You are on page 1of 252

‫‪http://www.shamela.

ws‬‬
‫مت إعداد هذا امللف آليا بواسطة املكتبة الشاملة‬

‫الكتاب‪ :‬تذكرة اخلواص املعروف بتذكرة خواص األمة يف خصائص األئمة‬


‫املؤلف‪ :‬سبط ابن اجلوزي (‪ 654‬هـ)‬
‫احملقق‪ :‬الدكتور عامر النجار‬
‫الناشر‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل ‪ 1429‬هـ ‪ 2008 -‬م‬
‫عدد األجزاء‪1 :‬‬
‫مالحظات‪[ :‬موافق للمطبوع ‪ -‬مقابل على املطبوع‪ -‬إمكانية االنتقال‬
‫للصفحة]‬
‫تنبيه‪ :‬الطبعة األوىل هلذا الكتاب هي طبعة إيرانية مل يذكر فيها مصدر‬
‫املخطوط‪ .‬وأخذهتا دار الكتب العلمية وأعادت صفها وطباعتها‪.‬‬
‫وهذه الطبعة بتحقيق عامر النجار اعتمد فيها على خمطوط من دار الكتب‬
‫املصرية‪ ،‬لكنها يف احلقيقة اختصار للكتاب‪ ،‬ففي الطبعة األوىل زايدة فقرات‪،‬‬
‫بل صفحات متتالية أحياانً‪ ،‬فضالً عما يف هذه الطبعة من اختصار لبعض‬
‫األسانيد‪.‬‬
‫مالحظة‪[ :‬هذا الكتاب من كتب املتستودع وموع املكتبة الشاملة]‬

‫تذكرة اخلواص‬
‫املعروف بتذكرة خواص األمة يف خصائص األئمة‬

‫للعالمة سبط ابن اجلوزي‬


‫(‪ 654‬هـ)‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫حتقيق ودراسة‬
‫الدكتور عامر النجار‬
‫أستاذ الفلتسفة اإلسالمية جبامعة عناة التسويس‬

‫الناشر‬
‫مكتبة الثقافة الدينية‬

‫الطبعة األوىل‬
‫‪ 1429‬هـ ‪ 2008 -‬م‬

‫(‪)/‬‬

‫تنبيهات حول هذا الكتاب ومؤلفه‬


‫* عال الذهيب يف "ميزانه" (‪ :)471 /4‬يوسف بن عزغلي الواعظ املؤرخ مشس الدين أبو املظفر سبط‬
‫ابن اجلوزي‪ ،‬روى عن جده وطائفة وألف كتاب مرآة الزمان‪ ،‬فرتاه أييت فيه ومناكري احلكاايت وما أظنه‬
‫بثقة فيما ينقله بل جينف وجيازف‪ ،‬مث إنه ترفض وله مؤلف يف ذلك نتسأل هللا العافية‪.‬‬
‫* وعال شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه هللا يف املنهاج (‪" : )98-97/4‬وعوله‪ :‬إن ابن اجلوزي رواه‬
‫إبسناده‪ ،‬أن أراد العامل املشهور صاحب املصنفات الكثرية أاب الفرج فهو كذب عليه‪ ،‬وإن أراد سبطه‬
‫يوسف بن عز أوإىل صاحب التاريخ املتسى ومراة الزمان‪ ،‬وصاحب الكتاب املصنف يف االثىن عشر‬
‫وحيتج يف‬
‫ُّ‬ ‫الذي مساه إعالم اخلواص‪ ،‬فهذا الرجل يذكر يف مصنَّفاته أنواعاً من ِّ‬
‫الغث والتسمني ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ضعيفة وموضوعة‪.‬‬ ‫أغراضه أبحاديث كثريةٍ‬
‫حبتسب مقاصد الناس ‪ ،‬يصنِّف للشيعة ما يناسبهم ‪ِّ ،‬‬
‫ليعوضوه بذلك ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ف‬‫وكان يصنِّ ُ‬
‫ويصنِّف على مذهب أيب حنيفة لبعض امللوك ‪ ،‬لينال بذلك أغراضه ‪.‬‬
‫فكانت طريقته طريقة الواعظ الذي عيل له ‪ :‬ما مذهبك ؟ عال ‪ :‬يف أي ٍ‬
‫مدينة ؟‬
‫ثلب اخللفاء الراشدين وغريهم من الصحابة رضوان هللا عليهم ؛ ألجل مداهنة من‬
‫وهلذا يوج ُد يف كتبه ُ‬
‫عصد بذلك من الشيعة ‪.‬‬
‫ويوجد يف بعضها تعظيم اخللفاء الراشدين وغريهم"‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫****************************************‬
‫والطبعة األوىل هلذا الكتاب هي الطبعة اإليرانية بتقدمي حممد صادق حبر العلوم‪ ،‬ومل يذكر فيها مصدر‬
‫املخطوط‪.‬‬
‫وأخذهتا دار الكتب العلمية وأعادت صفها وطباعتها سنة (‪ )2005 - 1426‬بتعليق‪ :‬خالد عبد‬
‫الغين حمفوظ‪.‬‬
‫وهذه الطبعة بتحقيق عامر النجار اعتمد فيها على خمطوط من دار الكتب املصرية‪ :‬مكتبة أسعد‬
‫أفندي (‪ ،)2254‬لكنها يف احلقيقة اختصار للكتاب‪ ،‬ففي الطبعة األوىل زايدة فقرات‪ ،‬بل صفحات‬
‫متتالية أحياانً‪ ،‬فضالً عما يف هذه الطبعة من اختصار لبعض األسانيد‪ ،‬ويبقى النظر هل هذا‬
‫االختصار من صني املؤلف أو غريه‪.‬‬
‫مث يف هذه الطبعة الكثري من األخطاء الطباعية واخللط بني الصدر والعجز يف كثري من أبيات الشعر‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫بتسم هللا الرمحن الرحيم‬


‫‪ .. ..‬األمة بذكر خصائص األمة ورتبت أبوابه على عددهم تربكاً بذكرهم وتيمناً بطيب نشرهم وهللا‬
‫املوفق بفضله وكرمه‪.‬‬
‫الباب األول‪ :‬يف ذكر نتسب أمري املؤمنني علي بن أيب طالب عليه التسالم وامسه‪،‬‬

‫(‪)247/1‬‬

‫وكنيته‪ ،‬وصفته‪ ،‬وذكر والده ووالدته‪ ،‬وأخواته وإخوته‪.‬‬


‫الباب الثاين‪ :‬يف ذكر مناعبه وفضائله ومراتبه وفواضله وما نتسب إليه يف الكتاب والتسنة‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬يف ذكر خالفته وما جرى له يف أايم إمارته‪.‬‬
‫الباب الراب ‪ :‬يف ذكره ورعه وزهادته وخوفه وعبادته‪.‬‬
‫الباب اخلامس‪ :‬يف املختار من كالمه يف اتتساعه ونظامه‪.‬‬
‫الباب التسادس‪ :‬يف وفاته وصربه على عضاء هللا‪ ،‬طلباً ملرضاه‪.‬‬
‫الباب التساب ‪ :‬يف ذكر أزواجه وأوالده‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫الباب الثامن‪ :‬يف ذكر احلتسن عليه التسالم والتحية واإلكرام‪.‬‬
‫الباب التاس ‪ :‬يف ذكر احلتسني عليه التسالم املقتول ظلماً أبيدي الطغام‪.‬‬
‫الباب العاشر‪ :‬يف ذكر حممد ابن احلنفية ذي اخلالف املرضية‪.‬‬
‫الباب احلادي عشر‪ :‬يف ذكر خدجية الغراء والبنت الفاطمة الزهراء‪.‬‬
‫الباب الثاين عشر‪ :‬يف ذكر األئمة املعصومني صلوات هللا عليهم أمجعني‪.‬‬
‫الباب األول‪ :‬يف ذكر نتسبه وامسه وكنيته وصفته ووالديه وإخوته‪:‬‬
‫أما نتسبه‪:‬‬

‫(‪)248/1‬‬

‫فهو‪ :‬علي بن أيب طالب بن عبد املطلب بن هاشم بن عبد مناف بن عصي بن كالم بن مرة بن كعب‬
‫بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزمية بن مدركة بن إلياس بن مضر بن‬
‫نزار بن معد بن عدانن وعمود النتسب إىل عدانن متفق على صحته‪ ،‬وما بعده خمتلف فيه وإن اسم‬
‫طالب عبد مناف وهو أخو عبد هللا والد رسول هللا صلى هللا عليه وآله ألبيه وأمه‪ ،‬وإمنا أمهما فاطمة‬
‫بنت عمرو بن عائذ‪.‬‬

‫(‪)249/1‬‬

‫وأما امسه فاملشهور علي مسته أمه به عند والدته وهو مشتق من العلو والشرف وروى جماهد عن ابن‬
‫عباس أيضاً عال‪ :‬إمنا مسته أمه عند والدته حيدرة بدليل عوله عليه التسالم يوم خيرب‪.‬‬
‫أان الذي مستين أمي حيدرة‪.‬‬

‫(‪)250/1‬‬

‫فلما عال علي على كتف رسول هللا صلى هللا عليه وآله وكتسر األصنام مسي علياً من العلو وروي‬
‫عطاء عن ابن عباس عال كانت أمه إذا دخلت على هبل لتتسجده له وهي حامل به ارتف إىل أعلى‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫بطنها وتقوس مينعها من التسجود فتسمي علياً هلذا واألول أصح ألنه يثبت به النقل املتستفيض‬
‫وحيدرة وصف له ألن حيدرة من أمساء األسد لغلظ عنقه وذراعيه وهذا وصف أمري املؤمنني وعد مساه‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله ذا القرنني‪.‬‬
‫أخرجه أمحد بن حنبل يف متسنده ابنا عبد هللا بن أيب اجملد احلريب عراءة عليه وحنن نتسم ببغداد يف‬
‫جبامعها سنة ست وتتسعني ومختسمائة عال ابنا أبو القاسم هبة هللا بن حممد بن عبد الواحد الشيباين‬
‫املعروف اببن احلصني ابنا أبو علي احلتسن بن علي بن املذهب التيمي ابنا أبو بكر أمحد بن جعفر بن‬
‫محداين بن حممد بن حنبل الشيباين عال حدثين أيب حدثنا ابن منري ثنا عبد امللك الكندي ثنا أبو حازم‬
‫املدين عال أمحد بن حنبل ثنا عفان بن متسلم ثنا محاد بن سلمة ثنا حممد بن إسحاق ثنا حممد بن‬
‫إبراهيم التيمي عن سلمة بن أيب الطفيل عن علي عليه التسالم عال‪ :‬عال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله‪(( :‬إن لك يف اجلنة عصراً وإنك ذو عرنيها)) ويتسمى بطيئاً ألنه كان بطيناً من العلم ويتسمى أسد‬
‫هللا وأسد رسول هللا ويتسمى يعتسوب املؤمنني واليعتسوب يف النحل أمريهم وأحزمهم ذكره يف الصحاح‬
‫عالوا يقف كل‬

‫(‪)251/1‬‬

‫يوم على ابب الكوارة عند رجوع النحل من املرعى كلما مرت حنلة شم فاها فإن وجد منها رائحة‬
‫كريهة علم أهنا عد رعت حشيشة خبيثة فيقطعها نصفني ويلقيها على ابب الكوارة ليتأدب هبا غريها‬
‫فكذا أمري املؤمنني على يقف على ابب اجلنة ليشم أفواه الناس فمن وجد فيه رائحة حمبته أدخله‬
‫اجلنة ومن وجد فيه رائحة بغضه ألقاه النار فلهذا مسى عيه اجلنة والنار‪ ،‬وعيل إمنا مسي أمري النحل؛‬
‫ألن النحل أيكل طيباً ويض طيباً واملؤمنون يتشبهون ابلنحل وعلي عليه التسالم أمريهم وله ألقاب‬
‫كثرية منها الويل والوصي والتقي وعاتل الناكثني والقاسطني وشبيه هارون وصاحب اللواء وخاصف‬
‫النعل وكاشف الكرب وأبو الرحيانتني وبيضة البلد‪.‬‬
‫التسيد العظيم وكان عليه التسالم يقول دائماً أان أبو احلتسنني القرم والقرم التسيد املكرم وأصله البعري‬
‫الذي ال حيمل عليه وال يذلل لكرامته املشهور من كنيته أبو تراب والنيب صلى هللا عليه وآله كناه‬
‫بذلك عال أمحد يف املتسند وعد ذكران إسناده حدثنا ابن منري عن عبد امللك الكندي عن أيب حازم‬
‫عال جاء رجل إىل سهل بن سعد فقال‪ :‬هذا فالن يذكر علي بن أيب طالب عند املنرب فقال يقول ماذا‬
‫فقال يذكر أاب تراب فغضب سهل وعال وهللا وما كناه به إال رسول هللا صلى هللا عليه وآله وما كان‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫اسم أحب إليه منه دخل علي عليه التسالم على فاطمة رضي هللا عنها فأغضبته يف شيء فخرج إىل‬
‫املتسجد فاضطج على الرتاب وسقط رداؤه عن ظهره فجاء رسول هللا صلى هللا عليه وآله فمتسح‬
‫الرتاب وسقط رداؤه عن ظهره فجاء رسول هللا صلى هللا عليه وآله فمتسح الرتاب عن ظهره وعال‪:‬‬
‫((اجلس أاب تراب))‪،‬‬

‫(‪)252/1‬‬

‫أخرجاه يف الصحيحني‪.‬‬
‫عليه وعال الزهري والذي سب علياً مروان بن احلكم وكذا كانت عادة بين أمية وما كانوا يتحاشون‬
‫من نتسبه فأخرج متسلم يف صحيحه عن سعد بن أيب وعاص أنه دخل على معاوية بن أيب سفيان‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬ما منعك أن تتسب أاب تراب وسنذكر احلديث فيما بعد إن شاء هللا تعاىل‪.‬‬
‫فأما صفته فذكر احلافظ يف متسنده‪ :‬أنه كان أدم شديد األدمة عظيم العينني غليظ التساعدين أعرب‬
‫إىل القصر من الطول عريض اللحية أصل أبيض الرأس واللحية مل يصفه أحد ابخلضاب سوى سوادة‬
‫بن حنظلة واألصح أنه مل خيتضب‪.‬‬
‫فصل يف ذكر والده أيب طالب‬
‫ذكر ابن سعد يف الطبقات عن مجاعة من العلماء فقالوا تويف عبد املطلب بن‬

‫(‪)253/1‬‬

‫هاشم يف التسنة الثامنة ولرسول هللا صلى هللا عليه وآله مثاين سنني وعد أتت عليه مائة وعشرون سنة‬
‫وعيل‪ :‬مثانون سنة واألول أصح ودفن ابحلجون عالت‪ :‬أم أمين أان رأيت رسول هللا ميشي حتت سريره‬
‫وهو يبكي‪.‬‬
‫وعال الواعدي‪ :‬ملا احتضر عبد املطلب أوصى برسول هللا صلى هللا عليه وآله إىل أيب طالب وعال له‪:‬‬
‫اي بين‪ ،‬احتفظ بولدي فقد أخربين عوم من القافة من بين مذحج‪.‬‬
‫وعالوا‪ :‬مل نر عدماً أشبه ابلقدم الذي يف املقام من عدم حممد صلى هللا عليه وآله وسيكون له ملك‬
‫فكفل أبو طالب رسول هللا وعام بنصرته وكان معه ال يفارعه وحيبه حباً شديداً ويقدمه على أوالده وال‬
‫ينام إال وهو إىل جانبيه وعال ابن سعد خرج أبو طالب إىل ذي اجملاز ومعه رسول هللا صلى هللا عليه‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وآله فعطش فقال‪ :‬اي ابن أخي‪ ،‬عطشت وال ماء فنزل رسول هللا صلى هللا عليه وآله فضرب بعقبه‬
‫األرض فنب املاء فشرب منه‪.‬‬
‫وعال حممد بن إسحاق ملا تويف عبد املطلب عام أبو طالب ومحمد رسول هللا أحتسن القيام وذب عنه‬
‫أحتسن الذب وأنزل هللا تعاىل‪{ :‬فاصدع وما تؤمر} وأظهر‬

‫(‪)254/1‬‬

‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله الدعوة ودعا إىل اإلسالم وأجابه من أجابه من أصحابه شق ذلك على‬
‫عريش فاجتمعوا إىل أيب طالب وعالوا‪ :‬إن ابن أخيك عد سب آهلتنا وسفه أحالمنا وضلل آابءان فإما‬
‫أن تتسلمه إلينا أو تق احلرب بيننا فقال هلم أبو طالب‪ :‬بفيكم احلجر وهللا ال أسلمه إليكم أبداً‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬هذا عمارة بن الوليد بن املغرية أمجل فىت يف عريش وأحتسنه فخذه واختذه ولداً وآله حممداً‬
‫إلينا نقتله ورجل برجل عال أبو طالب شاهت الوجوه وهللا ما أنصفتموين أتعطوين ابنكم أربيه ولكم‬
‫وأعطيكم ابين تقتلونه بئس وهللا الرجل أان مث عال‪ :‬افرعوا بني النوق وفصلنها فإن حنت انعة إىل غري‬
‫فصيلها دفعته إليكم مث عال‪:‬‬
‫وهللا لن يصلوا إليك جبمعهم ‪ ...‬حىت أوسد يف الرتاب دفيناً‬
‫فاصدع أبمرك ما عليك غضاضة ‪ ...‬وأبشر وعر بذلك منك عنوانً‬
‫وعرضت ديناً ال حمالة أنه ‪ ...‬من خري أداين الربية ديناً‬
‫لوال املالمة أو حذار متسبة ‪ ...‬لوجدتين مسعاً بذاك مبيناً‬
‫فلما دخلت التسنة العاشرة من النبوة مرض أبو طالب وكان عد عام أبمر رسوال هلل صلى هللا عليه‬
‫وآله من التسنة الثامنة من ولده إىل هذه التسنة وهي العاشرة من النبوة وهي مدة اثنني وأربعني سنة‪.‬‬

‫(‪)255/1‬‬

‫وعال ابن سعد‪ :‬حدثين الواعدي إبسناده عن علي عليه التسالم عال‪ :‬ملا تويف أبو طالب أخربت‬
‫بكاء شديداً مث عال‪(( :‬اذهب فغتسله وكفنه وواره غفر هللا له))‪،‬‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله فبكى ً‬
‫فقال له العباس أترجو له فقال‪(( :‬إي وهللا إين ألرجو له)) وأعام رسول هللا أايماً ال خيرج من بيته‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫واستغفر له أايماً وحكى الواعدي عن ابن عباس عال‪ :‬عارض رسول هللا جنازة أيب طالب وعال‪:‬‬
‫((وصلتك رحم جزاك هللا اي عم خرياً))‪.‬‬

‫(‪)256/1‬‬

‫وذكر ابن سعد عن هشام بن عروة عال‪ :‬ما زالوا كافني عن رسول هللا صلى هللا عليه وآله حىت مات‬
‫أبو طالب يعين عريشاً‪.‬‬
‫وعال التسدي مات أبو طالب وهو ابن بعض ومثانني سنة ودفن ابحلجون عند عبد املطلب‪.‬‬
‫وعال أمري املؤمنني شعر يرثيه‪:‬‬
‫أاب طالب عصمة املتستجري ‪ ...‬وغيث احملول ونور الظلم‬
‫لقد هد فقدك أهل احلفاظ ‪ ...‬فصلى عليه ويل النعم‬
‫ولقاك ربك رضوانه ‪ ...‬فقد كنت للظهر من خري عم‬
‫وعال أيضاً‪:‬‬
‫أرعت لطري آخر الليل غرداً ‪ ...‬يذكرين شجواً عظيماً جمدداً‬
‫أاب طالب مأوى الصعاليك ذا الندا ‪ ...‬جواداً إذا ما أصدر األمر أوردا‬
‫فأمتست عريش يفرحون وموته ‪ ...‬ولتست أرى حياً يكون خملدا‬
‫أراد أموراً زينتا حلومهم ‪ ...‬ستوردهم يوماً من الغي مورداً‬
‫يرجون تكذيب النيب حممد ‪ ...‬وإن يفرتي عدماً عليه وجيحدا‬
‫كذبتم وبيت هللا حىت نذيقكم ‪ ...‬صدور العوايل واحلتسام املهندا‬
‫فإما تبيدوان وإما نبيدكم ‪ ...‬وإما تروا سلم العشرية أرشدا‬

‫(‪)257/1‬‬

‫فصل يف ذكر والدته‬


‫وهي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أسلمت عدمياً وهاجرت إىل املدينة وتوفيت هبا سنة‬
‫أرب من اهلجرة عال الواعدي شهد رسول هللا صلى هللا عليه وآله جنازهتا وصلى عليها ودعا له ودف‬
‫هلا عميصه وألبتسها إايها عند تكفينها‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وعال ابن عباس كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله يزورها ويقيل عندها يف بيتها وكانت صاحلة‪.‬‬
‫عال وفيها نزل عوله تعاىل‪{ :‬أييها النيب إذا جاءك املؤمنات يبايعنك} اآلية‪ ،‬عال وهي أول امرأة‬
‫ابيعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله ومكة بعد خدجية عليها التسالم‪.‬‬
‫وعال أنس نزل رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف حفرهتا‪.‬‬
‫وعال أمحد بن احلتسني البيهقي إبسناده عن أنس أهنا مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول‪:‬‬
‫((حيشر الناس يوم القيامة عراة حفاة)) فقالت‪ :‬واسوأاته فقال هلا رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫((فإين أسأل هللا أن يبعثك كاسية)) عال ومسعته يذكر عذاب القرب فقالت‪ :‬واضعفاه فقال‪(( :‬إين‬
‫سألت هللا أن يكفيك ذلك))‪ ،‬وعال‬

‫(‪)258/1‬‬

‫جماهد هي أول هامشية ولدت خليفة هامشياً‪.‬‬


‫وعال عكرمة كانت تطوف ابلبيت وهي حامل أمري املؤمنني فضرهبا الطلق ففتح هلا ابب الكعبة‬
‫فدخلت فوضعته فيها وعد أخرج هلا أبو نعيم احلافظ يف كتاب احللية حديثاً طويالً يف فضلها‪.‬‬
‫فصل يف ذكر أوالدها‬
‫وكلهم من أيب طالب‪ ،‬وهم ستة أربعة ذكور وبنتان فالذكور‪ :‬طالب‪ ،‬وعقيل‪ ،‬وجعفر‪ ،‬وأمري املؤمنني‬
‫علي عليه التسالم‪ ،‬وعد نفق له ما مل ينفق لغريهم كان بني كل أخ وأخ عشر سنني فطالب أكرب ولد‬
‫أيب طالب وبينه وبني عقيل عشر سنني وبني جعفر وأمري املؤمنني عشر سنني فطالب أكربهم وعلي‬
‫أصغرهم وكان طالب عاملاً أبنتساب العرب وأايم عريش أخرجه املشركون إىل بدر مكرهاً فقال‪:‬‬
‫اللهم أما يغزون طالب ‪ ...‬يف مقنب من هذه املقانب‬
‫وليكن املغلوب غري الغالب ‪ ...‬ولكن املتسلوب غري التسالب‬
‫فلما اهنزم املشركون يوم بدر مل يوجد ال يف القتلى وال يف األسرى وال رج إىل‬

‫(‪)259/1‬‬

‫مكة وال يدري ما حاله وليس له عقب‪.‬‬


‫وأما عقيل فإنه أخرج يوم بدر أيضاً مكرهاً وأسر ٍ‬
‫يومئذ ومل يكن له مال ففداه عباس عمه‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وعال ابن سعد وعف رسول هللا صلى هللا عليه وآله وعلى رأس عقيل يوم بدر وهو يف األسرى فقال‬
‫عتل أبو جهل فقال عقيل‪ :‬اآلن صفى لكم الوادي وال يتنازعون يف هتامة فإن كنت أثخنت القوم وإال‬
‫فاركب أكتافهم‪.‬‬
‫مث رج عقيل إىل مكة فأعام هبا إىل سنة مثاين من اهلجرة مث خرج مهاجراً إىل املدينة فشهد غزاة مؤتة‬
‫وعال الواعدي وجد عقيل يوم مؤتة خامتاً من ذهب عليه متاثيل فنفله رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫إايه فكان يف يده عال‪:‬‬

‫(‪)260/1‬‬

‫وأطعمه رسول هللا صلى هللا عليه وآله من خيبؤر مائة وأربعني وسقاً كل سنة وعاش إىل سنة مختسني‬
‫من اهلجرة وتويف ابملدينة يف ‪ ...‬وله ابملدينة دار وعقب عال الواعدي ومن أوالده متسلم بن عقيل‪.‬‬
‫الذي أرسله احلتسني عليه التسالم على الكوفة فقتله عبيد هللا بن زايد وكان له من الولد سعيد وجعفر‬
‫األكرب وأبو سعيد وعبد هللا وعبد الرمحن وعلي ومحزة وحممد ورملة وأم هانئ وفاطمة وأم القاسم‬
‫وزينب وأم النعمان وجعفر األصغر ألمهات شىت وذكر الواعدي أنه كان لعقيل ابن امسه يزيد وهو‬
‫أكرب أوالده وبه كان يكىن عال‪ :‬وملا وعف رسول هللا على رأسه يوم بدر وعال له‪(( :‬عتل أبو جهل))‬
‫كناه بولده فقال له‪ :‬اي أاب يزيد وعقيل هو الذي عال رسول هللا فيه ((وهل ترك لنا عقيل من منزل))‪،‬‬
‫وكان عد ابع رابع بين هاشم ومكة وهو الذي ورث أاب طالب هو طالب ومل يرثه جعفر وعلي؛ ألن‬
‫عقيالً مل يتسلم إال بعد موت أيب طالب أاب طالب‬

‫(‪)261/1‬‬

‫هو طالب ومل يرثه جعفر وعلي؛ ألن عقيالً مل يتسلم إال بعد موت أيب طالب‪.‬‬
‫وحدثنا جدي أبو الفرج عبد الرمحن بن علي بن حممد اجلوزي وشيخنا العالمة زيد بن احلتسن بن زيد‬
‫الكندي رمحة هللا عليهما عال جدي حدثنا حممد بن عبد الباعي بن محد األنصاري مساعاً‪ ،‬وعال زيد‬
‫بن احلتسن الكندي‪ ،‬ثنا حممد بن عبد الباعي بن حممد األنصاري إجازة عال ابنا أبو حممد احلتسن بن‬
‫علي بن حممد اجلوهري ثنا أبو عمر حممد بن حيوية ثنا أبو احلتسن أمحد بن معروف ابنا دامس بن‬
‫الرهم ثنا حممد بن سعد كاتب الواعدي‪ ،‬ثنا الفضل بن ذكرية‪ ،‬ثنا عيتسى بن عبد الرمحن التسلمي‪ ،‬ثنا‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫أبو إسحاق أن رسول هللا صلى هللا عليه وآله عال لعقيل‪ :‬اي أاب يزيد أحبك حبني حباً لقرابتك وحباً‬
‫ملا كنت أعلم من حب عمي إايك‪ ،‬وأما جعفر فإنه أسلم ‪ ...‬إىل احلبشة اهلجرة الثاين وكان رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله يتسميه أاب املتساكني؛ ألنه كان حيتسن إليهم وكنيته أبو عبد هللا وجرت له عصة م‬
‫عمرو بن العاص ملا أرسلته عريش إىل النجاشي يطلب جعفراً واملهاجرين وهي مذكورة يف املتسند‬
‫واحللية وأعام جعفر ابحلبشة إىل سنة سب من اهلجرة حىت فتحت خيرب فقدم على رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله فقام إليه واعتنقه وعبل ما بني عينيه وعال‪(( :‬ال أدري أبيهما أسر بقدوم جعفر أم بفتح‬
‫خيرب)) وذكر أبو نعيم يف احللية ما أنبأ به غري واحد عال‪ :‬ثنا حممد بن أيب القاسم ابنا حممد بن أمحد‬
‫احلداد ثنا أبو نعيم احلافظ ثنا سليم بن أمحد ثنا حممد بن زكراي العاليب ثنا عبد هللا بن رجاء‪ ،‬ثنا‬
‫إسرائيل عن سعيد املقربي عن أيب هريرة عال‪ :‬عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله جلعفر ((أشبهت‬

‫(‪)262/1‬‬

‫خلقي وخلقي))‪.‬‬
‫استشهد جعفر عليه التسالم ومؤتة وهي أدىن أرض البلقاء إىل احلجاز وذلك يف مجادى األوىل سنة‬
‫مثان من اهلجرة فأخرب رسول هللا صلى هللا عليه وآله أصحابه بذلك عال ابن سعد يف الطبقات‬
‫ابإلسناد املتقدم ثنا الواعدي‪ ،‬ثنا حممد بن متسلم عن حيىي بن يعلى عال‪ :‬مسعت عبد هللا بن جعفر‬
‫يقول‪ ،‬وذكر حديثاً طويالً وعال فيه ملا عتل جعفر جلس رسول هللا صلى هللا عليه وآله على املنرب‬
‫وأجلتسين على الدرجة التسفلى واحلزن فيه وعال‪(( :‬إن املرء كثري أبخيه وابن عمه ‪ ...‬إن جعفر عد‬
‫استشهد وجعل هللا له جناحني يطري هبما يف اجلنة))‪.‬‬
‫ذكر أوالد جعفر عليه التسالم‬
‫وهم‪ :‬عبد هللا‪ ،‬وحممد‪ ،‬وعون‪ ،‬وأمهم‪ :‬أمساء بنت عميس ولدهتم أبرض احلبشة وملا ولدت عبد هللا‬
‫ولد النجاشي ولد فتسماه عبد هللا تربكاً ابمسه وأرضعته أمساء بلنب ابنها عبد هللا‪ ،‬وكان عبد هللا من‬
‫األجواد وسريته مشهورة‪ ،‬وعال ابن سعد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬ثنا إمساعيل بن عامر‪ ،‬عال‪ :‬كان‬
‫عبد هللا بن عمر‪ ،‬إذا لقي عبد هللا بن جعفر يقول له التسالم عليك اي ابن ذي اجلناحني وعال‬
‫الواعدي تويف عبد هللا بن جعفر ابملدينة سنة مثانني وهو عام اجلفاف سيل كان ومكة أجحف ابلناس‬
‫فذهب ابحلاج وابجلمال أبمحاهلا وكان أابن بن عثمان بن عفان والياً على املدينة من عبل عبد امللك‬
‫بن مروان فصلى عليه أابن سريره على عاتقه من املدينة إىل البقي موض عربه وعبد هللا بن جعفر‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫يومئذ ابن تتسعني سنة وكان لعبد هللا بن جعفر عدة من الولد منهم‪ :‬جعفر األكرب‪ ،‬وبه كان يكىن وأمه‬
‫أم عمر بنت خراش بن بغيض‪ ،‬وعلي‪ ،‬وعون األكرب‪ ،‬وحممد‪ ،‬عباس‪ ،‬وأم كلثوم‪ ،‬وأمهم زينب بنت‬
‫أمري املؤمنني وأمها فاطمة بنت رسول هللا صلى هللا عليه وآله وحتسن درج وعون‬

‫(‪)263/1‬‬

‫األصغر عتل م احلتسني يوم الطفوف ال بقية له وأمهم محانة بنت املتسيب بن خنبة الفزاري وأبو بكر‬
‫وعبيد هللا وحممد وأمهم اخلوصاء بنت حفصة من بين بكر بن وائل وصاحل وحيىي ال بقية هلما وهارون‬
‫وموسى وجعفر وأم أبيها وأم حممد وأمهم ليلى بنت متسعود ومحيد وأم احلتسني ألم ولد وجعفر وأبو‬
‫سعيد وأمهما أم احلتسن بنت عمرو من بين صعصعة وإسحاق وإمساعيل وعثم وعباس ويزيد وأم عون‬
‫ألمهات أوالد شىت ‪ ...‬إسحاق ومل يتسم أحداً من بين هاشم ولده معوية إال عبد هللا بن جعفر فهجره‬
‫بنو هاشم لذلك ومل يصل عليه أحد منه إال القليل فأما بنت أيب طالب فابنتان‪ :‬أم هانئ واختلفوا يف‬
‫امسها على ثالثة أعوال‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬جعدة ذكره ابن سعد‪ ،‬والثاين‪ :‬هند عاله الواعدي‪ ،‬والثالث‪ :‬فاخته ذكره ابن إسحاق وهي‬
‫اليت صلى رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف بيتها يوم الفتح الضحى مثان ركعات متفق عليه‪.‬‬
‫وكان زوجها هبرية بن عمرو املخزومي فأولدها يف اجلاهلية جعدة بن هبرية وملا أفضت اخلالفة إىل أمري‬
‫املؤمنني عليه التسالم استعمل ولدها جعدة بن هبرية وأسلمت أم هانئ وهاجرت إىل املدينة وتوفيت‬
‫هبا وذكرت لرسول هللا صلى هللا عليه وآله ومل يقض بينهما نكاحاً وأما ابنة أيب طالب األخرى فامسها‬
‫مجانة تزوجها‬

‫(‪)264/1‬‬

‫أبو سفيان بن احلارث بن عبد املطلب أسلمت وهاجرت إىل املدينة وتوفيت هبا يف حياة رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله وذكر ابن سعد أليب طالب ابنة أخرى امسها ريطة‪ ،‬وعيل‪ :‬اسم أمها فاطمة بنت‬
‫أسد أيضاً وذكر أليب طالب ابناً آخر وعال‪ :‬امسه طليق‪ ،‬واسم أمه وعلة‪.‬‬

‫(‪)265/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫الباب الثاين يف ذكر فضائله عليه التسالم‬
‫فضائله أشهر من الشمس والقمر وأكثر من احلصى واملدر وإمنا أذكر منها ما اشتهر وهي عتسمان‪:‬‬
‫عتسم متستنبط من الكتاب‪ ،‬والثاين‪ :‬من التسنة وهلل الفضل واملنة وعد روى جماهد عن ابن عباس عال‪:‬‬
‫سأل رجل فقال‪ :‬اي أاب الفضل‪ ،‬ما أكثر فضائل أمري املؤمنني إين ألظنها ثالثة آالف فقال‪ :‬هي إىل‬
‫الثالثني ألفاً أعرب من ثالثة آالف مث عال ابن عباس لو أن الشجر أعالم والبحار مداد واألنس واجلن‬
‫كتاب وحتساب ما أحصوا فضائل أمري املؤمنني‪.‬‬
‫وروى عكرمة عن ابن عباس عال‪ :‬ما أنزل هللا يف القرآن آية إال وعلي عليه التسالم رايتها وأمريها فأما‬
‫‪ ...‬فآايت منها عوله تعاىل يف سورة البقرة {واركعوا م الراكعني}‪.‬‬
‫ذكر جماهد عن ابن عباس عال‪ :‬أول من صلى م النيب صلى هللا عليه وآله علي عليه التسالم فنزلت‬
‫هذه اآلية‪ ،‬ومنها يف سورة البقرة أيضاً‪{ :‬الذين ينفقون أمواهلم ابلليل والنهار سراً وعالنيةً} روى‬
‫عكرمة عن ابن عباس عال كان م علي عليه التسالم أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليالً وبدرهم هناراً‬
‫وبدرهم سراً وبدرهم عالنية فنزلت فيه هذه اآلية‪.‬‬
‫ومنها عوله تعاىل يف آل عمران‪{ :‬فقل تعالوا ندع أبناءان وأبناؤكم ونتساءان ونتساءكم} اآلية‪ ،‬ذكر‬
‫علماء التأويل عن جابر بن عبد هللا عال‪ :‬عدم وفد جنران وفيهم التسيد والعاعب على رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله فتسألوه وعالوا‪ :‬من أبو‬

‫(‪)266/1‬‬

‫موسى عال‪(( :‬عمران)) عال فأنت عال‪(( :‬أيب عبد هللا بن عبد املطلب)) عالوا فعيتسى من أبوه‬
‫فتسكت ينتظر الوحي فنزل عوله تعاىل‪{ :‬إن مثل عيتسى عند هللا كمثل آدم} فقالوا‪ :‬ال جند هذا فيما‬
‫أوحى إىل أنبيائنا فقال‪(( :‬كذبتم)) وأنزل هللا تعاىل‪{ :‬فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم‬
‫فقل تعالوا ندع أبناءان وأبناءكم} اآلية‪ ،‬فقالوا‪ :‬أنصفت فمىت نباهلك؟ عال‪(( :‬غداً إن شاء هللا‬
‫تعاىل)) فانصرفوا وعالوا‪ :‬إن خرج يف عدة من أصحابه فباهلوه؛ فهو غري نيب‪ ،‬وإن خرج يف أهله‬
‫((إذا دعوت فأمنوا)) فلما رأى القوم ذلك خافوا‪ ،‬وعال له‪ :‬األسقف اي معاشر النصارى‪ ،‬إين ألرى‬
‫وجوهاً لو سألوا هللا أن يزيل جبالً من اجلبال من مكانه ألزاله فال تباهلوا فتهلكوا فجاءوا إليه وعالوا‪:‬‬
‫اي حممد‪ ،‬أعلنا أعالك هللا وصاحلوا يف كل سنة علي ألفي حلة فانصرفوا إىل بالدهم فقال رسول هللا‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫صلى هللا عليه وآله‪(( :‬الذي نفتسي بيده لو خرجوا المت أ عليهم الوادي انراً))‪.‬‬
‫وعال ابن عباس ملا خرج رسول هللا صلى هللا عليه وآله للمباهلة رف يديه وأشار إىل احلتسن‬
‫واحلتسني‪ ،‬وعال‪(( :‬هلموا فهؤالء أبناؤان)) وأشار إىل فاطمة وعال‪(( :‬هذه نتساؤان)) وأشار إىل علي‬
‫عليه التسالم وعال‪(( :‬هذه أنفتسنا))‪.‬‬
‫واالبتهال‪ :‬رف الصوت ابلدعاء‪ ،‬وعال جعفر الصادق عليه التسالم‪ ،‬معىن اآلية‪{ :‬إن مثل عيتسى‬
‫عند هللا} يف اخللق {كمثل آدم خلقه من تر ٍ‬
‫اب مث عال له كن فيكون} فاهلاء األوىل وهي عوله‪:‬‬
‫{خلقه} عائد إىل آدم والثاين {مث عال له} عائدة إىل عيتسى عليه التسالم‪ ،‬ومنها يف املائدة عوله‬
‫تعاىل‪{ :‬إمنا وليكم هللا ورسوله والذين آمنوا} إىل عوله‪{ :‬وهم راكعون} ذكر أبو إسحاق الثعليب يف‬
‫تفتسريه عن التسدي وجماهد أن هذه اآلية يف علي عليه التسالم مر به سائل وهو راك يف املتسجد‬
‫فأعطاه خامته‪.‬‬

‫(‪)267/1‬‬

‫وذكر الثعليب أيضاً إبسناده إىل أيب ذر الغفاري عال‪ :‬صليت يوماً صالة الظهر يف متسجد رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله ورسول هللا صلى هللا عليه وآله حاضر فقام سائل فتسأل فلم يعطيه أحد شيئاً‬
‫عال‪ :‬وكان علي بن أيب طالب عد رك فأومأ إىل التسائل خبنصره فأخذ اخلامت من خنصره ورسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله يعاين ذلك فرف رأسه إىل التسماء وعال‪(( :‬اللهم إن أخي موسى سألك وعال‪:‬‬
‫{رب اشرح يل صدري} إىل عوله‪{ :‬وأشركه يف أمري} فأنزلت عليه عرآانً انطقاً {سنشد عضدك‬
‫أبخيك وجنعل لكما سلطاانً فال يصلون إليكما} اللهم وأان حممد صفيك ونبيك فاشرح يل صدري‬
‫ويتسر يل أمري واجعل يل وزيراً من أهلي علياً اشدد به أزري)) أو عال‪(( :‬ظهري)) عال أبو ذر فوهللا‬
‫ما أمت رسول هللا الكلمة حىت نزل جربيل عليه التسالم من عند هللا تعاىل يقول‪ :‬اعرأ اي حممد {إمنا‬
‫وليكم هللا ورسوله والذين آمنوا الذين} اآلية وعد رواه التسدي عن أشياخه فقال‪ :‬ملا دف علي اخلامت‬
‫إىل التسائل خرج رسول هللا واخلامت بيده فقال‪(( :‬من أين ذلك هذا)) فقال‪ :‬أعطانيه ذلك املصلي‬
‫وأشار إىل علي فكرب رسول هللا ونزل جربيل يتلو هذه اآلية فقال حتسان بن اثبت‪:‬‬
‫أاب حتسن تفديك روحي ومهجيت ‪ ...‬وكل بطئ يف اهلدى ومتسارع‬
‫فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً ‪ ...‬فدتك نفوس اخللق اي خري راك‬
‫خبامتك امليمون اي خري سيد ‪ ...‬واي خري شار مث اي خري ابئ‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فأنزل فيك هللا خري والية ‪ ...‬وبينها يف حمكمات الشرائ‬
‫فإن عيل‪ :‬فإلقاء اخلامت عبث يف الصالة وال يليق ذلك بعلي فاجلواب من‬

‫(‪)268/1‬‬

‫وجهني‪ :‬أحداما ما ذكرانه أنه أشار إىل التسائل فأخذه من خنصره‪.‬‬


‫والثاين‪ :‬إن الكالم واألفعال كان عندهم مباحاً حىت نزل عوله تعاىل‪{ :‬وعوموا هلل عانتني} فانتهوا عنه‪،‬‬
‫ومنها عوله تعاىل يف براءة‪{ :‬أييها الذين آمنوا اتقوا هللا وكونوا م الصادعني} عال ابن عباس معناه‬
‫كونوا م علي عليه التسالم وأهل بيته وعلي سيد الصادعني‪ ،‬وعال جماهد واخلطاب لعلي عليه‬
‫التسالم وهو يف حقه على وجه التأكيد‪.‬‬
‫ومنها يف هود عوله تعاىل‪{ :‬أفمن كان على ٍ‬
‫بينة من ربه ويتلوه شاه ٌد منه} ذكر الثعليب يف تفتسريه عن‬
‫ابن عباس أنه الشاهد هنا علي عليه التسالم ‪ ...‬رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف القرب والنتسب‪،‬‬
‫وعال الثعليب عن زاذان مسعت علي عليه التسالم يقول‪ :‬والذي فلق احلبة وبرأ النتسمة لو ثنيت يل‬
‫وسادة حلكمت بني أهل التوراة بتوراهتم وبني أهل اإلجنيل إبجنيلهم وأهل الزبور بزبورهم وأهل الفرعان‬
‫بفرعاهنم والذي نفتسي بيده ما من رجل من عريش جرت عليه املواسي إال وأان أعرف له آية تتسوعه‬
‫إىل اجلنة وآية تتسوعه إىل النار فقال له رجل‪ :‬اي أمري املؤمنني فما آيتك اليت أنزلت فيك فقال‪:‬‬
‫{أفمن كان على ٍ‬
‫بينة من ربه ويتلوه شاه ٌد منه} وأان شاهد منه‪.‬‬

‫(‪)269/1‬‬

‫ومنها يف آخر مرمي {إن الذين آمنوا وعملوا الصاحلات سيجعل هلم الرمحن ودا}‪.‬‬
‫ذكر الثعلي إبسناده إىل الرباء بن عازب عال‪ :‬عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله لعلي عليه التسالم‪،‬‬
‫((اي علي عل اللهم اجعل يل عندك عهداً واجعل يل يف صدور املؤمنني وداً)) فأنزل هللا هذه اآلية‪.‬‬
‫وعال ابن عباس هذا الود ما جعله هللا ألمري املؤمنني يف علوب املؤمنني‪.‬‬
‫ومنها يف األحزاب عوله تعاىل‪{ :‬من املؤمنني ٌ‬
‫رجال صدعوا ما عاهدوا هللا عليه} عال عكرمة عن ابن‬
‫عباس الذي ينتظر أمري املؤمنني‪.‬‬
‫ومنها يف الصافات عوله تعاىل‪{ :‬وعفوهم إهنم متسئولون} عال جماهد عن حب علي عليه التسالم‪،‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ومنها يف اجلاثية عوله تعاىل‪{ :‬أم حتسب الذين اجرتحوا التسيئات أن جنعلهم كالذين آمنوا وعملوا‬
‫الصاحلات} عال التسدي عن ابن عباس نزلت يوم بدر فالذين اجرتحوا التسيئات عتبة وشيبة والوليد‬
‫بن عتبة والذين آمنوا وعملوا الصاحلات علي عليه التسالم‪.‬‬
‫ومنها يف الواععة عوله تعاىل‪{ :‬التسابقون} روى سعيد بن جبري عن ابن عباس عال‪ :‬أو من صلى م‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله علي عليه التسالم فنزلت هذه اآلية‪.‬‬
‫ومنها يف اجملادلة عوله تعاىل‪{ :‬أييها الذين آمنوا إذا انجيتم الرسول فقدموا بني يدي جنواكم صدعةً‬
‫ذلك} روى ابن املتسيب عن مجاعة من الصحابة عالوا‪ :‬تصدق‬

‫(‪)270/1‬‬

‫علي عليه التسالم بدينار مث انجى الرسول صلى هللا عليه وآله فاعتدى به املتسلمون مث نزلت الرخصة‬
‫وعد أشار الثعليب يف تفتسريه إىل هذا فقال‪ :‬روى ابن عباس وعال‪ :‬سأل الناس رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله وأحفوه يف املتسألة فأدهبم هللا هبذه اآلية وحكي أيضاً عن جماهد عال‪ :‬هنوا عن مناجاة‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله حىت يصدعوا فلم يناجه إال علي بن أيب طالب عدم ديناراً فتصدق به‬
‫وعال علي عليه التسالم‪ :‬إن يف كتبا هللا آلية ما عمل هبا أحد عبل وال يعلم هبا أحد بعدي وتال هذه‬
‫اآلية وروي عنه زاذان عال‪ :‬دعاين رسول هللا صلى هللا عليه وآله وعد أنزلت هذه اآلية فقال‪(( :‬اي‬
‫علي ما ترى ديناراً)) فقلت‪ :‬ال يطيقونه عال‪(( :‬كم)) علت حبة أو شعرية‪ ،‬فقال‪(( :‬إنك لزهيد)) أي‬
‫ٍ‬
‫صدعات} اآلية عال علي فيب خفف هللا‬ ‫عليل املال‪ ،‬عال فنزل‪{ :‬أأشفقتم أن تقدموا بني يدي جنواكم‬
‫عن هذه األمة عال الزهري عال سامل بن عبد هللا بن عمر كان عبد هللا يقول‪ :‬كانت لعلي عليه التسالم‬
‫ثالث لو كانت يل واحدة منهن كانت أحب إيل من محر النعم تزوجيه فاطمة عليها التسالم وإعطاؤه‬
‫الراية يوم خيرب وآية النجوى‪.‬‬
‫ومنها يف {مل يكن} عوله تعاىل‪{ :‬أولئك هم خري الربية} عال جماهد نزلت يف علي وأهل بيته عليهم‬
‫التسالم‪.‬‬
‫ويف القرآن آايت كثرية نزلت يف فضائله نذكرها يف أثناء األبواب لئال خنرج عن مقصود الكتاب‪.‬‬

‫(‪)271/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫القتسم الثاين‪ :‬يف ما يتعلق ابألخبار واآلاثر‬
‫حديث يف عوله صلى هللا عليه وآله أنت مين ومنزلة هارون من موسى‪.‬‬
‫عال أمحد يف املتسند حدثنا حممد بن جعفر حدثنا شعبة عن احلكم عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد‬
‫بن وعاص‪ ،‬عال‪ :‬خلف رسول هللا صلى هللا عليه وآله علياً عليه التسالم يف غزاة تبوك يف أهله فقال‪:‬‬
‫اي رسول هللا‪ ،‬ختلفين يف النتساء والصبيان فقال له‪(( :‬أما ترضى أن تكون مين ومنزلة هارون من موسى‬
‫غري أنه ال نيب بعدي)) أخرجاه من الصحيحني وعد اتفقا عليه وعد أخرج متسلم عن عامر بن سعد‬
‫بن أيب وعاص عال معاوية لتسعد ما منعك أن تتسب أاب تراب عال سعد ثالث مسعت رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله عاهلن له فلن أسبه أبداً وألن يكون يل واحدة منهن أحب إيل من محر النعم وذكر منها‬
‫حديث الراية وسنذكره إن شاء هللا تعاىل‪ ،‬والثانية‪ :‬ملا نزل عوله تعاىل‪{ :‬فقل تعالوا ندع أبناءان‬
‫وأبناءكم} اآلية ودعا رسول هللا صلى هللا عليه وآله علياً وفاطمة واحلتسن واحلتسني وعال‪(( :‬اللهم‬
‫هؤالء أهلي)) والثالثة خلفه رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف بعض مغازيه فقال‪ :‬اي رسول هللا تركتين‬
‫م النتساء والصبيان فقال له‪(( :‬أال ترضى أن تكون مين ومنزلة هارون من موسى))‬
‫وذكر املتسعودي يف كتاب مروج الذهب ومعادن اجلواهر أن سعداً ملا عال ملعاوية هذه املقالة عال له‬
‫معاوية‪ :‬ما كنت عندي أالم منك اآلن هال نصرته ومل ععدت عن بيعته أما إين لو مسعت من رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله ما مسعته يف علي بن أيب طالب لكنت خادماً له ما عشت‬
‫وعد أخرج أمحد بن حنبل معىن هذا احلديث يف كتاب الفضائل الذي مج فيه فضائل أمري املؤمنني‬
‫حدثنا به‬

‫(‪)272/1‬‬

‫أبو حممد عبد العزيز بن حممود البزاز‪ ،‬حدثنا أبو الفضل حممد بن انصر‪ ،‬ثنا املبارك بن عبد اجلبار‬
‫الصرييف ثنا أبو طاهر حممد بن علي بن يوسف ثنا أبو بكر أمحد بن جعفر بن محدان القطيعي ثنا عبد‬
‫هللا بن أمحد‪ ،‬ثنا أيب‪ ،‬ثنا وكي ‪ ،‬عن األعمش عن سعد بن عبيدة عن أيب بريدة عن أبيه عال‪ :‬خرج‬
‫علي عليه التسالم م النيب صلى هللا عليه وآله إىل ثنية الوداع حني توجه إىل تبوك وهو يبكي ويقول‬
‫‪ ...‬خلفتين م اخلوالف ما أحب أن خترج يف وجه إال وأان معك فقال‪(( :‬أال ترضى أن تكون مين‬
‫ومنزلة هارون من موسى إال النبوة)) الكالم على احلديث عال حممد بن شهاب الزهري إمنا خلفه يف‬
‫أهله كما فعل موسى عليه التسالم أبخيه هارون ملا ذهب إىل امليقات وكانت املدينة عد خلت من‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫الرجال فخاف عليها رسول هللا صلى هللا عليه وآله وحتدث املنافقون وعالوا‪ :‬كره متسرية معه فبلغ‬
‫ذلك علياً عليه التسالم فشق عليه فقال له رسول هللا صلى هللا عليه وآله ذلك تطييباً لقلبه عال‪:‬‬
‫((أنت خليفيت يف أهلي)) وإمنا عال‪(( :‬ال نيب بعدي)) ألنه نتسخ بشرعه مجي الشرائ واتفق علماء‬
‫التسري على أن علياً عليه التسالم مل يفته م رسول هللا صلى هللا عليه وآله مشهد سوى تبوك واتفقوا‬
‫على أنه مل جير فيها عتال وسئل جدي رمحه هللا عن هذا فقال فقدت احلرب الشجاع فمن يقاتل‬
‫وعال الزهري يعين عول معاوية لتسعد ما منعك أن تتسب أاب تراب استنكار المتناع سعد عن ذلك‬
‫ألن معاوية كان يلعن علياً وولديه احلتسن واحلتسني وحممد ابن احلنفية أيضاً وكان سعد عد تورع عن‬
‫متسبة أمري املؤمنني ومل يزل على ذلك فلما استقر ملعاوية األمر بعد وفاة أمري املؤمنني دخل عليه‬
‫معاوية فقال له‪ :‬التسالم عليك أيها امللك فضحك معاوية‪ ،‬وعال اي أاب إسحاق ما ضرك لو علتها‬
‫يعين أن يتسلم عليه أبمري املؤمنني فقال سعد وهللا ال أعوهلا أبداً أتقوهلا اي معاوية جذالن ضاحكاً وهللا‬
‫ما أحب أىن وليتها وما وليتها به واجلذالن‬

‫(‪)273/1‬‬

‫الفرح وعد روى أمحد يف الفضائل حديثاً يف املؤاخاة عن جمدوح بن زيد الباهلي عال آخى رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله بني املهاجرين واألنصار فبكى علي عليه التسالم فقال له رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله‪(( :‬ما يبكيك)) فقال‪ :‬مل تؤاخ بيين وبني أحد فقال‪(( :‬إمنا ادخرتك لنفتسي أنت مين ومنزلة‬
‫هارون من موسى أما علمت أنه أول من يدعي يوم القيامة أان فأعوم عن ميني العرش يف ظله فاكتتسى‬
‫حلة خضراء من حلل اجلنة مث يدعي ابلنبيني بعضهم على إثر بعض فيقومون مساطني عن ميني العرش‬
‫ويتساره ويكتسون حلالً خضراء من اجلنة مث يدعي بك لقرابتك مين فيدف إليك لوائي وهو لواء احلم‬
‫فتتسري به بني مساطني آدم ومن دونه ومجي خلقي ويتستظلون بظله يوم القيامة وإن طوله متسرية ألف‬
‫سنة عصبته درة خضراء وسنانه أيعوتة محراء وله ثالث ذوائب من ونور ذؤابة يف املشرق وذاؤبة يف‬
‫املغرب وذؤابة وسط الدنيا مكتوب على كل ذؤابة سطر على أحد الذوائب بتسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫وعلى الثانية احلمد هلل رب العاملني وعلى الثالثة ال إله إال هللا حممد رسول هللا فتتسري‬

‫(‪)274/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ابللواء واحلتسن عن ميينه واحلتسني عن مشالك حىت تقف بيين وبني أيب إبراهيم عليه التسالم يف ظل‬
‫العرش وتكتسى حلة خضراء من حلل اجلنة وينادي مناد من حتت العرش نعم األب أبوك إبراهيم ونعم‬
‫األخ أخوك علي أبشر اي علي فإنك ستكتسى إذا كتسيت وتدعى إذا دعيت وحتيا وإذا حييت وتقف‬
‫على عقر حوضي تتسقي من عرفت))‪.‬‬
‫فكان علي عليه التسالم يقول‪ :‬والذي نفتسي بيده ألذودن عن حوض رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫أعواماً من املنافقني كما تذاد غريبة اإلبل عن احلوض ترده‪.‬‬

‫(‪)275/1‬‬

‫وعد روى أمحد يف الفضائل عن سعيد بن املتسيب عن أنس عال‪ :‬عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫وعد آخى بني أصحابه ((أين علي بن أيب طالب؟)) عال‪ :‬فجاء فقال‪(( :‬أنت أخي وأان أخوك فإن‬
‫انكرك أحد فقل‪ :‬أان عبد هللا وأخو رسول هللا ال يدعيها بعدك إال كذاب))‪.‬‬
‫ويف رواية‪ :‬فقال له علي عليه التسالم ملا آخى بني أصحابه لقد ذهبت جروحي اي رسول هللا حني‬
‫رأيتك فعلت أبصحايب ما فعلت غريي فإن كان هذا من هللا فلك العتىب والكرامة‪ ،‬فقال له رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله‪(( :‬والذي بعثين ابحلق ما أخرتك إال لنفتسي أنت أخي ووارثي)) فقال وما أرثه‬
‫منك؟ عال‪(( :‬ما ورثه األنبياء عبلي كتاب هللا وسنن أنبيائه وأنت معي يف عصري يف اجلنة م فاطمة‬
‫ابنيت واحلتسن واحلتسني ابين وأنت رفيقي)) مث تال رسول هللا {أخواانً على سرٍر متقابلني} وعد‬

‫(‪)276/1‬‬

‫أخرج الرتمذي ومعناه يف جامعه ثنا عبد العزيز بن حممود ابنا البزاز ابنا أبو الفتح عبد امللك بن أيب‬
‫القاسم الكروخي حدثنا أبو عامر حممود بن القاسم األزدي وأبو بكر العورجي عاال حدثنا عبد اجلبار‬
‫بن حممد اجلراحي ثنا العباس حممد بن أمحد املخبوين ثنا أبو عيتسى حممد بن عيتسى بن سورة‬
‫الرتمذي‪ ،‬ثنا سفيان بن وكي ‪ ،‬ثنا عبد هللا بن موسى عن عيتسى بن عمر عن التسدي عن عبد هللا بن‬
‫عمر عال‪ :‬آخى رسول هللا صلى هللا عليه وآله بني أصحابه فجاء علي عليه التسالم تدع عيناه فقال‬
‫اي رسول هللا آخيت بني أصحابك ومل تؤاخ بيين وبني أحد فقال له رسول هللا‪(( :‬أنت أخي يف الدنيا‬
‫واآلخرة)) عال الرتمذي‪ :‬هذا حديث حتسن صحيح‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫حديث الراية‬
‫فأما البخاري ومتسلم فأخرجاه عن سهل بن سعد عال‪ :‬عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله يوم خيرب‬
‫((ألعطني الراية ‪-‬أو هذه الراية‪ -‬غداً رجالً حيب هللا ورسوله وحيبه هللا ورسوله يفتح هللا على يديه))‬
‫فبات الناس يذكرون أيهم يعطاها فلما أصبحوا غدوا على رسول هللا صلى هللا عليه وآله يرجو كل أن‬
‫يعطاها فقال‪(( :‬أين علي بن أيب طالب؟)) فقيل‪ :‬اي رسول هللا‪ ،‬وهو أرمد يشتكي عينه عال‪:‬‬
‫((فأرسلوا إليه)) فجاء فبصق يف عينه ودعا له فربأ كأن مل يكن به وج فأعطاه الراية فقال‪ :‬اي رسول‬
‫هللا‪ ،‬على ما أعاتلهم؟ عال‪(( :‬انفذ على رسلك حىت تنزل بتساحتهم مث ادعهم إىل اإلسالم وأخربهم وما‬
‫جيب عليهم من حق هللا فوالذي نفتسي بيده ال‬

‫(‪)277/1‬‬

‫يهتدي هبداك ‪-‬أو ألن يهدي هللا بك‪ -‬رجالً واحداً خري من أن يكون لك محر النعم))‪.‬‬
‫ويف رواية فقال اي رسول هللا أعاتلهم حىت يكونوا مثلنا‪ ،‬فقال له رسول هللا‪(( :‬انزل بتساحتهم)) وذكره‬
‫متفق عليه‪.‬‬
‫وملتسلم أن عمر بن اخلطاب رضي هللا عنه عال يف ذلك اليوم ما أحببت اإلمارة إال يومئذ فتتساورت‬
‫هلا رجاء أن ادعى إليها فدعا رسول هللا علياً فدفعها إليه وعال‪(( :‬امش حىت يفتح هللا عليك وال‬
‫تلتفت)) فتسار عليالً مث وعف ومل يلتفت وصرخ اي رسول هللا على ماذا أعاتلهم؟ عال‪(( :‬امش حىت‬
‫يفتح هللا عليك وال تلتفت)) فتسار عليالً مث وعف ومل يلتفت وصرخ اي رسول هللا على ماذا أعاتلهم‬
‫عال‪(( :‬حىت يشهدوا أن ال إله إال هللا وأن حممداً رسول هللا فإن فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم‬
‫وأمواهلم إال حبقها وحتساهبم على هللا))‪.‬‬
‫هذا عدر ما أخرج متسلم وانفرد به‪.‬‬

‫(‪)278/1‬‬

‫وعد أخرج أمحد بن حنبل هذا احلديث يف الفضائل برواايت منها فأخذ رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫الراية فهزها مث عال‪(( :‬من أيخذها حبقها)) فقال فالن أان فقال‪(( :‬أمط)) مث جاء آخر فقال أان‪،‬‬
‫فقال‪(( :‬أمط)) مث عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله والذي كرم وجه حممد ألعطينها رجالً ال يفر‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫هاك اي علي)) ففتح هللا خبري على يديه‪.‬‬
‫وعال أمحد يف الفضائل عن ابن بريدة عن أبيه عال‪ :‬حاصران خبري فأخذ اللواء أبو بكر رضي هللا عنه‬
‫فلم يفتح له مث أخذه عمر رضي هللا عنه من الغد فرج ومل يفتح له وأصاب الناس شدة وجهد فقال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪(( :‬إين داف اللواء غداً إىل رجل حيبه هللا ورسوله ال يرج حىت يفتح هللا‬
‫على يديه)) عال‪ :‬فبتنا طيبة أنفتسنا أن الفتح غداً فلما صلى رسول هللا صلى هللا عليه وآله الفجر‬
‫عام عائماً فدعا ابللواء والناس على مصافهم مث دعا علياً عليه التسالم وذكر ومعىن ما تقدم عال فربز‬
‫إليه من احلصن مرحب وهو يرجتز ويقول‪:‬‬
‫عد علمت خبرياً أين مرحب ‪ ...‬شاكي التسالح بطل جمرب‬
‫إذ الليوث أعبلت تلهب ‪ ...‬أطعن أحياانً وحيناً أضرب‬
‫فأجابه علي عليه التسالم وعال‪:‬‬

‫(‪)279/1‬‬

‫أان الذي مستين أمي حيدرة ‪ ...‬كليث غاابت كريه املنظرة‬


‫عبل الذراعني شديد القصورة ‪ ...‬أضرب ابلتسيف وجوه الكفرة‬
‫ضرب غالم ماجد حزوره ‪ ...‬أكيلكم ابلتسيف كيل التسندرة‬
‫مث ضرب رأس مرحب ابلتسيف ففلقه‪.‬‬
‫وجاء ابلرأس مرحب إىل بني يدي رسول هللا صلى هللا عليه وآله فتسر به ودعا له‪.‬‬
‫وذكر أمحد يف الفضائل أهنم مسعوا ذلك اليوم تكبرياً من التسماء وعائالً يقول ال سيف إال ذو الفقار‬
‫وال فىت إال علي فقال حتسان بن اثبت‪:‬‬
‫جربيل اندى معلناً ‪ ...‬والنق ليس ومنجلي‬
‫واملتسلمون عد أحدعوا ‪ ...‬حول النيب املرسل‬
‫ال سيف إال ذو الفقار وذكره‬
‫الكالم على احلديث‬
‫وكان علي أرمد العني يبتغي ‪ ...‬دواء فلما مل حيتسن مداوايً وشفاه رسول‬
‫فبورك مرعى وبورك راعياً ‪ ...‬وعال سأعطي الراية اليوم صارماً‬

‫(‪)280/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫‪ ...‬حمباً للرسول موالياً حيب إهلي واإلله حيبه‪ ،‬به يفتح هللا احلصون األوابيا فأصفى هبا دون الربية‬
‫كلها‪.‬‬
‫علياً ومساه الوزير املؤاخيا‬
‫الكالم على احلديث‬
‫معىن يدكون أي‪ :‬خيتلطون والدك االختالط وإمنا ضرب املثل حبمر النعم؛ ألهنا من أعز أموال العرب‪،‬‬
‫وعال عمرك تتساورت أي‪ :‬تعطلت وإمنا مل يلتفت أمري املؤمنني امتثاالً ألمر رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم استعماالً ل أدب ولئال يرج يف أمر بعثه فيه رسول هللا صلى هللا عليه وآله ومل يقضه وعوله‬
‫أمط أي اذهب وأماطه دفعه وزجره وألقاه ويف رواية‪ :‬فجاء أمري املؤمنني وهو أرمد ال يبصر موض‬
‫عدميه عال‪ :‬فما رمدت عيين بعد اليوم وما وجدت أمل الربد وال أمل احلر منذ دعا رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله وكان يلبس ثياب الصيف يف الشتاء وثياب الشتاء يف الصيف وآله وعنده طري فقال‬
‫((اللهم ائتين أحب خلقك إليك أيكل معي من هذه الطري)) فأتى علي فأكل معه‪.‬‬
‫عال الرتمذي التسدي امسه إمساعيل بن عبد الرمحن مس من أنس بن مالك ورأى احلتسن بن علي‬
‫عليهما التسالم ووثقه سفيان الثوري وشعبة وحيىي بن سعيد القطان وغريهم علت وإمنا ذكر الرتمذي‬
‫هذا يف حق التسدي ألن البخاري وابن معني تكلما فيه فعدله الرتمذي وعال احلاكم أبو عبد هللا‬
‫النيتسابوري حديث الطائر‬

‫(‪)281/1‬‬

‫يلزم البخاري ومتسلم أخرجاه يف صحيحيهما ألن رجاله ثقات وهو من شرطيهما‪.‬‬
‫حديث يف خصف النعل‬
‫أخرجه الرتمذي عن ربعي بن حراش عال‪ :‬حدثنا علي عليه التسالم ابلرحبة فقال‪ :‬ملا كان يوم احلديبية‬
‫خرج إلينا سهيل بن عمرو يف مجاعة من رؤساء الكفار فقال‪ :‬اي حممد خرج إليك انس من أبنائنا‬
‫وإخواننا وأرعائنا وليس هلم فقه يف الدين وإمنا خرجوا فراراً من أموالنا وضياعنا فارددهم علينا فقال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((سنفقههم يف الدين إن مل يكن هلم فقه)) مث عال‪(( :‬اي معشر عريش‬
‫لتنتهن أو ليبعثن هللا عليكم من يضرب رعابكم ابلتسيف على الدين)) عالوا من ذاك ((من امتحن هللا‬
‫علبه لإلميان وهو خاصف النعل)) عال علي وكنت أخصف نعل رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)282/1‬‬

‫واخلصف اخلرز رواه أمحد فقال‪ :‬عن أنس عال‪ :‬عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((لينتهني بنو‬
‫وليعة أو ألبعثن إليهم رجالً كنفتسي ميضي فيهم أمري يقتل املقاتلة ويتسيب الذرية)) عال أنس فما‬
‫راعين إال بدر كف عمر رضي هللا عنه من خلفي فقال‪ :‬من تراه يعين؟ علت‪ :‬ما يعنيك وإمنا يعين‬
‫خاصف النعل علي بن أيب طالب عليه التسالم‪.‬‬
‫ويف رواية فقال عمر‪ :‬وهللا ما أحببت الوالية إال ٍ‬
‫يومئذ جعلت أنصب هلا صدري رجاء أن يقول‪ :‬هذا‬
‫فالتفت إىل علي بن أيب طالب عال‪(( :‬هو هذا هو هذا)) مرتني‪.‬‬
‫بنو وليعة عوم من العرب‬
‫وعفت على أبيات جلدي رمحه هللا يف هذا من كان وكان خبطه بيده‪:‬‬
‫عالوا‪ :‬علي علت حيب ريب على شاهدي ‪ ...‬ما أعول عط تصن وابطين عد ابن‬
‫هو خاصف النعل نعلي على عفا ‪ ...‬من يبغضه هذا سهيم املبغض‬
‫ودع يكون من كان الشط ‪ ...‬ينقص أحبه يزيد ما أعدر أبصره‬
‫منا يزيد وميوت احلتسني وهو عطشان‬
‫حديث يف سد األبواب‬
‫أخرجه أمحد يف الفضائل والرتمذي فقال أمحد عن زيد بن أرعم عال‪ :‬كان لنفر من الصحابة أبواب‬
‫شارعة يف املتسجد فقال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((سدوا‬

‫(‪)283/1‬‬

‫هذه األبواب إال ابب علي بن أيب طالب)) فتكلم الناس يف ذلك فقام رسول هللا فحمد هللا وأثىن‬
‫عليه مث عال‪(( :‬ما سددت شيئاً وال فتحته ولكن هللا أمرين بشيء فاتبعته)) وعال الرتمذي عن ابن‬
‫عباس عال‪ :‬أمر رسول هللا صلى هللا عليه وآله بتسد األبواب إال ابب علي بن أيب طالب عال‬
‫الرتمذي‪ :‬يعين األبواب الشارعة يف املتسجد‪ ،‬وعال الرتمذي‪ :‬عن أيب سعيد اخلدري عال‪ :‬عال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله ((اي علي‪ ،‬ال حيل ألحد أن جينب يف هذا املتسجد غريي وغريك))‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عال الرتمذي معناه ال حيل ألحد يتستطرق هذا املتسجد جنباً إال أان وأنت عال الرتمذي حديث حممد‬
‫بن إمساعيل هبذا احلديث فاستطرعه‪.‬‬

‫(‪)284/1‬‬

‫حديث النجوى‬
‫أخرجه الرتمذي فقال حدثنا علي بن املنذر الكويف ثنا حممد بن الفضيل ثنا أبو الزبري عن جابر بن‬
‫عبد هللا عال دعا رسول هللا صلى هللا عليه وآله علياً عليه التسالم يوم الطائف فانتجاه طويالً فقال‬
‫الناس لقد طالت جنواه م ابن عمه فبلغ ذلك رسول هللا صلى هللا عليه وآله فقال‪(( :‬وهللا ما‬
‫انتجيته ولكن هللا انتجاه))‪.‬‬
‫عال الرتمذي‪ :‬ومعناه أن هللا أمرين أن أانجيه‪.‬‬
‫والتناجي التسر يكون بني اثنني يقال‪ :‬جنوته جنوى أي ساررته وكذا انجيته واالسم النجوى‪.‬‬
‫حديث يف الوصية‬
‫أخرجه أمحد بن حنبل يف الفضائل فقال‪ :‬ثنا حممد بن عبد هللا بن حممد بن أيب شيبة‪ ،‬ثنا جرير بن‬
‫عبد احلميد عن مغرية عن أم موسى عن أم سلمة رضي هللا عنها عالت‪ :‬والذي حنلف به إن علي بن‬
‫أيب طالب ألعرب عهداً برسول هللا صلى هللا عليه وآله مرض موته فلما كان اليوم الذي عبض فيه‬
‫رسول هللا دعاه فجاء فناجاه طويالً وساره كثرياً وأوصى إليه وما أراد‪.‬‬

‫(‪)285/1‬‬

‫وعال أمحد‪ ،‬ثنا اهليثم بن خلف‪ ،‬ثنا حممد بن أيب عمر الدوري‪ ،‬ثنا شاذان‪ ،‬ثنا جعفر بن زايد عن مطر‬
‫عن أنس عال‪ :‬علنا لتسلمان الفارسي سل رسول هللا صلى هللا عليه وآله من وصيه فتسأله سلمان‬
‫فقال من كان وصي موسى بن عمران فقال‪ :‬يوش بن نون فقال‪(( :‬إن وصيي ووارثي ومنجز وعدي‬
‫علي بن أيب طالب عليه التسالم))‪.‬‬
‫عال أمحد‪ :‬واملراد ابملرياث هنا العلم‪.‬‬
‫حديث يف عوله صلى هللا عليه وآله من آذى علياً فقد آذاين‬
‫أخرجه أمحد يف الفضائل فقال‪ :‬ثنا يعقوب عن أبيه عن حممد بن إسحاق عن الفضل بن معقل بن‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫سنان عن عبيد هللا بن دينار األسلمي عن عمرو بن شاس عال‪ :‬خرجت م علي عليه التسالم إىل‬
‫اليمن فجفاين جفوة فلما عدمت املدينة أظهرت‬

‫(‪)286/1‬‬

‫شكايته يف املتسجد فبلغ ذلك رسول هللا صلى هللا عليه وآله فدخلت يوماً املتسجد وهو جالس بني‬
‫أصحابه فجعل حيد النظر إيل مث عال‪(( :‬اي عمر أما وهللا لقد آذيتين)) فقلت‪ :‬أعوذ ابهلل اي رسول هللا‬
‫من ذلك‪ ،‬فقال‪(( :‬أما علمت من آذى علي بن أيب طالب فقد آذاين))‪.‬‬
‫وعال سعيد بن املتسيب مس عمر رضي هللا عنه رجالً يذكر علياً عليه التسالم بشر فقال له تعرف من‬
‫يف هذا القرب وأشار إىل عرب رسول هللا صلى هللا عليه وآله فتسكت الرجل فقال عمر فيه حممد بن‬
‫عبد هللا إذا آذيت علياً فقد آذيته‪.‬‬
‫حديث يف عضائه عليه التسالم‬
‫حديث أمحد يف الفضائل واملتسند وذكر أمحد بن إسحاق يف املغازي فقال‪ :‬ثنا ابن منري ثنا األعمش‪،‬‬
‫ثنا عمرو بن مرة‪ ،‬ثنا أبو إسحاق البخرتي عن علي عليه التسالم عال بعثين رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله إىل اليمن وأان شاب فقلت‪ :‬اي رسول هللا بعثتين إىل عوم ألحكم بينهم وأان شاب فقال‪(( :‬ادن‬
‫مين)) فدنوت منه فضرب صدري وعال‪(( :‬اللهم اهد علبه وثبت لتسانه)) فما شككت بعدها يف‬
‫عضاء بني اثنني‪.‬‬
‫ويف رواية املتسند وإذا جلس بني يديك خصمان فال تقضى بينهما حىت تتسم من‬

‫(‪)287/1‬‬

‫اآلخر مثل ما مسعت منه فإنك إذا فعلت ذلك تبني القضاء‪.‬‬
‫حديث الناعة‬
‫أخرجه أمحد يف الفضائل فقال‪ :‬حدثنا علي بن احلتسن القمي ثنا حممد بن عبد هللا بن عقيل ثنا عبد‬
‫العزيز بن اخلطاب ثنا عيتسى عن داود بن أيب هند عن أيب جعفر عن رجل عن أنس عال‪ :‬عال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله لعلي عليه التسالم‪(( :‬تؤيت يوم القيامة بناعة من نوق اجلنة فرتكبها وركبتك م‬
‫ركبيت حىت ندخل اجلنة مجيعاً))‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)288/1‬‬

‫حديث احلدائق‬
‫أخرجه أمحد يف الفضائل فقال‪ :‬ثنا علي بن املنذر عن حرمي بن عمارة عن أيب عثمان الربيدي عن‬
‫علي عليه التسالم عال‪ :‬كنت أمشي م رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف بعض طرق املدينة فمرران‬
‫على حديقة فقلت‪ :‬اي رسول هللا ما أحتسن هذه احلديقة فقال‪(( :‬لك مثلها يف اجلنة)) حىت أتينا على‬
‫سب حدائق‪.‬‬
‫ومن أحتسن ما عيل يف احلدائق عول حممد بن القرياين يف وصف دمشق أرض حتل األماين من حماسنها‬
‫حبيث جتتم الدنيا وتفرتق إذا شذى الطري يف أغصاهنا وعفت على حدائقها األمساع واخلالق‪.‬‬

‫(‪)289/1‬‬

‫حديث يف تتسليم املالئكة عليه‬


‫أخرجه أمحد يف الفضائل فقال‪ :‬ثنا عبد هللا بن سليمان بن األشعث ثنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي‪،‬‬
‫ثنا سعيد بن الصلت‪ ،‬حدثنا أبو جارود الرحيب عن أيب إسحاق اهلمداين عن احلارث عن علي عليه‬
‫التسالم عال‪ :‬ملا كانت ليلة بدر عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((من يتسقي لنا من املاء؟))‬
‫فأحجم الناس عال‪ :‬فقمت فاحتضنت عربة مث أتيت عليباً بعيد القعر مظلماً فاحندرت فيه فهبط من‬
‫التسماء جربيل وميكائيل وإسرافيل يف كبكبة من املالئكة هلم دوي وعد أمرهم هللا أن ينصروا نبيه‬
‫صلى هللا عليه وآله فلما جاءوا القليب وعفوا وسلموا من عند آخرهم إكراماً وتبجيالً وتعظيماً‪.‬‬

‫(‪)290/1‬‬

‫حديث القضيب األمحر‬


‫أخرجه أمحد يف الفضائل فقال‪ :‬ثنا أمحد بن جعفر‪ ،‬ثنا ابن راشد عن شريك عن األعمش عن‬
‫حبيب‪ ،‬عن أيب الطفيل عن زيد بن أرعم عال‪ :‬مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول‪(( :‬من‬
‫أحب أن يتمتسك ابلقضيب الياعوت األمحر الذي غرسه هللا بيمينه يف جنة عدن فليتمتسك حبب علي‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫بن أيب طالب وآله))‪.‬‬
‫حديث مدينة العلم‬
‫أخرجه أمحد يف الفضائل فقال‪ :‬حدثنا أمحد بن جعفر‪ ،‬حدثنا راشد‪ ،‬عن شريك عن األعمش عن‬
‫حبيب بن أيب أرعم عن أيب الطفيل عن زيد بن أرعم عال مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪(( :‬أان‬
‫مدينة العلم وعلي ابهبا ومن أراد الدار فليأت الباب))‪.‬‬

‫(‪)291/1‬‬

‫حديث يف وعوله عليه التسالم أنت سيد‬


‫أخرجه أمحد يف الفضائل‪ :‬ثنا أمحد بن عبد اجلبار الصويف ثنا أمحد بن األزهر عن حممد بن إبراهيم‬
‫عن عطية العويف عن ابن عباس عال‪ :‬بعثين رسول هللا صلى هللا عليه وآله إىل علي عليه التسالم فقال‬
‫عال له‪(( :‬أنت سيد يف الدنيا سيد يف اآلخرة))‪.‬‬

‫(‪)292/1‬‬

‫حديث يف شهادة الرسول عليه التسالم أنه من أهل اجلنة‬


‫أخرجه حممد بن أمحد الغطريف يف جزء له مشهور بني احملدثني رواه لنا جدي أبو الفرج رمحه هللا‬
‫مساعاً عليه ببغداد سنة ست وتتسعني ومختسمائة عال‪ :‬حدثنا حممد بن عبد الباعي األنصاري وأبو‬
‫القاسم عبد هللا بن احلصني عاال حدثنا أبو الطيب القاضي طاهر بن عبد هللا الطربي ثنا أبو أمحد‬
‫حممد بن أمحد بن الغطريف اجلرجاين سنة إحدى وتتسعني وثالمثائة‪ ،‬ثنا أبو عبد هللا بن احلتسن بن عبد‬
‫اجلبار الصويف‪ ،‬ثنا عيتسى بن متسلم األمحر‪ ،‬ثنا حممد بن معاوية‪ ،‬عن حيىي بن سابق عن زيد بن أسلم‬
‫عن أبيه عن ابن عمر عال‪ :‬عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((اي علي‪ ،‬أنت من أهل اجلنة)) عاهلا‬
‫ثالاثً‪.‬‬
‫حديث يف ذكر شيعته‬
‫عال ابن الغطريف هبذا اإلسناد حدثنا عمر الكاغدي‪ ،‬ثنا أمحد بن حيىي الصويف‪ ،‬ثنا حيىي بن احلتسن‬
‫بن الفرات‪ ،‬ابنا عبد هللا عن أيب هارون العبدي عن أيب‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)293/1‬‬

‫سعيد اخلدري عال‪ :‬نظر رسول هللا صلى هللا عليه وآله إىل علي عليه التسالم فقال‪(( :‬هذا وشيعته‬
‫هم الفائزون يوم القيامة))‪.‬‬
‫حديث يف رد الشمس‬
‫حدثنا أبو القاسم عبد احملتسن بن عبد هللا بن أمحد الطوسي عال حدثنا والدي عبد هللا بن أمحد‬
‫الطوسي أبناء أبو احلتسني بن النقود ثنا ابن خبابة ثنا البغوي ثنا طالوت بن عباد عن إبراهيم بن‬
‫احلتسن عن فاطمة بنت احلتسني عن أمساء بنت عميس عالت كان رأس رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫يف حجر علي عليه التسالم وهو يوحى إليه فلم يصل العصر حىت غربت الشمس فقال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله ((اللهم إنه كان يف طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس فردها هللا له))‪،‬‬
‫وعد ضعف عوم هذا احلديث وذكره جدي يف كتاب املوضوعات وعال يف إسناده مجاعة ضعفاء‬
‫ومساهم مث عال‪ :‬وصالة العصر صارت عضاء وال يفيد رجوع الشمس علت عد حكا القاضي عياض‬
‫يف كتاب ((الشفا بتعريف حقوق املصطفى)) عن الطحاوي أنه ذكره يف شرح مشكل احلديث وعال‬
‫روي من طريقني صحيحني عن أمساء بنت عميس أن النيب صلى هللا عليه وآله كان رأسه يف حجر‬
‫علي عليه التسالم وهو يوحى إليه وذكرته وفيه فقال له رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪(( :‬صليت‬
‫العصر؟)) فقال‪ :‬ال‪ ،‬فقال رسول هللا‪(( :‬اللهم إنه كان يف طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه‬
‫الشمس))‪.‬‬

‫(‪)294/1‬‬

‫عالت أمساء فرأيتها طلعت بعد ما غربت ووعفت على رءوس اجلبال وذلك ابلصهباء يف خيرب عال‬
‫الطحاوي وهااتن الروايتان اثبتتان ورواهتما ثقات عال الطحاوي‪ :‬كان أمحد بن صاحل يقول ال ينبغي‬
‫ملن سبيله العلم التخلف عن حديث أمساء؛ ألنه من عالمات النبوة وعوله صارت صالة العصر عضاء‬
‫علت‪ :‬إذا كان رجوع الشمس من عالمات صحة نبوة نبينا عليه التسالم فكذا تصري صالة العصر‬
‫أداء حكماً ألن القضاء حيكي الفائت والعجب من هذا وعد ثبت يف الصحيح أن الشمس جلتست‬
‫ليوش بن نون وال خيلو إما أن يكون ذلك معجزة ملوسى عليه التسالم أو ليوش فإن كان ملوسى‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فنبينا صلى هللا عليه وسلم أفضل وعلي عليه التسالم أعرب إليه من يوش إىل موسى وإن كان معجزة‬
‫ليوش فال خالف أن علياً عليه التسالم أفضل من يوش ألن أدىن أحواله أن يكون كواحد وعد عال‬
‫صلى هللا عليه وآله ((علماء أميت كأنبياء بين إسرائيل)) فعلم أن احلديث اثبت ويف الباب حكاية‬
‫عجيبة حكاها مجاعة من مشاخينا عالوا‪ :‬جلس أبو منصور املظفر ابألزدشري عبادي الواعظ ابلناحية‬
‫مدرسة بباب أبرص ببغداد بعد العصر وذكر حديث ردة الشمس وشرع يف فضائل أهل البيت‬
‫فنشأت سحابة غطت الشمس حىت ظن الناس أهنا عد غابت فقام أبو منصور على املنرب عائماً وأومأ‬
‫إىل الشمس وارجتل يف احلال وعال‪:‬‬
‫ال تغريب اي مشس حىت ينتهي ‪ ...‬مدحي آلل املصطفى ولنجله‬
‫واثين عنانك إن أردت ثناءهم ‪ ...‬أنتسيت إذ كان الوعوف ألجله‬

‫(‪)295/1‬‬

‫إن كان للموىل وعوفك فليكن ‪ ...‬هذا الوعوف خلليه ولرجله‬


‫فطلعت الشمس فال يدري ما رومي عليه من األموال والثياب يف حديث رد الشمس اللمس يقول‬
‫الصاحب كايف الكفاة ابن عباد‪:‬‬
‫من كموالي عي ‪ ...‬والوغى حتمي لظاها‬
‫من يصيد الصيد فيها ‪ ...‬ابلظيب حني انتضاها‬
‫كم وكم حرب ضروس ‪ ...‬سد املرهف فاها‬
‫اذكروا أفعال بدر ‪ ...‬لتست أبغي ما سواها‬
‫اذكروا غزوة أحد ‪ ...‬إنه مشس ضحاها اذكروا حرب‬
‫إنه بدر دجاها اذكروا مهجة عمرو ‪ ...‬كيف أفناها شجاها‬
‫اذكروا أمر براءة ‪ ...‬واصدعوين من تالها‬
‫حاله حالة هارون ‪ ...‬ملوسى فافهماها‬
‫أعلى حب علي ال ‪ ...‬من القوم سفاها‬
‫أول الناس صالة ‪ ...‬جعل التقوى حالها‬
‫ردت الشمس عليه ‪ ...‬بعدما غاب سناها‬
‫اعتصران على هذه اجلملة ابلنتسبة إىل فضائل أمري املؤمنني كنتسبة عطرة إىل املطر واملوجة إىل اللجية‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫والثمرة إىل الشجرة والواحد إىل العشرة‪:‬‬
‫ولو رمت إسهااب ‪ ...‬أتى الفيض ابملد‬
‫فإن حتذلق علينا متحذلق يف تضعيف بعض األخبار وتعلق بوهن شيء من اآلاثر فجوابه على من‬
‫عزيناها إليه واعتمدان يف إسنادها عليه فإهنم رووها عن‬

‫(‪)296/1‬‬

‫الثقات وأتقنوا الطرق والرواايت وكفى روايتهم على هذا الوجه حجة على من حاد عن احملجة‬
‫وخصوصاً أمحد بن حنبل فإنه عند اجلمهور عدوة يف علم التسنة‪.‬‬
‫والكتاب فليقلد يف الباب وهللا أعلم ابلصواب‪.‬‬

‫(‪)297/1‬‬

‫الباب الثالث يف ذكر خالفته عليه التسالم‬


‫اتفق علماء التسري على أنه بوي ابخلالفة سنة مخس وثالثني وإمنا اختلفوا يف أي يوم منه على أعوال‬
‫ثالثة‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬يوم التسبت لثماين عشر ليلة خلت منه‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬لثالث عشرة‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬يوم اجلمعة خلمس بقني من ذي احلجة‪.‬‬
‫واألول أصح واختلفوا يف كيفية بيعته ومن ابيعه من الصحابة فذكر حممد بن سعد يف الطبقات عال‬
‫بوي علي عليه التسالم ابملدينة من الغد من يوم عتل عثمان رضي هللا عنه وابيعه عامة من الصحابة‬
‫ممن كان حاضراً‪ :‬كطلحة‪ ،‬والزبري‪ ،‬وسعيد بن زيد‪ ،‬من العشرة‪ ،‬وعمار بن ايسر‪ ،‬ويف سعد بن أيب‬
‫وعاص خالف‪ ،‬وعال ابن جرير‪ :‬اجتمعت الصحابة إىل علي عليه التسالم وسألوه أن يلي أمرهم فأىب‪،‬‬
‫وعال ألن أكون وزيراً خري من أن أكون أمرياً وال حاجة يل يف إمرتكم أان معكم فمن اخرتمت رضيت‬
‫به مث دخل حائط بن عمرو بن مندول وأغلق الباب فتتسوروا عليه احلائط وعالوا‪ :‬ال نريد سواك وأول‬
‫من ابيعه طلحة‪ ،‬وكان أشل اليد فنظر إليه خبيب بن ذؤيب ملا رأى شلل يده فقال‪ :‬يد شالء أمر ال‬
‫يتم مما أخفاه أن ينكث بيته مث ابيعه الزبري واجلماعة عال ابن جرير‪ :‬وامتن من بيعته حتسان بن اثبت‪،‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وأبو سعيد اخلدري والنعمان بن بشري‪ ،‬وراف بن خديج‪ ،‬ويف عول الواعدي واملغرية بن شعبة وعبد هللا‬
‫بن عمر وصهيب‪ ،‬وزيد بن اثبت وأسامة بن زيد‪ ،‬عال الزهري‪ :‬والعجب من امتناع عبد هللا بن عمر‬
‫من بيعة أمري املؤمنني فقد ابي يزيد‬

‫(‪)298/1‬‬

‫بن معاوية وعد ابي ابن عمر عبد امللك بن مروان‪ ،‬وملا ابيعه الناس هرب الوليد بن عتبة‪ ،‬وسعيد بن‬
‫العاص‪ ،‬ومروان بن احلكم إىل مكة وهبا عائشة وأم سلمة رضي هللا عنهما وخرج طلحة والزبري إىل‬
‫مكة وملا استأذان أمري املؤمنني يف العمر عال‪ :‬وهللا ما تريد إال الفتنة أجهدا جهدكما فلما عدما مكة‬
‫نزال على أم سلمة وعاال أكرهنا على البيعة وسأالها اخلروج معها فقالت‪ :‬كذبتهما إمنا عصدكما أن‬
‫تفتنا هذه األمة فدخال على عائشة وسأالها اخلروج فأجابتهما‪ ،‬وعد ذكر أبو حامد الغزايل يف كتاب‬
‫له مساه ((سري العاملني وكشف ما يف الدارين)) عال‪ :‬عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله لعلي عليه‬
‫التسالم يوم الغدير‪(( :‬من كنت مواله فعلي مواله))‪.‬‬
‫بخ اي أاب احلتسن‪ ،‬أصبحت موالي وموىل كل مؤمن ومؤمنة‪ ،‬عال الغزايل‪:‬‬
‫بخ ٍ‬
‫فقال عمر بن اخلطاب‪ٍ :‬‬
‫وهذا رضاء وتتسليم ووالية وحتكيم مث بعد ذلك غلب اهلوى وحب الرايسة وعقود البنود وخفقان‬
‫الراايت وازدحاج اخليول يف فتح األمصار واألمر والنهي فحملهم على اخلالف‪{ :‬فنبذوه وراء‬
‫ظهورهم واشرتوا به مثناً عليالً فبئس ما يشرتون} مث عال الغزايل‪ :‬مث إن أاب بكر عال‪ :‬علي منرب رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله أعيلوين فلتست خبريكم‪ ،‬أفقال ذلك هزالً أو جداً أو امتحاانً فإن كان هزالً‬
‫فاخللفاء ال يليق هبم اهلزل‪ ،‬وإن كان جداً فهو نقض للخالفة‪ ،‬وإن كان امتحاانً فالصحابة ال يليق هبم‬
‫االمتحان مث عال‪ :‬والعجب من منازعة معاوية بن أيب سفيان علياً عليه التسالم اخلالفة ‪ ...‬رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله عط طم من طم فيها بقوله‪(( :‬إذا ويل خليفتان فاعتلوا األخري منهما))‬
‫والعجب من حق واحد كيف ينقتسم بني اثنني واخلالفة ليتست جبتسم وال عرض فتتجرأ‪.‬‬
‫وعد عال أبو حازم أول حكومة جتري بني العباد يف املعاد من علي ومعاوية فيحكم هللا لعلي عليه‬
‫التسالم على معاوية والباعون حتت املشيئة وعد صح عن رسول‬

‫(‪)299/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫هللا صلى هللا عليه وآله أنه عال لعمار بن ايسر‪(( :‬تقتلك الفئة الباغية)) وال ينبغي لإلمام أن يكون‬
‫ابغياً عال وعد زعمت طائفة أن يزيد بن معاوية ومل يرض بقتل احلتسني عليه التسالم وادعوا أن عتله‬
‫وع غلطاً‪ ،‬عال‪ :‬وكيف يكون هذا وحال احلتسني ال الغلط ملا جار من عتاله ومكاتبة يزيد إىل ابن زايد‬
‫حيثه على عتله ومنعه من املاء وعتله عطشاانً ومحل رأسه‪.‬‬
‫إليه وأهله سبااي على أعتاب اجلمال وعرع ثناايه ابلقضيب عال‪ :‬مث استفاض لعن أمري املؤمنني على‬
‫املنابر ألف شره وذلك أبمر معاوية ألنه أول من فعل ذلك وسبه حق عليه أتراهم أمرهم بذلك كتاب‬
‫أو سنة أو إمجاع هذا صورة كالم الغزايل‪.‬‬
‫حديث ‪ ...‬عند متسري املؤمنني إىل بصرة ووع اجلمل عال علماء التسري منهم سيف بن عمر صاحب‬
‫كتاب الفتوح ملا عتل عثمان رضي هللا عنه كان ومكة عبد هللا بن ‪ ...‬وكانت عائشة مقيمة ومكة تريد‬
‫العمرة يف احملرم فلما عضت عمرهتا خرجت تريد املدينة فلما انتهت إىل شرف لقيها رجل من أخواهلا‬
‫من بين ليث يقال عبيد هللا بن أيب سلمة فقالت‪ :‬هم فهمهم ودمدم فقال له وحيك علينا ‪ ...‬فقال‪:‬‬
‫عتل عثمان وبقوا مختسة أايم بال إمام مث ماذا عال‪ :‬اجتم أهل املدينة والقوم غالبون عليها على علي‬
‫بن أيب طالب فاسرتجعت وعادت إىل مكة فبلغ الناس رجوعها فاجنفلوا إليها فجاءت حىت جلتست‬
‫يف احلجر فلما اجتم الناس إليها عامت فخطبت وعالت‪ :‬أيها الناس‪ ،‬إن القوم اجتمعوا على أمري‬
‫املؤمنني فقتلوه ظلماً وسفكوا الدم احلرام والشهر احلرام يف البلد احلرام وهللا ألطلنب بدمه فقوموا معي‬
‫فنادها عبيد بن أم كالب مل تقولني هذا وهللا لقد كنت حترضني عليه الناس وتقولني اعتلوا نعثالً عتله‬
‫هللا فقد كفر مث ارجتل وعال‪:‬‬
‫ومنك التسرور ومنك البكاء ‪ ...‬ومنك العويل ومنك املطر‬

‫(‪)300/1‬‬

‫وأنت أمرت بقتل اإلمام ‪ ...‬وعلت لنا أنه عد كفر‬


‫فهبنا أطعناك يف عتله ‪ ...‬وعاتله عندان من أمر‬
‫وعد ابي الناس ذا تذرء ‪ ...‬تزيل الزغاد ويقتسم الصغر‬
‫ويلبس للحرب أوزارها ‪ ...‬وما من وىف مثل من عد غدر‬
‫مث اجتمعت بنو أمية إليها وعالوا‪ :‬كلنا نطلب بدم عثمان ورأسهم عبد هللا بن عامر احلضرمي ومروان‬
‫بن احلكم‪ ،‬واملشار إليهما طلحة والزبري‪ ،‬فاتفقوا على املتسري إىل البصرة وحرضهم على ذلك عبد هللا‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫بن عامر وعال يل هبا الضائ وكان والياً عليها وذكر املدائين عال‪ :‬خرجت عائشة إىل مكة وعثمان‬
‫حمصور فقدم عليها رجل يقال له أخضر فقالت ما صن الناس؟ فقال‪ :‬اجتم البصريون على عتل‬
‫عثمان فقتلهم عثمان‪ ،‬فقال‪ :‬إان هلل وإان إليه راجعون عوم جاءوا يطلبون احلق وينكرون الظلم يقتلون‬
‫وهللا ال يرضى هبذا مث عدم آخر‪ ،‬فقالت له‪ :‬ما صن الناس؟ فقال‪ :‬عتل عثمان‪ ،‬فقالت‪ :‬عتل مظلوماً‬
‫وهللا ألطلنب بدمه وذكر املدائين‪ ،‬وعال عدم يعلى بن أمية من اليمن إىل مكة وكان والياً لعثمان على‬
‫اليمن فأعان عائشة أبربعمائة ألف ألف درهم وأعاهنا عبد هللا بن عامر أبلف ألف درهم من بيت مال‬
‫البصرة ومكة واختلفوا يف اجلمل الذي كان حتتها يوم القتال على ثالثة أعوال‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أنه كان لعبد هللا بن عامر دفعه إليها عال الواعدي‪ :‬والثاين‪ :‬أنه كان ليعلى بن أمية اشرتاه من‬
‫اليمن مائيت دينار‪ ،‬ذكره سيف بن عمر‪ ،‬والثالث‪ :‬أن عائشة اشرتته من رجل ‪ ...‬بتستمائة درهم‬
‫حكاه ابن جرير الطربي يف اترخيه وملا زمعت عائشة على املتسري إىل البصرة هنتها أم سلمة فقالت‪ :‬اي‬
‫هذه‪ ،‬إن حجاب هللا مل يرف عنك بعد وما أنت يف هذا األمر وعد تنازعه األيدي وهتافت فيه الرجال‬
‫وتتسكينه أصلح للمتسلمني فأبق على رسول هللا صلى هللا عليه وآله من االفتضاح يف‬

