You are on page 1of 5

‫مدخل التزكية‬

‫‪/1‬التعريف‬
‫القرآن لغة‪ :‬مصدر على وزن "فعالن" بالضم كالغفران والشكران‪ ،‬تقول قرأته قرءا وقرآنا‪ ،‬وقرأ تأتي بمعنى‬
‫الجمع والضم‪ ،‬والقراءة‪ :‬ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل‪ ،‬والقرآن في األصل كالقراءة قال‬
‫هللا تعالى‪ ":‬إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه"(القيامة‪ )18/17‬أي قراءته‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬فالقرآن هو كالم هللا المنزل على رسوله محمد » بواسطة جبريل عليه السالم المتعبد بتالوته‬
‫المنقول إلينا بالتواتر المنزه عن التبديل والتحريف المدون بين دفتي المصحف المبدوء بسورة الفاتحة المختوم‬
‫بسورة الناس"‬
‫‪/2‬وقد سماه هللا بأسماء كثيرة منها‪:‬‬
‫*القرآن‪ :‬قال هللا تعالى‪“ :‬إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" (اإلسراء‪.)9‬‬
‫* الكتاب‪ :‬قال هللا تعالى‪“ :‬لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم “ (األنبياء ‪) 10‬‬
‫*الفرقان‪ :‬قال هللا تعالى‪" :‬تبارك الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا" (الفرقان ‪)1‬‬
‫* الذكر‪ :‬قال هللا تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون “(الحجر ‪. ) 9‬‬
‫* التنزيل‪ :‬قال هللا تعالى‪":‬وإنه لتنزيل رب العالمين " (الشعراء‪... )192‬‬
‫ووصفه بأوصاف كثيرة منها‪ :‬نور‪ ،‬هدى‪ ،‬شفاء‪ ،‬رحمة‪ ،‬موعظة‪ ،‬مبارك‪ ،‬مبين‪ ،‬بشرى‪ ،‬مجيد‪ ،‬بشير‬
‫ونذير‪...‬‬
‫‪/3‬ومن خصائصه أنه‪:‬‬
‫*كالم هللا‪ :‬فالقرآن كله من عند هللا غير مشوب بأوهام البشر وال بأهوائهم وانحرافاتهم‪ ،‬وليس لجبريل منه إال‬
‫النقل‪ ،‬وال لمحمد» منه إال التلقي والحفظ ثم التبليغ والبيان‪.‬‬
‫قال تعالى‪":‬وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح األمين على قلبك لتكون من المذرين بلسان عربي مبين "‬
‫الشعراء‪192‬ـ‪.195‬‬
‫*التيسير‪ :‬يسر هللا تالوته‪ ،‬وفهمه والعمل به لمن أراد‪ "،‬ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"‬
‫* اإلعجاز‪ :‬القرآن كتاب معجز ببالغته‪ ،‬معجز لما تضمنه من العلوم المختلفة والحكم البليغة‪ ،‬معجز بتشريعه‬
‫وصيانته لحقوق اإلنسان‪...‬‬
‫*الخلود‪ :‬فهو ليس كتاب جيل أو عصر بل هو الكتاب الخاتم للرسالة الخاتمة‪...‬‬
‫* الشمول‪ :‬القرآن دستور شامل جمع أصول التشريع اإللهي في العبادات والمعامالت وشؤون األسرة‪،‬‬
‫وعالقات المجتمع الصغير والكبير‪ ،‬المحلي والدولي فهو كتاب اإلنسانية كلها وكتاب الحياة كلها‪...‬‬
‫‪/4‬نزول القرآن الكريم‪:‬‬
