You are on page 1of 16

‫أن تكون منجزة ‪ ,‬فال‬

‫يصح نحو ‪ :‬وقفت هذا بعد‬


‫شهر ‪ ,‬إال أن يعلقها بموته‬

‫أن ال تكون مؤقتة فال‬


‫الصيغة‬
‫يصح أوقفته لمدة سنة‬

‫أن تخلو من الشرط الفاسد‬


‫المفسد ‪ ,‬كأن يشترط أن‬
‫أن تكون على بر‪ ,‬فال‬ ‫يبيعه متى شاء‬
‫يصح وقف على كنيسة‬
‫مثال‬
‫جهة عامة‬
‫أن ال يكون محرما ‪ ,‬فال‬
‫يصح الوقف كتب زندقة‬
‫مثال‬

‫أن ال يكون محرما ‪ ,‬فال‬


‫يصح الوقف على التنوير‬
‫على قبر مثال‬ ‫الموقوف عليه‬

‫أن اليقف على نفسه ‪ ,‬فال‬


‫يصح الوقف على نفسه‬

‫أن يكون معينا ال مبهما ‪,‬‬


‫فال يصح الوقف على أحد‬ ‫خاص‬ ‫أركان الوقف‬
‫الرجال مثال‬

‫أن يملك ملكا ثابتا في غير‬


‫أن يكون ماال ‪ ,‬فال يصح‬
‫مسجد ونحوه ‪ ,‬فال يصح‬
‫وقف حر وأم ولد مثال‬
‫على عبد مثال‬

‫أن يمكن االنتفاع به مع‬


‫أن ال يكون على كافر‬
‫بقاء عينه ‪ ,‬فال يصح وقف‬
‫حربي ومرتد‬
‫طعام ألكل مثال‬
‫الموقوف‬
‫أن يكون معينا ‪ ,‬فال يصح‬
‫وقف موصوف في الذمة‬
‫كعبد ودار‬

‫أن يكون عينا فال يصح‬


‫وقف المنافع كخدمة عبد‬
‫موصى له بها‬

‫أن يكون جائز التصرف ‪,‬‬


‫فال يصح وقف الصبي‬
‫مثال‬
‫الواقف‬

‫أن يكون مالكا أو مأذونا له‬


‫الو ْق ِ‬
‫ف)‬ ‫اب َ‬ ‫( ِكتَ ُ‬
‫ب إليها‪.‬‬ ‫ب المندو ِ‬ ‫ومن القُ َر ِ‬
‫اختص به المسلمون‪ِ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫وهو مما‬
‫بر أو قراب ٍة ‪.‬‬ ‫يس األ َ ْ‬
‫ص ِل َوت َ ْس ِبي ُل ال َم ْنفَ َع ِة على ٍ‬ ‫َوه َُو تَ ْح ِب ُ‬
‫والمراد ُ باألص ِل‪ :‬ما ٌل يُم ِكنُ االنتفاعُ به مع ِ‬
‫بقاء َع ْينِه‪.‬‬

‫صيغة الوقف ‪:‬‬


‫‪ .1‬القَ ْول ‪ ،‬وهو قسمان ‪:‬‬
‫سب َّْلتُ )‪ ،‬فمتى أتَى بصيغ ٍة منها صار وقفا ً ِمن ِ‬
‫غير‬ ‫ص ِريح‪ ،‬وهو ‪َ ( :‬وقَ ْفتُ ‪َ ،‬و َحبَّ ْستُ ‪َ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫أ‪-‬‬
‫أمر زائ ٍد‪.‬‬ ‫انضمام ٍ‬
‫ِ‬
‫ي‪.‬‬
‫ي وال شرع ٌّ‬ ‫رف لغو ٌّ‬
‫ع ٌ‬ ‫ت لها فيه ُ‬‫صدَّ ْقتُ ‪َ ،‬و َح َّر ْمتُ ‪َ ،‬وأَبَّدْتُ )؛ ألنَّه لم يَثبُ ْ‬ ‫ب‪َ -‬و ِكنَايَتُهُ‪ ,‬وهي ‪( :‬تَ َ‬
‫ط َم َع ال ِكنَا َية أحد أمور ثالثة وهي ‪:‬‬ ‫‪ ‬فَت ُ ْشتَ َر ُ‬
‫‪ )1‬النِيَّةُ ‪.‬‬
‫الوقف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ظ يَتر َّج ُح بذلك إلرادةِ‬‫ألن اللف َ‬
‫س ِة الباقي ِة ؛ َّ‬ ‫اظ ال َخ ْم َ‬ ‫‪ )2‬ا ْقتِ َرانُها بأ َ َح ِد األ َ ْلفَ ِ‬
‫ور ُ‬
‫ث‪.‬‬ ‫ف؛ كقو ِل ِه‪ :‬تصدَّقتُ بكذا صدقةً ال تُباعُ وال ت ُ َ‬ ‫الو ْق ِ‬
‫‪ )3‬اقترانُها‪ ،‬بـ ُح ْك ِم َ‬
‫عرفا ً؛‬‫َّال َعلَ ْي ِه ُ‬
‫‪ .2‬ال ِف ْع ِل الد ِ‬
‫ص َالةِ فِي ِه‪ ،‬أو أذَّنَ فيه وأقَام‪،‬‬
‫اس فِي ال َّ‬ ‫ضهُ َمس ِْجداً َوأَذِنَ ِللنَّ ِ‬ ‫‪َ ‬ك َم ْن َجعَ َل أَ ْر َ‬
‫للناس فِي الدَّ ْف ِن فِي َها‪،‬‬‫ِ‬ ‫ضه َم ْقبَ َرةً َوأَذِنَ‬ ‫‪ ‬أَ ْو َجعَل أر َ‬
‫الوقف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫جار بذلك‪ ،‬وفيه داللةٌ على‬ ‫رف ٍ‬ ‫ألن العُ َ‬ ‫‪ ‬أو سقايةً وش ََر َعها لهم؛ َّ‬

‫َويُ ْشتَ َرطُ فِي ِه أربعةُ شروطٍ ‪:‬‬


‫ان‪َ ،‬ون َْح ِو ِه َما؛‬
‫ار‪َ ،‬و َح َي َو ٍ‬ ‫األو ُل‪ :‬المنفعة ‪ ,‬أي ‪ :‬أن تكونَ العينُ يُنتفَ ُع بها دَائِما ً ِم ْن ُم َعي ٍَّن‪َ ،‬م َع َبقَ ِ‬
‫اء َع ْينِ ِه؛ َك َعقَ ٍ‬
‫وسالح‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ِمن أثا ٍ‬
‫ث‬
‫فال يص ُّح ‪:‬‬
‫صفه كالهب ِة‪.‬‬ ‫ودار‪ ،‬ولو َو َ‬ ‫ٍ‬ ‫وقف شيءٍ في الذِم ِة؛ كعب ٍد‬ ‫ُ‬ ‫أ‪-‬‬
‫صى له بها ‪.‬‬ ‫وقف المنفع ِة؛ كخدم ِة عب ٍد ُمو َ‬ ‫ُ‬ ‫ب‪-‬‬
‫وأم ول ٍد ‪.‬‬
‫كحر ِ‬ ‫عين ال يص ُّح بيعُها؛ ٍ‬ ‫ت‪ -‬وقف ٍ‬
‫كطعام ألك ٍل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ث‪ -‬وقف ما ال يُنتفَ ُع به مع بقائِ ِه؛‬
‫والماء‪ ،‬والمشاعِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫المصحف‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وقف‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬ويص ُّح‬

‫ب إلى هللاِ تعالى‪ ،‬وإذا لم‬ ‫التقر ُ‬


‫ُّ‬ ‫ألن المقصودَ منه‬ ‫ط الثاني‪ :‬أَ ْن يَ ُكونَ َعلَى ِب ٍر إذا كان على ِجه ٍة عام ٍة؛ َّ‬ ‫الشر ُ‬
‫ص ْل المقصودُ؛‬ ‫يَ ُكن على بِ ٍر لم يَح ُ‬
‫القريب‬
‫َ‬ ‫ب ِم ْن ُم ْس ِل ٍم َوذ ِِمي ٍ؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫العلم‪َ ،‬واألَقَ ِ‬
‫ار ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ت‪ ،‬وكت ِ‬‫ين‪ ،‬والسِقايا ِ‬
‫سا ِك ِ‬ ‫اج ِد‪َ ،‬والقَن ِ‬
‫َاط ِر‪َ ،‬وال َم َ‬ ‫س ِ‬‫‪َ ‬كال َم َ‬
‫أخ لها يهودي ٍ‪.‬‬‫واز الصدق ِة عليه‪َ ،‬و َوقفَت صفيةُ رضي هللاُ عنها على ٍ‬ ‫وض ُع القرب ِة؛ بدلي ِل َج ِ‬ ‫الذمي َم ِ‬ ‫ِ‬

‫كافر معيَّن إال ‪:‬‬


‫الوقف على ٍ‬ ‫ُ‬ ‫فيص ُّح‬
‫أ‪ -‬ال َح ْربِي ٍ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬والمرت ٍد ‪.‬‬
‫الدوام؛ ألنَّهما مقتوالن عن قُر ٍ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫النتفاء‬
‫ِ‬ ‫‪‬‬

‫َوال يصح الوقف على ‪:‬‬


‫للكفر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫نار‪ ،‬وصومع ٍة؛ ألنَّها بُنِ َيت‬
‫ت ٍ‬ ‫‪َ .1‬كنِي َ‬
‫س ٍة‪ ،‬و ِبي َع ٍة‪ ،‬وبي ِ‬
‫ي في ذلك سوا ٌء‪.‬‬ ‫والذم ُّ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬والمسل ُم‬
‫ب النَّ ِب ُّ‬
‫ي‬ ‫َض َ‬ ‫ضلَّ ٍة؛ ألنَّه إعانةٌ على معصي ٍة‪ ،‬وقد غ ِ‬ ‫ب زَ ْندَقَ ٍة‪ ،‬وبدعٍ ُم ِ‬ ‫اإل ْن ِجي ِل‪َ ،‬و ُكت ُ ِ‬ ‫ْخ التَّ ْو َراةِ‪َ ،‬و ِ‬ ‫‪ .2‬نَس ِ‬
‫عمر شيئا ً ا ْستَ ْكتَبَه ِمن التوراةِ وقال‪« :‬أَفِي شَكٍ أَ ْنتَ يَا ابْنَ‬ ‫َ‬ ‫سلَّ َم حين رأَى مع‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َ‬
‫سى َحيًّا َما َو ِس َعهُ ِإ َّال اتِ َبا ِعي»‪.‬‬ ‫َ‬
‫ضا َء نَ ِقيَّة‪َ ،‬ولَ ْو َكانَ أ ِخي ُمو َ‬ ‫ت ِب َها َب ْي َ‬ ‫َ‬
‫ب؟ ألَ ْم آ ِ‬ ‫َّ‬
‫الخَطا ِ‬
‫طاع َّ‬ ‫َّ‬
‫ق‪ ،‬أو المغاني ‪.‬‬ ‫الطري ِ‬ ‫‪ . 3‬قُ ِ‬
‫فقراء أه ِل الذ َّم ِة ‪.‬‬‫ِ‬ ‫‪.4‬‬
‫تبخير ِه‪ ،‬أو على َمن يُ ِقي ُم عندَه أو يخ ِد ُمهُ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫قبر‪ ،‬أو‬ ‫نوير على ٍ‬ ‫‪ .5‬التَّ ِ‬
‫لغير الكعب ِة‪.‬‬ ‫ستور ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وقف‬
‫ُ‬ ‫‪.6‬‬
‫الوقف عليه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫صيَّةُ‪ ،‬فال تص ُّح على َمن ال يص ُّح‬ ‫َو َكذَا َ‬
‫الو ِ‬
‫سهُ ِمن نفسِه‪،‬‬ ‫يجوز له أن يُملِكَ نف َ‬ ‫ُ‬ ‫الوقف إما تمليكٌ للرقب ِة أو المنفع ِة‪ ،‬وال‬ ‫َ‬ ‫ف َعلَى نَ ْف ِس ِه؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫الو ْق ُ‬ ‫‪َ .7‬‬
‫االبتداء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫نقط ِع‬
‫ف في الحا ِل لمن بعدَه؛ ك ُم ِ‬ ‫صر ُ‬ ‫‪ ‬ويُ َ‬
‫ضها‪ ،‬أو األك َل منه ُمدَّة َ حياتِ ِه‪ ،‬أو مدَّةً‬ ‫َّ‬
‫غير ِه واستثنى ك َّل الغل ِة أو بع َ‬ ‫‪ o‬وإن َوقَف على ِ‬
‫عمر رضي هللاُ عنه أَ ْك َل الوالي منها‪ ،‬وكان هو‬ ‫َ‬ ‫لشرط‬
‫ِ‬ ‫شر ُ‬
‫ط؛‬ ‫الوقف وال َّ‬
‫ُ‬ ‫َمعلومةً؛ ص َّح‬
‫الوالي عليها ‪ ،‬وفَعَله جماعةٌ ِمن الصحاب ِة ‪.‬‬

‫الوقف تمليكٌ ‪ ،‬فال يص ُّح على مجهو ٍل؛‬ ‫َ‬ ‫الثالث‪ :‬أَ ْن يَ ُكونَ َعلَى ُمعَي ٍَّن يَ ْم ِلكُ ملكا ً ثابِتا ً؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫ُ‬ ‫الشر ُ‬
‫ط‬
‫كر ُج ٍل ومسج ٍد‪ ،‬وال على أح ِد هذين‪،‬‬ ‫‪َ ‬‬
‫ان‪َ ،‬و َح ْم ٍل أصالةً‪ ،‬وال على َمن سيولَد ُ‪.‬‬
‫ت‪َ ،‬و َحيَ َو ٍ‬ ‫وجنِي ٍ‪ ،‬ومي ٍ‬ ‫ب‪ ،‬و َملَكٍ ‪ِ ،‬‬ ‫‪ ‬وال على عب ٍد ومكات ٍ‬
‫ويص ُّح على ول ِد ِه‪ ،‬و َمن يُولَدُ له‪ ،‬ويَد ُخ ُل ال َح ْم ُل والمعدو ُم تَبعا ً‪.‬‬
‫وتستثنى الجهة من اشتراط ثبات الملك ‪.‬‬

