You are on page 1of 63

‫محاضرات المدخل‬

‫إلى‬

‫علم أصول الفقه‬

‫دكتور رائد نصري أبو مؤنس‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫اللهم يارب الرباب ويا توواب ويا وهاب ألهمنا الصواب في القول والعمل وحسن السؤال والجواب‪.‬‬
‫مراحل تطور علم أصول الفقه‬
‫تعريف علم أصول الفقه‪:‬‬
‫للعلماء منهجين في تفسير )علم أصول الفقه(‪ -1:‬مركب إضافي‪-2 ،‬أو باعتباره لقبا على العلم الخاص‪.‬‬
‫الصولي هو من درس علم أصول الفقه وتخصص به‪.‬‬
‫تفسير علم أصول الفقه باعتباره مركبا إضافيا‪:‬‬
‫‪ ‬علم‪ :‬هو مصطلح يطلق ولكنه يخصص بالقيد الذي يأتي بعده ‪ ،‬لغة‪ :‬هو مطلق الدراك الشامل‬
‫للقطع والظن‪.‬‬
‫اصطلحا‪ :‬هو مجموعة القواعد والمبادئ والتصورات والمسائل المتعلقة بقضية معينة أو التي تحكم فن‬
‫معين أو مجال معين‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أصول‪ :‬جمع أصل‪ ،‬لغة‪ :‬ما يبنى عليه غيره‪ ،‬سواء كان البناء حسيا أو معنويا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اصطلحا‪ :‬كلمة تطلق ويراد بها عدة معان‪:‬‬
‫‪1‬ـ الدليل‪ :‬يقال‪ :‬الصل في الصلة الوجوب لقوله تعالى‪) :‬وأقيموا الصلة(‪ ،‬أي المراد بالصل الدليل‪.‬‬
‫‪2‬ـ الراجح‪ :‬مثل‪ :‬الصل في الكلم الحقيقة‪ ،‬أي الراجح في الكلم حمله على الحقيقة‪.‬‬
‫‪3‬ـ القاعدة‪ :‬يقال‪ :‬إباحة الميتة للمضطر على خلفا الصل‪ ،‬أي على خلفا القاعدة‪ ،‬أو الجمع بين‬
‫الصلوات في المطر لن الصل رفع المشقة؛والصل هنا مقصود بها القاعدة‪.‬‬
‫‪4‬ـ المستصحب‪ :‬يقال‪ :‬الصل براءة الذمة‪ ،‬أي يستصحب خلو الذمة ما لم يثبت غيره‪.‬‬
‫‪ -5‬ما يقابل الفرع في القياس‪ ،‬مثال‪ :‬ما حكم أن أبيع الذهب بالذهب متفاضل؟ا ل يجوز‪ ..‬الصل هو‬
‫الذهب‪ /‬نحن ل نستخدم الورق فنحن ل نستطيع أن نبيع ‪100‬دينار بـ ‪100‬دينار قياسا على الصل وهو‬
‫الذهب‪ .‬العملت الورقيية هي الفرع‪.‬‬
‫والمعنى المراد بكلمة الصول هنا هو‪ :‬الدليل‪.‬‬
‫الدليل لغة‪ :‬هو المرشد‪ ،‬وهو ما يتوصل به إلى غيره‪.‬‬
‫ي‪.‬‬
‫اصطلحا‪ :‬ما يتوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبر ي‬
‫والمقصود بالنظر هنا هو الجتهاد والفهم والتحليل‪ ،‬أي يجب ان يكون النظر صحيح لكي يكون الخبر‬
‫صحيح أي مبنيي على قاعدة ومبادئ وأصول صحيحة‪.‬‬
‫ولكن الدلة تختلفا منها ماهو أدلة إجماليية ‪ ،‬ومنها ماهو أدلة تفصيليية‪.‬‬
‫الدلة الجمالوية‪ :‬هي التي تهتم بالبعد الكلي والجمالي لها وليس التفصيلي وهي القرآن‪ ،‬السينة‪ ،‬الجماع‪،‬‬
‫القياس‪.‬‬
‫الدلة التفصيلوية‪ :‬هي أدلة جزئيية تتعلق بمبادئ خاصة وتنص على حكم معين‪.‬‬
‫الصولي يبحث عن الدلة الجماليية من حيث دللتها على الحكام الشرعيية من أدلتها الجزئيية‪.‬‬
‫الشريعة السلميية منضبطة لها مناهج تشريعيية محيددة وفقه وقواعد وأصول محيددة‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفقه‪ :‬لغة‪ :‬مطلق الفهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اصطلحا‪ :‬الفهم الدقيق وهو مصطلح مشترك بين الشريعة وغيرها من التخصصات‪.‬‬
‫الفقه الشرعوي‪ :‬العلم بالحكام الشرعيية العمليية المكتسبة من أدلتها التفصيليية‪.‬‬
‫الأحكام‪:‬جمع حكم‪ ،‬لغة‪ :‬إثبات أمر لمر نفيا او إثباتا‪.‬‬
‫مثال‪ :‬السيارة مسرعة‪...‬هنا أثبتنا صفة السراع لهذه السيارة‪.‬‬
‫الحكام أنواع‪:‬‬
‫الحكام الحسوية‪ :‬الثابتة عن طريق أحد الحواس ‪،‬مثال‪:‬كعلمنا أين النار محرقة‪.‬‬
‫الحكام العقلوية‪ :‬كالعلم بأن الكل أكبر من الجزء‪ ،‬وأن الواحد نصفا الثنين‪.‬‬
‫الحكام التجريبوية‪ :‬كالعلم بأين السيم قاتل‬
‫الحكام الوضعوية‪ :‬هي الثابتة بالوضع‪ ،‬أي تواضع الناس على الشيء واتفاقهم عليه‪ ،‬مثال‪ :‬القانون‬
‫الوضعي‪ ،‬الحكام الوضعيية اللغويية)كان وأخواتها ترفع المبتدأ وتنصب الخبر(‪ ،‬الحكام العرفيية)أعرافا‬
‫النقابات؛ نقابة الطباء‪ :‬اتفق الطباء عليه مثل القسم عند التخرج(‬
‫الحكام الشرعية‪ :‬وهوما كان مصدر إثباته معتب ار بالشرع‪.‬‬
‫الحكم الشرعي‪):‬عند علماء أصول الفقه السلمي( هو خطاب ال تعالى المتعلق بأفعال المكلفين‬
‫اقتضاء أو تخيي ار أو وضعا‪.‬‬
‫والمقصود بخطاب ال تعالى‪:‬هو كلم ال مباشرة وهو القرآن أو بالواسطة‪ :‬وهو ما يرجع إلى كلمه من‬
‫سينة‪ ،‬أو إجماع‪ ،‬وسائر الدلة الشرعيية التي نصبها الشارع إلينا ليعلمنا ماذا يريد مينا كعباد‪ ،‬وهذا متوجه‬
‫إلى المكلفين الذين مييزهم ال بالعقل‪ ،‬فحساب ال تعالى متعيلق بأفعال المكلفين الراديية فإذا انتفت الرادة‬
‫الصحيحة انتفى التكليفا والمحاسبة‪.‬‬
‫والمقصود بالقإتضاء‪ :‬الطلب سواء أكان طلب فعل ام تركه وسواء اكان هذا الطلب على سبيل اللزام أم‬
‫كان على سبيل الترجيح‪ ).‬الواجب‪ ،‬المندوب‪ ،‬المكروه‪ ،‬الحرام(‬
‫والمراد بالتخيير‪ :‬التسوية بين فعل الشيء وتركه بدون ترجيح أجدهما على الخر‪ ،‬إواباحة كل منهما‬
‫للمكلفا‪ ).‬المباح(‬
‫والمراد بالوضع‪ :‬هو ان يضع الشارع شيء سببا لخر‪ ،‬وشرطا له‪ ،‬أو مانعا منه‪.‬‬
‫الحكم الشرعوي‪):‬عند الفقهاء(‪ ،‬هو أثر خطاب ال تعالى المتعلق بأفعال المكلفين إيما اقتضاء أو تخيي ار أو‬
‫وضعا؛ أي ما يتضيمنه هذا الينص الشرعيي‪.‬‬
‫قوله تعالى‪):‬ول تقربوا الزنى( هو الحكم عند الصوليين‪ ،‬أيما عند الفقهاء‪ :‬فهو أثر هذا الخطاب‪ ،‬أي‪:‬‬
‫ماتضمنه هذا النص وهو حرمة الزنى‪.‬‬
‫سؤال مهم‪:‬‬
‫تعريفا العلماء للحكم الشرعي أنه خطاب ال تعالى ؛ أي كلم ال تعالى وما يرجع إليهما وهو الجماع‬
‫والقياس‪ .‬أيما باقي المصادر من )الستحسان‪ ،‬سد الذرائع ‪ ،‬المصالح المرسلة‪ (...‬هي مقبولة من الشرع‬
‫داخل مظينة أحكام التشريع السلمي‪...‬فهل فهمنا للتعرفا خاطئ ام أن الصوليين والفقهاء عيرفوا نوع‬
‫محدد من الحكم الشرعي؟ا؟ا؟ا‬
‫الجواب‪:‬‬
‫أن الصوليين عيرفوا الحكم الشرعي الثابت )وهو الحكم الشرعي الصولي الفتراضيي( أما إذا احتجنا إلى‬
‫المصادر الباقية يكون ذلك في أحكام تندرج تحت الحكم الصولي ومنها الحكم الفقهي ‪ ،‬أو القضائي‪ ،‬أو‬
‫السياسي‪ ،‬أو حكم الفتاوى وتسيمى ) الحكم المتغيير(‬
‫المثلة‪:‬‬
‫حكم الصلة ‪:‬فهي واجبة في الحكم الفتراضي أيما كيفية تطبيق هذا الحكم له عيدة صور تندرج تحت الحكم‬
‫الفقهي الذي يعتني بالجزيئات؛ فحكم المقيم يختلفا عن حكم المسافر‪.‬‬
‫الحكم السياسي‪ :‬متغير حسب العرافا والزمان والمكان) مقاطعة البضائع الداعمة للكيان الصهيونيي(‪.‬‬
‫العملية‪ :‬المتعلقة بأفعال المكلفين)لذلك كانت عمليية( وان يكون فعل إرادييا صادر عن الشخص بقصد‬
‫وعليه حكم‪ ،‬وهي المتعلقة بالمعاملت والعبادات ؛ كصلتهم وبيوعهم وأشربتهم وجناياتهم‪ ،‬ويخرج منها‬
‫الحكام العتقاديية والخلقيية وهذا ما يندرج تحت علم التوحيد وعلم الخلق‪.‬‬
‫المكتسبة‪ :‬المستنبطة من الدلة والمستميدة والمستخرجة عن طريق البحث والتأمل والنظر والستدلل‪.‬‬
‫الدلة التفصيلوية‪ :‬وهي الدلة الجزئيية التي يتعلق كل منها بمسألة خاصة‪ ،‬وينص على حكم معين‬
‫لها‪.‬مثال‪ :‬قوله تعالى)حرمت عليكم أمهاتكم( هذا دليل تفصيلي جزئي يتعلق بمسألة خاصة‪ :‬وهي نكاح‬
‫المهات‪ ،‬ويدل على حكم معين‪ :‬وهو حرمة نكاح المهات‪.‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ليس فقيها لين علمه ليس مستنبط من الدلة بالنظر والستدلل إوانما مستفاد‬
‫من الوحي‪ ،‬أيما قياسه عليه السلم في الحاديث عندما قاس الدين على العبادة أراد أن يعلمنا كيفا نتوصل‬
‫إلى مصادر التشريع السلمي وهو القياس إوانما العلم هو صادر من الوحي‪.‬‬
‫علم أصول الفقه‪ :‬معرفة المسائل والقواعد والتصورات والقضايا المتعلقة بالدلة الجماليية التي يتوصل بها‬
‫إلى علم بالحكام الشرعيية العمليية المستنبطة من أدلتها التفصيليية‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تفسير علم أصول الفقه السلمي بإعتباره لقبا على العلم الخاص‪:‬‬
‫هي طريقة الحنفوية والمالكية والحنابلة‪:‬‬
‫علم أصول الفقه‪ :‬العلم بالقواعد الكليية التي يتوصل بالبحث بها إلى معرفة الحكام الشرعيية المستنبطة‬
‫من ادلتها التفصيليية‪.‬‬
‫القواعد‪ :‬جمع قاعدة‪ ،‬وهي قضايا كليية ينطبق حكمها على الجزئيات التي تندرج تحتها‪ ،‬فتعرفا بها حكم‬
‫هذه الجزئيات‪.‬‬
‫طريقة الشافعوية‪:‬‬
‫علم أصول الفقه‪ :‬معرفة دلئل الفقه إجمال وكيفيية الستفادة منها وحال المستفيد‪.‬‬
‫كيفوية الستفادة منها‪ :‬عن طريق مصادر الحكام والدللت في تخريج الحكام والفروع الفقيية‬
‫حال المستفيد‪ :‬المجتهد الذي يستفيد من هذه المصادر‪.‬‬

‫أوصاف الحكم الشرعوي‪:‬‬


‫‪ -1‬أن يكون شرعييا‬
‫‪ -2‬أن يكون عملييا‬
‫‪ -3‬أن تكون مكتسبة من الدلة التفصيليية‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الغاية من دراسة علم أصول الفقه‪:‬‬


‫‪ -1‬وضع المبادئ والصول والقواعد والنظريات التي نستخدمها لستنباط الفقه‪.‬‬
‫نؤصل لمصادر الحكام‪ ،‬نتحدث ماهو الملزم وغير الملزم في سنة رسول ال‪ ،‬نتحدث عن أنواع القيسة‬
‫وأنواع العلل وأنواع الستحسان‪ ،‬نتحدث عن الدللت وأنواعها‪ ،‬نتحدث عن التعارض والترجيح بين الدلة‪.‬‬
‫‪ -2‬من أهم خصائص الشرعية السلميية أنها منضبطة) أي غير مجازيية( وضع الصول والقواعد‬
‫والمبادئ التي تساعد على ضبط الفقه) حتى ل يكون مزاجيا ول عبثيا(‪.‬‬
‫‪ -3‬أنه يعمل على تقليل الخطاء في الفقه‪ ،‬وأيضا الذي يعرفا أنه يتعامل مع هذه النصوص ويعلم هذه‬
‫القواعد فهو يستطيع التعامل معه‪ ،‬أيما الذي ل يعلم فسوفا يتخبط ويبحث عن مخرج في المسألة‪.‬‬
‫‪ -4‬تكوين الملكات الفقهيية عند الفقيه من خلل علم أصول الفقه فإذا ما امتلكت أدوات علم أصول الفقه‬
‫فسوفا تستطيع استنباط الحكام الشرعيية العمليية‪.‬‬
‫‪ -5‬علم أصول الفقه ييمثل الفلسفة السلميية الحقيقيية والصحيحة‪ ،‬كيفا ذلك؟ا؟ا) الديان والمذاهب الفكرية‬
‫المختلفة( تختلفا فيما بينها في جميع المصطلحات والمبادئ ‪ ،‬فنرى علم أصول الفقه هو الذي يحقق لنا‬
‫ويعطينا المعنى المقصود‪.‬‬
‫علم أصول الفقه هو أسبق منالفقه نفسه وكان في زمن الرسول صلى ال عليه وسيلم‪.‬‬

‫غايات الفقه‪:‬‬
‫‪ -1‬التوصل إلى معرفة مراد ال تعالى والتي يتميثل بالحكام الشرعيية العمليية ويعمل علم الفقه على بيانها‪.‬‬
‫‪ -2‬كيفيية التطبيق الصحيح الصحيح والتنفيذ وأن يكون محقق لمراد ال تعالى‪ ،‬والفقيه يعطي الحكم‬
‫ويساعد على تطبيقه وتنفيذه في الواقع‪.‬‬

