You are on page 1of 3

‫شروط الوديعة‬

‫‪:‬الصيغة‬

‫ينعقد اإليداع باإلجياب والقبول بكل لفظ يدل على املقصود وينبئ عنه باتفاق الفقهاء‬

‫‪.‬وبكل فعل يفهم منه ذلك ولو بقرائن األحوال عند احلنفية واملالكية‬

‫ال خالف بني الفقهاء يف أن األصل يف صحة العقود هو الرتاضي وطيب النفس‪ ،‬وأن‬

‫الوديعة ال تصح إال بذلك وإال كانت قسرا على احلفظ أو غصبا للمال‪ .‬وقد ذكروا أن‬

‫اإليداع ملا كان عقدا يتم بني طرفني‪ ،‬فإن وجوده يتوقف على صيغة تفصح عن رغبة‬

‫العاقدين يف إنشائه‪ ،‬وتعرب جبالء عن اتفاقهما على تكوينه‪ ،‬وهي اإلجياب والقبول باللفظ‬

‫الدال على اإليداع أو اإلنابة يف احلفظ‪ ،‬كأن يقول الرجل لغريه‪ :‬أودعتك هذا الشيء‪ ،‬أو‬

‫‪.‬احفظ يل هذه العني‪ ،‬وما جيرى جمراه‪ ،‬ويقبل اآلخر‬

‫ووسع احلنفية واملالكية مفهوم الصيغة لتشمل كل ما يفهم منه طلب احلفظ وقبوله‪ ،‬ولو‬

‫‪.‬بقرائن األحوال‪ ،‬سواء أكان هناك لفظ أو مل يكن‬

‫‪:‬العاقدان‬

‫‪.‬يشرتط يف املودع واملستودع أن يكونا أهال للتصرفات الشرعية‬

‫‪:‬ما يشرتط يف املودع‬

‫اتفق الفقهاء على أنه يشرتط يف املودع أن يكون جائز التصرف‪ .‬وهو العاقل املميز عند‬

‫‪.‬احلنفية‪ ،‬والبالغ العاقل الرشيد عند غريهم‬


‫وعلى ذلك‪ ،‬فلو أودع طفل أو جمنون ماال عند إنسان‪ ،‬فال جيوز له قبول وديعته‪ .‬فإن‬

‫‪.‬أخذها منه ضمنها‪ ،‬وال يربأ من الضمان إال بالتسليم إىل وليه الناظر يف ماله‬

‫‪:‬أما الصيب املميز‪ ،‬فللفقهاء يف صحة إيداعه قوالن‬

‫‪.‬للحنفية واحلنابلة‪ :‬وهو صحة إيداعه إذا كان مأذونا له يف ذلك )أحدمها(‬

‫‪.‬أما غري املأذون فال يصح منه اإليداع‬

‫‪.‬للمالكية والشافعية‪ :‬وهو عدم صحة إيداعه مطلقا حيث أحلقوا إيداعه بالعدم )والثاين(‬

‫‪:‬ما يشرتط يف املستودع‬

‫ال خالف بني الفقهاء يف أنه يشرتط يف الوديع أن يكون جائز التصرف‪ .‬غري أهنم اختلفوا‬

‫‪.‬فيمن يصدق عليه هذا الوصف‪ ،‬فقال احلنفية‪ :‬هو العاقل املميز‬

‫‪.‬وقال الشافعية واملالكية واحلنابلة‪ :‬هو البالغ العاقل الرشيد‬

‫وعلى كال القولني ال يصح قبول الوديعة من اجملنون والصيب الذي ال يعقل‪ ،‬ألن حكم هذا‬

‫‪.‬العقد لزوم احلفظ‪ ،‬ومن ال عقل له ليس أهال للحفظ‬

‫‪:‬أما الصيب املميز‪ ،‬فقد اختلف الفقهاء يف صحة استيداعه على ثالثة أقوال‬

‫البن رشد املالكي‪ :‬وهو أن الصيب املميز يصح أن يتوكل‪ ،‬فصح أن يكون أمينا )أحدها(‬

‫‪.‬لغريه يف حفظ الوديعة‬

‫‪.‬للحنفية‪ :‬وهو صحة قبوله للوديعة إذا كان مأذونا بالتجارة‪ ،‬وإال فال )والثاين(‬
‫للشافعية واملالكية واحلنابلة‪ :‬وهو عدم صحة استيداعه مأذونا كان أو غري )والثالث(‬

‫‪.‬مأذون‪ ،‬ألن املقصود من اإليداع احلفظ‪ ،‬والصيب ليس من أهله‬

‫‪:‬المحل‬

‫‪.‬حمل عقد اإليداع هو العني املودعة وهي الشيء الذي يربم عقد اإليداع حلفظه‬

‫حمل عقد اإليداع هو الشيء الذي يعهد املودع إىل الوديع حبفظه وقد يكون ماال نقديا أو‬

‫عينا أخرى وقد تكون العني املودعة قيمية وهي ما ختتلف آحاده كما قد تكون مثلية ويف‬

‫هذه احلالة ليس للوديع إبدال ذلك املثلي بغريه ولو كان مماثال للشيء املودع‪ ،‬وهبذا ختتلف‬

‫العني املودعة إذا كانت مثلية كالنقود وحنوها عن حمل القرض ألنه يقع على االستهالك‬

‫‪.‬وليس على احلفظ أما الوديعة فهي تقع على احلفظ‬

You might also like