You are on page 1of 14

‫مقدمــات قــرآنية‬

‫القرآن واللغة العربية‬

‫‪:‬اللغة العربية طريق فهم كتاب اهلل وتبيان فصاحته وجماله‬


‫تتميز اللغة العربية أن اهلل تعالي تكفل بحفظها بنزول القران عربيا وهذا يقتضي بقائها ما بقي القرآن‪.‬‬
‫‪:‬وأهم ما يميزها خمسة خصائص‬
‫غزارة مادتها‪ ،‬وهي األبلغ في مراعاة مقتضي الحال‪ ،‬وكثرة القواعد النحوية‪ ،‬وسهولتها‪ ،‬واإلهتمام بها‬
‫‪.‬يجمع خاصتين األولي أدبية والثانية دينية إيمانية‬
‫‪:‬حدد الدكتور صالح العايد ثالثة أركان للوقوف علي مدي بالغة القران الكريم واعجازه وهي*‬
‫‪:‬الركن األول‪ :‬فهم علوم اللغة‬
‫‪.‬يقصد به النحو والصرف والبالغة ودالالت األلفاظ لفهم مراد اهلل ورسوله من األلفاظ‬
‫‪:‬الركن الثاني‪:‬اإلخالص‬
‫‪.‬ان يتحقق ألي عمل في االسالم شرطين إخالص النية هلل‪ ،‬وان يكون متوافقا مع القرآن والسنة‬
‫‪:‬الركن الثالث‪ :‬الذوق اللغوي السليم‬
‫‪.‬كل إنسان قرأ القرآن أحبه دون قيد معرفة أسراره وذلك بسبب الفطرة والذوق السليم‬

‫تعريف القرآن‬

‫‪.‬لغة‪ :‬من قرأ‪ ،‬والقراءة‪ ،‬والقرآن وهو علي وزن ُفعالن بالضم كالغفران والشكران‬
‫‪.‬اصطالحا ‪ :‬هو كالم اهلل الذي انزله علي نبيه –صلي اهلل عليه وسلم‪ -‬والمنقول إلينا بالتواتر‬
‫‪:‬أسماء القرآن وأوصافه‪ :‬مقتبسة من القرآن والسنة وهي‬
‫ويميل البعض إلي اعتبار القرآن هو االسم )القرآن – الكتاب – الفرقان – الذكر – النور – الموعظة (‬
‫‪.‬وما عداه في أوصافا له للداللة علي شرفه وفضيلته‬
‫‪:‬اآلية‬
‫‪.‬لغة‪ :‬جمعها آي وآيات وتعني العالمة واألمارة والمعجزة‬
‫‪.‬اصطالحا ‪ :‬الجملة أو الفقرة التي وردت في القرآن ويفضل الوقوف في نهايتها‬
‫‪.‬عدد اآليات‪ 6236 :‬آية‪ ،‬مع ‪ 112‬بسملة‬
‫‪:‬السورة‬
‫‪.‬لغة ‪ :‬اإلبانة لها من سورة أخري وانفصالها عنها‪ ،‬وسميت بذلك لشرفها وارتفاعها‬
‫‪.‬اصطالحا ‪ :‬مجموعة من اآليات الكريمة منفصلة عن غيرها من آيات القرآن الكريم‬
‫‪:‬أقسام سور القرآن من حيث الطول أربعة‬
‫‪-‬الطوال‪ ( :‬البقرة – آل عمران – النساء – المائدة – األنعام – األعراف – األنفال – التوبة)‬
‫المنون‪ :‬سور عدد آياتها مائة قد تزيد أو تنقص ( اإلسراء – الكهف – مريم – طه – األنبياء – الحج –‬
‫المؤمنون)‬
‫المثاني‪ :‬سور ثني فيه ذكر األنبياء‪ ،‬وُتكرر أكثر من الطوال ( يونس – هود – يوسف – الرعد –‬
‫إبراهيم)‬
‫المفصل‪ :‬سور قصيرة ليس بها تشريعات ( من سورة ق إلي أخر القرآن) ومنها طوال المفصل ( ق إلي‬
‫‪.‬البروج) واوساط المفصل ( البروج إلي الضحي) وقصار المفصل ( الضحي إلي الناس)‬
‫‪.‬الطواسين‪ :‬سور تبد بـ (طسم)‬
‫‪ .‬الحواميم‪ :‬سور تبدأ بـ (حم)‬

