You are on page 1of 205

‫‪1‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫عَقيدةُ الد ُّروز‬


‫َرض َونقض‬ ‫ع ٌ‬
‫تأليف‬
‫الدكتور م ّحمد أحمد الخطيب‬

‫ملف رقم (‪)1‬‬

‫شبكة الدفاع عن السنة‬


‫‪d-sunnah.net‬‬
‫تنبيه ‪ :‬الكتاب في ثالث ملفات ومكتوب ببنط اللوتس‬
‫ملف (‪ )1‬من ص ( ‪)132-1‬‬
‫ملف (‪ )2‬من ص ( ‪) 228 -133‬‬
‫ملف (‪ )3‬من ص ( ‪) - 229‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫هذا الكتاب في األصل رسالة أعدت من المؤلف لنيل درجة الماجستير في العقيدة‬
‫والمذاهب المعاصرة من كلية أصول الدين بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‬
‫في الرياض‬
‫وكانت بإشراف فضيلة األستاذ زيد بن عبد العزيز الفياض‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة الطبعة الثالثة‬
‫الحمد هلل رب العالمين ‪ ،‬والصالةة والسالةم علالي ساليد المرساللين محمالد بالن عبالد هللا ‪،‬‬
‫وعلي آله وصحبه ومن سار علي هديه إلي يوم الدين ‪ ،‬وبعد ‪.‬‬
‫فهذه الطبعة الثالثة من كتاب (عقيدة الدروز ) أقالدمها إلالي القالارل الكالريم ‪ ،‬را يالا أن‬
‫تلقي منه القبول والرضي كما في الطبعتين الماضيتين ‪.‬‬
‫وقد عملت علي تنقيح بعض ما اء فالي الطبعالة الماضالية ‪ ،‬وزيالادة بعالض المواضالي‬
‫والنقاط ‪ ،‬التي و دت فيها أمورا هامة ي ب أن يتضمنها الكتاب ‪.‬‬
‫ويهمني في هذه المقدمة أن أوضح بأن هذا الكتاب ليس مو ها إلي طائفة أو أشالخا‬
‫بعينهم ‪ ،‬وإنما هو توضيح وبيان يظهر الحقائق التي ي ب علي المسلم أن يعرفهالا عالن‬
‫عقائد الطوائف التي تعيش معه ؛ ألن المسلم وإن كالان مطلوبالا مناله أن يحسالن معاملالة‬
‫من يعيشون معه – من غيالر ديناله ‪ ، -‬إال أناله – وفالي الوقالت نفساله – محالرم علياله أن‬
‫ي امل علي حساب دينه وعقيدته ‪.‬‬
‫لذا فإني وإن كنت ال أطعن في وطنية كل من ينتسب إلي الطائفة الدرزيالة ‪ ،‬إال أنالي –‬
‫وفي الوقت نفسه – ال يمكن أن أنسب هذه الطائفة إلي اإلسةم ‪ ،‬رغم أن هذا ال يع ب‬
‫بعضا من الدروز ‪ ،‬لكن الموضوعية والوصول إلي حقائق األمالور ‪ ،‬هالي التالي ي الب‬
‫أن تضيء لنا الطريق في هذه القضية ‪.‬‬
‫وكم وددت أن يصلني – عند صدور الطبعة األولي – بدل التهديدات والشتائم ‪ ،‬رسالة‬
‫موضوعية من الدروز توضح فيه الحق من الباطل ‪ ،‬والصواب من الخطأ ‪ ،‬ولكن مال‬
‫األسف لم تكن الموضوعية طريق هؤالء ‪ ،‬فأمطروني بدل منها برسائل السب والشالتم‬
‫والتهديد ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ورغم ذلك ‪ ،‬فإني أكرر وأقول لست من الدين يؤلبون صدر الالدروز ‪ ،‬وإنمالا أريالد أن‬
‫أصل إلي حقائق األمور في موضوع عقائدهم ‪ ،‬وأملي من الالدروز أن يظهالروا عقليالة‬
‫ي ببعض التوضيحات واألمور التي ي دون فيها الصالواب ‪،‬‬ ‫حكيمة ‪ ،‬وأن ال يبخلوا عل َّ‬
‫فلعل في هذه الطريقة ما يوصلنا إلي طريق الحق الذي نبتغيه ‪.‬‬
‫وفي الختام ‪ ،‬أر و هللا العلي القدير أن يهدينا سواء السبيل ‪ ،‬سبيل الذين أنعالم علاليهم ‪،‬‬
‫وأن ينف بهذا الكتاب ‪ ،‬وباهلل التوفيق ‪.‬‬
‫الدكتور محمد أحمد الخطيب‬
‫‪ 4‬جمادى األولى ‪ 1408‬هـ‬
‫‪ 25‬كانون أول ‪ 1987‬م‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة الطبعة األولي‬
‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ بالاهلل مالن شالرور أنفسالنا ومالن ساليئات‬
‫أعمالنا ‪ ،‬من يهده هللا ‪ .‬فة مضل له ‪ ،‬ومن يض ّل ‪ ،‬فة هادي له ‪ ،‬وأشهد أن ال إلاله إال‬
‫هللا وحده ال شالريك لاله ‪ .‬وأشالهد أن محمالدا عبالده ورسالوله صاللي هللا علياله وعلالي آلاله‬
‫وصحبه وسائر من اهتدى بهديهم إلي يوم الدين ‪ ،‬وبعد ‪.‬‬
‫فمنالالذ أن بالالزر ف الالر اإلسالالةم علالالي هالالذه األرض ‪ ،‬وأعالالداؤه مالالن اليهالالود والصالالليبيين‬
‫والم وس وغيرهم يحيكون الفتن والمؤامرات ضد هالذا الالدين الحنيالف ‪ ،‬محالاولين أن‬
‫يزعزعوا أركاناله ‪ ،‬ويشالككوا بفرائضاله ‪ ،‬وينتقصالوا مالن رسالوله صاللوات هللا علياله ‪،‬‬
‫ليطفئوا نوره ‪.‬‬
‫ولهذا توالت الخنا ر المسمومة من هؤالء األعداء ‪ ،‬يحالاولون أن يغرزوهالا فالي سالم‬
‫الم تم اإلسةمي ‪ ،‬وكان أول هالذه الخنالا ر حركالة االرتالداد عالن اإلسالةم بعالد وفالاة‬
‫رسول هللا صلي هللا علياله وساللم ‪ ،‬والالذي وقالف فالي و ههالا بكالل قالوة وحسالم الخليفالة‬
‫الصديق أبو بكر رضي هللا عنه والتي دبرها الم وس واليهود ‪.‬‬
‫ولما و د هؤالء األعداء أن هذه الطريقة لم ت د في تفتيت هذا الم تم اتخالذوا وساليلة‬
‫أخرى ليزرعوا خن رهم المسموم ‪ ،‬وكان أن قام بهذا عبد هللا بن سبأ اليهالودي الحاقالد‬
‫‪ ،‬والذي حاول من خةل تشيعه لعلالي وآل البيالت أن ينفالم سالمومه وأفكالاره الهدامالة ‪،‬‬
‫بادعاء ألوهية علي بن أبي طالب ‪ ،‬والتحريض علي قتل عثمالان بالن عفالان رضالي هللا‬
‫عنهما ‪ .‬وبالفعل فقد أصبح ابن سبأ أستاذا لكل الفرق األخرى التي ظهرت فيمالا بعالد ‪،‬‬
‫مالالن خالالةل األفكالالار الملحالالدة التالالي طرحهالالا ‪ ،‬فظهالالرت فالالرق هدامالالة كثيالالرة ‪ ،‬كالفرقالالة‬
‫الخطابية التي ادعت ألوهية عفالر الصادق ‪ ،‬ودعت أيضا إلالي اإلباحيالة والتحلالل مالن‬
‫كل شيء ‪.‬‬
‫وكان من تةمذة هذه الفرقة " ميمون القالدا " ‪ ،‬ذلالك الم وسالي الحاقالد علالي اإلسالةم‬
‫والمسلمين ‪ ،‬والذي ادعي حب عفر الصادق وتشاليعه لاله ‪ ،‬فاسالتطاع بهالذا وبمسالاعدة‬
‫ابنالاله عبالالد هللا أن يبثالالوا أفكالالارهم اإللحاديالالة فالالي نفالالس محمالالد بالالن إسالالماعيل حفيالالد عفالالر‬
‫الصادق ‪ ،‬فكانت أن ظهرت الباطنية اإلسماعيلية علي يد القدا وابناله ‪ ،‬حيالم قسالمت‬
‫إلي تسعة مراتب يترقي بها الداخل في هذه الفرقة ‪ ،‬فيتحلل أثناء ذلك مالن كالل ارتبالاط‬
‫له باإلسةم ‪.‬‬
‫وادعي عبد هللا بن ميمون بعد ذلك أنه من نسل آل البيت ‪ ،‬وبهالذا االدعالاء اسالتطاع أن‬
‫يؤسس أحفاده الدولة العبيدية في المغرب ‪ ،‬والتي كانالت عونالا لكالل مالن يكيالد لسسالةم‬
‫والمسلمين متسترة باإلمامة آلل البيت ‪ ،‬ولهذا فقد تق َّوى بها القرامطالة ‪ ،‬فكالانوا يتلقالون‬
‫أوامرهم منها ومن ملوكها ‪ ،‬وم مرور الزمن زادت هالذه الدولالة قالوة بفتحهالا لمصالر‬
‫سنة ‪ 385‬هال علي يد وهر الصالقلي فالي ملالك المعالز العبيالدي ‪ ،‬فأصالبحت منالذ ذلالك‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الحين مركزا لهذه الدولة ‪.‬‬


‫وفي سنة ‪ 386‬هال تولي الحكم ملك ديد في هذه الدولة هالو الحالاكم بالأمر هللا ‪ ،‬والالذي‬
‫كان عنوانا للغموض واألفعال الغريبة المنافية للعقالل الصالحيح ‪ ،‬سالفاكا للالدماء ‪ ،‬يقتالل‬
‫بة حساب وال روية ‪.‬‬
‫وما كانت هذه األفعال إال مقدمة لمالا كالان يعالتلي فالي نفساله بادعائاله ل لوهيالة ‪ ،‬فالالتف‬
‫حوله أشخا حاقدون علي اإلسةم والمسلمين زينوا له هذه الفكرة الخبيثة ‪ ،‬فكالان أن‬
‫ظهر محمد بن إسماعيل الدرزي أوال بهذا االدعاء ‪ ،‬وتبعه حمزة بن علالي سالنة ‪408‬‬
‫هال ‪ ،‬الذي يعتبر مؤسس مذهب الدروز – الذي نحن بصدد بحثه ‪ ، -‬ذلك المذهب الذي‬
‫ال يزال أتباعه لآلن مو ودين في سوريا ولبنان وفلسطين ‪.‬‬
‫ونظرا لكثرة الفرق الضالة والمو ودة بين ظهراني المسلمين ‪ ،‬والمزروعة فالي سالم‬
‫الم تمالال اإلسالالةمي ‪ ،‬أمثالالال هالالذه الفرقالالة ‪ ،‬وفالالرق النصالاليريين ‪ ،‬واإلسالالماعيليين ‪،‬‬
‫والبهالالائيين وغيالالرهم ‪ ،‬وبسالالبب هالالل أكثالالر المسالاللمين بهالالذه الفالالرق ‪ ،‬حتالالي أن بعضالالهم‬
‫يعتبرها مذاهب إسةمية ‪ ،‬لذلك رأيت أن يكون عنوان رسالة الما ستير المقدمالة منالي‬
‫هو عن ( عقيدة الدروز ) محاوال فيها أن أبالين لعامالة المساللمين حقيقالة مالذهب هالؤالء‬
‫ليتبين لهم الحق من الباطل ‪.‬‬
‫وعلي هذا لست بالذي يزعم ‪ ،‬أني أسير في طريق لم يسلك من قبل ‪ ،‬فقد كتب في هذا‬
‫الموضوع الوعر الشالاق كثيالرون(‪ ،)1‬ولالم يخالل األمالر مالن كتابالات رائالدة أدت دورا‬
‫مشكورا ‪ ،‬ولكن مازال هنالك م ال واسال لمزيالد مالن الدراسالات لتتضالح نبالات هالذا‬
‫الموضوع الشائك ‪ ،‬وتبرز كل خفاياه ‪.‬‬
‫وم األسف الشديد ‪ ،‬فإن كل الدراسات ال يدة التي ظهرت عن الدروز ‪ ،‬كانت تختفي‬
‫بعد طبعها من األسالواق بسالرعة نالادرة ‪ ،‬ومالا هالذا إال طريقالا مالن طالرق الالدروز فالي‬
‫التعمية والتستر علي ما يعتقدون ‪ ،‬فهم يسارعون إلي شراء الكمية من األسالواق ليبقالي‬
‫الناس علي هل بهم ‪.‬‬
‫وكلي تو اله إلالي هللا سالبحانه وتعالالي ‪ ،‬أن ي عالل دراسالتي هالذه ‪ ،‬ذات أثالر فعالال فالي‬
‫إعطاء المزيد من الضوء علي هذه الطائفة ‪ ،‬بحيم أكون قالد قالدمت خدمالة ليلالة إلالي‬
‫الم تم اإلسةمي ‪ ،‬بعونه تعالي وتوفيقه ‪ ،‬في سبيل أن يظهر الحق من الباطل ‪.‬‬
‫وسيقوم بحثي هذا علالي دراسالة العقيالدة الدرزيالة مالن كالل وانبهالا ‪ ،‬متعرضالا لالبعض‬
‫ال وانب الرئيسية فيها بالبحم والنقض ‪ ،‬وخاصة القضيتين الرئيسيتين في هذه العقيدة‬
‫‪ ،‬وهما ألوهية الحاكم ‪ ،‬وتناسخ األروا ‪.‬‬

‫(‪ )1‬من أمثلة ذلك ‪ :‬الدراسة الجيدة عن الدروز التي كتبها الدكتور محمد كامل حسين بعنوان (‬
‫طائفة الدروز ) سنة ‪ 1962‬م وما كتبه من قبل الشيخ زيد بن عبد العزيز الفياض بحلقات في‬
‫مجلتي المنهل وراية اإلسالم الصادرتين بجدة والرياض في ‪ 1381 ، 1380 ، 1379‬هـ‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪6‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ي طبيعة البحم ‪ ،‬أن أقوم بدراسة تاريخية لبعض ال وانالب ‪ ،‬وخاصالة‬ ‫وقد فرضت عل َّ‬
‫حياة الحاكم ؛ ألنها ال انب الرئيسي التي استقي الدروز عقائدهم منهالا ‪ ،‬لالذا كالان البالد‬
‫من استعراض وانب كثيالرة مالن حيالاة الحالاكم لتكتمالل الصالورة فالي ذهالن القالاريء ‪.‬‬
‫وكذلك لحياة دعاة الدروز األوائل ‪ ،‬والذين قام علي أيديهم هذا المذهب ‪.‬‬
‫وقد قمت بتقسيم هذا البحم إلي ثةثة أبواب ‪ ،‬يسالبقها تمهيالد عالن الطائفالة اإلسالماعيلية‬
‫الباطنية ‪ ،‬والتي انبثق عنهالا الالدروز وأخالذوا منهالا الكثيالر مالن عقائالدهم ‪ ،‬وفالي نهايالة‬
‫األبواب الثةثة خاتمة أتحدم فيها عن نتي الة هالذا البحالم ‪ ،‬وحكالم اإلسالةم فاليهم وفالي‬
‫معاملتهم ‪ ،‬فيكون الهيكل العام للرسالة علي الشكل التالي ‪:‬‬
‫باإلسماعيلية الباطنية ‪:‬‬
‫التمهيد ‪ :‬نشأة الدروز وصلتهم ِ‬
‫وهو بحم البد منه بين يدي دراستنا ‪ ،‬وفيه أتحالدم عالن نشالأة اإلسالماعيلية الباطنيالة ‪،‬‬
‫والظروف التي نشأت فيها ‪ ،‬والعقائد التي تأثرت بها ‪ ،‬وكالذلك عالن كيفيالة قيالام الدولالة‬
‫العبيدية ‪ ،‬والتي اتخذت عقائد اإلسماعيلية عقائد لها ‪ ،‬وأخيرا عن كيفيالة قيالام المالذهب‬
‫الدرزي في عهد الحاكم بأمر هللا ‪ ،‬علي يد الدرزي وحمزة بن علي ‪ ،‬متعرضالا خالةل‬
‫ذلك لكثير من العقائد التي أخذها الدروز عن اإلسماعيلية ‪.‬‬
‫وبهذا تتضح كل األمور الرئيسية التي البد من بيانها ‪ ،‬قبل الدخول في هذا البحم ‪.‬‬
‫الباب األول – شخصية الحاكم بأمر هللا ‪ ،‬وأثرها فــي عقيــدة الــدروز ‪ ،‬وأشــهر دعــاة‬
‫الدروز وآراؤهم ‪:‬‬
‫ويحوي هذا الباب ثةثة فصول هي ‪:‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الحاكم بأمر هللا ‪ :‬حياته وآراؤه وأثرها في عقيدة الدروز ‪.‬‬
‫أعرض في هذا الفصل ‪ ،‬لتفاصيل كثيرة من حياة الحاكم بأمر هللا ‪ ،‬و وانب هامة مالن‬
‫آرائه عند الدروز علي أنها أفعال تصدر من إله ‪ ،‬معتمدا في كالل هالذا علالي نصالو‬
‫كثيرة من رسائلهم وكتبهم المقدسة ‪.‬‬
‫الفصل الثاني – تطور المذهب الدرزي بعد الحاكم ‪:‬‬
‫وأعرض فيه ‪ ،‬عن التطورات التي دت علي عقائد الدروز بعد مقتل الحاكم ‪ ،‬وكذلك‬
‫عن تطورها في الوقت الحاضر بظهور ما يسمي بال ( مصحف الدروز ) ‪.‬‬
‫الفصل الثالم – أشهر دعاة الدروز وآراؤهالم ‪ :‬أتحالدم فياله عالن أشالهر دعالاة الالدروز‬
‫الذين قام المذهب علي أيالديهم ‪ ،‬وخاصالة الالدرزي ‪ ،‬وحمالزة بالن علالي ‪ ،‬والفرغالاني ‪،‬‬
‫والظروف التي قاموا بها ‪ ،‬والخةفات التي قامت بينهم ‪ ،‬وأشهر العقائد التي نادوا بهالا‬
‫‪.‬‬
‫الباب الثاني – عقيدة الدروز والرد عليها ‪:‬‬
‫ويتضمن فصلين اثنين ‪:‬‬
‫الفصل األول – عقيدة الدروز ‪:‬‬
‫ويحوي المباحم التالية عن عقائدهم ‪ ،‬والتي أدرسها بتفصيل ‪ ،‬معتمالدا فالي ذلالك علالي‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫نصو رسائلهم وكتبهم ‪:‬‬


‫‪ – 1‬ألوهية الحاكم عندهم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬التناسح والتقم والحلول ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الحدود الخمسة ‪.‬‬
‫‪ – 4‬عقيدتهم في اليوم اآلخر والثواب والعقاب ‪.‬‬
‫‪ – 5‬عقيدتهم في األنبياء ‪.‬‬
‫‪ – 6‬عقيدتهم في التستر والكتمان ‪.‬‬
‫‪ – 7‬رسائلهم وكتبهم المقدسة ‪.‬‬
‫الفصل الثاني – الرد على عقيدتهم ‪.‬‬
‫ويتضمن مبحثين اثنين ‪:‬‬
‫أرد فيهما علي عقيدتين مهمتين من عقائدهم ‪ ،‬وهمالا مفهالومهم فالي األلوهيالة ‪ ،‬وحلالول‬
‫الةهوت في الناسوت ‪ ،‬والثاني إبطال قولهم بالتناسخ والر عة ‪ ،‬معتمدا في ذلك علالي‬
‫كثير من اآليات القرآنية الكريمة التي نقضت هذه المفاهيم من أساسها ‪:‬‬
‫‪ – 1‬إبطال مفهوم ل لوهية ‪ ،‬وحلول الةهوت في الناسوت ‪.‬‬
‫‪ – 2‬إبطال قولهم بالتناسخ والر عة ‪.‬‬
‫وقد اخترت هاتين العقيدتين للرد عليهما ‪ ،‬ألنهما اللبنة الرئيسية في العقيالدة الدرزيالة ‪،‬‬
‫وبإبطالهما يتبين بطةن هذا المذهب ‪.‬‬
‫الباب الثالث – شريعة الدروز وتقسيم المجتمع عندهم وموقفهم من األديــان والفــر‬
‫األخرى ‪.‬‬
‫ويحوي فصلين اثنين ‪:‬‬
‫الفصل األول – شريعة الدروز وتقسيم المجتمع عندهم ‪.‬‬
‫ويتضمن المباحم التالية ‪:‬‬
‫‪ – 1‬نقضهم أركان اإلسةم ‪ ،‬وفرضهم بالدلها سالب دعالائم تكليفيالة ‪ :‬وأتحالدم فياله عالن‬
‫موقفهم من أركان اإلسةم ‪ ،‬فالي رسالالة حمالزة الخاصالة بالنقض هالذه األركالان ‪ ،‬وعالن‬
‫فرضه بدلها ما سماه بسب دعائم تكليفية ‪ ،‬وفي هذا يتبين موقفهم العام من اإلسةم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬الالالزواو والطالالةق والوصالالية عنالالدهم ‪ :‬وأتحالالدم فيالاله عالالن أهالالم األحكالالام والشالالرائ‬
‫الخاصة بهم ‪ ،‬وخاصة في الزواو والطةق والوصية وغير ذلك ‪.‬‬
‫‪ – 3‬تقسيم الم تم الدرزي ‪ :‬أتحدم في هذا المبحم عالن تقساليم الم تمال الالدرزي ‪،‬‬
‫إلي عقال ‪ ،‬و هال ‪ ،‬وطبقاتهم ‪ ،‬وكيفية دخول ال اهل في سلك العقال ‪.‬‬
‫الفصل الثاني – موقف الدروز من األديان والفر األخرى ‪.‬‬
‫وأتحدم فيه عن موقفهم من اليهودية والمسيحية والطائفة النصيرية ‪ ،‬وذلك من خةل‬
‫رسائلهم التي تتحدم عن ذلك ‪.‬‬
‫وبعد هذه األبواب الثةثة ‪ ،‬يصل البحم إلي خاتمته ‪ ،‬وأهالم النتالائي التالي خر الت بهالا‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫من هذا البحم ‪ .‬وحكم اإلسةم في هذه الطائفة ‪ ،‬وحكم معاملتهم ‪.‬‬
‫وأما بالنسبة للمرا والمصادر ‪ ،‬فقد اهتممت بكل ما كتالب عالن هالذه الطائفالة مالا لهالم‬
‫وما عليهم قديما وحديثا ‪ ،‬أما القديم فمن رسائلهم المخطوطة والمو ودة فالي كثيالر مالن‬
‫مكتبات ال امعات األ نبية ‪ ،‬ومن الكتب التاريخية التالي تحالدثت عالنهم وعالن عقائالدهم‬
‫مطبوعها ومخطوطها ‪ ،‬وأما الحديم منها ‪ ،‬فمن كتب عنهم مادحا أو ذامالا لهالم ‪ ،‬وقالد‬
‫يكون فيه فائدة ونف ‪.‬‬
‫وهذا ال يعني أني أخذت كالل مالا فيهالا دون رويالة وتمحالي ‪ ،‬بالل عمالدت اهالدا إلالي‬
‫البحم المستقصي ‪ ،‬ولذلك لم أعتمد علي نسخة واحدة من مخطوطالات رسالائلهم ‪ ،‬بالل‬
‫قارنت بين نسخ كثيرة من رسائلهم المو ودة في أماكن متفاوتة ‪ ،‬ألصل بعد ذلالك إلالي‬
‫النتائي السليمة ‪ ،‬بعون هللا ‪.‬‬
‫وأخيرا ‪ ...‬فهذا ال هد هو هد مع َّرض للخطأ والصواب ‪ ،‬فةبد من هفوة أو هفوات ‪،‬‬
‫وإال لكان الكمال لمن خلق ضعيفا وهذا ال يكون ‪.‬‬
‫وال يفوتني ‪ ،‬في ختام هذه المقدمة ‪ ،‬أن أتقدم بالشكر ال زيل وعظيم االمتنان والتقالدير‬
‫لفضيلة األستاذ زيد بن عبد العزيز الفياض الذي منحني مالن وقتاله وعلماله مالا ال أقالدر‬
‫ي يد العون والمساعدة وخاصة األستاذ زهير الشاويش‬ ‫علي شكره ‪ ،‬وإلي كل من م َّد إل َّ‬
‫‪ ،‬را يا هللا العلي العظيم أن يوفّق ال مي لما يحبه ويرضاه ‪.‬‬
‫وختاما أدعو هللا سبحانه وتعالي ‪ ،‬أن ي عل عملي هذا خالصا لو هه تعالي ‪ ،‬وأن ينف‬
‫به ‪ ،‬وأن يوفّق ال مي لما فيه صةحهم في الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين ‪...‬‬
‫*****‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪9‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫التمهيد‬
‫نشأة الدروز وصلتهم باإلسماعيلية الباطنية‬
‫‪-1-‬‬
‫الدروز لغة ‪:‬‬
‫اء في القاموس ما يلي ‪:‬‬
‫والصالئبان ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫معرب ‪ ،‬ويقال للقمل‬ ‫(( الدَّرز ‪ :‬واحد دروز الثوب ونحوه ‪ ،‬وهو فارسي َّ‬
‫بنات الدروز )) ‪ .‬وبنو درز ‪ :‬الخياطون والحاكة ‪ ،‬وأوالد درزة ‪ :‬الغوغاء ‪ .‬والعالرب‬
‫ي ‪ :‬هو ابن درزة ‪ ،‬وذلك إذا كان ابن أمة تساعي ف الاءت باله مالن المسالاعاة‬ ‫تقول لل َّدع ّ‬
‫وال يعرف له أب )) (‪.)2‬‬
‫أما طائفة الدروز فهم فرقة باطنية يعتبرون أنفسهم منذ ما يقرب من ألف سنة في دور‬
‫الستر ‪ ،‬فة يكشفون أمر عقائدهم بما يلقي الضوء علي مذهبهم ‪.‬‬
‫( والباطنية بعامة مذهب خفي اتخذه أصحابه وقالاء مالن نقمالة مخالالفيهم فالي االعتقالاد ‪،‬‬
‫شرعة اليونان القدماء ‪ ،‬فهو منسوب إلي أرسطو وأفةطون وأتباع فيثاغورس ‪ .‬ومالن‬
‫هذه المصادر الثةثالة انحال در المالذهب إلالي الالدروز ‪ ،‬الالذين يعتبالرون هالؤالء الفةسالفة‬
‫أسيادهم الروحيين ‪ ،‬ثم طبقوا هذا المذهب علي التعاليم اإلسةمية ‪ ،‬ثم أحاطوه بالحالذر‬
‫والكتمان حتي اليوم ) (‪. )3‬‬
‫والمالؤرخين ‪،‬‬‫ّ‬ ‫( واسم الدروز كان – وال يالزال – مثالار مناقشالات عديالدة بالين الك َّتالاب‬
‫فالمعروف أن هؤالء األقوام ال يحبون أن يلقبوا بهالذا اللقالب ‪ ،‬ويسالتنكرون أن ينسالبهم‬
‫أحد إلي الداعي نوشتكين الدرزي ‪ ،‬الذي رأينا أنهم يرمونه باإللحاد ‪.‬‬
‫والخروو عن دعوتهم وعقيدتهم ‪ ،‬ويطلقون علي أنفسهم اسم ( المو ّحدين ) وهو االسم‬
‫الذي عرفوا به في كتبهم المقدسة ) (‪.)4‬‬
‫وهذا يوضح أن لقب الدروز ‪ ،‬كان نسبة إلي نشتكين الدرزي ‪ ،‬ولكن األستاذ سليم أبالو‬
‫إسماعيل يقول ‪ ( :‬إن الدرزية نسالبة عسالكرية ال مذهبيالة ‪ ،‬وأنهالم ينتسالبون إلالي القائالد‬
‫الفاطمي أبي منصور أنوشتكين الدرزي ) (‪. )5‬‬
‫وال شك أن هذا الكةم ال يستند إلي أي واق تاريخي ‪ ،‬ذلك ألن هذا القائد قد ظهر بعالد‬
‫عصر الحاكم ‪ ،‬وال يو د أية عةقة بينه وبين هذه الطائفة ‪.‬‬
‫وهنالالاك مالن يقالالول أن نسالالبهم يعالالود إلالالي ( الكونالالت دي دروكالالس ) الفرنسالالي أحالالد قالالادة‬

‫(‪ )2‬ابن منظور ‪ /‬لسان العرب ج ‪ 5‬ص ‪. 348‬‬


‫(‪ )3‬عبد هللا النجار ‪ /‬مذهب الدروز والتوحيد ص ‪. 28‬‬
‫(‪ )4‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة الدروز ص ‪. 8‬‬
‫(‪ )5‬سليم أبو إسماعيل ‪ /‬الدروز ـ وجودهم مذهبهم وتوطنهم – ص ‪. 65 , 64‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الصليبيين الذين هربوا إلي وار الالدروز بعالد هالزيمتهم فالي عكالا ‪ ،‬بينمالا تقالول كاتبالة‬
‫أخرى أن اسم الدروز اء من حمزة نفساله ‪ ( :‬إذ ثبالت تةمذتاله قالائة ‪ :‬اذهبالوا اآلن ‪،‬‬
‫فأنتم لستم بعد اآلن ( متدارسين ) بل ( متدارسين ) ‪ ،‬ألنكم قالد التالزمتم علومالا وغالرز‬
‫اإليهام فيكم كما يغرز الخيط البزوز ) (‪.)6‬‬
‫وهذه المزاعم أيضا ال تؤيدها أية أخبار تاريخية ‪ ،‬وإنما هي تخيةت ال أساس لها مالن‬
‫الصحة ‪.‬‬
‫وال ريب أن المكان الذي انتشرت به العقيدة الدرزية ‪ ،‬هو وادي تاليم الالذي كانالت تقاليم‬
‫فيه قبائل عربية ها رت من ال زيرة العربية في ال اهلية ‪ ،‬حيم قطنت هذا المكالان ‪،‬‬
‫واعتنقوا اإلسةم ‪ ،‬ولكن المذهب اإلسماعيلي انتشالر بيالنهم فالي أيالام الدولالة العبيديالة ‪،‬‬
‫وكان العتناقهم المذهب اإلسماعيلي أثر كبير في سالرعة اسالت ابتهم للالدرزي ‪ ،‬حينمالا‬
‫هربه الحاكم إلي هناك ‪ ،‬والتفافهم حوله وتأليههم للحاكم ‪.‬‬
‫وهذا كله يؤكد لنا أن الدروز من القبائل العربية ‪ ،‬مال أن كمالال نالبةط ير ال أصالل‬
‫طائفته إلي هرمس المثلم الحكمة ‪ ،‬ويعترف أن ذلك يعود إلالي خمسالة آالف سالنة مال ن‬
‫التاريخ(‪.)7‬‬
‫ولكالالي نتالالاب تالالاريخ وعقائالالد طائفالالة الالالدروز ‪ ،‬ي الالب أن نلالالم بتالالاريخ وعقائالالد الطائفالالة‬
‫اإلسماعيلية الباطنية ‪ ،‬والتي استمد الدروز منها الكثير من عقائدهم ‪.‬‬
‫فالمتب لتالاريخ الطائفالة اإلسالماعيلية ي الد أن الكثيالر مالن الطوائالف التالي خر الت عالن‬
‫اإلسةم وكادت له ‪ ،‬انبثقت وأخذت من هذه الطائفة ‪.‬‬
‫فالقرامطة زء من الطائفة اإلسماعيلية ‪ ،‬حاربوا الدولة اإلسالةمية عشالرات السالنين ‪،‬‬
‫وكانت الدولة العبيدية في المغرب ومصر تمدها بالعون المادي والمعنوي ‪.‬‬
‫وكذلك ن د أن أخالوان الصالفاء كالانوا إسالماعيليين اعتقالادا وساللوكا ‪ ،‬ورسالائلهم كانالت‬
‫تدوينا لهذا المذهب ودعوة له في وعاء فلسفي ‪.‬‬
‫وطائفة الدروز التي نحن بصالدد دراسالتها ‪ ،‬سالن د أن الكثيالر مالن عقائالدها أخذتاله مالن‬
‫عقائد اإلسماعيليين ‪.‬‬
‫شاشون الذين ظهروا في زمن صة الدين األيوبي بعد انهيار الدولة العبيدية ‪،‬‬ ‫أما الح َّ‬
‫فقالالد عالالاني الم تم ال اإلسالالةمي الكثيالالر مالالنهم ومالالن كيالالدهم حيالالم كالالانوا عون الا للتتالالار‬
‫والصليبيين علي المسلمين ‪ ،‬والذي أود قوله أن الحشاشين فرقة من فرق اإلسماعيليين‬
‫‪.‬‬
‫هذا قليل من كثير لتاريخ هذه الطائفة ‪ ،‬إذن علينا أن نبدأ م بداية ظهورهالا ‪ .‬فالطائفالة‬
‫اإلسماعيلية الباطنية ‪ ،‬فرقة من فرق الشيعة ‪ ،‬أخذت أصالولها المذهبيالة عالن األصالول‬

‫(‪ )6‬بول هنري بوردو ‪ /‬أمير بابلية لدى الدروز ص ‪. 29‬‬


‫(‪ )7‬كمال جنبالط ‪ /‬هذه وصيتي ص ‪. 46‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الشيعية التي و دت قبل ظهور اإلسماعيلية ‪ ( .‬وكان الخةف في أول األمر بساليطا ال‬
‫يعدو أن يكون حول اإلمامة ‪ ،‬ولكنه استفحل بعد ذلالك ‪ ،‬وبمضالي الالزمن أدخلالت آراء‬
‫ديدة وأصول للعقيدة تبعد عمالا كانالت علياله الطائفالة قبالل خرو هالا عالن حلبالة التشالي‬
‫العامة ) (‪.)8‬‬
‫وقد انقسمت الشيعة بعد وفاة عفر الصادق(‪ )9‬لي فرقتين ‪ ،‬فرقة نادت بإمامة موسالي‬
‫الكاظم بن عفر الصادق ‪ .‬وسلسلوا اإلمامة في األكبالر سالنا مالن عقباله ‪ ،‬ولالذلك لقبالوا‬
‫باإلماميالالة األثنال ي عشالالرية ‪ .‬أمالالا الفرقالالة الثانيالالة التالالي تفرعالالت عالالن الشالاليعة فهالالي فرقالالة‬
‫اإلسماعيلية ‪ ،‬الذين قالوا بإمامة إسماعيل بن عفر ‪ ،‬والذي تنسب إليه هذه الفرقة ‪.‬‬
‫(( ومؤ ّرخو اإلسماعيلية يقولون ‪ :‬إن سبب انشقاق أتباع عفالر إلالي هالاتين الفالرقتين ‪،‬‬
‫أن عفر ن علي أن يتولي إسماعيل اإلمامة مالن بعالده ‪ ،‬ولكالن إسالماعيل تالوفي فالي‬
‫حياة أبيه ‪ ،‬وبذلك انتقلت اإلمامة إلي ابنه محمد بن إسماعيل بالن عفالر ‪ ،‬ألن اإلمامالة‬
‫ال تكون إال في األعقاب ‪ ،‬وال تنتقل مالن أ إلالي أخياله إال فالي حالالة الحسالن والحسالين‬
‫ابني علي بن أبي طالب فقط ‪ .‬أما األئمة بعد الحسن والحسالين فةبالد أن تنتقالل مالن أب‬
‫إلي ابن ‪ ،‬وأ َّولوا اآليالة الكريمالة { و علهالا كلمالة باقيالة فالي عقباله } (‪ .)10‬بالأن معنالي‬
‫الكلمة هي اإلمامة ‪ ،‬وأنها البد أن تكون في األعقالاب دون غيالرهم ‪ .‬هالذا مالن ناحيالة ‪،‬‬
‫ومن ناحية أخرى فقد كان محمد بن إسماعيل أكبر سنا من عمه موسي الكاظم ‪ ،‬فبنالاء‬
‫علي التقليد الشيعي الذي يو ب تسلسل اإلمامة في أكبر أهل البيالت سالنا ‪ ،‬كالان محمالد‬
‫بن إسماعيل إذن أحق من عمه موسي الكاظم باإلمامة )) (‪.)11‬‬
‫علي أن هناك روايات كثيرة تفيد أن عفر لم يكن راضيا عن تصرفات ابنه إسالماعيل‬
‫‪ (( ،‬وأنه قد تب َّرأ من أعمال إسماعيل ‪ ،‬وعزلاله عالن اإلمامالة ‪ ،‬قبالل مالوت إسالماعيل ‪،‬‬
‫ألنه كان مدمنا علي شرب الخمر ولوعا بالنساء )) (‪. )12‬‬
‫(( غير أن أنصار إسماعيل أنكالروا علالي عفالر هالذا التصالرف ‪ ،‬وقالالوا أن إسالماعيل‬
‫معصوم ‪ ،‬وأنه إن كان قد شرب الخمر فإن هذا ال يفسد عصمته )) (‪.)13‬‬
‫وهناك من المؤرخين المعاصالرين مالن ي عالل لهالذا التبالدل مالن عفالر نحالو ابناله علالة‬

‫اإلسماعيلية ص ‪3‬‬ ‫(‪ )8‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة ِ‬


‫(‪ )9‬و جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ‪ ،‬سادس‬
‫األئمة األثني عشر عند االمامية ‪ .‬كان من أجالء التابعين ‪ ،‬ولقب بالصاد ألنه لم يعرف عنه‬
‫الكذب ‪ .‬ولد بالمدينة المنورة سنة ‪ 80‬هـ وتوفي فيها سنة ‪ 148‬هـ‬
‫(‪ )10‬سورة الزخرف ‪ :‬آية ‪28‬‬
‫اإلسماعيلية ص ‪. 12‬‬ ‫(‪ )11‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة ِ‬
‫‪. 13‬‬ ‫(‪ )12‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة اإلسماعيلية‬
‫(‪ )13‬د ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ /‬إسالم بال مذاهب ص ‪. 217‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪12‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وأسبابا أخرى أهم من شرب الخمر والولوع بالنسالاء ‪ (( .‬ذلالك أن إسالماعيل كالان مالن‬
‫أصدقاء األسدي الفاسق الملحد(‪)14‬الذي ا َّدعي ألوهيالة عفالر – وتنسالب إلياله الحركالة‬
‫الخطابية – مما عل عفر يتبرأ منه وتلعنه وال يرضي عالن الصاللة التالي كانالت بيناله‬
‫وبين إسماعيل )) (‪)15‬‬
‫وهذا يؤيده ما نقله برنارد لويس أن كنية أبي الخطاب كانت ( أبو إسالماعيل ) ‪ .‬وذلالك‬
‫يشير إلي أن أبا الخطاب كان المتبني إلسماعيل واألب الروحاني له (‪.)16‬‬
‫ومن ادعاءات ومزاعم أبي الخطاب هذا ‪ (( :‬أن األئمة أنبياء ‪ ،‬ثم آلهالة ‪ ،‬وقالال بإلهيالة‬
‫عفر ‪ ،‬وإلهية آبائه وهم أبناء هللا وأحباؤه ‪ ،‬واإللهية نور في النبوة ‪ ،‬والنبوة نالور فالي‬
‫اإلمامة ‪ ،‬وال يخلو العالم من هذه اآلثار ‪ .‬وأن ال نة هي التي تصيب النالاس مالن خيالر‬
‫ونعمة وعافية ‪ ،‬وأن النار هي التالي تصاليب النالاس مالن شالر وبليالة ومشالقة ‪ ،‬واسالتحل‬
‫الخمر والزنا وسائر المحرمات ‪ ،‬وأبا ترك الصةة و مي الفرائض )) (‪.)17‬‬
‫(( وادّعي أيضا التناسخ ‪ ,‬وأن اإليمان سب در ات )) (‪)18‬‬
‫ونستطي أن نستنتي من كل هذا ‪ ،‬أن إسماعيل كان ذا صلة وثيقة بالمةحدة والفساق (‬
‫أمثال أبي الخطاب ) ‪ ،‬والذين أو دوا الفرقة المسماة باسمه ‪ ،‬وبأن عزل عفر له كان‬
‫لهذه الصلة الغريبة ‪ ( .‬ويعزز هذا الرأي العةقة القوية التي كانت تربط بين محمد بن‬
‫إسماعيل وميمون القدا (‪)19‬وريم أبي الخطاب ) (‪)20‬في الدعوة الباطنية ‪.‬‬
‫ويؤكد المستشرق برنارد لالويس علالي خطالورة حركالة ( أبالي الخطالاب ) ودوره الالذي‬
‫اضطل به ‪ ،‬فيورد م موعتين من التصانيف ‪.‬‬
‫أوالهما ‪ ( :‬أم الكتاب ) وهو كتاب سري مقدس عند اإلسالماعيليين فالي آساليا الوسالطي‬
‫(‪ ،)21‬وهذا الكتاب ي عل ألبي الخطاب مقاما خطيرا في هذه الحركة فيعتبره مؤسس‬
‫المذهب إذ يقول ‪ ( :‬إن المذهب اإلسماعيلي هو ما أو دتاله ذريالة أبالي الخطالاب الالذين‬

‫(‪ )14‬هو محمد بن أبي زينب األسدي األجدع ‪ ،‬مؤسس الحركة الخطابية ‪.‬‬
‫اإلسماعيلية ص‬
‫(‪ )15‬الشهر ستاني ‪ /‬الملل والنحل ح ص ‪ – 15‬ومحمد كامل حسين ‪ /‬طائفة ِ‬
‫‪.‬‬
‫اإلسماعيلية ص ‪.110‬‬ ‫(‪ )16‬برنارد لويس ‪ /‬أصول ِ‬
‫(‪ )17‬الشهر ستاني ‪ /‬والملل والنحل ج ‪ 2‬ص ‪.16‬‬
‫(‪ )18‬د ‪ .‬محمد السعيد جمال الدين ‪ /‬دولة اإلسماعيلية في إيران ص ‪.20‬‬
‫(‪ )19‬هو المؤسس الحقيقي للدعوة الباطنية اإلسماعيلية ‪ ،‬مجوسي العقيدة واألصل ‪ ،‬تبنى‬
‫محمد بن إسماعيل وعلى يديه قامت أسس اإلسماعيلية ‪ ،‬والواقع أنه كان ذا دهاء وذكاء استغله‬
‫بالكيد لإلسالم وتحطيم عقيدته‪.‬‬
‫(‪ )20‬برنادر لويس ‪ /‬أصول اإلسماعيلية ص ‪. 111‬‬
‫(‪ ) )21‬والمقصود في شبة القارة الهندية ‪ ،‬حيث ينقسم اإلسماعيليون إلى قسمين ‪ ،‬قسم‬
‫يسمى اإلسماعيلية ‪ ،‬والقسم اآلخر هم البهرة ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪13‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫شروا أنفسهم بحب أحفاد عفر الصادق وإسماعيل ) ‪.‬‬


‫وثانيهما ‪ :‬كتابات النصيرية (‪ )22‬وفيها فقرات وعقائد شبيهة بتلك ‪ ،‬وهي أيضا تعتبر‬
‫أبا الخطاب مؤسس الفرقة وميمونا القالدا تابعالا لاله ‪ ،‬وتعالزو إلياله أغلالب العقائالد التالي‬
‫يخت بها المذهب اإلسماعيلي (‪. )23‬‬
‫أما بالنسبة الرتباط اإلسماعيلية بالنصيرية ‪ ،‬فالإن عالارف تالامر ( اإلسالماعيلي ) ينفالي‬
‫هذا االرتباط أو أي عةقة أخرى ويقول ‪ ( :‬ونحن إذ ننفي هذا القول نفيا قاطعا نقول ‪:‬‬
‫إن النصيرية فرقة من الشيعة األثني عشرية ‪ ،‬افترقت عن اإلسماعيلية بعد وفاة اإلمام‬
‫عفرالصادق ‪ ،‬فاإلسماعيليون تبعوا إسماعيل ‪ ،‬بينمالا سالارت النصاليرية وراء موسالي‬
‫الكاظم ‪ ،‬وبعد هذا لم يحدثنا التاريخ عن أي التقاء ) (‪.)24‬‬
‫وبعد موت أبي الخطاب تحولت فرقة من الخطابية إلي محمد بالن إسالماعيل بالن عفالر‬
‫الصادق ‪ ،‬و علوه اإلمام وأعلنوا والءهم له ‪ ،‬فكانت فرقة اإلسالماعيلية هالي الخطابيالة‬
‫نفسها ‪ ،‬أو بمعني أصح نشأت اإلسماعيلية من الخطابية ) (‪.)25‬‬
‫وهكالالذا ن الالالد أن أصالالالول اإلسالالماعيلية تر الالال إلالالالي الغالالةة المةحالالالدة ‪ ،‬وأن الحركالالالة‬
‫اإلسماعيلية استمرار للحركة الباطنية اإللحادية التي خلعت ربقة اإلسةم من عنقها ‪.‬‬
‫ولقد كان لتزعم اإلسالماعيلية لحركالة الباطنيالة هالذه ‪ ،‬أثالر كبيالر فالي معتقالداتها ‪ .‬حيالم‬
‫تشكلت هذه العقائد وتأصلت في وعاء فلسفي ‪ ،‬والذي يتاب العقيدة اإلسالماعيلية يمكناله‬
‫أن يربط بينها وبين األفةطونية (‪)26‬في أكثر أفاقها ‪.‬‬
‫(( فنظرية أفةطون تقول بأن ما في العالم الحسي أشبا لمثل ما في العالم العلوي ‪ ،‬و‬
‫اإلسماعيلية تقول أن ما في عالم الدين مثل لممثوالت في العالم الروحاني )) ‪.‬‬
‫وأيضا أخذ اإلسماعيلية عن األفةطونية الحديثالة رأيهالم فالي اإلبالداع ‪ ،‬وظهالور الالنفس‬
‫الكلية عن العقل الكلالي ‪ ،‬وأن العالالم خلالق بواسالطة اللو الوس ( الكلمالة ) (‪ .)27‬فقالال‬

‫(‪ )22‬النصيرية ‪ :‬فرقة باطنية ‪ ،‬تعتقد بألوهية علي بن أبي طالب ‪ ،‬وبتناسخ األرواح حتى إلى‬
‫الحيوانات ‪ ،‬ويطلق عليهم اآلن ( العلويين ) ويقطن أكثرهم في شمال سوريا في جبل العلويين‬
‫قرب الالذقية ‪ ،‬وفي الفترة األخيرة أخذوا ينزحون إلى أكثر المدن السورية ‪ ،‬وهم أيضا‬
‫مسلمون ‪.‬‬ ‫يتسترون على مذهبهم ‪ ،‬ويزعمون أنهم‬
‫(‪ )23‬برنارد لويس ‪ /‬أصول اإلسماعيلية ص ‪. 104‬‬
‫(‪ ) )24‬عارف تامر ‪ /‬القرامطة ‪.‬‬
‫(‪ ) )25‬د ‪ .‬محمد السعيد جمال الدين ‪ /‬دولة اإلسماعيلية في إيران ص ‪. 21‬‬
‫(‪ )26‬نسبة إلى أفالطون ‪ ،‬أحد فالسفة اليونان المشهورين ‪ ،‬والذي قال أن للعالم محدثا مبدعا‬
‫أزليا واجبا بذاته ‪ ،‬فأبدع العقل الكلي ‪ ،‬وبتوسط العقل انبعثت النفس الكلية انبعاث الصورة في‬
‫المرأة ‪ ..‬وبعده بقرون جاء أفالطون وأخذ مبادئه ودونها وتنسب إليه األفالطونية الحديثة ‪.‬‬
‫(‪ )27‬وكذلك أخذ النصارى مفهوم ( الكلمة ) التي جاءت في االنجيل وحوروها إلى هذا‬
‫المفهوم‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪14‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫اإلسماعيلية ‪ :‬إن الكلمة التي خلق عنها العالم هي كلمة ( كالن ) التالي وردت فالي اآليالة‬
‫الكريمة { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول لاله كالن فيكالون }(‪ [ )28‬يالس ‪ . ] 82 :‬وأن‬
‫كلمة ( كن ) مكونالة مالن الكالاف والنالون ‪ ،‬فالكالاف رمالز علالي القلالم أو العقالل الكلالي ‪،‬‬
‫فسالر اإلسالماعيلية قولاله تعالالي { ن‬ ‫والنون رمز علي اللو أي النفس الكليالة ‪ ،‬ولالذلك َّ‬
‫والقلم }(‪ [ )29‬القلم ‪ ، ] 1 :‬أن هللا يقسم بالأعز مخلالوقين عنالده وهمالا اللالو والقلالم ))‬
‫(‪.)30‬‬
‫ولذلك فإن الدكتور محمالد البهالي يقالول عالن أفةطالون ‪ ( :‬أناله قالد وضال بالدل الحلالول‬
‫اتصال النفس الكلية بالعالم ‪ ،‬وبدل االتحاد العودة والر وع ) (‪.)31‬‬
‫والكثير من المؤرخين عندما يذكرون اسالم ( الباطنيالة ) يقرنوناله ( باإلسالماعيلية ) ‪( .‬‬
‫وإنما لزمهم هذا اللقب لحكمهم بأن لكل ظاهر باطنا ‪ ،‬ولكل تنزيل تأوية ) (‪.)32‬‬
‫والتأويل حسب المفهوم اإلسماعيلي – وكمالا يوضالحه مصالطفي غالالب اإلسالماعيلي –‬
‫يختلالالف تمالالام االخالالتةف عالالن التفسالالير ‪ ،‬فالتأويالالل يقصالالد بالاله بالالاطن المعنالالي أو رمالالوزه‬
‫ي واألئمة من بعده إلي يوم الدين ) (‪.)33‬‬ ‫وإشاراته ‪ .‬وهو من اختصاصات اإلمام عل ّ‬
‫و اإلسماعيلية تنكر صفات هللا ميعها الواردة في القرآن الكالريم ويقولالون ‪ ( :‬بأناله ال‬
‫يصح أن نصف هللا بصفات مما نصف بها البشر ‪ ،‬فة يقال أنه عالم ‪ ،‬و اهل ‪ ،‬أو أنه‬
‫مو ود ‪ ،‬أو ال مو ود ‪ ،‬فإن ذلك ي علنا نق في خطأ تشبهه بالمخلوقات ) (‪. )34‬‬
‫وأيضا فإن اإلثبات الحقيقالي للصالفات يقتضالي شالركة بيناله وبالين سالائر المو الودات ‪،‬‬
‫وذلك تشبيه ‪ ،‬فلم يمكن الحكم باإلثبات المطلق ‪ ،‬والنفي المطلق ‪ ،‬بل هو إله المتقالابلين‬
‫‪ ،‬وخالق الخصمين ‪ ،‬والحاكم بين المتضادين ) (‪.)35‬‬
‫وهم في سبيل برهان هذه األقوال يزعمون ‪ ( :‬أن النصو الدينية واآليات القرآنية ‪،‬‬
‫رمالالوز وإشالالارات إلالالي حقالالائق خفيالالة وأسالالرار مكتوبالالة ‪ ،‬وأن الطقالالوس والشالالعائر ‪ ،‬بالالل‬
‫واألحكام العملية هي رموز وإشارات وأسالرار ‪ ،‬وأن عامالة النالاس هالم الالذين يقنعالون‬
‫بالظواهر والقشور ‪ ،‬وال ينفذون إلي المعاني الخفية المستورة ) (‪. )36‬‬

‫(‪ )28‬يس ‪. 82 :‬‬


‫(‪ )29‬القلم ‪. 1 :‬‬
‫(‪ )30‬د ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ /‬إسالم بال مذاهب ص ‪. 247‬‬
‫(‪ )31‬د ‪ .‬محمد البهي ‪ /‬الجانب اإللهي من التفكير اإلسالمي ص ‪. 326‬‬
‫(‪ )32‬الشهرستاني ‪ /‬الملل والنحل ج ‪ 2‬ص ‪ – 29‬ومحمد فريد وجدي ‪ /‬دائرة معارف القرن‬
‫العشرين ج ‪. 2‬‬
‫(‪ )33‬مصطفى غالب ‪ /‬الحركات الباطنية في اإلسالم ص ‪. 93‬‬
‫(‪ )34‬دائرة المعارف اإلسالمية ج ‪ 3‬ص ‪.290‬‬
‫(‪ )35‬الشهرستاني ‪ /‬الملل والنحل ج ‪ 2‬ص ‪.29‬‬
‫(‪ )36‬د ‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ /‬مذاهب اإلسالميين ج ‪ 2‬ص ‪. 7‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪15‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ونعود إلي محمد بن إسماعيل بن عفر ( الذي اضطر إلي ترك مسالقط رأساله المدينالة‬
‫المنورة ‪ ،‬وها ر إلي خوزستان ( نوب غرب إيران ) ‪ ،‬ثم تركها إلالي بالةد الالديلم (‬
‫نوب بحر قزوين ) ‪ ،‬ولم يسم عنه شيء بعد ذلك ) (‪. )37‬‬
‫وبعد اختفاء محمد بن إسالماعيل ‪ ،‬تالولي أمالور الالدعوة ميمالون القالدا ‪ ،‬وميمالون هالذا‬
‫مولي عفر الصادق ‪ ،‬وهو من المتسالترين بالتشالي والالدعوة آلل البيالت ‪ ،‬وقالد قالبض‬
‫عليه م ماعة من أصحابه وس نوا بالكوفة ‪ ،‬وفي السال ن وضال ميمالون وأصالحابه‬
‫دعوتهم ‪ ،‬وأسسوا مذهبهم الشهير بمذهب الباطنية ‪ ،‬ولما خرو من السال ن ا َّدعالي أناله‬
‫من ولد محمد بن إسماعيل بن عفر الصادق (‪.)38‬‬
‫وحمل الدعوة بعد ميمون ‪ ،‬ولده عبد هللا ‪ ،‬وكان مثله في الذكاء ‪ ،‬والبراعالة ‪ ،‬والتبحالر‬
‫فالالي المباحالالم الفقهيالالة والكةميالالة ‪ .‬والنظريالالات الفلسالالفية ‪ ،‬فالالنظم الالالدعوة الباطنيالالة‬
‫اإلسماعيلية ‪ ،‬وصاغها في تس مراتب ‪ ،‬ودعا إلمامة آل البيت الذين يالزعم االنتسالاب‬
‫إليهم ‪ .‬وكان يال َّدعي علالم الغيالب واألسالرار الروحيالة ‪ ،‬والعلالوم الخفيالة ‪ ،‬ويالزعم أنهالا‬
‫انتهت إليه من ده محمد بن إسماعيل بن عفر ) (‪.)39‬‬
‫وهكذا حمل عبد هللا بن ميمون دعوة أبيه ونظمها ‪ ،‬واتخذ بلدة ( ساباط ) (‪)40‬مركالزا‬
‫لدعوته حينا من الدهر مستترا بثوب عميق مالن التشالي والالورع والالدعاء آلل البيالت ‪.‬‬
‫وكان عبد هللا بارعا في طب العيون وعة ها ‪ ،‬وفي أعمال التن يم والكيمياء ‪ ،‬وكانت‬
‫براعته في هذه الشؤون وسيلة للتأثير في العامة ‪.‬‬
‫ففالر إلالي البصالرة ‪ ،‬ومعاله حسالين‬ ‫ولما شعر أولو األمر بخطورتاله ‪ ،‬همالوا بمطاردتاله َّ‬
‫فر م الحسين إلي الشام ونزل ببلدة ( سلمية‬ ‫األهوازي من أقطاب شيعته ‪ ،‬فلما طورد َّ‬
‫) (‪ ،)41‬واتخذها مركزا لدعوته ‪ ،‬وحمل الدعوة بعده ولده أحمد ‪ ،‬وسير الحسين إلالي‬
‫العراق ‪ .‬وكان م يئه البصرة سببا في ثورة القرامطة (‪ ،)42‬وخلالف أحمالد فالي حمالل‬

‫اإلسماعيلية ص ‪. 14‬‬ ‫(‪ )37‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة ِ‬


‫(‪ )38‬عبد القادر البغدادي ‪ /‬الفر بين الفر ص ‪.266‬‬
‫(‪ )39‬عمر الدسوقي ‪ /‬أخوان الصفا ص ‪. 20‬‬
‫(‪ )40‬بلدة معروفة بما وراء النهر ‪ ،‬على بعد عشرين فرسخا من سمرقند – انظر ياقوت‬
‫الحموي ‪ /‬معجم البلدان ج ‪ 3‬ص ‪ 166‬وهناك موضع آخر قرب المدائن بالعرا ‪ ،‬ويعرف‬
‫بساباط كسرى ‪.‬‬
‫(‪ )41‬بفتح أوله وثانية ‪ ،‬وأصلها تسلم مائة ‪ ،‬ثم حرف الناس اسمها فقالوا ‪ :‬سلمية ‪ ،‬وهي‬
‫بلدة من أعمال حمص – في سورية – انظر ‪ :‬ياقوت الحموي ‪ /‬معجم البلدان ج ‪ 3‬ص ‪. 240‬‬
‫(‪ )42‬نسبة إلى حمدان القرمطي ‪ ،‬وقد عرف في الكوفة عام ‪ 258‬هـ ‪ ،‬وأظهر دعوته عام‬
‫‪ 265‬هـ ‪ ،‬ودعوتهم تعد خطوات اإلسماعيلية ‪ ،‬ولهم غاية أساسية هي القضاء على اإلسالم ‪.‬‬
‫ولذلك عملوا على إشعال الفتنة في الدولة اإلسالمية بمقاتلتها ‪ ،‬وأسسوا دولة لهم بعد مدة من‬
‫ظهورهم وبقيت فترة طويلة مصدر فتنة حتى قضى عليهم سنة ‪ 476‬هـ ‪ ،‬انظر ‪ :‬ابن الجوزي ‪/‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪16‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الدعوة ابنه الحسين ‪ ،‬ثم أخوه محمالد بالن أحمالد – المعالروف بالأبي الشاللعل ‪ ، -‬وبعالم‬
‫محمالالد بدعاتالاله إلالالي المغالالرب وعلالالي رأسالالهم أبالالو عبالالد هللا الحسالالين (‪ –)43‬المعالالروف‬
‫بالشيعي – فنشر الدعوة هناك ‪ ،‬وأخذ يبشر باإلمام المنتظر (‪ )44‬ثم قام بالدعوة سعيد‬
‫بن الحسين ‪.‬‬
‫ويقول بعض المنكرين لنسبهم إلي السيدة فاطمة الزهراء ‪ ( ،‬إن سالعيدا هالذا لاليس ولالد‬
‫الحسين ‪ ،‬وإنما هو ولد زو ته اليهودية ‪ ،‬رباه ولقنه أسرار الالدعوة واختالاره للزعامالة‬
‫واإلمامة من بعده ) (‪.)45‬‬
‫فر إلي المغرب وتسمي بعبيد هللا المهدي ‪ ،‬وأسالس دولالة العبيالدين‬ ‫وسعيد هذا هو الذي َّ‬
‫أو الدولة الفاطمية ‪ ،‬ومن هناك استطاع أحد ملوكهم وهالو المعالز أن يفالتح مصالر سالنة‬
‫‪ 359‬هال ‪ ،‬ويتخذها مركزا للدولة ‪.‬‬
‫ولكن فخر الدين الرازي يأتي برواية أخرى عن نسب هؤالء ويقول ‪ ( :‬إنه لمالا هالرب‬
‫محمد بن إسماعيل إلي مصر م عبد هللا بن ميمون القدا ‪ ،‬كانت لكل منهما اريالة ‪،‬‬
‫قد حملتا منهما ‪ ،‬فلما مات محمد بن إسماعيل قتل ابن القدا ارية محمد بن إسماعيل‬
‫أيضا ‪ .‬فلما ولدت اريته قال للناس ‪ :‬إنه قد ولد لمحمد بن إسماعيل ابن ‪ ،‬ولما كبالر ‪،‬‬
‫علمه الزندقة ‪ ،‬وقال للناس إن اإلمامة صارت من محمد إلي ابنه هذا ) (‪.)46‬‬
‫والمهم هنا أن كثيرا من المؤرخين يشك في نسالب هالؤالء ‪ ،‬وذلالك مالا تؤكالده دعالاويهم‬
‫ومزاعمهم بالعصمة ومعرفة الغيب والتأويل وغير ذلك ‪.‬‬
‫وينقل الدكتور عبد العزيز الدوري عن المستشرق دوزي في مقدمتاله لكتالاب ( أصالول‬
‫اإلسماعيلية ) ‪ ( ،‬أن عبد هللا بن ميمون كان فارسيا في الصالميم ‪ ،‬ينظالر إلالي آل علالي‬
‫كنظرته إلي سائر العرب ‪ ،‬وإنما استخدمهم وسيلة لتحقيق غاياته ) ‪.‬‬
‫وكان يعتقد أن إنشاء دولالة علويالة لالن يحقالق للفالرس شاليئا ‪ ،‬ولالذا فإناله لالم يبحالم عالن‬
‫أنصاره الحقيقيين بين الشيعة ‪ ،‬بل بين المانوية (‪ ،)47‬والكفار ‪ ،‬ووثني حران (‪،)48‬‬

‫القرامطة ص ‪ 13‬ومحمود شاكر القرامطة ص ‪. 8‬‬


‫(‪ )43‬ويلقب بالمعلم ‪ ،‬وهو الذي مهد الطريق لقيام دولة العبيديين – الفاطميين – بنشر الدعوة‬
‫اإلسماعيلية هناك ‪ ،‬حتى جاء عبيد هللا المهدي وأقام الدولة عام ‪ 296‬هـ ‪ ،‬وقد قتله المهدي‬
‫نفسه عام ‪ 298‬هـ ‪.‬‬
‫(‪ ) )44‬عقيدة رئيسية وهامة عند كل فر الشيعة ‪ ،‬واإلمام في نظرهم معصوم عن األخطاء ‪،‬‬
‫وال شك في كون هذا المعتقد سببا رئيسيا في بقاء الشيعة إلى اآلن ‪ ،‬وكذلك كان سببا لظهور‬
‫الفتن بادعاء كثيرين أنهم اإلمام‪.‬‬
‫(‪ )45‬ابن تغري بردى ‪ /‬النجوم الزاهرة ج ‪ 4‬ص ‪ 75‬ومحمد عبد هللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا‬
‫ص ‪. 32‬‬
‫(‪ )46‬فخر الدين الرازي ‪ /‬اعتقادات فر المسلمين والمشركين ص ‪. 77‬‬
‫(‪ )47‬أصحاب ماني بن فاتك ‪ ،‬وهي من ديانات فارس ‪ ،‬وأخذت أصولها عن المجوسية‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪17‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وأهل الفلسفة اليونانية (‪.)49‬‬


‫ولهؤالء وحدهم يمكن اإلفضاء تالدري يا بالسالر ‪ ،‬وهالو أن األئمالة واألديالان واألخالةق‬
‫ليسالت إال ضالةال وسالخرية ‪ .‬أمالا بقيالة النالاس – أو الحميالر – كمالا يسالميهم عبالالد هللا ‪،‬‬
‫فليسوا بقادرين علي فهم هذه المبادل ‪.‬‬
‫ولكنه في سبيل التوصل إلي غايته لم يستهن بمساعدتهم ‪ ،‬بالل كالان يلتمسالها ‪ ،‬والحالظ‬
‫أن يحشد المؤمنين في المراحل األولي للدعوة ‪ ،‬وكان دعاته – الذين أفهمهالم بالأن أول‬
‫وا باتهم إخفاء حقيقة ميولهم وم اراة عقائد من ي َّدعون – يظهرون في أثواب مختلفال ة‬
‫‪ ،‬ويكلمالالون كالالل شالالخ بلغالالة خاصالالة ‪ ،‬في الالذبون العامالالة ال الالاهلين البسالالط لشالالعوذات‬
‫ي علونهالالا تظهالالر كمع الالزات ‪ ،‬أو بأحاديالالم مبهمالالة خفيالالة تثيالالر حالالب اسالالتطةعهم ‪،‬‬
‫ويتظالالاهرون أمالالام المالالؤمنين بمظهالالر الفضالاليلة والتعبالالد ‪ ،‬ويتظالالاهرون بالتصالالوف أمالالام‬
‫الصوفية ويشرحون المعاني الخفية ل مور الظاهرة ) (‪. )50‬‬
‫ولذلك فإن الدعوة اإلسماعيلية صادفت هوى في نفالوس – بعالض أفالراد مالن ماعالات‬
‫مختلفة في العنصر والدين ‪ ،‬ليكيدوا من خةلها لسسةم ‪.‬‬
‫ومالالن ثالالم و الالد الزرادشالالتية (‪ ،)51‬والمانويالالة ‪ ،‬والمزدكيالالة (‪ ،)52‬والصالالابئة (‪،)53‬‬
‫واليهود ‪ ،‬والنصاري ‪ - ،‬وغيرهم في المذهب اإلسماعيلي كل ما يهدفون إليه من هالدم‬
‫ألركان اإلسةم ‪ ، -‬وقد قلد اإلسماعيلية في ذلك ماعة العيسوية األصفهانية اليهوديالة‬

‫والنصرانية وتؤمن بأن العالم مصنوع من مركب من أصلين قديمين ‪ ،‬أحدهما نور ‪ ،‬واآلخر‬
‫ظلمة ‪ ،‬وأنهما أزليان ‪ .‬انظر الشهرستاني ‪ /‬الملل والنحل ص ‪ 81‬ج ‪. 2‬‬
‫(‪ )48‬بتشديد الراء ‪ ،‬وهي على طريق الموصل والشام ‪ ،‬وتطلق أيضًا على قريتين بالبحرين ‪،‬‬
‫وعلى قرية بغوطة دمشق ‪ ،‬انظر ياقوت الحموي ‪ :‬معجم البلدان ج ص ‪ . 236 ، 235‬وتعتبر‬
‫مجمع بقايا الديانات من الصابئة والنصارى وغيرهم ‪ .‬وهي في شمال شر تركيا اآلن ‪.‬‬
‫(‪ )49‬والمقصود أتباع فالسفة اليونان مثل أرسطو وأفالطون وغيرهم ‪.‬‬
‫(‪ ) )50‬برنادر لويس ‪ /‬أصول اإلسماعيلية ص ‪ – 13 ، 12‬وانظر ما قاله ابن الجوزي في‬
‫القرامطة ص ‪.53 ، 52 ، 51‬‬
‫(‪ )51‬أصحاب زرادشت بن بورشب ‪ ،‬وزعموا أن هللا عز وجل خلق من وقت ما في الصحف‬
‫األولى ‪ ،‬وأنه جعل روح زرادشت في شجرة أنشأها في أعلى عليين ‪ ،‬وأن النور والظلمة‬
‫متضادان ‪ ،‬وقد أتبعه الملك بشتاسب ‪ ،‬وقهر الناس على اتباعه ‪ ،‬وبنى في عهده بيوت النيران‬
‫‪ .‬انظر الشهرستاني ‪ /‬الملل والنحل ج ‪ 2‬ص ‪.77‬‬
‫(‪ )52‬أصحاب مزدك ‪ ،‬وقولهم كقول المانوية في الكونين واألصلين ‪ ،‬إال أن مزدك يقول أن‬
‫النور يفعل بالقصد واالختيار ‪ ،‬والظلمة تفعل على الخبط واالتفا ‪ .‬ويدعون أيضًا إلى شيوعية‬
‫المال والنساء ألنهما سبب الشرور ‪ .‬انظر الشهرستاني ‪ /‬الملل والنحل ج ‪ 2‬ص ‪. 86‬‬
‫(‪ )53‬قوم يقولون أن مدير العالم وخالقه هذه الكواكب السبعة والنجوم ‪ ،‬فهم عبدة الكواكب ‪.‬‬
‫انظر كتاب فخر الدين الرازي في اعتقادات فر المسلمين والمشركين ص ‪. 90‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪18‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫(‪ ،)54‬التي كانت تنادي بصحة نبوة موسي ومحمد عليهما السةم ) (‪.)55‬‬
‫وخير تعبير عن هذا ن ده في رسائل أخوان الصفاء (‪ ،)56‬ومنها نقتبس الفقرة التاليالة‬
‫‪ ،‬التي تمثالل التعمالة العامالة للحريالة الدينيالة ‪ ( :‬وينبغالي إلخواننالا – أيالدهم هللا – أن ال‬
‫يعادوا علما من العلوم ‪ ،‬أو يه روا كتابا من الكتالب ‪ ،‬وال يتعصالبوا علالي مالذهب مالن‬
‫المذاهب ‪ ،‬ألن رأينا ومذهبنا يستغرق المذاهب كلها ‪ ،‬وي م العلوم ميعها ) (‪.)57‬‬
‫هذه هي وسيلتهم في نشر مذهبهم الباطني ‪ ،‬أما عن عقائدهم ‪ ،‬فإنهالا تقالوم كمالا ذكالرت‬
‫علي ‪ ( :‬تنزيه هللا سبحانه وتعالي عالن الصالفات ‪ ،‬واألسالماء ‪ ،‬فهالو لاليس أيسالا (‪،)58‬‬
‫والليسا (‪ ،)59‬ألنه ليس من نس العقول ‪ ،‬وليس ب سم حتي يراه البصر ‪.‬‬
‫وأنه سبحانه أبدع العقل الكلي الذي أطلق علياله الفالاطميون اسالم السالابق واسالم المبالدع‬
‫األول ‪ ،‬واسم القلم ‪ ، -‬ثم بواسطة المبدع األول و دت النفس الكلية التي أطلقوا عليهالا‬
‫اسم التالي ‪ ،‬واسالم المبالدع الثالاني ‪ ،‬واسالم اللالو المحفالوظ ‪ .‬وبواسالطة السالابق الثالاني‬
‫و دت المخلوقات كلها العلوية وال سالمانية ‪ ،‬وتمسالكوا بالحالديم المنسالوب إلالي النبالي‬
‫صلي هللا عليه وسلم ‪ ( :‬أول ما خلق هللا العقل ‪ ،‬فقال له ‪ :‬أقبل فأقبل ‪ ،‬وقال له ‪ :‬أدبالر‬
‫فأدبر ‪ ،‬فقال ‪ :‬بعزتي و ةلي ما خلقت خلقا هو أعز منك ‪ ،‬بك أثيب ‪ ،‬وبالك أعاقالب )‬
‫(‪. )60‬‬
‫وذهبوا إلي أن العقل هو أرف مبدعات هللا وأقربهم إليه ‪ ،‬وهو عندهم الخالالق الحقيقالي‬
‫‪ ،‬وأولوا أسماء هللا الحسني وصفاته الواردة في القرآن الكريم إلي أنها أسماء وصالفات‬

‫(‪ )54‬أتباع أبي عيسى بن يعقوب األصفهاني ‪ ،‬وهم فرقة يهودية يثبتون نبوة محمد صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ولكن إلى العرب فقط ‪ ،‬وكانوا أيضا يوجبون تصديق المسيح ‪ ،‬وقد حرموا الذبائح‬
‫كلها ‪ ،‬وخالفوا اليهود في أكثر أحكامهم ‪ .‬انظر الشهرستاني في الملل والنحل ج ‪ 2‬ص ‪/ 55‬‬
‫والفخر الرازي في اعتقادات فر فر المسلمين والمشركين ص ‪. 83‬‬
‫(‪ ) )55‬د ‪ .‬حسين إبراهيم ‪ /‬طه أحمد شرف – عبيد هللا المهدي إمام الشيعة اإلسماعيلية ص‬
‫‪ – 292‬بتصرف ‪. -‬‬
‫(‪ )56‬جماعة ظهرت في منتصف القرن الرابع الهجري ‪ ،‬باطنية إسماعيلية تأثرت بالشيعة‬
‫والفلسفة والوثنية ‪ ،‬كتبوا هذه الرسائل ‪ .‬ولكن اإلسماعيليين في الوقت الحاضر يزعمون أن‬
‫مؤلفها إمام مستور من أئمتهم هو أحمد بن عبد هللا بن محمد ‪ ،‬وينسبونها إليهم‪.‬‬
‫(‪ )57‬رسائل أخوان الصفاء ‪ /‬الرسالة رقم ‪ / 45‬ج ‪ 4‬ص ‪.105‬‬
‫(‪ )58‬والمقصود أنه ليس موجودا مثل سائر الموجودات المخلوقة ‪ ،‬متعلق بغيره مستند في‬
‫وجوده إلى آخر ‪.‬‬
‫(‪ )59‬والمقصود أنه ال معلوم بدون علة ‪ ،‬والموجودات يستند وجودها إلى موجود آخر وهكذا‬
‫تستند هذه الموجودات إلى ( هللا ) ‪ ،‬إذ لو كان ليسا ‪ ،‬لكانت الموجودات أيضا ليسا ‪ ،‬فلما كانت‬
‫الموجودات موجودة كان ليسيته باطلة ‪ .‬انظر الكرماني ‪ /‬راحة العقل ‪.‬‬
‫(‪ ) )60‬حديث موضوع ‪ ،‬والصحيح ما رواه أحمد والترمذي ( أول ما خلق هللا القلم ) ‪ .‬انظر‬
‫العجلوني في (( كشف الخفاء ومزيل اإللباس عما اشتهر من األحاديث )) ج ‪ 1‬ص ‪. 263‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪19‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫العقل الكلي هذا ) (‪.)61‬‬


‫فلذلك فإن معبالود اإلسماعيلية الحقيقي هو العقل ويعتبرونه الصورة الخار ية هلل ولهذا‬
‫يقولون ‪:‬‬
‫( إذا كان ال يصلي لكائن ال يدرك ‪ ،‬فإن الصةة تت ه نحالو صالورتها الخار يالة وهالي‬
‫العقل ) (‪.)62‬‬
‫و اإلسماعيلية يسمون العقل ( الح اب ) أو ( المحل ) أو ( الصلة ) ‪ ،‬ولبلور السالعادة‬
‫عندهم ينبغي علي اإلنسان تحصيل العلم ‪ ،‬وال يمكن تحصيل السالعادة التالي هالي العلالم‬
‫إال بحلول العقل الكلي في إنسان هو النبي ‪ ،‬وفي األئمة الذين يخلفونه ‪.‬‬
‫والعقل الحال يسمي ( ناطقا ) ‪ ،‬والنفس الحالة تسمي ( أساسالا ) ‪ ،‬والنالاطق هالو النبالي‬
‫الذي يبلغ الكةم المنزل ‪ ،‬و ( األساس ) هو اإلمام الذي يفسالره ( أي الكالةم المنالزل )‬
‫معتمدا علي التأويل ‪ ،‬ولذلك يقولالون ‪ :‬إن محمالدا هالو النالاطق ‪ ،‬وعليالا هالو األسالاس )‬
‫(‪.)63‬‬
‫ويقول الدكتور محمد كامل حسين ‪ ( :‬وبتطبيق نظرية ( المثل والممثول ) نسالتطي أن‬
‫نعرف ‪ ،‬أن اإلمام الفاطمي هو ممثل للعقل الكلي ‪ ،‬وأن ميال مناقالب وصالفات العقالل‬
‫الكلي تطلق علي اإلمالام ‪ ،‬فهالو الواحالد األحالد ‪ ،‬والفالرد الصالمد ‪ ،‬المحيالي والمميالت )‬
‫(‪.)64‬‬
‫وأن اإلمام هو ( و ه هللا ) و ( يد هللا ) و ( نب هللا ) ‪ ،‬وأنه هو الذي يحاسب النالاس‬
‫يوم القيامة فيقسمهم بين ال نة والنار ‪.‬‬
‫وأنه هو ( الصراط المستقيم ) و ( الذكر الحكيم ) و ( القرآن الكالريم ) إلالي غيالر ذلالك‬
‫من الصفات ‪.‬‬
‫ولهم في ذلك كله أدلة – كمالا يزعمالون – يسالوقونها لكالل صالفة مالن الصالفات ‪ ،‬فمالثة‬
‫يقولون ‪ :‬إن اإلنسان ال يعرف إال بو هه ‪ ،‬ولماكان اإلمام هالو الالذي يالدل العالالم علالي‬
‫معرفة هللا ‪ ،‬فبه إذن يعرف هللا ‪ ،‬فهو و ه هللا ‪ ،‬أي الذي به يعرف هللا ‪.‬‬
‫وأن اليد هي التي يبطش بها اإلنسان ويداف بها عن نفسه ‪ ،‬واإلمام هو الذي يداف عن‬
‫دين هللا ويبطش بأعدائه ‪ ،‬فهو علي هذه المثابة يد هللا ‪.‬‬
‫وهكذا يقولون عن بقية الصفات التي خلعوها علي اإلمام (‪. )65‬‬
‫وتتفرع من هذه العقيالدة آراء أخالرى ‪ ،‬نالذكر منهالا ‪ ( :‬انبعالام العقالول الروحانيالة مالن‬

‫(‪ )61‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة الدروز ص ‪. 87‬‬


‫(‪ )62‬محمد كرد علي ‪ /‬خطط الشام ج ‪ 6‬ص ‪. 257‬‬
‫(‪ )63‬د ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ /‬إسالم بال مذاهب ص ‪. 236‬‬
‫(‪ )64‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة الدروز ص ‪. 87‬‬
‫(‪ )65‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة اإلسماعيلية ص ‪. 157‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪20‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫العقل الكلي والنفس الكلية ‪ ،‬وأهالم هالذه العقالول هالي تلالك التالي أطلقالوا عليهالا ‪ :‬ال الد ‪،‬‬
‫والفت ‪ :‬والخيال ‪ .‬وهؤالء عندهم المةئكة الروحانيالة الالذين يعالرفهم العالالم اإلسالةمي‬
‫باسم إسرافيل ‪ ،‬وميكائيل ‪ ،‬و برائيل ‪ ،‬وهؤالء م العقل الكلي والنفس الكلية يكونالون‬
‫األشبا الخمسة العلوية أو الحدودية العلوية ‪ ،‬و علوهم ممثوالت للقائمين علي الدعوة‬
‫اإلسماعيلية ‪ .‬فالعقل الكلي ( السابق ) ممثوال للناطق فالي عصالره ‪ ،‬والوصالي واإلمالام‬
‫والنفس الكلية ( التالي ) ممثوال للوصي في حياة الناطق أو باب األبواب ‪.‬‬
‫وال د ‪ :‬ممثول للح ة ‪.‬‬
‫والفتح ‪ :‬ممثول للداعي المأذون ‪.‬‬
‫والخيال ‪ :‬ممثول للداعي المكالب ( المكاسر ) ‪.‬‬
‫ومن ثم عل الفاطميون مراتب الدعاة من المراتب الروحية التي تقام عليها دعالوتهم ‪،‬‬
‫وعلي كل من يعتنق مذهبهم أن يعترف بهؤالء الدعاة ‪ ،‬علي أن يكون هالذا االعتالراف‬
‫من صميم العقيدة ‪ .‬وت ب طاعتهم طاعة عمياء وتصديق كالل مالا يقولالون ‪ ،‬واالقتالداء‬
‫بما يفعلون ‪ ،‬وأطلقوا علي هؤالء الدعاة اسم الحالدود ال سالمانية ‪ ،‬إمعانالا فالي تقديسالهم‬
‫ورف شأنهم ) (‪.)66‬‬
‫وينقل مصطفي غالب ( اإلسماعيلي ) عن الداعي حميد الدين الكرماني (‪ )67‬مراتالب‬
‫الدعوة كما يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬الناطق ‪ :‬وله رتبة التنزيل ‪.‬‬
‫‪ – 2‬األساس ‪ :‬وله رتبة التأويل ‪.‬‬
‫‪ – 3‬اإلمام ‪ :‬وله رتبة التأويل ‪.‬‬
‫‪ – 4‬الباب ‪ :‬وله رتبة فصل الخطاب ‪.‬‬
‫‪ – 5‬الح ة ‪ :‬وله رتبة الحكم فيما كان حقا أو باطة ‪.‬‬
‫‪ – 6‬داعي البةر ‪ :‬وله رتبة االحت او وتعريف المعاد ‪.‬‬
‫‪ – 7‬الداعي المطلق ‪ :‬وله رتبة تعريف الحدود العلوية ‪ ،‬والعبادة الباطنية ‪.‬‬
‫‪ – 8‬الداعي المحدود ‪ :‬وله رتبة تعريف الحدود السفلية ‪ ،‬والعبادة الظاهرة ‪.‬‬
‫‪ – 9‬المأذون المطلق ‪ :‬وله رتبة أخذ العهد والميثاق ‪.‬‬
‫‪ – 10‬المأذون المحدود ‪ :‬وله رتبة ذب األنفس المست يبة ‪ ،‬ويعرف بالمكاسر ‪.‬‬

‫(‪ )66‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة الدروز ص ‪. 88‬‬


‫(‪ ) )67‬أحمد بن عبد هللا الكرماني حميد الدين ‪ ،‬ويلقب بحجة العرافين ‪ ،‬من دعاة اإلسماعيلية‬
‫وكتابهم ‪ .‬كان داعي الدعاة للحاكم بأمر هللا الفاطمي ‪ ،‬له رسالة ( مباسم البشارات باإلمام‬
‫الحاكم ) يرد بها على الذين ألهوا الحاكم من الدروز ‪ ،‬وله أيضا مجموعة رسائل أخرى ‪ ،‬توفي‬
‫بعد سنة ‪ 412‬هـ ‪ .‬انظر األعالم للزركلي ج ‪ 1‬ص ‪ 149‬وديوان المؤيد في الدين داعي الدعاة‬
‫ص‪. 9‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪21‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫‪ – 11‬الحق ‪ -12 .‬نا ‪ ،‬ولهما رتبة مؤازرة المأذون المحالدد والقبالام بمهمتاله أثنالاء‬
‫غيابه (‪.)68‬‬
‫واإلسماعيلية يعظمون هؤالء الدعاة وي لالونهم ويزعمالون ‪ ( :‬أن هالؤالء الالدعاة كالانوا‬
‫م النطقاء واألئمة في كل دور من األدوار الكبرى والصغرى ‪ ،‬وذلالك أنهالم يعتقالدون‬
‫بظهالالور األنبيالالاء واألئمالالة فالالي صالالور متعالالددة ‪ ،‬ولكالالن أصالاللهم واحالالد ‪ ،‬فال دم ‪ ،‬ونالالو ‪،‬‬
‫وإبراهيم ‪ ،‬وعيسي ‪ ،‬ومحمد ‪ ،‬وهم األنبيالاء عنالد الفالاطميين ظهالروا فالي هالذه الصالور‬
‫اآلدمية المختلفة وفي عصور متفاوته ‪ ،‬ولكنهم ميعا شخ واحد في الحقيقة ‪.‬‬
‫ولما كان أوصياؤهم وأئمتهم في كل دور ورثة األنبياء ‪ ،‬ولهم كل خصائ األنبياء ‪،‬‬
‫فهم واألنبياء شخ واحد ‪ ،‬فال مي مثالل للعقالل الكلالي ‪ ،‬ففكالرة التناسالخ ظهالرت فالي‬
‫العقيدة الفاطمية في صورة ديدة هي ( نظرية الدور ) ‪ ،‬وكان لهذه الفكالرة أثالر كبيالر‬
‫عند الدروز ‪ .‬والدور الكبير – في نظرهم – هو الدور الذي من ظهور ب دم ( النبالي )‬
‫الناطق ‪ ،‬وظهور قائم القيامة ( المهدي المنتظر ) ‪ ،‬ألن آدم عندهم ليس أول الخلق بل‬
‫هو أول ناطق في دوره ) (‪.)69‬‬
‫( وإنما كان قوم عاش آدم بينهم ‪ ،‬وآدم هذا كان له ح ة ‪ ،‬رمز القرآن إلياله ( بحالواء )‬
‫‪ ،‬فحواء هذه لم تك أنثي ولم تتزوو ب دم ‪ ،‬وإنما كانت أقرب دعاته إليه ‪ ،‬وكان كةهما‬
‫ينعم في دعوة اإلمام الذي كان سابقا آلدم ‪ ،‬وكانت دعوته إسماعيلية ‪ ،‬وهي التي عبالر‬
‫عنها القرآن ( بال نة ) ‪ ،‬ثم تطل آدم إلي مرتبة أعلي فأخر ه اإلمالام مالن ال نالة أي (‬
‫الدعوة ) (‪. )70‬‬
‫أما األدوار الصغرى في نظرهم ( فهي التي بين ظهور ناطق ونالاطق ‪ ،‬فالالدور الالذي‬
‫بين ظهور آدم ‪ ،‬وظهور نالو هالو الالدور الصالغير آلدم ‪ ،‬ونحالن اآلن فالي دور محمالد‬
‫وسينتهي دوره بظهور قائم القيامة ‪ ،‬وكذلك ينتهالي دور آدم الكبيالر ‪ ،‬ويالأتي بعالده دور‬
‫آدم آخر ‪.‬‬
‫وألثبات أن ما حدم في دور كل نبي ‪ ،‬حدم مثله في ميال األدوار األخالرى ‪ :‬فمالثة‬
‫قصة الطوفان في التأويل الباطن عند الفاطميين تدل علي كثرة األضداد المخالفين لمن‬
‫أقامه هللا وصيا لنو وتغلبهم عليه ‪ ،‬وأن المؤمنين هم الذين اتبعوا الوصي الالذي رمالز‬
‫إليه ( بسفينة نو ) ‪ ،‬وفي كل دور مالن أدوار النطقالاء ‪ ،‬ظهالر هالذا الطوفالان و الرت‬
‫السفينة ‪.‬‬

‫(‪ )68‬مصطفى غالب ‪ /‬الحركات الباطنية في اإلسالم ص ‪ 122 ، 121‬وانظر دولة اإلسماعيلية‬
‫في إيران ص ‪. 35‬‬
‫(‪ )69‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة الدروز ص ‪ – 89‬وسنجد ذلك فيما بعد عند التحدث عن عقائد‬
‫الدروز أثر هذه النظرية في عقائدهم وكيف استمدوها من الفاطميين ؟ ‪.‬‬
‫(‪ )70‬د ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ /‬إسالم بال مذاهب ص ‪. 246‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪22‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وبهذا يؤولون الحديم المنسوب إلي النبي صلي هللا عليه وسلم ‪ ( :‬مثل أهل بيتي فاليكم‬
‫كسفينة نو ‪ ،‬من ركبها ن ا ‪ ،‬ومن تخلف عنها غرق في الطوفان ) (‪.)71‬‬
‫ول عداد والحروف وحساب ال مل في عقيدة اإلسماعيلية أصالول دينيالة واسالعة ولهالذا‬
‫فقد ‪:‬‬
‫اتخذ اإلسماعيلية األعداد أصوال دينية يثبتون بها عقيدتهم في اإلمامة ‪ ،‬و علوا محالور‬
‫المذهب يقوم علي العدد سبعة (‪ ،)72‬أما ما دون ذلك فيقوم علي العدد ( اثني عشالر )‬
‫‪ ،‬وهم يستدلون علي ذلك بأمور منها ‪ :‬أن هللا تعالي خلق الن وم التالالي‬
‫بها قوام العالم سبعة ‪ ،‬و عل أيضا السموات سبعا ‪ ،‬واألرض سبعا ‪،‬‬
‫والبروو اثني عشر ‪ ،‬والشهور اثني عشالر ‪ ،‬ونقبالاء بنالي إسالرائيل اثنالي عشالر )‬
‫(‪.)73‬‬
‫وكذلك أول اإلسماعيلية الفرائض واألركان تأوية خاصا (‪ ( ،)74‬فالنية للصالةة هالي‬
‫والية األئمة ‪ ،‬والطهارة هي أخذ علم الباطن لتطهيالر النفالوس ‪ ،‬والصالةة هالي الالدعوة‬
‫الفاطمية ‪ ،‬والكعبة هي اإلمام الذي يتو ه إليه المست يبون ) (‪.)75‬‬
‫وهكذا عل اإلسماعيليون لكل فريضة وركن تأوية باطنالا ال يعلماله إال األئمالة وكبالار‬
‫الدعاة ‪.‬‬
‫ومن هذا التعريف السري بعقائد اإلسالماعيليين ‪ ،‬نسالتطي بعالدها أن نصالل إلالي طائفالة‬
‫الدروز ‪ ،‬لنعرف كيفية قيامها ‪ ،‬ومن أين استقت عقائدها ؟ ‪.‬‬
‫‪–3 -‬‬
‫ذكرنا فيما سبق ‪ ،‬كيف استطاع عبيد هللا المهدي أن يؤسس الدولة العبيدية في المغرب‬
‫(‪ ،)76‬بدعوى أنه من نسل آل البيت ‪ ،‬حيم استطاعت هالذه الدولالة أن توطالد أركانهالا‬
‫هناك ‪ ،‬وتتطل إلي فتح مصر ‪ ،‬وتم لها ذلك علالي يالد القائالد الفالاطمي الوهر الصالقلي‬
‫عام ‪ 358‬هال في عهد المعز لدين هللا الفالاطمي ‪ ،‬وبقالي المعالز علالي سالدة الملالك حتالي‬
‫توفي سنة ‪ 365‬هال ‪ .‬وخلفه ولد العزيز باهلل الذي بقي في الملك إحالدى وعشالرين سالنة‬

‫(‪ )71‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة الدروز ص ‪. 90 ، 89‬‬


‫(‪ )72‬وهذا االعتقاد سنجد أثره أيضا في عقائد الدروز ‪ ،‬عند تحدثهم عن األدوار السبعة ‪.‬‬
‫(‪ )73‬د ‪ .‬محمد السعيد جمال الدين ‪ /‬دولة اإلسماعيلية في إيران ص ‪.27‬‬
‫(‪ )74‬وأيضا أول الدروز كل هذه األركان ‪ ،‬بل نقضوها ‪ ،‬في إحدى رسائل حمزة واسمها (‬
‫النقض الخفي ) ‪ ،‬والتي أوردتها فيما بعد ‪.‬‬
‫(‪ )75‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة الدروز ص ‪. 91‬‬
‫(‪ )76‬تأسست هذه الدولة – كما ذكرنا سابقا – سنة ‪ 296‬هـ على يد عبيد هللا المهدي في‬
‫المغرب ‪ ،‬وسقطت سنة ‪ 567‬بعد موت العاضد الفاطمي على يد صالح الدين األيوبي – انظر‬
‫الروضتين في أخبار الدولتين ج ‪ /‬ص ‪. 193‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪23‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫حتي توفي عام ‪ 386‬هال ‪ ،‬وهو في طريقاله لمحاربالة الخالار ين علالي الدولالة بالشالام ‪.‬‬
‫فخلفه ولده وولي عهده أبو علي منصور ‪ ،‬ولقب بالحاكم بأمر هللا ‪ ،‬وكان عمره آنالذاك‬
‫أحد عشر سنة ‪ ،‬حيم عهد والالده إلالي ثةثالة مالن كبالار ر الال الدولالة برعايتاله وتالولي‬
‫شؤون الدولة ‪ ،‬وبقي األمر كذلك حتي سنة ‪ 390‬هال حينمالا اسالتطاع الحالاكم قتالل أحالد‬
‫األوصياء عليه ‪ ،‬وتولي منذ ذلك الحين زمام األمور هناك (‪.)77‬‬
‫وقد بدأ الحاكم حكمه بقتل عدد من كبار ر ال الدولة ‪ ،‬وإصدار س ةت غريبالة شالاذة‬
‫يحرم فيها أشياء كثيرة ‪ ،‬ثم يعود بعد ذلك إلي إباحتها بشكل متناقض ‪ .‬واتب ذلك بقتالل‬
‫الكثير من خدم قصره والكتبة ومن عامالة النالاس ‪ .‬وكالان كالل هالذا تمهيالدا إلعالةن مالا‬
‫يعتلي في نفسه من ادعاء بالربوبية (‪.)78‬‬
‫والحاكم بأمر هللا ‪ ،‬هو محور عقيدة الدروز ‪ ،‬وقالد أنشالأ سالنة ‪ 395‬هال ال معهالدا رسالميا‬
‫خاصا لبم الدعوة الفاطمية السرية ‪ ،‬ويكون مركز اإلعداد والتو يه ‪ ،‬وسالماه ‪ ( :‬دار‬
‫الحكمة ) ‪ ،‬ولهذه التسمية مغزى يدل علي االت الاه الفلسالفي الالذي أريالد أن يتخالذه هالذا‬
‫المعهد ‪ ،‬وقد استقطبت هذه الدار الدعاة الفاطميين من كل مكان ) (‪.)79‬‬
‫فاحتشد في ذلك الوقت طائفالة مالن الالدعاة المةحالدة ‪ ،‬فالالتفوا حالول الحالاكم بالأمر هللا ‪،‬‬
‫وزينوا له فكرة ( ألوهيته ) ‪ ،‬مما عله وراء هذه الدعوة يرعاها ‪ ،‬ويرقب تطوراتها ‪،‬‬
‫ويتصرف علي ضوئها ‪.‬‬
‫وم أن بداية الدعوة إلالي ألوهيالة الحالاكم ظهالرت بشالكل لالي سالنة ‪ 408‬هال ال ‪ ،‬إال أن‬
‫الدكتور محمد كامل حسين يذكر ‪ ( :‬أن هنالاك نصوصالا مالن رسالائلهم تفيالد أن الحالاكم‬
‫أظهر ألوهيته أول مرة سنة ‪ 400‬هال ) (‪.)80‬‬
‫ويقول مصطفي غالب ( الكاتب اإلسماعيلي المعاصالر ) ‪ ( :‬بالأن حمالزة بال ن علالي بالن‬
‫أحمد الزوزني (‪ ،)81‬وفد علي مصرسنة ‪ 405‬هال ال ‪ ،‬وانالتظم فالي ساللك دعالاة الفالرس‬
‫الذين كانوا يختلفون إلي دار الحكمة لحضور م الس الحكمالة التأويليالة ‪ .‬ومالا عالتم أن‬
‫أصبح ممثة لدعاة الفرس ‪ ،‬وهمزة وصل بينهم وبالين الحالاكم بالأمر هللا ‪ ،‬الالذي ضالمه‬
‫إلي حاشيته ‪ ،‬وأسكنه في قصالره ‪ .‬ويضاليف قالائة ‪ :‬وفالي بعالض الوثالائق اإلسالماعيلية‬
‫السرية ما يشير إلي أنه أصبح من الدعاة الالذين يكونالون دائمالا فالي معيالة اإلمالام ‪ ،‬وال‬

‫(‪ )77‬انظر القرماني في أخبار الدول وآثار األول ص ‪ ، 191 – 189‬وكذلك العصامي المكي‬
‫في سمط النجوم العوالي ج ‪ 3‬ص ‪. 424 ، 415 ،414‬‬
‫(‪ )78‬انظر المصدرين السابقين ‪ ،‬األول ص ‪ ، 191‬والثاني ص ‪.429 – 424‬‬
‫(‪ )79‬محمد عبد هللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ص ‪. 164‬‬
‫(‪ )80‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة الدروز ص ‪. 75‬‬
‫(‪ )81‬المؤسس الرئيسي لمذهب الدروز ‪ ،‬من كبار الدعاة الباطنيين ‪ ،‬ومن أكثرهم التصاقا‬
‫بالحاكم بأمر هللا ‪ ،‬توفي على األرجح سنة ‪ 433‬هـ ‪ ،‬وسيفصل الكالم عنه عند الكالم عن دعاة‬
‫الدروز ‪ /‬انظر األعالم للزركلي ج ‪ 2‬ص ‪. 310‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪24‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫يفارقون مقر قيادته أبدا ‪ .‬وسرعان ما أصبحت له حظوة عنالد الحالاكم ‪ ،‬بعالدما أظهالره‬
‫من إخة ‪ ،‬وما بذله من هد في تقوية أواصر الدعوة وتركيز دعائمهالا فالي فالارس‬
‫كما أنه ساهم مساهمة فعالة في خالوض غمالار ال الدل الالديني ‪ ،‬وفلسالفة المالذهب الالذي‬
‫يبشر به ‪ ،‬واسالتطاع أن ي مال حولاله بعالض الالدعاة ‪ ،‬ويتفقالوا سالرا للالدعوة إلالي تألياله‬
‫الحاكم بأمر هللا ‪ ،‬معتمدا فالي دعوتاله هالذه علالي أصالول وأحكالام ديالدة اسالتنطبها مالن‬
‫صميم األصول واألحكام اإلسماعيلية ) (‪.)82‬‬
‫وكان علي رأس هؤالء الدعاة الذين التفوا حول حمزة ‪ :‬محمالد بالن إسالماعيل الالدرزي‬
‫(‪ ،)83‬والحسن بن حبيدرة الفرغاني (‪ ،)84‬والظاهر من رسائل الالدروز ‪ ،‬أن حمالزة‬
‫ابن علي – وكما يتضح من رسائله – قد اتفق م دعاته أال ي هر أحالد أو يكشالف عالن‬
‫مضمون المالذهب ‪ ،‬إال بعالد تلقالي األوامالر مالن حمالزة نفساله ‪ ،‬ولكالن الالداعي الالدرزي‬
‫المعروف ( بنشتكين ) تسرع في الكشف عن أسرار الدعوة ‪ ،‬مما أثالار حفيظالة حمالزة‬
‫وغضبه ‪ ،‬ومما دف عامة الناس لمحاربة الدعوة ال ديدة ‪ ،‬ومحاولة األتراك أنفسالهم –‬
‫الذي ينتسب إليهم الدرزي – قتله ‪ ،‬لوال حماية الحاكم له ‪ ،‬حيم فر إلي قصالر الحالاكم‬
‫‪ ،‬وهربه من هناك إلي بةد الشام ‪ ،‬فالدعا إلالي المالذهب ال ديالد ‪ ،‬واسالتمال الكثيالر مالن‬
‫سكان وادي تيم (‪)85‬الذي نزل فيه ولكنه انحرف بعالد ذلالك عالن مبالادل حمالزة ‪ ،‬ممالا‬
‫دف – حمزة – إلي األمر بقتله ‪ .‬ورغم قتله إال أن تعالاليم الالدرزي كانالت علالي در الة‬
‫من اإلغراء في إتباعها ‪ ،‬وهكذا فاإلنقسام لم يستأصل بتاتا ولم يزل الدروز حتي اليوم‬
‫قسمين ‪ ،‬وم أنهم ميعهم متفقون في االعتقاد بالحاكم وحمزة فمنهم مالن هالم عالاملون‬
‫بمو ب تعاليم حمزة ‪ ،‬ومن هم عاملون بمو ب تعاليم الدرزي المتساهلة (‪.)86‬‬
‫( وأما حمزة ‪ ،‬فقد ها مه الناس أيضا في مقر إقامته في مس د ريدان ‪ ،‬وكان معه اثنا‬
‫عشر ر ة فقط ‪ ،‬وكادوا يقتلونه لو لم يصدر أمر الحاكم بوقف القتال ) ‪.‬‬
‫ويبدو أن الخةفات ما بين حمزة والدرزي إنما كانالت بسالبب زعامالة المالذهب وقيادتاله‬
‫(‪.)87‬‬

‫(‪ )82‬مصطفى غالب ‪ /‬الحركات الباطنية في اإلسالم ص ‪.241‬‬


‫(‪ )83‬أحد أصحاب الدعوة لتأليه الحاكم ‪ ،‬وإليه نسبة الطائفة الدرزية ‪ ،‬مع أن الدروز يتبرأون‬
‫منه بسبب انشقاقه عن حمزة ‪ ،‬تركي األصل على األرجح ويقال فارسي ‪ ،‬هرب إلى الشام بعد‬
‫مهاجمته من قبل الناس ‪ ،‬ومات هناك سنة ‪ 411‬هـ ‪ .‬انظر األعالم للزركلي ج ‪ 6‬ص ‪259‬‬
‫(‪ ) )84‬أحد الذين جاهروا بتأليه الحاكم بأمر هللا ‪ ،‬وهو الذي سلم القاضي ابن العوام رفعة‬
‫تطلب منه االعتراف بألوهية الحاكم ‪ ،‬وقد قتل على يد أهل السنة عام ‪ 409‬هـ ‪ .‬انظر النجوم‬
‫الزاهرة ج ‪ 4‬ص ‪. 183‬‬
‫(‪ )85‬هو ما يعرف اآلن بالشوف وكذلك المناطق المجاورة لها في لبنان ‪.‬‬
‫(‪ )86‬تشارلز تشرشل ‪ /‬بين الدروز والموارنة ترجمة فندي الشعار ص ‪. 15‬‬
‫(‪ )87‬مصطفى غالب ‪ /‬الحركات الباطنية في اإلسالم ص ‪. 244‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪25‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫أما الداعي اآلخر الحسن بن حيدرة الفرغاني ‪ ،‬المعروف بالاألخرم أو األ الدع ‪ ( ،‬فقالد‬
‫كان يبعم بالرقاع إلالي النالاس يالدعوهم فيهالا إلالي العقيالدة ال ديالدة ‪ ،‬وكالان يطلالب مالن‬
‫العلماء وكبار الدعوة أ وبة علالي رقاعاله ‪ ،‬ممالا عالل الحالاكم أن يخلال علياله ويركباله‬
‫فرسا مطهما ‪ ،‬ويسيره في موكبه ‪ ،‬ويوليه عطفه ورعايته ‪ .‬غيالر أناله لالم تمالض علالي‬
‫ذلك عدة أيام حتي وثب علي الفرغاني ر ل من السنة وقتلاله وقتالل معاله ثةثالة ر الال‬
‫من أتباعه ‪ ،‬بينما كان يسير معهم بالقاهرة ‪ ،‬فغضالب الحالاكم بالأمر هللا ‪ ،‬وأمالر بإعالدام‬
‫قاتله ‪ ،‬ودفن األخرم علي نفقة القصر ) (‪.)88‬‬
‫وممن كتب إليهم األخرم ‪ ( :‬الداعي اإلسماعيلي أحمد حميد الدين الكرمالاني ‪ ،‬يعالرض‬
‫عليه نظريته ال ديدة ‪ ،‬فرد عليه الكرماني في رسالة عنوانهالا ( الرسالالة الواعظالة ) ‪،‬‬
‫ومما طرحه – األخرم – من ألقاب وصفات علي الحاكم قوله ‪ ( :‬من عرف منكم إمالام‬
‫زمانه حيا فهو أفضل ممن مضي من األمم من نبي أو وصي أو إمام ‪...‬وأن مالن عبالد‬
‫هللا مالالن ميالال المخلالالوقين ‪ ،‬فعبادتالاله لشالالخ ال رو فيالاله ‪ ...‬وقالالد قامالالت قيالالامتكم ‪،‬‬
‫وانقضي دور ستركم ‪.)89( ) ...‬‬
‫وبعد اختفاء الدرزي ‪ ،‬واألخرم ‪ ،‬صار أمر الدعوة كلاله إلالي حمالزة بالن علالي ‪ ،‬ولقالب‬
‫نفسه بعدة ألقاب مثل ( هادي المست يبين ) و ( قائم الزمان ) إلي غير ذلك مالن ألقالاب‬
‫ي دها الباحم في رسائله ‪ ،‬التي تتضمن أصول وعقائد دعوته ‪.‬‬
‫هذا وصف مو ز لبداية نشأة الدروز ‪ ،‬وفي ظالل هالذه األ الواء والمعتقالدات اإللحاديالة‬
‫انبثقت عقيدتهم ‪ ،‬فكانت – عقيالدتهم – تعطالي بالفعالل انطباعالا تامالا عمالا يحالاك لعقيالدة‬
‫اإلسةم من فتن ومؤامرات ‪.‬‬
‫ويمكننا أن نقدم ملخصا ل صول والقواعد التالي يقالوم عليهالا مال ذهبهم – حتالي اليالوم –‬
‫لنستطي من خةله أن نتعرف علي عقيدتهم ‪:‬‬
‫فهم علي ما دعا إليه حمزة منذ أكثالر مالن تسالعة قالرون ينكالرون األلوهيالة فالي ذاتهالا ‪،‬‬
‫ويعتقدون بألوهيالة الحالاكم بالأمر هللا ‪ ،‬وفالي ر عتاله آخالر الزمالان ‪ ،‬وينكالرون األنبيالاء‬
‫والرسل ميعا ‪.‬‬
‫بيد أنهالم ينتسالبون ظالاهرا إلالي اإلسالةم ‪ ،‬ويتظالاهرون أمالام المساللمين بالأنهم مساللمون‬
‫(‪ ،)90‬وذلك ألنهم عاشوا في وسالط إسالةمي ‪ ،‬ودول مساللمة ‪ ،‬غيالر أنهالم يتظالاهرون‬
‫أمام النصارى أيضا بأنهم قريبون منهم ‪ ،‬ألن المسيح في نظرهم هو حمزة بن علي ‪.‬‬
‫وهم اآلن في األرض المحتلة ( إسرائيل ) يتظاهرون بالتقرب إلي اليهود ‪ ،‬وقالد رأينالا‬

