You are on page 1of 67

‫مــ ـــــقـــــــدمـــــــة‬

‫‪1‬‬
‫مه ُم) تعريف تاريخ التشريع‪:‬‬
‫‪ُ (‬‬

‫؀ تاريخ‪ :‬أصلها (تأريخ) من (أرخ)‪ ،‬حذفت اهلمزة ختفيفا‪ ،‬وتُطلُقُعىل‪:‬‬

‫‪ -2‬نفس الوقت الذي حيدث فيه اليشء‪.‬‬ ‫‪ -1‬تعيني وقت حدوث اليشء‪.‬‬

‫‪ -3‬الوقت وما يعرض لليشء فيه من أحوال‪.‬‬

‫؀ الترشيعُلغة‪ :‬مصدر (شع)‪ ،‬مأخوذ من (الرشيعة)‪ ،‬و ُت ُ‬


‫طلقُيفُاللغةُعىل‪:‬‬

‫ﲋﲌ ﲍ ﱢ ‪.‬‬
‫‪฀‬‬ ‫‪ -1‬الطريقة املستقيمة‪ ،‬ﱣﭐﲇﲈﲉﲊ‬

‫شب منه‪.‬‬ ‫شب منه‪ ،‬ومنه قوهلم‪ :‬ر ر‬


‫(ش رعت اإلبل)؛ أي‪ :‬أتت إىل املاء الذي ي ر‬ ‫‪ -2‬مورد املاء الذي ي ر‬
‫؀ الرشيعةُيفُاصطالحُالفقها ُء ُ‪ :‬الحكام التي سنها اهلل تعاىل لعباده عىل لسان رسول من الرسل(‪.)1‬‬

‫ﱯ ﱰ ﱢ‪،‬‬
‫ﱮ ‪฀‬‬
‫ﱬﱭ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫(شع ُ) بمعنى‪ :‬أنشأ الشـريعة‪ ،‬ﱣﭐﱩﱪﱫ‬
‫‪ ‬وقد اشتق من هذا املعنى مادة ر ُ‬

‫ﱣﭐﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣ ﲤ ‪฀‬ﲥﲦﲧﲨﱢ‪.‬‬

‫؀ فـ(ال رُترشيع) عىل هذا املعنى يراد به‪ :‬سن الشيعة‪ ،‬وبناء الحكام‪ ،‬وإنشاء القوانني(‪.)2‬‬

‫؀ وعىل هذا فـ ـ ــ(الرشيعةُاإلسالمية)‪ :‬جمموعة الحكام التي سنها اهلل تعاىل للناس مجيعا عىل لسان‬
‫رسوله حممد ‪ ‬يف الكتاب والسنه‪.‬‬

‫؀ املقصودُبــ(علمُتاريخُالتشـُـريع)‪ :‬علم ر‬
‫يبحث عن حالة الفقه اإلسالمي يف عصـ ـر الرسول ‪‬‬
‫وما بعده من العصـ ــور؛ من حيث املراحل الزمنية‪ ،‬والتطورات املتتابعة التي مر هبا‪ ،‬مع الكالم عن‬
‫الفقهاء وآثارهم يف كل عرص‪.‬‬

‫(‪ )1‬العالقةُبنيُاملعنىُاللغويُواملعنىُاالصطالحيُلكلمةُ(شيعة)‪:‬‬

‫‪ /1‬أن أحكام الرساالت مستقيمة ال اعوجاج فيها‪ ،‬من سلكها فاز بسعادة الدارين‪.‬‬
‫‪ /2‬أحكام الرساالت سبيل إىل إحياء النفوس كام أن مورد املاء سبيل إلحيائها‪.‬‬

‫(‪ )2‬التشـ ـ ـ ـ ـ ـريع اإلســالمي هبذا املعنى كان يف حياة النبي ‪ ‬فقط؛ إذ هو املبلغ عن ربه‪ ،‬ﱣﭐ ﳀ ﳁ ﱢ‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫ﱭ ﱮ ﱢ‪ ،‬وأما ما كان بعده ‪ ‬من اجتهاد الصحابة والتابعني فليس تشـريعا حقيقيا‪ ،‬بل هو توس ٌع يف‬
‫ﱣﱫﱬ ‪฀‬‬ ‫ﭐ‬

‫تبسيط القواعد الكلية وتطبيقاهتا‪ ،‬واستنباط لألحكام من مصادرها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مهم) موضوع الشريعة اإلسالمية‬
‫‪ُ (‬‬

‫‪ ‬تعريف الفقه‪:‬‬
‫؀ لغة‪ :‬الفهم والعلم‪ ،‬ﱣﭐﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﱢ‪.‬‬

‫اصطالحا‪ :‬العلم بالحكام الشعية العملية املكتسبة من أدلتها التفصيلية‪.‬‬


‫ُ‬ ‫؀و‬

‫(الحكام الشعية)‪ :‬التي مصدرها الشع كتابا وسنة؛ كالوجوب والندب‪ ،‬والشط والسبب‪.‬‬

‫احلسية فقط‪.‬‬
‫(العملية)‪ :‬لتحديد موضوع علم الفقه‪ ،‬وأنه خاص بالعامل ِّ‬
‫(املكتسبة)‪ :‬لبيان أن الفقه طريقه االجتهاد واالستنباط(‪.)1‬‬

‫؀ وبناء عىل هذا التعريف السـ ـ ـ ــابق للفقه؛ ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ(الفقيه)‪ :‬من له ملك ٌه خاصـ ـ ـ ــه وقدرة عىل اسـ ـ ـ ــتنباط‬
‫الحكام الشعية من أدلتها التفصيلية‪( .‬وعىل هذا التعريف يتساوى الفقيه واملجتهد) (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬ولذلكُالُتسمىُهذهُاألمورُفقها‪:‬‬

‫‪ -2‬علم النبي ‪‬؛ لنه بطريق الوحي ال االجتهاد‪.‬‬ ‫‪ -1‬علم اهلل؛ لنه كشف‪.‬‬
‫‪ -3‬علم أتباع املذاهب الفقهية إذا كان مقترصا عىل تقليد أئمة هذه املذاهب‪.‬‬

‫(‪ )2‬تنبيه‪ :‬تعريف كلمة (الفقه) باملعنى االصطالحي مل تظهر إال يف عرص أئمة املذاهب الفقهية اجلرامعية‪.‬‬
‫عرف يف صدر اإلسالم؛ لنه ال جيوز اجتهاد الصحابة يف استنباط حكم شعي إال عرضا‪.‬‬
‫‪ /1‬فلم ت ر‬
‫‪ /2‬وكذلك كان المر بعد وفاته ‪ ‬يف أيام الصحابة‪ ،‬وأوائل عرص التابعني‪.‬‬
‫‪ /3‬شاع هذا املصطلح يف أواسط عهد التابعني؛ عندما اشتغلوا بتعليم الناس‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬مقارنة بين الشريعة والفقه‪:‬‬
‫‪ -1‬الرشيعة شاملة جلميع الحكام (اعتقادية‪ ،‬أخالقية‪ ،‬عملية)‪.‬‬

‫‪ -‬وأماُالفقه‪ :‬فجز ٌء من الشيعة‪ ،‬وخيتص بالحكام العملية‪.‬‬

‫‪ -2‬الرشيعةُهي الحكام والقواعد التي جاء هبا الكتاب والسنة‪.‬‬

‫‪ -‬وأماُالفقهُفه ُو الفهم واالستنباط من الكتاب والسنة‪( ،‬اجلانب التطبيقي ملا جاءت به الشيعة)‪.‬‬

‫الرشيعةُأعمُمنُالفق ُه ُ‪ ،‬وهو جزء منها‪ ،‬ومع ذلك‪ :‬فيجوز إط ـ ـالق لفظ (الشيعة) ويراد به‬
‫ُ‬ ‫* إ رذن‪:‬‬
‫(الفقه)‪ ،‬وهو إطالق جمازى‪ ،‬من باب إطالق العام وإرادة اخلاص‪.‬‬

‫‪ ‬مجاالت الفقه اإلسالمي‪:‬‬


‫‪ ‬الرأيُاألول‪:‬‬

‫‪ )1‬عبادات‪( :‬الصالة‪ ،‬الصيام‪ ،‬الزكاة‪ ،‬احلج)‪.‬‬

‫‪ )2‬عادات‪ :‬ماعدا العبادات من الحكام العملية‪.‬‬

‫‪ُ‬الرأيُالثاين‪ُ:‬‬

‫‪ )1‬عبادات‪( :‬الصالة‪ ،‬الصيام‪ ،‬الزكاة‪ ،‬احلج)‪.‬‬

‫‪ )2‬معامالت‪( :‬معاوضات مالية‪ ،‬أمانات‪ ،‬الزواج وما يتصل به‪ ،‬املخاصامت والرتكات)‪.‬‬

‫‪ )3‬عقوبات‪( :‬القصاص‪ ،‬حد الرسقة والقذف والزنا‪ ،‬وعقوبة الردة عن اإلسالم)‪.‬‬

‫‪ُ‬الرأيُالثالث‪ُ:‬‬

‫‪ )1‬عبادات‪( :‬الصالة‪ ،‬الصيام‪ ،‬الزكاة‪ ،‬احلج)‪.‬‬

‫‪ )2‬ماُيتعلقُببقاءُالشخص‪( :‬املعامالت‪ :‬بيع‪ ،‬شاء‪.)...‬‬

‫‪ )3‬ماُيتعلقُببقاءُالنوعُباعتبارُاملنزل‪( :‬عقود الزواج وما يتعلق هبا)‪.‬‬

‫‪ )4‬ماُيتعلقُببقاءُالنوعُباعتبارُا ُملدنية‪( :‬العقوبات وما يتعلق هبا)‪.‬‬

‫* اخلالف شكيل فقط‪ ،‬والتقسيامت كلها شامل ٌة ِّ‬


‫لكل مسائل الفقه‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مه ُمُج ًدا) جاء الفقه محتويا على جميع فروع القانون الوضعي بقسميه‪:‬‬
‫‪ُ (‬‬
‫‪ )1‬القانون العام‪:‬‬
‫‪ -1‬القانونُالدويلُالعام‪ :‬جمموعة القواعد التي حتكم عالقات الدول مع بعضها‪.‬‬

‫السري) أو (اجلهاد)‪.‬‬
‫‪ ‬بحثه الفقهاء يف‪ :‬كتاب ) ِّ‬
‫ي ُ‪ )1(... :‬حتدد نظام احلكم يف الدولة‪ ،‬وتنظيم سلطتها‪ ،‬وتوزيع االختصاصات‪.‬‬
‫‪ -2‬القانونُالدستو ُر ُ‬

‫‪ ‬بحثه الفقهاء يف‪ :‬كتب خاصة حتت عنوان «السياسة الشعية»‪ ،‬و«الحكام السلطانية»‪.‬‬

‫‪ -3‬القانونُاإلداري‪ ... :‬حتكم نشاط السلطة التنفيذية‪ ،‬وقيامها عىل أمر املرافق العامة‪.‬‬

‫‪ ‬بحثه الفقهاء يف‪ :‬كتب «السياسة الشعية»‪ ،‬و«الحكام السلطانية»‪.‬‬

‫‪ -4‬القانونُاجلنائي‪ ... :‬حتدد اجلزاء‪ ،‬ومقدار عقوبة كل جريمة‪.‬‬

‫‪ ‬بحثه الفقهاء يف‪ :‬كتاب (اجلنايات)‪ ،‬و(احلدود)‪ ،‬و(التعزير)‪.‬‬

‫‪ -5‬القانونُاملايل‪ ... :‬تنظم مالية الدولة‪ ،‬وتبني إيراداهتا‪ ،‬ووجوه إنفاقها‪.‬‬

‫‪ ‬بحثه الفقهاء يف‪ :‬كتاب (الزكاة)‪ ،‬و(اخلراج)‪ ،‬ولبعضهم كتب خاصة؛ كـ«اخلراج» ليب يوسف‪.‬‬

‫‪ )2‬القانون الخاص‪:‬‬
‫‪ -1‬القانونُاملدين ُ‪ ... :‬تنظم عالقة الفرد بغريه؛ من حيث املال‪  .‬بحثه الفقهاء يف‪ :‬قسم املعامالت‪.‬‬

‫‪ -‬كام ين ِّظم عالقة الفرد بأرسته‪  .‬بحثه الفقهاء يف‪ :‬باب الزواج والطالق وما يتعلق هبام‪.‬‬

‫‪ -2‬القانونُالتجاري‪ ... :‬حتكم النظمة التجارية‪.‬‬

‫‪ ‬بحثه الفقهاء يف‪ :‬أبواب الشكات واملضاربة والتفليس‪.‬‬

‫ت ُ‪ِّ ...ُ:‬‬
‫تبني ما جيب اختاذه من أعامل وإجراءات لتطبيق أحكام القانون املدين والتجاري‪.‬‬ ‫‪ -3‬قانونُاملرافعا ُ‬

‫‪ ‬بحثه الفقهاء يف‪ :‬أبواب القضاء والدعوى والشهادات‪.‬‬

‫(‪ )1‬تستبدر ل (‪ )...‬يف هذا املوضع هبذه اجلملة‪( :‬جمموعة القواعد التي)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -4‬القانونُالدويلُاخلاص‪ :‬القواع ـ ـ ـ ـد التي تبني المحكمة المختصة والقانون الواج ـ ـ ـ ـب التطبيق يف‬
‫القضايا التي يوجد فيها عنرص أجنبي‪ ،‬أو يكون تنازع االختصاص فيها بلدا أو أكثر‪.‬‬

‫السري)‪ ،‬وضمنوه أبوابا؛ كأحكام أهل الذمة‪ ،‬املستأمنني واملحاربني(‪.)1‬‬


‫‪ ‬بحثه الفقهاء يف‪ :‬كتاب ( ِّ‬

‫مه ُم) من األدلة على عظمة الفقه اإلسالمي ومرونته‪:‬‬


‫‪ُ (‬‬

‫‪ُ)1‬ماُجاءُيفُقراراتُمؤمترُالقانونُاملقارنُيفُ(الهاي)ُ(‪ُ،)1938‬والتيُمنُبينها‪ُ:‬‬

‫‪ -1‬اعتبار الشيعة اإلسالمية حية صاحلة للتطور‪.‬‬

‫‪ -2‬اعتبارها قائمة بذاهتا‪ ،‬ليست مأخوذة من غريها‪.‬‬

‫‪ -3‬اعتبارها مصدر من مصادر التشيع العام والقانون املقارن‪.‬‬

‫‪ )2‬وكذلكُمنُاألدلة‪ُ:‬ماُق ِّررُيفُمؤمترُبغدادُ(‪ُ:)1974‬‬

‫‪ -1‬الشيعة اإلسالمية أثبتت صالحيتها حلكم البالد العربية واإلسالمية طيلة قرون عديدة‪.‬‬

‫‪ -2‬انحسـ ـ ــار جمال تطبيقها يف أغلب البالد العربية ال يرجع إىل قصـ ـ ــور يف أحكامها‪ ،‬بل إىل أسـ ـ ــباب‬
‫أخرى؛ منها‪ :‬ما قام به االستعامر من فرض قوانينه‪.‬‬

‫‪ -3‬اســتكامل مقومات الشــخصــية القومية العربية يقتضـ ـ ـ ـ ـ ــي الرجوع إليها‪ ،‬واالعتامد عليها كمصــدر‬
‫أسايس للقانون العريب املوحد‪.‬‬

‫‪ -4‬كام أوىص املؤمتر بدراسة الفقه والشيعة دراسة مقارنة ‪-‬يف كليات احلقوق‪ -‬بالقوانني الوضعية‪.‬‬

‫(‪ )1‬التطورات االجتامعية حتتِّم التطورات التش ـ ـ ـ ـريعية‪ ،‬لذا فقد انفصلت بعض موضوعات القوانني املتقدمة وصارت‬
‫فروعا‪ ،‬ك ـ ـ ـ ـ ــ(التشريعات ال ما امتلةة)‪ ،‬وعىل الرغم من ذلك فال يوجد موض ــوع من موض ــوعات القوانني احلديثة إال وقد‬
‫احتواه الفقه اإلســالمي‪ .‬وبذلك يثبت أنه نظا ٌم كامل مســتقل بمصــطلحاته ووســائله الفنية‪ ،‬التي تســتند إىل االجتهاد يف‬
‫كثري من الحكام‪ ،‬مما جعله مرنا حسب التطورات‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى التشريع‪:‬‬
‫اع دائم بني نفسـ ـ ــه المارة بالسـ ـ ــوء التي تدفعه إىل الشـ ـ ــهوات‪ ،‬وبني عقله الذي‬ ‫* اإلنسـ ـ ــان يف‬
‫ـعيف عن مواجهة الشـ ــهوات لكثرهتا‪ ،‬قا ٌ ‪ ،‬غري معصـ ــوم‬
‫يكبح مجراح تلك الشـ ــهوات‪ ،‬والعقل ضـ ـ ٌ‬
‫عن اخلطأ‪ ،‬فإذا ترك اإلنسان لشهواته فسدت الرض‪.‬‬

‫* وقبل ذلك فاإلنسان حمتاج إىل معرفة ربه؛ ليعبده‪.‬‬

‫يف فهمه وقدراته‪-‬‬ ‫* فكان ال بد من تشرريع حمكرم ين ِّظم احلياة‪ .‬وحني يتص ـ ــدى اإلنس ـ ــان ‪-‬القا‬
‫المشرررري هو خالق هذا الكون العليم‬
‫لذلك‪ ،‬فإنه ال يصـ ـ ـ ــل به إىل الكامل‪ ،‬فكان رضوريا أن يكون م‬
‫اخلبري؛ إذ هو العامل بالنفوس وما يصلحها‪.‬‬

‫مه ُم) تعدد الشرائع‪[ :‬س‪ُ/‬ماُاحلكمةُمنُتعددُالرشائع]‬


‫‪ُ (‬‬

‫تعددت الشائع بتعدد المم؛ ليكون لكل أمة شيعة هي الصلح هلم‪ ،‬مناسب ٌة لحوا هلم وزماهنم‪،‬‬

‫ﱣﭐﲊﲋﲌﲍﲎﱢ(‪ ،)1‬ومع تعدد الشائع يف الفروع إالُأهناُمتحدةُيف‪:‬‬

‫‪ُ/1‬املصدر‪ ،‬وهو‪ :‬اهلل ‪ ،‬فهو وحده مصدر كل تشيع‪.‬‬

‫‪ُ/2‬األصـ ُالذيُدعتُإليه‪ُ،‬وهو‪ :‬توحيد اهلل‪ ،‬ﱣﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋ‬

‫ﱌﱍ ﱎﱏ* ﱢ‪.‬‬

‫‪ -‬وجـاءت شيعـة نبينـا ‪ ‬خـامتـة الشرررريا للنـاس كـافـة‪ ،‬ﱣﭐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗ‬

‫ﲘﱢ‪ ،‬ولهنا آخر الشائع‪:‬‬

‫‪ .1‬فهي تناسب ما وصلت إليه البشـ ـرية من نضج وفهم‪ ،‬فجاءت عامة لكل الناس‪ ،‬حاكمة عىل كل‬
‫الفعال‪ ،‬لذا جاء كتاهبا ‪-‬القرآن‪ -‬أعم الكتب وأشملها‪ ،‬وتكفل اهلل بحفظه‪.‬‬

‫‪ .2‬جاءت بكل قانون وقاعدة تناسب التقدم الذي مل يكن موجودا قبلها‪.‬‬

‫‪ .3‬نظمت عالقة اإلنسان باخلالق واملخلوقات‪.‬‬

‫(‪ )1‬هذه هي احلكمة من تعدد الشائع‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مه ُمُج ًدا) التشريع السماوي والتشريع الوضعي‪:‬‬
‫‪ُ (‬‬
‫؀ التشررع بالملنى ااالىم جمموعة القواعد والقوانني التي تن ِّظم حياة الناس‪ ،‬ويتحقق بمقتض ـ ــاها‬
‫العدل بينهم‪.‬‬

‫؀ والترشيعُهبذاُاملعنىُيشم ‪:‬‬

‫‪)1‬االتشع باالسنموي الوام ـ ـ ـر والنواهي التي تن ِّظم حياة الن ـ ـ ـاس يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬يش ـ ـ ـرعها اهلل‬
‫لمة عىل يد رسوهلا‪ُ.‬‬

‫القواعد والنظم الشـ ــاملة لألوامر والنواهي‪ ،‬خيتارها صـ ــاحب السـ ــلطان يف‬ ‫‪)2‬االتشررع باالعيررى‬
‫أمة؛ ليتعامل هبا أفرادها‪.‬‬

‫؀ الفعقاليناالتشع باالسنموياوالتشع باالعيى‬

‫‪ -1‬الترشيعُالساموي‪ :‬من اهلل العليم بعباده‪ ،‬فيشع هلم ما حيقق مصاحلهم‪.‬‬

‫‪ُ-‬أماُالوضعي‪ :‬فواضعه البش‪ ،‬املحدودون يف علمهم وقدراهتم‪ ،‬ولذا ريرد قا ا‪.‬‬

‫‪ -2‬التشرع باالسـامويُين ِّظم العالقة بني اهلل والناس عىل أســاس ديني‪ ،‬واحلســاب من اهلل عىل أعامل‬
‫الرس والعالنية‪.‬‬

‫‪ُ-‬أماُالوضعي‪ :‬فاحلساب فيه عىل العامل الظاهرة فقط‪ ،‬فينعدم فيه الوازع القلبي‪.‬‬

‫‪ -3‬التشرع باالسـاموي االنقياد له طاعة هلا ثواب أخروي مع اإلص ــالح الدنيوي‪ ،‬وفالفته‪ :‬معص ــية‬
‫عليه عقوبة أخروية‪.‬‬

‫‪ُ-‬أماُالوضعي‪ :‬فاجلزاء فيه دنيوي تنفذه السلطات‪.‬‬

‫‪ -4‬التشع ابُالساموي ُ‪ :‬يأمر باملعروف وينهى عن املنكر‪ ،‬فهو شامل لبيان اخلري والشـر‪.‬‬

‫عىل عالج املفاسد‪ ،‬وإن تعرض للخري فعىل سبيل التبع‪.‬‬ ‫ُ‪ُ-‬أماُالوضعي ُ‪ :‬فقا‬

‫‪ -5‬الترشيعُالساموي‪ :‬ال تباح فيه املحرمات‪.‬‬

‫‪ُ-‬أماُالوضعي‪ :‬فقد تباح فيه بعضها‪ ،‬بزعم املصلحة!‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬أصالة الشريعة اإلسالمية‪:‬‬
‫أي‪ :‬أهنا من عند اهلل‪ ،‬مل تق ِّلد قانونا‪ ،‬ومل تقتبس قاعدة من غريها‪.‬‬

‫زعمُبعضُاملسترشقنيُأنُالفقهُاإلسالميُمستمدٌّ ُمنُالقانونُالروماين‪ ،‬واستدلوا بـ‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود تشابه يف بعض الحكام بني القانون الروماين والفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -2‬أن الشـ ــافعي والوزاعي كانا يف سـ ــوريا موطن املدارس الرومانية‪ ،‬فأدخال يف الفقه أشـ ــياء مثل‪:‬‬
‫(البينة عىل املدعي)‪.‬‬

‫اجلوابُعنُذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬املسائل املشرتكة قليلة ونادرة‪ ،‬وال تكفي ليقوم عليها الفقه‪.‬‬

‫‪ -2‬الفقه اإلسالمي خيتلف عن القانون الروماين يف النشأة والتطور‪.‬‬

‫‪ -3‬مصادر الفقه اإلسالمي‪ :‬الكتاب والسنة واالجتهاد‪ ،‬وهو مرن متسع‪ ،‬امتألت الكتب بمسائله‪.‬‬

‫‪ -4‬الفقه اإلسالمي جاء بأحكام مل يوجد مثلها يف القانون الروماين‪.‬‬

‫‪ -5‬الوقائع التارخيية تذكر أن العرب كانوا هم املنترصين‪ ،‬والغالب ينش قانونه دون املغلوب‪.‬‬

