Professional Documents
Culture Documents
ws
مت إعداد هذا امللف آليا بواسطة املكتبة الشاملة
تذكرة اخلواص
املعروف بتذكرة خواص األمة يف خصائص األئمة
الناشر
مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة األوىل
1429هـ 2008 -م
()/
()/
()247/1
()248/1
فهو :علي بن أيب طالب بن عبد املطلب بن هاشم بن عبد مناف بن عصي بن كالم بن مرة بن كعب
بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزمية بن مدركة بن إلياس بن مضر بن
نزار بن معد بن عدانن وعمود النتسب إىل عدانن متفق على صحته ،وما بعده خمتلف فيه وإن اسم
طالب عبد مناف وهو أخو عبد هللا والد رسول هللا صلى هللا عليه وآله ألبيه وأمه ،وإمنا أمهما فاطمة
بنت عمرو بن عائذ.
()249/1
وأما امسه فاملشهور علي مسته أمه به عند والدته وهو مشتق من العلو والشرف وروى جماهد عن ابن
عباس أيضاً عال :إمنا مسته أمه عند والدته حيدرة بدليل عوله عليه التسالم يوم خيرب.
أان الذي مستين أمي حيدرة.
()250/1
فلما عال علي على كتف رسول هللا صلى هللا عليه وآله وكتسر األصنام مسي علياً من العلو وروي
عطاء عن ابن عباس عال كانت أمه إذا دخلت على هبل لتتسجده له وهي حامل به ارتف إىل أعلى
()251/1
يوم على ابب الكوارة عند رجوع النحل من املرعى كلما مرت حنلة شم فاها فإن وجد منها رائحة
كريهة علم أهنا عد رعت حشيشة خبيثة فيقطعها نصفني ويلقيها على ابب الكوارة ليتأدب هبا غريها
فكذا أمري املؤمنني على يقف على ابب اجلنة ليشم أفواه الناس فمن وجد فيه رائحة حمبته أدخله
اجلنة ومن وجد فيه رائحة بغضه ألقاه النار فلهذا مسى عيه اجلنة والنار ،وعيل إمنا مسي أمري النحل؛
ألن النحل أيكل طيباً ويض طيباً واملؤمنون يتشبهون ابلنحل وعلي عليه التسالم أمريهم وله ألقاب
كثرية منها الويل والوصي والتقي وعاتل الناكثني والقاسطني وشبيه هارون وصاحب اللواء وخاصف
النعل وكاشف الكرب وأبو الرحيانتني وبيضة البلد.
التسيد العظيم وكان عليه التسالم يقول دائماً أان أبو احلتسنني القرم والقرم التسيد املكرم وأصله البعري
الذي ال حيمل عليه وال يذلل لكرامته املشهور من كنيته أبو تراب والنيب صلى هللا عليه وآله كناه
بذلك عال أمحد يف املتسند وعد ذكران إسناده حدثنا ابن منري عن عبد امللك الكندي عن أيب حازم
عال جاء رجل إىل سهل بن سعد فقال :هذا فالن يذكر علي بن أيب طالب عند املنرب فقال يقول ماذا
فقال يذكر أاب تراب فغضب سهل وعال وهللا وما كناه به إال رسول هللا صلى هللا عليه وآله وما كان
()252/1
أخرجاه يف الصحيحني.
عليه وعال الزهري والذي سب علياً مروان بن احلكم وكذا كانت عادة بين أمية وما كانوا يتحاشون
من نتسبه فأخرج متسلم يف صحيحه عن سعد بن أيب وعاص أنه دخل على معاوية بن أيب سفيان،
فقال له :ما منعك أن تتسب أاب تراب وسنذكر احلديث فيما بعد إن شاء هللا تعاىل.
فأما صفته فذكر احلافظ يف متسنده :أنه كان أدم شديد األدمة عظيم العينني غليظ التساعدين أعرب
إىل القصر من الطول عريض اللحية أصل أبيض الرأس واللحية مل يصفه أحد ابخلضاب سوى سوادة
بن حنظلة واألصح أنه مل خيتضب.
فصل يف ذكر والده أيب طالب
ذكر ابن سعد يف الطبقات عن مجاعة من العلماء فقالوا تويف عبد املطلب بن
()253/1
هاشم يف التسنة الثامنة ولرسول هللا صلى هللا عليه وآله مثاين سنني وعد أتت عليه مائة وعشرون سنة
وعيل :مثانون سنة واألول أصح ودفن ابحلجون عالت :أم أمين أان رأيت رسول هللا ميشي حتت سريره
وهو يبكي.
وعال الواعدي :ملا احتضر عبد املطلب أوصى برسول هللا صلى هللا عليه وآله إىل أيب طالب وعال له:
اي بين ،احتفظ بولدي فقد أخربين عوم من القافة من بين مذحج.
وعالوا :مل نر عدماً أشبه ابلقدم الذي يف املقام من عدم حممد صلى هللا عليه وآله وسيكون له ملك
فكفل أبو طالب رسول هللا وعام بنصرته وكان معه ال يفارعه وحيبه حباً شديداً ويقدمه على أوالده وال
ينام إال وهو إىل جانبيه وعال ابن سعد خرج أبو طالب إىل ذي اجملاز ومعه رسول هللا صلى هللا عليه
()254/1
رسول هللا صلى هللا عليه وآله الدعوة ودعا إىل اإلسالم وأجابه من أجابه من أصحابه شق ذلك على
عريش فاجتمعوا إىل أيب طالب وعالوا :إن ابن أخيك عد سب آهلتنا وسفه أحالمنا وضلل آابءان فإما
أن تتسلمه إلينا أو تق احلرب بيننا فقال هلم أبو طالب :بفيكم احلجر وهللا ال أسلمه إليكم أبداً،
فقالوا :هذا عمارة بن الوليد بن املغرية أمجل فىت يف عريش وأحتسنه فخذه واختذه ولداً وآله حممداً
إلينا نقتله ورجل برجل عال أبو طالب شاهت الوجوه وهللا ما أنصفتموين أتعطوين ابنكم أربيه ولكم
وأعطيكم ابين تقتلونه بئس وهللا الرجل أان مث عال :افرعوا بني النوق وفصلنها فإن حنت انعة إىل غري
فصيلها دفعته إليكم مث عال:
وهللا لن يصلوا إليك جبمعهم ...حىت أوسد يف الرتاب دفيناً
فاصدع أبمرك ما عليك غضاضة ...وأبشر وعر بذلك منك عنوانً
وعرضت ديناً ال حمالة أنه ...من خري أداين الربية ديناً
لوال املالمة أو حذار متسبة ...لوجدتين مسعاً بذاك مبيناً
فلما دخلت التسنة العاشرة من النبوة مرض أبو طالب وكان عد عام أبمر رسوال هلل صلى هللا عليه
وآله من التسنة الثامنة من ولده إىل هذه التسنة وهي العاشرة من النبوة وهي مدة اثنني وأربعني سنة.
()255/1
وعال ابن سعد :حدثين الواعدي إبسناده عن علي عليه التسالم عال :ملا تويف أبو طالب أخربت
بكاء شديداً مث عال(( :اذهب فغتسله وكفنه وواره غفر هللا له))،
رسول هللا صلى هللا عليه وآله فبكى ً
فقال له العباس أترجو له فقال(( :إي وهللا إين ألرجو له)) وأعام رسول هللا أايماً ال خيرج من بيته
()256/1
وذكر ابن سعد عن هشام بن عروة عال :ما زالوا كافني عن رسول هللا صلى هللا عليه وآله حىت مات
أبو طالب يعين عريشاً.
وعال التسدي مات أبو طالب وهو ابن بعض ومثانني سنة ودفن ابحلجون عند عبد املطلب.
وعال أمري املؤمنني شعر يرثيه:
أاب طالب عصمة املتستجري ...وغيث احملول ونور الظلم
لقد هد فقدك أهل احلفاظ ...فصلى عليه ويل النعم
ولقاك ربك رضوانه ...فقد كنت للظهر من خري عم
وعال أيضاً:
أرعت لطري آخر الليل غرداً ...يذكرين شجواً عظيماً جمدداً
أاب طالب مأوى الصعاليك ذا الندا ...جواداً إذا ما أصدر األمر أوردا
فأمتست عريش يفرحون وموته ...ولتست أرى حياً يكون خملدا
أراد أموراً زينتا حلومهم ...ستوردهم يوماً من الغي مورداً
يرجون تكذيب النيب حممد ...وإن يفرتي عدماً عليه وجيحدا
كذبتم وبيت هللا حىت نذيقكم ...صدور العوايل واحلتسام املهندا
فإما تبيدوان وإما نبيدكم ...وإما تروا سلم العشرية أرشدا
()257/1
()258/1
()259/1
()260/1
وأطعمه رسول هللا صلى هللا عليه وآله من خيبؤر مائة وأربعني وسقاً كل سنة وعاش إىل سنة مختسني
من اهلجرة وتويف ابملدينة يف ...وله ابملدينة دار وعقب عال الواعدي ومن أوالده متسلم بن عقيل.
الذي أرسله احلتسني عليه التسالم على الكوفة فقتله عبيد هللا بن زايد وكان له من الولد سعيد وجعفر
األكرب وأبو سعيد وعبد هللا وعبد الرمحن وعلي ومحزة وحممد ورملة وأم هانئ وفاطمة وأم القاسم
وزينب وأم النعمان وجعفر األصغر ألمهات شىت وذكر الواعدي أنه كان لعقيل ابن امسه يزيد وهو
أكرب أوالده وبه كان يكىن عال :وملا وعف رسول هللا على رأسه يوم بدر وعال له(( :عتل أبو جهل))
كناه بولده فقال له :اي أاب يزيد وعقيل هو الذي عال رسول هللا فيه ((وهل ترك لنا عقيل من منزل))،
وكان عد ابع رابع بين هاشم ومكة وهو الذي ورث أاب طالب هو طالب ومل يرثه جعفر وعلي؛ ألن
عقيالً مل يتسلم إال بعد موت أيب طالب أاب طالب
()261/1
هو طالب ومل يرثه جعفر وعلي؛ ألن عقيالً مل يتسلم إال بعد موت أيب طالب.
وحدثنا جدي أبو الفرج عبد الرمحن بن علي بن حممد اجلوزي وشيخنا العالمة زيد بن احلتسن بن زيد
الكندي رمحة هللا عليهما عال جدي حدثنا حممد بن عبد الباعي بن محد األنصاري مساعاً ،وعال زيد
بن احلتسن الكندي ،ثنا حممد بن عبد الباعي بن حممد األنصاري إجازة عال ابنا أبو حممد احلتسن بن
علي بن حممد اجلوهري ثنا أبو عمر حممد بن حيوية ثنا أبو احلتسن أمحد بن معروف ابنا دامس بن
الرهم ثنا حممد بن سعد كاتب الواعدي ،ثنا الفضل بن ذكرية ،ثنا عيتسى بن عبد الرمحن التسلمي ،ثنا
()262/1
خلقي وخلقي)).
استشهد جعفر عليه التسالم ومؤتة وهي أدىن أرض البلقاء إىل احلجاز وذلك يف مجادى األوىل سنة
مثان من اهلجرة فأخرب رسول هللا صلى هللا عليه وآله أصحابه بذلك عال ابن سعد يف الطبقات
ابإلسناد املتقدم ثنا الواعدي ،ثنا حممد بن متسلم عن حيىي بن يعلى عال :مسعت عبد هللا بن جعفر
يقول ،وذكر حديثاً طويالً وعال فيه ملا عتل جعفر جلس رسول هللا صلى هللا عليه وآله على املنرب
وأجلتسين على الدرجة التسفلى واحلزن فيه وعال(( :إن املرء كثري أبخيه وابن عمه ...إن جعفر عد
استشهد وجعل هللا له جناحني يطري هبما يف اجلنة)).
ذكر أوالد جعفر عليه التسالم
وهم :عبد هللا ،وحممد ،وعون ،وأمهم :أمساء بنت عميس ولدهتم أبرض احلبشة وملا ولدت عبد هللا
ولد النجاشي ولد فتسماه عبد هللا تربكاً ابمسه وأرضعته أمساء بلنب ابنها عبد هللا ،وكان عبد هللا من
األجواد وسريته مشهورة ،وعال ابن سعد :حدثنا يزيد بن هارون ،ثنا إمساعيل بن عامر ،عال :كان
عبد هللا بن عمر ،إذا لقي عبد هللا بن جعفر يقول له التسالم عليك اي ابن ذي اجلناحني وعال
الواعدي تويف عبد هللا بن جعفر ابملدينة سنة مثانني وهو عام اجلفاف سيل كان ومكة أجحف ابلناس
فذهب ابحلاج وابجلمال أبمحاهلا وكان أابن بن عثمان بن عفان والياً على املدينة من عبل عبد امللك
بن مروان فصلى عليه أابن سريره على عاتقه من املدينة إىل البقي موض عربه وعبد هللا بن جعفر
()263/1
األصغر عتل م احلتسني يوم الطفوف ال بقية له وأمهم محانة بنت املتسيب بن خنبة الفزاري وأبو بكر
وعبيد هللا وحممد وأمهم اخلوصاء بنت حفصة من بين بكر بن وائل وصاحل وحيىي ال بقية هلما وهارون
وموسى وجعفر وأم أبيها وأم حممد وأمهم ليلى بنت متسعود ومحيد وأم احلتسني ألم ولد وجعفر وأبو
سعيد وأمهما أم احلتسن بنت عمرو من بين صعصعة وإسحاق وإمساعيل وعثم وعباس ويزيد وأم عون
ألمهات أوالد شىت ...إسحاق ومل يتسم أحداً من بين هاشم ولده معوية إال عبد هللا بن جعفر فهجره
بنو هاشم لذلك ومل يصل عليه أحد منه إال القليل فأما بنت أيب طالب فابنتان :أم هانئ واختلفوا يف
امسها على ثالثة أعوال:
أحدها :جعدة ذكره ابن سعد ،والثاين :هند عاله الواعدي ،والثالث :فاخته ذكره ابن إسحاق وهي
اليت صلى رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف بيتها يوم الفتح الضحى مثان ركعات متفق عليه.
وكان زوجها هبرية بن عمرو املخزومي فأولدها يف اجلاهلية جعدة بن هبرية وملا أفضت اخلالفة إىل أمري
املؤمنني عليه التسالم استعمل ولدها جعدة بن هبرية وأسلمت أم هانئ وهاجرت إىل املدينة وتوفيت
هبا وذكرت لرسول هللا صلى هللا عليه وآله ومل يقض بينهما نكاحاً وأما ابنة أيب طالب األخرى فامسها
مجانة تزوجها
()264/1
أبو سفيان بن احلارث بن عبد املطلب أسلمت وهاجرت إىل املدينة وتوفيت هبا يف حياة رسول هللا
صلى هللا عليه وآله وذكر ابن سعد أليب طالب ابنة أخرى امسها ريطة ،وعيل :اسم أمها فاطمة بنت
أسد أيضاً وذكر أليب طالب ابناً آخر وعال :امسه طليق ،واسم أمه وعلة.
()265/1
()266/1
موسى عال(( :عمران)) عال فأنت عال(( :أيب عبد هللا بن عبد املطلب)) عالوا فعيتسى من أبوه
فتسكت ينتظر الوحي فنزل عوله تعاىل{ :إن مثل عيتسى عند هللا كمثل آدم} فقالوا :ال جند هذا فيما
أوحى إىل أنبيائنا فقال(( :كذبتم)) وأنزل هللا تعاىل{ :فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم
فقل تعالوا ندع أبناءان وأبناءكم} اآلية ،فقالوا :أنصفت فمىت نباهلك؟ عال(( :غداً إن شاء هللا
تعاىل)) فانصرفوا وعالوا :إن خرج يف عدة من أصحابه فباهلوه؛ فهو غري نيب ،وإن خرج يف أهله
((إذا دعوت فأمنوا)) فلما رأى القوم ذلك خافوا ،وعال له :األسقف اي معاشر النصارى ،إين ألرى
وجوهاً لو سألوا هللا أن يزيل جبالً من اجلبال من مكانه ألزاله فال تباهلوا فتهلكوا فجاءوا إليه وعالوا:
اي حممد ،أعلنا أعالك هللا وصاحلوا يف كل سنة علي ألفي حلة فانصرفوا إىل بالدهم فقال رسول هللا
()267/1
وذكر الثعليب أيضاً إبسناده إىل أيب ذر الغفاري عال :صليت يوماً صالة الظهر يف متسجد رسول هللا
صلى هللا عليه وآله ورسول هللا صلى هللا عليه وآله حاضر فقام سائل فتسأل فلم يعطيه أحد شيئاً
عال :وكان علي بن أيب طالب عد رك فأومأ إىل التسائل خبنصره فأخذ اخلامت من خنصره ورسول هللا
صلى هللا عليه وآله يعاين ذلك فرف رأسه إىل التسماء وعال(( :اللهم إن أخي موسى سألك وعال:
{رب اشرح يل صدري} إىل عوله{ :وأشركه يف أمري} فأنزلت عليه عرآانً انطقاً {سنشد عضدك
أبخيك وجنعل لكما سلطاانً فال يصلون إليكما} اللهم وأان حممد صفيك ونبيك فاشرح يل صدري
ويتسر يل أمري واجعل يل وزيراً من أهلي علياً اشدد به أزري)) أو عال(( :ظهري)) عال أبو ذر فوهللا
ما أمت رسول هللا الكلمة حىت نزل جربيل عليه التسالم من عند هللا تعاىل يقول :اعرأ اي حممد {إمنا
وليكم هللا ورسوله والذين آمنوا الذين} اآلية وعد رواه التسدي عن أشياخه فقال :ملا دف علي اخلامت
إىل التسائل خرج رسول هللا واخلامت بيده فقال(( :من أين ذلك هذا)) فقال :أعطانيه ذلك املصلي
وأشار إىل علي فكرب رسول هللا ونزل جربيل يتلو هذه اآلية فقال حتسان بن اثبت:
أاب حتسن تفديك روحي ومهجيت ...وكل بطئ يف اهلدى ومتسارع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً ...فدتك نفوس اخللق اي خري راك
خبامتك امليمون اي خري سيد ...واي خري شار مث اي خري ابئ
()268/1
()269/1
ومنها يف آخر مرمي {إن الذين آمنوا وعملوا الصاحلات سيجعل هلم الرمحن ودا}.
ذكر الثعلي إبسناده إىل الرباء بن عازب عال :عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله لعلي عليه التسالم،
((اي علي عل اللهم اجعل يل عندك عهداً واجعل يل يف صدور املؤمنني وداً)) فأنزل هللا هذه اآلية.
وعال ابن عباس هذا الود ما جعله هللا ألمري املؤمنني يف علوب املؤمنني.
ومنها يف األحزاب عوله تعاىل{ :من املؤمنني ٌ
رجال صدعوا ما عاهدوا هللا عليه} عال عكرمة عن ابن
عباس الذي ينتظر أمري املؤمنني.
ومنها يف الصافات عوله تعاىل{ :وعفوهم إهنم متسئولون} عال جماهد عن حب علي عليه التسالم،
()270/1
علي عليه التسالم بدينار مث انجى الرسول صلى هللا عليه وآله فاعتدى به املتسلمون مث نزلت الرخصة
وعد أشار الثعليب يف تفتسريه إىل هذا فقال :روى ابن عباس وعال :سأل الناس رسول هللا صلى هللا
عليه وآله وأحفوه يف املتسألة فأدهبم هللا هبذه اآلية وحكي أيضاً عن جماهد عال :هنوا عن مناجاة
رسول هللا صلى هللا عليه وآله حىت يصدعوا فلم يناجه إال علي بن أيب طالب عدم ديناراً فتصدق به
وعال علي عليه التسالم :إن يف كتبا هللا آلية ما عمل هبا أحد عبل وال يعلم هبا أحد بعدي وتال هذه
اآلية وروي عنه زاذان عال :دعاين رسول هللا صلى هللا عليه وآله وعد أنزلت هذه اآلية فقال(( :اي
علي ما ترى ديناراً)) فقلت :ال يطيقونه عال(( :كم)) علت حبة أو شعرية ،فقال(( :إنك لزهيد)) أي
ٍ
صدعات} اآلية عال علي فيب خفف هللا عليل املال ،عال فنزل{ :أأشفقتم أن تقدموا بني يدي جنواكم
عن هذه األمة عال الزهري عال سامل بن عبد هللا بن عمر كان عبد هللا يقول :كانت لعلي عليه التسالم
ثالث لو كانت يل واحدة منهن كانت أحب إيل من محر النعم تزوجيه فاطمة عليها التسالم وإعطاؤه
الراية يوم خيرب وآية النجوى.
ومنها يف {مل يكن} عوله تعاىل{ :أولئك هم خري الربية} عال جماهد نزلت يف علي وأهل بيته عليهم
التسالم.
ويف القرآن آايت كثرية نزلت يف فضائله نذكرها يف أثناء األبواب لئال خنرج عن مقصود الكتاب.
()271/1
()272/1
أبو حممد عبد العزيز بن حممود البزاز ،حدثنا أبو الفضل حممد بن انصر ،ثنا املبارك بن عبد اجلبار
الصرييف ثنا أبو طاهر حممد بن علي بن يوسف ثنا أبو بكر أمحد بن جعفر بن محدان القطيعي ثنا عبد
هللا بن أمحد ،ثنا أيب ،ثنا وكي ،عن األعمش عن سعد بن عبيدة عن أيب بريدة عن أبيه عال :خرج
علي عليه التسالم م النيب صلى هللا عليه وآله إىل ثنية الوداع حني توجه إىل تبوك وهو يبكي ويقول
...خلفتين م اخلوالف ما أحب أن خترج يف وجه إال وأان معك فقال(( :أال ترضى أن تكون مين
ومنزلة هارون من موسى إال النبوة)) الكالم على احلديث عال حممد بن شهاب الزهري إمنا خلفه يف
أهله كما فعل موسى عليه التسالم أبخيه هارون ملا ذهب إىل امليقات وكانت املدينة عد خلت من
()273/1
الفرح وعد روى أمحد يف الفضائل حديثاً يف املؤاخاة عن جمدوح بن زيد الباهلي عال آخى رسول هللا
صلى هللا عليه وآله بني املهاجرين واألنصار فبكى علي عليه التسالم فقال له رسول هللا صلى هللا
عليه وآله(( :ما يبكيك)) فقال :مل تؤاخ بيين وبني أحد فقال(( :إمنا ادخرتك لنفتسي أنت مين ومنزلة
هارون من موسى أما علمت أنه أول من يدعي يوم القيامة أان فأعوم عن ميني العرش يف ظله فاكتتسى
حلة خضراء من حلل اجلنة مث يدعي ابلنبيني بعضهم على إثر بعض فيقومون مساطني عن ميني العرش
ويتساره ويكتسون حلالً خضراء من اجلنة مث يدعي بك لقرابتك مين فيدف إليك لوائي وهو لواء احلم
فتتسري به بني مساطني آدم ومن دونه ومجي خلقي ويتستظلون بظله يوم القيامة وإن طوله متسرية ألف
سنة عصبته درة خضراء وسنانه أيعوتة محراء وله ثالث ذوائب من ونور ذؤابة يف املشرق وذاؤبة يف
املغرب وذؤابة وسط الدنيا مكتوب على كل ذؤابة سطر على أحد الذوائب بتسم هللا الرمحن الرحيم
وعلى الثانية احلمد هلل رب العاملني وعلى الثالثة ال إله إال هللا حممد رسول هللا فتتسري
()274/1
()275/1
وعد روى أمحد يف الفضائل عن سعيد بن املتسيب عن أنس عال :عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله
وعد آخى بني أصحابه ((أين علي بن أيب طالب؟)) عال :فجاء فقال(( :أنت أخي وأان أخوك فإن
انكرك أحد فقل :أان عبد هللا وأخو رسول هللا ال يدعيها بعدك إال كذاب)).
ويف رواية :فقال له علي عليه التسالم ملا آخى بني أصحابه لقد ذهبت جروحي اي رسول هللا حني
رأيتك فعلت أبصحايب ما فعلت غريي فإن كان هذا من هللا فلك العتىب والكرامة ،فقال له رسول هللا
صلى هللا عليه وآله(( :والذي بعثين ابحلق ما أخرتك إال لنفتسي أنت أخي ووارثي)) فقال وما أرثه
منك؟ عال(( :ما ورثه األنبياء عبلي كتاب هللا وسنن أنبيائه وأنت معي يف عصري يف اجلنة م فاطمة
ابنيت واحلتسن واحلتسني ابين وأنت رفيقي)) مث تال رسول هللا {أخواانً على سرٍر متقابلني} وعد
()276/1
أخرج الرتمذي ومعناه يف جامعه ثنا عبد العزيز بن حممود ابنا البزاز ابنا أبو الفتح عبد امللك بن أيب
القاسم الكروخي حدثنا أبو عامر حممود بن القاسم األزدي وأبو بكر العورجي عاال حدثنا عبد اجلبار
بن حممد اجلراحي ثنا العباس حممد بن أمحد املخبوين ثنا أبو عيتسى حممد بن عيتسى بن سورة
الرتمذي ،ثنا سفيان بن وكي ،ثنا عبد هللا بن موسى عن عيتسى بن عمر عن التسدي عن عبد هللا بن
عمر عال :آخى رسول هللا صلى هللا عليه وآله بني أصحابه فجاء علي عليه التسالم تدع عيناه فقال
اي رسول هللا آخيت بني أصحابك ومل تؤاخ بيين وبني أحد فقال له رسول هللا(( :أنت أخي يف الدنيا
واآلخرة)) عال الرتمذي :هذا حديث حتسن صحيح.
()277/1
يهتدي هبداك -أو ألن يهدي هللا بك -رجالً واحداً خري من أن يكون لك محر النعم)).
ويف رواية فقال اي رسول هللا أعاتلهم حىت يكونوا مثلنا ،فقال له رسول هللا(( :انزل بتساحتهم)) وذكره
متفق عليه.
وملتسلم أن عمر بن اخلطاب رضي هللا عنه عال يف ذلك اليوم ما أحببت اإلمارة إال يومئذ فتتساورت
هلا رجاء أن ادعى إليها فدعا رسول هللا علياً فدفعها إليه وعال(( :امش حىت يفتح هللا عليك وال
تلتفت)) فتسار عليالً مث وعف ومل يلتفت وصرخ اي رسول هللا على ماذا أعاتلهم؟ عال(( :امش حىت
يفتح هللا عليك وال تلتفت)) فتسار عليالً مث وعف ومل يلتفت وصرخ اي رسول هللا على ماذا أعاتلهم
عال(( :حىت يشهدوا أن ال إله إال هللا وأن حممداً رسول هللا فإن فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم
وأمواهلم إال حبقها وحتساهبم على هللا)).
هذا عدر ما أخرج متسلم وانفرد به.
()278/1
وعد أخرج أمحد بن حنبل هذا احلديث يف الفضائل برواايت منها فأخذ رسول هللا صلى هللا عليه وآله
الراية فهزها مث عال(( :من أيخذها حبقها)) فقال فالن أان فقال(( :أمط)) مث جاء آخر فقال أان،
فقال(( :أمط)) مث عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله والذي كرم وجه حممد ألعطينها رجالً ال يفر
()279/1
()280/1
()281/1
يلزم البخاري ومتسلم أخرجاه يف صحيحيهما ألن رجاله ثقات وهو من شرطيهما.
حديث يف خصف النعل
أخرجه الرتمذي عن ربعي بن حراش عال :حدثنا علي عليه التسالم ابلرحبة فقال :ملا كان يوم احلديبية
خرج إلينا سهيل بن عمرو يف مجاعة من رؤساء الكفار فقال :اي حممد خرج إليك انس من أبنائنا
وإخواننا وأرعائنا وليس هلم فقه يف الدين وإمنا خرجوا فراراً من أموالنا وضياعنا فارددهم علينا فقال
رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((سنفقههم يف الدين إن مل يكن هلم فقه)) مث عال(( :اي معشر عريش
لتنتهن أو ليبعثن هللا عليكم من يضرب رعابكم ابلتسيف على الدين)) عالوا من ذاك ((من امتحن هللا
علبه لإلميان وهو خاصف النعل)) عال علي وكنت أخصف نعل رسول هللا صلى هللا عليه وآله.
واخلصف اخلرز رواه أمحد فقال :عن أنس عال :عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((لينتهني بنو
وليعة أو ألبعثن إليهم رجالً كنفتسي ميضي فيهم أمري يقتل املقاتلة ويتسيب الذرية)) عال أنس فما
راعين إال بدر كف عمر رضي هللا عنه من خلفي فقال :من تراه يعين؟ علت :ما يعنيك وإمنا يعين
خاصف النعل علي بن أيب طالب عليه التسالم.
ويف رواية فقال عمر :وهللا ما أحببت الوالية إال ٍ
يومئذ جعلت أنصب هلا صدري رجاء أن يقول :هذا
فالتفت إىل علي بن أيب طالب عال(( :هو هذا هو هذا)) مرتني.
بنو وليعة عوم من العرب
وعفت على أبيات جلدي رمحه هللا يف هذا من كان وكان خبطه بيده:
عالوا :علي علت حيب ريب على شاهدي ...ما أعول عط تصن وابطين عد ابن
هو خاصف النعل نعلي على عفا ...من يبغضه هذا سهيم املبغض
ودع يكون من كان الشط ...ينقص أحبه يزيد ما أعدر أبصره
منا يزيد وميوت احلتسني وهو عطشان
حديث يف سد األبواب
أخرجه أمحد يف الفضائل والرتمذي فقال أمحد عن زيد بن أرعم عال :كان لنفر من الصحابة أبواب
شارعة يف املتسجد فقال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((سدوا
()283/1
هذه األبواب إال ابب علي بن أيب طالب)) فتكلم الناس يف ذلك فقام رسول هللا فحمد هللا وأثىن
عليه مث عال(( :ما سددت شيئاً وال فتحته ولكن هللا أمرين بشيء فاتبعته)) وعال الرتمذي عن ابن
عباس عال :أمر رسول هللا صلى هللا عليه وآله بتسد األبواب إال ابب علي بن أيب طالب عال
الرتمذي :يعين األبواب الشارعة يف املتسجد ،وعال الرتمذي :عن أيب سعيد اخلدري عال :عال رسول
هللا صلى هللا عليه وآله ((اي علي ،ال حيل ألحد أن جينب يف هذا املتسجد غريي وغريك)).
()284/1
حديث النجوى
أخرجه الرتمذي فقال حدثنا علي بن املنذر الكويف ثنا حممد بن الفضيل ثنا أبو الزبري عن جابر بن
عبد هللا عال دعا رسول هللا صلى هللا عليه وآله علياً عليه التسالم يوم الطائف فانتجاه طويالً فقال
الناس لقد طالت جنواه م ابن عمه فبلغ ذلك رسول هللا صلى هللا عليه وآله فقال(( :وهللا ما
انتجيته ولكن هللا انتجاه)).
عال الرتمذي :ومعناه أن هللا أمرين أن أانجيه.
والتناجي التسر يكون بني اثنني يقال :جنوته جنوى أي ساررته وكذا انجيته واالسم النجوى.
حديث يف الوصية
أخرجه أمحد بن حنبل يف الفضائل فقال :ثنا حممد بن عبد هللا بن حممد بن أيب شيبة ،ثنا جرير بن
عبد احلميد عن مغرية عن أم موسى عن أم سلمة رضي هللا عنها عالت :والذي حنلف به إن علي بن
أيب طالب ألعرب عهداً برسول هللا صلى هللا عليه وآله مرض موته فلما كان اليوم الذي عبض فيه
رسول هللا دعاه فجاء فناجاه طويالً وساره كثرياً وأوصى إليه وما أراد.
()285/1
وعال أمحد ،ثنا اهليثم بن خلف ،ثنا حممد بن أيب عمر الدوري ،ثنا شاذان ،ثنا جعفر بن زايد عن مطر
عن أنس عال :علنا لتسلمان الفارسي سل رسول هللا صلى هللا عليه وآله من وصيه فتسأله سلمان
فقال من كان وصي موسى بن عمران فقال :يوش بن نون فقال(( :إن وصيي ووارثي ومنجز وعدي
علي بن أيب طالب عليه التسالم)).
عال أمحد :واملراد ابملرياث هنا العلم.
حديث يف عوله صلى هللا عليه وآله من آذى علياً فقد آذاين
أخرجه أمحد يف الفضائل فقال :ثنا يعقوب عن أبيه عن حممد بن إسحاق عن الفضل بن معقل بن
()286/1
شكايته يف املتسجد فبلغ ذلك رسول هللا صلى هللا عليه وآله فدخلت يوماً املتسجد وهو جالس بني
أصحابه فجعل حيد النظر إيل مث عال(( :اي عمر أما وهللا لقد آذيتين)) فقلت :أعوذ ابهلل اي رسول هللا
من ذلك ،فقال(( :أما علمت من آذى علي بن أيب طالب فقد آذاين)).
وعال سعيد بن املتسيب مس عمر رضي هللا عنه رجالً يذكر علياً عليه التسالم بشر فقال له تعرف من
يف هذا القرب وأشار إىل عرب رسول هللا صلى هللا عليه وآله فتسكت الرجل فقال عمر فيه حممد بن
عبد هللا إذا آذيت علياً فقد آذيته.
حديث يف عضائه عليه التسالم
حديث أمحد يف الفضائل واملتسند وذكر أمحد بن إسحاق يف املغازي فقال :ثنا ابن منري ثنا األعمش،
ثنا عمرو بن مرة ،ثنا أبو إسحاق البخرتي عن علي عليه التسالم عال بعثين رسول هللا صلى هللا عليه
وآله إىل اليمن وأان شاب فقلت :اي رسول هللا بعثتين إىل عوم ألحكم بينهم وأان شاب فقال(( :ادن
مين)) فدنوت منه فضرب صدري وعال(( :اللهم اهد علبه وثبت لتسانه)) فما شككت بعدها يف
عضاء بني اثنني.
ويف رواية املتسند وإذا جلس بني يديك خصمان فال تقضى بينهما حىت تتسم من
()287/1
اآلخر مثل ما مسعت منه فإنك إذا فعلت ذلك تبني القضاء.
حديث الناعة
أخرجه أمحد يف الفضائل فقال :حدثنا علي بن احلتسن القمي ثنا حممد بن عبد هللا بن عقيل ثنا عبد
العزيز بن اخلطاب ثنا عيتسى عن داود بن أيب هند عن أيب جعفر عن رجل عن أنس عال :عال رسول
هللا صلى هللا عليه وآله لعلي عليه التسالم(( :تؤيت يوم القيامة بناعة من نوق اجلنة فرتكبها وركبتك م
ركبيت حىت ندخل اجلنة مجيعاً)).
حديث احلدائق
أخرجه أمحد يف الفضائل فقال :ثنا علي بن املنذر عن حرمي بن عمارة عن أيب عثمان الربيدي عن
علي عليه التسالم عال :كنت أمشي م رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف بعض طرق املدينة فمرران
على حديقة فقلت :اي رسول هللا ما أحتسن هذه احلديقة فقال(( :لك مثلها يف اجلنة)) حىت أتينا على
سب حدائق.
ومن أحتسن ما عيل يف احلدائق عول حممد بن القرياين يف وصف دمشق أرض حتل األماين من حماسنها
حبيث جتتم الدنيا وتفرتق إذا شذى الطري يف أغصاهنا وعفت على حدائقها األمساع واخلالق.
()289/1
()290/1
()291/1
()292/1
سعيد اخلدري عال :نظر رسول هللا صلى هللا عليه وآله إىل علي عليه التسالم فقال(( :هذا وشيعته
هم الفائزون يوم القيامة)).
حديث يف رد الشمس
حدثنا أبو القاسم عبد احملتسن بن عبد هللا بن أمحد الطوسي عال حدثنا والدي عبد هللا بن أمحد
الطوسي أبناء أبو احلتسني بن النقود ثنا ابن خبابة ثنا البغوي ثنا طالوت بن عباد عن إبراهيم بن
احلتسن عن فاطمة بنت احلتسني عن أمساء بنت عميس عالت كان رأس رسول هللا صلى هللا عليه وآله
يف حجر علي عليه التسالم وهو يوحى إليه فلم يصل العصر حىت غربت الشمس فقال رسول هللا
صلى هللا عليه وآله ((اللهم إنه كان يف طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس فردها هللا له))،
وعد ضعف عوم هذا احلديث وذكره جدي يف كتاب املوضوعات وعال يف إسناده مجاعة ضعفاء
ومساهم مث عال :وصالة العصر صارت عضاء وال يفيد رجوع الشمس علت عد حكا القاضي عياض
يف كتاب ((الشفا بتعريف حقوق املصطفى)) عن الطحاوي أنه ذكره يف شرح مشكل احلديث وعال
روي من طريقني صحيحني عن أمساء بنت عميس أن النيب صلى هللا عليه وآله كان رأسه يف حجر
علي عليه التسالم وهو يوحى إليه وذكرته وفيه فقال له رسول هللا صلى هللا عليه وآله(( :صليت
العصر؟)) فقال :ال ،فقال رسول هللا(( :اللهم إنه كان يف طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه
الشمس)).
()294/1
عالت أمساء فرأيتها طلعت بعد ما غربت ووعفت على رءوس اجلبال وذلك ابلصهباء يف خيرب عال
الطحاوي وهااتن الروايتان اثبتتان ورواهتما ثقات عال الطحاوي :كان أمحد بن صاحل يقول ال ينبغي
ملن سبيله العلم التخلف عن حديث أمساء؛ ألنه من عالمات النبوة وعوله صارت صالة العصر عضاء
علت :إذا كان رجوع الشمس من عالمات صحة نبوة نبينا عليه التسالم فكذا تصري صالة العصر
أداء حكماً ألن القضاء حيكي الفائت والعجب من هذا وعد ثبت يف الصحيح أن الشمس جلتست
ليوش بن نون وال خيلو إما أن يكون ذلك معجزة ملوسى عليه التسالم أو ليوش فإن كان ملوسى
()295/1
()296/1
الثقات وأتقنوا الطرق والرواايت وكفى روايتهم على هذا الوجه حجة على من حاد عن احملجة
وخصوصاً أمحد بن حنبل فإنه عند اجلمهور عدوة يف علم التسنة.
والكتاب فليقلد يف الباب وهللا أعلم ابلصواب.
()297/1
()298/1
بن معاوية وعد ابي ابن عمر عبد امللك بن مروان ،وملا ابيعه الناس هرب الوليد بن عتبة ،وسعيد بن
العاص ،ومروان بن احلكم إىل مكة وهبا عائشة وأم سلمة رضي هللا عنهما وخرج طلحة والزبري إىل
مكة وملا استأذان أمري املؤمنني يف العمر عال :وهللا ما تريد إال الفتنة أجهدا جهدكما فلما عدما مكة
نزال على أم سلمة وعاال أكرهنا على البيعة وسأالها اخلروج معها فقالت :كذبتهما إمنا عصدكما أن
تفتنا هذه األمة فدخال على عائشة وسأالها اخلروج فأجابتهما ،وعد ذكر أبو حامد الغزايل يف كتاب
له مساه ((سري العاملني وكشف ما يف الدارين)) عال :عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله لعلي عليه
التسالم يوم الغدير(( :من كنت مواله فعلي مواله)).
بخ اي أاب احلتسن ،أصبحت موالي وموىل كل مؤمن ومؤمنة ،عال الغزايل:
بخ ٍ
فقال عمر بن اخلطابٍ :
وهذا رضاء وتتسليم ووالية وحتكيم مث بعد ذلك غلب اهلوى وحب الرايسة وعقود البنود وخفقان
الراايت وازدحاج اخليول يف فتح األمصار واألمر والنهي فحملهم على اخلالف{ :فنبذوه وراء
ظهورهم واشرتوا به مثناً عليالً فبئس ما يشرتون} مث عال الغزايل :مث إن أاب بكر عال :علي منرب رسول
هللا صلى هللا عليه وآله أعيلوين فلتست خبريكم ،أفقال ذلك هزالً أو جداً أو امتحاانً فإن كان هزالً
فاخللفاء ال يليق هبم اهلزل ،وإن كان جداً فهو نقض للخالفة ،وإن كان امتحاانً فالصحابة ال يليق هبم
االمتحان مث عال :والعجب من منازعة معاوية بن أيب سفيان علياً عليه التسالم اخلالفة ...رسول هللا
صلى هللا عليه وآله عط طم من طم فيها بقوله(( :إذا ويل خليفتان فاعتلوا األخري منهما))
والعجب من حق واحد كيف ينقتسم بني اثنني واخلالفة ليتست جبتسم وال عرض فتتجرأ.