‫(‪ )88‬المصدر السابق ص ‪. 245‬‬


‫(‪ )89‬المصدر السابق ص ‪. 246‬‬
‫(‪ )90‬ولكنهم في الوقت الحاضر ‪ ،‬وبسبب تغيير الظروف ‪ .‬يحاولون جهدهم في االبتعاد عن‬
‫لفظ ( اإلسالم ) ويبرزون تسمية أنسفهم بـ ( الموحدين ) ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪26‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫أيضا كبار مفكريهم المعاصرين يح ون إلي الهند متظالاهرين بالأن عقيالدتهم نابعالة مالن‬
‫حكمة الهند ‪.‬‬
‫والحقيقة أنهم يبغضون في الباطن مي أبناء األديالان األخالرى ‪ ،‬والساليما المساللمين ‪،‬‬
‫ويعتقدون أن الشالياطين هالم بالاقي الملالل ‪ ،‬وأن العقالال (‪)91‬هالم المةئكالة وال يأخالذون‬
‫بشيء مالن أحكالام وعبالادات اإلسالةم ‪ ،‬كالصالةة ‪ ،‬والصالوم ‪ ،‬والزكالاة ‪ ،‬والحالي ‪ ،‬بالل‬
‫ينكرون أصول اإلسةم ميعها ‪ ،‬والشريعة اإلسةمية كلها ‪.‬‬
‫وقد عل الدروز بدل أركان اإلسةم ‪ ،‬سب خصالال توحيديالة ‪ ،‬وهالم يعتقالدون بتناسالخ‬
‫األروا ‪ ،‬وانتقالها إلي األ ساد اإلنسانية ‪ ،‬ويقولون في القرآن الكريم ‪ ،‬أنه من صالن‬
‫سلمان الفارسي ‪ ،‬وكذلك فإنهم ال يعتقدون بال نالة والنالار ‪ ،‬والثالواب والعقالاب ‪ .‬وإنمالا‬
‫يكون الثواب بانتقال النفس إلي منزلة أرف حينما تنتقل مالن سالد إلالي سالد ‪ ،‬ويكالون‬
‫العقاب بتدني منزلتها ‪.‬‬
‫بل أنهالم ير عالون أصالول مالذهبهم إلالي مسالالك الحكمالة والعرفالان المتقدمالة فالي أدوار‬
‫التاريخ حيم يقول كمال نبةط (‪)92‬في مقدمته لكتاب ( أضواء علي مسلك التوحيالد‬
‫– الدرزية ) ‪ ( :‬وفي رأينا أنه ال يمكن النظر إلي مسلك التوحيد منفصة ومستقة عن‬
‫مسالالالك الحكمالالة والعرفالالان المتقدمالالة فالالي أدوار التالالاريخ المعالالروف والم هالالول ‪ ،‬والتالالي‬
‫عمرت بها حياة المؤمنين األولين الموحدين في مصر الفرعونية القديمالة وفالي الهنالد ‪،‬‬
‫وإيران ‪ ،‬وبةد التبت ‪ ،‬وما وراء الواحات ‪ ،‬وفالي بابالل وأشالور وفالي اليونالان و الزر‬
‫البحر األباليض المتوسالط وعلالي انفالراو شالواطئه ‪ ،‬ثالم بعالد ذلالك فالي اإلسالةم مالرورا‬
‫بالنصرانية األولي ‪ ،‬وما قبلها (‪ ،)93‬فيما تكشف عنه مغاور البحر الميت في فلسطين‬
‫(‪ ،)94‬وبالمذاهب العرفانية التي انتشرت فالي كالل صالق مالن صالقاع العالالم القديمالة ‪،‬‬
‫فالحكمة ال تنفصل ‪ ،‬في أي زمان أو مكان ) (‪.)95‬‬
‫ولم يقف نبةط ‪ ،‬وهو الدرزي المثقف عند هذا الحد ‪ ،‬بل أر أصول هالذا المالذهب‬
‫إلي حكماء الهند حيم يقول ‪ ( :‬ومن أغرب مالا عثرنالا علياله فالي هالذه المخطوطالات ‪،‬‬

‫(‪ )91‬لفظ يطلقه الدروز على مشايخهم ودعاتهم ‪ .‬وهم الذين يعرفون أسرار العقيدة الدرزية ‪،‬‬
‫وال يسمحون لغيرهم باالطالع عليها ‪ ،‬والمجتمع الدرزي ينقسم إلى قسمين عقال ‪ ،‬وجهال ‪،‬‬
‫فالجهال ال يعرفون شيئا من مذهبهم إال األمور الرئيسية فيه ‪ ،‬وال يدخل أحدا منهم في العقال إال‬
‫بعد امتحان طويل ‪.‬‬
‫(‪ )92‬زعيم درزي معاصر ‪ ،‬وهو من السياسيين اللبنانيين ‪ ،‬معروف بثقافته واطالعه على‬
‫ديانات الهند القديمة ‪ ،‬ويحاول كثيرا أن يقارب بينهما وبين عقيدة الدروز ‪ ،‬وقد قتل في لبنان‬
‫عام ‪ 1397‬هـ ‪ 1977‬م ‪.‬‬
‫(‪ )93‬يعني اليهودية ‪ ،‬غير أنه تجنب ذكر اسمها ألسباب سياسية محلية ‪.‬‬
‫(‪ )94‬مع أن ما نشر عن أورا البحر الميت ال يدل على شيء من ذلك‪.‬‬
‫(‪ )95‬د ‪ .‬سامي مكارم ‪ /‬أضواء على سلك التوحيد ( الدرزية ) ص ‪. 26‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪27‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫صلة هذا المسلك التوحيالدي بحكمالاء الهنالد والسالند ‪ ،‬وكنالا نعتقالد وال نالزال أن الحكمالة‬
‫واحدة في كل مثالوى وزمالان ‪ ،‬ال تت الزأ وال تختلالف فالي ال الوهر ‪ ،‬لوحالدة الحقيقالة ‪،‬‬
‫ووحدة الكشف عنها ‪ ،‬ووحدة الرو والعقل البشري ‪.‬‬
‫وكنا نعلالم ارتبالاط الموحالدين بحكمالاء الهنالد ‪ ،‬وتقالديرهم إيالاهم وتنالويههم بالبعض هالذه‬
‫الو وه المباركة ‪ ،‬وكنا خاصالة تتبعنالا قصالة كتالاب ( بلالوهر الحكاليم ) ‪ ،‬المنتشالر بالين‬
‫الموحدين وهو من كتب وعظهم ‪ ،‬وإذا بالموحدين ‪ ،‬علي حق فيما يعتقالدون بالأنهم فالي‬
‫هذه الديار ‪ ،‬هذا الو ه الباطن الظاهر للحكمة اإلنسانية الشاملة ) (‪.)96‬‬
‫هذا ملخ لمذهب الدروز ‪ ،‬وإنها لصفحة من أغرب صفحات الثورة علي اإلسالةم ‪،‬‬
‫بل وعلي العقل والمنطق ‪ ،‬وأشدها غلوا وإغراقا ‪.‬‬
‫وفي بداية حديثنا عن هذا المذهب ‪ ،‬البد لنا أن نست لي غوامض شخصية الحاكم بأمر‬
‫هللا ‪ ،‬تلك الشخصية التي كانت وراء دعاة هالذا المالذهب ‪ ،‬يرعالاهم بالمالال والر الال ‪،‬‬
‫فدعونا نتعرف علي هذه الشخصية وآرائها ‪ ،‬وآراء دعاته ‪ ،‬وهو عنوان الباب األول ‪.‬‬
‫*******‬

‫(‪ )96‬د ‪ .‬سامي مكارم ‪ /‬أضواء على مسلك التوحيد ( الدرزية ) ص ‪.51‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪28‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الباب األول‬
‫شخصية الحاكم بأمر هللا‬
‫وأثرها في عقيدة الدروز وأشهر دعاة الدروز وآراؤهم‬

‫ويتضمن ثةثة فصول ‪:‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬الحاكم بأمر هللا ‪ :‬حياته وآراؤه وأثرها في عقيدة الدروز ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تطور المذهب الدرزي بعد الحاكم ‪.‬‬
‫الفصل الثالم ‪ :‬أشهر دعاة الدروز وآراؤهم ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪29‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الفصل األول‬
‫الحاكم بأمر هللا – حياته وآراؤه ‪ ،‬وأثرها في عقيدة الدروز‬
‫البد لمن يتصدى للتعريف بالمذهب الدروزي ‪ ،‬من أن يلقي الضوء علي شخصية ذلك‬
‫الر ل الذي يدعي أتباعه الدروز ‪ ،‬أن الةهوت ظهر في صورته الناسوتية ‪.‬‬
‫هذا الر ل هو أبو علي المنصور بن العزيز باهلل بن المعز لدين هللا الفالاطمي ‪ ،‬والالذي‬
‫لقب بال ( الحاكم بأمر هللا ) ‪.‬‬
‫ولد الحاكم بأمر هللا سنة ‪ 375‬هال الموافق لعام ‪ 985‬م ‪ ،‬وقالد تالولي الملالك بعالد مالوت‬
‫أبيه مباشرة في رمضان سنة ‪ 386‬هال ‪ ،‬وكان سادس الملوك العبيديين ‪.‬‬
‫ولكي تتمكن من أخذ فكرة واضحة قدر اإلمكان عن حياة هذا الحاكم الغامض ‪ ،‬قسالمنا‬
‫حياته إلي ثةثة أقسام أو أدوار (‪ ،)97‬متمايزة عن بعضها تمام التمايز ‪.‬‬
‫فالدور األول ‪ :‬وهو دور حداثته ‪ ،‬يبدأ من توليه الملك في الحادية عشرة مالن عمالره ‪،‬‬
‫وينتهي بمقتل ( بر وان ) (‪)98‬في سنة ‪ 390‬هال الموافق لعام ( ‪ 1000‬م ) ‪.‬‬
‫ويبدأ الدر الثاني ‪ :‬من تاريخ هذا الحادم حتي سنة ‪ 408‬هال الموافق لعالام ( ‪ 1017‬م‬
‫) ‪ ،‬وهي السنة التي ادعي فيها األلوهية علي يد حمزة بن علي ‪.‬‬
‫أما الدور الثالم ‪ :‬فيبدأ من سنة ‪ 408‬هال ‪ ،‬حتي اختفائه ومقتله سنة ‪ 411‬هال ال الموافالق‬
‫لعام ( ‪. ) 1021‬‬
‫الدور األول من سنة ‪ 390 – 386‬هـ ( ‪ 1000 – 996‬م ) ‪:‬‬
‫( ولي الحاكم بأمر هللا الخةفة حدثا دون الثانية عشرة ‪ ،‬في نفس اليوم الذي مالات فياله‬
‫والده ( العزيز ) ‪ ،‬وكانت أمه أم ولد (‪ ،)99‬وقد كانت حسبما تقول الرواية النصرانية‬
‫المعاصرة ‪ ،‬ارية رومية نصرانية من طائفة الملكية (‪ ،)100‬وكان لهالا أيالام العزيالز‬

‫(‪ )97‬انظر دائرة المعارف اإلسالمية ج ‪ 7‬ص ‪ ، 270 – 266‬التي قسمت حياة الحاكم إلى‬
‫ثالثة أدوار ‪ .‬وكذلك انظر ما قسمه الدكتور حسن إبراهيم حسن – في تاريخ اإلسالم السياسي‬
‫والديني ج ‪ 3‬ص ‪ – 153‬لحياة الحاكم إلى أربعة أقسام ‪ ،‬األول من ‪ 386‬هـ ‪ ، 390 -‬الثاني‬
‫من ‪ 395 – 390‬هـ ‪ ،‬والثالث من ‪ 401 – 396‬هـ ‪ ،‬والرابع من ‪ 411 – 401‬هـ ‪.‬‬
‫(‪ )98‬أحد األوصياء الثالثة ‪ ،‬الذين عهد إليهم العزيز برعاية الحاكم حتى بلوغه ‪ ،‬وكان خصيا‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )99‬وهي المملوكة التي تبقى في الر ‪ ،‬ويكون لها أوالد من مالكها ‪ ،‬وبعد موته تعتق‬
‫لوجود ولد لها ‪.‬‬
‫(‪ )100‬حدث في سنة ‪ 451‬م انشقا في الكنيسة القبطية ‪ ،‬على أثر ما وقع في مجمع‬
‫خلقيدونة الكنسي من الجدل الالهوتي ‪ ،‬ورفض األقباط الخضوع لقرارات هذا المؤتمر ‪،‬‬
‫فاعتبرهم اإلمبراطور الرومي كفرة ‪ ،‬واختار لألسكندرية بطريقا من قبله عرف أتباعه بالملكية ‪،‬‬
‫وهم الكاثوليك ‪ ،‬وعرف الباقون باليعاقبة ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪30‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫نفالالوذ عظالاليم فالالي الدولالالة ‪ ،‬وكالالان لهالالذا النفالالوذ أثالالره بالالة ريالالب فالالي سياسالالة التسالالامح‬
‫(‪)101‬الواضح التي اتبعهالا العزيالز نحالو النصالاري ‪ ،‬وفالي تقويالة الانبهم ونفالوذهم ‪،‬‬
‫وتمكنهم من مناصب النفوذ والثقة ) (‪)102‬‬
‫وأوصالالي العزيالالز قبالالل موتالاله بولالالده ثةثالالة مالالن أكالالابر ر الالال الدولالالة وهالالم ‪ ( :‬بر الالوان‬
‫الصقلبي خادمه وكبير خزائنه ‪ ،‬والحسن بن عمار زعيم كتامة ‪ ،‬أقوىالقبائالل المغربيالة‬
‫‪ ،‬وعماد الدولة الفاطميالة منالذ نشالأتها ‪ ،‬ومحمالد بالن النعمالان قاضالي القضالاة ‪ ،‬وكانالت‬
‫الوصاية الفعلية إلي األول والثاني ‪ ،‬ولم يلبم أن نشب الخةف بين الالر لين واشالتدت‬
‫المنافسة بينهما ‪.‬‬
‫وقام ابن عمار بتدبير الشؤون باديء ذي بدء ‪ ،‬ولقب في س ل تعييناله بالأمين الدولالة ‪،‬‬
‫وظهر ابن عمار بمظهر الطاغية المطلق ‪ ،‬فكان يدخل القصر ويغادره راكبالا ‪ ،‬وألالزم‬
‫مي الناس بالتر ل له ‪ ،‬وأغلق بابه إال علي الخاصة واألكابر من شيعته ‪.‬‬
‫وأخيرا وق االنف ار ‪ ،‬ووثبت ماعة كبيرة مالن الزعمالاء وال نالد بتحالريض بر الوان‬
‫وتدبيره ‪ ،‬وها مت الكتاميين في ظاهر القاهرة وأثخنت فيهم ‪ ،‬فتوارى ابن عمار حينا‬
‫‪ ،‬واضطر أن يترك الميدان حرا لمنافسه ‪ ،‬عندئذ قبض بر وان علالي زمالام األمالور )‬
‫(‪. )103‬‬
‫( وأوصبح بر وان مطلق السلطان ‪ ،‬وركبه الزهو والغالرور ‪ ،‬وانغمالس فالي الملالذات‬
‫ينعم بثروته الطائلة ) (‪.)104‬‬
‫فماذا كان موقف الحاكم خةل هذه الفترة األولي من ملكه ؟‬
‫( ولقد كان بر وان بة ريب يح به ما استطاع عن االتصال بر ال الدولالة وشالؤونها‬
‫‪ ،‬ويدفعه ما استطاع إلي اللهو واللعب ‪ ،‬ولم يلبم أن فطن الحاكم إلي موقالف بر الوان‬
‫واستئثاره بالسلطة ‪ ،‬واستبداده بالشؤون ‪ ،‬وكان الحاكم قد أشرف – في ذلالك الوقالت –‬
‫علي الخامسة عشر من عمره ‪ ،‬وأصبح الطفل فتي يافعا شديد اليقظة والطمو ‪ ،‬وبالدأ‬
‫يثور لسلطته المساللوبة ‪ ،‬ولالذلك فقالد حكالم علالي بر الوان بالالموت ‪ ،‬فاسالتدعي الحالاكم‬
‫الحسين بن وهر ‪ ،‬وعهالد إلياله بتلالك المهمالة ‪ .‬ومنالذ ذلالك الحالين تنالاول الحالاكم إدارة‬
‫الدولة بيديه ‪ ،‬ونظم له م لسا ليليا يحضره أكابر ر ال الدولة ‪ ،‬وتبحالم فياله الشالؤون‬
‫العامة ) (‪.)105‬‬
‫الدور الثاني من سنة ‪ 408 – 390‬هـ ( ‪ 1017 – 1000‬م ) ‪:‬‬

‫أو قل التخاذل ألن من سبقه في الدولة العبيدية كانوا متخاذلين حقا ؟! ‪.‬‬ ‫(‪)101‬‬
‫محمد عبد هللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ص ‪. 42 ، 41‬‬ ‫(‪)102‬‬
‫محمد عبد هللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ص ‪. 47 – 45‬‬ ‫(‪)103‬‬
‫دائرة المعارف اإلسالمية ‪ /‬مجلد ‪ 7‬ص ‪. 267‬‬ ‫(‪)104‬‬
‫محمد عبد هللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ص ‪. 50 – 48‬‬ ‫(‪)105‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪31‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫افتتح الحاكم عهده ال ديد كما ذكرنالا بقتالل بر الوان وصاليه ومالدبر دولتاله ‪ ( ،‬غيالر أن‬
‫الحاكم ما لبم أن اتب ضربته بضربة دموية أخرى هي مقتل الحسالن بالن عالار زعاليم‬
‫كتامة – وأحد األوصياء عليه – وفي سنة ‪ 393‬هال قتل الحاكم وزيره فهد بالن إبالراهيم‬
‫النصراني ‪ ،‬بعد أن قضي في منصبه زهاء ستة أعوام ‪ ،‬وأقام الحالاكم مكاناله علالي بالن‬
‫عمر العداس (‪ ،)106‬ولكن لم تمض أشهر قةئل حتي سخط عليه وقتله ‪ ،‬وقتالل معاله‬
‫الخادم ريدان الصقلي حامل المظلة ‪.‬‬
‫ثم قتل عددا كبيرا من الغلمان والخاصة سنة ‪ 394‬هال ‪ ،‬ثم تب بذلك بمقتلة أخرى كالان‬
‫من ضحاياها الحسين بن النعمان الذي شغل منصب القضاء منذ سنة ‪ 389‬هال ال ‪ ،‬فقتالل‬
‫وأحرقت ثتاله ‪ ،‬وزهالق فيهالا عالدد كبيالر مالن الخاصالة والعامالة ‪ ،‬فقتلالوا أو أحرقالوا )‬
‫(‪.)107‬‬
‫ولكي نعطي صورة واضحة عن هذه الشخصية الغامضة ‪ ،‬نستعرض فيما يلالي أقالوال‬
‫بعض المؤرخين ممن كانوا معاصرين لعهد الحاكم ‪ ،‬أو كانوا قريبين من عهده ‪:‬‬
‫ونبدأ بابن تغري بردي في ( الن وم الزاهالرة ) الالذي ينقالل عالن أبالي المظفالر بالن قالزأ‬
‫وغلي في تاريخه ( مرآة الزمان ) ما يلي عن الحاكم ‪:‬‬
‫( وقد كانت خةفته متضادة بين ش اعة وإقدام ‪ ،‬و بن وإح ام ‪ ،‬ومحبة للعلالم وانتقالام‬
‫من العلماء ‪ ،‬وميل إلي الصة وقتل الصلحاء ‪.‬‬
‫وكان الغالب عليه السخاء ‪ ،‬وربما بخل بما لم يبخل به أحد قط ‪ ،‬وأقام يلالبس الصالوف‬
‫سب سنين ‪ ،‬وامتن عن دخول الحمام ‪ ،‬وأقام سنين ي لس في الشم لية ونهالارا ‪ ،‬ثالم‬
‫عن له أن ي لس في الظلمة ف لس فيها مدة ‪ ،‬وقتل من العلماء والكتاب واألماثل مالا ال‬ ‫َّ‬
‫يحصي ‪ ،‬وكتب علي المسا د وال وام سبب أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وطلحة‬
‫والزبير ومعاوية وعمرو بن العا رضي هللا عنهم في سنة خمس وتسالعين وثلثمائالة‬
‫‪ ،‬ثم محاه في سنة سب وتسعين ‪.‬‬
‫وأمر بقتل الكالةب ‪ ،‬وبيال الفقالاع (‪)108‬ثالم نهالي عناله ‪ ،‬ورفال المكالوس (‪)109‬عال ن‬
‫البةد وعما يباع فيها ‪ ،‬ونهي عن الن وم وكان ينظالر فيهالا ‪ .‬ونفالي المن مالين ‪ ،‬وكالان‬
‫يرصدها ويخدم زحل وطالعه المريخ ‪ ،‬ولهذا كان يسفك الدماء (‪.)110‬‬

‫(‪ )106‬أحد وزراء الدولة الفاطمية ‪ ،‬تولى الوزارة ألول مرة بعد وفاة يعقوب بن كلس‬
‫اليهودي أيام العزيز ‪.‬‬
‫(‪ )107‬محمد عبد هللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ص ‪. 54‬‬
‫(‪ )108‬شراب يتخذ من الشعير ‪ ،‬يعلوه الزبد والفقاعات ‪ ،‬ويشبه ( البيرة ) الوقت الحاضر ‪.‬‬
‫(‪ )109‬الجمارك ‪.‬‬
‫(‪ )110‬كذا في مرأة الزمان ‪ ،‬وال يخفى ما في ذلك من مخالفة للشرع ‪ ،‬فإن النجوم والمطالع ال‬
‫ينسب إليها فعل أحد ‪ ،‬فقد كان سفاكا للدماء بفعله القبيح ‪ ،‬ونفسه المجرمة ‪ .‬ومن اعتقد في‬
‫النجوم خالف ذلك من تأثير على الناس في الحظوظ والسعادة والشقاء فقد كفر بما نزل على‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪32‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وبني ام القاهرة ‪ ،‬و ام راشدة علي النيل بمصالر ‪ ،‬ومسالا د كثيالرة ‪ ،‬ونقالل إليهالا‬
‫المصاحف المفضضة ‪ ،‬والستور الحرير ‪ ،‬وقناديل الذهب والفضة ‪ ،‬ومن مالن صالةة‬
‫التراويح عشر سنين ‪ ،‬ثم أباحها ‪ .‬وقط الكروم ومن مالن بيال العنالب ‪ ،‬ولالم يبالق فالي‬
‫واليته كرما ‪ ،‬وأراق خمسة آالف رة عسل في البحالر ‪ ،‬خوفالا مالن أن تعمالل نبيالذا ‪،‬‬
‫ومن النساء من الخروو من بيوتهن لية ونهارا ) (‪.)111‬‬
‫ويروي ابن خلطان عن الحافظ أبي الطاهر السلفي (‪:)112‬‬
‫( أن الحالالاكم كالالان الس الا فالالي م لسالاله العالالام وهالالو حفالالل بأعيالالان دولتالاله ‪ ،‬فقالالرأ بعالالض‬
‫الحاضرين قوله تعالي { فة وربك ال يؤمنون حتي يحكموك فيمالا شال ر بيالنهم ‪ ،‬ثالم ال‬
‫ي الالدوا فالالي أنفسالالهم حر الا ممالالا قضالاليت ويسالاللموا تسالاللميا } (‪ [ )113‬النسالالاء ‪، ] 65 :‬‬
‫والقارل في أثناء ذلك يشير إلي الحالاكم ‪ ،‬فلمالا فالرر مالن القالراءة ‪ ،‬قالرأ شالخ آخالر‬
‫يعرف بابن المش ر ‪ ،‬وكان ر ة صالحا { يا أيها الناس ضالرب مثالل فاسالتمعوا لاله ‪،‬‬
‫إن الذين تدعون من دون هللا لن يخلقوا ذبابا ولو ا تمعوا له ‪ ،‬وإن يسلبهم الذباب شاليئا‬
‫ال يستنفذوه منه ‪ ،‬ضعف الطالالب والمطلال وب ‪ .‬مالا قالدروا هللا حالق قالدره إن هللا لقالوي‬
‫عزير } (‪ [ )114‬الحي ‪. ] 73 :‬‬
‫فلما أنهي قراءته تغير و ه الحاكم ‪ ،‬ثم أمر البن المش ر المالذكور بمائالة دينالار ‪ ،‬ولالم‬
‫يطلق لآلخر شيئا ‪ ،‬ثم إن بعض أصالحاب ابالن المشال ر قالال لاله ‪ :‬أنالت تعالرف الحالاكم‬
‫وكثالرة اسالالتحاالته ‪ ،‬ومالالا نالالأمن أن يحقالد عليال ك ‪ ،‬وأنالاله ال يؤاخالالذك فالي هالالذا الوقالالت ثالالم‬
‫يؤاخذك بعالد هالذا فتتالأذى معاله ‪ ،‬ومالن المصاللحة عنالدي أن تغيالب عناله ‪ .‬فت هالز ابالن‬
‫المش ر للحي ‪ ،‬وركب في البحر فغرق ‪ ،‬فرآه صاحبه في النالوم ‪ ،‬فسالأله عالن حالاله ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬ما أقصر الربان معنا ‪ ،‬أرسي بنا علالي بالاب ال نالة ‪ ،‬رحماله هللا تعالالي ‪ ،‬وذلالك‬
‫ببركة ميل نيته وحسن قصده ) (‪.)115‬‬
‫ويقول السيوطي ‪ ( :‬إنا الحاكم أمر الرعية إذا ذكالره الخطيالب علالي المنبالر أن يقومالوا‬
‫علي أقدامهم صفوفا إعظاما لذكر ‪ ،‬واحتراما السمه ‪ ،‬فكان يفعل ذلك في سائر ممالكه‬
‫حتي في الحرمين الشريفين ‪ .‬وكان أهل مصر علي الخصو إذا قاموا خالروا سال دا‬
‫‪ ،‬حتي أنه يس د بس ودهم في األسواق وغيرهم ‪ ،‬وكان بارا عنيدا ‪ ،‬وشيطانا مريالدا‬

‫محمد صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬


‫(‪ )111‬ابن تعرى بردى ‪ /‬النجوز الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ج ‪ .‬ص ‪.177 ، 176‬‬
‫(‪ )112‬هو الحافظ أبو الطاهر أحمد بن محمد السلفي ‪ ،‬بكسر السين وفتح الالم ‪ ،‬ولد في‬
‫أصبهان سنة ‪ 475‬على األرجح وطلب الرحلة للحديث حتى استقر في األسكندرية ‪ .‬توفي سنة‬
‫‪ / 576‬انظر أبو الطاهر السلفي ‪ /‬د ‪ .‬حسن عبد الحميد صالح ‪.‬‬
‫(‪ )113‬النساء ‪. 65 :‬‬
‫(‪ )114‬الحج ‪. 73 :‬‬
‫(‪ )115‬ابن خلكان ‪ /‬وفيات األعيان ‪ /‬مجلد ( ‪ ) 5‬ص ‪. 295‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪33‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫‪ ،‬كثير التلون في أقواله وأفعاله ) (‪. )116‬‬


‫ومن أفعاله ( أنه كان يعمل الحسبة بنفسه ‪ ،‬فكان يدور بنفسه في األسواق علالي حمالار‬
‫له – وكان ال يركب إال حمارا ‪ ، -‬فمن و ده قد غش في معيشة ‪ ،‬أمر عبدا أسود معه‬
‫يقال له مسعود ‪ ،‬أن يفعل به الفاحشة العظمي ) (‪.)117‬‬
‫وقد بني بين الفسطاط والقاهرة مس دا عظيما علي ثةثة مشاهد (‪)118‬كانالت هنالاك ‪،‬‬
‫و عل فيه سدنة وخدما يوقدون فيه السرو الليل كله ‪ ،‬وكالان يريالد أن ينقالل إلياله سالد‬
‫النبي صاللي هللا علياله وساللم ‪ ،‬غيالر أن هللا سالبحانه دفال ‪ ،‬وأظهالر هللا عالز و الل أهالل‬
‫المدينة علي ذلك ) (‪.)119‬‬
‫وكان يحتال بكل حيلة إلقناع الناس بقدرته وعلمه ‪ ( ،‬ومن ذلك أناله أرسالل مالرة وراء‬
‫بعض األشقياء ‪ ،‬وعلمهم أن يسرقوا من مخازن مصر في أحالد الليالالي أشالياء معلومالة‬
‫فأطاعوا أمره ‪ ،‬وكان قبل ذلك قد أمر الناس بتالرك بيالوتهم ودكالاكينهم مفتوحالة طالوال‬
‫الليل بدعوى أن السرقة ال ت وز فالي أياماله ‪ ،‬وتعهالد لكالل مالن يسالرق لاله شاليء بالرده‬
‫ومعرفة السارق ‪.‬‬
‫فلما دار الذين استأ رهم للسرقة ‪ ،‬وأخذوا مالا أخالذوه ‪ ،‬تقالدم إلياله أصالحاب الحا يالات‬
‫يشكون إليه األمر فقال ‪ :‬اذهبوا إلي أبالي الهالول الالذي صالنعته يخبالركم بمالا تريالدون ‪،‬‬
‫وكان صد صن تمثاال من النحاس علي صورة أبي الهول ‪ ،‬ووض مالن داخلاله ر الة‬
‫يعرف أسماء السارقين ‪ ،‬والذين سرقت األشياء من دكاكينهم ‪ ،‬فإذا الاء الر الل مالنهم‬
‫وق حكايته ‪ ،‬أ ابه الر ل من داخل الصنم أن اذهب إلي بيالت فالةن ت الد حا تالك ‪،‬‬
‫وصحت أقاويله ‪ ،‬فهال الناس األمر واعتقدوا في الخليفة أشكاال وألوانا ) (‪.)120‬‬
‫وينقل األستاذ محمد عبد هللا عنان عالن كتالاب ( أخبالار الالدول المنقطعالة ) عالن الحالاكم‬
‫وعن خطته الدموية ما يأتي ‪ ( :‬وكان مؤاخذا بيسير الذنب ‪ ،‬حالادا ال يملالك نفساله عنالد‬
‫الغضب ‪ ،‬فأفني أمما وأباد أ ياال ‪ ،‬وأقام هيبة عظيمة وناموسا ‪ ،‬وكان يفعل عنالد قتلاله‬
‫الشخ أفعاال متناقضة وأعماال متباينالة ‪ .‬وكالان يقتالل خاصالته وأقالرب النالاس إلياله ‪،‬‬
‫فربما أمر بإحراق بعضهم ‪ ،‬وربما أمر بحمل بعضهم وتكفينه ودفنه وبني تربة عليه ‪،‬‬
‫وألزم كافة الخوا مةزمة قبره والمبيت عنالده ‪ ،‬وأشالياء مالن هالذا ال النس يمالوه بهالا‬

‫(‪ )116‬السيوطي ‪ /‬حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة ج ‪ . 1‬ص ‪.601 ، 601‬‬
‫(‪ )117‬ابن كثير ‪ /‬البداية والنهاية ج ‪ ، 12‬ص ‪. 9‬‬
‫(‪ )118‬المشاهد ‪ :‬هي القبور التي يبنى عليها ‪ ،‬وتقصد للتبرك ‪ ،‬بل إن كثيرا منها ليس فيه أحد‬
‫مقبور ‪ ،‬وإنما جعل من قبل أهل الضالل ‪ ،‬وال يكاد يخلو بلد من مشهد للحسين عند الشيعة ‪،‬‬
‫وللخضر وغيره عند جهال أهل السنة ‪ ،‬طهر هللا أرض المسلمين من هذه األوثان ‪ ،‬ومن جميع‬
‫مظاهر الشرك ‪.‬‬
‫(‪ )119‬الحميري ‪ /‬الروض المطار في خبر األقطار ص ‪. 450‬‬
‫(‪ )120‬كريم ثابت ‪ /‬الدروز والثورة السورية ص ‪.17‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪34‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫علي عقالول أصالحابه السالخيفة ‪ ،‬فيعتقالدون أن لاله فالي ذلالك أغراضالا صالحيحة اسالتأثر‬
‫بعلمها وتفرد عنهم بمعرفتها ) (‪.)121‬‬
‫ومن حوادم القتل والسفك التي اقترفها الحاكم ‪ ( :‬أناله فالي سالنة ‪ 399‬هال ال قالبض علالي‬
‫ماعة كبيرة من الغلمان ‪ ،‬والكتاب ‪ ،‬والخدم الصقالبة بالقصالر ‪ ،‬وقطعالت أيال ديهم مالن‬
‫وسط الذراع ثم قتلوا ‪ .‬وقتل الفضل بن صالح (‪)122‬مالن أعظالم قالواد ال اليش ‪ ،‬وفالي‬
‫العام التالي وقعت مقتلة أخرى بين الغلمان والخدم ‪ ،‬وقتل ماعة من العلماء السالنية ‪.‬‬
‫وقبض علي صالح بن علي الروذباري ألسابي قليلالة مالن عزلاله وقتالل ‪ ،‬وعالين مكاناله‬
‫ابالالن عبالالدون النصالالراني ‪ ،‬ثالالم صالالرف وقتالالل ألشالالهر قةئالالل ‪ ،‬وخلفالاله أحمالالد بالالن محمالالد‬
‫القشوري في الوساطة والسفارة ‪ ،‬ثم صرف أليام قةئل من تعيينه وضربت عنقه ألنه‬
‫كان يميل إلي الحسين بن وهر (‪)123‬ويعظمه ‪.‬‬
‫وللحاكم قصة دموية مروعة م خادماله ( غالين ) وكاتباله ( أبالي القاسالم ال ر رائال ي )‬
‫(‪ ،)124‬وكان غين من الخدم الصقالبة الذين يؤثرهم الحاكم بعطفه وثقته ‪ ،‬فعيناله فالي‬
‫سنة ‪ 402‬هال للشرطة والحسبة ولقبه بقائد القواد ‪ ،‬وعهد إلياله بتنفيالذ المراساليم الدينيالة‬
‫واال تماعية ‪ ،‬وعهد بالكتابة إلي أبي القاسم ال ر رائي ‪ ،‬وكان الحاكم قد سخط علالي‬
‫غين قبل ذلك ببضعة أعوام وأمر بقط يده ‪ ،‬فصار أقطال اليالد ‪ ،‬ثالم سالخط علياله كالرة‬
‫أخرى وأمر بقط يالده الثانيالة ‪ ،‬فقطعالت وحملالت إلالي الحالاكم فالي طبالق ‪ ،‬فبعالم إلياله‬
‫األطباء للعناية به ووصله بمال وتحف كثيرة ‪ ،‬ولكن لالم تمالض أيالام قةئالل علالي ذلالك‬
‫حتي أمر بقط لسانه ‪ ،‬فقط وحمل إلي الحاكم أيضا ‪ ،‬ومات غين من راحه ‪.‬‬
‫وأما أبو القاسم ال ر رائي فقد أمر الحاكم بقط يديه لوشاية صدرت في حقه ‪ ،‬ولكناله‬
‫أبقي علي حياته ‪ ،‬وعاش أقط اليالدين ‪ ،‬وفالي سالنة ‪ 405‬قتالل الحالاكم قاضالي القضالاة‬
‫مالك بن سعيد الفارقي (‪ ،)125‬وقتل الوزير الحسين بن طاهر الوزان (‪ ،)126‬وعبد‬

‫(‪ )121‬محمد عبد هللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ص ‪. 59‬‬
‫(‪ )122‬هو الفضل بن جعفر بن الفضل بن الفرات ‪ ،‬كان في أيام الحاكم بأمر هللا ‪ ،‬وأمره‬
‫بالجلوس للوساطة ‪ ،‬فجلس خمسة أيام وقتله سنة ‪ 405‬هـ ‪.‬‬
‫(‪ )123‬قائد القواد في أيام الحاكم واله القيادة سنة ‪ 390‬هـ ‪ ،‬فأقام نحو ثالث سنوات ‪ ،‬ثم‬
‫هرب خوفا من بطش الحاكم ‪ ،‬حتى استطاع أن يظفر به وقتله سنة ‪ 401‬هـ ‪.‬‬
‫(‪ )124‬علي بن أحمد الجرجرائي ‪ ،‬وزير ‪ ،‬وتنقل في األعمال أيام الحاكم ‪ ،‬حتى قطع يديه سنة‬
‫‪ 404‬هـ ‪ ،‬ثم ولي بعد ذلك ديوان النفقات سنة ‪ 406‬هـ ولقب سنة ‪ 407‬هـ نجيب الدولة ‪،‬‬
‫توفي سنة ‪ 436‬هـ ‪.‬‬
‫(‪ )125‬من قضاة الديار المصرية ‪ ،‬واله الحاكم القضاء سنة ‪ 398‬هـ ‪ ،‬ثم أضيف إليه النظر‬
‫في المظالم سنة ‪ 401‬هـ ‪ ،‬وعلت منزلته عند الحاكم ‪ ،‬واستمر في القضاء حتى ‪ 405‬هـ حين‬
‫ضرب الحاكم عنقه ‪.‬‬
‫(‪ )126‬كان يتولى بيت المال في أوائل ملك الحاكم ‪ ،‬ثم واله الوزارة سنة ‪ 403‬هـ ‪ ،‬وبينما‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪35‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الرحيم بن أبي السيد الكاتب ‪ ،‬وأخاه الحسين متولي الوساطة والسفارة ‪ ،‬وقلد الوساطة‬
‫فضل بن عفر بن الفرات ‪ ،‬ثم قتله أليام قةئل من تعيينه ‪.‬‬
‫وهكذا استمر الحاكم في الفتك بالزعمالاء ور الال الدولالة والكتالاب والعلمالاء حتالي أبالاد‬
‫معظمهم ‪ ،‬هذا عدا من قتل من الكافة خةل هذه األعوام الرهيبة ‪ ،‬وهم ألوف عديالدة ‪.‬‬
‫وتقدر الرواية المعاصرة ضحايا الحاكم بثمانية عشر ألف شخ من مختلف الطبقات‬
‫) (‪.)127‬‬
‫وكان أشد الناس تعرضا لهذه النزعات الدموية ‪ ،‬أقرب الناس إلي الحاكم من الالوزراء‬
‫والكتاب والغلمان والخاصة ‪ ،‬ولالم يكالن عامالة النالاس أيضالا بمن الاة منهالا ‪ ،‬فكثيالرا مالا‬
‫عرضوا للقتل الذري ألقالل الريالب والالذنوب أو التهالامهم بمخالفالة المراساليم واألحكالام‬
‫الشاذة التي توالي صدورها طوال حكمه ‪ ،‬وكان ر ال الدولة ور الال القصالر وسالائر‬
‫العمال والمتصرفين يرت فون رعبا وروعا أمام هالذه المالذابح الدمويالة ‪ ،‬وكالان الت الار‬
‫وذوو المصالح والمعامةت يشاطرونهم ذلك الروع ‪.‬‬
‫ويروي لنا المسبّحي (‪)128‬صديق الحاكم ومؤرخاله فيمالا بعالد ‪ ،‬أن الحالاكم أمالر سالنة‬
‫‪ 395‬هال بعمل شونة كبيرة ممالا يلالي ال بالل ملئالت بالسالنط والبالو والحلفالا (‪،)129‬‬
‫فارتاع الناس وظنه كل من له صلة بخدمة الحاكم من ر ال القصالر أو الالدواوين أنهالا‬
‫أعدت إلعدامهم ‪ ،‬وسرت في ذلك إشاعات مخيفالة ‪ .‬فالا تم سالائر الكتالاب وأصالحاب‬
‫الدواوين والمتصرفون من المسلمين والنصاري في أحد ميالادين القالاهرة ‪ ،‬ولالم يزالالوا‬
‫يقبلون األرض حتي وصلوا القصر ‪ ،‬فوقفوا علي بابه يض ون ويتضرعون ويسالألون‬
‫العفو عنهم ‪ ،‬ثم دخلوا القصر ورفعوا إلي أمير المؤمنين عن يد قائد القواد الحسين بالن‬
‫وهر رقعة يلتمسون فيها العفو ‪ ،‬فأ ابهم الحاكم علي لسان الحسالين إلالي مالا طلبالوا ‪،‬‬
‫وأمروا باالنصراف والبكور لتلقي س ل العفو ‪.‬‬
‫واشتد الذعر بالغلمالان والخاصالة علالي اخالتةف طالوائفهم ‪ ،‬وتالوالي صالدور األمانالات‬
‫لمختلف الطبقات ) (‪.)130‬‬
‫هذه الس ةت وأمثالها التي أصدرها الحاكم تدل علي مدى خالوف النالاس مالن بطشال ه ‪،‬‬
‫حتي التمسوا منه إصدار س ةت األمان ‪.‬‬

‫كان مع الحاكم خارج القاهرة ضرب عنقه ودفنه في مكانه ‪ ،‬وكان ذلك سنة ‪ 405‬هـ ‪.‬‬
‫(‪ )127‬محمد عبد هللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ص ‪. 58 ، 57‬‬
‫(‪ )128‬هو محمد بن عبيد هللا المسبحي ‪ ،‬مؤرخ وعالم باألدب ‪ ،‬ولد بمصر سنة ‪ 366‬هـ ‪،‬‬
‫اتصل بخدمة الحكم ‪ ،‬وحظي عنده وواله ديوان الترتيب ‪ ،‬له كتاب كبير في ( تاريخ المغاربة‬
‫ومصر ) ويعرف بـ ( مختار المسبحي ) وكتب كثيرة أخرى ‪ ،‬توفي سنة ‪ 420‬هـ ‪.‬‬
‫(‪ )129‬الشونة ‪ :‬المخزن الكبير ‪ ،‬والسنط ‪ :‬نوع من الخشب يستعمل في البناء ‪ ،‬والحلفا ‪:‬‬
‫نبات طويل الور تصنع منه القفف وينبت بالمستنقعات ‪.‬‬
‫(‪ )130‬محمد عبد هللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ص ‪. 55‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪36‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وال يو د ثمة ريب في أن القتل كان في نظالر الحالاكم خطالة مقالررة ‪ ،‬ولالم تكالن فالورة‬
‫أهواء فقط ‪ ،‬وقد لزم الحاكم هذه الخطة طوال حياته ‪ ،‬وفي هذا المعني يقول الكالوثري‬
‫‪ ( :‬من علم أن مدة الحاكم هذا من سنة ‪ 386‬هال إلالي سالنة ‪ 411‬هال ال ‪ ،‬يالرى االعتالذار‬
‫عنه بأنه كان م نونا كةما ال يلتفت إليه ‪ ،‬ألن من المحال في اري العادة أن يستبقي‬
‫حاكم وهو م نون مدة خمس وعشرين سنة ) (‪. )131‬‬
‫وينقل األستاذ محمد عبد هللا عنان عن المستشرق ميللر في الحاكم ما يلي ‪:‬‬
‫( وليس لدينا إال أن نعتقد أنه إما باطني متعصب ‪ ،‬توهم في نفسه اإلغالراق واأللوهيالة‬
‫‪ ،‬وإما أمير ذكي بارع في تاريخ أسرته ومذهبها ‪ .‬اعتقالد أناله يسالتطي أن يسالمو فالوق‬
‫البشر وأن يحتقرهم ويصنفهم كالشالم طالوع إرادتاله ‪ ،‬وربمالا كالان ي مال فالي طبيعتاله‬
‫المتناقضة بين شيء من هذا وشيء من ذاك ) (‪.)132‬‬
‫ولقد كانت معاملة الذميين من أهم ظواهر عصر الحالاكم بالأمر هللا ‪ ،‬وكانالت بالة ريالب‬
‫سياسة مقررة ‪ ،‬ولم تحمل في م موعها طاب التناقض ‪.‬‬
‫ففي سنة ‪ 395‬هال أصدر الحاكم أمره للنصارى واليهود بلبس الغيالار ‪ ،‬وشالد الزنال ار ‪،‬‬
‫ولبس العمائم السود ‪ .‬وفي سنة ‪ 399‬هال أمالر بهالدم كنالائس القالاهرة ونهالب مالا فيهالا ‪،‬‬
‫وصدر مرسوم خا بهدم كنيسة القيامة في بيت المقالدس ‪ .‬وفالي العالام التالالي صالدر‬
‫مرسوم ديد بالتشديد علي اليهود والنصارى في لبس الغيار وتقليالد الزنالار ‪ ،‬وألغيالت‬
‫األعياد النصرانية كعيد الصليب والغطاس ‪ ،‬وعيد الشهيد (‪.)133‬‬
‫وقد خفت هذه المعاملة للذميين تباعا ‪ ،‬وخاصالة قبالل مقتالل الحالاكم سالنة ‪ 411‬هال ال ‪ ،‬إذ‬
‫أصدر عدة س ةت بإلغاء ما أصدره من قبل في حقهم ‪ .‬ومما يلحظ في هالذا الصالدد ‪،‬‬
‫أن موقف الحاكم إزاء النصارى واليهود هو من المواقف القليلة التي ثبت فيهالا الحالاكم‬
‫علي سياسة واحدة ‪ ،‬وأنه لم ي نح فياله مالن الشالدة إلالي اللالين إال فالي أواخالر عصالره ‪،‬‬
‫حينما ظهر دعاة تأليهه ‪ ،‬يدعون إلي دين ديد وعقائد ديدة ) (‪ .)134‬فكان البد من‬
‫تغيير هذه المعاملة ‪ ،‬محاولة منه الستمالتهم إلي ما تصبو إليه نفسه ؟ ‪.‬‬
‫أما موقف الحاكم من أحكام وأركان اإلسةم ‪ ( ،‬فقد أصدر سنة ‪ 400‬هال سال ل بإلغالاء‬
‫الزكاة والن وي ( أو رسوم الالدعوة ) (‪ ،)135‬وأعيالدت صالةة الضالحي والتال راويح (‬

‫(‪ )131‬محمد زاهد الكوثري ‪ /‬من عبر التاريخ ص ‪. 9‬‬


‫(‪ )132‬محمد عبد هللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ص ‪. 96‬‬
‫(‪ )133‬الذي ألغاه الحاكم هو السماح لهم بجعل هذه األعياد الخاصة بهم ‪ ،‬أعيادا شعبية‬
‫يظهرون فيها التحدي للشعور اإلسالمي العام من إظهار وشرب للخمر ورفع للصلبان ‪ ...‬إلخ ‪،‬‬
‫والتي كان يسمح بها الحاكم ومن سبقه في الدولة العبيدية‪.‬‬
‫(‪ )134‬محمد عبد هللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ص ‪ 71 – 78‬و ص‬
‫‪. 92‬‬
‫(‪ )135‬يؤيد هذا ما ذكره الدكتور محمد كامل حسين معتمدا على رسائل الدروز أن بداية ادعاء‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪37‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫بعد أن منعها ) ‪ .‬وفي بعض الروايات أناله حالاول أن يعالدل بعالض األحكالام ال وهريالة‬
‫كالصةة والصوم والحي ‪ ،‬وقيل إنه شرع في إلغائها ‪ ،‬أو أنه ألغاها بالفعل ‪.‬‬
‫ومن ذلالك أناله ألغالي الزكالاة كمالا رأينالا ‪ ،‬وألغالي صالةة ال معالة ( التالي يصالليها ) فالي‬
‫رمضان ‪ ،‬وكذلك ألغي صالةته فالي العيالدين ‪ ،‬وألغالي الحالي ‪ ،‬وأبطالل الكسالوة النبويالة‬
‫(‪ ،)136‬وفي سنة ‪ 395‬هال ال أمالر بسالب الساللف ( أبالي بكالر وعمالر وعثمالان وعائشالة‬
‫ومعاوية وغيرهم من الصحابة رضي هللا عنهم ) ‪ ،‬وكتب ذلك علي أبالواب المسالا د ‪،‬‬
‫والسيما ام عمرو في ظاهره وباطناله ‪ ،‬وعلالي أبالواب الحوانيالت والمقالابر ‪ ،‬ولالون‬
‫باألصالالبار والالالذهب ‪ ،‬وأرغالالم النالالاس علالالي الم الالاهرة بالاله ونقشالاله فالالي سالالائر األمالالاكن )‬
‫(‪.)137‬‬
‫وقد أمر نائبه علي دمشق أن يضرب ر ة مغربيا ‪ ،‬ويطاف به علي حمالار ‪ ،‬ونالودي‬
‫عليه ‪ :‬هذا زاء من أحب أبا بكر وعمر ‪ ،‬ثم أمر به فضربت عنقه ) (‪.)138‬‬
‫ولكنه في سنة ‪ 397‬هال أمر بمحو كل ما كتب علالي المسالا د والالدور وغيرهالا ‪ ،‬وفالي‬
‫سنة ‪ 401‬هال قرل ب ام عمرو س ل بالنهي عن معارضة أمير المؤمنين ( الحالاكم )‬
‫فيما يفعل أو يصدر فيه من األمور واألحكام ‪ ،‬وترك الخوض فيمالا ال يعنالي ‪ .‬وكانالت‬
‫النفوس قد اضطربت من راء هذه األوامر والقيود المضنية ‪ ،‬وأمر في نفالس السال ل‬
‫بإعالالادة ( حالالي علالالي خيالالر العمالالل ) فالالي األذان ‪ ،‬وإسالالقاط ( الصالالةة خيالالر مالالن النالالوم )‬
‫(‪ ،)139‬والنهي عن صةة التراويح والضحي ) (‪.)140‬‬
‫وأما عن شغفه بالليل ‪ ،‬فقد كان من أظهر خوا هذا الدور مالن حكماله ‪ (( ،‬فقالد كالان‬
‫يعقد م السه لية ‪ ،‬ويواصل الركوب كل ليلة ‪ ،‬وينفق شطرا كبيرا من الليل في الوب‬
‫الشوارع واألزقة ‪.‬‬

‫الحاكم األلوهية كانت سنة ‪ 400‬هـ‪.‬‬


‫(‪ )136‬إننا ونحن ننقل هذه األشياء التي استنكرت من الحاكم ‪ ،‬ألنها كانت متبعة من قبله‬
‫وألفها الناس ‪ ،‬من غير نظر لما فيها من مخالفات شرعية أو بدع ما أنزل هللا بها من سلطان ‪،‬‬
‫فما كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بحاجة إلى كساء يطرح على قبره الشريف ‪ .‬بل نهى‬
‫صلى هللا عليه وسلم عن كل ذلك ‪ ،‬ولو أن الحاكم امتنع عن هذه األشياء اتباعا للدين وأوامره‬
‫لمدحت منه ‪ ،‬غير أنه كان يفعلها ليخالف المألوف وينقض المعروف ‪ ،‬بناء على تصورين األول‬
‫ما ذكرته من أن هذا ليس اضطرابا بل خطه مقررة والثاني أن هذا اضطراب في عقله وتصرفاته‬
‫ال يستغرب عنه ‪.‬‬
‫(‪ )137‬محمد عبد هللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ص ‪. 78 ، 76‬‬
‫(‪ )138‬آدم متز ‪ /‬الحضارة اإلسالمية في القرن الرابع الهجري ج ‪ 1‬ص ‪.132‬‬
‫(‪ )139‬الثابت أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قد جعلها في األذان األول في الفجر ‪ ،‬ولم‬
‫تستعمل في األذان الثاني أو في اإلقامة إال بعد زمن طويل من وفاته صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫(‪ )140‬محمد عبد هللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ص ‪.66‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪38‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫و نح الحاكم في تلك الفترة إلالي نالوع مالن التصالوف المالدهش (‪ ،)141‬فالأطلق شالعره‬
‫حتي تدلي علي أكتافه ‪ ،‬وأطلق أظافره ‪ ،‬واستعاض عن الثياب البيضاء بثيالاب سالود ‪،‬‬
‫فكان يرتدي بة من الصوف األسود العادي (‪ ،)142‬وقد ال يغيرها مدة طويلالة حتالي‬
‫يعلوها العرق والرثاثة ‪ ،‬وقد يرتدي أحيانا بة مرقعة من سائر األلوان ‪.‬‬
‫وأضرب عالن ميال المالةذ الحسالية والنفسالية ‪ ،‬واقتصالر فالي طعاماله علالي أبسالط مالا‬
‫تقتضيه الحياة من القوت المتواض ‪ .‬وفي سنة ‪ 405‬هال ازداد الحالاكم شالغفا بالالطواف‬
‫في الليل ‪ ،‬فكان يركب مرارا في اليوم ‪ ،‬بالنهار والليل ‪ ،‬وكان يقصد غالبا إلي المقطم‬
‫(‪)143‬حيم أنشأ له منزال منفردا يخلو فيه إلي نفسه ويهيم فالي عوالماله وتصالوراته ‪،‬‬
‫ومرصدا خاصا يرصد منه الن وم ويستطلعها ‪.‬‬
‫وكان يؤثر ركوب الحميالر ‪ ،‬والساليما الشالهباء منهالا ‪ ،‬ويخالرو دون موكالب وال زينالة‬
‫ومعه نفر قليل من الركابية ‪ ،‬وكان يبدأ كعادته بالت وال في شوارع القاهرة ‪ ،‬ويحادم‬
‫الكافة ‪ ،‬ويستم إلي ظةمات المتظلمين ‪.‬‬
‫وقد انتهت إلينا أحاديم ونوادر كثيرة عن المناظر التالي كانالت تقتالرن بهالذا الطالواف ‪،‬‬
‫وعما كان ينزع إليه الحاكم أحيانا من األهواء العنيفة خةل طوافه ‪ ،‬ومن ذلك أنه كان‬
‫يأمر بإحراق الشونة ليتمت بمرأى النيالران ‪ ،‬وأناله لقالي ذات مسالاء عشالرة مالن النالاس‬
‫سألوه اإلحسان فأمر أن ينقسموا إلي فريقين يتقاتةن ‪ ،‬حتي يغلب أحدهما فينعم عليه ‪،‬‬
‫فتقاتة حتي فني منهم تسعة وبقي واحالد ‪ ،‬فالألقي علياله الالدنانير ‪ ،‬فلمالا انحنالي ليأخالذها‬
‫عا له الركابية بقتله ‪.‬‬
‫وأنه مر ذات ليلة علي دكان شواء ‪ ،‬فانتزع منه سكينا وقتله بها أحد الركابية المقربين‬
‫لديه بغير ما سبب معروف ‪ ،‬وقد تركت ال ثة في موضالعها ‪ ،‬وفالي اليالوم التالالي أنفالذ‬
‫الحاكم إليه كفنا لية ‪ ،‬ودفن م التكريم ) (‪.)144‬‬

‫(‪ )141‬إن التصوف لم يكن في يوم من األيام من شعائر الشيعة ‪ ،‬بل ال يكاد يوجد بينهم‬
‫متوصف واحد ‪ ،‬ولعل ما يقصده األستاذ محمد عبد هللا عنان ‪ ،‬ما ظهر به الحاكم من لباس‬
‫مخالف للمألوف وشكل غريب ‪ ،‬وهذا ما يظهر به المتصوفه في مصر وغيرها بثياب مخالفة‬
‫للمألوف ‪.‬‬
‫(‪ )142‬وهذا يدلنا على ما يتمسك به ( أجاويد ) طائفة الدروز حتى اليوم ‪ ،‬من لبس الثياب‬
‫السوداء من القماش المعروف بـ ( كلمنظا ) وهو قماش قطني رخيص متين ‪.‬‬
‫(‪ )143‬بضم أوله ‪ ،‬وفتح ثانية ‪ ،‬وهو الجبل المشرف على القرافة ( مقبرة الفسطاط والقاهرة )‬
‫وهو جبل يمتد من أسوان وبالد الحبشة على شاطيء النيل الشرقي ‪ ،‬حتى يكون منقطعه طرف‬
‫القاهرة ‪ ،‬ويسمى في كل موضع باسم وعليه مساجد وصوامع للنصارى ‪ ،‬لكنه ال نبت فيه وال‬
‫ماء ‪ .‬انظر ياقوت الحموي في معجم البلدان ج ‪ 5‬ص ‪. 176‬‬
‫(‪ )144‬محمد عبدهللا عنان ‪ /‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ‪111 ، 87 ، 63 ، 62‬‬
‫‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪39‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫(( ويحكي أنه ع َّن له في أثناء ركوبه بالليل رأي سخيف ‪ ،‬فكان يأمر أحالد ر الاله بالأن‬
‫يأتي شيخا خليعا بمشهد منه ومن ال م الحاضالر ‪ ،‬ويضالحك مالن هالذا المنظالر القباليح‬
‫ويطرب له ) (‪.)145‬‬
‫هذا بعض ما أورده المؤرخون عن الحاكم ‪ ،‬وما أوردناه لم يكن م الرد سالرد تالاريخي‬
‫لحياة الحاكم ‪ ،‬ولكنه من صلب العقيدة التي نتحدم عنها وهالي عقيالدة الالدروز ‪ ،‬حيالم‬
‫سترى بعد قليل أن هذه الوقائ التاريخية لحياة الحاكم كالان لهالا أكبالر األثالر فالي عقيالدة‬
‫هذه الطائفة ‪ ،‬ألنهالم أولالوا ميال هالذه األعمالال الشالاذة علالي أنهالا دليالل علالي ألوهيتاله‬
‫وربوبيته ‪ ،‬وليست كما يظهر لنا في الظاهر ‪.‬‬
‫الدور الثالم ‪ :‬من سنة ‪ 411 – 408‬هال ( ‪ 1021 – 1017‬م ) ‪:‬‬
‫في رسالة ( مباسم البشارات ) التي كتبها الكرماني ‪ ،‬أحالد أكالابر الالدعاة اإلسالماعيليين‬
‫في ذلك الوقت ‪ ،‬والتي اءت بعد اضالطراب األحالوال فالي مصالر حينمالا وفالد إليهالا –‬
‫الكرماني – سنة ‪ 408‬هال ‪ ،‬إشارة واضحة إلالي حالالة الالدعوة اإلسالماعيلية ‪ ،‬فقالد الاء‬
‫فيهالالا ‪ ( :‬بالالأن عهالالود الالالدعوة التالالي كانالالت قبالالل ذلالالك قالالد درسالالت ‪ ،‬وأن م الالالس الحكمالالة‬
‫التأويلية أبطلت ‪ ،‬وتقلبت األحوال بالنالاس ‪ ،‬فالعالالي قالد اتضال ‪ ،‬والسالافل قالد ارتفال ‪،‬‬
‫والذين آمنوا بالدعوة الفاطمية اضطربت أحوالهم ‪ ،‬وكل واحد يرمي صالاحبه باإللحالاد‬
‫‪ ،‬وبعضهم غالي فالي رأياله ‪ ،‬والالبعض اآلخالر خالرو عالن عقيدتاله ‪ ..‬إلالي غيالر ذلالك )‬
‫(‪. )146‬‬
‫فالصورة التي صورها الكرماني لهذا االضطراب الذي ظهر في الم تم كالان بسالبب‬
‫ظهور دعوة ديدة تقول ‪ :‬بأن الحاكم بأمر هللا مالا هالو إال ناسالوت لسلاله ‪ ،‬والشالك أن‬
‫الدعاة الذين نادوا بهذه الدعوة الذين نادوا بهذه الدعوة ال ديدة ‪ ،‬ظلوا يعملون لهالا مالدة‬
‫طويلة في الخفاء ‪ ،‬ويعدون عدتهم للظهور بها في الوقت المةئم ) (‪.)147‬‬
‫لذلك نستطي أن نقول ‪ :‬إن سلوك الحاكم ‪ ،‬إنما كان بتأثير فكرة األلوهية ‪ ،‬وأن كل مالا‬
‫صدر عن الحاكم بأمر هللا من أعمال وأقوال ‪ ،‬إنما كان بداف واحد هو تأليهه ‪.‬‬
‫(( فالحاكم تولي مقاليد الحكم وهو صغير السن ‪ ،‬وقد أحيط بهالالة خاصالة ممالا أسالبغته‬
‫العقيالالدة اإلسالالماعيلية عالالن أئمتهالالا ‪ ،‬فتالالأثر بهالالذه العقائالالد ‪ ،‬إلالالي انالالب أنالاله رأى حاشالاليته‬
‫ورعيته يس دون له كلما مر بهم ‪ ،‬فشاع طموحه – وهو في مثل هذا السن الصغير –‬
‫أن يكون إلها مثل الملوك األقدمين – من الفراعنه ‪ ، -‬واختمرت هذه الفكرة فالي نفساله‬
‫‪ ،‬ولكنه لم يعلنها للناس ‪ ،‬ولعله أسر بها إلي بعض الدعاة حوله ‪ ،‬فتسالابقوا إلالي إشالباع‬

‫(‪ )145‬آدم متز ‪ /‬الحضارة اإلسالمية في القرن الرابع الهجري ج ‪ 2‬ص ‪. 168‬‬
‫(‪ )146‬أورد األستاذ مصطفى غالب الرسالة بأكملها في كتابه الحركات الباطنية في اإلسالم من‬
‫ص ‪.233 : 205‬‬
‫(‪ )147‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة الدروز ص ‪. 75‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪40‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫نزوته وتنميتها م مرور الزمن )) (‪.)148‬‬


‫(( وربما أوحي بعض الدعاة إليه بكل ما قام به من أعمال ‪ ،‬ولكن ليس لدينا مالن كتالب‬
‫التاريخ ما يؤيد أي افتراض ‪ ،‬والشيء المؤكد أن هذه السياسة التي اتبعها الحاكم كانت‬
‫مقالالررة ‪ ،‬لالاليفهم مالالن أفعالالاله أنالاله هالالو الخالالالق ‪ ،‬وأنالاله هالالو المحيالالي والمميالالت ‪ ،‬والالالرازق‬
‫والوهاب ‪ ،‬إلي غير ذلك من أسماء هللا الحسني ‪ ،‬وصفاته العلي ‪ .‬فها هو الحاكم بالأمر‬
‫هللا يسرف في القتل ليقال ‪ :‬إنه مميت ‪ ،‬ويرزق الناس ويهبهم ليقال ‪ :‬إنه رزاق وهالاب‬
‫‪ ،‬ويعفو عمن يستحق القتل ليقال ‪ :‬إنه محيي )) (‪.)149‬‬
‫ويؤيد هذا ما ورد في رسالة ( السيرة المستقيمة ) التي ألفهالا حمالزة بالن علالي ‪ ،‬و الاء‬
‫فيها ‪ (( :‬ولكني أذكر لكم في هذه الساليرة و وهالا قليلالة العالدد ‪ ،‬كثيالرة المنفعالة ‪ ،‬لمالن‬
‫تفكر فيها ‪ ،‬فأول ما أختصر في القول ما فعله المولي سبحانه م بر وان وابن عمالار‬
‫‪ ،‬وهو يومئذ ظاهر ال يراه العامة إال علي قدر عقولهم ‪ ،‬ويقولون صبي السن ‪ ،‬وملالك‬
‫المشارقة كافة م بر وان ‪ ،‬والبن عمار ملك المغاربة ‪ .‬فأمر موالنا بقتلهم فقتلوا قتل‬
‫الكةب ‪ ،‬ولم يخش من تشويش العساكر واالضطراب ‪ ،‬وأما أمالر ملالوك األرض فمالا‬
‫يست ري أحد منهم علي مثل ذلك ‪ ،‬ثم أمر بقتل ملوك كتامة و بابرتها بالة خالوف مالن‬
‫نسلهم وأصابهم ‪ ،‬ويمشي أنصاف الليالي في أوساط ذراريهم وأوالدهالم بالة ساليف وال‬
‫سكين ‪.‬‬
‫شاهدتموه في وقت أبي ركوة الوليالد بالن هشالام الملعالون ‪ ،‬وقالد أضالرم نالاره ‪ ،‬وكانالت‬
‫قلوب العساكر ت زع فالي مضالا عهم ممالا رأوه مالن كسالر ال يالوش ‪ ،‬وقتالل الر الال ‪،‬‬
‫وكان المولي لت قدرته يخرو أنصاف الليالي إلي صحراء ال ب ‪ ،‬ويلتقي به حسالان‬
‫بن عليان الكلبي في خمسمائة فارس ‪ ،‬ويقف معهم بة سة وال عدة ‪ ،‬حتي يسأل كل‬
‫واحد منهم عن صاحبه ‪ ،‬ثم إنه يدخل في ظاهر األمر إلي صحراء ال ب ‪ ،‬وليس معه‬
‫غير الركابية والمؤذنين ‪ ...‬إلي أن يقول ‪ ( :‬إنكم ترون من أمور تحدم بما شالاهدتموه‬
‫من المولي ما ال ي وز أن تكون أفعالال أحالد مالن البشالر ‪ ،‬ال نالاطق ‪ ،‬وال أسالاس ‪ ،‬وال‬
‫إمام ‪ ،‬وال ح ة ‪ ،‬فلم تزدادوا بذلك إال عمي وقلة بصيرة ) (‪. )150‬‬
‫(( وقد بدأ ظهور المذهب ال ديد ‪ ،‬حينما قالام الالدرزي ( وهالو أحالد دعالاة المالذهب فالي‬
‫أول ظهوره ) ‪ ،‬وأعلن الدعوة سنة ‪ 407‬هال ‪ ،‬ثم قام سنة ‪ 408‬هال ومعه خمسمائة من‬
‫أصحابه وأتباعه بالحي إلي قصر الحاكم فها مهم الناس وال ند ) (‪.)151‬‬

‫أحمد الفوزان ‪ /‬أضواء على العقيدة الدرزية ص ‪. 23‬‬ ‫(‪)148‬‬


‫محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة الدروز ص ‪. 44‬‬ ‫(‪)149‬‬
‫رسالة السيرة المستقيمة ‪.‬‬ ‫(‪)150‬‬
‫أحمد الفوزان ‪ /‬أضواء على العقيدة الدرزية ص ‪. 16‬‬ ‫(‪)151‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪41‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫والمؤرخون يذكرون ثةثة من الدعاة الكبار الذين أسسوا هذا المالذهب ‪ ،‬وهالم ‪ :‬حمالزة‬
‫بن علي بالن أحمالد الزوزنالي ( الالذي أصالبح إمالام المالذهب فيمالا بعالد ) ‪ ،‬ومحمالد ابالالن‬
‫إسالالماعيل الالالدرزي المعالالروف بالالال ( نشالالتكين ) ‪ ،‬والحسالالن بالالن حيالالدرة‬
‫الفرغاني المعروف بال ( األخرم أو األ دع ) ‪.‬‬
‫(( وير ح الدكتور محمد كامل حسين أنهم كالانوا ميعالا مالن حاشالية الحالاكم الالذين لالم‬
‫يفالالارقوه مالالدة الوصالالاية عليالاله ‪ ،‬وخاصالالة حمالالزة بالالن علالالي ‪ ،‬الالالذي اسالالتأثر بكالالل شالاليء‬
‫وبالتم يد كله )) (‪.)152‬‬
‫وقد وق الخةف بين حمزة ‪ ،‬والدرزي منذ ذلك الحين ‪ ،‬لتسرع الدرزي فالي الكشالف‬
‫عن المذهب ال ديد ‪ ،‬ولذلك ن د أن حمزة عمد إلي إظهار دعوى ألوهية الحالاكم سالنة‬
‫‪ 408‬هال ‪ ،‬والتي يعتبرها الدروز أولي سني تقويمهم ‪ ،‬وبعد هذه الالدعوى اضالطربت‬
‫األحوال في مصر ‪ ،‬وها مت الناس هؤالء الالالدعاة فالالي كالالل مكالالان ‪،‬‬
‫مما دف الدرزي إلي االحتماء في قصر الحاكم ‪ ،‬والهالرب فيمالا بعالد إلالي الشالام ‪.‬‬
‫واضطر حمزة بعد الذي حدم ‪ ،‬أن يغيالب عالن األنظالار فالي سالنة ‪ 409‬هال ال ‪ ،‬والتالي‬
‫يعتبرها سنة غيبة ‪.‬‬
‫من كل هذا نرى أن الحاكم كان يقف من هذه الدعوة موقف التأييالد والرعايالة ‪ ،‬ويشالد‬
‫أزرهم ويمدهم بالمال والنصح ‪ ،‬ويسهر علي حمايتهم من الناس ‪ ،‬ويقالول حمالزة فالي‬
‫رسالة ( الغاية والنصحية ) مؤكدا علي حماية الحالاكم لاله وألتباعاله ‪ ،‬عنالدما هالا مهم‬
‫الناس وال ند في المس د الذي كان يحتمي فياله ‪ ( :‬وقالد ا تمعالت عنالد المسال د سالائر‬
‫األتراك بال يوش ‪ ،‬والزرد ‪ ،‬والخالوذ ‪ ،‬والتحالافيف ‪ ،‬ومالن ميال العسالاكر والرعيالة‬
‫زائدا عن عشرين ألف ر ل ‪ ،‬فقد نصبوا علي القتال بالنفط ‪ ،‬والنار ‪ ،‬ورماة النشاب‬
‫‪ ،‬والح ار ‪ ،‬ونقب ال دار والتسلق إلي الحيطالان بالسالةلم يومالا كالامة ‪ ،‬و ميال مالن‬
‫كان معي في ذلك اليوم اثنتعشالر (‪)153‬نفسالالا ‪ ،‬مالالنهم خمسالالة شالاليو كبالالار ‪،‬‬
‫وصبيان صغار لم يقالالاتلوا ‪ ،‬فقتلنالالا مالالن المشالالركين (‪)154‬ثالةم أنفالس ‪،‬‬
‫و رحنا منهم خلقا عظيما ال يحصي ‪ ،‬حتي طال علي الفئالة القليلالة الموحالدة القتالال ‪،‬‬
‫وكالالادت األروا تتةشالالي وتبلالالغ التالالراق ‪ ،‬وخالالافوا كثالالرة األضالالداد والمالالراق ‪ ،‬وغلبالالة‬
‫المنافقين والفساق ‪ ،‬فناديتهم ‪ :‬معاشر الموحدين ‪ :‬اليالوم أكملالت لكالم ديالنكم بال هالاد ‪،‬‬

‫(‪ )152‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة الدروز ص ‪. 75‬‬


‫(‪ )153‬هكذا وردت ‪ ،‬والصحيح ( اثنا عشر ) ‪.‬‬
‫(‪ )154‬يقصد المسلمين ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪42‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وأتممت عليكم نعمته والسداد ‪ ،‬وأرضي لكم التسليم ألمره بال هالاد ‪ ،‬ومالا يصاليبنا إال‬
‫ما كتب هللا علينا هو موالنا وعليه فليتوكل المؤمنون ‪.‬‬
‫معاشر الموحدين قاتلوا أئمالة الكفالر إنهالم ال أيمالان لهالم لعلهالم ينتهالون (‪ ،)155‬قالاتلوا‬
‫أقواما نكثوا أيمانهم يعني عهدهم وهموا بالإخراو الرسالول ‪ ،‬وهالو قالائم الزمالان ‪ ،‬وهالم‬
‫بدؤوكم أول مرة ‪ ،‬يعني دفعة ال ام ‪ ،‬فة تخشوهم فموالنا ل ذكره أحق أن تخشالوه‬
‫إن كنتم مالؤمنين ‪ ،‬قالاتلوهم يعالذبهم هللا بأيالديكم وينصالركم علاليهم ويشال في صالدور قالوم‬
‫مؤمنين ‪.‬‬
‫فما استتميت (‪)156‬كةمي لهم ‪ ،‬حتي صار موالنا ل ذكره وت لي للعالالمين بقدرتاله‬
‫سبحانه ‪ ،‬فصعقت من في السموات واألرض ‪ ،‬فانقلبوا المنافقين علي أعقالابهم خالائبين‬
‫‪ ،‬فلموالنا الحمد والشكر أبد اآلبدين ) (‪.)157‬‬
‫ونستطي أن نذهب إلي أبعد مالن ذلالك ‪ ،‬فنقالول ‪ :‬أن الحالاكم كالان يشالرف علالي تو ياله‬
‫الدعوة ‪ ،‬ويشترك في تنظيمها وتغذيتها بطريقة فعلية ‪ ،‬وهذا مالا يالذكره لنالا حمالزة فالي‬
‫رسائله ‪ ،‬فمثة في رسالة ( البةر والنهاية ) يقالول مالا يلالي ‪ ( :‬تالأليف عبالد مالوال الل‬
‫ذكالره ‪ ،‬هالادي المسالالت يبين ‪ ،‬المنالتقم مالن المشالالركين بساليف موالنالا الالل ذكالره ‪ ،‬رفالال‬
‫نسختها إلي الحضالرة الةهوتيالة بيالده فالي شالهر المحالرم الثالاني مالن سالنينه المباركالة )‬
‫(‪.)158‬‬
‫ويقول في رسالة ( الصبحة الكائنة ) مالا يلالي ‪ ( :‬فتأييالد موالنالا سالبحانه واصالل إلالي ‪،‬‬
‫ورحمتالاله وأفضالالاله ظالالاهرة وباطنالالة علالالي ‪ ،‬و مي ال أصالالحابي المسالالت يبين عزيالالزين‬
‫مكرمين في الشرطة ‪ ،‬والوالية ‪ ،‬وأصحاب السيارات ‪ ،‬مقضالون الحالوائي دون سالائر‬
‫العالمين ‪ ،‬ورسلي واصلة بالرسالائل والوثالائق إلالي الحضالرة الةهوتيالة التالي ال تخفالي‬
‫عنها خافية ‪ ،‬ال في السالر ‪ ،‬وال فالي العةنيالة ‪ ،‬وقالد أوعالدني موالنالا لالت قدرتاله فالي‬
‫ظاهر األمر مضافا إلي مواعيده الحقيقالة التأييديالة ‪ ،‬وهالو من الز مواعيالده وقالت يشالاء‬
‫كيف يشاء بة تقدير عليه ) (‪.)159‬‬

‫(‪ )155‬يبدأ حمزة بإيراد هذه اآليات من سورة التوبة بشكل محرف وحسب ما يريد ويبغي‬
‫واآليات الصحيحة هي كما يلي ‪ ( :‬وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا‬
‫أئمة الكفر أنهم ال أيمان لهم لعلهم ينتهون ‪ ،‬أال تقاتلون قو ًما نكثوا أيمانهم بعد عهدهم وهموا‬
‫بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أتخشونهم فاهلل أحق أن تحشوه أن كنتم مؤمنين ‪ .‬قاتلوهم‬
‫قوم مؤمنين ) ‪ [ .‬التوبة ‪– 112 :‬‬
‫يعذبهم هللا بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور ٍ‬
‫‪. ] 114‬‬
‫(‪ )156‬هكذا وردت والصحيح ( استتمت ) ‪.‬‬
‫(‪ )157‬رسالة الغاية والنصحية ‪.‬‬
‫(‪ )158‬رسالة البالغ والنهاية ‪.‬‬
‫(‪ )159‬رسالة الصبحة الكائنة ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪43‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫غير أن مطالاردة دعالاة الحالاكم وتمالزيقهم بهالذه القسالوة مالن النالاس ‪ ،‬دون إكتالرام لمالا‬
‫أوالهم به من رعاية ظاهرة ‪ ،‬قالد أثالار فالي نفساله غضالبا علالي ال نالد والنالاس ‪ ،‬ألنهالم‬
‫ت ارأوا علي ذلك ‪ ،‬وعول علي االنتقام لنفسه وللدعاة ‪.‬‬
‫وينقل األستاذ محمد عبد هللا عنان عن الوزير مال الدين في ( أخبار الدول المنقطعالة‬
‫) تفصية دقيقا لما حدم فيقول ‪ ( :‬اعتزم الحالاكم أن ينكالل بمصالر وأهلهالا ‪ ،‬فاسالتدعي‬
‫العرفالالاء والقالالادة ونظالالم معهالالم خطالالة العمالالل ‪ ،‬وعهالالد إلالالي مقالالدمي العبيالالد وغيالالرهم مالالن‬
‫الطوائف بافتتا اله الوم ‪ ،‬فأخالذوا يغيالرون علالي أحيالاء مصالر فالي هيئالة عصالابات ‪،‬‬
‫وينهبون الحوانيت والسالابلة ‪ ،‬ويخطفالون النسالاء مالن الالدور ‪ ،‬والشالرطة تغضالي عالن‬
‫رائمهم ‪ ،‬والحاكم معرض عن كل شكاية وتضرع ‪ ،‬وكان ذلالك فالي مالادي اآلخالرة‬
‫سنة ‪ 411‬هال ‪.‬‬
‫ثم اتس نطاق االعتداء ‪ ،‬فها مت قوى العبيد والترك والمغاربة مصر من كل صالوب‬
‫‪ ،‬وأضرموا النالار فالي أطرافهالا ‪ ،‬وهالب أهالل مصالر للالدفاع عالن أنفسالهم ‪ ،‬واسالتمرت‬
‫المعارك بين الفريقين ثةثة أيام ‪ ،‬وألسنة اللهب تنطلق مالن المدينالة القديمالة إلالي عنالان‬
‫السماء ‪ ،‬والحاكم يركب كل يوم إلي ال بل ‪ ،‬ويشاهد النار ‪ ،‬ويسم الصاليا ‪ ،‬ويسالأل‬
‫عن حقيقة األمر ‪ ،‬فيقالال لاله ‪ :‬إن العبيالد يحرقالون مصالر وينهبونهالا ‪ ،‬فيظهالر األسالف‬
‫والتو ‪ ،‬ويقول ‪ :‬ومن أمرهم بهذا لعنهم هللا ؟ ! ‪.‬‬
‫وفي اليوم الراب ا تم األشراف والكبراء في المسالا د ورفعالوا المصالاحف وضال وا‬
‫بالبكاء والدعاء ‪ ،‬فكف األتراك والمغاربة عالن متابعالة االعتالداء ‪ ،‬واسالتمر العبيالد فالي‬
‫عدوانهم ‪ ،‬وأهل مصر يدفعونهم بكل مالا اسالتطاعوا ‪ .‬وطلالب األتالراك والمغاربالة إلالي‬
‫الحاكم أن يأمر بوقف هذا االعتداء علي أهل مصر ‪ ،‬وعلي أموالهم ‪ ،‬خصوصالا وأن‬
‫لهم بين المصريين كثيرا من األصهار واألقارب ‪ ،‬ولهم في مصر كثير من األمالةك ‪،‬‬
‫فتظاهر بإ ابة مطلبهم ‪ ،‬ولكنه أوعز إلي العبيد أن يسالتمروا فال ي القتالال ‪ ،‬وأن يتالأهبوا‬
‫لمدافعة الترك والمغاربة‪ ،‬فاشتدت المعارك بين الفريقين ‪ ،‬وداف الترك والمغاربة عالن‬
‫أهل مصالر ‪ ،‬ومزقالوا مالوع العبيالد ونكلالوا بهالم ‪ ،‬ثالم هالددوا الحالاكم باقتحالام القالاهرة‬
‫وحرقها ‪ ،‬إذا لم يوض حد لتلك ال رائم ‪ ،‬فخشي الحاكم العاقبة ‪ ،‬وأمر العبيد بالتفرق‬
‫ولزوم السكينة ‪ ،‬واعتذر ألشراف مصر وزعماء الترك والمغاربة عما وق ‪ ،‬وتنصالل‬
‫من كل تبعة فيه ‪ ،‬وأصدر أمانا ألهل مصر قريء علي المنابر ‪.‬‬
‫وسكنت تلكالك الفتنالة الشالنعاء بعالد أن لبثالت الفسالطاط بضالعة أسالابي مسالرحا لمنالاظر‬
‫مروعة من السفك والعبالم والنهالب ‪ ،‬وأحرقالت معظالم شالوارعها ومبانيهالا ‪ ،‬وخربالت‬
‫معظم أسواقها ‪ ،‬ونهبت ‪ ،‬وسالبي كثيالر مالن نسالائها ‪ ،‬واعتالدى علاليهن ‪ ،‬وانتحالر كثيالر‬
‫مالالنهن خشالالية العالالار ‪ ،‬وتتب ال المصالالريون أزوا هالالم وبنالالاتهم وأمهالالاتهم وافتالالدوهن مالالن‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪44‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الخاطفين ) (‪.)160‬‬
‫وبأسلوب آخر ‪ ،‬يؤكد حمزة هذه الحوادم ‪ ،‬وأنها كانت انتقاما لمالا حصالل للالدعاة مالن‬
‫تنكيل وتمزيق ‪ ،‬فيقول في رسالة ( الرضي والتسليم ) ‪ ( :‬ألنه سبحانه أنعم علاليكم مالا‬
‫لم ينعم علي في األدوار ‪ ،‬وأظهر لكم من توحيده وعبادته ‪ ،‬مالا لالم يظهالره فالي عصالر‬
‫من األعصار ‪ ،‬وأعزكم في وقت عبده الهادي ما لم يعز أحدا في األقطالار ‪ ،‬ولالم يكالن‬
‫لصاحب الشرطة والوالية والسيارات عليكم سبيل إال بطريق الخيالر ‪ ،‬ثالم إن المنالافقين‬
‫قتلوا من إخوانكم ثةثة أنفر ‪ ،‬فأمر موالنا ل ذكره بقتل مائة ر ل منهم ‪ ،‬والذي قالال‬
‫في القرآن النفس بالنفس ال غير فلم تشكروه علي ذلك ‪ ،‬ولم تعبدوه حق ما ي ب عليكم‬
‫من عبادته ‪ ،‬ولم تكن نياتكم خالصة لوحدانيته ) (‪.)161‬‬
‫ويحاول عدد من الكتاب المعاصرين ‪ ،‬الذين كتبوا عن الحاكم وعن الدروز ‪ ،‬أن ينفالوا‬
‫عن الحاكم كل هذه األمور ‪ ،‬ويصوروها كأنها افتالراءات مالن المالؤرخين ‪ ،‬أو ي علالوا‬
‫لها تبريرا ال يستسيغه عقل وال منطق ‪.‬‬
‫من هؤالء الكتاب الدكتور أحمد شاللبي ‪ ،‬الالذي حالاول أن يصالور أخبالار شالذوذ الحال اكم‬
‫واضطرابه ‪ ،‬علي أنه اتفاق بين المؤرخين ‪ ،‬يأخذ الواحد قضالية ‪ ،‬فيساللم بهالا اآلخالر ‪،‬‬
‫وأن تاريخ الحاكم قد كتب أثر وفاته ‪ ،‬وقد عادت السلطة إلالي مالن اضالطهدهم ‪ ،‬الالذين‬
‫كان يهمهم أن يبرزوه معتوهالا أو م نونالا أو مالدعيا ل لوهيالة ‪ ،‬ليصالرفوا النالاس عالن‬
‫البحم عن القتلة الذين قتلوا الحاكم ؟! ‪.‬‬
‫بل يحاول الدكتور شلبي أن يبرر كل تصرفاته ‪ ،‬حتي إنه ي عله مخلصالا لدولتاله كفالؤا‬
‫لحمل أعبائها ‪ ،‬وهو في القمة من المفكرين في إنشائه دار الحكمة (‪.)162‬‬
‫وال أدري علي ماذا اعتمد الدكتور شلبي ‪ ،‬في دفاعه القوي عالن الحالاكم ‪ ،‬ولكالن يبالدو‬
‫أن معلومات الدكتور فيليب حتي ‪ ،‬أقوى عنده من كل ما كتبه المؤرخون ؟!‬
‫وهناك قضية أخرى يحاول بعض الكتاب إيرادها ‪ ،‬وهي صلة الحاكم بحمزة بالن علالي‬
‫وغيره من الدعاة ‪ ،‬وهذا ما يحاول األستاذ عبد هللا الن ار (‪)163‬أن ينفيه فالي كتاباله (‬
‫مالذهب الالدروز والتوحيالد ) ‪ ،‬مالال أن الالدروز حتالي الوقالت الحاضالالر ينفال ون مثالل هالالذه‬

‫(‪ )160‬محمد عبد هللا عنان ‪ -‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ص ‪. 120 – 119‬‬
‫(‪ )161‬الرسالة الموسومة بالرضا والتسليم ‪.‬‬
‫(‪ )162‬د‪ .‬أحمد شلبي – التاريخ اإلسالمي والحضارة اإلسالمية ص ‪. 122 – 116‬‬
‫(‪ )163‬سياسي لبناني ‪ ،‬من طائفة الدروز ‪ ،‬تقلد عدة مناصب رفيعة في الدولة اللبنانية ‪،‬‬
‫وألف كتابا عن الدروز أسماه ( مذهب الدروز والتوحيد ) ‪ ،‬حاول فيه أن يبين ويظهر عقيدة‬
‫طائفته للناس والجهال طائفته ‪ ،‬ولكن الدروز ‪ ،‬وخاصة مشيخة العقل ‪ ،‬هاجموه بشدة ‪ ،‬وأتلفوا‬
‫كتابه ‪ ،‬حتى طبع مرة ثانية في مصر ‪ ،‬ولكنهم عادوا وحاولوا جمع ما يستطيعون منه وإتالفه ‪،‬‬
‫وأصدروا كتابا للرد عليه اسمه ( أضواء على سلك التوحيد ) للدكتور سامي مكارم ‪ ،‬ولم يكتفوا‬
‫بذلك ‪ ،‬فاستغلوا أحداث لبنان األخيرة وقتلوه غيلة عام ‪ 1978‬م ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪45‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫األقوال ‪ ،‬ويعتبرونها تقويضا للمذهب التوحيالدي ‪ ،‬ففالي كتالاب ( أضالواء علالي مسالالك‬
‫التوحيد ) يورد بايزيد في توطئته للكتاب ‪ ،‬وفي معرض رده علي ما كتبه األستاذ عبد‬
‫هللا الن ار في كتابه يقول ‪:‬‬
‫( ونرى المؤلف الكريم يسعي إلي التفرقة والفصل بين حمزة بالن علالي والحال اكم بالأمر‬
‫هللا ‪ ،‬وإنكار صلة الحاكم بالمذهب وانتسابه إليه ‪ .‬وفي ذلك مالا فياله ‪ ،‬عالةوة علالي نيالة‬
‫تقالالويض أسالالاس المعتقالالد العرفالالاني ‪ ،‬والمالالذهب التوحيالالدي ( أي الدرزيالالة ) ‪ ،‬كمالالا هالالو‬
‫مشالهور ومعلالالوم ‪ ،‬قالد أخالالذ وغالالرف المحتالوى األخيالالر لمنه الاله ولعقيدتاله ودعوتالاله مالالن‬
‫م الالس الحكمالة ‪ ،‬التالي كانالت تعقال د فالي حضالرة موالنالا الحالاكم وتو يهاله ‪ ،‬وفالالي دار‬
‫الحكمة التي أسسها علي غرار أكاديمية أفةطون عليه السةم ؟! ) (‪.)164‬‬
‫وهناك رسالة من رسالائل حمالزة ‪ ،‬عنوانهالا ( الرسالالة المنفالذة إلالي القاضالي أحمالد بالن‬
‫العوام ) (‪ ( ،)165‬تثبت أن حمزة أصبح في مكانة اسالتطاع منهالا أن يخاطالب قاضالي‬
‫القضاة بمثل هذا الخطاب ) (‪ ( ، )166‬وتدل علي مدى المكانة التي بلغهالا حمالزة فالي‬
‫ذلك التاريخ ) (‪ ،)167‬ولو لم يكن وراء حمزة من يحمياله ويالدف عناله األذى مالا كالان‬
‫ي رؤ علي كتابة مثل هذا الخطاب ‪ ،‬يقول حمزة في هذه الرسالة ‪ ( :‬توكلت علي أمير‬
‫المؤمنين ل ذكره ‪ ،‬وبه أستعين في مي األمور ‪ ،‬معالل علالة العلالل ‪ ،‬صالفات العلالة‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ .‬من عبد أمير المالؤمنين ومملوكاله حمالزة بالن علالي بالن أحمالد‬
‫هادي المست يبين ‪ ،‬المنتقم من المشالركين بساليف أميالر المالؤمنين وشالدة ساللطانه ‪ ،‬وال‬
‫معبود سواه ‪ ،‬إلي أحمد بن محمد بن العوام ‪ ،‬الملقب بقاضي القضاة ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫فقد تقدمت لنا إليك رسالة نسألك عن معرفتك بنفسك ‪ ،‬فقصرت عن اإل ابة ‪ ،‬قلة علالم‬
‫منك بالحق وإه انا به ‪ ،‬وكيالف ي الوز لالك أن تالدعي هالذا االسالم ال ليالل وهالو قاضالي‬
‫القضاة ‪ ،‬وليس لك علم بحقائق القضايا واألحكام ‪ ،‬فقد صح بأنك مالدع لمالا أنالت فياله ‪،‬‬
‫في ب عليك أن تعلالم نفسالك وتالدربها ‪ ،‬فالإن كنالت قالد هلتهالا فأنالت فرعالون الزمالان ‪،‬‬
‫وفعلك الحالق بعثمالان بالن عفالان ‪ ،‬في الب عليالك أن تقلال عمالا أنالت فياله ‪ ،‬وتتبال سالير‬
‫أصالالحابك المتقالالدمين أبالالي بكالالر وعمالالر (‪ ، )168‬وتزيالالل تلثيمالالة البيالالاض عالالن رأسالالك‬

‫(‪ )164‬د ‪ .‬سامي مكارم ‪ /‬أضواء على مسلك التوحيد ( الدرزية ) ص ‪. 73 ، 72‬‬
‫(‪ )165‬أحمد بن محمد بن عبد هللا بن أبي العوام السعدي ‪ .‬قاضي مصر وبرقة وصقلية والشام‬
‫والحرمين ‪ ،‬من فقهاء الحنابلة ‪ ،‬مصري ‪ ،‬ولي القضاء في أيام الحاكم بمصر سنة ‪ 405‬هـ ‪،‬‬
‫وفي أيامه غاب الحاكم ( أو قتل ) ‪ ،‬توفي سنة ‪ 418‬هـ ‪ ،‬انظر األعالم للزركلي ج ‪ 1‬ص ‪104‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )166‬د ‪ .‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة الدروز ص ‪. 81‬‬
‫(‪ )167‬د ‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ /‬مذاهب اإلسالميين ج ‪ 2‬ص‪. 600‬‬
‫(‪ )168‬والمالحظ هنا ‪ ،‬أن حمزة بن علي ‪ ،‬مع طعنه بعثمان بن عفان رضي هللا عنه ‪ ،‬فقد‬
‫طلب من هذا القاضي أن يتشبه في زيه وعلمه بأبي بكر وعمر رضي هللا عنهما ‪ ،‬وال يخلو‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪46‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫والعمامالالة والطيلسالالان ‪ ،‬وتلالالبس دنيالالة سالالوداء بشالالقائق صالالفر طالالوال مالالدالة علالالي‬
‫دراعة بة يب ‪ ،‬بل تكون مشالالقوقة الصالدر ‪ ،‬وتكالون‬ ‫صدرك ‪ ،‬وتلبس َّ‬
‫مرقعة باألحمر ‪ ،‬واألصفر ‪ ،‬واألديم األسود الطائفي ‪ ،‬وتكون قصيرة عليك لتلحق في‬
‫الشكل بعمر بن الخطاب ‪ ،‬ويكون لك درة علي فخذك لتقيم بها الحدود علي مالن ت الب‬
‫عليه وأنت الس في ال ام ‪ ،‬ويكون لك في كالل سالوق صالاحب يتزيال ي بزيالك وبيالده‬
‫درة يقيم بها في سوقه الحدود علالي مالن و بالت علياله مثالل الزانالي والسالارق والقالاذف‬
‫وشارب الخمر ‪ ،‬ممن هو من أهل ملتك ‪ ،‬وتكون تتولي الخطبة بنفسك ‪ ،‬وتطلال علالي‬
‫المنبر بة سيف تتقلد به ‪ ،‬ويكون ممرك وم يئك من دارك إلي ال الام ‪ ،‬وأنالت مالاش‬
‫حافيا لتكون في ذلك الحقا بأصحابك المتقدمين أبي بكر وعمر ‪.‬‬
‫وإياك ثم إياك أن تنظر لموحد في حكم الأنت وال عادلتك ‪ ،‬في شهادة نكا وال طالةق‬
‫‪ ،‬وال وثيقة ‪ ،‬وال عتق ‪ ،‬وال وصية ‪ ،‬ومن لس بين يديك علالي حكالم فتسال أل عناله أن‬
‫ي م ر التك ألحكم أنا عليه بحكم الشريعة الروحانية (‪،)169‬‬ ‫يكون موحدا فترسله إل ّ‬
‫التي أطلقها أمير المؤمنين سةمة علينا ‪ ،‬فانظر لنفسالك فقالد أعالذرتك مالرة بعالد أخالرى‬
‫وأنذرتك ) (‪.)170‬‬
‫وإلي هذه الرسالة يشير حمزة في رسالة ( البةر والنهاية ) فيقول ‪ ( :‬وقد أرسلت إلي‬
‫القاضي عشرين ر ة إلي الحضرة (‪)171‬الةهوتية ‪ ،‬فأبي القاضي واستكبر ‪ ،‬وكان‬
‫من الكافرين ‪ ،‬وا تمعت علي غلماني ورساللي الموحالدين لموالنالا الل ذكالره ‪ ،‬زهالاء‬
‫مائتين من العسكرية والرعية ‪ ،‬وما منهم ر ل إال ومعه شيء من السة فلم يقتل من‬
‫أصالالحابي إال ثةثالالة نفالالر وسالالبعة عشالالر ر الالة مالالن الموحالالدين ‪ ،‬فالالي وسالالط مالالائتين مالالن‬
‫الكافرين (‪ ،)172‬فلم يكن لهم إليهم سبيل حتي ر عوا إلي عندي سالمين ) (‪.)173‬‬
‫وفي ختام هذا الفصل نقف وقفة طويلة م رسالة حمزة بن علي بن أحمد الموسالومة (‬
‫بكتاب فيه حقائق ما يظهر قدام موالنا ل ذكره من الهزل ) ‪ ،‬وقد رأيت أن أنقالل هنالا‬
‫ن هذه الرسالة ‪ ،‬ليتبين لنا مدى تأثر العقيدة الدرزية بأفعال وأقالوال الحالاكم ‪ ،‬والتالي‬
‫يعتبرونها دلية علي ألوهيته ‪ ،‬حيم تلمس لها حمزة تالأويةت باطنيالة ‪ ( ،‬واتخالذ منهالا‬

‫نصحه هذا من تبكيت وغمز بعمر وأبي بكر ‪.‬‬


‫(‪ )169‬ومن هنا يظهر أن حمزة بن علي فر بين ( جماعته ) من جهة ‪ ،‬وبين السنة والشيعة‬
‫من جهة أخرى ‪ ،‬وذلك من منعه للقاضي أن يقضي بين الموحدين ‪.‬‬
‫(‪ )170‬الرسالة المنفذة إلى القاضي أحمد بن العوام ‪.‬‬
‫(‪ )171‬هكذا وردت في المخطوط ‪ ،‬ولعله يقصد ( من ) ‪.‬‬
‫(‪ )172‬ويبدو أنه يشير إلى ثورة الناس على أتباعه ‪ ،‬وقتلهم لهم ‪ ،‬والنجاء الباقي إلى الحاكم‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )173‬رسالة البالغ والنهاية في التوحيد‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪47‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫دالالت علي صدق ألوهية الحاكم ‪ ،‬وأن كل ما أتي باله الحالاكم هالو رمالز وإشالارة ولاله‬
‫تأويل باطني ال يفقهه الناس ) (‪ ،)174‬ولهذه الرسالة أهمية خاصة فيمالا يتعلالق بتأييالد‬
‫األخبار المرويالة فالي كتالب المالؤرخين عالن أفعالال الحالاكم الغريبالة ‪ ،‬إذ فيهالا تأييالد لهالا‬
‫وتوكيد ‪ ،‬ودليل قاط علي أن هالؤالء المالؤرخين لالم يفتالروا شاليئا ولالم ينقلالوا إشالاعات‬
‫كاذبة ) (‪.)175‬‬
‫وفيما يلي ن هذه الرسالة ‪ ( :‬الحمالد لموالنالا وحالده ‪ ،‬وشالدة ساللطانه ‪ ،‬توكلالت علالي‬
‫موالنا الباري العةم العلي األعلي ‪ ،‬حاكم الحكام ‪ ،‬من ال يدخل في الخواطر واألوهام‬
‫‪ ،‬ل ذكره عن وصف الواصفين وإدراك األنام ‪ .‬بسالم هللا الالرحمن الالرحيم ‪ ،‬صالفات‬
‫عبده اإلمام ‪ ،‬الحمد والشكر لموالنا – ل ذكره – وبه أستعين في الدين والالدنيا وإلياله‬
‫المعاد ‪ ،‬الذي يحي ويميت ‪ ،‬وهو الحي الذي ال يموت ‪ ،‬الالذي هالو فالي السالماء عالال ‪،‬‬
‫وفي األرض متعالال ‪ ،‬حاكمالا ‪ ،‬علياله توكلالت ‪ ،‬وباله أسالتعين ‪ ،‬وإلياله المصالير ‪ ،‬وهالو‬
‫المعين ‪ ،‬وصلوات موالنا ل ذكره وسةمه علي الذي اصطفاه من خلقه واختاره مالن‬
‫عبيده ‪ ،‬و علهم الوارثين لالديار أعالدائهم بقوتاله وساللطانه ‪ ،‬الحالاكم ‪ ،‬القالادر ‪ ،‬العزيالز‬
‫القاهر ‪ ،‬وهو علي كل شيء قدير ‪.‬‬
‫ي مالن‬ ‫أما بعد ‪ ،‬معاشر اإلخوان الموحدين ‪ ،‬أعانكم المولي علي طاعته ‪ ،‬إنه وصل إلال ّ‬
‫بعض اإلخوان الموحالدين – كثالر المالولي عالددهم وزكالي أعمالالهم ‪ ،‬وحسالن نيالاتهم –‬
‫رقعة يالذكرون فيهالا مالا يالتكلم باله المالارقون مالن الالدين ‪ ،‬ال احالدون لحقالائق التنزياله ‪،‬‬
‫ويطلقون ألسنتهم بما يشاكل أفعاله الردية ‪ ،‬وما تميل إليه أديانهم الدنيالة – فيمالا يظهالر‬
‫لهم من أفعال موالنا – ل ذكره – ونطقه ‪ ،‬وما يي ري قدامه مالن األفعالال التالي فيهالا‬
‫حكمة بالغة شتي فيمالا تغنالي النالذر (‪ ،)176‬وتمييالز العالالم الغبالي الالذين مالن أعمالالهم‬
‫الهزل ‪ ،‬وأقوال فيها صعوبة وعدل ‪ ،‬ولم يعرفوا بأن أفعال موالنا – ل ذكره – كلهالا‬
‫حكمة بالغة ‪ ،‬دا كانت أم هزال ‪ ،‬يخرو حكمة ويظهرها بعالد حالين ‪ ،‬ولالو تالدبروا مالا‬
‫سمعوه من األخبار المأثورة عالن عفالر بالن محمالد بالن علالي بالن عبالد منالاف بالن عبالد‬
‫المطلب (‪ ( :)177‬إياكم الشرك باهلل وال حود له ‪ ،‬بما يختلي في قلوبكم من الشك فالي‬
‫أفعاله كيفما كانت ‪ ،‬وال تنكروا علي اإلمام فعله ‪ ،‬ولو رأيتموه راكبا قصبة ‪ ،‬وقد عقالد‬
‫ذيله خلف ثوبه ‪ ،‬وهو يلعب م الصبيان بالكعاب ‪ ،‬فإن تحت ذلك حكمالة بالغالة للعالالم‬
‫وتمييزا للمظلوم من الظالم ) ‪.‬‬