‫الندا ِعي» حديث نبوي‪.‬‬


‫ُعىلُُ ُ‬
‫‪ -6‬القاعدة‪« :‬البُ ِّينة ُ‬

‫‪ -7‬الشافعي مل ينشأ يف سوريا‪ ،‬ومل يتعلم هبا‪ ،‬ومل يستوطنها يف حياته!‬

‫مه ُم) أسس التشريع اإلسالمي‪:‬‬


‫‪ُ (‬‬
‫‪ -2‬ربط احلكم باملصلحة وجود وعدما‪.‬‬ ‫‪ -1‬رعاية مصالح الناس مجيعا‪.‬‬

‫‪ -4‬عدم احلرج وقلة التكاليف‪.‬‬ ‫‪ -3‬حتقيق العدالة املطلقة‪.‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬رعاية مصالح الناس جميعا‪:‬‬


‫‪ُ-‬ويظهرُهذاُيفُمواضع‪ُ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -1‬المور االعتقادية‪ ،‬وفرض الواجبات والتكاليف الشعية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -2‬احلكمة من إرسال النبي ‪ :‬ﱣﭐﲀﳏﲂﳅﲐ*ﱢ‪ ،‬فالرمحة لتحقيق املصالح‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلشارة إىل حكمة خلق املوت واحلياة؛ ﱣﭐﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱢ‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان املصلحة يف فرض العبادات‪:‬‬

‫ﲖ*ﱢ‪.‬‬
‫‪฀‬‬ ‫‪ .1‬ﱣﭐﲔﲕ ﲴﱴﱵﱶﱢ‪ .‬ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ‪ .2‬ويف الصيام‪ :‬ﱣﭐﱻ‬

‫ﭐ‬ ‫‪ .3‬ويف احلج‪ :‬ﱣﭐﲆﲇﲈﱢ‪ .‬ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ﭐ ‪ .4‬ويف اجلهاد‪ :‬ﱣﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱢ‪.‬‬

‫‪ .5‬ﱣﭐﲣﲤﲥﲦﱢ‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬ربط الحكم بالمصلحة وجود وعدما‪:‬‬


‫‪ -‬أحكام الشيعة هلا علل‪ ،‬يدور معها احلكم وجودا وعدما‪.‬‬

‫‪ .1‬ﱣﭐﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿ‪...‬ﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﱢ‪ ،‬بينت اآلية أن العلة يف‬


‫ﭐ‬ ‫أن يكون الفيء لعامة املسلمني‪ :‬منع رجعل املال متداوال بني الغنياء دون غريهم‪.‬‬

‫‪ .2‬ﱣﭐﱏﱐﱑﱒﱢ‪ ،‬إذا وجدر ت الرسقة وجد القطع‪ ،‬وإذا انعدمت انعدم‪.‬‬

‫‪ُ‬ه ُخيتلفُأسلوبُالترشيعُيفُاألحكامُالتيُتتغريُمصاحلهاُعنُاألحكامُالتيُالُتتغريُمصاحلها ُ؟ُ‬

‫‪ُ-‬إنُكانُاحلكمُمبن ًّياُعىلُمصلحة‪ُ:‬‬

‫مث ‪ :‬الصالة‪ ،‬والصيام‪ ،‬واحلج‪،‬‬ ‫‪ُ)1‬ثابتـة‪ :‬فإن احلكم يكون ثابتا ال يتغري يف أي زمان أو مكان (‬
‫بعض أحكام الزواج والطالق واملرياث‪ ،‬بعض أحكام اجلنايات)‪.‬‬

‫‪ُ)2‬قدُتتغريُباختالفُاألزمنةُواألمكنة‪ :‬فإن التش ـ ـ ـ ـريع يضع القواع ـ ـ ـ ـد الساسية ويت ـ ـ ـ ـرك التفصيل‬
‫مث ‪ :‬املعامالت‪ ،‬نظام الدولة الدستوري واإلداري) (‪.)1‬‬ ‫للمجتهدين (‬

‫(‪ )1‬ربط احلكم باملصلحة هو الذي أعطى للعرف اعتباره يف التشيع اإلسالمي؛ لن العرف دليل احلاجة‪ ،‬فهو حمقق للمصلحة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬تحقيق العدالة المطلقة‪:‬‬
‫اإلسالم للناس كافة‪ ،‬فال فرق لحد عىل آخر إال بالتقوى‪ ،‬ومن هنا كانت العدالة من أهم أسسه‪.‬‬

‫‪ -2‬ﱣﭐﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﱢ‪.‬‬ ‫‪ -1‬ﱣﭐﱫﱬﱭﱮﱢ‪.‬‬
‫إنُالن ْق ِسطِيناعىلُمنابِ ِ‬
‫رُم ْنُنورُ‪ُ...‬ا رل ِذينُي ْع ِدلون ُِيفُحك ِْم ِه ْمُوأ ْهلِ ِ‬
‫يه ْمُوماُول ُو»‪.‬‬ ‫‪ -3‬قال ‪ « :‬ر ُ‬

‫ﱚ‬
‫ﱛ‬ ‫‪ -4‬يف جمـال املعـامالت واملـدينـات والشـ ـ ـ ـ ـهـادات يكون للعـدل شـ ـ ـ ــأن هـام‪ :‬ﱣﭐﱘﱙ‬

‫ﱟﱠﱢ‪.‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱜﱝ ﱞ‬

‫لمت ش رفع أسامة بن زيد ‪ ‬عنده يف املخزومية التي رسقت‪ ،‬وقال ‪« :‬وأ ْيمُاهللِال ْوُ‬‫‪ -5‬غصب ‪ ‬ا‬
‫أ رنُفاطِمةُبِنْتُُم رمدَُسق ْ‬
‫تُلقط ْعتُيدها»‪ُ.‬‬
‫ُ‬

‫‪ ‬رابعا‪ :‬عدم الحرج وقلة التكاليف‪:‬‬


‫‪ ؄‬املقصودُبعدمُاحلرج‪ :‬رفع املشقة التي ال يمكن معها دوام الطاعة‪.‬‬

‫‪ -1‬ﱣﭐﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﱢ‪.‬‬

‫‪ -3‬ﱣﭐﲦﲧﲨﲩﲪﲫﱢ‪.‬‬ ‫ﲫﲬ ﱢ ‪.‬‬


‫‪฀‬‬ ‫‪ -2‬ﱣﭐﲥﲦﲧﲨﲩﲪ‬

‫‪ -4‬قال يف وصف الرسول ‪ :‬ﱣﭐﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﱢ‪.‬‬


‫‪ -5‬قال ‪« :‬ب ِع ْثتُلِا ِ ِ‬
‫ملح يفي اةُ ر‬
‫الس ْمحة»‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪ -6‬قال ‪ ‬ملعاذ وأيب موسى ‪ ‬عندما بعثهام إىل اليمن‪« :‬ي ِِّّساُوالُتع ِِّّسا‪ُ،‬وب ِّرشاُوالُتن ِّفرا»‪.‬‬

‫أخب ‪ ‬بفرضـ ـية احلج‪ ،‬قال رجل‪« :‬يف ِّ‬


‫كل عام؟» فسـ ــكت عنه ‪ ‬حتى أعاده ثالثا‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫‪ -7‬ملا ر‬
‫تُماُقُ ُْمت ْم ُِهبا‪ُ،‬ذ ُروين ُ‬
‫ُماُتركْتكم»‪.‬‬ ‫«لوُقلتُنعمُلوجب ْ‬
‫ت‪ُ،‬ولوُوجب ْ‬

‫‪ُ‬كيفُجرىُرفعُاحلرجُيفُمجيعُاألفعال؟‬

‫‪ُ)1‬يفُالعبادات‪ :‬شعت الرخص‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -2‬الصالة قاعدا‪ ،‬أو عىل جنب ملن مل يستطع‪.‬‬ ‫‪ -1‬التيمم عند فقد املاء‪.‬‬

‫‪ -4‬الفطر يف رمضان للمسافر واملريض‪ ،‬والقضاء بعده‪.‬‬ ‫‪ -3‬قرص الرباعية يف السفر‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ُ)2‬يفاالىرماا‪ُ :‬إبـاحـة الكـل من الطيبـات‪ ،‬بـل إنـه أحـ ِّل الكـل من امليتـة للمضـ ـ ـ ــطر‪ ،‬ودفع الغصـ ـ ـ ـ ـة‬
‫بشب قليل من املحرم إذا مل يوجد املاء‪.‬‬

‫‪ُ)3‬ويفُاملعامالت‪ُ:‬ر ِّخص بيع السلم ‪-‬مع أن فيه علة الربا بالتأخري نسيئة ‪ -‬حلاجة الناس له(‪.)1‬‬

‫‪ُ)4‬ويفُاجلنايات‪ -1ُُُُُ:‬جاء التشيع بقاعدة‪( :‬درء احلدود بالشبهات)‪ُ.‬‬

‫‪ -2‬فرض الدية عىل العاقلة يف القتل اخلطأ‪.‬‬

‫‪ُ‬كيفُيستلزمُعدمُاحلرجُقلةُالتكاليف؟‬

‫‪ /1‬لهنا لو كانت كثرية لدت إىل املشقة‪ ،‬ولتعارض ذلك مع مبدأ عدم احلرج‪.‬‬

‫‪ /2‬العبادات التي شعها اهلل لنا قليلة وأداؤها سهل‪.‬‬

‫ﱃ‪...‬ﱢ اآلية‪ ،‬وأما املباحات فغري حمصـورة‬


‫‪฀‬‬ ‫ﱂ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱁ‬
‫‪฀‬‬ ‫ـوص عليها‪ :‬ﱣﭐ‬
‫‪ /3‬املحرمات حمددة ومنص ٌ‬
‫ﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﱢ‪.‬‬
‫‪฀‬‬ ‫وال حمددة‪ :‬ﱣﭐ‬

‫«إنُاهللَاُيب ْ‬
‫ُأنُتؤتىُرخصهُكُامُُ‬ ‫(‪ )1‬الرخص يف التشـ ـ ـريع ليست نقصا يف التدين‪ ،‬بل هي قائمة مقام احلكم الصيل‪ ،‬و رُ‬
‫ُأنُتؤتىُعُزُ ُائِمه»‪.‬‬
‫ُيب ْ‬

‫‪12‬‬
‫أدوار التشريع اإلسالمي‬

‫‪13‬‬
‫‪ ‬كيف كانت الحياة التشريعية قبل اإلسالم؟‬
‫ح ُف ُالعاملُبالكثريُمنُاالنحرافات‪ُ:‬‬
‫‪ُ ُ-‬‬

‫‪ /1‬يفُغريُجزيرةُالعرب‪ :‬كان املجتمع يش ــتمل عىل طبقة حاكمة مس ــتبدة‪ ،‬ةاملة‪ ،‬حتتكر التشـ ـ ـ ـ ـ ــريع‪،‬‬
‫تسريها إرادة احلاكم‪.‬‬
‫وأخرى مستع ربدة ِّ‬
‫‪ /2‬يفُجزيرة ُالعرب‪ :‬ك ــان قوام احلي ــاة‪ :‬العصـ ـ ـ ــبي ـة‪ ،‬وك ــانوا يف وثني ــة مطلق ــة‪ ،‬وانتشرررري بينهم الظلم‬
‫والفساد‪ ،‬ومل تكن هلم حكومة تشع القوانني‪ ،‬ومل يكن من سلطان بينهم إال سلطان القبيلة‪.‬‬

‫‪ /3‬وأماُماُكانُباقياُمنُشائعُومل ‪ :‬فقد أدخل عليها أتباعها كثريا من املزاعم الباطلة‪.‬‬

‫* يتبني من ه ــذا أن الع ــامل يف ه ــذه الفرتة ك ــان يف أشـ ـ ـ ـ ــد احل ــاج ــة إىل نظ ــام حي ــدد لك ــل فرد حقوق ــه‬
‫وواجباته‪ ،‬فأرسل اهلل ‪ ‬نبيه حممدا ‪ ‬إىل الناس مجيعا؛ ليجمعهم عىل دين اإلسالم‪.‬‬

‫‪ ‬تقسيم أدوار التشريع اإلسالمي‪:‬‬


‫‪ُ)1‬املسلكُاألول ُ‪ :‬تقسيمها بناء عىل تشبيه التشيع باإلنسان يف مراحل نموه‪( :‬طفولة‪ ،‬شباب‪ ،‬شيخوخة)‪.‬‬

‫‪ُ)2‬املسلكُالثاين‪ :‬تقسيمها بناء عىل مراعاة الفوارق واملم ِّيزات التي هلا أثر ةاهر يف الفقه‪ ،‬واختلف‬

‫مه ُم) واملختارُأهناُأربعة‪:‬‬


‫يف عدد هذه الدوار‪ُ ( ،‬‬

‫‪ -1‬دور النشأة والتأسيس(‪ :)1‬عرص النبي ‪.‬‬

‫‪ -2‬دور البناء والكامل‪ :‬عرص الصحابة والتابعني إىل ق‪ )2()4(.‬ـه‪.‬‬

‫‪ -3‬دور اجلمود والتقليد‪ :‬من ق‪ )4(.‬ـه إىل ق‪ )12(.‬ـه‪.‬‬

‫‪ -4‬دور النهضة واليقظة‪ :‬من ق‪ )12(.‬ـه وإىل الوقت احلارض‪.‬‬

‫(‪ )1‬ويمكن أن يقال‪( :‬دور التنزيل وا ِّتباع الوحي)‪.‬‬


‫(‪ )2‬تقرأ‪ :‬نصف القرن الرابع اهلجري‪ ،‬وهكذا يف سائر امللخص‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫دور النشأة والتأأسيس‬

‫‪ ‬أحوال العرب قبل البعثة‪:‬‬


‫(‪ )1‬اجلانبُاالجتامعي‪ُ:‬‬

‫‪ /1‬كانوا أمة أ ِّمية‪ ،‬ال حظ هلم من العلوم إال ما اضطرهتم إىل معرفته ةروف احلياة‪.‬‬

‫‪ -‬وكان هلم عناية بعلم اللسان والشعر والتاريخ‪.‬‬

‫صنم يعبدونه‪.‬‬
‫‪ /2‬كانت ديانتهم السائدة‪ :‬الوثنية‪ ،‬وكان لكل قبيلة ٌ‬
‫‪ -‬كام وجد من يدين باليهودية‪ ،‬واملسيحية‪ ،‬ودين إبراهيم ‪.‬‬

‫‪ -‬وقد تنوعت املعتقدات‪ ،‬و رع ررف العرب عباد رة الكواكب (الصابئة)‪ ،‬وعبادة النار (املجوسية)‪.‬‬

‫لي عقيدة منها‪.‬‬


‫‪ -‬ومع هذا التنوع مل تكن الغلبة ِّ‬
‫‪ -‬مع ذلك وجد منهم من هدته الفطرة إىل الخالق الفاضلة‪.‬‬

‫(‪ُ)2‬اجلانبُاالقتصادي‪ُ:‬‬

‫‪ -‬اشـ ـ ـ ــتغـل أهـل البـاديـة بـالرعي‪ ،‬فكـانوا يتتبعون موارد املـاء ‪-‬لقلـة المطـار وعـدم انتظـامهـا‪ ،-‬فـإذا‬
‫شـ ـ ـ ــح مورد املاء ابتغوا غريه‪ ،‬مما جعلهم يف حروب متناحرة للظفر باملورد الفضـ ـ ـ ــل‪ ،‬وأيضـ ـ ـ ـا فإن‬
‫الرعي مل يكن ليسد حاجتهم‪ ،‬فكانوا كثريا ما يغريون عىل بعضهم‪.‬‬

‫‪ -‬اشتغل أهل املدينة بالزراعة‪ ،‬ومل يكونوا يف رر رغد من العيش‪.‬‬

‫‪ -‬اشتغل أهل مكة بالتجارة‪ ،‬إال أن رؤوس أمواهلم كانت يف يد قلة من الشيوخ والزعامء‪ ،‬مما جعل‬
‫الغالبية يف فقر شديد‪ ،‬كام كان شيوع الربا سببا يف زيادة غنى الغنياء وفقر الفقراء‪.‬‬

‫(‪ُ)3‬جانبُالترشيع‪ُ:‬‬

‫رحالة الم ِّية التي كانوا عليها مل تكن تســمح بظهور تشريع اتل‪ ،،‬ب‪ ،‬ات التشريع عبارة عن قواعد عرفية‬
‫حم ِّلية قليلة‪ ،‬أكثرها مناف للعدالة والخالق‪ ،‬جزاؤها املا ِّدي‪ :‬أنظار املجتمع‪ ،‬أهماتلكاالقعاعد‬

‫‪15‬‬
‫‪ /1‬جمال العالقات الرسية‪:‬‬

‫‪ -‬عرفوا أنوا عـا من الزواج منهـا مـا هو سـ ـ ـ ــائـد اليوم (من اخلطبـة‪ ،‬ثم املهر‪ ،‬ثم الـدخول بـالزوجـة)‪،‬‬
‫ومنها ما كان سفاحا فأب رطله اإلسالم‪.‬‬

‫‪ -‬عرفوا إهناء الزواج بالطالق‪.‬‬ ‫‪ -‬كان التعدد شائعا بال حد‪.‬‬

‫‪ -‬كان الطالق تعقبه عد ٌة حيق للرجل أن يراجع زوجته قبل انتهائها‪ ،‬وإن طلقها (‪ )1000‬مرة‪.‬‬

‫‪ -‬عرفوا نظام املرياث‪ ،‬وكانت توزع الرتكة وفقا لوصية املتوَّف‪ ،‬فإن مل يوص فهي لورثته الذكور‪.‬‬

‫‪ -‬كان احللف والتبنِّي من أسباب اإلرث عندهم‪.‬‬

‫‪ /2‬جمال املعامالت املالية‪:‬‬

‫كالبيع‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬الس رلم)‪.‬‬ ‫‪ -‬عرفوا كثريا من العقود التي تنقل الموال (‬

‫كاملنابذة‪ ،‬املالمسة‪ ،‬احلصاة)‪.‬‬ ‫‪ -‬إال أكثرها كان مشتمال عىل غرر وجهالة (‬

‫كالشكة‪ ،‬املضاربة)‪.‬‬ ‫‪-‬كام عرفوا العقود التي تنمي الموال (‬

‫الربا شائعا بينهم‪ ،‬ويعدونه أعظم من البيع‪.‬‬


‫‪ -‬كان ِّ‬

‫‪ /3‬جمال اجلنايات‪:‬‬

‫‪ -‬مل ين رقل عنهم عقوب ٌة حمددة إال يف القتل‪ ،‬وهي‪ :‬القصاص يف العمد‪ ،‬والدِّ ية يف اخلطأ‪.‬‬

‫‪ -‬ولكنهم مل يعـدلوا يف الق رصـ ـ ـ ـ ـاص (فلم يكونوا يقتلون الكبري بـالصـ ـ ـ ــغري‪ ،‬وال الرجـل بـاملرأة‪ ،‬وال‬
‫الش ـ ـريف بالعادي‪ ،‬وكانوا يقتلون اجلامعة بالشيف)‪ ،‬وكذا يف الدية (فدية الرجل والكبري والشيف‬
‫والعادي)‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫أكب من دية املرأة والصغري‬

‫(‪ُ)4‬اجلانبُالسيايس‪ُ:‬‬

‫مل يكن للعرب دولة باملعنى الدستوري حيث كانت احلياة القبلية هي السائدة‪.‬‬

‫وجعل النفوس الواعية يف تشوق‬


‫‪ -‬مما سبق‪ :‬يظهر أن احلال آنذاك كان مستوجبا لرسعة اإلصالح‪ ،‬ر‬
‫النبي املأمول‪.‬‬
‫لنزول التشـريع الساموي املوعود‪ ،‬وترقب لظهور ِّ‬

‫‪16‬‬
‫‪ ‬أسباب تسمية دور النشأة والتأسيس بذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اكتامل السس واملصادر الرئيسية للفقه يف هذا الدور‪.‬‬

‫‪ -2‬جاءت تشيعات هذا العرص مبنية عىل ما رسمه الرسول ‪ ‬من منهج يف استنباط الحكام‪.‬‬

‫‪ -3‬العصور التالية مل تأت بجديد يف الفقه والتشيع‪ ،‬إال فيام طرأ من حوادث‪.‬‬

‫زمن دور النشأة والتأسيس‪:‬‬


‫من بعثة النبي ‪ ،‬وحتى وفاته ‪ ‬عام (‪ )11‬ـه‪ ،‬فتكون مدته‪ )23( :‬عاما تقريبا‪.‬‬

‫مه ُم) مراحل التشريع في دور النشأة والتأسيس‪:‬‬


‫‪ُ (‬‬
‫‪ُ)1‬املرحلةُاألوىل‪ُ:‬الترشيعُاملكي‪ُ:‬‬

‫من بعثة النبي ‪ ‬وحتى هجرته إىل املدينة (‪ 13‬سنة تقريبا)‪.‬‬

‫ڸ اهتمُالتشع بايفُهذهُا ُمل ُرحلةُ ُبـــ‪ُ:‬هتيئة املجتمع لتلقي أحكام الدين‪ ،‬ف رع رمد إىل تنقية العقيدة‪ِّ ،‬‬
‫وبث‬
‫مكارم الخالق(‪.)1‬‬

‫‪ُ)2‬املرحلةُالثانية‪ُ:‬الترشيعُاملدين‪ُ:‬‬

‫من هجرته ‪ ‬وحتى وفاته (‪ 10‬سنوات تقريبا)‪.‬‬

‫ڸ اهتمُالترشيعُيفُهذهُاملرحلةُبــ‪ :‬الحكام العملية‪.‬‬

‫‪ -‬بعد استقرار العقيدة والخالق كان البد من ةهور التشيعات العملية التي تنظم أحوال املجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬كانت التشيعات تنزل وفقا ملا يظهر من احلاجات‪ ،‬ومراعاة للمناسبات‪.‬‬

‫‪ -‬مل تكتمل هذه املرحلة إال والتش ـريع اإلسالمي مستوعب جلميع الفعال واحلوادث‪ ،‬ﱣﭐﱫﱬ‬

‫ﱭ ﱮﱯﱰﱱ ﱢ‪.‬‬

‫عىلُهذاُنزلُالقرآنُموجهاُالناسُإىلُأمرينُأساسيني‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫(‪ )1‬و‬

‫‪ -2‬هتذيب الخالق‪.‬‬ ‫‪ -1‬تثبيت العقيدة الصحيحة يف النفوس‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ ‬مصادر التشريع في دور النشأة والتأسيس‪:‬‬
‫متلو‪ :‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -1‬وحيُ ٌُّ‬

‫غريُمتلو‪ :‬السنة النبوية‪.‬‬


‫ُ‬ ‫‪ -2‬وحيُ‬

‫‪ُ)1‬القرآنُالكريم‪ :‬كالم اهلل تعـ ـ ـاىل‪ ،‬املنزل عىل رسوله حممـ ـ ـد ‪ ،‬املتعبد بتالوته‪ ،‬املتحدي بأقصـ ـ ـر‬
‫سورة منه‪ ،‬املبدوء بسورة الفاحتة‪ ،‬واملختوم بسورة الناس‪ُ.‬‬

‫عتب املصدر الول والساس للتشيع‪.‬‬


‫‪-‬ي ر‬
‫مث ‪ :‬أحكام املواريث‪ ،‬والرسة)‪.‬‬ ‫‪ -‬جاءت التشيعات فيه إمجالية‪ ،‬وقلام يتعرض للتفاصيل (‬

‫‪ -‬نزل القرآن منجام (مفرقا) حسب الحوال واحلوادث‪ ،‬وذلكُألسباب‪ُ،‬أمهها‪:‬‬

‫‪ -1‬تثبيت قلب النبي ‪ ،‬ﱣﭐﳈﳉﳊﳋﱢ‪.‬‬

‫‪ -2‬تسهيل حفظه عىل النبي ‪‬؛ فإنه كان أميا‪ ،‬ﱣﭐﳇﳈﳉﳊﳋﳌ* ‪ ...‬ﳘﳙﳚﳛ*ﱢ‪.‬‬

‫‪ -3‬مسايرة احلوادث‪ ،‬والتدرج يف التشيع‪ ،‬فأحيانا تنزل اآليات لسبب‪ ،‬أو جوابا عىل سؤال‪.‬‬

