Professional Documents
Culture Documents
الخطبةُ األولى
العيُوب ، وب َ ،ويَ ْستُ ُر ُالذنُ َالش ُكور ؛ يَغْ ِف ُر ُّليم َّالح ِ ِ
الحم ُد هلل العزي ِز الغَ ُفور َ ،
الدرج ِ
ات ،وأَ ْش َه ُد َّ ع ف
َ ر وي ، ات ،وي َك ِّفر ال َخ ِ
طيئات الد َعو ِ
َّ يب جات ،وي ِ ي ِقيل العثَر ِ
َْ ُ َ َ ُ ُ َ ُ ُ ُ ُ َ
ود بِ َح ٍّق ِس َواهُ ،وأ ْش َه ُد َّ
أن ُم َح َّم ًدا أَ ْن ال إِلَ َو إِالَّ اهللُ َو ْح َدهُ َال َش ِر َ
يك لَو ،ال َم ْعبُ َ
وأصحابِِو ليو وعلى آلِ ِ
و َعب ُد ُه ورسولُو ،وص ِفيُّ ُو و َخلِيلُو ،صلَّى اهلل وسلَّم وبار َك َع ِ
َ ََُ َ َ َ َ ُ
اع ِو إلى يَ ِوم الدِّي ِن . وأتب ِ
َ
َط ُيعوه ،و ْاعتَِ ُِبوا ِِبُُروِر اللَّيَايل واأليَّ ِاـ ،فَػ َها ِى َي تعاَل وأ ِ
أ ََّما بَػ ْعد :فَاتػَّ ُقوا اهللَ َ
الع ُاـ فَػنَ ْستَػ ْقبِ ُل َع ًاما م تُْي
ُ ُث
َُّ ، ي ضِ قَ ػن
ْ ػ
َت - ِ
ة ن
َ الس
َّ اضلَةُ َ -خْيػر أيَّ ِ
اـ األيَّاـ ال َف ِ
ُ َ َ ُ ُ
َج ِديدا ،فَماذَا أ َْع َد ْدنَا لِ َّلرِحيل ؟! ،وما َذا قَ َّد ْمنَا ِِلَيَاتِنَا البَاقِيَة؟ َ ﴿ ،وال َْوْز ُن
ت ك ُى ُم ال ُْم ْفلِ ُحو َن * َوَم ْن َخ َّف ْ ت َم َوا ِزينُوُ فَأُولَئِ َ ْح ُّق فَ َم ْن ثَ ُقلَ ْ َ ل ا ي ومئِ ٍ
ذ ََْ
ين َخ ِس ُروا أَنْ ُف َس ُه ْم بِ َما َكانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِ ُمو َن﴾ . َ ذك الَّ َِ موا ِزينُوُ فَأُولَئِ
ََ
ىي أيَّ ُاـ التَّش ِر ِيقاِلر َاـ ،وىا َ يت َ اج يػُ َوِّدعو َف البَ َ أيُّها املسلموف َ :ىا ُى ُم اِلُ َّج ُ
ات ،وكم اك ُ ،فاهلل أكِب ،كم ك ِكبت ِمن عِب ٍ تَنتهي ،وِبْت ِمها ُْخْتم املنَ ِ
ُ َ ْ ْ ََ ُ ُ ُ ََ َ َ
ِ ِ ٍ َ ضيت ِ ِ
ت. ّل
ْ ٌ َّ
ز رت ف غ
ُ و ، ات و ع
ُ َ ْ ََ ٌ د ت يب ج اكت و ، حاجات ن م قُ َ ْ
َّعائ ِر بالش ة يئ ِ
ل م ، تعاَل ِ
اهلل ِ
ر ك ِ
ذ ت َع ِامرًة بِ
َ ً َ َ َ ْ ضى َغ ُريَىا ،كانَ ْ َ كما َم َ ت َ ضْ أَيَّ ٌاـ َم َ
وموف ،و َغ ًدا ر ح ػامل اه عػي
َّ وض ، ف
َ و قُ َّ
ػفو امل نها إليو كبحانَو ،فَأَخ َذ حظَّهم ِ
م امل َقِّرب ِة ِ
َ ََ َ ُْ ُ َُ َ َ ُْ ُ َ ُ َ
1
ص ِغ َيرًة َوَال َكبِ َيرًة إَِّال ُ ُ َ ر اب ﴿ :ال ي غَ ِ
اد ٍ ت
َ
ََِي ُد ُك ُّل ع ِام ٍل ما ع ِمل ،يف كِ
