You are on page 1of 16

‫مقدمة في مميزات النص العباس ي‬

‫خصائص الشعر العباس ي‪:‬‬


‫‪ -1‬املقدمة الطللية‬
‫ّ‬
‫‪-2‬االبتعاد عن القصائد املطولة‬
‫‪ -3‬التجديد في املعاني واألفكار‬
‫‪ -4‬التجديد في األسلوب‬
‫‪-5‬األوزان والقوافي‬
‫‪ -6‬املوسيقى الداخلية‬
‫‪ -7‬الطابع الشعبي في القصيدة‬
‫أهم شعراء العصر العباس ي‪ :‬املتنبي‪ ،‬علي بن الجهم‪ ،‬أبو نواس‪ ،‬أبو فراس الحمداني‪ ،‬مسلم بن‬
‫وليد‪ ،‬أبو العتاهية‪ ،‬بشار بن برد‪ ،‬الحسين بن الضحاك‪ ،‬وأبو تمام‪ ،‬والشريف الرض ي‪ ،‬والبحتري‪،‬‬
‫ودعبل‪ ،‬وابن الرومي‪ ،‬أبو العالء املعري‪ ،‬وابن املعتز‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫مقدمة في تحليل النصوص وفق معطيات املناهج النقدية (التاريخي واألسلوبي‬


‫واإلنشائي‬
‫خطوات تحليل النص األدبي‪:‬‬
‫االهتمام بالتعريف في صاحب النص املراد تحليله؛ ويشمل التعريف معرفة االسم بشكل كامل‪،‬‬
‫وتاريخ ميالد الكاتب‪ ،‬ومراحل نشأته‪ ،‬وتعليمه واملهام واملناصب التي عمل فيها‪ ،‬وأهم آثاره األدبية‪،‬‬
‫ووفاته‪.‬‬
‫التركيز على األفكار األدبية للنص‪ ،‬والتي تكون على شكل عنوان أو ملخص يقدم أفكار النص‬
‫بشكل موجز وصحيح‪ ،‬كما يجب التركيز على األفكار األساسية للنص األدبي والقيام بتلخيصها‪.‬‬
‫املنهج التاريخي‬
‫يهتم بالرواية التاريخية والخبر التاريخي املتعلق بالشاعر‪ ،‬ويفيد املنهج التاريخي في معرفة مناسبة‬
‫القصيدة واملالبسات التي أثرت في صياغتها‪ ،‬واألجواء والبيئة التي عاشت فيها‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫املنهج األسلوبي‬
‫ويتحدد املنهج األسلوبي وفق خمسة اتجاهات‪:‬‬
‫‪-1‬األسلوبية الصوتية‪:‬‬
‫‪ -2‬األسلوبية الوظيفية‬
‫‪ -3‬األسلوبية التعبيرية‬
‫‪-4‬األسلوبية اإلحصائية‬
‫‪-5‬األسلوبية النحوية‬

‫املنهج اإلنشائي‬

‫اإلنشائية مصطلح قديم استعمل منذ عهد أرسطو وحتى يومنا هذا في جملة من املعاني‬
‫هي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬السنن أو القيم األدبية التي أقرتها مدرسة معينة أو اتجاه أدبي معين‪. .‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ -‬طريقة الكاتب الخاصة في اختيار األغراض أوال وطريقة ترتيبها ثانيا ثم أساليب التعبير عنها‬
‫ً‬
‫ولهذا نجدهم يتحدثون مثال عن شاعرية املتنبي أو املعري‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثالثا‪ -‬النظرية التي تحاول تقنين ظاهرة األدب تقنينا داخليا من خالل ما يطرحه النص األدبي‬
‫ذاته‪. ،‬‬

‫‪1‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫دالية ابن الرومي في رثاء ابنه محمد‬

‫الرثاء ‪ :‬هو ذكر محاسن املتوفى وتعديدها‪ ،‬وهو من األغراض الشعرية القديمة التي تتميز بصدق‬
‫ََ‬
‫والجلد‬ ‫العاطفة ورقة اإلحساس والبعد عن التهويل الكاذب ‪ ،‬كما يتجلى فيه التحلي بروح الصبر‬
‫أنواعه ‪ :‬رثاء ذاتي ‪ -‬رثاء قبلي ‪ -‬رثاء قومي ‪.‬‬
‫أشهر شعرائه ‪ :‬الخنساء في رثاء أخيها صخر‬
‫القصيدة من الرثاء الذاتي ؛ ألن الشاعر يرثي فيها ابنه‪ ،‬ويصور التجربة املريرة التي مر بها وعانى‬
‫ويالتها ‪.‬‬

‫أبرز الخصائص الفنية ألسلوب ابن الرومي‬


‫‪ -1‬سهولة األلفاظ وإحكام الصياغة وعدم التكلف في املحسنات‪.‬‬
‫‪ -2‬وضوح األفكار وترابط املعاني‪.‬‬
‫‪ -3‬روعة التصوير ودقة الوصف‪.‬‬
‫‪ -4‬القدرة على اإليحاء والتأثير‪.‬‬
‫‪ -5‬التنوع بين الخبر واإلنشاء‪.‬‬

‫ّ‬
‫النص‬
‫"حادث جلل ال يجدي معه بكاء"‬

‫نظيركما عندي‬ ‫فقد ْأو َدى ُ‬ ‫َف ُجودا ‪ْ ،‬‬ ‫اليج ِـدي‬
‫ْ َ‬
‫كان ُ‬ ‫ْ‬
‫ُبكاؤكما يشفي وإن‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫واسطة ال ِعق ِد ؟!!‬ ‫َ‬
‫فلله كيف اختار ِ‬ ‫ِ‬ ‫املوت ْأوسط ِص َبي َتي‬
‫مام ِ‬ ‫توخى ح ُ‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫بعيدا على ق ْر ٍب قريبا على ُب ْع ِد!!‬ ‫عني ْ‬
‫فأض َحى مز ُاره‬ ‫الردى ّ‬‫واه َ‬ ‫َط ُ‬
‫ِ‬
‫اآلمال ما كانمن ْ‬
‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫زت فيه املنايا َ‬‫ْ ْ َ ْ‬
‫وع ِد‬ ‫ِ‬ ‫فت‬
‫وأخـل ِ‬ ‫وعيدها‬ ‫ِ‬ ‫لقد أنجـ‬