‫ترتيب اآليات والسور‬

‫ترتيب اآليات ‪ :‬هو ترتيب توافقي عن رسول اهلل –صلي اهلل عليه وسلم‪ -‬وكان جبريل يراجعه القرآن كل‬
‫‪.‬عام مرة في رمضان‬
‫‪:‬تسمية السور القرآنية‬
‫‪.‬أكثرها توافقي‪ ،‬وكانت معروفة بأسمائها في عهد النبي‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم‬
‫سورة البقرة ‪ :‬حادثة موسي عليه السالم وقومه وذبح البقرة وضرب الميت بجزء منها لمعرفة القاتل وأخذ‬
‫‪.‬العبرة منها‬
‫‪.‬سورة الفاتحة‪ :‬إلفتتاح الكتاب العزيز بها وتسمي أم الكتاب‬
‫سورة آل عمران‪ :‬لورود ذكر قصة تلك األسرة الفاضلة "آل عمران" ووالدة مريم البتول ووالدة عيسي‬
‫‪.‬عليه السالم وتبيان خلقة كآدم عليه السالم‪ ،‬وما تجلي فيها من مظاهر القدرة اإللهية‬
‫األحرف السبعة‬
‫هي سبع لهجات من لهجات العرب في المعني الواحد‪ ،‬اي اختالف اللفظ‪ ،‬والمعني واحد مثل ((أقبل)) فهي‬
‫تتفق في المعني مع (تعال‪ ،‬هلم‪ ،‬عجل‪ ،‬أسرع) ؛ و ((أقوم)) تعطي نفس معني ( أصوب وأهدي)‪،‬‬
‫و((أنظرونا)) هي نفسها ( أمهلونا‪ ،‬أخرونا‪ ،‬أرجئونا)‪ .‬ولم ينهي الرسول‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم‪ -‬من قرأ‬
‫بقراءات مختلفة ألن القرأن نزل علي سبعة أحرف‪ .‬فمثال هناك من كان يقرأ (( حصب جهنم)) حطب‬
‫‪.‬جهنم‪ ،‬إلي أن قام الخليفة الراشد عثمان بن عفان بجمع الناس علي حرف واحد واإللتزام به‬

‫الطعن بالقرآن والتشكيك‬


‫ما قام به عثمان بن عفان من قصر المسلمين علي رسم واحد لم يضر القرآن ألن المعني واحد والذي‬
‫تغير هو غياب عدة طرق القراءة فقط وهو الرد علي كان كثير من المستشرقين والمشككين الذين قالوا أن‬
‫القرآن تبدل وتغير مثل التوراة واإلنجيل‪ .‬وما قام به السابقون كان سماعيا من النبي ‪ -‬صلي اهلل عليه‬
‫‪.‬وسلم‪ -‬ال من تلقاء أنفسهم‬
‫هل األحرف السبعة هي القراءات السبع في علم التجويد؟‬
‫إن األحرف السبعة ليست هي القرءات السبع (في علم التجويد)‪ ،‬الن الحروف السبعة قرأ بها النبي ‪-‬‬
‫صلي اهلل عليه وسلم‪-‬أما القراءات السبع هي من إنتاج القرن الثالث للهجرة علي يد شيخ القراء في زمانه‬
‫(ابن مجاهد) الذي اختار سبعة من أربعة عشر قراءة ألئمة الحرمين والعراقين وهذا الرقم( سبعة) هو‬
‫‪.‬سبب هذا الخلط‬
‫‪:‬القراءات السبعة‬
‫مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم‪ ،‬والتي يرويها بالتلقي‬
‫‪.‬والنقل باإلسناد المتواتر إلي أن يبلغ النبي ‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم – ألن هذا هو األصل في القراءة‬
‫‪:‬ضابط القراءة المقبولة‬
‫ضبط علماء القراءات القراءة المقبولة بضوابط ثالثة ( صحة السند إلي النبي‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم‪،‬‬
‫وموافقتها لوجه من وجوه اللغة العربية‪ ،‬وموافقتها للمصحف اإلمام أو المصحف العثماني ولو تقديرا)‬
‫‪.‬وغير ذلك فهو شاذ وال يصح القراءة بها في الصالة‬
‫‪:‬المصحف اإلمام‬
‫هو نسخة من المصاحف الستة التي أمر عثمان بن عفان ثم أرسل أربعة الي األمصار وبقي إثنين في‬
‫‪.‬المدينة‪ ،‬وقد حفظ منها المسلمون إلي العصر الحديث ونسخت صورها‬
‫‪:‬هناك قراءات ال يتعبد بها وال يجب اعتقادها مثل‬
‫‪.‬القراءة األحادية‪ :‬وهي ما صح سندها وخالفت الرسم‬
‫‪.‬القراءة الشاذة‪ :‬وهي ما لم يصح سندها ولو وافقت الرسم‬
‫‪.‬القراءة الموضوعة‪ :‬وهي القراءة المختلقة المكذوبة التي ال أصل لها‬
‫‪:‬وجه الحكمة في تعدد القراءات‬
‫‪.‬التهوين والتسهيل والتخيف علي األمة ‪-‬‬
‫‪.‬اختالف القراءات يظهر اإلختالف في األحكام مع اإلعجاز في اإليجاز اللفظي ‪-‬‬
‫‪.‬تنوع القراءات برهان علي اإلعجاز وأن القرآن هو كالم اهلل ‪-‬‬
‫هل األحرف السبعة موجودة اليوم في القرآن الكريم؟‬
‫ذهب جمهور العلماء أن القرآن الكريم جمع علي حرف واحد وجاء رسمه محتمال لبعض األحرف الستة‬
‫الباقية‪ ،‬وذلك للتيسير علي األمة مع بداية نزول القرآن‪ ،‬وأن عثمان جمعهم علي حرف واحد هو أقواها‬
‫‪.‬ألنه يتعلق بقريش‬
‫‪:‬حكمة نزول القرآن علي سبعة أحرف‬
‫هي تيسير القراءة والحفظ علي قوم أميين‪ ،‬لكل قبيلة منهم لسان‪ .‬وكذلك تأكيدا إلعجاز القرآن الكريم مهما‬
‫‪.‬اختلف اللسان‬