‫ناجزاً؛ فال يص ُّح ُمؤقَّتا ً‪ ،‬وال ُمعلَّقا ً إال بمو ٍ‬


‫ت‪.‬‬ ‫ف ِ‬ ‫ط الراب ُع‪ :‬أن يَ ِق َ‬ ‫الشر ُ‬
‫ط‪.‬‬ ‫الوقف والشر ُ‬
‫ُ‬ ‫طل‬‫رج َع فيه؛ َب َ‬ ‫وإذا ش ََرط أن َيبي َعهُ متى شاء‪ ،‬أو َيه َبهُ‪ ،‬أو َي ِ‬
‫وال يشترط في الوقف ‪:‬‬
‫ف عليه؛ ولو كان على ُمعي ٍَّن‪.‬‬ ‫‪ .1‬قبو ُل الموقو ِ‬
‫‪ِ .2‬إ ْخ َرا ُجهُ َع ْن َي ِد ِه؛ ألنَّه إزالةُ ملكٍ َيمنَ ُع البي َع‪ ،‬فلم يُعت َب ْر فيه ذلك؛ كال ِعت ِ‬
‫ق‪.‬‬
‫ف في الحا ِل لهم‪ .‬ويسمى [الوقف منقطع االبتداء] ‪.‬‬ ‫وإن َوقَف على عب ِد ِه ثم المساكين؛ ُ‬
‫ص ِر َ‬
‫وإن ‪:‬‬
‫ط ُع كأوال ِد ِه ولم يَذ ُك ْر مآالً‪ ،‬ويسمى [الوقف منقطع االنتهاء] ‪.‬‬ ‫‪َ ‬وقَف على ِجه ٍة تَنق َ‬
‫عين جهةً؛‬ ‫وقف‪ ،‬ولم يُ ِ‬‫ٌ‬ ‫‪ ‬أو قال‪ :‬هذا‬
‫الوقف‬
‫َ‬ ‫قدر إرثِ ِهم وقفا ً عليهم؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫ف نَسبا ً على ِ‬‫ف بعدَ أوال ِد ِه لورث ِة الواقِ ِ‬ ‫ص ِر َ‬ ‫‪ o‬ص َّح‪ ،‬و ُ‬
‫الناس ببِ ِره‪،‬‬
‫ِ‬ ‫صرفُهُ البِ َّر‪ ،‬وأقاربُهُ أولى‬ ‫َم ِ‬
‫‪ ‬فإن لم يكونوا؛ فعلى المساكين‪.‬‬

‫ص ٌل)‬ ‫(فَ ْ‬
‫شروطا ً‪ ،‬ولو لم يجبْ اتبا ُ‬
‫ع‬ ‫عمر رضي هللاُ عنه َوقَف َو ْقفا ً وش ََرط فيه ُ‬ ‫ألن َ‬ ‫الواقِف؛ َّ‬ ‫ب العَ َم ُل بِش َْر ِط َ‬ ‫يَ ِج ُ‬
‫اشتراط ِه فائدة ٌ‪ِ ،‬في ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫شرط ِه لم َي ُكن في‬
‫ِ‬
‫ف على أوال ِد ِه‪ ،‬وأوال ِد أوال ِد ِه‪ ،‬ونس ِل ِه‪ ،‬و َعق ِب ِه ‪.‬‬ ‫‪َ .1‬ج ْم ٍع؛ بأن يَ ِق َ‬
‫ف على ول ِد ِه زي ٍد ثم أوال ِد ِه ‪.‬‬ ‫‪ .2‬وتفريق ؛ بأن يَ ِق َ‬
‫ونحوهُ ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫المريض‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف على أوال ِد ِه ‪َ -‬مثالً‪ -‬يُقدَّ ُم األفقهُ‪ ،‬أو األ ْد َينُ ‪ ،‬أو‬ ‫‪َ .3‬وتَ ْقد ٍ‬
‫ِيم؛ بأن َي ِق َ‬
‫فالن ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫فالن بعدَ بني‬
‫ٍ‬ ‫ف على ول ِد‬ ‫‪ .4‬وتأخير؛ بأن يَ ِق َ‬
‫وغيرهم‪،‬‬
‫َ‬ ‫ختص بهم‪ ،‬أو يُط ِلقَ ؛ ف َيعُ ُّمهم‬ ‫ُّ‬ ‫الفقهاء؛ فَيَ‬
‫ِ‬ ‫صفٍ َو َعدَ ِم ِه؛ بأن يقو َل‪ :‬على أوالدي‬ ‫ار َو ْ‬ ‫‪َ .5‬وا ْعتِ َب ِ‬
‫ب؛ بأن يقو َل‪ :‬على أوالدي ثم أوال ِدهِم ثم أوال ِد أوال ِدهِم‪،‬‬ ‫‪ .6‬وت ْرتِي ٍ‬
‫ع َم َر رضي هللاُ عنه َج َع َل َو ْقفَهُ إِلَى َح ْف َ‬
‫صةَ‬ ‫ففالن؛ «أل َ َّن ُ‬
‫ٍ‬ ‫فالن‪ ،‬فإن مات‬ ‫ٌ‬ ‫الناظر‬
‫ُ‬ ‫ظ ٍر؛ بأن يقو َل‪:‬‬ ‫‪َ .7‬ونَ َ‬
‫الرأْي ِ ِم ْن أَ ْه ِل َها» ‪.‬‬
‫َت‪ ،‬ث ُ َّم يَ ِلي ِه ذُو َّ‬
‫تَ ِلي ِه َما َعاش ْ‬
‫شرير أو ُمتَ َج ِو ٍه ونح ِو ِه‪،‬‬‫ٌ‬ ‫نز َل فيه فا ِس ٌق أو‬ ‫كشرط أال يؤ َج َر‪ ،‬أو قد ََّر مدَّةَ اإلجارةِ‪ ،‬أو أال يُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ .8‬و َغي ِْر ذَلِكَ ؛‬
‫ب شرعي ٍ‪.‬‬ ‫وج ٍ‬ ‫صرفُهُ بال ُم ِ‬ ‫ستح ٌّق تَنزيالً شرعيًّا؛ لم يَ ُج ْز َ‬ ‫‪ ‬وإن نَزَ ل ُم ِ‬
‫لعدم ما يَقتضي‬ ‫ضدُّهُ َما؛ ِ‬ ‫ي َوالذَّ َك ُر َو ِ‬ ‫ط وصفا ً؛ ا ْستَ َوى الغَنِ ُّ‬ ‫الموقوف عليه َولَ ْم يَ ْشتَ ِر ْ‬
‫ِ‬ ‫طلَقَ في‬ ‫فَإِ ْن أَ ْ‬
‫التخصيص‪.‬‬
‫ُ‬

‫وف َعلَ ْي ِه ال ُمعي َِّن؛ ألنَّه مل ُكهُ وغلَّتُهُ له‪،‬‬


‫إلنسان ومات ‪ِ :‬لل َم ْوقُ ِ‬
‫ٍ‬ ‫النظر ألح ٍد‪ ،‬أو ش ََرط‬
‫َ‬ ‫شرط‬ ‫َوالنَّ َ‬
‫ظ ُر فيما إذا لم يَ َ‬
‫‪ ‬فإن كان واحداً استق َّل به ُمطلقا ً‪،‬‬
‫ص ِهم‪،‬‬ ‫وإن كانوا جماعةً فهو بينَ ُهم على قَد ِْر ِح َ‬
‫ص ِ‬ ‫ْ‬ ‫‪‬‬
‫وإن كان صغيراً أو َ‬
‫نحوهُ قام وليُّه مقا َمه فيه ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫‪‬‬
‫ستنيب‬
‫َ‬ ‫كالمساكين؛ فللحا ِك ِم‪ ،‬وله أن َي‬
‫ِ‬ ‫صرهُم‬ ‫الوقف على مسج ٍد‪ ،‬أو َمن ال يُم ِكنُ َح ُ‬ ‫ُ‬ ‫وإن كان‬ ‫ْ‬ ‫‪‬‬
‫فيه‪.‬‬

‫ين؛ فَ ُه َو ‪:‬‬
‫سا ِك ِ‬‫ف َعلَى َولَ ِد ِه‪ ،‬أو أوال ِد ِه‪ ،‬أَ ْو َولَ ِد َغي ِْر ِه‪ ،‬ث ُ َّم َعلَى ال َم َ‬ ‫َو ِإ ْن َوقَ َ‬
‫س ِويَّ ِة؛ ألنَّه ش ََّرك‬ ‫ظ يَشملُ ُهم ‪ِ ,‬بال َّ‬ ‫ألن اللف َ‬ ‫ث والخناثى؛ َّ‬ ‫اإلنَا ِ‬
‫ور َو ِ‬ ‫الوقف‪ ،‬الذُّ ُك ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ِ ‬ل َولَ ِد ِه الموجو ِد حينَ‬
‫أقر لهم بشيءٍ ‪،‬‬ ‫بينهم‪ ،‬وإطالقُها يَقتضي التسويةَ؛ كما لو َّ‬
‫بلعان؛ ألنَّه ال يُس َّمى ولدَهُ ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ o‬وال َيد ُخ ُل فيهم الولدُ المنف ُّ‬
‫ي‬
‫الوقف أو ال‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ستحقونَهُ ُمرتَّبا ً‪ُ ،‬و ِجدُوا حينَ‬ ‫سفلوا؛ ألنَّه ولدُهُ‪ ،‬و َي ِ‬ ‫‪ ‬ث ُ َّم بعدَ أوال ِد ِه َلولَ ِد َبنِي ِه وإن َ‬
‫لعدم‬
‫بنص أو قرين ٍة؛ ِ‬ ‫الوقف على األوال ِد إال ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ت في‬ ‫‪ o‬دُونَ ول ِد بَنَاتِ ِه؛ فال يَد ُخ ُل ولدُ البنا ِ‬
‫وصي ُك ُم هللاُ ِفي أَ ْوال ِدكُ ْم) ‪َ ،‬ك َما لَ ْو قَا َل‪َ :‬علَى َولَ ِد َولَ ِد ِه‪،‬‬ ‫دخو ِل ِهم في قو ِل ِه تعالى‪( :‬يُ ِ‬
‫الوقف ْأو ال‪ ،‬دونَ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْل ِب ِه‪ ،‬أو عق ِب ِه‪ ،‬أو نس ِل ِه؛ فَيَد ُخ ُل ولدُ البنينَ ‪ُ ،‬و ِجدوا حالةَ‬ ‫َوذُ ِريَّتِ ِه ِل ُ‬
‫بنص أو قرين ٍة‪.‬‬ ‫ت‪ ،‬إال ٍ‬ ‫ول ِد البنا ِ‬
‫األو ُل‪ ،‬إال أن يقو َل‪َ :‬من مات عن ول ٍد‬ ‫ض َّ‬ ‫نقر َ‬ ‫ستح ُّق البط ُن الثاني شيئا ً حتى َي ِ‬ ‫ب؛ فال َي ِ‬ ‫والعطف بـ (ث ُ َّم) للترتي ِ‬
‫ُ‬
‫فنصيبُهُ لول ِد ِه‪.‬‬
‫للتشريك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والعطف بالواو‬
‫ُ‬

‫ض َع لذلك حقيقةً‪ ،‬قال تعالى‪( :‬أَ ْم لَهُ‬ ‫ظ البَنِين ُو ِ‬ ‫ألن لف َ‬ ‫ص بِذُ ُك ِ‬


‫ور ِه ْم؛ َّ‬ ‫َولَ ْو قَا َل‪َ :‬علَى بَنِي ِه‪ ،‬أَ ْو بَنِي فُ َال ٍن؛ ْ‬
‫اختَ َّ‬
‫ْال َبنَاتُ َولَ ُك ُم ْال َبنُونَ ) ‪،‬‬
‫اسم القبيل ِة يَش َم ُل ذَ َك َرها‬ ‫سا ُء؛ َّ‬
‫ألن َ‬ ‫وتميم‪ ،‬وقضاعةَ؛ فَيَ ْد ُخ ُل فِي ِه النِ َ‬
‫ٍ‬ ‫هاشم‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ِ ‬إ َّال أَ ْن يَ ُكونُوا قَ ِبيلَةً ؛ كبني‬
‫وأُنثاها‪،‬‬
‫الموقوف عليها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ o‬دُونَ أَ ْو َال ِده َِّن ِم ْن َغي ِْر ِه ْم؛ ألنَّهم ال َي ْنتَسِبون إلى القبيل ِة‬

‫والقَ َرا َبةُ إذا َوقَف على قراب ِت ِه‪ ،‬أو قراب ِة زي ٍد‪َ ،‬وأَ ْه ُل َب ْي ِت ِه‪َ ،‬وقَ ْو ُمهُ‪ ،‬ونسباؤه ‪َ :‬ي ْش َم ُل الذَّ َك َر َواأل ُ ْنثَى ِم ْن أَ ْو َال ِد ِه‬
‫بسهم ذوي‬ ‫ِ‬ ‫هاشم‬
‫ٍ‬ ‫سلَّ َم لم يُجا ِو ْز بني‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫ي َ‬ ‫َوأوال ِد أَ ِبي ِه‪َ ،‬وأوال ِد َج ِد ِه‪َ ،‬وأوال ِد َج ِد أَ ِبي ِه فقط؛ َّ‬
‫ألن النَّب َّ‬
‫عط قَرابةَ أ ُ ِمه‪ ،‬وهم‪ :‬بنو زهرةَ شيئا ً‪.‬‬ ‫القُربى‪ ،‬ولم يُ ِ‬
‫فظ لهم ‪.‬‬ ‫والفقير؛ لشمو ِل اللَّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫والقريب والبعيدُ‪ ،‬والغن ُّ‬ ‫ُ‬ ‫والصغير‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والكبير‬
‫ُ‬ ‫الذكر واألنثى‪،‬‬‫ُ‬ ‫‪ ‬ويَستوي فيه‬
‫ف دينَهُ‪.‬‬ ‫‪ o‬وال يَد ُخ ُل فيهم َمن يُخا ِل ُ‬
‫الر ِح َم يَش َملُ ُهم‪.‬‬ ‫ت واألوال ِد؛ َّ‬
‫ألن َّ‬ ‫اآلباء واألمها ِ‬
‫ِ‬ ‫رحم ِه؛ ش َِمل ك َّل قراب ٍة له ِمن ِجه ِة‬
‫ِ‬ ‫وإن َوقَف على ذوي‬
‫ْ‬

‫تناو ُل المولَى ِمن فو ٍ‬


‫ق وأسف ٍل‪.‬‬ ‫والموالي َي َ‬

‫اللفظ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ألن داللتَها كدالل ِة‬ ‫ث‪ ،‬أَ ْو ِح ْر َمانَ ُه َّن؛ ُ‬
‫ع ِم َل بِ َها؛ َّ‬ ‫ت قَ ِرينَةٌ تَ ْقت َ ِ‬
‫ضي إِ َرادَة َ ِ‬
‫اإلنَا ِ‬ ‫َوإِ ْن ُو ِجدَ ْ‬