‫(‪)301/1‬‬

‫زوجته وأبقى دماً مل يبحه هللا تعاىل لك فلما رأهتا ال تصغي إىل عوهلا أنشدت وعالت‪:‬‬
‫نصحت ولكن ليس للنصح عابل ‪ ...‬ولو عبلت ما عنفتها العواذل‬
‫كأين هبا عد ردت احلرب رحلها ‪ ...‬وليس هلا إال الرتجل راحل‬
‫مث نزلوا من مكة يف تتسعمائة وحلقهم الناس حىت صاروا ثالثة آالف وملا بلغ علياً عليه التسالم‬
‫خروجهم خطب ابملدينة وعال‪ :‬أيها الناس‪ ،‬إن طلحة والزبري وعائشة كرهوا إماريت وعد عصدوا‬
‫البصرة لشق عصى املتسلمني وطلباً للفتنة وتفريقاً للكلمة فتجهزوا للمتسري إليهم مث سار يف تتسعمائة‬
‫من وجوه املهاجرين واألنصار عال ابن جرير‪ ،‬وسارت عائشة ومن معها فبينما هي تتسري يف بعض‬
‫الليايل إذ مرت على ماء يقال له احلوأب فنبحتها كالب‪ ،‬فقالت‪ :‬ما يقال هذا املكان‪ ،‬فقال هلا سائق‬
‫اجلمل‪ :‬هذا احلوأب فصرخت أبعلى صوهتا وضربت عضد بعريها فأانخته‪ ،‬مث عالت‪ :‬أان وهللا صاحبة‬
‫هذا احلوأب ردوين إىل حرم هللا ورسوله عال ابن عد فاسرتجعت وذكرت عول الرسول صلى هللا عليه‬
‫وآله كيف بك إذا نبحتك كالب احلوأب ولقد غلط العرين مث أحضروا مختسني رجالً فشهدوا على‬
‫ذلك وحلفوا عال الشعيب‪ :‬فوهللا ألهنا ألول شهادة زور أعيمت يف اإلسالم وذكر ابن جرير الطربي يف‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫اتريخ‪ ،‬وعال‪ :‬ملا مسعت عائشة كالب احلوأب عالت‪ :‬إان هلل وإان إليه راجعون‪ ،‬إنين مسعت رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله يقول لنتسائه‪(( :‬أيتكن تنبحها كالب احلوأب)) وأرادت الرجوع فمنعها الزبري‬
‫ذكر سيف بن عمر عال‪ :‬ملا خرجت عائشة من مكة حنو البصرة تبعتها أمهات املؤمنني إىل ذات عرق‬
‫فلم نرق ابكياً على اإلسالم أكثر من ذلك اليوم فكان يتسمى يوم النحيب ومل تدم لعائشة عني‬
‫وعال سيف‪ :‬وملا وصلت إىل البصرة نزلت ابملربد وكان عثمان بن حنيف والياً على البصرة من عبل‬
‫علي عليه التسالم وجرى بينهم عتال واندها جارية بن خدامة التسعدي اي أم املؤمنني وهللا لقتل عثمان‬
‫أهون من خروجك من بيتك على‬

‫(‪)302/1‬‬

‫هذا اجلمل امللعون إنه عد كان لك من هللا سرت وحرمة فهتكت سرتك وحرمته ألن من رأى عتالك‬
‫يرى عتلك فإن كنت طائعة هلل فارجعي إىل منزلك وإن كنت مكرهة فاستعيين ابلناس وعال سيف بن‬
‫عمر‪ :‬خرج شاب من بين سعد فنادى اي طلحة‪ ،‬اي زبري أرى معكما أمكما فهل جئتم بنتسائكما مث‬
‫عال‪:‬‬
‫صنتم حالئلكم وعدمتم أمكم ‪ ...‬هذا لعمري علة اإلنصاف‬
‫أمرت جبر ذيوهلا يف بيتها ‪ ...‬فهوت حلمل النبل واألسياف‬
‫مث إن طلحة والزبري اغتاال عثمان بن حنيف يف ليلة مظلمة فأوطاؤه األرجل وأرسلوا إىل عائشة‬
‫يتستشريوهنا فيه فقالت‪ :‬اعتلوه فقالت هلا امرأة‪ :‬انشدت هللا يف عثمان فإنه صاحب رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله فقالت‪ :‬اضربوه أربعني سوطاً وانتفوا شعر رأسه وحليته وحاجبيه وأشفار عينيه ففعلوا‬
‫وحكا سعد عن هشام عال‪ :‬ما منعهم من عتله إال غضب األنصار ابملدينة مث دخلوا إىل البصرة فنهبوا‬
‫بيت املال وعتلوا سبعني رجالً من املتسلمني بغري جرم فهم أول من عتل يف اإلسالم ظلماً مث أطلقوا‬
‫عثمان يلحق بعلي عليه التسالم بذي عار وليس يف رأسه ووجهه شعرة فلما رآه أمري املؤمنني عليه‬
‫التسالم شق ذلك عليه وعال سيف بن عمر خرج أمري املؤمنني من املدينة يف آخر شهر ربي األول‬
‫سنة ست وثالثني وكتب إىل أهل الكوفة يتستنفرهم فمنعهم عنه أبو موسى األشعري وكان والياً عليها‬
‫من عبل عثمان فكتب إليه أمري املؤمنني عليه التسالم اعتزل عملنا مذموماً مدحوراً اي ابن احلائك‬
‫فهذه أول هناتك وإن لك هنات مث بعث أمري املؤمنني احلتسن عليه التسالم وعمار إىل الكوفة‬
‫يتستنفرهم وعال احلتسن أعينوان على من ابتلينا به ‪ ...‬معه تتسعة آالف عال الواعدي‪ :‬وملا عارب أمري‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫املؤمنني البصرة كتب إليهم كتاابً لرتكيب احلجة عليهم من عبد هللا علي أمري املؤمنني إىل طلحة والزبري‬
‫عد علمتما أين مل أطلب اخلالفة وأنتما مما أكرهتماين عليها وعد ابيعتماين فإن كنتما ابيعتما طائعني‬
‫فتواب إىل هللا وارجعا عما أنتما‬

‫(‪)303/1‬‬

‫عليها وإن كنتما ابيعتهما مكرهني فقد جعلتما يل التسبيل عليكما إبظهار الطاعة وكتمان املعصية‬
‫وأنت اي طلحة شيخ املهاجرين وأنت اي زبري فارس عريش ودفعكما هذا األمر عبل أن تدخال فيه كان‬
‫أوس لكما من خروجكما منه وأنت اي عائشة فإنك خرجت من بيتك عاصية هلل ولرسوله تطلبني أمراً‬
‫كان عنك موضوعاً مث تزعمني أنك تريدين اإلصالح بني املتسلمني فخربيين ما للنتساء وللربوز للرجال‬
‫وعيود اجليوش والوعيعة بني أهل القبلة وسفك الدماء احملرمة مث إنك طلبت على رغمك دم عثمان‬
‫وما أنت وذاك عثمان رجل من بين أمية وأنت من بين تيم مث ابألمس تقولني اعتلوا نعثالً عتله هللا فقد‬
‫كفر مث تطلبني اليوم بدمه فاتقي هللا وارجعي إىل بيتك وأسبلي عليك سرتك والتسالم‪.‬‬
‫فما أجابوه بشيء مث التقوا منتصف مجادى األوىل من هذه التسنة فلما ترآى اجلمعان خرج طلحة‬
‫والزبري وعد لبتسا سالحهما فربز إليهما أمري املؤمنني مث عال لعمري لقد أعددمتا خيالً وسالحاً فهل‬
‫أعددمتا عند هللا عذراً فاتقيا هللا وال تكوانن كاليت نقضت غزهلا من بعد عوة أنكااثً ما أنصفتما رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله حيث جئتما بغرسة تقاتالن هبا حيث جئتما بعرسه تقاتالن هبا وخبأمتا‬
‫عرستكما يف بيوتكما وهللا اي زبري ما أنصفت رسول هللا يف صون عرسك من احلتوف وأبرزت عرسه‬
‫للرماح والتسيوف مث ما أنتما ودم عثمان ألتستما ممن ألب عليه الناس اي زبري أتذكر يوم لقيناك أان‬
‫ورسول هللا صلى هللا عليه وآله يف بين بياضة فضحكت فقلت ما يدع ابن أيب طالب زهوة فقال لك‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪(( :‬إنه ليس ولتقاتلنه وأنت ظامل له)) فقال‪ :‬اللهم نعم ولو ذكرت هذا‬
‫ما خرجت من املدينة وهللا ال أعاتلك أبداً ولكن ما أصن وعد التقينا حلقتا البطان ورجوعي عار علي‬
‫فقال له أمري املؤمنني عليه التسالم‪ :‬ارج ابلعار وال ترج ابلنار فثين الزبري عنان فرسه فرج وهو‬
‫يقول‪:‬‬

‫(‪)304/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫اخرتت عاراً على انراً مؤججة ‪ ...‬أىن يقوم هلا خلق من الطني‬
‫اندى علي أبمر لتست أجهله ‪ ...‬عار لعمرك يف الدنيا ويف الدين‬
‫فقلت حتسبك من لؤم أاب حتسن ‪ ...‬فإن بعض الذي عد علت يكفيين‬
‫أخال طلحة وسط القوم منجدالً ‪ ...‬ركن الضعيف ومأوى كل متسكني‬
‫مث انصرف طلحة والزبري وبلغ ذلك عبد هللا بن الزبري فأخرب عائشة فدعت ابلزبري وعالت له‪ :‬ما تريد‬
‫أن تصن ‪ ،‬فقالت‪ :‬اذهب وادعهم فقال له ابنه‪ :‬عبد هللا مجعت هذين الفريقني حىت إذا أخذ بعضهم‬
‫لبعض أرد تذهب وتدعهم أخشيت راايت ابن أيب طالب فرأيت املوت األمحر من حتتها حيملها فتية‬
‫أجناد سيوفهم حداد وهللا لنفضحن ال يغتتسل منها رءوسنا أبداً‪ ،‬فقال‪ :‬وحيك عد حلفت أن ال أعاتله‬
‫فقد كفر عن ميينك فدعا عبداً له يقال له مكحول فأعتقها فقال عبد الرمحن بن سلمان التميمي‪:‬‬

‫(‪)305/1‬‬

‫مل أر كاليوم أخا إخوان‬


‫أعجب من مكفر األميان‬
‫ابلعتق يف معصية الرمحن‬
‫وبلغ علياً عليه التسالم عول عبد هللا بن الزبري فقال‪ :‬عبح هللا ابن التسوء عد فرق اجلماعة والتحم‬
‫القتال فدان عمار من اهلودج وعال‪ :‬ما تطلبني فقالت عائشة دم عثمان فقال عمار‪ :‬خذل هللا اليوم‬
‫الباغي الطالب بغري احلق مث محل طلحة فناداه أمري املؤمنني اي انكث أمل تتسم عول رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله‪(( :‬من كنت مواله فعلي مواله)) فقال‪ :‬بلى وهللا‪ ،‬مث انصرف واشتد القتال من وعت‬
‫التسحر إىل وعت الظهر وما شوهدت وععة مثلها فين فيها الكماة من فرسان مضر وعتل على اجلمل‬
‫سبعون رجالً من بين ضبة وعطعت عليه ألف يد جبري بن دجلة وملا وع اجلمل جاء علي عليه التسالم‬
‫فضرب اهلودج برحمه وعال‪ :‬اي محرياء آهلل أمرك هبذا؟ فقالت‪ :‬ملكت فامس فقاتل عبد هللا بن الزبري‬
‫عتاالً عظيماً حىت جرح أربعني جراحة والتقيا ابألشرت النخعي فاجتلدا وتعانقا ووععا إىل األرض وعروة‬
‫بن الزبري فقال اعتلوين ومالكاً واعتلوا مالكاً معي وعيل‪ :‬القائل هبذا عبد الرمحن بن عتاب من أسده‬
‫وكان إمام عتسكر عائشة فلم يعرفوا عوله ولو عرفوا أنه األشرت لقتلوه وذكر ابن جرير يف اترخيه عن‬
‫إىل رجل عال‪ :‬رأيت شاابً يفحص لرجليه ويقول‪:‬‬
‫لقد أوردتنا حومة اخليل أمنا ‪ ...‬فلم تنصرف إال وحنن رواء‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)306/1‬‬

‫فقلت له‪ :‬من أنت؟ فقال‪ :‬من جند املرأة اليت أردت أن تكون أمري املؤمنني‪ ،‬وعال الواعدي‪ :‬نظر‬
‫مروان بن احلكم إىل طلحة فقال‪ :‬ال أطلب أثري بعد اليوم ورماه بتسهم فخبط ركبته م التسرج ومحل‬
‫إىل البصرة فمات‪ ،‬وأما الزبري فقال ابن سعد‪ :‬إنه كان يريد الرجوع إىل املدينة فمر على األحنف بن‬
‫عيس وكان عد اعتزل الفريقني فلما رآه األحنف عال‪ :‬هذا الذي يفتسد بني واتبعه مجاعة منهم عمر‬
‫بن جرموز ‪ ...‬فنزل بوادي التسباع فقتله ابن جرموز وجاء برأسه وسيفه وخامته إىل أمري املؤمنني فلما‬
‫رآه بكى‪ ،‬وعال بشر‪ :‬عاتل ابن صفية ابلنار‪ ،‬وعال الواعدي‪ :‬عتل من أصحاب عبد الرمحن بن عتاب‬
‫بن أسيد وعلم أهل املدينة يف ذلك النهار وفيها خامته وعليه امسه وعتل أيضاً حممد بن طلحة بن عبيد‬
‫هللا وكان انسكاً غري أن أابه أخرجه مكرهاً وهنى أمري املؤمنني عن عتله فقال‪ :‬إايكم وصاحب الربنس‬
‫فإنه خرج مكرهاً وعد يقول عاتله‬
‫وأشعث عوام آبايت ربه ‪ ...‬عليل األذى فيما يرى خري متسلم‬
‫يذكرين هم والرمح شاجر ‪ ...‬فعلي تالحم عبل التقدم‬
‫من أبيات مث رد أمري املؤمنني عائشة إىل املدينة م أخيها عبد الرمحن وجهزها أحتسن جهاز وشفعت‬
‫إليه يف مروان بن احلكم فشفعها‪ ،‬وعال‪ :‬إنه له أمارة [كلعقة] (‪ )1‬الكلب أنفه‪ ،‬وعال عامر بن عبد‬
‫هللا الكليب ملا وصلت عائشة إىل املدينة خرج إليها النتساء فبكت حىت غشي عليها وكانت إذا ذكرت‬
‫يوم اجلمل ختنق نفتسها أتخذ حبلقها وتقول‪ :‬وددت أين مت عبل ذلك بعشرين سنة وكانت إذا رأت‬
‫أم سلمة تبكي تذكر نصيحتها مث خطب أمري املؤمنني عليه التسالم جبام البصرة‪ ،‬فقال‪ :‬اي جند املرأة‬
‫واي تباع كل انعق دينكم نفاق ومأواكم زماق دعاكم الشيطان فأجبتم وعقر فعقرمت كأين أنظر إىل‬
‫متسجدكم عد بعث هللا علي العذاب من فوعه ومن حتته فهو كجؤجؤ سفينة أو كنعامة جامثة أو‬
‫كجؤجؤ طائر يف جلة البحر أرضكم بعيدة من التسماء عريبة من املاء خفت عقولكم وسفهت‬
‫أحالمكم وأنت عرب لنابل وأكلة آلكل وفريتسة لصاب اي‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬من طبعة دار الكتب العلمية‪ ،‬ويف املطبوع فراغ‪.‬‬

‫(‪)307/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫جند املرأة‪ ،‬إن النتساء نواعص احلظوظ نواعص العقول‪ ،‬أان نقصان حظوظهن فموارثهن على األنصاف‬
‫من مواريث الرجال‪ ،‬وأما نقصان عقوهلن فشهادة امرأتني منهن كشهادة رجل واحد فاتقوا شرار‬
‫النتساء وكونوا من خيارهن على حذر وال تطيعوهن يف معروف حىت ال يطمعن يف منكر أعول عويل‬
‫هذا وأستغفر هللا مث نزل‪.‬‬

‫(‪)308/1‬‬

‫(‪)309/1‬‬

‫(‪)310/1‬‬

‫(‪)311/1‬‬

‫(‪)312/1‬‬

‫(‪)313/1‬‬

‫(‪)314/1‬‬

‫(‪)315/1‬‬

‫(‪)316/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


)317/1(

)318/1(

)319/1(

)320/1(

)321/1(

)322/1(

)323/1(

)324/1(

)325/1(

This file was downloaded from QuranicThought.com


‫حديث بعض وععاته م معاوية بصفني‬
‫وملا فرغ من اجلمل سار من البصرة إىل الكوفة فدخلها يف رجب من هذه التسنة وهي سنة ست‬
‫وثالثني فأعام هبا إىل ذي القعدة وتوجه إىل صفني يف تتسعني ألفاً وكان معاوية يف مائة وعشرين ألفاً‬
‫وجرت خطوب وحروب عتل من أهل العراق مختسة وعشرون ألفاً؛ منهم‪ :‬عمار بن ايسر‪ ،‬وهاشم بن‬
‫سعد بن أيب وعاص‪ ،‬وخزمية بن أيب اثبت ومن أهل بدر مختسة وعشرون وعتل مجاعة ابيعوا رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله حتت الشجرة وكان بينهما سبعون وععة يف ثالثة وعشرين يوماً ‪ ...‬وغرائب ما‬
‫جرى فمن ذلك أن أول كتاب كتبه أمري املؤمنني إىل معاوية على يدي جرير بن عبد هللا البجلي‪.‬‬

‫(‪)326/1‬‬

‫وفيه أما بعد‪ :‬فقد لزمتك بيعيت ابملدينة وأنت ابلشام؛ ألنه ابيعين القوم الذين ابيعوا اخللفاء الثالثة‬
‫واملهاجرون واألنصار على ما ابيعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن خيتار وال للغائبني أن يردوا إمنا‬
‫الشورى للمهاجرين واألنصار إذا اجتمعوا على إمام كان ذلك رضاً منه فإنه خرج عن أمرهم خارج‬
‫ردوه إىل ما خرج عنه فإن أىب عاتلوه على أتباعه غري سبيل املؤمنني وواله هللا ما توىل وأصاله جهنم‬
‫وساءت مصرياً‪ ،‬مث إن طلحة والزبري ابيعاين مث نقضا بيعيت فجاهدهتما على ذلك بعد ما أعذرت‬
‫فيهما حىت جاء احلق وزهق الباطل ظهر أمر هلل وهم كارهون وعد بلغين إكثارك يف عتله عثمان فادخل‬
‫فيما دخل فيه املتسلمون فإن أحب األمور إىل فيك العافية وال تتعرض للبالء مث جاءكم عتلة عثمان‬
‫إىل أمحلكم على كتاب هللا‪ ،‬وإمنا تعلك خدعة الصيب على اللنب ولعمري لئن نظرت بعني عقلك دون‬
‫عني هواك لتجدين أبرأ الناس من دم عثمان وعد علمت أنك من الطلقاء الذين ال حتل هلم اخلالفة‬
‫وال جتوز هلم الشورى فباي وإال استعنت هللا عليك عاتلتك والتسالم فلما عدم عليه جرير ماطله‬
‫واستشار عمرو بن العاص فأشار عليه أن يلزمه دم عثمان ويقاتله بوجوه الشام وعلق عميص عثمان‬
‫على املنرب جبام دمشق فآال أهل الشام أن ال يناموا على الفرش وال أيتوا النتساء حىت يقتلوا عتلة‬
‫عثمان وكتب معاوية إىل أمري املؤمنني عليه التسالم أما بعد فإنك لو ابيعك القوم الذين ابيعوك وأنت‬
‫بريء من دم عثمان كنت كأيب بكر وعمر وعثمان ولكن أغريت املهاجرين واألنصار بعثمان وخذلتهم‬
‫عنه حىت أطاعك اجلاهل وأعز بك الضعيف وعد عزم أهل الشام‬

‫(‪)327/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫على عتالك اللهم إال أن تدف إليه عتلة عثمان فيكونوا عنك ويرج األمر شورى بني املتسلمني‬
‫وتكون الشورى ألهل الشام ال أهل احلجاز وكتب يف أسفل الكتاب‪:‬‬
‫أرى الشام تكره أهل العراق ‪ ...‬وأهل العراق هلم كارهوان‬
‫وكل لصاحبه مبغض ‪ ...‬يرى كل كان من ذاك دينا‬
‫إذا ما رموان رميناهم ‪ ...‬ودانهم مثل ما يقرضوان‬
‫وعالوا علي إمام اهلدى لنا ‪ ...‬فقلنا رضينا ابن هند رضينا‬
‫وعالوا نرى أن تدينوا له ‪ ...‬فقلنا هلم ال نرى أن ندينا‬
‫وكل يتسر وما عنده ‪ ...‬يرى غث ما يف يديه مسينا‬
‫فقدم جرير على أمري املؤمنني عليه التسالم فأخربه خرب معاوية واجتماع أهل الشام على عتاله فكتب‬
‫أمري املؤمنني على معاوية أما بعد ‪ ..‬فقد أاتين كتاب امرئ ليس له بصر يهديه وال زاجر من عقل منعه‬
‫مما يغوه دعاه اهلوى فأجابه وعاده فاتبعه فأما عولك إنين غريت املهاجرين بقتل عثمان ولعمري ما‬
‫كنت إال كواحد منهم أوردت كما أوردوا وصدرت ولو مل أكن م القوم وأما عولك إن أهل الشام‬
‫حيكمون يف الشورى فمن يف الشام يصلح للخالفة فإن مسيت واحداً كذابً املهاجرون واألنصار مث‬
‫كتب يف أسفل الكتاب‪:‬‬
‫معاوي دع عنك ما ال يكون ‪ ...‬وعتلة عثمان إذ تدعوان‬
‫أاتكم علي أبهل العراق ‪ ...‬وأهل احلجاز فما تصنعوان‬
‫على كل جرداء خيفانة ‪ ...‬وأجرد صلب يقر العيوان‬

‫(‪)328/1‬‬

‫عليها فوارس من شيعة ‪ ...‬كأسد العرين حتامي العرينا‬


‫يرون الطعان خالل العجاج ‪ ...‬وضرب الفوارس يف النق دينا‬
‫هم هزموا اجلم يوم الزبري ‪ ...‬وطلح وغرياما الناكثينا‬
‫فإن تكرهوا امللك ملك العراق ‪ ...‬فقد كره القوم ما تكرهوان‬
‫فقل للمضل من وائل ‪ ...‬ومن جعل الغث يوماً مسيناً‬
‫جعلت ابن هند وأشياعه ‪ ...‬نظري علي أما تتستحوان‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫علي ويل احلميد اجمليد ‪ ...‬وصي النيب من العاملينا‬
‫مث دف الكتاب إىل األصبغ بن نباتة التميمي وخرج أمري املؤمنني فعتسكر ابلنخيلة وسار األصبغ حىت‬
‫دخل الشام عال‪ :‬فدخلت على معاوية وعنده عمرو بن العاص وذو الكالع وحوشب والوليد بن‬
‫عقبة وأبو هريرة يف مجاعة من شيعته فدفعت إليه الكتاب فلما عرأه عال‪ :‬إن علياً ال يدف إلينا عتلة‬
‫عثمان‪ ،‬عال فقلت له‪ :‬اي معاوية ال تعتل بقتلة عثمان فوهللا إنك ال تطلب إال امللك والتسلطان ولو‬
‫أردت نصرته حياً لفعلت ولكنك تربصت عليه وتقاعدت عنه فغضب فأردت أن أزيده فقلت‪ :‬اي أاب‬
‫هريرة ابهلل الذي ال إله إال هو هل مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول‪(( :‬من كنت مواله‬
‫فعلي مواله)) يوم الغدير فقال‪ :‬إي وهللا مالك إذا واليت عدوه وعاديت وليه فتنفس أبو هريرة‬
‫واسرتج فتغري وجه معاوية وعال‪ :‬اي هذا كف عن كالمك فإنك ال تتستطي أن ختدع أهل الشام عن‬
‫الطلب بدم عثمان وصاحبك أغراهم به وهم عنده اليوم أعوانه وأنصاره ويده رجله‪ ،‬فقال ذو‬
‫الكالع وحوشب ومعاوية بن خديج لننصرنك اي معاوية حىت حيصل مرادك أو نقتل عن آخران فقام‬
‫األصبغ وهو يقول‪:‬‬

‫(‪)329/1‬‬

‫معاوي هلل يف خلقه ‪ ...‬عباد علوهبم عاسية‬


‫وعلبك من شر تلك القلوب ‪ ...‬وليس املطيعة كالعاصية‬
‫دع ابن خديك ودع حوشباً ‪ ...‬وذا كل وأعبل العافية‬
‫فصاح معاوية أجئت رسوالً أو منفراً وسار األصبغ إىل العراق ومن ذلك اتفاق معاوية وعمرو بن‬
‫العاص على علي فقال أمري املؤمنني يف هذه التسنة ست وثالثني‪ :‬عال الواعدي‪ :‬ملا ويل عثمان بن‬
‫عفان اخلالفة عزل عمرو بن العاص عن مصر وأهانه ومل يلتفت إليه فخرج إىل فلتسطني وأعام يؤلب‬
‫الناس على عثمان ويزري عليه ويعيبه ويغري به فلما عتل عثمان عيل ملعاوية لك األمر إال بعمرو فإنه‬
‫دويهة العرب فكتب إليه يتستعطفه ويتستدعيه إليه ويعده املواعيد إن هو وافقه على عتال أمري املؤمنني‬
‫يذكر ما جرى على عثمان فكتب إليه عمرو‪ :‬أما بعد‪ :‬فإين عرأت كتابك وفهمته فأما ما ذكرت من‬
‫كونك تدعوين إىل خل ربقة اإلسالم من عنقي والتهور معك يف الضاللة وركوب بيداء اجلهالة‬
‫وإعانيت إايك على الباطل واخرتاط التسيف يف وجه أمري املؤمنني وابن عم رسول العاملني أخيه ووليه‬
‫ووصيه ووارثه وعاضي دينه ومنجز وعده وصهره على ابنته سيدة نتساء العاملني وأيب التسبطني احلتسن‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫واحلتسني سيدا شباب أهل اجلنة‪ ،‬وأما عولك إنك خليفة عثمان فقد عزلت وموته وزالت خالفتك وأما‬
‫عولك إن أمري املؤمنني عليه التسالم اشتلى صاحبه على عتل عثمان فكذب وزور وغواية وضالل‬
‫وحيك اي معاوية أما علمت أن أاب احلتسن بذل نفتسه هلل تعاىل ابت على فراش رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله وعال له‪(( :‬من كنت مواله فعلي مواله)) فكتابك ال خيدع ذو عقل وال دين فكتب إليه‬
‫معاوية كتاابً يتستعطفه‪.‬‬
‫جهلت ومل تعلم حملك عندان ‪ ...‬فأرسلت شيئاً من عتاب وما تدري‬
‫فثق ابلذي عندي لك اليوم آنفاً ‪ ...‬من العز واإلكرام واجلاه والقدر‬

‫(‪)330/1‬‬

‫واكتب عهداً ترتضيه مؤكداً ‪ ...‬واشفعه ابلبذل مين وابلرب‬


‫فكتب إليه عمرو‪:‬‬
‫أىب القلب مين أن خيادع ابملكر ‪ ...‬بقتل ابن عفان أجر إىل الكفر‬
‫وإين لعمري ذو دهاء وفطنة ‪ ...‬ولتست أبي الدين ابلربح والذفر‬
‫أليس صغرياً ملك مصر ببيعة ‪ ...‬هي العار يف الدنيا على اآلل من عمرو‬
‫فكتب عهده على مصر وأعطاه إايها طعمة له ومن ذلك أن أمري املؤمنني خرج يوماً من أايم صفني‬
‫فقال لكهيل ‪ ...‬أبرز إىل معاوية وعل له‪ :‬دعوانك إىل الطاعة ولزوم اجلماعة فأبيت وعد كثرت القتل‬
‫يف هذه األمة فأبرز ما خيلص الناس مما هم فيه فقال معاوية ألصحابه‪ :‬ما ترون؟ فقالوا‪ :‬ال تربز إيل‪،‬‬
‫فقال له عمرو‪ :‬ابرز إليه فقد أنصفك إمنا هو بشر مثلك‪ ،‬فقال معاوية‪ :‬تظن أنين إن عتلت نلت‬
‫اخلالفة‪ ،‬فقال‪ :‬ما أظن هذا وإمنا دعاك رجل عظيم القدر كبري الشرف فكتب يف ‪ ...‬إحدى احلتسنيني‬
‫إن عتلته ‪ ...‬جوزيت خرياً فقال معاوية‪ :‬إن هذه ‪ ...‬وإن كنت يف شك من جهاده فتب وارج ‪ ،‬فقال‬
‫معاوية‪ :‬ومبارزته ما لقيت وضحك‪ ،‬وكان أمري املؤمنني عد رأى عمراً عبل ذلك فحمل عليه فطعنه‬
‫فتسقط فبدت عورته فقال‪ :‬اي ابن النابغة أنت طليق دبرك أايم عمرك وكان تكرر ذلك الفعل منه‬
‫فقال له عمرو‪ :‬إن كان أضحكك شأين فمن شأنك فاضحك فوهللا لو بدا له من صفحتك ما بدا‬
‫من صفحيت ألوج عذالك وأيتم عيالك ولكنك احرتزت ابلرجال يف أيديهما التسمر العوايل ولقد‬
‫أشرت عليك آنفاً ومبارزته فاحولت عيناك وأربد شدعاك وبدا ما أكره أان وغريي فلو سرتت نفتسك‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫كان أصلح لك ومن ذلك مقتل عمار بن ايسر وذلك يف يوم اخلميس اتس صفر سنة سب وثالثني‬
‫ذكره الواعدي والكليب والتسدي وابن إسحاق عالوا‪ :‬خرج يف ذلك اليوم عمرو بن‬

‫(‪)331/1‬‬

‫العاص يف كتاب أهل الشام حتت اجلاهلية فلما رآه عمار ‪ ...‬املتسلمني من ‪ ...‬املظاهر ألعداء الدين‬
‫الداخل يف اإلسالم رهبة ونفاعاً فلينظر إىل هذا عاتلوه عتله هللا مث صاح به وحيك اي عمرو هذه راية‬
‫طاملا عاتلت هبا رسول هللا صلى هللا عليه وآله بعت آخرتك ومصر تباً لك فوىل عمرو راج ٌ وكان‬
‫عمار على القراء‪.‬‬
‫عال أبو نعيم يف احللية‪ :‬وعد تقدم إسناده أبنا سليمان بن أمحد أبنا احلتسن بن علي العمري أبنا حممد‬
‫بن سليمان بن أيب رجاء ثنا أبو معشر ثنا جعفر بن عمرو الضمري عن أيب سنان الدؤيل صاحب‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله عال‪ :‬رأيت عماراً دعا بشراب فأتى بقدح من لنب فشربه مث عال‪ :‬هللا‬
‫أكرب صدق هللا ورسوله عال يل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إن آخر رزعك من الدنيا أو زادك‬
‫صفحة لنب‪.‬‬
‫عال ابن سعد يف الطبقات‪ :‬كما عمار حيمل ويقول وهللا لو ضربوان حىت يبلغوان سعافات هجر لعلمنا‬
‫أننا على احلق وهم على الباطل مث عال اليوم ألقى األحبة حممداً وحزبه‬
‫‪ ...‬عمرو بن العاص وبيده راية فناداه ‪ ...‬رسول هللا صلى هللا عليه وآله ‪ ...‬ثالث مرات ‪ ...‬وبيده‬
‫احلربة وهو يرتعش من الكرب وكان عد جاوز تتسعني أو الثمانني وهو يقول‪... :‬‬
‫حنن ضربناكم على تنزيله‬
‫فاليوم نضربكم على أتويله‬
‫ضرابً يزيل اهلام عن مقيله‬
‫ويذهب اخلليل عن خليله‬
‫أو يرج احلق إىل سبيله‬
‫فحمل عليه أبو العالية املزين ابلرمح فطعنه فتسقط فأكب عليه فجز رأسه وجاء مجاعة إىل معاوية‬
‫يدعون عتله فقال هلم عمرو بن العاص‪ ،‬وهللا إن ختتصموا إال يف النار وعال هلم معاوية عوم بذلوا‬
‫نفوسهم دوننا نقول هلم هذا فقال عمرو‪ :‬هو هللا ذلك وإنك لتعلمه ووددت أين مت عبل هذا اليوم‬
‫بعشرين سنة وحكى ابن سعد يف الطبقات أن عبد هللا بن عمرو بن‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)332/1‬‬

‫العاص عال ألبيه عتلتم عماراً وعد مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول‪ :‬تقتلك الفئة الباغية‬
‫ومسعه معاوية فقال‪ :‬إن شيخ أخرف حنن عتلناه إمنا عتله الذي خرجه فبلغ ذلك علياً فقال‪ :‬وحنن‬
‫عتلنا محزة بن عبد املطلب ألننا حنن الذين أخرجناه فلما مس ذو كالع عال‪ :‬الفئة الباغية مث هم‬
‫ابلرجوع إىل عتسكر أمري املؤمنني فقتل يف ذلك اليوم علت وعوله عليه التسالم ومل يغتسله وعتل وهو‬
‫ابن سب وسبعني سنة عال الواعدي عطش عاتل‪ :‬عمار فطلب ماء فأتى بقدح من زجاج فتورع أن‬
‫يشرب منها فقال الناس‪ :‬انظروا إىل هذا األمحق ميتن من الشرب يف الزجاج وعد عتل عماراً ومن‬
‫ذلك عصة التحكيم وفيها أن ابن عباس عال اي أمري املؤمنني‪ :‬ال تبعث أاب موسى فهو علبك وهللا‬
‫يطاع معاوية فال يعصى وتعصى فال تطاع فكان كما عال‪ ،‬وعال املتسعودي‪ ،‬وعد بلغ من طاعة أهل‬
‫الشام ملعاوية أنه صلى هبم اجلمعة يوم األربعاء وغريه يقول يوم التسبت‪ ،‬وعال‪ :‬كان لنا ابألمس عذر‬
‫وجاء األحنف بن عيس‪ ،‬فقال له‪ :‬ال حتكم أاب موسى فإنه غري مأمون عد خذل الناس عنك يوم‬
‫اجلمل وعد رمى حبجر األرض ومن حارب هللا ورسوله عمرو بن العاص ولو اخرتتين لرأيت من يعجباً‬
‫عال‪ :‬فكيف تصن اي ابن النابغة‪ ،‬عال كنت أدنو منه حىت أكاد أن أصري يف يده مث أبعد عنه فأصري‬
‫كالنجم وال يعقد عقدة إال حللتها وال حيل عقدة إال أبرمتها عال هشام بن حممد‪ :‬فلما عزموا على أن‬
‫يكتبوا كتاب اهلدنة كتبوا هذا ما عضى عليه أمري املؤمنني علي بن أيب طالب فقال عمرو بن العاص‬
‫وكان حاضراً هو أمريكم وليس أبمريان اكتبوا امسه واسم أبيه‪ ،‬فقال األحنف بن عيس‪ :‬اي أمري املؤمنني‪،‬‬
‫ال متح امسك فإين أخاف أن متحى وال يرج إليك أبداً‪.‬‬
‫فقال علي عليه التسالم‪ :‬هللا أكرب هذا كما جرى يوم احلديبية‪ ،‬فقال عمرو‪ :‬سبحان هللا أنشبه‬
‫ابلكفار‪ ،‬فقال له أمري املؤمنني‪ :‬اي ابن النابغة ومىت مل تكن للفاسقني إماماً وللكافرين ولياً وللمتسلمني‬
‫عدواً وهل تشبه إال أمك اليت دفعت‬

‫(‪)333/1‬‬

‫بك الكواة حكومتكم يوم صفني‪ ،‬فقال هلم‪ :‬انشدتك هللا أما علت لكم ارفعوا املصاحف‪ ،‬إمنا ‪.. ..‬‬
‫سبعني من املؤمنني عد طهر هللا جملتسي منك ومن أشياعك وكان ميل أيب موسى إىل عبد هللا بن عمر‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فخدعه عمرو حىت جرى ما جرى ومن ذلك ما يتعلق أبمر اخلوارج فإنه ملا عاد أمري املؤمنني إىل‬
‫الكوفة واخنذل عنه اثنا عشر ألفاً من اخلوارج‪.‬‬
‫وعالوا‪ :‬ال حكم إال هلل فقال أمري املؤمنني كلمة حق أريد هبا ابطل وكان أمري القتال ثبت بن ربعي‬
‫التميمي ونزلوا حروراء وهي عرية على النهروان ‪ ...‬نتسب إليها احلرورية‪ ،‬فقال ابن عباس‪ :‬ال تعجل‬
‫بقتاهلم حىت أخرج إليهم فلما رأوه عالوا‪ :‬وما ا ‪.. .. ..‬‬
‫عنها فتسألتنا عن مقدمنا فأخربانها بقتل اخلوارج فقالت‪ :‬ما كانوا يقولون‪ :‬عالوا‪ :‬يتسبون أمري املؤمنني‬
‫علياً وعثمان وأنت يكفروهنم فلم يزل يقاتلهم وأمري املؤمنني علياً وعثماانً وأنت يكفروهنم فلم يزل‬
‫يقاتلهم وأمري املؤمنني بني يدينا على بغلة رسول هللا صلى هللا عليه وآله الشهباء إذ وعفت على بعض‬
‫القتلى فقال أمري املؤمنني عليه التسالم وهللا ما كذبت وال كذبت اعلبوهم فقلبوهم فإذا برجل أسود‬
‫على كتفه مثل حلمة الثدي عليها شعرات سود فقال أمري املؤمنني هللا أكرب كنت م رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله وهو يقتسم غنائم حنني فجاء هذا فقال اي حممد إن هذه عتسمة ما أريد هبا وجه هللا‬
‫اعدل فما عدلت أو فوهللا ما عدلت منذ اليوم فقال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ثكلتك أمك‬
‫ومن يعدل إذا مل أعدل فقال بعض احلاضرين دعين أضرب عنق هذا املنافق فقال دعه إن له من‬
‫يقتله سيخرج من ضأضأ هذا عوم يقرؤون القرآن ال يتجاوز تراعيهم ميرعون من الدين كما ميرق‬

‫(‪)334/1‬‬

‫التسهم من الرمية فقالت عائشة ‪ ...‬ما كان بيين وبني ابن أيب طالب أن أعول احلق صدق علي أان‬
‫مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول‪(( :‬خيرج منه فتية حمفوفة شوارهبم حملقة رءوسهم أزرهم إىل‬
‫أنصاف سوعة يقتلهم أحب اخللق إىل هللا ورسوله)) فقال أبو عتادة عد علمت هذا فلم كان منك إىل‬
‫أمري املؤمنني ما كان فقالت وكان أمر هللا عدراً مقدوراً وعد أخرجه أبو الفتح األصفهاين يف كتاب‬
‫((مرج البحرين)) وزاد فيه‪ ،‬وعالت اي أاب عتادة للقدر سبب وهو أن الناس خاضوا يف حديث اإلفك‬
‫وكان عامة املهاجرين يقولون لرسول هللا أمتسك عليك زوجك حىت أييت أمر ربك وكان يقول النتساء‬
‫كثري وما ضيق هللا عليك ويف نتساء عريش من هي منها نتسباً منها وأهبى ما ألومه كان كلما أرى علق‬
‫رسول هللا وحزنه وما حيصل له من كالم املنافقني ساله بذلك وكان يل من رسول هللا حظ فخفت‬
‫عليه فكان مين ما كان هبذا التسبب وأان أستغفر هللا مما فعلته ومن ذلك أنه ملا دخلت سنة أربعني‬
‫كتب معاوية إىل أمري املؤمنني عليه التسالم أما بعد فإن أيب كان سيداً يف اجلاهلية وأان ملك يف‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫اإلسالم وأان صهر رسول هللا صلى هللا عليه وآله وخال املؤمنني وكاتب الوحي فلما عرأ كتابه عال‬
‫يفخر على ابن آكلة األكباد؟ وكتب إليه‪:‬‬
‫حممد النيب أخي وصهري ‪ ...‬ومحزة سيد الشهداء عمي‬
‫وجعفر الذي ميتسي ويضحي ‪ ...‬يطري م املالئكة ابن أمي‬
‫وبنت حممد سكين وعرسي ‪ ...‬منوط حلمها بدمي وحلمي‬
‫وسبطا أمحد ولداي منها ‪ ...‬فمن منكم له سهم كتسهمي‬
‫فلما وعف معاوية على الكتاب عال‪ :‬أخفوه لئال يتسمعه أهل الشام واختلفوا يف معىن عوله‪ :‬سبقتكم‬
‫على اإلسالم طراً فقال‪ :‬عوم مل يزل م رسول هللا صلى هللا عليه وآله من زمن الطفولة يدين وما يدين‬
‫به رسول هللا عال أنس‪ :‬بعث رسول هللا صلى هللا عليه وآله يوم االثنني وصلى علي بن أيب طالب يوم‬
‫الثالاثء ومذهب‬

‫(‪)335/1‬‬

‫اجلمهور أنه أسلم وهو ابن سب سنني وعيل‪ :‬ابن مثان‪ ،‬وعيل‪ :‬ابن عشر سنني‪ ،‬وعيل‪ :‬ابن مخس‬
‫عشرة سنة‪ ،‬وهبذا حيتج أبو حنيفة على الشافعي يف صحة إسالم الصيب الذي مل يبلغ‪ ،‬وعال أمحد يف‬
‫املتسند‪ ،‬أبنا أبو سعيد موىل بين هاشم ثنا حيىي بن سلمة عن أبيه عن حية العرين‪ ،‬عال‪ :‬عال علي عليه‬
‫التسالم أان عبد هللا وأخو رسوله وأان الصديق األكرب‪ :‬ال يقوهلا بعدي إال كاذب مفرت ولقد صليت م‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله عبل الناس سب سنني وأان أول من صلى معه‪.‬‬
‫عال الزهري‪ :‬إمنا عصد أمري املؤمنني بقوله سبقتكم إىل اإلسالم طراً يبكت معاوية ألنه إمنا أسلم هو‬
‫وأبوه يوم الفتح سنة مثان من اهلجرة وكان يتسمى الطليق بن الطليق وكل من أسلم يف هذا اليوم‬
‫يتسمى هبذا االسم فأراد أن يبني حاله ألهل الشام‪.‬‬

‫(‪)336/1‬‬

‫الباب الراب يف ذكر ورعه وزهادته‬


‫ابنا عبد امللك بن مظفر بن غالب احلريب ابنا أبو الفضل حممد بن انصر (‪ )1‬ابنا أبو احلتسني املبارك‬
‫بن عبد اجلبار الصرييف ابنا أبو طاهر اليوسفي أبناء أبو بكر القطيعي ثنا عبد هللا بن أمحد بن حنبل‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ثنا أيب‪ ،‬ثنا وهب بن إمساعيل‪ ،‬ثنا حممد بن عيس‪ ،‬عن حممد بن شهاب‪ ،‬عال كان عمر بن عبد العزيز‬
‫يقول‪ :‬ما علمنا أن أحداً من هذه األمة بعد رسول هللا صلى هللا عليه وآله من أزهد من علي بن أيب‬
‫طالب يف الدنيا ما وض لبنة على لبنة وال عصبة على عصبة‪.‬‬
‫وبه عال عبد هللا بن أمحد‪ ،‬ثنا أيب ثنا وهب بن إمساعيل عن حممد بن عيس عن علي بن ربيعة الواليب‬
‫عال جاء ابن النتاج إىل أمري املؤمنني عليه التسالم‪ ،‬فقال‪ :‬اي أمري املؤمنني امت أ بيت املال من صفراء‬
‫وبيضاء‪ ،‬فقال علي عليه التسالم هللا أكرب مث عام متوكئاً على يد ابن النتاج وهو يقول‪ :‬هذا جناي‬
‫وخياره فيه وكل جان يده إىل فيه مث اندى يف الناس فأعطى مجي ما كان فيه وهو يقول‪ :‬اي بيضاء اي‬
‫صفراء غري غريي حىت مل يبق فيه درهم وال دينار مث أمر بنضحه وصلى فيه ركعتني‪.‬‬
‫عال الزهري‪ :‬وإمنا كان يصلي فيه ليشهد له يوم القيامة أنه مل حيبس ما فيه عن املتسلمني وروما كانت‬
‫الغنم معرفة يف بيت املال فيقتسمه بني الناس‬
‫وأان أبو طاهر احلرمي عال ابنا املبارك بن عبد اجلبار الصرييف عال‪ :‬ابنا أبو إسحاق الربمكي‪ ،‬ثنا أبو‬
‫بكر بن جنيب‪ ،‬ثنا جعفر بن علي ثنا هناد عن وكي عن األحنف بن عيس عال دخلت على معاوية‬
‫فقدم إيل من احللو واحلامض‪ ،‬ما كثر تعجيب منه مث عال‪ :‬عدموا‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬يف طبعة دار الكتب العلمية (ص ‪ :)97‬أخربان غري واحد عن أيب الفضل حممد بن انصر‬
‫التسالمي ‪.. ..‬‬

‫(‪)337/1‬‬

‫ذلك اللون فلم أدري ما هو؟ فقلت له‪ :‬ما هذا؟ فقال مصارين البط حمشوة ابملخ ودهن ابلفتستق عد‬
‫ذر عليه التسكر عال‪ :‬فبكيت‪ ،‬فقال‪ :‬ما يبكيك؟ فقلت هلل در ابن أيب طالب‪ ،‬لقد جاد من نفتسه وما‬
‫مل تتسمح به أنت وال غريك عال‪ :‬وكيف علت‪ :‬دخلت عليه فقال يل‪ :‬عم فتعش م احلتسن واحلتسني‬
‫مث عام إىل الصالة فصلى ما شاء هللا مث ودعا جبراب خمتوم خبامتة فأخرج منه شعرياً مطحوانً مث ختمه‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬اي أمري املؤمنني مل أعهدك خبيالً فكيف ختمت على هذا الشعري‪ ،‬فقال‪ :‬مل أختم عليه خبالً‬
‫ولكن خفت أن يبتسه احلتسن واحلتسني بتسمن أو إهالة فقلت‪ :‬أحرام هو؟ عال‪ :‬ال ولكن على أئمة‬
‫احلق أن يتأسوا أبضعف رعيتهم حاالً يف األكل واللباس وال يتميزون عليهم وما ال يقدرون عليه لرياهم‬
‫الفقري فريضى عن هللا وما هو فيه والغين فيزداد شكراً وتواضعاً‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وهبذا اإلسناد عن األحنف بن عيس عال جاء الربي بن زايد احلارثي‪ ،‬فقال‪ :‬اي أمري املؤمنني اهد علي‬
‫أخي عاصم بن زايد فإنه عد لبس العباء وتنتسك وهجر أهله فقال عليك به فجاء وعد ابتز بعباءة‬
‫وارتدى أبخرى أشعث أغرب فقال‪ :‬وحيك اي عاصم أما استحييت من أهلك؟ أما رمحت ولدك؟ أمل‬
‫تتسم عوله تعاىل‪{ :‬وحيل هلم الطيبات} أترى هللا أابحها لك وألمثالك وهو يكره أن تنال منها أما‬
‫مسعت عول رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪(( :‬إن لنفتسك عليك حقاً)) احلديث فقال اي أمري املؤمنني‪،‬‬
‫فما ابلك يف خشونة ملبتسك وخشونة مطعمك وإمنا تزينت بزيك؟ فقال‪ :‬إن هللا فرض على أئمة‬
‫العدل أن يتصفوا أبفقر رعيتهم لئال يزدري الفقري بفقره وليحمد هللا الغين على غناه‪.‬‬
‫عال أبو نعيم‪ )1( :‬ثنا احلتسن بن علي الوراق‪ ،‬ثنا حممد بن أمحد بن عيتسى ثنا عمرو بن متيم ثنا‬
‫الفضل بن دكني أبو نعيم ثنا إمساعيل بن إبراهيم بن مهاجر بن عبد امللك بن عمري عال حدثين رجل‬
‫من ثقيف‪ ،‬فقال‪ :‬استعملين أمري املؤمنني علي عليه التسالم عكرياء وعال يل‪ :‬إذا كان الظهر فأتين‬
‫عال‪ :‬فأتيته فلم أجد أحداً حيجبين منه وهو جالس وحده وبني‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬يف طبعة دار الكتب العلمية (ص ‪ :)98‬وأخربان غري واحد عن حممد بن أيب القاسم عال أنبأان‬
‫أمحد بن أمحد أخربان أبو نعيم أمحد بن عبد هللا احلافظ ‪.. ..‬‬

‫(‪)338/1‬‬

‫يديه عدح من خشب وكوز من ماء فدعا جبراب خمتوم فقلت‪ :‬لقد ائتمنتين حيث خيرج إيل جوهراً وال‬
‫أعمل ما عيمته فكتسر اخلامت وإذا يف اجلراب سويق فأخرج منه وصب يف عدح املاء وذر عليه مث‬
‫شرب وسقاين فلم أصرب‪ ،‬وعلت‪ :‬اي أمري املؤمنني عد وس هللا عليك والطعام ابلعراق كثري فقال‪ :‬وهللا‬
‫ما ختمت عليه خبالً وإمنا أبتاع عدر كفاييت وأخاف أن يفين فيوض فيه من غريه وإمنا أفعل هذا لئال‬
‫يدخل بطنه غري طيب‬
‫وعال أمحد يف الفضائل ثنا حتسن األشيب ثنا هليعة ثنا عبد هللا بن هبرية عن عبد هللا بن رزين عال‬
‫دخلت على علي عليه التسالم يوم أضحى فقرب إىل حريرة فقلت‪ :‬اي أمري املؤمنني عد أكثر هللا‬
‫اخلري‪ ،‬فقال‪ :‬اي ابن رزين مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول‪(( :‬ال حيل للخليفة من مال هللا‬
‫إال عصعتان عصعة أيكلها وأهله وعياله وعصعة أيكلها بني يدي الناس))‪.‬‬
‫واحلريرة أن يصب يف القدر ماء كثري ويقط اللحم صغاراً فإذا نضج ذر عليه شيء من دعيق وكذا‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫احلريرة‪.‬‬
‫ابنا عبد امللك بن مظفر بن غالب ابنا حممد بن انصر ابنا املبارك بن عبد اجلبار ابنا أبو إسحاق‬
‫الربمكي ابنا أبو بكر بن جنيب ثنا أبو جعفر بن علي ثنا هناد عن وكي عن سويد بن غفلة‪ ،‬عال‬
‫دخلت على علي عليه التسالم يف هذا القصر يعين عصر اإلمارة ابلكوفة وبني يديه رغيف من شعري‬
‫وعدح من لنب والرغيف ايبس فتارة يكتسر بيديه واترة بركبتيه فشق ذلك علي وعلت جلارية له يقال‬
‫هلا فضة‪ :‬أال ترمحني هذا الشيخ وتنخلني له هذا الشعري أما ترين ما يعانيه؟ فقال ألي شيء يعجن‬
‫هو أو انئم إنه عهد إلينا أن ال ننخل له طعاماً عطاً فالتفت إيل وعال ما تقول هلا‪ :‬اي ابن غفلة‬

‫(‪)339/1‬‬

‫فأخربته وعلت‪ :‬ارفق بنفتسك فقال‪ :‬وحيك اي سويد؟ ما شب رسول هللا صلى هللا عليه وآله وأهله من‬
‫خبز بر ثالاثً تباعاً حىت لقي هللا وال خنل له طعام عط ولقد مجعت مرة ابملدينة جوعاً شديداً فخرجت‬
‫أطلب العمل فإذا ابمرأة عد مجعت عدراً نريد أن تبله فقاطعتها كل دلو بتمرة فمددت ستة عشر دلواً‬
‫حىت حملت يداي وأتيت رسول هللا صلى هللا عليه وآله فأخربته فأكل منه‪.‬‬
‫وعد خرجه أمحد يف الفضائل واملتسند‪.‬‬
‫وعال أبو نعيم يف ((احللية)) ثنا حيىي بن يوسف الربمي ثنا عباد بن العوام عن هارون بن عنرتة عن أبيه‬
‫عال‪ :‬دخلت على أمري املؤمنني ابخلورنق وهو يرعد يف يوم ابرد وعليه مشلة‪ ،‬فقلت‪ :‬اي أمري املؤمنني‬
‫إن هللا عد جعل لك وألهلك نصيباً يف هذا املال وأنت تصن بنفتسك ما تصن ‪ ،‬فقال‪ :‬وهللا ما‬
‫أرزأكم من مالكم شيئاً؟ وإهنا لقطيفيت اليت خرجت هبا من املدينة‪.‬‬
‫وعال أمحد يف الفضائل ثنا حممد بن عبيد ثنا خبتيار بن راف عن أيب املظفر عال رأيت علي بن أيب‬
‫طالب عليه التسالم مؤتزراً إبزار مرتدايً آبخر ومعه درة كأنه أعرايب يدور األسواق حىت بلغ سوق‬
‫الكرابيس فوعف على شيخ فقال‪ :‬اي شيخ أحتسن بيعيت يف عميصي بثالثة دراهم فعرفه الشيخ فقال‪:‬‬
‫نعم فعلم أنه عد عرفه فرتكه ومضى ومل يشرت منه شيئاً فأتى غالماً حداثً فاشرتى منه عميصاً بثالثة‬
‫دراهم‬

‫(‪)340/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫مث جاء أبو الغالم فأخربه وعال‪ :‬اشرتى مين رجل من صفته كذا وكذا فعرفه فأخذ دراماً وجاء إليه‬
‫فقال‪ :‬اي أمري املؤمنني غلط عليك الغالم يف الثمن وهذا الدرهم فاضل عن الثمن فخذه فقال اي‬
‫شيخ‪ :‬اذهب بدرامك فإنه ابعين على رضاي وأخذ رضاه‪.‬‬
‫وعال أمحد يف املتسند ثنا حممد بن عبيد ثنا حمارب بن انف عن أيب مطر أنه رأى على أمري املؤمنني‬
‫عميصاً بثالثة دراهم ويف رواية اشرتى عميصاً بثالثة دراهم ولبتسه ففضل عن الرسغني والكعبني‬
‫فقطعه‪ ،‬وعال احلمد هلل الذي رزعين من اللباس والرايش ما أجتمل به يف الناس وأواري به عوريت فقيل‬
‫له أهذا شيء ترويه عن نفتسك أو عن رسول هللا صلى هللا عليه وآله ويف رواية رئي عليه إزار مرعوع‬
‫فقيل له‪ :‬ما هذا؟ فقال‪ :‬خيش له القلب ويقتدي به املؤمن فكان يقط الكم إىل أطراف أصابعه‪.‬‬
‫وعال أبو نعيم‪ :‬ثنا حممد بن عمر بن سلمة ثنا ميمون بن عيتسى بن أمحد بن حممد العمي ثنا بشري بن‬
‫إبراهيم ثنا مالك بن مغول عن علي بن األعمر عن أبيه عال‪ :‬رأيت أمري املؤمنني عليه التسالم وهو‬
‫يبي سيفاً له يف التسوق ويقول‪ :‬من يشرتي مين هذا التسيف فوالذي فلق احلبة وبرأ النتسمة لطاملا‬
‫كشفت به الكرب عن وجه‬

‫(‪)341/1‬‬

‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله ولو كان عندي مثن إزار ملا بعت‪.‬‬
‫أبنا عبد الرمحن بن أيب حامد وعبد العزيز بن حممود البغداداين عاال ابنا عبد الوهاب احلافظ ابن‬
‫عاصم بن احلتسني أبنا علي بن حممد بن بتسران ثنا صفوان ثنا عبد هللا بن حممد القرشي وابن أيب‬
‫الدنيا ابنا القاسم بن هاشم‪ ،‬ثنا عبد العزيز بن اخلطاب‪ ،‬ثنا احلتسن بن علي النمري عن عمرو بن‬
‫حيىي عن أبيه عن عنرب عال‪ :‬محل إىل بيت املال زعاق من عتسل‪ ،‬وعال يل احلتسن بن علي‪ :‬اي عنرب عد‬
‫نزل يل ضيف فاذهب فأتين من العتسل مقدار نصييب ألطعم الضيف فليس عندي شيء وإذا عتسم‬
‫أمري املؤمنني العتسل فخذ من نصييب ومقدار ما أخذت ففتح عنرب زعاً وأخذ منه مقدار رطل ودفعه‬
‫على احلتسن بن علي عليهما التسالم مث جاء أمري املؤمنني فاعترب الزعاق فوجد ذلك الزق انعصاً‬
‫فقال‪ :‬وحيك اي عنرب ما هذا؟‬
‫فأخذ يتعلل عليه فقال‪ :‬وهللا لتصدعين احلديث فحدثه فغضب غضباً شديداً وعال علي ابحلتسن‬
‫فجاء فوع على عدميه‪ ،‬وعال له‪ :‬حبق عمي جعفر وكان إذا أعتسم حبق جعفر سكن غضبه‪ ،‬فقال‪ :‬ما‬
‫محلك على هذا أما علمت أنه للمتسلمني فقال‪ :‬أما يل فيه نصيب‪ ،‬فقال‪ :‬كيف انتفعت به عبل‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫املتسلمني‪ ،‬أما وهللا لوال أين رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقبل ثناايك ألوجعتك ضرابً مث عال‪:‬‬
‫بكاء شديداً‪ ،‬وعال كنا م رسول‬
‫عم فاشرت عوضه وصبه يف الزق ففعل فقتسمه بني املتسلمني مث بكى ً‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله نقتل أهالينا ما نريد بذلك إال وجه هللا وخنتار هللا تعاىل ورسوله على أنفتسنا‬
‫فلما علم هللا منا الصدق أنزل بعدوان الكبت والذل وأنزل علينا النصر حىت استقر اإلسالم ملقياً‬
‫جرانه مبواء أوطانه وهللا لو أتينا اليوم ما أتتون ما عام للدين عمود وال اخضر لإلميان عود وأمي هللا‬
‫ليخلينها دماً وأيخذ هبا‬

‫(‪)342/1‬‬

‫دماً‪.‬‬
‫وعال القرشي‪ ،‬وثنا حممد بن عمران ابنا إبراهيم بن سعيد عن ابن اخلطاب عن العمري عن سويد بن‬
‫غفلة عال دخلت على أمري املؤمنني يوماً فلم أجد يف بيته سوى حصري رث وهو جالس عليه فقلت‬
‫له‪ :‬أنت أمري املؤمنني وملك املتسلمني واحلاكم على بيوت األموال وأتتيك الوفود وليس يف بيتك‬
‫سوى هذا احلصري فبكى وعال‪ :‬اي سويد إن اللبيب ال يتأثث يف دار النقلة وأمامنا دار اإلعامة عد‬
‫نقلنا إليها رحلنا ومتاعنا وحنن منتقلون إليها عن عريب عال فأبكاين وهللا كالمه‪.‬‬
‫وعال أمحد يف الفضائل‪ :‬ثنا وكي عن متسعر عن أيب حبر عن شيه هلم عال‪ :‬رأيت أمري املؤمنني عليه‬
‫التسالم وعليه إزار غليظ فقلت‪ :‬ما هذا فقال‪ :‬اشرتيته خبمتسة دراهم فمن أرحبين فيه دراماً بعته إايه‬
‫عال أمحد وكان يتزر بعباءة ويشد وسطه بعقال ويهنئ بعريه وهو ٍ‬
‫يومئذ خليفة وبه عال أبو حبر ثنا‬
‫عكرمة عن ابن عباس عال دخلت على علي يوماً وبيده نعل خيصفها فقلت‪ :‬اي أمري املؤمنني ما عيمة‬
‫هذه النعل حىت ختصفها؟ فقال‪ :‬هي وهللا أحب إيل من دنياكم وإمرتكم هذه إال أن أعيم حقاً أو أدف‬
‫ابطالً‪ ،‬مث عال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله خيصف نعله ويرع ثوبه ويركب احلمار ويردف‬
‫خلفه وبه عن ابن عباس عال‪ :‬وأعام ابلعراق مدة مخس سنني مل أيكل من طعامه وإمنا كان أيكل من‬
‫طعام أيتيه من املدينة وبه عن ابن عباس عال‪ :‬عدم عليه فالوذ فلم يذعه فقيل له يف ذلك فقال‪ :‬مل‬
‫أيكله رسول هللا صلى هللا عليه وآله وأكره أن أعود نفتسي ما مل تعتد مث أنشد‪:‬‬
‫جتسمك ابحلمية أفنيته ‪ ...‬من ضرر البارد واحلار‬
‫عد كان أوىل بك أن حتتمي ‪ ...‬من املعاصي حذر النار‬

‫(‪)343/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عال أمحد يف الفضائل‪ :‬ثنا حممد بن حيىي األزدي‪ ،‬ثنا الوليد بن عاسم‪ ،‬ثنا مطري بن ثعلبة التميمي‪ ،‬ثنا‬
‫أبو النوار ابئ الكرابيس عال‪ :‬اشرتى علي عليه التسالم متراً بدرهم فحمله يف ملحفته‪ ،‬فقال له رجل‬
‫أان أمحله عنك فقال‪ :‬ال أبو العيال أحق أن حيمل حاجته‪.‬‬
‫عال وهو ٍ‬
‫يومئذ خليفة عال وكان يلبس الكرابيس التسنبالنية وهي ثياب غالظ يتساوي الثوب درامني‬
‫أو ثالثة دراهم ويقول احلمد هلل الذي كتساين ما أتوارى به وأجتمل به بني خليقته‪.‬‬
‫وعال أمحد ثنا عبد الرازق ثنا معمر ثنا ابن جرموز املرادي عن أبيه عال‪ :‬رأيت أمري املؤمنني عليه‬
‫التسالم خيرج من هذا القصر يعين عصر الكوفة وعليه إزار إىل أنصاف ساعيه ورداؤه مشمر عريباً منه‬
‫وبيده درة ميشي يف األسواق ويقول‪ :‬اي عوم اتقوا هللا وأيمرهم حبتسن البي ويقول‪ :‬أوفوا الكيل‬
‫وامليزان وال تبختسوا الناس أشياءهم وال تنفخوا اللحم ويقرأ {تلك الدار اآلخرة جنعلها للذين ال‬
‫يريدون علواً يف األرض وال فتساداً والعاعبة للمتقني} ويقول هذه اآلية نزلت يف الوالة أويل القدرة من‬
‫الناس‪.‬‬
‫وبه عن ابن جرموز عال (‪ : )1‬رأيت أمري املؤمنني عليه التسالم وعف على خياط فقال‪ :‬اي خياط‬
‫طلب اخليط ودعق الدرز وعارب الغرز فإين مسعت رسول هللا صلى‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬يف طبعة دار الكتب العلمية (ص ‪ :)103‬وأخربان عبدالوهاب بن علي الصويف أنبأان أبو الفضل‬
‫بن انصر انباان املبارك بن عبد اجلبار الصرييف أنبأان أبو إسحاق الربمكي أنباان أبو بكر بن جنيب أنبأان‬
‫أبو جعفر بن ذريح أنباان هناد عن وكي عن مطر بن ثعلبة عن أيب النوار عال رأيت عليا عليه التسالم‬
‫وعف على خياط ‪..‬‬

‫(‪)344/1‬‬

‫هللا عليه وآله يقول‪(( :‬يؤتى يوم القيامة ابخلياط اخلائن وعليه عميص مما خاط وخان فيه فيفتضح على‬
‫رءوس األشهاد)) مث عال إايك اي خياط والفضالت والتسقطات فإن صاحب الثوب أحق هبا ممن‬
‫يتخذها ويده تطلب هبا اجملازاة يف الدنيا‪.‬‬
‫وعد ذكر هذه القصة الزخمشري يف ((ربي األبرار)) وبه عن أيب النوار عال أتى أمري املؤمنني أبترج‬
‫فأخذ احلتسني عليه التسالم أترجة فنزعها من يده وعتسمها بني الناس وبه عن أيب النوار عال‪ :‬عوتب‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫أمري املؤمنني على تقلله من الدنيا وشدة عيشه فبكى وعال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله يبيت‬
‫الليايل طاوايً وما شب من طعام أبداً ولقد رأى يوماً سرتاً موشياً على ابب ابنته فاطمة فرج ومل يدخل‬
‫وعال‪ :‬مايل وهلذا غيبوه عن عيين وكان جيوع فيشد احلجر على بطنه وكنت أشده معه فهل كرمه هللا‬
‫ٍ‬
‫حينئذ أن هللا عد أهان غريه‬ ‫بذلك أم أهانه فإن عال عائل أهانه فقد كذب ومرق إن عال أكرمه فيعلم‬
‫حيث بتسط له الدنيا وزواها عن أعرب الناس إليه وأعزهم عليه حيث خرج منها مخيصاً وورد اآلخرة‬
‫سليماً مل يرف حجراً على حجر وال وض لبنة على لبنة‪ ،‬وعد سلكت سبيله بعده ولقد رععت‬
‫مدرعيت هذه حىت استحييت من راععها ولقد عيل يل أال تتستبدل غريها فقلت‪ :‬للقائل وحيك اغرب‬
‫فعند الصباح حيمد القوم التسري‪.‬‬
‫عال أبو النوار دخل عليه أشعث بن عيس فرآه يصلي فقال أدءوب ابلليل ودءوب ابلنهار فتسلم‬
‫وعال‪:‬‬
‫اصرب على مضض اإلدالج يف التسحر ‪ ...‬وللرواح كذا احلاجات يف البكر‬
‫ال تضجرن وال يعجزك مطلبها ‪ ...‬فإمنا اهللك بني العجز والضجر‬

‫(‪)345/1‬‬

‫إين رأيت ويف األايم جتربة ‪ ...‬للصرب عاعبة حممودة األثر‬


‫وعل من جد يف شيء يؤمله ‪ ...‬واستشعر الصرب إال فاز ابلظفر‬
‫عال‪ :‬عال أبو بكر القرشي ابإلسناد املقدم ثنا القاسم بن هاشم عن عبد العزيز بن اخلطاب عن‬
‫احلتسن بن علي النمري عن عمرو بن حيىي عن أيب أراك عال جاء سائل إىل أمري املؤمنني فقال‪ :‬لبعض‬
‫ولده اذهب إىل أمك وعل هلا هات ذاك الدرهم الذي عندك فمضى مث عاد وعال هي تقول عد‬
‫خبأانه الدعيق فقال‪ :‬اذهب وائتيين به فذهب وأتى به فدفعه إىل التسائل وعال‪ :‬ال يصدق إميان عبد‬
‫حىت يكون وما يف يده هلل أوثق منه وما يف يديه فبينما هو يتحدث إذ مر به رجل يبي مجالً فاشرتاه منه‬
‫ومائة درهم مث ابعه ومائتني فدف املائة إىل ولده وعال‪ :‬اذهب هبا إىل أمك وعل هلا هذا ما وعدان هللا‬
‫على لتسان نبيه صلى هللا عليه وآله إخباراً عن ربه تعاىل‪{ :‬من جاء ابحلتسنة فله عشر أمثاهلا}‬
‫وعال أبو النوار‪ :‬لقيت املغرية بن شعبة وهو يتكلم م صعصعة بن صوحان ويقول له‪ :‬من أين‬
‫أعبلت؟ (‪ )1‬فقال من عند الويل التقي الويف احلفي احلكيم الكرمي الزاهد العليم املان بتسيفه اجلواد‬
‫بكفه الوري زنده الكثري وفده الذي هو من ضأضأ أشراف أجماد ليوث أجناد وليس أبععاد وال أنكاد‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وليس يف أمره أود وال يف عوله فند ال ابلطائش الوزق‪ ،‬وال ابلرائث املذق كرمي األبناء شريف اآلابء‬
‫صابر على البالء اثعب التسناء شجاع مذكور جمرب مشهور زاهد يف الدنيا رغب يف األخرى‪.‬‬
‫فقال املغرية هذه صفات أمري املؤمنني عليه التسالم‪.‬‬
‫وابنا جدي رمحه هللا عال ابنا أبو بكر بن حبيب الصويف عال ابنا أبو سعد بن أيب صادق ابنا عبد هللا‬
‫بن ابلويه الشريازي ثنا عبد هللا بن فهد بن إبراهيم التساجي ثنا حممد بن زكراي بن دينار عن العباس بن‬
‫بكار عن عبد الواحد بن أيب عمرو األسدي‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬يف طبعة دار الكتب العلمية (ص ‪ :)105‬وعال القرشي‪ :‬أنباان القاسم عن ابن اخلطاب عن‬
‫النمري عن عمرو بن حيىي عن صعصعة بن صوحان أنه مر على املغرية بن شعبة فقال له من أين‬
‫أعبلت ‪..‬‬

‫(‪)346/1‬‬

‫عن حممد بن التسائب الكليب عن أيب صاحل عال دخل ضرار بن ضمرة على معاوية فقال له اي ضرار‬
‫صف يل علياً‪ ،‬فقال‪ :‬أوتعفيين؟ عال‪ :‬ال أعفيك فقال‪ :‬ضرار كان وهللا بعيد املدى شديد القوى يقول‬
‫فصالً وحيكم عدالً يتفجر العلم من جوانبه وتنطق احلكمة من نواحيه يتستوحش من الدنيا وزهرهتا‬
‫ويتستأنس ابلليل وظلمته وكان غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفه وخياطب نفتسه يعجبه من اللباس‬
‫ما خشن ومن الطعام ما جشب كان وهللا كأحدان جييبنا إذا سألناه ويبتدئنا إذا العيناه أيتينا إذا دعوانه‬
‫وحنن وهللا م عربة منها دونوه إلينا ال نكلمه هيبة له وال نبتدئه لعظمه إن تبتسم فعن مثل اللؤلؤ‬
‫املنظوم يعظم أهل الدين وحيب املتساكني ال يطم القوي يف ابطله وال ييأس الضعيف من عدله‬
‫فأشهد ابهلل لقد رأيته يف بعض مواعفه ليلة وعد أرخى الليل سدوله وغارت جنومه وعد مثل عائماً يف‬
‫حمرابه عابضاً على حليته يتململ متلمل التسليم ويبكي بكاء احلزين وكأين أمسعه وهو يقول‪:‬‬
‫اي دنيا غري غريي أيب تعرضت أم إيل تشوعت هيهات هيهات عد أبنتك ثالاثً ال رجعة يل فيك‬
‫فعمرك عصري وعيشك حقري وخطرك كثري آه من علة الزاد وبعد التسفر ووحشة الطريق عال فذرفت‬
‫دموع معاوية على خديه وحليته فلم ميلك ردها وهو ينشفها بكمه وعد اختنق القوم ابلبكاء مث عال‬
‫معاوية‪ :‬رحم هللا أاب حتسن فلقد كان وهللا كذلك فكيف حزنك عليه اي ضرار؟ فقال‪ :‬حزن من ذبح‬
‫ولدها يف حجرها فال ترعأ عربهتا وال يتسكن حزهنا‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)347/1‬‬

‫وعال ضرار كان أمري املؤمنني ميشي يوم العيد إىل املصلى ال يركب‪.‬‬
‫وأنه مل يزل م النيب صلى هللا عليه وسلم من أول عمره إىل أن تويف رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫وعد شهد املشاهد كلها ومعاوية وأبوه مل يشهدا مشهداً م رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫وعد سئل جدي أبو الفرج رمحه هللا فقيل له‪ :‬أشهد معاوية بدراً؟ فقال‪ :‬نعم ولكن من ذاك اجلانب‬
‫يعين من جانب الكفار‪.‬‬

‫(‪)348/1‬‬

‫(‪)349/1‬‬

‫(‪)350/1‬‬

‫(‪)351/1‬‬

‫(‪)352/1‬‬

‫(‪)353/1‬‬

‫(‪)354/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


)355/1(

)356/1(

)357/1(

)358/1(

)359/1(

)360/1(

)361/1(

)362/1(

)363/1(

)364/1(

This file was downloaded from QuranicThought.com


‫(‪)365/1‬‬

‫الباب اخلامس يف خمتار من كالمه‬


‫كان عليه التسالم يتكلم بكالم عد حف ابحلكمة وينطق وميزان بيان العصمة مل تتسقط له كلمة وال‬
‫ابرته له حجة أعز الناطقني وحاز عصب التسبق يف التسباعني وعد اخرتت منه ما أودعته يف هذا‬
‫الكتاب من فنون العلوم واآلداب فنبدأ ابخلطب ابخلطبة املعروفة ابلشقشقية ذكر صاحب هنج‬
‫البالغة طرفاً منها وعد أتيت هنا وما‬

‫(‪)366/1‬‬

‫شذ عنها‬
‫وعد أنبأان هبا شيخنا أبو القاسم بن النفيس األنباري إبسناده عن ابن عباس عال‪ :‬ملا بوي أمري‬
‫املؤمنني ابخلالفة انداه رجل من الصف وهو على املنرب ما الذي أبطأ بك إىل اآلن فقال‪ :‬بديهاً وهللا‬
‫لقد تقمصها أخو تيم أو فالن وهو يعلم أن حملي منها حمل القصب من الرحى ينحدر عين التسيل وال‬
‫يرعى إليه الطري ولكين سدلت دوهنا ثوابً وطويت عنها كشحاً وطفقت أمثل بني أن أصول بيد ماضية‬
‫أو أصرب على ظلمة طخياء يوض فيها الكبري ويذب فيها الصغري ويف رواية‪ :‬فطفقت أمثل بني أن‬
‫أصول بيد جذاء أو أصرب على طخية عمياء يهرم فيها الكبري ويشيب فيها الصغري ويكدح فيها‬
‫مؤمن حىت يلقى ربه فرأيت الصرب أجد فصربت‪ ،‬ويف العني عذى ويف احللق شجى إىل أن مضى األول‬
‫لتسبيله فأدىل هبا إىل الثاين فيا هلل العجب بينا هو يتستقيلها يف حال موته إذ عقدها آلخر بعد مماته‬
‫فعقدها يف حنية خشناء يصعب متسها ويغلظ كلمها ويكثر يف العثار‪ ،‬ومنها االعتذار فمين الناس ومن‬
‫عقدها له حىت مضى لتسبيله ويف رواية‪ :‬بينا هو يقتال منها يف حياته عقدها بعد وفاته أشد ما تشطر‬
‫ضرعها يف حوزة خشناء فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق هلا خرم وإن أسلس هلا تقحم‪.‬‬
‫ويف رواية‪ :‬فمين الناس خببط ومشاس وتكون واعرتاض حىت إذا ذهب اآلخر لتسبيله جعلها شورى بني‬
‫ستة زعم أين أحدهم فيا هلل وللشورى فيم ومم ومب ومل يعرض عين ولكين أسففت حني أسفوا وطرت‬
‫معهم حيث طاروا وصربت لطول احملنة وانقضاء املدة إىل أن أعام الثالث ويف رواية فيا هلل والشورى‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫مىت اعرتض الريب يف حىت ضرت أعرن إىل هذه النظائر فصغى رجل منهم لضغنه ومال اآلخر‬
‫لصهرهم عن من وهن إىل أن عام الثالث انفجاً حضينه بني نثيله‬

‫(‪)367/1‬‬

‫ومعتلفه وبنو أبيه أو بنو أمية خيضمون مال هللا خضم اإلبل نبت الربي حىت إذا أجهز عليه عمله‬
‫وأسلمه إىل اهلالك أجله وكبت به مطيته فما راعين إال والناس إرساالً إيل كعرف الفرس يتسألوين البيعة‬
‫وانثالوا علي انثياالً حىت لقد وطئ احلتسنان‪ ،‬واما عطفاي ويف رواية‪ :‬وشق عطفاي وهم جمتمعون‬
‫حويل كربضة الغنم فلما هنضت ابألمر نكثت طائفة وفتسقت شرذمة ومزعة أخرى وعتسط عوم كأهنم مل‬
‫يتسمعوا عول هللا‪{ :‬تلك الدار اآلخرة جنعلها للذين ال يريدون علواً يف األرض وال فتساداً والعاعبة‬
‫للمتقني} بلى وهللا لقد مسعوها وأوعوها ولكن راعتهم دنياهم وأعجبهم رونقها‪ ،‬أما والذي فلق احلبة‬
‫وبرأ النتسمة لوال ما أخذ هللا على األولياء أللقيت حبلها على غارهبا ولتسقيت آخرها بكأس أوهلا‪،‬‬
‫ويف رواية‪ :‬لوال حضور احلاضر وعيام احلجة بوجود الناصر وما أخذ هللا على العلماء أال يقاروا علي‬
‫كظة ظامل وال سغب مظلوم أللقيت حبلها على غارهبا‪ ،‬ويف رواية‪ :‬وأللفيتم دنياكم هذه أزهد عندي‬
‫من غفطة عنز وأنشد‪:‬‬
‫شتان ما يومئ على كورها ‪...‬‬
‫ويوم حيان أخي جابر مث انوله كتاابً فنظر فيه وعط الكالم فقال له ابن عباس‪ :‬اي أمري املؤمنني لو‬
‫أخذت فيما أفضت فيه فقال‪ :‬تلك شقشقة هدرت مث عرت فلهذا مسيت الشقشقية‪.‬‬
‫تفتسري غريبها‬
‫الشقشقية بكتسر الشني كالرية خيرجها البعري من فيه إذا هاج وهدر ويقال للخطيب ذو شقشقة إذا‬
‫شبه ابلفحل‪.‬‬
‫يف القطب ثالث لغات ضم القاف وفتحها وكتسرها ذكره اجلوهري والضم أفصح وفالن عطب فالن‬
‫أي سيدهم الذي يدور عليه أمرهم ويقال لصاحب‬

‫(‪)368/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫اجليش عطب رحى احلرب‪.‬‬
‫وعوله‪ :‬ينحدر عين التسيل وال يرعى إىل الطري يشري إىل منزلته ومكانته وشرفه وشجاعته وهيبته فإذا‬
‫مر به التسيل هابه واحندر عنه وإذا رآه الطري وهو يف ذروة شاهق مل يتجاسر أن يصعد إليه‪.‬‬
‫والكشح‪ :‬إبسكان الشني ما بني اخلاصرة والضل اخللف‪ ،‬واخللف إبسكان الالم أعصر األضالع‬
‫وطوى فالن كشحه على األمر إذا أضمره وسرته وطفقت جعلت أفعل كذا ومنه عوله تعاىل‪{ :‬وطفقا‬
‫خيصفان عليهما من ورق اجلنة}‪.‬‬
‫والطخياء‪ :‬الداهية من الطخى‪.‬‬
‫ويرض فيها الكبري لشدهتا واجلذاء القاطعة والطخياء الليلة املظلمة‪ ،‬والكدح العمل والتسعي والقذى‬
‫يف العني والشراب ما يتسقط فيه والشجي ما ينشب يف احللق من عظم وغريه وأدىل هبا دفعها ومين‬
‫ابتلي‪.‬‬
‫وعوله لشد ما تشطر أضرعها العدو وتشاطرا تناصفا والشطر النصف‪ ،‬واحلوزة‪ :‬الناحية والصعبة‬
‫نقيض الذلول‪.‬‬
‫وعوله‪ :‬إن أشنق هلا خرم وإن أسلس هلا تقحم معناه إذا شدد عليها يف جذب زمامها وهي تنازعه خرم‬
‫أنفها وإن أرخى هلا موض صعوبتها تقحمت به فلم ميلكها ويقال‪ :‬أشنق بعريه وشنقه لغتان‪.‬‬
‫واخلبط أن ميشي اإلنتسان وال يتوعى شيئاً‪.‬‬
‫والشماس‪ :‬املن ومنه فرش مشوس والعامة تقول مشوص ابلصاد وهو خطأ‪.‬‬

‫(‪)369/1‬‬

‫واالعرتاض‪ :‬ابلصاد املهملة الدوام على الشيء والريب الشك والشورى ما جتري فيه املشاورة وضغى‬
‫مال والضغن احلقد واهلن الشيء واهلنات اخلصالت القبيحة واحلضن ما بني اإلبط إىل الكشح‪،‬‬
‫وعيل‪ :‬هو ما دون ذلك وحضنا الشيء جانباه والنثيل الروث واملعتلف ما يعلف به‪ ،‬واخلضم‪ ،‬األكل‬
‫جبمي الفم وانثالوا انصبوا والعطب اجلانب والربضة للغنم دابرهتا والكظة املمارسة يف احلرب والعفطة‬
‫حبقة العنز واألرسال اجلماعات والغارب ما بني التسنام والعنق ومنه عوله حبلك على غاربك اذهيب‬
‫حيث شئت وأصله أن الناعة إذا رعت وعليها اخلطام ألقى حبلها على غارهبا ألهنا كلما رأت اخلطام‬
‫مل يهنها شيء‪.‬‬
‫اخلطبة املنربية‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫روى جماهد عن ابن عباس عال‪ :‬خطب أمري املؤمنني يوماً على منرب الكوفة (‪ ، )1‬فقال‪:‬‬
‫احلمد هلل أمحده وأؤمن به وأستعينه وأستهديه وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له وأن حممداً‬
‫عبده ورسوله أرسله ابهلدى ودين احلق ليظهره على الدين كله ولو كره املشركون‪ ،‬مث عال‪ :‬أيتها‬
‫النفوس املختلفة والقلوب املشتبهة الشاهدة أبداهنم الغائبة عقوهلم كم أدلكم على احلق وأنتم تنفرون‬
‫نفور املعزي من وعوعة األسد هيهات أن أطل بكم ذروة العدل أو أعيم اعوجاج احلق اللهم إنك‬
‫تعلم أنه مل يكن مين منافتسة يف سلطان وال التماس فضول احلكام ولكن ألرد املعامل من دينك وأظهر‬
‫الصالح يف بالدك فيأمن املظلومون من عبادك وتقام املعطلة من حدودك اللهم إنك تعلم أين ألو من‬
‫أانب ومس وأجاب ومل يتسبقين إال رسولك اللهم ال ينبغي أن يكون على الدماء والفروج واملغامن‬
‫واإلمامة البخيل؛ ألنه هنمته يف مج األموال وال اجلاهل فيدهلم جبهله على الضالل وال اجلايف‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬يف طبعة دار الكتب العلمية (ص ‪ :)107‬عرأت على أيب حفص عمر بن معمر الدارعطين عال‬
‫أنبأان أمحد بن حممد املذاري أنبأان احلتسن بن أمحد البناء أنبأان علي بن حممد بن بشران أنبأان احلتسني‬
‫بن صفوان أنبأان أبو بكر القرشي املعروف ابين أيب الدنيا حدثنا علي بن احلتسني بن عبد هللا حدثنا‬
‫عبد هللا بن صاحل العجلي عال‪ :‬خطب أمري املؤمنني علي يوما على منرب الكوفة ‪..‬‬

‫(‪)370/1‬‬

‫فينفرهم جبفائه وال اخلائف فيتخذ عوماً دون عوم وال املرتشي فيذهب ابحلقوق وال املعطل فيؤدي إىل‬
‫الفجور وال الباغي فيدحض احلق وال الفاسق فيشني الشرع‪.‬‬
‫فقام إليه رجل فقال‪ :‬اي أمري املؤمنني‪ ،‬ما تقول يف ٍ‬
‫رجل مات وترك امرأة وابنتني وأبوين؟‬
‫فقال‪ :‬لكل واحد من األبوين التسدس ولالبنتني الثلثان‪ ،‬عال‪ :‬فاملرأة عال‪ :‬صار مثنها تتسعاً وهذا من‬
‫أبلغ األجوبة‪.‬‬
‫تفتسري املتسألة‬
‫أشار عليه التسالم إىل العول وهو مذهب فقهاء الصحابة رضي هللا عنهم ومعناه أن تزيد التسهام‬
‫فيدخل النقصان على أهل الفرائض فأصل املتسألة من أربعة وعشرين للزوجة الثمن ثالثة ولالبنتني‬
‫الثلثان ستة عشر ول أبوين مثانية لكل‬

‫(‪)371/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫واحد أربعة فكان أصلها من أربعة وعشرين فزادت بثمنها وهو ثالثة فيدخل النقص على الكل على‬
‫نتسبة واحدة ملا ضاق املال عن الوفاء ابملقدرات فيكون للزوجة ثالثة من سبعة وعشرين والثالثة من‬
‫سبعة وعشرين تتسعها فهذا معىن عوله صار مثنها تتسعاً‪ ،‬وأما عوله عول ابن عباس ومن نفى العول فإنه‬
‫يدخل النقص على االبنتني ال غري فيكون للزوجة مثن كامل وهو ثالثة من أربعة وعشرين ول أبوين‬
‫لكل واحد منهما التسدس كامالً مثانية تبقى ثالثة عشر يكون بني االبنتني‪.‬‬
‫خطبة أخرى تعرف ابلبالغة‬
‫روى ابن أيب ذؤيب عن ابن صاحل العجلي عال‪ :‬شهدت (‪ )1‬أمري املؤمنني عليه التسالم وهو خيطب‬
‫فقال‪ :‬بعد أن محد هللا تعاىل وصلى على حممد رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪.‬‬
‫أيها الناس‪ ،‬إن هللا أرسل إليكم رسوالً ليزيح به علتكم ويوعظ به غفلتكم وإين أخوف ما أخاف‬
‫عليكم اتباع اهلوى وطول األمل أما اتباع اهلوى فيصدكم عن احلق وأما طول األمل فينتسيكم اآلخرة‬
‫أال وإن الدنيا عد رحلت مقبلة ولكل واحد منهما بنون فكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ال‬
‫حتساب وغداً حتساب وال عمل واعلموا أنكم ميتون ومبعوثون من بعد املوت وحماسبون على‬
‫أعمالكم وجمازون هبا فال تغرنكم احلياة الدنيا وال يغرنكم ابهلل الغرور فإهنا دار ابلبالء حمفوفة وابلعناء‬
‫والغدر موصوفة وكل ما فيها زوال وهي دول بني أهلها وسجال ال تدوم أحواهلا وال يتسلم من شرها‬
‫نزاهلا بني أهلها يف رخاء وسرور إذا هم يف بالء وغرور‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬يف طبعة دار الكتب العلمية (ص ‪ :)109‬وبه عال القرشي‪ :‬حدثنا علي بن احلتسني حدثنا عبد‬
‫هللا بن صاحل العجلي عال أخربين رجل من بين شيبان عال شهدت عليا وعد خطب خطبة بليغة محد‬
‫هللا فيها ‪..‬‬

‫(‪)372/1‬‬

‫والعيش فيها مذموم والرخاء فيها ال يدوم أهلها فيها أغراض متستهدفة كل جيفة فيها مقدور وحظ‬
‫من نوائبها موفور وأنتم عباد هللا على حمجة من عد مضى وسبيل من كان مث القضاء ممن كان أطول‬
‫منكم أعماراً وأشد بطشاً وأعمر دايراً أصبحت أجتسادهم ابلية ودايرهم خالية فيما استبدلوا ابلقصور‬
‫املشيدة والنمارق املوسدة بطون اللحود وجماورة الدود يف دار ساكنها مغرب وحملها مقرب بني عوم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫متستوحشني متجاورون غري متزاورين ال يتستأنتسون ابلعمران وال يتواصلون تواصل اجلريان على ما‬
‫بينهم من عرب اجلوار ودنو الدار وكيف يكون بينهم تواصل وعد طحنهم البلى وأظللتهم اجلنادل‬
‫والثرى فأصبحوا بعد احلياة أموااتً وبعد نضارة العيش رفااتً عد فج هبم األحباب وأسكنوا الرتاب‪،‬‬
‫ظعنوا فليس هلم إايب ومتنوا الرجوع فيحل بينهم وبني ما يشتهون {كال إهنا كلمةٌ هو عائلها ومن‬
‫خ إىل يوم يبعثون} وعد أخرج أبو نعيم طرفاً من هذه اخلطبة يف كتابه املعروف ابحللية‪.‬‬
‫ورائهم برز ٌ‬

‫(‪)373/1‬‬

‫خطبة خطب هبا بعد وفاة رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫روى جمالد عن ابن عباس عال‪ :‬ملا دفن رسول هللا صلى هللا عليه وآله جاء العباس وأبو سفيان بن‬
‫حرب ونفر من بين هاشم إىل أمري املؤمنني عليه التسالم فقالوا‪ :‬مد يدك نبايعك وهذا اليوم الذي عال‬
‫فيه أبو سفيان إن شئت م أهتا خيالً ورجالً فخطب‪ ،‬وعال‪:‬‬
‫أيها الناس شقوا أمواج الفنت بتسفن النجاة‪ ،‬وعرجوا عن طريق املنافرة وضعوا تيجان املفاخرة فقد فاز‬
‫من هنض جبناح واستتسلم فاراتح ماء آجن ولقمة يغض هبا آكلها أجدر ابلعاعل من لقمة حتشى وتبور‬
‫ومن شربة تلذ بشارهبا م ترك النظر يف عواعب األمور فإن أعل تقولوا احرص على امللك وإن أجزع‬
‫تقولوا جزع من املوت هيهات هيهات بعد اللتيا واليت وهللا البن أيب طالب آنس ابملوت من طفل‬
‫بثدي أمه ومن الرجل أبخيه وعمه ولقد اندجمت على علم لو حبت به الضطربتم اضطراب األرشية يف‬
‫الطوى البعيدة وذكر كالماً كثرياً‪.‬‬
‫واللتيا‪ :‬بفتح الالم والتشديد تصغري اليت عال الراجز بعد اللتيا واليت‪.‬‬
‫واألرشية‪ :‬مج رشاء ابملد وهو احلبل والطوى‪ :‬البئر املطوية‪.‬‬
‫خطبة يف مدح رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫ذكرها احلتسن بن عرفة عن سعيد بن عمري (‪ )1‬عال‪ :‬خطب أمري املؤمنني يوماً فقال‪:‬‬
‫احلمد هلل داحي املدحوات وداعم املمتسوكات وجابل القلوب على فطرهتا شقيها وسعيدها وغويها‬
‫ورشيدها اللهم واجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك على سيدان حممد عبدك ورسولك وحبيبك‬
‫اخلامت ملا سبق والفاتح ملا انغلق املعلن‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬يف طبعة دار الكتب العلمية (ص ‪ :)112‬أخربان عبد هللا بن أيب اجملد احلريب أنبأان عبد الوهاب‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫بن املبارك أنبأان أبو الفتح أمحد احلداد أنبأان أبو بكر بن أمحد بن علي بن إبراهيم بن منحويه أنبأان‬
‫حممد بن أمحد بن إسحاق أنبأان عبد هللا بن سليمان بن األشعث حدثنا احلتسن بن عرفة حدثنا عباد‬
‫بن احلبيب بن املهلب بن أيب صفرة عن جمالد عن سعيد بن عمري ‪.. ..‬‬

‫(‪)374/1‬‬

‫ابحلق الناطق ابلصدق الداف جيشات األابطيل والدامغ هيشات األضاليل فاضطل عائماً أبمرك‬
‫متستوفراً يف مرضاتك غري انكل يف عدم وال واه يف عزم مراعياً لعهدك حمافظاً لودك حىت أوري عبس‬
‫القابس وأضاء الطريق اللخابط وهدى به الناس بعد خوض يف الفنت واآلاثم وخبط يف عشو الظالم‬
‫فأانرت نريات األحكام ابرتفاع األعالم فهو أمينك املأمون وخازن علمك املخزون وشهيد يوم الدين‬
‫وحجتك على العاملني وبعيثك ابحلق ورسولك إىل اخللق اللهم فافتسح له مقتسماً من ظلك واجزه‬
‫ومضاعفات اخلري من فضلك اللهم امج بيننا وبينه يف برد العيش وعرار النعمة ومنتهى الرغبة ومتستقر‬
‫اللذة ومنتهى الطمأنينة وإرجاء الدعة وإفناء الكرامة القدم بتتسكني الدال التقدم واجليشات من‬
‫جاشت القدر جتيش إذا غلت واهليشات اجلماعات وهاشوا أي حتركوا‪.‬‬
‫خطبة أخرى يف مدح رسول هللا صلى هللا عليه وآله واألئمة‬
‫رواها أمحد بن عبد هللا اهلامشي (‪ )1‬عن احلتسني بن علي بن حممد بن موسى بن جعفر بن حممد بن‬
‫علي بن احلتسني بن علي عليهم التسالم عال احلتسني عليه التسالم خطب أمري املؤمنني خطبةً بليغةً يف‬
‫مدح رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ ،‬فقال بعد محد هللا والصالة على نبيه‪:‬‬
‫ملا أراد هللا أن ينشئ املخلوعات أعام اخلالئق يف صورة عبل خلق األرض والتسماوات‪ ،‬مث أفاض نوراً‬
‫من نور عزه فلم عبتساً من ضيائه وسط مث اجتم يف تلك الصورة وفيها هيئة نبينا صلى هللا عليه‬
‫وآله فقال هللا تعاىل أنت املرتضى املختار وعيل متستودع األنوار من أجلك أجعل البطحاء وأجري‬
‫املاء وأجعل الثواب والعقاب وأنصب أهل بيتك علماً للهداية وأودع فيهم أسراري حبيث ال يغيب‬
‫عنهم دعيق وال جليل وال خيفى عنهم خفي أجعلهم حجيت على خليقيت وأسكن‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬يف طبعة دار الكتب العلمية (ص ‪ :)113‬أخربان أبو طاهر اخلزميي أنبأان أبو عبد هللا احلتسني بن‬
‫علي أنبأان عبد هللا بن عطاء اهلروي أنباان عبد الرمحن بن عبيد الثقفي أنباان احلتسني بن حممد الدينوري‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫أنبأان عبد هللا بن إبراهيم اجلرجاين أنبأان حممد بن علي بن احلتسني العلوي أنباان أمحد بن عبد هللا‬
‫اهلامشي‬