‫‪ -4‬مراعاة الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫‪ -5‬التيسري عىل العباد والرمحة هبم؛ حتى يسهل عليهم االمتثال‪.‬‬

‫‪ُ)2‬السنةُالنبوية‪ :‬ما صدر عن النبي ‪ ‬من قول ‪-‬غري القرآن‪ -‬أو فعل أو تقرير‪ُ.‬‬

‫‪ -‬تأيت السنة يف املرتبة الثانية بعد القرآن‪.‬‬

‫‪ ‬منهج التشريع في دور النشأة والتأسيس‪:‬‬


‫‪ -1‬ابتدائي‪ :‬كقوله تعاىل‪ :‬ﱣﭐﱖ ﱽﱘﱙﱚﱛﱜﱝﲮﱢ‪.‬‬

‫ﲃﲄﲅﲆﱢ‪ ،‬ملا سـ ـ ـئل ‪ ‬عن‬


‫‪฀‬‬ ‫ﲵﱢ‪،‬ﭐﱣﭐ‬
‫‪฀‬‬ ‫‪ -2‬جوابُعنُسـؤال‪ :‬ﱣﭐﲲﲳﲴ‬

‫صكُ»‪.‬‬ ‫نظر الفجأة قال‪« :‬ا ْ ُِ‬


‫صفْ ُبُ ُ‬

‫ﭐ‬ ‫‪ -3‬بسبب‪ :‬عزم أحدم المسلمةن على نكتح ملشياة‪ ،‬فنزل‪ :‬ﱣﭐﱢﱣﱤﱥﱺﱢﭐ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫مه ُم) التدرج في التشريع في دور النشأة والتأسيس (‪:)1‬‬
‫‪ُ (‬‬

‫ڸُالتدرجُيفُالترشيعُنوعان‪ُ:‬‬

‫‪ُ)1‬التدرُجُيفُتشرع بُاألحكامُمجلة‪ُ:‬مل تش ـ ـ ـ ـ ـ ررع الحكام مجلة واحدة‪ ،‬وإنام شعت شـيئا فشـيئا؛ فبدأ‬
‫التشيع بنزول الحكام االعتقادية والخالقية‪ ،‬ثم الحكام العملية متتابعة‪ُ.‬‬

‫‪ُ)2‬التدُرجُيفُتشُـــ ُـريعُاحلكمُالواحد‪ُ:‬كثري من الحكام تدرج رشعها عىل فرتات زمنية؛ لئال تنفر‬
‫النفوس عنها دفعة واحدة‪ ،‬ففي البداية ينزل حكم ثم بعد فرتة ينزل حكم آخر يالئم ما وصـ ــل إليه‬
‫ومنُاألمثلةُعىلُذلك‪ُ:‬‬ ‫املكلف من استعداد لتلقيه‪،‬‬

‫‪ -1‬الصالة‪ :‬ش رعت يف أول المر ركعتني بالغداة وركعتني بالعيش‪ ،‬ثم جعلت مخس صلوا ت‪.‬‬

‫‪ -2‬الزكرم‪ :‬كـان مقـدارهـا يف أول المر غري حمـدد‪ ،‬ﱣﭐﳂﳃﳄﳅﳆﳇﱢ؛ أي‪ :‬مـا زاد‬
‫عىل احلاجة‪ ،‬ثم يف السنة (‪ )2‬ـه فر رضت الزكاة‪ ،‬ثم حدد النبي ‪ ‬الموال الزكوية‪ ،‬وأنصبتها‪.‬‬

‫‪ -3‬اخلم ُر ُ‪ :‬كان العرب قبل اإلسالم يش ـ ـ ـربون اخلمر بكثرة‪ ،‬فتدرج التشيع يف حتريمها تدرجا يمكِّن‬
‫املدمنني من االمتثال دون مشقة‪:‬‬

‫‪ .1‬أشـ ـ ـ ــار خفيـة إىل ذ ِّم اخلمر‪ :‬ﱣﭐﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱢ؛ فـإنـه جعـل‬


‫السكر غري الرزق احلسن‪.‬‬

‫‪ .2‬ﱣﭐ ﲲﲳﲴ ﲵﲶ ﲷﲸﲹﲺﲻ ﲼ ﲽﲾﲿ ﳀﱢ ؛‬


‫بني أن شب اخلمر ليس فضيلة‪ ،‬وأن املضار املشتملة عليها أكثر‪.‬‬

‫ﲚﱢ؛ حرمها يف بعض الوقات‪.‬‬


‫‪฀‬‬ ‫‪ .3‬ﱣﭐﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙ‬

‫ﳊ ﱢ‪.‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﳉ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﳈ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﳆﳇ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﳅ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﳄ‬
‫‪฀‬‬ ‫‪ .4‬ثم أنزل التحريم القاطع‪ :‬ﱣﭐﳁﳂﳃ‬

‫تدرجا؛ ليالئم طبيعة اإلنسان‪.‬‬


‫(‪ )1‬جاء التشـريع اإلسالمي م ِّ‬

‫‪19‬‬
‫مه ُم) اجتهاد النبي ‪:‬‬
‫‪ُ (‬‬

‫ڸ يُقصدُبه‪ :‬استنباطه ‪ ‬للحكم الشعي فيام مل يرد فيه نص‪.‬‬

‫ڸ اختُ ُلِفُيفُجوازُاالجتهادُمنُالنبي ‪:‬‬

‫‪ُ )1‬األشـــاعرة ُواملعتزلـة‪ :‬ليس لـ ــه أن جيتهـ ــد‪ ،‬ومنُأهمُأدلتهم‪ُ :‬ﱣﭐﱋﱌﱍﱎ*ﱐﱑﱒﱓ‬

‫يوح إلي ــه ب ــه‪ ،‬ف ــإن الوحي ال حيتم ــل اخلط ــأ‪ ،‬وأم ــا‬
‫ﱔ*ﱢ‪ ،‬فه ــذا يمنع النبي ‪ ‬من أي اجته ــاد مل ر‬
‫اجتهاده ‪ ‬فمح رتمل للصواب واخلطأ‪ ،‬وإن كان إىل الصواب أقرب‪.‬‬

‫ويردُعليه‪:‬‬

‫املتعني أن يكون الضـ ــمري عائدا عىل القرآن؛ لن االسـ ــتدالل جاء ردا عىل ادعاء أن‬
‫ِّ‬ ‫‪ -1‬بأنه ليس من‬
‫القرآن مفرتى‪.‬‬

‫‪ -2‬ومع التسـ ـ ـ ــليم بــالعموم‪ :‬فــإن اجتهــاد النبي ‪ ‬ليس كــاجتهــاد غريه‪ ،‬بــل ينتهي إىل وحي؛ فــإن‬
‫أصا رب أقره الوحي عىل ذلك‪ ،‬وإن أخطأ مل ي رقر عليه‪.‬‬

‫‪ )2‬مجهورُاألصوليني‪ :‬جيوز اجتهاده ‪ ،‬والدلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬النبي ‪ ‬م ــأمور ب ــاالجته ــاد؛ لعموم قول ــه تع ــاىل‪ :‬ﱣﭐ ﲰ ﲱ ﲲ * ﱢ؛ أي‪ :‬قيسـ ـ ـ ــوا‬
‫ورد حكمها إذا احتدت العلتان‪.‬‬
‫الوقائع التي مل يرد حكمها عىل الوقائع التي ر‬
‫‪ -2‬الرسول ‪ ‬عاملٌ بعلل النصوص‪ ،‬ومن كان كذلك لزمه القياس(‪ ،)1‬وهو اجتهاد جائز‪.‬‬

‫ك ــإذن ــه للمتخلفني عن غزوة تبوك قب ــل تبني‬ ‫‪ -3‬وقع من النبي ‪ ‬االجته ــاد يف وق ــائع كثرية‪( :‬‬
‫ِ‬
‫ُاست ْقب ْلتُم ْنُأ ْم ِريُم ْ‬
‫اُاستدْ ب ْرتُماُس ْقتُاهلدْ يُ»)‪.‬‬ ‫صادقهم من كاذهبم‪ ،‬وقوله‪« :‬ل ْو ْ‬
‫‪ -4‬رو ري ـت عن ــه ‪ ‬أح ــادي ــث تثب ـت أن ــه ك ــان فريا ‪ :‬كقول ــه ‪« :‬ل ْوالُأ ْنُأشــ رقُعىلُأ رمتِيُألم ْرُ ْمُ‬
‫اك ِ‬
‫ُعنْدُك ِّ ُصالة»‪ُ،‬فعدولة ‪ ‬عن ذلك إنام جاء بعد اجتهاد منه‪ُ.‬‬ ‫بِالسو ِ‬
‫ِّ‬
‫ومن الدلة يظهر لنا جواز وقوع االجتهاد منه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬القياس‪ :‬إحلاق فرع بأصل يف حكم لعلة جامعة بينهام‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ُِ ؄‬‬
‫احلكمةُمنُاجتهادُالرسول ‪:‬‬

‫أن الش ـ ـريعة اإلسالمية خامتة الش ـ ـرائع الساموية‪ ،‬وقواعدها كلية مل تتعرض للتفاصيل‪ ،‬والنصوص حمددة‬
‫واحلوادث متجددة‪ ،‬فكان البد من اجتهاده ‪‬؛ لتعليم الناس منهج االجتهاد‪ ،‬وطرق االستنباط‪.‬‬

‫وبنــاء عىل ذلــك‪ :‬فــإن االجتهــاد يف هــذا الــدور وقع من بعض الصـ ـ ـ ـ ـحــابــة بــإذن ـه ‪‬؛ ومن وقــائعــه‪:‬‬
‫ضُإِذاُعرضُُلكُُقضاءُ؟» ‪ ...‬حتى‬ ‫أنه ‪ ‬ملا أراد أن يبعث معاذا ‪ ‬إىل اليمن قال له‪« :‬ك ْيفُُت ْق ِ ُ‬
‫قال‪« :‬أجتهد رأيي وال آلو»‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص التشريع في دور النشأة والتأسيس‪:‬‬


‫‪ -1‬انحرص مصدر التشيع يف الوحي فقط‪.‬‬

‫‪ -2‬كان الرسول ‪ ‬وحدر ه هو املرجع يف معرفة الحكام الشعية (ولذلك قل االختالف)‪.‬‬

‫‪ -3‬كملت فيه أحكام التشيع وقواعده‪ ،‬ﱣﭐﱫﱬﱭﱮﱢ‪.‬‬

‫‪ -4‬جاء كامل التشيع عىل أسلوب خاص؛ حيث تضمن القواعد الكلية‪ ،‬وترك املجال للمجتهدين‬
‫للتفريع عىل هذه القواعد‪.‬‬

‫‪ -5‬مل يظهر فيه الفقه اإلسالمي بمعناه االصطالحي‪.‬‬

‫‪ -6‬مل يعرف املسائل االفرتاضية بل كانت مسائله كلها واقعية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫والكمال(‪)1‬‬ ‫دور البناء‬

‫من عام (‪ )11‬ـه حتى ق‪ )4(.‬ـه‪ ،‬ويشمل‪:‬‬

‫‪ .3‬مرحلة العباسيني‪.‬‬ ‫‪ .2‬مرحلة المويني‪.‬‬ ‫‪ .1‬مرحلة اخللفاء الراشدين‪.‬‬

‫من وفاة النبي ‪ ‬عام (‪ )11‬ـه حتى هناية عرص اخللفاء الراشدين عام (‪ )40‬ـه‪.‬‬

‫‪ -‬تعد أول مرحلة يف بناء الفقه اإلســالمي‪ ،‬فبعد أن ركم ـ ـ ـ ـ ـلت مصــادر الشـ ـ ـ ـ ـ ـريعة كان عىل الصــحابة‬
‫يح‪.‬‬ ‫نص‬
‫البحث يف املصادر؛ ملتابعة ما رجيد من أحداث مل يرد فيها ٌّ‬

‫‪ ‬تعريف الصحابي‪ :‬كل من لقي النبي ‪ ‬مؤمنا به ومات عىل اإلسالم‪.‬‬

‫‪ُ-‬وقدُاختلفُالعلامءُيفُاشـاا ُمدةُال صُـحبة‪ ]1[ :‬فذهب بعض ــهم إىل أنه يش ــرتط يف الص ــحايب أن‬
‫يكون قـد الزم النبي ‪ ‬سـ ـ ـ ـ ـنـة أو سـ ـ ـ ــنتني‪ ،‬وغزا معـه غزوة أو غزوتني‪ ]2[ ،‬وذهـب آخرون إىل أهنـا‬
‫حتصل بمجرد اللقاء(‪ ]3[ ،)2‬واشرتط بعضهم أن تكون الرؤية يف سن التمييز‪.‬‬

‫ُ‬

‫‪ ‬أسباب تميز الصحابة في فهم الشريعة‪:‬‬


‫عسرر ري هلم معرفــة أسـ ـ ـ ـ ـبــاب نزول اآليــات وورود الحـاديــث‪،‬‬
‫‪ -1‬قرهبمُومالزمتهمُللنبي ‪‬؛ لمرت ا‬
‫ومعرفة تفسري النبي لبعض اآليات‪ ،‬ومعرفة علل الحكام وحك ررمها = مما مكنهم من القياس‪.‬‬

‫‪ -2‬درايتهمُباللغةُالعربية = مما جعلهم أقدر الناس عىل فهم القرآن‪.‬‬

‫‪ -3‬حفظهمُللقرآنُوالسنة = مما جعلهم أسبق الناس يف علم الشيعة واإلحاطة بأحكامها‪.‬‬

‫(‪ )1‬كان الغالب عىل هذا الدور طابع االجتهاد‪.‬‬


‫(‪ )2‬وعىل هذا‪ :‬فإن عدد الصحابة‪ )114( :‬ألف‪ ،‬كام ذكرر أبو زرعة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مه ُم) أسباب التمايز بين الصحابة في فهم الشريعة‪:‬‬
‫‪ُ (‬‬

‫‪ -1‬التفاوت يف مالزمة الرسول ‪.‬‬

‫‪ -2‬التفاوت يف معرفة اللغة‪.‬‬

‫‪ -3‬التفاوت يف القدرات الطبيعية (احلفظ‪ ،‬عمق الفهم‪ ،‬االستنباط‪ ،‬ترمجة دقائق اإلشارات(‪.))1‬‬

‫‪ ‬مصادر التشريع في عهد الصحابة‪:‬‬


‫‪ .4‬الرأي‪.‬‬ ‫‪ .3‬اإلمجاع‪.‬‬ ‫‪ .2‬السنة‪.‬‬ ‫‪ .1‬الكتاب‪.‬‬

‫‪ُ؄‬املنهج‪ُ:‬‬

‫‪ /1‬النظر يف الكتاب ملعرفة احلكم‪ .‬فإن مل يوجد‪:‬‬

‫‪ /2‬ففي السنة(‪ .)2‬فإن مل يوجد‪:‬‬

‫‪ /3‬اإلمجاع (بأن جيمع اخلليفة الصـ ــحاب رة‪ ،‬ثم ت ر‬


‫عرض الواقعة‪ ،‬ويتبادلون اآلراء إىل أن ينتهوا إىل رأي‬
‫واحد جيمعون عليه)‪.‬‬

‫املرسلة‪،‬‬
‫النص من الحكام؛ كـالقياس‪ ،‬االستحسان‪ ،‬املصالح ر‬ ‫‪ /4‬الرأي (كل ما ال ي ر‬
‫ؤخذ من رداللة ِّ‬
‫الباءة الصلية‪ ،‬سد الذرائع)‪.‬‬

‫‪ُ؄‬موقفُالصحابةُمنُهذهُاملصادر‪ُ:‬‬

‫‪ُ)1‬الكتاب‪ :‬عندهم املصدر الول للعقيدة والخالق والحكام العملية‪ ،‬بل وللغة‪.‬‬

‫* تم يف دور البناء والتأسـ ــيس كتابة القرآن‪ ،‬وترتيب سـ ــوره وآياته‪ ،‬وحفظه كثري من الصـ ــحابة‪ ،‬ثمُ‬
‫مجِعُالقرآنُيفُعهدين‪:‬‬‫ُ‬

‫(‪ )1‬كام فهم عمر ‪ ‬من قوله تعاىل‪ :‬ﱣﭐﱫﱬﱭﱮﱢ قرب أجل النبي ‪ ،‬وأيضـ ـ ـ ـا فهم عمر وابن عباس ‪‬‬
‫ذلك من قوله‪ :‬ﱣﭐﱯﱰﱱ ﱲ ﱢ‪.‬‬
‫(‪ )2‬إن وجد نص يف الكتاب أو السـنة توقفوا عنده وبحثوا يف مدلوله‪ ،‬وقد يتفقون‪ ،‬وقد خيتلفون؛ بسـبب االسـتعامالت‬
‫اللغوية‪ ،‬أو بعض الحوال التي تعرض للرواية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -1‬يفُعهدُأيبُبكرُ‪ :‬بسبب رقتل كثري من احلفظة‪.‬‬

‫‪ -2‬ويفُعهدُعثامن ‪ :‬بسبب اختالف بعض احلفظة يف بعض الحرف الختالف هلجاهتم‪.‬‬

‫‪ ؄‬مسلكهمُيفُاستنبا ُاألحكامُمنُالكتاب‪:‬‬

‫النص قطعية أخذوا به ر‬


‫دون رأي‪ ،‬ومل خيتلفوا‪.‬‬ ‫‪ -1‬إذا كانت داللة ِّ‬
‫مث ‪:‬‬ ‫النص ةنِّية (إذا وجد ما جيعل النص حمتمال لكثر من معنى)‪،‬‬
‫‪ -2‬وخيتلفون إذا كانت داللة ِّ‬

‫أ‪ -‬وجود لفظ مشرتك‪ :‬ﱣﭐﱫﱬﱢ؛ فـ(الـقرء) يطلق عىل احليض‪ ،‬كام يطلق عىل الطهر‪.‬‬

‫ب‪ -‬وجود لفظ حمتم ٌل للحقيقة واملجاز‪ :‬كتسمية اجلدِّ أبا يف‪ :‬ﱣﭐﱁﱂﱃﱄ‪...‬ﱢ‪.‬‬

‫ج‪ -‬وجود نصـ ـ ـ ـ ـني يتنـاوالن مسـ ـ ـ ــألـة واحـدة دون أن يع رلم يقينـا املتقـدِّ م منهم‪ :‬ﱣﭐﱁﱂﱃ‬

‫ﭐ‬ ‫ﱄﱅﱩ ﱪ ﱈﱉﱊﱢ‪ ،‬ﱣﭐﲹﲺﲻﲼﱓﱔ ﱢ‪.‬ﭐ‬

‫‪ُ)2‬السنة‪ :‬يرجعون إليها إذا مل يوجد ٌّ‬


‫نص يف القرآن؛ عىل أساس أهنا املصدر الثاين للتشيع‪.‬‬

‫‪ -‬وخوفا من انرصاف الناس عن القرآن‪ ،‬وخشية الوقوع يف الكذب عىل النبي ‪ :‬كانوا يتشددون‬
‫يف روايـة السـ ـ ـ ـ ـنـة؛ فكـانوا‪ :‬حي ِّلفون الراوي‪ ،‬ويشـ ـ ـ ـ ـهـدون عىل احلـديـث غريه‪ ،‬وكـانوا ال حيبون اإلكثـار‬
‫منها‪ ،‬غري راغبني يف كتابتها‪.‬‬

‫‪ ؄‬مسـلكهمُيفُالعم ُبالسـنة‪ :‬إذا روي احلديث وتي ِّقن من صـ ــحته‪ ،‬ومل يكن منسـ ــوخا‪ ،‬ومل يعلم له‬
‫معارض أقوى منه‪ :‬مل يرتددوا يف العمل واإلفتاء به‪ ،‬أما إذا كان عىل خالف ذلك فإنه مردود‪.‬‬

‫‪ُ)3‬اإلمجا ُع(‪ :ُ )1‬كان ملتةسريا يف عهد الصـ ــحابة عن غريهم؛ لن مجهور املجتهدين كانوا يف املدينة‪ ،‬فكان‬
‫كإمجاعهم عىل خالفة أيب بكر‪ ،‬ومجع القرآن)‪.‬‬ ‫من السهل اجتامعهم للتشاور فيام رجيد من املسائل (‬

‫‪ -‬بلغــت الثقــة بام نقـل من اإلمجــاع يف زمن عمر ‪ ‬درجــة كبرية‪ ،‬حتى إن املنكرين حل ِّجيــة اإلمجــاع‬

‫يس ِّلمون ب ِّ‬


‫حجية ما حصل من اإلمجاع يف هذا الزمان‪.‬‬

‫(‪ )1‬اتفاق املجتهدين من أمة حممد ‪ ‬بعد وفاته يف عرص من العصور عىل حكم شعي‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ُ)4‬الرأي‪ :‬وهو‪ :‬بذل اجلهد الستنباط احلكم الشعي من الدلة التفصيلية‪.‬‬

‫‪ ؄‬موقفُالصحابةُمنُالرأي‪:‬‬

‫يح‪.‬‬ ‫‪ -‬ما كان بوسعهم إال الخذ به بعدما طرأ عليهم من احلوادث التي مل ريرد فيها نص‬

‫‪ -‬ترددوا فيه أول المر‪ ،‬ولكن ذلك مل يستمر طويال (كام حدث يف مجع القرآن)‪.‬‬

‫‪ -‬ثم توسعوا بعد ذلك يف العمل به‪ ،‬ومل يقترصوا عىل رضب من رضوبه بل عملوا هبا مجيعا‪.‬‬

‫‪ -‬ومل يشتهر به إال قليل منهم‪ :‬كاخللفاء الربعة‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وزيد ‪.‬‬

‫‪ -‬وهناك من مل يستعمله‪ :‬كابن عمر‪ ،‬وعبد اهلل بن عمرو بن العاص ‪.‬‬

‫‪ -‬وورد عن بعض أئمة الرأي منهم ذمه والتخويف منه؛ خشية أن يقدم عليه من ليس بأهل‪.‬‬

‫‪ ؄‬مسلكُالصحابةُيفُاألخذُبالرأي‪:‬‬

‫باحلق أينام كان(‪.)1‬‬


‫‪ -‬كانوا يتمسكون ِّ‬

‫‪ -‬وكانوا يتحرجون فيه خوفا من اهلل‪ ،‬فينسبونه لصاحبه‪ ،‬وال ينسبونه إىل اهلل‪.‬‬

‫‪ -‬وكانوا ال يفتون بالرأي ‪-‬يف أمر ال نص فيه‪ -‬إال بعد استشارة أهل العلم‪.‬‬

‫مه ُم) أسباب اختالف الصحابة‪:‬‬


‫‪ُ (‬‬
‫كونُالنصُظنيُالداللة(‪ُ:)2‬‬
‫رُ‬ ‫‪ُ)1‬‬

‫‪ -‬من حيث اللفظ‪ :‬كلفظ (القرء) لفظ مشرتك‪ ،‬فاختلفوا ‪ :‬هل املراد طهر أو حيض؟‬

‫مث ‪ :‬اختالفهم يف قبول خب اآلحاد‪.‬‬ ‫‪ -‬من حيث الورود‪:‬‬

‫‪ُ)2‬عدمُتدوينُالسنة‪ :‬فإن كل صحايب حفظ منها ما تيس ـ ـ ـ ـر له حفظه‪ ،‬فربام رجهل احلكم يف املسألة؛‬
‫لنه مل يبلغه احلديث‪.‬‬

‫(‪ )1‬فكان أغلبهم يرجع عن رأي إىل رأي غريه إذا تبني له أن احلق عنده‪.‬‬
‫‪ -‬كام رجع عمر ‪ ‬عن رأيه يف عدم املغاالة يف املهور‪ ،‬وعن رأيه يف قتل اجلامعة بالواحد‪.‬‬
‫(‪ )2‬أي‪ :‬حمتمال لكثر من معنى‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ُ)3‬اختالفُالبيئاتُالتيُعاشــواُفيها‪ُ:‬فإذا مل جيد الصـ ـ ــحايب نصـ ـ ـا يف الوقائع اجلديدة اجتهد مراعيا‬
‫مصلحة الناس‪ ،‬ومصالح الناس ختتلف من بيئة لخرى‪.‬‬