‫مصادر علم أصول الفقه‪:‬‬


‫‪ -1‬القرآن الكريم والسونة النبووية الشريفة‪:‬‬
‫قوله تعالى‪ ):‬وأطيعوا ال وأطيعوا الرسول(‪ ،‬وقوله تعالى‪ ):‬وماآتاكم الرسول فاخذوه وما نهاكم عنه‬
‫فانتهوه(‪ ،‬وقوله تعالى‪):‬إنيما الخمر والميسر والنصاب والزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه(‬
‫يعلمنا القرآن الكريم الموازنة بين المصلحة والمفسدة‪.‬‬
‫‪ -‬قياس النبي عليه السلم تقبيل سيدنا عمر بن الخطاب لزوجته في رمضان على المضمضة في الوضوء‬
‫في شهر رمضان‪.‬‬
‫‪ -‬الجماع في أسرى معركة بدر عندما أخذ بآرائهم‪.‬‬
‫‪ -‬عندما سئل معاذ بن جبل في قضاء مسألة‪ ،‬فقال‪ :‬اجتهدت بها‪ ،‬فتعيلم ذلك في مدرسة الرسول عليه‬
‫السلم‪.‬‬
‫نقطة مهومة‪ :‬القرآن والسينة ننظر إليهما من جهة ‪ -1‬مصدر وأصل لعلم أصول الفقه وننظر إليهما من‬
‫جهة أنهما ‪ -2‬جزء من المصادر الشرعيية العمليية‪ .‬أيما بقيية مصادر الحكام )الجماع ‪ ،‬القياس ‪،‬‬
‫الستحسان‪ ،‬وغيرها‪ (..‬ليست مصادر لعلم أصول الفقه‪.‬‬
‫أي أن القرآن والسينة هما مصدران من علم أصول الفقه والحكام الشرعيية العمليية‪ ،‬أيما باقي المصادر‬
‫فتكون فقط مصدر للحكام الشرعيية العمليية‪.‬‬
‫‪ -2‬اللغة العربوية‪:‬‬
‫اختارال عزوجل هذه اللغة وشيرفها بهذا الدين لما فيها‬
‫وهي لغة حيية بشكل مستمر مع المحافظة على كيانها فهي منذ القدم مثل ما هي لم تتغيير‪ ،‬ونحن نفهم‬
‫الشعر الجاهلي والقرآن والكتب القديمة‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة )المر يفيد الوجوب( هي قاعدة أصوليية أصلها من اللغة العربيية‪ ،‬ونذهب إلى علماء اللغة‬
‫ونسألهم عن ماذا تعني هذه القاعدة‪.‬‬
‫‪ -‬علماء أصول الفقه طيوروا في هذا العلم أكثر من علماء اللغة‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل النساني والمعرفة‪:‬‬
‫‪ -‬العيلة قضيية عقليية محضة‪ ،‬والقياس كله عقل وبحث حول تنظيم العقل حتى يصل إلى الحكم الصحيح‪.‬‬
‫‪ -‬الجماع شيء ليس له حكم في القرآن والسينة‪ ،‬إوانما اتفق العلماء وأجمعوا على رأي معين من خلل‬
‫عقلهم‪.‬‬
‫‪ -‬العقل والمعرفة نقييدها بما ظهر صحته بين الناس وما ليس له معارض قطعي من النصوص‪.‬‬
‫‪ -‬الذي يساهم في معرفة العرفا‪ :‬هو العقل‪ ،‬الخبرة‪ ،‬الفهم ‪ ،‬الرأي‪.‬‬
‫‪ -‬ال تعالى خلق هذا الكون وخلق له قوانين تحكمه وخلقنا وكيلفنا أن نكون عبادا له )عن طريق تطبيق‬
‫القرآن والسينة( وأن نعيمر هذه الرض عن طريق اكتشافا هذه القوانين‪ ،‬مثال‪ :‬قانون الجاذبيية الرضيية؛‬
‫اكتشفه اسحاق نيوتن ولم يخترعه أو يضعه‪.‬‬
‫‪ -‬ل يجوز أن يكون القانون و التاريخ مصدر من مصادر أصول الفقه لننا نحن الذين نضع هذه القوانين‬
‫ونضع هذا التاريخ‪ ،‬والتاريخ والقوانين طبعا متغييرة‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التطور التاريخي‬
‫المرحلة الولى‪) :‬من عهد الونبوة‪ ...‬ـ ‪ 200‬هـ(‬
‫المرحلة التأسيسوية‪:‬‬
‫تبدأ مع السلم والتشريع في السلم فهي تمتد إلى ما بعد عهد الرسالة وهذه قضايا تقديريية‪ ،‬تختار قضايا‬
‫بارزة تفصل بين مرحلة ومرحلة فتقسيم المرحلة يعتمد على وجود خصائص مشتركة في المرحلة‪.‬‬
‫فتنتهي عند بدايات التدوين ‪200‬هـ وهي قرنين وفيها مجموعة من الخصائص الملحوظة‪.‬‬
‫‪ -‬من خصائص هذه المرحلة‪:‬‬
‫‪ -1‬طبيعة علم أصول الفقه استنادا إلى القرآن الكريم واليسنة الينبويية والجتهاد‪ ،‬كانوا يعتمدون في أحكامهم‬
‫عليها ويعتمدون في التعامل على هذه القضايا بالعتماد على اللغة العربيية‪،‬كانوا يستنبطون هذه النصوص‬
‫بالسليقة أو بالفطرة لنها عندهم مكتسبة‪).‬اللغة العربية كانت تطبق كأداة من أدوات علم أصول الفقه وليس‬
‫كعلم بالعتماد على السليقة(‬
‫وأن هذه المور كانوا يتعاملون ويطبقونها كأمور كليية)علم أصول الفقه( هو علم يثبت أساس أصول الفقه‬
‫أما التفاصيل فلها مراحل لحقة‪ ،‬كانوا يطبقون علم أصول الفقه ملكة‪.‬‬
‫ولهذا نجد أن الفقه في هذه المرحلة بسيط ومتلئم مع الواقع الذي يعيشون فيه‪.‬‬
‫المثلـــــــــــــة‪:‬‬
‫قصة شارب الخمر في عهد عمر بن الخطاب رضي ال عنه فذهبوا إلى سيدنا علي كيرم ال وجه فقال‪":‬‬
‫إذا شرب هذا إواذا هذا افترى إواذا افترى سيثبت عليه الفتراء وحد الفتراء القذفا وهنا حكمه ثمانين جلدة‪،‬‬
‫فأجرى علي رضي ال عنه هنا القياس‪.‬‬
‫فإذا تكلموا في المصلحة يتحدثون كأصل الفكرة ولكن هنا ننتبه لقضية أنه في عهد الرسالة كانت إذا وقعت‬
‫واقعة تستدعي وجود تشريع فإيما أن يأتي القرآن الكريم أو السينة النبوية ولكن في بعض الحالت كان يبادر‬
‫الرسول عليه السلم إلى إعطاء الحكم والجتهاد للوصول إلى أحكام سواء بنفسه أو بعض اصحابه ومثال‬
‫ذلك) أسرى بدر( فكان إيما أن يقير لصحابه أو ينفي ويرفضه‪.‬‬
‫في المجمل مادام النبي عليه السلم موجود سواء بالجتهاد الذي اجتهده أو بالجتهاد الجماعي فهو اجتهاد‬
‫متصل بالنبيي عليه السلم فهو جزء من السينة ولكن كان يحصل ذلك حتى يعلمنا كيفية الجتهاد وان هناك‬
‫أدلة أخرى غير القرآن الكريم والسنة‪.‬‬
‫والذي قام به عليه السلم في غزوة بدر هو خلفا الولى وليس الخطأ وعندما جاء القرآن الكريم يلوم النبي‬
‫عليه السلم فهذا يدل على ان هناك دليل آخر غير القرآن والسينة وهو الجتهاد‪.‬‬
‫في هذه المرحلة بدأ الفقه يتطيور بشكل كبير ومن هذا التطور بدأت تتشكل المذاهب الفقهية مثل المذهب‬
‫الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي‪ .‬وكان أيضا هناك علماء من أتباع المذاهب وغيرهم ومنهم‬
‫)أبو يوسفا‪ ،‬ابن شيبة‪ ،‬الوزاعي‪ ،‬الليث بن سعد‪ ،‬سفيان‪ ،‬أبو ثور(‪.‬‬
‫في هذه المرحلة بدات الكتابات الفقهيية تظهرومنها‬
‫‪ -‬كتاب الخراج‪ :‬لبي يوسفا‬
‫‪ -‬الموطأ‪ :‬المام مالك‬
‫‪ -‬اليم‪ :‬المام الشافعي‬
‫وسواء في الكتابات الفقهيية أو الكتابات الخرى فإين محاولت تدوين علم أصول الفقه بصورة جزئيية‪ ،‬أي‬
‫بدءوا يكتبون الدليل ووجه الستدلل وهي جزء من علم أصول الفقه‪ ،‬وبدءوا يدونون الفقه والحديث في كتب‬
‫السنة لكنها كانت تحتوي على قضايا جزئية صغيرة‪.‬‬
‫وأيضا ساهم في هذه المرحلة في علم أصول الفقه المناظرات الفقهيية التي بدأت تتشيكل بين علماء وأتباع‬
‫المذاهب الفقهيية إوانما كانت تقوم على الدلة الصحيحة‪ ،‬فكانت مناظرة بين الغمام مالك والليث‪ ،‬وبين أبي‬
‫حنيفة ومحمد بن الحسن الشيباني والمام مالك‪.‬‬
‫السؤال‪:‬لماذا يلحظ أن المناظرات غالبا ما يكون المام مالك طرفا فيها؟ا‬
‫الجواب‪ :‬لين المام مالك كان مستق ار في المدينة المنورة‪ ،‬فكان يلتقي مع العلماء في رحلة الحج التي يتوجه‬
‫العلماء فيها إلى المدينة فيتصلوا به‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫السؤال‪:‬لماذا تأخر تدوين علم أصول الفقه وتأخر تطوره من حيث سبقه الفقه في التطور والتدوين مع أننا‬
‫قلنا انه سابق على الفقه؟ا‬
‫الجواب‪ :‬سبب تأخر تدوين الفقه‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم الحاجة إلى تدوين هذا العلم مقارنة بعلوم أخرى لنه حاصل أصل بسبب دخول غير العرب‬
‫والعجم والفرس والروم والحباش إلى الدين السلمي‪.‬‬
‫فهؤلء كانوا بحاجة إلى معرفة احكام العبادات والمعاملت اولى من الجماع والقياس‪ ،‬فكانت الحاجة إلى‬
‫الفقه اكثر من أصول الفقه‪ ،‬وهذا ساعد إلى التيقدم في حفظ القرآن الكريم وحفظ السينة النبوية الشريفة وحفظ‬
‫الفقه‪.‬‬
‫‪ -2‬انشغالهم في الفتوحات السلمية لن رسالة التبشير ونشر السلم أولى من اليتكلم بعلم أصول الفقه‬
‫ومناقشة انواع القياس والمصلحة وغيرها من مبادئ علم أصول الفقه‪ ،‬وحتى يحموا هذا اليدين اهتم‬
‫الرسول عليه السلم والصحابة بنشر السلم‪.‬‬
‫‪ -3‬انشغالهم بالصراعات الداخليية والحروب الهليية والفتن التي اجتاحت الدولة السلميية والتي بدأت‬
‫بقتل سيدنا عمر بن الخطاب وبعده عثمان بن عفان وعلي كيرم ال وجه ومن ثم الفرق التي انتشرت‬
‫في الدولة السلمية والنقسامات فكان ذلك أولى من التكلم بعلم أصول الفقه‪.‬‬
‫ذكرنا عدد من السباب التي نظن أنها ساهمت في تأخر تدوين أصول الفقه لصالح العلوم الخرى بدليل‬
‫أن المذاهب الفقهية قد تشكلت و كيفا تميزت إن لم يكن لكل مذهب أصوله و إن لم تطور و هناك فرق‬
‫بين أن نقول أنها غير موجودة و بين أن نقول أنها غير متطورة‪.‬‬
‫فل يمنع أن المذهب الحنفي له أصول و من أشهر أصوله العتماد على القياس و على الستحسان و‬
‫على الرأي في حين أن المالكيين يعتمدون على المصالح المرسلة و يقولون أيضا بالستحسان في حين أن‬
‫كثي ار من الشافعيين والحنابلة يركزون على النص مع قولهم بمصادر أخرى‪.‬‬
‫علم أصول الفقه بصورة اقل من علم الفقه وبالتالي أخذ يتشكل ويتطور و تحدثنا أن بدايات التأسيس قد‬
‫نلحظ في هذه المرحلة شيئا منه بدليل اننا نشاهد و نلحظ في كثير من كتاباتهم إشارات لقضايا و قواعد‬
‫وبشكل اساسي من خلل عملية الستدلل و التوجيه في آرائهم فيذكر الرأي الفقهي و كيفا توصل إليه و‬
‫طريقة التوصل إليه ل شك انها تؤخذ من علم اصول الفقه وهذه بداياته‪.‬‬
‫فعن طريق وجوه الستدلل وعن طريق المناظرات لن المناظرات ل تقوم على اعطاء نتائج فقط و انما‬
‫كيفا توصلنا لهذه النتائج عندما تحدث مناظرة بين عالمين هم سيختلفان بشكل اساسي حول القواعد‬
‫لنهما ان اتفقا على القواعد سيتفقان على النتيجة لكنهما لما اختلفا في النتيجة اذا هما اختلفا في القاعدة‪،‬‬
‫في الصل الذي يتبنيانه‪.‬‬
‫فالختلفا في المناظرات والمناظرات تقوم على علم اصول الفقه بشكل واضح‪.‬‬
‫من ذلك المناظرة الشهيرة بين المام مالك و المام محمد بن الحسن الشيباني عندما اختلفا في تحديد قيمة‬
‫الصاع النبوي‪:‬‬
‫حيث ان المام مالك احتج بأن الصاع عند أهل المدينة مقداره كذا وكذا عندما لجأ المام مالك إلى رجل‬
‫من الجالسين و طلب منه صاع فأحضر الرجل صاع وقال إنه صاع والده الذي كان يكتال به بين يدي‬
‫رسول ال فلجأ المام مالك الى عمل اهل المدينة‪ ،‬فترجح قوله استنادا للقاعدة الصليية وهي عمل أهل‬
‫المدينة‪.‬‬
‫أصل التشريع يجب أن يكون مستمرا‪ ،‬أما عمل أهل المدينة فتشريع له زمان معين ومكان معين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وكان كتاب الشافعي "الرسالة" فاتحة لمرحلة جديدة وعلمة فارقة بين المرحلتين الولى والثانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المام الشافعي تلميذ المام مالك‪ ،‬والمام أحمد تلميذ المام الشافعي‪ ،‬ومع ذلك كل واحد منهم وضع منهج‬
‫أصولي خاص به مختلفا عن الخر‪.‬‬
‫من أشهر أصول الحنفية العتماد على القياس والستحسان وعند المالكية يعتمدون على المصالح المرسلة‬
‫وعمل اهل المدينة وعند الشافعية والحنابلة يركزون على النص ومصادر أخرى‪.‬‬
‫في هذه الفترة الزمانية من حياة المة السلمية في التطور هناك جانبان أحدهما مشرق والخر مظلم‪:‬‬
‫الجانب المشرق‪:‬أن الدين السلمي أو الفكر السلمي من عهد الهجرة حتى وفاة النبي عليه السلم ومن‬
‫بعد وفاته حتى عهد الخلفاء الراشدين انتشر السلم في جزيرة العرب كاملة والعراق ومابعد العراق من بلد‬
‫فارس وبلد الشام والمغرب العربي وأجزاء من افريقيا)أوغندا وكينيا(‪ ،‬فقلب العالم القديم يصبح في يد‬
‫المسلمين وتدخل الشعوب في السلم‪ ،‬حتى في عهد الدولة المويية ينتشر السلم إلى أبعد فيصل من‬
‫جنوب فرنسا إلى الصين‪.‬‬
‫الجانب المظلم‪:‬الخلفات التي ديبت بين المسلمين سواء في عهد الصحابة أو ما بعدهم فانقسم المسلمين‬
‫إلى أقسام عقائديية" سينة ‪ ،‬شيعة‪ ،‬خوارج"‪ ،‬هذا أثر في الفقه وعلم أصول الفقه‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل الساسوية في هذا الجانب‪:‬‬
‫‪ -1‬عامل تخريبي‪:‬من أعداء السلم لنهم أدركوا عدم قدرتهم على القضاء على السلم بالقدرة المادية‬
‫والعسكرية فحاربوا السلم من الداخل‪ ،‬ولهذا بدأ اليهود ثم المجوس بمحاربة السلم من الداخل من خلل‬
‫وضع الحاديث ونشرها بين الناس للتخريب الداخلي‪.‬‬
‫‪ -2‬العامل التاني‪:‬أن الفرق التي تشكلت بسوء نيية أو بحسن نيية تريد أن تدعم شرعيتها بين الناس والناس‬
‫يقدسون القرآن ويتبعون السينة ول يقدرون أن يأتوا بمثل القرآن ‪ ،‬فوضعوا أحاديث موضوعة ترجح مذهب‬
‫على مذهب‪ ،‬مثل) سيأتي على أمتي محمد بن إدريس وهو أشيد على أمتي من إبليس(‪.‬‬
‫القرآن الكريم ل يعالج كل مسائل الناس فالبيان الجمالي يضيم ‪:‬الحكام العامة والقواعد الكليية‪ ،‬أما البيان‬
‫التفصيلي فهي أقل من البيان الجمالي لذلك انتقلةا إلى الحديث والسنة تحتوي الضعيفا والصحيح‬
‫والموضوع‪.‬‬
‫وهنا قام المام أبو حنيفة في العراق في البحث عن مصادر أخرى فلجأ إلى القياس والستحسان ليس‬
‫لكونه رافضا للسنة إوانما لقلة الحاديث الصحيحة بين يديه إوالى تلك العوامل التي ذكرتها آنفا‪.‬‬
‫أما في المدينة فكان عدد المسلمين أكثر من العراق وهم حافظون للحاديث لن مجمل الذين يعيشون في‬
‫المدينة هم أحفاد وأتباع الصحابة ويحفظون الحاديث لذلك كان اعتمادهم على النص أكثر ولذلك ألفا‬
‫المام مالك )الموطأ(‪ ،‬ولكن ذلك لم يمنع المام مالك أن يفهم حقيقة السلم لهذا نجد أنه يقررمصادر‬
‫أخرى يعتمد عليها في إجابته على القضايا المطروحة والسئلة ومن هذه المصادر عمل أهل المدينة و‬
‫المصالح المرسلة‪.‬‬
‫فالعوامل التي ساهمت في تطوير علم أصول الفقه وتطوير مصادرها‪:‬‬
‫‪ -1‬البيئة‬
‫‪ -2‬المستجدات‬
‫‪ -3‬السياسة‬
‫بيئة في العراق وبيئة في الحجاز ساهمتا في تطوير علم أصول الفقه‪.‬‬
‫في نهاية المرحلة الولى بحسب الظروفا السياسية أو الجتماعية ونتيجة دخول امم أخرى في السلم‪،‬‬
‫ضاعين‪.‬‬
‫تشكلت مدرسة تسمى ) مدرسة الرأي(حيث الفعل الذي قام به أبو حنيفة كان نتيجة كثرة الو ي‬
‫قام علي بن أبي طالب كيرم ال وجه بتغير عاصمة الدولة السلميية من المدينة المنورة إلى العراق"الكوفة"‬
‫بسبب كثرة الضطرابات والختلفات في المدينة قام بنقل العاصمة إلى الكوفة حتى يجنب المدينة المنورة‬
‫من حدوث القتتال فيها لجل مكانتها الدينيية حيث يوجد الحرم المدني فيها‪.‬‬
‫إجتمع في العراق كل الخلفات السياسية فأصبحت تضيم جميع المختلفين فظهرت مدرسة الرأي‪ ،‬أما في‬
‫المدينة فبقيت الوضاع هادئة فلذلك تشكيلت مدرسة الحديث أو مدرسة النص‪.‬‬
‫‪ -‬أشهر الئمة لمدرسة الحديث‪:‬‬
‫المام مالك والشافعي وأحمد بن حنبل فهم أئمة فقه وأئمة أصول فقه‪.‬‬
‫‪ -‬علماء مدرسة الرأي‪:‬‬
‫المام أبو حنيفة وزفر ومحمد بن الحسن الشيباني وأبو يوسفا جميعهم عملوا على تطوير مبادئ مذهبهم‬
‫أكثر من رجال المذاهب لخرى‪ ،‬فأصبحت لديهم قدررات كبيرة على القناع أكثر من مدرسة الحديث‬
‫لنهم منظمين أكثر ومنطقين أكثر‪.‬‬
‫إذا الحنفيية تقدموا في أصول الفقه في هذه المرحلة أكثر من غيرهم والدليل على ذلك أصبحت الدولة‬
‫السلمية تتبينى المذهب الحنفي وعيين أبو يوسفا قاضي القضاة‪.‬‬
‫واستمر هذا الوضع حتى جاء رجل اسمه عبد الرحمن بن مهدي يكتب رسالة الى صديقه محمد بن إدريس‬
‫الشافعي الذي كان مرتحل من العراق بإتجاه مصر يطلب منه أن يكتب كتابا ينظم به أصول الفقه‪ ،‬فكتب‬
‫الشافعي له رسالة)كتاب الرسالة( وكان يحوي هذا الكتاب مايلي‪:‬‬
‫)مصادر الحكام الشرعية ‪ ،‬البيان التشريعي‪ ،‬الحجيية ‪ ،‬الختلفا في الحجيية‪ ،‬التعارض والترجيح‪،‬‬
‫الجتهاد والقياس(‬
‫وهي أول محاولة جيدية لتدوين علم أصول الفقه ويعيد أول كتاب متكامل في علم أصول الفقه‪.‬‬
‫لكن علماء الحنفية اعترضوا وايدعوا أينه أول من ألفا في علم أصول الفقه هو المام أبو حنيفة وبعضهم‬
‫قال الول هو أبو يوسفا ومحمد الشيباني‪.‬‬
‫‪ -‬إبن النديم له كتاب )الفهرست( ويشير إلى أن ابو يوسفا والشيباني لهم كتب في الصول‪ ،‬وعلماء‬
‫الحنفية يحتجون بهذا الكلم‪.‬‬
‫‪ -‬الريد عليهم‪ :‬على فرض أنهم كتبوا في الصول‪ ،‬أين ماكتبوا مع أنه وصل إلينا جميع كتبهم الخرى‪،‬‬
‫وعلى فرض أنها اندثرت لم لم تصل إلينا كتب أو فقرات من هذه الكتب ل من شيوخ ول تلميذ‪ ،‬إذن‬
‫المقصود بكتب الصول لبن النديم في الفهرست للحنفي والشيباني وأبي يوسفا هو أنهم كتبواوألفوا في‬
‫كثيرمن البواب مثال" الصهارة‪ ،‬الصلة‪............ ،‬وغيرها" والخلفا كان مذهبي بينهم‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ 200) :‬ـ ‪ 350‬هـ(‬


‫مرحلة التدوين‪:‬‬
‫بدأت تتغير طبيعة المجتمع والدولة السلمية والن دخلنا في مرحلة الدولة العباسيية وتوصفا بأنها‬
‫العصر الذهبي للحضارةالسلمية‪ ،‬ففي هذه المرحلة الدولة السلمية تعتبر دولة استقراروقوية ونفوذها‬
‫ممتد‪ ،‬كان يقيدر عدد السكان فيها إلى ‪10‬مليين وهي عاصمة الدنيا فالعوامل التي ساعدت وساهمت‬
‫في تأخر تدوين علم أصول الفقه تقريبا تلشت‪.‬فبدأ العلماء يلتفتون إلى علم أصول الفقه وبشكل خاص‬
‫مدرسة أهل الرأي ويتمثلون بالمذهب الحنفي‪ ،‬عملوا على تطوير وصقل علم أصول الفقه في مدرسة‬
‫خاصة بهم وسميت)مدرسة الفقهاء( وتشكلت مدرسة الحديث واعنمدت بشكل أساسي على كتاب الرسالة‬
‫وسميت )مدرسة الجمهور‪ ،‬مالكية‪،‬شافعية‪،‬حنابلة( فتشكلت مدرسة أصولية لكن هذه المرحلة اتصفت‬
‫الكتابات فيها بمجموعة من الصفات‪:‬‬
‫‪ -1‬أنها ليست شموليية ومعظم الكتابات فيها مجتزئة)ل تكتب في كيل مباحث علم أصول الفقه( بل في‬
‫المسائل المحددة والخلفيية‪ ،‬مثل‪ :‬داوود الظاهري في )إبطال القياس( وعلى هذا نجد علماء الحنفية أو‬
‫الجمهور يألفون كتبا في مسائل محددةمثل)خبر الواحد(و)المجمل والمفصل(و)الناسخ والمنسوخ( ومن‬
‫العلماء الذين كتبوا بهذه الطريقة أي في مسائل جزئية‪:‬‬
‫)ابن سريج الشافعي‪ ،‬عيسى بن أبان‪ ،‬داوود الظاهري(‪.‬‬
‫‪ -2‬خاصيية الردود في المناظرات بين العلماء) أي يرد بعضهم على بعض من خلل الكتب(‪.‬‬
‫‪ -3‬اهتم العلماء في هذه المرحلة ل سيما أتباع مدرسة الجمهور بكتاب المام الشافعي )الرسالة( فكتبوا‬
‫له شروحا‪ ،‬لن الرسالة في ذلك الزمان كانت منهاج للتدريس ييدرس في حلقات العلم لذلك كثرت شروحه‬
‫للطلبة ومن الذين شرحوا )الرسالة(‪:‬‬
‫‪ -‬شرح أبو بكر الصيرفي‬
‫‪ -‬شرح أبو الوليد النيسابوري‬
‫لكن الشيء اللفت للنتباه أن هذه الشروح لم تصل إلينا ووصلت لنا من خلل العلماء واللحقين‬
‫صفحات لكن الكتاب لم يصل وهذا يرجع إلى عوامل هي‪:‬‬
‫‪ -1‬عوامل التلفا من قبل أبنائه في بيع كتبه‪.‬‬
‫‪ -2‬قلة الكتب المؤلفة في أصول الفقه السلمي بشكل كامل‪.‬‬
‫هذه المرحلة تمتاز بخلوها من المنطق أو الفلسفة وعلم الكلم‪ ،‬وكتاب الرسالة ل يوجد فيه منطق إوانما‬
‫لغة عربية فصيحة ومحو ار لستدللت النصوص من القرآن الكريم والسينة أو الستدللت العقليية بدون‬
‫فلسفة‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص مرحلة التدوين‪:‬‬
‫‪ -1‬بدأ تدوين علم أصول الفقه بشكل علم )كتابات عامة(‬
‫‪ -2‬كتابات غير مكتملة في علم أصول الفقه مقتصرة على مسائل محددة‪.‬‬
‫‪ -3‬منهجية الكتابة والرد عليها )المناظرات( في موضوع معين‪.‬‬
‫‪ -4‬ظهرت منهجية الشروح‬
‫‪-5‬عدم اكتمال التأليفا في جميع مباحث أصول الفقه‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ 350) :‬ـ ‪ 500‬هـ(‬


‫مرحلة الستقرار‪:‬‬
‫‪ -‬ظهرت في هذه المرحلة ثلث مدارس أصوليية‪:‬‬
‫‪ -1‬مدرسة الفقهاء)الحنفية(‬
‫‪ -2‬مدرسة المتكلمين)الجمهور (‬
‫‪ -3‬مدرسة الظاهريية‬
‫وتعيد هذه المرحلة العصر الذهبي لمرحلة علم أصول الفقه‪.‬‬
‫أول‪ :‬مدرسة الفقهـــــــــاء‪):‬الحنفوية(‬
‫لمة موسوعي بكيل معنى الكلمة أي أنه يلم بمجموعة من العلوم السلميية‪.‬‬‫‪ -1‬أبو بكر الجصاص‪ :‬ع ي‬
‫‪ -‬علم الحديث‪):‬كتاب مشكل الحديث(‬
‫‪ -‬علم التفسير‪):‬كتاب آيات الحكام(‬
‫‪ -‬علم أصول الفقه‪) :‬كتاب الفصول في الصول ‪ ،‬وسيمي بأصول الجصاص(‪.‬‬
‫ب‪ -‬أبو زيد الدبوسي‪:‬له كتابين‪:‬‬
‫‪ -‬كتاب صغير‪):‬تأسيس النظر(‪ ،‬ويضم مجموعة من القواعد الصولية‬
‫‪ -‬كتاب كبير‪):‬تقويم الدلة(‬
‫ج‪ -‬المام إبو بكر السرخسي‪ :‬وهو عالم رباني من العلماء الذين حفظوا للمة السلميية هويتها‪ ،‬من‬
‫كتبه‪:‬‬
‫‪ -‬كتاب‪):‬المبسوط( ويتكون من ‪37‬جزء‬
‫‪ -‬كتاب‪):‬أصول السرخسي( ويتكون من جزئين في أصول الفقه‪.‬‬
‫د‪ -‬فخر السلم البزدوي‪ :‬كتب كتابا‪:‬‬
‫‪) -‬كنز الوصول إلى علم الصول( واسمه الحديث الن)أصول البزدوي(‪.‬‬
‫‪ -‬مميزات مدرسة الفقهاء‪):‬الحنفيية(‬
‫‪ -1‬استنباط الصول من الفروع الفقهية‪ ،‬ونجحوا لنهم كان لهم أصول محكومة ومضبوطة بأصول‬
‫وأسس وقواعد وهؤلء)أبو حنيفة(‪.‬‬
‫‪ -2‬كثرة الفروع الفقهيية في كتاباتهم الصوليية‪.‬‬
‫‪ -3‬تطيور الدلة المعتمدة على الرأي‪ .‬ويمتازون بالطابع العملي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مدرسة المتكلمـــــين‪ ):‬الجمهور‪ ،‬شافعية‪ ،‬مالكية‪،‬حنابلة(‬
‫ولكن الريادة كانت للشافعية‪.‬‬
‫في هذه المدرسة ظهرت السلسل العلمية‪):‬عالم‪..‬تلميذ‪..‬تلميذ‪..‬تلميذ‪(.‬‬
‫تشكلت عندهم سلسلتين‪ -1:‬قاضي لهل السنة‬
‫‪ -2‬قاضي للمعتزلة‬
‫‪ -‬السلسلة الولى‪ :‬قإاضي أهل السنة وهو )أبو بكر الباقإلني(‬

‫‪ -‬ألفا الباقإلني كتاب في أصول الفقه هو‪):‬التقريب والرشاد(ثم درس على يد الباقلني إمام الحرمين‬
‫عبد الملك الجويني‪.‬‬
‫‪ -‬لخص الجويني )التقريب والرشاد( في كتاب إسمه) التلخيص( وألفا كتاب) البرهان في أصول‬
‫الفقه( وكتب كتبا أخرى مثل)الورقإات(‪) ،‬الكافية في الجدل( ودرس على يد الجويني المام الغزالي‪.‬‬

‫‪ -‬لخص الغزالي )البرهان في أصول الفقه( في كتاب سيماه)المنخول( ثم بعد المنخول ألفا كتاب‬
‫)المستصفى(‪ ،‬وكتاب)شفاء العليل في مسائل القياس والشبه والتعليل( وألفا كتاب )أساس القياس(‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬السلسلة الثانية‪:‬قإاضي المعتزلة وهو) عبد الجبار الهمذاني(‬

‫‪ -‬ألفا الهمذاني كتاب )العمد( وبعضهم يقول)العهد(‬


‫‪ -‬الجزء السابع عشر في كتاب المغني في أصول الفقه‬
‫ثم درس على يد الهمذاني‪ :‬أبو الحسين البصري‪.‬‬
‫‪ -‬قام أبو الحسين البصري بشرحه وسيماه)شرح العمد( ثم ألفا كتابا اسمه) المعتمد(‬
‫‪ -‬كان هناك مجموعة من الكتب في هذه المرحلة مثال‪:‬‬
‫أ‪ -‬أبو إسحاق الشيرازي)شافعي(‪ :‬كتب ‪3‬كتب‪:‬‬
‫كتب متنا سيماه)اللمع( ثم شرح الشيرازي هذا المتن في) شرح اللمع( وألفا كتاب )التبصرة(‬
‫‪ -2‬أبو الوليد الباجي)مالكي(‪:‬كتب كتاب‪) :‬أحكام الفصول(‬
‫ج‪ -‬القاضي أبو يعلى)حنبلي(‪ :‬كتب كتاب )العدة في أصول الفقه(‬

‫‪ -‬مميزات مدرسة المتكلمين‪):‬الجمهور(‬


‫‪ -1‬عملوا على وضع القواعد الصولية و التأصيل دون النظر إلى الفروع الفقهية‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم الكثار من ذكر الفروع الفقهية و المثلة الفقهية‪.‬‬
‫‪ -3‬التأثر بعلم الكلم والمنطق‪.‬‬
‫‪ -4‬الشرح وبالعبارة الممتدة‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬في هذه المرحلة ظهرت عبارة الصول الربعة‪ ،‬وهي الكتب‪ :‬الركان" الربعة‪ :‬وهي مراجع ومصادر‬
‫لعلم أصول الفقه‪:‬‬
‫‪ -1‬البرهان‪ :‬للجويني‬
‫‪ -2‬المستصفى‪ :‬للغزالي‬
‫‪ -3‬العمد‪ :‬لعبد الجبار الهمذاني‬
‫‪ -4‬المعتمد‪ :‬لبي الحسين البصري‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬مدرسة الظاهرية‪):‬إبن حزم الندلسي(‬

‫في هذه المرحلة ظهر إبن حزم الندلسي"إبن حزم الظاهري" ‪ ،‬عاش في الندلس وبما أنها امتداد‬
‫للمغرب العربي فدرس المالكية ثم لم يعجبه وتميرد عليه ودرس الشافعية ولم يعجبه‪ ،‬ثم أنشأ مذهب‬
‫خاص به وتأثر بأبي داوود الظاهري‪.‬‬
‫‪ -‬له كتاب في الفقه‪):‬المحولى(‬
‫‪ -‬له كتاب في أصول الفقه‪):‬الحكام في أصول الحكام(‬
‫‪ -‬له كتاب في أصول الفقه‪):‬النبذ(‬
‫بدأت أيام هذه المرحلة تنجلي وتويدعنا وبدأ العالم السلمي في دخول عالم يجتاحه الحرب والفتن‬
‫والقتال‪ ،‬وبدأت الدولة العباسية بالنهيار‪.‬‬
‫فلسطين والقدس تحت الحتلل الصليبي لـ‪:‬‬
‫‪ -1‬استعادة القدس وفلسطين‬
‫‪ -2‬كنوز الشرق موجودة في مركز العالم السلمي‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المرحلة الرابعة‪ 500) :‬ـ ‪ 700‬هـ(‬


‫مرحلة التأصيل‪:‬‬
‫‪" -‬مرحلة التأصيل" لماذا؟ا لن في هذه المرحلة بدأنا نلحظ تشكلت علميية عمدت على ترتيب هذه‬
‫المدارس وتأصيل المواقفا فيها‪.‬‬
‫أ‪ -‬محمد بن عمر الرازي‪:‬فخر الدين الرازي‪:‬‬
‫صاحب مدرسة في الفلسفة وله كتب في الفلسفة وعلم الكلم‪:‬‬
‫‪ -‬في الفلسفة‪):‬المباحث المشرقإوية(‪ ،‬و)المحصل( وله )تفسير الرازي( وقبل ذلك كله فهو طبيب‪.‬‬
‫‪ -‬ألفا كتاب في أصول الفقه‪):‬المحصول(‪ ،‬ولخص بعض هذه المصادرالربعة‪ ،‬واختصر كتاب)‬
‫المحصول( في كتاب سيماه)المنتخب(‬
‫‪ -‬في المراحل السابقة كان العالم أول يشرح بعض الكتب والمتون ثم يؤلفا أما في هذه المرحلة فهو‬
‫يؤلفا ثم يختصر‪.‬‬
‫‪ -‬وبعده جاء عالمين أساسيين‪:‬‬
‫‪ -1‬سراج الدين الرموي‬
‫‪ -2‬تاج الدين الرموي‬
‫قاما على تلخيص كتاب) المحصول( وأسماه أحدهم) الحاصل( والثاني) التحصيل(‪.‬‬
‫ثم جاء القاضي ناصر الدين البيضاوي ولخص )الحاصل( و)التحصيل(‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫وضع متنا)منهاج الوصول إلى علم أصول الفقه(‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في هذه المرحلة أخذ العلماء على تأصيل هذا العلم وأخذت كل مدرسة على تأصيل قواعدها‪ ،‬فهذا لم‬
‫يمنع نشوء سلسل جديدة في كل مدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬مميزات مدرسة المام الرازي وأتباعه‪:‬‬
‫‪ -1‬كثرة التفريع والتشقيق‪.‬ومثال كتاب)المحصول(‬
‫‪ -2‬الكثار من المسائل الكلمية والفلسفية‪.‬‬
‫‪ -3‬يعتمد في تأليفا منهجه ومن سار على دربه على أسلوب المناظرة‪ ،‬لذلك تعتبر مسائله طويلة جدا‬
‫فالمسألة تقبل أكثر من ‪50‬صفحة‪.‬‬
‫‪ -4‬عرض الراء دون الحسم بالترجيح‪ ،‬ويترك المور مفتوحة في المسائل والقضايا الشكالية‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عند الجمهور) المتكلمين(‪:‬‬
‫ب‪ -‬سيف الدين المدي‪:‬‬
‫ضا له كتاب في الفلسفة هو‬
‫اشتغل على الصول الربعة وكتب كتاب )الحكام في أصول الحكام(‪ ،‬وأي ض‬
‫)بلوغ المرام(‪ ،‬والمدي ألفا )الحكام ( ومن ثم إختصره في )منتهى السؤل والمل في علمي الصول‬
‫والجدل(‪.‬‬
‫‪ -‬وجاء بعد المدي إبن الحاجب المالكي اختصر المختصر)المنتهى( وسيماه)مختصر إبن الحاجب(‪.‬‬
‫‪ -‬مميزات سلسلة المام المدي‪:‬‬
‫‪ -1‬لم يعتمد على التجزيء والتشقيق بل عمل على تحديد المسائل وعرض الراء والترجيح‪.‬‬
‫‪ -2‬أدخل قدر ل بأس به من علم الكلم والفلسفة إلى كتابه ولكنها ليست بالحجم الموجود في كتب‬
‫الرازي‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬في هذه المرحلة ظهر ابن رشد المالكي )الحفيد( كان من مناصري علم الكلم والفلسفة‪ ،‬وريد على‬
‫كتاب الغزالي )تهافت الفلسفة( كتاب سيماه) تهافت التهافت(‪.‬‬
‫ابن رشد قام على إختصار المستصفى في كتاب سيماه)الضروري في علم أصول الفقه(‪.‬‬
‫‪ -‬جاء بعده ابن العربي المالكي صاحب تفسير) أحكام القرآن( وكتب كتاب سيماه)المحصول(‪.‬‬
‫‪ -‬ظهر عالم أصول الفقه اسمه شهاب الدين القرافي‪ ،‬له كتب في الفقه سيماه) الذخيرة(وكتاب‬
‫)الفروق( هو مزيج من الفقه وأصول الفقه‪.‬‬
‫قام على اختصار )المحصول( تحت عنوان )تنقيح الفصول في اختصار المحصول(‪ ،‬ثم قام على شرح‬
‫)المحصول( وسيماه) نفائس الصول شرح المحصول(‬
‫‪ -‬من علماء هذه المرحلة من الشافعية عالم اسمه البرهان وله كتاب )غاية الوصول إلى علم الصول(‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك كتاب)شرح المعالم( للتلمساني‪.‬‬
‫‪ -‬ومن علماء الحنابلة ظهر شيخ السلم إبن قإدامة صاحب كتاب)المغني(‪ ،‬وقام على اختصار‬
‫)المستصفى( في كتاب سيماه )روضة الناظر وجونة المناظر(‪.‬‬
‫‪ -‬جاء بعده من الحنابلة نجم الدين الطوفي فاختصر )روضة الناظر( بشكل صغير إلى متن سيماه)‬
‫متن البلبل( وقام بعدها بشرح )متن البلبل( وسيماه) شرح الروضة(‪.‬‬
‫هذا ما حصل في مدرسة المتكلمين‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬أما الحنفيية‪:‬‬
‫‪) -1‬أصول البزدوي( أصبحت محور عمل الحنفيية لذلك عملوا واشتغلوا عليه في هذه المرحلة وقيدم لنا‬
‫علمة من الحنفية اسمه علء الدين عبد العزيز البخاري في كتاب )كشف السرار عن أصول‬
‫البزدوي(‪.‬‬
‫لمة اسمه‬
‫‪ -2‬ظهرت مدرسة ماوراء النهر عند الحنفيية وتبينت العقيدة الماتوريديية وظهر فيها ع ي‬
‫السمرقإندي وضع كتابا سيماه )ميزان الصول(‪ ،‬وبعده ظهر عالم اسمه اللمشي‪.‬‬
‫‪ -3‬الكتابات في هذه المرحلة في المدرسة الحنفية كانت منظمة ومدقيقة‪.‬‬

