You are on page 1of 16

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫"جامعة محمد خيضر " بسكرة‬

‫كلية اآلداب واللغات‬

‫قسم اآلداب واللغة العربية‬

‫المقياس ‪ :‬تقنيات التعبير الكتابي‬

‫‪ :‬سنة أولى ليسانس المجموعة( ا)‬


‫د‪.‬زينب مزاري‬

‫‪ :‬المراجع‬
‫ـ تقنيات التعبير وأنماطه بالنصوص الموجهة‪ ،‬جورج مارون‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب طرابلس لبنان‬
‫ـ فن الكتابة وأشكال التعبير‪ ،‬حسن فالح البكور وآخرون ‪،‬دار جرير للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن ‪،‬ط‪1‬‬
‫ـ المدخل في فن التحرير الصحفي ‪،‬عبد اللطيف محمود حمزة ‪ ،‬الهيئة المصرية العامةللكتاب‪،‬ط‪5‬‬
‫‪ -‬الفن ومذاهبه في النثر العربي ‪ ،‬شوقي ضيف‪،‬دار المعارف ‪،‬ط ‪13‬‬
‫‪ https://warilhom.blogspot.com/2016/05/blog-post_35.html‬ـ‬

‫‪1‬‬
‫المحاضرةالخامسة‬

‫اــ إجراء الوصف ‪.‬‬


‫الوصف منط من أمناط التعبري الكتايب وهو أحد أبرز وأمه فنون الكتابة يف األدب العريب ‪ .‬إنه لغة الكشف عن‬
‫اليشء ‪ ،‬والرمس ابللكامت ‪ ،‬يصف مشهدا حقيقيا أو خياليا ‪ .‬ويربز األحاسيس اليت خيلقها هذا املشهد يف‬
‫الوصاف ‪ .‬هدفه إظهار املوصوف ‪ ،‬وحتديد مالحمه وإ براز خصائصه ؛ وذكل بتصوير داخيل ‪،‬أو خاريج‬
‫موضوعي ‪.‬‬
‫ويتطلب الوصف دقة املالحظة واملهارة يف التعبري عن األشياء ‪،‬ورصد جزئياهتا ‪ ،‬وإ حاكم ربط األفاكر ‪ ،‬ونسجها‬
‫بطريق فنية ‪ ،‬متدرجة البناء ‪ ،‬فالواصف يعيد بناء جزئيات املوصوف جلعهل قطعة نرثية يتاكمل فهيا بناء جسم‬
‫املوصوف أاّي اكن ‪.‬‬
‫إن الوصف خلق من خلق خمتلف ؛ فاملوصوف تتجمع احلواس وتتاكمل إلعطاء الصورة اجملمةل هل اليت تراها‬
‫العني وتتلمسها اليد وتسمعها األذن ولكن الوصف خلق ابللكامت وإ عادة بناء الصورة جلعلها تشالك وحتايك وتصف‬
‫املوصوف ويصبح دلينا يف احلقيقة وصف ملا تشاهده العني ووصف آخر ( لكامت تقرأ ) وهو النص وفيه يتفاضل‬
‫الواصفون ويتفاوتون ؛ لك عىل قدر استطاعته يف إعادة بناء جزئيات املوصوف وجعهل لوحة‪ ،‬األداة فهيا اللكامت‬
‫وامجلل ‪.‬‬
‫أما موضوعات الوصف فهي متعددة ال حرص لها ‪.‬فإن ّلك يشء يف احلياة يصلح أن يوصف‪ .‬وُينتج الواصف نصا‬
‫قديكون جملرد إعطاء حقيقة املوصوف ‪،‬وقد ميزتج بوجدانه فيكون وصفا وجدانيا ‪ ،‬و األدب اجلاهيل منوذج يح‬
‫عن وصف األطالل اليت يه جمرد بقااي أو داير قفراء ‪،‬ولكن الشاعر يسكب من روحه ووجدانه يف وصفه حىت‬
‫تصبح تكل القفار وادلاير حية ‪ ،‬ماثةل حتيك ماضهيا وتسترشف املستقبل اذلي سيجمع احملبوب مبحبوبته ‪ .‬وصف‬
‫فيه من امجلال واإلبداع ما خدل الشعر اجلاهيل وما ذاك إال قوة اإلحساس دلى الشاعر اجلاهيل يف إضفاء احلياة عىل‬
‫املوات عند الوصف ‪.‬‬
‫أمثةل ‪ :‬البيت املشهور ملعلقة امرئ القيس ‪:‬‬
‫بسقط اللوى بني ادلخول حفومل‬ ‫قفا نبك من ذكرى حبيب ومزنل‬
‫وقال عنرتة ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ومعي صباحا دار عبةل واسلمي‬ ‫اي دارعبةل ابجلواء تلكمي‬
‫نوعا الوصف ‪:‬‬
‫انطالقا من مفهوم الوصف فإننا ميكن أن نصنفه إىل نوعني‬
‫‪1‬ــ احليس أو اخلاريج ‪ :‬ويكون الوصف منصبا عىل حمسوس مريئ ُيشاهد ابلعني وهو لك ما اكن هل حزي ماكين‬
‫همام عُظ م أو دّق اكألشاكل واألشياء والاكئنات احلية واجلامدة ولك ما استطاعت أن تراه العني اكأللوان‬
‫واألضواء ‪.‬ويكون الوصف تقريراي فوتوغرافيا ‪.‬تتوارى فيه ذات الاكتب اذلي يرمس ابلقمل لك ما تدركه احلواس ‪.‬‬
‫والهدف منه تقدمي املعلومات ادلقيقة وإ ظهار جزئيات املوصوف ‪ ،‬وإ براز املشاهد املهمة ‪ ،‬ذلكل فهو يتسم‬
‫ابملوضوعية ‪.‬‬
‫‪2‬ــ النفيس أو ادلاخيل ‪ :‬ويسمى ابلوصف اإلحيايئ التأميل ‪ .‬وفيه يعرب الواصف (الاكتب) عن خلجات فلبه وما‬
‫يشعر به جتاه املوصوف ‪ ،‬وما يطبعه يف نفسه من انعاكسات تودل العواطف واألحاسيس ‪ ،‬فمتزتج حقيقة املوصوف‬
‫مبشاعر الوّص اف وختيالته ‪ .‬ويكون الوصف إذا امزتج بذات الاكتب واكن جزءا منه أو يعين هل أشياء كثرية مكن‬
‫يصف أمه أو أابه أو ابنه أو غربته أو مسكنه ‪...‬فإنه ينتج الواصف نصا بناه من خالل عالقته ابليشء اذلي يصفه‬
‫فتظهر العواطف والوجداانت عىل النص ويصبح النص قطعة من الاكتب لها عالقة انامتء فيتسم النص ابذلاتية‪.‬‬
‫ويشمل هذا النوع من الوصف ؛ التعبري عن احلزن والفرح والتشاؤم واخلوف ‪..‬والهدف منه تقدمي املعلومات‬
‫واألفاكر ممزوجة ابلعواطف واألخيةل والتعبري عن املشاعر من خالل املوصوف ‪ ،‬وابتداع صور جديدة ‪ .‬ومن‬
‫سامته البارزة اجلنوح اخليايل ‪ ،‬وادلقة يف التصوير والقدرة عىل اإلاثرة واإلحياء ‪.‬‬
‫وظائف الوصف ‪:‬‬
‫‪1‬ــ وظيفة التصوير أو التشخيص‪ :‬فهو يصف لك يشء عن املوصوف بدقه وأكنه ُيرى‪.‬‬
‫‪2‬ــ وظيفة تفسريية ‪ :‬أي التعريف والتعليل وتبدو واحضة هذه الوظيفة يف وصف الرشاكت واملؤسسات وما‬
‫حتويه وما تقوم به وتبدو كذكل يف النص العلمي عىل حنو منشورات التعلاميت اليت ترافق اآلالت أو األدةل‬
‫السياحية وكتب اجلغرافيا‬
‫‪3‬ــ وظيفة انفعالية ‪ :‬أي حتريك املشاعر والعواطف وتظهر جليا يف الكتابة اإلبداعية ‪ .‬فهي تفعل ملموس بني‬
‫املوصوف وأحاسيس الاكتب اذلي يبهثا عرب حماورةل رمس مايصف ابللكامت فهو ينب مدي اهامتمه مبا يصف فيأيت‬
‫النص إبداعا خمتلف يف رمس موصوف ممزوج بعواطف صادقة أو مفتعةل‬
‫‪4‬ــ وظيفة جاملية ‪ :‬وتتعلق هبندسة الشلك ‪ ،‬وجامل التعبري عىل حنو الكتاابت الفنية اليت يكرث فهيا استعامل الصور‬
‫البيانية وحُت شد لها التعابري اللغوية امجليةل ليظهر النص قطعة نرثية مجيةل أو قطعة شعرية آرسة ‪.‬‬
‫خصائص النص الوصفي ‪:‬‬
‫ـ يكرث استخدام الضمري الغائب‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ــ ُيستخدم فيه التصوير واجملاز والتشبيه‪.‬‬
‫ــ يغلب عىل مفرداته وتراكيبه األلفاط ادلاةل عىل احلركة أو اللون أو احلواس‪.‬‬
‫ــ تستخدم فيه غالبًا مؤثرات صوتية متفاوتة؛ اكلطباق واجلناس والسجع أيضًا‪.‬‬
‫‪.‬ــ ُتوظف فيه اكفة األساليب اإلنشائية‪ ،‬ومهنا‪ :‬الاستفهام والتعجب‪.‬‬
‫ــ يمتزي بكرثة استخدام الفعل املايض واملضارع‪ ،‬والظروف الزمانية واملاكنية‬