‫(‪ )174‬د ‪ .‬محمد كامل حسين ‪ /‬طائفة الدروز ص ‪. 44‬‬


‫(‪ )175‬د ‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ /‬مذاهب اإلسالميين ج ‪ 2‬ص ‪.757‬‬
‫(‪ )176‬يشير إلى اآلية الكريمة ( حكمة بالغة فما تغن النذر ) سورة القمر آية ‪. 5‬‬
‫(‪ )177‬والمالحظ هنا كيفية إيراده لنسب جعفر ‪ ،‬ونسبة على إلى جده عبد مناف ‪ ،‬وسنالحظ‬
‫أن جميع رسائله يذكر نسب على رضي هللا عنه بهذا الشكل ؟! ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪48‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫فإذا كان هذا القول في عفر بن محمد ‪ ،‬و عفر وآباؤه وأ داده كلهم عبيد لموالنا الل‬
‫ذكره ‪ ،‬فكيف أفعال من ال تدركه األوهام والخواطر بالكلية ‪ ،‬وحكمتاله الةهوتيالة التالي‬
‫هي من رموزات وإشارات لبطةن النواميس ‪ ،‬وهةك ال واميش ‪ ،‬وتمييز الطواويس‬
‫‪ ،‬فلموالنا الحمد علي ما أنعم به علينا بعد استحقاق نستحقه عنده ‪ ،‬وله الشكر علي مالا‬
‫أظهالر لنالا مالن قدرتاله خصوصالا دون سالائر العالالمين إنعامالا وتفضالة ‪ ،‬ونسالأله العفال و‬
‫والمغفرة بمالا ي الري منالا مالن قبالائح األعمالال وسالوء المقالال ‪ ،‬ونعالوذ باله مالن الشالرك‬
‫والضةل ‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه ‪ ،‬وهو العلي المتعالال ‪ ،‬ولالو نظالروا إلالي أفعالال‬
‫موالنا لت قدرته بالعين الحقيقية ‪ ،‬وتدبروا إشاراته بال النور الشعشالعاني ‪ ،‬لبانالت لهالم‬
‫األلوهية والقالدرة األزليالة ‪ ،‬والساللطان األبديالة ‪ ،‬وتخلصالوا مالن شالبكة إبلاليس و نالوده‬
‫الغوية ‪ ،‬ولتصور لهم ركوب موالنا – ل ذكره – وأفعاله ‪ ،‬وعلمالوا حقيقالة المحالض‬
‫في ده وهزله ‪ ،‬ووقفوا علي مراتالب حالدوده ‪ ،‬ومالا تالدل علياله ظالواهر أمالوره ‪ ،‬الل‬
‫ذكره وعز اسمه وال معبود سواه ‪.‬‬
‫فأول ما أظهر من حكمة ما لم يعرف له في كل عصر وزمالان ‪ ،‬ودهالر وأوان ‪ ،‬وهالو‬
‫ما ينكره العامة مالن أفعالال الملالوك ‪ :‬مالن تربيالة الشالعر ‪ ،‬ولبالاس الصالوف ‪ ،‬وركالوب‬
‫الحمار بسروو غير محةة ال ذهب وال فضة ‪.‬‬
‫والثةم خصال معنالي واحالد فالي الحقيقالة ‪ ،‬ألن الشالعر دليالل علال ي ظالواهر التنزيالل ‪،‬‬
‫والصوف دليل علي ظواهر التأويل ‪ ،‬والحمير دليل علي النطقاء ( األنبياء ) (‪،)178‬‬
‫بقوله لمحمد ‪ ( :‬يا بني أقم الصةة وآت الزكاة ‪ ،‬وأمر بالالمعروف ‪ ،‬واناله عالن المنكالر‬
‫‪ ، ...‬إن ذلك من عالزم األمالور ‪ .‬وال تصالعر خالدك للنالاس ) (‪ ( ،)179‬وال تمالش فالي‬
‫األرض مرحا ‪ ،‬إنك لن تخرق األرض ولن تبلغ ال بال طوال ) (‪.)180‬‬
‫كل ذلك كان عند ربك محذورا ‪ ،‬وانق من مشاليك ‪ ( ،‬واغضالض مالن صالوتك ‪ ،‬إن‬
‫أنكر األصوات لصوت الحمير ) (‪.)181‬‬
‫والعامة (‪)182‬يرون أن هذه اآلية حكايالة عالن لقمالان الحكاليم لولالده ‪ ،‬فكالذبوا وحرفالوا‬

‫(‪ )178‬يطلق حمزة غالب على األنبياء هذا االسم ؟! ‪.‬‬


‫(‪ )179‬سورة لقمان آية ‪ ، 18 ، 17‬وقد أنقص من اآلية األولى بعد ( انه عن المنكر ) (‬
‫واصبر على ما أصابك ) وزاد ( وآت الزكاة )‪.‬‬
‫(‪ )180‬اإلسراء ‪. 37 :‬‬
‫(‪ )181‬سورة لقمان آية ‪ ، 19‬غير أن كالمه هنا يخالف نص القرآن الكريم في سورة لقمان‬
‫بقوله تعالى ‪ { :‬يا بني أقم الصالة ‪ ،‬وأمر بالمعروف ‪ ،‬وأنه عن المنكر واصبر على ما أصابك‬
‫أن ذلك من عزم األمور ‪ ،‬وال تصعر خدك للناس ‪ ،‬وال تمش في األرض مرحا ‪ ،‬إن هللا ال يحب‬
‫كل مختال فخور ‪ ،‬واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر األصوات لصوت الحمير } ‪.‬‬
‫سورة لقمان ‪ ،‬آيات ‪. 19 ، 18 ، 17‬‬
‫(‪ )182‬إن لفظ العامة عند إطالقه عند عموم الشيعة يقصد به أهل السنة ‪ ،‬ويقابله عندهم عن‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪49‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫القول ‪ ،‬إنما هو قالول السالابق ‪ ،‬وهالو ساللمان ‪ ،‬وإنمالا سالمي النالاطق ولالده لحالد التعلاليم‬
‫والمادة ‪ ،‬إذ كان سائر النطقاء واألوصياء أوالد السابق المبالدع األول ‪ ،‬وهالو ساللمان ‪،‬‬
‫فقال لمحمد ‪:‬‬
‫( أقم الصةة ) إشارة إلي توحيد موالنا الل ذكالره ‪ ( ،‬وآت الزكالاة ) يعنالي طهرقلبالك‬
‫لموالنا ل ذكره ولحدوده ودعاته ‪ ( .‬وأمر بالمعروف ) وهو توحيد موالنا ل ذكالره‬
‫‪ ( ،‬وانه عن المنكر ) يعني شريعته وما اء به من الناموس والتكليف ‪ ( ،‬إن ذلك من‬
‫عزم األمالور ) يعنالي الحقالائق ومالا فيهالا مالن ن الاة األروا مالن نطالق النالاطق ‪ ( ،‬وال‬
‫تصعر خدك للناس ) وخده و ه السابق ‪ ،‬وتصالغيره سالتره فضاليلته ‪ ( ،‬وال تمالش فالي‬
‫األرض مرحا ) والمر هو التقصير واللعب في الالدين ‪ ،‬واألرض هاهنالا هالو ال نالا‬
‫األيمن ‪ ،‬واأليمن هو الداعي إلي التوحيد المحض ‪ ( ،‬إنالك لالن تخالرق األرض ) يعنالي‬
‫بذلك ‪ ،‬لن تقدر عليك تبطيل دعوة التوحيد ‪ ( ،‬ولالن تبلالغ ال بالال طالوال ) وال بالال هالم‬
‫الح ي الثةثة الحرم ‪ ،‬ورابعهم ‪ :‬السابق الذي يعبده العالم دون الثةثة ‪.‬‬
‫وأ لهم الح ة العظمي ‪ ،‬واسمه في الحقيقة ‪ :‬ذومعة ‪ ،‬ألن قلبه وعي التوحيالد والقالدرة‬
‫من موالنا ل ذكره بة واسطة بشرية ‪ ( ،‬وانق من مشاليك ) (‪)183‬يعنالي اخفالض‬
‫من دعوتك في الظاهر ‪ ،‬الذي يمشي في العالم مثل دبيب النملالة السالوداء علالي المسالح‬
‫األسود في الليلة الظلماء ‪ ،‬وهو الشرك بذاته ‪.‬‬
‫مثل النار إذا وقعت في التبن ال يشعر بضوئها إال بعالد هةكاله ‪ ،‬كالذلك محبالة الشالريعة‬
‫واإلصغاء إلي زخرفه ‪ ،‬والتعلق بناموسه ‪ ،‬يعمل في األعضاء وي ري فالي العالروق ‪،‬‬
‫كما قال بلسانه وقوة بأسه وسلطانه ‪ ،‬ولطافاله ت الري فالي العالروق م الاري الالدم حتالي‬
‫يتمكن في القلب ويغري سائر العالمين ‪.‬‬
‫وقال الناطق ‪ ( )184( :‬ما زو حبي دماء أمتي ولحومهم ‪ ،‬فهم يؤثرونني علي اآلبالاء‬
‫واألمهات ) ‪ ،‬فرأينا الخبرين واحدا معناهما ‪ .‬وقد قال القرآن ‪ ( :‬قل أعوذ برب الناس‬
‫) (‪ )185‬ورب الناس هاهنا هو التالي ‪ ،‬وهو فالي عصالر محمالد ‪ :‬المقالداد (‪( ،)186‬‬
‫ملك الناس إله الناس ‪ ،‬من شر الوسواس الخناس ) (‪)187‬يعنالي زخالرف النالاطق ‪( ،‬‬

‫أنفسهم لفظ الخاصة ‪.‬‬


‫(‪ )183‬حرفت اآلية الكريمة واألصل ( واقصد في مشيك ) ‪.‬‬
‫(‪ )184‬يعني محمد صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫(‪ )185‬الناس ‪. 1 :‬‬
‫(‪ )186‬هو المقداد بن عمرو ‪ ،‬ويعرف بابن األسود ‪ ،‬صحابي ‪ ،‬من األبطال ‪ ،‬وهو أحد السبعة‬
‫الذين كانوا أول من أظهر اإلسالم وهو أول من قاتل على فرس في سبيل هللا ‪ ،‬شهد بدرا‬
‫وغيرها ‪ ،‬وسكن المدينة وتوفي فيها سنة ‪ 33‬هـ ‪.‬‬
‫(‪ )187‬الناس آيات ‪. 4 – 2‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪50‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الذي يوسوس فالي صالدور النالاس ) (‪ ،)188‬يعنالي الالدعاة والمالأذونين والمكاسالرين ‪،‬‬
‫حتي يردهم عن توحيد موالنا الحاكم بذاته ‪ ،‬المنفرد عن مبدعاته ‪ ،‬ل ذكره ‪.‬‬
‫والذات هو الهوته الحقيي ‪ ،‬الذي ال يدرك وال يحس ‪ ،‬سبحانه وتعالالي ‪ ( .‬واغضالض‬
‫من صوتك ) يعني بذلك اخفض وانق واستر نطقك بالشالريعة ( إن أنكالر األصالوات‬
‫لصوت الحمير ) يعني الدعوة الظاهرة ‪ ( ،‬لصوت الحمير ) ‪ :‬يعنالي بالذلك أشالر كالةم‬
‫وأفحشه نطق الشرائ المذمومة في كل عصر وزمان ‪ ،‬فمنهم تظهر الشكلية والضالدية‬
‫وال نسية ‪.‬‬
‫فأظهر موالنا ل ذكره لبس الصوف ‪ ،‬وتربية الشالعر وهالو دليالل علالي مالا ظهالر مالن‬
‫استعمال الناموس الظاهر ‪ ،‬وتعلق أهل التأويل بعلي بن أبي طالب وعبادته ‪.‬‬
‫وركوب الحمير دليل علي إظهار الحقيقة علي شرائ النطقاء ‪ ،‬وأما السروو بة ذهب‬
‫وال فضة فدليل علي بطةن الشريعتين ‪ :‬الناطق واألساس (‪.)189‬‬
‫واستعمال حلي الحديد علي السالروو دليالل علالي إظهالار الساليف علالي سالائر أصالحاب‬
‫الشرائ وبطةنهم ‪ .‬واستعمال الصحراء في ظاهر األمر ‪ ،‬وخروو موالنا الل ذكالره‬
‫في ذلك اليوم من السرداب إلي البستان ‪ ،‬إلي العالم دون سائر األبواب ‪.‬‬
‫والسرداب والبستان الذي يخرو موالنا ل ذكره منهما ليس ألحد إليهما وصول ‪ ،‬وال‬
‫له بهما معرفالة ‪ ،‬إال أن يكالون كمالن يخالدمهما أو خواصالهما ‪ .‬وهالو دليالل علالي ابتالداء‬
‫ظهور موالنا سبحانه بالوحدانية ومباشرته بالصمدانية بالحدين اللذين كانا خفيالين عالن‬
‫سائر العالمين ‪ ،‬إال لمن يعرفهما بالرموز واإلشارات ‪ ،‬وهمالا اإلرادة والمشاليئة ‪ ،‬كمالا‬
‫قال ‪ ( :‬إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ‪ ،‬فسبحان الذي بيده ‪ ...‬كل شيء‬
‫وإليه تر عون ) (‪ ،)190‬واإلرادة هالي ذومعالة ‪ ،‬والمشاليئة تاليالة ‪ ،‬كمالا قالال ‪ ( :‬ومالا‬
‫تشاؤون إال أن يشاء هللا ) (‪ ،)191‬فليس يعرفهما إال الموحدون لموالنا ل ذكره ‪.‬‬
‫ومن السرداب يخرو إلي البستان ‪ ،‬كذلك العلالم يخالرو مالن ذي معالة إلالي ذي مصالة ‪،‬‬
‫الذي هو بمنزلة ال نة صاحب األش ار واألنهار ‪ ،‬ثم يخرو منها إلي المقالس (‪،)192‬‬
‫فأول ما يلقي بستان بر الوان (‪ ،)193‬وهالو المعالروف بالح الازي ‪ ،‬فالة يدخلاله ‪ ،‬وال‬

‫(‪ )188‬الناس آية ‪.5‬‬


‫(‪ )189‬يعني علي بن أبي طالب رضي هللا عنه ‪.‬‬
‫(‪ )190‬يس آية ‪ ، 82‬وقد أسقطت من اآلية كلمة ( ملكوت ) قبل ( كل شيء ) ‪.‬‬
‫اإلنسان ‪ ، 30‬سورة التكوير آية ‪. 29‬‬ ‫(‪)191‬‬
‫(‪ )192‬مكان في الجهة الغربيه للقاهرة ‪ ،‬وكانت بساتين يحدها من الغرب النيل ‪ ،‬وفيه جامع‬
‫المقس ‪ ،‬واسم المقس يطلق على المكس ‪ ،‬والمقسم ‪ ،‬وأم دنين أيضا ‪ ،‬وهي واقعة على‬
‫شاطيء النيل ‪.‬‬
‫(‪ )193‬بستان برجوان ‪ ،‬ويقصد برجوان الصقلبي الخادم ‪ ،‬وحامل المظلة للحاكم ‪ ،‬وقد قتله‬
‫الحاكم وكان له بستان يعرف ببستان برجوان ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪51‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫يدور حوله في مضيه ‪ ،‬وهو دليل علي الكلمة األزلية ‪.‬‬


‫ثم يمضي إلي البستان المعروف ( بالدكة ) وهي دليل علي السابق ‪ ،‬وهو دكة العالالم ‪،‬‬
‫وعلومهم منهم ‪ ،‬وهذا البستان المعروف بالدكة ‪ ،‬علالي شالاطيء البحالر ‪ ،‬وكالذلك علالم‬
‫التأويل ممثوله البحر ‪ ،‬والمست يب للعهد إذا بلغ علم السابق ومعرفته ‪ ،‬حسالب أناله قالد‬
‫بلغ الغاية والنهاية في العبادة ‪.‬‬
‫وبستان الدكة ‪ ،‬م ةلته ‪ ،‬مةصق لموض الفحشاء والمنكر ‪ ،‬دون سائر البساتين ‪،‬‬
‫دليل علي أن علم السابق واصل بالنطقاء ‪ ،‬الذين هم معادن النواميس الفانيالة الحشالوية‬
‫‪ ،‬واألعمال الفاحشة الدنية ‪.‬‬
‫والمقس دليل علي الناطق ‪ ،‬وما في المقس من الفحشاء والمنكر دليالل علالي شالريعته ‪،‬‬
‫والنساء الفاسدات اللواتي فيه ‪ ،‬دليل علي دعاة ظواهر شريعته ‪ ،‬وارتكالابهم الشالهوات‬
‫البهيمية في طاعته ‪.‬‬
‫ثم إنه علينا سةمه ورحمته ‪ ،‬يخرو إلي الصناعة (‪)194‬ويدخل مالن بابهالا ‪ ،‬ويخالرو‬
‫من اآلخر ‪ .‬والصناعة دليل علي صالاحب الشالريعة ‪ ،‬والصالناعة ممنوعالة مالن دخالول‬
‫العالالالم فيهالالا والخالالروو إلضالالافة الشالالريعة ‪ ،‬فالالدخول موالنالالا الالل ذكالالره فيهالالا مالالن بالالاب‬
‫وخرو ه من باب ‪ ،‬دليل علي تحريم الشريعة وتعطيلها ‪.‬‬
‫ثم إنه – علينا سةمه ورحمته – يدور حول البستان المعروف بالح ازي ‪ ،‬وهو دليالل‬
‫علي الكلمة األزلية ‪ ،‬والدوار حوله بلور إلي الكشف بة سترة تحوط بالدين ‪ ،‬ثم إنه –‬
‫ل وعز سلطانه – يبلغ إلالي القصالور ‪ ،‬وهمالا قصالران عظيمالان خرابالان دليالل علالي‬
‫بطةن الشريعة وخرابها ‪.‬‬
‫ثم إنه – علينا سةمه ورحمته – يدخل من بالاب البسالتان المعالروف بالالمخت ‪ ،‬وهالو‬
‫دليل علي التالي ‪ ،‬إذ كان التالي مختصا بعلمه األساسي والتأويل ‪ .‬وأكثر العالم يميلون‬
‫إليه ‪ ،‬وهو هيولي العالم ال رماني ‪.‬‬
‫ومن الشيعة من يعتقد ويعبد التالي ‪ ،‬ومن الشيعة من يقالول بالأن التالالي موالنالا ‪ ،‬وهالذا‬
‫هو الكفر والشالرك ‪ .‬وإنمالا هالو التالالي الالذي ع الز النالاس عالن معرفتاله ‪ ،‬وهالو ال نالة‬
‫المعروفة بالمخت ‪ ،‬متصلة بال نة المعروفة بالعصار ‪ .‬والعصار دليل علالي النالاطق‬
‫‪ ،‬ألنه يعصالر علالم التالالي فيخالرو مناله الحقيقالة والتوحيالد ‪ ،‬فيكتماله عالن العالالم الغبالي‬
‫ويظهر لهم الثفل ‪ ،‬وهو الكسب (‪)195‬الذي ال ينتف به غير البهائم ‪.‬‬
‫كذلك البسالتان المعالروف بالعصالار ‪ ،‬وهالو خالراب مالن الفواكاله واألشال ار والريالاحين‬

‫(‪ )194‬يقصد دار الصناعة ‪.‬‬


‫(‪ )195‬وهي التفل الذي يتخلف عن المواد التي تعصر مثل السمسم والقمح وبذر القطن ‪ ،‬وما‬
‫شابه ذلك ‪ ،‬وتقدم علفا للبهائم ‪ ،‬وقد جرى اآلن تجفيفها بطر صناعية ‪ ،‬وأصلها فارسية (‬
‫كشب ) ‪ ،‬قال في لسان العرب هي عصارة الدهن ‪ ،‬غير أن المعروف اآلن ما ذكر أوالً ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪52‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫واألثمار ‪ ،‬وبستان المخت عامر بالفاكهة واألزهار ‪ ،‬والريالاحين واألشال ار ‪ ،‬ومناله‬


‫يخرو الماء إلي الحوض الذي تشرب منه البهائم ‪ .‬والمالاء هالو العلالم ‪ ،‬والحالوض هالو‬
‫المادة ال ارية من التالي ‪ ،‬والدواب هم النطقاء واألسس ‪ .‬كذلك العلم يخرو من التالالي‬
‫إلي األساس في كل عصر وزمان ‪ ،‬والسابق ممد الناطق ‪ ،‬ومن الفالاتق إلالي الراتالق ‪،‬‬
‫ومن السابق إلي الطالب الطارق ‪.‬‬
‫وهالالذان البسالالتانان بالالين المس ال دين المعالالروفين بمس ال د تبالالر (‪ ،)196‬ومس ال د ريالالدان‬
‫(‪ ،)197‬فمس د ريدان محاذي بستان العصار ‪ ،‬ومس د تبر محاذي بستان المخت ‪.‬‬
‫ومس د تبر دليل علي الناطق ‪ ،‬والتبر دليل علي الذهب ‪ ،‬والالذهب دليالل علالي إذهالاب‬
‫شريعته ‪ ،‬وهذا المس د لم تصل فيه صةة ماعة قط ‪ ،‬دليل علي أن ليس للنالاطق وال‬
‫لمن تبعه اتصال بالتوحيد ‪.‬‬
‫ومس د ريدان ‪ ،‬دليل علي ح ة الكشف القائم بالسيف والعنالف ‪ ،‬الالداعي إلالي التوحيالد‬
‫المنكر عند سائر العالمين ‪ ،‬كما نطالق عبالد موالنالا الل ذكالره فالي القالرآن علالي لسالان‬
‫الناطق السادس ( يوم يدع الداع إلي شيء نكر ) (‪ ،)198‬وهو عبادة موالنا ل ذكره‬
‫وتوحيده ‪ ،‬الذي أنكره سائر النطقاء واألسس أئمة الكفر ‪ ،‬كما قال عبالد موالنالا – الل‬
‫ذكره – في كتابه ( قاتلوا أئمة الكفر ‪ ،‬إنهم ال أيمان لهم ‪ ،‬لعلهم ينتهون ) (‪.)199‬‬
‫أراد ال أيمان لهم بمعرفة موالنا – الل ذكالره – واإليمالان هالو التسال ديق ( التصالديق )‬
‫(‪.)200‬‬
‫وتوحيد موالنا – ل ذكره – صعب مستصعب ‪ ،‬ال يحملاله نبالي مرسالل ‪ ،‬وال وصالي‬
‫مكمل ‪ ،‬وال إمام معدل ‪ ،‬وال ملالك مفضالل ‪ .‬بالل يحملاله قلالب صالاف لبيالب ‪ ،‬أو موحالد‬
‫راغب من األديان والطرائق ‪ ،‬وعبد مولي األساس والناطق ‪ ،‬ومبالدع التالالي والسالابق‬
‫الحاكم علي مي النطقاء والشرائ ‪ ،‬المنفرد عن مي المخلوقات والبدائ ‪.‬‬
‫ولكل شيء ضد بين يديه ‪ ،‬فبإزاء الباطل ‪ ،‬الذي هو نالة العصالار ‪ ،‬وهالو دليالل علالي‬
‫الناطق حتي يرف وهالو مسال د ريالدان ‪ ،‬وهالو ذومعالة ‪ ،‬وبالإزاء الحالق الالذي هالو نالة‬
‫المخت وهو التالي باطل يطلب فساده ‪ ،‬وهو مسال د تبالر ‪ ،‬وهالو النالاطق ‪ ،‬والمالولي‬
‫ل ذكره ينصر أولياءه ‪ ،‬ويهلك أعداءه ‪ ،‬ويتم نالوره ولالو كالره المشالركون المتعلقالون‬

‫(‪ )196‬مسجد قرب القاهرة بجانب منطقة ( المطرية ) ‪ ،‬وينسب إلى تبر األخشيدي ‪ ،‬الذي ثار‬
‫على كافور األخشيدي ‪ ،‬ودفن في هذا المسجد ‪.‬‬
‫(‪ )197‬الراجح أن نسبة هذا المسجد إلى ريدان ‪ ،‬الوزير الذي واله الحاكم الوزارة ‪.‬‬
‫القمر ‪.6 :‬‬ ‫(‪)198‬‬
‫(‪ )199‬التوبة ‪.12 :‬‬
‫(‪ )200‬وجدت على هامش إحدى المخطوطات بخط األستاذ زهير الشاويش – في مكتبته‬
‫الخاصة – ( أن كتابة الدروز الكلمة التصديق بالسين بدال من الصاد في كل كتبهم مرتبط عندهم‬
‫بحساب ( الجمل ) المستعمل عندهم وعند بعض المتصوفة ألغراض ال مجال لذكرها ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪53‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫بعلي بن عبد مناف (‪ ،)201‬والكافرون المتعلقون بالناطق وعدمه ‪.‬‬


‫وريالالدان خمسالالة أحالالرف ‪ ،‬دليالالل علالالي خمسالالة حالالدود ‪ ،‬النفسالالانيين ‪ ،‬والنالالورانيين ‪،‬‬
‫والروحالالانيين ‪ ،‬وال رمالالانيين ‪ ،‬وال سالالمانيين ‪ .‬وهالالو ذومعالالة العقالالل الكلالالي النفسالالاني ‪،‬‬
‫وذومصة ‪ ،‬النفس الروحاني وال نا الرباني ‪ ،‬واأليمن الباب األعظالم ‪ ،‬وهالو السالابق‬
‫والتالي ‪ ،‬معدن العلوم ومنه ابتناؤها ‪.‬‬
‫وريالالالدان كلمتال ال ان ‪ ( ،‬ري ) و ( دان ) ‪ ،‬و ( ري ) األشالالالياء وهالالالم الح الالالي والالالالدعاة‬
‫والمأذونين والمكاسرين ‪ ،‬كما قال عبد موالنا ل ذكره ( وكل شيء أحصيناه في إمام‬
‫مبين ) (‪ ،)202‬األشياء الحقيقية ‪ ،‬والذي األزلي ‪ ،‬والتوحيد األبدي علالي يالد ريالدان ‪،‬‬
‫يوم الدين ‪ ،‬وهو عبد موالنا ومالولي الخلالق أ معالين ‪ ،‬الل ذكالره ‪ ،‬وعالز اسالمه ‪ ،‬وال‬
‫معبود سواه ‪ ،‬سبحانه ل وعة أن يكون ديان أو سلطان أو برهالان أو هللا أو الالرحمن‬
‫‪ ،‬إذ كان الكل عبيده في سائر األدوار ‪ ،‬المستغفرين له في الليالي واألسحار ‪ ،‬العابدين‬
‫لالاله طوع الا وكره الا فالالي العيالالان ‪ ،‬سالالبحانه عالالن إدراك األوهالالام والخالالواطر ‪ ،‬أو يعالالرف‬
‫اإلعةن والسرائر ‪ ،‬أو بباطن أو بظاهر ‪ ،‬إذ كان ال يدرك بعض ناسوته ‪ ،‬وقدرة مقام‬
‫بروته ‪ ،‬وعظم ةل الهوته ‪.‬‬
‫وما من المسا د مس د سقطت قبته ‪ ،‬وهو المس د بكمالاله غيالر مسال د ريالدان ‪ ،‬فالأمر‬
‫موالنا سبحانه وتعالي بإنشاء قبته ‪ ،‬وزاد في طوله وعرضاله وسالموه دليالل علالي هالدم‬
‫الشريعة الظاهر علي يد عبده الساكن فيه (‪ .)203‬وإنشاء توحيد موالنا ل ذكره فياله‬
‫بالحقيقة ظالاهرا مكشالوفا ‪ ،‬وابتالداء الشالريعة الروحانيالة فالي بساليط روحالاني توحيالدي‬
‫الهوتي حاكمي ال يعبدون غيره وحده ‪ ،‬وال يشركون به أحالدا فالي السالر واإلعةنيالة ‪،‬‬
‫سبحانه وتعالي عما يقول المشركون علوا كبيرا (‪. )204‬‬
‫ثم إن موالنا علينا سالةمه ورحمتاله ‪ ،‬ظهالر لنالا فالي الناسالوت البشالرية ‪ ،‬ونزولاله عالن‬
‫الحمار إلالي األرض ‪ ،‬وركوباله محالاذي بالاب المسال د ‪ ،‬دليالل علالي تغييالر الشالريعة ‪،‬‬
‫وإثبات التوحيد ‪ ،‬وإظهار الشريعة الروحانية علي يد عبده حمزة بن علالي بالن أحمالد ‪،‬‬
‫ومملوكه وهادي المست يبين المنالتقم مالن المشالركين ‪ ،‬بساليف موالنالا وشالدة ساللطانه ‪،‬‬
‫وحده ال شريك له ‪.‬‬
‫ووقوفه في ظاهر األمر ‪ ،‬وحاشاه من الوقوف والسير وال لوس والنوم واليقظة ‪ ( ،‬ال‬
‫تأخذه سنة وال نوم ‪ ،‬له ما في السموات وما في األرض ) يعنالي النطقالاء واألسالس ‪( ،‬‬

‫(‪ )201‬يالحظ هنا أنه نسب عليا إلى جده ‪.‬‬


‫(‪ )202‬يس ‪. 12 :‬‬
‫(‪ )203‬كان حمزة يسكن في هذا المسجد ‪.‬‬
‫(‪ )204‬يقصد اآلية الكريمة ( سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ) سورة األسراء آية ‪17‬‬
‫‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪54‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫من ذا الذي يشف عنده إال بإذنه ) يعني من ذا الالذي يقالدر علالي إطالةق داع أو مالأذون‬
‫إال بمشيئته ‪ ( ،‬يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) يعني من آدم إلي محمد بالن إسالماعيل ‪،‬‬
‫( وال يحيطون بشيء من علمه ) يعني ح تاله ‪ ( ،‬إال بمالا شالاء ) وهالو المشاليئة أعظالم‬
‫الدر ات ‪ ( ،‬وس كرسيه السموات واألرض ) والكرسي هو التأييالد الالذي يصالل إلالي‬
‫الحدود العالية ‪ ( ،‬وال يؤوده حفظهما ) وهما ال نا األيمن وال نالا األيسالر ‪ ( ،‬وهالو‬
‫العلي العظيم ) (‪)205‬العالي علي كل من تقدم ذكره ومن تأخر ممن ينتظرهم الشاليعة‬
‫المشركون ‪.‬‬
‫وكان وقوفه عند الميل (‪ ،)206‬والميل دليل علي التأييالد ‪ ،‬إذ كانالت األميالال يسالتدلون‬
‫بها علي الطريق ‪ ،‬كذلك التأييد بطرق العبد من المعبود ‪ ،‬ويعود إلي الو ود ‪ ،‬ونزوله‬
‫إلي األرض محاذي باب المس د إشارة منه إلي عبد باب ح ابه علي خلقه ‪ ،‬والالداعي‬
‫إليه بتأييده وأمره ‪ ،‬إذ كان التأييد هو األمالر العالالي الالذي يكالون بالة واسالطة بشالريه ‪،‬‬
‫والباب دليل علي الح ة ‪.‬‬
‫ونزوله عن الحمار إلي األرض وركوباله آخالر كالان فالي نفالس آذان الالزوال ‪ ،‬وصالةة‬
‫الزوال دليل علي الناطق ‪ ،‬وتغيير موالنالا الل ذكالره الحمالار فالي نفالس وقالت األذان ‪،‬‬
‫دليل علي إزالة الظاهر ‪.‬‬
‫ويكون اعتمادهم من موض تغييره ‪ ،‬وهو يسمي المقام المحمود ‪ ،‬والمشهد المو ود ‪،‬‬
‫والمنهل العذب المورود إلي قصر موالنا الحاكم بذاته ‪ ،‬وهو المقام المحمود ‪ ،‬محالاذي‬
‫باب شريعة روحانية وعلوم حاكمية ‪ ،‬وأنا أذكرها لكالم فالي غيالر هالذا الكتالاب إن شالاء‬
‫موالنا ‪ ،‬وبه التوفيق في مي األمور ‪ ،‬وال حول وال قوة إال باله ‪ ،‬وهالو حسالبي ونعالم‬
‫النصير المعين ‪.‬‬
‫ثم إن موالنا علينا سةمه ورحمته ‪ ،‬البد لاله فالي كالل ركبالة مالن اإلعالادة إلالي البسالاتين‬
‫المعروفين بالمقس ‪ ،‬دليل علالي إظهالار النشالوء الثالالم الخالارو مالن الكفالر والشالرك ‪،‬‬
‫وهما الظاهر والباطن ‪ ،‬وهو توحيد موالنا ل ذكره ‪.‬‬
‫ودخوله إلي القصر من الباب الالذي يخالرو مناله ‪ ،‬والسالرداب بعيناله دليالل علالي إثبالات‬
‫األمر ‪ ،‬وكشف الطرائق بكتب الوثائق ‪ ،‬ور وع األمر إلي ما منه بالدأ روحانيالة غيالر‬
‫تكليفية ‪ ،‬وال ناموسية شيطانية ‪ ،‬وال زخرف هامانية ‪ ،‬أعاذنا المولي وإياكم من الشالك‬
‫فيه ‪ ،‬والشرك به بمننه وفضله ‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه ‪.‬‬

‫(‪ )205‬سورة البقرة آية ‪ ( 255‬وهي آية الكرسي ) ‪ ،‬وقد أسقطت كلمة ( عنده ) في قوله‬
‫تعالى ( من ذا الذي يشفع عنده )‪.‬‬
‫(‪ )206‬منار يبنى للمسافر في أنشاز األرض وأشراقها ‪ ،‬وقيل لألعالم المبنية في طريق مكة‬
‫أميال ألنها بنيت على مقادير مدى البصر من الميل إلى الميل ‪ ،‬وكل ثالثة أميال منها فرسخ ‪.‬‬
‫انظر لسان العرب ج ‪ 11‬ص ‪. 639‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪55‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وأما نزوله في ظاهر األمر إلي مصر ‪ ،‬ومالا شالاهدناه ‪ ،‬ففيهالا تمكالن الشاليطان الغالوي‬
‫لعنه هللا من قلوب العامة الحشوية (‪ ،)207‬والعقالول السالخيفة الشالرعية ممالا يسالمعون‬
‫من ألسن الركابية قدام موالنا ل ذكره بما يستقر في عقولهم السخيفة من كةم الهالزل‬
‫والمزا ‪ ،‬ولم يعرفوا أن فيه ( حكمة بالغة فما تغني النذر ) (‪. )208‬‬
‫فأول مسيره إلي المشاهد الثةثة ‪ ،‬وليس فيهالا آذان وال إقامالة وال صالةة ماعيالة ‪ ،‬إال‬
‫في األوسط الذي هو المالنهي األقالوم ‪ ،‬والطريالق األساللم التالي مالن ساللكها ن الا ‪ ،‬ومالن‬
‫تخلف عنها هلك وغوي ‪.‬‬
‫ثم إنه علينا سةمه ورحمته ‪ ،‬يسير إلي راشده (‪ ،)209‬أيضا ثةثالة مسالا د متفاوتالات‬
‫في بنيانها ‪ ،‬وأحسن ما فيهم وأعةهم وأفضلهم ‪ ،‬الذي يصلي الخطيب فيه يوم ال مة ‪،‬‬
‫وتصلي فيه خمس صلوات علي دائم األيام ‪ ،‬وهو الوسطاني ‪ ،‬وهو دليالل علالي توحيالد‬
‫موالنا ل ذكره ‪ ،‬وإثبات خمسة حدود علوية فيه ‪ ،‬وهو دليل علي ح ة الكشف ‪.‬‬
‫والمس دان اللذان معاله متفاوتالان فالي البنالاء ‪ ،‬دليالل علالي النالاطق واألسالاس ‪ ،‬وكالذلك‬
‫الناطق في ترتيب حالدوده ‪ ،‬أفضالل مالن األسالاس ‪ ،‬واألسالاس أعظالم شالأنا فالي ترتيالب‬
‫الباطن ورموزه من الناطق في المعقوالت والبيان ‪ ،‬فلما ظهالر التوحيالد زالالت قالدرتها‬
‫ميعالالا ‪ ،‬وسالالميت ( راشالالدة ) ألن بمعرفالالة الح الالة وهدايتالاله ‪ ،‬واألخالالذ منالاله يرشالالد‬
‫المست يبون ويبلغون نهاية توحيد موالنا ل ذكره ‪.‬‬
‫ثم إن علينا سةمه ورحمته ‪ ،‬يدور حول هذا المس د الوسطاني في ظاهر األمالر دليالل‬
‫علي التأييد لعبده ‪ ،‬وقدام المس د عقبة صعبة الصعود لمن يسلكها ‪ ،‬وليس إلي القرافال ة‬
‫(‪)210‬مح ة إال علي هذه العقبة دليل علي البالراء مالن األبالسالة ‪ ،‬أصالحاب الزخالرف‬
‫والناموس وليس للعالم ن اة إال بالبراءة منهم ‪ ،‬كما أن المح ة علي هذه العقبة ‪ ،‬وهالي‬
‫صالالعبة مستصالالعبة لكالالن فيهالالا افتكالالاك الرقبالالة ‪ ،‬وهالالو الالالتخل مالالن الشالالريعتين الظالالاهر‬
‫والباطن ‪.‬‬
‫أما ما يرونه من وقوفه في الصوفية ‪ ،‬واستماعه ألغانيهم ‪ ،‬والنظر إلي رقصهم ‪ ،‬فهو‬
‫دليل علي ما استعمل من الشريعة التي هي الزخرف واللهو واللعب ‪ ،‬وقالدرنا هةكهالم‬
‫‪.‬‬
‫وأما بئر الزئبق ‪ ،‬فهو دليل علي الناطق ‪ ،‬من فوقه واس ‪ ،‬ومن أسفله ضاليق ‪ ،‬كالذلك‬

‫(‪ )207‬هذا التعبير يستعمله الشيعة ‪ ،‬ويقصدون به ذكر أهل السنة ‪ ،‬وقد تبعهم على ذلك من‬
‫غير وعي بعض الكتاب في القديم والحديث ‪.‬‬
‫(‪ )208‬سورة القمر آية ‪. 5‬‬
‫(‪ )209‬يقصد جامع راشدة ‪ ،‬وهو الذي بناه الحاكم ‪ ،‬على القرب من ( الرصد ) ‪ ،‬وكان قبل‬
‫ذلك جانب المكان الذي بني عليه جامع راشدة ‪ ،‬جامع بهذا االسم ‪ ،‬ولما بني هذا الجامع سمي‬
‫بهذا االسم ‪ ،‬وهو نسبة إلى قبيلة عربية اسمها ( راشدة )‪.‬‬
‫(‪ )210‬وهي مقبرة القاهرة ‪ ،‬وتسمى بهذا االسم ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪56‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الشريعة دخولها سهل واس ‪ ،‬والخروو منها صالعب ضاليق ‪ ،‬لكالن مالن يقفالز فالي هالذا‬
‫البئر ويعرف سره ويقف علي معناه ‪ ،‬ويريد المولي ن احه خرو من بابه ‪ ،‬وهو دليالل‬
‫علي أساسه ‪ ،‬والوقوع في الشريعة البد منه حتما لزما لكل أحد ‪ ،‬ويخل المولي مالن‬
‫يشاء برحمته منها ‪ ،‬كما قال الناطق في القرآن ( وإن منكم إال واردهالا ) (‪)211‬يعنالي‬
‫السابق ‪ ( ،‬حتما مقضيا ) ‪ ( ،‬ثم ين الي الالذين اتقالوا ) مالن النالاطق ( ويالذر الظالالمين )‬
‫يعني أهل الظاهر ‪ ( ،‬فيها ثيا ) (‪)212‬يعني حيران حزينا دائما ‪.‬‬
‫ومن خرو من هذا البئر سالما أخذ من الحكالام مالا يسالتنف باله ‪ ،‬كالذلك مالن كالان تحالت‬
‫الشريعة وعلم التأويل ورموزه وتخل من شبكتيهما ميعا وعلم ما يراد منه ‪ ،‬وصل‬
‫إلالالي التوحيالالد ‪ ،‬واسالالتنف بدينالاله ودنيالالاه ‪ ،‬ومالالن قفالالز فيهمالالا ‪ ... :‬ال قالالوة ‪ ،‬وهمالالا السالالابق‬
‫والتالي انكسرت ر ةه واندق عنقاله ‪ ،‬دليالل علالي أن مالن انقطال مالن السالابق والتالالي‬
‫الذين هما األصةن المحمودان وخالفهما ( خسر الدنيا واآلخرة ‪ ،‬ذلك الخسران المبالين‬
‫) (‪.)213‬‬
‫وأما بئر الحفرة ‪ ،‬فهو دليل علي األساس ‪ ،‬وهو أشد عالذابا مالن بئالر الزئبالق ‪ ،‬وأتعالب‬
‫خر ا ‪ ،‬ألن من اعتقد الظاهر ‪ ،‬وهي الشريعة ‪ ،‬إذ بلالغ البالاطن اعتقالد أناله لاليس فالوق‬
‫األساس شيء ‪ ،‬وأنه الغاية والمعبود ‪ ،‬فيبقي في العذاب األبدي ‪ ،‬إلي أن يريالد المالولي‬
‫من اته ‪ ،‬فيحتاو الداعي أن يتعب معه من قبالل أن يكسالره وي بالره ويخر اله ممالا هالو‬
‫عليه من الكفر والشرك ‪.‬‬
‫وأما لعب الركابية بالعصي والمقارع (‪ ،)214‬قدام موالنا الل ذكالره فهالو دليالل علالي‬
‫مكاسرة أهل الشرك والعامة وتشويههم بين العالم ‪ ،‬وإظهالار أديالانهم المغاشالم ويكشالف‬
‫زيفهم باست رائهم علي المخاطبة بحضرته ‪.‬‬
‫أما الصراع ‪ ،‬فهو دليل علي مفاتحة الدعاة بعضهم لبعض ‪ ،‬وقالد كالان للعالالم فالي قتالل‬
‫سويد والحمام عبرة لمن اعتبر ‪ ،‬ون اة من الشرك لمن تدبر ‪ ،‬ألنهما كانا رئيسين فالي‬
‫الصراع ‪ ،‬ولكل واحالد منهمالا عشاليرة وأتبالاع وهمالا دلاليةن علالي النالاطق واألسالاس ‪،‬‬
‫وقتلهما دليل علي تعطيل الشريعتين التنزيل والتأويل ‪ ،‬والهوان بالطائفتين أهالل الكفالر‬
‫والتلحيد ‪.‬‬
‫وأما ما ذكره الركابية من ذكر الفروو واألحاليل ‪ ،‬فهما دليةن علي الناطق واألسالاس‬

‫(‪ )211‬مريم ‪. 71 :‬‬


‫(‪ )212‬يشير إلى اآلية الكريمة ( ثم ننجي الذين اتقوا ‪ ،‬ونذر الظالمين فيها جثيا ) ‪ ،‬سورة‬
‫مريم ‪. 72‬‬
‫(‪ )213‬سورة الحج آية ‪ ، 11‬وقد أسقط كلمة ( هو ) بعد كلمة ( ذلك ) ‪.‬‬
‫(‪ )214‬يقول األستاذ زهير الشاويش عن هذا ‪ ( :‬أنه من األعمال التي مازالت حتى اليوم في‬
‫مصر ويسمى ( الضرب بالشوم ) ويشبه إلى حد ما ‪ ،‬ما يسمى في الشام بلعب ( الحكم ) ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪57‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫‪ ،‬وقوله ‪ ( :‬أرني قمرك ) يعني اكشف عن أساسالك وهالو موضال يخالرو مناله القالذر ‪،‬‬
‫دليل علي الشرك فإذا كشالف عالن أساساله وأخالرو قبلاله ‪ ،‬أي عبالادة أساساله ‪ ،‬ن الا مالن‬
‫العذاب والزيغ في اعتقاده ‪ ،‬ومن شالك هلالك ‪ .‬كمالا أن اإلنسالان إذا لالم يبالل وال يتغالوط‬
‫أخذه القولني فيهلك ‪.‬‬
‫والنار ها هنا علم الحقيقة وتأييده ل ذكره فيحرق ما أتالت باله الشالريعتان ‪ ،‬كمالا أنهالم‬
‫يحرقون فروو بعضهم بعضا في النار ‪ ،‬دليل علي احتراق دولتهما وانقضاء مدتهما ‪،‬‬
‫وإظهار توحيد موالنا ل ذكره بغير شاك فيه ‪ ،‬ال يشرك باله ال نالاطق سالماني ‪ ،‬وال‬
‫أساس رماني ‪ ،‬وال سابق روحاني ‪ ،‬وال تال نفساني ‪ ،‬وال يبقالي لمنالافق ولالة ‪ ،‬وال‬
‫لمشرك دولة ‪ ،‬ويكون أولو األمر منكم وأهل الحسالاب مالنكم والمتصالوفون فالي ميال‬
‫الدواوين منكم ‪ ،‬والعمال منكم ‪ ،‬ويكالون الموحالدون لموالنالا الل ذكالره فالي نعاليم دائالم‬
‫وإحسان غانم ‪ ،‬وملك قائم ‪ ...‬فعليكم معاشر اإلخالوان الموحالدين لموالنالا الل ذكالره ‪،‬‬
‫العابدين له وحده دون غيره بالحفظ إلخوانكم ‪ ،‬والتسليم لموالنا الل ذكالره ‪ ،‬والرضالا‬
‫بقضائه في السراء والضالراء ‪ ،‬تن الوا مالن عالذاب الالدين وشال قوة الالدنيا ‪ ،‬بمنالة موالنالا‬
‫وقوته ) (‪.)215‬‬
‫وهكذا نرى أن حمزة لم يأت ب ديد في موضوع ألوهية الحاكم ‪ ،‬وإن فاق الكثير دهالاء‬
‫ومكرا وعداوة لسسةم ‪ ،‬وتةعبا باأللفاظ وت ويل حلزونية ‪.‬‬
‫وحمزة بعد هذا كله لم يأت بدليل علي ألوهية الحاكم ‪ ،‬إذ لينه وتواضالعه وكرماله دليالل‬
‫علي الةهالوت ‪ ،‬وشال اعته وشالدته دليالل أيضالا ‪ ،‬بالل سالدل شالعره وارتالداؤه الصالوف‬
‫واللعب باالحليل والفرو دليل كذلك ‪.‬‬
‫وهكذا فإن اإلنسان العاقل وهو يقرأ هذه السخافات ال يستطي إال أن يرثي لحال هؤالء‬
‫الذين – ال يزال حمزة – يلعب بعقولهم فيؤمنون بأقواله وسخافاته ‪ ...‬ويقالف حالائرا أو‬
‫حزينا أمالام هالذه األقالوال ( المقدسالة عنالدهم ) وإلالي تبتالر الخاليط الرفيال بالين الالدرزي‬
‫واإلسةم ؟ ! ‪.‬‬
‫*****‬

‫(‪ )215‬كتاب فيه حقائق ما يظهر قدام موالنا جل ذكره من الهزل ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪58‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫تطوير المذهب الدرزي بعد الحكم‬
‫أشرنا فيما تقدم إلي شغف الحاكم بالطواف بالليل ‪ ،‬والسيما في نبالات بالل المقطالم ‪،‬‬
‫وكان يتوغل في ال بل ‪ ( ،‬وفالي ليلالة االثنالين ‪ 27‬شالوال سالنة ‪ 411‬هال ال ( ‪ 1021‬م )‬
‫خالالرو الحالالاكم كعادتالاله للطالالواف – فالالي ال بالالل ‪ ،‬ولالاليس معالاله أحالالد إال ركالالابي وصالالبي )‬
‫(‪.)216‬‬
‫ولكن الحاكم لم يعد ‪ ،‬وأر ح الروايات أن أخته ست الملالك قالد دبالرت اغتيالاله ‪ ،‬وكمالا‬
‫يقول الدكتور عبد الرحمن بدوي ( فقد دفعها إلي تدبير اغتياله أمران ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أنها لما رأت أعمال الحاكم الشنيعة ‪ ،‬خافت أن يخرب بيت الخةفة الفاطمية علي‬
‫يديه ‪ ،‬فقالد كرهتاله قبيلالة كتامالة صالاحبة الفضالل األكبالر فالي قيالام الدولالة الفاطميالة فالي‬
‫المغرب ‪ ،‬والتي كانت لها مكانة عالية في مصر بعد فتحها ‪ ،‬بسبب إعدامه لكثيالر مالن‬
‫و هائها ‪ ،‬وحده من نفوذها ‪ ،‬كما كرهه أهل مصر لتصالرفاته الشالاذة ‪ ،‬وكرهاله ال نالد‬
‫أيضا بسبب تصرفاته م قوادهم ‪ ،‬ومعهم أنفسهم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬أنها خافت علي نفسها مالن بطشاله ‪ ،‬إذ اتهمهالا بسالوء ساللوكها مال الر الال ‪ ،‬ومالا‬
‫أيسر أن ينفذ وعيده لها ‪ ،‬لهذا آثرت أن تقضي عليه قبل أن يقضي عليها ) (‪. )217‬‬
‫وتؤكد الروايات التاريخية هذين األمرين ‪ ،‬ومما أورده المؤرخون ما نقلاله ابالن تغالري‬
‫بردي في الن وم الزاهرة عن ابن الصابيء ‪ ( :‬أن الحاكم لمالا بالدت عناله هالذه األمالور‬
‫الشنيعة استوحش الناس منه ‪ ،‬وكان له أخت يقال لهالا سالت الملالك ‪ ،‬مالن أعقالل النسالاء‬
‫وأحزمهن ‪ ،‬فكانت تنهاه وتقول ‪ :‬يا أخي ‪ ،‬احذر أن يكون خراب هذا البيت علي يديك‬
‫‪ .‬فكان يسمعها غليظ الكةم ويتهددها بالقتل ‪ ،‬وبعالم إليهالا يقالول ‪ :‬رفال إلالي أصالحاب‬
‫األخبار أنك تالدخلين الر الال إليالك وتمكنيالنهم مالن نفسالك ‪ ،‬وعمالل علالي إنفالاذ القوابالل‬
‫الستبرائها ‪ ،‬فعلمت أنها هالكة ) (‪.)218‬‬
‫ويضيف ابن ال وزي في المنتظم ‪ ( :‬وراسلت ست الملك قائدا يقال لاله ‪ :‬ابالن دواس (‬
‫من شيو كتامة ) ‪ ،‬كان شديد الخوف من الحاكم أن يقتله ‪ ،‬فقالت ‪ :‬إني أريد أن ألقاك‬
‫‪ ،‬إما أن تتنكر وتأتيني ‪ ،‬وإما أن أ يء أنا إليك ف اءت إليه ‪ ،‬فقبل األرض بالين يالديها‬
‫وخلوا ‪ ،‬فقالت له ‪ :‬لقد ئتك في أمر أحرس نفس ونفسك ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنا خادمالك ‪ ،‬فقالالت‬
‫‪ :‬أنت تعلم ما يعتقده أخي فيك ‪ ،‬وأنه متي تمكن منك لم يبق عليك ‪ ،‬وأنا كذلك ‪ ،‬ونحن‬
‫معه علي خطر عظيم ‪ ،‬وقد انضاف إلي ذلك ما قد تظاهر به ‪ ،‬وهتكه النالاموس الالذي‬
‫قد أقامه آباؤنا ‪ ،‬وزيادة نونه ‪ ،‬وحمله نفسه علي ما ال يصبر المسلمون علالي مثلاله ‪،‬‬

‫(‪ )216‬ابن كثير ‪ :‬البداية والنهاية مجلد ‪ ، 6‬ج ‪ ، 12‬ص ‪. 10‬‬


‫(‪ )217‬د ‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ :‬مذاهب االسالميين مجلد ‪ . 2‬ص ‪.609‬‬
‫(‪ )218‬ابن تغرى بردي ‪ :‬النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ‪ .‬ج ‪ . 4‬ص ‪. 186‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪59‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫فأنا خائفة أن يثور الناس علينا فيقتلوه ويقتلونا وتنقضي هذه الدولة أقبح القضالاء ‪ .‬قالال‬
‫‪ :‬صدقت فما الرأي ؟ قالت ‪ :‬تحلف لي وأحلف لك علي كتمان ما رى بيننا من السالر‬
‫وتعاضدني علي ما فيه الراحة من هذا الر ل ‪ ،‬فقالال لهالا ‪ :‬السالم والطاعالة ‪ ،‬فتحالفالا‬
‫علي قتله وأنهما يقيمان ولده مقاماله ‪ ،‬وتكالون أنالت صالاحب يشاله ومالديره ‪ ،‬وقالالت ‪:‬‬
‫اختر لي عبدين من عبيدك تثق بهما علي سرك وتعتمد عليهما في مهمك ) (‪.)219‬‬
‫ويقول ابن كثير ‪ ( :‬ف هز من عنالده عبالدين أسالودين شالهمين ‪ ،‬وقالال لهمالا ‪ :‬إذا كانالت‬
‫الليلة الفةنية فكونا في بل المقطم ‪ ،‬ففي تلك الليلة يكون الحاكم هناك في الليل لينظالر‬
‫في الن وم ‪ ،‬وليس معه أحد إال ركابي وصبي ‪ ،‬فاقتةه واقتةهما معاله ‪ ،‬واتفالق الحالال‬
‫علي ذلك ‪ ...‬وفي تلك الليلالة ركالب وصالحبه صالبي وركالابي ‪ ،‬وصالعد ال بالل المقطالم‬
‫فاستقبله ذانك العبدان فأنزاله عن مركوبه وقطعا يديه ور ليه ‪ ،‬وبقرا بطنه ‪ ،‬فأتيالا باله‬
‫موالهما ابن دواس ‪ ،‬فحمله إلي أختاله فدفنتاله فالي م لالس دارهالا ‪ ،‬واسالتدعت األمالراء‬
‫واألكابر والوزير وقد أطلعته علالي ال ليالة ‪ ،‬فبالايعوا لولالد الحالاكم أبالي الحسالن علالي ‪،‬‬
‫ولقب بالظاهر إلعزاز دين هللا ) (‪.)220‬‬
‫ولكن ابن األثير يقول ‪ ( :‬أنه تو ه إلي شرقي حلالوان (‪)221‬ومعاله ركابيالان فأعالادت‬
‫أحدهما م ماعة من العرب إلي بيت المالال ‪ ،‬وأمالر لهالم ب الائزة ‪ ،‬ثالم عالاد الركالابي‬
‫اآلخر ‪ ،‬وذكر أنه خلفه عند العين والمقصبة ‪ .‬وبقي الناس علي رسمهم يخر الون كالل‬
‫يوم يلتمسون ر وعه إلي سلخ شوال ‪ ،‬فلما كان ثالم ذي القعدة خرو مظفر الصالقلبي‬
‫‪ ،‬صاحب المظلة وغيره من خوا الحاكم ‪ ،‬ومعهم القاضي ‪ ،‬فبلغالوا عفالان (‪،)222‬‬
‫ودخلوا إلي ال بل ‪ ،‬فبصروا بالحمار الذي كان عليه راكبا ‪ ،‬وقد ضالربت يالداه بساليف‬
‫وعليه سر ه ول امه ‪ ،‬فاتبعوا األثالر ‪ ،‬فالانتهوا باله إلالي البركالة التالي شالرقي حلالوان ‪،‬‬
‫فرأوا ثيابه ‪ ،‬وهي سب قط صوف وهي مزررة بحالها لم تحل ‪ ،‬وفيها أثر السالكاكين‬
‫فعادوا ولم يشكوا في قتله ) (‪.)223‬‬
‫وينفالي المقريالالزي هالالذه الروايالالات ويقالالول ‪ ( :‬وقيالالل أن أختالاله قتلتالاله ‪ ،‬ولالاليس بصالالحيح )‬
‫(‪.)224‬‬
‫ويروي أيضا عن المسبحي ‪ ( :‬وفي محرم سنة خمالس عشالرة وأربعمائالة قالبض علالي‬

‫(‪ )219‬ابن الجوزي ‪ :‬المنتظم في تاريخ الملوك واألمم ‪ .‬ج ‪ . 7‬ص ‪. 299 ، 298‬‬
‫ابن كثير ‪ :‬البداية والنهاية مجلد ‪ ، 6‬ج ‪ ، 22‬ص ‪. 10‬‬ ‫(‪)220‬‬
‫(‪ )221‬قرية من أعمال مصر ‪ ،‬بينها وبين الفسطاط نحو فرسخين ‪ ،‬مشرفة على النيل ‪ ،‬وكان‬
‫أول من اختطها عبد العزيز بن مروان لما ولي مصر ‪ .‬انظر معجم البلدان ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 293‬‬
‫(‪ )222‬الظاهر أن المقصود هو الدير الذي في أعلى الجبل ‪ ،‬وهو مطل على الصحراء والنيل‬
‫واسمه دير القصير ( المكان المعروف قرب حلوان ) ‪.‬‬
‫(‪ )223‬ابن األثير ‪ /‬الكامل في التاريخ مجلد ‪ 9‬ص ‪. 314‬‬
‫(‪ )224‬المقريزي ‪ :‬الخطط المقريزية ‪ ،‬ج ‪ 3‬ص ‪. 253‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪60‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ر ل من بني حسين ثار بالصعيد األعلي فأقر بأنه قتل الحاكم بأمر هللا في ملة أربعة‬
‫أنفس تفرقوا في البةد وأظهر قطعة من لدة رأس الحاكم ‪ ،‬وقطعة مالن الفوطالة التالي‬
‫كانت عليه ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬لم قتلته ؟ فقال ‪ :‬غيالرة هلل ولسسالةم ‪ ،‬فقيالل لاله ‪ :‬كيالف قتلتاله ؟‬
‫فأخرو سكينا ضرب بها فؤاده فقتل نفسه ) (‪.)225‬‬
‫ولما طويت صفحة الحاكم ‪ ،‬واستقر فالي األذهالان مصالرعه ‪ ،‬وصالفا الو الريبالة التالي‬
‫ثارت حول اختفائه ‪ ،‬أخذ الظاهر بوحي عمته ست الملك ‪ ،‬في نقض سياسة أبيه تباعالا‬
‫‪ ،‬فالالألغي أحكالالام التحالالريم التالالي أصالالدرها الحالالاكم ‪ ،‬وطالالورد المةحالالدة أصالالحاب حمالالزة‬
‫والمنادون بألوهية الحاكم في عهده بمنتهي الشدة ‪ ،‬وقالبض علالي زعمالائهم وشاليعتهم ‪،‬‬
‫وقتل كثيرون مالنهم ‪ ،‬وصالدرت األوامالر بتتالبعهم فالي سالائر األنحالاء وهالرب زعاليمهم‬
‫حمزة بن علي ‪.‬‬
‫أما الدروز فيقولون بغيبة الحاكم ‪ ،‬وهذا يتمشي م اعتقادهم أن األلوهية قالد حلالت فالي‬
‫ناسالوته ‪ :‬وكالان الختفالالاء الحالاكم علالي هالالذا النحالو فرصالة إلذكالالاء دعالوتهم وتغالالذيتها ‪،‬‬
‫واتخالالذوا مالالن هالالذا االختفالالاء وظروفالاله الغامضالالة مسال تقي ديالالدا لالالدعوتهم ‪ .‬فزعمالالوا أن‬
‫الحاكم لم يقتل ولم يمت ‪ ،‬ولكنه اختفالي أو ارتفال إلالي السالماء ‪ ،‬وساليعود عنالدما تحالل‬
‫الساعة فيم األرض عدال ‪ ،‬وأصبح هذا االدعاء أصة مقررا من أصول عقيدتهم ‪.‬‬
‫ويو د بين رسائل الدروز رسالة عنوانها ( الس ل الذي و د معلقا علالي المشالاهد فال ي‬
‫غيبة موالنا اإلمام الحاكم ) ‪ ،‬وتاريخها فالي شالهر ذي القعالدة سالنة ‪ 411‬هال ال ‪ ،‬أي بعالد‬
‫اختفاء الحاكم بأيام قةئل ‪.‬‬
‫( وتبدأ الرسالة بال ( التوبة ) إلي هللا تعالي ‪ ،‬وإلي وليه وح ته علي العالمين ‪ ،‬وخليفته‬
‫في أرضه ‪ ،‬وأمينه علي خلقه أمير المؤمنين ) ‪ ...‬إلي أن تقول ‪ :‬وأنه قد سبق إلاليكم ‪،‬‬
‫أعني إلي الناس من الوعد والوعظ والوعيد من ولي أمركم ‪ ،‬وإمام عصركم ‪ ،‬وخلالف‬
‫أنبيائكم ‪ ،‬وح ة باريكم ‪ ...‬إلخ ) (‪.)226‬‬
‫ويقول الدكتور عبد الرحمن بدوي عن هذا الس ل ‪ ( :‬ونحن نعتقد أن هذا الس ل لاليس‬
‫من وض حمزة بن علي ‪ ،‬ألناله يخالالف كالل العقائالد التالي دعالا إليهالا حمالزة ‪ - ،‬وذلالك‬
‫ألمرين ‪: -‬‬
‫‪ – 1‬فهو ينعت الحاكم بأنه ( ولي أمركم ‪ ،‬وإمام عصالركم ‪ ،‬وخلالف أنبيالائكم ) ‪ ،‬وأناله‬
‫ولي هللا و ( خليفته في أرضه ) و ( أمير المؤمنين ) ‪ ،‬وهالذه الصالفات تتنالافي مال مالا‬
‫ذهب إليه حمزة في رسائله ‪ ،‬وخصوصا في ( ميثاق ولي الزمان ) حيم نعت الحالاكم‬
‫بأنه ( موالنا األحد ‪ ،‬الفرد الصمد ) ‪.‬‬
‫‪ – 2‬إن هذا الس ل يم د في الحاكم بأمر هللا أنه أحيا ( سنة اإلسالةم واإليمالان ) التالي‬

‫(‪ )225‬المقريزي ‪ :‬الخطط المقريزية ‪ .‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.253‬‬


‫(‪ )226‬نسخة السجل الذي وجد معلقا على المشاهد في غيبة موالنا اإلمام الحاكم ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪61‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫هي الدين عند هللا ‪ ،‬وبه شرفتم وظهرتم في عصره علي ميال المالذاهب واألديالان ‪...‬‬
‫فدخلوا في دين هللا أفوا ا ‪ ،‬وبني ال وام وشيدها ‪ ،‬وعمر المسا د وزخرفها ‪ ،‬وأقالام‬
‫الصةة في أوقاتها ‪ ،‬والزكاة في حقها ووا باتها ‪ ،‬وأقام الحالي وال هالاد ‪ ،‬وعمالر بيالت‬
‫هللا الحرام ‪ ،‬وأقام دعائم اإلسةم ) ‪:‬‬
‫فكيف يتفق تم يد الحاكم بسبب أحيائه سنن اإلسالةم ‪ ،‬والسالهر علالي أركاناله ‪ ،‬مال مالا‬
‫يذهب إليه حمزة بن علي في ( ميثاق ولي الزمالان ) مالن أن يالدخل فالي ديانالة التوحيالد‬
‫التي دعا إليها ‪ ،‬فعليه أن يتبرأ مالن ميال المالذاهب والمقالاالت واألديالان واالعتقالادات‬
‫كلها ) (‪.)227‬‬
‫وأرى أن هذا الس ل ‪ ،‬ال يمكن أن يكون من وضال حمالزة أو أحالد دعاتاله ‪ ،‬ألناله فالي‬
‫الواق ينفي كل ما ذهب إليه الدروز في اعتقاداتهم بأن الحاكم هو اإلله ‪ ،‬وليس اإلمالام‬
‫أو الخليفة ‪ ،‬وكما سنرى في الفصول القادمة ‪ ،‬فإن هالذه األلقالاب ال ي الوز أن يوصالف‬
‫بها الحاكم ‪.‬‬
‫ويرى الدكتور عبالد الالرحمن بالدوي أيضالا ‪ ( :‬أن صالاحب المصاللحة فالي ذلالك ‪ ،‬كالان‬
‫أصحاب السلطة والوزراء ‪ ،‬أو من شابههم ‪ ،‬وذلك حتالي يكالون إعةنالا عامالا للنالاس ‪،‬‬
‫وطمأنة لهم ‪ ،‬وتخويفا في نفس الوقت ‪ ،‬خصوصا وأن الناس يكرهالون الحالاكم ‪ ،‬وأناله‬
‫قد يحدم بعد وفاته اضطرابا في األمن واختةال في أحوال الدولة ) (‪.)228‬‬
‫وإلي انب هذا الس ل ‪ ،‬هناك رسالالة أخالرى كتبهالا أحالد أكالابر الالدعاة وأحالد الحالدود‬
‫الخمسة عند الدرز ‪ ،‬وهو المقتني بهاء الدين (‪)229‬وعنوانها ( رسالة الغيبة ) ‪.‬‬
‫يقول فيها ‪ (( :‬معشر الموحدين ‪ ،‬إذا كنتم تتحققون أن موالكم ال تخلو الدار منه ‪ ،‬وقالد‬
‫عدمته أبصاركم ‪ ...‬وإذا فسدت المعدة ضرت البصر ‪ ،‬فهكذا إذا كانالت المالادة واصاللة‬
‫إلي النفوس الصحيحة ‪ ،‬فينظروا صورة الناسالوت نظالرا صالحيحا ‪ ،‬وإذا كانالت المالادة‬
‫من فعل األبالسة ومادة النطقاء واألسس وشرائعهم ‪ ،‬فيفسد النظر ‪ ،‬وما ينظر إال بشالر‬
‫‪ ...‬ثم يقول ‪ :‬ألم تعلموا أن موالكم يراكم من حيم ال ترونه ‪.‬‬
‫معشر اإلخوان ‪ ،‬أحسنوا ظنكم بموالكم يكشف لكالم عالن أبصالاركم مالا قالد غطاهالا مالن‬
‫سوء ظنكم ) (‪.)230‬‬
‫( وهالالذا وقالالد مضالالي إلالالي اليالالوم عشالالرة قالالرون ‪ ،‬وال يالالزال الالالدروز يؤمنالالون بر عتالاله‬
‫ويرقبونها ‪ ،‬ولم يحدد لنا الدعاة متي تكون هذه الر عة ؟ ولكن يقولون ‪:‬‬
‫إنه متي حلت الساعة ‪ ،‬يقوم ند الموحدين من ناحية الصين ‪ ،‬ويقصدون إلي مكة فالي‬

‫د ‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ :‬اإلسالميين ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 621 ، 620‬‬ ‫(‪)227‬‬


‫اإلسالميين مجلد ‪ ، 2‬ص ‪. 623‬‬ ‫د ‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ :‬مذاهب ِ‬ ‫(‪)228‬‬
‫ستأتي ترجمته عند حديثنا عن أشهر دعاة الدروز في الفصل القادم‪.‬‬ ‫(‪)229‬‬
‫رسالة الغيبة ‪.‬‬ ‫(‪)230‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪62‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫كتائب رارة ‪ ،‬وفي غداة وصولهم يبدو لهم الحاكم علي الالركن اليمالاني مالن الكعبالة ‪،‬‬
‫وهو يشهر بيده سيفا مذهبا ‪ ،‬ثم يدفعه إلي حمزة بالن علالي فيقتالل باله الكلالب والخنزيالر‬
‫وهما عندهم رمز الناطق واألساس ‪.‬‬
‫ثم يدف حمزة السيف إلي محمد ( الكلمة ) وهو أحد الحدود الخمسالة عنالدهم ‪ ،‬وعندئالذ‬
‫يهدم الموحدون الكعبة ‪ ،‬ويسالحقون المساللمين والنصالارى فالي ميال أنحالاء األرض ‪،‬‬
‫ويملكون العالم إلي األبد ‪ ،‬ويبسطون سلطانهم علي سائراألمم ‪ ،‬ويفترق النالاس عندئالذ‬
‫إلي أرب فرق ‪ ،‬األولي ‪ :‬الموحدون ‪ ،‬والثانية ‪ :‬أهل الظاهر وهم المسلمون واليهالود ‪،‬‬
‫والثالثة ‪ :‬أهالل البالاطن وهالم النصالارى والشاليعة ‪ ،‬والرابعالة ‪ :‬المرتالدون وهالم ال هالال‬
‫(‪ ،)231‬ويعمد حمزة إلي أتباع كل طائفة غير الموحدين ‪ ،‬فيدمغهم في ال بين أو اليالد‬
‫‪ ،‬بما يميزهم من غيرهم ‪ ،‬ويفرض عليهم ال زية وغيرها من فروض الذلالة والطاعالة‬
‫) (‪ . )232‬وكما يزعم نبةط فإن هذا الدور سيكون فالي حالدود سالنة ( ‪ 2000‬م ) ‪،‬‬
‫حيم سيكون بتحل إلهي حر بفتح الطريق للناس من ديد لسيمان بالحاكم (‪.)233‬‬
‫وفي رسالة ( اإلعذار واإلنذار ) يصر حمزة فيها بأناله اإلمالام وأناله ساليغيب أيضالا ‪،‬‬
‫علي أن ير مرة أخرى بعد قليالل ‪ ،‬ويصالر بهالاء الالدين المقتنالي أناله عنالدما غالاب‬
‫المعبود ( أي الحاكم ) ‪ ،‬امتن قائم الزمان ( أي حمزة ) عن الو الود ‪ ،‬فمالن ذلالك كلاله‬
‫نقول ‪ :‬إن حمزة خاف علي نفسه بعد اختفاء الحاكم ‪ ،‬واختفي هو اآلخر ‪.‬‬
‫وقد قام بأمر الدعوة في غيبة حمزة ‪ ،‬الداعي بهالاء الالدين أبالو الحسالن علالي بالن أحمالد‬
‫السموفي ‪ ،‬المعروف بالضيف ‪ ،‬ألن مرتبته في الدعوة هالي مرتبالة ال نالا األيسالر أو‬
‫التالي ‪ ،‬وهذه المرتبة يكون صاحبها لسان الدعوة ‪ ،‬واستمر بهاء الدين الضيف يحمالل‬
‫عبء هذه الدعوة ‪ ،‬ويكتالب رسالائله إلالي الملالوك واألمالراء يالدعوهم إلالي الالدخول فالي‬
‫مذهبه ‪ ،‬كما كتب إلي الذين خر وا عن المذهب بعد أن كانوا من دعاتاله أمثالال سالكين‬
‫(‪.)234‬‬
‫وقد كثرت اآلراء ال ديدة مالن معتنقالي المالذهب ال ديالد ‪ ،‬ممالا عالل بهالاء الالدين يهالدد‬
‫أتباعه باعتزال الدعوة ‪ ،‬وبالفعل اعتزلها سنة ‪ 434‬هال ‪ ،‬بعد أن أقفل بالاب اال تهالاد ‪،‬‬
‫حرصا علي المباديء التالي وضالعها حمالزة والتميمالي وبهالاء الالدين نفساله ‪ ،‬ولالذلك لالم‬

‫(‪ )231‬وهو القسم الثاني من الدروز ‪ ،‬حيث ينقسمون إلى عقال وجهال ‪ ،‬والعقال بيدهم كل‬
‫أسرار المذهب الدرزي ‪ ،‬والجهال ال يعرفون شيئا من هذا ‪.‬‬
‫(‪ )232‬محمد عبد هللا عنان ‪ :‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ‪ ،‬نقال عن مخطوط بدار‬
‫الكتب المصرية عن طوائف لبنان تحت رقم ‪ ( 16‬ص ‪. ) 148 ، 147‬‬
‫(‪ )233‬كمال جنبالط ‪ /‬هذه وصيتي ص ‪. 50‬‬
‫(‪ )234‬أحد دعاة الدروز ‪ ،‬والذي أصدر بهاء الدين كتابا بتقليده ‪ ،‬ثم انقلب بعد ذلك عليه ‪،‬‬
‫حيث ادعى أنه الحاكم بأمر هللا وذلك بعد مقتل الحاكم بمدة طويلة ‪ ،‬وهذا بسبب الشبه الظاهري‬
‫بينهما ‪ ،‬مما جعل بهاء الدين يتبرأ منه ويذمه ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪63‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫يظهر مشرعون بعد بهاء الدين ‪ ،‬بالل أصالبح شاليو الالدروز يشالرحون رسالائل حمالزة‬
‫والتميمي وبهاء الدين ) (‪.)235‬‬
‫تلك هي نظريالة دعالاة الالدروز ومالزاعمهم فالي غيبالة الحالاكم وفالي ر عتاله ‪ ،‬ولالم ي الد‬
‫أصحاب هذه الدعوة مل أ لها ‪ ،‬إال وادي التيم في الشام بعد انهيار دعوتهم في مصر ‪،‬‬
‫وحاولوا بشروحهم ومزاعمهم ال ديدة أن يستبقوا والء شيعتهم وأنصارهم هنالك ‪ ،‬من‬
‫قبيلة تنو وغيرهم الذين استمالهم الدرزي عندما هرب مالن بطالش ال نالد والنالاس فالي‬
‫مصر ‪ ،‬ومازالت بقيتهم إلي يومنا هذا ‪ ( ،‬وهم طائفة الدروز حيم يعيشون اآلن لبنان‬
‫وسوريا وفلسطين ) (‪ ،)236‬في م تم مغلق علي نفسه بسرية تامالة ‪ ،‬فالة يسالمحون‬
‫ألي إنسان أن يعتنق مذهبهم أو أن يتعرف أحالد علالي مبادئاله ‪ ،‬فالة الدوى عنالدهم أن‬
‫تعرض علي أي كادر أن يصبح درزيالا ‪ ،‬فكالل إنسالان يظالل علالي مالا هالو علياله ‪ ،‬ألن‬
‫الرو الدرزية تنتقل بعد الموت وتتقم في سد درزي آخر (‪.)237‬‬
‫هذا وقد ظهر بين الدروز في القرن التاس اله ري ( الخامس عشالر الماليةدي ) ‪ ،‬أي‬
‫بعد قيام الدعوة الدرزية بأكثر من أربعالة قالرون ونصالف ‪ ،‬عالالم درزي اسال مه األميالر‬
‫مال الدين عبد هللا التنوخي (‪ ،)238‬والذي تذكر عنه الروايات أنه كان صالحا فقيهالا‬
‫حاول أن يعيد الدروز إلي اإلسالةم مالن ديالد ‪ ،‬وذلالك بالدعوتهم لقالراءة القالرآن وبنالاء‬
‫المس د والقيام بأركان اإلسةم ‪ ،‬ولكن يبدو أن ثمرة هوده قد اندثرت بعد وفاته وعاد‬
‫الدروز إلي ما كانوا عليه ‪.‬‬
‫وقد عثرت علي مخطوط عنوانها ( رسالالة فالي معرفالة سالر ديانالة الالدروز ) ومؤلفهالا‬
‫م هول ‪ ،‬ويبدو أنها كتبت قبل فترة ليست بالطويلة ‪ ،‬وذلك من خةل أسلوبها وله تها‬
‫اللبنانيالالة ‪ ،‬وسالالنورد بعالالض المقتطفالالات فيهالالا هنالالا ‪ ،‬وهالالي تبالالين لنالالا بشالالكل واضالالح أهالالم‬
‫معتقدات الدروز وتطورها بعالد مقتالل الحالاكم ‪ ،‬والرسالالة كتبالت علالي طريقالة السالؤال‬
‫وال واب كما يلي ‪:‬‬
‫س ‪ :‬أدرزي أنت ؟‬
‫و ‪ :‬نعم بنعمة موالنا الحاكم سبحانه ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ما هو الدرزي ؟‬
‫و ‪ :‬هو الذي كتب الميثاق بعد موالنا الخالق ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ماذا فرض عليكم ؟‬

‫(‪ )235‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪. 84 ، 83‬‬


‫(‪ )236‬سليم أبو إسماعيل ‪ :‬الدروز – وجودهم ومذهبهم وتوطنهم ‪ ،‬ص ‪. 45 – 41‬‬
‫(‪ )237‬كمال جنبالط ‪ /‬هذه وصيتي ص ‪. 54‬‬
‫(‪ )238‬يقول األستاذ زهير الشاويش عن التنوخي ‪ ( :‬هو المعروف عندهم بالسيد ‪ ،‬وقبره‬
‫ظاهر في بلدة ( عبية ) ‪ ،‬في جنوب عالية وسو الغرب في جبل لبنان ) ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪64‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫و ‪ :‬صدق اللسان ‪ ،‬وعبادة الحاكم ‪ ،‬وباقي الشروط السبعة ‪.‬‬


‫س ‪ :‬بماذ تعرف أنك درزي موحد ؟‬
‫و ‪ :‬بأكل الحةل ‪ ،‬وترك الحرام ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ما هو الحةل والحرام ؟‬
‫و ‪ :‬الحةل هو مال العقال ‪ ،‬والفةحين ‪ ،‬وأما الحرام فمال الحكام والمرتدين ‪.‬‬
‫س ‪ :‬كيف ومتي كان ظهور موالنا الحاكم ؟‬
‫و ‪ :‬كان في السنة األربعمائة من اله رة اإلسةمية (‪.)239‬‬
‫س ‪ :‬وكيف ظهر وقال ‪ .‬أنه من نسل محمد حتي أنه أخفي الهوته ولم أخفاه ؟‬
‫و ‪ :‬ألن عبادته كانت قليلة والذين يحبونه ليسوا كثيرين ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ومتي ظهروأشهر الهوته ؟‬
‫و ‪ :‬بعد ثماني سنين بعد األربعماية ‪.‬‬
‫س ‪ :‬وكم سنة أقام الهوته باألشهاد ؟‬
‫و ‪ :‬السالالنة الثامنالالة بكمالهالالا ‪ ،‬وغالالاب التاسالالعة ألنهالالا سالالنة اسالالتتار وظهالالر أول العاشالالرة‬
‫والحادية عشرة ‪ ،‬ثم اختفي في الثانية عشرة ولم يظهر بعدها حتي يوم الدين ‪.‬‬
‫س ‪ :‬وما هو هذا يوم الدين ؟‬
‫و ‪ :‬هو اليوم الذي يظهر فيه الناسوت ‪ ،‬ويحكم فيه العالم بالسيف والعنف ‪..‬‬
‫س ‪ :‬ومتي يكون ذلك ؟‬
‫و ‪ :‬إن ذلك أمر غير معلوم ‪ ،‬ولكن العةئم تظهر ‪.‬‬
‫س ‪ :‬وما هي هذه العةئم ؟‬
‫و ‪ :‬إذا رأيت الملوك انقلبت ‪ ،‬والنصارى قويت علي المسلمين ‪.‬‬
‫س ‪ :‬وفي أي شهر يكون هذا ؟‬
‫و ‪ :‬هذا يكون في مادى أو ر ب علي حساب المعا زين ‪.‬‬
‫س ‪ :‬وكيف يكون حكمه علي الطوائف والملل ؟‬
‫و ‪ :‬يظهر عليهم بالسيف والعنف ويهلك ال مي ‪.‬‬
‫س ‪ :‬وبعد هةكهم ماذا يكون ؟‬
‫و ‪ :‬ير عون بالوالدة ثانية علي حكم التناسخ ثم يحكم بينهم كما يريد ‪.‬‬
‫س ‪ :‬كيف يكونون وهو يحكم بينهم ؟‬
‫و ‪ :‬يكونون أرب فرق ‪ :‬نصارى ‪ ،‬ويهود ‪ ،‬ومرتدين ‪ ،‬وموحدين ‪.‬‬
‫س ‪ :‬لماذ إنكار كتب سوى القرآن ؟‬
‫و ‪ :‬اعلم أنه مالن حيالم لزمنالا االسالتتار بالدين اإلسالةم (‪ ،)240‬و الب علينالا اإلقالرار‬

‫(‪ )239‬يالحظ هنا أنه ترك ما قبلها من مولد الحاكم سنة ‪ 375‬هـ إلى سنة ‪ 400‬هـ ‪ ،‬فلم‬
‫يعتبر إال وقت ظهور ألوهيته ؟! ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪65‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫بكتاب محمد ‪ ،‬وال خلل علينا بذلك ‪ ،‬وصةة ال نازة علي الموتي بمو الب االسالتتار ال‬
‫غير ‪ ،‬ألن المذهب الطاهر اقتضي ذلك (‪.)241‬‬
‫س ‪ :‬من أين عرفنا شرف قيام الحق من حمزة بن علي سةمه علينا ؟‬
‫و ‪ :‬من شهادته لنفسه حيم قال في رسالة ( التحذير والتنبيه ) ‪ ( :‬أنالا أصالل مبالدعات‬
‫المولي ‪ ،‬وأنا سراطه والعارف بأمره ‪ ،‬وأنا الطور والكتاب المسطور والبيت المعمور‬
‫‪ ،‬أنا صالاحب البعالم والنشالور ‪ ،‬أنالا النالافخ فالي الصالدور ‪ ،‬وأنالا اإلمالام المتالين ‪ ،‬وأنالا‬
‫صالالاحب الالالنعم ‪ ،‬وأنالالا ناسالالخ الشالالرائ ومبطلهالالا ‪ ،‬وأنال ا مهلالالك العالالالمين ‪ ،‬وأنالالا مبطالالل‬
‫الشهادتين ‪ ،‬وأنا النار الموقدة التي تطل علي األفئدة ) ‪.‬‬
‫س ‪ :‬وما هو دين التوحيد الذي عليه الدروز ‪ ،‬والعقال مستدلون ؟‬
‫و ‪ :‬هو الكفر بكل الملل والطوائف ‪ ،‬ألن بالذي كفروا نؤمن نحن ‪ ،‬كما قيل في رسالة‬
‫( اإلعذار واإلنذار ) ‪.‬‬
‫س ‪ :‬فإذا عرف أحد دين موالنا ‪ ،‬وصدق به (‪ ،)242‬وانقاد إلي ديالن التوحيالد وعمالل‬
‫بحسبه ‪ ،‬فهل له خة ؟‬
‫و ‪ :‬كة ‪ ،‬ألنه غلق الباب ‪ ،‬وتم الكةم ‪ ،‬وإذا مات ير إلي ملته ودينه القديم ‪.‬‬
‫س ‪ :‬متي خلقت نفوس العالم كلها ؟‬
‫و ‪ :‬بعدما خلق العقل ‪ ،‬الذي هو حمزة بن علي ‪ ،‬ثم خلقت األروا ‪ ،‬كلها من نالوره ‪،‬‬
‫وهي معدودة ال تزيد وال تنق مدى الزمان ‪.‬‬

‫(‪ )240‬وهذا يوضح أن االسالم قناع يتخذونه للتستر عما يعتقدون ‪ ،‬وصالة الجنازة بموجب‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫(‪ )241‬علق األستاذ زهير الشاويش على صالة الجنازة عند الدروز بما يلي ‪ ( :‬ومن المشاهد‬
‫حتى اليوم ‪ ،‬أنهم يقرأون الفاتحة في صالة الجنازة ‪ ،‬وتكون هذه القراءة من مجموعة من‬
‫مشايخهم ‪ ،‬ويقفون حول الصندو الذي فيه الميت ‪ ،‬أما في ( الخلوة ) أو في ( الساحة ) قبل‬
‫المقبرة ‪ .‬وينقسمون إلى أربع مجموعات يحيطون بالميت ‪ ،‬ويتولى أكبر الموجودين رتبة‬
‫اإلشارة إلى إحدى المجموعات ‪ ،‬فيقرأون فاتحة الكتاب بصوت مرتفع ونغمة تختلف عن‬
‫المعروف من تجويد القرآن ‪ ،‬فإذا انتهت هذه المجموعة أشار إلى مجموعة أخرى وهكذا دواليك‬
‫‪ .‬ويالحظ أن هذه المجموعات يرأسها شخص يلبس عباءة ذات خطوات ملونة ‪ ،‬وأما رأس‬
‫الجميع فتخالف ألوان عباءته عباءة اآلخرين ‪ ،‬وأما من كان في رتبة ( جويد ) فيقتصر على‬
‫الثياب السوداء العادية ‪ ،‬وهي قميص قصير وسروال يرتفع عن الكعبين ‪ ،‬ونعل يكون غالبا من‬
‫األنواع المتينة الرخيصة فضفاض ‪ ،‬وأما العباءة التي يلبسها األجاويد والمتقدمون فهي بال‬
‫أكمام ‪ ،‬وقد يربطها بحزام وال تصل إلى ركبته ‪ ،‬وهي ما يسمونها ( البشت ) ‪ .‬كما يالحظ الناظر‬
‫إلى إلزامهم جميع األطفال والمراهقين بغطاء الرأس – ولو بالطواقي – وأما الكبار فيلبسون‬
‫العمائم البيضاء على الطرابيش الحمراء ‪.‬‬
‫(‪ )242‬وهذا الكالم مبني على أن هذا ( األحد ) ‪ ،‬لم يكن من أهل الـدعوة فـي السـابق ‪ ،‬أو مـن‬
‫أهلها في التناسخ ؟ ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪66‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫س ‪ :‬أيليق أن يسلم التوحيد للنساء ؟‬


‫و ‪ :‬نعم ألن موالنا كتب عليهن العهد ‪ ،‬وأطعن إلي دعوة الحاكم كمالا هالو مالذكور فالي‬
‫رسالة ( ميثاق النساء ) ‪ ،‬وكذلك في رسالة ( البنات ) ‪.‬‬
‫س ‪ :‬وكيالالف تقالالول فالالي بقيالالة الملالالل الالالذين يقولالالون أننالالا نعبالالد الالالرب الالالذي خلالالق السالالماء‬
‫واألرض ؟‬
‫و ‪ :‬إنهم ‪ ،‬وإن قالوا كذا فة يصح ‪ ،‬ألن العبادة ال تصح بالة معرفالة فالإن قالالوا عبالدنا‬
‫ولم يعرفوا أن الرب هو الحاكم بذاته فتكون عبادتهم باطلة ‪.‬‬
‫س ‪ :‬من من الحدود يصف حكمة المولي سبحانه الذي عليه مبني ديننا ؟‬
‫و ‪ :‬إن وصف ذلك ‪ ،‬ثةثة من الحدود ‪ ،‬وهم حمزة وإسماعيل وبهاء الدين ‪.‬‬
‫س ‪ :‬كيف نعرف أخانا الموحد إذا رأيناه في الطريق ومر بنا يقول إنه فينا ؟‬
‫و ‪ :‬بعد ا تماعنا فيه والسةم ‪ ،‬تقول له فالي بلالدكم فةحالون يزرعالون األهلاليلي ‪ ،‬فالإن‬
‫قال ‪ :‬نعم مزروع في قلوب المؤمنين ‪ ،‬فنسأله عن معرفة الحالدود ‪ ،‬فالإن أ الاب ‪ ،‬وإال‬
‫فهو الغريب ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ما هي الحدود ؟‬
‫و ‪ :‬هم أنبياء الحاكم الخمسة ‪ ،‬حمزة وإسماعيل ومحمد الكلمة وأبو الخير وبهاء الدين‬
‫‪.‬‬
‫س ‪ :‬هل لل هال من الدروز خة أو مرتبة عند الحاكم إذا ماتوا علالي مالا هالم علياله‬
‫من غير عقل ؟‬
‫و ‪ :‬ال خة لهم بل يكونون عند موالنا الحاكم في اللباس والمعيار أبدا ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ما هي نقطة البيكار ؟‬
‫و ‪ :‬هو حمزة بن علي ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ما هو القديم واألزل ؟‬
‫و ‪ :‬إن القديم هو حمزة ‪ ،‬واألزل أخوه إسماعيل ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ما هي حروف الصدق وكم عددها ؟‬
‫و ‪ :‬مائة وأربعة وستون حرفا ‪ ،‬وهي الدعوة والتقي والمكاسالرون وهالم األنبيالاء التالي‬
‫كانت لموالنا الحاكم ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ما هي حروف الكذب ؟‬
‫و ‪ :‬ستة وعشرون ‪ ،‬وهالي دليالل إبلاليس وأوالده ورفاقاله ‪ ،‬وهالم محمالد وعلالي وأوالده‬
‫االثنا عشر ‪ ،‬وهذا علي إمام المتاولة (‪.)243‬‬

‫(‪ )243‬تكن واضحة في األصل ‪ ،‬فقد تقرأ ( المتأولة ) بهمزة على األلف ‪ ،‬وهذا ينطبق على‬
‫اإلسماعيلية ‪ .‬وقد تقرأ (التأولة ) بال همزة على األلف ‪ ،‬وهذا تعبير مستعمل ويقصد به الشيعة‬
‫اإلثنى عشرية ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪67‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫س ‪ :‬ما هو معني ركوب موالنا الحمير بة سروو ؟‬


‫و ‪ :‬الحمار مقال الناطق ‪ ،‬وركوبه دليل علي هدم شريعته وإبطالها ‪ ،‬وقد قالال القالرآن‬
‫تصديقا لهذا ( إن أنكر األصوات لصوت الحمير ) يعني األنبياء الذين اؤوا بالشريعة‬
‫الظاهرة ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ما معني لبس موالنا الصوف األسود ؟‬
‫و ‪ :‬إن ذلالك لاليس بالدليل علالالي الحالزن ‪ ،‬إنمالا علالي المحبالالة التالي صالارت علالي عبالالادة‬
‫الموحدين بعده (‪. )244‬‬
‫س ‪ :‬وما هو سبب ظهوره في كل شريعة ؟‬
‫و ‪ :‬أن يؤيد الموحدين ويثبتوا في عبادة الحاكم وال يصدقوا إال منه ‪.‬‬
‫س ‪ :‬وكيف تر النفوس إلي أ سادها ؟‬
‫و ‪ :‬كلما مات إنسان ولد آخر والدنيا هكذا ‪.‬‬
‫س ‪ :‬كيف يستدل علي أن دين الحاكم حق وغيره باطل ؟‬
‫و ‪ :‬إن هذا كةم كفر وعدم تصديق بالحاكم ‪ ،‬ألن الموحدين قد أشالرطوا علالي أنفسالهم‬
‫في كتب الميثاق أنهم سلموا كل أرواحهم وأ سادهم وشعرهم ‪ ،‬وسرهم وصالهرهم بيالد‬
‫الحاكم من غير محض وال دال ‪ ،‬فإذا هم في طاعته ‪ ،‬وإن قالالوا ‪ :‬غيالر هالذا فقالولهم‬
‫كفر ‪ ،‬كما قال في رسالة ( الرضي والتسليم ) ولحمالزة عبالد موالنالا الحالاكم ومةكاله ‪،‬‬
‫وهذا األمر ثابت ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ما المراد بال ن والمةئكة واألبالسة في كتاب حمزة ؟‬
‫و ‪ :‬إن المراد بال ن واألبالسالة النالاس الالذين لالم يطيعالوا دعالوة موالنالا الحالاكم ‪ ،‬وأمالا‬
‫الشياطين فأروا خبيثة ال أ سام ‪ .‬أما المراد بالمةئكة المقالربين والمسالت يبين لالدعوة‬
‫الحاكم بأمره ‪ ،‬فهو الرب المعبود في كل األدوار ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ومن هم الحرم األربعة ؟‬
‫و ‪ :‬هم إسماعيل ومحمد وسةمة وعلي ‪ ،‬وهم الحكمة ‪ ،‬النفس ‪ ،‬بهاء الدين ‪ ،‬ابن أبالي‬
‫الخير ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ولماذا تسموا حرما ؟‬
‫و ‪ :‬ألن حمزة هو بمقام الر ال ‪ ،‬وهم نسوان ‪ ،‬ألنهم عنده بمنزلة النساء في طالاعتهم‬
‫له ‪.‬‬
‫س ‪ :‬وما ذكر األحاليل والفرو ؟‬
‫و ‪ :‬أشار إلي حالة وال محلة ‪ ،‬ألن األحليل يقوي ويعمل الحركة ‪ ،‬علي فرو المالرأة ‪،‬‬
‫وكذلك موالنا عل سلطان الهوتاله يغلالب المشالركة كمالا رأينالا فالي رسالالة يقالال لهالا (‬
‫حقائق الهزل ) ‪.‬‬

‫(‪ )244‬كما أسلفنا ‪ .‬فإن عقال الدروز لآلن يلبسون هذا اللباس األسود‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪68‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫س ‪ :‬ولماذا أوصانا حمزة بن علي بأن نخفي الحكمة وال نكشفها ؟‬


‫و ‪ :‬ألن فيها أسرار موالنالا وعهالوده ‪ ،‬فالة ي الب أن نكشالفها إلالي أحالد ألنهالا خالة‬
‫النفوس وهي حياة األروا ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ألعلنا نحن نخل ‪ ،‬وال نريد كل الناس أن تخل ؟‬
‫و ‪ :‬هذا ليس من طريقته ‪ ،‬ألن الدعوة ارتفعت وغلق الباب وكفي من آمن ‪ ،‬وكفر من‬
‫كفر ‪.‬‬
‫س ‪ :‬وما معني إبطال الصدقة علي بعض الناس ؟‬
‫و ‪ :‬إن الصدقة ال ت وز عندنا ‪ ،‬إال علي أخينا الموحد العاقل ‪ ،‬وأما علالي غيالره فهالي‬
‫حرام أبدا (‪. )245‬‬
‫والدروز في الوقت الحاضر ‪ ،‬يحاولون أن يطوروا دينهم ‪ ،‬بما يتناسب ورو العصر‬
‫‪ ،‬وذلك بطباعة مالا يسالمي بال ال ( مصالحف الالدروز ) (‪)246‬أو المنفالرد بذاتاله ‪ ،‬والالذي‬
‫ينسب تأليفه إلي كمال نبةط أحد زعمائهم (‪)247‬بالتعاون م عاطف الع مي ‪.‬‬
‫ويحاول كاتب هذا المصحف أن ينسبه إلي حمزة بن علالي ولكالن مالن المؤكالد أن هالذا‬
‫المصحف قد كتب حديثا ‪ ،‬والدليل علي ذلالك ألفاظاله وأساللوبه العصالري ‪ ،‬والتالي تالدل‬
‫علي أنه كتب في العصر الحاضر ‪ ،‬لذلك ال نستبعد أن يكون كاتبه كمال نبةط ‪.‬‬
‫وكاتب هذا المصحف ‪ ،‬يحاول فياله أن يحالاكي القالرآن الكالريم ‪ ،‬بالل يحالاول أن يقتالبس‬
‫الكثير من اآليات القرآنية ‪ ،‬والتي توافق هواه ‪ ،‬فيبدل ويحور فيها ‪ ،‬ويضيف ما يشالاء‬
‫من عنده ‪ ،‬ليبرهن إلي ما يرمي إليه ‪.‬‬
‫وقد حاولت أن أ م اآليات ‪ ،‬التي حورهالا وبالدلها ‪ ،‬فتبالين لالي أن اآليالات كانالت فقالط‬
‫آيات مشاهد القيامة ‪ ،‬وال نة والنار ‪ ،‬وكذلك آيات الوعيد للكافرين بالعذاب وال حاليم ‪،‬‬
‫وآيات ال نة والنعيم للمؤمنين ‪.‬‬
‫وكل هذه اآليات يحورها إلي ما يرمي إليه ‪ ،‬وهالو أن العالذاب ساليكون لكالل مالن يكفالر‬
‫بألوهية الحاكم ‪ ،‬والنعيم سيكون للموحدين الذين يعبدون الحاكم ‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك ما اء في عرف األمر والتقديم إذ يقول ‪:‬‬
‫( أنتم وما تعبدون مكبكبون علي و وهكم ‪ ،‬يوم ينادي منادى موالكم الحاكم من مكالان‬
‫بعيد ‪ :‬هذا يومكم الذي فيه توعدون ‪ ،‬تتلوها أيام العالذاب إنكالم لخالالدون والت محالي‬

‫(‪ )245‬رسالة ( في معرفة سر ديانة الدروز ) مخطوط في جامعة ييل ‪.‬‬


‫(‪ )246‬اطلعت على هذا المصحف في المكتبة الخاصة ألحد األشخاص ‪ ،‬وقد طبع منه عدد قليل‬
‫جدا ‪ ،‬وبشكل سري قبل بضع سنوات ‪ ،‬وهو مكتوب بخط جميل ‪.‬‬
‫(‪ )247‬أحد زعماء الدروز المرمـوقين ‪ ،‬وهـو مـن السياسـيين اللبنـانيين المخضـرمين ‪ ،‬وكـان‬
‫كثير التعمق في الديانات الهندية القديمة ‪ ،‬لذلك كثرت سفراته إلـى هنـاك ‪ .‬وقـد قتـل بعـد أحـداث‬
‫لبنان األخيرة في سنة ‪ 1397‬هـ الموافق ‪ 1977‬م ‪. .‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪69‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫‪ ...‬إلي أن يقول ‪ :‬وإال فقولوا لي أيها الضالون المعانالدون ‪ ،‬فهالل الاء لكالم رب غيالره‬
‫م نوده ‪ ،‬أروني إن كنتم صادقين ) (‪.)248‬‬
‫ويقسم هذا المصحف إلي أرب وأربعين عرفا ‪ ،‬ويق في مائتين وتس وستين صفحة ‪،‬‬
‫ويقول كاتبه في مقدمته ‪ ( :‬رى تقسيم هذا المصحف المكرم وفق المواضالي لتسالهيل‬
‫االطةع عليه ‪ .‬ووض لكالل فصالل تسالمية تنطبالق مال مالا ورد فياله مالن معالان ‪ ،‬ولقالد‬
‫اخترنا اسم العرف تناسبا م ما يطلق علي أبناء التوحيالد ‪ :‬كنيالتم بالاألعراف ووصالفتم‬
‫باألشراف ) (‪.)249‬‬
‫وفي أوائل صفحات هذا المصحف ‪ ،‬يعرف كاتبه باألسماء والعبارات واإلشارات التي‬
‫وردت في ثناياه ‪ ،‬ومما يذكر أن في بعض أعالراف هالذا المصالحف عبالارات غريبالة ‪،‬‬
‫كتبت بأحرف عربية ‪ ،‬ولكنها لغة غيالر معروفالة ‪ ،‬ال يعالرف معناهالا ‪ ،‬والظالاهر أنهالا‬
‫ألغاز ‪ ،‬ولذلك يقول كاتبه ‪ :‬أنه ال يريد أن يظهر معناها ‪ ،‬ألن لها معان سرية ال ي وز‬
‫لكل واحد االطةع عليها ‪.‬‬
‫ومن أمثلالة ذلالك مالا ورد فالي عالرف ( شالمس المغيالب ) ‪ ( :‬يوديلووهكالا طالران كنالان‬
‫وهقويكان سهي وهطمكل واطغظلوا أو هكهز كان بطكة وعد ودلولذوسلر ) (‪.)250‬‬
‫وقد بدأ هذا المصحف بال ( عرف الفتح ) نورده هنا ‪ ،‬لنعرف بعض ما يرمون إليه من‬
‫هذا المصحف ‪:‬‬
‫( به ‪ ،‬والحمد له علي هذا النالور ‪ ،‬والشالكر والفضالل لالذوي الصالةت موالينال ا الحالدود‬
‫(‪ )251‬صالالاللي هللا علالالاليهم ومالالالن قبالالالل ومالالالن بعالالالد ‪ ،‬والموحالالالدون فالالالي صياصالالاليهم‬
‫(‪)252‬ير عون ما أمر المولي به أن يوصل ‪.‬‬
‫الحمد أبدأ للذي وفقنا لحفظ الحكمة فالي صالدورنا مالن مصالحفه المنفالرد بذاتاله ‪ ،‬نرتلاله‬
‫مستضيئين ‪ ،‬وهو الذي انشقت عنه سماء القالدرة بمنالة آالء الت ليالات ‪ ،‬فالانف رت مناله‬
‫اثنا عشرة عينا قد علم الموحدون مشربهم (‪.)253‬‬
‫الحمد لك موالنا (‪ ،)254‬أنت الذي فتحت أبواب قلوبنا علي حكمه وأحكاماله ‪ ،‬وآداباله‬

