You are on page 1of 11

‫جامعة دهوک‬

‫كلية التربية في ئاكري‬


‫قسم التربية االسالمية ‪ /‬المسائي‬

‫علوم القران‬
‫تقرير عن الناسخ والمنسوخ‬

‫اعداد الطالب‬
‫ميكائيل علي صالح حسن‬

‫باشراف‬
‫د‪.‬ميكائيل رشيد علي الزيباري‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‬
‫تعريف النسخ‪:‬‬
‫النسخ لغة‪ :‬الرفع واإلزالة‪ .‬ومنه يقال‪ :‬نسخ الكتاب‪ .‬أي‪ :‬رفع منه إلى غيره‪ .‬ونسخت الشمس الظل‪:‬‬
‫أزالته‪.‬‬
‫قال الزجاج‪" :‬النسخ في اللغة‪ :‬إبطال شيء وإقامة آخر مقامه‪ ،‬تقول العرب‪ :‬نس َخت الشمس الظل‪ :‬إذا‬
‫أذهبته وحلت محله"(‪ .)1‬ومثاله ‪ :‬آية‪{ :‬إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون}‪[ .‬الجاثية‪.]29 /‬‬
‫كما يطلق على إزالة الشيء دون أن يقوم آخر مقامه‪ ،‬كقولهم‪ :‬نسخت الريح األثر(‪ ،)2‬ومثاله‪ :‬آية‪{ :‬ما‬
‫ننسخ من آية أوننسها نأت بخير منها أو مثلها}‪[ .‬البقرة‪.]106 /‬‬
‫أما اصطالحا‪ :‬فقد اختلف المفسرون واألصوليون في تعريفه‪ ،‬ولعل تعريفه المستقر اصطالحا أول من‬
‫أظهره هو اإلمام الشافعي في "األم"‪ ،‬ولم يكن مطردا قبله وإن كان موجودا(‪.)3‬‬
‫وحدُّه عند حذاق أهل السنة‪ :‬الخطاب الدال على ارتفاع الحكم الثابت بالخطاب المتقدم على وجه لواله‬
‫لكان ثابتا مع تراخيه عنه(‪.)4‬‬
‫ومجموع ما يمكن أن يعرف به أنه‪ :‬رفع حكم شرعي عملي جزئي‪ ،‬ثبت بالنص بحكم شرعي عملي‬
‫جزئي ثبت بالنص وورد على خالفه‪ ،‬متأخر عنه في وقت تشريعه‪ ،‬ليس متصال به(‪.)5‬‬
‫أما مواضيعه وصوره فقد لخصها اإلمام ابن عطية رحمه هللا تعالى بقوله‪" :‬وصور النسخ تختلف؛ فقد‬
‫ينسخ األثقل إلى األخف؛ كنسخ الثبوت لعشرة بالثبوت الثنين"‪.‬‬
‫"وقد ينسخ األخف إلى األثقل؛ كنسخ يوم عاشوراء واأليام المعدودة برمضان"‪.‬‬
‫"وقد ينسخ المثل بمثله ثقال وخفة‪ .‬كالقبلة‪ .‬وقد ينسخ الشيء ال إلى بدل؛ كصدقة النجوى"(‪.)6‬‬
‫مشروعية النسخ‪:‬‬
‫والنسخ جائز على هللا تعالى عقال؛ ألنه ليس يلزم عنه محال (البداء مثال)‪ ،‬وال تغيير صفة من صفات‬
‫هللا (العلم الخالي عن الشك مثال)‪ ،‬وليست األوامر معلقة باإلرادة فيلزم من النسخ أن اإلرادة تبدلت‪ ،‬وال‬
‫النسخ لطرو علم‪ ،‬بل هللا تعالى يعلم إلى أي وقت ينتهي أمره بالحكم األول‪ ،‬ويعلم نسخه له بالثاني(‪.)7‬‬
‫فقد وردت دالئل النسخ في الكتاب والسنة؛‬
‫فمن الكتاب الكريم‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن هللا‬
‫على كل شيء قدير}‪[ .‬البقرة‪.]106 /‬‬
‫وقوله تعالى‪{ :‬وإذا بدّلنا آية مكان آية وهللا أعلم بما يُنزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم ال يعلمون * قل‬
‫نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين}‪[ .‬النحل‪.]102 ،101 /‬‬
‫وقوله تعالى‪{ :‬يمحو هللا ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}‪[ .‬الرعد‪ .]39 /‬وصح عن عكرمة مولى ابن‬
‫عباس قال‪{" :‬يمحو هللا ما يشاء ويثبت} قال‪ :‬ينسخ اآلية باآلية فترفع‪{ ،‬وعنده أم الكتاب}‪ :‬أصل‬
‫الكتاب"(‪.)8‬‬

