You are on page 1of 4

‫األسم‪ /‬ممدوح حمود النومسي‬

‫المادة‪ /‬علوم قرآن‬

‫الدكتور‪ /‬احمد إبراهيم ناصر العبودي‬

‫الموضوع‪ /‬جمع القرآن في عهد النبي صلى هللا عليه وسلم وابي بكر وعثمان رضي‬
‫هللا عنهما‪.‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫نزل القرآن الكريم على مرحلتين؛ حيث نزل في المرحلة األولى جملة واحدة‪ ،‬وكان ذلك ليلة القدر‪،‬‬
‫ثم نزل مفرقا بواسطة جبريل عليه السالم على قلب محمد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬خالل ثالث‬
‫وعشرين سنة‪ ،‬وكان ل بد من جمع القرآن وحفظه مجموعا بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫باتفاق الصحابة جميعا بعد وفاة معظمهم حملة القرآن في صدور والخوف عليه من الضياع‪.‬‬

‫وقد وردت لفظة «الجمع» بمعنى‪« :‬الحفظ مع دقة الترتيب» عدة مرات في كتاب هللا‪ ،‬وذلك من مثل‬
‫قوله تعالى مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله صلى هللا عليه وسلم‪{ :‬ل تُح ِّرك بِّ ِّه لِّسانك لِّتعجل بِّ ِّه * ِّإن علينا‬
‫جمعهُ وقرآنهُ * فإِّذا قرآناهُ فات ِّبع قرآنهُ *ثُم ِّإن علينا بيانهُ} [القيامة‪ 16 :‬ـ ‪ .]19‬وهذا المعنى آتاه هللا‬
‫غير قليل من صحابته الكرام‪ ،‬ومن تبعهم‬ ‫تعالى ـ لخاتم أنبيائه ورسله صلى هللا عليه وسلم ـ ولعدد ِّ‬
‫من الصالحين إلى اليوم‪ ،‬وحتى يوم الدين‪ ،‬وهؤلء تدارسوا القرآن الكريم‪ ،‬ول يزالون يتدارسونه‬
‫ويستظهرونه‪ ،‬ليتمكنوا من القراءة به في الصلوات المكتوبة‪ ،‬وفي النوافل‪ ،‬وفي الستشهاد‪ .‬كما‬
‫وردت لفظة «الجمع» بمعنى‪« :‬الكتابة والتدوين»‪ .‬وقد مر جمع القرآن وتدوينه بمراحل ثالثة‪:‬‬

‫أول‪ :‬جمع القرآن الكريم كتابة من فم الرسول (صلى هللا عليه وسلم)‪:‬‬

‫ظل الصحابة يعكفون على حفظ القرآن غيبا‪ ،‬حتى ارتفعت نسبةُ الحفاظ منهم إلى عدد ل يحصى‪.‬‬
‫وبلغوه إلى من بعدهم بطريقتين اثنتين‪:‬‬

‫األولى‪ :‬الكتابة التي كانت تتم للقران بأمر الرسول (صلى هللا عليه وسلم) ألشخاص بأعيانهم وكل‬
‫إليهم هذا األمر‪ ،‬ولم ينتقل رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم) إلى جوار ربه إل والقرآن مكتوب كله‬
‫في بيته‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬حفظه في الصدور عن طريق التلقي الشفهي من كبار قراء الصحابة وحفاظهم؛ الذين تلقوه‬
‫بدورهم عن رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم)؛ الذي أقرهم على كيفية النطق واألداء‪.‬‬
‫ظل الصحابة يعكفون على حفظ القرآن غيبا‪ ،‬حتى ارتفعت نسبةُ الحفاظ منهم إلى عدد ل يحصى‪.‬‬
‫وبلغوه إلى من بعدهم بطريقتين اثنتين‪:‬‬

‫األولى‪ :‬الكتابة التي كانت تتم للقران بأمر الرسول (صلى هللا عليه وسلم) ألشخاص بأعيانهم وكل‬
‫إليهم هذا األمر‪ ،‬ولم ينتقل رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم) إلى جوار ربه إل والقرآن مكتوب كله‬
‫في بيته‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬حفظه في الصدور عن طريق التلقي الشفهي من كبار قراء الصحابة وحفاظهم؛ الذين تلقوه‬
‫بدورهم عن رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم)؛ الذي أقرهم على كيفية النطق واألداء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬جمع القرآن الكريم في مصحف واحد في عهد أبي بكر الصديق رضي هللا عنه‪:‬‬