وعد عال أبو حازم أول حكومة جتري بني العباد يف املعاد من علي ومعاوية فيحكم هللا لعلي عليه
التسالم على معاوية والباعون حتت املشيئة وعد صح عن رسول
()299/1
()300/1
()301/1
زوجته وأبقى دماً مل يبحه هللا تعاىل لك فلما رأهتا ال تصغي إىل عوهلا أنشدت وعالت:
نصحت ولكن ليس للنصح عابل ...ولو عبلت ما عنفتها العواذل
كأين هبا عد ردت احلرب رحلها ...وليس هلا إال الرتجل راحل
مث نزلوا من مكة يف تتسعمائة وحلقهم الناس حىت صاروا ثالثة آالف وملا بلغ علياً عليه التسالم
خروجهم خطب ابملدينة وعال :أيها الناس ،إن طلحة والزبري وعائشة كرهوا إماريت وعد عصدوا
البصرة لشق عصى املتسلمني وطلباً للفتنة وتفريقاً للكلمة فتجهزوا للمتسري إليهم مث سار يف تتسعمائة
من وجوه املهاجرين واألنصار عال ابن جرير ،وسارت عائشة ومن معها فبينما هي تتسري يف بعض
الليايل إذ مرت على ماء يقال له احلوأب فنبحتها كالب ،فقالت :ما يقال هذا املكان ،فقال هلا سائق
اجلمل :هذا احلوأب فصرخت أبعلى صوهتا وضربت عضد بعريها فأانخته ،مث عالت :أان وهللا صاحبة
هذا احلوأب ردوين إىل حرم هللا ورسوله عال ابن عد فاسرتجعت وذكرت عول الرسول صلى هللا عليه
وآله كيف بك إذا نبحتك كالب احلوأب ولقد غلط العرين مث أحضروا مختسني رجالً فشهدوا على
ذلك وحلفوا عال الشعيب :فوهللا ألهنا ألول شهادة زور أعيمت يف اإلسالم وذكر ابن جرير الطربي يف
()302/1
هذا اجلمل امللعون إنه عد كان لك من هللا سرت وحرمة فهتكت سرتك وحرمته ألن من رأى عتالك
يرى عتلك فإن كنت طائعة هلل فارجعي إىل منزلك وإن كنت مكرهة فاستعيين ابلناس وعال سيف بن
عمر :خرج شاب من بين سعد فنادى اي طلحة ،اي زبري أرى معكما أمكما فهل جئتم بنتسائكما مث
عال:
صنتم حالئلكم وعدمتم أمكم ...هذا لعمري علة اإلنصاف
أمرت جبر ذيوهلا يف بيتها ...فهوت حلمل النبل واألسياف
مث إن طلحة والزبري اغتاال عثمان بن حنيف يف ليلة مظلمة فأوطاؤه األرجل وأرسلوا إىل عائشة
يتستشريوهنا فيه فقالت :اعتلوه فقالت هلا امرأة :انشدت هللا يف عثمان فإنه صاحب رسول هللا صلى
هللا عليه وآله فقالت :اضربوه أربعني سوطاً وانتفوا شعر رأسه وحليته وحاجبيه وأشفار عينيه ففعلوا
وحكا سعد عن هشام عال :ما منعهم من عتله إال غضب األنصار ابملدينة مث دخلوا إىل البصرة فنهبوا
بيت املال وعتلوا سبعني رجالً من املتسلمني بغري جرم فهم أول من عتل يف اإلسالم ظلماً مث أطلقوا
عثمان يلحق بعلي عليه التسالم بذي عار وليس يف رأسه ووجهه شعرة فلما رآه أمري املؤمنني عليه
التسالم شق ذلك عليه وعال سيف بن عمر خرج أمري املؤمنني من املدينة يف آخر شهر ربي األول
سنة ست وثالثني وكتب إىل أهل الكوفة يتستنفرهم فمنعهم عنه أبو موسى األشعري وكان والياً عليها
من عبل عثمان فكتب إليه أمري املؤمنني عليه التسالم اعتزل عملنا مذموماً مدحوراً اي ابن احلائك
فهذه أول هناتك وإن لك هنات مث بعث أمري املؤمنني احلتسن عليه التسالم وعمار إىل الكوفة
يتستنفرهم وعال احلتسن أعينوان على من ابتلينا به ...معه تتسعة آالف عال الواعدي :وملا عارب أمري
()303/1
عليها وإن كنتما ابيعتهما مكرهني فقد جعلتما يل التسبيل عليكما إبظهار الطاعة وكتمان املعصية
وأنت اي طلحة شيخ املهاجرين وأنت اي زبري فارس عريش ودفعكما هذا األمر عبل أن تدخال فيه كان
أوس لكما من خروجكما منه وأنت اي عائشة فإنك خرجت من بيتك عاصية هلل ولرسوله تطلبني أمراً
كان عنك موضوعاً مث تزعمني أنك تريدين اإلصالح بني املتسلمني فخربيين ما للنتساء وللربوز للرجال
وعيود اجليوش والوعيعة بني أهل القبلة وسفك الدماء احملرمة مث إنك طلبت على رغمك دم عثمان
وما أنت وذاك عثمان رجل من بين أمية وأنت من بين تيم مث ابألمس تقولني اعتلوا نعثالً عتله هللا فقد
كفر مث تطلبني اليوم بدمه فاتقي هللا وارجعي إىل بيتك وأسبلي عليك سرتك والتسالم.
فما أجابوه بشيء مث التقوا منتصف مجادى األوىل من هذه التسنة فلما ترآى اجلمعان خرج طلحة
والزبري وعد لبتسا سالحهما فربز إليهما أمري املؤمنني مث عال لعمري لقد أعددمتا خيالً وسالحاً فهل
أعددمتا عند هللا عذراً فاتقيا هللا وال تكوانن كاليت نقضت غزهلا من بعد عوة أنكااثً ما أنصفتما رسول
هللا صلى هللا عليه وآله حيث جئتما بغرسة تقاتالن هبا حيث جئتما بعرسه تقاتالن هبا وخبأمتا
عرستكما يف بيوتكما وهللا اي زبري ما أنصفت رسول هللا يف صون عرسك من احلتوف وأبرزت عرسه
للرماح والتسيوف مث ما أنتما ودم عثمان ألتستما ممن ألب عليه الناس اي زبري أتذكر يوم لقيناك أان
ورسول هللا صلى هللا عليه وآله يف بين بياضة فضحكت فقلت ما يدع ابن أيب طالب زهوة فقال لك
رسول هللا صلى هللا عليه وآله(( :إنه ليس ولتقاتلنه وأنت ظامل له)) فقال :اللهم نعم ولو ذكرت هذا
ما خرجت من املدينة وهللا ال أعاتلك أبداً ولكن ما أصن وعد التقينا حلقتا البطان ورجوعي عار علي
فقال له أمري املؤمنني عليه التسالم :ارج ابلعار وال ترج ابلنار فثين الزبري عنان فرسه فرج وهو
يقول:
()304/1
()305/1
فقلت له :من أنت؟ فقال :من جند املرأة اليت أردت أن تكون أمري املؤمنني ،وعال الواعدي :نظر
مروان بن احلكم إىل طلحة فقال :ال أطلب أثري بعد اليوم ورماه بتسهم فخبط ركبته م التسرج ومحل
إىل البصرة فمات ،وأما الزبري فقال ابن سعد :إنه كان يريد الرجوع إىل املدينة فمر على األحنف بن
عيس وكان عد اعتزل الفريقني فلما رآه األحنف عال :هذا الذي يفتسد بني واتبعه مجاعة منهم عمر
بن جرموز ...فنزل بوادي التسباع فقتله ابن جرموز وجاء برأسه وسيفه وخامته إىل أمري املؤمنني فلما
رآه بكى ،وعال بشر :عاتل ابن صفية ابلنار ،وعال الواعدي :عتل من أصحاب عبد الرمحن بن عتاب
بن أسيد وعلم أهل املدينة يف ذلك النهار وفيها خامته وعليه امسه وعتل أيضاً حممد بن طلحة بن عبيد
هللا وكان انسكاً غري أن أابه أخرجه مكرهاً وهنى أمري املؤمنني عن عتله فقال :إايكم وصاحب الربنس
فإنه خرج مكرهاً وعد يقول عاتله
وأشعث عوام آبايت ربه ...عليل األذى فيما يرى خري متسلم
يذكرين هم والرمح شاجر ...فعلي تالحم عبل التقدم
من أبيات مث رد أمري املؤمنني عائشة إىل املدينة م أخيها عبد الرمحن وجهزها أحتسن جهاز وشفعت
إليه يف مروان بن احلكم فشفعها ،وعال :إنه له أمارة [كلعقة] ( )1الكلب أنفه ،وعال عامر بن عبد
هللا الكليب ملا وصلت عائشة إىل املدينة خرج إليها النتساء فبكت حىت غشي عليها وكانت إذا ذكرت
يوم اجلمل ختنق نفتسها أتخذ حبلقها وتقول :وددت أين مت عبل ذلك بعشرين سنة وكانت إذا رأت
أم سلمة تبكي تذكر نصيحتها مث خطب أمري املؤمنني عليه التسالم جبام البصرة ،فقال :اي جند املرأة
واي تباع كل انعق دينكم نفاق ومأواكم زماق دعاكم الشيطان فأجبتم وعقر فعقرمت كأين أنظر إىل
متسجدكم عد بعث هللا علي العذاب من فوعه ومن حتته فهو كجؤجؤ سفينة أو كنعامة جامثة أو
كجؤجؤ طائر يف جلة البحر أرضكم بعيدة من التسماء عريبة من املاء خفت عقولكم وسفهت
أحالمكم وأنت عرب لنابل وأكلة آلكل وفريتسة لصاب اي
__________
( )1من طبعة دار الكتب العلمية ،ويف املطبوع فراغ.
()307/1
()308/1
()309/1
()310/1
()311/1
()312/1
()313/1
()314/1
()315/1
()316/1
)318/1(
)319/1(
)320/1(
)321/1(
)322/1(
)323/1(
)324/1(
)325/1(
()326/1
وفيه أما بعد :فقد لزمتك بيعيت ابملدينة وأنت ابلشام؛ ألنه ابيعين القوم الذين ابيعوا اخللفاء الثالثة
واملهاجرون واألنصار على ما ابيعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن خيتار وال للغائبني أن يردوا إمنا
الشورى للمهاجرين واألنصار إذا اجتمعوا على إمام كان ذلك رضاً منه فإنه خرج عن أمرهم خارج
ردوه إىل ما خرج عنه فإن أىب عاتلوه على أتباعه غري سبيل املؤمنني وواله هللا ما توىل وأصاله جهنم
وساءت مصرياً ،مث إن طلحة والزبري ابيعاين مث نقضا بيعيت فجاهدهتما على ذلك بعد ما أعذرت
فيهما حىت جاء احلق وزهق الباطل ظهر أمر هلل وهم كارهون وعد بلغين إكثارك يف عتله عثمان فادخل
فيما دخل فيه املتسلمون فإن أحب األمور إىل فيك العافية وال تتعرض للبالء مث جاءكم عتلة عثمان
إىل أمحلكم على كتاب هللا ،وإمنا تعلك خدعة الصيب على اللنب ولعمري لئن نظرت بعني عقلك دون
عني هواك لتجدين أبرأ الناس من دم عثمان وعد علمت أنك من الطلقاء الذين ال حتل هلم اخلالفة
وال جتوز هلم الشورى فباي وإال استعنت هللا عليك عاتلتك والتسالم فلما عدم عليه جرير ماطله
واستشار عمرو بن العاص فأشار عليه أن يلزمه دم عثمان ويقاتله بوجوه الشام وعلق عميص عثمان
على املنرب جبام دمشق فآال أهل الشام أن ال يناموا على الفرش وال أيتوا النتساء حىت يقتلوا عتلة
عثمان وكتب معاوية إىل أمري املؤمنني عليه التسالم أما بعد فإنك لو ابيعك القوم الذين ابيعوك وأنت
بريء من دم عثمان كنت كأيب بكر وعمر وعثمان ولكن أغريت املهاجرين واألنصار بعثمان وخذلتهم
عنه حىت أطاعك اجلاهل وأعز بك الضعيف وعد عزم أهل الشام
()327/1
()328/1
()329/1
()330/1
()331/1
العاص يف كتاب أهل الشام حتت اجلاهلية فلما رآه عمار ...املتسلمني من ...املظاهر ألعداء الدين
الداخل يف اإلسالم رهبة ونفاعاً فلينظر إىل هذا عاتلوه عتله هللا مث صاح به وحيك اي عمرو هذه راية
طاملا عاتلت هبا رسول هللا صلى هللا عليه وآله بعت آخرتك ومصر تباً لك فوىل عمرو راج ٌ وكان
عمار على القراء.
عال أبو نعيم يف احللية :وعد تقدم إسناده أبنا سليمان بن أمحد أبنا احلتسن بن علي العمري أبنا حممد
بن سليمان بن أيب رجاء ثنا أبو معشر ثنا جعفر بن عمرو الضمري عن أيب سنان الدؤيل صاحب
رسول هللا صلى هللا عليه وآله عال :رأيت عماراً دعا بشراب فأتى بقدح من لنب فشربه مث عال :هللا
أكرب صدق هللا ورسوله عال يل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إن آخر رزعك من الدنيا أو زادك
صفحة لنب.
عال ابن سعد يف الطبقات :كما عمار حيمل ويقول وهللا لو ضربوان حىت يبلغوان سعافات هجر لعلمنا
أننا على احلق وهم على الباطل مث عال اليوم ألقى األحبة حممداً وحزبه
...عمرو بن العاص وبيده راية فناداه ...رسول هللا صلى هللا عليه وآله ...ثالث مرات ...وبيده
احلربة وهو يرتعش من الكرب وكان عد جاوز تتسعني أو الثمانني وهو يقول... :
حنن ضربناكم على تنزيله
فاليوم نضربكم على أتويله
ضرابً يزيل اهلام عن مقيله
ويذهب اخلليل عن خليله
أو يرج احلق إىل سبيله
فحمل عليه أبو العالية املزين ابلرمح فطعنه فتسقط فأكب عليه فجز رأسه وجاء مجاعة إىل معاوية
يدعون عتله فقال هلم عمرو بن العاص ،وهللا إن ختتصموا إال يف النار وعال هلم معاوية عوم بذلوا
نفوسهم دوننا نقول هلم هذا فقال عمرو :هو هللا ذلك وإنك لتعلمه ووددت أين مت عبل هذا اليوم
بعشرين سنة وحكى ابن سعد يف الطبقات أن عبد هللا بن عمرو بن
العاص عال ألبيه عتلتم عماراً وعد مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول :تقتلك الفئة الباغية
ومسعه معاوية فقال :إن شيخ أخرف حنن عتلناه إمنا عتله الذي خرجه فبلغ ذلك علياً فقال :وحنن
عتلنا محزة بن عبد املطلب ألننا حنن الذين أخرجناه فلما مس ذو كالع عال :الفئة الباغية مث هم
ابلرجوع إىل عتسكر أمري املؤمنني فقتل يف ذلك اليوم علت وعوله عليه التسالم ومل يغتسله وعتل وهو
ابن سب وسبعني سنة عال الواعدي عطش عاتل :عمار فطلب ماء فأتى بقدح من زجاج فتورع أن
يشرب منها فقال الناس :انظروا إىل هذا األمحق ميتن من الشرب يف الزجاج وعد عتل عماراً ومن
ذلك عصة التحكيم وفيها أن ابن عباس عال اي أمري املؤمنني :ال تبعث أاب موسى فهو علبك وهللا
يطاع معاوية فال يعصى وتعصى فال تطاع فكان كما عال ،وعال املتسعودي ،وعد بلغ من طاعة أهل
الشام ملعاوية أنه صلى هبم اجلمعة يوم األربعاء وغريه يقول يوم التسبت ،وعال :كان لنا ابألمس عذر
وجاء األحنف بن عيس ،فقال له :ال حتكم أاب موسى فإنه غري مأمون عد خذل الناس عنك يوم
اجلمل وعد رمى حبجر األرض ومن حارب هللا ورسوله عمرو بن العاص ولو اخرتتين لرأيت من يعجباً
عال :فكيف تصن اي ابن النابغة ،عال كنت أدنو منه حىت أكاد أن أصري يف يده مث أبعد عنه فأصري
كالنجم وال يعقد عقدة إال حللتها وال حيل عقدة إال أبرمتها عال هشام بن حممد :فلما عزموا على أن
يكتبوا كتاب اهلدنة كتبوا هذا ما عضى عليه أمري املؤمنني علي بن أيب طالب فقال عمرو بن العاص
وكان حاضراً هو أمريكم وليس أبمريان اكتبوا امسه واسم أبيه ،فقال األحنف بن عيس :اي أمري املؤمنني،
ال متح امسك فإين أخاف أن متحى وال يرج إليك أبداً.
فقال علي عليه التسالم :هللا أكرب هذا كما جرى يوم احلديبية ،فقال عمرو :سبحان هللا أنشبه
ابلكفار ،فقال له أمري املؤمنني :اي ابن النابغة ومىت مل تكن للفاسقني إماماً وللكافرين ولياً وللمتسلمني
عدواً وهل تشبه إال أمك اليت دفعت
()333/1
بك الكواة حكومتكم يوم صفني ،فقال هلم :انشدتك هللا أما علت لكم ارفعوا املصاحف ،إمنا .. ..
سبعني من املؤمنني عد طهر هللا جملتسي منك ومن أشياعك وكان ميل أيب موسى إىل عبد هللا بن عمر
()334/1
التسهم من الرمية فقالت عائشة ...ما كان بيين وبني ابن أيب طالب أن أعول احلق صدق علي أان
مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول(( :خيرج منه فتية حمفوفة شوارهبم حملقة رءوسهم أزرهم إىل
أنصاف سوعة يقتلهم أحب اخللق إىل هللا ورسوله)) فقال أبو عتادة عد علمت هذا فلم كان منك إىل
أمري املؤمنني ما كان فقالت وكان أمر هللا عدراً مقدوراً وعد أخرجه أبو الفتح األصفهاين يف كتاب
((مرج البحرين)) وزاد فيه ،وعالت اي أاب عتادة للقدر سبب وهو أن الناس خاضوا يف حديث اإلفك
وكان عامة املهاجرين يقولون لرسول هللا أمتسك عليك زوجك حىت أييت أمر ربك وكان يقول النتساء
كثري وما ضيق هللا عليك ويف نتساء عريش من هي منها نتسباً منها وأهبى ما ألومه كان كلما أرى علق
رسول هللا وحزنه وما حيصل له من كالم املنافقني ساله بذلك وكان يل من رسول هللا حظ فخفت
عليه فكان مين ما كان هبذا التسبب وأان أستغفر هللا مما فعلته ومن ذلك أنه ملا دخلت سنة أربعني
كتب معاوية إىل أمري املؤمنني عليه التسالم أما بعد فإن أيب كان سيداً يف اجلاهلية وأان ملك يف
()335/1
اجلمهور أنه أسلم وهو ابن سب سنني وعيل :ابن مثان ،وعيل :ابن عشر سنني ،وعيل :ابن مخس
عشرة سنة ،وهبذا حيتج أبو حنيفة على الشافعي يف صحة إسالم الصيب الذي مل يبلغ ،وعال أمحد يف
املتسند ،أبنا أبو سعيد موىل بين هاشم ثنا حيىي بن سلمة عن أبيه عن حية العرين ،عال :عال علي عليه
التسالم أان عبد هللا وأخو رسوله وأان الصديق األكرب :ال يقوهلا بعدي إال كاذب مفرت ولقد صليت م
رسول هللا صلى هللا عليه وآله عبل الناس سب سنني وأان أول من صلى معه.
عال الزهري :إمنا عصد أمري املؤمنني بقوله سبقتكم إىل اإلسالم طراً يبكت معاوية ألنه إمنا أسلم هو
وأبوه يوم الفتح سنة مثان من اهلجرة وكان يتسمى الطليق بن الطليق وكل من أسلم يف هذا اليوم
يتسمى هبذا االسم فأراد أن يبني حاله ألهل الشام.
()336/1
()337/1
ذلك اللون فلم أدري ما هو؟ فقلت له :ما هذا؟ فقال مصارين البط حمشوة ابملخ ودهن ابلفتستق عد
ذر عليه التسكر عال :فبكيت ،فقال :ما يبكيك؟ فقلت هلل در ابن أيب طالب ،لقد جاد من نفتسه وما
مل تتسمح به أنت وال غريك عال :وكيف علت :دخلت عليه فقال يل :عم فتعش م احلتسن واحلتسني
مث عام إىل الصالة فصلى ما شاء هللا مث ودعا جبراب خمتوم خبامتة فأخرج منه شعرياً مطحوانً مث ختمه،
فقلت :اي أمري املؤمنني مل أعهدك خبيالً فكيف ختمت على هذا الشعري ،فقال :مل أختم عليه خبالً
ولكن خفت أن يبتسه احلتسن واحلتسني بتسمن أو إهالة فقلت :أحرام هو؟ عال :ال ولكن على أئمة
احلق أن يتأسوا أبضعف رعيتهم حاالً يف األكل واللباس وال يتميزون عليهم وما ال يقدرون عليه لرياهم
الفقري فريضى عن هللا وما هو فيه والغين فيزداد شكراً وتواضعاً
()338/1
يديه عدح من خشب وكوز من ماء فدعا جبراب خمتوم فقلت :لقد ائتمنتين حيث خيرج إيل جوهراً وال
أعمل ما عيمته فكتسر اخلامت وإذا يف اجلراب سويق فأخرج منه وصب يف عدح املاء وذر عليه مث
شرب وسقاين فلم أصرب ،وعلت :اي أمري املؤمنني عد وس هللا عليك والطعام ابلعراق كثري فقال :وهللا
ما ختمت عليه خبالً وإمنا أبتاع عدر كفاييت وأخاف أن يفين فيوض فيه من غريه وإمنا أفعل هذا لئال
يدخل بطنه غري طيب
وعال أمحد يف الفضائل ثنا حتسن األشيب ثنا هليعة ثنا عبد هللا بن هبرية عن عبد هللا بن رزين عال
دخلت على علي عليه التسالم يوم أضحى فقرب إىل حريرة فقلت :اي أمري املؤمنني عد أكثر هللا
اخلري ،فقال :اي ابن رزين مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول(( :ال حيل للخليفة من مال هللا
إال عصعتان عصعة أيكلها وأهله وعياله وعصعة أيكلها بني يدي الناس)).
واحلريرة أن يصب يف القدر ماء كثري ويقط اللحم صغاراً فإذا نضج ذر عليه شيء من دعيق وكذا
()339/1
فأخربته وعلت :ارفق بنفتسك فقال :وحيك اي سويد؟ ما شب رسول هللا صلى هللا عليه وآله وأهله من
خبز بر ثالاثً تباعاً حىت لقي هللا وال خنل له طعام عط ولقد مجعت مرة ابملدينة جوعاً شديداً فخرجت
أطلب العمل فإذا ابمرأة عد مجعت عدراً نريد أن تبله فقاطعتها كل دلو بتمرة فمددت ستة عشر دلواً
حىت حملت يداي وأتيت رسول هللا صلى هللا عليه وآله فأخربته فأكل منه.
وعد خرجه أمحد يف الفضائل واملتسند.
وعال أبو نعيم يف ((احللية)) ثنا حيىي بن يوسف الربمي ثنا عباد بن العوام عن هارون بن عنرتة عن أبيه
عال :دخلت على أمري املؤمنني ابخلورنق وهو يرعد يف يوم ابرد وعليه مشلة ،فقلت :اي أمري املؤمنني
إن هللا عد جعل لك وألهلك نصيباً يف هذا املال وأنت تصن بنفتسك ما تصن ،فقال :وهللا ما
أرزأكم من مالكم شيئاً؟ وإهنا لقطيفيت اليت خرجت هبا من املدينة.
وعال أمحد يف الفضائل ثنا حممد بن عبيد ثنا خبتيار بن راف عن أيب املظفر عال رأيت علي بن أيب
طالب عليه التسالم مؤتزراً إبزار مرتدايً آبخر ومعه درة كأنه أعرايب يدور األسواق حىت بلغ سوق
الكرابيس فوعف على شيخ فقال :اي شيخ أحتسن بيعيت يف عميصي بثالثة دراهم فعرفه الشيخ فقال:
نعم فعلم أنه عد عرفه فرتكه ومضى ومل يشرت منه شيئاً فأتى غالماً حداثً فاشرتى منه عميصاً بثالثة
دراهم
()340/1
()341/1
رسول هللا صلى هللا عليه وآله ولو كان عندي مثن إزار ملا بعت.
أبنا عبد الرمحن بن أيب حامد وعبد العزيز بن حممود البغداداين عاال ابنا عبد الوهاب احلافظ ابن
عاصم بن احلتسني أبنا علي بن حممد بن بتسران ثنا صفوان ثنا عبد هللا بن حممد القرشي وابن أيب
الدنيا ابنا القاسم بن هاشم ،ثنا عبد العزيز بن اخلطاب ،ثنا احلتسن بن علي النمري عن عمرو بن
حيىي عن أبيه عن عنرب عال :محل إىل بيت املال زعاق من عتسل ،وعال يل احلتسن بن علي :اي عنرب عد
نزل يل ضيف فاذهب فأتين من العتسل مقدار نصييب ألطعم الضيف فليس عندي شيء وإذا عتسم
أمري املؤمنني العتسل فخذ من نصييب ومقدار ما أخذت ففتح عنرب زعاً وأخذ منه مقدار رطل ودفعه
على احلتسن بن علي عليهما التسالم مث جاء أمري املؤمنني فاعترب الزعاق فوجد ذلك الزق انعصاً
فقال :وحيك اي عنرب ما هذا؟
فأخذ يتعلل عليه فقال :وهللا لتصدعين احلديث فحدثه فغضب غضباً شديداً وعال علي ابحلتسن
فجاء فوع على عدميه ،وعال له :حبق عمي جعفر وكان إذا أعتسم حبق جعفر سكن غضبه ،فقال :ما
محلك على هذا أما علمت أنه للمتسلمني فقال :أما يل فيه نصيب ،فقال :كيف انتفعت به عبل
()342/1
دماً.
وعال القرشي ،وثنا حممد بن عمران ابنا إبراهيم بن سعيد عن ابن اخلطاب عن العمري عن سويد بن
غفلة عال دخلت على أمري املؤمنني يوماً فلم أجد يف بيته سوى حصري رث وهو جالس عليه فقلت
له :أنت أمري املؤمنني وملك املتسلمني واحلاكم على بيوت األموال وأتتيك الوفود وليس يف بيتك
سوى هذا احلصري فبكى وعال :اي سويد إن اللبيب ال يتأثث يف دار النقلة وأمامنا دار اإلعامة عد
نقلنا إليها رحلنا ومتاعنا وحنن منتقلون إليها عن عريب عال فأبكاين وهللا كالمه.
وعال أمحد يف الفضائل :ثنا وكي عن متسعر عن أيب حبر عن شيه هلم عال :رأيت أمري املؤمنني عليه
التسالم وعليه إزار غليظ فقلت :ما هذا فقال :اشرتيته خبمتسة دراهم فمن أرحبين فيه دراماً بعته إايه
عال أمحد وكان يتزر بعباءة ويشد وسطه بعقال ويهنئ بعريه وهو ٍ
يومئذ خليفة وبه عال أبو حبر ثنا
عكرمة عن ابن عباس عال دخلت على علي يوماً وبيده نعل خيصفها فقلت :اي أمري املؤمنني ما عيمة
هذه النعل حىت ختصفها؟ فقال :هي وهللا أحب إيل من دنياكم وإمرتكم هذه إال أن أعيم حقاً أو أدف
ابطالً ،مث عال :كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله خيصف نعله ويرع ثوبه ويركب احلمار ويردف
خلفه وبه عن ابن عباس عال :وأعام ابلعراق مدة مخس سنني مل أيكل من طعامه وإمنا كان أيكل من
طعام أيتيه من املدينة وبه عن ابن عباس عال :عدم عليه فالوذ فلم يذعه فقيل له يف ذلك فقال :مل
أيكله رسول هللا صلى هللا عليه وآله وأكره أن أعود نفتسي ما مل تعتد مث أنشد:
جتسمك ابحلمية أفنيته ...من ضرر البارد واحلار
عد كان أوىل بك أن حتتمي ...من املعاصي حذر النار
()343/1
()344/1
هللا عليه وآله يقول(( :يؤتى يوم القيامة ابخلياط اخلائن وعليه عميص مما خاط وخان فيه فيفتضح على
رءوس األشهاد)) مث عال إايك اي خياط والفضالت والتسقطات فإن صاحب الثوب أحق هبا ممن
يتخذها ويده تطلب هبا اجملازاة يف الدنيا.
وعد ذكر هذه القصة الزخمشري يف ((ربي األبرار)) وبه عن أيب النوار عال أتى أمري املؤمنني أبترج
فأخذ احلتسني عليه التسالم أترجة فنزعها من يده وعتسمها بني الناس وبه عن أيب النوار عال :عوتب
()345/1
()346/1
عن حممد بن التسائب الكليب عن أيب صاحل عال دخل ضرار بن ضمرة على معاوية فقال له اي ضرار
صف يل علياً ،فقال :أوتعفيين؟ عال :ال أعفيك فقال :ضرار كان وهللا بعيد املدى شديد القوى يقول
فصالً وحيكم عدالً يتفجر العلم من جوانبه وتنطق احلكمة من نواحيه يتستوحش من الدنيا وزهرهتا
ويتستأنس ابلليل وظلمته وكان غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفه وخياطب نفتسه يعجبه من اللباس
ما خشن ومن الطعام ما جشب كان وهللا كأحدان جييبنا إذا سألناه ويبتدئنا إذا العيناه أيتينا إذا دعوانه
وحنن وهللا م عربة منها دونوه إلينا ال نكلمه هيبة له وال نبتدئه لعظمه إن تبتسم فعن مثل اللؤلؤ
املنظوم يعظم أهل الدين وحيب املتساكني ال يطم القوي يف ابطله وال ييأس الضعيف من عدله
فأشهد ابهلل لقد رأيته يف بعض مواعفه ليلة وعد أرخى الليل سدوله وغارت جنومه وعد مثل عائماً يف
حمرابه عابضاً على حليته يتململ متلمل التسليم ويبكي بكاء احلزين وكأين أمسعه وهو يقول:
اي دنيا غري غريي أيب تعرضت أم إيل تشوعت هيهات هيهات عد أبنتك ثالاثً ال رجعة يل فيك
فعمرك عصري وعيشك حقري وخطرك كثري آه من علة الزاد وبعد التسفر ووحشة الطريق عال فذرفت
دموع معاوية على خديه وحليته فلم ميلك ردها وهو ينشفها بكمه وعد اختنق القوم ابلبكاء مث عال
معاوية :رحم هللا أاب حتسن فلقد كان وهللا كذلك فكيف حزنك عليه اي ضرار؟ فقال :حزن من ذبح
ولدها يف حجرها فال ترعأ عربهتا وال يتسكن حزهنا.
وعال ضرار كان أمري املؤمنني ميشي يوم العيد إىل املصلى ال يركب.
وأنه مل يزل م النيب صلى هللا عليه وسلم من أول عمره إىل أن تويف رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وعد شهد املشاهد كلها ومعاوية وأبوه مل يشهدا مشهداً م رسول هللا صلى هللا عليه وسلم .
وعد سئل جدي أبو الفرج رمحه هللا فقيل له :أشهد معاوية بدراً؟ فقال :نعم ولكن من ذاك اجلانب
يعين من جانب الكفار.
()348/1
()349/1
()350/1
()351/1
()352/1
()353/1
()354/1
)356/1(
)357/1(
)358/1(
)359/1(
)360/1(
)361/1(
)362/1(
)363/1(
)364/1(
()366/1
شذ عنها
وعد أنبأان هبا شيخنا أبو القاسم بن النفيس األنباري إبسناده عن ابن عباس عال :ملا بوي أمري
املؤمنني ابخلالفة انداه رجل من الصف وهو على املنرب ما الذي أبطأ بك إىل اآلن فقال :بديهاً وهللا
لقد تقمصها أخو تيم أو فالن وهو يعلم أن حملي منها حمل القصب من الرحى ينحدر عين التسيل وال
يرعى إليه الطري ولكين سدلت دوهنا ثوابً وطويت عنها كشحاً وطفقت أمثل بني أن أصول بيد ماضية
أو أصرب على ظلمة طخياء يوض فيها الكبري ويذب فيها الصغري ويف رواية :فطفقت أمثل بني أن
أصول بيد جذاء أو أصرب على طخية عمياء يهرم فيها الكبري ويشيب فيها الصغري ويكدح فيها
مؤمن حىت يلقى ربه فرأيت الصرب أجد فصربت ،ويف العني عذى ويف احللق شجى إىل أن مضى األول
لتسبيله فأدىل هبا إىل الثاين فيا هلل العجب بينا هو يتستقيلها يف حال موته إذ عقدها آلخر بعد مماته
فعقدها يف حنية خشناء يصعب متسها ويغلظ كلمها ويكثر يف العثار ،ومنها االعتذار فمين الناس ومن
عقدها له حىت مضى لتسبيله ويف رواية :بينا هو يقتال منها يف حياته عقدها بعد وفاته أشد ما تشطر
ضرعها يف حوزة خشناء فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق هلا خرم وإن أسلس هلا تقحم.
ويف رواية :فمين الناس خببط ومشاس وتكون واعرتاض حىت إذا ذهب اآلخر لتسبيله جعلها شورى بني
ستة زعم أين أحدهم فيا هلل وللشورى فيم ومم ومب ومل يعرض عين ولكين أسففت حني أسفوا وطرت
معهم حيث طاروا وصربت لطول احملنة وانقضاء املدة إىل أن أعام الثالث ويف رواية فيا هلل والشورى
()367/1
ومعتلفه وبنو أبيه أو بنو أمية خيضمون مال هللا خضم اإلبل نبت الربي حىت إذا أجهز عليه عمله
وأسلمه إىل اهلالك أجله وكبت به مطيته فما راعين إال والناس إرساالً إيل كعرف الفرس يتسألوين البيعة
وانثالوا علي انثياالً حىت لقد وطئ احلتسنان ،واما عطفاي ويف رواية :وشق عطفاي وهم جمتمعون
حويل كربضة الغنم فلما هنضت ابألمر نكثت طائفة وفتسقت شرذمة ومزعة أخرى وعتسط عوم كأهنم مل
يتسمعوا عول هللا{ :تلك الدار اآلخرة جنعلها للذين ال يريدون علواً يف األرض وال فتساداً والعاعبة
للمتقني} بلى وهللا لقد مسعوها وأوعوها ولكن راعتهم دنياهم وأعجبهم رونقها ،أما والذي فلق احلبة
وبرأ النتسمة لوال ما أخذ هللا على األولياء أللقيت حبلها على غارهبا ولتسقيت آخرها بكأس أوهلا،
ويف رواية :لوال حضور احلاضر وعيام احلجة بوجود الناصر وما أخذ هللا على العلماء أال يقاروا علي
كظة ظامل وال سغب مظلوم أللقيت حبلها على غارهبا ،ويف رواية :وأللفيتم دنياكم هذه أزهد عندي
من غفطة عنز وأنشد:
شتان ما يومئ على كورها ...
ويوم حيان أخي جابر مث انوله كتاابً فنظر فيه وعط الكالم فقال له ابن عباس :اي أمري املؤمنني لو
أخذت فيما أفضت فيه فقال :تلك شقشقة هدرت مث عرت فلهذا مسيت الشقشقية.
تفتسري غريبها
الشقشقية بكتسر الشني كالرية خيرجها البعري من فيه إذا هاج وهدر ويقال للخطيب ذو شقشقة إذا
شبه ابلفحل.
يف القطب ثالث لغات ضم القاف وفتحها وكتسرها ذكره اجلوهري والضم أفصح وفالن عطب فالن
أي سيدهم الذي يدور عليه أمرهم ويقال لصاحب
()368/1
()369/1
واالعرتاض :ابلصاد املهملة الدوام على الشيء والريب الشك والشورى ما جتري فيه املشاورة وضغى
مال والضغن احلقد واهلن الشيء واهلنات اخلصالت القبيحة واحلضن ما بني اإلبط إىل الكشح،
وعيل :هو ما دون ذلك وحضنا الشيء جانباه والنثيل الروث واملعتلف ما يعلف به ،واخلضم ،األكل
جبمي الفم وانثالوا انصبوا والعطب اجلانب والربضة للغنم دابرهتا والكظة املمارسة يف احلرب والعفطة
حبقة العنز واألرسال اجلماعات والغارب ما بني التسنام والعنق ومنه عوله حبلك على غاربك اذهيب
حيث شئت وأصله أن الناعة إذا رعت وعليها اخلطام ألقى حبلها على غارهبا ألهنا كلما رأت اخلطام
مل يهنها شيء.
اخلطبة املنربية
()370/1
فينفرهم جبفائه وال اخلائف فيتخذ عوماً دون عوم وال املرتشي فيذهب ابحلقوق وال املعطل فيؤدي إىل
الفجور وال الباغي فيدحض احلق وال الفاسق فيشني الشرع.
فقام إليه رجل فقال :اي أمري املؤمنني ،ما تقول يف ٍ
رجل مات وترك امرأة وابنتني وأبوين؟
فقال :لكل واحد من األبوين التسدس ولالبنتني الثلثان ،عال :فاملرأة عال :صار مثنها تتسعاً وهذا من
أبلغ األجوبة.
تفتسري املتسألة
أشار عليه التسالم إىل العول وهو مذهب فقهاء الصحابة رضي هللا عنهم ومعناه أن تزيد التسهام
فيدخل النقصان على أهل الفرائض فأصل املتسألة من أربعة وعشرين للزوجة الثمن ثالثة ولالبنتني
الثلثان ستة عشر ول أبوين مثانية لكل
()371/1
()372/1
والعيش فيها مذموم والرخاء فيها ال يدوم أهلها فيها أغراض متستهدفة كل جيفة فيها مقدور وحظ
من نوائبها موفور وأنتم عباد هللا على حمجة من عد مضى وسبيل من كان مث القضاء ممن كان أطول
منكم أعماراً وأشد بطشاً وأعمر دايراً أصبحت أجتسادهم ابلية ودايرهم خالية فيما استبدلوا ابلقصور
املشيدة والنمارق املوسدة بطون اللحود وجماورة الدود يف دار ساكنها مغرب وحملها مقرب بني عوم
()373/1
خطبة خطب هبا بعد وفاة رسول هللا صلى هللا عليه وآله
روى جمالد عن ابن عباس عال :ملا دفن رسول هللا صلى هللا عليه وآله جاء العباس وأبو سفيان بن
حرب ونفر من بين هاشم إىل أمري املؤمنني عليه التسالم فقالوا :مد يدك نبايعك وهذا اليوم الذي عال
فيه أبو سفيان إن شئت م أهتا خيالً ورجالً فخطب ،وعال:
أيها الناس شقوا أمواج الفنت بتسفن النجاة ،وعرجوا عن طريق املنافرة وضعوا تيجان املفاخرة فقد فاز
من هنض جبناح واستتسلم فاراتح ماء آجن ولقمة يغض هبا آكلها أجدر ابلعاعل من لقمة حتشى وتبور
ومن شربة تلذ بشارهبا م ترك النظر يف عواعب األمور فإن أعل تقولوا احرص على امللك وإن أجزع
تقولوا جزع من املوت هيهات هيهات بعد اللتيا واليت وهللا البن أيب طالب آنس ابملوت من طفل
بثدي أمه ومن الرجل أبخيه وعمه ولقد اندجمت على علم لو حبت به الضطربتم اضطراب األرشية يف
الطوى البعيدة وذكر كالماً كثرياً.
واللتيا :بفتح الالم والتشديد تصغري اليت عال الراجز بعد اللتيا واليت.
واألرشية :مج رشاء ابملد وهو احلبل والطوى :البئر املطوية.
خطبة يف مدح رسول هللا صلى هللا عليه وآله
ذكرها احلتسن بن عرفة عن سعيد بن عمري ( )1عال :خطب أمري املؤمنني يوماً فقال:
احلمد هلل داحي املدحوات وداعم املمتسوكات وجابل القلوب على فطرهتا شقيها وسعيدها وغويها
ورشيدها اللهم واجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك على سيدان حممد عبدك ورسولك وحبيبك
اخلامت ملا سبق والفاتح ملا انغلق املعلن
__________
( )1يف طبعة دار الكتب العلمية (ص :)112أخربان عبد هللا بن أيب اجملد احلريب أنبأان عبد الوهاب
()374/1
ابحلق الناطق ابلصدق الداف جيشات األابطيل والدامغ هيشات األضاليل فاضطل عائماً أبمرك
متستوفراً يف مرضاتك غري انكل يف عدم وال واه يف عزم مراعياً لعهدك حمافظاً لودك حىت أوري عبس
القابس وأضاء الطريق اللخابط وهدى به الناس بعد خوض يف الفنت واآلاثم وخبط يف عشو الظالم
فأانرت نريات األحكام ابرتفاع األعالم فهو أمينك املأمون وخازن علمك املخزون وشهيد يوم الدين
وحجتك على العاملني وبعيثك ابحلق ورسولك إىل اخللق اللهم فافتسح له مقتسماً من ظلك واجزه
ومضاعفات اخلري من فضلك اللهم امج بيننا وبينه يف برد العيش وعرار النعمة ومنتهى الرغبة ومتستقر
اللذة ومنتهى الطمأنينة وإرجاء الدعة وإفناء الكرامة القدم بتتسكني الدال التقدم واجليشات من
جاشت القدر جتيش إذا غلت واهليشات اجلماعات وهاشوا أي حتركوا.