‫‪2‬‬
‫وقوله تعالى‪{ :‬وإذا تتلى عليهم آيتنا بينات قال الذين ال يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما‬
‫يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إال ما يوحى إلي}‪[ .‬يونس‪ .]15 /‬وداللة هذه اآلية على‬
‫المقصود في قوله‪{ :‬ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي}‪..‬اآلية‪ ،‬ففيها برهان على أن هللا عز وجل‬
‫هو الذي يبدل اآلية باآلية‪ ،‬ال سبيل إلى ذلك إال بوحيه وتنزيله‪.‬‬
‫ومن السنة‪ :‬تضافرت الروايات الثابتة من جهة النقل عن النبي صلى هللا عليه وسلم على أن النسخ قد‬
‫وقع لبعض القرآن واألحكام المنزلة كما سيأتي التمثيل له بطائفة منه‪.‬‬
‫وتواتر عن أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم ذكر النسخ والقول به‪.‬‬
‫كما ذهب إلى القول به عامة أئمة اإلسالم من السلف والخلف‪ ،‬إلى أن قال ابن الجوزي‪" :‬انعقد إجماع‬
‫العلماء على هذا‪ ،‬إال أنه قد شذ من ال يُلتفت إليه"(‪.)9‬‬
‫قال أبو جعفر ابن الن ّحاس‪" :‬من المتأخرين من قال‪ :‬ليس في كتاب هللا عز وجل ناسخ وال منسوخ‪.‬‬
‫وكابر العيان‪ ،‬واتبع غير سبيل المؤمنين"(‪.)10‬‬
‫ورأى بعض العلماء أنه‪ :‬لم يخالف في ثبوت النسخ أحد من أهل اإلسالم‪ ،‬وأن ما نُسب إلى بعض‬
‫المتأخرين فهو – على ندرته‪ ،‬كما أفتى به أبو مسلم األصفهاني المعتزلي – خالف منهم في اللفظ ال‬
‫المعنى(‪.)11‬‬
‫وقال جدنا اإلمام محمد المنتصر باهلل بن محمد الزمزمي الكتاني رحمه هللا في تفسيره‪" :‬وأنكره –‬
‫النسخ – في القرآن أبو مسلم األصفهاني المفسر‪ ،‬وقد تعسف في األجوبة عما وقع فيه؛ كنسخ القبلة‬
‫من بيت المقدس إلى الكعبة‪ ،‬وكمدة العدة من حول إلى أربعة أشهر وعشر‪ .‬قال ابن كثير‪ :‬وقوله ضعيف‬
‫مردود"‪.‬‬
‫"والمسلمون كلهم متفقون على جواز النسخ في أحكام هللا تعالى‪ ،‬لما له في ذلك من الحكمة البالغة‪،‬‬
‫وكلهم قال بوقوعه"(‪.)12‬‬
‫مكانة النسخ في علوم التفسير‪:‬‬
‫ال شك أن علم الناسخ والمنسوخ من أساسات علوم التفسير‪ ،‬ومن العلوم التي ال يقوم إال بها‪ ،‬كما أنه ال‬
‫يمكن معرفة األحكام الشرعية االستنباطية‪ ،‬وتفسير تعارض النصوص إال بمعرفته‪ ،‬ولذلك أفرد له‬
‫علماء أصول التفسير وعلماء أصول الفقه مصنفات قديما وحديثا‪.‬‬
‫قال اإلمام القرطبي رحمه هللا‪" :‬معرفة هذا الباب أكيدة‪ ،‬وفائدته عظيمة‪ ،‬ال يستغني عن معرفته العلماء‪،‬‬
‫وال ينكره إال الجهلة األغبياء؛ لما يترتب عليه من النوازل في األحكام‪ ،‬ومعرفة الحالل من الحرام‪ .‬روى‬
‫أبو البَ ْختَري قال‪ :‬دخل علي رضي هللا عنه المسجد‪ ،‬فإذا رجل يخوف الناس؛ قال‪ :‬ما هذا؟‪ .‬قالوا‪ :‬رجل‬
‫يذكر الناس‪ .‬فقال‪ :‬ليس برجل يذكّر الناس‪ ،‬لكنه يقول‪ :‬أنا فالن بن فالن اعرفوني‪ .‬فأرسل إليه فقال‪:‬‬
‫أتعرف الناسخ من المنسوخ؟‪ .‬فقال‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فاخرج من مسجدنا وال تُذكّر فيه‪ .‬وفي رواية أخرى‪:‬‬
‫أعلمتَ الناسخ والمنسوخ؟‪ .‬قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬هلكت وأهلكت‪ .‬ومثله عن ابن عباس رضي هللا عنهما"(‪.)13‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أقسام النسخ‬
‫وينقسم النسخ إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -‬نسخ عام‪ .‬حيث ينسخ الحكم كليا‪ ،‬ويستبدل بحكم آخر‪ ،‬كما سيأتي في بقية الفصول إن شاء هللا تعالى‪.‬‬
‫‪ -‬نسخ جزئي‪ ،‬وهو ينقسم إلى خمسة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬تخصيص العام‪:‬‬
‫وذلك بورود النص بلفظ يدل على استيعاب جميع ما يتناوله ذلك اللفظ‪ ،‬ثم يأتي التخصيص فيخرج به‬
‫بعض أفراد ذلك العام‪ ،‬ويبقى ما سواه مرادا باللفظ‪.‬‬
‫ومثال ذلك‪ :‬خبر ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى‬
‫تستأنسوا}‪...‬اآلية [النور‪ ،]27 /‬ثم نُسخ واستثنى من ذلك‪{ :‬ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير‬
