Professional Documents
Culture Documents
الموضوع /جمع القرآن في عهد النبي صلى هللا عليه وسلم وابي بكر وعثمان رضي
هللا عنهما.
بسم هللا الرحمن الرحيم
نزل القرآن الكريم على مرحلتين؛ حيث نزل في المرحلة األولى جملة واحدة ،وكان ذلك ليلة القدر،
ثم نزل مفرقا بواسطة جبريل عليه السالم على قلب محمد -صلى هللا عليه وسلم -خالل ثالث
وعشرين سنة ،وكان ل بد من جمع القرآن وحفظه مجموعا بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه وسلم
باتفاق الصحابة جميعا بعد وفاة معظمهم حملة القرآن في صدور والخوف عليه من الضياع.
وقد وردت لفظة «الجمع» بمعنى« :الحفظ مع دقة الترتيب» عدة مرات في كتاب هللا ،وذلك من مثل
قوله تعالى مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله صلى هللا عليه وسلم{ :ل تُح ِّرك بِّ ِّه لِّسانك لِّتعجل بِّ ِّه * ِّإن علينا
جمعهُ وقرآنهُ * فإِّذا قرآناهُ فات ِّبع قرآنهُ *ثُم ِّإن علينا بيانهُ} [القيامة 16 :ـ .]19وهذا المعنى آتاه هللا
غير قليل من صحابته الكرام ،ومن تبعهم تعالى ـ لخاتم أنبيائه ورسله صلى هللا عليه وسلم ـ ولعدد ِّ
من الصالحين إلى اليوم ،وحتى يوم الدين ،وهؤلء تدارسوا القرآن الكريم ،ول يزالون يتدارسونه
ويستظهرونه ،ليتمكنوا من القراءة به في الصلوات المكتوبة ،وفي النوافل ،وفي الستشهاد .كما
وردت لفظة «الجمع» بمعنى« :الكتابة والتدوين» .وقد مر جمع القرآن وتدوينه بمراحل ثالثة:
أول :جمع القرآن الكريم كتابة من فم الرسول (صلى هللا عليه وسلم):
ظل الصحابة يعكفون على حفظ القرآن غيبا ،حتى ارتفعت نسبةُ الحفاظ منهم إلى عدد ل يحصى.
وبلغوه إلى من بعدهم بطريقتين اثنتين:
األولى :الكتابة التي كانت تتم للقران بأمر الرسول (صلى هللا عليه وسلم) ألشخاص بأعيانهم وكل
إليهم هذا األمر ،ولم ينتقل رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم) إلى جوار ربه إل والقرآن مكتوب كله
في بيته.
الثانية :حفظه في الصدور عن طريق التلقي الشفهي من كبار قراء الصحابة وحفاظهم؛ الذين تلقوه
بدورهم عن رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم)؛ الذي أقرهم على كيفية النطق واألداء.
ظل الصحابة يعكفون على حفظ القرآن غيبا ،حتى ارتفعت نسبةُ الحفاظ منهم إلى عدد ل يحصى.
وبلغوه إلى من بعدهم بطريقتين اثنتين:
األولى :الكتابة التي كانت تتم للقران بأمر الرسول (صلى هللا عليه وسلم) ألشخاص بأعيانهم وكل
إليهم هذا األمر ،ولم ينتقل رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم) إلى جوار ربه إل والقرآن مكتوب كله
في بيته.
الثانية :حفظه في الصدور عن طريق التلقي الشفهي من كبار قراء الصحابة وحفاظهم؛ الذين تلقوه
بدورهم عن رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم)؛ الذي أقرهم على كيفية النطق واألداء.