‫(‪ )248‬مصحف الدروز – عرف األمر والتقديم – ص ‪.11 ، 10‬‬


‫(‪ )249‬مصحف الدروز – ص ‪. 1‬‬
‫(‪ )250‬مصحف الدروز ‪ :‬عرف شمس المغيب – ص ‪. 230‬‬
‫(‪ )251‬يقصد الحدود الخمسة ‪ ،‬والذي سيأتي ذكرهم بالتفصيل في فصل أشهر الدعاة الدروز ‪.‬‬
‫(‪ )252‬الظاهر أن المقصود بهؤالء هم العقال الذين يسكنون الخلوات ‪.‬‬
‫(‪ )253‬يالحظ هنا كيفية تحور اآلية إلى ما يرمون إليه ‪ ،‬واآلية الكريمة المشار إليها هي ‪( :‬‬
‫وإذا استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر ‪ .‬فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم‬
‫كل أناس مشربهم ‪ .‬كلوا واشربوا من رز هللا وال تعثوا في األرض مفسدين ) سورة البقرة ‪:‬‬
‫آية ‪. 60‬‬
‫(‪ )254‬المقصود بموالنا هنا هو ( الحاكم بأمر هللا )‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪70‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وتأويلالاله وإعرابالاله ‪ ،‬وأنالالت الالالذي ألهمتنالالا تالالدبر معانيال ه فالالي حقيقتالاله وم الالازه ‪ ،‬وإي الالازه‬
‫وإسهابه ‪ ،‬ودعوتنا إلي االعتصام بأمتن أسبابه ‪.‬‬
‫ونشهد أن ال إله إال أنت وحدك ال شريك لالك ‪ ،‬شالهادة مشالاهد موحالد عالارف مالوقن ‪،‬‬
‫مؤمن بأيام حسابه ‪ ،‬ونشهد أن موالينا وساداتنا الحدود الخالقين ‪ ،‬صالليت علاليهم ‪ ،‬هالم‬
‫فصل خطابك وألسنة ذاتك ‪ ،‬وهم موصلو حبال الحق ‪ ،‬و امعو الموحدين علالي مائالدة‬
‫المعبود ‪ ،‬فعليهم منك صةت الصةة مادامت عين اليقين ‪.‬‬
‫موالنا بك آمنا ‪ ،‬ولك أقررنا أن مصحفك هذا ‪ ،‬نور الصراط المستقيم هو مسالوق إلينالا‬
‫‪ ،‬معروض علينا ‪ ،‬دان إلي أفهام قلالوب ألبابنالا ‪ ،‬عالال بأسالراره وأبنائاله ‪ ،‬ال يمالل مالن‬
‫تةوته ‪ ،‬وال ينزف من حةوته ‪ ،‬ظاهره أنيق ‪ ،‬وباطنه عميق ‪ ،‬قريبه حكمه ‪ ،‬وبعيالده‬
‫علمه ‪ ،‬وهو الم يز عند الخصام ‪ ،‬واألسوة سببها ل ميال الموحالدين مالا بالين العالالمين‬
‫مدى حيوات األنام ‪ ،‬أسهمه ال تنبو ‪ ،‬وعادياتاله ال تكبالو ‪ ،‬هالو الكالل والالبعض وال مال‬
‫والفرق ‪ ،‬به تبدل األعيان ‪ ،‬وال عدة إال به ‪ ،‬وال مي إليه ‪.‬‬
‫موالنا ‪ ،‬نستفتح به مصلين حامدين شاكرين ‪ ،‬وقالد طوينالا البيالد مالؤمنين ‪ ،‬وسالرنا فالي‬
‫رياض نة المنتهي غير مح وبين عن عيونك ‪ ،‬وهالذه آيالات حكمالة مصالحفك ترتلهالا‬
‫أفئدتنا كرما منك ‪ ،‬لتصون بها و وه كوننا من إحراق العدم ‪.‬‬
‫ففالالي تةوتهالالا يالالا موالنالالا ‪ ،‬نالالرى كشالالف النالالور والظلالالم ‪ ،‬وفالالي نومنالالا قرارنالالا ‪ ،‬وظعننالالا‬
‫وأسفارنا ‪ ،‬وسلمنا وحربنا ‪ ،‬وصحتنا ومرضنا ‪ ،‬وفي مهودنا صابين ‪ ،‬وفي شيخوختنا‬
‫عا زين ‪ ،‬وفي حيواتنا وموتنا ‪ ،‬وفي الدنا وفوق أشيا الن وم ‪.‬‬
‫إنك موالنا ‪ ،‬نعم المولي ونعم النصير ) (‪.)255‬‬
‫ويبدو أن نبةط كان له األثر العميق في الدرزية فقد اعتالرف بالذلك فالي كتاباله ( هالذه‬
‫وصيتي ) فدراسته للمذهب الدرزي أتاحت له الشروع في عمل تحليلالي ‪ ،‬حيالم قالارن‬
‫مذهبه علي هدى تعاليم الفيالدا الهندوكيالة والفلسالفة اليونانيالة اللتالين أتاحتالا لاله اكتشالاف‬
‫مفاتيح األسرار الدرزية – كما يزعم – وأعطاه خربا من الساللطة الروحيالة ممالا عالل‬
‫مشايخ الدروز يطلبون رضاه (‪.)256‬‬
‫وهذا يوضح لنا قدرة نبةط وإحاطته بالدين الدرزي ‪ ،‬ويؤكالد القالول بالأن المصالحف‬
‫المنفرد بذاته من تأليفه ‪.‬‬
‫وإلعطاء صورة أوضح عن حقيقة العقيدة الدرزية في الوقالت الحاضالر ‪ ،‬نالورد حالديثا‬
‫شخصيا م األستاذ كمال نبةط ‪ ،‬الر ل الالذي ينسالب إلياله مصالحف الالدروز ‪ ،‬وقالد‬
‫أ راه معه الدكتور مصطفي الشالكعة ‪ ،‬فالي كتاباله إسالةم بالة مالذاهب حيالم يقالول فياله‬
‫نبةط ‪:‬‬

‫(‪ )255‬مصحف الدروز ‪ :‬عرف الفتح – ص ‪. 5 – 1‬‬


‫(‪ )256‬كمال جنبالط ‪ /‬هذه وصيتي ص ‪. 50‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪71‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫تالالاريخ الالالدروز إلالالي ثةثمائالالة وثالالةم وأربعالالين مليونالالا مالالن السالالنين حالالين كانالالت‬ ‫ير ال‬
‫بة أ ساد (‪.)257‬‬ ‫األروا‬
‫الالالدروز يؤمنالالون بالالالتقم ‪ ،‬أي تقمال األروا ‪ ،‬بمعنالالي أن الالالذي يمالالوت ال‬ ‫‪-‬‬
‫سد مولالود ديالد ولالذلك فهالم ال يزيالدون‬ ‫تصعد روحه إلي السماء بل تتقم‬
‫عددا وال ينقصون ألن النق عملية دائمة متواصلة بين أرواحهم ‪ ،‬وهم لالذلك‬
‫يقولون إن الحياة البرزخية غير مو ودة ‪.‬‬
‫الدروز مو ودون منذ األزل ‪ ،‬واعتنقوا كثيرا من الديانات علي مالر الالدهور ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫واعتنقوا اإلسةم في مرحلة من مراحل عقيالدتهم ‪ ،‬ولمالا كانالت العقيالدة عنالدهم‬
‫متطورة فقد تحولوا عن اإلسةم إلي دين آخر مستقل هالو الالدين الالدرزي ‪ ،‬أي‬
‫أن الدرزية كانت مذهبا إسةميا ثم تطورت وأصبحت دينا مستقة ‪ ،‬واألقطالاب‬
‫هم الذين ي ددون الدين من زمن إلي زمن ‪ ،‬وهم ي يئالون بأسالماء مختلفالة بالين‬
‫الفينة والفينة بداف نظرية التقم التي يؤمن بها الدروز ولذلك فالدرزيالة ديالن‬
‫متطور يتطور من زمن إلي آخر ‪.‬‬
‫الشريعة الدرزية مأخوذة من القالرآن ‪ ،‬ومالن سالتة عشالر كتابالا خطيالا ال يسالمح‬ ‫‪-‬‬
‫ألحد باالطةع عليها ‪ ،‬كما أنها تأخالذ تعاليمهالا مالن الفلسالفة اليونانيالة وبخاصالة‬
‫األفةطونيالالة القديمالالة ‪ ،‬والمسالاليحية واإلسالالةم والبوذيالالة والفرعونيالالة القديمالالة ‪،‬‬
‫ويعتبرون إخوان الصفا من الالدروز لتشالابه األفكالار بينهمالا ‪ ،‬فقالد كالان إخالوان‬
‫الصفا يطالبون بمزو الشالريعة اإلسالةمية بالفلسالفة اليونانيالة ‪ ،‬وبهالذه المناسالبة‬
‫يخلط البعض خطأ بين الدرزية واإلسماعيلية ‪ ،‬والواق أن الفرق بينهما شاسال‬
‫كبير ‪.‬‬
‫محمد ( صلي هللا عليه وسلم ) له مكانة محدودة عندهم ‪ ،‬وهو ليس إال واسالطة‬ ‫‪-‬‬
‫الرسالة وحسب (‪ ،)258‬وللدروز خمسة أقطاب منذ القدم ‪ ،‬خامسالهم وآخالرهم‬

‫(‪ )257‬لقد كنا أوردنا تعليقات حول بعض السخافات التي قالها األقدمون من هذه النحلة ‪ ،‬وقد‬
‫يكون قولهم مبنيا بقصد التعمية والتشويش أو االعتقاد ‪ .‬ولكن مثل هذا القول من رجل مشهود‬
‫له بالثقافة واالطالع ‪ ،‬وفي هذا العصر ‪ ،‬أفال يعتبر ضحكا على الناس واستهزاء بعقولهم‬
‫وبالتاريخ ؟ وإال فمن أين علم بوجودهم بهذا التاريخ وهو من األمور التي يأت بها وحي منزل ‪،‬‬
‫ولم يسندها تارخ مكتشف ‪ .‬وكم كان يسرنا لو ذكر عدد الشهور واأليام والساعات ‪ ،‬ولو تفضل‬
‫أيضا بذكر الدقائق والثواني لتحقق الموضوع تحقيقا كامال ؟! والظاهر أن األستاذ جنبالط قد‬
‫اعتمد في تقديره هذا على ما جاء في رسالة ( األسرار ومجالس الرحمة واألولياء ) أن (‬
‫األدوار السابقة سبعون دورا وبين كل دور وآخر سبعون أسبوعا ‪ ،‬وكل أسبوع سبعون سنة ‪،‬‬
‫وكل سنة ألف سنة ‪ ،‬وهذا االعتماد ال تقوم به حجة ‪ ،‬بل هو مضحك للغاية ؟ انظر ص ‪. 140‬‬
‫(‪ )258‬في هذا األمر يغالط كمال جنبالط ‪ ،‬ويموه في الجواب ‪ ،‬ألنه في الحقيقة – وكما سيرد‬
‫في الفصول القادمة – فإنهم ال يحترمون الرسول صلى هللا عليه وسلم بل يسمونه إبليس اللعين‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪72‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الحاكم بأمر هللا الفاطمي (‪ ،)259‬وألبي يزيالد البسالطامي مكانالة عاليالة سالامية‬
‫(‪ ،)260‬وأمالالا الصالالحابة فمالالنهم أربعالالة لهالالم مكانالالة عليالالا عنالالدهم وهالالم ‪ :‬سالاللمان‬
‫الفارسي ‪ ،‬والمقداد بن األسود ‪ ،‬وعمار بالن ياسالر (‪ ،)261‬وأبالو ذر الغفالاري‬
‫(‪.)262‬‬
‫‪ -‬ال يقبل الدروز أحد في دينهم وال يسمحون ألحد بالخروو منه ‪ ،‬وحتالي هالؤالء‬
‫الذين يخر ون ال يعترف الدروز بأنهم قد خر الوا ‪ ،‬ولالذلك فالإن عالدد الالدروز‬
‫في ظل هذه النظرية ونظرية التقم ال يزيد وال ينق ‪ ،‬وقالد أغلقالت أبالواب‬
‫القبول في الدين الدرزي بعد قبول األمير بنشير الشهابي الالذي يعتبالره الالدروز‬
‫درزيا (‪.)263‬‬
‫‪ -‬الالالدين الالالدرزي ديالالن صالالوفي يعتمالالد علالالي الالالداخليات وال الالواهر ‪ ،‬وال يهالالتم‬
‫بالشالالكليات ‪ ،‬والطهالالارة الداخليالالة أي النفسالالية الروحيالالة هالالي األسالالاس ‪ ،‬وأمالالا‬
‫الطهارة الخار ية فة قيمة لها ‪.‬‬
‫وقالالد كالالان الشالاليو يصالاللون فالالي المسالالا د إلالالي عهالالد قريالالب ‪ ،‬ويصالالومون رمضالالان ‪،‬‬
‫ويح ون البيت ‪ ،‬ولكن هذه الفرائض ميعا قد رفعت عنهم واستبدلت بتكاليف أخالرى‬

‫‪ .‬وأن الذي كان يمده بالقرآن هو سلمان الفارسي ‪.‬‬


‫(‪ )259‬يقصد الظهورات التي ظهر فيها المعبود بالصورة الناسوتية ‪.‬‬
‫(‪ )260‬هو طيفور بن عيسى البسطامي ‪ ،‬أبو يزيد ‪ ،‬ويقال بايزيد ‪ ،‬ونسبته إلى بسطام ( بلدة‬
‫بين خراسان والعرا ) ‪ ،‬وكان ابن عربي يسميه أبا يزيد األكبر ‪ ،‬وكان يقول بوحدة الوجود ‪،‬‬
‫وأول من قال بمذهب الفناء ‪ ،‬ولد سنة ‪188‬هـ وتوفي سنة ‪ 261‬هـ ‪ .‬انظر األعالم للزركلي ‪ .‬ج‬
‫‪ ، 3‬ص ‪. 339‬‬
‫(‪ )261‬هو عمار بن ياسر بن عامر الكناني المذحجي العنسي القحطاني ‪ ،‬صحابي ‪ ،‬وهو أحد‬
‫السابقين إلى اإلسالم والجهر به ‪ ،‬هاجر إلى المدينة ‪ ،‬وشهد بدرا وأحدا والخند وبيعة‬
‫الرضوان ‪ ،‬وهو ممن بنوا مسجد قباء ‪ ،‬وواله عمر الكوفة ‪ ،‬وشهد وقعة الجمل ووقعة صفين‬
‫مع علي ‪ ،‬وقد قتل في صفين سنة ‪ 37‬هـ وعمره ثالث وتسعون سنة ‪ .‬انظر األعالم للزركلي ج‬
‫‪ ، 5‬ص ‪. 192‬‬
‫(‪ )262‬جندب بن جنادة من بني غفار ‪ ،‬من كنانة بن خزيمة ‪ ،‬صحابي وهو خامس من أسلم ‪،‬‬
‫هاجر بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه وسلم إلى بادية الشام ‪ .‬انظر األعالم للزركلي ‪ .‬ج ‪، 2‬‬
‫ص ‪. 137‬‬
‫(‪ )263‬بشير بن قاسم بن عمر الشهابي ‪ ،‬ولد في قرية غزير سنة ‪ 1173‬هـ ‪ ،‬وقد واله أحمد‬
‫باشا الجزار والي عكا إمارة لبنان سنة ‪ 1203‬هـ فكانت له حوادث كثيرة وعزل مرات وأعيد ‪،‬‬
‫حتى نفي إلى مالطا ‪ ،‬ثم إلى األستانة حتى مات سنة ‪ 1266‬هـ ‪ .‬ومن المعلوم أن األمير بشير‬
‫انحدر من أصالب مسلمة ‪ ،‬ثم قيل إنه قد تنصر ‪ ،‬واآلن يأتي جنبالط ويقول أنه دخل في الدرزية‬
‫‪ ،‬وهذا الكالم األخير محل شك أن لم تؤيده البراهين ‪ ،‬ألننا نعلم يقينا أن هذا الباب ( الدخول ) قد‬
‫أغلق منذ زمن بعيد ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪73‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫) (‪.)264‬‬
‫وفي حديم شخصي آخر أ راه الدكتور الشكعة مال شاليخ عقالل الالدروز الشاليخ محمالد‬
‫أبي شقرا ‪ ،‬والذي كان أكثر سالرية ومورابالة فالي أ وبتاله ‪ ،‬وأقالل صالراحة مالن كمالال‬
‫نبةط ‪ ،‬ومما قاله شيخ العقل ‪:‬‬
‫الصةة تختلف عن صةة مهور المسلمين ‪ ،‬فالفروض وإن كانت خمسالة إال أن عالدد‬
‫الركعات في كل صةة تختلف عن عالدد الركعالات المعروفالة ‪ ،‬وربمالا طريقالة الصالةة‬
‫نفسها ‪ ،‬هذا والوضوء ليس ضروريا مادام المصلي نظيفا ‪.‬‬
‫‪ -‬الصوم معناه االمتناع عن الرفم ‪ ،‬ومعني ذلك أنه ال ي وز األكل والشرب م‬
‫الصوم ‪ ،‬وهو عشرة أيام في ذي الح ة تنتهي بالعيد ‪ ،‬كمالا أن صالوم رمضالان‬
‫مستحسن عن غيره ألن الصوم فيه مضاعف الثواب ‪.‬‬
‫‪ -‬الزكالالاة معطلالالة وال حالالدود لهالالا ‪ ،‬ويمكالالن أن تكالالون فالالي شالالكل صالالدقات ‪ ،‬وهالالي‬
‫اختيارية ‪ ،‬وهي بالتالي ليست فريضة ) (‪.)265‬‬
‫ولعل من المفيد ونحالن نتحالدم عالن تطالور المالذهب الالدرزي بعالد الحالاكم ‪ ،‬أن نعطالي‬
‫بعض المةمح لتاريخ الدروز منذ موت الحاكم وحتي القرن الحالي ‪.‬‬
‫فعندما اء الزحف المغولي إلالي بالةد الشالام سالنة ‪ 657‬هال ال بزعامالة هوالكالو ‪ ،‬كانالت‬
‫السيطرة علي لبنان بيد أمراء الالدروز التنالوخيين ‪ ،‬ولمالا دخالل ( كتبغالا ) ابالن هوالكالو‬
‫دمشق اءه األمير التنوخي مال الدين ح ي الثاني معلنا خضوعه لاله ‪ ،‬ممالا عالل (‬
‫كتبغا ) يقر األمير الدرزي علي مقاطعة الغرب ‪ ،‬ولكن م يء بيبرس من مصر علالي‬
‫رأس يش المماليك لمقاتلة المغول ‪ ،‬قلب موازين القوى – فالي ذلالك الوقالت ‪ ، -‬وهنالا‬
‫ارتأى الدروز أن ( يلعبوا علي الحبلين ) ‪ ،‬وذلك أن يبقالي أحالدهم وهالو األميالر مالال‬
‫الدين ب انب كتبغا ‪ ،‬فيما ينضالم األخالر أي األميالر زيالن الالدين إلالي انالب المماليالك ‪،‬‬
‫بحيم يكون علي قول صالح بن يحيي ‪ ( :‬أي مالن انتصالر مالن الفالريقين كالان أحالدهما‬
‫معه فسيدخله رفيقه وخلة البةد ) ‪ ،‬ألن االنحياز إلي أحد القوتين كان يعنالي الم ازفالة‬
‫بمصيرهم فيما لو خسر ال انب الذي قد ينضمون إليه (‪)266‬؟ ! ‪.‬‬
‫وبعالالد انتصالالار المماليالالك علالالي المغالالول ‪ ،‬اسالالتولوا علالالي بالالةد الشالالام دون أن يتعرضالالوا‬
‫لمناطق الدروز بسوء ‪ ،‬ولذلك و هوا اهتمامهم الحتةل المناطق الساحلية التالي كانالت‬
‫ال تزال بيد الصليبيين ‪ ،‬ولكن بيبرس كانت تساوره الشكوك في حقيقة موقالف الالدروز‬
‫‪ ،‬وغدا مليئا بالشك والحذر منهم ‪ ،‬وذلك بعدما نما إلالي علماله أن أمالراء الالدروز علالي‬

‫(‪ )264‬د ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ :‬إسالم بال مذاهب ‪ .‬ص ‪. 291 – 288‬‬
‫(‪ )265‬د ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ :‬إسالم بال مذاهب ‪ .‬ص ‪. 293 – 292‬‬
‫(‪ )266‬انظر تفصيل ذلك في كتاب تاريخ الموحدين الدروز ‪ /‬د ‪ .‬عباس أبو صالح و د ‪.‬‬
‫سليمان مكارم ص ‪. 112‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪74‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫اتصال بوالي طرابلس الصليبي ‪ ،‬فأمر بسال نهم ليتسالني لاله أن يلتفالت لغالدر الصالليبين‬
‫(‪.)267‬‬
‫وكل هذا كان قبل قيام الدولة العثمانية ‪ ،‬أما بعد قيامها ‪ ،‬فقد راودتهالم األحالةم القديمالة‬
‫بقيام دولة مستقلة لهالم ‪ ،‬وخاصالة أنهالم رأوا الفرصالة سالانحة لهالم إلنشالغال العثمالانيين‬
‫بقتال الدول األوربية الم اورة ‪ ،‬فكالان أن عملالوا علالي تحقيالق هالذه األحالةم فالي عهالد‬
‫األمير فخر الدين الثالاني المنحالدر مالن المعنيالين ‪ ،‬الالذي اتخالذ فالي سالبيل ذلالك أساللوب‬
‫المداورة عن طريق حروبه المحلية لبسطة نفوذه علي سائر بةد الشام ‪ ،‬ولكن سياسته‬
‫هذه علت العثمالانيين يو سالون مناله خوفالا ‪ ،‬بيالد أن تحركاله علالي الصالعيد الخالار ي‬
‫عززت تلك المخاوف وأثارت شكوك الباب العالي في والئاله للعثمالانيين ‪ ،‬وخاصالة أن‬
‫أهدافه الحقيقية بدأت بالوضو عندما عقد م دوق توسالكانا معاهالدة ت اريالة تضالمنت‬
‫بنودا عسكرية ضد الدولة العثمانية ؟ ! فقرر السلطان العثماني التلخ من فخر الدين‬
‫‪ ،‬ف رد عليه حملة قوية برا وبحرا سنة ‪ 1022‬هال ‪ 1613 /‬م ‪ ،‬فهرب إلي أوربا عن‬
‫طريق ميناء صيدا بمساعدة سفينتين إحداهما فرنسية وأخرى هولندية ‪ ،‬وهناك أراد أن‬
‫يؤلب الدول األوربية ضد الدولة العثمانيالة ‪ ،‬فسالعي اهالدا للحصالول علالي مسالاعدات‬
‫عسالالكرية مالالن أسالالبانيا وفرنسالالا والفاتيكالالان ضالالد العثمالالانيين ‪ ،‬ولكالالن مسالالعاه فشالالل ألن‬
‫الظروف الدولية في ذلك الوقت كانت غير صالحة (‪.)268‬‬
‫وبحكم عةقالة فخالر الالدين أميالر الالدروز الوطيالدة بالدول أوربالا فقالد كالان يعطالف علالي‬
‫اإلرساليات األوربية ويسمح بإنشاء مراكز لها في لبنان وفلسطين ‪ ،‬وفضالة عالن ذلالك‬
‫فقد بسط يد الحماية ل مي النصارى في بةد الشام ‪ ،‬حتي صار األوربيالون يدعوناله (‬
‫حامي النصارى في الشرق ) ‪ ،‬وكان عطف األمير علي الموازنالة وتحالفاله معهالم مالن‬
‫أبزر مميزات سياسته الداخلية ‪ ،‬وكان أيضا عامة فالي ه الرة الموارنالة مالن منالاطقهم‬
‫إلي مناطق المسلمين ‪ ،‬وانتشارهم في أكثر من ثلثي لبنان الحالي ‪ ،‬مما قالوى مركالزهم‬
‫السياسي في لبنان بعد ذلك (‪)269‬؟! ‪.‬‬
‫وكما يذكر كمال نبةط فالإن إمالارة درزيالة أخالرى كانالت قائمالة فالي الدولالة العثمانيالة‬
‫خاضعة لحكم أحد أ داده ‪ ،‬وو الدت فالي شالمال سالوريا وكانالت تشالمل حمال وحمالاة‬
‫وحلب ودمشق و زءا من تركيا األنضولية ‪ ،‬وشأن الدولة المعينيالة ‪ ،‬فقالد عقالدت هالذه‬
‫اإلمارة أيضا معاهدات عسكرية م الفاتيكالان ودوقيالة توسالكانا وأسالبانيا ‪ ،‬وتلقالي الده‬
‫مقابل ذلك دعما سياسيا وعسكريا (‪.)270‬‬

‫انظر تفصيل ذلك أيضا في المصدر السابق ص ‪. 114 ، 113‬‬ ‫(‪)267‬‬


‫المصدر السابق ص ‪. 136 – 133‬‬ ‫(‪)268‬‬
‫المصدر السابق ص ‪. 143 – 142‬‬ ‫(‪)269‬‬
‫كمال جنالط ‪ /‬هذه وصيتي ص ‪. 40‬‬ ‫(‪)270‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪75‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وفي سنة ‪ 1253‬هال ‪ 1837 /‬م ‪ ،‬قام الدروز بتمرد علي محمد علي باشا والي مصالر‬
‫‪ ،‬وكان ذلك في بل الدروز بحوران بسبب ت ريدهم من السة وت نيدهم في ال يش‬
‫‪ ،‬وبقي هذا التمرد مشتعة بعد أن انضم إليه دروز وادي التيم ‪ ،‬رغم محاوالت محمالد‬
‫علي القضاء عليه ‪ ،‬إلي أن رد عليه حملة قوية سنة ‪ 1256‬هال ‪ 1840 /‬م ‪.‬‬
‫وبعد أن و دت الدول األوربية الضالعف فالي الدولالة العثمانيالة ‪ ،‬عملالت علالي اسالتمالة‬
‫األقليات المو ودة داخله ‪ ،‬وخاصة في لبنان ‪ ،‬الذي كانوا يرون فيه مدخة مهمالا لكالل‬
‫مؤامراتهم علي الدولة العثمانية ‪ ،‬وكانالت فرنسالا تالرى فالي نفسالها مالدافعا شالرعيا عالن‬
‫موارنة لبنان ‪ ،‬وقد اتخذت هالذه الح الة الواهيالة ذريعالة فالي سالبيل تالدخلها فالي شالؤون‬
‫الدولة العثمانية ‪ ،‬وهذه السياسة الفرنسالية خوفالت بريطانيالا ممالا علهالا سالنة ‪ 1841‬م‬
‫تعمل علي استمالة الدروز إلي انبها وتقيم عةقات رسمية وودية معهم وم زعمائهم‬
‫‪ ،‬ويظهر أن اإلن ليز قد فهموا أحةم الدروز بإقامة دولة لهالم ‪ ،‬فاسالتغلوها السالتمالتهم‬
‫وإقامة العةقات الوطيدة معهم (‪.)271‬‬
‫وقد بات هذا واضحا عندما ثار الدروز في بلهم علي الدولة العثمانيالة سالنة ‪ 1851‬م‬
‫إذ امتنعالالوا عالالن دفال الضالالرائب ‪ ،‬ف الالردت الدولالالة العثمانيالالة حملالالة لتالالأديبهم ‪ ،‬فتالالدخلت‬
‫بريطانيا لدى الباب العالي ‪ ،‬وصدرت األوامر من األستانة بحل المشكلة الدرزية سلما‬
‫‪ ،‬و اء في برقية الصدر األعظم المو هة إلي مدحت باشا ( والي الشام ) بهذا الصالدد‬
‫‪ ( :‬أن األن ليالالز ال يسالالرون بمالالا تتخالالذه مالالن التالالدابير لتالالأديبهم ) ‪ ،‬وهالالذا التالالدخل ش ال‬
‫الدروز ‪ ،‬إذ مالا لبثالوا أن اعتالدوا علالي المكالرك وأم الولالد وحرقالوا زرعهمالا فالي سالنة‬
‫‪ 1296‬هال ‪ 1880 /‬م ‪ ،‬وعلي قرية ( المسمية ) في حوران سنة ‪ 1308‬هال ‪1890 /‬‬
‫م‪.‬‬
‫ثم ثالاروا فالي سالنة ‪ 1311‬هال ال ‪ 1893 /‬م و ‪ 1313‬هال ال ‪ 1985 /‬م وكالذلك فالي سالنة‬
‫‪ 1328‬هال ‪ 1910 /‬م ‪ .‬وكانت اعتداءات الدروز علي أهالالي حالوران قالد أثيالرت فالي‬
‫م لس المبعوثان العثماني ‪ ،‬حيالم نالدد مبعالوم حالوران باعتالداءات الالدروز ‪ ،‬مطالبالا‬
‫الدولة باتخاذ اإل راءات العسكرية الرادعة ضدهم بعد اعتدائهم علي ال يش واألهالالي‬
‫‪ ،‬وأنهي خطابه بمطالبة الحكومة بسوق قوة عسكرية علي حوران ( لصاليانة العالرض‬
‫والدين والمال وتأمين الرعية من الخوف ) (‪.)272‬‬
‫مما تقدم يتضح لنا بأن دروز حوران كانوا في شبه ثورة دائمة ضد الدولالة العثمانيالة ‪،‬‬
‫وعندما كانت الوالية تعرض عليهم برامي اإلصة وتطلالب مالن زعمالائهم مسالاعدتها‬
‫في تطبيقها ‪ ،‬كان الزعماء يقبلون ذلك ثالم يرفضالونه وهكالذا ‪ ،‬وبالالرغم مالن ذلالك فقالد‬

‫(‪ )271‬عباس أبو صالح وسامي مكارم ‪ /‬تاريخ الموحدين الدروز ص ‪.246 ، 245‬‬
‫(‪ )272‬محمد عبد العزيز عوض ‪ /‬اإلدارة العثمانية في والية سورية ص ‪292 ، 291 ، 193‬‬
‫‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪76‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫حاولت والية سوريا إصة األوضاع اإلدارية واال تماعية فالي منطقالة بالل الالدروز‬
‫عن طريق نشر التعليم بين الدروز بإنشاء المدارس وتعليمهم مباديء الالدين اإلسالةمي‬
‫‪ ،‬واتبعت سياسة اللين والرفق م رؤسائهم الروحانيين ‪ ،‬وذلك باستدعائهم إلي دمشالق‬
‫وبذل المساعي إلقنالاعهم بقبالول اإلصالةحات ‪ ،‬فيبالدي الزعمالاء رضالاهم التالام لدر الة‬
‫المطاوعة االنقياد ‪ ،‬ولكنهم لم يثبتوا علي ذلك طوية (‪.)273‬‬
‫وهكذا يبدو أن ثورات الدروز المستمرة ضد الدولة العثمانية وخاصة بعد سنة ‪1841‬‬
‫م ‪ ،‬كانت تهدف بالدر ة األولي االستقةل عن الدولالة وبسالط الساليطرة الدرزيالة علالي‬
‫لواء حوران بمساعدة وتأييد بريطانيا ‪.‬‬
‫وبعالالد اسالالتعمار فرنسالالا لسالالوريا ‪ ،‬عملالالت عالالن طريالالق عمةئهالالا وبكالالل مالالا نسالالتطي مالالن‬
‫إمكانيات وإغراءات أن تستميل الدروز إلي انبها ويتركوا اإلن ليز ‪ ،‬ومن أ الل ذلالك‬
‫تابعت فرنسا استمالة زعماء الدروز ‪ ،‬فاستطاعت في ‪ 20‬نيسالان ‪ 1921‬عالن طريالق‬
‫ال نرال ( غورو ) أن تقن األمير سليم األطرش بإعةن دولة درزية في بل الالدروز‬
‫وتشكيل حكومة درزية وانتخاب م لس نيالابي مكالون مالن ( ‪ ) 40‬عضالوا ‪ ،‬ورفالرف‬
‫ألول مرة في تاريخ الدروز علمهم المكون من خمسة ألوان (‪.)274‬‬
‫وعندما رأت بريطانيا أن نفوذها سيزول عند الدروز بسبب هالذه الدولالة اسالتمالت أحالد‬
‫أمراء ال بل ‪ ،‬والذي كالان مالن أهالم العوامالل التالي أثالرت علالي عالدم بقالاء هالذه الدولالة‬
‫وسقوطها ‪.‬‬
‫والحديم عن تالاريخ الالدروز فالي القالرن الحالالي يالدفعنا إلعطالاء صالورة مالو زة عالن‬
‫موقف الدروز من دولة إسرائيل ‪ ،‬حيم كانوا بعد قيام هذه الدولة علي أرض فلسالطين‬
‫من أهم المدافعين عن و ودها ‪ ،‬بل إن إسرائيل استطاعت أن تكالون كتيبالة مالنهم فيمالا‬
‫يسمي بال ( حرس الحدود ) كان له دور خطير ومهم فالي حالروب إسالرائيل مال الدولالة‬
‫العربية ‪.‬‬
‫لذا فإن كمال نبةط فالي كتاباله ( هالذه وصاليتي ) يعتبالر و الود الالدروز فالي إسالرائيل‬
‫مشكلة ‪ ،‬ولكن في الوقت نفسه يداف عن تعالاملهم مال دولالة العالدو وينتقالد الفلسال طينيين‬
‫الذين هربوا وتركوا أرضهم وبةدهم ولم يقلدوا الدروز في بقائهم فالي فلسالطين ‪ ،‬ولالو‬
‫أنهم بقوا لشاركوا بسهولة في اقتصاد إسرائيل وبالتالي في السلطة السياسالية ويكونالون‬
‫أقلية قوية وفعالة في البرلمان ‪ ،‬وبالتالالي فالإن الالدروز فيمالا فعلالوه مال إسالرائيل قالاموا‬
‫بوا بهم بتعقل ‪ ،‬فهم يعلمون أناله ال الدوى فالي اله الوم علالي طالواحين الهالواء – كمالا‬
‫يزعم نبةط – (‪.)275‬‬

‫(‪ )273‬المصدر السابق ص ‪. 293‬‬


‫(‪ )274‬د ‪ .‬وجيه كوثراني ‪ /‬بالد الشام – السكان واالقتصاد والسياسة الفرنسية ص ‪. 93‬‬
‫(‪ )275‬كمال جنبالط ‪ /‬هذه وصيتي ص ‪.57 ، 56‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪77‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وفي سنة ‪ 1982‬عندما احتلت إسالرائيل لبنالان ‪ ،‬رفضالت مليشاليات الالدروز ( الحالزب‬
‫التقدمي االشتراكي ) قتال ال يش اإلسرائيلي ورفضالت مدفعيتاله المو الودة فالي ال بالل‬
‫مساعدة الفلسطينيين ‪ ،‬ولذلك استطاع ال يش اإلسالرائيلي دخالول منالاطق الالدروز دون‬
‫أن تطلالالق رصاصالالة واحالالدة ‪ ،‬وبقيالالت األسالاللحة فالالي يالالد الالالدروز رغالالم و الالود ال الاليش‬
‫اإلسرائيلي في مناطقهم ‪.‬‬
‫******‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪78‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الفصل الثالم‬
‫أشهر دعاة الدروز وآراؤهم‬
‫ترتبط بداية المذهب الدرزي بثةثة من الدعاة هم ‪ :‬حمزة بن علي بالن أحمالد الزوزنالي‬
‫ويعال رف باللبالالاد ‪ ،‬والحسالالن بالالن حيالالدرة الفرغالالاني المعالالروف بالالاألخرم ‪ ،‬ومحمالالد بالالن‬
‫إسماعيل الدرزي المعروف بال ( أنوشتكين أو نشتكين ) ‪.‬‬
‫والمؤرخون مختلفون في ترتيب أسبقيتهم في الالدعوة ال ديالدة ‪ ،‬ومال أن اسالم الالدروز‬
‫مرتبط باسم ( الدرزي ) ‪ ،‬إال أن بعضالهم ي عالل البدايالة لحمالزة – وهالو األر الح كمالا‬
‫سنرى – والبعض اآلخر ي علها لمحمد الدرزي ‪.‬‬
‫أما الدروز فيعتبرون حمزة هو مؤسس المذهب وهو اإلمام ‪ ،‬وأن الدرزي قد حاد عن‬
‫تعاليم حمزة ‪ ،‬وأنه كان أحد أتباعه ‪ ،‬مما عل حمزة يها مه فالي كثيالر مالن رسالائله ‪،‬‬
‫لذلك فإن الدروز يكرهون الدرزي هذا ويلعنونه ‪.‬‬
‫أما األخرم فاألر ح أنه كان داعيالا مالن دعالاة حمالزة فالي أول ظهالوره ‪ .‬ولكالي نعطالي‬
‫لمحة وافية عن هؤالء الدعاة ‪ ،‬نتحدم عن كل واحد منهم ‪ ،‬ونبدأ بحمزة بن علي ‪:‬‬
‫حمزة بن علي بن أحمالد الزوزنالي ‪ ( :‬ولالد حمالزة فالي مدينالة ( زوزن ) فالي خراسالان‬
‫مساء الخميس في الثالم والعشرين من ربي األول سالنة ‪ 375‬هال ال ‪ ،‬وهالو اليالوم الالذي‬
‫ولد فيه الحاكم بمصر ‪ ،‬ولعل ذلك هو السبب في أن الدروز يقيمون الصةة األسبوعية‬
‫مساء كل خميس ) (‪.)276‬‬
‫واختلف المؤرخون في زمن وفوده إلي مصر ‪ ،‬فالبعض منهم ي علها متقدم كثيالرا فالي‬
‫سنة ‪ 395‬هال ‪ ،‬حيم كان عمره عشرين عاما ) (‪.)277‬‬
‫وغالبية المؤرخين ت عل موعد قدومه حوالي سنة ‪ 405‬هال أو قبلها بقليل ) (‪.)278‬‬
‫وانتظم حمزة بين الدعاة اإلسماعيليين الذين كانت تغ بهم القالاهرة يومئالذ ‪ ،‬ويالر ح‬
‫الدكتور محمد كامل حسين أنه لم يكن من الدعاة ‪ ،‬بل كان يالؤدي عمالة فالي القصالر ‪،‬‬
‫وكان علي اتصال دائم بالحاكم ‪ ،‬ويضيف قائة ‪ ( :‬ويغلالب علالي ظنالي أن حمالزة كالان‬
‫أحد الخدم الخصوصيين للحاكم ‪ ،‬وكان خادما ذكيا لبقا ذا حيلة ودهاء وخيال خصب ‪،‬‬
‫وكان بحكم عمله في القصر يستم إلي م الس الحكمالة التأويليالة فوعاهالا وحفالظ منهالا‬
‫كثيرا ‪ ،‬وربما قرأ كتب الدعوة التي كانت بالقصالر فأفادتاله فالي تلالوين عقليتاله وتو ياله‬
‫أفكاره إلي ما يرضي طموحه ويحقق آماله ‪ ،‬وظل هالذه السالنوات يهاليء نفساله لالذلك )‬

‫(‪ )276‬عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ‪ .‬ص ‪. 123‬‬


‫(‪ )277‬أحمد الفوزان ‪ :‬أضواء على العقيدة الدرزية ‪ .‬ص ‪. 28‬‬
‫(‪ )278‬خير الدين الزركلي ‪ :‬األعالم ‪ .‬ج ‪ .‬ص ‪ – 310‬ومحمد عبد هللا عنان ‪ :‬الحاكم بأمر هللا‬
‫وأسرار الدعوة الفاطمية ‪ ،‬ص ‪ – 113‬وأحمد عطية ‪ :‬القاموس اإلسالمي ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪156‬‬
‫‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪79‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫(‪.)279‬‬
‫ومما يؤكد هذا الرأي ركاكة ألفاظه في رسالائله – إذ كمالا يقالول الالدكتور محمالد كامالل‬
‫حسين ‪ ( - :‬لم يكن من الكتاب ألن أسلوبه في رسائله وكتبه لاليس باله هالذا اإلشالراق ‪،‬‬
‫وتلك الديبا ة ‪ ،‬وهذه الرصانة ‪ ،‬التي عرفت عن كتاب الفاطميين ودعاتهم ) (‪.)280‬‬
‫لذلك – وكما يقول األستاذ عبد هللا الن ار ‪ ( : -‬تنم من تعالابيره كلمالات فارسالية دخيلالة‬
‫علي أسلوب اإلنشاء العربي ) (‪.)281‬‬
‫وتقول بول هنري بوردو عن حمزة وأهدافه البعيدة ‪ ( :‬وكان حمزة في الحقيقالة داهيالة‬
‫دهياء متعمقا في المباحم الدينية القديمة ‪ ،‬وأن العقائد التي نادى بهالا تالدل تمامالا علالي‬
‫أنها ذات العقائد التي كان ينادي بها المقن الخراساني (‪ ،)282‬هذا اليهودي الذي هاو‬
‫في خراسان سنة ‪ 160‬هال) (‪.)283‬‬
‫وسرعان ما أصبحت لحمزة حظوة عند الحاكم ‪ ،‬بعدما أظهره من إخة ‪ ،‬واستطاع‬
‫بحنكته ودهائه أن ي م حوله بعض الدعاة ويتفقوا سرا للدعوة إلي تأليه الحالاكم بالأمر‬
‫هللا ‪ ،‬ومن هؤالء كان محمد بن إسماعيل الدرزي ‪.‬‬
‫ويظهر أن حمزة بن علي ‪ ،‬وكما يتضالح فالي رسالائله ‪ ،‬قالد اتفالق مال دعاتاله أال ي هالر‬
‫أحدهم أو يكشف عن مضمون المذهب ال ديد ‪ ،‬إال بعد تلقي األوامر منه نفسه ‪ ،‬ولكالن‬
‫الدرزي تسرع في الكشف عن أسرار الدعوة ال ديدة سنة ‪ 407‬هال ‪ ،‬مما أثار الناس ‪،‬‬
‫وحمل حمزة علي الكشف عن دعوته سنة ‪ 408‬هال ‪.‬‬
‫يقول حمزة في ( رسالة الغاية والنصحية ) موضحا هذه النقطة ‪:‬‬
‫(( وغطريس هو نشتكين الدرزي الذي تغطرس علي الكشف بة علم وال يقين ‪ ،‬وهالو‬
‫الضد الذي سمعتم بأنه يظهر من تحت ثوب اإلمام ‪ ،‬ويدعي منزلته ‪ ...‬إلي أن يقالول ‪:‬‬
‫وكذلك الدرزي كان مالن ملالة المسالت يبين حتالي تغطالرس وت بالر وخالرو مالن تحالت‬
‫الثوب ‪ ،‬والثوب هو الداعي ‪ ،‬والسترة التي أمره بها إماماله حمالزة بالن علالي بالن أحمالد‬
‫الهادي إلي توحيد موالنا ل ذكره )) (‪.)284‬‬
‫ومهما يكن من شاليء فالإن الالدعاة إلالي المالذهب ال ديالد ظلالوا فالي سالترهم مالدة طويلالة‬
‫يعملون في الخفاء ‪ ،‬ويدعون الناس سرا لمبادئهم وتعاليمهم ‪ ،‬حتي قام الدرزي وأعلالن‬

‫(‪ )279‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ .‬ص ‪.76‬‬


‫(‪ )280‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 76‬‬
‫(‪ )281‬عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ‪ ،‬ص ‪. 124 – 123‬‬
‫(‪ )282‬هو المقنع الخراساني الحاولي ‪ ،‬الذي اتخذ لنفسه وجها من الذهب ‪ ،‬فلم ينزعه قط ‪،‬‬
‫لئال يطلع الناس على وجهه المشوه ‪ ،‬وكان يدعي أن هللا تعالى قد حل في نفسه باالنتقال‬
‫والمناسخة ‪.‬‬
‫(‪ )283‬بول هنري بوردو ‪ :‬أميرة بابلية لدى الدروز ‪ :‬ص ‪. 28 – 26‬‬
‫(‪ )284‬رسالة الغاية والنصحية ‪ :‬حمزة بن علي ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪80‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الدعوة سنة ‪ 407‬هال ‪ ،‬والذي كما يقال ‪ ( :‬قد فتح س ة في مسا د القاهرة تكتالب فياله‬
‫أسماء المؤمنين بألوهية الحاكم ‪ ،‬فاكتتب من أهل القاهرة سبعة عشر ألفا كلهم يخشالون‬
‫بطش الحاكم ) (‪.)285‬‬
‫ويبدو أن هذا األمر قد أحرو حمزة ‪ ،‬ممالا حملاله علالي ال هالر بدعوتاله ال ديالدة – كمالا‬
‫سبق ذكره – سنة ‪ 408‬هال ‪ ،‬فثار الناس علي هؤالء الدعاة ثورة شالديدة سالاعدهم فيهالا‬
‫ال ند األتراك ‪ ،‬مما عل الدرزي – علي أر ح الروايات – يختفي في قصر الحاكم ‪،‬‬
‫حيم عمل علي تهريبه بعد ذلك إلي وادي التيم في بةد الشام ‪ ،‬والالذي كالان يقطالن باله‬
‫التنوخيون ‪ ،‬والذين كانوا يدينون بالوالء للعبيديين ‪ ،‬حيم عمل هنالاك علالي بالم آرائاله‬
‫ومعتقداته بينهم ‪ ،‬فانضموا إليه وآمنوا بدعوته ‪.‬‬
‫وبسبب شدة الثورة التي قام بها أهل مصر ‪ ،‬علي دعاة حمزة وأتباعه ‪ ،‬اختفالي حمالزة‬
‫أيضا سنة ‪ 409‬هال ‪ ،‬واعتبرها سنة اختفاء وغيبة ‪.‬‬
‫ويصف حمزة سنة ‪ 409‬هال ‪ ( :‬بأنها سالنة المحنالة واالمتحالان والعالذاب ‪ ،‬وأن القصالد‬
‫من الغيبة أن يمتحن الخلق بغيبته ‪ ،‬والمحنة هي غيابه الذي عاقبهم فيه ) (‪.)286‬‬
‫(( ويبدو أن غيبته في هذه السنة ‪ ،‬كانت استعدادا للظهور بقوة ديدة للتنظيم بعد ثورة‬
‫الناس عليه في العام الفائت )) (‪.)287‬‬
‫ويتبين من رسائل حمزة ‪ ،‬أنه في خةل هذه الفترة عل مقالره السالري خالارو القالاهرة‬
‫في مس د ( تبر ) ‪ ،‬ولكن خصومه ها موا مقره وأحرقالوا بالاب المسال د ‪ ،‬ثالم و الدوا‬
‫داخل المس د بابا من الح ر ال تعمل فيه النار ويصعب نقب داره ) (‪.)288‬‬
‫مما تقدم يتضح بداية الخةف بين حمزة والدرزي ‪ ،‬والظاهر أن هذا الخةف قالد تفالاقم‬
‫بعد هروب الدرزي إلي الشام ‪ ،‬حيم دعا هناك إلي أراء ديدة خالف بها آراء حمالزة‬
‫‪ ،‬من ذلك تسمية نفساله بال ال ( ساليف اإليمالان ) و ( ساليد الهالادين ) ‪ ،‬وكالان أيضالا يلعالن‬
‫مخالفي المالذهب ‪ ،‬بينمالا يقالول حمالزة ‪ ( :‬اللعنالة ال تزيالد فالي الالدين وال تالنق مناله )‬
‫(‪ ،)289‬وكذلك ( دعوته للحرية ال نسية ) (‪.)290‬‬
‫وأرى أن هذا االختةفات ‪ ،‬لم تكن بتلالك األهميالة لتالأ ي الخالةف بالين الالر لين ‪ ،‬وأن‬
‫وهر الخالةف – كمالا يفهالم مال ن كتابالات حمالزة – إنمالا كالان ( بسالبب رئاسالة الالدعوة‬
‫ال ديدة ‪ ،‬وهذا األمر أغضب حمزة ‪ ،‬و علاله يعالزل الالدرزي مالن مصالبه فالي الشالام ‪،‬‬

‫خير الدين الزركلي ‪ :‬ج ‪ . 8‬ص ‪. 2464‬‬ ‫(‪)285‬‬


‫(‪ )286‬عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ‪ .‬ص ‪.115‬‬
‫(‪ )287‬المصدر السابق ‪ :‬ص ‪. 124‬‬
‫(‪ )288‬مصطفى غالب ‪ :‬الحركات الباطنية في اإلسالم ‪ ،‬ص ‪. 249‬‬
‫(‪ )289‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪. 77‬‬
‫(‪ )290‬سعيد الصغير ‪ :‬بنو معروف ( الدروز ) ‪ ،‬ص ‪. 236‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪81‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ويؤلب عليه أتباعه في الشام فقتلوه سنة ‪ 411‬هال ) (‪.)291‬‬


‫وهذا الخةف يؤكده حمزة في ( رسالة الغاية والنصحية ) إذ يقول ‪ ( :‬وكذلك الالدرزي‬
‫سمي نفسه في األول بسيف اإليمان ‪ ،‬فلما أنكرت عليه ذلالك وبينالت لاله أن هالذا االسالم‬
‫محال وكذب ‪ ،‬ألن اإليمان ال يحتاو إلي سيف يعينه ‪ ،‬بل المؤمنون محتا ون إلي قوة‬
‫السيف وإعزازه ‪ ،‬فلم ير عن ذلك االسم وزاد عصيانه ‪ ،‬وأظهالر فعالل الضالدية فالي‬
‫شأنه ‪ ،‬وتسمي باسم الشرك وقال ‪ :‬أنا سيد الهادين ‪ ،‬يعني أنا خير من أمامي الهادي )‬
‫(‪.)292‬‬
‫هذا وكانت مدة ظهور حمزة ثالةم سالنوات هالي ‪ ، 411 ، 410 ، 408 :‬وأمالا سالنة‬
‫‪ 409‬هال فإنها – كانت سنة غيبة له ‪ .‬كالذلك فقالد اختفالي بعالد سالنة ‪ 411‬هال ال ‪ - ،‬وهالي‬
‫السنة التي قتل فيها الحاكم ‪ ، -‬حيم مرت سنوات من الكتمان ‪ ،‬أيضا لم يظهالر فيهالا ‪،‬‬
‫فقد طورد من قبل الظاهر ابن الحاكم والملك ال ديد ‪ ( ،‬مما اضطره إلي الرحيالل إلالي‬
‫بةد الشام ) (‪.)293‬‬
‫وبقي حمزة مختفيا حتي أزيح الستار قلالية عالن نشالاطه ‪ ،‬برسالائل أرساللت إلالي سالواه‬
‫وذكر فيها ‪ ،‬أو و هت إليه ‪ ،‬بعد قرابة عشرين سنة من غيابه ‪ ،‬منها رسالة الموا هالة‬
‫‪ ،‬التالالي يتبالالين منهالالا ‪ ،‬أن حمالالزة كالالان ال يالالزال علالالي اتصالالال سالالري بدعاتالاله ‪ ،‬وعلالالي‬
‫الخصو بال ( المقتني ) بهاء الدين كاتب الرسالالة ‪ ،‬والالذي يبالدأها بال ال ( السالةم علالي‬
‫اإلمام ) مو ها إليه ( عبيده الزائرين ‪ ...‬رسل العبد الذليل ) (‪. )294‬‬
‫أما غيبة حمزة الثانية واألخيرة ‪ ( ،‬فإن رسالة بهاء الدين في ( رسالالة السالفر ) والتالي‬
‫يطلب فيها مالن المالؤمنين ‪ ،‬اإليمالان بر الوع حمالزة ‪ ،‬وإلالي طاعالة ولالي الحالق اإلمالام‬
‫المنتظر ‪ ،‬توضح هذه الرسالة – والتالي كتبالت فالي السالنة الثانيالة والعشالرين مالن سالني‬
‫حمزة أي سنة ‪ 430‬هال ‪ -‬أن حمزة قد اختفي أو مات سنة ‪ 430‬هال ) (‪.)295‬‬
‫م أن هناك من يقول ‪ ( :‬أنه مات سنة ‪ 422‬هال ( ‪ 1030‬م ) ) (‪.)296‬‬
‫وأما مكانة حمزة عند الدروز ‪ ،‬فهو اإلعظام واإل ةل ‪ ( ،‬فالحديم عنه مقرون دائمالا‬
‫عندهم باإل ةل واإلعظام سواء أكان ذلالك فالي م الرى حالديم لسالان أو علالي مسالرى‬
‫صفحة من كتاب مطبوع ‪ ،‬أو ورقة من سفر مخطوط ) (‪.)297‬‬
‫وهالالو عنالالدهم – وكمالالا سالالمي نفسالاله فالالي رسالالائله ‪ ، -‬اإلمالالام ‪ ،‬وقالالائم الزمالالان ‪ ،‬وهالالادي‬

‫المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ( 236‬بتصرف ) ‪.‬‬ ‫(‪)291‬‬


‫رسالة الغاية والنصحية ‪.‬‬ ‫(‪)292‬‬
‫خير الدين الزركلي ‪ :‬األعالم ‪ .‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 310‬‬ ‫(‪)293‬‬
‫عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ‪ ،‬ص ‪. 125‬‬ ‫(‪)294‬‬
‫المصدر السابق ‪ :‬ص ‪. 126 – 120‬‬ ‫(‪)295‬‬
‫أحمد عطية ‪ :‬القاموس اإلسالمي ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 156‬‬ ‫(‪)296‬‬
‫د ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ :‬إسالم بال مذاهب ‪ ،‬ص ‪. 273‬‬ ‫(‪)297‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪82‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫المست يبين المنتقم من المشركين ‪ ،‬وعلالة العلالل ‪ ،‬والعقالل الكلالي ‪ ،‬واإلرادة ‪ ،‬والقلالم ‪،‬‬
‫والطور ‪ ،‬والكتاب المسطور وهو أيضا المسيح الحق ‪ ...‬إلالي غيالر ذلالك مالن األسالماء‬
‫واأللقاب التي أطلقها علي نفسه ‪.‬‬
‫وحمزة يفتتح رسائله غالبا بهذه الديبا ة ‪ ،‬وكما وردت في ( رسالة البةر والنهاية ) ‪:‬‬
‫( تأليف عبد موالنا ل ذكره ‪ ،‬هادي المست يبين ‪ ،‬المنتقم من المشركين سيف موالنالا‬
‫ل ذكره ) (‪. )298‬‬
‫وكذلك ن ده في ( الرسالة الموسومة بسبب األسباب ) يصف نفسه بهذه األلقالاب أيضالا‬
‫بأنه ‪ ( :‬اإلرادة فهو علة العلل ‪ ،‬وهو العقل الكلالي ‪ ،‬وهالو القلالم ‪ ،‬وهالو القالاف ‪ ،‬وهالوا‬
‫القضاء ‪ ،‬وهو األلف باالبتداء ‪ ،‬هو األلف باالنتهالاء ‪ ...‬إلالي أن يقالول ‪ :‬وهالو سالبحانه‬
‫منزه عن الكل (‪ ،)299‬و مي ما في القرآن والصالحف ‪ ،‬ومالا تركاله علالي قلبالي مالن‬
‫البيان واألسماء الرفيعة فهو يق علي عبده اإلمام ) (‪.)300‬‬
‫وفي هذه الرسالة ينفي حمزة عن نفسه بأنه اخترع هذا األمر من عند نفساله فيقالول ‪( :‬‬
‫وها هنا باب ثان مذموم ‪ ،‬أعاذك المولي سبحانه منه ‪ ،‬وذلك قول مالن يقالول مالن كافالة‬
‫الناس بأني اخترعت هالذا األمالر مالن روحالي ‪ ،‬ووضالعت العلالم مالن ذاتالي ‪ ،‬وقالوتي ‪،‬‬
‫وموالنا لت قدرته ال يعلم بذلك وال يرضاه ‪ ...‬وأنا أعيذك من ذلك و مي الموحالدين‬
‫المخلصين ) (‪.)301‬‬
‫وكما أشرت سابقا ‪ ،‬فإن الدروز ي لون ويعظمالون حمالزة ‪ ،‬فن الد المقتنالي بهالاء الالدين‬
‫يخاطب حمزة في ( رسالة الموا هة ) بقوله ‪ ( :‬وتطول علاليهم بالمسالامحة مالن الغلالط‬
‫والسهو في صحائف التوحيد ‪ ،‬نظمها العبد بتأييد مواله ‪ ،‬وألفهالا ‪ ،‬ورسالائل إلالي دعالاة‬
‫الحق ثناها علي التنزيه وعظمها ‪ .‬فما كان يا موالي في هذه الصالحائف والمراسالةت‬
‫والكتب والملطفات التي سيرها العبد من خطاب زل ‪ ،‬ومنطق صائب ‪ ،‬وقول فصالل‬
‫‪ ،‬فهو من منه إمالام العصالر ‪ ،‬ومالؤاد (‪)302‬قالائم الزمالان ‪ ،‬ومالا كالان فيهالا مالن خطالأ‬
‫وخطل فهو منسوب إلي العبد األصغر ‪ ،‬الملهوف الظمال ن ‪ ،‬يتوسالل فالي تقصاليره إلالي‬
‫لطف مواله ) (‪.)303‬‬
‫وفي كتاب النقط والدوائر – وهو من كتب الدروز الدينية وال يعالرف مؤلفاله – يصالف‬
‫كاتبه حمزة بهذه األوصاف ‪ ( :‬فهو صلوات هللا عليه النور الكلي ‪ ،‬وال وهر األزلي ‪،‬‬

‫(‪ )298‬رسالة البالغ والنهاية في التوحيد ‪.‬‬


‫(‪ )299‬يقصد اإلله المعبود ( الحاكم ) ‪ ،‬فاإلله في نظره منزه عن كل الصفات المذكورة في‬
‫القرآن الكريم – ألنها جميعها تقع على العقل وهو ( حمزة )‪.‬‬
‫(‪ )300‬الرسالة الموسومة بسبب األسباب ‪.‬‬
‫(‪ )301‬الرسالة الموسومة بسبب األسباب ‪.‬‬
‫(‪ )302‬هكذا وردت في المخطوط ولعل الصحيح ( ومراد ) ‪.‬‬
‫(‪ )303‬رسالة المواجهة ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪83‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫والعنصر األولي ‪ ،‬واألصل ال لي ‪ ،‬وال نس العلي ‪ ،‬فيه بدأت األنوار ‪ ،‬ومناله بالرزت‬
‫ال واهر ‪ ،‬وعنه ظهرت العناصر ‪ ،‬ومنه تفرعت األصول ‪ ،‬وبه تنوعت األ نالاس ‪...‬‬
‫إلي أن يقول ‪ :‬فهو اإلمام ‪ ،‬والدليل علي عبادة هللا ‪ ،‬والداعي إلي توحيد هللا ‪ ،‬والنالاطق‬
‫بحق هللا ‪ ،‬والبرهان علي هللا ‪ ،‬والرسول الذي أرسله هللا بالهالدى وديالن الحالق ليظهالره‬
‫علي الدين كله ولو كره المشركون ) (‪.)304‬‬
‫وال يزال الدروز إلي اآلن علي هذا التعظيم لحمزة ‪ ، -‬يقول كمال نبةط فالي مقدمتاله‬
‫لكتاب ( أضواء علي مسلك التوحيد ) ‪ ( :‬وي ب أن يبقي أبناء التوحيد محافظين علالي‬
‫هذا التكريس والتهيؤ التقليدي واال تباء اإلنساني لفكرة الوالية ‪ ،‬ألنه في النهايالة وفالي‬
‫الحقيقة ‪ ،‬ال والية علي الموحدين ‪ ،‬وال علي األنام كافة ‪ ،‬إال للعقالل األرفال ‪ ،‬صاللوات‬
‫المهيمن عليه (‪.)305‬‬
‫ويضيف الدكتور سامي مكارم ‪ ( :‬وهذا المعتقد التوحيدي يعتمد العقل فالي استكشالافاته‬
‫‪ ،‬وال يراد بالعقل األدني ‪ ،‬أي البشري أو الدنيوي إن صح التعبير ‪ ،‬بالل العقالل األرفال‬
‫أو الكلي الذي هو المبدع األول ‪ ،‬أبدع من النور الشعشالعاني المحالض صالورة صالافية‬
‫كاملة فتضمن في سره معني ما كان وما يكون دفعالة واحالدة بالدون زمالان ‪ ،‬فكالان قالوة‬
‫كاملة وفعة تاما ‪ ،‬وكان علة العلل وأصل الو ود وغايته معا ) (‪.)306‬‬
‫مما سبق يتبين أن اإليمان بإمامة حمزة – وأنه المبدع األول وغير ذلك – هي من أهم‬
‫معتقدات الدروز ‪ ،‬وأصل عظيم من أصولهم ‪ ،‬ألنه أول الحدود الخمسة الذين يعتقدون‬
‫بهم ‪ ،‬وهو أيضا في نظرهم نبي الحاكم ‪.‬‬
‫وقد اء في مخطوط ( شر ميثاق ولي الزمان ) (‪)307‬ما يلي ثم مالن تسالليم الالرو‬
‫ومعرفة العقل صفي الرب صلي هللا عليه ‪ ،‬وتمييزه عن أخوته األربعة ‪ ،‬وهم ‪ :‬النفس‬
‫‪ ،‬والكلمة ‪ ،‬والسابق ‪ ،‬والتالي ‪ ،‬وتمييزه عنهم بأحوال كثيرة ‪. 235‬‬
‫وفي شعر – مخطوط – لدرزي يسمي بال ( الشيخ أبي عبيد ) يقول فيه ‪:‬‬
‫أال صلوا علي قلم القضايا رسول هللا أفضل من أ ابا‬
‫رسول هللا حمزة يا خليلي فأولي من أتانا بالكتابا (‪)308‬‬
‫وحسب عقيدة التناسخ واألدوار عند الدروز ‪ ،‬فقالد ظهالر حمالزة فالي األدوار الكبالرى ‪،‬‬
‫واألدوار الصغرى بأسماء مختلفة ‪ :‬فهو شالطنيل فالي دور آدم ‪ ،‬وفيثالاغورس فالي دور‬

‫كتاب النقط والدوائر ‪. 12 – 9 ،‬‬


‫(‪)304‬‬
‫د ‪ .‬سامي مكارم ‪ :‬أضواء على مسلك التوحيد ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬
‫(‪)305‬‬
‫المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬‫(‪)306‬‬
‫مخطوط في جامعة شيكاغو رقم ‪ : 3737‬أخذت عن نسخة الجامعة األردنية شريط رقم‬ ‫(‪)307‬‬
‫‪. 29‬‬
‫(‪ )308‬مخطوط في جامعة شيكاغو رقم ‪ : 3737‬أخذت عن نسخة الجامعة األردنية شريط رقم‬
‫‪. 29‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪84‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫نو ‪ ،‬وداود في دور إبراهيم ‪ ،‬وشعيب في دور موسي ‪ ،‬واليسوع فالي دور عيسالي ‪،‬‬
‫وأنه – أي حمزة – هو المسيح الحقيقي األبالدي ‪ ،‬وساللمان الفارسالي فالي دور محمالد (‬
‫صلي هللا عليه وسلم ) (‪ ،)309‬وهو الذي أمالل القالرآن علالي محمالد ( صاللي هللا علياله‬
‫وسلم ) وهكذا ‪...‬‬
‫هذه لمحة سريعة عن حمزة ‪ ،‬إمام الدروز ‪ ،‬وقائم زمانهم ‪ ،‬تبين بوضو ذكاء ودهاء‬
‫هالالذا الر الالل ‪ ،‬فقالالد اسالالتطاع أن يكالالون نموذ الا للالالدعاة المةحالالدة ‪ ،‬الالالذين ظنالالوا أنهالالم‬
‫يستطيعون أن يقوضوا أركان اإلسةم ودعائمه ‪ ،‬فلم ينف ذكاؤهم وال مهارتهم في هذا‬
‫الدين شيء ‪ ،‬بل حفظ هللا هذا الدين ‪ .‬وخابت كل مساعيهم ‪.‬‬
‫ونأتي بعد ذلك إلي الداعي اآلخر وهو ‪ :‬الحسن بن حيدة الفرغاني (‪ ( )310‬األخرم )‬
‫‪ :‬هذا الداعي ال نعرف عناله إال الشاليء القليالل ‪ ،‬ذلالك أناله ظهالر بمدينالة القالاهرة عقالب‬
‫ظهور حمزة بقليل ‪ ،‬وكما يقول ابن العماد في شذرات الالذهب أناله ظهالر ( فالي الثالاني‬
‫من رمضان سنة ‪ 409‬هال ) (‪.)311‬‬
‫وقد دعا إلي مثل ما دعا إليه حمزة من التناسخ والحلالول ‪ ،‬وألوهيالة الحالاكم ‪ ،‬وذاعالت‬
‫دعوته بسرعة في ماعة مالن المغالامرين والمرتزقالة ‪ ،‬فاسالتدعاه الحالاكم وخلال علياله‬
‫وأركبه فرسا مطهما ‪ ،‬وسيره في موكبه ) (‪.)312‬‬
‫غير أنه لم تمض علي ذلك أيام قةئل ‪ ،‬حتي وثالب علياله ر الل مالن أهالل السالنة وقتلاله‬
‫وقتل معه ثةثة ر ال من أتباعه ‪ ،‬فغضالب الحالاكم وأمالر بإعالدام قاتلاله ودفالن األخالرم‬
‫علي نفقة القصر في حفل رسالمي ‪ ،‬كمالا أن مهالور أهالل السالنة احتفلالوا بمالأتم القاتالل‬
‫ودفنوه مكرما ) (‪ ( .)313‬ولكن القبر نبش بعد أيام واختفت ثتاله ‪ ،‬وكالان ذلالك علالي‬
‫ما يظهر بوحي الحاكم ورغبته ) (‪.)314‬‬
‫هذا تلخي لكل ما ذكره المؤرخون عن هذا الداعية ‪ ،‬والظاهر من رسائل حمالزة أناله‬
‫لم يكن ضد األخرم ‪ ،‬كما كالان ضالد الالدرزي ‪ ،‬علالي أن ( الرسالالة الواعظالة ) ألحمالد‬
‫حميد الدين الكرماني ‪ ،‬تفيدنا بعض الشيء عن مهمة األخرم وهي رسالة مو هالة إلالي‬
‫األخرم ردا علي رقعة بعم بها األخرم إليه ‪ ،‬حيم يتضح من هذه الرسالة أن األخالرم‬
‫هو الذي كان يقود حركة الدعاية للمذهب ال ديد وأنه هو الذي كان يبعم بالرقال اع إلالي‬

‫(‪ )309‬عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ‪ .‬ص ‪. 123‬‬


‫(‪ )310‬نسبة إلى فراغان ‪ ،‬بالفتح ‪ .‬مدينة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبالد التركستان ‪.‬‬
‫بينها وبين سمرقند خمسون فرسخا ‪ .‬انظر ياقوت الحموي في معجم البلدان ‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪253‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )311‬ابن العماد ‪ :‬شذرات الذهب ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 194‬‬
‫(‪ )312‬محمد عبد هللا عنان ‪ :‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ‪ ،‬ص ‪. 115‬‬
‫(‪ )313‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪. 78‬‬
‫(‪ )314‬محمد عبد هللا عنان ‪ :‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ‪ ،‬ص ‪. 115‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪85‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الناس يدعوهم فيها إلي عقيدته ال ديدة وكان يطلالب مالن العلمالاء وكبالار الالدعاة أ وبالة‬
‫فكتب إليه الكرماني ( الرسالة الواعظة ) ‪.‬‬
‫وأول ما يراه الكرماني في رقعة األخالرم أنهالا خاليالة مالن البسالملة ومالن الصالةة علالي‬
‫النبي ‪ ،‬وعلي األئمة مالن ذريتاله ‪ ،‬ويضاليف الكرمالاني قالائة ‪ :‬وال تخلالو أن تكالون فالي‬
‫تظاهرك بوالء أمير المؤمنين عليه السةم ‪ ،‬إما متبعا لاله ‪ ،‬أو غيالر متبال ‪ ،‬فالإن كنالت‬
‫متبعا فبمخالفتك إياه فيما أمرك به من الس ةت المكرمالة مالن السالةم عليال ه فالي ميال‬
‫المكاتبات وقعودك عن االقتداء فيما يفعله من تصدير س ةته و مي مكاتباته وخطباله‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ ،‬واالستفتا به ‪ ،‬والصةة علي سيد المرساللين وخالاتم النبيالين‬
‫والتبرك بها قد كفرت ‪.‬‬
‫ومن األفكار التي قالها األخرم في رقعته للكرماني ‪ :‬من عرف منكم إمام زمانه حيالا ‪،‬‬
‫فهو أفضل ممن مضي من األمم من نبالي أو وصالي أو إمالام ‪ ...‬وأن مالن عبالد هللا مالن‬
‫ميال المخلالالوقين ‪ ،‬فعبادتالاله لشالالخ واحالالد ال رو فيالاله ‪ ،‬ويتسالالاءل عالالن معنالالي اآليالالة‬
‫الكريمة ( عينا تسمي سلسبية ) (‪ [ )315‬الدهر ‪ ، ] 18 :‬وعن ‪ :‬اإلسةم وشرائطه ؟‬
‫وعن ‪ :‬الذي يتقرب به إلي المعبود ؟ وهل الشريعة محدثة أم قديمالة مال الالدهر ؟ ومالا‬
‫النفس ؟ وما العقل ؟ ثم ينتهي به القالول إلالي أن الشالريعة والتنزيالل والتأويالل خرافالات‬
‫وقشور وحشو وال تتعلق بها ن اة ‪ ،‬وأن الناس ال يو هالون و الوههم إلالي القبلالة ألنهالا‬
‫حائط ‪ ،‬وأن المعبود هو الحاكم ) (‪.)316‬‬
‫وهذا يدل علي أن األخرم كان من مؤسسالي هالذه الالدعوة ‪ ،‬وكالان لسالان دعايتهالا ‪ ،‬وال‬
‫ندري تماما مرتبته بين الحدود ‪ ،‬ألنه قتل قبل أن يتبلور مركز الحدود ومراتبهم ‪ ،‬وال‬
‫ندري ماذا يكون مصيره م حمزة لو قدر له أن يعيش ‪.‬‬
‫أما الداعية اآلخر ‪ ،‬والذي ينسالب إلياله الالدروز فهالو ‪ :‬محمالد بالن إسالماعيل الالدرزي (‬
‫نشتكين ) ‪ :‬في حديثنا فيما سبق عن حمالزة بالن علالي ‪ ،‬ذكرنالا أن أول مالن كشالف عالن‬
‫عقائد المذهب الدرزي ‪ ،‬كان محمد بن إسماعيل الدرزي سنة ‪ 407‬هال ‪ ،‬ممالا اضالطر‬
‫حمزة إلي اإلعةن والكشف عن دعوته لتأليه الحاكم سنة ‪ 408‬هال ‪.‬‬
‫والدرزي علي األر ح من أصل تركي ‪ ،‬ويذكر المؤرخون أنه وفالد علالي مصالر سالنة‬
‫‪ 407‬هال ‪ ،‬فخدم الحاكم وتقرب إليه ‪ ،‬ولكن الذي ير حه الدكتور محمد كامل حسين ‪:‬‬
‫أن الدرزي كان قبل هذا التاريخ في مصر واتصالل بحمالزة بالن علالي مالدة طويلالة قبالل‬
‫إظهار الدعوة ‪ ،‬وعمة معا في رسم خططها ) (‪.)317‬‬
‫ويصر حمزة في ( رسالة الغاية والنصاليحة ) ‪ :‬بالأن الالدرزي كالان يضالرب الالدنانير‬

‫(‪ )315‬سورة الدهر ‪ :‬آية ‪. 18‬‬


‫(‪ )316‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫(‪ )317‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪86‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫والدراهم ‪ ،‬وهذا مما يؤكد أن الدرزي كان قريبا من حمزة والحاكم ‪.‬‬
‫والشك أن الدرزي كان من أقوى رسل حمزة وأشدهم عزما و رأة ‪ ،‬وكان يسير علي‬
‫طريقة حمزة في الدعوة ‪ ( ،‬ومن الغريب أن حمالزة فالي إحالدى رسالائله يالتهم الالدرزي‬
‫بأنه ال يقر إال بإنسانية الحاكم بأمر هللا ‪ ،‬دون ألوهيته ‪ ،‬مستندا في هذا إلي أن الدرزي‬
‫يقول ‪ :‬أن رو آدم انتقلت إلي علي بن أبي طالب ‪ ،‬ثم انتقلت رو علي إلي الحالاكم ‪،‬‬
‫وعلي هو األساس ‪ ،‬واألساس هو م رد إمام ‪ ،‬وليس إلها ) (‪.)318‬‬
‫أما عن مصير الدرزي بعد أن كشف عن هذا المذهب ‪ ،‬فيختلف المؤرخون في ذلالك ‪،‬‬
‫فمنهم من يقول بقتله في ذلك الوقت علي يد األتراك ‪.‬‬
‫ومنهم من ير ح أنه لم يقتل في هذا الظرف ‪ ،‬ولكنه اختفالي فالي القصالر أيامالا بحمايالة‬
‫الحاكم حتي هدأت العاصفة وسكن ال نالد ‪ ،‬ثالم دبالر الحالاكم لاله سالبيل الفالرار ‪ ،‬وعاناله‬
‫بالمال ‪ ،‬فسار إلي الشام ونزل ببعض قرى بانيالاس (‪)319‬وأذاع فالي النالاس دعوتاله ‪،‬‬
‫فكانت أصل مذهب الدروز الذي سالمي باسالمه ‪ ،‬وحالاول هنالاك أن ينقلالب علالي حمالزة‬
‫ويدعي اإلمامة والرئاسة له ‪ ،‬فقتل بتحريض من حمزة سالنة ‪ 411‬هال ال ‪ ،‬واألر الح أن‬
‫هذا هو السبب الوحيد وال وهري لغضب حمزة عليه ‪.‬‬
‫ويفهم من رسائل حمزة بأن الدرزي لم يكن وحيدا ‪ ،‬بل كان معه دعالاة آخالرون أمثالال‬
‫البرذعي ‪ ،‬وعلي بن أحمد الحبال ‪ ،‬ويذكر ذلك في ( رسالة الغاية والنصاليحة ) فيقالول‬
‫‪ ( :‬وفرعون البرذعي ‪ ،‬وهامان علي بن الحبال ‪ ،‬ألن فرعون كان داعي وقتاله ‪ ،‬فلمالا‬
‫أبطأ الناطق قال ‪ ( :‬أنا ربكم األعلالي ) (‪)320‬يعنالي إمالامكم األعظالم ‪ ،‬وهامالان الالذي‬
‫فتح له باب المعصية ) (‪.)321‬‬
‫ويقول أيضا في رسالة ( الصبحة الكائنة ) ‪ ( :‬وما منكم أحالد إال وقالد نصالحته بحسالب‬
‫الهداية إلي دعوته ‪ ،‬فمنكم من است اب ‪ ،‬ونكم مثل علي بن أحمالد الحبالال الالذي كالان‬
‫مأذونا لي ‪ ،‬وعلي يده است اب نشتكين الدرزي ) (‪.)322‬‬
‫ويذكر كذلك في ( رسالة الرضا والتسليم ) ‪ ( :‬وأما البرذعي فأنا أرسلت إليه ودعوتاله‬
‫إلي توحيد موالنالا الل ذكالره ‪ ،‬فلمالا أرسالل إلياله الالدرزي رسالوله ومعاله ثةثالة دنالانير‬
‫وأوعالالده بالالالمركوب والخلال فمضالالي إلالالي عنالالده وفالالتح لالاله أبالالواب البةيالالا والكفالالر ‪ ،‬أمالالا‬
‫أصحابه كلهم فمكتوبة عندي عليهم وثائق بالشهود العادلة ألن ال يرا عوا عما سالمعوه‬

‫(‪ )318‬د‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ :‬مذاهب اإلسالميين ‪،‬ج ‪ ،‬ص ‪.595‬‬
‫(‪ )319‬هما بلدان على الساحل السوري ‪ ،‬وعند القنيطرة ‪.‬‬
‫(‪ )320‬يشير إلى اآلية الكريمة ( فحشر فنادى ‪ ،‬فقال أنا ربكم األعلى ) سورة النازعـات ‪ :‬آيـة‬
‫‪. 24‬‬
‫(‪ )321‬رسالة الغاية والنصيحة ‪.‬‬
‫(‪ )322‬رسالة الصبحة الكائنة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪87‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫مني أبدا )‪.‬‬


‫ومن خةل هذه الرسالة يتبين لنا أن حمزة عندما عرض علي البرذعي أمر االسالت ابة‬
‫إلي دعوته ‪ ،‬شرط عليه أن يأتيه بتوقيال الحالاكم ‪ ( ،‬وهالذا يعنالي أن الحالاكم كالان يعلالم‬
‫بدعوة حمزة ‪ ،‬وكان علي اتصال وثيق به ) (‪.)323‬‬
‫وفي ختام حديثنا عن دعالاة الالدروز ‪ ،‬البالد أن نلالم قلالية بالاثنين مالن حالدودهم الخمسالة‬
‫وأكابر دعاتهم وهما ‪:‬‬
‫أبو إبراهيم إسماعيل بن حامد التميمي ‪ ،‬صهر حمزة ويليه في مرتبة الحالدود ‪ ،‬والالذي‬
‫يلقب بالنفس ‪ ،‬وذومصة ‪ ،‬والمشيئة ‪ ،‬وإدريس زمانه ‪ ،‬وأخنو أوانه ‪.‬‬
‫والداعية الثالاني هالو ‪ :‬بهالاء الالدين أبالو الحسالن علالي بالن أحمالد السالموقي ‪ ،‬المعالروف‬
‫بالضيف ‪ ،‬وهو الحد الخامس من الحدود ‪ ،‬ومرتبته ال نا األيسر ‪ ،‬أو التالي ‪.‬‬
‫أما التميمي ‪ ،‬فةشك أنه من الحدود الكبار – عند الالدروز – الالذين قالام المالذهب علالي‬
‫أكتافهم ‪ ( ،‬وتؤكالد النصالو التاريخيالة أن حمالزة كالان يعتمالد علالي صالهره وسالاعده‬
‫األيمن الذي ينفذ بدقة ونشاط أصعب المهمات وأشدها خطرا ) (‪.)324‬‬
‫وقد كتب التميمي عدة رسالائل مالن م مالوع رسالائل الالدروز منهالا ‪ :‬رسالالة فالي تقساليم‬
‫العلوم ‪ ،‬والزناد ‪ ،‬والشمعة ‪ ،‬والرشد والهداية ‪ ،‬وله أيضا شعر يم د فيه الحاكم اسالمه‬
‫( شعر النفس ) ‪.‬‬
‫وم ذلك فنحن نع ب لسكوت كتب التاريخ ‪ ،‬ورسالائل الالدروز عالن هالذا الداعيالة بعالد‬
‫غياب حمزة سنة ‪ 411‬هال ‪ ،‬إذ ال يو د لدينا أي شيء عن هذا الداعية بعد هذا التاريخ‬
‫‪.‬‬
‫ونأتي بعد ذلك إلي الداعية اآلخر بهاء الدين ‪ ،‬والذي كالان لاله أكبالر األثالر فالي انتشالار‬
‫مذهب الدروز وقيامه بعد غياب حمزة سنة ‪ 411‬هال ال ‪ ،‬وذلالك ألن مرتبتاله فالي الالدعوة‬
‫هي مرتبة ال نا األيسر أو التالي ‪ ،‬وسنرى في حديثنا عن الحدود في العقيدة الدرزية‬
‫‪ ،‬أن من يشغل هذه المرتبة يكون لسالان الالدعوة ‪ ،‬ولاله مالن الحالدود ‪ :‬ال الد ‪ ،‬والفالتح ‪،‬‬
‫والخيال ‪.‬‬
‫وقد استمر بهاء الدين يحمل أعبالاء الالدعوة إلالي مذهباله ‪ ،‬فكتالب الرسالائل إلالي الملالوك‬
‫واألمراء يدعوهم إلي الدخول في مذهبه ‪ ،‬كما كتب إلي الذين خر وا عن المذهب بعد‬
‫أن كانوا من دعاته أمثال الداعي ( سكين ) (‪)325‬الذي ادعي أنه اإلله المعبود ‪ ،‬وأناله‬

‫(‪ )323‬مصطفى غالب ‪ :‬الحركات الباطنية في اإلسالم ‪ ،‬ص ‪. 243‬‬


‫(‪ )324‬مصطفى غالب ‪ :‬الحركات الباطنية في اإلسالم ‪ ،‬ص‪.251‬‬
‫(‪ )325‬أحد دعاة الدروز األوائل ‪ ،‬وكان يشبه الحاكم في بعض مالمحه ‪ ،‬فلما قتل الحاكم ادعى‬
‫أنه الحاكم ‪ ،‬فاجتمع حوله بعض المفتونين ‪ ،‬واستطاع أن يدخل القصر على أنه الحاكم ‪ ،‬ولكن‬
‫لم يلبث أن عرف الحراس حقيقته فقتل ‪ ،‬ويعتبره الدروز مارقا وخارجا عن مذهبهم‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪88‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الحاكم بأمر هللا ‪.‬‬


‫ومما يذكر أن الكثير من رسائل الدروز ‪ ،‬قد كتبها بهاء الدين ‪ ،‬ومن هذه الرسالائل ‪( :‬‬
‫رسالالالة التنبيالاله والتأنيالالب والتالالوبيخ ) ‪ ( ،‬رسالالالة التعنيالالف والته الالين ) ‪ ( ،‬ورسالالالة‬
‫القسطنطينية ) ‪ ،‬وغير ذلك من رسالائل كثيالرة كتبهالا ‪ ،‬وأغلبهالا فالي الالرد علالي اآلراء‬
‫ال ديدة التي حاول الخار ون عليه أن يبثوها ‪ ،‬لذلك تحمل أكثر العنالاوين مالن رسالائله‬
‫التأنيب والتوبيخ والتعنيف ‪.‬‬
‫ولما شعر بهاء الدين باضطراب األحوال ‪ ،‬بعد أن كثرت اآلراء الدخيلة في المذهب ‪،‬‬
‫أخذ يهدد أتباعه باعتزال الدعوة ‪ ،‬وبالفعل اعتزلها سنة ‪ 434‬هال ال ‪ ،‬بعالد أن أقفالل بالاب‬
‫اال تهاد حرصا علي األصول واألحكام التي وضعها حمزة ‪ ،‬والتميمي ‪ ،‬ومالا وضالعه‬
‫هو نفسه ) (‪.)326‬‬
‫هؤالء هم دعاة الدروز ‪ ،‬وعلي أيديهم قام المالذهب ال ديالد ‪ ،‬وسالنعرض عنالد الحالديم‬
‫عن حدود الدروز باقي هؤالء الدعاة ‪.‬‬
‫والشك أن حمزة كان إمامهم وداعيتهم األكبر ‪ ،‬وكان طموحه كبيرا وكان بهالاء الالدين‬
‫بالفعل متمما حقيقيا لما بدأه حمزة ‪ ،‬ولوال بهاء هذا النقرض هالذا المالذهب بعالد غيالاب‬
‫حمزة ‪.‬‬
‫******‬

‫(‪ )326‬مصطفى غالب ‪ :‬الحركات الباطنية في اإلسالم ‪ ،‬ص ‪.252‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪133‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ملف رقم (‪)2‬‬


‫الباب الثاني‬
‫عقيدة الدروز والرد عليها‬
‫الفصل األول ‪ :‬عقيدة الدروز ‪...‬‬
‫ويتضمن ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬ألوهية الحاكم عند الدروز ‪.‬‬
‫‪ .2‬التناسخ والتقمص والحلول ‪.‬‬
‫‪ .3‬الحدود الخمسة ‪.‬‬
‫‪ .4‬عقيدتهم في اليوم اآلخر والثواب والعقاب ‪.‬‬
‫‪ .5‬عقيدتهم في األنبياء ‪.‬‬
‫‪ .6‬عقيدتهم في التستر والكتمان ‪.‬‬
‫‪ .7‬رسائلهم وكتبهم المقدسة ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الرد على عقيدتهم ‪...‬‬
‫ويتضمن ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬إبطال مفهومهم لأللوهية ‪ ،‬وحلول الالهوت في الناسوت ‪.‬‬
‫‪ .2‬إبطال قولهم بالتناسخ والرجعية ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪134‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الفصل األول‬
‫عقيدة الدروز‬
‫‪ – 1‬ألوهية الحاكم عند الدروز ‪:‬‬
‫لعل أهم عقيدة نراها في كتب ورسائل حمزة بن علي وغيرر مرن الردعاة ن أن للحراكم‬
‫برررمر ح حقيقررة يهوتيررة ي ترردرس بررالحواا وي باألوهررام ن وي تعررر بررالرأ وي‬
‫بالقياا ن ومهما حاول اإلنسان أن يفكر فيه لمعرفة كنهه فيره فهرو محاولرة فاشرلة ألن‬
‫يهوته ليا له مكان ن ولكن ي يخلو منه مكان ن وليا بظاهر كما أنه ليا بباطن ‪.‬‬
‫وي يوجد اسم من األسماء يمكن أن يطلق عليه ن ألنره ي يردخل تحرأل األسرماء ن ي‬
‫يتص بصفاأل ن وي يمكن التعبير عنه بلغة من اللغاأل ‪.‬‬
‫وهك ا يتفق كر التوحيد في رسائل الردروز ن وحرديثهم عرن يهوتيرة المعبرود ن يتفرق‬
‫اإلسرماعيلية عرن ح سربحانه وتعرالى ن ففري‬ ‫تمام ايتفاق مع ما ورد في كترب الردعوة ِ‬
‫معاصررا لحمرزة برن‬
‫م‬ ‫كتاب ( راحة العقل ) ألحمد حميد الردين الكرمراني ن الر كران‬
‫سورا كامالم ا سبعة مشارع في التوحيد والتقديا ن وحديثره فري لرس كلره‬ ‫م‬ ‫علي ن نجد‬
‫هو حديث رسائل الدروز ‪.‬‬
‫سا (‪)1‬ن والمشرع الثراني‬ ‫فقد جعل الكرماني المشرع األول ‪ :‬في بطالن كونه تعالى لي م‬
‫سا (‪)2‬والمشرع الثالث ‪ :‬في أنره تعرالى ي ينرال بصرفة مرن‬ ‫‪ :‬في بطالن كونه تعالى أي م‬
‫الصفاأل وأنه ي بجسم وي في جسم وي يعقل اته عاقرل ‪ ...‬ثرم خرتم السرور بالمشررع‬
‫السابع ‪ :‬ال جعله من قبيل نفي الصفاأل الموجودة في الموجوداأل وسلبها عنه تعرالى‬
‫) (‪.)3‬‬
‫وكنأل قد أوردأل في فصل سابق رسالة مهمة تتحدث عن ه ا المعتقد هي ( كتاب فيره‬
‫حقائق ما يظهر قدام موينا جل كر من الهزل ) حيث اتضح لنرا مرن خالفراأل كير‬
‫ينظر حمزة وأتباعه لى أفعال الحاكم ويظهرونها أفعايم تدل على األلوهية ‪.‬‬
‫وبما أن عقيدة ألوهيرة الحراكم ن هري المرتكرز الرئيسري لعقيردة الردروز فالبرد لنرا مرن‬
‫استعراض بعض ما كتبو في رسائلهم حول ه ا األمر ‪.‬‬
‫م‬
‫وكتمانرا – أن ينفروا هر ا المعتقرد أمرام األخررين ن‬ ‫تسرترا‬
‫م‬ ‫ومع أن الردروز يحراولون –‬
‫و لس تجنبما لثورة الناا عليهم ن وهو مرا أمررأل بره رسرائلهم ن والر يفهرم منهرا أنر ه‬
‫يجوز للموحد أن ينفي عبادته للحاكم أمام الضد ‪.‬‬
‫وأبدأ أويم بر ( ميثاق ولي الزمان ) ن وهرو نرا العهرد الر وضرعه حمرزة برن علري‬

‫(‪ )2‬أي محال ليسيته ‪ ،‬إذ لو كان ليسا لكانت الموجودات أيضا ليسا ‪ ،‬فلما كانت الموجودات‬
‫موجودة ‪،‬كانت ليسيته باطلة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي موجود مثل سائر الموجودات المخلوقة‪.‬‬
‫(‪ )3‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ص ‪.105 ، 104‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪135‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ليؤخ على الداخلين في دعوته ‪:‬‬


‫(( توكلأل على موينا الحاكم األحد ن الفرد الصمد ن المنز عن األزواج والعردد ‪ .‬أقرر‬
‫قرارا أوجبه على نفسه ن وأشهد به على روحه ن في صحة من عقلره‬ ‫م‬ ‫فالن بن فالن ن‬
‫وبدنه ن وجواز أمر ن طائعما غير مكر وي مجبر ‪.‬‬
‫أنه قد تبرأ من جميع الم اهب والمقايأل واألديران وايعتقراداأل ن كلهرا علرى أصرنا‬
‫اختالفاتها ن وأنه ي يعر شيئما غير طاعة موينرا الحراكم جرل كرر ن والطاعرة هري‬
‫العبادة ن وأنه ي يشرس في عبادته أحدما مضى أو حضر أو ينتظر ن وأنه قد سلم روحه‬
‫وجسمه ومالره وولرد وجميرع مرا يملكره لموينرا الحراكم جرل كرر ن ورضري بجميرع‬
‫أحكامه له وعليه ن غير معترض وي منكر لشيء من أفعاله ساء لس أم سر ‪.‬‬
‫ومتى رجع عن دين موينا الحاكم جرل كرر الر كتبره علرى نفسره وأشرهد بره علرى‬
‫روحه ن أو أشار به لى غير ن أو خرال شريئما مرن أوامرر ‪ .‬كران بريئرا مرن البرار‬
‫اإلفادة من جميع الحدود ن واستحق العقوبة من البار العلي جل كر‬ ‫المعبود ن واحترم ِ‬
‫‪.‬‬
‫ومن أقر أن ليا في السماء له معبود ن وي في األرض أمام موجود ي موينا الحاكم‬
‫جل كر كان من الموحدين الفائزين ‪.‬‬
‫كتب في شهر ك وك ا من سنة ك ا وكر ا مرن سرنين عبرد موينرا جرل كرر ومملوكره‬
‫حمزة بن علي بن أحمد ن هاد المستجيبين ن المنتقم من المشركين والمرتردين بسري‬
‫موينا جل كر وشدة سلطانه وحد ) (‪.)4‬‬
‫ضا في مصح الدروز في ( عر العهد والميثاق ) بوصفه ‪:‬‬ ‫وقد ورد ه ا الميثاق أي م‬
‫( العهد ال أمر موينا الحاكم جل كر ن بكتابته على جميع الموحدين ال ين آمنوا به‬
‫ن جل كر ) (‪. )5‬‬
‫ولكررن ورد فرري هر ا المصررح ن وقبررل الميثرراق ن عهررد جديررد ن ي نعرفرره ي مررن هر ا‬
‫ع را لقررار ء مصررحفهم أن العهررد‬
‫المصررح سررمي بررر ( العهررد ) ن وه ر ا يعطرري انطبا م‬
‫والميثاق متالزمان في العقيدة الدرزية ن ول لس نورد فيما يلي نا ه ا العهد ن ألهمية‬
‫لس في يضاح نظرة الدروز وعقيدتهم والباقيرة لر ن فري ألروهيتهم للحراكم ‪ ( :‬آمنرأل‬
‫باهلل ن ربي الحاكم ن العلي األعلرى ن رب المشررقين ن ورب المغرربين و لره األصر لين‬
‫والفرعين ن منشيء النراطق واألسراا ن مظهرر الصرورة الكاملرة بنرور ن الر علرى‬
‫العرش استوى ن وهو باألفق األعلى ن ثم دنا فتدلى ن وآمنرأل بره ن وهرو رب الرجعرى‬
‫وله األولى واآلخرة ن وهو الظاهر والباطن ‪.‬‬
‫وآمنأل برولي العزم من الرسل ن و مشارق التجلي المبارس حولها وبحاملي العررش‬

‫(‪ )4‬ميثاق ولي الزمان‪.‬‬


‫(‪ )5‬مصحف الدروز ‪ :‬عرف العهد والميثاق ‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪136‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الثمانية ن وبجميع الحدود ن وأومن عامالم قائ مما بكل أمرر ومنرع ينرزل مرن لردن موينرا‬
‫ظاهرا وباطنما ن عل مما وعمرالم ن وأن أجاهرد‬
‫م‬ ‫الحاكم ن وقد سلمأل نفسي و اتي و واتي ن‬
‫وجهرا بنفسي ومالي وولد وما ملكأل يردا ن قرويم وعمرالم ن‬ ‫م‬ ‫سرا‬
‫في سبيل موينا ن م‬
‫اإلقرار جميع ما خلق بمشارقي وماأل بمغاربي ‪.‬‬ ‫وأشهدأل على ه ا ِ‬
‫وقد التزمأل وأوجبأل على ه ا نفسي وروحي بصحة من عقلري وعقيردتي ن و نري أقرر‬
‫به ا ن غير مكر أو منافق ن و نني أشهد موي الحق الحاكم ن من هو في السرماء لره‬
‫وفي األرض له ن وأشهد موي هاد المستجيبين ن المنتقم من المشركين المرتردين ن‬
‫حمزة بن علي بن أحمد ن مرن بره أشررقأل الشرما األزليرة ن ونطقرأل فيره ولره سرحب‬
‫الفضل ‪ :‬نني قد برأأل وخرجأل من جميع األديان والمر اهب والمقرايأل وايعتقراداأل‬
‫قديمها وحديثها ن وآمنأل بما أمر به موينا الحاكم ال ي أشرس في عبادتره أحردما فري‬
‫جميع أدوار ‪.‬‬
‫وأعيد فرقول ‪ :‬نني قد سلمأل روحي وجسمي وما ملكأل يدا وولرد لموينرا الحراكم‬
‫جل كر ن ورضيأل بجميع أحكامه لي أو علي ن غير معترض وي منكر منها شريئا ن‬
‫سرني لس أم ساءني ن و ا رجعأل أو حاولأل الرجروع عرن ديرن موينرا الحراكم جرل‬
‫كر ن وال كتبته اآلن وأشهدأل به على روحري ونفسري ن أو أشررأل برالرجوع لرى‬
‫أمرا أو نهيما من أوامر موي الحاكم جل كر ونواهيره‬ ‫غير ن أو جحدأل أو خالفأل م‬
‫‪.‬‬
‫كرران مرروي الحرراكم جررل كررر ن بريئ مرا منرري واحترمررأل الحيرراة مررن جميررع الحرردود ن‬
‫واستحقأل على العقوبة في جميرع أدوار مرن برار ء األنرام جرل كرر ن وعلرى هر ا‬
‫اإلله الحقيقي المعبود‬
‫أشهدس ربي وموي ن من بيدس الميثاق ن وأقر برنس أنأل الحاكم ِ‬
‫واإلمام الموجود جل كر ن فاجعلني من الموحدين الفائزين ال جعلتهم فري أعلرى‬ ‫ن ِ‬
‫عليين ن ثلة من األولين ن وقليل من اآلخرين ن موي ن تشاء آمين ) (‪.)6‬‬
‫وقررد أورد القلقشررند نصررا غريبررا ليميررنهم هر ا ن ي يتوافررق مررع معتقررداتهم ن وخاصررة‬
‫بالنسبة للدرز ن الر يصرفه هر ا القسرم برنره ‪ :‬الحجرة الرضرية ن وهر ا مرا ي يقبلره‬
‫الرردروز ويرفضررونه (‪ )7‬ن وهك ر ا فررذن ه ر ا الميثرراق وغيررر يبتررر حبررل الصررلة بررين‬
‫المستجيب وكل ما يرؤمن بره سروا ن ويدفعره لتلقري كرل مرا يرويره حمرزة وتالمير –‬
‫مرورا ببهاء الدين وانتهاء بجنبالط – عن الحاكم بالرضى والتسليم ‪.‬‬ ‫م‬
‫ويوضح حمزة في ( الرسالة الموسومة بكش الحقائق ) لما ا أظهر الالهوأل ناسروته‬
‫؟ فيقول ‪:‬‬
‫(( لكنه سبحانه أظهر لنا حجابه ال هو محتجب فيه ن ومقامه ال ينطرق منره ليعبرد‬

‫(‪ )6‬مصحف الدروز ‪ :‬عرف العهد والميثاق ‪ ،‬ص ‪.110 – 107‬‬


‫(‪ )7‬انظر القلقشندي ‪ :‬صبح األعشى ‪ ،‬ج ‪ ، 13‬ص ‪.294‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪137‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ظاهرا ن رحمة منه لهم ورأفة عليهم ن والعبادة فري كرل عصرر وزمران لر لس‬ ‫م‬ ‫موجودما‬
‫المقام ال نرا ونشاهد ونسرمع كالمره ونخاطبره ن فرذن قرال قائرل ‪ :‬كير يجروز أن‬
‫نسمع كالم البار سبحانه من بشر ن أو نرى حقيقته في الصور ؟‬
‫قلنا له ‪ :‬بتوفيق موينا جل كر وترييد ن أنتم جميرع المسرلمين واليهرود والنصرارى ن‬
‫تعتقدون برن ح عز وجل خاطب موسى بن عمران مرن شرجرة يابسرة ن وخاطبره مرن‬
‫جبل جامد أصم ن وسميتمو كليم ح لما كران يسرمع مرن الشرجرة والجبرل ن ولرم ينكرر‬
‫بعضكم على بعض ن وأنتم تقولون برن موينا جل كر ملس من ملوس األرض ن ومن‬
‫ُولي على عدد من الرجال ن كان له عقل الكل ن وموينا جل كر يملس أربراب ألرو‬
‫كثيرة ما ي يحصى وي يقاا فضيلته بفضيله ن شجرة أو حجر ن وهو أحق برن ينطرق‬
‫البار سبحانه على لسانه ن ويظهر للعالمين قدرته منره ن ويحتجرب عرنهم منره ‪ .‬فرذ ا‬
‫سمعنا كالم موينا جل كر قلنا ‪ :‬قال البار سبحانه ‪ :‬ك ا وك ا ن ي كما كان موسرى‬
‫يسمع من الشجرة هفيفما فيقول ‪ :‬سمعأل من ح ك ا وكر ا ن وهر حجرة عقليرة ي يقردر‬
‫أحدكم ينكرها ‪.‬‬
‫وقد اجتمع في القول برن لموينا جل كر عقول األمة ن وأن الشجرة والحجر ي تفهرم‬
‫وتعقل عن ح (‪)8‬ن ومن يفهم ويعقل عن ح أحق بكالم ح وفعله ممن ي يعقل عنره ن‬
‫و ن كانأل الشجرة حجابه ن فال يعقل ويفهم أحق أن يكون حجراب ح ممرن ي يعقرل‬
‫وي يفهم ن وكي يجوز البار سبحانه أن يحتجب في شجرة ويخاطب كليمه منهرا ثرم‬
‫اإللره المعبرود عمرا يصرفون ن ي يردرس وي‬ ‫تحرق الشجرة ويتالشى حجابه ن سربحان ِ‬
‫يوص موينا الحراكم جرل كرر وحجابره فري كرل عصرر وزمران براختال الصرور‬
‫واألسماء ن كما نطق القرآن ‪ ( :‬كل يوم هو في شرن ي يشغله شرن عن شرن ) (‪.)9‬‬
‫وفي مصح الدروز يدعي أن العباد كانوا يتوسلون ظهور الواحد األحرد ن فيقرول ‪( :‬‬
‫انظررروا ثررم انظررروا ن واسررترجعوا األيررام السررالفة ن فكررم مررن العبرراد كررانوا يتوسررلون‬
‫منتظرين ظهور الواحد األحد ن والحاكم الصمد ن والفرد بال عدد ن في الهياكل القدسية‬
‫ن على شرن وصفة يعلمها كل من ألقى السمع وهو شهيد ‪.‬‬
‫ها قد تفتحأل أبواب العناية ن وارتفعأل غمة المكرمة ن وظهرأل شما الغيب فري أفرق‬
‫القدرة ‪.‬‬
‫واآلن وبعد اآلياأل البيناأل ن قمتم على تك يب ما تنتظررون ورفرض أحكرم الحراكمين ن‬
‫وفوق كل لس ن أنكم تبتعدون عن لقائه ال هو عين لقاء ح ن كما صرح بره الكتراب‬

‫(‪ )8‬وقد تعامي عن أن هللا قادر على إنطاق الحجر والشجر‪.‬‬


‫(‪ )9‬الرسالة الموسومة بكشف الحقائق ‪ :‬وهنا يشير إلى اآلية الكريمة ( يسأله من في‬
‫السموات واألرض كل يوم هو في شأن ) سورة الرحمن ‪.29 :‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪138‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫‪ ( :‬وجاء ربس والملس صفا صفا ) (‪.)10‬‬


‫و ي فقولوا لي أيها الضالون المعاندون ‪ :‬فهل جاء لكم رب غير مرع جنرود ن أرونري‬
‫ن كنتم صادقين ن أو لم تعاهردو ن وتضرعوا أيرديكم فري يرد ن أو لرم ينرادكم ن وأخر‬
‫عليكم ميثاقما ن وقال ‪ { :‬يد ح فوق أيديهم }(‪ [ )11‬الفتح ‪ ( ] 10 :‬وب لس شهد الكتراب‬
‫) (‪.)12‬‬
‫ل لس فذنه يعيب على ال ين كفروا بالحاكم ن لس ألن في قلوبهم مررض ويقرول ‪ ( :‬لقرد‬
‫كبررر علررى الرر ين كفررروا ن أن يررروا ح جهرررة كرمثررالهم ن وضررلأل ألبررابهم وظنررو‬
‫كرجسامهم وهياكلهم ‪.‬‬
‫ن ال ين في قلوبهم مرض ن فزادهم ح مرضا ن وأمدهم في طغيانهم يعمهرون (‪)13‬ن‬
‫وأما ال ين آمنوا ن وسبقأل ن منره لهرم ن كلمرة الحسرنى ن فذنره ظهرر لهرم ليمرنحهم نعرم‬
‫اإليمان ن المكنونة في سدرة المعرفة المخزونة التي استظل بها أولو العزم من الرسرل‬ ‫ِ‬
‫ن حتى ي تحرم الهياكل الفانيرة مرن أثمرار المشراهدة الباقيرة عسراهم يفروزون ويؤترون‬
‫الجالل الحاكم ) (‪. )14‬‬ ‫الحكمة بتجلي‬
‫وله ا فذن لهم ع ابما شديدما لكفرهم بدعوة الحاكم ن ويقول مصحفهم ‪ (:‬لئن ينتعل أحدكم‬
‫بنعلين من نار ن يغلي بهما دماغه من حرارة نعليه ن نه ألهرون ن وأدنرى عر ابما ن مرن‬
‫رافض دعوة موي الحاكم ن بعد تبين الرشد من الغي ‪ ...‬لى أن يقول ‪ :‬ولو أن من‬
‫في األرض استغفر لهم لن يغفر ح مويهم الحاكم الصمد ن والفرد بال عدد ن والواحرد‬
‫األحد ن خطيئاتهم ن ولو افتدى أحدهم بما في األرض جميعما فال ينجيه ) (‪.)15‬‬
‫والدروز ينفون عن الحاكم أنه ابن العزيز ن أو أبو علي ن أو له أب أو ولرد ن وهر ا مرا‬
‫ينفيه حمزة في ( رسالة البالغ والنهاية في التوحيد ) ويقول ‪:‬‬
‫ألن موينا سبحانه ( يعلم خائنة األعين وما تخفي الصردور ) (‪ [ )16‬غرافر ‪( ] 16 :‬‬
‫وما من نجوى ثالثة ي هو رابعهم وي خمسة ي هو سادسهم ن وي أدنى مرن لرس ي‬
‫هررو معهررم ) (‪ [ )17‬المجادلررة ‪ ] 7 :‬سرربحانه وتعررالى عررن دراس العررالمين والعرراليين‬

‫(‪ )10‬سورة الفجر ‪ :‬آية ‪.22‬‬


‫(‪ )11‬سورة الفتح ‪ :‬آية ‪ ، 10‬وهل يعني بهؤالء صحابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في‬
‫بيعة الرضوان ؟!‪.‬‬
‫(‪ )12‬مصحف الدروز ‪ :‬عرف األمر والتقديم ‪ ،‬ص ‪.11 – 10‬‬
‫(‪ )13‬يالحظ هنا كيفية اقتباسه اآليتين الكريمتين في سورة البقرة ‪ ( :‬في قلوبهم مرض فزادهم‬
‫هللا مرضا ) آية ‪ ، 10‬وقوله تعالى ( هللا يستهزيء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) آية ‪.15‬‬
‫(‪ )14‬مصحف الدروز ‪ :‬عرف التنبيه والهداية ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ )15‬المصدر السابق ‪ :‬عرف اإلنذار والحساب ‪ ،‬ص ‪.25 – 19‬‬
‫(‪ )16‬سورة غافر ‪ :‬آية ‪.19‬‬
‫(‪ )17‬يشير إلى اآلية الكريمية ( ألم تر أن هللا يعلم ما في السموات وما في األرض ما يكون‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪139‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫والمالئكة المقربين والناا أجمعين علوا كبيرا ‪.‬‬