‫مسكونة فيها متاع لكم}‪[ .‬النور‪.)14( ]29 /‬‬
‫‪ -2‬تقييد المطلق‪:‬‬
‫وذلك بورود النص بلفظ يتناول شيئا أو شخصا غير محدد‪ ،‬فيأتي في موضع آخر ما يحدده‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول قتادة وغيره من السلف في قوله تعالى‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا حق تقاته}‪[ .‬آل‬
‫عمران‪ ،]102 /‬قالوا‪ :‬نُسخت بقوله تعالى‪{ :‬فاتقوا هللا ما استطعتم}‪[ .‬التغابن‪.)15( ]16 /‬‬
‫‪ -3‬تبيين المجمل وتفسيره‪:‬‬
‫كما وقع عند نزول قوله تعالى‪{ :‬وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به هللا}‪[ .‬البقرة‪.]284 /‬‬
‫لما نزلت على النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬اشتد ذلك على الصحابة رضوان هللا عليهم‪ ،‬فنزلت آية‪{ :‬ال‬
‫يكلف هللا نفسا إال وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت‪...}...‬اآلية [البقرة‪.)16(]286 /‬‬
‫‪ -4‬ترك العمل بالنص مؤقتا لتغير الظرف‪:‬‬
‫والمراد به‪ :‬اإلزالة الوقتية للعمل بالنص األول‪ ،‬ال إسقاط العمل به مطلقا‪ ،‬فاستعماله لم يزل قائما‪ ،‬لكنه‬
‫موقوف حتى يكون الوقت الذي يناسبه‪ ،‬وليس هكذا النسخ بمعناه االصطالحي؛ ألن هذه الصورة ليست‬
‫معارضة بين نصين نفى المتأخر منهما المتقدم‪.‬‬
‫ومثاله‪ :‬جميع اآليات اآلمرة بالعفو أو الصفح أو اإلعراض عن المشركين والكفار‪ ،‬مع اآليات اآلمرة‬
‫بقتالهم أو بأخذ الجزية منهم‪ ،‬فقد زعم بعض السلف أن القتال أو أخذ الجزية قد نسخ الحكم األول(‪.)17‬‬
‫‪ -5‬نقل حكم اإلباحة األصلية‪:‬‬
‫والمراد‪ :‬ما كان مسكوتا عنه من األشياء؛ كالمآكل والمشارب والمالبس‪ ،‬وشبه ذلك‪ ،‬فكان حكمه قبل‬
‫ورود الناقل على اإلباحة‪ ،‬وهي‪ :‬حكم مستفاد من مجرد سكوت الشارع عنه‪ .‬فوقع في كالم بعض‬
‫السلف إطالق اسم "النسخ" على تغيير تلك اإلباحة إلى حكم جديد بالنص‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ومثاله‪ :‬ما وقع في شأن تحريم الخمر؛ فإن النصوص جاءت فيه على النحو الذي ورد في حديث أمير‬
‫المؤمنين عمر بن الخطاب رضي هللا عنه أنه قال‪" :‬اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء"‪ .‬فنزلت آية‬
‫البقرة‪{ :‬يسألونك عن الخمر والميسر‪ .}...‬اآلية [البقرة‪.]219 /‬‬
‫فدعي عمر فقرئت عليه‪ ،‬فقال‪" :‬اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء"‪ ،‬فنزلت آية النساء‪{ :‬يا أيها الذين‬
‫آمنوا ال تقربوا الصالة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون وال جنبا إال عابري سبيل}‪[ .‬النساء‪.]43 /‬‬
‫فدعي عمر‪ ،‬فقرئت عليه‪ ،‬ثم قال‪" :‬اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء"‪ .‬فنزلت آية المائدة‪{ :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا إنما الخمر والميسر واألنصاب واألزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون *‬
‫إنما يريد الشيطن أن يوقع بينكم العدوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر هللا وعن‬
‫الصلوة فهل أنتم منتهون}‪[ .‬المائدة‪ ،]91 ،90 /‬فدعي عمر‪ ،‬فقرئت عليه‪ ،‬فقال‪" :‬انتهينا‬
‫انتهينا"(‪.)18‬‬
‫وهذه الوجوه الخمسة من "النسخ الجزئي" إنما أطلق عليها اسم "النسخ" ليست في التحقيق من باب‬
‫النسخ الذي استقر معناه عند أهل العلم من بعد‪ ،‬إنما كانت متعارفا عليها لدى السلف‪ ،‬أما عند‬
‫المتأخرين فإنما يطلق النسخ على النسخ العام‪.‬‬
‫قال اإلمام الشاطبي في "الموافقات"‪" :‬ألن جميع ذلك مشترك في معنى واحد‪ ،‬وهو‪ :‬أن النسخ في‬
‫االصطالح المتأخر اقتضى أن األمر المتقدم غير مراد في التكليف‪ ،‬وإنما المراد‪ :‬ما جيء به آخرا‪،‬‬
‫فاألول غير معمول به‪ ،‬والثاني هو المعمول به‪...‬فلما كان كذلك؛ استُسهل إطالق لفظ "النسخ" في جملة‬
‫هذه المعاني؛ لرجوعها إلى شيء واحد"(‪.)19‬‬
‫‪----------------------------------------------------------‬‬