‫جمع القرآن وترتيبه‬


‫‪.‬جمع القرآن عند العلماء له معنين ( حفظه أو كتابته)‬
‫حفظ القرآن‪ :‬الحفظ في الصدور وهو ما عمد إليه النبي وأصحابه الكرام‪ .‬وأشهر حفاظ القرآن من‬
‫الصحابة ( زيد بن ثابت – عبد اهلل بن مسعود – سالم مولي أبي حذيفة‪ -‬معاذ بن جبل)‬
‫كتابة القرآن‪ :‬كان النبي‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم‪ -‬يأمر اصحابه بكتابة اآلية وموضعها في السورة حتي‬
‫‪.‬تظاهر الكتابة في السطور الحفظ في الصدور‬
‫اما في عهد أبي بكر الصديق ‪ ،‬بعد استشهاد سبعون حافظا من القراء‪ ،‬أشار عليه عمر بن الخطاب بجمع‬
‫القرآن وكتابته خشية الضياع‪ .‬وأسند هذا األمر إلي زيد بن ثابت فجمع المكتوب لدي الكتبة والمحفوظ في‬
‫‪.‬الصدور وكان ال يقبل من أحد شيئا حتي يشهد شهيدان‬
‫وفي عهد عثمان بن عفان بعد اتساع الفتوحات اإلسالمية وتعدد القراءات والتي يرجع اسنادها إلي النبي‬
‫‪ -.‬صلي اهلل عليه وسلم‪ -‬بين األمصار‪ ،‬قام عثمان بجمع القرآن الكريم علي حرف واحد وألزم الناس به‬
‫‪:‬الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان‬
‫الباعث لدي أبي بكر كان خشية ذهاب القرآن بذهاب حملته‪ ،‬أما عثمان فكان السبب هو كثرة اإلختالف ‪-‬‬
‫‪.‬في وجوه القراءة‬
‫جمع أبي بكر كان نقال لما كان مفرقا في الرقاع واألكتاف والعسب في مصحف واحد مرتب مشتمال ‪-‬‬
‫علي األحرف السبعة التي نزل بها القرآن‪ ،‬أما عثمان فجمع القرآن علي حرف واحد حتي يجمع المسلمين‬
‫‪.‬علي مصحف واحد‬