خطبة أخرى يف مدح رسول هللا صلى هللا عليه وآله واألئمة
رواها أمحد بن عبد هللا اهلامشي ( )1عن احلتسني بن علي بن حممد بن موسى بن جعفر بن حممد بن
علي بن احلتسني بن علي عليهم التسالم عال احلتسني عليه التسالم خطب أمري املؤمنني خطبةً بليغةً يف
مدح رسول هللا صلى هللا عليه وآله ،فقال بعد محد هللا والصالة على نبيه:
ملا أراد هللا أن ينشئ املخلوعات أعام اخلالئق يف صورة عبل خلق األرض والتسماوات ،مث أفاض نوراً
من نور عزه فلم عبتساً من ضيائه وسط مث اجتم يف تلك الصورة وفيها هيئة نبينا صلى هللا عليه
وآله فقال هللا تعاىل أنت املرتضى املختار وعيل متستودع األنوار من أجلك أجعل البطحاء وأجري
املاء وأجعل الثواب والعقاب وأنصب أهل بيتك علماً للهداية وأودع فيهم أسراري حبيث ال يغيب
عنهم دعيق وال جليل وال خيفى عنهم خفي أجعلهم حجيت على خليقيت وأسكن
__________
( )1يف طبعة دار الكتب العلمية (ص :)113أخربان أبو طاهر اخلزميي أنبأان أبو عبد هللا احلتسني بن
علي أنبأان عبد هللا بن عطاء اهلروي أنباان عبد الرمحن بن عبيد الثقفي أنباان احلتسني بن حممد الدينوري
()375/1
علوهبم أنوار عزي وأطلعهم على معادن جواهر خزائين مث أخذ هللا تعاىل عليهم الشهادة ابلربوبية
واإلعرار ابلوحدانية وأن اإلمامة فيهم والنور معهم مث إن هللا سبحانه أخفى اخلليفة يف غيبة عينها يف
مكنون عمله ونصب العوامل وموج املاء وأاثر الزبد وأهاج الدخان فطفا عرشه على املاء مث أنشأ
املالئكة من أنوار ابتدعها واخرتعها مث خلق املخلوعات فأكملها مث عرن بنبوة نبينا صلى هللا عليه
وآله بتوحيده فشهدت له التسماوات واألرض واملالئكة والعرش والكرسي والشمس والقمر والنجوم
ابلنبوة والفضيلة مث خلق آدم وأابن للمالئكة فضله وأراهم ما خصه به من سابق العلم فجعله حمراابً
هلم فتسجدوا له وعرفوا حقه مث إن هللا تعاىل بني آلدم عليه التسالم حقيقة ذلك النور ومكنون ذلك
التسر فأودعه شيئاً عليه التسالم وأوصاه به وأعلمه أنه التسر يف املخلوعات مث مل يزل ينتقل من
األصالب املطاهر إىل األرحام الزكية إىل أن وصل إىل عبد املطلب فألقاه إىل عبد هللا مث صانه هللا عن
اخلثعمية حىت وصل إىل آمنة فلما أظهره هللا بواسطة نبيه صلى هللا عليه وآله استدعى الفهوم إىل
القيام حبقوق ذلك التسر اللطيف وندب العقول إىل اإلجابة لذلك املعىن املودع يف ابطن األمر
وغامض العلم ومن غمرته الغفلة وشغلته احملنة عشي بصر علبه عن إدراكه فال يزال ذلك النور ينتقل
فينا أهل البيت ويتشف يف غرائزان إىل أن يبلغ الكتاب أجله فنحن أنوار األرض والتسموات وحنن
خالص املوجودات وسفن النجاة وفينا مكنون العلم وإلينا مصري األمور وومهدينا تنقط احلجج فهو
خامت األئمة ومنقذ األمة ومنتهى النور وغامض التسر فليصن من استمتسك بعروتنا وحشر على حمبتنا.
خطبة أخرية خطب هبا عليه التسالم ملا عتل عثمان رضي هللا عنه وانقضت أموره
أبنا هبا أبو طاهر احلرمي أبنا عبد الوهاب بن املبارك احلافظ أبنا أبو الفتح أمحد بن
()376/1
حممد احلداد أبنا أبو بكر أمحد بن علي بن أبنا حممد بن أمحد بن إسحاق أبنا عبد هللا بن سليمان بن
األشعث ،ثنا احلتسن بن عرفة ،ثنا عباد بن عباد بن حبيب بن مهلب بن أيب صفرة عن خالد ،عن
()377/1
املؤمنني :ليس اخلري أن يكثر مالك أو ولدك ولكن اخلري أن يكثر عملك ويعظم حلمك فال خري يف
الدنيا إال ألحد رجلني رجل أذنب ذنوابً فهو يتدارك ذلك بتوبة ورجل.
يتسارع يف اخلريات وال يقل عمالً يف تقوى وكيف يقل ما يتقبل.
وعال أبو نعيم ثنا أيب ثنا إبراهيم بن حممد بن احلتسن عال :كتب إيل أمحد بن إبراهيم بن هاشم
الدمشقي ثنا ابن صفوان ،عن القاسم بن زيد عن عوانة بن حرب ،عن ابن عجالن ،عن جعفر بن
حممد بن أبيه عن جده ،عال شي أمري املؤمنني علي عليه التسالم جنازة ملا وضعت يف اللحد عج
أهلها وبكوا فقال :مم تبكون؟ أما وهللا لو عاينوا ما عاين ألذهلهم ذلك عن البكاء أما وهللا إن له
إليهم لعودة مث عودة ال يبقى منهم أحداً مث عام فيهم فقال :أوصيكم عباد هللا بتقوى هللا الذي ضرب
لكم األمثال ووعت اآلجال وجعل لكم أمساعاً تعي ما عناها وأفئدة تفهم ما دهاها إن هللا مل خيلقكم
()378/1
والشهداء وعضى بينهم ابحلق وهم ال يظلمون} فارجتت لذلك اليوم البالد وخض العباد واندى
املنادي من مكان عريب وحشرت الوحوش وزوجت النفوس وبرزت اجلحيم يف أتجج جحيمها وغال
محيمها فاتقوا هللا عباد هللا تقية من وجل وحذر وأبصر وازدجر فاجتث طلباً وجنا هرابً وعدم للمعاد
واستظهر من الزاد وكفى ابهلل منتقماً وابلكتاب خصيماً وابجلنة ثواابً ونعيماً ويف رواية :وكفى ابجلنة
ثواابً وابلنار وابالً وعقاابً وأستغفر هللا يل ولكم.
علت :وعد وععت إلينا ألفاظ من هذا الباب يشتمل على فصل اخلطاب حذفنا إسنادها طلباً
لالختصار وحذفاً للتكرار.
فمنها عوله عليه التسالم :الدنيا دار ممر واآلخرة دار مقر فخذوا من ممركم ملقركم وال هتتكوا أستاركم
عند من يعلم إسراركم وأخرجوا من الدنيا علوبكم عبل أن خترج منها أبدانكم ففيها اختربمت ولغريها
خلقتم إن اجلنازة إذا وضعت عال الناس :ماذا ترك ،وعالت املالئكة ،ماذا عدم فقدموا بعضاً يكن
لكم ،كال يكن عليكم.
وعال عليه التسالم إذا رأيتم هللا تعاىل يتاب نعمه عليكم وأنتم تعصوه فاحذروه.
وعال عليه التسالم :من كفارات الذنوب العظام إغاثة امللهوف
()379/1
()380/1
اإلجابة ومن أعطي التوبة مل حيرم القبول ومن أعطي االستغفار مل حيرم املغفرة ومن أعطي الشكر مل
حيرم الزايدة ومصداق ذلك يف كتاب هللا عال هللا يف الدعاء {ادعوين أستجيب لكم} ،وعال يف التوبة:
ٍ
جبهالة} وعال يف االستغفار{ :ومن يعمل سوءاً أو يظلم {إمنا التوبة على هللا للذين يعملون التسوء
نفتسه مث يتستغفر هللا} اآلية وعال يف الشكر{ :لئن شكرمت ألزيدنكم}.
وعال عليه التسالم :االستغفار درجة العليني وهو اسم واع على معاين أوهلا الندم على الفعل والثاين
العزم على الرتك وأن ال يعود والثالث أتدية احلقوق ليلقى هللا وليس عليه تبعة والراب أن يعهد إىل كل
فريضة فيؤدي حقها ،واخلامس :أن يذيب اللحم الذي نبت من التسحت ابهلموم واألحزان حىت
يكتتسي حلماً آخر من احلالل ،والتسادس :أن يذيق جتسمه أمل الطاعة كما أذاعه لذة املعصية.
وعال عليه التسالم :ال تكن ممن يريد اآلخرة بعمل الدنيا أو بغري عمل ويؤخر التوبة بطول األمل يقول
يف الدنيا عول الزاهدين ويعلم فيها عمل الراغبني إن منها القليل مل يشب وإن ملك الكثري مل يقن
أيمر وال أيمتر وينهى وال ينتهي حيب الصاحلني وال يعمل بعملهم ويبغض العاصني وهو أحدهم يكره
()381/1
حيتقره من طاعة غريه فهو على الناس طاعن ولنفتسه مداهن اللغو من األغنياء أحب إليه من الذكر
م الفقراء يرشد غريه ويغوي نفتسه {أأتمرون الناس ابلرب وتنتسون أنفتسكم}.
وعال عليه التسالم :من أصبح على الدنيا حزيناً أصبح لقضاء هللا ساخطاً ومن أصبح يشكو مصيبة
نزلت به إىل خملوق مثله فإمنا يشكو ربه ومن أتى غنياً يتواض له ألجل دنياه ذهب ثلثا دينه.
عالوا ومعىن هذا أن :املرء إنتسان جبتسده وعلبه ولتسانه والتواض حيتاج فيه على استعمال اجلتسد
واللتسان فإن أضاف إىل ذلك القلب ذهب مجي دينه.
وعال عليه التسالم :إن عوماً عبدوا هللا رغبة فتلك عبادة التجار وإن عوماً عبدوا هلل رهبة فتلك عبادة
العبيد وإن عوماً عبدوه شكراً فتلك عبادة األبرار.
وعال عليه التسالم :احذروا نفار النعم فما كل شارد ومردود.
وعال عليه التسالم :أفضل األعمال ما أكرهت عليه نفتسك.
وعال عليه التسالم :لو مل يتواعد هللا عباده على معصيته لكان الواجب أن ال يعصى شكراً لنعمة ومن
هاهنا أخذ القابل وعيل :إهنما ألمري املؤمنني عليه التسالم.
هب البعث مل أتتنا رسله ...وجآجة النار مل تضرم
أليس من الواجب املتستحق ...حياء العباد من املنعم
()382/1
()383/1
فهو الزاهد وأفضل الزهد إخفاؤه ،وعال عليه التسالم :احذروا من هللا ما حذركم من نفتسه واخشوه
خشية يظهر أثرها عليكم واعملوا بغري رايء وال مسعة فإن من عمل لغري هللا وكله هللا على من عمل
له.
وعال عليه التسالم :يوشك أن يفقد الناس ثالاثً دراماً حالالً ولتساانً صادعاً وأخاً يتسرتاح إليه.
وعال عليه التسالم :استعدوا للموت فقد أظلكم غمامة وكونوا عوماً صيح هبم فانتهوا ونبهوا فما
()384/1
وعال عليه التسالم :ومداراة الناس وإكرام العلماء والصفح عن زالت اإلخوان فقد أبدلك سيد
األولني واآلخرين بقوله صلى هللا عليه وسلم (( :اعف عمن ظلمك وصل من عطعك واعط من
حرمك)).
وعال عليه التسالم :التسالم عليكم اي أهل القبور أنتم لنا سلف وحنن لكم خلف وإان إن شاء هللا بكم
الحقون أما املتساكن فتسكنت وأما األزواج فنكحت وأما األموال فقتسمت هذا خرب ما عندان فليت
شعري ما خرب عندكم مث عال :أما إهنم لو نطقوا لقالوا وجدان التقوى خري زاد وعال كميل بن زايدة
ومس أمري املؤمنني عليه التسالم عائالً ينشد أبيات ألسود:
ماذا أؤمل بعد آل حمرق ...تركوا منازهلم وبعد أايد
ٍ
وعيون} اآلية. عال هال عرأ{ :كم تركوا من ٍ
جنات
وعال عليه التسالم :العجب ممن يدعو ويتستبطئ اإلجابة وعد سد طريقها ابملعاصي.
وعال عليه التسالم يف وصف التائبني.
غرسوا أشجار ذنوهبم نصب عيوهنم وعلوهبم وسقوها ومياه الندم فأمثرت هلم التسالمة وأعقبتهم الرضا
والكرامة.
()385/1
ليث عن احلتسن البصري عال :عال أمري املؤمنني عليه التسالم :طوىب ملن عرف الناس ومل يعرفه الناس
أولئك مصابيح اهلدى هبم يكشف هللا عن هذه األمة كل فتنة ملمة أو مظلمة أولئك سيدخلهم هللا
يف رمحة منه وفضل ليتسوا ابملذايي البذر وال اجلفاة املرائني.
املذايع الذي يكتم التسر
وعال ابن أيب الدنيا علي بن اجلعد أبنا عمر بن مشر التسعدي ،عن التسدي عن أيب أراكة ،عال صليت
م أمري املؤمنني صالة الفجر فلما سلم انفتل عن ميينه مث مكث كأن عليه كآبة حىت إذا كانت
الشمس على حائط املتسجد عدر رمح أو رحمني علب يده وعال لقد رأيت أصحاب حممد صلى هللا
عليه وآله فيما أرى اليوم شيئاً يشبهم لقد كانوا يصبحون شعثاً غرباً صفراً بني أعينهم أمثال ركب
املعزي عد ابتوا هلل سجداً وعياماً يتلون كتاب هللا يراوحون بني جباهم وأعدامهم فإذا أصبحوا فذكروا
هللا مادوا كما متيد الشجر يف يوم ريح عاصف واملت عيوهنم حىت تبل ثياهبم وهللا كأن القوم ابتوا
غافلني مث هنض فما رئي متفراً حىت ضربه اللعني ابن ملجم.
وبه عال أراكة مسعت علياً عليه التسالم يوماً يصف املؤمن فقال حزنه يف علبه.
وبشره يف وجهه أوس الناس صدراً وأرفعهم عدراً يكره الرفعة وال حيب
()386/1
التسمعة طويل غمه بعيد امه كثري صمته مشغول وما ينفعه شكور صبور علبه يذكر هللا معمور سهل
اخلليقة لني العريكة ،ويف رواية :عن أيب أراكة عن ابن عباس أيضاً عاال :مسعنا أمري املؤمنني عليه
التسالم يقول ،أما بعد:
فإن هللا سبحانه خلق اخلالئق حني خلقهم وهو غين عنهم أو غين عن طاعتهم ال يتضرر ومعصيتهم
ألنه سبحانه ال تضره معصية من عصاه وال تنفعه طاعة من أطاعه واتقاه فاملؤمنون فاملتقون أهل
الفضائل منطقهم الصواب وملبتسهم االعتصاد وعيشهم التواض غضوا أبصارهم عن احملارم ووعفوا
()387/1
إليهم الناظر فيحتسبهم مرضى وما ابلقوم مرض ويقولوا عد خولطوا وعد خالطه أمر عظيم ال يرضون
يف أعماهلم ابلقليل وال يتستكثرون الكثري فهم ألنفتسهم متهمون ومن أعماهلم مشفقون إذا زكي
أحدهم خاف أشد اخلوف يقول :أان أعلم بنفتسي من غريي اللهم فال تؤاخذين وما يقولون واجعلين
أفضل مما يظنون واغفر يل ما ال يعملون ومن عالمة أحدهم أنك ترى له عوة يف دين وورعاً يف يقني
وحزماً يف علم .. ..
يف إصالح ذات البني ميتسي وامه الشكر ويصبح وشغله الفكر اخلري منه مأمول والشر منه مأمون
يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من عطعه ال ينابز ابأللقاب وال يؤذي اجلار وال يشمت
ابملصائب وال يدخل يف الباطل وال خيرج من احلق إن بغي عليه صرب ليكون هللا هو املنتقم له نفتسه
منه يف عناء الناس منه يف راحة أتعب نفتسه ألخراه وزهد يف الفاين شوعاً إىل مواله.
وعال عليه التسالم يف صفة الفقيه
عال أبو نعيم :ثنا أيب ثنا أبو جعفر حممد بن إبراهيم بن احلكم عن يعقوب بن إبراهيم الدورعي عن
شجاع بن الوليد عن زايد بن خيثمة عن أيب إسحاق عن عاصم عن أمري املؤمنني عليه التسالم عال:
أال إن الفقيه كل الفقيه هو الذي مل يقنط الناس من رمحة هللا تعاىل وال يؤمنهم من عذابه وال يرخص
هلم يف معصيته وال يدع القرآن رغبة يف غريه وال خري يف عبادة ال علم فيها وال خري يف عراءة ال تدبر
فيها.
()388/1
()389/1
اي كميل بن زايد ،إن هذه القلوب أوعية فخريها أوعاها فاحفظ ما أعول لك الناس ثالثة :عامل رابين
ومتعلم على سبيل جناة وامج رعاع أتباع كل مييلون م كل ريح مل يتستضيئوا بنور العلم ومل يلجئوا إىل
ركن وثيق اي كميل ،العلم خري من املال العلم حيرسك وأنت حترس املال العلم يزكو على املال واملال
()390/1
()391/1
عوالً :أو رآه يعمل عمالً مث غاب عنه ونتسخ ذلك القول والفعل ومل يعلم فلو علم أنه نتسخ ما حدث
به ولو علم الناس أيضاً أنه نتسخا ما نقلوه عنه ،ورجل مس رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول عوالً
فوهم فيه ولو علم أنه وهم فيه ملا حدث عنه وال عمل به ،ورجل مل يكذب ومل يغب حدث وما مس
وعمل به فأما األول فال اعتبار بروايته وال حيل األخذ عنه ،وأما الباعون فينزعون إىل غاية وبر
ويرجعون إىل هناية ويتستقون من عليب واحد وكالمهم أشرق بنور النبوة وضياؤه ومن الشجرة املباركة
اعتبتست انره ويف رواية :أنه عال:
إن يف أيدي الناس حقاً وابطالً وصدعاً وكذابً وانسخاً ومنتسوخاً وعاماً وخاصاً وحمكماً ومتشاهباً
وحفظاً وحمكماً وواماً وعد كذب على رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف عهده حىت عام خطيباً فقال:
((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) وإمنا أيتيك ابحلديث أربعة رجال ليس هلم خامس
وذكرهم علت وعد روي عن رسول هللا صلى هللا عليه وآله هذا احلديث وهو عوله عليه التسالم:
((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)).
عده من الصحابة منهم العشرة فأما الطريق إىل أمري املؤمنني فأبنا غري واحد عن عبد األول الصويف
أبنا الداودي أبنا ابن أعني ،ثنا التسرختسي ،ثنا الفربري ،أبنا البخاري ،أبنا علي بن اجلعد ،أبنا شعبة،
عن منصور ،عن ربعي بن حراش عال مسعت علياً عليه التسالم يقول :مسعت رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم يقول(( :من كذب علي)) وذكره متفق عليه.
()392/1
()393/1
املتسلمني.
أما بعد فإن متسائلك أسألك عن متسائل فأخربين عنها ما شيء مل خيلقه هللا؟ وما شيء ال يعلمه هللا؟
وما شيء ليس عند هللا؟ وما شيء كله فم؟ وما شيء كله رجل؟ وما شيء كله عني؟ وما شيء كله
جناح؟ وعن رجل ال عشرية له وعن أربعة مل حتمل هبم رحم وعن شيء يتنفس وليس فيه روح وعن
صوت الناعوس ماذا يقول؟ وعن ظاعن ظعن مرة واحدة وعن مكان مل تطل فيه الشمس إال مرة
واحدة وعن شجرة يتسري فيها الراكب يف ظلها مائة عام ال يقطعها ما مثلها يف الدنيا وعن شجرة
نبتت من غري ماء وعن أهل اجلنة فإهنم أيكلون ويشربون وال يتغوطون وال يبولون ما مثله يف الدنيا
وعن القصاع اليت موائد اجلنة فإن يف كل عصعة ألواانً ال خيتلط بعضها ببعض ما مثلها يف الدنيا وعن
جارية خترج من تفاحة يف اجلنة وال ينقص منها شيء وعن جارية تكون يف الدنيا لرجلني وهي يف
اآلخرة لواحد وعن مفاتيح اجلنة ما هي؟ فقرأ أمري املؤمنني الكتاب وكتب يف احلال يف خلفه بتسم هللا
الرمحن الرحيم أما بعد ..
فقد وعفت على كتابك أيها امللك وأان أجيبك بعون هللا وحوله وبركة نبينا حممد صلى هللا عليه وآله.
أما الشيء الذي مل خيلقه هللا فالقرآن ألنه كالمه وصفته وكذا كتب هللا املنزلة؛ ألن احلق عدمي وكذا
كالمه وصفاته.
ولد وما كان معه من ٍ
إله}، وأما الذي ال يعلمه هللا فقولكم له ولد وصاحبة وشريك {ما اختذ هللا من ٍ
{مل يلد ومل يولد}.
وأما الذي ليس عنده فالظلم {وما ربك ٍ
بظالم للعبيد}.
()394/1
()395/1
وأما الشجرة اليت نبتت من غري ماء فشجرة يونس وكان ذلك معجزة له عال هللا تعاىل{ :وأنبتنا عليه
ني}.شجرًة من يقط ٍ
وأما ما أيكل أهل اجلنة ويشربون فمثله يف الدنيا اجلنني يف بطن أمه فإنه يغتذي من سرهتا وال يبول
وال يتغوط.
وأما األلوان يف القصعة الواحدة فمثله يف الدنيا البيضة فيها لوانن أبيض وأصفر وال خيتلطان.
وأما اجلارية اليت تتخرج من التفاحة فمثلها يف الدنيا الدودة خترج من التفاحة وال تتغري .وأما اجلارية
اليت تكون بني اثنني يف الدنيا فالنخلة اليت تكون يف الدنيا ملؤمن مثلي ولكافر مثلك وهي ليس يف
اآلخرة دونك؛ ألهنا يف اجلنة وأنت ال تدخلها.
وأما مفاتيح اجلنة فال إله إال هللا حممد رسول هللا صلى هللا عليه وآله.
()396/1
()397/1
()398/1
مغضب مث عال :اي شريح ،إنه سيأتيك من ال ينظر يف كتابك حىت خيرجك منها شاخصاً ويتسلمك إىل
عرارك خالياً فاحذر أن تكون ابتعت هذه الدار من غري حاللك أو نقدت الثمن من غري مالك فإذا
أنت عد ختسرت الدنيا واآلخرة أما إنك لو أتيتين عند شرائك إايها لكتبت لك كتاابً.
()399/1
@عال عبد هللا بن عباس ما انتفعت بكالم أحد بعد رسول هللا صلى هللا عليه وآله كانتفاعي بكالم
أمري املؤمنني عليه التسالم كتب إىل سالم عليك أما بعد :فإن املرء يتسوؤه فوت ما مل يكن يدركه
فتسريه درك ما مل يكن ليفوته فليكن سرورك وما نلت من أمر آخرتك وليكن أسفك على ما فات منها
وما فاتك من الدنيا فال تتأسفن عليه وليكن امك فيما بعد املوت والتسالم.
وعد روى التسدي هذا املعىن عن أشياخه وعال عقيبه :كان الشيطان عد نزغ بني ابن عباس وبني أمري
املؤمنني مدة مث عاد إىل مواالته عال :ألن أمري املؤمنني وىل ابن عباس على البصرة فمر ابن عباس
على أيب األسود الدؤيل فقال له :لو كنت من البهائم لكنت مجالً ولو كانت راعياً ما بلغت املرعى
فكتب أبو األسود إىل أمري املؤمنني عليه التسالم أما بعد .. ..
فقد جعلك هللا والياً مؤمتناً وعد بلوانك فوجدانك عظيم األمانة انصحاً للرعية ال أتكل أمواهلم وال
ترتشي يف احلكم وإن ابن عمك عد أكل ما حتت يديه بغري علمك فلم يتسعين كتمانك ذلك فانظر
رمحك هللا يف ذلك فكتب أمري املؤمنني عليه التسالم أما بعد..
()400/1
فأخربين وما أخذت من اخلراج واجلزية ويف أي شيء وضعته؟ فكتب إليه ابن عباس :ابعث إىل عملك
من أحببت فإين ظاعن والتسالم مث دعا ابن عباس أخواله من بين هالل بن عامر فجاءه الضحاك بن
عبيد هللا بن زريق ومجاعة واستدعى عيتساً فجاءته فأخذ ما كان يف بيت املال من املال وحلق ابللطف
فعارضته خيل أمري املؤمنني ففاهتم إىل مكة وكان الذي عارضه بكر ومجاعة من البطون فاعتتلوا عتاالً
عظيماً كثرياً وجرح من الفريقني مجاعة مث أفلت ابن عباس يف عشرين من أخواله إىل احلجاز فنزل مكة
عال هشام بن حممد :وكان الذي أخذه من بيت مال البصرة أربعمائة ألف درهم ،وعيل :سبعمائة
ألف ،وملا نزل إىل مكة كتب أمري املؤمنني ،أما بعد فإين اشرتكتك يف أمانيت ومل يكن أحد من أهل بييت
أوثق يف نفتسي منك ملؤازريت وأداء األمانة إىل فلما رأيت الزمان على ابن عمك عد حرب العدو عليه
عد كلب وأمانة الناس عد خربت واألمة عد أفتنت علبت البن عمك ظهر اجملن ومفارعته م املفارعني
وخذالنه م املخاذلني واختطفت ما عدرت عليه من مال األمة اختطاف الذئب فاردة املعزي أما
توعن ابملعاد وال ختاف رب العباد أو ما يكرب عليك أنك أتكل احلرام وتنكح احلرام وتشرتي اإلماء
أبموال األرامل واأليتام اردد إىل املتسلمني أمواهلم وهللا إن مل تفعل ألعذرن هللا فيك ألن احلتسن
واحلتسني لو فعال ما فعلت ملا كان هلما عندي هوادة والتسالم.
فكتب إليه ابن عباس :حقي يف بيت املال أكثر مما أخذت فكتب إليه أمري املؤمنني عليه التسالم.
العجب كل العجب من تزيني نفتسك لك أنك أخذت أعل ممالك وهل أنت إال رجل من املتسلمني
وعد علمت بتسوابق أهل بدر وما كانوا أيخذون غري ما فرض هلم أو ما كافاك أنك اختذت مكة وطناً
وضربت هبا عطناً تشرتي من مولدات
()401/1
الطائف ومكة واملدينة ما تق عليه عينك ومتيل إليه نفتسك تعطي فيهن مال غريك وأعتسم ابهلل تعاىل
ما أحب أن ما أخذت من أمواهلم حاالً أدعه بعدي مريااثً فكأن عد بلغت املدى وعرضت عليك
()402/1
()403/1
وعال عليه التسالم وعد مس طائفة من أصحابه يذمون أهل الشام أايم صفني أيها الناس إين أكره لكم
أن تكونوا سابني ولكنكم لو ذكرتكم حاهلم كان أصوب يف القول وأبلغ يف العذر ولو علتم احقن
دماءان ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضالهلم حىت يعرف احلق من جهله ويرعوي
عن اللغو من حيج فيه كان أوىل وعد أخرج أمحد طرفاً من هذا يف هذا يف املتسند فقال أبنا أبو املغرية
أبنا صفوان بن شريح بن عبيد عال ذكر أهل الشام عند علي عليه التسالم وهو ابلعراق فقيل هلم ال
تلعنهم ذكروا أهل الشام فلعنوهم فقال ال مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول ((األبدال
ابلشام وهم أربعون رجالً كلما مات منهم رجل أبدل هللا مكانه رجالً يتسقى به الغيث وينتصر على
األعداء ويصرف عن أهل الشام هبم العذاب)).
وعال عليه التسالم يف التحذير من الظلم
روى جماهد عن ابن عباس عال مسعت أمري املؤمنني عليه التسالم يقول وهللا ألن أبيت على حتسك
التسعدان متسهداً ويف األغالل مصفداً أحب إيل من أن ألقى هللا تعاىل ظاملاً لبعض العباد وغاصباً
لشيء من احلطام وكيف أظلم والنفس يتسرع إىل البلى عفوهلا ويطول يف الثرى حوهلا وهللا لو أعطيت
األعاليم التسبعة وما حتت أفالكها على أن أعصي هللا يف منلة أسلبها.
()404/1
()405/1
التسائل خلقك هللا كما يشاء أو كما تشاء فقال كما يشاء فقال أفيميتك على ما يشاء أو على ما
تشاء فقال على ما يشاء فقال لك مشيئة فوق مشيئة هللا أم لك مشيئة م مشيئة هللا أم لك مشيئة
دون مشيئة هللا فإن علت لك مشيئة فوق مشيئة هللا فقد ادعيت الغلبة هلل تعاىل وإن علت لك مشيئة
م مشيئة هللا فقد ادعيت الشركة وإن علت مشيئة دون مشيئة هللا فقد اكتفيت ومشيئتك عن مشيئة
هللا مث عال عل ال حول وال عوة إال ابهلل العلي العظيم فقاهلا مث عال اي أمري املؤمنني علمين تفتسريها
فقال ال حول عن معصية هللا إال بعصمته وال عوة على طاعته إال ومعونته أعقلت عن هللا عال نعم
فقال ألصحابه اآلن أسلم أخوكم فقوموا إليه فصافحوه.
وعال عليه التسالم يف التوحيد
عال ابن عباس سأل أمري املؤمنني عليه التسالم رجل فقال له هل رأيت ربك؟ فقال أان أعبد من ال
أرى فقال وكيف رأيته أو كيف تراه؟ فقال ال تدركه العيون ومشاهدة العيان وإمنا تنظر إليه القلوب
حبقائق اإلميان عريب من األشياء غري مالبس هلا بعيد عنها غري مباين متكلم بغري رؤية مريد بال هبمة
صان بغري جارحة لطيف ال يوصف ابجلفاء كبري ال ينعت ابجلفاء انظر ال حباسة رحيم ال برعة تعنوا
الوجوه لعظمته وتوجل القلوب من خمافته.
وعال عليه التسالم من كتاب كتبه إىل أمراء جيشه يف عوم شردوا عن الطاعة وفارعوا اجلماعة :سالم
عليك أما بعد فإن عادت هذه الشرذمة إىل الطاعة ووافقت اجلماعة فذلك الذي نؤثره وإن متادى
()406/1
()407/1
كافر والكافر يف النار اي ابن األمحر وهللا لئن بلغين بعدها تنظر يف النجوم وتعمل هبا ألجلدنك جلد
املفرتى وألخلدتك احلبس ما بقيت وبقيت وألحرمنك العطاء ما عشت وكان يل سلطان مث سار أمري
املؤمنني يف التساعة اليت هنى فيها املنجم فظفر ابخلوارج وأابدهم مث عال :فتحنا بالد كتسرى وعيصر
()408/1
أمحد بن محزة التسلمي أبنا أبو علي احلتسن بن أمحد املقرئ ثنا بريد بن حممد بن سنان عن أبيه عن
جده عال حدثين احلتسن بن علي عليه التسالم عال بينما أان ذات ليلة أطوف ابلبيت م أيب عليه
التسالم وعد خشعت األصوات وانمت العيون إذ مس صواتً أو هاتفاً بصوت شجي شعر:
ميا من جييب دعاء املضطر يف الظلم ...اي كاشف الضر والبلوى م األمل
عد انم وفدك حول البيت وانتبهوا ...وأنت اي حي اي عيوم مل تنم
هبين جبودك أفضل العفو عن جرمي ...اي من إليه أشار اخللق يف احلرم
إن كان عفوك مل يدركه ذو سرف ...فمن جبودك على العاصني ابلكرم
عال احلتسن عليه التسالم :فقال أيب عليه التسالم أمل تتسم صوت النادب لذنبه املتستقيل لربه احلقه
()409/1
عصة من أسلمته ذنوبه وأوخبته عيوبه؟ عال فاشرحها إيل عال كنت شاابً مقيماً على اللهو واللعب
والطرب وكان يل والد يعظين كثرياً ويقول اي بين احذر هفوات الشباب وعثراته فإن هلل سطوات
ونقمات وما هي من الظاملني ببعيد وكان كلما أحل علي ابملوعظة أحلحت عليه ابلضرب فأحل علي
يوماً فأوجعته ضرابً فحلف ليأتني البيت احلرام فيتعلق أبستار الكعبة ويدعو علي فخرج إىل مكة
وتعلق أبستار الكعبة ودعا علي وعال:
اي من إليه أتى احلجاج عد عطعوا ...عرضه املهامة من عرب ومن بعد
إين أتيتك ميا من ال خييب من ...يدعوه مبتهالً ابلواحد الصمد
هذا منازل ال يرتد عن عققي ...فخذ حبقي اي رمحن من ولدي
وشل منه حبول منك جانبه ...اي من تقدس مل يولد ومل يلد
عال وهللا ما استتم كالمه حىت نزل يب ما ترى مث كشف عن شقه األمين فإذا به ايبس عال فلم أزل
أترضاه وأخض له وأسأله العفو عين حىت رق ووعدين أن أييت
()410/1
املكان الذي دعا علي فيه فيدعو يل هناك عال فحملته على انعة عشراء وخرجت أعفو أثره حىت إذا
صران بوادي األراك طار طائر من شجرة فنفرت الناعة فرمت به بني أحجار فرضخت رأسه فمات
فدفنته هناك وأعبلت آيتساً وأعظم ما ألقاه أين ال أعرف إال ابملأخوذ بعقوق والده عال احلتسن فقال
له أيب عليه التسالم أبشر فقد أاتك الغوث مث صلى ركعتني وكشف عن شقه فدعا له مرات يردد
األدعية وميتسح يده على شقه فعاد صحيحاً كما كان فكاد عقل الرجل أن يذهب فقال له أيب عليه
التسالم :لوال أنه سبق وعد أبيك ابلدعاء لك ملا دعوت لك مث عال :اي بين احذروا دعاء الوالدين
فإن يف دعائهما النماء واالجنبار واالستقبال والبوار.
()411/1
حديث اخلنثى
روى احلتسن البصري عال تقدمت امرأة إىل شريح القاضي فقالت أان امرأة يل فرج وإحليل فقل من
أين خيرج البول؟ فقالت منهما فعجب شريح فقالت وأعجب من هذا أن ابن عمي أخدمين خادماً
فوطأهتا فأولدهتا فدخل شريح على أمري املؤمنني عليه التسالم فأخربه فاستدعى زوجها فتسأله فاعرتف
فقال المرأتني عدا أضالعها ففعلتا فقال كم أضالعها؟ فقالتا هلا من اجلانب األمين مثانية عشر ضلعاً
ومن اجلانب األيتسر سبعة عشر فأمر أبخذ شعرها وأعطاها حذاء وأحلقها ابلرجال فقال له شريح من
أين لك هذا فقال استنبط من عصة آدم وحواء فإن آدم عليه التسالم كان له من كل انحية مثانية
عشر ضلعاً فخلقت حواء من ضلعه األيتسر فأضالع الرجل تزيد على أضالع املرأة بضل فلهذا
أحلقتها ابلرجال.
فصل :هذا ما وع على اختياران من اللؤلؤ املنثور يف فنون العلوم فنذكر ما وع إلينا من الدر
املنظوم وعد أخربان وما نتسب إىل أمري املؤمنني من النظم مجاعة.
إبسنادهم إىل مشاخيهم فمن ذلك يرثي رسول هللا صلى هللا عليه وآله عال:
أال طرق الناعي بليل فراعين ...وأرعين ملا استقل منادايً
فقلت له ملا رأيت الذي أتى ...أغري رسول هللا إن كنت انعياً
()413/1
()414/1
()415/1
وعال يف يوم أحد ملا عال الكفار عد أثران حممداً صلى هللا عليه وآله:
هللا ريب وهو اخلالق الصمد ...فليس يشركه يف حكمه أحد
هو الذي عرف الكفار كفرهم ...واملؤمنون سيجزيهم وما وعدوا
فإن تكن جولة كانت لنا عظة ...فهل عتسى أن يرى يف غيها رشد
وينصر هللا من وااله معتمداً ...وميحق الكافرين الغنم إذ عندوا
فإن نطقتم بفخر ال أابلكم ...ممن تضمن من إخواننا أجد
فإن طلحة غادرانه منجدالً ...وللصوارم انر بيننا تقد
ومن عتلتم على ما كان من ذحل ...فإهنم صادفوا خرياً وعد سعدوا
()416/1
وكنت امرءاً يتسمو إذا احلرب مشرت [ ...وعامت على ساق بكل حليم] ()1
وابدرته ابحلزن وأرفض مجعه ...وصناديد من ذي فارط وكليم
وعال عليه التسالم ملا ابرز عمرو بن عبد ود وكان عمرو عد دعا إىل املبارزة يف يوم اخلندق فلم خيرج
إليه أحد فقال عمرو:
ولقد حبحت من النداء ...جبمعهم هل من مبارز
ووعفت إذا جنب املشج ...موعف القرآن املناجز
إين كذلك مل أزل ...متتسرعاً عند اهلزاهز
إن الشجاعة للفىت ...واجلود من خري الغرائز
فتسمعه رسول هللا صلى هللا عليه وآله فقال(( :اي علي عم إليه وخذ سيفي ذي الفقار)) ودعا له فربز
إليه وهو يقول:
ال تعجلن فقد أاتك ...جميب صوتك غري عاجز
ذو نية وبصرية ...والصدق منجى كل فائز
إين ألرجو أن أعيم ...عليك انئحة اجلنائز
__________
( )1من طبعة دار الكتب العلمية.
()418/1
()419/1
()420/1
()421/1
()422/1
()424/1
وعال الشعيب رأى أمري املؤمنني رجالً ميشي وحيظر بيده وخيتال فقال:
اي مؤثر الدنيا على دينه ...والتائه احلريان يف عصده
أصبحت ترجو اخللد فيها ...وعد أبرز انب املوت عن حده
هيهات إن املوت ذو سهم ...من يرمه يوماً به يرده
ال يشرح الواعظ علب امرءاً ...مل يعرف هللا على رشده
وعال عليه التسالم يف ذم اإلخوان:
وعد ذكرها أبو حامد الغزايل يف كتاب سر العاملني:
املرء يف زمن اإلعبال كالشجرة ...وحوهلا الناس ما دامت هبا الثمرة
حىت إذا ما عرت من محلها انصرفوا ...عنها عقوداً وعد كانوا هبا بررة
وحاولوا عطعها من بعد شفقوا ...دهراً عليها من األرايح والغربة
علت مروات أهل األرض كلهم ...إال األعل فليس العشر من عشرة
()425/1
()426/1
()427/1
وعال ابن عباس :مسعت رجالً يتسأل أمري املؤمنني عن الفاحتة فقال نزلت من كنز حتت العرش ولو
ثنيت يل وسادة لذكرت يف فضل بتسم هللا الرمحن الرحيم محل بعري ذكر وليس يف القرآن آية إال وأان
أعلم مىت نزلت ويف أي شيء نزلت مث عال:
إذا املشكالت تصدين يل ...كشفت حقائقها ابلنظر
()428/1
اإلمعة الذي يكون م هؤالء وم هؤالء ويتسميه العوام املعمعي واملدرة اخلطيب.
وعال عليه التسالم يف الوعظ:
ولو أان إذا متنا تركنا ...لكان املوت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ...ونتسأل بعده عن كل شيء
وعال عليه التسالم يف األعدار:
إذا عقد القضاء عليك عقداً ...فليس حيله إال القضاء
فمالك عد أعمت بدار ذل ...وأرض هللا واسعة الفضاء
تبلغ ابليتسري فكل شيء ...من الدنيا يكون له انقضاء
()429/1
()431/1
()432/1
()433/1
()434/1
()435/1
حليته من هامته.
حممد بن سعد ثنا الفضيل بن دكني حدثنا عطر بن خليفة حدثين أبو الطفيل عامر بن واثلة عال :دعا
أمري املؤمنني الناس إىل البيعة فجاءه عبد الرمحن بن ملجم املرادي فرده مرتني مث أاته فقال أمري
املؤمنني وما حيبس أشقاها ليصبغن هذه من هذه مث مثل:
اشدد حيازميك للموت ...فإن املوت العيك
[وال جتزع من املوت] ( ... )1إذا حال بواديك
وهذا البيتان ألحيحة األنصاري وهلما اثلث:
فإن الدرع والبيضة ...يوم الروع يكفيك
وذكر ابن سعد يف الطبقات أن أمري املؤمنني عليه التسالم ملا جاء ابن ملجم يطلب البيعة فطلب منه
فرساً أشقر فحمل عليه فركبه فأنشد أمري املؤمنني عليه التسالم:
()436/1
()437/1
فإن عضت فرهن ذميت هلم ...وإن عدمت فال يبقى هلم أثر
وسوف يورثهم فقدي على وجل ...ذل احلياة وما خانوا وما غدروا
وعال ابن سعد :ثنا يزيد بن هارون عن هشام بن حتسان عن حممد بن عبيدة عال :عال أمري املؤمنني
عليه التسالم ما حيبس أشقاكم أن جييء فيقتلين اللهم إين عد سئمتهم وسئموين فأرحهم وأرحين منهم.