‫(‪)375/1‬‬

‫علوهبم أنوار عزي وأطلعهم على معادن جواهر خزائين مث أخذ هللا تعاىل عليهم الشهادة ابلربوبية‬
‫واإلعرار ابلوحدانية وأن اإلمامة فيهم والنور معهم مث إن هللا سبحانه أخفى اخلليفة يف غيبة عينها يف‬
‫مكنون عمله ونصب العوامل وموج املاء وأاثر الزبد وأهاج الدخان فطفا عرشه على املاء مث أنشأ‬
‫املالئكة من أنوار ابتدعها واخرتعها مث خلق املخلوعات فأكملها مث عرن بنبوة نبينا صلى هللا عليه‬
‫وآله بتوحيده فشهدت له التسماوات واألرض واملالئكة والعرش والكرسي والشمس والقمر والنجوم‬
‫ابلنبوة والفضيلة مث خلق آدم وأابن للمالئكة فضله وأراهم ما خصه به من سابق العلم فجعله حمراابً‬
‫هلم فتسجدوا له وعرفوا حقه مث إن هللا تعاىل بني آلدم عليه التسالم حقيقة ذلك النور ومكنون ذلك‬
‫التسر فأودعه شيئاً عليه التسالم وأوصاه به وأعلمه أنه التسر يف املخلوعات مث مل يزل ينتقل من‬
‫األصالب املطاهر إىل األرحام الزكية إىل أن وصل إىل عبد املطلب فألقاه إىل عبد هللا مث صانه هللا عن‬
‫اخلثعمية حىت وصل إىل آمنة فلما أظهره هللا بواسطة نبيه صلى هللا عليه وآله استدعى الفهوم إىل‬
‫القيام حبقوق ذلك التسر اللطيف وندب العقول إىل اإلجابة لذلك املعىن املودع يف ابطن األمر‬
‫وغامض العلم ومن غمرته الغفلة وشغلته احملنة عشي بصر علبه عن إدراكه فال يزال ذلك النور ينتقل‬
‫فينا أهل البيت ويتشف يف غرائزان إىل أن يبلغ الكتاب أجله فنحن أنوار األرض والتسموات وحنن‬
‫خالص املوجودات وسفن النجاة وفينا مكنون العلم وإلينا مصري األمور وومهدينا تنقط احلجج فهو‬
‫خامت األئمة ومنقذ األمة ومنتهى النور وغامض التسر فليصن من استمتسك بعروتنا وحشر على حمبتنا‪.‬‬
‫خطبة أخرية خطب هبا عليه التسالم ملا عتل عثمان رضي هللا عنه وانقضت أموره‬
‫أبنا هبا أبو طاهر احلرمي أبنا عبد الوهاب بن املبارك احلافظ أبنا أبو الفتح أمحد بن‬

‫(‪)376/1‬‬

‫حممد احلداد أبنا أبو بكر أمحد بن علي بن أبنا حممد بن أمحد بن إسحاق أبنا عبد هللا بن سليمان بن‬
‫األشعث‪ ،‬ثنا احلتسن بن عرفة‪ ،‬ثنا عباد بن عباد بن حبيب بن مهلب بن أيب صفرة عن خالد‪ ،‬عن‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫سعيد بن عمري عال‪ :‬خطب أمري املؤمنني عليه التسالم بعدما عتل عثمان فقال‪:‬‬
‫أيها الناس‪ ،‬تدرون ما مثلي ومثلكم ومثل عثمان كمثل ثالثة أثوار يف أمجة ثور أبيض وثور أسود وثور‬
‫أمحر وكان معهم أسد وكان األسد ال يقدر عليهم الجتماعهم واتفاعهم عليه‪ ،‬فقال األسد ذات يوم‬
‫للثور األسود واألمحر‪ :‬إنه ال يدل علينا الناس إال الثور األبيض فإنه مشهور ابلبياض فلو تركتماين‬
‫آكله فتصفوا األمجة لنا ونعيش فيها فقاال له‪ :‬افعل فأكله مث لبث مدة فقال ل أمحر‪ :‬ال يدل علينا‬
‫الناس إال الثور األسود بتسواد لونه فإن لوين ولونك ال خيتلفان فدعين آكله فتصفوا األكمة يل ولك‬
‫فقال‪ :‬افعل فأكله مث لبث مدة وعال ل أمحر‪ :‬إن آكلك ال حمالة فقال‪ :‬دعين أاندي ثالث أصوات‬
‫عال‪ :‬افعل فصاح إال إين أكلت الثور األبيض عاهلا‪ :‬ثالاثً مث عال علي عليه التسالم إال إين وهنت يوم‬
‫عتل عثمان عاهلا ثالاثً‪.‬‬
‫اعتصران على هذه اخلطب من كالمه عليه التسالم وعال الشريف املرتضى رضي هللا عنه وع إيل من‬
‫خطب أمري املؤمنني عليه التسالم أربعمائة خطبة‪.‬‬
‫فصول من كالمه عليه التسالم‬
‫فمن ذلك ما ورد يف املواعظ والرعائق عال أبو نعيم يف احللية‪ ،‬ثنا عمر بن حممد‪ ،‬ثنا احلتسني بن حممد‬
‫بن عفري‪ ،‬ثنا احلتسن بن علي ثنا خلف بن متيم عن عمر بن الرحال‪ ،‬عن العالء بن املتسيب عن عبد‬
‫خري عال‪ :‬عال يل أمري‬

‫(‪)377/1‬‬

‫املؤمنني‪ :‬ليس اخلري أن يكثر مالك أو ولدك ولكن اخلري أن يكثر عملك ويعظم حلمك فال خري يف‬
‫الدنيا إال ألحد رجلني رجل أذنب ذنوابً فهو يتدارك ذلك بتوبة ورجل‪.‬‬
‫يتسارع يف اخلريات وال يقل عمالً يف تقوى وكيف يقل ما يتقبل‪.‬‬
‫وعال أبو نعيم ثنا أيب ثنا إبراهيم بن حممد بن احلتسن عال‪ :‬كتب إيل أمحد بن إبراهيم بن هاشم‬
‫الدمشقي ثنا ابن صفوان‪ ،‬عن القاسم بن زيد عن عوانة بن حرب‪ ،‬عن ابن عجالن‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫حممد بن أبيه عن جده‪ ،‬عال شي أمري املؤمنني علي عليه التسالم جنازة ملا وضعت يف اللحد عج‬
‫أهلها وبكوا فقال‪ :‬مم تبكون؟ أما وهللا لو عاينوا ما عاين ألذهلهم ذلك عن البكاء أما وهللا إن له‬
‫إليهم لعودة مث عودة ال يبقى منهم أحداً مث عام فيهم فقال‪ :‬أوصيكم عباد هللا بتقوى هللا الذي ضرب‬
‫لكم األمثال ووعت اآلجال وجعل لكم أمساعاً تعي ما عناها وأفئدة تفهم ما دهاها إن هللا مل خيلقكم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عبثاً ومل يضرب عنكم الذكر صفحاً بل أكرمكم ابلنعم التسوابغ اآلالء التسوابغ فاتقوا هللا عباد هللا‬
‫وجدوا يف الطلب وابدروا ابلعمل عبل الندم عبل هادم اللذات ومفرق اجلماعات فإن الدنيا ال يدوم‬
‫نعيمها وال يؤمن فجائعها غرور حائل وسناد مائل ونعيم زائل وجيد عاطل فاتعظوا عباد هللا ابلعرب‬
‫ازدجروا ابلنذر فكأن عد علقتكم خماليب املنية ودامتكم مفظعات األمور بنفخة الصور وبعثرة القبور‬
‫وسياق احملشر واملوعف يف احلتساب يف النشر وبرز اخلالئق حفاة عراة {وجاءت كل ٍ‬
‫نفس معها سائ ٌق‬
‫وشهي ٌد} ونوعش الناس وعلى الفتيل والنقري {وأشرعت األرض بنور رهبا ووض الكتاب وجيء‬
‫ابلنبيني‬

‫(‪)378/1‬‬

‫والشهداء وعضى بينهم ابحلق وهم ال يظلمون} فارجتت لذلك اليوم البالد وخض العباد واندى‬
‫املنادي من مكان عريب وحشرت الوحوش وزوجت النفوس وبرزت اجلحيم يف أتجج جحيمها وغال‬
‫محيمها فاتقوا هللا عباد هللا تقية من وجل وحذر وأبصر وازدجر فاجتث طلباً وجنا هرابً وعدم للمعاد‬
‫واستظهر من الزاد وكفى ابهلل منتقماً وابلكتاب خصيماً وابجلنة ثواابً ونعيماً ويف رواية‪ :‬وكفى ابجلنة‬
‫ثواابً وابلنار وابالً وعقاابً وأستغفر هللا يل ولكم‪.‬‬
‫علت‪ :‬وعد وععت إلينا ألفاظ من هذا الباب يشتمل على فصل اخلطاب حذفنا إسنادها طلباً‬
‫لالختصار وحذفاً للتكرار‪.‬‬
‫فمنها عوله عليه التسالم‪ :‬الدنيا دار ممر واآلخرة دار مقر فخذوا من ممركم ملقركم وال هتتكوا أستاركم‬
‫عند من يعلم إسراركم وأخرجوا من الدنيا علوبكم عبل أن خترج منها أبدانكم ففيها اختربمت ولغريها‬
‫خلقتم إن اجلنازة إذا وضعت عال الناس‪ :‬ماذا ترك‪ ،‬وعالت املالئكة‪ ،‬ماذا عدم فقدموا بعضاً يكن‬
‫لكم‪ ،‬كال يكن عليكم‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم إذا رأيتم هللا تعاىل يتاب نعمه عليكم وأنتم تعصوه فاحذروه‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬من كفارات الذنوب العظام إغاثة امللهوف‬

‫(‪)379/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫والتنفس عن املكروب وعال عليه التسالم‪:‬‬
‫من أطال األمل أساء العمل وسيئة تتسرك خري من حتسنة تتسؤوك‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬الدهر خيلق األبدان وجيدد اآلمال ويقرب املنية ويباعد األمنية من ظفر به تعب‬
‫ومن فاته نصب‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬عجبت ملن يقنط ومعه االستغفار‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬كان يف أرض أماانن فرف أحداما وحي رسول هللا صلى هللا عليه وآله فتمتسكوا‬
‫ابآلخر وهو االستغفار عال هللا تعاىل‪{ :‬وما كان هللا ليعذهبم} اآلية‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬من أصلح ما بينه وبني هللا أصلح هللا ما بينه وبني الناس ومن عمل آلخرته كفاه‬
‫هللا أمر دنياه ومن كان له من نفتسه واعظ كان عليه من هللا حافظ‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬كم من متستدرج ابإلحتسان إليه ومغرور ابلتسرت عليه ومفتون حبتسن القول فيه‬
‫وشتان بني عملني عمل تذهب لذته وتبقى تبعته وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجرته‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬استنزلوا الرزق ابلصدعة فمن أيقن ابخللف جاد ابلعطاء‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬من أعطي أربعاً مل حيرم أربعاً من أعطي الدعاء مل حيرم‬

‫(‪)380/1‬‬

‫اإلجابة ومن أعطي التوبة مل حيرم القبول ومن أعطي االستغفار مل حيرم املغفرة ومن أعطي الشكر مل‬
‫حيرم الزايدة ومصداق ذلك يف كتاب هللا عال هللا يف الدعاء {ادعوين أستجيب لكم}‪ ،‬وعال يف التوبة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫جبهالة} وعال يف االستغفار‪{ :‬ومن يعمل سوءاً أو يظلم‬ ‫{إمنا التوبة على هللا للذين يعملون التسوء‬
‫نفتسه مث يتستغفر هللا} اآلية وعال يف الشكر‪{ :‬لئن شكرمت ألزيدنكم}‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬االستغفار درجة العليني وهو اسم واع على معاين أوهلا الندم على الفعل والثاين‬
‫العزم على الرتك وأن ال يعود والثالث أتدية احلقوق ليلقى هللا وليس عليه تبعة والراب أن يعهد إىل كل‬
‫فريضة فيؤدي حقها‪ ،‬واخلامس‪ :‬أن يذيب اللحم الذي نبت من التسحت ابهلموم واألحزان حىت‬
‫يكتتسي حلماً آخر من احلالل‪ ،‬والتسادس‪ :‬أن يذيق جتسمه أمل الطاعة كما أذاعه لذة املعصية‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬ال تكن ممن يريد اآلخرة بعمل الدنيا أو بغري عمل ويؤخر التوبة بطول األمل يقول‬
‫يف الدنيا عول الزاهدين ويعلم فيها عمل الراغبني إن منها القليل مل يشب وإن ملك الكثري مل يقن‬
‫أيمر وال أيمتر وينهى وال ينتهي حيب الصاحلني وال يعمل بعملهم ويبغض العاصني وهو أحدهم يكره‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫املوت لكثرة ذنوبه ويقيم على ما يكره هللا منه تعجبه نفتسه إذا عويف ويقنط إذا ابتلي إن أصابه بالء‬
‫دعا مضطراً وإن انله رخاء اعرتض مغرتاً تغلبه نفتسه على ما يظن وال يغلبها على ما يتستيقن إن‬
‫استغىن بطر وإن افتقر عنط يقدم املعصية ويتسوف ابلتوبة يصف العرب وال يعترب ويبالغ يف املوعظة وال‬
‫يتعظ فهو من القول مكثر ومن العمل مقل ينافس فيما يفىن ويتسامح فيما يبقى يرى املغنم مغرماً‬
‫والغرم مغنماً خيشى املوت وال يبادر الفوت يتستعظم من معاصي غريه ما يتستقله من معاصي نفتسه‬
‫ويتستكثر من طاعته ما‬

‫(‪)381/1‬‬

‫حيتقره من طاعة غريه فهو على الناس طاعن ولنفتسه مداهن اللغو من األغنياء أحب إليه من الذكر‬
‫م الفقراء يرشد غريه ويغوي نفتسه {أأتمرون الناس ابلرب وتنتسون أنفتسكم}‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬من أصبح على الدنيا حزيناً أصبح لقضاء هللا ساخطاً ومن أصبح يشكو مصيبة‬
‫نزلت به إىل خملوق مثله فإمنا يشكو ربه ومن أتى غنياً يتواض له ألجل دنياه ذهب ثلثا دينه‪.‬‬
‫عالوا ومعىن هذا أن‪ :‬املرء إنتسان جبتسده وعلبه ولتسانه والتواض حيتاج فيه على استعمال اجلتسد‬
‫واللتسان فإن أضاف إىل ذلك القلب ذهب مجي دينه‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬إن عوماً عبدوا هللا رغبة فتلك عبادة التجار وإن عوماً عبدوا هلل رهبة فتلك عبادة‬
‫العبيد وإن عوماً عبدوه شكراً فتلك عبادة األبرار‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬احذروا نفار النعم فما كل شارد ومردود‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬أفضل األعمال ما أكرهت عليه نفتسك‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬لو مل يتواعد هللا عباده على معصيته لكان الواجب أن ال يعصى شكراً لنعمة ومن‬
‫هاهنا أخذ القابل وعيل‪ :‬إهنما ألمري املؤمنني عليه التسالم‪.‬‬
‫هب البعث مل أتتنا رسله ‪ ...‬وجآجة النار مل تضرم‬
‫أليس من الواجب املتستحق ‪ ...‬حياء العباد من املنعم‬

‫(‪)382/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وعال عليه التسالم‪ :‬ما أكثر العرب وأعل املعتربين‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬أعل ما يلزمكم هللا تعاىل أن ال تتستعينوا بنعمه على معاصيه‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬املدة وإن طالت عصرية فاملاضي للمقيم عربة وامليت للحي عظة وليس ألمس‬
‫عودة وال أنت من غد على ثقة وكل لكل مفارق وبه الحق فاستعدوا {ليوم ال ينف فيه مال وال‬
‫بنون‪ .‬إال من أتى هللا بقلب سليم}‪.‬‬
‫واصربوا على عمل ال غناء لكم عن ثوابه وارجعوا عن عمل ال صرب لكم على عقابه فإن الصرب على‬
‫الطاعة أهون من الصرب على العذاب وإمنا أنتم نفس معدود وأمل ممدود وأجل حمدود وال بد ل أجل‬
‫من تناهي وللنفس أن حيصى ول أمل أن يطوي {وإن عليكم حلافظني‪ .‬كراماً كاتبني‪ .‬يعلمون ما‬
‫تفعلون}‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬اتقوا معاصي هللا يف اخللوات فإن الشاهد هو احلاكم‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬كم مؤمل ما ال يبلغه وابن ما ال يتسكنه مما سوف يرتكه ولعله من ابطل مجعه‬
‫أصحابه حراماً واحتمل منه آاثماً وروما استقبل اإلنتسان يوماً مل يتستدبره ورب مغبوط يف أول يوم‬
‫عامت بواكيه يف آخره ومن ها هنا أخذ القائل‪:‬‬
‫اي راعد الليل سروراً أبوله ‪ ...‬إن احلوادث عد يطرعن أسحاراً‬
‫أفىن القرون اليت كانت متسلطة ‪ ...‬من احلوادث إعباالً وإدابراً‬
‫اي من يكابد دنيا ال بقاء هلا ‪ ...‬ميتسي ويصبح يف دنياه سياراً‬
‫كم عد أابدت صروف الدهر من ملك ‪ ...‬عد كان يف األرض نفاعاً وضراراً‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬الزهد كله يف كلمتني من القرآن عال هللا تعاىل‪{ :‬لكيال أتسوا على ما فاتكم وال‬
‫تفرحوا وما آاتكم} فمن مل ييأس على املاضي ومل يفرح ابآليت‬

‫(‪)383/1‬‬

‫فهو الزاهد وأفضل الزهد إخفاؤه‪ ،‬وعال عليه التسالم‪ :‬احذروا من هللا ما حذركم من نفتسه واخشوه‬
‫خشية يظهر أثرها عليكم واعملوا بغري رايء وال مسعة فإن من عمل لغري هللا وكله هللا على من عمل‬
‫له‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬يوشك أن يفقد الناس ثالاثً دراماً حالالً ولتساانً صادعاً وأخاً يتسرتاح إليه‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬استعدوا للموت فقد أظلكم غمامة وكونوا عوماً صيح هبم فانتهوا ونبهوا فما‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫بينكم وبني اجلنة والنار سوى املوت وإن غاية ينفقها اللحظ وهتدمها التساعة جلدير بقصر املدة وإن‬
‫غائباً حيدوه اجلديدان حلري بتسرعة األوبة فرحم هللا عبداً مس حكمة فوعى ودعي إىل خالص نفتسه‬
‫فدان واستقام على الطريق فنجا وأحب ربه وخاف ذنبه وعدم صاحلاً وعمل خالصاً واكتتسب مذخوراً‬
‫واجتنب حمذوراً ورمى غرضاً وكابد هواه وكذب مناه وجعل الصرب معطية جناته والتقوى عدة عنده‬
‫وفاته ركب الطريق الغراء ولزم احملجة البيضاء اغتنم املهل وابدر األجل وتزود من العمل‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬يف صفة الدنيا دار أوهلا عناء وآخرها فناء وحالهلا حتساب وحرامها عقاب من‬
‫استغىن فيها فنت ومن افتقر فيها حزن ومن سعى إليها فاتته ومن ععد عنها أتته ومن أبصر هبا بصرته‬
‫ومن أبصر إليها عمته‪.‬‬
‫عوله عليه التسالم‪ :‬من أبصر هبا بصرته ومن أبصر إليها عمته من فصيح الكالم‪ ،‬وأرشقه وأمجعه‬
‫للمعاين‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬من مل يقنعه اليتسري مل ينفعه الكثري‪.‬‬

‫(‪)384/1‬‬

‫وعال عليه التسالم‪ :‬ومداراة الناس وإكرام العلماء والصفح عن زالت اإلخوان فقد أبدلك سيد‬
‫األولني واآلخرين بقوله صلى هللا عليه وسلم ‪(( :‬اعف عمن ظلمك وصل من عطعك واعط من‬
‫حرمك))‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬التسالم عليكم اي أهل القبور أنتم لنا سلف وحنن لكم خلف وإان إن شاء هللا بكم‬
‫الحقون أما املتساكن فتسكنت وأما األزواج فنكحت وأما األموال فقتسمت هذا خرب ما عندان فليت‬
‫شعري ما خرب عندكم مث عال‪ :‬أما إهنم لو نطقوا لقالوا وجدان التقوى خري زاد وعال كميل بن زايدة‬
‫ومس أمري املؤمنني عليه التسالم عائالً ينشد أبيات ألسود‪:‬‬
‫ماذا أؤمل بعد آل حمرق ‪ ...‬تركوا منازهلم وبعد أايد‬
‫ٍ‬
‫وعيون} اآلية‪.‬‬ ‫عال هال عرأ‪{ :‬كم تركوا من ٍ‬
‫جنات‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬العجب ممن يدعو ويتستبطئ اإلجابة وعد سد طريقها ابملعاصي‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم يف وصف التائبني‪.‬‬
‫غرسوا أشجار ذنوهبم نصب عيوهنم وعلوهبم وسقوها ومياه الندم فأمثرت هلم التسالمة وأعقبتهم الرضا‬
‫والكرامة‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وعال عليه التسالم يف وصف األولياء‪:‬‬
‫عال أبو نعيم‪ :‬ثنا عبد هللا بن حممد‪ ،‬ثنا أبو حيىي الرازي‪ ،‬ثنا عباد بن فضيل عن‬

‫(‪)385/1‬‬

‫ليث عن احلتسن البصري عال‪ :‬عال أمري املؤمنني عليه التسالم‪ :‬طوىب ملن عرف الناس ومل يعرفه الناس‬
‫أولئك مصابيح اهلدى هبم يكشف هللا عن هذه األمة كل فتنة ملمة أو مظلمة أولئك سيدخلهم هللا‬
‫يف رمحة منه وفضل ليتسوا ابملذايي البذر وال اجلفاة املرائني‪.‬‬
‫املذايع الذي يكتم التسر‬
‫وعال ابن أيب الدنيا علي بن اجلعد أبنا عمر بن مشر التسعدي‪ ،‬عن التسدي عن أيب أراكة‪ ،‬عال صليت‬
‫م أمري املؤمنني صالة الفجر فلما سلم انفتل عن ميينه مث مكث كأن عليه كآبة حىت إذا كانت‬
‫الشمس على حائط املتسجد عدر رمح أو رحمني علب يده وعال لقد رأيت أصحاب حممد صلى هللا‬
‫عليه وآله فيما أرى اليوم شيئاً يشبهم لقد كانوا يصبحون شعثاً غرباً صفراً بني أعينهم أمثال ركب‬
‫املعزي عد ابتوا هلل سجداً وعياماً يتلون كتاب هللا يراوحون بني جباهم وأعدامهم فإذا أصبحوا فذكروا‬
‫هللا مادوا كما متيد الشجر يف يوم ريح عاصف واملت عيوهنم حىت تبل ثياهبم وهللا كأن القوم ابتوا‬
‫غافلني مث هنض فما رئي متفراً حىت ضربه اللعني ابن ملجم‪.‬‬
‫وبه عال أراكة مسعت علياً عليه التسالم يوماً يصف املؤمن فقال حزنه يف علبه‪.‬‬
‫وبشره يف وجهه أوس الناس صدراً وأرفعهم عدراً يكره الرفعة وال حيب‬

‫(‪)386/1‬‬

‫التسمعة طويل غمه بعيد امه كثري صمته مشغول وما ينفعه شكور صبور علبه يذكر هللا معمور سهل‬
‫اخلليقة لني العريكة‪ ،‬ويف رواية‪ :‬عن أيب أراكة عن ابن عباس أيضاً عاال‪ :‬مسعنا أمري املؤمنني عليه‬
‫التسالم يقول‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن هللا سبحانه خلق اخلالئق حني خلقهم وهو غين عنهم أو غين عن طاعتهم ال يتضرر ومعصيتهم‬
‫ألنه سبحانه ال تضره معصية من عصاه وال تنفعه طاعة من أطاعه واتقاه فاملؤمنون فاملتقون أهل‬
‫الفضائل منطقهم الصواب وملبتسهم االعتصاد وعيشهم التواض غضوا أبصارهم عن احملارم ووعفوا‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫أمساعهم على العلم الناف ولوال الرجاء مل تتستقر أرواحهم يف أجتسادهم طرفة عني شوعاً إىل جزيل‬
‫الثواب وخوفاً من وبيل العقاب عظم اخلالق يف أنفتسهم فصغر ما دونه يف أعينهم فهم يف اجلنة كما‬
‫عد رآها معذبون علوهبم حمزونة وشرورهم مأمونة أجتسادهم حنيفة وحاجاهتم خفيفة صربوا أايماً يتسرية‬
‫فأعقبهم راحة طويلة أما الليل فصافوا أعدامهم اتلني كالم رهبم جيربونه جتبرياً ويرتلونه ترتيالً فإذا مروا‬
‫آبية فيها ذكر تشويق ركنوا إليها طمعاً وتطلعت نفوسهم إليها شوعاً وهلعاً وإذا مروا آبية فيها ذكر‬
‫تشويق أصغوا إليها ومتسام علوهبم ومثلوا زفري جهنم يف آذاهنم فهو مفرتشون جباههم وركبهم‬
‫وأطراف أعدامهم جيأرون إىل هللا يف فك رعاهبم وأما النهار فعلماء حكماء بررة وأتقياء عد براهم‬
‫اخلوف بري القداح ينظر‬

‫(‪)387/1‬‬

‫إليهم الناظر فيحتسبهم مرضى وما ابلقوم مرض ويقولوا عد خولطوا وعد خالطه أمر عظيم ال يرضون‬
‫يف أعماهلم ابلقليل وال يتستكثرون الكثري فهم ألنفتسهم متهمون ومن أعماهلم مشفقون إذا زكي‬
‫أحدهم خاف أشد اخلوف يقول‪ :‬أان أعلم بنفتسي من غريي اللهم فال تؤاخذين وما يقولون واجعلين‬
‫أفضل مما يظنون واغفر يل ما ال يعملون ومن عالمة أحدهم أنك ترى له عوة يف دين وورعاً يف يقني‬
‫وحزماً يف علم ‪.. ..‬‬
‫يف إصالح ذات البني ميتسي وامه الشكر ويصبح وشغله الفكر اخلري منه مأمول والشر منه مأمون‬
‫يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من عطعه ال ينابز ابأللقاب وال يؤذي اجلار وال يشمت‬
‫ابملصائب وال يدخل يف الباطل وال خيرج من احلق إن بغي عليه صرب ليكون هللا هو املنتقم له نفتسه‬
‫منه يف عناء الناس منه يف راحة أتعب نفتسه ألخراه وزهد يف الفاين شوعاً إىل مواله‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم يف صفة الفقيه‬
‫عال أبو نعيم‪ :‬ثنا أيب ثنا أبو جعفر حممد بن إبراهيم بن احلكم عن يعقوب بن إبراهيم الدورعي عن‬
‫شجاع بن الوليد عن زايد بن خيثمة عن أيب إسحاق عن عاصم عن أمري املؤمنني عليه التسالم عال‪:‬‬
‫أال إن الفقيه كل الفقيه هو الذي مل يقنط الناس من رمحة هللا تعاىل وال يؤمنهم من عذابه وال يرخص‬
‫هلم يف معصيته وال يدع القرآن رغبة يف غريه وال خري يف عبادة ال علم فيها وال خري يف عراءة ال تدبر‬
‫فيها‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وسأله رجل عن املروءة فقال عليه التسالم‪ :‬إطعام الطعام وتعاهد اإلخوان وكف األذى عن اجلريان مث‬
‫عرأ‪{ :‬إن هللا أيمر ابلعدل واإلحتسان}‪.‬‬

‫(‪)388/1‬‬

‫ومن وصاايه عليه التسالم‬


‫أبنا عبد الوهاب بن عبد هللا املقرئ أبنا حممد بن انصر ابنا عبد القادر بن يوسف أبنا أبو إسحاق‬
‫الربمكي‪ ،‬ثنا إسحاق بن سعد بن احلتسن بن سفيان الثوري‪ ،‬ثنا جدي احلتسن بن سفيان‪ ،‬ثنا حرملة‬
‫بن حيىي‪ ،‬عن ابن وهب عن سفيان‪ ،‬عن التسدي بن إمساعيل‪ ،‬عن عامري الثعليب‪ ،‬عال‪ :‬عال أمري‬
‫املؤمنني عليه التسالم‪ :‬اي أيها الناس‪ ،‬خذوا عين هذه الكلمات فلو ركبتم املطي حىت تنضوها ما‬
‫أصبتم مثلها ال يرجون عبد إال ربه وال خيافن إال ذنبه وال يتستحي إذا مل يعلم أن يتعلم وال يتستحي إذا‬
‫سئل عما ال يعلم أن يقول‪ :‬ال أعلم واعلموا أن الصرب من اإلميان ومنزلة الرأس من اجلتسد وال خري‬
‫يف جتسد ال رأس له‪.‬‬
‫وعد بلغين أن هللا تعاىل أوحى هللا إىل نيب من أنبيائه أنه ليس من أهل بيت وال أهل دار وال أهل عرية‬
‫يكونون يل على ما أكره فيتحولون إىل ما أحب إال حتولت هلم مما يكرهون إىل ما حيبون‪.‬‬
‫ذكر وصيته عليه التسالم لكميل بن زايد‬
‫أبنا عبد الوهاب بن علي الصويف أبنا علي بن حممد بن عمر أبنا رزق هللا بن عبد الوهاب التميمي‬
‫أبنا أمحد بن علي بن الباذ أبنا حبيب بن احلتسن القزاز ثنا موسى بن إسحاق األنصاري ثنا ضرار بن‬
‫صرد ثنا عاصم بن محيد‪ ،‬ثنا أبو محزة الثمايل‪ ،‬عن عبد الرمحن بن حممد بن كميل بن زايد عال أخذ‬
‫بيدي أمري املؤمنني عليه التسالم فأخرجين إىل انحية اجلبان فلما أصحران جلس فتنفس الصعداء مث‬
‫عال‪:‬‬

‫(‪)389/1‬‬

‫اي كميل بن زايد‪ ،‬إن هذه القلوب أوعية فخريها أوعاها فاحفظ ما أعول لك الناس ثالثة‪ :‬عامل رابين‬
‫ومتعلم على سبيل جناة وامج رعاع أتباع كل مييلون م كل ريح مل يتستضيئوا بنور العلم ومل يلجئوا إىل‬
‫ركن وثيق اي كميل‪ ،‬العلم خري من املال العلم حيرسك وأنت حترس املال العلم يزكو على املال واملال‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫يزول وحمبة العالم دين يدان به يكتسبه الطاعة يف حياته ومجيل األحدوثة بعد مماته املال تنقصه النفقة‬
‫والعلم يزكو على اإلنفاق العلم حاكم واملال حمكوم عليه اي كميل مات خزان العلم‪ ،‬وهو أحياء‬
‫والعلماء ابعون ما بقي الدهر أعياهنم مفقودة وأمثاهلم يف القلوب موجودة مث عال‪ :‬آه آه هاهنا علماً‬
‫لو أصبت له محلة وأشار بيده إىل صدره مث عال‪ :‬اللهم بلى عد أصبت غري مأمون عليه يتستعمل آلة‬
‫الدين ابلدنيا يتستظهر بنعم هللا على عباده وحبججه على كتابه أو معانداً ألهل احلق ينقدح الشك يف‬
‫علبه أبول عارض من شبهة ال ذا وال ذاك بل منهوماً ابللذات سلس القياد للشهوات مغري جبم‬
‫األموال واالدخار ليس من الدين يف شيء أعرب شبهاً ابلبهائم التسائمة كذلك ميوت العلم وموت‬
‫حامليه اللهم بل لن ختلو األرض من عائم هلل حبجته لكيال تبطل حجج هللا على عباده أولئك هم‬
‫األعلون عدداً األعظمون عند هللا عدراً هبم حيفظ هللا دينه حىت يؤدونه إىل نظرائهم ويزرعونه يف علوب‬
‫أشباههم‪ ،‬ويف رواية‪ :‬هبم حيفظ هللا حججه هجم هبم العلم على حقيقة األمر فاستالنوا ما استوعر منه‬
‫املرتفون وأنتسوا ما استوحش منه اجلاهلون صبحوا الدنيا أببدان أرواحها معلقة ابحملل األعلى أولئك‬
‫خلفاء هللا يف أرضه ودعاته إىل دينه آه مث آه واشوعاه إىل رؤيتهم وأستغفر هللا يل ولك إذا شئت فقم‪.‬‬

‫(‪)390/1‬‬

‫وصيته لبنيه عليه وعليهم التسالم‬


‫وبه عال أبو محزة الثمايل ثنا إبراهيم بن سعيد عن الشعيب عن ضرار بن ضمرة عال أوصى أمري‬
‫املؤمنني عليه التسالم بنيه فقال‪:‬‬
‫اي بين عاشروا الناس ابملعروف معاشرة إن غبتم حنوا إليكم وإن متم بكوا مث عال‪:‬‬
‫أريد بذاكم أن يهشوا لطاعيت ‪ ...‬وأن يكثروا بعدي الدعاء على عربي‬
‫وأن مينحوين يف اجملالس ودهم ‪ ...‬وإن كنت عنهم غائباً أحتسنوا ذكري‬
‫وعال ابن عباس‪ :‬سأل رجل أمري املؤمنني عليه التسالم فقال‪ :‬أوصين فقال‪ :‬ال حتدث نفتسك بفقر وال‬
‫بطول عمر‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬وعد سئل عن أحاديث رسول هللا صلى هللا عليه وآله من رواته الشعيب عن ضرار‬
‫بن ضمرة وعبد خري عاال عيل له ما سبب اختالف الناس يف احلديث‪ ،‬فقال‪ :‬الناس أربعة منافق‬
‫مظهر لإلسالم وعلبه أيىب اإلميان ال يتحرج يكذب كذابً على رسول هللا متعمداً فلو علم الناس حاله‬
‫ما أخذوا عنه ولكنهم عالوا‪ :‬صاحب رسول هللا فأخذوا بقوله وعد أخرب هللا عن املنافقني وما أخرب‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ووصفهم وما وصف مث إهنم عاشوا بعده فتقربوا إىل أئمة الضالل والدعاة إىل النار ابلزور والبهتان‬
‫فولوهم األعمال وجعلوهم على رعاب الناس فأكلوا هبم الدنيا وإمنا هم تب للملوك إال من عصمه‬
‫هللا‪ ،‬ورجل مس رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول‬

‫(‪)391/1‬‬

‫عوالً‪ :‬أو رآه يعمل عمالً مث غاب عنه ونتسخ ذلك القول والفعل ومل يعلم فلو علم أنه نتسخ ما حدث‬
‫به ولو علم الناس أيضاً أنه نتسخا ما نقلوه عنه‪ ،‬ورجل مس رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول عوالً‬
‫فوهم فيه ولو علم أنه وهم فيه ملا حدث عنه وال عمل به‪ ،‬ورجل مل يكذب ومل يغب حدث وما مس‬
‫وعمل به فأما األول فال اعتبار بروايته وال حيل األخذ عنه‪ ،‬وأما الباعون فينزعون إىل غاية وبر‬
‫ويرجعون إىل هناية ويتستقون من عليب واحد وكالمهم أشرق بنور النبوة وضياؤه ومن الشجرة املباركة‬
‫اعتبتست انره ويف رواية‪ :‬أنه عال‪:‬‬
‫إن يف أيدي الناس حقاً وابطالً وصدعاً وكذابً وانسخاً ومنتسوخاً وعاماً وخاصاً وحمكماً ومتشاهباً‬
‫وحفظاً وحمكماً وواماً وعد كذب على رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف عهده حىت عام خطيباً فقال‪:‬‬
‫((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) وإمنا أيتيك ابحلديث أربعة رجال ليس هلم خامس‬
‫وذكرهم علت وعد روي عن رسول هللا صلى هللا عليه وآله هذا احلديث وهو عوله عليه التسالم‪:‬‬
‫((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار))‪.‬‬
‫عده من الصحابة منهم العشرة فأما الطريق إىل أمري املؤمنني فأبنا غري واحد عن عبد األول الصويف‬
‫أبنا الداودي أبنا ابن أعني‪ ،‬ثنا التسرختسي‪ ،‬ثنا الفربري‪ ،‬أبنا البخاري‪ ،‬أبنا علي بن اجلعد‪ ،‬أبنا شعبة‪،‬‬
‫عن منصور‪ ،‬عن ربعي بن حراش عال مسعت علياً عليه التسالم يقول‪ :‬مسعت رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم يقول‪(( :‬من كذب علي)) وذكره متفق عليه‪.‬‬

‫(‪)392/1‬‬

‫وعد أخرجه أمحد يف املتسند واجلماعة‪.‬‬


‫فصل يف عول عمر بن اخلطاب رضي هللا عنه أعوذ ابهلل من معضلة ليس هلا أبو حتسن وما ورد يف‬
‫هذا املعىن‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عال أمحد يف الفضائل‪ :‬ثنا عبد هللا القواريري‪ ،‬ثنا مؤمل عن حيىي بن سعيد القطان عن ابن املتسيب‬
‫وسبب ذلك أن صاحب الروم كتب إىل عمر يتسأله عن متسائل فعرضها على صدور الصحابة فلم‬
‫جيد عندهم جواابً فعرضها على أمري املؤمنني فأجاب عنها بديهاً‪.‬‬
‫ذكر املتسائل‬
‫كتب ملك الروم إىل عمر‪ :‬من عيصر ملك بين األصفر إىل عمر خليفة‬

‫(‪)393/1‬‬

‫املتسلمني‪.‬‬
‫أما بعد فإن متسائلك أسألك عن متسائل فأخربين عنها ما شيء مل خيلقه هللا؟ وما شيء ال يعلمه هللا؟‬
‫وما شيء ليس عند هللا؟ وما شيء كله فم؟ وما شيء كله رجل؟ وما شيء كله عني؟ وما شيء كله‬
‫جناح؟ وعن رجل ال عشرية له وعن أربعة مل حتمل هبم رحم وعن شيء يتنفس وليس فيه روح وعن‬
‫صوت الناعوس ماذا يقول؟ وعن ظاعن ظعن مرة واحدة وعن مكان مل تطل فيه الشمس إال مرة‬
‫واحدة وعن شجرة يتسري فيها الراكب يف ظلها مائة عام ال يقطعها ما مثلها يف الدنيا وعن شجرة‬
‫نبتت من غري ماء وعن أهل اجلنة فإهنم أيكلون ويشربون وال يتغوطون وال يبولون ما مثله يف الدنيا‬
‫وعن القصاع اليت موائد اجلنة فإن يف كل عصعة ألواانً ال خيتلط بعضها ببعض ما مثلها يف الدنيا وعن‬
‫جارية خترج من تفاحة يف اجلنة وال ينقص منها شيء وعن جارية تكون يف الدنيا لرجلني وهي يف‬
‫اآلخرة لواحد وعن مفاتيح اجلنة ما هي؟ فقرأ أمري املؤمنني الكتاب وكتب يف احلال يف خلفه بتسم هللا‬
‫الرمحن الرحيم أما بعد ‪..‬‬
‫فقد وعفت على كتابك أيها امللك وأان أجيبك بعون هللا وحوله وبركة نبينا حممد صلى هللا عليه وآله‪.‬‬
‫أما الشيء الذي مل خيلقه هللا فالقرآن ألنه كالمه وصفته وكذا كتب هللا املنزلة؛ ألن احلق عدمي وكذا‬
‫كالمه وصفاته‪.‬‬
‫ولد وما كان معه من ٍ‬
‫إله}‪،‬‬ ‫وأما الذي ال يعلمه هللا فقولكم له ولد وصاحبة وشريك {ما اختذ هللا من ٍ‬
‫{مل يلد ومل يولد}‪.‬‬
‫وأما الذي ليس عنده فالظلم {وما ربك ٍ‬
‫بظالم للعبيد}‪.‬‬

‫(‪)394/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وأما الذي كله فم فالنار أتكل ما يلقى فيها‪ ،‬وأما الذي كله رجل فاملاء‪ ،‬وأما الذي كله عني‬
‫فالشمس‪ ،‬وأما الذي كله جناح فالريح‪ ،‬وأما الذي ال عشرية له فآدم عليه التسالم‪.‬‬
‫وأما الذي يتنفس من غري روح فالصبح لقوله تعاىل‪{ :‬والصبح إذا تنفس}‪.‬‬
‫وأما الناعوس فإنه يقول‪:‬‬
‫طقاً طقاً حقاً حقاً مهالً مهالً عدالً عدالً صدعاً صدعاً إن الدنيا عد غرتنا واستهوتنا متضي الدنيا عرانً‬
‫عرانً ما من يوم ميضي عنا إال أوهى منا ركناً إن املوىل عد أخربان أان نرحل فاستوطنا‪.‬‬
‫وأما الظاعن مرة واحدة فطور سيناء ملا عصت بنو إسرائيل وكان بينه وبني القدس أايم فقل هللا منه‬
‫عطعة وجعل هلا جناحني من نور فنتقه عليهم فذلك عوله {وإذ نتقنا اجلبل فوعهم كأنه ظلة وظنوا أنه‬
‫واع هبم} وعال لبين إسرائيل إن مل تؤمنوا وإال أوععته عليكم فلما اتبوا رده إىل مكانه‪.‬‬
‫وأما املكان الذي مل تطل الشمس إال مرة واحدة فأرض البحر ملا فلقه هللا تعاىل ملوسى عليه التسالم‬
‫وعام املاء أمثال اجلبال ويبتست األرض بطلوع الشمس عليها مث عاد ماء البحر إىل مكانه‪.‬‬
‫وأما الشجرة اليت يتسري الراكب يف ظلها مائة عام فهي شجرة اجلنة يقال هلا طوىب وهي سدرة املنتهى‬
‫يف التسماء التسابعة إليها ينتهي أعمال بين آدم وهي من أشجار اجلنة ليس يف اجلنة عصر وال بيت إال‬
‫وفيه غصن من أغصاهنا ومثلها يف الدنيا الشمس أصلها وضوءها يف كل مكان‪.‬‬

‫(‪)395/1‬‬

‫وأما الشجرة اليت نبتت من غري ماء فشجرة يونس وكان ذلك معجزة له عال هللا تعاىل‪{ :‬وأنبتنا عليه‬
‫ني}‪.‬‬‫شجرًة من يقط ٍ‬
‫وأما ما أيكل أهل اجلنة ويشربون فمثله يف الدنيا اجلنني يف بطن أمه فإنه يغتذي من سرهتا وال يبول‬
‫وال يتغوط‪.‬‬
‫وأما األلوان يف القصعة الواحدة فمثله يف الدنيا البيضة فيها لوانن أبيض وأصفر وال خيتلطان‪.‬‬
‫وأما اجلارية اليت تتخرج من التفاحة فمثلها يف الدنيا الدودة خترج من التفاحة وال تتغري‪ .‬وأما اجلارية‬
‫اليت تكون بني اثنني يف الدنيا فالنخلة اليت تكون يف الدنيا ملؤمن مثلي ولكافر مثلك وهي ليس يف‬
‫اآلخرة دونك؛ ألهنا يف اجلنة وأنت ال تدخلها‪.‬‬
‫وأما مفاتيح اجلنة فال إله إال هللا حممد رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فلما عرأ ملك الروم الكتاب عجب وعال‪ :‬ما خرج هذا الكالم إال من بيت النبوة مث سأل عن اجمليب‬
‫له فقال‪ :‬علي ابن حممد صلى هللا عليه وآله فكتب إىل أمري املؤمنني سالم عليك‪ ،‬أما بعد فقد‬
‫وعفت على كتابك وعلمت أنك من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وأنت موصوف ابلعلم‬
‫والشجاعة فأسالك أن تكشف يل عن مذهبكم يف الروح اليت ذكرها هللا يف كتابكم يف عوله‪:‬‬
‫{ويتسئلونك عن الروح‪ .‬عل الروح من أمر ريب} فكتب إليه أمري املؤمنني‪.‬‬
‫أما بعد فإن الروح نكتة لطيفة وملعة شريفة من صنعة ابريها وعدرة منشئها أخرجها من خزائن ملكه‬
‫وأسكنها يف ملكه فهي عنده لك وديعة فإذا أخذت مالك‬

‫(‪)396/1‬‬

‫عنده أخذ ماله عندك والتسالم‪.‬‬


‫ومن هاهنا أخذ أبو علي بن سينا فقال‪:‬‬
‫هبطت إليك من احملل األرف ‪ ...‬ورعاء ذات تعزز وترف‬
‫األبيات‪ ،‬فأما عول عمر لوال علي هللك عمر فقد اختلف العلماء يف سببه على أعوال‪ :‬أحدها‪ :‬ما‬
‫ذكره أمحد يف الفضائل واملتسند أيضاً فقال‪ :‬ثنا عفان بن محاد ثنا ‪.. ..‬‬
‫والثاين‪ :‬أنه أتى عمر رضي هللا عنه ابمرأة عد نكحت يف عدهتا ففرق بينهما وجعل صداعها يف بيت‬
‫املال وعال‪ :‬ال جيتمعان أبداً فبلغ علياً فأاته فقال عليه التسالم عليه املهر وما استحل من فرجها‬
‫ويفرق بينهما فإذا انقضت عدهتا فهو خاطب من اخلطاب فقال عمر‪ :‬لوال علي هللك عمر رواه‬
‫التسدي عن أشياخه‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬أن عمر أتى ابمرأة عد وضعت لتستة أشهر فأمر برمجها فقال أمري املؤمنني ليس عليها رجم‬
‫عال‪ :‬ومل؟ عال‪ :‬ألن هللا تعاىل يقول‪{ :‬والوالدات يرضعن أوالدهن حولني كاملني} وعال‪{ :‬ومحله‬
‫وفصاله ثالثون شهراً} فتستة للحمل وسنتان ملن أراد أن يتم الرضاعة فخلي عنها وعال‪ :‬اللهم ال‬
‫تبقين ملعضلة ليس فيها علي بن أيب طالب رواه عبد خري‪.‬‬
‫والراب ‪ :‬أن رجلني من عريش أودعا امرأة مائة دينار‪ ،‬وعاال هلا‪ :‬ال تدفعيها إىل أحدان حىت حيضر‬
‫اآلخر‪ ،‬وغااب مدة مث جاء أحداما‪ ،‬فقال‪ :‬عن صاحيب عد هلك‬

‫(‪)397/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وأريد املال فدفعته إليه مث جاء اآلخر بعد مدة فطلب املال فقالت‪ :‬أخذه صاحبك‪ ،‬فقال‪ :‬ما كان‬
‫الشرط كذا وارتفعا إىل علي بن أيب طالب فرفعهما إليه فقصت املرأة عليه القصة فقال للرجل‪:‬‬
‫ألتست القائل ال تتسلميها إىل أحد دون صاحبه فقال‪ :‬بلى‪ ،‬فقال‪ :‬مالك عندان فأحضر صاحبك‬
‫وخذ مالك فانقط الرجل وكان حمتاالً فقال عمر‪ :‬ال أبقاين هللا بعدك اي ابن أيب طالب ويف املعىن‬
‫يقول الصاحب بن عباد‪:‬‬
‫حب النيب وأهل البيت معتمدي ‪ ...‬إذا اخلطوب أساءت رأيها فينا‬
‫أاي ابن عم رسول هللا أفضل من ‪ ...‬ساد األانم وساس اهلامشيينا‬
‫اي ندرة الدين اي فرد الزمان أصح ‪ ...‬ملدح موىل يرى تفضيلكم ديناً‬
‫هل مثل سبقك يف اإلسالم لو عرفوا ‪ ...‬وهذه اخلصلة الغراء تكفينا‬
‫هل مثل علمك إن زلوا وإن وهنوا ‪ ...‬وعد هديت كما أصبحت هتدينا‬
‫هل مثل مجعك للقرآن تعرفه ‪ ...‬لفظاً ومعىن وأتويالً وتبيينا‬
‫هل مثل بذلك للعاين األسري ‪ ...‬وللطفل الصغري وعد أعطيت متسكيناً‬
‫هل مثل صربك إذ خانوا وإذا فشلوا ‪ ...‬حىت جر ما جرى يف يوم صفينا‬
‫هل مثل عولك إذا عالوا جماهرة ‪ ...‬لوال علي هلكنا يف فتاوينا‬
‫اي رب سهل زايرايت مشاهدهم ‪ ...‬فإن روحي هتوى ذلك الطينا‬
‫اي رب صري حيايت يف حمبتهم ‪ ...‬وحمشري معهم آمني آمينا‬
‫عصة دار شريح القاضي رواية الشعيب‬
‫عال‪ :‬اشرتى شريح القاضي داراً بثمانني ديناراً فبلغ ذلك أمري املؤمنني فاستدعاه فقال له‪ :‬اي ابن‬
‫احلارث بلغين أنك اشرتيت داراً بكذا وكذا‪ ،‬وأشهدت على نفتسك شهوداً وكتبت كتاابً فقال‪ :‬عد‬
‫كان ذلك اي أمري املؤمنني فنظر إليه نظر‬

‫(‪)398/1‬‬

‫مغضب مث عال‪ :‬اي شريح‪ ،‬إنه سيأتيك من ال ينظر يف كتابك حىت خيرجك منها شاخصاً ويتسلمك إىل‬
‫عرارك خالياً فاحذر أن تكون ابتعت هذه الدار من غري حاللك أو نقدت الثمن من غري مالك فإذا‬
‫أنت عد ختسرت الدنيا واآلخرة أما إنك لو أتيتين عند شرائك إايها لكتبت لك كتاابً‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫أكتب بتسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫هذا ما اشرتى عبد ذليل من ميت أزعج ابلرحيل اشرتى منه داراً من دور الغرور من جانب الفانني‬
‫وخطة اهلالكني وجتم هذه الدار حدود أربعة‪ :‬فاحلد األول ينتهي إىل دواعي اآلفات‪ ،‬والثاين‪ :‬إىل‬
‫نوادب املصيبات‪ ،‬والثالث‪ :‬إىل اهلوى املردي‪ ،‬والراب ‪ :‬إىل الشيطان املؤذي وفيه يشرع ابهبا وجتتم‬
‫أسباهبا اشرتى هذا املغرور ابألمل من هذا املزعج ابألجل هذه الدار ابخلروج من عز القناع والدخول‬
‫يف احلرص والذل والطلب والضراعة فما أدراك املشرتي من أدرك فعلى مبلبل أجتسام امللوك‬
‫واألكاسرة سالب نفوس الفراعنة واجلبابرة‪ ،‬مثل‪ :‬كتسرى وعيصر وتب ‪ ،‬وملوك محري‪ ،‬ومن مج املال‬
‫إىل املال فأكثر ومن بىن وشيد وزخرف وادخر ونظر بزعمه للولد ووعد وأعد أشخصوا وهللا مجيعاً إىل‬
‫موعف العرض واحلشر والثواب والعقاب وسيق األمر بفضل القضاء ويقتص للجماء من القرانء‬
‫{وختسر هنالك املبطلون} {وعضى بينهم ابحلق وهم ال يظلمون} شهد على ذلك التواين ابن القافة‬
‫والغرور ابن اآلمال واحلرص ابن الرغبة واللهو ابن اللعب ومن أخلد إىل حمل النوى ومال إىل الدنيا‬
‫ورغب عن األخرى‪.‬‬

‫(‪)399/1‬‬

‫@عال عبد هللا بن عباس ما انتفعت بكالم أحد بعد رسول هللا صلى هللا عليه وآله كانتفاعي بكالم‬
‫أمري املؤمنني عليه التسالم كتب إىل سالم عليك أما بعد‪ :‬فإن املرء يتسوؤه فوت ما مل يكن يدركه‬
‫فتسريه درك ما مل يكن ليفوته فليكن سرورك وما نلت من أمر آخرتك وليكن أسفك على ما فات منها‬
‫وما فاتك من الدنيا فال تتأسفن عليه وليكن امك فيما بعد املوت والتسالم‪.‬‬
‫وعد روى التسدي هذا املعىن عن أشياخه وعال عقيبه‪ :‬كان الشيطان عد نزغ بني ابن عباس وبني أمري‬
‫املؤمنني مدة مث عاد إىل مواالته عال‪ :‬ألن أمري املؤمنني وىل ابن عباس على البصرة فمر ابن عباس‬
‫على أيب األسود الدؤيل فقال له‪ :‬لو كنت من البهائم لكنت مجالً ولو كانت راعياً ما بلغت املرعى‬
‫فكتب أبو األسود إىل أمري املؤمنني عليه التسالم أما بعد ‪.. ..‬‬
‫فقد جعلك هللا والياً مؤمتناً وعد بلوانك فوجدانك عظيم األمانة انصحاً للرعية ال أتكل أمواهلم وال‬
‫ترتشي يف احلكم وإن ابن عمك عد أكل ما حتت يديه بغري علمك فلم يتسعين كتمانك ذلك فانظر‬
‫رمحك هللا يف ذلك فكتب أمري املؤمنني عليه التسالم أما بعد‪..‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فمثلك اي أاب األسود من نصح اإلمام واألمة فال تدع إعالمي ما يكون حبضرتك ما يفه صالح األمة‬
‫فأنت بذلك جدير مث كتب إىل ابن عباس أما بعد ‪.. ..‬‬

‫(‪)400/1‬‬

‫فأخربين وما أخذت من اخلراج واجلزية ويف أي شيء وضعته؟ فكتب إليه ابن عباس‪ :‬ابعث إىل عملك‬
‫من أحببت فإين ظاعن والتسالم مث دعا ابن عباس أخواله من بين هالل بن عامر فجاءه الضحاك بن‬
‫عبيد هللا بن زريق ومجاعة واستدعى عيتساً فجاءته فأخذ ما كان يف بيت املال من املال وحلق ابللطف‬
‫فعارضته خيل أمري املؤمنني ففاهتم إىل مكة وكان الذي عارضه بكر ومجاعة من البطون فاعتتلوا عتاالً‬
‫عظيماً كثرياً وجرح من الفريقني مجاعة مث أفلت ابن عباس يف عشرين من أخواله إىل احلجاز فنزل مكة‬
‫عال هشام بن حممد‪ :‬وكان الذي أخذه من بيت مال البصرة أربعمائة ألف درهم‪ ،‬وعيل‪ :‬سبعمائة‬
‫ألف‪ ،‬وملا نزل إىل مكة كتب أمري املؤمنني‪ ،‬أما بعد فإين اشرتكتك يف أمانيت ومل يكن أحد من أهل بييت‬
‫أوثق يف نفتسي منك ملؤازريت وأداء األمانة إىل فلما رأيت الزمان على ابن عمك عد حرب العدو عليه‬
‫عد كلب وأمانة الناس عد خربت واألمة عد أفتنت علبت البن عمك ظهر اجملن ومفارعته م املفارعني‬
‫وخذالنه م املخاذلني واختطفت ما عدرت عليه من مال األمة اختطاف الذئب فاردة املعزي أما‬
‫توعن ابملعاد وال ختاف رب العباد أو ما يكرب عليك أنك أتكل احلرام وتنكح احلرام وتشرتي اإلماء‬
‫أبموال األرامل واأليتام اردد إىل املتسلمني أمواهلم وهللا إن مل تفعل ألعذرن هللا فيك ألن احلتسن‬
‫واحلتسني لو فعال ما فعلت ملا كان هلما عندي هوادة والتسالم‪.‬‬
‫فكتب إليه ابن عباس‪ :‬حقي يف بيت املال أكثر مما أخذت فكتب إليه أمري املؤمنني عليه التسالم‪.‬‬
‫العجب كل العجب من تزيني نفتسك لك أنك أخذت أعل ممالك وهل أنت إال رجل من املتسلمني‬
‫وعد علمت بتسوابق أهل بدر وما كانوا أيخذون غري ما فرض هلم أو ما كافاك أنك اختذت مكة وطناً‬
‫وضربت هبا عطناً تشرتي من مولدات‬

‫(‪)401/1‬‬

‫الطائف ومكة واملدينة ما تق عليه عينك ومتيل إليه نفتسك تعطي فيهن مال غريك وأعتسم ابهلل تعاىل‬
‫ما أحب أن ما أخذت من أمواهلم حاالً أدعه بعدي مريااثً فكأن عد بلغت املدى وعرضت عليك‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫أعمالك غداً ابحملل األعلى الذي يتمىن فيه املضي للتوبة واخلالص {والت حني ٍ‬
‫مناص}‪.‬‬
‫فكتب إليه ابن عباس‪ :‬ألن ألقى هللا بكل ما على ظهر األرض وبطنها أحب إيل من أن ألقى هللا بدم‬
‫امرئ متسلم فكتب إليه أمري املؤمنني‪.‬‬
‫إن الدماء اليت أشرت إليها عد خضتها إىل ساعيك وبذلت يف إراعتها جهدك ووضعت إبابحتها حظك‬
‫وتقشعت عنها فتياك وإذ مل تتستحي فاصن ما شئت مث ندم ابن عباس وعاد إىل مواله أمري املؤمنني‬
‫وجاء من مكة إليه معتذراً وأخربه أنه فرق األموال يف أهلها والصحيح أن ابن عباس أعام ومكة حىت‬
‫عتل أمري املؤمنني عليه التسالم عال عكرمة مس ابن عباس عوماً يتناولون أمري املؤمنني فقال‪ :‬وحيكم‬
‫أتتناولون رجالً كان مس وطء جربيل عليه التسالم فوق ظهر بيته؟ ولقد عاتب هللا أصحاب حممد يف‬
‫القرآن وما ذكره إال خبري‪.‬‬
‫فصل من كالمه عليه التسالم يف احملن‬
‫روى كميل بن زايد وأبو أراكة عاال‪ :‬مسعنا أمري املؤمنني يقول‪ :‬إن للمحن غاايت تنتهي إليها فتسبيل‬
‫العاعل أن يقف عندها حىت ينقضي وعتها فإن أعمال احليلة يف تقضيها زايدة فيها‪.‬‬

‫(‪)402/1‬‬

‫فصل يف شرح حال الدنيا‬


‫عال احلتسن عليه التسالم مس أيب رجالً يذم الدنيا فقال له‪ :‬أيها الذام للدنيا وهو مغرت بغرورها فيا‬
‫ليت شعري مىت استهوتك أم مىت غرتك ومصارع آابئك يف البلى أم ومضاج أمهاتك حتت الثرى كم‬
‫عللت بكفيك وكم مرضت بيدك تبغي هلم شفاء تتستوصف هلم الدواء مل ينتف أحد منهم إبشفاعك‬
‫ومل يغن عنه اجتهادك ومل تدف عنه بقوتك إن الدنيا دار صدق ملن صدعها ودار عافية ملن تزود منها‬
‫ودار موعظة مل اتعظ هبا متسجد أحباء هللا تعاىل ومصلى مالئكته ومهبط وحيه وجمر أوليائه اكتتسبوا‬
‫فيها الرمحة وحصلوا فيها اجلنة فمن ذا يذمها وعد آذنت ببنيها واندت بفرعتها ونعت نفتسه وأهلها‬
‫مثلت هلم ببالايها الشرور وسوفتهم بعطاايها إىل دار التسرور وذكرهتم بنعيمها طيب احلبور ذمها‬
‫رجال ومحدها آخرون‪.‬‬
‫فصل من كالمه عليه التسالم يف القرآن‬
‫روى عكرمة عن ابن عباس عال‪ :‬عال أمري املؤمنني عليه التسالم‪ :‬عليكم بكتاب هللا فإنه احلبل املتني‬
‫والنور املبني والصراط املتستقيم والشفاء الناف والري الناف والعصمة للمتمتسك ال يعوج فيقوم وال‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫يزيغ فتستعتب وال خيلق على كثرة الرد والرتدد من عال به صدق ومن عمل به حلق‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم‪ :‬عيمة كل امرئ ما حيتسنه فنظم بعضهم فقال‪:‬‬
‫عال علي بن أيب طالب وهو ‪ ...‬اإلمام العامل املتقن‬
‫كل امرئ عيمته عندان ‪ ...‬وعند أهل العلم ما حيتسن‬

‫(‪)403/1‬‬

‫وعال عليه التسالم وعد مس طائفة من أصحابه يذمون أهل الشام أايم صفني أيها الناس إين أكره لكم‬
‫أن تكونوا سابني ولكنكم لو ذكرتكم حاهلم كان أصوب يف القول وأبلغ يف العذر ولو علتم احقن‬
‫دماءان ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضالهلم حىت يعرف احلق من جهله ويرعوي‬
‫عن اللغو من حيج فيه كان أوىل وعد أخرج أمحد طرفاً من هذا يف هذا يف املتسند فقال أبنا أبو املغرية‬
‫أبنا صفوان بن شريح بن عبيد عال ذكر أهل الشام عند علي عليه التسالم وهو ابلعراق فقيل هلم ال‬
‫تلعنهم ذكروا أهل الشام فلعنوهم فقال ال مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول ((األبدال‬
‫ابلشام وهم أربعون رجالً كلما مات منهم رجل أبدل هللا مكانه رجالً يتسقى به الغيث وينتصر على‬
‫األعداء ويصرف عن أهل الشام هبم العذاب))‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم يف التحذير من الظلم‬
‫روى جماهد عن ابن عباس عال مسعت أمري املؤمنني عليه التسالم يقول وهللا ألن أبيت على حتسك‬
‫التسعدان متسهداً ويف األغالل مصفداً أحب إيل من أن ألقى هللا تعاىل ظاملاً لبعض العباد وغاصباً‬
‫لشيء من احلطام وكيف أظلم والنفس يتسرع إىل البلى عفوهلا ويطول يف الثرى حوهلا وهللا لو أعطيت‬
‫األعاليم التسبعة وما حتت أفالكها على أن أعصي هللا يف منلة أسلبها‪.‬‬

‫(‪)404/1‬‬

‫شعرية ما فعلته وإن دنياك عندي ألهون من ورعة يف فم جرادة أتكلها‪.‬‬


‫وعال عليه التسالم ملا أخرج أبو ذر إىل الربذة‪.‬‬
‫كتب أمري املؤمنني أما بعد‪ :‬اي أاب ذر فإنك غضبت هلل تعاىل فارج من غضبت له إن القوم خافوك‬
‫على دنياهم وخفتهم على دينك فاترك هلم ما خوفك عليه واهرب منهم ملا خفتهم عليه فما أحوجهم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫إىل ما منعتهم وما أغناك عما منعوك وستعلم من الرابح غداً فلو أن التسموات واألرض كانتا رتقاً على‬
‫عبد مث اتقى هللا جلعل هللا له خمرجاً ال يؤنتسنك إال احلق وال يوحشنك إال الباطل ولو عبلت دنياهم‬
‫ألحبوك ولو عرضت منها ألمنوك‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم يف القدر‬
‫من رواية الشعيب عن ضرار بن ضمرة عال‪ :‬عال أمري املؤمنني عليه التسالم الرضا ابملقدور امتثال‬
‫املأمور وما عال الناس لشيء طوىب له إال وعد خبا له الدهر يوماً مشؤوماً أو يوم سوء وعال ابن عباس‬
‫جاء رجل فقال اي أمري املؤمنني أخربين عن القدر وما هو؟ فقال طريق مظلم ال تتسلكه‪ .‬فقال له‬
‫أخربين عن القدر فقال سر هللا ال تفشه فقال‪ :‬أخربين عن القدر فقال‪ :‬حبر عميق ال تلجه مث عال‪:‬‬
‫أيها‬

‫(‪)405/1‬‬

‫التسائل خلقك هللا كما يشاء أو كما تشاء فقال كما يشاء فقال أفيميتك على ما يشاء أو على ما‬
‫تشاء فقال على ما يشاء فقال لك مشيئة فوق مشيئة هللا أم لك مشيئة م مشيئة هللا أم لك مشيئة‬
‫دون مشيئة هللا فإن علت لك مشيئة فوق مشيئة هللا فقد ادعيت الغلبة هلل تعاىل وإن علت لك مشيئة‬
‫م مشيئة هللا فقد ادعيت الشركة وإن علت مشيئة دون مشيئة هللا فقد اكتفيت ومشيئتك عن مشيئة‬
‫هللا مث عال عل ال حول وال عوة إال ابهلل العلي العظيم فقاهلا مث عال اي أمري املؤمنني علمين تفتسريها‬
‫فقال ال حول عن معصية هللا إال بعصمته وال عوة على طاعته إال ومعونته أعقلت عن هللا عال نعم‬
‫فقال ألصحابه اآلن أسلم أخوكم فقوموا إليه فصافحوه‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم يف التوحيد‬
‫عال ابن عباس سأل أمري املؤمنني عليه التسالم رجل فقال له هل رأيت ربك؟ فقال أان أعبد من ال‬
‫أرى فقال وكيف رأيته أو كيف تراه؟ فقال ال تدركه العيون ومشاهدة العيان وإمنا تنظر إليه القلوب‬
‫حبقائق اإلميان عريب من األشياء غري مالبس هلا بعيد عنها غري مباين متكلم بغري رؤية مريد بال هبمة‬
‫صان بغري جارحة لطيف ال يوصف ابجلفاء كبري ال ينعت ابجلفاء انظر ال حباسة رحيم ال برعة تعنوا‬
‫الوجوه لعظمته وتوجل القلوب من خمافته‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم من كتاب كتبه إىل أمراء جيشه يف عوم شردوا عن الطاعة وفارعوا اجلماعة‪ :‬سالم‬
‫عليك أما بعد فإن عادت هذه الشرذمة إىل الطاعة ووافقت اجلماعة فذلك الذي نؤثره وإن متادى‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫هبم العصيان إىل الشقاق ودامت على املخالف والنفاق فاهنض ومن أطاعك إىل من عصاك واستعن‬
‫ومن انقاد معك على من تقاعس عنك فإن املتكاره مغيبه خري من حضوره وعدمه خري من وجوده‬
‫وععوده أغىن من هنوضه‪.‬‬

‫(‪)406/1‬‬

‫ومن كالمه عليه التسالم يف النجوم‬


‫روى عكرمة عن ابن عباس عال ملا انصرف أمري املؤمنني عليه التسالم من الكوفة لقتال اخلوارج‬
‫ابلنهروان وكان معه متسافر بن عوف بن األمحر وكان يذكر يف النجوم فقال له‪ :‬ال تتسري اي أمري‬
‫املؤمنني يف هذه التساعة فإن سرت أصابك وأصحابك شدة وسر يف التساعة الثالثة فإنك تظفر وما‬
‫طلبت فقال أمري املؤمنني {هللا ال إله إال هو وعلى هللا فليتوكل املؤمنون} عال هللا سبحانه وتعاىل لنبيه‬
‫صلى هللا عليه وآله {عل ال أملك لنفتسي نفعاً وال ضراً إال ما شاء هللا ولو كنت أعلم الغيب‬
‫الستكثرت من اخلري وما متسين التسوء} ومسعت رسول هللا يقول‪(( :‬من صدق منجماً فكأمنا كذب وما‬
‫أنزل على حممد)) أو ((عد كفر))‪.‬‬
‫ومسعت صلى هللا عليه وآله يقول ((إمنا أخاف على أميت اثنني التصديق ابلنجوم والتكذيب ابلقدر))‬
‫مث عال ما كان حملمد صلى هللا عليه وآله منجم وال للخلفاء من بعده مث عال له هل تعلم ما يف بطن‬
‫فرسي هذه؟ فقال إن حتسبت علمت فقال من صدعك هبذا القول كذب ابلقرآن عال هللا تعاىل‪{ :‬إن‬
‫هللا عنده علم التساعة} اآلية وما كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله يدعي ما ادعيت علمه فمن‬
‫صدعك يف عولك كان كمن اختذ من دون هللا أرابابً وأنداداً اللهم ال طائر إال طريك ال خري إال خريك‬
‫وال إله غريك مث عال اي ابن األمحر نكذبك وخنالفك ونتسري يف التساعة اليت هنيت فيها مث أعبل على‬
‫الناس وعال إايكم وتعلم النجوم إال ما هتتدون يف ظلمات الرب والبحر املنجم‬

‫(‪)407/1‬‬

‫كافر والكافر يف النار اي ابن األمحر وهللا لئن بلغين بعدها تنظر يف النجوم وتعمل هبا ألجلدنك جلد‬
‫املفرتى وألخلدتك احلبس ما بقيت وبقيت وألحرمنك العطاء ما عشت وكان يل سلطان مث سار أمري‬
‫املؤمنني يف التساعة اليت هنى فيها املنجم فظفر ابخلوارج وأابدهم مث عال‪ :‬فتحنا بالد كتسرى وعيصر‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وتب وغريها بغري عول منجم أيها الناس توكلوا على هللا واتقوه واعتمدوا عليه أال تروا أان لو سران يف‬
‫التساعة اليت أمر هبا املنجم فظفران لقال الناس إمنا ظفر بقول املنجم فثقوا ابهلل واعلموا أن هذه‬
‫النجوم مصابيح جعلت زينة ورجوماً للشياطني ويهتدى هبا يف ظلمات الرب والبحر واملنجمون أضداد‬
‫الرسل يكذبون وما جاءوا به من عند هللا ال يرجعون إىل عرآن وال إىل شرع وإمنا يبشرون ابإلسالم‬
‫ظاهراً ويتستهزؤون ابلنبيني ابطناً فهم الذين عال فيهم هللا تعاىل‪{ :‬وما يؤمن أكثرهم ابهلل إال وهم‬
‫مشركون} ويف رواية أن املنجم عال له ال تتسري اي أمري املؤمنني يف هذه التساعة فإن القمر يف العقرب‬
‫عال عمرهم وعمران وهذا من أرشق األجوبة‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم يف عضاء احلوائج‬
‫روى ابن عباس واحلتسن البصري عن جابر بن عبد هللا البجلي عال‪ :‬عال أمري املؤمنني عليه التسالم اي‬
‫جابر ما من عبد أنعم هللا بنعمة إال كثرة حوائج الناس إليه فمن عام فيها وما جيب وإال عرض نعمته‬
‫للزوال‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم يف بر الوالدين‬
‫عال كميل بن زايد مج أمري املؤمنني عليه التسالم بنيه وعال اي بين عليكم برب الوالدين فإن يف‬
‫دعائهما االجنبار والبوار‬
‫علت وهلذا الكالم سبب عرأت على شيخنا املوفق عبد هللا املقدسي رمحه هللا سنة أرب وستمائة‬
‫بظاهر دمشق عال ثنا أبو احلتسني‬

‫(‪)408/1‬‬

‫أمحد بن محزة التسلمي أبنا أبو علي احلتسن بن أمحد املقرئ ثنا بريد بن حممد بن سنان عن أبيه عن‬
‫جده عال حدثين احلتسن بن علي عليه التسالم عال بينما أان ذات ليلة أطوف ابلبيت م أيب عليه‬
‫التسالم وعد خشعت األصوات وانمت العيون إذ مس صواتً أو هاتفاً بصوت شجي شعر‪:‬‬
‫ميا من جييب دعاء املضطر يف الظلم ‪ ...‬اي كاشف الضر والبلوى م األمل‬
‫عد انم وفدك حول البيت وانتبهوا ‪ ...‬وأنت اي حي اي عيوم مل تنم‬
‫هبين جبودك أفضل العفو عن جرمي ‪ ...‬اي من إليه أشار اخللق يف احلرم‬
‫إن كان عفوك مل يدركه ذو سرف ‪ ...‬فمن جبودك على العاصني ابلكرم‬
‫عال احلتسن عليه التسالم‪ :‬فقال أيب عليه التسالم أمل تتسم صوت النادب لذنبه املتستقيل لربه احلقه‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فائتين به فلحقته وعلت أجب ابن عم رسول هللا صلى هللا عليه وآله فقال مسعاً وطاعة مث جاء فتسلم‬
‫عليه فرد عليه التسالم فقال ما امسك؟ عال منازل بن الحق عال من العرب أنت؟ عال نعم عال وما‬
‫شأنك؟ عال فبكى وعال ما‬

‫(‪)409/1‬‬

‫عصة من أسلمته ذنوبه وأوخبته عيوبه؟ عال فاشرحها إيل عال كنت شاابً مقيماً على اللهو واللعب‬
‫والطرب وكان يل والد يعظين كثرياً ويقول اي بين احذر هفوات الشباب وعثراته فإن هلل سطوات‬
‫ونقمات وما هي من الظاملني ببعيد وكان كلما أحل علي ابملوعظة أحلحت عليه ابلضرب فأحل علي‬
‫يوماً فأوجعته ضرابً فحلف ليأتني البيت احلرام فيتعلق أبستار الكعبة ويدعو علي فخرج إىل مكة‬
‫وتعلق أبستار الكعبة ودعا علي وعال‪:‬‬
‫اي من إليه أتى احلجاج عد عطعوا ‪ ...‬عرضه املهامة من عرب ومن بعد‬
‫إين أتيتك ميا من ال خييب من ‪ ...‬يدعوه مبتهالً ابلواحد الصمد‬
‫هذا منازل ال يرتد عن عققي ‪ ...‬فخذ حبقي اي رمحن من ولدي‬
‫وشل منه حبول منك جانبه ‪ ...‬اي من تقدس مل يولد ومل يلد‬
‫عال وهللا ما استتم كالمه حىت نزل يب ما ترى مث كشف عن شقه األمين فإذا به ايبس عال فلم أزل‬
‫أترضاه وأخض له وأسأله العفو عين حىت رق ووعدين أن أييت‬

‫(‪)410/1‬‬

‫املكان الذي دعا علي فيه فيدعو يل هناك عال فحملته على انعة عشراء وخرجت أعفو أثره حىت إذا‬
‫صران بوادي األراك طار طائر من شجرة فنفرت الناعة فرمت به بني أحجار فرضخت رأسه فمات‬
‫فدفنته هناك وأعبلت آيتساً وأعظم ما ألقاه أين ال أعرف إال ابملأخوذ بعقوق والده عال احلتسن فقال‬
‫له أيب عليه التسالم أبشر فقد أاتك الغوث مث صلى ركعتني وكشف عن شقه فدعا له مرات يردد‬
‫األدعية وميتسح يده على شقه فعاد صحيحاً كما كان فكاد عقل الرجل أن يذهب فقال له أيب عليه‬
‫التسالم‪ :‬لوال أنه سبق وعد أبيك ابلدعاء لك ملا دعوت لك مث عال‪ :‬اي بين احذروا دعاء الوالدين‬
‫فإن يف دعائهما النماء واالجنبار واالستقبال والبوار‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وعال عليه التسالم يف عوس عزح‬
‫روى التسدي عن أشياخه عن أمري املؤمنني عليه التسالم أنه نظر يوماً يف التسماء فرأى عوس عزح‬
‫فقال ما تقولون يف هذا فقالوا هذا عوس عزح فقال ال تقولوا كذا وإمنا عولوا عوس هللا وأمان من‬
‫الغرق علت والعامة تقول عوس عدح ابلدال املهملة وهو غلط فاحش ألنه ال معىن له وإمنا مسي عوس‬
‫عزح ألنه أول ما رئي على عزح هو اجلبل الذي أيخذ منه الناس اجلمار ابملزدلفة فنتسب إليه هلذا عال‬
‫ابن فارس أول ما رئي يف اجلاهلية على هذا اجلبل‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم حلرب من أحبار اليهود‬
‫ما تقول يف نبينا حممد صلى هللا عليه وآله فقال بعث إليكم ومل يبعث إلينا فقال عد بشر به موسى‬
‫عليه التسالم أنه خامت النبيني فقال اليهودي أنتم ما دفنتم نبيكم حىت اختلفتم فيه فقال أمري املؤمنني‬
‫ما اختلفنا عنه وإمنا أنتم ما جفت أرجلكم من ماء البحر حىت علتم {لنا إهلاً كما} فأسلم اليهودي‪.‬‬

‫(‪)411/1‬‬

‫حديث اخلنثى‬
‫روى احلتسن البصري عال تقدمت امرأة إىل شريح القاضي فقالت أان امرأة يل فرج وإحليل فقل من‬
‫أين خيرج البول؟ فقالت منهما فعجب شريح فقالت وأعجب من هذا أن ابن عمي أخدمين خادماً‬
‫فوطأهتا فأولدهتا فدخل شريح على أمري املؤمنني عليه التسالم فأخربه فاستدعى زوجها فتسأله فاعرتف‬
‫فقال المرأتني عدا أضالعها ففعلتا فقال كم أضالعها؟ فقالتا هلا من اجلانب األمين مثانية عشر ضلعاً‬
‫ومن اجلانب األيتسر سبعة عشر فأمر أبخذ شعرها وأعطاها حذاء وأحلقها ابلرجال فقال له شريح من‬
‫أين لك هذا فقال استنبط من عصة آدم وحواء فإن آدم عليه التسالم كان له من كل انحية مثانية‬
‫عشر ضلعاً فخلقت حواء من ضلعه األيتسر فأضالع الرجل تزيد على أضالع املرأة بضل فلهذا‬
‫أحلقتها ابلرجال‪.‬‬
‫فصل ‪ :‬هذا ما وع على اختياران من اللؤلؤ املنثور يف فنون العلوم فنذكر ما وع إلينا من الدر‬
‫املنظوم وعد أخربان وما نتسب إىل أمري املؤمنني من النظم مجاعة‪.‬‬
‫إبسنادهم إىل مشاخيهم فمن ذلك يرثي رسول هللا صلى هللا عليه وآله عال‪:‬‬
‫أال طرق الناعي بليل فراعين ‪ ...‬وأرعين ملا استقل منادايً‬
‫فقلت له ملا رأيت الذي أتى ‪ ...‬أغري رسول هللا إن كنت انعياً‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)412/1‬‬

‫فحقق ما أشفقت منه ومل يبل ‪...‬وكان خليلي عديت ورجائياً‬


‫فوهللا ما أنتساك أمحد ما حدت ‪ ...‬يب العيس يف أرض وجاوزت وادايً‬
‫ليبك رسول هللا جربان طيبة ‪ ...‬ويبك على اإلسالم من كان ابكياً‬
‫وعال الشعيب وعف أمري املؤمنني عليه التسالم على عرب رسول هللا صلى هللا عليه وآله وعال إن اجلزع‬
‫ليقبح إال عليك وإن الصرب ليحمل إال عنك مث عال‪:‬‬
‫ما فاض دمعي عند انزلة ‪ ...‬إال جعلتك للبكاء سبباً‬
‫وإذا ذكرتك ساحمتك به ‪ ...‬مين اجلفون ففاض وانتسكبا‬
‫إين أجل ثرى حللت به ‪ ...‬إن ال أرى بثراه مكتئباً‬

‫(‪)413/1‬‬

‫وعال عليه التسالم يذكر يوم بدر وما جرى فيه‪:‬‬


‫أمل تر أن هللا أبلى رسوله ‪ ...‬بالء عزيزاً ذي اعتدار وذي فضل‬
‫وما أنزل الكفار دار مذلة ‪ ...‬فذاعوا هواانً من أسار ومن عتل‬
‫وأمتسى رسول هللا عد عز نصره ‪ ...‬وكان رسول هللا أرسل ابلعدل‬
‫فجاء بربهان من هللا نري ‪ ...‬مبنية آايته لذوي العقل‬
‫فآمن أعوام بذاك وأيقنوا ‪ ...‬فأمتسوا حبمد هللا جمتم الشمل‬
‫وأنكر أعوام فزالت عقوهلم ‪ ...‬وزادهم الرمحن خبالً على خبل‬
‫وأمكن منهم يوم بدر رسوله ‪ ...‬وعوماً غضاىب فعلهم أحتسن الفعل‬

‫(‪)414/1‬‬

‫أبيديهم بيض خفاف جفوهنا ‪ ...‬وعد زينوها ابجلالء وابلصقل‬


‫فكم جلدوا من دائص ذي محية ‪ ...‬صري ومن شيخ كبري ومن كهل‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫تبيت عيون النائحات عليهم ‪ ...‬جتود أبسباب الرشاش وابلويل‬
‫نوائح تنعي عتبة الغي وابنه ‪ ...‬وشيبة تنعاه وتبكي أاب جهل‬
‫وتنعي ابن جدعان وذا الرجل بعده ‪ ...‬متسبلة حري مبينة الثكل‬
‫ترى منهم يف يوم بدر عصابة ‪ ...‬ذووا جندات يف احلروب ويف احملل‬
‫فأضحوا لدى دار اجلحيم عراره ‪ ...‬من الذل واألغالل يف أسفل سفل‬

‫(‪)415/1‬‬

‫وعال يف يوم أحد ملا عال الكفار عد أثران حممداً صلى هللا عليه وآله‪:‬‬
‫هللا ريب وهو اخلالق الصمد ‪ ...‬فليس يشركه يف حكمه أحد‬
‫هو الذي عرف الكفار كفرهم ‪ ...‬واملؤمنون سيجزيهم وما وعدوا‬
‫فإن تكن جولة كانت لنا عظة ‪ ...‬فهل عتسى أن يرى يف غيها رشد‬
‫وينصر هللا من وااله معتمداً ‪ ...‬وميحق الكافرين الغنم إذ عندوا‬
‫فإن نطقتم بفخر ال أابلكم ‪ ...‬ممن تضمن من إخواننا أجد‬
‫فإن طلحة غادرانه منجدالً ‪ ...‬وللصوارم انر بيننا تقد‬
‫ومن عتلتم على ما كان من ذحل ‪ ...‬فإهنم صادفوا خرياً وعد سعدوا‬

‫(‪)416/1‬‬

‫هلم جنان من الفردوس طيبة ‪ ...‬ال يعرتيهم هبا حر وال صرد‬


‫عوم وفوا لرسول هللا واحتتسبوا ‪ ...‬شم العرانني منهم محزة األسد‬
‫ليتسوا كقتالهم فاهلل أدخلهم ‪ ...‬انر اجلحيم على أبواهبا رصد‬
‫وعال عليه التسالم يف يوم أحد ملا عتل طلحة بن أيب طلحة حامل لواء الكفار‪:‬‬
‫أفاطم هاك التسيف غري ذميم ‪ ...‬فتسلت برعديد وال بلئيم‬
‫لعمري لقد جاهدت يف نصر أمحد ‪ ...‬ومرضات رب ابلعباد رحيم‬
‫أريد ثواب هللا ال شيء غريه ‪ ...‬ورضوانه يف جنة ونعيم‬
‫أملت ابن عبد الدار حني صرعته ‪ ...‬بذي رونق يفري العظام صميم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)417/1‬‬

‫وكنت امرءاً يتسمو إذا احلرب مشرت ‪[ ...‬وعامت على ساق بكل حليم] (‪)1‬‬
‫وابدرته ابحلزن وأرفض مجعه ‪ ...‬وصناديد من ذي فارط وكليم‬
‫وعال عليه التسالم ملا ابرز عمرو بن عبد ود وكان عمرو عد دعا إىل املبارزة يف يوم اخلندق فلم خيرج‬
‫إليه أحد فقال عمرو‪:‬‬
‫ولقد حبحت من النداء ‪ ...‬جبمعهم هل من مبارز‬
‫ووعفت إذا جنب املشج ‪ ...‬موعف القرآن املناجز‬
‫إين كذلك مل أزل ‪ ...‬متتسرعاً عند اهلزاهز‬
‫إن الشجاعة للفىت ‪ ...‬واجلود من خري الغرائز‬
‫فتسمعه رسول هللا صلى هللا عليه وآله فقال‪(( :‬اي علي عم إليه وخذ سيفي ذي الفقار)) ودعا له فربز‬
‫إليه وهو يقول‪:‬‬
‫ال تعجلن فقد أاتك ‪ ...‬جميب صوتك غري عاجز‬
‫ذو نية وبصرية ‪ ...‬والصدق منجى كل فائز‬
‫إين ألرجو أن أعيم ‪ ...‬عليك انئحة اجلنائز‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬من طبعة دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫(‪)418/1‬‬

‫من ضربة جنالء ‪ ...‬يتسم عندها صوت اهلزاهز‬


‫مث انصرف وهو يقول‪:‬‬
‫أعلي يقتحم الفوارس هكذا ‪ ...‬وتنوء عنها أسريت وصحايب‬
‫اليوم مينعين الفرار حفيظيت ‪ ...‬ومصمم يف الرأس ليس بنائب‬
‫علم ابن عبد حني أبصر صارمي ‪ ...‬يهتز أن األمر غري لعاب‬
‫عبد احلجارة من سفاهة رأيه ‪ ...‬وعبدت رب حممد بصواب‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ال حتتسبوا الرمحن خازل دينه ‪ ...‬ونبيه اي معشر األحزاب‬
‫وعال عليه التسالم يف ذم أيب هلب‪:‬‬
‫أاب هلب تبت يداك أاب هلب ‪ ...‬وتبت يداها تلك محالة احلطب‬
‫وخذلت نبياً خري من وطئ احلصى ‪ ...‬وكنت كمن ابع التسالمة ابلعطب وخفت أاب جهل فأصبحت‬
‫اتبعاً له ‪ ...‬فكذاك الرأس يتبعه الذنب‬
‫فأصبح ذاك األمر عاراً يهيله ‪ ...‬عليك حجيج هللا يف موسم العرب‬

‫(‪)419/1‬‬

‫ولو كان من بعض األعادي حممد ‪ ...‬حلاميت عنه ابلرماح وابلقضب‬


‫وعال عليه التسالم يف القناعة‪:‬‬
‫ال ختضعن ملخلوق على طم ‪ ...‬فإن ذاك نقص منك يف الدين‬
‫واسرتزق هللا مما يف خزائنه ‪ ...‬فإن ذلك بني الكاف والنون‬
‫وعال عليه التسالم يف املعىن‪:‬‬
‫اغن عن املخلوق ابخلالق ‪ ...‬تغن عن الكاذب ابلصادق‬
‫واسرتزق الرمحن من فضله ‪ ...‬فليس غري هللا من رازق‬
‫من ظن أن الناس يغنونه ‪...‬مل يك ابلرمحن ابلواثق‬
‫أو ظن أن الرزق يف كفه ‪ ...‬زلت به النعالن من حالق‬

‫(‪)420/1‬‬

‫وعال عليه التسالم يف املعىن‪:‬‬


‫ومن البالء وللبالء عالمة ‪ ...‬أن ال ترى لك عن هواك نزوع‬
‫احلر عبد النفس يف شهواهتا ‪ ...‬واحلر يشب اترة وجيوع‬
‫وعال عليه التسالم يف املعىن‪:‬‬
‫صرب الفىت لفقره جيله ‪ ...‬وبذله لوجهه يذله‬
‫واخلرب للجائ أدم كله ‪ ...‬واملاء إن جف به يبله‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وعطعة من حائط تظله ‪ ...‬واملوت أييت من بعد ذا يتله‬
‫من عوله تعاىل‪{ :‬وتله للجبني}‪.‬‬

‫(‪)421/1‬‬

‫وعال عليه التسالم يف املعىن‪:‬‬


‫ولقمة جبريش امللح آكلها ‪ ...‬أحب من لقمة حتشى بزنبور‬
‫كم لقمة جلبت حتفاً لصاحبها ‪ ...‬كحبة الفخ دعت عنق عصفور‬
‫وعال عليه التسالم يف املعىن‪:‬‬
‫لو كان ابللب يزداد الغين غىن ‪...‬لكنا كل لبيب مثل عارون‬
‫لكنه العل ابمليزان من حكم ‪ ...‬يقصي اللبيب ويعطي كل مأفون‬
‫وعال عليه التسالم يف املعىن‪:‬‬
‫ما ال يكون فال يكون حبيلة ‪ ...‬أبداً وما هو كائن سيكون‬
‫سيكون ما هو كائن يف وعته ‪ ...‬وأخو اجلهالة متعب حمزون‬

‫(‪)422/1‬‬

‫يتسعى القوى فال ينال بتسعيه ‪ ...‬حظاً ويدرك عاجز موهون‬


‫وعال عليه التسالم يف الصرب‪:‬‬
‫اعزع النفس ابلعفاف وإال ‪ ...‬طلبت منك فوق ما يكفيها‬
‫ما هلا عد مضى وال الذي ‪ ...‬مل أيت من لذة ملتستحليها‬
‫إمنا أنت طول عمرك ما ‪ ...‬عمرت ابلتساعة اليت أنت فيها‬
‫وعال عليه التسالم فيما يتعلق ابلدنيا‪:‬‬
‫ومن يصحب الدنيا يكن مثل عابض ‪ ...‬على املاء خانته فروج األصاب‬
‫وعال عليه التسالم يف املعىن‪:‬‬
‫ما الدهر إال يقظة ونوم ‪ ...‬وليلة بينهما ويوم‬
‫يعيش عوم وميوت عوم ‪ ...‬والدهر عاض ما عليه لوم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)423/1‬‬

‫وعال عليه التسالم يف املعىن‪:‬‬


‫دنيا حتول أبهلها ‪ ...‬يف كل يوم مرتني‬
‫فغدوها لتجم ‪ ...‬ورواحها لشتات بني‬
‫وعال عليه التسالم‪:‬‬
‫ما أحتسن الدنيا وإعباهلا ‪ ...‬إذا أطاع هللا من انهلا‬
‫من مل يواس الناس من فضله ‪ ...‬عرض لإلدابر إعباهلا‬
‫فاحذر حلول الفضل اي ذا الغىن ‪ ...‬وأعط من الدنيا ملن انهلا‬
‫فإن ذا العرش العظيم اجلزاء ‪ ...‬يضاعف للحبة أمثاهلا‬

‫(‪)424/1‬‬

‫وعال الشعيب رأى أمري املؤمنني رجالً ميشي وحيظر بيده وخيتال فقال‪:‬‬
‫اي مؤثر الدنيا على دينه ‪ ...‬والتائه احلريان يف عصده‬
‫أصبحت ترجو اخللد فيها ‪ ...‬وعد أبرز انب املوت عن حده‬
‫هيهات إن املوت ذو سهم ‪ ...‬من يرمه يوماً به يرده‬
‫ال يشرح الواعظ علب امرءاً ‪ ...‬مل يعرف هللا على رشده‬
‫وعال عليه التسالم يف ذم اإلخوان‪:‬‬
‫وعد ذكرها أبو حامد الغزايل يف كتاب سر العاملني‪:‬‬
‫املرء يف زمن اإلعبال كالشجرة ‪ ...‬وحوهلا الناس ما دامت هبا الثمرة‬
‫حىت إذا ما عرت من محلها انصرفوا ‪ ...‬عنها عقوداً وعد كانوا هبا بررة‬
‫وحاولوا عطعها من بعد شفقوا ‪ ...‬دهراً عليها من األرايح والغربة‬
‫علت مروات أهل األرض كلهم ‪ ...‬إال األعل فليس العشر من عشرة‬

‫(‪)425/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ال حتمدن امرءا حىت جتربه ‪ ...‬فروما مل يوافق خربه خربه‬
‫وعال عليه التسالم يذم اإلخوان والزمان‪:‬‬
‫هذا زمان يل إخوانه ‪ ...‬اي أيها املرء اي خوان‬
‫إخوان كلهم ظامل ‪ ...‬له لتساانن ووجهان‬
‫يلقاك ابلبشر ويف علبه ‪ ...‬داء يواريه بكتمان‬
‫حىت إذا ما غبت عن عينه ‪ ...‬رماك ابلزور والبهتان‬
‫هذا زمان هكذا أهله ‪ ...‬تعر عن رؤية إنتسان‬
‫وعال عليه التسالم يف فضل العلم والعلماء‪:‬‬
‫الناس من جهة التمثيل أكفاء ‪ ...‬أبوهم آدم واألم حواء‬

‫(‪)426/1‬‬

‫وإن يكن هلم من أصله شرف ‪ ...‬يفاخرون به فالطني واملاء‬


‫ما الفخر إال ألهل العلم إهنم ‪ ...‬إىل اهلدى ملن استهدى أدالء‬
‫وعيمة املرء ما عد كان حيتسنه ‪ ...‬واجلاهلون ألهل العلم أعداء‬
‫وعال عليه التسالم يف املعىن‪:‬‬
‫فال تصحب أخا اجلهل ‪ ...‬وإايك وإايه‬
‫فكم من جاهل أردى ‪ ...‬حليماً حني آخاه‬
‫يقاس املرء ابملرء ‪ ...‬إذا ما املرء ماشاه‬
‫وللشيء على الشيء ‪ ...‬عالمات وأشباه‬

‫(‪)427/1‬‬

‫وعال ابن عباس‪ :‬مسعت رجالً يتسأل أمري املؤمنني عن الفاحتة فقال نزلت من كنز حتت العرش ولو‬
‫ثنيت يل وسادة لذكرت يف فضل بتسم هللا الرمحن الرحيم محل بعري ذكر وليس يف القرآن آية إال وأان‬
‫أعلم مىت نزلت ويف أي شيء نزلت مث عال‪:‬‬
‫إذا املشكالت تصدين يل ‪ ...‬كشفت حقائقها ابلنظر‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وإن برعت من خالل الصواب ‪ ...‬عمياء ال حييلها فكر‬
‫مقنعة بعيوب األمور ‪...‬وضعت عليها حتساب البصر‬
‫لتساانً كشقشقة األرحيب ‪ ...‬أو كاحلتسام اليماين الذكر‬
‫ولتست إبمعة يف الرجال ‪ ...‬أسائل هذا وذا ما اخلرب‬
‫ولكنين مدرة األصغرين ‪...‬جالب خري ودفاع شر‬

‫(‪)428/1‬‬

‫اإلمعة الذي يكون م هؤالء وم هؤالء ويتسميه العوام املعمعي واملدرة اخلطيب‪.‬‬
‫وعال عليه التسالم يف الوعظ‪:‬‬
‫ولو أان إذا متنا تركنا ‪ ...‬لكان املوت راحة كل حي‬
‫ولكنا إذا متنا بعثنا ‪ ...‬ونتسأل بعده عن كل شيء‬
‫وعال عليه التسالم يف األعدار‪:‬‬
‫إذا عقد القضاء عليك عقداً ‪ ...‬فليس حيله إال القضاء‬
‫فمالك عد أعمت بدار ذل ‪ ...‬وأرض هللا واسعة الفضاء‬
‫تبلغ ابليتسري فكل شيء ‪ ...‬من الدنيا يكون له انقضاء‬

‫(‪)429/1‬‬

‫وعال عليه التسالم يف املعىن‪:‬‬


‫للناس حرص على الدنيا بتدبري ‪...‬وصفوها لك ممزوج بتكدير‬
‫مل يرزعوها بعقل حني ما عتسمت ‪...‬لكنما رزعوها ابملقادير‬
‫لو كان عن عوة وعن مغالبة ‪...‬طار البزاة أبرزاق العصافري‬
‫وعال الكميل بن زايد وكان أمري املؤمنني عليه التسالم ينشد دائماً‪:‬‬
‫ولروما نطق الفىت فنافتست ‪ ...‬فيه العيون وإنه ملموه‬
‫ولروما سكت الفىت عن خصمه ‪ ...‬حذر اجلواب وإنه ملفوه‬
‫ولروما صرب الفىت عند األذى ‪ ...‬وفؤاده من حره يتأوه‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)430/1‬‬

‫وعال عليه التسالم يف املعىن‪:‬‬


‫ميثل ذو اللب يف نفتسه ‪ ...‬مصائبه عبل أن تنزال‬
‫فإن نزلت بغتة مل ترعه ‪...‬ملا كان يف نفتسه مثالً‬
‫رأى األمر يفضي إىل آخره ‪ ...‬فصري آخره أوالً‬
‫وذو اجلهل أيمن أايمه ‪...‬وينتسى مصارع من عد خال‬
‫فإن ندبته صروف الزمان ‪...‬فبعض عجائبه أخوال‬
‫ولو عدم الصرب على نفتسه ‪...‬لعلمه الصرب حتسن البلى‬
‫ويروى ولو عدم احلزم يف رأيه‪.‬‬

‫(‪)431/1‬‬

‫وعال عليه التسالم يف درس معامل الدين‪:‬‬


‫ليبك على اإلسالم من كان ابكيا ‪ ...‬فقد تركت أركانه ومعامله‬
‫وعد ذهب اإلسالم إال بقية ‪ ...‬عليل من الدنيا الذي هو الزمه‬
‫وعال عليه التسالم يف حفظ التسر‪:‬‬
‫وال تفش سرك إال إليك ‪ ...‬فإن لكل نصيح نصيحاً‬
‫فإين رأيت غواة الرجال ‪ ...‬ال يرتكون أدمياً صحيحاً‬
‫وعال كميل بن زايد‪ :‬وكان أمري املؤمنني يتمثل دائماً يف أايم صفني‪:‬‬
‫ولو أين بليت هبامشي ‪ ...‬خؤولته بين عبد املدان‬
‫هلان علي ما ألقى ولكن ‪ ...‬تعالوا فانظروا ومن ابتالن‬
‫وعال الشعيب‪ :‬وىل أمري املؤمنني عليه التسالم والياً على الكوفة فخان وبىن متسجداً فمن أمري املؤمنني‬
‫عليه التسالم وكتب على حائط‪:‬‬