‫الفرق بين التفسير والتأويل‬

‫‪.‬التفسير لغة‪ :‬مصدر فسر‪ ،‬وهو اإليضاح والتبيين وهو راجع لمعني الكشف‬
‫‪.‬التفسير اصطالحا‪ :‬علم لفهم القرآن وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه‬
‫‪.‬ويستمد المفسر فهمه من علوم اللغة وأصول الفقه وأسباب النزول‬
‫‪.‬التأويل لغة‪ :‬من أول يؤول تأويال‪ ،‬وهو جمع معان ُم شكلة بلفظ واضح ال إشكال فيه‬
‫التأويل اصطالحا‪ :‬هو صرف اللفظ عن المعني الراجح إلي المعني المرجوح لدليل يقترن به وعليه أن‬
‫‪.‬يبين احتمال اللفظ للمعني ‪ ،‬والدليل الذي أوجب ذلك وإ ال كان تأويال فاسدا‬
‫والرأي الراجح عند العلماء هو أن التأويل أعلم من التفسير ألن كلمة التأويل جاءت في القرآن بأكثر من‬
‫معني بينما ذكرت كلمة التفسير مرة واحدة‪ ،‬وأن المراد من التأويل هو بيان المعاني التي تستفاد عن‬
‫‪.‬طريق اإلشارة‪ ،‬والمراد من التفسير هو بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة‬

‫المحكم والمتشابه‬

‫‪.‬المحكم لغة‪ :‬من حكمت الدابة وأحكمت بمعني منعت‪ .‬وإ حكام الشيء يعني أتقانه‪ ،‬والمحكم‪ :‬المتقن‬
‫المتشابة لغة‪ :‬من التشابه‪ :‬وهو أن يشبه أحد الشيئين اآلخر‪ ،‬والشبهة‪ :‬هي أال يتميز أحد الشيئين من‬
‫‪.‬اآلخر لما بينهما من التشابه‬

‫هناك نوعان من اإلحكام والتشابه ( العام والخاص)‬


‫‪.‬اإلحكام العام‪ :‬أي ان القرآن كله محكم ومتقن‪ ،‬يميز بين الحق والباطل‬
‫‪.‬التشابه العام ‪ :‬أي أن القرآن يشبه بعضه بعضا في كماله وجودته وعدم تناقضه مع نفسه‬
‫‪.‬وهنا تكامل بينهما فالقرآن كله محكم بمعني اإلتقان‪ ،‬وهو متماثل يصدق بعضه بعضا‬
‫اإلحكام الخاص‪ :‬اآليات التي يعرف المراد منها مباشرة من حالل وحرام وحدود وفرائض ووعد ووعيد‪.‬‬
‫التشابه الخاص‪ :‬يشمل التشابه اللفظي – كتقديم جملة في آية وتؤخر في أخري‪ ،‬أو كلمة ترد في آية وال‬
‫نجدها في أخري‪ -‬والتشابه ( المقابل للمحكم)‪ -‬وهي اآليات غير مباشرة الداللة والبد من تأويل العلماء‬
‫‪.‬والراسخين في العلم‪ -‬ومنها الحروف المقطعة‬

‫‪:‬فائدة تنبيه القرآن لوجود المحكم والمتشابه‬


‫‪.‬من فوائده عدم قيام عوام المسلمين بتفسير القرآن بمجرد قرائته‪ ،‬بل البد أن يرجعوا للراسخين في العلم‬

‫من هم الراسخون في العلم؟‬


‫الراسخون في العلم يجب أن يحققوا شرطين وهما اإلنشغال بعلوم الدين وكتاب اهلل‪ ،‬والتقوي واإلستقامة‬
‫‪.‬في اإلعتقاد والسلوك‬
‫والسبب في وقع التشابه في القرآن هو الحاجة إلي بيان معان وأمور غائبة عن أفق العقل بلغة اعتاد الناس‬
‫‪.‬استخدامها لمعان محسوسة أو ما يقرب منها‬

‫الناسخ والمنسوخ‬

‫النسخ لغة بمعني اإلزالة ونقل الشيئ من موضع إلي موضع‪ ،‬والنسخ اصطالحا هو رفع الحكم الشرعي‬
‫‪.‬بخطاب شرعي متأخر عنه‬
‫‪:‬يشترط في النسخ‬
‫‪.‬أن النسخ ال يكون إال في األوامر والنواهي ولم يرد في العقائد أو العبادات فهي ثابتة ال تتغير ‪-‬‬
‫‪.‬ال يثبت النسخ إال عن النبي‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم‪ -‬أو عن أصحابه وال يثبت عن المتأخرين ‪-‬‬
‫‪:‬أمثلة علي النسخ‬
‫نسخ اتباع األمم السابقة في الصوم بإحالل الرفث ليلة الصيام‪ ،‬ونسخ المحاسبة علي ما في الصدور بأن‬
‫‪.‬اهلل تعالي ال يكلف نفسا إال وسعها‬
‫‪:‬حكمة النسخ‬
‫‪.‬مراعاة مصالح العباد والخير لألمة ‪-‬‬
‫‪.‬تطوير التشريع إلي مرحلة الكمال ‪-‬‬
‫‪.‬اإلبتالء بالطاعة واالمتثال من عدمه ‪-‬‬