‫ُأمثلةُمنُاجتهاداتُالصحابةُواختالفهم‪ُ:‬‬

‫‪ -1‬مرياثُاجلدُمعُاإلخوة‪:‬‬

‫‪ .1‬أبو بكر‪ ،‬وابن عباس ‪ :‬اجلد كالب حيجب اإلخوة مطلقا‪.‬‬

‫‪ .2‬عمر وعيل وزيد ‪ :‬ال حيجب الخوة‪ ،‬بل يشرتكون معه يف اإلرث‪.‬‬

‫‪ -2‬منُمسـائ ُاألموال‪ُ:‬ضـالةُاإلب ‪ :‬هنى النبي ‪ ‬عن التقاط ضـ ــالة اإلبل حتى يلقاها صـ ــاحبها‪،‬‬
‫وةــل العمــل هبــذا يف زمن أيب بكر وعمر ‪ ،‬حتى جــاء عثامن ‪ ‬فرأى أن النــاس امتــدت أيــد م‬
‫إليهــا‪ ،‬فــأمر بتعريفهــا وحفظهــا لصـ ـ ـ ـ ــاحبهــا يف بيــت املــال مــدة‪ ،‬فــإذا مضـ ـ ـ ـ ــت بيعــت وحفظ ثمنهــا‬
‫لصاحبها؛ لن وجه املصلحة قد تغري‪ ،‬فحكم بام تقىض به املصلحة احلادثة‪.‬‬

‫‪ -3‬طالقُالثالث‪ :‬كـان يقع واحـدة عىل عهـد النبي ‪ ‬وأيب بكر ‪ ‬وسـ ـ ـ ــنتني من عهـد عمر‪ ،‬فقـال‬
‫عمر ‪« :‬إن الناس قد استعجلوا يف أمر قد كانت هلم فيه أناة!»‪ ،‬ر‬
‫فأمضاه عليهم‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص التشريع في عهد الصحابة‪:‬‬


‫‪ -1‬كان الفقه يف هذا العرص واقعيا‪ ،‬فلم يكن للمسائل االفرتاضية وجو ٌد‪.‬‬

‫‪ -2‬تم يف هذا العرص مجع القرآن‪ ،‬مما جنب االختالف حول املصدر الول للشيعة‪.‬‬

‫روى إال عند احل ـ ـاجة‪ ،‬فلم رت ـ ـرج الرواية إال يف آخ ـ ـر هذا العص ـ ـر‪ ،‬لذا ةلت السنة‬
‫‪ -3‬مل تكن السنة ت ر‬
‫نقية مل يدخلها الكذب أو التحريف‪.‬‬

‫‪ -4‬ةهر مصدر جديد للتشيع ‪-‬وهو‪ :‬اإلمجاع‪ ،-‬وكثر وقوعه؛ لنه كان ميسورا‪.‬‬

‫‪ -5‬كثر االجتهـ ــاد املبني عىل أسـ ـ ـ ـ ـ ــاس معرفـ ــة علـ ــة احلكم؛ وأنـ ــه يـ ــدور مع علتـ ــه وجودا وعـ ــدمـ ـا‬
‫كإسقاط سهم املؤلفة قلوهبم من الزكاة‪ ،‬وإمضاء الطالق الثالث عىل صاحبه)‪.‬‬ ‫(‬

‫‪ -6‬مل يرتك الصحابة فقها مدونا‪ ،‬بل تركوا فتاوى وأحكاما حمفوةة يف الصدور‪.‬‬

‫‪ -7‬بعض الصحابة كان يتوسعون يف استعامل الرأي‪ ،‬وبعضهم كانوا يتحرجون من استعامله‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫من تويل ال رمويني للخالفة عام (‪ )41‬ـه‪ ،‬وحتى أوائل ق‪ )2(.‬قرب هناية دولتهم عام (‪ )132‬ـه‪.‬‬

‫‪ ؄‬التابعي‪ :‬كل مسلم مل ي ر‬


‫لق النبي ‪ ‬ولقي الصحايب (روى عنه أو مل يرو)‪.‬‬

‫‪ -‬ﱣﭐﱆ ﱇﱈﱢ‪ ،‬قال ‪« :‬طوبىُملِ ُْ‬


‫نُرأىُم ْنُر ِ ُ‬
‫آين»‪.‬‬

‫الفكرية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪ ‬االنقسام السياسي وتعدد االتجاهات‬
‫منذ بداية هذا العرص انقسم املسلمون سياسيا إىل ثالث فرق‪( :‬الشيعة‪ ،‬اخلوارج‪ ،‬مجهور املسلمني)‪.‬‬

‫وعىل الرغم من أن النِّزاع كان سياسيا إال أنه أدى إىل تعدد مناهجهم الفقهية؛‬

‫‪ .2‬وجود بعض املسائل التي هلا ارتباط باملعتقدات السياسة‪.‬‬ ‫‪ .1‬الختالفهم يف مصادر الفقه‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف موجز بهذه الطوائف‪:‬‬


‫‪ ‬أوال‪ :‬الخوارج‪:‬‬
‫‪ ؄‬سمواُبذلك؛ خلروجهم رع رىل عيل ‪ ‬بعد رقبوله التحكيم يف معركة ص ِّفني‪.‬‬

‫‪ ؄‬أهمُمبادئهم‪:‬‬

‫احلر من عامة املســلمني‪ ،‬وجيوز تعدد اخللفاء‬


‫حق لكل مســلم‪ ،‬واخلليفة يكون باالختيار ِّ‬
‫‪ -1‬اخلالفة ٌّ‬
‫بتعدد المصار‪ .‬وجيب عىل ك ِّل املسلمني اخلروج عىل احلاكم اجلائر‪.‬‬

‫‪ -2‬أنكروا القياس‪ ،‬وأنكروا اإلمجاع وقالوا بعدم حجيته‪ ،‬وإنام احلجة يف مس رتنرده إذا ةهر‪.‬‬

‫كرجم الزاين املحصن)‪.‬‬ ‫‪ -3‬أنكرت بعض فرقهم أحكاما جم رمعا عليها (‬

‫المحكمة الوىل‪ ،‬والزارقة‪.‬‬ ‫ُِ‬ ‫‪؄‬‬


‫أشهرُفرُقهم‪ :‬اإلباضية‪ ،‬و م‬

‫‪27‬‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬الشيعة‪:‬‬
‫النبي ‪- ‬وإن أقروا بخالفة أيب بكر وعمر ‪،-‬‬
‫كان أنصـار عيل ‪ ‬يرون أنه الحق باخلالفة بعد ِّ‬
‫حوا أن اخلالفة بعده منحرص ٌة يف أوالده‪.‬‬ ‫وبعد مقتل عيل ‪ ‬غدرا زاد التشيع والتعصب له‪ ،‬حتى‬

‫أشهرُفِرُقهم‪ :‬الزيدية(‪ ،)1‬واإلمامية اإلثنى رعشية‪ ،‬واإلسامعيلية‪.‬‬


‫ُ‬ ‫‪؄‬‬

‫مه ُم) وهلمُبعضُاالجتاهاتُالفقهيةُاملخالِفةُملاُعليهُمجهورُاملسلمني‪[ُ،‬أهم مبادئهم]ُومنها‪ُ:‬‬


‫( ُ‬

‫ﱞﱟﱠﱢ(‪.)2‬‬
‫‪฀‬‬ ‫‪ -1‬إجازة نكاح املتعة؛ ﱣﭐ ﱚﱛﱜ ﱝ‬

‫‪ -2‬حتريم زواج املسلم من الكتابية؛ ﱣﭐ ﳂﳃﳄﳅﱢ(‪.)3‬‬

‫‪ -3‬ال يعتمدون إال عىل الحاديث التي تأيت من طريق آل البيت وأشياعهم‪.‬‬

‫‪ -4‬يرفضون اإلمجاع؛ لن أخذهم به يستلزم التسليم بأقوال غريهم من الصحابة والتابعني‪.‬‬

‫‪ -5‬يرفض أكثرهم العمل بالقياس؛ لنه رأى‪ ،‬والدين إنام ي ر‬


‫ؤخذ عن اهلل ورسوله وأئمتهم املعصومني‪.‬‬

‫‪ ‬ثالثا‪ :‬جمهور المسلمين‪:‬‬


‫الذين مل يرض ـ ــوا لنفس ـ ــهم باالنغامس يف هذا املعرتك الس ـ ــيايس‪ ،‬متجنبني التأثر بام وقع من أحداث‬
‫الفتنة بني الصحابة‪.‬‬

‫‪ ؄‬وقدُانتهىُهذاُاملسلكُإىلُظهورُطريقنيُيفُجمالُاالستنبا ُالترشيعي‪:‬‬

‫‪ /1‬أه ُاحلديث‪ :‬الوقوف عىل ةواهر النصوص‪.‬‬

‫‪ /2‬أه ُالرأي‪ :‬البحث عن علل الحكام وحكمة التشيع من خالل نصوص الكتاب والسنة‪.‬‬

‫(‪ )1‬وهؤالء أقرب ف ررق الشيعة إىل أهل السنة‪.‬‬


‫(‪ )2‬والردُعىلُهـذا‪ :‬أن ه ــذه اآلي ــة إنام هي يف الزواج املعروف‪ ،‬والس ـ ـ ـ ـي ــاق ي ــدل عىل ذل ــك؛ ف ــإهن ــا ج ــاءت رعق ـب ذكر‬
‫ﲌﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﱢ ‪،‬‬
‫‪฀‬‬ ‫املحرمـ ــات يف النكـ ــاح‪ ،‬وع ِّب عن املهر هنـ ــا بـ ــالجر‪ ،‬كام يف قولـ ــه‪ :‬ﱣﭐﲉﲊﲋ‬

‫وأيضا يدل عىل حرمة نكاح املتعة ما ثبت عن النبي ‪ ‬من هنيه عنه يف آخر ما رو ررد عنه يف ذلك‪.‬‬

‫ﲯﲰ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﲮ‬
‫ﲭ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﲬ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﲪ‬
‫ﲫ‬ ‫(‪ )3‬وهم يف ذلك فالفون جلمهور العلمـ ـ ـاء الذين أجـ ـ ـازوه؛ مستدلني بـ ـ ـ ﱣﭐﲧﲨﲩ‬

‫ﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹ ﲺﲻﲼﲽﲾﲿ ﱢ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫مه ُم) أسباب ازدياد النشاط الفكري في العصر األموي‪:‬‬
‫‪ُ (‬‬

‫‪ .2‬شيوع رواية احلديث‪.‬‬ ‫‪ .1‬تفرق الصحابة يف المصار‪.‬‬

‫‪ .4‬ةهور املدارس الفقهية‪.‬‬ ‫‪ .3‬ةهور علامء املوايل‪.‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬تفرق الصحابة في األمصار‪:‬‬


‫‪ -‬كان عمر ‪ ‬يمنع ك ربار الصحابة من مغادرة املدينة إال لضـ ـ ـ ـرورة؛ لهنم أهل الشورى‪ ،‬واستمر‬
‫احلـال عىل هـذا حتى النصـ ـ ـ ــف من خالفـة عثامن ‪‬؛ حيـث أذن للصـ ـ ـ ـ ـحـابـة بـالتفرق يف المصـ ـ ـ ــار؛‬
‫ليتولوا إدارة شئوهنا‪ ،‬وليكونوا معلمني وقضاة ومفتني‪ ،‬فأقبل عليهم أهل المصار للتعلم‪.‬‬

‫‪ -‬وك ــان لتف ــاوت ه ــذه البالد يف الع ــادات واملع ــامالت والحوال االجتامعي ــة أثر كبري يف اختالف‬

‫االسـتفتاءات من بلد آلخر‪ ،‬وحتى املسـائل املش ر ر‬


‫ـرتكة كانت أحكامها ختتلف يف كل بلد عن اآلخر‪،‬‬
‫بــل كــانــت تتشـ ـ ـ ـ ـعــب اآلراء الفقهيــة يف البلــد الوا حــد؛ لتعــدد الصـ ـ ـ ـ ـحــابــة فيــه‪ ،‬واختالفهم فيام بينهم‪،‬‬
‫وخيتلف باختالفهم من يتلقى عنهم‪.‬‬

‫‪ -‬توثقت الصـ ــلة العلمية بني كل أهل بلد وبني العامل الذي نزل فيه‪ ،‬وخترج عىل يد الصـ ــحابة علامء‬
‫من التابعني أخذوا عنهم علمهم‪:‬‬

‫املدينة‪ :‬عائشة‪ ،‬ابن عمر‪ ،‬أ ِّ‬


‫يب بن كعب ‪  ‬الفقهاء السبعة(‪.)1‬‬

‫مكة‪ :‬ابن عباس ‪  ‬جماهد‪ ،‬عطاء‪.‬‬

‫الكوفة‪ :‬ابن مسعود ‪ ‬علقمة‪ ،‬مرسوق‪ ،‬السود بن يزيد‪.‬‬

‫البصة‪ :‬أبو موسى الشعري‪ ،‬أنس بن مالك ‪ ‬احلسن البرصي‪ ،‬ابن سريين‪.‬‬

‫مص‪ :‬عبد اهلل بن عمرو بن العاص ‪ ‬يزيد بن أيب حبيب‪.‬‬

‫رسعيدٌ أبو ربكر س رل ر‬


‫يم ـان رخ ـ ـ ـار رج ـ ـة‬ ‫(‪ )1‬فقل هم ع ربيد اهلل عروة رقاسـم‬

‫‪29‬‬
‫ني]‬
‫يُالصحابةُ ُوكبارُالتابع ُ‬
‫ص ُ‬ ‫مه ُم) ثانيا‪ :‬شيوع رواية الحديث‪ُ [ :‬‬
‫س ُ‪ /‬قارنُبنيُالروايةُيفُع ُ‬ ‫‪ُ (‬‬

‫روى إال عند احلـ ـ ـ ـاجة‪ ،‬أما يف عرص‬


‫مل تكن رواية احلديث شائعة يف عرص الصحابة‪ ،‬ومل تكن السنة ت ر‬
‫التابعني فأصبحت احلاجة تدعوا إىل كثرة الرواية؛ ألسباب‪:‬‬

‫‪ .1‬ا ِّتساع رقعة الفتوحات اإلسالمية‪ ،‬مما ترتب عليه كثرة احلوادث املعروضة للفتوى‪.‬‬

‫‪ .2‬تباعد المصـ ــار‪ ،‬وصـ ــعوبة اتصـ ــاهلا ببعضـ ــها‪ ،‬فاضـ ــطر كل عامل لرواية ما حيفظه؛ للفتوى يف هذه‬
‫احلوادث‪ ،‬كام أدي أحيانا إىل الرحلة للمدينة يف مجع احلديث للفتوى به‪.‬‬

‫‪ . 3‬استقرار كتاب اهلل بعد العناية به يف عهد الصحابة‪.‬‬

‫‪ ؄‬صُ ُ‬
‫احبُشيوعُالرواية‪ُ:‬وضعُاحلديث‪ُ،‬ومنُأهمُأسبابُذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬الىرداو‪:‬االرد يرة كام فعـل أعـداء اهلل؛ بوضـ ـ ـ ــع مبـاد ل حلـاد‪ ،‬وتقرير قوا عـد ِّ‬
‫حترم احلالل وحتلـل‬
‫احلرام؛ إلفساد عقيدة املسلمني‪.‬‬

‫‪ -2‬التعصبُاملذهبي‪ :‬كام فعلت بعض الف ررق الدينية‪ ،‬بوضع ما يؤ ِّيد دعواهم؛ ليكون دليال هلم‪.‬‬

‫‪ -3‬سـذاجةُبعضُال صـاحلني‪ :‬كام فعل ٌ‬


‫نفر من جهلة الصـ ــاحلني؛ لرتغيب الناس يف اخلري وترهيبهم‬
‫من الش‪ ،‬ومل يروا يف ذلك بأسا!‬

‫غلوُبعضُالطوائفُيفُردُاألحكـامُالتيُملُت ُِردُيفُالوحي‪ :‬محــل فعــل أو ــك آخري رن عىل نسـ ـ ـ ـ ـبـة‬


‫‪ُ -4‬‬
‫بعض اآلراء الصحيحة ‪-‬التي مل تررد يف الوحي‪ -‬إىل النبي ‪‬؛ حتى تلقى قبوال عند هذه الطوائف‪.‬‬

‫* كـان وضـ ـ ـ ــع الحـاديـث عقبـة يف طريق الفقهـاء؛ ملـا يف التثبـت من صـ ـ ـ ـ ـحـة الحـاديـث من مشـ ـ ـ ـ ـقـة‬
‫وصعوبة تؤدي إىل البطء يف االستنباط‪.‬‬

‫‪ ‬ثالثا‪ :‬ظهور علماء الموالي‪:‬‬


‫الماتق‪ ،‬واملقصودُهنا‪ :‬كل من أسلم من غري العرب‪.‬‬
‫‪ ؄‬املوىلُ‪ :‬م‬

‫‪ُ؄‬منُأهمُأسبابُنبوغُاملوايل‪ُ:‬‬

‫‪ -2‬إملامهم بالثقافات املختلفة‪.‬‬ ‫‪ -1‬تقرير اإلسالم ملباد املساواة والعدالة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -3‬عدم معرفتهم باللغة العربية؛ ما دفعهم ل قبال عىل تعلمها؛ ملعرفة الكتاب والسنة‪.‬‬

‫‪ -4‬انشغال العرب بالفتح واجلهاد واملناصب العليا يف الدولة‪.‬‬

‫* وقد انتش ـ ـ ـر علامء املوايل يف ك ِّل المصار‪ ،‬ومنهم‪ :‬نافع‪ ،‬ربيعة‪ ،‬جماهد‪ ،‬عكرمة‪ ،‬عطاء بن أيب رباح‪،‬‬
‫سعيد بن جبري‪ ،‬حممد بن سريين‪ ،‬احلسن البرصي‪ ،‬احلسن بن يسار‪ ،‬طاووس‪ ،‬الضحاك ‪.‬‬

‫‪ ‬رابعا‪ :‬نشأة المدارس الفقهية‪:‬‬


‫كـان للفقـه يف كـل مكـان طـابعـه اخلـاص بـه‪ ،‬وبـذلـك تكونـت (املـدارس الفقهيـة)‪ ،‬ومهام تعـددت هـذه‬
‫املدارس‪ ،‬فإن اخلالف الرئييس بينها‪ :‬يف االجتاه إىل احلديث‪ ،‬أو إىل الرأي‪ ،‬أو إىل الخذ بكل منهام‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مدرسة الحديث‬


‫ةهرت باملدينة‪ ،‬ويرجع أصلها ونشأهتا يف عصـر التابعني إىل أعالم الصحابة ممن آثروا البقاء يف املدينة‪،‬‬
‫ومنهم‪ :‬عائشة‪ ،‬وزيد‪ ،‬وابن عمر ‪ ،‬وقد عرف عنهم عدم امليل إىل الرأي والتمسك بالسنة‪.‬‬

‫مه ُم) أسبابُمتسكُعلامءُاملدينةُباحلديث‪[ُ،‬أسبابُظهورُمدرسةُاحلجاز]‪ُُ:‬‬


‫‪ُ (ُ؄‬‬

‫‪ -1‬وجود عدد كبري ممن حيفظون الســنة من الصــحابة يف املدينة‪ ،‬وســالمة أهلها من البدع‪ ،‬فلم يظهر‬
‫فيها وضع الحاديث‪ ،‬مما يرس هلم اإلحاطة بالسنة‪ ،‬وأغناهم عن الرأي‪.‬‬

‫‪ -2‬قلة احلوادث اجلديدة؛ المتداد نزول التشيع يف هذه املنطقة (‪ )23‬عاما‪ ،‬فحدوث وقائع جديدة‬
‫أمر نادر الوقوع‪ ،‬فلم تكن احلاجة تدعوا إىل استعامل الرأي‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -3‬تأثر التابعني بطريقة ومنهج شيوخهم من الصحابة‪.‬‬

‫‪ ؄‬الطابعُالفقهيُملدرسةُاحلديث‪:‬‬

‫‪ -1‬االعتامد عىل السنة وتقديمها عىل الرأي‪.‬‬

‫‪ -2‬التمسك بظواهر النصوص‪ ،‬وعدم االهتامم بالوقوف عىل علة احلكم أو حكمة التشيع‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم استخدام الرأي إال يف حاالت الرضورة القصوى‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ُ؄‬اآلثار(الفوائد)ُالعلميةُملدرسةُاحلديث‪ُ:‬‬

‫‪ -1‬حفظ السنة النبوية ومجع شتاهتا‪.‬‬

‫‪ -2‬مجع وتدوين آراء الصحابة والتابعني وأقضيتهم وفتاواهم‪.‬‬

‫‪ -3‬توجيه أنظار املسلمني إىل العناية بالسنة وآثار الصحابة‪.‬‬

‫‪ -4‬أرست املنهج العلمي لعلم الفقه ووضعت السس التي كفلت ةهوره كعلم مستقل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مدرسة الرأي‬


‫ةهرت بالكوفة؛ حيث مل تكن أقل شأنا من املدينة يف الناحية العلمية‪ ،‬إذ انتقل إليها مجع كبري من الصحابة‪.‬‬

‫‪ُ؄‬أسبابُظهورُمدرسةُالرأي‪ُ:‬‬

‫‪ -1‬وجود ابن مسعود ‪ ‬مدة طويلة بالكوفة‪ ،‬وكان له تالميذ كثر أخذوا عنه‪.‬‬

‫‪ -2‬اختالف بيئة العراق عن بيئة احلجاز؛ نظرا حلضـ ـ ـ ــارة الوىل وبداوة الثانية‪ ،‬مما كان له أثر كبري يف‬
‫حدوث وقائع جديدة مل تعهد يف أرض احلجاز‪.‬‬

‫‪ -3‬قلة حمصوهلم من السنة بالنسبة لهل احلجاز‪ ،‬فضال عن شيوع الوضع بعد كثرة الفرق‪.‬‬

‫‪ُ؄‬الطابعُالفقهيُ ُملدرسةُالرأي‪ُ:‬‬

‫‪ -1‬العناية بالبحث عن علل الحكام وحكمة التشيع‪ ،‬وربط احلكم هبا وجودا وعدما‪.‬‬

‫‪ -2‬التشدد يف قبول خب اآلحاد هيبة للرواية عن النبي ‪.‬‬

‫‪ -‬قدموا القياس عىل كثري من أخبار اآلحاد التي ثبت صحتها عند غريهم‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم االكتفاء بالفقه الواقعي‪ ،‬وإنشاء الفقه االفرتايض‪.‬‬

‫‪ُ؄‬اآلثارُالعلميةُهلذهُاملدرسة‪ُ:‬‬

‫‪ -1‬مجع الحاديث التي كان حيفظها الصحابة الذين عاشوا بينهم وآرائهم وفتاو م‪.‬‬

‫‪ -2‬استخالص كثري من علل الحكام وحكمة تشيعها‪ ،‬وكثري من قواعد التشيع العامة‪.‬‬

‫‪ -3‬سد املنهج الذي وضعه علامء هذه املدرسة الباب أمام وضاع احلديث‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ ‬مصادر الفقه في العصر األموي‪:‬‬
‫نحرصة يف الكتاب والسنة‬
‫مل تزل مصادر الفقـ ـ ـ ـه يف عصـ ـ ـ ـر التابعني كام كانت يف عصـ ـ ـ ـر الصحـ ـ ـ ـابة م ر‬
‫واإلمجاع والرأي‪ ،‬ولكن حدثت بعض التغريات يف تناول هذه املصادر‪:‬‬

‫‪ )1‬الكتاب‪ :‬ازداد اخلالف حول تفسري نصوصه ةنِّية الداللة‪.‬‬

‫‪ )2‬السنة‪ :‬كان االعتامد عليها أكثر؛ لشيوع روايتها‪ ،‬وقد انقسم علامء هذا العرص إىل مدرستني‪.‬‬