‫(‪)432/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫رأيتك تبين متسجداً من خيانة ‪ ...‬فكنت بغر هللا غري موفق‬
‫أطعمه األيتام من كتسب فرجها ‪ ...‬لك الويل ال تزين وال تتصدق‬
‫وعال عليه التسالم يف مكارم األخالق‪:‬‬
‫إن املكارم أخالق معددة ‪ ...‬فالعقل أوهلا والعلم اثنيها‬
‫والصرب اثلثها والعرف رابعها ‪ ...‬والعفو خامتسها واجلود ساديها‬
‫والعني خترب عن عيين حمدثها ‪...‬إن كان من حزهبا أو من أعاديها‬
‫والنفس تكلف ابلدنيا وعد علمت ‪ ...‬أن التسالمة منها ترك ما فيها‬
‫وعيل إن البيت الثالث ‪.. .. .. ..‬‬
‫وعال عليه التسالم وعال له رجل‪ :‬أعطين فقال أنشدك أم أعطيك فقال الرجل كالمك أحب إيل من‬
‫عطائك‪:‬‬
‫فإن عضك الدهر فانتظر فرجاً ‪ ...‬فإنه انزل ومنتظره‬
‫أو متسك الضر وابتليت به ‪ ...‬فاصرب على يتسره ويف عتسره‬

‫(‪)433/1‬‬

‫رب معاىف على هتوره ‪ ...‬وعاعل ال ينام من حذره‬


‫وآمن يف عشاء ليلته ‪ ...‬دب إليه البالء يف سحره‬
‫من مارس الدهر ذم صحبته ‪ ...‬وانل من صفوه ومن كدره‬
‫وعال عليه التسالم يف الصرب على حلول املكاره‪:‬‬
‫ال تكره املكروه عند حلوله ‪ ...‬إن العواعب مل تزل متباينة‬
‫كم من يد ال يتستقل بشكرها ‪ ...‬هلل يف طي املكاره كامنة‬

‫(‪)434/1‬‬

‫الباب التسادس يف ذكر وفاته عليه التسالم‬


‫عال أمحد يف الفضائل‪ :‬ثنا وكي ثنا عتيبة بن عدامة الرؤاسي عن أبيه عن الضحاك بن مزاحم عن علي‬
‫عليه التسالم عال‪ :‬عال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪(( :‬اي علي تدري من أشقى األولني‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫واآلخرين)) علت هللا ورسوله أعلم عال‪(( :‬من خيضب هذه من هذه)) يعين حليته من هامته عال‬
‫الزهري فكان أمري املؤمنني يتستبطئ القاتل فيقول مىت يبعث أشقاها‪.‬‬
‫وعد أخرج عبد هللا بن أمحد يف املتسند يف كتاب الزهد هبذا اإلسناد‪.‬‬
‫وعال أمحد يف املتسند ثنا علي بن حكيم األودي ثنا شريك عن عثمان بن أيب زرعة عن زيد بن وهب‬
‫عال عدم على أمري املؤمنني عليه التسالم وفد من اخلوارج من أهل البصرة منهم رجل يقال له اجلعد‬
‫بن بعجة فقال له اي علي اتق هللا فإنك ميت فقال له بل أان مقتول بضربة على هذا ختضب هذه يعين‬
‫حليته من رأسه عهد معهود وعضاء مقضي وعد خاب من افرتى عال وعاتبه ابن بعجة يف خشونة‬
‫لباسه فقال هو أبعد من الكرب وأجدر أن يقتدي به املتسلم‪.‬‬
‫وعال أمحد يف املتسند أبنا هاشم بن القاسم ثنا حممد بن راشد ثنا عبد هللا بن حممد بن عقيل عن‬
‫فضالة بن أيب فضالة األنصاري وكان أبو فضالة من أهل بدر عتل م أمري املؤمنني بصفني عال فضالة‬
‫خرجت م أيب أيب فضالة عائداً ألمري املؤمنني من مرض أصابه ابلكوفة وعد أبل منه فقال له أيب ما‬
‫يقيمك هاهنا بني أعراب جهينة؟ حتمل إىل املدينة فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك‬
‫فقال إن رسول هللا صلى هللا عليه وآله عهد إيل أن ال أموت حىت ختضب هذه من هذه أي‬

‫(‪)435/1‬‬

‫حليته من هامته‪.‬‬
‫حممد بن سعد ثنا الفضيل بن دكني حدثنا عطر بن خليفة حدثين أبو الطفيل عامر بن واثلة عال‪ :‬دعا‬
‫أمري املؤمنني الناس إىل البيعة فجاءه عبد الرمحن بن ملجم املرادي فرده مرتني مث أاته فقال أمري‬
‫املؤمنني وما حيبس أشقاها ليصبغن هذه من هذه مث مثل‪:‬‬
‫اشدد حيازميك للموت ‪ ...‬فإن املوت العيك‬
‫[وال جتزع من املوت] (‪ ... )1‬إذا حال بواديك‬
‫وهذا البيتان ألحيحة األنصاري وهلما اثلث‪:‬‬
‫فإن الدرع والبيضة ‪ ...‬يوم الروع يكفيك‬
‫وذكر ابن سعد يف الطبقات أن أمري املؤمنني عليه التسالم ملا جاء ابن ملجم يطلب البيعة فطلب منه‬
‫فرساً أشقر فحمل عليه فركبه فأنشد أمري املؤمنني عليه التسالم‪:‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫__________‬
‫(‪ )1‬من طبعة دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫(‪)436/1‬‬

‫أريد حباءه ويريد عتلي ‪...‬عذيرك من خليلك من مرادي‬


‫وعال ابن سعد ثنا إمساعيل بن علية عن عمارة بن أيب حفصة عن أيب جملز عال جاء رجل من مراد إىل‬
‫أمري املؤمنني وهو يصلي يف املتسجد فقال له‪ :‬احرتس فإن أانساً من مراد يريدون عتلك فقال إن م‬
‫كل رجل ملكني حيفظانه مامل يقدر فإذا جاء القدر خليا بينه وإن األجل جنة حصينة‪.‬‬
‫وعال الشعيب أنشد أمري املؤمنني عبل أن يتستشهد أبايم‪:‬‬
‫تلكم عريش متناين لتقتلين ‪ ...‬فال وربك ما فازوا وال ظفروا‬

‫(‪)437/1‬‬

‫فإن عضت فرهن ذميت هلم ‪ ...‬وإن عدمت فال يبقى هلم أثر‬
‫وسوف يورثهم فقدي على وجل ‪ ...‬ذل احلياة وما خانوا وما غدروا‬
‫وعال ابن سعد‪ :‬ثنا يزيد بن هارون عن هشام بن حتسان عن حممد بن عبيدة عال‪ :‬عال أمري املؤمنني‬
‫عليه التسالم ما حيبس أشقاكم أن جييء فيقتلين اللهم إين عد سئمتهم وسئموين فأرحهم وأرحين منهم‪.‬‬
‫وذكر ابن سعد أيضاً عالوا اي أمري املؤمنني أخربان ابلذي خيضب يده من هذه نبيد عشريته فقال إذن‬
‫وهللا تقتلون يب غري عاتلي عالوا فاستخلف علينا فقال ال وهللا ولكن أترككم إىل ما ترككم إليه رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله عالوا فما تقول لربك إذا أتيته؟ عال أعول اللهم إن تركتك فيهم فإن شئت‬
‫أفتسدهتم‪.‬‬

‫(‪)438/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وعال أهل التسري حممد بن إسحاق وهشام بن حممد والتسدي وغريهم اجتم ثالثة من اخلوارج عبد‬
‫الرمحن بن ملجم املرادي وهو من محري والربك بن عبد هللا التميمي التسعدي وامسه احلجاج وعمرو بن‬
‫بكري التميمي التسعدي ومكة عند انقضاء املوسم فتذاكروا عتلى النهروان الذين عتلهم أمري املؤمنني‬
‫وبكوا وترمحوا عليهم وعالوا ما نصن ابلبقاء بعدهم فإهنم إخواننا مل أتخذهم يف هللا لومة الئم مث‬
‫تذاكروا ما لقي الناس يوم اجلمل وصفني بني علي عليه التسالم ومعاوية وعمرو بن العاص مث عالوا لو‬
‫شرينا أنفتسنا وعتلنا أئمة الضاللة وأرحنا املتسلمني والبالد منهم وأثران إخواننا فقال ابن ملجم أان‬
‫أكفيكم علي بن أيب طالب عليه التسالم وعال الربك أان أكفيكم معاوية وعال عمرو وأان لعمرو‬
‫فدخلوا الكعبة وحتالفوا فيها وتعاهدوا وتعاعدوا أن ال ينكص أحد منهم عن صاحبه الذي توجه إليه‬
‫حىت يقتله أو يقتل دونه مث أخذوا سيوفهم فتسموها وتعاهدوا أن يكون االجتماع يف ساب عشر‬
‫رمضان وعصد كل واحد منهم اجلهة اليت توجه إليها وأما ابن ملجم فقصد الكوفة فتلقاه أصحابه من‬
‫اخلوارج فكامتهم ما يريد وكان يزورهم ويزورونه وهو ساكت خمافة أن يظهر شيء مما عدم له فزار يوماً‬
‫أصحابه له من بين متيم‪.‬‬
‫وكان أمري املؤمنني عليه التسالم عد عتل منهم يوم النهر عدة فرأى منهم امرأة‬

‫(‪)439/1‬‬

‫يقال هلا عطام بنت شجة كان أمري املؤمنني عتل أابها وأخاها يوم النهر وكانت فائقة اجلمال فعشقها‬
‫وأخذت جمام علبه وعقله ونتسي األمر الذي عدم ألجله فخطبها فقالت أشرتط عليك شروطاً عال‬
‫وما هي عالت ثالثة آالف درهم وعبداً وعينة وعتل علي بن أيب طالب فقال لك ما سألت من‬
‫الدراهم والعبد والقينة وأما عتل علي فما أراك ذكرتيه يل وأنت تريديين ال عدرة عليه عالت يلتمس‬
‫غرته فإن أصبته شفيت نفتسي ونفتسك ونفعك العيش معي وأخذت بثأر األحبة وإن عتلت فما عند‬
‫هللا خري من الدنيا وما فيها وأبقى فقال وهللا ما عدمت إال هلذا وفيها يقول الشاعر‪:‬‬
‫ولو أن مهراً ساعه ذو مساحة ‪...‬كمهر عطام بيننا غري معجم‬
‫ثالثة آالف وعد وعينة ‪ ...‬وعتل علي ابحلتسام املصمم‬
‫فال مهر أغلى من علي وإن غال ‪ ...‬وال فتك إال دون فتك ابن ملجم‬
‫مث دخل هبا فازداد عشقاً هلا فقالت له وهللا ال تتساكين حىت تقتل علياً عليه التسالم مث عالت سأطلب‬
‫لك رجالً يتساعدك على أمرك فأرسلت إىل رجل من عومها يقال له وردان بن جمالد فكلمته يف ذلك‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فأجاهبا مث استعان ابن ملجم برجل من اخلوارج يقال له شبيب بن جبرة فقال له هل لك يف شرف‬
‫الدنيا واآلخرة؟ عال وما ذاك عال عتل علي فقال له ثكلتك أمك {لقد جئت شيئاً نكرا} عال ومل؟‬
‫كيف نصل إليه؟ عال أكمن له يف املتسجد فإذا خرج لصالة الغداة شددان عليه فقتلناه فإن جنوان‬

‫(‪)440/1‬‬

‫فقد شفينا أنفتسنا وأدركنا أثران وإن عتلنا فما عند هللا خري فأجابه وكانت عطام عد اعتكفت يف‬
‫املتسجد يف عبة عريبة من القبلة فجاء ابن ملجم وشبيب ووردان ليلة اجلمعة فدخلوا القبة فكمنوا‬
‫فيها فعصبتهم عطام ابحلرير وأخذوا سيوفهم مث خرجوا وعت التسحر فجلتسوا مقابل التسدة اليت خيرج‬
‫منها أمري املؤمنني ويروى أن األشعث بن عيس كان مواطئاً هلم على عتل أمري املؤمنني ألن حجر بن‬
‫عدي كان انئماً يف املتسجد فتسم األشعث بن عيس يقول وحيكم أسرعوا فقد فضحكم الصبح‬
‫فصاح به حجر وحيك اي أعور ما تقول مث جاء إىل أمري املؤمنني ليخربه ففاته وخرج من مكان آخر‬
‫فقتل عال ابن إسحاق فلما خرج أمري املؤمنني يريد صالة الفجر أعبلن األوز يصحن يف وجهه فقال‬
‫إهنن نوائح فلما صار يف احملراب وثبوا عليه وصاح ابن ملجم {ومن الناس من يشري نفتسه ابتغاء‬
‫مرضات هللا} احلكم هلل ال لك اي ابن أيب طالب مث ضربه على هامته فصاح أمري املؤمنني ال يفوتكم‬
‫الكلب فشدوا عليه فأخذوه وعتل وردان وجنا شبيب وصاحت أم كثلوم بنت أمري املؤمنني إىل عدو‬
‫هللا ال أبس على أيب وهللا جيزيك وبكت فقال هلا ابن ملجم فعالم تبكني؟ فوهللا لقد ضربته بتسيف‬
‫اشرتيته أبلف درهم ومسمته أبلف درهم فإن خانين فأبعده هللا ولو كانت هذه الضربة أبهل مصر ملا‬
‫بقي منهم أحد مث أتخر أمري املؤمنني عن احملراب وعدم جعدة بن هبرية فصلى ابلناس الفجر ودخل‬
‫عليه التسالم القصر وعيل محل على أكتاف الرجال مث عال علي ابلرجل فأدخل عليه فقال له اي عدو‬
‫هللا أمل أحتسن إليك؟ عال بلى عال فما محلك على هذا وهللا لقد كنت أعلم أنك عاتلي وإمنا أحتسنت‬
‫إليك ألستظهر ابهلل عليك مث عال لبنيه اي بين إن هلكت فالنفس ابلنفس اعتلوه كما عتلين وإن بقيت‬
‫رأيت فيه رأي ويف رواية وإن عشت فضربة أو أعفو وصاحت زينب بنت أمري املؤمنني اي معلون‬
‫عتلت أمري املؤمنني فقال إمنا عتلت أابك مث حبتسوه واختلفوا يف الليلة اليت استشهد فيها على أعوال‬
‫أحدها آخر الليلة التسابعة‬

‫(‪)441/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عشرة من شهر رمضان صبيحة اجلمعة ومتسجد الكوفة اجلام عاله ابن عباس والثاين ليلة إحدى‬
‫وعشرين من رمضان فبقي اجلمعة مث يوم التسبت وتويف ليلة األحد عاله جماهد والثالث أنه عتل يف‬
‫الليلة التسابعة والعشرين من شهر رمضان وفيها يعرج بعيتسى بن مرمي وفيها تويف يوش بن نون وهذا‬
‫أشهر وعال الواعدي آخر كلمة عاهلا أمري املؤمنني اي بين إذا مت فأحلقوا يب ابن ملجم أخاصمه عند‬
‫رب العاملني مث عرأ {فمن يعمل مثقال ذرةٍ خرياً يره} اآلية عال الواعدي وملا تويف غتسله ابناه احلتسن‬
‫واحلتسني وعبد هللا بن جعفر وعيل وحممد بن احلنفية والصحيح أنه مل يغتسله ‪ ...‬كفن يف ثالثة أثواب‬
‫بيض ليس فيها عميص وكان عنده بقااي من حنوط رسول هللا صلى هللا عليه وآله فحنطوه به مختساً‬
‫وعيل ستاً أو سبعاً واختلفوا يف أي مكان دفن على أعوال ابلكوفة وغيبوا موض عربه عاله الواعدي‬
‫والثاين على بعري إىل املدينة فضل البعري الذي كان عليه فوع على طيء فأخذوه وظنوه ماالً فلما‬
‫رأوه دفنوه عندهم عاله عكرمة والثالث أن التابوت مضى إىل املدينة ودفن إىل جانب فاطمة عليها‬
‫التسالم عاله أبو نعيم الفضل بن دكني الراب أنه يف عبلة جام الكوفة ذكره هشام بن حممد الكليب‬
‫عن أبيه عال هشام وأخربت أن حائط القبلة انشق يف أايم احلجاج فحفروا األساس فوجودا شيخاً‬
‫أبيض الرأس واللحية وعلى ثيابه أثر الدم فردوا عليه الرتاب حكاه ابن شربمة وحكاه البالذري أيضاً‬
‫وعال فإن احلجاج ملا رآه عد ظهر عال أبو تراب وهللا وأراد به سوءاً فقال له عنبتسة بن سعيد بن‬
‫العاص انشدتك هللا أن تفعل فتسكت واخلامس أنه يف جام الكوفة مما يلي أبواب كندة حكاه ابن‬
‫سعد يف الطبقات عن الشعيب والتسادس أنه على النجف يف املكان الذي يزار اليوم فيه وعد استفاض‬
‫ذلك حكى أبو نعيم األصبهاين أن الذي يف النجف اليوم لو علم به زواره لرمجوه عيل له ومن هو‬
‫عال املغرية بن شعبة علت هذا وهم من أيب نعيم ألن املغرية بن شعبة ال يعرف له عرب وعيل إنه مات‬
‫ابلشام مث إن احلتسن عليه التسالم‬

‫(‪)442/1‬‬

‫أحضر ابن ملجم ليقتله فقال وهللا إين ما أعطيت أحداً عهد هللا وميثاعه إال وفيت به فهل لك أن‬
‫تطلقين فأذهب إىل معاوية فأعتله ولك علي عهد هللا أنين أعود إليك فأض يدي يف يدك فقال اي‬
‫ملعون ال يكون ذلك أبداً حىت تعاين النار مث عط يديه ورجليه ومسل عينيه ومتسمار وعط لتسانه وتركه‬
‫يف عرصرة مث أحرعه ابلنار وذكر بن سعد يف الطبقات أن عبد هللا بن جعفر مسل عينيه ومتسمار فلم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫جيزع وعال له اي ابن أخ إنك لتكحل عني عمك تبملمول مض عال وملا أرادوا عط لتسانه جزع‬
‫فقالوا عطعنا يديك ورجليك فلم جتزع جتزع عند عط لتسانك فقال أكره أن ميضي علي ساعة ال‬
‫أذكر هللا فيها عال ابن سعد والعباس بن أمري املؤمنني يومئذ صغري فلم يتستأذنوا به بلوغه فإن عيل‬
‫فقد أمره أمري املؤمنني أن يقتلوه كما عتله فاجلواب أن املدائين ذكر يف اترخيه أن أمري املؤمنني أمرهم‬
‫أن ميثلوا به وهو الواجب وأما عول ابن سعد إن العباس كان يومئذ صغرياً مل يتستأذنوا به بلوغه فهذا‬
‫دليل أيب حنيفة رمحه هللا يف متسألة القصاص إذا كان يف ورثة املقتول صغار خالفاً لصاحبيه والشافعي‬
‫وروي أن أمري املؤمنني عال للحتسن عليه التسالم ملا ضربه ابن ملجم إن شئت أن يقتل وإن شئت أن‬
‫تعفو م أن يف الورثة صغار وكان ومحضر من الصحابة أنه عتل سياسة علنا م حضور الصحابة ال‬
‫سياسة واختلفوا يف مبلغ سنه على أعوال أحدها ثالثة وستون؟؟ سن رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫حكاه ابن جرير الطربي عن جعفر بن حممد عال الواعدي وهو الثابت عندان والثاين مخس وستون‬
‫؟؟؟؟‬
‫سنة وشهد فتح مكة وهو ابن مثان وعشرين سنة واستشهد معه‬
‫الواعدي كانت خالفته أرب سنني وسب شهور بوي يف ذي احلجة لثمان عشرة ليلة خلت منه سنة‬
‫مخس وثالثني واستشهد يف شعبان سنة أربعني وحكى ابن جرير‬

‫(‪)443/1‬‬

‫يف اترخيه وحممد بن سعد يف الطبقات أن عائشة ملا بلغها عتله أنشدت‪:‬‬
‫فألقت عصاها واستقر هبا النوى ‪ ...‬كما عر عيناً ابإلايب املتسافر‬
‫مث عالت من عتله؟ عالوا رجل من مراد فقالت‪:‬‬
‫فإن تك هالكاً فلقد نعاه ‪ ...‬نعى ليس يف فيه الرتاب‬
‫فعاهبا الناس وعالت هلا زينب بنت سلمة بن أيب سلمة ألمري املؤمنني تقولني هذا فقالت إين أنتسى‬
‫فذكروين وعال أبو األسود الدؤيل يرثيه‪:‬‬
‫أال أبلغ معاوية بن حرب ‪ ...‬فال عرت عيون الشامتينا‬
‫عتلتم خري من ركب املطااي ‪...‬ورحلها ومن ركب التسفينا‬
‫أيف شهر الصيا فجعتموان ‪...‬خبري الناس طراً أمجعينا‬
‫عتلتم خري من ركب املطااي ‪ ...‬ورجلها ومن ركب التسفينا‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)444/1‬‬

‫ومن لبس النعال ومن حذاها ‪ ...‬ومن عرأ املثاين واملئينا‬


‫لقد علمت عريش حيث كانت ‪ ...‬أبنك خريها حتسباً وديناً‬
‫إذا استقبلت وجه أيب تراب ‪...‬رأيت البدر حار الناظرينا‬
‫وعال أمحد يف املتسند ثنا وكي أبنا شريك عن أيب إسحاق عن جعدة بن هبرية عال خطبنا احلتسن بن‬
‫علي عليهما التسالم بعدما استشهد أمري املؤمنني فقال لقد فاتكم ابألمس رجل مل يتسبقه األولون‬
‫بعلم ومل يدركه اآلخرون كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله يبعثه ابلراية جربيل عن ميينه وميكائيل عن‬
‫مشاله فال ينصرف حىت يفتح هللا ويفتح هللا على يديه‪.‬‬

‫(‪)445/1‬‬

‫(‪)446/1‬‬

‫ذكر مرياثه‬
‫اتفق علماء التسري على أن أمري املؤمنني عليه التسالم مل خيلف ديناراً وال دراماً وحكى الواعدي عن‬
‫احلتسن عليه التسالم أنه عال وهللا ما ترك أيب بيضاء وال صفراء سوى سبعمئة درهم أعدها لشراء‬
‫خادم ألهله ويف رواية سوى مائيت درهم فإن عيل فقد عال أمحد يف املتسند ثنا حجاج عن شريك عن‬
‫عاصم بن كليب عن حممد بن كعب القرظي عال أمري املؤمنني لقد رأيتين م رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله وإين ألربط على بطين احلجر من اجلوع وإن صدعتين لتبلغ اليوم أربعني ألفاً‪.‬‬
‫فاجلواب أن شريك كان خملطاً يف الرواية عال ابن معني شريك ضعيف كان يشرب املتسكر وحالة أمري‬
‫املؤمنني تنايف هذا على ما حكينا من زهده وورعه وعال أبو احلتسني بن فارس اللغوي سألت أيب عن‬
‫هذا احلديث فقال إن صح فمعناه أن الذي تصدعت به من مايل كذا وكذا ألفاً عال ابن فارس عال‬
‫أيب وكيف يكون له مال وعد‬

‫(‪)447/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عال اي بيضاء اي صفراء غري غريي‬
‫ذكر خامته‬
‫كان نقشه هللا امللك على عبده وكان يتختم يف اليتسار وكذا احلتسن واحلتسني عليهما التسالم‪.‬‬
‫ذكر مواليه‬
‫عنرب وحيىي بن أيب كثري روى عنه األوزاعي وكان عاملاً فاضالً وابنه عبد هللا بن حيىي كان عاملاً أيضاً وله‬
‫موال أخر‪.‬‬
‫ذكر متسانيده عليه التسالم‬
‫أبلغ من أن حتصى فإمنا الذي ضبطوا منها مخس منه حديث وسبعة وثالثني حديث أخرج له منها يف‬
‫الصحيحني أربعة وأربعون حديثاً اتفقا على عشرين وانفرد البخاري بتتسعة ومتسلم خبمتسة عشر‬
‫وحكى يل بعض شيوخنا أن عمران بن حطان اخلارجي رثى ابن ملجم فقال‪:‬‬
‫اي ضربة من تقي ما أراد فيها ‪ ...‬إال ليبلغ من ذي العرش رضواانً‬
‫إين ألذكره يوماً فأحتسبه ‪ ...‬أوىف الربية عند هللا ميزاانً‬
‫أكرم بقوم بطون األرض أعرهم ‪ ...‬مل خيلطوا دينهم بغياً وعدواانً‬

‫(‪)448/1‬‬

‫فبلغت األبيات القاضي أاب الطيب الطربي فقال‪:‬‬


‫إين ألبرأ مما أنت عائله ‪ ...‬عن ابن ملجم ملعون هبتان‬
‫إين ألذكره يوماً فألعنه ديناً ‪ ...‬والعن عمران بن حطان‬
‫عليه مث عليك الدهر متصالً ‪ ...‬لعائن هللا إسراراً وإعالانً‬
‫فأنتم من كالب النار جاء به ‪ ...‬نص الشريعة برهاانً وتبياانً‬
‫أشار القاضي إىل عوله عليه التسالم اخلوارج كالب أهل النار فهذه يف عصة ابن ملجم فأما الذين‬
‫ذهبا إىل عتل معاوية وعمرو بن العاص عال الواعدي‪ :‬جاء الربك إىل معاوية يف الليلة اليت ضرب ابن‬
‫ملجم فيها أمري املؤمنني فشد عليه بتسيفه وعد خرج لصالة الفجر فوع التسيف يف البيت فخرجه‬
‫فقال ملعاوية إن عندي خرياً أبشرك به فقال إن أخاً يل عتل علياً عليه التسالم يف هذه الليلة فأمر به‬
‫فقطعت يداه ورجاله مث عتله واختذ معاوية املقصورة وهو أول من أحدثها يف اإلسالم وأعام احلرس‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وسأل معاوية التساعدي طبيب العرب فقال ما يربئين عال اخرت إحدى خصلتني إما أمحي حديدة‬
‫فأضعها موض التسيف وإما أن أسقيك شربة تقط عنك النتسل فإن الضربة متسمومة فقال أما النار‬
‫فال طاعة يل هبا وأما انقطاع النتسل فإن يف يزيد وعبد هللا ما تقر به عيين فتسقاه شربة فربئ وعط‬
‫النتسل عنه وملا بلغ القاضي أاب حزم ذلك عال‪:‬‬
‫اي ليت ذلك عبل أن يولد يزيد وأما عمرو فإنه جلس ومصر يف تلك الليلة لعمرو‬

‫(‪)449/1‬‬

‫بن العاص فلم يتفق خروجه إىل الصالة ملرض أصابه وأمر خارجة بن حبيبة العامري أن يصلي مكانه‬
‫وكان صاحب شرطة خرج ليصلي فشد عليه عمرو بتسيفه فقتله وهو يظنه عمراً فأخذ وجيء به إىل‬
‫عمرو بن العاص فقال له اي فاسق عتلت خارجة فقال وهللا اي فاسق ما ظننته غريك وأمر بقتله فبكى‬
‫فقال له أجزعاً من املوت فقال ال وهللا وإمنا أبكي كيف حظي صاحباي بقتل علي ومعاوية ومل أعتل‬
‫مثلهما فقتله‪.‬‬
‫الباب التساب يف ذكر أزواجه وأوالده‬
‫عال علماء التسري كان له من الولد ثالثة وثالثون منهم أربعة عشر ذكراً وتتس عشرة أنثى وأول امرأة‬
‫تزوجها فاطمة عليها التسالم وسنذكر تزوجيها فيما بعد فأولدها احلتسن واحلتسني وزينب الكربى وعلى‬
‫هذا عامة املؤرخني وذكر الزبري بن بكار ولداً آخر من فاطمة وامسه حمتسن مات طفالً وحممد بن‬
‫احلنفية وأمه خولة بنت جعفر من سيب بين حنيفة أم ولد وسنذكر سرية حممد عليه التسالم يف ابب‬
‫مفرد وكذا احلتسن واحلتسني عليهما التسالم وعبيد هللا عتله املختار بن أيب عبيد وأمه ليلى بنت متسعود‬
‫من بين متيم وأبو بكر عتل م احلتسني عليه التسالم وأمهم ليلى بنت متسعود أيضاً والعباس األكرب‬
‫وعثمان وجعفر وعبد هللا عتلوا م احلتسني أيضاً وأمهم أم ‪ ...‬فاطمة وحممد األصغر عتل م احلتسني‬
‫أيضاً وأمه رفيدة ‪ ...‬أمهما أمساء بنت عميس ‪ ...‬الصهباء أم حبيب بنت ربيعة من بين وائل ‪ ...‬ملا‬
‫أغار على بين تغلب ‪ ...‬وحممد األوسط وأمه أمامة بنت أيب العاص بن الربي زوج زينب بنت رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله ‪ ...‬حيملهما يف الصالة فإذا أراد أن يتسجد وضعهما ‪ ...‬الكربى وأمهن أم‬
‫سعيد بنت عروة؟؟؟‬
‫وفاطمة وأمامة وخدجية وأم الكرام وأم جعفر ومجانة ونفيتسة وهن ألمهات‬

‫(‪)450/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫األوالد شىت عالوا وابنة أخرى صغرية مل يضبط امسها توفيت عال الواعدي‪ :‬تويف أمري املؤمنني عن أرب‬
‫من احلرائر أمامة بنت العاص وليلى التميمية وأم البنني الكالبية وأمساء بنت عميس وعن مجاعة‬
‫والنتسل من أوالده خلمتسة احلتسن واحلتسني وحممد بن احلنفية وعمر األكرب والعباس األكرب فأما أوالد‬
‫احلتسن واحلتسني وحممد عليهما التسالم فتسنذكرهم يف أبواب منفردة وأما عمر األكرب فعاش مختساً‬
‫ومثانني سنة حىت حاز نصف مرياث أمري املؤمنني عليه التسالم وروى احلديث وكان فاضالً وتزوج أمساء‬
‫بنت عقيل بن أيب طالب فأولدها حممد وأم موسى وأم‬
‫التسالم عال الزبري بن بكار كان للعباس ولد امسه عبد هللا وكان من العلماء فمن ولده عبيد هللا بن‬
‫علي بن إبراهيم بن احلتسني بن عبيد هللا بن العباس بن أمري املؤمنني وكان عاملاً فاضالً جواداً طاف‬
‫الدنيا ومج كتباً تتسمى اجلعفرية فيها رفقة أهل البيت عليهم التسالم عدم بغداد فأعام هبا وحدث مث‬
‫سافر إىل مصر فتويف هبا سنة اثين عشر وثالث مئة ومن نتسل العباس ابن أمري املؤمنني ذكره اخلطيب‬
‫يف اتريخ بغداد وعال عدم بغداد يف أايم الرشيد وصحبه وكان يكرمه مث صحب املأمون بعده وكان‬
‫فاضالً شاعراً فصيحاً وتزعم العلوية أنه أشعر ولد أيب طالب عال ودخل يوماً إىل املأمون فتكلم‬
‫فأحتسن فقال له املأمون وهللا لتقول فتحتسن وتشه عرين وتغيب فتموتن عال وجاء يوماً إىل ابب‬
‫املأمون فنظر إليه احلاجب مث أطرق فقال له العباس لو أذن لنا لدخلنا ولو اعتذر إلينا لقبلنا ولو‬
‫صرفنا النصرفنا فأما النظر الشزر واإلطراق والفرتة فلتسنا ندري ما هو فخجل احلاجب فأنشد‪:‬‬
‫وما عن رضا كان احلمار مطييت ‪ ...‬ولكن من ميشي سريضى ما ركب‬
‫ومن أشعار العباس يف إخاء أيب طالب لعبد هللا والد رسول هللا صلى هللا عليه وآله وكونه من أمه‬
‫وأبيه‪:‬‬

‫(‪)451/1‬‬

‫أما وإن رسول هللا جيمعنا ‪ ...‬أب وأم [وجد غري] (‪ )1‬موسوم‬
‫جاءت بنا وبه من بني أسرهتم ‪ ...‬غراء من نتسل عمران بن خمزوم‬
‫حزان هبا دون من يتسعى ليدركها ‪ ...‬عرابة من خواها غري مشهوم‬
‫رزعاً من هللا أعطاان فضيلته ‪ ...‬والناس بني مرزوق وحمروم‬
‫وعوله وغراء من نتسل عمران يريد فاطمة بنت عمرو والدة عبد هللا وأيب طالب واملشهوم املذعور‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وكان للعباس هذا أخوه ‪..‬‬
‫آخر اجمللد األول من كتاب تذكرة اخلواص من األمة بذكر خصائص األئمة واحلمد هلل وحده‬
‫وصلواته على حممد وآله ‪ ...‬يتلوه يف اجمللد الثاين ومشيئة هللا تعاىل الباب الثامن يف ذكر احلتسن عليه‬
‫التسالم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬من طبعة دار الكتب العلمية‪ ،‬ويف املطبوع فراغ‪.‬‬

‫(‪)452/1‬‬

‫(‪)453/1‬‬

‫(‪)454/1‬‬

‫(‪)455/1‬‬

‫(‪)456/1‬‬

‫(‪)457/1‬‬

‫(‪)458/1‬‬

‫(‪)459/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫اجلزء الثاين‬
‫من تذكرة اخلواص من األمة بذكر خصائص األئمة أتليف الشيخ اإلمام العامل الفاضل العالمة الصدر‬
‫الكبري األوحد الزاهد العابد مفيت الفرق إمام العارفني شيخ مشايخ اإلسالم واملتسلمني مشس الدين‬
‫أيب املظفر يوسف سبط اإلمام أيب الفرج عبد الرمحن بن اجلوزي مت هللا العامل حبياته ونفعهم بشريف‬
‫أوعاته‪.‬‬
‫بتسم هللا الرمحن الرحيم رب أعن‬
‫الباب الثامن يف ذكر احلتسن عليه التسالم‬
‫وكنيته أبو حممد ويلقب ابلقائم والتقي والطيب والتسيد والتسبط والويل ولد يف النصف من رمضان‬
‫سنة ثالث من اهلجرة وأذن رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف أذنه‪.‬‬
‫عال أمحد بن حنبل يف املتسند‪ :‬ثنا زكراي بن حيىي ثنا عبيد هللا بن عمرو عن عبيد هللا بن عقيل عن‬
‫حممد بن علي عن أبيه عليه التسالم عال ملا ولد احلتسن مسيته ابسم عمي محزة وملا ولد احلتسني مسيته‬
‫ابسم أخي جعفر فدعاين رسول هللا صلى هللا عليه وآله وعال يل ((اي أاب تراب إن ريب عد أمرين أن‬
‫أغري اسم هذين الغالمني)) ومسااما حتسناً وحتسيناً‪.‬‬
‫وأخرجه أمحد يف الفضائل‪.‬‬

‫(‪)460/1‬‬

‫وعال أمحد يف املتسند‪ :‬ثنا حيىي آدم ثنا إسرائيل عن أيب إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي عليه‬
‫التسالم عال ملا ولد احلتسن مسيته حرابً فجاء رسول هللا صلى هللا عليه وآله فقال‪(( :‬أروين ابين ما‬
‫مسيتموه)) فقلت حرابً فقال ((ال بل هو حتسن)) فلما ولد حتسني مسيته حرابً فجاء رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله فقال ((أروين ابين ما مسيتموه)) فقلت حرابً فقال ((ال بل هو حتسني)) أبمساء ولد‬
‫هارون شرب وشبري ويف رواية‪ :‬فلما ولد الثالث مسيته حرابً فقال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((بل‬
‫هو حمتسن)) مثل مشرب وهذا يدل على صحة ما ذكره الزبري بن بكار أن فاطمة عليها التسالم جاءت‬
‫من علي بولد آخر امسه حمتسن مات طفالً وعيل إن احلتسن ولد لتستة أشهر‪.‬‬
‫وذكر ابن سعد يف الطبقات‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وآله عق عن احلتسن واحلتسني بكبشني‬
‫ووزنت فاطمة شعراما ملا حلقته وتصدعت بوزنه فضة وعيل فضة وذهباً وذلك يف اليوم التساب وكان‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وزن شعراما درهم‪.‬‬
‫ذكر فضائل احلتسن‬
‫كان من كبار األجواد وله اخلاطر الوعاد وكان رسول هللا صلى هللا عليه وآله حيبه حباً شديداً‪.‬‬
‫عال أمحد يف املتسند‪ :‬ثنا حممد بن جعفر ثنا شعبة ثنا عدي بن اثبت عن الرباء بن عازب عال‪ :‬رأيت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله واضعاً احلتسن على‬

‫(‪)461/1‬‬

‫عاتقه وهو يقول ((اللهم إين أحبه فأحبه))‪ .‬متفق عليه ويف رواية‪(( :‬فأحب من حيبه))‪.‬‬
‫وعال أمحد أيضاً‪ :‬ثنا حممد بن عبد هللا بن الزبري ثنا عمر بن سعد عن أيب مليكة عن عقبة بن احلارث‬
‫ويكىن أاب سروعة عال‪ :‬صلى أبو بكر رضي هللا عنه صالة العصر بعد وفاة رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله بليال مث خرج ميشي ومعه علي عليه التسالم إىل جنبه فرأى احلتسني بن علي يلعب م الصبيان‬
‫فاحتمله على عاتقه وجعل يقول‪:‬‬
‫أبيب شبه النيب ليس شبيهاً بعلي‬
‫وعلي يضحك‪.‬‬
‫ويف رواية‪ :‬وأبيب‪ ،‬انفرد إبخراجه البخاري وعال أمحد أيضاً ثنا عبد الرزاق عن معمر عن امام عن‬
‫الزهري عن احلتسن البصري عال حدثين أبو بكرة نفي بن احلارث عال رأيت رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله على املنرب واحلتسن إىل جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعلى احلتسن أخرى ويقول‪(( :‬إن ابين‬
‫هذا سيد ولعل هللا يصلح به بني فئتني عظيمتني من املتسلمني))‪ .‬انفرد إبخراجه البخاري عال‬
‫البخاري عال يل عبد هللا بن حممد إمنا ثبت مساع احلتسن البصري من أيب بكرة هبذا احلديث ويف أفراد‬
‫البخاري عن ابن عباس عال كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله يعوذ احلتسن واحلتسني‬

‫(‪)462/1‬‬

‫فيقول ((أعيذكما بكلمات هللا التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عني المة)) ويقول ((إن أابكما‬
‫إبراهيم كان يعوذ هبا إمساعيل وإسحاق))‪.‬‬
‫والتامة اليت ال نقص فيها ألن كالم املخلوعني انعص وعد روي التامات وهو أبلغ من التامة واهلامة‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫كل نتسمة هتم بتسوء وأصل الالمة من ملمت إملاماً وإمنا مل يقل ملمة لتوافق لفظ هامة فتكون أخف‬
‫على اللتسان‪.‬‬
‫وأخرج البخاري عن أنس عال مل يكن أحد أشبه ابلنيب صلى هللا عليه وآله إال احلتسن بن علي‪.‬‬
‫وكذا أخرج البخاري يف احلتسني وسنذكره يف مقتله عند حضور رأسه بني يدي ابن زايد وأخرجه أمحد‬
‫يف املتسند وفيه‪ :‬كان احلتسن بن علي أشبههم وجهاً برسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ .‬ويف رواية‪ :‬كان‬
‫احلتسن يشبه رسول هللا صلى هللا عليه وآله من رأسه إىل سرته واحلتسني يشبه رسول هللا من سرته إىل‬
‫عدميه‪ .‬وحكي ابن سعد يف ((الطبقات)) إبسناده إىل عبد هللا بن الزبري عال رأيت رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله وهو ساجد وجييء احلتسن ويركب ظهره فما ينزله حىت يكون هو الذي ينزل ولقد رأيته‬

‫(‪)463/1‬‬

‫جييء وهو راك فيفرج له بني رجليه حىت خيرج من اجلانب اآلخر‪.‬‬
‫وعال أمحد ثنا زكراي بن حيىي عن عبيد هللا بن عمرو عن عبد هللا بن عقيل عن أيب صاحل عن أيب هريرة‬
‫عال خرج النيب صلى هللا عليه وآله يف طائفة من النهار ال يكلمين وال أكلمه حىت أتى سوق بين‬
‫عينقاع فجلس بفناء بيت فاطمة عليها التسالم فقال أمث لك شيئاً فظنت أهنا تلبتسه سنحاابً أو تغتسله‬
‫فجاء يشتد احلتسن حىت عانقه وعبله وعال اللهم ((إين أحبه وأحب من أحبه)) متفق عليه‪.‬‬
‫اللك ‪ :‬الصغري يف التسن وهذا عاله على وجه املداعبة والتسنحاب‪ :‬القالدة ويشتد يعدو‪.‬‬
‫ويف الصحيحني أيضاً عن أيب هريرة عال كنت م رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف سوق من أسواق‬
‫املدينة فانصرف وانصرفت فقال يل اي لك ثالاثً داع احلتسن بن علي فدعوته فجاء ويف عنقه‬
‫التسنحاب فالتزمه النيب صلى هللا عليه وآله بيده وعال ((اللهم إين أحبه فأحبه وأحب من حيبه))‬
‫وعوله عليه التسالم أليب هريرة يف ثالث فهو علي به عال أبو هريرة فما كان أحد عندي أحب إيل من‬
‫احلتسن بن علي بعد ما عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ورأيته يقبله‪.‬‬
‫وعال أبو نعيم األصفهاين يف احللية ثنا عبد هللا بن حممد بن جعفر ثنا حممد بن نصر ثنا إمساعيل عال‬
‫حج احلتسني بن علي من املدينة إىل مكة عشرين حجة على عدميه والنجائب تقاد معه فكان يقول‬
‫إين أستحي من هللا ألقاه ومل أمش إىل بيته‪.‬‬

‫(‪)464/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وذكر ابن سعد يف الطبقات‪ :‬أنه حج مخس عشرة حجة ماشياً وأنه عاسم هللا ماله ثالث مرات حىت‬
‫كان يعطي نعالً وميتسك نعالً وخرج من مجي ماله هلل تعاىل مرتني ويف رواية ومس رجالً يتسأل عشرة‬
‫آالف درهم فبعث إليه‪.‬‬
‫وعد ذكره جدي يف الصفوة‪.‬‬
‫ذكر ما جرى له بعد وفات أمري املؤمنني عليه التسالم‬
‫عال علماء التسري‪ :‬بوي احلتسن ابخلالفة يف اليوم الذي استشهد فيه علي عليه التسالم وأول من ابيعه‬
‫عيس بن سعد بن عبادة عال له ابتسط يدك أابيعك على كتاب هللا وسنة رسول هللا فإن ذلك أييت‬
‫على كل شيء فبايعه الناس وعيل إمنا ابيعوه بعدما عتل علي عليه التسالم بيومني‪.‬‬
‫وعال الزهري‪ :‬كان عد ابي علياً عليه التسالم أربعون ألفاً من أهل العراق على املوت ليتسريوا معه إىل‬
‫الشام فلما استشهد ابيعوا احلتسن عليه التسالم عال وكان احلتسن ال يؤثر القتال ومييل إىل حقن‬
‫الدماء وعرف احلتسن أن عيس بن سعد ال يوافقه على هذا الرأي فأعام ابلكوفة ستة أشهر إىل سلخ‬
‫ربي األول سنة إحدى وأربعني‪.‬‬
‫وعال ابن جرير‪ :‬مث خرج من الكوفة ونزل املدائن وبعث عيس بن سعد على مقدمته يف اثين عشر ألفاً‬
‫وأعبل معاوية من الشام يف جيوشه‪.‬‬
‫عال الشعيب‪ :‬فبينما احلتسن يف سرادعه ابملدائن وعد تقدم عيس بن سعد إذ اندى مناد يف العتسكر أال‬
‫إن عيس بن سعد عد عتل فانفروا فنفروا إىل سرادق احلتسن فنازعوه حىت أخذوا بتساطاً كان حتته‬
‫وطعنه رجل ومشقص فأدماه فازدادت‬

‫(‪)465/1‬‬

‫رغبته يف الدخول يف اجلماعة وذعر منهم فدخل املقصورة اليت يف املدائن ابلبيضاء وكان األمري على‬
‫املدائن سعد بن متسعود الثقفي عم املختار بن أيب عبيد واله عليها علي عليه التسالم فقال له املختار‬
‫وكان شاابً هل لك يف الغناء والشرف؟ عال وما ذلك عال توثق احلتسن وتتسلمه إىل معاوية فقال له‬
‫سعد لعنك هللا أثب على ابن رسول هللا وأوثقه وأسلمه إىل ابن هند بئس الرجل أان إن فعلته‪.‬‬
‫وذكر ابن سعد يف الطبقات‪ :‬أن املختار عال لعمه سعد هل لك يف أمر تتسود به العرب عال وما هو‬
‫عال تدعين أضرب عنق هذا يعين احلتسن وأذهب به إىل معاوية فقال له عبحك هللا أما هذا بلى هم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عندان أهل البيت وملا رأى احلتسن تفرق الناس عنه واختالف أهل العراق عليه وغدر أهل الكوفة به‬
‫رغب يف الصلح وكان معاوية عد كتب إليه يف التسر يدعوه إىل الصلح فلم جيبه مث أجابه‪.‬‬
‫عال الشعيب‪ :‬ملا مال احلتسن إىل صلح معاوية عال له أخوه احلتسني أن أنشدك هللا أن تصدق أحدوثة‬
‫معاوية وتكذب أحدوثة أبيك فقال له اي أخي أما ترى ما حنن فيه‪.‬‬
‫وعد روى البخاري ما يدل على أن معاوية هو الذي راسله يف الصلح وأخرج عن احلتسن البصري‬
‫عال‪ :‬استقبل وهللا احلتسن بن علي معاوية بكتائب أمثال اجلبال فقال عمرو بن العاص‪ :‬إين وهللا ألرى‬
‫كتائب ال تلوي حىت تقتل أعراهنا فقال له اي معاوية أي عمرو وإن عتل هؤالء وهؤالء من يل أبمور‬
‫املتسلمني من يل بنتسائهم من يل بضعفهم فبعث إليه رجلني من عريش من بين عبد مشس عبد الرمحن‬
‫بن مسرة وعبد هللا بن عامر وعال اذهبا إىل هذا الرجل واعرضا عليه وعوال له واطلبا إليه فأتياه فدخال‬
‫عليه وتكلما وعاال له وطلبا إليه فقال هلما احلتسن إان بنو عبد املطلب عد أصبنا من هذا املال وإن‬
‫هذه األمة عد عانت يف دمائها عاال فإنه يعرض عليك كذا وكذا‬

‫(‪)466/1‬‬

‫ويطلب إليك ويتسألك عال فمن يل هبذا األمر عالوا حنن لك به فما سأهلما شيئاً إال عاال حنن لك به‬
‫فصاحله وكان ذلك ابملدائن‪.‬‬
‫عال الشعيب‪ :‬صاحله على أن أيخذ من بيت املال ابلكوفة مختسة ألف ألف وأن ال يتسب علي عليه‬
‫التسالم وأشياء شرطها عليه وكتبوا الكتاب فأعطاه مائة ألف دينار أخرى ومجي ما كان يف بيت مال‬
‫الكوفة مث سار معاوية فالتقيا ومتسكن من أرض العراق ومتسكن بكتسر الكاف موض على هنر دجيل‬
‫عريباً من أواان عند دير اجلاثليق ذكره اخلطيب يف اترخيه ويف هذا املكان عتل عبد امللك بن مروان‬
‫مصعب بن زبري وفيه عرب مصعب وإبراهيم بن األشرت النخعي وعيل إمنا التقيا أبذرج فتسلم إليه األمر‬
‫واألول أصح وذلك خلمس بقني من ربي األول سنة إحدى وأربعني وكانت خالفة احلتسن ستة أشهر‬
‫وأايماً‪.‬‬
‫وعال التسدي‪ :‬مل يصاحل احلتسن معاوية رغبة يف الدنيا وإمنا ملا غدر به أهل العراق وفعلوا معه ما فعلوا‬
‫خاف منهم أن يتسلموه إىل معاوية والدليل عليه أنه خطب ابلنخيلة عبيل الصلح فقال‪ :‬أيها الناس إن‬
‫هذا األمر الذي اختلفت فيه أان ومعاوية إمنا هو حق إيل أكره إدارة إلصالح األمة وحقناً لدمائها‬
‫{وإن أدري لعلها فتنة لكم ومتاع إىل حني} مث سار معاوية فدخل الكوفة فأشار عليه عمرو بن‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫العاص أن أيمر احلتسن أن خيطب ليظهر عيه فقال له عم فاخطب فقام وخطب فقال أيها الناس إن‬
‫هللا هداكم أبولنا وحقن دماءكم آبخران وحنن أهل بيت نبيكم أذهب هللا عنا الرجس وطهران تطهرياً‬
‫وإن هلذا األمر مدة والدنيا دول وعد عال هللا تعاىل لنبيه حممد صلى هللا عليه وآله {وإن أدري لعله‬
‫فتنة لكم ومتاعٌ إىل ح ٍ‬
‫ني}‪.‬‬
‫فضج الناس ابلبكاء فالتفت معاوية إىل عمرو وعال هذا رأيك مث عال للحتسن حتسبك اي أاب حممد‬
‫ويف رواية أنه عال حنن حزب هللا املفلحون وعرتة رسوله‬

‫(‪)467/1‬‬

‫املطهرون وأهل بيته الطيبون الطاهرون وأحد الثقلني اللذين خلفهما رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫فيكم فطاعتنا مقرونة بطاعة هللا {تنازعتم يف ٍ‬
‫شيء فردوه إىل هللا والرسول} ورسوله وإن معاوية دعاان‬
‫إىل أمر ليس فيه عز وال نصفة فإن وافقتم رددانه عليه وخاصمنه إىل هللا تعاىل بطي التسيوف وإن‬
‫أبيتم عبلناه فناداه الناس من كل جانب البقية البقية‪.‬‬
‫ويف رواية ابن عبد الرب املالكي يف كتاب االستيعاب‪ :‬أن سفيان بن اي ليل اخلارجي وكنيته أبو عامر‬
‫انداه اي مذل املؤمنني ويف رواية هشام اي متسود وجوه املتسلمني فقال له وحيك أيها اخلارجي ال تعنفين‬
‫فإن ما أحوجين إىل ما فعلت عتلكم أبيك وطعنكم إايي وانتهابكم متاعي وإنكم ملا سرمت إىل صفني‬
‫كان دينكم أمام دنياكم وعد أصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم وحيك أيها اخلارجي إين رأيت أهل‬
‫الكوفة عوماً ال يوثق هبم وما اعتز هبم إال من ذل ليس أحد منهم يوافق رأي اآلخر ولقد لقي أيب‬
‫منهم أموراً ٍ‬
‫صعبة وشدائد مرة وهي أسرع البالد خراابً وأهلها هم الذين فرعوا دينهم وكانوا شيعاً‪.‬‬
‫ويف رواية أن اخلارجي ملا عال له اي مذل املؤمنني عال ما أدللتهم ولكن كرهت أن أفنيهم وأستأصل‬
‫شأفتهم‪.‬‬
‫وذكر ابن جرير وغريه‪ :‬أن احلتسن ملا صاحل معاوية أعام ابلكوفة يتجهز حىت برئ من جراحته فخرج‬
‫إىل املتسجد فقال اي أهل الكوفة اتقوا هللا يف جريانكم وضيفانكم من أهل بيت نبيكم فبكى الناس‬
‫فلما سار حنو املدينة تلقاه الناس من القادسية فقالوا اي مذل العرب‪.‬‬
‫عال الزهري‪ :‬كان احلتسن متأوالً يف صلحه ملعاوية علت والذي أشار إليه‬

‫(‪)468/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫الزهري ذكره أمحد يف الفضائل فقال‪ :‬أبنا منري بن حكم ثنا محاد بن سلمة ثنا سعيد بن مجهان عن‬
‫سفينة موىل رسول هللا صلى هللا عليه وآله عال مسعت النيب عليه التسالم ((اخلالفة بعدي ثالثون مث‬
‫تصري ملكاً)) عال سفينة وامسه مهران نظران فإذا خالفة أيب بكر سنتان وخالفة عمر عشر سنني‬
‫وخالفة عثمان اثنتا عشرة سنة وخالفة علي مخس سنني وابعي الكتسور متام الثالثني فكان ما فعل‬
‫احلتسن نظراً ل أمة‪.‬‬
‫عال أهل التسري‪ :‬وملا سلم احلتسن األمر إىل معاوية أعام يتجهز إىل املدينة فاجتم إىل معاوية رهط من‬
‫شيعته منهم عمرو بن العاص والوليد بن عقبة وهو أخو عثمان بن عفان ألمه وكان علي عليه التسالم‬
‫عد جلده يف اخلمر عالوا حنب أن حتضر احلتسن لنخجله عبل متسريه إىل املدينة فنهاهم معاوية فقالوا‬
‫إهنا ألتسنة بين هاشم فأحلوا عليه فأرسل إىل احلتسن فاستزاره‪ .‬فلما حضروا شرعوا فتناولوا علياً عليه‬
‫التسالم واحلتسن ساكت فلما محد احلتسن هللا وأثىن عليه وصلى على رسوله حممد صلى هللا عليه وآله‬
‫مث عال إن الذي عد أشرمت إليه عد صلى إىل القبلتني وابي البيعتني وأنتم ابجلمي مشركون ووما أنزل‬
‫هللا على نبيه كافرون وإنه حرم على نفتسه الشهوات وامتن من امللذات حىت أنزل هللا فيه {اي أيها‬
‫الذين آمنوا ال حترموا طيبات ما أحل هللا لكم وال} وأنت اي معاوية ممن عال رسول هللا يف حقه‬
‫((اللهم ال تشبعه ‪-‬أو‪ -‬ال أشب هللا بطنه)) أخرجه متسلم عن ابن عباس وابت أمري املؤمنني حيرس‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله من املشركني وفداه بنفتسه ليلة اهلجرة حىت أنزل هللا فيه {ومن الناس‬
‫من يشري نفتسه ابتغاء مرضات هللا} ووصفه هللا ابإلميان فقال {إمنا وليكم هللا ورسوله والذين آمنوا}‬
‫واملراد به أمري املؤمنني وعال له رسول هللا ((أنت مين ومنزلة هارون من موسى وأنت أخي يف الدنيا‬
‫واآلخرة)) وأنت اي معاوية نظر النيب صلى هللا عليه وآله إليك يوم‬

‫(‪)469/1‬‬

‫األحزاب فرأى أابك على مجل حيرض الناس على عتاله وأخوك يقود اجلمل وأنت تتسوعه فقال ((لعن‬
‫هللا الراكب والقائد والتسائق)) وما عابله أبوك يف موطن إال لعنه وكنت معه والك عمر الشام فخنته مث‬
‫والك عثمان فرتبصت عليه وأنت الذي كنت تنهى أابك عن اإلسالم حىت علت‪:‬‬
‫اي صخر ال تتسلمن طوعاً فتفضحنا‬
‫بعد الذين ببدر أصبحوا فرعا‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ال تركنن إىل أمر تقلدان‬
‫والراعصات بنعمان به احلرعا‬
‫وكنت يوم بدر وأحد واخلندق واملشاهد كلها تقاتل رسول هللا صلى هللا عليه وآله مث التفت إىل عمرو‬
‫بن العاص وعال وأما أنت اي ابن النابغة فادعاك مختسة من عريش غلب عليك أألمهم وهو العاص‬
‫وولدت على فراش مشرتك وفيك نزل {إن شانئك هو األبرت} وكنت عدو هللا وعدو رسوله وعدو‬
‫املتسلمني وكنت أضر عليهم من كل مشرك وأنت القائل‪:‬‬
‫وألنثين عن فىت هاشم‬
‫وما استطعت يف الغيب واحملضر‬
‫ومن عائب الالت ال أنثين‬
‫ولوال رضا الالت مل متطر‬

‫(‪)470/1‬‬

‫وأما أنت اي وليد ال ألومك على بغض أمري املؤمنني فإنه عتل أابك صرباً وجلدك يف اخلمر ملا صليت‬
‫ابملتسلمني الفجر سكراانً وعلت أزيدكم وفيك يقول احلطيئة‪:‬‬
‫شهد احلطيئة يوم يلقى ربه ‪ ...‬أن الوليد أحق ابلغدر‬
‫اندى وعد متت صالهتم ‪ ...‬أأزيدكم سكراً وما يدري‬
‫ليزيدهم أخرى ولو عبلوا ‪ ...‬ألتت صالهتم على العشر‬
‫فأىب أبو وهب ولو عبلوا ‪...‬لقرنت بني الشف والوتر‬
‫حبتسوا عنانك [إذ جريت ولو ‪ ...‬تركوا عنانك] (‪ )1‬مل تزل جتري‬
‫ومساك هللا يف كتابه فاسقاً ومسى أمري املؤمنني مؤمناً يف عوله تعاىل‪{ :‬أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً ال‬
‫يتستوون} وفيك يقول حتسان بن اثبت ويف أمري املؤمنني‪:‬‬
‫أنزل هللا ذو اجلالل علينا ‪...‬يف علي ويف الوليد عرآان‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬من طبعة دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫(‪)471/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ليس من كل مؤمناً عمرك هللا ‪...‬كمن كان فاسقاً خواانً‬
‫سوف يدعى الوليد بعد عليل ‪...‬وعلي إىل اجلزاء عياانً‬
‫فعلي جيزى هناك جناانً ‪...‬ووليد جيزى هناك هواانً‬
‫وأما أنت اي عتبة فال ألومك يف أمري املؤمنني فإنه عتل أابك يوم بدر واشرتك يف دم ابن عمك شيبة‬
‫وهال أنكرت على من غلبك على فراشك ووجدته انئماً م عروسك حىت عال فيك نصر بن حجاج‬
‫بيتاً‪:‬‬
‫اي ويح عتبة هيأته عروسه ‪ ...‬لصديق هذيل من حليان‬
‫ألفاه معها يف الفراش فلم يكن ‪ ...‬فلحا وأمتسك خشية النتسوان‬
‫ال تعتنب وعتب نفتسك حبها ‪...‬إن النتساء حبائل الشيطان‬

‫(‪)472/1‬‬

‫مث نفض احلتسن ثوبه وعام فقال معاوية‪:‬‬


‫أمرتكم أمراً فلم تتسمعوا له ‪ ...‬وعلت لكم ال نبعثن إىل احلتسن‬
‫فجاء ورب الراعصات عشية ‪...‬بركباهنا يهوين من سرة اليمن‬
‫أخاف عليكم منه طول لتسانه ‪...‬وبعد مداه حين إجراره التسن‬
‫فلما أبيتم كنت فيكم كبعضكم ‪...‬وكان خطايب فيه غبناً من الغنب‬
‫فحتسبكم ما عال مما علمتم ‪...‬وحتسيب ما ألقاه يف القرب والكفن‬
‫تفتسري غريب‬
‫هذه املواععة عال األصمعي وهشام بن حممد الكليب يف كتابه املتسمى ابملثالب‪ :‬معىن عول احلتسن‬
‫ملعاوية عد علمت الفراش الذي ولدت عليه أن معاوية كان يقال أنه من ثالثة من عريش عمارة بن‬
‫الوليد بن املغرية املخزومي ومتسافر بن أيب عمرو وأيب سفيان وهؤالء كانوا ندماء أيب سفيان وكان كل‬
‫منهم يتهم هبند فأما عمارة بن الوليد فكان من أمجل رجاالت عريش وهو الذي وشى به عمرو بن‬
‫العاص إىل‬

‫(‪)473/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫النجاشي فدعا التساحر فنفث يف إحليله فهام م الوحش وكانت امرأة النجاشي عد عشقته وأما‬
‫متسافر بن أيب عمرو فقال ابن الكليب عامة الناس على أن معاوية منه ألنه كان أشد الناس حباً هلند‬
‫فلما محلت هند ومعاوية خاف متسافر أن يظهر أنه منه فهرب إىل ملك احلرية وهو هند بن عمرو‬
‫فأعام عنده مث إن أبو سفيان عدم احلرية فليقه متسافر وهو مريض من عشقه هلند وعد سقى بطنه‬
‫فتسألن عن أهل مكة فأخربه وعيل إن أاب سفيان تزوج هنداً بعد انفصال متسافر عن مكة فقال له أبو‬
‫سفيان إين تزوجت هنداً بعدك فازداد مرضه وجعل يذوب فوصف له الكي فأحضروا املكاوي‬
‫واحلجام فبينما احلجاج يكويه إذ حبق احلجمام فقال متسافر عد حيبق العري واملكواة يف النار فصارت‬
‫مثالً مث مات متسافر من عشقه هلند‪.‬‬

‫(‪)474/1‬‬

‫وأما عول احلتسن لعمرو بن العاص ولدت على فراش مشرك فذكر ابن الكليب يف كتاب املثالب وعال‪:‬‬
‫كانت النابغة أم عمرو بن العاص من البغااي أصحاب الراايت ومكة فوع عليها العاص بن وائل يف‬
‫عدة من عريش منهم أبو هلب وأمية بن خلف وهشام بن املغرية وأبو سفيان بن حرب يف طهر واحد‬
‫عال ابن الكليب فكان الزانة الذين اشتهروا ومكة مجاعة منهم هؤالء املذكورون وأمية بن عبد مشس‬
‫وعبد الرمحن بن احلكم بن أيب العاص أخو مروان بن احلكم وعقبة بن أيب معيط فلما محلت النابغة‬
‫بعمرو تكلموا فيه‬

‫(‪)475/1‬‬

‫فلما وضعته اختصم فيه اخلمتسة الذين ذكرانهم كل واحد يزعم أنه ولده وأكب عليه العاص بن وائل‬
‫وأبو سفيان بن حرب كل واحد يقول وهللا إنه مين فحكمت النابغة فاختارت العاص وعالت هو منه‬
‫فقيل هلا ما محلك على هذا وأبو سفيان أشرف فقالت هو كما علتم إال أنه رجل شحيح والعاص‬
‫جواد ينفق على بنايت وأبو سفيان ال ينفق عليهن وكان هلا بنات‪.‬‬
‫وأما عول احلتسن للوليد بن عتبة‪ :‬وجلدك علي يف اخلمر فذكر أرابب التسري‪ :‬أن عثمان بن عفان وىل‬
‫الوليد بن عقبة الكوفة سنة ست وعشرين وكان الوليد مدمناً على شرب اخلمر فكان جيلس على‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫الشراب وعنده ندماؤه ومغنوه طول الليل إىل الفجر فإذا به أذنه املؤذن بصالة الفجر فخرج سكراانً‬
‫فصلى هبم فخرج يوماً يف غاللة ال يدري أين هو فتقدم إىل احملراب فصلى به الفجر أربعاً وعال‬
‫أزيدكم فقال له عبد هللا بن متسعود ما زلنا معك يف زايدة منذ اليوم وملا سجد عال يف سجوده اشرب‬
‫واسقين فقال عتاب بن غيالن الثقفي سقاك هللا املهل ومن بعثك أمرياً علينا مث حصبه وحصبه أهل‬
‫املتسجد فدخل الوليد القصر وهو يرتنح فنام على سريره فهجم عليه مجاعة منهم أبو جندب بن زهري‬
‫األسدي وابن عوف األزدي وغرياما وهو سكران ال يعي فأيقظوه فلم ينتبه مث عاء عليهم اخلمر‬
‫فنزعوا خامته من يده وخرجوا من فورهم إىل املدينة فدخلوا على عثمان فشهدوا على الوليد أنه‬
‫شرب اخلمر فقال وما يدريكم أنه شرب اخلمر الذي كنا نشربه يف اجلاهلية فزجراما وانل منهما‬
‫فخرجا من عنده فدخال على علي وأخرباه ابلقصة فدخل علي على عثمان فقال له دفعت الشهود‬
‫وأبطلت احلدود عال له فما ترى؟ عال تبعث إىل الفاسق فتحضره فإن عامت عليه البينة حددته‬
‫فأرسل إىل الوليد فأحضره فشهدوا عليه ومل يكن له حجة فرمى عثمان التسوط إىل علي وعال له حده‬
‫فقال علي لولده احلتسن عم فحده فامتن احلتسن وعال يتوىل حارها من توىل عارها والقر الربد ومعناه‬
‫يتوىل وايل األمر فقال لعبد هللا بن جعفر عم فاجلده‬

‫(‪)476/1‬‬

‫فامتن فلما رآهم ال يفعلون توعياً لعثمان أخذ التسوط ودان من الوليد فتسبه الوليد فقال له عقيل بن‬
‫أيب طالب اي فاسق ما تعلم أنت ألتست من أهل صفوية عرية بني عكا واللجون من أعمال األردن‬
‫كان أبوك يهودايً منها فجعل الوليد حييد عن علي فأخذه فضرب به األرض فقال له عثمان ليس لك‬
‫ذلك فقال بلى وشر من هذا إذ فتسق مث ميتن أن يؤخذ منه حق هللا مث جلده أربعني‪.‬‬
‫وعد أخرج أمحد يف املتسند معىن هذا فقال‪:‬‬
‫ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد بن أيب عروبة عن عبد هللا بن الداانج عن حصني بن املنذر بن احلارث بن‬
‫وعلة عال‪ :‬ملا عال علي عليه التسالم للحتسن‪ :‬عم فاجلده عال وفيم أنت وذاك فقال علي بل عجزت‬
‫ووهنت عم اي عبد هللا بن جعفر فاجلده فقام وجلده وعلي يعد حىت بلغ أربعني عال أمتسك مث عال‬
‫جلد رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف اخلمر أربعني وضرب أبو بكر أربعني وضرهبا عمر صدراً من‬
‫خالفته مث أمتها مثانني وكل سنة‪.‬‬
‫عالت وعد دعا رسول هللا صلى هللا عليه وآله على الوليد بن عقبة ملا رد أمانة فقال أمحد يف املتسند‪:‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)477/1‬‬

‫ثنا عبيد هللا بن عمر ثنا عبد هللا بن داود ثنا نعيم بن حكيم عن ابن أيب مرمي عال علي عليه التسالم‬
‫عال جاءت امرأة الوليد بن عقبة تشكوه إىل رسول هللا صلى هللا وآله وعالت‪ :‬اي رسول هللا إن الوليد‬
‫يضربين فقال هلا ((اذهيب إليه وعويل له عد أجارين رسول هللا)) فلم تلبث إال يتسرياً حىت جاءت‬
‫فقالت ما زادين إىل ضرابً فأخذ رسول هللا هدبة من ثوبه فدفعها إليها وعال هلا ((عويل له هذا أماين‬
‫من رسول هللا)) فلم تلبث إال يتسرياً حىت جاءت فقالت اي رسول هللا ما زادين إىل ضرابً عال فرف‬
‫رسول هللا يديه وعال‪(( :‬اللهم عليك ابلوليد)) ويف رواية ((اللهم عليك ابلفاسق)) واختلفوا يف معىن‬
‫تتسميته ابلفاسق على عولني‪:‬‬
‫أحداما‪ :‬أن الوليد عال يوماً لعلي عليه التسالم ألتست أبتسط منكم لتساانً؟ وأحد سناانً؟ فنزلت‬
‫{أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً ال يتستوون} ذكره ابن عباس‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬أن النيب صلى هللا عليه وآله بعثه سنة مثان من اهلجرة إىل بين املصطلق يصدعهم وكانوا عد‬
‫أسلموا وبنوا املتساجد فلما بلغهم عدوم الوليد خرجوا يتلقونه ابلتسالح فرحاً به فلما رآهم وىل راجعاً‬
‫إىل املدينة فقال اي رسول هللا عد منعوا الزكاة وعاموا إىل التسالح فابعث إليهم البعوث فقام احلارث‬
‫بن عباد على رسول هللا فقال له ((اي حارث أردت عتل رسويل ومنعت الزكاة)) فقال ال والذي بعثك‬
‫ابحلق ما وصل إلينا وإمنا رج من الطريق ولقد كذب فأنزل هللا تعاىل {أييها الذين آمنوا إن جاءكم‬
‫فاس ٌق بنبإ فتبينوا}اآلية‪.‬‬
‫وذكر هشام بن حممد الكليب عن حممد بن إسحاق عال بعث مروان بن احلكم‬

‫(‪)478/1‬‬

‫وكان والياً على املدينة رسوالً إىل احلتسن فقال يقول لك مروان أبوك الذي فرق اجلماعة وعتل أمري‬
‫املؤمنني عثمان وأابد العلماء والزهاد يعين اخلوارج وأنت تفخر بغريك فإذا عيل لك من أبوك؟ تقول‬
‫خايل الفرس فجاء الرسول إىل احلتسن فقال له اي أاب حممد إين أتيتك برسالة ممن ختاف سطوته وحتذر‬
‫سيفه فإن كرهت مل أبلغك إايها ووعيتك بنفتسي فقال احلتسن ال بل تؤديها ونتستعني عليه ابهلل فأداها‬
‫فقال له عل ملروان إن كنت صادعاً فاهلل جيزيك بصدعك وإن كنت كاذابً فاهلل أشد نقمة فخرج‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫الرسول من عنده فلقيه احلتسني فقال من أين أعبلت؟ فقال من عند أخيك احلتسن فقال وما كنت‬
‫تصن ؟ عال أتيته برسالة من عند مروان عال وما هي؟ فامتن الرسول من أدائها فقال لتخربين أو‬
‫ألعتلنك فتسم احلتسن وعال ألخيه خل عن الرجل فقال ال وهللا حىت أمسعها فأعادها الرسول عليه‬
‫فقال له عل يقول لك احلتسني بن علي ابن فاطمة اي ابن الزرعاء الداعية إىل نفتسها بتسوق عكاظ واي‬
‫ابن طريد رسول هللا ولعينه اعرف من أنت ومن أمك ومن أبوك فجاء الرسول إىل مروان فأعاد عليه‬
‫ما عاال فقال ارج إىل احلتسن فقل له أشهد أنك ابن رسول هللا وعال للحتسني أشهد أنك ابن علي‬
‫بن أيب طالب فقال للرسول عل له كالاما يل ورغماً‪.‬‬
‫عال األصمعي‪ :‬أما عول احلتسني اي ابن داعية إىل نفتسها فذكر ابن إسحاق أن أم مروان امسها آمنة‬
‫وكانت من البغااي يف اجلاهلية وكان هلا راية مثل راية البيطار تعرف هبا وكانت تتسمى أم الزرعاء وكان‬
‫مروان ال يعرف له أب وإمنا نتسب إىل احلكم كما نتسب عمرو إىل العاص وأما عوله اي ابن طريد‬
‫رسول هللا يشري إىل احلكم بن أيب العاص بن أمية بن عبد مشس أظهر احلكم اإلسالم يوم الفتح‬
‫وسكن املدينة وكان ينقل أخبار رسول هللا صلى هللا عليه وآله إىل الكفار من األعراب وغريهم‬

‫(‪)479/1‬‬

‫ويتجتسس عليه‪.‬‬
‫عال الشعيب‪ :‬وما أسلم إال هلذا ومل حيتسن إسالمه ورآه رسول هللا يوماً وهو ميشي ويتخلج يف مشيته‬
‫حيكي رسول هللا فقال له ((كن كذلك)) فما زال ميشي كأنه يق على وجهه ونفاه رسول هللا إىل‬
‫الطائف ولعنه فلما تويف رسول هللا كلم عثمان أاب بكر أن يرده ألنه كان عم عثمان فقال أبو بكر‬
‫هيهات هيهات شيء فعله رسول هللا صلى هللا عليه وآله ال أخالفه أبداً فلما مات أبو بكر وويل عمر‬
‫كلمه فيه فقال اي عثمان أما تتستحي من رسول هللا ومن أيب بكر ترد عدو هللا وعدو رسوله إىل‬
‫املدينة وهللا ال كان هذا أبداً فلما مات عمر وويل عثمان رده يف اليوم الذي ويل فيه وعربه وأدانه‬
‫ودف له ماالً عظيماً ورف منزلته فقام املتسلمون على عثمان وأنكروا عليه وهو أول ما أنكروا عليه‬
‫وعالوا رددت عدو هللا ورسوله فقال إن رسول هللا وعدين برده فامتن مجاعة من الصحابة من الصالة‬
‫خلف عثمان لذلك مث تويف احلكم يف خالفة عثمان فصلى عليه ومشى يف جنازته فشق ذلك على‬
‫املتسلمني وعالوا أما كفاك ما فعلت حىت تصلي على منافق ملعون لعنه هللا ورسول هللا ونفاه فخلعوه‬
‫وعتلوه وأعطى ابنه مروان مخس غنائم إفريقية مختسمئة ألف دينار وملا بلغ عائشة ذلك أرسلت إىل‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عثمان تقول ما كفاك ذلك رددت املنافق حىت تعطيه أموال املتسلمني وتصلي عليه وتشيعه وهبذا‬
‫التسبب عالوا اعتلوا نعثالً عتله هللا فقد كفر وملا بلغ مروان إنكارها جاء إليها يعاتبها فقالت له اخرج‬
‫اي ابن الزرعاء إين أشهد على رسول هللا أنه لعن أابك وأنت يف صلبه‪.‬‬
‫عال الشعيب ألن مروان ولد سنة اثنتني من اهلجرة وأبوه إمنا أسلم يوم الفتح ونفاه رسول هللا بعد ذلك‬
‫علت وعد ذكر ابن سعد يف ((الطبقات)) معىن احلكاية اليت حكيناها عن ابن إسحاق ورسالة مروان‬
‫إىل احلتسن وعال فيها كان مروان يشتم علياً‬

‫(‪)480/1‬‬

‫يوم اجلمعة على املنرب وكان احلتسن يقعد يف حجر رسول هللا حىت يفرغ مث خيرج فيصلي خلفه فبعث‬
‫إليه احلتسن يعاتبه فقال مروان للرسول عل له ما رأى لك مثالً إال البغلة يقال هلا من أبوك فتقول أي‬
‫خايل الفرس‪.‬‬
‫ومن مكارم أخالق احلتسن ما عرأته على أيب القاسم عبد احملتسن اخلطيب ابملوصل سنة مخس وستمئة‬
‫عال حدثنا والدي أبو الفضل عبد هللا بن أمحد وعمي عبد الرمحن بن أمحد الطوسي عاال ثنا احلاجب‬
‫أبو احلتسن علي بن حممد بن علي العالف ثنا عبد امللك بن حممد بن بشر أبنا أبو العباس أمحد بن‬
‫إبراهيم الكندي ومكة يف املتسجد احلرام سنة ثالثة ومختسني وثلثمئة عراءة عليه عال أبنا أبو بكر حممد‬
‫بن جعفر بن سهل اخلرائطي صاحب كتاب ((اعتالل القلوب)) عال أبنا أبو زيد عمرو بن شيبة ثنا‬
‫أيوب بن عمرو الغفاري عال ثنا خالد بن حممد بن عثمان الغفاري عال طلق عبد هللا بن عامر امرأته‬
‫بنت سهيل بن عمرو فقدمت املدينة ومعها ابنتها ووديعة جوهر البن عامر فتزوجها احلتسن مث أراد‬
‫ابن عامر العمرة فأتى املدينة فلقي احلتسن فقال اي أاب حممد إن يل إىل ابنة سهيل حاجة فائذن يل يف‬
‫الدخول عليها فقال هلا احلتسن البتسي ثيابك فهذا ابن عامر يتستأذن عليك فدخل عليها فتسأهلا‬
‫وديعته فجاءته هبا عليها خامتة فقال خذي ثلثها فقالت ما كنت آلخذ على أمانة ائتمنت عليها مثناً‬
‫أبداً فقال إن ابنيت عد بلغت وأحب أن ختلي بيين وبينها فبكت وبكت ابنتها ورق هلما ابن عامر‬
‫وعال وهللا ال خرجتهما من عندك أبداً فكفلها احلتسن حىت مات وعال الشعيب طلق احلتسن امرأة‬
‫وبعث إليها عشرة آالف درهم فبكت وعالت متاع عليل من حبيب مفارق‪ ،‬فبلغ احلتسن وعال له‬
‫راجعت امرأة لراجعتها‪.‬‬

‫(‪)481/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وعال ابن سعد يف ((الطبقات)) كان احلتسن ال يفارعه أرب حرائر وكانت عنده ابنة منظور بن يتسار‬
‫الفزاري وامرأة من بين أسد فطلقهما وبعث إىل كل واحدة بعشرة آالف درهم م مواله يتسار فقالت‬
‫الفزارية جزاء هللا خرياً وعالت األسدية‪ :‬متاع عليل من حبيب مفارق فأخربه فراج األسدية وترك‬
‫الفزارية‪.‬‬
‫ذكر وفاته عليه التسالم‬
‫عال علماء التسري أعام احلتسن ابملدينة بعد ما صاحل معاوية إىل سنة تتس وأربعني فمرض أربعني يوماً‬
‫وتويف خلمس ليال بقني من ربي األول وعال الواعدي تويف سنة مختسني وعيل سنة إحدى ومختسني‬
‫واألول أشهر واختلفوا يف سنه على أعوال أحدها تتس وأربعون سنة والثاين سب وأربعون واألول‬
‫أصح ودفن ابلبقي وعربه ظاهر يزار وعال ابن سعد يف ((الطبقات)) رأى احلتسن يف املنام مكتوابً بني‬
‫عينيه {عل هو هللا أح ٌد} فاستبشر أهل بيته بذلك فبلغ سعيد بن املتسيب فقال إن صدعت رؤايه فما‬
‫بقي من عمره إال مثانية أايم‪.‬‬
‫سبب موته‬
‫عال علماء التسري منهم ابن عبد الرب مسته زوجته جعدة بنت األشعث بن عيس الكندي وعال التسدي‬
‫دس إليها يزيد بن معاوية أن مسي احلتسن وأتزوجك فتسمته فلما مات أرسلت إىل يزيد تتسأله الوفاء‬
‫ابلوعد إان وهللا ما رضيناك للحتسن أفنرضاك‬

‫(‪)482/1‬‬

‫ألنفتسنا وعال الشعيب إمنا دس إليها معاوية فقال مسي احلتسن وأزوجك يزيداً وأعطي مئة ألف درهم‬
‫فلما مات احلتسن بعثت إىل معاوية تطلب إجناز وعده فبعثت إليها املال وعال إين أحب يزيداً وأرجو‬
‫حياته ولوال ذلك لزوجته إايك وعال الشعيب ومصداق هذا القول أن احلتسن كان يقول عند موته وعد‬
‫بلغه ما صن معاوية لقد علمت شربته وبلغ أمنيته وهللا ال يفي وما وعد وال يصدق فيما يقول وعد‬
‫حكى جدي يف كتابه ((الصفوة)) عال ذكر يعقوب بن سفيان يف اترخيه أن جعدة هي اليت مسته وعال‬
‫الشاعر يف ذلك‪:‬‬
‫تغر فكم لك من سلوة ‪ ...‬تفرج عنك غليل احلزن‬
‫وموت النيب وعتل الوصي ‪...‬وعتل احلتسني وسم احلتسن‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وذكر ابن سعد يف ((الطبقات)) أن معاوية مسه مراراً ألنه كان يقدم عليه الشام هو وأخوه احلتسني‬
‫عليهما التسالم وعال أبو نعيم أبنا حممد بن علي ثنا أبو عروة احلراين عن سليمان بن عمر بن خالد‬
‫عن أيب علية عن عون عن عمري بن إسحاق عال دخلت أان ورجل على احلتسن نعوده يف مرض موته‬
‫فقال اي فالن سلين حاجة فقال ال وهللا ال نتسألك حىت يعافيك هللا فقال‪ :‬سلين عبل أن ال تتسألين‬
‫فلقد ألقيت طائفة من كبدي وإين سقيت التسم مراراً فلم أسق مثل هذه املرة عال مث دخلت عليه من‬
‫الغد وهو جيود بنفتسه واحلتسني عند رأسه فقال له اي أخي من تتهم؟ عال مل لتقتله عال نعم فقال إن‬
‫بك الذي أظن فاهلل أشد أبساً وأشد تنكيالً وإن مل يكن غريه فما أحب‬

‫(‪)483/1‬‬

‫بكاء شديداً فقال له احلتسني اي أخي ما هذا‬


‫أن يقتل يب بريء مث عضى حنبه ويف رواية أنه جزع وبكى ً‬
‫اجلزع؟ وما هذا البكاء؟ وإمنا تقدم على رسول هللا صلى هللا عليه وآله وعلى أبيك وعمك جعفر‬
‫وفاطمة وخدجية وعال عال لك جدك ((سبب شباب أهل اجلنة)) ولك سوابق كثرية منها أنك‬
‫حججت ماشياً مخس عشرة مرة وعامست هللا مرتني وفعلت وفعلت وعدد مكارمه فوهللا ما زاده ذلك‬
‫بكاء وانتحاابً عال اي أخي ألتست أعدم على هول عظيم وخطب جتسيم مل أعدم على مثله عط‬
‫إال ً‬
‫ولتست أدري أتصري نفتسي إىل النار فأعزيها أو إىل اجلنة فأهنئها وأما جدي رمحه هللا فقال أبنا حممد‬
‫بن أيب منصور وعلي بن عمر عاال أبنا رزق هللا وطراد بن حممد الزيين عاال أبنا علي بن حممد بن‬
‫بشران ثنا أبو بكر القرشي عن إسحاق بن إمساعيل عن أمحد بن عبد اجلبار عن سفيان بن عيينة عن‬
‫بن مصقلة عال ملا نزل ابحلتسن عليه التسالم املوت عال أخرجوا فراشي إىل صحن الدار فأخرجوه‬
‫فرف رأسه إىل التسماء وعال اللهم إين أحتتسب عندك أي نفتسي فإهنا أعز األنفس علي اللهم ارحم‬
‫صرعيت وآنس يف القرب وحديت مث تويف رضي هللا عنه وملا تويف توله أمره أخوه احلتسني وأخرجه إىل‬
‫املتسجد وكان سعيد بن العاص أمري املؤمنني فقالت بنو هاشم ال يصلي عليه إال احلتسني فقدمه‬
‫احلتسني وعال لوال التسنة ملا عدمتك‪.‬‬
‫وعال ابن سعد عن الواعدي‪ :‬ملا احتضر احلتسن بن علي عال ادفنوين عند أيب يعين رسول هللا فأراد‬
‫احلتسني أن يدفنه يف حجرة رسول هللا فقامت بنو أمية ومروان بن احلكم وسعيد بن العاص وكان والياً‬
‫على املدينة فمنعوه وعامت بنو هاشم لتقاتلهم فقال أبو هريرة أرأيتم لو مات ابن ملوسى أما كان‬
‫يدفن م أبيه؟ عال ابن سعد ومنه‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)484/1‬‬

‫أيضاً عائشة وعالت ال يدفن م رسول هللا أحد عال ومحل مروان بن احلكم سرير احلتسن على عنقه‬
‫إىل البقي فقال له احلتسني حتمل سريره وعد كنت جترعه الغيظ عال وكتب مروان إىل معاوية أن بين‬
‫هاشم أرادوا أن يدفن احلتسن عند رسول هللا ومال معهم سعيد بن العاص ومنعتهم ألجل عثمان‬
‫املظلوم أيكون يف البقي ؟ واحلتسن م رسول هللا وأيب بكر وعمر فكتب إليه معاوية يشكره مث عزل‬
‫سعيد بن العاص ووىل مرواانً املدينة وملا دفن عام أخوه حممد بن احلنفية على عربه ابكياً وعال رمحك‬
‫هللا أاب حممد لئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك ولنعم الروح روح عمر به بذلك والنعم البدن بدن‬
‫تضمنه كفنك وكيف ال وأنت سليل اهلدى وخليف أهل التقى وخامس أصحاب الكتساء ربيب يف‬
‫حجر اإلسالم ورضعت ثدي اإلميان ولك التسوابق العظمى والغاايت القصوى وبك أصلح هللا بني‬
‫فئتني عظيمتني من املتسلمني ومل تك أشعث الدين فعليك التسالم فقد طبت حياً وميتاً وأنشد‪:‬‬
‫أأدهن رأسي أم تطيب جمالتسي ‪ ...‬وخدك معفور وأنت سليب‬
‫سأبكيك ما انحت محامة آيكة ‪...‬وما اخضر يف دوح الرايض عضيب‬
‫غريب وأكناف احلجاز حتوطه ‪...‬أال كل من حتت الرتاب غريب‬
‫عال الواعدي‪ :‬وملا بلغ معاوية موته وكان ابخلضراء كرب تكبرية مسعها أهل املتسجد‪.‬‬

‫(‪)485/1‬‬

‫وذكر ابن سعد‪ :‬أن ابن عباس كان ابلشام ملا تويف احلتسن وكان بصره عد ذهب فدخل على معاوية‬
‫فقال لقائده ال تقدين لئال يشمت يب معاوية وهللا ألخربنه وما هو أشد عليه من مشاتيت به فقال له‬
‫هلك احلتسن بن علي فقال إان هلل وإان إليه راجعون ووهللا لن تبقى بعده اي معاوية‪.‬‬
‫ذكر أوالده عليه التسالم‬
‫عال الواعدي‪ :‬كان له مخس عشر ذكراً ومثان أي بنات فمن الذكور علي األكرب وعلي األصغر‬
‫وجعفر وفاطمة وسكينة وأم احلتسن وعبد هللا والقاسم وزيد وعبد الرمحن وأمحد وإمساعيل واحلتسني‬
‫وعقيل واحلتسن وهو أبو عبد هللا بن حتسن بن حتسن بن علي عليه التسالم وهذا املذكور إمنا هو‬
‫ترتيب الواعدي وأما حممد بن سعد فقد ذكر يف ((الطبقات)) وعال‪ :‬كان للحتسن بن علي من الولد‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫حممد األصغر وجعفر وفاطمة درجوا وأمهم أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد املطلب وحممد‬
‫األكرب وهو كان يكىن احلتسن وأمهما خولة بنت منظور غطفانية وزيد وأم احلتسن وأمهم أم بشري بنت‬
‫أيب متسعود األنصاري وامسه عقبة بن عمرو وإمساعيل ويعقوب وأمهما جعدة بنت األشعث بن عيس‬
‫اليت مسته والقاسم وأبو بكر وعبد هللا عتلوا م احلتسني يوم الطفوف وأمهم أم ولد وال بقية هلم وعيل‬
‫اسم أمهم نفيلة اليت عال عبد هللا بن حتسن بن سفاح وأشار إليها يبين عصوراً نفعها لبين نفيلة ملا‬
‫يذكر وحتسني األثرم وعبد الرمحن وأم سلمة ألم ولد تدعى ضيماء وعمرو ألم ولد ال بقية له وأم عبد‬
‫هللا وهي أم أيب جعفر حممد بن علي بن احلتسني عليهم التسالم وأمها أم ولد‬

‫(‪)486/1‬‬

‫تدعى صافية وطلحة ال بقية له وأمه أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد هللا التيمي وعبد األصغر وأمه‬
‫زينب بنت سبي بن عبد هللا أخي جرير بن عبد هللا البجلي‪.‬‬
‫وذكر الواعدي أنه كان لزيد بن احلتسن أوالد منهم حممد ألم ولد ال بقية له ونفيتسة بنت زيد تزوجها‬
‫الوليد بن عبد امللك فتوفيت عنده وأمها لبابة بنت عبد هللا بن العباس وحتسن بن زيد ويل املدينة‬
‫أليب جعفر املنصور وأمه أم ولد‪.‬‬
‫عال الواعدي‪ :‬تويف زيد بن احلتسن ببطحاء بن أزهر على أميال من املدينة فحمل إىل البقي عال ومل‬
‫يذكر لنا اتريخ موته إال أنه من الطبقة الثالثة من التابعني ومن أوالد احلتسن بن احلتسن بن علي عليه‬
‫التسالم كان له أوالد منهم عبد هللا بن حتسن بن حتسن وحتسن بن حتسن وإبراهيم بن حتسن بن‬
‫حتسن وكلهم ماتوا يف حبس املنصور ابلكوفة ملا تذكروا زينب بنت حتسن بن حتسن بن علي بن علي‬
‫تزوجها الوليد بن عبد امللك مث فارعها وأم كلثوم بنت حتسن وأم اجلمي فاطمة بنت حتسن بن علي‬
‫وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد هللا وجعفر بن حتسن وداود وفاطمة وأم القاسم ومليكة ألم ولد‬
‫تدعى فارسية وأم كلثوم ألم ولد وكل هؤالء ولد احلتسن بن احلتسن بن علي عليه التسالم‪.‬‬
‫فنذكر بعض سرية عبد هللا بن حتسن حتسن عال الواعدي‪ :‬كان مقيماً ابملدينة حىت زال ملك بين أمية‬
‫لدى فلما ويل أبو العباس التسفاح اخلالفة عدم من املدينة يف مجاعة من الطالبني وهو ابألنبار فأحتسن‬
‫جوائزهم وعدم عبد هللا وحباه وعربه وأدانه وصن به شيئاً مل يصنعه أبحد كان يتسمر معه ابلليل فتسمر‬
‫معه ليلة إىل نصف الليل فدعا أبو العباس بتسفط فيه جواهر ففتحه فقال اي أاب حممد هذا‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وهللا اجلوهر الذي وصل إيل من اجلوهر الذي كان يف يد بين أمية فقامسه إايه مث نعس أبو العباس‬
‫فخفق برأسه فأنشأ عبد هللا يقول‪:‬‬
‫أمل تر حوشباً أمتسى يبين ‪ ...‬عصوراً نفعها لبين نفيلة‬
‫يؤمل أن يعمر عمر نوح ‪ ...‬وأمر هللا أييت كل ليلة‬
‫وانتبه أبو العباس ففهم ما عال فقال أمثل هذا الشعر يتمثل عندي وعد رأيت صنيعي بك وإنين مل‬
‫أدخر عنك شيئاً فقال اي أمري املؤمنني وهللا ما أردت هبا سوء وإمنا أبيات خطرت فإن رأيت أن حتتمل‬
‫ما كان مين فلتفعل فقال عد فعلت‪.‬‬
‫وذكر الصويل يف كتاب ((األوراق))‪ :‬أن هذين البيتني أنشداما عبد هللا يف غري هذا الوجه فقال ملا‬
‫عدم عبد هللا على أيب العباس أخذ بيده وجعل مير به على عصوره اليت بناها ابهلامشية وكان معجباً هبا‬
‫فأنشد هذين البيتني فغضب التسفاح وامحرت عيناه وجذب يده من يده وعال ما أردت هبا؟ فقال‬
‫وهللا ما أردت إال أن أزهدك فيها فقال التسفاح‪:‬‬
‫أريد حياته ويريد عتلي ‪...‬عذيرك من خليلك من مراد‬
‫فقال اغفرها فقال ال غفر هللا يل إن غفرهتا لك أبداً ويف رواية‪ :‬عال له عبد هللا أعلين فقال ال أعالين‬
‫هللا إن أعلتك أو بت يف عتسكري فأخرجه إىل املدينة فلما تويف التسفاح حبس أبو جعفر املنصور عبد‬
‫هللا بن حتسن بن حتسن ابملدينة‪.‬‬

‫(‪)488/1‬‬

‫وذكر الصويل يف كتاب ((األوراق)) أيضاً‪ :‬أن التسفاح ملا غضب على عبد هللا بن حتسن كلمه فيه‬
‫املنصور فضحك وعال تكلمين فيه وهللا ال حييفه سواه وعال الصويل‪ :‬ملا عدم عبد هللا على التسفاح‬
‫وأعطاه ألف ألف درهم وذلك ألنه ملا عدم عليه عال له يوماً اي أمري املؤمنني مسعت أبلف ألف درهم‬
‫وما رأيتها عط فأمر أبو العباس حبملها إىل بني يديه فلما أحضرت ورآها عبد هللا استهاهبا فقال امحلوا‬
‫معه فجاء الناس يهنئون عبد هللا فقال شكرمت رجالً أعطاان بعض حقنا وفاز ابلباعي فبلغ أاب العباس‬
‫فلم يقل شيئاً‪.‬‬
‫ذكر حبس املنصور لعبد هللا بن حتسن وإخوته‬
‫عال علماء التسري كان لعبد هللا بن حتسن بن حتسن عدة أوالد نذكرهم بعد وكان املشار إليهم منهم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫حممد وإبراهيم وكاان يرتشحان للخالفة وكان املنصور خياف منهما وكاان يتسكنان البوادي خوفاً منه مث‬
‫ينتقالن يف األمصار من احلجاز إىل اليمن مث إىل البصرة مث إىل اهلند مث إىل التسند فلما حج املنصور‬
‫سنة أرب وأربعني ومئة اجتم بعبد هللا بن حتسن بن حتسن ابملدينة فتسأله عن ولديه فقال ال علم يل‬
‫هبما فأغلظ له أبو جعفر فقال اي ماص بظر أمه فقال له عبد هللا اي أاب جعفر أبي أمهايت متصين‬
‫بفاطمة بنت رسول هللا أم بفاطمة بنت احلتسني أم أبم إسحاق بنت طلحة أم خبدجية بنت خويلد مث‬
‫حبتسه وعيل إنه ملا سأله عن ولديه عال وهللا لو كاان حتت عدمي ما رفعتهما عنهما‪.‬‬
‫وذكر الصويل يف كتاب ((األوراق))‪ :‬أن عبد هللا بن حتسن ملا المه الناس يف كتم أمر ولديه عال بلييت‬
‫أعظم من بلية اخلليل عليه التسالم ألن هللا تعاىل أمره بذبح ابنه وهو طاعة هلل تعاىل عال هللا تعاىل {إن‬
‫هذا هلو البالء املبني} وهذا يطلب مين أن‬

‫(‪)489/1‬‬

‫أدله على ولدي ليقتلهما وهو هلل معصيته فأمر حببتسه فأعام عبد هللا حمبوساً ثالث سنني وحبس معه‬
‫مجاعة منهم حتسن وإبراهيم‪.‬‬
‫أبنا حتسن أخو عبد هللا بن حتسن وحتسن بن جعفر بن حتسن وأبو بكر بن حتسن بن حتسن أخو عبد‬
‫هللا أيضاً وسليمان وعبد هللا وعلي وعباس بنو داود بن حتسن بن حتسن بن علي عليه التسالم أخذوه‬
‫وهو عاعد على اببه فنادت أمه عائشة بنت طلحة ابهلل دعوين أمشه فلم يفعلوا وعلي بن حتسن بن‬
‫حتسن بن حتسن العابد وموسى بن عبد هللا بن حتسن بن حتسن وعلي بن حممد بن عبد هللا بن حتسن‬
‫بن حتسن وكان الذي توىل حبتسهم رايح بن عثمان واله أبو جعفر املدينة فقيدهم وضيق عليهم وأول‬
‫من حبس منهم عبد هللا مث تتابعوا ومل يزالوا حمبوسني حىت حج أبو جعفر يف سنة أرب وأربعني ومئة‬
‫هذه التسنة وكان حبس عبد هللا على ما عيل سنة إحدى وأربعني فلما عفل أبو جعفر من مكة بعث‬
‫إىل رايح فحملهم ومحل معهم حممد بن حممد بن عبد هللا بن عمرو بن عثمان بن عفان وهو أخو بين‬
‫حتسن بن حتسن ألمهم مجيعاً ويتسمى ابلديباج وأمهم فاطمة بنت احلتسني بن علي بن أيب طالب‬
‫فأخذهم رايح فزادهم عيوداً وأغالالً وضيق عليهم حلق القيود فأثرت يف أرجلهم حىت أتى هبم الربذة‬
‫ألن أاب جعفر مل يدخل يف تلك احلجة إىل املدينة بل أعام ابلربذة حىت وصلوا يف احملافل عراة ليس‬
‫حتتهم وطاء وال وسائد وأبو جعفر ينظر إليهم من وراء سرت‪.‬‬
‫عال الطربي‪ :‬محل معهم حنواً من أربعمئة من جهينة ومزينة وغريهم من القبائل عال عبد الرمحن بن أيب‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫املوايل فأان رأيتهم ابلربذة ملقني يف الشمس فدعا أبو جعفر ومحمد الديباج وكانت ابنته حتت إبراهيم‬
‫بن عبد هللا بن حتسن فقال له أخربين أين الكذاابن الفاسقان؟ يعين إبراهيم وحممد ابين عبد هللا بن‬