‫مثال ‪:‬‬
‫وصف البحرتي لربكة اخلليفة املتولك‪:‬‬
‫واآلنساِت إذا الَح ت مغانهيا‬ ‫اَي َم ن َر َأى الربكة احلسناَء رؤيهُت ا‬
‫ُتعُّد واحدًة والبحر اثنهيا‬ ‫َحبسهبا أهنا يف فضل ُر تبهتا‬
‫يف احلسن طورًا‪ ،‬وأطوارًا تباههيا‬ ‫ما ابل دجَةل اكلغريى تنافُس ها‬
‫اكخليِل َخ اِر جًة ِم ن حبِل ُم جرهيا‬ ‫تنصُّب فهيا وفوُد املاء ُم عِج ةل‬
‫ِم ن السبائِك جتري يف جمارهيا‬ ‫أَكَّنام الفَّض ُة البيضاُء سائًةل‬
‫ليًال حسبَت سامًء ُر ّكبت فهيا‬ ‫إذا النجوُم تراءت يف جوانهبا‬
‫لُب عد ما بَني قاصهيا ودانهيا‬ ‫ال يبلُغ السمُك احملصوُر غايهَت ا‬
‫يفتتح الشاعر هذا النص الوصفي بنداء إىل لك من ابتسمت هل الفرصة فاستطاع أن يلقي نظرًة عىل هذه الربكة‬
‫العجيبة‪ ،‬هذه الربكة اليت بلغت الغاية يف احلسن وامجلال‪ ،‬وهو للوهةل األوىل ينتقي ألفاظًا ُتشِع ر السامَع ابمجلال‬
‫والروعة والهباء‪ ،‬ويظهر ذكل يف إحياء اللكامت‪( :‬احلسناء)‪( ،‬اآلنسات)‪( ،‬مغانهيا)‪ ،‬مما جيعل السامع يف اكمل‬
‫استعداده لتلقي األوصاف البديعة اليت تتصف هبا هذه الربكة املمتزية‪.‬‬
‫والبحرتي بعد ذكل يعقد مقارنًة بني هذه الربكة والبحر ‪ ،‬ويؤكد خالل ذكل تفوق بركة املتولك يف هذه املقارنة‪،‬‬
‫فالبحر حيتل الرتبة الثانية إذا ما قورن معها‪ ،‬وُيعِّز ز ذكل التفوق يف تصوير مشهد آخر يفتتحه بتساؤل متعجب عن‬
‫الِّرس اذلي جيعل (دجةل) ‪ -‬ويه حترتق َغريًة ‪ -‬حتاول أن تنافس هذه الربكة الرائعة يف احلسن وامجلال والهباء‪،‬‬
‫فتغلهبا يف لك ذكل‪ ،‬وهو تساؤل ُيقصد منه اإلشارة إىل شدة جامل هذه الربكة وروعهتا إىل ادلرجة اليت أصبح معها‬
‫هنر دجةل غيورًا مهنا يود أن يغلهبا يف مسابقة احلسن وامجلال فال جيد إىل ذكل سبيًال‪.‬‬
‫وينتقل الشاعر بعد تكل املقارانت امللهتبة بني هذه الربكة ومنافسهيا إىل مشهد املاء اخلارج مهنا وهو ينساب يف‬
‫صفاء وجامل‪ ،‬فيحشد أروع أساليب التشبيه والتجسيد إليصال هذا املشهد إىل املتلقي اذلي ينتظر شوقًا براعة‬
‫البحرتي يف دقة الوصف والمتثيل‪ ،‬ويقوم ألجل ذكل بتشبهيني من أروع تشبهيات األدب العريب وأدقها يف صفة‬
‫املاء املنساب من وسط هذه الربكة املتألقة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫وميهد الشاعر ذلكل الانتقال التصويري بتجسيٍد حيس ممتزي‪ ،‬فُيجِّس د هذا املاء املنصب وُيشِّخ صُه متخيًال أنه‬
‫مجموعة من الرجال شلَّك ت وفودًا مزتامحًة كثرية‪ ،‬متوهجًة إىل ماكن معني يف رسعٍة وجعٍةل وتدافٍع منتظٍم جعيب‪ ،‬فهذا‬
‫املشهد يشبه مشهدًا آخر وقر يف ذهن البحرتي وهو ينظر إىل هذا التدافع والانصباب العجيبني‪ ،‬إنه مشهد اخليل‬
‫ويه خترج مندفعًة مرسعًة بعد أن أطلقها من اكن يقيدها‪ ،‬وهو تشبيٌه يامتىه مع البيئة ويتسق متام الاتساق مع هذا‬
‫املشهد احلارض أمامه‪.‬‬
‫وال يكتفي البحرتي بوصف هذه الربكة العجيبة صباحًا‪ ،‬بل يتجاوز ذكل إىل الكشف عن مشهد مسايئ ممتزي‪ ،‬تتألق‬
‫معه هذه الربكة لتهبر األبصار وتأخذ مبجامع القلوب‪ ،‬ففي الليل حني تتناثر النجوم يف السامء تنعكس هذه األجرام‬
‫عىل صفحة املاء يف الربكة‪ ،‬فيتكون مشهٌد رائع‪ ،‬حىت لُي خَّيل إىل املشاهد أَّن السامء قد ُر ِّك بت فهيا‪ ،‬وهذا تصوير‬
‫بديع يويح ابلصفاء والنقاء اذلي يمتزي به ماء هذه الربكة‪.‬‬
‫إنه يحشد لها لغته الباهرة وأساليبه املتقنة إليصال صورهتا حيًة واحضًة إىل املتلقي اذلي ياكد يستحرض هذه‬
‫املشاهد الرائعة أمامه فيقف عىل أعتاب هذه الربكة الواسعة املرتامية األطراف اليت يكشف البحرتي عن مدى‬
‫اتساعها بعدم مقدرة السمك عىل بلوغ هنايهتا‪ ،‬مما جيعلها جامعًة بني العظمة وامجلال والروعة والصفاء‪.‬‬
‫تدريب‪:‬‬
‫اكتب نصا مؤثرا تصف فيه مدينتك ‪.‬‬
‫ب ــ إجراء التعليق ‪:‬‬
‫التعليق ‪:‬‬
‫من علق وهو الالكم املتعلق بالكم آخر‪ ،‬فهو قول عىل قول وللك قول صاحبه أو قول عىل حدث‪ .‬وهو وهجة‬
‫نظر أو رؤية يقدهما صاحهبا ليستمكل فكرة يف القول األول أو ليقدم اعرتاضا أو تصحيحا أو يبني ويرشح الغامض‬
‫‪.‬‬
‫والتعليق جماالته واسعة جدا ألنه قول مقتضب قصري ومركز ورسيع وموجز يؤدي وظيفة رسيعة يف الغالب‬
‫وأحياان يكون خمترصا يف لكمة واحدة فتقول عن احلادث ‪ :‬مؤمل ‪ .‬وتقول عن احملارضة ‪ :‬ممةل وعن‬
‫الرحةل ‪:‬ممتعة ‪...‬فعندما ُيسأل الرجل ‪ :‬مباذا ُتعلق ؟ فإمنا يطلب منه رأيه يف املسأةل أو احلادثة‪.‬‬
‫من أنواع التعليق ‪:‬‬
‫التعليق العلمي ‪ :‬لك الكم اكن موضوعه قضية علمية فهو تعليق علمي يبني وهجة نظر صاحبه ‪.‬وكذكل احلوارات‬
‫بني العلامء مثلام هو احلال يف امللتقيات العلمية مثال ‪.‬فإن العلامء يقدمون حمارضاهتم مث حيدث بعد احملارضات مايسمى‬
‫ابلنقاش وهو تعليقات يقدهما بعضهم عىل بعض ليرثي ويعمق األفاكر اليت وردت يف احملارضات زايدة يف الفهم‬
‫والنفع‬