‫اللغويات‪:‬‬
‫‪ُ -1‬بكاؤكما‪ :‬الشاعر يخاطب عينيه‬
‫يشفي ‪ُ :‬يريح ×يمرض‬
‫ِ‬

‫‪2‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫جدي ‪ :‬ال ُيفيد وال ينفع في رد امليت ‪ُ ،‬ي ِ‬


‫جدي× يضر‬ ‫ُ‬
‫الي ِ‬
‫ُجودا‪ :‬ابكيا بغزير الدمع×ابخال‬
‫ْأو َدى ‪ :‬مات‬
‫َ‬
‫نظيركما ‪:‬مثيلكما في املكانةج ُنظراء‪.‬‬ ‫ُ‬
‫توخى ‪ :‬قصد ‪ ،‬أصاب‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫املوت ‪ :‬قضاؤه ومصيبته‬‫ام ِ‬ ‫ِح َم ُ‬
‫صبايا‬‫صبيتي ‪:‬أبنائي الصغار م صبي واملؤنث ‪ :‬صبيةج َ‬
‫هلل ‪ :‬أسلوب تعجب‬
‫قد ‪ :‬الجوهرة الكبيرة التي تتوسط العقد ‪ ،‬واملقصود ‪:‬االبن األوسط‪.‬‬ ‫واسطةال ِع ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫‪ -3‬طواه‪ :‬أماته وأخفاه ×أحياه ‪ ،‬أظهره ‪ ،‬نشره‬
‫الردى ‪ :‬املوت‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫بعيدا على ْ‬
‫قر ٍب‪ :‬ألنه في‬ ‫أضحى ‪:‬صار وأصبح ‪َ -‬مز ُاره ‪ :‬مكان زيارته في قبره ‪ ،‬واملقصود ‪ :‬لقاؤه ‪-‬‬
‫ً‬
‫اآلخرة مع أن قبره قريب ‪ -‬قريبا على ُب ْع ِد‪ :‬مكان قبره قريب ولكن االبن بعيد ؛ ألنه في العالم اآلخر‪.‬‬
‫أنجزت ‪ :‬حققت وأتمت × أخلفت‬ ‫ْ‬ ‫‪-4‬‬
‫َ‬
‫املنايا ‪ :‬م َم َّنية وهي املوت‬
‫يدها ‪ :‬تهديدها‬ ‫وع َ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫تف بوعودها ‪ ،‬ونقضت ونكثت × أنجزت‪.‬‬ ‫أخلفت ‪ :‬لم تحقق ‪ ،‬لم ِ‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫‪ -1‬يعبر الشاعر عن فجيعته بفقده ولده الحبيب فيخاطب عينيه اللتين تماثل كل منهما مكانة ابنه‬
‫ً‬
‫متمنيا أن تكثرا من فيضان البكاء‪ ،‬لعل البكاء ينزل السكينة على قلبه ويريحه من حزنه العاتي‬
‫الشديد‪ ،‬ولكن البكاء لن يفيد في رد الفقيد‪.‬‬
‫‪ -2‬ثم يعبر الشاعر في البيت الثاني عن غضبه الشديدة على املنايا التي خطفت أغلى الناس إليه‬
‫ً‬
‫عامدة ‪ ،‬فيقول‪ :‬أن املوت ال يتخطف النفوس اعتباطا (بال سبب)‪ ،‬وإنما ُي ِجيل نظره حتى يختار ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫قاس ظفر بأجمل‬ ‫وقد اختار أوسط صبيتي محمدا لعلمه أنه أحب أوالدي إلي ‪ ،‬فيا له من موت ٍ‬
‫حبة في العقد‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا كان املوت قد اختطفه وأخفاه فأصبحت زيارته بعيدة ؛ ألنه في العالم اآلخر على الرغم من‬
‫قرب مثواه (قبره) مني‪ ،‬فذكراه ال تغيب عني على الرغم من بعد جسده ‪.‬‬
‫انقض عليه املرض وافترسه‪ ،‬وضاعت اآلمال‬ ‫ّ‬ ‫‪ -4‬وهكذا نفذ فيه املوت تهديده باختطافه حينما‬
‫واألحالم الجميلة بشفاء الصغير‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫التذوق‬
‫األلفاظ ‪:‬‬
‫بكاؤكما‪ :‬توحي بشدة الحزن واألس ى‪.‬‬
‫اليجدي‪ :‬دليل على شدة الكارثة ‪،‬مما يدل على انعدام األمل في الصبر‪.‬‬
‫َ‬
‫ت َو َّخى‪ :‬تدل على اختيار املوت املتعمد ألفضل أبنائه‪.‬‬
‫اآلمال‪ :‬جمع يوحي بكثرة آمال الشاعر في ابنه‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫أخلفت‪ :‬توحي بالتنكر للوعد‪ ،‬وغدر األيام ‪.‬‬
‫املنايا‪ :‬جمع يوحي بهول الفاجعة‪ ،‬فهي ليست منية واحدة بل مجموعة منايا‪.‬‬ ‫َ‬
‫األساليب‪:‬‬
‫معظمها خبرية لتقرير اللوعة والحزن واألس ى‪.‬‬
‫جودا ‪ :‬أسلوب إنشائي‪ /‬أمر ‪ ،‬غرضه ‪ :‬التمني وااللتماس‪.‬‬ ‫َ‬
‫فلله ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬تعجب ‪ ،‬غرضه ‪ :‬التحسر‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫العقد؟ ‪:‬أسلوب إنشائي ‪ /‬استفهام للتعجب والتحسر‪.‬‬ ‫اختار واسطة ِ‬ ‫كيف‬
‫وعيدها‪ :‬أسلوب مؤكد بوسيلتينهما (الالم – وقد)‪.‬‬‫أنجزت فيه املنايا َ‬ ‫ْ‬ ‫لقد‬
‫ِ‬
‫املحسنات البديعية‪:‬‬
‫البيت األول بين شطريه موسيقى مصدرها التصريع بين‪ :‬يجدي – عندي‪.‬‬
‫وسط ‪ -‬واسطة ‪ :‬جناس ناقص له تأثير موسيقي‪.‬‬
‫بعيدا على قرب ‪ -‬وقريبا َعلى بعد‪ :‬مقابلة توضح املعاني بالتضاد وتوحي بالحسرة‪.‬‬
‫اآلمال ما كان من ْ‬
‫وع ِد‪ :‬مقابلة توضح املعاني بالتضاد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وأخلفت‬ ‫َ‬
‫وعيدها ‪-‬‬ ‫فيه املنايا‬ ‫ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنجزت ِ‬
‫وعيدها ‪ -‬وعد ‪ :‬جناس ناقص له تأثير موسيقي ‪.‬‬ ‫َ‬