‫أسباب النزول‬

‫نزل القرآن الكريم لهداية اإلنسانية وارشادها إلي الطريق المستقيم‪ ،‬ويقيم لها أسسس الحياة الفاضلة‪،‬‬
‫ويقرر أحوال الماضي ووقائع الحاضر وأخبار المستقبل وفهم أسباب النزول عن صحة الراوية عن‬
‫‪.‬الرسول‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم‪ -‬تيسر تفسير اآليات‬
‫‪:‬فوائد معرفة سبب النزول‬
‫‪.‬فهم معاني وتفسير القرآن ‪-‬‬
‫‪.‬إدراك حكمة التشريع اإلسالمي ‪-‬‬

‫المناسبات بين اآليات والسور‬

‫المناسبة ‪ :‬هي وجه اإلرتباط بين الجملة والجملة في اآلية الواحدة‪ ،‬أو بين اآلية واآلية في اآليات المتعددة‪،‬‬
‫أو بين السورة والسورة‪ .‬ومعرفة المناسبة يساعد في تفسير القرآن‪ ،‬ودقة فهمه‪ .‬ومعرفة المناسبات والربط‬
‫‪.‬بين اآليات ليست أمرا توفيقيا ولكنها تعتمد علي اجتهاد المفسر ومدي تذوقه العجاز القران‬
‫‪:‬أغراض المناسبات بين اآليات‬
‫‪.‬توضيح المعني وتقويته ‪-‬‬
‫‪.‬المقابلة بين األشياء المتضادة مثل صفات المؤمنين وصفات المشركين في الدنيا واآلخرة ‪-‬‬
‫التدليل واعطاء حجج وأمثلة إلثبات الحقائق القرآنية مثل إحياء األرض بالمطر‪ ،‬وإ حياء اإلنسان بعد ‪-‬‬
‫‪.‬موته‬
‫‪.‬وجود عالقة بين سورة والسوة التي تليها ‪-‬‬

‫موقف القرآن من الكتب السماوية السابقة‬


‫يثبت القرآن أن التوارة واإلنجيل وسائر ما أنزل اهلل علي رسله هي من وحي اهلل‪ ،‬وكانت صورتها‬
‫صحيحة لهداية الناس واخراجهم من الظلمات إلي النور‪ ،‬قبل أن تلحقها أيدي المحرفين والمبدلين‪ .‬ويعتبر‬
‫‪.‬القرآن رسالة مكملة لرساالت الكتب قبله وانه النسخة النهائية منها‬

‫كما وجه القرآن خطابه صريحا لنقض العقائد التي دخلت علي أهل الكتاب مثل ألوهية المسيح وعقيدة‬
‫‪.‬الثالوث‪ .‬ورغم ذلك أمر المسلمين بعدم مجادلتهم اال بالتي هي أحسن‬

‫المكــي والمدني‬

‫‪.‬المكي‪ :‬هو ما نزل علي النبي ‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم‪ -‬قبل هجرته إلي المدينة‪ .‬عدد السور ‪ 82‬سورة‬

‫المدني‪ :‬هو ما نزل علي النبي ‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم‪ -‬بعد هجرته إلي المدينة‪ .‬عدد السور ‪ 20‬سورة‪،‬‬
‫‪.‬وهناك ‪ 12‬سورة مختلف فيها‬

‫‪:‬خصائص القرآن المكي‬

‫‪.‬يكثر في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة ‪-‬‬


‫‪.‬كثرة عرض القصص التي فيها العبر والعظات ‪-‬‬
‫‪.‬قوة األسلوب وشدة الخطاب ‪-‬‬
‫‪.‬قصر السور واآليات ليتناسب مع قوم معاندين مستكبرين ال يريدون سماع القرآن ‪-‬‬
‫‪:‬خصائص القرآن المدني‬

‫يغلب عليه الموضوعات المختصة بالمجتمع المسلم والنظام اإلسالمي من تفصيل العبادات‪ ،‬وتربية ‪-‬‬
‫‪.‬المسلمين باألخالق الكريمة‪ ،‬وعالقة المسلمين بغيرهم في السلم والحرب‬
‫‪.‬لين األسلوب وسهولة الخطاب ‪-‬‬
‫‪.‬طول اآليات وذكر األحكام كما في سورتي النساء واألنفال ‪-‬‬