‫‪ )3‬اإلمجاع‪ :‬بدأ اخلالف يف ح ِّجيته‪ ،‬وفقد كثريا من أمهيته؛ لصعوبته‪.‬‬

‫‪ )4‬الرأي‪ :‬أكثره كان قياسا‪ ،‬وبدأ اخلالف يف ح ِّجيته‪ ،‬إال أن أغلبهم يعتد به‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص الفقه في العصر األموي‪:‬‬


‫‪ -1‬ةهور مناهج للبحث الفقهي بعيدة عن النزاع السيايس‪.‬‬

‫‪ -2‬تبوأ املوايل مع العرب رئاسة هذه املدراس‪.‬‬

‫‪ -3‬العناية بالسنة‪( :‬شيوع الرواية‪ ،‬مجع السنة وآثار الصحابة‪ ،‬تدوين السنة‪ ،‬جماهبة الوضاعني)‪.‬‬

‫كاإلمجاع‪ ،‬والقياس‪ ،‬واملصالح املرسلة)‪.‬‬ ‫‪ -4‬تأثر بعض مصادر التشيع بالنزاع السيايس (‬

‫‪ -6‬كثرة اخلالف يف الفروع الفقهية‪.‬‬ ‫‪ -5‬ةهور الفقه االفرتايض‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫من قيام الدولة العباسية (‪ )132‬ـه‪ ،‬وحتى ق‪ )4(.‬ـه‬

‫تعتب أزهى عصـور الفقه اإلسـالمي؛ حيث وصـل إىل الذروة يف اتسـاع نطاقه‪ ،‬وبلغ أسـمى مكانه يف‬
‫الدقة والعمق والشـ ــمول‪ ،‬فأصـ ــبح علام قائام بنفسـ ــه‪ ،‬وةهر فيه أئمة بحثوا يف كل أبوابه‪ ،‬فكانت هلم‬
‫مذاهب متكاملة س ِّميت بأسامئهم‪.‬‬

‫ه ً‬
‫‪( ‬م ُمُجدُا) العوامل التي َّ‬
‫أدت إلى نهوض الفقه في عصر العباسيين‪:‬‬
‫‪ -5‬كثرة اجلدل العلمي واملناةرات الفقهية‪.‬‬ ‫‪ -1‬عناية اخللفاء بالفقه والفقهاء‪.‬‬

‫‪ -6‬تأثر العقول بثقافات المم املختلفة‪.‬‬ ‫‪ -2‬احلرص عىل تربية المراء تربية دينية‪.‬‬

‫‪ -7‬تدوين العلوم وترمجة الكتب العلمية‪ُ.‬‬ ‫‪ -3‬حرية الرأي‪.‬‬

‫ُ‬ ‫‪ -4‬كثرة الوقائع اجلديدة‪.‬‬

‫مه ُم) أوال‪ :‬عناية الخلفاء بالفقه والفقهاء‪:‬‬


‫‪ُ (‬‬

‫اهتموا بالدين اهتامما كبريا ‪-‬عىل عكس المويني الذين اهتموا بالسياسة‪ ،-‬ويتجىل هذا يف مظاهر‪:‬‬

‫‪ -1‬استمداد مجيع الحكام ‪-‬فيام يتعلق باحلكم واإلدارة‪ -‬من القرآن والسنة‪.‬‬

‫‪ -2‬االهتامم بالسنة ومجع الحاديث‪ ،‬حيث دونت كتب مثل‪« :‬مسند أمحد»‪ ،‬و«صحيح البخاري»‪.‬‬

‫‪ -3‬تكريم العلامء واإلغداق عليهم باملنح والعطايا‪.‬‬

‫‪ -4‬رحث الفقهاء عىل وضع النظم التشيعية للدولة (ألف أبو يوسف «اخلراج» بطلب من الرشيد)‪.‬‬

‫مه ُم) ثانيا‪ :‬الحرص على تربية األمراء تربية دينية‪:‬‬


‫‪ُ (‬‬

‫‪ -1‬أرسل املهدي ولديه اهلادي والرشيد إىل املؤدب؛ ليع ِّلمهام القرآن والسنة واآلثار‪.‬‬

‫‪ -2‬أرسل الرشيد ولديه المني واملأمون إىل حلقة اإلمام مالك باملدينة‪.‬‬

‫السري»‪.‬‬
‫‪ -3‬أرسل الرشيد أوالده إىل جملس اإلمام حممد بن احلسن؛ ليسمعوا منه كتاب « ِّ‬

‫‪34‬‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬حرية الرأي‪:‬‬
‫‪ -‬متتع العلامء بـاحلريـة الوا سـ ـ ـ ـ ـعـة يف البحـاث العلميـة‪ ،‬ومل يكن لحـد سـ ـ ـ ــلطـان عليهم‪ ،‬وهلـذا كـانوا‬
‫جيتهدون ويستنبطون الحكام من املصادر املختلفة‪ ،‬وال حرج عىل الفقيه أن خيالف غريه‪.‬‬

‫‪ -‬مل يتقيد القضاة واملفتون ‪-‬من أهل االجتهاد‪ -‬برأي غري رأ م‪.‬‬

‫‪ -‬لغري املجتهد أن يستفتي من شاء‪ ،‬وال حرج عليه يف العمل برأي أي منهم(‪.)1‬‬

‫مه ُم) رابعا‪ :‬كثرة الجدل العلمي والمناظرات الفقهية‪:‬‬


‫‪ُ (‬‬

‫بلغ اخلالف يف هذا العرص أشده‪ ،‬حتى امتد إىل أصول الدلة؛ ألسباب(‪:)2‬‬

‫‪ -2‬حماولة الكثري منهم نش آرائه إفتاء وتدوينا‪.‬‬ ‫‪ -1‬كثرة الفقهاء واجتاههم إىل االجتهاد املطلق‪.‬‬

‫‪ -3‬حث الناس عىل السري يف ركاب هذه الحكام‪.‬‬

‫‪ُ؄‬املرادُباجلدلُيفُهذاُالعص‪ُ:‬يدور حول معنى اللفاظ‪ُ:‬‬

‫‪ -‬الكتاب والسنة وعالقة كل منها باآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬أقوال الصحابة وعمل أهل املدينة ومدى ح ِّجيته‪.‬‬

‫‪ -‬القياس واالستحسان واملصالح املرسلة وغري ذلك مما يرجع إليه الفقهاء يف االستنباط‪.‬‬

‫‪ُ؄‬األثارُا ُملاتبةُعىلُاجلدل‪ُ:‬‬

‫‪ -1‬اجتاه الفقهاء يف كتاباهتم إىل السلوب اجلديل الذي كان شائعا‪ ،‬كام يف «الم» للشافعي‪.‬‬

‫‪ -2‬اتساع دائرة الفقه‪ ،‬وةهور اآلراء الفقهية التي هلا قيمتها‪ ،‬مما أدى إىل الرقي الفكري‪.‬‬

‫‪ُ؄‬هدفُاجلدلُالفقهيُيفُالعصُالعبايس‪ :‬الوصول إىل احلق‪ ،‬والتعرف عىل حكم الشع‪.‬‬

‫ثم انحرف املتأخرون من أتباع املذاهب إىل اختاذه طريقا للتعصب‪.‬‬

‫(‪ )1‬إال أن هذه احلرية كانت حمدودة‪ ،‬فال ح ِّرية يف الناحية السياسية؛ لذا عذب أبو جعفر املنصور مالكا وأبا حنيفة‪.‬‬
‫(‪[ )2‬أسباب كثرة اجلدل واملناةرات الفقهية يف العرص العبايس]‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ ‬خامسا‪ :‬كثرة الوقائع الجديدة‪:‬‬
‫‪ -‬إثر ا ِّتسـ ـ ـ ــاع الفتوحات اإلسـ ـ ـ ــالمية‪ ،‬تفرق الفقهاء يف المصـ ـ ـ ــار‪ ،‬فوجدوا أمامهم عادات وتقاليد‬
‫ونظم وقابلتهم مستجدات‪ ،‬فعرضوها عىل النصوص‪ ،‬فام وافقها أقروه‪ ،‬وما خالفها أنكروه‪.‬‬

‫‪ -‬وهذه الوقائع اختلفت من بلد لبلد‪ ،‬مما أدى إىل ةهور أحكام جديدة يف بلد الواقعة دون غريها‪.‬‬

‫‪ ؄‬اآلثارُاملاتبةُعىلُكثرةُالوقائع‪:‬‬

‫‪ -1‬ةهرت أحك ــام فقهي ــة ج ــدي ــدة؛ نتيج ــة لعرض الع ــادات املختلف ــة عىل الفقه ــاء‪ ،‬وصـ ـ ـ ــبغهم هل ــا‬
‫بالصبغة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -2‬ازدهرت الرحالت العلميـة‪ ،‬فوقف كـل فقيـه ر‬


‫عىل مـا عنـد غريه‪ ،‬فتقـاربـت وجهـات النظر‪ ،‬وتـأثر‬
‫كل واحد بام امتاز به غريه‪ ،‬كام ترتب عىل ذلك تغاير اآلراء بني الفقهاء‪.‬‬

‫‪ ‬سادسا‪ :‬التأثر بثقافات األمم المختلفة‪:‬‬


‫تـألفـت المـة اإلسـ ـ ـ ــالميـة من طوائف فتلفـة‪ ،‬ولكـل طـائفـة ثقـافـات وعلوم تبـاين غريهـا‪ ،‬فلام وحـد‬
‫اإلسـ ــالم بينهم‪ ،‬تبادلوا العلوم واملعارف‪ ،‬مما انعكس عىل نم ِّو الفقه وازدهاره‪ ،‬كتأثر بعض الفقهاء‬
‫باجلدل الفلسفي وجلوئهم إليه يف إثبات الحكام الفقهية‪ ،‬كام يف «الم» للشافعي‪.‬‬

‫‪ ‬سابعا‪ :‬تدوين العلوم وترجمة الكتب العلمية‪:‬‬


‫كان لتدوين العلوم ٌّ‬
‫حظ كبري يف هذا العص ـ ـ ـر‪ ،‬فد ِّونت السنة‪ ،‬والفقه يف املذاهب املختلفة‪ ،‬وأصول‬
‫الفقه؛ وتدوين العلوم ٌ‬
‫سبيل حلفظها وعدم ضياعها وانتفاع الناس هبا‪.‬‬

‫العباسي‪:‬‬
‫‪ ‬مصادر التشريع في العصر َّ‬
‫‪ُ)1‬مترفقُعليهاُبنيُمجيعُالفقهاء‪ُ:‬الكتاب‪ ،‬السنة‪ ،‬وإن حصل خالف يف بعض الحكام(‪.)1‬‬

‫‪ )2‬مترفقُعليهاُبنيُمجهورُالفقهاء‪ :‬اإلمجاع‪ ،‬القياس‪.‬‬

‫(‪ )1‬لالطالع عىل أسباب ذلك اخلالف‪ ،‬ينظر‪ :‬ص (‪ )25‬يف هذا امللخص‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ )3‬اشـتدُاخلالفُفيهاُبنيُالفقهاء‪ :‬س ــد الذرائع‪ ،‬االس ــتحس ــان‪ ،‬االس ــتص ــحاب‪ ،‬املص ــالح املر رس ـلة‪،‬‬
‫قول الصحايب‪ ،‬عمل أهل املدينة‪ ،‬العرف‪ ،‬شع من قبلنا‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص التشريع في العصر العباسي‪:‬‬


‫‪ -1‬بلغ الفقه ‪-‬يف هذه الفرتة الوجيزة‪ -‬حد النضج والكامل‪ ،‬وشمل كل نواحي احلياة‪.‬‬

‫‪ -2‬ةهر أعال ٌم من الفقهاء‪ ،‬وكثري من املجتهدين‪ ،‬الذين مل خيل منهم إقليم‪.‬‬

‫‪ -4‬ةهرت املصطلحات الفقهية املتعددة‪.‬‬ ‫‪ -3‬رن رشأت املذاهب الفقهية املتعددة‪.‬‬

‫‪ -6‬كثرت املسائل الفقهية املختلف فيها‪.‬‬ ‫‪ -5‬اشتد اخلالف حول مصادر التشيع‪.‬‬

‫‪ -8‬د ِّونت العلوم املختلفة‪.‬‬ ‫‪ -7‬أصبح للحكومات مذهبية يف القضاء‪.‬‬

‫‪ ‬اآلثار التشريعية للعصر العباسي‪:‬‬


‫‪ -1‬ةهور كتب الصحاح والسنن التي د ِّونت فيه‪.‬‬

‫ومجع املسائل املرتبطة مع بعضها‪ ،‬وتعليل الحكام واالستدالل عليها‪.‬‬


‫‪ -2‬تدوين الفقه وأحكامه ر‬

‫‪ -3‬تدوين علم أصول الفقه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫دور التقليد والجمود‬

‫‪ ‬سبب التسمية‪:‬‬
‫‪ ؄‬التقليد ُ‪ :‬تلقي الحكام عن جمتهد معني‪ ،‬واعتبار أقواله كأهنا نصوص من الشارع ري رلزم املقلدر إتباعها‪.‬‬

‫‪ ؄‬س ِّميُبـــ(عصُالتقليد)؛ لن الفقهاء فيه مل يأتوا بجديد ي رضاف إىل املذاهب التي عرفت يف دور‬
‫البناء والكامل‪.‬‬

‫‪ ‬نشأة التقليد في هذه المرحلة‪:‬‬


‫الذي جعل الفقهاء يس ــلكون مس ــلك التقليد‪ :‬وجود االض ــطرابات الس ــياس ــية التي أدت إىل انقس ــام‬
‫الدولة اإلسالمية‪ ،‬ومن رثم ضعف الدولة اإلسالمية‪ ،‬والنزاع والفر رقة‪.‬‬

‫‪ ؄‬حالةُالفقهُيفُنِطاقُهذهُاألحداث‪ُ:‬حل بالفقه التدهور واالنحدار تدرجيا؛ ألسباب‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود ةاهرة االضطراب السيايس مما انعكس عىل احلركة العلمية وأثر فيها‪.‬‬

‫‪ -2‬انشغال الوالة بالسياسة واحلروب‪ ،‬فانرصفوا عن العناية بالعلم والعلامء‪.‬‬

‫‪ ؄‬فقهاءُعصُالتقليد‪:‬‬

‫ورست فيهم روح التقليــد‪ ،‬ف ـالتزم كــل واحــد منهم‬


‫‪ -‬مــاتــت فيهم روح االسـ ـ ـ ــتقالليــة والتجــديــد‪ ،‬ر‬
‫مذهبا ال يتجاوزه‪ ،‬بينامُنجدُأئمةُتلكُاملذاهبُينهونُأتباعهمُعنُتقليدهم‪:‬‬

‫‪ .1‬قال الشافعي ‪« :‬مثل الذي يطلب العلم بال حجة كمثل حاطب ليل‪ ،‬حيمل حزمة حطب وفيه‬
‫أفعى تلدغه وهو ال يدري»‪.‬‬

‫‪ .2‬قال أبو يوسف ‪« :‬ال حيل لحد أن يقول مقالتنا حتى يعلم من أين قلنا»‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ ؄‬شهادةُحقُلبعضُالعلامءُيفُعصُالتقليد‪:‬‬

‫بعض العلامء يف هذا الدور كان هلم قدرة عىل االجتهاد واالس ـ ــتنباط كس ـ ــابقيهم‪ ،‬ولكن منعهم منه‪:‬‬
‫كالكرخي‪ ،‬وابن رشد‪ ،‬واملاوردي‪ ...‬وغريهم)‪.‬‬ ‫التقوى والورع‪ ،‬فاكتفوا بالتقليد (‬

‫مه ُم) األسباب التي أدت إلى التقليد‪:‬‬


‫‪ُ (‬‬
‫‪ -4‬غلق باب االجتهاد‪.‬‬ ‫‪ -3‬والية القضاء‪.‬‬ ‫‪ -2‬التعصب املذهبي‪.‬‬ ‫‪ -1‬تدوين املذاهب‪.‬‬

‫‪ )1‬تدوينُاملذاهب‪ :‬د ِّون الفقه يف عرص البناء والكامل‪ ،‬فلام جاء علامء هذا الدور وجدوا هذه الثروة‬
‫الفقهية‪ ،‬فأغناهم ذلك عن االجتهاد‪.‬‬

‫‪ )2‬التعصبُاملذهبي‪ :‬انشغل العلامء بنشـ ـ ـ ـر املذاهب والدعوة إليها‪ ،‬وتعصبوا آلراء فقهائهم تعصبا‬
‫شـ ـ ــديدا‪ ،‬حتى قال الكرخي ‪« :‬كل آية ختالف ما عليه أصـ ـ ــحابنا فهي مؤولة أو منسـ ـ ــوخة‪ ،‬وكل‬
‫حديث كذلك»‪ ،‬وهذا التعصب حال بينهم وبني االجتهاد‪.‬‬

‫‪ )3‬واليةُالقضاء‪ :‬كان اخللفاء ال يسندون القضاء إال للمجتهدين‪ ،‬وكانوا يلزمون القضاة أن تكون‬
‫أحكــامهم من الكتــاب والسـ ـ ـ ـ ـن ـة‪ ،‬ولكن مع تغري احلــالــة االجتامعيــة‪ :‬الزم اخللفــاء قضـ ـ ـ ـ ــاهتم بتقليــد‬
‫مذاهب معينة خيتاروهنا هلم‪ ،‬فكان عىل من يرغب يف القضاء ا ِّتباع هذه املذاهب‪.‬‬

‫‪ )4‬غلقُبـابُاالجتهـاد‪ :‬ةهر بعض مـدعي العلم الـذين أفتوا واسـ ـ ـ ــتنبطوا الحكـام‪ ،‬مع بعـدهم عن‬
‫فهم القواعد والدلة‪ ،‬مما أجب العلامء والسـ ــالطني عىل إصـ ــدار فتوى ‪-‬عىل رأس ق‪ )4(.‬ـه بإغالق‬
‫باب االجتهاد؛ منعا هلؤالء املدعني‪ .‬ولكن هذا أرض كثريا بالفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ ‬مسلك العلماء في عصر التقليد‪:‬‬


‫ال بد من إيضاح مسلك العلامء يف جتلية الفقه يف هذه املرحلة حتى ال نظلمهم‪ ،‬فعىل الرغم من تقليدهم‬
‫للمذاهب إال أن خدمتهم للمذاهب التي قلدوها كانت خدمة عظيمة ال تن ركر‪ ،‬ومنُهذهُاخلدمة‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ )1‬تعليل األحكام الفقهية‪:‬‬
‫‪ -‬كـانـت أغلـب الحكـام الفقهيـة التي تركهـا املتقـدِّ مون خـاليـة من التعليـل‪ ،‬فقـام فقهـاء كـل مـذهـب‬
‫باالجتهاد فيه واســتنباط العلل‪ ،‬مما مكنرهم من اســتنباط أحكام للمســائل اجلديدة التي مل يتعرض هلا‬
‫إمام املذهب‪ ،‬ونسبوا هذه اآلراء لصاحب املذهب؛ لهنا مبنية عىل نفس قواعده(‪.)1‬‬

‫عمال يف اسـ ـ ـ ــتخراج العلل‪ ،‬والبحث عن الصـ ـ ـ ــول؛ لن مذهبهم يقوم‬


‫‪ -‬كان فقهاء احلنفية الكثر ر‬
‫عىل كتب حممد بن احلسـن وهي مليئة باملسـائل وأحكامها‪ ،‬ولكنها غري معللة‪ ،‬وقد دعاهم إىل ذلك‬
‫كثرة املناةرات بينهم وبني الشافعية‪.‬‬

‫أمـا فقهـاء الشـ ـ ـ ــافعيـة فوجـدوا آراء إمـامهم معللـة ومـدعمـة بـالدلـة‪ ،‬وفوق ذلـك وجـدوا أصـ ـ ـ ــول‬
‫مذهبهم مدونة يف «الرسالة» للشتفاي‪.‬‬

‫‪ -‬وأما فقهاء املالكية واحلنابلة فلم تموا هلذا المر؛ لبعدهم عن اجلدل واملناةرات‪.‬‬

‫‪ )2‬الترجيح بين اآلراء المختلفة في المذاهب‪:‬‬

‫‪ -‬كان لفقهاء هذا الاصري فضـ ٌـل ٌ‬


‫كبري يف الرتجيح بني اآلراء املختلفة التي رويت عن إمام املذهب‪،‬‬
‫وهذاُالاجيحُيتنوعُإىلُنوعني‪:‬‬

‫‪ُ-1‬الاجيحُمنُجهةُالرواية‪ :‬قد خيتلف النقل عن إمام املذهب يف املسألة الواحدة لسباب‪ ،‬منها‪:‬‬

‫أ‪ .‬خطأ بعض الن ـ رق ـل ـة‪.‬‬

‫ب‪ .‬اإلمام أفتى برأي يف مسـ ـ ـ ــألة ثم رجع عنه وأفتى بغريه؛ لدليل أقوى‪ ،‬فينقل أحد التالميذ الرأي‬
‫الثاين‪ ،‬وينقل غريه الرأي الول‪.‬‬

‫ج‪ .‬كام أن من الرواة من اشتهر بتامم الضبط‪ ،‬وبعضهم ليس كذلك(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬وهذا اجتها ٌد منهم‪ ،‬ولكنه ليس اجتهادا مط رلقا‪ ،‬وإنام اجتهاد يف املذهب‪.‬‬
‫رجحُعندُاحلنفية ُ‪ :‬رواية الصاحبني‪ ،‬وعندُالشافعية ُ‪ :‬رواية املزين والربيع املرادي‪ ،‬وعندُاملالكية ُ‪ :‬رواية ابن القاسم‪.‬‬
‫(‪ )2‬ي ر‬

‫‪40‬‬
‫‪ -2‬الاجيحُمنُجهةُالدراية‪:‬‬

‫وهي‪ :‬املقارنة بني القوال يف املذاهب عن اإلمام أو التالميذ يف املسألة الواحدة‪.‬‬

‫‪ -‬وهذا النوع من الرتجيح حيتاج إىل ملكة فقهية قوية‪ ،‬ومعرفة تامة بقواعد الشيعة وكلياهتا‪.‬‬

‫‪ )3‬االنتصار للمذاهب والتأليف في الفقه المقارن‪:‬‬


‫نيُيفُذلك ُ‪:‬‬
‫تغري اجلدل الفقهي يف هذا العرص عن مقصده‪ ،‬وعمل فقهاؤه عىل نرصة مذاهبهم سالك ُ‬

‫فكـان كـل فريق جيمع منـاقـب إمـامـه‪ ،‬ويكتـب يف ذلـك الشـ ـ ـ ـ ـعـار والمثـال؛‬ ‫‪ -1‬التـلليفُيفُالن رمبر‬
‫والقصد من ذلك‪ :‬الدعاية للمذهب واإلعالن عنه؛ رغبة يف أن يكثر أتباعه‪ ،‬ويعلوا عىل غريه‪.‬‬

‫‪ -2‬التـلليفُيفُالفقـهُاملقـارن‪ُ:‬وذلـك [‪ ]1‬بتتبع مسـ ـ ـ ــائـل اخلالف بني أصـ ـ ـ ـ ـحـاب املـذاهـب‪ ]2[ ،‬وذكر‬
‫املســألة وحكمها يف كل مذهب‪ ]3[ ،‬وأدلة احلكم عند كل إمام‪ ]4[ ،‬ثم املقارنة بني الدلة وترجيح‬
‫أدلة املذهب دائام!‬

‫‪ُ؄‬ثمرةُالتلليفُيفُالفقهُاملقارن‪ُ:‬ال شـ ـ ــك أنه عمل جليل يؤ ِّدي إىل معرفة الرأي الراجح حقيقة إذا‬
‫قصـ ـ ـد به إص ـ ــابة احلق‪ ،‬وخال من التعص ـ ــب‪ ،‬لكن الواقع كان خالف ذلك؛ إذ قصـ ـ ـد به التعص ـ ــب؛‬
‫وكان التكلف واضحا‪ ،‬عىل عكس ما كان بني الئمة الربعة‪ ،‬والفقهاء من الصحابة والتابعني‪ُ.‬‬