‫ف َعلَى َج َما َع ٍة فلهم ثالث حاالت ‪:‬‬ ‫َوإِذَا َوقَ َ‬


‫ألن اللَّف َ‬
‫ظ‬ ‫سا ِوي بينَ ُهم؛ َّ‬ ‫ص ُرهُ ْم؛ كأوال ِد ِه‪ ،‬أو أوال ِد زي ٍد وليسوا قبيلةً؛ ف َي َج َ‬
‫ب تَ ْع ِمي ُم ُه ْم َوالتَّ َ‬ ‫‪ .1‬أن يُ ْم ِكنُ َح ْ‬
‫يَقتضي ذلك‪ ،‬وقد أمكن الوفا ُء به‪ ،‬فَ َو َجب العم ُل ب ُمقتضاه‪.‬‬
‫كوقف علي ٍ رضي هللاُ عنه ؛ في َجب تَعمي ُم َمن أمكن منهم‪ ،‬والتسويةُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .2‬أن يُم ِكنُ استيعابُ ُهم ثم يتعذر؛‬
‫بينَ ُهم‪.‬‬
‫وتميم؛‬
‫ٍ‬ ‫هاشم‬
‫ٍ‬ ‫حصرهُم واستيعابُ ُهم؛ كبني‬ ‫ُ‬ ‫‪ .3‬أن ال يُم ِكنُ‬
‫‪ o‬فال َي ِجبْ تَعمي ُم ُهم؛ ألنَّه ُ‬
‫غير ُمم ِك ٍن‪،‬‬
‫غير ِه عليه ‪.‬‬‫بعض؛ ألنَّه إذا جاز ِحرمانُهُ جاز تَفضي ُل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لبعض ِهم على‬‫ِ‬ ‫ضي ُل‬‫‪ o‬وي َجوزَ التَّ ْف ِ‬
‫ص ُل‬‫نس‪ ،‬وذلك يَح ُ‬ ‫الج ِ‬‫الواقف بِ ُّر ذلك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ألن مقصودَ‬ ‫علَى أ َ َح ِد ِه ْم؛ َّ‬‫ار َ‬
‫ص ُ‬ ‫‪َ o‬ويجوز اال ْقتِ َ‬
‫َّفع إلى واح ٍد منهم‪.‬‬ ‫بالد ِ‬

‫ت بهم‪ ،‬وإن َعين إماما ً أو َ‬


‫نحوهُ تَعيَّن‪.‬‬ ‫وإن َوقَف على طائف ٍة؛ اخت َّ‬
‫ص ْ‬

‫كالوقف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والوصيَّةُ في ذلك‬

‫ص ٌل)‬‫(فَ ْ‬
‫ق؛ لقو ِل ِه عليه السالم‪َ « :‬ال يُ َباعُ أَ ْ‬
‫صلُ َها‪َ ،‬و َال‬ ‫وإن لم َيح ُك ْم به حا ِك ٌم؛ كالعت ِ‬ ‫بمجر ِد القو ِل‪ْ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫الو ْق ُ‬
‫ف َع ْقدٌ َال ِز ٌم‬ ‫َو َ‬
‫وز ‪:‬‬‫فال يَ ُج ُ‬‫ث» ‪َ ،‬‬ ‫ور ُ‬ ‫َب‪َ ،‬و َال يُ َ‬ ‫يُوه ُ‬
‫غيرها؛ ألنَّه ُمؤبَّدٌ‪.‬‬ ‫‪ ‬فَ ْس ُخهُ بإقال ٍة وال ِ‬
‫‪ ‬وبيعه ‪.‬‬
‫أرض خ َِربت وعادت َمواتا ً ولم تُم ِك ْن‬ ‫ٍ‬ ‫كدار انهدمت‪ ،‬أو‬ ‫ط َل َمنَافِعُهُ بالكلي ِة؛ ٍ‬ ‫‪ ‬ونقله‪ ،‬إِ َّال أَ ْن تَتَعَ َّ‬
‫أن بيتَ الما ِل الذي بالكوف ِة‬ ‫عمر رضي هللاُ عنه َكتَب إلى سع ٍد ل َّما َبلَغُه َّ‬ ‫َ‬ ‫عمارتُها؛ فيباعُ؛ لما روي َّ‬
‫أن‬
‫اجعَ ْل بَيْتَ ال َما ِل فِي قِ ْبلَة ال َم ْس ِجدِ‪ ،‬فَإِنَّهُ لَ ْن يَزَ ا َل فِي‬ ‫ين (‪َ ،)٢‬و ْ‬ ‫ار ِ‬‫نُ ِقب‪« :‬أَ ِن ا ْنقُل ال َمس ِْجدَ الَّذِي بِالتَّ َّم ِ‬
‫ص ٍل» (‪ ،)٤‬وكان هذا بمشه ٍد ِمن الصحاب ِة ولم َيظ َه ْر خالفُهُ (‪ ،)٥‬فكان كاإلجماعِ‪،‬‬ ‫ال َمس ِْج ِد (‪ُ )٣‬م َ‬
‫الواقف‪،‬‬
‫ِ‬ ‫غرض‬
‫ِ‬ ‫أقرب إلى‬ ‫ُ‬ ‫ف ثَ َمنُهُ فِي ِمثْ ِل ِه؛ ألنَّه‬ ‫ص َر ُ‬‫ع إذاً؛ ففا ِسدٌ‪َ ،‬ويُ ْ‬ ‫الواقف أن ال يُبا َ‬
‫ُ‬ ‫ولو ش ََرط‬
‫الشراء‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بمجر ِد‬
‫َّ‬ ‫صير وقفا ً‬
‫بعض ِمث ِل ِه‪ ،‬ويَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ o‬فإن تعذَّر ِمثلُهُ ففي‬
‫بيس ال َيصلُ ُح لغز ٍو‪.‬‬ ‫س َح ٌ‬ ‫‪ ‬وكذا فَ َر ٌ‬

‫صرفُها في‬ ‫بعض آل ِت ِه‪ ،‬و َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬


‫ويجوز بي ُع‬ ‫وض ِع ِه؛ فيُباعُ إذا خ َِربت َمحلَّتُهُ‪،‬‬ ‫َولَ ْو أَنَّهُ َمس ِْجدٌ‪ ،‬ولم يُنتفَ ْع به في َم ِ‬
‫عمارتِ ِه‪.‬‬
‫صر ِه ‪ ،‬وزَ ْيتِ ِه‪ ،‬ونفقتِ ِه‪ ،‬ونح ِوها ‪:‬‬ ‫ض َل َع ْن َحا َجتِ ِه ِمن ُح ِ‬ ‫َو َما فَ َ‬
‫ف له‪،‬‬
‫نس ما ُوقِ َ‬ ‫ص ْرفُهُ إِلى َمس ِْج ٍد آخ ََر؛ ألنَّه انتفاعٌ بهٌ في ِج ِ‬ ‫‪ ‬ي َجوز َ‬
‫صد َُّق ِب ُخ ْل َع ِ‬
‫ان ال َك ْع َب َة»‪،‬‬ ‫عثْ َمانَ ال َح َج ِبي َكانَ َيتَ َ‬ ‫اء ال ُم ْسلِمِينَ ؛ «أل َ َّن َ‬
‫ش ْي َبةَ بنَ ُ‬ ‫صدَقَةُ ِب ِه َعلَى فُقَ َر ِ‬
‫‪َ ‬وال َّ‬
‫ص ِرف‬
‫ف‪ ،‬ف ُ‬ ‫صر ٌ‬ ‫شةَ أَ َم َرتْهُ ِبذَلِكَ » ‪ ،‬وألنه ما ُل هللِ تعالى‪ ،‬لم يَبقَ له َم ِ‬ ‫الخال ُل بإسنا ِدهِ‪« :‬أَ َّن َعائِ َ‬‫وروى َّ‬
‫المساكين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إلى‬
‫ونص فيمن َوقَف على قنطرةٍ فانحرف الما ُء‪:‬‬
‫َّ‬ ‫وفض ُل موقوفٍ على معي ٍَّن استحقاقُه مقد ٌَّر‪َ :‬يتعيَّنُ إرصادُهُ‪،‬‬
‫صدُ لعلَّه يَ ِ‬
‫رج ُع)‪.‬‬ ‫(يُر َ‬

‫ونحوهُما‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ثغر ِمث ِل ِه‪ ،‬وعلى قيا ِس ِه مسجدٌ‪ ،‬وربا ٌ‬
‫ط‪،‬‬ ‫ص ِرف في ٍ‬ ‫وإن َوقَف على ٍ‬
‫ثغر فاخت َّل ‪ُ :‬‬ ‫ْ‬

‫بئر بالمسج ِد‪.‬‬


‫فر ٍ‬‫َرس شجرةٍ‪ ،‬وال َح ُ‬ ‫ُ‬
‫يجوز غ ُ‬ ‫وال‬

‫فللوقف‪،‬‬
‫ِ‬ ‫للوقف؛‬
‫ِ‬ ‫الوقف‪ ،‬أو ِمن ما ِل ِه ونواه‬
‫ِ‬ ‫الوقف ِمن ما ِل‬
‫ِ‬ ‫الناظر أو بنَى في‬
‫ُ‬ ‫وإذا غ ََرس‬
‫للوقف بنيَّتِ ِه ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َرس أجنبي ـ أي ‪ :‬غير الناظر والواقف ـ أنَّه‬ ‫ويَتو َّجهُ في غ ِ‬

‫اب ال ِهبَ ِة َوال َع ِطيَّ ِة)‬ ‫(بَ ُ‬


‫ور ِه‪.‬‬ ‫الريح‪ ،‬أي‪ُ :‬م ُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الهبةُ‪ِ :‬من هُبو ِ‬
‫ب‬
‫اب‪ :‬سؤا ُل الهب ِة‪.‬‬ ‫هاب‪ :‬قبو ُل الهب ِة‪ ،‬واال ْس ِتي َه ُ‬ ‫واالت ُ‬ ‫ِ‬
‫ت‪.‬‬
‫مرض المو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫والعطية اصطالحا ‪ :‬الهبة في‬ ‫ُ‬
‫وم ال َم ْو ُجو ِد فِي َحيَاتِ ِه َغي َْرهُ بما يُعَدُّ ِهبَةً‬
‫يك َما ِل ِه ال َم ْعلُ ِ‬
‫ف بِتَ ْم ِل ِ‬ ‫التصر ِ‬
‫ُّ‬ ‫جائز‬
‫ِ‬ ‫والهبة اصطالحا ‪ :‬التَّبَ ُّرعُ ِمن‬
‫عرفا ً‪.‬‬ ‫ُ‬
‫كالبيع واإلجارةِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫فَخَرج بـ (التَّبَ ُّرع)‪ :‬عقودُ المعاوضا ِ‬
‫ت؛‬
‫يك)‪ :‬اإلباحةُ؛ كالعاري ِة‪،‬‬ ‫وبـ (التَّ ْم ِل ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫نحو الكل ِ‬ ‫وبـ (ال َما ِل)‪ُ :‬‬
‫وم)‪ :‬المجهو ُل‪،‬‬ ‫وبـ (ال َم ْعلُ ِ‬
‫وبـ (ال َم ْو ُجو ِد)‪ :‬المعدو ُم‪ ،‬فال تص ُّح الهبةُ فيها‪،‬‬
‫وبـ (ال َحيَاةِ)‪ :‬الوصيةُ‪.‬‬

‫ط العاقدُ فِي َها ‪:‬‬ ‫َو ِإ ْن ش ََر َ‬


‫‪ِ ‬ع َوضا ً َم ْعلُوما ً؛‬
‫معلوم‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫بعوض‬
‫ٍ‬ ‫‪ o‬فَهي َب ْي ٌع؛ ألنَّه تمليكٌ‬
‫الخيار والشفعةُ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ o‬ويَثْبُتُ‬
‫كالبيع الفاس ِد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العوض مجهوالً لم تص َّح‪ ،‬و ُحك ُمها‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬فإن كان‬
‫فيردُّها بزيادتِها ُمطلقا ً‪ ،‬وإن تَ ِلفَت ردَّ قِيمتَها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫والهبةُ المطلقةُ ال تَقتضي ِعوضا ً‪ ،‬سوا ٌء كانت لمث ِل ِه‪ ،‬أو دونَهُ‪ ،‬أو أعلى منه‪.‬‬
‫ض؛ فقو ُل من ِك ٍر بيمينِ ِه‪.‬‬ ‫شرط ِع َو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وإن اختلفا في‬

‫يهب ‪:‬‬
‫أن َ‬ ‫َو َال َي ِ‬
‫ص ُّح ْ‬
‫واللبن في الضَّرعِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫البطن‪،‬‬
‫ِ‬ ‫‪َ ‬م ْج ُهوالً؛ كالحم ِل في‬
‫ط ما ُل اثنين على وج ٍه ال يَتمي َُّز‪ ،‬فَ َوهَب أحدُهما لرفي ِق ِه نصيبَه‬ ‫‪ِ ‬إ َّال َما تَ َعذَّ َر ِع ْل ُمهُ؛ كما لو اختل َ‬
‫منه؛ فيص ُّح للحاج ِة؛ كالصلحِ‪.‬‬
‫والشار ِد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ق‬‫تسليم ِه؛ كاآلب ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬ما ال َيقد ُِر على‬

‫َوتَ ْنعَ ِقدُ الهبةُ بِـ‪:‬‬


‫ونحوهُ‬
‫ُ‬ ‫ب َوالقَبُو ِل؛ بأن يقو َل‪َ :‬وهَبتُكَ ‪ ،‬أو أهديتُكَ ‪ ،‬أو أعطيتُكَ ‪ ،‬فيقو ُل‪ :‬قَ ِبلتُ ‪ ،‬أو َرضيتُ ‪،‬‬
‫اإلي َجا ِ‬
‫‪ِ .1‬‬
‫فر ُق ال َّ‬
‫صدقاتِ‪،‬‬ ‫طى‪ ،‬ويُ ِ‬ ‫طاةِ الدَّالَّ ِة َعلَ ْي َها ؛ ألنَّه عليه السالم كان يُهدِي ويُهدَى إليه‪ ،‬ويُ ِ‬
‫عطي ويُع َ‬ ‫‪ .2‬ال ُم َعا َ‬
‫إيجاب وال قبولٌ‪ ،‬ولو كان‬
‫ٌ‬ ‫سعاتَهُ بأخذِها وتَفري ِقها‪ ،‬وكان أصحابُه يَفعلون ذلك‪ ،‬ولم يُ ْنقَ ْل عنهم‬ ‫ويَأ ُم ُر ُ‬
‫شرطا ً لنُ ِق َل عنهم نَقالً ُمتوا ِترا ً أو ُمشت ِهراً ‪.‬‬

‫بكر نَ َحلَها َجذاذَ عشرينَ وسْقا ً ِمن ما ِل ِه‬ ‫أن أبا ٍ‬ ‫ب؛ لما روى مالكٌ عن عائشةَ‪َّ :‬‬ ‫ْض بِإِ ْذ ِن َوا ِه ٍ‬‫َوتَ ْلزَ ُم بِالقَب ِ‬
‫ضتِي ِه َكانَ لَ ِك‪،‬‬‫ت ُح ْزتِي ِه أ َ ْو قَ َب ْ‬
‫ض‪ ،‬قال‪َ « :‬يا بُنَيَّةُ ُك ْنتُ نَ َح ْلت ُ ِك َجذَاذَ ِع ْش ِرينَ َوسْقاً‪َ ،‬ولَ ْو ُك ْن ِ‬ ‫بالعالي ِة‪ ،‬فل َّما َم ِر َ‬
‫نحوهُ (‪ ،)٢‬ولم‬ ‫عمر َ‬ ‫َ‬ ‫ب هللاِ تَعَالَى» (‪ ،)١‬وروى ابنُ عيينةَ عن‬ ‫فَإِنَّ َما ه َُو اليَ ْو َم َما ُل َو ِارثٍ‪ ،‬فَا ْقتَ ِس ُموهُ َعلَى ِكتَا ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ف لهما في الصحاب ِة مخا ِل ٌ‬ ‫عر ْ‬‫يُ َ‬
‫االبتداء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ضهُ ُمستدا ٌم‪ ،‬فأغنى عن‬ ‫ألن قب َ‬‫ونحوهُما؛ َّ‬ ‫َ‬ ‫ب وديعةً‪ ،‬أو غصبا ً‪،‬‬ ‫‪ِ ‬إ َّال َما َكانَ فِي َي ِد ُمتَّ ِه ٍ‬
‫زوم‪ ،‬فلم يَنفس ِْخ‬ ‫اإلذن والرجوعِ؛ ألنَّه عقد ٌ يؤُو ُل إلى اللُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫القبض يَقُو ُم َمقَا َمهُ في‬ ‫ِ‬ ‫ب إذا مات قب َل‬ ‫الوا ِه ِ‬
‫ث َ‬ ‫َو َو ِار ُ‬
‫الخيار‪.‬‬
‫ِ‬ ‫كالبيع في مدَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫بالموتِ؛‬