‫يقول هللا تعالى‪":‬شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان"(البقرة‪)184‬‬
‫ويقول‪":‬إنا أنزلناه في ليلة القدر"(القدر‪ )1‬ويقول‪“ :‬إنا أنزلناه في ليلة مباركة" (الدخان ‪.)3‬‬
‫إن المراد بنزول القرآن في تلك اآليات الثالث نزوله جملة واحدة إلى بيت العزة من السماء الدنيا تعظيما لشأنه‬
‫عند المالئكة‪ ،‬ثم نزل منجما على رسولنا محمد» في ثالث وعشرين سنة حسب الوقائع واألحداث منذ بعثته إلى‬
‫أن توفي صلوات هللا وسالمه عليه‬
‫فعن ابن عباس قال‪" :‬بعث رسول هللا » ألربعين سنة ‪ ،‬فمكث بمكة ثالث عشرة سنة يوحى إليه ‪،‬ثم أمر‬
‫بالهجرة عشر سنين ‪،‬ومات وهو ابن ثالث وستين"‬
‫الحكمة من نزول القرآن منجما‪:‬‬
‫* تثبيت فؤاد رسول هللا »‬
‫* التحدي واإلعجاز‬
‫* تيسير حفظه وفهمه‬
‫* مسايرة الحوادث والتدرج في التشريع‬
‫* الداللة القاطعة على أن القرآن تنزيل من حكيم حميد‬
‫‪ /5‬جمع القرآن وتدوينه ‪:‬‬
‫يطلق الجمع ويراد به عند العلماء معنيين‪:‬‬
‫‪ /1‬جمعه بمعنى حفظه‬
‫‪ /2‬جمعه بمعنى كتابته كله‬
‫جمع القرآن بمعنى حفظه على عهد النبي»‪:‬‬
‫إن الذين جمعوا القرآن كله في صدورهم وعرضوه على النبي » واتصلت بنا أسانيدهم ‪،‬سبعة وهم ‪ :‬عبد هللا‬
‫بن مسعود ‪،‬سالم بن معقل مولى أبي حذيفة ‪،‬معاد بن جبل ‪،‬أبي بن كعب ‪،‬وزيد بن ثابت ‪ ،‬وأبو زيد بن السكن‬
‫وأبو الدرداء ‪.‬لكن حفظة القرآن الكريم هم كثر ‪،‬فقد حفظ القرآن على الرسول »جمع غفير‪ .‬قال القرطبي‪" :‬قتل‬
‫يوم اليمامة سبعون من القراء ‪،‬وقتل في عهد النبي » ببئر معونة مثل هذا العدد "‬
‫جمع القرآن بمعنى كتابته على عهد النبي »‪:‬‬
‫اتخذ رسول هللا » كتابا للوحي من أجالء الصحابة‪ :‬كعلي‪ ،‬ومعاوية‪ ،‬وأبي بن كعب ‪ ،‬وزيد بن ثابت تنزل‬
‫اآلية فيأمرهم بكتابتها ويرشدهم إلى موضعها من سورتها ‪،‬حتى تظاهر الكتابة في السطور الجمع في الصدور‪.‬‬
‫كما كان الصحابة يكتبون ما ينزل من القرآن ابتداء من أنفسهم‪ ،‬دون أن يأمرهم النبي »‪ ،‬فيخطونه في العسب‬
‫‪،‬اللخاف ‪،‬الرقاع‪ ،‬األقتاب واألكتاف‪....‬ولم تكن هذه الكتابة في عهد النبي »مجتمعة في مصحف عام بل عند هذا‬
‫ما ليس عند ذاك ‪...‬وسمي هذا الجمع في عهد الرسول » حفظا وكتابة الجمع األول‬
‫جمع القرآن في عهد أبي بكر (رض) (الجمع الثاني)‬
‫في حروب الردة استشهد سبعون قارئا من الصحابة‪ ،‬فهال ذلك عمر بن الخطاب فدخل على أبي بكر وأشار‬
‫عليه بجمع القرآن وكتابته خشية الضياع فنفر أبو بكر من هذه المقالة وكبر عليه أن يفعل ما لم يفعله رسول هللا»‬
‫وظل عمر يراوده حتى شرح هللا صدره لهذا األمر‪ ،‬ثم أرسل إلى زيد بن ثابت فنفر كما نفر أبو بكر‪ ،‬فطابت نفس‬