َ َ َ
َح ًدا﴾ . أ ك بر م اضرا وال يظْلِ اىا ووج ُدوا ما َع ِملُوا ح ِ
َ َ ُّ َ ً َ َ َُ ص َ ََ َ َ َح َ أْ
يق بالعِبَ ِاد أَ ْف يَ ْش ُكُروا اهللَ علَى ما َى َد ُاى ْم لِ ِدينِِو ،وعلَى ما َعلَّ َم ُه ْم ِم ْن َ ٌ قوح ِ
عمةٌ ، فإف اهلِداي َة نِ َّ ؛ ا ه يمها وأدائِ وشعائ ِره ،وعلَى ما وفَّػ َقهم ِمن تَػع ِظ ِ َ َشرائِعِ ِ
و
َ َ َ ُْ ْ ْ َ َ َ
الش ْكُر الش ْكَر ،و ُّ ب ُّ ج كل نِعم ٍة تَستػوِ و ، ة عم ِ
ن ل ِ للعم َّوفيق ت ال
و ، ة عم ِ ِ
ُّ َ َ ْ ُ ٌ َ َ َ ٌ والع َ َ
ن م ل
ْ
بد يف ُك ِّل أحيانِِو عن ُش ْك ِر اهللِ الع َّ ف
َ ػن
ْ ػي ّل حَّت
َّ ؛ ر ك
ْ الش
ُّ ب جنِعمةٌ تَستػوِ
َ َ ُ َ َ َ َ َْ ُ
تع َاَل .
ْيْي اّلثْػنَتَػ ْ ِ ػب ة ث وإما أَ ْف ي ْك ُفر ،وّل ثَالِ ر ك ش ي ف َأ ا إم - َي إِنْس ٍ
اف
َ َْ َ َ َ َ َّ َ َُ ْ ْ َّ اإلنسا ُف -أ َّ َ و َ
ورا﴾ . ف
ُ كَ ا م
َّ ِ
إ و ار السبِيل إِ َّما َشاكِ َّ اه
ُ ن
َ ي دَ ى اَّ
ن ِ
﴿ ،إ
ً ً َ َ ْ َ
وَح َد اهللَ عليها ؛ يَ َّسَر اهللُ لَ ُو يد بالشُّكر ،ومن َّأدى ِعباد ًة َِ وـ َوتَ ِز ُ
َ َْ ِّع ُم تَ ُد ُ والنػ َ
اد ُى ْم ُى ًدى ين ْاىتَ َد ْوا َز َ ذعز وجل ﴿ :والَّ ِ َّ قاؿ
َ ؛ ا اَب و ث اؿ
َ ن
َ ػيِعباد ًة بػعدىا لِ
َ َ َ َ َ َْ َ َ
كل
وثالثْي مرًة ُدبػَُر ِّ َ اِلمد هلل ،ثالثًا ع قَػ ْوُؿ ُ : اى ْم﴾ ،ولذا ُش ِر َ اى ْم تَ ْق َو َُوآتَ ُ
الصالة . هلل على أ ََد ِاء تل َ َّ الة م ْفروض ٍة ؛ ُشكرا ِ
ً َ َُ َ
ص ٍ
غ ِم ْن ِعبَ َاد ٍة أع َقبَها بعِبَ َاد ٍة أُخرى ؛ قاؿ كبحانو ﴿ :فَِإذَا املسلم إذا فَػَر َ و ُ
ب﴾ . ص ْ ت فَانْ َ
فَ َر ْغ َ
ين﴾ . قك الْي ِ
َ يك حتَّى يأْتِ َ ب
َّر د
ْ بعْ او ﴿ ؛ باملوت إّل ة
ُ ادبوّل تَػْنػ َق ِطع العِ
َ ُ َ َ ََ َ ُ ُ ََ
اىيم عليو
ر إب َن ػب ، اإلمياف ؽ الصاحل ِمن ِص ْد ِ َّ ل ِ العم وؿ
َ ب ػ
َق تعاَل وكؤ ُاؿ ِ
اهلل
ُ ََ ْ َ ُ ُ
2
يع مالس ِ ت ن َ
أ كَّ
ن ِ
إ َّا
ن ِ
م الـ الكعب َة ودعا ربَّو َ ﴿ :ربَّنَا تَ َقبَّ ْل
ُ َّ َ َْ الس ُ
الصالةُ و َّ
يم﴾ . الْعلِ
َ ُ
ِ
اآليات والسنَّ ِة ،ون َف َعنا بما فيهما من ِ
القرآن ُّ بارك اهللُ لي ولكم في
َ
وأستغفر اهللَ تعالى لي ولكم ولسائ ِر ، ىذا قولي أقول
ُ ، ِ
والحكمة