‫الصور الخيالية ‪:‬‬


‫بشخصين يخاطبهما وسر جمالها التشخيص‪.‬‬ ‫َ‬ ‫شبه عينيه‬‫بكاؤكما‪ :‬استعارة مكنية‪ ،‬فقد َّ‬
‫ألنها ُتطفئ نار الحزن؛ ولذلك تشتد اللوعة عندما تتحجر‬ ‫يشفي‪ :‬كناية عن الراحة مع الدموع؛ َّ‬
‫العين وال تدمع ‪.‬‬
‫بكاؤكما يشفي‪ :‬استعارة مكنية‪ ،‬للبكاء بالدواء الشافي لأللم والحزن‪.‬‬
‫جودا‪ :‬استعارة مكنية‪ ،‬حيث تخيل عينيه شخصين‪ ،‬ووجه لهما األمر وهي امتداد للصورة السابقة‬ ‫َ‬
‫‪.‬‬
‫ُُ‬ ‫َ‬
‫أودى نظيركما عندي‪ :‬تشبيه ابنه في منزلته عنده بعينيه‪ ،‬وهو تشبيه يوحي بشدة الحب‪.‬‬
‫ً‬ ‫أوسط صبيتي‪ :‬استعارة مكنية‪ُ ،‬تصور املوت ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫إنسانا شريرا يختار ضحاياه‪ ،‬وتوحي‬ ‫املوت‬
‫حمام ِ‬ ‫توخى‬
‫بقسوة املوت‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫العقد‪ :‬استعارةتصريحية‪ ،‬فقد شبه ابنه األوسط بالجوهرة الثمينة التي تتوسط ال ِعقد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫واسطة‬
‫وحذف املشبه وصرح باملشبه به‪ ،‬وسر جمالها توضيح الفكرة‪ ،‬وتوحي بمكانته بين إخوته‪.‬‬
‫عني‪:‬استعارةمكنية ‪ ،‬فقد شبه الردى بإنسانيطوي ‪ ،‬وهي توحي بقسوة املوت‪ ،‬وتدل‬ ‫الردى ّ‬‫طواه َ‬
‫على موت االبن واختفائه في قبره ‪.‬‬
‫شخصا ينفذ التهديد‪ ،‬وحذف املشبه‬‫ً‬ ‫أنجزت فيه املنايا َ‬
‫وعيدها‪ :‬استعارة مكنية‪ ،‬تصور املنايا‬ ‫ْ‬ ‫لقد‬
‫ِ‬
‫وعيدها) وسر جمالها التشخيص‪ ،‬وتوحي بغيظ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫(أنجزت ‪-‬‬ ‫به ودل عليه بش يء من صفاته هو‬
‫الشاعر من املنايا وكرهه الشديد لها‪.‬‬
‫اآلمال‪ :‬استعارة مكنية‪ ،‬فيها تشخيص لها بإنسان يخلف الوعد‪ ،‬وهي توحي باليأس ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أخلفت‬

‫املرض يفترس االبن ‪ ،‬والحزن يستبد باألب‬

‫إلى صفرة الجادي عن حمرة الورد‬ ‫ألح عليه النزف حتى أحـاله‬
‫تساقط در من نظام بال عق ــد‬ ‫فيا لك من نفس تساقط أنفسا‬
‫وإني ألخفي منك أضـعاف ما أبدي‬ ‫أالم ملا أبدي عليك من األس ى‬

‫اللغويات‪:‬‬
‫ألح ‪ :‬استمر ودام ×توقف‬ ‫َّ‬
‫ْ ُ‬
‫النزف ‪ :‬سيل الدم وخروجه بغزارة‬
‫أحاله ‪ :‬حوله َّ‬ ‫َ‬
‫وغيره ×أثبته‬
‫الجادى ‪ :‬الزعفران وهو نبات له زهر يميل للون األصفر‬ ‫ّ‬
‫يالك ‪ :‬أسلوب تعجب للحسرة‬ ‫ِ‬
‫ْنفس ‪ :‬روح ج نفوس ‪ ،‬أنفس‬
‫ُ‬
‫ً ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫در ‪ :‬لؤلؤ‬ ‫ذفت التاء األولى تخفيفا ‪-‬‬
‫مضارع)وح ِ‬ ‫تساقط ‪ :‬تتساقط (فعل‬
‫ِنظام ‪ :‬خيط توضع فيه حبات اللؤلؤ‬
‫َع ْقد ‪ :‬عقدة تمنعه من االنفراط‬
‫ُ ُ ُ َ‬
‫الم ‪ :‬أعاتب × أعذر‬ ‫أ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أبدي ‪ :‬أظهر ×أخفي‬
‫األس ى ‪ :‬الحزن‬ ‫َ‬
‫أضعاف ‪ :‬أمثال م ِض ْعف‪.‬‬ ‫ْ‬
‫الشرح‬
‫‪ -5‬يتحدث الشاعر في وصف دقيق عن ابنه قبيل أن يفترسه املوت ‪ ،‬ويستحضر صورته وهو ينازع‬

