You are on page 1of 27

‫مباحث في علوم القرآن – ملخص الدروس‬

‫باسم اهلل الرمحن الرحيم‪ ،‬احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا حممد يف األولني واآلخرين‬
‫هذا مما فتح اهلل علي من فهم كتاب املؤلف وحماولة تلخيص‪ 9‬مضمونه‪ ،‬ما كان خطأ فمين ومن الشيطان وما أصبت فيه فمن عند اهلل وهو املوفق للصواب‬
‫يرجى قبل مراجعة هذه املذكرات قراءة الكتاب قراءة وافية أوال‪ ،‬فإن هذه املذكرات اختصار ما فيه الكتاب وال يستغىن هبا عن الكتاب‬
‫وال تنسونا من صاحل دعائكم‬
‫‪-‬حممد بن عائشة‬

‫علوم القرآن ونشأته وتطوره‬

‫تعريف علوم القرآن‬

‫العلم الذي يتناول أحباث خمتلفة متعلقة بالقرآن من حيث معرفة أسباب النزول ومجع القرآن وترتيبه‪ ،‬ومعرفة املكي واملدين‪ ،‬ومعرفة الناسح واملنسوخ واحملكم واملتشابه‬ ‫‪‬‬

‫تعريف القرآن‬

‫كالم اهلل املنزل على حممد‪( 9‬ص) املتعبَّد بتالوته‪" ،‬املنزل على حممد أخرجه عن مجيع الكالم اآلخر و"املتعبد بتالوته ميزه عن احلديث القدسي و سائر ما أنزل اهلل على حممد‪9‬‬ ‫‪‬‬
‫من كالم‬

‫نشأته وتطوره علوم القرآن‬

‫كان القرآن ينزل على سيدنا حممد (ص) والنيب يتلوه على أصحابه ويعلمهم معانيه عندما ال يفهمون‬ ‫‪‬‬
‫كان يف عهد الصحابة القرآن يدرس ويطبق ويعمل بأوامره‬ ‫‪‬‬
‫مث مل يأذن النيب للصحابة بكتابة شيء سوى القرآن إال البعض وضل القرآن منقول عن طريقة التلقني حىت عصر عثمان رضي اهلل عنه‬ ‫‪‬‬
‫مجع القرآن يف عهد عثمان يف مصحف مسي مبصحف اإلمام ووزع إىل أقطار األمة‬ ‫‪‬‬
‫مث يف خالفة علي (ر) أخذ بعض العلماء بتشكيل القرآن مثل أبو األسود الدؤيل (هذه بداية علم إعراب القرآن)‬ ‫‪‬‬
‫استمر األمر أن كان القرآن يتناقل معانيه من الصحابة بتفاوت حسب علمهم للقرآن وعوامل أخرى‬ ‫‪‬‬
‫أشهر املفسرين‬ ‫‪‬‬
‫اشتهر الصحابة ابن مسعود وابن عباس وأيب بن كعب وزيد بن ثابت واخللفاء األربعة وآخرون بتفسري القرآن‬ ‫‪o‬‬
‫اشتهر من تالميذ بن عباس يف مكة سعيد بن جبري‪ ،‬وجماهد‪ ،‬وعكرمة وطاوس الكيساين وعطاء بن أيب براح ومن تالميذ أيب بن كعب يف املدينة زيد بن أسلم‬ ‫‪o‬‬
‫وأبو العالية وحممد السدوسي‬
‫نقل من هؤالء علم التفسري وعلم غريب القرآن وعلم أسباب النزول وعلم‪ 9‬املكي واملدين وعلم الناسخ واملنسوخ ولكن ظل معتمدا على الرواية بالتلقني‬ ‫‪o‬‬
‫جاء القرن الثاين اهلجري حيث فيه بدأ التدوين للتفسري واشتهر بعض التابيعني وأتباعهم بالتدوين‪ 9‬وكانوا من أئمة‪ 9‬احلديث‬ ‫‪‬‬
‫مث هنج هنجهم جيل من العلماء وضعوا تفاسري متكاملة وفق ترتيب اآليات مثل حممد بن جرير الطربي‬ ‫‪‬‬
‫فبدأ تاريخ التفسري بالرواية والتلقي مث التدوين على أنه باب من أبواب احلديث مث دون تدوينا مستقال وهناك التفسري املأثور والتفسري بالرأي‬ ‫‪‬‬
‫مث ألف علي بن املدين شيخ البخاري يف الناسخ واملنسوخ وأبو عبيد القاسم يف الناسخ واملنسوخ والقراءات وابن قتيبة يف ُم ْش َكل القرآن‬ ‫‪‬‬
‫مث تتابعت التآليف يف علوم القرآن املختلفة مثل غريب القرآن وإعجاز القرآن و إعراب القرآن‬ ‫‪‬‬
‫أما اإلمام احلويف فتأليفه يف علوم القرآن "الربهان يف علوم القرآن" مجع كل علوم القرآن يف هذا الكتاب الذي له ‪ 30‬جملدا فيعترب أول مؤلف يف علوم القرآن وتبعه اإلمام‬ ‫‪‬‬
‫ابن اجلوزي وبدر الدين الزركشي يف تدوين علوم القرآن وكذلك فعل املعاصرون‬
‫أمساء القرآن وأوصافه‬

‫مسي بالقرآن والكتاب والفرقآن والذكر والتنزيل إال أن ما غلب "القرآن" و"الكتاب"‬ ‫‪‬‬
‫هذان االمسان يراعيان أن القرآن منقول شفاهة وعلى الصحف‬ ‫‪‬‬
‫هدى‪ ،‬موعظة‪ ،‬رمحة‪ ،‬شفاء‪ ،‬مبارك‪ ،‬مبني‪ ،‬بشرى‪ ،‬عزيز‪ ،‬جميد‪ ،‬بشري‪ ،‬نذير‬
‫ومن أمساء القرآن األخرى "املبني‪ً ،‬‬ ‫‪‬‬

‫الفرق بني القرآن واحلديث القدسي واحلديث النبوي‬

‫الفرق بين القرآن والحديث القدسي‪:‬‬

‫القرآن الكرمي كالم اهلل حتدى به النيب (ص) العرب خبالف احلديث القدسي الذي هو كالم اهلل النيب (ص)‬ ‫‪‬‬
‫القرآن الكرمي ال ينسب إىل اهلل كأن نيقال "قال اهلل تعاىل" أما يف احلديث القدسي فورد بألفاظ "قال اهلل تعاىل" أو "قال رسول اهلل فيما يرويه عن ربه"‬ ‫‪‬‬
‫القرآن الكرمي متواتر يف النقل فهو قطعي الثبوت خبالف احلديث القدسي فهو ظين‪/‬قطعي الثبوت‬ ‫‪‬‬
‫ومعىن من عند اهلل خبالف احلديث القدسي الذي معناه من عند اهلل وألفاظه من عند الرسول (ص)‬
‫القرآن الكرمي لفظا ً‬ ‫‪‬‬
‫القرآن متعبد بالوته خبالف احلديث القدسي الذي يثاب العامل به‬ ‫‪‬‬

‫الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي‬

‫احلديث النبوي قسمان‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫التوقيفي – الذي تلقى النيب (ص) مضمونه من اهلل تعاىل وبينه للناس بكالمه‬ ‫‪‬‬
‫التوفيقي – هو الذي فيه اجتهد النيب يف فهم القرآن ألنه مبني للقرآن فالوحي إما يقره أو يصوبه‬ ‫‪‬‬
‫هذان القسمان مردمها إىل الوحي وكال معناه وألفاظه من عند اهلل والنيب هنا موفق لفهم املعىن الصحيح خبالف احلديث القدسي الذي معناه من عند اهلل وألفاظه من عند‬ ‫‪‬‬
‫الرسول وينسب إىل اهلل من جهة معناه‬

‫الشبهة األولى ‪ :‬احلديث النبوي وحي باملعىن ولفظه من الرسول فلمذا ال نسميه قدسي‬

‫القدسي ورد النص يف أنه منسوب إىل اهلل عندما قيل "قال اهلل تعاىل" "عن رسول اهلل فيما يرويه عن ربه" أما النبوي فما وردت فيه هذه النسبة فبقي امسه "حديث نبوي"‬ ‫‪‬‬
‫منسوب إىل النيب (ص)‬

‫الشبهة الثانية‪:‬إذا كان لفظ احلديث القدسي من عند الرسول فما وجه نسبته إىل اهلل بقوله "قال اهلل" "يقول اهلل"‬

‫اجلواب أن هذا شائع يف العربية حيث ينسب الكالم إىل قائل باعتبار مضمونه ال ألفاظه‬ ‫‪‬‬

‫الوحي‬

‫إمكانية وقوعه‬

‫األدلة العقلية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫التنومي املغناطيسي يثبت اتصال النفس االنسانية بقوة أعلى منها – هذا يقرب لألفهام ظاهرة الوحي‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫وكذلك الكالم الذي ينقل عرب املسافات الطويلة‪ 9‬والبحار دون رؤية أهله‪ 9،‬بل وبعد وفاهتم‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫األدلة النقلية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مل يكن رسولنا صلى اهلل عليه وسلم أول رسول أوحي إليه‪ ،‬بل أوحى اهلل تعاىل إىل الرسل قبله مبثل ما أوحى إليه "إنا أوحينا إليك كما أوحينا إىل نوح‪"...‬‬ ‫‪o‬‬
‫ليس هناك يف نزول الوحي على حممد صلى اهلل عليه وسلم‪ 9‬ما يدعو إىل العجب‪ ،‬ولذا أنكره اهلل على العقالء {أكان للناس عجبا أن أوحينا إىل رجل منهم}‬ ‫‪o‬‬

‫تعريف الوحي‬

‫أصل كلمة الوحي السرعة واإلشارة وذلك اإلشارة على سبيل الرموز بسرعة مما خيفى عن اآلخرين‬ ‫‪‬‬
‫املعىن اللغوي يتناول األنواع اآلتية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلهلام الفطري لالنسان‪ ،‬اإلهلام الغريزي‪ ،‬االشارة السريعة على سبيل الرمز واإلحياء‪ ،‬وسوسة‪ 9‬الشيطان‪ ،‬ما يلقيه اهلل إىل مالئكته من أمر (اطلع على "استعماالته‬ ‫‪o‬‬
‫يف القرآن الكرمي)‬
‫اصطالحا‪ :‬إعالم اهلل تعاىل من يصطفيه من عباده ما أراد من هداية بطريقة خفية سريعة‬ ‫‪‬‬

‫استعماالته يف القرآن الكرمي‬

‫اإلهلام الفطري لالنسان كالوحي إىل أم موسى‬ ‫‪o‬‬


‫اإلهلام الغريزي كالوحي إىل النحل‬ ‫‪o‬‬
‫االشارة السريعة على سبيل الرمز واإلحياء مثل ما فعل زكريا لقومه عندما بشر بيحيا‬ ‫‪o‬‬
‫وسوسة‪ 9‬الشيطان يف نفوس االنسان {وكذلك جعلنا لكل نيب عدوا شياطني اإلنس واجلن يوحي بعضهم إىل بعض زخرف القول غرورا}‬ ‫‪o‬‬
‫ما يليقه اهلل إىل مالئكته من أمر ليفعلوه { إذ يوحي ربك إىل املائكة }‬ ‫‪o‬‬

‫كيفية وحي اهلل تعاىل إىل مالئكته‬

‫هناك اآليات الدالة على وحي اهلل إىل املائكة مثل {وإذ قال ربك للمالئكة‪{ } ...‬إذ يوحي ربك إىل املائكة}‪ { ...‬وأهنم يأخذون بأمره "قاملقسمات أمرا}‬ ‫‪‬‬
‫احلديث املشهور الذي فيه ذكر النيب (ص) كيفية وحي اهلل ألهل السماء وأيضا «إذا قضى اهلل األمر ضربت املالئكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان»‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة للقرآن الكرمي فهو كان يف اللوح احملفوظ ونزل إىل بيت العزة أما كيف يأخذه جربيل فاختلف العلماء إىل أقوال‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫جربيل تلقفه مساعا من اهلل بلفظه احملفوظ‪ :‬هذا هو القول الصحيح‪ ،‬والدليل على ذلك احلديث واآلية السابقني‬ ‫‪.1‬‬
‫أن جربيل حفظه من اللوح احملفوظ‪ :‬هذا الرأي ال اعتبار له‪ ،‬إذ أن ثبوت القرآن يف اللوح احملفوظ كثبوت سائر املغيبات اليت ال خيرج القرآن عن أن يكون من‬ ‫‪.2‬‬
‫مجلتها‬
‫أن جربيل ألقي إليه املعىن واأل لفاظ جلربيل أو حملمد صلى اهلل عليه‪ 9:‬هذا احلديث ال دليل له‬ ‫‪.3‬‬

‫كيفية وحي اهلل تعاىل إىل رسله‬

‫الوحي للرسل نوعان ومها بواسطة (جربيل عليه‪ 9‬السالم)‪ ،‬وبدون واسطة‪9‬‬

‫الوحي إلى الرسل بواسطة‬

‫الذي يعنينا يف هذا النوع وحي اهلل تعاىل لألنبياء والرسل بواسطة ملك الوحي وهنتم هنا بالقرآن الكرمي‪ ،‬والوحي بالواسطة ‪ 4‬حاالت‪:‬‬

‫احلالة األوىل ‪ :‬وهو أن يأيت الوحي مثل صلصلة اجلرس ويف هذه احلالة النيب(ص) مستجمع كل القوى االدراكية‬ ‫أ‪.‬‬
‫قد يكون هذا صوت حفيف مثل يف حديث "إذا قضى اهلل األمر‪"...‬‬ ‫‪‬‬
‫قد يكون صوت امللك نفسه مثل يف غار حراء‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬كانت هذه احلالة شديدة‪ 9‬على النيب (ص) ألنه كان ينسلخ من البشرية اجلسمانية ويتصل بامللكية الروحانية‬
‫احلالة الثانية‪ :‬أن يتمثل ملك للرسول رجال يف صورة بشر‬ ‫ب‪.‬‬
‫كانت هذا احلالة أخف على النيب (ص) ألنه يشعر بأنس حيث جربيل يف صورته يف جسم رجل وروحانيا ملك‬ ‫‪‬‬
‫احلالة الثالثة‪ :‬النفث يف الروع‪« :‬إن روح القدس نفث يف روعي أنه لن متوت نفس حىت تستويف رزقها‪ ،‬فاتقوا اهلل»‬ ‫ت‪.‬‬
‫احلالة الرابعة‪ :‬يظهر جربيل يف صورة احلقيقية‬ ‫ث‪.‬‬

‫الوحي إلى الرسل بدون واسطة‬

‫هو قسمان‪ :‬الرؤيا الصاحلة والتكليم من وراء حجاب‬

‫الرؤيا الصاحلة يف املنام‪ :‬مثل حديث عائشة عن سيدنا حممد (ص) أنه كان ال يرى رؤيا إال حتققت يقظته‬ ‫أ‪.‬‬
‫ال يشمل هذا النوع القرآن فكل القرآن نزل على الرسول (ص) وهو مستيقظ‬ ‫‪‬‬
‫ومما يدل على أنه الرؤيا وحي من اهلل تعاىل جيب اتباعه ما رأى إبراهيم عليه‪ 9‬السالم أنه يذبح ابنه امساعيل ونزل هذه القصة يف عدة آيات يف القرآن الكرمي‬ ‫‪‬‬
‫هذه الرؤيا الصاحلة تبقى للمئمنني أيضا حىت لومل تكن وحيا فهي بشرى هلم‬ ‫‪‬‬
‫الكالم اإلله من وراء حجاب بدون واسطة يقظة‪ :‬الذي ثبت لسيدنا موسى عليه السالم كما ثبت لسيدنا حممد (ص) ليلة االسراء واملعراج‬ ‫ب‪.‬‬

