You are on page 1of 403

‫@ك‪ :‬الكاف من الروف ا َلهْموسة وهي ضد ا َلجْهورة‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬ومعن‬

‫ا َلجْهور أَنه لَ ِزمَ موضعه إِل انقضاء حروفه وحَبَس الّنفَس أَن‬
‫ي معه فصار مهورا لَنه ل يالطه شيء غيه‪ ،‬وهي تسعة عشر حرفا‪ :‬ا ب‬ ‫َيجْر َ‬
‫ج د ذ ر ز ض ط ظ ع غ ق ل م ن وي والمزة؛ قال‪ :‬والهموس حرف لنَ ف‬
‫َمخْرجه دون ا َلجْهور وجَرَى معه النفَسُ فكان دون الجهور ف رفع الصوت‪،‬‬
‫وعدة حروفه عشرة‪ :‬ت ث ح خ س ش ص و ك هـ؛ قال‪ :‬ومرج اليم والقاف والكاف‬
‫بي َع َكدَةِ اللسان وبي اللّهاةِ ف أَقصى الفم‪.‬‬

‫@ك‪ :‬قال الليث‪ :‬أُهلت القاف والكاف ووجوههما مع سائر الروف‪.‬‬

‫جمّع‪.‬‬ ‫@كأكأ‪ :‬تكَ ْأكََأ القومُ‪ :‬ازْدَ َحمُوا‪ .‬والّتكَأْ ُكؤُ‪ :‬الّت َ‬
‫وسقط عيسى بن عُمر عن حِمار له‪ ،‬فاجتَمع عليه الناسُ‪ ،‬فقال‪ :‬ما َل ُكمْ َتكَ ْأكَأْتُم عليّ ت َكأْ ُكؤَكُم على ذِي جِنّةٍ؟‬
‫افْرَْنقِعُوا عنّي‪.‬ويروى‪ :‬على ذي حَيّةٍ أَي َحوّاء‪.‬‬
‫ت يوم وقد َتكَأْكَأَ الناسُ على أَخِيهِ عِمرانَ‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان اللّه لو َحدّث الشيطانُ‬ ‫لكَم بن عُتَيْبة‪ :‬خرج ذا َ‬ ‫وف حديث ا َ‬
‫لَتكَأْ َكأَ‬
‫الناسُ عليه أَي َعكَفوا عليه مُزْ َدحِي‪.‬‬
‫وَتكَ ْأكَأَ الرجُل ف كلمه‪َ :‬ع ّي فلم يَق ِدرْ على أَن َيَتكَّلمَ‪.‬‬
‫لبْنُ‬ ‫وَتكَ ْأكَأَ أَي جَبُ َن وَنكَصَ‪ ،‬مثل َتكَ ْع َكعَ‪ .‬الليث‪ :‬الكَأْ َكأَةُ‪ :‬الّنكُوصُ‪ ،‬وقد َتكَأْ َكأَ إِذا اْن َقدَعَ‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الكَأْكاءُ‪ :‬ا ُ‬
‫الاِلعُ‪.‬‬
‫والكَأْكاءُ‪َ :‬ع ْد ُو اللّصّ‪ .‬والَُت َكأْ ِكئُ‪ :‬القَصِي‪.‬‬
‫@كتأ‪ :‬الليث الكَتْأَةُ‪ِ ،‬ب َوزْن َفعْلةٍ‪ ،‬مهموزة‪ :‬نبات كالِرجِي يُطْبَ ُخ فَُيؤْكل‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬هي الكَثْأَةُ‪ ،‬بالثاء‪ ،‬وتسمى‬
‫الّنهْقَ؛ قاله أَبو مالك وغيه‪.‬‬
‫ت لل َغلْيِ‪ .‬وكَثْأَتُها‪:‬‬ ‫@كثأ‪ :‬كَثََأتِ ال ِق ْدرُ كَْثأً‪َ :‬أزَْبدَ ْ‬
‫زََبدُها‪ .‬يقال‪ :‬خُذ كَثْأَ َة ِق ْد ِركَ وكُْثأََتهَا‪ ،‬وهو ما ارَْتفَع منها‬
‫بعدما َت ْغلِي‪ .‬و َكثْأَ ُة اللّبَنِ‪ :‬طُفاوَتُه فوقَ الاء‪ ،‬وقيل‪ :‬هو َأنْ‬
‫َي ْعُلوَ َد َسمُه وخُثُورَتُه رْأسَه‪ .‬وقد كَثََأ اللبَنُ وكََثعَ‪َ ،‬يكْثَأُ كَثًْأ إِذا ارَْتفَع فوق الاء وصَفا الاء من تت اللب‪ .‬ويقال‪ :‬كَثَأَ‬
‫وكََث َع إِذا خَثُرَ وعَله َد َسمُه‪ ،‬وهو الكَثْأَ ُة والكَْثعَةُ‪.‬‬
‫ت ما على رْأسِ اللب‪.‬‬ ‫ويقال‪ :‬كَثّأْتُ إِذا أَكل َ‬
‫صبُ‪،‬‬‫أَبو حاتِم‪ :‬من ا َلقِط ال َكثْءُ‪ ،‬وهو ما ُيكْثَُأ ف ال ِقدْر ويُن َ‬
‫ويكون أَعْله َغلِيظا وَأ ْسفَلُه ماء أَصفر‪ ،‬وأَما الصرَع(‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله«وأما الصرع» كذا ضبطت الراء فقط ف نسخة من‬
‫التهذيب‪).‬‬
‫لمَصِيصِ‪ ،‬وأَمـا‬ ‫ض الذي طُبِخ مع الّنهَقِ أو ا َ‬ ‫فالذي َيخْثُر ويكادُ َيْنضَجُ‪ ،‬والعاِقدُ الذي ذهَب ماؤه وَنضِج‪ ،‬والكَرِي ُ‬
‫الـ َمصْ ُل فمن الَقط يُطْبَخ مرة أُخرى‪ ،‬والّث ْورُ القِطْعة العَظيمة منه‪.‬‬
‫<ص‪>137:‬‬
‫والكُثْأَةُ‪ :‬الِنْزابُ‪ ،‬وقيل الكُرّاثُ‪ ،‬وقيل‪ :‬بِ ْزرُ الِ ْرجِي‪.‬‬
‫ت كُثْأَتُها‪ .‬وكََثأَ النّْبتُ والوَبَر َيكْثَأُ كَْثأً‪ ،‬وهو كاِثئٌ‪ :‬نبت و َطلَع‪ ،‬وقيل‪ :‬كَُثفَ و َغلُظَ وطالَ‪.‬‬ ‫وأَكْثََأتِ الَرضُ‪ :‬كَثُرَ ْ‬
‫وكََثأَ الزرعُ‪َ :‬غلُظَ والتَفّ‪ .‬وكَثَّأ اللّبَ ُن والوبَرُ والنّبتُ َتكْثِئةً‪ ،‬وكذلك كَثََأتِ الّلحْيةُ وَأكْثَأَتْ وكَنَْثأَتْ‪ .‬أَنشد ابن‬
‫السكيت‪:‬‬
‫ك مِنْها قا ِعدٌ ف جُوالِقِ‬ ‫ك ِلحْيةٌ‪ * ،‬كَأَنّ َ‬ ‫ت لَ َ‬‫وأَْنتَ امْرُؤ قد كَثّأَ ْ‬
‫ويروى كَنَْثأَتْ‪.‬‬
‫ولية كَنْثَأَةٌ‪ ،‬وإِنه لكَنْثا ُء الّلحْيةِ وكَنَْثؤُها‪ ،‬وهو مذكور ف‬
‫التاءِ‪.‬‬
‫@كدأ‪َ :‬كدَأَ النبتُ َي ْك َدأُ َكدْءا و ُكدُوءا‪ ،‬و َكدِئَ‪ :‬أَصابَه البَ ْردُ فَلبّده ف الَرضِ‪ ،‬أَو أَصابَه العطَشُ فأَبْ َطأَ نَبْتُه‪.‬‬
‫ع بَرْدٌ‬
‫و َك َدأَ البَرْدُ الزرعَ‪ :‬رَدّه ف الَرضِ‪ .‬يقال‪ :‬أَصابَ الزر َ‬
‫ف َكدّأَه ف الَرض َت ْكدِئةً‪.‬‬
‫ت والِنْباتِ‪ .‬وإِبلٌ كادَئ ُة ا َلوْبارِ‪َ :‬قلِيلَتُها‪ .‬وقد َكدَِئتْ َت ْكدَأُ َكدَأً‪ .‬وأَنشد‪:‬‬‫وأَرضٌ كادِئةٌ‪ :‬بَطِيئةُ النّبا ِ‬
‫شكُو ال ّدلَجا‬ ‫كَوادِئُ ا َلوْبارِ‪َ ،‬ت ْ‬
‫ب َي ْكدَأُ َك َدأً إِذا رأَيتَه كأَنه َيقِي ُء ف َشحِيجِه‪.‬‬ ‫ئ الغُرا ُ‬ ‫و َكدِ َ‬
‫@كرثأ‪ :‬الكِرْثِئةُ‪ :‬النّْبتُ الـمُجَت ِمعُ الـ ُملْتَفّ‪ .‬وكَرْثََأ َشعَرُ الرجُل‪ :‬كَثُ َر والتَفّ‪ ،‬ف لغة بن أَسد‪ .‬والكِرْثِئةُ‪ :‬رُغْوة‬
‫ض إِذا ُحِلبَ عليه لبَنُ شا ٍة فارْتَ َفعَ‪ .‬وََتكَرْثََأ السّحابُ‪ :‬تَرا َكمَ‪ .‬وك ّل ذلك ثلثي عند سيبويه‪ .‬والكِرِْثئُ من‬ ‫الـ َمحْ ِ‬
‫السحاب‪.‬‬
‫ب مُتَرا ِكمٌ‪ ،‬واحدته كِ ْرفِئةٌ‪ .‬وف الصحاح‪:‬‬ ‫@كرفأ‪ :‬الكِ ْرِفئُ‪ :‬سَحا ٌ‬
‫الكِ ْرِفئُ‪ :‬السّحابُ الـمُرَْت ِفعُ الذي بعضه فوق بعض‪ ،‬والقِطْعةُ منه‬
‫كِ ْرفِئةٌ‪ .‬قالت النساءُ‪:‬‬
‫ت الصّبِيـ * ـرِ‪َ ،‬ت ْرمِي السّحابَ‪ ،‬ويَرْمي لَها‬ ‫َككِ ْرفِئةِ الغَْيثِ‪ ،‬ذا ِ‬
‫وقد جاءَ أَيضا ف شعر عامر بن ُجوَيْنٍ الطائي َيصِف جارِيةً‪:‬‬
‫وَجارِيةٍ مِنْ بَناتِ الـمُلو * كِ‪َ،‬ق ْعقَ ْعتُ‪ ،‬بالَيْلِ‪َ ،‬خلْخالَها‬
‫ب وتَأْتالَها‬ ‫ت الصّبِيـ * ـرِ‪َ ،‬تأْتِي السّحا َ‬ ‫َككِ ْرفِئةِ الغَْيثِ‪ ،‬ذا ِ‬
‫صلُه تَأَْتوِلُ‪ ،‬ونصبه باضمار أَن‪،‬‬ ‫ومعن تَأْتَالُ‪ُ :‬تصْلِحُ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫ومثله بيت لَبيد‪:‬‬
‫ِبصَبُوحِ صافِيةٍ‪ ،‬و َجذْبِ كَرِين ٍة * ِب ُموَتّرٍ‪َ ،‬تأْتالُه إِبْهامُها‬
‫أَي ُتصِْلحُه‪ ،‬وهو َتفَْتعِ ُل مِنْ آ َل َيؤُول‪ .‬ويروى‪َ :‬تأْتالَه إِبْهامُها‪ ،‬بفتحِ اللم‪ ،‬من َتأْتالَه‪ ،‬على أَن يكون أَراد َتأْتِي له‪ ،‬فأَبدَلَ‬
‫ضيَ رَضا‪.‬‬ ‫من الياءِ أَلفا‪ ،‬كقولم ف َب ِقيَ بَقا‪ ،‬وف رَ ِ‬
‫وَتكَ ْرفََأ السّحابُ‪ :‬كََتكَرْثَأَ‪.‬‬
‫والكِ ْرِفئُ‪ :‬قشْر البيض الَعلى‪ ،‬والكِ ْرفِئة‪ :‬قشرة البَيضْةِ ال ُعلْيا اليابِسةُ‪ .‬ونظر أَبو الغوث‬
‫<ص‪>138:‬‬
‫الَعراب إِل قِرْطاسٍ رقيق فقال‪ :‬غِ ْرِقئٌ تت كُ ْرِفئٍ‪ ،‬وهزته زائدة‪ .‬والكِ ْرِفئُ من السّحاب مِثْلُ الكِرِْثئِ‪ ،‬وقد يوز أَن‬
‫يكون ثلثيا‪.‬‬
‫ت لِ ْلغَلي‪.‬‬
‫ت ال ِقدْرُ‪َ :‬أزَْبدَ ْ‬ ‫وكَ ْرَفأَ ِ‬
‫سءُ كل شَيءٍ و ُكسُوءُهُ‪ُ :‬مؤَخّرُه‪ .‬وكُسْ ُء الشهر و ُكسُوءُه‪:‬‬ ‫@كسأ‪ :‬كُ ْ‬
‫ي منه ونوها‪ .‬وجاءَ دُبُ َر الشه ِر وعلى‬ ‫آخِرهُ‪َ ،‬قدْرُ َعشْ ٍر َبقِ َ‬
‫دُبُرِه و ُكسْأَه وَأ ْكسَاءَه‪ ،‬وجِئْتُكَ على ُكسْئِه وف ُكسْئِه أَي‬
‫بعدما َمضَى الشهرُ ُكلّه‪ .‬وأَنشد أَبو عبيد‪:‬‬
‫لدَادُ‪ ،‬على َأكْسائِها‪َ ،‬ح َفدُوا‬ ‫جهُولَها نُوقا يَمانِيةً‪ * ،‬إِذا ا ِ‬ ‫َكلّ ْفتُ َم ْ‬
‫وجاءَ ف كُسْ ِء الشهرِ وعلى ُكسْئِه‪ ،‬وجاءَ ُكسْأَه أَي ف آخِره‪،‬‬
‫ت ف أَ ْكسَا ِء ال َقوْمِ أَي ف‬ ‫والمعُ ف كل ذلك‪ :‬أَ ْكسَاءٌ‪ .‬وجُْئ ُ‬
‫صلّيْت َأ ْكسَا َء الفَرِيضةِ أَي مآ ِخيَها‪ .‬ورَ ِكبَ ُكسْأَهُ‪:‬‬ ‫مآخِيهم‪ .‬و َ‬
‫َوَق َع على َقفَاه؛ هذه عن ابن الَعراب‪.‬‬
‫سؤُها َكسْأً‪ :‬ساقَها على ِإثْر أَخْرَى‪ .‬و َكسَأَ‬ ‫و َكسَأَ الدابّ َة َي ْك َ‬
‫سؤُهم َكسْأً‪َ :‬غلَبَهم ف ُخصُومة ونوها‪ .‬و َكسَ ْأتُه‪:‬‬ ‫القومَ َي ْك َ‬
‫سؤُهم أَي يَتَْبعُهم‪ ،‬عن ابن الَعراب‪ .‬ومَرّ كَسْ ٌء من الليل أَي قِطْعةٌ‪ .‬ويقال للرجل إِذا هَزَم القومَ َفمَرّ وهو‬ ‫تَِبعْتُه‪ .‬ومَرّ َي ْك َ‬
‫سعُهم أَي يَتَْبعُهم‪.‬‬ ‫سؤُهم وَي ْك َ‬ ‫يَطْر ُدهُم‪ :‬م ّر فلن َي ْك َ‬
‫قال أَبو شِبْل الَعراب‪:‬‬
‫شهْرِ‬
‫ُكسِ َع الشّتا ُء ِبسَْبعَةٍ غُبْرِ‪ * ،‬أَيّامِ َش ْهلَتِنا مِنَ ال ّ‬
‫قال ابن بري‪ :‬ومنهم من يعل بدل هذا ال َعجُز‪:‬‬
‫بالصّنّ والصّنّبْ ِر والوَبْرِ‬
‫وبآمِرٍ‪ ،‬وَأخِيه ُمؤْتَمِرٍ‪،‬‬
‫لمْرِ‬ ‫و ُمعَلّلٍ‪ ،‬وبُ ْط ِفئِ ا َ‬
‫والَ ْكسَاءُ‪ :‬الَدْبارُ‪ .‬قال الـمَُثّلمُ بن َعمْرو التّنُوخِي‪:‬‬
‫صمُوتِ علَى * أَكْساءِ خَيْلٍ‪ ،‬كأَنّها الِبِلُ‬ ‫حت َأرَى فا ِرسَ ال ّ‬
‫يعن‪َ :‬خ ْلفَ ال َق ْومِ‪ ،‬وهو يَطْرُدُهُم‪ .‬معناه‪ :‬حت َيهْزِم َأعْداءَه‪،‬‬
‫صمُوتُ‪ :‬اسم فَرَسه‪.‬‬ ‫ق الِبل‪ .‬وال ّ‬ ‫فَيسُوُقهُم من وراِئهِم‪ ،‬كما تُسا ُ‬
‫@كشأ‪َ :‬كشََأ َوسَطَه َكشْأً‪ :‬قَ َطعَه‪ .‬و َكشَأَ الرأَةَ َكشْأً‪:‬‬
‫ت اللحمَ إِذا أَيَْبسْتَه‪.‬‬
‫َنكَحها‪ .‬و َكشََأ اللحمَ َكشْأً‪ ،‬فهو كشِيءٌ‪ ،‬وأَ ْكشَأَه‪ ،‬كلها‪ :‬شَواهُ حت يَبِسَ‪ ،‬ومثله‪ :‬وزَأْ ُ‬
‫وفلن يََت َكشُّأ اللحمَ‪ :‬يأْكله وهو يابِسٌ‪.‬‬
‫ت اللحمَ و َكشّأْته إِذا‬ ‫و َكشََأ َي ْكشَأُ إِذا أَكلَ قِ ْطعَ ًة مِن ال َكشِيءِ‪ ،‬وهو الشّواءُ الـمُْنضَجُ‪ .‬وَأ ْكشَأَ إِذا أَكَلَ الكَشيءَ‪ ،‬و َكشَ ْأ ُ‬
‫ت القِثّاءَ‪ :‬أَ َكلْته‪.‬‬
‫أَكلتَه ‪ .‬قال‪ :‬ول يقال ف غي اللحم‪ .‬و َكشَأْ ُ‬
‫و َكشَأَ الطّعامَ َكشْأً‪ :‬أَكلَه‪ ،‬وقيل‪ :‬أَكله َخضْما‪ ،‬كما ُيؤْكَ ُل القِثّاءُ ونوه‪.‬‬
‫شئٌ‬‫ش َئ من الطعام َكشْأً و َكشَاءً‪ ،‬الَخية عن كُراع‪ ،‬فهو َك ِ‬ ‫و َك ِ‬
‫و َكشِيءٌ‪ ،‬ورجل َكشِيءٌ‪ُ :‬ممَْتلِ ٌئ من الطّعام‪.‬‬
‫وَت َكشّأَ‪ :‬امْتَلً‪ .‬وَت َكشّأَ الَ ِديُ َت َكشّؤا إِذا َتقَشّر‪.‬‬
‫وقال الفَرّاءُ‪َ :‬كشَ ْأتُه وَلفَأْتُه أَي َقشَرْتُه‪.‬‬
‫<ص‪>139:‬‬
‫س ف طَيّه وَت َكسّرَ‪ .‬و َكشِْئتُ من‬ ‫ش َئ السّقاءُ َكشْأً‪ :‬باَنتْ أَ َدمَتُه مِن َبشَرَتِه‪ .‬قال أَبو حنيفة‪ :‬هو إِذا ُأطِي َل طَيّه فَيَبِ َ‬ ‫و َك ِ‬
‫الطّعام َكشْأً‪ :‬وهو أَن َتمَْتِل َئ منه‪.‬‬
‫ت َوسَطَه بالسيف َكشْأً إِذا قطعته‪.‬‬ ‫و َكشَ ْأ ُ‬
‫ظ ف ِجلْد الَيدِ وَتقَبّضٌ‪ .‬وقد َكشَِئتْ َيدُه‪.‬‬ ‫والكَشْءُ‪ِ :‬غلَ ٌ‬
‫وذو َكشَاءٍ‪ :‬موضعٌ‪ ،‬حكاه أَبو حنيفة قال‪ :‬وقالت جِنّيّ ٌة مَن أَراد‬
‫شفَا َء مِن كل دا ٍء فعليه بِنَباتِ الُبرْقةِ من ذِي َكشَاءٍ‪ .‬تعن بِنَبات البُرْقةِ الكُرّاثَ‪ ،‬وهو مذكور ف موضعه‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫@كفأ‪ :‬كاَفأَ ُه على الشيء مُكافأَةً و ِكفَاءً‪ :‬جازاه‪ .‬تقول‪ :‬ما ل بهِ‬
‫قِبَلٌ ول كِفا ٌء أَي ما ل به طاقةٌ على أَن أُكافِئَه‪ .‬وقول َحسّانَ بن‬
‫ثابت‪:‬‬
‫َورُوحُ ال ُق ْدسِ لَيْسَ لَهُ ِكفَاءُ‬
‫أَي جبيلُ‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬ليس له نَظِي ول مَثيل‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬فَنَظَر اليهم فقال‪ :‬مَن يُكاِفئُ هؤُلء‪ .‬وف حديث‬
‫الَحنف‪ :‬ل أُقا ِومُ مَن ل ِكفَاء له‪ ،‬يعن الشيطانَ‪ .‬ويروى‪ :‬ل‬
‫أُقاوِلُ‪.‬وال َكفِيءُ‪ :‬النّظِيُ‪ ،‬وكذلك ال ُكفْءُ وال ُكفُوءُ‪ ،‬على ُفعْلٍ‬
‫وُفعُولٍ‪ .‬والصدر ال َكفَاءةُ‪ ،‬بالفتح والدّ‪.‬‬
‫وتقول‪ :‬ل ِكفَاء له‪ ،‬بالكسر‪ ،‬وهو ف الَصل مصدر‪ ،‬أَي ل نظي له‪.‬‬
‫وال ُكفْءُ‪ :‬النظي والُساوِي‪ .‬ومنه الكفَاءةُ ف النّكاح‪ ،‬وهو أَن‬
‫يكون الزوج مُساوِيا للمرأَة ف َحسَبِها ودِينِها وَنسَبِها وبَيْتِها وغي ذلك‪.‬‬
‫وتَكافََأ الشّيْئانِ‪ :‬تَماثَل‪.‬‬
‫وَكافَأَه مُكافَأَةً و ِكفَاءً‪ :‬ماَثلَه‪ .‬ومن كلمهم‪ :‬المدُ للّه كِفاءَ‬
‫الواجب أَي َق ْدرَ ما يكون مُكافِئا له‪ .‬والسم‪ :‬الكَفاءة والكَفَاءُ‪ .‬قال‪:‬‬
‫فََأْن َكحَها‪ ،‬ل ف َكفَاءٍ ول ِغنً‪ * ،‬زِيادٌ‪ ،‬أَضَ ّل اللّهُ َس ْع َي زِيادِ‬
‫وهذا ِكفَاءُ هذا و ِكفْأَتُه و َكفِيئُه و ُك ْفؤُه و ُك ُفؤُه و َكفْؤُه‪ ،‬بالفتح عن كراع‪ ،‬أَي مثله‪ ،‬يكون هذا ف كل شيء‪ .‬قال أَبو‬
‫زيد‪ :‬سعت امرأَة من ُعقَيْل وزَوجَها َيقْرآن‪ :‬ل َيِلدْ ول يُولَ ْد ول يكن له كُفىً‬
‫أَ َحدٌ‪ ،‬فأَلقى المزة و َحوّل حركتها على الفاء‪ .‬وقال الزجاج‪ :‬ف قوله تعال‪ :‬ول َيكُ ْن له ُكفُؤا أَ َحدٌ؛ أَربعةُ أَوجه القراءة‪،‬‬
‫منها ثلثة‪ُ :‬كفُؤا‪ ،‬بضم الكاف والفاء‪ ،‬و ُكفْأً‪ ،‬بضم الكاف وإِسكان الفاء‪ ،‬و ِكفْأً‪ ،‬بكسر الكاف وسكون الفاء‪ ،‬وقد‬
‫ل للّه‪ ،‬تعال ذِكْرُه‪ .‬ويقال‪ :‬فلن َكفِيءُ فلن‬ ‫قُرئ با‪ ،‬وكِفاءً‪ ،‬بكسر الكاف والدّ‪ ،‬ول ُيقْرَأْ با‪ .‬ومعناه‪ :‬ل يكن أَ َح ٌد مِثْ ً‬
‫و ُك ُفؤُ فلن‪.‬‬
‫ل مهموزا‪ .‬وقرَأ حزة ُكفْأً‪ ،‬بسكون الفاء‬ ‫وقد قرأَ ابن كثي وأَبو عمرو وابن عامر والكسائي وعاصم ُكفُؤا‪ ،‬مثق ً‬
‫مهموزا‪ ،‬وإِذا وقف قرأَ ُكفَا‪ ،‬بغي هز‪ .‬واختلف عن نافع فروي عنه‪ُ :‬كفُؤا‪ ،‬مثل أَب َعمْرو‪ ،‬وروي‪ُ :‬كفْأً‪ ،‬مثل حزة‪.‬‬
‫والتّكاُفؤُ‪ :‬السْتِواء‪.‬‬
‫<ص‪>140:‬‬
‫سِلمُونَ تَتَكافَأُ‬‫وف حديث النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬الـ ُم ْ‬
‫ت والقِصاصِ‪ ،‬فليس لشَرِيف على وَضِي ٍع َفضْلٌ ف ذلك‪.‬‬ ‫دِماؤُهم‪ .‬قال أَبو عبيد‪ :‬يريد تَتساوَى ف الدّيا ِ‬
‫وفلن ُكفْءُ فلن َة إِذا كان َيصْلُح لا َبعْلً‪ ،‬والمع من كل ذلك‪:‬‬
‫أَ ْكفَاء‪.‬‬
‫قال ابن سيده‪ :‬ول أَعرف لل َكفْءِ جعا على َأ ْفعُلٍ ول ُفعُولٍ‪.‬‬
‫سعَه ذلك‪ ،‬أَعن أَن يكون أَ ْكفَاء جعَ َكفْءٍ‪ ،‬الفتوحِ‬ ‫ي أَن َي َ‬
‫وحَرِ ّ‬
‫الَول أَيضا‪.‬‬
‫وشاتان مُكافَأَتانِ‪ :‬مُشْتَبِهتانِ‪ ،‬عن ابن الَعراب‪ .‬وف حديث‬
‫ال َعقِيقةِ عن الغلم‪ :‬شاتانِ مُكافِئَتانِ أَي مُتَساوِيَتانِ ف السّنّ أَي‬
‫ئ ف الضّحايا‪ .‬وقيل‪ :‬مُكافِئَتانِ أَي ُمسْتوِيتانِ أَو مُتقارِبتانِ‪.‬‬ ‫ل ُيعَقّ عنه إِلّ ُبسِنّةٍ‪ ،‬وأَقلّه أَن يكون َجذَعا‪ ،‬كما ُيجْزِ ُ‬
‫واختار الَطّاِبيّ ا َلوّلَ‪ ،‬قال‪ :‬واللفظة مُكافِئَتانِ‪ ،‬بكسر الفاء‪ ،‬يقال‪ :‬كافَأَه يُكافِئ ُه فهو مُكافِئهُ أَي مُساوِيه‪.‬‬
‫قال‪ :‬والحدّثون يقولون مُكافَأَتَانِ‪ ،‬بالفتح‪ .‬قال‪ :‬وأَرى الفتح أَول‬
‫لِنه يريد شاتي قد ُسوّيَ بينهما أَي مُساوًى بينهما‪ .‬قال‪ :‬وأَما‬
‫ي شيء ساوَيَا‪،‬‬ ‫بالكسر فمعناه أَنما مُساوِيتَان‪ ،‬فيُحتاجُ أَن يذكر أَ ّ‬
‫وإِنا لو قال مُتكافِئتان كان الكسر أَول‪.‬‬
‫وقال الزمشري‪ :‬ل فَرْق بي الكافِئَتيْنِ والُكافَأَتَيْنِ‪ ،‬لَن كل‬
‫ضحِيّة‬‫ت أُختَها فقد كُوفَِئتْ‪ ،‬فهي مُكافِئة ومُكافَأَة‪ ،‬أَو يكون معناه‪ :‬مُعَا َدلَتانِ‪ ،‬لِما يب ف الزكاة والُ ْ‬ ‫واحدة إِذا كافَأَ ْ‬