‫المرحلة الخامسة‪ 700) :‬ـ ‪ 1200‬هـ(‬


‫مرحلة الهيكلة إعادة الصياغة‪:‬‬

‫‪ -‬الن بدأ العالم السلمي ينحطي من الزدهار إلى النحطاط في العلوم السلمية‬
‫‪ -‬سقوط الدولة العباسية الثانية‬
‫‪ -‬حصار دمشق‪ ..‬احتلل بغداد‪ ..‬الدويلت المختلفة‪...‬‬
‫‪ -‬سادت المختصرات والمتون‬
‫‪ -‬استمرار االسلسل والمدارس السابقة بالضافة إلى مدرسة جديدة)مدرسة الجمع(‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور مدرسة أصولية جديدة كالتي‪:‬‬
‫‪-1‬الجمهور‬
‫‪-2‬الحنفية‬
‫‪-3‬الجمع بين المدرستين )أصول فقه مقارن(‪.‬‬
‫‪ -‬عاد الستقرار السياسي للمة السلميةإل أن السلطة تمركزت في أيدي ناس معينين وأصبح هناك‬
‫مايسيمى بالظلم الساسي وهذا أثر على الدولة السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬النشاط القتصادي في هذه المرحلة تركز في القطاعييات وخصوصا القطاع الزراعي وهذا أدى إلى‬
‫تفاوت في المجتمع المسلم وأصبح يتشكل في المجتمع المسلم طبقة القطاعييون وهم الثرياء‪ ،‬وعندما‬
‫أرادوا التخلص من المنتجين والمزارعين هذا إلى أيدى إلى التراجع في النشاط القتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا انغكس على السلسل والمدارس والعلماء وزادت الختصارات بشكل كبير حتى أنها أقل من‬
‫رؤوس القلم‪.‬‬
‫‪ -‬ظهرت في هذه المرحلة مجموعة من الشروحات لمتون رئيسيية‪:‬‬
‫أ‪ -‬شرح متن )المنهاج( للرازي‪:‬‬
‫‪) -1‬نهاية السؤل شرح منهاج الصول( لجمال الدين السنوي‪.‬‬
‫‪) -2‬شرح البدخشي( للبدخشي‪.‬‬
‫‪) -3‬المعراج إلى المنهاج( للجزري‪.‬‬
‫ب‪ -‬شرح متن إبن الحاجب‪:‬‬
‫‪) -1‬بيان المختصر( للصبهاني‬
‫‪) -2‬البهاج شرح المنهاج( لل السبكي‪ ،‬الجزء الول له أما الثاني والثالث لبنه‪)،‬إبن السبكي(‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور الشروح لم يلغي ظهور العلماء‪ ،‬فكان للعلماء مكانتهم البارزة إن سادت العالم السلمي شيء‬
‫من الظلمة إل أين هنالك بيارق أمل‪.‬‬
‫‪ -‬المالكيــة‪:‬‬
‫‪ -‬أبو اسحاق الشاطبي ‪ ،‬قام على إعادة انتاج علم أصول الفقه ولم يأخذ بالطريقة المعتادة بالكتابة‬
‫والتأليفا بل أخذ دراسة قواعد التشريع السلمي إواخراج القواعد والكليات من خلل التركيز على مقاصد‬
‫الشريعة‪.‬‬
‫ولكن بسبب عدم خدمة الجواء العامة للشاطبي اختفى من التايخ إلى وبقي في النحدار حتى ‪600‬سنة‬
‫حتى إلى ‪100‬سنة الخيرة عاد الشاطبي لنرى كتاباته في هذا الزمان‪.‬‬
‫‪ -‬الشافعـــية‪:‬‬
‫‪ -‬بدر الدين الزركشي له) البحر المحيط( لم يسر على الطابع العام بل أبدع وكتب في أصول الفقه‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬بدع نجم آل تيمية وكلهم كانوا علماء )الجد والب والجدة والحفيد(‪.‬‬
‫‪ -‬شيخ السلم ابن تيمية كانت له مساهمات في علم أصول الفقه في كتاب اسمه) المسوودة(‪ ،‬ولكن‬
‫الثر الكبير لبن تيمية كانت عند تلميذه‪.‬‬
‫‪ -‬تلميذه هو ابن القيم الجوزوية‪ ،‬ولذلك قام على إعادة وكتابة وتأصيل وتنظيم فقه شيخه إبن تيمية في‬
‫كتاب) إعلم الموقإعوين(‬
‫‪ -‬العز بن عبد السلم) شافعي(‪:‬‬
‫هو سلطان العلماء وبائع الملوك‪ ،‬كانت له إبدعات في علم أصول الفقه ومنها كتاب)قإواعد الحكام في‬
‫مصالح النام(‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬في هذه المرحلة ظهرت مدرسة جديدة سميت بمدرسة ) الجمع(‪.‬‬
‫‪ -‬قام عالم الساعاتي بتأليفا كتاب )بديع النظام الجامع بين البزدوي والحكام(‪.‬‬
‫‪ -‬جاء عالم بعده حنفيي اسمه صدر السلم عبدال بن مسعود وضع متنا سيماه )التنقيح( ثم وجد أن‬
‫هذا المتن صعب فقام بشرحه وسيماه) التوضيح شرح التنقيح(‪.‬‬
‫‪ -‬ثم جاء سعد الدين التفتازاني وضع حاشية على) التوضيح( وسيماها )التلويح(‪.‬‬
‫‪ -‬ظهرت في نهايات هذه المرحلة الشوكاني له كتاب في علم أصول الفقه اسمه) إرشاد الفحول(‬
‫بمقارنة بسيطة سنكتشفا أنه إختصار )للبحر المحيط(‬
‫‪ -‬كان هناك اسهامات لعلماء المالكية من الشناقإطة في علم أصول الفقه كتاب)نشر البنود(‬
‫وكتاب) نثر الورود( هاتين الكتابين هما شرح لمتن )مراقإي السعود(‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫في هذه المرحلة تشكلت مدرسة جديدة هي الجمع بين المدرستين وهنا ظاهرة مميزة فيها أن المبادرة كانت‬
‫بشكل خاص من الحنفيية‪ ،‬نبدأ بالساعاتي تيم التطور من خلل صدر الشريعة ‪ ،‬وعلى هذا المنوال‬
‫استمرت المدرسة ‪.‬‬
‫‪ -‬ظهر عالم حنفي اسمه الكمال بن الهمام صاحب كتاب )فتح القدير( وضع متنا في علم أصول الفقه‬
‫سيماه) التحرير(‬
‫‪ -‬جاء عالم آخر من الحنفية اسمه ابن أمير الحاج الحلبي شرح هذا المتن )التحرير( وسيماه ) التقرير‬
‫والتحبير(‪.‬‬
‫‪ -‬جاء عالم آخر اسمه أمير باد شاه شرح متنا استوعب فيه) التحبير والتحرير( وسيماه كتاب ) تيسير‬
‫الحرير(‪.‬‬
‫‪ -‬جاء عالم آخر من مدرسة المتكلمين) شافعي( وهو إبن السبكي وضع كتابا على طريقة المدرسة بين‬
‫المدرستين )جمع الجوامع( جمع فيه ‪100‬كتاب من علم إأصول الفقه‪ ،‬وهذا المتن أصبح محل اهتمام‬
‫مدرسة المتكلمين‪.‬‬
‫‪ -‬جاء عالم آخر من الشافعيية اسمه جلل الدين المحولى شرح ) جمع الجوامع( وسيماه )شرح المحولى‬
‫على جمع الجوامع(‪.‬‬
‫) جمع الجوامع ( و) المحيلى( أصبحا محيل اهتمام العلماء ‪.‬‬
‫‪ -‬جاء عالم ابن القاسم العبادي شرح فيه) شرح المحولى على جمع الجوامع( وسيماه ) اليات‬
‫البينات(‪.‬‬
‫‪ -‬جاء عالم من علماء الزهر اسمه العطار ووضع حاشية على) شرح المحولى على جمع الجوامع(‬
‫وسيميت )حاشية العطار(‪.‬‬
‫‪ -‬جاء عالم آخر من علماء الزهر اسمه الشربيني ووضع تقريرات سيميت )تقريرات الشربيني(‬
‫ووضعت في الحاشية السفلى‪.‬‬
‫وهذه المجموعة تعيد من مجموعة الجمع بين المدرستين‪.‬‬
‫‪ -‬ظهر عند الحنفية في هذا المجال) متن المنار( بشكل أساسي لحافظ الدين النسفي وهو قام‬
‫أيضابشرح هذا المتن وسيماه) كشف السرار على المنار(‪.‬‬
‫‪ -‬ظهرت كتابات أخرى للحنفيية مثل) فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت( للنصاري ‪ ،‬ومتن )مسلم‬
‫الثبوت ( هو لبن عبد الشكور‪.‬‬
‫‪ -‬ظهر للحنفية ) فصول البدائع( للفناري‪.‬‬
‫مصطلح المصلحة والحكمة عند الحنفية كان قليل جدا إل عند الفناري فكانت كثيرة جدا وهو مفتي بلد‬
‫التراك‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المرحلة السادسة‪) :‬بعد ‪ 1200‬هـ ـ ‪(...‬‬


‫مرحلة العصر الحديث‪:‬‬
‫مرحلة النظريات الصولية‪:‬‬
‫‪1798‬م‪ :‬وصلت الثورة العلمية في أوروبا إلى أوجها وأصبحت تنظر إلى بلدنا بعين الطمع وجاءت‬
‫حملة نابليون بونابرت ووصلت إلى مصر في ‪1798‬م واجتاحتها بالكامل ودخل إلى ساحات مسجد‬
‫الزهر لما كان يمثله المسجد في ذلك الزمان واستمرت حملته إلى فلسطين‪ ،‬بإتجاه المدينة القوية عكا‬
‫وبدأ يحاصرها وشاء ال أن يهزم في عكا هو قدر ال حتى يقول لنا "استيقظوا لن الظلم والكفر ل يسمح‬
‫له أن يتمادى ويجب أن ترجع المور إلى نصابها والموال إلى أصحابها‪.‬‬
‫وتلرافق في هذه المرحلة وصول محمد علي باشا المقدوني جاء من ألبانيا‪ ،‬واستطاع أن يصل إلى الحكم‬
‫في مصر بل توسع إلى بلد الشام والسودان والجزيرة العربية والحجاز‪.‬‬
‫محمد علي باشا بدأ يرسل البحوث العلمية إلى الغرب وبشكل خاص إلى فرنسا محاولة في التغيير‬
‫العلمي‪ ،‬وكان التعليم في كل الميادين وكان يرسل إمام ومفتي للحملة مثل علي رفاعة الطهطاوي‪ ،‬أرسله‬
‫إماما ومفتيا للحملة لكن في فرنسا وباريس قرر أن يدرس فأصبح هو البرز من بين الطلب‪.‬‬
‫ومن هنا بدأت تظهر دعوات إلى تجديد التراث والفقه السلمي وعلم أصول الفقه بشكل خاص‪.‬‬
‫ظهر أحمد خان من بلد فارس‪ ،‬وجمال الدين الفغاني‪ ،‬وعبدالرحمن الكواكبي من سوريا‪ ،‬هؤلء بدؤا‬
‫يصدرون دعوات إلى تجديد التراث والفقه وأصول الفقه لكن ذلك أخذ عيدة اتجاهات ‪ ،‬تنقسم إلى‬
‫إتجاهين‪:‬‬
‫‪ -1‬إتجاه تجديدي يدعو إلى التخلص من السلم والقضاء عليه‪ ،‬لنهم يعتبرونها عائق في‬
‫الحضارة)مدرسة العصرنة(‪.‬‬
‫‪ -2‬اتجاه يدعو إلى التمسك بالتراث )مدرسة تراثية(‬
‫ساهم في تنمية وتغذية هاتين التجاهين‪:‬‬
‫أ‪ -‬القضية الولى‪ :‬إرسال البناء لدراسة العلم في بلد الغرب وأصبحوا ينبهرون بها وبالحضارة والتنمية‬
‫الموجودة عندهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬القضية التانية‪ :‬العالم الغربي لم تترك للعالم السلمي بشأنه بل أرسلت جيوشها للحصول على‬
‫تركة الرجل المريض‪.‬‬
‫‪ -‬لذلم بدأنا نلحظ الروس‪ ،‬والنجليز‪ ،‬وفرنسا ‪،‬بالسيطرة على الدولة التي كانت سيطرت عليها الدولة‬
‫العثمانية‪.‬‬
‫فرنسا‪ :‬المغرب العربي‬
‫إيطاليا‪ :‬ليبيا‬
‫إنجلترا‪ :‬رأس الرجاء الصالح) الهند(‬
‫التحاد السوفياتي‪ :‬مقدونيا‪.....‬‬
‫‪ -‬كيفا سنلرجع البلد؟ا عن طريق العودة إلى التراث وبدأت تتشكل فرق إصلح‪ ،‬وكيفا يمكن عقل‬
‫الدولة السلمية التي تمتد شرعيتها من ال هي الضعيفة والدولة الكافرة هي القوية فلذلك تشكيلت فرق‬
‫إصلح‪ ،‬مثال) التراثية‪ ،‬العصرانيية(‪.‬‬
‫‪ -‬كانت الحركات الصلحيية هي السبق في الحركة من العصرانيية ولهذا نجد العالم ولي ال الدهلوي‬
‫من نهاية المرحلة السابقة إلى بداية المرحلة هذه في الهند‪.‬‬
‫‪ -‬الحركة الوهابيية‪ :‬كانت في نجد )الجزبرة العربية(‬
‫‪ -‬الشوكاني‪ :‬في اليمن وأيضا له جهود في الصلح‬
‫‪ -‬السنوسي)الحركة السنوسيية(‪ :‬في المغرب‬
‫‪ -‬الحركة المهديية) محمد بن علي المهدي(‪ :‬في السودان‬
‫هذه الحركات عملت على التخلص من الدولة العثمانية وتقديم منهاج للتخلص من التراث بشكل عام‬
‫وعلى تجديد التراث من الجانب العقدي‪ ،‬والصولي‪ ،‬لكن الملحظ أن هذه الحركات في بداياتها لم تأتي‬
‫بشيء جديد وخصوصا في علم أصول الفقه وبالتالي جاء‪:‬‬
‫‪ -‬شيخ الزهر محمود تلتوت) كثرة المناقشات اللفظية وتقديس الراء(‪ ،‬وفي المقابل الحركات العصرانية‬
‫جزء من روادهابدؤا بخطوات أوسع في التجديد ولكن بالعلمانية‪ ،‬وكانت البداية مع‪:‬‬
‫المدرسة العصرانوية‪:‬‬
‫‪ -‬سيد أحمد خان من الهند ‪ :‬في عام ‪1850‬م حاول المسلمون ومعهم بعض الفرق القيام بثورة ضد‬
‫الحتلل و لكن سيد احمد خان وجد ان الكفة ستؤول الى الغرب فقام بالتحالفا مع بريطانيا فكافأه‬
‫النجليز بالسفر الى بريطانيا لمقابلة الملكة‪ ،‬و بعد أن عاد إلى الهند كان صاحب فرقة العصرانية و هم‬
‫الحمدييون‪.‬‬
‫‪ -‬بدأ يناقش سيد أحمد خان في القرآن و مدى حجييته و في السينة و مدى حجييتها و بدأ يطرح ‪:‬‬
‫‪ -1‬القرآن ‪ :‬سياق تاريخي‬
‫‪ -2‬السنة ‪ :‬عادات و تقاليد العرب‬
‫‪ -3‬التشريع السلمي‪ :‬يعبر عن مراحل تاريخية معينة و علوم جديدة و صناعة وتكنولوجيا‪.‬‬
‫و يدعو إلى ترك هذا التراث و العتماد على عاداتهم و أعرافهم ووضع بعض المعايير للحكم على‬
‫التاريخ ) منطق التاريخ( أي ل يوجد عندهم شيء يسمى علم الجرح و التعديل و إنما يعرض الحديث‬
‫على التاريخ‪ ،‬إذا قبله التاريخ يعتبر و إذا لم يقبله ل يعتبر‪.‬‬
‫‪ -‬حمل أتباعه هذه الفكار و بدؤا يطورونها شيئا فشيئا‪ ،‬ومن أتباعه ‪:‬‬
‫‪ -1‬سيد أمير علي ) روح السلم(‬
‫‪ -2‬محمد أسد )كاتب اليهودي الذي أسلم(‬
‫‪ -3‬قإاسم أمين )من المتحررين في بلد العرب و نادى بتحرير المرأة(‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬جناح آخر من فرقة العصرانية‬
‫‪ -‬جمال الدين الفغاني‪ :‬كان يدعو إلى التجديد و لكن ليس في نفسس حالة خان و إنما في تغير أنظمة‬
‫الحكم‪ ،‬من أجل ذلك غضب العثمانيون عليه و نفوه هو و تلميذه محمد عبده إلى فرنسا‪.‬‬
‫‪ -‬محمد عبده‪ :‬الذي له دور بارز في تجديد أصول الفقه لصالح توسيع مكانة الدلة ذات الطبيعة‬
‫العقليية‪.‬‬
‫‪ -‬محمد رشيد رضا‪ :‬وهو تلميذ محمد عبده ‪ ،‬عاد وصحح مساره وتراجع عن كثير من الفكار‬
‫العصرانيية المرفوضة‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬المدرســـــــــــــة التــــــــــــراثوية‪:‬‬
‫‪ -‬بدأت تتطور لكن كان هناك مدارس تدعو إلى الجتهاد المقاصدي‪ ،‬مثال‪):‬الشاطبي‪ ،‬الفاسي‪ ،‬الزرقا(‬
‫هنالك ثلثة مدارس‪:‬‬
‫‪ -1‬المدرسة التراثيية‬
‫‪ -2‬مدرسة الجتهاد بالرأي‬
‫‪ -3‬مدرسة الجتهاد المقاصدي‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫والمدرسة التي تهمنا المدرسة التراثيية فهي تؤمن بالتراث وتؤمن بالتجديد‪.‬‬
‫فبدأت مؤشرات النهضة تصعد فتشكيلت الجامعات وبدأ الستقرار ولكن في المجمل مؤشر الحضارة في‬
‫الرتفاع بدليل وجود الجامعات واللتزام‪.‬‬
‫فالمدرسة التراثية أعادت إنتاج أصول الفقه السلمي بشكل صحيح فريوادها قاموا بدراسة الفقه وعلم‬
‫أصول الفقه وأعادوا التأليفا بشكل يوافق متطلبات العصر ومنهم الدكتور الزرقا بجهوده‪ ،‬والدكتور أبو‬
‫زهرة والدكتور يوسفا القرضاوي‪.‬‬
‫‪ -‬هؤلء اتجهوا اتجاهين رئيسيين إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬إعادة إنتاج الفقه وأصول الفقه السلمي بشكل كيلي يتناسب مع العصر والخذ بالعتبار أسباب‬
‫العصر مثال‪:‬أحمد إبراهيم الخضري قام بتأليفا كتاب سيماه) أصول الفقه للخضري( ومن ثيم بدأ العلماء‬
‫يألفون في الفقه ‪:‬‬
‫‪ -‬بدران أبو العنيين‪ :‬أصول الفقه‬
‫لفا‪ :‬أصول الفقه‬
‫‪ -‬عبدال خ ي‬
‫‪ -‬عبد الكريم زيدان‪ :‬الوجيز في أصول الفقه‬
‫‪ -‬الزحيلي‪ :‬أصول الفقه‬
‫ب‪ -‬عمد إلى دراسة موضوعات متخصصة في أصول الفقه بشكل معيمق مع المقارنة بالعلوم الخرى ل‬
‫سيما الماجستير والدكتوراه‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫الدكتور فتحي الدريني‪:‬‬
‫)نظرية التعسفا في استعمال الحق(‪.‬‬
‫)الحق ومدى سلطان الدولة في تقييده(‪.‬‬
‫‪ -‬وهذه الدراسات التي امتلت بها الجامعات السلميية تشيكل ثروة علميية ويجب أن نستفيد منها في‬
‫إعادة النهضة‪.‬‬
‫‪ -‬وعلم أصول الفقه في الفترة الخيرة بدأ يلقى إهتماما ل بأس به وخصوصا مع الدراك بالشرخة التي‬
‫حصلت في الدولة السلميية فالحيل أن نهتم ببنات أفكارنا‪.‬‬
‫تــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم بحمد اللـــــــــــــــــــــــــــــــه‬
‫لتنسوني من صالح دعائكم‬

‫اللهم إني استودعتك ما استحفظت وما قإرأت وما سمعت وما مور أمام عيني فأرجعه لي وقإت حاجتي‬
‫إليه يا أرحم الراحمين‪...‬‬

