You are on page 1of 8

‫األحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن الكريم‬

‫معنى الحرف‬

‫يطلق لفظ الحرف في اللغة على عدة معان منها‪ :‬ذروة الشئ وأعاله ‪ ،‬ومنه حرف الجبل أى‬
‫قمته‪ ،‬ويطلق أيضا على حرف التهجى ‪ ،‬وعلى طرف‪ ,‬الشئ‪ ،‬وعلى الوجه‪ ،‬وهو المناسب‬
‫لموضوعنا‪.‬‬

‫أوال أحاديث األحرف السبعة ‪.‬‬

‫‪-‬أحاديث األحرف السبعة من األحاديث المتواترة معنى إذ وصل رواتها إلى واحد وعشرين‬
‫صحابيا ‪ .‬احصاهم السيوطي‪ ,‬منهم عمر وعثمان وابن مسعود وابن عباس وأبو هريرة وأبو‬
‫بكر وأبو‪ ,‬جهم وأبو سعيد الخدري وأبو طلحة األنصاري‪ ,‬وأبي بن كعب وزيد بن أرقم‪ ,‬وسمرة‬
‫بن جندب وسلمان بن صرد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن أبي سلمة وعمرو بن العاص‬
‫ومعاذ بن جبل وهشام بن حكيم وأنس وحذيفة وأم أيوب امرأة أبي أيوب األنصاري رضي هللا‬
‫عنهم أجمعين‪ .‬فهؤالء أحد وعشرون صحابيا‪ ,‬ما منهم إال رواه وحكاه ‪.‬‬

‫بل أورد السيوطي‪ ,‬رواية ابي يعلى في مسنده الكبير أن عثمان قال على المنبر أذكر هللا رجال‬
‫سمع النبي صلى هللا عليه وسلم يقول ‪ ( :‬إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف )‬
‫لما قام فقاموا حتى لم يحصوا فشهدوا‪ ,‬بذلك فقال وأنا اشهد معكم ‪.‬ا‪.‬ه‬

‫ومن هذه الروايات التي تدل على المقصود بإذن هللا ‪....‬‬

‫‪-1‬روى‪ ,‬البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رضي هللا عنهما أنه قال‪ :‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أقرأني‪ ,‬جبريل على حروف‪ ,‬فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى‬
‫انتهى إلى سبعة أحرف"‬

‫‪-2‬وروى البخاري ومسلم أيضا واللفظ للبخاري أن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه يقول‪:‬‬
‫سمعت هشام ابن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فاستمعت‪,‬‬
‫لقراءته فإذا هو يقرؤها‪ ,‬على حروف‪ ,‬كثيرة لم يقرئنيها رسول‪ ,‬هللا صلى هللا عليه وسلم فكدت‬
‫أساوره في الصالة فانتظرته حتى سلم ثم لببته بردائه أو بردائي فقلت‪ :‬من أقرأك هذه السورة؟‬
‫قال‪ :‬أقرأنيها‪ ,‬رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬قلت له‪ :‬كذبت فوهللا إن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها فانطلقت أقوده إلى رسول‪ ,‬هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول هللا إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف‪ ,‬لم تقرئنيها وأنت أقرأتني‪,‬‬
‫سورة الفرقان‪ .‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أرسله يا عمر"‪ :‬اقرأ يا هشام فقرأ هذه‬
‫القراءة التي سمعته يقرؤها‪ .‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬هكذا أنزلت"‪ .‬ثم قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا‪ ,‬ما تيسر منه"‪.‬‬