‫من‬
‫الَسنان‪ .‬قال‪ :‬ويتمل مع الفتح أَن يراد َمذْبُوحَتان‪ ،‬من كافَأَ الرجلُ بي البعيين إِذا نر هذا ث هذا مَعا من غي َتفْريق؛‬
‫كأَنه يريد شاتي َيذْبهما ف وقت واحد‪ .‬وقيل‪ُ :‬تذْبَ ُح إِحداها مُقابلة الُخرى‪ ،‬وك ّل شيءٍ ساوَى شيئا‪ ،‬حت يكون‬
‫مثله‪ ،‬فهو مُكاِفئٌ له‪ .‬والكافَأَةُ بي الناس من هذا‪.‬‬
‫يقال‪ :‬كافَأْتُ الرج َل أَي َف َع ْلتُ به مث َل ما َفعَلَ ب‪ .‬ومنه ال ُكفْءُ من الرّجال للمرأَة‪ ،‬تقول‪ :‬إِنه مثلها ف َحسَبها‪.‬‬
‫وأَما قوله‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬ل َتسْأَلِ الرأَ ُة طَلقَ أُختها‬
‫حفَتها فإِنا لا ما كُِتبَ لا‪ .‬فإِن معن قوله‬ ‫صْ‬‫لَتكَْت ِفئَ ما ف َ‬
‫صحْفةُ‪ :‬ال َقصْعةُ‪ .‬وهذا مثل لِمالةِ الضّرّةِ حَقّ‬ ‫غ ما فيها؛ وال ّ‬ ‫ت ال ِق ْدرَ وغيها إِذا كَبَبْتها لُتفْرِ َ‬ ‫لَِتكَْت ِفئَ‪ :‬تَفَتعِلُ‪ ،‬من َكفَأْ ُ‬
‫صاحِبَتها من زوجها إِل َن ْفسِها إِذا سأَلت طلقَها لَيصِي حَقّ الُخرى كلّه من زوجِها لا‪ .‬ويقال‪ :‬كافَأَ الرج ُل بي‬
‫فارسي ب ُر ْمحِه إِذا والَى بينهما فَطَعنَ هذا ث هذا‪ .‬قال الكميت‪:‬‬
‫َنحْر الـمُكاِفئِ‪ ،‬والـ َمكْثُو ُر َيهْتَبِلُ‬
‫س ليَتّقيَ‬ ‫والـ َمكْثُورُ‪ :‬الذي َغلَبه الَقْرانُ بكثرتم‪ .‬يهْتَبلُ‪َ :‬يحْتالُ للخلص‪ .‬ويقال‪ :‬بَنَى فلن ظُلّةً يُكاِفئُ با عيَ الشم ِ‬
‫َحرّها‪.‬‬
‫س ونُداِفعُ‪ ،‬من‬ ‫قال أَبو ذرّ‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ ،‬ف حديثه‪ :‬ولنا عَباءَتانِ نُكاِفئُ بما عَنّا عَيْ َن الشمسِ أَي نُقابِ ُل بما الشم َ‬
‫الـمُكاَفأَة‪ :‬الـمُقاوَمة‪ ،‬وإِنّي لَ ْخشَى فَضْلَ الِساب‪.‬‬
‫و َكفَأَ الشيءَ والِنَاءَ َي ْك َفؤُه َكفْأً و َكفّأَهُ فََت َكفّأَ‪ ،‬وهو َمكْفُوءٌ‪ ،‬واكَْتفَأَه مثل َكفَأَه‪َ :‬قلَبَه‪ .‬قال بشر بن أَب خازم‪:‬‬
‫ح ّملُوا‪ُ * ،‬سفُنٌ َت َكفُّأ ف َخلِيجٍ ُمغْرَبِ‬ ‫وكَأنّ ُظعَْنهُم‪ ،‬غَدا َة َت َ‬
‫<ص‪>141:‬‬
‫وهذا البيت بعينه استشهد به الوهري على َت َكفّأَتِ الرأَةُ ف‬
‫ت ومادَتْ‪ ،‬كما تََت َكفُّأ النخلة العَيْدانَةُ‪.‬‬ ‫ِمشْيَتِها‪ :‬تَرَهَْيأَ ْ‬
‫ت الِنا َء إِذا كََببْتَه‪ ،‬وأَ ْكفَأَ الشيءَ‪َ :‬أمَاله‪ُ ،‬لغَيّة‪ ،‬وأَباها الَصمعي‪.‬‬ ‫الكسائي‪َ :‬كفَأْ ُ‬
‫و ُم ْكفِئُ ال ّظعْنِ‪ :‬آخِرُ أَيام ال َعجُوزِ‪.‬‬
‫وال َكفَأُ‪ :‬أَْيسَرُ الَيَ ِل ف السّنام ونوه؛ جلٌ َأ ْكفَأُ وناقة َكفْآءُ‪ .‬ابن شيل‪ :‬سَنامٌ أَ ْكفَُأ وهو الذي مالَ على أَ َحدِ جَنْبَي الَبعِي‪،‬‬
‫وناقة َكفْآءُ و َجمَل أَ ْكفَأُ‪ ،‬وهو من َأ ْه َونِ عُيوب البعي‪ ،‬لَنه إِذا َسمِنَ اسْتَقا َم سَنامُه‪ .‬و َكفَأْتُ الِناءَ‪ :‬كَبَبْته‪ .‬وأَ ْكفَأَ‬
‫ت ال َق ْوسَ إِذا أَم ْلتَ رْأسَها ول تَْنصِبْها َنصْبا حت تَ ْر ِميَ عنها‪ .‬غيه‪ :‬وأَ ْكفََأ ال َقوْسَ ‪َ :‬أمَالَ‬ ‫الشيءَ‪ :‬أَمالَه‪ ،‬ولذا قيل‪ :‬أَ ْكفَأْ ُ‬
‫رْأسَها ول يَْنصِبْها َنصْبا حي يَ ْرمِي عليها(‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «حي يرمي عليها» هذه عبارة الحكم وعبارة الصحاح حي يرمي عنها‪ .).‬قال ذو الرمة‪:‬‬
‫قَ َط ْعتُ با َأرْضا‪ ،‬تَرَى وَجْ َه رَكْبِها‪ * ،‬إِذا ما َعَلوْها‪ُ ،‬م ْكفَأً‪ ،‬غيَ سا ِجعِ‬
‫صدٍ؛ ومنه‬ ‫صدُ الـ ُمسَْتوِي الـ ُمسَْتقِيمُ‪ .‬والـ ُم ْكفَأُ‪ :‬الائر‪ ،‬يعن جائرا غي قا ِ‬ ‫أَي مُما ًل غ َي مُسَتقِيمٍ‪ .‬والسا ِجعُ‪ :‬القا ِ‬
‫جعُ ف القول‪.‬‬ ‫سْ‬ ‫ال ّ‬
‫وف حديث الِرّة‪ :‬أَنه كان ُي ْك ِفئُ لا الِنا َء أَي ُيمِيلُه لَتشْرَب منه بسُهولة‪.‬‬
‫وف حديث الفَرَعَة‪ :‬خ ٌي مِنْ أَن َتذَْبحَه َيلْصَقُ لمه بوَبَرِه‪،‬‬
‫جعَلُها واِلهَةً بِذْبحِك‬ ‫وُت ْك ِفئُ إِناءَك‪ ،‬وتُولِهُ ناقََتكَ أَي َت ُكبّ إِنا َءكَ لَنه ل َيْبقَى لك لَب ْتلُبه فيه‪ .‬وتُولِهُ ناقََتكَ أَي َت ْ‬
‫وَلدَها‪.‬‬
‫وف حديث الصراط‪ :‬آخِ ُر مَن يَمرّ رج ٌل يََت َكفّأُ به الصراطُ‪ ،‬أَي‬
‫يَتَميّل ويََت َقلّبُ‪.‬‬
‫ع ول مُسَْت ْغنً‬ ‫وف حديث دُعاء الطّعام‪ :‬غ َي ُمكْفٍَإ ول ُموَدّ ٍ‬
‫عنه رَبّنا‪ ،‬أَي غي مردود ول مقلوب‪ ،‬والضمي راجع إِل الطعام‪ .‬وف رواية غ َي َمكْ ِفيّ‪ ،‬من الكفاية‪ ،‬فيكون من العتلّ‪.‬‬
‫يعن‪ :‬أ ّن اللّه تعال هو الـمُ ْطعِم والكاف‪ ،‬وهو غي مُ ْطعَم ول َمكْ ِفيّ‪ ،‬فيكون الضمي راجعا إِل اللّه عز وجل‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫ع أَي غ َي متروك الطلب إِليه والرّغْبةِ فيما عنده‪ .‬وأَما قوله‪ :‬رَبّنا‪ ،‬فيكون على الَول منصوبا على النداء الضاف‬ ‫ول ُموَدّ ٍ‬
‫بذف حرف النداء‪ ،‬وعلى الثان مرفوعا على البتداءِ الؤَخّر أَي ربّنا غ ُي َمكْ ِفيّ ول ُموَدّعٍ‪ ،‬ويوز أَن يكون الكلم‬
‫ع ول ُمسْتَ ْغنً عنه أَي عن المد‪.‬‬ ‫راجعا إِل المد كأَنه قال‪ :‬حدا كثيا مباركا فيه غي مكفيّ ول مُودّ ٍ‬
‫وف حديث الضحية‪ :‬ث اْن َكفَأَ إِل كَْبشَيْنِ َأ ْمَلحَيْنِ فذبهما‪،‬‬
‫أَي ما َل ورجع‪.‬‬
‫ضعُ السيفَ ف بطنِه ث أَْن َك ِفئُ عليه‪ .‬وف حديث‬ ‫وف الديث‪ :‬فَأ َ‬
‫سفَر‪ .‬وف رواية‪ :‬يََت َك ّفؤُها‪ ،‬يريد‬ ‫لبّار بيده كما َي ْكفَأُ أَحدُكم خُبْزَته ف ال ّ‬ ‫القيامة‪ :‬وتكون الَرضُ خُبْزةً واحدة َي ْك َفؤُها ا َ‬
‫الُبْزة الت َيصَْنعُها الـمُسافِر وَيضَعُها ف الـمَلّة‪ ،‬فإِنا ل تُْبسَط كالرّقاقة‪ ،‬وإِنا ُت َقلّب على الَيدي حت َتسَْتوِيَ‪.‬‬
‫وف حديث صفة النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬أَنه كان إِذا مشَى َت َكفّى َت َكفّيا‪ .‬الّت َكفّي‪ :‬التّمايُ ُل إِل ُقدّام‬
‫<ص‪>142:‬‬
‫سفِينةُ ف جَرْيها‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬روي مهموزا وغي مهموز‪ .‬قال‪ :‬والَصل المز لَن مصدر َت َفعّلَ من‬ ‫كما َتَتكَفُّأ ال ّ‬
‫حفّى‬
‫الصحيح َت َفعّلٌ كََت َق ّدمَ َت َقدّما‪ ،‬وَت َكفَّأ َت َكفّؤا‪ ،‬والمزة حرف صحيح‪ ،‬فأَما إِذا اعتل انكسرت عي الستقبل منه نو َت َ‬
‫سمّيا‪ ،‬فإِذا ُخفّفت المزةُ التحقت بالعتل وصار َت َكفّيا بالكسر‪ .‬وك ّل شيءٍ َأ َملْته فقد َكفَأْتَه‪ ،‬وهذا‬ ‫سمّى َت َ‬‫حفّيا‪ ،‬وَت َ‬ ‫َت َ‬
‫ط ف صََببٍ‪ .‬وكذلك قوله‪ :‬إِذا َمشَى َت َقلّع‪ ،‬وبعضُه مُوافِ ٌق بعضا ومفسره‪.‬‬ ‫كما جاءَ أَيضا أَنه كان إِذا َمشَى كأَنّه يَْنحَ ّ‬
‫صدُور َقدَمَيْه من‬ ‫ط ف صََببٍ‪ :‬أَراد أَنه َقوِيّ الَبدَن‪ ،‬فإِذا مَشَى فكأَنا َي ْمشِي على ُ‬ ‫وقال ثعلب ف تفسي قوله‪ :‬كأَنا يَْنحَ ّ‬
‫القوّة‪ ،‬وأَنشد‪:‬‬
‫صدُورِ نِعاِل ِهمْ‪َ * ،‬يمْشُونَ ف ال ّدفَِئيّ والَبْرادِ‬‫ي على ُ‬ ‫الواطِِئ َ‬
‫والّت َكفّي ف الَصل مهموز فتُرِك هزه‪ ،‬ولذلك ُجعِل الصدر‬
‫صدِ‪ .‬وَأ ْكفََأ ف الشعر‪ :‬خالَف‬ ‫َت َكفّيا‪ .‬وَأ ْكفََأ ف سَيه‪ :‬جارَ عن ال َق ْ‬
‫ب قَوافِيه‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الـمُخالَف ُة بي هِجا ِء‬ ‫ب إِعْرا ِ‬‫بي ضُرو ِ‬
‫قَوافِيهِ‪ ،‬إِذا تَقارََبتْ مَخا ِرجُ الُروفِ أَو تَبا َع َدتْ‪ .‬وقال بعضهم‪:‬‬
‫الِ ْكفَا ُء ف الشعر هو الـمُعاقَبَ ُة بي الراء واللم‪ ،‬والنون واليم‪ .‬قال الَخفش‪ :‬زعم الليل َأنّ الِ ْكفَاءَ هو ا ِلقْواءُ‪ ،‬وسعته‬
‫من غيه من أَهل العلم‪.‬‬
‫حدّوا ف‬ ‫ب ال ُفصَحاءَ عن ا ِل ْكفَاءِ‪ ،‬فإِذا هم يعلونه الفَسا َد ف آخِر البيت والخْتِلفَ من غي أَن َي ُ‬ ‫قال‪ :‬وسَأَلتُ العَر َ‬
‫ذلك شيئا‪ ،‬إِ ّل أَن رأَيت بعضهم يعله اختلف الُروف‪ ،‬فأَنشدته‪:‬‬
‫كَأنّ فا قارُورةٍ ل ُت ْعفَصِ‪،‬‬
‫منها‪ ،‬حِجاجا مُقْلةٍ ل ُت ْلخَصِ‪،‬‬
‫كَأنّ صِيانَ الـمَها الـمَُنقّزِ‬
‫فقال‪ :‬هذا هو الِ ْكفَاءُ‪ .‬قال‪ :‬وأَنشد آخَرُ قواِف َي على حروف متلفة‪ ،‬فعابَه‪ ،‬ول أَعلمه ِإلّ قال له‪ :‬قد أَ ْكفَ ْأتَ‪ .‬وحكى‬
‫الوهريّ عن الفرّاءِ‪ :‬أَ ْكفَأَ الشاعر إِذا خالَف بي حَركات ال ّروِيّ‪ ،‬وهو مثل ا ِلقْواءِ‪ .‬قال ابن جن‪ :‬إِذا كان ا ِل ْكفَاءُ ف‬
‫ضعُ ا ِل ْكفَاءِ إِنا هو للخلفِ ووقُوعِ الشيءِ على غي وجهه‪ ،‬ل يُْنكَر أَن‬ ‫حمُو ًل على الِكْفاءِ ف غيه‪ ،‬وكان وَ ْ‬ ‫شعْر َم ْ‬ ‫ال ّ‬
‫يسموا به ا ِلقْوا َء ف اخْتلف حُروف ال ّروِيّ جيعا‪َ ،‬لنّ ك ّل واحد منهما واِقعٌ على غي اسْتِواءٍ‪ .‬قال الَخفش‪ :‬إِل أَنّي‬
‫رأَيتهم‪ ،‬إِذا قَرُبت مَخا ِرجُ الُروف‪ ،‬أَو كانت من َمخْرَج واحد‪ ،‬ث اشَْتدّ تَشاُبهُها‪ ،‬ل َتفْطُنْ لا عامّتُهم‪ ،‬يعن عامّةَ‬
‫جعَ َل بعضُها‬ ‫العرب‪ .‬وقد عاب الشيخ أَبو ممد بن بري على الوهريّ قوله‪ :‬ا ِل ْكفَاءُ ف الشعر أَن يُخالَف بي قَوافِيه‪ ،‬فُي ْ‬
‫ميما وبعضها‬
‫طاءً‪ ،‬فقال‪ :‬صواب هذا أَن يقول وبعضها نونا لَن ا ِل ْكفَاءَ إِنا يكون ف الروف الـمُتقارِبة ف الخرج‪ ،‬وأَما الطاء‬
‫فليست من مرج اليم‪ .‬والـ ُمكْفَأُ ف كلم العرب هو الـ َم ْقلُوب‪ ،‬وإِل هذا يذهبون‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬
‫وَلمّا أَصاَبتْنِي‪ ،‬مِ َن الدّهْرِ‪ ،‬نَزْلةٌ‪ُ * ،‬شغِ ْلتُ‪ ،‬وَأْلهَى الناسَ عَنّي ُشؤُونُها‬
‫إِذا الفارِغَ الـ َم ْكفِ ّي مِنهم دَ َعوْتُه‪ * ،‬أَبَرّ‪ ،‬وكاَنتْ َدعْوةً َيسَْتدِيُها‬
‫ج َمعَ اليم مع النون لشبهها با لَنما يرجان من الَياشِيم‪ .‬قال وأَخبن من أَثق به من أَهل العلم أَن ابنة َأبِي مُساِفعٍ‬ ‫َف َ‬
‫قالت تَرْثِي أَباها‪ ،‬وقُتِلَ‪،‬‬
‫<ص‪>143:‬‬
‫حمِي جِيفةَ أَب َجهْل بن هِشام‪:‬‬ ‫وهو َي ْ‬
‫وما لَْيثُ غَرِيفٍ‪ ،‬ذُو * أَظافِيَ‪ ،‬وِإقْدامْ‬
‫لَقوْا‪ ،‬و * وُجُو ُه ال َقوْمِ َأقْرانْ‬ ‫َكحِبّي‪ ،‬إِ ْذ تَ َ‬
‫وأَنتَ الطّاعِنُ النّجل * ءَ‪ ،‬مِنْها مُزِْبدٌ آنْ‬
‫وبال َكفّ حُسامٌ صا * ِرمٌ‪ ،‬أَبْيَضُ‪َ ،‬خدّامْ‬
‫صحْبانْ‬ ‫وَق ْد تَرْحَلُ بالرّ ْكبِ‪ * ،‬فما ُتخْنِي ِب ُ‬
‫قال‪ :‬جعوا بي اليم والنون لقُرْبما‪ ،‬وهو كثي‪ .‬قال‪ :‬وقد سعت من العرب مثلَ هذا ما ل ُأ ْحصِي‪.‬‬
‫قال الَخفش‪ :‬وبالملة فِإنّ الِكْفاءَ الـمُخالَفةُ‪ .‬وقال ف قوله‪:‬‬
‫ُم ْكفَأً غي سا ِجعِ‪ :‬الـ ُم ْكفَأُ ههنا‪ :‬الذي ليس ِبمُوافِقٍ‪ .‬وف حديث‬
‫النابغة أَنه كان ُيكْ ِف ُئ ف ِشعْرِه‪ :‬هو أَن يُخاَلفَ بي حركات الرّويّ َرفْعا ونَصبا وجرّا‪ .‬قال‪ :‬وهو كا ِلقْواء‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫أَن يُخالَف بي قَوافِيه‪ ،‬فل يلزم حرفا واحدا‪.‬‬
‫ص َرفَهم‪ .‬وقيل‪َ :‬كفَأُْتهُم َكفْأً إِذا أَرادوا وجها َفصَ َرفْتَهم عنه إِل‬ ‫و َكفََأ القومُ‪ :‬اْنصَ َرفُوا عن الشيءِ‪ .‬و َكفَأَهُم عنه َكفْأً‪َ :‬‬
‫غيه‪ ،‬فاْن َك َفؤُوا أَي رَجَعُوا‪.‬‬
‫س ُمجْتَ ِم ِعيَ فاْن َك َفؤُوا واْن َكفَتُوا‪ ،‬إِذا‬
‫ويقال‪ :‬كان النا ُ‬
‫انزموا‪ .‬واْن َكفََأ القومُ‪ :‬اْنهَ َزمُوا‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬كفأ‪ :‬كافَأَ ُه على الشيء مُكافأَةً و ِكفَاءً‪ :‬جازاه‪ .‬تقول‪ :‬ما ل بهِ‪... ...‬‬
‫و َكفََأ الِبلَ‪ :‬طَرَدَها‪ .‬واكَْتفَأَها‪ :‬أَغارَ عليها‪ ،‬فذهب با‪.‬‬
‫سلَكةِ‪ :‬أَصابَ َأ ْهلِيهم وأَموالَهم‪ ،‬فاكَْتفَأَها‪.‬‬ ‫ك بن ال ّ‬ ‫سلَيْ ِ‬
‫وف حديث ال ّ‬
‫وال َكفْأَ ُة والكُفْأَةُ ف النّخل‪َ :‬حمْل سَنَتِها‪ ،‬وهو ف الَرض زِراع ُة سنةٍ‪ .‬قال‪:‬‬
‫ُغلْبٌ‪ ،‬مَجالِيحُ‪ ،‬عْندَ الـ َمحْلِ ُكفْأَتُها‪َ * ،‬أشْطانُها‪ ،‬ف عِذابِ الَبحْرِ‪َ ،‬تسْتَبِقُ (‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «عذاب» هو ف غي نسخة من الحكم بالذال العجمة مضبوطا كما ترى وهو ف التهذيب بالدال الهملة مع‬
‫فتح العي‪).‬‬
‫أَراد به النخيلَ‪ ،‬وأَرادَ بَأشْطانِها عُرُوقَها؛ والبحرُ ههنا‪ :‬الاءُ‬
‫الكَثِي‪ ،‬لَن النخيل ل تشرب ف البحر‪.‬‬
‫أَبو زيد يقال‪ :‬اسَْت ْكفَأْتُ فلنا نلةً إِذا سأَلته ثرها سنةً‪ ،‬فجعل‬
‫للنخل َكفْأَةً‪ ،‬وهو َثمَ ُر سَنَتِها‪ ،‬شُبّهت ب َكفْأَةِ الِبل‪.‬‬
‫واسَْت ْكفَ ْأتُ فلنا إِِبلَه أَي سأَلتُه نِتاجَ إِِبلِه سَنةً‪َ ،‬فأَ ْكفَأَنِيها أَي أَعْطان لَبَنها ووبرَها وأَولدَها منه‪ .‬والسم‪ :‬ال َكفْأَة‬
‫وال ُكفْأَة‪ ،‬تضم وتفتح‪ .‬تقول‪َ :‬أعْطِن َكفْأَةَ ناقَتِك و ُكفْأَةَ ناقَتِك‪.‬‬
‫غيه‪َ :‬كفْأَةُ الِبل و ُكفْأَتُها‪ :‬نِتاجُ عامٍ‪.‬‬
‫ع نصفا‪ ،‬كما َيصَْنعُ‬ ‫ج َعلَها نصفي يَنْتِ ُج كل عام نصفا‪ ،‬وَيدَ ُ‬ ‫ونَتَ َج الِبلَ ُكفْأَتَيْنِ‪ .‬وأَكْفأَها إِذا َج َعلَها َكفْأَتي‪ ،‬وهو أَن َي ْ‬
‫بالَرض بالزراعة‪ ،‬فإِذا كان العام الـ ُمقْبِل َأ ْرسَلَ الفحْ َل ف النصف الذي ل يُ ْرسِله فيه من العامِ الفارِطِ‪َ ،‬لنّ أَ ْجوَدَ‬
‫حمَل عليها ال َفحْل ث ُتضْرَبُ إِذا أَرادت الفحل‪.‬‬ ‫الَوقاتِ‪ ،‬عند العرب ف نِتاجِ الِبل‪ ،‬أَن تُتْ َركَ الناق ُة بعد نِتاجِها سنة ل ُي ْ‬
‫حمَلَ على الِبل الفُحولةُ عاما‪،‬‬ ‫وف الصحاح‪َ :‬لنّ أَفضل النّتاج أن ُت ْ‬
‫<ص‪>144:‬‬
‫وتُتْ َركَ عاما‪ ،‬كما ُيصْنَع بالَرض ف الزّراعة‪ ،‬وأَنشد قول ذي الرمة‪:‬‬
‫ج ْد * لَها ثِي َل َسقْبٍ‪ ،‬ف النّتاجَيْنِ‪ ،‬لمِسُ‬ ‫تَرَى ُكفْأََتيْها تُْنفِضَانِ‪ ،‬ولَم َي ِ‬
‫جتْ كلها إِناثا‪ ،‬وهو‬ ‫وف الصحاح‪ :‬كِل َكفْأَتَيْها‪ ،‬يعن‪ :‬أَنا نُِت َ‬
‫ممود عندهم‪ .‬وقال كعب بن زهي‪:‬‬
‫إِذا ما نََتجْنا َأرْبَعا‪ ،‬عامَ ُكفْأَةٍ‪ * ،‬بَغاها خَناسِيا‪ ،‬فأَ ْهلَكَ َأرْبَعا‬
‫الَنا ِسيُ‪ :‬الَلكُ‪ .‬وقيل‪ :‬ال َكفْأَةُ والكُفْأَةُ‪ :‬نِتاجُ الِبل بعد حِيا ِل سَنةٍ‪ .‬وقيل‪ :‬بعدَ حِيا ِل سنةٍ وأَكثرَ‪ .‬يقال من ذلك‪ :‬نََتجَ‬
‫ت ف الشاءِ‪ :‬مِثلُه ف الِبل‪.‬‬ ‫فلن إِبله َكفْأَةً و ُكفْأَةً‪ ،‬وَأ ْكفَأْ ُ‬
‫وأَ ْكفَأَتِ الِبل‪ :‬كَثُر نِتاجُها‪ .‬وأَ ْكفََأ إِبلَه وغََنمَ ُه فلنا‪ :‬جَعل له أَوبارَها وأصْوافَها وَأشْعارَها وَألْبانَها وَأوْلدَها‪.‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬مََنحَه َكفْأَةَ غََنمِه و ُكفْأَتَها‪ :‬وَهَب له أَلبانَها‬
‫وأَولدها وأصوافَها سن ًة ورَدّ عليه ا ُلمّهاتِ‪ .‬ووَ َهْبتُ له َكفْأَةَ‬
‫ناقتِي و ُكفْأَتا‪ ،‬تضم وتفتح‪ ،‬إِذا وهبت له ولدَهَا ولبنَها ووبرها سنة‪.‬‬
‫واسَْت ْكفَأَه‪ ،‬فَأ ْكفَأَه‪َ :‬سَألَه أَن يعل له ذلك‪ .‬أَبو زيد‪ :‬اسَْت ْكفََأ زيدٌ عَمرا ناقَتَه إِذا سأَله أَن َيهَبَها له وولدها ووبرها سنةً‪.‬‬