‫‪5‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫ً‬
‫(يصارع) املوت فيقول ‪ :‬لقد انقض عليه املوت بوحشيته ؛ ليفترسه وينقله سريعا إلى اللحد (القبر)‬
‫غيره من نضارة الورد وحمرته إلى ذبول الزعفران‬ ‫‪،‬فاستمر النزيف يعاوده مرة بعد مرة حتى ّ‬
‫وصفرته‪.‬‬
‫‪ -6‬ثم يتعجب الشاعر من املوت القاس ي الذي أحكم قبضته على ابنه‪ ،‬وجعل ْنفس االبن قبل‬
‫جزءا ً‬
‫جزءا ‪ ،‬وكأنها عقد ثمين تتساقط‬ ‫موته تتجزأ إلى أكثر من نفس تتساقط الواحدة بعد األخرى ً‬
‫حباته حبة أثر حبة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -7‬ثم يقول الشاعر مخاطبا ابنه ‪ :‬إنني أحاول إظهار التماسك وإخفاء نيران الحسرة املتأججة‬
‫عليك ‪ ،‬ولكني ال أستطيع ‪ ،‬فيعاتبني الناس على ما أظهرته من الحزن عليك ‪ ،‬وفي نفس ي بحور من‬
‫ّ‬
‫الجلي ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫(إنالخفي أضعاف‬ ‫األحزان ال ضفاف لها لم أظهرها لهم ‪ ،‬أخفي في قلبي أضعافها‬
‫التذوق‬
‫األلفاظ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ألح عليه النزف‪ :‬تعبير يدل على شدة املرض وقسوته ‪.‬‬
‫صفرة‪ :‬توحي بقرب غروب شمس حياة االبن‪.‬‬
‫ً‬
‫تساقط أنفسا‪ :‬توحي بشدة التمزق واملعاناة النفسية الهائلة‪.‬‬
‫الم‪ :‬فعل مبني للمجهول للداللة على كثرة الالئمين وعدم اهتمامه بهم‪.‬‬ ‫ُأ ُ‬
‫األساليب‬
‫ألح عليه النزف‪ :‬أسلوب قصر بتقديم الجار واملجرور (عليه) على الفاعل (النزف)؛ ليفيد التأكيد‬
‫والتخصيص‪.‬‬
‫فيالك ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬للتعجب والتحسر‪.‬‬
‫املحسنات البديعية‬
‫ألح ‪-‬أحال‪ :‬جناس ناقص له تأثير موسيقي ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خفي ‪ -‬وأ ِبدي‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يوضح املعنى بالتضاد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أ‬
‫الصور الخيالية‬
‫تشبيهان لالبن قبل مرضه بالورد في نضارته وحمرته‪،‬‬ ‫الورد‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫مرة ِ‬
‫فرة الجادي عن ح ِ‬
‫إلى ص ِ‬ ‫أحاله ِ‬
‫وبعد املرض بالجادي في ذبوله وصفرته‪ ،‬وسر جمالهما التوضيح ويوحيان بقسوة املرض‪.‬‬
‫در من نظام بال عقد‪ :‬تشبيه تمثيلي لنفس االبن التي فارقت جسده‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ‬
‫نفس تساقط أنفسا تساقط ٍ‬
‫على مراحل‪ ،‬بالعقد الذي انفرط خيطه‪ ،‬فتساقطت حباته حبة بعد أخرى‪ ،‬وسر جماله التجسيم‬
‫والتوضيح‪ ،‬وتوحي بقسوة املرض وشدة معاناة االبن قبيل وفاته وحزن األب وهلعه الشديد‬
‫وتفجعه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫استخدم الشاعر اللون في تصوير فكرته في البيت الخامس استخداما دقيقا ‪ .‬وضح‬

‫‪6‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫جـ ‪ :‬كان استخداما دقيقا حيث ظل ابنه ينزف حتى تحول لونه الورد يدليل الحيوية والنشاط إلى‬
‫لون أصفر خال من النضارة وفوران الحياة ‪ ،‬وهكذا صور املوت عندما يأتي يتغير لون اإلنسان ‪.‬‬
‫تكشف األبيات عن مشاعر األب في تصويره موت ابنه ‪ ،‬وفى وصف حزنه عليه ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬صور األب موت ابنه ‪ ،‬بأن املرض قد اشتد عليه ‪ ،‬فأخذ دمه ينزف باستمرار ‪ ،‬حتى تحول لون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وجهه من الحمرة إلى الصفرة ‪ ،‬وتعجب في حسرة من انهياره أمام املرض ‪ ،‬وموته شيئا فشيئا ‪،‬‬
‫وتساقط نفسه كما تتساقط حبات العقد ‪.‬‬
‫‪ -‬ووصف حزنه عليه بأنه يحاول التصبر والتحمل ‪ ،‬لكن الناس يعاتبونه على ما يظهر من حزنه ؛‬
‫مع أنه يخفي في نفسه أضعافه ‪ ،‬وأنه ال ش يء يمكن أن يخفف حزنه ‪ ،‬حتى إن ما يظنه الناس عزاء‬
‫ً‬
‫له يزيد قلبه حزنا ‪.‬‬