وذكر ابن سعد أيضاً عالوا اي أمري املؤمنني أخربان ابلذي خيضب يده من هذه نبيد عشريته فقال إذن
وهللا تقتلون يب غري عاتلي عالوا فاستخلف علينا فقال ال وهللا ولكن أترككم إىل ما ترككم إليه رسول
هللا صلى هللا عليه وآله عالوا فما تقول لربك إذا أتيته؟ عال أعول اللهم إن تركتك فيهم فإن شئت
أفتسدهتم.
()438/1
()439/1
يقال هلا عطام بنت شجة كان أمري املؤمنني عتل أابها وأخاها يوم النهر وكانت فائقة اجلمال فعشقها
وأخذت جمام علبه وعقله ونتسي األمر الذي عدم ألجله فخطبها فقالت أشرتط عليك شروطاً عال
وما هي عالت ثالثة آالف درهم وعبداً وعينة وعتل علي بن أيب طالب فقال لك ما سألت من
الدراهم والعبد والقينة وأما عتل علي فما أراك ذكرتيه يل وأنت تريديين ال عدرة عليه عالت يلتمس
غرته فإن أصبته شفيت نفتسي ونفتسك ونفعك العيش معي وأخذت بثأر األحبة وإن عتلت فما عند
هللا خري من الدنيا وما فيها وأبقى فقال وهللا ما عدمت إال هلذا وفيها يقول الشاعر:
ولو أن مهراً ساعه ذو مساحة ...كمهر عطام بيننا غري معجم
ثالثة آالف وعد وعينة ...وعتل علي ابحلتسام املصمم
فال مهر أغلى من علي وإن غال ...وال فتك إال دون فتك ابن ملجم
مث دخل هبا فازداد عشقاً هلا فقالت له وهللا ال تتساكين حىت تقتل علياً عليه التسالم مث عالت سأطلب
لك رجالً يتساعدك على أمرك فأرسلت إىل رجل من عومها يقال له وردان بن جمالد فكلمته يف ذلك
()440/1
فقد شفينا أنفتسنا وأدركنا أثران وإن عتلنا فما عند هللا خري فأجابه وكانت عطام عد اعتكفت يف
املتسجد يف عبة عريبة من القبلة فجاء ابن ملجم وشبيب ووردان ليلة اجلمعة فدخلوا القبة فكمنوا
فيها فعصبتهم عطام ابحلرير وأخذوا سيوفهم مث خرجوا وعت التسحر فجلتسوا مقابل التسدة اليت خيرج
منها أمري املؤمنني ويروى أن األشعث بن عيس كان مواطئاً هلم على عتل أمري املؤمنني ألن حجر بن
عدي كان انئماً يف املتسجد فتسم األشعث بن عيس يقول وحيكم أسرعوا فقد فضحكم الصبح
فصاح به حجر وحيك اي أعور ما تقول مث جاء إىل أمري املؤمنني ليخربه ففاته وخرج من مكان آخر
فقتل عال ابن إسحاق فلما خرج أمري املؤمنني يريد صالة الفجر أعبلن األوز يصحن يف وجهه فقال
إهنن نوائح فلما صار يف احملراب وثبوا عليه وصاح ابن ملجم {ومن الناس من يشري نفتسه ابتغاء
مرضات هللا} احلكم هلل ال لك اي ابن أيب طالب مث ضربه على هامته فصاح أمري املؤمنني ال يفوتكم
الكلب فشدوا عليه فأخذوه وعتل وردان وجنا شبيب وصاحت أم كثلوم بنت أمري املؤمنني إىل عدو
هللا ال أبس على أيب وهللا جيزيك وبكت فقال هلا ابن ملجم فعالم تبكني؟ فوهللا لقد ضربته بتسيف
اشرتيته أبلف درهم ومسمته أبلف درهم فإن خانين فأبعده هللا ولو كانت هذه الضربة أبهل مصر ملا
بقي منهم أحد مث أتخر أمري املؤمنني عن احملراب وعدم جعدة بن هبرية فصلى ابلناس الفجر ودخل
عليه التسالم القصر وعيل محل على أكتاف الرجال مث عال علي ابلرجل فأدخل عليه فقال له اي عدو
هللا أمل أحتسن إليك؟ عال بلى عال فما محلك على هذا وهللا لقد كنت أعلم أنك عاتلي وإمنا أحتسنت
إليك ألستظهر ابهلل عليك مث عال لبنيه اي بين إن هلكت فالنفس ابلنفس اعتلوه كما عتلين وإن بقيت
رأيت فيه رأي ويف رواية وإن عشت فضربة أو أعفو وصاحت زينب بنت أمري املؤمنني اي معلون
عتلت أمري املؤمنني فقال إمنا عتلت أابك مث حبتسوه واختلفوا يف الليلة اليت استشهد فيها على أعوال
أحدها آخر الليلة التسابعة
()441/1
()442/1
أحضر ابن ملجم ليقتله فقال وهللا إين ما أعطيت أحداً عهد هللا وميثاعه إال وفيت به فهل لك أن
تطلقين فأذهب إىل معاوية فأعتله ولك علي عهد هللا أنين أعود إليك فأض يدي يف يدك فقال اي
ملعون ال يكون ذلك أبداً حىت تعاين النار مث عط يديه ورجليه ومسل عينيه ومتسمار وعط لتسانه وتركه
يف عرصرة مث أحرعه ابلنار وذكر بن سعد يف الطبقات أن عبد هللا بن جعفر مسل عينيه ومتسمار فلم
()443/1
يف اترخيه وحممد بن سعد يف الطبقات أن عائشة ملا بلغها عتله أنشدت:
فألقت عصاها واستقر هبا النوى ...كما عر عيناً ابإلايب املتسافر
مث عالت من عتله؟ عالوا رجل من مراد فقالت:
فإن تك هالكاً فلقد نعاه ...نعى ليس يف فيه الرتاب
فعاهبا الناس وعالت هلا زينب بنت سلمة بن أيب سلمة ألمري املؤمنني تقولني هذا فقالت إين أنتسى
فذكروين وعال أبو األسود الدؤيل يرثيه:
أال أبلغ معاوية بن حرب ...فال عرت عيون الشامتينا
عتلتم خري من ركب املطااي ...ورحلها ومن ركب التسفينا
أيف شهر الصيا فجعتموان ...خبري الناس طراً أمجعينا
عتلتم خري من ركب املطااي ...ورجلها ومن ركب التسفينا
()445/1
()446/1
ذكر مرياثه
اتفق علماء التسري على أن أمري املؤمنني عليه التسالم مل خيلف ديناراً وال دراماً وحكى الواعدي عن
احلتسن عليه التسالم أنه عال وهللا ما ترك أيب بيضاء وال صفراء سوى سبعمئة درهم أعدها لشراء
خادم ألهله ويف رواية سوى مائيت درهم فإن عيل فقد عال أمحد يف املتسند ثنا حجاج عن شريك عن
عاصم بن كليب عن حممد بن كعب القرظي عال أمري املؤمنني لقد رأيتين م رسول هللا صلى هللا عليه
وآله وإين ألربط على بطين احلجر من اجلوع وإن صدعتين لتبلغ اليوم أربعني ألفاً.
فاجلواب أن شريك كان خملطاً يف الرواية عال ابن معني شريك ضعيف كان يشرب املتسكر وحالة أمري
املؤمنني تنايف هذا على ما حكينا من زهده وورعه وعال أبو احلتسني بن فارس اللغوي سألت أيب عن
هذا احلديث فقال إن صح فمعناه أن الذي تصدعت به من مايل كذا وكذا ألفاً عال ابن فارس عال
أيب وكيف يكون له مال وعد
()447/1
()448/1
()449/1
بن العاص فلم يتفق خروجه إىل الصالة ملرض أصابه وأمر خارجة بن حبيبة العامري أن يصلي مكانه
وكان صاحب شرطة خرج ليصلي فشد عليه عمرو بتسيفه فقتله وهو يظنه عمراً فأخذ وجيء به إىل
عمرو بن العاص فقال له اي فاسق عتلت خارجة فقال وهللا اي فاسق ما ظننته غريك وأمر بقتله فبكى
فقال له أجزعاً من املوت فقال ال وهللا وإمنا أبكي كيف حظي صاحباي بقتل علي ومعاوية ومل أعتل
مثلهما فقتله.
الباب التساب يف ذكر أزواجه وأوالده
عال علماء التسري كان له من الولد ثالثة وثالثون منهم أربعة عشر ذكراً وتتس عشرة أنثى وأول امرأة
تزوجها فاطمة عليها التسالم وسنذكر تزوجيها فيما بعد فأولدها احلتسن واحلتسني وزينب الكربى وعلى
هذا عامة املؤرخني وذكر الزبري بن بكار ولداً آخر من فاطمة وامسه حمتسن مات طفالً وحممد بن
احلنفية وأمه خولة بنت جعفر من سيب بين حنيفة أم ولد وسنذكر سرية حممد عليه التسالم يف ابب
مفرد وكذا احلتسن واحلتسني عليهما التسالم وعبيد هللا عتله املختار بن أيب عبيد وأمه ليلى بنت متسعود
من بين متيم وأبو بكر عتل م احلتسني عليه التسالم وأمهم ليلى بنت متسعود أيضاً والعباس األكرب
وعثمان وجعفر وعبد هللا عتلوا م احلتسني أيضاً وأمهم أم ...فاطمة وحممد األصغر عتل م احلتسني
أيضاً وأمه رفيدة ...أمهما أمساء بنت عميس ...الصهباء أم حبيب بنت ربيعة من بين وائل ...ملا
أغار على بين تغلب ...وحممد األوسط وأمه أمامة بنت أيب العاص بن الربي زوج زينب بنت رسول
هللا صلى هللا عليه وآله ...حيملهما يف الصالة فإذا أراد أن يتسجد وضعهما ...الكربى وأمهن أم
سعيد بنت عروة؟؟؟
وفاطمة وأمامة وخدجية وأم الكرام وأم جعفر ومجانة ونفيتسة وهن ألمهات
()450/1
()451/1
أما وإن رسول هللا جيمعنا ...أب وأم [وجد غري] ( )1موسوم
جاءت بنا وبه من بني أسرهتم ...غراء من نتسل عمران بن خمزوم
حزان هبا دون من يتسعى ليدركها ...عرابة من خواها غري مشهوم
رزعاً من هللا أعطاان فضيلته ...والناس بني مرزوق وحمروم
وعوله وغراء من نتسل عمران يريد فاطمة بنت عمرو والدة عبد هللا وأيب طالب واملشهوم املذعور
()452/1
()453/1
()454/1
()455/1
()456/1
()457/1
()458/1
()459/1
()460/1
وعال أمحد يف املتسند :ثنا حيىي آدم ثنا إسرائيل عن أيب إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي عليه
التسالم عال ملا ولد احلتسن مسيته حرابً فجاء رسول هللا صلى هللا عليه وآله فقال(( :أروين ابين ما
مسيتموه)) فقلت حرابً فقال ((ال بل هو حتسن)) فلما ولد حتسني مسيته حرابً فجاء رسول هللا صلى
هللا عليه وآله فقال ((أروين ابين ما مسيتموه)) فقلت حرابً فقال ((ال بل هو حتسني)) أبمساء ولد
هارون شرب وشبري ويف رواية :فلما ولد الثالث مسيته حرابً فقال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((بل
هو حمتسن)) مثل مشرب وهذا يدل على صحة ما ذكره الزبري بن بكار أن فاطمة عليها التسالم جاءت
من علي بولد آخر امسه حمتسن مات طفالً وعيل إن احلتسن ولد لتستة أشهر.
وذكر ابن سعد يف الطبقات :أن رسول هللا صلى هللا عليه وآله عق عن احلتسن واحلتسني بكبشني
ووزنت فاطمة شعراما ملا حلقته وتصدعت بوزنه فضة وعيل فضة وذهباً وذلك يف اليوم التساب وكان
()461/1
عاتقه وهو يقول ((اللهم إين أحبه فأحبه)) .متفق عليه ويف رواية(( :فأحب من حيبه)).
وعال أمحد أيضاً :ثنا حممد بن عبد هللا بن الزبري ثنا عمر بن سعد عن أيب مليكة عن عقبة بن احلارث
ويكىن أاب سروعة عال :صلى أبو بكر رضي هللا عنه صالة العصر بعد وفاة رسول هللا صلى هللا عليه
وآله بليال مث خرج ميشي ومعه علي عليه التسالم إىل جنبه فرأى احلتسني بن علي يلعب م الصبيان
فاحتمله على عاتقه وجعل يقول:
أبيب شبه النيب ليس شبيهاً بعلي
وعلي يضحك.
ويف رواية :وأبيب ،انفرد إبخراجه البخاري وعال أمحد أيضاً ثنا عبد الرزاق عن معمر عن امام عن
الزهري عن احلتسن البصري عال حدثين أبو بكرة نفي بن احلارث عال رأيت رسول هللا صلى هللا عليه
وآله على املنرب واحلتسن إىل جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعلى احلتسن أخرى ويقول(( :إن ابين
هذا سيد ولعل هللا يصلح به بني فئتني عظيمتني من املتسلمني)) .انفرد إبخراجه البخاري عال
البخاري عال يل عبد هللا بن حممد إمنا ثبت مساع احلتسن البصري من أيب بكرة هبذا احلديث ويف أفراد
البخاري عن ابن عباس عال كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله يعوذ احلتسن واحلتسني
()462/1
فيقول ((أعيذكما بكلمات هللا التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عني المة)) ويقول ((إن أابكما
إبراهيم كان يعوذ هبا إمساعيل وإسحاق)).
والتامة اليت ال نقص فيها ألن كالم املخلوعني انعص وعد روي التامات وهو أبلغ من التامة واهلامة
()463/1
جييء وهو راك فيفرج له بني رجليه حىت خيرج من اجلانب اآلخر.
وعال أمحد ثنا زكراي بن حيىي عن عبيد هللا بن عمرو عن عبد هللا بن عقيل عن أيب صاحل عن أيب هريرة
عال خرج النيب صلى هللا عليه وآله يف طائفة من النهار ال يكلمين وال أكلمه حىت أتى سوق بين
عينقاع فجلس بفناء بيت فاطمة عليها التسالم فقال أمث لك شيئاً فظنت أهنا تلبتسه سنحاابً أو تغتسله
فجاء يشتد احلتسن حىت عانقه وعبله وعال اللهم ((إين أحبه وأحب من أحبه)) متفق عليه.
اللك :الصغري يف التسن وهذا عاله على وجه املداعبة والتسنحاب :القالدة ويشتد يعدو.
ويف الصحيحني أيضاً عن أيب هريرة عال كنت م رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف سوق من أسواق
املدينة فانصرف وانصرفت فقال يل اي لك ثالاثً داع احلتسن بن علي فدعوته فجاء ويف عنقه
التسنحاب فالتزمه النيب صلى هللا عليه وآله بيده وعال ((اللهم إين أحبه فأحبه وأحب من حيبه))
وعوله عليه التسالم أليب هريرة يف ثالث فهو علي به عال أبو هريرة فما كان أحد عندي أحب إيل من
احلتسن بن علي بعد ما عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ورأيته يقبله.
وعال أبو نعيم األصفهاين يف احللية ثنا عبد هللا بن حممد بن جعفر ثنا حممد بن نصر ثنا إمساعيل عال
حج احلتسني بن علي من املدينة إىل مكة عشرين حجة على عدميه والنجائب تقاد معه فكان يقول
إين أستحي من هللا ألقاه ومل أمش إىل بيته.
()464/1
()465/1
رغبته يف الدخول يف اجلماعة وذعر منهم فدخل املقصورة اليت يف املدائن ابلبيضاء وكان األمري على
املدائن سعد بن متسعود الثقفي عم املختار بن أيب عبيد واله عليها علي عليه التسالم فقال له املختار
وكان شاابً هل لك يف الغناء والشرف؟ عال وما ذلك عال توثق احلتسن وتتسلمه إىل معاوية فقال له
سعد لعنك هللا أثب على ابن رسول هللا وأوثقه وأسلمه إىل ابن هند بئس الرجل أان إن فعلته.
وذكر ابن سعد يف الطبقات :أن املختار عال لعمه سعد هل لك يف أمر تتسود به العرب عال وما هو
عال تدعين أضرب عنق هذا يعين احلتسن وأذهب به إىل معاوية فقال له عبحك هللا أما هذا بلى هم
()466/1
ويطلب إليك ويتسألك عال فمن يل هبذا األمر عالوا حنن لك به فما سأهلما شيئاً إال عاال حنن لك به
فصاحله وكان ذلك ابملدائن.
عال الشعيب :صاحله على أن أيخذ من بيت املال ابلكوفة مختسة ألف ألف وأن ال يتسب علي عليه
التسالم وأشياء شرطها عليه وكتبوا الكتاب فأعطاه مائة ألف دينار أخرى ومجي ما كان يف بيت مال
الكوفة مث سار معاوية فالتقيا ومتسكن من أرض العراق ومتسكن بكتسر الكاف موض على هنر دجيل
عريباً من أواان عند دير اجلاثليق ذكره اخلطيب يف اترخيه ويف هذا املكان عتل عبد امللك بن مروان
مصعب بن زبري وفيه عرب مصعب وإبراهيم بن األشرت النخعي وعيل إمنا التقيا أبذرج فتسلم إليه األمر
واألول أصح وذلك خلمس بقني من ربي األول سنة إحدى وأربعني وكانت خالفة احلتسن ستة أشهر
وأايماً.
وعال التسدي :مل يصاحل احلتسن معاوية رغبة يف الدنيا وإمنا ملا غدر به أهل العراق وفعلوا معه ما فعلوا
خاف منهم أن يتسلموه إىل معاوية والدليل عليه أنه خطب ابلنخيلة عبيل الصلح فقال :أيها الناس إن
هذا األمر الذي اختلفت فيه أان ومعاوية إمنا هو حق إيل أكره إدارة إلصالح األمة وحقناً لدمائها
{وإن أدري لعلها فتنة لكم ومتاع إىل حني} مث سار معاوية فدخل الكوفة فأشار عليه عمرو بن
()467/1
املطهرون وأهل بيته الطيبون الطاهرون وأحد الثقلني اللذين خلفهما رسول هللا صلى هللا عليه وآله
فيكم فطاعتنا مقرونة بطاعة هللا {تنازعتم يف ٍ
شيء فردوه إىل هللا والرسول} ورسوله وإن معاوية دعاان
إىل أمر ليس فيه عز وال نصفة فإن وافقتم رددانه عليه وخاصمنه إىل هللا تعاىل بطي التسيوف وإن
أبيتم عبلناه فناداه الناس من كل جانب البقية البقية.
ويف رواية ابن عبد الرب املالكي يف كتاب االستيعاب :أن سفيان بن اي ليل اخلارجي وكنيته أبو عامر
انداه اي مذل املؤمنني ويف رواية هشام اي متسود وجوه املتسلمني فقال له وحيك أيها اخلارجي ال تعنفين
فإن ما أحوجين إىل ما فعلت عتلكم أبيك وطعنكم إايي وانتهابكم متاعي وإنكم ملا سرمت إىل صفني
كان دينكم أمام دنياكم وعد أصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم وحيك أيها اخلارجي إين رأيت أهل
الكوفة عوماً ال يوثق هبم وما اعتز هبم إال من ذل ليس أحد منهم يوافق رأي اآلخر ولقد لقي أيب
منهم أموراً ٍ
صعبة وشدائد مرة وهي أسرع البالد خراابً وأهلها هم الذين فرعوا دينهم وكانوا شيعاً.
ويف رواية أن اخلارجي ملا عال له اي مذل املؤمنني عال ما أدللتهم ولكن كرهت أن أفنيهم وأستأصل
شأفتهم.
وذكر ابن جرير وغريه :أن احلتسن ملا صاحل معاوية أعام ابلكوفة يتجهز حىت برئ من جراحته فخرج
إىل املتسجد فقال اي أهل الكوفة اتقوا هللا يف جريانكم وضيفانكم من أهل بيت نبيكم فبكى الناس
فلما سار حنو املدينة تلقاه الناس من القادسية فقالوا اي مذل العرب.
عال الزهري :كان احلتسن متأوالً يف صلحه ملعاوية علت والذي أشار إليه
()468/1
()469/1
األحزاب فرأى أابك على مجل حيرض الناس على عتاله وأخوك يقود اجلمل وأنت تتسوعه فقال ((لعن
هللا الراكب والقائد والتسائق)) وما عابله أبوك يف موطن إال لعنه وكنت معه والك عمر الشام فخنته مث
والك عثمان فرتبصت عليه وأنت الذي كنت تنهى أابك عن اإلسالم حىت علت:
اي صخر ال تتسلمن طوعاً فتفضحنا
بعد الذين ببدر أصبحوا فرعا
()470/1
وأما أنت اي وليد ال ألومك على بغض أمري املؤمنني فإنه عتل أابك صرباً وجلدك يف اخلمر ملا صليت
ابملتسلمني الفجر سكراانً وعلت أزيدكم وفيك يقول احلطيئة:
شهد احلطيئة يوم يلقى ربه ...أن الوليد أحق ابلغدر
اندى وعد متت صالهتم ...أأزيدكم سكراً وما يدري
ليزيدهم أخرى ولو عبلوا ...ألتت صالهتم على العشر
فأىب أبو وهب ولو عبلوا ...لقرنت بني الشف والوتر
حبتسوا عنانك [إذ جريت ولو ...تركوا عنانك] ( )1مل تزل جتري
ومساك هللا يف كتابه فاسقاً ومسى أمري املؤمنني مؤمناً يف عوله تعاىل{ :أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً ال
يتستوون} وفيك يقول حتسان بن اثبت ويف أمري املؤمنني:
أنزل هللا ذو اجلالل علينا ...يف علي ويف الوليد عرآان
__________
( )1من طبعة دار الكتب العلمية.
()471/1
()472/1
()473/1
()474/1
وأما عول احلتسن لعمرو بن العاص ولدت على فراش مشرك فذكر ابن الكليب يف كتاب املثالب وعال:
كانت النابغة أم عمرو بن العاص من البغااي أصحاب الراايت ومكة فوع عليها العاص بن وائل يف
عدة من عريش منهم أبو هلب وأمية بن خلف وهشام بن املغرية وأبو سفيان بن حرب يف طهر واحد
عال ابن الكليب فكان الزانة الذين اشتهروا ومكة مجاعة منهم هؤالء املذكورون وأمية بن عبد مشس
وعبد الرمحن بن احلكم بن أيب العاص أخو مروان بن احلكم وعقبة بن أيب معيط فلما محلت النابغة
بعمرو تكلموا فيه
()475/1
فلما وضعته اختصم فيه اخلمتسة الذين ذكرانهم كل واحد يزعم أنه ولده وأكب عليه العاص بن وائل
وأبو سفيان بن حرب كل واحد يقول وهللا إنه مين فحكمت النابغة فاختارت العاص وعالت هو منه
فقيل هلا ما محلك على هذا وأبو سفيان أشرف فقالت هو كما علتم إال أنه رجل شحيح والعاص
جواد ينفق على بنايت وأبو سفيان ال ينفق عليهن وكان هلا بنات.
وأما عول احلتسن للوليد بن عتبة :وجلدك علي يف اخلمر فذكر أرابب التسري :أن عثمان بن عفان وىل
الوليد بن عقبة الكوفة سنة ست وعشرين وكان الوليد مدمناً على شرب اخلمر فكان جيلس على
()476/1
فامتن فلما رآهم ال يفعلون توعياً لعثمان أخذ التسوط ودان من الوليد فتسبه الوليد فقال له عقيل بن
أيب طالب اي فاسق ما تعلم أنت ألتست من أهل صفوية عرية بني عكا واللجون من أعمال األردن
كان أبوك يهودايً منها فجعل الوليد حييد عن علي فأخذه فضرب به األرض فقال له عثمان ليس لك
ذلك فقال بلى وشر من هذا إذ فتسق مث ميتن أن يؤخذ منه حق هللا مث جلده أربعني.
وعد أخرج أمحد يف املتسند معىن هذا فقال:
ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد بن أيب عروبة عن عبد هللا بن الداانج عن حصني بن املنذر بن احلارث بن
وعلة عال :ملا عال علي عليه التسالم للحتسن :عم فاجلده عال وفيم أنت وذاك فقال علي بل عجزت
ووهنت عم اي عبد هللا بن جعفر فاجلده فقام وجلده وعلي يعد حىت بلغ أربعني عال أمتسك مث عال
جلد رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف اخلمر أربعني وضرب أبو بكر أربعني وضرهبا عمر صدراً من
خالفته مث أمتها مثانني وكل سنة.
عالت وعد دعا رسول هللا صلى هللا عليه وآله على الوليد بن عقبة ملا رد أمانة فقال أمحد يف املتسند:
ثنا عبيد هللا بن عمر ثنا عبد هللا بن داود ثنا نعيم بن حكيم عن ابن أيب مرمي عال علي عليه التسالم
عال جاءت امرأة الوليد بن عقبة تشكوه إىل رسول هللا صلى هللا وآله وعالت :اي رسول هللا إن الوليد
يضربين فقال هلا ((اذهيب إليه وعويل له عد أجارين رسول هللا)) فلم تلبث إال يتسرياً حىت جاءت
فقالت ما زادين إىل ضرابً فأخذ رسول هللا هدبة من ثوبه فدفعها إليها وعال هلا ((عويل له هذا أماين
من رسول هللا)) فلم تلبث إال يتسرياً حىت جاءت فقالت اي رسول هللا ما زادين إىل ضرابً عال فرف
رسول هللا يديه وعال(( :اللهم عليك ابلوليد)) ويف رواية ((اللهم عليك ابلفاسق)) واختلفوا يف معىن
تتسميته ابلفاسق على عولني:
أحداما :أن الوليد عال يوماً لعلي عليه التسالم ألتست أبتسط منكم لتساانً؟ وأحد سناانً؟ فنزلت
{أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً ال يتستوون} ذكره ابن عباس.
والثاين :أن النيب صلى هللا عليه وآله بعثه سنة مثان من اهلجرة إىل بين املصطلق يصدعهم وكانوا عد
أسلموا وبنوا املتساجد فلما بلغهم عدوم الوليد خرجوا يتلقونه ابلتسالح فرحاً به فلما رآهم وىل راجعاً
إىل املدينة فقال اي رسول هللا عد منعوا الزكاة وعاموا إىل التسالح فابعث إليهم البعوث فقام احلارث
بن عباد على رسول هللا فقال له ((اي حارث أردت عتل رسويل ومنعت الزكاة)) فقال ال والذي بعثك
ابحلق ما وصل إلينا وإمنا رج من الطريق ولقد كذب فأنزل هللا تعاىل {أييها الذين آمنوا إن جاءكم
فاس ٌق بنبإ فتبينوا}اآلية.
وذكر هشام بن حممد الكليب عن حممد بن إسحاق عال بعث مروان بن احلكم
()478/1
وكان والياً على املدينة رسوالً إىل احلتسن فقال يقول لك مروان أبوك الذي فرق اجلماعة وعتل أمري
املؤمنني عثمان وأابد العلماء والزهاد يعين اخلوارج وأنت تفخر بغريك فإذا عيل لك من أبوك؟ تقول
خايل الفرس فجاء الرسول إىل احلتسن فقال له اي أاب حممد إين أتيتك برسالة ممن ختاف سطوته وحتذر
سيفه فإن كرهت مل أبلغك إايها ووعيتك بنفتسي فقال احلتسن ال بل تؤديها ونتستعني عليه ابهلل فأداها
فقال له عل ملروان إن كنت صادعاً فاهلل جيزيك بصدعك وإن كنت كاذابً فاهلل أشد نقمة فخرج
()479/1
ويتجتسس عليه.
عال الشعيب :وما أسلم إال هلذا ومل حيتسن إسالمه ورآه رسول هللا يوماً وهو ميشي ويتخلج يف مشيته
حيكي رسول هللا فقال له ((كن كذلك)) فما زال ميشي كأنه يق على وجهه ونفاه رسول هللا إىل
الطائف ولعنه فلما تويف رسول هللا كلم عثمان أاب بكر أن يرده ألنه كان عم عثمان فقال أبو بكر
هيهات هيهات شيء فعله رسول هللا صلى هللا عليه وآله ال أخالفه أبداً فلما مات أبو بكر وويل عمر
كلمه فيه فقال اي عثمان أما تتستحي من رسول هللا ومن أيب بكر ترد عدو هللا وعدو رسوله إىل
املدينة وهللا ال كان هذا أبداً فلما مات عمر وويل عثمان رده يف اليوم الذي ويل فيه وعربه وأدانه
ودف له ماالً عظيماً ورف منزلته فقام املتسلمون على عثمان وأنكروا عليه وهو أول ما أنكروا عليه
وعالوا رددت عدو هللا ورسوله فقال إن رسول هللا وعدين برده فامتن مجاعة من الصحابة من الصالة
خلف عثمان لذلك مث تويف احلكم يف خالفة عثمان فصلى عليه ومشى يف جنازته فشق ذلك على
املتسلمني وعالوا أما كفاك ما فعلت حىت تصلي على منافق ملعون لعنه هللا ورسول هللا ونفاه فخلعوه
وعتلوه وأعطى ابنه مروان مخس غنائم إفريقية مختسمئة ألف دينار وملا بلغ عائشة ذلك أرسلت إىل
()480/1
يوم اجلمعة على املنرب وكان احلتسن يقعد يف حجر رسول هللا حىت يفرغ مث خيرج فيصلي خلفه فبعث
إليه احلتسن يعاتبه فقال مروان للرسول عل له ما رأى لك مثالً إال البغلة يقال هلا من أبوك فتقول أي
خايل الفرس.
ومن مكارم أخالق احلتسن ما عرأته على أيب القاسم عبد احملتسن اخلطيب ابملوصل سنة مخس وستمئة
عال حدثنا والدي أبو الفضل عبد هللا بن أمحد وعمي عبد الرمحن بن أمحد الطوسي عاال ثنا احلاجب
أبو احلتسن علي بن حممد بن علي العالف ثنا عبد امللك بن حممد بن بشر أبنا أبو العباس أمحد بن
إبراهيم الكندي ومكة يف املتسجد احلرام سنة ثالثة ومختسني وثلثمئة عراءة عليه عال أبنا أبو بكر حممد
بن جعفر بن سهل اخلرائطي صاحب كتاب ((اعتالل القلوب)) عال أبنا أبو زيد عمرو بن شيبة ثنا
أيوب بن عمرو الغفاري عال ثنا خالد بن حممد بن عثمان الغفاري عال طلق عبد هللا بن عامر امرأته
بنت سهيل بن عمرو فقدمت املدينة ومعها ابنتها ووديعة جوهر البن عامر فتزوجها احلتسن مث أراد
ابن عامر العمرة فأتى املدينة فلقي احلتسن فقال اي أاب حممد إن يل إىل ابنة سهيل حاجة فائذن يل يف
الدخول عليها فقال هلا احلتسن البتسي ثيابك فهذا ابن عامر يتستأذن عليك فدخل عليها فتسأهلا
وديعته فجاءته هبا عليها خامتة فقال خذي ثلثها فقالت ما كنت آلخذ على أمانة ائتمنت عليها مثناً
أبداً فقال إن ابنيت عد بلغت وأحب أن ختلي بيين وبينها فبكت وبكت ابنتها ورق هلما ابن عامر
وعال وهللا ال خرجتهما من عندك أبداً فكفلها احلتسن حىت مات وعال الشعيب طلق احلتسن امرأة
وبعث إليها عشرة آالف درهم فبكت وعالت متاع عليل من حبيب مفارق ،فبلغ احلتسن وعال له
راجعت امرأة لراجعتها.
()481/1
()482/1
ألنفتسنا وعال الشعيب إمنا دس إليها معاوية فقال مسي احلتسن وأزوجك يزيداً وأعطي مئة ألف درهم
فلما مات احلتسن بعثت إىل معاوية تطلب إجناز وعده فبعثت إليها املال وعال إين أحب يزيداً وأرجو
حياته ولوال ذلك لزوجته إايك وعال الشعيب ومصداق هذا القول أن احلتسن كان يقول عند موته وعد
بلغه ما صن معاوية لقد علمت شربته وبلغ أمنيته وهللا ال يفي وما وعد وال يصدق فيما يقول وعد
حكى جدي يف كتابه ((الصفوة)) عال ذكر يعقوب بن سفيان يف اترخيه أن جعدة هي اليت مسته وعال
الشاعر يف ذلك:
تغر فكم لك من سلوة ...تفرج عنك غليل احلزن
وموت النيب وعتل الوصي ...وعتل احلتسني وسم احلتسن
()483/1
أيضاً عائشة وعالت ال يدفن م رسول هللا أحد عال ومحل مروان بن احلكم سرير احلتسن على عنقه
إىل البقي فقال له احلتسني حتمل سريره وعد كنت جترعه الغيظ عال وكتب مروان إىل معاوية أن بين
هاشم أرادوا أن يدفن احلتسن عند رسول هللا ومال معهم سعيد بن العاص ومنعتهم ألجل عثمان
املظلوم أيكون يف البقي ؟ واحلتسن م رسول هللا وأيب بكر وعمر فكتب إليه معاوية يشكره مث عزل
سعيد بن العاص ووىل مرواانً املدينة وملا دفن عام أخوه حممد بن احلنفية على عربه ابكياً وعال رمحك
هللا أاب حممد لئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك ولنعم الروح روح عمر به بذلك والنعم البدن بدن
تضمنه كفنك وكيف ال وأنت سليل اهلدى وخليف أهل التقى وخامس أصحاب الكتساء ربيب يف
حجر اإلسالم ورضعت ثدي اإلميان ولك التسوابق العظمى والغاايت القصوى وبك أصلح هللا بني
فئتني عظيمتني من املتسلمني ومل تك أشعث الدين فعليك التسالم فقد طبت حياً وميتاً وأنشد:
أأدهن رأسي أم تطيب جمالتسي ...وخدك معفور وأنت سليب
سأبكيك ما انحت محامة آيكة ...وما اخضر يف دوح الرايض عضيب
غريب وأكناف احلجاز حتوطه ...أال كل من حتت الرتاب غريب
عال الواعدي :وملا بلغ معاوية موته وكان ابخلضراء كرب تكبرية مسعها أهل املتسجد.
()485/1
وذكر ابن سعد :أن ابن عباس كان ابلشام ملا تويف احلتسن وكان بصره عد ذهب فدخل على معاوية
فقال لقائده ال تقدين لئال يشمت يب معاوية وهللا ألخربنه وما هو أشد عليه من مشاتيت به فقال له
هلك احلتسن بن علي فقال إان هلل وإان إليه راجعون ووهللا لن تبقى بعده اي معاوية.
ذكر أوالده عليه التسالم
عال الواعدي :كان له مخس عشر ذكراً ومثان أي بنات فمن الذكور علي األكرب وعلي األصغر
وجعفر وفاطمة وسكينة وأم احلتسن وعبد هللا والقاسم وزيد وعبد الرمحن وأمحد وإمساعيل واحلتسني
وعقيل واحلتسن وهو أبو عبد هللا بن حتسن بن حتسن بن علي عليه التسالم وهذا املذكور إمنا هو
ترتيب الواعدي وأما حممد بن سعد فقد ذكر يف ((الطبقات)) وعال :كان للحتسن بن علي من الولد
()486/1
تدعى صافية وطلحة ال بقية له وأمه أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد هللا التيمي وعبد األصغر وأمه
زينب بنت سبي بن عبد هللا أخي جرير بن عبد هللا البجلي.
وذكر الواعدي أنه كان لزيد بن احلتسن أوالد منهم حممد ألم ولد ال بقية له ونفيتسة بنت زيد تزوجها
الوليد بن عبد امللك فتوفيت عنده وأمها لبابة بنت عبد هللا بن العباس وحتسن بن زيد ويل املدينة
أليب جعفر املنصور وأمه أم ولد.
عال الواعدي :تويف زيد بن احلتسن ببطحاء بن أزهر على أميال من املدينة فحمل إىل البقي عال ومل
يذكر لنا اتريخ موته إال أنه من الطبقة الثالثة من التابعني ومن أوالد احلتسن بن احلتسن بن علي عليه
التسالم كان له أوالد منهم عبد هللا بن حتسن بن حتسن وحتسن بن حتسن وإبراهيم بن حتسن بن
حتسن وكلهم ماتوا يف حبس املنصور ابلكوفة ملا تذكروا زينب بنت حتسن بن حتسن بن علي بن علي
تزوجها الوليد بن عبد امللك مث فارعها وأم كلثوم بنت حتسن وأم اجلمي فاطمة بنت حتسن بن علي
وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد هللا وجعفر بن حتسن وداود وفاطمة وأم القاسم ومليكة ألم ولد
تدعى فارسية وأم كلثوم ألم ولد وكل هؤالء ولد احلتسن بن احلتسن بن علي عليه التسالم.
فنذكر بعض سرية عبد هللا بن حتسن حتسن عال الواعدي :كان مقيماً ابملدينة حىت زال ملك بين أمية
لدى فلما ويل أبو العباس التسفاح اخلالفة عدم من املدينة يف مجاعة من الطالبني وهو ابألنبار فأحتسن
جوائزهم وعدم عبد هللا وحباه وعربه وأدانه وصن به شيئاً مل يصنعه أبحد كان يتسمر معه ابلليل فتسمر
معه ليلة إىل نصف الليل فدعا أبو العباس بتسفط فيه جواهر ففتحه فقال اي أاب حممد هذا
()487/1
()488/1
وذكر الصويل يف كتاب ((األوراق)) أيضاً :أن التسفاح ملا غضب على عبد هللا بن حتسن كلمه فيه
املنصور فضحك وعال تكلمين فيه وهللا ال حييفه سواه وعال الصويل :ملا عدم عبد هللا على التسفاح
وأعطاه ألف ألف درهم وذلك ألنه ملا عدم عليه عال له يوماً اي أمري املؤمنني مسعت أبلف ألف درهم
وما رأيتها عط فأمر أبو العباس حبملها إىل بني يديه فلما أحضرت ورآها عبد هللا استهاهبا فقال امحلوا
معه فجاء الناس يهنئون عبد هللا فقال شكرمت رجالً أعطاان بعض حقنا وفاز ابلباعي فبلغ أاب العباس
فلم يقل شيئاً.
ذكر حبس املنصور لعبد هللا بن حتسن وإخوته
عال علماء التسري كان لعبد هللا بن حتسن بن حتسن عدة أوالد نذكرهم بعد وكان املشار إليهم منهم
()489/1
أدله على ولدي ليقتلهما وهو هلل معصيته فأمر حببتسه فأعام عبد هللا حمبوساً ثالث سنني وحبس معه
مجاعة منهم حتسن وإبراهيم.
أبنا حتسن أخو عبد هللا بن حتسن وحتسن بن جعفر بن حتسن وأبو بكر بن حتسن بن حتسن أخو عبد
هللا أيضاً وسليمان وعبد هللا وعلي وعباس بنو داود بن حتسن بن حتسن بن علي عليه التسالم أخذوه
وهو عاعد على اببه فنادت أمه عائشة بنت طلحة ابهلل دعوين أمشه فلم يفعلوا وعلي بن حتسن بن
حتسن بن حتسن العابد وموسى بن عبد هللا بن حتسن بن حتسن وعلي بن حممد بن عبد هللا بن حتسن
بن حتسن وكان الذي توىل حبتسهم رايح بن عثمان واله أبو جعفر املدينة فقيدهم وضيق عليهم وأول
من حبس منهم عبد هللا مث تتابعوا ومل يزالوا حمبوسني حىت حج أبو جعفر يف سنة أرب وأربعني ومئة
هذه التسنة وكان حبس عبد هللا على ما عيل سنة إحدى وأربعني فلما عفل أبو جعفر من مكة بعث
إىل رايح فحملهم ومحل معهم حممد بن حممد بن عبد هللا بن عمرو بن عثمان بن عفان وهو أخو بين
حتسن بن حتسن ألمهم مجيعاً ويتسمى ابلديباج وأمهم فاطمة بنت احلتسني بن علي بن أيب طالب
فأخذهم رايح فزادهم عيوداً وأغالالً وضيق عليهم حلق القيود فأثرت يف أرجلهم حىت أتى هبم الربذة
ألن أاب جعفر مل يدخل يف تلك احلجة إىل املدينة بل أعام ابلربذة حىت وصلوا يف احملافل عراة ليس
حتتهم وطاء وال وسائد وأبو جعفر ينظر إليهم من وراء سرت.
عال الطربي :محل معهم حنواً من أربعمئة من جهينة ومزينة وغريهم من القبائل عال عبد الرمحن بن أيب
()490/1
حتسن بن حتسن فقال وهللا ما أدري فضربه أربعمئة سوط مث ألقى عليه عميصاً غليظاً ونزعه فخرج
جلده معه وكان معه وكان من أحتسن الناس وهلذا مسي الديباج وأصاب عينه سوط فذهبت عينه
ومحل مكبالً إىل أخيه عبد هللا بن حتسن وهو عطشان فلم يتجاسر أحد أن يتسقيه ماء فصاح عبد هللا
اي معاشر املتسلمني أميوت أوالد رسول هللا عطاشى مث ركب أبو جعفر يف حممل ومعادلة الربي يف
الشق اآلخر ومحل بنو حتسن على أعتاب اجلمال مكشوفة رؤوسهم والشمس تقرعها وليس حتتهم
غطاء عرااي عطاشى جياعاً فمر هبم يوماً أبو جعفر وهو يف حممله وعد غطاه ابحلرير والديباج فناداه
عبد هللا بن حتسن اي أاب جعفر هكذا فعلنا بكم يوم بدر فلم يكلمه يشري إىل فعل النيب ابلعباس ملا
أسر يوم بدر وابت يف عيوده يئن أو يف عده فقال لقد منعين أنني العباس الليلة أن أانم مث حل عنه.