‫(‪" )1‬زاد المسير في علم التفسير" البن الجوزي (ص‪.)80‬‬


‫(‪" )2‬الجامع ألحكام القرآن" (‪" ،)62 /1‬المحرر الوجيز" (ص‪.)120‬‬
‫(‪" )3‬المقدمات األساسية في علوم القرآن" (ص‪.)207‬‬
‫(‪" )4‬المحرر الوجيز" (ص‪.)120‬‬
‫(‪" )5‬المقدمات األساسية في علوم القرآن" (ص‪.)207‬‬
‫(‪" )6‬المحرر الوجيز" (ص‪.)120‬‬
‫(‪" )7‬المحرر الوجيز" (ص‪.)120‬‬
‫(‪ )8‬أخرجه ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (ص‪ )86‬بسند صحيح‪.‬‬
‫(‪" )9‬نواسخ القرآن" (ص‪.)84‬‬
‫(‪" )10‬الناسخ والمنسوخ" البن النحاس (ص‪.)40‬‬
‫(‪" )11‬اإلحكام في أصول األحكام" البن حزم (‪" ،)70 /4‬الموافقات" (‪" ،)109 ،108 /3‬المقدمات األساسية في علوم‬
‫القرآن" ص‪.225‬‬
‫(‪ )12‬تفسير الشيخ محمد المنتصر باهلل الكتاني (ج‪ 1‬ص‪ 79‬مخطوط)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫(‪" )13‬الجامع ألحكام القرآن" (‪.)61 /1‬‬
‫(‪ )14‬أثر حسن‪ ،‬أخرجه البخاري في "األدب المفرد" (رقم‪ ،)1056 :‬وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (ص‪،)407‬‬
‫واللفظ له‪.‬‬
‫(‪ )15‬هو صحيح عن قتادة‪ ،‬أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (‪ ،)128 /1‬وابن جرير في "تفسيره" (‪/28 ،29 /4‬‬
‫‪ ،)127‬وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (ص‪.)242‬‬
‫(‪ )16‬حديث صحيح‪ ،‬أخرجه مسلم (رقم ‪ ،)125‬وغيره عن أبي هريرة رضي هللا عنه‪.‬‬
‫(‪" )17‬المقدمات األساسية" (ص‪.)212‬‬
‫(‪ )18‬حديث صحيح‪ ،‬أخرجه اإلمام أحمد في "المسند" (‪ ،332 /1‬رقم‪ ،)378 :‬وأبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (رقم‪:‬‬
‫‪ ،)254‬وأبو داود في سننه (رقم ‪ ،)3670‬والترمذي في سننه (رقم‪ ،)3049 :‬والنسائي في سننه (رقم‪،)5540 :‬‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫(‪" )19‬الموافقات" (‪.)109-108 /3‬‬
‫‪----------------------------------------------------------‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬شروط ثبوت النسخ‬