‫‪-3‬وروى مسلم بسنده عن أبي بن كعب قال‪ :‬كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة‬
‫أنكرتها عليه ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوق قراءة صاحبه فلما قضينا‪ ,‬الصالة دخلنا جميعا على‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقلت‪ :‬إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ودخل آخر فقرأ سوى‪,‬‬
‫قراءة صاحبه‪ .‬فأمرهما‪ ,‬رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقرآ فحسن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫شأنهما فسقط في نفسي من التكذيب وال إذ كنت في الجاهلية‪ .‬فلما رأى رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا وكأنما‪ ,‬أنظر إلى هللا عز وجل فرقا‪ ,‬فقال‬
‫لي‪" :‬يا أبي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلي الثانية‬
‫اقرأه على حرفين فرددت إليه‪ :‬أن هون على أمتي فرد إلي الثالثة اقرأه على سبعة أحرف ولك‬
‫بكل ردة رددتها مسألة تسألنيها‪ ,.‬فقلت‪ :‬اللهم اغفر ألمتي اللهم اغفر ألمتي‪ .‬وأخرت الثالثة ليوم‬
‫يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم صلى هللا عليه وسلم"‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫روى مسلم بسنده عن أبي بن كعب أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار‪ 4-.‬‬
‫قال‪ :‬فأتاه جبريل عليه السالم فقال‪ :‬إن هللا يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف‪ .‬فقال‪" :‬أسأل‬
‫هللا معافاته ومغفرته وإن أمتي ال تطيق ذلك"‪ .‬ثم أتاه الثانية فقال‪ :‬إن هللا يأمرك‪ ,‬أن تقرأ أمتك‬
‫القرآن على حرفين فقال‪" :‬أسأل هللا معافاته ومغفرته وإن أمتي ال تطيق ذلك" ثم جاءه الثالثة‬
‫فقال‪ :‬إن هللا يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثالثة أحرف فقال‪" :‬أسأل هللا معافاته ومغفرته وإن‬
‫أمتي ال تطيق‪ ,‬ذلك" ثم جاءه الرابعة فقال‪ :‬إن هللا يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف‪.‬‬
‫فأيما حرف قرؤوا‪ ,‬عليه فقد أصابوا‪ ,‬اهـ‬
‫‪.‬‬
‫‪-5‬وروى الترمذي‪ ,‬عن أبي بن كعب أيضا قال‪ :‬لقي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم جبريل عند‬
‫أحجار المروة قال‪ :‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لجبريل‪ " :‬إني بعثت إلى أمة أميين فيهم‪,‬‬
‫الشيخ الفاني والعجوز‪ ,‬الكبيرة والغالم"‪ .‬قال‪ :‬فمرهم‪ ,‬فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف" قال‬
‫الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫‪-6‬روى‪ ,‬الطبري‪ ,‬والطبراني‪ ,‬عن زيد بن أرقم قال‪ :‬جاء رجل إلى رسول‪ ,‬هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم فقال‪ :‬أقرأني ابن مسعود سورة أقرأنيها‪ ,‬زيد بن ثابت وأقرأنيها أبي بن كعب فاختلفت‬
‫قراءتهم فبقراءة أيهم آخذ؟ فسكت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ,‬وعلي إلى جنبه فقال علي‪:‬‬
‫ليقرأ كل إنسان منكم كما علم فإنه حسن جميل‪.‬‬

‫‪-7‬وأخرج ابن جرير الطبري عن أبي هريرة أنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إن‬
‫هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا‪ ,‬وال حرج ولكن ال تختموا ذكر رحمة بعذاب وال‬
‫ذكر عذاب برحمة"‪.‬‬

‫ما يستخلص من هذه األحاديث ‪. . .‬‬

‫األمر األول ‪ :‬أن حقيقة العدد سبعة ‪ -‬الذي هو بين الستة والثمانية ‪ -‬مراده ‪ ،‬فالحديث جاء بلفظ‬
‫السبعة ومن الروايات الواضحة على ذلك "أقرأني‪ ,‬جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده‬
‫ويزيدني‪ ,‬حتى بلغ سبعة أحرف"‪.  ‬‬
‫األمر الثاني ‪ :‬أن القراءات كلها على اختالفها كالم هللا ال مدخل لبشر فيها‪ .‬بل كلها نازلة من‬
‫عنده تعالى مأخوذ بالتلقي عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬يدل على ذلك أن األحاديث‬
‫الماضية تفيد أن الصحابة رضوان هللا عليهم كانوا يرجعون فيما يقرؤون إلى رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم يأخذون عنه ويتلقون منه كل حرف يقرؤون عليه انظر قوله صلى هللا عليه وسلم‬
‫في قراءة كل من المختلفين‪" :‬هكذا أنزلت" وقول‪ ,‬المخالف لصاحبه‪ :‬أقرأنيها رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ .‬فاألمر ليس بالتشهي بل بالتوقيف‬