‫‪5‬‬
‫التعليق الراييض ‪ :‬وهو يف الغالب قول شفوي يتبع الرايضة املعلق علهيا وإ ن أخص من يعرف ابمس املعلق مه اذلين‬
‫يتتبعون األحداث الرايضية ‪.‬ودلهيم قدرة كبرية عىل تتبع احلدث الراييض والتعليق عليه دون توقف ومن أشهرمه‬
‫املعلقون عىل مبارايت كرة القدم فاللك يعرفهم لتعلق الناس بكرة القدم ‪...‬‬
‫التعليق الصحفي‪" :‬رؤية أوهجة نظر القامئ ابإلعالم حنو واقعة اوحادثة او ظاهرة‪ ،‬يقدهما إىل القارئ (أو املسمتع و‬
‫املشاهد) بطريقة معينة ‪،‬وبأسلوب يرتبط يف الغالب ابلوسيةل املستخدمة ‪ ،‬وترتبط بذكل خصائصه وسامته‪،‬‬
‫فالتعليق الصحفي خيتلف عن التعليق التليفزيوين‪ ،‬والتعليق ابلصورة خيتلف عن التعليق ابلإ خراج أو الاكرياكتري‪،‬‬
‫والتعليق الصحفي ليس نوعا أو قالبا مستقال بذاته بل هو متضمن يف األنواع الصحفية األخرى اكملقال و العمود ‪.‬‬
‫ّفنيات التحرير‬
‫كيف ميكن أن حنرر خربا بطريقة فنية حمرتفة ؟‬
‫" اخلبــــر هو وصف موضوعي و دقيق يف لغة سهةل واحضة و عبارات قصرية للوقائع و التفاصيل و األسباب و‬
‫النتاجئ املتاحة حلدث حايل أو رأي أو موقف جديد الفت للنظر أو فكرة أو قضية أو نشاط هام متصل ابجملمتع احمليل‬
‫و أفراده أو ابجملمتعات األخرى و أفرادها ‪.‬‬
‫اخلبـــر الصحفـــــي " هو تلخيص أو تكثيف حلادثة معينة يراد الالكم عهنا و إيصالها إىل الناس ‪.‬‬
‫قوالب صياغة اخلرب‪:‬‬
‫لصياغة اخلرب الصحفّي حىت اآلن قوالب ثالثة أو أربعة‪ ،‬يه‪:‬‬
‫أواًل ‪ :‬قالب الرسد الصحفّي ‪.‬‬
‫اثنًيا‪ :‬قالب احلديث املنقول‪.‬‬
‫اثلًثا‪ :‬قالب القصة اإلخبارية‪.‬‬
‫رابًع ا‪ :‬القالب غري الفّين ‪.‬‬
‫أنواع اخلرب ‪:‬‬
‫اخلبـــر الصحفي ‪:‬‬
‫هو تقرير عن حدث مل يكن معروفا عند الناس من قبل ‪ ،‬مجع بدقة من مصادر موثوق بصحهتا عىل أن يقوم بكتابته‬
‫حمررون متخصصون يف العمل الصحفي‪ .‬فهو تقرير يصف بدقة و موضوعية حادثة أو واقعة أو فكرة حصيحة متس‬
‫مصاحل أكرب عدد ممكن من القراء ‪.‬‬
‫اخلبـر اإلذاعـي‬
‫يتحمت عىل اكتب اخلرب أن يكتبه بعبارات سهةل خالية من أي ألفاظ معقدة و ميتاز جبمل قصرية يك ال ميهل السامع ‪.‬‬
‫اخلبـر التلفزيونــي ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫يعمتد هنا اخلرب يف األ ساس عىل الصورة اليت ترافقه ‪ ،‬حىت لو اكن صورة ساكنة و مىت ما فقد هذه اخلاصية يكون‬
‫خربا إذاعيا‬
‫اخلرب الرمقي ‪ :‬وهو ما يبث عرب وسائل التواصل الرسيعة من فيسبوك وتويرت وواتساب وغريها ‪..‬‬
‫خصائص الخرب الصحفي ‪.‬‬
‫‪ .1‬احلــداثة ‪:‬معىن أن اخلرب جيب أن يكون حديثا و ال ميوت مع مرور الساعات و يصبح متداوال مع ذكل ‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلثـارة ‪:‬حيامن نتلكم عن اإلاثرة جيب أن نضع يف احلسبان خصوصياتنا الثقافية و مرجعياتنا اإلعالمية و إال‬
‫أصبحت الصحافة ليس لها بعد رسايل ‪.‬فاإلاثرة معناها اخلرب اذلي يشد السامع ويلفت الانتباه ألمهيته ‪.‬‬

