You are on page 1of 19

‫قرار المجمع الفقهي اإلسالمي التابع لرابطة العالم‬

‫اإلسالمي بشأن فسخ ال َّد ْين في ال َّد ْين‬

‫إعداد‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد الرزاق عبد المجيد أالرو (عضو المؤسسة الوطنية)‬
‫رئيس قسم الشريعة اإلسالمية (سابقا)‪ ،‬بكلية القانون‪ ،‬جامعة إلورن الحكومية‪ ،‬نيجيريا‬
‫عضو الهيئة االستشارية (الشرعية) في البنك المركزي النيجيري‬
‫عضو المجلس االستشاري للهيئة الوطنية للتأمين‬
‫رئيس لجنة البحوث والدراسات والترجمة باتحاد علماء إفريقيا‬

‫‪aralaro@hotmail.com‬‬ ‫‪aralaro@unilorin.edu.ng‬‬
‫كلمات افتتاحية‬
‫* أهمية القرار في سير عمليات البنوك اإلسالمية حول العالم‪.‬‬

‫• تاريخ القرار‪ :‬في دورة المجمع الثامنة عشرة المنعقدة بمكة المكرمة في الفترة من ‪-10‬‬
‫‪14/3/1427‬هـ الذي يوافقه ‪12/4/2006-8‬م ‪.‬‬

‫*وسبقه‪ :‬قرار المجمع نفسه بشأن موضوع بيع ال َّديْن في دورته السادسة عشرة المنعقدة في مكة‬
‫المكرمة في المدة من ‪26/10/1422-21‬هـ الذي يوافقه ‪10/1/2002-5‬م‬

‫* وبعده و قرار مجمع الفقه اإلسالمي الدولي ‪ 7/17‬رقم ‪ 158‬بشأن بيع الدين في دورته السابعة‬
‫عشرة بعمان (المملكة األردنية الهاشمية) من ‪ 28‬جمادى األولى إلى ‪ 2‬جمادى اآلخرة ‪1427‬هـ‪،‬‬
‫الموافق ‪ 28-24‬حزيران (يونيو) ‪2006‬م‪،‬‬
‫َّ ْ‬ ‫َّ‬
‫تصوير المسألة‪ :‬فسخ الدين يف الدين‬

‫‪ -‬حقيقتها‪ :‬إنشاء دين جديد إىل أجل لسداد الدين القديم للعميل العاجز عن السداد‬
‫سواء أكان الدين القديم حاال أو مؤجال‪.‬‬

‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪ -‬تنبيه‪ :‬سبب العجز عن السداد يف صورة فسخ الدين يف الدين يف أغلب األحيان‬
‫َ ْ َ َ ُ ُ ْ َ ََ ٌَ َ‬
‫ْسة فن ِظرة ِإىل‬
‫تعاىل {و ِإن كان ذو ع ٍ‬ ‫ليس إعسار َالمدين فينطبق عليه قول هللا‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ ُ َ ْ ٌ َ ُ ْ ْ ُ ْ ُ ْ َ ْ َ ُ َ‬
‫ْسة وأن تصدقوا خ ْي لكم ِإن كنتم تعلمون (‪[ })280‬البقرة‪“]280 :‬‬ ‫مي ٍ‬

‫الت ربما فضلت‬ ‫ة‬‫الكبي‬


‫ْ‬ ‫كات‬ ‫وإنما لعدم توافر السيولة لدى العميل ال سيما ر‬
‫الْس‬ ‫‪-‬‬
‫ي‬
‫توجيه أموالها إىل فرص استثمارية أخرى يف الوقت الراهن‪.‬‬
‫نص القرار‬
‫يفض إىل زيادة الدين عىل المدين مقابل الزيادة يف األجل‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫عا‬ ‫ش‬‫ُيعد من فسخ الدين ف الدين الممنوع ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫أو يكون ذريعة إليه ويدخل يف ذلك الصور اآلتية‪:‬‬
‫فسخ الدين يف الدين عن طريق معاملة ْبي الدائن والمدين تنشأ بموجبها مديونية جديدة عىل‬ ‫‪-1‬‬
‫المدين من أجل سداد المديونية األوىل كلها أو بعضها‪ ،‬ومن أمثلتها‪ :‬رشاء المدين سلعة من الدائن بثمن‬
‫مؤجل ثم بيعها بثمن حال من أجل سداد الدين األول كله أو بعضه‪.‬‬
‫بْسط أو عرف أو مواطأة أو‬ ‫فال يجوز ذلك ما دامت المديونية الجديدة من أجل وفاء المديونية األوىل ر‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫إجراء منظم ؛ وسواء يف ذلك أكان المدين موشا أم معْسا وسواء أكان الدين األول حال أم مؤجل يراد‬
‫تعجيل سداده من المديونية الجديدة‪ ،‬وسواء اتفق الدائن والمدين عىل ذلك يف عقد المديونية األول أم‬
‫كان اتفاقا بعد ذلك‪ ،‬وسواء أكان ذلك بطلب من الدائن أم بطلب من المدين‪ .‬ويدخل يف المنع ما لو كان‬
‫غي الدائن إذا كان بيتيب من الدائن نفسه أو ضمان منه‬ ‫إجراء تلك المعاملة ْبي المدين وطرف آخر ْ‬
‫للمدين من أجل وفاء مديونيته‪.‬‬
‫غي جنس الدين إىل أجل مقابل الدين الذي‬ ‫‪ -2‬بيع المدين للدائن سلعة موصوفة يف الذمة من ْ‬
‫عليه‪ ،‬فإن كانت السلعة من جنس الدين فالمنع من باب أوىل‪.‬‬
‫عي موصوفة يف الذمة‪.‬‬
‫‪ .3‬بيع الدائن دينه الحال أو المؤجل بمنافع ْ‬
‫عي معينة فيجوز‪.‬‬
‫أما إن كانت بمنافع ْ‬
‫عرضا‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫سواء أكان نقدا أم ْ‬ ‫‪ .4‬بيع الدائن دين السلم عند حلول األجل أو قبله للمدين بدين مؤجل‬
‫فإن قبض البدل يف مجلس العقد جاز‪ .‬ويدخل يف المنع جعل دين السلم رأس مال سلم جديد‪.‬‬
‫‪ .5‬أن يبيع الدائن يف عقد السلم سلعة للمدين – المسلم إليه – مثل سلعته المسلم فيها مرابحة‬
‫الت باعها له سدادا‬ ‫السلعة‬ ‫يعطيه‬ ‫أن‬ ‫ط‬‫ش‬ ‫إىل أجل بثمن أكي من ثمن السلعة المسلم فيها‪ ،‬مع ر‬
‫ي‬
‫لدين السلم‪.‬‬