وذكر الصويل يف كتاب ((األوراق)) :أن ابن أيب الزاند التسعدي ملا أخرجوا من املدينة على اجلمال
وكل واحد يعادله جندي عال:
من ألنفس كثرية اإلشفاق ...ولعني كثرية اإلطراق
مجدت للذي دهاها زماانً ...مث جادت بدمعها املهراق
لفراق الذين راحوا إىل املوت ...عياانً واملوت مر املذاق
مث ظلوا يتسلمون علينا ...أبكف مشدودة يف واثق
()491/1
عال هشام بن حممد واسم ابنته الديباج اليت زوجها إبراهيم رعية فلم يزالوا سائرين حىت عدم هبم أبو
جعفر الكوفة على أسوأ حال.
عال الواعدي :وكانوا عشرين من أوالد احلتسن عليه التسالم فحبتسهم هبا وعيل حبتسهم ابهلامشية مقابل
الكوفة يف سرداب حتت األرض ال يعرفون ليالً وهناراً وهذا التسرداب عند عنطرة الكوفة موضعه
معروف يزار ومل يكن عندهم بئر للماء فكانوا يبولون ويتغوطون يف مواضعهم فاشتدت عليهم الرائحة
()492/1
حممد وإبراهيم معي يف العتسكر وابي حممد وإبراهيم خلق من عتسكر أيب جعفر مث إهنما خافا فمضى
حممد إىل احلجاز وإبراهيم إىل البصرة.
ذكر مقتل حممد بن عبد هللا بن حتسن بن حتسن بن علي عليه التسالم
عال أهل التسري :كان عد بوي له يف عامة األمصار ملا رأى الناس من جربوت أيب جعفر وعتسفه فخرج
حممد ابملدينة يف مئتني ومختسني فارساً يف رجب وكربوا وأتى التسجن فكتسر اببه وأخرج من فيه وحبس
رايح بن عثمان يف دار هشام مث صعد إىل املنرب فخطب وعال أيها الناس إنه عد كان من أمر الطاغية
عدو هللا أيب جعفر ما مل خيف عليكم وعد بىن القبة اخلضراء معاندة هلل وتصغرياً للكعبة احلرام وإمنا
أخذ هللا فرعون حني عال {أان ربكم األعلى} وأن أحق الناس ابلقيام يف هذا األمر أبناء املهاجرين
واألنصار اللهم إهنم عد أحلوا حرامك وحرموا حاللك وأمنوا من أخفت وأخافوا من أمنت اللهم
فأحصهم عدداً واعتلهم بدداً وال تغادر منهم أحداً مث نزل علت هكذا وععت هذه الرواية أن حممداً
عال :وعد بىن القبة اخلضراء وهي وهم فإن بغداد بنيت بعد عتل حممد وإبراهيم.
عال الواعدي :واستوىل حممد وعيل له إن يف أعناعنا بيعة أليب جعفر فقال مالك على املدينة ومكة
واليمن.
()493/1
عال الواعدي وغريه :وكان عبد هللا بن علي بن عبد هللا بن عباس عم املنصور حمبوساً عنده فقال أبو
جعفر شاوروه فقال إن البخل عد عتل أاب جعفر مروه أبنفاق األموال فإن غلب عادت إليه وإن غلب
مل يقدر عدوه على درهم.
عال هشام بن حممد وملا بلغ أاب جعفر خروج حممد كتب إليه من أمري املؤمنني أيب جعفر إىل حممد بن
عبد هللا عال هللا تعاىل{ :إمنا جزاء الذين حياربون هللا ورسوله ويتسعون يف األرض فتساداً} اآلية إىل عوله
رحيم} ولك علي عهد هللا وميثاعه
غفور ٌ
{إال الذين اتبوا من عبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن هللا ٌ
وذمة رسوله إن تبت ورجعت من عبل أن أعدر عليك فأنت آمن ومجي ولدك وإخوتك وأهل بيتك
ومن اتبعك على دمائهم وأمواهلم وأعطيتك ألف ألف درهم وانزل أي البالد أحببت وأطلق من يف
حبتسي من أهلك وإن شئت أن تتستوثق لنفتسك فابعث إيل من شئت ليأخذ يل منك األمان والعهود
والتسالم فكتب إليه حممد بن عبد هللا من حممد بن عبد هللا املهدي إىل عبد هللا بن حممد {طتسم.
تلك آايت الكتاب املبني .نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون ابحلق ٍ
لقوم يؤمنون .إن فرعون عال يف
األرض وجعل أهلها شيعاً يتستضعف طائفةً منهم يذبح أبناءهم ويتستحيي نتساءهم إنه كان من
املفتسدين .ونريد أن منن على الذين استضعفوا يف األرض وجنعلهم أئمةً وجنعلهم الوارثني .ومنكن هلم
يف األرض ونري فرعون وهامان وجنوداما منهم ما كانوا حيذرون} وأان أعرض عليك من األمان مثل
ما عرضت علي فإن احلق لنا وإمنا ادعيتم هذا األمر بنا وخرجتم بشيعتنا وحظيتم بفضلنا وإن أابان
علياً كان الوصي وهو اإلمام فكيف ورثتم واليته وولده أحياء مث عد علمت أنه مل يطلب هذا األمر
أحد له نتسبنا وشرفنا لتسنا من أبناء الطلقاء وال الطرداء وال اللعناء وال ميت أحد من بين هاشم ومثل
ما منت به من القرابة واملتسابقة والفضل وإان بنو أم رسول هللا فاطمة بنت عمرو يف اجلاهلية وبنو
فاطمة
()494/1
()495/1
به وأاب سعد وصدور الصحابة كابن عمر وأسامة بن زيد وغريهم فإهنم ختلفوا عن بيعته وعاتله طلحة
والزبري وعائشة وأغلقوا أبواب اخلالفة دونه مث عاتل عليها بكل وجه وتفرق عنه أصحابه وشك فيه
شيعته عبل التحكيم وبعده حىت عاتلهم منهم مجاعة مث حكم حكمني رضي هبما وأعطااما عهده
وميثاعه فاجتمعا على خلعه مث كان جدك حتسن بعده فباعها من معاوية خبرق ودراهم وحلق ابحلجاز
()496/1
وملا يئس أبو جعفر منه بعث إليه عيتسى بن موسى عمه وعال ما أابيل أيهما عتل صاحبه ألن التسفاح
كان عد عهد إىل عيتسى بعد أيب جعفر وأبو جعفر كان يكره ذلك وجهز م عيتسى أربعة آالف مث
عال له ابذل له األمان عبل عتاله وسار عيتسى فلما وصل إىل فيد كتب إىل مجاعة من أصحاب حممد
فتفرعوا عنه وكان عد اجتم م حممد مئة ألف فحفر خنادق املدينة واستعدوا.
عال الصويل :ملا نزل أصحاب أيب جعفر بعقوة حممد مل يكن له امة إال أن أحرق ديوانه وكان فيه
أسامي من كاتبه وابيعه فلما فرغ من ذلك عاال اآلن طبت نفتساً ابملوت ولوال فعله ذلك لوع الناس
يف أمر عظيم وجاء عيتسى فوعف على سل وعال اي حممد لك األمان فصاح به حممد وهللا هون وإن
املوت يف عز خري من احلياة يف ذلك مث ترجل وبقي معه من مئة ألف ثالمثائة وستة عشر رجل على
عدد أهل بدر مث اغتتسل هو وأصحابه وحتنطوا وعرعبوا دواهبم مث محلوا على عيتسى وأصحابه فهزموا
ثالاثً مث تكاثروا عليهم فقتلوهم وعتل محيد بن عحطبة حممداً ومل يعرفه وأتى برأسه إىل عيتسى بن
()497/1
وعال ابن سعد يف الطبقات :وأم حممد بن عبد هللا هند بنت أيب عبيدة بن عبد هللا بن زمعة بن
األسود بن املطلب وكنيته أبو عبد هللا وهو من الطبقة اخلامتسة من التابعني من أهل املدينة.
عال ابن سعد :وكان حملمد من الولد عبد هللا عتله هشام بن عمرو ببالد القشمري يف املعركة وعلي
مات يف التسجن ومصر وحتسن عتله موسى بن عيتسى بن موسى بن حممد بن علي بن عبد هللا بن
العباس بفخ صرباً وفاطمة تزوجها ابن عمها حتسن بن إبراهيم بن عبد هللا بن حتسن بن حتسن بن
علي وزينب تزوجها حممد بن التسفاح وكان أبو جعفر عد جهزه م عيتسى بن موسى لقتال حممد
فدخل هبا ليلة عتل أبوها مث مات عنها حممد بن التسفاح فتزوجها عيتسى بن علي بن عبد هللا بن
العباس ففارعها فتزوجها إبراهيم بن حتسن بن زيد بن حتسن بن علي عليه التسالم وأم مجي من ذكران
أم سلمة بنت حممد بن حتسن بن حتسن بن علي بن أيب طالب والطاهر وأمه فاختة بنت فليح من آل
الزبري بن العوام وإبراهيم ألم ولد أسند احلديث حممد عن انف موىل ابن عمر وغريه وحدث عنهم.
ذكر مقتل إبراهيم بن عبد هللا أخي حممد بن عبد هللا
عال علماء التسري :ويف هذه التسنة ابتدأ املنصور بعمارة بغداد فبينما هو مشغول ابلعمارة إذ ورد عليه
اخلرب خبروج إبراهيم بن عبد هللا ابلبصرة وأنه غلب على األهواز وفارس وأنه يف خلق عظيم ومال
الناس إليه وازدادوا حرصاً على عتال أيب جعفر ملا عتل حممداً وكان خروج إبراهيم غرة شوال وعيل
غرة رمضان من هذه التسنة فانصرف أبو جعفر من عمارة بغداد وهجر النتساء واللذات وعال وهللا ال
أعود على شيء منها حىت أعلم رأس إبراهيم يل أم رأسي له وكان عد انضم إىل إبراهيم مئة ألف
وليس عند أيب جعفر سوى ألفي فارس كان عد فرق جيشه يف الشام وإفريقية
()498/1
()499/1
مثلها وامللتقى بيننا القيامة وهللا احلاكم عال الربي فأبلغته ما عال فما رأيته منكتسراً مثل انكتساره حني
عتل له ذلك.
وعال األصمعي :أحضر يوماً إىل أيب جعفر هريتسة الفتستق ومعها مصارين الدجاج حمشوة بلحم البط
والتسكر ودهن الفتستق فقال إن إبراهيم وحممد أرادا أن يتسبقاين إىل هذا فتسبقتهما.
عال األصمعي :وابمخري من أرض الطفت وعد ذكرها دعبل يف عصيدته التائية اليت رثى هبا مجاعة من
أهل البيت وهي:
()500/1
()501/1
()503/1
كالبية وعلي ألم ولد ويف هذه التسنة عتل أبو جعفر حممد الديباج وهو يعلم برباءة ساحته وسببه أنه
حبتسه م عبد هللا بن حتسن بن حتسن فكتب إليه انئبه خبراسان أن خراسان عد انتفضت علينا خبروج
حممد وإبراهيم وطال عليهم أمراما فضرب عنق حممد الديباج وبعث برأسه إليه وبعث معه رجاالً
حيلفون ابهلل أنه رأس حممد بن عبد هللا بن حتسن وأن أمه فاطمة بنت رسول هللا فلما انكشف األمر
ألهل خراسان عالوا مل نطل أليب جعفر على كذبة غري هذه ويف هذه التسنة تويف عبد هللا بن حتسن بن
حتسن ومن معه فقال ابن سعد يف الطبقات :ثنا الواعدي عال أول من مات منهم يف احلبس عبد هللا
بن حتسن بن حتسن فقال التسجان ليخرج أعربكم فليصل عليه فخرج أخوه حتسن بن حتسن فصلى
عليه وذلك يف يوم عيد األضحى وهو ابن مخس وسبعني سنة وعيل ابن اثنني وسبعني سنة وعيل تويف
ببغداد واألول أصح وعيل كان ابن ست وأربعني سنة واألول أشهر وذكر اخلطيب يف اترخيه عال:
أخذ أبو جعفر عبد هللا بن حتسن فقيده وحبتسه يف داره فلما أراد اخلروج إىل احلج وعفت له ابنة
صغرية لعبد هللا على الطريق وامسه فاطمة فلما مر هبا أبو جعفر عالت:
ارحم كبرياً سنه متهدماً ...يف التسجن بني سالسل وعيود
وارحم صغار فىت يزيد فإهنم ...يتموا لفقدك ال لفقد يزيد
إن جدت ابلرحم القريبة بيننا ...ما جدان من جدكم ببعيد
()505/1
فقال أبو جعفر :أذكرتنيه مث أخذ من إىل املطبق فكان آخر العهد به عوهلا وارحم صغار بين زيد إمنا
وع من فلتات لتسان فاطمة ألنه كان لعبد هللا بن حتسن ابن امسه يزيد وال يعرف يف آل أيب طالب
من امسه يزيد إال يزيد بن معاوية بن عبد هللا بن جعفر وعد أنكر عليه بنو هاشم هذا وهجروه ألجل
ما مسى به وذكر أبو الفرج األصفهاين :أن عمر بن عبد العزيز كان حيرتم عبد هللا بن حتسن بن حتسن
ويعظمه ويقضي حوائجه ورآه يوماً واعفاً ببابه فقال أمل أعل لك إذا كانت لك حاجة فارفعها إيل فوهللا
إين ألستحي من هللا أن يراك على ابيب عال الواعدي :وأم عبد هللا بن حتسن فاطمة بنت احلتسني عليه
التسالم وكان له من الولد حممد وإبراهيم وعد ذكراناما وموسى وإدريس وهارون وفاطمة وزينت ورعية
()506/1
إليه هارون الفضل بن حيىي فأمنه فقدم عليه فرده إىل املدينة فلما خرج حتسني بن علي بفخ صار إليه
مث أفلت.
عال الواعدي :مث مات بعد عبد هللا بن حتسن وحممد الديباج الذي بعث رأسه أبو جعفر إىل الشرمي
وهو حممد بن عبد هللا بن عمرو بن عثمان بن عفان وابن فاطمة بنت احلتسني بن علي وكان أبوه
يدعى املطرف جلماله وكان أصغر ولد أمه وكان إخوته ألمه حيبونه وحيبهم عتله أبو جعفر وكان له من
الولد خالد وعبد العزيز وعبيد هللا والقاسم وعثمان وأمهم أم كلثوم بنت إبراهيم بن حممد بن طلحة
التيمي وأمها لبابة بنت عبد هللا بن العباس بن عبد املطلب وعال ابن سعد يف الطبقات :كان معهم يف
احلبس علي حتسن بن حتسن بن حتسن بن علي بن أيب طالب وهو أبو حتسني بن علي بن حتسن بن
حتسن بن حتسن صاحب فخ وكان من أفضل أهل زمانه نتسكاً وعبادة مل أيكل ألحد من أهل بيته
طعاماً وال من القطائ اليت عطعها أبو العباس وأبو جعفر وال توضأ من تلك العيون وال شرب منها
وكانوا يبكون عليه يف احلبس ويقولون هذا البائس دهى بتسببنا.
()507/1
()508/1
()509/1
على فخذه اليمىن واحلتسني على فخذه اليتسرى وأجلس علياً وفاطمة بني يديه مث لف علبهم كتساء
أو ثوبه مث عرأ {إمنا يريد هللا ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} اآلية مث عال ((اللهم هؤالء أهل بييت
حقاً)).
وهذا احلديث مشتمل على فضل احلتسني وغريه وذكر أمحد يف الفضائل عن علي بن حتسني عن أبيه
عن جده أن رسول هللا صلى هللا عليه وآله أخذ بيد احلتسن واحلتسني وعال ((من أحب هذين وأاباما
وأمهما كان معي يف درجيت يوم القيامة)).
وذكر ابن سعد يف ((الطبقات)) :عن يعلى بن عبيد هللا بن الوليد عن عبد هللا بن عبيد بن عمري عال
حج احلتسني مختساً وعشرين حجة ماشياً وجنائبه تقاد معه.
وذكر ابن سعد أيضاً :أن احلتسني جاء يوماً إىل عمر وهو خيطب على منرب رسول هللا فقال له انزل
عن منرب أيب فأخذه فأععده إىل جنبه وعال وهل أنبت الشعر على رؤوسنا إال أبوك.
وعال عكرمة :حدثين ابن عباس عال كان عمر بن اخلطاب حيب احلتسن واحلتسني ويقدمهما على ولده
ولقد عتسم يوماً فأعطى احلتسن واحلتسني كل واحد منهما عشرة آالف درهم وأعطى ولده عبد هللا
ألف درهم فعاتبه ولده وعال عد علمت
()510/1
سابقيت يف اإلسالم وهجريت وأنت تفضل علي هذين الغالمني فقال وحيك اي عبد هللا ائتين جبد مثل
جداما وأب مثل أبيهما وأم مثل أمهما وجدة مثل جدهتما وخال مثل خاهلما وخالة مثل خالتهما وعم
مثل عمهما وعمة مثل عمتهما جداما رسول هللا وأبواما علي وأمهما فاطمة وجدهتما خدجية وخاهلما
()511/1
هللا بن عمر وعبد الرمحن بن أيب بكر فأما ابن عمر فرجل عد وعذته العبادة فإذا مل يبق غريه ابيعك
وأما احلتسني فإن أهل العراق لن يدعوه حىت خيرجوه فإن خرج عليك وظفرت به فاصفح عنه فإن له
رمحاً ماسة وحقاً عظيماً وأما ابن أيب بكر فإنه ليتست له امة إال يف النتساء واللهو فإذا رأى أصحابه
عد صنعوا شيئاً صن مثله وأما الذي جثم لك جثوم األسد ويطرق إطراق األفعوان ويراوغك مراوغة
الثعلب فذاك ابن الزبري فإن وثب عليك وأمكنتك الفرصة منه فقطعه إرابً إرابً فلما مات معاوية كان
على املدينة الوليد بن عتبة بن أيب سفيان وعلى مكة عمر بن سعيد بن العاص وعلى الكوفة النعمان
بن بشري وعلى البصرة عبيد هللا بن زايد فلم يكن ليزيد بعد موت أبيه هم إال بيعة النفر الذين مساهم
أبوه فكتب إىل الوليد بن عتبة أيمره أن أيخذهم ابلبيعة أخذاً شديداً ليس فيه رخصة فلما وعف على
()512/1
إليكم وكان الوليد حيب العافية فقال انصرف إىل دعة هللا حىت أتتينا يف الناس فقال له مروان وهللا
لئن فارعك التساعة ومل يباي ال عدرت عليه أبداً حىت تكثر القتلى بينكما احبس الرجل عندك حىت
يباي أو تضرب عنقه فوثب احلتسني عائماً وعال اي ابن الزرعاء هو يقتلين وأنت كذب ومنت مث خرج
فقال الوليد اي مروان وهللا ما أحب أن يل ما طلعت عليه الشمس وأين عتلت حتسيناً وأما ابن الزبري
فإنه عال اآلن آتيكم مث خرج يف الليل إىل مكة على طريق الفرع هو وأخوه جعفر بن الزبري فأرسلوا
الطلب خلفه ففاته وخرج احلتسني يف الليلة اآلتية أبهله ونتسائه وعد اشتغلوا عليه اببن الزبري فلحق
ومكة وبعث الوليد إىل ابن عمر فقال إذا ابي الناس ابيعت وكان أبو سعيد املقرئ يقول مسعت
احلتسني عليه التسالم يتمثل تلك الليلة وهو خارج من املتسجد بقول ابن مفرغ:
ال ذعرت التسوام يف غتسق الصبح ...مغرياً وال دعوت يزيداً
يوم أعطي من املهانة ضيماً ...واملنااي يرصدنين أن أحيدا
ويروى حني أعطي خمافة املوت ضيماً عال فقلت يف نفتسي ما متثل هبذين البيتني إال لشيء يريده
فخرج بعد ليلتني إىل مكة وعال التسدي :خرج احلتسني من املدينة وهو يقول{ :فخرج منها خائفاً
يرتعب} فلما دخل مكة عال {عتسى ريب أن يهديين سواء
التسبيل} وأعام ابن الزبري ومكة فقال له عمر بن سعد ما أعدمك؟ فقال عائذاً ابهلل وهبذا البيت وأعام
احلتسني ومكة وملا بلغ يزيد ما صن الوليد عزله عن املدينة ووالها عمر بن سعد األشدق وعال
الواعدي :مل يكن ابن عمر ابملدينة حني مات معاوية بل كان ومكة ومث عدم املدينة بعد ذلك هو وابن
عباس وملا استقر احلتسني ومكة وعلم به أهل الكوفة كتبوا إليه يقولون إان عد حبتسنا أنفتسنا عليك
ولتسنا حنضر الصالة م الوالة فاعدم علينا فنحن يف مئة ألف وإان عد فشا فينا اجلور وعمل فينا بغري
كتاب هللا وسنة رسوله ونرجو أن جيمعنا هللا بك على احلق وينفي عنا بك الظلم فأنت أحق هبذا
األمر من يزيد وأبيه الذي أغضب هللا فيها وشرب اخلمور ولعب ابلقرود والطنابري وتالعب الدين
وكان ممن كتب إليه ذلك سليمان بن صرد واملتسيب بن جنيبة ووجوه أهل الكوفة عال الواعدي :وملا
نزل احلتسني مكة كتب يزيد بن معاوية إىل عبد هللا بن عباس أما بعد :فإن ابن عمك حتسيناً وعبد هللا
بن الزبري التواي ببيعيت وحلقا ومكة متصدين للفتنة معرضني أنفتسهما للهلكة فأما ابن الزبري فإنه صري
الفناء وعتيل التسيف غداً وأما احلتسني فقد أحببت اإلعذار إليكم أهل البيت مما كان منه وعد بلغين
أن رجاالً من شيعة أهل العراق يكاتبونه ويكاتبهم مينونه اخلالفة وعد تعلمون ما بيين وبينكم من
الوصلة وعظيم احلرمة ووشائج األرحام وعد عط ذلك احلتسني فبته وأنت زعيم أهل بيتك وسيد أهل
بالدك فالقه فاردده عن التسعي يف الفرعة ورد هذه األمة عن الفتنة فإن عبل منك وأانب إليك فله
عندي األمان والكرامة الواسعة وأجري عليه ما كان أيب جيريه على أخيه وإن طلب الزايدة فاضمن
هلما أرادك هللا أنفذ ضمانك وأعوم له بذلك وله علي األميان املغلظة واملواثيق املؤكدة وما تطمئن به
نفتسه ويعتمد يف كل األمور عليه عجل جبواب كتايب وبكل حاجة لك إيل عبل كل شيء والتسالم.
عال هشام بن حممد :وكتب يزيد يف أسفل الكتاب:
()514/1
()515/1
()516/1
عال اي ابن عم إن أهل الكوفة عوم غدر عتلوا أابك وخذلوا أخاك وطعنوه وسلبوه وأسلموه إىل عدوه
وفعلوا وفعلوا فقال هذه كتبهم ورسلهم وعد وجب علي املتسري لقتال أعداء هللا فبكى ابن عباس
()517/1
بلغ ابن احلنفية متسريه وكان يتوضأ وبني يديه طشت بكى حىت م أه من دموعه ومل يبق ومكة إال من
حزن ملتسريه وملا أكثروا عليه أنشد أبيات أخي األوس:
سأمضي فما املوت عار على الفىت ...إذا ما نوى خرياً وجاهد مغرماً
وآسى الرجال الصاحلني بنفتسه ...وفارق مثبوراً وخالف حمرماً
وإن عشت مل أذمم وإن مت مل أمل ...كفى بك ذالً أن تعيش وترغما
مث عرأ {وكان أمر هللا عدراً مقدوراً} مث بعث احلتسني عبل خروجه من مكة إىل الكوفة متسلم بن عقيل
وعال له انظر ما كتبوا به إلينا فإن كان حقاً فأخربين فاستعفاه متسلم فلم يعفه فقال له اي ابن عم
()518/1
()519/1
هانئ إىل سيف شرطي ليأخذه فدف عنه فقال ابن زايد عد أحل هللا دمك واجتم الناس على ابب
القصر فقال ابن زايد لشريح اخرج إليهم وعل هلم إمنا حبتسه ليتسأله فقال له هانئ اي شريح اتق هللا
فإنه عاتلي فخرج إليهم شريح فقال هلم ذلك فتفرعوا وبلغ متسلم بن عقيل اخلرب فخرج من دار هانئ
واندى بشعاره فاجتم إليه أربعة آالف من أهل الكوفة فأخذهم وسار إىل القصر وكان عند ابن زايد
وجوه أهل الكوفة فقال هلم عوموا ففرعوا عشائركم عن متسلم وإال ضربت أعناعكم فصعدوا على
القصر وجعلوا يكلموهنم فتفرق من كان م متسلم وتتسللوا عنه ودامه الليل وعد بقي وحده فجاء إىل
ابب فجلس عليه فجاءته امرأة فخرجت إليه فقال هلا اي أمة هللا اسقيين ماء فتسقته وعالت من أنت
فقال متسلم بن عقيل فقالت ادخل وكانت املرأة أم موىل حملمد بن األشعث فعرفه ابنها فانطلق فأخرب
ابن األشعث بن زايد فبعث إليه عمرو بن حريث املخزومي وكان على شرطته ومعه حممد بن األشعث
فأحاطوا ابلدار فخرج إليهم متسلم يقاتل فأمنه ابن األشعث وجاء به إىل ابن زايد فأمر به فأصعد إىل
أعلى القصر فضربت عنقه وألقي رأسه إىل الناس وصلبت جثته ابلكناسة مث فعل هبانئ بن عروة
كذلك فقال الشاعر:
فإن كنت ال تدرين ابملوت فانظري ...إىل هانئ ابلتسوق وابن عقيل
أصاهبما ريب املنون فأصبحا ...أحاديث من يتسعى بكل سبيل
وعال آخر يف مماالة ابن األشعث ومتسلم بن عقيل:
()520/1
()521/1
خفتم الوهن والفشل فال يغر الرجل بنفتسه فقالوا ال وهللا بل ننصره ونبذل أنفتسنا دونه فكتبوا إليه
وما عدمنا ذكره وبعثوا الكتاب م عبد هللا بن سب اهلمداين وعبد هللا بن وال فقدما إىل احلتسني لعشر
مضني من رمضان مث بعثوا بعداما بيومني عيس بن متسهر الصيداوي وعبد الرمحن بن عبد هللا األرجى
وعمارة بن عبد التسلويل ومعهم حنو من مئة ومختسني صحيفة من أهل الكوفة مث لبثوا يومني وسرحوا
هامئ بن هانئ التسبعي وسعيد بن عبد هللا احلنفي وكتبوا معهما إىل احلتسني كتاابً فيه :الناس ينتظرون
عدومك ال رأي هلم يف غريك فحي هال العجل العجل وكتب إليه شبيب بن ربعي وحجارة بن احلر
ويزيد بن احلارث وعروة بن عيس يف آخرين أما بعد فقد اخضر اجلنان وأينعت الثمار فأعدم فإنك
تقدم على جند جمند لك والتسالم واجتمعت الرسل كلها ومكة عنده فحينئذ بعث إليهم متسلم بن
عقيل وكتب معه كتاابً إليهم عد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقيت من أهل بييت وأمرته أن يكتب إيل
حبالكم فإن كتب إيل أنه عد اجتم رأي م أكم وذوي احلجا منكم على مثل ما عدمت به رسلكم
علي عدمت عليكم وإال مل أعدم والتسالم مث دعا متسلم بن عقيل فبعثه م عيس بن متسهر الصيداوي
وعمارة بن عبد هللا التسلويل وعبد الرمحن بن عبد هللا األرجى وأمره بكتمان األمر فتسار متسلم إىل
()522/1
إىل يزيد وكتب إليه :احلمد هلل الذي أخذ ألمري املؤمنني حبقه وكفاه مؤنة عدوه فكتب إليه يزيد
يشكره ويقول عد عملت عمل احلازم وصلت صولة الشجاع الرابط اجلأش وعد صدق ظين فيك
وبلغين أن احلتسني عد توجه إىل العراق فض له املناظر واملتساحل واحرتس منه واحبس على الظنة وخذ
التهمة واكتب إيل يف كل ما حيدث من خري وشر.
رواية أخرى :وعال هشام كان خمرج احلتسني من املدينة إىل مكة يوم األحد لليلتني إن بقيتا من رجب
سنة ستني ودخل مكة يوم اجلمعة لثالث مضني من شعبان فأعام ومكة شهر شعبان ورمضان وشوال
وذي القعدة وخرج منها لثمان ليال مضني من ذي احلجة يوم الثالاثء وكان يوم الرتوية يف اليوم الذي
خرج فيه متسلم بن عقيل ابلكوفة.
رواية أخرى :وعال هشام بن حممد أيضاً :كان احلتسني عد بعث عيس بن متسهر إىل متسلم بن عقيل
يتستعلم خربه عبل أن يصل إليه فأخذه ابن زايد وعال له عم يف الناس واشتم الكذاب ابن الكذاب
يعين احلتسني فقام على املنرب وعال أيها الناس إين تركت احلتسني ابحلاجر وأان رسوله إليكم لتنصروه
فلعن هللا الكذاب ابن زايد فطرح من القصر فمات.
ذكر وصول احلتسني عليه التسالم إىل العراق
عال علماء التسري :ومل يزل احلتسني عاصداً الكوفة جمداً يف التسري وال علم له وما جرى على متسلم بن
عقيل وعيس بن متسهر حىت إذا كان بينه وبني القادسية ثالثة أميال تلقاه احلر بن يزيد التميمي فتسلم
عليه وعال له أين تريد اي ابن رسول هللا؟ فقال أريد هذا املصر فقال له ارج فوهللا ما تركت لك
()523/1
وكان معه إخوة متسلم بن عقيل فقالوا وهللا ال نرج حىت نصيب بثأران أو نقتل فقال ال خري يف احلياة
بعدكم مث سار فلقيه أوائل خيل بن زايد فلما رأى ذلك عدل إىل كربالء وأسند ظهره إىل عصب
وحلف أال يقاتل إال من وجه واحد فنزل وضرب أبياته وكان يف مختسة وأربعني فارساً ومئة راجل وكان
ابن زايد عد جهز عمر بن سعد بن أيب وعاص احلتسني يف أربعة آالف وجهز مختسمئة فارس فنزلوا
على الشرائ وعال ابن زايد لعمر بن سعد اكفين هذا الرجل وكان عمر يكره عتاله فقال اعفين فقال
ال أعفيك وكان ابن زايد عد وىل عمر بن سعد الري وخراسان فقال عاتله وإال عزلتك فقال أمهلين
الليلة فأمهله ففكر فاختار والية الري على عتل احلتسني فلما أصبح غدا عليه وعال أان أعاتله عال
حممد بن سريين وعد ظهرت كرامات علي بن أيب طالب عليه التسالم يف هذا فإنه لقي عمر بن سعد
يوماً وهو شاب فقال وحيك اي ابن سعد كيف بك إذا عمت مقاماً ختري فيه بني اجلنة والنار فتختار
النار.
وعال الواعدي وغريه :ملا رحل احلتسني عليه التسالم من القادسية وعف خيتار مكاانً ينزل به وإذا سواد
اخليل عد أعبل كالليل وكأن راايهتم أجنحة النتسور وأسنتهم اليعاسيب فنزلوا مقابلهم ومنعوهم املاء
ثالثة أايم فناداه عبد هللا بن حصن األزدي اي حتسني ما تنظر إىل املاء كأنه كبد التسماء ووهللا ال
تذوق منه عطرة حىت متوت عطشاً وانده عمر بن احلجاج اي حتسني هذا املاء تلغ فيه الكالب وتشرب
منه خنازير أهل التسواد واحلمر والذائب وما تذوق منه وهللا عطرة حىت تذوق احلميم يف انر اجلحيم
وكان مساع هذا الكالم على احلتسني أشد من منعهم املاء عال فلما اشتد ابحلتسني وأصحابه العطش
بعث العباس بن علي عليه التسالم أخاه إىل املشارع يف ثالثني فارساً وعشرين رجالً راجالً فأعبلوا على
املاء فلم ميكنوهم من الوصول إليه وكان عمر بن سعد يكره عتال احلتسني فبعث إليه يطلب االجتماع
به فاجتمعا خلوة فقال له عمر ما جاء بك اي حتسني فقال أهل الكوفة فقال أما عرفت ما فعلوا
معكم
()524/1
()525/1
فعلت فقال له الشمر إن فعلت ما عال األمري وإال فخل بيين وبني العتسكر فبعث عمر إىل احلتسني
فأخربه وما جرى فقال وهللا ال وضعت يدي يف يد ابن مرجانة أبداً وأنشد:
ال ذعرت التسوام يف فلق الصبح ...مغرياً وال أجبت يزيداً
يوم أعطي من املهانة ضيماً ...واملنااي يرصدنين أن أحيدا
وعد ذكرانه وذكر جدي أبو الفرج يف كتاب ((املنتظم)) :أن مشر ذي اجلوشن وعف على أصحاب
()526/1
مثال الباعني مث لطمت وجهها واحلتسني يعزيها وهي ال تقبل عزاه والثمال الغيات وأصله من الثميلة
وهي البقية من املاء مث عال احلتسني ما يقال هلذه األرض فقالوا كربالء ويقال هلا أرض نينوى عرية هبا
فبكى وعال أخربتين أم سلمة عالت كان جربيل عند رسول هللا صلى هللا عليه وآله وأنت معي فبكيت
فقال رسول هللا دعي ابين فرتكتك فأخذك ووضعك يف حجره فقال له جربيل أحتبه؟ فقال ((نعم))
فقال إن أمتك ستقتله عال فإن شئت أن أريك تربة أرضه اليت يقتل فيها عال ((نعم)) عالت فبتسط
جربيل جناحه على أرض كربالء وأراه إايها فلما عيل للحتسني هذه أرض كربالء مشها وعال هذه وهللا
هي األرض اليت أخرب هبا جربيل رسول هللا وإنين أعتل فيها ويف رواية فقبض منها عبضة فشمها وعد
ذكر ابن سعد يف الطبقات عن الواعدي ومعناه وعال :فاستيقظ رسول هللا وبيده تربة محراء وذكر ابن
سعد عن الشعيب عال ملا مر علي عليه التسالم بكربالء يف متسريه إىل صفني وحاذى نينوى وهي عرية
على الفرات واندى صاحب مطهرته اصرب اي أاب عبد هللا ما يقال هلذه األرض؟ فقال كربالء فبكى
حىت بل األرض من دموعه مث عال دخلت على رسول هللا وهو يبكي فقلت ما يبكيك؟ فقال كان
عندي جربيل آنفاً وأخربين أن ولدي احلتسني يقتل بشاطئ الفرات وموض يقال له كربالء مث عبض
جربيل عبضة من تراب فشممين إايها فلم أملك عيين أن فاضتا وعد روى احلتسن بن كثري وعبد خري
()527/1
عنه إىل عثمان فتجرد أبوك للطلب ابلتسيف فلم يدركه بعد عثمان وأىب هللا أن جيعل فينا أهل البيت
والدنيا أو اخلالفة أو امللك وإايك وسفهاء أهل الكوفة أن يتستخفوك فيخرجوك ويتسلموك فتندم
والت حني مناص وملا طل الفجر وهو يوم اجلمعة عاشر احملرم وعيل يوم التسبت سنة إحدى وستني
على أصحابه ميمنة وميتسرة وكانوا كماد عرانً مختسة وأربعني فارساً ومئة راجل وعال عوم كانوا سبعني
فارساً ومئة راجل وعيل كان معه ثالثون فارساً وذكر املتسعودي أنه كان معه ألف واألول أصح وعال
املتسعودي :عتل منهم أحد ومثانون نفتساً ومل حيضر عتال احلتسني أحد من أهل الشام بل كلهم من أهل
الكوفة ممن كاتبه وكانوا ستة آالف مقاتل فأعطى احلتسني الراية أخاه العباس فجعل البيوت واحلرم
خلفه فأطلق القوم النار من وراء البيوت فناداه مشر اي حتسني تعجلت النار يف الدنيا فقال له احلتسني
اي ابن الراعية املعزى إيل تقول هذا أنت وهللا أوىل هبا صلياً مث انداه حممد بن األشعث ابشر التساعة
ترد اجلحيم فقال من هذا املتكلم؟ عالوا ابن األشعث فقال لعنك هللا وعومك مث اندى احلتسني اي أهل
الكوفة أما هذه كتبكم إيل أعدمتموين وغدرمتوين أين عهودكم ومواثيقكم؟ فلم جيبه أحد ويف رواية أنه
اندى اي شبيب بن ربعي واي حجار بن احلر واي عيس بن األشعث واي زيد بن احلارث واي فالن أمل
تكتبوا إيل فقالوا ال ندري ما تقول وكان احلر بن يزيد الريبوعي من ساداهتم فقال بلى وهللا لقد
كاتبناك وحنن الذي أعدمناك فأبعد هللا الباطل وأهله وهللا ال أختار الدنيا على اآلخرة مث ضرب رأس
فرسه ودخل يف معتسكر احلتسني فقال له احلتسني أهال بك وسهالً أنت وهللا احلر يف الدنيا واآلخرة مث
انداهم احلر وحيكم ال أم لكم أنتم الذين أعدمتموه فلما أاتكم أسلمتموه ومنعتموه وأهله املاء اجلاري
الذي تشرب منه اليهود والنصارى واجملوس ويتمرغ فيه خنازير أهل التسواد بئتسما خلفتم حممداً يف
أهله وذريته وإذا مل تنصروه وتفوا له وما حلفتم عليه فدعوه ميضي حيث شاء من بالد هللا
أما أنتم ابهلل مؤمنون وبنبوة جده حممد مصدعون وابملعاد موعنون مث محل عليه وعال:
اضرب يف أعراضكم ابلتسيف ...عن خري من حل مين واحليف
وعتل منهم مجاعة مث تكاثروا عليه فقتلوه عال الواعدي :أول من رمى يف عتسكر احلتسني بتسهم عمر
بن سعد وعال هشام بن حممد :ملا رآهم احلتسني مصرين على عتله أخذ املصحف ونشره وجعله على
رأسه واندى بيين وبينكم كتاب هللا وجدي رسول هللا صلى هللا عليه وآله اي عوم مب تتستحلون دمي
ألتست ابن بنت نبيكم أمل يبلغكم عول جدي يف ويف أخي ((هذان سيدا شباب أهل اجلنة)) إن مل
تصدعوين فتسلوا جابراً وزيد بن أرعم وأاب سعيد اخلدري أليس جعفر الطيار عمي فناداه مشر التساعة
ترد اهلاوية فقال احلتسني هللا أكرب أخربين جدي رسول هللا فقال ((رأيت كأن كلباً ولغ يف دماء أهل
بييت وما أخالك إال إايه)) فقال مشر أان أعبد هللا على حرف إن كنت أدري ما تقول فالتفت احلتسني
فإذا بطفل له يتلظى عطشاً فأخذه على يده وعال اي عوم إن مل ترمحوين فارمحوا هذا الطفل فرماه رجل
منهم بتسهم فذحبه فجعل احلتسني يبكي ويقول اللهم بيننا وبني عوم دعوان لينصروان فقتلوان فنودي من
اهلوى اي حتسني دعه فإن له مرضعاً يف اجلنة ورماه حصني بن متيم بتسهم فوع يف شفته فجعل الدم
يتسيل من شفته وهو يبكي ويقول اللهم إين أشكو إليك ما يفعل يب وإبخويت وولدي وأهلي مث إنه
اشتد به العطش فهم أن يلقي نفتسه بني القوم مث شرفت نفتسه عن ذلك مث جاء وعت صالة الظهر
فصلى أبصحابه صالة اخلوف فبينما هم يف الصالة تكالبوا عليه فحمل عليه زهري بن القني يذب عن
احلتسني ويقول:
أان زهري وأان ابن القني
()529/1
()530/1
اجلوشن وملا دخل سنان على احلجاج عال له أنت عاتل احلتسني عال نعم عال أبشر فإنك وإايه ال
جتمعان يف دار أبداً عالوا فما مس من احلجاج كلمة خري منها مث عدوا ما يف جتسده فوجدوه ثالاثً
وثالثني طعنة برمح وأربعاً وثالثني ضربة ابلتسيف ووجدوا يف ثيابه مئة وعشرين رمية بتسهم وسلبوا
مجي ما عليه حىت سرواله أخذه جبر بن كعب التميمي وأخذ عميصه إسحاق بن حوية احلضرمي
وأخذ سيفه القالنس النهشلي وأخذ عطيفته عيس بن األشعث الكندي وأخذ نعليه األسود بن خالد
األزدي وأخذ عمامته جابر بن يزيد وأخذ ترسه ابن بشري الكندي وعال عمر بن سعد من جاء برأس
احلتسني فله ألف درهم وعال عمر أيضاً من يوطئ اخليل صدره وظهره فله كذا وكذا ووجدوا يف ظهره
آاثراً سوداً فتسألوا عنها فقيل كان ينقل الطعام على ظهره يف الليل إىل متساكني أهل املدينة وأخذ
ملحفة فاطمة بنت احلتسني وأخذ حليها وعروا ساعيها وعروا نتساءه.