ثانيا :جمع القرآن الكريم في مصحف واحد في عهد أبي بكر الصديق رضي هللا عنه:
كان من ضمن شهداء المسلمين في حرب مسيلمة الكذاب في اليمامة كثير من حفظة
القرآن ،وقد نتج عن ذلك أن قام أبو بكر رضي هللا عنه بمشورة عمر بن الخطاب رضي
هللا عنه بجمع القرآن ،حيث ُج ِّمع من الرقاع والعظام والسعف ومن صدور الرجال،
وأسند أبو بكر الصديق رضي هللا عنه هذا العمل العظيم ،والمشروع الحضاري الضخم
إلى الصحابي الجليل زيد بن ثابت األنصاري رضي هللا عنه .وكانت الصحف عند أبي
بكر في حياته حتى توفاه هللا ،ثم عند عمر حياته حتى توفاه هللا ،ثم عند حفصة بنت عمر
رضي هللا عنهم .وكان من أوليات أبي بكر الصديق رضي هللا عنه :أنه أول من جمع
القرآن الكريم ،يقول صعصعة بن صوحان رحمه هللا :أول من جمع القرآن بين اللوحين،
وورث الكاللة .وقال علي بن أبي طالب رضي هللا عنه :يرحم هللا أبا بكر ،هو أول من
جمع القرآن بين اللوحين .وقد اختار أبو بكر رضي هللا عنه زيد بن ثابت لهذه المهمة
لب منه،
العظيمة كونه شابا ،حيث كان عمره واحدا وعشرين عاما ،فيكون أنشط لما يُط ُ
كونه أكثر تأهيال ،فيكون أوعى له ،إذ من وهبه هللا عقال راجحا فقد يسر له سُبُل الخير
وكونه كاتبا للوحي ،فهو بذلك ذو خبرة سابقة في هذا األمر ،وممارسة عملية له فليس
غريبا عن هذا العمل ،ول دخيال عليه.
ثالثا :جمع القرآن الكريم في عدد من المصاحف في عهد عثمان ذي النورين رضي هللا
عنه:
عن أنس بن مالك رضي هللا عنه :أن حذيفة بن اليمان قدِّم على عثمان رضي هللا عنه،
وكان يُغازي أهل الشام في فتح أرمينية ،وأذربيجان مع أهل العراق ،فأفزع حذيفة رضي
هللا عنه اختالفُهم في القراءة ،فقال حذيفةُ لعثمان :يا أمير المؤمنين ،أدرك هذه األمة قبل
ب اختالف اليهود والنصارى .فأرسل عثمانُ إلى حفصة أن أرسلي أن يختلفوا في الكتا ِّ
حف ننس ُخها في المصاحف ،ثم نردُّها إليك ،فأرسلت بها حفصةُ إلى عثمان، ص ِّإلينا بال ُّ
فأمر زيد بن ثابت ،وعبد هللا بن الزبير ،وسعيد بن العاص ،وعبد الرحمن بن الحارث بن
هشام رضي هللا عنهم ،فنسخوها في المصاحف ،وقال عثمان للرهط القرشيين الثالثة :إذا
اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن؛ فاكتبوه بلسان قريش ،فإنما نزل بلسانهم،
صحف إلى صحف في المصاحف ،رد عثمان رضي هللا عنه ال ُّ ففعلوا ،حتى إذا نسخوا ال ُّ
كل أُفق بمصحف مما نسخوا ،وأمر بما سواه من القرآن في ِّ
كل حفصة ،فأرسل إلى ِّ
صحيفة ،أو مصحف أن يُحرق.
فنتبين مما ذكرته سابقا ان في عهد النبي صلى عليه وسلم ان القرآن لم يجمع في عهده
بسبب انه كان مترقب لنزول سور أخرى قبل وفاته ولو انه رتب القرآن ألدى هذا الى
كثير من التغيير والتبديل كلما نزلت آيه ،وفي هذا مشقه مما فيه.
اما في عهد أبو بكر الصديق رضي هللا عنه فقد تم جمع القرآن حرصا على عدم نسيانه
وضياعه فقام بتسهيل القرآن على حفظه.
اما في عهد عثمان بن عفان رضي هللا عنه فقام بنسخ ترتيب أبو بكر رضي هللا عنه
وجمع الناس عليه.