‫‪:‬فوائد معرفة المكي والمدني‬

‫‪.‬معرفة حكمة التشريع‪ ،‬وظهور بالغة القرآن‪ ،‬وتمييز الناسخ من المنسوخ‬

‫فواتح السور ( الحروف المقطعة)‬

‫هي أحرف ال تشكل كلمة ذات مدلول معروف‪ ،‬وتقرأ منقصلة مستقلة مثل كهيعص – حم – عسق‪ .‬وقد‬
‫‪:‬ظهرت آراء ونظريات كثيرة قديما وحديثا لتفسيرها‬

‫أوال ‪ :‬تفويض سرها إلي اهلل‪ ،‬وعدم الخوض فيه‪ ،‬ألنه من المتشابه الذي ال يعلم حقيقته إال اهلل ‪ ،‬ومن‬
‫‪.‬القائلين به الخلفاء الراشدين األربعة‬

‫‪.‬ثانيا‪ :‬فريق يري أنها أدوات للتنبيه‪ ،‬لغرابتها وبالغتها لقرع األسماع‬

‫ثالثا ‪ :‬وهي أضعف نظرية تري أنها رموز ترمز ألشياء أخري‪ ،‬فهي تري أن الكتب السماوية تصرح تارة‬
‫‪.‬وترمز أخري‬

‫رابعا ‪ :‬وهي أقوي نظرية تري أن القصد منها إعجازي‪ ،‬كما يري العالمان قطرب والفراء‪ ،‬وأنها عالمات‬
‫دالة ورموز منصوبة فحواها أن هذا القرآن هو بلغة العرب ولكنه إعجازيا وتحديا لهم‪ .‬وسبب قوه هذه‬
‫النظريه هي أنها ما أجمع عليه معظم العلماء قديما وحديثا‪ ،‬وأن معظم السور التي بدأت بحروف مقطعة‬
‫‪.‬هي مكية‬

‫‪:‬نظريات وأراء تستخدم الحروف المقطعة للطعن في القرآن‬

‫أوال‪ :‬أن هذه الفواتح ترجع إلي حالة اضطراب عضوي للنبي عليه السالم في حالة الوحي‪ ،‬ولكن اكتمال‬
‫‪.‬شخصية النبي ودقة وروعة توزيع الحروف يدحض هذه النظرية‬

‫ثانيا ‪ :‬نظرية الدكتور جيمس باالمي بأنها بقايا اآليات التي مسحت عند نسخ القرآن‪ ،‬ولكن عدم وجود دليل‬
‫‪.‬منقول وعدم وجود الحروف المقطعة في سور أخري يدحض هذه النظرية أيضا‬
‫جدل القرآن‬

‫الجدل والجدال ‪ :‬هو المفاوضة علي سبيل المنازعة والمغالبة إللزام الخصم واثنائه عن رأيه‪ .‬فالكافرين‬
‫يجادلون بالباطل مكابرة في حقائق جلية يلمسها اإلنسان وتنطق بها شواهد الكون‪ .‬والمؤمنين يجادلون‬
‫‪.‬أيضا في هداية الكافرين ولكن بالتي هي أحسن‬

‫أنواع من مناظرات القرآن وأدلته‬

‫ما يذكره اهلل تعالي من اآليات الكونية المقرونة بالنظر والتدبر لالستدالل علي أصول العقائد كتوحيده ‪-‬‬
‫‪.‬سبحانه وتعالي في ألوهيته‪ ،‬واإليمان بمالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر‬

‫ما يذكره اهلل تعالي من اآليات للرد علي الخصوم وأهل العناد بطريق اإلستفهام كاالستدالل بالخلق علي ‪-‬‬
‫وجود الخالق‪ ،‬واالستدالل بالمبدأ علي المعاد‪ ،‬كإحياء األرض بعد موتها باإلنبات علي الحياة بعد الموت‬
‫للحساب‪ ،‬واثبات دعوي الخصم باثبات نقيضها‪ ،‬وافحام الخصم فنفي التولد عنه سبحانه المتناع التولد من‬
‫‪.‬شيئ واحد وهو سبحانه ال صاحبة له وأنه أيضا خلق كل شيئ‬

‫وهناك أيضا أنواع أخري كثيرة من الجدل‪ ،‬كمناظرة األنبياء مع أممهم أو فريق من الم}منين مع ‪-‬‬
‫‪.‬المنافقين‪ ،‬وما شابه ذلك‬