‫رد الشبهات املثارة حول الوحي‬

‫الزعم األول‪ :‬القرآن الكرمي من عند حممد‪( 9‬ص) ابتكر معانيه و صاغ أسلوبه‬ ‫‪.1‬‬
‫فإن الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ 9‬إذا كان يدعى لنفسه الزعامة ويتحدى الناس باملعجزات لتأييد‪ 9‬زعامته وذلك كافيا لرفعة شأنه وال حاجة ألن ينسبها إىل اهلل‬ ‫‪‬‬
‫تعاىل‬
‫ال بد أن يكون قد كذب إن كان هو عليه الصالة والسالم كاتب القرآن مث نسبه إىل اهلل ويف احلقيقة شهد لصدق (ص) أعداءه قبل أصدقائه‬ ‫‪‬‬
‫ملذا عاتب نفسه يف القرآن يف عبس وأسرى بدر واملتخلفني يف تابوك وأطال مدة انتظار الوحي اليت برأ عائشة من حادثة اإلفك‬ ‫‪‬‬
‫الزعم الثاين‪ :‬كان حممد‪( 9‬ص) ذكيا وبصريا وفطنا ونفسه صفية فهذه األمور جعلته يدرك مقاييس الشر واخلري واحلق والباطل ويتعرف على الفيب بالوحي النفسي‬ ‫‪.2‬‬
‫القرآن ال يعتمد‪ 9‬على الذكاء واالستنباط والشعور‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬كيف يكون هذا ويف القرآن أمور إخبارية عن األجيال السابقة واحلوادث اآلتية اليت ال عقل يستطيع إدراكها مهما بلغ من الكمال‬
‫‪ -‬التفاصيل يف القصص القدمية اليت ال يعلمها إال الدارس البصري مثل عدد لبوث أصحاب الكهف ونوح (ص) يف قومه‬
‫‪ -‬األشياء األخرى مثل األمور الغيبية مثل النار واجلنة وبدأ اخللق اليت ذكرها بالتفصيل وأوصاف املالئكة‬
‫الزعم الثالث‪ :‬أن حممدا (ص) تلقي العلوم القرآنية على ِ‬
‫يد ُم َعلِّ ٍم‬ ‫‪.3‬‬
‫نعرف أنه كان حملمد معلم إىل أنه التقي هبرية الراهب وهو صغري وورقة بن نوفل الذي بويف قليال بعد بعثته وما نعرف له معلم إال اهلل تعاىل‬ ‫‪‬‬

‫المكي والمدني‬

‫تعريف املكي واملدين‬

‫لتعريف املكي واملدين سلك العلماء منهجني ومها النقلي والعقلي‬

‫المنهج السماعي النقلي‬

‫وهو ما رواه الصحابة فيم مسعوه عن النيب وما شاهدوه ألهنم عاصورا الوحي‬ ‫‪‬‬
‫مث التابعني جائوا من بعدهم وتلقوا عن الصحابة ما يتعلق بنزول القرآن‬ ‫‪‬‬
‫معظم ما نعرف من املكي واملدين من هذا القبيل‪ ،‬أي من قبيل ما نقله إلينا التابعني عن الصحابة‬ ‫‪‬‬
‫المنهج القياسي االجتهادي‬

‫ذلك كل سورة حتمل‪ 9‬طابع مدين أو مكي وهلا خصائص الوحي املكي والوحي املدين‬ ‫‪‬‬
‫مثل ذلك كل سورة فيها األمر باجلهاد فهي مدنية الطبع وكل سورة فيها قصص األمم الغابرة مكية الطبع‬ ‫‪‬‬

‫من ما يتعلق بتعريف املكي واملدين الفرق بينهما وذهب العلماء إىل ثالثة مذاهب يف التفريق بينهما‪:‬‬

‫اعتبار زمن النزول ‪ :‬ما نزل قبل اهلجرة مكي وما نزل بعدها مدين مع أنه فيه استثنائات هذ أوىل األراء والراجح‬

‫اعتبار مكان النزول ‪ :‬وذلك ما نزل مبكة وما جياوره فهو مكي وما نزل باملدينة وما جياورها فهو مدين وهذا الرأي ال يعترب ما نزل باألسفار وما نزل مبكة بعد اهلجرة وما إىل ذلك‬

‫اعتبار المخاطب ‪ :‬فاملكي ما فيه خطاب ألهل مكة (مثل "يا أيها الناس") واملدين ما فيه خطاب ألهل املدينة‪( 9‬مثل "يا أيها الذين آمنوا") ويف احلقيقة يف القرآن أيات مسيت مدنية‬
‫وفيها خطاب "يا أيها الناس"‬

‫عناية العلماء بعلم املكي واملدين‬

‫اعتىن العلماء عناية شديدة يف معرفة املكي واملدين وحتقيق املعلومات وتتابع املعلومات للوصول إىل اخلرب الصحيح أو االجتهاد عند اشتباه املعلومات والرتجيح‬ ‫‪‬‬
‫أوال من الصحابة قويل ابن مسعود والعلي املشهورين يف العلم واملكي واملدين "ما من آية إىل أنا أعلم‪ 9‬أنزلت ليال أو هنار وأين نزلت‪9"...‬‬ ‫‪‬‬
‫مث التابعني والعلماء بعدهم‪ 9‬بذلوا جهودهم يف تدارس املوضوعات واألنواع املختلفة ومنها‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ف فيه‬ ‫ما نزل مبكة‪ ،‬ما نزل باملدينة‪ 9،‬ما ِ‬
‫اختُل َ‬
‫ْ‬ ‫‪o‬‬
‫اآليات المكية في السور المدنية والعكس‪ :‬آيات طباعها مكية لكن نزلت بعد اهلجرة والعكس‬ ‫‪o‬‬
‫اآلية املكية يف السورة املدنية‪ 9:‬مثل آية {وإذ ميكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو خيرجوك وميكرون وميكر اهلل واهلل خري املاكرين} هذه‬ ‫‪‬‬
‫سورة األنفال وهي مدنية‪ ،‬وهذه اآلية مكية ألهنا تتكلم عن املشركني يف دار الندوة‬
‫اآلية املدنية‪ 9‬يف السورة املكية‪ :‬مثل آية {هذان خصمان اختصموا يف رهبم} فاآلية مدنية‪ 9،‬وهذه سورة احلج وهي مكية‬ ‫‪‬‬
‫ما نزل بمكة وحكمه مدني والعكس‪ :‬أي ما نزل بعد اهلجرة وحكمه مكي والعكس‬ ‫‪o‬‬
‫ما نزل مبكة وحكمه مدين‪{ :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى‪ }..‬فهذ اآلية نزلت بعد اهلجرة لكن نزلت يف مكة عند الفتح‬ ‫‪‬‬
‫ما نزل باملدينة وحكمها مكية‪« :‬احلجرات» نزلت باملدينة مع أن اخلطاب يف ثناياها توجه إىل مشركي أهل مكة‬ ‫‪‬‬
‫ما يشبه نزول المكي في المدني والعكس ‪ :‬أي طباع ومنط بعض اآليات يكون مدنيا لكن هذه اآليات يف السور املكية‬ ‫‪o‬‬
‫ما يشبه نزول املكي يف املدين‪{ :‬وإذا قالوا اللهم إن كان هذا هو احلق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء} فهذا استعجال بالعذاب فهو‬ ‫‪‬‬
‫مكي الطبع‪ 9،‬لكن يف سورة األنفال‬
‫ما يشبه نزول املدين يف املكي‪{ :‬الذين جيتنبون كبائر اإلمث والفواحش إال اللمم} يف سورة النجم‪ ،‬مكية‪ ،‬إال أن هذه الفواحش هي تتعلق باحلدود‬ ‫‪‬‬
‫مل تكن هناك حدود يف مكة‬
‫ما ُح ِم َل من مكة إلى المدينة والعكس‬ ‫‪o‬‬
‫ما محل إىل املدينة‪ 9‬من مكة‪ :‬سورة األعلى اليت محلها مصعب عندما ذهب سفريا للمدينة‪ 9‬قبل اهلجرة‬ ‫‪‬‬
‫ما محل إىل مكة‪ :‬هي سورة براءة اليت أرسلها النيب (ص) بعلي بن أيب طالب إىل أيب بكر عند احلج األول‪ ،‬فحملت هذه السورة املدنية إىل مكة‬ ‫‪‬‬
‫ما نزل ليال وما نزل نهارا وما نزل صيفا وما نزل شتاء وما نزل في الحضر وما نزل في السفر‬ ‫‪o‬‬
‫النهار‪ :‬معظم القرآن نزل هنارا‬ ‫‪‬‬
‫الليل‪ 9:‬آيات {إن يف خلق السماوات واألرض واختالف الليل والنهار}‬ ‫‪‬‬
‫الصيف‪ :‬أية الكاللة يف آخر سورة النساء‬ ‫‪‬‬
‫الشتاء‪ :‬آيات حادثة اإلفك‪ ،‬اليت نزلت يف الشتاء {إن الذين جاءوا باإلفك عصبة منكم}‬ ‫‪‬‬
‫حضر‪ :‬معظم القرآن نزل يف احلضر‬ ‫‪‬‬
‫سفر‪ :‬نزلت بعض اآليات يف السفر مثل أول األنفال {يسألونك عن األنفال}‬ ‫‪‬‬

‫خصائص املكي واملدين وأمثلة ذلك‬

‫وضع العلماء من خالل استعمال املناهج النقلية والعقلية ضوابط ومميزات لآليات املدنية واآليات املكية‬

‫المكي‬

‫ضوابظه‬ ‫‪‬‬
‫كل سورة فيها سجدة‪ 9‬وكل سورة فيها لفظ "كال" (سورة االنشقاق فيها سجدة‪ ،‬سورة القيامة فيها "كال")‪9‬‬ ‫‪o‬‬
‫لك سورة فيها "يا أيها الناس" وال "يا أيها الذين آمنوا إال يف سورة احلج ("يا أيها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم" سورة يونس)‬ ‫‪o‬‬
‫فيها قصص االنبياء واألمم الغابرة وقصة آدم وابليس إىل البقرة ("وعادا ومثودا وقرونا بني ذلك كثريا" سورة الفرقان)‬ ‫‪o‬‬
‫السور اليت تفتح حبروف التهجي مثل "أمل" "حم" إال البقرة وآل عمران واختلفوا يف سورة الرعد ("حم ‪ ‬تنزيل الكتاب من اهلل العزيز العليم" سورة غافر)‬ ‫‪o‬‬
‫مميزاته‬ ‫‪‬‬
‫الدعوة إىل التوحيد وإثبات األمور االعتقادية مثل اآلخرة واجلزاء واآليات الكونية‬ ‫‪o‬‬
‫وضع األسس العامة للتشريع واألخالق اليت يقوم عليها كيان اجملتمع وفضح جرائم املشركني‬ ‫‪o‬‬
‫ذكر أمم السابقة وقصص األنبياء زجرا للكفار وتثبيتا للمؤمنني‬ ‫‪o‬‬
‫قصر الفواصل مع فوة األلفاظ وقصر العبارات كالسور القصرية من جزء "املنفصل" من الفرآن‬ ‫‪o‬‬

‫المدني‬

‫ضوابطه‬ ‫‪‬‬
‫فيها فرائض وحدود ("والسارق والسارقة" ‪" ،‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إىل الصالة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إىل املرافق‪ "..‬سورة املائدة)‬ ‫‪o‬‬
‫سور فيها ذكر املنافقني سوى العنكبوت ("إذا جائك املنافقون قالوا ‪ "..‬سورة النافقون)‬ ‫‪o‬‬
‫سور فيها جمادلة أهل الكتاب ("قل يا أهل الكتاب تعالوا إىل كلمة‪ 9‬سواء‪ "..‬سورة آل عمران)‬ ‫‪o‬‬
‫مميزاته‬ ‫‪‬‬
‫بيان العبادات (الصالة االجتماعية)‪ 9‬واملعامالت (مثل األسرة واملال ) وأحكام السياسة واحلرب والسلم والعالقة الدولية‪9‬‬ ‫‪o‬‬
‫خماطبة أهل الكتاب ودعوهتم إىل االسالم وذكر حتريفهم للكتب‬ ‫‪o‬‬
‫الكشف عن حالة املنافقني وبيان خطرهم وكشف كيدهم‬ ‫‪o‬‬
‫طول اآليات وبيان أهداف الشريعة‬ ‫‪o‬‬

‫فوائد العلم باملكي واملدين‬

‫إن معرفة علم‪ 9‬املكي واملدين فيه فوائد وهي كما يلي‪:‬‬

‫االستعانة به في تفسير القرآن ‪ :‬يعرف املفسر هل هذه اآلية نزلت لسبب خاص أو هي عربة عامة تنطبق على عموم الناس وكذلك هل آية منسوخة وما هو‬ ‫أ)‬
‫الناسخ؟‬
‫تذوق أسلوب القرآن واالستفادات منها في أسلوب الدعوة‪ :‬للخطاب املكي واملدين أسلوب‪ 9‬خاصة خياطب أهل مكة وأهل املدينة‪ 9‬وكيفية ذلك‬ ‫ب)‬
‫الوقوف على السيرة النبوية من خالل اآليات القرآنية‪ :‬ومعىن ذلك أننا نعرف سرية النيب من خالل القرآن الذي ال شك يف صحته‬ ‫ت)‬

‫علم أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل‬


‫على أصح األقوال‪:‬‬

‫أول ما نزل‪ :‬اآليات اخلمسة األوىل من سورة إقرأ‪ ،‬مث املدثر‪ ،‬مث البسملة‪ ،‬مث الفاحتة‬ ‫‪.1‬‬
‫آخر ما نزل‪ :‬سور الربا والدين {يا أيهما الذين آمنوا ذروا ما بقي من الربا‪....‬وإذا تداينتم‪ 9‬بدين إىل أجل‪..‬واهلل بكل شيء عليم}‪9‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أسباب النزول‬

‫نزل معظم القرآن ابتداءا ألجل هداية العباد وإرشادهم‬ ‫‪‬‬


‫مع هذا‪ ،‬نزل القرآن أيضا ملعاجلة احلوادث يف حياة النيب (ص)‬ ‫‪‬‬

‫عناية العلماء به‬

‫اعتىن العلماء بعلم سبب النزول عناية عظيمة وأفرده مجاعة منه بالتأليف (أي ألفوا كتابا كامال يتكلم فقط عن أسباب النزول) مثل‬ ‫‪‬‬
‫املديين والواحدي واجلعربي‬ ‫‪‬‬

‫ما يعتمد عليه يف معرفة أسباب النزول‬

‫ذهب البعض إىل أن الرواية ال تقبل إال إذا صحت عن صحايب وصرح بالسبب‬ ‫‪‬‬
‫ذهب السويطي وآخرون إىل أن رواية التابعي لو صحت بتصريح وكان التابعي من أئمة التفسري (مثل جماهد وعكرمة) قبلت الرواية‬ ‫‪‬‬

‫تعريف السبب‬

‫تنزل القرآن ابتداءا بشرائع االسالم وعقائد اإلميان وما إىل ذلك وأيضا نزل عقب واقعة أو سؤال‬ ‫‪‬‬
‫أما الذي نزل عقب واقعة أو سؤال فهو نوعان‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إما حتدث حادثة فيتنزل القرآن بشأهنا‬ ‫‪.1‬‬
‫نزلت "وأنذر عشريتك األقربني" فخرج حممد (ص) ومجع الناس وأنذر عن عذاب اآلخرة وسبه‪ 9‬أبو هلب فنزلت اآلية "تبت يدا أيب هلب وتب"‬ ‫‪-‬‬
‫وإما يسأل النيب (ص) عن مسألة فينزل القرآن حبكمها‬ ‫‪.2‬‬
‫مثل خولة بنت ثعلبة اليت ظاهرها زوجها فاشتكت إىل النيب (ص) فنزل القرآن "قد مسع اهلل قول اليت جتادلك يف زوجها" وهو أوس بن الصامت‬ ‫‪-‬‬

‫فوائد معرفة سبب النزول‬

‫بيان احلكمة اليت دعت إىل تشريع احلكم ومراعاة الشرع للمصاحل االنسانية‬ ‫‪.1‬‬
‫ختصيص احلكم ما نزل عاما إن كان بصيغة العموم عند من يرى أن العربة خبصوص السبب وال بعموم اللفظ‬ ‫‪.2‬‬
‫مثل هذا ما اشتكل على مروان بن حكم آية "ال حتسنب الذين يفرحون مبا أتوا‪ 9"...‬فشرحها ابن عباس أهنا خاصة بأهل الكتاب‬ ‫‪-‬‬
‫ما نزل عاما وجاء دليل على ختصيصه فسبب النزول يقصر التخصيص على ما عدا صورته وال يصح إخراجها‬ ‫‪.3‬‬
‫مثل هذا آية القذف املتعلقة بأم املؤمنني عائشة واآلية اليت نزلت ختاطب عامة الناس عن القذف فهنا‪ ،‬ما نزل بالنسبة لعائشة ال ينطبق على من سواها‬ ‫‪-‬‬
‫خري وسيلة‪ 9‬لفهم معاين القرآن وتفسري أوال علم سبب النزول‬ ‫‪.4‬‬
‫كذلك قضية السعي بني الصفا واملروة وتأويل ابن الزبري لآلية وتصحيح عائشة إياه بذكر سبب النزول (وذلك أن كان بالصفا واملروة صنمني وكان األنصار‬ ‫‪-‬‬
‫يؤهلوهنما قبل إسالمهم)‪9‬‬
‫ختصيص فيمن نزلت هذه اآلية؟ حىت ال حتمل على غريه بدفاع اخلصومة‬ ‫‪.5‬‬
‫مثل هذا ما فعل مروان بتحميل‪ 9‬آية "والذي قال لوالديه أف لكما أتعادنين‪ "..‬على عبد الرمحن بن أيب بكر عمدا‪ ،‬واحلقيقة أن اآلية ما نزلت يف عبد الرمحن‬ ‫‪-‬‬