‫النسخ بمفهوم أنه‪ :‬القول بانتساخ حكم هللا في مسألة وإبداله بحكم آخر‪ ،‬من الخطورة بمكان‪ ،‬وادعاؤه‬
‫يحتاج إلى بينة واستدالل وشروط‪ ،‬وقد قال هللا تعالى لنبيه صلى هللا عليه وسلم‪{ :‬قل ما يكون لي أن‬
‫أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إال ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم}‪[ .‬يونس‪/‬‬
‫‪ ،]15‬فدل على أن النسخ إنما هو هلل وحده‪ ،‬كان ذلك في كتاب أو سنة‪.‬‬
‫وعليه؛ امتنع ادعاء النسخ باالحتمال‪ ،‬واألصل‪ :‬وجوب العمل بجميع األحكام الثابتة بنصوص الكتاب‬
‫والسنة‪ ،‬واعتقاد أنها محكمة‪ ،‬حتى نتيقن النسخ(‪.)1‬‬

‫قال أبو جعفر النحاس‪" :‬ال يقال "منسوخ" لما ثبت في التنزيل وصح فيه التأويل إال بتوقيف أو دليل‬
‫قاطع"(‪.)2‬‬
‫وقال الحافظ ابن حزم‪" :‬ال يحل لمسلم يؤمن باهلل واليوم اآلخر أن يقول في شيء من القرآن والسنة‪:‬‬
‫هذا منسوخ‪ .‬إال بيقين"(‪.)3‬‬
‫وقال الحافظ ابن الجوزي‪" :‬إطالق القول برفع حكم آية لم يُرفع؛ جرأة عظيمة"(‪.)4‬‬
‫ويمكن إجمال شروط القول بالنسخ فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكونا ثابتين بالنص‪:‬‬
‫أي‪ :‬أن يكون كل من الناسخ والمنسوخ إما آية من كتاب هللا تعالى وإما سنة عن رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فيصح أن تنسخ اآلية اآلية والسنة‪ ،‬كما يصح أن تنسخ السنة اآلية والسنة على خالف كما‬
‫سيأتي بحول هللا تعالى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يأتيا على صيغة طلب أو ما يفيده‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫إذ النص يأتي إما على صيغة طلب؛ كاألمر والنهي‪ ،‬ومثاله‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬فول وجهك شطر المسجد‬
‫الحرام}‪[ .‬البقرة‪.]144 /‬‬
‫أو صيغة خبر معناه الطلب؛ كقوله تعالى‪{ :‬والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن‬
‫أربعة أشهر وعشرا}‪[ .‬البقرة‪.]234 /‬‬
‫قال القرطبي‪" :‬قيل‪ :‬إن الخبر إذا تضمن حكما شرعيا جاز نسخه؛ كقوله تعالى‪{ :‬ومن ثمرات النخيل‬
‫واألعناب تتخذون منه سكرا}‪[ .‬النحل‪.)5( "]67 /‬‬
‫أما ما لم يرد على صيغة الطلب‪ ،‬كالنصوص المتحدثة عن أخبار األمم األخرى‪ ،‬واإلخبار عما سيكون؛‬
‫كأشراط الساعة‪ ،‬وما هو من جنس ذلك؛ ال يكون فيه نسخ إجماعا‪ ،‬ألن الخبر الصادر يستحيل الرجوع‬
‫عنه‪ ،‬لما يقتضي من الخطأ في أحد الخبرين‪ ،‬والحق تعالى منزه عنه(‪.)6‬‬
‫‪ -3‬أن يكونا ثابتين نقال‪:‬‬
‫وهذا الشرط معتبر عندما تكون السنة طرفا في النسخ‪ ،‬أما بالنسبة للقرآن الكريم فقد وصل إلينا بالتواتر‬
‫القطعي الذي ال يحوم به شك‪.‬‬
‫قال أبو بكر ابن خزيمة‪" :‬ال يجوز ترك ما قد صح من أمره صلى هللا عليه وسلم وفعله في وقت من‬
‫األوقات إال بخبر صحيح عنه ينسخ أمره ذلك وفعله"(‪.)7‬‬
‫وهل يشترط فيه التواتر؟؛ خالف‪ .‬قال القرطبي وابن عطية‪" :‬والحذاق على تجويز نسخ القرآن بخبر‬
‫الواحد عقال‪ ،‬واختلفوا هل وقع شرعا؛ فذهب فذهب أبو المعالي (الجويني) وغيره إلى وقوعه في نازلة‬
‫مسجد قباء‪ ،‬في التحول إلى القبلة‪ ،‬وأبى ذلك قوم"(‪.)8‬‬

