Professional Documents
Culture Documents
الخطّة البحثيّة لمشروع أطروحة دكتوراه معدّلة
الخطّة البحثيّة لمشروع أطروحة دكتوراه معدّلة
طرابلس _ لبنان
كّلّية اآلداب والعلوم اإلنسانّية
قسم اللغة العربّية وآدابها
مخطط أطروحة ُأعَّدت الستكمال متطّلباِت شهادِة الدكتوراة في الّلغِة العربّيِة وآداِب ها
إعداد
الّر قم 10215459
إشراف
أ.د .نبيل إلياس أبو مراد
العام الجامعّي
2023م ـ 1445هـ
تمهيد :إّن كّل أدب مسكون بالقضايا اإلنسانية الكبرى لهو أدب يستحق الخوض في مزاياه األسلوبية
وموضوعاته المتنّو عة ومضامينه ،فكيف إذا كان تجربة ذاتية ،وحدثًا واقعًا عند شعراء وقعوا في األسر ،وهم
يحاربون في سبيل الذود عن عروبتهم ضّد أعدائها ،أو كانوا سجناء رأي اعتقلوا داخل وطنهم !
وقد وقع اختيارنا على الشاعر السوري فرج بيرقدار في تجربته الشعرية كمعتقل سياسي في وطنه ،قضى في
سجون المخابرات السورية زهاء أربعة عشر عاما ،وعلى الشاعر اللبناني عمر شبلي ممّثًال تجربة األسر في
السجون اإليرانية خارج وطنه ،والتي تطاولت حتى قاربت العقدين من الزمان.
تسويغ العنوان:
الخواّص األسلوبية :تّم اختيارها تحديدًا من بين مترادفها في الحقل المعجمي عينه ألنها تؤّش ر إلى السمات -
المرتبطة بأسلوب صاحبها دون سواه ،والتي تأّث رت بفرادة وعمق تجربته وصدقها ،والظروف واألحداث
التي عصفت بها.
شعر األسر :هذه العبارة تشمل شعر السجنيات واالعتقاالت السياسية وسجناء الرأي ،والشعراء األسرى -
الذين وقعوا في األسر أثناء محاربتهم لخصومهم.
شعر األسر الذي أبدعه بيرقدار في السجون السورية خالل أربعة عشر عاما من االعتقال ،من العام1987 -
إلى أواخر العام 2000م ؛ وفارسيات عمر شبلي :ونقصد بها أشعاره التي حبلت بها ذاكرته في السجون
اإليرانية من تاريخ وقوعه في األسر أواخر العام 1981م ،إلى موعد اإلفراج عنه أواخر العام 2000م.
الغربة أضيفت إلى موضوع األسر لتناول معاناة السجين وراء القضبان والشعور بالغربة الواقعية لنأيه عن -
األهل والديار ،والغربة النفسية األصعب لما يلقاه من كبت ومنع وحرمان ...
كان قرارنا بحصر البحث في مرحلة زمنية محّد دة /األدب العربي المعاصر ،من عشرينيات القرن العشرين -
إلى العقدين األّو لين من القرن الواحد والعشرين؛ وهي المرحلة األكثر نضاًال وأحداثا وتعّسفا من السلطات
واألنظمة الحاكمة ،لذا رسم إطار البحث في مسيرة قرن من النضال بالرأي والفكر والكلمة الرسالة وأثر
ذلك على األجيال القادمة.
األسباب الدافعة إلى اختيار الموضوع:
بعد اطالعي على النتاج الشعري لنماذج من شعراء اعتقلوا وسجنوا في مرحلة ال تزيد عن نصف قرن ،شّد ني
وشغل تفكيري شعر األسر منها ،ومدى تفّر ده تجربة وأسلوبا؛ ما دفعني إلى دراسة الخصائص األسلوبية لكّل
شاعر ،والموازنة في ما بينها ،واستجالء معالم التجربة وأبعادها ودالالتها ،وذلك ألسباب عّد ة منها:
-أّن نتاج الشاعر يعّد التزامًا بقضايا إنسانية كبرى ومنها الحرية والحلم والوطن والمرأة...فكان ال بّد من تسليط
الضوء عليها ألجيال اليوم والغد.
-أّن الشاعرين المختارين يشتركان في التجربة عينها والهدف عينه ،فهل انفرد كّل منهما بأسلوبه ،أم كان
أسلوبه متوازنًا مع اآلخر لتشابه التجربة والغاية؟
-أّن نتاج شعر األسر المعاصر ال يزال أرضًا خصبة للبحث ،فبيرقدار لم يدرس أسلوبه في شعر األسر وحده؛
واقتصرت بعض األبحاث عنه على مقاالت مبثوثة في مواقع ومجالت ألكترونية فحسب .وما أنتجه في سجنه
هو مجموعة دواوين شعرية " :حمامة مطلقة الجناحين" " ،الخروج من الكهف"" ،خيانات اللغة والصمت"،
"أنقاض"...
وأما الشاعر عمر شبلي ،وبحكم طول مّد ة سجنه ،وخروجه في غّر ة القرن الحالي ،لم يتح للّد ارسين اإلحاطة
بنتاجه الغزير بعد ،باستثناء مجموعة رسائل وأطاريح لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة ،ما حدا بنا إلى الغوص في
هذة التجربة الفريدة لنتلّمس خصائص شعره في األسر في نتاج بكر اشتمل على ثالثة دواوين شعرّية هي":إّن
الخلود متاع سعره الجسد" و " العناد في زمن مكسور" و " الحجر الّصبور".
-حاجة المكتبة العربية إلى دراسات تتناول تجربة شعر األسر في العصر الحديث والمعاصر.
أهداف البحث
-الكشف عن الخواص األسلوبية لدى كّل شاعر ،والموازنة بينها الستخالص مشتركها ومختلفها.
-التوقف عند جماليات وأسرار شعر األسر شكًال ومضمونًا ،وتأثيرها النفسي في المرسل إليه.
-مقاربة البنيات التركيبية والتصويرية واإليقاعية عند كل شاعر واستخالص دالالتها.
-إبراز خصائص االختيارات الشعرية عند كّل شاعر ،وأثر مذهبه الشعري في اختياراته.
-المساهمة في رفد المكتبة العربية بدراسات ومقاربات أسلوبية تضيء على قضايا إنسانية كبرى يعكسها شعر
األسر وتجربة شعرائه.
منهجية البحث
بحكم واقع الدراسة األسلوبية لشعر األسر،سيعتمد المنهج الوصفي االستقرائي للقصائد المختارة ،يعضده المنهج
التحليلي االستنباطي الستخالص السمات األسلوبية في نتاج كل شاعر.
كما نحتاج إلى المنهج األسلوبي البنيوي ،فالدراسة األدبية في مكوناتها الكالمية والشكلية توجب اعتبار النص
بنية كّلية لها قوانين تحكم نظامها ،وتدرس بوصفها عناصر تحكمها عالقات،وذلك كّله بغية استخالص العملية
اإلبداعية في النّص .