‫‪ .3‬األمهيــة ‪:‬ففي مجيع احلاالت عىل اخلرب أن حيمل أمهية حيتاهجا اجملمتع‬
‫‪ .4‬ادلقـة و املوضوعيــة ‪:‬اخلرب الصحفي جيب أن يكون دقيقا و موضوعيا ‪ ،‬ادلقة يف تقدمي املعلومات و املوضوعية‬
‫يف معاجلهتا ‪ ،‬ذلكل يقال أن "اخلرب مقدس و التعليق حر "‪.‬‬
‫‪ 5‬قـوة املصـدر ‪:‬هو معيار الثقة بني الصحفي و مجهوره ذلكل عىل الصحفي أن يتجنب قدر املستطاع املصادر‬
‫الاكذبة املضلةل ‪.‬‬
‫إضافة إىل هذه املواصفات عىل اخلرب أن جييب عىل األسئةل السبعة التالية‪ :‬من ؟ مىت ؟ ماذا ؟ أين ؟ ملاذا ؟ كيف‬
‫؟ و مك ؟‪ .‬فاحملرر الصحفّي إبزاء األسئةل التقليدية املعروفة‪ ,‬يؤدي برسعة كبريٍة ولباقٍة ظاهرٍة معلني يف وقت مًع ا‪:‬‬
‫أوهلام‪ :‬املفاضةل الرسيعة بني اإلجاابت‪.‬‬
‫اثنهيام‪ :‬إعامل اذلوق الصحفّي يف هذه املفاضةل‪.‬‬
‫عنوان اخلرب‪:‬‬
‫للخرب يف أية صيغة من صيغه‪ ،‬أو قالب من قوالبه‪ ،‬عنوان يعرف به‪ ،‬ويدل عليه‪ ،‬وكتابة العنوان حباجة إىل همارة‬
‫فنيٍة ‪ ،‬ميكن احلصول علهيا ابملامرسة وطول التجربة‪.‬‬
‫قواعد كتابة اخلرب اإلذاعي و التلفزيوين ‪:‬‬
‫هناك تشابه كبري بني اخلرب اإلذاعي و اخلرب التلفزيوين ذكل أن اإلذاعة قد سبقت الشاشة يف تقدمي األخبار حبوايل‬
‫عقدين من الزمن و استطاعت أن تؤسس تقاليدها و ممارساهتا الصحفية و تطور لها أسلواب ممزيا عن أسلوب‬
‫اجلريدة ‪ ...‬و حني ظهر التلفزيون أفاد كثريا من الفن اإلذاعي اذلي يشرتك معه يف خماطبة األذن ‪ ...‬و هنا تستطيع‬
‫القول أن اخلرب التلفزيوين يعمتد كثريا عىل قواعد كتابة األخبار اإلذاعية مع األخذ بنظر احلسبان وظيفة الصورة و‬
‫ماكنهتا العظمية يف النرشة اإلخبارية و إبراز قواعد كتابة األخبار اإلذاعية مهنا‪:‬‬
‫‪ 1‬امجلل قصرية وبسيطة‪.‬‬
‫‪ 2‬يذكر الفاعل مع فعهل سوية إذا أمكن‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ 3‬عدم استخدام امجلل املعقدة و اللكامت النادرة‪.‬‬
‫‪ 4‬يف اخلرب اإلذاعي اللكامت كتبت ليك تقرأ و ذلكل البد أن تكون سهةل النطق‪.‬‬
‫أما اخلرب التلفزيوين فشأنه شأن خرب الإذاعة فهو مل يكتب ليك ميكن اخزتاهل من الهناية أو من أي نقطة أخرى بل إنه‬
‫وحدة مامتسكة و بناء معلوم متجانس األجزاء هل مقدمة و منت و خامتة و إذا حذف أي جزء منه يصبح ال معىن هل‬
‫متاما‪ ...‬ووجود الصورة إىل جانب الالكم املوجز اذلي يرافقها قد جعل اكتب اخلرب التلفزيوين يتوىخ اإلجياز بأقىص‬
‫درجاته و لكن هذا اإلجياز جيب أن يكون وافيا و هذا يعين أن عىل اكتب اخلرب التلفزيوين أن يدع الصورة تصف‬
‫احلدث مجلهور املشاهدين ‪ ...‬و هذا يعين أن خصائص اخلرب اإلذاعي يه ذاهتا خصائص اخلرب التلفزيوين اذلي كتب‬
‫للمشاهدين و ليس للمسمتعني فقط حيث تؤدي الصورة هممة كبرية يف إيضاح الفكرة األساسية للموضوع ‪.‬‬
‫تدريب ‪ :‬اكتب خربا حصفيا من الواقع الراهن ‪ ،‬واجعل هل عنواان ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المحاضرة السادسة ‪:‬إجراء السرد ‪.‬‬