‫زيد بعد ذلك للكتابة‪ ،‬وبدأ زيد بن ثابت مهمته الشاقة معتمدا على المحفوظ في صدور القراء والمكتوب لدى الكتبة‬
‫وبقيت تلك الصحف عند أبي بكر حتى إذا توفي سنة ثالث عشرة للهجرة صارت بعده إلى عمر‪ ،‬وظلت عنده حتى‬
‫مات ثم كانت عند حفصة ابنته صدرا من والية عثمان حتى طلبها عثمان من حفصة‪...‬‬
‫جمع القرآن على عهد عثمان (رض) (الجمع الثالث)‬
‫جمع عثمان للقرآن كان سنة ‪ 25‬هـ‪ ،‬عن أنس "أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ‪،‬وكان يغازي أهل الشام في‬
‫أرمينية وأدربيجان مع أهل العراق ‪،‬فأفزعه اختالفهم في القراءة فقال لعثمان ‪:‬أدرك األمة قبل أن يختلفوا اختالف‬
‫اليهود والنصارى ‪،‬فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ‪ ،‬فأمر زيد بن‬
‫ثابت وعبد هللا بن الزبير وسعد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ‪،‬فنسخوها في المصاحف وقال‬
‫عثمان للرهط القرشيين الثالثة ‪:‬إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما‬
‫نزل بلسانهم ‪،‬ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق‬
‫بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن فيكل صحيفة أو مصحف أن يحرق‪...‬‬
‫الفرق بين جمع أبي بكر وعثمان‪:‬‬
‫إن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته‪ ،‬ألنه لم يكن مجموعا في موضع واحد‬
‫فجمعه في صحائف مرتب اآليات والسور على ما وقفهم عليه النبي » ‪.‬وجمع عثمان كان لما كثر االختالف في‬
‫وجوه القراءة حتى قرءوه بلغاتهم على اتساع اللغات فأدى ببعضهم إلى تخطئة بعض فخشي تفاقم األمر في ذلك‬
‫‪،‬فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتب السور واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش‪.‬‬
‫‪/6‬المكي والمدني ‪:‬‬
‫المكي هو ما نزل قبل الهجرة وإن كان بغير مكة‪.‬‬
‫المدني هو ما نزل بعد الهجرة ولو بمكة أو عرفة‪ ،‬كالذي نزل عام الفتح‪ ،‬كقوله تعالى‪ ":‬إن هللا يامركم أن تودوا‬
‫االمانات إلى أهلها "{النساء ‪ }58‬فإنها نزلت بمكة في جوف الكعبة عام الفتح األعظم‪ ،‬أو كقوله تعالى‪“ :‬اليوم‬
‫أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا "{المائدة‪ }3‬فنزلت بحجة الوداع‪.‬‬
‫فوائد العلم بالمكي والمدني‪:‬‬
‫‪ /1‬االستعانة به في تفسير القرآن الكريم‪ :‬فإن معرفة مواقع النزول تساعد على فهم اآلية وتفسيرها تفسيرا‬
‫صحيحا‪ ،‬وإن كانت العبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب‪ .‬ويستطيع المفسر في ضوء ذلك عند تعارض المعنى‬
