Professional Documents
Culture Documents
ف َل ْم َي ُك ِن ،
ف ،إنْ َت َو َّق َ ف َعلى ا ْنضِ ِ
مام م َُرجِّ ٍح إلَ ْي ِه ْأو ال َي َت َو َّق َ دَم ،إمّا أنْ َي َت َو َّق َ
ب ال َع ِب الوُ جُو ِد َعلى جا ِن ِ وعدَ ُم ُه ُأ ْخرىَ ،ف َترْ ِجي ُح جا ِن ِ
َ
ك م َُرجِّ حً ا تا ًّما ،و َق ْد َف َرضْ ناهُ م َُرجِّ حً ا تا ًّما َهذا ُخ ْلفٌ ،وإنْ َل ْم َي َت َو َّقفْ َفال َترْ ِجي َح ْأل َب َّت َة وإاّل لَعا َد القِسْ ُم َّ
األو ُل .الحاصِ ُل َق ْب َل َذلِ َ
الع ْبدَِ ،فحِي َنِئ ٍذ َي ُكونُ وا ِق ًعا ال ِل ُمَؤ ِّث ٍر َف َي ُكونُ اتِفا ِق ًّيا.
الع ْب ِد وال مِن غَ ي ِْر َ كان ُحصُو ُل َذ ِل َ
ك الم َُرجِّ ِح ال م َِن َ وإنْ َ
* في «أ» :قبول.
__________
٢تعسف في كالم ،أي :تكلف .ا .هـ المعجمـ الوسيط مادة عسف.
األو ِل َيسْ َتح ُِّق َّ
الذ َّم وفاعِ َل والع ِْل َم َح َس َن ٌة عِ ْندَ هُ ،لَكِنَّ حاصِ َل ما ي ُْد ِر ُك ُه العقل من «قبيح هذا القبح»* ،وحُسْ ِن َهذا َ
الح َس ِن ه َُو أنَّ فاعِ َل َّ
َ ْ ُأل
ب ا خ َر ِويِّ فال. ب اُأل ْخ َر ِويِّ ّ ،
والثانِي ُم َت َعلِّ ًقا ل َِّلثوا ِ ّ
الثانِي َيسْ َتح ُِّق ال َم ْد َح ،وأمّا َك ْونُ األوَّ ِل ُم َت َعلِّ ًقا ل ِْلعِقا ِ
ْن َق ْب َل ال َّشرْ ِع السْ َتحا َل أنْ يُعْ لَما عِ ْن َد وُ رُو ِدهِ؛ أِل َّنهُما ْنِ ،بأنَّ الحُسْ َن والقُب َْح لَ ْو َل ْم َي ُكونا َمعْ لُو َمي ِ الع ْقلِ َّيي ِ
يح َين وال َّت ْق ِب ِ واحْ َت َّج الم ُْث ِب ُت َ
ون لِل َّتحْ سِ ِ
ْن َق ْب َلب أنْ َي ُكونا َمعْ لُو َمي ِ ك مُحالٌَ ،ف َو َج َ ص َّو ُرهُ ،و َذ ِل َ وار ًدا ِبما ال َيعْ قِلُ ُه السّا ِم ُع وال َي َت َ ْن َق ْبلَ ُه َف ِع ْندَ وُ رُو ِد ِه ِب ِهماَ ،ي ُكونُ ِ إنْ لَ ْم َي ُكونا َمعْ لُو َمي ِ
ب والثوابِ ،وال َم ْد ِح َّ ب العِقا ِ صوَّ ُر ما ِه َّي َة َت َر ُّت ِْحَ ،فإ ّنا َق ْب َل ال َّشرْ ِع َن َت َص ُّو َر الحُسْ ِن والقُب ِ ْس َت َ وف َعلى ال َّشرْ ِع لَي َ يب ِبأنَّ ال َم ْوقُ َ وُ رُو ِدهِ .وُأ ِج َ