‫‪ -4‬أن يكونا حكمين شرعيين‪:‬‬


‫والمقصود‪ :‬أن يكون الحكم ثابتا بخطاب الشرع ال بدليل العقل‪ ،‬مثل ما يثبت بطريق االستصحاب‪،‬‬
‫كاإلباحة األصلية‪ ،‬والبراءة األصلية‪.‬‬
‫فقد ثبت في العقول أن ما خلقه هللا في األرض مباح لإلنسان حتى يرد خطاب الشرع بنقله عن تلك‬
‫اإلباحة‪ ،‬كما ثبت في العقول أن الذمم بريئة حتى يرد خطاب الشرع بإيجاب الواجبات‪ ،‬فورود النص‬
‫بذلك ال يعتبر نسخا‪ ،‬ألن اإلباحة لم يُحتج إلى معرفتها بدليل الشرع‪ ،‬إنما عرفت بعدم الخطاب(‪.)9‬‬
‫‪ -5‬أن يكونا عمليين‪:‬‬
‫أي‪ :‬يتصال بأحكام كسب الجوارح؛ كالصالة والصوم‪ ،‬مثل‪ :‬نسخ استقبال بيت المقدس في الصالة‬
‫باستقبال القبلة‪ ،‬ونسخ فرض قيام الليل في أول سورة المزمل بما أنزل في آخرها‪...‬إلخ‪.‬‬
‫أما أعمال القلوب؛ كالتوحيد واإليمان واإلخالص‪ ،‬والخوف والرجاء‪...‬وشبه ذلك؛ فال يقع فيها نسخ‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يكونا جزئيين‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫فيمتنع النسخ في القواعد ومقاصد التشريع؛ ألنها كليات‪ ،‬ولم يقع في جميع ما يذكر فيه النسخ من‬
‫نصوص الكتاب والسنة نسخ لقاعدة كلية‪ ،‬إنما جميع أمثلة النسخ واردة في جزئيات األحكام؛ رعاية‬
‫للمقاصد الكلية(‪.)10‬‬
‫وتستثنى من النسخ كذلك‪ :‬أحكام جزئية اقترن تشريعها بما دل على تأبيدها(‪)11‬؛ وذلك مثل قوله تعالى‬
‫في حديث فرض الصلوات ليلة المعراج‪" :‬هي خمس وهي خمسون‪ ،‬ال يبدل القول لدي"(‪.)12‬‬
‫وقوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ال تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة‪ ،‬وال تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس‬
‫من مغربها"(‪.)13‬‬
‫‪ -7‬أن يكونا متعارضين في المعنى‪:‬‬
‫بمعنى أنه ال يوجد سبيل إلعمال النصين جميعا‪ ،‬وإنما يأتي أحدهما على ضد اآلخر في داللته ومعناه‪،‬‬
‫فكل نصين أمكن التوفيق بينهما يقدم التوفيق على النسخ‪.‬‬
‫كأن يكون أحدهما خاصا واآلخر عاما‪ ،‬والمطلق مع المقيد‪ ،‬والمجمل مع المفسر‪ ،‬والتشريعين المختلفين‬
‫الختالف الظرف‪ ،‬فكل منهما معمول به في وقته أو معناه‪.‬‬
‫قال ابن جرير الطبري‪" :‬وإنما يكون الناسخ ما لم يُجز اجتماع حكمه وحكم المنسوخ في حال‬
‫واحدة‪...‬فأما ما كان أحدهما غير ناف حكم اآلخر؛ فليس من الناسخ والمنسوخ في شيء"(‪.)14‬‬
‫ومما يمتنع فيه النسخ مطلقا من نصوص التكليف‪ :‬جميع ما ال يتصور فيه التضاد بين تكليفين؛‬
‫كالنصوص اآلمرة بالتوحيد وسائر العقائد‪ ،‬ونصوص مكارم األخالق والفضائل‪ ،‬فهذه ال يجوز أضدادها‬
‫في دين اإلسالم‪ ،‬ومن شرط صحة النسخ‪ :‬التقابل بين التكليفين(‪.)15‬‬
‫‪ -8‬أن يكون الناسخ متأخرا في زمن الشريعة عن المنسوخ‪:‬‬
‫والمراد به‪ :‬أن يكون الحكمان قد انفصل أحدهما عن اآلخر بزمان أمكن فيه امتثال الحكم المنسوخ قبل‬
‫تبديله بالناسخ‪.‬‬
‫كما تراه في آية‪{ :‬وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط األبيض من األسود}‪[ .‬البقرة‪ .]187 /‬فعن‬
‫البراء بن عازب رضي هللا عنه‪ :‬أن أحدهم كان إذا نام قبل أن يتعشى لم يحل له أن يأكل شيئا وال يشرب‬
‫ليلته ويومه من الغد حتى تغرب الشمس‪ ،‬حتى نزلت هذه اآلية"(‪.)16‬‬
‫قال القرطبي‪" :‬وقيد بالتراخي؛ ألنه لو اتصل به لكان بيانا لغاية الحكم ال ناسخا‪ ،‬أو يكون آخر الكالم‬
‫يرفع أوله؛ كقولك‪ :‬قم؛ ال تقم"(‪.)17‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ما يقع به النسخ‬
‫يقع النسخ في واحد من األمور األربعة التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬نسخ القرآن بالقرآن‪:‬‬
‫وال يختلف أهل العلم في أن هذه الصورة من النسخ واقعة في مواضع في القرآن الكريم‪ ،‬تتفاوت‬
‫أقوالهم في عددها‪ ،‬والتحقيق أنها قليلة(‪.)18‬‬
‫ومثاله‪ :‬نسخ التخيير للقادر على الصوم بين أن يصوم أو يفتدي بالصوم دون الفدية‪ .‬فالحكم المنسوخ‬
‫في قوله تعالى‪{ :‬وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا‬
‫خير لكم}‪[ .‬البقرة‪.]184 /‬‬
‫والناسخ له‪ :‬قوله تعالى في اآلية بعدها‪{ :‬فمن شهد منكم الشهر فليصمه}‪[ .‬البقرة‪.]185 /‬‬
‫‪ -2‬نسخ سنة بسنة‪:‬‬
‫ووقوع هذا النوع ال خالف في صحته(‪.)19‬‬
‫ومثاله‪ :‬حكم التطبيق في الركوع‪ .‬فالمنسوخ‪ :‬ما حدث به علقمة بن قيس واألسود بن يزيد أنهما‪ :‬دخال‬
‫على عبد هللا – أي‪ :‬ابن مسعود – فقال‪" :‬أصلى َمن خلفكم؟"‪ .‬قاال‪" :‬نعم"‪ .‬فقام بينهما‪ ،‬وجعل أحدهما‬
‫عن يمينه واآلخر عن شماله‪ ،‬ثم ركعنا‪ ،‬فوضعنا أيدينا على ركبنا‪ ،‬فضرب أيدينا‪ ،‬ثم طبق بين يديه‪ ،‬ثم‬
‫جعلهما بين فخذيه‪ ،‬فلما صلى قال‪" :‬هكذا فعل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"(‪.)20‬‬
‫والناسخ له‪ :‬ما حدث به مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال‪" :‬صليت إلى جنب أبي‪ ،‬فلما ركعتُ شبكت‬
‫أصابعي وجعلتهما بين ركبتي‪ ،‬فضرب يدي‪ ،‬فلما صلى قال‪ :‬قد كنا نفعل هذا‪ ،‬ثم أ ُ ِم ْرنا أن نرفع إلى‬
‫الركب"(‪.)21‬‬
‫‪ -3‬نسخ قرآن بسنة‪:‬‬
‫وهذا قد اختلفوا فيه على مذهبين‪:‬‬
‫المذهب األول‪ :‬امتناع نسخ اآلية بالسنة‪ .‬وهذا مذهب األئمة سفيان الثوري‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد بن حنبل‬
‫في إحدى الروايتين عنه‪ ،‬وطائفة من أصحاب مالك‪.‬‬