‫‪ ‬محاسن عصر التقليد‪:‬‬


‫كان هلم فضل كبري يف استكامل املذاهب الفقهية بسبب‪:‬‬

‫‪ .2‬ما رجحوه من القوال‪.‬‬ ‫‪ .1‬ما بينوه من العلل‪ ،‬واستنبطوه من الحكام‪.‬‬

‫‪ .3‬ما دونوه من الكتب‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ ‬أشهر فقهاء عصر التقليد (‪:)1‬‬

‫الحـنـفـية‬
‫‪ /5‬ال رقزويني‪.‬‬ ‫‪ /4‬الس رمر رقندي‪.‬‬ ‫الرسخيس‪.‬‬
‫‪ /3‬ر‬ ‫‪ /2‬القدوري‪.‬‬ ‫‪ /1‬ال ركرخي‪.‬‬
‫‪ /3‬ابن رشد احلفيد‪.‬‬ ‫‪ /1‬أبو الوليد ال رباجي‪ /2 .‬أبو حممد املالكي‪.‬‬ ‫المالكـية‬
‫‪ِّ /2‬‬
‫الش رريازي‪.‬‬ ‫املاوردي‪.‬‬
‫‪ /1‬ر‬ ‫الشافعية‬
‫‪ /2‬القايض أبو يعىل‪.‬‬ ‫‪ /1‬ابن قدامة املقديس‪.‬‬ ‫الحـنابـلـة‬
‫اإلمامية‪ :‬السيد املرتض‬ ‫الظاهرية‪ :‬ابن حزم الظاهري‬

‫من سقوط بغداد سنة (‪ )656‬ـه‪ ،‬وحتى‪ :‬أواخر ق‪ )13(.‬تقريبا‪.‬‬

‫‪ ‬حالة الفقه في عصر الجمود والتَّأخر‪:‬‬


‫تـ ــدهور الفقـ ــه‪ ،‬وأخـ ــذ يف االنحطـ ــاط واجلمود‪ ،‬وسـ ـ ـ ـ ــاد العلام رء التقليـ ــد املط رلق‪ ،‬وانحطـ ــت حركـ ــة‬
‫التأليف‪ ،‬و ر ُ‬
‫اجتهُالتلليفُإىلُاإلجيازُواالختصار؛ُألمرين‪:‬‬

‫‪ .1‬وقوف الناس عىل فتلف مسائل املذهب يف يرس وسهولة‪.‬‬

‫‪ .2‬متكني طالب العلم من حفظ مشتمالت املذاهب الفقهية لتكون سبيال لدراسة املطوالت‪.‬‬

‫‪ ‬مسلك الفقهاء في عصر الجمود والتَّأخر‪:‬‬


‫‪ )1‬تلليفُاملتون‪( :‬وهي‪ :‬املؤلفات املخترصة املوجزة)‪.‬‬

‫‪ -‬مل يظهر إال يف املرحلة الثانية من هذا العرص‪.‬‬

‫(‪ )1‬ذكرت فقهاء املذاهب إمجاال‪ ،‬وترامجهم موجودة يف الكتاب ملن أراد الرجوع إليها‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬شغف به الفقهاء حتى وصل إىل حد اإللغاز‪.‬‬

‫‪ -‬عظمت عناية العلامء هبا حتى قالوا‪« :‬من حفظ املتون حاز الفنون»‪.‬‬

‫‪ )2‬تلليفُالرشوحُواحلوايشُوال رُتعليقات‪:‬‬

‫‪ -‬كانت الش ـ ـروح هي الوسيلة لفهم املتون‪ ،‬وقد حيتاج الشح حلاشية توضحه‪ ،‬وقد حتتاج احلاشية‬
‫إىل تعليق عليها!‬

‫‪ -‬وال شك أن هذه الطريقة فيها جهد ومشقة‪ ،‬وت ربدِّ د جهد الطالب ووقتهم‪.‬‬

‫‪ ‬أثر الجمود على الفقه‪:‬‬


‫‪ -1‬رعجز الفقه عن مسا ريرة حاجات الناس بالنسبة للوقائع اجلديدة‪.‬‬

‫‪ -2‬رتفرق السبل أمام الطالب بسبب املؤلفات الصعبة‪ ،‬فتوقفت مواهبهم عن االبتكار‪.‬‬

‫‪ -3‬انرصاف الناس وبعض حكام البالد اإلسالمية إىل القوانني الوضعية الغربية‪.‬‬

‫مؤلفات عصر الجمود والتَّأخر‪:‬‬


‫‪َّ ‬‬
‫مث ‪:‬‬ ‫مجع فيها مؤلفوها فتاواهم للناس يف عرصهم)‪،‬‬
‫‪ )1‬كتب الفتاوي ( ر ر‬

‫‪ -2‬الفتاوي ال ربزازية‪.‬‬ ‫‪ -1‬الفتاوي اهلندية (الاتلمكي اعة)‪.‬‬

‫‪ )2‬كت ــب القوا ع ــد الفقهي ــة ( رب رح ـث فيه ــا مؤ ِّلفوه ــا عن القوا ع ــد الع ــام ــة يف الفق ـه‪ ،‬ومجعوا الشـ ـ ـ ـ ـب ــاه‬
‫والنظائر من الفروع املندرجة حتت كل قاعدة)‪:‬‬

‫«الشباه والنظائر» البن ن رجيم‬ ‫«تأسيس الن رظر» للدبويس‬ ‫«أصول ال ركرخي»‬ ‫الحنفية‬

‫للمقري‬
‫«القواعد» ر‬ ‫«القواعد» لل رون رشييس‬ ‫«أنوار البوق» لل رق ررايف‬
‫ر‬ ‫المالكية‬

‫«القواعد الكبى» للعزِّ بن عبد السالم‬ ‫«الشباه والنظائر» للسيوطي‬ ‫الشافعية‬

‫«القواعد والفوائد» البن اللحام‬ ‫ورانية» البن تيمية «القواعد» البن رجب‬
‫«القواعد الن ر‬ ‫الحنابلة‬

‫‪43‬‬
‫‪ ‬أسباب تأخر الفقه في عصر الجمود والتَّأخر‪:‬‬
‫‪ -1‬االضطرابات السياسية‪ ،‬وتغلب أعداء املسلمني عليهم‪ ،‬وحكم الجانب هلم‪.‬‬

‫‪ -2‬انرصاف الفقهاء إىل دراسة املذاهب‪ ،‬وتعصبهم هلا‪.‬‬

‫‪ -3‬امتناع الفقهاء عن االجتهاد املطلق‪.‬‬

‫‪ -4‬وجود املؤلفات التي شغل الناس بفهمها‪.‬‬

‫‪ ‬مصادر الفقه في عصر الجمود والتَّأخر‪:‬‬


‫كام قدم‬ ‫‪ُ-1‬الكتبُاملؤ رُلفـــ ُـةُيفُاملذاهـــ ُـب‪ُ،‬وكان بعض الكتب يف املذهب مقدما عىل غريه؛ (‬
‫احلنفية كتب حممد بن احلسـ ــن (ةاهر الرواية) عىل غريها‪ ،‬بل قدموا «املبسـ ــوط» عىل غريه من كتب‬
‫ةاهر الرواية‪ ،)...‬وذلكُيفُاملسائ ُالتيُوردتُيفُهذهُالكتب‪.‬‬

‫‪ -2‬املسائ ُالتيُ ُملُ ُت ُِردُيفُهذهُالكت ُ‬


‫ب ُ‪ :‬كانوا يقيسوهنا عىل املسائل املشاهبة هلا يف املذهب (التخريج)‪.‬‬

‫‪ -3‬إذاُملُتوجدُمســائ ُمشــاهبةُهلاُيفُاملذهب‪ :‬كانوا يلجئون إىل االعتامد املباش عىل املص ـ ــادر التي‬
‫استقر العمل هبا عند أئمة املذاهب الفقهية (وكان أكثر اعتامدهم عىل العرف)‪.‬‬

‫‪ ‬أشهر فقهاء عصر الجمود والتَّأخر (‪:)1‬‬

‫‪ /4‬ابن ن رجيم‪.‬‬ ‫‪ /3‬ال رعيني‪.‬‬ ‫الكامل بن اهل رامم‪.‬‬


‫‪ /2‬ر‬ ‫‪ /1‬الن رسفي‪.‬‬ ‫الحنفية‬

‫‪ /3‬اخل ررش‪.‬‬ ‫‪ /2‬احلرطاب‪.‬‬ ‫‪ /1‬خليل‪.‬‬ ‫المالكية‬

‫‪ /3‬زكريا النصاري‪.‬‬ ‫‪ /2‬السبكي‪.‬‬ ‫‪ /1‬النووي‪.‬‬ ‫الشافعية‬

‫‪ /3‬البهويت‪.‬‬ ‫‪ /2‬ابن القيم‪.‬‬ ‫‪ /1‬ابن تيمية‪.‬‬ ‫الحنابلة‬

‫(‪ )1‬ةهر يف هذا العرص جمدِّ دين كابن تيمية‪ ،‬وابن القيم‪ ،‬ومها من ِّ‬
‫أجل فقهاء احلنابلة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫دور اليقظة الفقهية‬
‫من أواخر ق‪ )3(.‬ـه وحتى اآلن‪.‬‬

‫‪ ؄‬تتجىلُمظاهرُالنهضةُالفقهيةُيفُدورُاليقظةُالفقهيةُيفُأمرين‪:‬‬

‫‪ .2‬تقنني أحكام الفقه اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪ .1‬دراسة الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬دراسة الفقه اإلسالمي‪:‬‬


‫مه ُم) بعضُمظاهرُالنهوضُبالفقه‪:‬‬
‫‪ُ (؄‬‬

‫‪ )1‬العنايةُبدراســةُاملذاهبُالكربىُواآلراءُالفقهيةُمنُغريُتفضــي ‪ :‬كان احلكام سـ ـ ـ ــابقا يلتزمون‬


‫ويلزمون بمذاهب معينة يف التقليد والقضاء‪ ،‬مما أدى إىل اجلهل بكثري من آراء املذاهب الخرى‪.‬‬

‫‪ )2‬االهتاممُبالدراسةُاملوضوعيةُللفقه‪ :‬اجتهت الدراسة إىل رجوهر الفقه‪ ،‬بسبب‪:‬‬

‫‪ -1‬دراسة الكتب القديمة التي مل يلحقها التعقيد‪.‬‬

‫‪ -2‬املؤلفني املحدثني الذين هنجوا هنجا علميا خالصا‪.‬‬

‫‪ )3‬العنــُـايةُبدراسةُالفقهُاملقارن‪ :‬المقترنة تكـ ـ ـ ـون تارة بني املذاـهب الفقهية‪ ،‬وتارة بيـ ـ ـ ـن املذاهب‬
‫اإلسالمية والقانون الوضعي‪ ،‬والفيصل يف ذلك‪ :‬قوة الدليل يف كل حال‪.‬‬

‫وكان من مزايا ذلك‪ :‬إةهار النظريات العامة يف الفقه وةهور تفوقها عىل النظريات احلديثة‪.‬‬

‫‪ )4‬انشاءُجمامعُالبحوثُالعلمية‪ُ،‬وإصدارُاملوسوعاتُالفقهية‪:‬‬

‫‪ .2‬املجلس العىل للشئون اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪ .1‬جممع البحوث اإلسالمية بالزهر‪.‬‬

‫‪ .4‬املوسوعة الفقهية املرصية‪.‬‬ ‫‪ .3‬املوسوعة الفقهية الكويتية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬تقنين أحكام الفقه اإلسالمي‪:‬‬
‫املقصودُبه‪ :‬مجع أحكام املسائل وتبويبها وترتيبها عىل هيئة مواد مرقمة؛ لتطبيقها يف جمال القضاء‪.‬‬

‫‪ ؄‬الغرضُمنُالتقنني‪:‬‬

‫‪ -1‬توحيد الحكام يف املسائل املتشاهبة‪ ،‬وإلزام الق رضاة باحلكم هبا؛ لئال تضطرب الحكام‪.‬‬

‫‪ -2‬تيسري مراجعة الحكام الفقهية عىل القضاة وغريهم‪.‬‬

‫‪ ؄‬بدءُالتقنني‪:‬‬

‫‪ /1‬ةهرت حماولة التقنني يف أوائل ق‪ )2(.‬ـه‪ ،‬عندما بعث ابن املقفع برس ــالة إىل أيب جعفر املنص ــور؛‬
‫مستمد من الشع‪.‬‬
‫ر‬ ‫دعا فيها إىل وضع قانون عام جلميع المصار‪،‬‬

‫‪ /2‬حماولة أيب جعفر مع اإلمام مالك‪ ،‬و رط رلبه أن حيمل الناس عىل مذهبه‪ ،‬ولكن مالكا رر رفض‪.‬‬

‫‪ /3‬يف ق‪ )11(.‬ـه مجعت (الفتاوى اهلندية)‪ ،‬ولكنها مل تكن ملزمة‪ ،‬ومل تكن عىل نمط التقنني‪.‬‬

‫‪ /4‬بــدء تنفيــذ الفكرة‪( :‬جملــة الحكــام العــدليــة) يف تركيــا؛ عنــدمــا رأت اخلالفــة العثامنيــة أن تسـ ـ ـ ــتمــد‬
‫أحكام القانون املدين من مذهب أيب حنيفة‪ .‬ولكن يالحظ يف هذه املجلة‪:‬‬

‫أ‪ .‬مل تلتزم بالقوال الراجحة يف املذهب‪ ،‬بل أخذت أحيانا بالقوال املرجوحة؛ تيسريا عىل الناس‪.‬‬

‫ب‪ .‬مل ريرد فيها ما يتعلق بالحوال الشخصية‪.‬‬

‫‪ ‬بعض علماء دور اليقظة الفقهية‪:‬‬


‫‪ .2‬حممد عبده‪.‬‬ ‫‪ .1‬الشوكاين‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫مصادر الفقه اإلسالمي‬

‫‪47‬‬
‫صـدُبــــ(م صـادرُالفقهُاإلسـالمي)‪ :‬الصـ ــول التي يعتمد عليها فقهاء الشريعاة يف اجتهادهم‬
‫‪ ؄‬يُق ُ‬
‫ويستندون إليها يف استنباط الحكام الشعية‪.‬‬

‫‪ ؄‬مصادرُالفقهُاإلسالمي‪:‬‬

‫‪ُ )1‬م رتُ ُفقُعليهاُبنيُمجيعُالفقهاء‪ :‬الكتاب‪ ،‬السنة‪.‬‬

‫‪ُ )2‬م رتُ ُفقُعليهاُبنيُمجهورُالفقهاء‪ :‬اإلمجاع‪ ،‬القياس‪.‬‬

‫فُفيهاُبنيُالفقها ُء ُ‪ :‬قول الصحايب‪ ،‬االستحسان‪ ،‬املصالح ر‬


‫املرسلة‪ ،‬العرف‪ ،‬شع من قبلنا‪.‬‬ ‫‪ُ )3‬متل ُ‬

‫الكتاب‬
‫مه ُم) تعريف الكتاب‪:‬‬
‫‪ُ (‬‬

‫هو القرآن‪ ،‬وهو‪ :‬كالم اهلل تعاىل‪ ،‬املنزل عىل رسـ ـ ـ ــوله حممد ‪ ،‬املتعبد بتالوته‪ ،‬املتحدي بأقصرررري‬
‫سورة منه‪ ،‬املبدوء بسورة الفاحتة‪ ،‬واملختوم بسورة الناس(‪.)1‬‬

‫مه ُم) خصائصه‪:‬‬


‫‪ُ (‬‬

‫‪ -1‬نزل باللغة العربية‪ ،‬ﱣﭐﲓﲔ ﲕ*ﱢ‪.‬‬

‫‪ -2‬نزل وحيا من اهلل بلفظه ومعناه(‪.)2‬‬

‫‪ -3‬معجزة للرسول ‪‬؛ فإن اهلل حتدى العرب أن يأتوا ولو بسورة من مثله‪ ،‬ف رع رجزوا‪.‬‬

‫‪ -4‬نقل إلينا تواترا وكتابة من رلدن النبي ‪ ‬وحتى اليوم‪.‬‬

‫‪ -5‬متعبدٌ بتالوته يف الصالة وغريها‪.‬‬

‫(‪ )1‬وهذا أشهر تعريفات (القرآن) عند الصوليني‪.‬‬


‫(‪ )2‬فال تسمى الحاديث النبوية أو القدسية قرآنا؛ لن معناها من اهلل دون لفظها‪.‬‬
‫‪ -‬وأيضا فإن ترمجة القرآن ال تعد قرآنا‪ ،‬وال يثبت هلا شء من أحكامه‪ ،‬وحكمها حكم التفسري‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ ‬أول وآخر ما نزل من القرآن‪:‬‬
‫ﲌﱢ‪،‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﲋ‬
‫ﲊ ‪฀‬‬
‫ﲉ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﲈ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﲇ‬
‫‪฀‬‬ ‫‪ )1‬ابتدأ نزول القرآن عىل نبينا حممد ‪ ‬ليلة (‪ )17‬رمضـان‪ ،‬ﱣﭐ‬

‫ﱣﭐﱥﱦﱧﱨﱩ*ﱢ‪ ،‬ﱣﭐﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱢ‪ ،‬و(يوم الفرقــان)‬


‫هو اليوم الذي التقى فيه املسلمون بالكفار يف غزوة بدر‪ ،‬وكانت (‪ )17‬رمضان‪.‬‬

‫‪ -‬وكان أولُماُنزلُمنه‪ :‬ﱣﭐﲅﲆﲇﲈﲉ*ﱢ‪.‬‬

‫ﱱ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱰ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱯ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱮ‬
‫‪฀‬‬ ‫‪ )2‬وتعددت الروايات يف حتديد آخعاممان ارزلام ه‪ ،‬فقيل‪ :‬ﱣﭐﱫﱬﱭ‬

‫ﱲﱳﱴﱵﱢ‪.‬‬

‫مه ُم) المكي والمدني‪:‬‬


‫‪ُ (‬‬

‫‪ )1‬ابتدأ نزول القرآن يف مكة‪ ،‬وملدة (‪ )13‬ســنة قضــاها ‪ ‬يف مكة‪ ،‬واصــطلح عىل تســمية ما رن رزل من‬
‫القرآن يف هذه املدة بـ(املكي)‪ 19( .‬جزء من ‪.)30‬‬

‫‪ )2‬واسـ ــتمر نزول القرآن بعد اهلجرة عىل الرسـ ــول ‪ )10( ‬سـ ــنوات‪ ،‬واصـ ــطلح عىل تسـ ــمية ما رن رزل‬
‫من القرآن يف هذه املدة ‪-‬يف املدينة‪ -‬بـ(املدين)‪.‬‬

‫‪ -‬وقال بعض العلامء‪( :‬امل ِّكي) ما وقع خطابا لهل مكة‪ ،‬و(املدين) ما وقع خطابا لهل املدينة‪.‬‬

‫ڸ الضوابطُالتيُيتميزُهباُاملكيُمنُاملدين‪:‬‬

‫‪ -1‬آياتُاملكِّي هتتم بالعقيدة الصحيحة‪ ،‬ومكارم الخالق‪.‬‬

‫وأماُآياتُاملدين‪ :‬فتتحدث عن التكاليف‪ ،‬وتف ِّصل القول يف الحكام‪.‬‬

‫‪ -2‬آياتُامل ُِّكي ريرد اخلطاب فيها غالبا بلفظ‪ :‬ﱣﭐﲌﲍﱢ‪ ،‬وﱣﭐﱤﱥﱢ‪.‬‬

‫وأماُآياتُاملدين‪ :‬فإن اخلطاب فيها يكون غالبا بلفظ‪ :‬ﱣﭐﲾﲿﳀ ﱢ‪.‬‬

‫‪ -3‬آياتُامل ُِّكيُغالبا تكون قصرية؛ ليسهل حفظها‪ ،‬وليتأتى الرتغيب والرتهيب‪.‬‬

‫وأماُآياتُاملدين‪ُ:‬فغالبا تكون طويلة؛ متاشيا مع ما اقتضاه التشيع من بيان مفصل طويل‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -4‬اآليات التي ذكر فيها‪( :‬كال) مكِّية؛ لتناسب الزجر‪.‬‬

‫بخالف اآلياتُاملدنية؛ فإن أهل املدينة؛ أهل سكينة وإيامن‪ ،‬وطبيعتهم ال تستوجب الزجر‪.‬‬

‫‪ -5‬اآليات التي رو ررد فيها ذكر املنافقني مدن رية‪.‬‬

‫‪ -6‬أي سورة فيها سجدة ‪-‬عدا سورة احلج‪ -‬فهي مكِّية‪.‬‬

‫‪(ُ‬مه ُمُج ًدا) الفرق بين القرآن والحديث القدسي‪:‬‬

‫‪ -1‬القرآن ال يكون إال وحيا جليا يف اليقظة‪.‬‬

‫*ُأماُاحلديثُالقديس‪ :‬فيجوز أن يكون وحيا جليا مع إعالمه بذلك‪ ،‬أو وحيا خفيا أو إهلاما‪.‬‬

‫‪ُ-2‬القرآن متعبد بتالوته‪ ،‬وملن قرأه بكل حرف حسنة‪.‬‬

‫*ُأماُاحلديثُالقديس فليس متعبدا بتالوته‪ ،‬وال تصح الصالة به بدال عن القرآن‪.‬‬

‫‪ -3‬القرآن حيرم عىل اجلنب مسه وتالوته‪ ،‬بخالف احلديثُالقديس‪ ،‬وإن كره للجنب ذلك فيه‪.‬‬

‫خالف أن لفظه ومعناه من اهلل‪.‬‬


‫ر‬ ‫‪ -4‬القرآنُُال‬

‫*ُأماُاحلديثُالقديس‪ :‬فقيل معناه من اهلل ولفظه من النبي ‪ ،‬وقيل‪ :‬لفظه ومعناه من اهلل‪.‬‬

‫‪ -5‬القرآنُنقل إلينا بطريق التواتر‪ ،‬وأماُاحلديثُالقديس‪ :‬فروي بطريق اآلحاد وأكثره ضعيف‪.‬‬

‫‪ -6‬القرآنُجيب مراعاة أحكام تالوته‪ ،‬وال جيوز روايته باملعنى‪ ،‬بخالف احلديثُالقديس‪.‬‬

‫ٌ‬
‫حمفوظ من التحريف‪ ،‬واحلديثُالقديس ليس كذلك‪.‬‬ ‫‪ -7‬القرآنُ‬

‫‪ -8‬من أنكر شيئا من القرآنُكفر؛ إلنكاره معلوما من الدين بالرضورة‪.‬‬

‫*ُأماُاحلديثُالقديس‪ :‬فمن أنكر منه شيئا مل يكفر؛ لضعف بعض طرقه‪.‬‬

‫‪ ‬الناسخ والمنسوخ في القرآن‪:‬‬


‫ڸ النسخُلغة‪ :‬النقل واإلزالة‪.‬‬

‫‪ ؄‬واصط ُ‬
‫الحا‪ :‬رفع حكم سابق بحكم الحق‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ڸ اختلفُالعلامءُيفُوقوعُالنسـخُوعد ُمه؛ ملا يرتتب عىل القول به من إمهال لبعض أحكام القرآن‪،‬‬
‫بام ال يتناسـ ــب مع قدسـ ــيته‪ ،‬واحلقُماُقالُبهُاجلمهورُمنُوقوعه؛ لن وقوع النسـ ــخ ال يتعارض مع‬
‫قدسيته‪ ،‬بل يدل عىل عظمته؛ يف مراعاة التشيع لطبيعة اخللق والرتفق هبم‪.‬‬

‫‪ -‬وجود بعض اآليــات املنسـ ـ ـ ــوخــة ال جيعلهــا خــاليــة عن الفــائــدة؛ فــإهنــا تبقى شـ ـ ـ ـ ــاهــدة عىل إعجــاز‬
‫القرآن‪ ،‬كام حيصل الثواب بتالوهتا‪ ،‬ويتعلم منها عالج املشكالت بتذكر منهج القرآن يف التدرج‪.‬‬

