطيناك‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -1‬االبتدائيةُ‪ ،‬وهي التي تكونُ في ُمفت ِّ‬
‫َتح‬
‫ت واألرض}‪.‬‬ ‫سموا ِّ‬ ‫نور ال َّ‬
‫كالم جديدٍ‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫الستئناف ٍ‬
‫ِّ‬ ‫الكالم‪ ،‬منقطعةً ع ّما قبلَها‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -2‬االستئنافيّةُ‪ ،‬وهي التي تق ُع في ِّ‬
‫أثناء‬
‫بالفاء أو الواو االستئنافيَّتين‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫بالحق‪ ،‬تعالى ع َّما يُشركونَ }‪ .‬وقد تقترنَ‬ ‫ّ ِّ‬ ‫واألرض‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫سموا ِّ‬ ‫{خلق ال َّ‬
‫فاألو ُل كقوله تعالى‪{ :‬فل َّما آتاهما صالحا ً جعال لهُ شركا َء فيما آتاهما‪ ،‬فتعالى هللاُ ع ّما يُشركون}‪.‬‬
‫وضعت‪ ،‬وليس الذكر كاألنثى}‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫والثاني كقول ِّه‪{ :‬قالت ربّ ِّ إني وضعتُها أُنثى‪ ،‬وهللا أعل ُم بما‬
‫الكالم تعليالً ِّلما قبلَها‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وص ِّّل عليهم‪َّ ،‬‬
‫إن‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -3‬التَّعليليَّة‪ ،‬وهي التي تق ُع في اثناءش‬
‫قالء"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫سك بالفضيل ِّة‪ ،‬فإنها زينة العُ ِّ‬ ‫بفاء التَّعليل‪ ،‬نحو‪" :‬تم َّ‬ ‫كن لهم}‪ .‬وقد تقترنُ ِّ‬ ‫س ٌ‬
‫صالتَكَ َ‬
‫شيئين ُمتالزمين‪ ،‬إلفادة الكالم ت َقويةً وتسديدا ً وتحسينا‪ً،‬‬ ‫ِّ‬ ‫َعترض بين‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ -4‬االعتراضيّة‪ ،‬وهي التي ت‬
‫ب‪ ،‬والحا ِّل وصاحبها‪،‬‬ ‫كالمبتدأ والخبر‪ ،‬والفع ِّل ومرفوع ِّه‪ ،‬والفع ِّل ومنصوب ِّه‪ ،‬والشرطٍ والجوا ِّ‬
‫والقسم وجواب ِّه‪ .‬فاألول كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫تعلّقه‬
‫وحرف الجر و ُم ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫والموصوف‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫والصف ِّة‬
‫ِّب ال يَ ْملَ ْلنَهُ‪ ،‬ونَوائ ُح*‬ ‫*وفِّيَ ِّه َّن‪َ ،‬و األَيا ُم يَ ْعث ُ ْرنَ بِّ ْالفَت َى * نَواد ُ‬ ‫َ‬
‫والثاني كقول اآلخر‪:‬‬
‫ع ْزل*‬ ‫ضعافٍ ‪َ ،‬وال ُ‬ ‫ِّث َج َّمةٌ * أ َ ِّسنَّةُ قَ ْو ٍم ال ِّ‬ ‫*وقَ ْد أَد َْر َكتْني‪َ ،‬وال َحواد ُ‬ ‫َ‬
‫والثالث كقو ِّل غيره‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ش ْمأ َ ِّل*‬
‫صبا‪َ ،‬وال َّ‬ ‫ت‪َ ،‬والدَّ ْه ُر ذُو تَبَدُّ ِّل * َه ْيفا ً دَبُورا ً بِّال َّ‬ ‫*وبُ ِّدّلَ ْ‬‫َ‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫جامع الدروس العربية للغاليينى‬
‫الناس والحجارةُ}‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫النار التي َوقُودُها‬
‫والراب ُع‪ ،‬كقول ِّه تعالى‪{ :‬فإن لم تفعلوا‪ ،‬ولن تفعلوا‪ ،‬فاتَّقُوا َ‬
‫والسادس‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬وانَّهُ لَقَس ٌم‪ ،‬لو تعلمونَ‬
‫ُ‬ ‫والخامس‪ ،‬نحو‪" :‬سعيتُ ‪ ،‬وربَّ الكعب ِّة‪ ،‬مجتهداً"‪.‬‬
‫"اعتص ْم‪ ،‬اصلحكَ هللاُ‪ ،‬بالفضيلة"‪ .‬والثامن كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫عظيم}‪ .‬والساب ُع‪ ،‬نحو‪:‬‬