‫المذهب الثاني‪ :‬صحة نسخ اآلية بسنة‪ .‬واختاره بعض أعيان الشافعية؛ كإمام الحرمين الجويني‪،‬‬
‫والغزالي‪ ،‬وهو الرواية الثانية عن اإلمام أحمد‪ ،‬واختيار ابن حزم الظاهري(‪.)22‬‬
‫قال القرطبي‪" :‬وحذاق األئمة على أن القرآن يُنسخ بالسنة‪ ،‬وهو ظاهر مسائل مالك‪ ،‬وأبى ذلك الشافعي‬
‫ومن عنده وإن اختلفت في األسماء‪،‬‬‫وأبو الفرج المالكي‪ ،‬واألول أصح‪ ،‬بدليل أن الكل حكم هللا تعالى ِ‬

‫‪9‬‬
‫وأيضا؛ فإن الجلد ساقط في حد الزنى عن الثيب الذي يُرجم‪ ،‬وال مسقط لذلك إال السنة‪ :‬فعل النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ .‬وهذا بيّن"(‪.)23‬‬
‫ومثال المنسوخ حكمه من القرآن الكريم بالسنة النبوية‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬كُتب عليكم إذا حضر أحدَكم‬
‫الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين واألقربين بالمعروف حقا على المتقين}‪[ .‬البقرة‪ .]180 /‬وناسخه‬
‫حديث‪" :‬إن هللا قد أعطى لكل ذي حق حقه‪ ،‬فال وصية لوارث"(‪.)24‬‬
‫‪ -4‬نسخ سنة بقرآن‪:‬‬
‫وجمهور أهل العلم على صحة نسخ حكم ثبت بالسنة بآية من كتاب هللا‪ ،‬وخالف الشافعي رحمه هللا في‬
‫ذلك‪ ،‬بحجة أن السنة مبينة للكتاب‪ ،‬فكيف يُنسخ المبين؟(‪.)25‬‬
‫قال القرطبي‪" :‬والحذاق – أيضا – على أن السنة تنسخ بالقرآن‪ ،‬وذلك موجود في القبلة؛ فإن الصالة‬
‫إلى الشام لم تكن في كتاب هللا تعالى"(‪ ،)26‬وبمثله قال ابن عطية‪.‬‬
‫ومثاله‪ :‬فرض استقبال بيت المقدس في الصالة أول اإلسالم‪ ،‬وذلك ما دل على إثباته قوله تعالى‪{ :‬وما‬
‫جعلنا القبلة التي كنت عليها إال لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}‪[ .‬البقرة‪.]143 /‬‬
‫والناسخ له‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر‬
‫المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره}‪[ .‬البقرة‪.]144 /‬‬
‫‪-------------------------------------------‬‬