‫ثالثا ‪ :‬أن الحكمة في نزول القرآن على األحرف السبعة هي التيسير على األمة اإلسالمية كلها ‪.‬‬
‫(إن أمتي ال تطيق) ( فرددت عليه أن هوّ ن على أمتي )‬

‫ومن أوجه اليسر أنّ األمة العربية التي شوفهت‪ ,‬بالقرآن كانت قبائل كثيرة وكان بينها‬
‫اختالف في اللهجات ونبرات األصوات وطريقة األداء وشهرة بعض األلفاظ في بعض‬
‫المدلوالت على رغم أنها كانت تجمعها العروبة ويوحد‪ ,‬بينها اللسان العربي العام‪ .‬فلو أخذت‬
‫كلها بقراءة القرآن على حرف واحد لشق ذلك عليها ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬أن التيسير بتعدد األحرف قد تأخر وقوعه إلى العهد المدني‬

‫وهو مأخوذ من ذكر أضاة بني غفار المذكورة وهو موقع مستنقع ماء بالمدينة المنورة‬

‫ولعل الغاية من عدم وقوعه في مكة أن اإلسالم لم ينتشر وما زال محصورا بمكة ومعظم‪,‬‬
‫المسلمين يومئذ من مكة وبالذات قريش‬

‫خامسا ‪ :‬أن الصحابة قد فهموا المراد من األحرف فمن المحال ان يندرئ الخالف دون ان‬
‫يعلموا حقيقة الحرف لذا ال يقال أنه من قبيل المشكل او المتشابه الذي ال يمكن تأويله‬

‫سادسا ‪ :‬أن من قرأ حرفا من هذه الحروف‪ ,‬فقد أصاب شاكلة الصواب أيا كان ذلك الحرف كما‬
‫يدل عليه فيما مضى قوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬فأيما حرف قرؤوا‪ ,‬عليه فقد أصابوا" وقوله‬
‫صلى هللا عليه وسلم لكل من المختلفين في القراءة "أصبت" وقوله صلى هللا عليه وسلم لهما في‬
‫رواية ابن مسعود‪" :‬كال كما محسن" وقوله صلى هللا‬

‫سابعا ‪ :‬أن الخالف الواقع بين الصحابة منصب على القراءة والتلفظ ال في شيء آخر فهم‬
‫اختلفوا في القراءة ثم احتكموا إلى النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬فاستقرأ كل رجل منهم‪ ،‬ثم‬
‫صوب جميعهم في قراءتهم‪ ,‬على اختالفها‪. ,‬‬

‫عرض األقوال ‪...‬‬

‫‪-‬اختلف العلماء في المراد باألحرف السبعة على أقوال كثيرة‪ ،‬وقد أوصلها ابن حبان إلى خمسة‬
‫وثالثين قوال‪ ،‬ونقلها عنه السيوطي‪ ,‬في اإلتقان وأوصلها الى اربعين‬
‫القول األول‪.‬‬

‫أنه من المشكل الذي ال يدرى معناه؛ ألن الحرف يصدق‪ ,‬في لغة على حرف الهجاء‪ ،‬وعلى‬
‫الكلمة‪ ،‬وعلى المعنى‪ ،‬وعلى الجهة‪ ،‬فهو مشترك لفظي ال يدرى‪ ,‬أي معانيه هو المراد‪.‬‬
‫أصحابه‪ :‬وهذا القول نسب إلى أبي جعفر محمد بن سعدان النحوي‪ ،‬ونحا نحوه الحافظ السيوطي‪,‬‬
‫في شرحه على سنن النسائي حيث قال‪ -‬بعد ذكر الحديث‪ :-‬في المراد به أكثر من ثالثين قوال‪،‬‬
‫حكيتها في اإلتقان‪ ،‬والمختار عندي‪ :‬أنه من المتشابه الذي ال يدرى تأويله ‪.‬‬

‫الرد‪.....‬‬
‫وهذا الرأي بمعزل عن التحقيق؛ فإن مجرد كون اللفظ مشتركا لفظيّا ال يلزم منه اإلشكال وال‬
‫التوقف‪ ،‬وإنما يكون ذلك لو لم تقم قرينة تعين بعض المعاني‪ ،‬أو ترجح بعضها على بعض‪،‬‬
‫وهنا قامت القرينة التي تعين المراد ‪.‬‬