‫أختكم‪ :‬شفاء الواوي‬


‫بإشراف الدكتور‪:‬رائد نصري أبو مؤنس‬
‫المـــــــــــــــــــادة‪:‬المدخل إلى أصول الفقه السلمي‬
‫‪ -‬الرأي والعقل وما قإاربهما من أمور‪ ،‬وتطبيقاته في علم أصول الفقه‪:‬‬
‫‪ -‬الرأي‪ :‬كلمة كان يستعملها العرب كمفردة من مفردات اللغة العربية‪ ،‬ولو رجعنا إلى القواميس لو جدنا أن‬
‫الرأي لها عدة معاني منها‪:‬‬
‫‪ -1‬البصيرة‪ :‬الطلع على الكنه وهو عكس الظاهر ) الرؤية الحقيقة لحقائق الشياء(‬
‫‪ -2‬الدراك‪ :‬لكن هذا الدراك مختلفا حسب المصادر التي إعتمد عليها المدرك‪ ،‬ممكن أن يكون مبني على‬
‫أسس وقواعد أو إدراك معتمد على الوهم والخيال أو إدراك معتمد على الفكر والعقل أو إدراك نفسي يعتمد على‬
‫نظر النفس‪.‬‬
‫ومن هنا يمتزج الرأي بالعقل؛ لماذا؟ا لين الرأي ل يكون في أرجل الناس ول في أيديهم إوانما في الغقل‪ ،‬واختلفا‬
‫الناس في ماهيية العقل وهل هو مكتسب أو موهوب؟ا؟ا‬
‫العقل هو أثر من آثار التفكير وهذا هو المنهج الساسي للرأي‪.‬‬
‫‪ -‬الرأي‪ :‬نتاج عملية عقلية عن طريق النظر والتفكر والتبصر في الشياء‪.‬‬
‫‪ -‬الرأي له خطورة إذا ما دخل في ميدان التشريع‪ ،‬المشكلة لم تظهر في عهد النبي عليه السلم ‪ ،‬لماذا؟ا؟ا‬
‫لوجوده عليه السلم بينهم فهو المرجعيية والصل عندهم‪.‬‬
‫‪ -‬سبب عدم ظهور هذه المشكلة في عهده عليه السلم‪:‬‬
‫‪ -1‬بسبب وجوده صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ -2‬التصال الحيسي‬
‫هذين المرين جعل مشكلة الرأي ل تظهر في وجوده حيتى وفاته‪ ،‬فبدأت بعد وفاته وظهرت‪ ،‬ولكن عدم ظهورها‬
‫في زمن النبي عليه السلم ل يدل على عدم وجودها في عهده عليه السلم‪.‬‬
‫‪ -‬الرأي محاولة للخروج عن الشريعة السلمية وهو محاولة للبتداع في الشريعة‪ ،‬والصل أن يكون الناس‬
‫التجاهات إلى أن أي محاولة عقلية تذهب إلى الذيم وتكون مذمومة‪.‬‬ ‫ملزمون بالقرآن والسينة‪،‬‬
‫‪ -‬ذيم الرأي عند الصحابة‪:‬‬
‫‪ -‬عمر بن الخطاب‪):‬أعيتهم الحاديث أن يحفظوها‪.......‬وأخذوا بالرأي والمقايسة(‬
‫‪ -‬عليي كرم ال وجهه‪):‬لو كان اليدين بالرأي لكان مسح باطن الكفا أولى من ظاهره(‬
‫وبعدها في عهد التابعين انقسموا إلى مدرستين‪ ،‬وكانوا ينظرون إلى مدرسة الرأي بعين الريبة والشك‬
‫والنتقاص‪.‬‬
‫‪ -‬الرأي‪ :‬تتطور في العراق‪ ،‬بسسب تغييرالعادات والتقاليد وتجدد المور والقضايا والحوادث التي حصلت في‬
‫العراق دفعت أبو حنيفة بالخذ بالرأي‪ ،‬في المقابل أهل المدينة لم يتغير عندهم شيء فالعادات نفسها والعرافا‬
‫نفسها وهنالك قلة في عدد الحاديث الضعيفة أو الموضوعة بعكس العراق‪.‬‬
‫‪ -‬أخذت كل من المدرستين مبدأ التكفير والتبديع فيما بينهم‪ ،‬ولكن مثل هذه الشكاليية تكون بين الجيهال من‬
‫المدرستين‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬عهد الرسالة‪:‬‬
‫حادثة مهمة في السيرة النبوية وميثلت هذه الحادثة نقطة إنطلق كل من المدرستين‪ -1:‬مدرسة الحديث)اللتزام‬
‫بالرأي(‬
‫‪ -2‬مدرسة الرأي) النظر إلى المعاني والمقاصد(‬
‫هذه الحادثة في أثر غزوة الخندق بعد أن هزم الحزاب‪ ،‬عندما جاء الوحي للنبي عليه السلم وقال لسيدنا محمد‬
‫ل تخلع ملبس الحرب لنها لم تنتهي بعد‪ ،‬فأمر النبي عليه السلم المسلمين وقال لهم ل تصليوا العصر إل في‬
‫بني قريظة‪ ،‬فنرى هنا أن المسلمون ‪:‬‬
‫‪ -1‬مأمورون بالصلة‬
‫‪ -2‬مأمورون بالصلة في مكان محدد‬
‫انقسم الصحابة إلى فريقين‪:‬‬
‫‪ -1‬فريق التزم بالنص ولم يصلي العصر إل في بني قريظة‪ ،‬حتى أنهم صيلوه بعد العشاء‪.‬‬
‫‪ -2‬فريق قال أن يتحقق المر الول وهو الصلة في وقتها لن الغرض ليس الصلة في بني قريظة إوانما‬
‫الستعجال لمحرابة وقتال بني قريظة‪.‬‬
‫قام النبي عليه السلم بإصدار قرار يتصفا بالحكمة والتوازن فلم يعينفا أحدا منهم‪ ،‬أي أقير الطرفين ودللة‬
‫ذلك أنه أعطى الشريعة السلميية منهجين‪:‬‬
‫‪ -1‬منهجيية اللتزام بالنص‪.‬‬
‫‪ -2‬منهجيية الخذ بالمعاني والنظر بالمقاصد‪.‬‬
‫فكان القرار حتى يعطي التوازن‪ ،‬والشريعة السلمية حتى تحيلق يجب أن يكون هناك جناح من اللتزام‬
‫بالنص وجناح النظر بالمعاني والمقاصد‪.‬‬
‫‪ -‬عمر بن الخطاب يعيد إمام مدرسة الرأي‪ ،‬في حين أين ابنه يعيد إمام مدرسة اللتزام بالنص‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬لكن هل يوجد في التشريع السلمي ما يقيوي إحدى المدرستين على الخرى؟ا؟ا طبعا ل‪.‬‬
‫‪ -‬فبما أن القرآن يأمرنا باللتزام إواتباع القرآن‪ ،‬ل سيما أنه يأمرنا بالتفكر والنظر عن طريق العقل‪ ،‬ودللة‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث سيدنا عمر بن الخطاب)عندما قاس النبي عليه السلم التقبيل على المضمضة في رمضان(‪.‬‬
‫‪ -2‬حديث النبي عليه السلم عندما قاس ايلين على الصيام‪.‬‬
‫‪ -3‬حديث النبي عليه السلم عندما نهاهم عن إيدخار لحوم الضاحي‪ ،‬وكان ذلك في عام الوفود حتى‬
‫يعطوها إلى الوفود‪ .‬ولكن في العام القادم وصل النبي عليه السلم أن المسلمين لن ييدخروا لحوم الضاحي‬
‫لقوله عليه السلم ‪ ،‬فقال‪):‬إنما نهيتكم لجل الوفود لعلمي أنهم بحاجة إلى اللحوم(‪ ،‬واللم في كلمة )لجل(‬
‫هي للتعليل‪.‬‬
‫‪ -4‬عندما سأل النبي عليه السلم معاذ عندما وضعه قاضيا‪ ،‬بماذا ستحكم؟ا؟ا فقال له معاذ‪ :‬بالقرآن‪ ،‬فإن‬
‫لم أجد فبالسنة فإن لم أجد أجتهد برأي‪ ،‬فأثنى النبي عليه السلم على إجابة معاذ‪ ،‬وثناؤه يدل على قبوله‬
‫هذا المنهج وهو الرأي‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬مما ينقل في استحسان الرأي ) ما رآه المسلمون حسن فهو عند ال حسن(‪ ،‬هذا الحديث موقوفا على‬
‫ابن مسعود‪ ،‬ومرفوعا ‪..‬الحديث ضعيفا‪.‬‬
‫‪ -‬كان النبي عليه السلم ) وهو منصب الرسالة( ل يخطىء إوانما كان يفعل خلفا الولى ولكنه في دائرة‬
‫الصحة‪ ،‬وكان ذلك من الحكمة ختى يعلم العالم السلمي أنه ليس شرطا أن تختار الخيار المثل ولكن أن‬
‫تختار ماهو داخل دائرة الصحة‪.‬‬
‫‪ -‬ولكن وجدنا نصوص من الصحابة تذيم الرأي‪:‬‬
‫‪ -‬عائشة رضي ال عنها عندما يسألوها الناس" أحروريية أنت " وكأنها تستهجن‪ ،‬وتعترض على طريقة‬
‫العتماد على الرأي‪.‬‬
‫‪ -‬ظهرت قضية فقه" ألرأيت" وهو الفقه الفتراضي وهو في نهايات الصحابة وفي عهد التابعين‪ ،‬ومثاله‪:‬‬
‫يأتي أحدهم إلى العالم فيقول‪ :‬أرأيت إن حصل كذا وكذا فيقول له العالم‪ :‬أوقعت‪ ،‬فيقول‪ :‬ل‪ ،‬فيقول العالم ‪:‬‬
‫دعها حتى تحصل‪.‬‬
‫‪ -‬لكن ذلك لم يمنع مدرسة الرأي من الظهور‪ ،‬حتى إن أحد علماء أئمة المدينة السبعة الذين سبقوا المام‬
‫مالك فهؤلء السبعة التابعين انتهى علمهم إلى المام مالك فواحد منهم يسيمى) ربيعة الرأي( وليقب بذلك‬
‫لنه يعتمد على الرأي بشكل كبير في إجتهاده‪.‬‬
‫‪ -‬مدرسة الحديث الصحيحة لم ترفض الرأي‪ ،‬إوامامها عمر بن الخطاب ويليه في الصحابة‪ ،‬علي كيرم ال‬
‫وجهه‪ ،‬والسيدة عائشة وابن مسعود‪ ،‬وهؤلء من كبار الصحابة الذين نأخذ بعلمهم ومنهم ابن عباس‪ ،‬حتى‬
‫أن النبي عليه السلم دعا له قائل‪ ":‬اللهم عيلمه الحكمة وفيقه في الدين"‪.‬‬
‫‪ -‬يقسم الرأي إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬رأي متوافق مع الشريعة السلمية وأصولها وهو معتبر ومقبول ويسيمى" الرأي الحسن"‪.‬‬
‫‪ -2‬رأي غير متوافق مع الشريعة السلمية وهو المخالفا لها) وهو أن تميعن عقللك في قضايا مخالفة‬
‫للدين( ويسيمى " رأي مذموم"‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المثلـــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬
‫‪ -‬في عهد عمر بن الخطاب رضي ال عنه‪:‬‬
‫هناك صحابي اسمه الضحاك وصحابي آخر اسمه محمد بن مسلمة وكلهما كان له أراضي زراعيية في‬
‫ي المزروعات‪ ،‬وأراد الضحاك أن يأتي بخليج‬
‫المدينة المنورة‪ ،‬وهناك عيون ماء وبئر يعتمدون عليها في ر ي‬
‫عريض ) وهو معناه‪ :‬أن يحفر قناة ماء تمير على أرضه حيتى يسقيها(‪.‬‬
‫الضحاك حتى يستطيع أن يحفر القناة ويوصلها إلى أرضه يجب أن يمير في أرض محمد بن مسلمة‪،‬‬
‫الضحاك ل يريد من محمد أن يحفر له القناة ولكن يريد أن تمير القناة في أرض محمد حيتى يتم إنقاذ‬
‫أرضه‪ ،‬ولكن محمد لم يقبل بذلك!!!‬
‫الضحاك شكى ذلك لسيدنا عمر بن الخطاب وقال له بأن محمد بن مسلمة سيستفيد من هذه الرض قبل‬
‫أن يستفيد هو‪ ،‬لنها ستسقي أرضه قبل أرض الضحاك‪ ،‬ولكن سيدنا عمر قال لمحمد بالمر ومحمد لم‬
‫يقبل أيضا‪ ،‬حتى أن عمر بن الخطاب قال ستمير ولو على ظهرك‪ ،‬لن فيه تحقيق مصلحة ولن الرض‬
‫ستموت‪ ،‬فبالتالي أعمل سيدنا عمر رأيه واجتهاده‪.‬‬
‫الشريعة السلمية تحمي ملك النسان ولكن ل تضير بالخرين وبما أن يهذه المصلحة غير متعارضة مع‬
‫الشريعة السلمية وأصولها وقواعدها‪ ،‬ولذلك يعتبر هذا الرأي تحقيق لمصلحة المجتمع ولم يعترض أحد‬
‫من الصحابة على رأي إواجتهاد سيدنا عمر رضي ال عنه‪.‬‬
‫‪ -‬قصة في عهد عثمان رضي ال عنه‪:‬‬
‫أتى أحدهم إالى النبي عليه السلم وسأله‪ :‬أرأيت ضالة الغنم؟ا؟ا قال النبي عليه السلم‪ ":‬هي لك أو للذئب"‬
‫أي يقصد النبي عليه السلم بقوله أن يأخذها‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬أرأيت ضالة البل؟ا؟ا فقال له النبي عليه‬
‫السلم‪ ":‬مالك ومالها‪ ،‬معها حذاؤها‪ ،‬ترد الماء وترعى الكل" أي يقصد النبي عليه السلم هنا ويأمرنا بترك‬
‫ضالة البل وعدم أخذها‪.‬‬
‫يأتي عثمان عندما تويلى الخلفة فيأمر بأن تلتقط ضالة البل‪ ،‬بل ويبيعها‪ .‬وعلي رضي ال عنه يأمر بأخذ‬
‫ضالة البل ولكن ليس ببيعها‪ ،‬ولكن تحتفظ وتأكل من بيت مال المسلمين حتى يأتي صاحبها‬
‫ويأخذها) والبل في ذلك الزمان كانت تميثل ثروة‪ ،‬لفوائدها الكثيرة(‪.‬‬
‫سيدنا عثمان وسيدنا علي أصدروا أو أمروا بأحكام مخالفة لظاهر النص لنهما فهما النص والعلة‬
‫المقصودة من النص ولذلك هما اجتهدا بالعتماد على الرأي‪.‬‬
‫حفظ المال على صاحبه‪ :‬كان يتحقق بترك البل في زمن النبي عليه السلم‪.‬‬
‫حفظ المال على صاحبه‪ :‬كان يتحقق بأخذها وحفظها في حظائر تابعة لبيت مال المسلمين في زمن سيدنا‬
‫علي‪ ،‬وبيعها في زمن سيدنا عثمان‪.‬‬
‫ظاهريا اختلفوا وخالفوا نص الرسول صيلى ال عليه وسلم‪ ،‬ولكن واقعيا هم فهموا ما العلة المقصودة من‬
‫النص لذلك لم يخالفوه بل اجتهدوا بما تقتضيه مصلحة المجتمع السلمي و مصلحة الفرد المسلم‪.‬‬
‫‪ -‬قصة في عهد سيدنا علي كيرم ال وجهه‪:‬‬
‫ليما تمادى الناس قليل في شرب الخمر وأن عقوبة شارب الخمر لم تعيد رادعة‪ ،‬بدؤا يجتهدون ماذا سيفعلون‬
‫به‪....‬‬
‫فقال سيدنا عليي‪ ":‬من شرب فقد هذا ومن هذا فقد افترى وحيد المفتري ثمانين جلدة"‬
‫استخدم سيدنا علي الرأي على شكل القياس‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬الرأي المعتبر في التشريع السلمي)أو ان له مكانته في التشريع السلمي(‪ :‬أنه الحكم بالقواعد العامة‬
‫والمبادئ والصول الثابتة في التشريع السلمي‪ ،‬وأي رأي يرجع إلى ذلك يعتبر رأي مقبول‪.‬‬
‫‪ -‬شروط الرأي المقبول‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ل يخالفا نصوص وقواعد التشريع السلمي بشكل تام وكامل) إنما إذا كان يوافق قاعدة ويخالفا‬
‫أخرى هناك ترجيح(‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ل يخالفا قطعييات الشريعة)بالدللة(‪.‬‬
‫‪ -3‬يعمل على تحقيق مصلحة من مصالح المجتمع السلمي‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يستند إلى نصوص وقواعد الشريعة ولو إجمال‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يصدر هذا الرأي من أهله‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬هناك بعض من الناس يعرفون الرأي‪ :‬القياس والمصلحة وربما استعمل بموازاة الجتهاد ولكن الدكتور‬
‫الدريني رحمه ال عيرفا الرأي ‪ :‬بأنه بذل الجهد العقلي من ملكة راسخة متخصصة لستنباط الحكم‬
‫الشرعي العملي من الشريعة السلمية نصا وروحا والتبصر بما عسى أن يسفرتطبيقه عن نتائج على‬
‫ضوء من مناهج أصوليية منبثقة من خصائص الفقه وقواعد الشرع أو روحه العامة في التشريع‪ ).‬فلسفة‬
‫الشريعة(‬
‫لذلك ل يقصد بالرأي " الرأي المحض" الذي ل يستند بأي شكل إلى نصوص الشريعة فالتفكير المجرد ليس‬
‫ق ال في التشريع‪ ،‬ولو كان جهدا عقليا جايدا‪.‬‬
‫مصد ار للتشريع في السلم بل هو إفتئات على ح ي‬
‫‪ -‬الرأي الصحيح هو الذي يأخذ نتائج في العتبار‪.‬‬
‫‪ -‬حقائق التشريع السلمي أن للرأي أهمية بالغة في التشريع السلمي لذلك عمدوا على إظهار الرأي من‬
‫خلل قواعد ومبادئ شرعيية‪.‬‬
‫‪ -‬الرأي قيمته المحوريية موجودة في مصادر التشريع‪ ،‬ومن التطبيق على الرأي الذي يعني الجتهاد‪:‬‬
‫‪ -‬النموذج الول " الستحسان"‪:‬‬
‫‪ -‬المام أبو حنيفة لو أراد أن يثبت للجالس على الريكة أن الريكة التي يجلس عليها من الذهب‬
‫لستطاع‪ ،‬فلديه من القدرات العقليية الكثير‪.‬‬
‫‪ -‬اعتمد في فقهه على قاعدة ومنهجيية الستحسان في استنباط الحكام الفقهيية‪ ،‬لن هذا العالم الفاضل‬
‫الذي ليما كان والده في أحد اليام سائ ار بقرب البستان ووجد تفاحة على الرض وأكلها‪ )...........‬طبعا‬
‫انتو بتعرفوا القصة بدون ما اكتبها وبتعرفوا صاحب البستان شو اشترط على الرجل حتى يسامحه بالتفاحة‬
‫التي أكلها أن يزيوجه ابنته العمياء‪ ،‬الخرساء‪ ،‬و الكسيحة‪......‬إلخ(‬
‫‪ -‬الستحسان هو اتباع لما هو أحسن‪ ،‬إواذا أراد النسان أن يتبع ما أحسن إليه" فإيما أن يتبع ما يوافق‬
‫هواه‪ ،‬أو ماكان محقق للمصلحة الشخصيية‪ ،‬أو أن يكون رأيا متوافقا مع الحق والحقيقة"‪.‬‬
‫‪ -‬فليما انتشر هذا الكلم ظين بعض الناس أن أبو حنيفة يتبع هواه‪ ،‬لنه يريد الحاديث من جهة ويستحسن‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬اعتقد الشافعي أن أبو حنيفة يستحسن بالتلذذ) يعني حسب هواه( لذلك حمل الشافعي لواء إبطال‬
‫الستحسان واليتصيدي له‪.‬‬
‫فنشبت معركة بين هذين الطرفين‪ ،‬فلذلك ظين البعض أن الستحسان هي من مصادر المدرسة الحنفيية‪ ،‬إل‬
‫أن ذلك غير صحيح لن المام مالك يقوم ‪ %90‬من فقهه بالستحسان وأخذ به أكثر من أبو حنيفة‪.‬‬
‫‪ -‬وأيضا من قال بالستحسان " الحنابلة" " والحنفية" " والمالكية" فلم يرفض الستحسان إل الشافعي‪،‬‬
‫لذلك صاحب البحر المحيط)بدر الدين الزركشي( يحصي ‪ 20‬مسألة قالة بها اعتمادا على الستحسان‪،‬‬
‫فالستحسان قال به جمهورالعلماء )حنفيية‪ ،‬مالكيية ‪ ،‬حنابلة( ولكن بإختلفا‪.‬‬
‫‪ -‬الحنفيية بدؤا يفصيلون بالستحسان حتى يثبتوا للناس أنه مصدر مهم من التشريع السلمي‪ ،‬صحيح أن‬
‫الرأي فيه مكانة بارزة فيه إل أنه ل يكون ل للذة ول للهوى‪.‬‬
‫‪ -‬الستحسان مصدر تشريعي يقوم على أربعة أركان أساسيية‪:‬‬
‫الركان الربعة للستحسان‪:‬‬
‫المسألة الستحسانيية )وهي الواقعة التي سيحكم فيها المجتهد اعتمادا على الستحسان(‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حكم القياس )وهي الحكم الثابت بدليل كليي(‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫العيلة الستحسانيية )وهي المعنى الذي يستنبطه المجتهد ويلحظ وجوده في المسألة الستحسانيية(‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المستند )وهو الدليل الذي يعتمد عليه المجتهد في استحسانه(‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬القياس‪ :‬مصطلح يراد به عيدة معاني وعلينا أن ننتبه بالمعنى المراد في عيلة البحث‪.‬‬
‫‪ -‬من معاني القياس‪:‬‬
‫‪ -1‬إلحاق فرع بأصل‪.‬‬
‫‪ -2‬الحكم الثابت بدليل كلي أي الحكم الثابت بقاعدة شرعية )قواعد ومبادئ وأصول(‪.‬‬
‫‪ -‬كيفا يصبح القياس )قياس( بهذا المعنى؟ا؟ا يجب أن تيتحد مجموعة من الدلة والمصادر التشريعية‬
‫طرد ويأخذ هذا الحكم‪.‬‬
‫الخرى أن هذا المر أمر م ي‬
‫‪ -‬مثـ ـ ـ ـ ـ ــال‪:‬‬
‫) الضرر يزال(‪ ،‬كيفا أصبحت هذه قاعدة؟ا؟ا‬
‫بتظافر الدلة الشرعيية‪ ،‬أصبحت قاعدة كليية في التشريع السلمي‪ ،‬ممكن أن تنطبق على بعض الحالت‬
‫والبعض الخر تأخذ أحكام أخرى وهو الستحسان‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬العولة الستحسانوية‪ :‬هي المعنى الذي يستنبطه المجتهد ويلحظ وجوده في المسألة الستحسانيية مما‬
‫يقتضي حكما مخالفا لحكم القياس‪).‬الحكام الشرعية تدور مع علته وجودا أو عدما( فإذا وجدت العلة وجد‬
‫الحكم إواذا انتفى انتفى الحكم‪.‬‬
‫وهنا تظهر مكانة الرأي لنها قضية عقلية والذي يقييدها المجتهد‪ ،‬أو العالم المؤهل للجتهاد‪.‬‬
‫‪ -‬المجتهد هو الذي يستنبط المعنى ويربط الحكم البشري الذي يتعلق بالمعنى ويعطيه لهذه المسألة ‪،‬‬
‫ونقول بأنه ثبت بالستحسان‪.‬‬
‫‪ -‬ولما كانت قضية الستحسان قضية عقلية يقيدرها المجتهد والذي يحكم على هذه القضية هي المصلحة‪،‬‬
‫سيحكمون عليها إنطلقا من مواقفا الشريعة"يستحسن" المصلحة‪ ).‬مصالح عموم الناس(‪.‬‬
‫‪ -‬ليما كانت القضية مرتبطةبالمصلحة فجاء معنى واسم الستحسان‪.‬‬
‫‪ -‬الستحسان ينفي شبهة أن السلم ل يستطيع أن يواجه القضايا الجديدة‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬المستند‪) :‬منعا للتهام بالهوى( وهو الدليل الذي يعتمد عليه المجتهد في إستحسانه وفيه أيضا اختلفا‬
‫الصوليين بما يصح أنه مستندا أم ل‪ ،‬فهناك أشياء متفق عليها وأشياء مختلفا فيها‪.‬‬
‫‪ -‬مستندات الستحسان‪ :‬هي التي تميز بين أنواع الستحسان وحتى نفهم المور بشكل واضح ‪.....‬تابع‬
‫هذه القصة‪:‬‬
‫‪ ) -‬قصة البوفيه المفتوح مقابل إنه ‪ 9‬يدفع الشخص ‪ 10‬دنانير‪ ،‬وطبعا في ناس بيآكلوا كتير وناس بيآكلوا‬
‫قليل ‪ ،‬وبين الكثير والقليل جهالة‪.‬‬
‫والجهالة تفسد عقود المعاوضات) هذه قاعدة عامة في الشريعة(‪ ،‬والجهالة المفسدة للعقود تسيمى حكم‬
‫القياس‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬جواز وجود علة إستحسانية مدعومة بمستند جعلنا نربط الحكم بمسألة إستحسانية ونستثنيها من القياس‬
‫) بالعتماد على العلة والمستند(‪ ،‬إذا كان المستند الذي اعتمد عليه استحسان الينص نصا) قرآن أو سينة(‪،‬‬
‫واستحسان الضرورة‪ ،‬واستحسان مستنده القياس‪ ،‬واستحسان الجماع‪ ،‬واستحسان المصلحة‪ ،‬واستحسان‬
‫العرفا‪.‬‬
‫‪ -‬الستحسان يأخذ مسيمياته اعتمادا على الدلة التي يعتمد عليها‪.‬‬
‫‪ -‬القاعدة العامة في الستحسان هي‪ :‬حكم القياس‪.‬‬
‫‪ -‬نلحظ أن أنواع الستحسان تأخذ تشريعها من النص السلمي‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬إستحسان الونص‪:‬‬
‫يقول به كل علماء الصول حتى الرافضين وهو أن يعدل عن الحكم في المسألة بحكم القياس لورود نص‪.‬‬
‫‪ -‬إستثناء المسألة من القياس إلى الستحسان بسبب الينص‪.‬‬
‫‪ -‬مثال‪ :‬بيع المعدوم غير جائز‪ ،‬وجاء النبي عليه السلم يجيزعقد اليسلم ولكن هذا العقد في حقيقته‬
‫معدوم‪ ،‬ولكن استثناه وقال عليه السلم‪ ":‬من أسلفا فليسلفا في كيل معلوم ووزن معلوم لجل معلوم"‬
‫وأصبح بذلك جائزا‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة إن هذا الحكم يثبت بإستحسان النص‪ ،‬أما الشافعيية قالوا فيه ولكن سيموه اسم آخر‬
‫مثل) حمل العموم على الخصوص( ولم يجعلوه تحت مسيمى الستحسان‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -2‬إستحسان الجماع‪:‬‬