‫ب‪.‬‬‫ت المتَّ ِه ِ‬‫ط ُل بمو ِ‬ ‫وتَ ْب ُ‬


‫للصغير ونح ِو ِه وليُّهُ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ض‬‫و َي ْق َب ُل و َي ْقبِ ُ‬
‫ب وقَبِلَه فهو لسيِ ِد ِه‪ ،‬ويص ُّح قبولُه بال ِ‬
‫إذن سيِ ِد ِه‪.‬‬ ‫غير مكاتَ ٍ‬ ‫وما اتَّهبه عبدٌ ُ‬

‫[الفرق بين الهبة واإلبراء] ‪:‬‬


‫‪ .1‬ال يشترط في اإلبراء القبول ‪ ,‬ف َم ْن أَب َْرأ َ غ َِري َمهُ ِم ْن دَ ْينِ ِه ولو قب َل وجوبِ ِه ؛ بَ ِرئ َ ْ‬
‫ت ِذ َّمتُهُ‪َ ،‬ولَ ْو ردَّه ولَ ْم‬
‫ق‪،‬‬‫ق‪ ،‬فلم َيفت ِق ْر إلى القبو ِل؛ كالعت ِ‬ ‫َي ْق َب ْل؛ ألنَّه إسقاطُ ح ٍ‬
‫‪ .2‬يصح اإلبراء من المجهول ‪،‬‬
‫‪ ‬لكن لو َج ِهلَه ربُّه وكتَ َمه المدينُ خَوفا ً ِمن أنَّه لو َع ِل َمه لم يُب ِْرئْهُ؛ لم تص َّح البراءة ُ‪.‬‬
‫المحل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إلبهام‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬ولو أبرأ َ أحدَ غ َِري َم ْي ِه‪ ،‬أو ِمن أح ِد دَ ْينَ ْي ِه؛ لم تص َّح؛‬

‫وز ِهبَةُ ‪:‬‬


‫َوتَ ُج ُ‬
‫‪ُ .1‬ك ِل َعي ٍْن ت ُ َباعُ‪،‬‬
‫‪ .2‬وجزءٍ مشاعٍ منها إذا كان َمعلوما ً‪،‬‬
‫ب يُ ْقتَنَى‪،‬‬ ‫‪َ .3‬و َك ْل ٍ‬
‫‪ .4‬ونَجاس ٍة يُبا ُح نفعُها؛ كالوصي ِة‪.‬‬

‫وال تص ُّح ُمعلَّقةً‪ ،‬وال ُمؤقتةً؛ إال في‪:‬‬


‫مرك‪ ،‬أو َحياتَك‪ ،‬أو عمري‪ ،‬أو ما بَ ِقيتُ ؛ فتص ُّح‪ ،‬وتكونُ‬ ‫‪ .1‬العمرى والرقبى كأن يقول ‪َ :‬جعلتُها لك ُ‬
‫ع َ‬
‫ب له ولورثتِ ِه بعدَه‪.‬‬
‫لموهو ٍ‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫مرك‪ ،‬أو غَلتُه‪ ،‬أو ِخدمتُه لك‪ ،‬أو َمنحت ُ َكهُ؛ فعارية؛ ألنَّها هبةُ‬‫ع َ‬‫س ْكنَاهُ لك ُ‬
‫‪ .2‬هبة المنافع كأن قال‪ُ :‬‬
‫المنافع‪.‬‬
‫ِ‬
‫ف في ْ‬
‫مل ِكه‪.‬‬ ‫تصر ٌ‬
‫ُّ‬ ‫صحيح؛ ص َّح الثاني؛ ألنَّه‬
‫ٍ‬ ‫العين بعق ٍد‬
‫ِ‬ ‫ع أو َوهَب فا ِسداً‪ ،‬ثم ت َ َّ‬
‫صرف في‬ ‫و َمن با َ‬

‫ص ٌل)‬‫(فَ ْ‬
‫حظ األنثيين؛‬ ‫ب التَّ ْعدِي ُل فِي َع ِطيَّ ِة أَ ْو َال ِد ِه بِقَد ِْر إِ ْرثِ ِه ْم؛ للذَّ ِ‬
‫كر مث ُل ِ‬ ‫يَ ِج ُ‬
‫‪ ‬اقتدا ًء بقسم ِة هللاِ تعالى‪،‬‬
‫ت‪،‬‬‫‪ ‬وقياسا ً لحا ِل الحياةِ على حا ِل المو ِ‬
‫هللا تعالى)‪.‬‬
‫ب ِ‬ ‫‪ ‬قال عطا ٌء‪( :‬ما كانوا َيقسمون إال على كتا ِ‬
‫ب في ذلك كاألوال ِد‪.‬‬ ‫وسائِ ُر األقار ِ‬

‫س َّوى وجوبا ً ِبـ‬ ‫صهُ َ‬ ‫طاه فوق إرثِ ِه‪ ،‬أو خ َّ‬ ‫بأن أع َ‬
‫ض ُه ْم؛ ْ‬‫ض َل َب ْع َ‬‫فَإِ ْن فَ َّ‬
‫ُ‬
‫حيث أمكن‪،‬‬ ‫‪ُ ‬ر ُجوعٍ‬
‫الفاض َل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ليساوي‬
‫َ‬ ‫‪ ‬أَ ْو ِزيَادَةِ المفضو ِل‬
‫‪ ‬أو إعطاءٍ ليستووا؛‬
‫‪ ‬لقو ِل ِه عليه السالم‪« :‬اتَّقُوا هللاَ‪َ ،‬وا ْع ِدلُوا بَيْنَ أَ ْو َال ِد ُك ْم»‪.‬‬
‫التخصيص أو التفضي ِل تح ُّمالً وأدا ًء إن َع ِل َم‪ ،‬وكذا ك ُّل عق ٍد فاس ٍد عندَه مختلَفٍ فيه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫شهادة ُ على‬ ‫وتحر ُم ال َّ‬
‫ُ‬

‫طى‪ ،‬فليس لبقيَّ ِة الورث ِة الرجوعُ‪،‬‬ ‫الواهب قب َل الرجوعِ أو الزيادةِ؛ ثَبَتَ لل ُم ْع َ‬


‫ُ‬ ‫فَإِ ْن َماتَ‬
‫ف على إجازةِ الباقين‪.‬‬ ‫ت‪ ،‬ف َي ِق ُ‬
‫بمرض المو ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬إال أن يكونَ‬

‫ب يَ ِقي ُء ث ُ َّم‬ ‫عباس مرفوعا ً‪« :‬العَائِدُ فِي ِهبَتِ ِه َكال َك ْل ِ‬


‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫ث ِ‬ ‫الال ِز َم ِة؛ لحدي ِ‬ ‫ب أَ ْن يَ ْر ِج َع فِي ِهبَتِ ِه َّ‬ ‫وز ِل َوا ِه ٍ‬ ‫َو َال يَ ُج ُ‬
‫متفق عليه ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫َيعُودُ فِي قَ ْيئِ ِه»‬
‫لر ُج ِل‬ ‫صد التَّسويةَ ْأو َال‪ُ ،‬مسلما ً كان أو كافِراً؛ لقو ِل ِه عليه السالم‪َ « :‬ال َي ِح ُّل ِل َّ‬ ‫ب فله الرجوعُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫‪ِ ‬إ َّال األ َ َ‬
‫ي العَ ِطيَّةَ فَيَ ْر ِج َع فِي َها‪ ،‬إِ َّال َ‬
‫الوا ِلدَ فِي َما يُ ْع ِطي َولَدَهُ»‪.‬‬ ‫أَ ْن يُ ْع ِط َ‬
‫الرجوعَ ‪:‬‬ ‫‪ ‬وال يَمنَ ُع ُّ‬
‫العين‪،‬‬
‫ِ‬ ‫نقص‬
‫ُ‬ ‫أ‪-‬‬
‫بعضها‪،‬‬
‫ف ِ‬ ‫ب‪ -‬أو تلَ ُ‬
‫ت‪ -‬أو زيادة ٌ منفصلةٌ‪،‬‬
‫‪ ‬و َيمنَعُهُ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬زيادة ٌ متصلةٌ‪،‬‬
‫ب‪ -‬وبيعُه‪،‬‬
‫ت‪ -‬وهِبتُه‪،‬‬
‫ورهنُه ما لم يَ َّ‬
‫نفك‪.‬‬ ‫ث‪َ -‬‬

‫حر أَ ْن يَأْ ُخذَ َويَتَ َملَّكَ ِم ْن َما ِل َولَ ِد ِه بشرطين ‪:‬‬ ‫ب ٍ‬‫َوأل ٍ‬
‫أ‪ -‬أن َال َي ُ‬
‫ض ُّرهُ‬
‫أ‪ -‬أن َال يَ ْحتَا ُجهُ؛‬
‫ب‪ -‬أن ال يُعطيه َولَدا ً آخ ََر‪،‬‬
‫المخوف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ت أح ِدهِما‬ ‫مرض مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪ -‬أن ال يكون في‬
‫ب‪ -‬اتفاق الدين ‪.‬‬
‫ب َما أَ َك ْلت ُ ْم ِم ْن َك ْس ِب ُك ْم‪َ ،‬و ِإ َّن أَ ْو َالدَ ُك ْم ِم ْن َك ْس ِب ُك ْم» ‪.‬‬ ‫إن أَ ْ‬
‫ط َي ِ‬ ‫ث ‪َّ « :‬‬ ‫‪ ‬لحدي ِ‬

‫وال يشترط ‪:‬‬


‫أ‪ -‬كون الوالدُ محتاجا ً ‪،‬‬
‫ب‪ -‬كون الولدُ كبيراً ‪،‬‬
‫ت‪ -‬كونه ذكراً‪.‬‬
‫وال يصح ‪:‬‬
‫ق‪ ،‬أَ ْو‬
‫وقبض ِه َولَ ْو فِي َما َو َهبَهُ لول ِد ِه وأقبضه إياه بِبَي ٍْع‪ ،‬أو هِب ٍة‪ ،‬أ ْو ِعتْ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ف وا ِلدُه فِي َما ِل ِه قب َل تملُّ ِك ِه‬ ‫أ‪ -‬ت َ َ‬
‫ص َّر َ‬
‫للغير أو‬
‫ِ‬ ‫تصرفُه فيه‪ ،‬ولو كان‬ ‫ُّ‬ ‫ألن ملكَ الول ِد على ما ِل نف ِس ِه تا ٌّم يص ُّح‬ ‫غريم ولدِه ِمن دَ ْي ِنه ؛ َّ‬ ‫ِ‬ ‫اء‬‫ِإب َْر ِ‬
‫شتركاً؛ لم يَ ُج ْز‪.‬‬
‫ُم َ‬
‫ب‪ -‬أَ ْخذَه الوالد ُ ما َوهَبه لول ِد ِه قَ ْب َل ُر ُجو ِع ِه في هِبتِ ِه بالقو ِل‪َ ،‬ك َر َج ْعتُ فيها‪،‬‬
‫بالقبض مع القو ِل أو الني ِة‪ ،‬فال‬ ‫ِ‬ ‫أخذَ ما ِل ولدِه قب َل تَ َملُّ ِك ِه ِبقَ ْو ٍل أَ ْو نِيَّ ٍة َوقَب ٍ‬
‫ْض ُم ْعتَ َب ٍر؛ ألنَّه ال َيم ِل ُكهُ إال‬ ‫ت‪ْ -‬‬
‫صرفُهُ فيه قب َل ذلك‪،‬‬ ‫يَنفُذُ تَ ُّ‬
‫صيْرورتِ ِه ملكا ً له بذلك‪.‬‬ ‫المعتبر مع القو ِل أو الني ِة؛ ل َ‬ ‫ِ‬ ‫القبض‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬بَ ْل بعدَ‬

‫ئ جاريةَ ابنِ ِه فأ َ ْحبَلها ‪:‬‬ ‫وإن َو ِط َ‬


‫ُ‬
‫أ‪ -‬صارت أ َّم ول ٍد له‪،‬‬
‫حر‪،‬‬‫ب‪ -‬وولدُهُ ٌّ‬
‫ت‪ -‬وال َحدَّ‬
‫ث‪ -‬وال َم ْه َر عليه‬
‫‪ ‬إن لم يَ ُكن االبنُ َو ِطئَها‪.‬‬

‫ألن رجالً جاء إلى النبي ِ صلَّى هللاُ عليه‬‫طالَ َبةُ أَ ِبي ِه بِدَي ٍْن َون َْح ِو ِه؛ كقيم ِة ُمتْلَفٍ ‪ ،‬وأَ ْر ِش ِجناي ٍة؛ َّ‬ ‫ْس ِل َلولَ ِد ُم َ‬
‫َولَي َ‬
‫ضيه دَيْنا ً عليه‪ ،‬فقال‪« :‬أَ ْنتَ َو َمالُكَ ِأل َ ِبيكَ »‪.‬‬ ‫وسلَّم بأ َ ِبيه يقتَ ِ‬
‫وله المطالبة بِـ ‪:‬‬
‫النفس‪،‬‬
‫ِ‬ ‫علَ ْي َها؛ لضرورةِ ِ‬
‫حفظ‬ ‫سهُ َ‬ ‫اج َب ِة َعلَ ْي ِه‪َ ،‬وله َح ْب َ‬ ‫أ‪ -‬نَفَقَتِ ِه َ‬
‫الو ِ‬
‫عين ما ٍل له بِيَ ِد أبيه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‪-‬‬
‫كمورثِ ِهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ب بدَي ٍْن ونح ِو ِه؛‬ ‫فإن مات االبنُ فليس لورثتِ ِه مطالبةُ األ ِ‬ ‫ْ‬ ‫‪‬‬
‫األب َر َجع االبنُ بدي ِن ِه في ترك ِت ِه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬وإن مات‬

‫ثواب اآلخرةِ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫صد به‬‫والصدقةُ وهي‪ :‬ما قُ ِ‬


‫ونحوهُ ‪.‬‬
‫َ‬ ‫والهديةُ وهي‪ :‬ما قَ َ‬
‫صد به إكراما ً وتودُّداً‬
‫‪ ‬نوعان ِمن الهب ِة‪ُ ،‬حك ُم ُهما ُحك ُمها فيما تقدَّم‪.‬‬
‫ع ْرفٍ ‪.‬‬ ‫‪ o‬ووعا ُء هدي ٍة كهي مع ُ‬