‫العربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب‬

‫إذا اتفق ما نزل مع السبب عموما محل احلكم على العموم وإذا اتفق معه يف اخلصوص فإنه حيمل‪ 9‬على خصوصه‬ ‫‪.1‬‬
‫مثل العام ما نزل عن النساء يف احمليض فإنه كان سؤاال عاما ونزلت اآلية لعموم املسلمني (كان اليهود يطردون املرأة احلائض من البيت ويعزلوهنا متاما)‬ ‫أ‪.‬‬
‫مثل اخلاص ما نزل يف أيب بكر "وسيجنبها األتقى‪ "...‬فإنه خاص عند حتليل‪ 9‬صرف الكلمات ال بد من اإلقرار أن هذا ليس إال أبا بكر‬ ‫ب‪.‬‬
‫أما إذا كان السبب خاصا ونزلت اآلية بصيغة العموم فهناك اختالف‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ذهب اجلمهور إىل أن العربة بعموم اللفظ وليس خبصوص السبب (أي احلكم ينطبق على األفراد الذين يشبهونه)‬ ‫أ‪.‬‬
‫مثال هذا أيات اللعان فإهنا نزلت يف هالل بن أمية مع أهنا تنطبق على مجيع من هو يف حاله ويشبهه‬ ‫‪‬‬
‫ذهب آخرون قلة إىل أن العربة خبصوص السبب وال عموم اللفظ (مثال‪ ،‬لو قالوا آية اللعان فقط هلالل بن أمية ألهنا نزلت فيه)‬ ‫ب‪.‬‬

‫صيغة سبب النزول‬

‫السبب التصرحيي‪ :‬وهو أن يصرح الصحايب بسبب نزول اآلية‪ ،‬وهو صيغتان‬ ‫‪.1‬‬
‫الصيغة األوىل‪ :‬أن يقول الصحايب مباشرة "سبب نزول هذه اآلية هكذا" أو‬ ‫أ‪.‬‬
‫الصيغة الثانية‪ :‬يأيت بفاء التعقيب مثل أن يقول "سئل‪ 9‬النيب (ص) عن كذا فنزلت اآلية‪9"...‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫مثال التصرحيي‪{ :‬نساؤكم‪ 9‬حرث لكن}‪ ،‬فروى ابن عمر أهنا نزلت يف إتيان النساء يف الدبر"‬ ‫ت‪.‬‬
‫السبب االحتمايل‪ :‬وهو احملتمل للسببية ‪،‬وهو صيغتان‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الصيغة األوىل‪ :‬قول الرواي "نزلت اآلية يف كذا فتارة يقصد هبا سبب النزول وتارة أنه داخل يف معىن اآلية‬ ‫أ‪.‬‬
‫الصيغة الثانية‪ :‬قول الراوي " أحسب اآلية نزلت يف كذا"‪ ،‬فهذا ليس قطعيا‬ ‫ب‪.‬‬
‫مثال االحتمايل‪ :‬اخلصام بني الزبري واألنصاري واآلية "فال وربك ال يؤمنون حىت حيكموك" وقال الراوي‪ :‬أحسب اآلية نزلت يف هذه القضيةٍ‬ ‫ت‪.‬‬

‫تعدد الروايات يف سبب النزول‬

‫لو وردت عدة روايات يف آية واحدة ال ختلو أن تكون من اآليت‪:‬‬

‫إن مل تكن الصيغة صرحية فال منافاة بني الروايات وكل الروايات تعترب تفسريات لآلية وتدخل يف معناها‬ ‫‪.1‬‬
‫أن تأيت رواية غري صرحية يف السببية ورواية أخرى صرحية فاملعتمد عليها هي الصيغة الصرحية‬ ‫‪.2‬‬
‫مثال هذا اآلية يف إتيان النساء يف الدبر وروى ابن عمر رواية بصيغة غري تصرحيية يف السببية وروى جابر بصيغة تصرحيية فاملعتمد عليها رواية جابر ورواية ابن‬ ‫‪-‬‬
‫عمر تعترب تفسري واستنباط‬
‫إذا تعددت الرواية يف سببية النزول وكانت إحدى الروايات صحيحة واألخرى أضعف منها فاملعتمد عليها الرواية الصحيحة‪ 9‬دون األخرى‬ ‫‪.3‬‬
‫مثال هذا سبب نزول سورة "والضحى‪ "...‬فوردت رواية يف الصحيحني أن الوحي مل ينزل على النيب مدة طويلة‪ 9‬حىت قالت امرأة له "شيطانك جربيل تركك"‬ ‫‪-‬‬
‫فنزلت سورة الضحى‪ ،‬أما الروايات األخرى عن أن جروا مات حتت سرير النيب فلذلك مل يدخل جربيل بيته فهي ليست سببا للنزول ألهنا غريبة فاملتعتمد عليه‬
‫ما جاء يف الصحيحني‬
‫إن كانت الروايات متساوية يف الصحة وقدرنا أن نرجح بطريقة ما (مثل وجدنا القصة وراء سبب النزول أو أحدى الروايات أصح) يعتمد‪ 9‬األرجح‬ ‫‪.4‬‬
‫مثال هذا نزول آية "يسألونك عن الروح‪ 9"...‬فقد ورد صحيح البخاري أن النيب (ص) كان يف املدينة مع ابن مسعود فسأله اليهود عن الروح فنزلت اآلية‬ ‫‪-‬‬
‫ورواية أخرى وردت يف سنن الرتمذي أهنا كانت يف مكة حيث طلب قريش من اليهود شيئا يسألوا النيب (ص) عنه فقال اليهود سلوه عن الروح فنزلت‬
‫اآلية‪ ...‬املعتمد عليه‪ 9‬رواية البخاري ألن ابن مسعود حضر القصة هناك وأهنا وردت يف الصحيح دون السنن‬
‫إذا كانت الروايات ال يستطيع‪ 9‬أن يرجح واحدة على األخرى مجع بينهما إن أمكن فتكون اآلية قد نزلت لعدة أسباب يف زمن متقارب‬ ‫‪.5‬‬
‫مثال هذا آية اللعان ووردت روايتان بقصتني خمتلفتني وال ترجيح بينهما فكالمها حدثا يف وقت متقارب ونزلت اآلية فيهما معا‬ ‫‪-‬‬
‫اجلمع إذا مل ميك لتباعد الزمن فأنه حيمل على تعدد النزول وتكراره‬ ‫‪.6‬‬
‫مثال هذا استغفار النيب لعمه أيب طالب وعلى املنافق الذي مات باملدينة‪ 9،‬وصالة النيب (ص) على أمه فنزلت اآلية متنعه مرارا يف كل من هذه احلوادث‬ ‫‪-‬‬
‫مثال آخر هو نزول آية "وإن عاقبتم فعاقبوا مبثل ما عوقبتم" فقد وري أنه نزلت يوم أحد عندما كان النيب قائما عند جثاث محزة ورواية تقول أهنا ننزلت عند‬ ‫‪-‬‬
‫فتح مكة‬

‫*املوضوعات يف التحت ليست يف مقرر االمتحان*‬

‫تعدد النزول يف السبب الواحد‬

‫قد تتنزل عدة آيات يف سورة واحدة وسور خمتلفة يف قضية واحدة‬ ‫‪‬‬
‫مثال هذا عندما سألت أم سلمة‪ 9‬عن ذكر النساء يف القرآن كالرجال مثل يف اجلهاد واهلجر واملرياث فنزلت عدة أيات إجابة هلذا ومنها‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫"فاستجاب هلم رهبم أين ال أضيع عمل عامل من ذكر وأنثى‪ "..‬بالنسبة للهجرة‬ ‫‪‬‬
‫"‪..‬للرجال نصيب مما كسبوا وللنساء نصيب مما كسنب" يف املرياث واجلهاد‬ ‫‪‬‬

‫تقدمي نزول اآلية على احلكم‬

‫قد تنزل اآلية فيها حكم قبل أن حيدث الشيء أو يعمل باحلكم‬ ‫‪‬‬
‫مثاله‪" :‬ال أقسم هبذا البلد وأنت حل هبذا البلد"؛‪" 9‬سيهزم اجلمع ويولون الدبر"‬ ‫‪o‬‬

‫تعدد ما نزل يف شخص واحد‬

‫قد تنزل آيات عديدة يف شخص واحد‬ ‫‪o‬‬


‫مثل سعد بن أيب وقاس فنزلت فيه آية بر الوالدين وآية األنفال وآية حترمي اخلمر وآية‬ ‫‪o‬‬

‫نزول القرآن جملة ومنجما‬

‫نزول القرآلن مجلة ومنجما‬

‫األقوال يف نزول القرآن منجما ومجلة ختتلف إىل مذاهب لتعارض ظاهر اآليات القرآنية‬

‫"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" "إنا أنزلناه يف ليلة القدر" "إنا أنزلناه يف ليلة مباركة"‬ ‫‪o‬‬
‫املذاهب الثالثة هي‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫األول وهو مذهب ابن عباس واجلمهور‪ :‬أن القرآن نزل مجلة إىل بيت العزة يف مساء الدنيا مث أنزله جربيل فرتات وجنوما على سيدنا حممد‪( 9‬ص)‬ ‫‪.1‬‬
‫الثاين وهو ما نقله الشعيب‪ :‬أن القرآن نزل مجلة إىل بيت العزة مث بدأ نزوله منجما على سيدنا حممد‪( 9‬ص) يف ليلة القدر‬ ‫‪.2‬‬
‫الثالث وهو غري معترب‪ :‬أن القرآن نزل إىل بيت العزة يف ثالث وعشرين ليلة يف كل عام قدر مذا سوف ينزل على سيدنا حممد‪ 9‬ونزل ذلك القدر يف‬ ‫‪.3‬‬
‫تلك السنة‬
‫ال تعارض بني املذهبني األولني ألن القرآن نزل مجلة‪ 9‬إىل بيت العزة مث بدأ نزوله على سيدنا حممد (ص) مجلة يف ليلة القدر وال مانع‬ ‫‪o‬‬

‫نزول القرآن منجما‬

‫اآليات الدالة على نزوله منجما‪:‬‬ ‫‪o‬‬


‫"إنه لتنزيل رب العاملني – نزل به الروح األمني"‬ ‫‪‬‬
‫"قل نزله روح القدس من ربك باحلق ليثبت اللذين آمنوا‪9"...‬‬ ‫‪‬‬
‫تنزيل الكتاب من اهلل العزيز احلكيم"‬ ‫‪‬‬
‫"وأن كنتم يف ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثل‪9"...‬‬ ‫‪‬‬
‫"قل من كان عدوا جلربيل فإنه نزله على قلبك‪"..‬‬ ‫‪‬‬
‫هذه اآليات فيها كلمة‪َ " 9‬نَّز َل وَتْن ِزيْل" اليت قال فيها العلماء أهنا تعين النزول مفرقا وختتلف من اإلنزال فهو أعم‬ ‫‪o‬‬
‫الكتب السماوية السابقة نزلت مجلة واحدة ودليل هذا قول اهلل يف الكافرين "وقال الذين كفروا لوال نزل عليه القرآن مجلة واحدة‪ 9"...‬الذي فيه معىن أن‬ ‫‪o‬‬
‫الكتب السماوية السابقة نزلت مجلة واحدة فلذلك تعجبوا من نزول القرآن منجما‬

‫حكمة نزول القرآن منجما‬

‫الحكمة األولى‪ :‬تثبيت فؤاد النبي‬

‫فأنه كان يرجو اخلري ألمته و كانت له النية اخللصة يف هدايتهم‪ 9‬لكنهم كانوا من أشد الناس على رسلهم عداوة وتكذيبا‬ ‫‪o‬‬
‫فأنزل اهلل القرآن كل مرة يثبت ويزيل حزن النيب ويبشره ويذكره بالذين أوذوا يف سبيل اهلل من قبله من الرسل والصاحلني فصربوا‬ ‫‪o‬‬

‫الحكمة الثانية‪ :‬التحدي واإلعجاز‬

‫كانت قريش تسأل النيب األسئلة‪ 9‬العجيبة وال يأتونه بسؤال إال أجاب اهلل عليهم باحلق وما هو أحسن تفسريا مثل سؤاهلم‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫"يسألونك عن الساعة" و"يستعجلونك بالعذاب" و"لوال أنزل عليه القرآن مجلة واحدة"‬ ‫‪‬‬

‫الحكمة الثالثة‪ :‬تيسير حفظه وفهمه‬

‫كان العرب أمة أمية فيصعب عليهم حفظ القرآن لو نزل كله يف مرة واحدة فرعاية هلذا نزل اهلل القرآن منجما لكي يتيسر عليهم‪ 9‬فهمه وحفظه‬ ‫‪o‬‬

‫الحكمة الرابعة‪ :‬مسايرة الحوادث والتدرج في التشريع‬

‫القرآن أعطى الناس دواء للنجاح يستطيعون به اخلروج من الفساد وذلك عرب مسايرة األحداث اجلديدة‬ ‫‪o‬‬
‫استأصل أثر الشرك والوثنية وأصل فيهم عقيدة التوحيد اخلالصة حبيث شرع هلم تدرجا من الفرائض من جبعل قلوهبم مليئة باالميان‬ ‫‪‬‬
‫شرعت األصول العامة للعبادات مث جائت التفاصيل يف املدينة وكذلك للعبادات وهذا لكي يتعودوا عليها مث يطبقوهنا تطبيقا تاما و هذا من حكمة‬ ‫‪‬‬
‫التدرج مثل اخلمر‬
‫وكذلك هذا التدرج تربية لألمة ملعاجلة الوقائع اجلديدة‪ 9‬مثل قضية أسرى بدر والصالة على املنافقني وغزوة حنني واملتخلفني يف غزوة تابوك‬ ‫‪‬‬

‫الحكمة الخامسة‪ :‬الداللة على أن القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد‬

‫مع أن نزلت اآليات القرآنية على فرتات‪ ،‬هو مرتب ومتناسق اآليات‪ ،‬مرتابط املعاين وهذا دليل على أنه تنزيل من حكيم خبري‬ ‫‪o‬‬
‫نرى أن احلديث النبوي مع شرفه ال يداين القرآن اتساقا وانسجاما‬ ‫‪o‬‬
‫االستفادة من تنزيل القرآن منجما يف الرتبية والتعليم‬

‫تنزيل القرآن منجما كان للرتبية والتعليم والعملية الرتبوية تعتمد‪ 9‬على معرفة املستوى الذهن مث تنمية القدرة الذهنية‪9‬‬ ‫‪o‬‬
‫إصالح النفس‬ ‫‪o‬‬
‫استقامة السلوك‬ ‫‪o‬‬
‫بناء الشخصية‬ ‫‪o‬‬

‫جمع القرآن وترتيبه‬

‫‪-‬جمع القرآن‪-‬‬

‫املعىن األول ‪ :‬مجع القرآن مبعىن حفظه أو حفاظه يف الصدر كما نزلت اآليات يف سورة القيامة (إن علينا مجعه وقرآنه‪9)..‬‬

‫املعىن الثاين ‪ :‬مجع القرآن‪ ،‬مبعىن كتابته على السطور‪ ،‬مفرق اآليات والسور ومرتبة يف صحف مفرتقة أو يف صحيفة واحدة‬

‫مجع القرآن مبعىن حفظه على عهد النيب (ص)‬

‫كان النيب (ص) حيفظ ما أنزل عليه ويعلم الصحابة ووعتها قلوهبم ألهنم كان ذاكرهتم قوية وال تكتب‬

‫اشتهر باحلفظ حواىل ‪ 7‬أو ‪ 8‬صحابة‪ :‬أيب بن كعب‪ ،‬وسامل وعبد اهلل بن مسعود ومعاذ بن جبل وأبو ريد‪ ،‬وأبو الدرداء‪ ،‬وزيد بن ثابت‬ ‫‪-‬‬
‫هؤالء اشتهروا مع أن كل الصحابة كانوا حيفظون القرآن‬ ‫‪-‬‬
‫يالحظ أن كان عدد احلفاظ كثري حىت أن "القراء" الذين قتلوا يف بئر معونة ‪ 70‬واحدا والذين قتلوا باليماماة أيضا ‪ 70‬قارئا وهذا ينايف الشبهة أن عدد احلفاظ كان قليال‬ ‫‪-‬‬
‫ولذلك مل يُْن قل القرآن إلينا على التواتر (وعدد كثري عرضوا على النيب ووصل إلينا سندهم‪ ،‬وعدد أكرب حفظوا القرآن ومل يصل إلينا سندهم)‬