‫فالح ر الح ر ن أن يقول واحد منهم برن موينا جل كر ‪ :‬ابن العزيز ن أو أبو علري ن‬
‫ألن موينا سبحانه هو في كل عصر وزمان يظهر فري صرورة بشررية وصرفة مرئيرة‬
‫كي يشاء حيث يشاء ‪ ...‬لى أن يقول ‪ :‬وهو سبحانه ي تغير الدهور وي األعوام وي‬
‫الشهور ن و نما يتغير عليكم بما فيه صالح شرنكم ن وهو تغيير ايسم والصرفة ي غيرر‬
‫ن وأفعاله جل كر تظهر من القوة لى الفعل كما يشاء ( كل يوم هو في شرن ) (‪)18‬‬
‫[ الرحمن ‪ ] 29 :‬ن أ كل عصر في صورة ي يشغله شرن عن شرن ‪.‬‬
‫وأما من قال واعتقد برن موينا جل كر ن سلم قدرته ونقل عظمته لى األمير علري ن‬
‫أو أشار ليه بالمعنوية فقد أشرس بموينا سبحانه ن غير وسربقه برالقول ‪ ...‬فمرن مرنكم‬
‫يعتقد ه ا القول فليرجع عنه ويستقيل منه ويستغفر المولى جل كر ويقدا اسمه مرن‬
‫لس ‪ ...‬وي يجوز ألحد يشرس في عبادته ابنما وي أبما ن وي يشير لرى حجراب يحتجرب‬
‫موينا جل كر فيه ي بعرد أن يظهرر موينرا جرل كرر أمرر ن ويجعرل فريمن يشراء‬
‫حكمته ن فحينئ ي مرد لقضائه وي عاصيما لحكمه في أرضه ‪.‬‬
‫ويضي قائالم ‪ :‬والنور الشعشرعاني التمرام ن ومعبرود جميرع األنرام ن الصرورة المرئيرة‬
‫الظاهر لخلقه بالبشرية المعرو عند العالم بالحاكم ‪.‬‬
‫وما أدراس ما حقيقة الحاكم ؟ ولم تسمى بالحاكم في ه الصورة ؟ دون سائر الصرور‬
‫؟ وموينا جل كر غير غائب عن ناسوته ن فعله فعل لس المحجروب عنرا فري نطقره‬
‫لس النطق ن ي يغيب الالهوأل عن الناسروأل ي أنكرم ي تسرتطيعون النظرر ليره ن وي‬
‫لكم قدرة بذحاطة حقيقته ‪.‬‬
‫وأراد بالحاكم ن أ يحكم علرى جميرع النطقراء واألسرا واألئمرة والحجرع ويسرتعبدهم‬
‫تحررأل حكمرره وسررلطانه ن وهرري عبيررد دولترره ومماليررس دعوترره الحرراكم ب اترره ‪ ...‬وترررس‬
‫ايعتراض فيما يفعله موينا جل كر ن ولرو طلرب مرن أحردكم أن يقترل ولرد لوجرب‬
‫عليه لس بال كرا قلب ن ألن من فعل شيئما وهو غير راض به لرم يثرب عليره ن ومرن‬
‫رضي برفعاله وسلم األمر ليه ن ولم يرراء مرام زمانره ن كران مرن الموحردين الر ين ي‬
‫خو عليهم ‪.‬‬
‫واعلموا أن الشرس خفي المدخل ن دقيرق السرتر والمسربل ن ولريا مرنكم أحرد ي وهرو‬
‫يشرس وي يدر ن ويكفر وهو يسر ويجحد وهو يزدر ن و لس قول القائرل مرنكم ‪:‬‬
‫برن موينا سبحانه صاحب الزمران ن أو مرام الزمران ن أو ولري ح أو خليفتره ن أو مرا‬
‫شاكل لس من قر ولكم ‪ :‬الحراكم بررمر ح ن أو سرالم ح عليره ن أو صرلواأل ح عليره )‬

‫من نجوى ثالثة إال هو رابعهم وال خمسة إال هو سادسهم وال أدنى من ذلك وال أكثر إال هو معهم‬
‫أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن هللا بكل شيء عليم ) سورة المجادلة ‪ :‬آية ‪.7‬‬
‫(‪ )18‬سورة الرحمن ‪ :‬آية ‪.29‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪140‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫(‪.)19‬‬
‫وباإلضافة لى الرسالة – السابق كرها – (‪ ( )20‬كتراب مرا يظهرر قردام موينرا مرن‬ ‫ِ‬
‫الهزل ) هناس رسالة أخرى لحمزة هي ( رسالة السيرة المستقيمة ) يعطينا فيها حمرزة‬
‫المزيد من ترويالته ألفعال الحاكم الغريبة ن ومما يقوله ‪:‬‬
‫ومن رسوم موينا جل كر الركوب في الهاجرة ن والمسير في الرمضاء وفي الشرتاء‬
‫ن ا كان يوم جنوب صعب وغبار عظريم يترر ون النراا فري بيروتهم مرن لرس الرريح‬
‫والغبار ‪.‬‬
‫ثم يركب المولى سبحانه في ظاهر األمر لى حجر الجب ن ويرجرع ومرا فري الموكرب‬
‫أحد ي وقد دمعأل عينرا مرن الغبرار والرريح ن وكلرأل ألسرنتهم عرن النطرق الفصريح ن‬
‫ونالهم من المشقة والتعب ما لم يقدر عليه أحد ن وموينا سبحانه على حالته التي خرج‬
‫بها من الحرم المقدا ن ولرم يررا (‪)21‬أحرد قرط فري وقرأل الهراجرة الهائلرة والسرموم‬
‫القاتلة قد اسود له وجه في ظاهر األمر ن وي لحقه شيء من تعب ن وي يقدر أحد منهم‬
‫يقول برنه لحقه شيء من لس ‪.‬‬
‫ومع ه ا فقد ترس خلق كثير ممن هو معه في المواكب وكردهم برالنظر ليره لمثرل هر‬
‫األمور ن فلم يروا منها شيئا ن وي يقدر أحد يقول مرن حضرر مرع موينرا سربحانه فري‬
‫ظاهر األمر في مواضع ي يحصرها كل الناا ن أنه شاهد (‪)22‬يفعل شيئما مما كرنا‬
‫من تعب أو أكل أو شرب حاشا سبحانه من لس ‪.‬‬
‫ضا ما يزعم المشركون به مما أوراهم (‪)23‬من علة جسم من حيث أعرالل قلروبهم‬ ‫وأي م‬
‫ن وهو في ظاهر األمر يركب في محفة يحملها أربعة من األضداد المشركين وتشق به‬
‫أوساط المارقين الناكثين والمنافقين ن وما من العساكر ي وقد قتل سراداتهم ن والرعيرة‬
‫كلهم أعداؤ في الدين ن ي شر مة يسيرة موحردين لره مرؤمنين بره راضرين بقضرائه ن‬
‫م‬
‫خوفرا مرن‬ ‫ومن رسروم الملروس أنهرم ي يثقروا برحرد مرن عسراكرهم ن وي مرن أويدهرم‬
‫غدرهم ‪.‬‬
‫فكي يزعمون أنه مريض ن وليا يقدر يمشي ن وقد قتل جبرابرة األرض وملروكهم ن‬
‫كرته لكم في ه السريرة وأصرنا هر األفعرال‬ ‫ويمشي بينهم في محفة ن وهو ال‬
‫ليا هي فعل أحد من البشر ن وما هو شيء يستعظم للمولى سبحانه ) (‪.)24‬‬

‫رسالة البالغ والنهاية في التوحيد‪.‬‬ ‫(‪)19‬‬


‫وردت في فصل ( الحاكم بأمر هللا حياتة وآراؤه )‪.‬‬ ‫(‪)20‬‬
‫كذا في األصل‪.‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫كذا في األصل‪.‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫كذا في األصل‪.‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫رسالة السيرة المستقيمة‪.‬‬ ‫(‪)24‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪141‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ن فكل ه ا القتل ن والسفس ن وغير لس من أفعاله ن لم تكن طبيعية ن بل هري مقرررة‬


‫ن تمأل بخطة يستوعبها الناا على أن ه ا ليا من فعرل بشرر ن و نمرا هرو فعرل لره ‪:‬‬
‫يقتل ن ويحيي ن ويرزق ن ويمنع ‪.‬‬
‫اإلله المعبود برسماء العباد ؟ فه ا أيضا ما يوضحه حمزة في ( رسرالة‬ ‫أما لما ا تسمى ِ‬
‫السيرة المستقيمة ) بقوله ‪ ( :‬فذن قال قائل ‪ :‬فلم تسمى المولى سبحانه باسم العبد ن وما‬
‫الحكمة فيه ؟‬
‫قلنا له بتوفيق موينا جل كر وترييرد ‪ :‬أن جميرع مرا يسرمون البرار جرل كرر فري‬
‫القرآن وغير فهو لعبيد وحدود ن وأجرل اسرم عنردهم فري القررآن ( ح ) ن وظراهر‬
‫خطوط مخلوقة ن وباطنه حدود مرئية مرزوقة وظاهر اسم وباطنه مسمى ن والمعبود‬
‫غيرهما وهو ايسم الحقيقي ن وهو يهوأل موينا سبحانه وتعالى عما يصفون ‪.‬‬
‫فلما كانأل العبيد عاجزين عن النظر لى توحيد باريهم ي من حيث هم وفري صرورهم‬
‫البشرية ن أوجبأل الحكمة والعدل أن يتسمى برسرمائهم حترى يردركون بعرض حقائقره )‬
‫(‪.)25‬‬
‫ولكي يبرهن دعاة الدروز على أن عبادتهم وتررليههم للحراكم هري العبرادة الصرحيحة ن‬
‫يحاولون أن يثبتوا أن عبادة جميع أهرل النحرل واألديران األخررى ن هري عبرادة عردم ن‬
‫ألنهررا بررال معرفررة وي مشرراهدة ‪ .‬يقررول المقتنر ي بهرراء الرردين فرري ( الرسررالة الموسررومة‬
‫بالشافية لنفوا الموحدين ) ما يلي ‪:‬‬
‫و لس أن جميع أهل النحل واألديان يعترفون بالمعبود وينكرون ا دعيروا لرى حقيقتره‬
‫– الوجود – كما قال ‪ ( :‬يعرفرون نعمرة ح ثرم ينكرونهرا ) (‪)26‬ن أ يقررون أن لهرم‬
‫باريا ن فذ ا دعيوا لى معرفة توحيد أنكروا وجود ن وكلهم أعني من قدمأل كر مرن‬
‫جميع أهل النحل واألديان يوجبون على أنفسهم عبادة يرجرون بهرا ثوابره ويفررون بهرا‬
‫من عقابه ن والعقل يقطرع ويشرهد ويوجرب أن الثرواب ي يصرح وي يثبرأل ي مرن بعرد‬
‫معرفة المثيب كان الخلرق لرى معرفرة المثيرب هرم أحروج منره لرى معرفرة ثوابره ن‬
‫ضا جميع أهل الشرع والم اهب المتقدمة ‪.‬‬ ‫وأي م‬
‫ضا فذن كان معدو مما فقد سقطأل الحجة عن جميع الخلق وكانأل الكل معر ورين فري‬ ‫وأي م‬
‫توقفهم عن طلب الحق ن ويؤيرد مرا كرتره مرا تقردم بره الخلرق مرن أقروالهم ن أن ح ي‬
‫يحتجب عن خلقه لكن حجبته عنهم أعمالهم ) (‪.)27‬‬
‫ضا يقرول فري ( رسرالة مرن دون قرائم الزمران والهراد لرى طاعرة‬ ‫وفي ه ا المعنى أي م‬

‫(‪ )25‬رسالة السيرة المستقيمة‪.‬‬


‫(‪ )26‬يشير إلى اآلية الكريمة ( يعرفون نعمة هللا ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون ) سورة النحل‬
‫‪ :‬آية ‪.81‬‬
‫(‪ )27‬الرسالة الموسومة بالشافية لنفوس الموحدين‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪142‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الرحمن ) ما يلي ‪ ( :‬وجميع العالم على شس ن والشس هو الكفرر ألنهرم يعبردون مرن ي‬
‫يسمع وي يُسمع ن وي يضر وي ينفع ن وي يدرون هل عبرادتهم مرراد ن أو أراد مرنهم‬
‫شيئما مما أجازته عقولهم ‪.‬‬
‫ضا فقد تقدم القول برن المولى جل كر عادل غير جائر ن تعالى وجرل عمرا يقولره‬ ‫وأي م‬
‫الملحدون علوا كبيرا ن فر عدل يقتضي أن يكون فوق سبع سمواأل على كرسي فوق‬
‫السماء السابعة كما يزعم المشركون (‪)28‬ن وقد كلفنا مع ه ا عبادتره ومعرفتره ن فهرل‬
‫في وسع أحد أن يعر ما خلر الجردار الر هرو أقررب ليره مرن كرل قريرب ن لرم‬
‫يكش عنه وينظر بعينه ن فنعو بالمولى أن ننسبه أنه احتجب به الحجبة ن ثم كلفنرا‬
‫مع لس عبادته ومعرفته ن بل ظهر تعرالى بهر الصرورة الناسروتية التري تشراكلنا مرن‬
‫حيث المجانسة والمقابلة ن فه ا نفا العدل ‪.‬‬
‫ووجه آخر أن ابن آدم غرض البار من جميع المخلوقاأل ن فلما صح عند و العلرم‬
‫والمعرفة والفهم ن أن ابن آدم أفضل األشياء كلها وجب أن يحتجب البار جلأل قدرته‬
‫في أجرل األشرياء ن واحتجرب برشرر المخلوقراأل ن واحتجرب بررعلم األشرياء ن فنعرو‬
‫ضا فذن العرالم كلره مرا اخلتفروا‬‫بالمولى من سوء اعتقاد من يعتقد أنه في األمواأل ن وأي م‬
‫في أن البار قادر فرين قدرته لو غاب الدهر كله ي يظهرر ن ألريا يكرون عجرز عرن‬
‫الظهور ؟‬
‫وأيضرا فلررو ظهررر الرردهر كلرره ن ثررم لررم يغررب لعجررز عررن الغيبررة ن ولررو ظهررر فرري كررل‬
‫م‬
‫عجزا ) (‪.)29‬‬ ‫م‬ ‫الظهوراأل بصورة واحدة وعلى حالة واحدة لكان لس‬
‫به الطريقة يحاول حمزة ودعاته أن يثبتوا أن ظهرور ايهروأل بصرورته الناسروتية (‬
‫الحاكم ) ن كان رحمة للناا وعديم لهم منه ن وفي زعمهم أن أهل األديران األخررى ي‬
‫يعبدون ي العدم ال ي يسمع وي ينفع وي يضر ن فكان ظهور ه ا رحمة للموحدين‬
‫‪.‬‬
‫أما لما ا تسمى الحاكم – ( اإلمام ) ؟ فيجيبنا حمزة على لرس بقولره ‪ ( :‬ولرو كران فري‬
‫اإلمامة ن لكان المولى جل كر في ظاهر األمر تسمى بره ن‬ ‫العالمين شيء أفضل من ِ‬
‫اإلمامة علمنا أنه أجل أسماء المولى جلرأل قدرتره )‬ ‫فلما لم يظهر في الناسوأل ي باسم ِ‬

‫(‪ )28‬لقد حرصت منذ بداية البحث حتى اآلن على ضبط النفس ‪ .‬والمناقشة الهادئة ‪ ،‬على كثرة‬
‫ما مر بي من مخالفة للعقل أو النقل ‪ .‬وأما هاهنا ‪ ،‬فإن هذا الكالم ال أجد مجاال للسكوت عنه ‪،‬‬
‫وإال فكيف يعتبر شركا من أثبت هلل جل وتعالى ما أثبت هو لنفسه من العلو المطلق فوق سبع‬
‫سماوات ‪ ،‬واأليات في كتاب هللا صريحة الداللة ‪ ،‬كما أن أحاديث رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫وسلم تثبت هذا في المواضع الكثيرة ‪ .‬وأي مخالفة للعقل في قول ذلك ؟ إذا قلنا أن هللا سبحانه‬
‫وتعالى منزه عما نسبتم إلى عبد من مخلوقاته الحاكم أو غيره ؟ وجعلتم ذلك شركا ‪ ،‬فيا سبحان‬
‫هللا ( إنها ال تعمى األبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) المؤلف ‪.‬‬
‫(‪ )29‬رسالة من دون قائم الزمان والهادي إلى طاعة الرحمن ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪143‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫(‪.)30‬‬
‫وعن نهي الحراكم تقبيرل األرض برين يديره ن وترويرل لرس ن تجيرب عنره ( الموسرومة‬
‫برسالة النساء الكبيرة ) تقول ‪ ( :‬ألم تسمعن ما تلي عليكم في السجل المكرم أيضا ن‬
‫بررالنهي عررن تقبيررل األرض بررين يررد موينررا جررل كر ر ن ألررم تعلمررن أن األرض هرري‬
‫األساا ن وأن التقبيل أخ علمه ن وقد نهاكن عن لس ) (‪.)31‬‬
‫وفي شرح ( ميثاق ولي الزمان ) يشرح قول حمزة في الميثاق ‪ ( :‬وأنه ي يعر شيئما‬
‫غير طاعة موينا جل كر ) بقوله ‪:‬‬
‫المعرفة ها هنا بالفعل ي بالعلم ن يعني أنه ي يدخل في عبادة الحاكم سربحانه وي يعتقرد‬
‫سوا ن كقوله ‪ :‬لم أعر غير ولم أتوجره ي ليره ن وكقولره ‪ :‬لرم ينطلرق فري الردعوة‬
‫الشركية وي يعر غير الدعوة الالهوتية ‪.‬‬
‫والطاعة هي العبادة ن ألن العبرادة فري هر ا الموضرع ترليره وتقرديا ن وفري غيرر هر ا‬
‫الموضع العبادة هي ايتباع والطاعة مطلقما ن ويجروز للعبرد أن يقرول عرن نفسره ‪ :‬أنره‬
‫اإلمرام أ يتبعره ويطيعره ن كقولره ‪ ( :‬ن كنرتم يرا تعبدونره ) (‪)32‬أ تطيعرون‬ ‫يعبد ِ‬
‫وتتبعون ‪.‬‬
‫و نما أظهر لنا الناسوأل رفقما بنا وطمرنينية لقلوبنا ن ألن ليا في طاقتنا مقابلرة األهروة‬
‫‪ .‬وقال ‪ :‬ولو انكش لها معرفة مبردعها مرن غيرر تررنيا وي تردريع لصرعقأل لقدرتره‬
‫وخرأل ن فلو تجلي جل جالله للخلق مرن حيرث هرو لتالشري كرل شريء لعظرم شرراق‬
‫ضوء شعاع نور األهوة ‪.‬‬
‫ويجب على من أقر بصورة الناسوأل أنه يعلم علما يقينا أن الالهوأل فيها غير منفصل‬
‫عنها كقوله ‪ :‬ن الحجاب هو المحجوب ن والمحجوب هو الحجاب لس هو ن وهو لس‬
‫ي فرق بينهما ن وكقوله ي يغيب الالهوأل عن الناسوأل ن ومثل الناسوأل في الالهروأل‬
‫مثل الخط من المعنى ن فالخط مثل الناسوأل ) (‪.)33‬‬
‫وي يزال الدروز حتى اآلن يؤمنون ويقولون به األقوال ن من هؤيء الدكتور سرامي‬
‫مكارم ال يقول ‪:‬‬
‫(( ويمكننا أن نقول ‪ :‬ن الناسروأل مرن الالهروأل كرالخط مرن المعنرى ن وكمرا أن فكرر‬
‫واإلضررافة والزمرران ومررا شررابه لررس ي يسررتطيع أن يرردرس‬
‫اإلنسرران المحرردود بالكيفيررة ِ‬
‫ِ‬

‫(‪ )30‬رسالة الصيحة الكائنة ‪.‬‬


‫(‪ )31‬الموسومة برسالة النساء الكبيرة ‪.‬‬
‫(‪ )32‬يشير إلى اآلية الكريمة ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ‪ ،‬ال تسجدوا للشمس‬
‫وال للقمر ‪ ،‬واسجدوا هلل الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) سورة فصلت ‪ :‬آية ‪.37‬‬
‫(‪ )33‬شرح الميثاق ‪ :‬كاتبه محمد حسين ‪ .‬مخطوط في جامعة شيكاغو رقم ‪ : 3737‬ويوجد‬
‫شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.29‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪144‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫المعاني مجردة من الخط أو الصررورة أو الصرروأل ن كر لس ي يمكررن أن‬


‫يدرس الالهوأل بوجه من الوجو ن و نمرا يتجلري ح فري الناسروأل ن ويكرون هر ا‬
‫ننسران‬‫تشخيصرا ل ِ‬
‫م‬ ‫الناسوأل قد تنز عن كل ما ليا هو في حقيقته وشموله ن فرضرحى‬
‫متطهرا مثاليما متنزيم بتجرد الباقي السرمد فيه عن التوهم‬ ‫م‬ ‫الكامل ن أ ناسوتما مجردما‬
‫والفناء ‪.‬‬
‫وه ا هو الترنيا بالنسبة ل خرين بغيرة التعرر مرن خاللره لرى حقيقرة الموجرود فري‬
‫سعي بعضهم ن وتقربهم ن وطلبتهم للمشاهدة والتوحيد اآلخر ) (‪.)34‬‬
‫صورا ناسوتية أخررى‬ ‫م‬ ‫اإلله المعبود اتخ له في األدوار الماضية‬ ‫والدروز يعتقدون أن ِ‬
‫اإلله المعبود قد أظهر ناسوته‬‫ضا أن ه األدوار كانأل سبعة أدوار وأن ِ‬ ‫ن ويعتقدون أي م‬
‫في ه األدوار عشر مراأل أو ( مقاماأل ) ن وفي ( رسالة السيرة المستقيمة ) حرديث‬
‫طويل عن ه األدوار ن يقول حمزة في ه الرسالة ‪:‬‬
‫وهو القسط ي له ي هو العزيز الحكيم ن هو الحاكم جل كرر نطرق بررن موينرا جرل‬
‫كر هو القائم على كل نفا بما كسب ن وهو المعز ن وهو العزيز ن وهو الحاكم جرل‬
‫اإلسرالم ) (‪)35‬ن‬‫كر ن يظهر لنا في أ صورة شاء كي يشاء ( ن الردين عنرد ح ِ‬
‫أ سلموا أمرورهم لرى المرولى سربحانه ورضروا بقضرائه ن فهرم المسرلمون لره حقرا ن‬
‫والمؤمنون به ن والموحدون له ترلي مها وسدقما ‪.‬‬
‫وتسمى موينرا جرل كرر بالقرائم ألن أول مرا ظهرر للعرالم بالملرس والبشررية فري أيرام‬
‫النطقاء الناموسية والشركية ن فقام على العالمين بالقوة والقدرة ) (‪.)36‬‬
‫فتغيير صور ناسروته نمرا كران لصرالح شررن النراا ن ألن ناسروته ي يفرارق يهوتره‬
‫طرفة عين ن ل لس ظهر في مقام القائم باسمه ووصفه ن وظهر في مقام المنصور جلأل‬
‫أيضرا جرل جاللره (‬
‫م‬ ‫قدرته ن وهو في مقرام المعرز جلرأل عظمتره ن وفري مقرام العزيرز‬
‫العزيز والمعز هما أب وجد الحاكم برمر ح ) ن وكل هؤيء واحد ي يشرغله شررن عرن‬
‫شرن ن يعني ي يشغله ظهور في صورة عن ظهور في صورة أخرى ) (‪.)37‬‬
‫والمقاماأل الناسوتية التي ظهر فيها المعبود هي كما يعتقد بها الدروز ‪:‬‬
‫‪ .1‬العلي ‪.‬‬
‫‪ .2‬البار ‪.‬‬
‫‪ .3‬أبو زكريا ‪ :‬ظهر في وقأل السماء الثالثة سنة ‪ 220‬هر ‪.‬‬

‫(‪ )34‬د ‪ .‬سامي مكارم أضواء على مسلك التوحيد ‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫(‪ )35‬سورة آل عمران ‪:‬آية ‪.19‬‬
‫(‪ )36‬رسالة السيرة المستقمية‪.‬‬
‫(‪ )37‬مخطوط في تقسم جبل لبنان ‪ .‬مؤلف مجهول ‪ ،‬مخطوط في الجامعة األمريكية رقم ‪، 31‬‬
‫ويوجد عنه شريط في الجامعة األردنية رقم ‪.699‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪145‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫‪ .4‬عليا ‪ :‬ظهر في وقأل السماء الرابعة ‪.‬‬


‫‪ .5‬ال ُمعل ‪ :‬ظهر في وقأل السماء الخامسة ‪.‬‬
‫‪ .6‬القائم ‪ :‬كان طفالم استودعه مع سر مامتره أبرو المعرل برعايرة سرعيد المهرد‬
‫الملقب بر ( عبيد ح ) سنة ‪ 280‬هر ن وكران سرعيد فري العشررين مرن عمرر ن‬
‫هرب بالقائم من وجه العباسيين لى مصر سنة ‪ 289‬هر ن ثم لى شمال أفريقية‬
‫سنة ‪ 308‬هر ن وهو مؤسا الدولة الفاطمية ‪.‬‬
‫تال المنصور ال حكم من سنة ‪ 334‬لى سنة ‪ 341‬هر ن ثرم المعرز مرن سرنة ‪341‬‬
‫لى سنة ‪ 365‬هر ن وهما مع القائم يعتبرون في الم هب الدرز اتما واحدة ‪.‬‬
‫وأخيرا الحاكم برمر ح ) (‪.)38‬‬
‫م‬ ‫‪ .7‬العزيز ‪ :‬من سنة ‪ 365‬لى سنة ‪ 386‬هر ن‬
‫وايعتقاد به المقاماأل العشررة ن واجرب مؤكرد علرى الردرز ن ففري رسرالة درزيرة‬
‫مخطوطة ن مجهولة المؤل وعنوانهرا ( كرر مرا يجرب أن يعرفره الموحرد ويعتقرد بره‬
‫ويحفظه ويسلس بموجبه ن وهو قول موجز عن كتاب الفرائض ) يقول فيها مؤلفها ‪:‬‬
‫ويجب معرفته تعالى في المقاماأل العشرة الربانية وهم ‪ :‬العلي ن والبار ن وأبو زكريرا‬
‫ن وعليا ن والمعل ن والقائم ن والمنصور ن والمعرز ن والعزيرز ن والحراكم ن وكلهرم لره‬
‫واحد ي له ي هو ‪.‬‬
‫فالعلي األعلى كل زمان تجريد وي مامة فيره ن ولرم يكرن قبلره شريء وظهرر فري أول‬
‫اإلمامرة وظهرور فري أواخرر أدوار الردنيا ن وبرين العلري‬ ‫الدنيا ن ثم البرار تجريرد عرن ِ‬
‫والبار تسع وستون كشفة ن وبين كل كشر وكشر سربع شررائع ن وبرين كرل شرريعة‬
‫وشريعة سبعة أئمة ن ومدة كل مام مائة أل سنة ن فتكون األدوار والشرائع من العلي‬
‫لى البار ثلثمائة أل سنة ‪.‬‬
‫ثم بعد غيبة مقام البار سبحانه وتعرالى ن ظهرر آدم الجرز الر هرو أحنروع بشرريعة‬
‫توحيدية يدعو لى توحيد البار سبحانه ن وظهر بعد سربعة أئمرة مرن حررو الصردق‬
‫وحدوا حدود ن ثم ظهرأل بعدهم الشرائع الناموسية بالنطقاء التكليفية ال ين هرم ‪ :‬نروح‬
‫ن و براهيم ن وموسى ن ومحمد ن وسعيد المهد ن وكلهم نفا واحدة ن وبين كل ناطق‬
‫وناطق سبعة أئمة ن ودخل أهل الحق في ه الشرائع الم كورة (‪.)39‬‬
‫وأما ظهور أبي زكريا وعليا (‪)40‬والمعل ن كان بذمامرة مسرتورة فري دور محمرد برن‬
‫سماعيل ن ثم بعد سعيد المهد ظهر البار سبحانه في مقرام القرائم والمنصرور والمعرز‬
‫واإلمامة الباطنة ‪.‬‬
‫والعزيز ن و لس في الخالفة الظاهرة ِ‬
‫وأما مقام الحاكم فظهر بالثالث منازل الم كورة ن ثم تجرد بالوحدانية وكشر توحيرد‬

‫(‪ )38‬عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ‪ ،‬ص ‪.96 – 95‬‬
‫(‪ )39‬يقصد بأهل الحق ‪ .‬الدروز‪.‬‬
‫(‪ )40‬كذا باألصل‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪146‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫واإلمامة لعلي الظراهر (‪)41‬ن الر هرو الردجال ن‬ ‫مدة من السنين ن ثم أعطى الخالفة ِ‬
‫اإلمامة الحقيقية لى صاحبها ال هو القائم المنتظر حمزة بن علي صرلى ح‬ ‫وأعطى ِ‬
‫عليه ) (‪.)42‬‬
‫أيضرا وجميرع الحردود اآلخررين كرانوا يظهررون فري هر‬ ‫م‬ ‫أيضرا‬
‫م‬ ‫ومما ي كر أن حمرزة‬
‫األدوار برسماء وصور مختلفة ‪.‬‬
‫ضا عن المقاماأل الناسروتية التري ظهرر‬ ‫وفي ( رسالة السؤال والجواب ) ه ا الحوار أي م‬
‫بها الالهوأل ‪:‬‬
‫ا ‪ :‬وكم مرة ظهر موينا الحاكم بالصورة الجسمانية ؟‬
‫ج ‪ :‬ظهر عشر مرار ن وتسمى بالمقاماأل وهم ‪ :‬العلي ن البار ن عليا ن المعرل ن القرائم‬
‫ن المعز ن العزيز ن أبو زكريا ن المنصور الحاكم ‪.‬‬
‫ا ‪ :‬فرول المقاماأل ال هو العلي ن أين ظهر ؟‬
‫ج ‪ :‬ظهر في الهند في مدينة يقال لها حين ما حين ‪.‬‬
‫ا ‪ :‬والبار أين ظهر ؟‬
‫ج ‪ :‬بالعجم في مدينة يقال لها أصبهان (‪)43‬وألجل ه ا تقول الفررا بارخردا ن وعليرا‬
‫ظهر في اليمن ن والمعل ظهر بالمغرب ن في صورة رجل مكار علرى ألر جمرل ن‬
‫والقائم ظهر بالمغرب في مدينة يقال لها المهدية (‪)44‬ن ومنها جاء لرى مصرر ن وأبرو‬
‫زكريا والمنصور ظهرا في المنصورة (‪)45‬ن والمنصور كان اسمه سماعيل ‪.‬‬
‫ا ‪ :‬وكي نقول في باقي الملرل ن الر ين يقولرون أننرا نعبرد الررب الر خلرق السرماء‬
‫واألرض ؟‬
‫ج ‪ :‬ولو قالوا لس ي يصح معهم ن ألن العبادة ي تصح بال معرفرة ن ولرو قرالوا عبردنا‬
‫ولم يعرفوا أن الرب هو الحاكم ب اته فتكون عبادتهم كا بة ) (‪.)46‬‬
‫ويقول الدكتور محمد كامل حسين ‪ ( :‬وليا لنا أن نناقش هر العقيردة ن ي أننرا نحرب‬
‫أن نسجل أن ظهور أبي زكريا القرمطي كان أسبق من ظهور القائم برمر ح ‪.‬‬
‫ثم قولهم في ( رسالة السيرة المستقيمة ) ‪ :‬أن القائم كان بمصرر وبنرى بهرا بابرا يسرمى‬

‫(‪ )41‬يقصد خليفة الحاكم وابنه علي‪.‬‬


‫(‪ )42‬مخطوط ذكر ما يجب أن يعرفه الموحد ‪ ،‬مخطوط في مكتبة القديس بولس في الجامعة‬
‫األمريكية ببيروت رقم ‪ 206‬ويوجد شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.715‬‬
‫(‪ )43‬مدينة عظيمة مشهورة في بالد فارس ‪.‬‬
‫(‪ )44‬مدينة اختطها المهدي عبد هللا ‪ ،‬وهي في أفريقية قرب القيروان‪.‬‬
‫(‪ )45‬وهي في موضعين ‪ ،‬األول في أرض السند ‪ ،‬والثانية أيضا قرب القيروان في أفريقية‬
‫استحدثها المنصور بن القائم بن المهدي بالمغرب سنة ‪ 337‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )46‬رسالة السؤال والجواب ‪ :‬مخطوط في مكتبة القديس بولس في الجامعة األمريكية‬
‫ببيروت رقم ‪ ، 206‬وعنه شريط في الجامعة األردنية رقم ‪.715‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪147‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الرشيدية ن كل لس بعيد عن الحقيقة التاريخية ن حقيقة حاول القائم برمر ح فتح مصر‬
‫أكثر من مرة ولكن لم يوفق ن فكي أقام بها وشيد بها بابما ؟ ) (‪.)47‬‬
‫والحقيقة أن الدارا لرسائل الدروز وخاصة رسائل حمزة يجرد المغالطراأل التاريخيرة‬
‫أيضرا فري‬
‫م‬ ‫وخصوصرا عنردما يتحردث حمرزة عرن ظهوراتره‬‫م‬ ‫التي ي تخفي على أحرد ن‬
‫المقاماأل المختلفة من زمن آدم عليه السالم لى زمن محمد صلى ح عليه وسلم ‪.‬‬
‫وكل ه ا يدل ديلة واضحة على الشعو األ والمغالطاأل التاريخيرة التري أتبعهرا حمرزة‬
‫في ثباأل معتقداته ‪.‬‬
‫غيرر أن هنراس نقطرة مهمررة فري هر ا الموضروع أحررب أن أوضرحها ن وهري أن المقررام‬
‫األخير من ظهور الالهوأل بالناسوأل – أعني ظهرور الحراكم – كران الظهرور األخيرر‬
‫من ظهور المعبود ‪.‬‬
‫ألن المعبود غضب – بعد لس – على كل خلقه ماعدا الموحدين ؟! ولر لس أغلرق براب‬
‫دعوته فغاب لى داخل السور المسمى ( سد الصين ) ليبقى لى أن يشاء ثم يظهر يروم‬
‫الدين ‪.‬‬
‫وه ا ما يقوله حمزة فري ( رسرالة األسررار ومجرالا الرحمرة واألوليراء ) ن أمرا مترى‬
‫قريبرا ن وبر لس يكرون‬
‫م‬ ‫سيكون يوم الدين فه ا ما تحدث عنه حمزة مررارا برنره سريكون‬
‫دورا ومرن كرل دور‬ ‫انتهاء ه ا الدور ن كما صرح حمزة ‪ :‬أن األدوار السابقة سربعون م‬
‫عا وكل أسبوع سبعون سنة ن وكل سنة ألر سرنة مرن السرنين التري‬ ‫واحد سبعون أسبو م‬
‫يعدها البشر (‪)48‬ن وفي كل ه األدوار ظهر المعبود في نفا الصور التي ظهر في‬
‫ه ا الدور ال نعيش فيه ن وب لس يكون عدد ظهرور المعبرود فري كرل األدوار حروالي‬
‫اإللهري الجديرد‬
‫سبعمائة مرة ) (‪ .)49‬والغريب أن كمال جنبالط يحدد ظهرور التجلري ِ‬
‫اإللهري والحكريم مرن جديرد ن‬‫في حدود سنة ( ‪ 2000‬م ) ن حيث يتنبر بظهور التجلري ِ‬
‫وعندها يفتح الطريق من جديد ويصرير بذمكران جميرع النراا فري كافرة أصرقاع العرالم‬
‫سلوكها (‪.)50‬‬
‫ويقول المقتني بهاء الدين عن يوم الدين حسب وجهة نظر ‪:‬‬
‫اإلخوان ن وفقكم المولى لطاعته وسددكم عرضاته ن أن قرد صرح‬ ‫وأنتم تعلمون معاشر ِ‬
‫عندكم أن الدنيا قد أفناها موينا الحاكم سبحانه ن وأنكم في أوائل اآلخررة ودلريلكم علرى‬

‫(‪ )47‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.107‬‬


‫(‪ )48‬بعملية حسابية بسيطة تكون عدد السنين هذه ( ‪ ) 343‬مليونا ‪ ،‬وهذا ما يرجعنا إلى ما‬
‫قاله كمال جنبالط أن الموحدين ظهوروا منذ ( ‪ ) 343‬مليونا من السنين ‪ ،‬ويبدو أنه اعتمد على‬
‫ما قالته هذه الرسالة وجعلها حجة ؟! انظر ص ‪.99‬‬
‫(‪ )49‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫(‪ )50‬كمال جنبالط ‪ /‬هذه وصيتي ص ‪.50‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪148‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫لس واضح ن و لس أن موينا سبحانه أظهر لكم مام توحيد فنرادى بكرم وأرشردكم ‪...‬‬
‫اإلخروان ن أن لرو كران المعبرود سربحانه ينتقرل بعرد هر ا الظهرور فري‬‫واعلموا معاشر ِ‬
‫األقمصة المختلفة لكان ه ا أمر ي نفا له ن وأمد ي آخر له ن وكانأل تنفر الديانرة اآلن‬
‫ن ويكون ه ا يدل على أن من عمل عمالم لم يجاز عليه من ضد وولي ) (‪. )51‬‬
‫ونختتم ه ا المبحث عن ألوهية الحاكم ن بر ( شعر النفا ) ال نظمه أحرد حردودهم ‪:‬‬
‫سماعيل بن محمد التميمي صهر حمزة ن وهو موجود بين رسائلهم ن يمجد فيه الحاكم‬
‫اإلله المعبود ن يقول التميمي في ه ا الشعر ‪:‬‬
‫لى الحاكم العالي على كل حاكم‬ ‫لى غاية الغاياأل قصد وبغيتي‬
‫فليا فتى التوحيد فيه ينادم‬ ‫لى الحاكم المنصور عوجوا وأتمموا‬
‫وليا له شبه يقاا بحاكم‬ ‫هو الحاكم الفرد ال جل اسمه‬
‫يؤانا بايسم المشاع بحاكم‬ ‫حكيم عليم قادر مالس الورى‬
‫ويهوته يرتي بكل العظائم‬ ‫هو الحاكم المولى بناسوته يُرى‬
‫يتقظى وي يصغى لى كل نائم‬ ‫واإلمام عبد‬
‫تسمى ما مما ِ‬
‫برفعالهم أنسا بحكم حاكم‬ ‫وقد ظهر المولى فآنا عبيد‬
‫ويؤنسهم والخلق شبه بهائم (‪.)52‬‬ ‫ظهورا برفعال العبيد وشكلهم‬
‫ن النصوا السابقة وأخرى كثيرة مثلها ن تدل صرراحة علرى ترليره الحراكم مرن قبرل‬
‫الدروز ‪:‬‬
‫وأمام ه النصوا الواضحة والجلية ن أتساءل ‪ :‬لما ا يحاول الدروز لر ن أن ينفروا‬
‫ظاهرا ه ا عن معتقدهم ؟ مع أنهم يؤكدونها في مجالسهم الخاصة ‪ .‬يقول األستا عبرد‬ ‫م‬
‫ح النجار ( وهو درز ) ‪ ( :‬و ني أل كر عتاب كبير األشياع الثقراأل ن ألنري كررأل‬
‫في أحد الكتب المطبوعة ‪ :‬أن أم الحاكم كانأل صقلبية ن قال لي ‪ :‬أن الحاكم ي أم له‬
‫مرددا ما جاء في الرسالة ‪ : 26‬حاشا موينا جل كر من ايبن والعم والخرال ن ( لرم‬
‫يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) (‪. )53‬‬
‫كثيرا على ما تضمنته ه الرسائل ن ألن ما تحويره ي‬ ‫م‬ ‫ولقد حاولأل جهد أن ي أعلق‬
‫تجعل مجايم أل تعليق ؟ وما تضمنته يغني عن أية زيادة ؟!‬
‫‪ – 2‬التناسخ والتقمص والحلول ‪.‬‬
‫يستدل مرن النصروا الرواردة فري رسرائل الردروز ن بررن الردروز يعتقردون بالتناسر‬
‫والتقما ن أ بانتقال الرنفا مرن جسرم بشرر لرى جسرم بشرر آخرر ن باعتبرار أن‬

‫(‪ )51‬رسالة بني أبي حمار‪.‬‬


‫(‪ )52‬شعر النفس ‪ :‬إسماعيل التميمي‪.‬‬
‫(‪ )53‬عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز ‪ :‬والتوحيد ‪ ، 106 ، 105 :‬وهنا يشير إلى اآليتين‬
‫الكريمتين في سورة اإلخالص ‪ :‬آية ‪.4 – 3‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪149‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫النفا لديهم ي تموأل ن بل يموأل قميصها ( الجسم ) ن ويصريبه البلري ن فتنتقرل الرنفا‬
‫لى قميا آخر ‪.‬‬
‫وه ا خال التناسر الر تعتقرد فررق أخررى – كالنصريرية ‪ -‬ن والر ين ي ينحصرر‬
‫عندهم التناس بين الناا ن بل يكون أحيانما بينهم وبين البهائم – أ بمعنرى المسر ‪) -‬‬
‫(‪.)54‬‬
‫نكارا صري محا ن وتنفيه نفيما قاطعما ن حترى نهرا‬
‫م‬ ‫وعقيدة الدروز تنكر المس في التناس‬
‫استبدلأل لفظة التناس بر ( التقما ) ن ألن في انتقال النفا لى جسم حيوان ظلم له ن‬
‫اإللهرري فرري‬
‫وألن العقرراب والثررواب بنرري – حسررب مررا يزعمررون – علررى قاعرردة العرردل ِ‬
‫محاسبة األرواح بعد مرورها في الدهر الطويل ن ي فري مردى حيراة واحردة ن بخيرهرا‬
‫وشرها ن وقصرها أو طولها ن بحيث يمنحها الدهر الطويل فرا ايكتساب والتطرور‬
‫ن وايمتحان والتبدل ن لكي تحاسب حسابما عراديم علرى مجمروع مرا كترب ن فرال تكرون‬
‫األرواح كياناأل مبهمة غير واعية ) (‪.)55‬‬
‫ولكن الدروز يعتقدون بالمس المعنو أو المجاز ن يقول األستا عبد ح النجرار ‪( :‬‬
‫المس في اللغة تحويل الصورة لى أقبح منها ن فيقال مسرخه ح قرردما ن وهر ا دينيرا ن‬
‫ورد كر ن مجاز معنو ن المقصود منه التحقير ن وال م ن والتروبي ن وهرو تعبيرر‬
‫اإلطالق ‪.‬‬
‫مجاز وليا حسيا على ِ‬
‫و نما تكون الحكمة في عر اب رجرل يفهرم ويعرر العر اب ن ليكرون مردبرة لره وسرببا‬
‫اإلنسان ن نقلتره مرن درجرة عالير ة لرى درجرة‬ ‫لتوبته ‪ ...‬و نما يكون الع اب الواقع في ِ‬
‫دونها في الدين ن وفي قلة معيشته وعمى قلبه في دينه ودنيا ) (‪.)56‬‬
‫ومن اعتقادهم في ه ا الموضوع ‪ ( :‬أن العالم قد خلق دفعة واحدة ن وأن البشرر خلقروا‬
‫سوية وليسوا بمتناسلين من أب واحد ن بل مرن حرين الخليقرة وجرد الحايرس فري نولره ن‬
‫والبناء على الحائط ن وأن عدد أنفا البشر ي يزيد وي ينقا ) (‪.)57‬‬
‫وفي ه ا المعنى جاء في رسالة ( من دون قائم الزمان ) ما يلي ‪:‬‬
‫عقل ومعرفة بالحقيقة والفضل ن أن ه األشخاا أعنري‬ ‫( أليا قد صح عند كل‬
‫عالم السواد األعظم لرم يتناقصروا ولرم يتزايردوا ن برل هري أشرخاا معردودة مرن أول‬
‫األدوار لى انقضاء العالم والرجوع لى دار القرار ‪.‬‬
‫والدليل على لس أن ه الخلقة أعني العالم العلو والسفلي ليا لها وقأل محدد ن وي‬

‫(‪ )54‬مخطوط في تقسم جبل لبنان ‪ :‬مخطوط في الجامعة األمريكية ببيروت رقم ‪ ، 31‬ويوجد‬
‫شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.699‬‬
‫(‪ )55‬عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ص ‪.62‬‬
‫(‪ )56‬هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ص ‪.62 - 61‬‬
‫(‪ )57‬كريم ثابت ‪ :‬الدروز والثورة السورية ‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪150‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫صا واحدما لضاقأل بهرم‬


‫سنة شخ م‬ ‫أمد عند العالم معدود ن أليا لو زاد العالم في كل أل‬
‫األرض ‪.‬‬
‫ثم نه لو نقا في كل أل سنة شخا واحد لم يبق مرنهم أحرد ن فصرح عنرد كرل‬
‫عقل راجح ن ومن هو بالحقيقة لنفسه ناصح ن أن األشخاا لرم تتنراقا ولرم تتزايرد ن‬
‫بل تظهر بظهوراأل مختلفاأل الصور على مقدار اكتسابها من خير وشر ) (‪.)58‬‬
‫اإللره فري‬
‫وك لس نجد في ( رسالة كر الرد على أهرل الترويرل الر ين يوجبرون تكررار ِ‬
‫األقمصة المختلفة ) ما يلي ‪:‬‬
‫عرفوني يا شيوع التجريد ه القوى التي تفارق األجسام أين مسرتقرها ؟ وأيرن يكرون‬
‫ثباتها ؟ فذن قلتم ‪ :‬فيما بين األرض والسماء ن فهي لكثرة النشوء تسد ما برين العرالمين‬
‫ن وتخالط الهوى وترتي عليها الطبائع ويدخل عليها من التضاد والفساد مرا يردخل علرى‬
‫غيرها ن و ن أوجبتم أن ثباتها فوق السماء فهي تمأل األفق ) (‪.)59‬‬
‫باإلنسران يكرون بنقلتره مرن درجرة عاليرة‬‫والمالحظ في رسائل حمزة أن الع اب الواقع ِ‬
‫لى درجة دونها من درجاأل الدين ن ويستمر تنقله من جسرد لرى جسرد بتناسر روحره‬
‫وتقمصها في األجساد ن وهو كلما تنتقل روحه من جسد لى جسد تقل منزلته الدينية ‪.‬‬
‫أما الجزاء في الثواب مادام يتكرر في األجسراد فهرو زيرادة درجتره فري العلروم الدينيرة‬
‫وارتفاعه من درجة لى درجة ) (‪.)60‬‬
‫وهك ا تمر النفا في دورانها بحايأل مختلفرة وتظرل كر لس حترى تتطهرر – ن كانرأل‬
‫صالحة ‪ -‬ن وبعد ه ا التطهير يكون الزمن ال يعقب قيام القيامة التي يترقبها الدروز‬
‫ن أما النفا الشريرة فتظل مع بة بجميع أنواع الع اباأل المعروفة ‪.‬‬
‫والع اب األكبر هو ع اب الضمير ن وع اب الندم على مرا فراأل ن ألنهرا لرم تنتفرع مرن‬
‫أدوارها الماضية ) (‪.)61‬‬
‫وهم يعتقدون أنه ‪ ( :‬كلما ماأل نسان انتقلأل روحه لمولود جديد ن ويسمى لس عنر دهم‬
‫الفرقة والخلقة ن ويشبهون النفا بالسائالأل التي تحتاج لرى نراء يضربطها فرذ ا كسرر‬
‫فالبد من تلقي السائل في ناء غير لئال يهر ويضيع ) (‪.)62‬‬
‫وبناء على لس فذ ا ماأل أحد من م هبهم فذنه يولد ثانية على نفا ه ا الم هب ن وله ا‬
‫اإلنسان على كتبهم وعر ديرانتهم واعتقرد‬ ‫فال يقبلون أحدا في م هبهم حتى ولو اطلع ِ‬
‫صحتها وسلس بموجبها فال فائدة من لرس ن برل حرين موتره ترجرع روحره لرى م هبره‬

‫رسالة من دون قائم الزمان والهادي إلى طاعة الرحمن‪.‬‬ ‫(‪)58‬‬


‫رسالة ذكر الرد على أهل التأويل الذين يوجبون تكرار اإلله في األقمصة المختلفة‪.‬‬ ‫(‪)59‬‬
‫مصطفى غالب ‪ .‬الحركات الباطنية في اإلسالم ‪ ،‬ص ‪.263‬‬ ‫(‪)60‬‬
‫سعيد الصغير ‪ :‬بنو معروف ( الدروز ) ‪ ،‬ص ‪.239‬‬ ‫(‪)61‬‬
‫كريم ثابت ‪ :‬الدروز والثورة السورية ‪ ،‬ص ‪.34‬‬ ‫(‪)62‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪151‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫القديم ‪.‬‬
‫وك لس ا انتقل أحد من م هبهم لى غير ن فذنهم ي يعترفرون بر لس ن ألن روحره فري‬
‫النقلة األخرى ستعود لى م هبه القديم (‪.)63‬‬
‫يقول الدكتور سامي مكارم عرن هر النقطرة ‪ ( :‬ففري عقيردتهم أن الر ين نقلروا الردعوة‬
‫وتعرضوا لى الحقيقة في الماضي ي يزالون يولدون من تقبل الدعوة ‪.‬‬
‫تطورا للروح في ه ا الدور ن برل هرو تقلرب‬ ‫م‬ ‫ك لس فذن التقما في معتقد التوحيد ليا‬
‫الروح في شتى األحوال ن لكي يتسني لها أن تختبر ه األحوال ‪.‬‬
‫فمن لم يتقبل نداء الحق ن حسب معتقد التوحيد ن ي يمكنه ي أن يحصرد نتيجرة أعمالره‬
‫في حيواته التالية ن وك لس هي الحال بالنسبة لمن تقبل ه ا النداء وتعر لى الحقيقة ‪.‬‬
‫كررا ن واألنثرى‬
‫م‬ ‫م‬
‫تمييزا جنسيما ن فال كر يولرد‬ ‫ضا –‬
‫والتقما يتضمن – عند الدروز أي م‬
‫أنثى ) (‪.)64‬‬
‫ونتيجة له النظرية عندهم ؛ فذنهم يقولون ‪ ( :‬عن و العاهاأل والمصابين كاألعمى‬
‫واألعرج والفقيرر والجاهرل ن أن مصرابهم هرو قصراا عرن نروبهم فري مردة حيراتهم‬
‫باإلنجيرل حينمرا سررل الرسرل السريد‬ ‫السابقة ن ويحتجون ب لس على النصارى فيما ورد ِ‬
‫المسيح ‪ :‬عن لس األعمى هل هو أخطر أم أبوا ؟ حتى ولد أعمى ن ويقولون ‪ :‬نره ا‬
‫كان قد أصيب بالعمى وقأل ميالد لخطيئته ظهرأل منه ‪.‬‬
‫ضا ‪ :‬أن يليا النبي هو يوحنا المعمدان ن وأن المسيح أ حمزة أخبرر عنره‬ ‫ويعتقدون أي م‬
‫في نجيل متى ‪ :‬برن يوحنا هرو يليرا ن ويجعلرون هر ا برهانرا علرى الرتقما ن وهكر ا‬
‫يجعلون الغني والعالم والجاهل ن نما استحقوا لس مكافرة لهم ) (‪.)65‬‬
‫ويتسدل الردروز بآيراأل مرن القررآن الكرريم ليثبتروا فيهرا اعتقرادهم بالتناسر ن مرؤولين‬
‫معناها ليتفق مع ما يزعمون ن ومن لس ما استدل به األستا فؤاد األطررش مرن آيراأل‬
‫القرآن الكريم ن زاع مما أنها تدل على التناس ‪:‬‬
‫{ كلما نضجأل جلودهم ن بدلناهم جلودما غيرها }(‪ [ )66‬النساء ‪. ] 56 :‬‬
‫م‬
‫أمواترا فرحيراكم ثرم يميرتكم ثرم يحيريكم ثرم ليره‬ ‫{ كي تكفررون ( بنعمرة ) ح ن وكنرتم‬
‫ترجعون } (‪.)67‬‬
‫خيرا ) (‪.)68‬‬
‫سا يمانها ( ن ) لم تكن آمنأل من قبل وكسبأل في يمانها م‬ ‫ي ينفع نف م‬

‫(‪ )63‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.47‬‬


‫(‪ )64‬د ‪ .‬سامي مكارم ‪ :‬أضواء على مسلك التوحيد ‪.122 – 121 ،‬‬
‫(‪ )65‬كريم ثابت ‪ :‬الدروز والثورة السورية ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫(‪ )66‬سورة النساء ‪ :‬آية ‪.56‬‬
‫(‪ )67‬سورة البقرة ‪ :‬آية ‪ ، 28‬وقد وردت اآلية هكذا ‪ ،‬ويالحظ أن ( كلمة نعمة ) غير موجودة‬
‫في اآلية ‪ ،‬والصحيح ( كيف تكفرون باهلل )‪.‬‬
‫(‪ )68‬سورة األنعام ‪ :‬أية ‪ ، 158‬وقد زاد في اآلية أيضا كلمة ( إن ) والصحيح ( ال ينفع نفسا‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪152‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫{ منها خلقناكم ن وفيها نعيدكم ن ومنها نخرجكم تارة أخرى }(‪ [ )69‬طه ‪. ] 55 :‬‬
‫{ يخرج الحي من الميأل ن ويخرج الميأل من الحي ن ويحي األرض بعد موتها وك لس‬
‫تخرجون } (‪ [ )70‬الروم ‪. ] 19 :‬‬
‫ضا ‪ ( :‬أن تشبيه النفا باألرض ثباأل ماد على الرتقما‬ ‫ويزعم األستا األطرش أي م‬
‫ي يقبل الجدل ن فلنترمل في أدوار األرض ومواسمها وموتها ثم حياتها ‪.‬‬
‫اإلنسران‬
‫واإلنسان يرفض ه الفكرة ألنها تناقض مبدأ ال اتية وتحطم أحالمه ن ويضع ِ‬ ‫ِ‬
‫أمام الواقع الروحي موضع المنافح في سبيل خالصه من أسر مادية التفكيرر والحيراة )‬
‫(‪.)71‬‬
‫ضا بالنطق ن ( والنطرق هرو ‪ :‬أن الرروح حرين‬ ‫وبسبب اعتقادهم بالتقما ن يعتقدون أي م‬
‫تنتقل من جسد لى جسد تحمل معلومراأل عرن دورهرا فري الجيرل السرابق – يعنري فري‬
‫الجسم ال كانأل تتقمصه قبل قميصها الحالي ن وفي ه الحالة تتحدث أو تنطرق بمرا‬
‫ت كر من وقائع عن حياتها السابقة ) (‪.)72‬‬
‫ولكن هناس من الدروز مثل األستا عبد ح النجار ن من ينفري نظريرة ( النطرق ) هر‬
‫من أساسها ن ويعتبرها خرافاأل ومن س ج العامة ويستشرهد علرى لرس بنصروا مرن‬
‫رسائلهم ن ومما كر نقالم عن الرسرالة ‪ ( : 67‬فرذن قرال قائرل ‪ :‬مرا لنرا ي نعرر مرا‬
‫مضى من األدوار ؟ قال له المحرتع بالحقيقرة ‪ :‬نرس لرو كررأل ن وعرفرأل ن لشراركأل‬
‫عجزا من البار ن ولكان يفسد النظام ) (‪.)73‬‬ ‫م‬ ‫المبدع في غيب حكمته ن ولكان لس‬
‫غير أن الدكتور سامي مكارم يقول في معرض ر ِ ّد علرى األسرتا النجرار ‪ ( :‬ويمكننرا‬
‫القول أن منطق عملية التقما ي يتعارض مع ت كر الماضري ن خاصرة عنردما نردرس‬
‫أن نزعاأل الفكر اللطيفة ن حسب عقير دة التوحيرد ن تنطرو عنرد المروأل ن فري أعمراق‬
‫النفا المتنقلة من جسد لى جسد ‪.‬‬
‫وه النزعاأل واألفكار اللطيفة ن كب ور انطالقة الحياة التالية ن هي التي تحردد وضرع‬
‫التقما المقبل ن فالبد لبعض األ هان ا صادفأل بعض الحايأل المناسبة ن أن تتر كر‬
‫الماضي المباشر ال كانأل تعيش فيه ) (‪.)74‬‬
‫ويبد لنا – بعد لس – ي أن نرجح الرأ ال يقول باعتقراد الردروز بر ر ( النطرق ) ن‬
‫لس ألن كتاب أضواء على مسلس التوحيرد ن كران فري الحقيقرة ردما مرن مشريخة العقرل‬

‫إيمانها لم تكن ‪.) ...‬‬


‫(‪ )69‬سورة طه ‪ :‬آية ‪.55‬‬
‫(‪ )70‬سورة الروم ‪ :‬آية ‪.19‬‬
‫(‪ )71‬فؤاد األطرش ‪ :‬الدروز – مؤامرات وتاريخ وحقائق ‪ ،‬ص ‪.188 – 187‬‬
‫(‪ )72‬د ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ :‬إسالم بال مذاهب ‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫(‪ )73‬عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ‪ ،‬ص ‪. 71 – 69‬‬
‫(‪ )74‬د ‪ .‬سامي مكارم ‪ :‬أضواء على مسلك التوحيد ‪ ،‬ص ‪.127‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪153‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫عندهم على األستا عبد ح النجار ‪.‬‬


‫أما الحلول ‪ :‬فهو نوع من التقما ن لكنه يختل عنه في أن الرنفا المنتقلرة مرن جسرم‬
‫لى آخر ن تنتقل معها أحيانما جميع صفاتها ن أو بعض صفاتها البارزة ‪.‬‬
‫ومن لس نشر ايعتقاد أن نفوا األنبياء والمرسلين تنتقل من دور لى دور ن مستكملة‬
‫أروع صفاتها ن فحمزة بن علري فري دور الحراكم هرو نفرا سرلمان الفارسري فري دور‬
‫النبي صلى ح عليه وسلم ) (‪.)75‬‬
‫وقد استنتع الدكتور محمد كامرل حسرين مرن نظريرة التناسر هر ‪ ( :‬أن لهر العقيردة‬
‫عالقة بم هب التناس فري الديانرة البو يرة ن والديانرة الهندوكيرة ن ففري الديانرة البو يرة‬
‫ظهر بو ا على هيئة حيواناأل وطيور وشجر وصور أنسية حوالي أل مرة (‪. )76‬‬
‫وفي الديانة الهندوكية ظهر شيفا على صور أنسية عديدة ن ك لس ظهر مر هب التناسر‬
‫عند فالسفة اليونان وقدمائهم ن ففي ديانة قدماء اليونان تظهر آلهتهم في صور مختلفرة‬
‫ن وعند فالسفة اليونان التناس عندهم عدة أقسام ‪ :‬نس ومس وفس ورس ) (‪.)77‬‬
‫وهك ا نستطيع أن نربط ه ا ايعتقاد ن به ايعتقراداأل التري كانرأل سرائدة فري فرارا‬
‫والهند واليونان ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الحدود الخمسة ‪:‬‬
‫واإليمران ن (( هرو أن توحيرد ح ي‬ ‫اإلسرماعيلية مبردأ أساسري فري التوحيرد ِ‬ ‫في العقيدة ِ‬
‫واإليمرران بهررم‬
‫يكمررل ي بمعرفررة مراتررب الحرردود الروحانيررة ن والحرردود الجسررمانية ن ِ‬
‫وطرراعتهم طاعررة تامررة ن وهر الحرردود هرري ‪ ( :‬العقررل ن والررنفا ن والجررد ن والفررتح ن‬
‫والخيال ) ‪ .‬وه الحدود العلوية ممثويأل لحدود الدين الجسمانية ال ين هرم النطقراء ن‬
‫واألوصياء واألئمة والحجع والدعاة ) (‪. )78‬‬
‫و هب الفاطميون ك لس لى أن ح تعالى أبدع العقرل الكلري وبوسراطته وجردأل الرنفا‬
‫الكلية ن وبوساطتها وجدأل المخلوقاأل كلها ‪.‬‬
‫اإلسررماعيلية هررو الخررالق الحقيقرري ن ومررن هنررا قررالوا أن أسررماء ح‬
‫فالعقررل الكلرري عنررد ِ‬
‫اإلمررام‬
‫الحسررنى الررواردة فرري القرررآن الكررريم هرري أسررماء للعقررل الكلرري ن واعتبررروا أن ِ‬
‫أيضرا علرى‬‫م‬ ‫الفاطمي ممثل للعقل الكلي ن وأن جميع مناقب العقل الكلي وصفاته تطلرق‬
‫اإلمام ) (‪.)79‬‬‫ِ‬

‫(‪ )75‬أمين طايع ‪ :‬أصل الموحدين الدروز ‪ :‬ص ‪. 101 – 100‬‬


‫(‪ )76‬راجع كتاب البوذية وتأثيرها في الفكر والفرق اإلسالمية المتطرفة – محمد على الزغبي‬
‫– وعلى زيعور ‪ ،‬ص ‪.149 – 147‬‬
‫(‪ )77‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫(‪ )78‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫(‪ )79‬أحمد الفوزان ‪ :‬أضواء على العقيدة الدرزية ‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪154‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وجاء دعاة الردروز وأخر وا آراء الفراطميين فري الحردود ن وحوروهرا حترى تتفرق مرع‬
‫مبادئهم وآرائهم ن فخالفوا ب لس آراء الفاطميين مخالفة جوهرية ‪.‬‬
‫من لس ‪ (( :‬أن الحدود الروحانية هم نفسهم الحدود الجسمانية ن فال يوجد عندهم مثرل‬
‫وممثول ن أ أن الحدود الجسمانية هم أنفسهم الحدود العلوية ن ف هبوا لى أن المعبرود‬
‫اإلرادة ن وهو علة العلل ن وهو القلم ن هو القضراء ن‬
‫أبدع من نور العقل الكلي ن وهو ِ‬
‫وهو أل ايبتداء وأل اينتهاء ن وهو قائم الزمان حمزة بن علي ) (‪.)80‬‬
‫ويناقش حمزة رأ الفاطميين في حدود الدين في ( رسالة كش الحقائق ) فيقول ‪:‬‬
‫(( اعلموا معاشر الموحدين رحمكم البار العزيز الجبار ن برن جميع المؤمنين والشيوع‬
‫المتقدمين تحيروا في أمر السابق وضد التالي وند ن فبعضهم قالوا ‪ :‬بررن السرابق هرو‬
‫الغاية والنهاية ن والعبادة له وحد دون غير في كل عصر وزمان ن وه ا نفر ا الكفرر‬
‫‪.‬‬
‫وقالأل طائفة منهم ‪ :‬ن السابق نور البار ن لكنه نور ي تدركره األوهرام والخرواطر ن‬
‫وه ا نفا الشرس برن يكون البار سبحانه ي يدرس ن وعبرد ي يردرس ن فر رين الفررق‬
‫بين العبد والمعبود ن وه ا محال ونفا الشرس والضالل ) (‪.)81‬‬
‫وهك ا أظهر حمزة الحدود في صور تختلر عمرا عهرد أصرحاب العقيردة الفاطميرة ن‬
‫اإلرادة ن وهرو علرة العلرل ن وهرو القلرم ن‬
‫فحمزة بن علي هو نفسه العقل الكلي ن وهو ِ‬
‫وهو القضاء لى غير لس من األلقاب التي منحها لنفسه ن وه ا العقل الكلري لريا هرو‬
‫السابق ن نما السابق مرتبته أقل بكثير من مرتبة العقل الكلي ن فذنه في المرتبة الرابعة‬
‫من مراتب الحدود عند حمزة ‪.‬‬
‫ك لس عن التالي ن وهو النفا الكلية عند الفاطميين ن فقد جعل حمزة مرتبة الترالي فري‬
‫المرتبة الخامسة ن وجعل الفاطميون – الكلمة – مكونة من السابق والتالي ن بينما جعل‬
‫حمزة – الكلمة – هي المرتبة الثالثة من مراتب الحدود ) (‪.)82‬‬
‫(( وجميع هؤيء الحدود مشخصرون لريا فري زمرن الحراكم وحسرب ن برل فري جميرع‬
‫العصور ) (‪ .)83‬فقد زاروا العالم بظرو وأدوار مختلفة ‪ .‬هم ليسوا مولودين برل‬
‫موجودين ن ي يمسهم الموأل ن هم الروح الحقيقي ال ي يخلوا منره عصرر ن وهرم‬
‫رسل الحاكم في كل دور و ن أخ وا أسماء مختلفة وأقمصة متعددة ‪.‬‬
‫ويوضح سماعيل التميمي في ( الرسالة الموسومة بالشمعة ) مراتب الحدود وأسمائهم‬
‫فيقول ‪:‬‬

‫محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫(‪)80‬‬


‫رسالة كشف الحقائق‪.‬‬ ‫(‪)81‬‬
‫محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.112‬‬ ‫(‪)82‬‬
‫عبد هللا النجار ‪ :‬مذاهب الدروز والتوحيد ‪ ،‬ص ‪.138‬‬ ‫(‪)83‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪155‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الحمد لمن أبان توحيد بذقامة حردود ن وكشر عرن مجيرد بمراترب آياتره ن وضررب‬
‫ب لس األمثال ليعبدو و األلباب (‪)84‬ن فقال ‪ ( :‬وما يت كر أولو األلباب ) (‪.)85‬‬
‫والشمعة أقيمأل كاملة بجميع آيتهرا علرى التوحيرد المحرض ن فشرمعة ‪ :‬خمسرة أحرر‬
‫اإلرادة ن والمشريئة ن والكلمرة ن والسرابق ن‬‫دليل على الخما جواهر المكنونرة وهرم ‪ِ :‬‬
‫والتالي ن فهؤيء شمعة التوحيد ‪.‬‬
‫وعلى بعض الوجو ن ن الشمع ي يقرد ي برالقطن ن والقطرن ي تقرد ي بالشرمع ن ولرم‬
‫يقع عليها اسم شمعة كاملة يستضاء بنورها ي بتعلق النرار فيهرا ن والنرار الر يتعلرق‬
‫فيها فهو لطي وكثي ن فاللطي فيه لسان العالي األحمر ال تعتريره زرقرة يختفري‬
‫مرة ويظهر مرة ن ف لس دليل على قائم الزمان حمزة بن علي بن أحمرد ن والنرار الر‬
‫يوقد الشمع دليل لعلى حجته ‪ :‬سماعيل بن محمد بن حامد ن والشمع دليل علرى الكلمرة‬
‫محمد بن وهب ن والقطن دليل على السابق سالمة برن عبرد الوهراب ن والطسرأل الر‬
‫هو الحسكة دليل على التالي على بن أحمد السموقي فه الخمسة حدود ‪.‬‬
‫ك لس من عدم معرفرة هر الخمسرة حردود لرم يعرر التوحيرد فري وقتنرا هر ا ن وكران‬
‫توحيد دعوى ن فليعلموا الموحدون لس ويعتقدون وي يعبدون المولى بال معرفة ن فقد‬
‫قال ‪ { :‬وتلس حدود ح ومن يتعد حدود ح فقد ظلم نفسه }(‪ [ )86‬الطالق ‪. ] 1 :‬‬
‫ويص ( كتاب النقط والدوائر ) الحدود بما يلي ‪:‬‬
‫فاألصالن القديمان ‪ :‬هما العقرل الكلري والرنفا الكليرة ن والكلمرة البسريطة هرو مروي‬
‫الكلمة سالم ح عليه ن والنور البسريط هرو مروي أبرو الخيرر ن والحكمرة اللطيفرة هرو‬
‫موي بهاء الردين سرالم ح عليهمرا ‪ .‬فصرارأل أربعرة جوانرب ن أ الحردود األربعرة‬
‫جوانب حول العقل الكلي ن ألنهم له بمحل األجنحة ن كما قال ‪ ( :‬أولي األجنحرة مثنري‬
‫وثالث ورباع ) (‪.)87‬‬
‫اإلمام وأسرماء الحردود العلويرة روحانيرة‬ ‫وعلى ضوء ما ورد في رسالة ( كر معرفة ِ‬
‫وجسمانية ) نستطيع أن نرتب حدود الدروز الخمسة على الشكل التالي ‪:‬‬
‫اإلرادة ن وهرو‬ ‫أوي ‪ :‬النفا ن وهو و معة ن علة العلل ن واآلمرر قرائم الزمران ن وهرو ِ‬
‫اإلمام األعظم حمزة بن علي بن أحمد هاد المستجيبين ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ثانيررا ‪ :‬الررنفا ن وهررو و مصررة ن وهررو المشرريئة ن دريررا زمانرره ن وأحنرروع أوانرره ن‬
‫هرما الهرامسة ن الحجة الصفية الرضية ن الشي المجتبى ن أبو براهيم سماعيل بن‬

‫(‪ )84‬كذا في األصل‪.‬‬


‫(‪ )85‬سورة الزمر ‪ :‬آية ‪ ، 9‬ولكن الصحيح ( إنما يتذكر ‪.) ...‬‬
‫(‪ )86‬الرسالة الموسومة بالشمعة ‪ ،‬وهنا يشير إلى اآلية الكريمة في سورة الطالق ‪ :‬آية‪.‬‬
‫(‪ )87‬كتاب النقط والدوائر ‪ .‬وهنا يشير إلى اآلية الكريمة ( الحمد هلل فاطر السموات واألرض‬
‫جاعل المالئكة رسال أولي أجنحة مثنى وثالث ورباع ‪ ) ...‬سورة فاطر ‪ :‬آية ‪.1‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪156‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫محمد بن حامد التميمي ن صهر حمزة بن علي ‪.‬‬


‫ثالث مرا ‪ :‬الكلمررة ن وهر و سررفير القرردرة ن و مصررة فخررر الموحرردين ن وبشررير المررؤمنين ن‬
‫وعماد المستجيبين ن الشي الرضى ن أبو عبد ح محمد بن وهب القرشي ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬السابق ن وهو الجناح األيمن ن نظام المسرتجيبين وعرز الموحردين ن أبرو الخيرر‬
‫سالمة بن عبد الوهاب السامر ‪.‬‬
‫سا ‪ :‬التالي ن وهو الجناح األيسر ن لسان المؤمنين وسند الموحدين ن ومعدن العلوم‬ ‫خام م‬
‫ن ال يقوم باألفعرال الصرحيحة المعلومرة ن والناصرح لكافرة الخلرق أجمعرين ن الشري‬
‫المقتني بهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد السموقي المعرو بر ( الضي ) (‪.)88‬‬
‫والحرردود األربعررة ال ر ين يلررون العقررل الكلرري ن هررم األربعر ة الحرررم ن وهررؤيء الحرردود‬
‫يظهرون في كل عصر في صور مختلفة وأسماء متباينة ن فمثالم عنردما ظهرر المعبرود‬
‫في صورة أبي زكريا ن ظهرر حمرزة فري صرورة قرارون ن وظهرر سرماعيل التميمري‬
‫النفا الكلية في صورة أبي سعيد الملطي ) (‪.)89‬‬
‫وعندما ظهر حمزة في صورة سلمان الفارسي في زمن محمد صلى ح عليره وسرلم ن‬
‫ظهرأل الحدود األربعة األخرى بصورة أربعة من الصحابة وهم ‪ :‬المقداد ن وأبو ر ن‬
‫وعمار بن ياسر ن والنجاشي ) (‪.)90‬‬
‫ومما ي كر أن التالي – أ بهاء الدين – له ثالثة حدود هم ‪:‬‬
‫‪ .1‬الجد ‪ :‬وهو أيوب بن علي ‪.‬‬
‫‪ .2‬الفتح ‪ :‬وهو رفاعة بن عبد الوارث ‪.‬‬
‫‪ .3‬الخيال ‪ :‬وهو محسن بن علي ‪.‬‬
‫وهؤيء الثالثة يتلقون أوامرهم من بهاء الدين ن وليا لهرم المكانرة التري‬
‫للحدود الحرم ) (‪. )91‬‬
‫وسمي الحدود األربعة حرمرا ن ألن حمرزة مقامره مرنهم مقرام الرجرال ن وهرم نسراؤ ن‬
‫وألنهم عند بمنزلة النساء في طاعتهم له ) (‪.)92‬‬
‫وحتى يكون التوحيد شامالم ن جعلوا لمرتبة العقل سبعين حجرة ن وعرن هرؤيء الحجرع‬
‫السبعين تفرعأل الحدود جميعا بين دعاة ومر ونين ومكاسرين ‪.‬‬
‫وجميع الحدود الحرم وغير الحرم كلهم من قبل العقل ن يسقط من يريرد ويرفرع درجرة‬

‫(‪ )88‬رسالة ذكر معرفة اإلمام وأسماء الحدود العلوية روحانية وجسمانية‪.‬‬
‫(‪ )89‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫(‪ )90‬كريم ثابت ‪ :‬الدروز والثورة السورية ‪ ،‬ص ‪ ، 36‬واعتبار النجاشي صحابيًا ال يصلح‬
‫بالتعريف المعتمد ألنه لم يشاهد النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫(‪ )91‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫(‪ )92‬مخطوط ‪ ،‬ذكر ما يجب أن يعرفه الموحد ويعتقد به ‪ :‬مكتبة القديس بولس في الجامعة‬
‫األمريكية ببيروت رقم ‪ ، 206‬ويوجد شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.715‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪157‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫من يشاء ن والحدود السبعون هم ال ين أتى على كرهم القرآن الكريم بقولره تعرالى ‪{ :‬‬
‫راعرا فاسرلكو }(‪ [ )93‬الحاقرة ‪ ] 32 :‬ن يعنري حردود‬ ‫م‬ ‫ثم في سلسلة رعهرا سربعون‬
‫دعوة التوحيد سلسلة بعضها في بعض وهم سربعون رجرالم مروزعين ومنظمرين حسرب‬
‫الشكل التالي ‪:‬‬
‫أويم ‪ :‬النفا الكلية ن ولها اثنا عشر حجة في الجزائر ن وسبعة دعاة لألقاليم ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الكلمة ن ولها اثنا عشر حجة وسبعة دعاة ‪.‬‬
‫ثالثما ‪ :‬السابق ن وله اثنا عشر حجة فقط ‪.‬‬
‫رابعما ‪ :‬التالي ن وله اثنا عشر حجة فقط ‪.‬‬
‫سا ‪ :‬الداعي المطلق ن وله مر ون واحد ومكالبان – أو مكاسران ‪.)94( ) -‬‬ ‫خام م‬
‫وقد أوضحأل ( الرسالة الموسرومة بكشر الحقرائق ) هر الحردود بقولهرا ‪ ( :‬فهرؤيء‬
‫الحدود السبعون التي كرناهم ن هم أ رع السلسلة ال قال في القرآن ‪ { :‬خ و فغلرو‬
‫اإلمام ا بلغ غايته وتمأل نظرتره ن خر و برالحجع‬ ‫}(‪ [ )95‬الحاقة ‪ ] 30 :‬ن أ ضد ِ‬
‫العقلية وغلو بالعهد وهو ال بح ال قالوا برن القائم ي بح ِبليا األبالسة ن {ثم الجحريم‬
‫صلو }(‪ [ )96‬الحاقة ‪ ] 31 :‬ن أ غوامض علروم قرائم الزمران الر يتحرتم العلمراء‬
‫راعرا‬
‫م‬ ‫والفهماء عند علمه ن أ يصمتوا ويتخيروا ن { ثرم فري سلسرلة رعهرا سربعون‬
‫فاسلكو } أ ميثاق قائم الزمران الر هرو سلسرلة بعضرها فري بعرض ن وهرم سربعون‬
‫رجالم في دعوة التوحيد ‪.‬‬
‫فه السلسلة الحقيقية ن ومعانيها كما كر الجهال الحشوية(‪)97‬ن ولو كران كمرا قرالوا‬
‫الظاهر لم يكن قولهم حكمة ألن مرن كران فري غرل جهرنم وعليره متوكلرون الزبانيرة ي‬
‫يحتاج لى سلسلة ن ألنه ي يستطيع الخروج مرن النرار ن ولرو كران نسريا ن فكير وقرد‬
‫غلو ؟ فذن قالوا ‪ :‬برن ح أراد بالسلسلة تهديد أهل النار والتعظيم علريهم ن فقرد بطلرأل‬
‫عا ن ولو كران بسربب التعظريم لكران يجرب أن يكرون‬ ‫حجتهم هاهنا ألنه قال سبعون را م‬
‫أشخاصرا معروفرة‬
‫م‬ ‫عا ن أعلمنا أنه أراد بر لس‬
‫أل راع ن فلما لم ي كر غير سبعين را م‬
‫دينية توحيدية ي يجوز ألحد أن يتجاوز حدهم وي يزيد وي ينقا ) (‪.)98‬‬
‫وقالوا في ترويل ( بسم ح الرحمن الررحيم ) أنهرا ‪ ( :‬تسرعة عشرر حرر شرارة لرى‬
‫حدود حمزة تسرعة عشرر رجرالم ن فلر لس عنردما يكتبرون ( بسرم ح الررحمن الررحيم )‬

‫سورة الحاقة ‪ :‬آية ‪. 32‬‬ ‫(‪)93‬‬


‫مصطفى غالب ‪ :‬الحركات الباطنية في اإلسالم ‪ ،‬ص ‪.263 – 262‬‬ ‫(‪)94‬‬
‫سورة الحاقة ‪ :‬آية ‪.30‬‬ ‫(‪)95‬‬
‫سورة الحاقة آية ‪.31‬‬ ‫(‪)96‬‬
‫يقصد المسلمين‪.‬‬ ‫(‪)97‬‬
‫الرسالة الموسومة بكشف الحقائق‪.‬‬ ‫(‪)98‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪158‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫اإلمام ) (‪.)99‬‬‫يلحقونها بقولهم ‪ :‬حدود عبد ِ‬


‫فعندهم ( بسم ح ) سبعة أحر دليل على سبعة دعر اة أصرحاب األقراليم السربعة ن و (‬
‫الرحمن الرحيم ) اثنا عشر حرفا دليل على اثني عشر دعاة الجزائر ) (‪.)100‬‬
‫وقد ورد ه ا الترويل في ( الرسالة الموسومة بسبب األسباب ) التي كتبها حمرزة حيرث‬
‫يقول ‪ ( :‬وفي السطر الرابع صفاأل العلة ( بسم ح الرحمن الرحيم ) وهم صفاأل هر‬
‫اإلمام ن ألن ( بسم ح ) سبعة أحر دليرل علرى سربعة دعراة‬ ‫العلة الم كورة ال هو ِ‬
‫أصحاب األقاليم السبعة ن و ( الرحمن الرحيم ) اثنا عشر حرفرا دليرل علرى اثنرا عشرر‬
‫ضا دليرل علرى سربعة أفرالس ن واثنرا‬ ‫داعيما ن أصحاب ايثنا عشر (‪ )101‬جزيرة ن وأي م‬
‫عشر بر مجا ن وهم كلهم موجودون في عصر موينا جل كرر مسرتخدمون تحرأل أمرر‬
‫اإلمام ) (‪.)102‬‬‫ها ِ‬
‫وله ا نجد في مقدمة كثير من رسائل الدروز كرر ( بسرم ح الررحمن الررحيم ) علرى‬
‫اإلمام ن من لس ( الموسومة برسالة النساء الكبيررة ) حيرث يقرول ‪( :‬‬ ‫أنها حدود عبد ِ‬
‫توكلأل على موينا البار العالم العلي األعلى على جميع األنام ن جل كر عن وصر‬
‫اإلمام ) (‪.)103‬‬‫الواصفين و دراس األنام حرو ( بسم ح الرحمن الرحيم ) عبد ِ‬
‫(( واحترام الحدود عندهم ن معتقد أكيد ن ألنهرم وسرائط ح تعرالى وأبوابره وسرفراؤ ن‬
‫ومنهم الوصول ليه ن وي مطمع ألحد من الخلق في الوصول لى الخرالق أبردا ي بهرم‬
‫ومنهم وعلى يدهم وبتعليمهم و رشادهم )) (‪.)104‬‬
‫فهم أشر خلق ح تعالى بعد سيدهم اإلمام األعظم ن وهرم معصرومون عرن الرزواج‬
‫والخطايا ) (‪)105‬‬
‫والحدود الخمسة – عندهم – باإلضافة لى الجد والفتح والخيرال ن هرم الثمانيرة الر ين‬
‫يحملون العرش ) (‪.)106‬‬
‫ول ر لس يقررول حمررزة فرري ( رسررالة التح ر ير والتنبيرره ) ‪ ( :‬واعرفرروا الحرردود برسررمائهم‬

‫(‪ )99‬مخطوط في تقسم جبل لبنان ‪ :‬الجامعة األمريكية في بيروت رقم ‪ ، 31‬ويوجد شريط‬
‫عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.699‬‬
‫(‪ )100‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫(‪ )101‬كذا في األصل‪.‬‬
‫(‪ )102‬الرسالة الموسومة بسبب األسباب‪.‬‬
‫(‪ )103‬الموسومة برسالة النساء الكبيرة‪.‬‬
‫(‪ )104‬شرح الميثاق ‪ :‬محمد حسين ‪ ،‬مخطوط في جامعة شيكاغو رقم ‪ ، 3737‬ويوجد شريط‬
‫عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.29‬‬
‫ذكر ما يجب أن يعرفه الموحد ويعتقد به ‪ :‬مخطوط في الجامعة األمريكية ‪،‬‬ ‫(‪)105‬‬
‫مكتبة القديس بولس رقم ‪ ، 206‬ويوجد شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪. 715‬‬
‫(‪ )106‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪159‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ونزلوهم في رتبهم ن ومنازلهم ن فذنه أبرواب الحكمرة ن ومفراتيح الرحمرة )‬ ‫وصفاتهم ن َّ‬
‫(‪.)107‬‬
‫وبعد ه ا التعري العام عن الحدود ومكانتهم عند الدروز ن نتحدث عن كل واحد منهم‬
‫على انفراد ‪:‬‬
‫العقل ‪ :‬هو أول الحدود ن و مامهم ن ظهر في جميع األدوار برسماء مختلفة ‪:‬‬
‫‪ .1‬في دور آدم كان اسمه شطنيل ‪.‬‬
‫‪ .2‬في دور نوح كان اسمه فيثاغورا ‪.‬‬
‫‪ .3‬في دور براهيم كان اسمه داود ‪.‬‬
‫‪ .4‬في دور موسى كان اسمه شعيب ‪.‬‬
‫‪ .5‬فرري دور عيسررى كرران اسررمه المسرريح يسرروع ن وهررو المسرريح الحقيقرري صرراحب‬
‫اإلنجيل ‪.‬‬
‫‪ .6‬في دور محمد ‪ -‬صلى ح عليه وسلم ‪ -‬كان اسمه سلمان الفارسي ‪.‬‬
‫‪ .7‬في دور الحاكم ن كان اسمه حمزة (‪.)108‬‬
‫وقد خا حمزة نفسه بعدة ألقاب وصفاأل ن لم يسبغها نبري مرن األنبيراء علرى نفسره ن‬
‫واإلرادة ن وعلة العلل ن و ومعرة ‪ .‬ووصر نفسره‬ ‫فهو اآلية الكبرى ن والعقل الكلي ن ِ‬
‫في ( رسالة التح ير والتنبيه ) ‪ :‬برنه أصل المبدعاأل ن وأنره سرراط المرولى المعبرود ن‬
‫والعار بررمر ن وأنره الطرور والكتراب المسرطور والبيرأل المعمرور ن وأنره صراحب‬
‫البعث والنشور والناف فري الصرور ن وأنره ناسر الشررائع ومهلرس العرالمين ن والنرار‬
‫الموقدة التي تطلع على األفئدة ن وأنه هو ال أملى القرآن على محمد صرلى ح عليره‬
‫وسلم لى غير لس من النعوأل التي أسبغها على نفسه وزخرأل رسائله بها ) (‪.)109‬‬
‫وفي رسالة ( السيرة المستقيمة ) حديث عن النطقراء واألسرا ن وعرن ترويرل قصرا‬
‫األنبياء ن ويتساءل الدكتور محمد كامل حسين عن مصدر مرا أترى بره حمرزة فري هر‬
‫القصا ويقول ‪ ( :‬هل هناس عالقة بين اسم شطنيل – الر يررتي بره حمرزة – واسرم‬
‫شانطي ال يطلقه الصينيون على القديسين المسيحين ؟‬
‫ويقررول ‪ :‬ربمررا سررمع حمررزة بهر الكلمررة مررن أحررد الصررين ن أو أحررد الر ين سررافروا ن‬
‫فاستغلها بعد أن حرفها لى شطنيل ‪ ...‬وبعد أن ي كر – الدكتور محمرود كامرل حسرين‬
‫– بعض األمثلة لألكا يب التاريخية التي يطلقها حمزة ن يضي قائالم ‪ :‬كل ه مسائل‬

‫(‪ )107‬رسالة التحذير والتنبيه‪.‬‬


‫(‪ )108‬عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ‪ ،‬ص ‪ – 123‬وذكر ما يجب أن يعرفه الموحد‬
‫ويعتقد به مخطوط في الجامعة األمريكية ببيروت – مكتبة القديس بولس رقم ‪ ، 206‬ويوجد‬
‫شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.715‬‬
‫(‪ )109‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪160‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫كان حمزة هو الوحيد بين الكتاب في كرها على ه ا النحرو ن ويشرس أنره أدرى بكرل‬
‫شيء ألنه علة العلل ؟! ) (‪.)110‬‬
‫وعن شنطيل ه ا يقول حمزة في ( رسرالة السريرة المسرتقيمة ) أنره ( وجرد فري ابترداء‬
‫دورنا الحالي ثالثة رجال ن كل واحد منهم اسمه آدم ن كرانوا يعيشرون فري وقرأل واحرد‬
‫في بلد واحد ن وهرم آدم الصرفا ن وآدم العاصري ن وآدم الناسري ن وجمريعهم ولردوا مرن‬
‫كر وأنثي ن أما آدم الصفا ن فهو آدم الصفا الكلي ومعة – أ حمزة بن علي – وكان‬
‫أحد حدود دعوة التوحيد في الدور ال كان قبل دورنا ه ا ن وقد ولد آدم الصفا الكلري‬
‫في بلدة آرمينية ببالد الهند ن وكان اسم شطنيل واسم أبيه دانيل ) (‪.)111‬‬
‫ولحمزة – كما سبق كر – أعظم كر وأجله بعرد الحراكم حترى اليروم عنرد الردروز ن‬
‫واإلمرام وقرائم الزمران ن يقرول الردكتور سرامي مكرارم عرن هر ا‬‫باعتبار العقل الكلري ِ‬
‫اإلجالل ما يلي ‪ ( :‬ن العقرل األرفرع أو الكلري ن حسرب عقيردة التوحيرد ن هرو مصردر‬ ‫ِ‬
‫انبثاق جميع الكائناأل ن وهو عين بقائها في ه ا الوجود الظاهر ن ومنه ابتدعأل ن فهري‬
‫ي تنفصل عنه وي ينفصل عنها من حيث العلة والمعلول ن فالعقل األرفرع هرو واسرطة‬
‫الكش والمعرفة ن أداة المشاهدة في كل نفا مؤمنة ) (‪.)112‬‬
‫وفي رسالة ( من دون قائم الزمان ) يستدل علرى مامرة قرائم الزمران برنره ‪ :‬دعرا لرى‬
‫عبادة موجود ظاهر و له في جميع األمور قادر ويقول ‪:‬‬
‫(( وأول دليل علرى مامرة القرائم أنره أترى بضرد العرالم ن ألن جميرع النطقراء واألسرا‬
‫وأصحاب األدوار واألكوار أشاروا لرى عردم موهروم ن وأبعردو عرن حرواا العرالم ن‬
‫وأن قائم الزمان والهاد لى طاعة الرحمن عليه من المولى السالم دعرا لرى موجرود‬
‫اإلله الموجود فقد‬
‫ظاهر و له في جميع األمور قادر ن وكل من دعا لى الحاكم المعبود ِ‬
‫أنص من نفسه ‪.‬‬
‫ووجه آخر أنه أظهر أغراضه في دفعة واحدة ن وقد علم أهل الشرق والغرب أنه دعرا‬
‫لى توحيد موينا جل كر ن ثم بعد لس خيروا العالم ومكنروا مرن أديرانهم و ظهارهرا‬
‫ضا فذن عمارة الكنرائا ن و زالرة حمرل الصرلبان ن‬ ‫فصح أن لس ألهل التوحيد ‪ ...‬وأي م‬
‫اإلسرالم قرد اضرمحل وبطرل‬ ‫وعزهم على المسلمين في كرل مكران أدل ديلرة علرى أن ِ‬
‫وأنه الحق قد أنار واشتعل ن والحق هو توحيد موينا جرل كرر الحراكم ب اتره المنفررد‬
‫عن مبدعاته )) (‪.)113‬‬
‫أيضرا ‪ : -‬أنره صراحب القيامرة والجرزاء ن ألنره الملرس المظفرر‬
‫م‬ ‫(( ومن أدلة مامتره –‬

‫محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.117 – 116‬‬ ‫(‪)110‬‬


‫المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.116‬‬ ‫(‪)111‬‬
‫د ‪ .‬سامي مكارم ‪ :‬أضواء على مسلك التوحيد ‪ ،‬ص ‪.124 – 123‬‬ ‫(‪)112‬‬
‫رسالة من دون قائم الزمان والهادي إلى طاعة الرحمن‪.‬‬ ‫(‪)113‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪161‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫المسعود ن ديان القيامة أ القهار والقاضي والحراكم والسرايا والمحاسرب والمجراز‬


‫)) (‪.)114‬‬
‫أما الحد الثاني من الحدود الخمسة فهو ‪:‬‬
‫النفا ‪ :‬وهو أبو براهيم ن سماعيل بن محمد التميمي ن ثاني الحردود ن (( باعتبرار أن‬
‫النفا فيض من العقل ن وجزء متمم له انبثقأل عنه ن فنسربأل لرى العقرل كنسربة العقرل‬
‫لى الخالق )) (‪.)115‬‬
‫وقد وجه ليه حمزة مرسروم تقليرد أسرما ( سرجل المجتبرى ) جراء فيره ‪ (( :‬لرى أخيره‬
‫وتاليه ن و مصة علمه ن وثانير ه آدم الجرزو ن الر اجتبرا بعلمره وهردا بحلمره ن‬
‫وغدا بسلمه أحنوع األوان ن و دريا الزمان هررما الهرامسرة أخري وصرهر أبرو‬
‫براهيم سماعيل بن محمد التميمي ‪ ...‬لى أن يقرول ‪ :‬نري نظررأل ليرس بنرور موينرا‬
‫جل كر ن وبما أيدني به موينا علينا سالمه ورحمته ‪ ...‬فجعلتس خليفتري علرى سرائر‬
‫الرردعاة والمررر ونين والنقبرراء والمكاسرررين ‪ ...‬وأسررميتس بصررفوة المسررتجيبين وكهرر‬
‫الموحدين و مصة علم األولين واآلخرين ن وجعلأل لرس األمرر والنهري علرى سرائر‬
‫الحدود ن فتولى من شئأل وتعزل من شئأل )) (‪.)116‬‬
‫وللتميمي – كما كرأل سابقما – عدة رسائل من رسائل الردروز ن منهرا ‪ ( :‬رسرالة فري‬
‫تقسيم العلوم ) ن و ( رسالة الزناد ) و ( رسالة الشمعة ) ن و ( رسالة الرشرد والهدايرة‬
‫)‪.‬‬
‫ومع أن – للتميمي – ه القيمة عند الدروز ن ي أنره بعرد اختفراء حمرزة ن ثرر مقترل‬
‫الحاكم سنة ‪ 411‬هر ن لم ت كر لنا رسائل الدروز مطلقما ن ولم يقرم برر نشراط ن غيرر‬
‫أن األستا عبد ح النجار يفترض أنه بقى حيما حتى سنة ‪ 427‬هر (‪)117‬ن وه ا يعنى‬
‫أنه اختفى مع حمزة وباقي الدعاة حتى ماأل في ه السنة ‪.‬‬
‫أما الحد الثالث فهو ‪:‬‬
‫الكلمة ‪ :‬وهو أبو عبد ح محمد بن وهب القرشي ن ثالث الحردود ن وأول الثالثرة الر ين‬
‫أضيفوا لى العقل والنفا ‪.‬‬
‫(( ومعلوماتنا عنه نجدها في تقليد ال قلد يا حمزة واسمه ‪ ( :‬تقليد الرضى سرفير‬
‫القدرة ) ن و لس حرين رفعرأل درجتره ن وعرين خلفرا لسرلفه ( المرتضرى ) المتروفي ))‬

‫(‪ )114‬شرح الميثاق ‪ :‬محمد حسين ‪ ،‬مخطوط في جامعة شيكاغو رقم ‪ – 3737‬ويوجد‬
‫شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.29‬‬
‫(‪ )115‬أمين طليع ‪ :‬أصل الموحدين الدروز ‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫(‪ )116‬سجل المجتبى‪.‬‬
‫(‪ )117‬عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ‪ ،‬ص ‪.140‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪162‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫(‪.)118‬‬
‫أن التقليد يقول ‪ (( :‬هي المنزلة التي كانأل للشي المرتضى قردا ح سرر ن وأنرأل‬
‫تسلمأل علومه وحد ن وقد سلمأل ليرس جميرع كتبره التوحيديرة ن وجعلترس مقرد مما علرى‬
‫جميع الدعاة والمر ونين والنقباء والمكاسررين والمسرتجيبين الموحردين ن ي فوقرس أحرد‬
‫أعلى منس غير صفوة المستجيبين وكه الموحدين ن (‪.)119‬‬
‫وكما أن التميمي ليا له كر بعد الحاكم ن ك لس ابن وهب لم يصلنا عنه أ خبرر بعرد‬
‫ه ا التقليد ‪.‬‬
‫والحد الرابع هو ‪:‬‬
‫السابق ‪ :‬وهو أبو الخير سالمة بن عبد الوهاب السامر ن رابع الحدود ن ولم نجد فري‬
‫رسائل الدروز الموجودة اآلن ن تقليد خاا للسابق أسروة بسروا ممرن قُ ِّلردوا ِمرن قِبر ِل‬
‫حمزة ‪.‬‬
‫ويقول األستا عبد ح النجار ‪ ( :‬ولكن ي شس أن السابق قلد السلطة بمرسروم لرم ينقرل‬
‫لينا ن دليلنا في ( تقليد المقتنر ي ) عبرارة ‪ :‬ترالي السرابق برن عبرد الوهراب السرامر ن‬
‫وقوله ‪ :‬كان األيمن قد تقدمس ن وهو سالمة بن عبد الوهاب المصطفى ) (‪.)120‬‬
‫والسابق هو الجناح األيمن في الحردود ن وهرو والترالي يعتبرران الينبروع الر يجرر‬
‫اإلنسانية ‪.‬‬
‫بالمعرفة ِ‬
‫أما الحد األخير والخاما فهو ‪:‬‬
‫التالي ‪ :‬هو أبو الحسن علي بن أحمد السرموقي ن خراما الحردود ن اشرتهر باسرم بهراء‬
‫باإلضافة لى األسماء والنعوأل التي أطلقأل عليه مثل ‪ ( :‬لسان المؤمنين ) ن (‬ ‫الدين ن ِ‬
‫وسند الموحدين ) ن ( والعبد المقتنى ) ن وغير لس من األلقاب التي أطلقها عليه حمزة‬
‫‪.‬‬
‫ويعتبر بهاء الدين ن من أخطر دعاة الدروز بعد حمزة ن قام بررعظم قسرط فري نشرر‬
‫الم هب الدرز بعد اختفاء حمزة ن فلوي جهود لما بقي له ا الم هب أثر ي كر ‪.‬‬
‫ومما ي كر أن الكثير من رسائل الدروز هري مرن تررلي بهراء الردين هر ا ن ومرن هر‬
‫واإليقراظ‬
‫الرسائل ‪ ( :‬التنبيه والترنيب ) ن ( ومثرل ضرربه بعرض حكمراء الديانرة ) ن ( ِ‬
‫والبشارة ) ن ( ورسالة اليمن ) ‪ ( .‬ورسالة الهند ) وغير لس من الرسائل ‪.‬‬
‫وقد جاء في نسخة تقليد ما يلي ‪ ( :‬فاخدم ببركة المولى في الحد الجليل ال أهلأل لره‬
‫ن واستعد لس كرخيرس الجنراح األيمرن ثالثرين حردا دعراة مرر ونين ونقبراء ومكاسررين ن‬
‫واعلم أن أول السبعة المفترضاأل ‪ :‬سدق اللسان ن والسدق هو المولى وضد الكر ب ن‬

‫(‪ )118‬عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ‪ ،‬ص ‪.140‬‬


‫(‪ )119‬تقليد الرضى سفير القدرة‪.‬‬
‫(‪ )120‬عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ‪ ،‬ص ‪.141‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪163‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫والسدق والك ب يتشابهان في التخطيط ن كر لس الصردق يتشر به برالمولى ن ألن المرولى‬


‫جل اسمه ي ضد له ‪.‬‬
‫وك ب ثالثة أحر ن وسدق ثالثة أحر ن فذ ا أحسبناها فري حسراب الجمرل افترقر ا ن‬
‫ألنس تقول ‪ ( :‬س ) عشررون ن ( ) أربعرة ن ( ب ) اثنتر ان ن الجميرع سرتة وعشررون‬
‫حرفما ‪...‬‬
‫والسدق ‪ ( :‬ا ) ستون ن ( د ) أربعة ن ( ق ) مائة ن ف لس مائة وأربعة وستون حرفرا‬
‫نمام منها تسعة وتسرعون حردما ن كمرا قرال‬ ‫دليل على مائة وأربعة وستين حدما ن يكون ل ِ‬
‫(‪ ( : )121‬ن هلل تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخرل الجنرة ) ن أ ِإلمرام التوحيرد‬
‫تسعة وتسعين داعيما من عرفهم دخل حقيقة دعوته ) (‪.)122‬‬
‫ويبدو أن بهاء الدين ن كان على اتصرال مرع حمرزة ن أثنراء غيابره بعرد مقترل الحراكم ن‬
‫ضا علرى معرفرة بمقرر السرر الر يختبر بره ن وكران يتلقرى منره األوامرر‬ ‫وكان أي م‬
‫والتوجيهاأل ن وقد قام بهاء الدين بجهود كبيرة ِإلبعاد من حراولوا أن يغيرروا شريئما مرن‬
‫الم هب من أمثال سكين وغير ن من ال ين انقلبوا على أراء حمرزة ن لر لس نجرد بهراء‬
‫الدين يبعرث لريهم برسرائل الترنييره والترنيرب والتروبي ن علرى مرا حراولوا تغييرر فري‬
‫الم هب ‪.‬‬
‫وهو له ا أعلن غيبته سنة ‪ 434‬هر في منشرور الغيبرة ن والر أعلرن فيره قفرال براب‬
‫ايجتهاد في الم هب ن و لس ليحافظ على آراء حمزة ن وآراء الحدود والدعاة اآلخرين‬
‫مثل حمزة والتميمي ‪.‬‬
‫ومما ي كر في ه ا المقام أن لكل حد من الحردود الخمسرة لرون مخصرا لره ن فراللون‬
‫األخضر مخصا لحمزة ن واألحمر مخصا للتميمي ن واألصفر مخصا للقرشي‬
‫ن واألزرق لسالمة بن عبد الوهاب السامر ن أمرا األبريض فهرو لبهراء الر دين ن ولهر ا‬
‫عندما أعلن ايستعمار الفرنسي قيرام ( مرارة جبرل الردروز المسرتقلة ) ارتفرع علرم و‬
‫ألوان خمسة مكون من األخضر واألحمر واألصفر واألزرق واألبيض علرى المراكرز‬
‫الرسمية في الجبل ن وييزال ه ا العلم يرتفع علرى بيرأل الطائفرة الدرزيرة فري بيرروأل‬
‫(‪.)123‬‬
‫‪ – 4‬عقيدتهم في اليوم اآلخر والثواب والعقاب ‪:‬‬
‫اليوم اآلخر في الم هب الدرز ليا يوم القيامرة ن لريا فيره مروأل لرألرواح ن وي‬
‫قيامة لها ن وي بعث ‪.‬‬
‫(( فرراألرواح ي تمرروأل لتبعررث ن وي تنررام لترروقظ بررل ن يرروم الحسرراب نهايررة مراحررل‬

‫(‪ )121‬يقصد النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬


‫(‪ )122‬تقليد المقتنى‪.‬‬
‫(‪ )123‬انظر بتفصيل مذكرة ( أيها الدرزي عودة إلى عرينك ) ‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪164‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫األرواح وتطويرها ن يبلغ التوحيد غايته من اينتصار من العقائد الشركية ن وينتهي‬