‫وروي عن الرث بن أَب الَرِث ا َلزْدِيّ من أَهل َنصِيِبيَ‪ :‬أَن أَباه اشْتَرَى َمعْدِنا بائةِ شاة مُتْبِع‪ ،‬فأَتَى ُأمّه‪ ،‬فاسْتَ ْأمَرها‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬إِنك اشتريته بثلثمائة شاة‪ُ :‬أمّها مائةٌ‪ ،‬وأَولدُها مائة شاة‪ ،‬و ُكفْأَتُها مائة شاة‪ ،‬فََندِمَ‪ ،‬فاسْتَقالَ صاحِبَه‪ ،‬فأَبَى أنْ‬
‫ُيقِيلَه‪َ ،‬فقَبَضَ الـ َم ْعدِنَ‪ ،‬فأَذابَه وأَخرج منه َثمَنَ ألف شاةٍ‪ ،‬فأَثَى به صا ِحبُه إِل عليّ‪ ،‬كَرّم اللّه وجهه‪ ،‬فقال‪ِ :‬إنّ أَبا‬
‫س إِلّ‬‫لمُ َ‬ ‫الرث أَصابَ رِكازا؛ فسأَله عليّ‪ ،‬كرّم اللّه وجهه‪ ،‬فأَخبه أَنه اشتراه بائة شاة مُتْبِع‪ .‬فقال عليّ‪ :‬ما َأرَى ا ُ‬
‫لمُس من الغنم؛ أَراد بالـمُتْبِع‪ :‬الت يَتَْبعُها أَولدُها‪ .‬وقوله أَثَى به أَي َوشَى به و َسعَى به‪َ ،‬يأْثُوا أَثْوا‪.‬‬ ‫على الباِئعِ‪ ،‬فأَخذَ ا ُ‬
‫ح بينهما ف النّتاجِ‪ ،‬وأَنشد شر‪:‬‬ ‫جعَلَ الِبل قَ ْطعَتَيْن يُرا َو ُ‬ ‫وال ُكفْأَةُ أَصلها ف الِبل‪ :‬وهو أَن ُت ْ‬
‫صفَيْن‬
‫سمْتُها بقِ ْطعَتَيْنِ ِن ْ‬
‫قَ َط ْعتُ إِبْلي ُكفْأَتَيْ ِن ثِْنتَيْن‪َ * ،‬ق َ‬
‫أَنْتِجُ ُكفْأَتَْيهِما ف عامَيْن‪ * ،‬أَنْتِجُ عاما ذِي‪ ،‬وهذِي ُي ْعفَيْن‬
‫وأَنْتِجُ الـ ُمعْفَى مِنَ القَطِيعَيْن‪ * ،‬مِنْ عامِنا الَائي‪ ،‬وتِيكَ َيْبقَيْن‬
‫قال أَبو منصور‪ :‬لْ يزد شر على هذا التفسي‪ .‬والعن‪َ :‬أنّ ُأمّ‬
‫ل كان ُكفْأَةُ مائ ٍة من الِبلِ َخمْسي‪ ،‬لَن الغنمَ يُ ْرسَلُ‬ ‫الرجل جعلَت ُكفْأَةَ مائةِ شاةٍ ف كل نِتاجٍ مائةً‪ .‬ولو كانت إِب ً‬
‫ال َفحْلُ فيها‬
‫حمَلُ‬ ‫ت مِثلَ الِب ِل ُي ْ‬ ‫حمِلُ أَ ْجمَع‪ ،‬وليس ْ‬ ‫وقت ضِرابِها أَ ْج َمعَ‪ ،‬وَت ْ‬
‫حمَلُ عليها‪ .‬وأَرادتْ ُأمّ الرجل َتكْثِيَ‬ ‫عليها سَنةً‪ ،‬وسنةً ل ُي ْ‬
‫ما اشْتَرى به ابنُها‪ ،‬وإعلمَه أَنه غُبِنَ فيما ابْتاعَ‪َ ،‬ففَطّنَتْه أَنه كأَنه اشْتَرَى الـ َم ْع ِدنَ بِثلثمائة شاةٍ‪ ،‬فََندِمَ البنُ واسْتَقالَ‬
‫حسَده البائع على كثرة الرّبح‪ ،‬و َسعَى به إِل عَليّ‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ ،‬ليأْخذ منه‬ ‫بائعَه‪ ،‬فَأبَى‪ ،‬وبا َر َك اللّهُ له ف الـمَ ْعدِن‪َ ،‬ف َ‬
‫لمُسَ الباِئعَ‪ ،‬وأَض ّر السّاعِي بَِن ْفسِه ف‬ ‫المس‪ ،‬فََألْ َزمَ ا ُ‬
‫<ص‪>145:‬‬
‫سِعايَته بصاحِبِه إليه‪.‬‬
‫والكِفاءُ‪ ،‬بالكسر وا َلدّ‪ :‬سُتْرٌة ف البيت مِنْ أَعْله إِل َأ ْس َفلِه من ُمؤَخّرِه‪ .‬وقيل‪ :‬الكِفا ُء الشّقّة الت تكون ف ُمؤَخّرِ الِبَاءِ‪.‬‬
‫حمَ ُل به مُؤَخّر البَاءِ‪ .‬وقيل‪ :‬هو كِسا ٌء ُي ْلقَى على الِبَاءِ كالِزارِ‬ ‫وقيل‪ :‬هو ُشقّةٌ أَو ُشقّتان يُْنصَحُ إحداها بالُخرى ث ُي ْ‬
‫حت يَْبُلغَ الَرضَ‪ .‬وقد أَ ْكفَأَ البيتَ إِكْفاءً‪ ،‬وهو ُمكْفَأٌ‪ ،‬إِذا َع ِم ْلتَ له ِكفَاءً‪ .‬و ِكفَاءُ البيتِ‪ :‬مؤَخّرُه‪ .‬وف حديث ُأمّ َمعَْبدٍ‪:‬‬
‫رأَى شاةً ف ِكفَاءِ البيت‪ ،‬هو من ذلك‪ ،‬والمعُ َأ ْكفِئةٌ‪َ ،‬كحِمارٍ وأَ ْحمِرةٍ‪.‬‬
‫ف اللّ ْونِ ساهِما‪ .‬ويقال‪ :‬رأَيته مَُتكَ ّفئَ الّل ْونِ‬ ‫ورجُ ٌل ُمكْفَأُ الوجهِ‪ :‬مَُتغَيّرُه سا ِهمُه‪ .‬ورأَيت فلنا ُم ْكفَأَ الوَجْهِ إِذا رأَيتَه كا ِس َ‬
‫ت الّلوْنِ(‪)1‬‬ ‫ومُْن َكفِ َ‬
‫(‪ 1‬قوله «متكفّئ اللون ومنكفت اللون» الول من التفعل والثان من النفعال كما يفيده ضبط غي نسخة من‬
‫التهذيب‪).‬‬
‫أَي مَُتغَيّ َر الّلوْنِ‪.‬‬
‫وف حديث عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬أَنه اْن َكفَأَ لونُه عامَ الرّمادة أَي َتغَيّر لونُه عن حاله‪ .‬ويقال‪ :‬أَصَْبحَ فلن َكفِيءَ اللّونِ‬
‫مَُتغَيّرَه‪ ،‬كأَنه ُك ِفئَ‪ ،‬فهو َم ْكفُوءٌ و َكفِيءٌ‪ .‬قال ُدرَيْ ُد بن الصّمّة‪:‬‬
‫وَأ ْسمَرَ‪ ،‬من قِداحِ النّْبعِ‪ ،‬فَ ْرعٍ‪َ * ،‬كفِي ِء اللّ ْونِ من مَسّ وضَ ْرسِ‬
‫أَي مَُتغَيّ ِر اللونِ من كثرة ما ُمسِحَ وعُضّ‪ .‬وف حديث‬
‫الَنصاريّ‪ :‬ما ل أَرى َلوْنَك مُْن َكفِئا؟ قال‪ :‬من الُوعِ‪ .‬وقوله ف الديث‪:‬‬
‫كان ل َيقْبَلُ الثّنَا َء إِل من مُكاِفئٍ‪ .‬قال القتيب‪ :‬معناه إِذا أَْن َعمَ على رجل ِنعْمةً فكاَفأَه بالثّنَا ِء عليه قَبِلَ ثَنَاءَه‪ ،‬وإِذا أَثْنَى قَبْلَ‬
‫أَن يُْن ِعمَ عليه ل َيقَْبلْها‪ .‬قال ابن الَثي‪ ،‬وقال ابن الَنباري‪ :‬هذا غلط‪ ،‬إِذ كان أَحد ل يَْنفَكّ من إِنْعام النبّ‪ ،‬صلى اللّه‬
‫عليه وسلم‪َ ،‬ل ّن اللّه‪ ،‬عز وجل‪َ ،‬بعَثَه رَحْم ًة للناس كافّةً‪ ،‬فل يَخرج منها مُكاِفئٌ ول غي مُكاِفئٍ‪ ،‬والثّنَا ُء عليه فَرْضٌ ل‬
‫يَِتمّ الِسلم إِل به‪ .‬وإنا العن‪ :‬أَنه ل َيقْبَلُ الثّنَا َء عليه إِل من رجل يعرف حقيقة إِسلمه‪ ،‬ول يدخل عنده ف ُجمْلة‬
‫الـمُنافِقي الذين يَقولون بأَلسنتهم ما ليس ف قلوبم‪.‬‬
‫قال‪ :‬وقال الَزهريّ‪ :‬وفيه قول ثالث‪ :‬إِ ّل من مُكاِفئٍ أَي مُقارِبٍ‬
‫غي مُجاوِزٍ َحدّ مثلِه‪ ،‬ول مُقصّر عما َرَفعَه اللّه إليه‪.‬‬
‫@كل‪ :‬قال اللّه‪ ،‬عز وجل‪ :‬قل مَ ْن َي ْكلَؤُكُم بالليلِ والنها ِر من‬
‫الرحن‪ .‬قال الفرّاءُ‪ :‬هي مهموزة‪ ،‬ولو تَرَ ْكتَ َهمْزَ مثلِه ف غي القرآن ُق ْلتَ‪َ :‬ي ْكلُوكم‪ ،‬بواو ساكنة‪ ،‬وَيكْلكم‪ ،‬بأَلف‬
‫ساكنة‪ ،‬مثل َيخْشاكم؛ ومَن جعلها واوا ساكنة قال‪ :‬كَلت‪ ،‬بأَلف يترك النّبْر َة منها؛ ومن قال َيكْلكُم قال‪َ :‬كلَيْتُ‬
‫مثل َقضَيْتُ‪ ،‬وهي من لغة قريش‪ ،‬وكلّ َحسَنٌ‪ ،‬إِل أَنم يقولون ف الوجهي‪َ :‬مكُْلوّةٌ و َم ْكلُوّ‪ ،‬أَكث َر مـما يقلون َمكِْليّ‪،‬‬
‫ت بعض الَعراب ينشد‪:‬‬ ‫ولو قيل َم ْكلِ ّي ف الذين يقولون‪َ :‬كلَيْت‪ ،‬كان صوابا‪ .‬قال‪ :‬وسع ُ‬
‫صمَ ا َلقْوامَ مِن ذِي ُخصُومةٍ‪َ * ،‬ك َورْها َء َمشِْنيّ إِليها َحلِيلُها‬ ‫ما خا َ‬
‫فبَنَى على شَنَيْت بتَرْك النّبْرةِ‪.‬‬
‫ل َك اللّه كِلءة أَي َحفِظَك‬ ‫الليث‪ :‬يقال‪ :‬ك َ‬
‫<ص‪>146:‬‬
‫وحرسك‪ ،‬والفعول منه َم ْكلُوءٌ‪ ،‬وأَنشد‪:‬‬
‫ِإنّ ُسلَْيمَى‪ ،‬واللّهُ َيكَْلؤُها‪ * ،‬ضَّنتْ بِزا ٍد ما كانَ يَ ْر َزؤُها‬
‫ل لَنا وقْتَنا‪ .‬هو‬ ‫وف الديث أَنه قال لِبِللٍ‪ ،‬وهم مُسافِرُون‪ :‬اكْ ْ‬
‫لفْظ والِراسة‪ .‬وقد تفف هزة الكِلءة وُت ْقلَبُ ياءً‪ .‬وقد‬ ‫من ا ِ‬
‫كَلَه َي ْكَلؤُه َكلً وكِلءً وكِلءة‪ ،‬بالكسر‪ :‬حَ َرسَه و َحفِظَه‪ .‬قال‬
‫جَميل‪:‬‬
‫َفكُونِي بَيْرٍ ف كِلءٍ وغِبْطةٍ‪ * ،‬وِإنْ كُْنتِ َقدْ َأ ْزمَ ْعتِ َهجْري وِبغْضَت‬
‫قال أَبو السن‪ :‬كِلءٌ يوز أَن يكون مصدرا َككِلءة‪ ،‬ويوز أَن يكون َج ْمعَ كِلءة‪ ،‬وَيجُوزُ أَن يكون أَراد ف كِلءة‪،‬‬
‫ح َذفَ الاء للضّرُوة‪ .‬ويقال‪ :‬ا ْذهَبُوا ف كِلءة اللّه‪.‬‬ ‫َف َ‬
‫واكْتَلَ منه اكْتِلءً‪ :‬احْتَ َرسَ منه‪ .‬قال كعب ابن زهي‪:‬‬
‫ت َن ْفسِي أَيّ َأمْرَيّ َأ ْفعَلُ‬ ‫ت بعَيْنِه‪ * ،‬وآمَرْ ُ‬ ‫ختُ َبعِيي واكْتَلَ ُ‬ ‫أََن ْ‬
‫ي َأمْرَيّ َأوْفقُ‪.‬‬ ‫ويروى أَ ّ‬
‫ل القومَ‪ :‬كان لم رَبِيئةً‪.‬‬ ‫و َك َ‬
‫سهِرَتْ له‪ .‬ويقال‪َ :‬عيْنٌ َكلُوءٌ إِذا كانت ساهِرَةً‪ ،‬ورجلٌ َكلُوءُ العيِ‬ ‫لتْ عَيْنِي ا ْكتِلءً إِذا ل تََنمْ و َح ِذرَتْ َأمْرا‪َ ،‬ف َ‬ ‫واكْتَ َ‬
‫أَي َشدِيدُها ل َيغْلِبُه الّن ْومُ‪ ،‬وكذلك الُنثى‪ .‬قال الَخطل‪:‬‬
‫خشَى غَواِئلُه‪ * ،‬قَ َطعْتُه ِب َكلُوءِ العَيْنِ‪ِ ،‬مسْفارِ‬ ‫و َم ْهمَهٍ ُمقْفِرٍ‪ُ ،‬ت ْ‬
‫ومنه قول الَعرابّ لمْرَأَتِه‪ :‬فواللّه إِنّي لَْبغِضُ الرأَ َة َكلُو َء الليلِ‪.‬‬
‫لتُ َبصَرِي ف الشيءِ إِذا‬ ‫وكالَه ُمكَالَةً وكِلءً‪ :‬راقَبَه‪ .‬وأَك ْ‬
‫ردّدْتَه فيه‪.‬‬
‫ل السفُنَ مِن الرّيحِ؛ وعند أَحد بن يي‪َ :‬فعْلء‪َ ،‬لنّ‬ ‫سفُن‪ ،‬وهو عند سيبويه َفعّالٌ‪ ،‬مثل َجبّارٍ‪ ،‬لَنه َيكْ ُ‬ ‫والكَلّءُ‪ :‬مَ ْرفَُأ ال ّ‬
‫الرّيح َتكِلّ فيه‪ ،‬فل يَْنخَرِقُ‪ ،‬وقول سيبويه مُرَجّحٌ‪ ،‬ومـما يُرَ ّجحُه أَن أَبا حات ذكر َأنّ الكَلّ َء مذكّر ل يؤَنّثه أَحد من‬
‫ل القومُ سَفيِنَتهم َت ْكلِيئا وَتكْلِئةً‪ ،‬على مثال ت ْكلِيم وت ْكلِمةٍ‪ :‬أَدَْنوْها من الشَطّ وحََبسُوها‪ .‬قال‪ :‬وهذا أَيضا‬ ‫العرب‪ .‬و َك َ‬
‫مـما ُي َقوّي َأنّ َكلّ ًء َفعّالٌ‪ ،‬كما ذهب إليه سيبويه‪.‬‬
‫وا ُل َكلُ‪ ،‬بالتشديد‪ :‬شا ِطئُ النهر َومَ ْرفَأُ السفُن‪ ،‬وهو ساحِلُ ك ّل نَهر‪ .‬ومنه سُوقُ ال َكلّءِ‪ ،‬مشدود مـمدود‪ ،‬وهو موضع‬
‫بالبصرة‪ ،‬لَنم ُي َكلّئُون ُسفُنَهم هناك أَي َيحِْبسُونا‪ ،‬يذكر ويؤَنث‪ .‬والعن‪:‬‬
‫سفُن ويفَظها‪ ،‬فهو على هذا مذكر مصروف‪.‬‬ ‫َأنّ الـمَوضع َي ْدَفعُ الرّي َح عن ال ّ‬
‫وف حديث أَنس‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ ،‬وذكر البصرة‪ :‬إيّاكَ وسِباخَها‬
‫سفُنُ‪ ،‬وهو ساحِ ُل كلّ‬ ‫و َكلّءَها‪ .‬التهذيب‪ :‬الكَلّءُ والـ ُمكَلُ‪،‬ا َلوّل مـمدود والثان مقصور مهموز‪ :‬مكان تُ ْرفَأُ فيه ال ّ‬
‫ت َت ْكلِئةً إِذا أَتَيْت مَكانا فيه ُمسْتَتَ ٌر من الرّيح‪ ،‬والوضع ُمكَلٌ و َكلّءٌ‪.‬‬ ‫نَهر‪ .‬و َكلْ ُ‬
‫وف الديث‪ :‬من عَرّضَ عَرّضْنا لَه‪ ،‬ومن َمشَى على الكَلّءِ‬
‫ض بالقَ ْذفِ ول ُيصَ ّرحْ‬ ‫أَلقَيْناه ف الّنهَر‪ .‬معناه‪ :‬أَن مَنْ عَرّ َ‬
‫عَرّضْنا له‬
‫<ص‪>147:‬‬
‫حدَدْناه‪.‬‬
‫لدّ َف َ‬
‫لدُو ِد و َوسَطَه‪َ ،‬ألْقَيْناه ف َنهَرِ ا َ‬‫لدّ‪ ،‬ومن صَ ّرحَ بالق ْذفِ‪ ،‬فَرَكِب َنهَر ا ُ‬ ‫بَتأْدِيبٍ ل يَْبلُغ ا َ‬
‫وذلك أَن الكَلّ َء مَ ْرفَُأ السّفُن عند الساحِل‪ .‬وهذا مَثَل ضَرَبه لن‬
‫لدّ‪.‬‬
‫عَرّضَ بال َقذْف‪ ،‬شَبّهه ف مُقارَبَتِه للتّصريح بالاشي على شاطِيءِ الّنهَر‪ ،‬وإِلقاؤُه ف الاءِ إِيابُ القذف عليه‪ ،‬وإلزامُه ا َ‬
‫لؤُون‪ .‬قال أَبو‬ ‫ويُثنّى الكَلّءُ فيقال‪َ :‬كلّآن‪ ،‬ويمع فيقال‪َ :‬ك ّ‬
‫النجم‪:‬‬
‫سكَرا‪َ * ،‬قوْما َي ُدقّونَ الصّفَا ا ُل َكسّرا‬ ‫لوَيْهِ مِنهُ َع ْ‬
‫تَرَى ِب َك ّ‬
‫وَصَف الَنِيءَ والرِيءَ‪ ،‬وها َنهَرانِ َحفَرها هِشامُ بن عبداللِك‪.‬‬
‫حفِرُون‬‫لفَرَةِ قوْما َي ْ‬ ‫لوَي هذا النهر من ا َ‬ ‫يقول‪ :‬تَرَى ِبكَ ّ‬
‫لفْرِ منه‪ ،‬وُي َكسّرُونا‪ .‬ابن السكيت‪:‬‬ ‫وَي ُدقّونَ حجار ًة َموْضِعَ ا َ‬
‫سفُن‪ ،‬ومن هذا سي َكلّءُ الَبصْرَة َكلّءً‬ ‫ال َكلّءُ‪ُ :‬مجْتَ َمعُ ال ّ‬
‫لجتماع ُسفُنِه‪.‬‬
‫سلْفةُ‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ل الدّيْنُ‪ ،‬أَي تَأَخّر‪ ،‬كَلً‪ .‬والكاِلئُ والكُلَة‪ :‬النّسيِئة وال ّ‬ ‫و َك َ‬
‫ضمَارِ‬‫وعَْينُه كالكاِلئِ ال ّ‬
‫ت ف الطّعامِ‬ ‫أَي َنقْدُه كالّنسِيئةِ الت ل تُرْجَى‪ .‬وما أَعْطَْي َ‬
‫مِن الدّراهم َنسِيئةً‪ ،‬فهو ال ُكلَة‪ ،‬بالضم‪.‬‬
‫ف و َسلّمَ‪ .‬أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬ ‫ل َت ْكلِيْئا‪َ :‬أ ْسلَ َ‬
‫وأَكلَ ف الطعام وغيه إِكْلءً‪ ،‬وكَ َ‬
‫حسِنْ إِليهم ل ُي َكّلئْ‪ * ،‬إِل جارٍ‪ ،‬بذاكَ‪ ،‬ول كَ ِريِ‬ ‫َفمَ ْن ُي ْ‬
‫وف التهذيب‪:‬‬
‫إِل جارٍ‪ ،‬بذاك‪ ،‬ول َشكُورِ‬
‫سلّمَها‪.‬‬‫ل إِكْلءً‪ ،‬كذلك‪ .‬واكَْتلَ كُلَ ًة وَتكَلَها‪َ :‬ت َ‬ ‫وأَكْ َ‬
‫وف الديث‪ :‬أَنه‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪َ ،‬نهَى عن الكاِلئِ بالكاِلئِ‪.‬‬
‫قال أَبو عبيدة‪ :‬يعن الّنسِيئةَ بالّنسِيئةِ‪ .‬وكان الَصمعي ل‬
‫َي ْهمِزه‪ ،‬ويُْنشِد لعَبِيد بن الَبْرَصِ‪:‬‬
‫وإِذا تُباشِ ُركَ ا ُلمُومُ‪ * ،‬فإِنّها كالٍ ونا ِجزْ‬
‫أَي منها نَسيئ ٌة ومنها َن ْقدٌ‪.‬‬
‫لتُ كُلَةً‪ ،‬بالضم‪ ،‬وهو من التّأخِي‪.‬‬ ‫ت َنسِيئةً‪ ،‬والّنسِيئةُ‪ :‬التّأخِيُ‪ ،‬وكذلك اسْتَك ْ‬ ‫أَبو عبيدة‪َ :‬تكَلْتُ ُكلَةً أَي اسْتَْنسَ ْأ ُ‬
‫سلِمَ الرّجُلُ إِل الرجل مائةَ دِرهمٍ‬ ‫قال أَبو عبيد‪ :‬وتفسيه أَن ُي ْ‬
‫إِل سنة ف كُ ّر طَعام‪ ،‬فإِذا ان َقضَت السنةُ وحَلّ الطّعامُ عليه‪ ،‬قال الذي عليه الطّعا ُم للدّافع‪ :‬ليس عندي طَعامٌ‪ ،‬ولكن ِبعْنِي‬
‫هذا الكُرّ بائت درهم إِل شهر‪ ،‬فَيبيعُه منه‪ ،‬ول يَجرِي بينهما تَقابُضٌ‪ ،‬فهذه َنسِيئ ٌة انتقلت إِل َنسِيئةٍ‪ ،‬وكلّ ما أَشبهَ هذا‬
‫هكذا‪ .‬ولو قَبَضَ الطعا َم منه ث باعَه منه أَو مِن غيه بِنَسيئ ٍة ل يكن كالِئا بكاِلئٍ‪ .‬وقول أُمية الذَل‪:‬‬
‫ُأ َسلّي الُمومَ بَأمْثالِها‪ * ،‬وَأطْوِي البلدَ وَأ ْقضِي الكَوال‬
‫أَراد الكواِلئَ‪ ،‬فِإمّا أَن يكون أَْبدَلَ‪ ،‬وإِما أَن يكون َسكّن‪ ،‬ث‬
‫ل ال ُعمُرِ أَي َأ ْقصَاهُ وآخِرَه وأَْب َعدَه‪ .‬و َكلَ ُعمُرُه‪ :‬انَْتهَى‪ .‬قال‪:‬‬ ‫َخ ّففَ تفيفا قِياسِيّا‪ .‬وَبّلغَ اللّه بك َأكْ َ‬
‫ل ال ُعمْرُ‬‫َت َع ّففْتُ عنها ف العُصُورِ الت َخَلتْ‪َ * ،‬فكَْيفَ التّصاب َب ْعدَما كَ َ‬
‫<ص‪>148:‬‬
‫لتُ إِل فلن ف الَمر َتكْلِيئا أَي َت َقدّ ْمتُ إِليه‪.‬‬ ‫الَزهري‪ :‬الّت ْكلِئةُ‪ :‬الّت َق ّدمُ إِل الكان وال ُوقُوفُ به‪ .‬ومن هذا يقال‪ :‬كَ ْ‬
‫وأَنشد الفرّا ُء فِيمَن ل َي ْهمِز‪:‬‬
‫حسِنْ إِليهم ل ُي َكلّي‬ ‫َفمَ ْن ُي ْ‬
‫البيت‪ .‬وقال أَبو وَجْزَةَ‪:‬‬
‫ت ف رَجُلٍ‪ * ،‬فل َيغُرّنْكَ ذُو َأْلفَيْنِ‪َ ،‬م ْغمُورُ‬ ‫فإِن تََب ّدلْتَ‪ ،‬أَو َكلْ َ‬
‫لتُ ف‬ ‫قالوا‪ :‬أَراد بذي َألْفَيْ ِن مَن له أَلفان من الال‪ .‬ويقال‪ :‬كَ ْ‬
‫ت ف فلن‪ :‬نَظَرْت إِليه مُتََأمّلً‪ ،‬فأَ ْعجَبَنِي‪ .‬ويقال‪ :‬كَلْته مائة َسوْطٍ َكلً إِذا‬ ‫َأمْرِك ت ْكلِيئا أَي تَأمّ ْلتُ ونَظَرتُ فيه‪ ،‬وكَلْ ُ‬
‫ل بالسّوط‪ ،‬وقاله النضر‪ .‬الَزهري ف ترجة عشب‪ :‬ال َكلُ عند العرب‪:‬‬ ‫لتُ الرّجُلَ َكلً و َسلْته سَ ً‬ ‫ضَ َربْتَه‪ .‬الَصمعي‪ :‬كَ ْ‬
‫صيّ والصّلّيانِ‪،‬الطّيّب‪ ،‬كلّ ذلك من الكلِ‪ .‬غيه‪ :‬والكَلُ‪،‬‬ ‫شجَر والّن ِ‬ ‫يقع على ال ُعشْب وهو ال ّرطْبُ‪ ،‬وعلى العُرْوةُ وال ّ‬
‫مهموز مقصور‪ :‬ما يُ ْرعَى‪.‬‬
‫شبُ رَطْبُه وياِبسُه‪ ،‬وهو اسم للنوع‪ ،‬ول وا ِحدَ له‪.‬‬ ‫ل ال ُع ْ‬
‫وقيل‪ :‬الكَ ُ‬
‫لتِ الَرضُ إِكْلءً و َكلَِئتْ و َكلَتْ‪ :‬كثر َكَلؤُها‪ .‬وأَرضٌ‬ ‫وأَك َ‬
‫ل و ُمكْلِئةٌ‪ ،‬وسَواء ياِبسُه ورَطْبُه‪ .‬والكَلُ‪ :‬اسم لَماعة ل ُيفْرَدُ‪ .‬قال أَبو‬ ‫َكلِئَةٌ‪ ،‬على الّنسَب‪ ،‬و َمكْلَةٌ‪ِ :‬كلْتاها كَثِيةُ الكَ ِ‬
‫ل يمع الّنصِ ّي والصّلّيانَ والَلمَةَ والشّي َح والعَ ْرفَجَ وضُروبَ العُرَا‪ ،‬كلّها داخلة ف ال َكلِ‪ ،‬وكذلك ال ُعشْب‬ ‫منصور‪ :‬الكَ ُ‬
‫لتْ‪َ :‬أ َكلَت الكَلَ‪.‬‬ ‫والَبقْل وما أَشبهها‪ .‬وكَلَتِ الناقةُ وأَكْ َ‬
‫والكَلِلئُ‪َ :‬أعْضادُ الدّبَرَة‪ ،‬الواحدة‪َ :‬كلّءٌ‪ ،‬مـمدود‪ .‬وقال النضر‪َ :‬أرْضٌ ُم ْكلِئةٌ‪ ،‬وهي الت قد شَِبعَ إِبلُها‪ ،‬وما ل ُيشْبعِ‬