‫(‪)490/1‬‬

‫حتسن بن حتسن فقال وهللا ما أدري فضربه أربعمئة سوط مث ألقى عليه عميصاً غليظاً ونزعه فخرج‬
‫جلده معه وكان معه وكان من أحتسن الناس وهلذا مسي الديباج وأصاب عينه سوط فذهبت عينه‬
‫ومحل مكبالً إىل أخيه عبد هللا بن حتسن وهو عطشان فلم يتجاسر أحد أن يتسقيه ماء فصاح عبد هللا‬
‫اي معاشر املتسلمني أميوت أوالد رسول هللا عطاشى مث ركب أبو جعفر يف حممل ومعادلة الربي يف‬
‫الشق اآلخر ومحل بنو حتسن على أعتاب اجلمال مكشوفة رؤوسهم والشمس تقرعها وليس حتتهم‬
‫غطاء عرااي عطاشى جياعاً فمر هبم يوماً أبو جعفر وهو يف حممله وعد غطاه ابحلرير والديباج فناداه‬
‫عبد هللا بن حتسن اي أاب جعفر هكذا فعلنا بكم يوم بدر فلم يكلمه يشري إىل فعل النيب ابلعباس ملا‬
‫أسر يوم بدر وابت يف عيوده يئن أو يف عده فقال لقد منعين أنني العباس الليلة أن أانم مث حل عنه‪.‬‬
‫وذكر الصويل يف كتاب ((األوراق))‪ :‬أن ابن أيب الزاند التسعدي ملا أخرجوا من املدينة على اجلمال‬
‫وكل واحد يعادله جندي عال‪:‬‬
‫من ألنفس كثرية اإلشفاق ‪ ...‬ولعني كثرية اإلطراق‬
‫مجدت للذي دهاها زماانً ‪...‬مث جادت بدمعها املهراق‬
‫لفراق الذين راحوا إىل املوت ‪...‬عياانً واملوت مر املذاق‬
‫مث ظلوا يتسلمون علينا ‪ ...‬أبكف مشدودة يف واثق‬

‫(‪)491/1‬‬

‫عال هشام بن حممد واسم ابنته الديباج اليت زوجها إبراهيم رعية فلم يزالوا سائرين حىت عدم هبم أبو‬
‫جعفر الكوفة على أسوأ حال‪.‬‬
‫عال الواعدي‪ :‬وكانوا عشرين من أوالد احلتسن عليه التسالم فحبتسهم هبا وعيل حبتسهم ابهلامشية مقابل‬
‫الكوفة يف سرداب حتت األرض ال يعرفون ليالً وهناراً وهذا التسرداب عند عنطرة الكوفة موضعه‬
‫معروف يزار ومل يكن عندهم بئر للماء فكانوا يبولون ويتغوطون يف مواضعهم فاشتدت عليهم الرائحة‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فكان الورم يبدو يف أعدامهم فكان إذا مات عندهم ميت ال يدفن بل يبلى وهم ينظرون إليه وعيل‬
‫بل ردم عليهم احلبس فماتوا‪.‬‬
‫وعال الطربي‪ :‬إهنم ماتوا عطاشى ألهنم ما كانوا يتسقون ماء واختلف علماء التسري يف موت عبد هللا‬
‫بن حتسن هل كان موته عبل خروج ولديه حممد وإبراهيم على املنصور أم بعد ذلك عال عوم بعد موته‬
‫وعال آخرون عبل موته وهو األصح ملا نذكر‪.‬‬
‫ذكر خروج حممد وإبراهيم على أيب جعفر املنصور‬
‫عال علماء التسري‪:‬‬
‫ملا أخذ أبو جعفر عبد هللا بن حتسن وأهله إىل العراق أشفق حممد وإبراهيم من ذلك فخرجا إىل اليمن‬
‫مث إىل اهلند والتسند مث عدما الكوفة متستخفني وكان أبو جعفر عد وض عليهما العيون وذلك يف سنة‬
‫مخس وأربعني مئة وكان أبو جعفر عد شرع يف عمارة بغداد وكانت له مرآة ينظر فيها فريى ما يف‬
‫الدنيا فنظر يوماً فقال هذا‬

‫(‪)492/1‬‬

‫حممد وإبراهيم معي يف العتسكر وابي حممد وإبراهيم خلق من عتسكر أيب جعفر مث إهنما خافا فمضى‬
‫حممد إىل احلجاز وإبراهيم إىل البصرة‪.‬‬
‫ذكر مقتل حممد بن عبد هللا بن حتسن بن حتسن بن علي عليه التسالم‬
‫عال أهل التسري‪ :‬كان عد بوي له يف عامة األمصار ملا رأى الناس من جربوت أيب جعفر وعتسفه فخرج‬
‫حممد ابملدينة يف مئتني ومختسني فارساً يف رجب وكربوا وأتى التسجن فكتسر اببه وأخرج من فيه وحبس‬
‫رايح بن عثمان يف دار هشام مث صعد إىل املنرب فخطب وعال أيها الناس إنه عد كان من أمر الطاغية‬
‫عدو هللا أيب جعفر ما مل خيف عليكم وعد بىن القبة اخلضراء معاندة هلل وتصغرياً للكعبة احلرام وإمنا‬
‫أخذ هللا فرعون حني عال {أان ربكم األعلى} وأن أحق الناس ابلقيام يف هذا األمر أبناء املهاجرين‬
‫واألنصار اللهم إهنم عد أحلوا حرامك وحرموا حاللك وأمنوا من أخفت وأخافوا من أمنت اللهم‬
‫فأحصهم عدداً واعتلهم بدداً وال تغادر منهم أحداً مث نزل علت هكذا وععت هذه الرواية أن حممداً‬
‫عال‪ :‬وعد بىن القبة اخلضراء وهي وهم فإن بغداد بنيت بعد عتل حممد وإبراهيم‪.‬‬
‫عال الواعدي‪ :‬واستوىل حممد وعيل له إن يف أعناعنا بيعة أليب جعفر فقال مالك على املدينة ومكة‬
‫واليمن‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وذكر ابن جرير يف اترخيه عال‪ :‬استفيت أنس يف اخلروج م حممد وعيل له إن يف أعناعنا بيعة أليب جعفر‬
‫فقال مالك إمنا ابيعتم مكرهني وليس على مكره ميني فأسرع الناس إىل حممد ولزم مالك بيته فما خرج‬
‫منه‪.‬‬

‫(‪)493/1‬‬

‫عال الواعدي وغريه‪ :‬وكان عبد هللا بن علي بن عبد هللا بن عباس عم املنصور حمبوساً عنده فقال أبو‬
‫جعفر شاوروه فقال إن البخل عد عتل أاب جعفر مروه أبنفاق األموال فإن غلب عادت إليه وإن غلب‬
‫مل يقدر عدوه على درهم‪.‬‬
‫عال هشام بن حممد وملا بلغ أاب جعفر خروج حممد كتب إليه من أمري املؤمنني أيب جعفر إىل حممد بن‬
‫عبد هللا عال هللا تعاىل‪{ :‬إمنا جزاء الذين حياربون هللا ورسوله ويتسعون يف األرض فتساداً} اآلية إىل عوله‬
‫رحيم} ولك علي عهد هللا وميثاعه‬
‫غفور ٌ‬
‫{إال الذين اتبوا من عبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن هللا ٌ‬
‫وذمة رسوله إن تبت ورجعت من عبل أن أعدر عليك فأنت آمن ومجي ولدك وإخوتك وأهل بيتك‬
‫ومن اتبعك على دمائهم وأمواهلم وأعطيتك ألف ألف درهم وانزل أي البالد أحببت وأطلق من يف‬
‫حبتسي من أهلك وإن شئت أن تتستوثق لنفتسك فابعث إيل من شئت ليأخذ يل منك األمان والعهود‬
‫والتسالم فكتب إليه حممد بن عبد هللا من حممد بن عبد هللا املهدي إىل عبد هللا بن حممد {طتسم‪.‬‬
‫تلك آايت الكتاب املبني‪ .‬نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون ابحلق ٍ‬
‫لقوم يؤمنون‪ .‬إن فرعون عال يف‬
‫األرض وجعل أهلها شيعاً يتستضعف طائفةً منهم يذبح أبناءهم ويتستحيي نتساءهم إنه كان من‬
‫املفتسدين‪ .‬ونريد أن منن على الذين استضعفوا يف األرض وجنعلهم أئمةً وجنعلهم الوارثني‪ .‬ومنكن هلم‬
‫يف األرض ونري فرعون وهامان وجنوداما منهم ما كانوا حيذرون} وأان أعرض عليك من األمان مثل‬
‫ما عرضت علي فإن احلق لنا وإمنا ادعيتم هذا األمر بنا وخرجتم بشيعتنا وحظيتم بفضلنا وإن أابان‬
‫علياً كان الوصي وهو اإلمام فكيف ورثتم واليته وولده أحياء مث عد علمت أنه مل يطلب هذا األمر‬
‫أحد له نتسبنا وشرفنا لتسنا من أبناء الطلقاء وال الطرداء وال اللعناء وال ميت أحد من بين هاشم ومثل‬
‫ما منت به من القرابة واملتسابقة والفضل وإان بنو أم رسول هللا فاطمة بنت عمرو يف اجلاهلية وبنو‬
‫فاطمة‬

‫(‪)494/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫بنت رسول هللا صلى هللا عليه وآله وجدان رسول هللا وجدتنا خدجية الطاهرة وإن هامشاً ولد أابان مرتني‬
‫مرة من عبل أبيه ومرة من عبل أمه فاطمة بنت أسد وكذا ولد حتسناً مرتني فأان أوسط بين هاشم نتسباً‬
‫وأشرفهم أابً مل يتنازع يف أمهات ألوالد ومل تعرف يف العجم ولك األمان علي ملا ذكرت إن دخلت يف‬
‫طاعيت وأجبت دعويت أن أؤمنك على نفتسك وولدك ومالك وأهلك وعلى كل حدث أحدثته إال‬
‫حداً من حدود هللا وحقاً ملتسلم أو معاهد وأما عولك عن األمان فأي األماانت تعطيين أمان عمك‬
‫عبد هللا بن علي أو أمان متسلم أو أمان ابن هبرية والتسالم فكتب إليه أبو جعفر أما بعد‪ :‬فإين وعفت‬
‫على كتابك فإذا جل فخرك بقرابة النتساء لتضل به اجلفاة والغوغاء ومل جيعل هللا النتساء كالعمومة‬
‫واإلانث كالعصبة واألولياء فإن هللا تعاىل جعل العم أابً وأما ما ذكرت من والدة فاطمة بنت عمرو‬
‫فقد حجبها الكفر فال ترث هي وال أحد من أوالدها وأما عولك إن هامشاً ولد علياً مرتني فرسول هللا‬
‫سيد األولني واآلخرين مل يلد هاشم إال مرة وزعمت أنك مل تلدك أمهات األوالد فقد فخرت على من‬
‫هو خري منك وهو إبراهيم بن رسول هللا وما خياركم إال من أمهات األوالد ألنه ما ولد فيكم بعد‬
‫رسول هللا مثل علي بن احلتسني وأمه أم ولد وهو خري منك ومن جدك حتسن بن حتسن وكذا إمساعيل‬
‫بن إبراهيم خليل الرمحن أمه أم ولد وكذا حممد بن علي بن احلتسني أمه أم ولد وما كان فيكم مثله وال‬
‫مثل ابنه جعفر وأمه أم ولد وأما عولكم إنكم بنو رسول هللا فاهلل تعاىل يقول {ما كان حمم ٌد أاب ٍ‬
‫أحد‬
‫من رجالكم} وأنتم بنو بنته وهي وإن كانت عرة عني إال أهنا ال حتوز املرياث وال الوالية وال جيوز هلا‬
‫اإلمامة وال القضاء أليس اإلمجاع منعقداً على أن اجلد أاب األم واخلالة ال يرثون م العصبة وأما ما‬
‫فخرت به من التسابقة علي وفضله فهذا ال أدفعه غري أن رسول هللا ملا حضرته الوفاة أمر ابلصالة‬
‫غريه وكان يف الذين كانوا شورى فردوه وعدم عليه عبد الرمحن بن عوف عثمان بن عفان وعتل عثمان‬
‫وهو متهم‬

‫(‪)495/1‬‬

‫به وأاب سعد وصدور الصحابة كابن عمر وأسامة بن زيد وغريهم فإهنم ختلفوا عن بيعته وعاتله طلحة‬
‫والزبري وعائشة وأغلقوا أبواب اخلالفة دونه مث عاتل عليها بكل وجه وتفرق عنه أصحابه وشك فيه‬
‫شيعته عبل التحكيم وبعده حىت عاتلهم منهم مجاعة مث حكم حكمني رضي هبما وأعطااما عهده‬
‫وميثاعه فاجتمعا على خلعه مث كان جدك حتسن بعده فباعها من معاوية خبرق ودراهم وحلق ابحلجاز‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ورف األمر إىل غري أهله وأخذ ماالً من غري حله فإن كان لكم فيها شيء فقد بعتموه وأخذمت مثنه مث‬
‫خرج عمك حتسني بن علي على ابن مرجانة فكان الناس معه حىت عتلوه وأتوا برأسه إليه مث خرجتم‬
‫على بني أمية فقتلوكم وصلبوكم على جذوع النخل وحرعوكم ابلنريان ونفوكم من البلدان فقتلوا زيد‬
‫ابلكوفة وابنه حيىي خبراسان وأسروا صبيانكم ونتسائكم ومحلوهم يف احملامل بغري وطاء كالتسيب اجمللوب‬
‫إىل الشام وطافوا برأس ابن عمك حتسني بن علي يف البلدان حىت خرجنا عليهم فطلبنا بثأركم وأدركنا‬
‫بدمائكم وأورثناكم أرضهم ودايرهم وعد كانت بنو أمية تلعن جدكم علياً على املنابر كما يلعن الكفرة‬
‫ويف الصالة املكتوبة فأزلنا ذلك ولقد علمت أن مكرمتنا يف اجلاهلية سقي احلجيج األعم وعمارة‬
‫املتسجد احلرام ووالية املقام وزمزم فنازعنا فيها جدك فقضي لنا عليه ولقد عحط أهل املدينة فلم‬
‫يتوسل عمر إال أببينا ومل يتقرب إىل هللا إال به وأبوكم حاضر فلم يتوسل به ومل يكن بعد رسول هللا‬
‫شرف وال فضل إال والعباس أحق به وعد علمت أن اإلسالم جاء والعباس ميون أاب طالب وعياله‬
‫ل أزمة اليت أصابته ولوال أن العباس أخرج إىل بدر مكرهاً ملات طالب وعقيل جوعاً وللحتسا جفان‬
‫عتبة وشيبة ولكنه كان من املطمعني فأذهب عنكم العار والتسبة وكفاكم النفقة واملؤنة مث فدى عقيالً‬
‫يوم بدر فكيف تفخرون علينا؟ وعد علناكم يف الكفر وفديناكم يف اإلسالم من األسر وحزانً عليكم‬
‫مكارم اآلابء وورثنا دونكم خامت األنبياء وطلبنا بثأركم فأدركنا ما عجزمت عنه والتسالم‪.‬‬

‫(‪)496/1‬‬

‫وملا يئس أبو جعفر منه بعث إليه عيتسى بن موسى عمه وعال ما أابيل أيهما عتل صاحبه ألن التسفاح‬
‫كان عد عهد إىل عيتسى بعد أيب جعفر وأبو جعفر كان يكره ذلك وجهز م عيتسى أربعة آالف مث‬
‫عال له ابذل له األمان عبل عتاله وسار عيتسى فلما وصل إىل فيد كتب إىل مجاعة من أصحاب حممد‬
‫فتفرعوا عنه وكان عد اجتم م حممد مئة ألف فحفر خنادق املدينة واستعدوا‪.‬‬
‫عال الصويل‪ :‬ملا نزل أصحاب أيب جعفر بعقوة حممد مل يكن له امة إال أن أحرق ديوانه وكان فيه‬
‫أسامي من كاتبه وابيعه فلما فرغ من ذلك عاال اآلن طبت نفتساً ابملوت ولوال فعله ذلك لوع الناس‬
‫يف أمر عظيم وجاء عيتسى فوعف على سل وعال اي حممد لك األمان فصاح به حممد وهللا هون وإن‬
‫املوت يف عز خري من احلياة يف ذلك مث ترجل وبقي معه من مئة ألف ثالمثائة وستة عشر رجل على‬
‫عدد أهل بدر مث اغتتسل هو وأصحابه وحتنطوا وعرعبوا دواهبم مث محلوا على عيتسى وأصحابه فهزموا‬
‫ثالاثً مث تكاثروا عليهم فقتلوهم وعتل محيد بن عحطبة حممداً ومل يعرفه وأتى برأسه إىل عيتسى بن‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫موسى أخته زينب وابنته فاطمة جتسده ابلبقي ومحل رأسه إىل أيب جعفر فنصبه يف الكوفة وطاف به‬
‫يف البلدان وكان مكثه منذ ظهر إىل أن عتل شهرين وسبعة عشر يوماً ألنه خرج يف أول رجب أرب‬
‫عشرة ليلة خلت من رمضان وسنه يوم عتل مخس وأربعون سنة وكان عتله عند أحجار الزيت وكان‬
‫معه ذو الفقار فأخذه عيتسى بن موسى مث انتقل إىل الرشيد‪.‬‬
‫عال األصمعي‪ :‬أان رأيته وفيه مثان عشرة فقارة وملا التقوا عدم عادم على أيب جعفر فقال له ما اخلرب‬
‫فقال هرب حممد فقال أبو جعفر كذبت حنن أهل البيت ال نفر‪.‬‬

‫(‪)497/1‬‬

‫وعال ابن سعد يف الطبقات‪ :‬وأم حممد بن عبد هللا هند بنت أيب عبيدة بن عبد هللا بن زمعة بن‬
‫األسود بن املطلب وكنيته أبو عبد هللا وهو من الطبقة اخلامتسة من التابعني من أهل املدينة‪.‬‬
‫عال ابن سعد‪ :‬وكان حملمد من الولد عبد هللا عتله هشام بن عمرو ببالد القشمري يف املعركة وعلي‬
‫مات يف التسجن ومصر وحتسن عتله موسى بن عيتسى بن موسى بن حممد بن علي بن عبد هللا بن‬
‫العباس بفخ صرباً وفاطمة تزوجها ابن عمها حتسن بن إبراهيم بن عبد هللا بن حتسن بن حتسن بن‬
‫علي وزينب تزوجها حممد بن التسفاح وكان أبو جعفر عد جهزه م عيتسى بن موسى لقتال حممد‬
‫فدخل هبا ليلة عتل أبوها مث مات عنها حممد بن التسفاح فتزوجها عيتسى بن علي بن عبد هللا بن‬
‫العباس ففارعها فتزوجها إبراهيم بن حتسن بن زيد بن حتسن بن علي عليه التسالم وأم مجي من ذكران‬
‫أم سلمة بنت حممد بن حتسن بن حتسن بن علي بن أيب طالب والطاهر وأمه فاختة بنت فليح من آل‬
‫الزبري بن العوام وإبراهيم ألم ولد أسند احلديث حممد عن انف موىل ابن عمر وغريه وحدث عنهم‪.‬‬
‫ذكر مقتل إبراهيم بن عبد هللا أخي حممد بن عبد هللا‬
‫عال علماء التسري‪ :‬ويف هذه التسنة ابتدأ املنصور بعمارة بغداد فبينما هو مشغول ابلعمارة إذ ورد عليه‬
‫اخلرب خبروج إبراهيم بن عبد هللا ابلبصرة وأنه غلب على األهواز وفارس وأنه يف خلق عظيم ومال‬
‫الناس إليه وازدادوا حرصاً على عتال أيب جعفر ملا عتل حممداً وكان خروج إبراهيم غرة شوال وعيل‬
‫غرة رمضان من هذه التسنة فانصرف أبو جعفر من عمارة بغداد وهجر النتساء واللذات وعال وهللا ال‬
‫أعود على شيء منها حىت أعلم رأس إبراهيم يل أم رأسي له وكان عد انضم إىل إبراهيم مئة ألف‬
‫وليس عند أيب جعفر سوى ألفي فارس كان عد فرق جيشه يف الشام وإفريقية‬

‫(‪)498/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وخراسان مث سار إبراهيم ابلعتساكر حنو الكوفة فنزل ببامخري عريباً من الكوفة وكان عد أشار عليه‬
‫أهل البصرة أن ال خيرج منها فقال له وفد أهل الكوفة إن ابلكوفة مئة ألف ينتظرون عدومك فإذا‬
‫رأوك ماتوا دونك فقدم هبذا الطم فلما نزل ببامخري خرج ليلة يطوف يف عتسكره فتسم أصواب‬
‫الغناء والطنابري فقال ما أظن أن عتسكراً فيه هذا ينتصر مث جهز أبو جعفر عيتسى بن موسى لقتال‬
‫إبراهيم يف مختسة آالف فقيل له بيت عيتسى فقال أكره التبييت فقيل له تطلب امللك وتكره القتل مث‬
‫التقوا ببامخري عال الشعيب وهي ستة عشر فرسخاً من الكوفة فاهنزم أصحاب أبو جعفر إال عيتسى‬
‫بن موسى ثبت يف مئة رجل من أهله وخواصه وظهر الظفر إلبراهيم فبينما هو يف املعركة إذ جاء سهم‬
‫غائر ال يدري من أين هو؟ فذحبه فوع يقول {وكان أمر هللا عدراً مقدوراً} أردان أمراً وأراد هللا غريه‬
‫واهنزم أصحابه وجاءه أصحاب عيتسى فجزوا رأسه وأتوا به عيتسى فتسجد مث بعثه إىل أيب جعفر وكان‬
‫عتله يوم االثنني خلمس ليال بقني من ذي القعدة من هذه التسنة وكان سنه يوم عتل مثانية وأربعني سنة‬
‫وكان مدة مقامه منذ خرج إىل أن عتل ثالثة أشهر إال مختسة أايم فلما أيت برأس إبراهيم إىل أيب جعفر‬
‫بكى حىت جرت دموعه على خد إبراهيم مث عال أما وهللا لقد كنت كارهاً هلذا مث نصبيه ابلكوفة مث‬
‫عال للربي امحله إىل أبيه عبد هللا إىل التسجن فحمله الربي فوافاه فإذا عبد هللا يصلي فقال له أسرع‬
‫فأسرع وسلم فنظر إىل الرأس فأخذه فوضعه يف حجرة مث عال رمحك هللا أاب القاسم وأهالً بك وسهالً‬
‫لقد وفيت بعهد هللا وميثاعه فقال الربي يكف كان أبو القاسم يف نفتسك فقال كما عيل‪:‬‬
‫فىت كان حيميه من الذل سيفه ‪...‬ويكفيه سوءات الذنوب اجتناهبا‬
‫مث عال للربي عل لصاحبك عد مضى من بؤسنا أايم ومن نعيمك‬

‫(‪)499/1‬‬

‫مثلها وامللتقى بيننا القيامة وهللا احلاكم عال الربي فأبلغته ما عال فما رأيته منكتسراً مثل انكتساره حني‬
‫عتل له ذلك‪.‬‬
‫وعال األصمعي‪ :‬أحضر يوماً إىل أيب جعفر هريتسة الفتستق ومعها مصارين الدجاج حمشوة بلحم البط‬
‫والتسكر ودهن الفتستق فقال إن إبراهيم وحممد أرادا أن يتسبقاين إىل هذا فتسبقتهما‪.‬‬
‫عال األصمعي‪ :‬وابمخري من أرض الطفت وعد ذكرها دعبل يف عصيدته التائية اليت رثى هبا مجاعة من‬
‫أهل البيت وهي‪:‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫مدارس آايت خلت من تالوة ‪ ...‬ومنزل وحي مقفر العرصات‬
‫آلل رسول هللا ابخليف من مىن ‪...‬وابلبيت والتعريف واجلمرات‬
‫داير علي واحلتسني وجعفر ‪...‬ومحزة والتسجاد ذي الثفنات‬
‫أمل تر أين مذ ثالثون حجة ‪...‬أروح وأغدو دائم احلتسرات‬
‫أرى فيئهم يف غريها مقتتسماً ‪ ...‬وأيديهم من فيئهم صفرات‬

‫(‪)500/1‬‬

‫وآل رسول هللا حنف جتسومهم ‪ ...‬وآل زايد غلظ القصرات‬


‫بنات زايد يف القصور مصونة ‪ ...‬وبنت رسول هللا يف الفلوات‬
‫أحب عصي الرحم من أجل حبكم ‪...‬وأهجر فيكم زوجيت وبنايت‬
‫وأكتم حبكم خمافة كاشح ‪...‬عنيف ألهل احلق غري موات‬
‫فوال الذي أرجوه يف اليوم أو غد ‪...‬تقط عليب إثرهم حتسرات‬
‫خروج إمام ال حمالة كائن ‪ ...‬يقوم على اسم هللا ابلربكات‬
‫مييز فينا كل حق وابطل ‪ ...‬وجيري على النعماء والنعمات‬

‫(‪)501/1‬‬

‫فيا نفس طييب مث اي نفس أبشري ‪ ...‬فغري بعيد كل ما هو آت‬


‫عفا نتسأل الدار اليت خف أهلها ‪...‬مىت عهدها ابلصوم والصلوات‬
‫وأين األىل شطت هبم غربة النوى ‪ ...‬أفانني ابألطواف مفرتعات‬
‫هم أهل مرياث النيب إذا اعتزوا ‪ ...‬وهم خري سادات وخري محاة‬
‫عبور بكوفان وأخرى بطيبة ‪ ...‬وأخرى بفخ انهلا صلوايت‬
‫وأخرى أبرض اجلوزجان حملها ‪ ...‬وعرب ببامخري لدى الغرابت‬
‫وعرب ببغداد لنفس زكية ‪ ...‬تضمنها الرمحن يف الغرفات‬
‫فأما املمضات اليت ليس ابلغاً ‪ ...‬مبالغها مىن بكنه صفات‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)502/1‬‬

‫نفوس لدى النهرين من أرض كربالء ‪ ...‬معرسهم فيها بشط فرات‬


‫تقتسمهم هنب املنون فما ترى ‪...‬هلم عفرة مغشية احلجرات‬
‫وعد كان منهم ابحلجون وأهلها ‪...‬ميامني جيارون يف التسنوات‬
‫إذا فخروا يوماً أتوا ومحمد ‪ ...‬وجربيل والقرآن ذي التسورات‬
‫مالمك يف أهل النيب فإهنم ‪ ...‬ودي ما عاشوا وأهل ثقايت‬
‫ختريته رشداً ألمري ألهنم ‪...‬علي كل حال خرية اخلريات‬
‫فيا رب زدين يف يقيين بصرية ‪ ...‬وزد حبهم اي رب يف حتسنايت‬

‫(‪)503/1‬‬

‫بنفتسي أنتم من كهول وفتية ‪...‬لفك عناة أو حلمل دايت‬


‫لقد خفت يف الدنيا وأايم عيشها ‪ ...‬وإين أرجو األمن بعد وفايت‬
‫عوله‪ :‬عبور بكوفان يريد الكوفة وامسها كوفان وهي الرملة احلمراء وهبا مسيت وطيبة املدينة مساها‬
‫رسول هللا بذلك وفخ اسم الشعب الذي فيه حممد بن احلنفية وبينه وبني مكة ستة أميال واملقتول فيه‬
‫احلتسني بن علي بن حتسن بن حتسن بن علي عليه التسالم عتله فيه موسى بن عيتسى يف أايم موسى‬
‫اهلادي سنة تتس وستني ومئة وكان معه سليمان بن عبد هللا بن حتسن بن حتسن فضربوا عنقه ومكة‬
‫وأما الذين أبرض جوزجان فيحىي بن زيد وسنذكر ذلك خرج يف أايم الوليد بن عبد امللك فقتل يف‬
‫املعركة‪.‬‬
‫وعال ابن سعد يف الطبقات‪ :‬أم إبراهيم بن عبد هللا بن حتسن بن حتسن هند بنت أيب عبيد بن عبد‬
‫هللا بن زمعة بن املطلب عالت ملا ظهر حممد بن عبد هللا ابملدينة وسلم عليه ابخلالفة بعث أخاه‬
‫إبراهيم إىل البصرة فدخلها أول شهر رمضان يف هذه التسنة يعين سنة مخس وأربعني وبيض وخرج معه‬
‫من الفقهاء على أيب جعفر عيتسى بن يونس ومعاذ بن معاذ وعباد بن عوام وإسحاق بن يوسف‬
‫األزرق ومعاوية بن هيثم بن بشري يف مجاعة من العلماء ومل يزل مقيماً ابلبصرة حىت عتل أخوه حممد‬
‫ابملدينة فتسار إىل العراق فقتل وكان له من الولد حتسن بن أمامة بنت عمصة‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)504/1‬‬

‫كالبية وعلي ألم ولد ويف هذه التسنة عتل أبو جعفر حممد الديباج وهو يعلم برباءة ساحته وسببه أنه‬
‫حبتسه م عبد هللا بن حتسن بن حتسن فكتب إليه انئبه خبراسان أن خراسان عد انتفضت علينا خبروج‬
‫حممد وإبراهيم وطال عليهم أمراما فضرب عنق حممد الديباج وبعث برأسه إليه وبعث معه رجاالً‬
‫حيلفون ابهلل أنه رأس حممد بن عبد هللا بن حتسن وأن أمه فاطمة بنت رسول هللا فلما انكشف األمر‬
‫ألهل خراسان عالوا مل نطل أليب جعفر على كذبة غري هذه ويف هذه التسنة تويف عبد هللا بن حتسن بن‬
‫حتسن ومن معه فقال ابن سعد يف الطبقات‪ :‬ثنا الواعدي عال أول من مات منهم يف احلبس عبد هللا‬
‫بن حتسن بن حتسن فقال التسجان ليخرج أعربكم فليصل عليه فخرج أخوه حتسن بن حتسن فصلى‬
‫عليه وذلك يف يوم عيد األضحى وهو ابن مخس وسبعني سنة وعيل ابن اثنني وسبعني سنة وعيل تويف‬
‫ببغداد واألول أصح وعيل كان ابن ست وأربعني سنة واألول أشهر وذكر اخلطيب يف اترخيه عال‪:‬‬
‫أخذ أبو جعفر عبد هللا بن حتسن فقيده وحبتسه يف داره فلما أراد اخلروج إىل احلج وعفت له ابنة‬
‫صغرية لعبد هللا على الطريق وامسه فاطمة فلما مر هبا أبو جعفر عالت‪:‬‬
‫ارحم كبرياً سنه متهدماً ‪ ...‬يف التسجن بني سالسل وعيود‬
‫وارحم صغار فىت يزيد فإهنم ‪...‬يتموا لفقدك ال لفقد يزيد‬
‫إن جدت ابلرحم القريبة بيننا ‪...‬ما جدان من جدكم ببعيد‬

‫(‪)505/1‬‬

‫فقال أبو جعفر‪ :‬أذكرتنيه مث أخذ من إىل املطبق فكان آخر العهد به عوهلا وارحم صغار بين زيد إمنا‬
‫وع من فلتات لتسان فاطمة ألنه كان لعبد هللا بن حتسن ابن امسه يزيد وال يعرف يف آل أيب طالب‬
‫من امسه يزيد إال يزيد بن معاوية بن عبد هللا بن جعفر وعد أنكر عليه بنو هاشم هذا وهجروه ألجل‬
‫ما مسى به وذكر أبو الفرج األصفهاين‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز كان حيرتم عبد هللا بن حتسن بن حتسن‬
‫ويعظمه ويقضي حوائجه ورآه يوماً واعفاً ببابه فقال أمل أعل لك إذا كانت لك حاجة فارفعها إيل فوهللا‬
‫إين ألستحي من هللا أن يراك على ابيب عال الواعدي‪ :‬وأم عبد هللا بن حتسن فاطمة بنت احلتسني عليه‬
‫التسالم وكان له من الولد حممد وإبراهيم وعد ذكراناما وموسى وإدريس وهارون وفاطمة وزينت ورعية‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وأم كلثوم وأمهم كلهم هند بنت أيب عبيدة بن عبد هللا بن زمعة بن األسود بن املطلب وعيتسى‬
‫وإدريس األصغر صاحب األندلس والرببر وداود وأمهم عاتكة بنت عبد امللك بن احلارث الشاعر‬
‫املخزومي وسليمان وحيىي صاحب الديلم وأمهما عريب بنت ركيح بن أيب عبيدة بن عبد هللا بن زمعة‬
‫بن األسود بن املطلب‪.‬‬
‫وعال ابن سعد يف الطبقات‪ :‬كنية عبد هللا بن حتسن بن حتسن أبو حممد وهو من الطبقة الرابعة من‬
‫التابعني من أهل املدينة عال وحكى الواعدي‪ :‬أنه كان من العباد وكان له شرف وهيبة ولتسان فصيح‬
‫وعال الواعدي‪ :‬وولده إدريس إىل األندلس وأعام هناك وولد هبا وغلب أوالده على تلك الناحية‬
‫وخلف ابملدينة ابنة امسها فاطمة فتزوجها إبراهيم بن حممد بن علي بن عبد هللا بن عباس‪.‬‬
‫عال هشام‪ :‬وأما حيىي فطلبه هارون فلحق ابلديلم فاجتم عليه خلق كثري فبعث‬

‫(‪)506/1‬‬

‫إليه هارون الفضل بن حيىي فأمنه فقدم عليه فرده إىل املدينة فلما خرج حتسني بن علي بفخ صار إليه‬
‫مث أفلت‪.‬‬
‫عال الواعدي‪ :‬مث مات بعد عبد هللا بن حتسن وحممد الديباج الذي بعث رأسه أبو جعفر إىل الشرمي‬
‫وهو حممد بن عبد هللا بن عمرو بن عثمان بن عفان وابن فاطمة بنت احلتسني بن علي وكان أبوه‬
‫يدعى املطرف جلماله وكان أصغر ولد أمه وكان إخوته ألمه حيبونه وحيبهم عتله أبو جعفر وكان له من‬
‫الولد خالد وعبد العزيز وعبيد هللا والقاسم وعثمان وأمهم أم كلثوم بنت إبراهيم بن حممد بن طلحة‬
‫التيمي وأمها لبابة بنت عبد هللا بن العباس بن عبد املطلب وعال ابن سعد يف الطبقات‪ :‬كان معهم يف‬
‫احلبس علي حتسن بن حتسن بن حتسن بن علي بن أيب طالب وهو أبو حتسني بن علي بن حتسن بن‬
‫حتسن بن حتسن صاحب فخ وكان من أفضل أهل زمانه نتسكاً وعبادة مل أيكل ألحد من أهل بيته‬
‫طعاماً وال من القطائ اليت عطعها أبو العباس وأبو جعفر وال توضأ من تلك العيون وال شرب منها‬
‫وكانوا يبكون عليه يف احلبس ويقولون هذا البائس دهى بتسببنا‪.‬‬

‫(‪)507/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫الباب التاس يف ذكر احلتسني بن علي عليهما التسالم‬
‫ويلقب ابلتسيد والويل والويف واملبارك والتسبط وشهيد كربالء ولد سنة أرب من اهلجرة يف شعبان وعال‬
‫ابن سعد يف الطبقات‪ :‬علقت فاطمة عليها التسالم خلمس ليال خللني من ذي القعدة سنة ثالث من‬
‫اهلجرة وكان بني ذلك وبني والدة احلتسن مختسون ليلة وضعته يف شعبان لليال خلني منه سنة أرب عال‬
‫ابن سعد‪ :‬وملا ولد أذن رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف أذنه وعال ابن عباس‪ :‬وكان رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله حيبه وحيمله على كتفيه ويقبل شفته وثناايه عال ودخل يوماً جربيل وهو يقبله فقال‬
‫أحتبه؟ عال ((نعم)) عال إن أمتك ستقتله وعال ابن سعد يف الطبقات‪:‬‬
‫أبنا عبد هللا بن بكر بن حبيب التسهمي ثنا حامت بن أيب مغرية عن مساك إن أم الفضل امرأة العباس‬
‫عالت اي رسول هللا رأيت فيما يرى النائم كأن عضواً من أعضائك سقط يف بييت فقال ((خرياً تلد‬
‫فاطمة غالماً فرتضعيه بلبان ابنك عثم)) عال فولدت فاطمة احلتسني وكفلته أم الفضل عالت فأتيت به‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله فبينما هو يقبله إذ ابل عليه عالت فأخذته فقرصته عرصة بكى منها‬
‫فقال ((اي أم الفضل آذيتيين أبكيت ابين)) مث دعا وماء فحدره عليه حدراً وعال ((إذا كان غالماً‬
‫فاحدروا عليه حدراً وإذا كانت جارية فاغتسلوه غتسالً)) ويف رواية ((اي أم الفضل لقد أوج عليب ما‬
‫فعلت به)) مث عال ((ينضح ويرش بول الغالم ويغتسل بول اجلارية)) وعال البخاري‪ :‬ثنا مهدي عن‬
‫حممد بن أيب يعقوب عن ابن أيب نعيم عن ابن عمر عال‪ :‬عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((اما‬
‫رحيانتاي من الدنيا)) يعين احلتسن واحلتسني‬

‫(‪)508/1‬‬

‫وهذا احلديث يف أفراد البخاري‪.‬‬


‫وعال أمحد يف املتسند ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن يزيد بن أيب زايد عن ابن أيب نعيم عن أيب سعيد‬
‫اخلدري عال‪ :‬عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((احلتسن واحلتسني سيدا شباب أهل اجلنة))‪ .‬وعد‬
‫أخرجه الرتمذي أيضاً وعال هذا حديث حتسن صحيح‪ .‬وأنبأان غري واحد عن حممد بن عبد الباعي‬
‫أنبأان أبو حممد اجلوهري أنبأان القاضي بن معروف ثنا أبو حممد بن صادق ثنا يوسف بن موسى‬
‫القطان ثنا أبو بكر بن عباس ثنا عاصم بن هبدلة عن زر بن حبيش عن عبد هللا بن متسعود عال عال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبين ومن أبغضهما فقد أبغضين))‬
‫يعين احلتسن واحلتسني‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وعال أمحد يف الفضائل‪:‬‬
‫ثنا حممد بن مصعب ثنا األوزاعي عن شداد أيب عمار عن واثلة بن األسق عال أتيت فاطمة عليها‬
‫التسالم أسأهلا عن علي عليه التسالم فقالت توجه إىل رسول هللا صلى هللا عليه وآله فجلتست أنتظره‬
‫وإذا برسول هللا صلى هللا عليه وآله عد أعبل ومعه علي واحلتسن واحلتسني آخذ بيد كل واحد منهما‬
‫حىت دخل احلجرة فأجلس احلتسن‬

‫(‪)509/1‬‬

‫على فخذه اليمىن واحلتسني على فخذه اليتسرى وأجلس علياً وفاطمة بني يديه مث لف علبهم كتساء‬
‫أو ثوبه مث عرأ {إمنا يريد هللا ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} اآلية مث عال ((اللهم هؤالء أهل بييت‬
‫حقاً))‪.‬‬
‫وهذا احلديث مشتمل على فضل احلتسني وغريه وذكر أمحد يف الفضائل عن علي بن حتسني عن أبيه‬
‫عن جده أن رسول هللا صلى هللا عليه وآله أخذ بيد احلتسن واحلتسني وعال ((من أحب هذين وأاباما‬
‫وأمهما كان معي يف درجيت يوم القيامة))‪.‬‬
‫وذكر ابن سعد يف ((الطبقات))‪ :‬عن يعلى بن عبيد هللا بن الوليد عن عبد هللا بن عبيد بن عمري عال‬
‫حج احلتسني مختساً وعشرين حجة ماشياً وجنائبه تقاد معه‪.‬‬
‫وذكر ابن سعد أيضاً‪ :‬أن احلتسني جاء يوماً إىل عمر وهو خيطب على منرب رسول هللا فقال له انزل‬
‫عن منرب أيب فأخذه فأععده إىل جنبه وعال وهل أنبت الشعر على رؤوسنا إال أبوك‪.‬‬
‫وعال عكرمة‪ :‬حدثين ابن عباس عال كان عمر بن اخلطاب حيب احلتسن واحلتسني ويقدمهما على ولده‬
‫ولقد عتسم يوماً فأعطى احلتسن واحلتسني كل واحد منهما عشرة آالف درهم وأعطى ولده عبد هللا‬
‫ألف درهم فعاتبه ولده وعال عد علمت‬

‫(‪)510/1‬‬

‫سابقيت يف اإلسالم وهجريت وأنت تفضل علي هذين الغالمني فقال وحيك اي عبد هللا ائتين جبد مثل‬
‫جداما وأب مثل أبيهما وأم مثل أمهما وجدة مثل جدهتما وخال مثل خاهلما وخالة مثل خالتهما وعم‬
‫مثل عمهما وعمة مثل عمتهما جداما رسول هللا وأبواما علي وأمهما فاطمة وجدهتما خدجية وخاهلما‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫إبراهيم بن رسول هللا وخالتهما زينب ورعية وأم كلثوم وعمهما جعفر بن أيب طالب وعمتهما أم هانئ‬
‫بنت أيب طالب‪.‬‬
‫وذكر ابن سعد يف الطبقات‪ :‬عال كان ابن عباس ميتسك بركاب احلتسن واحلتسني حىت يركبا ويقول اما‬
‫ابنا رسول هللا‪.‬‬
‫وذكر ابن سعد أيضاً‪ :‬عن أيب حيىي عال‪ :‬عال مروان بن احلكم يوماً للحتسن واحلتسني أنكم أهل بيت‬
‫ملعونني فقال له احلتسني اي ملعون اي ابن امللعون لقد لعن رسول هللا أابك وأنت يف صلبه حنن أهل‬
‫بيت أذهب هللا عنا الرجس وطهران تطهرياً وذكر الثعليب يف أتويل عوله تعاىل‪{ :‬مرج البحرين يلتقيان‪.‬‬
‫بينهما برزخ ال يبغيان} عن سفيان الثوري وسعيد بن جبري أن البحرين علياً وفاطمة والربزخ حممد‬
‫صلى هللا عليه وآله {خيرج منهما اللؤلؤ واملرجان} احلتسن واحلتسني عليهما التسالم وعال ابن سعد‪:‬‬
‫فكان احلتسني خيضب ابحلناء والكثم ويف رواية ابلتسواد وعد ذكرانه‪.‬‬
‫ذكر سريته خمتصراً‬
‫عال أهل التسري‪ :‬أعام احلتسني عليه التسالم بعد وفاة أخيه احلتسن عليه التسالم حيج يف كل عام من‬
‫املدينة إىل مكة ماشياً إىل أن تويف معاوية وعام يزيد يف سنة ستني وكان معاوية عد عال ليزيد ملا أوصاه‬
‫إين عد كفيتك احلل والرتحال ووطأت لك البالد والرجال وأخضعت لك أعناق العرب وإين ال أختوف‬
‫عليك إن ينازعك يف هذا األمر الذي سننت لك إال أربعة من عريش احلتسني بن علي وعبد هللا بن‬
‫الزبري وعبد‬

‫(‪)511/1‬‬

‫هللا بن عمر وعبد الرمحن بن أيب بكر فأما ابن عمر فرجل عد وعذته العبادة فإذا مل يبق غريه ابيعك‬
‫وأما احلتسني فإن أهل العراق لن يدعوه حىت خيرجوه فإن خرج عليك وظفرت به فاصفح عنه فإن له‬
‫رمحاً ماسة وحقاً عظيماً وأما ابن أيب بكر فإنه ليتست له امة إال يف النتساء واللهو فإذا رأى أصحابه‬
‫عد صنعوا شيئاً صن مثله وأما الذي جثم لك جثوم األسد ويطرق إطراق األفعوان ويراوغك مراوغة‬
‫الثعلب فذاك ابن الزبري فإن وثب عليك وأمكنتك الفرصة منه فقطعه إرابً إرابً فلما مات معاوية كان‬
‫على املدينة الوليد بن عتبة بن أيب سفيان وعلى مكة عمر بن سعيد بن العاص وعلى الكوفة النعمان‬
‫بن بشري وعلى البصرة عبيد هللا بن زايد فلم يكن ليزيد بعد موت أبيه هم إال بيعة النفر الذين مساهم‬
‫أبوه فكتب إىل الوليد بن عتبة أيمره أن أيخذهم ابلبيعة أخذاً شديداً ليس فيه رخصة فلما وعف على‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫كتاب يزيد بعث إىل مروان فأحضره وأوعفه على الكتاب وعال كيف ترى أن أصن هبؤالء عال أرى‬
‫أن تبعث إليهم التساعة فتدعوهم إىل البيعة والدخول يف الطاعة فإن مل يفعلوا وإال ضربت أعناعهم‬
‫عبل أن يعلموا وموت معاوية فإن علموا وثب كل واحد منهم يف جانب وأظهر اخلالف واملنابذة ودعا‬
‫إىل نفتسه إال ابن عمر فإنه ال يرى الوالية والقتال إال أن يدف عن نفتسه أو يدف إليه هذا األمر‬
‫غصباً فأرسل الوليد عمر بن عثمان إىل احلتسني وإىل عبد هللا بن الزبري فوجداما يف املتسجد فقال‬
‫أجيبا األمري فقاال انصرف اآلن أنتيه مث عال ابن الزبري للحتسني وما أظن فيما تراه بعث إلينا يف هذه‬
‫التساعة اليت ليس له عادة ابجللوس هبا إال ألمر فقال احلتسني أظن طاغيتهم عد هلك فبعث إلينا‬
‫ليأخذ البيعة علينا ليزيد عبل أن يفشو يف الناس اخلرب عال ابن الزبري هو ذلك فما تريد أن تصن ؟‬
‫فقال أمج فتياين وأمضي إليه فجم أهله وفتيانه مث عال إذا دعوتكم فاعتحموا مث دخل على الوليد‬
‫ومروان عنده فأعرأه كتاب يزيد ودعاه إىل البيعة فقال مثلي ال يباي سراً بل إال على رؤوس الناس‬
‫وهو أحب‬

‫(‪)512/1‬‬

‫إليكم وكان الوليد حيب العافية فقال انصرف إىل دعة هللا حىت أتتينا يف الناس فقال له مروان وهللا‬
‫لئن فارعك التساعة ومل يباي ال عدرت عليه أبداً حىت تكثر القتلى بينكما احبس الرجل عندك حىت‬
‫يباي أو تضرب عنقه فوثب احلتسني عائماً وعال اي ابن الزرعاء هو يقتلين وأنت كذب ومنت مث خرج‬
‫فقال الوليد اي مروان وهللا ما أحب أن يل ما طلعت عليه الشمس وأين عتلت حتسيناً وأما ابن الزبري‬
‫فإنه عال اآلن آتيكم مث خرج يف الليل إىل مكة على طريق الفرع هو وأخوه جعفر بن الزبري فأرسلوا‬
‫الطلب خلفه ففاته وخرج احلتسني يف الليلة اآلتية أبهله ونتسائه وعد اشتغلوا عليه اببن الزبري فلحق‬
‫ومكة وبعث الوليد إىل ابن عمر فقال إذا ابي الناس ابيعت وكان أبو سعيد املقرئ يقول مسعت‬
‫احلتسني عليه التسالم يتمثل تلك الليلة وهو خارج من املتسجد بقول ابن مفرغ‪:‬‬
‫ال ذعرت التسوام يف غتسق الصبح ‪ ...‬مغرياً وال دعوت يزيداً‬
‫يوم أعطي من املهانة ضيماً ‪ ...‬واملنااي يرصدنين أن أحيدا‬
‫ويروى حني أعطي خمافة املوت ضيماً عال فقلت يف نفتسي ما متثل هبذين البيتني إال لشيء يريده‬
‫فخرج بعد ليلتني إىل مكة وعال التسدي‪ :‬خرج احلتسني من املدينة وهو يقول‪{ :‬فخرج منها خائفاً‬
‫يرتعب} فلما دخل مكة عال {عتسى ريب أن يهديين سواء‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)513/1‬‬

‫التسبيل} وأعام ابن الزبري ومكة فقال له عمر بن سعد ما أعدمك؟ فقال عائذاً ابهلل وهبذا البيت وأعام‬
‫احلتسني ومكة وملا بلغ يزيد ما صن الوليد عزله عن املدينة ووالها عمر بن سعد األشدق وعال‬
‫الواعدي‪ :‬مل يكن ابن عمر ابملدينة حني مات معاوية بل كان ومكة ومث عدم املدينة بعد ذلك هو وابن‬
‫عباس وملا استقر احلتسني ومكة وعلم به أهل الكوفة كتبوا إليه يقولون إان عد حبتسنا أنفتسنا عليك‬
‫ولتسنا حنضر الصالة م الوالة فاعدم علينا فنحن يف مئة ألف وإان عد فشا فينا اجلور وعمل فينا بغري‬
‫كتاب هللا وسنة رسوله ونرجو أن جيمعنا هللا بك على احلق وينفي عنا بك الظلم فأنت أحق هبذا‬
‫األمر من يزيد وأبيه الذي أغضب هللا فيها وشرب اخلمور ولعب ابلقرود والطنابري وتالعب الدين‬
‫وكان ممن كتب إليه ذلك سليمان بن صرد واملتسيب بن جنيبة ووجوه أهل الكوفة عال الواعدي‪ :‬وملا‬
‫نزل احلتسني مكة كتب يزيد بن معاوية إىل عبد هللا بن عباس أما بعد‪ :‬فإن ابن عمك حتسيناً وعبد هللا‬
‫بن الزبري التواي ببيعيت وحلقا ومكة متصدين للفتنة معرضني أنفتسهما للهلكة فأما ابن الزبري فإنه صري‬
‫الفناء وعتيل التسيف غداً وأما احلتسني فقد أحببت اإلعذار إليكم أهل البيت مما كان منه وعد بلغين‬
‫أن رجاالً من شيعة أهل العراق يكاتبونه ويكاتبهم مينونه اخلالفة وعد تعلمون ما بيين وبينكم من‬
‫الوصلة وعظيم احلرمة ووشائج األرحام وعد عط ذلك احلتسني فبته وأنت زعيم أهل بيتك وسيد أهل‬
‫بالدك فالقه فاردده عن التسعي يف الفرعة ورد هذه األمة عن الفتنة فإن عبل منك وأانب إليك فله‬
‫عندي األمان والكرامة الواسعة وأجري عليه ما كان أيب جيريه على أخيه وإن طلب الزايدة فاضمن‬
‫هلما أرادك هللا أنفذ ضمانك وأعوم له بذلك وله علي األميان املغلظة واملواثيق املؤكدة وما تطمئن به‬
‫نفتسه ويعتمد يف كل األمور عليه عجل جبواب كتايب وبكل حاجة لك إيل عبل كل شيء والتسالم‪.‬‬
‫عال هشام بن حممد‪ :‬وكتب يزيد يف أسفل الكتاب‪:‬‬

‫(‪)514/1‬‬

‫اي أيها الراكب الغادي لطيبة ‪ ...‬على عذافرة يف سريها عحم‬


‫أبلغ عريشاً على أنى املزار هبا ‪...‬بيين وبني حتسني هللا والرحم‬
‫وموعف بفناء البيت أنشده ‪...‬عهد اإلله غداً يفي به الذمم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عد عفتم ألعوامكم فخراً أبمكم ‪...‬أم لعمري حصان عفة كرم‬
‫هي اليت ال يداين فضلها أحد ‪...‬بنت النيب وخري الناس عد علموا‬
‫إين ألعلم أو ظناً لعامله ‪...‬والظن يصدق أحياانً فينتظم‬
‫إن سوف يرتككم ما تدعون به ‪ ...‬عتلى هتاداكم العقبان والرحم‬

‫(‪)515/1‬‬

‫اي عومنا ال تشبوا احلرب إن سكنت ‪ ...‬ومتسكوا جببال التسلم واعتصموا‬


‫عد غرت احلرب من عد كان عبلكم ‪ ...‬من القرون وعد ابدت هبا األمم‬
‫فأنصفوا عومكم ال هتلكوا بذخاً ‪ ...‬فرب ذي بذخ زلت به القدم‬
‫فكتب إليه ابن عباس‪ :‬أما بعد فقد ورد علي كتابك تذكر فيه حلاق احلتسني وابن الزبري ومكة فأما ابن‬
‫الزبري فرجل منقط عنا برأيه وهواه يكامتنا م ذلك أضغاانً يتسرها يف صدره يوري علينا وري الزاند ال‬
‫فك هللا أسريها فرا يف أمره ما أنت راء‪ ،‬وأما حتسني فإنه ملا نزل مكة وترك حرم جده ومنازل آابئه‬
‫سألته عن مقدمه فأخربين أن عمالك ابملدينة أساؤوا إليه وعجلوا عليه ابلكالم الفاحش فأعبل إىل‬
‫حرم هللا متستجرياً به وسألقاه فيما أشرت إليه ولن أدع النصيحة فيما جيم هللا به الكلمة ويطفئ هبا‬
‫التسائرة وخيمد به الفتنة وحيقن به دماء األمة فاتق هللا يف التسر والعالنية وال تبينت ليلة وأنت تريد‬
‫ملتسلم غائلة وال ترصده ومظلمة وال حتفر له مهواة فكم من حائر لغريه جرفاً وع فيه كم من مؤمل‬
‫أمالً مل يؤت أمله وخذ حبظك من تالوة القرآن ونشر التسنة وعليك ابلصيام والقيام ال تشغلك عنهما‬
‫مالهي الدنيا وأابطيلها فإن كان من اشتغلت به عن هللا يضر ويفىن وكل ما اشتغلت به من أسباب‬
‫اآلخرة ينف ويبقى والتسالم‪.‬‬
‫عال هشام بن حممد‪ :‬مث إن حتسني كثرت عليه كتب أهل الكوفة وتواترت إليه رسلهم إن مل تصل إلينا‬
‫فأنت آمث فعزم على املتسري فجاءه ابن عباس وهناه عن ذلك‬

‫(‪)516/1‬‬

‫عال اي ابن عم إن أهل الكوفة عوم غدر عتلوا أابك وخذلوا أخاك وطعنوه وسلبوه وأسلموه إىل عدوه‬
‫وفعلوا وفعلوا فقال هذه كتبهم ورسلهم وعد وجب علي املتسري لقتال أعداء هللا فبكى ابن عباس‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وعال واحتسيناه‪.‬‬
‫وذكر املتسعودي يف كتاب ((مروج الذهب))‪ :‬أن ابن عباس عال له إن كرهت املقام ومكة خوفاً على‬
‫نفتسك فاذهب إىل اليمن فإن فيها عزلة ولنا به أنصار وأعوان وفيها عالع وشعاب واكتب إىل أهل‬
‫الكوفة فإن أخرجوا أمريهم وسلموها إىل انئبك فتسر إليهم فإنك إذا سرت إليهم على هذه احلالة مل‬
‫آمن عليك منه وإن عصيتين فاترك أوالدك وأهلك هاهنا فوهللا إين خلائف عليك أن تقتل كما عتل‬
‫عثمان ونتساؤه وأهله ينظرون إليه علت وهذا معىن عول علي عليه التسالم هلل در ابن عباس فإنه ينظر‬
‫من سرت رعيق فلما يئس منه ابن عباس حزن لفقده ولقي ابن الزبري فقال اي ابن الزبري عرت عينك‬
‫وأنشد‪:‬‬
‫اي لك من عربة ومعمر‬
‫خال لك اجلو فبيضي وأصفري‬
‫ونقري ما شئت أن تنقري‬
‫عال الواعدي‪ :‬ملا بلغ عبد هللا بن عمر ما عزم عليه احلتسني دخل عليه بنفر فالمه ووخباه وهناه عن‬
‫املتسري وعال له اي أاب عبد هللا مسعت جدك رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول ((ما للدنيا ومايل))‬
‫وأنت بضعة منه وذكر له حنو ما ذكر ابن عباس فلما رآه مصراً على املتسري عبل ما بني عينيه وبكى‬
‫وعال أستودعك هللا من عتيل وملا بلغ ابن الزبري عزمه دخل عليه وعال لو أعمت هاهنا ابيعناك فأنت‬
‫أحق من يزيد وأبيه وكان ابن الزبري أسر الناس خبروجه من مكة وإمنا عال له هذا لئال ينتسبه إىل شيء‬
‫آخر وملا‬

‫(‪)517/1‬‬

‫بلغ ابن احلنفية متسريه وكان يتوضأ وبني يديه طشت بكى حىت م أه من دموعه ومل يبق ومكة إال من‬
‫حزن ملتسريه وملا أكثروا عليه أنشد أبيات أخي األوس‪:‬‬
‫سأمضي فما املوت عار على الفىت ‪...‬إذا ما نوى خرياً وجاهد مغرماً‬
‫وآسى الرجال الصاحلني بنفتسه ‪...‬وفارق مثبوراً وخالف حمرماً‬
‫وإن عشت مل أذمم وإن مت مل أمل ‪...‬كفى بك ذالً أن تعيش وترغما‬
‫مث عرأ {وكان أمر هللا عدراً مقدوراً} مث بعث احلتسني عبل خروجه من مكة إىل الكوفة متسلم بن عقيل‬
‫وعال له انظر ما كتبوا به إلينا فإن كان حقاً فأخربين فاستعفاه متسلم فلم يعفه فقال له اي ابن عم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫الناس كثري ابهلل ال تلقى هللا بدمي فقال له ال بد من متسريك فتسار حىت أتى الكوفة وأما احلتسني فإنه‬
‫خرج من مكة ساب ذي احلجة سنة ستني فلما وصل بتستان بين عامر لقي الفرزدق الشاعر وكان يوم‬
‫الرتوية فقال له إىل أين اي ابن رسول هللا ما أعجلك عن املوسم؟ عال لو مل أعجل ألخذت أخذاً‬
‫فأخربين عما ورائك اي فرزدق فقال تركت الناس ابلعراق علوهبم معك وسيوفهم م بين أمية فاتق هللا‬
‫يف نفتسك وارج فقال له اي فرزدق إن هؤالء عوم لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرمحن وأظهروا‬
‫الفتساد يف األرض وأبطلوا احلدود وشربوا اخلمور واستأثروا أبموال الفقراء واملتساكني وأان أوىل من عام‬
‫بنصر دين هللا وإعزاز شرعه واجلهاد يف سبيله لتكون كملة هللا هي العليا فأعرض عنه الفرزدق وسار‪.‬‬

‫(‪)518/1‬‬

‫ذكر متسري متسلم بن عقيل وعتله‬


‫عال علماء التسري‪ :‬وملا عدم متسلم الكوفة نزل على رجل يقال له عوسجة ودب إليه أهل الكوفة‬
‫فبايعه منهم اثين عشر ألفاً وعيل مثانية عشر ألفاً فكتب إىل احلتسني خيربه بذلك فقام رجل ممن يهوى‬
‫يزيد بن معاوية فدخل على النعمان بن بشري وكان والياً على الكوفة فقال له إنك ضعيف متستضعف‬
‫عد فتسدت البالد وأخربه بقصة متسلم فقال له النعمان وهللا ألن أكون ضعيفاً يف طاعة هللا أحب إيل‬
‫من أن أكون عوايً يف معصية هللا وهللا ال هتكت سرتاً سرته هللا فكتب ذلك الرجل إىل يزيد يعلمه‬
‫بقول النعمان وكان يزيد أبغض الناس يف عبيد هللا بن زايد وإمنا أحتاج إليه فكتب إليه‪ :‬عد عزلت‬
‫النعمان ووليتك الكوفة م البصرة وإن احلتسني عد سار إىل الكوفة فاحرتز منه وإن متسلم بن عقيل‬
‫ابلكوفة فاعتله فأعبل ابن زايد يف وجوه أهل البصرة وعظمائهم حىت عدم الكوفة ملثماً فما مر على‬
‫جملس من جمالتسهم فتسلم إال عالوا عليك التسالم اي ابن بنت رسول هللا وهم يظنون أنه احلتسني فلم‬
‫يزل كذلك حىت نزل عصر اإلمارة فدعا موىل له فأعطاه ثالثة آالف درهم وعال له اذهب فتسل عن‬
‫الرجل الذي ابيعه أهل الكوفة فأعلمه أنك من شيعته وعرفه وادف إليه هذا املال ليتقوى به فلم يزل‬
‫ساعات حىت دخل على متسلم بن عقيل وعنده هانئ بن عروة فبايعه ودف إليه املال وحتول متسلم‬
‫إىل دار هانئ بن عروة املرادي فقال ابن زايد ألهل الكوفة‪ :‬ما ابل هانئ بن عروة مل أيت فقال حممد‬
‫بن األشعث أان آتيك به فجاءه حممد فدخل على هانئ وعال له إن األمري عد ذكرك فلم يزل به حىت‬
‫جاء إليه وعند ابن زايد شريح القاضي فلما نظر إليه ابن زايد عال أتتك خبائن رجاله فلما سلم عليه‬
‫عال له اي هانئ أين متسلم فقال ال أدري فأمر ابن زايد مواله الذي أعطاه الدراهم فخرج فلما رآه‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫هانئ أسقط يف يده وعال وهللا ما دعوته وإمنا جاء فرمى بنفتسه علي يف منزيل فقال ائتين به فقال وهللا‬
‫لو كان حتت عدمي ما رفعتهما عنه فضربه ابن زايد بقضيب فشجه فمال‬

‫(‪)519/1‬‬

‫هانئ إىل سيف شرطي ليأخذه فدف عنه فقال ابن زايد عد أحل هللا دمك واجتم الناس على ابب‬
‫القصر فقال ابن زايد لشريح اخرج إليهم وعل هلم إمنا حبتسه ليتسأله فقال له هانئ اي شريح اتق هللا‬
‫فإنه عاتلي فخرج إليهم شريح فقال هلم ذلك فتفرعوا وبلغ متسلم بن عقيل اخلرب فخرج من دار هانئ‬
‫واندى بشعاره فاجتم إليه أربعة آالف من أهل الكوفة فأخذهم وسار إىل القصر وكان عند ابن زايد‬
‫وجوه أهل الكوفة فقال هلم عوموا ففرعوا عشائركم عن متسلم وإال ضربت أعناعكم فصعدوا على‬
‫القصر وجعلوا يكلموهنم فتفرق من كان م متسلم وتتسللوا عنه ودامه الليل وعد بقي وحده فجاء إىل‬
‫ابب فجلس عليه فجاءته امرأة فخرجت إليه فقال هلا اي أمة هللا اسقيين ماء فتسقته وعالت من أنت‬
‫فقال متسلم بن عقيل فقالت ادخل وكانت املرأة أم موىل حملمد بن األشعث فعرفه ابنها فانطلق فأخرب‬
‫ابن األشعث بن زايد فبعث إليه عمرو بن حريث املخزومي وكان على شرطته ومعه حممد بن األشعث‬
‫فأحاطوا ابلدار فخرج إليهم متسلم يقاتل فأمنه ابن األشعث وجاء به إىل ابن زايد فأمر به فأصعد إىل‬
‫أعلى القصر فضربت عنقه وألقي رأسه إىل الناس وصلبت جثته ابلكناسة مث فعل هبانئ بن عروة‬
‫كذلك فقال الشاعر‪:‬‬
‫فإن كنت ال تدرين ابملوت فانظري ‪ ...‬إىل هانئ ابلتسوق وابن عقيل‬
‫أصاهبما ريب املنون فأصبحا ‪...‬أحاديث من يتسعى بكل سبيل‬
‫وعال آخر يف مماالة ابن األشعث ومتسلم بن عقيل‪:‬‬

‫(‪)520/1‬‬

‫وتركت عمك مل تقاتل دونه ‪ ...‬فشالً ولوال أنت كان ممنعاً‬


‫وعتلت وافد حزب بنت حممد ‪ ...‬وسلبت أسيافاً له ودروعاً‬
‫وكان ابن األشعث عد سلبه عبل أن أييت به إىل ابن زايد وكان عتل ابن عقيل متسلم لثمان مضني من‬
‫ذي احلجة بعد رحيل احلتسني من مكة وعيل يوم رحيله ومل يعلم احلتسني وما جرى يف الكوفة وبعث ابن‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫زايد برأس متسلم بن عقيل إىل دمشق إىل يزيد وهو أول رأس محل من رؤوس بين هاشم وجثة متسلم‬
‫أول جثة صلبت منهم‪.‬‬
‫رواية أخرى‪ :‬وذكر هشام بن حممد يف عصة متسلم بن عقيل ما هو أمت من هذا فقال ملا خرج احلتسني‬
‫من املدينة لقيه عبد هللا بن مطي فقال اي أاب عبد هللا إىل أين جعلت فداك؟ فقال إىل الكوفة فقال له‬
‫إايك وأهل الكوفة؟ وذكر غدرهم وفعلهم بعلي عليه التسالم واحلتسن مث عال له الزم احلرم فإنك سيد‬
‫العرب ولن يعدلوا بك أحداً وسيأتيك الناس من كل جانب فوهللا لئن هلكت لنتسرتعن بعدك فأعبل‬
‫حىت نزل مكة واختلف الناس إليه يف اآلفاق وابن الزبري عد لزم الكعبة يصلي عندها هناراً وليالً‬
‫يطوف بني كل ركعتني ويف كل يوم أييت حتسيناً وهو أثقل خلق هللا على ابن الزبري مييل الناس إىل‬
‫احلتسني دونه وكان ابن الزبري يشري عليه ابخلروج‪.‬‬
‫عال ابن إسحاق‪ :‬فلما بلغ الشيعة ابلكوفة أن احلتسني ومكة وأنه امتن من بيعة يزيد اجتمعوا يف منزل‬
‫سليمان بن صرد فقال هلم اي عوم عد امتن احلتسني من بيعة يزيد وأنتم شيعة أبيه فإن كنتم تنصرونه‬
‫وجتاهدون عدوه فاكتبوا إليه وإن‬

‫(‪)521/1‬‬

‫خفتم الوهن والفشل فال يغر الرجل بنفتسه فقالوا ال وهللا بل ننصره ونبذل أنفتسنا دونه فكتبوا إليه‬
‫وما عدمنا ذكره وبعثوا الكتاب م عبد هللا بن سب اهلمداين وعبد هللا بن وال فقدما إىل احلتسني لعشر‬
‫مضني من رمضان مث بعثوا بعداما بيومني عيس بن متسهر الصيداوي وعبد الرمحن بن عبد هللا األرجى‬
‫وعمارة بن عبد التسلويل ومعهم حنو من مئة ومختسني صحيفة من أهل الكوفة مث لبثوا يومني وسرحوا‬
‫هامئ بن هانئ التسبعي وسعيد بن عبد هللا احلنفي وكتبوا معهما إىل احلتسني كتاابً فيه‪ :‬الناس ينتظرون‬
‫عدومك ال رأي هلم يف غريك فحي هال العجل العجل وكتب إليه شبيب بن ربعي وحجارة بن احلر‬
‫ويزيد بن احلارث وعروة بن عيس يف آخرين أما بعد فقد اخضر اجلنان وأينعت الثمار فأعدم فإنك‬
‫تقدم على جند جمند لك والتسالم واجتمعت الرسل كلها ومكة عنده فحينئذ بعث إليهم متسلم بن‬
‫عقيل وكتب معه كتاابً إليهم عد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقيت من أهل بييت وأمرته أن يكتب إيل‬
‫حبالكم فإن كتب إيل أنه عد اجتم رأي م أكم وذوي احلجا منكم على مثل ما عدمت به رسلكم‬
‫علي عدمت عليكم وإال مل أعدم والتسالم مث دعا متسلم بن عقيل فبعثه م عيس بن متسهر الصيداوي‬
‫وعمارة بن عبد هللا التسلويل وعبد الرمحن بن عبد هللا األرجى وأمره بكتمان األمر فتسار متسلم إىل‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫الكوفة فلما نزهلا نزل دار املختار بن أيب عبيد هللا الثقفي وأعبل الشيعة إليه فقرأ عليهم كتاب احلتسني‬
‫فبكوا أبمجعهم وعالوا وهللا لنضربن بني يديه بتسيوفنا حىت منوت مجيعاً وبلغ النعمان بن بشري اخلرب‬
‫فخطب وعال احذروا الفنت وسفك الدماء وكان النعمان حيب العافية فناداه عبد هللا بن متسلم بن‬
‫سعيد احلضرمي حليف بين أمية وهللا إنه ال يصلح ما ترى إال الغشم وإن رأيك رأي املتستضعفني‬
‫فقال ألن أكون ضعيفاً يف طاعة هللا خري من أن أكون عوايً يف معصية هللا فكتب عبد هللا إىل يزيد‬
‫بذلك فعزل النعمان ووىل ابن زايد وملا دخل ابن زايد الكوفة طلب متسلم بن عقيل على ما عدمناه‬
‫وعتله وبعث برأسه ورأس هانئ بن عروة‬

‫(‪)522/1‬‬

‫إىل يزيد وكتب إليه‪ :‬احلمد هلل الذي أخذ ألمري املؤمنني حبقه وكفاه مؤنة عدوه فكتب إليه يزيد‬
‫يشكره ويقول عد عملت عمل احلازم وصلت صولة الشجاع الرابط اجلأش وعد صدق ظين فيك‬
‫وبلغين أن احلتسني عد توجه إىل العراق فض له املناظر واملتساحل واحرتس منه واحبس على الظنة وخذ‬
‫التهمة واكتب إيل يف كل ما حيدث من خري وشر‪.‬‬
‫رواية أخرى‪ :‬وعال هشام كان خمرج احلتسني من املدينة إىل مكة يوم األحد لليلتني إن بقيتا من رجب‬
‫سنة ستني ودخل مكة يوم اجلمعة لثالث مضني من شعبان فأعام ومكة شهر شعبان ورمضان وشوال‬
‫وذي القعدة وخرج منها لثمان ليال مضني من ذي احلجة يوم الثالاثء وكان يوم الرتوية يف اليوم الذي‬
‫خرج فيه متسلم بن عقيل ابلكوفة‪.‬‬
‫رواية أخرى‪ :‬وعال هشام بن حممد أيضاً‪ :‬كان احلتسني عد بعث عيس بن متسهر إىل متسلم بن عقيل‬
‫يتستعلم خربه عبل أن يصل إليه فأخذه ابن زايد وعال له عم يف الناس واشتم الكذاب ابن الكذاب‬
‫يعين احلتسني فقام على املنرب وعال أيها الناس إين تركت احلتسني ابحلاجر وأان رسوله إليكم لتنصروه‬
‫فلعن هللا الكذاب ابن زايد فطرح من القصر فمات‪.‬‬
‫ذكر وصول احلتسني عليه التسالم إىل العراق‬
‫عال علماء التسري‪ :‬ومل يزل احلتسني عاصداً الكوفة جمداً يف التسري وال علم له وما جرى على متسلم بن‬
‫عقيل وعيس بن متسهر حىت إذا كان بينه وبني القادسية ثالثة أميال تلقاه احلر بن يزيد التميمي فتسلم‬
‫عليه وعال له أين تريد اي ابن رسول هللا؟ فقال أريد هذا املصر فقال له ارج فوهللا ما تركت لك‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫خلفي خرياً ترجوه وأخربه بقتل متسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعدوم ابن زايد الكوفة واستعداده له‬
‫فهم ابلرجوع‬

‫(‪)523/1‬‬

‫وكان معه إخوة متسلم بن عقيل فقالوا وهللا ال نرج حىت نصيب بثأران أو نقتل فقال ال خري يف احلياة‬
‫بعدكم مث سار فلقيه أوائل خيل بن زايد فلما رأى ذلك عدل إىل كربالء وأسند ظهره إىل عصب‬
‫وحلف أال يقاتل إال من وجه واحد فنزل وضرب أبياته وكان يف مختسة وأربعني فارساً ومئة راجل وكان‬
‫ابن زايد عد جهز عمر بن سعد بن أيب وعاص احلتسني يف أربعة آالف وجهز مختسمئة فارس فنزلوا‬
‫على الشرائ وعال ابن زايد لعمر بن سعد اكفين هذا الرجل وكان عمر يكره عتاله فقال اعفين فقال‬
‫ال أعفيك وكان ابن زايد عد وىل عمر بن سعد الري وخراسان فقال عاتله وإال عزلتك فقال أمهلين‬
‫الليلة فأمهله ففكر فاختار والية الري على عتل احلتسني فلما أصبح غدا عليه وعال أان أعاتله عال‬
‫حممد بن سريين وعد ظهرت كرامات علي بن أيب طالب عليه التسالم يف هذا فإنه لقي عمر بن سعد‬
‫يوماً وهو شاب فقال وحيك اي ابن سعد كيف بك إذا عمت مقاماً ختري فيه بني اجلنة والنار فتختار‬
‫النار‪.‬‬
‫وعال الواعدي وغريه‪ :‬ملا رحل احلتسني عليه التسالم من القادسية وعف خيتار مكاانً ينزل به وإذا سواد‬
‫اخليل عد أعبل كالليل وكأن راايهتم أجنحة النتسور وأسنتهم اليعاسيب فنزلوا مقابلهم ومنعوهم املاء‬
‫ثالثة أايم فناداه عبد هللا بن حصن األزدي اي حتسني ما تنظر إىل املاء كأنه كبد التسماء ووهللا ال‬
‫تذوق منه عطرة حىت متوت عطشاً وانده عمر بن احلجاج اي حتسني هذا املاء تلغ فيه الكالب وتشرب‬
‫منه خنازير أهل التسواد واحلمر والذائب وما تذوق منه وهللا عطرة حىت تذوق احلميم يف انر اجلحيم‬
‫وكان مساع هذا الكالم على احلتسني أشد من منعهم املاء عال فلما اشتد ابحلتسني وأصحابه العطش‬
‫بعث العباس بن علي عليه التسالم أخاه إىل املشارع يف ثالثني فارساً وعشرين رجالً راجالً فأعبلوا على‬
‫املاء فلم ميكنوهم من الوصول إليه وكان عمر بن سعد يكره عتال احلتسني فبعث إليه يطلب االجتماع‬
‫به فاجتمعا خلوة فقال له عمر ما جاء بك اي حتسني فقال أهل الكوفة فقال أما عرفت ما فعلوا‬
‫معكم‬

‫(‪)524/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فقال من خادعنا يف هللا اخندعنا فقال أما عرفت ما فعلوا معكم فقال عد وععت اآلن فما ترى؟ عال‬
‫ارج عال أرج فأعيم ومكة وأذهب إىل بعض الثغور أعيم به كبعض أهله فقال أكتب إىل ابن زايد‬
‫بذلك فكتب إىل ابن زايد خيربه بذلك فهم ابن زايد أن جييبه إىل ذلك فقال مشر بن ذي اجلوشن‬
‫الكاليب ال تقبل منه حىت يض يده يف يدك فإنه إن أفلت كان أوىل ابلقوة منك وكنت أوىل ابلضعف‬
‫منه فال ترض إال بنزوله على حكمك فقال ابن زايد نعم ما رأيت وكتب إىل عمر بن سعد أما بعد‪:‬‬
‫فإين مل أبعثك إىل حتسني لتطاوله ومتنيه التسالمة وتكون شافعاً له عندي فإن نزل على حكمي ووض‬
‫يده يف يدي فابعث به إيل وإن أىب فازحف عليه واعتله وأصحابه وأوطئ اخليل صدره وظهره ومثل به‬
‫وإن أبيت فاعتزل عملنا وسلمه إىل مشر بن ذي اجلوشن فقد أمرانه فيك أبمر ما وكتب يف أسفل‬
‫الكتاب‪:‬‬
‫اآلن حني تعلقه حبالنا‬
‫يرجو اخلالص والت حني مناص‬
‫ودف الكتاب إىل مشر وعال اذهب إليه فإن فعل ما أمرته به وإال فاضرب عنقه وأنت األمري على‬
‫الناس وابعث برأسه إيل علت وعد وع يف بعض النتسخ أن احلتسني عليه التسالم عال لعمر بن سعد‬
‫دعوين أمضي إىل مكة أو إىل املدينة أو إىل يزيد فأض يدي يف يده ومل يصح ذلك عنه فإن عقبة بن‬
‫مسعان عال صحبت احلتسني من املدينة إىل العراق ومل أزل معه إىل أن عتل وهللا ما مسعته عال ذلك‪.‬‬
‫عال الواعدي‪ :‬وملا وصل مشر إىل عمر بن سعد انداه عمر بن سعد ال أهالً بك وال سهالً اي أبرص ال‬
‫عرب هللا دارك وال أدىن مزارك وعبح ما جئت به مث عرأ الكتاب وعال وهللا لقد ثنيته عما كان يف عزمه‬
‫ولقد أذعن ولكنك شيطان فعلت ما‬

‫(‪)525/1‬‬

‫فعلت فقال له الشمر إن فعلت ما عال األمري وإال فخل بيين وبني العتسكر فبعث عمر إىل احلتسني‬
‫فأخربه وما جرى فقال وهللا ال وضعت يدي يف يد ابن مرجانة أبداً وأنشد‪:‬‬
‫ال ذعرت التسوام يف فلق الصبح ‪...‬مغرياً وال أجبت يزيداً‬
‫يوم أعطي من املهانة ضيماً ‪...‬واملنااي يرصدنين أن أحيدا‬
‫وعد ذكرانه وذكر جدي أبو الفرج يف كتاب ((املنتظم))‪ :‬أن مشر ذي اجلوشن وعف على أصحاب‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫احلتسني وعال أين بنو أختنا؟ فخرج إليه العباس وعثمان وجعفر بنو علي بن أيب طالب عليه التسالم‬
‫فقالوا ما الذي تريد فقال أنتم اب بين أخيت آمنون فقالوا لعنك هللا ولعن أمانك أتؤمننا وابن رسول هللا‬
‫ال أمان له علت ومعىن عول مشر ابن أختنا يشري على بنت حزام الكالبية ومشر كان كالبياً‪ .‬وعال ابن‬
‫جرير‪ :‬وكان مشر عد أخذ من ابن زايد أماانً لبنيها وكانت حتت علي عليه التسالم وهؤالء الثالثة بنوها‬
‫وذكر ابن جرير أيضاً أن جرير بن عبد هللا بن خملد الكاليب عال كانت أم البنني عمته فأخذ هلم أماانً‬
‫هو ومشر‪.‬‬
‫ذكر مقتله عليه التسالم‬
‫عال هشام‪ :‬مث إن عمر ملا اندى اي خيل هللا اركيب فزحفوا إليه وملا علم احلتسني أهنم عاتلوه عرض على‬
‫أصحابه وأهله االنصراف وأن يتفرعوا عنه فبكوا وعالوا عبح هللا العيش بعدك ومسعته أخته زينب بنت‬
‫علي عليه التسالم فقامت جتر ثوهبا وتقول‪ :‬واثكاله ليت املوت أعدمين احلياة عبل اليوم مات أخي‬
‫احلتسني اي خليفة املاضيني واي‬

‫(‪)526/1‬‬

‫مثال الباعني مث لطمت وجهها واحلتسني يعزيها وهي ال تقبل عزاه والثمال الغيات وأصله من الثميلة‬
‫وهي البقية من املاء مث عال احلتسني ما يقال هلذه األرض فقالوا كربالء ويقال هلا أرض نينوى عرية هبا‬
‫فبكى وعال أخربتين أم سلمة عالت كان جربيل عند رسول هللا صلى هللا عليه وآله وأنت معي فبكيت‬
‫فقال رسول هللا دعي ابين فرتكتك فأخذك ووضعك يف حجره فقال له جربيل أحتبه؟ فقال ((نعم))‬
‫فقال إن أمتك ستقتله عال فإن شئت أن أريك تربة أرضه اليت يقتل فيها عال ((نعم)) عالت فبتسط‬
‫جربيل جناحه على أرض كربالء وأراه إايها فلما عيل للحتسني هذه أرض كربالء مشها وعال هذه وهللا‬
‫هي األرض اليت أخرب هبا جربيل رسول هللا وإنين أعتل فيها ويف رواية فقبض منها عبضة فشمها وعد‬
‫ذكر ابن سعد يف الطبقات عن الواعدي ومعناه وعال‪ :‬فاستيقظ رسول هللا وبيده تربة محراء وذكر ابن‬
‫سعد عن الشعيب عال ملا مر علي عليه التسالم بكربالء يف متسريه إىل صفني وحاذى نينوى وهي عرية‬
‫على الفرات واندى صاحب مطهرته اصرب اي أاب عبد هللا ما يقال هلذه األرض؟ فقال كربالء فبكى‬
‫حىت بل األرض من دموعه مث عال دخلت على رسول هللا وهو يبكي فقلت ما يبكيك؟ فقال كان‬
‫عندي جربيل آنفاً وأخربين أن ولدي احلتسني يقتل بشاطئ الفرات وموض يقال له كربالء مث عبض‬
‫جربيل عبضة من تراب فشممين إايها فلم أملك عيين أن فاضتا وعد روى احلتسن بن كثري وعبد خري‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عاال ملا وصل علي عليه التسالم إىل كربالء وعف وبكى وعال أبيب أغليمي يقتلون هاهنا هذا مناخ‬
‫ركاهبم هذا موض رحاهلم هاهنا مصرع الرجل مث ازداد بكاؤه فلما كانت الليلة اليت عتل يف صبيحتها‬
‫احلتسني عام يدعو ويرتحم على أخيه احلتسن وذلك ألن احلتسن ملا احتضر عال له اي أخي امس ما‬
‫أعول لك إن أابك مل عبض رسول هللا تشوف إىل هذا األمر رجاء أن يكون صاحبه فصرف عنه إىل‬
‫غريه فما احتضر أبو بكر تشوف أن يكون صاحبه فصرف عنه إىل عمر فلما احتضر عمر تشوف‬
‫أن يكون صاحبه فصرف‬

‫(‪)527/1‬‬

‫عنه إىل عثمان فتجرد أبوك للطلب ابلتسيف فلم يدركه بعد عثمان وأىب هللا أن جيعل فينا أهل البيت‬
‫والدنيا أو اخلالفة أو امللك وإايك وسفهاء أهل الكوفة أن يتستخفوك فيخرجوك ويتسلموك فتندم‬
‫والت حني مناص وملا طل الفجر وهو يوم اجلمعة عاشر احملرم وعيل يوم التسبت سنة إحدى وستني‬
‫على أصحابه ميمنة وميتسرة وكانوا كماد عرانً مختسة وأربعني فارساً ومئة راجل وعال عوم كانوا سبعني‬
‫فارساً ومئة راجل وعيل كان معه ثالثون فارساً وذكر املتسعودي أنه كان معه ألف واألول أصح وعال‬
‫املتسعودي‪ :‬عتل منهم أحد ومثانون نفتساً ومل حيضر عتال احلتسني أحد من أهل الشام بل كلهم من أهل‬
‫الكوفة ممن كاتبه وكانوا ستة آالف مقاتل فأعطى احلتسني الراية أخاه العباس فجعل البيوت واحلرم‬
‫خلفه فأطلق القوم النار من وراء البيوت فناداه مشر اي حتسني تعجلت النار يف الدنيا فقال له احلتسني‬
‫اي ابن الراعية املعزى إيل تقول هذا أنت وهللا أوىل هبا صلياً مث انداه حممد بن األشعث ابشر التساعة‬
‫ترد اجلحيم فقال من هذا املتكلم؟ عالوا ابن األشعث فقال لعنك هللا وعومك مث اندى احلتسني اي أهل‬
‫الكوفة أما هذه كتبكم إيل أعدمتموين وغدرمتوين أين عهودكم ومواثيقكم؟ فلم جيبه أحد ويف رواية أنه‬
‫اندى اي شبيب بن ربعي واي حجار بن احلر واي عيس بن األشعث واي زيد بن احلارث واي فالن أمل‬
‫تكتبوا إيل فقالوا ال ندري ما تقول وكان احلر بن يزيد الريبوعي من ساداهتم فقال بلى وهللا لقد‬
‫كاتبناك وحنن الذي أعدمناك فأبعد هللا الباطل وأهله وهللا ال أختار الدنيا على اآلخرة مث ضرب رأس‬
‫فرسه ودخل يف معتسكر احلتسني فقال له احلتسني أهال بك وسهالً أنت وهللا احلر يف الدنيا واآلخرة مث‬
‫انداهم احلر وحيكم ال أم لكم أنتم الذين أعدمتموه فلما أاتكم أسلمتموه ومنعتموه وأهله املاء اجلاري‬
‫الذي تشرب منه اليهود والنصارى واجملوس ويتمرغ فيه خنازير أهل التسواد بئتسما خلفتم حممداً يف‬
‫أهله وذريته وإذا مل تنصروه وتفوا له وما حلفتم عليه فدعوه ميضي حيث شاء من بالد هللا‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)528/1‬‬

‫أما أنتم ابهلل مؤمنون وبنبوة جده حممد مصدعون وابملعاد موعنون مث محل عليه وعال‪:‬‬
‫اضرب يف أعراضكم ابلتسيف ‪...‬عن خري من حل مين واحليف‬
‫وعتل منهم مجاعة مث تكاثروا عليه فقتلوه عال الواعدي‪ :‬أول من رمى يف عتسكر احلتسني بتسهم عمر‬
‫بن سعد وعال هشام بن حممد‪ :‬ملا رآهم احلتسني مصرين على عتله أخذ املصحف ونشره وجعله على‬
‫رأسه واندى بيين وبينكم كتاب هللا وجدي رسول هللا صلى هللا عليه وآله اي عوم مب تتستحلون دمي‬
‫ألتست ابن بنت نبيكم أمل يبلغكم عول جدي يف ويف أخي ((هذان سيدا شباب أهل اجلنة)) إن مل‬
‫تصدعوين فتسلوا جابراً وزيد بن أرعم وأاب سعيد اخلدري أليس جعفر الطيار عمي فناداه مشر التساعة‬
‫ترد اهلاوية فقال احلتسني هللا أكرب أخربين جدي رسول هللا فقال ((رأيت كأن كلباً ولغ يف دماء أهل‬
‫بييت وما أخالك إال إايه)) فقال مشر أان أعبد هللا على حرف إن كنت أدري ما تقول فالتفت احلتسني‬
‫فإذا بطفل له يتلظى عطشاً فأخذه على يده وعال اي عوم إن مل ترمحوين فارمحوا هذا الطفل فرماه رجل‬
‫منهم بتسهم فذحبه فجعل احلتسني يبكي ويقول اللهم بيننا وبني عوم دعوان لينصروان فقتلوان فنودي من‬
‫اهلوى اي حتسني دعه فإن له مرضعاً يف اجلنة ورماه حصني بن متيم بتسهم فوع يف شفته فجعل الدم‬
‫يتسيل من شفته وهو يبكي ويقول اللهم إين أشكو إليك ما يفعل يب وإبخويت وولدي وأهلي مث إنه‬
‫اشتد به العطش فهم أن يلقي نفتسه بني القوم مث شرفت نفتسه عن ذلك مث جاء وعت صالة الظهر‬
‫فصلى أبصحابه صالة اخلوف فبينما هم يف الصالة تكالبوا عليه فحمل عليه زهري بن القني يذب عن‬
‫احلتسني ويقول‪:‬‬
‫أان زهري وأان ابن القني‬

‫(‪)529/1‬‬

‫أردكم ابلتسيف عن حتسني‬


‫مث صاح زهري ابحلتسني عليه التسالم‪:‬‬
‫اعدم هديت هادايً مهدايً‬
‫اليوم تلقى جدك النبيا‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وحتسناً واملرتضى علياً‬
‫فخفق احلتسني برأسه خفقة مث انتبه وهو يقول رأيت التساعة جدي رسول هللا وهو يقول ((اي بين اصرب‬
‫التساعة أتيت إلينا)) وصاح مشر يف الناس ما تنتظرون به امحلوا عليه فتشدد احلتسني ولبس سرواالً‬
‫ضيقاً فأعجلوه فضربه احلصني بن متيم على رأسه ابلتسيف فتسقط وضربه زرعة بن شريك التميمي‬
‫على كتفه اليتسرى فأابهنا فجعل يكبو ومحل عليه سنان بن أنس النخعي فطعنه برمح يف ترعوته مث نزل‬
‫فجز رأسه بعد أن ذحبه وعد اختلفوا يف عاتله على أعوال‪:‬‬
‫أحدها سنان بن أنس النحعي عاله هشام بن حممد‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬احلصني بن منري رماه بتسهم مث نزل فذحبه وعلق رأسه يف عنق فرسه ليتقرب به إىل ابن زايد‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬مهاجر بن أوس التميمي‪.‬‬
‫والراب ‪ :‬كثري بن عبد هللا الشعيب‪.‬‬
‫واخلامس‪ :‬مشر بن ذي اجلوشن واألصح أنه سنان هذا وشاركه مشر بن ذي‬

‫(‪)530/1‬‬

‫اجلوشن وملا دخل سنان على احلجاج عال له أنت عاتل احلتسني عال نعم عال أبشر فإنك وإايه ال‬
‫جتمعان يف دار أبداً عالوا فما مس من احلجاج كلمة خري منها مث عدوا ما يف جتسده فوجدوه ثالاثً‬
‫وثالثني طعنة برمح وأربعاً وثالثني ضربة ابلتسيف ووجدوا يف ثيابه مئة وعشرين رمية بتسهم وسلبوا‬
‫مجي ما عليه حىت سرواله أخذه جبر بن كعب التميمي وأخذ عميصه إسحاق بن حوية احلضرمي‬
‫وأخذ سيفه القالنس النهشلي وأخذ عطيفته عيس بن األشعث الكندي وأخذ نعليه األسود بن خالد‬
‫األزدي وأخذ عمامته جابر بن يزيد وأخذ ترسه ابن بشري الكندي وعال عمر بن سعد من جاء برأس‬
‫احلتسني فله ألف درهم وعال عمر أيضاً من يوطئ اخليل صدره وظهره فله كذا وكذا ووجدوا يف ظهره‬
‫آاثراً سوداً فتسألوا عنها فقيل كان ينقل الطعام على ظهره يف الليل إىل متساكني أهل املدينة وأخذ‬
‫ملحفة فاطمة بنت احلتسني وأخذ حليها وعروا ساعيها وعروا نتساءه‪.‬‬
‫عال الواعدي‪ :‬وجاء سنان بن أنس وعيل مشر فوعف على ابب فتسطاط عمر بن سعد وعال‪:‬‬
‫ام أ ركايب فضة وذهباً‬
‫أان علت التسيد احملجبا‬
‫عتلت خري الناس أماً وأابً‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وخريهم إذ ينتسبوه نتسباً‬
‫فناده عمر أجمنون أنت؟ لو مسعت ابن زايد لقتلك وذكر ابن سعد يف ((الطبقات))‪ :‬أن سنان بن‬
‫أنس النخعي جاء إىل ابب ابن زايد وأنشد هذه األبيات فلم يعطه شيئاً‪.‬‬

‫(‪)531/1‬‬

‫ذكر من عتل م احلتسني من أهله‬


‫عال هشام بن حممد‪ :‬عتل من آل أيب طالب مجاعة منهم احلتسني بن علي عتله سنان بن أنس والعباس‬
‫بن علي عتله زيد بن زايد وعتل أخوه جعفر وعبد هللا وعثمان وهم من أم البنني اليت ذكرانها وعتل‬
‫حممد بن علي عليه التسالم وأمه أم ولد وعتل أبو بكر بن علي وأمه ليلى بنت متسعود بن دارم وعتل‬
‫علي بن احلتسني بن علي وهو علي األكرب وأمه ليلى بنت متسعود من ثقيف عتله مرة بن سعد العبدي‬
‫وعتل عبد هللا بن احلتسني وأمه الرابب بنت امرئ القيس عتله هانئ بن شبيب احلضرمي واستصغروا‬
‫علي بن احلتسني فلم يقتلوه وعتلوا أاب بكر بن احلتسني بن علي عليهما التسالم وأمه أم ولد عتله عمر‬
‫بن نفيل األزدي وعتل عبد هللا بن جعفر بن أيب طالب وأمه مجانة بنت املتسيب بن حنبة عتله عبد هللا‬
‫بن عطبة الطائي وكان جلعفر ولد آخر امسه عون أمه أمساء بنت عميس وعد ذكرانه وعتل حممد بن‬
‫عبد هللا بن جعفر بن أيب طالب وأمه احلوط بنت حفصة التميمية وعتل جعفر بن عقيل بن أيب طالب‬
‫وأمه أم البنني ابنة النعراء عتله بشر بن حوط اهلمداين وعتل أخوه عبد هللا بن عقيل وأمه أم ولد عتله‬
‫عمر بن صبيح وعد ذكران أن ابن زايد عتل متسلم بن عقيل وأمه أم ولد وعتل عبد هللا بن متسلم بن‬
‫عقيل وأمه رعية بنت علي عليه التسالم وأمها أم ولد عتله عمر بن صبيح الصيداين وعتل حممد بن‬
‫متسلم بن عقيل وأمه أم ولد عتله لقيط بن ايسر اجلهين واستصغروا احلتسن بن احلتسن بن علي فلم‬
‫يقتلوه واستصغروا أيضاً عمر بن احلتسن بن علي عليه التسالم فلم يقتلوه وتركوه فاحلاصل أهنم عتلوا‬
‫من آل أيب طالب تتس عشرة سبعة لعلي عليه التسالم احلتسني والعباس وجعفر وعبد هللا وعثمان‬
‫وحممد وأبو بكر ومن ولد احلتسن بن علي عليه التسالم ثالثة أبو بكر والقاسم وعبد هللا ومن ولد عبد‬
‫هللا بن جعفر اثنني عوانً وحممداً ومن ولد عقيل مختسة متسلم بن عقيل وجعفر وعبد هللا وعبد هللا بن‬
‫متسلم بن عقيل وأخاه حممد بن متسلم وذكر املدائين أنه عتل م‬

‫(‪)532/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫احلتسني عبد الرمحن بن عقيل وعون بن عقيل فعلى هذا هم أحد وعشرون وفيهم يقول سراعة‬
‫البارعي‪:‬‬
‫اي عني ابك بعربة وعويل ‪ ...‬وانديب إن ندبت آل الرسول‬
‫سبعة منهم لصلب علي ‪...‬عد أبيدوا وسبعة لعقيل‬
‫لعن هللا حيث حل زايداً ‪...‬وابنه والعجوز ذات البعول‬
‫يعين مسية وكانت من البغااي وعصتها مشهورة وعيل مرجانة وعال الشعيب‪ :‬أول عتيل منه العباس بن‬
‫علي بن احلتسني وعلي األكرب خرج وهو يقول‪:‬‬
‫أان علي بن احلتسني بن علي‬
‫حنن وبيت هللا أوىل ابلنيب‬
‫من مشر وعمرو وابن الدعي‬
‫فطعنه رجل فقتله مث بعده عون بن جعفر مث القاسم بن احلتسني بن علي مث عبد هللا بن احلتسني مث عبد‬
‫هللا بن علي مث عثمان بن علي مث عبد الرمحن بن عقيل مث حممد‬