‫األسئلة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪َ -1‬من املخ َ‬
‫وعالم يدل هذا الخطاب ؟‬ ‫اطبان في مطلع قصيدته ؟‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫املخاطبان ‪ :‬العينان‪ ،‬ويدل ذلك على أهمية الدمع في إطفاء نار الحزن ‪ ،‬فاللوعة تشتد عندما تجمد‬
‫وتتحجر العين وال تدمع‬
‫‪ -2‬ما الذي يقصده الشاعر بالقرب هنا وبالبعد ؟‬
‫يقصد بالقرب‪ :‬قرب املكان (القبر) ‪ ،‬ويريد بالبعد‪ُ :‬ب ْعد اللقاء(فاالبن في العالم اآلخر‪.‬‬
‫‪ -3‬ما التهديد الذي نفذه املوت ؟ وما أثره على الشاعر ؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قضاء نهائيا‪ ،‬وأثر ذلك على الشاعر‪:‬‬ ‫التهديد هو‪ :‬خطف االبن من هذه الحياة والقضاء عليه‬
‫اختفت أحالمه بشفاء ابنه الفقيد ‪ -‬وتضاعفت أحزانه بعد أن اختفت البسمة من حياته ‪.‬‬
‫‪ -4‬تصور األبيات حسرة الشاعر لفراق ولده ‪ ،‬وقسوة املوت الذي اختار أحب أبنائه ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬
‫األبيات تدل على حسرة الشاعر فهو يخاطب عينيه ويدعوهما أن يكثرا البكاء ‪ ،‬وإن كان ذلك ال‬
‫ً‬
‫يجدي عزاء وال يرد ميتا ‪ ،‬وينوه الشاعر بمكانة ولده عنده فهو مصدر الفرح والسعادة لقد اختاره‬
‫ً‬
‫املوت فأخفاه في ظلمات القبر حيث صار مزاره قريبا ولكن رؤيته بعيدة‪.‬‬
‫‪ -5‬كيف تحدث الشاعر عن فقد أحب أوالده إليه ؟‬
‫ً‬
‫تحدث الشاعر عن فقد أحب أوالده إليه فجعله نظيرا لعينيه ‪ ،‬وأنه كالجوهرة التي توضع وسط‬
‫العقد وبفقدها يفقد العقد كل جماله ‪ ،‬ويعبر عن أثر فقده عليه بافتقاده لشهوة الحياة وعجزه‬
‫عن الفرح والسعادة ‪ ،‬بعد أن اختار املوت أحب أوالده إليه ‪ ،‬ولذلك فهو يطلب من عينيه أن يجودا‬
‫بالدمع لعل ذلك يريحه بعض الش يء‬
‫‪ -6‬علل ‪ :‬جعل الشاعر االبن الفقيد مرة كعينه ومرة كالجوهرة ‪.‬‬
‫جعل الشاعر االبن الفقيد مرة كعينه ومرة كالجوهرة ؛ وذلك ليبين ‪ -‬لنا ‪ -‬أسباب حزنه الشديد‬
‫الصادق الذي ال يمكن أن ينتهي فالفاجعة ‪ -‬بفقد االبن ‪-‬مهولة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫َ ُ‬
‫‪ -7‬غير الشاعر طريقة أسلوبه من صيغة الغائب في (طواه ‪ -‬مز ُاره ‪ِ -‬‬
‫فيه) في البيت الثالث والرابع إلى‬
‫املخاطب في (عليك) في البيت السابع ‪.‬فبماذا يسمى ذلك ؟ وملاذا استخدمه الشاعر؟‬
‫َ ُ‬
‫فيه" إلى املخاطب " عليك " يسمى بـ [االلتفات] ‪ ،‬وغرضه تحريك‬ ‫التغيير في الغائب " طواه ‪ -‬مز ُاره ‪ِ -‬‬
‫الذهن ‪ ،‬وقد استخدمه الشاعر الستحضار صورة ابنه وبيان عدم نسيانه له أو عدم تصديقه‬
‫ملوته ‪.‬‬
‫‪ -8‬تحققت في النص املوسيقى بنوعيها الظاهرة والخفية ‪ .‬وضح‬
‫بالفعل تحققت فاملوسيقى الظاهرة تتمثل في وحدة الوزن ‪ ،‬ووحدة القافية وبعض املحسنات‬
‫املتمثلة في التصريع في مطلع القصيدة ‪ -‬الجناس الناقص في األبيات الثاني والرابع والخامس‬
‫والتاسع ‪ -‬حسن التقسيم في البيت الثالث ‪.‬‬
‫أما املوسيقى الخفيةفنابعة من عمق فكرته ‪ -‬صدق عاطفته ‪ -‬حسن اختياره أللفاظه ‪ -‬روعة‬
‫صوره وأخيلته ‪.‬‬
‫‪ -9‬تنوعت األساليب بين الخبر واإلنشاء ‪ .‬وضح‪.‬‬
‫األساليب التي استخدمها الشاعر جاءت معظمها خبرية ؛ لتقرير حالته ووصف ما به من حزن‬
‫عميق لفقد االبن‪ ،‬واإلنشائية؛ إلبعاد جو امللل عن النفس ‪،‬ولجعل القارئين لهذه القصيدة‬
‫يشاركونه أحزانه‪.‬‬
‫‪ -10‬ما أبرز الخصائص الفنية ألسلوب ابن الرومي ؟‬
‫جـ ‪:‬أبرز الخصائص الفنية ألسلوب ابن الرومي‬
‫سهولة األلفاظ وإحكام الصياغة وعدم التكلف في املحسنات‬
‫وضوح األفكار وترابط املعاني ‪.‬‬
‫‪ -‬روعة التصوير ودقة الوصف ‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على اإليحاء والتأثير ‪.‬‬
‫‪ -‬التنوع بين الخبر واإلنشاء ‪.‬‬
‫‪ّ -‬نوع الشاعر في قصيدته بين األسلوب العاطفي للتفجع‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫والتوجع) على ابنه وأسلوب الوصف لتأكيد هذا التفجع من خالل بعض الصفات التي‬ ‫(التألم‬
‫يصف بها ابنه ‪ ،‬ويصور موته وأحزان األب عليه التي ال تنتهي‬
‫‪ -11‬األبيات تعبر عن الفاجعة التي حلت بالشاعر ‪ .‬عبر عن ذلك‬
‫يعبر الشاعر عن فجيعته بفقده ولده الحبيب فيخاطب عينيه اللتين تماثل كل منهما مكانة ابنه‬
‫ً‬
‫متمنيا أن تكثرا من فيضان البكاء ‪ ،‬لعل البكاء ينزل السكينة على قلبه ويريحه من حزنه العاتي‬
‫الشديد ‪ ،‬ولكن البكاء لن يفيد في رد الفقيد‪.‬‬
‫‪ -12‬ما أثر العاطفة في التعبير؟‬

‫‪8‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫جـ ‪ :‬األبيات كلها تعبر عن حزن ولوعة أب تمزق قلبه وانفطر لفقده ابنه فجاءت ألفاظه وعباراته‬
‫معبرة أصدق تعبير عن هذه العاطفة ‪ ،‬فالتعبير بـ (ال يجدي)صرخة تعبر عن هول الفاجعة وفقدان‬
‫األمل في الصبر ‪ ،‬والتعبير بـ(جودا)كذلك ألن الدمع تحجر في عينيه من شدة الحزن ‪،‬و(توخي ‪-‬‬
‫اختار)تعكسان شدة الحزن واأللم الذي يعانيه ‪ ،‬وصرخة التحسر في (فلله!)وفي (كيف اختار‬
‫واسطة العقد) وفي (طواه الردى)التي توحي بقسوة املوت ‪ ،‬واملقابلة في البيت الثالث إلى غير ذلك‬
‫ومن التنويع في األسلوب بين الخبر واإلنشاء إلثارة املشاعر‪.‬‬
‫‪ -13‬ما انواع الرثاء؟ أنواعه ‪ :‬رثاء ذاتي ‪ -‬رثاء قبلي ‪ -‬رثاء قومي ‪.‬‬
‫‪ -14‬من أي أنواع الرثاء هذه القصيدة ؟‬
‫القصيدة من الرثاء الذاتي ؛ ألن الشاعر يرثي فيها ابنه ‪ ،‬ويصور التجربة املريرة التي مر بها وعانى‬
‫ويالتها‪.‬‬