‫الِب َل ل َي ُعدّوه ِإعْشابا ول ِإكْلءً‪ ،‬وان شَِبعَت الغَنمُ‪ .‬قال‪ :‬والكَلُ‪ :‬البقْ ُل والشّجر‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬ل ُيمَْن ُع َفضْلُ الاء لِيُمَنعَ به الكَلُ؛ وف رواية‪:‬‬
‫َفضْلُ ال َكلِ‪ ،‬معناه‪ :‬أَن البِئْر تكونُ ف البادي ِة ويكون قريبا‬
‫منها َكلٌ‪ ،‬فإِذا ورَدَ عليها واردٌ‪َ ،‬ف َغلَب على مائها ومََنعَ مَنْ‬
‫َيأْتِي بعده من السْتِقاءِ منها‪ ،‬فهو ِبمَْنعِهِ الاءَ ماِن ٌع من ال َكلِ‪،‬‬
‫لَنه مت ورَدَ رَجلٌ بإِِبلِه فَأرْعاها ذلك ال َكلَ ث ل َيسْقِها قَتلها العَطَشُ‪ ،‬فالذي يَمنع ماءَ البئْرِ ينع النبات القَرِيب منه‪.‬‬
‫@كمأ‪ :‬ال َكمْأَةُ واحدها كَمءٌ على غ ِي قياس‪ ،‬وهو من النوا ِدرِ‪ .‬فِإنّ القِياسَ ال َعكْسُ‪.‬‬
‫ال َكمْءُ‪ :‬نَبات ُيَنقّضُ الَرضَ فيخرج كما يَخرج الفُطْرُ‪ ،‬والمع‬
‫أَ ْك ُمؤٌ و َكمْأَةٌ‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬هذا قول أَهل اللغة‪ .‬قال سيبويه‪ :‬ليست ال َكمْأَ ُة بمعِ َكمْءٍ لَن َف ْعلَةً ليس مـما ُي َكسّر‬
‫عليه َفعْلٌ‪،‬‬
‫إِنا هو اسم للجمع‪ .‬وقال أَبو خَيْرة وَ ْحدَه‪َ :‬كمْأَةٌ للواحد و َكمْءٌ‬
‫للجميع‪ .‬وقال مُنَْتجِع‪َ :‬كمْ ٌء للواحد و َكمْأٌَة للجميع‪َ .‬فمَرّ ُرؤْبةُ‬
‫فسَأَله فقال‪َ :‬كمْ ٌء للواحد و َكمْأٌَة للجميع‪ ،‬كما قال مُنَْتجِع‪ .‬وقال‬
‫أَبو حنيفة‪َ :‬كمْأَةٌ واحدة و َكمْأَتانِ و َكمْآتٌ‪ .‬و َحكَى عن أَب زيد‬
‫أَن ال َكمْأَة تكون واحد ًة و َجمْعا‪ ،‬والصحيح من ذلك كله ما ذكره سيبويه‪.‬‬
‫أَبو اليثم‪ :‬يقال َكمْءٌ للواحد وجعه َكمْأَةٌ‪ ،‬ول يُجمع شي ٌء على‬
‫َفعْلة إِلّ َكمْءٌ‬
‫<ص‪>149:‬‬
‫و َكمْأَةٌ‪ ،‬ورَجْ ٌل ورَجْلةٌ‪ .‬شر عن ابن الَعراب‪ :‬يُجمع َكمْءٌ َأ ْكمُؤا‪ ،‬وجع المع َكمْأَةٌ‪ .‬وف الصحاح‪ :‬تقول هذا َكمْءٌ‬
‫وهذان َكمْآ ِن وهؤُلءِ َأ ْك ُمؤٌ ثلثة‪ ،‬فإِذا كثرت‪ ،‬فهي ال َكمْأَةُ‪.‬‬
‫لمْرةِ‪ ،‬والفِقَعةُ البِيضُ‪ .‬وف الديث‪ :‬ال َكمْأَ ُة مِنَ الـمَنّ وماؤُها‬ ‫وقيل‪ :‬ال َكمْأَةُ هي الت إِل الغُبة والسّواد‪ ،‬والِبَأَةُ إِل ا ُ‬
‫ت الَرضُ فهي ُمكْمِئةٌ‪ ،‬كَثُرت َكمْأَتُها‪.‬‬ ‫شِفا ٌء للعي‪ .‬وأَ ْكمَأَ ِ‬
‫وأَرضٌ َم ْكمُوؤَةٌ‪ :‬كثية ال َكمْأَة‪.‬‬
‫و َكمََأ القومَ وَأ ْكمَأَهم‪ ،‬الَخيةُ عن أَب حنيفة‪َ :‬أطْ َع َمهُم ال َكمْأَةَ‪ .‬وخَرجَ الناسُ يََت َك ّمؤُون أَي َيجْتَنُون ال َكمْأَةَ‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫خرج الـمَُتكَمّئُون‪ ،‬وهم الذين يَ ْطلُبون ال َكمْأَةَ‪.‬‬
‫وال َكمّاءُ‪ :‬بَيّاعُ ال َكمْأَة وجانيها للبيع‪ .‬أَنشد أَبو حنيفة‪:‬‬
‫لقد ساءَن‪ ،‬والناسُ ل َي ْعلَمُونَه‪ * ،‬عَرازِيلُ َكمّاءٍ‪ِ ،‬بهِنّ ُمقِيمُ‬
‫ضعِيفَ‪.‬‬ ‫شر‪ :‬سعت أَعرابيا يقول‪ :‬بنو فلن َيقُْتلُون ال َكمّا َء وال ّ‬
‫و َك ِمئَ الرّج ُل َي ْكمَأُ َكمَأً‪ ،‬مهموز‪َ :‬ح ِفيَ ول َيكُنْ له نعل (‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «ول يكن له نعل» كذا ف النسخ وعبارة الصحاح ول يكن عليه نعل ولكن الذي ف القاموس والحكم‬
‫وتذيب الزهري حفي وعليه نعل وبا ف الحكم والتهذيب تعلم مأخذ القاموس‪.).‬‬
‫وقيل‪ :‬ال َكمَُأ ف الرّجْل كالقَسَط‪ ،‬ورَجُل َك ِمئٌ‪ .‬قال‪:‬‬
‫شدُ باللّه‪ ،‬مِنَ الّن ْعلَيْنِهْ‪ِ * ،‬نشْدةَ شيخٍ َك ِمئِ الرّ ْجلَيْنِهْ( ‪)2‬‬ ‫أَْن ُ‬
‫(‪ 2‬قوله «النعلينه إل» هو كذلك ف الحكم والتهذيب بدون ياء بعد النون فل يغتر بسواه‪).‬‬
‫ش ّققَتْ‪ ،‬عن ثعلب‪ .‬وَقدْ أَ ْكمَأَتْ ُه السّنّ أَي شَّيخَتْه‪ ،‬عن ابن الَعراب‪ .‬وعنه أَيضا‪َ :‬تَل ّم َعتْ‬ ‫ت رِجْلُه‪ ،‬بالكسر‪َ :‬ت َ‬ ‫وقيل‪َ :‬كمَِئ ْ‬
‫عليه الَرضُ وَتَودّأَت عليه الَرض وَت َكمّأَت عليه إِذا غَيّبَتْه وذَهََبتْ به‪.‬‬
‫و َك ِمئَ عن الَخبار َكمَأً‪َ :‬ج ِهلَها وغَِبيَ عنها‪ .‬وقال الكسائي‪ِ :‬إنْ‬
‫َجهِلَ الرج ُل الَبَر قال‪َ :‬كمِْئتُ عن الَخْبار َأ ْكمَأُ عنها‪.‬‬
‫@كوأ‪ُ :‬كؤْتُ عن الَمر َكأْوا‪َ :‬ن َكلْتُ‪ ،‬الصدر مقلوب مُغَيّر‪.‬‬
‫@كيأ‪ :‬كاءَ عن الَمر َيكِيءُ كَيْئا وكَيْأَة‪َ :‬نكَل عنه‪ ،‬أَو نََبتْ‬
‫عنه عينُه فلم يُرِدْهُ‪.‬‬
‫وأَكا َء إِكاءة وإِكاءً إِذا أَراد َأمْرا ففا َجأَه‪ ،‬على تَِئفّة ذلك‪ ،‬فَ َردّه عنه وهابَ ُه وجَبُنَ عنه‪)3(.‬‬
‫(‪ 3‬عبارة القاموس ‪:‬أكاءه إكاءةً وإكاءً‪ :‬فاجأه على تَئِفة ام ٍر أراده فهابه ورجع عنه‪).‬‬
‫وأَكَ ْأتُ الرجُلَ وكِْئتُ عنه‪ :‬مثل ِكعْتُ أَكِيعُ‪ .‬وال َكيْ ُء والكِيءُ‬
‫ف الفُؤادِ الَبانُ‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ضعِي ُ‬ ‫والكاءُ‪ :‬ال ّ‬
‫ت * إِذا ما ال ّرطِيءُ اْنمَأَى مَرَْتؤُهْ (‪)4‬‬
‫وإِنّي َل َكيْءٌ عن الـمُوئِبا ْ‬
‫(‪ 4‬قوله «وان لكيء إل» هو كما ترى ف غي نسخة من التهذيب وذكره الؤلف ف وأب وفسره‪،).‬‬
‫ورجل كَيْأَةٌ وهو الَبانُ‪.‬‬
‫وَ َدعِ ا َلمْرَ كَيَْأتَه‪ ،‬وقال بعضهم هيأَتَه‪ ،‬أَي على ما هو به‪،‬‬
‫وسيُذكر ف موضعه‪.‬‬
‫<ص‪>150:‬‬

‫@كأب‪ :‬الكآبةُ‪ :‬سُوءُ الالِ‪ ،‬والنكِسارُ من الـحُزن‪ .‬كَِئبَ َيكْـأَ ُ‬


‫ب‬
‫ب اكتِئابا‪ :‬حَ ِزنَ واغَْتمّ وانكسر‪ ،‬فهو كَِئبٌ وكَئِـيبٌ‪.‬‬ ‫كَـأْبا وكأْبةً وكآبة‪ ،‬كَنشْـأَةٍ ونشاءة‪ ،‬ورَْأفَ ٍة ورَآفة‪ ،‬واكْتَـأَ َ‬
‫<ص‪>695:‬‬
‫وف الديث‪ :‬أَعو ُذ بك من كآبةِ الـمُْن َقلَبِ‪ .‬الكآبةُ‪َ :‬تغَيّر الّنفْس بالنكسار‪ ،‬مِن ِشدّةِ المّ والـحُزْن‪ ،‬وهو َكئِـيبٌ‬
‫و ُمكْتَِئبٌ‪ .‬العن‪ :‬أَنه يرجع من سفره بأَمر َيحْزُنه‪ ،‬إِما أَصابه من سفره وإِما َق ِدمَ عليه مثلُ أَن يعودَ غي مَقضِـيّ الاجة‪،‬‬
‫أَو أَصابت مالَه آفةٌ‪ ،‬أَو َيقْ َدمَ على أَهله فيجدَهم مَرْضَى‪ ،‬أَو ُفقِ َد بعضهم‪ .‬وامرأَةٌ كَئِـيب ٌة‬
‫وكَـأْبا ُء أَيضا؛ قال جَْندَلُ بنُ الـمُثَنّى‪:‬‬
‫ك َأنْ تَـَأوّقي‪،‬‬ ‫عَزّ على َعمّ ِ‬
‫أَو أَن تَبِـيت ليل ًة ل ُتغْبَقي‪،‬‬
‫أَو َأنْ تُرَيْ كَـأْباء ل تَبْرَنشِقي‬
‫ب العَشِـيّ؛ والِبْرِنْشاقُ‪ :‬الفَرَح والسّرور‪ .‬ويقال‪ :‬ما َأكْـأََبكَ! والكَـأْباءُ‪ :‬الـحُ ْزنُ‬ ‫ا َلوْقُ‪ :‬الّثقَلُ؛ والغَبُوقُ‪ :‬شُرْ ُ‬
‫الشديد‪ ،‬على َفعْلء‪ .‬وَأكْـَأبَ‪ :‬دَخَل ف الكَـآبة‪ .‬وَأكْـأَبَ‪َ :‬وَق َع ف َهلَكة؛ وقوله أَنشده ثعلب‪:‬‬
‫َيسِـيُ الدّليلُ با خِـيفةً‪ * ،‬وما بِكآبَتِه مِنْ خَفاءْ‬
‫فسره فقال‪ :‬قد ضَ ّل الدليلُ با؛ قال ابن سيده‪ :‬وعندي أَن الكآبةَ‪،‬‬
‫ههنا‪ ،‬الـحُ ْزنُ‪ ،‬لَن الائفَ مزون‪.‬‬
‫ورَمادٌ ُمكْتَِئبُ الّل ْونِ‪ :‬إِذا ضَ َربَ إِل السّواد‪ ،‬كما يكون وجه‬
‫الكَئِـيبِ‪.‬‬
‫@كبب‪َ :‬كبّ الشيءَ َيكُبّه‪ ،‬وكَْبكَبَه‪َ :‬قلَبه‪ .‬و َكبّ الرجلُ إِناءَه‬
‫َيكُبّه َكبّا‪ ،‬وحكى ابن الَعراب أَكَبّهُ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ح َورِي‬‫ب القَ ْعوِ الـ ُمكَبّ الـ ُمدْبِرِ‪ِ * ،‬إ ْن َتمْنَعي َق ْعوَكِ َأمَْنعْ ِم ْ‬ ‫يا صاح َ‬
‫وكَبّه لوجهه فاْن َكبّ أَي صَرَعَه‪.‬‬
‫وأَ َكبّ هو على وجْهه‪ .‬وهذا من النوادر أَن يقال‪َ :‬أ ْف َع ْلتُ أَنا‪،‬‬
‫ب اللّهُ َع ُدوّ السلمي‪ ،‬ول يقال َأ َكبّ‪.‬‬ ‫وَف َعلْتُ غيي‪ .‬يقال‪َ :‬ك ّ‬
‫وف حديث ابن زِمْلٍ‪ :‬فأَكَبّوا روا ِحلَهم على الطريق‪ ،‬هكذا الروايةُ؛ قيل والصوابُ‪ :‬كَبّوا أَي َألْزَموها الطريقَ‪ .‬يقال‪:‬‬
‫ب على َعمَلٍ َع ِملَه إِذا لَزِمَه؛ وقيل‪ :‬هو من باب حذف الارّ‪ ،‬وإِيصال الفعل‪ ،‬فالعن‪:‬‬ ‫كَبَبْتُه فأَ َكبّ‪ ،‬وَأ َكبّ الرج ُل ُي ِك ّ‬
‫صعَةَ‪َ :‬قلَبْتُها على و ْجهِها‪ ،‬وطَعَنه َفكَبّه لوَجْهه‬
‫َج َعلُوها ُمكِـبّةً على قَطْع الطريق أَي لزمةً له غ َي عادلةٍ عنه‪ .‬وكَبَْبتُ ال َق ْ‬
‫كذلك؛ قال أَبو النجم‪:‬‬
‫فكَبّه بال ّرمْح ف دِمائِه‬
‫وف حديث معاوية‪ :‬إِنكم لَتُ َقلّبُونَ ُحوّ ًل ُقلّبا ِإ ْن ُوقِـيَ كَبّةَ النار؛ الكَبّة‪ ،‬بالفتح‪ِ :‬شدّة الشيء ومُعْ َظمُه‪ .‬وكَبّةُ النار‪:‬‬
‫ب على الشيءِ‪ :‬أَقبلَ عليه يفعله؛ ولَ ِزمَه؛ واْن َكبّ بعنًى؛ قال لبيد‪:‬‬ ‫ص ْدمَتُها‪ .‬وأَ َك ّ‬
‫َ‬
‫ُجنُوحَ الالِك ّي على َيدَي ِه * ُمكِـبّا‪َ ،‬يجْتَلي ُن َقبَ النّصالِ‬
‫س َي ُكبّ الـحِمارَ إِذا‬ ‫وأَ َكبّ فلنٌ على فلنٍ يُطالِـبُه‪ .‬والفر ُ‬
‫أَلقاه على وجهه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ط منها لل ّذقَنْ‬ ‫فهو َي ُكبّ العِـي َ‬
‫ش إِذا طعنها فأَلقاها على وجوهها‪ .‬و َكبّ‬ ‫س َي ُكبّ الوَحْ َ‬ ‫والفار ُ‬
‫فلنٌ البعي إِذا َعقَرَه؛ قال‪:‬‬
‫سكِتِ الائةُ الوَليدا‬ ‫َيكُبّونَ العِشارَ لن أَتاهم‪ * ،‬إِذا ل ُت ْ‬
‫<ص‪>696:‬‬
‫أَي َيعْقِرُونَها‪.‬‬
‫ب للشّيء‪ :‬تَجانَـأَ‪.‬‬
‫وأَ َكبّ الرّج ُل ُي ِكبّ ِإكْبابا إِذا ما َنكّسَ‪ .‬وَأ َكبّ على الشيءِ‪ :‬أَقبل عليه ولزمه‪ .‬وأَ َك ّ‬
‫ب و ِمكْبابٌ‪ :‬كثي النّظَر إِل الَرض‪ .‬وف التنيل‬ ‫ورجل ُمكِ ّ‬
‫العزيز‪َ :‬أَفمَ ْن َيمْشي ُمكِبّا على َوجْهه‪ .‬وكَْبكَبه أَي كَبّه‪ ،‬وف‬
‫التنيل العزيز‪ :‬فكُْبكِـبُوا فيها‪.‬‬
‫والكُبّةُ‪ ،‬بالضم‪ :‬جاع ُة اليل‪ ،‬وكذلك الكَْبكَبةُ‪ .‬وكُبّةُ اليلِ‪:‬‬
‫ت اليل(‪)1‬‬ ‫ُمعْ َظمُها‪ ،‬عن ثعلب‪ .‬وقال أَبو رِياشٍ‪ :‬الكُبّة ِإفْل ُ‬
‫(‪ 1‬قوله «والكبة إفلت إل» وقوله فيما بعد‪ ،‬والكبكبة كالكبة‪ :‬بضم الكاف وفتحها فيهما كما ف القاموس‪ ، ).‬وهي‬
‫س للجَرْي‪ ،‬أَو للحملة‪.‬‬ ‫على الـ ُم َقوّ ِ‬
‫حمْلةُ ف الرب‪ ،‬وال ّدفْعة ف القتال والَرْي‪ ،‬وشدّتُه؛ و أَنشد‪:‬‬ ‫والكَبّةُ‪ ،‬بالفتح‪ :‬الـ َ‬
‫ثارَ غبار الكَبّة الاثرُ‬
‫ومن كلم بعضهم لبعضِ اللوك‪َ :‬طعَنْتُه ف الكَبّة‪ ،‬طَعْن ًة ف‬
‫السّبّة‪ ،‬فأَخرجْتُها من اللّبّة‪.‬‬
‫والكَْبكَبة‪ :‬كالكَبّةِ‪ .‬ورماهم بكَبّتِه أَي بماعته وَنفْسِه وِثقْلِه‪ .‬وكَبّ ُة الشّتاءِ‪ :‬شدّته و َد ْفعَتُه‪ .‬والكَبّةُ‪ :‬الزّحام‪ .‬وف حديث‬
‫أَب قتادة‪ :‬فلما رأَى الناسُ الـمِـيضأَة تَكابّوا عليها أَي ازْدَحَموا‪ ،‬وهي َتفَا َعلُوا من الكُبّةِ‪ ،‬بالضم‪ ،‬وهي الماعة من‬
‫ت فرَ َج َعتْ‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫الناس وغيهم‪ .‬وف حديث ابن مسعود‪ :‬أَنه رأَى جاعة ً ذَهََب ْ‬
‫إِياكم وكُبّ َة السّوقِ فإِنا كُبّةُ الشيطان أَي جاعةَ السّوق‪.‬‬
‫وال ُكبّ‪ :‬الشيءُ الـ ُمجَْت ِمعُ من ترابٍ وغيه‪.‬‬
‫وكُبّةُ الغزل‪ :‬ما ُج ِمعَ منه‪ ،‬مشتق من ذلك‪ .‬الصّحاح‪ :‬الكُبّةُ‬
‫ب الغَزْلَ‪َ :‬جعَله كُبّةً‪.‬‬
‫الَ َروْهَ ُق من الغزلِ‪ ،‬تقول منه‪ :‬كَبَْبتُ الغَزل أَي َج َعلْته كُبَبا‪ .‬ابن سيده‪َ :‬ك ّ‬
‫ك لكالبائع الكُبّةَ بالـهُبّة؛ الـهُبّةُ‪ :‬الريحُ‪ .‬ومنهم مَن رواه‪ :‬لكالبائع الكُبَةَ بالـهُبَة‪،‬‬ ‫والكُبّةُ‪ :‬الِب ُل العظيمة‪ .‬وف الثل‪ :‬إِنّ َ‬
‫بتخفيف الباءَين من الكلمتي؛ جعل الكُبَة من الكاب‪ ،‬والـهُبَة من الاب‪ .‬قال الَزهري‪ :‬وهكذا قال أَبو زيد ف هذا‬
‫الثل‪ ،‬شدّد الباءَين‬
‫من الكُبّة والـهُبّةِ؛ قال‪ :‬ويقال عليه كُبّ ٌة وَبقَرة أَي عليه عِـيالٌ‪.‬‬
‫ب إِذا رَ ِكبَ بعضُه بعضا من كثرته؛ قال الفرزدق‪:‬‬ ‫وَن َعمٌ كُبا ٌ‬
‫ب من الَخطارِ كانَ مُراحُ ُه * عليها‪ ،‬فَأوْدَى ال ّظ ْلفُ منه وجا ِملُهْ‬ ‫كُبا ٌ‬
‫صفُ به فيقال‪َ :‬ن َعمٌ كُبابٌ‪.‬‬ ‫والكُبابُ‪ :‬الكث ُي من الِبل‪ ،‬والغنم ونوها؛ وقد يُو َ‬
‫وَتكَبّـَبتِ الِبلُ إِذا صُرِ َعتْ من دا ٍء أَو هُزال‪ .‬والكُبابُ‪ :‬التّراب؛ والكُبابُ‪ :‬الطي اللزِبُ؛ والكُبابُ‪ :‬الثّرَى؛ والكُبابُ‪،‬‬
‫جعّ َد لرُطوبته؛ قال ذو الرمة يصف ثورا َحفَرَ أَص َل َأرْطا ٍة لَيكْنِسَ فيه من الـحَرّ‪:‬‬ ‫بالضم‪ :‬ما َتكَّببَ من الرّمل أَي َت َ‬
‫حمَلِ‬‫ل ْع َد عن َمتِ ِم ْ‬ ‫َتوَخّاه با َلظْلفِ‪ ،‬حت كأَنا * يُثِ ْرنَ الكُبابَ ا َ‬
‫حمَل‪:‬‬ ‫حفِرُه بَأظْلفِه‪ .‬والـ ِم ْ‬
‫هكذا أَورده الوهري يُثِ ْرنَ؛ قال ابن بري‪ :‬وصواب إِنشاده‪ :‬يُثِـيُ أَي توخّى الكِناسَ َي ْ‬
‫ق ا َلرْطَى به‪.‬‬‫ممل السيفِ‪ ،‬شَبّه عِرْ َ‬
‫ويقال‪َ :‬تكَّببَ الرملُ إِذا َندِيَ فَت َعقّد‪ ،‬ومنه ُسمّيت كُبّ ُة الغَزْل‪.‬‬
‫<ص‪>697:‬‬
‫ل ْعدُ الكثي الذي قد لَزمَ بعضُه‬ ‫والكُبابُ‪ :‬الثّرى الّندِيّ‪ ،‬وا َ‬
‫بعضا؛ وقال ُأمَيّة يذكر حامةَ نوحٍ‪:‬‬
‫ضتْ بق ْطفٍ‪ * ،‬عليه الثّـ ْأطُ والطيُ الكُبابُ‬ ‫فجاءَت بعدما ركَ َ‬
‫والكَبَابُ‪ :‬الطّبا ِهجَةُ‪ ،‬والفعل الّتكْبِـيبُ‪ ،‬وَتفْسيُ الطّباهجة مذكور ف موضعه‪ .‬و َكبّ الكَبَابَ‪َ :‬عمِلَهُ‪.‬‬
‫ليْلِ‪،‬‬
‫صلُح َو َرقُه لَذْنابِ ا َ‬ ‫حمْضِ‪َ ،‬ي ْ‬ ‫ب من الـ َ‬ ‫وال ُكبّ‪ :‬ضَرْ ٌ‬
‫ق من الَرض و َسهُلَ‪ ،‬واحدَتُه‪ :‬كُبّة؛ وقيل‪ :‬هو من‬ ‫سلّجِ‪ ،‬يَنُْبتُ فيما رَ ّ‬ ‫حسّنُها ويُ َط ّولُها‪ ،‬وله ُكعُوبٌ و َش ْو ٌك مثلُ ال ّ‬ ‫ُي َ‬
‫َنجِـيلِ‬
‫العَلةِ (‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «من نيل العلة» كذا بالصل والذي ف التهذيب من نيل العداة أي بالدال الهملة‪ ).‬؛ وقيل‪ :‬هو شجر‪ .‬ابن‬
‫حمْضِ النّجي ُل وال ُكبّ؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫الَعراب‪ :‬من الـ َ‬
‫سعْدِيّ !ل تَـ ْأتَبّي * لُِنجُ ِل القَاحَةِ‪ ،‬بعدَ ال ُكبّ‬ ‫يا إِب َل ال ّ‬
‫أَبو عمرو‪َ :‬كبّ الرجلُ إِذا َأ ْوَقدَ ال ُكبّ‪ ،‬وهو شجر جَّيدُ ال َوقُود‪ ،‬والواحدة كُبّة‪.‬‬
‫و ُكبّ إِذا ُقلِبَ‪ .‬و َكبّ إِذا َثقُلَ‪ .‬وَأْلقَى عليه كُبّتَه أَي ِثقْلَه‪.‬‬
‫قال‪ :‬والـمُكَبّـبة ِحنْطة غَبْراء‪ ،‬وسُنُْبلُها غليظٌ‪ ،‬أَمثالُ العصافي‪ ،‬وتِـبْنُها غَليظٌ ل تَنشَطُ له ا َلكَلة‪ .‬والكُبّة‪ :‬الماع ُة من‬
‫الناس؛ قال أَبو زُبَْيدٍ‪:‬‬
‫ث ف كُبّةِ الوَعْواعِ والعِـيِ‬ ‫ب وانَْبعَثَتْ‪ * ،‬وعا َ‬ ‫ح مَنْ صاحَ ف ا ِلحْل ِ‬ ‫وصَا َ‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫حمِلَنا ثَقيلٌ‪ * ،‬وَأنّ ذِيادَ كُبّتِنا شَديدُ‬ ‫َت َعّلمْ َأنّ َم ْ‬
‫والكَْب َكبُ والكَْبكَبةُ‪ :‬كالكُبّةِ‪ .‬وف الديث‪ :‬كَْبكَبَ ٌة مِن بن إِسرائيل أَي جاعةٌ‪ .‬والكَبابةُ‪ :‬دواء‪.‬‬
‫والكَْبكَبَةُ‪ :‬ال ّر ْميُ ف الـ ُهوّةِ‪ ،‬وقد كَْبكَبَه‪.‬‬
‫وف التنيل العزيز‪َ :‬فكُْبكِـبُوا فيها ُه ْم والغاوونَ؛ قال الليثُ‪ :‬أَي دُ ْه ِورُوا‪ ،‬و ُج ِمعُوا‪ ،‬ث رُمِـ َي بم ف ُهوّةِ النار؛ وقال‬
‫الزجاج‪:‬‬
‫كُْبكِـبُوا طُرحَ بعضُهم على بعض؛ قال أَهلُ اللغة‪ :‬معناه دُ ْه ِورُوا‪ ،‬وحقيقةُ ذلك ف اللغة تكرير الْنكِـبابِ‪ ،‬كأَنه إِذا‬
