Professional Documents
Culture Documents
الفأل المفترى عليه!
الفأل المفترى عليه!
البعيدة عنها كل البعد ،حتى التبس األمر على كثير من الناس وظنوا أن
تلك المفاهيم المنحرفة ال تتعارض مع الشرع ،أو ظنوا أنها جزء منه .
A L B A Y D H A . C O M
1
وفي السطور التالية سأتناول كل واحد من هذه المصطلحات بالتعريف
ورد هذا اللفظ في عدة مواضع من السنة النبوية في معرض المدح ،أو
اإلعجاب ،ومن ذلك قوله [ : ال طيرة ،وخيرها الفأل ] ،1وقوله عليه الصالة
والسالم [ :ال عدوى وال طيرة ،ويعجبني الفأل الصالح ] . 2ولما سئل :ما
الحسنة ] .4
ليس لها تعلق بإقدام المرء أو إحجامه .يقول ابن القيم رحمه الله » :ليس
الطبيعة ،وموجب الفطرة اإلنسانية التي تميل إلى ما يوافقها ويالئمها ،
1أخرجه البخاري في صحيحه - 135 / 7 :كتاب :الطب -باب :الطيرة -برقم ، 5754 :وغيره .
2أخرجه البخاري في صحيحه - 135 / 7 :كتاب :الطب -باب :الطيرة -برقم ، 5756 :وغيره .
3أخرجه البخاري في صحيحه - 135 / 7 :كتاب :الطب -باب :الطيرة -برقم ، 5754 :وغيره .
4أخرجه البخاري في صحيحه - 135 / 7 :كتاب :الطب -باب :الطيرة -برقم ، 5756 :وغيره .
A L B A Y D H A . C O M
2
والله جعل في غرائز الناس اإلعجاب بسماع االسم الحسن ومحبته ،وميل
الفالح والسالمة والنجاح والتهنئة والبشرى والفوز والظفر ونحو ذلك « . 5
ً
اتفاقا والفأل ال يكون بقصد من اإلنسان وال بسعي منه ،بل يحصل
فينشرح به الصدر ،قال ابن تيمية رحمه الله » :والفأل الذي يحبه هو أن
على بال « . 7وشدد النفراوي على ذلك في ( الفواكه ) حيث قال » :هذا
إذا لم يقصده ,وأما إذا قصد سماع الفأل ليعمل على ما يسمع من خير أو
شر فال يجوز ,ألنه من األزالم المحرمة التي كانت تفعلها الجاهلية « . 8
ُيتصور أن يعتقد النبي أن سماع قول القائل ( :يا سالم ) سبب في شفاء
3
ومما يدل على ذلك ما قررته النصوص الواردة في تحريم الطيرة ،وأنها
من الشرك ،والفأل من جنس الطيرة وإنما استثناه منها النبي لما فيه
من معاني ال رجاء وإحسان الظن ،أما إذا اعتقد اإلنسان أن الفأل سبب في
دفع الضر أو جلب المنفعة رجع حكمه إلى الطيرة وكان كحكمها ،وكذلك إن
كان إقدام اإلنسان أو إحجامه بسبب الفأل ،قال الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله في ( القول المفيد ) » :إن اعتمد عليه -أي الفأل -وكان سببا إلقدامه;
فهذا حكمه حكم الطيرة ،وإن لم يعتمد عليه ولكنه فرح ونشط وازداد
ً
نشاطا في طلبه ; فهذا من الفأل المحمود « .9
فالمقصود :أن الفأل الذي كان ُيعجب النبي هو الكلمة الطيبة ونحوها
ً
عرضا دون تقصد ؛ فتسره وينشرح بها صدره ،مع عدم يسمعها اإلنسان
ً
ثانيا :التفاؤل .