‫(‪)533/1‬‬

‫بن عبد هللا بن جعفر بن احلتسني عليه التسالم وتتابعوا بعدهم وكان زهري بن القني عد عتل م احلتسني‬
‫وعالت امرأة لغالم له اذهب وكفن موالك فذهب فرأى احلتسني جمرداً فقال أكفن موالي وأدع احلتسني‬
‫ال وهللا فكفنه مث كفن مواله يف كفن آخر‪.‬‬
‫وحكى حممد بن سعد عن حممد بن احلنفية أنه عال لقد عتلوا تتسعة عشر شاابً كلهم يف رحم فاطمة‬
‫وهذا يدل على أنه عتل معه خلق كثري من أهله ومن أوالده وأوالد احلتسن بن علي عليه التسالم وكان‬
‫مقتله يوم اجلمعة ما بني الظهر والعصر ألنه صلى صالة اخلوف أبصحابه وعيل يوم التسبت وعد‬
‫ذكرانه‪.‬‬
‫ذكر إنفاذ الرؤوس والتسبااي إىل ابن زايد‬
‫عال هشام بن حممد والواعدي وابن إسحاق‪ :‬مث بعث عمر بن سعد إىل ابن زايد برأس احلتسني ورؤوس‬
‫أصحابه وبناته ومن بقي من األطفال م خويل بن يزيد األصبحي وفيهم علي بن احلتسني األصغر‬
‫وكان مريضاً فلما مروا على جثة احلتسني عليه التسالم صاحت زينب بنت علي عليه التسالم‪:‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫واحممداه صلى عليك إله التسماء هذا حتسني مرمل ابلعراء يف الدماء وبناتك سبااي وذريتك عتلى‬
‫تشي عليهم الصبا اي حممداه فأبكت كل عدو وصديق ومحل م رأس احلتسني اثنان وتتسعون رأساً ويف‬
‫أفراد البخاري عن ابن سريين عال‪ :‬ملا وض الرأس بني يدي ابن زايد جعل يف طتست وجعل يضرب‬
‫ثناايه ابلقضيب وعال يف حتسنه شيئاً وكان عنده أنس بن مالك فبكى وعال كان أشبههم برسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله وكان خمضوابً ابلومسة‪.‬‬

‫(‪)534/1‬‬

‫وروى أنه كان خمضوابً ابلتسواد عالوا وال يثبت ذلك وإمنا غريته الشمس وعد روى ابن أيب الدنيا أنه‬
‫كان عند ابن زايد بن أرعم فقال له ارف عضيبك فوهللا لطاملا رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫يقبل ما بني هاتني الشفتني مث جعل زيد يبكي فقال له ابن زايد أبكى هللا عينك لوال أنك شيخ عد‬
‫خرفت لضربت عنقك فنهض زيد وهو يقول‪ :‬أيها الناس أنتم العبدة بعد اليوم عتلتم ابن فاطمة‬
‫وأمرمت ابن مرجانة وهللا ليقتلن خياركم وليتستعبدن أشرافكم فبعداً ملن رضي ابلذل والعار مث عال ايبن‬
‫زايد ألحدثنك حديثاً هو أغلظ عليك من هذا رأيت رسول هللا أععد حتسناً على فخذه اليمىن‬
‫وحتسيناً على فخذه اليتسرى مث وض يده على ايفوخيهما وعال‪(( :‬اللهم إين أستودعك إاياما وصاحل‬
‫املؤمنني)) فكيف كانت وديعة رسول هللا عندك اي ابن زايد‪.‬‬
‫وعال هشام بن حممد‪ :‬ملا وض الرأس بني يدي ابن زايد عال له كاهنه عم فض عدميك على فم‬
‫عدوك فقام فوض عدمه على فيه مث عال لزيد بن أرعم كيف ترى؟ فقال وهللا لقد رأيت رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله واضعاً فاه حيث وضعت عدمك وعيل إن هذه الواععة جرت ليزيد بن معاوية م‬
‫زيد بن أرعم فذكر ابن جرير أن الذي كان حاضراً عند يزيد أبو برزة األسلمي ملا نذكر‪.‬‬
‫عال الشعيب‪ :‬كان عند ابن زايد عيس بن عباد فقال له ابن زايد ما تقول يف ويف احلتسني فقال أييت يوم‬
‫القيامة جده وأبوه وأمه فيشفعون فيه وأييت جدك وأبوك وأمك فيشفعون فيك فغضب ابن زايد‬
‫وأعامه من اجمللس‪.‬‬
‫وعال املدائين‪ :‬كان ممن حضر الواععة رجل من بين بكر بن وائل يقال له جابر أو جبري فلما رأى ما‬
‫صن ابن زايد عال يف نفتسه هلل علي أال أصيب عشرة من املتسلمني خرجوا عليك إال خرجت معهم‬
‫فلما طلب املختار بثأر احلتسني والتقى العتسكران برز‬

‫(‪)535/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫هذا الرجل وهو يقول‪:‬‬
‫وكل عيش عد أراه فاسداً ‪ ...‬إال مقام الرمح يف ظل الفرس‬
‫مث محل على صفوف ابن زايد وصاح‪ :‬اي معلون اي ابن امللعون اي خليفة امللعون فتفرق الناس عن ابن‬
‫زايد فالتقيا بطعنتني فوععا عتيلني وعيل إمنا عتل ابن زايد إبراهيم بن األشرت ملا يذكر‪.‬‬
‫عال هشام‪ :‬وملا حضر علي بن احلتسني األصغر م النتساء عند ابن زايد فكان مريضاً عال ابن زايد‬
‫كيف سلم هذا اعتلوه فصاحت زينب بنت علي‪ :‬اي ابن زايد حتسبك ما أصبت من دمائنا إن عتلته‬
‫فاعتلين معه وعال علي‪ :‬اي ابن زايد إن كنت عاتلي فانظر هلذه النتسوة فمن كان بينه وبينهن عرابة‬
‫يكون منكم معهن فقال ابن زايد أنت وذاك عال الواعدي‪ :‬وإمنا استبقوا علياً بن احلتسني ألنه عتل‬
‫أبوه وكان مريضاً فمر به مشر فقال اعتلوه مث جاء عمر بن سعد فلما رآه عال ال تتعرضوا هلذا الغالم‬
‫مث عال مشر وحيك من للحرم عال علي فأخذين رجل من أهل الكوفة فأكرمين وتركين يف منزله وجعل‬
‫لكما دخل علي وخرج يبكي فأعول إن يكن عند رجل من أهل الكوفة خري فعند هذا فبينا أان ذات‬
‫ليلة عنده إذ منادي ابن زايد ينادي من كان عنده علي بن احلتسني فليأت به وله ثالمثائة درهم فقال‬
‫فدخل علي وهو يبكي ويقول أخاف منهم فربط يدي إىل عنقي وسلمين إليهم وأخذ الدراهم‪.‬‬
‫عال هشام‪ :‬عال ابن زايد يف ذلك اجمللس لزينب احلمد هلل الذي فضحكم وعتلكم وأكذب أحدوثتكم‬
‫فقالت بل احلمد هلل الذي أكرمنا ومحمد فطهران وإمنا يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وإن هللا كتب‬
‫القتل على أهلنا فربزوا إىل مضاجعهم‬

‫(‪)536/1‬‬

‫وسيجم هللا بيننا وبينكم فنتحاكم بني يديه عال ابن أيب الدنيا‪ :‬مث مج ابن زايد الناس يف املتسجد مث‬
‫خطب وعال‪ :‬احلمد هلل الذي عتل الكذاب ابن الكذاب احلتسني وشيعته فقام إليه عبد هللا بن عفيف‬
‫األزدي وكان منقطعاً يف املتسجد وذهبت عينه اليتسرى م علي يوم صفني فقال اي ابن مرجانة‬
‫الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك والذي والك اي ابن مرجانة أتقتلون أوالد النبيني وتتكلمون بكالم‬
‫الفاسقني فقال ابن زايد‪ :‬دونكم وإايه فصاح عفيف بشعار األزد فثار إليه سبعمئة رجل فحملوه إىل‬
‫داره مث عام عمر بن سعد من عند ابن زايد يريد منزله إىل أهله وهو يقول يف طريقه‪ :‬ما رج أحد ومثل‬
‫ما رجعت أطعت الفاسق ابن زايد الظامل ابن الفاجر وعصيت احلكم العدل وعطعت القرابة الشريفة‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وهجرت الناس فكان كلما مر على م أ من الناس أعرضوا عنه وكلما دخل املتسجد خرج الناس منه‬
‫وكل من رآه سبه فلزم بيته إىل أن عتل‪.‬‬
‫وذكر ابن سعد يف ((الطبقات)) عال‪ :‬عالت مرجانة أم ابن زايد البنها اي خبيث عتلت ابن رسول هللا‬
‫وهللا ال ترى اجلنة أبداً مث إن ابن زايد نصب الرؤوس كلها ابلكوفة على اخلشب وكانت زايدة على‬
‫سبعني رأساً وهي أول رؤوس نصبت يف اإلسالم بعد رأس متسلم بن عقيل يف الكوفة وذكر عبد هللا‬
‫بن عمر الوراق يف كتاب املقتل‪ :‬ملا حضر الرأس بني يدي ابن زايد أمر حجاماً فقال له عوره فقوره‬
‫وأخرج لغاديده وخنامه وما حوله من اللحم واللغاديد ما بني احلنك وصفحة العنق من احللم فقام‬
‫عمرو بن حريث املخزومي فقال اي ابن زايد عد بلغت حاجتك من هذا الرأس فهب يل ما ألقيت منه‬
‫ومن حلم الرأس فقال ما تصن به؟ فقال أواريه فقال خذه فجمعه يف مطرف خز كان عليه ومحله إىل‬
‫داره فغتسله وطيبه وكفنه ودفنه عنده يف داره وهي ابلكوفة تعرف بدار اخلز دار عمرو بن حريث‬
‫املخزومي وعيل إن الرابب بنت امرئ القيس زوجة احلتسني أخذت الرأس ووضعته يف حجرها وعبلته‬

‫(‪)537/1‬‬

‫وعالت‪:‬‬
‫واحتسيناً وال نتسيت حتسيناً ‪ ...‬أعصدته أسنة األعداء‬
‫غادروه بكربالء صريعاً ‪ ...‬ال سقى هللا جانيب كربالء‬
‫وعال عبد هللا بن عمري‪ :‬لقد رأيت يف هذا القصر عجباً يعين عصر الكوفة رأيت رأس احلتسني بن يدي‬
‫عبيد هللا بن زايد موضوعاً مث رأيت رأس ابن زايد بني يدي املختار مث رأيت رأس املختار بني يدي‬
‫مصعب بن الزبري مث رأيت رأس مصعب بن الزبري بني يدي عبد امللك عيل فكم كانت املدة؟ عال يف‬
‫مقدار ثالث سنني فأف لدنيا تنتهي إىل هذا مث إن ابن زايد حط الرؤوس يف اليوم الثاين وجهزها‬
‫والتسبااي إىل الشام إىل يزيد بن معاوية‪.‬‬
‫ذكر محل الرأس إىل يزيد لعنه هللا تعاىل‬
‫عال الواعدي‪ :‬مث دعا ابن زايد احلر بن عيس اجلعفي وسلم إليه الرؤوس والتسبااي وجهزه إىل دمشق‬
‫فحكى ربيعة بن عمر عال كنت جالتساً م يزيد يف هبو له إذ عيل هذا احلر بن عيس عد أعبل وهو‬
‫ابلباب فاستوى يزيد جالتساً مذعوراً وأذن له يف احلال فدخل فقال ما وراءك فقال ما حتب أبشر بفتح‬
‫هللا ونصره ورد علينا احلتسني يف سبعني راكباً من أهل بيته وشيعته فعرضنا عليهم األمان والنزول على‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫حكم ابن زايد فأبوا واختاروا القتال فما كان إال كنومة أو جزر جزور حىت أخذت التسيوف مأخذها‬
‫من هام الرجال فجعلوا يلوذون ابآلكام فهاتيك أجتسامهم جمردة‬

‫(‪)538/1‬‬

‫وهم صرعى يف الفالة عال فدمعت عينا يزيد وعال لعن هللا ابن مرجانة ورحم أاب عبد هللا لقد كنا‬
‫نرضى منكم اي أهل العراق بدون هذا عبح هللا ابن مرجانة لو كان بينه وبينه رحم ما فعل هذا فلما‬
‫حضرت الرؤوس عنده عال فرعت مسية بينه وبني أيب عبد هللا وانقط الرحم لو كانت صاحبه لعفوت‬
‫عنه ولكن ليقضي هللا أمراً كان مفعوالً رمحك هللا اي حتسني لقد عتلك رجل مل يعرف حق األرحام ويف‬
‫رواية لعن هللا ابن مرجانة لقد اضطر إىل القتل لقد سأله أن يلحق ببعض البالد أو الثغور فمنعه لقد‬
‫زرع إيل ابن مرجانة يف علب الرب والفاجر والصاحل والطاحل العداوة مث تنكر البن زايد ومل يصل احلر‬
‫بن عيس بشيء مث بعث ابلرأس إىل ابنته عاتكة فغتسلته وطيبته علت هكذا وععت هذه الرواية وعد‬
‫رواها هشام بن حممد عن أبيه وأما املشهور عن يزيد يف مجي الرواايت أنه ملا حضر الرأس بني يديه‬
‫مج أهل الشام وجعل ينكت ابخليزران ويقول أبيات ابن الزبعري‪:‬‬
‫ليت أشياخي ببدر شهدوا ‪ ...‬وععة اخلزرج من وع األسل‬
‫عد عتلنا القرن من ساداهتم ‪ ...‬وعدلناه ببدر فاعتدل‬
‫حىت حكى القاضي أبو يعلى عن أمحد بن حنبل يف كتاب ((الوجهني والروايتني)) أنه عال‪ :‬إن صح‬
‫عن يزيد ذلك فقد فتسق مث زاد فيها يزيد فقال‪:‬‬
‫لعبت هاشم ابمللك فال ‪ ...‬خرب جاء وال وحي نزل‬

‫(‪)539/1‬‬

‫لتست من خندق إن مل أنتقم ‪ ...‬من بين أمحد ما كان فعل‬


‫عال جماهد انفق وعال الزهري ملا جاءت الرءوس كان يزيد يف منظره على جريون فأنشد لنفتسه‪:‬‬
‫ملا بدلت تلك احلمول وأشرعت ‪ ...‬تلك الشموس على رىب جريون‬
‫نعق الغراب فقلت نح أو ال تنح ‪...‬فلقد عضيت من الغرمي ديوين‬
‫وذكر ابن أيب الدنيا أنه ملا نكث ابلقضيب ثناايه أنشد احلصني بن احلمام املري‪:‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫صربان وكان الصرب منا سجية ‪ ...‬فأسيافنا يفرين هاماً ومعصماً‬
‫نفلق هاماً ممن رؤوس أعزة ‪ ...‬علينا وهم كانوا أعق وأظلما‬
‫عال جماهد‪ :‬فوهللا مل يبق يف الناس أحد إال سبه وعابه وتركه عال ابن أيب الدنيا‪ :‬وكان عنده أبو برزة‬
‫األسلمي فقال ليزيد ارف عضيبك فوهللا لطاملا رأيت‬

‫(‪)540/1‬‬

‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقبل ثناايه وذكر البالذري‪ :‬أن الذي كان عند يزيد وعال هذه املقالة‬
‫أنس بن مالك وهو غلط من البالذري ألن أنتساً كان ابلكوفة عن ابن زايد وملا جيء ابلرأس بكى‬
‫وعد ذكرانه وعال يزيد ملا أنشد األبيات عال له علي بن احلتسني بل عول هللا أوىل {ما أصاب من‬
‫ٍ‬
‫مصيبة‬ ‫ٍ‬
‫مصيبة يف األرض وال يف أنفتسكم إال يف ٍ‬
‫كتاب من عبل أن نربأها} فقال يزيد {وما أصابكم من‬
‫فبما كتسبت أيديكم ويعفو عن كث ٍري} وكان علي بن احلتسني والنتساء موثقني يف احلبال فناداه علي اي‬
‫زيد ما ظنك برسول هللا لو رآان موثقني يف احلبال عراايً على أعتاب اجلمال فلم يبق يف القوم إال من‬
‫بكى‪.‬‬
‫وروى ابن أيب الدنيا عن احلتسن البصري عال‪ :‬ضرب يزيد رأس احلتسني ومكاانً كان يقبله رسول هللا مث‬
‫متثل احلتسن شعر‪:‬‬
‫مسية أمتسى نتسلها عدد احلصى ‪...‬وبنت رسول هللا ليس هلا نتسل‬
‫وعال ابن سعد‪ :‬بعث ابن زايد ابلرأس م خمفر بن ثعلبة العائدي وأمر يزيد نتساءه فأعمن املآمت على‬
‫احلتسني ثالثة أايم وحكى هشام بن حممد عن أبيه عن عبيد بن عمري عال كان رسول عيصر حاضراً‬
‫عند يزيد فقال ليزيد هذا رأس من؟ عال رأس احلتسني عال ومن احلتسني؟ عال ابن فاطمة عال ومن‬
‫فاطمة؟ عال بنت حممد عال نبيكم؟ عال نعم عال ومن أبوه؟ عال علي بن أيب طالب عال ومن علي؟‬
‫عال ابن عم نبينا فقال تباً لكم ولدينكم ما أنتم وحق املتسيح على شيء إن عندان يف بعض اجلزائر‬
‫ديراً فيه حافر محار ركبه املتسيح عيتسى وحنن حنج إليه يف كل عام من األعطار وننذر له النذور‬
‫ونعظمه كما تعظمون كعبتكم فاشهدوا أنكم على ابطل مث عام ومل يعد‬

‫(‪)541/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫إليه‪.‬‬
‫وحكى حممد بن سعد يف ((الطبقات))‪ :‬عن حممد بن عبد الرمحن عال لقيين رأس جلالوت فقال إن‬
‫بيين وبني داود عليه التسالم سبعني أابً وإن اليهود تعظمين وحترتمين وأنتم عتلتم ابن بنت نبيكم وذكر‬
‫عبد امللك بن هشام يف كتاب ((التسرية)) الذي أنبأ به القاضي األسعد أبو الربكات عبد القوي بن أيب‬
‫املعاد بن احلباب التسعدي يف مجادى األول سنة تتس وستمئة ابلداير املصرية عراءة عليه وحنن نتسم‬
‫عال أبنا أبو حممد عبد هللا بن رفاعة بن غدير التسعدي يف مجادى األوىل سنة مخس ومختسني ومختسمئة‬
‫أبنا أبو احلتسني علي بن احلتسن اخللعي أنبا أبو حممد عبد الرمحن بن عمر بن سعيد بن النحاس‬
‫النجييب أبنا أبو حممد عبد هللا بن جعفر بن حممد زجنويه البغدادي أبنا أبو سعيد عبد الرحيم بن عبد‬
‫هللا الربق أبنا أبو حممد عبد امللك بن هشام النحوي البصري عال ملا أنفذ ابن زايد رأس احلتسني عليه‬
‫التسالم إىل يزيد بن معاوية م األسارى موثقني يف احلبال منهم نتساء وصبيان وصبيات من بنات‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله على أعتاب اجلمال مكشفات الوجوه والرؤوس وكانوا كلما نزلوا منزالً‬
‫أخرجوا الرأس من الصندوق أعدوه له فوضعوه على رمح وحرسه احلرس على عادته طول الليل إىل‬
‫وعت الرحيل مث يعيدوه إىل الصندوق ويرحلوا فنزلوا يف بعض املنازل ويف ذلك املنزل دير فيه راهب‬
‫فأخرجوا الرأس على عادهتم ووضعوه على الرمح وحرسه احلرس على عادهتم وأسندوا الرمح إىل الدير‬
‫فلما كان نصف الليل رأى الراهب رأساً طغى من مكان الرأس إىل عنان التسماء فأشرف على القوم‬
‫وعال من أنتم؟ عال حنن أصحاب ابن زايد فقال وهذا رأس من؟ عالوا رأس احلتسني بن علي ابن‬
‫فاطمة بنت رسول هللا صلى هللا عليه وآله عال نبيكم عالوا نعم عال‬

‫(‪)542/1‬‬

‫فبئس القوم أنتم لو كان للمتسيح ولداً ألسكناه أحداعنا مث عال هل لكم يف شيء عالوا وما هو عال‬
‫عندي عشرة آالف دينار أتخذوها وتعطوين الرأس يكون عندي متام الليلة وإذا رحلتم خذوه عالوا‬
‫وما يضران فناولوه الرأس وانوهلم الداننري وأخذه الراهب فغتسله وطيبه وتركه على فخذه وععد يبكي‬
‫الليل كله فلما أسفر الصبح عال اي رأس ال أملك إال نفتسي وأان أشهد أن ال إله إال هللا وأن جدك‬
‫حممداً رسول هللا وأشهد أنين موالك وعبدك مث خرج عن الدين وما فيه وصار خيدم أهل البيت‪.‬‬
‫عال ابن هشام يف التسرية‪ :‬مث أهنم أخذوا الرأس وساروا فلما عربوا إىل دمشق عال بعضهم لبعض تعالوا‬
‫حىت نقتتسم الداننري ال يراها يزيد فيأخذها منا فأخرجوا األكياس وفتحوها وإذا الداننري عد حتولت‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫خزفاً ويف األوىل تبدلت عروعاً غريها وعلى أحد جانيب الدينار مكتوب {وال حتتسنب هللا ؟؟} اآلية‬
‫ٍ‬
‫منقلب ينقلبون} فرموها يف بئر‪.‬‬ ‫وعلى اجلانب اآلخر {وسيعلم الذين ظلموا أي‬
‫وذكر هشام بن حممد‪ :‬أنه ملا دخل النتساء على يزيد نظر رجل من أهل الشام إىل فاطمة بنت احلتسني‬
‫وكانت وضيئة فقال ليزيد‪ :‬هب يل هذه فإهنن لنا حالل فصاحت الصبية وارتعدت وأخذت بثوب‬
‫عمتها زينب فصاحت زينب ليس لك إىل يزيد ال حباً وال كرامة فغضب يزيد وعال لو شئت لفعلت‬
‫فقالت له زينب صلي إىل غري عبلتنا ودن بغري ملتنا وافعل ما شئت فتسكن غضبه وعال الزهري ملا‬
‫دخلن نتساء احلتسني وبناته على نتساء يزيد عمن إليهن وصحن وبكني وأعمن املآمت على احلتسني مث‬
‫عال يزيد لعلي األصغر إن شئت أعمت عندان بررانك وإن شئت رددانك إىل املدينة ساملاً رددانك‬
‫فقال ال أريد إال املدينة فرده إليها م أهله وعال الشعيب‪ :‬ملا دخل نتساء احلتسني على نتساء يزيد علن‬
‫واحتسيناه فتسمعهن يزيد فقال‪:‬‬

‫(‪)543/1‬‬

‫اي صيحة حتمد من صوائح ‪ ...‬ما أهون املوت على النوائح‬


‫وكان يف التسبااي الرابب بنت امرئ القيس زوجة احلتسني وهي أم سكينة بنت احلتسني وكان احلتسني‬
‫حيبها حباً شديداً وله فيها أشعار منها‪:‬‬
‫لعمرك إنين ألحب داراً ‪ ...‬حتل هبا سكينة والرابب‬
‫أحبها وأبذل فوق جهدي ‪...‬وليس لعاتب عندي عتاب‬
‫ولتست هلم وإن عتبوا مطيعاً ‪...‬حيايت أو يغيبين الرتاب‬
‫فخطبها يزيد واألشراف من عريش فقالت وهللا ال كان يل محو آخر بعد رسول هللا وعاشت بعد‬
‫احلتسني سنة مث ماتت كمداً ومل تتستظل بعد احلتسني بتسقف وذكر ابن جرير يف اترخيه‪ :‬أن يزيد ملا‬
‫جيء برأس احلتسني سر أوالً مث ندم على عتله وكان يقول ما علي ولو احتملت األذى وأنزلت احلتسني‬
‫معي يف داري حفظاً لقرابة رسول هللا صلى هللا عليه وآله ورعاية حلرمته لعن هللا ابن مرجانة لقد‬
‫بغضين إىل املتسلمني وزرع يل يف علوهبم البغضاء مث غضب على ابن زايد ونوى عتله واختلفوا يف‬
‫الرأس على أعوال‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أنه رد إىل املدينة م التسبااي مث رد إىل اجلتسد بكربالء فدفن معه عاله‬

‫(‪)544/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫هشام‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬أنه دفن ابملدينة عند عرب أمه فاطمة عليها التسالم عاله ابن سعد عال ملا وصل إىل املدينة كان‬
‫عمر بن سعيد بن العاص والياً عليها فوضعه بني يديه وأخذ أبرنبة أنفه مث أمر به فكفن ودفن عند عرب‬
‫أمه فاطمة عليها التسالم وذكر الشعيب أن مروان بن احلكم كان ابملدينة فأخذه وتركه بني يديه وتناول‬
‫أرنبة أنفه وعال‪:‬‬
‫اي حبذا بردك يف اليدين‬
‫ولونك األمحر يف اخلدين‬
‫وهللا لكأين أنظر إىل أايم عثمان‬
‫وعال ابن الكليب‪ :‬مس عمرو بن سعيد الصيحة من دور بين هاشم فقال‪:‬‬
‫عجت نتساء بين متيم عجة ‪ ...‬كعجيج نتسوتنا غداة األرنب‬
‫والبيت لعمرو بن معدي كرب والرواية عجت نتساء بين زايد وروي أن مروان أنشد‪:‬‬
‫ضرب الدوسر فيهم ضربة ‪...‬أثبتت أواتد ملك فاستقر‬
‫والثالث‪ :‬أنه بدمشق فحكى ابن أيب الدنيا عال وجد رأس احلتسني يف خزانة يزيد بدمشق فكفنوه‬
‫ودفنوه بباب الفراديس وكذا ذكر البالذري يف اترخيه عال هو بدمشق‬

‫(‪)545/1‬‬

‫يف دار اإلمارة وكذا ذكر ابن عتساكر‪.‬‬


‫والراب ‪ :‬أنه ومتسجد الرعة على الفرات ابملدينة املشهورة ذكره عمرو الوراق يف ((كتاب املقتل)) وكان‬
‫ملا حضر الرأس بني يدي يزيد بن معاوية عال ألبعثنه إىل آل بين معطي عوضاً عن رأس عثمان وكان‬
‫ابلرعة فبعثه إليهم فدفنوه يف بعض دورهم مث أدخلت تلك الدار يف املتسجد اجلام عالوا هو إىل‬
‫جانب سدرة هناك وعليه شبيه النيل ال يذهب شتاء وال صيفاً‪.‬‬
‫واخلامس‪ :‬أن خلفاء مصر نقلوه من ابب الفراديس إىل عتسقالن مث نقلوه إىل القاهرة وله مشهد‬
‫عظيم يزار‪.‬‬
‫ويف اجلملة ففي أي مكان كان رأسه أو جتسده فهو ساكن يف القلوب والضمائر عاطن يف األسرار‬
‫واخلواطر أنشدان بعض أشياخنا يف هذا املعىن‪:‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ال تطلبوا املوىل احلتسني ‪ ...‬أبرض شرق أو بغرب‬
‫ودعوا اجلمي وعرجوا ‪ ...‬حنوي فمشهده بقليب‬
‫واختلفوا يف سنه على أعوال‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬ست ومختسون عاله التسدي‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬مثان ومختسون‪.‬‬

‫(‪)546/1‬‬

‫حديث اجلمال اليت محل عليها الرأس والتسبااي‬


‫أبنا غري واحد عن عبد الوهاب بن املبارك أبنا أبو احلتسني بن عبد اجلبار أبنا احلتسني بن علي‬
‫الطناجريي ثنا عمر بن أمحد بن شاهني ثنا أمحد بن عبد هللا بن سامل ثنا علي بن سهل ثنا خالد بن‬
‫خداش ثنا محاد بن زيد عن مجيل بن مرة عن أيب املوصي ومروان بن الوضني عال حنرت اإلبل اليت‬
‫محل عليها رأس احلتسني وأصحابه فلم يتستطيعوا أكلها كانت حلومها أمر من الصرب‪.‬‬
‫وعال الواعدي‪ :‬ملا وصل الرأس إىل املدينة والتسبااي مل يبق ابملدينة أحد وخرجوا يضجون ابلبكاء‬
‫وخرجت زينب بنت عقيل بن أيب طالب كاشفة رأسها تصيح واحتسيناه واإخواته واأهاله مث عالت‪:‬‬
‫ماذا تقولون عال النيب لكم‬
‫ماذا فعلتم وأنت آخر األمم‬
‫أبهل بييت وأوالدي أما لكم‬
‫عهد أسارى وعتلى ضرجوا بدم‬
‫ما كان هذا جزائي‪ :‬إذ نصحت لكم‬
‫أن ختلفوين يف ذوي رحم‬

‫(‪)547/1‬‬

‫ذكر عول أم سلمة واحلتسن البصري والربي بن خثيم حني بلغهم عتله وغريهم‬
‫ذكر ابن سعد عن أم سلمة ملا بلغها عتل احلتسني عليه التسالم عالت أوعد فعلوها م أ هللا بيوهتم‬
‫وعبورهم انراً مث بكت حىت غشي عليها وروى ابن سعد عنها عالت لعن هللا أهل العراق عال الزهري‪:‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ملا بلغ احلتسن البصري عتل احلتسني بكى حىت اختلج صدغاه مث عال وأذل أمه عتل ابن بنت نبيها‬
‫ابن دعيها وهللا لريدن رأس احلتسني إىل جتسده مث لينتقمن له جده وأبوه من ابن مرجانة وعال الزهري‪:‬‬
‫ملا بلغ الربي بن خثيم عتل احلتسني بكى وعال لقد عتلوا فتية لو رآهم رسول هللا ألحبهم وأطعمهم‬
‫بيده وأجلتسهم على فخذه وحكى الزهري عن احلتسن البصري أنه عال أول داخل دخل على العرب‬
‫أدعاء معاوية زايد بن أمية وعتل احلتسني عليه التسالم وعال عامر الشعيب‪ :‬ملا بلغ عبد هللا بن الزبري‬
‫عتل احلتسني خطب ومكة فقال أال إن أهل العراق عوم غدر فجر أال وإن أهل الكوفة شرارهم أهنم‬
‫دعوا حتسيناً ليولوه عليهم يقيم أمورهم وينصرهم على عدوهم ويعدي معامل اإلسالم فلما عدم عليهم‬
‫اثروا عليه فقتلوه عالوا له إما أن تض يدك يف يد الفاجر امللعون ابن زايد فريى فيك رأيه فاختار‬
‫الوفاة الكرمية على احلياة الذميمة فرحم هللا حتسيناً وأخزى عاتله ولعن من أمر بذلك ورضي به أفبعد‬
‫ما جرى على أيب عبد هللا ما جرى يطمئن أحد إىل هؤالء أو يقبل عهود الفجر والغدر أما وهللا لقد‬
‫كان صواماً ابلنهار عواماً ابلليل وأوىل بينهم من الفاجر وهللا ما كان يتستبدل ابلقرآن الغناء وال‬
‫ابلبكاء من خشية هللا احلداء وال ابلصيام شرب اخلمور وال بقيام الليل الزمور وال جمالس الذكر‬
‫الركض يف طلب الصيود واللعب ابلقرود عتلوه {فتسوف يلقون غياً} {أال لعنة هللا على الظاملني} مث‬
‫نزل‪.‬‬

‫(‪)548/1‬‬

‫ذكر منام ابن عباس‬


‫أبنا زيد بن احلتسن اللغوي أبنا أبو منصور اخلزاز أبنا احلافظ أمحد بن علي بن اثبت أبنا ابن رزق أبنا‬
‫حممد بن عمر احلافظ ثنا الفضل بن احلباب ثنا حممد بن عبد هللا اخلزاعي ثنا محاد بن سلمة عن‬
‫عمار بن أيب عمار عن ابن عباس عال‪ :‬رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وآله فيما يرى النائم نصف‬
‫النهار أشعث أغرب يف يده عارورة فقلت اي رسول هللا ما هذه القارورة؟ عال دم احلتسني وأصحابه ما‬
‫زلت ألتقطه منذ اليوم عال فنظران فإذا عتل احلتسني يف ذلك اليوم وعيل الذي رأى املنام عمار بن أيب‬
‫عمار‪.‬‬
‫ذكر نوح اجلن عليه‬
‫حكى الزهري عن أم سلمة أهنا عالت ما مسعت نواح اجلن إال يف الليلة اليت عتل فيها احلتسني مسعت‬
‫عائالً يقول‪:‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫أال اي عني فاختلفي جبهد ‪ ...‬ومن يبكي على الشهداء بعدي‬
‫على رهط تقودهم املنااي ‪...‬إىل متجرب يف ثوب عبد‬
‫عالت فعلمت أنه عد عتل احلتسني وعال الشعيب‪ :‬مس أهل الكوفة عائالً يقول يف الليل‪:‬‬
‫أبكي عتيالً بكربالء ‪...‬مضرج اجلتسم ابلدماء‬

‫(‪)549/1‬‬

‫أبكي عتيل الطغاة ظلماً ‪...‬بغري جرم سوى الوفاء‬


‫أبكي عتيالً بكى عليه ‪ ...‬من ساكن األرض والتسماء‬
‫هتك أهلوه واستحلوا ‪...‬ما حرم هللا يف اإلماء‬
‫اي ابيب على جتسمه املعرى ‪...‬إذا من الدين واحلياء‬
‫كان الرزااي هلا عزاء ‪...‬وما لذا الرزء من عزاء‬
‫وعال الزهري انحت اجلن عليه فقال‪:‬‬
‫خري نتساء يبكني شجيات‬
‫ويلطمن خدوداً كالداننري نقيات‬
‫ويلبتسن ثياب التسود بعد القصيبات‬
‫عال ومما حفظ من عول اجلن‪:‬‬

‫(‪)550/1‬‬

‫متسح النيب جبينه ‪ ...‬فله بريق يف اخلدود‬


‫أبواه من عليا عريش ‪...‬وجده خري اجلدود‬
‫عتلوك اي ابن الرسول ‪...‬فأسكنوا انر اخللود‬
‫ذكر بعض مراثيه‬
‫ذكر هشام بن حممد عال‪ :‬ملا عتل احلتسني مس عاتلوه عائالً يقول من التسماء‪:‬‬
‫أيها القاتلون جهالً حتسيناً ‪...‬أبشروا ابلعذاب والتنكيل‬
‫كل أهل التسماء يدعو عليكم ‪...‬من نيب ومرسل وعبيل‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عد لعنتم على لتسان ابن داود ‪...‬وموسى وصاحب اإلجنيل‬
‫فكانوا يرون أنه بعض املالئكة وعد أكثر الناس فيها عال التسدي‪ :‬أول من راثه عقبة بن عمرو‬
‫العبتسي فقال‪:‬‬

‫(‪)551/1‬‬

‫إذا العني عرت يف احلياة وأنتم ‪...‬ختافون يف الدنيا فأظلم نورها‬


‫مررت على عرب احلتسني بكربالء ‪...‬ففاضت عليه من دموعي غزيرها‬
‫وما زلت أبكيه وأرثي لشجوه ‪...‬ويتسعد عيين دمعها وزفريها‬
‫وانديت من حول احلتسني عصائباً ‪...‬أطافت به من جانبيه عبورها‬
‫سالم آبصال العشي وابلضحى ‪...‬تؤديه نكباء الرايح ومورها‬
‫وال برح الزوار زوار عربه ‪...‬يفوح عليهم متسكها وعبريها‬
‫وعال الربي بن أنس راثه عبد هللا بن احلر فقال‪:‬‬
‫يقول أمني غادر أي غادر ‪ ...‬أال كنت عاتلت الشهيد بن فاطمة‬

‫(‪)552/1‬‬

‫ونفتسي على خذالنه واعتزاله ‪...‬وبيعة هذا الناكث العهد الئمة‬


‫فيا ندمي أال أكون نصرته ‪...‬أال كل نفس ال تتسدد اندمة‬
‫وإين على أن مل أكن من محاته ‪...‬لذو حتسرة ما إن تفارق الزمة‬
‫سقى هللا أرواح الذين أتزروا ‪...‬على نصره سقيا من الغيث دائمة‬
‫وعفت على أطالهلم وحماهلم ‪...‬فكاد احلشا ينفض والعني سامجة‬
‫لعمري لقد كانوا سراعاً إىل الوغى ‪...‬مصاليت يف اهليجا محاة خضارمة‬
‫أتسوا على نصر ابن بنت نبيهم ‪...‬أبسيافهم آساد غيالً ضراغمة‬
‫فإن يقتلوا يف كل نفس بقية ‪ ...‬على األرض عد أضحت لذلك وامجة‬

‫(‪)553/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ما إن رأى الراؤون أفضل منهم ‪ ...‬لدى املوت سادات وزهر عماعمة‬
‫أتقتلهم ظلماً وترجو ودادان ‪ ...‬فدع خطة ليتست لنا ومالئمة‬
‫لعمري لقد راغمتموان بقتلهم ‪...‬فكم انعة منا عليكم وانعمة‬
‫أهم مراراً أن أسري جبحفل ‪...‬إىل فئة زاغت عن احلق ظاملة‬
‫فكفوا وإال زرتكم بكتائب ‪ ...‬أشد عليكم من زحوف الدايملة‬
‫وملا بلغ ابن زايد هذه األبيات طلبه فقعد على فرسه وجنا منه وعال آخر من أبيات وعد مر بكربالء‪:‬‬
‫كربالء ال زلت كرابً وبالء ‪ ...‬ما لقي عندك أهل املصطفى‬

‫(‪)554/1‬‬

‫كم على تربك ملا صرعوا ‪...‬من دم سال ومن دم جرى‬


‫اي رسول هللا لو أبصرمت ‪...‬وهم ما بني عتل وسبا‬
‫من رميض مين الظل ومن ‪...‬عاطش يتسقى أانبيب القنا‬
‫جزروا جزر األضاحي نتسله ‪...‬مث ساعوا أهله سوق األما‬
‫هاتفات برسول هللا يف ‪...‬شدة اخلوف وعثرات اخلطا‬
‫عتلوه بعد علم منهم ‪...‬أنه خامس أصحاب الكتسا‬
‫ليس هذا لرسول هللا اي ‪...‬أمة الطغيان والكفر جزا‬

‫(‪)555/1‬‬

‫اي جبال اجملد عزاً وعال ‪...‬وبدور األرض نوراً وسنا‬


‫جعل هللا الذي انلكم ‪...‬سبب احلزن عليكم والبكا‬
‫ال أرى حزنكم يتسلى وال ‪...‬رزؤكم ينتسى وإن طال املدا‬
‫وذكر املدائين عن رجل من أهل املدينة عال خرجت أريد اللحاق ابحلتسني عليه التسالم ملا توجه إىل‬
‫العراق فلما وصلت الربذة إذا برجل جالس فقال يل اي عبد هللا لعلك تريد أن متد احلتسني علت نعم‬
‫عال وأان كذلك ولكن اععد فقد بعثت صاحباً يل والتساعة يقدم ابخلرب عال فما مضت إال ساعة‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وصاحبه عد أعبل وهو يبكي فقال له الرجل ما اخلرب فقال‪:‬‬
‫وهللا ما جئتكم حىت بصرت به ‪ ...‬يف األرض منعفر اخلدين منحوراً‬
‫وحوله فتية تدمي حنورهم ‪...‬مثل املصابيح يغشون الدايجريا‬

‫(‪)556/1‬‬

‫وعد حثثت علوصي كي أصادفهم ‪...‬من عبل ما ينكحون اخلرد احلورا‬


‫اي هلف نفتسي لو أين حلقتهم ‪...‬إذا حتليت ما حلوا أساويرا‬
‫فقال الرجل اجلالس‪:‬‬
‫اذهب فال زال عرباً أنت ساكنه ‪...‬يوم القيامة يبقى الغيث ممطوراً‬
‫يف فتية بذلوا هلل أنفتسهم عد ‪...‬فارعوا املال واألهلني والدورا‬
‫وذكر الشعيب وحكاه ابن سعد أيضاً عال مر سليمان بن عتة بكربالء فرأى مصارع القوم فبكى حىت‬
‫كاد أن ميوت مث عال‪:‬‬
‫وإن عتيل اللطف من آل هاشم ‪...‬أذل رعاابً من عريش فذلت‬
‫مررت على أبيات آل حممد ‪...‬فلم أرها أمثاهلا يوم حلت‬

‫(‪)557/1‬‬

‫فال يبعد هللا الداير وأهلها ‪...‬وإن أصبحت منهم برغمي ختلت‬
‫أمل تر أن األرض أضحت مريضة ‪ ...‬لفقد احلتسني والبالد اعشعرت‬
‫فقال له عبد هللا بن حتسن‪ :‬هال علت أذل رعاب املتسلمني فذلت وأنشدان أبو عبد هللا حممد بن‬
‫البندجيي البغدادي عال أنشدان بعض أشياخنا أن ابن اهلبارية الشاعر اجتاز بكربالء فجلس يبكي‬
‫احلتسني وأهله وعال بديهاً‪:‬‬
‫أحتسني واملبعوث جدك ابهلدى ‪...‬عتسماً يكون احلق عنه متسائل‬
‫لو كنت شاهد كربالء لبذلت يف ‪...‬تنفيس كربك فوق بذل الباذل‬
‫وسقيت حد التسيف من أعدائكم ‪...‬علالً وحد التسمهري الذابل‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫لكنين أخرت عنك لشقويت ‪ ...‬فبالبلي بن الغرى واببل‬
‫هبين حرمت النصر من أعدائكم ‪ ...‬فاعل من حزن ودم سائل‬

‫(‪)558/1‬‬

‫مث انم يف مكانه فرأى رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف املنام فقال له اي فالن جزاك هللا عين خرياً‬
‫أبشر فإن هللا عد كتبك ممن جاهد بني يدي احلتسني‪.‬‬
‫وأنشدان أبو عبد هللا النحوي ومصر عال‪ :‬كحل بعض العلماء عينه يوم عاشوراء فعوتب على ذلك‬
‫فقال‪:‬‬
‫وعائل مل كحلت عيناً ‪ ...‬يوم استباحوا دم احلتسني‬
‫فقلت كفواً أحق عضو ‪...‬يلبس فيه التسواد عيين‬
‫وذكر جدي رمحه هللا يف كتاب التبصرة وعال إمنا سار احلتسني عليه التسالم إىل القوم ألنه رأى الشريعة‬
‫عد دثرت فجد يف رف عواعد أصلها اجلد فلما حصروه فقالوا له انزل على حكم بن زايد وعال ال‬
‫أفعل واختار القتل على الذل وهكذا النفوس األبية مث أنشد جدي رمحه هللا‪:‬‬
‫وملا رأوا بعض احلياة مذلة ‪ ...‬عليهم وعز املوت غري حمرم‬
‫أبوا أن يذوعوا العيش والدم واع ‪ ...‬عليه وماتوا ميتة مل تذمم‬

‫(‪)559/1‬‬

‫وال عجب ل أسد إن ظفرت هبا ‪ ...‬كالب األعادي من فصيح وأعجم‬


‫فحربة وحشي سقت محزة الردى ‪ ...‬وحتف علي يف حتسام ابن ملجم‬
‫ذكر احلمرة اليت يف التسماء وما يلحق هبا‬
‫ذكر ابن سعد يف الطبقات‪ :‬أن هذه احلمرة مل تر يف التسماء عبل أن يقتل احلتسني عال جدي أبو‬
‫الفرج يف كتاب ((التبصرة)) ملا كان الغضبان حيمر وجهه عند الغضب فليتستدل بذلك على غضبه‬
‫وأنه أمارة التسخط واحلق سبحانه ليس جبتسم فأظهر أتثري غضبه على من عتل احلتسني حبمرة األفق‬
‫وذلك دليل على عظم اجلناية‪.‬‬
‫وذكر جدي أيضاً يف هذا الكتاب عال‪ :‬وملا أسر العباس يوم بدر مس رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫أنينه فما انم تلك الليلة فكيف لو مس أنني احلتسني؟ عال وملا أسلم وحشي عاتل محزة عال له غيب‬
‫وجهك عين فإين ال أحب من عتل األحبة عال هذا واإلسالم جيب ما عبله فكيف يقدر الرسول أن‬
‫يرى من ذبح احلتسني وأمر بقتله ومحل أهله على أعتاب اجلمال وأبنا غري واحد عن علي بن عبيد هللا‬
‫أبنا علي بن أمحد بن البتسري أبنا أبو عبد هللا بن بطة أبنا حممد بن هارون احلضرمي ثنا هالل بن بشر‬
‫ثنا عبد املطلب بن موسى عن هالل بن ذكوان ملا عتل احلتسني مكثنا شهرين أو ثالثة كأمنا لطخت‬
‫احليطان ابلدم من صالة الفجر إىل غروب الشمس عال وخرجنا يف سفر فمطران مطراً بقي أثره يف‬
‫ثيابنا مثل الدم‪.‬‬
‫وعال ابن سعد‪ :‬ما رف حجر يف الدنيا إال وحتته دم عبيط ولقد مطرت التسماء دماً‬

‫(‪)560/1‬‬

‫بقي أثره يف الثياب مدة حىت تقطعت‪.‬‬


‫وعال التسيد‪ :‬ملا عتل احلتسني بن علي بكت عليه التسماء وبكاؤها محرهتا‪.‬‬
‫وعال ابن سريين‪ :‬وجد حجر عبل مبعث النيب صلى هللا عليه وآله خبمتسمئة سنة مكتوب عليه‬
‫ابلتسراينية فنقلوه إىل العربية فإذا هو‪:‬‬
‫أترجو أمة عتلت حتسيناً ‪ ...‬شفاعة جده يوم احلتساب‬
‫وعال سليمان بن يتسار‪ :‬وجد حجر مكتوب عليه‪:‬‬
‫البد أن ترد القيامة فاطم ‪ ...‬وعميصها بدم احلتسني ملطخ‬
‫ويل ملن شفعاؤه خصماؤه ‪ ...‬والصور يف يوم القيامة ينفخ‬
‫من عذاب اجلحيم خملداً‬
‫حديث عبد هللا بن عمر‬
‫عال أمحد يف املتسند‪ :‬ثنا أبو النضر ثنا مهدي عن حممد بن أيب يعقوب عن ابن أيب نعيم عال جاء‬
‫رجل إىل ابن عمر وأان جالس فتسأله عن دم البعوض يكون يف الثوب‬

‫(‪)561/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫طاهر أو جنس؟ فقال له ابن عمر من أين أنت؟ عال من أهل العراق فقال انظروا إىل هذا يتسألين عن‬
‫دم البعوض وعد عتلوا ابن رسول هللا صلى هللا عليه وآله وعد مسعته يقول‪(( :‬اما رحيانتاي من‬
‫الدنيا))‪ .‬انفرد إبخراجه البخاري‪.‬‬
‫ذكر الكتاب الذي كتبه يزيد بن معاوية إىل ابن عباس‬
‫ذكر الواعدي وهشام وابن إسحاق وغريهم عالوا‪ :‬ملا عتل احلتسني بعث عبد هللا بن الزبري إىل عبد هللا‬
‫بن عباس ليبايعه وعال أان أوىل من يزيد الفاسق الفاجر وعد علمت سرييت وسريته وسوابق أيب الزبري‬
‫م رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسوابق معاوية فامتن ابن عباس وعال الفتنة عائمة وابب الدماء‬
‫مفتوح وما يل وهلذا إمنا أان رجل من املتسلمني فبلغ ذلك يزيد بن معاوية فكتب إىل ابن عباس سالم‬
‫عليك أما بعد فقد بلغين أن امللحد يف حرم هللا دعاك لتبايعه فأبيت عليه وفاء منك لنا فانظر من‬
‫حبضرتك من أهل بيتك ومن يرد عليك من البالد فأعلمهم حتسن رأيك فينا ويف ابن الزبري وأن ابن‬
‫الزبري إمنا دعاك إىل طاعته والدخول يف بيعته لتكون له على الباطل ظهرياً ويف املآمث شريكاً وعد‬
‫اعتصمت ببيعتنا طاعة منك لنا وملا تعرف من حقنا فجزاك هللا من ذي رحم خري ما جزى به‬
‫الواصلني أرحامهم املوفني بعهودهم فما أنس من األشياء ما أان بناس برك وتعجيل صلتك ابلذي أنت‬
‫أهله فانظر من يطل عليك من اآلفاق فحذرهم زخارف ابن الزبري وجنبهم لقلقة لتسانه فإهنم منك‬
‫أمس ولك أطوع والتسالم‪ ،‬فكتب إليه ابن عباس بلغين كتابك تذكر أين تركت بيعة ابن الزبري وفاء‬
‫مين لك ولعمري ما أردت محدك وال ودك تراين كنت انسياً عتلك حتسيناً وفتيان بين املطلب مضرجني‬
‫ابلدماء متسلوبني ابلعراء تتسفي‬

‫(‪)562/1‬‬

‫عليهم الرايح وتنتابه الضباع حىت أاتح هللا هلم عوماً واروهم فما أنس ما أنس طردك حتسيناً من حرم‬
‫هللا وحرم رسوله وكتابك إىل ابن مرجانة أتمره بقتله وإين ألرجو من هللا أن أيخذك عاجالً حيث عتلت‬
‫عرتة نبيه حممد صلى هللا عليه وآله ورضيت بذلك وأما عولك إنك غري انس بري فاحبس أيها‬
‫اإلنتسان برك عين وصلتك فإن حابس عنك ودري ولعمري إنك ما تؤتينا مما لنا من حقنا يف عبلك إال‬
‫اليتسري وإنك لتحبس عنا منه العريض الطويل مث إنك سألتين أن أحض الناس على طاعتك وأن‬
‫أخذهلم عن ابن الزبري فال مرحباً وال كرامة تتسألين نصرتك ومودتك وعد عتلت ابن عمي وأهل رسول‬
‫هللا مصابيح اهلدى وجنوم الدجى غادرهتم جنودك أبمرك صرعى يف صعيد واحد عتلى أنتسيت إنفاذ‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫أعوانك إىل حرم هللا لقتل احلتسني فما زلت وراءه ختيفه حىت أشخصته إىل العراق عداوة منك هلل‬
‫ولرسوله وألهل بيته الذين أذهب هللا عنهم الرجس وطهرهم تطهرياً فنحن أولئك ال آابؤك اجلفاة‬
‫الطغاة الكفرة الفجرة أكباد اإلبل واحلمري األجالف أعداء هللا وأعداء رسوله الذين عاتلوا رسول هللا‬
‫يف كل موطن وجدك وأبوك هم الذين ظاهروا على هللا ورسوله ولكن إن سبقتين عبل أن آخذ منك‬
‫أثري يف الدنيا فقد عتل النبيون عبلي وكفى ابهلل انصراً {و؟؟} مث إن تطلب موديت وعد علمت أين ملا‬
‫ابيعتك ما فعلت ذلك إال وأان أعلم أن ولد أيب وعمي أوىل هبذا األمر منك ومن أبيك ولكنكم‬
‫معتدين مدعني أخذمت ما ليس لكم حبق وتعديتم على من له احلق وإين على يقني من هللا أن يعذبكم‬
‫كما عذب عوم عاد ومثود وعوم لوط وأصحاب مدين اي يزيد وإن من أعظم الشماتة محلك بنات‬
‫رسول هللا وأطفاله وحرمه وأهله من العراق إىل الشام أسارى جملوبني متسلوبني ترى الناس عدرتك‬
‫وأنت عد عهرتنا واستوليت على آل رسول هللا ويف ظنك أنك أخذت بثأر أهلك الكفرة الفجرة يوم‬
‫بدر وأظهرت االنتقام الذي كنت ختفيه واألضغان اليت تكمن يف علبك كمون النار يف الزاند وجعلت‬
‫أنت وأبوك دم عثمان‬

‫(‪)563/1‬‬

‫وسيلة إىل إظهارها فالويل لكما من داين يوم الدين ووهللا لئن أصبحت آمناً من جراحة يدي فما‬
‫أنت آبمن من جراحة لتساين بفيك الكثكث وأنت املفند املثبور ولك األثلب وأنت املذموم وال‬
‫يغرنك أن ظفرت بنا اليوم فوهللا لئن مل نظفر بك اليوم لنظفرن بك غداً بني يدي احلاكم العدل الذي‬
‫ال جيور يف حكمه وسوف أيخذك سريعاً أخذاً أليماً وخيرجك من الدنيا مذموماً مدحوراً أثيماً فعش ال‬
‫أاب لك ما استطعت فقد ازداد عند هللا ما اعرتفت والتسالم على من اتب اهلدى‪.‬‬
‫عال الواعدي‪ :‬فلما عرأ يزيد كتابه أخذته العزة ابإلمث وهم بقتل ابن عباس فشغله عنه أمر ابن الزبري مث‬
‫أخذه هللا بعد ذلك بيتسري أخذاً عزيزاً‪.‬‬
‫الكثكث بكتسر الكاف فتات احلجارة والرتاب واملفند ضعف الرأي واألثلب الرتاب أيضاً والثبور‬
‫اهلالك فكل هذا يف معىن الدعاء على اإلنتسان وذمه‪.‬‬
‫ذكر أوالد احلتسني عليه التسالم‬
‫علي األكرب عتل م أبيه يوم كربالء وال بقية له وأمه آمنة بنت أيب مرة بن عروة ابن متسعود الثقفي‬
‫وأمها بنت أيب سفيان بن حرب وعلي األصغر وهو زين العابدين والنتسل له وأمه أم ولد‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عال ابن عتيبة‪ :‬كانت سندية ويقال هلا التسالفة وعيل غزالة تزوجها بعد احلتسني زبيد موىل احلتسني‬
‫فولدت له عبد هللا فهو أخو علي زين العابدين ألمه ويقال اسم زبيد زيد وعقبة ينزلون ينب ‪.‬‬
‫وعال الزهري‪ :‬الذي زوجها من زبيد ولدها زين العابدين مث أعتق زين العابدين جارية وتزوجها فعابه‬
‫عبد امللك بن مروان وكتب إليه زين العابدين {لقد كان لكم يف رسول هللا أسوةٌ حتسنةٌ} أعتق رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله جويرية‬

‫(‪)564/1‬‬

‫وصفية مث تزوجهما وأعتق زيد بن حارثة وزوجه زينب بنت جحش بنت عمته وعال الزهري‪ :‬وكان‬
‫للحتسني من الولد أيضاً جعفر ال بقية له وأمه التسالفة عضاعية من بلى وفاطمة وأمها أم إسحاق‬
‫بنت طلحة بن عبيد هللا عتل م أبيه يوم الطف وسكينة وأمها الرابب بنت امرئ القيس وعد ذكرانها‬
‫وحممد عتل م أبيه فأما فاطمة بنت احلتسني فكنت عند احلتسن بن احلتسن بن علي مث تزوجها عبد‬
‫هللا بن عمر بن عثمان بن عفان فأولدها الديباج وعد ذكرانه وأما سكينة فتزوجها مصعب بن الزبري‬
‫فهلك عنها فتزوجها عبد هللا بن عثمان بن عبد هللا بن حكيم بن حزام فولدت له عثمان الذي يقال‬
‫له عرين مث تزوجها األصبغ بن عبد العزيز بن مروان أخو عمر بن عبد العزيز مث فارعها عبل الدخول‬
‫هبا وماتت يف أايم هشام بن عبد امللك وهلا التسرية اجلميلة والكرم الوافر والعقل التام وهذا عول ابن‬
‫عتيبة وأما غريه فيقول امسها آمنة وعيل أميمة وأول من تزوجها مصعب بن الزبري عهراً وهو الذي‬
‫ابتكرها مث عتل عنها وعد ولدت له فاطمة وكانت من اجلمال واألدب والظرف والتسخاء ومنزلة عظيمة‬
‫وكان أيوي إىل منزهلا األدابء والشعراء والفضالء فتجيزهم على أعدارهم وكان مصعب بن الزبري عد‬
‫أصدعها ستمئة ألف وملا عتل عبد امللك بن مروان مصعباً فخطبها فقاتل أبعد ما عتل ابن الزبري ال‬
‫وهللا ال كان هذا أبداً‪.‬‬
‫وعال هشام بن حممد‪ :‬اجتم على ابهبا مجاعة من الشعراء لتخاير بينهم وكانوا يرضون حبكمها ملا‬
‫يعرفون من أدهبا وبصارهتا ابلشعر فأحتسنت ضيافتهم وأكرمتهم وكان فيهم الفرزدق وجرير وكثري عزة‬
‫ونصيب ومجيل فضربت بينها وبينهم ستارة وأذنت هلم فدخلوا عليها وكانت هلا جارية عد روت‬
‫األشعار واألخبار وعلمتها األدب فخرجت من عندها فقال أيكم الفرزدق فقال ها أان فقالت أنت‬
‫القائل‪:‬‬

‫(‪)565/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫اما دلتان من مثانني عامة كما ‪ ...‬انقض ابزأعتم الريش كاسرة‬
‫فلما استوت رجالي يف األرض عالتا ‪...‬أحي فريجى أم عتيل حناذره‬
‫عال نعم عالت فما الذي دعاك إىل إفشاء سرك وسرها هال سرتت عليها وعلى نفتسك؟ خذ هذه‬
‫ألف دينار واحلق أبهلك مث عالت أيكم جرير فقال ها أان فقالت ألتست القائل‪:‬‬
‫طرعتك صائدة القلوب وليس ‪...‬ذا وعت الزايرة فارجعي بتسالم‬
‫عال نعم عالت وأي ساعة أحلى من ساعة الزايرة خذ هذه األلف دينار واحلق أبهلك مث عالت أيكم‬
‫كثري بن عزة فقال ها أان ذا فقالت أنت القائل‪:‬‬
‫يقر لعيين ما يقر بعينها ‪...‬وأحتسن شيء ما به العني عرت‬
‫فقال نعم عالت أفتسدت احلب هبذا التعريض خذ هذه األلف دينار وانصرف مث عاتل أيكم نصيب‬
‫فقال هأنذا فقالت أنت القائل‪:‬‬
‫من عاشقني تواعدا وتراسال ‪ ...‬حىت إذا جنم الثراي حلقا‬

‫(‪)566/1‬‬

‫ابات أبنعم ليلة وألذها ‪ ...‬حىت إذا وضح الصباح تفرعا‬


‫عال نعم عالت وهل يف احلب تداين؟ خذ هذه األلف دينار وانصرف مث عالت أيكم مجيل؟ عال ها أان‬
‫ذا فقالت إن مواليت تتسلم عليك ومل تزل مشتاعة إليك منذ مسعت عولك‪:‬‬
‫فياليت شعري هل أبينت ليلة ‪...‬بوادي القرى إين إذاً لتسعيد‬
‫وكل حديث بينهن بشاشة ‪...‬وكل عتيل دوهنن شهيد‬
‫جزاك هللا خرياً جعلت حديثنا بشاشة وعتالان شهداء عد محلنا لك على اجلمي خذ هذه األربعة ألف‬
‫دينار وانصرف راشداً وروي أن اجلارية كانت تدخل على سكينة يف كل مرة مث خترج فتقول أين فالن‬
‫وتذكر شعره عال هشام وكانت عد ولدت من مصعب ابنة مستها اللباب وكانت فائقة اجلمال مل يكن‬
‫يف عصرها أمجل منها فكانت تلبتسها اللؤلؤ وتقول ما ألبتسها إايه إال حىت تفضحه واختلفوا يف وفاهتا‬
‫عال ابن سعد‪ :‬توفيت ابملدينة يف سنة سب عشرة ومئة وكان على املدينة خالد بن عبد هللا بن احلارث‬
‫بن احلكم فقال انتظروين حىت أصلي عليها وخرج يف حاجة فخافوا عليها أن تتغري فاشرتوا هلا كافوراً‬
‫بثالثني ديناراً مث أمر شيبة بن نصاح فصلى عليها وأما غري‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)567/1‬‬

‫ابن سعد فإنه يقول‪ :‬توفيت ومكة يف هذه التسنة ويف هذه التسنة أيضاً توفيت أختها ألبيها فاطمة بنت‬
‫احلتسني عليهما التسالم وأمها أم إسحاق بنت طلحة بنت عبيد هللا تزوجها ابن عمها حتسن بن حتسن‬
‫بن علي عليهما التسالم فولدت له عبد هللا وإبراهيم وحتسن وزينب مث مات عنها فخلف عليها عبد‬
‫هللا بن عمر بن عثمان زوجها منه ابنها عبد هللا بن حتسن بن حتسن أبمرها فولدت منه حممد الديباج‬
‫وعد ذكرانه وفاطمة هذه اليت خطبها عبد الرمحن بن الضحاك بن عيس الفهري وكان والياً على‬
‫املدينة فامتنعت عليه فآذاها وضيق عليها فبعثت إىل يزيد بن عبد امللك تشكوه فشق على يزيد‬
‫ذلك وغضب وعال بلغ من ابن أم عبد الرمحن أن يتعرض لبنات رسول هللا من يتسمعين موته وأان‬
‫على فراشي هذا مث بعث إليه من طاف به املدينة يف جبة صوف مث عزله وأغرمه أمواله كلها ومات‬
‫فقرياً وكانت وفاة فاطمة ابملدينة‪.‬‬
‫فصل يف عقوبة عاتليه واالنتصار من ظامليه‬
‫عال الزهري‪ :‬ما بقي منهم أحد إال وعوعب يف الدنيا إما ابلقتل أو العمى أو سواد الوجه أو زوال‬
‫امللك من مدة يتسرية وعال جدي أبو الفرج يف كتاب ((املنتظم)) عن ابن عباس عال‪ :‬أوحى هللا إىل‬
‫حممد صلى هللا عليه وآله أين عتلت بيحىي بن زكراي سبعني ألفاً وإين عاتل اببن فاطمة بتسبعني ألفاً‬
‫وسبعني ألفاً ويف رواية إين عاتل اببن ابنتك‪.‬‬

‫(‪)568/1‬‬

‫وحكى الواعدي عن ابن الرماح عال‪ :‬كان ابلكوفة شيخ أعمى عد شهد عتل احلتسني فتسألنا يوماً عن‬
‫ذهاب بصره فقال كنت يف القوم وكنا عشرة غري أين مل أضرب بتسيف ومل أطعن برمح وال رميت‬
‫بتسهم فلما عتل احلتسني ومحل رأسه رجعت إىل منزيل وأان صحيح وعيناي كأهنما كوكبان فتحت بتلك‬
‫الليلة فأاتين آت يف منامي وعال أجب رسول هللا علت مايل ولرسول هللا فأخذ بيدي وانتهرين ولزم‬
‫تلبايب وانطلق يب إىل مكان فيه مجاعة ولرسول هللا جالس وهو مغتم متغري حاسر عن ذراعيه وبيده‬
‫سيف وبني يديه نط وإذا أصحايب العشرة مذحبني بني يديه فتسلمت عليه فقال ال سلم هللا عليك وال‬
‫حياك اي عدو هللا املعلون أما استحييت مين هتتك حرميت وتقتل عرتيت ومل ترع حقي فقلت اي رسول‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫هللا ما عتلت عال نعم ولكن كثرت التسواد وإذا بطتست عن ميينه فيه دم احلتسني فقال اععد فجثوت‬
‫بني يديه فأخذ مروداً وأمحاه مث كحل به عيين فأصبحت أعمى كما ترون‪.‬‬
‫وحكى هشام بن حممد عن القاسم بن األصبغ اجملاشعي‪ :‬عال ملا أيت ابلرؤوس إىل الكوفة إذا بفارس‬
‫أحتسن الناس وجهاً عد علق يف لبب فرسه رأس غالم أمرد كأنه القمر ليلة متامه والفرس ميرح فإذا‬
‫طأطأ رأسه حلق الرأس ابألرض فقلت له رأس من هذا؟ فقال رأس العباس بن علي علت وأنت عال‬
‫حرملة بن الكاهل األسدي عال فلبثت أايماً وإذا حبرملة وجهه أشد سواداً من القار فقلت له لقد‬
‫رأيتك يوم محلت الرأس وما يف العرب أنضر وجهاً منك وما أرى اليوم ال أعبح وال أسود وجهاً منك‬
‫فبكى وعال وهللا منذ محلت الرأس وإىل اليوم ما متر علي ليلة إال واثنان أيخذان بضبعي مث ينتهيان يب‬
‫إىل انر أتجج فيدفعاين فيها وأان أنكص فتتسعفين كما‬

‫(‪)569/1‬‬

‫ترى مث مات على أعبح حال‪.‬‬


‫وحكى التسدي عال‪ :‬نزلت بكربالء ومعي طعام للتجارة فنزلنا على رجل فتعشينا عنده وتذاكران عتل‬
‫احلتسني وعلنا ما شرك أحد يف دم احلتسني إال ومات أعبح موتة فقال الرجل ما أكذبكم أان شركت يف‬
‫دمه وكنت فيمن عتله وما أصابين شيء عال فلما كان آخر الليل إذا بصياح علنا ما اخلرب؟ عالوا عام‬
‫الرجل يصلح املصباح فاحرتعت أصبعه مث دب احلريق يف جتسده فاحرتق عال التسدي‪ :‬فأان وهللا رأيته‬
‫كأنه محمة‪.‬‬
‫فصل‬
‫فأما عتل ابن زايد ومجاعة آخرين فذكر علماء التسري عالوا‪ :‬ملا عتل احلتسني سقط يف يد القوم الذين‬
‫ععدوا عن نصرته وعاموا مفكرين اندمني فلما مات يزيد بن معاوية منتصف ربي األول سنة أرب‬
‫وستني حتركت الشيعة ابلكوفة وكانوا خيافون منه وعيل إمنا حتركت يف أول هذه التسنة عبل موت يزيد‬
‫وهو األصح‪ .‬فذكر هشام بن حممد عال‪ :‬ملا عتل احلتسني حتركت الشيعة وبكوا ورأوا أنه ال ينجيهم‬
‫وال يغتسل عنهم العار واإلمث إال عتل من عتل احلتسني أو يقتلوا فيه عن آخرهم وفزعوا إىل مختسة من‬
‫رؤساء أهل الكوفة وهم سليمان بن صرد اخلزاعي وكانت له صحبة من رسول هللا واملتسيب بن جنيبة‬
‫الفزاري وكان من أصحاب علي عليه التسالم وخيارهم وعبد هللا بن سعيد بن نفيل األزدي وعبد هللا‬
‫بن وال التميمي ورفاعة بن شداد البجلي وكان اجتماعهم يف منزل سليمان بن صرد فاتفقوا وتعاهدوا‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وتعاعدوا على التسري إىل عتال أهل الشام والطلب بدم احلتسني وأن يكون اجتماعهم ابلنخيلة سنة‬
‫مخس وستني مث إهنم كاتبوا الشيعة فأجاهبم أهل األمصار وعيل إهنم حتركوا عقيب عتل احلتسني سنة‬
‫إحدى وستني ومل يزالوا يف مج األموال واالستعداد‬

‫(‪)570/1‬‬

‫حىت مات يزيد مث إن املختار بن أيب عبيد يف هذه التسنة وثب ابلكوفة يف رمضان يوم اجلمعة بعد‬
‫موت يزيد خبمتسة أشهر وكان عدومه من مكة من عند عبد هللا بن الزبري انئباً عنه يف زعمه فوجد‬
‫الشيعة عد اجتمعوا على سليمان بن صرد فحشد فقال إمنا جئتكم من عند حممد بن احلنفية وهو‬
‫املهدي وأن أمينه ووزيره فانضمت إليه طائفة من الشيعة ومجهورهم م سليمان بن صرد فكان‬
‫املختار حيتسده ويقول ليس لتسليمان خربة ابحلرب وإنه يقتلكم ويقتل نفتسه وهللا ألعتلن بقتلة احلتسني‬
‫بعدد عتلة حيىي بن زكراي وملا دخلت سنة مخس وستني اجتم سليمان بن صرد ابلنخيلة م الشيعة‬
‫وكان عد حلف به ابلكوفة مثانية عشر ألفاً فصفا له مختسة آالف فلما عزم على املتسري إىل الشام عال‬
‫عبد هللا بن سعد‪ :‬متضي إىل الشام وعتلة احلتسني كلهم ابلكوفة عمر بن سعد ورؤوس األرابع فقال‬
‫سليمان هو ما تقول غري أن الذي جهز إليه اجليوش ابلشام هو الفاسق ابن الفاسق ابن مرجانة وكان‬
‫ابن زايد ملا بلغه موت يزيد هرب من البصرة إىل الشام فالتجأ إىل مروان بن احلكم وهو الذي واله‬
‫اخلالفة وعال سليمان‪ :‬فإذا عتلناه عدان إىل عتلة احلتسني عليه التسالم مث سار سليمان ومن معه وكانوا‬
‫يتسمون التوابني فلم يزالوا سائرين إىل عني وردة وهي ابخلابور عريبة من أعمال عرعيتسيا فالتقاهم عبيد‬
‫هللا بن زايد هناك يف جيوش أهل الشام جهزهم معه مروان بن احلكم فاعتتلوا أايماً وكانوا يف أربعة‬
‫أالف وابن زايد يف ثالثني ألفاً مث التقوا يوماً وكانت لتسليمان يف أول النهار مث عادت عليه يف آخره‬
‫وعيل مل يكن ابن زايد حاضراً بل كان مقدم اجليش احلصني بن منري مث عتل سليمان وافرتعوا وكانت‬
‫الواععة يف رجب ومات مروان بن احلكم يف رمضان وذكر ابن جرير أن ابن زايد ملا مفرغ من التوابني‬
‫جاءه نعي مروان ابلطاعون حىت نزل اجلزيرة فوثب املختال بن أيب عبيد وجاءته اإلمداد من البصرة‬
‫واملدائن واألمصار وأعام معه إبراهيم بن األشرت النخعي وخرج والشيعة معه ينادون اي اثرات احلتسني‪.‬‬

‫(‪)571/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ذكر سليمان بن صرد‬
‫عال ابن سعد‪ :‬هو من الطبقة الثالثة من املهاجرين وكنيته أبو املطرف صحب رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله وكان امسه يتسار فتسماه رسول هللا صلى هللا عليه وآله سليمان وكانت له سن عالية وشرف‬
‫يف عومه فلما عبض رسول هللا حتول فنزل الكوفة وشهد م علي عليه التسالم اجلمل وصفني وكان من‬
‫الذين كتبوا إىل احلتسني أن يقدم الكوفة غري أنه مل يقاتل معه خوفاً من ابن زايد مث ندم بعد احلتسني‬
‫فجم الناس عال ابن سعد‪ :‬فالتقوا بعني وردة وهي من أعمال عرعيتسيا وعلى أهل الشام احلصني بن‬
‫منري فاعتتلوا فرتجل سليمان وعاتل فرماه احلصني بن منري بتسهم فقتله فوع وعال فزت برب الكعبة‬
‫وعتل معه املتسيب بن جنيبة فقط رأسيهما وبعث هبما إىل مروان بن احلكم عال وكان سن سليمان يوم‬
‫عتل ثالاثً وسبعني سنة‪.‬‬
‫وملا دخلت سنة ست وستني أعلن املختار ابلطلب بثأر احلتسني وكان ابن زايد ابجلزيرة مث نفى املختار‬
‫عبد هللا بن املطي وايل ابن الزبري على الكوفة إىل مكة وملك القصر مث عتل املختار من شهد عتلة‬
‫احلتسني أبعبح القتالت وأشنعها فلم يبق من التستة آالف الذين عاتلوه م عمر بن سعد وملكوا‬
‫الشرائ أحداً وبعث إىل خويل بن يزيد األصبحي الذي محل رأس احلتسني إىل ابن زايد فأحاطوا بداره‬
‫فاختبأ يف املخرج فقالوا المرأته أين هو فقالت يف املخرج فأخرجوه فمثلوا به فحرعوه وعال املختار‬
‫ألعتلن رجالً يرضي عتله أهل التسماوات وأهل األرض وكان عد أعطى عمر بن سعد أماانً على أن ال‬
‫خيرج من الكوفة فأتى رجل إىل عمر وعال له عد عال املختار كذا وكذا وهللا ما يريد سواك فأرسل إليه‬
‫عمر ولده حفصاً وعال للمختار‬

‫(‪)572/1‬‬

‫يقول لك أيب أتفي لنا ابلذي وعدتنا أو ابلذي كان بيننا وبينك؟ فقال حلفص اجلس مث سار املختار‬
‫رجلني فغااب مث عادا وبيد أحداما رأس عمر بن سعد فقال ولده حفص أعتلتم أاب حفص وعال املختار‬
‫وأنت تطم احلياة بعده أال خري لك فيها مث ضرب عنقه وعال املختار عمر ابحلتسني وحفص بعلي بن‬
‫احلتسني وال سواء مث عال وهللا لو عتلت به ثالثة أرابع عريش ما وفوا وال أمنلة مث عتل مشر أعبح عتلة‬
‫وعيل ذبح مشر كما ذبح احلتسني وكان مشر أبرص وأوطأ اخليل صدره وظهره عال ابن سعد عدم اسم‬
‫مشر الضبايب الكاليب وكنيته أبو مشر ويقال أبو النابغة ويقال له ذو اجلوشن على رسول هللا فقال له‬
‫((أسلم)) فلم يفعل فقال له رسول هللا ((ما مينعك أن تكون يف أول األمر)) فقال رأيت عومك‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫كذبوك وأخرجوك وعاتلوك فإن ظهرت عليهم تبعتك وإن مل تظهر عليهم مل أتبعك فقال له رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله ((سرتى ظهوري عليهم)) عال ذو اجلوشن فوهللا إين لفي عومي إذ عدم علينا‬
‫ركب فقلنا ما اخلرب فقالوا ظهر حممد على عومه فكان ذو اجلوشن يتوج على تركه اإلسالم حني‬
‫دعاه رسول هللا عال ابن سعد‪ :‬وكان ذو اجلوشن جاء رسول هللا بعد فراغه من بدر وأهدى له فرساً‬
‫يقال هلا العرجاء فلم يقبلها منه وبعث املختار ابلرؤوس إىل حممد بن احلنفية مث جاء ابن زايد فنزل‬
‫املوصل يف ثالثني ألفاً فجهز إليه املختار إبراهيم بن األشرت يف سبعة آالف وذلك يف سنة تتس وستني‬
‫فالتقى اببن زايد فقتله على الزاب وكان من غرق من أصحابه أكثر ممن عتل واختلفوا يف عاتل ابن‬
‫زايد فذكر ابن جرير عن إبراهيم بن األشرت أنه عال‪ :‬عتلت رجالً مشمت منه أثر املتسك على شاطي‬
‫هنر جاذر عال ضربته فقددته نصفني وعيل إن الذي عتله شريك بن جرير الثعليب وعيل جابر أو جبري‬
‫وعد ذكرانه وبعث ابن األشرت برأس ابن زايد إىل املختار فجلس يف القصر وألقيت الرؤوس بني يديه‬
‫فألقاها يف املكان الذي وض فيه رأس احلتسني وأصحابه ونصب املختار رأس ابن زايد يف املكان‬
‫الذي نصب فيه رأس‬

‫(‪)573/1‬‬

‫احلتسني مث ألقاه يف اليوم الثاين يف الرحبة م الرؤوس عال عمار بن عمري‪ :‬فبينما أان واعف عند‬
‫الرؤوس ابلكناسة إذ عال الناس وعد جاءت عد جاءت فإذا حية عظيمة تتخلل الرؤوس حىت دخلت‬
‫يف منخري ابن زايد وخرجت فغابت ساعة مث عادت ففعلت كذلك وعيل إمنا فعلت احلية ذلك‬
‫ابلقصر بني يدي املختار فقال املختار دعوها ويف رواية فعلت أهنا ذلك ثالثة أايم‪.‬‬
‫فصل يف يزيد بن معاوية‬
‫ذكر علماء التسري عن احلتسن البصري أنه عال عد كانت يف معاوية هنات لو لقي أهل األرض هللا‬
‫ببعضها لكفاهم وثوبه على هذا األمر واعتطاعه من غري مشورة من املتسلمني وادعاؤه زايداً وعتله حبر‬
‫بن عدي وأصحابه وتوليته مثل يزيد على الناس عال وعد كان معاوية يقول لوال هواي يف يزيد لرأيت‬
‫رشدي‪.‬‬
‫عال جدي أبو الفرج أبنا أبو بكر حممد بن عبد الباعي البزاز أبنا أبو إسحاق الربمكي أبنا أبو بكر‬
‫عبد العزيز بن جعفر ثنا أمحد بن حممد اخلالل ثنا حممد بن علي عن مهنا بن حيىي عال سألت أمحد‬
‫بن حنبل عن يزيد بن معاوية فقال هو الذي فعل ما فعل علت وما فعل عال هنب املدينة علت فنذكر‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عنه احلديث عال وال كرامة ال ينبغي ألحد أن يكتب عنه احلديث‪.‬‬
‫وحكى جدي أبو الفرج عن القاضي أيب يعلى ابن الفراء يف كتابه ((املعتمد يف األصول)) إبسناده إىل‬
‫صاحل بن أمحد بن حنبل عال علت أليب إن عوماً ينتسبوان إىل توايل يزيد فقال اي بين وهل يتواىل يزيد‬
‫أحد يؤمن ابهلل فقلت فلم ال تلعنه فقال وما رأيتين لعنت شيئاً اي بين مل ال تلعن من لعنه هللا يف كتابه؟‬
‫عال فقلت وأين لعن هللا يزيد يف كتابه؟ فقال يف عوله تعاىل {فهل ؟؟ إن توليتم أن تفتسدوا ؟؟} فهل‬
‫يكون فتساد أعظم من القتل ويف عال اي بين ما أعول يف رجل لعنه هللا يف كتابه‬

‫(‪)574/1‬‬

‫وذكره عال جدي وصنف القاضي أبو يعلى كتاابً ذكر فيه بيان من يتستحق اللعن وذكر منهم يزيد‬
‫وعال يف الكتاب املذكور املمتن من جواز لعن يزيد إما أن يكون غري عامل بذلك أو منافقاً يزيد إن‬
‫توهم بذلك أو روما استفز اجلاهل بقوله عليه التسالم املؤمن ال يكون لعاانً عال القاضي وهذا حممول‬
‫على من ال يتستحق اللعن فإن عيل فقد عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((أول جيش يغزو‬
‫القتسطنطينية مغفور له)) ويزيد أول من غزاها علنا فقد عال صلى هللا عليه وآله ((لعن هللا من أخاف‬
‫مدينيت)) واآلخر ينتسخ األول‪.‬‬
‫عال أمحد يف املتسند‪ :‬ثنا أنس بن عياض حدثين يزيد بن خصيفة عن عبد هللا بن عبد الرمحن بن أيب‬
‫صعصعة عن عطاء بن يتسار عن التسائب بن خالد أن رسول هللا صلى هللا عليه وآله عال ((من‬
‫أخاف أهل املدينة ظلماً أخافه هللا وعليه لعنة هللا واملالئكة والناس أمجعني ال يقبل هللا منه يوم القيامة‬
‫صرفاً وال عدالً))‪.‬‬
‫وعال البخاري‪ :‬ثنا حتسني بن حريث أبنا الفضل عن جعيد عن عائشة عالت مسعت سعداً يقول‬
‫مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول ((ال يكيد أحد إال امناع كما ينماع امللح يف املاء))‬
‫وأخرجه متسلم أيضاً ومعناه وفيه ((ال يريد أهل املدينة أحد بتسوء إال أذابه هللا ذوب الرصاص))‪ .‬وأما‬
‫عوله عليه التسالم ((أول جيش يغزو القتسطنطينية)) فإمنا يعين أاب أيوب األنصاري ألنه كان فيهم وال‬
‫خالف أن يزيد أخاف املدينة وسىب أهلها وهنبها وأابحها يف وععة احلرة وسببه ما رواه الواعدي وابن‬
‫إسحاق وهشام بن حممد‪:‬‬

‫(‪)575/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫أن مجاعة من العلماء من أهل املدينة وفدوا على يزيد سنة اثنتني وستني بعدما عتل احلتسني فرأوه‬
‫يشرب اخلمر ويلعب ابلطنابري والكالب والقرود فلما عادوا إىل املدينة أظهروا سبه وخلعوه وطردوا‬
‫عامله عثمان بن حممد بن أيب سفيان وعالوا عدمنا من عند رجل ال دين له يتسكر ويدع الصالة‬
‫وابيعوا عبد هللا بن حنظلة يقول اي عوم وهللا ما خرجنا على يزيد حىت خفنا أن نرمى ابحلجارة من‬
‫التسماء رجل ينكح األمهات والبنات واألخوات ويشرب اخلمر ويدع الصالة ويقتل أوالد النبيني وهللا‬
‫لو مل يكن عندي أحد من الناس وألبليت هللا فيه بالء حتسناً فبلغ اخلرب إىل يزيد فبعث إليهم متسلم‬
‫بن عقبة املري يف جيش كثيف من أهل الشام فأابحها ثالاثً وعتل ابن الغتسيل واألشراف وأعام ثالاثً‬
‫ينهب املال ويهتك احلرمي‪.‬‬
‫عال ابن سعد‪ :‬وكان مروان بن احلكم حيرض متسلم بن عقبة على أهل املدينة فبلغ يزيد فشكر مروان‬
‫بن احلكم وعربه وأدانه ووصله وذكر املدائين يف كتاب احلرة عن الزهري‪ :‬كان القتلى يوم احلرة‬
‫سبعمئة من وجوه الناس من عريش واألنصار واملهاجرين ووجوه املوايل وأما من مل يعرف من عبد وحر‬
‫وامرأة فعشرة آالف وخاض الناس يف الدماء إىل عرب رسول هللا وامت أت الروضة واملتسجد عال‬
‫جماهد‪ :‬التجأ الناس إىل حجرة رسول هللا ومنربه والتسيف يعمل فيهم وكانت وععة احلرة سنة ثالث‬
‫وستني يف ذي احلجة وكان موت يزيد بعد ثالثة أشهر ما أمهله هللا بل أخذه أخذ القرى وهي ظاملة‬
‫وظهرت فيه اآلاثر النبوية واإلشارات احملمدية وذكر أبو احلتسني املدائين أيضاً عن أم اهليثم بنت يزيد‪:‬‬
‫عالت رأيت امرأة من عريش تطوف ابلبيت فعرض هلا أسود فعانقته وعبلته فقلت هلا ما هذا منك‬
‫فقالت هذا ابين من يوم احلرة وع علي فولدته وذكر أيضاً املدائين عن أيب عرة عال‪ :‬عال هشام بن‬
‫حتسان ولدت ألف امرأة بعد احلرة من غري زوج‪.‬‬

‫(‪)576/1‬‬

‫وغري املدائين يقول‪ :‬عشرة آالف امرأة وعال الشعيب‪ :‬أليس عد رضي يزيد بذلك وأمر به وشكر‬
‫مروان بن احلكم على فعله مث سار متسلم بن عقبة من املدينة إىل مكة فمات يف الطريق فأوصى إىل‬
‫احلصني بن منري فضرب الكعبة ابجملانيق وهدمها وأحرعها وجاء نعي يزيد يف ربي ‪.‬‬
‫وذكر جدي يف كتاب ((الرد على املتعصب العنيد))‪ :‬ليس العجب من عتال ابن زايد احلتسني‬
‫وتتسليطه عمر بن سعد على عتله والشمر ومحل الرؤوس إليه وإمنا العجب من خذالن يزيد وضربه‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ابلقضيب ثناايه ومحل أهل رسول هللا سبااي على أعتاب اجلمال وعزمه أن يدف فاطمة بنت احلتسني‬
‫إىل الرجل الذي طلبها وإنشاده أبيات الزبعري‪:‬‬
‫ليت أشياخي ببدر شهدوا ورد الرأس إىل املدينة وعد تغريت رائحته وما كان مقصوده إال الفضيحة‬
‫وإظهار رائحته للناس أفيجوز أن يفعل هذا ابخلوارج؟ أليس إبمجاع املتسلمني أن اخلوارج والبغاة‬
‫يكفنون ويصلى عليهم ويدفنون؟ وكذا عول يزيد يل أن أسبيكم ملا طلب الرجل فاطمة بنت احلتسني‬
‫عول ال يقن لقائله وفاعله ابللعنة ولو مل يكن يف علبه أحقاد جاهلية وأضغان بدرية الحرتم الرأس ملا‬
‫وصل إليه ومل يضربه ابلقضيب وكفنه ودفنه وأحتسن إىل آل رسول هللا علت‪ :‬والدليل على صحة هذا‬
‫أنه استدعى ابن زايد إليه وأعطاه أمواالً عظيمة وحتفاً كثرية وعرب جملتسه ورف منزلته وأدخله على‬
‫نتسائه وجعله ندميه وسكر ليلة فقال للمغين غن مث عال يزيد بديهاً‪:‬‬
‫مث مل فاسق مثلها ابن زايد ‪ ...‬اسقين شربة تروي فؤادي‬
‫ولتتسديد مغنمي وجهادي ‪ ...‬صاحب التسر واألمانة عندي‬
‫ومبيد األعداء واحلتساد ‪ ...‬عاتل اخلارجي أعين حتسيناً‬

‫(‪)577/1‬‬

‫وعال ابن عقيل‪ :‬ومما يدل على كفره وزندعته فضالً عن سبه ولعنته أشعاره اليت أفصح فيها ابإلحلاد‬
‫وأابن عن خبث الضمري وسوء االعتقاد عوله يف عصيدته اليت أوهلا‪:‬‬
‫بذلك إين ال أحب التناجيا ‪ ...‬علية هايت واعملي وترمني‬
‫إىل أحد حىت أعام البواكيا ‪ ...‬حديث أيب سفيان عدماً مسا هبا‬
‫ختريها العنتسي كرماً شامياً ‪ ...‬أال هات اسقيين على ذاك عهوة‬
‫وجدان حالالً شرهبا متوالياً ‪ ...‬إذا ما نظران يف أمور عدمية‬
‫وال أتملي بعد الفراق تالعياً ‪ ...‬وإن مت اي أم األحيمر انكحي‬
‫فإن الذي حدثت عن يوم بعثنا أحاديث طتسم جتعل القلب ساهياً وال بد يل من أن أزور حممداً‬
‫ومشمولة صفراء تروي عظاميا‬
‫علت ومنها عوله‪:‬‬
‫ولو مل ميس األرض فاضل بردها ‪ ...‬ملا كان عندي فتسحة يف التيمم‬
‫ومنها‪:‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ملا بدت تلك احلمول وأشرعت‬
‫وعد ذكرانها‬
‫ومنها‪:‬‬
‫معشر الندمان عوموا ‪ ...‬وامسعوا صوت األغاين‬
‫واشربوا كأس املدام ‪ ...‬واتركوا ذكر املغاين‬

‫(‪)578/1‬‬

‫أشغلتين نغمة العيدان ‪ ...‬عن صوت األذان‬


‫وتعوضت عن احلور ‪ ...‬عجوزاً يف الدانن (‪)1‬‬
‫ولغري ذلك مما نقل من ديوانه وهلذا تطرق العار إىل األمية بواليته عليها حىت عال أبو العالء املعري‪:‬‬
‫فما أان من العجائب متستزيد ‪ ...‬أرى األايم تفعل كل نكر‬
‫وكان على خالفتكم يزيد ‪ ...‬أليس عريشكم عتلت حتسيناً‬
‫وعلت‪ :‬ملا لعنه جدي أبو الفرج على املنرب ببغداد حبضرة اإلمام الناصر وأكابر العلماء عام مجاعة من‬
‫اجلفاة من جملتسه فقال جدي {أال ؟؟ ملدين كما ؟؟ مثود} وحكى بعض أشياخنا أن مجاعة سألوا‬
‫جدي عن يزيد فقال ما تقولون يف رجل ويل ثالث سنني يف سنته األوىل عتل احلتسني ويف الثانية‬
‫أخاف املدينة وأابحها ويف الثالثة رمى الكعبة ابجملانيق وهدمها وحرعها فقالوا أيلعن؟ فقال العنوه‬
‫وعال جدي أيضاً يف كتاب ((الرد على املتعصب العنيد))‪ :‬عد جاء يف احلديث لعن من فعل ما ال‬
‫يقارب معشار عشر فعل يزيد وذكر األحاديث اليت ذكرها البخاري ومتسلم يف الصحيحني مثل‬
‫حديث أيب متسعود عن النيب صلى هللا عليه وآله‪ :‬أنه لعن الوامشات واملتستومشات‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬حصل يف املطبوع خلط يف هذه األبيات مت تصويبه من طبعة دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫(‪)579/1‬‬

‫وحديث ابن عمر‪(( :‬لعن هللا الوامشة واملتستومشة ولعن هللا املصورين))‪.‬‬
‫وحديث جابر‪ :‬لعن رسول هللا آكل الراب وموكله احلديث‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وأورد أخباراً كثرية يف هذا الباب وعال‪ :‬هذه األشياء دون فعل يزيد يف عتله احلتسني وإخوته وأهله‬
‫وهنب املدينة وهدم الكعبة وضرهبا ابجملانيق وأشعاره الدالة على فتساد عقيدته ومن رام الزايدة على‬
‫هذا فليقف على كتابه املتسمى بـ ((الرد على املتعصب العنيد))‪.‬‬

‫(‪)580/1‬‬

‫الباب العاشر يف ذكر حممد بن احلنفية‬


‫وكنيته أبو القاسم وعيل أبو عبد هللا وهو من الطبقة األوىل من التابعني ولد بعد وفاة رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله‪.‬‬
‫عال أمحد يف املتسند‪ :‬ثنا وكي ثنا مطر ثنا منذر ثنا حممد بن احلنفية عن أبيه علي عليه التسالم عال‪:‬‬
‫علت اي رسول هللا أرأيت إن ولد يل بعدك ولد أمسيه ابمسك وأكنيه بكنيتك؟ عال‪(( :‬نعم))‪ .‬عال‬
‫الزهري‪ :‬فكانت رخصة من رسول هللا صلى هللا عليه وآله لعلي عليه التسالم‪.‬‬
‫علت‪ :‬وعد تتسمى هبذا االسم وتكىن هبذه الكنية مجاعة يف اإلسالم منهم حممد بن أيب بكر الصديق‬
‫فإن كنيته أبو القاسم وحممد بن طلحة بن عبيد هللا وحممد بن أيب وعاص وحممد بن عبد الرمحن بن‬
‫عوف وحممد بن جعفر بن أيب طالب وحممد بن حاطب بن أيب بلتعة وحممد بن األشعث من عيس يف‬
‫آخرين‪.‬‬

‫(‪)581/1‬‬

‫وأم حممد خولة بنت جعفر بن عيس احلنفي وكانت أم ولد من سيب اليمامة عال الزهري‪ :‬كان حممد‬
‫من أعقل الناس وأشجعهم معتزالً عن الفنت وما كان فيه الناس‪ ،‬وعال ابن سعد يف ((الطبقات))‪ :‬ملا‬
‫استوىل ابن الزبري على احلجاز وعتل احلتسني بعث ابن الزبري إىل ابن احلنفية يقول له ابيعين وبعث إليه‬
‫عبد امللك بن مروان يقول كذلك فقال هلما إمنا أان رجل من املتسلمني إذا اجتم الناس على إمام‬
‫ابيعته فلما عتل ابن الزبري ابي عبد امللك وعال وهب بن منبه‪ :‬كانت القلوب مائلة إىل حممد بن‬
‫احلنفية‪ ،‬وكان املختار بن أيب عبيد يدعو إليه ابلكوفة ويراسله ويقول إنه املهدي وهذا مذهب‬
‫الكيتسانية وهم طائفة من اإلمامية أصحاب املختار بن أيب عبيد وكان املختار يلقب بكيتسان ومجاعة‬
‫من الكيتسانية يزعمون أن حممد بن احلنفية مل ميت وأنه مقيم جببل رضوى ومعه أربعون من أصحابه‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫دخلوا ذلك الشعب فلم يوعف هلم على أثر وأهنم أحياء يرزعون وفيهم يقول كثري عزة وكان من‬
‫الكيتسانية‪:‬‬
‫أال إن األئمة من عريش ‪ ...‬والة األمر أربعة سواء‬
‫علي وثالثة من بنيه ‪ ...‬هم األسباط ليس هبم خفاء‬
‫فتسبط سبط إميان وبر ‪ ...‬وسبط غيبته كربالء‬
‫وسبط ال يذوق املوت حىت ‪ ...‬يقود اخليل يقدمها اللواء‬
‫وعوله سبط جماز وإمنا أراد ولد ولو عال وابن ال يذوق املوت كان أوىل ومن الكيتسانية التسيد احلمريي‬
‫وامسه إمساعيل بن حممد وهو القائل‪:‬‬
‫أال عل لإلمام فدتك نفتسي ‪ ...‬أطلت بذلك اجلبل املقاما‬
‫أضر ومعشر وآلوك منا ‪ ...‬ومسوك اخلليفة واإلماما‬
‫وعدوا أهل هذي األرض طراً ‪ ...‬مقامك فيهم ستني عاماً‬

‫(‪)582/1‬‬

‫وما ذاق بن خولة طعم موت ‪ ...‬وال وارت له ارض عظاماً‬


‫لقد أمتسى ومورق شعب رضوى ‪ ...‬تراجعه املالئكة الكالما‬
‫هداان هللا إذا حزان ألمر ‪ ...‬به ولديه نلتمس التماساً‬
‫وعال التسيد أيضاً‪:‬‬
‫اي شعب رضوى ما ملن بك ال نرى ‪ ...‬وبنا إليه من الصباية أشوق‬
‫حىت مىت وإىل مىت وكم الذي ‪ ...‬اي ابن الوصي وأنت حي ترزق‬
‫عال الواعدي‪ :‬وملا علم ابن الزبري بقصة حممد م املختار وطلب منه أن يبايعه حبتسه يف مكان يقال‬
‫له حبس عارم وفيه يقول كثري خياطب ابن الزبري‪:‬‬
‫خيرب من العيت أنك عائد ‪ ...‬بل العائد املظلوم يف حبس عارم‬
‫ومن ير هذا الشيخ يف اخليف من مىن ‪ ...‬من الناس يعلم أنه غري ظامل‬
‫مسي نيب هللا وابن وصيه ‪ ...‬وفكاك أغالل وعاضي مغارم‬
‫وعال هشام‪ :‬إمنا حبتسه يف عبة زمزم وحبس معه عشرين من وجوه شيعته ومجاعة من بين هاشم مل‬
‫يبايعوه وضرب هلم أجالً إن مل يبايعوه فيه وإال حرعهم ابلنار فأشار من كان م حممد أن يبعث إىل‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫املختار فيعرفه حديثه وما توعدهم به ابن الزبري وعال يف كتابه‪ :‬اي أهل الكوفة‪ ،‬ال ختذلوان كما خذلتم‬
‫احلتسني فلما عرأ املختار كتابه بكى ومج األشراف وعرأ عليهم الكتاب وعال‪ :‬هذا كتاب مهديكم‬
‫وسيد بيت أهل نبيكم وعد تركهم الرسول ينتظرون القتل واحلريق ولتست أاب إسحاق إن مل أنصرهم‬
‫وأسرب اخليل يف إثر اخليل كالتسيل حىت حيل اببن الكاهلية الويل مث سرح إليهم عبد هللا اجلديل يف‬
‫ألف فارس وأتبعه أبلف مث ألف وألف حىت هجموا واندوا‬