‫ُألْقِـيَ‬
‫ب مَرّةً بعد مرّة‪ ،‬حت َيسَْتقِرّ فيها‪َ ،‬نسْتَج ُي باللّه منها؛ وقيل قوله‪ :‬فكُْبكِـبُوا فيها أَي ُج ِمعُوا‪ ،‬مأْخوذ من الكَْبكَبة‪.‬‬ ‫يَْن َك ّ‬
‫وكَْب َكبَ الشيءَ‪َ :‬قَلبَ بعضَه على بعض‪.‬‬
‫للْق‪ .‬ورجل كَُب ِكبٌ (‪)2‬‬ ‫ورجل كُبا ِكبٌ‪ :‬متمع ا َ‬
‫(‪ 2‬قوله «ورجل كبكب» ضبط ف الحكم كعلبط وف القاموس والتكملة والتهذيب كقنفذ لكن بشكل القلم ل بذا‬
‫للْق شديد؛ وَن َعمٌ كُبَا ِكبٌ‪ :‬كثي‪ .‬وجا َء مَُتكَْبكِـبا ف ثيابه أَي مُتَ َزمّلً‪ .‬وكَْب َكبٌ‪ :‬اسم جبل بكة‪ ،‬ول‬ ‫اليزان‪ :).‬متمع ا َ‬
‫ُيقَيّده ف الصحاح بكان؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫َيكُنْ ما أَساءَ النارَ ف رَْأسِ كَْبكَبَا‬
‫وقيل‪ :‬هو ثَنِـيّة؛ وقد صَ َرفَه امْرؤ القيس ف قوله‪:‬‬
‫جدَ كَْب َكبِ‬‫خلَةٍ‪ * ،‬وآخَ ُر منْهم جازِعٌ َن ْ‬ ‫غَداةَ َغ َدوْا فسَالكٌ بَطْ َن َن ْ‬
‫ص ْرفَه ف قوله‪:‬‬ ‫وتَ َركَ الَ ْعشَى َ‬
‫سحَبا‬‫ومَنْ َيغْتَرِبْ عن َقوْمِهِ‪ ،‬ل يَزَ ْل يَرَى * مَصارِعَ مَ ْظلُو ٍم َمجَرّا و َم ْ‬
‫<ص‪>698:‬‬
‫سئْ * يكنْ ما أَساءَ النارَ ف رْأسِ كَْبكَبا‬ ‫وُت ْدفَ ُن منه الصالاتُ‪ ،‬وإِن ُي ِ‬
‫ويقال للجارية السمينة (‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «ويقال للجارية السمينة إل» مثله ف التهذيب‪ .‬زاد ف التكملة وكواكة وكوكاءة ومرمارة ورجراجة‪ ،‬وضبطها‬
‫كلها بفتح أولا وسكون ثانيها‪ :).‬كَبْكابة وَبكْباكَةٌ‪.‬‬
‫وكَبابٌ وكُبابٌ وكِـبابٌ‪ :‬اسم ماء بعينه؛ قال الراعي‪:‬‬
‫س بَرِدُ‬
‫ب * على كُبابٍ‪ ،‬و َحوْمٌ حام ٌ‬ ‫قا َم السّقاةُ‪ ،‬فناطُوها إِل َخشَ ٍ‬
‫وقيل‪ :‬كُبابٌ اسم بئ ٍر بعَيْنها‪.‬‬
‫وقَيْسُ كُبّةَ‪ :‬قبيل ٌة من بن بَجيلةَ؛ قال الراعي َي ْهجُوهم‪:‬‬
‫جدٍ‪ُ ،‬ل ْؤمُها وافْتِقارُها‬‫قُبَّيلَ ٌة من قَيْسِ كُبّةَ ساقَها‪ * ،‬إِل َأهْلِ َن ْ‬
‫صرْتُه‬
‫وف النوادر‪َ :‬ك ْم َهلْتُ الالَ َك ْمهَلةً‪ ،‬وحَْبكَرْتُه حَْبكَرةً‪ ،‬ودَْب َكلْتُه دَْب َكلَةً‪ ،‬وحَْبحَبْتُه حَْبحَبةً‪ ،‬وزَمْ َزمْتُه زَمْ َزمَةً‪ ،‬وصَرْ َ‬
‫ت َأطْرافَ ما انْتَش َر منه؛ وكذلك كَْبكَبْتُه‪.‬‬ ‫صَ ْرصَرةً‪ ،‬وكَرْكَرْتُه إِذا جعته‪ ،‬ورَدَدْ َ‬
‫@كتب‪ :‬الكِتابُ‪ :‬معروف‪ ،‬والمع كُُتبٌ وكُْتبٌ‪ .‬كََتبَ الشيءَ َيكْتُبه كَتْبا وكِتابا وكِتابةً‪ ،‬وكَتّبَه‪ :‬خَطّه؛ قال أَبو‬
‫النجم‪:‬‬
‫ت من عِْندِ زيادٍ كالَ ِرفْ‪،‬‬ ‫َأقَْبلْ ُ‬
‫ط ُمخَْتلِفْ‪،‬‬ ‫ط رِجْليَ بَ ّ‬‫َتخُ ّ‬
‫ُتكَتّبانِ ف الطّريقِ لمَ َأِلفْ‬
‫قال‪ :‬ورأَيت ف بعض النس ِخ ِتكِتّبانِ‪ ،‬بكسر التاء‪ ،‬وهي لغة َبهْرَاءَ‪َ ،‬ي ْكسِرون التاء‪ ،‬فيقولون‪ِ :‬ت ْعَلمُونَ‪ ،‬ث أَتَْبعَ الكافَ‬
‫كسرةَ‬
‫ب مصدر؛ والكِتاب ُة لِـمَنْ‬ ‫جمُوعا؛ والكِتا ُ‬ ‫ب اسم لا كُتب َم ْ‬ ‫التاء‪.‬والكِتابُ أَيضا‪ :‬السمُ‪ ،‬عن اللحيان‪ .‬الَزهري‪ :‬الكِتا ُ‬
‫تكونُ له صِناعةً‪ ،‬مثل الصّياغ ِة والِـياطةِ‪.‬‬
‫والكِتْبةُ‪ :‬اكْتِتابُك كِتابا تنسخه‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬اكْتََتبَ فلنٌ فلنا أَي سأَله أَن َيكُْتبَ له كِتابا ف حاجة‪ .‬واسَْتكْتَبه الشيءَ أَي سأَله أَن َيكْتُبَه له‪ .‬ابن سيده‪:‬‬
‫اكْتَتَبَه ككَتَبَه‪ .‬وقيل‪ :‬كَتَبَه خَطّه؛ وا ْكتَتَبَه‪ :‬اسَْتمْله‪ ،‬وكذلك اسَْتكْتَبَه‪ .‬واكْتَتَبه‪َ :‬كتَبه‪ ،‬واكْتَتَبْته‪ :‬كَتَبْتُه‪ .‬وف التنيل‬
‫ب نفسَه ف دِيوا ِن السّلْطان‪.‬‬ ‫العزيز‪ :‬اكْتَتَبَها فهي ُتمْلى عليه ُبكْرةً وَأصِـيلً؛ أَي اسَْتكْتَبَها‪ .‬ويقال‪ :‬اكَْتَتبَ الرج ُل إِذا كََت َ‬
‫وف الديث‪ :‬قال له رجلٌ ِإنّ امرأَت خَرَ َجتْ حاجّةً‪ ،‬وإِن اكْتُتِبْت ف غزوة كذا وكذا؛ أَي كَتَْبتُ ا ْسمِي ف جلة الغُزاة‪.‬‬
‫وتقول‪ :‬أَكْتِْبنِي هذه القصيدةَ أَي َأ ْملِها عليّ‪ .‬والكِتابُ‪ :‬ما ُكِتبَ فيه‪ .‬وف الديث‪ :‬مَن نَ َظرَ ف كِتابِ أَخيه بغي إِذنه‪،‬‬
‫ح َذرْ هذا الصنيعَ‪ ،‬قال‪ :‬وقيل معناه كأَنا يَنْظُر‬ ‫فكأَنا يَنْظُ ُر ف النار؛ قال ابن الَثي‪ :‬هذا تثيل‪ ،‬أَي كما َيحْذر النارَ‪َ ،‬فلْـَي ْ‬
‫إِل ما يو ِجبُ عليه النار؛ قال‪ :‬ويتمل أَنه أَرا َد عُقوبةَ البَصرِ لَن الناية منه‪ ،‬كما يُعاَقبُ السمعُ إِذا اسْتَمع إِل قوم‪ ،‬وهم‬
‫ب الذي فيه سِرّ وأَمانة‪َ ،‬يكْرَه صاحبُه أَن يُ ّطلَع عليه؛ وقيل‪ :‬هو عامّ‬ ‫له كارهُونَ؛ قال‪ :‬وهذا الديث ممو ٌل على الكِتا ِ‬
‫ل ْمعِ بي هذا الديث‪ ،‬وبي اذنه ف كتابة‬ ‫ف كل كتاب‪ .‬وف الديث‪ :‬ل َتكْتُبوا عن غي القرآن‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬وَجْهُ ا َ‬
‫الديث‬
‫<ص‪>699:‬‬
‫عنه‪ ،‬فإِنه قد ثبت إِذنه فيها‪ ،‬أَن الِ ْذنَ‪ ،‬ف الكتابة‪ ،‬ناسخ للمنع منها بالديث الثابت‪ ،‬وبـإِجاع الُمة على جوازها؛‬
‫وقيل‪ :‬إِنا نَهى أَن ُيكَْتبَ الديث مع القرآن ف صحيفة واحدة‪ ،‬وا َلوّل الوجه‪ .‬وحكى الَصمعي عن أَب عمرو بن‬
‫ض العَرَب يقول‪ ،‬وذَكَر إِنسانا فقال‪ :‬فل ٌن لَغُوبٌ‪ ،‬جاءَْتهُ كتَاب فاحَْتقَرَها‪ ،‬فقلتُ له‪ :‬أََتقُولُ جاءَته‬ ‫العَلء‪ :‬أَنه سع بع َ‬
‫كِتاب؟ فقال‪َ :‬ن َعمْ؛ أَليس بصحيفة! فقلتُ له‪ :‬ما اللّغُوبُ؟ فقال‪ :‬ا َل ْحمَقُ؛ والمع كُُتبٌ‪ .‬قال سيبويه‪ :‬هو ما اسَْتغَْنوْا فيه‬
‫ببناءِ أَكثرِ ال َعدَدِ عن بناء أَدْناه‪ ،‬فقالوا‪ :‬ثلثةُ كُُتبٍ‪.‬‬
‫والـمُكاتَبَة والتّكاُتبُ‪ ،‬بعن‪ .‬والكِتابُ‪ ،‬مُطْلَقٌ‪ :‬التوراةُ؛ وبه فسر الزجاج قولَه تعال‪ :‬نََب َذ فَري ٌق من الذين أُوتُوا الكِتابَ‪.‬‬
‫ب اللّه؛ جائز أَن يكون القرآنَ‪ ،‬وأَن يكون التوراةَ‪َ ،‬لنّ الذين كفروا بالنب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬قد نََبذُوا‬ ‫وقوله‪ :‬كتا َ‬
‫ت على بن آدم من أَعْمالم‪ .‬والكِتابُ‪ :‬الصحيفة‬ ‫التوراةَ‪ .‬وقولُه تعال‪ :‬والطّورِ وكتابٍ َمسْطور‪ .‬قيل‪ :‬الكِتابُ ما أُثِْب َ‬
‫والدّواةُ‪ ،‬عن اللحيان‪ .‬قال‪ :‬وقد قرئ ول تَجدوا كِتابا وكُتّابا وكاتِـبا؛ فالكِتابُ ما ُيكَْتبُ فيه؛ وقيل الصّحيفة‬
‫ب والكُتّاب فمعروفانِ‪ .‬وكَّتبَ الرجلَ وأَكْتَبَه إِكْتابا‪َ :‬عّلمَه الكِتابَ‪ .‬ورجل ُمكِْتبٌ‪ :‬له أَجْزا ٌء ُتكَْتبُ‬ ‫والدّواةُ‪ ،‬وأما الكاِت ُ‬
‫ب الذي ُي َعلّم الكتابَة‪ .‬قال السن‪ :‬كان الجاج ُمكْتِـبا‬ ‫من عنده‪ .‬والـ ُمكِْتبُ‪ :‬الـ ُم َعلّمُ؛ وقال اللحيان‪ :‬هو الـ ُمكَتّ ُ‬
‫بالطائف‪ ،‬يعن ُم َعلّما؛ ومنه قيل‪ :‬عُبَْيدٌ الـ ُمكِْتبُ‪ ،‬لَنه كان ُم َعلّما‪.‬‬
‫والـ َمكَْتبُ‪ :‬موضع الكُتّابِ‪ .‬والـ َمكَْتبُ والكُتّابُ‪ :‬موضع َت ْعلِـيم الكُتّابِ‪ ،‬والمع الكَتَاتِـيبُ والـمَكاِتبُ‪.‬‬
‫ب الصّبيان؛ قال‪ :‬ومن جعل الوضعَ الكُتّابَ‪ ،‬فقد‬ ‫ب موضع التعليم‪ ،‬والـ ُمكِْتبُ الـ ُم َعلّم‪ ،‬والكُتّا ُ‬ ‫الـمُبَرّدُ‪ :‬الـ َمكْتَ ُ‬
‫أَخْطأَ‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬يقال لصبيان الـ َمكَْتبِ الفُرْقانُ أَيضا‪ .‬ورجلٌ كاِتبٌ‪ ،‬والمع كُتّابٌ وكَتَبة‪ ،‬و ِح ْرفَتُه الكِتابَةُ‪.‬‬
‫والكُتّابُ‪ :‬الكَتَبة‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الكاِتبُ عِْندَهم العال‪ .‬قال اللّه تعال‪ :‬أَم عِْندَهُم الغيبُ َف ُهمْ َيكْتُبونَ؟ وف كتابه إِل أَهل‬
‫ب على من كان َيعْ ِرفُ الكتابةَ‪ ،‬أَن عنده‬ ‫اليمن‪ :‬قد َبعَثْتُ إِليكم كاتِـبا من أَصحاب؛ أَراد عالا‪ُ ،‬سمّي به لَن الغال َ‬
‫العلم والعرفة‪ ،‬وكان الكاِتبُ عندهم عزيزا‪ ،‬وفيهم قليلً‪.‬‬
‫ح ْكمُ وال َق َدرُ؛ قال العدي‪:‬‬‫والكِتابُ‪ :‬الفَرْضُ والـ ُ‬
‫ب اللّهِ أَخْ َرجَن * عَْن ُكمْ‪ ،‬وهل َأمَْنعَنّ اللّ َه ما َفعَل؟‬
‫يا ابْنَةَ َعمّي ! كِتا ُ‬
‫ب ف الفَرْضِ والرّزْقِ‪.‬‬ ‫والكِتْبة‪ :‬الالةُ‪ .‬والكِتْبةُ‪ :‬ال ْكتِتا ُ‬
‫ضمِنا يوم القيامة‪ ،‬أَي‬ ‫ضمِنا‪ ،‬بعَثَه اللّه َ‬
‫ويقال‪ :‬اكْتََتبَ فلنٌ أَي كََتبَ اسَه ف الفَرْض‪ .‬وف حديث ابن عمر‪ :‬من اكْتََتبَ َ‬
‫ض له ف الدّيوانِ فَرْضٌ‪ ،‬فلما ُندِبَ‬ ‫من كََتبَ ا ْسمَه ف دِيوانِ ال ّزمْنَى ول يكن زَمِنا‪ ،‬يعن الرجل من أَه ِل ال َفيْءِ فُرِ َ‬
‫للخُروجِ مع‬
‫ضمْنَى‪ ،‬وهم ال ّزمْنَى‪ ،‬وهو صحيح‪.‬‬ ‫الجاهدين‪ ،‬سأَل أَن ُيكَْتبَ ف ال ّ‬
‫ب عليكم الصيامُ؛‬ ‫ص ف القَتْلى‪ .‬وقال عز وجل‪ :‬كُِت َ‬ ‫ب عليكم القِصا ُ‬ ‫والكِتابُ يُوضَع موضع الفَرْض‪ .‬قال اللّه تعال‪ :‬كُِت َ‬
‫معناه‪ :‬فُرِضَ‪.‬‬
‫<ص‪>700:‬‬
‫وقال‪ :‬وكَتَبْنا عليهم فيها أَي فَرَضْنا‪ .‬ومن هذا قولُ النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لرجلي احتَكما إِليه‪َ :‬ل ْقضِـيَنّ بينكما‬
‫ب اللّه أَي ُبكْم اللّ ِه الذي أُنْزِ َل ف كِتابه‪ ،‬أَو كَتَبَه على عِـبادِه‪ ،‬ول يُرِ ِد القُرْآنَ‪َ ،‬لنّ الّن ْفيَ والرّ ْجمَ ل ِذكْر لَـهُما‬ ‫بكِتا ِ‬
‫ب اللّهِ‬ ‫ل أَو َأمْرا‪ ،‬بَيّنه على لسانِ رسوله‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬وقولُه تعال‪ :‬كِتا َ‬ ‫ض اللّه تَنْزي ً‬
‫فيه؛ وقيل‪ :‬معناه أَي بفَرْ ِ‬
‫ب اللّهُ عليكم؛ قال‪ :‬وهو َقوْلُ ُحذّاقِ النحويي (‪)1‬‬ ‫ص َدرٌ أُريدَ به الفِعل أَي كََت َ‬ ‫عليكم؛ م ْ‬
‫(‪ 1‬قوله «وهو قول حذاق النحويي» هذه عبارة الزهري ف تذيبه ونقلها الصاغان ف تكملته‪ ،‬ث قال‪ :‬وقال الكوفيون‬
‫هو منصوب على الغراء بعليكم وهو بعيد‪ ،‬لن ما انتصب بالغراء ل يتقدم على ما قام مقام الفعل وهو عليكم وقد‬
‫تقدم‬
‫ف هذا الوضع‪ .‬ولو كان النص عليكم كتاب اللّه لكان نصبه على الغراء أحسن من الصدر‪ . ).‬وف حديث أَنَسِ بن‬
‫ص أَي فَرْضُ اللّه على لسانِ نبيه‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم؛ وقيل‪ :‬هو إِشارة إِل قول اللّه‪،‬‬ ‫ب اللّه القصا ُ‬ ‫الّنضْر‪ ،‬قال له‪ :‬كِتا ُ‬
‫عز وجل‪ :‬والسّ ّن بالسّنّ‪ ،‬وقوله تعال‪ :‬وِإنْ عاقَبُْت ْم فعاقِـبوا بثل ما عُوقِـبُْتمْ به‪ .‬وف حديث بَريرَةَ‪ :‬من اشْتَ َرطَ شَرْطا‬
‫ب اللّه َأمَرَ بطاعة الرسول‪ ،‬وأَ ْعلَم َأنّ سُنّته‬ ‫ليس ف كتاب اللّه أَي ليس ف حكمه‪ ،‬ول على مُو ِجبِ قَضاءِ كتابِه‪َ ،‬لنّ كتا َ‬
‫بيانٌ له‪ ،‬وقد جعل الرسولُ الوَل َء لن أَعْتَقَ‪ ،‬ل َأنّ الوَل َء َمذْكور ف القرآن نصّا‪.‬‬
‫سخُه‪.‬‬ ‫والكِتْبَةُ‪ :‬اكْتِتاُبكَ كِتابا َتْن َ‬
‫ب له‪ ،‬أَو اّتخَذه كاتِـبا‪ .‬والـمُكاَتبُ‪ :‬العَْب ُد يُكاَتبُ على َنفْسه بثمنه‪ ،‬فإِذا َسعَى وأَدّاهُ عَتَقَ‪.‬‬ ‫واسَْتكْتَبه‪َ :‬أمَرَه أَن َيكُْت َ‬
‫ت َتسَْتعِـيُ بعائشة‪ ،‬رضي اللّه عنها‪ ،‬ف كتابتها‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬الكِتابةُ أَن يُكاِتبَ الرجلُ‬ ‫وف حديث بَريرَة‪ :‬أَنا جاءَ ْ‬
‫عبدَه على مالٍ ُيؤَدّيه إِليه مَُنجّما‪ ،‬فإِذا أَدّاه صار حُرّا‪ .‬قال‪ :‬وسيت‬
‫كتابةً‪ ،‬بصدر كََتبَ‪ ،‬لَنه َيكُْتبُ على نفسه لوله َثمَنه‪ ،‬وَيكُْتبُ‬
‫موله له عليه العِتْقَ‪ .‬وقد كاتَبه مُكاتَبةً‪ ،‬والعب ُد مُكاَتبٌ‪ .‬قال‪:‬‬
‫ت العبدَ‪ :‬أَعْطان‬ ‫ص العبدُ بالفعول‪ ،‬لَن أَصلَ الـمُكاتَبة من الـ َموْل‪ ،‬وهو الذي يُكاِتبُ عبده‪ .‬ابن سيده‪ :‬كاتَْب ُ‬ ‫وإِنا خُ ّ‬
‫َثمَنَه على أَن أُعِْتقَه‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬والذينَ يَبَْتغُون الكِتاب ما‬
‫َمَلكَتْ أَيانُكم فكاتِـبُوهم ِإنْ َعِلمْتم فيهم خَيْرا‪ .‬معن الكِتابِ‬
‫جمُه‬
‫والـمُكاتَبةِ‪ :‬أَن يُكاِتبَ الرجلُ عبدَه أَو َأمَتَه على مالٍ ُيَن ّ‬
‫جمٍ كذا‬ ‫عليه‪ ،‬وَيكُْتبَ عليه أَنه إِذا أَدّى ُنجُومَه‪ ،‬ف كلّ َن ْ‬
‫وكذا‪ ،‬فهو حُرّ‪ ،‬فإِذا أَدّى جيع ما كاتَبه عليه‪ ،‬فقد عَتَقَ‪ ،‬وولؤُه‬
‫لوله الذي كاتَبهُ‪ .‬وذلك أَن موله َسوّغَه َكسْبَه الذي هو ف الَصْل لوله‪ ،‬فالسيد مُكاتِب‪ ،‬والعَب ُد مُكاَتبٌ إِذا َع َقدَ‬
‫ق عليه‪ ،‬ولِـما‬ ‫عليه ما فا َرقَه عليه من أَداءِ الال؛ ُسمّيت مُكاتَبة لِـما ُيكَْتبُ للعبد على السيد من العِتْق إِذا أَدّى ما فُورِ َ‬
‫حلّها‪ ،‬وَأنّ له َت ْعجِـيزَه إِذا‬ ‫ب للسيد على العبد من الّنجُوم الت ُيؤَدّيها ف َم ِ‬ ‫يُكَت ُ‬
‫جمٍ َيحِ ّل عليه‪ .‬الليث‪ :‬الكُتْبةُ الُرزَةُ الضْمومة بالسّيْرِ‪ ،‬وجعها كَُتبٌ‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكُتْبَةُ‪ ،‬بالضم‪ ،‬الُ ْرزَة‬ ‫َعجَزَ عن أَداءِ َن ْ‬
‫ضمّ السيُ كِل وَ ْجهَيْها‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬الكُتْبة السّيْر‬ ‫الت َ‬
‫الذي ُتخْ َرزُ به الـمَزادة والقِرْبةُ‪ ،‬والمع كَُتبٌ‪ ،‬بفتح التاءِ؛ قال‬
‫ذو الرمة‪:‬‬
‫ضّيعَتْه بينها الكَُتبُ‬ ‫َوفْراءَ غَ ْرفِـيّةٍ أَثْـأَى خَوا ِرزَها * ُمشَ ْلشَلٌ‪َ ،‬‬
‫<ص‪>701:‬‬
‫ال َوفْراءُ‪ :‬الوافرةُ‪ .‬والغَرْفيةُ‪ :‬الـ َمدْبُوغة بالغَرْف‪ ،‬وهو شجرٌ‬
‫ب السّقاءَ والـمَزادة والقِرْبة‪َ ،‬يكْتُبه كَتْبا‪ :‬خَ َرزَه ِبسَيين‪ ،‬فهي‬ ‫سدَ‪ .‬والَوا ِرزُ‪ :‬جع خا ِرزَة‪ .‬وكََت َ‬ ‫يُدبغ به‪ .‬وأَثْـأَى‪َ :‬أ ْف َ‬
‫ت القِرْبة‪َ :‬شدَدْتُها بالوِكاءِ‪ ،‬وكذلك كََتبْتُها كَتْبا‪ ،‬فهي‬ ‫شدّ فمَه حت ل َيقْطُ َر منه شيء‪.‬وأَكْتَْب ُ‬ ‫كَتِـيبٌ‪ .‬وقيل‪ :‬هو أَن َي ُ‬
‫ت فمَ السّقا ِء فلم َيسَْتكِْتبْ أَي ل َيسَْت ْوكِ لَفائه و ِغلَظِه‪.‬‬ ‫ُمكَْتبٌ وكَتِـيبٌ‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬سعت أَعرابيا يقول‪ :‬أَكْتَْب ُ‬
‫ف ف قومه أَي َتحَ ّز َم و َج َمعَ‬ ‫وف حديث الغية‪ :‬وقد َتكَّتبَ يُ َز ّ‬
‫عليه ثيابَه‪ ،‬من كََتْبتُ السقاءَ إِذا خَ َرزْتَه‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬ا ْكُتبْ‬
‫قِرْبَتَك اخْ ُرزْها‪ ،‬وأَكْتِـبْها‪ :‬أَوكِها‪ ،‬يعن‪ُ :‬شدّ رْأسَها‪.‬‬
‫ت بي ُشفْرَيْها‬ ‫جعْ َ‬‫والكَْتبُ‪ :‬المع‪ ،‬تقول منه‪ :‬كَتَْبتُ الَبغْلة إِذا َ‬
‫َبلْقَةٍ أَو سَيْرٍ‪.‬‬
‫والكُتْبَةُ‪ :‬ما ُشدّ به حياءُ البغلة‪ ،‬أَو الناقة‪ ،‬لئل يُنْزَى عليها‪ .‬والمع كالمع‪ .‬وكََتبَ الدابةَ والبغلة والناقةَ َيكْتُبها‪،‬‬
‫صفْ ٍر َتضُ ّم ُشفْرَيْ حيائِها‪ ،‬لئل يُنْزَى عليها؛ قال‪:‬‬ ‫وَيكْتِـبُها كَتْبا‪ ،‬وكََتبَ عليها‪ :‬خَ َزمَ حَياءَها َبلْقةِ حديدٍ أَو ُ‬
‫ل تَـ ْأمَنَ ّن فَزارِيّا‪َ ،‬خَلوْتَ به‪ * ،‬على َبعِـيِك واكْتُبْها بَأسْيارِ‬
‫وذلك َل ّن بن فزارة كانوا يُ ْر َموْ َن ب ِغشْيانِ الِبل‪ .‬والبعيُ‬