ُ
الرحيم . الغفور ىو و َّ
ن إ ، فاستغفروه ٍ
ذنب كل
ِّ من ِ
والمسلمات المسلمين
ُ ُ
الخطبةُ الثاني ُة
ضى ،وأ ْش َه ُد أَ ْن ال إلَوَ ب َربُّنَا ويَ ْر َ كما يُ ِح ُّ َ
هلل حم ًدا طَيِّبا كثيرا مبارًكا ِ
فيو ً ً َُ َ َْ
الحم ُد ِ
وسلَّ َم
ور ُسولُوُ صلَّى اهللُ َ أن ُم َح َّم ًدا َع ْب ُدهُ َ يك لَو ،وأ ْش َه ُد َّ
إالَّ اهللُ َو ْح َدهُ ال َش ِر َ
وم ِن ْاىتَ َدى بِ ُه َد ُاىم إلى يَ ِوم الدِّي ِن . َ َ
عليو ،وعلَى آلِ ِو وأصحابِِ
و وبار َك ِ
َ
يعوه َ ﴿ ،واتَّ ُقوا يَ ْوًما تُ ْر َج ُعو َن فِ ِيو إِلَى اللَّ ِو ثُ َّم تُ َوفَّى ِ
َّأما بَ ْعد ،فاتَّ ُقوا اهللَ تعالَى وأط ُ
ت َو ُى ْم َال يُظْلَ ُمو َن﴾ . ُك ُّل نَ ْف ٍ
س َما َك َسَب ْ
وصيَ ِاـ يَ ِوـ َعَرفَ َة ،
كة ِ ، أيُّها املسلِمو َف ،لقد م َّن اهلل علينَا بِإدر ِاؾ الع ْش ِر املبار ِ
َ َُ َ َ ُ
اج بإقَام ِة املنَ ِ و َذب ِح األَضاحي ،وال َفرِح بالعِ ُ
اك ِ ، ِ ج
َّ اِل على ن
َّ وم ، يد ْ
َ َ ُ َ َ
وى َو ُكبحانَوُ يَػ ُقوؿ « :أنا ، ؟ ِ
الكري ات ،فَما ظَنُّ ُكم باللَِّ
و وؼ ِيف عرفَ ٍ والوقُ ِ
ُ ْ َ َ َ َ
ِعن َد ظَ ِّن َع ْب ِدي بي» .
كات ،أَبْ ِشُروا َوأ َِّملُوا ،تقبَّ َل اِلات يف العش ِر املبار ِ بالص ِ اهلل َّ تقربػتم إَل ِ
فيَا َم ْن َّ ُْ
ِ ِ ُ ِ ِ
ص َحائف ُكم ِ
اض ي ػبو ، م ك
ُ س ف أن ِ
ةهار ط
َ ب م ك
ُ يَلع اهلل ن
َّ م د قل
َ ػ
َف ؛ م ك
ُ ن وم َّا
ن م اهللُ
َ َ ََ َ ُ َْ َ ُ َ ْ
3
ودا ِوُموا التوبََة واألوبَة ، ، ات َن س باِل ات ،فاب َقوا على العهد ،وتَابِعوا اِلسنَ ِ
َ ََ ََ َْ
ين ر الذاكِ
الذكر والتَّكبري أيَّ ًاما ف ُكونُوا ِمن َّ ّلزْمتُم ِّ قد ل
َ ػ
َف ، الص ِ
اِلات َّ ن وأكثِروا ِ
م
َ َ َ َ ُ َ َ
ت» اهلل كثريا « ،فَمثَل الَّ ِذي ي ْذ ُكر ربَّ ُو والَّ ِذي الَ ي ْذ ُكر ربَّوُ مثَل الح ِّي والميِّ ِ
َ َ ُ َ ُ َ َ ُ َ َ َ ُ َ
ين يَ ْذ ُك ُرو َن اللَّ َو قِيَ ًاما َوقُ ُع ً
ودا َو َعلَى َ
ؤمنِْي بِأنػَّهم ﴿ :الَّ ِ
ذ َ َ َ َ ُ َ ُُ
،وقَ ْد وصف ربُّنا امل ِ
ت ى َذا ب ِ
اط ًًل َ قْ ل
َ خ
َ ا م ان
َ ب
َّر ِ
ض ر َ
األْ و السماو ِ
ات َّ ْقِ ل خ
َ ي جنُوبِ ِهم وي ت َف َّكرو َن فِ
َ َ ََ َ ْ َ َ ُ ْ َ ََ ُ
اب النَّا ِر﴾ . ِ
ك فَ َ َ َ