عال الواعدي :وجاء سنان بن أنس وعيل مشر فوعف على ابب فتسطاط عمر بن سعد وعال:
ام أ ركايب فضة وذهباً
أان علت التسيد احملجبا
عتلت خري الناس أماً وأابً
()531/1
()532/1
()533/1
بن عبد هللا بن جعفر بن احلتسني عليه التسالم وتتابعوا بعدهم وكان زهري بن القني عد عتل م احلتسني
وعالت امرأة لغالم له اذهب وكفن موالك فذهب فرأى احلتسني جمرداً فقال أكفن موالي وأدع احلتسني
ال وهللا فكفنه مث كفن مواله يف كفن آخر.
وحكى حممد بن سعد عن حممد بن احلنفية أنه عال لقد عتلوا تتسعة عشر شاابً كلهم يف رحم فاطمة
وهذا يدل على أنه عتل معه خلق كثري من أهله ومن أوالده وأوالد احلتسن بن علي عليه التسالم وكان
مقتله يوم اجلمعة ما بني الظهر والعصر ألنه صلى صالة اخلوف أبصحابه وعيل يوم التسبت وعد
ذكرانه.
ذكر إنفاذ الرؤوس والتسبااي إىل ابن زايد
عال هشام بن حممد والواعدي وابن إسحاق :مث بعث عمر بن سعد إىل ابن زايد برأس احلتسني ورؤوس
أصحابه وبناته ومن بقي من األطفال م خويل بن يزيد األصبحي وفيهم علي بن احلتسني األصغر
وكان مريضاً فلما مروا على جثة احلتسني عليه التسالم صاحت زينب بنت علي عليه التسالم:
()534/1
وروى أنه كان خمضوابً ابلتسواد عالوا وال يثبت ذلك وإمنا غريته الشمس وعد روى ابن أيب الدنيا أنه
كان عند ابن زايد بن أرعم فقال له ارف عضيبك فوهللا لطاملا رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وآله
يقبل ما بني هاتني الشفتني مث جعل زيد يبكي فقال له ابن زايد أبكى هللا عينك لوال أنك شيخ عد
خرفت لضربت عنقك فنهض زيد وهو يقول :أيها الناس أنتم العبدة بعد اليوم عتلتم ابن فاطمة
وأمرمت ابن مرجانة وهللا ليقتلن خياركم وليتستعبدن أشرافكم فبعداً ملن رضي ابلذل والعار مث عال ايبن
زايد ألحدثنك حديثاً هو أغلظ عليك من هذا رأيت رسول هللا أععد حتسناً على فخذه اليمىن
وحتسيناً على فخذه اليتسرى مث وض يده على ايفوخيهما وعال(( :اللهم إين أستودعك إاياما وصاحل
املؤمنني)) فكيف كانت وديعة رسول هللا عندك اي ابن زايد.
وعال هشام بن حممد :ملا وض الرأس بني يدي ابن زايد عال له كاهنه عم فض عدميك على فم
عدوك فقام فوض عدمه على فيه مث عال لزيد بن أرعم كيف ترى؟ فقال وهللا لقد رأيت رسول هللا
صلى هللا عليه وآله واضعاً فاه حيث وضعت عدمك وعيل إن هذه الواععة جرت ليزيد بن معاوية م
زيد بن أرعم فذكر ابن جرير أن الذي كان حاضراً عند يزيد أبو برزة األسلمي ملا نذكر.
عال الشعيب :كان عند ابن زايد عيس بن عباد فقال له ابن زايد ما تقول يف ويف احلتسني فقال أييت يوم
القيامة جده وأبوه وأمه فيشفعون فيه وأييت جدك وأبوك وأمك فيشفعون فيك فغضب ابن زايد
وأعامه من اجمللس.
وعال املدائين :كان ممن حضر الواععة رجل من بين بكر بن وائل يقال له جابر أو جبري فلما رأى ما
صن ابن زايد عال يف نفتسه هلل علي أال أصيب عشرة من املتسلمني خرجوا عليك إال خرجت معهم
فلما طلب املختار بثأر احلتسني والتقى العتسكران برز
()535/1
()536/1
وسيجم هللا بيننا وبينكم فنتحاكم بني يديه عال ابن أيب الدنيا :مث مج ابن زايد الناس يف املتسجد مث
خطب وعال :احلمد هلل الذي عتل الكذاب ابن الكذاب احلتسني وشيعته فقام إليه عبد هللا بن عفيف
األزدي وكان منقطعاً يف املتسجد وذهبت عينه اليتسرى م علي يوم صفني فقال اي ابن مرجانة
الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك والذي والك اي ابن مرجانة أتقتلون أوالد النبيني وتتكلمون بكالم
الفاسقني فقال ابن زايد :دونكم وإايه فصاح عفيف بشعار األزد فثار إليه سبعمئة رجل فحملوه إىل
داره مث عام عمر بن سعد من عند ابن زايد يريد منزله إىل أهله وهو يقول يف طريقه :ما رج أحد ومثل
ما رجعت أطعت الفاسق ابن زايد الظامل ابن الفاجر وعصيت احلكم العدل وعطعت القرابة الشريفة
()537/1
وعالت:
واحتسيناً وال نتسيت حتسيناً ...أعصدته أسنة األعداء
غادروه بكربالء صريعاً ...ال سقى هللا جانيب كربالء
وعال عبد هللا بن عمري :لقد رأيت يف هذا القصر عجباً يعين عصر الكوفة رأيت رأس احلتسني بن يدي
عبيد هللا بن زايد موضوعاً مث رأيت رأس ابن زايد بني يدي املختار مث رأيت رأس املختار بني يدي
مصعب بن الزبري مث رأيت رأس مصعب بن الزبري بني يدي عبد امللك عيل فكم كانت املدة؟ عال يف
مقدار ثالث سنني فأف لدنيا تنتهي إىل هذا مث إن ابن زايد حط الرؤوس يف اليوم الثاين وجهزها
والتسبااي إىل الشام إىل يزيد بن معاوية.
ذكر محل الرأس إىل يزيد لعنه هللا تعاىل
عال الواعدي :مث دعا ابن زايد احلر بن عيس اجلعفي وسلم إليه الرؤوس والتسبااي وجهزه إىل دمشق
فحكى ربيعة بن عمر عال كنت جالتساً م يزيد يف هبو له إذ عيل هذا احلر بن عيس عد أعبل وهو
ابلباب فاستوى يزيد جالتساً مذعوراً وأذن له يف احلال فدخل فقال ما وراءك فقال ما حتب أبشر بفتح
هللا ونصره ورد علينا احلتسني يف سبعني راكباً من أهل بيته وشيعته فعرضنا عليهم األمان والنزول على
()538/1
وهم صرعى يف الفالة عال فدمعت عينا يزيد وعال لعن هللا ابن مرجانة ورحم أاب عبد هللا لقد كنا
نرضى منكم اي أهل العراق بدون هذا عبح هللا ابن مرجانة لو كان بينه وبينه رحم ما فعل هذا فلما
حضرت الرؤوس عنده عال فرعت مسية بينه وبني أيب عبد هللا وانقط الرحم لو كانت صاحبه لعفوت
عنه ولكن ليقضي هللا أمراً كان مفعوالً رمحك هللا اي حتسني لقد عتلك رجل مل يعرف حق األرحام ويف
رواية لعن هللا ابن مرجانة لقد اضطر إىل القتل لقد سأله أن يلحق ببعض البالد أو الثغور فمنعه لقد
زرع إيل ابن مرجانة يف علب الرب والفاجر والصاحل والطاحل العداوة مث تنكر البن زايد ومل يصل احلر
بن عيس بشيء مث بعث ابلرأس إىل ابنته عاتكة فغتسلته وطيبته علت هكذا وععت هذه الرواية وعد
رواها هشام بن حممد عن أبيه وأما املشهور عن يزيد يف مجي الرواايت أنه ملا حضر الرأس بني يديه
مج أهل الشام وجعل ينكت ابخليزران ويقول أبيات ابن الزبعري:
ليت أشياخي ببدر شهدوا ...وععة اخلزرج من وع األسل
عد عتلنا القرن من ساداهتم ...وعدلناه ببدر فاعتدل
حىت حكى القاضي أبو يعلى عن أمحد بن حنبل يف كتاب ((الوجهني والروايتني)) أنه عال :إن صح
عن يزيد ذلك فقد فتسق مث زاد فيها يزيد فقال:
لعبت هاشم ابمللك فال ...خرب جاء وال وحي نزل
()539/1
()540/1
رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقبل ثناايه وذكر البالذري :أن الذي كان عند يزيد وعال هذه املقالة
أنس بن مالك وهو غلط من البالذري ألن أنتساً كان ابلكوفة عن ابن زايد وملا جيء ابلرأس بكى
وعد ذكرانه وعال يزيد ملا أنشد األبيات عال له علي بن احلتسني بل عول هللا أوىل {ما أصاب من
ٍ
مصيبة ٍ
مصيبة يف األرض وال يف أنفتسكم إال يف ٍ
كتاب من عبل أن نربأها} فقال يزيد {وما أصابكم من
فبما كتسبت أيديكم ويعفو عن كث ٍري} وكان علي بن احلتسني والنتساء موثقني يف احلبال فناداه علي اي
زيد ما ظنك برسول هللا لو رآان موثقني يف احلبال عراايً على أعتاب اجلمال فلم يبق يف القوم إال من
بكى.
وروى ابن أيب الدنيا عن احلتسن البصري عال :ضرب يزيد رأس احلتسني ومكاانً كان يقبله رسول هللا مث
متثل احلتسن شعر:
مسية أمتسى نتسلها عدد احلصى ...وبنت رسول هللا ليس هلا نتسل
وعال ابن سعد :بعث ابن زايد ابلرأس م خمفر بن ثعلبة العائدي وأمر يزيد نتساءه فأعمن املآمت على
احلتسني ثالثة أايم وحكى هشام بن حممد عن أبيه عن عبيد بن عمري عال كان رسول عيصر حاضراً
عند يزيد فقال ليزيد هذا رأس من؟ عال رأس احلتسني عال ومن احلتسني؟ عال ابن فاطمة عال ومن
فاطمة؟ عال بنت حممد عال نبيكم؟ عال نعم عال ومن أبوه؟ عال علي بن أيب طالب عال ومن علي؟
عال ابن عم نبينا فقال تباً لكم ولدينكم ما أنتم وحق املتسيح على شيء إن عندان يف بعض اجلزائر
ديراً فيه حافر محار ركبه املتسيح عيتسى وحنن حنج إليه يف كل عام من األعطار وننذر له النذور
ونعظمه كما تعظمون كعبتكم فاشهدوا أنكم على ابطل مث عام ومل يعد
()541/1
()542/1
فبئس القوم أنتم لو كان للمتسيح ولداً ألسكناه أحداعنا مث عال هل لكم يف شيء عالوا وما هو عال
عندي عشرة آالف دينار أتخذوها وتعطوين الرأس يكون عندي متام الليلة وإذا رحلتم خذوه عالوا
وما يضران فناولوه الرأس وانوهلم الداننري وأخذه الراهب فغتسله وطيبه وتركه على فخذه وععد يبكي
الليل كله فلما أسفر الصبح عال اي رأس ال أملك إال نفتسي وأان أشهد أن ال إله إال هللا وأن جدك
حممداً رسول هللا وأشهد أنين موالك وعبدك مث خرج عن الدين وما فيه وصار خيدم أهل البيت.
عال ابن هشام يف التسرية :مث أهنم أخذوا الرأس وساروا فلما عربوا إىل دمشق عال بعضهم لبعض تعالوا
حىت نقتتسم الداننري ال يراها يزيد فيأخذها منا فأخرجوا األكياس وفتحوها وإذا الداننري عد حتولت
()543/1
()544/1
()545/1
()546/1
()547/1
ذكر عول أم سلمة واحلتسن البصري والربي بن خثيم حني بلغهم عتله وغريهم
ذكر ابن سعد عن أم سلمة ملا بلغها عتل احلتسني عليه التسالم عالت أوعد فعلوها م أ هللا بيوهتم
وعبورهم انراً مث بكت حىت غشي عليها وروى ابن سعد عنها عالت لعن هللا أهل العراق عال الزهري:
()548/1
()549/1
()550/1
()551/1
()552/1
()553/1
()554/1
()555/1
()556/1
()557/1
فال يبعد هللا الداير وأهلها ...وإن أصبحت منهم برغمي ختلت
أمل تر أن األرض أضحت مريضة ...لفقد احلتسني والبالد اعشعرت
فقال له عبد هللا بن حتسن :هال علت أذل رعاب املتسلمني فذلت وأنشدان أبو عبد هللا حممد بن
البندجيي البغدادي عال أنشدان بعض أشياخنا أن ابن اهلبارية الشاعر اجتاز بكربالء فجلس يبكي
احلتسني وأهله وعال بديهاً:
أحتسني واملبعوث جدك ابهلدى ...عتسماً يكون احلق عنه متسائل
لو كنت شاهد كربالء لبذلت يف ...تنفيس كربك فوق بذل الباذل
وسقيت حد التسيف من أعدائكم ...علالً وحد التسمهري الذابل
()558/1
مث انم يف مكانه فرأى رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف املنام فقال له اي فالن جزاك هللا عين خرياً
أبشر فإن هللا عد كتبك ممن جاهد بني يدي احلتسني.
وأنشدان أبو عبد هللا النحوي ومصر عال :كحل بعض العلماء عينه يوم عاشوراء فعوتب على ذلك
فقال:
وعائل مل كحلت عيناً ...يوم استباحوا دم احلتسني
فقلت كفواً أحق عضو ...يلبس فيه التسواد عيين
وذكر جدي رمحه هللا يف كتاب التبصرة وعال إمنا سار احلتسني عليه التسالم إىل القوم ألنه رأى الشريعة
عد دثرت فجد يف رف عواعد أصلها اجلد فلما حصروه فقالوا له انزل على حكم بن زايد وعال ال
أفعل واختار القتل على الذل وهكذا النفوس األبية مث أنشد جدي رمحه هللا:
وملا رأوا بعض احلياة مذلة ...عليهم وعز املوت غري حمرم
أبوا أن يذوعوا العيش والدم واع ...عليه وماتوا ميتة مل تذمم
()559/1
()560/1
()561/1
()562/1
عليهم الرايح وتنتابه الضباع حىت أاتح هللا هلم عوماً واروهم فما أنس ما أنس طردك حتسيناً من حرم
هللا وحرم رسوله وكتابك إىل ابن مرجانة أتمره بقتله وإين ألرجو من هللا أن أيخذك عاجالً حيث عتلت
عرتة نبيه حممد صلى هللا عليه وآله ورضيت بذلك وأما عولك إنك غري انس بري فاحبس أيها
اإلنتسان برك عين وصلتك فإن حابس عنك ودري ولعمري إنك ما تؤتينا مما لنا من حقنا يف عبلك إال
اليتسري وإنك لتحبس عنا منه العريض الطويل مث إنك سألتين أن أحض الناس على طاعتك وأن
أخذهلم عن ابن الزبري فال مرحباً وال كرامة تتسألين نصرتك ومودتك وعد عتلت ابن عمي وأهل رسول
هللا مصابيح اهلدى وجنوم الدجى غادرهتم جنودك أبمرك صرعى يف صعيد واحد عتلى أنتسيت إنفاذ
()563/1
وسيلة إىل إظهارها فالويل لكما من داين يوم الدين ووهللا لئن أصبحت آمناً من جراحة يدي فما
أنت آبمن من جراحة لتساين بفيك الكثكث وأنت املفند املثبور ولك األثلب وأنت املذموم وال
يغرنك أن ظفرت بنا اليوم فوهللا لئن مل نظفر بك اليوم لنظفرن بك غداً بني يدي احلاكم العدل الذي
ال جيور يف حكمه وسوف أيخذك سريعاً أخذاً أليماً وخيرجك من الدنيا مذموماً مدحوراً أثيماً فعش ال
أاب لك ما استطعت فقد ازداد عند هللا ما اعرتفت والتسالم على من اتب اهلدى.
عال الواعدي :فلما عرأ يزيد كتابه أخذته العزة ابإلمث وهم بقتل ابن عباس فشغله عنه أمر ابن الزبري مث
أخذه هللا بعد ذلك بيتسري أخذاً عزيزاً.
الكثكث بكتسر الكاف فتات احلجارة والرتاب واملفند ضعف الرأي واألثلب الرتاب أيضاً والثبور
اهلالك فكل هذا يف معىن الدعاء على اإلنتسان وذمه.
ذكر أوالد احلتسني عليه التسالم
علي األكرب عتل م أبيه يوم كربالء وال بقية له وأمه آمنة بنت أيب مرة بن عروة ابن متسعود الثقفي
وأمها بنت أيب سفيان بن حرب وعلي األصغر وهو زين العابدين والنتسل له وأمه أم ولد.
()564/1
وصفية مث تزوجهما وأعتق زيد بن حارثة وزوجه زينب بنت جحش بنت عمته وعال الزهري :وكان
للحتسني من الولد أيضاً جعفر ال بقية له وأمه التسالفة عضاعية من بلى وفاطمة وأمها أم إسحاق
بنت طلحة بن عبيد هللا عتل م أبيه يوم الطف وسكينة وأمها الرابب بنت امرئ القيس وعد ذكرانها
وحممد عتل م أبيه فأما فاطمة بنت احلتسني فكنت عند احلتسن بن احلتسن بن علي مث تزوجها عبد
هللا بن عمر بن عثمان بن عفان فأولدها الديباج وعد ذكرانه وأما سكينة فتزوجها مصعب بن الزبري
فهلك عنها فتزوجها عبد هللا بن عثمان بن عبد هللا بن حكيم بن حزام فولدت له عثمان الذي يقال
له عرين مث تزوجها األصبغ بن عبد العزيز بن مروان أخو عمر بن عبد العزيز مث فارعها عبل الدخول
هبا وماتت يف أايم هشام بن عبد امللك وهلا التسرية اجلميلة والكرم الوافر والعقل التام وهذا عول ابن
عتيبة وأما غريه فيقول امسها آمنة وعيل أميمة وأول من تزوجها مصعب بن الزبري عهراً وهو الذي
ابتكرها مث عتل عنها وعد ولدت له فاطمة وكانت من اجلمال واألدب والظرف والتسخاء ومنزلة عظيمة
وكان أيوي إىل منزهلا األدابء والشعراء والفضالء فتجيزهم على أعدارهم وكان مصعب بن الزبري عد
أصدعها ستمئة ألف وملا عتل عبد امللك بن مروان مصعباً فخطبها فقاتل أبعد ما عتل ابن الزبري ال
وهللا ال كان هذا أبداً.
وعال هشام بن حممد :اجتم على ابهبا مجاعة من الشعراء لتخاير بينهم وكانوا يرضون حبكمها ملا
يعرفون من أدهبا وبصارهتا ابلشعر فأحتسنت ضيافتهم وأكرمتهم وكان فيهم الفرزدق وجرير وكثري عزة
ونصيب ومجيل فضربت بينها وبينهم ستارة وأذنت هلم فدخلوا عليها وكانت هلا جارية عد روت
األشعار واألخبار وعلمتها األدب فخرجت من عندها فقال أيكم الفرزدق فقال ها أان فقالت أنت
القائل:
()565/1
()566/1
ابن سعد فإنه يقول :توفيت ومكة يف هذه التسنة ويف هذه التسنة أيضاً توفيت أختها ألبيها فاطمة بنت
احلتسني عليهما التسالم وأمها أم إسحاق بنت طلحة بنت عبيد هللا تزوجها ابن عمها حتسن بن حتسن
بن علي عليهما التسالم فولدت له عبد هللا وإبراهيم وحتسن وزينب مث مات عنها فخلف عليها عبد
هللا بن عمر بن عثمان زوجها منه ابنها عبد هللا بن حتسن بن حتسن أبمرها فولدت منه حممد الديباج
وعد ذكرانه وفاطمة هذه اليت خطبها عبد الرمحن بن الضحاك بن عيس الفهري وكان والياً على
املدينة فامتنعت عليه فآذاها وضيق عليها فبعثت إىل يزيد بن عبد امللك تشكوه فشق على يزيد
ذلك وغضب وعال بلغ من ابن أم عبد الرمحن أن يتعرض لبنات رسول هللا من يتسمعين موته وأان
على فراشي هذا مث بعث إليه من طاف به املدينة يف جبة صوف مث عزله وأغرمه أمواله كلها ومات
فقرياً وكانت وفاة فاطمة ابملدينة.
فصل يف عقوبة عاتليه واالنتصار من ظامليه
عال الزهري :ما بقي منهم أحد إال وعوعب يف الدنيا إما ابلقتل أو العمى أو سواد الوجه أو زوال
امللك من مدة يتسرية وعال جدي أبو الفرج يف كتاب ((املنتظم)) عن ابن عباس عال :أوحى هللا إىل
حممد صلى هللا عليه وآله أين عتلت بيحىي بن زكراي سبعني ألفاً وإين عاتل اببن فاطمة بتسبعني ألفاً
وسبعني ألفاً ويف رواية إين عاتل اببن ابنتك.
()568/1
وحكى الواعدي عن ابن الرماح عال :كان ابلكوفة شيخ أعمى عد شهد عتل احلتسني فتسألنا يوماً عن
ذهاب بصره فقال كنت يف القوم وكنا عشرة غري أين مل أضرب بتسيف ومل أطعن برمح وال رميت
بتسهم فلما عتل احلتسني ومحل رأسه رجعت إىل منزيل وأان صحيح وعيناي كأهنما كوكبان فتحت بتلك
الليلة فأاتين آت يف منامي وعال أجب رسول هللا علت مايل ولرسول هللا فأخذ بيدي وانتهرين ولزم
تلبايب وانطلق يب إىل مكان فيه مجاعة ولرسول هللا جالس وهو مغتم متغري حاسر عن ذراعيه وبيده
سيف وبني يديه نط وإذا أصحايب العشرة مذحبني بني يديه فتسلمت عليه فقال ال سلم هللا عليك وال
حياك اي عدو هللا املعلون أما استحييت مين هتتك حرميت وتقتل عرتيت ومل ترع حقي فقلت اي رسول
()569/1
()570/1
حىت مات يزيد مث إن املختار بن أيب عبيد يف هذه التسنة وثب ابلكوفة يف رمضان يوم اجلمعة بعد
موت يزيد خبمتسة أشهر وكان عدومه من مكة من عند عبد هللا بن الزبري انئباً عنه يف زعمه فوجد
الشيعة عد اجتمعوا على سليمان بن صرد فحشد فقال إمنا جئتكم من عند حممد بن احلنفية وهو
املهدي وأن أمينه ووزيره فانضمت إليه طائفة من الشيعة ومجهورهم م سليمان بن صرد فكان
املختار حيتسده ويقول ليس لتسليمان خربة ابحلرب وإنه يقتلكم ويقتل نفتسه وهللا ألعتلن بقتلة احلتسني
بعدد عتلة حيىي بن زكراي وملا دخلت سنة مخس وستني اجتم سليمان بن صرد ابلنخيلة م الشيعة
وكان عد حلف به ابلكوفة مثانية عشر ألفاً فصفا له مختسة آالف فلما عزم على املتسري إىل الشام عال
عبد هللا بن سعد :متضي إىل الشام وعتلة احلتسني كلهم ابلكوفة عمر بن سعد ورؤوس األرابع فقال
سليمان هو ما تقول غري أن الذي جهز إليه اجليوش ابلشام هو الفاسق ابن الفاسق ابن مرجانة وكان
ابن زايد ملا بلغه موت يزيد هرب من البصرة إىل الشام فالتجأ إىل مروان بن احلكم وهو الذي واله
اخلالفة وعال سليمان :فإذا عتلناه عدان إىل عتلة احلتسني عليه التسالم مث سار سليمان ومن معه وكانوا
يتسمون التوابني فلم يزالوا سائرين إىل عني وردة وهي ابخلابور عريبة من أعمال عرعيتسيا فالتقاهم عبيد
هللا بن زايد هناك يف جيوش أهل الشام جهزهم معه مروان بن احلكم فاعتتلوا أايماً وكانوا يف أربعة
أالف وابن زايد يف ثالثني ألفاً مث التقوا يوماً وكانت لتسليمان يف أول النهار مث عادت عليه يف آخره
وعيل مل يكن ابن زايد حاضراً بل كان مقدم اجليش احلصني بن منري مث عتل سليمان وافرتعوا وكانت
الواععة يف رجب ومات مروان بن احلكم يف رمضان وذكر ابن جرير أن ابن زايد ملا مفرغ من التوابني
جاءه نعي مروان ابلطاعون حىت نزل اجلزيرة فوثب املختال بن أيب عبيد وجاءته اإلمداد من البصرة
واملدائن واألمصار وأعام معه إبراهيم بن األشرت النخعي وخرج والشيعة معه ينادون اي اثرات احلتسني.
()571/1
()572/1
يقول لك أيب أتفي لنا ابلذي وعدتنا أو ابلذي كان بيننا وبينك؟ فقال حلفص اجلس مث سار املختار
رجلني فغااب مث عادا وبيد أحداما رأس عمر بن سعد فقال ولده حفص أعتلتم أاب حفص وعال املختار
وأنت تطم احلياة بعده أال خري لك فيها مث ضرب عنقه وعال املختار عمر ابحلتسني وحفص بعلي بن
احلتسني وال سواء مث عال وهللا لو عتلت به ثالثة أرابع عريش ما وفوا وال أمنلة مث عتل مشر أعبح عتلة
وعيل ذبح مشر كما ذبح احلتسني وكان مشر أبرص وأوطأ اخليل صدره وظهره عال ابن سعد عدم اسم
مشر الضبايب الكاليب وكنيته أبو مشر ويقال أبو النابغة ويقال له ذو اجلوشن على رسول هللا فقال له
((أسلم)) فلم يفعل فقال له رسول هللا ((ما مينعك أن تكون يف أول األمر)) فقال رأيت عومك
()573/1
احلتسني مث ألقاه يف اليوم الثاين يف الرحبة م الرؤوس عال عمار بن عمري :فبينما أان واعف عند
الرؤوس ابلكناسة إذ عال الناس وعد جاءت عد جاءت فإذا حية عظيمة تتخلل الرؤوس حىت دخلت
يف منخري ابن زايد وخرجت فغابت ساعة مث عادت ففعلت كذلك وعيل إمنا فعلت احلية ذلك
ابلقصر بني يدي املختار فقال املختار دعوها ويف رواية فعلت أهنا ذلك ثالثة أايم.
فصل يف يزيد بن معاوية
ذكر علماء التسري عن احلتسن البصري أنه عال عد كانت يف معاوية هنات لو لقي أهل األرض هللا
ببعضها لكفاهم وثوبه على هذا األمر واعتطاعه من غري مشورة من املتسلمني وادعاؤه زايداً وعتله حبر
بن عدي وأصحابه وتوليته مثل يزيد على الناس عال وعد كان معاوية يقول لوال هواي يف يزيد لرأيت
رشدي.
عال جدي أبو الفرج أبنا أبو بكر حممد بن عبد الباعي البزاز أبنا أبو إسحاق الربمكي أبنا أبو بكر
عبد العزيز بن جعفر ثنا أمحد بن حممد اخلالل ثنا حممد بن علي عن مهنا بن حيىي عال سألت أمحد
بن حنبل عن يزيد بن معاوية فقال هو الذي فعل ما فعل علت وما فعل عال هنب املدينة علت فنذكر
()574/1
وذكره عال جدي وصنف القاضي أبو يعلى كتاابً ذكر فيه بيان من يتستحق اللعن وذكر منهم يزيد
وعال يف الكتاب املذكور املمتن من جواز لعن يزيد إما أن يكون غري عامل بذلك أو منافقاً يزيد إن
توهم بذلك أو روما استفز اجلاهل بقوله عليه التسالم املؤمن ال يكون لعاانً عال القاضي وهذا حممول
على من ال يتستحق اللعن فإن عيل فقد عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((أول جيش يغزو
القتسطنطينية مغفور له)) ويزيد أول من غزاها علنا فقد عال صلى هللا عليه وآله ((لعن هللا من أخاف
مدينيت)) واآلخر ينتسخ األول.
عال أمحد يف املتسند :ثنا أنس بن عياض حدثين يزيد بن خصيفة عن عبد هللا بن عبد الرمحن بن أيب
صعصعة عن عطاء بن يتسار عن التسائب بن خالد أن رسول هللا صلى هللا عليه وآله عال ((من
أخاف أهل املدينة ظلماً أخافه هللا وعليه لعنة هللا واملالئكة والناس أمجعني ال يقبل هللا منه يوم القيامة
صرفاً وال عدالً)).
وعال البخاري :ثنا حتسني بن حريث أبنا الفضل عن جعيد عن عائشة عالت مسعت سعداً يقول
مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول ((ال يكيد أحد إال امناع كما ينماع امللح يف املاء))
وأخرجه متسلم أيضاً ومعناه وفيه ((ال يريد أهل املدينة أحد بتسوء إال أذابه هللا ذوب الرصاص)) .وأما
عوله عليه التسالم ((أول جيش يغزو القتسطنطينية)) فإمنا يعين أاب أيوب األنصاري ألنه كان فيهم وال
خالف أن يزيد أخاف املدينة وسىب أهلها وهنبها وأابحها يف وععة احلرة وسببه ما رواه الواعدي وابن
إسحاق وهشام بن حممد:
()575/1
()576/1
وغري املدائين يقول :عشرة آالف امرأة وعال الشعيب :أليس عد رضي يزيد بذلك وأمر به وشكر
مروان بن احلكم على فعله مث سار متسلم بن عقبة من املدينة إىل مكة فمات يف الطريق فأوصى إىل
احلصني بن منري فضرب الكعبة ابجملانيق وهدمها وأحرعها وجاء نعي يزيد يف ربي .
وذكر جدي يف كتاب ((الرد على املتعصب العنيد)) :ليس العجب من عتال ابن زايد احلتسني
وتتسليطه عمر بن سعد على عتله والشمر ومحل الرؤوس إليه وإمنا العجب من خذالن يزيد وضربه
()577/1
وعال ابن عقيل :ومما يدل على كفره وزندعته فضالً عن سبه ولعنته أشعاره اليت أفصح فيها ابإلحلاد
وأابن عن خبث الضمري وسوء االعتقاد عوله يف عصيدته اليت أوهلا:
بذلك إين ال أحب التناجيا ...علية هايت واعملي وترمني
إىل أحد حىت أعام البواكيا ...حديث أيب سفيان عدماً مسا هبا
ختريها العنتسي كرماً شامياً ...أال هات اسقيين على ذاك عهوة
وجدان حالالً شرهبا متوالياً ...إذا ما نظران يف أمور عدمية
وال أتملي بعد الفراق تالعياً ...وإن مت اي أم األحيمر انكحي
فإن الذي حدثت عن يوم بعثنا أحاديث طتسم جتعل القلب ساهياً وال بد يل من أن أزور حممداً
ومشمولة صفراء تروي عظاميا
علت ومنها عوله:
ولو مل ميس األرض فاضل بردها ...ملا كان عندي فتسحة يف التيمم
ومنها:
()578/1
()579/1
وحديث ابن عمر(( :لعن هللا الوامشة واملتستومشة ولعن هللا املصورين)).
وحديث جابر :لعن رسول هللا آكل الراب وموكله احلديث.
()580/1
()581/1
وأم حممد خولة بنت جعفر بن عيس احلنفي وكانت أم ولد من سيب اليمامة عال الزهري :كان حممد
من أعقل الناس وأشجعهم معتزالً عن الفنت وما كان فيه الناس ،وعال ابن سعد يف ((الطبقات)) :ملا
استوىل ابن الزبري على احلجاز وعتل احلتسني بعث ابن الزبري إىل ابن احلنفية يقول له ابيعين وبعث إليه
عبد امللك بن مروان يقول كذلك فقال هلما إمنا أان رجل من املتسلمني إذا اجتم الناس على إمام
ابيعته فلما عتل ابن الزبري ابي عبد امللك وعال وهب بن منبه :كانت القلوب مائلة إىل حممد بن
احلنفية ،وكان املختار بن أيب عبيد يدعو إليه ابلكوفة ويراسله ويقول إنه املهدي وهذا مذهب
الكيتسانية وهم طائفة من اإلمامية أصحاب املختار بن أيب عبيد وكان املختار يلقب بكيتسان ومجاعة
من الكيتسانية يزعمون أن حممد بن احلنفية مل ميت وأنه مقيم جببل رضوى ومعه أربعون من أصحابه
()582/1
()583/1
اي لثارات احلتسني ووفوا احلطب على ابب القبة ومل يبق من األجل سوى يومني فكتسروا ابب القبة
وخرجوا حممداً ومن معه وسلموا عليه وعالوا حل بيننا وبني عدو هللا احملل ابن الزبري فقال حممد ال
أستحل القتال يف حرمه مث تتاب عدد املختار حىت خرج حممد يف أربعة آالف فخرج حممد يف أيلة
فأعام هبا مدة سنتني وكان ابن الزبري أحرق داره وعيل بل أعام ابلطائف وهو األشهر.
ذكر نبذة من كالمه
أبنا غري واحد عن إمساعيل بن أمحد التسمرعندي أبنا عمر بن عبيد هللا البقال أبنا أيضاً أبو احلتسني
بن بشران ثنا عثمان بن أمحد الدعاق ثنا حنبل بن إسحاق ثنا هارون بن معروف بن عبد هللا بن
املبارك أبنا احلتسن بن عمرو الفقيمي عن منذر الثوري عال :كان حممد بن احلنفية يقول :ليس حبكيم
من مل يعاشر ابملعروف من ال جيد من معاشرته بداً حىت جيعل هللا له من أمره فرجاً وخمرجاً.
وبه عال الثوري :عال حممد :من كرمت نفتسه عليه هانت الدنيا يف عينيه.
وبه عال الثوري :عال حممد :إن هللا جعل اجلنة مثناً ألنفتسكم فال تبيعوها بغريها.
وعال أيضاً :كل ما ال يبتغي به وجه هللا فهو مضمحل.
وذكر أبو نعيم يف كتاب ((احللية)) وعال :حدثنا أمحد بن حممد بن سنان ثنا حممد بن إسحاق التسراج
الثقفي ثنا عمر بن حممد بن احلتسن ثنا أيب عن محاد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن علي
بن احلتسني عليه التسالم عال :كتب ملك الروم إىل عبد امللك بن مروان يتهدده ويتوعده وحيلف
ليبعثن إليه مئة ألف يف الرب ومئة ألف يف البحر أن تؤدى إليه اجلزية فكتب عبد امللك إىل احلجاج
وكان ابحلجاز يتوعد حممد بن احلنفية ابلقتل عال وأخربين جبوابه وكان عبد امللك عد خاف خوفاً
عظيماً فلما
()584/1
()585/1
ينظرون إليك وهم ال يبصرون أصنو رسول هللا تتستهدفون ويعتسوب دين هللا تلمزون فأي سبيل رشاد
بعد ذلك تتسلكون أي خرق بعد ذلك ترفعون هيهات هيهات برأ وهللا يف التسبق وفاته ابحلضل
واستوىل على الغية وأحرز الفصل واخلطاب فاحنتسرت عنه األبصار وانقطعت دونه الرعاب وفرع
الذروة العلياء وبلغ الغاية القصوى فعجز من رام سعيه وعناه الطلب وفاته املأمول واإلرب ووعف
عند شجاعته الشجاع اهلمام وبطل سعي البطل الضرغام {وأىن له التناوش من مكان بعيد} فخفضاً
خفضاً ومهالً مهالً أفلصديق رسول هللا تثلبون أم ألخيه تتسبون وهو شقيق نتسبه إذا نتسبوا ونديد
هارون إذا متثلوا واملصلي إىل القبلتني إذا احنرفوا واملشهود له ابإلميان إذ كفروا واملدعو خبيرب إذا
نكلوا واملندوب لنبذ عهد املشركني إذ نكتسوا واخلليفة على الفراش إذ خبثوا والثابت يوم أحد إذ
()586/1
التسوء بعد أن كنتم لوكة األكل ومذعة الشارب وعبتسة العجالن بتسياسية مأمون احلرفة مكتهل احلنكة
طب أبدوائكم عمن بدوائكم مثقفاً ودكم كالثاً حلوزتكم حامياً لقاصيكم ودانيكم يقتات اجلبنة ويرد
اخلميس ويلبس اهلدم مث إذا سربت الرجال وطاح الوشيظ واستتسلم املشيح وغمغمت األصوات
وعلصت الشفاه وعامت احلرب على ساق وخطر فنقها وهدرت شقاشقها ومجعت عطريها وسالت
أببراق الفيء أمري املؤمنني هنالك مثبتاً بقطبها مدبراً لرحاها عادحاً زندها مورايً هلبها مذكياً مجرها
ذالعاً إىل البهم ضراابً للقل غصاابً للمهج تراكاً للتسلب خواضاً لغمرات املوت مكثل أمهات مومت
أطفال مشتت آالف عطاع أعران طافياً على اجلولة راكداً يف الغمرة يهتف أبوالها أخراها فتارة يطويها
طي الصحيفة وآونة يفرعها تفرق الوفرة فبأي آالء أمري املؤمنني مترتون وعن أي أمر مثل حديثه
أتثرون {وربنا الرمحن املتستعان على ما تصفون} فلم يبق يف الفريقني إال من اعرتف بفضل حممد.
تفتسري غريبه
احلصب :ما رمي به يف النار ،والطمس :ذهاب األثر ،وصنوان :خترج خنلتان أو ثالث من أصل واحد
فكل واحدة منهن صنو واجلم صنوان ،ويتستهدفون :جيعلونه هدفاً ،واخلضل :أن يق التسهم بلزق
القرطاس يف املناضلة ،والتناوش :التناول ،وعوله :هذى املكارم ال ععبان علت ولو كنت حاضراً لقلت
هذه الفصاحة ال سبحان ،وحنلته :أعطيته ،وأجنبت :من النجابة ،ورتق :ألم ،والطخية :شدة الظلمة،
()587/1
لللنب احلامض جبنة ،وهتدم الثوب :بلي ،وطاح :سقط ،والوشيط :اخلتسيس والدخيل ،واملشيح:
اجملد ،وفينقها :فحلها واجلم فنق وأفناق وعد ذكران الشقشقة فيما تقدم وعطراها :جانباها ،والوفرة:
الشعرة إىل شحمة األذن.
ذكر وفاته
اختلفوا يف أي مكان تويف على ثالثة أعوال:
أحدها :أبيلة ،والثاين :ابملدينة ،وصلى عليه أابن بن عثمان إبذن ابنه أيب هاشم ،ودفن ابلبقي
والثالث :ابلطائف ،وذلك يف سنة إحدى ومثانني يف أايم عبد امللك بن مروان ،وعمره مخس وستون
سنة.
ذكر أوالده
أبو هاشم وامسه عبد هللا وهو كبري ولده وكان من العلماء األشراف وعدم على سليمان بن عبد امللك
فأكرمه مث سار إىل فلتسطني فبعث إليه سليمان من ععد له على الطريق بلنب متسموم فلما شرب منه
أحس ابملوت فعدل إىل احلميمة واجتم ومحمد بن علي بن عبد هللا بن عباس وأعلمه أن األمر يف
ولده وسلم إليه كتب الدعاة وأوعفه على ما يفعل مث مات عنده ابحلميمة وكان أليب هاشم من الولد
هاشم وبه كان يكىن وحممد األصغر ال بقية له وأمها بنت خالد كنانية وحممد األكرب ولبابة وأمها
فاطمة بنت حممد بن عبد هللا بن عباس وعلي وأمه أم عثمان بنت أيب حدير عضاعية وطالب وعون
وعبيد هللا ألمهات أوالد شىت وريطة وهي أم حيىي بن زيد بن علي املقتول خبراسان وأم سلمة ألم ولد،
وذكر ابن سعد يف ((الطبقات)) وعال :كان أبو هاشم ثقة وكانت الشيعة يتوالونه وكان ابلشام م بين
هاشم وعندهم تويف رمحه هللا وكان حملمد بن احلنفية من الولد جعفر األكرب وعلي ومحزة وجعفر
األصغر واحلتسن ألمهات شىت وكان احلتسن هذا من ظرفاء بين هاشم وعالوا هو من تكلم يف
()588/1
()589/1
()590/1
من الشام بشهرين زوجه إايها أبوها وعيل أخوها عمر بن خويلد وهي بنت أربعني سنة وهو األصح؛
ألهنا ولدت عبل الفيل خبمس عشر سنة واألصح أن الذي زوجها أخوها عمر وعال الواعدي :مات
أبو خدجية عبل األول.