‫(‪" )1‬المقدمات األساسية" (ص‪.)212‬‬


‫(‪" )2‬الناسخ والمنسوخ" للنحاس (ص‪.)355‬‬
‫(‪" )3‬اإلحكام" (‪.)83 /4‬‬
‫(‪" )4‬نواسخ القرآن" (ص‪.)75‬‬
‫(‪" )5‬الجامع ألحكام القرآن" (‪.)64 /1‬‬
‫(‪" )6‬المقدمات األساسية" (ص‪.)235‬‬
‫(‪ )7‬صحيح ابن خزيمة (‪.)57 /3‬‬
‫(‪" )8‬الجامع ألحكام القرآن" (‪" ،)65 /1‬المحرر الوجيز" (ص‪.)120‬‬
‫(‪" )9‬المقدمات األساسية" (ص‪.)241‬‬
‫(‪" )10‬المقدمات األساسية" (ص‪.)242‬‬
‫(‪" )11‬البرهان" (‪.)1298 /2‬‬
‫(‪ )12‬حديث صحيح‪ ،‬متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري (رقم‪ ،)3164 ،342 :‬ومسلم‪( :‬رقم‪ )163 :‬عن أنس بن مالك رضي‬
‫هللا عنه‪.‬‬
‫(‪ )13‬حديث صحيح‪ ،‬أخرجه اإلمام أحمد (‪ ،111 /28‬رقم‪ ،)16906 :‬وأبو داود (رقم‪ ،)2479 :‬والنسائي في "السنن‬
‫الكبرى" (رقم‪ ،)8711 :‬والدارمي في مسنده (رقم‪ ،)2418 :‬وآخرون من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫(‪" )14‬تفسير ابن جرير" (‪.)120 /3‬‬
‫(‪" )15‬المقدمات األساسية" (ص‪.)244‬‬
‫(‪ )16‬حديث صحيح‪ :‬أخرجه اإلمام أحمد (‪ ،575 -573 /30‬رقم‪ ،)18612 ،18611 :‬والبخاري (رقم‪ ،)1816 :‬وأبو‬
‫داود (رقم‪ ،)2314 :‬والترمذي (رقم‪ ،)2968 :‬والنسائي (رقم‪..)2168 :‬‬
‫(‪" )17‬الجامع ألحكام القرآن" (‪.)64 /1‬‬
‫(‪" )18‬المقدمات األساسية" (ص‪.)246‬‬
‫(‪" )19‬المقدمات األساسية" (ص‪.)247‬‬
‫(‪ )20‬حديث صحيح أخرجه مسلم (رقم‪.)534 :‬‬
‫(‪ )21‬حديث صحيح أخرجه البخاري (رقم‪ ،)757 :‬ومسلم (رقم‪.)535 :‬‬
‫(‪" )22‬نواسخ القرآن" البن الجوزي (ص‪" ،)100 -98‬الناسخ والمنسوخ" للنحاس (ص‪" ،)53‬اإلحكام" البن حزم (‪/4‬‬
‫‪" ،)108 ،107‬المقدمات األساسية" (ص‪.)250 -247‬‬
‫(‪" )23‬الجامع ألحكام القرآن" (‪.)65 /1‬‬
‫(‪ )24‬حديث صحيح‪ ،‬رواه اإلمام أحمد (‪ ،)267 /5‬وأبو داود (رقم ‪ ،)3565 ،2870‬والترمذي (رقم‪ ،)2120 :‬وابن‬
‫ماجه (رقم‪ ،)2713 :‬من طرق إلى أبي أمامة الباهلي رضي هللا عنه‪.‬‬
‫(‪" )25‬الرسالة" (ص‪.)222 ،111 ،108 :‬‬
‫(‪" )26‬الجامع ألحكام القرآن" (‪" ،)65 /1‬المحرر الوجيز" (ص‪.)120‬‬

‫‪11‬‬

You might also like