‫يض بعطي ٍة أو نح ِوها‬ ‫ت ال َم ِر ِ‬ ‫ص ُّرفَا ِ‬ ‫فَ ْ‬


‫ص ٌل فِي تَ َ‬
‫المريض قسمان ‪:‬‬
‫يح‪َ ،‬ولَ ْو صار‬
‫ص ِح ِ‬
‫ف ال َّ‬ ‫ص ُّرفُهُ َال ِز ٌم؛ َك ُّ‬
‫تصر ِ‬ ‫ِير؛ فَتَ َ‬
‫صدَاعٍ َيس ٍ‬ ‫ض َغي ُْر َم ُخوفٍ ؛ َك َو َجعِ ِ‬
‫ض ْر ٍس‪َ ،‬و َعي ٍْن‪َ ،‬و ُ‬ ‫َم َر ُ‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َمخوفا ً و َماتَ ِم ْنهُ؛ اعتباراً بحا ِل العطي ِة؛ ألنَّه إذ ذاك في ُح ِ‬
‫كم‬

‫مرض َم ُخوف اتَّصل به الموتُ ؛‬


‫الرأس ويؤثِ ُر في الدِماغِ‪ ،‬فَيَ ْختَ ُّل َع ْق ُل صاحبِ ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بخار يَرت ِقي إلى‬ ‫ٌ‬ ‫س ٍام ‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫‪َ ‬كبِ ْر َ‬
‫ب‪،‬‬
‫بباطن الجن ِ‬
‫ِ‬ ‫ب‪ :‬قُرو ٌح‬
‫ت ال َج ْن ِ‬ ‫‪َ ‬وذَا ِ‬
‫ب‪ ،‬ورئ ٍة وال ت َ ْس ُكنُ َحركتُها‪،‬‬ ‫‪َ ‬و َو َج ِع قَ ْل ٍ‬
‫‪َ ‬ودَ َو ِام قِيَ ٍام‪ ،‬وهو‪ :‬المبطونُ الذي أصابَهُ اإلسها ُل وال يُم ِكنُهُ إمسا ُكهُ‪،‬‬
‫القوة ُ‪،‬‬ ‫صفي الد ََّم فَتَ ُ‬
‫ذهب َّ‬ ‫دوام ُر َعافٍ ؛ ألنَّه يُ ِ‬ ‫‪َ ‬و ِ‬
‫البدن‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بعض‬
‫َ‬ ‫عروف يُ ْر ِخي‬
‫ٌ‬ ‫ج‪ ،‬وهو‪ :‬دا ٌء َم‬ ‫‪َ ‬وأَ َّو ِل فَا ِل ٍ‬
‫آخ ِر ِس ٍل ‪،‬‬‫َو ِ‬ ‫‪‬‬
‫َوال ُح َّمى ال ُم ْ‬
‫ط ِبقَ ِة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الرب ِْع ‪،‬‬
‫َوح َّمى ِ‬ ‫‪‬‬
‫ان َعد َْال ِن‪ِ :‬إنَّهُ َم ُخ ٌ‬
‫وف؛‬ ‫يبان ُم ْس ِل َم ِ‬ ‫ط ِب ِ‬ ‫َو َما قَا َل َ‬ ‫‪‬‬
‫ث أَ ْم َوا ِل ُك ْم؛ ِزيَادَةً‬
‫صدَّقَ َعلَ ْي ُك ْم ِع ْندَ َوفَاتِ ُك ْم بِثُلُ ِ‬
‫‪ o‬فعطاياه كوصي ٍة؛ لقو ِل ِه عليه السالم‪« :‬إِ َّن هللاَ تَ َ‬
‫لَ ُك ْم فِي أَ ْع َما ِل ُك ْم»‪.‬‬

‫[أحوال تلحق بالمرض المخوف]‬


‫َو َم ْن ‪:‬‬
‫عونُ ِببَلَ ِد ِه‪،‬‬ ‫‪َ ‬وقَ َع َّ‬
‫الطا ُ‬
‫ب ‪ ،‬وك ٌّل ِمن الطائفتين مكافِئةٌ لألُخرى‪ ،‬أو كان ِمن المقهورةِ‪،‬‬ ‫التحام حر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬أو كان بينَ الصفَّي ِْن عندَ‬
‫‪ ‬أو كان في لُ َّج ِة البحر عندَ َهيَجانِ ِه‪،‬‬
‫س لقت ٍل‪،‬‬ ‫‪ ‬أو قُدِم أو ُحبِ َ‬
‫الط ْل ُق حتى تَ َ‬
‫نجو؛‬ ‫‪َ ‬و َم ْن أَ َخذَهَا َّ‬
‫الو َرثَ ِة لَ َها ِإ ْن َماتَ‬ ‫ث‪ ،‬ولو ألجنبي ٍ؛ ِإ َّال ِبإِ َجازَ ةِ َ‬ ‫َيءٍ ‪َ ،‬و َال ِب َما فَ ْوقَ الثُّلُ ِ‬‫ث بِش ْ‬ ‫‪َ o‬ال َي ْلزَ ُم تَ َب ُّر ُ‬
‫عهُ ِل َو ِار ٍ‬
‫ث أَ ْم َوا ِل ُك ْم؛ ِزيَادَةً لَ ُك ْم‬
‫صدَّقَ َعلَ ْي ُك ْم ِع ْندَ َوفَاتِ ُك ْم بِثُلُ ِ‬ ‫ِم ْنهُ ؛ كوصي ٍة؛ لقو ِل ِه عليه السالم‪« :‬إِ َّن هللاَ تَ َ‬
‫المريض‪.‬‬
‫ِ‬ ‫التلف ِمن أولئكَ كتوقُّ ِع‬ ‫ِ‬ ‫ِفي أَ ْع َما ِل ُك ْم»؛ َّ‬
‫ألن توقُّ ُع‬
‫المانع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لعدم‬
‫كلها؛ ِ‬ ‫يح في نفو ِذ عطاياه ِ‬ ‫ص ِح ٍ‬‫ي ِمن ذلك فَ َك َ‬ ‫عوفِ َ‬ ‫‪َ o‬و ِإ ْن ُ‬

‫ضهُ ِب ُجذَ ٍام‪ ،‬أَ ْو ِس ٍل في ابتدائِ ِه‪ ،‬أَ ْو فَا ِل ٍ‬


‫ج في انتهائِ ِه‪،‬‬ ‫َو َم ِن ْامتَدَّ َم َر ُ‬
‫كالهرم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ت منه؛‬ ‫اش؛ فَعطاياه ِم ْن ُك ِل َما ِل ِه؛ ألنَّه ال يُخ ُ‬
‫َاف تعجي ُل المو ِ‬ ‫ط ْعهُ ِب ِف َر ٍ‬‫‪ ‬فإن لَ ْم يَ ْق َ‬
‫التلف‪.‬‬
‫ُ‬ ‫راش يُ ْخشَى منه‬
‫صاحب فِ ٍ‬
‫ُ‬ ‫مريض‬
‫ٌ‬ ‫الفراش‪ ،‬فعطاياه كوصيتِه؛ ألنَّه‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬وإن لَ ِز َم‬

‫ت ِوالي ِة قبو ِلها وردِها‪،‬‬


‫زوم الوصايا واستحقاقِها‪ ،‬وثبو ِ‬ ‫َويُ ْعتَبَ ُر الثُّلُ ُ‬
‫ث ِع ْندَ َم ْوتِ ِه؛ ألنَّه وقتُ لُ ِ‬
‫‪ ‬فإن ضاق ثُلثُهُ عن العطي ِة والوصي ِة؛ قُدِمت العطيةُ؛ ألنَّها الزمةٌ‪.‬‬
‫‪ ‬ونما ُء العَطي ِة ِمن القبو ِل إلى المو ِ‬
‫ت تَبَ ٌع لها‪.‬‬

‫رأس الما ِل‪ ،‬والمحاباة ُ كعطي ٍة‪.‬‬


‫بثمن المث ِل ِمن ِ‬
‫ِ‬ ‫المريض‬
‫ِ‬ ‫ضةُ‬
‫ومعاو َ‬
‫َ‬

‫فار ُق العطيةُ الوصيةَ في أربع ِة أشيا َء‪:‬‬ ‫َوت ُ ِ‬


‫واحدَةً‪َ ،‬ويُ ْبدَأ ُ ِباأل َ َّو ِل‬
‫ت يُو َجدُ دفعةً ِ‬‫تبرعٌ بعدَ المو ِ‬ ‫صيَّ ِة ؛ ألنَّها ُّ‬ ‫س َّوى بَيْنَ ال ُمتَقَد ِِم َوال ُمتَأ َ ِخ ِر فِي َ‬
‫الو ِ‬ ‫‪ .1‬أنه يُ َ‬
‫فَاأل َ َّو ِل ِفي ال َع ِط َّي ِة؛ لوقو ِعها الزمةً‪.‬‬
‫طى‬ ‫حق ال ُم ْع ِطي‪ ،‬وتَنت ِق ُل إلى المع َ‬ ‫بضها ؛ ألنَّها تَق ُع الزمةً في ِ‬ ‫ع في العطي ِة بعدَ قَ ِ‬ ‫الر ُجو َ‬ ‫‪ .2‬أنه َال يَ ْم ِلكُ ُّ‬
‫بخالف الوصي ِة‪ ،‬فإنه‬ ‫ِ‬ ‫لحق الورث ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ث‬‫التبرعِ بالزائِ ِد على الثُّل ِ‬
‫في الحياةِ ولو َكثُرت‪ ،‬وإنما ُمنِ َع ِمن ُّ‬
‫َيم ِلكُ الرجوعُ فيها‪.‬‬
‫بخالف الوصي ِة‪ ،‬فإنها تَمليكٌ بعدَ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .3‬أن العطيةَ يُ ْعتَبَ ُر القَبُو ُل لَ َها ِع ْندَ ُو ُجو ِدهَا؛ ألنَّها تمليكٌ في الحا ِل‪،‬‬
‫ت‪ ،‬فا ْعتُبِر عندَ وجو ِد ِه‪.‬‬ ‫المو ِ‬
‫ت‬
‫رض المو ِ‬ ‫راعى؛ ألنَّا ال نَعلَ ُم هل هو َم ُ‬ ‫ً‬ ‫الملكُ فيها عندَ قَبو ِلها؛ كالهب ِة‪ ،‬لكن يَكونُ ُم‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫أن العطيةَ يَثبُتُ ِ‬ ‫‪َّ .4‬‬
‫ف شي ٌء ِمن ما ِل ِه؟ فتوقَّ ْفنا لنَعلَ َم عاقبةَ ِ‬
‫أمر ِه‪،‬‬ ‫أو ال؟ وال نَعلَ ُم هل يَستفيد ُ ماالً أو يَتْلَ ُ‬
‫أن الملكَ كان ثابتا ً ِمن حينِ ِه‪،‬‬ ‫‪ ‬فإذا خ ََرجت ِمن الثُّل ِ‬
‫ث تبَيَّنَّا َّ‬
‫‪ ‬وإال ف ِبقَد ِْر ِه‪.‬‬
‫ت؛ ألنَّها تمليكٌ بعدَه فال تَتقدَّ ُمهُ‪.‬‬ ‫صيَّةُ بِ ِخ َال ِ‬
‫ف ذَلِكَ ‪ ،‬فال ت ُ ْملَكُ قب َل المو ِ‬ ‫الو ِ‬
‫‪َ o‬و َ‬

‫وإذا ‪:‬‬
‫المريض َمن يَعتِ ُق عليه بهب ٍة‪ ،‬أو وصي ٍة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪َ ‬ملَك‬
‫عمه في ص َّحتِ ِه؛‬ ‫أقر أنَّه أعتقَ ابنَ ِ‬ ‫‪ ‬أو َّ‬
‫‪َ o‬عتَقَا ِمن ِ‬
‫رأس الما ِل‪،‬‬
‫مورثِ ِه ال مانِ َع به‪،‬‬
‫ت ِ‬ ‫وو ِرثَا؛ ألنَّه ُح ٌّر حينَ مو ِ‬ ‫‪َ o‬‬
‫‪ o‬وال يكونُ ِعتقُ ُهم وصيةً‪.‬‬
‫ث‪.‬‬ ‫عمه؛ َعتَق ولم يَ ِر ْ‬ ‫ولو دَبَّر ابنَ ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫وو ِر َ‬‫آخ َر حياتي؛ َعتَق َ‬ ‫وإن قال‪ :‬أنت ُح ٌّر ِ‬ ‫ْ‬

‫صايَا)‬
‫الو َ‬ ‫( ِكتَ ُ‬
‫اب َ‬
‫ص ْلتَهُ‪.‬‬ ‫صيتُ الشي َء‪ :‬إذا و َ‬‫جم ُع وصي ٍة‪ ،‬مأخوذة ٌ ِمن َو َ‬
‫التبرعُ بالما ِل بعدَه‪.‬‬‫ت‪ ،‬أو ُّ‬ ‫ف بعدَ المو ِ‬ ‫األمر بالتَّ ُّ‬
‫صر ِ‬ ‫ُ‬ ‫واصطالحا ً‪:‬‬

‫وتص ُّح الوصيةُ ِمن ‪:‬‬


‫البالغ الرشي ِد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬والصبي ِ العاق ِل‪،‬‬
‫‪ ‬والسَّفي ِه بالما ِل‪،‬‬
‫واألخرس بإشارةٍ مفهوم ٍة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪‬‬

‫ورثَ ٍة ؛ ص َّحت‪.‬‬
‫إقرار َ‬
‫ِ‬ ‫ببين ٍة أو‬
‫ت ِ‬ ‫بخط ِه الثاب ِ‬
‫إنسان ِ‬‫ٍ‬ ‫وإن ُو ِجدَت وصيَّةُ‬
‫ب وصيَّتَهُ ويُش ِهدَ عليها‪.‬‬ ‫ويُستحبُّ أن يَكت ُ َ‬