‫مفهوم الرسد للرسد‪ ،‬يف معناه البسيط‪ ،‬كام جاء يف لسان العرب‪ ،‬مفاهمي خمتلفة‪ ،‬تنطلق من أصهل اللغوي‪ ،‬اذلي‬
‫يعين ‪ -‬مثًال ‪ -‬التتابع يف احلديث‪ ،‬يقال رسد احلديث وحنوه‪ ،‬يرسده رسدًا‪ ،‬إذا اتبعه‪ ،‬لغة‪ :‬الرسد‪ :‬تتابع اليشء‪ ،‬أكنه‬
‫أراد يف ادلروع تتابع احللق يف النسج‪ .‬ذلكل قيل يف األشهر احلرم‪ :‬ثالثٌة رسٌد‪ ،‬وواحٌد فرٌد‪ .‬وقال اخلليل‪ :‬الرسد‪:‬‬
‫اٌمس جامٌع لدلروع وما أشهبها من معل احللق‪ ،‬ألنه يرسد فيثقب طرفًا لك حلقٍة ابملسامر‪ ،‬ويف القرآن‪ " :‬وقدر يف‬
‫الرسد "‪ ،‬أي اجعل املسامري عىل قدر خروق احللق‪ ،‬ال يغلظ املسامر فيتخرق‪ ،‬أو يدق فيقلق‪.‬‬
‫الرسُد‪ :‬أن جتْي به ِو الًء يف َنَس ٍق واحد‪ .‬وأصل ذكل من ْرس ِد اِّدل رِع‪ ،‬وهو أن ْحُت مِك ها وجتعل نظام َح َلِقها ِو الًء غري‬
‫ُم ختلف‪ .‬وقال لبيد‪:‬‬
‫َص َنَع اَحلِد يُد حماِف ظًا َأَرْس اَده ‪ِ ...‬ليناَل ُط وَل الَع ْيِش َغَرْي َم ُر وم‬
‫اصطالحا‪ :‬الرسد‪:‬تتابع األحداث ‪ ،‬هو قص األحداث متتابعة ‪.‬وهو نقل وقائع حادثة أو مجموعة من احلوادث‬
‫بأسلوب مشوق ‪ ،‬وقد تكون واقعية من مصمي الواقع أو خيالية من اخرتاع خميةل القاص ‪ ،‬متصةل مبصري خشصية أو‬
‫أكرث يف إطار زماين وماكين حمدد‪.‬‬
‫ويقابل الرسد‪ ،‬يف املنجز النقدي الغريب‪ ،‬لكمة ‪ narratology‬اليت جذرها ‪ narrate‬مبعىن َرس د‪ ،‬وقَّص ‪ ،‬وروى‪،‬‬
‫لكن مصطلح ‪ narrative‬وهو صفة‪ُ ،‬يرتمج إىل اَملروي‪ ،‬أو احمليك‪ ،‬وعندما نطلب من اجلَّدة‪ ،‬أن ترسد لنا حاكية‪،‬‬
‫فإهنا تستخدم هماراهتا يف القص‪ ،‬وبناء عىل ذكل‪ ،‬ترسد لنا احلاكية‪ ،‬من مبدهئا إىل منهتاها‪ُ ،‬تشوقنا اترة‪ ،‬وختربان‬
‫حبوار الشخصيات اترة أخرى‪ ،‬وعن املاكن اذلي توجد به هذه الشخصيات‪ ،‬وما إىل ذكل ‪ . .‬لك ذكل ترسده‬
‫اجلدة ‪ . .‬وابلتايل خيتلف الرسد‪ ،‬من جدة إىل أخرى‪ ،‬إال أن مصطلح الرسد احلديث‪ ،‬حنا منايح كونية شامةل‪،‬‬
‫فاألمر تعلق مبفهوم مغاير متامًا للمفهوم الرسدي القدمي املتواضع‪ ،‬فالرسد‪ ،‬مكصطلح نقدي حديث‪ ،‬هو كام يقول د ‪.‬‬
‫عز ادلين إسامعيل‪ ،‬يف كتابه األدب وفنونه‪ ،‬إنه نقل احلادثة من صورهتا الواقعية إىل صورهتا اللغوية ‪.‬‬
‫اآللية ‪ :‬الرسد فن أديب عال ال يستطيعه إال من أويت زادا وملكة ؛امللكة تنبت عنده تكل املوهبة اليت حتبب‬
‫للصاحب الرسد أن يبين األحداث وينظمها مث يبهثا للناس يف نسق مجيل يشد إليه انتباه املتلقني فال ميهل‬
‫‪9‬‬
‫السامعون ‪ ،‬وأما الزاد فهو الرثوة اليت تغذي َقّص ه؛ فإنه ال رسد دون املرسود‪ ،‬وإ ال سيظل يعيد ما قصه عىل‬
‫الناس‪ ،‬فالقاص البد هل من اسمترارية األخذ ليتجدد عنده العطاء ويكون ذكل ابالطالع والقراءة ومصاحبة الكبار‬
‫ذوي اخلربات اجليدة ‪.‬‬