‫يل توضيحا وبيانا لما اشتمل عليه القرار من مسائل‪.‬‬


‫وإليكم فيما ي‬
‫َّ ْ‬
‫‪ -‬ما حقيقة الدين اصطالحا؟‬
‫غيهما" (األشباه والنظائر‬
‫حكم يحدث يف الذمة ببيع أو استهالك أو ْ‬ ‫ي‬ ‫‪” -‬مال‬
‫البن نجيم)‬
‫ا‬
‫‪ -‬فالدين هو المال الثابت يف الذمة‪ ،‬أيا كان سبب ثبوته‪ :‬معاوضة‪ ،‬أو استهالكا‪،‬‬
‫ّ‬
‫تقصيا أو تعديا‪.‬‬
‫ْ‬ ‫أو استقراضا ‪ ،‬أو‬

‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -‬وقد ّ‬


‫فرق بعضهم ْبي الدين والقرض بضابط األجل؛ فالدين ‪ :‬ما له أجل‪ ،‬وما‬
‫ََ‬ ‫ال َ‬
‫المني)‬
‫ْ‬ ‫أج َل له فقرض (لسان العرب؛ المصباح‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬

‫َّ‬
‫اللفظي (الدين والقرض) عالقة العموم الخصوص‬
‫ْ‬ ‫والصواب‪ :‬أن العالقة ْبي‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫دين قرضا‬
‫قرض دين‪ ،‬وليس كل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫المطلق‪ :‬فكل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بيع الدين وفسخ الدين‪ :‬هل من فرق بينهما ؟‬

‫َّ‬
‫ولغيه ‪ ،‬أما فسخ الدين يف الدين فالعقد‬
‫‪ -‬بيع الدين أعم ‪ :‬ألنه قد يكون للمدين ْ‬
‫فيه ال يتعدى الدائن والمدين‪.‬‬

‫ومن المصطلحات األخرى لهذا العقد نفسه‪:‬‬


‫‪ -‬فسخ الدين يف الدين (عند المالكية)‬
‫‪ -‬قلب الدين (عند الحنابلة)‬
‫‪ -‬معاملة (عند األحناف )‪.‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬وهذه كلها تختلف عما يعرف اصطالحا بتجديد الدين‪ :‬ألن تبدل سبب الملك‬
‫قائم مقام تبدل الذات‪.‬‬
‫َّ ْ‬ ‫َّ ْ‬
‫صور فسخ الدين يف الدين كما وردت يف القرار‬

‫‪ -1‬رشاء المدين سلعة من الدائن بثمن مؤجل ثم بيعها بثمن حال من أجل سداد‬
‫الدين األول كله أو بعضه‪.‬‬

‫غي جنس الدين إىل أجل مقابل‬‫‪ -2‬بيع المدين للدائن سلعة موصوفة يف الذمة من ْ‬
‫الدين الذي عليه‪ ،‬فإن كانت السلعة من جنس الدين فالمنع من باب أوىل‬

‫عي موصوفة يف الذمة‪.‬‬


‫‪ -3‬بيع الدائن دينه الحال أو المؤجل بمنافع ْ‬
‫عي معينة فيجوز‪.‬‬
‫أما إن كانت بمنافع ْ‬
‫ٌ‬
‫سواء‬ ‫‪ -4‬بيع الدائن دين السلم عند حلول األجل أو قبله للمدين بدين مؤجل‬
‫أكان نقدا أم ْ‬
‫عرضا ‪ ...‬ويدخل يف المنع جعل دين السلم رأس مال سلم جديد‪.‬‬