‫اينتقال والمرور في األقمصة المختلفة )) (‪.)124‬‬
‫(( وفي ه ا اليوم – كما يزعمون – يظهر المعبرود ( الحراكم بررمر ح ) فري الصرورة‬
‫الناسوتية ن ولم تحدد رسائل الدروز تاري هر ا اليروم ن ولكنهرا تقرول أنره سريكون فري‬
‫شررهر جمررادى أو رجررب ن وعالمررة قرررب هر ا اليرروم ‪ :‬هررو عنرردما يتسررلط المسرريحيون‬
‫واليهود علرى الربالد ن ويستسرلم النراا لرى اآلثرام والفسراد واآلراء الفاسردة ن ويتملرس‬
‫اإلمامررة يعمررل ضررد شررعبه وأمترره ن ويضررع نفسرره تحررأل سررلطان‬‫شررخا مررن ريررة ِ‬
‫المخادعين ن ويتملس اليهود بيأل المقردا ن لرى غيرر لرس مرن عالمراأل السراعة التري‬
‫ي كرونها )) (‪.)125‬‬
‫أما مكان ظهور ن ( فكما تقول رسالة األسرار سيكون في بالد الصين يخررج وحولره‬
‫قرروم يرررجوج ومرررجوج – ويسررمونهم القرروم الكرررام – ويكونررون مليررونين ونص ر مررن‬
‫العساكر مقسومة لى خمسة أقسام ن كل قسم منها يترأا عليها أحد الحدود ن فيردخلون‬
‫مكة المكرمة ‪.‬‬
‫وفي صباح ثاني يوم وصولهم ن يتجلى لهم الحراكم بررمر ح علرى الرركن اليمراني مرن‬
‫الكعبة ن ويتهدد الناا في سري مر هب ن يسرد ويدفعره لرى حمرزة فيقترل فيره الكلرب‬
‫والخنزير – يريدون فيهما الناطق واألساا ‪.‬‬
‫ثم يدفع حمزة السي لى محمد ( الكلمة ) ن ال هرو أحرد الحردود الخمسرة ن وحينئر‬
‫يهدمون الكعبة ويفتكون بالمسرلمين والنصرارى فري جميرع جهراأل األرض ويسرتولون‬
‫عليها لى األبد ن ومن بقي يكون عندهم في ال ل والهوان ‪.‬‬
‫وتصير الناا لى أربعة فرق ‪:‬‬
‫أوي ‪ :‬الموحدون ن وهم عقال الدروز ن وهم الوزراء والحكام والسالطين ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أهل الظاهر ن وهم المسلمون واليهود ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أهل الباطن ن وهم النصارى والشيعة ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬المرتدون ن وهم جهال الدروز ‪.‬‬
‫ويجعل حمزة لكل طائفة غير أصرحابه سريمة فري جبينره أو يرد ن وعر ابا يترر ى بره ن‬
‫وجزية يؤديها كل عام ن ونحو لس من الهوان )) (‪.)126‬‬
‫وعن قوم يرجوج ومرجوج يقول ( مصح الدروز ) ‪.‬‬
‫(( حتى ا فتحأل يرجوج ومرجوج ن وهم من كل حدب ينسلون ن واقترب الوعد الحرق‬

‫(‪ )124‬عبد هللا النجار ‪ :‬مذهب الدروز والتوحيد ‪ ،‬ص ‪.81‬‬


‫(‪ )125‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫(‪ )126‬مخطوط في تقسيم جبل لبنان ‪ :‬مكتبة الجامعة األمريكية في بيروت – ويوجد شريط‬
‫عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.699‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪165‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ن فذ ا هي شاخصة أبصارهم ن أبصار ال ين كفروا ن ياويلنا قد كنا في غفلة مرن هر ا ن‬


‫بل كنا ظالمين ن لقد نسري هرؤيء هر ا اليروم ن وقرد وقرع لهرم ن ووقعروا فيره ن وهرم ي‬
‫يشعرون وكبكبوا على وجو قبلتهم ن حتى غشيتهم الغاشية ‪.‬‬
‫أولم يرر هرؤيء كير مرد لهرم موينرا الحراكم الحيراة أمردا ن اآلن حصرحا الحرق ))‬
‫(‪.)127‬‬
‫وفي لس اليوم ن كما ورد في ( رسالة الزناد ) الر ألفهرا التميمري ينراد حمرزة ‪(( :‬‬
‫أين شركائي ال ين زعمتم أنهم فريكم شرفعاء ن لقرد انقطرع بيرنكم وضرل عرنكم مرا كنرتم‬
‫تزعمررون (‪)128‬ن يعنرري يرروم قيامررة القررائم صرراحب القيامررة بالسرري ن فينرراديهم ‪ :‬أيررن‬
‫شركائي ن يعني رؤساء أهل الظاهر وشياطيهم ن ال ين أضلوهم بغير علرم ن وأحلروهم‬
‫دار البوار التي هي الشريعة ن وما ألقو من التكالي الشررعية ن التري هري مرن حيرث‬
‫العقررل والنررار بالفعررل ن ومررا تمسرركوا برره مررن زخررار أهررل الجهررل وأبرراطيلهم ن فلررم‬
‫يسررتطيعوا جوابمرا ن ي أن يقولرروا ‪ :‬ربنررا غلبررأل علينررا شررقوتنا ن وكنررا قومررا طرراغين )‬
‫(‪.)129‬‬
‫وحمزة في ه ا اليوم ن هو صاحب الجزاء والقصاا ن ول لس يخاطب فري ( الرسرالة‬
‫واإلن ار ) أتباعه بقوله ‪:‬‬
‫الموسومة باألع ار ِ‬
‫(( يوم قيامي بسي موينا الحاكم سبحانه ومجازاتي للخالئرق أجمعرين ن وأخر لكرم‬
‫واإلخرالا ن وانتزاعري النفروا‬ ‫الحق والقصاا ن و نالة حساني ألهل الوفاء مرنكم ِ‬
‫من األجساد ن من أهرل الفسروق والعنرادة وقتلرى الوالردين واألويد وأنريلكم أمروالكم ))‬
‫(‪.)130‬‬
‫باإلنسران نقلتره مرن‬‫(( أما الثواب والعقاب ن فيفهم من كتاباأل حمزة أن الع اب الواقرع ِ‬
‫درجة عالية لى درجة دونها من درجاأل الدين ن وقلرة معيشرته وعمرى قلبره فري دينره‬
‫ودنيا ن ويستمر تنقله من جسد لى جسد بتناس روحه في األجساد ن وهو كلمرا تنتقرل‬
‫روحه من جسد لى جسد ن تقل منزلته الدينية ‪.‬‬
‫أما الثواب فهو زيادة درجته في العلوم الدينية وارتفاعه من درجرة لرى درجرة لرى أن‬
‫يبلغ لى درجة حد – المكاسر ‪.)131( )) -‬‬

‫(‪ )127‬مصحف الدروز ‪ :‬عرف كتاب أبي اسحق أو مراتب العباد ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫(‪ )128‬يشير إلى اآلية الكريمة ( أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) سورة القصص ‪ :‬آية ‪62‬‬
‫‪ ،‬واآلية الكريمة ( لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون ) سورة األنعام ‪ :‬آية ‪.94‬‬
‫(‪ )129‬مخطوط في تقسيم جبل لبنان ‪ :‬مكتبة الجامعة األمريكية في بيروت رقم ‪ – 31‬ويوجد‬
‫شريط عنه في الجامعة األردنية ‪ ، 699‬ويشير هنا إلى اآلية الكريمة ( قالوا ربنا غلبت علينا‬
‫شقوتنا وكنا قوما ضالين ) سورة المؤمنون ‪ :‬آية ‪.106‬‬
‫(‪ )130‬الرسالة الموسومة باإلعذار واإلنذار‪.‬‬
‫(‪ )131‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪166‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وهم ينكرون وجود الجنة والنار ن ويسخرون من القائلين بهمرا ن يقرول التميمري فري (‬
‫رسالة الزناد ) ‪:‬‬
‫(( وأما زعمهم برن الجنة عرضها السمواأل واألرض (‪)132‬ن فقد جهلروا معنرى هر ا‬
‫القول ن فذ ا كان عرضها السمواأل واألرض ن فكي يكون طولها ؟ وأين تكرون النرار‬
‫فيها ؟ ولو عرفوا الطول عرفوا العرض ن وكل شيء طولره أكثرر مرن عرضره ن و ا‬
‫رجعنا لى المعاني الحقيقية ن التي بها يتخلصون الموحدون من جهلهم من داء الشررس‬
‫‪.‬‬
‫وأما معنى الطول والعرض ن فذن طولها هو العقل الكلي ن ال هو قرائم الزمران مرام‬
‫المتقين بالحق ن ومجرد سي التوحيد ن ومفني كل جبرار عنيرد ن وكران عرضرها مثرل‬
‫النفا القابل لبركاأل العقل والترييد ‪.‬‬
‫وأما النار فهي من حيث المحسوا المحرقة لألجسام ن ومن أسمائها ما يحمد ومنها ما‬
‫ي م ن وأما النار الكبرى والنار الموقدة التي تطلع على األفئدة ن فذنهرا مثرل العقرل ألنره‬
‫مطلع على سرائر العالم ن وأما الم موم منهرا نرار العر اب وهري الهاويرة ن والجحريم ن‬
‫وه األسماء معنى الشريعة التي هو وأهلها غووا ولقحوا فيها الع اب )) (‪.)133‬‬
‫لى ه ا الحد ن ت هب العقيدة الدرزية في اليوم اآلخر ن وفري الثرواب والعقراب ن وهري‬
‫كما نرى ي تؤمن بالغيبياأل وترفضرها جميعهرا ن ولهر ا فهرم ينكررون وجرود المالئكرة‬
‫والجن ن فالمالئكة في نظرهم هم أتباع الم هب الدرز ن والشياطين هم مخرالفي هر‬
‫العقيدة ‪.‬‬
‫ومن المفارقاأل العجيبة والمضحكة ما روا مؤل ( أيها الدرز عودة لى عرينرس )‬
‫عن أحرد مشراي الردروز ويردعى الشري داود أبرو شرقرا والر أعلرن أن يروم القيامرة‬
‫سيكون في ‪ 6‬آب ‪ 1952‬وهو يوم القيامة التي وعدأل به الرسائل المخطوطرة معتمردما‬
‫في لس على مستند الحرو والجمرل ن وبالفعرل فقرد اقتنرع بر لس بعرض شريوع لبنران‬
‫وحوران و اع الخبر ن ولكن مع األس فذن ه القيامة لم تقم كما توقعوا ؟! (‪.)134‬‬
‫‪ – 5‬عقيدتهم في األنبياء ‪:‬‬
‫(( الدروز ينكرون جميع األنبياء عليهم الصالة والسالم وينسبونهم لرى الجهرل ن لرس‬
‫أنهم كانوا يشيرون لى توحيد العدم ن وما عرفوا المولى – أ الحاكم ‪.)135( )) -‬‬

‫(‪ )132‬يشير إلى اآلية الكريمة ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات‬
‫واألرض أعدت للمتقين ) سورة آل عمران ‪ :‬آية ‪ ، 133‬واآلية الكريمة ( سابقوا إلى مغفرة من‬
‫ربكم وجنة عرضها كعرض السماء واألرض أعدت للذين آمنوا باهلل ورسله ذلك فضل هللا يؤتية‬
‫من يشاء ‪ ) ...‬سورة الحديد ‪ :‬آية ‪.21‬‬
‫(‪ )133‬رسالة الزناد‪.‬‬
‫(‪ )134‬أيها الدرزي عودة إلى عرينك ‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫محمد كرد على ‪ :‬خطط الشام ‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 264‬‬ ‫(‪)135‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪167‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫نزاهة زاء نفسه (‪. )136‬‬ ‫ويرون أن المعجزة يمكن أن يصل ليها كل نسان‬
‫وحمزة يرى وجروب محاربرة جميرع األنبيراء ن أصرحاب الشررائع الظراهرة آدم ونروح‬
‫و براهيم وموسى وعيسى ومحمد ن ووجوب البرراءة مرن شررائعهم وعقائردهم الفاسردة‬
‫وأديانهم المضللة ن هي النار والهاوية ‪.‬‬
‫فالناطق واألساا عندهم هما بليا والشيطان ن فاألول – أ بليا – ظهر في جسرم‬
‫آدم ثم انتقل لى نوح ن ثم لى براهيم ن ثم لى موسى ن ثم لى عيسى ن ثم لرى محمرد‬
‫ن ثم لى سعيد ‪.‬‬
‫وأما الثاني – أ الشيطان – فظهر أويم في جسم شيأل بن آدم ن ثرم فري سرام ن ثرم فري‬
‫سماعيل ن ثم في يشوع بن نون بعدها رون ن ثم شمعون الصفا ن ثم في علي برن أبري‬
‫طالب ن ثم في قداح ) (‪. )137‬‬
‫ول لس فهم يق فون األنبياء عليهم الصالة والسالم برسماء وألفاظ فاحشة ن كالقبل والدبر‬
‫سا من التشنيع عليهم ن وأكثر كرراهيتهم متجره نحرو‬ ‫والغائط والبول ن وي يتركون مجل م‬
‫المسلمين ) (‪. )138‬‬
‫فيقولون عرن النبري صرلى ح عليره وسرلم وآلره ‪ ( :‬بررنهم حررو الكر ب ن هري سرتة‬
‫وعشرون وهم ‪ :‬دليل بليا وأويد وزوجاته وهم ‪ :‬محمد وعلي وأويد اإلثنى عشر‬
‫ما مما ) (‪.)139‬‬
‫وكما سبق – كر فذنهم يعتقدون أن حمزة ظهرر بصرور مختلفرة فري جميرع األدوار ن‬
‫وكان في زمن محمد صلى ح عليره وسرلم بصرورة سرلمان الفارسري ن ( ولهر ا فرذنهم‬
‫يزعمون أن القرآن قد أوحي حقيقة لرى سرلمان الفارسري ن وأنره كالمره ن وأن محمردما‬
‫أخ وتلقا عنه ن حتى زعموا برن خطاب لقمان ال خاطب به ولد ‪:‬‬
‫يا بني أقم الصالة وأمر بالمعرو وانه عن المنكر (‪ )140‬هو خطاب سرلمان لمحمرد‬
‫(‪. )141‬‬
‫وهررم لهر ا يحرراولون أن يؤولرروا مررن آيرراأل القرررآن مررا يمكررنهم ترويلر ه حسررب معتقرردهم‬

‫كمال جنبالط ‪ /‬هذه وصيتي ص ‪. 41‬‬ ‫(‪)136‬‬


‫(‪ )137‬مخطوط في تقسيم جبل لبنان ‪ :‬الجامعة األمريكية ببيروت رقم ‪ – 31‬ويوجد شريط‬
‫عنه في الجامعة األردنية رقم ‪ – 31‬ومخطوط بعنوان ( لبعضهم قول وجيز ) مؤلف مجهول –‬
‫الجامعة األمريكية – مكتبة القديس بولس رقم ‪ – 206‬ويجد شريط عنه في الجامعة األردنية‬
‫رقم ‪.715‬‬
‫مخطوط في تقسيم جبل لبنان السابق ذكره ‪.‬‬ ‫(‪)138‬‬
‫(‪ )139‬مخطوط ذكر ما يجب أن يعرفه الموحد ‪ :‬الجامعة األمريكية ببيروت رقم ‪ ، 206‬ويوجد‬
‫شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.715‬‬
‫(‪ )140‬سورة لقمان ‪ :‬آية ‪.17‬‬
‫(‪ )141‬محمد كرد على ‪ :‬خطط الشام ‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص ‪.266 – 265‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪168‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وينكرون ما عدا ‪.‬‬


‫وبسبب كراهيتهم للرسول صلى ح عليه وسلم يقولون عنه ‪:‬‬
‫(( فه الدعامة – يقصردون شرهادة أن ي لره ي ح وأن محمردما رسرول ح – المقردم‬
‫كرها هي تكليفية ناموسية ن ألن العبادة للمعدوم تكلي ن وما أحد قط نصح لره عبرادة‬
‫معدوم ن وي تصح رسولية لكافر مشرس منافق ابن مشرس – يقصردون محمرد رسرول‬
‫فرضرا‬
‫م‬ ‫ح صلى ح عليه وسلم ‪ ...‬ثم أقام دعامة الجهاد ن به قام بليا لعنه ح وجعله‬
‫على المسلمين ن فالحاكم جل كر أبطلره وحرمره ‪ ...‬ثرم أقرام دعامرة الوييرة لقولره (‬
‫وأطيعوا ح وأطيعوا الرسول ) (‪ )142‬على زعمهرم أن ح فروق السرماء ن ومحمردما‬
‫رسول ح ن ك بوا لعنهم ح فما في السماء وي فري األرض لره ي الحراكم جرل كرر‬
‫(‪.)143‬‬
‫ضا أنه ‪ ( :‬عندما يتجلى الحاكم في الرركن اليمراني – مرن الكعبرة – وفري‬
‫ويزعمون أي م‬
‫يد السي ن يناد على المشركين بالغضرب والزجرر ن ويعطري السري حمرزة فيقترل‬
‫اإلسالم ن والثراني‬
‫شخصين ي غير أحدهما متقما فيه محمد بن عبد ح صاحب دين ِ‬
‫علي بن أبي طالب ن ثم يرسل الصواعق على الكعبة فتدس دكا ) (‪.)144‬‬
‫ويقولون ك لس ‪ ( :‬ن الفحشاء والمنكر هما أبي بكر وعمر ن وأن اآليرة الكريمرة التري‬
‫تقول ‪ ( :‬نما الخمر والميسر واألنصاب واألزيم رجا من عمل الشيطان ) (‪.)145‬‬
‫يراد ب لس الخفاء الراشدين األربعة ن وأنهم من عمل محمد بن عبد ح ) (‪.)146‬‬
‫وأما موقفهم من آدم عليه الصالة والسالم ن فذنهم ي يعتبرونه أول الخلق وأبو البشرر ن‬
‫بل كان أكثر من آدم في لرس الردور ن ولهر ا فهرم ينكررون أن آدم برال أب وأم وأن آدم‬
‫وباقي البشر قد خلقوا من تراب ن وعن ه ا يقول حمزة في ( رسالة السيرة المسرتقيمة‬
‫) ‪ ( :‬وأما قولهم أنه بال أب وي أم ن فهو من المحال أن يكون جس مما ناطقما ي من جسم‬
‫مثله كر وأنثى ‪ .‬وأما الترراب الطبيعري فمرا يظهرر منره خلرق غيرر الحيراأل والعقراب‬
‫والخنافا وما شاكل لس ن وأما بشر فال يجوز أن يكون من التراب ولو كان كما قالوا‬
‫برنها فضيلة آلدم حيث ي يخرج من ظهر وي يدخل في رحرم ن وي يتردنا بردم ن فقرد‬
‫كان يجب برن يخلق محمدما من التراب ن ولم يخرجه من ظهر كرافر ن ولرم يدنسره بردم‬
‫جاهلة كافرة ‪.‬‬

‫(‪ )142‬سورة التغابن ‪ :‬آية ‪.12‬‬


‫(‪ )143‬مخطوط في تقسيم جبل لبنان السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )144‬مخطوط ( حصر اللثام عن اإلسالم ) رزق حسونة الحلبي ‪ :‬الجامعة اليسوعية في‬
‫بيروت رقم ‪ – 967‬ويوجد شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.749‬‬
‫(‪ )145‬سورة المائدة ‪ :‬آية ‪.90‬‬
‫(‪ )146‬مخطوط ( في تقسيم جبل لبنان ) السابق ذكره‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪169‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫والمسلمون كلهم يعتقدون برن والد محمرد كانرا وماترا كرافرين ن وأن محمردما ي يقردر‬
‫يشفع في أمته ي بعرد أن يتررس أمره وأبرا ويتبررأ منهمرا ن ويخترار أمتره علرى والديره‬
‫ويتركهما في جهنم ن وه ا كالم قبيح ظاهر وضيع باطنه ن وي يليرق بالعقرل وي يقبلره‬
‫عاقل ‪.‬‬
‫وآدم هررم ثالثررة ‪ :‬آدم الصررفا الكلرري ن ومررن قبلرره آدم العاصرري الجررزو ومررن دونرره آدم‬
‫الناسي الجرماني ن وجميعهم مرن كرر وأنثرى ي كمرا قرالوا أهرل الزخراري الحشروية‬
‫برنهم من التراب ن حاشا البرار سربحانه وعرز سرلطانه أن يخلرق صرفيه وخليفتره مرن‬
‫التراب وهو من أهون األشياء ) (‪. )147‬‬
‫وأما عن حواء ن فهي ليسأل زوجته ن و نما هي حجته وأحد دعاته ولقبأل بحواء ألنهرا‬
‫احتوأل على جميع المؤمنين ‪.‬‬
‫ضا موقفهم من موسى عليه السالم ن فهم ينكرون عليه أنه ( كلريم‬ ‫وقد سبق أن كرنا أي م‬
‫ح ) ألنه كلم الشجر والجبل ن وه ا ما ي يليق باهلل في نظرهم ) (‪.)148‬‬
‫أما عن كلمة ( الضد ) ومفهومها عند الدروز فقد كثرأل في رسائل حمزة هر الكلمرة‬
‫وقصد ب لس الرسل عليهم الصالة والسالم ن وقد يطلقها بصورة صريحة علرى رسرول‬
‫ح محمد صلى صلى ح عليه وسلم ‪.‬‬
‫أما كلمة ( عجرل ) فيقرول صراحب مر كرة ( أيهرا الردرز عرودة لرى عرينرس ) عرن‬
‫مدلولها عند الدروز وما ترمي ليه بقوله ‪ ( :‬ن ه الكلمة تحمرل معنرى ي يدركره ي‬
‫الراسخون في الحمزوية ن هي مشرتقة مرن ايسرتعجال ن ولر ا حراول ( العجرل ) أن‬
‫يشبه نفسه بحمزة ن أ حاول رسول ح محمد صلى ح عليه وسرلم أن يررتي بشرريعة‬
‫كشريعة حمزة ‪.‬‬
‫ويضي قائالم ‪ :‬وي ريب أن الحمزو العميق يدرس المقصود مرن هر الكنايراأل ن‬
‫ي يخفى أن حمزة سار بالنظر لسيدنا محمد صلى ح عليه وسرلم وسريدنا علري رضري‬
‫ح عنرره ترردريجيما ن رآهمررا أويم مسررتخدمين عنررد الحرراكم دالررين علررى مرردلول ه ر ا‬
‫المقصود ن ثم حرمهما من هر المنزلرة ( منزلرة العبوديرة للحراكم ) ‪...‬فردعا محمر دما (‬
‫كثيررا مرا أرد‬
‫م‬ ‫ضدا وعجال ) ن وسلب من علي درجة األساا ودعا اللعرين ‪ ...‬برل‬
‫تالمي هاتين الكلمتين أو ( لعنة ح ) أو ( أبعد ح من الرحمرة ) كمرا نررى هر ا فري‬
‫النقط والدوائر ا ‪.)149( ) 12‬‬
‫ويبدو أن حقيقة ه الكلمة ومرا ترمرز ليره قرد جعرل بعرض النراا يضرعون شراراأل‬
‫استفهام على مدلولها ن وله ا يقول صاحب م كرة ( أيها الدرز عودة لى عرينس ) ‪:‬‬

‫(‪ )147‬رسالة السيرة المستقيمة‪.‬‬


‫(‪ )148‬راجع مبحث ألوهية الحاكم في هذا الفصل‪.‬‬
‫أيها الدرزي عودة إلى عرينك ‪ ،‬ص ‪. 78 – 77‬‬ ‫(‪)149‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪170‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫( ه حقيقة العجل التي كاد وو األنو السليمة يستنشرقونها فانردفعأل مجلرة الضرحى‬
‫عدد كانون الثاني ‪ 1966‬تضاع حولها الغبرار وتكثر الغيروم وتحردثنا عرن العجرل‬
‫بالعهد القديم والقرآن الكريم وتفيض برمجاد قبيلة بني عجل ال ين اشتركوا بموقعرة‬
‫قار ) (‪.)150‬‬
‫‪ – 6‬عقيدتهم في التستر والكتمان ‪:‬‬
‫(( السرية والكتمان عند الدروز ليستا من باب التقية ن و نما هري سررية مشرروعة فري‬
‫أصول عقيدتهم ن وأصول عقيدتهم – كما هو معررو – خلريط مرن نظريراأل وأفكرار‬
‫الفالسفة القدامى من يونران وفررا وهنرود وفراعنرة ن ولعرل الردروز قرد عمردوا لرى‬
‫السرية التي ضربوها على م هبهم تمشيما مع بعض آراء الفالسفة القدامى الر ين كرانوا‬
‫يوصون بحجب آرائهم وسترها عن جمهور الناا )) (‪. )151‬‬
‫ويقول الدكتور سامي مكارم فري معررض رد علرى األسرتا عبرد ح النجرار ‪ (( :‬لقرد‬
‫أصاب باعتبار أفالطون ن وأتباع فيثاغورا من مصادر السرية في مسرلس التوحيرد ن‬
‫ولكررن لررم يصررب فرري تجاهلرره مصررادر أخرررى لهر السرررية كرران لهررا مررن األهميررة مررا‬
‫ألفالطررون وفيثرراغورا وأتباعرره ن فهنرراس هرررما ن وهررو معرررو بصر يانته الشررديدة‬
‫لألسرار ن وهو مكرم عند الدروز ن ينظرون ليه بعين التقديا ويجعلونه في مصرا‬
‫األنبياء ) (‪.)152‬‬
‫(( ول لس فالدروز يحرصون أشد الحرا على كتمان عقائدهم السرية ن وينكررون مرا‬
‫يؤخ منها ن بل قد ي مونها أمام المعترضين رياء واستتارا ن وقد حرا الدروز علرى‬
‫ه ا الكتمان المطبق ألصول م هبهم وعقائدهم طيلة القرون ن ولم تعر خفايا م هبهم‬
‫ي من قرن حينما غزا برراهيم باشرا منراطقهم الجبليرة ) (‪)153‬ن ووقرع الغرزاة علرى‬
‫بعض كتبهم المقدسة ن وعرفأل محتوياتها )) (‪)154‬ن وهك ا نرى أن الكتمان ي يعني‬
‫ي التظراهر بشريء أو تفسرير الرمروز بشرريء وايحتفراظ بشريء آخرر ن فرصربح عررادة‬
‫مستحكمة تحمل على النفاق ن وتفرض على الشرخا أن يغراير مرا بنفسره ن ويتظراهر‬
‫بما ي يؤمن فهو درا في وجوب الك ب الصريح ‪.‬‬
‫يقول حمزة فري ( رسرالة الموسرومة بحفرظ األسررار ) ‪ (( :‬أن أكثرر اآلثرام وأعظمهرا‬
‫ظهار سر الديانة و ظهار كتب الحكمة ن وال يظهر شيئما من لرس يقترل حرايم اتجرا‬
‫اإلخروان الموحردون فري دفرن هر‬ ‫الموحدين وي أحد يرحمه ‪ ...‬ويقرول ‪ :‬علريكم أيهرا ِ‬

‫أيها الدرزي عودة إلى عرينك ‪ ،‬ص ‪.78‬‬ ‫(‪)150‬‬


‫د ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ :‬إسالم بال مذاهب ‪ ،‬ص ‪.276‬‬ ‫(‪)151‬‬
‫د ‪ .‬سامي مكارم ‪ :‬أضواء على مسلك التوحيد ‪ ،‬ص ‪.145‬‬ ‫(‪)152‬‬
‫مع أن الكتب التي كتبت عنهم ‪ ،‬قبل حملة إبراهيم باشا ‪ ،‬ذكرت شيئا من عقائدهم‪.‬‬ ‫(‪)153‬‬
‫محمد عبد هللا عنان ‪ :‬الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ‪ ،‬ص ‪.203‬‬ ‫(‪)154‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪171‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫اإلمام علرى الموحردين فري مكران خفري ن وي يجروز أن تظهرر‬ ‫األسرار وي يقرأها ي ِ‬
‫كتب الحكمة ال كلها رسم ناسوأل موينا سبحانه ن و ن وجد شيء من ه األسررار‬
‫في يد كافر فيقطع ربما ربا ن فروصيكم أيها الموحدون بكنة األسرار )) (‪.)155‬‬
‫ضا في ( رسالة التح ير والتنبيه ) ‪ (( :‬وصونوا الحكمة عن غير أهلها ن وي‬ ‫ويقول أي م‬
‫تمنعوها لمستحقها ن فذن من منع الحكمة عن أهلها فقد دنا أمانته ودينه ن ومن سرلمها‬
‫لى غير أهلها فقد تغير في اتبراع الحرق بيقينره ن فعلريكم بحفظهرا وصريانتها عرن غيرر‬
‫أهلها وايستتار بالمرلو عند أهله ن وي تنكشفوا عند من غلبأل عليه شرقوته وجهلره ن‬
‫فرنتم ترونهم من حيث ي يرونكم ن وأنتم بما في أيديهم عارفون ن وعلرى مرا ألقرو مرن‬
‫زخر قولهم مطلعرون ن وهرم عمرا فري أيرديكم غرافلون ن وعمرا اقتبسرتمو مرن نرور‬
‫الحكمة محجوبون ن ولقرد أخرسروا ونطقرتم ن وأبكمروا وسرمعتم ن وعمروا وأبصررتم ن‬
‫وجهلوا وعرفتم )) (‪.)156‬‬
‫وفي شرح الميثاق ن يعتبر – كاتبه – التستر والكتمان من صحة العقيردة ن ويقرول ‪(( :‬‬
‫اإلنسرران بعررض رسررائل الحكمررة بررال حفررظ ن ويحفررظ عرروض مررا يقرريم‬
‫حتررى ولررو أخررر ِ‬
‫اإلنسان ا غرا بستان ولم يصرنه بشريء لرم يسرلم‬ ‫المساترة ن كان لس واجب ن ألن ِ‬
‫م‬
‫حراجزا يصرونه‬ ‫أبدما ن و ا غرسه ونقا بعض غراسه ن وجعل عروض لرس الرنقا‬
‫كان لس أرب لسالمته وأنتع فيه ‪.‬‬
‫وك لس م هب التوحيد ما يصح ألحد كاملة ي بايسرتتار ن وايسرتتار بالمررلو هرو ‪:‬‬
‫ن كان المحق ساكنما بين أهرل الظراهر التنزيليرة (‪)157‬فليتسر اتر بمر هبهم مرن صرالة‬
‫وصيام وحجع وتقديم أبي بكر وعمر وعثمان على علي بن أبي طالب وغير ‪.‬‬
‫و ن كان ساكنما بين الترويلية في بالد غالب عليه الشيعة ن فليتساتر في م هب الترويل ن‬
‫ويتزايا بزيهم ويقدم علي بن أبي طالب على الصرحابة كلهرم ن ويسرب أبرا بكرر وعمرر‬
‫وعثمان وعائشة ن ويكون موافقهم في دينهم في ظاهر األمر ‪.‬‬
‫و ن كان بين النصارى فيتزايا بزيهم وه ا الحال رحمة من ح على أهل التوحيرد ن أن‬
‫يكون توحيد في قلوبهم ن ويتزايوا بز كل طائفة (‪ )158‬في ظاهرهم (‪. )159‬‬
‫ويورد الدكتور عبد الرحمن بدو شرحا آخر للميثاق (‪ )160‬ن وممرا جراء فير ه عرن‬

‫(‪ )156‬مخطوط ( لبعضهم قول وجيز ) مكتبة القديس بولس في الجامعة األمريكية ببيروت‬
‫رقم ‪ – 206‬ويوجد شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪. 715‬‬
‫(‪ )156‬رسالة التحذير والتنبيه‪.‬‬
‫(‪ )157‬يقصد المسلمين‪.‬‬
‫(‪ )158‬يالحظ هنا مطاطية هذا التعبير ‪ ،‬والذي يمكن أن يؤخذ على تأويالت كثيرة‪.‬‬
‫(‪ )159‬شرح الميثاق ‪ :‬محمد حسين ‪ ،‬مخطوط في جامعة شيكاغو رقم ‪ – 3737‬ويوجد‬
‫شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.29‬‬
‫(‪ )160‬نقال عن مخطوط في المكتبة األهلية بباريس رقم ‪ 1436‬عربي‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪172‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ه ا الموضوع ما يلي ‪:‬‬


‫ي يحررل ألحررد يتمسررس برردين التوحيررد أن يهمررل المسرراترة ن بررل يجررب عليرره أن يعررر‬
‫موجباأل الصالة والوضوء ونواقضه ن ويقرأ ما تيسر من القرآن قراءة صحيحة علرى‬
‫شي ن و ن كان ا يسر فيزكي من ماله ن ويعر أمرر الصريام ومفطراتره ن بحيرث ي‬
‫ينكش عند الشرائع أمر دين التوحيد ) (‪. )161‬‬
‫ضا من المساترة ن وه ا ما تضرمنه‬ ‫و نكار ألوهية الحاكم – في ظاهر األمر – يعتبر أي م‬
‫شرح الميثراق كر لس حيرث يقرول ‪ ( :‬ن أنكرر ألوهيرة الحراكم سربحانه بحضررة الضرد‬
‫فيجوز له لس ن وليا يقرع فري لرس ارترداد فري الحقيقرة ن ألن المقرر برلوهيرة الحراكم‬
‫تعالى ن الكاتب على نفسه الميثاق أمر بالمساترة عند الشرائع ن و نكرار ألوهيرة الحراكم‬
‫سبحانه باللسان ن وه ا مشروع في الدين من غيبة الحاكم سبحانه لى يوم القيامة ‪.‬‬
‫وي جناح على الموحدين في نكار الحاكم بحضرة الشرائع ن سئل وطلرب منره مثرل‬
‫لس ن وأما من تلقاء نفسه ن أعني نفوا الموحدين بال طلب وي سبب فال يجوز اللفرظ‬
‫باإلنكار ألبتة ن كما ي يجوز اعتقاد بشريته ) (‪. )162‬‬
‫ظاهرا ي برا به ن يقول بهاء الردين فري منشرور الغيبرة ‪:‬‬ ‫م‬ ‫وك لس سب ولعن ( حمزة )‬
‫(( فمن وقعأل به منكم محنرة ن وطلرب مرنكم سرب هر ا العبرد ( حمرزة ) فتبررءوا منره‬
‫وسبو ن و ن طلب منكم لعنه فالعنو ن هر ا عنرد ايضررار ن وح يعلرم بمرا تظهررون‬
‫وتكتمو ) (‪.)163‬‬
‫ويتحدث تقرير قدمته ايسرتخباراأل الفرنسرية أثنراء ايسرتعمار الفرنسري علرى سروريا‬
‫حرفيرا‬
‫م‬ ‫ولبنان عن طبيعرة الردروز فيقرول ‪ ( :‬ن الردروز مرنرون بحرق ن فهرم يتبعرون‬
‫نصيحة مؤسا دينهم ‪ :‬اتبعوا كل أمة أقوى من أمتكم ن وحافظوا علي داخرل قلروبكم ‪.‬‬
‫ل ر لس فعنرردما يحتكررون بطوائ ر أقرروى مررن طررائفتهم كالمسررلمين أو المسرريحيين فررذنهم‬
‫يتظرراهرون بالتسررليم برربعض معتقررداتهم وهكرر ا ن فمررثالم يرررددون بكررل طيبررة خرراطر‬
‫الشهادتين ( ي له ي ح محمد رسول ح ) ‪.‬‬
‫مما تقدم يتضح أن التستر والكتمان نهع أساسي مرن أصرول عقيردتهم ن فهرم دومرا مرع‬
‫القو والمتمكن ن يتظاهرون بالدين الغالب في أ قطر ن ومصداق لس ما نرا مرنهم‬
‫في فلسطين المحتلة بذخالصهم التام لليهود هناس ‪.‬‬
‫ك لس فهم في كثير من األحيان ي يناقشون من يكتب عن ديانتهم مناقشة موضوعية بل‬
‫يحاولون أن يلصقوا به الصفاأل القبيحة ويشتمونه برقدح الشتائم متسترين به األلفراظ‬
‫على حقيقة دينهم وما يحويه من كفر ن وه ا ما حدث مع الشري زيرد برن عبرد العزيرز‬

‫د ‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ :‬مذاهب اإلسالميين ‪ ،‬ص ‪ ، 688‬ج ‪. 2‬‬ ‫(‪)161‬‬


‫(‪ )162‬شرح الميثاق ‪ :‬محمد حسين – الذي ورد ذكره سابقا‪.‬‬
‫(‪ )163‬منشور الغيبة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪173‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫اإلسرالم‬
‫الفياض عندما بدأ بكتابة حلقاأل عن حقيقة م هبهم فري مجلتري المنهرل ورايرة ِ‬
‫(‪ )164‬اللتررين كانتررا تصرردران فرري جرردة والريرراض ردما علررى فترروى شرري األزهررر‬
‫باعتبارهم مسلمين (‪.)165‬‬
‫فقامأل حينئ ضجة شديدة بين الدروز وقدم كبارهم ايحتجاج ن وأصدر شي العقل في‬
‫لبنان فتوى ضد ن وردوا على الشي الفياض برق ع األلفاظ والشتائم فري عردة صرح‬
‫ومنها صحيفة الصفاء التي كانأل تصدر في بيرروأل سر نة ‪ 1961‬م والتري كران مردير‬
‫تحريرهررا شررخا اسررمه محمررد آل ناصررر الرردين ن حيررث لررم يسررتطيعوا أن ينفرروا هر‬
‫الحقائق عن دينهم ن فما كان منهم ي أن يناقشو بالسرب والشرتم ليتسرتروا بر لس علرى‬
‫باإللحاد والزندقة والصرهينة وغيرر لرس مرن ايتهامراأل التري ي‬ ‫الحقيقة المرة فاتهمو ِ‬
‫يجوز كرها (‪.)166‬‬
‫وكان أن قام األستا عبد ح النجار وهو من طائفة الدروز بعرد هر الحادثرة بسرنواأل‬
‫قليلة بذصدار كتابه ( مر هب الردروز والتوحيرد ) والر يبرين بقلرم درز حقيقرة هر ا‬
‫الم هب ن وقامأل ضجة أشد من األولى على هر ا الكتراب وصراحبه ن وحاكمره مشراي‬
‫الدروز لفضحه أسرار الم هب وجمعوا نس الكتاب من األسواق وأحرقوها ن وصردر‬
‫برمر من مشيخة العقل كتاب ألفه الدكتور سامي مكارم وقدم له األسرتا كمرال جنربالط‬
‫يرد فيه على كتاب األستا النجار (‪.)167‬‬
‫ويظهررر أن الرردروز قررد غيررروا هرر المرررة مررن اسررتراتيجيتهم فعملرروا بشرريء مررن‬
‫ستارا يتسترون به على ما يريدون‬ ‫م‬ ‫الموضوعية ن ولكن لألس كانأل ه الموضوعية‬
‫القيام به ن حيث يقال أنهم استغلوا أحداث لبنان األخيرة وقاموا باغتيال األسرتا النجرار‬

‫(‪ )164‬انظر المنهل جزء ‪ 3‬مجلد ‪ 20‬شهر ربيع ثاني ‪ 1379‬هـ ‪ ،‬وراية اإلسالم ‪ ،‬األعداد‬
‫الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر من السنة األولى عام ‪ 1380‬هـ ‪ ،‬والعددان األول‬
‫والثاني من السنة الثانية عام ‪ 1381‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )165‬كان شيخ األزهر قد أعلن عام ‪ 1379‬هـ الموافق ‪ 1959‬م أن الدروز موحدون‬
‫مسلمون مؤمنون ؟! فقد نقلت جريدة السياسة اللبنانية بلسان صاحبها أسعد المقدم في العدد‬
‫بعد أن تحدث فضيلة شيخ‬ ‫‪ 810‬تاريخ ‪ 26‬محرم ‪ 1379‬هـ ‪ ،‬آب ‪ 1959‬م ما يلي ‪:‬‬
‫األزهر عن اقتراح تقدم به لسيادة الرئيس جمال عبد الناصر بإنشاء مجمع علمي أكاديمي يضم‬
‫علماء الشيعة والسنة يلتقون فيه لتحقيق الوحدة المنشودة ‪ .‬سأله أسعد المقدم ‪ :‬هل ستدعون‬
‫علماء الدروز إلى المجمع الذي ذكرتموه ‪ ،‬وهل تشمل دعوتكم إلى الوحدة إخواننا أبناء الطائفة‬
‫الدرزية ؟ ‪.‬أجاب ‪ :‬لقد أرسلنا من األزهر بعض العلماء كي يتعرفوا أكثر على المذهب الدرزي‬
‫وجاءت التقارير األولى ‪ :‬تبشر بالخير فالدروز موحدون مسلمون ؟! نقال عن مجلة المنهل‬
‫الصادرة في جدة ‪ ،‬ج ‪ 3‬مجلد ‪ 20‬ربيع ثاني ‪ 1379‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )166‬انظر صحيفة الصفاء البيروتية العدد رقم ‪ 3185‬وتاريخها ‪ 31‬كانون الثاني ‪1961‬‬
‫م‪.‬‬
‫(‪ )167‬انظر كتاب ( أضواء على مسلك التوحيد (( الدرزية ))‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪174‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫‪.‬‬
‫وه األمثلة تدل ديلة ساطعة على خطورة موضوع التستر في عقيدتهم ن وعن كيفية‬
‫تعاملهم مع من يكش عن حقيقة دينهم ‪.‬‬
‫أقالمرا عديردة مرن الردروز طرالبوا بشردة مشريخة عقرل‬
‫م‬ ‫ومما ي كر في هر ا المجرال أن‬
‫واإلعالن عن حقيقة العقيردة الدرزيرة ن ولكرن مشريخة العقرل أصرمأل‬ ‫باإلفراج ِ‬
‫الدروز ِ‬
‫أ نيها عن كرل هر األصرواأل وخاصرة أصرواأل الردروز فري المهجرر وفري مقردمتهم‬
‫كتابرا‬
‫الدكتور نجيب العسراو ال ما فتر يطالب ب لس ن وعندما يئا من لس أصدر م‬
‫عن ه العقائد باللغة البرتغالية حتى ي يقرأ كل نسان ‪.‬‬
‫وقد كر ه ا الموضوع بتفصيل صاحب م كرة ( أيها الدر ّ عودة لى عرينس ) ومما‬
‫قاله ‪ ( :‬الدكتور نجيب العسراو رئريا الرابطرة الدرزيرة بالبرازيرل استشرار األميرر‬
‫اإلفرراج عرن العقائرد الدرزيرة المدفوعرة بالرسرائل‬
‫شكيب أرسالن عرام ‪ 1927‬بشررن ِ‬
‫فرجابه ‪ :‬بعدها عجرا ؟‬
‫وكرن العسرراو وأمثالره كعردنان بشرير رشريد رئريا الرابطرة الدرزيرة فري اسرتراليا‬
‫وجدوا تلس العجرا أصبحأل سائرة في طريق النضوج ن فرخ وا يكاتبون مشيخة العقرل‬
‫طالبين شيئما يعرضونه على أطفالهم الر ين يعرفرون الدرزيرة بر ر ( ليسرأل سرالمية وي‬
‫مسيحية وي يهودية ) ن كتبوا ه ا وطرالبوا وأصرروا برل وتر مروا ‪ ...‬لرى أن يقرول ‪:‬‬
‫خشى نجيب العسراو – أحد يمعري المهراجرين فري البرازيرل وعردنان بشرير رشريد‬
‫رئيا الرابطة الدرزية في أستراليا عاقبة ه ا البعد وألحرا عرن مشريخة العقرل طرالبين‬
‫ترلي ما يستطيع منه الدروز فهم دينهم ن ولكرن هر اعتصرمأل بالمواعيرد ن فاضرطر‬
‫العسراو أن يصدر كتابه ( الدرزية ) باللغة البرتغالية ن ومنه عر الناا شيئما ‪.‬‬
‫جعلأل مشيخة العقل أصابعها في آ انها واستهانأل برصواأل المنرادين بوجروب التررلي‬
‫حول الدرزية ن ولم تعتر بجهود العسراو رغرم أنره سرد ثغررة كانرأل هري األجردر‬
‫بسدادها ن وبعد أن صدر عبد ح النجار كتابه تزحزحأل وكلفأل سرامي مكرارم بتررلي‬
‫كتاب ( أضواء على مسلس التوحيد ) بعد اعت ار عجاج نويهض ‪.‬‬
‫أل مكارم وجنبالط ولكن ي ليسدا فراغا برل ليرردوا علرى عبرد ح النجرار فري كتابره‬
‫المحجوز ال سد فراغا أو بعض الفراغ ن وباركا الكتمران والتمسرا عر را للدرزيرة ن‬
‫ورأياها نابعة عن العقل األرفع ال ي يحتمل الخطر ‪ ...‬أما سواها مرن أهرل المر اهب‬
‫واألديان فمن العقل الطبيعي المعرض للخطر ) (‪.)168‬‬
‫‪ – 7‬رسائل الدروز وكتبهم المقدسة ‪:‬‬
‫للدروز مجموعة من الرسائل المقدسة عندهم ن منها يستمد عقالهم مباد ء م هبهم ن‬
‫وتسمى أحيانما باسم ( رسائل الحكمة ) وعدد ه الرسائل ‪ 111‬رسرالة ن مقسرمة لرى‬

‫(‪ )168‬أيها الدرزي عودة إلى عرينك ‪ ،‬ص ‪.123‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪175‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫أربعة مجلداأل ن ( تتوالى فيها الرسائل بصورة مطردة في جميع المخطوطر األ قرديمها‬
‫وحديثها ن ومثل ه ا ايطراد ي يمكن أن يكون قد تم عرضا ن الرسائل منسوبة لرى‬
‫أكابر أصحاب الم هب القدماء ن وه ا يدل على أن تقتنيها في هر الصرورة المنتظمرة‬
‫الموحدة قد تم في وقأل يحق ) (‪. )169‬‬
‫والمالحظ في هر الرسرائل ن أن بعضرها يحترو علرى سرجالأل صردرأل فري عصرر‬
‫الحاكم ن وبعضها يحتو على رسائل بعرث بهرا حمرزة برن علري لرى أشرخاا كرانوا‬
‫يحتلون مكانه في الدولة مثل ولي العهد عبد الررحيم برن ليراا ن والقاضري أحمرد برن‬
‫العوام ن أو رسائل بعث بها لدعاة الدعوة ن ومنها ما كتبه حمزة عن العقيدة نفسها ن ثرم‬
‫نجررد بعررد لررس رسررائل للررداعي محمررد بررن سررماعيل التميمرري ن ورسررائل لبهرراء الرردين‬
‫المعرو بالمقتني ) (‪.)170‬‬
‫ضا مصحفا يسمونه ( المنفرد ب اته ) ن كتب حرديثا ن ويعتقرد أن كاتبره هرو‬ ‫وللدروز أي م‬
‫األستا كمال جنبالط الزعيم اللبناني المعرو وال اغتيل قبرل سرنواأل ‪ .‬ويقرال أنره‬
‫تعاون في وضعه ووضع رسائل أخرى مع عاط العجمي وبخط الشري عبرد الخرالق‬
‫أبو صالح (‪.)171‬‬
‫ويترل ه ا المصح – كما كرأل سابقما – (‪ )172‬من أربع وأربعين عرفا ن يحاكي‬
‫فيه كاتبه القرآن الكريم بترديد ما في رسائل الدروز ن ول لس فقد حاول أن يقلد أسلوب‬
‫القرآن الكريم في أكثر أعرافه ن وك لس فذنه أخر مرن آيراأل القررآن الكرريم مرا يناسرب‬
‫اإللره‬
‫بغيته ومرما ن وخاصة آياأل النعريم والعر اب ن حيرث جعلهرا خاصرة بمرن يعبرد ِ‬
‫المعبود عندهم – الحاكم برمر ح – فمن عبد فله النعيم ن ومن كفر بره فقرد حرق عليره‬
‫العر اب ‪ ( .‬ويعلررق عرراط العجمرري علررى هر ا المصررح وغيررر مررن الرسررائل الترري‬
‫وضعوها بقوله ‪ :‬تكاد تفوق القرآن بالغة ) (‪.)173‬‬
‫وي يزال ه ا المصح يتداول برين الردروز بشركل سرر ن لر لس ي يعرر بيرنهم ي‬
‫بشكل محدد جدما (‪)174‬ن وي يستغرب أن ينكروا وجود (‪.)175‬‬
‫ضا ‪ ( :‬كتاب النقط والدوائر ) ن وال يتحدث عرن الكثيرر‬ ‫ومن كتب الدروز الدينية أي م‬
‫من العقائد الدرزية ن وقد طبع ه ا الكتاب في البرازيل سنة ‪ 1920‬م بذشرا األستا‬

‫(‪ )169‬د ‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ :‬مذاهب اإلسالميين ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪.514‬‬
‫(‪ )170‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫(‪ )171‬انظر ( أيها الدرزي عودة إلى عرينك ) ص ‪. 49‬‬
‫(‪ )172‬راجع فصل تطور المذهب الدرزي بعد الحاكم‪.‬‬
‫(‪ )173‬أيها الدرزي عودة إلى عرينك ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫(‪ )174‬هناك نسخة من هذا المصحف في المكتبة الخاصة ألحد األشخاص ببيروت‪.‬‬
‫(‪ )175‬سنذكر بعد سردنا ألسماء رسائلهم ‪ .‬أسماء األعراف التي يتضمنها هذا المصحف ‪،‬‬
‫وما يتضمنه بعضها‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪176‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الشري‬ ‫منير اللبابيد ن ويقول مؤل ( أيها الدرز عودة لى عرينس ) أنه من تررلي‬
‫عبد الغفار تقي الدين البعقليني المقتول سنة ‪ 900‬هر (‪.)176‬‬
‫ومنها ك لس ( شرح ميثراق ولري الزمران ) ن ويصر كاتبره نفسره بر ر ( الحقيرر محمرد‬
‫حسين ) ن وه ا الشرح – كما يستدلون من أسلوبه – كتب قبل فترة ليسرأل بالطويلرة ن‬
‫ويدل على حقيقة اعتقاداأل الدروز التامة وبشكل أوضح من الرسائل أحيانما ‪.‬‬
‫ومن الكتب الدرزية التي لم أستطع العثور عليها و كرها مؤل ( أيهرا الردرز عرودة‬
‫لى عرينس ) ن على أنها من وضع كمال جنبالط بالتعاون مع عاط العجمي مرا يلري‬
‫‪:‬‬
‫أ – الصح الموسومة بالشريعة الروحانية في علروم البسريط والكثير ن وهرو كتراب‬
‫آخر كالمنفرد ب اته مؤل من نحو ‪ 360‬صفحة وهو مؤل من عدة رسائل منها ‪:‬‬
‫‪ .1‬رسالة ركز العاجلة ‪.‬‬
‫اإلبداع ‪.‬‬
‫‪ .2‬رسالة شرعة ِ‬
‫‪ .3‬رسالة شرعة المثايأل ‪.‬‬
‫‪ .4‬رسالة شرعية استبانة الشريعة ‪.‬‬
‫‪ .5‬شرعة األمة الواحدة ‪.‬‬
‫وملخا في ه الرسائل ‪:‬‬
‫‪ .1‬ثباأل كل ما جاء عن حمزة ‪.‬‬
‫‪ .2‬حض قو جردا علرى الكتمران ن ورؤيرة منكرر الحكمرة معرضرين لتقمصراأل‬
‫مختلفة ‪.‬‬
‫‪ .3‬ثباأل قصة الدينونة ‪.‬‬
‫‪ .4‬فرض العبادة ليلة ايثنين مع المحافظة على فرضها ليلة الجمعة ‪.‬‬
‫‪ .5‬دخال الفكر البو ونظام البوكا وايعتماد على التعاوي لشفاء األمراض ‪.‬‬
‫ب – رسائل الجام الجاحدين وما بعدها ن وهو كتاب كالمنفرد ب اته والبسريط والكثير‬
‫وضعا وخطا واقتباسا من القرآن ) (‪.)177‬‬
‫ويعلق مؤل ه الم كرة بقوله ‪ ( :‬وكرن جنبالط ال ي أكاد أرتاب برنه مؤلر هر‬
‫الرسائل ن كرنه أحرا أن كرل شريء لردى الردروز أصربح كرامالم ولرم يعرد ينقصرهم ي‬
‫النصائح الطبية وايعتماد على معرفة أنباء المستقبل مرن الكواكرب واألفرالس ومعرفرة‬
‫ما يضرمر النراا بواسرطة سرحن وجروههم ولر ا كترب نحرو مئرة صرفحة حرول الطرب‬
‫والفراسة وأسند آراء كعادته لى حمزة ‪ ...‬ويضي قائالم في صفحة أخرى ‪ ( :‬وهك ا‬
‫نجهاز‬ ‫نرى حمزة كبهاء الدين قديما وكمال جنبالط حديثما يسيرون في طريق يفضي ل ِ‬

‫(‪ )176‬أيها الدرزي عودة إلى عرينك ‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫(‪ )177‬أيها الدرزي عودة إلى عرينك ‪ ،‬ص ‪.50 – 49‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪177‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫اإلسالم ن تنفي ما لتصاميم يهودية مجوسية ) (‪.)178‬‬ ‫على األديان ن يسيما ِ‬


‫وفيما يلي سرد ألسماء رسائل الدروز ن والتي تتكون من أربعة مجلداأل ‪:‬‬
‫المجلد األول من رسائل الدروز ‪:‬‬
‫‪ .1‬نسررخة السررجل ال ر وجررد معلقم را علررى المشرراهد فر ي غيبررة الحررررررررررررررر ر راكم‬
‫وتاريخه سنة ‪ 411‬هر (‪. )179‬‬
‫‪ .2‬السجل المنهي فيه عن الخمر (‪.)180‬‬
‫‪ .3‬خبر اليهرود والنصرارى ‪ :‬وهرو بردون تراري ن ومررو عرن الر ين كرانوا مرع‬
‫الحاكم برمر ح ن حينما جاء وفد مرن اليهرود والنصرارى يطلبرون منره األمران‬
‫(‪.)181‬‬
‫‪ .4‬نسخة ما كتبه القرمطي لى الحاكم برمر ح ن وجواب الحاكم عليه ‪.‬‬
‫‪ .5‬ميثاق ولي الزمان ‪ :‬وهو ال يؤخ على كل مستجيب للم هب الدرز ‪.‬‬
‫‪ .6‬الكتاب المعرو برالنقض الخفري ن وتراري شرهر صرفر سرنة ‪ 408‬هر ر السرنة‬
‫جميعرا ن‬
‫م‬ ‫األولى من سنواأل حمزة ن وهو الكتاب ال نقض به حمرزة الشررائع‬
‫اإلسالم الخمسة ‪.‬‬ ‫وخاصة أركان ِ‬
‫‪ .7‬الرسالة الموسومة ببدء التوحيد لردعوة الحرق ‪ :‬مرن كتابراأل حمرزة ن وتاريخهرا‬
‫شهر رمضران سرنة ‪ 408‬هر ر ن السرنة األولرى مرن سرنواأل حمرزة ن وتتضرمن‬
‫الخصال السبعة التي فرضها على أتباعها ن و سقاط الفرائض األخرى عنهم ‪.‬‬
‫ضا ن وليا لها تراري ن وفيهرا تقريرر‬ ‫‪ .8‬ميثاق النساء ‪ :‬وهي من كتاباأل حمزة أي م‬
‫قواعد األداب التي ينبغري علرى الردعاة أن يتبعوهرا فري تعلريم النسراء ن وكر لس‬
‫العهود التي تؤخ عليهن حتى يحتفظن بعفافهن ومكارم أخالقهن ‪.‬‬
‫‪ .9‬رسالة البالغ والنهاية في التوحيد لى كافة المتبررئين مرن التلحيرد ن مرن تررلي‬
‫حمررزة ن وتاريخهررا شررهر المحرررم سررنة ‪ 409‬هررر ن وفيهررا عررن مررآل الكررافرين‬
‫ومصير الموحدين ن ويوم القيامة ‪.‬‬
‫رسالة الغاية والنصيحة ن من ترلي حمزة ن وتاريخها شهر ربيع اآلخر‬ ‫‪.10‬‬
‫سنة ‪ 409‬هر ن وفيها يتحدث عن الخال بينه وبين الدرز (‪.)182‬‬
‫كتاب فيه حقائق ما يظهر قدام موينا الحاكم جل كر من الهرزل ن مرن‬ ‫‪.11‬‬

‫(‪ )178‬أيها الدرزي عودة إلى عرينك ‪ ،‬ص ‪.53 – 50‬‬


‫(‪ )179‬يقول الدكتور محمد كامل حسين ‪ :‬أن هذا السجل ال يمت لعقيدة الدروز بشيء ‪ ،‬ألنه‬
‫يظهر من السجل أنه فاطمي العقيدة ‪ ،‬فالحاكم ليس بمعبود في هذا السجل ‪ ،‬إنما هو ولي هللا‬
‫وخليفته ‪ ،‬وهذا ما رفض حمزة أن يعترف به ‪ .‬راجع طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫(‪ )180‬وهو أيضا من سجالت الدولة الفاطمية التي أصدرها الحاكم بأمر‪.‬‬
‫(‪ )181‬هذا اللقاء المزعوم لم يثبت تاريخيا ‪ ،‬ولم يروه مؤرخ من قبل‪.‬‬
‫(‪ )182‬كذلك يتحدث عن هذا الخالف في رسالة الرضى والتسليم‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪178‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫كتاباأل حمزة ن وبدون تاري ن ويرجح أنه كتبها في سنة ‪ 409‬هر أثناء اختفائه‬
‫ن وفي ه ا الكتاب ترويل لجميع أفعال الحاكم اليومية (‪.)183‬‬
‫السيرة المستقيمة ن من كتاباأل حمرزة ن كتبهرا فري جمراد األولرى سرنة‬ ‫‪.12‬‬
‫‪ 409‬هر ن وهي سيرة الحاكم وحياته ن ويراد من يرادها البرهنة على ألوهيتره‬
‫‪.‬‬
‫كش الحقائق ن من كتاباأل حمزة ن وتاريخها شهر رمضان سرنة ‪409‬‬ ‫‪.13‬‬
‫هر ن وهي من حدود الدين عندهم ومراتبهم ‪.‬‬
‫الرسررالة الموسررومة بسرربب األسررباب وكنررز لمررن أيقررن واسررتجاب ن مررن‬ ‫‪.14‬‬
‫كتاباأل حمرزة وبردون تراري ن ويتحردث فيهرا عرن سربب تسرميته علرة العلرل ن‬
‫ويتحدث فيها عن سبب تسميته علة العلل ن وترويل ( بسم ح الرحمن الررحيم )‬
‫‪.‬‬
‫المجلد الثاني من رسائل الدروز ‪:‬‬
‫الرسالة الدامغة في الرد على الفاسق النصير ن لعنره المرولى فري كرل‬ ‫‪.15‬‬
‫كور ودور ‪ :‬من كتابراأل حمرزة ن ومرن أهرم الرسرائل فري هر ا المجلرد ن وهري‬
‫تعطي فكرة عن آراء بعض الفرق التي طرحرأل األديران كلهرا ن واتجهرأل لرى‬
‫ضا عن الثواب والعقاب عند النصيرية والدروز ‪.‬‬ ‫اإلباحية الجنسية ن وأي م‬
‫ِ‬
‫الرسالة الموسومة بالرضرى والتسرليم ن مرن كتابراأل حمرزة ن وتاريخهرا‬ ‫‪.16‬‬
‫سنة ‪ 409‬هر ن ويتحدث فيها عن خالفه مع الدروز ‪.‬‬
‫رسالة التنزيه ‪ :‬كتبها حمزة ن وتاريخها جمادى اآلخرة سنة ‪ 409‬هر ر ن‬ ‫‪.17‬‬
‫وفيها يتحدث عن الحدود الخمسة ومراتبهم وأضدادهم ‪.‬‬
‫رسررالة النسرراء الكبيرررة ‪ :‬لررم ي ر كر فيهررا الكاتررب وي الترراري (‪)184‬ن‬ ‫‪.18‬‬
‫وتتضمن ترويالم للسجالأل التي أصدرها الحاكم ن وك لس ترويل ألركان ِ‬
‫اإلسرالم‬
‫‪.‬‬
‫رسالة الصبحة الكائنة ن من كتاباأل حمزة ن وتاريخها شعبان سنة ‪409‬‬ ‫‪.19‬‬
‫هر ن بعثها لى أصحاب الدرز ال ين قبض علريهم الحراكم ن وفيهرا عتراب لهرم‬
‫وكي ح رهم ليلة ثورة المصريين ضد دعوة ترليه الحاكم ن وكير هررب هرو‬
‫والتجر لى مخبر ‪.‬‬
‫نسخة سجل المجتبى ‪ :‬من رسائل حمزة ن وهي تقليرد وتعيرين سرماعيل‬ ‫‪.20‬‬
‫التميمي في حد ومرتبته الدينية ‪.‬‬

‫(‪ )183‬ذكرت كاملة في الفصل األول من الباب األول ( حياة الحاكم بأمر هللا وآراؤه )‪.‬‬
‫(‪ )184‬ولكن الدكتور محمد كامل حسين يقول أنها من أسلوب التميمي ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص‬
‫‪.95‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪179‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫تقليد الرضى سفير القدرة ن من رسر ائل حمرزة ن وتاريخهرا شروال سرنة‬ ‫‪.21‬‬
‫‪ 409‬هر ن وفيها تعيين محمد بن وهب في مرتبته ‪.‬‬
‫تقليد المقتني ن مرن رسرائل حمرزة ن وتاريخهرا شرعبان سرنة ‪ 410‬هر ر ن‬ ‫‪.22‬‬
‫وهي خاصة بتعيين علي بن أحمد السموقي ( بهاء الدين ) في مرتبته ‪.‬‬
‫مكاتبة لى أهل الكدية البيضاء ( حسن بن هبة ) عما يعن لهم من أمرور‬ ‫‪.23‬‬
‫دينهم ‪.‬‬
‫رسالة حمزة لى الموحدين من أهل أنصرنا (‪)185‬ن وتاريخهرا جمرادى‬ ‫‪.24‬‬
‫اآلخرة سنة ‪ 410‬هر ن ويدعوهم فيها لى الصبر ‪.‬‬
‫اإلمام صاحب الكش ‪ :‬لم ي كر كاتبها وي تاريخها ‪.‬‬ ‫شرط ِ‬ ‫‪.25‬‬
‫الرسالة التي أرسلأل لى ولي العهد ن عهد المسرلمين ن عبرد الررحيم برن‬ ‫‪.26‬‬
‫لياا ‪ :‬وهي من رسائل حمزة بعثها لى ولري عهرد الحراكم ويردعو فيهرا لرى‬
‫ايعترا برلوهية الحاكم ‪.‬‬
‫رسالة لى خمار بن جيش السليماني العكاو ن وهي من رسرائل حمرزة‬ ‫‪.27‬‬
‫ن يح ر فيها خمار من القول برنه شقيق الحاكم ‪.‬‬
‫الرسالة المنف ة لى القاضي ‪ :‬وقد بعرث بهرا حمرزة لرى قاضرى القضراة‬ ‫‪.28‬‬
‫أحمد بن العوام ن وتاريخها ربيع األول سنة ‪ 409‬هر ن ويردعو فيهرا لرى خلرع‬
‫نفسه من ويية القضاء على الموحدين ن ألنه ي يؤمن برلوهية الحاكم ‪.‬‬
‫المناجاة ن مناجاة ولي الحق ‪ :‬الموجهرة مرن ولري الحرق ( حمرزة ) لرى‬ ‫‪.29‬‬
‫الحاكم ‪.‬‬
‫الدعاء المستجاب ن وهي مناجاة أخرى ‪.‬‬ ‫‪.30‬‬
‫التقديا ن دعاء السادقين ‪ :‬دعاء لنجاة الموحدين العارفين ‪.‬‬ ‫‪.31‬‬
‫روحانيرا وجسرمانيما ن لرم‬
‫م‬ ‫اإلمرام ن وأسرماء الحردود العلويرة‬
‫كر معرفرة ِ‬ ‫‪.32‬‬
‫ي كركاتبها ن وهي عن أسماء وألقاب الحدود ‪.‬‬
‫رسالة التح ير والتنبيره ن مرن رسرائل حمرزة ويتحردث فيهرا عرن عظريم‬ ‫‪.33‬‬
‫المهمة الموكولة ليه ن ويبشر الموحدين بما ينتظرهم مرن جرزاء ن ومرا ينتظرر‬
‫العصاة من عقاب ‪.‬‬
‫واإلنر ار ن الشرافية لقلروب أهرل الحرق مرن‬‫الرسالة الموسومة باإلعر ار ِ‬ ‫‪.34‬‬
‫المرض وايختيار ‪ :‬من رسائل حمرزة ن ويتحردث فيهرا عرن ضررورة التمسرس‬
‫بعقيدة التوحيد ن ويحاول فيها اجت اب أتباع خصومه وهو ابن البربرية ‪.‬‬

‫(‪ )185‬يقول الدكتور عبد الرحمن بدوي أنها ( أسنا ) في صعيد مصر ‪ :‬مذهب اإلسالميين ‪ ،‬ج‬
‫‪ ، 2‬ص ‪.525‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪180‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫رسالة الغيبة ن التي وردأل علرى يرد أبري يعلرى ن وهري التري بعرث بهرا‬ ‫‪.35‬‬
‫حمزة لى الدعاة في الشام بعد غيبة الحاكم ن يحضهم فيها على التمسس بالعقيدة‬
‫وعدم التخا ل ن فيكون تاريخها على ه ا سنة ‪ 411‬هر ‪.‬‬
‫كتاب فيه تقسيم العلوم ن من ترلي سرماعيل التميمري ن وتاريخره شرهر‬ ‫‪.36‬‬
‫المحرم سرنة ‪ 410‬هر ر ن وفيره تقسريم العلروم لر ى خمسرة أقسرام والتفريرق برين‬
‫الالهوأل والناسوأل ن والحدود في كل دور ‪.‬‬
‫ضا ن وي تاري لهرا ن وفيهرا ترويرل‬ ‫رسالة الزناد ‪ :‬من ترلي التميمي أي م‬ ‫‪.37‬‬
‫لكثير من آياأل القرآن الكريم ‪.‬‬
‫رسالة الشمعة ن ك لس من ترلي التميمي ن وكتبأل في عهد الحراكم ألنره‬ ‫‪.38‬‬
‫ي كر فيها أنهرا ( رفعرأل لرى الحضررة الالهوتيره ) ن وعنونرأل بالشرمعة ن ألن‬
‫حدود الدعوة خمسة ن ويشبهون في ه ا أجزاء الشمعة المضيئة ‪.‬‬
‫رسررالة الرشررد والهدايررة ن مررن كتابرراأل التميمرري ن وفيهررا تمجيررد لمرتبترره‬ ‫‪.39‬‬
‫ودعوة الموحدين لى المثابرة وعدم ايستسالم ‪.‬‬
‫اإللرره ) ‪.‬‬
‫شررعر الررنفا ‪ :‬قصرريدة نظمهررا التميمرري ن يمجررد بهررا الحرراكم ( ِ‬ ‫‪.40‬‬
‫المجلد الثالث من رسائل الدروز ‪:‬‬
‫الجررزء األول مررن السرربعة األجررزاء ‪ :‬وفيرره عرررض للفرررض األول مررن‬ ‫‪.41‬‬
‫فرائض ديانة التوحيد ‪.‬‬
‫الرسالة الموسومة بالتنبيه والترنيب والتوبي والتوفيق ن كتبها بهاء الدين‬ ‫‪.42‬‬
‫سنة ‪ 422‬هر ن لى معد بن محمد ن وطاهر بن تميم الداعيين لتثبيأل يمانهما ‪.‬‬
‫مثل ضربه بعض حكماء الديانة توبي مخا لمن قصر عن حفظ األمانة ‪.‬‬ ‫‪.43‬‬
‫رسالة لى بني أبي حمرار ن مرن كتابراأل بهراء ن ويتحردث فيهرا عرن أن‬ ‫‪.44‬‬
‫األلوهية لم تنتقل من الحاكم لى ابنه علي ‪.‬‬
‫تقليد يحق ن من كتاباأل بهاء ن وفيه يقلد الشي المختار ن سنة ‪ 408‬هر‬ ‫‪.45‬‬
‫‪.‬‬
‫تقليد سركين ‪ :‬مرن كتابراأل بهراء ن وتاريخره سرنة ‪ 418‬هر ر ن وفيره يقلرد‬ ‫‪.46‬‬
‫سا للم هب في ( سورية ) ن ومما ي كر أن سكين ه ا ادعى فيما بعرد‬ ‫سكين رئي م‬
‫أنه الحاكم ‪.‬‬
‫تقليد الشي أبي الكتائب ‪ :‬مرسوم تعيين أبي الكتائب داعيما فري البيضراء‬ ‫‪.47‬‬
‫‪.‬‬
‫المحامد ن كفيل الموحدين أبري الفروارا ن معضراد برن‬ ‫تقليد األمير‬ ‫‪.48‬‬
‫يوس ن الساكن بفلجين ن وكان ه ا داعيما تحأل مرة سكين ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪181‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫تقليد بني جراح ‪ :‬وهم ال ين ثاروا على الحاكم في حياته ن ثرم اسرتمالهم‬ ‫‪.49‬‬
‫باألموال حتى عادوا لى طاعته ن ثم آمنوا برلوهيته بعد لس ن ويصدر لهم بهاء‬
‫الدين تقليدما ب لس ‪.‬‬
‫الرسالة الموسومة بالجميهرية ‪ :‬كتبها بهاء الدين ن وتاريخها سرنة ‪418‬‬ ‫‪.50‬‬
‫هر ن وموجهة لى الدعاة والشيوع في قبيلة تنوع بواد تيم ‪.‬‬
‫الرسالة الموسومة بالتعني والتهجرين لجماعرة مرن سرنهور مرن كتامرة‬ ‫‪.51‬‬
‫الكاتمين العجيسيين ن من كتاباأل بهاء الدين سنة ‪ 418‬هر ن وبعث بها لى قروم‬
‫من كتامة يدعوهم فيها لى الح ر ‪.‬‬
‫رسالة الواد ‪ :‬من رسائل بهاء الدين ‪.‬‬ ‫‪.52‬‬
‫الرسررالة الموسررومة بالقسررطنطينية ن المنفرر ة لررى قسررطنطين متملررس‬ ‫‪.53‬‬
‫النصرانية ‪ :‬من رسائل بهاء الدين ن بعث بها لرى امراطرور الرروم سرنة ‪419‬‬
‫هر ن يدعو فيها وشعبه لى الدخول في م هب التوحيد ‪.‬‬
‫الرسررالة الموسررومة بالمسرريحية وأم القالئررد النسرركية ن وقامعررة العقائررد‬ ‫‪.54‬‬
‫الشركية ‪ :‬بعث بها بهاء الدين لى المسيحيين جميعما ن وفيها يثبأل أن حمزة هو‬
‫المسيح حقما ‪.‬‬
‫الرسالة الموسومة بالتعقب وايفتقاد آلراء ما بقي علينا من هدم شرريعة‬ ‫‪.55‬‬
‫النصارى الفسقة األضداد ن بعرث بهرا بهراء الردين لرى األميرر ميخائيرل صرهر‬
‫اإلنجيل يتفق مع عقيدة ترليه الحاكم ‪.‬‬ ‫مبراطور الروم ن وفيها ترويل آلياأل ِ‬
‫باإليقاظ والبشارة ألهل الغفلة وأهل الحق والطهارة ‪:‬‬ ‫الرسالة الموسومة ِ‬ ‫‪.56‬‬
‫من رسائل بهاء الدين وتاريخها سرنة ‪ 423‬هر ر ن بعرث بهرا لرى أهرل العرراقين‬
‫وفارا ن يبشرهم بقرب ظهور حمزة (‪. )186‬‬
‫واإلنر ار والترديرب لجميررع الخالئرق ‪ :‬مررن‬‫الرسرالة الموسرومة بالحقررائق ِ‬ ‫‪.57‬‬
‫رسائل بهاء الدين ن وتاريخها سنة ‪ 425‬هر ن أرسلأل لل ين اعتنقوا الدعوة فري‬
‫واد التيم ‪.‬‬
‫الرسررالة الموسررومة بالشررافية لنفرروا الموحرردين ن الممرضررة لقلرروب‬ ‫‪.58‬‬
‫المقصرين الجاحدين ‪ :‬وهي في وعظ أتباع الم هب ‪.‬‬
‫رسالة العررب ن مرن رسرائل بهراء الردين ن بعرث بهرا لرى أهرل سرورية‬ ‫‪.59‬‬
‫والحجاز واليمن والعراقين ن يدعوهم فيها لى م هبه ن وتاريخها سنة ‪ 422‬هر ر‬
‫‪.‬‬

‫(‪ )186‬وهذا يعني أن بهاء الدين حتى هذا الوقت ‪ ،‬كان على اتصال بحمزة ‪ ،‬وأن حمزة كان‬
‫مختفيا ويهيء نفسه للظهور‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪182‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫رسالة اليمن وهداية النفوا الطاهراأل ن ولرم الشرمل وجميرع الشرتاأل ‪:‬‬ ‫‪.60‬‬
‫رسالة بهاء الدين لى أهل اليمن المعتنقين لم هبه ‪.‬‬
‫رسررالة الهنررد الموسررومة بالت ر كار والكمررال لررى الشرري الرشرريد المسرردد‬ ‫‪.61‬‬
‫المفضال ‪ :‬رسالة بهاء الدين لى أتباعه في الهند ن وتاريخها سنة ‪ 425‬هر ‪.‬‬
‫الرسالة الموسومة بالتقريع والبيان و قامة الحجة لولي الزمان ‪ :‬أرسلها‬ ‫‪.62‬‬
‫بهاء الدين لى أهل القاهرة والفسطاط لعدم تصديقهم ألوهية الحاكم ‪.‬‬
‫الرسالة الموسومة بترديب الولرد العراق مرن األويد ن الغافرل عرن تغييرر‬ ‫‪.63‬‬
‫السور ( الصور ) العاصية عند اينتقال في دار المعراد ن ورجروع أنفسرها لرى‬
‫اينسفال بعد العلو بمصاحبة األضداد ‪ :‬وهي عن تناس األرواح ‪.‬‬
‫الرسالة الموسومة بالقاصعة للفرعون الدعي ن الفاضحة لعقيردة الكر اب‬ ‫‪.64‬‬
‫المعتو الشقي ن وتاريخها سنة ‪ 426‬هر ن وهري رد علرى مرن يردعى رب ر ( ابرن‬
‫الكرد ) ن ال ادعى أنه روح الحاكم ‪.‬‬
‫كتاب أبي اليقظران ن ومرا تروفيقي ي بطاعرة حردود ولري الزمران ‪ :‬مرن‬ ‫‪.65‬‬
‫رسائل بهاء الدين بعث به لى أبي اليقظان ‪.‬‬
‫الرسالة الموسومة بتمييز الموحدين الطائعين من حزب العصراة الفسرقة‬ ‫‪.66‬‬
‫الناكثين ‪.‬‬
‫رسالة من دون قائم الزمان والهاد لى طاعة الرحمن ‪ :‬يعتقد أنها مرن‬ ‫‪.67‬‬
‫كتاباأل بهاء الدين ‪.‬‬
‫اإلمرام القررائم‬
‫السرفر لرى السرادة فري الردعوة لطاعرة ولري الحرق ِ‬ ‫رسرالة ِ‬ ‫‪.68‬‬
‫المنتظر ن من كتاباأل بهاء الدين سنة ‪ 430‬هر ر ن وأرسرلأل لرى شريوع العررب‬
‫المجلد الرابع من رسائل الدروز ‪:‬‬ ‫اإلحساء ‪.‬‬ ‫في ِ‬
‫الرسالة الموسومة بمعراج نجاة الموحدين ن وسلم حياة المعرفين ‪.‬‬ ‫‪.69‬‬
‫واإللحاد ‪.‬‬
‫رسالة في كر المعاد ن والرد على من عبر بالغلط ِ‬ ‫‪.70‬‬
‫الرسالة الموسومة بالتبيين وايستدراس ن لبعض ما لم تدركه العقول في‬ ‫‪.71‬‬
‫واإلشرراس ‪ :‬وهري فري شررح عقائرد بعرض‬ ‫اإللحراد ِ‬
‫كش الكفر المحجوب من ِ‬
‫الفرق ‪.‬‬
‫اإلسرائيلية الدامغة ألهل اللدد والمجون ن أعني الكفرة من أهرل‬ ‫الرسالة ِ‬ ‫‪.72‬‬
‫شريعة اليهود ‪ :‬وهي في الرد على عقائد اليهود ‪.‬‬
‫الرسالة الموسومة برحد وسبعين سؤاي ن سرل بها بعض المدعين الفسقة‬ ‫‪.73‬‬
‫الجهال وأئمة الجور والضالل ‪ :‬وهي أسئلة من مخالفي العقيدة والرد عليها ‪.‬‬
‫الرسالة الموسومة بذيضاح التوحيرد لمرن تنبره مرن سرنة الغفلرة وعرر‬ ‫‪.74‬‬
‫الحق وانتصر ن و ثباأل الحجة ببرهان الدين ن والرد على مرن أشررس بالبرار‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪183‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وشس فيه وجحد الحد والحق وأنكر ‪ :‬من كتابراأل بهراء الردين سرنة ‪ 430‬هر ر ن‬
‫وهي في الرد على من أنكر ألوهية الحاكم ‪.‬‬
‫اإللره فري األقمصرة‬ ‫كر الرد على أهرل الترويرل الر ين يوجبرون تكررار ِ‬ ‫‪.75‬‬
‫المختلفة ‪.‬‬
‫ترروبي ابررن البربريررة ن الرسررالة الموسررومة بالدامغررة للفاسررق الررنجا ن‬ ‫‪.76‬‬
‫الفاضحة ألتباعه أهل الردة والبلا ‪.‬‬
‫توبي يحق ‪ :‬لما نسب ليه من تصرفاأل مخالفة لقواعد ديانة التوحيد ‪.‬‬ ‫‪.77‬‬
‫توبي ابن أبي حصية ‪ :‬من كتاباأل بهاء الدين ن ويح ر فيها أتباعره مرن‬ ‫‪.78‬‬
‫كثيرا مما حرمه حمزة ‪.‬‬‫م‬ ‫آراء ه ا الشخا ال أباح‬
‫توبي سهل ‪.‬‬ ‫‪.79‬‬
‫توبي حسن بن معال ‪.‬‬ ‫‪.80‬‬
‫اإلباحررة ن ويبرريح لغيررر‬
‫ترروبي الخائررب محلررى ‪ :‬ال ر كرران يرردعو لررى ِ‬ ‫‪.81‬‬
‫ايتصال بزوجته ‪.‬‬
‫رسالة البناأل الكبيرة ‪.‬‬ ‫‪.82‬‬
‫رسالة البناأل الصغرى ‪.‬‬ ‫‪.83‬‬
‫المقالة في الرد على المنجمين ‪.‬‬ ‫‪.84‬‬
‫الرسالة الموسومة ببدء الخلق ن ومؤلفها بهاء الدين ‪.‬‬ ‫‪.85‬‬
‫الرسالة الموسومة بالموعظة ن ومؤلفهرا ن بهراء الردين ن وتاريخهرا سرنة‬ ‫‪.86‬‬
‫‪ 428‬هر ‪.‬‬
‫المواجهررة ‪ :‬بعررث بهررا بهرراء الرردين لررى حمررزة يوصرري فيهررا برربعض‬ ‫‪.87‬‬
‫األشخاا ال ين أرسل معهم نس مخا من كتب مختلفة ألفها بهاء الردين عرن ديانرة‬
‫التوحيد (‪. )187‬‬
‫مكاتبة الشي أبي الكتائب ‪.‬‬ ‫‪.88‬‬
‫منشور لى آل عبد ح ‪.‬‬ ‫‪.89‬‬
‫جواب كتاب السادة ‪ :‬وفيه يبشر بقرب ظهور حمزة ( قائم الزمان ) ‪.‬‬ ‫‪.90‬‬
‫الكتاب المنف على يد سرايا ‪ :‬ويتحدث فيه عن أمور تجارية ن أظن أنها‬ ‫‪.91‬‬
‫ألغاز ‪.‬‬
‫مكاتبة ت كرة ‪.‬‬ ‫‪.92‬‬
‫مكاتبة نصر بن فتوح ‪.‬‬ ‫‪.93‬‬

‫(‪ )187‬ينقل الدكتور عبد الرحمن بدوي عن المستشرق دي ساسي أنه ‪ :‬يستدل من هذه‬
‫الرسالة أن حمزة حتى تاريخ هذه الرسالة كان يوجه الطائفة من مخبأه ‪ .‬مذاهب اإلسالميين ‪ ،‬ج‬
‫‪ ، 2‬ص ‪.543‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪184‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫السجل الوارد لى النصر ‪.‬‬ ‫‪.94‬‬


‫منشور الشي أبو المعالي طاهر ‪.‬‬ ‫‪.95‬‬
‫منشور لى جماعة أبي تراب ‪.‬‬ ‫‪.96‬‬
‫رسالة جبل السماق ‪ :‬مؤلفها بهاء الدين سرنة ‪ 429‬هر ر ن بعرث بهرا لرى‬ ‫‪.97‬‬
‫الموحدين في جبل السماق ن يبشرهم بقرب ظهور حمزة (‪. )188‬‬
‫منشور لى آل عبد ح ن وآل سليمان ‪.‬‬ ‫‪.98‬‬
‫منشور أبا علي التنوخي ‪.‬‬ ‫‪.99‬‬
‫‪ .100‬منشور رمز ألبي الخير سالمة ‪.‬‬
‫‪ .101‬منشور الشرط والبط ‪ :‬ويعني الحجامة ‪.‬‬
‫‪ .102‬مكاتبة لى الشيوع األوابين ‪.‬‬
‫‪ .103‬منشور في كر قالة سعد ‪ :‬من ترلي بهاء الدين ‪.‬‬
‫‪ .104‬مكاتبة رمز لى الشي أبو المعالي ‪ :‬ترتكلم هر الرسرالة عرن الحرراثين‬
‫والب ور واألوقا ن وه األلفاظ رموز و شاراأل تؤول على أساا الدعوة ‪.‬‬
‫‪ .105‬منشور لى المحل األزهر الشري ‪ :‬في تبرئة بعرض الموحردين ن ممرا‬
‫شاركوا به في وضع الضاليأل في ديانة التوحيد ‪.‬‬
‫‪ .106‬منشور نصر بن فتوح ‪ :‬وينصحه بهاء الدين بالسرية التامة ‪.‬‬
‫‪ .107‬مكاتبة رمز لى آل أبي تراب ‪ :‬يح ر فيها بهاء الدين من ابن الكرد ‪.‬‬
‫‪ .108‬الرسالة الواصلة لى الجبل األنور ن من كتاباأل بهراء الردين سرنة ‪433‬‬
‫هر ن ويوضح فيها ال ين أفسدوا ديانته ‪.‬‬
‫‪ .109‬مكاتبة الشي أبي المعالي ن من كتاباأل بهاء الدين سنة ‪ 433‬هر ‪.‬‬
‫‪ .110‬رسالة منسوبة بالغيبة ‪ :‬مؤلفها بهاء الدين ن ويودع فيها أتباعه ن ويعلرن‬
‫عزمه على الغيبة ن ويوصيهم التمسس باآلراء التي علمهم ياها ‪.‬‬
‫ويالحظ في ه الرسائل ن أن أكثر رسرائل حمرزة كتبرأل‬
‫في سنة غيابره عرام ‪ 409‬هر ر ن وهري السرنة التري أراد بهرا أن يقرو م هبره ن‬
‫ضا أن غالبية الرسائل كتبأل من قبل بهاء الدين ن الر قراد المر هب‬ ‫ويالحظ أي م‬
‫بعد اختفاء حمزة سنة ‪ 411‬هر ‪.‬‬
‫أما عناوين األعرا التي يترل منها مصح الدروز فهي كما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬عر ُ الفتح ‪ :‬فيه حديث عن ه ا المصح ن وتمجيد بما يحويه ‪.‬‬

‫(‪ )188‬وينقل الدكتور عبد الرحمن بدوي أيضا عن المستشرق دي ساسي ‪ :‬أنه يستدل من هذه‬
‫الرسالة ومن رسائل سابقة أنه حتى هذا التاريخ كان بهاء الدين ال يزال يأمل في خروج حمزة‬
‫من مخبأه وقيادة الموحدين – مذاهب اإلسالميين ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪.545‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪185‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫اإليمان ن برلوهية الحاكم ن والتهديد لمن ي‬ ‫‪ .2‬عر ُ األمر والتقديم ‪ :‬فيه دعوة لى ِ‬
‫يؤمن به بالع اب والويل ن وفيه آياأل من القرآن الكريم ُحرفأل بشكل واضح ‪.‬‬
‫اإلله في أدوار وظهوراتره المختلفرة‬ ‫‪ .3‬عر ُ نداء الحضرة ‪ :‬فيه حديث عن نداء ِ‬
‫لأليمان به ومشاهدته ‪.‬‬
‫‪ .4‬عر ُ النزلة والتجلي ‪.‬‬
‫‪ .5‬عر ُ التنبيه والهداية ‪ :‬وفيه توبي لمن أنكرروا أن يرروا ح جهررة كرمثرالهم (‬
‫ضا تحري آلياأل من القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫أ أن يروا الحاكم ) ‪ .‬وفيه أي م‬
‫اإلن ار والحساب ‪ :‬وفيه تهديد بالع اب لمن رفض دعوة الحاكم ‪.‬‬ ‫‪ . 6‬عر ُ ِ‬
‫‪ .7‬عر ُ الجحود والتوبة ‪.‬‬
‫‪ .8‬عر ُ المظاهر القدسية ‪.‬‬
‫اإليمان والردة ‪ :‬وفيه تهديد لل ين يرتدون عن ه ا الدين ‪.‬‬ ‫‪ . 9‬عر ُ ِ‬
‫عر ُ النيزين ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫عر ُ الجيش العجيب المجرر ‪ :‬وفيره عرن مهاجمرة جمروع النراا لمقرر‬ ‫‪.11‬‬
‫اإللره ) لره بعرد لرس‬
‫حمزة أثناء اختفائره بعرد ثرورتهم ن وعرن نصرر الحراكم ( ِ‬
‫وحمايته ‪.‬‬
‫عر ُ الزلزلة ‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫عر ُ األمثال ‪ :‬وفيه وص لع اب ال ين كفروا بالحكم ‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫عر ُ صالة اللقاء ‪ :‬فيه دعاء موجه لى الحاكم ن على أنه صالة ‪.‬‬ ‫‪.14‬‬
‫عر ُ صالة الرواح ‪ :‬فيه كر لس حردث عرن العر اب الر سريحل بمرن‬ ‫‪.15‬‬
‫كفروا بالحاكم بعد أن رأو جهرة ‪.‬‬
‫عر ُ كتاب أبي سحق أو مراتب العبراد ‪ :‬موجره لرى شرخا اسرمه ‪:‬‬ ‫‪.16‬‬
‫أبي سحق محمرد الرل ُّّّ د ن وفيره حرديث عرن ظهرور المعبرود ن وعرن يروم‬
‫القيامة وقوم يرجوج ومرجوج ‪.‬‬
‫عر ُ صالة الفجر ‪ :‬وفيه دعاء ومناجاة للحاكم ‪.‬‬ ‫‪.17‬‬
‫عر ُ تجلي شما الحقيقة وتغريد الحمامة األزلية ‪.‬‬ ‫‪.18‬‬
‫عر ُ العهد والميثاق ‪ :‬وفيه نا العهد والميثاق ‪.‬‬ ‫‪.19‬‬
‫عر ُ صالة الشكر والحمد على اإليمان ‪.‬‬ ‫‪.20‬‬
‫عر ُ الرحمة ‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫عر ُ الوصية ‪ :‬وفيه عن أحكام الوصية في م هبهم ‪.‬‬ ‫‪.22‬‬
‫عر ُ صلواأل الشرائع ‪ :‬وفيه تح ير ألتباع الم هب من ايسرتماع لرى‬ ‫‪.23‬‬
‫اإلسالم بشكل استهزائي ؟‬ ‫ضا عن فرائض ِ‬ ‫المسلمين ن ويتحدث فيه أي م‬
‫عر ُ أنباء األولين والتجلي في بالد السند والهند ‪.‬‬ ‫‪.24‬‬
‫عر ُ طالئع الموحدين ‪.‬‬ ‫‪.25‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪186‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫عر ُ مشارق التوحيد ‪.‬‬ ‫‪.26‬‬


‫عر ُ المحرماأل ‪ :‬وفيره حرديث عرن المحرمراأل التري حرمهرا مرويهم‬ ‫‪.27‬‬
‫الحاكم عليهم ‪.‬‬
‫عر ُ صالة التسبيح ‪.‬‬ ‫‪.28‬‬
‫عر ُ فرائض األحكام ‪ :‬وفيه عن تحريم الزنا على أتباع الم هب ‪.‬‬ ‫‪.29‬‬
‫عر ُ المشاهدة وكوثر التجلياأل ‪.‬‬ ‫‪.30‬‬
‫عر ُ خالئ العدل ‪ :‬وفيه عن تحريم الرشوة بينهم ‪.‬‬ ‫‪.31‬‬
‫عر ُ برازع الكا والنون أو الشفع والوتر ‪ :‬وفيره عرن شركر مرويهم‬ ‫‪.32‬‬
‫ألنه أخرجهم من عبادة العدم لى أنوار المشاهدة ‪.‬‬
‫عر ُ حقيقة الصالة واييمان ‪.‬‬ ‫‪.33‬‬
‫عر ُ الثِقلين ‪.‬‬ ‫‪.34‬‬
‫عر ُ الدعوة والعدل والتوكل والرحمة والفيض ‪.‬‬ ‫‪.35‬‬
‫عر ُ كتاب البيان لى دولة الموحدين ‪.‬‬ ‫‪.36‬‬
‫عر ُ صالة التجلي ‪.‬‬ ‫‪.37‬‬
‫عر ُ شما المغيب‬ ‫‪.38‬‬
‫عر ُ األكسير ‪.‬‬ ‫‪.39‬‬
‫عر ُ األمم في السمواأل واألرضين ‪.‬‬ ‫‪.40‬‬
‫واإلثباأل والمحو والتنزيل ‪.‬‬
‫عر ُ مائدة الكمال أو ألواح المقادير ِ‬ ‫‪.41‬‬
‫عر ُ عاقبة المك بين ‪ :‬ويعتبر فيه القرآن صرح كتبرأل مرن ِقبرل آبراء‬ ‫‪.42‬‬
‫الجاحدين لحكمة التوحيد ن فهم ل لس في ضالل مبين ‪.‬‬
‫عر ُ األعرا أو تسبيح مؤ ني نواقيا األختام ‪.‬‬ ‫‪.43‬‬
‫بالغ المحرماأل وعر ُ مسس الختام ‪.‬‬ ‫‪.44‬‬
‫ضا رسالة صغيرة مخطوطة بعنوان ( دعراء سريدنا الشري الصرالح )‬ ‫ه ا وهناس أي م‬
‫ويبدو أنها ألحد مشايخهم المترخرين ن على شكل دعاء يناجي به الحاكم ن وقرد بردأ‬
‫بما يلي ‪:‬‬
‫( اللهم لس الحمد على نعمة وجودس ن ولرس الحمرد علرى معرفرة وليرس وحردودس ن‬
‫ولس الحمد على معرفة ظهوراتس ) (‪.)189‬‬
‫وهناس ك لس رسالة أخرى بعنروان ( كرر مرا يجرب أن يعرفره الموحرد ويعتقرد بره‬
‫ويسلس بموجبه ) ن وهو موجز عن كتاب الفرائض ن وهو عبارة عن تفصيل لكثير‬
‫من عقائد الدروز ‪.‬‬

‫(‪ )189‬دعاء سيدنا الشيخ الفاضل‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪187‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ويؤكد كمال جنبالط أن الدروز ورثوا في كتبهم المقدسة المستورة فلسفة فيثاغورا‬
‫وسقراط وأفالطون ن وك لس األفالطونية الحديثة ن وه الفلسفاأل واألفكار هي التي‬
‫يجب أن يعتد بها ن ألن أساا عقيدتهم قائم على طلب الحكمة ل ا ي يستيطع أ كان‬
‫أن يقرأ كتب الدروز المقدسة سوى الحكماء (‪. )190‬‬
‫*******‬

‫(‪ )190‬كمال جنبالط ‪ /‬هذه وصيتي ص ‪.49 ، 46‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪188‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫الرد على عقيدتهم‬
‫ويتضمن ما يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬بطال مفهومهم لأللوهية ن وحلول الالهوأل في الناسوأل ‪.‬‬
‫‪ -2‬بطال قولهم بالتناس والرجعة ‪.‬‬
‫‪ – 1‬إبطال مفهومهم لأللوهية ‪ ،‬وحلول الالهوت في الناسوت ‪:‬‬
‫اإلله في صورة‬ ‫سا على ايعتقاد بتجسد ِ‬ ‫عقائد الدروز – كما بينأل سابقما – تقوم أسا م‬
‫الحاكم برمر ح ن وأن الالهوأل حل في الناسوأل على ه الصورة ‪.‬‬
‫وه ا ايعتقاد هو اللبنة الرئيسية التي تقوم عليها أركران العقيردة الدرزيرة ن وفكررة‬
‫عنصرا رئيسيما في الفلسرفة‬
‫م‬ ‫الحلول أصالم مستقاة من الفلسفة اليونانية ن وتكاد تكون‬
‫الهندية ن ( والمسيحية استمدأل ه الفكرة من الهندوكية ) (‪.)191‬‬
‫اإلسالم ابن تيمية عن ه الفكرة ما يلي ‪:‬‬ ‫يقول شي ِ‬
‫وي ريب أن ه ا القول – الحلول والتجسيد – كفرر صرريح باتفراق المسرلمين ن فقرد‬
‫ثبأل في صحيح مسلم ن أن النبي ^ قال ‪ ( :‬واعلموا أن أحردما مرنكم لرن يررى ربره‬
‫حتى يموأل ) (‪)192‬ن فذ ا قيل ‪ :‬ظهر في صورة نسان وتجلى فيره ن فرذن اللفرظ‬
‫يصير مشتر مكا بين أن تكون اته فيها ن وأن تكون قد صرارأل بمنزلرة المررآة التري‬
‫يظهر فيها ن وكالهما باطل ن فذن األ ح ليسأل في المخلوقاأل ن وي في نفا اته‬
‫ترى المخلوقاأل كما يرى المرئي في المرآة ) (‪.)193‬‬
‫ضا عن شي اإلسالم ابن تيمية ما يلي ‪:‬‬ ‫وينقل األستا أنور الجند أي م‬
‫ن ايتحاد بين الخالق والمخلوق ممتنع ن ألن الخالق والمخلوق ا اتحدا ن فذمرا أن‬
‫يكونا بعد ايتحاد اثنين كما كانا قبله ن وه ا تعدد وليا باتحراد ن و مرا أن يسرتحيال‬
‫لى شيء ثالث كما يتحد المراء واللربن والنرار والحديرد فيلرزم أن يكرون الخرالق قرد‬
‫اسررتحال وتبرردلأل حقيقترره كسررائر مررا يتحررد مررع غيررر ن وهر ا ممتنررع علررى ح ن‬
‫ايستحالة تقتضي عدم ما كان موجرودما وح تعرالى واجرب الوجرود ب اتره وصرفاته‬
‫صا يتنز ح تعالى عنه‬ ‫المالزمة له والتي هي كمال ن والتي ا عدمأل كان لس نق م‬
‫) (‪.)194‬‬

‫أنور الجندي ‪ :‬المؤامرة على اإلسالم ‪ ،‬ص ‪.53‬‬ ‫(‪)191‬‬


‫رواه مسلم في كتاب الفتن ورواه الترمذي في كتاب الفتن‪.‬‬ ‫(‪)192‬‬
‫ابن تيمية ‪ :‬مجموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ ،‬مجلد ‪ ، 2‬ص ‪.180 – 179‬‬ ‫(‪)193‬‬
‫أنور الجندي ‪ :‬المؤامرة على اإلسالم ‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫(‪)194‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪189‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫اإلله الخالق من فوق هر ا الكرون ن ولريا هرو أ جرزء فيره ن ( ولرو كران‬ ‫ويشس أن ِ‬
‫جز مءا من الكون لكان من الممكن أن يكافئه جزء آخر منه ن وقد يكرون لرس المكرافيء‬
‫– ولو من جهة من الجهاأل – أصغر منه وأضع بوجه عام ‪ .‬ومترى وجرد المكرافيء‬
‫ضا يعطل كرل طر رر منهرا‬ ‫أمكن أن يحتال عليه ويغلبه ن أو أن تتعارض قواهما تعار م‬
‫اآلخر وب لس يتعرض الكون للفساد والدمار ) (‪.)195‬‬
‫وله ا فوجود ح كامل اتي ( بمعنى أنه موجرود ل اتره ي لعلرة مرؤثرة فيره ن ومرن‬
‫خصائا الوجود ال اتي أنه ي يقبرل العردم ن وأمرا وجرود مرا عردا فوجرود نراقا‬
‫وتبعرري ن يمعنررى أنرره مسررتمد مررن غيررر ن وأنرره متوقر علررى القرروة الموجرردة لرره )‬
‫(‪.)196‬‬
‫اإليمرران ن و شررعال وقررد الشرروق‬ ‫(( وعقيرردة ( األلوهيررة ) ن عقيرردة وظيفتهررا خلررق ِ‬
‫واإلكبررار لرره ن وعقيرردة ه ر ا شرررنها‬
‫اإلجررالل ِ‬‫ِ‬ ‫والحررب ل ر األ ح ن و ثررارة عواط ر‬
‫وخطرها ن وتلس وظيفتها وعملها ن يجب أن تبقى بحيث تكون قرادرة علرى أن تمرد‬
‫اإلنسان به المعطياأل التي تجعل هلل ما يجب أن يكون له ن من تقرديا و جرالل ن‬ ‫ِ‬
‫ولن تحقق ه ا المعنى ي ا ظلأل متربية عن أن تنزل لى عالم الحا )) (‪.)197‬‬
‫وبسبب لس فذن ال يرجح اإليمان في القلوب ن ويحتفظ به حيا في النفوا ن هرو‬
‫ه ا الحاجز ال يحجز الناا من مشاهدة ح ‪.‬‬
‫لس أن اإلنسان يهرد بتقديسره هلل لرى حقيقرة خارجرة عرن نطراق األ هران ن و ن‬
‫كانأل تعبر عنها األ هان ن فذنها في ه ا التعبير تشير لى األ مستقلة قائمة بنفسها‬
‫ن ليسأل مجرد عوض من األعراض أو لقب من األلقاب ‪.‬‬
‫سا ل األ أيا كانأل ن و نما هو تقرديا لر األ لهرا صرفاأل‬ ‫ثم ن ه ا التقديا ليا تقدي م‬
‫خاصة ن وأهم مميزاتها أنها ليسأل مما يقع عليه حا اإلنسان ن وي مما يردخل فري‬
‫دائرة مشاهداته الدنيوية ن و نما هري شريء غيبري ي يدركره ي بعقلره ووجدانره ))‬
‫(‪.)198‬‬
‫اإلنسان المحدودة التي تدور في مجال محردود مرن مجرايأل‬ ‫وكي تستطيع حواا ِ‬
‫الوجود المحسوا ن أن تحيط ب األ ح لو تجلي لها ؟‬
‫اإلنسان ن وهو يرى ح – عيانا – وهو قائم عليه ؟‬ ‫وكي تستقيم حياة ِ‬
‫محسوسرا فري كرل‬
‫م‬ ‫وكي يكون سلر روس النراا وهر رم يشرهدون ح شرهودما صرري محا‬
‫زمران ومكان ؟‬

‫اإلسالمية وأسسها ‪ ،‬ص ‪.194‬‬ ‫عبد الرحمن حبنكة ‪ :‬العقيدة ِ‬ ‫(‪)195‬‬


‫د ‪ .‬محمد سعيد رمضان البوطي ‪ :‬كبرى اليقينيات الكونية ‪ ،‬ص ‪.93‬‬ ‫(‪)196‬‬
‫عبد الكريم الخطيب ‪ :‬هللا ذات ًا وموضوعا ‪ ،‬ص ‪.315‬‬ ‫(‪)197‬‬
‫محمد عبد هللا دراز ‪ :‬الدين ‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫(‪)198‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪190‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫فرورا عنرد طررح هر الفكررة ن التري ي يستسريغها عقرل وي‬ ‫م‬ ‫نها أسئلة كثيرة تق‬
‫يقبلها منطق ن يقول أبو حامد الغزالي ‪:‬‬
‫(( ن الحلول ي يمكن تصور بين عبدين ن فكي يكون تصور بين العبد وربره ؟‬
‫)) (‪.)199‬‬
‫والحلررول محررال علررى ح ألسررباب كثيرررة ن لررس ألن القررديم يختل ر عررن الحررادث‬
‫يختال الماهية في كل منهما ن وه ا ايختال يوجب اسرتحالة حلرول القرديم فري‬
‫الحادث ‪.‬‬
‫ثم ن ح واجب الوجود ن وه ا الوص ينفي الحلول ألنه في حالرة حدوثره يصربح‬
‫ومترثرا به ن بل نه ليصربح‬
‫م‬ ‫الحال تابعما لما حل فيه ن كما يصبح معلويم له ا المحل‬
‫اإلمكان تصور الحال ي بتصور المحل ن ن ينتفي الحلول في ه المرة‬ ‫في غير ِ‬
‫كما استحال في األولى ‪.‬‬
‫وينقل األستا أنور الجند عن أبي حامد الغزالي قوله عرن فكررة ايتحراد برين ح‬
‫واإلنسان ‪ (( :‬ن قول القائل ‪ :‬ن العبد صار هو الرب كالم يتناقض مع نفسه ن بل‬ ‫ِ‬
‫ينبغي أن ينز الرب سبحانه عن أن يجر اللسان في حقه برمثال ه المحاويأل ‪.‬‬
‫وطريقة البرهنة على فساد لس عند الغزالي ن هي أن يورد ثالثرة احتمرايأل لمثرل‬
‫ه ا ايتحاد المزعوم ‪:‬‬
‫‪ – 1‬ما أن تظل كل األ من ال اتين موجودة ‪.‬‬
‫‪ – 2‬و ما أن تفنى حداهما وتبقى األخرى ‪.‬‬
‫‪ – 3‬و ما أن تفنيا معا ‪.‬‬
‫وفي الحالة األولى ي يكون هناس اتحاد ن وفي الثانية كي يمكن الرزعم بررن هنراس‬
‫اتحادما بين موجود ومعدوم ؟ وفي الثالثة ‪ :‬ي يكون هناس محل للحديث عن ايتحراد‬
‫ن بل األولى أن نتكلم عن اينعدام ن والتناقض واضح في جميع ه ايحتمايأل ‪.‬‬
‫والعقل هو ال يقرر وجود ه ا التناقض ن بعرد أن جراء الشررع يبرين فسراد فكررة‬
‫ايتحاد عند النصارى )) (‪.)200‬‬
‫وفي القرآن الكريم مواق كثيررة تكشر عظر م هر ا القرول ن واجترراء علرى ح ن‬
‫يقول تعالى عن اليهود ‪ (( :‬و قلتم يا موسى لن نؤمن لس حترى نررى ح جهررة ن‬
‫فرخ تكم الصاعقة وأنتم تنظرون )) (‪.)201‬‬
‫وله ا جاءأل اآلية الكريمة التالية كاشفة كفر اليهود والنصارى بمرا قرالوا واعتقردوا‬
‫عزير ابن ح ن وقالأل النصارى المسريح ابرن‬ ‫في ه ا الموضوع ‪ (( :‬وقالأل اليهود ُ‬