‫شروط المفسر‬
‫‪:‬ذكر العلماء شروطا للمفسر هي‬
‫‪.‬صحة اإلعتقاد ‪-‬‬
‫‪.‬التجرد عن الهوي ‪-‬‬
‫‪.‬أن يبدأوا أوال بتفسير القرآن بالقرآن ‪-‬‬
‫‪.‬أن يطلب التفسير من السنة ‪-‬‬
‫‪.‬فاذا لم يجد التفسير من السنة رجع إلي أقوال الصحابة ‪-‬‬
‫‪.‬فإذا لم يجد في القرآن وال في السنة وال في أقوال الصحابة رجع إلي أقوال التابعين ‪-‬‬
‫‪.‬العلم باللغة العربية وفروعها ‪-‬‬
‫‪.‬العلم بأصول العلوم المتصلة بالقرآن ‪-‬‬
‫‪.‬دقة الفهم ‪-‬‬

‫التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي‬

‫‪.‬التفسير بالمأثور‪ :‬هو الذي يعتمد علي صحيح المنقول بالمراتب التي ذكرت سابقا في شروط المفسر‬

‫التفسير بالرأي‪ :‬هو الذي يعتمد فيه المفسر علي فهمه الخاص واستنباطه بالرأي المجرد – وليس منه‬
‫الفهم الذي يتفق مع روح الشريعة‪ -‬فالرأي المجرد الذي ال شاهد له مدعاة للشطط في كتاب اهلل والذي‬
‫‪.‬تبناه أهل البدع في تفسيرهم كتفسير عبد الحمن بن كيسان األصم والزمخشري وأمثالهم‬

‫‪:‬حكم التفسير بالرأي‬

‫تفسير القرآن بمجرد الرأي واإلجتهاد من غير أصل حرام ال يجوز تعاطيه‪ ،‬فمن قال في القرآن برأيه‪ -‬أو‬
‫‪.‬بما ال يعلم‪ -‬فليتبوأ مقعده من النار‬

‫غرائب التفسير‬

‫هي من السفه بغير علم‪ ،‬وتكليف أنفسم بما ال يطيقون من األمر‪ ،‬ونذكر مثاال واحدا من هذه التفسيرات‬
‫الغريبة‪ ،‬ما ذكره ابن فورك في تفسير قوله تعالي (( ولكن ليطمئن قلبي)) ان إبراهيم عليه السالم كان له‬
‫‪.‬صديقا وصفه بأنه قلبه‪ ،‬أي ليسكن هذا الصديق إلي هذه المشاهدة إذا رآها عينا‬

‫معني إعجاز القرآن‬

‫المعجزة لغة‪ :‬من (أعجز) والهاء للمبالغة ومضادها القدرة‪ ،‬فالعجز هو التأخر عن الشيئ‪ .‬وفكرة اإلعجاز‬
‫‪.‬جاءت من تحدي القرآن للعرب بأن يأتو بمثله‬
‫المعجزة اصطالحا ‪ :‬اإلعجاز هو الفوت والسبق والتقصير وهو أمر خارج للعادة عن األحداث الطبيعية‪،‬‬
‫‪.‬واألسباب المعروفة يجريها اهلل تعالي ألنبيائه تأييدا لدعواهم وتصديقا لهم مقرونا بالتحدي‬

‫‪:‬معني إعجاز القرآن‬

‫إثبات القرآن عجز الخلق عن اإلتيان بما تحداهم به‪ ،‬والهدف هو إظهار أن هذا الكتاب حق‪ ،‬وصدق ما‬
‫جاء به الرسول ليتبعوه وليسعدوا في الدنيا واآلخرة‪ .‬وكان التحدي من القرآن تدريجيا من اإلتيان بمثله‬
‫‪.‬كامال‪ ،‬ثم اإلتيان بعشر سور‪ ،‬إلي اإلتيان بسورة واحدة حتي ولو كانت قصيرة‬

‫‪:‬أوجه اإلعجاز في القرآن‬

‫‪:‬أوال‪ :‬تأثيره في القلوب‬

‫من يسمع القرآن من المسلمين أو حتي من ضعاف المسلمين يتملكهم الخشوع‪ ،‬وتهيمن عليهم عظمته‪،‬‬
‫ووتطمئن قلوبهم‪ ،‬وتستبشر نفوسهم به وترتاح‪ .‬وحتي كفار قريش كان أثر القرآن كبيرا في قلوبهم‬
‫ونفوسهم مثل أبي جهل وابي سفيان وغيرهم الذين كانو يتخفون لسماعه ليال‪ ،‬وكانو في قرارة أنفسهم‬
‫يعلمون أن ما دعوه به من الجنون والكهنوت والشعر والسحر هو مجرد افتراء دفاعا عن مصالحهم‬
‫‪.‬ومكابرة منهم‬