‫مجع القرآن مبعىن كتابته على عهد النيب (ص)‬

‫كان الصحابة يكتبون القرآن‪ ،‬بعضهم بأمر النيب (ص) والبعض بدون أمر منه ويرشدهم‪ 9‬إىل املوضع الصحيح لآليات (ومن أجالء الكتاب للوحي‪ :‬معاوية‪ ،‬وعلي‪ ،‬وأيب بن كعب‪،‬‬
‫وزيد بن ثابت)‬

‫كان القرآن يكتب على أرواق النخل‪ ،‬وأكتاف احليوان (يدل عل الشقة يف كتابة القرآن)‬ ‫‪-‬‬
‫مل يكن القرآن جمتمعا يف صحيفة واحدة‪ ،‬بل مفرتقا‪ ،‬فعند صحايب واحد ما ليس عند اآلخر والسبب هلذا أن الوحي كان ينزل من حني إىل آخر ولو كان مُجِ َع يف صحيفة‬ ‫‪-‬‬
‫واحدة الحتاج إىل تعيريها كل مرة نزل الوحي‪ ،‬ولذلك مل يُرتب وجُي مع القرآن يف صحيفة واحدة حىت بعد وفاة النيب (ص)‬

‫مجع القرآن كتابة على عهد أيب بكر (ر)‬

‫قتل عدد كثري من القراء يف اليمامة حىت نصح عمر (ر) أبا بكر جبمع‪ 9‬القرآن حىت ال يضيع وراجعه حىت قبل أبو بكر (ر) ومجع القرآن ومسي "اجلمع الثاين"‬

‫كلف زيد جبمع‪ 9‬القرآن من الصحف والصدور الناس (ومل يف البداية مل يقبل حىت راجعه عمر وأبو بكر)‬ ‫‪-‬‬
‫كيفية ‪ :‬كان زيد يشرتط أن توجد اآلية مكتوبة وحمفوظة ويشهد شهيدان أهنما تلقياها مسعا‬ ‫‪-‬‬
‫يالحظ أن آية من سورة التوبة كانت عند أيب خزمية األنصاري فقظ كتابة‪ ،‬أما احلفظ فحفظها عدد كثري‬ ‫‪-‬‬
‫مجع القرآن كتابة على عهد عثمان (ر)‬

‫بعد أن اتسعت الفتوحات وانتشر الصحابة يف األمصار يدرسون القرآن على احلرف الذي حفظ القرآن به تلك الصحايب (فهذا يدرس القرآن حبرف قريش واآلخر حبرف هزيل‬
‫واآلخر حبرف اليمن)‪9‬‬

‫أدى هذا إىل اختالف الناس يف القراءات واللحن اهتام بعضهم بعضا بالكفر (مثل ما حدث يف غزو أرمينية وأذربيجان)‬ ‫‪-‬‬
‫أمر عثمان بنسخ قرآن أيب بكر (ر) من حفصة وتوزيع النسخ إىل األمصار وحرق ما كان ليدهم‪9‬‬ ‫‪-‬‬
‫مالحضة‪ :‬وهناك أدلة دالة على أن حذيفة بن اليمان ليس الوحيد الذي فزع من اختالف الناس يف القرآن‪ ،‬بل هناك أصحاب آخرون‪ ،‬وأدلة أيضا على اتفق الصحابة مع‬ ‫‪-‬‬
‫عثمان (ر) على كتابة القرآن حرفا واحدا وترك ما سواها من األحرف واملصاحف –ومن أجل ذلك القرآن اليوم يقرأ على حرف واحد وال جنحد احلروف األخرى‬
‫ولكن ال جيوز القراءة هبا‬

‫الفرق بني مجع أيب بكر ومجع عثمان (ر)‬

‫الدافع للجمع يف عهد أيب بكر كان قتل عدد كبري من القراء وخمافة ضياع القرآن بذهاب القراء؛ أما الدافع للجمع‪ 9‬يف عهد عثمان اختالف الناس يف أوجه القراءة فجمعهم‬ ‫‪.1‬‬
‫عثمان على حرف واحد وحرق الباقي من املصاحف‬
‫مجع أيب بكر القرآن ملا كان مفرقا يف الرقاع واألكتاف يف مصحف واحد مرتبا لآليات والسور ومشتمال جلميع األحرف اليت نزل عليها القرآن؛ أما مجع عثمان فكان‬ ‫‪.2‬‬
‫نسخ القرآن على حرف واحد من احلروف السبعة بدون ما عداه من األحرف الستة؛ اختلف يف عدد املصاحف اليت أرسلها عثمان (ر) إىل اآلفاق‬
‫قيل أنه سبعة‬ ‫أ)‬
‫قيل أنه مخسة‬ ‫ب)‬
‫قيل أهنا كانت أربعة‬ ‫ت)‬

‫‪-‬ترتيب القرآن‪-‬‬

‫اآلية‪ :‬مجلة من كالم اهلل مندرجة يف سورة من القرآن‬

‫السورة‪ :‬هي مجلة من آيات القرآن ذات املطلع‪ 9‬واملقطع‬

‫ترتيب اآليات‬

‫توقيفي من أمر النيب (ص) ال خالف فيه ألن الوحي كان ينزل ويقول النيب ضع اآلية بني كذا وكذا وعرفت ترتيب السور من قراءة النيب يف الصلوات واخلطب وما إىل ذلك‪.‬‬

‫ترتيب السور‬

‫اختلف العلماء إىل ثالثة أراء‪:‬‬

‫توقيفي‪ :‬تاله النبي كما أخبر جبريل عن أمر اهلل تعالى فالقرآن اليوم مرتب كما كان مرتب في عهد النبي كما أنه ال خالف بين الصحابة عندما جمع القرآن في‬ ‫‪.1‬‬
‫ترتيب السور‬
‫الدليل عن هذا أن النبي كان يقرأ بعض السور بالترتيب وكذلك ذكر بعض السور بترتيب‬ ‫‪-‬‬
‫هذا الرأي الراجح‬ ‫‪-‬‬
‫اجتهاد من الصحابة‪ :‬ألن خيتلف الرتتيب يف مصاحفهم (مثل مصحف علي وابن مسعود وأيب بن كعب وهناك احلديث بني ابن عباس وعثمان يف سورة التوبة واألنفال‬ ‫‪.2‬‬
‫واالختالف يف ترتيبهما‬
‫هذا الرأي ال يستند إليه فحديثه ضعيف‬ ‫‪-‬‬
‫الصحابة رتبوا السور حسب اجتهادهم قبل أن اكتمل تنزيل القرآن‬ ‫‪-‬‬
‫اجتهاد وتوقيفي‪ :‬قيل أن بعض السور رتبت حيث أن وردت األحاديث تتكلم عن بعض السور أهنا مرتبة ويف السور األخرى مل ترد أحاديث فيها‬ ‫‪.3‬‬
‫هذا الرأي غري معترب ألنه يف السور املرتبة توقيفيا يعتمد على األحاديث الدالة على ذلك‬ ‫‪-‬‬
‫أما اجلزء املرتب اجتهاديا‪ ،‬فدليلهم أنه مل ترد أحاديث تدل على ترتيب اآليات األخرى فهي مرتبة اجتهاديا وهذا خطأ‬ ‫‪-‬‬

‫أقسام السور‬

‫الطوال – البقرة‪ ،‬آل عمران‪ ،‬النساء‪ ،‬املائدة‪ ،‬األنعام‪ ،‬األعراف‪،‬األنفال والرباءة (الن بني األنفال والرباءة ال فصل بينهما)‬
‫املئون – آيات تقارب مئة أو تزيد عليها‬
‫املثاين – هي اليت تلي املئون يف عدد اآليات‬
‫املفصل – من سورة "ق" إىل آخر القرآن‬

‫الرسم العثماين‬

‫هو الشكل الذي به كتب زيد وجلنة القرآن يف وقت عثمان (ر) واختلفوا يف شكل اخلط‪:‬‬

‫توقيفي‪ ،‬فلم جييزوا خمالفته‬


‫ٌّ‬ ‫فأما الذين ذهبوا إىل أن الرسم‬ ‫‪.1‬‬
‫منعا للَّْبس ولم‬
‫وأما القائلون بأنه اجتهاد واصطالح من الصحابة‪ ،‬فاختلفوا‪ ،‬فمنهم من أوجب اتباع اصطالحهم‪ ،‬فأوجبوا كتابة المصاحف على الرسم القياسي ً‬ ‫‪.2‬‬
‫يجوزوا مخالفته(هذا هو الراجح)‬
‫وجوز خمالفته‪ ،‬وجوز كتابة القرآن على غريه‬
‫ومنهم من ذهب إىل أنه اجتهاد واصطالح من الصحابة َّ‬ ‫‪.3‬‬

‫حتسني الرسم العثماين‬

‫كان القرآن بدون تشكيل وال نقط للسليقة العربية السليمة‪ 9‬عند العرب‬ ‫‪‬‬
‫تطرق الفساد إىل اللسان العريب بدخول األعجاز فرأى أولو األمر إىل حتسني اخلط‬ ‫‪‬‬
‫اشتهر أبو األسود الدؤيل بكتابة النقاط والتشكيل‬ ‫‪‬‬
‫فكان نقاط > مث حركات بشكل و ي ا‬ ‫‪‬‬
‫كان العلماء يكرهون التحسني خشية الزيادة للقرآن مث تدرجوا إىل االباحة للحاجة مث إىل االستحباب حتسني اخلط‬ ‫‪‬‬

‫الفواصل ورؤوس اآليات‬

‫الفاصلة ‪ :‬الكالم املنفصل مما بعده‪ ،‬وقد يكون رأس آية وقد ال يكون‪ ،‬وتقع الفاصلة عند هناية املنقطع اخلطايب‪ ،‬مسيت بذلك ألن الكالم ينفصل عندها‬
‫رأس اآلية ‪ :‬هنايتها اليت توضع‪ 9‬بعدها عالمة الفصل بني آية وآية‬
‫الفاصلة‪ 9‬تعم النوعني وجتمع‪ 9‬الضربني))‬ ‫وليس كل فاصلة رأس آية‬ ‫((كل رأس آية فاصلة‬
‫أنواع الفواصل‪:‬‬
‫املتماثلة‪ :9‬متماثلة متاما يف املقاطع ﴿والطور‪ ،‬وكتب مسطور‪ ،‬ىف رق منشور‪ ،‬والبيت المعمور﴾(الطور‪﴿ )4-1 :‬وال َف ْج ِر‪ ،‬وليال َع ْش ِر‪ ،‬والشفع وال َوتْ ِر‪ ،‬واليل إذا يَ ْس ِر﴾‬ ‫‪.1‬‬
‫(الفجر‪)4-1 :‬‬
‫املتقاربة ‪ :‬تقارب احلروف يف املقاطع ﴿الرمحن الرحيم‪ ،‬ملك يوم الدين﴾ (الفاحتة‪)3،4 :‬‬ ‫‪.2‬‬
‫املتوازية‪ :‬اتفاق الوزن وحروف السجع يف املقاطع ﴿فيها سرر مرفوعة‪ ،‬وأكواب موضوعة﴾ (الغاشية‪)13،149:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫املتوازنة‪ :‬اتفاق الوزن يف املقاطع ﴿ومنارق مصفوفة‪ ،‬وزرايب مبثوثة﴾ (الغاشية‪)15،16 : 9‬‬ ‫‪.4‬‬

‫المحكم والمتشابه‬

‫ين في ُقلُوبِ ِه ْم َزيْ ٌغ َفيَتَّبِ ُعو َن َما تَ َشابَهَ ِم ْنهُ ابْتِغَاء ال ِْف ْتنَ ِة َوابْتِغَاء تَأْ ِويلِ ِه َو َما َي ْعلَ ُم‬ ‫َّ ِ‬ ‫اب َوأُ َخ ُر ُمتَ َشابِ َه ٌ‬
‫ات فَأ ََّما الذ َ‬
‫ات ه َّن أ ُُّم ال ِ‬
‫ْكتَ ِ‬ ‫اب ِم ْنهُ آيَ ٌ‬
‫ات ُّم ْح َك َم ٌ ُ‬
‫{هو الَّ ِذي أَنز َل َعلَي َ ِ‬
‫ك الْكتَ َ‬ ‫َُ َ َ ْ‬
‫ند َر ِّبنَا}‬‫اس ُخو َن فِي ال ِْعل ِْم ي ُقولُو َن آمنَّا بِ ِه ُكلٌّ ِّمن ِع ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫و‬ ‫ّه‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫ي‬‫و‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َ َُ‬
‫احملكم‬

‫احملكم لغة‪ :‬هو املتقن‪ ،‬إتقان الكالم هو بتمييز الصدق من الكذب يف أخباره‬
‫ت ِمن لَّ ُد ْن َح ِكي ٍم َخبِ ٍري}‬
‫صلَ ْ‬
‫ت آيَاتُهُ مُثَّ فُ ِّ‬ ‫اإلحكام العام‪ :‬والقرآن كله حمكم ألنه كالم متقن فصيح مييز بني احلق والباطل‪ ،‬والصدق والكذب {الَر‪ ،‬كِتَاب أ ِ‬
‫ُحك َم ْ‬
‫ٌ ْ‬ ‫‪-‬‬

‫احملكم اصطالحا (اإلحكام اخلاص)‪:‬‬


‫املعروف املراد منه‬ ‫‪.1‬‬
‫ما استقل بنفسه وال حيتاج إىل بيان‬ ‫‪.2‬‬
‫ال حيتمل من التأويل إال وجها واحدا‬ ‫‪.3‬‬
‫الواضح الداللة‪ 9‬ال حيتمل النسخ‬ ‫‪.4‬‬
‫املتقن الذي ال يتطرق إليه اإلشكال‬ ‫‪.5‬‬
‫أمثلة‪ 9:‬الناسخ‪ ،‬احلرام واحلالل‪ ،‬احلدود‪ ،‬فرائض والوعد والوعيد‬

‫املتشابه‬

‫التشابه لغة‪ :‬هو التماثل يف اللغة والتناسب ويف الكالم‪ ،‬يصدق بعض الكالم بعضا‬
‫يث كِتَاباً ُّمتَ َشاهِب اً}‪.‬‬ ‫ِ‬
‫التشابه العام‪ :‬أن آياته يشبه بعضها بعضا يف اإلعجاز والفصاحة {اللَّه َنَّز َل أَحسن احْل د ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ْ ََ َ‬ ‫ُ‬

‫املتشابه اصطالحا (التشابه اخلاص)‪:‬‬


‫ما استأثر اهلل بعلمه‬ ‫‪.1‬‬
‫ما مل يستقل بنفسه واحتاج إىل بيان برده إىل غريه‬ ‫‪.2‬‬
‫ما احتمل أكثر من وجه‬ ‫‪.3‬‬
‫ما كان غري واضح الداللة‪ 9‬وحيتمل‪ 9‬النسخ‬ ‫‪.4‬‬
‫أمثلة‪ 9:‬املنسوح‪ ،‬كيفية صفات اهلل‪ ،‬أوائل السور (أ ل م‪ ،‬ح م)‪ ،‬وحقائق اليوم اآلخر‬

‫منشأ التشابه‬
‫نشأ التشابه من خفاء مراد الشارع يف كالمه‪ ،‬فمرة يرجع إىل اللفظ‪ ،‬ومرة يرجع إىل املعىن‪ ،‬ومرة يرجع إىل اللفظ واملعىن‬
‫الراجع إىل اللفظ‪﴿ :‬فراغ عليهم‪ 9‬ضربا باليمني﴾ (الصافات‪)63 :‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الراجع إىل املعىن‪ :‬ما استأثر اهلل بعلمه‪ 9‬من أهوال يوم القيامة‪ ،‬وعالمات الساعة‪ ،‬واجلنة والنار‬ ‫‪.2‬‬
‫الراجع إىل اللفظ واملعىن‪﴿ :‬وليس الرب بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن الرب من اتقى﴾ (البقرة‪)189 :‬‬ ‫‪.3‬‬