‫أفاضل الناس‬

‫املتنبي‬

‫الشاعر‬

‫مناسبة النص‬
‫قصيدة قالها أبو الطيب في مدح أبا عبد هللا محمد بن عبد هللا بن محمد الخصيبي‪ ،‬وهو حينئذ‬
‫يتقلد القضاء بأنطاكية‪.‬‬

‫ّ‬
‫النص‬
‫َ‬ ‫َي ْخ ُلو م َن َ َ ْ ُ َ‬ ‫اض لدى َ‬
‫الز َم ِن‬
‫ُ ّ َ ْ‬
‫الفط ِن‬ ‫اله ِ ّم أخالهم ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس أغر ٌ ِ‬ ‫أفاضل الن ِ‬‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َش ّر َعلى ُ‬
‫الح ِّر ِمن ُسق ٍم َعلى َب َد ِن‬ ‫واس َي ٍة‬ ‫حن في ج َ‬ ‫َو إ َّنما َن ُ‬
‫ٍ‬ ‫يل س ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ َ‬
‫فهامها ِب َم ِن‬
‫تخ ِطي ِإذا ِجئت في ِاس ِت ِ‬ ‫كان ِم ُنه ُم ِخل ٌق‬
‫حولي ِبك ِل م ٍ‬
‫َ‬

‫الشرح‪:‬‬
‫األغراض ‪ :‬جمع غرض ‪ ،‬وهو الهدف‬

‫‪9‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫‪ -1‬يقول ‪ّ :‬‬
‫إن األفاضل من الناس كاألغراض للزمان يرمهيم نوائبه و قصدهم باملحن‪ .‬و إنما يخلو‬
‫من الحزن من كان خاليا من الفطنة ‪ .‬وحاصل املعنى أن الزمان إنما يقصد بشره األفضل ‪ ،‬قال‬
‫حكيم ‪ :‬على قدر الهم تكون الهموم ‪ ،‬وذلك أن العاقل يفكر في عواقب األمور فال يزال مهموما ‪،‬‬
‫وأما الجاهل فال يفكر في ش يء من هذا ‪ ،‬وفي هذا املعنى يقول الجاهلي ذو األصبع العدوان ‪:‬‬

‫له طائف بالصالحين بصير‬ ‫أطاف بنا ريب الزمان فداسنا‬

‫إلى أهل النوافل والفضول‬ ‫وقال البحتري‪ ،‬ألم تر للنوائب كيف تسمو‬

‫‪ -۲‬الجيل ‪ :‬ضرب من الناس ‪ .‬وسواسية ‪ :‬يعنى متساوين في الشر واللؤم‪ ،‬وشر تفضيل بمعنى أشر ‪ ،‬واملراد بالحر‬
‫هنا ‪ :‬الكرم‪ -‬ضد اللئيم ‪.‬‬

‫يقول ‪ :‬نحن في جيل من الناس قد تساووا في الشر دون الخير ‪ ،‬فليس فيهم من يركن إليه ويعول عليه‪.‬‬

‫‪ -3‬خلق ‪ :‬جمع خلقة‪ ،‬وهي الصورة التي يخلق عليها الش يء‪ .‬أراد بها األشباح واألشخاص‪ .‬ويروى‪ :‬حلق ‪ -‬بالحاء ‪-‬‬
‫جمع حلقة ‪ ،‬وهي القوم يجتمعون مستدرين‪ ،‬هو معلوم أن «من» يستفهم بها عمن يعمل‪ ،‬و «ما» عما ال عقل‪.‬‬

‫تقول للجماعة من الناس من أنتم ؟ وتقول ‪ :‬ما هذه القطعة أغنم هي أم إبل أم خيل ؟ يقول‪ :‬حولي من هؤالء‬
‫الناس جماعة كالبهائم ‪ ،‬إذا أردت االستفهام عنهم فقل‪ :‬ما أنتم ‪ ،‬وال تقل‪ :‬من أنتم‪ ،‬وإال عدوت الصواب ‪ :‬قالوا‬
‫وفي البيت ‪ -‬نظر إلى قوله تعالى ‪ :‬إنهم إال كاألنعام بل هم أضل »‬

‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ً ّ‬
‫َوال أ ُم ُّر ِبخ ٍلق غ ِير ُمضط ِغ ِن‬ ‫ال أقتري َبلدا ِإال َعلى غ َر ٍر‬
‫َ‬ ‫ِ ّال َأ َح َّق ب َ‬ ‫َ ً‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫أس ِمن َوث ِن‬ ‫ِ‬
‫ضرب َ‬
‫الر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مالك ِهم أ َحداإ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫م‬ ‫وال ِ ِ‬
‫ر‬ ‫عاش‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َّ ُ َّ ُ َ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ّ ََ‬
‫فيه ِم َو أ ِني‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫فس‬ ‫ن‬ ‫حتى أع ِنف‬ ‫عذ ُر ُهم ِم ّما أ َع ِنف ُهم‬
‫ِإني أل ِ‬
‫َف ُ‬ ‫َ‬ ‫َف ُ‬
‫أس ِإلى َر َس ِن‬‫ٍ‬
‫الحماربال َ‬
‫ر‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫قر‬ ‫قل ِإلى أ َد ٍب‬ ‫ٍ‬
‫الجهول بال َ‬
‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قر َ‬

‫الشرح‪:‬‬

‫‪ -1‬قروت البالد و استقريتها‪ :‬إذا تتبعتها تخرج من بلد إلى بلد و الغرر‪ :‬من قولهم غرر بنفسه إذا‬
‫عرضها للهالكة ‪ -‬ومضطغن‪ :‬ذو ضغن وحقد ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫يقول‪ :‬ال أسافر إال على خطر وخوف على نفس ي من الحساد واألعداء‪ ،‬وال أمر بأحد ال يكون له‬
‫على حقد؛ يعني أنهم جهال أعداء لذوي الفضل والعلم فلجهلهم وفضلي به يعادوني‪.‬‬

‫‪ -2‬األمالك‪ :‬جمع ملك‪ ،‬كجمل وأجمال والوثن‪ :‬الصنم‬

‫يقول‪ :‬ال أخالط أحدا من ملوكهم إال وهو يستحق القتل‪ .‬مثله مثل الصنم الذي ال يستحق إال أن‬
‫يحطم و يفصل بين رأسه وبدنه حتى ال يبقى على خلقة اإلنسان‪ ،‬ويجوز أن يكون ضرب الرأس‬
‫كناية عن اإلهانة واإلذالل من الصنم؛ وإنما خص الصنم ألنه أراد أنهم ـ أي امللوك ‪ -‬صور ال معنى‬
‫وراءها‪ ،‬كاألصنام التي يفتن بها أقوام يعبدونها وهي تماثيل ال معني وراءها‪.‬‬