‫هو أن يعدل عن الحكم في المسألة بحكم القياس لورود الجماع‪.‬‬
‫‪ -‬مثال‪ :‬الجير المشترك يده على الموال يد أمانة أي أنها إذا تلفت ل يطالب بالتعويض ول يضمن‪.‬‬
‫لكن ليما تغيرت أحوال اليناس‪ ،‬رأى الصحابة أن أخلق الناس قد فسدت وفسدت الذمم وان الناس يأكلون‬
‫أموال الناس بالباطل‪ ،‬وخصوصا )الجير المشترك‪...‬حداد‪ ،‬خيياط‪ ،‬نجار( عند كل اليناس‪.‬‬
‫فأجمع الصحابة على تضمينهم‪ ،‬فإذا ذهب أحدهم إلى الخيياط وسأله عن القماشة التي أعطاها له‬
‫ليخيطها‪ ،‬فأجابه الخيياط بانها تلفت‪ ،‬أصبح الحكم أن هذا الخيياط ضامن ومطالب بدفع قيمتها كامل‪.‬‬
‫‪ -‬حصل الجماع لحفظ أموال اليناس وهي مصلحة للمجتمع السلمي‪ ،‬وديعموا هذه العيلة لحصول‬
‫الجماع‪ ،‬وعدم تخيلفا أحد من الصحابة‪.‬‬
‫صناع‪ ،‬أو تضمين الجير المشترك‪ ،‬هي مثال على استحسان الجماع‪.‬‬
‫إذن تضمين ال ي‬
‫‪ -‬مثال‪ :‬هل يجوز البيع المعدوم؟ا؟االقاعدة العامة تقول بأنه غير جائز‪ ،‬؟اإل أن عقد اليسلم والستصناع‬
‫جائزان‪.‬‬
‫أجاز العلماء مثل هذا العقد وقالوا هذا استحسان بالجماع لن فيه تلبية لمصالح المجتمع‪.‬‬
‫وعندما حصل الجماع من جميع العلماء أسموه إستحسان بالجماع‪.‬‬
‫وهنا حقيقة العلة غير متحققة وغير موجودة؟ا؟الذلك إذا انتفت الجهالة‪ ،‬الحكم يدور مع العلة‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪3-‬إستحسان القياس‪):‬الشهر والصعب(‬
‫هو أن يعدل عن الحكم في المسألة بحكم القياس لورود قياس أقوى‪.‬‬
‫وفي هذا التعريفا يأتي كلمتين متشابهتين وهي )القياس(‪:‬‬
‫‪ -‬القياس الولى‪ :‬هي حكم القياس) القاعدة العامة(‬
‫‪ -‬القياس التانية‪ :‬هي المصدر الرابع من مصادر التشريع وهو القياس)هو إلحاق فرع بأصل لشتراكهما‬
‫بعيلة‪ .‬وهذا القياس أقوى من القاعدة العامة وهو القياس الول‪ ،‬لذلك عدلنا عن القياس الول ووجدنا أن في‬
‫الفرع والصل العلة قوية وبالتالي نتبع القوى‪.‬‬
‫‪ -‬فالمسألة عندنا مكيونة من ‪ -1‬قاعدة و ‪ -2‬مصدر‪ ،‬والعيلة قوية هنا‪.‬‬
‫فمثل إذا اختلط الطاهر بالنجس وكانت كمية الطاهر قليلة فكيفا ستؤثر هذه النجاسة في الطاهر؟ا؟ا‬
‫والقاعدة العامة‪ :‬أن النجاسة إذا اختلطت بالطاهر القليل نجسيته‪.‬‬
‫‪ -‬مثال‪ :‬لو شرب الذئب من وعاء ماء صغير)دلو(‪ ،‬ثم تركه ومضى واختلط اليدم بالماء الذي بالوعاء‬
‫ويسيمى) سؤر الماء( وهو الماء المتبقي بعد أن يشرب الحيوان النجس منه‪ ،‬فحسب القاعدة العامة التي‬
‫ذكرناها آنفا‪ ،‬سينجس الوعاء والماء الذي بداخله‪ ،‬فل يجوز أن نشرب من الماء المتبقي‪.‬‬
‫‪ -‬مثال‪:‬‬
‫جاء نسر ) طائر مفترس( ويسيمى) سباع الطير( وقام بنفس العمل الذي قام به الذئب وشرب من الوعاء‪،‬‬
‫فما حكم أن نشرب من الماء المتبقي؟ا؟ا‬
‫فمن المنطق والقياس أن نحكم على الثاني بالنجاسة بقياس سباع الحيوان على سباع الطير‪ ،‬ولكن الفقهاء‬
‫قالوا أن سباع الطير طاهر قياسا بالستحسان لن ليس لها لعاب وأنياب مثل الحيوانات المفترسة‪ ،‬فهي لها‬
‫مخالب ولسانها ولعابها ناشفا‪.‬‬
‫فقال الفقهاء هذا عظم جافا وذلك أنياب ولعاب ناشفا‪ ،‬فلذلك قالوا دعونا نقيس مناقيرالطيور الجافة بعظم‬
‫النسان الجافا بالرغم من أنه قريب من الدم ولكن العلماء يحكمون عليه العلماء بالطهارة لنه جافا بعدم‬
‫امتصاصه لليدم‪ ،‬ولذلك ألحقوا مناقير الطيور بعظم النسان لذلك فهي ل تتأثر بالنجاسة التي تحيط‬
‫بالمناقير‪ ،‬فهذا إستحسان بالقياس‪.‬‬
‫الفرع هو ‪ :‬مناقير الطيور‬
‫الصل هو‪ :‬عظم النسان‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إستحسان العرف‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫هو أن يعدل عن الحكم في المسألة بحكم القياس للقيام بالعرفا‪.‬‬
‫‪ -‬الناس قد يتفقون على شيء قد نستثني هذا الحكم من الحكم العام‪.‬‬
‫‪ -‬مثال‪:‬‬
‫الدخول إلى الحمامات بغرض الستحمام‪.‬‬
‫‪ -‬أي عقد معاوضة دخلته الجهالة فالعقد فاسد إذا كانت الجهالة فاحشة‪.‬‬
‫وفي هذا المثال الحهالة هي الوقت‪ ،‬وكمية المياه المستعملة‪ ،‬ومواد التنظيفا‪.‬‬
‫‪ -‬الصل والقاعدة العامة أن العقد الذي فيه جهالة فاسد‪ ،‬ولكن في هذا المثال العرفا أجاز هذا النوع من‬
‫العقود‪ ،‬كيفا؟ا؟ا لن في عرفا الناس هناك حد أدنى للكمية المستخدمة من المياه وحد أعلى وفي العادة ل‬
‫يتجاوزها النسان) فالعرفا ضبط هذه الكميية(‪ ،‬وأيضا لنه في عرفا الناس هناك حد أدنى لوقت دخول‬
‫الحمام وحد أعلى للخروج منه والنسان ل يتجاوزها) فالعرفا ضبط هذه الميدة(‪.‬‬
‫‪ -‬إذن الجهالة موجودة ولكنها لم تعد الجهالة فاحشة حتى تجعل العقد فاسد‪.‬‬
‫‪ -‬مثال‪:‬‬
‫البوفيه المفتوح) الوجبة دجاج مقلي( ‪ ،‬فعندما يذهب الشخص الى هذا البوفيه سيكون هناك جهالة في عدد‬
‫الدجاجات التي سيأكلها‪ ،‬ولكن العرفا ضبط هذه المسألة فهناك حد أدنى وهي )‪ (1‬وهناك حد أعلى وهي‬
‫)‪ ،(5‬والغالب )‪.(3-2‬‬
‫‪ -‬إذن فالعرفا ضبط مثل هذا النوع من الجهالت‪ ،‬فعقد البوفيه هو عقد صحيح إستحسانا بالعرفا‪،‬‬
‫والجهالة موجودة ولكنها ليست فاحشة فالحكم إستحسانا بالعرفا وبالمصلحة فهذا العقد صحيح‪.‬‬
‫‪ -‬مثال‪:‬‬
‫وسائل النقل العام) الباصات(‪.‬‬
‫عقد خدمة النقل‪ ،‬يحصل هذا العقد بين الراكب والكنترول والسائق‪ ،‬فالكنترول يأخذ الجرة كاملة وهو‬
‫جاهل بالمكان الذي سينزل إليه الراكب وهناك جهالة‪.‬‬
‫وهذه الجهالة ستؤدي إلى الفساد‪ ،‬الجرة مقسيمة على كامل المنفعة‪،‬يجب أن يدفع الراكب على قدر‬
‫المنفعة‪ ،‬أما إذا دفع كامل الجرة ونزل في نصفا المسافة هذا يسيمى إكراه‪ ،‬والكراه له تأثير على العقود‪.‬‬
‫ولكن تعارفا الناس أن هذا الكراه غير معتبر لما هناك من مسامحة لتحقيق المصلحة‪ ،‬أما الجهالة‬
‫بالنسبة للكنترول للراكب الذي يريد أن ينزل في مكان معين فالرحلة لها نقطة إنطلق ونقطة وقوفا‪ ،‬فلذلك‬
‫ل تعد جهالة‪.‬‬
‫العرفا أقر بمثل هذه الجهالةول تؤدي إلى النزاع وسيميت بإستحسان العرفا‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إستحسان الضرورة‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫هو أن يعدل عن الحكم في المسألة بحكم القياس إلى حكم آخر لقيام الضرورة‪.‬‬
‫والضرورة هي المصلحة التي إذا فاتت أدت إلى هلك النسان أي أنها لزمة وبشكل قطعي وأكيد وأنها‬
‫مهيمة للغاية لحياة النسان‪.‬‬
‫‪ -‬مثال‪:‬‬
‫‪ -‬القاعدة العامة‪:‬القياس في الشؤيعة) أي أن للمرأة والرجل عورة يجب على كل واحد منهما سترها(‪.‬‬
‫لكن الضرورة للمرأة المريضة التي تحتاج لعملية للحفاظ على حياتها إوالي فإحتمالت الموت كبيرة ول توجد‬
‫طبيبات جيراحات بل رجال‪ ،‬ففي هذه الحالة أيهما أهم ستر العورة أم حفظ نفس المسلم؟ا؟ا حفظ نفس المسلم‬
‫أهم طبعا‪ ،‬فهذا )ستر العورة ( إستحسان للضرورة‪.‬‬
‫‪ -‬مثال‪:‬‬
‫وقعت دجاجة في بئر فماتت وبموتها أصبح بالبئر نجاسة ‪ ،‬وأصحاب البئر يريدون أن يستعملوا الماء‬
‫لشياء كثيرة‪ ،‬فهل نحكم بنجاسة الماء الذي في البئر لن النجاسة إنتشرت داخل الماء؟ا؟ا فالقاعدة العامة‬
‫أن هذا الماء أصبح نجس ولكن إستحسانا بالضرورة يتم نزع الدجاجة من البئر ونزيل النجاسة ونحكم‬
‫بطهارة الباقي لننا نحتاج الماء للضرورة أما فصل النجاسة عن الماء بشكل كلي فمستحيل‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إستحسان المصلحة‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫هو أن يعدل عن الحكم في المسألة بحكم القياس إلى حكم آخر لقيام المصلحة‪.‬‬
‫هنا نتحيدث عن المصلحة وليست الضرورة إوانما المصالح الحاجية والتحسينيية وما إلى ذلك‪.‬‬
‫وهذا النوع من الستحسان الذي استثار المام الشافعي واعتبره أعتمادا على الرأي وتتبع الهوى‪ .‬ولكننا‬
‫نتحدث عن المصلحة المعتبرة في التشريع السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬في أحكام المعاملت التي فيها مخالفات لقضايا مقررة في الشريعة السلمية لكنها تترك مع أنها مخالفة‬
‫جائزاستحسانا ونقول عنه إستحسان بالمصلحة‪.‬‬
‫إ‬ ‫ونقول هو إستحسان بالمصلحة‪ ،‬أو نحكم على الحكم‬
‫‪ -‬مثال قإديم‪:‬‬
‫صون صراحة أن الجارة على خلفا القياس إوانما أجيزت‬
‫إذا قرأنا في كتب الفقهاء القدامى على أنهم ين ي‬
‫إستحسانا بالمصلحة‪) ،‬مصلحة حاجيية(‪.‬‬
‫‪ -‬مثال حديث‪:‬‬
‫التأمين التعاوني والتأمين التبادلي إوان كان يشتمل في بعض صورة على جهالة وغرر وهذا مفسد للعقود إلي‬
‫أننا نجد علماء الشريعة في هذا العصر أجمعوا على جوازها للمصلحة‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬هذه النواع ليست كلها محل إتفاق عند كل الفقهاء‪ ،‬فمثل النوع الخير ليس له ذكر عند علماء الحنفيية‬
‫وهو )إستحسان بالمصلحة(‪ ،‬في حين أن إستحسان المصلحة موجود بشكل كبير في المذهب المالكي أما‬
‫الحنابلة يقولون بالستحسان ولكن يعتمدون بشكل كبير وأساسي على المصادر الصلية‬
‫)النص والجماع( ويرفضون باقي النواع‪.‬‬
‫‪ -‬الستحسان بحاجة إلى دليل آخر يعتمد عليه وهو الضرورة‪ ،‬المصلحة ‪،‬الجماع والقياس لذلك اعتبروه‬
‫دليل تبعي‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬تعريفات الحنفية للستحسان‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف الكرخي )وهو من المتقدمين من مرحلة التدوين(‪ :‬أن يعدل النسان عن أن يحكم في المسألة‬
‫بمثل ما حكم به في نظائرها‪ ،‬إلى خلفه لوجه أقوى يقتضي العدول عن الول‪.‬‬
‫شرح التعريفا‪:‬‬
‫هذه المسألة مندرجة تحت قاعدة عامة والصل أن تندرج تحتها‪ ،‬لكننا استثنيناها في هذه المسألة وحكمنا‬
‫بحكم آخر لوجود) العلة الستحسانية( الوجه القوى وهي مختلفة فيما يشبههافي هذه المسائل فينبغي أن‬
‫يكون لخا حكم مختلفا والوجه القوى بقتضي)أي أن هناك دليل أو مستند أو أن هناك دليل يستلزم عليك(‬
‫العدول إلى حكم ثاني فإيما أن يكون نصا أو إجماعا أو ضرورة أو عرفا‪......‬‬
‫‪ -2‬تعريف الجصاص‪:‬‬
‫هو ترك القياس لما هو أولى منه وهو على وجهين‪:‬‬
‫الوجه الول‪ :‬أن يكون فرع يتجاذبه أصلن يأخذ الشبه من كل واحد منهما فيجب إلحاقه بأحدهما دون‬
‫الخر لدللة توجبه‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬تخصيص الحكم مع وجود العلة وذلك قد يكون بالنص أو الثر أو الجماع أو قياس آخر أو‬
‫عمل آخر‪.‬‬
‫شرح التعريفا‪:‬‬
‫القياس في التعريفا هو القاعدة العامة‪ ،‬أي سنترك الحكم بهذا القياس‪ ،‬أو سنعدل ويفسرها الجصاص أن‬
‫نترك الحكم بحكم القاعدة أو نترك الحكم بالمسألة الجديدة اعتمادا على الستحسان وهو متصور على‬
‫حالتين‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أن يكون الفرع) المسألة( التي نحكم بها له وجه شبيه بين أصلن أي انه مشترك مع قاعدة‬
‫ومشترك مع قاعدة أخرى‪.‬لذلك ل يجوز لها أن تأخذ قاعدتين‪ ،‬أي ل يجوز أن يحتمل الشيء الواحد حكمين‬
‫وبالتالي ل بد أن نرى ونبحث أيهما أكثر شبهها وعندما نتأكد نلحق الفرع بالصل الشبه لدللة توجيه‪ :‬أي‬
‫ليست مزاجيية‪.‬‬
‫‪ -‬مثال فرضي‪ :‬تشبيهي‬
‫أحدهم يريد أن يعرفا حكم الربا في الرز وهذا لم يكن في عهد النبي عليه السلم‪ ،‬نحن لدينا أصلن يمكن‬
‫أن يأخذ الرز الشبه بهما‪ :‬الصل الول هو القمح‪ ،‬وبيين الرسول عليه السلم حكم الربا فيه والصل‬
‫الخر هو الخض اروات‪.‬‬
‫فالخضار‪ :‬مطعوم ومكيل ومدخر ول يوجد فيه ربا‪ ،‬أيما القمح‪ :‬مطعوم ومكيل ومدخر ويوجد فيه ربا‪.‬‬
‫فالرز أصبح في الوسط فل يجوز أن نقول الرز فيه ربا وليس فيه ربا بل تلحقه بالقمح الذي فيه ربا لين‬
‫الصفات التي تجمعهما أكثر من التي تجمع بينه وبين الخضار‪ ،‬فيأخذ الحكم إستحسانا مثل القمح‪ ،‬لذلك‬
‫نلحفه بالقمح لشبه ودللة توجبه )فيكون فيه ربا(‪.‬‬
‫التانية‪:‬هناك أحكام لها علة مثل ل يجوز بيع المعدوم لن فيه جهالة فالعلة الجهالة‪.‬‬
‫لكننا نأتي إليه ) هذا الحكم( ويستثني فيه بعض الحالت التي تخالفا هذا الحكم العام‪.‬‬
‫صصت بحكم جديد موجود‪ ،‬مثل بيع المعدوم مثل اليسلم توجود فيه الجهالة‬
‫فنقول هذه الحالت التي خ ي‬
‫ظاه ار وهي موجودة‪ ،‬ولكن لماذا عدلنا عن حكمها إلى حكم آخر؟ا؟ا لوجود دليل آخر‪.‬‬
‫فإذا كان الدليل إجماع يكون إستحسان بالجماع‪ ،‬إواذا كان الدليل عرفا يكون إستحسان بالعرفا‪ ،‬إواذا كان‬
‫الدليل قياس يكون إستحسان بالقياس‪ ،‬إواذا كان الدليل ضرورة يكون إستحسان بالضرورة‪.‬‬
‫‪ -‬تعريفات المالكوية للستحسان‪:‬‬
‫‪ -1‬إبن العربي‪:‬‬
‫الستحسان هو ترك ما يقتضيه الدليل على طريق الستثناء والترخص بمعارضة ما يعارضه في بعض‬
‫مقتضياته‪.‬ويذكر أقسام وهي أنواع الستحسان‪.‬‬
‫‪ -2‬الشاطبي‪:‬‬
‫إنه الخذ بمصلحة جزئية في مقابلة دليل كلي ومقتضاه الرجوع إلى تقديم الستدلل المرسل على القياس‪.‬‬
‫‪ -‬المصلحة هي العنصر الساسي في المسألة وندعمها بالدليل والنص والجماع والقياس‪.‬‬
‫‪ -‬تعريفات الحنابلة للستحسان‪:‬‬
‫‪ -1‬إبن قإدامة‪:‬‬
‫العدول بحكم المسألة عن نظائرها لدليل خاص من كتاب أو سينة‪ ).‬إستحسان بالينص(‬
‫‪ -‬محل الخلفا الحقيقي هو إستحسان العرفا إواستحسان المصلحة‪.‬‬
‫‪ -‬تعريفات الشافعوية للستحسان‪:‬‬
‫‪ -1‬الشيرازي )أبو إسحاق الشيرازي(‪:‬‬
‫)من العلماء المتقدمين( وهو ترك القياس لما يستحسن النسان من غير دليل‪.‬‬
‫‪ -2‬المام الغزالي‪:‬‬
‫ما يسبق إلى الفهم وما يستحسنه المجتهد بعقله‪.‬‬
‫‪ -‬أراد العلماء أن يبيينوا لنا أن الستحسان هو‪:‬‬
‫أمر ل يستند إلى دليل‪ ،‬وحقيقة هذا المر هو مجرد نظر عقلي بإتباع الحسن‪ ) .‬القياس‪ ،‬الجماع‪،‬‬
‫الينص‪ ،‬الضرورة( أمور مقبولة من التشريع السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬المام الشافعي كان بنقل إليه ان أبي حنيفة يجتهد ولكنه دون أن ييبين له أنها يعتمد على ) الينص‪،‬‬
‫الضرورة‪ ،‬المصلحة‪ ،‬الجماع‪ ،‬القياس(‪.‬‬
‫‪ -‬نرى أن المحققين من الشافعية مثل الزركشي أن الستحسان موجود وأنه هو نفسه يتبع الستحسان‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪ -‬الستحسان منهجيية تشريعيية عمادها النظر العقلي المستند إلى أصول وقواعد‬
‫ومبادئ التشريع السلمي وهي منهجيية معتبرة ومقبولة لما لديها من قدرات للتعامل مع معطيات العصر‬
‫للوصول للحكام الشرعيية المعبرة عن مراد ال‪.‬‬
‫بحيث يعمل على تحقيق مراد ال وتطبيق الشريعة كيفما كان‪ ،‬فالستحسان أداة وأصل نستطيع أن نستثمره‬
‫في عصرنا هذا للوصول إلى الحكام الشرعيية المعبرة عيما أرادها ال بشكل صحيح‪.‬‬
‫وبإستخدامه نضيفا إلى الشريعة مرونة وصلحيية تجعله يصلح في كل زمان ومكان وهي تعكس المنزلة‬
‫الحقيقيية للعقل في التشريع السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬إن العقل له مكانة في التشريع السلمي بمنهجيية لها أركانها المقبولة فالستحسان مقبول من المالكية‬
‫والحنابلة والحنفيية‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬النموذج الثاني "الستصلح"‪):‬إعتبار المصالح في التشريع السلمي(‬
‫الستصلح‪ ،‬المصلحة‪ ،‬الستدلل‪ ،‬جميعها كلمات استعملها الصولييون للتعبير عن حقيقة واحدة‪ ،‬ال‬
‫تعالى ليما أنزل هذا الدين لم ينزله لغراض تعذيب الناس ولم ينزله للتلذذ لتعذيب الناس‪ ،‬وال تعالى في‬
‫نفس الوقت غنيي عن هذا الكون كائن من كان فإنه ل يساوي عنده جناح بعوضة‪.‬‬
‫‪ -‬إن التشريع السلمي بأحكامه وأوامره ومتطلباته ل تزيد في ملكه عزوجل ول تنقص منه شيء‪ ،‬لن ال‬
‫متصفا بالكمال في كل شيء‪.‬‬
‫‪ -‬ومن ضمن هذه الصفات أنه غنيي عن هذا العالم وهو غير محتاج إلى شيء من ذلك مطلقا وأثبتنا له‬
‫سبحانه صفة الكرم والعدل والرحمة والحكمة فهو يرعى شوؤن عباده يكره الظلم ويحرمه على نفسه وهو ل‬
‫يفعل ول يامر إل بما فيه حكمة وتتجلى بتحقيق ما فيه مصلحة وهذه المصلحة التي هي مرتبطة بكل نص‬
‫جاء من القرآن أو السينة‪ ،‬إذن لمن ستعود هذه المصالح؟ا؟ا للعباد فقد أنزل ال هذا التشريع من أجلهم‪.‬‬
‫أي انك مأمور بحكم شرعي تتبع النص للتحقيق المصلحة وهذه المصلحة أنت المستفيد منها حتى لو لم‬
‫تظهر لك هذه المصلحة فعلم النسان ليس له هو المعيار والحكم‪.‬‬
‫لو انتفى النص عن وجود مصلحة يترتب على هذا أن الحكم يتصفا بالعبثيية وهذا حاشى أن يكون ل‬
‫تعالى‪.‬‬
‫‪ -‬الحكمة‪ :‬هي ضد السفه والعبث‪ ،‬وهو إذا تحققت المصلحة المرجيوة أن ال تعالى ل تخلو أفعاله عن‬
‫الحكمة‪.‬‬
‫‪ -‬أحكام الشارع‪ :‬الحكمة هي من أفعال عزوجل‪ ،‬فهذه الفعال فيها حكمة إواذا خلت عن حكمة لم يكن ال‬
‫تعالى حكيم‪.‬‬
‫‪ -‬هذه الحكام التشريعيية لجلب مصلحة العباد ودرء المفسدة عنهم‪ ،‬أي حيث تكون المصلحة يسعى‬
‫السلم إلى تنظيمها وترتيبها‪.‬‬
‫‪ -‬نماذج أوليية لمور يظهر فيها العتماد على المصلحة‪:‬‬
‫‪ -1‬الخمر‪:‬‬
‫يراعي السلم وال تعالى أن الخمر كان جزءا من سلوك الناس حيتى انهم وصلوا إلى حيد الدمان من‬
‫تناول الخمور‪ ،‬فإن منهم من ترك الخمر بشكل مباشرقبل تعيمق السلم في قلوب المسلمين وتجذرهم به‪.‬‬
‫على هذه المصلحة‪ ،‬وبالتالي نزلت آيات في تركها‬ ‫‪ -‬قد يكون إمتناع النسان عن الخمر سبب في عدم‬
‫في أوقات الصلة‪ ،‬هذا المر عبارة عن علج سلوكي لنفس المسلم‪) ،‬ول تقربوا الصلة وأنتم سكارى(‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت الية‪ ) ،‬فيها إثم كبير ومنافع لليناس(‪ ،‬منافع هي المصلحة وهي اللذة‪ ،‬والمقصود المنفعة‬
‫التجاريية وغيرها‪ ،‬وهذه المنافع ليست خالصة بل هي ممتزجة ببعض المفاسد وهي اللم والضرار‪ ،‬ومن‬
‫هذه الضرار تلييفا الكبد‪ ،‬سرطانات‪ ،‬خمول والكسل‪.‬‬
‫‪ -‬المصلحة هي المنفعة وهي اللذة‪.‬‬
‫‪ -‬المضيرة وهي المفسدة وهي اللم‪.‬‬
‫‪ -‬مصالح العباد وهي لخدمة اليناس‪.‬‬
‫‪ -‬إذا انتفت مصلحة من المصالح‪ ،‬فذلك يعتبر ان نصفا ان ال تعالى بالعبثية وهذا حاشى ل أن يكون‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬المصلحة ذات بعد شخصي‪ ،‬واجب طلب العلم لن العبد سيستفيد وليس الشارع‪ ،‬وايضا الزواج في‬
‫الشريعة مندوب لن الذان سوفا يستفيدان من مصالح الزواج وليس الشارع‪.‬‬
‫‪ -‬تحرم السرقة‪ ،‬لن الذي سوفا يستفيد المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬ومن ثم إذا نظرنا إلى مجموع المصالح من مجموع الشخاص فإن الحكم الشرعي سيحقق مصلحة‬
‫للمجتمع‪.‬‬
‫فالمصالح الشخصيية بمجموعها تؤدي إلى تحقيق مصالح كليية للمجتمع فل يضر أن نصفا المصلحة‬
‫الشخصيية بمصلحة الكل‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا المر فهمه المسلمون والفقهاء والعلماء منذ البدايات الولى للتشريع‪ ،‬بل إن التشريع ) قرآن وسينة(‬
‫جاء يعلمنا منهجيات تشريع إواصدار أحكام معيارها الساس رعاية المصلحة لن ال ل أحد يحكم عليه‪،‬‬
‫بل هو الحاكم وبقدرته أن يحكم بما شاء ومتى شاء وضربنا مثال الخمر كيفا أنه نهى عنها في الصلة‬
‫من البدء‪ ،‬ثم ياتي الحكم بالترك وبكا مايصل إليهما) فاجتنبوه( ثم يعلل ذلك بمنهجية ) فيهما إثم‬
‫كبيرومنافع للناس( فالمصلحة في حقيقتها منفعة ولكن يوازن ) إواثمهما أكبرمن نفعهما( أي مضارهما أكثؤ‬
‫من نفعهما‪ .‬وهذا المنهج يطبق في عدة مواضع في القرآن الكريم فأدوات التعليل في القرآن كثيرة ‪ ،‬والقرآن‬