‫القول الثاني ‪:‬أن حقيقة العدد سبعة غير مرادة وقال به القاضي عياض‬

‫يرد باألمر الثاني المستخلص من األحاديث فلم ( استزيده ويزيدني حتى انتهى الي سبعة )‬

‫القول الثالث ‪:‬‬

‫أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة‪ ،‬وإن شئت فقل‪ :‬سبع لغات من لغات‬
‫العرب المشهورة في كلمة واحدة‪ ،‬تختلف فيها األلفاظ والمباني مع اتفاق المعاني‪ ،‬أو تقاربها‪،‬‬
‫وعدم اختالفها‪ ,‬وتناقضها‪ ,،‬وذلك مثل‪ :‬هلم‪ ،‬وأقبل‪ ،‬وتعال‪ ،‬وإليّ ‪ ،‬ونحوي‪ ،‬وقصدي‪ ،‬وقربي‪ ،‬فإن‬
‫هذه ألفاظ سبعة مختلفة يعبر بها عن معنى واحد‪ ،‬وهو طلب اإلقبال‪.‬‬

‫أصحاب الرأي‬

‫سفيان بن عيينة ‪ ،‬وابن جرير الطبري ‪ ،‬والطحاوي‬

‫بيانه والرد عليه ‪...‬‬

‫‪-‬أن هذا القول يستلزم‪ ,‬إلغاء األحرف‪ ,‬الستة الباقية ‪...‬‬

‫حيث قاد هذا األمر بابن جرير‪ ,‬الى قضية خطيرة وهي أنه اشار الى أن عثمان رضي‪ ,‬هللا عنه‬
‫جمع األمة على حرف والغى الستة الباقية فقال بعدما أثار سؤاال ‪ :‬فما بال األحرف األخر الستة‬
‫غير موجودة؟ قال ‪ :‬بأن األمة أُم َِرت بحفظ القرآن‪ ,‬و ُخيِّرت في قراءته وحفظه بأي تلك‬
‫األحرف السبعة شاءت كما أُم َِرت‪ ،‬ثم دعت الحاجة إلى التزام القراءة بحرف واحد مخافة الفتنة‬
‫في زمن عثمان‪ ،‬ثم اجتمع أمر األمة على ذلك‪ ،‬وهي معصومة من الضاللة ‪.‬ا‪.‬ه‬
‫وهذا ادعاء خطير وقد قال ابن الجزري ( ذهب جماعات من الفقهاء والقراء والمتكلمين إلى أن‬
‫المصاحف العثمانية مشتملة على جميع األحرف السبعة ‪ ،‬وبنوا ذلك على أنه ال يجوز على‬
‫األمة أن تهمل نقل شيء من الحروف‪ ,‬السبعة التي نزل القرآن بها ‪ ،‬وقد أجمع الصحابة على‬
‫نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها‪ ‬أبو بكر‪ ‬وعمر‪ ‬وإرسال‪ ,‬كل مصحف منها إلى‬
‫مصر من أمصار‪ ,‬المسلمين وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك ‪ ،‬قال هؤالء ‪ :‬وال يجوز‪ ,‬أن ينهى‬
‫عن القراءة ببعض األحرف‪ ,‬السبعة وال أن يجمعوا على ترك شيء من القرآن ‪ ،‬وذهب جماهير‬
‫العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أن هذه المصاحف‪ ,‬العثمانية مشتملة على ما‬
‫يحتمله رسمها من األحرف السبعة فقط جامعة للعرضة األخيرة التي عرضها النبي ‪ -‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ -‬على‪ ‬جبرائيل‪ - ‬عليه السالم ‪ -‬متضمنة لها لم تترك حرفا منها‪) ‬‬

‫‪-‬أن هذا مجرد تمثيل لألحرف‪ ,‬ال حصر ‪ ...‬نقله الزركشي عن ابن عبد البر ‪.‬‬

‫‪-‬علمنا فيما سبق أن التيسير على األمة هو من اهم حكم انزال القرآن على احرف سبعة فهل‬
‫يرفع عثمان رحمة ربانية لهذه األمة ؟‬

‫‪-‬علمنا أن األحرف قرآن وكيف‪ ,‬يلغي الخليفة قرآنا ‪.‬‬

‫‪-‬أن سياق األحاديث يشير الى اختالف في نفس القراءة فتعين أن يكون مرجعه التلفظ وكيفية‬
‫النطق‬