ً
مطلقا ،وإنما الذي لم يرد لفظ » التفاؤل « -حسب اطالعي -في السنة
ورد لفظ » الفأل « ،وبينهما فرق لطيف ،فالتفاؤل ليس هو الفأل ،بل فيه
4
زيادة عليه تقتضي القصد والحركة والتفاعل ،فالتفاؤل هو ما يحصل عند
الفأل ،قال ابن فارس » :الفأل :ما ُيتفاءل به « ، 10وفي القاموس المحيط:
ويطلق التفاؤل في هذا العصر الحديث ويراد به أحد ثالثة معاني :
ُ
أن يكون رجل مريض فيتفاءل بما يسمع من الكالم ،فيسمع آخر يقول:
يا سالم ،أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر يقول :يا واجد ،فيقع في ظنه
،ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي ،فهم على خير ،ولو غلطوا
في الرجاء ،فإن الرجاء لهم خير ،وإذا قطعوا أملهم ورجاءهم من الله ،
5
ثانيها :التفاؤل بمعنى الرجاء ،كأن يقال للمريض :تفاءل بالشفاء ،أو
المحمودة ،ولكنه يختلف عن التمني .قال ابن القيم رحمه الله » :الرجاء
والتمني حديث النفس بحصول ذلك مع تعطيل األسباب الموصلة إليه ،
وا وجاه ُد ْ
وا في سبيل اللّ ه وا والذين هاج ُر ْ
قال تعالى إن الذين آمنُ ْ
ُأ ْولـئك ي ْر ُجون ر ْحمت اللّ ه فطوى سبحانه بساط الرجاء إال عن هؤالء « .14
ً
دائما يخشى ولكن العبد الراجي ال يتحقق من حصول الذي يرجوه ،وإنما
فواته ،قال شيخ اإلسالم عليه رحمة الله » :الرجاء يستلزم الخوف ،ولوال
ً
أمنا ؛ فأهل الخوف لله والرجاء له هم أهل العلم الذين مدحهم ذلك لكان
15
حسن ظنه
ني رحمه الله » :من ُ
الدارا ّ
،وكذا قال أبو سليمان ّ الله «
ثالثها :التفاؤل بمعنى توقع حصول المرغوب بعينه ،وهو معنى شائع
عند كثير من الناس ،وهذا إذا كان مبعثه الرجاء ،فهو كالسابق ،وإن كان
6
المقصود منه أن هذا » التفكير « سبب لحصول عين المرغوب ،فهذا هو
ومن قال بهذا المعنى استدل عليه – في الغالب – بواحد من دليلين :
األول :األثر المشهور ( :تفاءلوا بالخير تجدوه ) ،حيث ُيظن أنه من حديث
المصطفى ، والصحيح أنها ال تصح نسبته للنبي عليه الصالة والسالم،
وليس في أي من كتب السنة ،وإنما هو من أقوال الناس التي ال تُ عد
حجة ،بل تحتمل الصواب والخطأ .
وليس المقصود -هنا -ذم التفاؤل ،فهو خلق حسن ،قد يكون نافعا
ً
شرعا لما ُيحدثه من حسن الرجاء ،وهي للنفس والجسد ،وربما امتُ دح
عبادة قلبية محمودة .وإن كان استخدام لفظ « الرجاء » هو األولى عندي
للتعبير عن هذا المعنى دون إحداث لبس .
17
في الحديث القدسي [ :أنا عند ظن عبدي بي ] الثاني :قول الله
برواياته المختلفة ،وهو ما سيتم تناوله في الفقرة التالية .
17أخرجه البخاري في صحيحه - 121 / 9 :كتاب :التوحيد -باب :قول الله تعالى :ويحذركم الله نفسه - برقم ، 7405 :وغيره .
A L B A Y D H A . C O M
7
ً
ثالثا :الظن .
تكلم علماء السلف عن معنى قول الله [ : أنا عند ظن عبدي بي ] ،
رجاء رحمة الله عند اقتراب لقائه ،قال ابن أبي العز رحمه الله بعد -1
[ ال يموتن أحدكم إال وهو رسول الله يقول قبل موته بثالث :
يحسن الظن بربه ] ،ولهذا قيل :إن العبد ينبغي أن يكون رجاؤه في
مرضه أرجح من خوفه ،بخالف زمن الصحة ،فإنه يكون خوفه أرجح من
راجيا عفو ربه ،ويكون الخوف في صحته أغلب عليه ،إذا ال يعلم بما يختم
له ،ويكون الرجاء عند حضور أجله أقوى في نفسه ،لحسن الظن بالله،
قال رسول الله [ : ال يموتن أحدكم إال وهو يحسن بالله الظن ] « ،19
» يعني في حسن عمله ،فمن حسن عمله حسن ظنه ،ومن ساء عمله
مثال :إثار الحق البن الوزير ، 364 :و تفسير ابن كثير ، 88 / 2 :و فتح الباري البن حجر ، 301 / 11 :و غيرها .