‫االختالف يف معرفة املتشابه‪ ،‬والتوفيق بني األراء‬

‫هناك رأيني يف هل ميكن نفسر أو نؤول املتشابه‪ ،‬أي الذي استأثره اهلل لنفسه‪ ،‬حسب اآلية ﴿وما يعلم تأويله إال اهلل والراسخون يف العلم يقولون آمنا به ﴾‬
‫الرأي األول أن التأويل املراد هو املتشابه الذي ال يعرف علمه‪ 9‬إال اهلل فيقفون املعىن عن "إال اهلل" فالذي يعلم التأويل هو اهلل تعاىل (ابن مسعود‪ ،‬ابن عباس‪ ،‬وأيب وتابعون‬ ‫‪.1‬‬
‫آخرون)‬
‫الرأي الثاني يرون أن التأويل يعرفه اهلل تعاىل والراسخون يف العلم فيعطفون "والراسخون يف العلم" أي أهنم يعرفون تأويله (رأي جماهد وهو أجل التابعني يف التفسري‬ ‫‪.2‬‬
‫وآخرون)‬

‫أما كيف التوفيق بني الرأيني فننظر إىل تعريف التأويل‪ ،‬فقيل هو‪:‬‬
‫صرف اللفظ عن االحتمال الراجح إىل االحتمال املرجوح لدليل يقرتن به‬ ‫(‪)1‬‬
‫التأويل مبعىن التفسري‬ ‫(‪)2‬‬
‫التأويل هو احلقيقة اليت يؤول إليها الكالم‬ ‫(‪)3‬‬

‫أما الرأي األول من الرأيني‪ ،‬فقصدهم أن التأويل هو الرتيف الثالث " التأويل هو احلقيقة اليت يؤول إليها الكالم" فاحلقيقة هنا كيفية صفات اهلل وكيفية املغيبات األخرى‪/‬‬ ‫‪-‬‬
‫فمن هذه الناحية هم صحيحون‬
‫وأما الرأي الثاين‪ ،‬الذين يضيفون إىل معرفة التأويل الراسخون يف العلم‪ ،‬فهم يقصدون بالتأويل التفسري‪ ،‬أي أن اهلل يعلم تفسريه‪ ،‬كذلك الراسخون يف العلم يعرفون‬ ‫‪-‬‬
‫تفسريه بقدر ما فتح اهلل عليهم‪ 9‬من فهم القرآن الكرمي‬

‫فال تاضد بني الرأيني‪ ،‬كال الفريقني صحيحون‬

‫الناسخ والمنسوخ‬
‫تعريف الناسخ‬
‫لغويا‪ :‬يطلق على معنني‪ ،‬أحدمها ‪:‬إزالة الشيء وإعدامه‪ ،‬ثاهنما‪ :‬نقل الشيء وحتويله‪ 9‬مع بقائه يف نفسه‬
‫اصطالحا‪ :‬رفع حكم شرعي خبطاب شرعي مرتاخ عنه‪ ،‬ويشرتط‪:‬‬

‫أن يكون احلكم املنسوخ حكما شرعيا (وليس عقليا)‬ ‫‪.1‬‬


‫أن يكون الدليل على ارتفاع احلكم (الناسخ) خطابا شرعيا (قرآن أو حديث) مرتاخيا عن اخلطاب املنسوخ حكم‬ ‫‪.2‬‬
‫أن ال يكون اخلطاب املرفوع مقيد بوقت معني‬ ‫‪.3‬‬
‫ما يقع فيه النسخ‬
‫أي‪ ،‬ما هي اآليات اليت ميكن نسخها؟‬

‫يقع يف األوامر والنواهي الصرحية ﴿كتب عليكم إذا حضر أحدكم املوت إن ترك خريا الوصية للوالدين﴾‬ ‫‪.1‬‬
‫يقع يف األوامر والنهي اليت بلفظ اخلرب الذي مبعىن األمر والنهي‪ ،‬أي بغري تصريح ﴿كتب عليكم إذا حضر أحدكم املوت إن ترك خريا الوصية للوالدين﴾‬ ‫‪.2‬‬
‫ال يقع يف العقيدة وأصول العبادات‪ ،‬مثل الصوم والصالة واحلج‬ ‫‪.3‬‬

‫ما له يعرف الناسخ واملنسوخ وأمهيته‬


‫له أمهية كبرية حيث أن به يعرف املفسر والفقيه احلكم املرفوع واجلديد حىت ال ختتلط األحكام‬

‫وأهلكت‬
‫َ‬ ‫هلكت‬
‫َ‬ ‫روي أن عليا مر على قاض فقال له‪ :‬أتعرف الناسخ واملنسوخ؟ قال‪ :‬ال‪ /‬فقال‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ملعرفة الناسخ واملنسوخ طرق‪:‬‬

‫النقل الصريخ عن النيب أو الصحايب ("كنت هنيتكم عن زيارة القبور أال فزوروها")‬ ‫‪.1‬‬
‫إمجاع األمة على أن هذا منسوخ وذاك ناسخ‬ ‫‪.2‬‬
‫معرفة املتقدم من املتأخر يف التاريخ‬ ‫‪.3‬‬
‫وال يعتمد‪ 9‬على االجتهاد أو التعارض بني األدلة ظاهرا يف الناسخ واملنسوخ‬

‫األراء يف النسخ‬
‫اليهود ‪ :‬ينكرون النسخ ألنه يستلزم البداء (الظهور بعد خفاء) أي أن اهلل يظهر له شيء جديد أو يعثر على حكمة جديدة‪ ،‬وهذا مستحيل عند اهلل (هذا زعم باطل)‬ ‫‪.1‬‬
‫الرد األول‪ :‬اهلل يعلم احلكم قبل إنزاله ويعرف ما سوف ينسخ ويرتك ويفعل ما يشاء باألحكام ألنه تعاىل يرى مصاحل حنن ال نراها وله حكم مل نطلع‪ 9‬ليها‬ ‫‪‬‬
‫الرد الثاين‪ :‬كان يف التوراة نسخ كثري وكذلك ما أخربنا القرآن (كل الطعام كان حال لبين إسرائيل إال ما حرم إسرائيل على نفسه)‬ ‫‪‬‬
‫الروافض ‪ :‬هم يثبتون النسخ لكن بغلو فهم يف طريف نقيض مع اليهود حيث أهنم قالوا ال بأس أن يظهر شيء جديد هلل تعاىل وال بأس أن تظهر له حكمة جديدة كذلك‬ ‫‪.2‬‬
‫قالوا يف حمو السيئات باحلسنات‬
‫الرد‪ :‬هذا إغراق يف الظالل ألننا نعرف أن اهلل يعرف كل شيء قبل خلقه وتشريعه وإنزاله وكل شيء يفعله اهلل حلكمة عنده واهلل علمه ال بداية له وال هناية‬ ‫‪‬‬
‫وال يتعلم شيئا جديدا وال ينسى جل ثناؤه‪.‬‬
‫أبو مسلم األصفهاني‪ :‬وهو معتزيل العقيدة‪ ،‬جيوز النسخ عقال ومينع وقوعه شرعا يف القرآن‪ ،‬ويستدل‪ 9‬باآلية‪( :‬ال يأتيه الباطل من بني يديه وال من خلفه‪ ،‬تنزيل من حكيم‬ ‫‪.3‬‬
‫محيد)‬
‫الجمهور‪ :‬جيوز النسخ عقال ويقع شرعا وأدلتهم‬ ‫‪.4‬‬
‫أفعال اهلل تعاىل ال تعلل باألغراض‪ ،‬أي أننا ال ميكن نعرف السبب لرتيع لكل حكم واهلل أعلم بصاحل العباد‬ ‫أ‪.‬‬
‫النصوص تدل على جواز النسخ (ما ننسخ من آية أن ننسها نأت خبري منها أو مثلها) وحديث ابن عباس عن عمر أنه كان ال يأخذ بعض كالم أُيَبٍّ مع أن أيب‬ ‫ب‪.‬‬
‫كان من أعلم‪ 9‬الناس بالقرآن ألن أبيا قال‪" :‬ال أدع شيئا مسعته من رسول اهلل"‬

‫أقسام النسخ‬
‫القرآن بالقرآن ‪ :‬متفق على جوازه ومن أمثلة ذلك نسخ العدة من سنة كاملة إىل أربعة أشهر وعشر‬ ‫‪.1‬‬
‫القرآن بالسنة‪ :‬أي السنة تنسخ القرآن‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫بالسنة اآلحادية‪ :‬أن تنسخ السنة اآلحادية القرآ‪ ،‬وهذا متفق على عدم جوازه ألن احلديث آحاد والقرآن متواتر فال يصح رفع قطعي الثبوت بظين الثبوت‬ ‫‪.a‬‬
‫بالسنة املتواترة‪ :‬أجازه املذاهب األربعة إال الشافعي والظاهرية ألنه كله وحي ثابت السنة بيان (وأنزلنا إليك الذرك لتبني للناس ما أنزل إليهم) أما الشافعي‬ ‫‪.b‬‬
‫فقال (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت خبري منها أومثلها) قال السنة ليس خريا وال مثل القرآن‬
‫نسخ السنة بالقرآن ‪ :‬القرآن ينسخ السنة وهو جييزه اجلمهور إال الشافعي ومثال هذا تغيري القبلة فقد جاء القرآن نسخ قبلة بيت املقدس اليت كانت ثابتة بالسنة‬ ‫‪.3‬‬
‫نسخ السنة بالسنة‪ )1 :‬نسخ متواترة مبتواترة ‪ )2‬نسخ آحادية مبتواترة ‪ )3‬نسخ آحادية بآحادية ‪ )4‬نسخ متواترة بآحادية (أما الثالث األوىل جائز‪ ،‬والرابع غري جائز‬ ‫‪.4‬‬
‫حسب اجلمهور)‬

‫أنواع النسخ يف القرآن‬


‫املراد القرآن الذي ينسخ القرآن‪ ،‬فهو ثالثة أنواع‪:‬‬

‫نسخ التالوة والحكم معا‪ :‬مثل آيات الرضاعة قول عائشة (ر) ”كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات حيرمن فنسخن خبمس‪ 9‬معلومات‪ ،‬فتويف رسول اهلل وهن مما يقرأ‬ ‫‪.1‬‬
‫من القرآن“‬
‫نسخ الحكم وبقاء التالوة ‪ :‬مثل نسخ حكم آية العدة مع بقاء تالوهتا (فهذه للتفكر بأن احلكم كان ثقيال فخففه اهلل تعاىل ولكن نتلوه حىت نتذكر هذا)‬ ‫‪.2‬‬
‫نسخ التالوة مع بقاء الحكم ‪ :‬أي احلكم موجود لكن اآلية ال توجد يف القرآن ألن تالوهتا نسخت وليس احلكم‪ ،‬مثاله آية الرجم للشيخ والشيخة (الشيخ والشيخة إذا‬ ‫‪.3‬‬
‫زنيا فارمجومها البتة نكاالمن اهلل)‬

‫ِحكمة النسخ‬
‫مراعاة مصاحل العباد‬ ‫‪.1‬‬
‫تطور التشريع حسب تطور الدعوة وحال املناس (كان الصحايب اجلديد ما زالت فيه أثار اجلاهلية‪ 9‬مثل شرب اخلمر فال حيرم ضربة واحدة وإمنا بالتدرج)‪9‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ابتالء املكلف واختباره هبل يطيع أم ال‬ ‫‪.3‬‬
‫إن النسخ قد يكون خنفيف مثل الرخصة يف السفر‪ ،‬أو يكون زيادة يف الكلف مثل الصلوات اخلمس‪ 9،‬فاألول تسهيل وختفيف من اهلل والثاين يثاب عليه)‪9‬‬ ‫‪.4‬‬

‫أمثلة النسخ يف القرآن‬


‫ين ُيَت َو َّف ْو َن ِمن ُك ْم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ين يَُت َو َّف ْو َن ِمن ُك ْم َويَ َذ ُرو َن أ َْز َواجاً َو ِصيَّةً أِّل َْز َو ِاج ِهم َّمتَاعاً إِىَل احْلَ ْو ِل َغْيَر إِ ْخَر ٍ‬
‫اج) االية ‪ 240‬من سورة البقرة‪ .‬وقوله تعاىل‪َ ( :‬والذ َ‬
‫قول اهلل تعايل َّ ِ‬
‫(والذ َ‬ ‫َ‬ ‫‪.1‬‬
‫ص َن بِأَن ُف ِس ِه َّن أ َْر َب َعةَ أَ ْش ُه ٍر َو َع ْشراً) االية ‪ 234‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫َويَ َذ ُرو َن أَ ْز َواجاً َ َ َ َّ ْ‬
‫ب‬‫ر‬ ‫ت‬ ‫ي‬

‫قوله تعاىل‪( :‬انِْف ُروا ِخ َفافًا َوثَِقاال) وقوله تعاىل‪َ ( :‬و َما َكا َن ال ُْم ْؤ ِمنُو َن لِيَ ِنف ُروا َكافَّةً)‬ ‫‪.2‬‬
‫ين َكآفَّةً َك َما ُي َقاتِلُونَ ُك ْم َكآفَّةً)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قوله تعاىل‪( :‬يسألونك عن الشهر احلرام قتال فيه قل قتال فيه كبري وصد عن سبيل اهلل) وقوله تعاىل‪َ ( :‬وقَاتلُواْ ال ُْم ْش ِرك َ‬ ‫‪.3‬‬
‫ض ْعفاً فَِإن يَ ُكن‬ ‫ف اللّهُ َعن ُك ْم َو َعلِ َم أ َّ‬
‫َن ِفي ُك ْم َ‬ ‫صابُِرو َن َي ْغلِبُواْ ِمئَتَنْي ِ ) وقوله تعاىل‪( :‬اآل َن َخ َّف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني َعلَى الْقتَال إِن يَ ُكن ِّمن ُك ْم ع ْش ُرو َن َ‬
‫قوله تعاىل‪( :‬يا أَيُّها النَّيِب حِّر ِ ِ ِ‬
‫ض الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫َ َ ُّ َ‬ ‫‪.4‬‬
‫صابَِرةٌ َيغْلِبُواْ ِمئََت ْي ِن)‪.‬‬
‫ِّمن ُكم ِّمئَةٌ َ‬

‫اإلعجاز في القرآن‬
‫تعريف وإثبات اإلعجاز‬

‫االعجاز لغة ‪ :‬هو إثبات العجز‪ ،‬والعجز هو القصور عن فعل الشيء‪ ،‬وهو ضد القدرة‪.‬‬

‫االعجاز اصطالحا ‪ :‬إظهار صدق النيب يف دعوى الرسالة بإظهار عجز العرب عن معارضته يف معجزته اخلالدة – وهي القرآن‪.‬‬

‫المعجزة ‪ :‬هي أمر خارق للعادة‪ ،‬مقرون بالتحدي‪ ،‬سامل من املعارضة‬


‫مراحل التحدي‪ :‬ثبت أن الرسول حتدى العرب بالقرآن على ثالثة مراحل‪:‬‬

‫حتداهم بالقرآن كله وحتتدى كل من الجن واالنس ‪( :‬قل لئن اجتمعت االنس واجلن على أن يأتوا مبثل هذا القرآن ال يأتون مبثله ولو كان بعضهم لبعض ظهريا)‬ ‫‪.1‬‬
‫(االسراء‪.)88 :‬‬

‫حتداهم بعشر سور منه‪( :‬أم يقولون افرتاه قل فأتوا بعشر سور مثله مفرتيات‪( )..‬هود‪)13 :‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ين) (يونس‪.)38:‬وكرر هذه التحدى يف قوله‬ ‫حتداهم بسورة واحدة منه‪( :‬أ َْم ي ُقولُو َن افَْتراهُ قُل فَأْتُوا بِسور ٍة ِمثْلِ ِه وا ْد ُعوا م ِن استَطَ ْعتُم ِمن ُد ِ‬
‫ون اللَّ ِه إِ ْن ُك ْنتُم ِ ِ‬
‫صادق َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪.3‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعاىل‪(:‬وإِ ْن ُك ْنتم ِفي ري ٍ ِ‬
‫ين) (البقرة‪)23 :‬‬
‫صادق َ‬ ‫اء ُك ْم م ْن ُدون الله إ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫ورة م ْن مثْله َوا ْدعُوا ُش َه َد َ‬ ‫ب م َّما َن َّزلْنَا َعلَى َع ْبدنَا فَأْتُوا ب ُ‬
‫س َ‬ ‫ُ ْ َْ‬ ‫َ‬

‫أوجه اإلعجاز‬

‫أراء العلماء يف وجوه االعجاز‪:‬‬


‫الصرفة (أبو اسحاق ابراهيم النظام) ‪ :‬من املعتزلة وذلك أن اهلل تعاىل صرف قريشا أو من دوهنم عن االتيان مبثل القرآن‬ ‫أ)‬