‫والذي ثبت في األحاديث السابقة أن الصحابة الذين اختلفوا في القراءة احتكموا إلى النبي ‪-‬صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ -‬فاستقرأ كل رجل منهم‪ ،‬ثم صوب جميعهم في قراءتهم على اختالفها ‪.‬‬

‫‪-‬ال يوجد‪ ,‬سند صحيح لهم فيما ذهبوا اليه ‪.‬‬

‫‪-‬أن التوسعة ال تتحقق في هذا المراد‪.‬‬

‫‪ -‬ان ما ذكروه متداخل وربما‪ ,‬يزيد على السبعة‬

‫‪-‬ان واقع األحرف كما سيتبين يتجاوز المترادفات‪... ,‬‬

‫وقريب منه‬

‫القول الرابع‬

‫أن األحرف السبعة سبعة أوجه‪ :‬من األمر‪ ،‬والنهي والحالل‪ ،‬والحرام‪ ،‬والمُحْ كم‪ ،‬والمتشابه‪،‬‬
‫واألمثال‬

‫الرد‬

‫أن ظاهر األحاديث يدل على أن المراد باألحرف‪ ,‬السبعة أن الكلمة تقرأ على وجهين أو ثالثة‬
‫إلى سبعة توسعة لألمة‪ ،‬والشيء الواحد ال يكون حالاًل وحرا ًما‪ ,‬في آية واحدة‪ ،‬والتوسعة لم تقع‬
‫في تحريم حالل‪ ،‬وال تحليل حرام‪ ،‬وال في تغيير شيء من المعاني المذكورة‪.‬‬
‫الخامس ‪ :‬االحرف السبعة هي القراءات السبعة‬

‫يرد بأن القراءات ما عرفت اال بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه وسلم فكيف تنزل الرخصة بها‬

‫اال انه ينيغي القول بان القراءات مشتملة على األحرف السبعة فيها‬

‫السادس ‪:‬‬

‫هي سبع لغات متفرقة في القرآن كله وهى لغات قبائل من العرب على معنى أن بعض القرآن‬
‫نزل بلغة‪ ‬قريش‪ ‬وبعضه بلغة‪ ‬كنانة‪ ‬وبعضه بلغة‪ ‬أسد‪ ‬وبعضه بلغة‪ ‬هذيل‪ ‬وبعضه‬
‫بلغة‪ ‬تميم‪ ‬وبعضه بلغة‪ ‬قيس عيالن‪ ‬وبعضه بلغة أهل‪ ‬اليمن‪ ،‬واختار‪ ,‬هذا الرأى‪ ‬أبو عبيد القاسم‬
‫بن سالم‪ ‬وثعلب‪ ‬وابن عطية‪ ‬وآخرون ‪.‬‬

‫ودليلهم عدم معرفة بعض الصحابة القرشيين لبعض ألفاظ القرآن إال من بعض العرب كما‬
‫وقع‪ ‬البن عباس‪ ‬في كلمة فاطر‪ ,‬حيث روى عنه أنه قال‪ :‬لم أكن أدري ما فاطر‪ ,‬السماوات‬
‫واألرض حتى أتى أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما‪ :‬أنا فطرتها‪ ,‬أي ابتدأتها وأجيب عن‬
‫ذلك بأن عدم معرفة ابن عباس لمعنى هذه الكلمة ال يدل على أن اللفظة غير قرشية لجواز أن‬
‫يكون قد غاب معناها فقط عن ابن عباس وليس بالزم أن يحيط المرء بكل معانى لغته أو‬
‫بألفاظها‪ ،‬بل قيل‪ :‬اللغة ال يحيط بها إال معصوم‪.‬‬

‫الرد‪:‬‬

‫التوسعة ورفع‪ ,‬الحرج والمشقة المقصود من األحرف السبعة ال يتفق وهذا الرأى ألنه يترتب‬
‫عليه أن يكون القرآن الكريم‪ ,‬أبعاضا‪ ،‬وأن كل بعض بلغة‪ ،‬ويلزم من ذلك أن كل شخص ال يقرأ‬
‫من القرآن إال ما نزل بلغته‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أن في القرآن غير هذه اللغات المذكورة فلفظ (سامدون ) مثال بالحميرية ولفظ ( الرفث)‬
‫بمعنى الجماع بلغة مذحج‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬اختالف عمر وهشام وكالهما قرشي‪ ,‬فاألمر غير ذلك ‪.‬‬