‫(‪)583/1‬‬

‫اي لثارات احلتسني ووفوا احلطب على ابب القبة ومل يبق من األجل سوى يومني فكتسروا ابب القبة‬
‫وخرجوا حممداً ومن معه وسلموا عليه وعالوا حل بيننا وبني عدو هللا احملل ابن الزبري فقال حممد ال‬
‫أستحل القتال يف حرمه مث تتاب عدد املختار حىت خرج حممد يف أربعة آالف فخرج حممد يف أيلة‬
‫فأعام هبا مدة سنتني وكان ابن الزبري أحرق داره وعيل بل أعام ابلطائف وهو األشهر‪.‬‬
‫ذكر نبذة من كالمه‬
‫أبنا غري واحد عن إمساعيل بن أمحد التسمرعندي أبنا عمر بن عبيد هللا البقال أبنا أيضاً أبو احلتسني‬
‫بن بشران ثنا عثمان بن أمحد الدعاق ثنا حنبل بن إسحاق ثنا هارون بن معروف بن عبد هللا بن‬
‫املبارك أبنا احلتسن بن عمرو الفقيمي عن منذر الثوري عال‪ :‬كان حممد بن احلنفية يقول‪ :‬ليس حبكيم‬
‫من مل يعاشر ابملعروف من ال جيد من معاشرته بداً حىت جيعل هللا له من أمره فرجاً وخمرجاً‪.‬‬
‫وبه عال الثوري‪ :‬عال حممد‪ :‬من كرمت نفتسه عليه هانت الدنيا يف عينيه‪.‬‬
‫وبه عال الثوري‪ :‬عال حممد‪ :‬إن هللا جعل اجلنة مثناً ألنفتسكم فال تبيعوها بغريها‪.‬‬
‫وعال أيضاً‪ :‬كل ما ال يبتغي به وجه هللا فهو مضمحل‪.‬‬
‫وذكر أبو نعيم يف كتاب ((احللية)) وعال‪ :‬حدثنا أمحد بن حممد بن سنان ثنا حممد بن إسحاق التسراج‬
‫الثقفي ثنا عمر بن حممد بن احلتسن ثنا أيب عن محاد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن علي‬
‫بن احلتسني عليه التسالم عال‪ :‬كتب ملك الروم إىل عبد امللك بن مروان يتهدده ويتوعده وحيلف‬
‫ليبعثن إليه مئة ألف يف الرب ومئة ألف يف البحر أن تؤدى إليه اجلزية فكتب عبد امللك إىل احلجاج‬
‫وكان ابحلجاز يتوعد حممد بن احلنفية ابلقتل عال وأخربين جبوابه وكان عبد امللك عد خاف خوفاً‬
‫عظيماً فلما‬

‫(‪)584/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وصل كتابه إىل احلجاج كتب إىل حممد يتواعده فكتب حممد إىل احلجاج‪ :‬أما بعد فإن هلل تعاىل يف كل‬
‫يوم ثالمثئة وستني نظرة إىل خلقه وأان أرجو أن ينظر إيل نظرة مينعين منك فكتب احلجاج بذلك إىل‬
‫عبد امللك فكتب عبد امللك إىل ملك الروم بذلك فكتب إليه ملك الروم ما لك وهلذا الكالم ما‬
‫خرج منك وال من أهل بيتك إمنا خرج من بيت النبوة‪.‬‬
‫ويف رواية‪ :‬أن احلجاج ملا عدم والياً على احلجاز كتب حممد إىل عبد امللك‪ :‬احلجاج من عد علمت‬
‫فال جتعل له سلطاانً بيده وال بلتسانه فكتب عبد امللك إىل احلجاج ينهاه عنه فالتقاه يف الطواف فعض‬
‫على شفته وعال لوال أمري املؤمنني لفعلت فقال له وحيك اي حجاج إن هللا تعاىل وذكره‪.‬‬
‫عال الثوري إبسناده املتقدم‪ :‬عال حممد يوماً لبعض ولده إذا شئت أن تكون أديباً فخذ من كل شيء‬
‫أحتسنه وإذا شئت أن تكون عاملاً اعتصر على فن من الفنون‪.‬‬
‫وبه عال الثوري عن علي بن احلتسني عال‪ :‬عال األشرت النخعي حملمد بن احلنفية يوماً من أايم صفني‬
‫عم بني الصفني وامدح أمري املؤمنني واذكر بعض مناعبه فربز حممد بني الصفني وأومأ إىل عتسكر‬
‫معاوية وعال اي أهل الشام اختسئوا أبردية النفاق وجثو النار وحصب جهنم عن البدر الزاهر والقمر‬
‫الباهر والنجم الثاعب والتسنان النافذ والشهاب املنري واحلتسام املبري والصراط املتستقيم والبحر اخلضم‬
‫العظيم {عبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدابرها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب التسبت وكان أمر‬
‫هللا مفعوالً} أو ما ترون أي عقبة تقتحمون وأي هضبة تنتسمون فأىن تؤفكون بل‬

‫(‪)585/1‬‬

‫ينظرون إليك وهم ال يبصرون أصنو رسول هللا تتستهدفون ويعتسوب دين هللا تلمزون فأي سبيل رشاد‬
‫بعد ذلك تتسلكون أي خرق بعد ذلك ترفعون هيهات هيهات برأ وهللا يف التسبق وفاته ابحلضل‬
‫واستوىل على الغية وأحرز الفصل واخلطاب فاحنتسرت عنه األبصار وانقطعت دونه الرعاب وفرع‬
‫الذروة العلياء وبلغ الغاية القصوى فعجز من رام سعيه وعناه الطلب وفاته املأمول واإلرب ووعف‬
‫عند شجاعته الشجاع اهلمام وبطل سعي البطل الضرغام {وأىن له التناوش من مكان بعيد} فخفضاً‬
‫خفضاً ومهالً مهالً أفلصديق رسول هللا تثلبون أم ألخيه تتسبون وهو شقيق نتسبه إذا نتسبوا ونديد‬
‫هارون إذا متثلوا واملصلي إىل القبلتني إذا احنرفوا واملشهود له ابإلميان إذ كفروا واملدعو خبيرب إذا‬
‫نكلوا واملندوب لنبذ عهد املشركني إذ نكتسوا واخلليفة على الفراش إذ خبثوا والثابت يوم أحد إذ‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫هربوا واملتستودع ل أسرار ساعة الوداع إذ حجبوا هذي املكارم ال ععبان من لنب شيباً وماء فعاد بعد‬
‫أبواالً وكيف يكون بعيداً من كل سناء ومسو وثناء وعلو وعد جنلته ورسول هللا أبوه وأجنبت بينهما‬
‫جدود ورضعا بلبان ودرجا يف سنن وتفيئا بشجرة وتفرعا من أكرم أصل فرسول هللا للرسالة وأمري‬
‫املؤمنني للخالفة رتق هللا به فتق اإلسالم حىت اجنابت طخية الريب وعم خنوة النفاق حىت أرشأن‬
‫جيشانه وطمس رسم اجلاهلية وخل ربقة الصغار والذلة وكفت امللة العوجاء ورنق شرهبا وحالها عن‬
‫وردها واطئاً كواهلها آخذاً أبكاظمها يقرع هاماهتا ويرخصها عن مال هللا حىت كلمها اخلشاش وعضها‬
‫النفاق وانهلا فرض الكتاب فجرجرت جرجرة العود املوع فرادها وعرا فلفظته أفواهها وأزلقته‬
‫أببصارها ونبت عن ذكر أمساعها فكان هلا كالتسم املقر والزعاف املزعف ال أتخذه يف هللا لومة الئم‬
‫وال يزيله عن احلق هتيب متهدد وال حييله عن الصدق ترهب متوعد فلم يزل كذلك حىت اعشعت‬
‫غيابة الشرك وخن طبخ اإلفك وزالت عحم اإلشراك فيه تنتسمتم روح النصفة وعطعتم عتسم‬

‫(‪)586/1‬‬

‫التسوء بعد أن كنتم لوكة األكل ومذعة الشارب وعبتسة العجالن بتسياسية مأمون احلرفة مكتهل احلنكة‬
‫طب أبدوائكم عمن بدوائكم مثقفاً ودكم كالثاً حلوزتكم حامياً لقاصيكم ودانيكم يقتات اجلبنة ويرد‬
‫اخلميس ويلبس اهلدم مث إذا سربت الرجال وطاح الوشيظ واستتسلم املشيح وغمغمت األصوات‬
‫وعلصت الشفاه وعامت احلرب على ساق وخطر فنقها وهدرت شقاشقها ومجعت عطريها وسالت‬
‫أببراق الفيء أمري املؤمنني هنالك مثبتاً بقطبها مدبراً لرحاها عادحاً زندها مورايً هلبها مذكياً مجرها‬
‫ذالعاً إىل البهم ضراابً للقل غصاابً للمهج تراكاً للتسلب خواضاً لغمرات املوت مكثل أمهات مومت‬
‫أطفال مشتت آالف عطاع أعران طافياً على اجلولة راكداً يف الغمرة يهتف أبوالها أخراها فتارة يطويها‬
‫طي الصحيفة وآونة يفرعها تفرق الوفرة فبأي آالء أمري املؤمنني مترتون وعن أي أمر مثل حديثه‬
‫أتثرون {وربنا الرمحن املتستعان على ما تصفون} فلم يبق يف الفريقني إال من اعرتف بفضل حممد‪.‬‬
‫تفتسري غريبه‬
‫احلصب‪ :‬ما رمي به يف النار‪ ،‬والطمس‪ :‬ذهاب األثر‪ ،‬وصنوان‪ :‬خترج خنلتان أو ثالث من أصل واحد‬
‫فكل واحدة منهن صنو واجلم صنوان‪ ،‬ويتستهدفون‪ :‬جيعلونه هدفاً‪ ،‬واخلضل‪ :‬أن يق التسهم بلزق‬
‫القرطاس يف املناضلة‪ ،‬والتناوش‪ :‬التناول‪ ،‬وعوله‪ :‬هذى املكارم ال ععبان علت ولو كنت حاضراً لقلت‬
‫هذه الفصاحة ال سبحان‪ ،‬وحنلته‪ :‬أعطيته‪ ،‬وأجنبت‪ :‬من النجابة‪ ،‬ورتق‪ :‬ألم‪ ،‬والطخية‪ :‬شدة الظلمة‪،‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وأرفأن‪ :‬نفر مث سكن‪ ،‬وجيشانه‪ :‬غليانه‪ ،‬والكفت‪ :‬ضم بعض الشيء إىل بعض‪ ،‬ورنق ابلنون‪ :‬أي‬
‫كدر شرهبا‪ ،‬واإلكظام‪ :‬جمرى النفس‪ ،‬والثقاف‪ :‬ما تتستوي به الرماح‪ ،‬واملوع ‪ :‬املوعر الظهر‪ ،‬واملقر‪:‬‬
‫الصرب‪ ،‬وسم ذعاف‪ :‬عاتل سريعاً وهو ابلذال املعجمة‪ ،‬وأرعفه‪ :‬عتله‪ ،‬والغيابة‪ :‬ما أظلك‪ ،‬وأخن ‪ :‬أي‬
‫أخض ‪ ،‬والطيخ‪ :‬التكرب واالهنماك يف الباطل‪ ،‬والقحم‪ :‬التقحم‪ ،‬واجلبنة‪ :‬عامة الشجر‪ ،‬ويقال‬

‫(‪)587/1‬‬

‫لللنب احلامض جبنة‪ ،‬وهتدم الثوب‪ :‬بلي‪ ،‬وطاح‪ :‬سقط‪ ،‬والوشيط‪ :‬اخلتسيس والدخيل‪ ،‬واملشيح‪:‬‬
‫اجملد‪ ،‬وفينقها‪ :‬فحلها واجلم فنق وأفناق وعد ذكران الشقشقة فيما تقدم وعطراها‪ :‬جانباها‪ ،‬والوفرة‪:‬‬
‫الشعرة إىل شحمة األذن‪.‬‬
‫ذكر وفاته‬
‫اختلفوا يف أي مكان تويف على ثالثة أعوال‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أبيلة‪ ،‬والثاين‪ :‬ابملدينة‪ ،‬وصلى عليه أابن بن عثمان إبذن ابنه أيب هاشم‪ ،‬ودفن ابلبقي‬
‫والثالث‪ :‬ابلطائف‪ ،‬وذلك يف سنة إحدى ومثانني يف أايم عبد امللك بن مروان‪ ،‬وعمره مخس وستون‬
‫سنة‪.‬‬
‫ذكر أوالده‬
‫أبو هاشم وامسه عبد هللا وهو كبري ولده وكان من العلماء األشراف وعدم على سليمان بن عبد امللك‬
‫فأكرمه مث سار إىل فلتسطني فبعث إليه سليمان من ععد له على الطريق بلنب متسموم فلما شرب منه‬
‫أحس ابملوت فعدل إىل احلميمة واجتم ومحمد بن علي بن عبد هللا بن عباس وأعلمه أن األمر يف‬
‫ولده وسلم إليه كتب الدعاة وأوعفه على ما يفعل مث مات عنده ابحلميمة وكان أليب هاشم من الولد‬
‫هاشم وبه كان يكىن وحممد األصغر ال بقية له وأمها بنت خالد كنانية وحممد األكرب ولبابة وأمها‬
‫فاطمة بنت حممد بن عبد هللا بن عباس وعلي وأمه أم عثمان بنت أيب حدير عضاعية وطالب وعون‬
‫وعبيد هللا ألمهات أوالد شىت وريطة وهي أم حيىي بن زيد بن علي املقتول خبراسان وأم سلمة ألم ولد‪،‬‬
‫وذكر ابن سعد يف ((الطبقات)) وعال‪ :‬كان أبو هاشم ثقة وكانت الشيعة يتوالونه وكان ابلشام م بين‬
‫هاشم وعندهم تويف رمحه هللا وكان حملمد بن احلنفية من الولد جعفر األكرب وعلي ومحزة وجعفر‬
‫األصغر واحلتسن ألمهات شىت وكان احلتسن هذا من ظرفاء بين هاشم وعالوا هو من تكلم يف‬

‫(‪)588/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫اإلرجاء وكان يقدم على أخيه أيب هاشم‪.‬‬
‫عال أبو إسحاق‪ :‬أمه مجال بنت عيس بن خمرمة بن املطلب بن عبد مناف وتويف خالفة عمر بن عبد‬
‫العزيز وليس له عقب وإبراهيم وأمه مشرعة بنت عباد بن شيبان بن جابر عوفية والقاسم وأم أبيها‬
‫وعبد الرمحن وأمه أم عبد الرمحن وامسها برة بنت عبد الرمحن بن احلارث بن نوفل وجعفر األصغر‬
‫وعون وعبد هللا األصغر وأمهم أم جعفر بنت حممد بن جعفر بن أيب طالب وعبد هللا وحممد ورعية‬
‫وأمهم أم ولد وعال الزبري بن بكار‪ :‬وكان عبد هللا األكرب ولد حممد وكنيته أبو هاشم وهو الذي سقاه‬
‫سليمان بن عبد امللك اللنب متسموماً فأوصى إىل ابن عمه حممد بن علي بن عبد هللا بن عباس ومات‬
‫عنده ابحلميمة من أرض الشراة بناحية البلقاء أسند حممد بن احلنفية احلديث عن مجاعة من الصحابة‬
‫ومعظم حديثه عن أبيه علي عليه التسالم‪.‬‬
‫عال أبو نعيم‪ :‬حدثنا عبد هللا بن حممد بن عثمان الواسطي حدثنا أمحد بن حيىي بن زهري حدثنا أبو‬
‫كريب حدثنا يونس بن بكري عن حممد بن إسحاق عن إبراهيم بن حممد بن احلنفية عن أبيه عن جده‬
‫علي بن أيب طالب عال كثر على مارية أم إبراهيم يف عبطي ابن عم هلا كان يزورها وخيتلف إليها فقال‬
‫يل رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((خذ هذا التسيف وانطلق فإنه وجدته عندها فاعتله)) عال فقلت اي‬
‫رسول هللا أكون يف أمرك إذا أرسلتين كالتسبيكة احملماة ال يثنيين شيء حىت أمضي ملا أرسلتين له‬
‫والشاهد يرى ما ال يرى الغائب‪ ،‬فقال ((نعم‪ ،‬الشاهد يرى ما ال يرى الغائب)) عال فأعبلت متوشحاً‬
‫ابلتسيف فوجدته عندها فاخرتطت التسيف وأعبلت حنوه فعرف أين أريده فأتى خنلة فصعد فيها مث‬
‫رمى نفتسه على عفاه وسفر برجليه فإذا هو أجب ممتسوح ليس له عليل وال كثري فأغمدت التسيف‬
‫وأتيت رسول هللا صلى هللا عليه وآله فأخربته فقال ((احلمد‬

‫(‪)589/1‬‬

‫هلل الذي يصرف عن أهل البيت))‪.‬‬


‫الباب احلادي عشر يف ذكر خدجية وفاطمة عليهما التسالم‬
‫أما خدجية فهي بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن عصي بن كالب بن مرة بن لؤي ويقال ابهلمزة‬
‫على أن ينتهي نتسبها إىل عدانن وأمها فاطمة بنت زائدة بن األصم من ولد فهر بن مالك وأم فاطمة‬
‫هالة بنت عبد مناف وأم هالة العرعة وهي عالبة بنت سعيد بن بين لؤي بن غالب‪ ،‬عال الواعدي‪:‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وكانت خدجية وهي بكر عد ذكرت لورعة بن نوفل وكان ابن عمها فلم يقض بينهما نكاح فتزوجها‬
‫أبو هالة وامسه هند بن النباش التميمي فولدت له اسم رجلني مث تزوجها عتيق بن عابد املخزومي‬
‫فولدت له جارية امسها هند وكانت خدجية تدعى أم هند‪ .‬وحكى ابن سعد عن الواعدي عال‪ :‬كانت‬
‫أسن من رسول هللا صلى هللا عليه وآله خبمتسة عشر سنة‪ .‬عال الواعدي‪ :‬وكانت ذات شرف ومال‬
‫وجتارة تبعث إىل الشام فيكون عريها كعري عامة عريش وكانت تتستأجر الرجال وتدف املال مضاربة‬
‫فلما بلغ رسول هللا صلى هللا عليه وآله مختساً وعشرين سنة وليس له ومكة اسم إال األمني أرسلت‬
‫إليه تتسأله اخلروج إىل الشام م عريها م موالها ميتسرة فتسافر رسول هللا صلى هللا عليه وآله بعريها‬
‫إىل الشام فرأى غالمها ميتسرة منه يف الطريق العجائب ورأى الغمامة تظله فلما عدم مكة رأت‬
‫الغمامة على رأسه وحكى هلا ميتسرة ما شاهد فتزوجته بعد عدومه‬

‫(‪)590/1‬‬

‫من الشام بشهرين زوجه إايها أبوها وعيل أخوها عمر بن خويلد وهي بنت أربعني سنة وهو األصح؛‬
‫ألهنا ولدت عبل الفيل خبمس عشر سنة واألصح أن الذي زوجها أخوها عمر وعال الواعدي‪ :‬مات‬
‫أبو خدجية عبل األول‪.‬‬
‫ذكر خطبة النكاح وعقد العقد‬
‫عال علماء التسري‪ :‬حضر أبو طالب العقد ووجوه بين هاشم واألشراف وعمومة رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله فخطب أبو طالب وعال‪:‬‬
‫احلمد هلل الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إمساعيل وضئضئ معد وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته‬
‫وسواس حرمه وجعل لنا بيتاً حمجوجاً وحرماً آمناً وجعلنا احلكام على الناس مث إن ابن أخي هذا حممد‬
‫بن عبد هللا صلى هللا عليه وآله ال يوزن به رجل إال رجح به وإن كان يف املال فاملال ظل زائل وأمر‬
‫حائل وحممد من عرفتم فضله ونتسبه وعرابته وصدعه وأمانته وعد خطب خدجية بنت خويلد وبذل هلا‬
‫من الصداق من عاجله وآجله من مايل وهو وهللا له بعد خطب جتسيم ونبأ عظيم وخطر جليل وعيل‬
‫إنه أصدعها عشرين بكرة وعشر أواعي من ذهب وعبداً وأمة‪.‬‬
‫ذكر نبذة من فضائلها‬
‫عال هشام بن حممد‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله يودها وحيرتمها ويشاورها يف أموره كلها‬
‫وكانت وزير صدق وهي أول امرأة آمنت به ومل يتزوج يف حياهتا أحداً ومجي أوالده منها إال إبراهيم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ابن مارية ملا نذكر‪ .‬عال أمحد يف املتسند‪ :‬ثنا عبد هللا بن منري ثنا هشام عن أبيه عن عبد هللا بن جعفر‬
‫عن علي عليه التسالم عال‪ :‬مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول‪(( :‬خري نتسائها مرمي بنت‬
‫عمران وخري نتسائها خدجية بنت خويلد)) متفق عليه‪.‬‬

‫(‪)591/1‬‬

‫واملراد ابألول‪ :‬نتساء بين إسرائيل‪ ،‬وابلثاين‪ :‬نتساء هذه األمة‪.‬‬


‫ويف الصحيحني أيضاً من حديث أيب هريرة عال‪ :‬أتى جربئيل عليه التسالم رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله‪ ،‬فقال‪ :‬اي حممد‪ ،‬هذه خدجية عد أتتك فأعرأها التسالم من رهبا وبشرها ببيت يف اجلنة من عصب‬
‫ال صخب فيه وال نصب‪.‬‬
‫القصب الدر اجملوف والصخب األصوات املختلفة والنصب التعب ومعناه‪ :‬أنه ال بد لكل بيت من‬
‫تعب وإصالح إال عصور اجلنة فإنه ال تعب يف بنائها وعيل ملا تعبت يف تربية األوالد حصلت هلا‬
‫الراحة ابملناسبة‪.‬‬
‫ويف الصحيحني أيضاً أن عائشة رضي هللا عنها عالت‪ :‬ما غرت على أحد من نتساء رسول هللا ما‬
‫غرت على خدجية وما رأيتها عط ولكن كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله يكثر ذكرها‪.‬‬
‫وروما ذبح الشاة فيقط أعضاءها ويبعث هبا إىل صدائق خدجية فأعول كأنه مل يكن يف الدنيا امرأة إال‬
‫خدجية فيقول‪(( :‬إهنا كانت وكانت وكان يل منها األوالد))‪ .‬الصدائق‪ :‬اخلالئل‪ ،‬ويف رواية عن عائشة‬
‫عالت‪ :‬فأدركتين الغرية يوماً فقلت وهل كانت إال عجوزاً عد أخلف هللا لك خرياً منها عالت فغضب‬
‫حىت اهتز‬

‫(‪)592/1‬‬

‫مقدم شعره وعال ((وهللا ما أخلف يل خرياً منها لقد آمنت به إذ كفر الناس وصدعتين إذ كذبين‬
‫الناس وآستين وماهلا إذ حرمين الناس ورزعين هللا أوالدها إذ حرمين أوالد النتساء)) فقلت يف نفتسي‬
‫وهللا ما أذكرها بتسوء أبداً‪.‬‬
‫ويف رواية عن عائشة عالت‪ :‬أغضبت رسول هللا يوماً وعلت خدجية ابلتصغري فزجرين وعال ((إين‬
‫رزعت حبها)) واستأذنت عليه يوماً هالة أخت خدجية فاراتع لذلك وعال ((اللهم هالة بنت خويلد))‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عالت فغرت وعلت وما تذكر من عجوز محراء الشدعني هلكت يف الدهر فزجرين‪.‬‬
‫وعال معىن ما تقدم ومعىن محراء الشدعني أن املرأة إذا كربت امحر شدعاها وعيل إنه أراد ابألمحر‬
‫األبيض شدعاها وهو األصح وهذه هي الرواايت يف الصحيحني‪ .‬وعال الزهري‪ :‬بلغنا أن خدجية‬
‫أنفقت على رسول هللا صلى هللا عليه وآله أربعني ألفاً وأربعني ألفاً‪.‬‬
‫ذكر وفاهتا‬
‫عال الواعدي‪ :‬توفيت خدجية بعد أن مضى من النبوة عشر سنني وهي بنت مخس وستني سنة عبل‬
‫وفاة أيب طالب بثالثة أايم وعيل بعد وفاته بشهر عال حكيم بن حزام دفناها ابحلجون ونزل رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله يف عربها ومل يكن يومئذ سنة اجلنازة الصالة عليها وعال هشام‪ :‬توفيت ورسول هللا‬
‫صلى هللا عليه‬

‫(‪)593/1‬‬

‫وآله ابن سب وأربعني سنة ومثانية أشهر وعال جماهد‪ :‬كانت وفاهتا عبل أن تفرض الصلوات اخلمس‬
‫وهذا صحيح ألن الصالة فرضت سنة اثين عشر من النبوة ليلة املعراج وعال هشام‪ :‬كانت وفاهتا‬
‫لعشر خلون من رمضان عبل اهلجرة بثالث سنني‪.‬‬
‫ذكر أوالدها من رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫وعال ابن إسحاق‪ :‬كان له من الذكور القاسم وبه كان يكىن مات ومكة عبل البعث وله سنتان وعبد‬
‫هللا ويتسمى الطيب ومات أيضاً عبل النبوة وعيل بعدها بتسنة والطاهر ولد يف اإلسالم وهلذا مسي‬
‫الطاهر وتويف بعد املبعث وعيل الطيب والطاهر لقبان واألول أصح‪.‬‬
‫وعال أمحد يف املتسند‪ :‬ثنا عثمان بن أيب شيبة عن حممد بن فضل عن حممد بن عثمان عن زادان عن‬
‫علي عليه التسالم عال‪ :‬عالت خدجية اي رسول هللا أين ولدي منك فقال ((يف اجلنة))‪.‬‬
‫وعال ابن سعد‪ :‬كان بني كل ولدين سنة وعيل سنتان وأما البنات فزينب ورعية وأم كلثوم وفاطمة‬
‫عليهن التسالم فأما زينب فتزوجها أبو العاص بن الربي وامسه مقتسم بن عبد العزى بن عبد مشس‬
‫وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد أخت خدجية ولدت منه ولداً مساه علياً فتويف وهو صغري‪.‬‬
‫وعال هشام‪ :‬تزوج أبو العاص زينب وهو مشرك وأسر يوم بدر فمن عليه رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله على أن جيهز إليه زينب فجهزها إليه فلما خرجت من مكة حلقها هبار بن األسود فطعن بعريها‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فصرعها فأسقطت وليدها وبقيت عند هند بنت زمعة وبعث رسول هللا إليه زيد بن حارثة فتلطف له‬
‫حىت ورد هبا املدينة ففرح هبا رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪.‬‬

‫(‪)594/1‬‬

‫عال الواعدي‪ :‬وذلك بعد غزاة خيرب وليس بصحيح وإمنا هو عقيب غزاة بدر مث عدم زوجها أبو‬
‫العاص على رسول هللا صلى هللا عليه وآله فاستجار بزينب فأجارته فأمضى رسول هللا ذلك فأسلم‬
‫ورد رسول هللا زينب إليه ابلنكاح األول وعيل إمنا ردها بنكاح جديد وعيل إمنا أسلم عبل انقضاء‬
‫عدهتا وعيل كان هذا مث نتسخ يعين النكاح األول وكان أليب العاص من زينب ابنة يقال هلا أمامة‬
‫تزوجها املغرية بن يزيد وفارعها فتزوجها علي عليه التسالم بعد موت فاطمة وعيل إمنا تزوجها بوصية‬
‫فاطمة وهذه أمامة اليت كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله حيملها على كتفه وهي طفلة حىت يف‬
‫الصالة فإذا سجد وضعها على األرض وإذا عام عاد فحملها وتوفيت زينب سنة مثان من اهلجرة وأما‬
‫رعية فكان رسول هللا زوجها عتبة بن أيب هلب وزوج أم كثلوم عتيبة بن أيب هلب فلما نصب أبو هلب‬
‫العداوة لرسول هللا أمر ابنيه عتبة وعتيبة بطالعهما وطلقااما بعد الدخول هبما فتزوجهما عثمان تزوج‬
‫يف اجلاهلية رعية زوجة رسول هللا إايها أوالً فولدت له عبد هللا وهاجرت معه إىل احلبشة مث عادت معه‬
‫إىل املدينة وتوفيت سنة اثنني من اهلجرة والنيب صلى هللا عليه وآله ببدر وكان هلا من عثمان بن عفان‬
‫عبد هللا نقره ديك يف عينه فمات سنة أرب من اهلجرة وله ست سنني فزوجه رسول هللا أم كلثوم‬
‫فتوفيت عند سنة سب من اهلجرة وكان تزوجيها من عثمان سنة ثالث من اهلجرة‪.‬‬
‫فصل‬
‫وأما فاطمة عليها التسالم عال علماء التسري‪ :‬ولدهتا خدجية وعريش تبين البيت احلرام عبل النبوة‬
‫خبمس سنني وهي أصغر بنات رسول هللا صلى هللا عليه وآله وتزوجها علي عليه التسالم يف التسنة‬
‫الثانية من اهلجرة يف رمضان وبىن هبا يف ذي احلجة وعيل يف رجب وعيل يف صفر واألول أشهر‪.‬‬

‫(‪)595/1‬‬

‫ذكر تزوجيها وفضلها‬


‫عال هشام‪ :‬أهديت إليه يف بردين ويف يدها دملوجان من فضة ومعها مخيلة ومرععة من أدم حشوها‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ليف وعربة ومنخل يف جراب‪.‬‬
‫وعال أمحد يف الفضائل‪ :‬أبنا إبراهيم بن عبد الصمد البصري ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان عن ابن‬
‫أيب جنيح عن أبيه عال أخربين من مس علي بن أيب طالب عليه التسالم يقول على منرب الكوفة ملا‬
‫أردت أن أخطب فاطمة إىل رسول هللا ذكرت أنه ال شيء مث ذكرت عائدته وصلته فخطبتها فقال‬
‫وهل عندك شيء؟ علت ال عال فأين درعك احلطيمة؟ فقلت عندي وكان رسول هللا عد وهبها يل‬
‫فأتيته هبا فأنكحين إايها على الدرع فلما إن دخلت علي عال ال حتدثن حداثً حىت آتيكما فاستأذن‬
‫رسول هللا علينا وعلينا كتساء أو عطيفة عال فتخششنا فقال ((مكانكما على حالكما)) فدخل علينا‬
‫فجلس عند رؤوسنا ودعا وماء فدعا فيه ابلربكة ورشه علينا عال علي عليه التسالم فقلت اي رسول هللا‬
‫أميا أحب أان إليك أم هي؟ فقال ((هي أحب إيل منك وأنت أعز علي منها))‪.‬‬
‫عال الشعيب‪ :‬وكان عيمة درعه احلطيمة مختسة دراهم وغريه يقول مختسمئة درهم‪.‬‬
‫وعال أمحد يف الفضائل‪ :‬ثنا أبو عمر بن حممد بن حممود األصفهاين ثنا علي بن حشرم املروزي أبنا‬
‫الفضل بن موسى الشيباين عن احلتسني بن واعد عن عبد هللا بن بريدة عال‪ :‬خطب أبو بكر رضي هللا‬
‫عنه فاطمة عليها التسالم فقال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((إهنا صغرية وإين أنتظر هبا القضاء))‪.‬‬
‫فلقيه عمر رضي هللا عنه فأخربه فقال‬

‫(‪)596/1‬‬

‫ردك مث خطبها عمر فرده مث خطبها علي فزوجها إايها وعال ((إن هللا أمرين أن أزوج علياً فاطمة))‬
‫فباع علي بعرياً وبعض متاعه وتزوجها‪.‬‬
‫وذكره ابن سعد يف الطبقات وعال فيه‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله عد وعد علياً هبا عبل‬
‫خطبة أيب بكر وعمر وذكر ابن سعد أيضاً عن حممد بن علي عال تزوج علي فاطمة على إهاب شاة‬
‫وذلك يف رجب بعد اهلجرة خبمتسة أشهر وبىن مرجعه من بدر وفاطمة يومئذ بنت مثان عشر سنة‬
‫وعال ابن سعد‪ :‬ثنا أسامة عن جمالد عن عامر عال عال علي عليه التسالم لقد تزوجت فاطمة ما يل‬
‫وهلا فراش غري جلد كبش ننام عليه ابلليل ونعلف عليه الناضح ابلنهار وما يل وهلا خادم غريها‪.‬‬
‫وعال أمحد يف الفضائل‪ :‬ثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن أيب زيد املديين عال ملا‬
‫أهديت فاطمة إىل علي عليه التسالم مل جتد عنده إال رمالً مبتسوطاً ووسادة وكوزاً وجرة فأرسل إليه‬
‫رسول هللا ((ال تقرب زوجتك حىت آتيك)) فجاء رسول هللا صلى هللا عليه وآله فدعا وماء فقال فيه‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ما شاء هللا أن يقول مث نضح به صدر علي عليه التسالم ووجهه مث دعا بفاطمة فقامت إليه يف مرطها‬
‫وهي تفصد عرعاً من احلياء فنضح عليها من املاء مث عال‪(( :‬أما إين مل أنكحك إال أحب أهلي إيل‬
‫وأعزهم علي أو عندي)) مث خرج وعال دونك أهلك وما زال يدعو لنا حىت دخل احلجرة فرأى سواداً‬
‫من وراء الباب فقال ((من هذه)) فقالت أمساء عال ((بنت عميس)) عالت نعم عال‬

‫(‪)597/1‬‬

‫((أم بنت رسول هللا جئت كرامة لرسول هللا؟)) عالت نعم فدعا هلا ويف رواية‪ :‬جهز رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله وفاطمة يف مخيلة وهي القطيفة‪.‬‬
‫وذكر ابن سعد يف ((الطبقات))‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وآله ملا دخل على علي على فاطمة‬
‫جاء فطرق الباب وعال ((أين أخي؟)) فخرجت أم أمين فقالت اي رسول هللا كيف يكون أخاك وعد‬
‫زوجته ابنتك؟ عال ((هو ذاك)) مث دخل عليها فدعااما ورعااما عال وإمنا فعل رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله ذلك ألن اليهود كانوا أيخذون الرجل عن أهله ويف رواية‪ :‬جهزها رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله ومعها عربة من أدم ووسادة من أدم حشوها ليف وجلد كبش ينامان عليه ابلليل ويعلفان‬
‫الناضح عليه يف النهار ورحى وجرة‪.‬‬
‫وذكر ابن سعد عال‪ :‬ملا خطب علي عليه التسالم فاطمة دان رسول هللا صلى هللا عليه وآله من‬
‫خدرها وعال ((إن علياً يذكر فاطمة)) فتسكتت فزوجها منه علت فصار ذلك أصالً يف كل بكر أهنا‬
‫تتستأمر سواء كان هلا أب أو غريه عند أيب حنيفة وال ختري أصالً وعند الشافعي وأمحد ختري ملا عرف يف‬
‫موضعه ويف رواية‪ :‬ملا خطبها خرج إىل األنصار فقالوا له ما عال لك فقال عال يل ((مرحباً وأهالً))‬
‫فقالوا هلا أبشر فقد أعطاك املرحب واألهل‪.‬‬
‫وعال أمحد يف الفضائل‪ :‬ثنا محيد بن عبد الرمحن الرواسي ثنا أيب عن عبد الكرمي‬

‫(‪)598/1‬‬

‫بن سليط عن بريدة عن أبيه عال ملا أراد النيب صلى هللا عليه وآله أن جيهز فاطمة إىل علي عليهما‬
‫التسالم عال ألصحابه ((ال بد للعروس من وليمة)) فقال سعد بن أيب وعاص اي رسول هللا عندي كبش‬
‫وعال فالن عندي فرق من ذرة‪ .‬وأبنا جدي أبو الفرج رمحه هللا عال أبنا منصور والقزاز أبنا أبو بكر‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫اخلطيب أبنا حممد بن أمحد بن شاكر املؤدب ثنا عبد هللا بن حممد بن جعفر بن حيان أبنا عبد الرمحن‬
‫بن سامل الرازي ثنا حممود بن غيالن ثنا أمحد بن صاحل املصري عن إبراهيم بن احلجاج عن عبد الرازق‬
‫عن معمر بن جنيح عن جماهد عن ابن عباس عال ملا زوج رسول هللا صلى هللا عليه وآله فاطمة من‬
‫علي عالت اي رسول هللا زوجتين من رجل فقري ليس له مال فقال ((أما ترضني أن هللا تعاىل اختار من‬
‫أهل األرض رجلني أحداما أبوك واآلخر زوجك)) ويف رواية‪ :‬زوجتين من عائل ال شيء له فقال هلا‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((أما ترضني أن يكون هللا اطل على أهل األرض فاختار منه رجلني‬
‫فجعل أحداما أابك واآلخر بعلك))‪.‬‬
‫وعد تكلموا يف هذا احلديث وعالوا رواه عبد الرازق وكان منتسوابً إىل التشي وعد ذكران أن عبد‬
‫الرزاق كان من كبار العلماء وأنه شيخ أمحد بن حنبل وعال أخرج عنه يف الصحيحني فال يلتفت إىل‬
‫من تكلم فيه لغرض فاسد علت وعد ذكر جدي أبو الفرج يف كتاب ((املنتخب يف فضائل فاطمة‬
‫عليها التسالم)) وعال أمر هللا تعاىل اجلان ليلة عرسها فحملت حلالً وحلياً فنثرته على املالئكة مث عال‬
‫جدي عقيب هذا اي عجباً‬

‫(‪)599/1‬‬

‫سرت احللي واحللل ملن فراشها جلد كبش هال حلت هلا منها حلة مث عال كال مركب امللك أجل له‬
‫آه من أن حيلى‪.‬‬
‫وعال أمحد يف املتسند‪ :‬ثنا أبو نعيم الفضل بن دكني ثنا زكراي أيب زائدة عن فراس عن الشعيب عن‬
‫متسروق عن عائشة رضي هللا عنها عالت أعبلت فاطمة كأن مشيتها مشي رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله فقال ((مرحباً اببنيت)) مث أجلتسها عن ميينه مث أسر إليها حبديث فكبت فقلت هلا استخصك‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله وأنت تبكني مث أسر إليها فضحكت عالت فقلت هلا ما رأيت كاليوم‬
‫أعرب فرحاً من حزن ما أسر إليك فقالت ما كنت ألفشي سر رسول هللا حىت إذا عبض سألتها‬
‫فقالت إنه أسر إيل وعال ((كان جربيل يعارضين ابلقرآن كل عام مرة وإنه عارضين به العام مرتني وال‬
‫أراه إال حضر أجلي وإنك أول أهلي حلوعاً يب)) ولنعم التسلف أاب لك فبكت لذلك فقال ((أال‬
‫ترضني أن تكوين سيدة نتساء هذه األمة)) فذلك الذي أضحكين‪.‬‬
‫متفق على صحته ومل خيرج متسلم لفاطمة يف الصحيحني سواه عالوا وعد روت عن رسول هللا صلى هللا‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عليه وآله مثانية عشر حديثاً وعيل مثانني حديثاً وإهنا يتسرية ابلنتسبة إليها وعد أخرج متسلم عن املتسور‬
‫بن خمرمة أن رسول هللا صلى هللا عليه وآله عال‬

‫(‪)600/1‬‬

‫((فاطمة بضعة مين يريبين ما راهبا ويؤذيين ما آذاها فمن أغضبها فقد أغضبين))‪ .‬وأخرجه الرتمذي‬
‫أيضاً فقال‪ :‬حدثنا عتيبة عن الليث عن أيب مليكة عن املتسور بن خمرمة عال مسعت رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله يقول على املنرب‪ .‬وأخرجه البخاري أيضاً عن ابن الوليد عن ابن عيينة عن عمرو بن‬
‫دينار عن ابن أيب مليكة عن املتسور بن خمرمة‪.‬‬
‫وعال أبو أمحد حممد بن العطيف اجلرجاين وعد تقدم إسنادان إليه يف آخر فضائل علي عليه التسالم يف‬
‫الباب الثاين من الكتاب‪ :‬ثنا عمر بن حممد الكاغدي ثنا ابن أيب الصقر ثنا عبد هللا بن حممد بن سامل‬
‫ثنا احلتسني بن زيد عن عمرو بن علي عن جعفر بن حممد عن أبيه علي بن احلتسني بن علي بن أيب‬
‫طالب عال‪ :‬عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله لفاطمة ((إن هللا يغضب لغضبك ويرضى لرضاك))‪.‬‬
‫وأبنا غري واحد عن إمساعيل بن أمحد التسمرعندي أبنا عمر بن عبيد هللا البقال عال أبنا احلتسني بن‬
‫بشران ثنا عثمان بن أمحد الدعاق ثنا حنبل بن إسحاق ثنا هارون بن معروف عن عبد هللا بن املبارك‬
‫ثنا احلتسن بن عمرو الفقيمي عن منذر الثوري عن ابن عمر عال عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫((إذا كان يوم القيامة اندى مناد من بطيان‬

‫(‪)601/1‬‬

‫العرش اي أهل املوعف غضوا أبصاركم ونكتسوا رؤوسكم لتجوز فاطمة بنت حممد على الصراط))‪.‬‬
‫وعال أبو نعيم يف ((احللية))‪ :‬أبنا حممد بن أمحد بن احلتسن أبنا عبد هللا بن أمحد بن حنبل ثنا عباس‬
‫بن الوليد ثنا عبد الواحد بن زايد عن سعيد احلريري عن أيب الورد عن ابن عبد عال‪ :‬عال يل علي‬
‫عليه التسالم أال أخربك عين وعن فاطمة كانت ابنة رسول هللا صلى هللا عليه وآله وكانت زوجيت‬
‫فجرت ابحلى حىت أثرت يف حنرها وعمت البيت حىت أغربت ثياهبا وأوعدت حتت القدر حىت أصاهبا‬
‫من ذلك ولقد كانت تعجن وإن عصها ليضرب اجلفنة أو يكاد يضرهبا‪.‬‬
‫وعد أخرج أمحد يف الفضائل ومعناه عال‪ :‬ثنا عفان عن محاد بن سلمة عن عطاء بن التسائب عن أبيه‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عن علي عليه التسالم عال مل يكن لنا خادم فقلت لفاطمة وهللا لقد سنوت حىت اشتكيت صدري‬
‫وعد جاء هللا أابك بتسيب فاذهيب‬

‫(‪)602/1‬‬

‫فاستخدميه خادماً فقالت وهللا وأان عد طحنت حىت حنلت يداي مث أتت النيب صلى هللا عليه وآله‬
‫فاستحيت أن تطلب منه شيئاً فرجعت فأخذها علي عليه التسالم وجاء إىل رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله فذكرا هلا ما لقيا فقال ((أال حتبان أن أعطيكما ما هو أفضل مما سألتماه)) علنا بال عال‬
‫((تتسبحان هللا ثالاثً وثالثني وحتمدان ثالاثً وثالثني وتكربان أربعاً وثالثني دبر كل صالة)) ويف رواية‪:‬‬
‫((إذا آويتما إىل فراشكما تتسبحان)) وذكره‪ .‬ويف رواية‪(( :‬تتسبحان دبر كل صالة عشراً وحتمدان‬
‫عشراً وتكربان عشراً))‪.‬‬
‫علت وهذا حديث طويل وعد أخرجه متسلم يف الصحيح ومعناه مفرعاً فأخرج متسلم عن أيب هريرة‬
‫بعضه فقال أتت فاطمة تتسأل النيب صلى هللا عليه وآله خادماً فقال هلا عويل‪(( :‬اللهم رب التسماوات‬
‫التسب واألرضني التسب ورب العرش العظيم ربنا وسعت كل شيء)) وذكره وأخرجه البخاري‪.‬‬
‫ويف املتسند‪ :‬فقال علي فوهللا ما تركتهن منذ علمين رسول هللا صلى هللا عليه وآله إايهن فقال له ابن‬
‫الكواة وال ليلة صفني فقال عاتلكم هللا اي أهل العراق وال ليلة صفني‪.‬‬
‫والقص‪ :‬الصدر‪ ،‬وأخرجه أيضاً أمحد يف املتسند هبذا اإلسناد وعال فيه‪ :‬فجاءت فاطمة إىل رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله فقال هلا ((ما جاء بك اي بنية)) فقالت جئت ألسلم عليك واستحيت أن تتسأله‬
‫ورجعت فقال هلا ما علت عالت استحييت أن أسأله‬

‫(‪)603/1‬‬

‫فأتياه مجيعاً فقال له علي اي رسول هللا لقد سنوت حىت اشتكيت صدري وعالت فاطمة لقد طحنت‬
‫حىت حنلت يداي فأخدمنا خادماً فقال ((وهللا ال أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطوهنم من اجلوع‬
‫ولكن أبيعهم وأنفق عليهم أمثاهنم)) مث عال هلما ((حتمدان هللا عشراً)) وذكره‪ .‬وسنوت‪ :‬استقيت‬
‫ابلتسانية وحنلت‪ :‬تقطعت‪.‬‬
‫وعال ابن سعد يف ((الطبقات))‪ :‬ثنا علي بن حممد بن حباب بن موسى العبدي عن جعفر بن حممد‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عن أبيه عن جده عال‪ :‬عال علي عليه التسالم بتنا ليلة بغري عشاء وأصبحنا كذلك فخرجت ألتمس‬
‫ما أشرتي به حلماً فالتمتست فاشرتيت حلماً مث أتيت به فاطمة فطبخت فدعوان رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله فجاء فقال ((اغريف لنتسائي)) فغرفت للتتس مث عال ((اغريف ألبيك ولبعلك)) فغرفت مث‬
‫رفعت القدر وإان لتفيض فأكلنا منها ما شاء هللا تعاىل‪.‬‬
‫ذكر إيثارهم ابلطعام عليهم التسالم‬
‫عال علماء التأويل‪ :‬فيهم نزل عوله تعاىل {يوفون ابلنذر وخيافون يوماً كان شره متستطرياً} اآلايت‪.‬‬
‫وعد اشتملت سورة {هل أتى} من فضائل أهل البيت على معاين منها عوله {يشربون من ٍ‬
‫كأس كان‬
‫مزاجها كافوراً} مث ذكر الكافور وهو ال يشرب‬

‫(‪)604/1‬‬

‫فاجلواب من وجوه‪.‬‬

‫(‪)605/1‬‬

‫(‪)606/1‬‬

‫أحدها‪ :‬أنه أراد بياض الكافور يف حتسنه وطيب رحيه وبرده لقوله تعاىل {حىت‬

‫(‪)607/1‬‬

‫إذا جعله انراً} أي كنار والثاين‪ :‬أن الكافور اسم لعني يف اجلنة والثالث‪ :‬أنه ملا غلب عليهم حرارات‬
‫اخلوف يف الدنيا مزج هلم الكافور يف اجلنة‪ ،‬ومنها‪ :‬أن اهلاء يف عوله {ويطعمون الطعام على حبه}‬
‫تعود على هللا تعاىل وعيل على حب الثواب وعيل على حب الطعام لفاعتهم إليه ومنها عوله {ال يرون‬
‫فيها مشتساً وال زمهريراً} املراد ابلزمهرير القمر عال الشاعر‪:‬‬
‫وليلة ظالمها عد اعتكر عطعتها والزمهرير ما زهر ‪...‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ومنها عوله {إذا رأيتهم حتسبتم لؤلؤاً منثوراً} فإن عيل منظوم أحتسن فاجلواب أن املراد هبم االنتشار‬
‫يف اخلدمة ملا تعبوا يف الدنيا أعام احلق هلم خداماً يف اآلخرة ومنها أن هللا تعاىل ذكر يف هذه التسورة‬
‫مجي ما يتعلق بنعيم اجلنة ولذاهتا كاألشجار واألهنار والولدان والشراب والطعام والقصور ومجي ما‬
‫يتعلق هبذا الباب إال احلور حىت عجب العلماء من شرح هذه األجور واستطرفوا عدم ذكرهن يف هذا‬
‫النعيم املذكور فقيل هلم ما ذاك إال غرية على زهراء األلتسن من ذكر الضرائر وألن احلور مملوكات‪،‬‬
‫واململوكات ال يذكرن م احلرائر‪.‬‬
‫ومسعت جدي أبو الفرج ينشد يف جمالس وعظه ببغداد سنة ست وتتسعني ومختسمئة بيتني ذكراما يف‬
‫كتاب ((تبصرة املبتدئ))‪.‬‬
‫أهوى علياً وإمياين حمبته كم مشرك دمه من سيفه وكفا ‪...‬‬
‫إن كنت وحيك مل تتسم فضائله فامس فضائله من هل أتى وكفى ‪...‬‬

‫(‪)608/1‬‬

‫ذكر ندهبا لرسول هللا صلوات هللا عليه وسالمه وفصاحتها‬


‫روى التسدي عن أشياخه عال‪ :‬ملا تويف رسول هللا صلى هللا عليه وآله عامت تندبه وتقول‪:‬‬
‫أيب واأبتاه أجاب رابً دعاه‬
‫جنة الفردوس مأواه من ربه ما أدانه‬
‫إىل جربائيل نعاه‬
‫وملا عال صلى هللا عليه وآله عند املوت ((واكرابه)) عالت واكرب أبتاه وعال هلا ((ال كرب على أبيك‬
‫بعد اليوم)) وملا دفن عالت اي أنس كيف طابت علوبكم أن حتثوا الرتاب على رسول هللا‪.‬‬
‫وعال الشعيب‪ :‬ملا منعت مرياثها الثت مخارها على رأسها أي عصبت يقال الث العمامة على رأسه‬
‫يلوثها لواثً أي عصبها وعيل اللوث االسرتخاء فعلى هذا يكون معىن الث أي أرخت ومحدت هللا‬
‫تعاىل وأثنت عليه ووصفت رسول هللا أبوصاف فكان مما عالت كان كلما فغرت فاغرة من املشركني‬
‫فاهاً أو جنم عرن للشيطان وطيء صماخه أبمخصه وأمخد هليبه بتسيفه وكتسر عرنه بعزمته حىت إذا اختار‬
‫هللا له دار أنبيائه ومقر أصفيائه وأحبائه أطلعت الدنيا رأسها إليكم فوجدتكم هلا متستجيبني ولغرورها‬
‫مالحظني هذا والعهد عريب واملدى غري بعيد واجلرح مل يندمل فأىن تكونون كذا وكتاب هللا بني‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫أظهركم اي ابن أيب عحافة أترث أابك وال أرث أيب ودونكما مرحولة مذمومة فنعم احلاكم احلق واملوعد‬
‫متستقر وسوف تعلمون} مث أومأت إىل عرب النيب صلى هللا عليه وآله عالت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫القيامة و{لكل نبٍإ‬

‫(‪)609/1‬‬

‫عد كان بعدك أبناء وهنبثة ‪ ...‬لو كنت شاهدها مل تكثر النوب‬
‫إان فقدانك فقد األرض وابلها ‪ ...‬واغتيل أهلك ملا اغتالك الرتب‬
‫فقد رزينا وما مل يرزه أحد ‪ ...‬من الربية ال عجم وال عرب‬
‫مث إهنا اعتزلت القوم ومل تزل تندب رسول هللا صلى هللا عليه وآله وتبكيه حىت حلقت به‪.‬‬
‫ذكر مرضها ووفاهتا‬
‫عال علماء التسري‪ :‬مل تزل مريضة منذ تويف رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ ،‬واختلفوا يف غتسلها فقال‬
‫أمحد يف الفضائل‪ :‬ثنا حممد بن يونس ثنا مصعب بن عبد هللا ثنا إبراهيم بن سعد عن حممد بن‬
‫إسحاق عن عبد هللا بن أيب راف عن أبيه عن أمه سلمى عالت اشتكت فاطمة فمرضتها فأصبحت‬
‫يوماً كأمثل ما كانت فخرج علي عليه التسالم فقالت اي أمتاه اسكيب علي غتسالً ففعلت فقامت‬
‫واغتتسلت كأحتسن ما كانت تغتتسل مث عالت هايت ثيايب اجلدد فأتيتها إايها فلبتستها مث عالت عدمي‬
‫الفراش إىل وسط البيت فاضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها حتت حنرها وعالت إين مقبوضة‬
‫وعد اغتتسلت فال يكشفين أحد وعبضت فجاء علي عليه التسالم فأخربته فبكى وعال ال ختربي‬
‫احلتسن واحلتسني علت ال‪ .‬وعد أشار إىل هذا‬

‫(‪)610/1‬‬

‫احلديث حممد بن سعد يف ((الطبقات)) فرواه عن يزيد عن إبراهيم بن سعد عن حممد بن إسحاق‪،‬‬
‫وصلى عليها علي عليه التسالم وعيل العباس ودفنها ليالً ابلبقي وملا دفنها علي أنشد‪:‬‬
‫لكل اجتماع من خليلني فرعة ‪ ...‬وكل الذي دون الفراق عليل‬
‫وإن افتقادي فاطمة بعد أمحد ‪ ...‬دليل على أن ال يدوم خليل‬
‫وعال أيضاً‪:‬‬
‫أال أيها املوت الذي ليس اتركي ‪ ...‬أرحين فقد أفنيت كل خليل‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫أراك بصرياً ابلذين أحبهم ‪ ...‬كأنك تنحو حنوهم بدليل‬
‫مث جاء إىل عرب رسول هللا صلى هللا عليه وآله وعال التسالم عليك اي رسول هللا وعلى ابنتك النازلة يف‬
‫جوارك التسريعة اللحاق بك عل تصربي عنها وضعف جتلدي‬

‫(‪)611/1‬‬

‫على فراعها أال إن يف التأسي يل بعظيم فرعتك وفادح مصيبتك مقن فإان هلل وإان إليه راجعون فلقد‬
‫اسرتجعت الوديعة وأخذت الرهينة‪ ،‬أما حزين عليكما فتسرمد وأما ليلي فمتسهد إىل أن خيتار هللا يل‬
‫دارك اليت أنت هبا مقيم وينقلين من دار األكدار والتأثيم وستخربك ابنتك عما لقينا بعدك فاحفها‬
‫ابلتسؤال واستعلم منها األمور واألحوال هذا ومل يطل العهد ومل ميتد الزمان فعليكما مين التسالم سالم‬
‫مودع ال عال وال سئم فإن أنصرف فال عن ماللة وإن أعم فال عن سوء ظن وما وعد هللا الصابرين‬
‫وأعد للمحزونني‪.‬‬
‫وعال أمحد يف الفضائل‪ :‬عن جابر بن عبد هللا عال عال رسول هللا صلى اله عليه وآله لعلي عليه‬
‫التسالم ((اي أاب الرحيانتني عن عليل يذهب ركناك)) فلما تويف رسول هللا صلى هللا عليه وآله عال هذا‬
‫أحد الركنني فلما توفيت فاطمة عال وهذا الركن اآلخر‪.‬‬
‫فقد ذكران أهنا دفنت ابلبقي وعيل إهنا دفنت يف زاوية دار عقيل وبني عربها وبني الطريق سبعة أذرع‪.‬‬
‫عال عبد هللا بن جعفر‪ :‬ما أدركت أحداً يشك أن عربها يف ذلك املوض ‪ ،‬واختلفوا كم بني وفاهتا‬
‫ووفاة رسول هللا صلى هللا عليه وآله على أعوال أحدها ستة أشهر إال عشرة أايم ألهنا توفيت ليلة‬
‫الثالاثء لثالث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة ورسول هللا تويف يف ربي األول يف الثاين‬
‫عشر منه من هذه التسنة‪.‬‬

‫(‪)612/1‬‬

‫والثاين‪ :‬ثالثة أشهر عاله عمرو بن دينار‪.‬‬


‫والثالث‪ :‬شهران وعشرة أايم عاله أبو الزبري‪.‬‬
‫والراب ‪ :‬أربعون يوماً واألول أصح‪.‬‬
‫واختلفوا يف مبلغ سنها على أعوال أحدها‪ :‬مثان وعشرون سنة وستة أشهر‪ ،‬والثاين‪ :‬تتس وعشرون‪،‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫والثالث‪ :‬ثالثون سنة‪ ،‬علت‪ :‬ورأيت يف كتاب ((مواليد أهل البيت عليهم التسالم)) وعليه خط ابن‬
‫اخلشاب البغدادي وعد رواه عن أيب منصور حممد بن عبد امللك بن حيزون عن جعفر بن حممد‬
‫الصادق عليه التسالم عال‪ :‬ولدت فاطمة بعد النبوة خبمس سنني وأعامت م أبيها ومكة مثان سنني‬
‫وأعامت ابملدينة عشر سنني وأعامت م علي عليه التسالم بعد وفاة رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫سبعني يوماً ويف رواية أربعني يوماً وتوفيت وهي مثاين عشر سنة‪.‬‬
‫علت وليتست هذه الرواية بشيء إلمجاع املؤرخني أهنا ولدت عبل النبوة خبمس سنني وأعامت ومكة‬
‫ثالثة عشرة سنة وابملدينة عشراً وستة أشهر‪ ،‬وحيتمل أن الغلط من الناسخ فإنه أراد أن يكتب عبل‬
‫النبوة فكتب بعد النبوة وأراد أن يكتب مثانياً وعشرين فكتب مثان عشرة‪.‬‬
‫ذكر أوالدها عليها وعليهم التسالم‬
‫كان هلا من الولد‪ :‬احلتسن واحلتسني وزينب وأم كلثوم‪ ،‬ولدت حتسناً أوالً مث‬

‫(‪)613/1‬‬

‫حتسيناً مث زينب مث أم كلثوم فتزوج زينب عبد هللا بن جعفر فولدت له عوانً وعبد هللا وماتت عنده‪،‬‬
‫وأما أم كلثوم فخطبها عمر بن اخلطاب يف خالفته فامتن علي من تزوجيها منه‪ ،‬وعال‪ :‬هي صغرية‬
‫وإين أرصدها البن أخي جعفر فشق ذلك على عمر‪ ،‬فقال العباس لعلي زوجها منه فقد بلغين عنه‬
‫كالم فزوجه إايها‪ ،‬فقال عمر‪ :‬ما أردت إال اجلم بني التسبب والنتسب من رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله‪ ،‬وذكر جدي يف كتاب ((املنتظم)) أن علياً عليه التسالم بعثها إىل عمر لينظرها وأن عمر كشف‬
‫ساعها وملتسها بيده‪ ،‬علت‪ :‬وهذا عبيح فإهنا لو كانت أمة ملا فعل هبا هذا‪ ،‬مث إبمجاع املتسلمني ال جيوز‬
‫للرجل ملس األجنبية‪ ،‬والذي روى جدي رمحه هللا أن علياً عليه التسالم ملا عال لعمر‪ :‬إهنا صغرية‬
‫فقال ابعث هبا إيل فبعثها وبعث معها ثوب وعال‪ :‬عويل له أيب يقول لك‪ :‬يصلح لك هذا الثوب؟‬
‫فلما جاءت إىل عمر صوب النظر إليها وعال عويل له‪ :‬نعم فلما عادت إىل علي عالت‪ :‬اي أبه لقد‬
‫أرسلتين إىل شيخ سوء‪ ،‬لقد صوب النظر يف حىت كدت أضرب ابلثوب أنفه مث ولدت أم كلثوم من‬
‫عمر زيداً‪ ،‬فلما عتل عمر تزوجها عون بن جعفر‪ ،‬فلم تلد له وتويف عنها فتزوجها بعده أخوه حممد‬
‫بن جعفر مث تزوجها بعده أخوه عبد هللا بن جعفر فماتت عنده وعد زاد ابن إسحاق يف أوالد فاطمة‬
‫من علي عليه التسالم حمتسناً مات صغرياً وزاد الليث بن سعد رعية ماتت صغرية أيضاً‪.‬‬

‫(‪)614/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫الباب الثاين عشر يف ذكر األئمة عليهم التسالم‬
‫عال أمحد يف الفضائل عن علي بن ربيعة عال لقيت زيد بن أرعم فقلت له هل مسعت رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله يقول ((تركت فيكم الثقلني واحد منهما أكرب من اآلخر)) عال‪ :‬نعم مسعته يقول‬
‫((تركت فيكم الثقلني كتاب هللا حبل ممدود بني التسماء واألرض وعرتيت أهل بييت أال وإهنما لن يفرتعا‬
‫حىت يردا على احلوض أال فانظروا كيف ختلفوين فيهما))‪.‬‬
‫فإن عيل عد ضعفوه علنا عد أخرجه أبو داود يف سننه والرتمذي أيضاً وعامة احملدثني وذكره ابن رزين‬
‫يف اجلم بني الصحاح والعجب وكيف خفي هذا عنهم وعد روى متسلم يف صحيحه من حديث زيد‬
‫بن أرعم عال‪ :‬عام رسول هللا صلى هللا عليه وآله فينا خطيباً وماء يقال له خم أو يدعى مخا بني مكة‬
‫واملدينة فحمد هللا وأثىن عليه ووعظ وذكر مث عال ((أيها الناس فإمنا أان بشر يوشك أن أييت‬

‫(‪)615/1‬‬

‫رسول ريب فأجيب وأان اترك فيكم الثقلني أو ثقلني أوهلما كتاب هللا فيه النور واهلدى فخذوا بكتاب‬
‫هللا استمتسكوا به)) فحث على كتاب هللا ورغب فيه مث عال وعرتيت أهل بييت)) عاهلا مرتني فقال‬
‫حصني بن سربة لزيد بن أرعم ومن أهل بيته اي زيد؟ أليس نتساؤه من أهل بيته؟ فقال زيد‪ :‬نعم نتساؤه‬
‫من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم عليه الصدعة بعده ويف رواية فقال زيد ال وامي هللا إن املرأة عد‬
‫تكون م الرجل العصر والدهر مث يطلقها فرتج إىل أبيها وعومها ولكن أهل بيته عصبته الذين حيرم‬
‫عليهم الصدعة بعده فقال حصني ومن هم؟ فقال آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس‬
‫والثقالن اخلطريان العظيمان‪.‬‬
‫وعال أمحد يف الفضائل عن عمر بن موسى عن زيد بن علي بن احلتسني بن علي عليه التسالم عن أبيه‬
‫عن جده عال شكوت إىل رسول هللا صلى هللا عليه وآله حتسد الناس إايي فقال ((أما ترضى أن‬
‫تكون راب أربعة أول من يدخل اجلنة أان وأنت واحلتسن واحلتسني وأمهما وذريتنا من خلفنا وشيعتنا من‬
‫ورائنا))‪ .‬ويف رواية ((النجوم أمان ألهل التسماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل التسماء وأهل بييت‬
‫أمان ألهل األرض فإذا ذهب أهل بييت ذهب أهل األرض))‪ .‬وذكر أبو الفرج‬

‫(‪)616/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫األصفهاين يف كتاب ((مرج البحرين)) إبسناده إىل أيب ذر عال عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫((مثل أهل بييت مثل سفينة نوح عليه التسالم من ركب فيها جنا ومن ختلف عنها غرق))‪.‬‬
‫فصل يف ذكر علي بن احلتسني بن علي عليهم التسالم‬
‫وهو أبو األئمة وكنيته أبو احلتسن ويلقب بزين العابدين والتسجاد وذي التفناث وامسه الزكي واألمني‬
‫ومساه رسول هللا صلى هللا عليه وآله سيد العابدين ملا يذكر يف سرية ولده حممد عليه التسالم وأمه أم‬
‫ولد امسها غزالة وعيل امسها التسالفة وعيل أم سلمة وعيل شاه زانن وعيل سالفة خلف عليها بعد‬
‫احلتسني زبيدة وعيل زيد وعد ذكران عصته م عبد امللك بن مروان ومولد علي سنة مثان وثالثني من‬
‫اهلجرة وعيل سنة سب وثالثني وعيل سنة ثالث وثالثني ذكره ابن عتساكر وعلي من الطبقة الثانية من‬
‫التابعني وحضر يوم الطفوف م أبيه وإمنا مل يقتل ألنه كان مريضاً وكان عمره يومئذ ثالاثً وعشرين‬
‫سنة وعال ابن عباس كان علي عليه التسالم خياف انقطاع النتسل فقال يوم صفني وعد رأى احلتسن‬
‫واحلتسني يتتسارعان إىل القتال وعيل إمنا رأى احلتسني ال غري فقال املكوا عين هذا الغالم ال يهدين‬
‫فإين أنفس به عن املوت لئال ينقط نتسل رسول هللا صلى هللا عليه وآله وذكر ابن سعد يف‬
‫((الطبقات)) وعال كان علي بن احلتسني ثقة مأموانً كثري احلديث عالياً رفيعاً ورعاً عابداً خائفاً‪ ،‬وكان‬
‫ابن عباس إذا رآه عال مرحباً ابحلبيب ابن احلبيب‪.‬‬

‫(‪)617/1‬‬

‫وكان علي بن احلتسني إذا توضأ اصفر لونه فيقال ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ فيقول أتدرون‬
‫بني يدي من أريد أن أعف؟ وذكر ابن سعد يف ((الطبقات)) عال كان علي إذا مشى ال خيطر بيده‬
‫وإذا عام إىل الصالة أخذته رعدة فيقال له مالك؟ فيقول ما تدرون ملن أريد أن أانجي؟ وعال ابن أيب‬
‫الدنيا وع حريق يف دار علي بن احلتسني وهو ساجد وعالوا النار النار اي ابن رسول هللا فما رف رأسه‬
‫حىت طفئت فقيل له ما الذي أهلاك عنها؟ فقال‪ :‬النار األخرى‪.‬‬
‫وبه عال القرشي‪ :‬جاء رجل إىل علي بن احلتسني فقال له إن فالانً يق فيك فقال عم بنا إليه فقام معه‬
‫وهو يظن أن ينتصر لنفتسه فلما وصل إليه عال اي فالن إن كان ما علت يف حقاً فغفر هللا يل وإن كان‬
‫ابطالً فغفر هللا لك‪ ،‬وبه عال القرشي عن ابن يعقوب‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)618/1‬‬

‫املدين عال كان بني علي بن احلتسني وبني حتسن بن حتسن بعض األمر فجاء حتسن بن حتسن إىل علي‬
‫بن احلتسني وهو جالس يف املتسجد م أصحابه فما ترك شيئاً إال عاله له وهو ساكت فانصرف حتسن‬
‫فالتزمه وجعال يبكيان حىت رمحهما من كان حاضراً مث عال حتسن‪ :‬وهللا ال عدت يف أمر تكرهه أبداً‬
‫فقال علي وأنت يف حل مما علت يل‪.‬‬
‫وذكر أبو نعيم يف ((احللية)) عن جعفر بن حممد عن أبيه علي بن احلتسني عال كان يقول‪ :‬فقد األحبة‬
‫غربة‪ ،‬عال حممد‪ :‬ومسعته يقول اللهم إين أعوذ بك أن حتتسن يف لوام العيون عالنييت وتقبح سريريت‪،‬‬
‫اللهم كما أسأت وأحتسنت إيل فإذا عدت فعد علي‪.‬‬
‫عال‪ :‬وعال إن عوماً عبدوا هللا رهبة فتلك عبادة العبيد وإن عوماً عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار وإن‬
‫عوماً عبدوه شكراً فتلك عبادة األحرار‪ ،‬عال حممد‪ :‬وكان يتستقي املاء لطهوره وال ميكن أحداً أن‬
‫يعينه على طهوره فإذا عام من الليل بدأ ابلتسواك مث توضأ وعضى ما فاته من ورده ابلنهار يف الليل‬
‫وكان ورده يف النهار والليل ألف ركعة‪،‬‬
‫وكان يقول (‪ : )1‬عجبت للمتكرب الفخور الذي كان ابألمس نطفة مث هو‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬يف طبعة دار الكتب العلمية (ص ‪ :)275‬وأخربان عمر بن معمر الكاتب‪ :‬أنبأان عبد الرمحن بن‬
‫حممد‪ :‬حدثنا حممد بن علي اخلياط‪ :‬حدثنا أمحد بن حممد بن يوسف العالف‪ :‬حدثنا عمر بن احلصني‬
‫القاضي‪ :‬حدثنا حممد بن علي بن محزة‪ ،‬عن أبيه عن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن حممد عن أبيه‬
‫عال كان يقول عجبت ‪.. ..‬‬

‫(‪)619/1‬‬

‫غداً جيفة وعجبت ملن شك ىف هللا وهو يرى عجائب خملوعاته وعجبت ملن شك يف النشأة األخرى‬
‫وهو يرى النشأة األوىل وعجبت ملن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء‪.‬‬
‫عال وكان إذا أاته سائل يقول مرحباً ملن حيمل زادي إىل اآلخرة‪ .‬وعال أبو نعيم يف ((احللية)) عن‬
‫شيبة بن نعامة عال‪ :‬كان علي بن احلتسني ينحل فلما مات وجدوه يعول مئة أهل بيت ابملدينة‪ .‬ويف‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫رواية ال يدرون من أيتيهم ابلرزق ألنه كان يبعث به إليهم يف الليل فلما مات علي فقدوه‪ ،‬ويف رواية‬
‫كان حيمل جراب اخلبز على ظهره ابلليل فيتصدق به ويقول‪ :‬صدعة التسر تطفئ غضب الرب‪ ،‬ويف‬
‫رواية فكان أهل املدينة يقولون‪ :‬ما فقدان صدعة التسر حىت مات علي بن احلتسني‪ ،‬وعال ابن أيب‬
‫الدنيا عن سفيان الثوري‪ ،‬عال أراد علي بن احلتسني اخلروج إىل احلج أو العمرة فاختذت له أخته‬
‫سكينة بنت احلتسني سفرة أنفقت عليها ألف درهم وأرسلت هبا إليه فلما كان بظهر احلرة أمر هبا‬
‫ففرعت على الفقراء واملتساكني‪ ،‬وعال ابن سعد يف ((الطبقات)) بعث املختار بن أيب عبيدة إىل علي‬
‫بن احلتسني ومئة ألف درهم فكره أن يقبلها وخاف أن يردها فرتكها يف بيت فلما عتل املختار كتب‬
‫علي إىل عبد امللك فخربه هبا فقال‪ :‬خذها طيبة هنيئة وكان يلعن املختار ويقول‪ :‬كذب على هللا‬
‫وعلينا ألن املختار كان يزعم أنه يوحى إليه‪.‬‬
‫وعال ابن سعد أبنا عبد العزيز بن اخلطاب ثنا موسى بن أيب حبيب الطائفي عن علي بن احلتسني أنه‬
‫عال‪ :‬التارك األمر ابملعروف والنهي عن املنكر كالنابذ لكتاب هللا‬

‫(‪)620/1‬‬

‫وراء ظهره إال أن يتقي تقاة‪ ،‬عيل له‪ :‬وما يتقي تقاة‪ ،‬عال‪ :‬خياف جباراً عنيداً أن يفرط عليه أو أن‬
‫يطغى‪.‬‬
‫وعال ابن سعد كان علياً يقول‪ :‬أيها الناس أحبوان حب اإلسالم فوهللا ما برح بنا حبكم حىت صار‬
‫علينا عاراً‪ ،‬ويف رواية حىت بغضتموان إىل الناس‪ ،‬وعال ابن سعد دخل علي الكنيف فرأى ذابابً صغاراً‪،‬‬
‫يق على الثياب فأراد أن يتخذ ثوابً للخالء على حدة مث عال‪ :‬كيف أصن شيئاً مل يصن رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله والناس بعده فرتكه‪ ،‬عال‪ :‬وعاسم هللا ماله مرتني وعال أيضاً عال له رجل‪ :‬كيف‬
‫أصبحت فقال‪ :‬أصحبنا يف عومنا ومنزلة بين إسرائيل من آل فرعون يذحبون أبناءان ويلعنون سيدان‬
‫وشيخنا على املنابر ومينعون حقنا‪ ،‬وعال ابن سعد أيضاً كان هشام بن إمساعيل املخزومي وايل املدينة‬
‫وكان يؤذي علي بن احلتسني ويشتم علياً عليه التسالم على املنرب وينال منه فلما ويل الوليد اخلالفة‬
‫عزله وأمره به أن يوعف للناس عال هشام‪ :‬وهللا ما أخاف إال من علي بن احلتسني فإنه رجل صاحل‬
‫يتسم عوله فأوصى علي بن احلتسني أصحابه ومواليه وخاصته أن ال يتعرضوا هلشام مث مر علي يف‬
‫حاجته فلما عرض له فناداه هشام وهو واعف للناس {هللا أعلم حيث جيعل رسالته} عن سعيد بن‬
‫مرجانة أنه عال‪ :‬مسعت أاب هريرة يقول عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((من أعتق رعبة مؤمنة أعتق‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫هللا بكل إرب منها إرابً منه من النار حىت أنه ليعتق اليد ابليد والرجل ابلرجل والفرج ابلفرج)) فقال‬
‫علي بن احلتسني لتسعيد بن مرجانة أنت‬

‫(‪)621/1‬‬

‫مسعت هذا من أيب هريرة؟ عال نعم فقال علي ادع يل مطرايً لغالم له مل يكن له مثله فقال أنت حر‬
‫لوجه هللا تعاىل‪ .‬خرجاه يف الصحيحني‪ ،‬وكان عبد هللا بن جعفر عد أعطى علياً يف هذا الغالم عشرة‬
‫آالف درهم‪ .‬علت وهلذا احلديث استحب العلماء أن يعتق الذكر الذكر واألنثى األنثى‪.‬‬
‫وذكر أبو نعيم يف ((احللية)) عال‪ :‬وكان يذهب إىل زيد بن أسلم فيجلس إليه فقيل له‪ :‬أنت سيد‬
‫الناس وأفضلهم تذهب إىل هذا العبد فتجلس إليه فقال‪ :‬العلم يتب حيث كان وممن كان‪ .‬وعال حج‬
‫هشام بن عبد امللك عبل أن يلي اخلالفة فاجتهد أن يتستلم احلجر فلم ميكنه من الزحام فجاء علي‬
‫بن احلتسني فوعف الناس له وتنحوا عن احلجر حىت استلمه ومل يبق عند احلجر سواه‪ ،‬فقال هشام‪:‬‬
‫من هذا؟ فقالوا‪ :‬ال نعرفه‪ ،‬فقال الفرزدق الشاعر‪ :‬لكين أعرفه مث اندف فقال‪:‬‬
‫هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ‪ ...‬والبيت يعرفه واحلل واحلرم‬
‫هذا ابن خري عباد هللا كلهم ‪ ...‬هذا الفىت النقي الطاهر العلم‬
‫يكاد ميتسكه عرفان راحته ‪ ...‬ركن احلطيم إذا ما جاء يتستلم‬
‫إذا رأته عريش عال عائلها ‪ ...‬إىل مكارم هذا ينتهي الكرم‬

‫(‪)622/1‬‬

‫إن عد أهل التقى كانوا ذوي عدد ‪ ...‬أو عيل من خري أهل األرض عيل هم‬
‫هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ‪ ...‬جبده أنبياء هللا عد ختموا‬
‫وليس عولك من هذا بضائره ‪ ...‬العرب تعرف ما أنكرت والعجم‬
‫يغضي حياء ويغضي من مهابته ‪ ...‬فما تلكم إال وهو يبتتسم‬
‫ينمي إىل ذروة العز اليت عصرت ‪ ...‬عن نيلها عرب اإلسالم والعجم‬
‫من جده دان فضل األنبياء له ‪ ...‬وفضل أمته دانت له األمم‬
‫ينشق نور اهلدى عن صبح غرته ‪ ...‬كالشمس ينجاب عن إشراعها الظلم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫مشتقة من رسول هللا نبعته ‪ ...‬طابت عناصره واخليم والشيم‬
‫هللا شرفه عدما وفضله ‪ ...‬جرى بذاك له يف لوحه القلم‬
‫كلتا يديه غياث عم نفعهما ‪ ...‬يتستو كفان وال يغرواما العدم‬
‫سهل اخلليقة ال ختشى بوادره ‪ ...‬يزينه اثنتان اخللق والكظم‬
‫محال أثقال أعوام إذا فدحوا ‪ ...‬رحب الفضاء أريب حني يعتزم‬
‫عم الربية ابإلحتسان فانقشعت ‪ ...‬عنه الغياثة ال هلق والكهم‬
‫من معشر حبهم دين وبغضهم ‪ ...‬كفر وعرهبم ملجأ ومعتصم‬
‫ال يتستطي جواد بعد غايتهم ‪ ...‬وال يدانيهم عوم وإن كرموا‬
‫واألسد أسد الشرى والرأي حمتدم ‪ ...‬هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت‬
‫ال ينقص العتسر بتسطا من أكفهم ‪ ...‬سيان ذلك إن أثروا وإن عدم‬

‫(‪)623/1‬‬

‫يتستدف التسوء والبلوى حببهم ‪ ...‬ويتسرتق به اإلحتسان والنعم‬


‫مقدم بعد ذكر هللا ذكرهم ‪ ...‬يف كل بر وخمتوم به الكلم‬
‫أيىب هلم أن حيل الذم ساحتهم ‪ ...‬خري كرمي وأيد ابلندى هضم‬
‫من يعرف هللا يعرف أولية ذا ‪ ...‬الدين من بيت هذا انله األمم‬
‫هذا علي بن احلتسني بن علي بن أيب طالب‪ ،‬فغضب هشام وأمر حببس الفرزدق بعتسفان بني مكة‬
‫واملدينة فبعث إليه علي أبلف دينار فردها وعال‪ :‬إمنا علت ما علت غضباً هلل ولرسوله فما آخذ عليه‬
‫جزاء‪ ،‬فقال علي عليه التسالم‪ :‬حنن أهل البيت ال يعود إلينا ما خرج منا فقبلها الفرزدق وهجا‬
‫هشاماً فقال‪:‬‬
‫أحيبتسين بني املدينة واليت ‪ ...‬إليها علوب الناس يهوى منيبها‬
‫يقلب رأسا مل يكن رأس سيد ‪ ...‬وعيناً له حوالء ابد عيوهبا‬
‫علت‪ :‬مل يذكر أبو نعيم يف ((احللية)) إال بعض هذه األبيات امليمية والباعي أخذته من ديوان‬
‫الفرزدق‪ ،‬وعال أبو نعيم عال رجل لتسعيد بن املتسيب ما رأيت أحداً أورع من فالن‪ ،‬عال‪ :‬فهل رأيت‬
‫احلتسني بن علي؟ عال‪ :‬ال عال ما رأيت أحداً أورع منه‪ .‬وحكى أبو نعيم أيضاً عن الزهري عال ما‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫رأيت هامشياً أفضل من علي بن احلتسني‪ .‬وكذا عال أبو حازم‪ ،‬وعال ما رأيت أفقه منه‪ .‬وحكى الزهري‬
‫عن ابن‬

‫(‪)624/1‬‬

‫عائشة عال رأيت علي بن احلتسني ليلة ساجداً يف احلجر وهو يقول‪ :‬عبيدك بفنائك متسكينك بفنائك‬
‫سائلك بفنائك فقريك بفنائك فما دعوت هبا يف كرب إال وفرج عين‪.‬‬
‫وعال الزهري كانت الريح إذا هبت سقط علي مغشياً عليه من اخلوف وعال أيضاً خرج يوماً من‬
‫املتسجد فتبعه رجل فتسبه فلحقته العبيد واملوايل فهموا ابلرجل فقال دعوه‪ ،‬مث عال له‪ :‬ما سرت هللا‬
‫عنك من أمران أكثر ألك حاجة نعينك عليها فاستحىي الرجل فألقى مخيصة كانت عليه وأعطاه ألف‬
‫درهم فكان الرجل إذا رآه بعد ذلك يقول‪ :‬أشهد أنك من أوالد الرسل‪ ،‬وعال ابن أيب الدنيا كان‬
‫عند علي بن احلتسني عوم فاستعجل خادماً له فأخرج شواء من التنور وأعبل اخلادم عجالً وبيده‬
‫التسفود وبني يدي علي ابن له صغري فتسقط التسفود على الصغري فنش ومات‪ ،‬فبهت اخلادم فنظر‬
‫إليه علي وعال‪ :‬أنت مل تتعمد هذا‪ ،‬أنت حر لوجه هللا تعاىل مث أمر ومواراة الولد‪ .‬وعال أبو نعيم عن‬
‫عمر بن دينار عال‪ :‬دخل علي بن احلتسني على حممد بن أسامة بن زيد يف مرضه يعوده فجعل حممد‬
‫يبكي ويقلق‪ ،‬فقال‪ :‬ما شأنك؟ فقال علي مختسة عشر ألف دينار فقال‪ :‬هي علي‪.‬‬
‫وعال ابن أيب الدنيا ثنا حممد بن عبد هللا الزبريي عن أيب محزة الثمايل عال عال أبو جعفر حممد بن‬
‫علي بن احلتسني عال يل أيب اي بين‪ ،‬ال تصحنب مختسة وال توافقهم يف طريق‪ ،‬ال تصحنب فاسقاً فإنه‬
‫يبيعك أبكلة فما دوهنا وال خبيالً فإنه يقط بك عن ماله أحوج ما كنت إليه وال كذاابً فإنه ومنزلة‬
‫التسراب يبعد عنك القريب ويقرب منك‬

‫(‪)625/1‬‬

‫البعيد وال أمحق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك وال عاط رحم فإين وجدته ملعوانً يف مواض من كتاب‬
‫هللا‪.‬‬
‫وعال الثمايل‪ :‬حدثين إبراهيم بن حممد عال مسعت علي بن احلتسني يقول ليلة يف مناجاته‪ :‬إهلنا وسيدان‬
‫وموالان لو بكينا حىت تتسقط أشفاران وانتحبنا حىت تنقط أصواتنا وعمنا حىت تيبس أعدامنا وركعنا‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫حىت تنخل أوصالنا‪ ،‬وسجدان حىت تنفقأ أحداعنا وأكلنا تراب األرض طول أعماران وذكرانك حىت‬
‫تكل ألتسنتنا ما استوجبنا بذلك حمو سيئة من سيئاتنا‪.‬‬
‫ذكر وفاته‬
‫اختلفوا يف ذلك على ثالثة أعوال أحدها أنه تويف سنة أرب وتتسعني ذكره ابن عتساكر‪ ،‬والثاين سنة‬
‫اثنني وتتسعني عاله أبو نعيم‪ ،‬والثالث سنة مخس وتتسعني واألول أصح ألهنا تتسمى سنة الفقهاء لكثرة‬
‫من مات هبا من العلماء وكان سيد الفقهاء مات يف أوهلا وتتاب الناس من بعده سعيد بن املتسيب‪،‬‬
‫وعروة بن الزبري وسعيد بن جبري وعامة فقهاء املدينة‪ ،‬أسند علي احلديث عن أبيه وعمه احلتسن وابن‬
‫عباس وجابر بن عبد هللا وأنس بن مالك وأيب سعيد اخلدري واملتسيب بن خمرمة وأم سلمة وصفية‬
‫وعائشة يف آخرين وروى عن سعيد بن املتسيب وعمرو بن عثمان بن عفان وروى عنه الزهري وزيد‬
‫بن أسلم وحيىي بن سعيد األنصاري صحيح وحكم بن جبري وعبد هللا بن متسلم وابنه الباعر وعاش‬
‫سبعاً ومختسني سنة وعيل مثانياً ومختسني سنة ودفن ابلبقي ‪.‬‬
‫ذكر أوالده‬
‫عال ابن سعد يف ((الطبقات)) ولد له أوالد‪ :‬احلتسن درج واحلتسني األكرب درج وحممد الباعر وهو أبو‬
‫جعفر الفقيه والنتسل له وسنذكره وعبد هللا وأمهم‬

‫(‪)626/1‬‬

‫أم عبد هللا بنت احلتسن بن علي عليه التسالم وعمر وزيد املقتول ابلكوفة وسنذكره وعلي وخدجية‬
‫وأمهم أم ولد وحتسني األصغر وأم علي وتتسمى علية وأمهم أم ولد وكلثوم وسليمان ومليكة ألم ولد‬
‫أيضاً والقاسم وأم احلتسن وأم البنني وفاطمة ألمهات أوالد شىت وعيل وعبيد هللا‪.‬‬
‫ذكر مقتل زيد‬
‫واختلفوا يف سبب خروجه فذكر التسدي عن أشياخه عال‪ :‬عدم زيد بن علي وحممد بن عمر بن علي‬
‫بن أيب طالب وداود بن علي بن عبد هللا بن عباس على خالد بن عبد هللا القتسري وهو وايل على‬
‫العراق فأكرمهم وأجازهم ورجعوا إىل املدينة فلما ويل يوسف بن عمرو العراق وعزل خالد بن عبد‬
‫هللا القتسري كتب إىل هشام بن عبد امللك خيربه بقدومهم على خالد وأنه أحتسن جوائزهم وابتاع من‬
‫زيد بن علي أرضاً بعشرة آالف دينار مث رد األرض إليه فكتب هشام إىل واليه ابملدينة أن يتسرحهم‬
‫إليه ففعل فلما دخلوا عليه سأهلم عن القصة فقالوا‪ :‬أما اجلوائز فنعم وأما األرض فال‪ ،‬فأحلهم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فحلفوا هلم فصدعهم وردهم مكرمني‪.‬‬
‫وعال وهب بن منبه جرت بني زيد وبين علي وبني عبد هللا بن حتسن بن حتسن خشونة؛ تتسااب فيها‬
‫وذكرا أمهات األوالد فقدم زيد على هشام هبذا التسب فقال له هشام‪ :‬بلغين أنك تذكر اخلالفة‬
‫ولتست هناك عال‪ :‬ومل؟ عال‪ :‬ألنك ابن أمة فقال عد كان إمساعيل عليه التسالم ابن أمة فضربه هشام‬
‫مثانني سوطاً وذكر ابن سعد عن الواعدي أن زيد بن علي عدم على هشام فرف إليه ديناً كثرياً وحوائج‬
‫فلم يقض منها شيئاً وأمسعه هشام كالماً غليظاً فخرج من عند هشام فأخذ بيده شاربه‬

‫(‪)627/1‬‬

‫وفتله وعال ما أحب أحد احلياة إال ذل مث مضى إىل الكوفة وهبا يوسف بن عمرو عامل هشام‪ ،‬عال‬
‫الواعدي وكان دينه مختسمئة ألف درهم فلما عتل‪ ،‬عال هشام بن عبد امللك مقام زيد ابلكوفة فكتب‬
‫إىل يوسف بن عمر أشخص زيداً إىل املدينة فإين أخاف أن خيرجه أهل الكوفة ألنه حلو الكالم لتسنا‬
‫م ما يديل به من عرابة رسول هللا صلى هللا عليه وآله فبعث يوسف بن عمر إىل زيد أيمره ابخلروج‬
‫إىل املدينة وهو يتعلل عليه والشيعة ترتدد إليه فأعام زيد ابلكوفة مختسة أشهر ويوسف بن عمر مقيم‬
‫ابحلرية فبعث إليه يقول‪ :‬ال بد من إشخاصك فخرج يريد املدينة وتبعته الشيعة يقولون أين تذهب‬
‫ومعك منا مئة ألف يضربون دونك بتسيوفهم ومل يزالوا به حىت رج إىل الكوفة فبايعه مجاعة منهم‬
‫سلمة بن كهيل ومنصور بن خزمية يف آخرين فقال له داود بن علي بن عبد هللا بن عباس‪ :‬اي ابن عم‬
‫ال يغرنك هؤالء عن نفتسك ويف أهل بيتك لك أمت العرب ويف خذالهنم إايهم كفاية ومل يزال به حىت‬
‫شخص إىل القادسية فتبعه مجاعة يقولون له‪ :‬ارج فأنت املهدي وداود يقول ال تفعل فهؤالء عتلوا‬
‫أابك وإخوتك وفعلوا ما فعلوا فبايعه منه مختسة عشر ألفاً على نصر كتاب هللا وسنة رسوله وجهد‬
‫الظاملني ونصر املظلومني وإعطاء احملرومني ونصرة أهل البيت على عدوهم فأعام خمتفياً على هذا سبعة‬
‫عشر يوماً والناس ينتابونه من األمصار والقرى مث أذن للناس ابخلروج فتقاعد عنه مجاعة ممن ابيعه‬
‫وعالوا إن اإلمام جعفر بن حممد بن علي فواعد من وافقه على اخلروج يف أول ليلة من صفر سنة‬
‫اثنتني وعشرين ومائة فخرج فواىف إليه مئتا رجل وعشرون رجالً فقال سبحان هللا أين القوم؟ فقالوا‪:‬‬
‫يف املتسجد حمصورون وجاء يوسف بن عمر يف مجوع أهل الشام فاعتتلوا فهزمهم زيد ومن معه فجاءه‬
‫سهم يف جبهته فوع فأدخلوه بيتاً وانزعوا التسهم من وجهه فمات وجاءوا به إىل هنر فأسكروا املاء‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وحفروا له ودفنوه وأجروا عليه املاء وتفرق الناس وتوارى ولده حيىي بن زيد فلما سكن الطلب خرج‬
‫يف نفر من الزيدية إىل خراسان‬

‫(‪)628/1‬‬

‫وجاء واحد ممن حضر دفن زيد إىل يوسف بن عمر فدله على عربه ونبشه وعط رأسه وبعث به إىل‬
‫هشام فنصبه على ابب دمشق مث أعاده إىل املدينة فنصبه هبا وصلب يوسف بن عمر بدنه ابلكوفة‬
‫حىت مات هشام بن عبد امللك وعام الوليد فأمر به فأحرق وعيل إن هشاماً أحرعه فلما ظهر بنو‬
‫العباس على بين أمية نبش عبد الصمد بن علي وعيل عبد هللا بن علي عرب هشام بن عبد امللك‬
‫فوجده صحيحاً فضربه مثانني سوطاً وحرعه ابلنار كما فعل بزيد وكان سنه يوم عتل اثنني وأربعني سنة‬
‫وعال ابن سعد‪ :‬زيد من الطبقة الثالثة من التابعني من أهل املدينة ومس احلديث من أبيه ومجاعة وأمه‬
‫أم ولد‪.‬‬
‫وعد ذكران أن مقتله كان سنة اثنني وعشرين ومئة والواعدي يقول‪ :‬سنة ثالث وعشرين ومئة يوم‬
‫االثنني لليلتني خلتا من صفر وعيل سنة عشرين سنة إحدى وعشرين‪.‬‬
‫ذكر خروج ولد حيىي بن زيد‬
‫عال هشام بن حممد ملا عتل زيد بن علي هرب ولده حيىي إىل خراسان فأعام هبا حىت تويف هشام بن‬
‫عبد امللك وويل الوليد بن يزيد بن عبد امللك فكتب يوسف بن عمر إىل نصار بن سيار وكان والياً‬
‫على خراسان حبديث حيىي بن زيد وأنه عند اجلريش‪.‬‬

‫(‪)629/1‬‬

‫عمر بن داود بن صاحل فابعث إليه فخذه منه فبعث نصر بن سيار فأخذه من اجلريش بعد أن أنكر‬
‫اجلريش عصته فجلد نصر اجلريش ستمئة سوطاً مث إن نصر بن سيار كتب إىل الوليد خيرب فكتب إليه‬
‫أن يطلق عنه وأصحابه ويؤمنه فدعاه نصر فأخربه اخلرب وحذره الفتنة وأطلقه فخرج إىل سرخس مث‬
‫إىل اجلوزجان واجتم إليه مجاعة عالوا مقدار سبعني رجالً وعيل سبعمئة وهو األصح فخرج فبعث‬
‫إليه نصر بن سيار عمرو بن زرارة يف عشرة آالف فالتقوا فهزمهم حيىي بن زيد وعتل عمرو بن زرارة مث‬
‫خرج سورة بن حممد الكندي يف مج إىل حيىي فالتقوا فرماه موىل لعيتسى بن سليمان الغزي بتسهم يف‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وجهه فوع فجزوا رأسه وصلبوا جتسده وكتبوا إىل الوليد خيربه فكتب إليهم أحرعوا عجل العراق‬
‫وانتسفوه يف اليم نتسفاً فأنزلوا جتسده وأحرعوه مث ذروه يف املاء والريح‪.‬‬
‫وعال الواعدي أم حيىي ريطة بنت أيب هاشم بن حممد بن علي بن أيب طالب عليه التسالم وكان لزيد بن‬
‫علي عيتسى وحتسني واسم احلتسني املكفوف وكان لزيد أيضاً حممد وأمهم أم ولد عتل زيد يف سنة‬
‫مخس وعشرين ومئة‪.‬‬
‫فصل يف ذكر حممد الباعر‬
‫هو أبو جعفر حممد بن علي بن احلتسني بن علي بن أيب طالب عليه التسالم وأمه أم عبد هللا بنت‬
‫احلتسن بن احلتسن بن علي عليه التسالم وإمنا مسي الباعر من كثرة سجوده بقر التسجود جبهته أي‬
‫فتحها ووسعها وعيل لغزارة علمه‪ ،‬عال اجلوهري يف‬

‫(‪)630/1‬‬

‫((الصحاح)) التبقر‪ :‬التوس يف العلم‪ ،‬عال وكان يقال حملمد بن علي بن احلتسني بن علي بن أيب‬
‫طالب الباعر لتبقره يف العلم ويتسمى الشاكر واهلادي وعال ابن سعد حممد من الطبقة الثالثة من‬
‫التابعني من أهل املدينة كان عاملاً عابداً ثقة روى عنه األئمة أبو حنيفة وغريه وعال أبو يوسف علت‬
‫أليب حنيفة لقيت حممد بن علي الباعر؟ عال‪ :‬نعم‪ ،‬وسألته يوماً فقلت له‪ :‬أراد هللا املعاصي؟ عال‬
‫أفيعصي عهراً؟ عال أبو حنيفة‪ :‬فما رأيت جواابً أفحم منه‪.‬‬
‫وعال عطاء ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أيب جعفر لقد رأيت احلكم عنده كأنه‬
‫عصفور ويعين ابحلكم‪ :‬احلكم بن عيينة وكان عاملاً نبيالً جليالً يف زمانه‪ ،‬وذكر املدائين عن جابر بن‬
‫عبد هللا أنه أتى أاب جعفر حممد بن علي إىل الكتاب وهو صغري فقال له رسول هللا يتسلم عليك‪.‬‬
‫فقيل جلابر فكيف هذا فقال‪ :‬كنت جالتساً عند رسول هللا صلى هللا عليه وآله واحلتسني يف حجره‬
‫وهو يداعبه فقال اي جابر يولد له مولود امسه علي إذا كان يوم القيامة اندى مناد ليقم سيد زين‬
‫العابدين فيقوم ولده مث يولد له مولود امسه حممد فإن أدركته اي جابر فأعرئه عين التسالم‪ ،‬وروى أن أاب‬
‫جعفر دخل على جابر بعدما أضر جابر فتسلم عليه فقال من أنت؟ فقال‪ :‬حممد بن علي بن احلتسني‬
‫فقال‪ :‬أدن مين فدان منه فقبل يديه ورجليه مث عال له رسول هللا يتسلم عليك وذكره‪.‬‬
‫وتويف جابر بن عبد هللا سنة مثان وسبعني ابملدينة وهو آخر من مات من أهل العقبة فقد كان حممد‬
‫الباعر يف زمانه كبرياً ملا نذكر يف وفاته‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ذكر نبذة من كالمه‬
‫عال أبو نعيم يف ((احللية)) عن حممد بن علي أنه عال‪ :‬الصواعق عصيب املؤمن وغري‬