‫بناء الرسد‪.‬‬
‫البد أن نعمل أوال أنه دلينا ثالثة مقومات لعملية الرسد‬
‫أوال احلدث القبيل‪ :‬اذلي سيكون مادة الرسد ‪ ،‬قد يكون واقعيا وقد يكون جمرد فكرة خيالية سبح فهيا املبدع‬
‫وأراد أن يشعهبا ليبين هبا معهل القصيص طال أو قرص ‪.‬‬
‫اثنيا السارد أو الناجس ‪:‬اذلي سوف يقوم إبعادة ترتيب احلدث يف املكون ادلاخيل هل لينتج لنا يف األخري الرسد ‪.‬‬
‫اثلثا النص ‪ :‬وهو المثرة والناجت ومن خالهل نتعرف عىل تتابع األحداث وعىل لك مكوانت الرسد ونستخلص قدرة‬
‫السارد الفنية عىل حسن النسج والصياغة وعىل لك ما يلزمنا معرفته ‪ ،‬فالنص هو منهتى الغاية ‪.‬‬
‫خصائص السرد ‪:‬‬
‫جيب أن نعمل دامئا أن الرسد امس جامع لعمل القصاص فلك ما يمتزي به القص يمتزي به الرسد فالقصة تقوم عىل عنلرص‬
‫أساسية ويه الشخصيات واألحداث واملاكن والزمان واحلوار والعقدة وحلولها مث احلبكة الفنية اليت يصاغ هبا لك‬
‫ذكل يف بناء حممك بلغة راقية وأسلوب جذاب‬
‫و من خصائص السرد ‪:‬‬
‫ــ الشخصيات ‪ :‬ال خيلو رسد من الشخصية وعادة ما تكون هناك واحدة مركزية تسمى البطل وخشصيات اثنوية‬
‫تتناىم هبا األحداث ‪.‬‬
‫‪-‬الاطار املاكين وقد يكون متعددا ترمسه األحداث‬
‫ــــ اإلطار الزماين ‪ :‬ويشمل اترخي وقوع األحداث ويكون اثبتا أو متقطعا عىل فرتات زمنية متالحقة أو منفصةل ‪.‬‬
‫الرصاع ‪ :‬عنرص أسايس خيلق فضاء زمانيا مضافا إىل الرسد‬
‫احلوار ‪ :‬وهو العنرص اذلي يضفي عىل الرسد احلياة واتصال الشخصيات بعضها ببعض وبه ختزتل مراحل الرسد‬
‫ــ عنرص التشويق النابع من حبك األحداث ‪ ،‬واذلي يشد القارئ إىل متابعة القصة ‪ ،‬مبا يثريه يف النفس من متعة‬
‫وذلة ‪.‬‬
‫ــ اختفاء ذات القصاص وراء خشصيات القصة ‪ ،‬فال يتدخل ‪ ،‬وال يبدي رأيه ‪ ،‬بل يرتكهم ينطقون أكهنم يف واقع‬
‫حياهتم اليومية‬
‫‪10‬‬
‫ــ ادلقة يف تصوير معامل البيئة و األشخاص والكشف عام جيول يف اخلواطر والانفعاالت‬
‫ــ التدرج يف عرض احلادثة ‪ ،‬بدءا من الوضع األوّيل ‪ ،‬ومرورا ابحلدث املبِّد ل إىل تتابع األحداث بشلك‬
‫متسلسل ‪ ،‬ومنطقي ‪ ،‬إىل احلبكة فاحلل ‪ ،‬فالوضع الهنايئ ‪.‬‬
‫مؤرشات العمل الرسدي ‪:‬‬
‫المنط الرسدي هو الطريقة التقنية املعمتدة يف إعداد وإ خراج النص القصيص والروايئ ‪.‬ومؤرشاته يه‪:‬‬
‫ــ استعامل األفعال املاضية لبث احلركة واحلياة واألفعال املضارعة املسبوقة ابلفعل الناقص (اكن) لوصف حاالت‬
‫مسمترة يف الزمن املايض ‪.‬‬
‫ــ استخدام ضامئر الغائب‬
‫ــ التحمك يف أدوات الربط اليت تؤدي املهمة بدقة وتساعد عىل تسلسل األحداث بطريقة مشوقة ‪ ،‬وحتفز عىل‬
‫متابعة قراءة النص ‪ ،‬ومهنا العطف واملفاجأة والاستدراك ‪...‬‬
‫ــ التحمك يف آلية احلوار حبيث ال خيرج عن املقصود فهو ليس غاية يف ذاته وإ منا هو وسيةل لترسيع مراحل الرسد ‪.‬‬
‫وذلكل وجب أن يكون عىل قدر احلاجة وال يزيد‬
‫‪.‬‬
‫كيف تمني قدراتك لكتابة قصة ؟‬
‫إن الكتابة فن النخبة ‪ ،‬ولكهنا ليست معال مستحيال ‪.‬فإذا كنت أهيا الطالب ممن يرغب يف الكتابة مفا‬
‫عليك إال البدء ‪.‬ولن يكون إال بولوج عامل القراءة؛ ألهنا وقود الكتابة ‪ .‬عليك بقراءة النصوص اجليدة اليت تفتح‬
‫القرحية ومتأل الوجدان وتغذي الروح وترثي الزاد اللغوي ‪.‬وإ ن أعىل منوذج نتغذى به هو القصص القرآين ؛ فإن‬
‫قصة يوسف منوذج اكمل للقصة وبعد القراءة ختري من القصص اليت قرأهتا قصة شدت انتباهك وأخذت بلبك‬
‫فأعد قراءهتا مث ضعها جانبا وحاول أن تعيد صياغهتا دون حفظها ‪،‬أعدها بأسلوبك وبلغتك واعرض ما كتبته عىل‬
‫من ترى فهيم األهلية ‪،‬لتقومي ما كتبت ‪.‬وأعد التجربة مرات عديدة ‪.‬مث ابدأ بكتابة قصص قصرية ‪ .،‬تتوفر فهيا‬
‫الرشوط الالزمة لرتىق إىل مستوى العمل الفين اذلي خُي وُلها معال إبداعيا يستحق أن ُيذاع وينرش ‪.‬فال يكون ما‬
‫كتبته جمرد أخبارمتوالية ال جيمعها جامع ‪.‬‬
‫إن الكتابة احرتاف وهمارة وال تتأىت إال بكرثة الغوص يف القراءة وكرثة حماوالت الكتابة حىت تصقل‬
‫املوهبة وتنتظم عىل خط سلمي ‪.‬‬
‫تدريب‪:‬‬
‫اخرت قصة من قصص القرآن ‪،‬مث اكتهبا بأسلوبك ؟‬