‫بكر ‪ ،‬وعلي ٍ ‪ ،‬وهو‬ ‫ي بِال ُخ ُم ِس؛ روي عن أبي ٍ‬ ‫عرفا ً‪ -‬أ َ ْن يُ ِ‬


‫وص َ‬ ‫ير ُ‬‫س ُّن ِل َم ْن تَ َركَ َخيْرا ً ‪َ -‬وه َُو ال َما ُل ال َكثِ ُ‬ ‫ويُ َ‬
‫(وا ْعلَ ُموا أَنَّ َما‬
‫ي هللاُ ِب ِه ِلنَ ْف ِس ِه»‪ ،‬يعني في قو ِل ِه تعالى‪َ :‬‬ ‫ض َ‬ ‫ضيتُ ِب َما َر ِ‬ ‫بكر‪َ « :‬ر ِ‬ ‫السلف‪ ،‬قال أبو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ظاه ُِر قو ِل‬
‫سهُ) ‪.‬‬ ‫َيءٍ فَأ َ َّن ِ َّ ِ‬
‫ّلِل ُخ ُم َ‬ ‫َغنِ ْمت ُ ْم ِم ْن ش ْ‬
‫وز الوصيُّةُ ‪:‬‬ ‫َو َال تَ ُج ُ‬
‫ث‪،‬‬‫وار ٌ‬ ‫ث أل َ ْجنَ ِبي ٍ لمن له ِ‬ ‫‪ِ ‬بأ َ ْكثَ َر ِمنَ الثُّلُ ِ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫ث ِب َ‬ ‫‪َ ‬و َال ِل َو ِار ٍ‬
‫وصي‬ ‫سلَّ َم لسع ٍد حينَ قال‪ :‬أ ُ ِ‬ ‫صلَّى هللا َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫ت؛ لقو ِل النبي ِ َ‬ ‫‪ِ o‬إ َّال ِبإِ َجازَ ةِ َ‬
‫الو َرثَ ِة لَ ُه َما بَ ْعدَ ال َم ْو ِ‬
‫ير»‬ ‫ث َكثِ ٌ‬ ‫ث َوالثُّلُ ُ‬
‫لث‪ ،‬قال‪« :‬الثُّلُ ُ‬‫طر؟ قال‪َ « :‬ال»‪ ،‬قال‪ :‬فالثُّ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫بمالي كله؟ قال‪َ « :‬ال»‪ ،‬قال‪ :‬بال َّ‬
‫ث»‪.‬‬ ‫صيَّةَ ِل َو ِار ٍ‬ ‫وقو ِل ِه عليه السالم‪َ « :‬ال َو ِ‬
‫العين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ث في القَد ِْر ال في‬ ‫ألن َّ‬
‫حق الوار ِ‬ ‫ث ب ُمعي ٍَّن بقَد ِْر إرثِ ِه؛ جاز؛ َّ‬ ‫لكل وار ٍ‬ ‫صى ِ‬ ‫وإن و َّ‬

‫ث فما دو ُن ألجنبي ٍ تَلزَ ُم بال إجاز ٍة‪.‬‬ ‫والوصيَّةُ بالثُّلُ ِ‬


‫ث‬
‫المور ِ‬
‫ِ‬ ‫ص ُّح تَ ْن ِفيذاً؛ ألنَّها إمضا ٌء لقو ِل‬
‫ث؛ فَـإنِها تَ ِ‬‫ث أو لوار ٍ‬ ‫وإذا أجاز الورثةُ ما زاد على الثُّل ِ‬
‫ضيْتُ ‪ ،‬أو نفَّذْتُ ‪،‬‬‫جزتُ ‪ ،‬أو أم َ‬ ‫بلفظ‪ :‬أَ ْ‬
‫ِ‬ ‫‪‬‬
‫‪ o‬وال تُعتبَ ُر لها أحكا ُم الهب ِة‪.‬‬
‫ب‪.‬‬
‫المحاويج إلى األجان ِ‬
‫ِ‬ ‫عرفا ً َو ِارثُهُ ُم ْحتَا ٌج؛ ألنَّه َ‬
‫عدَل عن أقار ِب ِه‬ ‫ير ُ‬ ‫صيَّةُ فَ ِق ٍ‬
‫َوت ُ ْك َرهُ َو ِ‬
‫لحق الورث ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ألن الم ْن َع فيما زاد على الثُّل ِ‬
‫ث‬ ‫ابن مسعو ٍد ؛ َّ‬ ‫ث لَهُ؛ روي عن ِ‬ ‫وز الوصيةُ بِال ُك ِل ِل َم ْن َال َو ِار َ‬ ‫َوتَ ُج ُ‬
‫عدِموا زال الما ِن ُع‪.‬‬ ‫فإذا ُ‬

‫صون‪ ،‬ال فرقَ بينَ ُمتقد ِِمها‬ ‫ْط فيتحا ُّ‬ ‫الجميع بِال ِقس ِ‬
‫ِ‬ ‫ص على‬ ‫صايَا ولم ت ُ ِجز الورثةُ؛ فَالنَّ ْق ُ‬ ‫الو َ‬ ‫ف الثُّلُ ُ‬
‫ث بِ َ‬ ‫َوإِ ْن لَ ْم يَ ِ‬
‫صةُ؛ كمسائ ِل‬‫المقدار‪ ،‬فَ َو َجبت ال ُمحا َّ‬
‫ِ‬ ‫تساووا في األص ِل وتَفاوتوا في‬ ‫َ‬ ‫وغير ِه؛ ألنَّهم‬
‫ِ‬ ‫ق‬
‫تأخ ِرها‪ ،‬والعت ِ‬ ‫و ُم ِ‬
‫العو ِل‪.‬‬

‫ت الوصيةُ اعتباراً بحا ِل‬ ‫ص َّح ْ‬


‫بابن تجدَّد ؛ َ‬
‫كأخ ُح ِجب ٍ‬ ‫ث؛ ٍ‬ ‫ار ِع ْندَ ال َم ْو ِ‬
‫ت َغي َْر َو ِار ٍ‬ ‫ث فَ َ‬
‫ص َ‬ ‫صى ِل َو ِار ٍ‬ ‫َو ِإ ْن أَ ْو َ‬
‫صى له‪.‬‬ ‫ث والمو َ‬ ‫ص ُل به االنتقا ُل إلى الوار ِ‬ ‫الموتِ؛ ألنَّه الحا ُل الذي يح ُ‬
‫طلَت الوصيَّةُ إن لم ت ُ ِج ْز باقي الورثةُ‪.‬‬ ‫صى ألخيه مع وجو ِد ابن ِه فمات ابنُهُ؛ بَ َ‬ ‫س ِبال َع ْك ِس‪ ،‬فَ َمن أو َ‬‫َوال َع ْك ُ‬

‫صى به إلى الموصى له ‪:‬‬ ‫ما يلزم النتقال ملك المو َ‬


‫صى له معيَّنَا فيعتبر القَبُو ُل بالقو ِل أو ما قام َمقا َمهُ كالهب ِة‬ ‫‪ ‬إن كان المو َ‬
‫الزمن بينَ القَبو ِل‬ ‫حق ِه‪ ،‬وهو على التَّراخي‪ ،‬فيص ُّح َو ِإ ْن َ‬
‫طا َل َّ‬ ‫ت ِ‬ ‫ت؛ ألنَّه وقتُ ثبو ِ‬ ‫‪ o‬بَ ْعدَ ال َم ْو ِ‬
‫ت‪،‬‬
‫والمو ِ‬
‫ت له ٌّ‬
‫حق‪.‬‬ ‫ت؛ ألنَّه لم يَثبُ ْ‬‫وال يص ُّح القبو ُل قب َل المو ِ‬ ‫‪َ o‬‬
‫تميم‪ ،‬أو َمصلح ِة مسج ٍد‬ ‫ص ُرهم؛ كبني ٍ‬ ‫كالفقراء‪ ،‬أو َم ْن ال يم ِكنُ َح ْ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬وإن كان الموصى له ِ‬
‫غير معي ٍَّن؛‬
‫ت‪.‬‬ ‫بمجر ِد المو ِ‬
‫َّ‬ ‫حج؛ لم تَفت ِق ْر إلى قَبو ٍل‪ ،‬ول ِز َمت‬
‫ونح ِو ِه‪ ،‬أو ٍ‬

‫الم ْلكُ بالقبو ِل‬‫َويَثبُتُ ِ‬


‫ت‪ ،‬على قول‪.‬‬ ‫‪َ ‬ع ِق َ‬
‫ب ال َم ْو ِ‬
‫سبب‪ ،‬وال ُحك ُم ال َيتقدَّ ُم سب َبهُ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫كسائر العقو ِد؛ َّ‬
‫ألن القبو َل‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬والصحي ُح‪َّ :‬‬
‫أن الملكَ حينَ القبو ِل؛‬
‫‪ ‬فما َحدَث قب َل القبو ِل ِمن نماءٍ ُمنفص ٍل؛ فهو للورث ِة‪ ،‬والمتَّص ُل َيتبعُها‪.‬‬

‫استقر عليها بالقبو ِل‪،‬‬


‫َّ‬ ‫الردُّ؛ َّ‬
‫ألن مل َكهُ قد‬ ‫القبض؛ لَ ْم يَ ِ‬
‫ص َّح َّ‬ ‫ِ‬ ‫َو َم ْن قَبِ َل الوصيةَ ث ُ َّم َردَّهَا ولو قَ ْب َل‬
‫بر شُرو ُ‬
‫طها‪.‬‬ ‫ضى الورثةُ بذلك‪ ،‬فتكونُ هبةً منهُ لهم تُعتَ ُ‬ ‫‪َّ ‬إال أَن َير َ‬

‫الر ُج ُل َما شَا َء فِي َو ِ‬


‫صيَّتِ ِه» ‪،‬‬ ‫عمر‪« :‬يُغَيِ ُر َّ‬
‫َ‬ ‫صيَّ ِة؛ لقو ِل‬
‫الو ِ‬
‫الر ُجوعُ فِي َ‬ ‫َويَ ُج ُ‬
‫وز ُّ‬
‫طلت‪ ،‬وكذا إن ُو ِجدَ منه ما يدُ ُّل على الرجوعِ‪.‬‬ ‫ونحوهُ؛ َب َ‬
‫َ‬ ‫فإذا قال‪َ :‬ر َج ْعتُ في َوصيَّ ِتي‪ ،‬أو أبطلتُها‬

‫الموصي‪ :‬إِ ْن قَد َِم زَ ْيد ٌ فَلَهُ َما َو َّ‬


‫صيْتُ بِ ِه ِلعَ ْم ٍرو‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َوإِن قَا َل‬
‫بالشرط‬
‫ِ‬ ‫ص ْر ِف ِه إلى الثاني ُمعلَّقا ً‬
‫لرجو ِع ِه عن األ َ َّو ِل و َ‬
‫الموصي؛ فالوصيَّةُ لزي ٍد؛ ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬فَقَد َِم زيدٌ ِفي حيا ِة‬
‫وقَ ْد ُو ِجد‪.‬‬
‫رط‬
‫ش ِ‬ ‫لعدم ال َّ‬
‫استقرت له؛ ِ‬ ‫َّ‬ ‫قدوم ِه‬
‫ِ‬ ‫الموصي؛ فالوصيةُ ِلعَ ْم ٍرو؛ ألنَّه لما مات قب َل‬ ‫ِ‬ ‫‪َ ‬وإن قَد َِم زيدٌ بعدَ حياةِ‬
‫الموصي منه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ملك األ َ َّو ِل وانقطاعِ ِ‬
‫حق‬ ‫ألن قدو َمهُ إنَّما كان بعدَ ِ‬ ‫في زيدٍ؛ َّ‬

‫َويُ ْخ ِر ُج ‪:‬‬
‫ي‪،‬‬ ‫‪ ‬وص ٌّ‬
‫ٌ‬
‫فوارث‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فحاك ٌم‬
‫ونذر وكفار ٍة‪ِ ،‬م ْن ُك ِل َما ِل ِه َب ْعدَ َم ْو ِت ِه‪َ ،‬و ِإ ْن لَ ْم‬
‫ٍ‬ ‫ب ُكلَّهُ‪ِ ،‬م ْن دَي ٍْن َو َحجٍ َو َغي ِْر ِه؛ كزكا ٍة‬ ‫اج َ‬ ‫‪َ = ‬‬
‫الو ِ‬
‫ضى َرسُو ُل هللاِ‬ ‫صى ِب َها أَ ْو دَي ٍْن) ‪ ،‬ولقو ِل علي ٍ‪« :‬قَ َ‬ ‫صيَّ ٍة يُو َ‬‫(م ْن بَ ْع ِد َو ِ‬
‫وص ِب ِه؛ لقو ِل ِه تعالى‪ِ :‬‬ ‫يُ ِ‬
‫صيَّ ِة»‪.‬‬ ‫سلَّ َم بِالدَّي ِْن قَ ْب َل َ‬
‫الو ِ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َ‬

‫ب‪،‬‬
‫ئ بالواج ِ‬ ‫ب ِم ْن ثُلُثِي؛ بُ ِد َ‬ ‫اج َ‬ ‫فَإِ ْن قَا َل‪ :‬أَدُّوا َ‬
‫الو ِ‬
‫الموصي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ب التَّبَ ُّرعِ؛ لتَع ِ‬
‫يين‬ ‫اح ُ‬
‫ص ِ‬‫ش ْي ٌء؛ أَ َخذَهُ َ‬‫ث َ‬ ‫ي ِمن الثُّل ِ‬ ‫‪ ‬فَإِ ْن بَ ِق َ‬
‫وص له بشيءٍ ‪،‬‬ ‫التبرعُ؛ ألنَّه لم يُ ِ‬
‫ط ُّ‬ ‫سقَ َ‬
‫ض ُل شي ٌء؛ َ‬ ‫‪َ ‬وإِن لم يَ ْف ُ‬
‫ي له به‪،‬‬ ‫وص َ‬ ‫طى ما أ ُ ِ‬ ‫أن يُجيزَ الورثةُ فيُ ْع َ‬ ‫‪َّ ‬إال ْ‬
‫رأس الما ِل‪.‬‬ ‫ب شي ٌء؛ ت ُ ِم َم ِمن ِ‬ ‫ي ِمن الواج ِ‬ ‫ْ‬
‫وإن َب ِق َ‬ ‫‪‬‬

‫صى لَهُ)‬ ‫اب ال ُمو َ‬‫(بَ ُ‬


‫ُ‬
‫ص ُّح الوصيَّة ِلـ‬ ‫تَ ِ‬
‫سلم وكافِ ٍر؛ لقو ِل ِه تعالى‪( :‬إِ َّال أَ ْن تَ ْفعَلُوا إِلَى أ َ ْو ِليَائِ ُك ْم َم ْع ُروفًا) قال محمدُ بنُ‬ ‫ص ُّح تَ َملُّ ُكهُ ِمن ُم ٍ‬ ‫‪َ .1‬م ْن يَ ِ‬
‫المسلم لليهودي ِ والنصرانيِ) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الحنفي ِة‪( :‬هو َوصيةُ‬
‫‪ .2‬مكاتَ ِبه‬
‫‪ .3‬مدَب َِّر ِه‪،‬‬
‫‪ .4‬أ ُ ِم ول ِد ِه‪،‬‬
‫ث‪،‬‬ ‫ث ما ِله‪َ ،‬ويَ ْعت ُ ُق ِم ْنهُ بقَد ِْر الثُّل ِ‬ ‫‪ .5‬لعَ ْب ِد ِه بِ ُمشَاعٍ؛ َكثُلُثِ ِه؛ ألنَّها وصيَّةٌ تَض َّمنت ال ِعتقَ بثُلُ ِ‬
‫فإن كان ثُلثُهُ مائةً وقِيمةُ العب ِد مائةً فأق َّل؛‬ ‫ْ‬ ‫‪‬‬
‫سهُ ف َيم ِلكُ ثُلثَها‪،‬‬
‫ومن ُجملتِ ِه نف ُ‬ ‫كل جزءٍ ِمن الما ِل ثُلثَهُ ُمشاعاً‪ِ ،‬‬ ‫عتِقَ كله؛ ألنَّه َيم ِلكُ ِمن ِ‬ ‫ُّ‬ ‫‪ُ o‬‬
‫فيَعتِ ُق ويَس ِْري إلى بقيتِ ِه‪،‬‬
‫ث؛ ألنَّه صار ًّ‬
‫حرا‪.‬‬ ‫اض َل ِمن الثُّل ِ‬ ‫‪َ o‬و َيأْ ُخذُ الفَ ِ‬
‫ث‪.‬‬‫ث؛ َعتَق منه بقَد ِْر الثُّل ِ‬ ‫خرجْ ِمن الثُّل ِ‬ ‫‪ ‬وإن لم يُ ِ‬
‫صير ملكا ً‬ ‫ص ُّح هذه الوصيةُ لعب ِد ِه؛ ألنَّه يَ ُ‬ ‫ب؛ َال ت َ ِ‬‫كدار وثو ٍ‬ ‫صى ِب ِمائَ ٍة أَ ْو ب ُم َعي ٍَّن؛ ٍ‬ ‫‪َ o‬وإن َو َّ‬
‫صى لورثتِ ِه بما يَرثونَهُ‪ ،‬فال فائدةَ فيه‪.‬‬ ‫صى له به فهو لهم‪ ،‬فكأنَّه و َّ‬ ‫للورث ِة‪ ،‬فما و َّ‬
‫غير ِه‪.‬‬
‫‪ o‬وال تص ُّح لعب ِد ِ‬