‫هنا‪ :‬الناقةُ‪ .‬ويُ ْروَى‪ :‬على َقلُوصِك‪ .‬وَأسْيار‪ :‬جع سَيْر‪ ،‬وهو‬
‫الشّرَكَةُ‪.‬‬
‫أَبو زيد‪ :‬كَتّْبتُ الناق َة َتكْتيبا إِذا صَ َررْتَها‪ .‬والناقةُ إِذا ظَئِرَتْ على غي ولدها‪ ،‬كُِتبَ مَْنخُراها بَيْطٍ‪ ،‬قبلَ حَ ّل ال ّدرْجَة‬
‫عنها‪ ،‬ليكونَ َأرْأَم لا‪ .‬ابن سيده‪ :‬وكََتبَ الناقة َيكْتُبُها كَتْبا‪ :‬ظَـأَرها‪َ ،‬فخَ َزمَ مَْنخَرَيْها بشيءٍ‪ ،‬لئل َتشُمّ الَبوّ‪ ،‬فل تَ ْرَأمَه‪.‬‬
‫وكَتّبَها َتكْتيبا‪ ،‬وكَّتبَ عليها‪ :‬صَرّرها‪ .‬والكَتِـيبةُ‪ :‬ما ُج ِمعَ فلم َينَْتشِرْ؛ وقيل‪ :‬هي الماعة الـ ُمسَْتحِـيزَ ُة من الَيْل‬
‫أَي ف َحيّزٍ على ِحدَةٍ‪ .‬وقيل‪ :‬الكَتيبةُ جاعة الَيْل إِذا أَغارت‪ ،‬من الائة إِل الَلف‪ .‬والكَتيبة‪ :‬اليش‪ .‬وف حديث‬
‫السّقيفة‪ :‬نن أَنصارُ اللّه وكَتيبة الِسلم‪ .‬الكَتيبةُ‪ :‬القِطْعة العظيم ُة من الَيْش‪ ،‬والمع الكَتاِئبُ‪ .‬وكَّتبَ الكَتاِئبَ‪:‬‬
‫هَيّـأَها كَتِـيب ًة كتيبةً؛ قال طُفَيْل‪:‬‬
‫ت * إِل عُرْضِ جَيْشٍ‪ ،‬غيَ َأنْ ل ُيكَّتبِ‬ ‫فَأْلوَتْ بغاياهم بنا‪ ،‬وتَباشَرَ ْ‬
‫ك بي الشيئي‪.‬‬ ‫ب قريبٌ بعضُه من بعضٍ‪ ،‬وإِنا هو َج ْمعُ َ‬ ‫ج ّمعَتْ‪ .‬قال َشمِرٌ‪ :‬كل ما ُذكِرَ ف الكَْت ِ‬ ‫وَتكَتَّبتِ اليلُ أَي َت َ‬
‫يقال‪:‬‬
‫ضمّ بي ُشفْرَيْها َبلْقةٍ‪ ،‬ومن ذلك سيت‬ ‫ب َبغْلَتَك‪ ،‬وهو َأ ْن َت ُ‬ ‫اكُْت ْ‬
‫جمَع حَرْفا إِل حرف؛ وقول ساعدة بن ُجؤَيّة‪:‬‬ ‫الكَتِـيبَةُ لَنا َتكَتَّبتْ فاجَْت َم َعتْ؛ ومنه قيل‪ :‬كَتَْبتُ الكِتابَ لَنه َي ْ‬
‫ل ُيكْتَبُون ول ُي َكتّ َعدِيدُهم‪َ * ،‬ج َفَلتْ بساحتِهم كَتاِئبُ أَوعَبُوا‬
‫قيل‪ :‬معناه ل َيكْتُبُهم كاتبٌ من كثرتم‪ ،‬وقد قيل‪ :‬معناه ل‬
‫ُيهَّيؤُونَ‪.‬‬
‫ج ّمعُوا‪ .‬والكُتّابُ‪َ :‬س ْهمٌ صغي‪ُ ،‬م َد ّورُ الرأْس‪ ،‬يََت َعلّم به الصبّ ال ّر ْميَ‪ ،‬وبالثاءِ أَيضا؛ والتاء ف هذا الرف أَعلى‬ ‫وَتكَتّبُوا‪َ :‬ت َ‬
‫من الثاءِ‪.‬‬
‫وف حديث الزهري‪ :‬الكُتَيْبةُ أَ ْكثَرُها عَنْوةٌ‪،‬‬
‫<ص‪>702:‬‬
‫صغّرةً‪ :‬اسم لبعض قُرى خَيْبَر؛ يعن أَنه فَتحَها َقهْرا‪ ،‬ل عن صلح‪ .‬وبَنُو كَْتبٍ‪ :‬بَطْنٌ‪ ،‬واللّه أَعلم‪.‬‬ ‫صلْحٌ‪ .‬الكُتَيْبةُ‪ ،‬مُ َ‬ ‫وفيها ُ‬
‫@كثب‪ :‬الكََثبُ‪ ،‬بالتحريك‪ :‬القُرْبُ‪ .‬وهو كَثَبَك أَي قُرَْبكَ؛ قال‬
‫سيبويه‪ :‬ل يُستعمل إِ ّل ظر فا‪ .‬ويقال‪ :‬هو َي ْرمِي من كََثبٍ‪ ،‬ومِنْ‬
‫ب وَت َمكّنٍ؛ أَنشد أَبو إِسحق‪:‬‬ ‫كََثمٍ أَي من قُرْ ٍ‬
‫فهذانِ َيذُودانِ‪ * ،‬وذا‪ ،‬مِنْ كََثبٍ‪ ،‬يَ ْرمِي‬
‫ب فلنٌ إِل القوم‬ ‫وأَكْثَبَك الصيدُ والرّ ْميُ‪ ،‬وأَكَْثبَ لك‪ :‬دنا منكَ وَأ ْمكَنَك‪ ،‬فا ْرمِه‪ .‬وَأكْثَبُوا لكم‪ :‬دََنوْا منكم‪ .‬النضر‪ :‬أَكَْث َ‬
‫ت منهم‪ .‬وف حديث َب ْدرٍ‪ِ :‬إنْ أَكْثََب ُكمُ القومُ‬
‫أَي دنا منهم؛ وَأكَْثبَ إِل الَبل أَي دنا منه‪ .‬وكاثَْبتُ القومَ أَي دََنوْ ُ‬
‫فاْنبِلوهم؛ وف رواية‪ :‬إِذا‬
‫كَثَبُوكم فارْمُو ُهمْ بالنّبْل من كَثَب‪.‬‬
‫وأَكَْثبَ إِذا قارَبَ‪ ،‬والمزة ف أَ ْكثَبكم لتعدية كََثبَ‪ ،‬فلذلك َعدّاها إِل ضميهم‪ .‬وف حديث عائشة تصف أَباها‪ ،‬رضي‬
‫اللّه عنهما‪ :‬وظَنّ رجالٌ َأ ْن قد أَكْثََبتْ َأطْماعُهم أَي قَرَُبتْ‪.‬‬
‫ب القومُ إِذا اجتَمعوا‪ ،‬فهم كاثِـبُون‪ .‬و َكثَبُوا لكم‪ :‬دخَلوا بينكم وفيكم‪ ،‬وهو من القُرْب‪ .‬وكََثبَ الشيءَ‬ ‫ويقال‪ :‬كََث َ‬
‫َيكْثِـبُه وَيكْثُبه‬
‫ب وصَبّه؛ قال الشاعر‪:‬‬ ‫كَثْبا‪َ :‬ج َمعَه من قُرْ ٍ‬
‫حصَى‪ * ،‬مكانَ النبـ ّي من الكاِثبِ‬ ‫لَصْبَ َح رَتْما دُقاقُ الـ َ‬
‫ق فََندَر‪.‬‬
‫حصَى إِذا دُ ّ‬ ‫قال‪ :‬يريد بالنبـيّ‪ ،‬ما نَبا من الـ َ‬
‫والكاِثبُ‪ :‬الامِـعُ لا ندَر منه؛ ويقال‪ :‬ها موضعان‪ ،‬وسيأْت ف أَثناءِ هذه الترجة أَيضا‪ .‬وف حديث أَب هريرة‪ :‬كنتُ‬
‫صفّةِ‪ ،‬فَب َعثَ النبـيّ‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬بَتمْرِ َعجْو ٍة فكُِثبَ بيننا‪ ،‬وقيل‪ُ :‬كلُوه ول ُت َوزّعُوه أَي ُت ِركَ بي أَيدينا‬ ‫ف ال ّ‬
‫ت عليّا‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬وبي يديه قَرَْنفَلٌ َمكْثُوبٌ أَي مموع‪ .‬واْنكََثبَ الرمل‪ :‬اجْتَمع‪.‬‬ ‫َمجْموعا‪ .‬ومنه الديث‪ :‬جئ ُ‬
‫ب من الرمل‪ :‬القِطْع ُة تَنْقا ُد ُمحْ َدوْدِبةً‪ .‬وقيل‪ :‬هو ما‬ ‫والكَثِـي ُ‬
‫اجتَمع وا ْح َدوْدَبَ‪ ،‬والمع‪َ :‬أكْثِـبةٌ وكُُثبٌ وكُثْبانٌ‪ ،‬مُشْتَ ّق من‬
‫ذلك‪ ،‬وهي تللُ الرمل‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬وكانتِ البالُ كَثيبا مَهِـيلً‪ .‬قال الفراء‪ :‬الكَثيبُ ال ّرمْل‪ .‬والـ َمهِـيلُ‪:‬‬
‫الذي ُتحَ ّركُ‬
‫َأ ْسفَلَه‪ ،‬فيَنْها ُل عليك من أَعله‪.‬‬
‫ت بعضَه فوقَ بعض‪ .‬أَبو‬ ‫الليث‪ :‬كَثَْبتُ الترابَ فاْنكَثَب إِذا نَثَرْ َ‬
‫ب ف شي ٍء واجتمع‪ ،‬فقد اْنكَثَب فيه‪ .‬والكُثْبة من‬ ‫زيد‪ :‬كَثَْبتُ الطعامَ َأكْثُبه كَثْبا‪ ،‬ونََثرْتُه نَثْرا‪ ،‬وها واحدٌ‪ .‬وك ّل ما اْنصَ ّ‬
‫الا ِء واللّب‪ :‬القَلِـي ُل منه؛ وقيل‪ :‬هي مثل الَرْعَ ِة تَْبقَى ف الِناءِ؛ وقيل‪َ :‬ق ْدرُ َحلْبة‪ .‬وقال أَبو زيد‪ :‬ملْ ُء ال َقدَح من اللّب؛‬
‫ومنه‬
‫قولُ العرب‪ ،‬ف بعض ما َتضَعُه على أَلسنة البهائم‪ ،‬قالت الضّائنةُ‪ُ :‬أوَّل ُد رُخالً‪ ،‬وأُجَ ّز ُجفَالً‪ ،‬وأُ ْحَلبُ كُثَبا ثِقالً‪ ،‬ول‬
‫تَ َر مِثْلي مالً‪ .‬والمع الكَُثبُ؛ قال الراجز‪:‬‬
‫ح بالعَيْنَيْنِ خطّابُ الكَُثبْ‪،‬‬‫بَ ّر َ‬
‫يقولُ‪ :‬إِن خا ِطبٌ وقد َكذَبْ‪،‬‬
‫وإِنا َيخْ ُطبُ ُعسّا منْ َحَلبْ‬
‫<ص‪>703:‬‬
‫يعن الرج َل يَجي ُء بعِلّةِ الِطْبةِ‪ ،‬وإِنا يُري ُد القِرَى‪ .‬قال ابن‬
‫الَعراب‪ :‬يقال للرّجُل إِذا جا َء يَ ْطُلبُ القِرَى‪ ،‬بعِلّةِ الِطْبة‪ :‬إِنه لََيخْ ُطبُ كُثْبةً؛ وأَنشد الَزهري لذي الرمة‪:‬‬
‫مَيْلءَ‪ ،‬من مَ ْع ِدنِ الصّيانِ‪ ،‬قاصِـيَةً‪ * ،‬أَبْعارُهُ ّن على أَهْدافِها كَُثبُ‬
‫وأَكَْثبَ الرجلَ‪ :‬سقاه كُثْب ًة من لَبَن‪ .‬وك ّل طائف ٍة من طعام أَو تر‬
‫أَو تراب أَو نو ذلك‪ ،‬فهو كُثْبةٌ‪ ،‬بعد أَن يكون قليلً‪ .‬وقيل‪ :‬كلّ‬
‫ُمجَْت ِمعٍ من طعامٍ‪ ،‬أَو غيه‪ ،‬بعد أَن يكون قليلً‪ ،‬فهو كُثْبةٌ‪ .‬ومنه‬
‫صبّ ف مكانٍ فاجتمع فيه‪ .‬وف‬ ‫ُس ّميَ الكَثِـيبُ من الرمل‪ ،‬لَنه اْن َ‬
‫الديث‪ :‬ثلثةٌ على كُُثبِ الـ ِمسْكِ‪ ،‬وف رواية على كُثْبانِ الـ ِمسْك‪ ،‬ها جع كَثِـيبٍ‪ .‬والكَثِـيبُ‪ :‬الرملُ‬
‫ح َدوْدِبُ‪ .‬ويقال للّتمْر‪ ،‬أَو للبُرّ ونوه إِذا كان َمصْبوبا ف مواضع‪ ،‬فكُلّ صُوبةٍ منها‪ :‬كُثْبة‪ .‬وف‬ ‫الـ ُمسْتَطيلُ الـ ُم ْ‬
‫حديثِ ماعزِ بن مالكٍ‪ :‬أَن النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪َ ،‬أمَر بِرَ ْجمِه حي اعْتَ َرفَ بالزن‪ ،‬ث قال‪َ :‬ي ْعمِدُ أَ َحدُكم إِل الرأَة‬
‫خدَعُها بالكُثْبَة‪ ،‬ل أُوتى بأَحدٍ منهم َفعَلَ ذلك‪ِ ،‬إلّ جعلْتُه نَكالً‪ .‬قال أَبو عبيد قال ُشعْبةُ‪ :‬سأَلتُ سِماكا‬ ‫الـ ُمغِـيبَة‪ ،‬فَي ْ‬
‫عن الكُثْبة‪ ،‬فقال‪ :‬القليلُ من اللّب؛ قال أَبو عبيد‪ :‬وهو كذلك ف غي اللب‪.‬‬
‫ب لَبَنُها إِذا قَ ّل ِإمّا عند غزارةٍ‪ ،‬وإِما عند ِقلّةِ َكلٍ‪ .‬والكُثْبة‪:‬‬‫أَبو حات‪ :‬احَْتلَبوا كُثَبا أَي من كلّ شاةٍ شيئا قليلً‪ .‬وقد كََث َ‬
‫كلّ قليل َج َمعْتَه من طعام‪،‬أَو لب‪ ،‬أَو غي ذلك‪ .‬والكَثْباءُ‪ ،‬مدود‪ :‬التّرابُ‪.‬‬
‫س ْهمُ (‪)1‬‬ ‫وَن َعمٌ كُثابٌ‪ :‬كثي‪ .‬والكُثّابُ‪ :‬ال ّ‬
‫س ْهمٍ؛ وقيل‪ :‬هو الصغي من‬ ‫ب أَي ب َ‬
‫(‪ 1‬قوله «والكثاب السهم إل» ضبطه الجد كشداد ورمان‪ ).‬عامّةً‪ ،‬وما رماه بكُثّا ٍ‬
‫ب سهم ل َنصْلَ له‪ ،‬ول ريشَ‪َ ،‬ي ْل َعبُ به الصّبيان؛ قال الراجز ف صفة الية‪:‬‬ ‫السّهام ههنا‪ .‬الَصمعي‪ :‬الكُثّا ُ‬
‫ب العَِبثْ‬
‫كَأنّ قُرْصا من َطحِـيٍ ُمعَْتلِثْ‪ * ،‬هامَتُه ف مِثْلِ كُثّا ِ‬
‫وجاءَ َيكْثُبه أَي يَْتلُوه‪ .‬والكاثِـب ُة من الفَرس‪ :‬الـمَْنسِجُ؛ وقيل‪ :‬هو ما ارَْت َفعَ من الـمَْنسِج؛ وقيل‪ :‬هو ُم َقدّمُ‬
‫الـمَْنسِج‪ ،‬حيث َتقَع عليه َي ُد الفارِس‪ ،‬والمعُ الكواِثبُ؛ وقيل‪ :‬هي من أَصل العُنُق إِل ما بي الكَِتفَيْن؛ قال النابغة‪:‬‬
‫لَـهُ ّن عليهم عادٌة قد عَ َرفْنَها‪ * ،‬إِذا عُرِضَ الَطّـ ّي َفوْقَ الكَواِثبِ‬
‫ضعُو َن رِماحَهم على كَواِثبِ خيلهم‪،‬‬ ‫وقد قيل ف جعه‪ :‬أَكْثابٌ؛ قال ابن سيده‪ :‬ول أَدري كيف ذلك‪ .‬وف الديث‪َ :‬ي َ‬
‫وهي من الفَرس‪ُ ،‬مجْتَمع كَِتفَيْه ُقدّامَ السّرْج‪.‬‬
‫والكاِثبُ‪ :‬موضعٌ‪ ،‬وقيل‪ :‬جبل؛ قال َأوْسُ بنُ َحجَر يَرْثي فَضالةَ بنَ ِك ْلدَة ا َل َسدِيّ‪:‬‬
‫صعْبِ‪ ،‬لو أَنه * َيقُوم على ِذ ْروَةِ الصّاِقبِ‬ ‫على السّّيدِ ال ّ‬
‫لَصْبَ َح رَتْما دُقاقُ الـحَصى‪ * ،‬مَكانَ النبـ ّي من الكاِثبِ‬
‫النبـيّ‪ :‬موضع‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما نَبا وارْتَفَع‪ .‬قال ابن بري‪ :‬النبـيّ‬
‫َرمْل معروف؛ ويقال‪ :‬هو جع‬
‫<ص‪>704:‬‬
‫نابٍ‪ ،‬كغازٍ و َغزِيّ‪ .‬وقوله‪ :‬لَصْبَحَ‪ ،‬هو جواب لو ف البيت الذي قبله؛ يقول‪ :‬لو عَل فَضالةُ هذا على الصاِقبِ‪ ،‬وهو‬
‫جبل معروف ف بلد بن عامر‪ ،‬لَصْبَ َح َم ْدقُوقا مكسورا‪ُ ،‬يعَظّم بذلك َأمْ َر فَضالةَ‪ .‬وقيل‪ :‬إِن قوله يقوم‪ ،‬بعن يُقاومُه‪.‬‬
‫ضخْمة الرّكَب‪ ،‬يعن‬ ‫ضخْم الـ ُممَْتلِـئُ الناتِـئُ‪ .‬وامرأَة َكْثعَبٌ و َكعَْثبٌ‪َ :‬‬ ‫@كثعب‪ :‬الكَْث َعبُ والكَعَْثبُ‪ :‬الرّ َكبُ ال ّ‬
‫الفَ ْرجَ‪.‬‬
‫حصْ ِرمُ‪ ،‬واحدته َكحْبةٌ‪ ،‬يانية‪.‬‬ ‫حمُ‪ :‬الـ ِ‬ ‫حبُ وال َك ْ‬ ‫@كحب‪ :‬ال َك ْ‬
‫صبُ‪ ،‬فُي َعقّلُ الكَ ْرمُ‬ ‫ل ْ‬
‫حبَ الكَ ْرمُ إِذا ظهر َكحْبُه‪ ،‬وهو البَ ْروَقُ‪ ،‬والواحد كالواحد‪ .‬وف حديث الدجال‪ :‬ث يأْت ا ِ‬ ‫وقد َك ّ‬
‫ب بلغة أَهل اليمن‪ :‬العورة؛ والـحَبّةُ منه‪:‬‬ ‫حصْرِم‪ ،‬ث يَطيبُ َط ْعمُه‪ .‬قال الليث‪ :‬ال َكحْ ُ‬ ‫حبُ أَي َتخْ ُرجُ عَناقيدُ الـ ِ‬ ‫ث ُي َك ّ‬
‫َكحْبَةٌ‪ .‬قال الَزهري‪:‬‬
‫حبَ العَِنبُ َت ْكحِـيبا إِذا اْن َعقَ َد بعد‬ ‫هذا حرف صحيح‪ ،‬وقد رواه أَحد بن ييـى عن ابن الَعراب‪ .‬قال‪ :‬ويقال َك ّ‬
‫َتفْقيح َنوْره‪ ،‬وروى‬
‫َسلَمة عن الفراء‪ ،‬يقال‪ :‬الدّراه ُم بي يديه كاحِـبةٌ إِذا وا َجهَتْكَ‬
‫ب بلغتهم أَيضا‪ :‬الدّبُر‪ .‬وقد َكحَبَه‪ :‬ضَرَبَ ذلك منه‪.‬‬ ‫كثيةً‪ .‬قال‪ :‬والنار إِذا ارَْت َفعَ لَـهَبُها‪ ،‬فهي كاحِـبةٌ‪ .‬وال َكحْ ُ‬
‫و َكوْ َحبٌ‪ :‬موضع‪.‬‬
‫ح َكبٌ‪ :‬موضع‪.‬‬ ‫@كحكب‪َ :‬ك ْ‬
‫حلَبٌ‪ :‬اسم‪.‬‬ ‫@كحلب‪َ :‬ك ْ‬
‫ب وال َكدِبُ والكَدَبُ‪ :‬البياضُ ف أَظفار الَحداث‪ ،‬واحدته َكدْبَةٌ و َكدَبة و َكدِبة‪ ،‬فإِذا صحّت َكدْبة‪،‬‬ ‫@كدب‪ :‬ال َكدْ ُ‬
‫بسكون الدال‪َ ،‬ف َكدْبٌ اسم للجمع‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الـ َم ْكدُوبة من النساءِ الّنقِـيّةُ البَياضِ‪ .‬وال َكدِبُ‪ :‬ال ّدمُ الطّرِيّ‪ .‬وقرَأ بعضهم‪ :‬وجاؤُوا على قميصه ب َدمٍ‬
‫َكدِبٍ (‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «وقرأ بعضهم إل» عبارة التكملة وقرأ ابن عباس وأبو السمّال (أي كشداد) والسن وسئل إل‪).‬‬
‫‪.‬وسئل أَبو العباس عن قراءة من قرَأ بدمٍ َكدِبِ‪ ،‬بالدال اليابسة‪ ،‬فقال‪ :‬إِن قرأَ به إِما ٌم فله َمخْرَج‪ ،‬قيل له‪ :‬فما هو وله‬
‫إِمام؟ فقال‪:‬‬
‫ش بَياضِه‪ ،‬وكذلك ال ُكدَيْباءُ‪ ،‬فكأَنه قد أَثـَرَ ف‬ ‫ب الذي َيضْرِبُ إِل البَياض‪ ،‬مأْخوذ من َكدَب ال ّظفْر‪ ،‬وهو وَبَ ُ‬ ‫ال ّدمُ ال َكدِ ُ‬
‫قميصه‪،‬‬
‫حقَتْه أَعراضُه كالّنقْشِ عليه‪.‬‬ ‫فَل ِ‬
‫ب َكذِبا (‪)2‬‬ ‫صدْقِ؛ َك َذبَ َي ْكذِ ُ‬
‫@ كذب‪ :‬ال َكذِبُ‪ :‬نقيضُ ال ّ‬
‫(‪ 2‬قوله «كذبا» أي بفتح فكسر‪ ،‬ونظيه اللعب والضحك والق‪ ،‬وقوله وكذبا‪ ،‬بكسر فسكون‪ ،‬كما هو مضبوط ف‬
‫الحكم والصحاح‪ ،‬وضبط ف القاموس بفتح فسكون‪ ،‬وليس بلغة مستقلة بل بنقل حركة العي إل الفاء تفيفا‪ ،‬وقوله‪:‬‬
‫وكذبة وكذبة كفرية وفرحة كما هو بضبط الحكم ونبه عليه الشارح وشيخه‪ ).‬و ِكذْبا و ِكذْبةً و َكذِبةً‪ :‬هاتان عن‬
‫اللحيان‪ ،‬وكِذابا و ِكذّابا؛ وأَنشد اللحيان‪:‬‬
‫ت * َأهْ َل الصّفَاءِ‪ ،‬ووَدّ َعتْ ب ِكذَابِ‬
‫نادَتْ حَليمةُ بالوَداع‪ ،‬وآذََن ْ‬
‫ورجل كا ِذبٌ‪ ،‬و َكذّابٌ‪ ،‬وِتكْذابٌ‪ ،‬و َكذُوبٌ‪ ،‬و َكذُوبةٌ‪ ،‬و ُكذَبَةٌ مثال ُهمَزة‪ ،‬و َكذْبانٌ‪ ،‬و َكْيذَبانٌ‪ ،‬وكَْيذُبانٌ‪ ،‬و َمكْذَبانٌ‪،‬‬
‫و َم ْكذَبانة‪ ،‬و ُكذُْبذُبانٌ (‪)3‬‬
‫(‪ 3‬قوله «وكذبذبان» قال الصاغان وزنه فعلعلن بالضمات‬
‫الثلث ول يذكره سيبويه ف المثلة الت ذكرها‪ .‬وقوله‪ :‬واذا سعت إل نسبه الوهري لب زيد وهو لريبة بن الشيم‬
‫كما نقله الصاغان عن الزهري‪ ،‬لكنه ف التهذيب قد بعتكم وف الصحاح قد بعتها؛ قال الصاغان والرواية قد بعته‬
‫يعن جله وقبله‪:‬‬
‫قد طال ايضاعي الخدّم ل أرى * ف الناس مثلي ف معّد يطب‬
‫حت تَأوّبت البيوت عشية * فحططت عنه كوره يتثأب)‬
‫‪ ،‬و ُكذُْبذُبٌ‪ ،‬و ُكذّْبذُبٌ ؛ قال‬
‫<ص‪>705:‬‬
‫ُجرَيْبَةُ بنُ ا َلشَْيمِ‪:‬‬
‫ـنِـي قد ِبعْتُكم * بوِصَالِ غَانيةٍ‪ ،‬فقُلْ ُكذّْبذُبُ‬ ‫فإِذا َسمِعْـتَ بأَن َ‬
‫ب خفيف‪ ،‬و ُكذّْبذُبٌ َثقِـيل‪ ،‬فهاتانِ‬ ‫قال ابن جن‪ :‬أَما ُكذُْبذُ ٌ‬
‫حكِهما سيبويه‪ .‬قال‪ :‬ونوُه ما َروَيْتُه عن بعض أَصحابنا‪ ،‬مِن قول بعضهم ُذرَحْ َرحٌ‪ ،‬بفتح الراءَين‪ .‬والُنثى‪:‬‬ ‫بناءَانِ ل َي ْ‬
‫كاذِبةٌ و َكذّابة و َكذُوبٌ‪.‬‬
‫وال ُكذّب‪ :‬جع كاذبٍ‪ ،‬مثل راكِـ ٍع ورُ ّكعٍ؛ قال أَبو دُواد ال ّرؤَاسِي‪:‬‬
‫ض َمحَلّ حديثُ ال ُكذّبِ الوََلعَهْ‬ ‫مَتَى َيقُلْ تَْن َفعِ الَقوا َم َق ْولَتُه‪ * ،‬إِذا ا ْ‬
‫حهُم َكفّا لَ ْن مُِنعَه‬‫َألَيْسَ َأقْرََبهُم خَيْرا‪ ،‬وأَبعدَهُم * شَرّا‪ ،‬وَأ ْس َم َ‬
‫شعَهْ‬
‫لِ‬ ‫سدِ ا َ‬ ‫حّ‬ ‫سدُ الناسَ َفضْ َل اللّه عند ُهمُ‪ * ،‬إِذا َتشُو ُه ُنفُوسُ الـ ُ‬ ‫حُ‬ ‫ل َي ْ‬
‫ال َوَلعَةُ‪ :‬جع والِـعٍ‪ ،‬مثل كاتب وكَتَبة‪ .‬والوالع‪ :‬الكاذب‪ ،‬وال ُكذُبُ‬
‫صفُ أَلسِنُتكُم ال ُكذُبُ‪ ،‬فجعله نعتا للَلسنة‪ .‬الفراء‪:‬‬ ‫جع َكذُوب‪ ،‬مثل صَبُور وصُبُر‪ ،‬ومِنه قَ َرأَ بعضُهم‪ :‬ول تقولوا لا َت ِ‬
‫يكى عن العرب أَن بن نُمي ليس لم َمكْذُوبةٌ‪ .‬و َكذَبَ الرجلُ‪ :‬أَخْبَر بال َكذِبِ‪.‬‬
‫صدُقُ‪ ،‬وهو كقولم‪:‬‬ ‫ب قد َي ْ‬‫ب رَأْيٌ‪ .‬ومِنْ أَمثالم‪ :‬الـمَعا ِذرُ مَكاذِبُ‪ .‬ومن أَمثالم‪َ :‬أنّ ال َكذُو َ‬ ‫وف الثل‪ :‬ليس لـ َمكْذُو ٍ‬