ذكر خطبة النكاح وعقد العقد
عال علماء التسري :حضر أبو طالب العقد ووجوه بين هاشم واألشراف وعمومة رسول هللا صلى هللا
عليه وآله فخطب أبو طالب وعال:
احلمد هلل الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إمساعيل وضئضئ معد وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته
وسواس حرمه وجعل لنا بيتاً حمجوجاً وحرماً آمناً وجعلنا احلكام على الناس مث إن ابن أخي هذا حممد
بن عبد هللا صلى هللا عليه وآله ال يوزن به رجل إال رجح به وإن كان يف املال فاملال ظل زائل وأمر
حائل وحممد من عرفتم فضله ونتسبه وعرابته وصدعه وأمانته وعد خطب خدجية بنت خويلد وبذل هلا
من الصداق من عاجله وآجله من مايل وهو وهللا له بعد خطب جتسيم ونبأ عظيم وخطر جليل وعيل
إنه أصدعها عشرين بكرة وعشر أواعي من ذهب وعبداً وأمة.
ذكر نبذة من فضائلها
عال هشام بن حممد :كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله يودها وحيرتمها ويشاورها يف أموره كلها
وكانت وزير صدق وهي أول امرأة آمنت به ومل يتزوج يف حياهتا أحداً ومجي أوالده منها إال إبراهيم
()591/1
()592/1
مقدم شعره وعال ((وهللا ما أخلف يل خرياً منها لقد آمنت به إذ كفر الناس وصدعتين إذ كذبين
الناس وآستين وماهلا إذ حرمين الناس ورزعين هللا أوالدها إذ حرمين أوالد النتساء)) فقلت يف نفتسي
وهللا ما أذكرها بتسوء أبداً.
ويف رواية عن عائشة عالت :أغضبت رسول هللا يوماً وعلت خدجية ابلتصغري فزجرين وعال ((إين
رزعت حبها)) واستأذنت عليه يوماً هالة أخت خدجية فاراتع لذلك وعال ((اللهم هالة بنت خويلد))
()593/1
وآله ابن سب وأربعني سنة ومثانية أشهر وعال جماهد :كانت وفاهتا عبل أن تفرض الصلوات اخلمس
وهذا صحيح ألن الصالة فرضت سنة اثين عشر من النبوة ليلة املعراج وعال هشام :كانت وفاهتا
لعشر خلون من رمضان عبل اهلجرة بثالث سنني.
ذكر أوالدها من رسول هللا صلى هللا عليه وآله
وعال ابن إسحاق :كان له من الذكور القاسم وبه كان يكىن مات ومكة عبل البعث وله سنتان وعبد
هللا ويتسمى الطيب ومات أيضاً عبل النبوة وعيل بعدها بتسنة والطاهر ولد يف اإلسالم وهلذا مسي
الطاهر وتويف بعد املبعث وعيل الطيب والطاهر لقبان واألول أصح.
وعال أمحد يف املتسند :ثنا عثمان بن أيب شيبة عن حممد بن فضل عن حممد بن عثمان عن زادان عن
علي عليه التسالم عال :عالت خدجية اي رسول هللا أين ولدي منك فقال ((يف اجلنة)).
وعال ابن سعد :كان بني كل ولدين سنة وعيل سنتان وأما البنات فزينب ورعية وأم كلثوم وفاطمة
عليهن التسالم فأما زينب فتزوجها أبو العاص بن الربي وامسه مقتسم بن عبد العزى بن عبد مشس
وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد أخت خدجية ولدت منه ولداً مساه علياً فتويف وهو صغري.
وعال هشام :تزوج أبو العاص زينب وهو مشرك وأسر يوم بدر فمن عليه رسول هللا صلى هللا عليه
وآله على أن جيهز إليه زينب فجهزها إليه فلما خرجت من مكة حلقها هبار بن األسود فطعن بعريها
()594/1
عال الواعدي :وذلك بعد غزاة خيرب وليس بصحيح وإمنا هو عقيب غزاة بدر مث عدم زوجها أبو
العاص على رسول هللا صلى هللا عليه وآله فاستجار بزينب فأجارته فأمضى رسول هللا ذلك فأسلم
ورد رسول هللا زينب إليه ابلنكاح األول وعيل إمنا ردها بنكاح جديد وعيل إمنا أسلم عبل انقضاء
عدهتا وعيل كان هذا مث نتسخ يعين النكاح األول وكان أليب العاص من زينب ابنة يقال هلا أمامة
تزوجها املغرية بن يزيد وفارعها فتزوجها علي عليه التسالم بعد موت فاطمة وعيل إمنا تزوجها بوصية
فاطمة وهذه أمامة اليت كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله حيملها على كتفه وهي طفلة حىت يف
الصالة فإذا سجد وضعها على األرض وإذا عام عاد فحملها وتوفيت زينب سنة مثان من اهلجرة وأما
رعية فكان رسول هللا زوجها عتبة بن أيب هلب وزوج أم كثلوم عتيبة بن أيب هلب فلما نصب أبو هلب
العداوة لرسول هللا أمر ابنيه عتبة وعتيبة بطالعهما وطلقااما بعد الدخول هبما فتزوجهما عثمان تزوج
يف اجلاهلية رعية زوجة رسول هللا إايها أوالً فولدت له عبد هللا وهاجرت معه إىل احلبشة مث عادت معه
إىل املدينة وتوفيت سنة اثنني من اهلجرة والنيب صلى هللا عليه وآله ببدر وكان هلا من عثمان بن عفان
عبد هللا نقره ديك يف عينه فمات سنة أرب من اهلجرة وله ست سنني فزوجه رسول هللا أم كلثوم
فتوفيت عند سنة سب من اهلجرة وكان تزوجيها من عثمان سنة ثالث من اهلجرة.
فصل
وأما فاطمة عليها التسالم عال علماء التسري :ولدهتا خدجية وعريش تبين البيت احلرام عبل النبوة
خبمس سنني وهي أصغر بنات رسول هللا صلى هللا عليه وآله وتزوجها علي عليه التسالم يف التسنة
الثانية من اهلجرة يف رمضان وبىن هبا يف ذي احلجة وعيل يف رجب وعيل يف صفر واألول أشهر.
()595/1
()596/1
ردك مث خطبها عمر فرده مث خطبها علي فزوجها إايها وعال ((إن هللا أمرين أن أزوج علياً فاطمة))
فباع علي بعرياً وبعض متاعه وتزوجها.
وذكره ابن سعد يف الطبقات وعال فيه :كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله عد وعد علياً هبا عبل
خطبة أيب بكر وعمر وذكر ابن سعد أيضاً عن حممد بن علي عال تزوج علي فاطمة على إهاب شاة
وذلك يف رجب بعد اهلجرة خبمتسة أشهر وبىن مرجعه من بدر وفاطمة يومئذ بنت مثان عشر سنة
وعال ابن سعد :ثنا أسامة عن جمالد عن عامر عال عال علي عليه التسالم لقد تزوجت فاطمة ما يل
وهلا فراش غري جلد كبش ننام عليه ابلليل ونعلف عليه الناضح ابلنهار وما يل وهلا خادم غريها.
وعال أمحد يف الفضائل :ثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن أيب زيد املديين عال ملا
أهديت فاطمة إىل علي عليه التسالم مل جتد عنده إال رمالً مبتسوطاً ووسادة وكوزاً وجرة فأرسل إليه
رسول هللا ((ال تقرب زوجتك حىت آتيك)) فجاء رسول هللا صلى هللا عليه وآله فدعا وماء فقال فيه
()597/1
((أم بنت رسول هللا جئت كرامة لرسول هللا؟)) عالت نعم فدعا هلا ويف رواية :جهز رسول هللا صلى
هللا عليه وآله وفاطمة يف مخيلة وهي القطيفة.
وذكر ابن سعد يف ((الطبقات)) :أن رسول هللا صلى هللا عليه وآله ملا دخل على علي على فاطمة
جاء فطرق الباب وعال ((أين أخي؟)) فخرجت أم أمين فقالت اي رسول هللا كيف يكون أخاك وعد
زوجته ابنتك؟ عال ((هو ذاك)) مث دخل عليها فدعااما ورعااما عال وإمنا فعل رسول هللا صلى هللا
عليه وآله ذلك ألن اليهود كانوا أيخذون الرجل عن أهله ويف رواية :جهزها رسول هللا صلى هللا عليه
وآله ومعها عربة من أدم ووسادة من أدم حشوها ليف وجلد كبش ينامان عليه ابلليل ويعلفان
الناضح عليه يف النهار ورحى وجرة.
وذكر ابن سعد عال :ملا خطب علي عليه التسالم فاطمة دان رسول هللا صلى هللا عليه وآله من
خدرها وعال ((إن علياً يذكر فاطمة)) فتسكتت فزوجها منه علت فصار ذلك أصالً يف كل بكر أهنا
تتستأمر سواء كان هلا أب أو غريه عند أيب حنيفة وال ختري أصالً وعند الشافعي وأمحد ختري ملا عرف يف
موضعه ويف رواية :ملا خطبها خرج إىل األنصار فقالوا له ما عال لك فقال عال يل ((مرحباً وأهالً))
فقالوا هلا أبشر فقد أعطاك املرحب واألهل.
وعال أمحد يف الفضائل :ثنا محيد بن عبد الرمحن الرواسي ثنا أيب عن عبد الكرمي
()598/1
بن سليط عن بريدة عن أبيه عال ملا أراد النيب صلى هللا عليه وآله أن جيهز فاطمة إىل علي عليهما
التسالم عال ألصحابه ((ال بد للعروس من وليمة)) فقال سعد بن أيب وعاص اي رسول هللا عندي كبش
وعال فالن عندي فرق من ذرة .وأبنا جدي أبو الفرج رمحه هللا عال أبنا منصور والقزاز أبنا أبو بكر
()599/1
سرت احللي واحللل ملن فراشها جلد كبش هال حلت هلا منها حلة مث عال كال مركب امللك أجل له
آه من أن حيلى.
وعال أمحد يف املتسند :ثنا أبو نعيم الفضل بن دكني ثنا زكراي أيب زائدة عن فراس عن الشعيب عن
متسروق عن عائشة رضي هللا عنها عالت أعبلت فاطمة كأن مشيتها مشي رسول هللا صلى هللا عليه
وآله فقال ((مرحباً اببنيت)) مث أجلتسها عن ميينه مث أسر إليها حبديث فكبت فقلت هلا استخصك
رسول هللا صلى هللا عليه وآله وأنت تبكني مث أسر إليها فضحكت عالت فقلت هلا ما رأيت كاليوم
أعرب فرحاً من حزن ما أسر إليك فقالت ما كنت ألفشي سر رسول هللا حىت إذا عبض سألتها
فقالت إنه أسر إيل وعال ((كان جربيل يعارضين ابلقرآن كل عام مرة وإنه عارضين به العام مرتني وال
أراه إال حضر أجلي وإنك أول أهلي حلوعاً يب)) ولنعم التسلف أاب لك فبكت لذلك فقال ((أال
ترضني أن تكوين سيدة نتساء هذه األمة)) فذلك الذي أضحكين.
متفق على صحته ومل خيرج متسلم لفاطمة يف الصحيحني سواه عالوا وعد روت عن رسول هللا صلى هللا
()600/1
((فاطمة بضعة مين يريبين ما راهبا ويؤذيين ما آذاها فمن أغضبها فقد أغضبين)) .وأخرجه الرتمذي
أيضاً فقال :حدثنا عتيبة عن الليث عن أيب مليكة عن املتسور بن خمرمة عال مسعت رسول هللا صلى
هللا عليه وآله يقول على املنرب .وأخرجه البخاري أيضاً عن ابن الوليد عن ابن عيينة عن عمرو بن
دينار عن ابن أيب مليكة عن املتسور بن خمرمة.
وعال أبو أمحد حممد بن العطيف اجلرجاين وعد تقدم إسنادان إليه يف آخر فضائل علي عليه التسالم يف
الباب الثاين من الكتاب :ثنا عمر بن حممد الكاغدي ثنا ابن أيب الصقر ثنا عبد هللا بن حممد بن سامل
ثنا احلتسني بن زيد عن عمرو بن علي عن جعفر بن حممد عن أبيه علي بن احلتسني بن علي بن أيب
طالب عال :عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله لفاطمة ((إن هللا يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)).
وأبنا غري واحد عن إمساعيل بن أمحد التسمرعندي أبنا عمر بن عبيد هللا البقال عال أبنا احلتسني بن
بشران ثنا عثمان بن أمحد الدعاق ثنا حنبل بن إسحاق ثنا هارون بن معروف عن عبد هللا بن املبارك
ثنا احلتسن بن عمرو الفقيمي عن منذر الثوري عن ابن عمر عال عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله
((إذا كان يوم القيامة اندى مناد من بطيان
()601/1
العرش اي أهل املوعف غضوا أبصاركم ونكتسوا رؤوسكم لتجوز فاطمة بنت حممد على الصراط)).
وعال أبو نعيم يف ((احللية)) :أبنا حممد بن أمحد بن احلتسن أبنا عبد هللا بن أمحد بن حنبل ثنا عباس
بن الوليد ثنا عبد الواحد بن زايد عن سعيد احلريري عن أيب الورد عن ابن عبد عال :عال يل علي
عليه التسالم أال أخربك عين وعن فاطمة كانت ابنة رسول هللا صلى هللا عليه وآله وكانت زوجيت
فجرت ابحلى حىت أثرت يف حنرها وعمت البيت حىت أغربت ثياهبا وأوعدت حتت القدر حىت أصاهبا
من ذلك ولقد كانت تعجن وإن عصها ليضرب اجلفنة أو يكاد يضرهبا.
وعد أخرج أمحد يف الفضائل ومعناه عال :ثنا عفان عن محاد بن سلمة عن عطاء بن التسائب عن أبيه
()602/1
فاستخدميه خادماً فقالت وهللا وأان عد طحنت حىت حنلت يداي مث أتت النيب صلى هللا عليه وآله
فاستحيت أن تطلب منه شيئاً فرجعت فأخذها علي عليه التسالم وجاء إىل رسول هللا صلى هللا عليه
وآله فذكرا هلا ما لقيا فقال ((أال حتبان أن أعطيكما ما هو أفضل مما سألتماه)) علنا بال عال
((تتسبحان هللا ثالاثً وثالثني وحتمدان ثالاثً وثالثني وتكربان أربعاً وثالثني دبر كل صالة)) ويف رواية:
((إذا آويتما إىل فراشكما تتسبحان)) وذكره .ويف رواية(( :تتسبحان دبر كل صالة عشراً وحتمدان
عشراً وتكربان عشراً)).
علت وهذا حديث طويل وعد أخرجه متسلم يف الصحيح ومعناه مفرعاً فأخرج متسلم عن أيب هريرة
بعضه فقال أتت فاطمة تتسأل النيب صلى هللا عليه وآله خادماً فقال هلا عويل(( :اللهم رب التسماوات
التسب واألرضني التسب ورب العرش العظيم ربنا وسعت كل شيء)) وذكره وأخرجه البخاري.
ويف املتسند :فقال علي فوهللا ما تركتهن منذ علمين رسول هللا صلى هللا عليه وآله إايهن فقال له ابن
الكواة وال ليلة صفني فقال عاتلكم هللا اي أهل العراق وال ليلة صفني.
والقص :الصدر ،وأخرجه أيضاً أمحد يف املتسند هبذا اإلسناد وعال فيه :فجاءت فاطمة إىل رسول هللا
صلى هللا عليه وآله فقال هلا ((ما جاء بك اي بنية)) فقالت جئت ألسلم عليك واستحيت أن تتسأله
ورجعت فقال هلا ما علت عالت استحييت أن أسأله
()603/1
فأتياه مجيعاً فقال له علي اي رسول هللا لقد سنوت حىت اشتكيت صدري وعالت فاطمة لقد طحنت
حىت حنلت يداي فأخدمنا خادماً فقال ((وهللا ال أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطوهنم من اجلوع
ولكن أبيعهم وأنفق عليهم أمثاهنم)) مث عال هلما ((حتمدان هللا عشراً)) وذكره .وسنوت :استقيت
ابلتسانية وحنلت :تقطعت.
وعال ابن سعد يف ((الطبقات)) :ثنا علي بن حممد بن حباب بن موسى العبدي عن جعفر بن حممد
()604/1
فاجلواب من وجوه.
()605/1
()606/1
أحدها :أنه أراد بياض الكافور يف حتسنه وطيب رحيه وبرده لقوله تعاىل {حىت
()607/1
إذا جعله انراً} أي كنار والثاين :أن الكافور اسم لعني يف اجلنة والثالث :أنه ملا غلب عليهم حرارات
اخلوف يف الدنيا مزج هلم الكافور يف اجلنة ،ومنها :أن اهلاء يف عوله {ويطعمون الطعام على حبه}
تعود على هللا تعاىل وعيل على حب الثواب وعيل على حب الطعام لفاعتهم إليه ومنها عوله {ال يرون
فيها مشتساً وال زمهريراً} املراد ابلزمهرير القمر عال الشاعر:
وليلة ظالمها عد اعتكر عطعتها والزمهرير ما زهر ...
()608/1
()609/1
عد كان بعدك أبناء وهنبثة ...لو كنت شاهدها مل تكثر النوب
إان فقدانك فقد األرض وابلها ...واغتيل أهلك ملا اغتالك الرتب
فقد رزينا وما مل يرزه أحد ...من الربية ال عجم وال عرب
مث إهنا اعتزلت القوم ومل تزل تندب رسول هللا صلى هللا عليه وآله وتبكيه حىت حلقت به.
ذكر مرضها ووفاهتا
عال علماء التسري :مل تزل مريضة منذ تويف رسول هللا صلى هللا عليه وآله ،واختلفوا يف غتسلها فقال
أمحد يف الفضائل :ثنا حممد بن يونس ثنا مصعب بن عبد هللا ثنا إبراهيم بن سعد عن حممد بن
إسحاق عن عبد هللا بن أيب راف عن أبيه عن أمه سلمى عالت اشتكت فاطمة فمرضتها فأصبحت
يوماً كأمثل ما كانت فخرج علي عليه التسالم فقالت اي أمتاه اسكيب علي غتسالً ففعلت فقامت
واغتتسلت كأحتسن ما كانت تغتتسل مث عالت هايت ثيايب اجلدد فأتيتها إايها فلبتستها مث عالت عدمي
الفراش إىل وسط البيت فاضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها حتت حنرها وعالت إين مقبوضة
وعد اغتتسلت فال يكشفين أحد وعبضت فجاء علي عليه التسالم فأخربته فبكى وعال ال ختربي
احلتسن واحلتسني علت ال .وعد أشار إىل هذا
()610/1
احلديث حممد بن سعد يف ((الطبقات)) فرواه عن يزيد عن إبراهيم بن سعد عن حممد بن إسحاق،
وصلى عليها علي عليه التسالم وعيل العباس ودفنها ليالً ابلبقي وملا دفنها علي أنشد:
لكل اجتماع من خليلني فرعة ...وكل الذي دون الفراق عليل
وإن افتقادي فاطمة بعد أمحد ...دليل على أن ال يدوم خليل
وعال أيضاً:
أال أيها املوت الذي ليس اتركي ...أرحين فقد أفنيت كل خليل
()611/1
على فراعها أال إن يف التأسي يل بعظيم فرعتك وفادح مصيبتك مقن فإان هلل وإان إليه راجعون فلقد
اسرتجعت الوديعة وأخذت الرهينة ،أما حزين عليكما فتسرمد وأما ليلي فمتسهد إىل أن خيتار هللا يل
دارك اليت أنت هبا مقيم وينقلين من دار األكدار والتأثيم وستخربك ابنتك عما لقينا بعدك فاحفها
ابلتسؤال واستعلم منها األمور واألحوال هذا ومل يطل العهد ومل ميتد الزمان فعليكما مين التسالم سالم
مودع ال عال وال سئم فإن أنصرف فال عن ماللة وإن أعم فال عن سوء ظن وما وعد هللا الصابرين
وأعد للمحزونني.
وعال أمحد يف الفضائل :عن جابر بن عبد هللا عال عال رسول هللا صلى اله عليه وآله لعلي عليه
التسالم ((اي أاب الرحيانتني عن عليل يذهب ركناك)) فلما تويف رسول هللا صلى هللا عليه وآله عال هذا
أحد الركنني فلما توفيت فاطمة عال وهذا الركن اآلخر.
فقد ذكران أهنا دفنت ابلبقي وعيل إهنا دفنت يف زاوية دار عقيل وبني عربها وبني الطريق سبعة أذرع.
عال عبد هللا بن جعفر :ما أدركت أحداً يشك أن عربها يف ذلك املوض ،واختلفوا كم بني وفاهتا
ووفاة رسول هللا صلى هللا عليه وآله على أعوال أحدها ستة أشهر إال عشرة أايم ألهنا توفيت ليلة
الثالاثء لثالث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة ورسول هللا تويف يف ربي األول يف الثاين
عشر منه من هذه التسنة.
()612/1
()613/1
حتسيناً مث زينب مث أم كلثوم فتزوج زينب عبد هللا بن جعفر فولدت له عوانً وعبد هللا وماتت عنده،
وأما أم كلثوم فخطبها عمر بن اخلطاب يف خالفته فامتن علي من تزوجيها منه ،وعال :هي صغرية
وإين أرصدها البن أخي جعفر فشق ذلك على عمر ،فقال العباس لعلي زوجها منه فقد بلغين عنه
كالم فزوجه إايها ،فقال عمر :ما أردت إال اجلم بني التسبب والنتسب من رسول هللا صلى هللا عليه
وآله ،وذكر جدي يف كتاب ((املنتظم)) أن علياً عليه التسالم بعثها إىل عمر لينظرها وأن عمر كشف
ساعها وملتسها بيده ،علت :وهذا عبيح فإهنا لو كانت أمة ملا فعل هبا هذا ،مث إبمجاع املتسلمني ال جيوز
للرجل ملس األجنبية ،والذي روى جدي رمحه هللا أن علياً عليه التسالم ملا عال لعمر :إهنا صغرية
فقال ابعث هبا إيل فبعثها وبعث معها ثوب وعال :عويل له أيب يقول لك :يصلح لك هذا الثوب؟
فلما جاءت إىل عمر صوب النظر إليها وعال عويل له :نعم فلما عادت إىل علي عالت :اي أبه لقد
أرسلتين إىل شيخ سوء ،لقد صوب النظر يف حىت كدت أضرب ابلثوب أنفه مث ولدت أم كلثوم من
عمر زيداً ،فلما عتل عمر تزوجها عون بن جعفر ،فلم تلد له وتويف عنها فتزوجها بعده أخوه حممد
بن جعفر مث تزوجها بعده أخوه عبد هللا بن جعفر فماتت عنده وعد زاد ابن إسحاق يف أوالد فاطمة
من علي عليه التسالم حمتسناً مات صغرياً وزاد الليث بن سعد رعية ماتت صغرية أيضاً.
()614/1
()615/1
رسول ريب فأجيب وأان اترك فيكم الثقلني أو ثقلني أوهلما كتاب هللا فيه النور واهلدى فخذوا بكتاب
هللا استمتسكوا به)) فحث على كتاب هللا ورغب فيه مث عال وعرتيت أهل بييت)) عاهلا مرتني فقال
حصني بن سربة لزيد بن أرعم ومن أهل بيته اي زيد؟ أليس نتساؤه من أهل بيته؟ فقال زيد :نعم نتساؤه
من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم عليه الصدعة بعده ويف رواية فقال زيد ال وامي هللا إن املرأة عد
تكون م الرجل العصر والدهر مث يطلقها فرتج إىل أبيها وعومها ولكن أهل بيته عصبته الذين حيرم
عليهم الصدعة بعده فقال حصني ومن هم؟ فقال آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس
والثقالن اخلطريان العظيمان.
وعال أمحد يف الفضائل عن عمر بن موسى عن زيد بن علي بن احلتسني بن علي عليه التسالم عن أبيه
عن جده عال شكوت إىل رسول هللا صلى هللا عليه وآله حتسد الناس إايي فقال ((أما ترضى أن
تكون راب أربعة أول من يدخل اجلنة أان وأنت واحلتسن واحلتسني وأمهما وذريتنا من خلفنا وشيعتنا من
ورائنا)) .ويف رواية ((النجوم أمان ألهل التسماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل التسماء وأهل بييت
أمان ألهل األرض فإذا ذهب أهل بييت ذهب أهل األرض)) .وذكر أبو الفرج
()616/1
()617/1
وكان علي بن احلتسني إذا توضأ اصفر لونه فيقال ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ فيقول أتدرون
بني يدي من أريد أن أعف؟ وذكر ابن سعد يف ((الطبقات)) عال كان علي إذا مشى ال خيطر بيده
وإذا عام إىل الصالة أخذته رعدة فيقال له مالك؟ فيقول ما تدرون ملن أريد أن أانجي؟ وعال ابن أيب
الدنيا وع حريق يف دار علي بن احلتسني وهو ساجد وعالوا النار النار اي ابن رسول هللا فما رف رأسه
حىت طفئت فقيل له ما الذي أهلاك عنها؟ فقال :النار األخرى.
وبه عال القرشي :جاء رجل إىل علي بن احلتسني فقال له إن فالانً يق فيك فقال عم بنا إليه فقام معه
وهو يظن أن ينتصر لنفتسه فلما وصل إليه عال اي فالن إن كان ما علت يف حقاً فغفر هللا يل وإن كان
ابطالً فغفر هللا لك ،وبه عال القرشي عن ابن يعقوب
املدين عال كان بني علي بن احلتسني وبني حتسن بن حتسن بعض األمر فجاء حتسن بن حتسن إىل علي
بن احلتسني وهو جالس يف املتسجد م أصحابه فما ترك شيئاً إال عاله له وهو ساكت فانصرف حتسن
فالتزمه وجعال يبكيان حىت رمحهما من كان حاضراً مث عال حتسن :وهللا ال عدت يف أمر تكرهه أبداً
فقال علي وأنت يف حل مما علت يل.
وذكر أبو نعيم يف ((احللية)) عن جعفر بن حممد عن أبيه علي بن احلتسني عال كان يقول :فقد األحبة
غربة ،عال حممد :ومسعته يقول اللهم إين أعوذ بك أن حتتسن يف لوام العيون عالنييت وتقبح سريريت،
اللهم كما أسأت وأحتسنت إيل فإذا عدت فعد علي.
عال :وعال إن عوماً عبدوا هللا رهبة فتلك عبادة العبيد وإن عوماً عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار وإن
عوماً عبدوه شكراً فتلك عبادة األحرار ،عال حممد :وكان يتستقي املاء لطهوره وال ميكن أحداً أن
يعينه على طهوره فإذا عام من الليل بدأ ابلتسواك مث توضأ وعضى ما فاته من ورده ابلنهار يف الليل
وكان ورده يف النهار والليل ألف ركعة،
وكان يقول ( : )1عجبت للمتكرب الفخور الذي كان ابألمس نطفة مث هو
__________
( )1يف طبعة دار الكتب العلمية (ص :)275وأخربان عمر بن معمر الكاتب :أنبأان عبد الرمحن بن
حممد :حدثنا حممد بن علي اخلياط :حدثنا أمحد بن حممد بن يوسف العالف :حدثنا عمر بن احلصني
القاضي :حدثنا حممد بن علي بن محزة ،عن أبيه عن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن حممد عن أبيه
عال كان يقول عجبت .. ..
()619/1
غداً جيفة وعجبت ملن شك ىف هللا وهو يرى عجائب خملوعاته وعجبت ملن شك يف النشأة األخرى
وهو يرى النشأة األوىل وعجبت ملن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء.
عال وكان إذا أاته سائل يقول مرحباً ملن حيمل زادي إىل اآلخرة .وعال أبو نعيم يف ((احللية)) عن
شيبة بن نعامة عال :كان علي بن احلتسني ينحل فلما مات وجدوه يعول مئة أهل بيت ابملدينة .ويف
()620/1
وراء ظهره إال أن يتقي تقاة ،عيل له :وما يتقي تقاة ،عال :خياف جباراً عنيداً أن يفرط عليه أو أن
يطغى.
وعال ابن سعد كان علياً يقول :أيها الناس أحبوان حب اإلسالم فوهللا ما برح بنا حبكم حىت صار
علينا عاراً ،ويف رواية حىت بغضتموان إىل الناس ،وعال ابن سعد دخل علي الكنيف فرأى ذابابً صغاراً،
يق على الثياب فأراد أن يتخذ ثوابً للخالء على حدة مث عال :كيف أصن شيئاً مل يصن رسول هللا
صلى هللا عليه وآله والناس بعده فرتكه ،عال :وعاسم هللا ماله مرتني وعال أيضاً عال له رجل :كيف
أصبحت فقال :أصحبنا يف عومنا ومنزلة بين إسرائيل من آل فرعون يذحبون أبناءان ويلعنون سيدان
وشيخنا على املنابر ومينعون حقنا ،وعال ابن سعد أيضاً كان هشام بن إمساعيل املخزومي وايل املدينة
وكان يؤذي علي بن احلتسني ويشتم علياً عليه التسالم على املنرب وينال منه فلما ويل الوليد اخلالفة
عزله وأمره به أن يوعف للناس عال هشام :وهللا ما أخاف إال من علي بن احلتسني فإنه رجل صاحل
يتسم عوله فأوصى علي بن احلتسني أصحابه ومواليه وخاصته أن ال يتعرضوا هلشام مث مر علي يف
حاجته فلما عرض له فناداه هشام وهو واعف للناس {هللا أعلم حيث جيعل رسالته} عن سعيد بن
مرجانة أنه عال :مسعت أاب هريرة يقول عال رسول هللا صلى هللا عليه وآله ((من أعتق رعبة مؤمنة أعتق
()621/1
مسعت هذا من أيب هريرة؟ عال نعم فقال علي ادع يل مطرايً لغالم له مل يكن له مثله فقال أنت حر
لوجه هللا تعاىل .خرجاه يف الصحيحني ،وكان عبد هللا بن جعفر عد أعطى علياً يف هذا الغالم عشرة
آالف درهم .علت وهلذا احلديث استحب العلماء أن يعتق الذكر الذكر واألنثى األنثى.
وذكر أبو نعيم يف ((احللية)) عال :وكان يذهب إىل زيد بن أسلم فيجلس إليه فقيل له :أنت سيد
الناس وأفضلهم تذهب إىل هذا العبد فتجلس إليه فقال :العلم يتب حيث كان وممن كان .وعال حج
هشام بن عبد امللك عبل أن يلي اخلالفة فاجتهد أن يتستلم احلجر فلم ميكنه من الزحام فجاء علي
بن احلتسني فوعف الناس له وتنحوا عن احلجر حىت استلمه ومل يبق عند احلجر سواه ،فقال هشام:
من هذا؟ فقالوا :ال نعرفه ،فقال الفرزدق الشاعر :لكين أعرفه مث اندف فقال:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ...والبيت يعرفه واحلل واحلرم
هذا ابن خري عباد هللا كلهم ...هذا الفىت النقي الطاهر العلم
يكاد ميتسكه عرفان راحته ...ركن احلطيم إذا ما جاء يتستلم
إذا رأته عريش عال عائلها ...إىل مكارم هذا ينتهي الكرم
()622/1
إن عد أهل التقى كانوا ذوي عدد ...أو عيل من خري أهل األرض عيل هم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ...جبده أنبياء هللا عد ختموا
وليس عولك من هذا بضائره ...العرب تعرف ما أنكرت والعجم
يغضي حياء ويغضي من مهابته ...فما تلكم إال وهو يبتتسم
ينمي إىل ذروة العز اليت عصرت ...عن نيلها عرب اإلسالم والعجم
من جده دان فضل األنبياء له ...وفضل أمته دانت له األمم
ينشق نور اهلدى عن صبح غرته ...كالشمس ينجاب عن إشراعها الظلم
()623/1
()624/1
عائشة عال رأيت علي بن احلتسني ليلة ساجداً يف احلجر وهو يقول :عبيدك بفنائك متسكينك بفنائك
سائلك بفنائك فقريك بفنائك فما دعوت هبا يف كرب إال وفرج عين.
وعال الزهري كانت الريح إذا هبت سقط علي مغشياً عليه من اخلوف وعال أيضاً خرج يوماً من
املتسجد فتبعه رجل فتسبه فلحقته العبيد واملوايل فهموا ابلرجل فقال دعوه ،مث عال له :ما سرت هللا
عنك من أمران أكثر ألك حاجة نعينك عليها فاستحىي الرجل فألقى مخيصة كانت عليه وأعطاه ألف
درهم فكان الرجل إذا رآه بعد ذلك يقول :أشهد أنك من أوالد الرسل ،وعال ابن أيب الدنيا كان
عند علي بن احلتسني عوم فاستعجل خادماً له فأخرج شواء من التنور وأعبل اخلادم عجالً وبيده
التسفود وبني يدي علي ابن له صغري فتسقط التسفود على الصغري فنش ومات ،فبهت اخلادم فنظر
إليه علي وعال :أنت مل تتعمد هذا ،أنت حر لوجه هللا تعاىل مث أمر ومواراة الولد .وعال أبو نعيم عن
عمر بن دينار عال :دخل علي بن احلتسني على حممد بن أسامة بن زيد يف مرضه يعوده فجعل حممد
يبكي ويقلق ،فقال :ما شأنك؟ فقال علي مختسة عشر ألف دينار فقال :هي علي.
وعال ابن أيب الدنيا ثنا حممد بن عبد هللا الزبريي عن أيب محزة الثمايل عال عال أبو جعفر حممد بن
علي بن احلتسني عال يل أيب اي بين ،ال تصحنب مختسة وال توافقهم يف طريق ،ال تصحنب فاسقاً فإنه
يبيعك أبكلة فما دوهنا وال خبيالً فإنه يقط بك عن ماله أحوج ما كنت إليه وال كذاابً فإنه ومنزلة
التسراب يبعد عنك القريب ويقرب منك
()625/1
البعيد وال أمحق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك وال عاط رحم فإين وجدته ملعوانً يف مواض من كتاب
هللا.
وعال الثمايل :حدثين إبراهيم بن حممد عال مسعت علي بن احلتسني يقول ليلة يف مناجاته :إهلنا وسيدان
وموالان لو بكينا حىت تتسقط أشفاران وانتحبنا حىت تنقط أصواتنا وعمنا حىت تيبس أعدامنا وركعنا
()626/1
أم عبد هللا بنت احلتسن بن علي عليه التسالم وعمر وزيد املقتول ابلكوفة وسنذكره وعلي وخدجية
وأمهم أم ولد وحتسني األصغر وأم علي وتتسمى علية وأمهم أم ولد وكلثوم وسليمان ومليكة ألم ولد
أيضاً والقاسم وأم احلتسن وأم البنني وفاطمة ألمهات أوالد شىت وعيل وعبيد هللا.
ذكر مقتل زيد
واختلفوا يف سبب خروجه فذكر التسدي عن أشياخه عال :عدم زيد بن علي وحممد بن عمر بن علي
بن أيب طالب وداود بن علي بن عبد هللا بن عباس على خالد بن عبد هللا القتسري وهو وايل على
العراق فأكرمهم وأجازهم ورجعوا إىل املدينة فلما ويل يوسف بن عمرو العراق وعزل خالد بن عبد
هللا القتسري كتب إىل هشام بن عبد امللك خيربه بقدومهم على خالد وأنه أحتسن جوائزهم وابتاع من
زيد بن علي أرضاً بعشرة آالف دينار مث رد األرض إليه فكتب هشام إىل واليه ابملدينة أن يتسرحهم
إليه ففعل فلما دخلوا عليه سأهلم عن القصة فقالوا :أما اجلوائز فنعم وأما األرض فال ،فأحلهم
()627/1
وفتله وعال ما أحب أحد احلياة إال ذل مث مضى إىل الكوفة وهبا يوسف بن عمرو عامل هشام ،عال
الواعدي وكان دينه مختسمئة ألف درهم فلما عتل ،عال هشام بن عبد امللك مقام زيد ابلكوفة فكتب
إىل يوسف بن عمر أشخص زيداً إىل املدينة فإين أخاف أن خيرجه أهل الكوفة ألنه حلو الكالم لتسنا
م ما يديل به من عرابة رسول هللا صلى هللا عليه وآله فبعث يوسف بن عمر إىل زيد أيمره ابخلروج
إىل املدينة وهو يتعلل عليه والشيعة ترتدد إليه فأعام زيد ابلكوفة مختسة أشهر ويوسف بن عمر مقيم
ابحلرية فبعث إليه يقول :ال بد من إشخاصك فخرج يريد املدينة وتبعته الشيعة يقولون أين تذهب
ومعك منا مئة ألف يضربون دونك بتسيوفهم ومل يزالوا به حىت رج إىل الكوفة فبايعه مجاعة منهم
سلمة بن كهيل ومنصور بن خزمية يف آخرين فقال له داود بن علي بن عبد هللا بن عباس :اي ابن عم
ال يغرنك هؤالء عن نفتسك ويف أهل بيتك لك أمت العرب ويف خذالهنم إايهم كفاية ومل يزال به حىت
شخص إىل القادسية فتبعه مجاعة يقولون له :ارج فأنت املهدي وداود يقول ال تفعل فهؤالء عتلوا
أابك وإخوتك وفعلوا ما فعلوا فبايعه منه مختسة عشر ألفاً على نصر كتاب هللا وسنة رسوله وجهد
الظاملني ونصر املظلومني وإعطاء احملرومني ونصرة أهل البيت على عدوهم فأعام خمتفياً على هذا سبعة
عشر يوماً والناس ينتابونه من األمصار والقرى مث أذن للناس ابخلروج فتقاعد عنه مجاعة ممن ابيعه
وعالوا إن اإلمام جعفر بن حممد بن علي فواعد من وافقه على اخلروج يف أول ليلة من صفر سنة
اثنتني وعشرين ومائة فخرج فواىف إليه مئتا رجل وعشرون رجالً فقال سبحان هللا أين القوم؟ فقالوا:
يف املتسجد حمصورون وجاء يوسف بن عمر يف مجوع أهل الشام فاعتتلوا فهزمهم زيد ومن معه فجاءه
سهم يف جبهته فوع فأدخلوه بيتاً وانزعوا التسهم من وجهه فمات وجاءوا به إىل هنر فأسكروا املاء
()628/1
وجاء واحد ممن حضر دفن زيد إىل يوسف بن عمر فدله على عربه ونبشه وعط رأسه وبعث به إىل
هشام فنصبه على ابب دمشق مث أعاده إىل املدينة فنصبه هبا وصلب يوسف بن عمر بدنه ابلكوفة
حىت مات هشام بن عبد امللك وعام الوليد فأمر به فأحرق وعيل إن هشاماً أحرعه فلما ظهر بنو
العباس على بين أمية نبش عبد الصمد بن علي وعيل عبد هللا بن علي عرب هشام بن عبد امللك
فوجده صحيحاً فضربه مثانني سوطاً وحرعه ابلنار كما فعل بزيد وكان سنه يوم عتل اثنني وأربعني سنة
وعال ابن سعد :زيد من الطبقة الثالثة من التابعني من أهل املدينة ومس احلديث من أبيه ومجاعة وأمه
أم ولد.
وعد ذكران أن مقتله كان سنة اثنني وعشرين ومئة والواعدي يقول :سنة ثالث وعشرين ومئة يوم
االثنني لليلتني خلتا من صفر وعيل سنة عشرين سنة إحدى وعشرين.
ذكر خروج ولد حيىي بن زيد
عال هشام بن حممد ملا عتل زيد بن علي هرب ولده حيىي إىل خراسان فأعام هبا حىت تويف هشام بن
عبد امللك وويل الوليد بن يزيد بن عبد امللك فكتب يوسف بن عمر إىل نصار بن سيار وكان والياً
على خراسان حبديث حيىي بن زيد وأنه عند اجلريش.
()629/1
عمر بن داود بن صاحل فابعث إليه فخذه منه فبعث نصر بن سيار فأخذه من اجلريش بعد أن أنكر
اجلريش عصته فجلد نصر اجلريش ستمئة سوطاً مث إن نصر بن سيار كتب إىل الوليد خيرب فكتب إليه
أن يطلق عنه وأصحابه ويؤمنه فدعاه نصر فأخربه اخلرب وحذره الفتنة وأطلقه فخرج إىل سرخس مث
إىل اجلوزجان واجتم إليه مجاعة عالوا مقدار سبعني رجالً وعيل سبعمئة وهو األصح فخرج فبعث
إليه نصر بن سيار عمرو بن زرارة يف عشرة آالف فالتقوا فهزمهم حيىي بن زيد وعتل عمرو بن زرارة مث
خرج سورة بن حممد الكندي يف مج إىل حيىي فالتقوا فرماه موىل لعيتسى بن سليمان الغزي بتسهم يف
()630/1
((الصحاح)) التبقر :التوس يف العلم ،عال وكان يقال حملمد بن علي بن احلتسني بن علي بن أيب
طالب الباعر لتبقره يف العلم ويتسمى الشاكر واهلادي وعال ابن سعد حممد من الطبقة الثالثة من
التابعني من أهل املدينة كان عاملاً عابداً ثقة روى عنه األئمة أبو حنيفة وغريه وعال أبو يوسف علت
أليب حنيفة لقيت حممد بن علي الباعر؟ عال :نعم ،وسألته يوماً فقلت له :أراد هللا املعاصي؟ عال
أفيعصي عهراً؟ عال أبو حنيفة :فما رأيت جواابً أفحم منه.