‫يبين لنا السترشاد لما فيه صلح المجتمع والفرد‪) ،‬لعلهم يعقلون(‪) ،‬لعلهم يتفكرون(‪ ،‬فهذه كلها دعوة‬
‫لستعمال العقل والعقل يبحث عن كل ما فيه منفعة‪ ،‬فلنا أن نسترشد لما فيه صلحنا‪.‬‬
‫‪ -‬أمثـــــــــــلة‪:‬‬
‫‪ -‬العنب‪ :‬العنب كفاكهه إذا تناولنا كمية منه ستشعر بالسعادة إواذا تناولنا العصير على شكل عصير؟ا؟ا‬
‫نفس الشيء سيشعرنا بالسعادة‪ ،‬إواذا أضفنا له مواد معينة سيصبح خمر فهو في تحوله بالشكل الجديد‬
‫أيضا فيه مصلحة‪ ،‬فالخمر يشعر باللذة‪ ،‬ولكن من الذي يحكم بأنها مفيدة أم ل؟ا؟ا هو الشارع وحده‪.‬‬
‫وهي منهجية الستصلح التي تقوم على أساس قياس المصالح وقياس المفاسد وربط الحكم على ما يقوم‬
‫ويترجح به إلى المصلحة‪.‬‬
‫‪ -‬لكن بعض هذه المصالح والمنافع يمكن أن نقسمها إلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬مايقبل الناس عليها دون دافع ) الطعام والشراب(‬
‫‪ -2‬ما يقبل الناس عليها كأنهم يدفعون دفعا‪.‬‬
‫فالولى مثل‪ :‬يسعون إلى الزواج لنها تحقق لهم مصالح‪ ،‬أما الثانية ل يقدم عليها إل باللزام زالدفع‬
‫مثل‪:‬دفع الزكاة‪ ،‬الجهاد‪ ،‬الصلة فيها مصالح أشار الشارع إليها) تنهى عن الفحشاء والمنكر( وهناك‬
‫مصالح لخرى منها‪ ،‬تحريك للعضلت والدورة الدموية في أوقات منتظمه‪.‬‬
‫ولهذا جاءت الحكام الشرعية بعضها في دائرة المحيرم وبعضها في إطار المندوب والمباح‪ .‬فالمصالح التي‬
‫يقدم عليها بغريزته وبفطرته نجدها في المباح أو المندوب أما المصالح التي ل يقدم عليها بغريزته وبفطرته‬
‫نجدها في إطار المحرمات وهذه واحدة من معايير وجود المصلحة داخل التشريع السلمي‪ ،‬فمنها معيار‬
‫وجوده إندفاع النسان بغريزته وبفطرته‪ ،‬ومنها معيار يدفع عليها دفعا‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬تعريفات العلماء والصولويون للمصالح المرسلة‪:‬‬
‫‪ -1‬نجم الدين الطوفي) إمام حنبلي(‪:‬‬
‫الستصلح هو أستفعال من صلح يصلح‪ ،‬وهو إتباع المصلحة المرسلة‪ ،‬فإن الشرع أو المجتهد يطلب‬
‫صلح المكلفين بإتباع المصلحة المذكورة ومراعاتها‪.‬‬
‫‪ -‬الذي يقرر المصلحة هو‪ :‬الشرع‪ ،‬والمجتهد‪.‬‬
‫‪ -2‬المام الجويني‪:‬‬
‫الستصلح أو )الستدلل( هو معنى مشعر بالحكم مناسب له فيما يقتضيه الفكر العقلي من غير وجدان‬
‫أصل متفق عليه والتعليل المنصوب جار فيه‪.‬‬
‫‪ -‬شرح التعريفا‪ :‬البحث عن المصلحة وهو معنى الشياء وحقائقها وهذه الحقيقة التي يبحث عنها‬
‫المجتهد تشعر بالحكم حتى يكون هذا المعنى مشع ار بالحكم ل بيد له من شرط وهو ان يكون مناسبا له أي)‬
‫ان المعنى مناسب للحكم(‪ ،‬مثال‪ :‬الضرر قضية مناسبة للتحريم‪.‬‬
‫هذا المعنى المناسب الذي يشعر بالحكم نصل إليه بالفكر العقلي المجتهد‪ ،‬وأن هذا المر حتى يكون ثابت‬
‫بالحكم العقلي يجب أن يكون هناك أصل متفق عليه وهي‪ ):‬قرآن‪ ،‬سنة‪ ،‬قياس‪ ،‬إجماع( ويجب على‬
‫المجتهد أن يتأكد ان هذه العلة التي إكتشفها وجعلها علمة على وجود هذه المصلحة موجودة في المسألة‪.‬‬
‫مثـ ـ ـ ـ ــال‪:‬‬
‫البيع القصير في السواق المالية‪:‬‬
‫)عيمار( يعمل في البنك السلمي ‪ ،‬ثمن السهم في الحالة الطبيعية في البنك هو ‪7‬دنانير‪ ،‬ارتفع إلى‬
‫‪10‬دنانير‪.‬‬
‫)وسام( خبير في البورصة والسهم المالية وهو يعلم أن السهم لن يرتفع أكثر من ‪ 10‬دنانير وأراد أن‬
‫يستغل الفرصة‪ ،‬فقام بالتصال بالوسيط المالي الذي يعمل بالبنك وهو) عيمار( وطلب منه أن يبيع له‬
‫‪1000‬سهم‪ ،‬ولكن )عيمار( أجاب )وسام( بأنك ليس لك أسهم في البنك فكيفا سأبيع لك ‪1000‬سهم؟ا؟ا؟ا‬
‫أجاب )وسام( عن طريق البيع القصير‪ ،‬فقال)عيمار(‪:‬ول يهيمك‪ ،‬وأتيم )عيمار( مهمة البيع وهي أن يقترض‬
‫)وسام(‪1000‬سهم من طرفا ثالث وهو )محمد( أو الوسيط المالي نفسه وهو )عيمار( مقابل دفع عمولة‪.‬‬
‫)محمد( له ‪10000‬سهم في البنك السلمي فجاء إليه )وسام( وطلب منه أن يقرضه ‪1000‬سهم مقابل‬
‫أن يدفع له ‪50‬دينار‪ ،‬وأن يرجع )وسام( ‪1000‬سهم بعد شهر‪.‬‬
‫اتصل )وسام( بـ)عيمار( وأخبره بما حصل وباع له )عيمار(‪1000‬سهم وكان حقهم ‪10000‬دينار أصبح‬
‫مع )وسام(‪.‬‬
‫ولكن موعد إرجاع السهم لـ)محمد( قد حان‪ ،‬فتصل )وسام( بـ)عيمار( وأمره أن يشتري له ‪1000‬سهم وكان‬
‫ثمن السهم ‪7‬دنانير‪ ،‬فاشترى له )عيمار( ‪1000‬سهم وثمنهم ‪ 7000‬دينار‪ ،‬وأرجع )وسام( السهم‬
‫لـ)محمد(‪ ،‬وبقي مع وسام ‪2900‬دينار‪.‬‬
‫‪ -‬يبدأ المجتهد بالتعامل مع المسألة وحقيقتها وما يترتب عليها من مضار ومنافع ثم المصلحة التي‬
‫سيستخلصها بنظره العقلي‪ .‬وبالتالي الحكم في المثال السابق ثبت إعتمادا على الستصلح‪.‬‬
‫‪ -3‬المام الغزالي‪:‬‬
‫ينظر إلى معيار مدى توافقها أو معارضتها مع المصلحة‪.‬‬
‫قيسم المصالح إلى ثلثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬مصالح معتبرة‪ :‬هو ما أتي من الشرع شهادة بإعتبارها‪.‬‬
‫‪ -2‬مصالح ملغاة‪ :‬هو ما أتي من الشرع شهادة بإلغائها‪.‬‬
‫‪ -3‬مصالح مرسلة‪ :‬هو ما لم يأتي من الشرع شهادة بإعتبارها أو ببطلنها إوالغائها‪.‬‬
‫ــــــــــــــ‬
‫‪ -‬أمثلة على النوع الول‪:‬أي مصالح جاء الشرع ينص على إعتبارها‪:‬‬
‫الزواج لحفظ النسل‪ ،‬الجهاد لحفظ الدين‪ ،‬الزكاة لسيد حاجة الفقراء‪.‬‬
‫‪ -‬أمثلة على النوع التاني‪ :‬أي مصالح جاء الشرع ينص على إلغائها‪:‬‬
‫الخمر والميسر‪ ،‬الربا‪ ،‬المساواة بين الذكر والنثى في الميراث‪ ،‬تحريم التسعير‪ ،‬تحريم السرقة‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬التجاهات التي تشكيلت حول المصلحة في التشريع السلمي‪ ،‬هناك ثلثة إتجاهات بإعتبار المصلحة‬
‫دليل شرعييا صالحا لن يثبت الحكام الشرعيية‪:‬‬
‫‪ -‬التجاه الول‪:‬‬
‫عدم حجيية المصالح المرسلة‪ ،‬والذي تبيناه المدي وتبعه في ذلك إبن الحاجب‪ ،‬والصفهاني‪ ،‬والتلمساني‪.‬‬
‫يزعم المدي أن عدم حجيية المصالح المرسلة هو قول الشافعية والحنفية‪.‬‬
‫‪ -‬التجاه التاني‪:‬‬
‫الحتجاج بالمصالح المرسلة مطلقا‪ ،‬أي أنها دليل مقبول للستدلل بها ولثبات الحكام الشرعية وقد نسب‬
‫المام الجويني ذلك للمام مالك‪.‬‬
‫وفي الحقيقة أن هذا الرأي هو إختيار أبو إسحاق الشيرازي والباجي والطوفي والكلوداني والسرخسي وهو‬
‫القول المعتمد عند المالكية‪.‬‬
‫لهذا نجد شهاب الدين القرافي وهو يقرر حقيقة أن المصالح المرسلة معتبرة في التشريع أن الدلة قاطعة‬
‫ودللتها قاطعة بإعتبار المصالح المرسلة مطلقا سواء كانت في مرتبة الضرورييات أو الحاجييات أو‬
‫التحسينييات‪.‬‬
‫وأن القرافي يقرر أن هذا المر وهو )حجيية المصالح المرسلة مطلقا( ليس من خصائص مذهب المام‬
‫مالك أي أنهم هم الوحيدون الذين تفيردوا في هذا المر‪ ،‬بل إن المذاهب كلها مشتركة فيها‪.‬‬
‫‪ -‬ويركز بشكل أساسي على الشافعيية ويذكر امثلة على ذلك‪:‬‬
‫إبن دقيق العبد )شافعي( ينسب القول بالحتجاج بالمصالح المرسلة مطلقا إلى المام أحمد ويجعله في‬
‫المرتبة التانية بعد المام مالك‪.‬‬
‫‪ -‬التجاه الثالث‪:‬‬
‫وهو إتجاه وسط‪ ،‬ل يقبل بإعتبارها مطلقا ول يرفضها مطلقا أي أن الحتجاج بالمصلحة يكون مقييد بتوفر‬
‫شروط وضوابط‬
‫وهؤلء اختلفوا في الشروط‪ ،‬وفيها عيدة أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬اشتراط موافقة المصلحة للعلل النقليية‪ ،‬ل سييما العلل المنقولة عن الصحابة‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه‬
‫الجويني ونسبه إلى الشافعي وأصحاب أبو حنيفة‪.‬‬
‫‪ -2‬أما القول التاني ذهبوا إلى أن تكون المصلحة‪:‬‬
‫‪ -1‬ضروريية‪ :‬أي من الضرورييات‬
‫ب‪ -‬قطعيية‪ :‬أي ليست في محيل الظن‪.‬‬
‫ج‪ -‬كليية‪ :‬أن تكون ذات بعد عمومي‪.‬‬
‫وهذا الرأي مذهب الغزالي والبيضاوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون المصلحة من نوع المرسل الملئم المعتبر بأحد أنواع العتبار‪ ،‬وذكروا لذلك تقسيمات وهذا‬
‫مذهب الحنفيية أو جمهور الحنفيية‪.‬‬
‫صا بل قالوا بها‬
‫ضح ان قول المدي غير دقيق لن الحنفيية والشافعيية لم يقولوا بالمصلحة ن ي‬ ‫‪ -4‬وبالتالي يت ي‬
‫إنضباطا‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬أدلة القول الول‪):‬وهم النافين للحجوية(‬
‫) أن المصلحة ل تصلح أن تكون مصدر من مصادر الشريعة(‪:‬‬
‫‪ -1‬الستدلل الول‪:‬‬
‫ق ومهيمة ال عزوجل لنه‬
‫أن التشريع شأن الشارع ل المجتهد‪ ،‬أي أن التشريع)وهو إصدار الحكام( هو ح ي‬
‫هو الشارع والحاكم‪.‬‬
‫المدي ومن معه يقصرون هذه المهمة على ال تعالى والمجتهد فقط‪ ،‬وبالتالي ل تشريع إل بأدلة الشرع‪،‬‬
‫وهذه الدلئل محصورة في ) الكتاب‪ ،‬والسنة‪ ،‬والجماع‪ ،‬والقياس( فهي النتفق عليها بين العلماء فهي أدلة‬
‫الشرع وهي الدلة التي تصلح لثبات الحكام‪.‬‬
‫أما الستدلل بها ل يشهد به الصل ) قرآن وسنة إواجماع( و ل يدل لها دللة العقول على‬
‫مدلولتها) وهي دللة القياس( فل يجوز أن يكون التشريع الخارج عن هذه الصول الربعة فهو تشريع‬
‫باطل‪ ،‬لين المصلحة تعتبر بنسبة الشيء إلى ال تعالى دون التأكد من ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬الستدلل التاني‪:‬‬
‫القول بالستصلح خروج على التعيبد والقداسة‪ ،‬لن التمسك بها )المصالح( وضع للشرع بالرأي‪ ،‬لن حكم‬
‫الشرع مستفاد من دليل شرعي) إجماع‪ ،‬نص‪ ،‬معقول الينص( وهذه المصلحة ل تستند إلى شيء من ذلك‪،‬‬
‫فيكون رأيا مجردا‪ ،‬إواتباع الرأي المجرد خروج عن التعيبد والقداسة‪.‬‬
‫‪ -3‬الستدلل الثالث‪:‬‬
‫القول بالمصالح فيه تجرؤ على الشرع إذ لو جاز ذلك لستوى العالم والعايمي لن كل واحد يعرفا مصلحة‬
‫نفسه سواء كان ذلك في إطار الحاجات أو التحسينات‪ ،‬والفرق بين العالم والعايمي معرفة أدلة الشرع‬
‫واستخراج الحكام منها‪.‬‬
‫أي أن المصلحة يقييدرها كل إنسان وأصبح العايمي مؤهل ليصدر الحكام ‪ ،‬والصحيح أن العايمي ل يصلح‬
‫ان يصدر الحكام لنه ل يعرفا أدلة الشرع‪ ،‬إذن المصلحة ليست من أدلة الشرع‪.‬‬
‫‪ -4‬الستدلل الرابع‪:‬‬
‫القول بالستصلح إعتبار لما لم يعتبره الشرع وفي ذلك تقديم للعقل وما يحيسنه وما يقبحه‪ ،‬واستغناءعن‬
‫بعثة الرسل وذلك أمر باطل‪.‬‬
‫‪ -‬النتيجة‪ :‬أن الذي يقول بأن المصلحة حجة هو أمر لم يعتبره الشرع وأنه إعتمد على العقل‪ ،‬والذي كان‬
‫أول هو العقل وليس الرسل‪ ،‬لن الرسل جاؤا ليخاطبوا عقلء‪ ،‬ولذلك الستصلح باطل‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬أدلة القول الثاني‪ ):‬وهم القائلين بحجوية المصالح(‬
‫‪ -1‬الستدلل الول‪:‬‬
‫المعنى اللغوي للعتبارهو أخذ العبرة والعبرة مصلحة أمر معين‪ ،‬وهي الفائدة والنتيجة‪.‬‬
‫عندما يأمرنا ربنا بالعتبار يقول لنا قيدروا هذه المصلحة في ذلك المر‪.‬‬
‫قال النبي عليه السلم" المسلم كييس فطن"‪ ،‬أي أنه يأمرنا بالخذ بالمصلحة‪ ،‬وقال ال تعالى" فاعتبروا يا‬
‫أولي البصار"‪ ،‬العتبار هو الستدلل لما فيه مصلحة‪.‬‬
‫‪ -2‬الستدلل الثاني‪:‬‬
‫ما روي عن النبي عليه السلم عندما قال لمعاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن قاضيا‪ ،‬قال له‪ ":‬بم‬
‫تحكم؟ا" ‪ ،‬قال‪ :‬بكتاب ال ‪ ،‬قال النبي عليه السلم‪":‬فإن لم تجد؟ا" قال معاذ‪ :‬بسينة رسول ال‪ ،‬قال النبي‬
‫عليه السلم‪":‬فإن لم تجد؟ا"‪ ،‬قال معاذ‪ :‬أجتهد ول آلو‪ ،‬ومعناها أي ل أقصر وأبذل جهدي كامل‪.‬‬
‫وعندما أقير النبي عليه السلم على معاذ هذا القول هو إقرار منه عليه السلم بالرأي‪ ،‬والرأي أساسه تقدير‬
‫المصلحة‪.‬‬
‫‪ -3‬الستدلل الثالث‪:‬‬
‫الجماع‪ ،‬نقل الرازي أنه من تتبع أقوال الصحابة علم قطعا أن هذه الشرائط التي يعتبرها فقهاء الزمان ما‬
‫كانوا يلتفتون إليها‪ ،‬بل كانوا يراعون المصالح لعلمهم بأن المقصد من الشرائع رعاية المصالح‪.‬‬
‫‪ -4‬الستدلل الرابع‪:‬‬
‫قد علم من أدلة كثيرة ل حصرلها من الكتاب والسنة وقرائن الحوال والمارات) العلمات التشريعيية( أن‬
‫المصالح مقاصد الشارع ) أو الشرع( فاعتبرناها حيث وجدت لعلمنا أن جنسها)المصالح( مقصودة من قبل‬
‫الشارع‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬أدلة القول الثالث‪ ):‬وهو إتجاه الوسط(‬
‫‪ -1‬الستدلل الول‪:‬‬
‫أن المصالح حيجة استنادا لقاعدة إتباع غلبة الظن‪ ،‬لننا علمنا بالستقراء أنه أينما وجدت المصلحة غلب‬
‫على الظن أنها مطلوبة للشرع‪ ،‬فنعتبرها لن الظن مناط العمل‪.‬‬
‫هناك قاعدة اسمها) العبرة بغلبة الظن(‪ ،‬فالنسان عندما يقدم على شيء يبحث فيه ويصل إلى نتيجة‬
‫وخلصة هذه النتيجة لها ثلثة إحتمالت أساسية‪:‬‬
‫إما أن يكون الرأي مشكوك فيه) الشك(‪ ،‬إواما أن يكون متأكد قطعا) اليقين(‪ ،‬إواما أن يكون أكثر من الشك‬
‫وأقل من اليقين‪.‬‬
‫‪ -2‬الستدلل الثاني‪:‬‬
‫القول بالستصلح عمل بقواعد التشريع لن المصلحة المعتبرة هي ما كانت راجعة إلى حفظ مقاصد‬
‫الشرع ومقاصد الشرع تعرفا بالكتاب والسنة والجماع أو كانت من المصالح الغريبة التي ل تلئم‬
‫تصرفات الشرع فهي باطلة‪.‬‬
‫أي حيث تكون المصالح معتبرة في التشريع لبد أن تكون متوافقة مع قواعد التشريع السلمي‪ ،‬أما إذا لم‬
‫يكن بالمصلحة مثيل) سيماها غريبة( تندرج تحت أي قاعدة‪ ،‬فكأننا نتهم التشريع أن فيه نقص لن التشريع‬
‫يضع قواعد كاملة‪.‬‬
‫‪ -‬مثـ ـ ـ ــال‪:‬‬
‫الرباح التي تحقق في المضاربات المالية في السواق دون أن يكون المضاربين مالكين للموال التي‬
‫يجرون على أساسهل المضاربة‪.‬‬
‫أن يحقق النسان ربح هذا يعتبر مصلحة‪ ،‬لكن هذه المصلحة الناتجة عن عدم ملكيية النسان لعامل‬
‫إنتاجي حقيقي‪ ،‬وعوامل النتاج في التشريع السلمي‪ ) :‬رأس المال‪ ،‬العمل( ومثل هؤلء لم يقيدموا رأس‬
‫مال ول عمل‪.‬‬
‫هذه المصلحة إذا عرضناها على التشريع السلمي فل يوجد لها مثيل وتكون هذه المصلحة غريبة‪ ،‬فمثل‬
‫هذه المصلحة عند المام الغزالي غير معتبرة‪.‬‬
‫‪ -3‬الستدلل الثالث‪:‬‬
‫قالوا أن الستدلل بالمصالح إنما يكون مجاله فيما يجري فيه الجتهاد ولهذا نجد المام الجصاص من‬
‫ضر أن‬
‫الحنفية يذكر تحت هذا الموضوع أن الحكام القابلة للنسخ والتغيير معيارها إتباع المصالح ول ي ي‬
‫يحكم بالمسألة باليجاب تارة وبالحظر تارة أخرى لن أساسها هو المصلحة‪ ،‬ولذلك نحن نحتج في‬
‫المصالح في مجال الجتهاد‪.‬‬
‫‪ -4‬الستدلل الرابع‪:‬‬
‫الستقراء‪ ،‬والمقصود به تتبع الجزئيات لستخلص قضية مشتركة بين هذه الجزئيات‪ ،‬فالستقراء يفيدنا أن‬
‫المصلحة دليل في التشريع‪.‬‬
‫‪ -‬وفي المجمل ل شك أن القول بالجواز بالستدلل بالمصالح المرسلة هو الراجح ل سييما إذا تحققت فيها‬
‫الشروط لن التشريع السلمي جاء رعاية لصالح العباد فإذا ما ظهر للمجتهد مصلحة ما وتحققت فيها‬
‫شروط سنتحدث عنها فإنه إذا اكتشفها فهي مؤشر ودليل قوي على طبيعة الحكم الشرعي المتعلق بهذه‬
‫المسألة‪.‬‬
‫المجيزين يقولون بالمصلحة إما‪ :‬بالمصلحة بالمجمل‪ ،‬إواما المصلحة بالتفصيل‪.‬‬
‫‪ -‬أما المانعين يقولون أن هذه المصالح إنما هي رأي محض ويقولون أن المصلحة يجب أن تستند إلى‬
‫قواع الشريعة والذي قيدرها أساسا هو الشارع والمجتهد هو الذي اكتشفها ولم يكن هو المقرر والمحدد‬
‫للمصلحة بل الشريعة تحيرم وتحلل وهي التي اعتبرت الضرر إبتداء‪ ،‬والمجتهد مجرد مجتهد فكشفا عن‬
‫العلة‪.‬‬
‫فالمصلحة إما أن تكون راجعة بالنص أو أنها راجعة إلى القواعد التشريعيية‪ ،‬وبالتالي إذا جئنا إلى أي مجال‬
‫من مجالت التشريع مثل العلقات الدوليية سنجد أن نصوصها وأحكامها متناسقة لنها شريعة منضبطة‪.‬‬
‫لذلك الذين منعوا المصلحة هو يتحيدثون عن شيء مختلفا تماما‪ ،‬لن الذي يقول بالمصالح ل يقول بالرأي‬
‫المحض‪.‬‬
‫‪ -‬أما النقطة الخرى وهي التجرؤ على القداسة والشرع‪ ،‬هذا صحيح عندما تكون النصوص لم تأتي تراعي‬
‫المصالح ولم تأمرنا بالتفكير بعقولنا ‪ ،‬فما بال النصوص لو جاءت وهي تأمرنا بإتباع المصلحة وهذا يسيمى‬
‫ضنا على‬ ‫في علم أصول الفقه) عادة الشارع(‪ ،‬فنحن وجدنا أن عادة الشارع هي المصلحة ووجدنا أنها تح ي‬
‫التبصر والتعيقل والتفيكر لتقدير المصلحة لن العقل الصحيح للمجتهد وليس العامي سيكتشفا المصلحة‬
‫لن المجتهد يريد أن يحقق مراد ال ول يقصد أن يطبق التشريع كيفما كان‪.‬‬
‫فربما أوصلنا التطبيق الظاهري إلى عكس المقصود‪ ،‬ولكن اعتبروا المصلحة دليل محضا مع وضع شروط‬
‫حتى ل تكون هناك تيدخل للهوى‪.‬‬
‫‪ -‬إذن المطلوب تحقيق مقصد الشارع من تشريع الحكم‪ ،‬ولذلك فهم الصحابة أن التشريع جاءت لتحقيق‬
‫مصالح العباد ولذلك وضعوا له شروط ضوابط وربطوا بين التشريع والمصلحة‪.‬‬
‫‪ -‬وممكن أن نستدل على حجيية المصلحة مثل ما ورد بالبخاري‪:‬‬
‫‪ -1‬أتى أحدهم إالى النبي عليه السلم وسأله‪ :‬أرأيت ضالة الغنم؟ا؟ا قال النبي عليه السلم‪ ":‬هي لك أو‬
‫للذئب" أي يقصد النبي عليه السلم بقوله أن يأخذها‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬أرأيت ضالة البل؟ا؟ا فقال له النبي‬
‫عليه السلم‪ ":‬مالك ومالها‪ ،‬معها حذاؤها‪ ،‬ترد الماء وترعى الكل" أي يقصد النبي عليه السلم هنا ويأمرنا‬
‫بترك ضالة البل وعدم أخذها‪.‬‬
‫يأتي عثمان عندما تويلى الخلفة فيأمر بأن تلتقط ضالة البل‪ ،‬بل ويبيعها‪ .‬وعلي رضي ال عنه يأمر بأخذ‬
‫ضالة البل ولكن ليس ببيعها‪ ،‬ولكن تحتفظ وتأكل من بيت مال المسلمين حتى يأتي صاحبها‬
‫ويأخذها) والبل في ذلك الزمان كانت تميثل ثروة‪ ،‬لفوائدها الكثيرة(‪.‬‬
‫سيدنا عثمان وسيدنا علي أصدروا أو أمروا بأحكام مخالفة لظاهر النص لنهما فهما النص والعلة‬
‫المقصودة من النص ولذلك هما اجتهدا بالعتماد على الرأي‪.‬‬
‫حفظ المال على صاحبه‪ :‬كان يتحقق بترك البل في زمن النبي عليه السلم‪.‬‬
‫حفظ المال على صاحبه‪ :‬كان يتحقق بأخذها وحفظها في حظائر تابعة لبيت مال المسلمينفي زمن سيدنا‬
‫علي‪ ،‬وبيعها في زمن سيدنا عثمان‪.‬‬
‫ظاهريا اختلفوا وخالفوا نص الرسول صيلى ال عليه وسلم‪ ،‬ولكن واقعيا هم فهموا ما العلة المقصودة من‬
‫النص لذلك لم يخالفوه بل اجتهدوا بما تقتضيه مصلحة المجتمع السلمي و مصلحة الفرد المسلم‪.‬‬
‫‪ -2‬سيدنا عمر بن الخطاب منع تطبيق حد السرقة في عام المجاعة ‪ ،‬وأيضا منع زواج الكتابييات وأمر‬
‫المغيرة بتطليق زوجته‪ ،‬وأيضا أوقفا إعطاء سهم المؤلفة قلوبهم‪.‬‬
‫‪ -3‬حديث إدخار الضاحي‪ ،‬الصحابة في المدينة يضحون ويبقون الباقي على شكل قديد ولحقا إذا أرادوا‬
‫أكل اللحم أخرجوا القديد وطبخوا‪ ،‬ولكن في عام الوفود قدم إلى المدينة المنورة قبائل وكان عام قحط‪،‬‬
‫وكانت تأتي القبائل ولم يكن معها طعام يكفيها فقيل الطعام في المدينة‪ ،‬نظرالنبي عليه السلم بما أنه قائد‬
‫المة أن تأكل الوفود من أضاحيهم‪ ،‬فلذلك نهى النبي عليه السلم عن إدخار لحوم الضاحي ليحقق‬
‫مصلحة المن الغذائي‪ ،‬ونهى عن الوسيلة المتبعة) وهي الدخار بالتقديد( فبدأ الصحابة يأخذوا أضاحيهم‬
‫ويطعمون ضيوفهم فغطى العجز الذي حصل‪ ،‬ولكن بعد هذا العام تساءل الصحابة هل نيدخر اللحوم‬
‫ومازال الحكم ثابتا فبلغ ذلك النبي عليه السلم فقال‪ ":‬إنما نهيتكم من أجل اليدفة أل كلوا إوايدخروا" هو ليس‬
‫نسخا بل هذا حكم معياره المصلحة‪.‬‬
‫‪ -‬فإذا عاد في المسلمين نفس المر ) في حال المجاعة( فللمجتهد والحاكم المسلم أن يصدر حكما شرعييا‬