‫ص ُّح الوصيَّةُ ِب َح ْم ٍل تَحقَّقَ وجودُهُ قبلَها؛ لجريا ِنها َمجرى اإلر ِ‬


‫ث‪.‬‬ ‫َوتَ ِ‬

‫أشهر ِمن الوصيَّ ِة إن كانت فِراشا ً‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫ضعَهُ ألق َّل ِمن ستَّ ِة‬ ‫َوتص ُّح أيضا ً ِل َح ْم ٍل تَ َحقَّقَ ُو ُجودُهُ قب َل الوصي ِة‪ْ ،‬‬
‫بأن تَ َ‬
‫أر َب ِع سِنينَ إن لم تَ ُكن كذلك‪.‬‬ ‫أو ألق َّل ِمن ْ‬
‫تحم ُل به هذه المرأة ُ‪.‬‬ ‫وال تص ُّح لمن ِ‬

‫الوصية بالحج م َم ْن َال َح َّج َعلَ ْي ِه ‪:‬‬


‫األلف‪ ،‬را ِكبا ً أو‬
‫ُ‬ ‫ف ِم ْن ثُلُثِ ِه ُمؤْ نَةُ َح َّج ٍة بَ ْعدَ أ ُ ْخ َرى َحتَّى يَ ْنفَدَ‬ ‫‪ ‬إن أوصى أَ ْن يُ َح َّج َع ْنهُ بِأ َ ْلفٍ ؛ ُ‬
‫ص ِر َ‬
‫صرفُها فيها‪،‬‬ ‫صى بها في ِجه ِة قُربةٍ‪ ،‬فَ َو َجب َ‬ ‫راجالً؛ ألنَّه َو َّ‬
‫ِ‬
‫حيث يبلُ ُغ‪.‬‬‫ُ‬ ‫األلف أو البقيَّةُ؛ ُح َّج به ِمن‬‫ُ‬ ‫ف‬ ‫‪ ‬فلو لم َي ْك ِ‬
‫ث‪َّ ،‬‬
‫وإال فَبِقَد ِْره‪،‬‬ ‫حيث خ ََرج ِمن الثُّل ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬وإن قال‪ :‬حجةً بألفٍ ؛ دُفِ َع لمن َي ُح ُّج به واحدةً؛ َع َمالً بالوصيَّ ِة‬
‫صد إرفاقَهُ‪.‬‬ ‫ضل منها فهو لمن يح ُّج؛ ألنَّه قَ َ‬ ‫‪ ‬وما فَ َ‬

‫ص ُّح) الوصيَّةُ ِلـ‪:‬‬


‫( َو َال تَ ِ‬
‫لعدم ص َّح ِة تملي ِك ِهم‪.‬‬
‫ت؛ كالهب ِة لهم؛ ِ‬ ‫وجنِي ٍ‪َ ،‬و َب ِهي َم ٍة‪َ ،‬و َم ِي ٍ‬ ‫‪ .1‬لمن ال يملك ك َملَكٍ ‪ِ ،‬‬
‫ت‬ ‫‪ ‬فَإِ ْن َو َّ‬
‫صى ِل َحي ٍ َو َم ِي ٍ‬
‫صد الوصيَّةَ‬
‫صى بذلك مع ِع ِلم ِه بموتِ ِه؛ فكأنَّه قَ َ‬ ‫‪ o‬يَ ْعلَ ُم َم ْوتَهُ؛ فَال ُك ُّل ِلل َحي ِ؛ ألنَّه لما ْأو َ‬
‫للحي ِ وحدَه‪.‬‬
‫صى به؛ ألنَّه أضاف الوصيَّةَ إليهما‪ ،‬وال‬ ‫ف ِمن المو َ‬ ‫‪َ o‬وإِ ْن َج ِه َل موتَه؛ فَللحي النِ ْ‬
‫ص ُ‬
‫عدم إرادةِ اآلخ َِر‪.‬‬ ‫قَرينةَ تد ُّل على ِ‬
‫ب التوراةِ واإلنجي ِل ونح ِوها‪.‬‬ ‫نار‪ ،‬أو عمارتِهما‪ ،‬و َكتْ ِ‬ ‫ت ٍ‬ ‫‪ .2‬لكل أمر محرم ككنيس ٍة‪ ،‬وبي ِ‬

‫بالرد َر َجعت الوصيةُ إلى الثُّلثِ‪ ،‬والمو َ‬


‫صى له‬ ‫ِ‬ ‫صى ِب َما ِل ِه ال ْبنَ ْي ِه َوأَ ْجنَ ِبي ٍ فَ َردَّا وصيَّتَه؛ فَلَهُ التُّ ُ‬
‫س ُع؛ ألنَّه‬ ‫َو ِإ ْن َو َّ‬
‫لث‪ ،‬وهو تُس ٌع‪.‬‬ ‫لث الثُّ ُ‬ ‫ي‪ ،‬فله ث ُ ُ‬ ‫ابنان واألجنب ُّ‬
‫ِ‬

‫والمساكين بثُلثِ ِه؛‬


‫ِ‬ ‫والفقراء‬
‫ِ‬ ‫صى لزي ٍد‬ ‫ْ‬
‫وإن َو َّ‬
‫‪ ‬ف ِلزَ ْي ٍد التُّ ُ‬
‫س ُع‪،‬‬
‫طف يَقتضي المغايرةَ‪.‬‬ ‫بالفقر؛ َّ‬
‫ألن العَ َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬وال يُ ْدفَ ُع له شي ٌء‬

‫وص لهم؛ فهم ُّ‬


‫أحق به‪.‬‬ ‫غير وارثِين لم يُ ِ‬
‫أقارب محاوي ُج ُ‬
‫ُ‬ ‫للمساكين وله‬
‫ِ‬ ‫صى بثُلُثِ ِه‬
‫ولو ْأو َ‬

‫صى ِب ِه)‬ ‫اب ال ُمو َ‬ ‫( َب ُ‬


‫ص ُّح بِـ‪:‬‬‫تَ ِ‬
‫ولبن في ضرعٍ؛ ألنَّها تص ُّح‬ ‫ٍ‬ ‫بطن‪،‬‬
‫طي ٍْر ِفي ه ََواءٍ ‪ ،‬وحم ٍل في ٍ‬ ‫ق‪َ ،‬و َ‬ ‫يم ِه؛ َكآ ِب ٍ‬ ‫‪َ .1‬ما يُ ْع َج ُز َع ْن تَ ْس ِل ِ‬
‫بالمعدوم‪ ،‬فهذا أَ ْولَى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ش َج َرتُهُ‪ ،‬أَبَداً أ َ ْو ُمدَّة ً ُمعَيَّنَةً كسن ٍة‪،‬‬‫ُوم؛ َكوصيَّ ٍة بِ َما يَ ْح ِم ُل َحيَوانُهُ‪ ،‬وأمتُهُ ‪َ ،‬و َ‬ ‫‪ .2‬ال َم ْعد ِ‬
‫بائع‪،‬‬
‫بخالف ٍ‬ ‫ِ‬ ‫السقي؛ ألنَّه لم َيض َم ْن تَسلي َمها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫الوار َ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬وال َيلزَ ُم‬
‫ضى الوصيَّ ِة‪،‬‬ ‫صى له بمقت َ‬ ‫صل شي ٌء فهو للمو َ‬ ‫‪ o‬فَإِ ْن َح َ‬
‫ِف ًّ‬
‫محال‪.‬‬ ‫صيَّةُ؛ ألنَّها لم تُصاد ْ‬ ‫الو ِ‬
‫ت َ‬ ‫طلَ ْ‬
‫َي ٌء؛ بَ َ‬ ‫وإن لَ ْم يَ ْح ُ‬
‫ص ْل ِم ْنهُ ش ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪o‬‬
‫لغير مسج ٍد‪،‬‬ ‫ت ُمتَن َِج ٍس ِ‬ ‫ث وماشي ٍة‪ ،‬وزَ ْي ٍ‬ ‫ص ْي ٍد َون َْح ِو ِه؛ كحر ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫ْ‬
‫‪ .3‬ما فيه نف ٌع مبا ٌح؛ ِمن َكل ِ‬
‫الو َرثَةُ؛‬‫المتنجس‪َ ،‬ولَ ْو َكث ُ َر ال َما ُل ِإ ْن لَ ْم ت ُ ِج ِز َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫ب والزي ِ‬ ‫لث الكل ِ‬ ‫صى لَهُ ثُلُث ُ ُه َما‪ ،‬أي‪ :‬ث ُ ُ‬ ‫‪َ ‬وللمو َ‬
‫نس‬‫ع الوصيَّ ِة على سالم ِة ثُلُثَي التَّرك ِة للورث ِة‪ ،‬وليس ِمن التَّرك ِة شي ٌء ِمن ِج ِ‬ ‫ألن موضو َ‬ ‫َّ‬
‫صى به‪.‬‬ ‫المو َ‬
‫كلب؛ لم تص َّح الوصيةُ‪.‬‬ ‫ب ولم يَ ُكن له ٌ‬ ‫صى بكل ٍ‬ ‫وإن و َّ‬ ‫ْ‬ ‫‪o‬‬
‫صى له َما يَقَ ُع َعلَ ْي ِه‬ ‫طى المو َ‬ ‫بالمعدوم فالمجهو ُل ْأولَى‪َ ،‬ويُ ْع َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .4‬ال َم ْج ُهو ٍل؛ َكعَ ْب ٍد َوشَاةٍ؛ ألنَّها إذا ص َّحت‬
‫كاإلقرار‪،‬‬
‫ِ‬ ‫اال ْس ُم؛ ألنَّه اليقينُ ؛‬
‫فإن اختلف االس ُم بالحقيق ِة والعُرف ففيه قوالن ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬
‫الفهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ي ؛ ألنَّه المتبادَ ُر إلى‬ ‫‪ o‬القول األول ‪ :‬يقُدِم العُ ْرفِ ُّ‬
‫ب الحقيقةُ؛ ألنَّها األص ُل‪.‬‬ ‫‪ o‬القول الثاني ‪ :‬تُغلَّ ُ‬

‫ت َبدَل نف ِس ِه‪،‬‬
‫تجب للمي ِ‬
‫ُ‬ ‫ص َّي ِة؛ ألنَّها‬ ‫ث َماالً َولَ ْو ِد َيةً؛ دَ َخ َل ذلك ِفي َ‬
‫الو ِ‬ ‫َو ِإذَا أَ ْو َ‬
‫صى ِبثُلُ ِث ِه أو نح ِو ِه فَا ْستَ ْحدَ َ‬
‫تجهيز ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ضى منها دَ ْينُه ومؤنةُ‬ ‫سهُ له‪ ،‬فكذا بَدَلُها‪ ،‬ويُق َ‬ ‫ونف ُ‬

‫ي لَهُ ِب ُم َعي ٍَّن ‪:‬‬


‫وص َ‬ ‫َو َم ْن أ ُ ِ‬
‫صى له‪.‬‬ ‫ت الوصيَّةُ؛ لزوا ِل ِ‬
‫حق المو َ‬ ‫طلَ ْ‬
‫الموصي‪ ،‬أو بعدَه قب َل القَبو ِل؛ َب َ‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ف المعين قب َل مو ِ‬ ‫‪ ‬فَتَ ِل َ‬
‫ألن حقوقَ الورث ِة لم تَتعلَّ ْق به؛‬ ‫صى لَهُ؛ َّ‬ ‫صى به؛ فَ ُه َو لل ُمو َ‬ ‫غير المعي َِّن المو َ‬ ‫ف ال َما ُل كلُّهُ َ‬‫‪َ ‬و ِإ ْن تَ ِل َ‬
‫وإال ف ِبقَد ِْر الثُّل ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫اص ِل ِل َلو َرثَ ِة‪َّ ،‬‬
‫ث ال َما ِل ال َح ِ‬ ‫صى له‪ِ ،‬إ ْن خ ََر َج ِم ْن ثُلُ ِ‬ ‫لتَعيينِ ِه للمو َ‬
‫ت؛ ألنَّها حالةُ‬ ‫عد ُمهُ ‪ -‬بحال ِة المو ِ‬ ‫ثو َ‬ ‫ف ُخرو ُجها ِمن الثُّل ِ‬ ‫عر َ‬‫واالعتبار في قيم ِة الوصيَّ ِة ‪ -‬ليُ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪o‬‬
‫لزوم الوصيَّ ِة‪.‬‬
‫ِ‬
‫َّين‬
‫ي ِمن الد ِ‬ ‫ض َ‬ ‫صى به‪ ،‬وك َّل ما اقت ُ ِ‬ ‫ث المو َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صى له ثل َ‬ ‫َ‬
‫‪ ‬وإن كان ما عدا المعي َِّن دَيْنا ً أو غائبا ً؛ أخَذ المو َ‬
‫صى به قَد َْر ثُلثِ ِه‪ ،‬حتَّى يم ِل َكهُ كلَّهُ‪.‬‬ ‫ب شي ٌء؛ َملَك ِمن المو َ‬ ‫ضر ِمن الغائِ ِ‬‫أو َح َ‬

‫اء)‬‫اء َواأل َ ْجزَ ِ‬ ‫صيَّ ِة ِباأل َ ْن ِ‬


‫صبَ ِ‬ ‫الو ِ‬
‫اب َ‬‫(بَ ُ‬
‫ب‪ ،‬واألجزا ُء‪ :‬جم ُع جزءٍ ‪.‬‬ ‫األنصبا ُء‪ :‬جم ُع نصي ٍ‬