‫اإلسالم والفلسفات القديمة ‪ ،‬ص ‪.138‬‬


‫(‪ )199‬أنور الجندي ‪ِ :‬‬
‫(‪ )200‬أنور الجندي ‪ :‬المؤامرة على اإلسالم ‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪ )201‬سورة البقرة ‪ :‬آية ‪.55‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪191‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ح ن لس قولهم بررفواههم يُضراهئون قرول الر ين كفرروا مرن قبرل ن قراتلهم ح أنرى‬
‫يؤفكون ‪ .‬اتخ وا أحبارهم ورهبانهم أربابما من دون ح والمسريح ابرن مرريم ن ومرا‬
‫أمروا ي ليعبدوا ل مها واحدما ي له ي هو سبحانه عما يشركون )) (‪.)202‬‬
‫وتك يبما لما قالوا وزعموا بين تعالى حقيقة اته ‪ (( :‬ليا كمثله شيء وهرو السرميع‬
‫البصير )) (‪.)203‬‬
‫(( و األ ح – مع أنها فوق أن تُدرس وأن تُحد – قرد وصرفأل فري القررآن بصرفاأل‬
‫كاإلرادة والعلرم والقردرة وغيرهرا ن وهري صرفاأل كاملرة الكمرال المطلرق ))‬ ‫كثيرة ِ‬
‫(‪ .)204‬وبه الطريقة تقبل السل الصالح موضوع ال أل اإللهية ‪.‬‬
‫و رسررال الرسررل واألنبيرراء مررن قبررل ح تعررالى ن يرردحض كررل مررزاعمهم بررالحلول‬
‫وايتحرراد ن بظهررور أو اتحرراد فرري اإلنسرران ن مررا كانررأل هنرراس حاجررة للرسررل‬
‫واألنبياء ‪.‬‬
‫اإلله في صرورة نسرانية ن هري اجترراء علرى ح‬ ‫ونستنتع مما تقدم أن فكرة تجسد ِ‬
‫ال ر ( لرريا كمثلرره شرريء وهررو السررميع البصررير ) ن وضرررب مررن المسررتحيالأل‬
‫اإليمان في النفوا ‪.‬‬ ‫يختال ماهية كل منهما ن وك لس فهي زعزعة ليقظة ِ‬
‫باإلضررافة لررى مظهررر الكفررر‬
‫لهر ا أسررتطيع أن أقررول ‪ :‬أن ادعرراء الحرراكم األلوهيررة ِ‬
‫واإللحاد فيه وفي مباد ء م هبه التي روجأل فيمرا بعرد كران كر لس مرا يسرمى بر ر (‬ ‫ِ‬
‫جنون العظمة ) والرغبة بالحكم والسلطان ن وشهوة الظلرم والقترل وايعترداء علرى‬
‫اإلله ن وزين له لس األ ناب ال ين كانوا حوله من أمثرال‬ ‫اآلخرين ن حتى تخيل أنه ِ‬
‫حمزة بن علي والدرز والفرغاني وغيرهم ن فازداد قتله وبطشه بالناا ن وأخ‬
‫ضا ن ليقال عنه ‪ :‬المميأل والمحيري‬ ‫أموال الناا بغير حق ن و عطاؤها بغير حق أي م‬
‫ن والرزاق والمانع ‪.‬‬
‫ولو أن هؤيء الر ين يزالروا يعتقردون برلوهيرة الحراكم ن ومرازالوا فري الضراليأل‬
‫والمتاهاأل التي وضعها حمزة بن علي ن أصغوا لرى نرداء عقرولهم مرا بقرى واحرد‬
‫منهم على ه ا ايعتقاد الواهي ن ال ي يصدقه عقل ن وي تستسيغه نفا ‪.‬‬
‫‪ – 2‬بطال قولهم بالتناس والرجعة ‪:‬‬
‫وهو قولهم ‪ :‬برن الجسد قميا للروح ن فعندما يموأل الجسم ن تنتقل لى جسم آخر‬
‫ن باعتبار أن الروح لديهم ي تموأل ن بل يموأل قميصها الجسم ويصيبه البلى ‪.‬‬
‫وتصور التناس به ا الشكل ن مرن األوهرام التري جراءأل مرن قردماء اليونرانيين ن (‬
‫والتي كان يعتقد بها الفراعنة ن وظهرأل في زمرن فرعرون الر كران فيره موسرى‬

‫سورة التوبة ‪ :‬آية ‪. 32 ، 31‬‬ ‫(‪)202‬‬


‫(‪ )203‬سورة الشورى ‪ :‬آية ‪.11‬‬
‫(‪ )204‬عبد الكريم الخطيب ‪ :‬هللا ذاتا وموضوعا ‪ ،‬ص ‪.405‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪192‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ضا في نجيل برو ا )‬ ‫عليه الصالة والسالم ) (‪)205‬ن ( وهي العقيدة التي نجدها أي م‬
‫(‪.)206‬‬
‫ودليل بطالن ه ا ايعتقاد يثبأل بالشرع والعقل والحا المشاهد ‪:‬‬
‫وأما ما ثبأل بالشرع فقد ورد به القرآن الكريم ن والسنة النبوية الشريفة ن فمرا جراء‬
‫عن سؤال الملكين ن وع اب القبر ن يدل بوضوح على بطالن ما يتوهم بره الربعض‬
‫من أن األرواح تظل متنقلة بين األجساد ن كلما انتس وجود واحدة منها في جسدها‬
‫التي هي فيه ن انتقلأل منه لى جسد آخر ن وهك ا دواليس ‪.‬‬
‫اإلنسان عقرب وفاتره ن يسررينه عرن دينره‬ ‫(( فاهلل سبحانه وتعالى يرسل ملكين لى ِ‬
‫ال عراش عليره ن وعمرا علمره مرن أمرر محمرد صرلى ح عليره وسرلم ن فرمرا أن‬
‫يتعرض لى لون الع اب ن أو لون النعيم ن ولقرد ثبرأل الخبرر المترواتر مرن الكتراب‬
‫والسنة عن سؤال القبرر وع ابره ن وأنهمرا واردان علرى روح الميرأل بيقرين ن ي‬
‫يتصررور برردون لررس خطرراب وي نعرريم أو ع ر اب ن ا فررالروح مشررغولة بصرراحبها‬
‫محبوسة له أو عليه ‪.‬‬
‫كمرا قرال ح عرز وجررل ‪ ( :‬كرل نفرا بمررا كسربأل رهينرة ) (‪)207‬ن وي يمكررن أن‬
‫تتصر مولية عنه لتسكن جسدما آخر تسرتقبل فيره سرلو مكا جديردما ووجرودما آخرر ))‬
‫(‪.)208‬‬
‫قال تعالى مخبرا عرن حيراة البررزع – هر – (( فلروي ا بلغرأل الحلقروم ن وأنرتم‬
‫حينئ تنظرون ن ونحن أقرب ليره مرنكم ولكرن ي تبصررون ن فلروي ن كنرتم غيرر‬
‫مدينين ن ترجعونها ن كنتم صادقين ن فرما ن كان من المقربين ن فرروح وريحران‬
‫وجنة نعيم ن وأما ن كان من أصحاب اليمرين ن فسرالم لرس مر ن أصرحاب اليمرين ن‬
‫وأما ن كان من المك بين الضالين ن فنُز ٌل من حميم ن وتصلية جحيم ) (‪.)209‬‬
‫وقوله ( وجاءأل سكرة الموأل بالحق ) (‪)210‬أ جاءأل بما بعد الموأل من ثرواب‬
‫وعقاب ن وهو الحق ال أخبرأل به الرسرل ‪ .‬وقولره ‪ ( :‬واعبرد ربرس حترى يرتيرس‬
‫اليقين ) (‪)211‬ن واليقين ما بعد الموأل ن كما قال ^ ‪ ( :‬أما عثمان بن مظعون فقرد‬
‫جاء اليقين من ربه ) ‪.‬‬

‫(‪ )205‬ابن الجوزي ‪ :‬تلبيس ابليس ‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫اإلسالمية‬
‫(‪ )206‬محمد على الزعبي وعلى زيعور ‪ :‬البوذية وتأثيرها في الفكر والفرق ِ‬
‫المتطرفة ‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫(‪ )207‬سورة المدثر ‪ :‬آية ‪.38‬‬
‫(‪ )208‬د ‪ .‬محمد سعيد رمضان البوطي ‪ :‬كبرى اليقينيات الكونية ‪ ،‬ص ‪.296‬‬
‫(‪ )209‬سورة الواقعة ‪ :‬آيات ‪.94 – 83 :‬‬
‫(‪ )210‬سورة ق ‪ :‬آية ‪. 19‬‬
‫(‪ )211‬سورة الحجر ‪ :‬آية ‪.99‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪193‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫و كر تعالى ع اب القيامة والبرزع معا في كر قصة آل فرعون فقرال ‪ ( :‬وحراق‬


‫بآل فرعون سوء الع اب ن النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ن ويوم تقوم السراعة‬
‫أدخلوا آل فرعون أشد الع اب ) (‪ .)212‬وقرد ثبرأل فري الصرحيحين أن النبي^لمرا‬
‫أتى المشركين يوم بدر في القليب ناداهم ‪ ( :‬يا فالن ن يا فالن ن هل وجدتم ما وعد‬
‫ربكم حقا ن فقد وجدأل ما وعدني ربي حقما ) (‪.)213‬‬
‫وه ا دليل على وجودهم وسماعهم ن وأنهم وجدوا ما وعدو بعد الموأل من الع اب‬
‫‪ .‬وقال تعالى ‪ ( :‬وي تحسبن ال ين قُتلوا في سربيل ح أمواترا برل أحيرا ٌء عنرد ربهرم‬
‫ضا قال تعالى ‪ ( :‬ح يتوفى األنفا‬ ‫يرزقون ) (‪ [ )214‬آل عمران ‪ ] 169 :‬ن وأي م‬
‫حين موتها والتي لم تمأل في منامها ن فيُمسس التي قضرى عليهرا المروأل ن ويرسرل‬
‫األخرررى لررى أجررل مسررمى ) (‪ [ )215‬الزمررر ‪ ] 42 :‬ن وهر ا بيرران لكررون الررنفا‬
‫تُقبض وقأل الموأل ن ثم منها ما يمسس فال يرسل لى بدنه وهرو الر قُضري عليره‬
‫بالموأل ن ومنها ما يرسل لى أجل مسمى ‪.‬‬
‫وقرال تعررالى ‪ { :‬حتررى ا جراء أحرردهم المرروأل قرال ‪ :‬رب ارجعررون ن لعلرري أعمررل‬
‫صال محا فيما تركأل ن كال نها كلمة هو قائلها ومن ورائهم بررزع لرى يروم يبعثرون‬
‫}(‪ [ )216‬المؤمنون ‪. ] 100 – 99 :‬‬
‫ضا برن ه األبدان التي فيها أرواحنا ستشهد علينا يروم القيامرة‬ ‫وقد أخبرنا تعالى أي م‬
‫بما عملأل ن قال تعالى ‪ { :‬ويوم يُحشر أعداء ح لى النار فهم يوزعون ن حترى ا‬
‫ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم ‪ ..‬مما تعملرون }(‪ [ )217‬فصرلأل ‪19 :‬‬
‫– ‪. ] 22‬‬
‫مما تقدم من اآلياأل واألحاديث ن دليل خبر حاسم على بطالن التناسر ن بر لس‬
‫اإلنسان (‪.)218‬‬‫ينتفي العدل اإللهي عن بني ِ‬
‫اإلسرالم‬
‫يقول ابن حزم الظاهر ‪ ( :‬ويكفي من الررد علريهم ن جمراع جميرع أهرل ِ‬
‫على تكفيرهم ن وعلى أن من قال بقولهم فذنه على غير اإلسالم ن وأن النبي ^ أترى‬
‫بغير هر ا ن وبمرا المسرلمون مجمعرون عليره مرن أن الجرزاء ي يقرع ي بعرد فرراق‬

‫سورة غافر ‪ :‬آية ‪.46 ، 45‬‬ ‫(‪)212‬‬


‫رواه البخاري ومسلم والنسائي وأحمد‪.‬‬ ‫(‪)213‬‬
‫سورة آل عمران ‪ :‬آية ‪.169‬‬ ‫(‪)214‬‬
‫سورة الزمر ‪ :‬آية ‪.42‬‬ ‫(‪)215‬‬
‫سورة المؤمنون ‪ :‬آية ‪.100 ، 99‬‬ ‫(‪)216‬‬
‫سورة فصلت ‪ :‬آيات ‪.22 – 19‬‬ ‫(‪)217‬‬
‫اإلسالم ابن تيمية مجلد ‪ 4‬ص ‪.270 – 363‬‬
‫ابن تيمية ‪ :‬فتاوى شيخ ِ‬ ‫(‪)218‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪194‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫األجساد لألرواح بالنكر أو التنعيم قبل يوم القيامة ن ثم بالجنرة أو النرار فري موقر‬
‫الحشر فقط ا جمعأل أجسادها مع أرواحها التي كانأل فيها ) (‪.)219‬‬
‫وه الدعوى ي تعتمد على برهان حسي أو عقلي ن وقد قامأل األدلة علرى حردوث‬
‫العالم ن وما كان حادثما فالبد له من نهاية ) (‪.)220‬‬
‫وانتفاء تساو نفسين في جميع الخصائا أمر حقيقي يقول ابن حزم ‪:‬‬
‫( ن تساو نفسين في جميع الخصائا أمرر غيرر ممكرن ن فلريا فري العرالم كلره‬
‫شيئان متشابهان بجميع أعراضهما اشتباها تا مما من كل وجه ن يعلم هر ا مرن تردبير‬
‫اختال الصور واختال الهيئاأل وتباين األخالق ن و نمرا يقرال هر ا الشريء يشربه‬
‫فررق‬
‫ه ا على معنى أن لس في أكثر أحوالهما ي في كلها ن ولو لم يكن ما قلنا مرا َّ‬
‫أحد بينهما ألبتة ) (‪.)221‬‬
‫اإلنسرانية أمرا مرن ناحيرة األخرالق ( فرذن األخرالق تتبراين ن‬ ‫ه ا من ناحيرة الرنفا ِ‬
‫واألخالق محمولة على النفا التي هي محل لهرا ‪ .‬ومترى تباينرأل األخرالق تباينرأل‬
‫النفوا من ناحيتها ن و ا تباينأل النفوا كانأل نفا كرل بردن مرن األبردان مرن أ‬
‫نوع كان خال التي في غير من أبدان لس النوع بالضرورة ن و ا يبطرل القرول‬
‫بانتقال نفا من بدن هي مستعدة له لى آخر من نروع لرس البردن تصرلح لره نفرا‬
‫أخرى له خصائصها وأخالقها ) (‪.)222‬‬
‫وينقل ابن حزم عرن القرائلين بالتناسر قرولهم ‪ ( :‬لرى أن التناسر هرو علرى سربيل‬
‫الجزاء ن لس أن ح تعالى عدل حكيم رحيم كريم ن فذ ا هو ك لس فمحال أن يعر ب‬
‫من ي نب لهم بالجدر والقروح ن فعلمنا أنه تعرالى لرم يفعرل لرس ي وقرد كانرأل‬
‫األرواح عصاة مستحقة للعقاب بكسب ه األجساد لتع ب فيها ) (‪.)223‬‬
‫وه ا مشابه يعتقاد الدروز أن من يولد أعمى وبه عاهة ن نما كران لرس لعصريان‬
‫ه األرواح في حيواتها السابقة ‪.‬‬
‫ويرد ابن حزم على لس بقوله ‪ ( :‬ويكفي بطالن ه ا األصل الفاسد أن يقال لهم أن‬
‫الحكيم العدل الرحيم على أصلكم ي يخلق من يعرضه للمعصرية حترى يحتراج لرى‬
‫قادرا علرى أن يظهرر كرل نفرا خلقهرا وي‬ ‫فساد بالع اب بعد صالحه ن وقد كان م‬
‫يعرضها للفتن ويلط بها ألطافما فيصلحها بها حتى تستحق كلهرا حسرانه والخلرود‬
‫في النعيم ن وما كان لس ينقا شيئما من ملكه ‪ .‬وحكم الشريعة أن كل قول لم يررأل‬

‫(‪ )219‬ابن حزم الظاهري ‪ :‬الفصل في الملل واألهواء والنحل ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.91‬‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬ص ‪.88‬‬ ‫(‪ )220‬محمد البشبيشي ‪ :‬الفرق ِ‬
‫(‪ )222‬ابن حزم الظاهري ‪ :‬الفصل في الملل واألهواء والنحل ‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.93‬‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬ص ‪.88‬‬ ‫(‪ )223‬محمود البشبيشي ‪ :‬الفرق ِ‬
‫(‪ )224‬ابن حزم الظاهري ‪ :‬الفصل في الملل واألهواء والنحل ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.93‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪195‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫عن نبي تلس الشريعة فهو ك ب وفرية ن فذ ا لم يررأل عرن أحرد مرن األنبيراء علريهم‬
‫السالم القول بالتناس فقد صار قولهم به خرافة وك بما وباطالم ) (‪.)224‬‬
‫ويقول األستا سعيد حوى عن ه العقيدة أنه ي يقبلها عقل سليم ن ويضي قائالم ‪:‬‬
‫( ألجل ه ا فذن اإلنسان على قدر ما نال من التقدم والرقي في ميدان العقرل والعلرم‬
‫صارأل تبطل في نظر عقيدة تناس األرواح ن ي أنهرا مرا بقيرأل اآلن ي فري أمرم‬
‫همجية أو متخلفة جدما في ميدان الرقي العلمي والعقلي ن ومن الحقيقة – مع هر ا –‬
‫أن ه العقيدة مثبطة للهمم ن ومميتة لروح التقدم ن بحيث أن أمة ا أصبحأل قائلة‬
‫اإلقردام والجررأة والشرجاعة والجنديرة ن ويكرون نتيجرة هر ا‬ ‫بها انعدمأل فيهرا روح ِ‬
‫الضع المضاع أن تضرب عليها ال لة والمسكنة وي تحيا في الدنيا ي مغلوبرة‬
‫على أمرها ن أو تنضم لى أمم غالبة قوية أخرى ‪.‬‬
‫والمضرة األخرى لعقيدة تناس األرواح ن أنها تعاد المدينرة والحضرارة ن وتجرر‬
‫اإلنسان جرا لى الرهبانية وترس الدنيا ‪ .‬أنه لممرا يعتقرد القرائلون بهر العقيردة أن‬ ‫ِ‬
‫الشهوة هي أصل كل فساد في األرض ن وهي التي تلوث الروح بال نوب واآلثرام ن‬
‫وألجلها تنتقل الروح من قالب لى قالرب ن وتر وق وبرال أعمالهرا مررة بعرد مررة ن‬
‫فاإلنسان أ ا أود بهرا وقضرى عليهرا ولرم يشرغل نفسره بمشراغل الردنيا وشرواغبها‬ ‫ِ‬
‫فلروحه أن تنال الخالا من دورة التناس ) (‪.)225‬‬
‫أيضرا ن أن أنفرا العرالم ي تزيرد وي ترنقا ن وي‬ ‫م‬ ‫ومن مزاعم واعتقاداأل الردروز‬
‫أجد ردما على ه ا الزعم ن ي اإلحصراءاأل السركانية التري تتروالي مرن جميرع برالد‬
‫العالم عن اينفجار السكاني ن وتزايد أعداد السكان في العالم يوما بعد يوم ‪.‬‬
‫وهو ما تح ر منه األمم المتحدة ن لقلة الغ اء في العالم ن وموأل الكثيرر مرن النراا‬
‫جوعرا ن وأتسر اءل لمررا ا ييررزال الرردروز لررى اآلن يؤمنررون بهر ا ايعتقرراد وال ر‬
‫م‬
‫يدحضه العقل والمنطق السليم ؟ ‪.‬‬
‫وبعد ه ا نقول ‪ ( :‬ن تصور التناس نمرا هرو شريء يتعلرق بالمغيبراأل ن واألمرور‬
‫حجابرا ن فالخيرال قرد ير هب فري‬‫م‬ ‫الغيبية ي سلطان للعقل عليها طالما أن بينه وبينها‬
‫تصور ه المغيباأل كل م هب ن ولكن العقل ي يصدق أ م هب منها مرا لرم يقرم‬
‫أخبارا يقينية متواترة قد وردأل عرن ح عرز وجرل‬ ‫م‬ ‫عليه البرهان السليم ن ولوي أن‬
‫أو عن رسوله صلواأل ح عليه بشرن بعض المغيباأل لكان موق العقل منها نفرا‬
‫اإلنكار والجحود طالما أنه ي برهران عليهرا ن ولكرن لمرا ورد الخبرر‬ ‫ِ‬ ‫الموق ن أ‬
‫واإل عان ) (‪.)226‬‬ ‫اليقيني على وجود وصدقه ن كان لس موجبما للتصديق ِ‬

‫(‪ )224‬ابن حزم الظاهري ‪ :‬الفصل في الملل واألهواء والنحل ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.94 – 93‬‬
‫سعيد حوى ‪ :‬اإلسالم ‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 130‬‬ ‫(‪)225‬‬
‫(‪ )226‬د ‪ .‬محمد سعيد رمضان البوطي ‪ :‬كبرى اليقينيات الكونية ‪ ،‬ص ‪.296‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
196

‫ للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬ ‫ كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد‬


*****


d-sunnah.net ‫شبكة الدفاع عن السنة‬
‫‪229‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ملف رقم (‪ )3‬واألخير‬

‫الباب الثالث‬
‫شريعة الدروز وتقسيم المجتمع عندهم‬
‫وموقفهم من األديان والفرق األخرى‬
‫يتضمن فصلين اثنين ‪:‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬شريعة الدروز وتقسيم المجتمع عندهم ‪ ...‬ويتضمن ما يلي ‪:‬‬
‫اإلسالم ‪ ،‬وفرضهم بدلها سبع دعائم تكليفية ‪.‬‬ ‫‪ – 1‬نقضهم أركان ِ‬
‫‪ – 2‬الزواج والطالق والوصية عندهم ‪.‬‬
‫‪ – 3‬تقسيم المجتمع الدرزي ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬موقف الدروز من األديان والفرق األخرى ‪ ...‬ويتضمن ما يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬موققهم من اليهود ‪.‬‬
‫‪ – 2‬موقفهم من النصارى ‪.‬‬
‫‪ – 3‬موقفهم من طائفة النصيرية ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪230‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الفصل األول‬
‫شريعة الدروز وتقسيم المجتمع عندهم‬
‫اإلسالم ‪ ،‬وفرضهم بدلها سبع دعائم تكليفية ‪.‬‬ ‫‪ – 1‬نقضهم أركان ِ‬
‫إن أول مااا باادأا دعاااة الاادروز بعااد إعااحن ألوهيااة الحاااكم هااو نقااض الشااريعة‬
‫اإلسحم‬‫اإلسحمية وأركانها حتى يتسنى لهم أن يأتوا بشريعة تخالف وتنسخ شريعة ِ‬ ‫ِ‬
‫ففي رسالة ( الجزء األول من السبعة أجزاء ) توضيح لذلك إذ تقول ‪:‬‬
‫اعلموا معاشر الموحدين لموالنا الحاكم المقرين بإمامة عبدا القائم أن لما غابت‬
‫صورة المعبود وامتنع قاائم الزماان عان الوجاود أيسات كثيار مان النفاو عناد‬
‫غياااب العيااان المحسااو وتشاااجروا فااي الحااحل والحاارام وقااالوا ‪ :‬هاال فاارض‬
‫اإلمام فرائض يتمسك بهاا األناام وقاال بعضاهم ‪ :‬الباد‬ ‫الباري سبحانه على لسان ِ‬
‫لألمة من فرائض تضبطها عن األهواء المحلومة من خاوف أن تربطهاا ولاو لام‬
‫يكن ذلك لزال الحفاظ ‪.‬‬
‫فلما رأيت ذلك وما قد وقع في نفوسهم مان األياا ‪ ...‬فتأملات كتاباا وصالني مان‬
‫حضرة موالي قائم الزمان عليه من معبودا أفضل التحية والسحم يرسام لاي فياه‬
‫وضع الكتب وقراءتها على أهال البصاائر ‪ ...‬وياأمرني بإيضاا ماا اشاتكل علاى‬
‫الطائفة من العلاوم واشاتهار ماا علمتاه مان الفارائض والرساوم فوضاعت هاذا‬
‫الكتاب وهو الجزء األول من السبعة أجزاء تشاتمل علاى فارائض فرضاها موالناا‬
‫واإلحسان ونطق بها عبدا قائم الزماان تتلاوا بعضاها بعضاا )‬ ‫سبحانه ذو المنة ِ‬
‫(‪.)1‬‬
‫اإلسحمية مان حياث معناهاا الماادي‬ ‫(( فمسلك التوحيد في اعتقادهم تجاوز الدعائم ِ‬
‫الظاهر ليسموا بها إلى معانيها ومقاصدها الحقيقية )) (‪.)2‬‬
‫ولهذا فقد اتخذ له فرائض توحيدية وردت في ( رسالة ميثاق النساء ) حيث تقول ‪:‬‬
‫( ويجب على سائر الموحدات أن يعلمن أن أول المفترضات عليهن معرفاة موالناا‬
‫جل ذكرا وتنزيهه عن جميع المخلوقات ثم معرفة قائم الزمان وتمييازا عان ساائر‬
‫الحدود الروحانيين ثم معرفة الحدود الروحانيين بأسمائهم ومراتبهم وألقابهم ‪...‬‬
‫فإذا علمن ذلك وجب أن يعلمن أن موالنا جل ذكارا قاد أساقط عانهن السابع دعاائم‬
‫التكليفية الناموسية وفرض عليهن سبع خصال توحيدية دينية أولها وأعظمهاا ‪:‬‬
‫اإلخوان وترك ماا كناتم علياه وتعتقادوا مان عباادة‬ ‫سدق اللسان وثانيها ‪ :‬حفظ ِ‬
‫العدم والبهتان ثم البراءة من األبالسة والطغيان ثم التوحيد لموالنا جل ذكرا في‬
‫كل عصر وزمان ودهر وأوان ثم الرضى بفعله كيف ما كان ثم التساليم ألمارا‬

‫(‪ )1‬الجزء األول من السبعة أجزاء‪.‬‬


‫(‪ )2‬د ‪ .‬سامي مكارم ‪ :‬أضواء على مسلك التوحيد ‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪231‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫في السار والحادثان ‪ .‬فيجاب علاى ساائر الموحادين والموحادات حفاظ هاذا السابع‬
‫خصال والعمل بها وسترها عمن لم يكن من أهلها ) (‪.)3‬‬
‫ونفهم من هذا الرسالة أن الماولى قاد أساقط عانهم سابع دعاائم تكليفياة ناموساية‬
‫وفرض عليهم سبع خصال توحيدية هي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أولها وأعظمها ‪ :‬سدق اللساان – ونححاظ دائماا أن الادروز ال ينطقاون كلماة‬
‫الصدق بالصاد إنما ينطقونها ويكتبونها بالسين وسبب ذلك هو حساب الجمال‬
‫فالسين تساوي ستين والدال تساوي أربعة والقاف مائة فيكون المجماوع مائاة‬
‫اإلماماة تساعة وتساعون ( أي‬ ‫وأربعة وستين هم عدد حدود الدروز ذلاك أن حاد ِ‬
‫إلمام تسعة وتسعين داعيا ولكل من الجنا األيمان‬ ‫أسماء هللا الحسنى ) أي أن ل ِ‬
‫والجنا األيسر ثحثاون داعياا مجماوعهم ساتون داعياا ‪ .‬يضااف إلاى ذلاك أربعاة‬
‫حدود علوية فالمجموع الكلي مائة وثحثة وستون حدا يبقى بعد ذلك حد وهاو‬
‫قائم الزمان حمزة بن علي ومن هنا نطقوا كلمة صدق ومشتقاتها وكتبوها بالسين‬
‫حتى تتفق مع حروف الجمل على هذا النحو ‪.‬‬
‫اإلنسانية بال تعناي بااألن مان شااطرها هاذا‬ ‫‪ – 2‬حفظ األخوان ‪ :‬هذا ال يعني األخوة ِ‬
‫الخصال ‪.‬‬
‫‪ – 3‬ترك ما كان عليه الموحدون وما اعتقدوا من عباادة العادم والبهتاان ‪ :‬أي أن كال‬
‫عبادة تقدم لسوى الحاكم ال تصادف إال عدما ‪.‬‬
‫‪ – 4‬البراءة من األبالسة والطغيان – والمقصود األنبياء ‪. -‬‬
‫‪ – 5‬التوحيد للمولى في كل عصر وزمان ‪.‬‬
‫‪ – 6‬الرضا بفعله كيفما كان ‪.‬‬
‫‪ – 7‬التسليم ألمرا في السر والحدثان ‪.‬‬
‫وال عجب في تفاني حمزة بالحث على الرضا والتسليم إذ يعلم أن القوم سوف يقارأون‬
‫ما كتبه عن أفعال الحاكم مما يثير االعتراض وسوء الظن ولاذا شادد علاى ذلاك وقاال‬
‫في رسالة الرضا والتسليم ‪ ( :‬إياكم أن تكرهوا شيئا من أفعال موالنا فايكم أو تظناوا‬
‫به ظن السوء ) ‪.‬‬
‫وهذا السبع فرائض التوحيدية هي عوض السبع دعائم التكليفية ‪:‬‬
‫فصدق اللسان عوض الصحة ‪.‬‬
‫وحفظ اإلخوان عوض الزكاة ‪.‬‬
‫وترك عبادة العدم والبهتان عوض الصوم ‪.‬‬
‫والبراءة من األبالسة والطغيان عوض الحج ‪.‬‬
‫والتوحيد لموالنا عوض الشهادتين ‪.‬‬

‫(‪ )3‬رسالة ميثاق النساء‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪232‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫والرضا بفعله كيفما كان عوض الجهاد ‪.‬‬


‫والتسليم ألمرا في السر والحدثان عوض الوالية ) (‪.)4‬‬
‫وفي كتاب النقط والادوائر حاديث عان هاذا الفارائض ومركاز كال منهاا فاي معتقاد‬
‫الدروز حيث يقول كاتب هذا الكتاب ‪:‬‬
‫والتوحيد هو المركز األوسط ألنه بمحل الهيولي الساري في الطبائع فهكذا التوحيد‬
‫ساري في الفرائض األربعة المذكورة فما تقوى إال به وكاذلك التوحياد ال يقاوى وال‬
‫اإليماان‬
‫يكمل في نف الموحد إال بعلمه بهذا الفرائض كما قال ‪ :‬إن سدق اللسان هو ِ‬
‫والتوحيد بكماله ‪.‬‬
‫اإلخوان ‪ :‬وأن بحفظهام يكمال إيماانكم أي توحيادكم ‪ .‬وقاال عان تارك‬ ‫وقال عن حفظ ِ‬
‫اإلنكار والتعطيل والجحود ‪ .‬وقاال‬ ‫العدم ‪ :‬إن العدم مضاد للوجود وسبيل يستدرج إلى ِ‬
‫عن البراءة ‪ :‬فمن اعترف منكم منهم بولد أو والد أو أن أو ذكر أو أنثاى فهاو ناكاث‬
‫للدين بريء من عظام الحجج واآليات ‪.‬‬
‫ثم إنك إذا نظرت إلى دائرة هذا الفرائض فترى كل فريضة مقابلة ضادها وهاي فاي‬
‫ذاتها دائرة فترى سدق اللسان مقابلة ترك العدم وترى حفظ اإلخوان قبالاة الباراءة‬
‫من األبالسة وفي ذلك أيضا فائدة وهي لما كانت هذا الفرائض قسمان ‪ :‬أمر ونهاي‬
‫فكان في هذا الدائرة اثنتان أمر وهماا ‪ :‬سادق اللساان وحفاظ اإلخاوان واثنتاان نهاي‬
‫وهما ‪ :‬ترك العدم والبراءة من األبالسة ‪.‬‬
‫وأمااا المركااز الااذي هااو التوحيااد فهااو الوجااود والتنزيااه الااذي هااو قاعاادة العبااادات‬
‫والفرائض كلها لكونه في عادد الفارائض خامساا ألناه غاياة ونهاياة وكاذلك لكاون‬
‫واإلمام خامسهم وهو أفضالهم‬ ‫مجتمع القوة في الخام من كل شيء والحجج أربعة ِ‬
‫وكذلك‬ ‫واإلمام الخام‬
‫ِ‬ ‫وكذلك اجتمعت القوة في الناطق الخام واألسا اخام‬
‫المقامات الخمسة التي ظهرت بال ُملك خامسهم الحاكم وهو الذي كشف التوحيد ‪.‬‬
‫وأما الرضى والتسليم فهما فروع كما أن أصول الادعائم خمساة والجهااد والوالياة‬
‫فروع أيضا ‪.‬‬
‫ولما كان ال وصول إلى توحيد الباري سبحانه إال بعد معرفته فلذلك جعلات المعرفاة‬
‫أول الفرائض كما قال ‪ :‬ويجب علاى ساائر الموحادين أن يعلما وا أن أول المفترضاات‬
‫عليهم معرفة موالنا جل ذكرا عن جميع المخلوقات ‪.‬‬
‫وهذا الفريضة التي هي المعرفة تفرعت عن الفريضة الخامسة التي هي التوحيد ‪.‬‬
‫وأما السدق فيلزم العبد في عشرة أحوال وهي أصول لفروع كثيرة ‪:‬‬

‫(‪ )4‬مخطوط ( ذكر ما يجب أن يعرفه الموحد ) ‪ :‬مكتبة القديس بولس ‪ ،‬الجامعة األمريكية‬
‫في بيروت رقم ‪ – 206‬ويوجد شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪. 715‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪233‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫‪ )1‬التسديق بألوهية الباري سبحانه ووجودا في الصورة الناسوتية‬


‫وتنزيهه عن الصفات البشرية ‪.‬‬
‫اإلماام‬
‫‪ )2‬ثم التسديق بإمامة قائم الزمان صلوات هللا علياه وأناه ِ‬
‫السادق فيما بينه وشرعه وحلله وحرمه وأمرا ونهاا ‪.‬‬
‫‪ )3‬ثم التسديق بفضيلة الحادود صالوات هللا علايهم أعناي األربعاة‬
‫وشرفهم وكمالهم ‪.‬‬
‫‪ )4‬ثم التسديق ببقية حروف السدق سحم هللا عليهم ‪.‬‬
‫‪ )5‬والتسديق بفريق الهدى أنهم األمة الناجية من جميع األمم ‪.‬‬
‫‪ )6‬ثم التسديق بالحكمة الشريفة أنها الدين الناجي ‪.‬‬
‫‪ )7‬ثم التسديق بانتقال النفو الناطقة في األجسام البشرية ‪.‬‬
‫‪ )8‬ثم التسديق بالقضاء والقدر وأنه عدل جاري من هللا ‪.‬‬
‫‪ )9‬ثم التسديق بالقيامة أنها آتية بغتة ال ريب فيها والبد منها ‪.‬‬
‫‪ )10‬ثم التسديق لإلخوان الثقات فيما يقولوا ‪.‬‬
‫أما البراءة من األبالسة والطغيان فاألبالسة والطغيان مجتمع كل فريق الضحل أولهم‬
‫إبلي اللعين فكلهم أبالسة وكلهم طغيان واألبح هو اإليا من الرحمة والبعد عان‬
‫الغير (‪.)5‬‬
‫وقااد خصصاات إحاادى رسااائل الاادروز الكباارى والتااي ألفهااا حماازة لاانقض وإسااقاط‬
‫اإلسحم وعنوانها ( الكتااب المعاروف باالنقض الخفاي ) ناورد هناا مقتطفاات‬ ‫فرائض ِ‬
‫اإلساحم يقاول حمازة فاي‬ ‫منها ألهميتها البالغة في معرفة نظرة الدروز إلى فرائض ِ‬
‫هذا الرسالة ‪ ( :‬أما بعد فقد سمعتم قبال هاذا الرساالة نساخ الشاريعة بإساقاط الزكااة‬
‫عنكم وأن الزكاة هي الشريعة بكاملها ‪ .‬وقد بينت لكم في هذا الرسالة نقضها دعاماة‬
‫دعامة ظاهرها وباطنها وأن المراد في النجاة من غير هذين جميعاا وقاد سامعتم‬
‫بأن يصير هذا الباطن المكنون الذي في أيديكم ظاهرا والظاهر يتحشى ويظهار معناى‬
‫حقيقة الباطن المحض وهذا وقته وأوانه وتصريح بياناه للموحادين ال للمشاركين‬
‫إلى أن يظهار السايف فيكاون ظااهرا مكشاوفا طوعاا وكرهاا وتزخاذ الجزياة مان‬
‫المسلمين والمشركين كما تزخذ من الذمة وقد قرب إن شاء موالنا وبه التوفيق ‪.‬‬
‫فأول البناء وقبة النهااء شاهادة ( ال إلاه إال هللا محماد رساول هللا ) التاي حقان بهاا‬
‫الدماء وصين بها الفاروج واألماوال وهاي كلمتاان ‪ :‬دليال علاى الساابق والتاالي‬
‫وهي أربعة فصول ‪ :‬دليل على األصالين واألساساين وهاي سابع قطاع ‪ :‬دليال علاى‬
‫النطقاء السبعة وعلى األوصياء السبعة وسبعة أيام وسبع ليالي وسابع أرضاين‬
‫وسبعة جبال وسبعة أفحك وأمثال هذا أساابيع كثيارة وهاي اثناا عشار حرفاا‬

‫(‪ )5‬كتاب النقط والدوائر ‪ ،‬ص ‪.77 ، 71 ، 69 ، 68 ، 67 ، 66 ، 65‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪234‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ثاحث‬ ‫دليل علاى اثناي عشار حجاة األساساية وثانياة بالمعرفاة محماد رساول هللا‬
‫كلمات دليل على ثحثة حدود ‪ :‬الناطق والثاني فوقه والسابق فوق الكل ‪.‬‬
‫وهي ست قطع دليل على ستة نطقاء وهي اثنا عشر حرفاا دليال علاى اثنتاي عشارة‬
‫حجة له بإزاء األساسية ‪.‬‬
‫إلى أن يقول ‪ : ...‬وكذلك الحم راجع إلى األلف واأللف الذي في ( الحم ) دليل على‬
‫اإلمام واأللف الثاني دليل على التالي والحم دليل على الناطق إذ كان الناطق من‬ ‫ِ‬
‫التالي انبعث ومنه كانت مادته فااأللف الثالاث مان ( إال ) بمنزلاة الساابق إذ هاو‬
‫بمنزلة رابع الحدود دليل على الحجة والداعي والمأذن واأللف الذي في الحم لاي‬
‫اإلماام ال غيار والنااطق إلاى التاالي‬ ‫له حد واحد تاليه وكذلك الداعي يرجاع إلاى ِ‬
‫والسابق بالحادود كلهاا ‪ .‬كاذلك األلاف الاذي فاي ( هللا ) والحماان المتصاحن باه بحاد‬
‫الناطق والتالي والهاء التي هي ختامهم رتبت بمنزلة أسامة فقال ‪ ( :‬ال إله إال هللا )‬
‫ألفا عن الكل المعنوية وأشار إلى أساامة وألازمهم باأن يقولاوا ( محماد رساول هللا )‬
‫وهي ثحث كلمات ألنه ثالث السابق وهي ست قطع دليل على أنه ساد النطقاء ‪.‬‬
‫ثم أقاام بعاد الشاهادتين وبأساساه الصاحة فاي خمساة أوقاات وقاد روى كثيار مان‬
‫المسلمين عن الناطق (‪ )6‬بأنه قال ‪ ( :‬من ترك صحته ثحثا متعمدا فقد كفار ) وقاال ‪:‬‬
‫( من ترك الصحة ثحثا متعمدا فليمت على أي دين يشاء ) ‪.‬‬
‫وقد رأينا كثيرا من المسلمين يتركون الصحة ومنهم من لم يصل قط ولم يقع علياه‬
‫اسم الكفر فعلمنا أنه بخاحف ماا جااء فاي الخبار وقاد اجتماع كافاة المسالمين باأن‬
‫المصلي بالنا صحته صحة الجماعة فعله فعلهم وقراءته قراءتهم (‪ )7‬حتى أناه لاو‬
‫اإلعادة مثل ما عليهم ‪.‬‬‫سها في الفرض الذي ال تجوز الصحة إال به كان عليه ِ‬
‫فإذا كان رجل مصل بالنا يقوم مقام أمته وتكاون صاحته مقاام صالواتهم فكياف‬
‫موالنا سبحانه الذي ال يدخل في عدد التشبيه ؟ ولاه سانين بكثارة ماا صالى بناا وال‬
‫صلى على جنازة وال نحر في العيد الذي هو مقرون بالصحة بقوله ‪ ( :‬فصال لرباك‬
‫وانحر إن شانئك هو األبتر ) (‪ )8‬فصار فرضا الزما فلما تركه موالنا جال ذكارا‬
‫علمنا بأنه قد نقض الحالتين جميعا الصحة والنحار وأناه يهلاك عادوا بغيار هااتين‬
‫الخصلتين وأن لعبيدا رخصة في تركهما إذ كاان إلياه المنتهاى ومناه االبتاداء فاي‬
‫جميع األمور فبان له نقضه وقاد بطال صاحة العياد وصاحة ياوم الجمعاة بالجاامع‬

‫(‪ )6‬المقصود النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬


‫اإلمام للقرآن بدال منهم‪.‬‬
‫(‪ )7‬هذا تحريف وخلط ‪ ،‬بل تكون قراءة ِ‬
‫(‪ )8‬سورة الكوثر ‪ :‬آية ‪.3 ، 2‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪235‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫األزهر وهو أول جامع بني في القاهرة (‪ )9‬وكذلك أول ما بطل هاو فهاذا ظااهر‬
‫الصحة ونقضها ‪.‬‬
‫وأما الباطن فقد سمعتم في المجال بأن الصحة هي العهد المألوف وسمي ( صحة )‬
‫اإلمام يعني علي بن أبي طالب واستدلوا بقولاه ‪( :‬‬ ‫ألنه صلة بين المستجيبين وبين ِ‬
‫إن الصحة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) (‪ )10‬فمن اتصل بعهد علي بان أباي طالاب‬
‫انتهى من محبة أبي بكر وعمر وقد رأينا كثيرا من النا اتصلوا بعهد علي بن أباي‬
‫طالب وكانوا محبين ألبي بكر وعمر وكانوا يمضون إلى معاوية ويتركون علي بان‬
‫أبي طالب وقالوا ‪ :‬إن العهد في وقتنا هذا هو الصحة ألنه صلة بينهم وباين موالناا‬
‫جل ذكرا والفحشاء والمنكر ‪ :‬أبو بكر وعمر وقد اتصل بعهد موالنا جل ذكرا فاي‬
‫عصرنا هذا خلق كثير ال يحصيهم غير الذي أخذ عليهم ولم يرجعوا عن محباة أباي‬
‫بكر وعمر وال عن خحف موالنا جل ذكرا وعصيان أوامرا ‪.‬‬
‫ورأينا موالنا جال ذكارا قاد نقاض‬ ‫فقد صح عندنا أنه بخحف ما سمعنا في المجال‬
‫الباطن الاذي سامعناا ألناه أباا لساائر النواصاب إظهاار محباة أباي بكار وعمار‬
‫وقريء بذلك سجل على رزو األشهاد ‪ ...‬فعلمنا بأنه علينا سحمه ورحمته قد أساقط‬
‫الباطن مثلما أسقط الظاهر فنظرنا إلى ما ينجينا من العذابين جميعاا ويخلصانا مان‬
‫الشريعتين سريعا ويدخلنا جنة النعيم التي وعدنا بها فعلمنا بأن الصحة هاي الزماة‬
‫في خمسة أوقات فإن تركها أحد من سائر النا كافة ثحثا فقد كفر هي صلة قلاوبكم‬
‫بتوحيد موالنا جل ذكرا ال شريك له على يد خمسة حدود ‪ :‬السابق والتالي والجد‬
‫والفتح والخيال وهم موجودون في وقتناا هاذا وهاذا هاي الصاحة الحقيقياة ألن‬
‫الصحتين ‪ :‬الظاهر والباطن ومن مات ولم يعرف إمام زمانه وهو حي مات موتاة‬
‫جاهلية وهو معرفة توحيد موالنا جل ذكرا وقوله ‪ ( :‬حي ) يعني دائما أبدا في كل‬
‫عصر وزمان والفحشاء والمنكر هما الشريعتان الظاهر والباطن ‪.‬‬
‫فمن وحد موالنا جال ذكارا ينهااا توحياد موالناا جال ذكارا عان التفاتاه إلاى ورائاه‬
‫وانتظارا العدم المفقود وقال ‪ ( :‬من ترك الصحة ثحثا متعمدا فقد كفر ) يعني توحيد‬
‫موالنااا جاال ذكاارا علااى يااد ثحثااة حاادود وهاام ‪ :‬ذومعااة وذومصااة والجنااا‬
‫الحاضرون في وقتنا هذا وهم موجودون ظاهرون للموحادين ال للمشاركين وأناا‬
‫أبين لكم أشخاصهم مع أشاخا حادودهم وأشاخا ( ال إلاه إال هللا ) وأشاخا (‬
‫الحمد هلل رب العالمين ) في غير هذا الكتاب بتوفيق موالنا جل ذكرا ‪.‬‬

‫(‪ )9‬يقصد بالقاهرة القطعة التي بناها جوهر الصقلي عند فتحه لمصر ‪ ،‬وأما أول جامع فهو‬
‫مسجد عمرو بن العاص رضي هللا عنه في الفسطاط‪.‬‬
‫(‪ )10‬سورة العنكبوت ‪ :‬آية ‪. 45‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪236‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫تتلوا الزكاة وقد أسقطها موالنا جال ذكارا عانكم بالكلياة وقاد سامعتم فاي مجاال‬
‫الحكمة الباطنية بأن الزكاة والية علي بن أبي طالب واألئمة من ذريته والتباري مان‬
‫أعوانه أبي بكر وعمر وعثمان وقد منع موالنا جل ذكرا عن أذية أحد من النواصب‬
‫‪ ...‬فبان لنا بأن موالنا جل ذكرا بطل باطن الزكاة الذي في علي بن أبي طالاب كماا‬
‫بطل ظاهرها وأن الزكاة غير ما أشاروا إليه في المجل جميعاا وأناه فاي الحقيقاة‬
‫توحيد موالنا جل ذكرا وتزكية قلوبكم وتطهيرها من الحالتين جميعا وترك ما كنتم‬
‫عليه قديما وذلك قوله ( لن تنالوا البر حتى تنفقاوا مماا تحباون ) (‪ )11‬والبار هاو‬
‫توحيد موالنا جل ذكرا ونفقة ما تحبون الظاهر والباطن ومعنى نفقة الشايء تركاه‬
‫ألن النفقة ال ترجع إلى صاحبها أبدا ‪.‬‬
‫الصوم عند أهل الظاهر وكافاة المسالمين يعتقادون باأن النااطق قاال لهام ‪ ( :‬صاوموا‬
‫لرزيته ) ويرون في اعتقاداتهم أن مان أفطار يوماا واحادا مان شاهر رمضاان وهاو‬
‫يعتقد أنه قد أخطأ وجب علياه صاوم شاهرين وعشارة أياام كفاارة ذلاك الياوم وإن‬
‫اعتقد أن إفطارا ذلك اليوم ححل له فقد هدم الصاوم كلاه وموالناا جال ذكارا هادم‬
‫الصوم بكامله مدة سنين كثيرة بتكذيب هذا الخبر ( صوموا لرزيته وأفطاروا لرزيتاه )‬
‫باإلفطار في ذلك اليوم الذي يعتقد المسلمون كلهم بأنه خاتم الصوم وال يكاون‬ ‫وأمرنا ِ‬
‫في نقض الصوم أعظم من هذا وال أبين منه لمن نظر وتفكر وتدبر ‪.‬‬
‫وباطن الصوم فقد قال فيه الشيون ‪ :‬بأن الصوم هو الصمت بقوله لمريم ‪ .‬وهاي حجاة‬
‫صاااحب زمانااه ( كلااي واشااربي وقااري عينااا ) (‪ )12‬يعنااي باألكاال علاام الظاااهر‬
‫وبالشرب علم الباطن ( وقرى عينا ) لمزيدا ( فإما ترين مان البشار أحادا ) يعناي‬
‫أهل الظااهر ( فقاولي إناي ناذرت للارحمن ) باألكال علاى الظااهر وبالشارب علاى‬
‫اإلمام ( صوما ) أي السكوت ‪ ...‬فبان‬ ‫الباطن ( وقرى عينا ) لمزيدا ( فأما ) يعني ِ‬
‫وما وصافه الشايون مان بااطن الصاوم وساكوته وأن‬ ‫لنا نقض ما كان في المجل‬
‫موالنا جل ذكرا فطر النا في ظاهر الصاوم وفطارهم فاي باطناه وهاو بالحقيقاة‬
‫غير الصومين المعروفين من الشريعتين وهو صيانة قلوبكم بتوحيد موالنا جل ذكرا‬
‫وال يصل أحد إلى توحيدا إال بتمييز ثحثين حدا ومعرفتهم روحاني وجساماني وهاي‬
‫والماتم‬ ‫‪ :‬الكلمة والسابق والتالي والجد والفتح والخيال والناطق واألسا‬
‫والحجة والداعي واألئمة السبعة والحجج االثنا عشرية فصار الجميع ثحثاين‬
‫حدا ‪.‬‬

‫(‪ )11‬سورة آل عمران ‪ :‬آية ‪. 92‬‬


‫(‪ )12‬سورة مريم ‪ :‬آية ‪ ، 26‬والصحيح ( فكلى واشربي وقرى علينا )‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪237‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫قال (‪ ( : )13‬وهلل على النا حج البيات مان اساتطاع إلياه سابيح ) (‪ )14‬قاال أهال‬
‫الظاهر عن الناطق ‪ :‬إن الحج هو المجيء إلى مكة والوقوف بعرفات وإقاماة شاروطه‬
‫ورأيت بخحف قوله ‪ ( :‬من دخله كاان آمناا ) قاالوا ‪ :‬الحارم بمكاة والحارم اثناا‬
‫ونهاب األماوال‬ ‫عشر مهح من كل جانب وقد شاهدنا في هذا الحرم قتال األنفا‬
‫وداخل الكعبة أيضا السرقة وهذا من الخحف والمحال وجمياع ماا يعملاون باه مان‬
‫شروط الحج فهو ضرب من ضروب الجنون من كشف الارزو وتعرياة األبادان‬
‫ورمي الجمار والتلبية من غير أن يدعوهم أحد وهذا من الجنون ‪.‬‬
‫وموالنا جل ذكرا قد قطع الحج سنين كثيرة وقطع عن الكعبة كسوتها وقطع كساوة‬
‫الشيء كشفه وهتكه ليبين للعالم بأن المراد في غيرها ولي فيها منفعة ‪.‬‬
‫وقال الشيون في الباطن ‪ :‬بأن الحرم هي الدعوة وهو اثنا عشر ميح من كل جانب‬
‫وكذلك للدعوة اثنا عشر حجة والبيت دليل على الناطق والحجر دليل على األسا‬
‫اإلقرار به في سبعة أدوار والوقوف بعرفات معارفتهم بعلام‬ ‫والطواف به سبعة هو ِ‬
‫الناطق ومنى ما كان يتمنى الراغب من الوصول إلى الناطق واألسا وحادودهما ‪:‬‬
‫وقد رأينا موالنا جل ذكرا بطل الحج بإظهار محبة أبي بكر وعمر وخمود ذكر علي‬
‫بن أبي طالب فعلمنا بأن الحج غير هذا الذي كانوا يعتقدون ظاهرا وباطنا كما قاال‬
‫موالنا المنصور ‪:‬‬
‫هو البيت بيت هللا ال ما توهمت‬ ‫هلم أريك توقن أنه‬
‫أم المصطفى الهادي الذي نصب البيت‬ ‫أبيت من األحجار أعظم حرمة‬
‫والبيت هو توحيد موالنا جل ذكرا موضع السكن والمأوى الذي يطلب المعبود فياه‬
‫كذلك الموحدون أولياء موالنا جل سكنت أرواحهم فياه ورب البيات هاو موالناا جال‬
‫ذكرا في كل عصر وزمان كما قال ‪ ( :‬فليعبدوا رب هذا البيات ) (‪ )15‬يعناي موالناا‬
‫جل ذكرا ‪.‬‬
‫أما الجهاد وبه قام محمد وأظهر اإلسحم وجعله فرضا علاى ساائر المسالمين كافاة‬
‫وقد رفعاه موالناا جال ذكارا عان ساائر الذماة إذ كانات الذماة ال تطلاب إال جبارا‬
‫والمسلمون الجاحدون والمزمنون المشاركون يقاتلوناك فاي بيتاك وهام أذياة ألهال‬
‫وما قريء فاي‬ ‫التوحيد وكل جهاد ال يجاهد فيه إمام الزمان فهو مسقوط عن النا‬
‫المجل وألفه الشيون فاي كتابهم باأن الجهااد البااطن هاو الجهااد للنواصاب الحشاوية‬
‫الغاوية لهم وقد منع موالنا جل ذكرا عداوتهم والكحم معهام فعلمناا بأناه قاد نقاض‬

‫(‪ )13‬يالحظ دائما في رسائل الدروز حينما ترد آية قرآنية ‪ ،‬يكتفي بأن يقال ( وقوله وقال ) وال‬
‫يقال ‪ :‬قال تعالى أو قوله تعالى‪.‬‬
‫(‪ )14‬سورة آل عمران ‪ :‬آية ‪.97‬‬
‫(‪ )15‬سورة قريش ‪ :‬آية ‪.3‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪238‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫باطن الجهاد وظاهرا وأن الجهاد الحقيقي هو الطلبة والجهد فاي توحياد موالناا جال‬
‫ذكرا ومعرفته وال يشرك به أحد من سائر الحدود والتبري من العدم المفقود ‪.‬‬
‫قال ‪ ( :‬أطيعوا هللا وأطيعوا الرساول وأولاي األمار مانكم ) (‪ )16‬قاال أهال الظااهر‬
‫وسائر المسلمين كافة بأن الوالية ألبي بكر وعمر وعثمان وعلي وكانت في بناي أمياة‬
‫وكل واحد منهم إذا جل في الخحفة كانات واليتاه‬ ‫ثم إنها رجعت إلى بني العبا‬
‫واجبااة علااى المساالمين كافااة وقااد نقضااها موالنااا جاال ذكاارا وكتااب لعنااة األولااين‬
‫واآلخرين على كل باب ونبشهم من قبورهم ‪.‬‬
‫وأما باطن الوالية ومعرفة حقيقتهاا بإظهاار محباة علاي بان أباي طالاب والباراءة مان‬
‫أعدائه واستدلوا بقوله ‪ ( :‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) (‪. )17‬‬
‫اإلسحم دينا ) (‪ )18‬يعني تسليم األمر إلاى علاي بان‬ ‫يعني علم الباطن ( ورضيت لكم ِ‬
‫أبي طالب وقد نقضها موالنا جل ذكرا بقراءة ساجل علاى رزو األشاهاد فباان لناا‬
‫بأن جل ذكرا نقض باطن الوالية الذي في علي بن أبي طالب وظاهرها ‪.‬‬
‫فقاد جعلهاا موالناا جال‬ ‫وأما الرتب الظاهرة والباطنة التاي كانات للنااطق واألساا‬
‫اإلماام وصااحب الزماان‬ ‫ذكرا لعبيدا ومماليكه ‪ ...‬وكل ما يقال فيه مان األساماء مثال ِ‬
‫وأمير المزمنين وموالنا كلها لعبيدا وهو أعلي وأجل مماا يقاا ويحاد أو يوصاف‬
‫لكن بالمجاز ال بالحقيقة ضرورة ال إثباتا نقول ‪ :‬أمير المزمنين جل ذكارا مان حياث‬
‫جرت الرسوم والتراتيب على ألسنة الخا والعام ولو قلنا غير هذا لم يعرفاوا لمان‬
‫المعنى المراد وتعمى قلاوبهم عناه وهاو سابحانه ( لاي كمثلاه شايء وهاو العلاي‬
‫(‪ )19‬العظيم (‪.)20‬‬
‫وفي هذا الرسالة نجد ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن الشهادتين فاي نظار الادروز تادالن علاى عباادة الحااكم وعلاى أئماة دعاوة‬
‫اإلسماعيلية ‪.‬‬
‫الدروز وال يقصد بهما ما يقصدا أهل السنة وال ِ‬
‫‪ .2‬وأن الصحة هي صلة قلوب الدروز بعبادة الحاكم على يد خمسة حدود وهاذا‬
‫هي الصحة الحقيقية في نظرهم ‪.‬‬
‫‪ .3‬وأما الزكاة فهو عبادة الحاكم وتزكية قلوبهم وتطهيرها وترك ما كانوا عليه ‪.‬‬
‫‪ .4‬وفيما يتعلق بالصوم فهو صيانة قلوبهم ‪.‬‬

‫(‪ )16‬سورة النساء ‪ :‬آية ‪. 59‬‬


‫(‪ )17‬سورة المائدة ‪ :‬آية ‪.3‬‬
‫(‪ )18‬سورة المائدة ‪ :‬آية ‪.3‬‬
‫(‪ )19‬هنا خلط بين آيتين كريمتين األولى ( لييس كمثليه شييء وهيو السيميع البصيير ) سيورة‬
‫الشورى آية ‪ ، 11‬والثانية قوله تعالى ( له ما في السميوات وما في األرض وهو العلي العظيم )‬
‫سييورة الشورى آية ‪. 4‬‬
‫(‪ )20‬رسالة ( الكتاب المعروف بالنقض الخفي )‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪239‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫‪ .5‬وكذلك الحج صار له معنى مختلف هو توحيد الحاكم ‪.‬‬


‫ألن الجهاد الحقيقي – كماا يزعماون – هاو‬ ‫‪ .6‬أما الجهاد فقد أسقطوا عن النا‬
‫اإلشاراك باه ‪ .‬وهكاذا فاإن‬ ‫السعي واالجتهاد في توحيد الحاكم ومعرفتاه وعادم ِ‬
‫اإلسحمية هو الهدف األول واألخير من جميع الحركاات الباطنياة‬ ‫هدم الشريعة ِ‬
‫وفي مقدمتهم الدروز وإذا صانفنا الهادامين جااء حمازة فاي طليعاتهم ولاذا ال‬
‫نعجب إذا مهد لهذا بهذا الرسالة ‪.‬‬
‫ولهذا فإنه يعتبر نفسه مبيد الشريعة وناسخها يقول في رسالة ( التحاذير والتنبياه ) ‪:‬‬
‫( أنا ناسخ الشرائع ومهلك أهل الشرك والبدائع أنا مهدم القبلتين ومبياد الشاريعتين‬
‫ومدحض الشهادتين ) (‪.)21‬‬
‫اإلسااحم إذ يقااول ‪ ( :‬يااا أيهااا‬
‫وفااي مصااحف الاادروز حااديث اسااتهزائي عاان فاارائض ِ‬
‫الموحدون خذوا حذركم ود الذين ظلوا على أصانامهم عااكفين لاو يرجعاونكم إلاى‬
‫دينهم وعقائدهم الباطلة فتستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير وحاق ‪ .‬إن صالواتهم‬
‫ذات الركوع الجسادي والساجود الظااهري واتخااذهم كاحم الكتااب رثااء ووسايلة‬
‫يخادعون بها هللا الحاكم البر والموحدين وما يخدعون إال أنفسهم وهم يعملون ‪.‬‬
‫لقد ضل قوم اتجهوا بأجسادهم إلى بيات حجاارة قلاوبهم وغلاوا فاي كفارهم فا ألب‬
‫عليهم كل يوم خم صلوات في نهج صاحب البيت جل ذكرا وهو معهم وتجلى‬
‫لهم في مشرق شم الناسوتية ذات المشرقين والمغربين تعالى هللا ماولى الماوالي‬
‫عاان نقا المنقصااين وبهتااان المتكباارين وفااي أنفسااهم ومااا يبصاارون وغاارتهم‬
‫األماني أصنام كعبتهم وأربابها ) (‪.)22‬‬
‫ويضيف في مكان آخر من هذا المصاحف اساتهزاء بالمساجد الحارام فيقاول ‪ ( :‬قال‬
‫اإليمان أن تولوا وجوهكم شطر المساجد الحارام مثال بيات األوثاان أو شاطر‬ ‫ِ‬ ‫لي‬
‫المشرق والمغرب أو التصعيد في جبل الاذنوب واألصانام أو اتبااع سا نة الجاهلياة‬
‫اإليمان والتوحيد هو فيمن آمن بموالنا الحاكم ربا إلها ال معبود ساواا )‬ ‫األولى ولكن ِ‬
‫(‪.)23‬‬
‫ويعتباار بهاااء الاادين فااي ( الرسااالة الموسااومة برسااالة الساافر إلااى السااادة ) أن جميااع‬
‫اعتقادات األمم األخرى تمويهاات ويقاول ‪ ( :‬وهاذا الفارق مان األمام فهام النصارانية‬
‫اإلبراهيمياااة الحشاااوية ومااان الماااذاهب‬ ‫والمساا لمين واليهودياااة والمجوساااية أعناااي ِ‬
‫كالنصيرية والقطيعة وأصحاب إسحق األحمر وهم الحمرواية وجميع مان لام نساميه‬
‫فقد بطلت دعاويهم ألنها تمويهات على األمم وغير جائزة إال على أشباا البقر والغنم‬

‫(‪ )21‬رسالة التحذير والتنبيه‪.‬‬


‫(‪ )22‬مصحف الدروز ‪ :‬عرف صلوات الشرائع ‪ ،‬ص ‪.129 – 128‬‬
‫(‪ )23‬مصحف الدروز ‪ :‬عرف حقيقة الصالة واإليمان ‪ ،‬ص ‪.183 – 182‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪240‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫والعقل يقطع والحق يدفع ويمنع صحة قول كل أحد من جميع من ادعته هذا الفرق )‬
‫(‪.)24‬‬
‫ويحذر التميمي في رسالة ( الشمعة ) الموحدين من التمسك بشيء من الشرع فيقاول ‪:‬‬
‫( وكل من ذكر عن نفسه أنه موحد وهو متمسك بشيء من الشرع فقد أبطل وكذب في‬
‫قوله بل هو ملحد كافر ) (‪.)25‬‬
‫ولهذا نجد في مصحف الدروز أيضاا إنكاارا للقارآن الكاريم بال يعتبروناه فرياة‬
‫ويقول ‪ ( :‬لقد ضل الذين جحدوا الحكماة واتبعاوا فرياة صاحف اكتتبوهاا فهاي قبلاة‬
‫آبائهم يتلونها بكرة وعشيا وقالوا هاذا مان عناد هللا المعباود ونساعوا ماا يتلاون )‬
‫(‪.)26‬‬
‫بل وينكر هذا المصحف التقرب إلى هللا بالعبادة ويقول ‪ ( :‬موالناا نساتعيذ باك مان أن‬
‫نكون من الذين يتقربون إليك بالعبادة أو الذين يعملون للصالحات لتقربهم إليك زلفاى‬
‫أف لتلك األنف وويل لها لقد منيت بهوى شديد أضلها عن السبيل ) (‪.)27‬‬
‫اإلساحمية‬
‫ويظهر لي من خحل رسائل الادروز ومصاحفهم هاذا أن نقاض الشاريعة ِ‬
‫واالستهزاء بأركانها ورسولها صلوات هللا عليه هما الشغل الشاغل لادعاة الادروز‬
‫اإلسحم هو عدوهم األول وتقويض أركانه يمهد لهم الطريق لماا يريادون‬ ‫باعتبار أن ِ‬
‫وما يبتغون ‪.‬‬
‫ويزكد هذا القول ما جاء في رسالة ( الغاية والنصحية ) التي كتبها حمزة والتي ينفي‬
‫فيها نبوة محمد ^ ‪ .‬ويثبتهاا لنفساه فيقاول ‪ ( :‬وأناتم تعلماون أن لمحماد أربعمائاة سانة‬
‫وعشر سنين لم يظهر دينه على األديان كلها واليهود والنصارى أكثر مان المسالمين‬
‫والهند والسند والزنج والحبشة أكثر منهم والنوبة والزغاوة وأشكالهم مان الساودان‬
‫أكثر من المسلمين واألتراك والسقالبة (‪ )28‬أكثر منهم فلو كان الرسول محماد لاه‬
‫أديان هزالء النطقاء لكان يجب أن يكون المسلمين أكثار العاالمين أغلابهم فاي األولاين‬
‫واآلخرين فلما لم يصح للمسلمين ذلك علمنا بأن الرسول الحقيقي هو عبد موالنا جل‬
‫ذكرا وهاديا إليه وإماما على أمرا لعبيدا ) (‪.)29‬‬
‫حتى أنهم يزعمون ‪ :‬أن الرسول عليه الصحة والسحم طم الرسالة ولم يبلغهاا وهاذا‬
‫باإلسارائيلية ) إذ تقاول ‪ ( :‬كقاول مان نصاب أحاداهم‬‫ما ورد في ( الرساالة الموساوم ِ‬

‫الرسالة الموسومة برسالة السفر إلى السادة‪.‬‬ ‫(‪)24‬‬


‫رسالة الشمعة‪.‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫مصحف الدروز ‪ :‬عرف عاقبة المكذبين ‪ ،‬ص ‪. 242 – 241‬‬ ‫(‪)26‬‬
‫المصدر السابق ‪ :‬عرف األعراف أو تسبيح مؤذني نواقيس األختام ‪ ،‬ص ‪.257‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫نسبة إلى جزيرة صقلية ‪ ،‬واألصل الصقالية‪.‬‬ ‫(‪)28‬‬
‫رسالة الغاية والنصيحة‪.‬‬ ‫(‪)29‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪241‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫(‪ ( )30‬يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من رباك وإن لام تفعال فماا بلغات رساالته‬
‫وهللا يعصمك من النا ) (‪)31‬فما بلغها كما أمر هللا تعالى بل طم معالمها بالظلم‬
‫وجميع أصحاب الشرع فعلى هذا السنن يجرون ) (‪.)32‬‬ ‫واإلبح‬
‫ِ‬
‫ويصف كتااب الانقط والادوائر الرساول ^ بقاول ‪ ( :‬وكاان محماد كثيار العتاو والظلام‬
‫والفساد )(‪.)33‬‬
‫وهم أيضا يعتبارون النباي^ إبلاي اللعاين يقاول شاار الميثااق ‪ ( :‬ويعارف تكملاة‬
‫حروف الكذب الستة وعشرين معرفة عددا ال معرفة فحن ابن فحن بال يعارف أن‬
‫محمد بن عبد هللا هو إبلي اللعين وأن علي بن أبي طالاب هاو زوجتاه اثناا عشار‬
‫حجة ظاهرة ولعلي بن أباي طالاب اثناا عشارة حجاة باطناة كملات السانة وعشارين‬
‫حروف الكذب ‪ ...‬ويعلم أن كل ما في الخلق من المعاصي والعقائد الفاسدة والفاواح‬
‫الظاهرة والباطنة هي منهم وهم ينابيعها وأصلها ومركزها ) (‪.)34‬‬
‫وفي ( رسالة من دون قائم الزمان ) كذلك حديث استهزائي عن فريضة الحج إذ تقاول‬
‫‪ ( :‬ولعمري إنه ما تعجب إال من قوم قطعوا المفاوز ولقوا في سفرهم الهزاهز إلى بلد‬
‫لم يكونوا بالغية إال بشق األنف (‪ )35‬قصدا إلى حجار أساود وبيات جلماد لاي فياه‬
‫حياة وال نطق فأي عجب أعجب من قوم هذا فعلهم ثم إنهم أنكروا على هاذا الطائفاة‬
‫النورانية المضيئة أعني أهل التوحيد عبادة الواحد المجياد الحااكم علاى كال األشاياء‬
‫شهيد فياليت شعري ما نفعهام مان تقبيال الحجار األساود وماا اكتساابهم مان الفوائاد‬
‫اإللهية هل فعلهم إال كفعل النصاارى فاي الصاليب بال هام‬ ‫العقلية والعلوم الحقيقية ِ‬
‫أشد عتوا ألن الصليب موجود في كال الابحد والحجار األساود يساافروا إلياه أهال‬
‫الضحلة من جميع العباد وقبل وبعد فإنما عظموا إكراما بزعمهم لنبيهم ألي من‬
‫واإلكرام والتبجيل ؟ ألي هاذا فاي‬
‫قام مقام نبيهم في كل عصر وزمان أحق بالتفضيل ِ‬
‫العقول مستحيل ؟ بأن قوما طلبوا إلههم طول أعمارهم لم يصح لهم مانهم إال اساما إذا‬
‫كشف عنهاا لام يجاد لهاا حقاائق إال بوجاودة صاورة حياة ناطقاة مميازة فلماا ظهار‬

‫(‪ )30‬كذا في األصل‪.‬‬


‫(‪ )31‬سورة المائدة ‪ :‬آية‪.67‬‬
‫(‪ )32‬الرسالة الموسومة باإلسرائيلية ‪.‬‬
‫(‪ )33‬كتاب النقط والدوائر ص ‪.95‬‬
‫(‪ )34‬شرح الميثاق ‪ :‬محمد حسين ‪ :‬مخطوط في جامعة شيكاغو رقم ‪ – 3737‬ويوجد شريط‬
‫عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.29‬‬
‫(‪ )35‬يقصد اآلية الكريمة ( وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إال بشق األنفس ) سورة‬
‫النحل آية ‪.7‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪242‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫المعبود وصح ما أشارت إليه الحدود أباوا واساتكبروا وقاالوا ‪ :‬إن هاذا إال بشار مثلناا‬
‫وغرهم المولى جل ذكرا الغرور ) (‪.)36‬‬
‫وتعظيمهم للصدق ال يعني ذلك على غير الموحدين فالصدق ال يكون مان الموحاد‬
‫إال ألخيه الموحد وال يجوز أن يصدق أهل الطوائف واألديان األخرى حتى ولو كان‬
‫ذلك في جريمة قتل بل يجب عليه الكذب تقول رساالة ( الجازء األول مان السابعة‬
‫أجزاء ) ‪ ( :‬ولي يلزمكم أيها األخاوان أن تسادقوا لساائر األماة أهال الجهال والغماة‬
‫والعمى والظلمة وأن ال يلزمكم فيه شيئا لهم ‪ .‬ولي ألحد مان الموحادين فساحة مان‬
‫الكااذب ِإلخوانااه إال أن يكااون هناااك ضااد حاضاار ال يمكاان كشااف األمااور إليااه وال‬
‫شرحها بين يديه وإن أمكن الصمت فهو أحسان وإن لام يكان فاح باأ أن يحارف‬
‫القول بحضرته أعني الضد ويجب عليه أن يرجع بسدق الحديث ِإلخوانه بعد خلاوهم‬
‫من الشيطان ‪.‬‬
‫وال بأ بالسدق فيما ال يضر عناد األضاداد ألناه يرفاع وهاو ضارب مان ضاروب‬
‫الجمال ومثل أن يكون أحدكم قد قتل رجح من عاالم الساواد فاإذا ساألوا عان ذلاك‬
‫جاز أن ال يسدقهم وأال يحققوا عليه القتل بإقرارا وأقاموا عليه الشهادة بقلة إنكاارا‬
‫وما أشبه ذلك مثل أن يكون قد أخذ ألحدهم شيئا أو غصبه على ريع أو ماال أو كاان‬
‫للضد عندا دين بغير وثيقة أو وديعة بغير بينة وكان معسرا عن وفائاه غيار واصال‬
‫اإلعسار وخيفة من ثبوت البينة عليه‬ ‫اإلنكار وقلة السدق عند ِ‬‫إلى رضائه يجوز له ِ‬
‫) (‪.)37‬‬
‫وجاء في مصحفهم حديث عن المحرمات المحرمة عليهم فيقول ‪ ( :‬ولقد حرم ماوالكم‬
‫عليكم الخمرة ومن يتخذها سكرا فقد خلف خلفا أضاعوا الرشد واتبعوا الشاهوات )‬
‫(‪ )38‬فاذكروا يا أولي األلباب ‪.‬‬
‫وال تقرضوا أموالكم لتأخاذوا الرباا أضاعافا مضااعفة إن ذلاك كاان علاى الموحادين‬
‫محذورا ولقد عفا موالكم عن الذين يأخذونه مان غيار الموحادين مضاطرين غيار‬
‫عادين ‪.‬‬
‫وإن أحد من الموحدين استجاركم فأجروا ثام أبلغاوا مأمناه أو أصاابته مصايبة‬
‫فكلكم يكفله إنما الموحدون تتكافأ دمازهم وهم يد على من ساواهم وكاان ماوالكم‬
‫بما تعملون خبيرا ‪.‬‬

‫(‪ )36‬رسالة من دون قائم الزمان‪.‬‬


‫(‪ )37‬رسالة الجزء األول من السبعة أجزاء‪.‬‬
‫(‪ )38‬يالحظ هنا كيفية تحريف اآلية الكريمة ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصالة واتبعوا‬
‫الشهوات ) سورة مريم ‪ :‬آية ‪.59‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪243‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وال تركنوا للذين رفضوا الدعوة واستكبروا إنهم إن يظهروا علايكم ال يرقباوا فايكم إال‬
‫وال ذمة يقولون بأفواههم الحق وتأبى قلوبهم (‪ )39‬وأكثرهم فاسقون فااعتبروا ياا‬
‫أولي األلباب ‪.‬‬
‫والذي أكرا منكم على الكفر أو الفحشاء وهو مزمن موحد أو عمل سوءا لجهالاة‬
‫اإلثم وهم يعلمون فأولئاك لهام‬ ‫أو غم عليه فنسى فح يزاخذ موالنا إال الذين اقترفوا ِ‬
‫عذاب موقوت ‪.‬‬
‫وقال الذين كفروا منكم إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم وعلياه وجادنا آبائناا قال‬
‫لو كنتم على الهدى آلمنتم به ولكنكم ال تعلمون غير ما تهواا أنفسكم وأنتم تجهلاون‬
‫نحن أعلم بما في أيديكم ونحن المنزلون ‪.‬‬
‫لقد ضل هزالء الذين يريدون أن يحكموا بالقرآن ويتخذوا سبيح ثم به يكفرون بعاد‬
‫أن تبين لهم الحق قل ألي الحق أحق أن يتبع ) (‪.)40‬‬
‫ومع أن الدروز ال يجيزون صوم شهر رمضان لكونه من فرائض اإلسحم إال أنهم‬
‫يصومون في أيام خاصة وهي التسعة أيام األولى مان شاهر ذي الحجاة وصايامهم‬
‫هو نف الصيام اإلسحمي من امتناع عن األكل والشارب ( ويبيحاون أيضاا الصاوم‬
‫في أي شهر غير شهر رمضان ) (‪ ( .)41‬وعيدهم األكبر والوحيد هو عيد األضاحى‬
‫) (‪.)42‬‬
‫وفد بنى الدروز المساجد في قراهم ومدنهم تسترا مان المسالمين الاذين كاانوا يعيشاون‬
‫بين ظهرانيهم وتقربا منهم وتمويها عليهم وذلك حتى يأمنوا منهم على أنفسهم وينفاوا‬
‫عنهم تهمة الردة وحدها ولكانهم بادأوا يبتعادون عا ن هاذا السارية ويعلناون حقيقاة‬
‫أماارهم ‪ ( .‬ولمااا قاماات فتنااة ساانة ‪ 1860‬م فااي لبنااان باادأت آخاار داللااة شااعائرية‬
‫باالنقراض ونعني بها شعائر الصحة فاي المسااجد الكثيارة التاي كانات منتشارة فاي‬
‫القرى الدرزية ولجأ الدروز إلى الخلوات وتركوا المساجد نهائيا ) (‪.)43‬‬
‫حتى وصل بهم األمر في الوقت الحاضر أن يمنعوا قيام المساجد للمسلمين الموجودين‬
‫في قراهم وقد حدثني أحدهم ممن كان يقيم في جبل الادروز بساورية أن المسالمين‬
‫المقيمين هناك حاولوا بناء مسجد في مدينة السويداء عاصامة جبال الادروز وعنادما‬

‫(‪ )39‬كذلك يالحظ كيفية تحريم هذه اآلية ( كيف وإن يظهروا عليكم ال يرقبوا فيكم إال وال ذمة‬
‫يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون ) سورة ‪ .‬آية ‪.8‬‬
‫(‪ )40‬مصحف الدروز ‪ :‬عرف الحرمات ‪ ،‬ص ‪.155 – 150‬‬
‫(‪ )41‬كريم ثابت ‪ :‬الدروز والثورة السورية ‪ ،‬ص ‪ – 46‬ومحمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪،‬‬
‫ص ‪.123‬‬
‫(‪ )42‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫(‪ )43‬د ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ :‬إسالم بال مذاهب ‪ ،‬ص ‪.308‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪244‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫حضروا في اليوم التالي وجدوا ما بنوا مهدوما ولم يقم هذا المسجد إال بعد االستعانة‬
‫بقوة عسكرية لحمايته (‪.)44‬‬
‫ونظرة الدروز إلى العبادات تتوافق مع عقليتهم التي ترى في هاذا الطقاو والشاعائر‬
‫أمرا ال فائدة منه بل يعتبر عمح مهجورا كما صر بذلك جنبحط (‪.)45‬‬
‫فالدروز يعتبارون أنفساهم ملاة الوحادة اإلساساية باين األشاياء والكائناات وهللا (‪)46‬‬
‫ولذلك فقاد ساقطت عانهم العباادات بكال مظاهرهاا وشاعائرها ألن الادرزي اتحاد ماع‬
‫الوجود ومع هللا – جح وعح ‪. -‬‬
‫لهذا فالشخصية الدرزية ال تبالي بالحياة الخارجية تحفل بها فالمظاهر هاي المظااهر‬
‫والحقيقة يمكن أن يجدها أينما كانت وفاي كال الاديانات حتاى أن جنابحط يارى أن‬
‫الدرزي هو كل توحيدي أي كل من يعتقد بوحدة أديان العاالم كافاة وكائناا ماا كاان‬
‫طقوسها وشعائرها فهم اسم ينصرف إلى مسيحيين وبوذيين ومسالمين وهنادوكيين‬
‫أي كما يشبهه جنبحط جماعة ( وردة الصليب ) (‪.)47‬‬
‫ويورد جنبحط مثاال حيا على عقلية الدروز هذا فيقول ‪ :‬أن األميرين فخر الدين األول‬
‫والثاني ُولدا درزيين وعاشا مسيحيين وماتا مسلمين ‪.‬‬
‫‪ – 2‬الزواج والطحق والوصية عندهم ‪:‬‬
‫اإلمام صاحب الكشف ) بالنساء وتوجب على الدرزي أماورا‬ ‫توصى رسالة ( شرط ِ‬
‫أخاارى خاصااة بهاان حيااث يقااول ‪ ( :‬والااذي توجبااه شااروط الديانااة أنااه إذا تساالم أحااد‬
‫الموحدين بعض أخواته الموحدات فيساويها بنفسه وينصفها من جميع ما في يدا فاإن‬
‫أوجب الحال فرقة بينهم فأيهم كان المعتدي على اآلخر ‪.‬‬
‫واإلنصاف لهاا وكاان‬ ‫فإن كانت االمرأة خارجة عن طاعة زوجها وعلم أن فيه القوة ِ‬
‫البد لحمرأة من فرقة الرجل فله من جميع ما تملكه النصف إذا عرفوا الثقات بعاديها‬
‫عليه وإنصافه لها ‪ .‬وإن عرفوا الثقات أنه محيف عليها وخرجت من تحت ضارورة‬
‫خرجت بجميع ما تملكه ولي له معها شيء في مالها ‪.‬‬
‫وإن كانت هي المخالفة له وليست تدخل من تحت طريقته فلها النصف من جمياع ماا‬
‫تملكه ولو أن ثوبها الذي في عنقها وإن اختار الرجل فرقتها باختيارا بح ذناب لهاا‬

‫(‪ )44‬وقد حدثني األستاذ زهير الشاويش ‪ :‬بأن هذا الجبل كان عامرا بالمساجد منذ دخل‬
‫اإلسالم حتى ما قبل مئة سنة‪.‬‬
‫(‪ )45‬كمال جنبالط ‪ /‬هذه وصيتي ص ‪.53‬‬
‫(‪ )46‬المصدران السابق ص ‪.51‬‬
‫(‪ )47‬المصدر السابق ص ‪ 54‬ومما يذكر أن هذه الجماعة هي التي انبثقت عنها الماسونية في‬
‫بريطانيا‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪245‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫إليه فلها النصف من كل ما يملكه من ثوب ورحل وفضة وذهب ودواب وما حاطتاه‬
‫اإلنصاف والعدل ) (‪.)48‬‬ ‫يدا لموضع ِ‬
‫وهكذا نجد أن الدرزي إذا اضطر إلى الطحق ( فينبغي أن يعرف من منهما المقصر‬
‫في معاملته اآلخر فإذا كانت الزوجة هاي التاي ترغاب فاي الطاحق فيكاون لزوجهاا‬
‫نصف ما تملكه بعد أن يشهد عدول أنها هي المقصرة فاي حاق زوجهاا وأناه كاان‬
‫يعاملها معاملة حسنة وإذا شهد بأنه كان يهينهاا وال يعاملهاا بالمسااواة فلها ا أن تأخاذ‬
‫معها كل ما هو لها دون أن يسمح له بأن يأخذ منها شايئا وإذا شااء الرجال أن يطلاق‬
‫زوجته من تلقاء نفسه دون أن تكون قد أذنبت يكاون لهاا نصاف ماا يملكاه مان بيتاه‬
‫وأثاثه وأمواله ودوابه ) (‪.)49‬‬
‫(( وإذا طلق الدرزي زوجته فح يجوز له أن يتزوجها مارة أخارى ساواء بمحلال أو‬
‫غير محلل فهام ال يميازون باين الطاحق الرجعاي والطاحق الباائن بنوعياه بينوناة‬
‫صغرى وبينونة كبرى بل الطحق عندهم طحق واحد وال يجاوز بعادا أن يرجاع‬
‫الرجل إلى مطلقته )) (‪.)50‬‬
‫ويقول صاحب كتاب ( الدروز والثورة السورية ) ‪ ( :‬أن المقصود من الزواج عنادهم‬
‫إيحد البنين فقط ال اقتضاء الشهوة ومتى صار للرجل مان زوجتاه أربعاة أوالد إذا‬
‫كان غنيا وإذا كان فقيرا حتى ال يكون ضيق عليه في تقديم لاوازم المعيشاة فيجاب‬
‫عليه حينئذ أن يبتعد عن زوجته بقية العمر ) (‪.)51‬‬
‫ولكن صاحب كتاب ( بناو معاروف – الادروز ‪ ) -‬يقاول ‪ ( :‬وهاذا القاعادة ال يحاافظ‬
‫عليها إال أفرادا قحئل من عقالهم الذين يعتبرون أن الزواج لحفظ النسل فقط ) (‪.)52‬‬
‫يقول شار الميثاق ‪ ( :‬فإذا قصد جماع الزوجة فيكون مقصودا ونيته في ذلك الولدياة‬
‫ال غير فأول مرتبته وجود الولد فح يجاوز للرجال جمااع زوجتاه ماع حملهاا أبادا‬
‫للخوف من إفسادا ) (‪.)53‬‬
‫وال يجااوز عناادهم زواج الدرزيااة ماان غياار الاادرزي وال زواج الاادرزي ماان غياار‬
‫الدرزية فإذا حادث زواج مان هاذا القبيال فإناه يكاون بااطح وال يجاوز أيضاا تعادد‬

‫(‪ )48‬رسالة شرط اإلمام صاحب الكشف‪.‬‬


‫(‪ )49‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.124 – 123‬‬
‫(‪ )50‬د ‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ :‬مذاهب االسالميين ‪ ،‬ج ‪ ،‬ص ‪.661‬‬
‫(‪ )51‬كريم ثابت ‪ :‬الدروز والثورة السورية ‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫(‪ )52‬سعيد الصغير ‪ :‬بنو معروف ( الدروز ) ص ‪.241‬‬
‫(‪ )53‬شرح الميثاق ‪ :‬محمد حسين ‪ :‬مخطوط في جامعة شيكاغو رقم ‪ – 3737‬ويوجد شريط‬
‫عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.29‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪246‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الزوجااات والتاازوج بااأكثر ماان واحاادة باال يجااب االقتصااار علااى زوجااة واحاادة )‬
‫(‪.)54‬‬
‫يقول األستاد أمين طليع في كتابه الذي قدمه الشيخ محمد أبو شقرا شايخ عقال الادروز‬
‫عن تعدد الزوجات ما يلي ‪ ( :‬إن تعدد الزوجات ممنوع قطعا فإذا جماع الرجال باين‬
‫زوجتين كان زواجة من الثانية باطح حكما ) (‪.)55‬‬
‫والوصية عندهم تجوز بجميع المال لاوارث ولغيار وارث فللادرزي أن يوصاي قبال‬
‫موته بأمحكه لمن يشاء ولكن بشرط أن تكون الوصية بالمال الذي اكتسبه بسعيه هاو‬
‫نفسه أما إذا كان قد ورثه فألوالد الموصي أن يطلبوا القسمة إن كان قد ورث ما في‬
‫يدا عن آبائه ألن ذلك – ما للبيات – تساتوي فياه األصاول والفاروع فاإن كاان قاد‬
‫اكتسبه بسعيه لم يكن لهم ذلك ألن مال الشخ ينفرد فيه بنفسه ) (‪.)56‬‬
‫ويطلب مصحف الدروز منهم أن يوصوا بجزء من أموالهم وخاصة الموسرين منهم‬
‫لعقالهم ومساكينهم ويقول ‪ ( :‬يا أيها الموحادون كتاب علايكم إذا حضار أحادكم‬
‫الموت وكان ذا ميسرة فليو لاذوي العسارة والمسااكين مانكم الاذي ال يساألون‬
‫النا إلحافا والقائمين على شزون دينكم في الحكمة والموعظة الحسانة بجازء مان‬
‫اثني عشر جزءا مما ترك وليكفل القسمة أولئك القائمون مانكم علاى شازون ديانكم‬
‫الذين يتلون حكمة وصلوات هذا المصحف المنفرد بذاته العاملون عليه الحااكمون‬
‫به الموحدين بالعدل الذين جعلوا خحئف الحدود ) (‪.)57‬‬
‫‪ – 3‬تقسيم المجتمع الدرزي إلى عقال وجهال نظام الخلوات عندهم ‪:‬‬
‫يعي الدرزي اآلن في ( لبنان وسورية وفلسطين ) ‪.‬‬
‫وينقسم المجتمع الدرزي من الناحية الدينية إلى قسمين ‪:‬‬
‫( روحاني وجثماني فأما الروحاني فهو الذي بيدا أسرار الطائفة ويقسم إلاى ثحثاة‬
‫أقسام ‪ :‬رزساء وعقحء وأجاويد ‪.‬‬
‫والجثماني ‪ :‬وهو الذي ال يبحث فاي الروحياات بال يبحاث فاي الادنيويات ويقسام إلاى‬
‫قسمين ‪ :‬أمراء وجهال ‪.‬‬

‫(‪ )54‬د ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ :‬إسالم بال مذاهب ‪ ،‬ص ‪.293‬‬


‫(‪ )55‬أمين طليع ‪ :‬أصل الموحدين الدروز وأصولهم ‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫(‪ )56‬مخطوط ( في تقسيم جبل لبنان ) ‪ :‬الجامعة األردنية في بيروت رقم ‪ – 31‬ويوجد شريط‬
‫عنه في الجامعة األردنية رقم ‪ ، 699‬وأمين طليع ‪ :‬أصل الموحدين الدروز ‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫(‪ )57‬مصحف الدروز ‪ :‬عرف الوصية ‪ ،‬ص ‪.126‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪247‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫فالرزساااء بياادهم مفاااتيح األساارار العامااة والعقااال بياادهم مفاااتيح األساارار الداخليااة‬
‫واألجاويااد بياادهم مفاااتيح األساارار الخارجيااة واألمااراء الجثمااانيون بياادهم مفاااتيح‬
‫األسرار الخاصة وزعماء الجهال بيدهم قبضة السيف والزعامة ) (‪.)58‬‬
‫والعقال ينقسمون بدورهم إلى درجات ثحثة ‪ ( :‬منهم الطبقة التاي تعارف باالمنزهين‬
‫وأصحاب هذا الطبقة في أشاد العباادة والاورع فمانهم مان ال يتازوج حتاى يماوت‬
‫ومنهم من يصوم كل يوم إلى المساء ومنهم من ال يأكل اللحم في جميع حياته ‪.‬‬
‫والطبقة األخرى ‪ :‬هي الشرا ويرخ لهزالء باالطحع على ما كتباه األميار عباد‬
‫هللا التنوخي أحد مشايخهم وهو الذي بنى المساجد وجدد الجوامع وكان على ماا قيال‬
‫يريد أن يرجع بالدروز إلى مذهب أهل السنة والجماعة ) (‪.)59‬‬
‫ويبدو لي أن األجاويد من طبقات الثحث للعقال ‪.‬‬
‫(( ويجتمع العقال في أماكن العبادة التاي تعارف باالخلوات ( جماع خلاوة ) لساماع ماا‬
‫يتلى عليهم وبعد تحوة المقدمات يخرج من الخلوة الطبقة الدنيا من العقال ثم بعاد‬
‫تحوة بعض الرسائل البسيطة التي لاي بهاا تاأويحت تخارج الطبقاة الثانياة بحياث ال‬
‫يبقى إال رجال الدرجة األولى الذي لهم وحدهم الحق في سماع األسرار العليا للعقيدة‬
‫أما الجهال فح يسمح لهم بحضور هذا الخلوات أو لسماع شيء مان الكتاب المقدساة‬
‫إال في يوم عيدهم الوحيد وهو يوافق عيد األضحى عند المسلمين )) (‪.)60‬‬
‫(( والعقال يعملون لهم مناسك يبنونها بعيدا عن البلدان التي هم بها نحو مساافة نصاف‬
‫ساعة وغالبا يكون بنازها على مرتفع ويتفردون فيها أكثر األيام ليح ونهاارا ويسامون‬
‫هذا المناسك خلوات البياضة هي على سطح جبل فوق قرية حاصبيا – في لبنان ‪-‬‬
‫تزيد على ستين خلوة )) (‪.)61‬‬
‫( والعقال يستحرمون (‪)62‬أيضاا ماال أوليااء األماور مان أي جهاة كاان وجمايعهم‬
‫يستحلون أموال التجار من أي جهة كانت فإذا قبضاوا دراهام محرماة أتاوا بهاا إلاى‬
‫اإلطاحق‬ ‫التاجر ليبدلونها منه ‪ .‬وكل عاقل ال يتناول شيئا من المسكرات ونحوها علاى ِ‬
‫ولو كان مدمنا عليها في أيام الجهل وهذا التحريم قد تظاهروا به منذ مائتي سنة فقاط‬
‫بإرشاد األمير التنوخي وأما قبل زمن فلم يكوناوا يتحاشاوا وال يفحا العاقال فاي‬

‫كريم ثابت ‪ :‬الدروز والثورة السورية ‪ ،‬ص ‪.33 – 32‬‬ ‫(‪)58‬‬


‫محمد كرد علي ‪ :‬خطط الشام ‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص ‪.267 – 266‬‬ ‫(‪)59‬‬
‫محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫(‪)60‬‬
‫كريم ثابت ‪ :‬الدروز والثورة السورية ‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫(‪)61‬‬
‫كذا في األصل‪.‬‬ ‫(‪)62‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪248‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫كحمه على كل حال ولو كان قبل ذلك من السافهاء وال يسارف فاي طعاماه وشارابه‬
‫اإلسراف ) (‪.)63‬‬ ‫ولو دعت الحاجة إلى ذلك ِ‬
‫(( وأما الجاهل في نظرهم كالحاار الاذي يحار بيتاا فاي الخاارج ويجهال معرفاة‬
‫أسرارا الداخلية وهكذا يعي الجاهل منهم درزيا وال يعلم من الدرزياة ساوى شايء‬
‫يسير جدا كاألعتقاد بألوهية الحااكم وإماماة حمازة واألربعاة حادود والاتقم‬
‫والعحمة السرية التي يجعلونها لمعرفة بعضهم البعض )) (‪.)64‬‬
‫(( وال يسمح لطبقة الجهال باالنتقال إلى طبقة العقال إال بعد امتحان عسير شااق يقاوم‬
‫على ترويض النف وإخضاع شهواتها مدة طويلاة وقاد يساتمر االمتحاان أكثار مان‬
‫سنة حتى يثق الشيون بأحقية الطالب أن ينتقل من طبقة الجهال إلى طبقة العقال ‪.‬‬
‫والعقال في المجتمع الدرزي يعرفون بعمائهم ولب القباء األزرق الغاامق ويطلقاون‬
‫لحاهم (‪ )65‬على أن الذين يسند إليهم وظائف حكومياة يباا لهام تارك هاذا المحبا‬
‫وارتداء الزي الذي يطلبه منصبه الرسمي ‪.‬‬
‫والنساء في المجتمع الدرزي ينقسمن أيضا إلى عاقحت وجاهحت مثل الرجال تماما‬
‫والنساء العاقحت يلب النقاب وثوبا اسمه ( صاية ) )) (‪.)66‬‬
‫(( وإذا وجدت هناك عاقلة زوجة ألحد الجهال فح يجوز لها أن تخاطباه بشايء مان‬
‫أمور الديانة وال تطلعه على شيء منها وتخفي كتبها عنه ضمن صندوق مقفول ))‬
‫(‪.)67‬‬
‫وفي رسالة صغيرة عنوانهاا ( مان تعلايم ديان التوحياد ) ملحاق علاى طريقاة السازال‬
‫والجواب حول كيفية دخول الرجل في سلك العقال والعهد الذي يزخاذ علياه وفيماا‬
‫يلي نصه ‪:‬‬
‫اإلنسان في دين موالنا ومن يدخله ؟‬‫‪ :‬بأي وجه يكون دخول ِ‬
‫اإلمام وذلك باتحادا ماع الموحادين مادة عاامين لكاي يتقبلاوا بيانهم وأن‬‫ج ‪ :‬يُدخله ِ‬
‫اإلمام بينهم يسلك مسلكهم ‪.‬‬
‫يكون واحدا منهم ومتى قبلوا يدخله ِ‬
‫‪ :‬كيف يكون تقدمه ؟‬
‫اإلماام ويحرضاه علاى حفاظ السار ويعلان لاه الحقاائق‬‫يقدمه جماعاة الموحادين أماام ِ‬
‫والطرائق ويطعمه تينا ويقول له ‪ :‬يا رجل أتزمن بدين النبي ؟ وتريد أن تأخذ هاذا‬

‫(‪ )63‬مخطوط ( في تقسيم جبل لبنان ) ‪ :‬الجامعة األمريكية في بيروت رقم ‪ – 31‬ويوجد‬
‫شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.699‬‬
‫(‪ )64‬كريم ثابت ‪ :‬الدروز والثورة السورية ‪ ،‬ص ‪.55 – 33‬‬
‫(‪ )65‬هذا على الغالب ‪ ،‬وأما ترك الشارب فهو عند الجميع‪.‬‬
‫(‪ )66‬محمد كامل حسين ‪ :‬طائفة الدروز ‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫(‪ )67‬كريم ثابت ‪ :‬الدروز والثورة السورية ‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪249‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الدين وتصير مان جملاة المتوحادين فيجياب ‪ :‬نعام أزمان فيسالم الحجااب ويصاير‬
‫واحدا منهم صحيحا تماما ‪.‬‬
‫‪ :‬كيف يجب أن يكون سلوكه بعد دخوله ؟‬
‫ج ‪ :‬يجب أن يتظاهر بالحشمة واألداب وطاول للارو والكاحم الحئاق والهادوء‬
‫والسحم والكحم اللين وبما يضاهي به أخوانه الموحدين ‪.‬‬
‫‪ :‬ما هو العهد الواجب عليه وما هي صورته ؟‬
‫اإلماام موالناا األعظام المنازا عان العاهاات والوالاد القاادر‬ ‫ج ‪ :‬هذا صورته ‪ :‬باسم ِ‬
‫الذي لم يخلق ولم يولد ولم يكن له كفوءا أحد أنا فحن ابن فحن قد نويات وعزمات‬
‫أن أضع نفسي وجسدي ومالي وحريماي وأوالدي وأرزاقاي وأعحماي وكلماا تملاك‬
‫ياادي تحاات يااد الطاعااة لساايدي ومااوالي الحاااكم بااأمرا العلااي العحمااة أمياار الحكااام‬
‫صاحب الجبروت القادر على جميع الكائنات قد سالمت حاالي إلياه ووعدتاه باتكاالي‬
‫اإلماام أناي قاد‬ ‫اإلقرار التاام وأشاهد أماام إخاواني الموحادين وسايدي ِ‬ ‫عليه وأقر ِ‬
‫تبريت من األديان وال أريد شيئا يخالف أو يناقض الوحدانية وال أقر أن في السماء‬
‫إلها معبودا وال في األرض إماما موجودا سوى سيدي وموالي الحاكم باأمرا العاالي‬
‫المقتدر الحكيم بتدبيرا وهو نصيري ومجيري وإليه فوضات كال أماري وتادبيري‬
‫وكرهت ورذلت كلما يبعدني عن عبادته وطاعته وصدقه ‪.‬‬
‫وقااد كتباات هااذا الوثيقااة علااى نفسااي وأنااا بصااحة العقاال والجساام وماان كاال إراداتااي‬
‫وخاطري من دون اغتصاب وقد قريت بالدعوات والحادود الباقياة المقارين بموالناا‬
‫الحاكم بأمرا األمين وأذنت بالشهود علاي وأقار أماام الشاهود بكاذا وكاذا مان سانة‬
‫موالنا ومملوكه حمزة بن الهادي عدو المشركين والمنتقم منهم بسيف موالنا وسالطانه‬
‫وحدا ال معبود سواا ) (‪.)68‬‬
‫وللدروز رئي ديني يلقب با ( شيخ العقل ) (‪)69‬ويتولى منصبه باالنتخاب أو االتفاق‬
‫بين الزعماء وكبار رجال الطائفة ولشيخ العقل أعوان في كل قرية أو بلد (‪.)70‬‬
‫هااذا بالنساابة إلااى التقساايم الا ديني أمااا ماان الناحيااة االجتماعيااة فالنظااام السااائد فااي‬
‫المجتمع الدرزي هو النظام اإلقطاعي الديني الذي كانوا عليه منذ عدة قرون فاالقرى‬
‫خاضعة لشيخ القرية الذي يختاارا األميار وشايون القارى خاضاعون لألماراء الاذين‬

‫(‪ )68‬رسالة ( من تعليم دين التوحيد ) المعروف بدين الدروز ‪ ،‬ص ‪.32 – 30‬‬
‫(‪ )69‬يقول األستاذ زهير الشاويش ‪ :‬أن هذا المركز يتعدد في لبنان ‪ ،‬فهناك رئيس متقدم باسم‬
‫شيخ العقل هو الشيخ محمد أبو شقرا ‪ ،‬وهناك شيخ آخر ‪ ،‬ومنذ سنوات توفي شيخ عقل ثالث ‪،‬‬
‫ويظن أن هناك اتفاق على عدم تعيين بدال عمن يتوفى ‪ ،‬وفي جبل الدروز بسورية شيخان للعقل‬
‫‪ ،‬وفي فلسطين شيخ عقل هو أمين طريف‪.‬‬
‫(‪ )70‬محمد كامل حسين ‪ ،‬طائفة الدروز ص ‪.32‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪250‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫اإلمارة ولذلك يأبى الدروز منذ عصورهم األولى أن يخضعوا إال لمشاايخهم‬ ‫يتوارثون ِ‬
‫فقط وال يعترفون بسلطة أحد سوى أمرائهم (‪.)71‬‬
‫ويقيم عقال الدروز عادة في منااطق نائياة تسامى ( الخلاوات ) وعان هاذا الخلاوات‬
‫يحدثنا صاحب مذكرة (( أيها الدرزي عودة إلى عرينك )) عن كيفية قيامها وطريقة‬
‫الوعظ فيها فيقول ‪:‬‬
‫(( قبل عام ‪ 1762‬م لام يكان للادروز خلاوات أو كانات ولكان ليسات ظااهرة وال‬
‫اإلساحم مباشارة وبقاى شايون العقال يتخبطاون فاي‬ ‫شيون عقل بل كانوا تحات جناا ِ‬
‫خلواتهم بين الرسائل والشرو إلى أن تسلم الرياسة الروحية في جبل حوران الشيخ‬
‫إبااراهيم البجااري فقاارر قااراءة الكتااابين األولااين ( أي ميثاااق ولااي الزمااان وكشااف‬
‫الحقائق ) مع شيء من الكتاب الثالث ( أي مناجاة ولي الحق ) على كال درزي تتاوفر‬
‫فيه الشروط الدينية ‪.‬‬
‫ثم قسم الشيخ إبراهيم الكتاب الثاني والثالاث إلاى ثمانياة أقساام وعاين لكال ليلاة مان‬
‫ليالي األسبوع قسما منها وضم لها أقساما معلوماة مان رساائل أخارى ودعاى هاذا‬
‫كله دورا ‪.‬‬
‫ودور مسااء‬ ‫فدور مسااء الخماي ماثح الميثااق والكشاف والتنزياه وشاعر الانف‬
‫مع‬ ‫الجمعة الميثاق والدامغة والرضا وشعر النف ‪ ...‬وهكذا لكل ليلة دورها الخا‬
‫والقاراءة فاي الجمعاة وساواها‬ ‫المححظة أن االجتمااع الرسامي هاو مسااء الخماي‬
‫جماعية ‪.‬‬
‫وهناك بعض فصول من الرسائل رأى الشيخ إبراهيم وجاوب قراءتهاا كال صابا‬
‫وقد دعا هذا الترتيب فرضا ومازل عليه النا في جبل حاوران وساواا حتاى يومناا‬
‫هذا وإن رأينا تعديح في بعض المناطق فهو ال يعدو إبدال فصل بفصل من رساالة‬
‫واحدة أو رسالتين متغايرتين )) ‪.‬‬
‫وقد ثابر القوم على هذا المنهاج واعتبروا واجبا علاى كال درزي تتاوفر فياه الشاروط‬
‫الدينية ‪:‬‬
‫وعن هندسة هذا الخلوات يقول ‪:‬‬
‫إن الشيخ إبراهيم أمر أن يقام في كل قرية درزياة خلاوة كبيارة تتساع ألكبار عادد مان‬
‫سكان القرية وأطلق على هذا البنااء اسام ( مجلا حمازة ) وهاو يتاألف مان غرفاة‬
‫كبيرة تتوسطها مصطبة – طاولة ثابتة – بارتفاع سابعين سانتم تقريباا يعلوهاا ساتار‬
‫من القما السميك بارتفاع متر ونصف تقريبا كأنهاا تقسام الغرفاة قسامين وتحجاب‬
‫بينهما ‪.‬‬