‫مه ُم) أقسامُالنسخ‪:‬‬


‫ڸ( ُ‬

‫مث ‪ :‬عن عائشـ ـ ــة ‪ ‬قالت‪« :‬كان فيام أنزل من القرآن عشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬ ‫‪ )1‬نســخُالتالوةُواحلكمُمعا‪:‬‬
‫حيرمن‪ ،‬ثم نسـ ـ ـ ـخن بخمس معلومـات»‪ ،‬نسـ ـ ـ ـخـت هـذه اآليـات املحـددة لعـدد‬
‫رضـ ـ ـ ـعـات معلومـات ِّ‬
‫الرضعات املثبة للتحريم بـقوله تعاىل‪ :‬ﱣﭐ ﲁﲂﲃﱢ‪.‬‬
‫ﭐ‬

‫مث ‪ :‬عن عمر ‪ ‬قال‪« :‬كان فيام نزل من القرآن‪ :‬الشيخ والشيخة‬ ‫‪ )2‬نسخُالتالوةُدونُاحلكم‪:‬‬
‫املحصن‪.‬‬
‫ر‬ ‫إذا زنيا فارمجومها البتة نكاال من اهلل واهلل عزيز حكيم»‪ ،‬وبقي حكم رجم الزاين‬

‫مث ‪ :‬اآليات التي س ــبقت التحريم النهائي للربا‪ ،‬ومن أمثلته أيض ـا‪:‬‬ ‫‪ )3‬نسـخُاحلكمُدونُالتال ُوة ُ‪ُ:‬‬

‫ﱤﱢ‪ ،‬نس ـ ــخﭐبقوله‪:‬‬


‫‪฀‬‬ ‫ﱅ ﲝ ﱡﲢ ﱳ‬
‫‪฀‬‬ ‫قوله تعاىل‪ :‬ﱣﭐﱁﱂﱃﱄ‬

‫ﱣﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇ ﱈﱉﱊﱢ‪.‬‬

‫مه ُم) معنى السورة واآلية‪:‬‬


‫‪ُ (‬‬

‫ڸ السورةُيفُاللغة‪ :‬اإلبانة هلا عن غريها‪ ،‬بأن يرتفع هبا‪ ،‬س ِّميت يف القرآن هبذا لشفها وارتفاعها‪.‬‬

‫عددُسورُالقرآن‪.)114( :‬‬

‫ڸ اآلية‪ :‬العالمة عىل انقطاع الكالم الذي قبلها عن الذي بعدها‪.‬‬

‫عددُآياتُالقرآن‪.)6236( :‬‬

‫‪51‬‬
‫توقيفيُبتعليمُالوحي ُ‪ ،‬فلم ينزل القرآن عىل وفق الرتتيب املعهود‪ ،‬وهلذا كان‬
‫ٌُّ‬ ‫*ُترتيبُالسو ُرُواآلُيـ ُـا ُ‬
‫تُ‬
‫ض ُِعُا رُل ُِذيُيُ ُْذ ُك ُرُ ُفِ ِ‬
‫يهُُ‬ ‫اُيفُ ُامل ُْو ِ ُ‬
‫اجعُلُوهُ ِ ُ‬
‫النبي ‪ ‬إذا نزلت عليه السورة أو اآلية يقول لكتاب الوحي‪ُْ « :‬‬
‫اُو ُك ُذُا ُ»‪ ،‬وكان جبيل ‪ ‬يقف عىل مكان اآليات‪ ،‬وهلذا ر ِّتبت سورة مدنية قبل سور وآيات مكية‪.‬‬
‫ُك ُذ ُ‬

‫‪ ‬كتابة القرآن وحفظه‪:‬‬


‫‪ /1‬كـان النبي ‪ ‬أ ِّميـا‪ ،‬فتلقى القرآن حفظـا‪ ،‬وكـان يسـ ـ ـ ــارع يف القراءة فـافـة النسـ ـ ـ ـ ـيـان‪ ،‬فنهـاه اهلل عن‬
‫ذلك‪ ،‬ووعده باحلفظ‪ ،‬فقال تعاىل‪ :‬ﱣﭐﳇﳈﳉﳊﳋﳌ*ﳎﳏﳐ ﳑ*ﱢ‪.‬‬

‫‪ /2‬مل يكتف النبي ‪ ‬بحفظ القرآن وتبليغـه‪ ،‬بـل عمـل عىل تـدوينـه وكتـابتـه‪ ،‬حيـث اختـذ كتـابـا يكتبون‬
‫له القرآن ب رلغوا (‪ ،)42‬منهم‪ :‬اخللفاء الرا شـ ـ ـ ــدون‪ ،‬وزيد بن ثابت‪ ،‬وأيب بن كعب‪ ،‬وعامر بن فهرية‪،‬‬
‫وكــان ‪ ‬يــأمرهم بــالكتــابــة بني يــديــه‪ ،‬وينهــاهم عن كتــابــة غري القرآن حتى ال خيتلط بــه‪ ،‬فقــال ‪:‬‬
‫ريُا ْلُ ُق ُْر ُِ‬
‫آنُفُ ْلُ ُي ُْمـحُه»‪ ،‬وكان كتاب الوحي يكـتبون القرآن عىل ما توفر لد م‬ ‫اُغ ْ ُ‬
‫نُ ُك ْتُـبُُ ُع ِّنُيُشُ ُْيـئُ ُ‬
‫« ُم ُْ‬
‫من اجلريد واجللود والعظام‪ ...‬وغريها‪.‬‬

‫‪ /3‬وكـان جبيـل ‪ ‬يـدارس النبي ‪ ‬القرآن مره كـل عـام يف رمضـ ـ ـ ــان‪ ،‬ويف العـام الخري قرأه معـه‬
‫مرتني‪ ،‬وكان الصحابة حيضـ ـ ـرون املدارسة‪ ،‬وبعد إمتام الكتابة كان يأمرهم بوضع املكتوب يف بيت‬
‫النبوة‪ ،‬وكان بعضهم يكتب لنفسه صورة للرجوع إليها إذا نيس شيئا مما حيفظه‪.‬‬

‫‪ -‬واستمر احلال عىل ذلك حتى تم النزول‪.‬‬

‫‪ /4‬كان بعض الصحابة حيفظ القرآن كله (كعبد اهلل بن مسعود ‪ ،‬ومعاذ بن جبل‪ ،‬وزيد بن ثابت ‪.)‬‬

‫مه ُم) اجلمعُاألولُللقرآنُيفُعهدُأيبُبكر ‪:‬‬


‫ڸ( ُ‬

‫إث رر رقتــل كثري من الصـ ـ ـ ـ ـحــابــة يف معركــة الةمرتلرة‪-‬وفيهم مجع كبري من القراء‪ ،-‬خشرررري عمر ‪ ‬أن‬
‫وأخبه بذلك‪ ،‬وأشـ ـ ــار‬
‫ر‬ ‫كثري من القرآن‪ ،‬فأتى أبرا بكر‬
‫ريسـ ـ ـ رتحر(‪ )1‬القتل بالقراء باملواطن(‪ ،)2‬فيذهب ٌ‬

‫(‪ )2‬أي‪ :‬يف الماكن التي يقع فيها القتال مع الكفار‪.‬‬ ‫(‪ )1‬يكثر ويشتد‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫عليه بجمع القرآن‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬كيف أفعل شيئا مل يفعله رسول اهلل ‪ ،‬فلم يزل ع رمر يراجع أبا‬
‫بكر ‪ ‬حتى شح اهلل صدره لذلك‪ ،‬فوكل أبو بكر زيدر بن ثابت ‪ ‬بجمع القرآن‪ ،‬فجمعه ‪.‬‬

‫وهبذا اجلمع الول حتقق وعد اهلل بقوله‪ :‬ﱣﭐﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ* ﱢ‪.‬‬

‫ڸ اجلمعُالثاينُيفُعهدُعثامن ‪:‬‬

‫(‪)1‬ملـا كـان حـ رذيفـة بن ال ريامن ‪ ‬يف إحـدى الغزوات أفزعـه اختالف القراءات يف بعض املواطن التي‬
‫ذهـب إليهـا بـالشـ ـ ـ ــام والعراق‪ ،‬رفركـب إىل عثامن وبلغـه بـالمر‪ ،‬فـأرسـ ـ ـ ــل عثامن ‪ ‬إىل حفصـ ـ ـ ــة بنـت‬
‫ع رمر ‪‬؛ يطلـب الصـ ـ ـ ـ ـحف املجموعة يف عهـد أيب بكر ‪ ،‬و رعهـد إىل زيد بن ثابت ومعـه ثالثة من‬
‫لسان قريش‪.‬‬
‫قريش(‪ )2‬بنرسخها‪ ،‬وأمرهم بكتابة ما اختلفوا فيه ب ر‬
‫وزعت منها ثالثة عىل الشـ ـ ـ ــام والعراق ولصرررري‪ ،‬وأبقى عنده باملدينة‬
‫فنسـ ـ ـ ــخوا أربعة مصـ ـ ـ ــاحف‪ِّ ،‬‬
‫نسخة‪ ،‬وتواىل نسخ املصاحف عىل نمطها حتى اليوم‪.‬‬

‫مه ُم) أهمُالفروقُبنيُمجعُأيبُبكرُومجعُعثامن ‪:‬‬


‫ڸ( ُ‬

‫‪ )1‬مجعُأيبُبكرُ‪:‬‬

‫‪ -‬كان القصد منه‪ :‬مجع القرآن يف سفر واحد يمكن الرجوع إليه‪.‬‬

‫‪ -‬ر‬
‫أمهل اآليات التي ثبت رنسخ تالوهتا‪ ،‬سواء بقي حكمها أو نسخ‪.‬‬

‫‪ )2‬متيزُمجعُعثامنُ‪ُ‬بـ‪:‬‬

‫‪ -1‬ترتيب السور واآليات عىل الوجه املعروف اآلن‪ ،‬أما رمجع أيب بكر فاكتفى برتتيب اآليات فقط‪.‬‬

‫‪ -2‬أنه أمر بكتابة أكثر من نسخه لتوزع عىل القطار‪ ،‬بينام أقترص أبو بكر عىل نسخه حفظت عنده‪.‬‬

‫‪ -3‬مراعاة القراءات التي نزل هبا القرآن‪ ،‬ومت رث ُذلكُيف‪:‬‬

‫(‪ )1‬ازداد اتس ـ ــاع المص ـ ــار يف عهد عثامن ‪ ،‬وتفرق الص ـ ــحابة يف المص ـ ــار يقرئون الناس القرآن‪ ،‬فأخذ كل بلد عن‬
‫الصحايب الذي و رفدر إليهم قراءته‪ ،‬وةهرت قراءات متعددة منشؤها اختالف هلجات العرب‪.‬‬
‫(‪ )2‬وهم‪ :‬عبد اهلل بن الزبري‪ ،‬وسعيد بن العاص‪ ،‬وعبد الرمحن بن احلارث بن هشام‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫أ‪ .‬ترك النقط والتشكيل‪ :‬حتى يمكن قراءة الكلمة الواحدة بأكثر من قراءه‪.‬‬

‫مث ‪( :‬ڡٮٮٮٮوا)‪ :‬يمكن أن تقرأ‪( :‬تفبنيوا)‪ ،‬أو‪( :‬تفثبتوا)‪.‬‬

‫ب‪ .‬إذا مل تظهر القراءة مع ذلك؛ القتض ـ ــائها تغريا يف ش ـ ــكل الكلمة وحروفها‪ :‬كتبت يف ك ِّل نسـ ـ ـخة‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أوّص)‪.‬‬ ‫مث ‪َ ( :‬وّص)‪ ،‬و(‬ ‫بطريقة‪ ،‬وال جيمع بينهام؛ حتى ال يظن أنه رتكرار للفظ أو ٌّ‬
‫شك فيه‪.‬‬

‫ج‪ .‬إذا مل تظهر القراءة مع ذلك؛ لزيادة اللفظ أو نقصـ ــانه يف بعض القراءات ‪-‬كلفظ‪( :‬نم)‪ :-‬فإهنا‬
‫تثبت يف بعض النسخ دون الخرى‪.‬‬

‫‪ ‬حجية القرآن‪:‬‬
‫أمجع العلامء عىل أن القرآ ن حج ٌة جيب العمل به‪ ،‬كام أمجعوا عىل أنه املصدر الول للتشيع‪.‬‬

‫مهم)‬
‫( ُ‬
‫‪ ‬تعريف السنة‪:‬‬
‫‪ ؄‬لغة‪ :‬الطريقة والعادة‪ ،‬وقي ‪ :‬تطلق يف مقابلة البدعة‪.‬‬

‫وقي ‪ :‬ما يثاب فاعلها وال يعاقب تاركها‪.‬‬ ‫‪ ؄‬واصطالحا‪ :‬ما يقابل الواجب‪.‬‬

‫‪ ؄‬ويفُاصـطالحُاألصـولينيُ‪-‬وهو املراد هنا يف باب الدلة‪ :-‬ما صـ ــدر عن الرسـ ــول ‪ ‬من قول‬
‫‪-‬غري القرآن‪ -‬أو فعل أو تقرير‪.‬‬

‫‪ ‬أنواع السنة‪:‬‬
‫كقوله‪ِ «ُ :‬إنرامُاأل ْعاملُ ِبال ِّن ري ِ ُ‬
‫ات ُ»)‪.‬‬ ‫‪ )1‬قولُي ُة ُ‪ :‬ما نطق به النبي ‪ ‬حسب مقتضيات التشيع ومناسباته (‬

‫كفعله يف الصالة)‪.‬‬ ‫‪ )2‬فعلية‪ :‬ما وقع من النبي ‪ ‬من الفعال الشعية (‬

‫‪54‬‬
‫‪ )3‬تقريرية‪ :‬ما ثبت بسكوته ‪ ‬عن إنكار فعل أو قول وقع يف حض ـرته أو غيبته‪ ،‬مع علمه وقدرته‬
‫كإقراره ثبوت النسب بالقيافة يف قصة أسامة بن زيد ‪.)‬‬ ‫عىل اإلنكار (‬

‫‪ ‬أنواع السنة من حيث السند‪:‬‬


‫‪ .3‬آحاد‪.‬‬ ‫‪ .2‬مشهورة‪.‬‬ ‫‪ .1‬متواترة‪.‬‬

‫‪ )1‬الســنةُاملتواترة‪ :‬ما رواها عن النبي ‪ٌ ‬‬


‫مجع من الصـ ـ ـ ــحابة ثم من التابعني ثم من أتباع التابعني‪،‬‬
‫حتيل العادة اتفاقهم عىل الكذب‪( ،‬هذا النوع كثري يف السنة الفعلية‪ ،‬ونادر يف السنة القولية)‪.‬‬

‫‪ -‬السنة املتواترة قطعية الثبوت‪ ،‬فيجب العمل هبا‪ ،‬وتثبت هبا العقائد والحكام‪ ،‬ويكفر جاحدها‪.‬‬

‫‪ )2‬الســنـةُاملشــهورة‪ :‬مـا رواهـا عن النبي ‪ ‬عـدد قليـل من الصـ ـ ـ ـ ـحـابـة ال يصـ ـ ـ ــل حـد التواتر‪ ،‬ثم‬
‫ملالِامل ايا ِ ا‬
‫م‪.»:‬‬ ‫مث ‪ « :‬اإِ َان َانمااألُ ْاع َان ُ ا‬ ‫استفاضت يف عرص التابعني وأتباع التابعني(‪.)1‬‬

‫* الحناف هم الذين جعلوا السنة املشهورة نوعا مستقال‪ ،‬وأما اجلمهور فيعدوهنا من حديث اآلحاد‪.‬‬

‫‪ )3‬سنةُاآلحاد‪ :‬هي الحاديث التي ليست متواترة وال مشهورة(‪.)2‬‬

‫‪ -‬ال تفيد القطع واليقني‪ ،‬وإنام تفيد الظن‪.‬‬

‫مه ُم) اختلفُالعلامءُيفُشو ُالعم ُهبا‪ُ،‬وأكثرُمنُتشددُيفُذلك‪ُ:‬أبوُحنيفة‪ُ،‬فاشا ‪:‬‬


‫‪ُ (؄‬‬

‫خيالف راويه العمل به‪.‬‬


‫ر‬ ‫‪ -1‬أال‬

‫‪ -2‬أال يكون واردا يف أمر يتكرر وقوعه؛ إذ لو كان كذلك لتوافرت الدواعي عىل نقله‪.‬‬

‫‪ -3‬أال يكون فالفا للقياس أو القاعدة الشعية الثابتة‪.‬‬

‫(‪ )1‬الفرقُبنيُاحلديثُاملشهورُواملتواتر‪:‬‬

‫‪ -1‬أن املتواتر رواه مجع من مجوع التواتر يف الطبقات الثالث‪.‬‬


‫‪ -‬أما املشهور فإنه مل يتحقق فيه التواتر يف الطبقة الوىل وحتقق يف الطبقتني التاليتني‪.‬‬

‫(‪ )2‬فتشمل ما مل يتحقق فيه التواتر يف الطبقات الثالث‪ ،‬وما مل يتحقق فيه يف الطبقتني الوليني‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ ؄‬وأماُمالكُفاشا ‪ :‬أال يكون فالفا لعمل أهل املدينة‪.‬‬

‫‪ ؄‬وأماُالشافعيُفاشا ‪ :‬صحة اإلسناد واتصاله‪.‬‬

‫‪ ؄‬وأماُأمحدُفلمُيشا ُسوى‪ :‬صحة اإلسناد‪.‬‬

‫* سـببُاخلالف‪ :‬االحتياط يف العمل هبذه الحاديث؛ لهنا ةنية‪ ،‬ومع ذلك فإن السـ ــنة متى ثبتت‬
‫صحتها وةهر املعنى املراد منها = وجب العمل هبا إذا مل تتعارض مع الكتاب‪.‬‬

‫‪ ‬منزلة السنة من القرآن‪:‬‬


‫‪ -‬تأيت السنة يف املرتبة الثانية بعد القرآن‪ ،‬وأحوال السنة مع القرآن‪:‬‬

‫ﲏﱢ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫‪฀‬‬ ‫ﲎ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﲍ‬
‫‪฀‬‬ ‫‪ -1‬أنُتكونُمؤكِّدةُملِاُوُرُدُيفُالقرآن‪ ،‬مث ‪ :‬ﱣﭐﲋﲌ‬

‫يبُن ْفسُُ ِمنْهُ»‪ُ.‬‬


‫الُ ْام ِرئُُم ْسلِمُُإِ رالُُبِطِ ِ ُ‬
‫«الُُُيِ ُُ ُم ُ‬

‫الُيفُالقرآ ُن ُ‪ ،‬ويرد ذلك يف وجوه متعددة‪ ،‬منها‪:‬‬


‫اُجاءُجم ُم ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ُ-2‬أوُمب ِّين ُةُ ُمل‬

‫ﲌﱢ‪ ،‬بينت السنة أعدادها ومواقيتها وركعاهتا‪ ،‬وأركاهنا‬


‫‪฀‬‬ ‫ﲋ‬
‫‪฀‬‬ ‫مث ‪ :‬ﱣﭐ‬ ‫جمل‪:‬‬
‫‪ .1‬توضيح امل ر‬
‫وشوطها بقوله ‪« :‬صلواُك ََنمارأ ْيتم ُو ِينُأص ِِّّل»‪.‬‬

‫ﱭﲆﱢ‪،‬‬
‫ﱬ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱫ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱪ‬
‫ﱩ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱨ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱦ ‪฀‬‬
‫ﲉ‬ ‫‪฀‬‬ ‫ﱥ‬
‫مث ُ‪ :‬ﱣﭐﱝ ﲥ ‪฀‬‬ ‫‪ .2‬توضيح املشكل‪:‬‬
‫ماه َاعا االل ْيا ُلاا َواال ا َها ُمرا»‪.‬‬
‫أشكل فهمه عىل البعض‪ ،‬فظن أن املراد حقيقة اللفظ‪ ،‬فقال ‪« :‬إنا َان ُا‬

‫مث ‪ :‬ﱣﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱢ»‪ ،‬فهم بعض الصـحابة أن املقصـود‬ ‫‪ .3‬ختصـيص العام‪:‬‬


‫ماه َاعاالشا ْاع ُا‬
‫ك »‪.‬‬ ‫عموم‪ ،‬فقال ‪« :‬إنا َان ُا‬

‫ﱣﭐﱏﱐﱑ ﱒﱢ‪ ،‬قيدته السنة بقطع اليد اليمنى‪.‬‬ ‫‪ .4‬تقييد املط رلق‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫مثرل حرم ــة اجلمع بني املرأة وعمته ــا أو خ ــالته ــا‪،‬‬ ‫‪ُ -3‬أواترتت الرتامرم ُســكـتُعنهـاُالقرآن‪،‬‬
‫خالُ ُتِهُا»‪ ،‬فإن هذا احلكم مل ريرد يف القرآن(‪.)1‬‬ ‫الن ْاع َاأ ِا‪:‬اوُ ُع رُمتُِهُ ُ‬
‫اُأ ْوُُ ُ‬ ‫جي ُمعُُب ْنيُُ َا‬
‫قال ‪« :‬الُُ ُْ‬

‫مه ُم) حجية السنة‪:‬‬


‫‪ُ (‬‬

‫ج ُيتُهاُبـ‪:‬‬
‫وثبتتُح ُِّ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬هي املصدر الثاين من مصادر التشيع‪ُ،‬‬

‫‪ )1‬الـكـتـاب‪ :‬ﱣﭐ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﱢ ‪ ،‬ﱣﭐ ﳋ ﳌ ﳍﱢ ‪،‬‬

‫ﱣﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱢ‪...‬؛ يفيد مدلول هذه اآليات‪ :‬وجوب العمل بالسـ ـ ــنة‪ ،‬وأهنا حجة‬
‫يف إثبات الحكام الشعية‪.‬‬

‫نُح ِديثِيُفيقولُ‪ُ:‬ب ْينناُوب ْينك ُْمُكِتابُُ‬ ‫الرج ُُ ُمتركِئاُعىلُُأ ِريكتِ ُِه‪ُُ،‬يدر ثُُبِح ِديثُُ ِم ُْ‬ ‫ِ‬
‫‪ )2‬السـنة‪«ُ:‬يوشـكُ ر‬
‫نُحرامُُح رر ْمنـاهُ‪ُ .‬أالُُوإِ رُنُ َمرماح ررمُُ‬ ‫ماو َجردْ نرَمافِي ِارهُ ِم ُْ‬ ‫اهللِا‪َ ُ،‬ف َنرما َو َجردْ نرَمافِي ِارهُ ِم ُْ‬
‫نُحاللُُ ْاسرررت َْح َل ْل رَم َُ َ‬
‫‪،‬او َمر َ‬
‫اهللُ»‪«ُ،‬تركْتُفِيك ْمُأ ْمر ْي ِنُل ْنُت ِضلواُماُمت رسكْت ْم ُِهبِامُ‪ُ:‬كِتابُاهللِاوسنرةُنبِ ِّي ِه»ُ‬ ‫اهللِا ِم ْث ُُماُح ررمُُ ا‬ ‫رسولُُ ا‬

‫‪ )3‬اإلمجاع‪ :‬انعقد اإلمجاع اليقيني عىل أن سنة النبي ‪ ‬واجبة اإلتباع‪.‬‬

‫اإلجماع‬
‫‪ ‬تعريف االجماع‪:‬‬
‫‪ ؄‬يطلقُيفُاللغةُعىلُمعنيني‪:‬‬

‫‪ -2‬االتفاق‪( ،‬أمجع القوم عىل كذا) أي‪ :‬اتفقوا ‪.‬‬ ‫‪ -1‬العزم‪ ،‬ﱣﭐﱕﱖﱢ‪.‬‬

‫‪ ؄‬واصطالحا ُ‪ :‬اتفاق املجتهدين من أمة حممد ‪ ‬بعد وفاته يف عرص من العصور عىل حكم شعي‪.‬‬