وعال عطاء ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أيب جعفر لقد رأيت احلكم عنده كأنه
عصفور ويعين ابحلكم :احلكم بن عيينة وكان عاملاً نبيالً جليالً يف زمانه ،وذكر املدائين عن جابر بن
عبد هللا أنه أتى أاب جعفر حممد بن علي إىل الكتاب وهو صغري فقال له رسول هللا يتسلم عليك.
فقيل جلابر فكيف هذا فقال :كنت جالتساً عند رسول هللا صلى هللا عليه وآله واحلتسني يف حجره
وهو يداعبه فقال اي جابر يولد له مولود امسه علي إذا كان يوم القيامة اندى مناد ليقم سيد زين
العابدين فيقوم ولده مث يولد له مولود امسه حممد فإن أدركته اي جابر فأعرئه عين التسالم ،وروى أن أاب
جعفر دخل على جابر بعدما أضر جابر فتسلم عليه فقال من أنت؟ فقال :حممد بن علي بن احلتسني
فقال :أدن مين فدان منه فقبل يديه ورجليه مث عال له رسول هللا يتسلم عليك وذكره.
وتويف جابر بن عبد هللا سنة مثان وسبعني ابملدينة وهو آخر من مات من أهل العقبة فقد كان حممد
الباعر يف زمانه كبرياً ملا نذكر يف وفاته.
()631/1
املؤمن وال تصيب الذاكر .وعال أبو نعيم عن سفيان الثوري عال مسعت منصور يقول مسعت حممد بن
علي يقول :الغىن والعز جيوالن يف علب املؤمن فإذا وصال إىل مكان فيه التوكل أوطناه.
وعال أبو نعيم:
عن حممد بن علي أنه عال ما دخل علب امرئ شيء من الكرب إال نقص من عقله مثل ما دخل عل
أو كثر.
وعال أبو نعيم
عن جابر اجلعفي عال :عال يل حممد بن علي اي جابر ،إين حملزون وإين ملشتغل القلب علت :وما سبب
ذلك فقال اي جابر إنه من دخل علبه صايف خالص دين هللا
()632/1
شغله عما سواه اي جابر ما الدنيا؟ وما عتسى أن تكون هل هو إال ثوب لبتسته أو لقمة أكلتها أو
مركب ركبته أو امرأة أصبتها ،اي جابر ،إن املؤمنني مل يطمئنوا إىل البقاء يف الدنيا ومل يطمئنوا إىل الدنيا
لبقاء فيها ومل أيمنوا لقدوم اآلخرة عليهم ومل يصمهم عن ذكر هللا ما مسعوا آبذاهنم من الفتنة ومل
يعمهم من نور هللا ما رأوا أبعينهم من الزينة ففازوا بثواب األبرار ،إن أهل التقوى أيتسر أهل الدنيا
مؤنة وأكثرهم لك معونة ،وإن نتسيت ذكروك وإن ذكرت أعانوك عوالني حبق هللا عوامني أبمر هللا فأنزل
الدنيا منزلة منزل نزلت به وارحتلت عنه وكمال أصبته يف منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء
واحفظ هللا تعاىل فيما اسرتعاك من دينه وحكمته.
وعال أبو نعيم
كان حممد بن علي يقول سالح اللئام عبح الكالم.
وعال أبو نعيم
عن حممد بن علي أنه عال وهللا ملوت عامل أحب إىل إبليس من
()634/1
()635/1
وذكر أبو أيوب عن أيب محزة عال عال حممد بن علي ما من عبادة عند هللا أفضل من عفة بطن أو
فرج وما من شيء أحب إىل هللا تعاىل من أن يتسأل وما يدف القضاء إال الدعاء وإن أسرع اخلري ثواابً
()636/1
ذكر وفاته
اختلفوا فيها على ثالثة أعوال أحدها :أنه تويف سنة سب عشرة ومئة ذكره الواعدي ،والثاين :سنة
أرب عشرة ومئة عاله الفضل بن دكني والثالث :سنة مثاين عشرة واختلفوا يف سنه أيضاً على ثالثة
أعوال أحدها :مثان ومختسون والثاين سب ومختسون والثالث ثالث وسبعون واألول أشهر ملا روينا يف
سن أمري املؤمنني علي عليه التسالم فإن حممداً هذا روى أن علياً عتل وهو ابن مثان ومختسني سنة عال
ومات هلا احلتسن وعتل هلا احلتسني ومات هلا علي بن احلتسني ،عال جعفر بن حممد هذا ومسعت أيب
يقول لعمته فاطمة بنت احلتسني أم عبد هللا بن حتسن عد أتت علي مثان ومختسون فتويف هلا وأوصى أن
يكفن يف عميصه الذي كان يتعبد فيه ودفن ابلبقي عند أبيه أسند حممد احلديث عن مجاعة من
الصحابة جابر بن عبد هللا وأيب سعيد وابن عباس وأنس وأيب هريرة واحلتسن واحلتسني وروى عن خلق
من التابعني منهم سعيد بن املتسيب واألئمة ،ومن العجائب ثالثة أنفس كانوا يف زمن واحد وهم
علماء أشراف بنو أعمام كل واحد منهم امسه علي وله ولد امسه حممد فعلي بن احلتسني زين العابدين
ولده حممد هذا املذكور وعلي بن عبد هللا بن عباس ولده حممد أبو اخللفاء وعلي بن عبد هللا بن
جعفر ولده حممد.
ذكر أوالد حممد الباعر عليه التسالم
()637/1
أبو عبد هللا وعيل أبو إمساعيل ويلقب ابلصادق والصابر والفاضل والطاهر وأفضل ألقابه الصادق
وعد ذكران أن أمه أم فروة بنت القاسم بن حممد بن أيب بكر.
عال علماء التسري :كان عد اشتغل ابلعبادة عن طلب الرائسة وذكر أبو نعيم يف ((احللية)).
عن عمرو بن أيب املقدام عال كنت إذا نظرت إىل جعفر بن حممد علمت أنه من سالسة النبيني.
وذكر أبو نعيم أيضاً عن سفيان الثوري عال جعفر بن حممد اي سفيان إذا أنعم هللا عليك بنعمة
فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر من احلمد هلل والشكر عليها فإن هللا تعاىل يقول {لئن شكرمت
ألزيدنكم} وإذا استبطأت الرزق فأكثر من االستغفار فإن هللا يقول {استغفروا ربكم إنه كان غفاراً.
يرسل التسماء عليكم مدراراً .وميددكم أبموال وبنني وجيعل لكم جنات} يف اآلخرة {وجيعل لكم
أهناراً} اي سفيان إذا أحزنك أمر به من سلطان أو غريه فأكثر من عول ال حول وال عوة إال ابهلل العلي
العظيم فإهنا مفتاح الفرج وكنز من كنوز اجلنة.
()638/1
()639/1
()640/1
()641/1
وعال ابن وهب ( )1عال :مسعت الليث بن سعد يقول حججت سنة ثالث عشرة ومئة فلما صليت
العصر يف املتسجد رعيت أاب عبيس فإذا برجل جالس يدعو فيقول اي رب اي رب حىت انقط نفتسه مث
()642/1
وعال الثوري :علت جلعفر اي ابن رسول هللا اعتزلت الناس فقال اي سفيان فتسد الزمان وتغري اإلخوان
فرأيت االنفراد أسكن للفؤاد مث عال:
ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب ...فالناس بني خماتل وموارب
يفشون بينهم املودة والصفا ...وعلوهبم حمشوة بعقارب
وعال الواعدي :جعفر من الطبقة اخلامتسة من التابعني من أهل املدينة.
ذكر وفاته
عال الواعدي :تويف يف خالفة أيب جعفر املنصور ابملدينة سنة مثان وأربعني ومئة ودفن ابلبقي م أبيه
وجده وعلى عبورهم رخامة مكتوب عليها بتسم هللا الرمحن الرحيم هلل مبيد األمم وحميي الرمم هذا عرب
()643/1
أحدها :مخس وستون ،والثاين :مخس ومختسون ،وعال الواعدي :إحدى وسبعون أسند جعفر احلديث
عن أبيه حممد ولقي مجاعة من التابعني منهم عطاء بن أيب رابح وعكرمة يف آخرين وروى عنه األئمة
سفيان الثوري ومالك وشعبة وأيوب التسختياين وغريهم وعيل إنه مات متسموماً.
ذكر أوالده
موسى الكاظم وله النتسل وحممد يعرف ابلديباج حلتسنه وإسحاق املؤمتن وهو أخو الديباج ألمه وأبيه
وعلي ظهر ومكة يف أايم املأمون سنة ثالث ومئتني وظفر به املأمون وعفا عنه ومحل إليه إىل خراسان
فأعام عنده حىت مات سنة ثالث ومئتني وعيل مات سنة أرب ومئتني ومحل املأمون سريره على عاتقه
متسافة كبرية إىل عربه فتعجب فقيل له اي أمري املؤمنني لو صليت عليه ورجعت فإنك عد تعبت فقال
هذه رحم عد عطعت منذ مئيت سنة وصلناه اليوم مث صلى عليه ودفنه.
عال الواعدي وكان عد ابيعه أهل احلجاز وهتامة واستفحل أمره فحج املعتصم يف هذه التسنة فأخذه
وبعث به إىل املأمون فأحتسن إليه وكان متعبداً يصوم يوماً وما خرج عط يف ثوب فعاد وهو عليه عال
هشام فلما خرجوا جبنازته كان املأمون راكباً فلما رآه ترجل عن دابته ودخل بني العمودين ومحله.
وكان أزهد أهل زمانه وهو جدهم األعلى الذي إليه ينتهي نتسبهم وحممد وعلي وعبد هللا وإسحاق
وأم فروة وعد رتب حممد بن سعد يف ((الطبقات)) أوالد جعفر من غري هذا الرتتيب فقال :كان له
من الولد إمساعيل األعرج وعبد هللا وأم فروة وأمهم فاطمة بنت احلتسني األثرم بن حتسن بن علي بن
أيب طالب عليه التسالم وموسى حبتسه
()644/1
هارون ببغداد عند التسندي موىل هارون فمات يف حبتسه وإسحاق وعلي وحممد وفاطمة تزوجها حممد
بن إبراهيم بن حممد بن علي بن عبد هللا بن عباس أمها أم ولد وأمهم وحيىي والعباس وفاطمة الصغرى
()645/1
جلس منفرداً عن الناس فقلت يف نفتسي هذا الفىت من الصوفية يريد أن يكون كالً على الناس وهللا
ألمضني إليه وألوخبنه فدنوت منه فلما رآين مقبالً عال اي شقيق {كثرياً من الظن إن} اآلية ،فقلت يف
نفتسي :هذا رجل صاحل عد نطق على ما يف خاطري ألحلقنه وألسألنه أن حيالين فغاب عن عيين فلما
نزلنا واعصة إذ به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تتحادر فقال أمضي إليه وأعتذر فأوجز يف
صالته مث عال :اي شقيق {وإين لغفار ملن اتب وآمن وعمل صاحلاً مث اهتدى} فقلت هذا من األبدال
عد تكلم على سري مرتني فلما نزلنا زابالً إذا به عائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يتستقي ماء
فتسقطت الركوة يف البئر فرف طرفه إىل التسماء وعال:
أنت ريب إذا ظمأت إىل املاء ...وعويت إذا أردت الطعاما
()646/1
عال أهل التسري كان مقام موسى ابملدينة ألنه ولد هبا فأعدمه حممد املهدي بغداد فحبتسه هبا مث رده
إىل املدينة ملنام رآه ذكره اخلطيب يف ((اتريخ بغداد)) عن الفضل بن الربي عن أبيه عال ملا حبس
املهدي موسى بن جعفر رأى املهدي علياً عليه التسالم يف املنام فقال له اي حممد {فهل عتسيتم إن
توليتم أن تفتسدوا يف األرض وتقطعوا أرحامكم} اآلية عال الربي :فأرسل إيل املهدي ليالً فراعين
ذلك فجئته فإذا هو يقرأ اآلية وكان من أحتسن الناس صواتً فقال علي وموسى بن جعفر عال فجئته
به فعانقه وأجلتسه إىل جانبه فقال :اي أاب احلتسن رأيت التساعة أمري املؤمنني وهو يقرأ علي هذه اآلية
أتؤمنين أن ال خترج علي وال على أحد من ولدي بعدي فقال :وهللا ال فعلت ذلك أبداً وال هو من
شيميت ،فقال :صدعت ،مث عال اي ربي أعطه ثالثة آالف دينار ورده إىل أهله عال الربي :فأحكمت
أمره ليالً فما أصبح إال وهو على الطريق خمافة العوائق وعال املدائين أعام موسى ابملدينة حىت تويف
املهدي واهلادي وحج هارون الرشيد فاجتمعه وموسى بن جعفر عند عرب رسول هللا صلى هللا عليه
وآله ،فقال هارون للنيب عليه التسالم التسالم عليك اي ابن العم افتخاراً على من حوله فدان موسى
من القرب وعال :التسالم عليك اي أبة فتغري وجه هارون مث عال :اي أاب احلتسن هذا وهللا هو الفخر
والشرف حقاً مث محله معه إىل بغداد وحبتسه هبا سنة سب وسبعني ومئة فأعام يف حبتسه إىل سنة مثان
()647/1
يقول له :لن ينقضي عين يوم من البالء حىت ينقضي عنك معه يوم من الرخاء حىت نقضي مجيعاً إىل
يوم ليس له القضاء خيتسر فيه املبطلون.
واختلفوا يف سنه على أعوال أحدها مخس ومختسون سنة ،والثاين :أرب ومختسون ،والثالث :سب
ومختسون ،والراب :مثان ومختسون واخلامس :ستون ،ودفن ومقابر عريش وعربه ظاهر يزار وعيل مات
سنة ثالث ومثانني ومئة.
ذكر أوالده
عال علماء التسري :ولد له عشرون ذكراً وعشرون أنثى علي اإلمام وزيد وهذا زيد كان عد خرج على
املأمون فظفر به فبعث به إىل أخيه علي بن موسى الرضا فوخبه وجرى بينهما كالم ذكره القاضي
املعايف يف ((اجلليس واألنيس)) فيه أن علياً عال له سؤة لك اي زيد ما أنت عائل لرسول هللا إذا
سفكت الدماء وأخفت التسبيل وأخذت املال من غري حله غرك محقاء أهل الكوفة وعد عال رسول
هللا صلى هللا عليه وآله ((فاطمة أحصنت فرجها)) فحرم هللا ذريتها على النار وهذا ملن خرج من
بطنها مثل احلتسن واحلتسني وفقط ال يل وال لك وهللا ما انلوا ذلك إال بطاعة هللا فإن أردت أن تنال
ومعصية هللا ما انلوه بطاعته إنك إذا ألكرم على هللا منهم ،وإبراهيم وعقيل وهارون واحلتسن واحلتسني
وعبد هللا وعبيد هللا وإمساعيل وعمر وأمحد وجعفر وحيىي وإسحاق والعباس ومحزة وعبد الرمحن
والقاسم وجعفر األصغر وحممد وخدجية وأم فروة وأمساء وعلية وفاطمة الكربى والصغرى والوسطى
وفاطمة أخرى فالفواطم أرب وأم كلثوم وآمنة وزينب وأم عبد هللا وزينب الصغرى وأم القاسم
وحكيمة وأمساء الصغرى وحممودة وأمامة وميمونة ألمهات أوالد شىت.
()648/1
أيب طالب عليهم التسالم ويعرف ابلويل والويف وأمه أم ولد تتسمى اخلريزان.
عال الواعدي مس علي احلديث من أبيه وعمومته وغريهم وكان ثقة يفيت ومتسجد رسول هللا صلى هللا
عليه وآله وهو ابن نيف وعشرين سنة وهو من الطبقة الثامنة من التابعني من أهل املدينة ،وذكر عبد
هللا بن حممد املقدسي يف كتاب ((أنتساب القرشيني)) نتسخة يرويها علي بن موسى الرضا عن أبيه
موسى عن أبيه جعفر عن أبيه حممد عن أبيه علي عن أبيه احلتسني عن أبيه علي عليهم التسالم عن
النيب صلى هللا عليه وآله إسناد لو عرئ على جمنون لربئ.
عال الواعدي :ملا كان سنة مئتني بعث إليه املأمون فأشخصه من املدينة إىل خراسان ليوليه العهد بعده
والذي أشخصه فرانس اخلادم وابن أيب الضحاك فلما وصل إىل نيتسابور خرج إليه علمائها مثل حيىي
بن حيىي وإسحاق بن راهويه وحممد بن راف وأمحد بن حرب وغريهم لطلب احلديث والرواية عنه
والتربك به فأعام بنيتسابور مدة واملأمون ومرو مث استدعاه وواله العهد بعد وفاته ومساه الرضا من آل
حممد وضرب امسه على الدراهم والداننري وكتب إىل اآلفاق ببيعته وطرح التسواد ولبس اخلضرة وزوجه
املأمون ابنته أم حبيبة وتزوج املأمون أيضاً ابنته أم الفضل من حممد بن علي الرضا وتزوج املأمون
بوران بنت احلتسن بن سهل يف وعت واحد ذكره الصويف وغريه يقول يف عقود خمتلفة.
نتسخة العهد الذي كتبه املأمون له خبطه وإنشائه
وهو عهد طويل ذكره عامة املؤرخني يف توارخيهم اختصرته.
بتسم هللا الرمحن الرحيم هذا كتاب كتبه عبد هللا بن هارون أمري املؤمنني أليب احلتسن علي بن موسى
الرضا من آل حممد ويل عهده أما بعد فإن هللا سبحانه وتعاىل
()649/1
اصطفى اإلسالم ديناً واختار له من عباده رسالً دالني عليه يبشر وهادين إليه أوهلم آبخرهم ويصدق
اتليهم ماضيهم حىت انتهت النبوة إىل سيدان حممد صلى هللا عليه وآله على فرتة من الرسل ودرس من
()650/1
عن عمر بن اخلطاب أنه عال لو ضاعت سخلة بشاطئ الفرات خلفت أن أؤخذ هبا.
ومل أزل منذ أفضت إيل اخلالفة أنظر فيمن أعلده أمرها وأجتهد فيمن أوليه عهدها فلم أجد من
يصلح هلا إال أاب احلتسن علي بن موسى الرضا ملا رأيت من فضله البارع وعلمه الناف وورعه يف
الباطن والظاهر وختليه عن الدنيا وأهلها وميله إىل اآلخرة وإيثاره هلا وعد حتقق عندي وتيقنت فيه،
األخبار عليه متواطئة واأللتسن عليه متفقة فعقدت له العهد واثقاً خبرية هللا يف ذلك نظراً للمتسلمني
وإيثاراً إلعامة شعائر الدين وطلباً للنجاة يوم يقوم الناس لرب العاملني ،وكتب عهد هللا خبطه لتتس
خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومئتني وعد ابي أهل بييت وخاصيت وولدي وأهلي وجندي
وعبيدي والتسالم.
فكتب علي خلفه:
بتسم هللا الرمحن الرحيم :أعول وأان علي بن موسى بن جعفر أن أمري املؤمنني عضده هللا ابلتسداد وفقه
()651/1
أحوال اآلخرة فيما كنت عليه من عبل وال أانل من الدنيا إال ما تدعو الضرورة إليه وعد جعلت هللا
علي كفيالً فإن أحدثت وغريت أو بدلت كنت للتغيري متستحقاً وللنكال معرضاً وأعوذ ابهلل من
سخط هللا وإليه أرغب يف التوفيق لطاعته واملباعدة بيين وبني معصيته والتسالم.
مث عرئ العهد يف مجي اآلفاق وعند الكعبة وبني عرب رسول هللا صلى هللا عليه وآله ومنربه وشهد فيه
خواص املأمون وأعيان العلماء فمن شهد يف ذلك الفضل بن سهل.
وشهد عبد هللا بن طاهر.
وشهد حيىي بن أكثم القاضي ومحاد بن أيب حنيفة وأبو بكر الصويل والوزير املغريب وبشر بن املعتمر
يف خلق كثري ،وحكى الصويل أن املأمون ملا ابي علي بن موسى الرضا أجلتسه إىل جانبه فقام العباسي
اخلطيب فتكلم فأحتسن وأنشد:
البد للناس من مشس ومن عمر ...فأنت مشس وهذا ذلك القمر
عال علماء التسري :فلما فعل املأمون ذلك شغبت بنو العباس ببغداد عليه وخلعوه من اخلالفة وولوا
إبراهيم بن املهدي واملأمون ومرو وتفرعت علوب شيعة
()652/1
بين العباس عنه فقال له علي بن موسى الرضا اي أمري املؤمنني النصح واجب والغش ال حيل ملؤمن إن
العامة تكره ما فعلت معي واخلاصة والعامة.
وذكر أبو بكر الصويل يف كتاب ((األوراق)) أن هارون كان جيري على موسى بن جعفر وهو يف
حبتسه يف كل سنة ثلثمئة ألف درهم وإن له يف كل شهر عشرين ألفاً فقال املأمون لعلي بن موسى:
ألزيدنك على مرتبة أبيك وجدك فأجرى له ذلك وأوصله أبلف ألف درهم وملا فصل املأمون عن مرو
()653/1
منعه من ذلك شغب بين العباس عليه إال أنه كان عد أصر على ذلك حىت دخلت عليه زينب فلما
دخلت عليه فأعام هلا ورحب هبا وأكرمها فقالت له اي أمري املؤمنني إنك على بر أهلك من ولد أيب
طالب واألمر يف يدك أعدر منك على إبرارهم واألمر يف يد غريك أو يف أيديهم فدع لباس اخلضرة
وعد إىل لباس أهلك وال تطمعن أحداً فيما كان منك فعجب املأمون بكالمها وعال اي عمة وهللا ما
كلمين أحد بكالم أوع من كالمك يف عليب وال أعصد ملا أردت وأان أحاكمهم إىل عقلك فقالت وما
ذاك؟ فقال ألتست تعلمني أن أاب بكر الصديق رضي هللا عنه ويل اخلالفة بعد رسول هللا صلى هللا
عليه وآله فلم يويل أحداً من بين هاشم عالت بلى عال مث ويل عمر فكان كذلك مث ويل عثمان فأعبل
على أهله من بين عبد مشس فوالهم األمصار ومل يويل أحداً من بين هاشم ،مث ويل أمري املؤمنني علي
عليه التسالم فأعبل على بين هاشم فوىل عبد هللا بن عباس البصرة ،وعبيد هللا بن عباس اليمن ووىل
معبداً مكة ووىل عثم بن العباس البحرين وما ترك أحداً ممن ينتمي إىل بين العباس إال واله فكانت
هذه له يف أعناعنا فكافأته يف ولده وما فعلت فقالت :هلل درك اي بين ولكن املصلحة لبين عمك من
ولد أيب طالب ما علت لك فقال ما يكون إال ما حتبون مث فكر يف أمره ووالية حممد بن علي العهد
فرأى أن القواعد تنخرم عليه وروما خرج األمر من يد بين العباس وبين علي لتسبب االختالف وأن يف
()654/1
()655/1
()656/1
وذكر الصويل يف كتاب ((األوراق)) أيضاً عال :كان مكتوابً على سارية من سواري جام البصرة:
رحم هللا علياً ...إنه كان تقياً
وكان جيلس إىل تلك التسارية أبو عمرو اخلطايب وامسه حفص وكان أعور فأمر به فجيء فكتب إىل
املأمون بذلك فشق عليه وأمر إبشخاصه فلما دخل عليه عال مل حموت اسم أمري املؤمنني من التسارية
فقال وما كان عليها؟ فقال:
رحم هللا علياً ...إنه كان تقياً
فقال بلغين إنه كان نبياً فقال :كذبت بل كانت القاف أصح من عينك الصحيحة ولوال أن أزيدك
عند العامة نفاعاً ألدبتك مث أمر إبخراجه ،وعد ذكران وفاة علي بن موسى الرضا وكان من الفضالء
األتقياء األجواد وفيه يقول أبو نواس:
عيل يل أنت أوحد الناس يف ...كل كالم من املقال بديه
لك يف جوهر الكالم فنون ...ينثر الدر يف يد جمتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسى ...واخلالل اليت جتمعن فيه
علت ال أدري ملدح إمام ...كان جربيل خادماً ألبيه
ذكر أوالده
حممد اإلمام وأبو جعفر الثاين وجعفر وأبو حممد احلتسن وإبراهيم وابنة واحدة.
()657/1
()658/1
عال علماء التسري وإمنا أشخصه املتوكل من مدينة رسول هللا صلى هللا عليه وآله ألن املتوكل كان
يبغض علياً وذريته فبلغه مقام علي ابملدينة وميل الناس إليه فخاف منه فدعا بيحىي بن هرمثة فقال:
اذهب إىل املدينة وانظر يف حاله وأشخصه إلينا ،عال حيىي :فذهبت إىل املدينة فلما دخلتها ضج
أهلها ضجيجاً عظيماً ما مس الناس ومثله خوفاً على علي وعامت الدنيا على ساق ألنه كان حمتسناً
إليهم مالزماً للمتسجد مل يكن عنده ميل إىل الدنيا.
عال فجعلت أسكنهم وأحلف هلم أين مل أؤمر فيه ومكروه وأنه ال أبس عليه مث فتشت منزله فلم أجد
()659/1
فعجب املتوكل والفقهاء من هذا اجلواب وبعث إليه ومال كثري فقال علي عد ذكران الواجب فتصدق
أنت وما أحببت.
وذكر أبو احلتسن املتسعودي يف كتابه وعال مني إىل املتوكل بعلي بن حممد أن يف منزله كتباً وسالحاً من
شيعته من أهل عم وأنه عازم على الوثوب ابلدولة فبعث إليه مجاعة من األتراك فهجموا داره فلم
جيدوا فيها شيئاً ووجدوه يف بيت مغلق عليه وعليه مدرعة من صوف وهو جالس على الرمل واحلصى
متوجهاً إىل هللا تعاىل يتلو آايت من القرآن فحمل على حاله تلك إىل املتوكل وعالوا للمتوكل إهنم مل
جيدوا يف بيته شيئاً ووجدانه يقرأ القرآن متستقبل القبلة وكان املتوكل جالتساً يف جمالس الشراب فأدخل
عليه والكأس يف يدي املتوكل فلما رآه هابه وعظمه وأجلتسه إىل جانبه وانوله الكأس اليت كانت يف
يده ،فقال :وهللا ما خامر حلمي ودمي عط فأعفين فأعفاه فقال له :أنشدين شعراً فقال علي أان عليل
الرواية للشعر فقال ال بد فأنشد علي عليه التسالم:
ابتوا على علل األجبال حترسهم ...غلب الرجال فلم تنفعهم القلل
()660/1
ذكره جدي أبو الفرج يف كتابه املتسمى بـ ((حترمي اخلمر)) ونقلته من خطه ومسعته يقول :أشهد ابهلل
لقد مسعت أاب عبد هللا احلتسني بن علي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب علي بن حممد يقول :أشهد
ابهلل لقد مسعت أيب حممد بن علي بن عبد هللا بن عطاء اهلروي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت عبد
الرمحن بن أيب عبيد البيهقي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أاب عبد هللا احلتسني بن حممد الدينوري يقول
أشهد ابهلل لقد مسعت حممد بن علي بن احلتسني العلوي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أمحد بن عبد هللا
التسبيعي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت احلتسني بن علي العتسكري يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب علي
بن حممد يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب حممد بن علي بن موسى الرضا يقول أشهد ابهلل لقد مسعت
أيب علي بن موسى يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب موسى يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب جعفر بن
حممد يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب حممد بن علي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب علي بن احلتسني
زين العابدين أشهد ابهلل لقد مسعت أيب احلتسني بن علي يقول أشهد ابهلل لقد مسعت أيب علي بن أيب
طالب عليه التسالم يقول :أشهد ابهلل لقد مسعت رسول هللا يقول :أشهد ابهلل لقد مسعت جربئيل يقول
أشهد ابهلل لقد مسعت ميكائيل يقول :أشهد ابهلل لقد مسعت إسرافيل يقول :أشهد ابهلل على اللوح
احملفوظ أنه عال مسعت هللا يقول :شار اخلمر من أعدائي.
()662/1
من األنبياء فخلق كثري كآدم بلغوا األلف وزادوا عليها كآدم ونوح وشيث وحنوهم وعاش عيمان
تتسعمئة سنة وعاش مهالئيل مثامنئة وعاش نفيل بن عبد هللا
()663/1
سبعمئة سنة وعاش سطيح الكاهن وامسه ربيعة بن عمرو ستمئة سنة وعاش عامر بن الظرب مختسمئة
وكان حاكم العرب وكذا تيم هللا بن ثعلبة وكذا سام بن نوح وعاش احلراث بن مضاض اجلرامي
أربعمئة سنة وهو القائل كأن مل يكن بني احلجون إىل الصفا وكذا أرفخشد وعاش عس بن ساعدة
()664/1
()665/1
()666/1
()667/1
أنت عن هذه فقلت :افتحي حجرك ففتحته فصببت الداننري يف طرف إزارها وهي مطرعة ال تلتف
إيل عال :ومضيت إىل املنزل ونزع هللا من عليب شهوة احلج يف ذلك العام مث جتهزت إىل بالدي
وأعمت حىت حج الناس وعادوا فخرجت أتلقى جرياين وأصحايب فجعلت كل من أعول له عبل هللا
حجك وشكر سعيك يقول وأنت كذلك أما عد اجتمعنا بك يف مكان كذا وكذا وأكثر الناس علي يف
القول فبت مفكراً يف أمري فرأيت رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف املنام وهو يقول يل(( :اي عبد هللا
ال تعجب فإنك أغثت ملهوفة من ولدي فتسألت هللا أن خيلق ملكاً على صورتك حيج عنك يف كل
عام إىل يوم القيامة فإن شئت أن حتج وإن شئت أن ال حتج))
وعد رويت لنا هذه احلكاية من طريق أخرى :وأن ولداً صغرياً البن املبارك دخل بيت بعض األشراف
()668/1
فقلت ال وهللا حىت يظهر أمره وإذا ومناد ينادي عليه فقلت لصاحبه ما تعطي من لقيه عال ما أعطيه
شيئاً علت مئة دينار عال ال علت دينار عال وال دينار فرميت به إليه فنظر إيل وعال من أين أنت؟
علت من بغداد عال وما تصن علت ال شيء أان رجل شريف ومايل حرفة فقال من أوالد من أنت؟
علت من أوالد احلتسني عال ومن يعرفك علت احلاج فجاء مجاعة فعرفوين فرمى إيل اهلميان وعال خذه
فقلت له فأنت ما هان عليك تعطيين اجلمي فقال اعلم أنه عندي وديعة جاء معي من خراسان
وأوصاين صاحبها أن ال أعطيه إال لشريف متستحق من أوالد احلتسني وأنت ذاك فأخذته وحتسنت
حايل.
حكاية أخرى
أبنا جدي أبو الفرج عن عبيد هللا بن العالء حدثين أيب عال مسعت أاب عامر الواعظ يقول بينما أان
جالس يف متسجد رسول هللا صلى هللا عليه وآله إذ دخل غالم أسود
()669/1
()671/1
()672/1
ومعه رععة فناولين إايها فأخذهتا وفتحتها فإذا فيها مكتوب بتسم هللا الرمحن الرحيم متعك هللا ومتسامرة
الفكرة ونعمك ومؤانتسة العربة وأفردك حبب اخللوة اي أاب عامر أان رجل من إخوانك بلغين عدومك
املدينة فتسررت بذلك وأحببت زايرتك ويب من الشوق إىل جمالتستك واالستمتاع حملادثتك ما لو كان
فوعي ألظللين ولو كان حتيت ألعلين فتسألتك ابلذي حباك ابلبالغة مل أحلقين جناح التوصل بزايرتك.
ويف رواية :فأحببت زايرتك فوجدت هللا عد عذرين أبعذار والتسالم.
عال أبو عامر :فقمت م رسول حىت أتى يب إىل عباء فأدخلين منزالً رحباً خرابً وعال عف حىت
أستأذن لك فوعفت فدخل وخرج فقال يل جل فدخلت فإذا بيت مفرد يف اخلربة اببه من جريد النخل
وإذا بكهل عاعد متستقبل القبلة ختاله من الوله مكروابً ومن اخلشية حمزوانً عد ظهرت يف وجهه أحزان
وذهبت من البكاء عيناه ومرضت أجفانه فتسلمت عليه فرد علي التسالم مث حترك فإذا هو أعمى زمن
متسقام فقال يل اي أاب عامر غتسل هللا من درن الذنوب علبك وأنب ابحلكمة لبك مل يزل عليب إليك
تواعاً وإىل استماع املوعظة منك مشتاعاً ويب جرح بكل عد أعىي األطباء دواؤه وأعجز
()673/1
الواعظني شفاؤه وعد بلغين نف مراامك للجراح فال أتل رمحك هللا يف إيقاع الدريقا وإن كان مر
املذاق فإين ممن يصرب على أمل الدواء ملا أرجو من الشفاء .عال أبو عامر فنظرت إىل منظر يبهرين
ومسعت كالماً أفظعين فأفكرت طويالً مث أتيت من كالم ما أتيت وسهل من صعوبته ما سهل فقلت :اي
شيخ ارم بصر علبك يف ملكوت التسماء واجل مس معرفتك يف سكان األرجاء ترى حبقيقة إميانك
()674/1
()675/1
((صفوة الصفوة)) إبراهيم بن سعد أبو إسحاق العلوي من أهل بغداد انتقل إىل الشام واستوطنه
وذكر أبو نعيم يف ((احللية)) وحكاه جدي أيضاً يف الصفوة عن أيب احلارث األوالسي عال خرجت من
حصن أوالس أريد البحر فقال يل بعض أخواين ال خترج فقد هيأت لك عجة حىت أتكل مث جاء هبا
فأكلت ،مث جئت إىل التساحل ،وإذا إببراهيم بن سعد العلوي عائماً يصلي على املاء فقلت يف
نفتسي :ما أشك أنه يريد أن يقول يل :امش معي على املاء ،ولئن عال يل ألمشني معه ،عال :فما
استحكم اخلاطر حىت سلم مث عال :هيه اي أاب احلارث ،امش على اخلاطر ،فقلت :بتسم هللا ،فمشى
هو على املاء ،فذهبت أمشي فغاصت رجلي فالتفت إيل وعال :اي أاب احلارث العجة أخذت برجلك
وعن أيب احلارث عال :رأيته وهو يصلي على املاء ،فأوجز وسلم وحرك شفتيه ،وإذا حيتان كثرية
مصفوفة حوله ،فقلت يف نفتسي :فأين الصيادون؟ فتفرق احليتان فقال يل :إبراهيم ما أنت ومطلوب
يف هذا األمر ،ولكن عليك هبذه الرمال فتوارى فيها من أمكنك ،وتقلل من الدنيا حىت أيتيك أمر هللا
مث غاب عين.
حكاية أخرى
عرأت على عبد هللا بن أمحد املقدسي سنة أرب وستئمة عال :عرأت يف ؟؟ واملتلقطة كتاب جلدي أبو
الفرج عال :كان ببلخ رجل من العلويني انزالً هبا وكانت له زوجة وبنات فتويف الرجل عالت املرأة
()676/1
وحدثته حديث وما جرى يل م شيخ البلد وأن بنايت يف املتسجد ما هلن شيء يقتنت به فصاح خبادم
له فخرج فقال :عل لتسيدتك تلبس ثياهبا فدخل وخرجت امرأته ومعها جواري فقال :اذهيب م هذه
املرأة إىل املتسجد الفالين وامحلي بناهتا إىل الدار فجاءت معي ومحلت البنات فقد أفرد لنا داراً يف
داره وأدخلنا احلمام وكتساان ثياابً فاخرة ومال علينا أبلوان األطعمة وبتنا أبطيب ليلة ،فلما كان نصف
الليل رأى شيخ البلد املتسلم يف منامه أن القيامة عد عامت واللواء على رأس حممد صلى هللا عليه
وسلم ،وإذا عصر من الزمرد األخضر؛ فقال ملن هذا القصر فقيل :لرجل متسلم موحد ،فتقدم إىل
رسول هللا فتسلم عليه فأعرض عنه ،فقال :اي رسول هللا ،تعرض عين وأان رجل متسلم! فقال له(( :أعم
البينة على أنك متسلم)) فتحري الرجل فقال رسول هللا(( :نتسيت ما علت للعلوية وهذا القصر للشيخ
الذي هي يف داره)) فانتبه الرجل وهو يلطم ويبكي ،وبث غلمانه يف البلد وخرج بنفتسه يدور على
العلوية فأخرب أهنا يف دار اجملوسي فجاء إليه فقال :أين العلوية عال :عندي عال :أريدها ،عال :مايل
إىل هذا سبيل عال هذه ألف دينار وتتسلمهن إيل ،فقال :ال وهللا ،وال ومئة ألف دينار فلما أحل عليه
عال له :املنام الذي رأيته ،أان رأيته ،والقصر الذي رأيته ،يل خلق وأنت تدل علي إبسالمك وهللا ما
منت وال أحد يف داري إال وعد أسلمنا كلنا على يد العلوية ،وعادت بركاهتا علينا ،ورأيت رسول هللا
فقال يل(( :القصر لك وألهلك وما فعلت م العلوية من أهل اجلنة خلقكم هللا املؤمنني يف القدم)).
حكاية أخرى
عرأت على عبد هللا بن حممد املقدسي هذا التاريخ عال وجدت يف كتاب اجلوهري عن ابن أيب الدنيا
أن رجالً رأى رسول هللا صلى هللا عليه وآله يف منامه وهو يقول ((امض إىل فالن اجملوسي وعال له عد
لبيت دعوة)) فامتن الرجل من أداء الرسائل لئال يظن اجملوسي يتعرض له ،وكأن الرجل يف دنيا واسعة
فرأى الرجل رسول هللا
صلى هللا عليه وآله اثنياً واثلثاً فأصبح فأتى اجملوسي وعال له- :يف خلق من الناس -أان رسول رسول
هللا إليك وهو يقول(( :كنت عد أجبت الدعوة)) فقال له :تعرفين؟ عال :نعم ،عال فإين أنكر دين
اإلسالم ونبوة حممد عليه التسالم ،فقال أان أعرف هذا ،وهو الذي أرسلين إليك مرة ومرة فقال :أان
أشهد أن ال إله إال هللا وأشهد حممداً رسول هللا ودعا أهله وأصحابه وعال هلم :كنت على ضالل وعد
رجعت إىل احلق فأسلموا فمن أسلم فما يف يده فهو له ،ومن أىب فلينزع عن مايل عنده ،فأسلم عوم
وأهلهم ،فكانت له ابنة مزوجة من أبيه ففرق بينهما مث عال يل :أتدري ما الدعوة؟ فقلت :ال وهللا،
وأان أريد أسألك التساعة ،فقال :ملا زوجت ابين ابنيت ،صنعت طعاماً ودعوت الناس فأجابوا ،وكان
إىل جانبنا عوم أشراف فقراء ال مال هلم فأمرت غلماين أن يبتسطوا يل حصرياً يف صحن الدار عال:
فتسمعت صبية تقول ألمها :اي أماه ،عد آذاان هذا اجملوسي برائحة طعامه ،عال :فأرسلت إليهم بطعام
كثري ،وكتسوة ودراهم للجمي ،فلما نظروا إىل ذلك ،عالت الصبية للباعيات :وهللا ما أتكلوا حىت
تدعوا له؛ فرفعن أيديهن :حشرك هللا م جدان رسول هللا ،وأمن بعضهم ،فتلك الدعوة اليت أجيبت.
حكاية أخرى
أخربان جدي أبو الفرج إبسناده إىل ابن حصني عال :كنت كاتباً ملدام املتوكل فبينا أان يف الديوان إذا
خبادم وضيفه عد خرج من عندان ومعه كيس فيه ألف دينار فقال :التسيدة تقول لك :فرق هذا يف
أهل االستحقاق فهو أطيب مايل ،واكتب أمساء الذين تفرعه فيهم حىت إذا جاءين من هذا الوجه
شيء صرفت إليهم عال :فمضيت فجمعت أصحايب وسألتهم عن املتستحقني فتسموا إيل أشخاصاً
ففرعت فيهم ثالمثئة دينار وبقي الباعي يف يدي إىل نصف الليل وإذا بطارق يطرق على ابب داري
فقلت من؟ فقال :فالن التسلوي وكان جاري فقلت :هذا جاري من مدة ومل يقصدين ،فأذنت له
()678/1
فدخل ،فرحبت به وعلت له :ما الذي عندك يف هذه التساعة؟ فقال :طرعين التساعة طارق من ولد
رسول هللا صلى هللا عليه وآله ومل يكن عندي ما أطعمه ،عال :فأعطيته ديناراً فأخذه وشكرين
وانصرف فلما وصل الباب خرجت زوجيت وهي تبكي وتقول أما تتستحي يقصدك مثل هذا الرجل
()679/1
هللا تعاىل ،جلت عدرته وعمت رمحته ،عال يف كتابه وهو أصدق القائلني {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة
أتبصرون} فمن أراد التسالمة فليغض صفحاً وجتاوزاً عما صدر بني الصحابة رضوان هللا عليهم
أمجعني ،فإن التسالمة الكاملة ،والدين األكمل ،يف حب النيب صلى هللا عليه وآله وأواله وأصحابه،
وعدم البحث عما صدر بينهم رضوان هللا تعاىل عليهم أمجعني.
()680/1