‫يمنع الناس فيه من التخزين ليخرج ما تبقى لديهم إلى الناس‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬أقإسام المصلحة‪:‬‬
‫يقسمها العلماء بإعتبارات عيدة وأول إعتبار‪:‬‬
‫مدى أهميتها في حياة النسان ) وبالنظر إلى هذا العتبار(‬ ‫‪-1‬‬
‫قإسم العلماء إلى مصالح ثلثة أقإسام‪:‬‬
‫‪ -1‬المصالح الضروريية‪ :‬وهي العمال والتصرفات التي ل بيد منها لحياة النسان وصيانة مقاصد الشرع‪،‬‬
‫فإذا ما فاتت إختلت معها حياة النسان أي تؤدي إلى هلكه وموته‪.‬‬
‫‪ -2‬المصالح الحاجيية‪ :‬وهي العمال والتصرفات التي ل بيد منها لستقرار حياة النسان‪ ،‬لكنها إذا فاتت‬
‫ل تختيل معها حياة النسان‪.‬‬
‫مثل‪ :‬إذا سكنت في خيمة لن تموت‪ ،‬ولكن البيت أو المسكن هو أحسن للمعيشة وأيسر والخيمة فيها‬
‫مشقة‪ ،‬لذلك تعتبر مصلحة حاجيية لنها إذا فقدت ل تؤدي إلى موته إوانما إلى صعوبة في حياته‪.‬‬
‫‪ -3‬المصالح التحسينيية‪ :‬وهي العمال والتصرفات التي هي من مكارم الخلق والتي إذا ما فقدت ل‬
‫تؤثر على حياة النسان ل وجودا ول إستق اررا‪.‬‬
‫مثل‪ :‬معظم أحكام العبادات هي من المصالح التحسينيية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم صلة الناس مطلقا لتؤدي إلى مشقة في حياتهم أو موتهم‪.‬‬
‫‪ -‬الطهارات وأحكام الوضوء عدم ادائها ل يؤدي إلى موت الناس‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إرتداء الحجاب‪ ،‬هو دليل أن المرأة لو ام تتحجب لن تموت وأيضا ستر العورة‪.‬‬
‫‪ -‬نحن نقيسم هذه التصرفات بالنسبة لمعيارها لهميته في حياة النسان وليس بإعتبار الحكم الشرعي‪.‬‬
‫‪ -‬المصلحة الضرورية مقيدمة على الحاجيية والحاجيية مقيدمة على التحسينيية فلذلك نقول ستر العورة يجوز‬
‫كشفها لحفظ الحياة‪ ،‬لن ستر العورة من المصالح التحسينيية‪.‬‬
‫‪ -‬أمثـ ـ ـ ـ ــلة‪:‬‬
‫‪ -1‬قصة حدث أصيب به ‪ 40‬شخصا وجميعم نقلوا إلى احد المستشفيات‪ ،‬والعديد منهم يحتاج إلى إجراء‬
‫عمليات ‪ ،‬وبالطبع العملية تستغرق ‪4‬ساعات وبعضها أكتر‪ ،‬وفي خللها تمضي الصلوات‪ ،‬فهل يترك‬
‫الطبيب العملية من أجل الصلة أم يتيم العملية حتى لوذهب وقت الصلة وفات؟ا؟ا؟ا‬
‫بالطبع يجب عليه ترك الصلة وأن يصيليها حاض ار بعد النتها من العمليية‪.‬‬
‫‪ -1‬الذن بالكفر للحفاظ على الحياة‪ ،‬وتيم تقديم الحياة على الكفروالشرك بال تعالى‪.‬‬
‫‪ -‬هذه القضايا تقديريية تعود إلى الزمان وكل زمان مختلفا عن الخر‪ ،‬فمثل ممكن أن يصبح الحاجيي في‬
‫زمن ضروري في زمن آخر‪ ،‬وممكن أن يصبح الحاجيي في زمن تحسينيي في زمن آخر‪.‬‬
‫‪ -3‬مثل ‪ :‬طلب العلم‪ ،‬هو في أصله ضروري لن المة والمجتمع ل يمكن أن تبنى على الجهل‪ ،‬ولكن‬
‫قديما لم يكن النسان يدرس وكان يعيش حياة طبيعيية أيما في هذه اليام لن يموت إذا لم يدرس ولكن سوفا‬
‫يعيش في مشيقة وتعب‪.‬‬
‫‪ -‬أشياء في أصلها مباحة‪ ،‬إذا فقدت أصبحت ضروريية‪ ،‬فمثل أن أدرس هندسة نوويية هو أمر تحسينيي‬
‫بالنسبة لي ولكنه أمر ضروري لهيبة المجتمع وقوته‪.‬‬
‫‪ -‬إذن ل بيد أن نحدد المعيار أول بالنسبة للفرد والمجتمع‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سم السلم المصالح الضرورية إلى خمسة مقاصد‬
‫ب‪ -‬يق و‬
‫‪ -‬تقيسيم المصالح الضروريية إلى خمسة مقاصد أساسيية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬حفظ النفس‬
‫‪ -2‬حفظ العقل‬
‫‪ -3‬حفظ اليدين‬
‫‪ -4‬حفظ النسل‬
‫‪ -5‬حفظ المال‬
‫‪ -‬وجدوا أن أحكام الشريعة السلميية يجب ان تندرج تحت هذه المقاصد‬
‫‪ -1‬حفظ النفس‪ :‬إذا لم يكن هناك أناس على قيد الحياة من سيعبد ال عزوجل‪ ،‬وال تعالى خلق النسان‬
‫لغايتين‪:‬وهما العبادة إواعمار الرض‪.‬‬
‫‪ -‬لهذه المقاصد جانبان من الحكام‪:‬‬
‫‪ -1‬أحكام جلب إواقامة‪ :‬أي أن هناك نصوص تأمر بالطعام والشراب والزواج‪.‬‬
‫‪ -2‬أحكام رادعة ودافعة‪ ،‬وهي التي تقوم بحماية النسان في الحياة‪ ،‬إقامة القصاص‪.‬‬
‫‪ -‬أمثلة‪:‬‬
‫في حفظ النفس‪ ،‬هناك أحكام تأمر بالطعام والشراب والعلج والزواج‪.‬‬
‫في حفظ العقل‪ ،‬هناك نصوص وأحكام تحث ي على العلم‪ ،‬وتنوير العقل والتفكر والتديبر جميعها تقوم على‬
‫الحفاظ على العقل‪ ،‬وتحريم الخمر والبدع هي أيضا تحافظ على العقل‪.‬‬
‫في حفظ اليدين‪ ،‬معظم أحكام العبادات هي في أحكام الدين‪ ،‬الجهاد وحيد اليردة تحافظ على الدين‪ ،‬والنسل‬
‫والزواج من الحكام التي تؤدي إلى الحفاظ على الدين‪ ،‬وحيد الزنا وحيد القذفا تحافظ على الدين‪.‬‬
‫في حفظ المال‪ ،‬أحكام المعاملت التي تنص على الكسب الحلل والطيب‪ ،‬أحكام المواريث‪ ،‬حيد السرقة‪،‬‬
‫وحيد الربا‪ ،‬جميعها تحافظ على مقصد المال‪.‬‬
‫ج_ مدى تعولقها بالفراد والشخاص‪:‬‬
‫لدينا في هذا القسم ‪:‬‬
‫‪ -1‬مصالح شخصيية‪ :‬وهي أن المستفيد منها شخص واحد‪.‬‬
‫‪ -2‬مصالح كليية‪ :‬وهي المتعلقة بكافة الناس والمستفيد منها المجتمع بأكمله‪ ،‬ومن المثلة عليها) إنشاء‬
‫المستشفيات‪ ،‬إنشاء الطرق وتعبيدها‪ ،‬إنشاء الجامعات(‪.‬‬
‫صة بشريحة معيينة من المجتمع‪ ،‬مثل‬‫‪ -3‬مصالح أغلبيية‪ :‬وهي درجة من المصالح الكليية‪ ،‬وهي الخا ي‬
‫الطلب‪ ،‬الطباء‪ ،‬المهندسين‪ ،‬المرأة ‪ ،‬أإي حسب الفئة التي ننظر إليها وهي ليست كليية بالمجتمع بل‬
‫إنها أغلبيية‪.‬‬
‫د‪ -‬من حيث مدى قإوتها‪:‬‬
‫تقسم المصالح في هذا القسم إلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬مصالح قطعيية‪ :‬وهي المصالح الثابتة ‪ ،‬أي التي ل يختلفا في وجودها أحد‪.‬‬
‫‪ -2‬مصالح وهميية‪ :‬وهي المصالح المتخييلة ‪.‬‬
‫‪ -‬أمثـ ـ ـ ــلة‪:‬‬
‫‪ -‬كأس من العصير الطازج مكيون من مجموعة من الفواكه‪ ،‬فيه فائدة للنسان‪ ،‬هذه المصلحة تعتبر‬
‫قطعيية‪.‬‬
‫‪ -‬كأس من العصير المكيون من ماء وصبغة ) وهي الملةنات( وهي ليست مفيدة للنسان‪ ،‬فهذه مصلحة‬
‫وهميية‪.‬‬
‫‪ -‬وبين هاتين المصلحتين درجات‪ ،‬أي بين القطعيية والوهميية درجات يقيدرها المجتهد أو أصحاب‬
‫الختصاص‪.‬‬
‫هـ‪ -‬من حيث النظر الشرعيي والعتباري فهي‪:‬‬
‫‪ -1‬مصالح معتبرة‬
‫‪ -2‬مصالح ملغاة‬
‫‪ -3‬مصالح مرسلة‬
‫‪ -‬النص وسيلة لنقل مراد الشارع ل النقصد بذاته‪.‬‬
‫‪ -‬مثال‪ :‬شخص مريض وهو صائم‪ ،‬وأمره الطبيب أن يفطر لن الصيام يؤثر على حالته الصحيية‪،‬‬
‫والمرض لم يقبل ومات‪ ،‬لذلك النفس مقيدمة على حفظ اليدين لن النفس إذا ماتت فمن سيعبد ال ويعمرها‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬وضع الصولييون معايير لعتبار المصالح بشكل عام في التشريع السلمي‪:‬‬
‫‪ -1‬المعيار الول‪):‬المعيار الشرعي( وهو أدلة الشرع‪:‬‬
‫أي أن تكون المصلحة معتبرة بدليل شرعي مقبول أي ل يقتصر ذلك على القرآن الكريم والسينة إنما سيشمل‬
‫القياس والجماع‪ ،‬فإذا قيدرناها ستكون المصلحة معتبرة‪.‬‬
‫ولكن في هذا الطار وقع خلفا‪ ،‬لن المصلحة التي نتحدث عنها هي مصلحة مرسلة غير معتبرة من‬
‫الشرع‪.‬‬
‫فيسر بعض العلماء والصولييون أن المصلحة هي التي ترجع إلى قواعد وأصول ومبادئ التشريع السلمي‬
‫ولو بشكل غير مباشر‪ ،‬أي أن المصلحة المرسلة الذي يقررها قواعد ومبادئ وأصول الشريعة وليست‬
‫النصوص‪.‬‬
‫‪ -‬هناك إعتبار مباشر‪ ،‬وهو أن يأتي نص خاص أو يحصل إجماع‪ ،‬وهناك إعتبار غير مباشر‪ ،‬وهو أن‬
‫يأتي مبادئ وقواعد وأصول الشريعة عن طريق الستقراء وهو تتبع الجزئيات بأستخلص هذه القواعد‬
‫والمبادئ‪ ،‬أي أن تكون المسألة راجعة إلى الشرع من ضمن روح التشريع‪.‬‬
‫ويجب أن تكون المصلحة راجعة إلى التشريع فهناك مصالح غريبة ل يعتبرها الشرع فهي ليست معتبرة‪.‬‬
‫إذن المعيار الول الذي نرجع إليه لعتبارات المصلحة في التشريع السلمي هو أن تكون ملئمة‬
‫ومنسجمة مع روح التشريع السلمي‪.‬‬
‫‪ -2‬المعيار الثاني‪:‬موافقة العلل المعتبرة‪:‬‬
‫فالعلل لها مسالك ثبتت بها وهي مسالك العلة في القياس‪ ،‬فالركن الرابع في القياس هي العلة فإذا ثبتت‬
‫بشروطها أصبحت علل معتبرة‪ ،‬فإذا كانت المصالح على وفق هذه العلل بمسالكها المعتبرة عند الصوليين‬
‫بشروطها فهذا معيار على كون هذه المصلحة معتبرة‪.‬‬
‫‪ -‬مثـ ـ ـ ـ ــال‪:‬‬
‫مسلك المناسبة ‪ ،‬وجدنا حرمة الخمر لعلة السكار‪ ،‬واليكار إنما هو لتريتب مفاسد ومصالح بدفعها من‬
‫خلل كون الخمر يؤثر على العقل‪ ،‬وتلييفا الكبد والسرطانات وغيرها ‪ ....‬ووجدنا على هذا المنوال‬
‫مصلحة موجودة في غير الخمر‪ ،‬فمثل‪ :‬الكوكائين تحريمه مصلحة لن فيه مفاسد من هذه العلل‬
‫الفاسدة‪،‬أي فيه مفاسد تتناسب مع هذه العلل الثابتة‪ ،‬فهذه المصلحة نعتمد عليها‪.‬‬
‫‪ -‬إن النصوص في الجانب التشريعي لها جانبان‪:‬‬
‫‪ -1‬جانب تعيبدي‪ :‬ويتضمن قراءة القرآن‪.‬‬
‫‪ -2‬جانب تشريعي‪ :‬فالنصوص فيها ليست مقصودة لذاتها إوانماغ هي وسيلة لنقل مراد الشارع إلينا‪ ،‬أي‬
‫أن المطلوب تحقيق مراد الشارع‪.‬‬
‫‪ -‬ومن المثلة على ذلك‪ :‬توقيفا سيدنا عمر بن الخطاب لحيد السرقة في عام المجاعة‪ ،‬وتوقيفا سهم‬
‫المؤلفة قلوبهم‪.‬‬
‫ظن‪:‬‬
‫‪ -3‬المعيار الثالث‪ :‬غلبة ال و‬
‫تقدير المصالح قضية عقلية وهي شكل من أشكال الرأي‪ ،‬وبما أنها قضية عقلية ينبغي أن يعتمدون في‬
‫ذلك ما يكون في أغلب حالته غالبا على ظن المجتهد وحتى تكون غلبة الظن للمصلحة‪ ،‬يضع الغزالي‬
‫ثلثة سروط وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬ضروريية‪ -2 ،‬قطعيية‪ -3 ،‬كليية‬
‫فإنها تغلب على ظن المجتهد وبالتالي تكون معتبرة‪ ،‬والغزالي فيما بعد قال ممكن أن تكون حاجيية‪ ،‬أما‬
‫تحسينيية ل تكون فيها غلبة ظن‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬شروط المصـــــــلحـــــــــــة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون المصلحة معتبرة بدليل معتبر شرعا‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون المصلحة في رتبة الضرورييات أو الحاجييات‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون المصلحة حقيقية وليست وهميية إوايما أن تكون قطعيية أو قريبة منها) يعني غلبة الظن(‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تكون المصلحة غير معارضة للنص من كل وجه أما إذا عارضته تكون مصلحة ملغاة‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اللهم إني استودعتك ما استحفظت وما قإرأت وما سمعت وما مور أمام عيني فأرجعه لي وقإت حاجتي‬
‫إليه يا أرحم الراحمين‪...‬‬
‫الحمد ل الذي هدانا لهذا وما كونا لنهتدي لول أن هدانا ال‬
‫تـــــــــــوم بحمــــد ال‬
‫تمنياتي لكم بعلمات عالية وكامــــلة‬
‫ل تنسوني من صالح دعـــــــــائكم‬
‫أختكم ‪ :‬شفاء الواوي‬
‫بإشراف الدكتور رائد نصري أبو مؤنس‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫اللهم يا رب الرباب ويا تواب ويا وهاب ألهمنا الصواب في القول والعمل وحسن السؤال والجواب‪.‬‬
‫‪ -‬العــــــــــــــــــــــــرف‪:‬‬
‫هو أحد تطبيقات الجتهاد بالرأي والعقل وهو يأتي من المعرفة وهو المألوفا المستحسن‪ ،‬أي إذا ما ألفا‬
‫النسان شيء ما واستحسنه فأصبح جزءا من حياته وأصبح معروفا لديه‪.‬‬
‫فالصديق مثل قد تتعرفا عليه وعلى طبعه ومكان سكناه وتلتقي معه أكثر من مرة فيصبح شخص مألوفا‬
‫ومقبول ل ترفضه ول ترفض التعامل معه‪ ،‬أما شخص غريب ترفضه وترفض التعامل معه ومقابلته‪.‬‬
‫‪ -‬العرفا‪ :‬هو اللفا والستحسان وشيء ضروري فيه أن يكون مقبول ويشيكل مكانا بار از من حياة النسان‬
‫لذلك يقال العرفا والعادة وهي المعاودة والتكرار‪.‬‬
‫‪ -‬ال خلق النسان مدني بالطبع‪ ،‬أي بطبعه ل يستطيع أن يعيش لوحده منفردا عن الخرين‪ ،‬إذ إن حياته‬
‫تتطلب معاشرة الناس ومعايشتهم ولذلك نشهد منذ أقدم السنين أن هناك مجتمعات بينها علقات وتصرفات‪،‬‬
‫وتتشيكل تصرفات وسلوكيات في هذه المجالت ثم يصبح النسان يكررها بعد ما أدرك أن هذه القضايا هي‬
‫حسنة وتحقق له المصلحة والمقصد الذي يريده‪ ،‬لذلك يوجد لدينا مجموعة من التصرفات والفعال مقصودة في‬
‫حياتنا‪.‬‬
‫‪ -‬مثــــــــــــــــــال‪:‬‬
‫‪ -‬شاب يريد الزواج بعد القبول يبدأ بتبادل الهدايا بينه وبين الفتاة‪ ،‬هذا المثال معتاد عليه بين الشعوب منذ‬
‫سنيين‪.‬‬
‫‪ -‬في مجال المعاملت‪ :‬لتبادل الشياء بينهم نجدهم يخترعون كلمات تديل على الشراء والبيع‪:‬مثل)بيعني؟ا‬
‫اشتريت‪ ،‬بكم عليك هذا؟ا عليي بكذا‪ ،‬بيعني هذا الشي؟ا توكلي على ال‪ ،‬بيعني؟ا ال يبار كلك(‪.‬‬
‫جميع هذه اللفاظ ألفها الناس لنها تحقق مصالحهم‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم‪ :‬الحكم الديمقراطي‪ ،‬الشورى عند المسلمين‪ ،‬لم يأتي القرآن بتفاصيل الشورى ولمن يعطى الحكم‬
‫وتصميم مجلس الشورى‪ ،‬أيما الن فهناك مجالس معييته وبها أعداد معيينه‪.‬‬
‫‪ -‬إذن العرفا هو قضايا يتليقاها الناس بالقبول‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬تعريفات العرف عند بعض الصوليين‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف العرف عند ابن عابدين‪:‬‬
‫هو ما استقير في النفوس من جهة العقول تليقته الطباع السليمة بالقبول‪ ).‬طبعا نظ ار إلى حقيقة المر ومعيار‬
‫معين(‪.‬‬
‫‪ -‬العرفا مصدره الذي يحكم عليه مقبول ومستحسن هو العقل‪ ،‬ولكن العقل حتى يحكم عليه سيتم محاكمته‬
‫عن طريق الطباع السليمة‪ ،‬فالطباع السليمة معيار‪.‬‬
‫مثـــــــــــــــــال‪:‬‬
‫أن يتعارفا الناس أن يقدموا مثل لهل العروس هديية‪ ،‬من الذي قرر هذه الهديية؟ا؟ا هو العقل لما تحدثه هذه‬
‫الهديية من مويدة ومحبة بين الناس‪.‬‬
‫نعرض هذه الهديية لطباع الناس السليمة ونجد أنها تزيد من المودة لقوله عليه السلم) تهادوا تحايبوا(‪ ،‬فاعتادوا‬
‫عليها‪.‬‬
‫ولكن في هذا الزمان عندما يكون للعروس ‪ 10‬أخوال و ‪ 9‬أعمام و ‪ 6‬خالت و ‪ 7‬عيمات و ‪ 7‬إخوان والوالد‬
‫والوالدة!!! ل يستطيع الشاب إحضار هدايا لهم ‪ ،‬والعقل لم يعيد مستق ار عليه ولم يعيد هذه حسنة بالنسبة لهذا‬
‫الزمن وبالتالي بدأ الناس يتركونها‪.‬‬
‫‪ -‬اختيل القيد الول وهو ما استقر عليه ) أي مستمر( أي ثابت‪ ،‬فنقول هذا كان عرفا ولكن لم يتيمر ولم يثبت‪.‬‬
‫‪ -‬العرفا ل يقيره القرآن والسينة‪ ،‬ولكن نعرضه على الطباع السليمة والشرع‪ ،‬فإذا وافقها نقيرها إواذا لم يوافقها‬
‫نتركها‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف القرافي) وهو إمام مالكي(‪:‬‬
‫العرفا هو غلبة معنى من المعاني على الناس‪ ).‬في هذا التعريفا نظر إلى حقيقة المر ومعيار آخر وهو‬
‫المصلحة الغالبة عند الناس(‬
‫انظروا إلى مكان العقل والجتهاد والتي تميثل بالمعاني‪ ،‬وحتى تسيمى عرفا يجب أن تكون غالبة عند الناس‬
‫فالكيل يتعامل بها‪.‬‬
‫مثــــــــــــــــــــال‪:‬‬
‫‪ -‬رأى أهل مصر أن هناك مصلحة لوليي المر إذا ما جاء خاطب لبنته أن يقيدم أثاث البيت لبنته‪ ،‬أي‬
‫يأتي الخاطب بالبيت ويقوم الوليي بفرش البيت‪ ،‬فرأى أهل مصر أن هذا العرفا فيه معنى‪ ،‬فهو موجود‬
‫في غالبية أهل مصر ومعتاد ومعروفا عندهم‪ ،‬هذا المعنى غلب على الناس وأصبح عرفا ملزما‬
‫وبالتالي الخروج عليه هو الستثناء‪ .‬لذلك الذي ل يفعل ذلك من أولياء العروسات سيقابل باستهجان‬
‫من الناس‪.‬‬
‫‪ -‬لذلك نجد المصريين مشغولين منذ بدء زواجهم وبعدها الخلفة وهم يستعيدون لتجهيز البنات لنه يسبب‬
‫له عبء مالي‪.‬‬
‫‪ -‬أيما في الردن يقيدم الوالد لبنته الكثير إذا كان العريس فقير أو ميسورة حاله ولكن يتصفا بالرجولة‬
‫والتقوى والصلح‪ ،‬ولكن هذا ليس المعنى الغالب والعم‪.‬‬
‫‪ -3‬تعريف الشيخ مصطفى الزرقإا‪:‬‬
‫البعض حاول أن يفيرق بين العرفا والعادة؟ا؟ا فيحملون العرفا على القوال‪ ،‬والعادات على الفعال ولكن في‬
‫التدقيق ل فرق بينهما‪ ،‬والصولييون لم يفرقوا بينها بل إنهم قالوا إين المعنى واحد وهو متقارب إوان كان الذي‬
‫اشتهر على ألسنتهم العرفا وليس العادة ل سييما في القواعد الفقهيية‪ ،‬فالعادة لها ذكر كثير وخصوصا في قاعدة‬
‫) العادة محيكمة(‪.‬‬
‫‪ -4‬تعريف الحنابلة‪:‬‬
‫العرفا هو كل ما عرفته النفوس ميما ل تريده الشريعة فالعرفا ما عرفه العقلء بأنه حسن وأقيرهم الشارع عليه‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬أقإسام العـــــــــــــــــــــرف) العادات(‪:‬‬
‫‪ -‬التقسيم الول‪:‬‬
‫أ‪ -‬باعتبار المتعلق‪:‬‬
‫‪ -1‬عرفا قولي )لفظي(‬
‫‪ -2‬عرفا فعلي‬
‫ـــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬العراف القولوية ) اللفظوية(‪:‬‬
‫هي اللفاظ ذات الستعمال الخاص بمعنى معين في نطاق معين تعارض الناس على استعمالها فيه‪.‬‬
‫أي أين هناك كلمات تجد الناس يستخدمونها لمعنى معين إواذا انتقلت إلى مكان آخر تجد الكلمة نفسها في‬
‫معنى آخر ول يكون بينهما رابط‪.‬‬
‫‪ -‬مثـــــــــــــــــــال‪:‬‬
‫‪ -‬البيئات البحريية‪ :‬يقولون عن السمك لحم أيما في البيئات المدنيية يقولون عن اللحم هو لحم الخروفا‪.‬‬
‫‪ -‬في العراق يقولون عن اليدايبة والمقصود منها الحصان ‪ ،‬أيما في مناطق أخرى يقولون عن اليدايبة والمقصود‬
‫منها هو الحمار والبغال‪.‬‬
‫‪ -‬معنى القياس‪ :‬عند أهل الشريعة له مفهوم خاص‪ ،‬وفي كليية التربيية له مفهوم آخر يختلفا عن أهل الشريعة‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -2‬العراف العملوية‪:‬‬
‫هو ما كان موضوعه بعض العمال التي اعتادها الناس في أفعالهم العاديية أو تعاملتهم المدنيية‪ ،‬أي ما جرى‬
‫عليه العمل‪.‬‬
‫‪ -‬مثــــــــــــــــــــال‪:‬‬
‫‪ -‬تقسيم المهر إلى مقدم ومؤخر في هذا الزمان‪ ،‬والصل أن يكون المهر كله عاجل‪.‬هذا يسيمى عرفا عملي‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬التقسيم الثاني‪:‬‬
‫ب‪ -‬باعتبار مدى شمول العرف‪ ،‬وينقسم إلى قإسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬عرفا خاص‬
‫‪ -2‬عرفا عام‬
‫ــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬عرف الخاص‪:‬‬
‫هو الذي يكون مخصوصا ببلد أو مكان أو زمان دون آخر أو فئة من الناس دون أخرى ويتغيير من زمان‬
‫لخر‪ ).‬أي أنه متعلق بإقليم معين(‪.‬‬
‫‪ -‬مثــــــــــــــــــــــال‪:‬‬
‫‪ -‬العرفا في آليية تنفيذ فكرة المهر إلى ) مقيدم ومؤخر(‪.‬‬
‫‪ -‬قد يكون العرفا متعلق بمجموعة من الناس‪ ،‬الناس يصنفون بحسب طبيعة العمل ولكيل عمل أعرافه‬
‫الخاصة به‪ ،‬فاليتجار لهم أعرافهم‪ ،‬والطباء لهم أعرافهم‪ ،‬واليسواقين لهم أعرافهم ‪ ،‬ويمكن أن تكون هذه العرافا‬
‫إيما قوليية أو عمليية‪.‬‬
‫في هذه اليام تطورت هذه العرافا وأصبح عندنا ما يسيمى بالنقابات التي تضبط أعرافا الطباء‪ ،‬المحامين‪،‬‬
‫المهندسين‪ ،‬الصيادلة‪ ،‬فمثل‪ :‬لو كان هناك نزاع بين طبيبين‪ ،‬فالنقابة هي التي تحيل النزاع بينهم المشكلة‬
‫المتعيلقة بمهنتهم‪.‬‬
‫‪ -‬المعروفا بين التجار كالمشروط شرطا‪.‬‬
‫‪ -‬العرفا الخاص المتعلق بفئة من الناس هو الكثر تعارفا واشتها ار بين الناس‪.‬‬
‫‪ -‬المعيار متعلق بالفئة‪ ،‬وفئات الناس وأعرافهم تنقسم بحسب الفئة‪ ،‬وممكن أن يضيم أكثر من فئة مثل‪ :‬تاجر‬
‫ويكون في نفس الوقت طبيب ومن كبار اليسن‪.‬‬
‫‪ -‬مثـــــــــــــــــــــال‪:‬‬
‫‪ -‬كشفا الرأس للرجل كان يعيد من خوارم المروءة قديما‪ ،‬أما الن فل ولذلك تختلفا من زمن دون زمن‪.‬‬