‫‪11‬‬
‫المحاضرة السابعة ‪ :‬إجراء التلخيص‬

‫التلخيص هو بناء نص عىل نص وهو إعادة كتابة النص ابلتخيل عن األفاكر اجلانبية والرتكزي عىل األفاكر األساسية ‪.‬‬
‫إن تلخيص النص جيعلنا أمام نصني واكتبني؛ الاكتب األول صاحب النص األصيل‪ ،‬والاكتب الثاين اذلي ساق النص‬
‫بطريقة خمترصة معمتدا عىل همارته اللغوية وعىل أسلوبه‪ .‬فإذا جعلنا النصني إىل جوار بعضهام وجدانهام خمتلفني من‬
‫انحية الشلك ولكهنام حيمالن الفكرة األساسية نفسها‪.‬‬
‫إن تلخيص النص همارة عالية حيتاج صاحهبا إىل الفهم اجليد للنص األصيل ليتضح املهم واألمه ‪ ،‬والتلخيص يعيد‬
‫صياغة األفاكر األمه‪ .‬ذلكل فامللخص يتخىل عن األفاكر اجلزئية اليت ترشح وتفرس‪ ،‬ويتخىل عن األوصاف ادلقيقة‬
‫ويتخىل أيضا عن املقدمات واخلواتمي‪ .‬وابلتايل فالنص املَلخص نص مبين عىل نص وهو موجز خال من املقدمة‬
‫واخلامتة والرشوح واألدةل والرباهني والشواهد ‪.‬‬
‫إنه ميثل زبدة النص حيث يرتك اخمللص لك األفاكر اجلزئية اجلانبية ‪.‬‬
‫مقارنة بني النصني‬
‫النص اُملَلخص‬ ‫النص األ صيل‬
‫ــ هل اكتب آخر‬ ‫ــ هل اكتبه‬
‫ــ قصري‬ ‫ــ طويل‬
‫ـــ أفاكره واحضة موجزة‬ ‫ــ أفاكره واحضة ومتشعبة‬
‫ــ حيتوي عىل أدةل وبراهني وشواهد ــ ال أدةل ال براهني ال شواهد‬
‫ــ ليست هل ال مفدمة وال خامتة‬ ‫ــ هل مقدمة وخامتة‬
‫تدريب ‪ :‬خلص النص ‪.‬‬
‫البيان‬
‫ال وجود للمقاةل البيانية إال يف املعاين اليت اشمتلت علهيا يقميها الاكتب عىل حدود ويديرها عىل طريقة‪ ،‬مصيًبا‬
‫بألفاظه مواقع الشعور‪ ،‬مثًري ا هبا ماكمن اخليال‪ ،‬آخًذ ا بوزن اتراًك بوزن لتأخذ النفس كام يشاء وترتك‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ونقل حقائق ادلنيا نقاًل حصيًح ا إىل الكتابة أو الشعر‪ ,‬هو انزتاعها من احلياة يف أسلوب وإ ظهارها للحياة يف أسلوب‬
‫آخر يكون أوىف وأدق وأمجل‪ ،‬لوضعه لك يشء يف خاص معناه وكشفه حقائق ادلنيا كشفة حتت ظاهرها امللتبس‪.‬‬
‫وتكل يه الصناعة الفنية الاكمةل؛ تستدرك النقص فتمته‪ ،‬وتتناول الرس فتعلنه‪ ،‬وتلمس املقيد فتطلقه‪ ،‬وتأخذ املطلق‬
‫فتحده‪ ،‬وتكشف امجلال فتظهره‪ ،‬وترفع احلياة درجة يف املعىن وجتعل الالكم أكنه وجد لنفسه عقاًل يعيش به‪.‬‬
‫فالاكتب احلق ال يكتب ليكتب؛ ولكنه أداة يف يد القوة املصورة لهذا الوجود‪ُ ،‬تصِّو ر به شيًئا من أعاملها فًّنا من‬
‫التصوير‪ .‬احلمكة الغامضة تريده عىل التفسري‪ ،‬تفسري احلقيقة؛ واخلطأ الظاهر يريده عىل التبيني‪ ،‬تبيني الصواب؛‬
‫والفوىض املاجئة تسأهل اإلقرار‪ ,‬إقرار التناسب؛ وما وراء احلياة‪ ،‬يتخذ من فكره صةل ابحلياة؛ وادلنيا لكها تنتقل فيه‬
‫مرحةل نفسية لتعلو به أو تزنل‪ .‬ومن ذكل ال خيلق امللهم أبًد ا إال وفيه أعصابه الكهرابئية‪ ،‬وهل يف قلبه الرقيق مواضع‬
‫هميأة لالحرتاق تنفذ إلهيا األشعة الروحانية‪ ,‬وتتساقط مهنا ابملعاين‪.‬‬
‫وإ ذا اختري الاكتب لرساةل ما‪ ،‬شعر بقوة تفرض نفسها عليه؛ مهنا سناد رأيه‪ ،‬ومهنا إقامة برهانه‪ ،‬ومهنا جامل ما يأيت‬
‫به‪ ،‬فيكون إنسااًن ألعامهل وأعاملها مجيًع ا‪ ،‬هل بنفسه وجود ودل هبا وجود آخر؛ ومن مث يصبح عاًملا بعنارصه للخري أو‬
‫الرش كام يوجه؛ وُيلَقى فيه مثل الرس اذلي يلقى يف الشجرة إلخراج مثرها بعمل طبيعي ُيَر ى سهاًل لك السهل حني‬
‫يمت‪ ،‬ولكنه صعب أي صعب حني يبدأ‪.‬‬
‫هذه القوة اليت جتعل اللفظة املفردة يف ذهنه معىن اتما‪ ،‬وحتول امجلةل الصغرية‬
‫إىل قصة‪ ،‬وتنهتي ابللمحة الرسيعة إىل كشف عن حقيقة‪ ،‬ويه خترجه من حمك أشياء ليحمك علهيا‪ ،‬وتدخهل يف حمك‬
‫أشياء غريها لتحمك عليه؛ ويه يه اليت متزي طريقته وأسلوبه؛ وكام ُخلق الكون من اإلشعاع تضع اإلشعاع يف بيانه‪.‬‬
‫وال بد من البيان يف الطبائع امللهمة ليتسع به الترصف‪ ،‬إذ احلقائق أمسى وأدق من أن تعرف بيقني احلاسة أو‬
‫تنحرص يف إدراكها‪ .‬فلو ُح َّدت احلقيقة ملا بقيت حقيقة‪ ،‬ولو تلبس املالئكة هبذا اللحم وادلم أبطل أن يكونوا مالئكة؛‬
‫ومن مث فكرثة الصور البيانية امجليةل‪ ،‬للحقيقة امجليةل‪ ،‬يه لك ما ميكن أو يتسىن من طريقة تعريفها لإل نسانية‪.‬‬
‫وأي بيان يف خرضة الربيع عند احليوان من آلك العشب‪ ،‬إال بيان الصورة الواحدة يف معدته؟ غري أن صور الربيع‬
‫يف البيان اإلنساين عىل اختالف األرض واألمم‪ ،‬تاكد تكون بعدد أزهاره‪ ،‬وياكد الندى ُيَنرِّض ها حسًنا كام ينرضه‪.‬‬
‫ولهذا ستبقى لك حقيقة من احلقائق الكربى ‪-‬اكإلميان‪ ,‬وامجلال‪ ،‬واحلب‪ ،‬واخلري‪ ,‬واحلق‪ -‬ستبقى حمتاجة يف لك عرص‬
‫إىل كتابة جديدة من أذهان جديدة‪.‬‬
‫ويف الكَّتاب الفضالء ابحثون مفكرون تأيت ألفاظهم ومعانهيم فًّنا عقلًّيا غايته حصة األداء وسالمة النسق‪ ،‬فيكون‬
‫البيان يف الكهمم عىل ندرة كوخز اخلرضة يف الشجرة اليابسة هنا وهنا‪ .‬ولكن الفن البياين يرتفع عىل ذكل بأن غايته‬
‫قوة األداء مع الصحة‪ ،‬ومسو التعبري مع ادلقة‪ ،‬وإ بداع الصورة زائًد ا جامل الصورة‪ .‬أولئك يف الكتابة اكلطري هل جناح‬
‫جيري به وَيِد ّف وال يطري‪ ،‬وهؤالء اكلطري اآلخر هل جناح يطري به وجيري‪ .‬ولو كتب الفريقان يف معىن واحد‬