ْح ال َي َت َو َّقفُ َعلى ال َّشرْ ِع ،إ َّنما ال ُم َت َو ِّقفُ َعلَ ْي ِه ه َُو ال َّتصْ د ُ َّ
ِيقَ ،فأي َْن ص ُّو ُر الحُسْ ِن والقُب ِ والذ ِّم َعلى الفِعْ ِل ،و َن َتصَوَّ ُر َعدَ َم َهذا ال َّت َر ُّتبَِ ،ف َت َ
ْح إاّل ِبال َّشرْ ِع لَ َحس َُن م َِن هَّللا ِ ُسبْحا َن ُه ُك ُّل َشيْ ٍء ولَ ْو َحس َُن ون أيْضًا ِبأ َّن ُه لَ ْو لَ ْم َي ُك ِن الح ُْك ُم ِبالحُسْ ِن والقُب ِ اآلخ ِر؟ واحْ َت َّج الم ُْث ِب ُت َأح ُدهُما م َِن َ َ
ك ُي ْفضِ ي إلى َ
ك َلما أ ْم َك َننا ال َّت ْم ِيي ُز َبي َْن ال َّن ِبيِّ وال ُم َت َن ِّبِئ ،وذلِ َ َ ْ
مِن ُه ُك ُّل َشيْ ٍء َل َحس َُن مِن ُه إظها ُر المُعْ ِج َز ِة َعلى َي ِد الكا ِذبِ ،ولَ ْو َحس َُن مِن ُه ذلِ َ
الن ال َّش ِ
راِئع. ب ُْط ِ
وبأنَّ
ِقِ ، ص َّد َق ُه هَّللا ُ َفه َُو صاد ٌك المُعْ ِج َز لِلص ِّْد ِق ،و ُك ُّل َمن َ يب ِبأنَّ ااِل سْ ت ِْدال َل ِبالمُعْ ِج ِز َعلى الص ِّْد ِق َم ْبنِيٌّ َعلى أنَّ هَّللا َ إ َّنما َخلَقَ َذلِ َوُأ ِج َ
ِيقَ ،فلَ ْو َ
كان ال ُم َّدعِ ي كا ِذبًا ب م ُْطلَ ًقا؛ أِل نَّ َخ ْل َق ُه عِ ْندَ الدَّعْ وى يُو ِه ُم أنَّ ال َم ْقصُو َد مِن ُه ال َّتصْ د ُ
الع ْق َل َيمْ َن ُع مِن َخ ْل ِق المُعْ ِج ِز َعلى َي ِد الكا ِذ ِ
َ
يح. هَّللا
ِيق الكا ِذبِ ،وأ َّن ُه َق ِبيحٌ ،و ُ ال َي ْف َع ُل ال َق ِب َِ د صْ َ
ت ل
ِ ًا
م إيها ِك
َ ل َ
ذ كان
َ لَ
ظ ْلمًا ،وفِي م ِْث ِل َمن َت َو َّع َد َغي َْرهُ ِبأنْ َي ْف َع َل ِب ِه ما ال ِب َق ْد َيحْ سُنُ فِي م ِْث ِل ال َّد ْف ِع ِب ِه َعنْ َق ْت ِل إ ْن ٍ
سان ُ وار ٌد َع َلي ِْه ْم؛ أِل نَّ ال َكذ َ وُأ ِج َ
يبِ :بأنَّ َهذا ِ
الظ ْل ِم ُث َّم َت َر َ
ك َذلِ َ
كَ ،فإ َّن ُه هُنا َيحْ سُنُ ال َكذِبُ و َي ْق ُب ُح الص ِّْد ُق. َيجُو ُز مِن أ ْنواع ُّ
ِ
و ُر َّد ِبأنَّ ال ُح ْك َم َق ْد َي َت َخلَّفُ َع ِن ال ُم ْق َتضِ ي المان ِِع ،وال اعْ ت َ
ِبار ِبال ّناد ِِرَ ،على أ َّن ُه ُي ْمكِنُ أنْ َي َق َع ال َّد ْف ُع لِ َمن أرا َد أنْ َي ْف َع َل ما ال َي ِح ُّل ِبإيرا ِد
ُوح ًةَ ١ع ِن ال َك ِذبِ.