‫في آيتين أن يميز بين الناسخ والمنسوخ‪ ،‬فإن المتأخر يكون ناسخا للمتقدم‪.‬‬
‫‪ /2‬تذوق أساليب القرآن واالستفادة منها في أسلوب التربية والتعليم‪ ،‬فإن لكل مقام مقاال‪ ،‬ومراعاة مقتضى‬
‫الحال من أخص معاني البالغة‪ ،‬وخصائص أسلوب المكي والمدني في القرآن تعطي الدارس منهجا لطرائق‬
‫الخطاب في التدريس والدعوة إلى هللا بما يالئم نفسية المخاطب‪.‬‬
‫‪ /3‬الوقوف على السيرة النبوية من خالل اآليات القرآنية‪.‬‬
‫ضوابط المكي‪:‬‬
‫* كل سورة فيها سجدة فهي مكية‪.‬‬
‫* كل سورة فيها لفظ " كال" فهي مكية‪.‬‬
‫* كل سورة فيها " يأيها الناس" وليس فيها " يأيها الذين آمنوا " فهي مكية إال سورة الحج ففي أواخرها " يأيها‬
‫الذين آمنوا اركعوا واسجدوا "‬
‫* كل سورة فيها قصص األنبياء واألمم الغابرة فهي مكية سوى البقرة‪.‬‬
‫* كل سورة تفتتح بحروف التهجي ك "الم" و" الر" و" حم" ونحو ذلك فهي مكية سوى البقرة وآل عمران‪،‬‬
‫واختلفوا في سورة الرعد‪.‬‬
‫مميزات المكي‪:‬‬
‫* الدعوة إلى التوحيد وعبادة هللا وحده ‪،‬وإثبات البعث والجزاء ‪،‬وذكر القيامة وهولها ‪،‬والنار وعذابها ‪،‬والجنة‬
‫ونعيمها ‪،‬ومجادلة المشركين بالبراهين العقلية واآليات الكونية‪.‬‬
‫* وضع األسس العامة للتشريع والفضائل األخالقية التي يقوم عليها كيان المجتمع ‪،‬وفضح جرائم المشركين‬
‫في سفك الدماء ‪،‬وأكل أموال اليتامى ظلما ‪،‬ووأد البنات ‪،‬وما كانوا عليه من سوء العادات‪.‬‬
‫* ذكر قصص األنبياء واألمم السابقة زجرا لهم حتى يعتبروا بمصير المكذبين قبلهم ‪ ،‬وتسلية لرسول هللا‬
‫{ص} حتى يصبر على أذاهم ويطمئن إلى االنتصار عليهم‪.‬‬
‫* قصر الفواصل مع قوة األلفاظ ‪،‬وإيجاز العبارة ‪ ،‬بما يصخ اآلذان ويشتد قرعه على السامع ‪،‬ويصعق القلوب‬
‫‪،‬ويؤكد المعنى بكثرة القسم‪.‬‬
‫ضوابط المدني‪:‬‬
‫* كل سورة فيها فريضة أو حد فهي مدنية‪.‬‬
‫* كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية سوى العنكبوت فإنها مكية‪.‬‬
‫* كل سورة فيها مجادلة أهل الكتاب فهي مدنية‬
‫مميزات المدني‪:‬‬
‫* بيان العبادات والمعامالت والحدود ‪،‬ونظام األسرة ‪،‬والمواريث ‪،‬وفضيلة الجهاد ‪،‬والصالت االجتماعية‪،‬‬
‫والعالقات الدولية في السلم والحرب ‪،‬وقواعد الحكم ومسائل التشريع‪.‬‬
‫*مخاطبة أهل الكتاب من اليهود والنصارى ‪،‬ودعوتهم إلى اإلسالم‪،‬وبيان تحريفهم لكتب هللا ‪،‬واختالفهم من‬
‫بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم‪.‬‬
‫* ا لكشف عن سلوك المنافقين ‪،‬وتحليل نفسيتهم ‪،‬وإزاحة الستار عن خباياهم ‪،‬وبيان خطرهم على الدين‪.‬‬
‫* طول المقاطع واآليات في أسلوب يقرر الشريعة ويوضح مراميها‪.‬‬