‫‪ -3‬التعنيف‪ :‬التعيير واللوم؛ والعائد على املوصول‪ :‬محذوف أي مما أعنفهم عليه‪ .‬حتى ابتدائية‪،‬‬
‫وأني‪ :‬بمعنى أفتر‪ ،‬قال تعالى {وال تنيا في ذكرى} ومنه األناة من النساء‪ ،‬وهي التي فيها فتور عند القيام‬
‫وتأن‪.‬‬

‫يقول‪ :‬إن أجعل لهم عذرا فيما ألومهم به من الغفلة واللؤم حتى أعود على نفس ي بلوم وأني ‪-‬أي‬
‫أقصر‪ -‬في لومهم‪ ،‬أما عذرهم فهو أنهم جهال‪ ،‬والجاهل ال يالم على ترك املكارم والرغبة عن املعالي‪.‬‬

‫‪ -4‬الجهول‪ :‬الكثير الجهل ‪ -‬والجهل‪ :‬ضد العقل‪ .‬والرسن‪ :‬الحبل الذي تقاد به الدابة‪.‬‬

‫يقول‪ :‬إن الجاهل ال يفتقر إلى األدب إذ ال عقل له؛ وأول ما يحتاج إليه اإلنسان ‪ :‬العقل الذي به‬
‫يعقل‪ ،‬ثم يتأدب بعد ذلك‪ ،‬فإذا لم يكن عاقال لم يحتاج إلى أدب‪ ،‬كالحمار ما لم يكن له رأس به‬
‫يحتاج إلى الرسن‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫شيم ُت َك َّ‬
‫الص ْب ُر‬ ‫أ َ‬
‫اك عص َّي َّ‬
‫الد ْمع َ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫أبو فراس الحمداني‬
‫قد نظم أبو الفراس في األسر مجموعة من القصائد الوجدانية عرفت ب(الروميات)‪.‬‬

‫ّ‬
‫النص‬
‫وحنني وإابءٌ‬
‫أملٌ ٌ‬
‫عليك وال ُ‬
‫أمر؟‬ ‫َ‬ ‫أما للهوى ٌ‬
‫نهي‬ ‫يم ُت َك َّ‬
‫الص ْب ُر‬ ‫اك َعص َّي ّ‬
‫الدمع ش َ‬ ‫َ َ‬
‫أر‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫له ُّ‬
‫سر‬ ‫يذاع ُ‬
‫ولكن مثلي ال ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫وعندي لوعة ٌ‬ ‫بلى أنا ُم ٌ‬
‫شتاق‬
‫َْ ُ َ ً ْ َ‬ ‫َ َ ْ ُ ََ‬
‫الك ْب ُر‬
‫الليل أضوو اني بسطت يد الهوى وأذللت د ْمعا ِمن خال ِئ ِق ِه ِ‬ ‫إذا ُ‬
‫ّ‬
‫الشرح‬
‫طيع‪ ،‬ويقصد صابر ال تشتكي‪ .‬شيمتك‪:‬‬ ‫‪ -1‬عص ي الدمع‪ :‬ممتنع عن البكاء‪ ،‬وعكس عص ي ّ‬
‫ِ‬
‫جر َد شخصا من داخله)‬ ‫خلقك وطبعك‪ .‬أما للهوى‪ :‬أليس للهوى‪ .‬يتخيل الشاعر شخصا( َّ‬
‫فكأن الهوى ليس له عليك‬ ‫يخاطبه قائال‪ :‬أراك ال تبكي وتعتصم بالصبر وليس هذا أهل الهوى‪ّ ،‬‬

‫سلطان‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ -2‬بلى‪ :‬حرف جواب لإلثبات‪ْ .‬لوعة‪ُ :‬حرقة من الشوق‪ُ .‬يذاع‪ :‬ينشر‪ .‬يجيب الشاعر في هذا البيت‬
‫الشخص الذي سأله في البيت األول فيقول له‪ :‬نعم أنا من أهل الهوى‪ ،‬ومشتاق وعندي صبابة‬
‫ّ‬
‫قوية‪ ،‬إال ّأنني أكتم ما في نفس ي فال أبوح به بالدموع لئال يطلع عليه الناس‪ ،‬ومن كان مثلي‪،‬‬
‫صاحب إرادة قوية قادرا على كتمان أسراره‪ ،‬فال يذاع له سر أبدا‪.‬‬
‫وخيم علي وأهزلني‪ .‬بسطت‪ :‬مددت عكس قبضت‪ .‬أذللت دمعا‪ :‬أخضعته‬ ‫‪ -3‬أضواني‪ :‬ضمني ّ‬
‫الكبر‪ :‬اإلباء والعزة‪ .‬إنني أبكي عندما يلفني الظالم‬
‫أي بذلته‪ .‬خالئقه‪ :‬صفاته‪ ،‬مفردها خليقة‪ِ .‬‬
‫ً‬
‫وحيدا‪ ،‬وقد غمرني الهوى بذكرياته ولوعاته‪ ،‬فأبكي دمعا عزيزا على الرغم من أن طبع صاحبه‬
‫الرفعة والكبر‪.‬‬
‫ٌّ‬
‫حب وغدر‬
‫َ ْ‬ ‫َ ً َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُم َع ّل َلتي َ‬
‫إذا ِم ُّت ظ ْمآنا فال ن َزل القط ُر!‬ ‫ص ِل‪ ،‬واملوت دون ُه‪،‬‬
‫بالو ْ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََْ ُ‬
‫شيم ُتها الغ ْد ُر‬ ‫َ‬
‫الح ّي َ‬
‫آلنسة ٍ في ِ‬ ‫الوفاء مذلة ٌ‬
‫ِ‬ ‫بعض‬
‫ِ‬ ‫وفيت‪ ،‬وفي‬