ً ُ 18ينظر
19تفسير القرطبي . 20 / 1 :
20شرح البخاري ابن بطال . 99 / 10 :
A L B A Y D H A . C O M
8
ساء ظنه « . 21وقد رجح هذا المعنى ابن حجر بقوله رحمه الله » :وهو
ظن اإلنسان بأن الله يرحمه ويغفر له ،أو يثيبه ويعاقبه ،ونحو ذلك ، -2
قال ابن بطال » :وقوله [ :أنا عند ظن عبدى بى ] ال يتوجه إال إلى
المؤمنين خاصة ،أى :أنا عند ظن عبدى المؤمن بى ،وفى القرآن آيات
تشهد أن عباده المؤمنين -وإن أسرفوا على أنفسهم -أنه عند ظنهم
له إذا استغفر ،والقبول إذا تاب ،واإلجابة إذا دعا ،والكفاية إذا طلب
الكفاية ،وقيل المراد :به الرجاء ،وتأميل العفو ،وهذا أصح « .24وفي
شرح صحيح مسلم للنووي » :قال العلماء :معنى ( حسن الظن بالله
تعالى ) أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه ،قالوا :وفي حالة الصحة يكون
خائفا راجيا ويكونان سواء ،وقيل :يكون الخوف أرجح فإذا دنت أمارات
9
إن ظن أني أعفو عنه ،وأغفر له ،فله ذلك ،وإن ظن العقوبة
26
.وفي باب استجابة الدعاء ،قال ابن رجب : والمؤاخذة ،فكذلك «
ومن القواعد المهمة في مفهوم ( حسن الظن بالله ) :أنه ال يكون إال
ً
قوما أساءوا العمل ،وقالوا :نحسن ً
مقترنا بالعمل ،قال الحسن » :إن
الظن ! ولو أحسنوا الظن ألحسنوا العمل « ،وقال » :إن قوما ألهتهم
أماني المغفرة ،حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم حسنة ،يقول :إني
لحسن الظن بربي ،وكذب ،لو أحسن الظن بربه ألحسن العمل « .28وقال
ابن القيم رحمه الله » :وال ريب أن حسن الظن إنما يكون مع اإلحسان ،فإن
المحسن أحسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه ،وأن ال يخلف وعده وأن
10
وأكد ابن الجوزي رحمه الله اشتراط العمل بقوله » :اعلم أن صدق رجاء
المؤمن لفضل الله وجوده يوجب حسن الظن به ،وليس ُحسن الظن به
ما يعتقده الجهال من الرجاء مع اإلصرار على المعاصي ،وإنما مثلهم في
ذلك كمثل من رجا حصادا وما زرع ،أو ولدا وما نكح .وإنما العارف بالله
ً
وقديما قال الشاعر :
والدين ،والظن المجرد من العمل ليس من الرجاء وال من حسن الظن ،بل
ً
شرعا .ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في هو من األماني المنهي عنها
ً
راجيا أن الله يقبله ويغفر له ،فقد وعد بذلك وهو ال يخلف القيام بما عليه ،
الميعاد ،فإن اعتقد -أو ظن -أن الله ال يقبلها ،وأنها ال تنفعه ،فهذا هو
اليأس من رحمة الله ،وهو من الكبائر ،ومن مات على ذلك وكل إلى ما
11
ظن ،وأما ظن المغفرة مع اإلصرار ،فذلك محض الجهل والغرة ،وهو يجر
فالمقصود :أن ( حسن الظن ) عند السلف لم ُيفسر بغير ما سبق ،فهو
تجدوه ) ،وأن ما يتوقع اإلنسان حصوله يحصل -فال أعلم أن أحدا من السلف
قال به .