‫هذا قول فاسد لو ثبتت الصرفة لكانت هي املعجزة وليس الكالم ذاته‬ ‫‪‬‬
‫البالغة‪ 9:‬رأو اللغويون أن بالغة القرآن هي املعجزة اليت مل يعهد هلا مثيل‬ ‫ب)‬

‫ملا تضمنه من البديع‪ 9‬الغريب املخالف ملا عهد يف كالم العرب‬ ‫ت)‬
‫إخباره عن املغيبات املستقبلة والسابقة‪:‬‬ ‫ث)‬

‫مثال‪( :‬سيهزم اجلمع ويولون الدبر) و (لقد صدق اهلل رسوله الرؤيا باحلق‪ )...‬و (غلبت الروم‪ -‬يف أدىن األرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون) و (ذلك من‬ ‫‪‬‬
‫أنباء الغيب نوحيه إليك‪)..‬‬

‫هذا القول مردود ألنه يستلزم أن سائر اآليات اليت ال تتكلم عن الغيب ليست مبعجزة ويف احلقيقة كل آيات القرآن معجزة‬ ‫‪‬‬
‫ملا تضمنه من علوم‬ ‫ج)‬

‫ملا تضمنه من تشريعات‬ ‫ح)‬


‫الرأي الراجح أن القرآن معجز يف‪ .1 :‬تشريعه وصيانته ‪ .2‬علومه ومعرفته ‪ .3‬ألفاظه وأسلوبه‪ .4 9‬بيانه ونظامه‬

‫القدر املعجز من القرآن‬

‫أن اإلعجاز يتعلق جبميع القرآن‬ ‫•‬


‫أن اإلعجاز يتعلق بسورة تامة ولو قصرية‪.‬‬ ‫•‬

‫أن املعجز منه القليل والكثري دون التقيد بسورة‪.‬‬ ‫•‬


‫أن االعجاز يف القرآن ال يتعلق بقدر معني‪ ،‬فيكفي أنه كالم اهلل‬ ‫•‬

‫اإلعجاز اللغوي‬

‫المقصود باإلعجاز اللغوي‬

‫تالؤم االلفاظ مع معانيها تالؤما حمكما يف الداللة والسياق‪ ،‬وبشكل معجز يتحدى بنظمها البشرية كلها أن يأتوا مبثله‪.‬‬
‫مظاهر االعجاز اللغوي‬

‫أنه ال خيلق على كثرة الرد‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أنه على عجز العرب عن معارضته مل خيرج عن سنن كالمهم ألفاظا وحروفا وأسلوبا‬ ‫‪.2‬‬
‫يف نظامه الصويت البديع‪9‬‬ ‫‪.3‬‬

‫يف ألفاظه اليت تفي حبق كل معىن يف موضعه‬ ‫‪.4‬‬


‫ضروب اخلطاب اليت يتقارب فيها أصناف الناس يف الفهم مبا تطيقه عقوهلم‬ ‫‪.5‬‬

‫إقناع العقل وإمتاع العاطفة‬ ‫‪.6‬‬

‫اإلعجاز العلمي‬
‫القرآن كتاب هداية‪ ،‬ف القرآن هو األساس‪ ،‬والعلم تابع له‬
‫القاعدة العلمية الصحيحة ال تتعارض مع القرآن‬

‫االعجاز يف حثه على التفكري والنظر يف الكون والتدبر‬


‫ات أِّل ُويِل األلْب ِ‬ ‫ف اللَّي ِل والنَّها ِر آلي ٍ‬‫ضو ِ ِ‬ ‫إنه حيث املسلم على التفكري يف خملوقات اهلل يف السماء واألرض‪( :‬إِ َّن يِف خْل ِق َّ ِ‬
‫اب)‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اختالَ ْ َ َ َ‬ ‫الس َم َاوات َواأل َْر ِ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫•‬

‫َج ٍل ُّم َس ًّمى َوإِ َّن َكثِرياً‬ ‫ِ ِ‬


‫ض َو َما َبْيَن ُه َما إاَّل باحْلَ ِّق َوأ َ‬
‫إنه حيث املسلم على التفكري يف نفسه ويف األرض اليت يعمرها‪( :‬أَومَل يَت َف َّكروا يِف أَن ُف ِس ِهم ما خلَق اللَّه َّ ِ‬
‫الس َم َاوات َواأْل َْر َ‬ ‫َْ َ َ ُ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫•‬
‫َّاس بِلِ َقاء َرهِّبِ ْم لَ َكافُِرو َن)‬
‫ِّم َن الن ِ‬

‫جيمع اهلل علوم الفلك والنبات وطبقات األرض واحليوان وجيعل ذلك من بواعث خشيته‪:‬‬
‫ِ‬ ‫(و ِم َن الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫َن اللَّه أَنز َل ِمن َّ ِ‬
‫اب َواأْل َْن َع ِام خُمْتَل ٌ‬
‫ف‬ ‫َّو ِّ‬
‫َّاس َوالد َ‬ ‫ود) َ‬
‫يب ُس ٌ‬‫ِ‬ ‫َخَر ْجنَا بِه مَثََرات خُّمْتَلفاً أَلْ َوانُ َها َوم َن اجْل بَ ِال ُج َد ٌد بِ ٌ‬
‫يض َومُحٌْر خُّمْتَل ٌ‬
‫ف أَلْ َوانُ َها َو َغَراب ُ‬ ‫الس َماء َماءً فَأ ْ‬ ‫(أَمَلْ َتَر أ َّ َ َ َ‬ ‫•‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ك إِمَّنَا خَيْ َشى اللَّهَ م ْن عبَاده الْ ُعلَ َماء إِ َّن اللَّهَ َع ِز ٌيز َغ ُف ٌ‬
‫ور)‬ ‫أَلْ َوانُهُ َك َذل َ‬
‫أمثلة أخرى‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صعَّ ُد يِف َّ‬
‫الس َماء) (االنعام ‪)125 :‬‬ ‫ضيِّقاً َحَرجاً َكأَمَّنَا يَ َّ‬ ‫ص ْد َرهُ ل ِإل ْسالَم َو َمن يُِر ْد أَن يُضلَّهُ جَيْ َع ْل َ‬
‫ص ْد َرهُ َ‬ ‫(فَ َمن يُِرد اللّهُ أَن َي ْهديَهُ‪ 9‬يَ ْشَر ْح َ‬ ‫‪‬‬
‫حققت علميا أنك إذا بلغت مستوى خاص من االرتفاع ينقص درجة االكسيجن ويضيق صدر االنسان‬ ‫‪‬‬
‫ك وال أَ ْكبر إِالَّ يِف كِتَ ٍ‬
‫اب ُّمبِ ٍ‬ ‫السماء والَ أ ِ ِ‬ ‫ك ِمن ِّمْث َق ِال َذ َّر ٍة يِف األ َْر ِ‬
‫ني) (يونس‪)619:‬‬ ‫َصغََر من َذل َ َ َ َ‬ ‫ض َوالَ يِف َّ َ َ ْ‬ ‫ب َعن َّربِّ َ‬ ‫(و َما َي ْعُز ُ‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫(مرج البحرين يلتقيان – بينهما برزج ال يبغيان)‬ ‫‪‬‬
‫((يعلم مايف األرحام))‪ -‬مراحل تطور اجلنني‬ ‫‪‬‬

‫اإلعجاز التشريعي‬
‫البد ألي جمتمع بشري من نظام حيكمه‪ ،‬وحيقق العدل بني أفراده يف العقيدة والشريعة واألخالق‪.‬‬
‫ب الْعر ِش ع َّما ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُفو َن)‬ ‫يم)‪( 9‬لَ ْو َكا َن في ِه َما آ َةٌ إاَّل اللَّهُ لََف َس َدتَا فَ ُسْب َحا َن اللَّه َر ِّ َ ْ َ َ‬
‫أحد)(ه َو اأْل ََّو ُل َواآْل خ ُر َوالظَّاه ُر َوالْبَاط ُن َو ُه َو ب ُك ِّل َش ْيء َعل ٌ‬
‫ُ‬ ‫التوحيد‪( 9:‬قل هو اهلل‬ ‫‪.1‬‬
‫العبادة‪ :‬الصالة‪ ،‬احلج‪،‬الصيام‪ ،‬الزكاة‬ ‫‪.2‬‬
‫األخالق‪ :‬الصدق‪ ،‬العدل‪ ،‬االحسان‪ ،‬التواضع‬ ‫‪.3‬‬
‫بناء األسرة‪ :‬الزواج‪ ،‬الصلح ‪...‬‬ ‫‪.4‬‬
‫السياسة االسالمية‪ 9:‬الشورى‪ ،‬املساواة‪ ،‬منع السيطرة الفردية‬ ‫‪.5‬‬
‫صيانة احلياة‪ :‬النفس‪ ،‬الدين‪ ،‬العرض‪ ،‬املال‪ ،‬العقل‬ ‫‪.6‬‬
‫العالقة الدولية‪ 9:‬احلرب والسلم‪،‬واملسلمونوجراهنم‬ ‫‪.7‬‬
‫أمثل‪ ،‬أقسام‪ ،‬وقصص القرآن‬
‫‪-‬أمثال‪-‬‬

‫لغة‬

‫املثل‪ :‬مجع َمثَل‪ ،‬واملثَل واملثل واملثيل‪ :‬كالشبه والشبه والشبيه لفظا ومعىن‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫َ‬
‫املثل في األدب‪ :‬القول السائر املشبه مضربه مبورده‬ ‫‪.2‬‬

‫اصطالحا‬

‫املثل هو إبراز املعىن يف صورة حسية موجزة تكسبه روعة ومجاال‪ ،‬وهلا وقعها يف النفس سواء كانت تشبيها أو قوال مرسال‪.‬‬
‫وهي اآليات املشتملة على متثيل حال أمر حبال أمر آخر‪ ،‬بطريق االستعارة أو التشبيه‪ ،‬أو اآليات الدالة على معىن رائع‬ ‫•‬

‫أنواع األمثال‬

‫المصرحة ‪ :‬وهي اليت يصرح فيها بلفظ املثل‪ ،‬أو مبا يدل عليه من تشبيه أو آية او سياق أو غري ذلك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬األمثال‬

‫األمثلة التصريح بلفظ املثل‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫‪( ‬مثلهم كمثل‪ 9‬الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب اهلل بنورهم وتركهم يف ظلمات ال يبصرون) البقرة ‪.18 – 17‬‬
‫(واضرب هلم مثل احلياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات االرض فاصبح هشيما تذروه الرياح ‪ )...‬الكهف ‪45‬‬ ‫‪‬‬
‫والتشبيه حبرف الكاف‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫(والذين كفروا أعماهلم كسراب بقيعة ‪)...‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .2‬ألمثال الكامنة ‪:‬وهي اليت مل يصرح فيها بلفظ املثل‪،‬ولكنها دلت على معان رائعة موجزة‪ ،‬وهلا وقعها اذا نقلت إىل ما يشاهبها‪.‬‬

‫آيات هذا النوع قريبة الصلة مبعاين امثال معروفة سائرة‪ ،‬فهي امثال مبعانيها ال بألفاظها‪ ،‬هلذا مسيت امثال كامنة‬ ‫‪‬‬
‫األمثلة ‪ :‬هذه آيات قرآنية مل يصرح فيها بلفظ املثل ولكنها موافقة ملعاين امثال معروفة‬ ‫‪‬‬
‫"خري االمور أوساطها" ومثله يف القرآن‪( :‬ال فارض وال بكر عوان بني ذلك)‪( ،‬والذين إذا انفقوا مل يسرفوا ومل يقرُت وا وكان بني ذلك قواما)‬ ‫‪.1‬‬
‫"ليس اخلرب كالعيانة" ومثله يف القرآن (قال أومل تؤمن‪ ،‬قال بلى ولكن ليطمئن‪ 9‬قليب)‬ ‫‪.2‬‬
‫"كما تدين تدان" ومثله يف القرآن (من يعمل سوءًا جيز به)‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ .3‬األمثال المرسلة‪ :‬وهي آيات من القرآن جرت جمرى املثل‬

‫األمثلة‪(:‬ليس‪ 9‬هلا من دون اهلل كاشفة)‪( 9،‬اآلن حصحص احلق)‪( ،‬أليس الصبح بقريب)‪( ،‬وال حييق املكر السىيء إال بأهله)‪( 9،‬قل كل يعمل على شاكلته)‪( 9،‬ما على الرسول‬ ‫‪-‬‬
‫إىل البالغ)‪ ،‬وغري ذلك كثري‪.‬‬
‫اختلفوا يف استعمال هذا النوع‪ ،‬قال البعض إنه غري جائز ألن القرآن أنزل للتدبر وليس لضرب املثل به‪ ،‬وقال آخرون ال بأس باستعمال هذه اآليات ما وافقت املىن وكان‬ ‫‪-‬‬
‫أمر جادا وليس مزاحا‪.‬‬

‫فوائد األمثال‬
‫صْلداً الَّ َي ْق ِد ُرو َن َعلَى َش ْي ٍء مِّمَّا‬‫َصابَهُ َوابِ ٌل َفَتَر َكهُ َ‬ ‫اب فَأ َ‬
‫ٍ ِ‬
‫ص ْف َوان َعلَْي ‪9‬ه ُتَر ٌ‬ ‫األمثال تربز املعقول يف صورة احملسوس‪ ،‬فيتقبله العقل‪ ،‬فالذي ينفق ماله رياء‪( :‬فَ َمَثلُهُ َك َمثَ ِل َ‬ ‫‪.1‬‬
‫َك َسبُواْ)‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س)‬‫وم الَّذي َيتَ َخبَّطُهُ‪ 9‬الشَّْيطَا ُن م َن الْ َم ِّ‬ ‫ومو َن إِالَّ َك َما َي ُق ُ‬‫الربَا الَ َي ُق ُ‬ ‫ين يَأْ ُكلُو َ‪9‬ن ِّ‬ ‫َّ‬
‫تكشف عن احلقائق‪ ،‬وتعرض الغائب يف معرض احلاضر‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬الذ َ‬ ‫‪.2‬‬
‫جتمع املعىن الرائع يف عبارة موجزة‪ ،‬كاملثال السابق‬ ‫‪.3‬‬
‫ت َسْب َع َسنَابِ َل يِف ُك ِّل ُس ُنبلَ ٍة ِّمئَةُ َحبَّ ٍة)‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫(مثل الَّ ِذ ِ‬
‫ين يُنف ُقو َن أ َْم َواهَلُ ْم يِف َسبِ ِيل اللّه َك َمثَ ِل َحبَّة أَنبَتَ ْ‬
‫يضرب املثل للرتغيب يف املمثل‪َ ُ َ َّ :‬‬ ‫‪.4‬‬
‫َخ ِيه َمْيتاً فَ َك ِر ْهتُ ُموهُ)‪9‬‬
‫ب أَح ُد ُكم أَن يأْ ُكل حَل م أ ِ‬
‫ض ُكم َب ْعضاً أَحُي ُّ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫(واَل َي ْغتَب بَّ ْع ُ‬‫يضرب املثل للتنفري‪َ :‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ِ‬
‫ين َك َّذبُواْ بِآيَاتنَا)‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب إِن حَتْ ِم ْل َعلَْيه َيْل َه ْ‪9‬‬ ‫يضرب املثل حيث يكون املمثل به صفة يستقبحها الناس‪( :‬فَمَثلُهُ‪َ 9‬كمثَ ِل الْ َكْل ِ‬
‫ك َمثَ ُل الْ َق ْوم الذ َ‬ ‫ث أ َْو َتْت ُر ْكهُ َيْل َهث ذَّل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪.6‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض ِربُ َها لِلن ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َّاس َه َذا الْ ُق ْرآن من ُك ِّل َمثَ ٍل ل َعل ُه ْم َيتَ َذ َّك ُرو َن)‬ ‫يِف‬ ‫ضَر ْبنَا للن ِ‬ ‫َّاس َو َما َي ْعقلُ َها إاَّل الْ َعال ُمو َن) َ‬
‫و(ولََق ْد َ‬ ‫ال نَ ْ‬ ‫(وتِْل َ‬
‫ك اأْل َْمثَ ُ‬ ‫للتذكرة والعربة‪َ :‬‬ ‫‪.7‬‬