‫‪ -‬الطعام ‪ :‬من المثلة أن طعام معين يكون متعارفا عند بلد وبلد آخر ل يكون متعارفا عندها‪.‬‬
‫ضب ليأكله فقال عليه السلم‪ ):‬إيني أعفه لنه ليس من طعام قومي(‪.‬‬
‫عندما أتي إلى النبي عليه السلم بال ي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -2‬العرف العام‪:‬‬
‫هو الذي يكون منتش ار في جميع البلد وبين جميع اليناس ول تتغير بتغير الزمان والمكان إل في ضييقة جدا‬
‫جدا‪.‬‬
‫‪ -‬مثــــــــــــــــــــــــال‪:‬‬
‫حديثـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‪:‬‬
‫‪ -‬الدينار الردني‪ :‬عرفا خاص‬
‫‪ -‬الدولر‪ :‬عرفا عام‬
‫قدي ـ ـ ـ ـ ــما‪:‬‬
‫‪ -‬الدينار السلمي‪ :‬عرفا عام‬
‫‪ -‬الدينار الخر‪ :‬عرفا خاص‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬التقسيم الثالث‪:‬‬
‫ج‪ -‬باعتبار موافقته أو مخالفته لدلة الشرع وينقسم إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬العرفا الصحيح‬
‫‪ -2‬العرفا الفاسد‬
‫ـــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬العرف الصحيح‪:‬‬
‫وهو الذي يوافق أدلة الشرع أو ل يخالفها‪.‬‬
‫ما يتعارفه أهل المدن وأهل القرى من عادات إذا كانت على وفق الشرع أو ل يوجد شيء يخالفا الشرع فهي‬
‫صحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬مثــــــــــــــــــــــال‪:‬‬
‫ص على تبادل الهدايا‬
‫‪ -‬التخيرج‪ :‬الهدايا بين الناس )هذا عرفا(‪ ،‬هل هذا موافق للشريعة؟ا؟اجاءت الشريعة تن ي‬
‫وتقوية المويدة بين المجتمع لقوله عليه السلم‪):‬تهادوا تحايبوا(‪ ،‬فهو عرفا صحيح‪.‬‬
‫‪ -2‬العرف الفاسد‪:‬‬
‫وهو الذي يناقض أحكام الشرع ونصوصه‪.‬‬
‫‪ -‬مثــــــــــــــــــال‪:‬‬
‫‪ -‬اعتياد وتعارفا الناس على التعامل بالربا‪ ).‬عرفا(‬
‫‪ -‬البنوك الربويية‪.‬‬
‫‪ -‬اعتياد البنات على عدم لبس الحجاب‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الخمور في حفلت الزواج وغيرها‪.‬‬
‫فهذا عرفا فاسد لنه مناقض للحكام الشرعيية‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬شروط العرف ومتى يكون معتب ار أو حجة حتى نقبله ونتعامل‬
‫به‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ل يصيرح المتعاقدان بخلفه‪ ،‬فالعرفا معتبر مالم تظهر إرادة طرفي العرفا أنهما ل يريدان اللتزام به‪.‬‬
‫‪ -‬مثـ ـ ـ ـ ــال‪ :‬بيع منزل ) أراد أن يبيعه لصديقه(‪ ،‬ب ‪ 50000‬ر واتفقا على ذلك‪ ،‬أي على خلفا العرفا لن‬
‫العرفا أن التعامل أن يكون بالدينار الردني‪.‬‬
‫‪ -‬العرفا حجة مالم يظهر بخلفه‪ ،‬فإذا تنازعا واختلفا فيما بينهم‪ ،‬فإن القاضي يحكم ليس بالعرفا إوانما بما‬
‫اتفقا عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون العرفا مقارنا للتصرفا أي موجودا عند إنشائه أو سابقا له‪.‬‬
‫مثـ ـ ــال‪ :‬اللحق ل نحكم به على السابق‪ ،‬كان قديما دفع المهر كامل والعريس لم يدفع المهر والن عندنا مقدم‬
‫ومؤخر‪ ،‬واختلفا الزوجان‪ ،‬فقال لها الزوج‪ :‬سأعطيك المقدم والمؤخر بعدين) أي لحقا(‪ ،‬فنحن نحكم بينهم‬
‫بالعزة الذي اقترن بهم وقت زواجهم‪.‬‬
‫‪ -‬مثال آخر‪ :‬رجلن اتفقا على بيع أرض وتعاقدوا على حسب الدينار العراقي سنة ‪ ،1980‬وهذه العملة الن‬
‫ملغيية‪ .‬ولكن إذا تنازعا نحاكمهم على قيمة العملة قديما إوان ألغيت وليس على العملة الجديدة الن‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون العرفا مطردا ظاه ار حتى يتبادر إلى الذهن) الفهم(‪.‬‬
‫ومعنى مطردا‪ :‬أي مستم ار ومنتشرا‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ل يعارض النص بكيل وجه‪ ،‬يعني إذا عارضته بوجه دون كيل الوجوه فنقول هذا الوجه غير معتبر ما‬
‫دام معمول به‪.‬‬
‫‪ -‬النص ينهى عن بيع المعدومات‪ :‬البيوع المعدومة أمثلتها كثيرة‪:‬‬
‫أ‪ -‬الخمر حرام‪ :‬تقديم الخمور في حفلت الزواج وشربه أصح عرفا‪ ،‬هذا العرفا عارض النص من كل وجه‪.‬‬
‫ب‪ -‬بيع المجهول‪ :‬وأمثلتها دخول الحمامات‪ ،‬البوفيه المفتوح‪ ،‬جاء العرفا وضبط الكمية والوقت بها‪ .‬هذا‬
‫العرفا ليس معارضا النص من كل وجه‪.‬‬
‫إذن المر مستقر على حجيية العرفا‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬تعريف القياس من كتاب الرسالة للمام الشافعي‪:‬‬
‫‪ -‬المــــــــــــــــــــــــــــــتن‪:‬‬
‫‪ .122‬والقياس ما طلب بالدلئل على موافقة الخبر المتقدم ‪ ،‬من الكتاب أو السنة‪،‬‬ ‫)ص ‪-40-‬‬
‫لنهما علم الحق المفترض طلبه‪ ،‬كطلب ما وصفت قبله ‪،‬من القبلة والعدل والمثل ‪.‬‬
‫‪ .123‬وموافقته تكون من وجهين‪:‬‬
‫‪ .124‬أحدهما‪ :‬أن يكون ال أو رسوله حرم الشيء منصوصا أو أحله لمعنى‪ ،‬فإذا وجدنا ما في مثل ذلك‬
‫المعنى فيما لم ينص فيه بعينه كتاب ول سنة‪ :-‬أحللناه أو حرمناه ‪،‬لنه في معنى الحلل أو الحرام ‪.‬‬
‫‪ .125‬أو نجد الشيء يشبه الشيء منه والشيء من غيره‪ ،‬ول نجد شيئا أقرب به شبها من أحدهما ‪ :‬فنلحقه‬
‫بأولى الشياء شبها به‪ ،‬كما قلنا في الصيد‪.‬‬
‫‪ .126‬قال الشافعي‪ :‬وفي العلم وجهان‪ :‬الجماع والختلفا‪ .‬وهما موضوعان في غير هذا الموضع ‪(.‬‬
‫‪ -‬الشـــــــــــــــــــــــــــــــــــرح‪:‬‬
‫الخبر هو النص وهو ) القرآن والسنة( هذا المصدر النقلي‪ ،‬يطلب المجتهد أم ار على موافقته أي يبذل جهده في‬
‫البحث عن العلة فل بيد أن يكون هناك دليل ويكون متوافق مع حكم الخبر‪.‬‬
‫لنهما الخبر) القرآن والسنة( هو علم الحق وهو ثابت ونحن نقيس على موافقتهما‪ ،‬يجب أن يكون هناك دليل‬
‫مشبه القياس كالقبلة أي أن يكون موافق لنص من ال وموافقته تكون من وجهين‪:‬‬
‫‪ -‬أن يأتي النص سواء بحكم الباحة أو بحكم التحريم ) علة إباحة هذا المر هي كذا(‪ ،‬في القياس ينظر إلى‬
‫ص فيه( فإذا كانت موجودة أحللنا إواذا لم تكن موجودة حريمنا حسب الحكم الصلي‪.‬‬
‫العلة ) فيما ل ن ي‬
‫مثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‪:‬‬
‫واحد اصطاد غزال بالحرم وعليه فدية‪ ،‬من أين يأتي بغزال؟ا؟ا هناك شاة وبقرة‪ ،‬والبقرة تشبه الغزال أكثر من‬
‫الشاة‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬تعريف القياس من كتاب البهاج لبن السبكي) وهو شافعي (‪:‬‬
‫‪ -‬المتـــــــــــــــــــــــــــــــــن‪:‬‬
‫)وهو إثبات حكم معلوم في معلوم آخر لشتراكهما في علة الحكم عند المثبت أقول القياس في اللغة التقدير‬
‫ومنه قست الرض بالخشبة أي قدرتها بها والتسوية ومنه قاس النعل بالنعل أي حاذاه وفلن ل يقاس بفلن‬
‫أي ل يساويه ‪.‬‬
‫وبهذا المعنى يطلق على القياس المصطلح لن الفرع يساوي الصلي في الحكم وأما تعريفه في الصطلح‬
‫بين العلماء فقد ذكروا فيه أمور أقربها ما ذكره المصنفا)هو البيضاوي( وهو الذي أبداه المام) هو الرازي(‬
‫في المعالم) وهو إثبات مثل حكم معلوم في معلوم آخر لشتراكهما في علة الحكم عند المثبت ‪ 2‬قال المام‬
‫)هو الرازي(ونعني بالثبات القدر المشترك بين العلم والعتقاد والظن سواء أتعلقت هذه الثلثة بثبوت الحكم‬
‫أم بعدمه وأما المثال فبديهي التصور لن كل عاقل يعرفا بالضرورة كون الحار مثل للحار في كونه حا ار‬
‫ومخالفا للبارد في ذلك إوانما قلنا إثبات مثل حكم ولم نقل إثبات حكم لن عين الحكم الثابت في الصل‬
‫ليس هو عين الثابت في الفرع بل مثله وأما الحكم فسبق تفسيره في أول الصول وأما المعلوم فلسنا نعني به‬
‫مطلق متعلق العلم فقط بل ومتعلق العتقاد والظن والفقهاء يطلقون لفظ العلم على هذه المور إوانما قلنا‬
‫معلوم ولم نقل موجود ول شيء لجريان القياس في المعدوم والموجود والشيء عند الشاعرة ل يطلق على‬
‫المعدوم إوانما لم يذكره بدل المعلومين الصل والفرع لرفع إيهام كون الفرع والصل وجوديين وذلك لن‬
‫الصل ما يتولد منه شيء والفرع ما تولد عن شيء إوانما قلنا في معلوم آخر لن القياس كما عرفت هو‬
‫التسوية بين المرين فيستدعي وجود المنتسبين إوانما قلنا لشتراكهما في علة الحكم لن القياس ل يوجد‬
‫بدون العلة إوانما قلنا عند المثبت ليشمل الصحيح والفاسد في نفس المر إوانما لم يقل بدل المثبت المجتهد‬
‫ليعم كل مثبت من مجتهد وغيره وقوله مثل حكم كلهما مضافا بغير تنوين أعني مثل وحكم ومعلوم‬
‫مضافا إليه منون ولهذا قال في المعالم إثبات مثل حكم صورة لصورة أخرى وهو أوضح‬
‫قال "قيل الحكمان غير متماثلين في قولنا لو لم يشترط الصوم في صحة العتكافا لما وجب بالنذر‬
‫كالصلة قلنا تلزم والقياس لبيان الملزمة والتماثل حاصل على التقدير والتلزم والقتران ل نسميها‬
‫قياسا"اعترض على حد القياس هذا بأنه غير جامع لنه ينتقض بقياس العكس وهو تحصيل نقيض حكم‬
‫معلوم في غيره لفتراقهما في علة الحكم وقياس التلزم والمقدمتين والنتيجة أما قياس العكس فكقول الحنفي‬
‫لو لم يكن الصوم شرطا لصحة العتكافا مطلقا لم يصر شرطا بالنذر قياسا على الصلة فإنها لما لم تكن‬
‫شرطا لحصة العتكافا في الصل لم تكن شرطا له بالنذر إذ لو نذر أن يعتكفا مصليا لم يلزمه الجمع‬
‫بخلفا ما لو نذر أن يعكتفا صائما والثابت في الصل نفي كون الصلة شرطا لها وفي الفرع إثبات كون‬
‫الصوم شرطا فحكم الفرع ليس حكم الصل بل يقتضيه(‬
‫‪ -‬الشـــــــــــــــــــــــــــرح‪:‬‬
‫‪ -‬قياس الخشبة‪ :‬تقدير‪ ،‬وقياس النعلين‪ :‬تساوي‪.‬‬
‫‪ -‬القياس في الصطلح وهو إعطاء حكم متساوي للفرع مساوي للحكم الموجود في الصل‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يطلق الصوليون لفظ المام) يقصدون فخر الدين الرازي(‬
‫‪ -‬القياس إما إثبات حكم أو نفي حكم‪ ،‬والثبات ل يقصد به القطعيية‪ ،‬ل يقصد به أن يكون إثباتا حقيقييا قطعييا‬
‫إوانما يثبت بأن يكون قدر معين يطلق عليه الثبات‪.‬‬
‫‪ -‬المثليية مفهومة للناس‪ ،‬وجاء بها لننا عندما نثبت حكما للفرع‪ ،‬مث ــال‪ :‬الرز مثل القمح في الحرمة وبينهما‬
‫اختلفا‪ ،‬وهذا الختلفا يغيير شيئا في الحرمة‪.‬‬
‫وهذا يتضح أن هناك أحكاما للشياء تتوقفا على مجموعة من العوامل‪ ،‬مثل هناك مسألة لها ‪ 5‬عوامل ومسألة‬
‫‪ 6‬عوامل‪ ،‬فلذلك الحكم الذي تعيلق ب ‪ 5‬عوامل غير المتعلق ب ‪ 6‬عوامل‪.‬‬
‫‪ -‬مث ـ ـ ـ ــال آخر‪ :‬عندما جاء رجل وسأل النبي عليه السلم عن حكم التقبيل في رمضان فقال له ل يجوز‪ ،‬ورجل‬
‫آخر سأله وقال له يجوز‪.‬‬
‫الرجلن‪ :‬مسلمان‪ ،‬وصائمان ونفس الشهر وهو رمضان‪ ،‬ونفس الحكم وهو التقبيل‪ ،‬ولكن أحدهما كهل والخر‬
‫شاب‪.‬‬
‫‪ -‬مث ـ ـ ـ ــال آخر‪ :‬حكم القضاء والداء عن الب‪ ،‬الحج هو عبادة‪ ،‬والدين هو حق بشري‪ ،‬الحكم مثله ولكن ليس‬
‫هو نفسه‪.‬‬
‫الفرع ل تثبت نفس الحكم في الصل‪ ،‬ولنه ل يعقل أن تتكرر المسألة والحكم نفسه بسبب تعدد الزمان‪.‬‬
‫‪ -‬الصل ما تولد عن الشيء‪ ،‬والفرع ما تولد من الشيء‪.‬‬
‫‪ -‬المثبت هو المجتهد والقائس‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬تعريف سود الذرائع عند المام بدر الدين الزركشي في كتاب البحر المحيط‪:‬‬
‫)قال الباجي‪ :‬ذهب مالك إلى المنع من سد الذرائع‪ ,‬وهي المسألة التي ظاهرها الباحة ويتوصل بها إلى‬
‫فعل المحظور‪ ,‬مثل أن يبيع السلعة بمائة إلى أجل‪ ,‬ويشتريها بخمسين نقدا‪ ,‬فهذا قد توصل إلى خمسين‬
‫بذكر السلعة‪ .‬وقال أبو حنيفة والشافعي‪ :‬ل يجوز المنع من سد الذرائع‪ .‬قلنا‪ :‬قوله تعالى‪} :‬ييا أيييها اللذذيين‬
‫ضيرةي امليبمحذر{ ]سورة‬ ‫ت حا ذ‬ ‫ذ لذ‬ ‫ذ‬
‫آيمننوا ل تينقولنوا يارعينا{ ]سورة البقرة‪ [104 :‬وقوله‪} :‬يوامسأيملهنمم يعذن املقيمريية التي يكاين م ي‬
‫العرافا‪ [163 :‬وقوله عليه السلم‪" :‬لعن ال اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها وأكلوا أثمانها"‬
‫‪ ,1‬وقوله عليه السلم‪" :‬دع ما يريبك إلى ما ل يريبك" ‪ 2‬وقوله عليه السلم‪" :‬الحلل بين والحرام بين‬
‫وبينهما مشتبهات" ‪ .3‬انتهى‪.‬‬
‫وقال القرطبي‪ :‬وسد الذرائع ذهب إليه مالك وأصحابه وخالفه أكثر الناس تأصيل‪ ,‬وعملوا عليه في أكثر‬
‫فروعهم تفصيل‪ ,‬ثم حرر موضع الخلفا فقال‪ :‬اعلم أن ما يفضي إلى الوقوع في المحظور إما أن يلزم منه‬
‫الوقوع قطعا أو ل‪ ,‬والول ليس من هذا الباب‪ ,‬بل من باب ما ل خلص من الحرام إل باجتنابه ففعله حرام‬
‫من باب ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب‪ .‬والذي ل يلزم إما أن يفضي إلى المحظور غالبا أو ينفك عنه‬
‫غالبا أو يتساوى المران وهو المسمى ب "الذرائع "عندنا‪ :‬فالول ل بد من مراعاته‪ ,‬والثاني والثالث اختلفا‬
‫الصحاب فيه‪ ,‬فمنهم من يراعيه‪ ,‬ومنهم من ل يراعيه‪ ,‬وربما يسميه التهمة البعيدة والذرائع الضعيفة‪.‬‬
‫وقريب من هذا التقرير قول القرافي في "القواعد"‪ :‬إن مالكا لم ينفرد بذلك‪ ,‬بل كل واحد يقول بها‪ ,‬ول‬
‫خصوصية للمالكية بها إل من حيث زيادته فيها‪ .‬قال‪ :‬فإن من الذرائع ما هو معتبر إجماعا‪ ,‬كالمنع من‬
‫حفر البار في طريق المسلمين‪ ,‬إوالقاء السم في طعامهم‪ ,‬وسب الصنام عند من يعلم من حاله أنه يسب‬
‫ال‪ .‬و "منها" ما هو ملغي إجماعا‪ ,‬كزراعة العنب‪ ,‬فإنها ل تمنع خشية الخمر إوان كان وسيلة إلى المحرم‪,‬‬
‫و "منها" ما هو مختلفا فيه‪ ,‬كبيوع الجال‪ ,‬فنحن نعتبر الذريعة فيها وخالفنا غيرنا‪ .‬فحاصل القضية أنا قلنا‬
‫بسد الذرائع أكثر من غيرنا‪ ,‬ل أنها خاصة‪.‬‬
‫قال‪ :‬وبهذا نعلم بطلن استدلل أصحابنا على الشافعية في هذه المسألة بقوله }يول تينسيبوا اللذذيين ييمدنعوين ذممن‬
‫ندوذن الللذه فييينسيبوا الللهي يعمدوضا{ ]سورة النعام‪ [108 :‬وقوله‪} :‬يوليقيمد يعلذممتننم اللذذيين امعتييدموا ذممننكمم ذفي اللسمبذت{ ]البقرة‪:‬‬
‫‪ [65‬فقد ذمهم بكونهم تذرعوا للصيد يوم السبت المحرم‪ .‬عليهم بحبس الصيد يوم الجمعة‪ .‬وقوله عليه‬
‫السلم‪" :‬لعن ال اليهود حرمت عليهم الشحوم" الحديث‪ .‬وبالجماع على جواز البيع والسلفا مفترقين‪,‬‬
‫وتحريمهما مجتمعين للذريعة إليها‪ .‬وبقوله عليه السلم‪" :‬ل تقبل شهادة خصم وظنين" خشية الشهادة‬
‫بالباطل‪ ,‬ومنع شهادة الباء للبناء‪.‬‬
‫إوانما قلنا‪ :‬إن هذه الدلة ل تفيد في محل النزاع لنها تدل على اعتبار الشرع سد الذرائع في الجملة‪ ,‬وهذا‬
‫أمر مجمع عليه‪ ,‬إوانما النزاع في ذريعة خاصة‪ ,‬وهي بيوع الجال ونحوها‪ ,‬فينبغي أن تذكر أدلة خاصة‬
‫بمحل النزاع‪ .‬إوان قصدوا القياس على هذه الذرائع المجمع عليها فينبغي أن تكون حجتهم القياس‪ ,‬وحينئذ‬
‫فليذكروا الجامع حتى يتعرض الخصم لرفعه بالفارق‪.‬‬
‫وهم ل يعتقدون أن دليلهم القياس‪ ,‬فإن من أدلة محل النزاع حديث زيد بن أرقم أن أمة قالت لعائشة‪ :‬إني‬
‫بعت منه عبدا بثمانمائة إلى العطاء واشتريته نقدا بستمائة فقالت عائشة‪ :‬بئس ما اشتريت‪ ,‬وأخبري زيد بن‬
‫أرقم أنه أبطل جهاده مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أن يتوب ‪.1‬‬
‫قال أبو الوليد بن رشد‪ :‬وهذه المبالغة كانت من أم ولد زيد بن أرقم ومولها قبل العتق‪ ,‬فيتخرج قول عائشة‬
‫على تحريم الربا بين السيد وعبده‪ ,‬مع القول بتحريم هذه الذرائع ولعل زيدا ل يعتقد تحريم الربا بين السيد‬
‫وعبده قال‪ :‬ول يحل لحد أن يعتقد في زيد أنه واطأ أم ولده على الذهب بالذهب متفاضل إلى أجل‪ .‬وقول‬
‫عائشة‪ :‬أحبط عمله‪ .‬مع أن الحباط ل يكون إل بالشرك‪ ,‬لم ترد إحباط السقاط بل إحباط الموازنة‪ ,‬وهو‬
‫وزن العمل الصالح بشيء‪ ,‬كقوله‪ " :‬من ترك صلة العصر فقد حبط عمله" ‪ 1‬والقصد ثم المبالغة في‬
‫النكار ل التحقيق‪ ,‬وأن مجموع الثواب المتحصل من الجهاد ليس باقيا بعد هذه السيئة‪ ,‬بل بعضه‪ ,‬فيكون‬
‫الحباط في المجموع من حيث هو مجموع‪ ,‬بحيث لو اقتدى به الناس انفتح باب الربا نسيئة‪(.‬‬
‫‪ -‬الشــــــــــــــــــــــــــــــــــرح‪:‬‬
‫‪ -‬ذهب المام مالك إلى المنع من سد الذرائع‪ :‬من هنا سببية‪.‬‬
‫‪ -‬شراء السلح هو في أصله جائز ولكن لمن أراد أن يقتل فل يجوز‪.‬‬
‫‪ -‬شراء العنب جائز ولكن لمن أراد أن يعمل به خمر فل يجوز‪.‬‬
‫‪ -‬سد الذرائع اشتهر به المالكية ولما بدأ به الزركشي بدأ بهم وهو الباجي وهو من علمائهم‪.‬‬
‫الباجي هو أبو الوليد الباجي صاحب كتاب أحكام الفصول‪.‬‬
‫‪ -‬استخدم العلماء شيء في اللغة العربية اسمه ) حروفا المعاني( و)من( هنا سببيية‪ ،‬أي ذهب إلى تحريم‬
‫الشياء بسبب سيد الذرائع‪.‬‬
‫‪ -‬بيع العينة حيرمه المام مالك سيدا للذريعة‪.‬‬
‫‪ -‬عند الشافعيية ل يجوز المنع لنهم يحكمون على الشياء من ظواهرها‪.‬‬
‫‪ -‬مثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‪ :‬واحد يشتري عنب وهو صاحب خيمارة‪ ،‬عند المالكية والحنابلة والمتأخرين من الشافعية ل يجوز‪،‬‬
‫ويجوز عند الشافعية الوائل‪.‬‬
‫‪ -‬مث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‪ :‬واحد جاء يؤجر محيل للبنك‪ ،‬عقد الجارة جائز ولكن أنت تؤجره المحل تساعده على عمل‬
‫تعاقدات ربويية ‪ ،‬ومثلها النوادي الليليية ‪.‬‬
‫‪ -‬سد الذريعة أن ننظر إلى حقيقة هذا الفعل هل يؤدي إلى مصلحة أم إلى مضيرة؟ا؟ا؟ا فإذا كان مضيرة فعندنا‬
‫درء المفاسد أولى من جلب المصالح وهذا التطبيق الحقيقي لسيد الذرائع‪.‬‬
‫‪ -‬الفعل إما أن يؤدي إلى مفسدة‪ -1 :‬بشكل ظيني‪ ،‬أو ‪ -2‬بشكل قطعي‬
‫القرطبي يقول هذا احتجاج محيل النزاع لن كل العلماء يرفضونه وهذا هو ) بشكل قطعي(‪.‬‬
‫ي الدرجات وهي‬
‫أما بشكل ظيني يكون على درجات فنرى أ ي‬
‫‪ -1‬ظين غالب أن يؤدي إلى المور المحظورة‪.‬‬
‫‪ -2‬ظين غالب أن ل يؤدي إلى المور المحظورة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تتساوى الحتمالت يمكن أن تؤدي وممكن ل تؤدي‪.‬‬
‫النقطة )‪ (3 ،2‬هي محيل الخلفا‪.‬‬
‫‪ -‬القرافي‪ :‬يقول إن سد الذرائع صحيح ولكن الستدللت علما بأنها غير صحيحة لنها بالجملة‪.‬‬
‫‪ -‬يستديل على سيد الذرائع بفقه عائشة لنها اعترضت على البيع‪ ،‬اعتقدت عائشة أن يؤدي ذلك إلى الربا وهذا‬
‫ل يعتبر‪ ،‬ل‪ ،‬العبد وما ملكت يداه لسييده فهو ملك سييده‪.‬‬
‫‪ -‬معنى واطأ‪ :‬أي اتفق‬
‫‪ -‬معنى كلمة إحباط‪ :‬المبالغة في الذم والتنفير‪.‬‬
‫‪ -‬معنى كلمة تأصيل‪ :‬أي أنهم يقولون سد الذرائع ليس مصدر وحجة ولكن عند التطبيق يطبقونه‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ملحــــــــــــــظة هاومـــــــــــــــــة‪:‬‬
‫على الزملء العزاء عليكم قراءة المتون جميعها حتى تفهموا المطلوب جييدا‪ ،‬لنه ل يكفي قراءة الشرح فقط‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اللهم إني استودعتك ما استحفظت وما قإرأت وما تعولمت وما مور أمام عيني فأرجعه لي وقإت حاجتي إليه إنك‬
‫على كل شيء قإدير يا أرحم الراحمين‪ ،‬حسبنا ال ونعم الوكيل‪....‬‬
‫الحمد ل الذي هدانا لهذا وما كونا لنهتدي لول أن هدانا ال‪...‬‬
‫عند النسيان في المتحان إقإرؤا‪ :‬ربنا ل تؤخذنا إن نسينا أو أخطأنا‪ ،‬اللهم راد الضالة‪ ،‬هادي الضالة‪ ،‬أنت‬
‫تهدي من الضللة‪ ،‬اردد علوي ضالتي بقدرتك وسلطانك فإنها من عطائك وفضلك‪...‬‬
‫تمنياتي لكم بعلمات كاملة ونتائج ممتازة‪...‬إن أصبت فمن ال إوان أخطأت فمن نفسي والشيطان‬
‫‪...‬سامحوني ول تنسوني من دعائكم الصالح‪.....‬‬
‫أختكم ‪ :‬شفاء الواوي‬
‫بإشراف الدكتور‪ :‬رائد نصري أبو مؤنس‬
‫المادة‪ :‬المدخل إلى أصول الفقه السلمي‬

You might also like