31فتح الباري 386 / 13من قول أبي جمرة بتصرف يسير .
ُ 32ينظر :طرح التثريب ، 269 / 3 :وفيض القدير للمناوي . 490 / 4 :
A L B A Y D H A . C O M
12
بل إن حسن الظن بالله يستلزم إحسان الظن بتدبيره ، وأن الذي يختاره
الرب للعبد خير مما يختاره لنفسه ،وفي دعاء االستخارة المأثور [ :اللهم إني
تقدر وال أقدر ،وتعلم وال أعلم ،وأنت عالم الغيوب ...الحديث ] ،33وفي
ولذلك فإن ذكر السلف لحديث [ أنا عند ظن عبدي بي ] لم يكن قط في
أبواب القدر ،وإنما أوردوه ضمن أحاديث الرجاء وإنجاز الوعد ،وفي معاملة
الرب عبده من حيث الثواب والعقاب والجزاء والمغفرة ونحو ذلك مما يتعلق
باآلخرة .
وفي المقابل فإن « سوء الظن » ال يعني االعتقاد بأن الله ال يحقق
33أخرجه البخاري في صحيحه - 81 / 8 :كتاب :الدعوات -باب :الدعاء عند االستخارة -برقم ، 6382 :وغيره .
34أخرجه اإلمام أحمد في مسنده 265 / 30 :برقم ، 18325 :وصححه األلباني في صحيح الجامع 279 / 1 :برقم . 1301 :
A L B A Y D H A . C O M
13
واألصل في سوء الظن قوله تعالى :و َٰذلكُ ْم ظنُّ كُ ُم الذي ظننْ تُ ْم بر ِّبكُ ْم
أ ْرداكُ ْم فأ ْصب ْحتُ ْم من الْ خاسرين ، وقوله : و ُيعذِّ ب الْ ُمنافقين
والْ ُمنافقات والْ ُم ْشركين والْ ُم ْشركات الظانِّ ين بالله ظن الس ْوء عل ْيه ْم دائرةُ
ورا .
أب ًدا وزُ ِّين ذلك في ُقلُ وبكُ ْم وظننتُ ْم ظن الس ْوء وكُ نتُ ْم ق ْو ًما ُب ً
وصفاته .
35
وهذا ينقض قول من قال بأن األمر يحصل بمجرد ظنه وتوقعه ،فإن ما ظنه هؤالء المنافقين لم يتحقق .
36انظر :زاد المعاد . 208 / 3 :
A L B A Y D H A . C O M
14
يضيع عمله الصالح .
ّ أن يظن أن الله
ً
شريكا . أن يظن أن له ولدا أو
أن يظن أن الله ال يعوضه خيرا مما ترك ألجله .
أن يظن أن الله يثيب العاصي كما يثيب المطيع .
فظن السوء متعلق بالقنوط من رحمة الله ،والخلط بين ثوابه وعقابه،
مرغوبه من إساءة الظن ،والقول بأن القدر – بإطالقة -يجيء ويذهب حسب
ما يظنه اإلنسان ،ويتوقعه هو إلى سوء الظن أقرب منه إلى حسنه ،قال
ابن القيم رحمه الله » :فأكثر الخلق ،بل كلهم إال من شاء الله يظنون بالله
ناقص
ُ مبخوس الحق ،
ُ الحق ظن الس ْوء ،فإن غالب بنى آدم يعتقد أنه
ِّ غير
أستحقه « . 37
ُ ومنعني ما
15
ً
رابعا :قانون الجذب .