يضَ ،فإنَّ فِيها َمند َ عار ِ ال َم ِ
ُورةِ -أنَّ العاقِ َل
ضر َ ك دِينارً ا ،وإنْ َك َذبْتَ أعْ َطيْنا َ
ك دِينارً اَ ،فإ ّنا َنعْ لَ ُم ِ
-بال َّ صدَ ْقتَ أعْ َطيْنا َ واحْ َت َّج الم ُْث ِب ُت َ
ون أ ْيضًا ِبأ َّن ُه لَ ْو قِي َل ل ِْلعاق ِِل :إنْ َ
َي ْختا ُر الص ِّْدقَ ،ولَ ْو لَ ْم َي ُكنْ َح َس ًنا لَما اختاره.
* في «أ» :قبيح هذا القبح.
__________
١الندح بالضم :األرض الواسعة ،والجمع :أنداح ،والمتندح :المكان الواسع ،ولي عن هذا األمر مندوحة ومنتدح ،أي :سعة .يقال:
«إن المعاريض لمندوحة عن الكذب» .ا .هـ الصحاح مادة ندح.
وعَ :نسْ ُخ َق ْولِ ِه َتعالى﴿ :قُ ْل ال أ ِج ُد فِي ما ُأوح َِي إلَيَّ م َُحرَّ مًا َعلى طاعِ ٍم َي ْط َع ُمهُ﴾ ١اآلية« .بنهيه ﷺ عن أكل ذِي نا ٍ
ب م َِن وم َِن الوُ قُ ِ
َّ
ب م َِن الطي ِْر» ٢وه َُو آحا ٌد. ِّباع وم ِْخل ٍ
َ الس ِ
وُأ ِجيبُ ِ :بأنَّ ال َمعْ نى :ال أ ِج ُد َ
اآلن ،وال َّتحْ ِري ُم و َق َع فِي المُسْ َت ْق َب ِل.
ِكاح ال ُم ْت َع ِةِ ٣بال َّنهْيِ َع ْنها ،وه َُو آحا ٌد .و َنحْ وُ َذلِ َ
ك َكثِيرٌ. وع َنسْ ُخ ن ِ
وم َِن الوُ قُ ِ
رار ص َّح م َِن اآلحا ِد لِما ه َُو أ ْقوى َم ْت ًنا ْأو دَ اللَ ًة مِنها :أنَّ ال ّناسِ َخ فِي َ
الحقِي َق ِة إ َّنما جا َء رافِعًا اِل سْ ِت ْم ِ واز ال َّنسْ ِخ ِبما َ
ك إلى َج ِو ِممّا يُرْ شِ ُد َ
َّ ً ْ ُ َ َ
ِّ َّ ُ
كان دَ لِيل ُه َقط ِع ّيا ،فال َمنسُوخ إنما ه َُو َهذا الظنيُّ ،ال ذلك القطعي ،فتأمل هذا. ِّ
ُوخ ودَوا ِمهِ ،وذل َِك ظنيٌّ وإنَّ َ ح ُْك ِم ال َمنس ِ
١جزء من اآلية ١٤٥من سورة األنعام.
٢أخرجه مسلم من حديث ابن عباس ،كتاب الصيد ،باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع .١٩٣٤النسائي ،كتاب الصيد ،باب
إباحة أكل لحم الدجاج .٢٠٦ /٧ابن ماجه ،كتاب الصيد ،باب أكل كل ذي ناب من السباع .٣٢٣٤البيهقي ،كتاب الضحايا ،باب ما
يحرم من جهة ما ال تأكله العرب .٣١٥ /٩الدارمي في سننه .٨٥ /٢أحمد في مسنده .٣٠٢ /١ابن حبان في صحيحه ٥٢٨٠
وذكره البخاري في «التاريخ الكبير» .٢٦٢ /٦