‫(‪)631/1‬‬

‫املؤمن وال تصيب الذاكر‪ .‬وعال أبو نعيم عن سفيان الثوري عال مسعت منصور يقول مسعت حممد بن‬
‫علي يقول‪ :‬الغىن والعز جيوالن يف علب املؤمن فإذا وصال إىل مكان فيه التوكل أوطناه‪.‬‬
‫وعال أبو نعيم‪:‬‬
‫عن حممد بن علي أنه عال ما دخل علب امرئ شيء من الكرب إال نقص من عقله مثل ما دخل عل‬
‫أو كثر‪.‬‬
‫وعال أبو نعيم‬
‫عن جابر اجلعفي عال‪ :‬عال يل حممد بن علي اي جابر‪ ،‬إين حملزون وإين ملشتغل القلب علت‪ :‬وما سبب‬
‫ذلك فقال اي جابر إنه من دخل علبه صايف خالص دين هللا‬

‫(‪)632/1‬‬

‫شغله عما سواه اي جابر ما الدنيا؟ وما عتسى أن تكون هل هو إال ثوب لبتسته أو لقمة أكلتها أو‬
‫مركب ركبته أو امرأة أصبتها‪ ،‬اي جابر‪ ،‬إن املؤمنني مل يطمئنوا إىل البقاء يف الدنيا ومل يطمئنوا إىل الدنيا‬
‫لبقاء فيها ومل أيمنوا لقدوم اآلخرة عليهم ومل يصمهم عن ذكر هللا ما مسعوا آبذاهنم من الفتنة ومل‬
‫يعمهم من نور هللا ما رأوا أبعينهم من الزينة ففازوا بثواب األبرار‪ ،‬إن أهل التقوى أيتسر أهل الدنيا‬
‫مؤنة وأكثرهم لك معونة‪ ،‬وإن نتسيت ذكروك وإن ذكرت أعانوك عوالني حبق هللا عوامني أبمر هللا فأنزل‬
‫الدنيا منزلة منزل نزلت به وارحتلت عنه وكمال أصبته يف منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء‬
‫واحفظ هللا تعاىل فيما اسرتعاك من دينه وحكمته‪.‬‬
‫وعال أبو نعيم‬
‫كان حممد بن علي يقول سالح اللئام عبح الكالم‪.‬‬
‫وعال أبو نعيم‬
‫عن حممد بن علي أنه عال وهللا ملوت عامل أحب إىل إبليس من‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)633/1‬‬

‫موت سبعني عابداً‪.‬‬


‫وعال ابن أيب الدنيا عن حممد بن علي ما اغرورعت عني ومائها إال حرم هللا وجه صاحبها على النار‬
‫فإن سالت على اخلدين مل يرهق ذلك الوجه عرت وال ذلة يوم القيامة وما من شيء إال وله جزاء إال‬
‫الدمعة فإن هللا يكفر هبا حبور اخلطااي ولو أن ابكياً يف أمة حلرم هللا تلك األمة على النار وعد روي هذا‬
‫املعىن مرفوعاً إىل رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪.‬‬
‫وعال أبو نعيم‬
‫عن األصمعي عال عال حممد بن علي البنه اي بين إايك والكتسل والضجر فإهنما مفتاح كل شر‪ ،‬فإنك‬
‫إن كتسلت مل تؤد حقاً وإن ضجرت مل تصرب على حق‪ .‬عال‬

‫(‪)634/1‬‬

‫وسئل حممد عن حلية التسيف فقال‪ :‬جيوز عد حلت الصحابة سيوفها‪.‬‬


‫وعال القرشي‬
‫عن أفلح موىل حممد بن علي عال‪ :‬خرجت م موالي حاجاً فلما دخل املتسجد نظر إىل البيت فبكى‬
‫حىت عال صوته فقلت أبيب أنت وأمي إن الناس ينظرون إليك فلو رفعت بصوتك عليالً فبكى وعال‪:‬‬
‫وحيك مل ال أبكي لعل هللا ينظر إيل برمحة منه فأفوز هبا عنده مث طاف ابلبيت ورك عند املقام ورف‬
‫رأسه من سجوده فإذا موضعه مبتل من دموعه‪ ،‬عال‪ :‬وكان إذا ضحك يقول‪ :‬اللهم ال متقتين‪.‬‬
‫وعال أبو نعيم‬
‫عال حممد بن علي كان يل أخاً يف عيين عظيم والذي عظمه يف عيين صغر الدنيا يف عينه‪.‬‬

‫(‪)635/1‬‬

‫وذكر أبو أيوب عن أيب محزة عال عال حممد بن علي ما من عبادة عند هللا أفضل من عفة بطن أو‬
‫فرج وما من شيء أحب إىل هللا تعاىل من أن يتسأل وما يدف القضاء إال الدعاء وإن أسرع اخلري ثواابً‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫الرب والعدل وأسرع الشر عقوبة البغي‪ ،‬وكفى ابملرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفتسه‬
‫وأن أيمرهم وما ال يتستطي التحول عنه وأن يؤذي جليتسه وما ال يعنيه‪.‬‬
‫وعال أبو محزة الثمايل عال لنا عبد هللا بن الوليد عال لنا حممد بن علي أيدخل أحدكم يده كم صاحبه‬
‫فيأخذ ما يريد؟ علنا‪ :‬ال فقال‪ :‬اذهبا فلتستم إخواانً كما تزعمون‪ ،‬عال وكان حيضر إخوانه فيطعمهم‬
‫أطيب الطعام ويكتسوهم أحتسن الكتسوة ويهب هلم الدراهم الكثرية وجييز هلم ابخلمتسمئة إىل األلف‬
‫وال ميل جمالتسة اإلخوان وكان يقول‪ :‬بئس األخ أخ يرعاك غنياً ويقطعك فقرياً‪.‬‬
‫وعال القرشي‬
‫عال حممد بن علي من عبد املعىن دون االسم فإنه خيرب عن غائب ومن عبد االسم دون املعىن فإنه‬
‫يعبد املتسمى ومن عبد االسم واملعىن فإنه يعبد االثنني ومن عبد املعىن بتقريب االسم إىل حقيقة‬
‫املعرفة فهو موحد‪.‬‬

‫(‪)636/1‬‬

‫ذكر وفاته‬
‫اختلفوا فيها على ثالثة أعوال أحدها‪ :‬أنه تويف سنة سب عشرة ومئة ذكره الواعدي‪ ،‬والثاين‪ :‬سنة‬
‫أرب عشرة ومئة عاله الفضل بن دكني والثالث‪ :‬سنة مثاين عشرة واختلفوا يف سنه أيضاً على ثالثة‬
‫أعوال أحدها‪ :‬مثان ومختسون والثاين سب ومختسون والثالث ثالث وسبعون واألول أشهر ملا روينا يف‬
‫سن أمري املؤمنني علي عليه التسالم فإن حممداً هذا روى أن علياً عتل وهو ابن مثان ومختسني سنة عال‬
‫ومات هلا احلتسن وعتل هلا احلتسني ومات هلا علي بن احلتسني‪ ،‬عال جعفر بن حممد هذا ومسعت أيب‬
‫يقول لعمته فاطمة بنت احلتسني أم عبد هللا بن حتسن عد أتت علي مثان ومختسون فتويف هلا وأوصى أن‬
‫يكفن يف عميصه الذي كان يتعبد فيه ودفن ابلبقي عند أبيه أسند حممد احلديث عن مجاعة من‬
‫الصحابة جابر بن عبد هللا وأيب سعيد وابن عباس وأنس وأيب هريرة واحلتسن واحلتسني وروى عن خلق‬
‫من التابعني منهم سعيد بن املتسيب واألئمة‪ ،‬ومن العجائب ثالثة أنفس كانوا يف زمن واحد وهم‬
‫علماء أشراف بنو أعمام كل واحد منهم امسه علي وله ولد امسه حممد فعلي بن احلتسني زين العابدين‬
‫ولده حممد هذا املذكور وعلي بن عبد هللا بن عباس ولده حممد أبو اخللفاء وعلي بن عبد هللا بن‬
‫جعفر ولده حممد‪.‬‬
‫ذكر أوالد حممد الباعر عليه التسالم‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫كان له جعفر وعبد هللا أمهما أم فروة بنت القاسم بن حممد بن أيب بكر الصديق وإبراهيم وأمه أم‬
‫حكيم بنت أسد بن املغرية بن األخنس بن شريق وعلي وزينب أمهما أم ولد وأم سلمة ولد أيضاً‬
‫والنتسل جلعفر‪.‬‬
‫فصل يف ذكر ولده جعفر عليه التسالم‬
‫هو جعفر بن حممد بن علي بن احلتسني بن علي بن أيب طالب عليه التسالم وكنيته‬

‫(‪)637/1‬‬

‫أبو عبد هللا وعيل أبو إمساعيل ويلقب ابلصادق والصابر والفاضل والطاهر وأفضل ألقابه الصادق‬
‫وعد ذكران أن أمه أم فروة بنت القاسم بن حممد بن أيب بكر‪.‬‬
‫عال علماء التسري‪ :‬كان عد اشتغل ابلعبادة عن طلب الرائسة وذكر أبو نعيم يف ((احللية))‪.‬‬
‫عن عمرو بن أيب املقدام عال كنت إذا نظرت إىل جعفر بن حممد علمت أنه من سالسة النبيني‪.‬‬
‫وذكر أبو نعيم أيضاً عن سفيان الثوري عال جعفر بن حممد اي سفيان إذا أنعم هللا عليك بنعمة‬
‫فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر من احلمد هلل والشكر عليها فإن هللا تعاىل يقول {لئن شكرمت‬
‫ألزيدنكم} وإذا استبطأت الرزق فأكثر من االستغفار فإن هللا يقول {استغفروا ربكم إنه كان غفاراً‪.‬‬
‫يرسل التسماء عليكم مدراراً‪ .‬وميددكم أبموال وبنني وجيعل لكم جنات} يف اآلخرة {وجيعل لكم‬
‫أهناراً} اي سفيان إذا أحزنك أمر به من سلطان أو غريه فأكثر من عول ال حول وال عوة إال ابهلل العلي‬
‫العظيم فإهنا مفتاح الفرج وكنز من كنوز اجلنة‪.‬‬

‫(‪)638/1‬‬

‫وعد روي يف هذا املعىن مرفوعاً‪.‬‬


‫عن أيب حازم املدين (‪ )1‬عال كنت عند جعفر بن حممد فجاء سفيان الثوري فقال له جعفر أنت رجل‬
‫يطلبك التسلطان وأان أتقي التسلطان فقال سفيان حدثين حىت أعوم‪ ،‬فقال حدثين أيب عن جدي عن‬
‫أبيه علي عليه التسالم عال‪ :‬عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((من أنعم هللا عليه بنعمة فليحمد هللا‬
‫ومن استبطأ الرزق فليتستغفر ومن حزنه أمر فليقل ال حول وال عوة إال ابهلل العلي العظيم))‪.‬‬
‫ويف ((احللية)) إبسناده إىل اهلياج بن بتسطام عال كان جعفر يطعم حىت ال يبقى لعياله شيء‪ ،‬عال‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وسئل عن العلة يف حترمي الراب فقال لئال يتمان الناس ابملعروف‪.‬‬
‫وعال يف ((احللية)) أيضاً‪ :‬أوصى جعفر‪ :‬بعض ولده فقال‪ :‬اي بين اعبل وصييت واحفظ مقاليت فإنك‬
‫إن حفظتها عشت سعيداً ومت شهيداً ومحيداً اي بين إنه من عن وما عتسم له استغىن ومن مد عينه إىل‬
‫مال غريه مات فقرياً ومن مل يرضى وما عتسم هللا له اهتم هللا يف عضائه ومن استصغر زلة نفتسه استعظم‬
‫زلة غريه ومن استصغر زلة غريه استعظم زلة نفتسه ومن كشف حجاب عورة أخيه انكشفت عورات‬
‫بيته ومن سل سيف البغي عتل به ومن احتفر ألخيه املؤمن عليباً أوععه هللا فيه عريباً ومن داخل‬
‫التسفهاء حقر ومن خالط العلماء وعر ومن دخل مداخل التسوء اهتم اي بين عل احلق وإن كان مراً لك‬
‫وعليك وإايك والنميمة فإهنا تزرع الشحناء يف علوب الرجال‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬يف طبعة دار الكتب العلمية (ص ‪ :)288‬أنبأان أبو اليمن اللغوي أنبأان الفرار أنبأان اخلطيب‬
‫أنبأان أبو بكر الرماين أنبأان أمحد بن إبراهيم اإلمساعيلي عن حممد بن أيب القاسم التسمناين عن اخلليلي‬
‫بن حممد الثقفي عن عيتسى بن جعفر القاضي عن أيب حازم املدين عال‪ :‬كنت عند جعفر ‪..‬‬

‫(‪)639/1‬‬

‫وإذا طلبت اجلود فعليك ومعادنه‪.‬‬


‫وذكر أبو نعيم يف ((احللية)) أيضاً وعال‪ :‬وع الذابب على وجه أيب جعفر املنصور وكان جعفر‬
‫حاضراً عنده مل يزل يق عليه حىت ضجر فقال له املنصور اي أاب عبد هللا مل خلق هللا الذابب فقال‬
‫جعفر ليذل به اجلبابرة فوجم هلا أبو جعفر‪.‬‬
‫وعال سفيان الثوري‪ :‬عال جعفر‪ :‬من مل يغضب من اجلفوة مل يشكر النعمة‪ ،‬عال وكان يرتدد إليه رجل‬
‫من التسواد فانقط عنه فتسأل عنه فقال بعض القوم إنه نبطي يريد أن يض منه فقال جعفر أصل‬
‫الرجل عقله وحتسبه ودينه وكرمه تقواه والناس يف آدم متستوون‪.‬‬
‫وبه عال الثوري‪ :‬مسعت جعفراً يقول عزت التسالمة حىت لقد خفي مطلبها فإن تكن يف شيء فيوشك‬
‫أن تكون يف اخلمول فإن مل يوجد اخلمول ففي التخلي وليس كاخلمول وإن مل يوجد يف التخلي ففي‬
‫الصمت والتسعيد من وجد يف نفتسه خلوة يشتغل هبا‪.‬‬

‫(‪)640/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وعال القرشي (‪ )1‬عن الربي حج أبو جعفر سنة أرب وأربعني ومئة فقد املدينة فقال يل ابعث إىل‬
‫جعفر بن حممد من أيتيين به متعباً عتلين هللا إن مل أعتله عال فتغافل عنه الربي لينتساه فأعاد عليه‬
‫القول اثنياً فتغافل عنه فأعاده عليه اثلثاً وأغلظ يف الكالم فأرسل إىل جعفر فجاء عال الربي فقلت‬
‫له اي أاب عبد هللا اذكر هللا فقد أرسل إليك ألمر عظيم وما أظنك بناج فقال جعفر ال حول وال عوة‬
‫إال ابهلل العلي العظيم مث دخل على أيب جعفر فتسلم عليه فلم يرد وعال أي عدو هللا اختذك أهل‬
‫العراق إماماً جييئون إليك زكاة أمواهلم وتلحد يف سلطاين وتبغيه الغوائل عتلين هللا إن مل أعتلك فقال اي‬
‫أمري املؤمنني إن سليمان أعطي فشكر وإن أيوب ابتلي فصرب وإن يوسف ظلم فغفر وأنت من ذلك‬
‫التسنخ فأطرق أبو جعفر ملياً مث رف رأسه وعال إيل إيل وعندي اي أاب عبد هللا الربيء التساحة التسليم‬
‫الناحية املقبل الغائلة جزاك هللا من ذي رحم خرياً وأفضل ما جازى به ذوي األرحام عن أرحامها مث‬
‫تناول يده فأجلتسه معه على التسد وغلفه ابلغالية حىت ظلت حليته عاطرة مث أععده معه على فرشه‬
‫وأدانه إليه مث عال يف حفظ هللا وكالئته اي ربي احلق أاب عبد هللا جائزته وكتسوته انصرف أاب عبد هللا‬
‫يف حفظ هللا وكنفه عال الربي ‪ :‬فلحقته وعلت له رأيت عجباً عبل جميئك وبعده أعجب منه فأخربين‬
‫وما علت حني دخلت إليه فقال دعوت هللا بدعوات علمين إايها أيب عن جدي عن أبيه علت وما هي‬
‫عال اللهم احرسين بعينك اليت ال تنام واكنفين بركنك الذي ال يرام أو يضام واغفر يل بقدرتك علي‬
‫ال أهلك وأنت رجائي اللهم إنك أكرب وأجل ممن أخاف وأحذر اللهم بك أدف يف حنره وأستعيذ بك‬
‫من شره‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬وأخربان غري واحد عن عبد الوهاب بن املبارك أنبأان أبو احلتسني بن عبد اجلبار أنبأان علي بن‬
‫عمر القزويين أنبأان أمحد بن إبراهيم بن ماذان أنبأان القاسم بن داود الكاتب أنبأان أبو بكر القرشي‬
‫حدثنا عيتسى بن أيب حرب واملغرية بن حممد عاال‪ :‬حدثنا عبد األعلى بن محاد بن احلتسني بن الفضل‬
‫بن الربي عال‪ :‬حدثين عبد هللا بن الفضل بن الربي عن أبيه عال حج أبو جعفر ‪..‬‬

‫(‪)641/1‬‬

‫وعال ابن وهب (‪ )1‬عال‪ :‬مسعت الليث بن سعد يقول حججت سنة ثالث عشرة ومئة فلما صليت‬
‫العصر يف املتسجد رعيت أاب عبيس فإذا برجل جالس يدعو فيقول اي رب اي رب حىت انقط نفتسه مث‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫عال اي رب حىت انقط نفتسه مث عال رب رب حىت انقط نفتسه مث عال اي حي اي حي حىت انقط‬
‫نفتسه مث عال اي رحيم اي رحيم اي رحيم حىت انقط نفتسه مث عال اي أرحم الرامحني اي أرحم الرامحني اي‬
‫أرحم الرامحني حىت انقط نفتسه مث عال إهلي إين أشتهي العنب فأطعمنيه اللهم إن بردي عد أخلق‬
‫فاكتسيين عال الليث فوهللا ما استتم كالمه حىت نظرت إىل سلة مملوءة عنباً وليس على األرض يومئذ‬
‫عنب وإذا بردين موضوعني مل أرى مثلهما يف الدنيا فأراد أن أيكل فقلت أان شريكك فقال فلم؟‬
‫علت ألنك دعوت وكنت أؤمن فقال تقدم فكل فتقدمت فأكلت عنباً مل آكل مثله عط ما كان له‬
‫عجم فأكلنا حىت شعبنا ومل تتغري التسلة فقال ال تذخر والة ختبأ منه شيئاً مث أخذ أحد الربدين ودف‬
‫إيل اآلخر فقلت أان يف غىن عنه فاتزر أبحداما وأرتدي ابآلخر مث أخذ الربدين اللذين كاان عليه فنزل‬
‫واما يف يده فلقيه رجل ابملتسعى فقال اكتسين اي ابن رسول هللا كتساك هللا فإين عرينا فدفعهما إليه‬
‫فقلت للذي أعطاه الربدين من هذا فقال جعفر بن حممد بن علي بن احلتسني بن علي بن أيب طالب‬
‫عليه التسالم عال الليث فطلبته بعد ذلك ألمس منه شيئاً فلم أعدر عليه‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬وأخربان عبد الوهاب بن علي الصويف‪ :‬انبأان سعد هللا وحممد بن عبد الباعي عاال‪ :‬أنباان أمحد بن‬
‫علي الطريثيثي أنبأان هبة هللا بن حتسن الطربي أنباان علي بن حممد بن عيتسى بن موسى أنبأان علي بن‬
‫حممد بن أمحد املصري حدثنا حممد بن عمرو بن خالد أنبأان عياض بن أيب طيبة حدثنا ابن وهب عال‬
‫مسعت الليث ‪..‬‬

‫(‪)642/1‬‬

‫وعال الثوري‪ :‬علت جلعفر اي ابن رسول هللا اعتزلت الناس فقال اي سفيان فتسد الزمان وتغري اإلخوان‬
‫فرأيت االنفراد أسكن للفؤاد مث عال‪:‬‬
‫ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب ‪ ...‬فالناس بني خماتل وموارب‬
‫يفشون بينهم املودة والصفا ‪ ...‬وعلوهبم حمشوة بعقارب‬
‫وعال الواعدي‪ :‬جعفر من الطبقة اخلامتسة من التابعني من أهل املدينة‪.‬‬
‫ذكر وفاته‬
‫عال الواعدي‪ :‬تويف يف خالفة أيب جعفر املنصور ابملدينة سنة مثان وأربعني ومئة ودفن ابلبقي م أبيه‬
‫وجده وعلى عبورهم رخامة مكتوب عليها بتسم هللا الرمحن الرحيم هلل مبيد األمم وحميي الرمم هذا عرب‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فاطمة بنت رسول هللا سيدة نتساء العاملني وعرب علي بن احلتسني وحممد بن علي وجعفر بن حممد‬
‫عليهم التسالم‪.‬‬
‫واختلفوا يف مبلغ سنه على أعوال‪:‬‬

‫(‪)643/1‬‬

‫أحدها‪ :‬مخس وستون‪ ،‬والثاين‪ :‬مخس ومختسون‪ ،‬وعال الواعدي‪ :‬إحدى وسبعون أسند جعفر احلديث‬
‫عن أبيه حممد ولقي مجاعة من التابعني منهم عطاء بن أيب رابح وعكرمة يف آخرين وروى عنه األئمة‬
‫سفيان الثوري ومالك وشعبة وأيوب التسختياين وغريهم وعيل إنه مات متسموماً‪.‬‬
‫ذكر أوالده‬
‫موسى الكاظم وله النتسل وحممد يعرف ابلديباج حلتسنه وإسحاق املؤمتن وهو أخو الديباج ألمه وأبيه‬
‫وعلي ظهر ومكة يف أايم املأمون سنة ثالث ومئتني وظفر به املأمون وعفا عنه ومحل إليه إىل خراسان‬
‫فأعام عنده حىت مات سنة ثالث ومئتني وعيل مات سنة أرب ومئتني ومحل املأمون سريره على عاتقه‬
‫متسافة كبرية إىل عربه فتعجب فقيل له اي أمري املؤمنني لو صليت عليه ورجعت فإنك عد تعبت فقال‬
‫هذه رحم عد عطعت منذ مئيت سنة وصلناه اليوم مث صلى عليه ودفنه‪.‬‬
‫عال الواعدي وكان عد ابيعه أهل احلجاز وهتامة واستفحل أمره فحج املعتصم يف هذه التسنة فأخذه‬
‫وبعث به إىل املأمون فأحتسن إليه وكان متعبداً يصوم يوماً وما خرج عط يف ثوب فعاد وهو عليه عال‬
‫هشام فلما خرجوا جبنازته كان املأمون راكباً فلما رآه ترجل عن دابته ودخل بني العمودين ومحله‪.‬‬
‫وكان أزهد أهل زمانه وهو جدهم األعلى الذي إليه ينتهي نتسبهم وحممد وعلي وعبد هللا وإسحاق‬
‫وأم فروة وعد رتب حممد بن سعد يف ((الطبقات)) أوالد جعفر من غري هذا الرتتيب فقال‪ :‬كان له‬
‫من الولد إمساعيل األعرج وعبد هللا وأم فروة وأمهم فاطمة بنت احلتسني األثرم بن حتسن بن علي بن‬
‫أيب طالب عليه التسالم وموسى حبتسه‬

‫(‪)644/1‬‬

‫هارون ببغداد عند التسندي موىل هارون فمات يف حبتسه وإسحاق وعلي وحممد وفاطمة تزوجها حممد‬
‫بن إبراهيم بن حممد بن علي بن عبد هللا بن عباس أمها أم ولد وأمهم وحيىي والعباس وفاطمة الصغرى‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ألمهات أوالد شىت والنتسل ملوسى الكاظم‪.‬‬
‫عال الواعدي‪ :‬وكان جلعفر بن حممد موىل يقال له معتب فبعثه إىل مالك بن أنس يتسأله عن متسائل‬
‫فلما حج املنصور بلغه خرب معتب فضربه ألف سوط حىت مات‪ .‬عال وملا خرج حممد بن عبد هللا بن‬
‫حتسن بن حتسن ابملدينة هرب جعفر بن حممد إىل ماله ابلفرع فأعام معتزالً للقوم حىت عتل حممد وعاد‬
‫إىل املدينة فتويف هبا يف التاريخ الذي ذكرانه‪.‬‬
‫فصل يف ذكر ولده موسى بن جعفر بن حممد بن علي بن احلتسني بن علي بن أيب طالب عليهم‬
‫التسالم‬
‫ويلقب ابلكاظم واملأمون والطيب والتسيد وكنيته أبو احلتسن ويدعى ابلعبد الصاحل لعبادته واجتهاده‬
‫وعيامه ابلليل وأمه أم ولد أندلتسية وعيل بربرية امسها محيدة‪ ،‬وكان موسى جواداً حليماً وإمنا مسي‬
‫الكاظم ألنه كان إذا بلغه عن أحد شيء بعث إليه ومال‪ ،‬ومولده ابملدينة سنة مثان وعشرين ومئة وعيل‬
‫سنة تتس وعشرين ومئة وهو من الطبقة التسابعة من أهل املدينة من التابعني‪ ،‬أبنا أبو حممد البزاز ابنا‬
‫أبو الفضل بن انصر أبنا حممد بن عبد امللك واملبارك بن عبد اجلبار الصرييف عاال أبنا عبيد هللا بن‬
‫أمحد بن عثمان أنبا حممد بن عبد الرمحن الشيباين أن علي بن حممد بن الزبري حدثهم عال‪ :‬ثنا هشام‬
‫بن حامت األصم عن أبيه عال حدثين شقيق البلخي عال خرجت حاجاً يف سنة تتس وأربعني ومئة‬
‫فنزلت ابلقادسية إذا بشاب حتسن الوجه شديد التسمرة عليه ثوب صوف مشتمل بشملة يف رجليه‬
‫نعالن وعد‬

‫(‪)645/1‬‬

‫جلس منفرداً عن الناس فقلت يف نفتسي هذا الفىت من الصوفية يريد أن يكون كالً على الناس وهللا‬
‫ألمضني إليه وألوخبنه فدنوت منه فلما رآين مقبالً عال اي شقيق {كثرياً من الظن إن} اآلية‪ ،‬فقلت يف‬
‫نفتسي‪ :‬هذا رجل صاحل عد نطق على ما يف خاطري ألحلقنه وألسألنه أن حيالين فغاب عن عيين فلما‬
‫نزلنا واعصة إذ به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تتحادر فقال أمضي إليه وأعتذر فأوجز يف‬
‫صالته مث عال‪ :‬اي شقيق {وإين لغفار ملن اتب وآمن وعمل صاحلاً مث اهتدى} فقلت هذا من األبدال‬
‫عد تكلم على سري مرتني فلما نزلنا زابالً إذا به عائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يتستقي ماء‬
‫فتسقطت الركوة يف البئر فرف طرفه إىل التسماء وعال‪:‬‬
‫أنت ريب إذا ظمأت إىل املاء ‪ ...‬وعويت إذا أردت الطعاما‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫اي سيد مايل سواها ‪...‬‬
‫عال شقيق‪ :‬فوهللا لقد رأيت البئر عد ارتف ماؤها فأخذ الركوة وم أها وتوضأ وصلى أرب ركعات مث‬
‫مال إىل كثيب رمل هناك فجعل يقبض بيده ويطرحه يف الركوة ويشرب وعال فقلت‪ :‬أطعمين من‬
‫فضل ما رزعك هللا أو أنعم هللا عليك‪ ،‬فقال‪ :‬اي شقيق مل تزل نعم هللا علينا ظاهرة وابطنة فأحتسن‬
‫ظنك بربك‪ ،‬مث انولين الركوة فشربت منها فإذا سويق وسكر ما شربت وهللا ألذ منه وال أطيب رحياً‬
‫فشبعت ورويت وأعمت أايماً ال أشتهي طعاماً وال شراابً مث مل أره حىت دخلت مكة فرأيته ليلة إىل‬
‫جانب عبة الشراب نصف الليل يصلي خبشوع وأنني وبكاء فلم يزل كذلك حىت ذهب الليل فلما‬
‫طل الفجر جلس يف مصاله يتسبح‪ ،‬مث عام إىل صالة الفجر وطاف ابلبيت أسبوعاً وخرج فتبعته وإذا‬
‫له حاشية وأموال وغلمان وهو على خالف ما رأيته يف الطريق ودار به الناس يتسلمون عليه ويتربكون‬
‫به فقلت لبعضهم من هذا؟ فقال موسى بن جعفر بن حممد بن علي بن احلتسني بن علي بن أيب‬
‫طالب فقلت‪ :‬عد عجبت أن تكون مثل هذه العجائب إال ملثل هذا التسيد‪.‬‬

‫(‪)646/1‬‬

‫عال أهل التسري كان مقام موسى ابملدينة ألنه ولد هبا فأعدمه حممد املهدي بغداد فحبتسه هبا مث رده‬
‫إىل املدينة ملنام رآه ذكره اخلطيب يف ((اتريخ بغداد)) عن الفضل بن الربي عن أبيه عال ملا حبس‬
‫املهدي موسى بن جعفر رأى املهدي علياً عليه التسالم يف املنام فقال له اي حممد {فهل عتسيتم إن‬
‫توليتم أن تفتسدوا يف األرض وتقطعوا أرحامكم} اآلية عال الربي ‪ :‬فأرسل إيل املهدي ليالً فراعين‬
‫ذلك فجئته فإذا هو يقرأ اآلية وكان من أحتسن الناس صواتً فقال علي وموسى بن جعفر عال فجئته‬
‫به فعانقه وأجلتسه إىل جانبه فقال‪ :‬اي أاب احلتسن رأيت التساعة أمري املؤمنني وهو يقرأ علي هذه اآلية‬
‫أتؤمنين أن ال خترج علي وال على أحد من ولدي بعدي فقال‪ :‬وهللا ال فعلت ذلك أبداً وال هو من‬
‫شيميت‪ ،‬فقال‪ :‬صدعت‪ ،‬مث عال اي ربي أعطه ثالثة آالف دينار ورده إىل أهله عال الربي ‪ :‬فأحكمت‬
‫أمره ليالً فما أصبح إال وهو على الطريق خمافة العوائق وعال املدائين أعام موسى ابملدينة حىت تويف‬
‫املهدي واهلادي وحج هارون الرشيد فاجتمعه وموسى بن جعفر عند عرب رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله‪ ،‬فقال هارون للنيب عليه التسالم التسالم عليك اي ابن العم افتخاراً على من حوله فدان موسى‬
‫من القرب وعال‪ :‬التسالم عليك اي أبة فتغري وجه هارون مث عال‪ :‬اي أاب احلتسن هذا وهللا هو الفخر‬
‫والشرف حقاً مث محله معه إىل بغداد وحبتسه هبا سنة سب وسبعني ومئة فأعام يف حبتسه إىل سنة مثان‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ومثانني ومئة فتويف هبا يف رجب وذكر الزخمشري يف كتاب ((ربي األبرار)) أن هارون كان يقول ملوسى‬
‫خذ فدكاً وهو ميتن فلما أحل عليه عال ما آخذها إال حبدودها عال‪ :‬وما حدودها؟ عال احلد األول‪:‬‬
‫عدن‪ ،‬فتغري وجه الرشيد وعال واحلد الثاين؟ عال‪ :‬مسرعند فأربد وجهه‪ ،‬عال‪ :‬واحلد الثالث؟ عال‬
‫إفريقية‪ ،‬فاسود وجهه عال واحلد الراب عال سيف البحر مما يلي اخلزر وأرمينية‪ ،‬فقال هارون‪ :‬فلم يبق‬
‫لنا شيء‪ ،‬فتحول موسى عد أعلمتك أين إن حددهتا مل تردها فعند ذلك عزم على عتله وذكر اخلطيب‬
‫يف اترخيه عال بعث موسى من احلبس رسالة إىل هارون‬

‫(‪)647/1‬‬

‫يقول له‪ :‬لن ينقضي عين يوم من البالء حىت ينقضي عنك معه يوم من الرخاء حىت نقضي مجيعاً إىل‬
‫يوم ليس له القضاء خيتسر فيه املبطلون‪.‬‬
‫واختلفوا يف سنه على أعوال أحدها مخس ومختسون سنة‪ ،‬والثاين‪ :‬أرب ومختسون‪ ،‬والثالث‪ :‬سب‬
‫ومختسون‪ ،‬والراب ‪ :‬مثان ومختسون واخلامس‪ :‬ستون‪ ،‬ودفن ومقابر عريش وعربه ظاهر يزار وعيل مات‬
‫سنة ثالث ومثانني ومئة‪.‬‬
‫ذكر أوالده‬
‫عال علماء التسري‪ :‬ولد له عشرون ذكراً وعشرون أنثى علي اإلمام وزيد وهذا زيد كان عد خرج على‬
‫املأمون فظفر به فبعث به إىل أخيه علي بن موسى الرضا فوخبه وجرى بينهما كالم ذكره القاضي‬
‫املعايف يف ((اجلليس واألنيس)) فيه أن علياً عال له سؤة لك اي زيد ما أنت عائل لرسول هللا إذا‬
‫سفكت الدماء وأخفت التسبيل وأخذت املال من غري حله غرك محقاء أهل الكوفة وعد عال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله ((فاطمة أحصنت فرجها)) فحرم هللا ذريتها على النار وهذا ملن خرج من‬
‫بطنها مثل احلتسن واحلتسني وفقط ال يل وال لك وهللا ما انلوا ذلك إال بطاعة هللا فإن أردت أن تنال‬
‫ومعصية هللا ما انلوه بطاعته إنك إذا ألكرم على هللا منهم‪ ،‬وإبراهيم وعقيل وهارون واحلتسن واحلتسني‬
‫وعبد هللا وعبيد هللا وإمساعيل وعمر وأمحد وجعفر وحيىي وإسحاق والعباس ومحزة وعبد الرمحن‬
‫والقاسم وجعفر األصغر وحممد وخدجية وأم فروة وأمساء وعلية وفاطمة الكربى والصغرى والوسطى‬
‫وفاطمة أخرى فالفواطم أرب وأم كلثوم وآمنة وزينب وأم عبد هللا وزينب الصغرى وأم القاسم‬
‫وحكيمة وأمساء الصغرى وحممودة وأمامة وميمونة ألمهات أوالد شىت‪.‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فصل يف ذكر ولده علي‬
‫هو أبو احلتسن علي بن موسى بن جعفر بن حممد بن علي بن احلتسني بن علي بن‬

‫(‪)648/1‬‬

‫أيب طالب عليهم التسالم ويعرف ابلويل والويف وأمه أم ولد تتسمى اخلريزان‪.‬‬
‫عال الواعدي مس علي احلديث من أبيه وعمومته وغريهم وكان ثقة يفيت ومتسجد رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله وهو ابن نيف وعشرين سنة وهو من الطبقة الثامنة من التابعني من أهل املدينة‪ ،‬وذكر عبد‬
‫هللا بن حممد املقدسي يف كتاب ((أنتساب القرشيني)) نتسخة يرويها علي بن موسى الرضا عن أبيه‬
‫موسى عن أبيه جعفر عن أبيه حممد عن أبيه علي عن أبيه احلتسني عن أبيه علي عليهم التسالم عن‬
‫النيب صلى هللا عليه وآله إسناد لو عرئ على جمنون لربئ‪.‬‬
‫عال الواعدي‪ :‬ملا كان سنة مئتني بعث إليه املأمون فأشخصه من املدينة إىل خراسان ليوليه العهد بعده‬
‫والذي أشخصه فرانس اخلادم وابن أيب الضحاك فلما وصل إىل نيتسابور خرج إليه علمائها مثل حيىي‬
‫بن حيىي وإسحاق بن راهويه وحممد بن راف وأمحد بن حرب وغريهم لطلب احلديث والرواية عنه‬
‫والتربك به فأعام بنيتسابور مدة واملأمون ومرو مث استدعاه وواله العهد بعد وفاته ومساه الرضا من آل‬
‫حممد وضرب امسه على الدراهم والداننري وكتب إىل اآلفاق ببيعته وطرح التسواد ولبس اخلضرة وزوجه‬
‫املأمون ابنته أم حبيبة وتزوج املأمون أيضاً ابنته أم الفضل من حممد بن علي الرضا وتزوج املأمون‬
‫بوران بنت احلتسن بن سهل يف وعت واحد ذكره الصويف وغريه يقول يف عقود خمتلفة‪.‬‬
‫نتسخة العهد الذي كتبه املأمون له خبطه وإنشائه‬
‫وهو عهد طويل ذكره عامة املؤرخني يف توارخيهم اختصرته‪.‬‬
‫بتسم هللا الرمحن الرحيم هذا كتاب كتبه عبد هللا بن هارون أمري املؤمنني أليب احلتسن علي بن موسى‬
‫الرضا من آل حممد ويل عهده أما بعد فإن هللا سبحانه وتعاىل‬

‫(‪)649/1‬‬

‫اصطفى اإلسالم ديناً واختار له من عباده رسالً دالني عليه يبشر وهادين إليه أوهلم آبخرهم ويصدق‬
‫اتليهم ماضيهم حىت انتهت النبوة إىل سيدان حممد صلى هللا عليه وآله على فرتة من الرسل ودرس من‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫العلم وانقطاع من الوحي واحلجة واعرتاب من التساعة فختم هللا به النبيني وجعله شاهداً على األمم‬
‫للمرسلني وأنزل عليه كتابه العزيز اجمليد الذي ال أيتيه الباطل من بني يديه وال من خلفه تنزيل من‬
‫حكيم محيد ابحلالل واحلرام والنوازل واألحكام وعد فيه وأوعد وخوف وهدد وزجر وحذر وابلغ‬
‫وأنذر لتكون له احلجة البالغة على خلقه‪.‬‬
‫ليهلك من هلك عن بينة وحيىي من حي عن بينة وإن هللا لتسمي عليم فبلغ عن هللا رساالته ودعا إىل‬
‫سبيل جناته وما أمره به من احلكمة واملوعظة احلتسنة واجملادلة ابليت هي أحتسن مث ابجلهاد والغلظة حىت‬
‫إذا عبضه هللا إليه واختار له ما عنده ولديه جعل عوام الدين ابخلالفة كما ختم هللا به الرسالة فنظام‬
‫أمور عباده ابخلالفة وإمتامها وإعزازها والقيام أبمر هللا فيها ابلطاعة اليت هبا تقام فرائض هللا وحدوده‬
‫وشرائ اإلسالم وسننه وجياهد هبا عدوه وجعل هلا خلفاء على رعيته فيما استخلفهم من أمر دينه‬
‫وعبادته وعلى املتسلمني الطاعة هلم واملعاونة على إعامة حق هللا يف عباده وإظهار العدل يف بالده‬
‫وأمن التسبل وحقن الدماء وإصالح ذات البني ويف خالف ذلك اضطراب أمر املتسلمني وعهر دينهم‬
‫واستعالء عدوهم وتفريق الكلمة وختسران الدنيا واآلخرة فحق على من استخلفه هللا يف أرضه وائتمنه‬
‫على خلقه أن جيهد هلل نفتسه ويؤثر ما فيه رضاه عنه ويعمل ابلعدل واإلحتسان فيما حكمه هللا فيه‬
‫وعلده إايه‪ ،‬عال هللا تعاىل {اي داوود إن جعلناك خليفة يف األرض} اآلية وعد بلغنا‬

‫(‪)650/1‬‬

‫عن عمر بن اخلطاب أنه عال لو ضاعت سخلة بشاطئ الفرات خلفت أن أؤخذ هبا‪.‬‬
‫ومل أزل منذ أفضت إيل اخلالفة أنظر فيمن أعلده أمرها وأجتهد فيمن أوليه عهدها فلم أجد من‬
‫يصلح هلا إال أاب احلتسن علي بن موسى الرضا ملا رأيت من فضله البارع وعلمه الناف وورعه يف‬
‫الباطن والظاهر وختليه عن الدنيا وأهلها وميله إىل اآلخرة وإيثاره هلا وعد حتقق عندي وتيقنت فيه‪،‬‬
‫األخبار عليه متواطئة واأللتسن عليه متفقة فعقدت له العهد واثقاً خبرية هللا يف ذلك نظراً للمتسلمني‬
‫وإيثاراً إلعامة شعائر الدين وطلباً للنجاة يوم يقوم الناس لرب العاملني‪ ،‬وكتب عهد هللا خبطه لتتس‬
‫خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومئتني وعد ابي أهل بييت وخاصيت وولدي وأهلي وجندي‬
‫وعبيدي والتسالم‪.‬‬
‫فكتب علي خلفه‪:‬‬
‫بتسم هللا الرمحن الرحيم‪ :‬أعول وأان علي بن موسى بن جعفر أن أمري املؤمنني عضده هللا ابلتسداد وفقه‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫الرشاد عرف من حقنا ما جهله غريه فوصل أرحاماً عطعت وآمن نفوساً فزعت بل أحياها بعد ما‬
‫تلفت مبتغياً رضا رب العاملني ال يريد جزاء من غريه {وسيجزي هللا الشاكرين} وال يضي أجر‬
‫احملتسنني وإنه جعل إىل عهده واألمر بعده أطال هللا بقاءه وما أمكنين خمالفته وهلل علي أن ال أسفك‬
‫دماً حراماً وال أبيح فرجاً وال ماالً وأن أختري الكفاءة جهدي وطاعيت وال أغري على نفتسي حالة من‬

‫(‪)651/1‬‬

‫أحوال اآلخرة فيما كنت عليه من عبل وال أانل من الدنيا إال ما تدعو الضرورة إليه وعد جعلت هللا‬
‫علي كفيالً فإن أحدثت وغريت أو بدلت كنت للتغيري متستحقاً وللنكال معرضاً وأعوذ ابهلل من‬
‫سخط هللا وإليه أرغب يف التوفيق لطاعته واملباعدة بيين وبني معصيته والتسالم‪.‬‬
‫مث عرئ العهد يف مجي اآلفاق وعند الكعبة وبني عرب رسول هللا صلى هللا عليه وآله ومنربه وشهد فيه‬
‫خواص املأمون وأعيان العلماء فمن شهد يف ذلك الفضل بن سهل‪.‬‬
‫وشهد عبد هللا بن طاهر‪.‬‬
‫وشهد حيىي بن أكثم القاضي ومحاد بن أيب حنيفة وأبو بكر الصويل والوزير املغريب وبشر بن املعتمر‬
‫يف خلق كثري‪ ،‬وحكى الصويل أن املأمون ملا ابي علي بن موسى الرضا أجلتسه إىل جانبه فقام العباسي‬
‫اخلطيب فتكلم فأحتسن وأنشد‪:‬‬
‫البد للناس من مشس ومن عمر ‪ ...‬فأنت مشس وهذا ذلك القمر‬
‫عال علماء التسري‪ :‬فلما فعل املأمون ذلك شغبت بنو العباس ببغداد عليه وخلعوه من اخلالفة وولوا‬
‫إبراهيم بن املهدي واملأمون ومرو وتفرعت علوب شيعة‬

‫(‪)652/1‬‬

‫بين العباس عنه فقال له علي بن موسى الرضا اي أمري املؤمنني النصح واجب والغش ال حيل ملؤمن إن‬
‫العامة تكره ما فعلت معي واخلاصة والعامة‪.‬‬
‫وذكر أبو بكر الصويل يف كتاب ((األوراق)) أن هارون كان جيري على موسى بن جعفر وهو يف‬
‫حبتسه يف كل سنة ثلثمئة ألف درهم وإن له يف كل شهر عشرين ألفاً فقال املأمون لعلي بن موسى‪:‬‬
‫ألزيدنك على مرتبة أبيك وجدك فأجرى له ذلك وأوصله أبلف ألف درهم وملا فصل املأمون عن مرو‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫طالباً بغداد ووصل إىل سرخس وثب عوم على الفضل بن سهل يف احلمام فقتلوه ومرض علي بن‬
‫موسى الرضا بطوس يف سنة ثالث ومئتني فلما وصل املأمون إىل طوس تويف علي بن موسى الرضا‬
‫بطوس وعيل إنه دخل احلمام مث خرج فقدم له طبق فيه عنب متسموم عد أدخلت فيه األبر املتسمومة‬
‫من غري أن يظهر أثرها فأكله فمات وله مخس ومختسون سنة وعيل تتس وأربعون ودفن إىل جانب‬
‫هارون وعد زعم عوم أن املأمون مسه وليس ذلك بصحيح ألن املأمون ملا مات علي توج له وأظهر‬
‫احلزن عليه وبقي أايماً ال أيكل وال يشرب وهجر اللذات مث أتى بغداد فدخلها يف صفر سنة أرب‬
‫ومئتني ولباسه ولباس أصحابه مجيعاً اخلضرة وكذا أعالمهم وكان عد بعث املأمون احلتسن بن سهل إىل‬
‫بغداد فهزمهم واختفى إبراهيم بن املهدي ونزل املأمون بقصر الرصافة‪ ،‬عال الصويل فاجتم بنو‬
‫العباس إىل زينب بنت سليمان بن علي بن عبد هللا بن عباس وكانت يف القعدد والتسؤدد مثل املنصور‬
‫فتسألوها أن تدخل على املأمون وتتسأله الرجوع إىل لبس التسواد وترك اخلضرة واإلضراب مثل ما كان‬
‫عليه ألنه عزم بعد موت علي بن موسى أن يعهد إىل حممد بن علي بن موسى الرضا وإمنا‬

‫(‪)653/1‬‬

‫منعه من ذلك شغب بين العباس عليه إال أنه كان عد أصر على ذلك حىت دخلت عليه زينب فلما‬
‫دخلت عليه فأعام هلا ورحب هبا وأكرمها فقالت له اي أمري املؤمنني إنك على بر أهلك من ولد أيب‬
‫طالب واألمر يف يدك أعدر منك على إبرارهم واألمر يف يد غريك أو يف أيديهم فدع لباس اخلضرة‬
‫وعد إىل لباس أهلك وال تطمعن أحداً فيما كان منك فعجب املأمون بكالمها وعال اي عمة وهللا ما‬
‫كلمين أحد بكالم أوع من كالمك يف عليب وال أعصد ملا أردت وأان أحاكمهم إىل عقلك فقالت وما‬
‫ذاك؟ فقال ألتست تعلمني أن أاب بكر الصديق رضي هللا عنه ويل اخلالفة بعد رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله فلم يويل أحداً من بين هاشم عالت بلى عال مث ويل عمر فكان كذلك مث ويل عثمان فأعبل‬
‫على أهله من بين عبد مشس فوالهم األمصار ومل يويل أحداً من بين هاشم‪ ،‬مث ويل أمري املؤمنني علي‬
‫عليه التسالم فأعبل على بين هاشم فوىل عبد هللا بن عباس البصرة‪ ،‬وعبيد هللا بن عباس اليمن ووىل‬
‫معبداً مكة ووىل عثم بن العباس البحرين وما ترك أحداً ممن ينتمي إىل بين العباس إال واله فكانت‬
‫هذه له يف أعناعنا فكافأته يف ولده وما فعلت فقالت‪ :‬هلل درك اي بين ولكن املصلحة لبين عمك من‬
‫ولد أيب طالب ما علت لك فقال ما يكون إال ما حتبون مث فكر يف أمره ووالية حممد بن علي العهد‬
‫فرأى أن القواعد تنخرم عليه وروما خرج األمر من يد بين العباس وبين علي لتسبب االختالف وأن يف‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫األرض بقااي من بين أمية فروما وجدوا الفرصة يف تفريق الكلمة وإاثرة الفتنة فجلس لبين العباس‬
‫ومجعهم ودعا حبلة سوداء فلبتسها وترك اخلضرة ولبس الناس التسواد فلم تلبس اخلضرة ببغداد سوى‬
‫مثانية أايم‪ ،‬عال الصويل وكان املأمون حيب علياً عليه التسالم‪ ،‬كتب إىل اآلفاق أبن علياً عليه التسالم‬
‫أفضل اخللق بعد رسول هللا صلى هللا عليه وآله وأن ال يذكر معاوية خبري ومن ذكره خبري أبيح دمه‬
‫وماله‪ ،‬عال الصويل ومن أشعار املأمون يف علي عليه التسالم‪.‬‬

‫(‪)654/1‬‬

‫أالم على حب الوصي أيب احلتسن ‪ ...‬وذلك عندي من عجائب ذا الزمن‬


‫خليفة خري الناس واألول الذي ‪...‬أعان رسول هللا يف التسر والعلن‬
‫ولواله ما عدت هلاشم إمرة ‪...‬وكانت على األايم تقضى ومتتهن‬
‫فويل بين العباس ما خص غريهم ‪...‬ومن منه أوىل ابلتكرم واملنن‬
‫فأوضح عبد هللا ابلبصرة اهلدى ‪...‬وفاض عبيد هللا جواداً على اليمن‬
‫وعتسم أعمال اخلالفة بينهم فال ‪...‬زال مربوطاً به الشكر مرهتن‬
‫وعال أيضاً وعيل إهنا للتسيد احلمريي‪:‬‬
‫أحلف ابهلل وآالئه ‪ ...‬واملرء عما عال متسؤول‬
‫إن علي بن أيب طالب ‪ ...‬على التقى والرب جمبول‬

‫(‪)655/1‬‬

‫وأنه كان اإلمام الذي ‪ ...‬له على األمة تفضيل‬


‫يقول ابحلق وخيتاره ‪ ...‬وال تعانيه األابطيل‬
‫كان إذا احلرب مراها القىن ‪ ...‬وعصرت عنها البهاليل‬
‫ميشي إىل القرن ويف كفه ‪ ...‬أبيض ماضي احلد مصقول‬
‫منييت ‪ ...‬أنني أشباله ‪ ...‬أعبل ال تغتاله الغول‬
‫ومن أشعار املأمون‪:‬‬
‫ال تقبل التوبة من اتئب ‪ ...‬إال حبب ابن أيب طالب‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫حب علي الزم واجب ‪ ...‬يف عنق الشاهد والغائب‬
‫أخو رسول هللا حلف الندى ‪ ...‬واألخ فوق اخلل والصاحب‬
‫إن مجعا يف الفضل يوماً فقد فاق أخوه رغبة الراغب‬
‫فقد مت اهلادي يف فضله ‪ ...‬يتسلم من الالئم والعائب‬
‫إن مال ذو نصب إىل جانب ‪ ...‬ملت م الشيعي يف جانب‬
‫أكون يف آل نيب اهلدى ‪ ...‬خري نيب من بين غالب‬
‫حبهم فرض نؤدي به ‪ ...‬كمثل حج الزم واجب‬

‫(‪)656/1‬‬

‫وذكر الصويل يف كتاب ((األوراق)) أيضاً عال‪ :‬كان مكتوابً على سارية من سواري جام البصرة‪:‬‬
‫رحم هللا علياً ‪ ...‬إنه كان تقياً‬
‫وكان جيلس إىل تلك التسارية أبو عمرو اخلطايب وامسه حفص وكان أعور فأمر به فجيء فكتب إىل‬
‫املأمون بذلك فشق عليه وأمر إبشخاصه فلما دخل عليه عال مل حموت اسم أمري املؤمنني من التسارية‬
‫فقال وما كان عليها؟ فقال‪:‬‬
‫رحم هللا علياً ‪ ...‬إنه كان تقياً‬
‫فقال بلغين إنه كان نبياً فقال‪ :‬كذبت بل كانت القاف أصح من عينك الصحيحة ولوال أن أزيدك‬
‫عند العامة نفاعاً ألدبتك مث أمر إبخراجه‪ ،‬وعد ذكران وفاة علي بن موسى الرضا وكان من الفضالء‬
‫األتقياء األجواد وفيه يقول أبو نواس‪:‬‬
‫عيل يل أنت أوحد الناس يف ‪ ...‬كل كالم من املقال بديه‬
‫لك يف جوهر الكالم فنون ‪ ...‬ينثر الدر يف يد جمتنيه‬
‫فعلى ما تركت مدح ابن موسى ‪ ...‬واخلالل اليت جتمعن فيه‬
‫علت ال أدري ملدح إمام ‪ ...‬كان جربيل خادماً ألبيه‬
‫ذكر أوالده‬
‫حممد اإلمام وأبو جعفر الثاين وجعفر وأبو حممد احلتسن وإبراهيم وابنة واحدة‪.‬‬

‫(‪)657/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فصل يف ذكر ولده حممد اجلواد‬
‫هو حممد بن علي بن موسى بن جعفر بن حممد بن علي بن احلتسني بن علي بن أيب طالب وكنيته أبو‬
‫عبد هللا وعيل أبو جعفر ولد سنة مخس وتتسعني ومئة من اهلجرة وتويف سنة مئتني وعشرين وهو ابن‬
‫مخس وعشرين سنة وكان على منهاج أبيه يف العلم والتقى والزهد واجلود وملا مات أبوه عدم على‬
‫املأمون فأكرمه وأعطاه ما كان يعطي أابه وكان زوجه املأمون اببنته أم الفضل كما ذكران‪ ،‬واختلفوا هل‬
‫زوجه هبا عبل وفاة أبيه أو بعده؟ فيه عوالن واإلمامية تروي خرباً طويالً فيه‪ :‬أن املأمون ملا زوجه كان‬
‫عمر حممد اجلواد سب سنني واشتهر أنه هو الذي خطب خطبة النكاح وأن العباسيني شغبوا على‬
‫املأمون ورشوا القاضي حيىي بن أكثم حىت وض متسائل ليخطئ هبا اجلواد وميتحنه وأن اجلواد خرج‬
‫عن اجلمي وهو حديث طويل ذكره املفيد يف كتاب ((اإلرشاد))‪.‬‬
‫وهللا أعلم‪.‬‬
‫وكان يلقب ابملرتضى والقان وكانت وفاته ببغداد خامس ذي احلجة ودفن إىل جانب جده موسى بن‬
‫جعفر ومقابر عريش وعربه ظاهر يزار وأمه سكينة وكان له أوالد املشهور منهم علي اإلمام‪.‬‬
‫فصل يف ذكره‬
‫هو علي بن حممد بن علي بن موسى بن جعفر بن حممد بن علي بن احلتسني بن علي بن أيب طالب‬
‫وكنيته أبو احلتسن العتسكري وإمنا نتسب إىل العتسكري ألن جعفر املتوكل أشخصه من املدينة إىل‬
‫بغداد مث من بغداد إىل سر من رأى فأعام هبا عشرين سنة وتتسعة أشهر ويلقب ابملتوكل والنقي وأمه‬
‫مسانة مغربية‪.‬‬

‫(‪)658/1‬‬

‫عال علماء التسري وإمنا أشخصه املتوكل من مدينة رسول هللا صلى هللا عليه وآله ألن املتوكل كان‬
‫يبغض علياً وذريته فبلغه مقام علي ابملدينة وميل الناس إليه فخاف منه فدعا بيحىي بن هرمثة فقال‪:‬‬
‫اذهب إىل املدينة وانظر يف حاله وأشخصه إلينا‪ ،‬عال حيىي‪ :‬فذهبت إىل املدينة فلما دخلتها ضج‬
‫أهلها ضجيجاً عظيماً ما مس الناس ومثله خوفاً على علي وعامت الدنيا على ساق ألنه كان حمتسناً‬
‫إليهم مالزماً للمتسجد مل يكن عنده ميل إىل الدنيا‪.‬‬
‫عال فجعلت أسكنهم وأحلف هلم أين مل أؤمر فيه ومكروه وأنه ال أبس عليه مث فتشت منزله فلم أجد‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فيه إال مصاحف وأدعية وكتب العلم فعظم يف عيين وتوليت خدمته بنفتسي وأحتسنت عشرته فلما‬
‫عدمت ببغداد بدأت إبسحاق بن إبراهيم الظاهري وكان والياً على بغداد فقال يل اي حيىي إن هذا‬
‫الرجل عد ولده رسول هللا صلى هللا وآله واملتوكل من تعلم فإن حرضته عليه عتله وكان رسول هللا‬
‫خصمك يوم القيامة‪ ،‬فقلت له‪ :‬وهللا ما وععت منه إال على أمر مجيل مث صرت به إىل سر من رأى‬
‫فبدأت بوصيف الرتكي فأخربته بوصوله فقال‪ :‬وهللا لئن سقط منه شعرة ال يطالب هبا سواك‪ ،‬فعجبت‬
‫كيف وافق عوله عول إسحاق فلما دخلت على املتوكل سألين عنه فأخربته حبتسن سريته وسالمة‬
‫طريقته وورعه وزهادته وإنين فتشت داره فلم أجد فيها إال املصاحف وكتب العلم‪ ،‬وإن أهل املدينة‬
‫خافوا عليه فأكرمه املتوكل وأحتسن جائزته وأجزل بره وأنزله معه سر من رأى عال حيىي بن هرمثة‪:‬‬
‫فاتفق مرضا املتوكل بعد ذلك ومدة فنذر أن عويف ليتصدعن بدراهم كثرية فعويف فتسأل الفقهاء عن‬
‫ذلك فلم جيد عندهم فرجاً فبعث إىل علي فتسأله فقال يتصدق بثالث ومثانني ديناراً فقال املتوكل من‬
‫أين لك هذا فقال من عوله تعاىل {لقد نصركم هللا يف مواطن كثريةٍ} واملواطن الكثرية هي هذه اجلملة‬
‫وذلك ألن النيب صلى هللا عليه وآله غزا سبعاً وعشرين غزاة وبعث ستاً ومختسني سرية وآخر غزواته‬
‫يوم حنني‬

‫(‪)659/1‬‬

‫فعجب املتوكل والفقهاء من هذا اجلواب وبعث إليه ومال كثري فقال علي عد ذكران الواجب فتصدق‬
‫أنت وما أحببت‪.‬‬
‫وذكر أبو احلتسن املتسعودي يف كتابه وعال مني إىل املتوكل بعلي بن حممد أن يف منزله كتباً وسالحاً من‬
‫شيعته من أهل عم وأنه عازم على الوثوب ابلدولة فبعث إليه مجاعة من األتراك فهجموا داره فلم‬
‫جيدوا فيها شيئاً ووجدوه يف بيت مغلق عليه وعليه مدرعة من صوف وهو جالس على الرمل واحلصى‬
‫متوجهاً إىل هللا تعاىل يتلو آايت من القرآن فحمل على حاله تلك إىل املتوكل وعالوا للمتوكل إهنم مل‬
‫جيدوا يف بيته شيئاً ووجدانه يقرأ القرآن متستقبل القبلة وكان املتوكل جالتساً يف جمالس الشراب فأدخل‬
‫عليه والكأس يف يدي املتوكل فلما رآه هابه وعظمه وأجلتسه إىل جانبه وانوله الكأس اليت كانت يف‬
‫يده‪ ،‬فقال‪ :‬وهللا ما خامر حلمي ودمي عط فأعفين فأعفاه فقال له‪ :‬أنشدين شعراً فقال علي أان عليل‬
‫الرواية للشعر فقال ال بد فأنشد علي عليه التسالم‪:‬‬
‫ابتوا على علل األجبال حترسهم ‪ ...‬غلب الرجال فلم تنفعهم القلل‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫واستنزلوا بعد عز من معاعلهم ‪ ...‬وأسكنوا حفراً اي بئس ما نزلوا‬
‫انداهم صارخ من بعد دفنهم ‪ ...‬أين األساور والتيجان واحللل‬
‫أين الوجوه اليت كانت منعمة ‪ ...‬من دوهنا تضرب األستار والكلل‬
‫فأفصح القرب عنهم حني سائله ‪ ...‬تلك الوجوه عليها الدود يقتتل‬
‫عد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا ‪ ...‬فأصبحوا اليوم بعد األكل عد أكلوا‬
‫فبكى املتوكل حىت بلت حليته دموع عينه وبكى احلاضرون ودف لعلي أربعة‬

‫(‪)660/1‬‬

‫آالف دينار مث رده إىل منزله مكرماً‪.‬‬


‫وعال حيىي بن هرمثة‪ :‬تذاكر الفقهاء يوماً حبضرة املتوكل من حلق رأس آدم؟ فلم يعرفوا من حلقه‪،‬‬
‫فقال املتوكل‪ :‬أرسلوا إىل علي بن حممد بن علي الرضا فأحضروه فحضر فتسألوه فقال حدثين أيب عن‬
‫جدي عن أبيه عن جده عن أبيه عال‪ :‬إن هللا أمر جربئيل أن ينزل بياعوتة من يواعيت اجلنة فنزل هبا‬
‫فمتسح هبا رأس آدم فتناثر الشعر منه حبيث بلغ نورها فصار حرماً وعد روي هذا اخلرب مرفوعاً إىل‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪.‬‬
‫ذكر وفاته‬
‫تويف علي بن حممد بن علي بن موسى الرضا يف مجادى اآلخرة سنة أرب ومختسني ومئتني بتسر من رأى‬
‫ومولده يف رجب سنة أرب عشرة ومئتني فكان سنه يوم مات أربعني سنة وكانت وفاته يف أايم املعتز‬
‫ابهلل ودفن بتسر من رأى وعيل إنه مات متسموماً‪.‬‬
‫ذكر أوالده‬
‫منهم احلتسن اإلمام‪.‬‬
‫فصل يف ذكره‬
‫هو احلتسن بن علي بن حممد بن علي بن موسى بن جعفر بن حممد بن علي بن احلتسني بن علي بن‬
‫أيب طالب عليهم التسالم وأمه أم ولد امسها سوسن وكنيته أبو حممد‪ ،‬ويقال العتسكري أيضاً‪ ،‬ولد سنة‬
‫إحدى وثالثني ومئتني بتسر من رأى‪ ،‬وتويف هبا سنة ستني ومئتني يف خالفة املعتمد على هللا وكان سنه‬
‫تتسعاً وعشرين سنة وكان عاملاً ثقة روى احلديث عن أبيه عن جده ومن مجلة متسانيده حديث يف‬
‫اخلمر عزيز‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)661/1‬‬

‫ذكره جدي أبو الفرج يف كتابه املتسمى بـ ((حترمي اخلمر)) ونقلته من خطه ومسعته يقول‪ :‬أشهد ابهلل‬
‫لقد مسعت أاب عبد هللا احلتسني بن علي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب علي بن حممد يقول‪ :‬أشهد‬
‫ابهلل لقد مسعت أيب حممد بن علي بن عبد هللا بن عطاء اهلروي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت عبد‬
‫الرمحن بن أيب عبيد البيهقي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أاب عبد هللا احلتسني بن حممد الدينوري يقول‬
‫أشهد ابهلل لقد مسعت حممد بن علي بن احلتسني العلوي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أمحد بن عبد هللا‬
‫التسبيعي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت احلتسني بن علي العتسكري يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب علي‬
‫بن حممد يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب حممد بن علي بن موسى الرضا يقول أشهد ابهلل لقد مسعت‬
‫أيب علي بن موسى يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب موسى يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب جعفر بن‬
‫حممد يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب حممد بن علي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب علي بن احلتسني‬
‫زين العابدين أشهد ابهلل لقد مسعت أيب احلتسني بن علي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب علي بن أيب‬
‫طالب عليه التسالم يقول‪ :‬أشهد ابهلل لقد مسعت رسول هللا يقول‪ :‬أشهد ابهلل لقد مسعت جربئيل يقول‬
‫أشهد ابهلل لقد مسعت ميكائيل يقول‪ :‬أشهد ابهلل لقد مسعت إسرافيل يقول‪ :‬أشهد ابهلل على اللوح‬
‫احملفوظ أنه عال مسعت هللا يقول‪ :‬شار اخلمر من أعدائي‪.‬‬

‫(‪)662/1‬‬

‫من األنبياء فخلق كثري كآدم بلغوا األلف وزادوا عليها كآدم ونوح وشيث وحنوهم وعاش عيمان‬
‫تتسعمئة سنة وعاش مهالئيل مثامنئة وعاش نفيل بن عبد هللا‬

‫(‪)663/1‬‬

‫سبعمئة سنة وعاش سطيح الكاهن وامسه ربيعة بن عمرو ستمئة سنة وعاش عامر بن الظرب مختسمئة‬
‫وكان حاكم العرب وكذا تيم هللا بن ثعلبة وكذا سام بن نوح وعاش احلراث بن مضاض اجلرامي‬
‫أربعمئة سنة وهو القائل كأن مل يكن بني احلجون إىل الصفا وكذا أرفخشد وعاش عس بن ساعدة‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ثلثمائة ومثانني سنة وعاش كعب بن مججة الدوسي ثلثمئة وتتسعني سنة وعاش سلمان الفارسي رضي‬
‫هللا عنه مئيت سنة ومختسني وعيل ثلثمئة يف خلق يطول ذكرهم‪.‬‬
‫فصل‬
‫وعد مج األئمة عليهم التسالم أبو الفضل حيىي بن سالمة اخلصكفي يف عصيدته املشهورة اليت‬
‫أنشدنيها مجاعة من مشاخينا ببغداد‪ ،‬وكان اخلصكفي عد ورد بغداد واجتم أبيب زكراي كالربيزي‬
‫اخلطيب وعرأ عليه شيئاً من كالمه وأنشده هذه القصيدة وكتب عليها اخلطيب عرأ علي ما يدخل‬
‫األذن إبذن ومولد اخلصكفي ببالد ميافارعني ببلدة صغرية يقال طربى ونشأ حبصن كيفا مث انتقل إىل‬
‫ميافارعني وكان عاملاً فصيحاً يف النظم والنثر وتويف سنة ثالث ومختسني ومختسمئة والقصيدة‪:‬‬
‫أعوت مغامنهم وأعوى اجللد ‪ ...‬ربعان كل بعد سكن فدفد‬
‫أسأل عن عليب وعن أحبابه ‪ ...‬ومنهم كل مقر جيحد‬
‫وهل جنيب أعظم ابلية ‪ ...‬وأرسم خالية من ينشد‬
‫صاح الغراب فكما حتملوا ‪ ...‬أمتسى هبا كأنه مقيد‬
‫فقامسوا يوم الوداع كبدي ‪ ...‬فليس يل منذ تولوا كبد‬
‫على اجلفون رحلوا ويف احلشى ‪ ...‬تقلبوا وماء عيين وردوا‬
‫فأدمعي متسفوحة وكبدي ‪ ...‬مقروحة وغليت ما تربد‬

‫(‪)664/1‬‬

‫وعربيت وافية ومقليت ‪ ...‬دامية ونومها مشرد‬


‫أيقنت ملا أن حدا احلادي هبم ‪ ...‬ومل أمت أن فؤادي جامد‬
‫كنت على القرب كئيباً مغرما ‪ ...‬ميتاً فما ظنك يب إذ بعد‬
‫هم احلياة أعرعوا أم أشاموا ‪ ...‬أم اهتموا أم أمينوا أم أجند‬
‫ليهنهم طيب الكرى فإنه ‪ ...‬حظهم وحظ عيين التسهد‬
‫هم تولوا ابلفؤاد والكرى ‪ ...‬فأين صربي بعدهم واجللد‬
‫لوال الضنا جحدت وجدي هبم ‪ ...‬لكن حنويل ابلغرام يشهد‬
‫وما ملن يظلم فيهم متسعد ‪ ...‬هلل ما أجود حكام اهلوى‬
‫ليس على املتلف غرم عندهم ‪ ...‬وال على القاتل ظلماً عود‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وسائل عن حب أهل البيت هل ‪ ...‬أعر إعالانً به أم أجحد‬
‫هيهات ممزوج بلحمي ودمي ‪ ...‬حبهم وهو اهلدى والرشد‬
‫حيدرة واحلتسنان بعده ‪ ...‬مث علي وابنه حممد‬
‫وجعفر الصادق وابن جعفر ‪ ...‬موسى ويتلوه علي التسيد‬
‫أعين الرضا مث ابنه حممد ‪ ...‬مث علي وابنه املتسدد‬
‫احلتسن التايل ويتلو تلوه ‪ ...‬حممد بن احلتسن املفتقد‬
‫فإهنم أئميت وساديت ‪ ...‬وإن حلاين معشر وفند‬
‫أئمة أكرم هبم أئمة ‪ ...‬أمساؤهم متسرودة تطرد‬

‫(‪)665/1‬‬

‫هم حجج هللا على عباده ‪ ...‬وهم إليه منهج ومقصد‬


‫هم النهار صوم لرهبم ‪ ...‬ويف الدايجي رك وسجد‬
‫عوم أتى يف هل أتى مدحيهم ‪ ...‬هل شك يف ذلك إال ملحد‬
‫عوم هلم يف كل أرض مشهد ‪ ...‬ال بل هلم يف كل علب مشهد‬
‫عوم مىن واملشعران هلم ‪ ...‬واملرواتن هلم واملتسجد‬
‫عوم هلم مكة واألبطح واخليف ‪ ...‬ومج والبقي الغرعد‬
‫عوم هلم فضل وجمد ابذخ ‪ ...‬يعرفه املشرك واملوحد‬
‫ما صدق الناس وما تصدعوا ‪ ...‬ما نتسكوا وأفطروا وعيدوا‬
‫وال غزوا وأوجبوا حجاً وال ‪ ...‬صلوا وال صاموا وال تعبد‬
‫لوال رسول هللا وهو جدهم ‪ ...‬اي حبذا الوالد مث الولد‬
‫ومصرع الطف فال أذكره ‪ ...‬ويف احلشى منه هليب يقد‬
‫يرى الفرات ابن الرسول ظامئاً ‪ ...‬يلقى الردى وابن الدعي يرد‬
‫حتسبك اي هذا وحتسب من بغى ‪ ...‬عليهم يوم املعاد الصمد‬
‫اي أهل بيت املصطفى اي عديت ‪ ...‬ومن على حبهم أعتمد‬
‫أنتم إىل هللا غداً وسيليت ‪ ...‬فكيف أشقى وبكم أعتضد‬
‫وليكم يف اخللد حي خالد ‪ ...‬والضد يف انر لظى خملد‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫ومنها‪:‬‬
‫وليت أهواكم ببغض غريكم ‪ ...‬إين إذاً أشقى بكم ال أسعد‬

‫(‪)666/1‬‬

‫نقلها موالان الشيخ احلريري ‪ .. ..‬الشيخ زين العابدين‪.‬‬


‫فصل انتهى ذكر األئمة عليهم التسالم‬
‫فنذكر ما انتهى إلينا من أخبار ذرايهتم وحماسن شيمهم وصفاهتم‪.‬‬
‫حكاية‬
‫أبنا عبد امللك مظفر بن غالب احلريب إبسناده عال‪ :‬كان عبد هللا بن املبارك حيج سنة ويغزو سنة فعل‬
‫ذلك مختسني سنة عال ملا كان التسنة اليت حج فيها أخذت يف كمي مختسمئة دينار وخرجت إىل موعف‬
‫اجلمال بكوفة ألشرتي مجاالً فرأيت امرأة عليه بعض املزابل متلش ريش عطة ميتة فتقدمت إليها‬
‫وعلت مل تفعلني هذا؟ فقالت‪ :‬اي عبد هللا ال تتسأل عما ال يعنيك عال فوع يف خاطري من كالمها‬
‫شيء فأحلحت عليها فقالت‪ :‬اي عبد هللا عد أجلأتين إىل كشف سري إليك أان امرأة علوية ويل أرب‬
‫بنات يتامى مات أبوهن من عريب وهذا اليوم الراب ما أكلنا شيئاً وعد حلت لنا امليتة فأخذت هذه‬
‫القطة أصلحها وأمحلها إىل بنايت فنأكلها عال فقلت عن نفتسي وحيك اي ابن املبارك أين‬

‫(‪)667/1‬‬

‫أنت عن هذه فقلت‪ :‬افتحي حجرك ففتحته فصببت الداننري يف طرف إزارها وهي مطرعة ال تلتف‬
‫إيل عال‪ :‬ومضيت إىل املنزل ونزع هللا من عليب شهوة احلج يف ذلك العام مث جتهزت إىل بالدي‬
‫وأعمت حىت حج الناس وعادوا فخرجت أتلقى جرياين وأصحايب فجعلت كل من أعول له عبل هللا‬
‫حجك وشكر سعيك يقول وأنت كذلك أما عد اجتمعنا بك يف مكان كذا وكذا وأكثر الناس علي يف‬
‫القول فبت مفكراً يف أمري فرأيت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف املنام وهو يقول يل‪(( :‬اي عبد هللا‬
‫ال تعجب فإنك أغثت ملهوفة من ولدي فتسألت هللا أن خيلق ملكاً على صورتك حيج عنك يف كل‬
‫عام إىل يوم القيامة فإن شئت أن حتج وإن شئت أن ال حتج))‬
‫وعد رويت لنا هذه احلكاية من طريق أخرى‪ :‬وأن ولداً صغرياً البن املبارك دخل بيت بعض األشراف‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فوجده أيكلون حلماً فلم يطعموه فجاء إىل ابن املبارك وهو يبكي فتسأله فقال دخلت بيت فالن وهم‬
‫أيكلون طبيخاً فلم يطعموين وكانوا جريانه فأرسل إليهم عبد هللا يعتبهم فأرسلت إليه العجوز تقول عد‬
‫أحوجتنا إىل كشف أحوالنا عد مات صاحب الدار وخلف أيتاماً ولنا مختسة أايم ما أكلنا طعاماً وإنين‬
‫خرجت إىل مزبلة فوجدت عليها بطة ميتة فأخذهتا وأصلحتها ودخل ابنك وحنن أنكل فما جاز يل أن‬
‫أطعمه وهو جيد احلالل ويقدر عليه فبكى ابن املبارك وبعث إليهم خبمتسمئة دينار ومل حيج يف ذلك‬
‫العام ورأى املنام‪.‬‬
‫حكاية أخرى‬
‫حدثين أبو حممد عبد الوهاب املقرئ عال حدثين جاري عال كان يل صاحب من أوالد احلتسني عليه‬
‫التسالم وكان رعيق احلال فكنت أبره عال فحج يف بعض التسنني وعاد وعد حتسنت حاله فتسألته عن‬
‫ذلك فقال‪ :‬حججت يف هذه التسنة وأان فقري أمشي عال فبقيت ثالثة أايم مل أجد طعاماً فبينما أان‬
‫أمشي إذ علق يف رجلي سري وإذا هيمان فأخذته وفتحته وإذا فيه ألف دينار فقالت نفتسي تصر فيه‬
‫واشرت منه طعاماً وأكثر عال‬

‫(‪)668/1‬‬

‫فقلت ال وهللا حىت يظهر أمره وإذا ومناد ينادي عليه فقلت لصاحبه ما تعطي من لقيه عال ما أعطيه‬
‫شيئاً علت مئة دينار عال ال علت دينار عال وال دينار فرميت به إليه فنظر إيل وعال من أين أنت؟‬
‫علت من بغداد عال وما تصن علت ال شيء أان رجل شريف ومايل حرفة فقال من أوالد من أنت؟‬
‫علت من أوالد احلتسني عال ومن يعرفك علت احلاج فجاء مجاعة فعرفوين فرمى إيل اهلميان وعال خذه‬
‫فقلت له فأنت ما هان عليك تعطيين اجلمي فقال اعلم أنه عندي وديعة جاء معي من خراسان‬
‫وأوصاين صاحبها أن ال أعطيه إال لشريف متستحق من أوالد احلتسني وأنت ذاك فأخذته وحتسنت‬
‫حايل‪.‬‬
‫حكاية أخرى‬
‫أبنا جدي أبو الفرج عن عبيد هللا بن العالء حدثين أيب عال مسعت أاب عامر الواعظ يقول بينما أان‬
‫جالس يف متسجد رسول هللا صلى هللا عليه وآله إذ دخل غالم أسود‬

‫(‪)669/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)670/1‬‬

‫(‪)671/1‬‬

‫(‪)672/1‬‬

‫ومعه رععة فناولين إايها فأخذهتا وفتحتها فإذا فيها مكتوب بتسم هللا الرمحن الرحيم متعك هللا ومتسامرة‬
‫الفكرة ونعمك ومؤانتسة العربة وأفردك حبب اخللوة اي أاب عامر أان رجل من إخوانك بلغين عدومك‬
‫املدينة فتسررت بذلك وأحببت زايرتك ويب من الشوق إىل جمالتستك واالستمتاع حملادثتك ما لو كان‬
‫فوعي ألظللين ولو كان حتيت ألعلين فتسألتك ابلذي حباك ابلبالغة مل أحلقين جناح التوصل بزايرتك‪.‬‬
‫ويف رواية‪ :‬فأحببت زايرتك فوجدت هللا عد عذرين أبعذار والتسالم‪.‬‬
‫عال أبو عامر‪ :‬فقمت م رسول حىت أتى يب إىل عباء فأدخلين منزالً رحباً خرابً وعال عف حىت‬
‫أستأذن لك فوعفت فدخل وخرج فقال يل جل فدخلت فإذا بيت مفرد يف اخلربة اببه من جريد النخل‬
‫وإذا بكهل عاعد متستقبل القبلة ختاله من الوله مكروابً ومن اخلشية حمزوانً عد ظهرت يف وجهه أحزان‬
‫وذهبت من البكاء عيناه ومرضت أجفانه فتسلمت عليه فرد علي التسالم مث حترك فإذا هو أعمى زمن‬
‫متسقام فقال يل اي أاب عامر غتسل هللا من درن الذنوب علبك وأنب ابحلكمة لبك مل يزل عليب إليك‬
‫تواعاً وإىل استماع املوعظة منك مشتاعاً ويب جرح بكل عد أعىي األطباء دواؤه وأعجز‬

‫(‪)673/1‬‬

‫الواعظني شفاؤه وعد بلغين نف مراامك للجراح فال أتل رمحك هللا يف إيقاع الدريقا وإن كان مر‬
‫املذاق فإين ممن يصرب على أمل الدواء ملا أرجو من الشفاء‪ .‬عال أبو عامر فنظرت إىل منظر يبهرين‬
‫ومسعت كالماً أفظعين فأفكرت طويالً مث أتيت من كالم ما أتيت وسهل من صعوبته ما سهل فقلت‪ :‬اي‬
‫شيخ ارم بصر علبك يف ملكوت التسماء واجل مس معرفتك يف سكان األرجاء ترى حبقيقة إميانك‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫جنة املأوى وتشاهد ما أعد هللا فيها ل أولياء مث أشرف على لظة وما أعد هللا فيها ل أشقياء‪ ،‬فشتان‬
‫ما بني الدارين أليس الفريقان يف املوت سواء عال أبو عامر‪ :‬فأن أنة وصاح صيحة وزفر زفرة والتوى‬
‫وعال وع وهللا دواؤك على دائي وأرجو أن يكون عندك شفائي زدين يرمحك هللا‪ ،‬فقلت له اي أخي‬
‫إن هللا عامل بتسريرتك مطل على خفيتك شاهدك يف خلوتك بعينه كنت عند استتارك من خلقه‬
‫ومبارزته عال فصاح صيحة أعظم من األوىل مث عال‪ :‬من لفقري وفاعيت من لذنيب وخطيئيت أنت اي‬
‫موالي وإليك منقليب ومثواي مث خرج ميتاً عال أبو عامر فأسقط يف يدي وعلت ماذا جنيت على‬
‫نفتسي فخرجت جارية عليها مدرعة من صوف ومخار من شعر عد ذهب التسجود أبنفها وجبهتها‬
‫واصفر لطول القيام لوهنا وتورمت عدماها فقالت أحتسنت وهللا اي هادي علوب العارفني أشجان‬
‫احملزونني ألنتسي لك هذا املقام رب العاملني اي أاب عامر هذا أيب ابتلي ابلتسقم منذ عشرين سنة صلى‬
‫حىت ععد وصام حىت احنىن وبكى حىت عمي وكان يتمناك على هللا ويقول‪ :‬حضرت جملس أيب عامر‬
‫مرة فأحيا موات فكري‪ ،‬وطرد وسن نومي‪ ،‬وإن مسعته اثنياً فجزاك هللا من واعظ خرياً‪ ،‬ومتعك من‬
‫حكمتك وما أعطاك‪ ،‬فلقد أرحته ما كان فيه مث أكبت عليه تقبل عينيه وتبكي وتقول‪ :‬اي أبتاه ما من‬
‫أعماه البكاء على ذنبه‪ ،‬أيب اي أبتاه اي من عتله ذكر ربه‪ ،‬أيب اي أبتاه حليف احلرعة والبكاء وجليس‬
‫االستغفار والبكاء اي عتيل املذكرين واخلطباء اي‬

‫(‪)674/1‬‬

‫صري الوعاظ واحلكماء‪.‬‬


‫عال أبو عامر فقلت هلا‪ :‬أيتها الباكية احلريى واندبة الثكلى إن أابك حنبه عد عضى وورد دار املرق‬
‫وعاين كل ما عمل وعليه حيصى يف كتاب هللا رب ال ينتسى فمحتسن فله الزلفى أو متسيء فوارد دار‬
‫من‬
‫أسى فصاحت اجلارية كصيحة أبيها وجعلت‪ :‬ترشح عرعاً وخرجت مبادرة إىل متسجد املصطفى‬
‫وفزعت إىل الصالة والدعاء والتضرع والبكاء حىت إذا كان عند العصر مات الغالم األسود فادنين‬
‫جبنايتهما فجاءان فصليت عليهما ودفنتهما وسألت عنهما فقيل يل إن الشيخ من ولد احلتسني بن‬
‫علي عليهما التسالم‪.‬‬
‫عال أبو عامر‪ :‬فما زلت جزعاً مما جنيت حىت رأيتهما يف املنام وعليهما حلتان خضراواتن فقلت‪:‬‬
‫مرحباً بكما وأهالً ما زلت حذراً مما وعظتكما به فماذا صن هللا بكما؟ فقال الشيخ‪:‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫أنت شريكي يف الذي نلته متستأهالً ذاك أاب عامر وكل من أنقذ ذا غفلة فنصف ما يعطاه ل أمر من‬
‫رد عبداً آبقاً شارداً يكون كاجملتهد الصابر واجتمعا يف دار عدل يف جواب رب سيد غافر‬
‫حكاية أخرى‬
‫أبنا جدي أبو الفرج عن أيب احلتسن الدربندي (‪ )1‬عال‪ :‬رأيت إبراهيم بن سعد العلوي وعليه كتساء‬
‫فبتسطه على البحر ووعف وصلى عليه‬
‫عال جدي يف كتاب‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬يف طبعة دار الكتب العلمية (ص ‪ :)309‬أخربان جدي أبو الفرج عال أنبأان أبو بكر بن حبيب‬
‫العامري أنبأان علي بن أيب صادق أنباان ابن ابكويه أنبأان أبو احلتسن احلنظلي أنباان عثمان بن علي‬
‫احلريي أخربين أبو احلتسن الدربندي عال‪.. :‬‬

‫(‪)675/1‬‬

‫((صفوة الصفوة)) إبراهيم بن سعد أبو إسحاق العلوي من أهل بغداد انتقل إىل الشام واستوطنه‬
‫وذكر أبو نعيم يف ((احللية)) وحكاه جدي أيضاً يف الصفوة عن أيب احلارث األوالسي عال خرجت من‬
‫حصن أوالس أريد البحر فقال يل بعض أخواين ال خترج فقد هيأت لك عجة حىت أتكل مث جاء هبا‬
‫فأكلت‪ ،‬مث جئت إىل التساحل‪ ،‬وإذا إببراهيم بن سعد العلوي عائماً يصلي على املاء فقلت يف‬
‫نفتسي‪ :‬ما أشك أنه يريد أن يقول يل‪ :‬امش معي على املاء‪ ،‬ولئن عال يل ألمشني معه‪ ،‬عال‪ :‬فما‬
‫استحكم اخلاطر حىت سلم مث عال‪ :‬هيه اي أاب احلارث‪ ،‬امش على اخلاطر‪ ،‬فقلت‪ :‬بتسم هللا‪ ،‬فمشى‬
‫هو على املاء‪ ،‬فذهبت أمشي فغاصت رجلي فالتفت إيل وعال‪ :‬اي أاب احلارث العجة أخذت برجلك‬
‫وعن أيب احلارث عال‪ :‬رأيته وهو يصلي على املاء‪ ،‬فأوجز وسلم وحرك شفتيه‪ ،‬وإذا حيتان كثرية‬
‫مصفوفة حوله‪ ،‬فقلت يف نفتسي‪ :‬فأين الصيادون؟ فتفرق احليتان فقال يل‪ :‬إبراهيم ما أنت ومطلوب‬
‫يف هذا األمر‪ ،‬ولكن عليك هبذه الرمال فتوارى فيها من أمكنك‪ ،‬وتقلل من الدنيا حىت أيتيك أمر هللا‬
‫مث غاب عين‪.‬‬
‫حكاية أخرى‬
‫عرأت على عبد هللا بن أمحد املقدسي سنة أرب وستئمة عال‪ :‬عرأت يف ؟؟ واملتلقطة كتاب جلدي أبو‬
‫الفرج عال‪ :‬كان ببلخ رجل من العلويني انزالً هبا وكانت له زوجة وبنات فتويف الرجل عالت املرأة‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫فخرجت ابلبنات مشاتة األعداء واتفق وصويل يف شدة الربد فأدخلت البنات متسجد ومضيت ألحتال‬
‫هلم يف القوت‪ ،‬فرأيت الناس جمتمعني على شيخ‪ ،‬فتسألت عنه‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا شيخ البلد فتقدمت إليه‪،‬‬
‫وشرحت حايل له فقال‪ :‬أعيمي عندي البينة أنك علوية ومل يلتفت علي؛ فيأست منه وعدت إىل‬
‫املتسجد‪ ،‬فرأيت يف طريقه شيخاً جالتساً على دكة وحوله مجاعة‪ ،‬فقلت‪ :‬ومن هذا؟ فقالوا‪ :‬ضامن‬
‫البلد‪ ،‬وهو جموسي‪ ،‬فقلت‪ :‬عتسى أن يكون عنده فرج‪ ،‬فتقدمت إليه‬

‫(‪)676/1‬‬

‫وحدثته حديث وما جرى يل م شيخ البلد وأن بنايت يف املتسجد ما هلن شيء يقتنت به فصاح خبادم‬
‫له فخرج فقال‪ :‬عل لتسيدتك تلبس ثياهبا فدخل وخرجت امرأته ومعها جواري فقال‪ :‬اذهيب م هذه‬
‫املرأة إىل املتسجد الفالين وامحلي بناهتا إىل الدار فجاءت معي ومحلت البنات فقد أفرد لنا داراً يف‬
‫داره وأدخلنا احلمام وكتساان ثياابً فاخرة ومال علينا أبلوان األطعمة وبتنا أبطيب ليلة‪ ،‬فلما كان نصف‬
‫الليل رأى شيخ البلد املتسلم يف منامه أن القيامة عد عامت واللواء على رأس حممد صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وإذا عصر من الزمرد األخضر؛ فقال ملن هذا القصر فقيل‪ :‬لرجل متسلم موحد‪ ،‬فتقدم إىل‬
‫رسول هللا فتسلم عليه فأعرض عنه‪ ،‬فقال‪ :‬اي رسول هللا‪ ،‬تعرض عين وأان رجل متسلم! فقال له‪(( :‬أعم‬
‫البينة على أنك متسلم)) فتحري الرجل فقال رسول هللا‪(( :‬نتسيت ما علت للعلوية وهذا القصر للشيخ‬
‫الذي هي يف داره)) فانتبه الرجل وهو يلطم ويبكي‪ ،‬وبث غلمانه يف البلد وخرج بنفتسه يدور على‬
‫العلوية فأخرب أهنا يف دار اجملوسي فجاء إليه فقال‪ :‬أين العلوية عال‪ :‬عندي عال‪ :‬أريدها‪ ،‬عال‪ :‬مايل‬
‫إىل هذا سبيل عال هذه ألف دينار وتتسلمهن إيل‪ ،‬فقال‪ :‬ال وهللا‪ ،‬وال ومئة ألف دينار فلما أحل عليه‬
‫عال له‪ :‬املنام الذي رأيته‪ ،‬أان رأيته‪ ،‬والقصر الذي رأيته‪ ،‬يل خلق وأنت تدل علي إبسالمك وهللا ما‬
‫منت وال أحد يف داري إال وعد أسلمنا كلنا على يد العلوية‪ ،‬وعادت بركاهتا علينا‪ ،‬ورأيت رسول هللا‬
‫فقال يل‪(( :‬القصر لك وألهلك وما فعلت م العلوية من أهل اجلنة خلقكم هللا املؤمنني يف القدم))‪.‬‬
‫حكاية أخرى‬
‫عرأت على عبد هللا بن حممد املقدسي هذا التاريخ عال وجدت يف كتاب اجلوهري عن ابن أيب الدنيا‬
‫أن رجالً رأى رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف منامه وهو يقول ((امض إىل فالن اجملوسي وعال له عد‬
‫لبيت دعوة)) فامتن الرجل من أداء الرسائل لئال يظن اجملوسي يتعرض له‪ ،‬وكأن الرجل يف دنيا واسعة‬
‫فرأى الرجل رسول هللا‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫(‪)677/1‬‬

‫صلى هللا عليه وآله اثنياً واثلثاً فأصبح فأتى اجملوسي وعال له‪- :‬يف خلق من الناس‪ -‬أان رسول رسول‬
‫هللا إليك وهو يقول‪(( :‬كنت عد أجبت الدعوة)) فقال له‪ :‬تعرفين؟ عال‪ :‬نعم‪ ،‬عال فإين أنكر دين‬
‫اإلسالم ونبوة حممد عليه التسالم‪ ،‬فقال أان أعرف هذا‪ ،‬وهو الذي أرسلين إليك مرة ومرة فقال‪ :‬أان‬
‫أشهد أن ال إله إال هللا وأشهد حممداً رسول هللا ودعا أهله وأصحابه وعال هلم‪ :‬كنت على ضالل وعد‬
‫رجعت إىل احلق فأسلموا فمن أسلم فما يف يده فهو له‪ ،‬ومن أىب فلينزع عن مايل عنده‪ ،‬فأسلم عوم‬
‫وأهلهم‪ ،‬فكانت له ابنة مزوجة من أبيه ففرق بينهما مث عال يل‪ :‬أتدري ما الدعوة؟ فقلت‪ :‬ال وهللا‪،‬‬
‫وأان أريد أسألك التساعة‪ ،‬فقال‪ :‬ملا زوجت ابين ابنيت‪ ،‬صنعت طعاماً ودعوت الناس فأجابوا‪ ،‬وكان‬
‫إىل جانبنا عوم أشراف فقراء ال مال هلم فأمرت غلماين أن يبتسطوا يل حصرياً يف صحن الدار عال‪:‬‬
‫فتسمعت صبية تقول ألمها‪ :‬اي أماه‪ ،‬عد آذاان هذا اجملوسي برائحة طعامه‪ ،‬عال‪ :‬فأرسلت إليهم بطعام‬
‫كثري‪ ،‬وكتسوة ودراهم للجمي ‪ ،‬فلما نظروا إىل ذلك‪ ،‬عالت الصبية للباعيات‪ :‬وهللا ما أتكلوا حىت‬
‫تدعوا له؛ فرفعن أيديهن‪ :‬حشرك هللا م جدان رسول هللا‪ ،‬وأمن بعضهم‪ ،‬فتلك الدعوة اليت أجيبت‪.‬‬
‫حكاية أخرى‬
‫أخربان جدي أبو الفرج إبسناده إىل ابن حصني عال‪ :‬كنت كاتباً ملدام املتوكل فبينا أان يف الديوان إذا‬
‫خبادم وضيفه عد خرج من عندان ومعه كيس فيه ألف دينار فقال‪ :‬التسيدة تقول لك‪ :‬فرق هذا يف‬
‫أهل االستحقاق فهو أطيب مايل‪ ،‬واكتب أمساء الذين تفرعه فيهم حىت إذا جاءين من هذا الوجه‬
‫شيء صرفت إليهم عال‪ :‬فمضيت فجمعت أصحايب وسألتهم عن املتستحقني فتسموا إيل أشخاصاً‬
‫ففرعت فيهم ثالمثئة دينار وبقي الباعي يف يدي إىل نصف الليل وإذا بطارق يطرق على ابب داري‬
‫فقلت من؟ فقال‪ :‬فالن التسلوي وكان جاري فقلت‪ :‬هذا جاري من مدة ومل يقصدين‪ ،‬فأذنت له‬

‫(‪)678/1‬‬

‫فدخل‪ ،‬فرحبت به وعلت له‪ :‬ما الذي عندك يف هذه التساعة؟ فقال‪ :‬طرعين التساعة طارق من ولد‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله ومل يكن عندي ما أطعمه‪ ،‬عال‪ :‬فأعطيته ديناراً فأخذه وشكرين‬
‫وانصرف فلما وصل الباب خرجت زوجيت وهي تبكي وتقول أما تتستحي يقصدك مثل هذا الرجل‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬


‫وتعطيه ديناراً وعد عرفت استحقاعه‪ ،‬أعطه الكل‪ ،‬عال‪ :‬فوع كالمها يف عليب‪ ،‬وعمت خلفه فناولته‬
‫الكيس‪ ،‬فأخذه وانصرف فلما وصلت إىل الدار وعلت التساعة يصل اخلرب إىل املتوكل وهو ملقتل‬
‫العلويني فيقتلين فقالت يل زوجيت‪ :‬ال ختف‪ ،‬واملتكل على هللا وعلى جده فبينما حنن كذلك‪ ،‬وإذا‬
‫ابلباب يطرق‪ ،‬واملشاعل والشموع أبيد اخلدم وهم يقولون‪ :‬أجب التسيدة‪ ،‬عال‪ :‬فقمت مرعوابً وكلما‬
‫مشيت عليالً والرسل تتواتر فأدخلوين من دار إىل دار حىت أوعفوين عند سرت التسيدة فحصل يل من‬
‫ذلك رعب فبعد ذلك أغفت عيين وحصل يل خري‪.‬‬
‫وهذا آخر ما انتهى إلينا من أخبارهم وحكاايهتم على التمام والكمال‪ ،‬واحلمد هلل على كل حال‪،‬‬
‫وهو ويل التوفيق‪.‬‬
‫فرغ من نتسخه أعل العباد‪ ،‬الذي إن حضر مل يعرف‪ ،‬وإن غاب مل يذكر‪ ،‬وإن مات مل يبك عليه‪.‬‬
‫علي بن حممد بن جعفر األشنوي غفر هللا له ولوالديه وللمؤمنني وملن عرأ فيه ودعا له ابملغفرة‪ ،‬احلمد‬
‫هلل رب العاملني‪ ،‬وصلى هللا على سيدان حممد وآله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫وكان ذلك يف شهر مجادى آخر‪ ،‬يوم اخلميس بعد مضي واحد وعشرين‪ ،‬سنة مخس وتتسعمئة‪.‬‬
‫اعلم أيها الناظر يف هذا الكتاب‪ ،‬أرشدك هللا تعاىل إىل اتباع احلق والصواب‪ ،‬أن‬

‫(‪)679/1‬‬

‫هللا تعاىل‪ ،‬جلت عدرته وعمت رمحته‪ ،‬عال يف كتابه وهو أصدق القائلني {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة‬
‫أتبصرون} فمن أراد التسالمة فليغض صفحاً وجتاوزاً عما صدر بني الصحابة رضوان هللا عليهم‬
‫أمجعني‪ ،‬فإن التسالمة الكاملة‪ ،‬والدين األكمل‪ ،‬يف حب النيب صلى هللا عليه وآله وأواله وأصحابه‪،‬‬
‫وعدم البحث عما صدر بينهم رضوان هللا تعاىل عليهم أمجعني‪.‬‬

‫(‪)680/1‬‬

‫‪This file was downloaded from QuranicThought.com‬‬

You might also like