‫صدُق‪.‬‬ ‫ب وَي ْ‬
‫صدّاقٌ أَي َي ْكذِ ُ‬ ‫ب وِت ِ‬ ‫مع الَواطِـئِ َس ْهمٌ صاِئبٌ‪ .‬اللحيان‪ :‬رجل ِت ِكذّا ٌ‬
‫النضر‪ :‬يقال للناقة الت َيضْرِبُها ال َفحْ ُل فَتشُولُ‪ ،‬ث تَ ْرجِـعُ‬
‫حائلً‪ُ :‬م َكذّبٌ وكاذِبٌ‪ ،‬وقد َكذَّبتْ و َكذََبتْ‪.‬‬
‫ت يُري أَنه نائم‪ :‬قد َأ ْكذَب‪ ،‬وهو ا ِلكْذابُ‪ .‬وقوله تعال‪ :‬حت إِذا اسْتَْيَأسَ‬ ‫أَبو عمرو‪ :‬يقال للرجل يُصاحُ به وهو ساك ٌ‬
‫الرّس ُل وظَنّوا أَنم قد ُكذّبُوا؛ قراءة أَهلِ الدينةِ‪ ،‬وهي قِراءة عائشة‪ ،‬رضي اللّه عنها‪ ،‬بالتشديد وضم الكاف‪ .‬روي عن‬
‫ص ّدقُوهم‪ ،‬وظَّنتِ ال ّرسُ ُل أَن من قد آمَنَ‬ ‫عائشة‪ ،‬رضي اللّه عنها‪ ،‬أَنا قالت‪ :‬اسْتَْيَأسَ الرسلُ من َكذّبَهم من قومهم أَن ُي َ‬
‫من قومهم قد َكذّبُوهم جاءهم َنصْ ُر اللّهِ‪ ،‬وكانت َتقْرؤُه بالتشديد‪ ،‬وهي قراءة نافع‪ ،‬وابن كثي‪ ،‬وأَب عمرو‪ ،‬وابن عامر؛‬
‫وقرأَ عاصم وحزة والكسائي‪ُ :‬كذِبُوا‪ ،‬بالتخفيف‪ .‬ورُوي عن ابن عباس أَنه قال‪ُ :‬كذِبُوا‪ ،‬بالتخفيف‪ ،‬وضم الكاف‪.‬‬
‫ض ُعفُوا‪ ،‬فَظَنّوا أَنم قد أُ ْخِلفُوا‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬كانوا َبشَرا‪ ،‬يعن الرسل؛ َيذْ َهبُ إِل أَن الرسل َ‬
‫قال أَبو منصور‪ :‬إِن صح هذا عن ابن عباس‪ ،‬فوَ ْجهُه عندي‪ ،‬واللّه أَعلم‪ ،‬أَن الرسل خَطَر ف أَوهامهم ما َيخْطُر ف أَوهامِ‬
‫البشر‪ ،‬مِن غي أَن َح ّققُوا تلك الَواط َر ول رَكَنُوا إِليها‪ ،‬ول كان ظَنّهم ظَنّا ا ْطمَـأَنّوا إِليه‪ ،‬ولكنه كان خاطرا َيغْلِـبُه‬
‫اليقيُ‪ .‬وقد روينا عن النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬أَنه قال‪ :‬تَجا َوزَ اللّه عن أُمت ما حدَّثتْ به أَنفُسَها‪ .‬ما ل يَنْطِقْ به‬
‫لسانٌ أَو َتعْمله َيدٌ‪ ،‬فهذا وجه ما رُوي عن ابن عباس‪ .‬وقد رُوي عنه أَيضا‪ :‬أَنه قرَأ حت إِذا اسْتَْيَأسَ الرس ُل من َقوْمهم‬
‫حقّقها ما‬ ‫الِجابةَ‪ ،‬وظَ ّن َقوْ ُمهُم أَن ال ّرسُل قد كذَبم الوعيدُ‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬وهذه الرواية أَسلم‪ ،‬وبالظاهر َأشَْبهُ؛ وما ُي َ‬
‫رُوي عن سعيد بن جُبَيْر أَنه قال‪ :‬اسْتيَأسَ الرس ُل من قومهم‪ ،‬وظنّ قومُهم أَن الرسل‬
‫<ص‪>706:‬‬
‫قد ُكذّبُوا‪ ،‬جاءَهم َنصْرُنا؛ وسعيد أَخذ التفسي عن ابن عباس‪ .‬وقرَأ بعضهم‪ :‬وظَنّوا أَنم قد َكذَبوا أَي ظَنّ َق ْومُهم أَن‬
‫الرس َل قد َكذَبُو ُهمْ‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬وأَصَحّ الَقاويل ما روينا عن عائشة‪ ،‬رضي اللّه عنها‪ ،‬وبقراءَتا قرَأ أَهلُ الرمي‪،‬‬
‫وأَهلُ البصرة‪ ،‬وأَه ُل الشام‪ .‬وقوله تعال‪ :‬ليس ل َو ْقعَتِها كاذِبةٌ؛ قال الزجاج‪ :‬أَي ليس َيرُدّها شيءٌ‪ ،‬كما تقول َحمْلَ ُة فلن‬
‫ب أَي ل يَرُدّ َح ْملَتُه شيء‪ .‬قال‪ :‬وكاذِب ٌة مصدر‪ ،‬كقولك‪ :‬عافاه اللّهُ عافِـيةً‪ ،‬وعاقَبَه عاقِـبةً‪ ،‬وكذلك َكذَبَ‬ ‫ل َت ْكذِ ُ‬
‫كاذبةً؛ وهذه أَساء وضعت مواضع الصادر‪ ،‬كالعاقبة والعافية والباقية‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬فهل تَرَى لم من باقيةٍ؟ أَي‬
‫بقاءٍ‪ .‬وقال الفراءُ‪ :‬ليس لوَ ْقعَتِها كاذب ٌة أَي ليس لا مَرْدُودٌ ول رَدّ‪ ،‬فالكاذبة‪ ،‬ههنا‪ ،‬مصدر‪.‬‬
‫ب ال ُفؤَادُ ما رَأَى؛‬ ‫يقال‪َ :‬حمَلَ فما َكذَبَ‪ .‬وقوله تعال‪ :‬ما َكذَ َ‬
‫ص َدقَه ُفؤَادُه الذي‬ ‫ب فؤَا ُد ممدٍ ما رَأَى؛ يقول‪ :‬قد َ‬ ‫يقول‪ :‬ما َكذَ َ‬
‫ب ال ُفؤَادُ ما رَأَى‪ ،‬وهذا ُكلّه قول الفراء‪ .‬وعن أَب اليثم‪ :‬أَي ل َي ْكذِب ال ُفؤَا ُد رُؤْيَتَه‪ ،‬وما رَأَى بعن‬ ‫رأَى‪ .‬وقرئَ‪ :‬ما َكذّ َ‬
‫ت ما قال زيدٌ أَي قول زيد‪.‬‬ ‫ال ّرؤْية‪ ،‬كقولك‪ :‬ما أَْنكَرْ ُ‬
‫ويقال‪َ :‬كذَبَن فلنٌ أَي ل َيصْ ُدقْن فقال ل ال َكذِبَ؛ وأَنشد‬
‫للَخطل‪:‬‬
‫ط * َغلَسَ الظّلمِ‪ ،‬مِن الرّبابِ‪ ،‬خَيَال؟‬ ‫َكذَبَتْكَ عَيْنُك‪ ،‬أَم رأَيتَ بواس ٍ‬
‫ص َدقَه ال ُفؤَادُ ُرؤْيَتَه‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫ك عَيْنُكَ أَنا رَأَتْ‪ ،‬ول تَرَ‪ .‬يقول‪ :‬ما َأ ْوهَمه الفؤَادُ أَنه رَأَى‪ ،‬ول يَرَ‪ ،‬بل َ‬ ‫معناه‪َ :‬أوْ َهمَتْ َ‬
‫ناصِـيَةٍ كاذبةٍ أَي صاحِـبُها كا ِذبٌ‪ ،‬فَأ ْوَقعَ الُزْ َء موقع الُملة‪ .‬و ُرؤْيَا َكذُوبٌ‪ :‬كذلك؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫ج ِم ُرؤْيا‪ ،‬ف الـمَنامِ‪َ ،‬كذُوبُ‬ ‫حّل َقتْ‪ * ،‬معَ الّن ْ‬ ‫ت َفحَيّاها َف َهبّ َف َ‬ ‫َفحَّي ْ‬
‫والُ ْكذُوبةُ‪ :‬ال َكذِبُ‪ .‬والكاذِبةُ‪ :‬اسم للمصدر‪ ،‬كالعَافية‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬ل َم ْكذَبة‪ ،‬ول ُكذْب‪ ،‬ول ُكذْبانَ أَي ل أَ ْكذُبك‪.‬‬
‫و َكذّبَ الرجلَ َتكْذيبا و ِكذّابا‪ :‬جعله كاذِبا‪ ،‬وقال له‪َ :‬كذَْبتَ؛ وكذلك َكذّب بالَمر َتكْذيبا و ِكذّابا‪ .‬وف التنيل‬
‫س َمعُون فيها لغوا ول ِكذّابا أَي َكذِبا‪ ،‬عن اللحيان‪ .‬قال الفراءُ‪َ :‬خ ّففَهما عليّ‬ ‫العزيز‪ :‬و َكذّبُوا بآياتنا ِكذّابا‪ .‬وفيه‪ :‬ل َي ْ‬
‫بن أَب طالب‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬جيعا‪ ،‬وَثقّلَهما عاصمٌ وأَهل الدينة‪ ،‬وهي لغة يانية فصيحة‪ .‬يقولون‪َ :‬كذّْبتُ به ِكذّابا‪،‬‬
‫ت فمصدرُه ِفعّالٌ‪ ،‬ف لغتهم‪ ،‬مُشدّدةً‪ .‬قال‪ :‬وقال ل أَعراب مَرّةً على الـمَ ْروَة‬ ‫وخَ ّر ْقتُ القميصَ خِرّاقا‪ .‬وك ّل َف ّعلْ ُ‬
‫حلْقُ أَ َحبّ إِليك أَم القِصّار؟ وأَنشدن بعضُ بن ُكلَيْب‪:‬‬ ‫َيسَْتفْتين‪َ :‬أْل َ‬
‫لقدْ طا َل ما ثَبّطْتَن عن صَحابت‪ * ،‬وعن ِح َوجٍ‪ِ ،‬قضّاؤُها منْ شِفائيا‬
‫وقال الفرّاءُ‪ :‬كان الكسائي يفف ل يسمعون فيها لغوا ول كِذابا‪ ،‬لَنا ُمقَّيدَة ب ِفعْلٍ ُيصَيّرُها مصدرا‪ ،‬وُيشَدّدُ‪ :‬و َكذّبُوا‬
‫س َمعُون فيها َلغْوا أَي باطلً‪ ،‬ول ِكذّابا أَي‬ ‫بآياتنا ِكذّابا؛ لَن َكذّبُوا ُيقَّيدُ ال ِكذّابَ‪ .‬قال‪ :‬والذي قال َحسَنٌ‪ ،‬ومعناه‪ :‬ل َي ْ‬
‫ب َب ْعضُهم‬‫ل ُي َكذّ ُ‬
‫<ص‪>707:‬‬
‫َبعْضا (‪)1‬‬
‫(‪ 1‬زاد ف التكملة‪ :‬وعن عمر بن عبدالعزيز كذابا‪ ،‬بضم الكاف وبالتشديد‪ ،‬ويكون صفة على البالغة كوضاء وحسان‪،‬‬
‫يقال كذب‪ ،‬أي بالتخفيف‪ ،‬كذابا بالضم مشددا أي كذبا متناهيا‪، ).‬‬
‫سمَعُونَ فيها َلغْوا ول كِذابا أَي َكذِبا؛ وأَنشد أَبو العباس قولَ أَب‬ ‫غيه‪.‬ويقال لل َكذِبِ‪ :‬كِذابٌ؛ ومِنه قوله تعال‪ :‬ل َي ْ‬
‫دُوادٍ‪:‬‬
‫ب العَيْرُ وِإنْ كا َن بَ َرحْ‬‫ُق ْلتُ لـمّا َنصَل منْ قُنّةٍ‪َ * :‬كذَ َ‬
‫ي طَريقٍ أَ َخذَ‪ ،‬سانِحا أَو بارِحا؛ قال‪ :‬وقال الفراءُ هذا إِغراءٌ أَيضا‪ .‬وقال اللحيان‪،‬‬ ‫ج َو من أَ ّ‬ ‫ب العَيْرُ َأنْ يَْن ُ‬
‫قال معناه‪َ :‬كذَ َ‬
‫ت ِفعّالً‪ ،‬وغيهم من‬ ‫قال الكسائي‪ :‬أَهلُ اليمن يعلون مصدرَ َف ّعلْ ُ‬
‫العرب تفعيلً‪ .‬قال الوهري‪ِ :‬كذّابا أَحد مصادر الشدّد‪ ،‬لَن مصدره قد يي ُء على الّت ْفعِـي ِل مثل الّت ْكلِـيم‪ ،‬وعلى‬
‫ِفعّا ٍل مثل‬
‫ِكذّابٍ‪ ،‬وعلى تَف ِعلَة مثل َتوْصِـيَة‪ ،‬وعلى ُم َفعّلٍ مثل‪ :‬ومَ ّزقْناهم ك ّل ُممَزّقٍ‪.‬‬
‫والتّكا ُذبُ مثل التّصادُق‪ .‬وَت َكذّبُوا عليه‪ :‬زَ َعمُوا أَنه كاذِبٌ؛ قال أَبو بكر الصدّيق‪ ،‬رضي اللّه عنه‪:‬‬
‫ستَ فينا با ِكثِ‬‫رسُولٌ أَتاهم صادِقٌ‪ ،‬فََت َكذّبُوا * عليه وقالُوا‪ :‬لَ ْ‬
‫ب فلنٌ إِذا َتكَّلفَ ال َكذِبَ‪.‬‬ ‫وَت َكذّ َ‬
‫وأَ ْكذَبَهُ‪َ :‬ألْفاه كاذِبا‪ ،‬أَو قال له‪َ :‬كذَْبتَ‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬فإِنم ل ُي َكذّبُونَكَ؛ قُرَِئتْ بالتخفيف والتثقيل‪ .‬وقال الفراءُ‪:‬‬
‫وقُرِئَ ل ُي ْكذِبُونَكَ‪ ،‬قال‪ :‬ومعن التخفيف‪ ،‬واللّه أَعلم‪ ،‬ل يعلونك كذّابا‪ ،‬وأَن ما جئتَ به باطلٌ‪ ،‬لَنم ل ُيجَرّبُوا عليه‬
‫َكذِبا فَُي َكذّبُوه‪ ،‬إِنا أَ ْكذَبُوه أَي قالوا‪ِ :‬إنّ ما جئت به َكذِبٌ‪ ،‬ل َيعْرِفونه من النُّبوّة‪ .‬قال‪ :‬والّتكْذيبُ أَن يقال‪َ :‬كذَْبتَ‪.‬‬
‫ت له‪َ :‬كذَْبتَ؛ ومعن َأ ْكذَبْتُه‪َ ،‬أرَيْتُه أَن ما أَتى به َكذِبٌ‪ .‬قال‪ :‬وتفسي قوله ل ُي َكذّبُونَك‪،‬‬ ‫وقال الزجاج‪ :‬معن َكذّبْتُه‪ ،‬قل ُ‬
‫ك بقلوبم‪ ،‬أَي يعلمون أَنك‬ ‫ل َي ْق ِدرُونَ أَن يقولوا لك فيما أَنْبَأْتَ به ما ف كتبهم‪َ :‬كذَْبتَ‪ .‬قال‪ :‬ووَجْهٌ آخر ل ُي َكذّبُونَ َ‬
‫صدُوق‪ ،‬ولكنهم جحدوا بأَلسنتهم‪ ،‬ما تشهد ُقلُوبُهم‬ ‫صادق؛ قال‪ :‬وجائز أَن يكون فإِنم ل ُي ْكذِبُونكَ أَي أَنت عندهم َ‬
‫ك بعدُ بالدّينِ؛ يقول فما الذي ُي َكذّبُكَ بأَن الناسَ يُدانُونَ بأَعمالم‪،‬‬ ‫بكذبم فيه‪ .‬وقال الفرا ُء ف قوله تعال‪ :‬فما ُي َكذّبُ َ‬
‫كأَنه قال‪ :‬فمن يقدر على تكذيبنا بالثواب والعقاب‪ ،‬بعدما تبي له َخ ْلقُنا للِنسان‪ ،‬على ما وصفنا لك؟ وقيل‪ :‬قوله‬
‫ج َعلُك ُم َكذّبا بالدّينِ أَي بالقيامة؟ وف التنيل العزيز‪:‬‬ ‫ك ُمكَذّبا‪ ،‬وأَيّ شي ٍء َي ْ‬ ‫جعَلُ َ‬
‫ك َب ْعدُ بالدّين؛ أَي ما َي ْ‬
‫تعال‪ :‬فما ُي َكذّبُ َ‬
‫لبّ‪ ،‬أَ َخذُوا قميصَه‪ ،‬وذََبحُوا َجدْيا‪،‬‬ ‫وجاؤُوا على قميصه ب َدمٍ َكذِبٍ‪ُ .‬روِي ف التفسي أَن إِخوةَ يوسف لا طَرَحُوه ف ا ُ‬
‫لدْي‪ ،‬فلما رأَى يعقوبُ‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬القَميصَ‪ ،‬قال‪َ :‬كذَبُْتمْ‪ ،‬لو َأ َكلَه الذّئبُ لـمَزّقَ‬ ‫فلَ َطخُوا ال َقمِـيصَ ب َدمِ ا َ‬
‫ضعْف‬ ‫قميصه‪ .‬وقال الفرا ُء ف قوله تعال‪ :‬ب َدمٍ كَذبٍ؛ معناه َم ْكذُوبٍ‪ .‬قال‪ :‬والعرب تقول للكَذِبِ‪َ :‬م ْكذُوبٌ‪ ،‬ولل ّ‬
‫جلُود‪ ،‬وليس له َم ْعقُو ُد رَأْيٍ‪ ،‬يريدون َع ْقدَ رَأْيٍ‪ ،‬فيجعلونَ الصادرَ ف كثي من الكلم مفعولً‪.‬‬ ‫َمضْعُوفٌ‪ ،‬ول ْلجَلَد‪َ :‬م ْ‬
‫حدّهم َم ْكذُوبةٌ‬‫وحُكي عن أَب ثَرْوانَ أَنه قال‪ :‬إِن بن ُنمَيْ ٍر ليس لـ َ‬
‫<ص‪>708:‬‬
‫حتْ تِجارَتُهم‪ .‬وقال‬ ‫أَي َكذِبٌ‪ .‬وقال الَخفش‪ :‬ب َدمٍ َكذِبٍ‪َ ،‬جعَلَ الدمَ َكذِبا‪ ،‬لَنه ُكذِبَ فيه‪ ،‬كما قال سبحانه‪ :‬فما رَِب َ‬
‫ب أَي ذي َكذِب؛ والعن‪َ :‬دمٍ‬ ‫أَبو العباس‪ :‬هذا مصدر ف معن مفعول‪ ،‬أَراد ب َدمٍ َم ْكذُوب‪ .‬وقال الزجاج‪ :‬ب َدمٍ كذِ ٍ‬
‫ئ ب َدمٍ َكدِبٍ‪ ،‬بالدال الهملة‪ ،‬وقد تقدم ف ترجة كدب‪ .‬ابن الَنباري ف قوله تعال‪ :‬فإِنم ل‬ ‫َم ْكذُوبٍ فيه‪ .‬وقُرِ َ‬
‫ُي َكذّبُونَك‪ ،‬قال‪ :‬سأَل سائل كيف خَبّر عنهم أَنم ل ُي َكذّبُونَ النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وقد كانوا يُ ْظهِرون َتكْذيبه‬
‫خفُونه؟ قال‪ :‬فيه ثلثة أَقوال‪ :‬أَحدها فإِنم ل ُي َكذّبُونَك بقلوبم‪ ،‬بل يكذبونك بأَلسنتهم؛ والثان قراءة نافع‬ ‫وُي ْ‬
‫والكسائي‪ ،‬ورُوَيتْ عن عليّ‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬فإِنم ل ُي ْكذِبُونَك‪ ،‬بضم الياءِ‪ ،‬وتسكي الكاف‪ ،‬على معن ل ُي َكذّبُونَ‬
‫الذي جِْئتَ به‪ ،‬إِنا َيجْحدون بآيات اللّه ويََتعَرّضُون لعُقوبته‪ .‬وكان الكسائي يتج لذه القراءة‪ ،‬بأَن العرب تقول‪:‬‬
‫حدّثُ به َكذِبٌ؛ قال ابن الَنباري‪ :‬ويكن أَن‬ ‫َكذّْبتُ الرج َل إِذا نسبته إِل ال َكذِبِ؛ وأَ ْكذَبْتُه إِذا أَخبت أَن الذي ُي َ‬
‫يكون‪ :‬فإِنم ل ُي ْكذِبُونَكَ‪ ،‬بعن ل يَجدونَكَ َكذّابا‪ ،‬عند الَبحْث والّتدَبّر والّتفْتيش‪ .‬والثالث أَنم ل ُي َكذّبُونَك فيما‬
‫َيجِدونه موافقا ف كتابم‪ ،‬لَن ذلك من أَعظم الجج عليهم‪ .‬الكسائي‪ :‬أَ ْكذَبْتُه إِذا أَخَْبرْتَ أَنه جا َء بال َكذِبِ‪ ،‬ورواه‪:‬‬
‫ت أَنه كا ِذبٌ؛ وقال ثعلب‪ :‬أَ ْكذَبه و َكذّبَه‪ ،‬بعنًى؛ وقد يكون َأ ْكذَبَه بعن بَيّن َكذِبَه‪ ،‬أَو َح َملَه على‬ ‫و َكذّبْتُه إِذا أَخْبَرْ َ‬
‫ال َكذِب‪ ،‬وبعن و َجدَه كاذبا‪ .‬وكا َذبْتُه مُكاذَبةً وكِذابا‪َ :‬كذّبْتُه و َكذّبن؛ وقد يُستعمل‬
‫حُلمُ‪ ،‬والظّنّ‪ ،‬والرّجاءُ‪ ،‬وال ّطمَعُ؛ و َكذََبتِ العَيْنُ‪ :‬خانا ِحسّها‪.‬‬ ‫ال َكذِبُ ف غي الِنسان‪ ،‬قالوا‪َ :‬كذَبَ البَرْقُ‪ ،‬والـ ُ‬
‫وكذَبَ‬
‫الرأْيُ‪ :‬تَو ّهمَ ا َلمْرَ بلفِ ما هو به‪ .‬و َكذَبَتْ ُه َن ْفسُه‪ :‬مَنّتْهُ‬
‫بغي الق‪ .‬والكَذوبُ‪ :‬الّنفْسُ‪ ،‬لذلك قال‪:‬‬
‫إِن‪ ،‬وِإنْ مَنّْتنَ ال َكذُوبُ‪ * ،‬لَعاِلمٌ َأنْ َأجَلي قَريبُ‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫ب َي ْكذِبُ َكذِبا (‪... ...)2‬‬ ‫صدْقِ؛ َكذَ َ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫@(تابع‪ :)1 ...‬كذب‪ :‬ال َكذِبُ‪ :‬نقي ُ‬
‫أَبو زيد‪ :‬ال َكذُوبُ وال َكذُوبةُ‪ :‬من أَساءِ الّنفْس‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬
‫الـ َم ْكذُوبة من النسا ِء الضّعيفة‪.‬‬
‫والـ َمذْكُوبة‪ :‬الرأَة الصالة‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬تقول العرب لل َكذّابِ‪ :‬فلنٌ ل ُيؤَاَلفُ خَيْله‪ ،‬ول يُسايَرُ خَيْله َكذِبا؛ أَبو‬
‫اليثم‪ ،‬انه قال ف قول لبيد‪:‬‬
‫أَ ْكذِبِ الّنفْسَ إِذَا َحدّثْتَها‬
‫ص َدقْتَها‪ ،‬فقلتَ‪ :‬لعلك توتيَ‬ ‫جدّ ف ال ّطلَب‪ ،‬لَنـَك إِذا َ‬ ‫ك العَيْشَ الطويلَ‪ ،‬لتَـ ْأمُلَ المالَ البعيدة‪ ،‬فَت ِ‬ ‫يقول‪ :‬مَنّ َن ْفسَ َ‬
‫ض ُعفَ َطلَبُها؛ ث قال‪:‬‬ ‫اليومَ أَو غدا‪َ ،‬قصُرَ َأمَلُها‪ ،‬و َ‬
‫غَيْرَ َأنْ ل َت ْكذِبَنْها ف الّتقَى‬
‫سوّفْ بالتوبة‪ ،‬وتُصِ ّر على الـ َمعْصية‪ .‬و َكذَبَتْهُ َعفّاقَتُه‪ ،‬وهي اسْتُه ونوه كثي‪.‬‬ ‫أَي ل ُت َ‬
‫ب عنه أَي َأ ْحجَم‪.‬‬ ‫ب عنه‪ :‬رَدّ‪ ،‬وأَراد َأمْرا‪ ،‬ث َكذّ َ‬ ‫و َكذّ َ‬
‫و َكذَبَ الوَ ْحشِـيّ و َكذّبَ‪ :‬جَرى َشوْطا‪ ،‬ث َوَقفَ لينظر ما‬
‫وراءه‪.‬وما َكذّبَ َأ ْن َفعَلَ ذلك َتكْذيبا أَي ما َك ّع ول لَِبثَ‪.‬‬
‫و َحمَلَ عليه فما َكذّبَ‪ ،‬بالتشديد‪ ،‬أَي‬
‫<ص ‪>709‬‬
‫ح ْملَة؛ قال زهي‪:‬‬ ‫صدُقِ الـ َ‬
‫ب أَي ل َي ْ‬ ‫ما انْثَن‪ ،‬وما جَبُنَ‪ ،‬وما رَ َجعَ؛ وكذلك َحمَلَ فما َهلّلَ؛ و َحمَ َل ث َكذّ َ‬
‫صدَقا‬
‫لَْيثٌ ِبعَثّ َر َيصْطَادُ الرجالَ‪ ،‬إِذا * ما الليثُ َكذّبَ عن َأقْرانه َ‬
‫وف حديث الزبي‪ :‬أَنه حَ َل يومَ اليَ ْرمُوكِ على الرّوم‪ ،‬وقال‬
‫ت عليهم فل ُت َكذّبُوا أَي ل َتجْبُنُوا وُت َولّوا‪.‬قال شر‪ :‬يقال للرجل إِذا حَم َل ث َولّى ول َيمْضِ‪ :‬قد‬ ‫للمسلمي‪ :‬إِن َشدَدْ ُ‬
‫لدّ‪.‬‬
‫ق القِتا َل إِذا َبذَلَ فيه ا ِ‬
‫صدَ َ‬‫ض ّد الصّدْقِ فيه‪ .‬يقال‪َ :‬‬ ‫َكذّبَ عن قِرْنه َتكْذيبا‪ ،‬وأَنشد بيت زهي‪ .‬والّت ْكذِيبُ ف القتال‪ِ :‬‬