‫كان من ضمن شهداء المسلمين في حرب مسيلمة الكذاب في اليمامة كثير من حفظة‬
‫القرآن‪ ،‬وقد نتج عن ذلك أن قام أبو بكر رضي هللا عنه بمشورة عمر بن الخطاب رضي‬
‫هللا عنه بجمع القرآن‪ ،‬حيث ُج ِّمع من الرقاع والعظام والسعف ومن صدور الرجال‪،‬‬
‫وأسند أبو بكر الصديق رضي هللا عنه هذا العمل العظيم‪ ،‬والمشروع الحضاري الضخم‬
‫إلى الصحابي الجليل زيد بن ثابت األنصاري رضي هللا عنه‪ .‬وكانت الصحف عند أبي‬
‫بكر في حياته حتى توفاه هللا‪ ،‬ثم عند عمر حياته حتى توفاه هللا‪ ،‬ثم عند حفصة بنت عمر‬
‫رضي هللا عنهم‪ .‬وكان من أوليات أبي بكر الصديق رضي هللا عنه‪ :‬أنه أول من جمع‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬يقول صعصعة بن صوحان رحمه هللا‪ :‬أول من جمع القرآن بين اللوحين‪،‬‬
‫وورث الكاللة‪ .‬وقال علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‪ :‬يرحم هللا أبا بكر‪ ،‬هو أول من‬
‫جمع القرآن بين اللوحين‪ .‬وقد اختار أبو بكر رضي هللا عنه زيد بن ثابت لهذه المهمة‬
‫لب منه‪،‬‬
‫العظيمة كونه شابا‪ ،‬حيث كان عمره واحدا وعشرين عاما‪ ،‬فيكون أنشط لما يُط ُ‬
‫كونه أكثر تأهيال‪ ،‬فيكون أوعى له‪ ،‬إذ من وهبه هللا عقال راجحا فقد يسر له سُبُل الخير‬
‫وكونه كاتبا للوحي‪ ،‬فهو بذلك ذو خبرة سابقة في هذا األمر‪ ،‬وممارسة عملية له فليس‬
‫غريبا عن هذا العمل‪ ،‬ول دخيال عليه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬جمع القرآن الكريم في عدد من المصاحف في عهد عثمان ذي النورين رضي هللا‬
‫عنه‪:‬‬

‫عن أنس بن مالك رضي هللا عنه‪ :‬أن حذيفة بن اليمان قدِّم على عثمان رضي هللا عنه‪،‬‬
‫وكان يُغازي أهل الشام في فتح أرمينية‪ ،‬وأذربيجان مع أهل العراق‪ ،‬فأفزع حذيفة رضي‬
‫هللا عنه اختالفُهم في القراءة‪ ،‬فقال حذيفةُ لعثمان‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أدرك هذه األمة قبل‬
‫ب اختالف اليهود والنصارى‪ .‬فأرسل عثمانُ إلى حفصة أن أرسلي‬ ‫أن يختلفوا في الكتا ِّ‬
‫حف ننس ُخها في المصاحف‪ ،‬ثم نردُّها إليك‪ ،‬فأرسلت بها حفصةُ إلى عثمان‪،‬‬ ‫ص ِّ‬‫إلينا بال ُّ‬
‫فأمر زيد بن ثابت‪ ،‬وعبد هللا بن الزبير‪ ،‬وسعيد بن العاص‪ ،‬وعبد الرحمن بن الحارث بن‬
‫هشام رضي هللا عنهم‪ ،‬فنسخوها في المصاحف‪ ،‬وقال عثمان للرهط القرشيين الثالثة‪ :‬إذا‬
‫اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن؛ فاكتبوه بلسان قريش‪ ،‬فإنما نزل بلسانهم‪،‬‬
‫صحف إلى‬ ‫صحف في المصاحف‪ ،‬رد عثمان رضي هللا عنه ال ُّ‬ ‫ففعلوا‪ ،‬حتى إذا نسخوا ال ُّ‬
‫كل أُفق بمصحف مما نسخوا‪ ،‬وأمر بما سواه من القرآن في ِّ‬
‫كل‬ ‫حفصة‪ ،‬فأرسل إلى ِّ‬
‫صحيفة‪ ،‬أو مصحف أن يُحرق‪.‬‬

‫فنتبين مما ذكرته سابقا ان في عهد النبي صلى عليه وسلم ان القرآن لم يجمع في عهده‬
‫بسبب انه كان مترقب لنزول سور أخرى قبل وفاته ولو انه رتب القرآن ألدى هذا الى‬
‫كثير من التغيير والتبديل كلما نزلت آيه‪ ،‬وفي هذا مشقه مما فيه‪.‬‬

‫اما في عهد أبو بكر الصديق رضي هللا عنه فقد تم جمع القرآن حرصا على عدم نسيانه‬
‫وضياعه فقام بتسهيل القرآن على حفظه‪.‬‬

‫اما في عهد عثمان بن عفان رضي هللا عنه فقام بنسخ ترتيب أبو بكر رضي هللا عنه‬
‫وجمع الناس عليه‪.‬‬

You might also like