‫تفسير القران الكريم‪:‬‬


‫أرسل هللا الرسل إلى مختلف األقوام والشعوب لهداية الناس‪ ،‬وكان كل رسو ٍل منهم يتحدث بلسان القوم المبعوث‬
‫ث بلغة قومه‪ ،‬ودا ٍل على صدق نبوته‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫ب متحد ٍ‬
‫خص كل رسو ٍل منهم بكتا ٍ‬
‫َّ‬ ‫إليه‪ ،‬غير أن هللا سبحانه وتعالى قد‬
‫فإن نشأة علم التفسير ارتبطت ببداية نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فقد أنزل القرآن الكريم‬
‫عربيا ً على رسو ٍل عربي ٍ مبين‪ ،‬يفقه العربية ويفهم القرآن جملةً وتفصيالً‪.‬‬

‫فكان النبي الكريم يفسر ويبين القرآن ألصحابه رضوان هللا تعالى عليهم‪ ،‬ولم يعتمد تفسيره على القول فقط‪ ،‬بل‬
‫على الفعل أيضا ً أي أن تفسيره قائم على السنة النبوية الشريفة الجامعة‪.‬‬

‫وكان العرب حينها يفهمون القرآن فهما ً جيداً‪ ،‬إذ عرف العرب بطالقتهم وفصاحتهم‪ ،‬إال أن ذلك الفهم قد كان‬
‫متفاوتاً‪ ،‬وال سيما فيما يخص بعض دقائق القرآن‪ ،‬يقول ابن خلدون في ذلك‪“ :‬إن القرآن نزل بلغة العرب‪ ،‬فكانوا كلهم‬
‫يفهمونه‪ ،‬ويعلمون معانيه ومفرداته وتراكيبه‪ ،‬ولكنهم مع هذا كانوا يتفاوتون في الفهم للقرآن الكريم‪ ،‬فقد يغيب عن‬
‫الواحد منهم ما ال يغيب عن اآلخر"‬

‫معنى التفسير‬
‫التفسير لُغة‪ :‬الشرح‪ ،‬والتوضيح‪ ،‬والبيان‪ ،‬والكشف‪ ،‬ويُقال‪ :‬فسر الشيء أي‪ :‬وضحه أو بين سبب حصوله‪،‬‬
‫َف مواضع اللَبس فيه‪ ،‬وفسر القرآن أي‪ :‬شرح معنى آياته‪ ،‬وسبب نزولها‪ ،‬وموضوعها‪ ،‬وفسر الظاهرة‬ ‫و َكش َ‬
‫العلمية أي‪ :‬قد َم للعامة والمهتمين سبب حدوثها ‪.‬‬
‫التفسير اصطالحا‪ :‬هو الكشف عن المعنى الباطن والحقائق غير الظاهرة في أمر ما أو علم معين‪ ،‬التفسير علم‬
‫يفهم به كتاب ّللا المنزل على نبيه محمد صلى ّللا عليه وسلم وبيان معانيه ‪ ،‬واستخراج أحكامه وحكمه ‪ ،‬واستمداد‬
‫ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان ‪ ،‬واصول الفقه ‪ ،‬والقراءات ‪ ،‬ويحتاج لمعرفة أسباب النزول‬
‫والناسخ والمنسوخ‬
‫والتفسير عل ٌم من العلوم القرآنية الهامة‪ ،‬إذ أنه يحمل في طياته تعاليم الدين اإلسالمي‪ ،‬لذلك كان ال بد من توافر‬
‫تفسير خاطئ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫مجموعة من الشروط والضوابط التي تحمي القرآن وآياته من أي‬
‫من الشروط المتعلقة بالمفسر ‪:‬‬

‫• العقيدة الصحيحة ‪:‬إذ أن العقيدة الخاطئة تحمل صاحبها على تفسير وتأويل آيات هللا بما يتناسب مع مذهبه‪،‬‬
‫فيضحي الباطل حقا ً ويمسي الحق باطالً‪.‬‬
‫• التجرد عن الهوى ‪:‬لما لألهواء الشخصية من ٍ‬
‫دور في نشر الباطل‪ ،‬إذ تميل النفس اإلنسانية لنصرة اعتقادها‪،‬‬
‫ومن ذلك طوائف المعتزلة والرافضة وغيرهم‪.‬‬
‫• العلم بمختلف العلوم القرآنية ‪:‬كعلم أصول التفسير وأبوابه من أسباب النزول‪ ،‬والناسخ والمنسوخ والخ‪ ،‬وعلم‬
‫القراءات‪ ،‬وعلم التوحيد‪.‬‬
‫دور في تسهيل استنباط المعاني المتفقة مع النصوص الشرعية‪،‬‬ ‫• الفهم الدقيق والموهبة الطبيعية ‪:‬لما لها من ٍ‬
‫وترجيح معنى دون اآلخر‪.‬‬
‫• العلم باللغة العربية وآدابها ‪:‬فقد أنزل هللا كتابه الكريم باللغة العربية‪ ،‬لذلك ال بد من معرفة المفسر بعلوم‬
‫العربية كعلم النحو والعروض والبالغة وغيرها‪ ،‬وقد أشار العديد إلى ذلك ومنهم مجاهد‪ ،‬إذ قال‪“ :‬ال يحل ألحد يؤمن‬
‫باهلل واليوم اآلخر أن يتكلم في كتاب هللا إذا لم يكن عالما ً بلغات العرب‪”.‬‬
‫• مراعاة التسلسل في التفسير ‪:‬أي ابتداء المفسر في تفسيره من المصدر األول ومن ثم الثاني حتى األخير‪ ،‬فيبدأ‬
‫ت مجمل ٍة وأخرى مفصل ٍة لما جاء مجمالً‪.‬‬
‫أوالً بتفسير القرآن من خالل القرآن‪ ،‬إذ يحتوي على آيا ٍ‬