‫(‪)82/2‬‬

‫ي األ َ ِّ‬
‫قارعُ*‬ ‫ُطالً َعلَ َّ‬ ‫تب ْ‬ ‫طقَ ْ‬ ‫ي ِّب َه ِّيّ ٍن * لَقَ ْد نَ َ‬ ‫ع ْمري َعلَ َّ‬ ‫*لَعَ ْمري‪ ،‬و َما َ‬
‫يِّ‪ ،‬كقول ِّه‪{ :‬نخشى‬ ‫ي‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬قد أفل َح من ت َزَ َّكى}‪ ،‬أو الحرف ّ‬ ‫صلةً للموصو ِّل االسم ّ‬ ‫‪ -5‬الواقعة ِّ‬
‫أن تُصيبنا دائرةٌ}‪.‬‬
‫بمصدر وهو ستةُ أحرفٍ ‪" :‬أنْ‬ ‫ٍ‬ ‫ُؤو ُل وما بعدَه‬ ‫ي‪ ،‬وهو ي َّ‬ ‫الحرف المصدر ُّ‬ ‫ُ‬ ‫يِّ‪:‬‬ ‫والمراد بالموصو ِّل الحرف ّ‬
‫ولو وهمزة التسوية"‪ .‬وقد سبقَ الكال ُم عليه في أقسام الفاعل"‪ ،‬وفي "حروف‬ ‫وأن وك ْي وما ْ‬ ‫َّ‬
‫المعاني"‪.‬‬
‫بشر مثلُك ْم}" وقول ِّه‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫إال‬ ‫هذا‬ ‫{هل‬ ‫ظلموا}‪،‬‬ ‫{الذين‬ ‫ى}‪،‬‬ ‫جو‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫وا‬ ‫سر‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫"{وأ‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫كقوله‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫فسيري‬ ‫‪ -6‬الت ّ‬
‫ؤمنونَ باهلل ورسوله}‪.‬‬ ‫أليم‪ ،‬ت ُ ِّ‬ ‫ب ٍ‬ ‫{هل ادُلُّكم على تجارةٍ تُنجيكم من عذا ٍ‬
‫ٌ‬
‫التفسير‪ ،‬كما رأيتَ ‪ ،‬ومقورنة بأي‪ ،‬نحو‪" :‬أشرتُ إليه‪ ،‬أي‬ ‫ِّ‬ ‫مجردة ٌ من حرف‬ ‫َّ‬ ‫أقسام‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫والتّفسيريّةُ ثالثةُ‬
‫بأن‪ ،‬نحو‪" :‬كتبتُ إلي ِّه‪ :‬أن وافِّنا"‪ ،‬ومنه قولهُ تعالى‪{ :‬فأوحينا إليه‪ :‬أن اصن َِّع‬ ‫ٌ‬
‫أذهبْ "‪ ،‬ومقورنة ْ‬
‫الفُلكَ }‪.‬‬
‫سلين}‪ ،‬وقول ِّه‪{ :‬تاهللِّ ألكيدَ َّن‬ ‫َ‬
‫الحكيم انّكَ ل ِّمنَ ال ُم ْر َ‬
‫ِّ‬ ‫{والقرآن‬
‫ِّ‬ ‫للقسم‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫‪ -7‬الواقعة جوابا‬
‫أصنا َمكم}‪.‬‬
‫نصر هللاِّ والفت ُح‪،‬‬
‫ُ‬ ‫جازم‪" :‬كإذا ولو ولوا"‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬إذا جا َء‬ ‫ٍ‬ ‫غير‬‫‪ -8‬الواقعةُ جوابا لشرطٍ ِّ‬ ‫ً‬
‫س ِّبّحْ ِّب َح ْم ِّد ربك}‪ ،‬وقوله‪{ :‬لو أنزلنا هذا القرآن على‬ ‫هللا أفواجاً‪ ،‬ف َ‬ ‫دين ِّ‬
‫الناس يَدخلون في ِّ‬ ‫َ‬ ‫ورأيتَ‬
‫ت‬‫ببعض‪ ،‬لَفَسد ِّ‬‫ٍ‬ ‫هم‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫بع‬ ‫الناس‬
‫َ‬ ‫هللا‬
‫ُ ِّ‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫{ولوال‬ ‫‪:‬‬‫ه‬‫ِّ‬ ‫وقول‬ ‫}‬‫هللا‬
‫ِّ‬ ‫ة‬‫ِّ‬ ‫خشي‬ ‫من‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ِّع‬‫ّ‬ ‫د‬‫تص‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫خاشع‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫يت‬ ‫َ‬ ‫رأ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫جب ٍل‪،‬‬
‫األرض}‪.‬‬‫ُ‬
‫ت األمة‪ ،‬بَلغت من المجد الغايةَ‪ ،‬وادركت‬ ‫ُ‬ ‫ض ِّ‬ ‫‪ -9‬التابعة لجمل ٍة ال مح َّل لها من اإلعراب‪ ،‬نحو‪" :‬إذا نَه َ‬ ‫ُ‬
‫سؤْ دَ ِّد النهايةَ"‪.‬‬ ‫من ال ُّ‬

‫(‪)83/2‬‬

You might also like