‫‪:‬تأثير القرآن في نفوس أصحاب محمد‬

‫كان أصحاب الرسول‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم‪ -‬كأبي بكر وعمر وعلي في حالة عجيبة مع القرآن‪ ،‬إذ كانوا‬
‫إذا خلو إلي القرآن يقرؤونه أو في صالتهم‪ ،‬امتزجت نفوسهم فيه وتغشتهم حالة روحانية فخشعوا وخروا‬
‫‪.‬سجدا وبكيا‬

‫وكان الرسول‪-‬صلي اهلل عليه وسلم‪ -‬يبكي وتسيل دموعه إذا قرئ عليه القرآن‪ ،‬وكان عليه السالم يحب‬
‫‪.‬أن يسمعه من غيره كما أخبر عبد اهلل من مسعود‬

‫‪:‬تأثير القرآن في التابعين‬

‫البكاء عند قراءة القرآن أو سماعه ليس مرض نفسي بل هو بكاء يشفي القلوب ويفرحها بقربها من ربها‪.‬‬
‫‪.‬ومن التابعين من كان يسمع جيرانه بكائه في جوف الليل كمحمد بن سيرين‬
‫ثانيا‪ :‬الحقائق الكونية التي وردت في القرآن‬

‫‪:‬اإلعجاز التاريخي والغيبي‬

‫يري فريق من العلماء أن القرآن معجز بما فيه من أخبار األمم السابقة وتنبؤات مستقبلية أثبت التاريخ‬
‫صحتها‪ ،‬ومنها اإلقرار بهزيمة الروم والتنبؤ بنصرها في بضع سنين‪ ،‬ووعد اهلل نبيه ومن معه بنصر‬
‫‪.‬قريب وفتح مكة‬

‫‪:‬اإلعجاز العلمي‬

‫ظهر هذا النوع في العصر الحديث مع التقدم العلمي واثبات العلم لحقائق وردت في القرآن الكريم مثل‬
‫النظرية السديمية بأن السماء كانت دخانا قبل تكوينها‪ ،‬و مثل اعتزال النساء في المحيض تجنبا للضرر‬
‫‪.‬واألمراض‪ ،‬ومراحل خلق الجنين ودقة وصفها‬

‫‪:‬مناقشة آراء المؤيدين للتوسع في اإلعجاز العلمي والرافضين له‬

‫هناك من يفرح لموافقة آية مسألة علمية‪ ،‬وهناك من يرفض أن تفسر آية من القرآن بشيء من مسائل‬
‫‪.‬العلم حتي لو كانت حقائق ثابتة‬

‫والحق أن اإلنسان الواعي ال يسير مع من يلهثون لتفسير اآليات لتوافق المسائل العلمية إليمانه أنه الحق‬
‫‪.‬من ربه وال حاجة لتحميل اآليات أكثر مما تتحمله لموافقة نظرية قد يثبت خطأها الحقا‬

‫ثالثا‪ :‬سنن كونية في البشر‬

‫‪:‬المقصود من السنن الكونية هو نمط خاص من الغيوب وترتبط بها ارتباط العلة بالمعلول ومثال ذلك‬
‫‪.‬أنه سبحانه وتعالي يعد المؤمن الذي يعمل الصالحات أن يجازيه الحياة الطيبة المطمئنة ‪-‬‬
‫‪.‬أن ما يتقي اهلل يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث ال يحتسب ‪-‬‬
‫‪.‬أن اهلل سبحانه ال يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ‪-‬‬
‫‪.‬أخبر اهلل تعالي أن اليهود والنصاري لن ترضي حتي نتبع ملتهم‪ -‬معاذ اهلل ‪-‬‬
‫‪.‬أن اهلل انزل القرأن وتعهد بحفظه ‪-‬‬

‫‪:‬االخبار عن قصص السابقين‬

‫أخبرنا القرآن عن قصص السابقين كقصة أدم عليه السالم‪ ،‬وقصة هابيل وقابيل ‪ ،‬وقصص نوح وابراهيم‬
‫وموسي وعيسي‪ ،‬وقصص أصحاب الكهف وأصحاب الجنة وغيرها‪ .‬ولكن القرآن اختص بقصص لم تأتي‬
‫‪.‬في التوراة والكتب األخري مثل قصة هود وصالح ولقمان وأصحاب الكهف وذي القرنين‬

You might also like