‫‪-‬أقسام‪-‬‬
‫تعريف وأركان‬

‫لغة‪ :‬األقسام مجع قسم‪ ،‬مبعىن احللف واليمني‬


‫اصطالحا‪ :‬ربط النفس باالمتناع عن شيء أو االقدام عليه أو على صحته او بطالنه مبعىن معظّم عند احلالف حقيقة او اعتقاد‬
‫صيغة القسم ‪ :‬يؤتى بالفعل ”اقسم“ أو ”احلف“ متعديا بالباء إىل املقسم به مث يايت املقسم عليه وهو جواب القسم‪.‬‬
‫اركان القسم‪:‬‬
‫فعل القسم‬ ‫‪.1‬‬
‫اداة القسم أو حروف القسم (الباء والواو والتاء والالم ومن)‬ ‫‪.2‬‬
‫امل ْق َس ْم به وهو اهلل عز وجل‬ ‫‪.3‬‬
‫ُ‬
‫امل ْق َس ْم عليه‬ ‫‪.4‬‬
‫ُ‬
‫فوائد القسم‬

‫من املؤكدات املشهورة اليت تقوى ويؤكد األخبار (إما ابتدائي ‪ /‬طليب ‪ /‬إنكاري)‬ ‫‪.1‬‬
‫يزيل الشكوك‪/‬يرد الشبهات‪/‬يقيم احلجة‪/‬يقرر احلكم‬ ‫‪.2‬‬

‫أنواع القسم‬
‫الظاهر‪ :‬ما صرح فيه بفعل القسم‪ ،‬وصرح فيه باملقسم به‪ ،‬ومنه ما حذف فيه فعل القسم و اكتفي حبرف جر (واو‪ ،‬باء‪ ،‬تاء)‬ ‫‪.1‬‬
‫الس َم ِاء َواأْل َْر ِ‬
‫ض إِنَّهُ حَلَ ٌّق ِمثْ َل َما أَنَّ ُك ْم َتْن ِط ُقو َن)‬ ‫ب َّ‬‫(فال أقسم مبواقع النجوم) توجد أركان أربعة‪َ ( ،‬ف َو َر ِّ‬ ‫‪-‬‬
‫املضم ر‪ :‬هو ما مل يصرح به بفعل القسم وال باملقسم به ويدل عليه الالم املؤكدة اليت تدخل على جواب القسم‬ ‫َ‬ ‫‪.2‬‬
‫ِ‬
‫ين أَ ْشَر ُكوا أَ ًذى َكث ًريا)‬ ‫ذ‬‫‪( -‬لَتبلَو َّن يِف أَموالِ ُكم وأَْن ُف ِس ُكم ولَتسمع َّن ِمن الَّ ِذين أُوتُوا الْ ِكتاب ِمن َقبلِ ُكم و ِمن الَّ ِ‬
‫َ َ ْ ْ َْ َ َ‬ ‫ْ َ َ َُْ َ َ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫ُْ ُ‬

‫‪-‬قصص القرآن‪-‬‬
‫تعريف‬

‫ص هو تتبع األثر‪ .‬والقصص كذلك األخبار املتتبعة‪.‬‬


‫لغة‪ :‬ال َق ُّ‬
‫اصطالحا ‪ :‬قصص القرآن هي إخباره عن أحوال األمم املاضية‪ ،‬والنبوات السابقة‪ ،‬واحلوادث الواقعة‪ .‬قال تعاىل‪( :‬لََق ْد َكا َن يِف قَص ِ‬
‫ص ِه ْم ِعْبرةٌ أِّل ُويِل األَلْب ِ‬
‫اب)‬‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫أنواع القصص القرآين‬

‫ثالثة انواع‪:‬‬
‫قصص االنبياء (مراحل دعوهتم‪ ،‬عاقبة أتباعهم وأعدائهم‪ ،‬معجزاهتم)‬ ‫‪.1‬‬
‫قصص تتعلق حبوداث غابرة واشخاص مل تثبت نبوهتم (ذو القرنني‪ ،‬مرمي‪ ،‬لقمان‪ ،‬خذر‪ ،‬أصحاب الكهف‪ ،‬طالوت وجالوت‪ ،‬قارون‪ ،‬أصحاب السبت‪ ،‬أصحاب الفيل‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أصحاب األخدود‪ ،‬الذي آتيناه آياتنا‪ ،‬الذين خردوا من ديارهم وهم ألويف حذر املوت)‬
‫قصص تتعلق بأحداث وقعت يف عصر الرسول (ص) (الغزوات‪ ،‬اهلجرة‪ ،‬االسراء واملعراج)‬ ‫‪.3‬‬

‫فوائد القصص يف القرآن‬


‫اعب ُد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫إيضاح أسس الدعوة والشرائع اليت أرسل هبا كل الرسل‪( :‬وما أَرسْلنَا ِمن َقبلِ َ ِ‬
‫ون)‬ ‫ك من َّر ُسول إِاَّل نُوحي إِلَْيه أَنَّهُ اَل إِلَهَ إِاَّل أَنَا فَ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫‪.1‬‬
‫ت بِِه ُف َؤ َاد َك)‬‫الر ُس ِل َما نُثَبِّ ُ‬ ‫ك ِم ْن أَنبَاء ُّ‬ ‫(و ُكـالًّ نَّ ُق ُّ‬
‫ص َعلَْي َ‬ ‫تثبيت قلب الرسول (ص) وتبيني ما أصاب الرسل واملؤمنني من قبله‪َ :‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تصديق األنبياء السالقني‪.‬‬ ‫‪.3‬‬


‫إظهار صدق حممد‪( 9‬ص) مبا أخرب عنه من أحوال املاضيني واألجيال الغابرة‬ ‫‪.4‬‬

‫يل َعلَى َن ْف ِس ِه ِمن َقْب ِل أَن ُتَنَّز َل الت َّْو َراةُ قُ ْل فَأْتُواْ بِالت َّْو َر ِاة‬‫ِ ِ‬ ‫مقارعة أهل الكتاب باحلجة فيما كتموه من البينات واهلدى‪ُ ( :‬ك ُّل الطَّ َع ِام َكا َن ِحـالًّ لِّبَيِن إِ ْسرائِ ِ‬
‫يل إالَّ َما َحَّر َم إ ْسَرائ ُ‬
‫َ َ‬ ‫‪.4‬‬
‫ني)‬‫فَا ْتلُوها إِن ُكنتم ِ ِ‬
‫صادق َ‬
‫ُْ َ‬ ‫َ‬
‫ص ِهم ِعْبرةٌ أِّل ُويِل األَلْب ِ‬
‫اب)‬ ‫القصص ضرب من ضروب األدب‪ ،‬يصغي إليه السمع‪( :‬لََق ْد َكا َن يِف قَص ِ‬ ‫‪.5‬‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ‬

‫التفسير والتأويل‬

‫التفسري والتأويل‬
‫التفسير في اللغة‪ :‬من الفسر مبعىن اإلبانة والكشف وإظهار املعىن املعقول‪.‬‬

‫التفسير في االصطالح‬

‫(عرفه أبو حيان) بأنه‪ :‬علم يبحث عن كيفية النطق بألفاظ القرآن‪ ،‬ومدلوالهتا‪ ،‬وأحكامها االفرادية الرتكيبية‪ 9،‬ومعانيها اليت حتمل عليها حالة الرتكيب‪ ،‬وتتمات‬ ‫‪.1‬‬
‫لذلك‪.‬‬
‫وعرفه الزركشي‪ :‬التفسري علم يفهم به كتاب اهلل املنزل على نبيه حممد‪( 9‬ص)‪ ،‬وبيان معانيه‪ ،‬واستخراج أحكامه وحكمه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫التأويل في اللغة‪ :‬مأخوذ من األول‪ ،‬وهو الرجوع إىل األصل‪..‬‬

‫التأويل في االصطالح‪ :‬ما يؤول إليه الكالم ويرجع‪ ،‬وعرفه املتأخرين بأنه‪ :‬صرف اللفظ عن املعىن الراجح إىل املعىن املرجوح لدليل يقرتن به‪.‬‬
‫الفرق التفسري والتأويل‬

‫التأويل‬ ‫التفسير‬
‫التأويل والتفسري مرتادفان‬ ‫التأويل والتفسري مرتادفان‬
‫ما استنبطه العلماء‬ ‫ما وقع مبينا يف كتاب اهلل أو السنة‬
‫أكثر ما يستعمل يف املعاين واجلمل‬ ‫أكثر ما يستعمل يف األلفاظ‬
‫ومفرداهتا‬

‫تاريخ التفسري والتأويل‬


‫عصر النبوة‪:‬‬
‫نشأ عند نزول القرآن الكرمي علماً وعمالً فكان منهج الرسول(صلّى اهلل عليه وسلّم)‪ 9‬وسلوكه‪ 9‬وتربيته ألصحابه منهجاً عملياً لتفسري القرآن كما أنّه(صلّى اهلل عليه‬ ‫‪.1‬‬
‫وسلّم)كان يشرح ألصحابه ما خفي عليهم من املعاين لكلمات القرآن الكرمي‬
‫يرجعون إىل القرآن لتفسري القرآن (الن بعض القرآن جاء جممل وبعض جاء مفصل)‬ ‫‪.1‬‬
‫يأخذون التفسري عن النيب (مثل أحاديث"إن الشرك لظلم عظيم"‪ 9،‬و "أال وإن القوة الرمي"‪ ،‬و "الكوثر هنر أعطاين ريب يف اجلنة")‬ ‫‪.2‬‬
‫االجتهاد يف التفسري (مثل اخلففاء األربعة‪ ،‬وأئمة القرآن األربعة‪ ،‬وأنس وعبد‪ 9‬اهلل بن زبري‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وجابر‪ ،‬ابن عمرو بن العاص)‪ ،‬بالنسبة لنا‪ ،‬إن مل جند يف‬ ‫‪.3‬‬
‫القرآن والسنة تفسريا رجعنا ألقوال الصحابة‪ ،‬وتابعيهم‬
‫عصر الصحابة والتابعني‪ :‬سلك التابعون تقريبا نفس املنهج كالصحابة ألهنم أخذوا عنهم‪ – 9‬أي الصحابة – بعد أن افرتقوا يف األمصار‪ ،‬ودام التفسري بالتلقي اشتهر بعض‬ ‫‪.2‬‬
‫التابعني يف كل مدينة من القراق‪ ،‬واملدينة ومكة (أما من بعدهم‪ 9،‬فما اجتهدوا فيه التابعون جاز لعماء من بعدهم أن جيتهد كذلك إال يف فيم اتفقوا عليه)‪9‬‬
‫عصر التدوين‪:‬دخلت‪ 9‬علوم كثرية وختصص كل عامل يف علمه‪ 9‬وفسر القرآن حسب جمال ختصصه‪ ،‬منهم بطريقة صحيحة‪ ،‬ومنهم متطرف يتفسلف كثريا ويدخل أقوال‬ ‫‪.3‬‬
‫الفالسفة القدامى ‪ ،‬ويدعم‪ 9‬بدعته‪ ،‬أو يستخرج معاين ال عربة هلا مثل بعض الصوفية‪ ،‬كذلك التفسري املعاصر يهتم بإبراز معاين القرآن موافقة حلجات العصر‬

‫أنواع التفسري‬
‫أنواع التفسري عديدة‪:‬‬
‫الرئيسية‪:‬‬
‫المأثور ‪ :‬هو اليت يعتمد على الصحي املنقول باملراتب شروط املفسر مما جاء عن النيب ص والصحابة أتباعهم الذين تلقوا عنهم‬ ‫‪.1‬‬
‫بالرأي‪ :‬تفسري آيات رأيا بدون دليل دال من النص أو بعلم فهو ال جيوز‪ ،‬وإمنا يفسر القرآن بعلم وما وجاء نقال صحيحا عن النيب (ص) والصحابة والتابعني‬ ‫‪.2‬‬
‫األخرى‪:‬‬
‫العقلية والفلسفية‪ :‬يكثر فيها من ذكر أقوال الفالسفة واحلكماء‪ ،‬كالتفسري الكبري للفخر الدين الرازي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫التاريخية‪ :‬هتتم برواية القصص وذكر أخباراألمم املاضية كتفسري الطربي‬ ‫‪.4‬‬
‫المبتدعة‪ :‬الفرقة اليت تريد إثبات رأيها وتدعم بدعتها كاملعتزلة وآخرين من أهل البدعة‪ ،‬مثل اجلربية الذين دعموا بدعتهم‪ 9‬ب{واهلل خلقكم وما تعملون}‬ ‫‪.5‬‬
‫الفقهية‪ :‬بإستنباط األحكام الفقهية كتفسري القرطيب‪ ،‬وتفسري آيات األحكام البن العريب‬ ‫‪.6‬‬
‫اللغوية‪ّ :‬‬
‫يهتم فيها بإبراز جانب اإلعراب والنحو ومسائله كتفسري –البحر احمليط‪-‬أليب حيّان‬ ‫‪.7‬‬

‫اإلسرائيليات‬
‫القرآن يهتم باملوعضة والعربة من القصص واألشخاص‪ ،‬وال بتفاصيل تاريخ الوقائع وأمساء األشخاص‬ ‫‪‬‬
‫معظم اإلسرائيليات جاءت من اليهود وأخذت األسم من إسرائيل‬ ‫‪‬‬
‫بدأ من عهد الصحابة وما سأل الصحابة عن تفصيل من اإلسرائيليات إال ما ندر‪ ،‬لكن التابعني بدأوا يدخلون االسرائيليات الكثرية يف التفاسري ولكثرة دخول أهل الكتاب‬ ‫‪‬‬
‫االسالم يف هذه العهد‬
‫أغلب اإلسرائيليات جاءت عن أربعة‪ :‬عبد اهلل بن سالم‪ ،‬كعب األحبار‪،‬وهب بن منبه‪ ،‬عبد امللك بن عبد العزيز بن جريج‬ ‫‪‬‬
‫أقسام اإلسرائيليات حسب احلكم‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫القسم األول‪ :‬ما يُعلم صحته‪ 9‬بأن نُِقل عن النىب صلى اهلل عليه وسلم نقالً صحيحاً‪ ،‬أو كان له شاهد من الشرع يؤيده‪ .‬وهذا القسم صحيح مقبول‬ ‫‪.1‬‬
‫القسم الثانى‪ :‬ما يُعلم كذبه‪ 9‬ويناقض الشرع‪ ،‬أو خيالف العقل‪ ،‬ال يصح قبوله‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬مسكوت عنه‪ ،‬متوقف عليه‪ ،‬ال صدق وال كذب‪ 9،‬وجتوز حكايته‬ ‫‪.3‬‬

‫نزول القرآن على سبعة أحرف‬

‫احلرف يف اللغة‪ :‬الطرف واجلانب واحلد‪ .‬وحروف اهلجاء أطراف الكلمة‬

‫احلرف يف االصطالح‪ 9:‬يطلق على حروف اهلجاء وعلى الكلمة‪ 9‬تقرأ بوجوه متعددة ويطلق احلرف على الكلمة ال على حرف اهلجاء‬
‫السبعة‪ :‬فهي إما الرقم بني ستة ومثانية أو هي عبارة على عدد كثري‪ 9،‬أي القرآن نزل على سبعة أحرف بالضبط أو أنزل على أحرف كثرية‬

‫أحاديث‪ :‬عن ابن عباس رضي اهلل عنهما أنه قال‪ :‬قال رسول اهلل (ص)‪” :‬أقرأين جربيل فراجعته‪ ،‬فلم أزل أستز يده ويز يدين حىت انتهى إىل سبعة أحرف“‪.‬‬