‫‪12‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫ّ‬
‫الشرح‬
‫أنت أو َ‬ ‫‪ -1‬معللتي‪ّ :‬‬
‫ممنيتي ّ‬
‫هي‪.‬‬ ‫موهمتي وقد تكون معللتي منادى أو خبر ملبتدأ محذوف تقديره ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إنك‬ ‫الوصل‪ :‬اللقاء‪ ،‬عكس الهجر والقطيعة‪ .‬دونه‪ :‬قبله‪ُ ُ ،‬‬
‫مانعه‪ .‬ظمآنا‪ :‬عطشان‪ .‬القطر‪ :‬املطر‪ِ .‬‬
‫َ‬
‫ت ِعدينني بالوصل لتخففي من تباريح الهوى‪ ،‬وأنت ترين أن املوت سيقع قبله‪ ،‬فإذا مت فال نزل‬
‫خير على أحد بعدي‪ ،‬وال هنئ محبان‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬آنسة‪ :‬الفتاة لم تتزوج وجمعها أوانس وآنسات‪ .‬لقد كنت وفيا في حبي لهذه اآلنسة الغادرة وإن‬
‫كان الوفاء فيه مذلة للعاشق على الرغم من أن طبع هذه الحبيبة الغدر‪.‬‬

‫حوار وعتاب‬
‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ْ َ َ َْ َ َ ٌ‬
‫َو َه ْل ِبف ًتى ً ِمثلي َعلى َح ِال ِه نك ُر؟‬ ‫ليمة‬ ‫تسا ِئلني‪":‬من أنت؟‪ ،‬وهي ع‬
‫َ ُْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ ُ‬
‫ق ِتيل ِك! قالت‪ُّ :‬أي ُه ْم؟ ف ُه ُم كث ُر‬ ‫وشاء لها الهوى‬ ‫شاءت‪َ ،‬‬ ‫فقلت‪،‬كما‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ ْ ْ ََ‬ ‫َُْ ُ‬
‫َول ْم تسألي َع ِ ّني َو ِعن َد ِك ِبي خ ْب ُر !‬ ‫لم تت َع َّنتي‪،‬‬ ‫فقلت لها‪ " :‬لو ِشئ ِت‬
‫َّللا! َب ْل ْأنت ال َّ‬
‫الد ْه ُر‬ ‫ُ ْ ُ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫فقالت‪"َ :‬ل َق ْد ْأزرى ب َك َّ‬
‫الد ْه ُر َب ْع َدنا"!‬
‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫فقلت‪" :‬معاذ ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫الشرح‬
‫‪ -1‬نكر‪ :‬جهل‪ .‬تسألني‪ :‬من أنت؟ وهي تعلم‪ ،‬وهل فتى على حالي من الشهرة أو اللوعة ُي ْج َه ُل وال‬
‫ُ‬
‫ُي ْع َرف؟‬
‫‪ -2‬الهوى‪ :‬الحب ولكن امليل هنا أقوى للمعنى أي يقصد ما تميل هي إلى سماعه‪ .‬أجبتها‬
‫واحد منهم‪ ،‬فهم كثيرون؟‬
‫أي ٍ‬ ‫بإرادتها وإرادة هواها‪ :‬أنا قتيلك‪ ،‬قالت ُّ‬
‫أردت‪ ،‬لم تسأليني عن ش يء‬
‫‪ -3‬تتعنتي‪ :‬تتشددي وتتصلبي‪ .‬خبر‪ :‬علم ومعرفة‪ .‬قلت لها‪ :‬إذا ِ‬
‫وعندك بي علم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عليك‪ ،‬ولم تسألي عني‬
‫يشق ِ‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬أزرى‪ّ :‬‬
‫هون وحقر‪ .‬قالت لقد حقرك الدهر‪ ،‬فقلت معاذ هللا بل ِ‬
‫أنت ال الدهر‪ .‬وفي األبيات‬
‫السابقة يورد الشاعر صفات املحبوبة‪ :‬تعلله بالوصل وتمنيه به أي توهمه به فقط‪ ،‬غادرة‬
‫والغدر من طبعها‪ ،‬منكرة له لكثرة عشاقها‪ ،‬تترفع وتأنف عن البوح بما تعلمه عنه ‪ ،‬وقد‬
‫جعلته سخرية للدهر وهزوا له يناصبه العداء كيف يشاء‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫املقامة املضيرية‬
‫بديع الزمان الهمزاني‬
‫من أشهرمقامات بديع الزمان‪.‬‬
‫املقامة الخمرية‪ .‬املقامة القزوينية‪ .‬املقامة القردية‪ .‬املقامة القريضية‪ .‬املقامة املوصلية‪ .‬املقامة‬
‫الدينارية‪.‬‬
‫التحليل‬
‫املضمون‬
‫املقامة املضيرية‪ ،‬من أشهر مقامات بديع الزمان الهمذاني‪ ،‬إذ تنسب ملضيرة‪ ،‬وهي طعام عبارة عن‬
‫لحم يطبخ باللبن املضير‪ ،‬أي الحامض‪.‬‬
‫املتن الحكائي َّ‬
‫(الس ْردي)‬
‫تتناول املقامة املضيرية جملة من القضايا املتنوعة واملختلفة‪ ،‬وهي على هذا النحو اجتماعية‪،‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬تربوية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬إنسانية‪.‬‬
‫ولعل أبرز هاته القضايا محنة اإلسكندري مع الوليمة التي جلبت له مشاكل عدة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اإلسكندري؟‬ ‫كيف صورت املقامة املضيرية‬
‫شخص غريب الطبائع‪ ،‬شديد الحيل‪ ،‬مغامر‪ ،‬عالم‪ ،‬مثقف‪ ،‬دائم االنتصار للمكر والخداع‬
‫بوسائل إبداعية ملفتة ‪ ،‬الش يء الذي ضمن له النجاح في كل أدواره التي يلعبها‪.‬‬
‫شخوص املقامة املضيرية‬
‫شخصيلت رئيسة‪:‬‬
‫عيس ى ابن هشام‬
‫اإلسكندري‬
‫التاجرين‪ :‬األول والثاني‬
‫شخصيات ثانوية ‪:‬‬
‫معاوية‪ ،‬إسحاق ابن محمد‪ ،‬عمران الفرائض ي‪ ،‬الغالم‪ ،‬العباس‪ ،‬النخاس‪ ،‬الخباز‪ ،‬التلميذ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫النصوص األدبية ‪ .3‬المستوى الرابع‪ -‬د‪.‬الطاهر الطيب الطاهر‬

‫‪15‬‬

You might also like