ذَ ع ان ق ُس ْب َحانَ َ
اهلل ، عبد ِمحم ِد ب ِن ِ ىذا وصلُّوا وسلِّموا على خي ِر البَ ِريَّ ِة وأزكى البشريَّةِ َّ ،
الطيبين و محم ٍد ،وعلى آلِ َّ ك عبدك ورسولِ صل وسلِّم وبا ِر ْك على ِ الله َّم ِّ
َ ُ
ِ
المهديِّين ، ِ
األئمة الله َّم عن الطاىرين ،وصحابتِو الغُِّر الميامي ِن ،
وارض َُ َ
ِ
صحابة نبيِّك وعلي ،وعن سائ ِر ٍ ِ
وعمر وعثما َن ٍّ َ ر بك أبي : الراشدين والخلفاء
ب العالمين . أجمعين ،ومن سار على ِ
نهجهم واتَّبَ َع سنَّتهم يا ر َّ
أعداء الدي ِن ر ودم
ِّ ، كين والمشر الشرك
َ اإلسًلم والمسلمين َّ ،
وأذل َ أعز
اللهم َّ
َ ْ َ
المسلمين . ،واجعل الله َّم ىذا البل َد آمناً مطمئناً رخاء وسائر ِ
بًلد
َ ً َ ُ
رضاك ،الله َّم متِّ عو بالصحةِ واجعل عملَو في َ ، اك
َ د
َ له ناِ
ر أم ولي
َّ ق
ْ َّ
اللهم َوف
ُ َ ْ ْ ُ
الله َّم كل خي ٍر ، وولي ِ ِ
شر ُ ، كل ٍّ واصرف عنهم َّ ْ عهده على ِّ والعافية ،وأع ْنو َّ
ِ
الجًلل شرعك يا ذا وتحكيم ِ
ِ للعمل بكتابِك
ِ الة أموِر المسلمين وفِّ ْق جميع و ِ
َ ُ
ِ
واإلكرام .
كل ٍ
مكان ،واج ِزىم الص َّحةِ ،واحف ْظ َ
رجال أمنِنَا في ٍّ العاملين في ِّ
َ اللَّهم احف ْظ
4
الله َّم اِ ْربِ ْ
ط ِ
جنودنا المرابطين على الحدود ُ ،
صر َ
ِ
خير الجزاء ،اللهم واُنْ ُ
جميعا َ
ً
جريحهم ،وتقبَّ ْل شهي َدىم ،واخلُ ْف ُهم ِ
وعاف أقدامهم ، على قلوبِهم ،وثبِّ ْ
َ ت َ
العالمين .
َ في أىليهم بخي ٍر يا َّ
رب
ظهر منها وما والفتن ما ََ الزالزل
والوباء والربا والزنا و َ َ الغًلء
َ ادفع عنَّا
الله َّم ْ ُ
رب العالمين . بًلد المسلمين يا َّ بلدنا ىذا خاصةً وعن سائ ِر ِ بطن ،عن ِ
َ
العمل ،وأَ ِع ْد علينا ىذا القول و ِ ِ صالح
َ اللهم تقبَّ ْل منا ومن المسلمين
رب
وإسًلم ،يا َّ ٍ ٍ
وسًلمة ٍ
وإيمان المبارك ونحن في خي ٍر وعافيةٍ وأم ٍن َ الموسم
َ
العالمين .
اب النَّا ِر﴾ َ ﴿ ،ربَّنَا ِ الدنْ يا حسنةً وفِي ِ
اآلخرةِ ُّ ﴿ربَّنَا آتِنَا فِ
سنَةً َوقنَا عَ َذ َ َ َح
َ َ َ َ َ َ ي َ
ِ ِ َّ ِ
ين﴾ .سنَا َوإِن ل ْم تَ ْغف ْر لَنَا َوتَ ْر َح ْمنَا لَنَ ُكونَ َّن م َن الْ َخاس ِر َ ظَلَ ْمنَا أَن ُف َ
وسًلم على المرسلين ،والحم ُد ِ
هلل ٌ عما يصفون ، العزةِ َّب َّ سبحا َن ربِّك َر ِّ
العالمين .
َ رب
ِّ
5