‫ذكر السيوطي أن الروايات حول األحرف السبعة رويت عن حنو واحد وعشرين صحايب‬ ‫‪‬‬

‫اختالف العلماء يف املراد بـ“نزول القرآن على سبعة أحرف“‬


‫الرأي األول (اجلمهور والراجح)‪ :‬سبع‪ 9‬لغات من لغات العرب يف املعىن الواحد حبيث ختتلف لغات العرب يف التعبري عن معىن من املعاين‪ ،‬يأيت القرآن منزال بألفاظ على قدر‬ ‫‪.1‬‬
‫هذه اللغات هلذا املعىن الواحد‪ ،‬وحيث ال يكون هناك اختالف فإنه يأيت بلفظ واحد أو أكثر‪.‬‬
‫دليل صحة هذا الرأي ‪ :‬هو حديث أيب بكرة «أن جربيل قال‪ :‬يا حممد‪ ،‬اقرأ القرآن على حرف‪ ،‬فقال‪ :‬ميكائيل‪ :‬استزده‪ ،‬فقال‪ :‬على حرفني حىت بلغ ستة أو‬ ‫‪‬‬
‫سبعة أحرف‪ ،‬فقال كلها شاف وكاف‪ ،‬ما مل خيتم آية عذاب بآية رمحة‪ ،‬وآية رمحة بآية عذاب‪ ،‬وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل» فهذا احلديث يدل على‬
‫أن احلرف متفق مفهومها وخمتلف مسموعها (أي نطقها)‪ ،‬ليس هناك تضاد بني املعاين‬
‫مثال‪ :‬أقبِل‪ ،‬هلم‪ ،‬تعال‪َ ،‬ع ِّجل‪ ،‬أسرِع‬ ‫‪‬‬
‫اللغات السبع‪ :‬قريش‪ ،‬مين‪ ،‬متيم‪ ،‬كنانة‪ 9،‬هوازن‪ ،‬ثقيف‪ ،‬هذيل‬ ‫‪‬‬
‫الرأي الثاين‪ :‬سبع لغات من لغات العرب نزل عليها القرآن على معىن أنه يف مجلته ال خيرج يف كلماته‪ 9‬عن سبع لغات هي أفصح لغاهتم‬ ‫‪.2‬‬
‫الرد‪ :‬هذا القول ال يصح ألن لغات العرب أكثر من سبع وكذلك اختلف عمر ووهشام مع أهنما من قريش فال يعىن أن لغات العرب فقط سبعة‬ ‫‪‬‬
‫الرأي الثالث‪ :‬قيل أن األحرف السبعة هي األوجه السبعة مبعىن هي األمر‪ ،‬والنهي والوعد‪ ،‬والوعيد‪ 9،‬واجلدل‪ ،‬والقصص‪ ،‬املثل‬ ‫‪.3‬‬
‫الرد‪ :‬هناك يف احلديث عن األحرف السبعة أعطى جربيل حممدا (ص) اخليار أن خيتار أي حرف من املسبعة‪ ،‬فلو كانت هذه األحرف السبعة األوجه السبعة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫جلاز االخيار بني تنفيذ األمر‪ ،‬أو ترك النهي‪ ،‬يعين خيتار واحد فال جيب أن نعمل باألمر والنهي‪ ،‬فقط بأحدمها ألن عندا خيار بني السبعة‪ ،‬كذلك جيوز أن ال‬
‫خنتار الوعيد‪ ،‬أي ال نبايل بالوعيد‬
‫الرأي الرابع‪ :‬األحرف السبعة هي وجوه التغاير السبعة اليت يقع فيها االختالف‬ ‫‪.4‬‬
‫اختالف األمساء باإلفراد والتذكري وفروعهما‪ :‬مثل {أمانتهم}‪ 9‬و{أماناهتم} مفرد ومجع‬ ‫‪‬‬
‫بشر} يف لغة متيم‪ ،‬نفي كالعادي‬ ‫بشرا} ("ما حجازية" من أخوات ليس‪ ،‬فهي تنصب اخلرب) و{ما هذا ٌ‬ ‫االختالف يف وجوه اإلعراب {ما هذا ً‬ ‫‪‬‬
‫اع ْد بني أسفارنا} فقرئت {فقالوا ربُّنَا ب ِ‬
‫اع َد بني أسفارنا} وكذلك {فقالوا َربَّنَا َبعَّ َد بني أسفارنا}‬ ‫االختالف يف التصريف‪{ :‬فقالوا ربَّنَا ب ِ‬ ‫‪‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫وي ْقُتلُو َن}‪9‬‬
‫{ي ْقُتلُو َن ويُ ْقَتلُو َن} قرئت أيضا {يُ ْقَتلُو َن َ‬
‫االختالف يف التقدمي والتأخري َ‬ ‫‪‬‬
‫االختالف باإلبدال‪ :‬بدل حرف{كيف ننشزها} قرئت {كيف ننشرها}؛ بدل لفظ {كالعهن املنفوش} قرئت{كالصوف املنفوش}‬ ‫‪‬‬
‫االختالف يالزيادة والنقص‪{ :‬حنات جتري من حتتِها األهنار} قرئت {حنات جتري حتتَها األهنار}‬ ‫‪‬‬
‫اختالف اللهجات بالتفخيم والرتقيق‪ :‬مثل ترقيق وتفخيم {خبريا بصريا}‪ ،‬وكذلك يف اإلمالة‪ ،‬وختفيف نطق اهلمزة‬ ‫‪‬‬
‫الرد‪ :‬أدلة ضعيفة بالنسبة للرأي األول الراجح‪ ،‬وكذلك بعض األمثلة املذكورة وردت آحادا فهي ال تعترب قرآنا ألن القرآن متواتر‬ ‫‪‬‬
‫الرأي اخلامس‪ :‬ال مفهوم هلذا العدد‪ ،‬فهذا العدد إمنا هو ما ألفه العرب يف معرفة األرقام‪ ،‬فعندهم‪ 9،‬السبعة يدل على الكثري إىل مائة ‪ ،‬والشبعني يدل على الكثري إىل ألف‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫فاملراد من األحرف السبعة أهنا عدد كبري يصل ‪100‬‬
‫الرد‪ :‬وردت األحاديث بداللة‪ 9‬قاطعة على عدد األحرف اليت هي سبعة‬ ‫‪‬‬
‫الرأي السادس‪ :‬يقولون أن األحرف السبعة هي القراءات السبعة املتواترة‬ ‫‪.6‬‬
‫الرد‪ :‬القراءات ليس األحرف ألن األحرف هي اختالف األلفاظ متام‪ ،‬حيث أن القراءات هي اختالف النطق مع بقاء نفس اللفظ والرسم‬ ‫‪‬‬

‫احلكمة من “نزول القرآن على سبعة أحرف“‬


‫تيسري القراءة واحلفظ على قوم أميني‪ ،‬كلهم‪ 9‬ألف حرف خاص‪ ،‬فصعب له أن يغري‬ ‫‪.1‬‬
‫إعجاز القرآن للفطرة اللغوية عند العرب‪ ،‬أي كل قبيلة تنطق حبرفها وما ألفوه وما يناسبها مع بقاء اإلعجاز يف القرآن‬ ‫‪.2‬‬
‫إعجاز القرآن يف معانيه وأحكامه‪ ،‬فمن األحرف السبعة‪ ،‬كان العلماء يستخرجون أحكام فقهية من نفس اآلية أو اللفظ‬ ‫‪.3‬‬

‫القراءات والقراء‬

‫القراءات لغة ‪ :‬مجع قراءة من القرء والقرء يف اللغة اجلمع والضم‪ ،‬مسيت قراءة ألن القارئ جيمع حرف مع حرف لكلمة‪ 9،‬وكلمة‪ 9‬لكلمة جلملة‬
‫القراءات اصطالحا‪ :‬مذهب من مذاهب النطق بالقرآن الكرمي؛ يذهب‪ 9‬إليه إمام من األئمة‪ 9‬مذهبا خيالف غريه يف النطق‬

‫نشأة القراءات‬
‫املرحلة األوىل‬
‫تلقى الرسول (ص) القراءات كما يتلقى سائر القرآن عن طريق جربيل (س)‪ ،‬وأمره اهلل تعاىل أن يقرأه على الناس‪ ،‬فبلغه عليه الصالة والسالم حق التبليغ‪ 9،‬وكان يقرئهم‬ ‫‪-‬‬
‫القرآن‪.‬‬
‫القراءات ثابتة بأسانيدها إىل الرسول )ص(‪ ،‬و أشهر القراء من الصحابة‪ :‬أيب‪ ،‬وعلي‪ ،‬وزيد بن ثابت‪ ،‬وأبو الدرداء‪ ،‬وأبو موسى األشعري‬ ‫‪-‬‬
‫املرحلة الثانية‬
‫‪ -‬تتلمذ‪ 9‬عدد من الصحابة والتابعني على عدد من الصحابة‬
‫عني اخلليفة عثمان بن عفان مقرئا لكل مصر من األمصار اليت بعث إليها مصحفا‬ ‫‪-‬‬
‫مث جترد قوم للقراءة واألخذ واعتنوا بضبط القراءة حىت صاروا أئمة يقتدى هبم يف القراءة وقد أمجع أهل بلدهم على تلقي القراءة منم بالقبول‪،‬‬
‫باملدينة ‪ :‬نافع بن أيب نعيم ( ‪169‬هـ)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مبكة ‪ :‬عبد اهلل بن كثري (ت ‪120‬هـ)‬ ‫‪-‬‬
‫بالكوفة ‪:‬عاصم بن أيب النجود (ت ‪129‬هـ) والكسائي (ت ‪189‬هـ)‬ ‫‪-‬‬
‫بالبصرة‪ :‬وأبو عمرو بن العالء (ت‪154‬هـ) و عاصم اجلحدري (ت ‪128‬هـ‬ ‫‪-‬‬
‫بالشام ‪ :‬عبد اهلل بن عامر (ت ‪118‬هـ)‬ ‫‪-‬‬
‫وثالثة آخرون صحت قراءهتم وتواترت‬ ‫‪-‬‬
‫أبو جعفر يزيد بن القعقاع املدين‬ ‫‪-‬‬
‫يعقوب بن إسحاق احلضرمي‬ ‫‪-‬‬
‫خلف بن هشام‬ ‫‪-‬‬
‫كثرة القراء وسبب االقتصار على السبعة‬

‫السبب الرئيسي هو أن عدد القراء والقراءات كان كثريا جدا فلذلك اختار الناس سبعة من كل منطقة إماما واحد اشتهر بالثقة واألمانة وطول العمر يف القراءة‬
‫فهو ليس أمر من القرآن أو سنة‪ ،‬وإمنا كان ما إمجاع أهل القرن الثاين اهلجري‬ ‫‪-‬‬

‫ضوابط القراءات الصحيحة‬

‫فإذا اختل أي ركن من هذه األركان الثالث تكون القرآءة ضعيفة أو شاذة أو باطلة‪:‬‬
‫موافقة القرآءة للعربية بوجه من الوجوه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وجه من وجوه مبعىن أن هناك اختالف النحويني فهذه القراءة ال بد أن توافق على األقل أحد هذه األراء النحوية‪ 9‬املشهورة‬ ‫‪-‬‬
‫أن توافق القراءة أحد املصاحف العثمانية ولو احتماال‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫واملراد باحتماال‪ ،‬مثال‪ :‬يف صورة احلجرات‪" ،‬فتثبتوا" و"فتبينوا" كالمها له نفس الشكل لو حذفنا النقاط من الكلمتني‪ ،‬فهكذا كان الرسم العثماين بدون نقاط‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فتحتمل الكلمة‪ 9‬أن تكون تبينوا أو تثبتوا‬
‫أن تكون القراءة صحيحة‪ 9‬اإلسناد‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫اسناد متصل صحيح‪ ،‬ليس حسن أو مرسل‪ ،‬ال يكون صحيح اطالقا‬ ‫‪-‬‬

‫أنواع القرآءات وحكمها‪ :‬ستة أنواع‬


‫هي تعود إىل األركان الثالثة‬
‫مقبولة على الكذب عن مثلهم إىل منتهاه ‪ .‬الغالب يف القراءات‪.‬‬
‫المتواتر ‪ :‬وهو ما نقله مجع ال ميكن تواطؤهم‬ ‫‪.1‬‬
‫المشهور ‪ :‬وهو ما صح سنده ومل يبلغ درجة املتواتر‪ ،‬ووافق العربية والرسم‪ ،‬واشتهر عند القراء‪ .‬مقبولة‬ ‫‪.2‬‬
‫اآلحاد ‪ :‬وهو ما صح سنده‪ ،‬وخالف الرسم‪ ،‬أو العربية‪ ،‬أو مل يشتهر‪ .‬مردود‬ ‫‪.3‬‬
‫{متكئني فيها على رفارف خضر وعباقرى حسان} صح السند لكن خالفت الرسم‬ ‫‪-‬‬
‫الشاذ‪ :‬وهو ما مل يصح سنده‪ .‬مردودة‬ ‫‪.4‬‬
‫موضوع‬
‫أصالركن‬ ‫ِّين} فهذا‬
‫اختل فيها‬ ‫تصحالدألنها‬
‫كالَي ْو َم‬
‫{ملَ َ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫أصال مكذوبة‪ .‬مردود‬
‫لها قراءة‬ ‫الموضوع‪ :‬وهو ماأو الال وجه‬
‫أصل له‬ ‫‪.5‬‬
‫المدرج‪:‬وهو ما زيد يف القراءات على وجه التفسري‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫مثال‪{ :‬ليس عليكم أن تبتغول فضال من ربك (يف موسم احلج) فإذا أفضتم من عرفات}‬ ‫‪-‬‬
‫فاإلضافة من اين عباس "يف موسم احلج" هي تفسري ُم ْد َر ٌج أي ُم ْد َخ ٌل‬

‫حكم القراءات‪ :‬القراءة املقبولة فقط املتواترة املشهورة‪ ،‬أما الشاذة فال جيوز القراءة هبا يف الصالة ألهنا ليست قرآن‪ ،‬فالقرآن البد أن يثبت بالتواتر‪.‬‬

‫فوائد االختالف يف القراءة الصحيحة‬

‫الداللة‪ 9‬على صيانة كتاب اهلل وحفظه من التبديل‪ 9‬مع كونه على هذه األوجه الكثرية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫التخفيف عن األمة وتسهيل القراءة عليها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إعجاز القرآن يف اجيازه‪ ،‬حيث تدل كل قراءة على حكم شرعي خمتلف‪( .‬فاغسلوا أيديكم إىل املرافق‪)...‬‬ ‫‪.3‬‬
‫بيان ما حيتمل‪ 9‬أن يكون جممال يف قراءة أخرى‬ ‫‪.4‬‬
‫الفرق بني األحرف السبع القراءات السبع‬
‫القرآءات السبعة ختتلف عن األحرف السبعة‪ ،‬رغم التساوي يف العدد (‪ ،)7‬ألن‬

‫القرآءات منشؤها اختالف كيفية النطق وطرق األداء من تفخيم وترقيق وتشديد‪ 9‬وختفيف‬ ‫‪‬‬
‫األحرف السبعة فهي اختالف يف األلفاظ وليس جمرد النطق‪ .‬وهي غري موجودة يف املصحف بعد اجلمع العثماين‬ ‫‪‬‬
‫ترجمة القرآن‬

‫الترجمة الحرفية ‪ :‬وهي نقل الكالم من لغة إىل لغة أخرى مع مراعاة املوافقة يف النظم والرتتيب‪ ،‬واحملافظة على مجيع معاين األصل املرتجم‪.‬‬
‫الترجمة المعنوية ‪ :‬ومسيت التفسريية وهي شرح الكالم وبيان معناه بلغة أخرى بدون مراعاة لنظم األصل وترتيبه‪ ،‬وبدون احملافظة على مجيع معانيه املرادة منه‬

‫حكم الرتمجني احلرفية واملعنوية‬


‫معاني القرآن اثنين‪:‬‬
‫المعاني األصلية‪ :‬املعاين اليت يستوي يف فهمها كل من عرف مدلوالت األلفاظ املفردة وعرف وجوه تراكيبها‬ ‫‪.1‬‬
‫المعاني الثانوية‪ :‬خصائص نظام اللغة اليت هبا يرتفع شأن الكالم‪ ،‬فبها كان القرآن معجزا‬ ‫‪.2‬‬

‫حكم الترجمة الحرفية‪ :‬ال خالف أهنا حرام‪ ،‬بل مستحيل أن ترتجم املعاين األصلية أو الثانوية حرفيا‪ ،‬ألنه مل يتوفر فيها الشرطان التاليان‪:‬‬
‫لغة الرتمجة مساوية للمفردات يف لغة األصل‬ ‫‪.1‬‬
‫تشابه اللغتني يف الضمائر املسترتة والروابط‬ ‫‪.2‬‬

‫حكم الترجمة المعنوية‪ :‬هي جائزة وكذلك ميكن ترمجة املعاين األصلية‪ ،‬ولكن ليس املعاين الثانوية‪ 9،‬لكن جيب مراعاة األمور التالية لرتمجة املعاين األصلية‬
‫أن يكتب النص القرآين باللغة العربية برسم املصحف ومضبوطا بالشكل يف أعلى كل صفحة‪ ،‬ويتلوه باللغة األجنبية (التفسري) مث يكتب حتتها بتلك اللغة التفسري‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ال بد من أن يقول أن هذه الرتمجة ليست هي نص القرآن وليست فيه خصائص القرآن وال تنطبق عليه‪ 9‬أحكامه (مثل عدم جواز تالوته يف الصالة)‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ .‬عدم كتابة كلمات القرآن حبروف غري عربية وقد أفىت علماء املسلمني بتحرمي ذلك‪)transliteration( .‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪.‬االقتصار يف الرتمجة على معاين النص مباشرة (أي املعاين األصلية)‪ 9،‬فينبغي خلوه من املصطلحات العلمية واملباحث الفلسفية والنظريات العلمية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

You might also like