‫(‪ )71‬أحمد الفوزان ‪ :‬أضواء على العقيدة الدرزية ‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪251‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫يجل الرجال في قسم والنساء في القسم اآلخر ولكل قسم باب ونافذة في مكان واحد‬
‫‪ .‬أما السبب في إقامة هذا الحاجز فهو ‪:‬‬
‫‪ – 1‬فصل النساء عن الرجال والحيلولة دون رزية بعضهما ‪.‬‬
‫‪ – 2‬إيصال صوت الرجال إلى النساء اللواتي جئن الستماع الحكمة ‪.‬‬
‫أما ترتيب الشيون في المجل فهو على النحو التالي ‪:‬‬
‫يجل اإلمام – شيخ عقل القرية – في صدر المجل قريبا من الزاوية ويولي ظهرا‬
‫للقااطع – المصاطبة ثاام يجلا الشاايون عان يمينااه وشاماله بصاافوف غيار منتظمااة‬
‫تاركين أمامه فسحة صغيرة مستعدين ألداء الطقو ‪.‬‬
‫أما كيفية ترتيب الطقو فهو كما يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬الوعظ ‪ :‬وهو قص وحكايات صاوفية كقصا مالاك بان ديناار وذي الناون‬
‫المصري وإبراهيم بان أدهام وساواها مان القصا الخفيفاة التاي نراهاا فاي كتااب (‬
‫روض الرياضين ) ‪ .‬أما إذا كانت هذا الليلة ليلة العيد الكبير ضاموا للاوعظ قصاة (‬
‫الثواب والعقاب ) وهما تصوران ما يحقيه الكافر والمرتد من أهوال مجروية القيامة ‪.‬‬
‫وهذا الجلسة متاحة للجميع يحضرها المدخن والسكير حتى ولو كان لي درزيا ‪.‬‬
‫‪ – 2‬الشر ‪ :‬المرحلة األولى ‪ :‬ويجوز حضاورا لكال درزي ونارى الحاضارين فياه‬
‫اإلماام قاائح ‪ :‬عليناا أن‬
‫كثيرين في ليالي الجمعة وليالي العشر من ذي الحجة يفتتحه ِ‬
‫نمسي الحدود ( أي نقول لهم ‪ :‬مساكم هللا بالخير ) وقد يقول هذا الكلمة شخ آخار‬
‫إذ هي لكل شخ من الحاضرين ‪.‬‬
‫وتمسية الحدود هي تحية وسحم وتسبيح على كل حد من الحدود الثمانية ‪:‬‬
‫الكلمة السابق التاالي الجاد الفاتح الخياال ) ‪ .‬وهاذا صايغة‬ ‫( العقل النف‬
‫التمسية يقدمونها أوال للعقل قائلين ‪:‬‬
‫يا عقل من موالك‬ ‫ألف المسا مساك‬
‫يا نور صاق محض سبحان من صفاك‬
‫يا زينة المحضر‬ ‫يا الب األخضر‬
‫عيني تريد رزياك‬ ‫قلبي يميل إليك‬
‫اإلله عليك‬
‫صلى ِ‬ ‫قلبي يميل إليك‬
‫يا نور عر هللا‬ ‫صلى عليك هللا‬
‫نحن دخيل حماك‬ ‫صلى عليك ربي‬
‫ثم يتجهون للنف فيمسونه بنف هذا األبيات ماع إبادال كلماة األخضار الموجاودة فاي‬
‫صدر البيت الثالث باألحمر ثم يتجهون للكلمة بنف األبيات ويضعون بدل األخضار‬
‫كلمة أصفر ثم يخصون السابق باللون األبيض والتالي باللون األساود بانف األبياات‬
‫والتريب ‪ .‬أماا الحاد والفاتح والخياال فتقادم لهام التسامية دون ذكار البيات الثالاث إذ‬
‫الثحثة الباقون لي لهم كسوة خاصة ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪252‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وقد ترنم بعض الخلوات بهذا الترنيمة أيضا ‪:‬‬


‫صاحب الجود والفضائل‬ ‫صلوا على القائل‬
‫صاحب النعم والكفايا‬ ‫صلوا على ولي الهدايا‬
‫وأسعااااااااااادنا برضاا‬ ‫صل وسلم يارب عليه‬
‫اإلمام األعلى نور القيام المنتظر لنجاة األنام الهادي إلى‬ ‫صلوا على السيد الهادي ِ‬
‫طاعة المولى العلي حاكم الحكام إمام الرضاة المظفر المصطفى صلى يارب وسلم‬
‫على سيدنا وحبيب قلوبنا ورجانا ( حمزة بن علي ) ‪.‬‬
‫اإلمام مان أحاد الشايون أن يعاظ الناا‬ ‫وبعد االنتهاء من هذا التحية األدبية يطلب ِ‬
‫وهذا يتلو بعاض أخباار الصاالحين مان الصاوفيين ويطلاب مان آخار أن ينشاد بعاض‬
‫األناشيد الدينية ويختم المجل بنشيدة جماعية ‪.‬‬
‫اإلمام – فيقفون جميعا رجاال ونساء – قاائلين بصاوات‬ ‫المرحلة الثانية ‪ :‬يقف الشيخ – ِ‬
‫واحد ‪ :‬ياا ساميع احتراماا لألميار السايد عباد هللا التناوخي ثام يجلساون وفاي هاذا‬
‫اللحظة ينصرف الجهال كالقاتال والزاناي والساكير وشاارب التباغ ‪ ...‬وساواهم مان‬
‫المحرومين الذين ال يستحقون سماع الشر ‪.‬‬
‫على أن بعض هزالء الجهال يقف متأدبا واضعا كفيه تحت إبطيه ويكلم المشايخ باأدب‬
‫وتواضع قائح ‪ :‬هللا يمسيكم باالخير حضارات المشاايخ فيجيباون ‪ :‬هللا يمسايك باألف‬
‫خير ثم يقول باذل وانكساار ‪ :‬نطلاب الحلام وصافاء الخااطر مان هللا ومانكم العباد‬
‫يخطيء والسيد يعفو ‪.‬‬
‫وهنا يتجه المشايخ إلى بعضهم قائلين ‪ .‬احلموا علينا وعليه يا مشايخ وفي هذا اللحظاة‬
‫اإلمام وله أن يفوا بإحدى كلمتين ‪ :‬إما أن يسمح عان ذاك المستشافع قاائح ‪:‬‬ ‫يأتي دور ِ‬
‫تفضل أقعد وهذا معناها ‪ :‬السما بحضور المرحلة الثانية فقط ‪ .‬وأما أن يقاول ‪ :‬ماا‬
‫اإلصاارار علااى إبعااادا وعاادم السااما لااه‬ ‫قاادامنا وقاادامكم إال الخياار وهااذا معناهااا ِ‬
‫بالجلو وهنا يخرج المستشفع خجح كسير النف ‪.‬‬
‫اإلمام أو يكلف أحد الشيون بتحوة شر إحادى‬ ‫وبعد خروجه تبدأ المرحلة الثانية فيقرأ ِ‬
‫الرسائل المقررة وبعد االنتهاء من القراءة يقفون جميعا قائلين ‪ :‬يا سميع ‪.‬‬
‫وفي هذا الفترة يخرج الاذين ال يجاوز لهام حضاور المرحلاة الثالثاة ‪ .‬وإذا طلاب أحاد‬
‫هزالء السما يبقى واقفا متأدبا مكررا الكلمات الساابقة ولاي لاه إال أحاد الجاوابين‬
‫السابقين وقد يوكل أحد الشيون فيقف هذا موقف المذنب التائب ويتكلم بالنياباة عان‬
‫المستشفع وبنف الجمل وهنا إما أن يجاب أو يرفض ‪.‬‬
‫اإلماام للمشاايخ قاائح ‪ :‬تفضالوا احلماوا وهناا تبادأ قاراءة‬ ‫المرحلة الثالثة ‪ :‬ثم يتوجه ِ‬
‫الدور قراءة جماعياة وكلهام يحفاظ الادور الواجاب تحوتاه فيبادأون بالميثااق ثام‬
‫بالرسائل المقررة لتلك الليلة ويجعلون شعر النف ختاما ويسجدون عند كلمة ( هو‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪253‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الحاكم المولى بناساوته يارى ‪ ) ..‬ويرفعاون أياديهم مبتهلاين ثام ينصارفون مارددين‬
‫بعض األدعية ‪.‬‬
‫هذا الخلوات تشبه بعضها بعضا وإن اختلاف بنازهاا بااختحف القارى أو تخلفهاا‬
‫وفي مقدمتها من حيث التاريخ خلوات الزنبقية قرب كفار نبارن بلبناان وإن فاقتهاا‬
‫اآلن خلوات البياضة ( حاصبيا لبنان ) وحلت محل الصدارة ‪.‬‬
‫أما الشيون الذين يقومون بإدارة تلك الخلوات فيتفاوتون لي بالعلم أو الخدمة العاماة‬
‫بل بشهادات السلوك والمثابرة على الخلوات والزهد الاذي قا د يصال لدرجاة رهباان‬
‫البراهمة ؛ ذلك ألنهم يخالون العكوف على دراسة الرسائل كل شيء في العاالم ولاذا‬
‫ضاق أفقهم وأصبحوا يستشهدون بما يتلهى به األطفال كملحمة حسان التبعي ‪.‬‬
‫أولئك الشيون طبقات ‪:‬‬
‫‪ – 1‬طالبو الدخول بالمشيخة ( البراني ) أي الذين يعدون أنفسهم ليصبحوا شيوخا ‪.‬‬
‫‪ – 2‬شيون المجال السرية ( الجواني ) ‪.‬‬
‫‪ – 3‬شيون العقل ‪.‬‬
‫أما األزارقة – البسوا األزرق – فهم أضيق أفقا من سواهم ) (‪.)72‬‬
‫*******‬

‫(‪ )72‬أيها الدرزي عودة إلى عرينك ‪ ،‬ص ‪.100 – 97‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪254‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫موقف الدروز من األديان والفرق األخرى‬
‫ويتضمن ما يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬موقفهم من اليهود ‪.‬‬
‫‪ – 2‬موقفهم من النصارى ‪.‬‬
‫‪ – 3‬موقفهم من طائفة النصيرية ‪.‬‬
‫‪ – 1‬موقفهم من اليهود ‪:‬‬
‫ذكرنا فيما مضى موقف الحاكم بأمر هللا من اليهاود والنصاارى واضاطهادهم وهادم‬
‫كنائسهم وبيعهم وكيف تحول في آخر عمرا عن هذا االضطهاد المنظم وذلاك بعاد‬
‫أن ظهرت الدعوة الجديدة لتأليهه على يد حمزة ‪.‬‬
‫أما موقف الدروز من اليهود فهاو دعاوتهم للادخول فاي دياناة الادروز وإثباات أن‬
‫المسيح الذي بشر به موسى هو حمزة بن علي وقد ورد ماوقفهم هاذا فاي ( الرساالة‬
‫باإلسرائيليات الدامغة ألهل اللدود والجحود أعناي الكفارة مان أهال شاريعة‬ ‫الموسومة ِ‬
‫اليهود ) وهي من تأليف بهاء الدين ‪.‬‬
‫وقد بدأ بهاء الدين هذا الرسالة بالرد على اليهود فاي عادم جاواز نساخ الشارائع حياث‬
‫يقول ‪ ( :‬العلة التي أوجب بها اليهود إرسال موسى ال تزال باقياة وإال لام تقام حجاة‬
‫موسى على أصحابه وال على من أقر بإبراهيم ) (‪.)73‬‬
‫وحجة أخرى ‪ ( :‬هاي أن مان شارع شاريعة هاو محادث فموساى محادث مخلاوق‬
‫والشك أن الشارع للشريعة أفضل من الشريعة التي شارعها إذ أن الشاريعة ال تقاوم‬
‫بنفسها بل هي محتاجة إلاى القاائم بهاا العاالم الفاضال وإذا كاان واجباا رفاع القاائم‬
‫بالشريعة وفنازا وزواله فممكن إبطال الشريعة ورفعها ) ‪.‬‬
‫ولذلك يقرر بهاء الدين ‪ :‬أن اليهود يترقبون من سيكون الفرج على يديه وهو أفضال‬
‫من موسى ومن إبراهيم وأنه يأتي باآليات والبراهين ويدعو الخلق إلى توحيد رب‬
‫العالمين ويستدل علاى ذلاك مان التاوراة إذ بشارهم بهاا موساى بمجايء المسايح‬
‫فجحدوا ذلك وعموا عنه وأنكروا وتبرأوا منه ‪.‬‬
‫ودليل بهاء الادين مان التاوراة علاى ظهاور المسايح ودعوتاه اليهاود والنصاارى إلاى‬
‫التوحيد والدين الصحيح قول التوراة ‪ ( :‬أنه سيجيء من ساعير نور من اتبعه نجاا‬
‫ومن تخلف عنه هلك وغوى وساعير بشراة وبها قرياة تادعى ناصارة ولاذلك قيال‬
‫ألمته النصارى ) ‪.‬‬

‫(‪ )73‬الرسالة الموسومة باإلسرائيلية الدامغة ألهل اللدود والجحود أعني الكفرة من أهل‬
‫شريعة اليهود‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪255‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ويأتي ذلك بدليل آخر هو قاول شاعيا عان هللا ‪ ( :‬هأناذا أخلاق ساماء جديادة وأرضاا‬
‫جديدة ولي يُذكر األول وال يقع بقلب أحد ‪..‬‬
‫أنا هللا وهذا اسمي وال أعطي جحلي ومجدي لغيري ما كان في القديم قاد أدبار‬
‫وأنا مبشر بالجديد قبل أن يظهر فعرفهم بظهور المسيح الذي هو حمزة بن علي ‪.‬‬
‫ومما استدل به أيضا على ظهور قائم الزمان حمزة بن علاي قاول التاوراة ‪ ( :‬صاوت‬
‫مناد في القفار انصابوا هلل طرقاا وأقيماوا فاي الفياافي طارقكم ساترتفع الوطاأة‬
‫وتنخفض الجبال والكداة وتكون المعوجة مستقيمة والوعرة تكون طريقهاا ساهلة‬
‫ويظهر جحل هللا ) ‪.‬‬
‫وأيضا قول داود في الزبور بذكر قائم الحق وهو ‪ :‬قال السيد لسيدي اجل عن يميناي‬
‫حتااى أجعاال عاادد أعاادائك كرسااي رجليااك فعظاام داوود وسااورا وأقاار لااه بااالخنوع‬
‫والخضوع ألنه يملك جميع الادنيا ويحاوز مان البحار إلاى لادن األنهاار إلاى منقطاع‬
‫األرض والذي تنحر الجبابرة له بين يديه على ركبهم ويجل أعدازا على التاراب‬
‫وتأتيه الملوك بالقرابين ويسجد له وتدين األمم كلها بطاعته واالنقيااد ألنا ه يخلا‬
‫المضطهد البائ ممن هو أقوى منه مالك الجميع صلى هللا عليه ‪.‬‬
‫ويضاايف بهاااء الاادين مخاطباا اليهااود ‪ ( :‬فهااذا صاافات ال ياادعيها أحااد ماان األنبياااء‬
‫ومناقب ليست تكاون إال لقاائم الحاق قاائم القياماة ‪ ..‬وأناتم أيهاا اليهاود وجمياع أهال‬
‫الشاارع فااي سااكرتكم تعمهااون وقااد ضااللتم عما ا كااان عليااه األسااحف المحقااون لااه‬
‫ينتظرون فلو كنتم يا جماعة اليهود رجعتم إلى البااري واتبعاتم هادياه ودليلاه وقبلاتم‬
‫أمرا وسلكتم طريق الحق وسبيله وحفظتم ميثاق الذي واثقكام علياه وسالمتم عان‬
‫أمر تم بالتسليم إليه لرجع إليكم بالمغفرة وتلقاكم بالتوبة وأنقذكم من أيدي أعدائكم ) ‪.‬‬
‫هذا هو موقف الدروز من اليهاود ولكان يبادو أن هاذا الموقاف قاد تبادل فاي الوقات‬
‫الحاضر من العداء إلى الود والتأييد وهو ما نراا في فلساطين المحتلاة فاإن الكثيار‬
‫من جنود جي الدفاع اإلسرائيلي هو من الدروز ؟! ‪.‬‬
‫‪ – 2‬موقفهم من النصارى ‪:‬‬
‫موقف الدروز من النصارى تحددا أربع رسائل هي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬رسالة خبر اليهود والنصارى ‪.‬‬
‫‪ – 2‬الرسالة الموسومة بالمسيحية وأم القحئد النسكية وقامعة العقائد الشركية ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الرسالة الموسومة بالقسطنطينية المنفذة إلى قسطنطين متملك النصرانية ‪.‬‬
‫‪ – 4‬الرسالة الموسومة بالتعقب واالقتفاء آلداء ما بقى علينا من هدم شريعة النصارى‬
‫الفسقة األضداد ‪.‬‬
‫الرسالة األولى تذكر أن بعاض أهال الذماة وقفاوا باين يادي الحااكم وهاو بالقرافاة (‬
‫مقبرة القاهرة ) وقالوا أنهم يهود ونصارى ويريدون أن يسألوا عن مسائل في الادين‬
‫ولكنهم خائفون منه فأمنهم ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪256‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ويبدو أن هذا المقابلة لم تحدث مطلقا وإنما هي تلفيق وكتبت حتى تثبت أن ظهاور‬
‫الحاكم وحمزة كان ينتظرا اليهود والنصارى ‪.‬‬
‫ويضيف مزلف هاذا الرساالة قولاه ‪ ( :‬أن الرساول ^ قاد أتااا رزسااء شاريعة اليهاود‬
‫والنصارى فطلب منهم أن يزمنوا بشريعته فقالوا له ‪ :‬ما أنات الاذي كناا منتظارين‬
‫لزمانه متوقعين شخصه وال الذي نرجو الفرج مع ظهورا ‪ .‬والدليل على ذلك ثاحث‬
‫خصال ‪ :‬إحداها ‪ :‬لي اسمه كاسمك إذ اسمك محمد والذي بشرنا به اسمه أحمد ‪.‬‬
‫والثانية ‪ :‬مدته قد بقى لها أربعمائة سنة من يوم مبعثك إلى حين ظهور هذا المنظر‬
‫وقد خالفته في االسم والمدة ‪.‬‬
‫والثالثة ‪ :‬المنتظر إنما يدعو إلى توحياد رباه باح تعطيال وال تشابيه وال كلفاة تلحاق‬
‫نفوسنا وصفة المنتظر عندنا رفع التكليفيات وانقضااء الشارور ورفاع المصاائب‬
‫والشااكوك وأن ال يتجاااوزا فااي عصاارا كااافر وال منااافق وأناات أكثاار أصااحابك‬
‫يظهرون النفاق عليك وإنما بغلبة سيفك عليهم سلموا ألمرك ‪.‬‬
‫وتنتهي الرسالة إلى ما كانت تبغيه إذ تقول على لسان الحاكم ‪ ( :‬فأي حجاة بقيات لكام‬
‫عليه وعلى بعدما أوضحناا وأي أمر تعديت فيه بزعمكم علايكم إذا كنات بشارطكم‬
‫أخذتكم وما كنتم تنتظرونه أقمته عليكم وقد أسعتكم حلما وعدال ؟ ) ‪.‬‬
‫اإللاه المعباود قاائم‬‫إذن ها هاي المادة قاد انقضات ( أي األربعمائاة سانة ) وظهار ِ‬
‫اإليمان به وتصديقه ؟‬ ‫الزمان الذي يدعي إليه فعليكم ِ‬
‫وقد كذب الدكتور عبد الرحمن بدوي هذا الرواية التاريخياة إذ لام يثبات فاي أي مان‬
‫كتب التاريخ والسيرة أن قامت مناقشات بين النبي ^ وبين اليهود والنصارى إال ما‬
‫جرى مع وفد نجران سنة ‪ 10‬ها ويزكد ذلك كما قال الدكتور بدوي ثحث حجج ‪:‬‬
‫‪ – 1‬فالحجة األولى وهي الخاصة باسام – أحماد – سااذجة ال يعتقاد صادورها عان‬
‫النصارى في عهد النبي ^ إذ أحمد ومحمد واحد ‪.‬‬
‫‪ – 2‬والثانية غير معقولة أصح بسبب ما فيها من تحدياد سانوات ال ينطباق إال علاى‬
‫الحاكم بأمر هللا ‪.‬‬
‫‪ – 3‬والثالثااة باطلااة ألن أفعااال النبااي ^ تزكااد أنااه أحاال الطيبااات وحاارم الخبائااث‬
‫ووضع اإلصر واألغحل عن اتباعه (‪.)74‬‬
‫أماا الرسااالة الثانيااة ‪ ( :‬الموسااومة بالمساايحية ) فهااي تقريااع بأقسااى األلفاااظ وأفحشااها‬
‫بالمساايحيين ؛ ألنهاام ال يعملااون بوصااية المساايح وال يحااذرون ماان المساايح الضااال‬
‫الكذوب وال يقرون بالمسيح الحق الذي ظهرت عحماته في جميع أنحاء العالم ‪.‬‬
‫ومزلف الرسالة هو ( بهاء الدين ) الذي يتحدث عن حمزة بن علي على أناه المسايح‬
‫وهو السيد ويأخاذ بهاا الادين – فاي هاذا الرساالة – علاى النصاارى ‪ ( :‬أن عقاولهم‬

‫(‪ )74‬د ‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ :‬مذاهب اإلسالميين ‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪.773 – 772‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪257‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫تصور لهم أن السيد المسيح ال يظهر إال عنادهم وال ينتظار مجيئاه ساواهم ماع أن‬
‫المسيح سيظهر للعالم كله والسيد – أي حمزة – قاد عارف أن ظهاورا لخاح األمام‬
‫من الخطيئة ‪ ...‬ولهذا يقرع النصارى فيقول ‪ :‬فتنبهوا أيها الجهلاة مان مراقاد الغفلاة‬
‫وارجعوا إلى الحق مع أوليااء السايد قبال انقضااء المهلاة فقاد دارت األدوار وظهار‬
‫توحيد األب من حيث العالم ) ‪.‬‬
‫والرسالة الثالثاة هاي الرساالة ( القساطنطينية ) والتاي أرسالت إلاى قساطنطين الثاامن‬
‫إمبراطور الروم الاذي تاولى الحكام وعمارا سانتان عاام ‪ 963‬م وتاوفي فاي عاام‬
‫‪ 1028‬وكاتبها هو بهاء الدين ( الذي يتودد فيها لإلمبراطاور وكباار رجاال الادين‬
‫المسيحي في بيزنطة وينعتهم بالقديسين ويقرب ما بين دعوة الادروز وباين العقائاد‬
‫النصرانية هادفا ما ن وراء ذلاك إلاى بياان أن ‪ :‬الفاار قلايط الاذي أعلان عان قدوماه‬
‫المسيح عيسى بن مريم هو نفسه حمزة بن علي وأن على المسيحيين أن يزمناوا باأن‬
‫حمزة وديانة التوحية التي دعا إليها هو الفار قليط الذي أعلان عا ن مجيئاه المسايح‬
‫وبهاء الدين يلجأ في سبيل ذلك إلى تأويل أحداث حياة السيد المسيح تاأويح يازدي إلاى‬
‫اإلنجيل تأويح يتفق مع مآربه (‪.)75‬‬ ‫ما يهدف إليه وكذلك إلى تأويل آيات ِ‬
‫أما الرسالة الرابعة واألخيرة من الرساائل األربعاة الموجهاة ضاد النصااري فهاي (‬
‫الموسومة بالتعقاب واالقتفااء ألداء ماا بقاى عليناا مان هادم شاريعة النصااري الفساقة‬
‫األضداد ) وكاتبها هو بهاء الدين ويصف نفساه بأناه ‪ ( :‬محلال معاقاد الملال وناساخ‬
‫األديان ) وقد وجهها إلى ميخائيل إمبراطور الروم عام ‪ 1034‬م وواضح من لهجاة‬
‫واإلقذاع بعك الرسالة السابقة المتوددة حيث لم تاأت ِِ‬ ‫الرسالة أنها بالغة في العنف ِ‬
‫بنتيجة ‪ .‬وأن العحقات ازدادت سوءِ إلى أبعد حد بين الدروز ونصارى القساطنطينية‬
‫ألن بهاااء فااي الرسااالة يحماال بشاادة علاايهم الضااطهادهم أتباااع ديانااة التوحيااد‬
‫ومساعدتهم دجاال أبر أعور كان عدوا لديانة التوحيد ‪.‬‬
‫والدروز يعتقدون أن المسيح الذي صلب هو ( المسيح الكذب ) ابن يوسف النجاار‬
‫وهذا ما ورد في ( رسالة السزال والجواب ) ‪.‬‬
‫اإلنجيل الذي عند النصارى وماذا تقول عنه ؟‬ ‫‪ :‬وكيف ِ‬
‫اإلنجيل حق من قول السيد المسيح الذي هو سلمان الفارساي فاي دور محماد‬ ‫ج ‪ِ :‬‬
‫وهو حمزة بن علي والمسيح الكذب هو الذي ولد من مريم ألنه ابن يوسف النجار ‪.‬‬
‫‪ :‬وأين كان المسيح الحق لما كان المسيح الكذاب مع التحميذ ؟‬
‫باإلنجيل (‪ )76‬وكان يعلام المسايح ابان‬ ‫ج ‪ :‬كان معه من جملة تحميذا وكان ينطق ِ‬
‫يوسف ويقول له ‪ :‬اعمل ما هو كذا أو كاذا حساب مرساوم ديان النصارانية وكاان‬

‫(‪ )75‬د ‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ :‬مذاهب االسالميين ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪.796‬‬
‫(‪ )76‬إن مثل هذا الكالم ال يدل إال على التزلف المقصود من واضع هذه الرسالة من المسيحيين‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪258‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫يسمع منه كل قوله ولما خالف قول السيد المسيح الحق ألقي فاي قلاب اليهاود بغضاه‬
‫فصلبوا ‪.‬‬
‫‪ :‬وكيف صار بعد الصلب ؟‬
‫ج ‪ :‬وضعوا في قبر وجاء المسيح الحق وسرقه من القبر وطمرا في البستان وقال‬
‫للنا ‪ :‬إن المسيح قام من الموتى ‪.‬‬
‫‪ :‬ومن الذي قام من القبر ودخل للتحميذ واألبواب مغلقة ؟‬
‫ج ‪ :‬المسيح الحي الذي ال يموت وهو حمزة عبد موالنا ومملوكه (‪.)77‬‬
‫والخحصة أن ما يرمي إليه الدروز – في ذلك الوقت – هو إثبات أن المسيح الحق هو‬
‫حمزة بن علي عبد موالهم الحاكم بأمر هللا ‪.‬‬
‫ولكن يظهر أنهم غيروا أيضا من طريقتهم هذا وصاروا يحسنون معاملاة النصاارى‬
‫وخاصة في لبنان حيث يسيطر النصارى على الموقف يقول يوساف خطاار أباو‬
‫شقرا مزلف كتاب ( الحركات في لبنان ) وهو درزي ما يلي ‪:‬‬
‫(( لم يكن فيما مضى ما بين الدروز والنصاارى فاي لبناان ماا كاان بيانهم مناذ سانة‬
‫‪ 1800‬م من الشقاق والنفور بال كانات الطائفتاان محباة أحاداهما بااألخرى آنساة‬
‫إليها وبعبارة أخرى كانت الجماعتان كجماعة واحدة تعماحن علاى وتيارة واحادة ))‬
‫(‪.)78‬‬
‫وتقول المستشرقة ( بول هنري بوردو ) ‪ ( :‬وأعجبت بتساهل هذا الشعب ( الدرزي )‬
‫وإرساله صغارا إلى المدار المارونية وصحته في الكنائ والجوامع على السواء‬
‫اإلجابة لو سئلوا ‪ :‬هل الدروز نصارى أم مسلمون ؟ !‬ ‫حتى يلتب على فححي لبنان ِ‬
‫) (‪.)79‬‬
‫وجاء في كتاب ( لبنان في التاريخ ) للمزرن اللبناني فيلياب حتاى ماا يلاي عان عحقاة‬
‫الدروز بنصارى لبنان ‪:‬‬
‫(( وقد ده فولتي كونت وهو عالم فرنسي من شدة الشبه بين الدروز والموارناة مان‬
‫وفي نظام الحكم ‪ ..‬وفي اللهجة وفي العاادات وفاي‬ ‫( المسيحيين ) في أساليب العي‬

‫‪ ،‬وهو ال شك غير مقبول عند المسيحيين ‪ ،‬فليس كل ما في اإلنجيل من كالم السيد المسيح عليه‬
‫السالم ‪ ،‬بل هو قصة تسرد حياة المسيح بأقالم مختلفة ومشاهدون تعددت جوانب الرؤية عندهم‬
‫‪ ،‬بل وباعد بينهم وبين وقوع تلك الحوادث الزمن الطويل ‪ .‬وهو كذلك ال يتفق مع النظره‬
‫اإلسالمية لألناجيل الموجودة بين أيدينا اآلن ‪ ،‬فإنها قد حرفت بحيث ال يستطيع أحد أن يحدد‬
‫فيها ما هو من السيد المسيح ‪ ،‬وما هو من اإلضافات والتحريفات ليكون الحق‪.‬‬
‫(‪ )77‬مخطوط ( رسالة في معرفة سر ديانة الدروز ) ‪ :‬في جامعة ييل ‪ ،‬مجموعة سالزبوري‬
‫رقم ‪ – 91‬ويوجد شريط عنه في الجامعة األردنية رقم ‪.2‬‬
‫(‪ )78‬يوسف خطار أبو شقرا ‪ :‬الحركات في لبنان أى عهد المتصرفية ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫(‪ )79‬بول هنري بورد ‪ :‬أميرة بابلية لدى الدروز ‪ ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪259‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫اآلداب العامة فإن عائحت درزية ومارونية تعي جنباا إلاى جناب متصاافية متاوادة‬
‫وأحيانا يصطحب الموارنة جيرانهم الدروز إلى الكنائ ‪.‬‬
‫ويزمن الدروز بفعل الماء المقد الذي يصلي عليه الكاهن وأحيانا إذا ألح المبشر فاي‬
‫تبشير الدرزي فقد يقبل الدرزي سر المعمودية ‪ .‬وقد الحظ ماريتي الراهاب اإليطاالي‬
‫الذي زار البحد سنة ‪ 1760‬م قبل مجيء فولتي بقليل ‪ :‬أن الادروز يظهارون خاال‬
‫الااود واالحتاارام للنصااارى ويحترمااون دياانهم والاادرزي يصاالي فااي كنيسااة للااروم‬
‫األرثوذك كما يصلي في مسجد تركي ‪.‬‬
‫ويقول فريدرك بل ‪ :‬أن الدروز لكي يتخلصوا مان الخدماة العساكرية التركياة كاانوا‬
‫يعلنون أنهم بروتستانت ‪ .‬ويزكد ضابط فرنسي كان مقر خدمته حوران ‪ :‬أن العاائحت‬
‫الدرزية األرستقراطية إذا فقدت طفح أو أكثر يعمادون الطفال الاذي يولاد بعادا وقاد‬
‫عمد االبن الثاني لسلطان األطار سانة ‪ 1924‬م وقاد تكاون ممارساة هاذا التقالياد‬
‫نوعااا ماان التقيااة ولااي بمسااتغرب أن يتباارع درزي يقطاان قريااة أكثاار سااكانها ماان‬
‫النصارى بالمال لكنيسة القرية ) (‪.)80‬‬
‫‪ – 3‬موقفهم من طائفة النصيرية ‪:‬‬
‫طائفة الدروز تعي في مناطق قريبة لمناطق تواجد طائفته النصيرية ومن الطبيعاي‬
‫أن يقااوم الناازاع بينهمااا وخاصااة بساابب االخااتحف الرئيسااي فااي العقياادة فالاادروز‬
‫يزلهون الحاكم بأمر هللا بينما النصيرية يزلهون علي بن أبي طالب ‪.‬‬
‫ومع أن الخحف قد اشتد بين الطائفتين في بعاض األحياان فإناه لام يصال إلاى أيادينا‬
‫شيء عن هذا غير رسالة ألفها حمزة بن علي يرد فيهاا علاى عقائاد النصايري لعناه‬
‫المولى في كل كور ودور ) ‪.‬‬
‫وواضح مما ورد في هذا الرسالة أن حمزة كان ير ّد على كتاب أَلفَه النصيري اسامه (‬
‫كتاب الحقائق وكشف المحجوب ) والموجاه ضاد دياناة الادروز والاذي يحااول فياه‬
‫النصيري أن يقرب بين الدروز والنصيرية مستعينا بما كتبه حمزة إلثبات أن مذهب‬
‫الدروز هو بعينه مذهب النصيرية مما أغضب حمزة وجعله يقول في الرسالة ‪:‬‬
‫واعتقاد التناساخ (‪ )81‬وحلال الفاروج واساتحل‬ ‫(( إن من قبل كتاباه عباد ابلاي‬
‫الكذب والبهتان ‪ ...‬وحاشا دين موالنا جل وعز من المنكرات وحاشا الموحادين مان‬
‫الفاحشات )) ‪.‬‬

‫(‪ )80‬د ‪ .‬فليب حتى ‪ :‬لبنان في التاريخ ‪ ،‬ص ‪.496 – 495‬‬


‫(‪ )81‬وهذا خالف في اللفظ ‪ ،‬فالدروز يؤمنون – كما سبق ذكره – بالتناسخ ولكن على طريقة‬
‫التقمص ‪ ،‬أي بانتقال النفس إلى جسد آدمي مثله تتقمصه ‪ ،‬ولذلك هم ينكرون التناسخ التي‬
‫تعتقد به النصيرية ‪ ،‬وهو بإمكانية انتقال روح اآلدمي إلى حيوان أو نبات ‪ ،‬ولهذا يسمى‬
‫التناسخ عندهم التقمص‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪260‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ويأتي حمزة بعد ذلك على األقاوال والعقائاد التاي يقاول بهاا النصايري ويارد عليهاا‬
‫وأول العقائد التي يرد بها حمازة علاى النصايري ‪ ( :‬أن جمياع ماا حرماوا مان القتال‬
‫والسرقة والكذب والبهتان والزنا واللياطة فهاو مطلاق للعاارف والعارفاة بموالناا جال‬
‫ذكرا ) ويرد حمزة على هذا فيقول أنه ( كذب بالتنزيل والتأويل ) ‪.‬‬
‫وأما قوله – أي النصيري ‪ : -‬أنه يجب على المزمن أال يمانع أخاا من مالاه وال جاهاه‬
‫وأن يظهر ألخيه المزمن عياله وال يعترض عليهم فيما يتجري بيانهم وإال فماا ياتم‬
‫إيمانه ) ‪ .‬فيرد عليه حمزة بقوله ‪:‬‬
‫(( فقد كذب لعنه هللا وسرق األول من مجال الحكمة (‪)82‬بقولاه ‪ :‬ال يمناع أخااا مان‬
‫ماله وال من جاهه ‪ ...‬وإال فمان ال يغاار علاى عيالاه فلاي بمازمن بال هاو خرماي‬
‫طالب الراحة واإلباحة ‪ ...‬إذ كان الجماع لي هو من الدين وال ينتسب إلاى التوحياد‬
‫إال أن يكون جماع الحقيقة وهو المفاتحة بالحكمة بعد أن يكون مطلقا للكحم )) ‪.‬‬
‫وأما قوله – أي النصيري ‪ : -‬بأناه يجاب علاى المزمناة أال تمناع أخاهاا فرجهاا وأن‬
‫تبذل فرجها له مباحا حيث شاء وأن ال يتم نكا البااطن إال بنكاا الظااهر ونسابه‬
‫إلى توحيد موالنا جل ذكرا فقد كذب على موالنا عز اسمه وأشرك به وألحد فياه‬
‫‪ ...‬وأما وسائط موالنا جل ذكرا فما منهم أحد طلب من النساء مناكحة الظاهر وال‬
‫ذكر بأنه ال يتم لكن ما تسمعنه إال بمحمسة الظاهر فعلمنا بأناه لام يكان لهاذا الفاساق‬
‫النصيري ال ينفسد أبدا لكنه طلب الشاهوة البهيمياة التاي ال ينتفاع بهاا فاي الادين وال‬
‫الدنيا ) ‪.‬‬
‫وأما قوله ‪ :‬الويل كل الويل على مزمنة تمنع أخاها فرجها ألن الفرج مثل أئمة الكفر‬
‫واإل حليل إذا دخل فارج االمارأة دليال علاى البااطن وممثولاه علاى مكاسارة أهال‬
‫الظاهر وأئمة الكفر ‪ ...‬ومن عرف الباطن فقد رفع عنه الظاهر فقد كاذب علاى ديان‬
‫موالنا وحرف وأغوى المزمنين وأفسد المزمنات الصاالحات ولا ي كال مان عارف‬
‫باطن الشيء وجب عليه ترك ظاهرا وكل رجل يانكح امارأة مزمناة بغيار الشاروط‬
‫التي تجب عليه في الحقيقة والشريعة الروحانية كان منافقا على موالنا جال ذكارا إذ‬
‫كان فيه هتك الدين وهدم التوحيد ومن كانت لها بعل فح شروط لها إال لبعلها )) ‪.‬‬
‫ويرد حمزة أيضا على النصيري في قضية التناسخ التي يختلفون بهاا ويقاول ‪ ( :‬وأماا‬
‫قوله باأن أروا النواصاب واألضاداد ترجاع فاي الكاحب والقاردة والخناازير إلاى أن‬
‫ترجع في الحديد وتحمى وتضرب بالمطرقة وبعضهم في الطير والبوم وبعضهم‬
‫ترجع إلى االمرأة التي تثكل ولدها فقد كذب على موالنا سابحانه باأن يعصايه رجال‬
‫عاقل لبيب فيعاقبه فاي صاورة كلاب أو خنزيار وهام ال يعقلاون ماا كاانوا علياه فاي‬

‫(‪ )82‬يقصد مجالس الحكمة التي كان يعقدها الخلفاء الفاطميون ‪ ،‬والتي قيل فيها هذا القول‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪261‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الصورة البشرية وال يعرفون ما جنوا ويصير حديدا ويحمى ويضرب بالمطرقة‬
‫فأين تكون الحكمة في ذلك والعدل فيهم ؟!‬
‫وإنما تكون الحكمة في عذاب رجل يفهم ويعرف العذاب ليكون مأدبة لها وسببا لتوبتاه‬
‫‪ .‬وأما العذاب الواقع باإلنسان فهو نقلته من درجة عالياة إلاى درجاة دونهاا فاي الادين‬
‫وقلة معيشته وعمى قلبه في دينه ودنياا وكذلك نقلته من قمي إلى قمي على هاذا‬
‫الترتيب وكذلك الجزاء في الثواب مادام في قميصه فهاو زياادة درجتاه فاي العلاوم‬
‫وارتقائه من درجة إلى درجة في اللهوات إلى أن يبلغ إلى حاد المكاسارة ويزياد فاي‬
‫ماله وينبسط في الدين من درجة إلى درجة إلى أن يبلغ إلى حد اإلماماة فهاذا أروا‬
‫الباطنية وثوابها وما تقدم أروا األضداد وعقابها فمن اعتقد هذا كان عالما بتوحيد‬
‫موالنا جل ذكرا ‪ ...‬ومن اعتقد التناسخ مثال النصايرية المعنوياة فاي علاي بان أباي‬
‫طالب وعبدا فقد خسر الدنيا واآلخرة ‪ ,‬ذلك هو الخسران المبين ‪.‬‬
‫وهنا يأتي حمزة إلى النقطة الحاسمة في الخحف وهو اختحفهم في ألوهياة الحااكم –‬
‫كما يقول الدروز ‪ -‬وألوهية علي بن أبي طالب كما يقول النصيرية فيقول حمازة ‪:‬‬
‫( ثم إناه إذا ذكار علياا – أي النصايري – يقاول ‪ :‬عليناا ساحمه ورحمتاه وإذا ذكار‬
‫موالنا جل ذكرا يقول ‪ :‬علينا سحمه فيطلب الرحمة مان المفقاود المعادوم ويجحاد‬
‫الموجود الحاكم بذاته المنفرد عن مبدعاته وال يكون في الكفر أعظم من هذا فصاح‬
‫عند العارف بأن الشرك الذي ال يغفر أبدا هو بأن يشرك بين علي بن أبي طالب وباين‬
‫موالنا جل ذكرا ويقول علي موالنا الموجاود وموالناا هاو علاي ال فارق بينهماا‬
‫والكفر ما اعتقدا هذا الفاسق من العبادة في علي بن أبي طالاب والجحاود لموالناا جال‬
‫ذكرا ) ‪.‬‬
‫وأما قوله بأن محمد بن عبد هللا هو الحجاب األعظم الذي ظهار لموالناا الحااكم مناه‬
‫ومن لم يسدق بهذا الكتاب فهو من أصحاب هامان والشيطان وإبلي ‪ ...‬فقد كاذب فاي‬
‫جميع ما قاله المنجو النصيري فما عرف الدين وال الحجاب ومحمد كان حجاب‬
‫علي بن أبي طالب وأما حجاب موالنا جل ذكرا فح وهذا قول من عقلاه ساخيف‬
‫ودينه ضعيف والحجاب هو سترة الشيء لي إظهاارا والاذي أظهار الماولى جال‬
‫اسمه نفسه منه كيف يشاء بح اعتراض عليه يقال له حجة القائم وهو المهادي وباه‬
‫دعا الخلق بنفسه إلى نفسه وباشر العبيد بالصورة المرئية ومخاطبة البشارية وكناه‬
‫موالنا ال تدركه األوهام والخواطر ) ‪.‬‬
‫بعاد هااذا الارد ماان حماازة علاى النصاايري ناورد نصااا غريبااا علاى طريقااة الساازال‬
‫والجواب يفيد أن النصيرية فرقة من فرق الدروز وانفصلت عنها مع أن هاذا لام‬
‫يزيدا أي مصدر تاريخي أو أي مصدر من مصادر الدروز والنصيرية والن كاان‬
‫كما يلي ‪:‬‬
‫‪ :‬وكيف انفصلت النصيرية عن الموحدين وخرجوا عن دين التوحيد ؟‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪262‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫ج ‪ :‬انفصلوا بدعوة النصيري لهم حيث زعموا أنه عبد موالنا أمير المازمنين وأنكار‬
‫وقاال إن‬ ‫الهوت موالنا الحااكم واعتارف بحهاوت علاي بان أباي طالاب األساا‬
‫الحهوت ظهار فاي األئماة اإلثنا ي عشار آل البيات ‪ .‬وغااب بعاد أن ظهار فاي محماد‬
‫وأن‬ ‫المهاادي القااائم واختفااى فااي السااماء ولااب الحلااة الزرقاااء وسااكن الشاام‬
‫النصيرية كلما صفى منهم واحد بطريق االنتقال في األدوار رجعت العالم ولب ثاوب‬
‫البشرية بعاد الصافا يرجاع يصاير نجماا فاي الساماء وهاو مركازا األول ‪ .‬وإن عمال‬
‫معصية تخالف الوصية علي أمير المزمنين الرب األعلى يعد يهوديا أو مسلما سانيا أو‬
‫ويرجع يصير نجما فاي‬ ‫نصرانيا ثم يتكرر إلى أن يصير مثل الفضة في الروبا‬
‫السماء وإن الكفرة الذين ما عبدوا عليا بن أباي طالباا كلهام يصايرون جمااال وبغااال‬
‫وحميرا وكحبا وخرفانا للذبح وأمثال ذلك لكان الوقات إلاى شارحها ضا يق وخاصاة‬
‫انتقال نفو البشر إلى البهاائم والحيواناات ولهام مناقاب وكتاب كفرياة مثال ذلاك )‬
‫(‪.)83‬‬
‫وألهمية عحقة الدروز بالنصيرية والتقائهما في كثير من العقائد نورد نا ماا جااء‬
‫في مخطوطة ( في تقسيم جبل لبنان ) عن العقائد المتشابهة بين النصيرية والدروز ‪:‬‬
‫‪ – 1‬قضية التناسخ ‪ :‬بانتقاال أروا مان ماات مانهم إلاى جسام آخار ولكان الادروز‬
‫يقتصرون على انتقال األروا من اإلنسان إلى اإلنسان فقط حتاى أنهام يزعماون أن‬
‫رو الدرزي ال تنتقل لجسد غير درزي وهكذا المسلم ينتقل إلى مسلم والنصراني‬
‫جرا ‪.‬‬
‫إلى نصراني وهلم ّ‬
‫وإذا تنصر واحد منهم ماثح وماات نصارانيا وأسالم وماات مسالما فحباد أن تكاون‬
‫والدته قد جاءت به من الزنا مع رجل مسلم أو نصراني أو يهودي بحسب الملة التي‬
‫انتقل إليها ذلك الرجل أنه البد من بقاء أنف كل ملة على مقدار ما هي علياه وهكاذا‬
‫لو أن نصرانيا مثح اطلع على دين الدروز واعتقدا وعمال بموجباه وماات علاى ذلاك‬
‫فترجع روحه إلى ملته القديمة ألن الباب قد قفل بعد ظهور الحاكم بأمرا وآمن من آمن‬
‫وكفر من كفر وانقطع األمل ولم يبق وجه لدخول أحد في دينهم ‪.‬‬
‫وأما النصيرية فيعتقدون بانتقال األروا من البشار إلاى البهاائم والحشارات حتاى مان‬
‫الممكاان انتقااال رو أحاادهم إلااى المعااادن كالحديااد مااثح لكااي تحما ى بالنااار ويتطاارق‬
‫ثم ترجع تلك الرو ثانياة إلاى البشار‬ ‫بالمراذب على السدان وذلك ألجل القصا‬
‫وال تزال تتكرر حتى تتطهر وحينئذ تصير تلك الارو نجماة تلماع فاي الساماء وأن‬
‫الكواكب هي أروا الصلحاء الذين ماتوا منهم ‪.‬‬

‫(‪ )83‬مخطوط ( ذكر ما يجب أن يعرفه الموحد ) ‪ :‬مكتبة القديس بولس ‪ ،‬الجامعة األمريكية‬
‫في بيروت رقم ‪.206‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪263‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫‪ – 2‬قضية العاقل والجاهل ‪ :‬فالعقال يسترون ديانهم عان الجهاال مانهم وإذا أراد أحاد‬
‫الجهال أن يدخل في أمور الديانة فح يسلمون الديانة إال بالتدريج بعاد أن يتتلماذ إلاى‬
‫أحد مشايخ دينهم ويتخذا والدا دينيا له ‪.‬‬
‫‪ – 3‬يتفقون معهم باستباحة وقتل وسلب من يخالف معتقدهم ‪.‬‬
‫‪ – 4‬يتفقون معهم بقدمية زمان إيجاد العالم وأن العالم قد خلق على ما هو علياه اآلن‬
‫ال يزيد وال ينق ‪.‬‬
‫‪ – 5‬يتفقون معهم بقضية األدوار واألئمة والناطق واألسا والساابق والتاالي ولكان‬
‫يختلفون في صفات أصحاب األدوار فالبعض من هزالء األشخا يكرمونهم باأكثر‬
‫مما يكرمهم الدروز ويكرمون بعض األشخا الممقوتين من الدروز كمحمد وعلي‬
‫وعيسى وبطر وموسى ويوشاع وإباراهيم وإساماعيل وناو وساام وآدم وهابيال ثام‬
‫شيت ‪.‬‬
‫‪ – 6‬وهم يعتقدون بالقرآن ويفسرونه على ما يطابق معتقداتهم التي هي مزل ِّ َِفة من‬
‫جملة معتقدات مختلفة ) (‪.)84‬‬
‫ونستنتج من هذا أن نقطة الخحف الرئيسية بين الدروز والنصيرية هي ألوهياة الحااكم‬
‫عند الدروز وألوهية علي عند النصرانية أما بقية العقائد فقد يلتقون في شيء منهاا‬
‫ويختلفون في شيء آخر منها كما هو في عقيدة التناسخ فالدروز يصورونها على‬
‫أنها تقم من جسد انسان إلى جسد إنسان آخر بينما النصيرية يجيازون أن تتحاول‬
‫النف اإلنسانية إلى حيوان أو نبات أو جماد ‪.‬‬

‫(‪ )84‬مخطوطة ( في تقسيم جبل لبنان ) ‪ :‬الجامعة األمريكية في بيروت رقم ‪.31‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪264‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الخاتمة‬
‫وأخيرا ‪ ،‬وبعد أن أجملنا في هذا الرسالة معظم عقائد الدروز وما تقوم عليه دياانتهم‬
‫مستندين في ذلك إلى مراجع متعددة كتبت بأقحم كتاب مختلفين من الدروز وغيارهم‬
‫وأيضا إلى مخطوطات دعاتهم والتي أوضحت بشكل جلي حقيقة عقيدتهم ‪.‬‬
‫أقول بعد هذا ‪ :‬فإناه ال يازال باين مان كتباوا عان الادروز إلاى اآلن – وبعاد كال هاذا‬
‫الوضو – من يعتبرهم مسالمين مارتبطين باإلساحم والمسالمين مثال الشايخ محماد‬
‫علي الزعبي صاحب كتاب ( الدروز ظاهرهم وباطنهم ) الذي انطلق فاي كتابتاه عان‬
‫اإلسحم ولكن أما كان‬ ‫نية طيبة في عودة الدروز إلى األصل الذي انفصلوا عنه وهو ِ‬
‫يغنيه أن يكتب هذا الكحم عن الدروز في فلسطين حيث يقول ‪:‬‬
‫(( لم يتعاون ولان يتعااون هازالء العارب المغااوير ماع تلاك العصاابة إذ باروز‬
‫نيوب األسد ال يعني تبسمه ورضاا بل تحضرا الفترا من حاول ايقاع األذى ‪...‬‬
‫إن موحدي فلسطين يراقبون ساعة الزمن التي تسجل على صهيون نكثه وغادرا‬
‫‪ ...‬ان ابن عمنا النائب في مجل اسرائيل سيف الادين الزعباي هاو هادم اآلن‬
‫من كيان إسرائيل كذا وكذا لكن بيد ناعماة وليهاد مان إذا واتااا الرياا مان هاذا‬
‫الكيان أكثر مما هدم البطل المجاهد الشيخ ناايف الزعباي ‪ ...‬إنهام ال شاغل لهام إال أن‬
‫ينتظروا أن تدور الدوائر على اليهود حتى ينتفضاوا علايهم ويقضاوا مضااجعهم‬
‫ويكونوا للعرب وللمسلمين معينا وسندا متينا ) (‪.)85‬‬
‫وسامح هللا الشيخ الزعبي فكأني باه لام يسا مع أبادا عان الادروز العااملين فاي جاي‬
‫الاادفاع اإلساارائيلي وعاان بحئهاام معااه فااي حروبااه ضااد المساالمين وعاان معاااملتهم‬
‫للمسلمين من سكان فلسطين ؟!‬
‫وكااذلك نجااد ماان الماازلفين ماان يقااف موقااف الحيااران أمااام هااذا الحقااائق كالاادكتور‬
‫مصطفى الشكعة والذي لم يستطع أن يحدد موقفا من الدروز فيقول ‪ ( :‬لقاد الحظات‬
‫أن كل طفل درزي إذا سئل عن دينه قاال ‪ :‬أناه درزي ؟ فاإذا قيال لاه ‪ :‬يعناي مسالم‬
‫اإلسحم ؟ ) (‪.)86‬‬ ‫أبدى استغرابا شديدا وكأنه لي ثمة عحقات تربط بينه وبين ِ‬
‫واإلسحم ؟‬
‫وكأني بالدكتور الشكعة ال يزال يربط بين الدرزية ِ‬
‫لهذا أقول ‪ :‬إن النتيجة التي يخرج بها الباحث في المذهب الدرزي أن هذا المذهب ال‬
‫باإلسحم والمسلمين مطلقا وأن كل مزاعم أتباع هذا المذهب عان إساحميتهم‬ ‫صلة له ِ‬
‫لاام يكاان إال تسااترا ونفاقااا أمااام المساالمين فالساارية والكتمااان عقياادة واجبااة عناادهم‬

‫(‪ )85‬محمد على الزعبي ‪ :‬الدروز ظاهرهم وباطنهم ‪ ،‬ص ‪.137 – 134‬‬
‫(‪ )86‬د ‪ .‬مصطفى الشكعة ‪ :‬إسالم بال مذاهب ‪ ،‬ص ‪.284‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪265‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫اإلساحم وأطرحاوا‬ ‫فهزالء – كما يقول الشيخ محماد أباو زهارة ‪ ( :‬قاد خلعا وا ربقاة ِ‬
‫معانيه ولم يبقوا ألنفسهم إال االسم يتسترون به عن حقيقتهم ) (‪.)87‬‬
‫اإلسحم عن الدروز منذ زمن ظهورهم ولم يعاملهم أهل‬ ‫وهذا الشيء قد عرفه علماء ٍ‬
‫قال ابن عابدين في حاشيته عن حكم القاضى الدرزي ‪:‬‬ ‫اإلسحم إال على هذا األسا‬
‫ِ‬
‫( ظهر من كحمهم حكم القاضي المنصوب في بحد الدروز في القطر الشاامي ويكاون‬
‫درزيا ويكون نصرانيا فكل منهما ال يصح حكماه علاى المسالمين فاإن الادرزي ال‬
‫ملة له كالمنافق والزنديق وإن سمى نفسه مسالما وقاد أفتا ى فاي ( الخيرياة ) بأناه ال‬
‫تقبل شهادته على المسلم ) (‪.)88‬‬
‫وعن شهادة الدرزي يقول أيضا في تكملة حاشية ابن عابادين ‪ ( :‬واختلفاوا فاي شاهادة‬
‫مرتد على مثله واألصح عدم قبولها بحال ‪ ...‬ويلحق به الدرزي كما أفتاى باه الخيار‬
‫الرملي والعحمة علي أفندي المراددي في رساالة ( أقاوال األئماة العالناة فاي أحكاام‬
‫الدروز والتيامنة ) قال العحمة السيد محمود أفندي حمازة مفتاي دمشاق فاي فتاواا فاي‬
‫جواب سزال رفع إليه في شهادة أهل األهاواء المكفارة هال تقبال علاى بعضاهم ساواء‬
‫كانوا متفقين في االعتقاد أم مختلفين وسواء كانوا أهل كتاب أم ال ؟‬
‫فكتب حفظه هللا تعالى جوابا حاصله بعد ذكر النقول والتفصيل ‪ :‬وأماا شاهادة الكفا ار‬
‫الذين ال يقرون ما هم علياه مان العقيادة كأهال األهاواء المكفارة والمناافقين والباطنياة‬
‫والزنادقة والمجو والدروز والتيامنة والنصيرية والمرتدين فاح تقبال شاهادتهم علاى‬
‫أحد سواء كان مثلهم في االعتقاد أو مخالفا لهم لعدم واليتهم ) (‪.)89‬‬
‫وفي النصف األول من شهر آب عام ‪ 1973‬وقع في جبل الدروز في سوريا طاحق‬
‫ما بين سني وسنية من سكانه وطلاب محاامي الازوج شاهودا مان الادروز فارفض‬
‫قاضي الشرع وعلل الرفض بقوله ‪ :‬ال يحاق لادرزي أن يشاهد فاي قضاية ساني علاى‬
‫اعتبار أن الدروز ليسوا إسحما ) (‪. )90‬‬
‫وكذلك وجه السزال التالي إلاى رئاي المحكماة الشا رعية العلياا – فاي ساورية الشايخ‬
‫محمد علي األني ‪ :‬ما قول السادة الفقهاء فاي رجال مسالم وتاوفي وتارك أخاا درزياا‬
‫وابن أن مسلما ( سنيا ) فهال يمناع األن الادرزي مان إرث أخياه المسالم أو يعاود‬
‫إرث هذا المتوفي البن أخيه المسلم لتباين العقائاد باين الادروز والمسالمين فاي أساا‬
‫اإلرث ؟‬

‫محمد أبو زهرة ‪ :‬المذاهب اإلسالمية ‪ ،‬ص ‪.95‬‬ ‫(‪)87‬‬


‫ابن عابدين ‪ :‬حاشية ابن عابدين ‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪.299‬‬ ‫(‪)88‬‬
‫تكملة حاشية ابن عابدين ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.73‬‬ ‫(‪)89‬‬
‫فؤاد األطرش ‪ :‬الدروز مؤامرات وتاريخ وحقائق ‪ ،‬ص ‪.360‬‬ ‫(‪)90‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪266‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وكان جوابه ‪ :‬نعم إن الوارث شرعا لهذا المتوفي والحال ما ذكر هو ابن أخياه المسالم‬
‫أما أخاوا الادرزي فهاو ممناوع مان اإلرث ألن الادرزي باالنظر لعقائادهم الدينياة‬
‫المخالفة للعقائد اإلسحمية ال توارث بينهم وبين المسلمين ) (‪.)91‬‬
‫اإلسحم ابن تيمية أكثر وضوحا وبيانا عنادما سائل رحماه هللا عان الادروز‬ ‫وكان شيخ ِ‬
‫والنصيرية حيث أجاب ‪ ( :‬هزالء الدرزية والنصيرية كفاار باتفااق المسالمين ال يحال‬
‫أكل ذباائحهم وال نكاا نساائهم بال وال يقارون بالجزياة فاإنهم مرتادون عان ديان‬
‫اإلسااحم ليسااوا مساالمين وال يهااود وال نصااارى وال يقاارون بوجااوب الصا لوات‬ ‫ِ‬
‫وال يوجااب صااوم رمضااان وال وجااوب الحااج وال تحااريم مااا حاارم هللا‬ ‫الخم ا‬
‫ورسوله من الميتة والخمر وغيرهما وإن اظهروا الشهادتين مع هذا العقائد فهام كفاار‬
‫باتفاق المسلمين ‪ ...‬والدرزية هم أتبااع هشاتكين الادرزي وكاان مان ماوالي الحااكم‬
‫أرسله إلى أهل وادي تيم هللا بن ثعلبة فادعاهم إلاى إالهياة الحااكم ويسامونه البااري‬
‫العحم ويحلفون باه وهام مان اإلساماعيلية القاائلين باأن محماد بان إساماعيل نساخ‬
‫شريعة محمد بن عبد هللا وهم أعظم كفرا من الغالية يقولاون بقادم العاالم وإنكاار‬
‫اإلسحم ومحرماته وهم مان القرامطاة الباطنياة الاذين هام‬ ‫المعاد وإنكار واجباب ِ‬
‫أكفر من اليهود والنصارى ومشركي العرب وغايتهم أن يكونوا فحسفة على ماذهب‬
‫أرسطو وأمثاله أو مجوسا وقولهم مركب من قول الفحسافة والمجاو ويظهارون‬
‫التشيع نفاقا ‪ ...‬وكفر هزالء مما ال يختلف فيه المسلمون بل من شك في كفارهم فهاو‬
‫كافر مثلهم ال هم بمنزلة أهل الكتااب وال المشاركين بال هام الكفارة الضاالون فاح‬
‫يبا أكل طعامهم وتسبى نسازهم وتزخذ أموالهم فاإنهم زنادقاة مرتادون ال تقبال‬
‫توبتهم بل يقتلون أينما ثقفوا ويلعنون كما وصفوا وال يجوز استخدامهم للحراساة‬
‫والبوابة والحفاظ ويجب قتل علمائهم وصلحائهم لئح يضالوا غيارهم ويحارم الناوم‬
‫معهم فاي بياوتهم ورفقاتهم والمشاي معهام وتشاييع جناائزهم إذا علماوا موتهاا‬
‫ويحرم على والة أمور المسلمين إضاعة أمر هللا مان إقاماة الحادود علايهم باأي شايء‬
‫يراا المقيم وال المقام عليه ) (‪.)92‬‬
‫ويتحاادث بتفصاايل أكثاار عاان حكاام معا املتهم فيقااول ‪ ( :‬وال يجااوز دفاانهم فااي مقااابر‬
‫المسلمين وال يصلي على من مات منهم فإن هللا سابحانه وتعاالى نهاى نبياه ^ عان‬
‫الصحة على المنافقين كعبد هللا بن أبي ونحاوا وكاانوا يتظااهرون بالصاحة والزكااة‬
‫اإلساحم لكان يسارون‬ ‫والصيام والجهاد مع المسلمين وال يظهرون مقالة تخالف دين ِ‬
‫واإللحاد ‪.‬‬
‫ذلك ‪ ...‬فكيف بهزالء الذين هم مع الزندقة والنفاق يظهرون الكفر ِ‬

‫(‪ )91‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.362‬‬


‫(‪ )92‬ابن تيمية ‪ :‬فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ ،‬ج ‪ ، 35‬ص ‪.162 – 161‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪267‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وأما استخدام مثل هزالء في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جندهم فإنه مان الكباائر‬
‫وهو بمنزلة من يساتخدم الاذئاب لرعاي الغانم فاإنهم أغا الناا للمسالمين ولاوالة‬
‫أمورهم وهم أحر النا على فساد المملكة والدولة ‪ ...‬وعلى تسليم الحصون إلى‬
‫عدو المسلمين وعلى إفساد الجند على ولي األمر وإخراجهم عن طاعتاه والواجاب‬
‫على والة األمور قطعهم من دواوين المقاتلة فح يتركون في ثغر وال في غير ثغار‬
‫فإن ضررهم في الثغر أشد ‪.‬‬
‫وإذا أظهروا التوبة ففي قبولها منهم نزاع باين العلمااء فمان قبال تاوبتهم إذا التزماوا‬
‫اإلسحم أقر أموالهم عليهم ومن لم يقبلها لام تنقال إلاى ورثاتهم مان جنساهم‬ ‫شريعة ِ‬
‫فإن مالهم يكون فيئا لبيت المال لكان هازالء إذا أخاذوا فاإنهم يظهارون التوباة ألن‬
‫أصل مذهبهم التقية وكتماان أمارهم وفايهم مان يعارف وفايهم مان قاد ال يعارف‬
‫فالطريق في ذلك أن يحتاط في أمرهم فح يتركون مجتمعين وال يمكنون مان حمال‬
‫اإلساحم مان الصالوات‬ ‫السح وال أن يكونوا من المقاتلاة ويلزماون فاي شارائع ِ‬
‫اإلسحم ‪...‬‬
‫وقراءة القرآن ويترك بينهم من يعلمهم دين ِ‬ ‫الخم‬
‫وال ريب أن جهاد هزالء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعاات وأكثار الواجباات‬
‫وهو أفضل من جهاد من ال يقاتل المسلمين من المشاركين وأهال الكتااب فاإن جهااد‬
‫هزالء من جن جهاد المرتدين والصديق وسائر الصحابة بدأوا بجهاد المرتدين قبل‬
‫جهاد الكفار من أهل الكتاب فإن جهاد هزالء حفظ لما فتح من بحد المسلمين ‪.‬‬
‫ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ماا يقادر علياه مان الواجاب ‪ .‬فاح يحال‬
‫ألحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم بال يفشا يها ويظهرهاا ليعارف المسالمون حقيقاة‬
‫حالهم ‪ ...‬والمعاون في كف شرهم وهدايتهم بحسب اإلمكان له من األجر والثاواب ماا‬
‫ال يعلمه إال هللا تعالى فإن المقصود بالقصد األول هو هدايتهم ) (‪.)93‬‬
‫وقد طبق ابن تيمية ذلك عمليا وكان من السباقين لمقاتلة هزالء يروي ابن كثير في‬
‫تاريخه عن حوادث سنة ‪ 699‬ها ماا يلاي ‪ ( :‬وفاي ياوم الجمعاة العشارين مان شاوال‬
‫ركب نائاب السالطنة جماال الادين آقاو األفارم فاي جاي دمشاق إلاى جباال الجارد‬
‫وكسااروان وخاارج الشاايخ تقااي الاادين باان تيميااة ومعااه خلااق كثياار ماان المتطوعااة‬
‫والحوارنة لقتال أهل تلك الناحية بسبب فسااد نياتهم وعقائادهم وكفارهم وضاحلهم‬
‫وما كانوا عاملوا به العساكر لما كسرهم التتر وهربوا حين اجتازوا ببحد لهام وثباوا‬
‫عليها ونهبوهم وأخذوا أسلحتهم وخيولهم وقتلوا كثيرا منهم فلما وصلوا إلى بحدهم‬
‫جاء رزسازهم إلى الشيخ تقي الدين بان تيمياة فاساتتابهم وباين للكثيار مانهم الصاواب‬
‫وحصل بذلك خير كثير وانتصار كبير على أولئك المفسدين والتزموا برد ما كانوا‬
‫وقاارر علاايهم أمااواال كثياارة يحملونهااا إلااى بياات المااال‬ ‫أخااذوا ماان أمااوال الجااي‬

‫(‪ )93‬ابن تيمية ‪ :‬فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ ،‬ج ‪ ، 35‬ص ‪.160 – 155‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪268‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫وأقطعت أراضايهم وضاياعهم ولام يكوناوا قبال ذلاك يادخلون فاي طاعاة الجناد وال‬
‫يلتزمون أحكام الملة وال يدينون دين الحق وال يحرماون ماا حارم هللا ورساوله ‪...‬‬
‫وفي سانة ‪ 704‬ها ا عااد ابان تيمياة رحماه هللا إلاى مقاتلاة هازالء ومعاه جماعاة مان‬
‫أصحابه إلى جبل الجرد والكسروانيين ومعه نقياب األشاراف ورجاع مزيادا ناصارا )‬
‫(‪.)94‬‬
‫وفي فضائح الباطنية يتحادث أباو حاماد الغزالاي عان ارتاداد الباطنياة جميعاا وعان‬
‫حكمهم وحكم توبتهم فيقول ‪:‬‬
‫(( والقول الوجيز فيه أناه يسالك بهام مسالك المرتادين فاي النظار إلاى الادم والماال‬
‫والنكا والذبيحة ونفوذ األقضية وقضاء العبادات ‪ ...‬فإن قيل ‪ :‬ولماذا حكمتم بإلحااقهم‬
‫بالمرتدين والمرتد من التزم بالدين الحق وتطوقه ثام نازع عناه مرتادا ومنكارا لاه‬
‫وهزالء لم يلزموا الحق قط بال وقاع نشاوزهم علاى هاذا المعتقاد – فهاح ألحقتماوهم‬
‫بالكافر األصلي ‪ -‬؟ قلنا ‪ :‬ما ذكرناا واضاح فاي الاذين انتحلاوا أدياانهم وتحولاوا إليهاا‬
‫معتقدين لها بعد اعتقاد نقيضاها أو بعاد االنفكااك عنهاا ‪ .‬وأماا الاذين نشاأوا علاى هاذا‬
‫المعتقد سماعا من آبائهم فهم أوالد المرتدين ألن آبائهم وآبااء آباائهم الباد أن يفارض‬
‫في حقهم تنحل هذا الدين بعد االنفكاك عنه فإنه لي معتقادا يساتند إلاى نباي وكتااب‬
‫منزل كاعتقاد اليهود والنصارى بل هي البدع المحدثة من جهة طوائف مان الملحادة‬
‫والزنادقة في هذا األعصار القريبة المتراخياة وحكام الزناديق أيضاا حكام المرتاد ال‬
‫يفارقه في شيء أصاح ‪ ...‬وقاد ألحقناا هازالء بالمرتادين فاي ساائر األحكاام وقباول‬
‫التوبة من المرتد البد منه بال األولاى أال يباادر إلاى قتلاه إال بعاد اساتتابته وعارض‬
‫اإلسحم عليه وترغيبه فيه ‪ .‬وأما توبة الباطنية وكل زنديق مساتتر باالكفر يارى التقياة‬ ‫ِ‬
‫دينا ويعتقد النفاق واطهار خحف المعتقد عند استشعار الخوف حقا ففي هذا خحف‬
‫بين العلماء ‪ .‬ذهب ذاهبون إلى قبولها لقوله ^ ( أمرت أن أقاتل النا حتى يقولوا ال‬
‫إله إال هللا فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إال بحقها ) (‪ )95‬وألن الشارع‬
‫إنما بني الدين على الظاهر فنحن ال نحكم إال بالظاهر وهللا يتولى السرائر ‪...‬‬
‫وذهب ذاهبون إلى أنه ال تقبل توبتاه وزعماوا أن هاذا البااب لاو فاتح لام يكان حسام‬
‫مادتهم وقمع غائلتهم فإن مان سار عقيادتهم التادين بالتقياة واالستسارار باالكفر عناد‬
‫استشعار الخوف ‪ .‬فلو سلكنا هذا المسلك لم يعجزوا عان النطاق بكلماة الحاق وإظهاار‬
‫التوبة عند الظفر بهم فيلهجون بذلك مظهرين ويستهزئون بأهل الحاق مضامرين ‪...‬‬
‫ولكن أبو حامد الغزالي يقسم هزالء إلى ثالثة أقسام ‪:‬‬

‫(‪ )94‬ابن كثير ‪ :‬البداية والنهاية ج ‪ 14‬ص ‪.35 ، 12‬‬


‫(‪ )95‬رواه البخاري ومسلم في الصحيحين وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه في‬
‫السنن انظر فضائح الباطنية ‪ ،‬ص ‪.160‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪269‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الحالة األولى ‪ :‬أن يتسارع إلى إظهاار التوباة واحاد مانهم مان غيار قتاال وال إرهااق‬
‫واضطرار ولكن على سبيل اإليثار واالختياار متبرعاا باه ابتاداء مان غيار خاوف‬
‫واستشعار هذا ينبغي أن يقطع بقبول توبته ‪...‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬الذي يسلم تحت ظحل السيوف ولكنه من جملاة عاوامهم وجهاالهم‬
‫ال من جملة دعاتهم وضحلهم فهذا أيضا تقبل توبته فمان لام يكان مترشاحا للادعوة‬
‫فضرر كفرا مقصور عليه في نفسه ‪...‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬أن نظفر بواحد من دعاتهم ممن يعرف منه أنه يعتقاد بطاحن مذهباه‬
‫ولكنه ينتحله غير معتقد له ليتوصل إلى استمالة الخلق وصرف وجاوههم إلاى نفساه‬
‫طلبا للرياسة وطمعا في حطام الدنيا – هذا هاو الاذي يتقاى شارا ‪ .‬واألمار فياه مناوط‬
‫اإلمام ليححظ قرائن أحوالاه ويتفار مان ظااهرا فاي باطناه ويساتبين أن ماا‬ ‫برأي ِ‬
‫ذكرا يكون إذعانا للحق واعترافا به بعد التحقق والكشف أو هاو نفااق وتقياة وفاي‬
‫اإلماام قتلاه ال محالاة وال أن‬
‫قرائن األحوال ما يادل علياه ‪ .‬واألولاى أال يوجاب علاى ِ‬
‫يحرم قتله بل يفوض إلى اجتهادا ) (‪.)96‬‬
‫اإلساحم لتاركهم عباادة هللا تعاالى‬ ‫وواضح بعد هذا أن هازالء القاوم مرتادون عان ِ‬
‫اإلسحم ولكن البد لنا بعد هذا من أن نطالب بأن يعمال علاى نشار‬ ‫وإنكارهم فرائض ِ‬
‫اإلسحم بين صفوف الدروز وأن يحاال بيانهم وباين مشاايخهم أو عقاالهم الاذين ال‬ ‫ِ‬
‫اإلنسااني فتازول باذلك‬ ‫يزالون يصرون على هذا الضحالت السخيفة المهيناة للعقال ِ‬
‫الغشاوة عن األعين وفي ذلك يقول الشيخ محمد رشيد رضا ‪.‬‬
‫(( والجدل معهم عبث فإنه ال قانون في دينهم لحستدالل ‪ ...‬على أن العارفين بالادين‬
‫ماانهم قليلااون وهاام الااذين ياادعونهم العقااال وقااد رأينااا ماان المتعلمااين علااى الطريقااة‬
‫اإلساحمية فاي قاومهم‬ ‫العصرية ومن أهل البصيرة النباهة من يتمنون نشر التعاليم ِ‬
‫ولو وجد للمسلمين نهضة للتعليم ورقي في العلم واالجتماع لسهل علايهم جاذب معظام‬
‫هذا الطائفة في زمن يسير ) (‪.)97‬‬
‫وفي نهاية هذا البحاث أرجاو هللا أن أكاون قاد وفقات فاي عرضا ي لعقيادة الادروز‬
‫والتي لم يكن قصدي منها إال بياان الحقيقاة عان قاوم ال يزالاون لاشن يعيشاون باين‬
‫اإلساحم مسالمين بسابب الجهال فاي‬ ‫ظهراني المسلمين ويعتبرهم الكثيار مان أهال ِ‬
‫حقيقتهم وأيضا بسبب كتمانهم وتسترهم على عقيدتهم وإظهار أنفسهم كأنهم ماذهب‬
‫اإلسحم لذا رأيت من واجبي أن أظهر حقيقة هزالء أمام المسلمين ليتباين‬ ‫من مذاهب ِ‬
‫لنا الحق من الباطل ‪.‬‬

‫(‪ )96‬محمد رشيد رضا ‪ :‬فتاوي اإلمام محمد رشيد رضا ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص‪.‬‬
‫(‪ )97‬محمد رشيد رضا ‪ :‬فتاوي اإلمام محمد رشيد رضا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.276‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪270‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫راجيا هللا أن يوفقنا جميعاا إلاى رزياة الحاق حقاا ويرزقناا اتباعاه والباطال بااطح‬
‫ويرزقنا اجتنابه ‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين ‪.‬‬
‫*****‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪271‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫المراجع والمصادر‬
‫‪ .1‬ابن األثير – علي‬
‫الكامل في التاريخ ‪ /‬دار صادر – بيروت ‪ 1966‬م ‪.‬‬
‫‪ .2‬ابن تيمية – أحمد‬
‫اإلسحم ابن تيمية – الرياض سنة ‪ 1381‬ها ‪.‬‬ ‫فتاوي شيخ ِ‬
‫‪ .3‬ابن الجوزي – عبد الرحمن‬
‫المنتظم في تاريخ الملوك واألمم ‪ /‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ .4‬ابن الجوزي – عبد الرحمن‬
‫اإلسحمي – بيروت ‪1968‬‬ ‫القرامطة ‪ /‬تحقيق محمد الصباغ – المكتب ِ‬
‫م‬
‫‪ .5‬ابن الجوزي – عبد الرحمن‬
‫تلبي إبلي ‪ /‬دار الكتب العلمية – بيروت ‪.‬‬
‫‪ .6‬ابن تغرى بردى – يوسف‬
‫النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ‪ /‬وزارة الثقافة المصرية‬
‫‪ .7‬ابن حزم – علي بن أحمد‬
‫الفصل في الملل واألهواء والنحل ‪ /‬دار المعرفة – بيروت ‪.‬‬
‫‪ .8‬ابن عابدين‬
‫حاشية ابن عابدين – دار إحياء التراث – بيروت ‪.‬‬
‫‪ .9‬ابن خلكان‬
‫وفيات األعيان وأنباء أبناء زمان ‪ /‬دار صادر – بيروت ‪ 1968‬م ‪.‬‬
‫ابن كثير – أبو الفداء‬ ‫‪.10‬‬
‫البداية والنهاية – مكتبة المعارف – بيروت ‪ 1977‬م ‪.‬‬
‫ابن منظور – أبو الفضل‬ ‫‪.11‬‬
‫لسان العرب – دار صادر ودار بيروت – بيروت‪ 1956‬م ‪.‬‬
‫أبو إسماعيل – سليم‬ ‫‪.12‬‬
‫الدروز – وجودهم ومذهبهم وتوطنهم ‪.‬‬
‫أبو زهرة – محمد‬ ‫‪.13‬‬
‫المذاهب اإلسحمية ‪ /‬مكتبة اآلداب – القاهرة ‪.‬‬
‫أبو شقرا – يوسف ‪:‬‬ ‫‪.14‬‬
‫الحركات في لبنان إلى عهد المتصرفية ‪ /‬مطبعة االتحاد – بيروت ‪.‬‬
‫أبو صالح – د ‪ .‬عبا أبو صالح ود ‪ .‬سامي مكارم‬ ‫‪.15‬‬
‫تاااريخ الموحاادين الاادروز السياسااي فااي المشاارق العربااي –‬
‫واإلنماء ‪.‬‬
‫منشورات المجل الدرزي للبحوث ِ‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪272‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫أبو مصلح – حافظ‬ ‫‪.16‬‬


‫واقااع الاادروز – معتقااداتهم خلااواتهم أدبااازهم – المكتبااة الحديثااة ‪/‬‬
‫بيروت ‪.‬‬
‫أخوان الصفا‬ ‫‪.17‬‬
‫رسااائل أخااوان الصاافا وخااحن الوفاااء ‪ /‬تحقيااق خياار الاادين الزركلااي ‪/‬‬
‫المكتبة التجارية بمصر ‪ 1928‬م ‪.‬‬
‫األطر – فزاد‬ ‫‪.18‬‬
‫الدروز – مزامرات وتاريخ وحقائق‬
‫ابن العماد الحنبلي‬ ‫‪.19‬‬
‫شذرات الذهب في أخبار من ذهب ‪ /‬المكتب التجاري – بيروت ‪.‬‬
‫بدوي – عبد الرحمن‬ ‫‪.20‬‬
‫اإلسحميين ‪ /‬دار العلم للمحيين – بيروت ‪ 1973‬م ‪.‬‬ ‫مذاهب ِ‬
‫البغدادي – عبد القاهر‬ ‫‪.21‬‬
‫الفرق بين الفرق ‪ /‬دار اآلفاق الجديدة – بيروت ‪ 1978‬م ‪.‬‬
‫البهي – محمد‬ ‫‪.22‬‬
‫اإلسااحمي ‪ /‬دار الكاتااب العربااي‬ ‫الجانااب األلهااي فااي التفكياار ِ‬
‫بالقاهرة ‪ 1967‬م ‪.‬‬
‫بوردو – بول هنري‬ ‫‪.23‬‬
‫أمياارة بابليااة لاادى الاادروز – تعريااب ميشاايل سااليم كمياادر – المطبعااة‬
‫العصرية بالفجالة بمصر ‪ 1931‬م ‪.‬‬
‫البوطي – محمد سعيد رمضان‬ ‫‪.24‬‬
‫كبرى اليقينات الكونية ‪ /‬دار الفكر – بيروت ‪ 1388‬ها ‪.‬‬
‫البشبيشي – محمود‬ ‫‪.25‬‬
‫الفرق اإلسحمية ‪ /‬المكتبة التجارية بمصر ‪ 1932‬م ‪.‬‬
‫تامر – عارف‬ ‫‪.26‬‬
‫القرامطة – دار مكتبة الحياة ‪ /‬بيروت ‪.‬‬
‫ثابت – كريم خليل‬ ‫‪.27‬‬
‫الدروز والثورة السورية وسيرة سلطان باشا األطر ‪.‬‬
‫جمال الدين – محمد السعيد‬ ‫‪.28‬‬
‫دولة اإلسماعيلية في إيران ‪ /‬مزسسة سجل العرب بالقاهرة ‪ 1975‬م ‪.‬‬
‫جنبحط – كمال‬ ‫‪.29‬‬
‫المصحف المنفرد بذاته – طبعة بيروت ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪273‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫جنبحط – كمال‬ ‫‪.30‬‬


‫هذا وصيتي – مزسسة الوطن العربي ‪ /‬باري ‪ 1978‬م ‪.‬‬
‫جلي – د ‪ .‬أحمد محمد أحمد‬ ‫‪.31‬‬
‫دراسة عان الفارق فاي تااريخ المسالمين ( الخاوارج والشاعية ) مركاز‬
‫اإلسحمية ‪ /‬الرياض ‪ 1986‬م ‪ 1406 /‬ها ‪.‬‬ ‫الملك فيصل للبحوث والدراسات ِ‬
‫الجندي – أنور‬ ‫‪.32‬‬
‫اإلسحم والفلسفيات القديمة ‪ /‬دار االعتصام بالقاهرة ‪.‬‬
‫الجندي – أنور‬ ‫‪.33‬‬
‫اإلسحم ‪ /‬دار االعتصام بالقاهرة ‪.‬‬ ‫المزامرة على ِ‬
‫حبنكة – عبد الرحمن حسن‬ ‫‪.34‬‬
‫العقيدة اإلسحمية وأسسها ‪ /‬دار القلم – دمشق ‪ 1979‬م ‪.‬‬
‫حتي – فيليب‬ ‫‪.35‬‬
‫لبنان في التاريخ – ترجمة الدكتور أناي فريحاة دار الثقافاة – بياروت‬
‫‪ 1959‬م ‪.‬‬
‫حسن – حسن إبراهيم وطه أحمد شرف‬ ‫‪.36‬‬
‫عبيااد هللا المهاادي إمااام الشاايعة اإلسااماعيلية ‪ /‬مكتبااة النضااهة‬
‫المصرية بالقاهرة ‪ 1947‬م ‪.‬‬
‫حسن – حسن إبراهيم‬ ‫‪.37‬‬
‫تاريخ اإلساحم السياساي والاديني واالجتمااعي ‪ /‬مكتباة النهضاة‬
‫المصرية ‪.‬‬
‫حسين – محمد كامل‬ ‫‪.38‬‬
‫طائفة اإلسماعيلية ‪ /‬مكتبة النهضة المصرية – القاهرة ‪ 1959‬م ‪.‬‬
‫حسين – محمد كامل‬ ‫‪.39‬‬
‫طائفة الدروز – تاريخها وعقائدها ‪ /‬دار المعارف بمصر ‪ 1962‬م ‪.‬‬
‫الحلبي – رزق حسونة‬ ‫‪.40‬‬
‫حسر اللثام عان اإلساحم ‪ /‬مخطاوط فاي الجامعاة اليساوعية فاي‬
‫بيروت رقم ‪ / 697‬ويوجد شريط عنه فاي الجامعاة األردنياة ‪ /‬مركاز الوثاائق‬
‫والمخطوطات رقم ‪. 749‬‬
‫الحموي – ياقوت‬ ‫‪.41‬‬
‫معجم البلدان ‪ /‬دار صادر ‪ 1968‬م بيروت ‪.‬‬
‫الحميري – محمد بن عبد المنعم‬ ‫‪.42‬‬
‫الروض المعطار في خبر األقطار – تحقيق د ‪ .‬إحسان عباا ‪/‬‬
‫مكتبة لبنان ‪ 1975‬م ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪274‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫حوى – سعيد‬ ‫‪.43‬‬


‫اإلسحم – بيروت ‪.‬‬
‫الخطيب – عبد الكريم‬ ‫‪.44‬‬
‫هللا – ذاتا وموضوعا ‪ /‬دار المعرفة – بيروت ‪ 1975‬م ‪.‬‬
‫الخطيب – د ‪ .‬محمد أحمد‬ ‫‪.45‬‬
‫الحركات الباطنية في العاالم اإلساحمي – عقائادها وحكام اإلساحم فيهاا‬
‫مكتبة األقصى ‪ /‬عمان وعالم الكتب ‪ /‬الرياض ‪ 1404‬ها ‪ 1984 /‬م ‪.‬‬
‫دروز – رسائل‬ ‫‪.46‬‬
‫بعض رسائل الدروز ‪ /‬المطبوعة على استانسل وموجودة فاي‬
‫مكتبة الشيخ علي آل ثاني في الدوحة بقطر رقم ‪. 758‬‬
‫دروز – رسائل‬ ‫‪.47‬‬
‫بعض رسائل الدروز ‪ /‬المطبوعة على استانسل وموجودة فاي‬
‫مكتبة الشيخ علي آل ثاني في الدوحة بقطر رقم ‪. 758‬‬
‫دروز – رسائل‬ ‫‪.48‬‬
‫بعض رسائل الدروز ورد شيخ اإلسحم وغيرا عليهم ‪ /‬مخطوط‬
‫اإلفتاء – تحات رقام ‪. 86 / 252‬‬ ‫في المكتبة السعودية بالرياض – مكتبة دار ِ‬

‫دروز – رسائل‬ ‫‪.49‬‬


‫رسائل الدروز ‪ /‬مخطوطات في جامعاة شايكاغو تحات األرقاام‬
‫التالية ‪ – 3745 3744 3741 3740 3736‬ويوجد أشارطة أفاحم‬
‫عنها في الجامعة األردنية ‪ /‬مركز الوثاائق والمخطوطاات وأرقامهاا فياه علاى‬
‫التوالي ‪. 29 27 :‬‬
‫دروز – رسائل‬ ‫‪.50‬‬
‫رسائل الدروز ‪ /‬مخطوطاات فاي جامعاة برنساتون – مجموعاة‬
‫جاريااات تحااات األرقاااام التالياااة ‪ 1614 1618 :‬ب ‪1612 395‬‬
‫ويوجد أشرطة أفحم عنها في الجامعة األردنية ‪ /‬مركز الوثاائق والمخطوطاات‬
‫وأرقامها فيه على التوالي ‪. 135 132 133 :‬‬
‫دروز – رسائل‬ ‫‪.51‬‬
‫رسااائل الاادروز ‪ /‬مخطوطااات فااي جامعااة يياال – مجموعااة‬
‫ساااالزبوري تحااات األرقاااام التالياااة ‪ – 46 47 14 45 :‬ومجموعاااة‬
‫العربي تحت رقم ‪ 64 :‬ومجموعة الندبيرن تحت رقم ‪ – 733‬ويوجد أشارطة‬
‫أفحم عنها ف الجامعة األردنية ‪ /‬مركز الوثائق والمخطوطاات وأرقامهاا علاى‬
‫التوالي ‪. 19 2 1 :‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪275‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫دروز – رسائل‬ ‫‪.52‬‬


‫رسائل الدروز ‪ /‬مخطوطاات فاي جامعاة أكسافورد – مجموعاة‬
‫بااودلي – مكتبااة بودليااان تحاات األرقااام التاليااة ‪ 398 454 :‬ومجموعااة‬
‫مارت تحت رقم ‪ 221 :‬ويوجد أشرطة أفحم عنهاا فاي الجامعاة األردنياة ‪/‬‬
‫مركز الوثائق والمخطوطات وأرقامها على التوالي ‪. 563 562 530 :‬‬
‫دروز – رسائل‬ ‫‪.53‬‬
‫رسااائل الاادروز ‪ /‬مخطااوط فااي جامعااة كولومبيااا – مجموعااة‬
‫سميث – تحت رقم ‪ 20‬ويوجد شريط فيلم عنه في الجامعة األردنية ‪ /‬مركاز‬
‫الوثائق والمخطوطات تحت رقم ‪. 411‬‬
‫دروز – رسائل‬ ‫‪.54‬‬
‫رسائل الدروز ‪ /‬مخطوطتان في الجامعاة األمريكياة ببياروت –‬
‫تحت األرقام التالية ‪ 1 205 :‬ويوجاد شاريطي فايلم‬ ‫مكتبة القدي بول‬
‫عنهمااا فااي الجامعااة األردنيااة ‪ /‬مركااز الوثااائق والمخطوطااات تحاات الاارقمين‬
‫‪. 718 715‬‬ ‫التاليين ‪.‬‬
‫دروز – مصحف الدروز ‪:‬‬ ‫‪.55‬‬
‫مخطوط في مكتبة أحد األشخا ببيروت ‪.‬‬
‫الدسوقي – عمر‬ ‫‪.56‬‬
‫أخوان الصفاء ‪ /‬دار إحياء الكتب العربية ‪ /‬القاهرة ‪ 1947‬م ‪.‬‬
‫دعاء – سيدنا الشيخ الفاضل‬ ‫‪.57‬‬
‫دعاء سيدنا الشيخ الفاضل من أدعية الدروز ويوجد مخطوط يد عنه‬
‫في مكتبة أحد األشخا ببيروت مع مجموعة رسائل للدروز ‪.‬‬
‫الرازي – فخر الدين‬ ‫‪.58‬‬
‫اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ‪ /‬مكتبة النهضة المصرية بالقااهرة‬
‫‪ 1938‬م ‪.‬‬
‫رضا – محمد رشيد‬ ‫‪.59‬‬
‫فتاوي اإلمام محمد رشيد رضا – تحقيا ق د ‪ .‬صاح الادين المنجاد دار‬
‫الكتاب الجديد – بيروت ‪ 1970‬م ‪.‬‬
‫الزركلي – خير الدين‬ ‫‪.60‬‬
‫األعحم – قامو وتراجم ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪.‬‬
‫الزعبي – محمد علي الزعبي‬ ‫‪.61‬‬
‫الدروز – ظاهرهم وباطنهم ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪276‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الزعبي – محمد علي الزعبي وعلي ريعور‬ ‫‪.62‬‬


‫البوذية وتأثيرها فاي الفكار والفارق اإلساحمية المتطرفاة‬
‫قدم له كمال جنبحط مطبعة اإلنصاف – بيروت ‪ 1964‬م ‪.‬‬
‫السيوطي – جحل الدين‬ ‫‪.63‬‬
‫حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقااهرة – دار إحيااء الكتاب‬
‫العربي القاهرة ‪ 1967‬م ‪.‬‬
‫شاكر – محمود‬ ‫‪.64‬‬
‫القرامطة – المكتب اإلسحمي – بيروت ‪ 1979‬م ‪.‬‬
‫الشكعة – مصطفى‬ ‫‪.65‬‬
‫إسحم بح مذاهب ‪ /‬الدار المصرية للطباعة – بيروت ‪.‬‬
‫شلبي – أحمد‬ ‫‪.66‬‬
‫التاريخ اإلساحمي والحضاارة اإلساحمية ‪ /‬مكتباة النهضاة المصارية –‬
‫القاهرة‬
‫الشنتاوي – أحمد ورفاقه ( ترجمة )‬ ‫‪.67‬‬
‫دائرة المعارف اإلسحمية ‪ /‬وزارة المعارف العمومية – القااهرة‬
‫‪.‬‬
‫الشهرستاني – محمد‬ ‫‪.68‬‬
‫الملل والنحل – دار المعرفة – بيروت ‪.‬‬
‫صالح – حسن عبد الحميد‬ ‫‪.69‬‬
‫أبو الطاهر السلفي ‪ /‬المكتب اإلسحمي – بيروت ‪.‬‬
‫الصغير – سعيد‬ ‫‪.70‬‬
‫بنو معروف ( الدروز ) في التاريخ ‪ /‬مطبعاة االتقاان – بياروت‬
‫‪ 1374‬ها‬
‫طليع – أمين‬ ‫‪.71‬‬
‫أصل الموحدين الدروز وأصولهم قدم له الشيخ محمد أباو شاقرا شايخ‬
‫عقل الدروز – دار األندل – بيروت ‪ 1961‬م ‪.‬‬
‫العجلوني – إسماعيل‬ ‫‪.72‬‬
‫كشف الخفااء ومزيال األلباا عماا اشاتهر مان األحادياث علاى‬
‫ألسنة النا دار إحيار التراث العربي – بيروت ‪.‬‬
‫عطية – أحمد‬ ‫‪.73‬‬
‫القامو اإلسحمي ‪ /‬مكتبة النهضة المصارية ‪ /‬القااهرة ‪1966‬‬
‫م‪.‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪277‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫العصامي المكي – عبد الملك‬ ‫‪.74‬‬


‫سمط النجوم العوالي في أبناء األوائل والتوالي ‪ /‬المطبعة السلفية‬
‫– القاهرة ‪ 1379‬ها ‪.‬‬
‫عنان – محمد عبد هللا‬ ‫‪.75‬‬
‫الحاكم بأمر هللا وأسرار الدعوة الفاطمية ‪ /‬دار النشر الحديث – القااهرة‬
‫‪ 1937‬م‬
‫غالب – مصطفى‬ ‫‪.76‬‬
‫الحركات الباطنية في اإلسحم ‪ /‬دار الكاتب العربي – بيروت ‪.‬‬
‫الغزالي – أبو حامد‬ ‫‪.77‬‬
‫فضائح الباطنية – تحقيق د ‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ /‬مزسساة دار‬
‫الكتب الثقافية – الكويت ‪.‬‬
‫الفوزان – أحمد‬ ‫‪.78‬‬
‫أضواء على العقيدة الدرزية – ‪ 1979‬م ‪.‬‬
‫فياض – زيد بن عبد العزيز‬ ‫‪.79‬‬
‫حلقات حقيقة الدروز بمجلتي ‪.‬‬
‫أ – المنهاال جاازء ‪ 3‬مجلااد ‪ 20‬شااهر ربيااع ثاااني ‪ 1379‬هااا ‪.‬‬
‫ب – راية اإلسحم ‪ 11 10 9 8‬سنة أولاى‬
‫‪ 1380‬ها و ‪ 2 1‬سنة ثانية ‪ 1381‬ها ‪.‬‬
‫القرماني – أحمد‬ ‫‪.80‬‬
‫أخبار الدول وآثار األول في التاريخ ‪ /‬عالم الكتب – بيروت ‪.‬‬
‫القلقشندي – أحمد‬ ‫‪.81‬‬
‫صبح األعشى في صناعة اإلنشا ‪ /‬المزسسة المصرية العامة – القااهرة‬
‫‪.‬‬
‫كرد علي – محمد‬ ‫‪.82‬‬
‫خطط الشام ‪ /‬دار العلم للمحيين – بيروت ‪ 1969‬م ‪.‬‬
‫‪ .83‬كوثراني – د ‪ .‬وجيه‬
‫بحد الشام ‪ /‬الساكان اإلقتصااد والسياساة الفرنساية فاي مطلاع القارن‬
‫العشرين ‪ .‬معهد اإلنماء العربي ‪ /‬الطبعة الثانية ‪ 1984‬م ‪.‬‬
‫الكوثري – محمد زاهد‬ ‫‪.84‬‬
‫من عبر التاريخ ‪ /‬مكتب نشر الثقافة اإلسحمية ‪.‬‬
‫لوي – برنارد‬ ‫‪.85‬‬
‫أصول اإلسماعيلية – ترجمة خليل جلود ورفيقه ‪ /‬مكتباة المثناى‬
‫‪ /‬بغداد‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪278‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫متز – آدم‬ ‫‪.86‬‬


‫الحضارة اإلسحمية في القرن الراباع الهجاري – ترجماة محماد‬
‫أبو ريدة ‪ /‬مكتبة الخانجي – القاهرة ‪ 1967‬م ‪.‬‬
‫المقدسي – عبد الرحمن‬ ‫‪.87‬‬
‫الروضتين في أخبار الدولتين ‪ /‬دار الجيل – بيروت ‪.‬‬
‫المقريزي – أحمد‬ ‫‪.88‬‬
‫الخطط المقريزية ‪ /‬دار إحياء العلوم – بيروت ‪.‬‬
‫مكارم – سامي‬ ‫‪.89‬‬
‫أضواء على مسلك التوحياد ( الدرزياة ) ‪ /‬دار صاادر –‬
‫بيروت ‪ 1966‬م‬
‫مزلف مجهول‬ ‫‪.90‬‬
‫في تقسم جبل لبنان ‪ /‬مخطاوط فاي الجامعاة األمريكياة ببياروت تحات‬
‫رقااام ‪ – 31‬ويوجاااد شاااريط عناااه فاااي الجامعاااة األردنياااة ‪ /‬مركاااز الوثاااائق‬
‫والمخطوطات رقم ‪. 699‬‬
‫مزلف مجهول‬ ‫‪.91‬‬
‫تعليم دين التوحيد ( المعروف بدين الدرزية ) ‪.‬‬
‫مزلف مجهول‬ ‫‪.92‬‬
‫رسااالة الساازال والجااواب ‪ /‬مخطااوط فااي الجامعااة األمريكيااة ببيااروت‬
‫تحت رقم ‪ – 206‬ويوجد شاريط عناه فاي الجامعاة األردنياة ‪ /‬مركاز الوثاائق‬
‫والمخطوطات رقم ‪. 715‬‬
‫مزلف مجهول‬ ‫‪.93‬‬
‫ذكر ما يجب أن يعرفه الموحد ويعتقد به ويسلك بموجبه وهو ماوجز‬
‫عن كتاب الفرايض ‪ /‬مخطوط في الجامعة األمريكية ببيروت – مكتباة القادي‬
‫باول تحاات رقاام ‪ 206‬ويوجاد شااريط عنااه فاي الجامعااة األردنيااة ‪ /‬مركااز‬
‫الوثائق والمخطوطات رقم ‪. 715‬‬
‫مزلف مجهول‬ ‫‪.94‬‬
‫مذكرة مطبوعة على اآللاة الكاتباة بعناوان ( أيهاا الادرزي عاودة إلاى‬
‫عرينك ) ‪.‬‬
‫مزلف مجهول‬ ‫‪.95‬‬
‫لبعضهم قاول وجياز ‪ /‬مخطاوط فاي الجامعاة األمريكياة‬
‫ببيروت ‪ /‬مكتبة القدي باول رقام ‪ – 206‬ويوجاد شاريط عناه فاي الجامعاة‬
‫األردنية ‪ /‬مركز الوثائق والمخطوطات رقم ‪. 715‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪279‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫مزلف مجهول‬ ‫‪.96‬‬


‫كتاب النقط والدوائر – من كتب الدروز الدينية – طبع ديودي جاانيرو‬
‫البرازيل سنة ‪ 1920‬م طبعة منير اللبابيدي ‪.‬‬
‫محمد حسين‬ ‫‪.97‬‬
‫شر الميثااق ‪ /‬مخطاوط فاي جامعاة شايكاغو رقام ‪ – 3737‬ويوجاد‬
‫شريط عنه في الجامعة األردنية ‪ /‬مركز الوثائق والمخطوطات رقم ‪. 29‬‬
‫مزلف مجهول‬ ‫‪.98‬‬
‫رسااالة فااي معرفااة ساار ديانااة الاادروز ‪ /‬مخطااوط فااي جامعااة يياال –‬
‫مجموعة سالزبوري – رقم ‪ – 91‬ويوجد شريط عناه فاي الجامعاة األردنياة ‪/‬‬
‫مركز الوثائق والمخطوطات رقم ‪. 2‬‬
‫المزيد في الدين‬ ‫‪.99‬‬
‫ديوان المزيد في الدين داعي الدعاة – تحقيق محمد كامل‬
‫حسين ‪ /‬دار الكاتب المصري – ‪ 1949‬م ‪.‬‬
‫‪ .100‬النجار – عبد هللا‬
‫مذهب الدروز والتوحيد ‪ /‬دار المعارف بمصر ‪. 1965‬‬
‫‪ .101‬وجدي – محمد فريد‬
‫دائرة معارف القرن العشرين ‪ /‬دار المعرفة – بيروت ‪ 1971‬م ‪.‬‬
‫========‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
‫‪280‬‬

‫‪ ‬كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد ‪ ‬للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬
‫‪‬‬

‫الموضوعات‬ ‫فهر‬
‫مقدمة الطبعة األولى‬
‫‪5 ..............................................................................................‬‬
‫باإلسماعيلية الباطنية ‪13 ...................................‬‬ ‫التمهيد ‪ :‬نشأة الدروز وصلتهم ِ‬
‫الباب األول ‪ :‬شخصية الحاكم بأمر هللا وأثرها في عقيدة الدروز وأشهر دعاة الدروز وآرازهم‬
‫‪.........................................................................................................‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الحاكم بأمر هللا ‪ :‬حياته وآرازا وأثرها في عقيدة الدروز ‪43‬‬
‫الفصاال الثاااني ‪ :‬تطااور المااذهب الاادرزي بعااد الحاااكم ‪..................................‬‬
‫‪87‬‬
‫الفصااااااااااال الثالاااااااااااث ‪ :‬أشاااااااااااهر دعااااااااااااة الااااااااااادروز وآرازهااااااااااام‬
‫‪117 ................................................‬‬
‫الباب الثاني ‪ :‬عقيدة الدروز والرد عليها ‪...........................................‬‬
‫‪133‬‬
‫الفصااااااااااااااااااااااااااال األول ‪ :‬عقيااااااااااااااااااااااااااادة الااااااااااااااااااااااااااادروز ‪...‬‬
‫‪134 ..................................................................‬‬
‫الفصاااااااااااااااال الثاااااااااااااااااني ‪ :‬الاااااااااااااااارد علااااااااااااااااى عقياااااااااااااااادتهم‬
‫‪216 .........................................................‬‬
‫الباب الثالث ‪ :‬شريعة الدروز وتقسيم المجتمع عندهم وموقفهم من األديان والفرق‬
‫األخرى ‪..................................................................................‬‬
‫‪229‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬شريعة الدروز وتقسيم المجتمع عندهم ‪230 ....................‬‬
‫الفصاال الثاااني ‪ :‬موقااف الاادروز ماان األديااان والفاارق األخاارى ‪......................‬‬
‫‪266‬‬
‫الخاتمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااة‬
‫‪...............................................................................................‬‬
‫‪281 ..........‬‬
‫المصااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااادر والمراجااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع‬
‫‪.......................................................................................‬‬
‫‪291‬‬
‫فهر الموضوعات‬
‫‪305 .............................................................................‬‬

‫‪‬‬
‫شبكة الدفاع عن السنة ‪d-sunnah.net‬‬
281

‫ للد كتور م ّحمد أحمد الخطيب‬ ‫ كتاب عقيدة الدروز عرض ونقد‬



‫ونسألكم الدعاء بظهر الغيب‬


d-sunnah.net ‫شبكة الدفاع عن السنة‬

You might also like