‫للتفسير عدة أنواع‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أنواع التفسير‪:‬‬
‫بالرواية)‪:‬‬
‫التفسير بالمأثور (التفسير ِّ‬

‫التفسير بالمأثور ‪:‬هو ما جاء في القرآن أو السنة أو كالم الصحابة بيانًا لمراد هللا تعالى من كتابه العزيز‪ .‬يعتمد‬
‫على المصادر التفسيرية األربعة‪ ،‬وهي القرآن ثم السنة النبوية ثم أقوال الصحابة‪ ،‬وأخرها أقوال التابعين‪ ،‬ومثاله‪:‬‬
‫كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور لصاحبه السيوطي‪.‬‬

‫التفسير بالرأي (التفسير بالدراية)‪:‬‬

‫التفسير بالرأي ‪:‬هو تفسير القرآن باالجتهاد بعد معرفة المفسِّر لكالم العرب‪ ،‬ومعرفته لأللفاظ العربية ووجوه‬
‫دالالتها‪ ،‬ووقوفه على أسباب النزول‪ ،‬ومعرفته بالناسخ والمنسوخ من آيات القرآن‪ ،‬وغير ذلك من األدوات التي‬
‫يحتاج إليها المفسِّر؛ (التفسير والمفسرون؛ لمحمد حسين الذهبي‪ ،‬جـ‪ ،1‬صـ‪ ، .)183‬ومثاله‪ :‬كتاب الكشاف لصاحبه‬
‫الزمخشري‪.‬‬

‫ضوابط قبول بالتفسير بالرأي‪:‬‬


‫• )‪(1‬النقل عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مع التحرز عن الضعيف والموضوع‪.‬‬
‫• )‪(2‬األخذ بقول الصحابي؛ ألنه في ُح ْكم المرفوع‪.‬‬
‫• )‪(3‬األخذ بمطلق اللغة مع االحتراز عن صرف اآليات َّإال ما ال يدل عليه الكثير من كالم العرب‪.‬‬
‫ش ْرعُ‪ ،‬وهذا هو الذي دعا به النبي صلى هللا عليه وسلم‬‫• )‪(4‬األخذ بما يقتضيه كالم العرب‪ ،‬ويدل عليه ال َّ‬
‫وعل ْمه التأويل))‬
‫فقهه في الدِّين‪ِّ ،‬‬
‫البن عباس في قوله ‪(( :‬الله َّم ِّ‬

‫التفسير اإلشاري ‪:‬أي تفسير القرآن بمعان صحيحة في نفسها‪ ،‬غير أن القرآن ال يدل عليها‪ ،‬فهو تأويل القرآن بغير‬
‫معناه الظاهر‪ ،‬ومثاله‪ :‬تفسير كثير من الصوفية‪.‬‬

‫التفسير الفقهي آليات األحكام ‪ُ :‬‬


‫عرف هذا اللون من التفسير حين سادت العصبية المذهبية‪ ،‬فذهب أصحاب المذاهب‬
‫يؤلفون الكتب التفسيرية المختلفة المختصة بآيات األحكام‪ ،‬ومثاله‪ :‬أحكام القرآن للجصاص‪.‬‬

You might also like