‫‪ -5‬أن يبيع الدائن يف عقد السلم سلعة للمدين – المسلم إليه – مثل سلعته‬
‫المسلم فيها مرابحة إىل أجل بثمن أكي من ثمن السلعة المسلم فيها‪ ،‬مع رشط‬
‫الت باعها له سدادا لدين السلم‪.‬‬
‫أن يعطيه السلعة ي‬
‫ملحوظة‪ :‬اقتصار القرار عل الصور الممنوعة من صور فسخ الدين يف الدين‬
‫ّ‬
‫عاىل أعضاء‬
‫‪ -‬ما قد يشعر بأن األصل يف بيع الدين هو المنع عند أصحاب الفضيلة والم ي‬
‫المجلس الموقر‬
‫‪ -‬والصواب أن يف حكم بيع الدين تفصيال‬

‫ّ‬ ‫‪ -‬بيع ساقط بساقط ‪ -‬يجوز باإلجماع (كما ف صورة ُ‬


‫المقاصة)‬ ‫ي‬
‫‪ -‬بيع واجب بواجب – يحرم باإلجماع ألنه صورة الكاىل بالكاىل وقد انعقد اإلجماع عىل‬
‫منعه وإن كان يف إسناد الحديث المروي فيه مقال‪.‬‬
‫‪ -‬بيع ساقط بواجب – وهذا محل خالف ْبي الفقهاء‪.‬‬
‫ملحوظة‪ :‬نص القرار عل عاملي مؤثرين يف الحكم وهما‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يؤدي الفسخ إىل زيادة يف الدين عىل المدين‬


‫‪-‬فيفهم من ذلك مفهوم مخالفة أال إشكال يف ما ال تتنتج عنه زيادة يف الدين‬
‫‪ -‬ومن صوره المعارصة ‪ :‬االعتياض عن دين نقدي بدين نقدي مماثل يف القدر‬
‫محاست بحت‬
‫ي‬ ‫لغرض‬

‫‪ -2‬أن يكون ذلك نتيجة اشياط يف العقد أو عرف أو مواطأة أو إجراء منظم‬

‫‪ -‬والحقيقة أن ثمة عوامل أخرى مؤثرة يف حكم فسخ الدين حال وحرمة لدى الفقهاء‬
‫وه‪:‬‬
‫قديما وحديثا‪ ،‬ي‬
‫‪ -‬عامل اإليسار واإلعسار‬

‫‪ -‬عامل االختيار واإلكراه‬

‫‪ -‬عامل حلول الدين أو عدمه‬

‫‪ -‬عامل التفريق ْبي التمويالت الشخصية أو االستهالكية و‬


‫التمويالت التجارية واالستثمارية‬
‫غي مؤثرة يف الحكم‪ ،‬حيث نص‬
‫ويلحظ يف القرار أنه جعل هذه العوامل ْ‬
‫عىل أن الحكم يبق عىل المنع سواء‬

‫‪ -‬أكان المدين موشا أم معْسا‬


‫‪ -‬أكان الدين األول حاال أم مؤجال‬
‫‪...‬‬
‫يل‪:‬‬
‫والخالصة يف أحكام فسخ الدين يف الدين يف المذاهب األربعة كما ي‬

‫‪ -‬يمنع فسخ الدين يف الدين مطلقا عند المالكية والحنابلة‬

‫‪ -‬ويجوز عند الحنفية والشافعية إذا خال عن إكراه للمعْس أو‬


‫اشياط أو الربط بسداد الدين السابق‪.‬‬
‫‪ -‬وهذه الصور يصبح منعها حينئذ موضع اتفاق يف المذاهب‬
‫األربعة‪.‬‬
‫ملحوظة‪ :‬ما ال يؤثر يف الحكم حال وحرمة من العوامل‬
‫يأت ذكره من العوامل ال تؤثر يف حكم‬
‫غيه يف أن ما ي‬
‫وف هذا يتفق القرار مع ْ‬
‫ي‬
‫فسخ الدين يف الدين‬
‫‪ -1‬سواء أكان الطلب من الدائن أو المدين‬
‫‪ -2‬وسواء أكان االتفاق من البداية ( يف المديونية األوىل) أو طرأ االتفاق بعد‬
‫ذلك‪.‬‬
‫تطبيقات أخرى معارصة لفسخ الدين يف الدين وأحكامها‬

‫الصورة األوىل‪ :‬فسخ الدين يف الدين عن طريق العينة أو عكسها‬


‫الصورة الثانية‪ :‬فسخ الدين يف الدين عن طريق المرابحة‬
‫الصورة الثالثة‪ :‬فسخ الدين يف الدين عن طريق التورق‬
‫التمويىل)‬
‫ي‬ ‫اإلضاف بالبيع اآلجل (الجْس‬
‫ي‬ ‫الصورة الرابعة‪ :‬التمويل‬
‫وشكرا عل استماعكم‬
‫للتواصل‬
‫‪002348063192966‬‬
‫‪aralaro@hotmail.com‬‬

You might also like