‫الوجه الرضي في المراد باألحرف السبعة ‪:‬‬

‫وهو ما ذهب اليه جمع غفير من العلماء من أبرزهم أبو الفضل الرازي وابن قتيبة وابن‬
‫الجزري ورجحه العالمة الزرقاني‪ ,‬يوضحه اإلمام أبو الفضل الرازي إذ يقول‪:‬‬
‫الكالم ال يخرج عن سبعة أحرف في االختالف‪:‬‬
‫األول‪ :‬اختالف األسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬اختالف تصريف‪ ,‬األفعال من ماض ومضارع وأمر‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬اختالف وجوه اإلعراب‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬االختالف بالنقص والزيادة‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬االختالف بالتقديم والتأخير‪.‬‬
‫السادس‪ :‬االختالف باإلبدال‪.‬‬
‫السابع‪ :‬اختالف اللغات يريد اللهجات كالفتح واإلمالة والترقيق‪ ,‬والتفخيم واإلظهار واإلدغام‬
‫ونحو ذلك اهـ‬

‫األول ‪ :‬اختالف األسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث‬

‫ُون} قرئ هكذا‪{ :‬أِل َ َما َنات ِِه ْم}‪ ,‬جمعا وقرئ‪ِ { ,‬‬
‫أل َما َنت ِِهم}‬ ‫ِين ُه ْم أِل َ َما َنات ِِه ْ‪,‬م َو َع ْه ِد ِه ْم َراع َ‬
‫{والَّذ َ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫باإلفراد‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬اختالف تصريف األفعال من ماض ومضارع وأمر‪.‬‬

‫(ربَّنا باعِ د بين أسفارنا ) بالدعاء ‪.‬‬


‫(ربُّنا بعّد بين أسفارنا) باإلخبار‬
‫(باعد )بصيغة الماضي‬

‫الثالث‪ :‬اختالف وجوه اإلعراب‪.‬‬


‫ش ْال َم ِجي ُد( بالضم والكسر‪,‬‬ ‫ُ‬
‫(ذو ْال َعرْ ِ‬
‫الرابع‪ :‬االختالف بالنقص والزيادة‪.‬‬

‫الذ َك َر َواأْل ُ ْن َثى)‬


‫(و َما َخلَ َق َّ‬
‫َ‬
‫قرئ بهذا اللفظ‪ .‬وقرئ أيضا والذكر واألنثى بنقص كلمة ما خلق‪.‬‬

‫الخامس‪ :‬االختالف بالتقديم والتأخير‪.‬‬

‫ت ِب ْال َح ِّق) وقرئ‪ ,:‬وجاءت سكرة الحق بالموت‪.‬‬


‫ت َس ْك َرةُ ْال َم ْو ِ‬
‫(و َجا َء ْ‬
‫َ‬

‫السادس‪ :‬االختالف باإلبدال‪.‬‬

‫{و َط ْل ٍح َم ْنضُودٍ} بالحاء وقرئ وطلع بالعين‪.‬‬


‫َ‬

‫السابع‪ :‬اختالف اللغات يريد اللهجات كالفتح واإلمالة والترقيق والتفخيم> واإلظهار واإلدغام‬
‫ونحو ذلك‬
‫ُوسى} تقرأ بالفتح واإلمالة في أتى ولفظ موسى‬
‫ِيث م َ‬ ‫{و َه ْل أَ َتا َ‬
‫ك َحد ُ‬ ‫َ‬

‫فهذا الرأي منسجم مع األحاديث ودالالتها وهو يعتمد على االستقراء التام الختالف‬
‫القراءات وما ترجع إليه من الوجوه السبعة بخالف غيره‪ ‬من األقوال ‪.‬‬

‫‪........‬‬

‫إعتبر البعض األحرف السبعة سبعة أوجه في موضع واحد ‪ ,‬وهذا بعد التحقيق غير دقيق‪,‬‬
‫وال بد من اعتبار كل نوع من أنواع التغاير على حدة ‪...‬‬

‫ففي موضع واحد أحيانا تبلغ عدد الوجوه أكثر من سبعة ‪.‬‬

‫‪........‬‬

‫أمثلة ‪:‬‬

You might also like