‫ض ُموما ً إِلَى ال َمسْأَلَ ِة‪ ،‬فتص ُّح مسألةُ الورث ِة وتَزيدُ‬ ‫ث ُمعَي ٍَّن؛ فَلَهُ ِمثْ ُل ن ِ‬
‫َصيبِ ِه َم ْ‬ ‫ب َو ِار ٍ‬‫َصي ِ‬ ‫صى بِ ِمثْ ِل ن ِ‬ ‫وإِذَا أَ ْو َ‬
‫ظ‪ِ ( :‬مثْل)‪.‬‬ ‫ب ذلك المعي َِّن‪ ،‬فهو الوصيةُ‪ ،‬وكذا لو أسقط لف َ‬ ‫عليها ِمث َل نَصي ِ‬
‫ب ا ْبنِ ِه أو بنصي ِب ِه ‪:‬‬ ‫َصي ِ‬ ‫صى ِب ِمثْ ِل ن ِ‬ ‫فَإِذَا أَ ْو َ‬
‫ص ُل البنِ ِه‪.‬‬
‫ألن ذلك َمث ُل ما يَح ُ‬ ‫ث؛ َّ‬ ‫صى له الثُّلُ ُ‬ ‫َان؛ فَللمو َ‬ ‫‪َ ‬ولَهُ ا ْبن ِ‬
‫سبَق‪.‬‬‫الربُ ُع؛ لما َ‬ ‫صى لَهُ ُّ‬ ‫‪َ ‬وإِ ْن َكانُوا ثَالثَةً؛ فَللمو َ‬
‫سهمان‪ ،‬ولألنثى سه ٌم‪ ،‬ويُزادُ‬ ‫ابن َ‬ ‫لكل ٍ‬ ‫ألن المسألةَ ِمن سبعةٍ؛ ِ‬ ‫ان؛ َّ‬ ‫‪َ ‬وإِ ْن َكانَ َمعَ ُه ْم بِ ْنتٌ ؛ فَلَهُ التُّسعَ ِ‬
‫صير تِسعةً‪ ،‬فاالثنان منها تُسعان‪.‬‬ ‫ابن‪ ،‬فتَ ُ‬ ‫ب ٍ‬ ‫عليها ِمث ُل نِصي ِ‬

‫َصيبا ً؛ ألنَّه اليقينُ‪ ،‬وما‬ ‫ث؛ َكانَ لَهُ ِمثْ ُل َما ِألَقَ ِل ِه ْم ن ِ‬
‫الوار ُ‬
‫ِ‬ ‫ب أ َ َح ِد َو َرثَ ِت ِه َولَ ْم يُ َب ِي ْن ذلك‬ ‫صى لَهُ ِب ِمثْ ِل ن ِ‬
‫َصي ِ‬ ‫َو ِإ ْن َو َّ‬
‫زاد مشكوكٌ فيه‪.‬‬
‫ت‪.‬‬
‫ب البن ِ‬ ‫ت‪ :‬له ُربُ ٌع‪ِ ،‬مث ُل نَصي ِ‬ ‫‪ ‬فَ َم َع اب ٍْن َوبِ ْن ٍ‬
‫ب الزوج ِة‪.‬‬‫س ٌع‪ِ ،‬مث ُل نَصي ِ‬ ‫‪َ ‬و َم َع زَ ْو َج ٍة َواب ٍْن‪ :‬له ت ُ ُ‬
‫وبض ْعفَي ِه؛ فله ثالثةُ أمثا ِل ِه ‪ ،‬وبثالث ِة أضعا ِف ِه؛ فله أربعةُ أمثا ِل ِه‪،‬‬ ‫ب اب ِن ِه؛ فله ِمثاله‪ِ ،‬‬ ‫ف نصي ِ‬ ‫بض ْع ِ‬ ‫صى ِ‬ ‫ْ‬
‫وإن و َّ‬
‫وهكذا‪.‬‬

‫س ْه ٍم ِمنَ‬
‫صى آلخ ٍَر ِب َ‬‫مفروض‪ ،‬لما روي ‪« :‬أَ َّن َر ُجالً أَ ْو َ‬ ‫ٍ‬ ‫سدس‬
‫ٍ‬ ‫ُس‪ ،‬بمنزل ِة‬ ‫سد ٌ‬ ‫س ْه ٍم ِم ْن َما ِل ِه؛ فَلَهُ ُ‬‫صى ِب َ‬ ‫َوإن َو َّ‬
‫كالم‬
‫َّهم في ِ‬ ‫وابن مسعو ٍد ؛ و َّ‬
‫ألن الس َ‬ ‫ِ‬ ‫ُس» ‪ ,‬وهو قو ُل علي ٍ ‪،‬‬ ‫سد َ‬ ‫سلَّ َم ال ُّ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫ي َ‬ ‫طاهُ النَّبِ ُّ‬‫ال َما ِل‪ ،‬فَأ َ ْع َ‬
‫ُّدس‪.‬‬
‫ب الس ُ‬ ‫العر ِ‬
‫ث َما شَا َء م َّما يُتَ َم َّو ُل؛ ألنَّه ال حدَّ له‬ ‫الو ِار ُ‬
‫طاهُ َ‬‫ب‪ ،‬أو قِسْطٍ ؛ أَ ْع َ‬
‫َيءٍ ‪ ،‬أَ ْو ُج ْزءٍ ‪ ،‬أَ ْو َحظٍ ‪ ،‬أو نَصي ٍ‬ ‫صى ِبش ْ‬ ‫َوإن أَ ْو َ‬
‫في اللغ ِة وال في الشرعِ‪ ،‬فكان على إطالقِ ِه‪.‬‬

‫صى إِلَ ْي ِه)‬ ‫اب ال ُمو َ‬ ‫(بَ ُ‬


‫وو ِثقَ ِمن نف ِس ِه؛ لفع ِل الصحاب ِة رضي هللا عنهم‪.‬‬ ‫ي عليه َ‬ ‫ال بأس بالدُّخو ِل في الوصيَّ ِة لمن قَ ِو َ‬
‫صيَّةُ ال ُم ْس ِل ِم إِلَى ُك ِل ‪:‬‬ ‫ص ُّح َو ِ‬‫تَ ِ‬
‫‪ُ ‬م ْس ِل ٍم‬
‫‪ُ ‬م َكلَّفٍ‬
‫‪َ ‬ع ْد ٍل‬
‫‪َ ‬ر ِشي ٍد‪،‬‬
‫أمين‪ ،‬أو َعبْداً؛ ألنَّه تص ُّح استنابتُهُ في الحياةِ‪،‬‬ ‫عاجزاً‪ ،‬ويُ َ‬
‫ض ُّم إليه ٌ‬ ‫‪َ o‬ولَ ْو امرأةً‪ ،‬أو مستوراً‪ ،‬أو ِ‬
‫ألن منافعَهُ ُمستحقَّةٌ له‪،‬‬ ‫الموصي بِإِ ْذ ِن َ‬
‫سيِ ِد ِه؛ َّ‬ ‫ِ‬ ‫صى إليه؛ كال ُح ِر‪َ ,‬ويَ ْقبَ ُل عبدُ ِ‬
‫غير‬ ‫فص َّح أن يُو َ‬
‫فوتُها عليه ِ‬
‫بغير إذ ِن ِه‪.‬‬ ‫فال َي ِ‬
‫صى بَ ْعدَهُ إِلَى َع ْم ٍرو َولَ ْم يَ ْع ِز ْل زَ يْداً؛‬‫صى إِلَى زَ ْي ٍد‪َ ،‬وأو َ‬ ‫َوإِذَا أَ ْو َ‬
‫صى إليهما معا ً‪.‬‬ ‫‪ ‬ا ْشتَ َر َكا؛ كما لو أو َ‬
‫بنظر ِه وحدَه؛ كالوكيلين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وص لَهُ؛ ألنَّه لم يَ ْر َ‬
‫ض‬ ‫ص ُّرفٍ لَ ْم يَ ْجعَ ْلهُ ُم ٍ‬
‫‪َ ‬و َال يَ ْنفَ ِردُ أَ َحدُهُ َما بِتَ َ‬
‫غاب أحدُهُما أو مات؛ أقام الحاك ُم َمقا َمهُ أمينا ً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬وإن‬
‫ف؛ ص َّح‪.‬‬
‫بالتصر ِ‬
‫ُّ‬ ‫نفردَ‬
‫وإن َج َعل ألح ِدهِما أو لك ٍل منهما أن يَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫‪o‬‬

‫الموصي وبعدَ موتِ ِه‪ ،‬وله َع ْز ُل نف ِس ِه متى شاء‪.‬‬


‫ِ‬ ‫صى إليه الوصيَّةَ في حياةِ‬‫ويص ُّح قبو ُل المو َ‬
‫ي َّإال أن يُجعَ َل إليه‪.‬‬
‫يوص َ‬
‫أن ِ‬‫صى إليه ْ‬
‫وليس للمو َ‬

‫صيَّتُهُ ِإ َّال فِي ‪:‬‬ ‫ص ُّح َو ِ‬ ‫َو َال يَ ِ‬


‫ف فيه‪.‬‬ ‫تصر َ‬
‫ظهُ ويَ َّ‬ ‫صي إليه به ليَحف َ‬ ‫ي ما ُو ِ‬ ‫الوص ُّ‬‫ِ‬ ‫وم؛ ليَ ْعلَ َم‬‫ص ُّرفٍ َم ْعلُ ٍ‬ ‫‪ ‬تَ َ‬
‫باإلذن‪ ،‬فلم يَ ُج ْز‬
‫ِ‬ ‫ف‬
‫تصر ُ‬ ‫ي يَ َّ‬ ‫الوص َّ‬
‫ِ‬ ‫َار ِه؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫صغ ِ‬ ‫ظ ِر ِل ِ‬‫اء دَ ْينِ ِه‪َ ،‬وتَ ْف ِرقَ ِة ثُلُثِ ِه‪َ ،‬والنَّ َ‬
‫ض ِ‬‫وصي؛ َكقَ َ‬ ‫‪ ‬يَ ْم ِل ُكهُ ال ُم ِ‬
‫الموصي؛ كالوكال ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّإال فيما َيم ِل ُكهُ‬
‫صا ِغ ِر‪َ ،‬ون َْح ِو ذَلِكَ ؛‬‫ق أ َ ْو َال ِدهَا األ َ َ‬ ‫صيَّ ِة ال َم ْرأَةِ ِبالنَّ َ‬
‫ظ ِر فِي َح ِ‬ ‫وصي؛ َك َو ِ‬ ‫ص ُّح الوصيَّةُ ِب َما َال يَ ْم ِل ُكهُ ال ُم ِ‬ ‫َو َال تَ ِ‬
‫الموصي حا َل الحياةِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بالغ رشي ٍد‪ ،‬فال تص ُّح؛ لعدَ ِم ِوالي ِة‬ ‫بالنظر على ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الرج ِل‬‫كوصيَّ ِة َّ‬

‫باإلذن‪ ،‬فكان َمقصوراً على ما‬


‫ِ‬ ‫ف‬
‫التصر َ‬
‫َّ‬ ‫صيًّا فِي َغي ِْر ِه؛ ألنَّه استفادَ‬ ‫ش ْيءٍ لَ ْم يَ ِ‬
‫ص ْر َو ِ‬ ‫ي إليه فِي َ‬
‫ص َ‬‫َو َم ْن ُو ِ‬
‫أُذِن فيه ‪ ،‬كالوكي ِل‪.‬‬

‫و َمن ‪:‬‬
‫باطنا ً ِ‬
‫بغير ِع ِلم ِهم‪،‬‬ ‫بقضاء دَي ٍْن معي ٍَّن فأبى الورثةُ‪ ،‬أو َج َحدوا وتَعذَّر إثباتُهُ؛ قَضاه ِ‬‫ِ‬ ‫صى‬‫‪ ‬أَو َ‬
‫ق ثُلُ ِث ِه وأ َب ْوا أو َج َحدوا؛ أخر َجهُ مما في ي ِد ِه ِ‬
‫باطنا ً‪.‬‬ ‫وصي إليه بتفري ِ‬‫‪ ‬وكذا إن أ ُ ِ‬

‫ع ْد ٍل في دِينِ ِه‪.‬‬
‫خمر‪ ،‬وإلى َ‬ ‫تركتُهُ َ‬
‫نحو ٍ‬ ‫إن لم تَ ُكن ِ‬
‫مسلم ْ‬
‫ٍ‬ ‫وتص ُّح وصيةُ ٍ‬
‫كافر إلى‬

‫صى إليه بتَفرقتِ ِه؛ لَ ْم يَ ْ‬


‫ض َم ْن الوص ُّ‬
‫ي‬ ‫صي ِ الثُلُ َ‬
‫ث المو َ‬ ‫الو ِ‬‫فرقَ ِة َ‬ ‫علَى ال َميِ ِ‬
‫ت دَي ٌْن يَ ْستَ ْغ ِر ُق تَ ِركتَهُ بَ ْعدَ تَ ِ‬ ‫َوإِ ْن َ‬
‫ظ َه َر َ‬
‫بعدم ِع ْل ِمه بالد ِ‬
‫َّين‪.‬‬ ‫معذور ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َّين شَيئا ً؛ ألنَّه‬
‫لرب الد ِ‬
‫ِ‬
‫صى له فتَصدَّقَ به هو أو حاك ٌم ثم َع ِل َم‪.‬‬ ‫وكذا إن ُج ِه َل مو ً‬

‫أعط ِه لمن شئتَ ‪ ،‬أو تَصد َّْق به على َمن شئتَ ؛‬ ‫ْث ِشئْتَ ‪ ،‬أو ِ‬ ‫ض ْع ثُلُثِي َحي ُ‬ ‫َو ِإ ْن قَا َل‪َ :‬‬
‫باإلذن‪ ،‬فال يكونُ قا ِبالً له؛ كالوكي ِل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬لَ ْم يَ ِح َّل للوصي ِ أخذُهُ لَهُ؛ ألنَّه تمليكٌ َملَكه‬
‫‪َ ‬و َال دَفعُه ِل َولَ ِد ِه‪ ،‬وال سائِ َر ورثتِ ِه؛ ألنَّه ُمتَّه ٌم في ِ‬
‫حق ِهم‪ ،‬أغنيا َء كانوا أو فقرا َء‪.‬‬

‫ضرر؛ فله البي ُع على‬ ‫ٌ‬ ‫بعض ِه‬


‫بيع ِ‬ ‫صغار وفي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لقضاء دَي ٍْن أو حاج ِة‬
‫ِ‬ ‫العقار‬
‫ِ‬ ‫بعض‬
‫ِ‬ ‫عت الحاجةُ إلى َب ِ‬
‫يع‬ ‫وإن دَ َ‬
‫والكبار إن امتنعوا أو غابوا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الصغار‬
‫ِ‬
‫صلَ ِ‬
‫ح‬ ‫َ‬ ‫ض َم ْن َح َ‬
‫ض َرهُ ِمنَ ال ُم ْسلِمِينَ تَ َو ِلي تَ ِر َكتَهُ ‪َ ،‬و َع َم ُل األ ْ‬ ‫ي؛ َجازَ ِل َب ْع ِ‬
‫ص َّ‬ ‫ان َال َحا ِك َم ِب ِه َو َال َو ِ‬‫َو َم ْن َماتَ ِب َم َك ٍ‬
‫ضرورةٍ‪،‬‬ ‫موض ُع َ‬
‫ِ‬ ‫ِحينَئِ ٍذ فِي َها ِم ْن بَي ٍْع َو َغي ِْر ِه؛ ألنَّه‬
‫لدعاء الحاج ِة لذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ويُ َك ِفنُه منها‪ ،‬فإن لم تَ ُكن فَ ِمن عندِه‪ ،‬ويَ ْر ِج ُع عليها أو على َمن تَلزَ ُمه نَفقتُهُ إن نواه؛‬

You might also like