‫(‪ )1‬وأيضا من الحكام التي سكت عنها القرآن وجاءت هبا السنة‪:‬‬
‫‪ -‬مرياث اجلدة‪ - .‬صدقة الفطر‪.‬‬ ‫‪ -‬رجم الزاين املحصن؛ حيث رجم ‪ ‬ماعزا والغامدية‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ُ؄‬األمورُالتيُجيبُتوفُرهاُيفُاإلمجاع‪ُ:‬‬

‫‪ -1‬حصول االتفاق عىل احلكم من املجتهدين‪ ،‬فال يعتب اتفاق غريهم من املقلدين أو العوام‪.‬‬

‫‪ -2‬البد من ا ِّتفاق مجيع املجتهدين‪ ،‬فا ِّتفاق بعضهم ال يعد إمجاعا‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يكون االتفاق بعد وفاته ‪‬؛ لن سلطة التشيع يف حياته كانت مقصورة عليه‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يكون اإلمجاع يف عرص من العصور‪ ،‬فال يشرتط اتفاقهم يف مجيع الزمنة‪.‬‬

‫‪ -5‬أن يكون اإلمجاع عىل حكم شعي‪ ،‬فاتفاق اللغويني مثال عىل حكم ال ي رعد إمجاعا شعيا‪.‬‬

‫‪ ‬وقوع اإلجماع في عهد الصحابة‪:‬‬


‫كان ميسورا يف عهد كبار الصحابة ‪‬؛ لن مجهور املجتهدين كانوا يف املدينة‪ ،‬فكان من السهل‬
‫مث ‪ :‬إمجاعهم عىل خالفة أيب بكر‪ ،‬ومجع القرآن)‪.‬‬ ‫اجتامعهم للتشاور فيام رجيد من املسائل (‬

‫‪ -‬إال أنه باد لضري عصررررر ري ابتر الصررحتبة‪ ،‬وتفرق الكثري من العلامء يف البلدان = صـ ــار حصـ ــول‬
‫اإلمجاع بعيد الوقوع‪ ،‬وإن كان ممكنا عقال‪.‬‬

‫‪ -‬ثم أصبح وقوعه أكثر بعدا بعد ق‪ )4(.‬ـه‪.‬‬

‫‪ ‬أنواع اإلجماع‪:‬‬
‫احة عىل حكم شعي‪.‬‬ ‫‪ُ)1‬اإلمجاعُالصيح‪ُ:‬ما يكون باتفاق املجتهدين‬

‫*ي ر‬
‫عتب حجة قطعية عند مجهور الفقهاء؛ لنه الصل يف االمجاع‪.‬‬

‫‪ُ)2‬اإلمجاعُالسـكوي‪ :‬أن يص ــدر من بعض املجتهدين قض ــاء أو فتوى اش ــتهر أمرها‪ ،‬ومل ي ر‬
‫عرف لبقية‬
‫املجتهدين رأي فيها‪ ،‬ويشا ُلتحققُهذاُالن ُوع‪:‬‬

‫‪ -2‬عدم وجود ما يمنع الساكت من إبداء رأيه‪.‬‬ ‫‪ -1‬مض فرتة كافية لتكوين الرأي يف املسألة‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يكون سكوت بقية املجتهدين جمردا من عالمات املوافقة أو املخالفة‪.‬‬

‫*ي ر‬
‫عتب حجـ ــة عنـ ــد أكثر العلامء‪ ،‬وإن اختلفوا هـ ــل حجتـ ـه قطعيـ ــة؛ لعموم الدلـ ــة‪ ،‬أو ةنِّيـ ــة؛ لن‬
‫السكوت ليس قطعي الداللة عىل املوافقة؟‬

‫‪58‬‬
‫‪ ‬حجية اإلجماع‪:‬‬
‫‪ )1‬منُالكتاب‪:‬‬

‫ﱮﲐﱢ؛‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱭ‬
‫ﱬ ‪฀‬‬
‫ﱫ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﲲ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﲒ‬
‫ﱨ ‪฀‬‬
‫ﱧ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱦ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱣﲎ ‪฀‬‬
‫ﱥ‬ ‫ﱢ ‪฀‬‬
‫ﱡ ‪฀‬‬
‫ﱟﱆ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱞ‬
‫‪ -1‬ﱣﭐ ‪฀‬‬

‫بع غري سبيل املؤمنني بالعذاب‪ ،‬فوجب اتباع سبيلهم‪ ،‬وهو ما اتفق عليه الئمة‪.‬‬
‫توعد اهلل مت ر‬

‫ﱣﱤﱥﱦ ﱢ؛ هنى اهلل عن التفرق واالختالف‪ ،‬فتكون فـالفـة االمجـاع‬


‫‪ -2‬ﱣﭐﱡﱢ ‪฀‬‬

‫حمرمة لعموم النهي‪.‬‬

‫‪ )2‬السنة‪:‬‬

‫اهللِاحسنُ»‪.‬‬ ‫‪ -1‬قوله ‪« :‬ماُرأىاا ْل ُن ْس ِل ُن َ‬


‫عناحسناُفه ُوُ ِعنْدُُ ا‬

‫‪ -2‬وقوله ‪« :‬الُجتْت ِمعُأ رمتِيُعىلُضاللةُ»‪ .‬وقوله ‪« :‬الُجتْت ِمعُأ رمتِيُعىلُ ُ‬


‫خطُل»‪.‬‬

‫فهذه الحاديث وما يف معناها تدل عىل ح ِّجية اإلمجاع‪ ،‬ووجوب العمل به‪.‬‬

‫‪ ‬مستند اإلجماع‪:‬‬
‫البـد أن يكون ل مجـاع دليـل يعتمـد عليـه املجتهـدون يف احلكم الـذين جيمعون عليـه؛ حتى ال يكون‬
‫اإلمجاع قوال يف الدين باهلوى والغرض وهو أمر باطل‪.‬‬

‫‪ُ؄‬ومستندُاإلمجاعُقدُيكون‪ُ:‬‬

‫صــاُمنُالقرآن‪ :‬كاإلمجاع عىل حرمة التزوج باجلدة؛ واملسـ ـ ـ ــتند‪ :‬ﱣﭐﱁﱂ ﱵ ﱢﭐ؛ فإن‬
‫‪ )1‬ن ًّ ُ‬
‫املقصود بـ(الم) هنا‪ :‬الصل مطلقا‪ ،‬واجلدة أصل‪.‬‬
‫ﭐ‬

‫‪ )2‬ن ًّ صــاُمنُالســنة‪ :‬كاإلمجاع عىل منع بيع شء من الطعام قبل أن يقبضـ ـ ـ ــه املشـ ـ ـ ــرتي؛ واملسـ ـ ـ ــتند‬
‫ح رتُىُيُ ُْق ُبِضُهُ»‪.‬‬
‫اماُفُالُ ُُيبُِ ْعُهُُ ُ‬
‫اعُطُ ُع ُ‬
‫نُا ُْب ُت ُ‬
‫قوله ‪ُ « :‬م ُْ‬

‫قياسـا‪ :‬كإمجاع الصـ ــحابة عىل خالفة أيب بكر ‪ ،‬واملسـ ــتند‪ :‬قياسـ ــهم اخلالفة (إمامة المة) عىل‬
‫‪ُ )3‬‬
‫إمامته هلم يف الصالة‪ ،‬وهو ما عبوا عنه بقوهلم‪« :‬رضيه رسول اهلل ‪ ‬لديننا أفال نرضاه لدنيانا»‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫القياس‬
‫‪ ‬تعريف القياس‪:‬‬
‫‪ ؄‬لغة‪ :‬التقدير واملساواة‪.‬‬

‫صطالحا‪ :‬إحلاق فرع بأصل يف حكم لعلة جامعة بينهام(‪.)1‬‬


‫ُ‬ ‫‪ ؄‬وا‬

‫مث ‪ :‬إحلاق النبيذ باخلمر يف التحريم؛ لعلة جامعة بينهام هي‪ :‬اإلسكار‪.‬‬

‫‪ ‬أركان القياس‪:‬‬
‫‪ -1‬األص ‪ :‬الواقعة التي ثبت احلكم فيها بالنص‪.‬‬

‫‪ -2‬الفرع‪ :‬الواقعة التي مل يرد فيها نص‪.‬‬

‫‪ -3‬العلة‪ :‬وجه الشبه الذي يربط بني الصل والفرع‪.‬‬

‫‪ -4‬حكمُاألص ‪ :‬احلكم الشعي للواقعة التي ورد فيها النص‪.‬‬

‫فمثالُ‪ُ:‬األص ‪ :‬اخلمر‪ ،‬والفرع‪ :‬النبيذ‪ ،‬والعلة‪ :‬اإلسكار‪ ،‬وحكمُاألص ‪ :‬التحريم‪.‬‬

‫‪ ‬حجية القياس‪:‬‬
‫ذهب مجهور العلامء إىل أنه أص ــل من أص ــول الشريعاة‪ ،‬ومص ــدر جيب العمل به‪ ،‬ومل خيالف إال قلة؛‬
‫(كالظاهرية‪ ،‬وبعض الشيعة)‪ ،‬وال يلت رفت هلذا اخلالف؛ لنه بعد إمجاع الصحابة عىل حجية القياس‪.‬‬

‫‪ ؄‬الدلي ُعىلُحجيةُالقياس‪:‬‬

‫‪ )1‬الـكـتـاب‪ :‬ﱣﭐ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌﳍﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ‬

‫ﳖﱢ‪ ،‬أمر اهلل املؤمنني بطاعته وطاعة رسوله ‪ ‬وأويل المر‪ ،‬ثم أمر بعد ذلك ب رر ِّد الحكام ر‬
‫املتنازع‬
‫يف حكمها إىل اهلل ورسوله ‪ ،‬والرد إليهام يكون بالر ِّد إىل الكتاب والسنة‪ ،‬والقياس من الر ِّد إليهام‪.‬‬

‫ب ا إحلاق أمر ال نص فيه بأمر فيه نص يف احلكم الشـرعي الثابت له؛ الشرتاكها يف علة هذا احلكم‪.‬‬
‫(‪ )1‬تىع فاالمتم ا‬

‫‪60‬‬
‫اء؟ ُ»‬
‫كُقضـ ُ‬ ‫فُ َت ْق ِضر اإِذُاُعر ُ‬
‫ضُل ُ‬ ‫‪ )2‬السار اة ا ملا أراد النبي ‪ ‬أن يبعث معاذا ‪ ‬إىل اليمن قال له‪« :‬ك ْي ُ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫‪ ...‬حتى قتل‪« :‬أجتهد رأعي وال آلو»‪ ،‬فضري رســول اهلل ‪ ‬صــدره وقال‪ :‬ا«ا ْل َح ْندُ اللهاالذ َ‬
‫ياوف َقا‬
‫علااهللِ»‪.‬ا‬
‫علااهللِالِ َنما ُ ْع ِي َار ُس َ‬
‫علارس ِ‬
‫َر ُس َ َ ُ‬

‫‪ )3‬اإلمجاع‪ :‬إمجاع الصـحابة ‪ ‬عىل قول أيب بكر ‪- ‬يف شـأن مانعي الزكاة‪« :-‬واهلل ل رقاتلن من‬
‫فرق بني الصالة والزكاة»‪ ،‬وقد قاس منع الزكاة عىل ترك الصالة‪.‬‬

‫‪ )4‬املعقول‪ :‬نصـ ــوص الكتاب والسـ ــنة حمدودة‪ ،‬أما احلوادث والقضـ ــايا فمتجددة‪ ،‬وال يمكن معرفة‬
‫أحكامها إال بمعرفة العلل التي شعت لجلها الحكام املنصوص عليها‪ ،‬فتطبق عليها عند توافر‬
‫نفس العلل فيها‪ ،‬وذلك هو حقيقة القياس‪.‬‬

‫االستحسان‬
‫‪ ‬تعريف االستحسان‪:‬‬
‫‪ ؄‬االستحسانُلغة‪ :‬رعد اليشء ر‬
‫حسنا‪.‬‬

‫‪ ؄‬واصررررط اارم العـدول يف حكم مسـ ـ ـ ــألـة عن مثـل مـا حكم بـه يف نظـائرهـا إىل خالفـه لوجـه أقوى‬
‫يقتض ذلك(‪.)1‬‬

‫‪ ‬أنواع االستحسان‪:‬‬
‫رجحُذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ )1‬ماُأخذُفيهُبالقياسُاخلفيُوعدلُعنُالقياسُاجلِّل؛ُلدلي ُيُ ِّ‬

‫مث ُ ُ‪ :‬قياس وقف الرايض الزراعية عىل اإلجارة خالفا ملا يقض به الظاهر من قياسها عىل البيع‪.‬‬

‫(‪ )1‬مثال ذلك‪ :‬السـ ـلم (وهو بيع مؤجل موصـ ــوف يف الذمة بثمن يدفع عاجال)؛ فالقاعدة العامة تقضـ ـ ببطالن بيع ما ال‬
‫يملك اإلنسان؛ قال ‪« :‬ال تبع ما ليس عندك»‪ ،‬ولكن استثني السلم استحسانا‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫؛ُلِدلي ُيُ ُِّ‬
‫رجحُذلك‪( ،‬و ريرد يف كل ترصف يتعارفه الناس)‪.‬‬ ‫استثناءُمسللةُج ُْزئيةُمنُقاعدةُعامة ُ‬
‫ُ‬ ‫‪)2‬‬

‫مث ‪ :‬ضامن البائع ملا يبيعه من أجهزة مدة معينة بعد تسلم املشرتي هلا‪.‬‬

‫‪ ‬حجية االستحسان‪:‬‬
‫‪ )1‬احلنفيةُواملالكية‪ :‬يرون ح ِّجيته‪ ،‬ووجوب العمل به‪ ،‬وبناء الحكام عليه؛‬

‫كالنص والعرف‪ ،‬وليس قوال باهلوى‪.‬‬


‫ِّ‬ ‫‪ .1‬لنه يستند اىل دليل شعي؛‬

‫‪ .2‬نصوص الشيعة تأيت يف بعض الحيان فالفة للقواعد العامة؛ بقصد حتقيق املصلحة‪.‬‬

‫ومثالُذلك‪ :‬الس رلم‪.‬‬

‫‪ )2‬الشـافعية‪ :‬أنكروا االس ــتحس ــان‪ ،‬ونقل عن الش ــافعي أن «من اس ــتحس ـن فقد شع»‪ ،‬ولكن الذي‬
‫أنكره الشافعية هو املبني عىل الرأي واهلوى‪.‬‬

‫* ممـا يـدل عىل أخـذ الفقهـاء مجيعـا بـاالسـ ـ ـ ــتحسـ ـ ـ ــان‪ :‬مـا نقـل عنهم من تطبيقـات كثرية لـه‪ ،‬وإن كـان‬
‫فقهاء احلنفية قد توسعوا يف العمل به أكثر من غريهم‪.‬‬

‫المصالح المرسلة‬
‫‪ ‬تعريف المصالح المرسلة‪:‬‬
‫‪ ؄‬تطلقُاملصلحةُيفُاللغةُعىل‪ :‬املنفعة‪ ،‬والفعل الذي فيه صالح (نفع)‪.‬‬

‫‪ ؄‬واصـطالحا‪ :‬املعاين التي حيص ـل من ربط احلكم هبا جلب منفعة ودفع لضري ‪ ،‬ومل يقم دليل عىل‬
‫اعتبارها أو إلغائها‪.‬‬

‫* رترد املصالح املرسلة يف كل ما اقتضه ةروف احلياة املتجددة بعد وفاة الرسول ‪.‬‬

‫مث ‪ :‬مجع القرآن‪ ،‬تدوين الدواوين‪ ،‬رضب النقود‪ ،‬اختاذ السجون‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ ‬حجية المصالح المرسلة‪:‬‬
‫ذهب مجهور العلامء إىل أن املصالح املرسلة حج ٌة‪ ،‬جيب العمل هبا؛ والدلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬إقرار النبي ‪ ‬معــاذا ‪- ‬عنــدمــا بعثــه إىل اليمن‪ -‬عىل االجتهــاد‪ ،‬واالجتهــاد ليس قــا ا عىل‬
‫القياس‪ ،‬بل يدخل فيه تطبيق القواعد العامة للشيعة لتحقيق املصالح‪ ،‬وهذا معنى املصالح املرسلة‪.‬‬

‫كجمع القرآن)‪.‬‬ ‫‪ -2‬عمل الصحابة ‪ ‬هبا يف وقائع كثرية مشتهرة (‬

‫‪ -3‬مصالح الناس متجدِّ دة‪ ،‬والنصوص حمددة‪ ،‬واالقتصار عىل ما نص عىل اعتباره يؤدي اىل إهدار‬
‫كثري من مصالح الناس ووقوعهم يف احلرج‪ ،‬وهذا ينايف عرف الشيعة‪.‬‬

‫‪ ‬شروط العمل بالمصالح المرسلة‪:‬‬


‫‪ -1‬أن تكون عامة (بأن حتقق نفعا أو تدفع رضرا عن أكب عدد من الناس)‪ ،‬وليست خاصة‪.‬‬

‫‪ -2‬أن تكون حقيقية (بأن يتيقن املجتهد من رجلب النفع أو دفع الرضر)‪ ،‬وليست ومهية‪.‬‬

‫‪ -3‬أال تتعارض مع حكم ثابت بالنص أو اإلمجاع‪.‬‬

‫‪ ‬مجال المصالح المرسلة‪:‬‬


‫ر‬
‫العمل هبا يف جمال املعامالت ‪-‬إلمكان إدراك املصلحة فيها‪ -‬دون العبادات‪.‬‬ ‫يقرص القائلون بح ِّجيتها‬

‫العرف‬
‫‪ ؄‬العُ ُْرف‪ :‬ما اعتاده مجهور الناس وألفوه حتى متكن من نفوسهم وصارت تتلقاه عقوهلم بالقبول‪.‬‬

‫‪ ؄‬ونستخلصُمنُتعريفُالعرف‪ُ:‬‬

‫‪ -1‬أن العرف يتكون من اعتياد الناس عىل اختالف طبقاهتم عن طريق تكرار املامرسـ ــة‪ ،‬وأن عالمة‬
‫اعتياده متكنه من النفوس‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ -2‬العرف يفرتق عن اإلمجاع؛ فإن العرف ينشـ ـ ـ ــأ من تعارف الناس عىل اختالف طبقاهتم‪ ،‬بخالف‬
‫ة عىل‬ ‫اإلمجاع فإنه ينشــأ عن اتفاق املجتهدين خاصـة‪ ،‬وثمرةُاخلالف‪ :‬أن ح ِّجية العرف تكون قا‬
‫من تعارفوا عليه دون غريهم‪ ،‬أما اإلمجاع فإنه يكون حجة عىل مجيع الناس‪.‬‬

‫‪ ‬أقسام العرف‪:‬‬
‫مث ‪ :‬إطالق لفظ (ولد) عىل الذكر دون النثى‪.‬‬ ‫‪ -1‬قويل‪ :‬وهو ما جيري يف اللفاظ‪.‬‬

‫مث ‪ :‬البيع باملعاطاة‪.‬‬ ‫‪ -2‬عمِّل‪ :‬وهو ما اعتاد الناس عىل فعله‪.‬‬

‫‪ ‬حجية العرف‪:‬‬
‫ذهب مجهور العلامء إىل أن العرف حج ٌة‪ ،‬وأنه مصدر من مصادر التشيع‪:‬‬

‫‪ -1‬ﱣﭐﱥﱦﱧ ﱨﱩﱪﱫ*ﱢ‪ ،‬دل عىل وجوب العمـل بـالعرف؛ لنـه لو مل‬


‫جيب العمل به ملا أمر به النبي ‪.‬‬

‫اهللِاحسـنُ»‪ ،‬يرتتب عليه أن العرف جيب العمل به‬ ‫‪ -2‬قوله ‪« :‬ماُرأىاا ْل ُن ْسر ِل ُن َ‬
‫عناحسـناُفه ُوُ ِعنْدُُ ا‬
‫واالعتامد عليه‪.‬‬

‫‪ -3‬أ الشرررريعارة راعـت يف أحكـامهـا بعض مـا تعـارفـه العرب من عـادات ونظم‪ ،‬فشرررريعتهرت حتقيقـا‬
‫مث ‪ :‬عقد السلم‪ ،‬وفرض دية املقتول خطأ عىل العاقلة)‪.‬‬ ‫ملصالح الناس‪( ،‬‬

‫‪ -4‬أ الشررريعاة تضـ ـ ــمنت مبدأ رفع احلرج والتيسـ ـ ــري عىل الناس‪ ،‬وإلزام الناس عىل ترك ما تعارفوا‬

‫عليه إيقاع هلم يف احلرج‪ ،‬ﱣﭐﲛﲜ ﲝﲞﲟﲠﲡ ﱢ‪.‬‬

‫‪ ‬شروط العرف‪:‬‬
‫‪ -2‬أال يعارض اتِّفاقا عىل خالفه‪.‬‬ ‫‪ -1‬أال يعارض نصا شعيا‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يكون معموال به وقت نشوء احلادثة‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن يكون مطردا أو غالبا‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫شرع من قبلنا‬
‫‪ ؄‬شعُُمنُقبلنا‪ :‬الحكام التي شعها اهلل تعاىل لألمم السابقة بواسطة رسله إليهم‪.‬‬

‫شع لنا‪ :‬إذاُقامُالدلي ُعىلُإقراره‪.‬‬


‫شع من قبلنا ٌ‬
‫‪ )1‬ال خالف بني الفقهاء يف أن ر‬

‫ﭐ‬ ‫‪ -‬كالصيام‪ :‬ﱣﭐﱖ ﱽﱘﱙﱚﱛﱜﱝﲮﱢ‪ .‬ﭐ‬

‫شع من قبلنا ليس بشع لنا‪ :‬إذاُقامُالدلي ُعىلُنسخه‪.‬‬


‫‪ )2‬وال خالف بينهم يف أن ر‬

‫ﭐ‬ ‫‪ -‬كالتوبة بقتل النفس‪ :‬ﱣﭐﲈﲉﲊﲋﲘﱢ‪ .‬ﭐ‬

‫‪ )3‬وإنام اختلفوا فيام هو مسـ ـ ــكوت عنه‪ ،‬فلما َا اعِاايفاشرررعع مامما دلاعلااإبعارَاأوانسرر ه ‪-‬كقوله‪:‬‬
‫ﱒ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱑ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱐ‬
‫ﱏ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱍﱎ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱌ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱋ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱈﱉ ﱊ‬
‫ﱇ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱆ‬
‫ﱁﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ‪฀‬‬
‫ﱣﭐ ‪฀‬‬

‫ﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱢ‪ -‬عىلُقولني‪:‬‬

‫ﲎ ﱢ‪،‬‬
‫‪฀‬‬ ‫‪ -1‬أنهُليسُبرشعُلنا؛ لن شيعتنا ناسخة للشـرائع السابقة‪ ،‬ﱣﭐ ﲊﲋﲌﲍ‬

‫والصل يف كل الشائع املاضية اخلصوص إال إذا قام دليل عىل العموم‪.‬‬

‫‪ -2‬أنهُشعُُلنا؛ والدليل‪:‬‬

‫أ‪ .‬ﱣﭐﳀﳁﱢ‪ ،‬المر باالقتداء هبم يقتض أن شعهم ٌ‬


‫شع لنا‪.‬‬

‫ﱺﱢ‪ ،‬فالقرآن جاء‬


‫ﱹ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱸ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱷ‬
‫ﱶ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱵ‬
‫ﱴ ‪฀‬‬
‫ﱳ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱲ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱱ‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱰ‬
‫‪฀‬‬ ‫ب‪ .‬ﱣﭐﱯ‬

‫مصدِّ قا للكتب السابقة ومهيمنا عليها‪.‬‬

‫ﱙﱢ‪ ،‬فاإلرث يصري ملكا للوارث فصوصا به‪ ،‬فنعمل‬


‫‪฀‬‬ ‫ﱘ‬
‫ﱗ ‪฀‬‬
‫‪฀‬‬ ‫ﱖ‬
‫‪฀‬‬ ‫ج‪ .‬ﱣﭐﱓﱔﱕ‬

‫به عىل أنه شيعة حممد ‪.‬‬

‫* ينبغي أن يع رلم أن املصدر الذي تست رقى منه الحكام لشع من قبلنا هو كتاب اهلل وسنة نبيه ‪.‬‬

‫‪65‬‬

You might also like