ُيعرف مايكل جيه .لوسيير قانون الجذب بقوله » :يجذب المرء إلى حياته
، 38
ً
إيجابيا « ً
سلبيا أو كل ما ُيكرس له انتباهه وطاقته وتركيزه ،سواء كان
ويقول صالح الراشد » :قانون الجذب ينص على أننا نجتذب األحداث التي
في حياتنا ،وأننا نجتذب إلينا ما نجتذب وفق تجاذب المتشابهات لبعضها
البعض « . 39
ولسنا بصدد الرد على قانون الجذب ،وبيان مخالفته الصريحة لمعتقد
المسلم في صفات الله تبارك وتعالى وفي قضائه وقدره ،فذلك رد يطول
إن قانون الجذب مبدأ قديم له أصل في الفلسفة الشرقية وفي الفكر
الباطني الثيوصوفي ،وهو قائم على أن الفكر هو الذي يخلق الواقع ،وأن
ما ُيفكر فيه اإلنسان يتجلى عبر تحول الفكرة المجردة إلى حدث أو وجود
بنفسه !
16
وهذا المعنى القبيح لو ُأبقي على صورته الفلسفية األصلية لكان بطالنه
ً
متسترا بتفسير ُمبتدع محدث لنصوص ً
شرعيا ، ً
لباسا ظاهرا ،ولكنه ُألبس
الوحيين ،حتى التبس األمر على عوام الناس – بل على بعض طالب العلم
أصال .وهذا
ً – حين ظنوا أن هذا القانون ال يخالف الشرع ،أو أنه من الدين
المعاني .
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية » :وهذا لو كانت تلك المعاني التي يذكرها
الفالسفة صحيحة ماجاز ،بل كان من الكذب على الله ورسوله أن ُيقال :إنه
ولعلي أشير إلى أبرز الفروق بين المفهوم الشرعي للفأل والظن وبين
أن الرسول ال يمكن أن يأمر بهذا ،وال يعجبه ،وال يستحسنه ،وهو
17
عدال ؟! بل :ما شاء الله
ً القائل في شرك لفظي يسير [ :41جعلتني لله
وحده ] .42
تقصد ،
الفأل الذي كان ُيعجب النبي سرور واستبشار عرضي ال ُي ّ
اعتقاد ذلك ،بينما الفكر في قانون الجذب ليس مجرد سبب في حدوث
ً
تأكيدا أن المسلم ال يمضي بسبب الفأل كما ال يحجم بسبب التطير
أن التفاؤل بمعنى الرجاء متعلق بالعمل وإن تجرد منه فهو أماني ،أما
قانون الجذب فيعمل على التفكير وحده ،وال يلزم معه العمل .43
18
أن الراجي ال يقطع بحصول ما يرجوه ،بينما سمي قانون الجذب بذلك
أن الرجاء يقترن بالخوف فالراجي يخاف فوات ما يرجو ،وقانون الجذب
أن إحسان الظن بالله مرتبط بالعمل كذلك ،وال ُيشترط العمل في قانون
الجذب .
حسن الظن بالله هو في باب األعمال القلبية وصفات الله ،وقانون
أن من حسن الظن بالله التسليم أنه أحكم وأعلم ،وأن ما يكتبه لك
خير مما تريده لنفسك ،وقانون الجذب ُيلغي الحكمة اإللهية في القدر ،
الهندوسي .
أن من ُيحسن الظن بربه يوقن أن عليه فعل األسباب ال تحقيق النتائج ،
عن الوظائف تأتيه من كل مكان ،كالصحف واللوحات اإلعالنية ،وربما تحدث عنها الناس في مجالسه ،أو نحو ذلك ،فهو جذب إلى نفسه هذه
اإلمكانيات ،ولكن يلزمه التقدم لتلك الوظيفة التي جذب إلى نفسه وعروضها .
A L B A Y D H A . C O M
19
أن المنهج الشرعي قائم على االعتماد والتوكل على الله مع العمل
والكسب ،وقانون الجذب قائم على االعتماد الكلي على قدرات الذات
ً
وأخيرا ،ال يختلف مسلمان في أن المعطي والمانع هو الله ، وأنه
سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة ال يخفى عليه شيء ،ولكن الذي
يعطي ويمنع عند القائلين بالجذب ال ُيدرك الفرق بين الرسائل المنفية
والمثبتة ،فإن قلت :ال أريد المرض أعطاك المرض ،وإن فكرت أنك لن
هذا والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
ً
كثيرا. ً
تسليما وسلم
*هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وال يمثل -بالضرورة -رأي الناشر
A L B A Y D H A . C O M
20