Professional Documents
Culture Documents
ويسمى معطي الرهن (الراهن) ,وآخذ الرهن (المرتهن) ,ويسمى ما أعطي من
المال وثيقة للدين (المرهون أو الرهن) ,أما الدين فهو يسمى (المرهون به) .
الدليل من السنة
روي البخاري ومسلم عن عائشة رضي هللا عنها :أن رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم اشترى من يهودي طعاما ورهنه درعا من حديد.
وعن أنس قال :رهن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم درعا عند يهودي بالمدينة وأخذ
منه شعيرا ألهله.
رواه أحمد والبخاري والنسائي وابن ماجة.
وتوفي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي.
وروي أبو هريرة رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال :ال يغلق الرهن
من صاحبه الذي رهنه ,له غنمه وعليه غرمه (رواه الشافعي والدارقطني) ,أي ال
ينفك ملك الرهن عن صاحبه ,وال يستحق المرتهن ,إذا لم يفتكه في الوقت
المشروط.
وفي هذا رد على ما كان عليه العرب في الجاهلية من أن المرتهن كان يتملك الرهن
إذا لم يؤد إليه ما يستحقه في الوقت المحدد ,فأبطله الشارع.
والحكمة من تشريع الرهن توثيق الديون ,فكما أن الكفالة توثق الدين شخصيا ,
يوثق الرهن الدين ماليا ,تسهيال للقروض.
والرهن يفيد الدائن بإعطائه حق االمتياز أو األفضلية على سائر الدائنين الغرماء.
ودلت السنة على جواز االنتفاع بالمرهون في بعض األحوال
روي أبو هريرة رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم كأن يقول :الظهر
يركب بنفقته إذا كان مرهونا ,ولبن الدر يشرب بنفقته إذا كان مرهونا ,وعلى الذي
يركب ويشرب النفقة وتجويز االنتفاع دليل على مشروعية الرهن.
الدليل من اإلجماع
أجمع المسلمون على جواز الرهن
يقول القرطبي الرهن في السفر ثابت بنص التنزيل ,وفي الحضر ثابت بسنة
الرسول صلى هللا عليه وسلم وهو القول الراجح ,
وكذلك إجماع العلماء على جوازه في الحضر وألن علة اللجوء إلى الرهن في
السفر قد توجد في الحضر أيضا وهللا تعالى أعلم.
ويقول ابن المنذر ال نعلم أحدا خالف في جواز الرهن في الحضر إال مجاهدا قال:
ليس الرهن إال في السفر ألن هللا تعالى شرط السفر في الرهن.
صيغة الرهن
ينعقد الرهن باإليجاب والقبول ,وهذا محل اتفاق بين الفقهاء.
ويشترط في صيغة الرهن ما يشترط في صيغة البيع.
ينعقد الرهن باإليجاب والقبول ,وهذا محل اتفاق بين الفقهاء.
واختلفوا في انعقاده بالمعاطاة ,فذهب الشافعية في المعتمد إلى أن الرهن ال ينعقد إال
بإيجاب وقبول قوليين كالبيع ,وقالوا :ألنه عقد مالي فافتقر إليهما.
وألن الرضا أمر خفي ال اطالع لنا عليه فجعلت الصيغة دليال على الرضى ,فال
ينعقد بالمعاطاة ونحوه.
وقال المالكية والحنابلة :إن الرهن ينعقد بكل ما يدل على الرضى عرفا فيصح
بالمعاطاة واإلشارة المفهمة والكتابة ,لعموم األدلة كسائر العقود وألنه لم ينقل عن
النبي صلى هللا عليه وسلم وال عن أحد من الصحابة استعمال إيجاب وقبول في
معامالتهم ,ولو استعملوا ذلك لنقل إلينا شائعا ,ولم يزل المسلمون يتعاملون في
عقودهم بالمعاطاة.
ويشترط في الصيغة ما يشترط في صيغة البيع ,فقد اشتراط الحنفية في صيغة
الرهن :التنجيز بأال يكون معلقا بشرط ,وال مضافا إلى زمن مستقبل ,ألن عقد
الرهن يشبه عقد البيع من ناحية كونه سبيال إلى إيفاء الدين واستيفائه ,فال يقبل
التعليق بشرط ,واإلضافة للمستقبل ,وإذا علق الرهن أو أضيف ,كان فاسدا
كالبيع.