‫‪13‬‬
‫لرأيت املنطق يف أحد األسلوبني وأكنه يقول‪ :‬أان هنا يف معاٍن وألفاظ؛ وترى اإللهام يف األسلوب اآلخر يطالعك أنه‬
‫هنا يف جالل وجامل‪ ,‬ويف صور وألوان‪.‬‬
‫ودورة العبارة الفنية يف نفس الاكتب البياين دورة خلق وتركيب‪ ،‬خترج هبا األلفاظ أكرب مما يه‪ ،‬أكهنا شّبت يف‬
‫نفسه شبااًب ؛ وأقوى مما يه‪ ،‬أكمنا كسبت من روحه قوة؛ وأدل مما يه‪ ،‬أكمنا زاد فهيا بصناعته زايدة‪ .‬فالاكتب العلمي‬
‫متر اللغة منه يف ذاكرة وخترج كام دخلت علهيا طابع واضعهيا؛ ولكهنا من الاكتب البياين متر يف مصنع وخترج علهيا‬
‫طابعه هو‪ .‬أولئك أزاحوا اللغة عن مرتبة سامية‪ ،‬وهؤالء علوا هبا إىل أمسى مراتهبا؛ وأنت مع األولني ابلفكر‪ ،‬وال‬
‫يشء إال الفكر والنظر واحلمك؛ غري أنك مع ذي احلاسة البيانية ال تكون إال مبجموع ما فيك من قوة الفكر واخليال‬
‫واإلحساس والعاطفة والرأي‪.‬‬
‫وللكتابة التامة املفيدة مثل الوهجني يف خلق الناس‪ :‬ففي لك الوجوه تركيب اتم تقوم به منفعة احلياة‪ ،‬ولكن الوجه‬
‫املنفرد جيمع إىل متام اخللق جامل اخللق‪ ،‬ويزيد عىل منفعة احلياة ذلة احلياة‪ ،‬وهو ذلكل وبذكل‪ُ ،‬يَر ى ويؤّثر ويعَش ق‪.‬‬
‫ورمبا عابوا السمو األديب بأنه قليل‪ ،‬ولكن اخلري كذكل؛ وبأنه خمالف‪ ،‬ولكن احلق كذكل؛ وبأنه حمري‪ ،‬ولكن احلسن‬
‫كذكل‪ ،‬وبأنه كثري التاكليف‪ ،‬ولكن احلرية كذكل‪.‬‬
‫إن مل يكن البحر فال تنتظر اللؤلؤ‪ ،‬وإ ن مل يكن النجم فال تنتظر الشعاع‪ ،‬وإ ن مل تكن جشرة الورد فال تنتظر الورد‪،‬‬
‫وإ ن مل يكن الاكتب البياين فال تنتظر األدب‪.‬‬
‫مصطفى صادق الرافعي ‪ ،‬ويح القمل ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المحاضرة الثامنة ‪ :‬إجراء التقليص‬

‫التقليص ‪ :‬هو بناء نص من نص ابحلذف ‪ ،‬فيكون النص األول أطول والثاين أقرص ألنه حذفت منه فقرات ومجل ‪.‬‬
‫واملقلص ال يتدخل يف بنية النص اللغوية فهو ال يغري لغة النص واليبدل ألفاظه ولكنه فقط حيذف ما ميكن‬
‫الاستغناء عنه ‪.‬وذلكل فالتقليص اليشبه التلخيص ألن التقليص يظهر فيه اكتب واحد وأسلوب واحد ولغة واحدة‬
‫ال ختتلف يف النصني ‪.‬‬
‫حيتاج املقلص إىل همارة دقيقة لتقليص النص بداية ابلفهم العميق ألفاكر النص ومن مث ميكن تتبع فقرات النص‬
‫لإل بقاء عىل الفقرات املؤسسة لأل فاكر األساسية وتتبع الفقرات وامجلل اليت ال يفسد النص حبذفها ‪.‬‬
‫يكون التقليص سهال يف القصيد مفثال نستطيع يف النشيد الوطين أن نكتفي مبقطع أو مقطعني ويكون سهال يف‬
‫الشعر اذلي يعمتد عىل الوحدة املوضوعية للبيت اكلشعر اجلاهيل فإننا نستغين عن األبيات بسهوةل ويرس ونتتبع‬
‫املعاين فقط اليت نريدها ‪.‬‬
‫ويصعب التقليص يف النصوص النرثية اكخلطابة والرسائل مثال ‪ ،‬فإن األمر حيتاج إىل فهم وروية حىت ُيعمل اذلي‬
‫حيذف من اذلي ال ُيمس ‪.‬‬
‫تدريب ‪ :‬قلص النص (رساةل معر بن اخلطاب إىل أىب موىس األشعري عندما واله القضاء‬
‫من عبد هللا معر أمري املؤمنني ‪ .................‬إىل أيب موىس األشعري‬
‫السالم عليمك ورمحة هللا وبراكته‬
‫أما بعد فإ َّن القضاء َفريضٌة حممكة وُس ّنة مّتبعة‬
‫فافَهْم إذا ُأْد َيِل إليك فإنه ال ينفع تُّلكٌم حبّق ال نفاَذ هل‬
‫آِس بني الناس يف جملسك وَو هجك َح ىَّت ال يطَم َع رشيٌف يف َح ْيفك وال خَي اَف ضعيٌف من َج ورك‬
‫البِّينُة عىل من اَّدعى والميُني عىل من َأنَكر والُّص ْلُح جائٌز بني املسلمَني إال صلحًا َح َّر م حالًال أو أحَّل حرامًا‬
‫وال مينعَّنك قضاٌء قضيَته ابألمس فراجعَت فيه نفَس ك وُه ِد يت فيه لُر ْش دك أن َترِج َع عنه إىل احلِّق‬
‫فإ َّن احلق قدٌمي ومراجعُة احلق خٌري من الَّتامِد ي يف الباطل‬
‫‪15‬‬
‫الَفهَم الفهَم عندما يتلجلج يف صدرك ّمما مل يبلْغك يف كتاب اهَّلل وال يف سَّنة النّيب صىل هللا عليه وسمل‬
‫اعرف األمثاَل واألشباه وِق ِس األموَر عند ذكل مث اِمع د إىل أحهِّب ا إىل اهَّلل وأشهَب ها ابحلّق فامي ترى‬
‫واجعْل للمَّد ِع ي حّقًا غائبًا أو بّينة أمدًا ينهتي إليه‬
‫فإن أحرَض بّيَنته أخذت هل حبّقه وإ ّال وهّج َت عليه القضاًء فإ ّن ذكل أْنفَى للشّك وأجىل للَع َم ى وأبلُغ يف الُع ذر‬
‫املسلمون ُعدوٌل بعُض هم عىل بعض إال جملودًا يف حٍّد أو جمَّر ًاب عليه شهادُة زوٍر أو ظنينًا يف َو الٍء أو قرابة فإ ّن اهَّلل قد‬
‫توىّل منمك الرسائر وَد رَأ عنمك ابلشهبات‬
‫ّمث إايك والقلَق والّض جر والتنُّكَر للخصَو م يف مواطن احلّق اليت ُيوجب اُهَّلل هبا األجر وْحُي ِس ن هبا اُّذل خر‬
‫فإّنه من خُي ِلْص نّيَته فامي بينه وبني اهَّلل تبارك وتعاىل ولو عىل نفسه َيْكِفِه اهَّلل ما بيَنه وبني الناس‬
‫وَم ن َتزَّيَن للناس مبا يعمل اهَّلل منه خالَف ذكل هَتَك اهَلل ِس رْت ه وأبدى فعهل مفا ظُّنك بثواب غري اهَّلل يف عاجل رزقه‬
‫وخزائن رمحته‪ ......‬والســــالم عــلـيـك‬

‫‪16‬‬

You might also like