‫حمْلةِ‪ .‬وف‬ ‫ضدّها‪ :‬صادقةٌ‪ ،‬وهي الـ َمصْدوقةُ والـ َمكْذُوب ُة ف الـ َ‬ ‫ب إِذا جَبُن؛ و َحمْلةٌ كاذِبةٌ‪ ،‬كما قالوا ف ِ‬ ‫و َكذّ َ‬
‫صدْقِ‪،‬‬‫ضدّ ال ّ‬‫ق اللّهُ و َك َذبَ بَطْ ُن أَخِـيك؛ اسُْت ْعمِلَ ال َكذِبُ ههنا مازا‪ ،‬حيث هو ِ‬ ‫صدَ َ‬
‫الديث‪َ :‬‬
‫جعْ فيه‬
‫ب َيخْتَصّ بالَقوال‪ ،‬فجعَل بطنَ أَخيه حيث ل يَْن َ‬ ‫وال َكذِ ُ‬
‫ال َعسَلُ َكذِبا‪َ ،‬لنّ اللّه قال‪ :‬فيه شفاء للناس‪ .‬وف حديث صلةِ‬
‫صدْقِ‪ ،‬وِإنِ‬‫ضدّ الصواب‪ ،‬كما أَن ال َكذِبَ ض ّد ال ّ‬ ‫الوِتْرِ‪َ :‬ك َذبَ أَبو ممد أَي أَخْطأَ؛ ساه َكذِبا‪ ،‬لَنه ُيشْبهه ف كونه ِ‬
‫ب َيعَْلمُ أَن ما يقوله َكذِبٌ‪ ،‬والـ ُمخْطِـ ُئ ل يعلم‪ ،‬وهذا الرجل ليس‬ ‫افْتَرَقا من حيث النيةُ والقصدُ‪ ،‬لَن الكاذ َ‬
‫ُبخْبِـرٍ‪ ،‬وإِنا قاله باجتهاد أَدّاه إِل أَن الوتر واجب‪ ،‬والجتهاد ل يدخله الكذبُ‪ ،‬وإِنا يدخله الطَـأُ؛ وأَبو ممد‬
‫ب ف موضع الطإِ؛ وأَنشد بيت الَخطل‪:‬‬ ‫ب الكذِ َ‬ ‫صحاب‪ ،‬واسه مسعود بن زيد؛ وقد استعملت العر ُ‬
‫ك أَم رأَيتَ بواسِطٍ‬ ‫َكذَبَتْكَ عينُ َ‬
‫وقال ذو الرمة‪:‬‬
‫وما ف َس ْمعِهِ َكذِبُ‬
‫ضعَ َعشْرَ َة سنةً‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫وف حديث عُ ْروَةَ‪ ،‬قيل له‪ِ :‬إنّ ابن عباس يقول إِن النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لَِبثَ بكة ِب ْ‬
‫َكذَبَ‪ ،‬أَي‬
‫صلّي مع كل صلةٍ صلةً حت َي ْقضِـيَها‪ ،‬فقال‪َ :‬كذَْبتَ‬ ‫سمُرَة حي قال‪ :‬الـ ُم ْغمَى عليه ُي َ‬ ‫أَخْطَـأَ‪ .‬ومنه قول ِعمْرانَ ل َ‬
‫ولكنه ُيصَلّيهن معا‪ ،‬أَي أَخْطَـ ْأتَ‪.‬‬
‫صلُ ُح الكذِبُ إِل ف ثلث؛ قيل‪ :‬أَرادَ به‬ ‫وف الديث‪ :‬ل َي ْ‬
‫ق من حيثُ يقوله القائلُ‪ ،‬كقوله‪ِ :‬إنّ ف الـمَعاريض‬ ‫صدْ ٌ‬‫ب من حيث يَظُنّه السامعُ‪ ،‬و ِ‬ ‫مَعارِيضَ الكلم الذي هو َكذِ ٌ‬
‫ب عليكم الجّ‪ ،‬والجّ؛ مَ ْن َرَفعَ‪،‬‬ ‫لَـمَنْدوحةً عن ال َكذِب‪ ،‬وكالديث الخر‪ :‬أَنه كان إِذا أَراد سفرا ورّى بغيه‪ .‬و َكذَ َ‬
‫ب بعن وَ َجبَ‪ ،‬ومَن َنصَبَ‪ ،‬فعَلى الِغراءِ‪ ،‬ول ُيصَ ّرفُ منه آتٍ‪ ،‬ول مصدرٌ‪ ،‬ول اسم فاعل‪ ،‬ول مفعولٌ‪ ،‬وله‬ ‫َجعَلَ َكذَ َ‬
‫ب عليكم‬ ‫ب عليكم الجّ‪َ ،‬كذَ َ‬ ‫تعليلٌ دقيقٌ‪ ،‬ومعانٍ غامِضةٌ تي ُء ف الَشعار‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪َ :‬كذَ َ‬
‫ب عليكم الِهادُ‪ ،‬ثلثةُ أَسفارٍ َكذَبْنَ عليكم؛ قال ابن السكيت‪ :‬كأَن َكذَبْنَ‪ ،‬ههنا‪ِ ،‬إغْراءٌ أَي عليكم بذه‬ ‫ال ُعمْرةُ‪َ ،‬كذَ َ‬
‫الَشياءِ الثلثة‪.‬‬
‫ب عليكم الجّ؛ وقيل معناه‪:‬‬ ‫قال‪ :‬وكان وجهُه النصبَ على الِغراءِ‪ ،‬ولكنه جاءَ شاذا مرفوعا؛ وقيل معناه‪ :‬وَ َج َ‬
‫ب ظَنّه لقلة رغبتكم فيه‪ .‬وقال الزمشري‪:‬‬ ‫حثّ والـحَضّ‪ .‬يقول‪ِ :‬إنّ ال ّج ظنّ بكم حِرصا عليه‪ ،‬ورَغبةً فيه‪ ،‬فكذَ َ‬ ‫الـ َ‬
‫معن َك َذبَ عليكم ال ّج على كلمَي‪ :‬كأَنه قال َكذَب الجّ عليكَ الجّ أَي ليُرَغّبْك الجّ‪ ،‬هو واجبٌ عليك؛ فأَضمَر‬
‫ا َلوّل لدللة الثان عليه؛ ومَن نصب الجّ‪،‬‬
‫<ص‪>710:‬‬
‫فقد َجعَلَ عليك اس َم ِفعْلٍ‪ ،‬وف كذَبَ ضمي الجّ‪ ،‬وهي كلم ٌة نادرةٌ‪ ،‬جاءَت على غي القِـياس‪.‬‬
‫حجّ‪ .‬وهو ف الَصل‪ ،‬إِنا هو‪ :‬إِن قيل ل حَجّ‪ ،‬فهو َكذِبٌ؛ ابن‬ ‫ب عليكم الـ َ‬ ‫وقيل‪َ :‬كذَب عليكم الـحَجّ أَي وَ َج َ‬
‫صبٌ‪ ،‬لَنه يريد‬ ‫ب معناه َن ْ‬
‫شيل‪ :‬كذبَك الجّ أَي أَمكَنَك فحُجّ‪ ،‬وكذَبك الصّيدُ أَي أَمكنَك فارْمِه؛ قال‪ :‬ورفْعُ ال ّج ب َكذَ َ‬
‫أَن يَـ ْأمُر بالج‪ ،‬كما يقال َأ ْمكَنَك الصّيدُ‪ ،‬يريدُ ا ْرمِه؛ قال عنترة يُخاطبُ زوجته‪:‬‬
‫َكذَبَ العَتيقُ‪ ،‬وما ُء شَنّ بارِدٌ‪ِ * ،‬إنْ كُْنتِ ساِئلَت غَبُوقا‪ ،‬فاذهب!‬
‫يقول لا‪ :‬عليكِ بأَكل العَتيق‪ ،‬وهو التمر اليابس‪ ،‬وشُرْبِ الاءِ‬
‫ق اللّب‪ ،‬وهو شُرْبه َعشِـيّا‪َ ،‬لنّ اللب‬ ‫البارد‪ ،‬ول تتعرّضي لغَبُو ِ‬
‫صتُ به مُهري الذي أَنتفع به‪ ،‬وُيسَّلمُن وإِيا ِك من أَعدائي‪.‬‬ ‫ص ْ‬ ‫َخ َ‬
‫وف حديث ُعمَر‪ :‬شكا إِليه عمرو بن معد يكرب أَو غيه الّنقْرِسَ‪ ،‬فقال‪ :‬كذَبَتْكَ الظّهائِ ُر أَي عليك بالشي فيها؛‬
‫والظهائر جع ظهية‪ ،‬وهي شدة الرّ‪ .‬وف رواية‪َ :‬كذَبَ عليك الظواهرُ‪ ،‬جع ظاهرة‪ ،‬وهي ما ظهر من الَرض وارَْتفَع‪.‬‬
‫ب عليك ال َعسَلُ‪ ،‬يريد ال َعسَلنَ‪ ،‬وهو‬ ‫وف حديث له آخر‪ :‬إِن عمرو بن معد يكرب شَكا إِليه الـ َمعَص‪ ،‬فقال‪َ :‬كذَ َ‬
‫شيُ الذّئب‪،‬‬ ‫َم ْ‬
‫صبِ الرّجل؛ ومنه حديث عليّ‪ ،‬عليه السلم‪ :‬كذَبَْتكَ‬ ‫أَي عليك بسُرعةِ الشي؛ والـمَعَصُ‪ ،‬بالعي الهملة‪ ،‬التوا ٌء ف ع َ‬
‫الارقَةُ أَي عليك بْثلِها؛ والارِقةُ‪ :‬الرأَة الت َتغْلِـبُها شهوَتُها‪ ،‬وقيل‪ :‬الضيقة الفَرْج‪ .‬قال أَبو عبيد‪ :‬قال الَصمعي معن‬
‫ك َذبَ عليكم‪ ،‬مَعن الِغراء‪ ،‬أَي عليكم به؛ وكأَن الَصلَ ف هذا أَن يكو َن َنصْبا‪ ،‬ولكنه جاءَ عنهم بالرفع شاذا‪ ،‬على‬
‫ع قول الشاعر‪:‬‬ ‫حقّقُ ذلك أَنه مَرفو ٌ‬ ‫غي قياس؛ قال‪ :‬وما ُي َ‬
‫َكذَْبتُ َعلَيكَ ل تزا ُل تَقوفُن‪ * ،‬كما قافَ‪ ،‬آثارَ الوَسيقةِ‪ ،‬قائفُ‬
‫جعَلَ‬‫فقوله‪ :‬كذَْبتُ عليك‪ ،‬إِنا َأغْراه بنفسه أَي عَليكَ ب‪َ ،‬ف َ‬
‫َن ْفسَه ف موضع رفع‪ ،‬أَل تراه قد جاءَ بالتا ِء َفجَعَلها ا ْسمَه؟ قال‬
‫ُمعَقّرُ بن حار البارقيّ‪:‬‬
‫ب القَرا ِطفُ والقُروفُ‬ ‫ت بَنِـيها * بَأنْ َكذَ َ‬ ‫ص ْ‬‫وذُبْيانيّة أَو َ‬
‫قال أَبو عبيد‪ :‬ول َأ ْس َمعْ ف هذا حرفا منصوبا إِل ف شي ٍء كان‬
‫ب عليكَ الَب ْزرُ والّنوَى؛ وقال أَبو سعيد الضّرِير ف قوله‪:‬‬ ‫ضوٍ لرجل‪ ،‬فقال‪ :‬كذَ َ‬ ‫ب نَظر إِل ناقة ِن ْ‬ ‫أَبو عبيدة يكيه عن أَعرا ّ‬
‫كذَْبتُ عليك ل تزا ُل تقُوفُن‬
‫ت عليكم؛ فَأ َذلّه بذا الشعر‪ ،‬وأَ ْخمَلَ ذِكْرَه؛ وقال ف قوله‪:‬‬ ‫أَي ظَنَْنتُ بك أَنك ل تَنامُ عن وِتْري‪َ ،‬ف َكذَبْ ُ‬
‫ب القَرا ِطفُ والقُروفُ‬ ‫بأَن َكذَ َ‬
‫قال‪ :‬القَرا ِطفُ أَ ْكسِـيَةٌ ُحمْر‪ ،‬وهذه امرأَة كان لا بَنُونَ يركَبُونَ ف شارة َحسَنةٍ‪ ،‬وهم ُفقَراء ل َيمْلكُون وراءَ ذلك‬
‫شيئا‪ ،‬فَساءَ‬
‫ب القَرا ِطفُ أَي ِإنّ‬
‫ذلك ُأمّهُم َلنْ رأَتْهم فُقراءَ‪ ،‬فقالت‪َ :‬كذَ َ‬
‫زِينَتهم هذه كاذبةٌ‪ ،‬ليس وراءَها عندهم شيءٌ‪.‬‬
‫ابن السكيت‪ :‬تقول للرجل إِذا َأمَرْتَه بشيءٍ وَأغْرَيْته‪َ :‬كذَب علَيك‬
‫كذا وكذا أَي عليكَ به‪ ،‬وهي كلمة نادرةٌ؛ قال وأَنشدن ابن الَعراب‬
‫<ص‪>711:‬‬
‫ش بن زُهَي‪:‬‬ ‫لِدا ِ‬
‫َكذَْبتُ عليكم‪َ ،‬أوْ ِعدُون و َعلّلُوا * بـيَ الَرضَ وا َلقْوامَ قِرْدانَ َموْ ِظبِ‬
‫أَي عليكم ب وبجائي إِذا كنتم ف سفر‪ ،‬واقْ َطعُوا ِبذِكْري الَرضَ‪ ،‬وأَْنشِدوا القومَ هجائي يا قِرْدانَ َموْ ِظبٍ‪.‬‬
‫ب َلبُ الناقة أَي ذ َهبَ‪ ،‬هذه عن اللحيان‪ .‬و َكذَبَ البعيُ ف‬ ‫و َكذَ َ‬
‫سَيه إِذا سا َء سَيُه؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫جُمالِـيّ ٌة َتغْتَلي بالرّداف‪ * ،‬إِذا َكذَبَ الثِماتُ الـهَجيا‬
‫جمَ فيومُ الَحدِ والميسِ َكذَباك أَو يومُ الثني‬ ‫ابن الَثي ف الديث‪ :‬الجامةُ على الرّيق فيها شِفاءٌ وبَرَكة‪ ،‬فمن احَْت َ‬
‫والثلثاء؛‬
‫ت ُمجْرى الـمَثَل ف كلمهم‪،‬‬ ‫معن َكذَباك أَي عليك بما‪ ،‬يعن اليومي الذكورين‪ .‬قال الزمشري‪ :‬هذه كلمةٌ جَرَ ْ‬
‫فلذلك ل ُتصَ ّرفْ‪ ،‬ول ِز َمتْ طَريقةً واحدة‪ ،‬ف كونا فعلً ماضيا مُ َعلّقا بالـمُخاطَب و ْحدَه‪ ،‬وهي ف معن ا َلمْرِ‪،‬‬
‫ك اللّهُ‪ .‬قال‪ :‬والراد بالكذب الترغيبُ والبعثُ؛ مِ ْن قول العرب‪َ :‬كذَبَتْه‬ ‫كقولم ف الدعاءِ‪ :‬رَ ِحمَك اللّه أَي لِـيَرْ َحمْ َ‬
‫َن ْفسُه إِذا مَنّتْه الَمانّ‪ ،‬و َخّيلَت إِليه مِنَ المال ما ل يكادُ يكون‪ ،‬وذلك ما يُ َر ّغبُ الرجلَ ف الُمور‪ ،‬ويَْبعَثُه على التّعرّض‬
‫ص َدقَتْه َنفْسُه‪ ،‬وخَّيَلتْ إِليه ال َعجْزَ والّن َكدَ ف ال ّطلَب‪ .‬ومِن َثمّ قالوا للّنفْسِ‪ :‬ال َكذُوبُ‪ .‬فمعن قوله‬ ‫لا؛ ويقولون ف عكسه َ‬
‫كذَباك أَي لَيكْذِباك ولْيَُنشّطاكَ ويَْبعَثاك على الفعل؛ قال ابن الَثي‪ :‬وقد َأطَْنبَ فيه الزمشري وأَطالَ‪ ،‬وكان هذا خلصةَ‬
‫قوله؛ وقال ابن السكيت‪ :‬كَأنّ َكذَبَ‪ ،‬ههنا‪ ،‬إِغراءٌ أَي عليك بذا الَمر‪ ،‬وهي كلمة نادرة‪ ،‬جاءَت على غي القياس‪.‬‬
‫ب عليك أَي وَ َجبَ عليك‪.‬‬ ‫يقال‪َ :‬كذَ َ‬
‫سعُودِيّ‪ :‬رأَيتُ ف بيت القاسم َكذّابَتَي ف‬ ‫ب ُيصْبغ بأَلوانٍ يُْنقَشُ كأَنه َم ْوشِـيّ‪ .‬وف حديث الـ َم ْ‬ ‫وال َكذّابةُ‪ :‬ثو ٌ‬
‫سقْف‪ ،‬وإِنا هي ف الّثوْب دُونَه‪.‬‬ ‫سقْفِ البيت؛ سُميت به لَنا تُوهم أَنا ف ال ّ‬ ‫قب َ‬ ‫ص ّورُ وُيلْزَ ُ‬
‫ب ُي َ‬
‫س ْقفِ؛ ال َكذّابةُ‪ :‬ثو ٌ‬ ‫ال ّ‬
‫وال َكذّابُ‪ :‬اسمٌ لبعض رُجّا ِز العَرب‪ .‬وال َكذّابانِ‪ُ :‬مسَْيلِمةُ الـحََنفِـيّ والَسوَ ُد العَْنسِيّ‪.‬‬
‫ب َمجْزُومٌ‪ :‬الـحُ ْزنُ وال َغمّ الذي يأْخذُ بالّنفْس‪ ،‬وجعه كُرُوبٌ‪ .‬وكَرَبه ا َلمْرُ وال َغمّ‬ ‫@كرب‪ :‬الكَ ْربُ‪ ،‬على َوزْن الضّرْ ِ‬
‫َيكْرُبهُ‬
‫كَرْبا‪ :‬اشَْت ّد عليه‪ ،‬فهو َمكْرُوبٌ وكَرِيبٌ‪ ،‬والسم الكُرْبة؛ وإِنه‬
‫لـ َمكْرُوبُ النفس‪ .‬والكَرِيبُ‪ :‬الـ َمكْروبُ‪ .‬وَأمْرٌ كارِبٌ‪ .‬واكْترَبَ‬
‫لذلك‪ :‬اغَْتمّ‪ .‬والكَراِئبُ‪ :‬الشدائدُ‪ ،‬الواحدةُ كَرِيبةٌ؛ قال َس ْعدُ‬
‫بن نا ِشبٍ الا ِزنّ‪:‬‬
‫فيا َل رِزامٍ َر ّشحُوا ب ُم َقدّما * إِل الـ َموْتِ‪َ ،‬خوّاضا إِليه الكَرائِـبا‬
‫قال ابن بري‪ :‬مُ َقدّما منصوب ب َر ّشحُوا‪ ،‬على حذف موصوف‪ ،‬تقديره‪َ :‬ر ّشحُوا ب رَ ُجلً ُم َقدّما؛ وأَصل التّرْشيح‪:‬‬
‫التّرْبِـيَةُ‬
‫والّتهْيِئَةُ؛ يقال‪ُ :‬رشّحَ فلنٌ للِمارة أَي هُيّـئَ لا‪ ،‬وهو لا كُفؤٌ‪.‬‬
‫ومعن َر ّشحُوا ب ُم َقدّما أَي ا ْجعَلُون كُفؤا ُمهَـيّـأً لرجل‬
‫ل مُتَ َقدّما‪ ،‬وهذا‬ ‫شُجاع؛ ويروى‪َ :‬ر ّشحُوا ب مُ َقدّما أَي رج ً‬
‫ب‬
‫بنلة قولم وَجّ َه ف معن توجّه‪ ،‬ونَبّه ف معن تَنَبّه‪ ،‬وَن ّكبَ ف معن تَن ّكبَ‪ .‬وف الديث‪ :‬كان إِذا أَتاه الوحيُ كُرِ َ‬
‫<ص‪>712:‬‬
‫له (‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «إذا أتاه الوحي كرب له» كذا ضبط بالبناء للمجهول بنسخ النهاية ويعينه ما بعده ول يتنبه الشارح له فقال‪:‬‬
‫وكرب كسمع أصابه الكرب ومنه الديث إل مغترا بضبط شكل مرف ف بعض الصول فجعله أصلً برأسه وليس‬
‫بالنقول) أَي أَصابَهُ الكَرْبُ‪ ،‬فهو َمكْروبٌ‪ .‬والذي كَرَبه كارِبٌ‪.‬‬
‫وكَ َربَ ا َلمْ ُر َيكْرُبُ كُرُوبا‪ :‬دَنا‪ .‬يقال كَرََبتْ حياةُ النارِ‬
‫أَي قَ ُربَ انْطِفاؤُها؛ قال عبدُالقيسِ بنُ خُفافٍ البُرْ ُجمِـيّ ( ‪)2‬‬
‫(‪ 2‬قوله «قال عبدالقيس إل» كذا ف التهذيب‪ .‬والذي ف الحكم قال خفاف بن عبدالقيس البجي‪: ).‬‬
‫ب يَومِهِ‪ * ،‬فإِذا ُدعِـيتَ إِل الـمَكا ِرمِ فا ْعجَلِ‬ ‫أَبَُنيّ! ِإنّ أَباكَ كارِ ُ‬
‫ك إِيْصاءَ ا ْمرِئٍ‪ ،‬لك‪ ،‬ناصِحٍ‪ * ،‬طَبِنٍ برَْيبِ الدّهْ ِر غَ ِي مُ َغفّلِ‬ ‫أُوصِـي َ‬
‫حلّلِ‬
‫اللّهَ فاّتقْهِ‪ ،‬وَأ ْوفِ بَِن ْذرِهِ‪ * ،‬وإِذا َحلَ ْفتَ مُبارِيا فََت َ‬
‫ك لُعْنَ ًة للنّزّلِ‬
‫والضّْيفَ أَكْ ِرمْهُ‪ ،‬فِإنّ مَبِـيتَه * حَقّ‪ ،‬ول تَ ُ‬
‫ف ُمخْبِـرُ أَ ْهلِه * بَبِـيتِ لَْيلَتِه‪ ،‬وِإنْ ُيسْـأَلِ‬ ‫وا ْعَلمْ بَأ ّن الضّي َ‬
‫صفَا لك وُدّه‪ * ،‬وا ْجذُذْ حِـبا َل الَائِن الـمُتََبذّلِ‬ ‫وَصِلِ الـمُواصِ َل ما َ‬
‫حوّلِ‬ ‫ك مَنْزِلٌ فََت َ‬ ‫حلُلْ به‪ * ،‬وإِذا نَبَا َب َ‬ ‫وا ْحذَ ْر َمحَلّ السوءِ‪ ،‬ل َت ْ‬
‫واسْـتَـ ْأنِ ِح ْلمَكَ ف ُأمُو ِركَ ُكلّها * وإِذا عَ َز ْمتَ على الوى فََتوَكّلِ‬
‫جمّلِ‬‫واسَْتغْنِ‪ ،‬ما أَغْناكَ رَبّك‪ ،‬بالغِنَى‪ * ،‬وإِذا ُتصِـبْكَ خَصاصَ ٌة فَت َ‬
‫خشّعا * تَرْجُو الفَواضلَ عند غيِ الـ ِم ْفضَلِ‬ ‫وإِذا افَْتقَرْتَ‪ ،‬فل تُرَى مَُت َ‬
‫ل َعفّ الَ ْجمَلِ‬ ‫وإِذا تَشاجَ َر ف ُفؤَادِك‪ ،‬مَرّةً‪َ * ،‬أمْرانِ‪ ،‬فا ْع ِمدْ ل َ‬
‫وإِذا َه َم ْمتَ بَأمْرِ سُوءٍ فاتِّئدْ‪ * ،‬وإِذا َه َم ْمتَ بَأمْرِ خَيْ ٍر فا ْعجَلِ‬
‫ع ُم ْمحِلِ‬ ‫وإِذا رَأَْيتَ البا ِهشِـيَ إِل الّندَى * غُبْرا أَ ُك ّف ُهمُ بقا ٍ‬
‫فَأعِْن ُهمُ واْيسِرْ با َيسَرُوا به‪ * ،‬وإِذا ُهمُ نَ َزلُوا بضَنْكٍ‪ ،‬فانْزِلِ‬
‫ويروى‪ :‬فاْبشَرْ با َبشِرُوا به‪ ،‬وهو مذكور ف الترجتي‪.‬‬
‫ب يكونُ‪،‬‬ ‫وكُ ّل شيءٍ دَنا‪ :‬فقد كَرَبَ‪ .‬وقد كَرَبَ أَن يكون‪ ،‬وكَرَ َ‬
‫وهو‪ ،‬عند سيبويه‪ ،‬أَحدُ الَفعال الت ل يُستعمل اسم الفاعل منها موضعَ الفعل الذي هو خبها؛ ل تقول كَرَب كائنا؛‬
‫ت للغُروب؛ وكَ َرَبتِ‬
‫ت الشمسُ للـمَغِـيب‪ :‬دََنتْ؛ وكَرََبتِ الشمسُ‪ :‬دََن ْ‬ ‫وكَ َربَ أَن َيفْعَلَ كذا أَي كا َد َيفْعَلُ؛ وكَرََب ِ‬
‫ب أَي دَنا من ذلك وقَرُبَ‪ .‬وك ّل دانٍ‬ ‫الاريةُ أَن ُتدْ ِركَ‪ .‬وف الديث‪ :‬فإِذا ا ْسَتغْنَى أَو كَ َربَ اسَْت َعفّ؛ قال أَبو عبيد‪ :‬كَرَ َ‬
‫قريبٍ‪ ،‬فهو كارِبٌ‪ .‬وف حديث ُرقَيْقَةَ‪ :‬أَْي َف َع الغُلمُ أَو كَرَبَ أَي قارَبَ الِيفاع‪.‬‬
‫جمَة كَرْب‪ ،‬والمع كَرْب‬ ‫وكِرابُ الـ َمكّوكِ وغيه من النِـيَةِ‪ :‬دونَ الِمام‪ .‬وإِناءٌ كَرْبانُ إِذا كَرَبَ َأ ْن َيمَْتلِـئَ؛ و ُج ْم َ‬
‫وكِرابٌ؛ وزعم يعقوب أَن كافَ كَرْبا َن بدل من قاف قَرْبانَ؛ قال ابن سيده‪ :‬وليس بشيءٍ‪.‬‬
‫<ص‪>713:‬‬
‫ت السّقا َء إِكْرابا إِذا مَلْتَه؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫الَصمعي‪ :‬أَكْرَْب ُ‬
‫َبجّ الـمَزا ِد ُمكْرَبا َتوْكِـيَا‬
‫ب مَلَه‪ .‬وهذه إِبلٌ مائةٌ أَو كَرْبُها أَي نوُها وقُرابَتُها‪.‬‬ ‫ب الِناءَ‪ :‬قارَ َ‬ ‫وأَكْرَ َ‬
‫ت القَْيدَ إِذا ضَّيقْتَه على الـ ُمقَيّدِ؛ قال عبداللّه بن عََنمَة الضّبّـيّ‪:‬‬ ‫ب إِذا ضُيّقَ‪ .‬وكَرَْب ُ‬ ‫وقَْي ٌد َمكْرُو ٌ‬
‫ازْجُ ْر حِمارَك ل يَرَْتعْ ب َروْضَتِنا‪ * ،‬إِذا يُرَدّ‪ ،‬وقَْي ُد العَيْرِ َمكْرُوبُ‬
‫ضَ َربَ المارَ ورَتْعَه ف رَوْضتِهم مثلً أَي ل َتعَرّضَنّ‬
‫لشَْتمِنا‪ ،‬فإِنا قادرون على تقييد هذا العَيْ ِر ومَنْعه من التصرف؛ وهذا البيت ف شعره‪:‬‬
‫ُأرْدُدْ حِمارَك ل يَنْ ِزعْ َسوِيّتَه‪ * ،‬إِذا يُرَدّ‪ ،‬وقَْي ُد العَيْرِ َمكْرُوبُ‬
‫ع على جواب الَمر‪ ،‬كأَنه‬ ‫ح على ظهر المار وغيه‪ ،‬وجزم يَنْ ِز ْ‬ ‫حشَى بثُمام ونوه كالبَرْذَعَة‪ ،‬يُطْ َر ُ‬ ‫والسّويّةُ‪ :‬كِسا ٌء ُي ْ‬
‫قال‪ِ :‬إنْ‬
‫ع َسوِيّتَه الت على ظهره‪ .‬وقوله‪ :‬إِذا يُ َردّ جوابٌ‪ ،‬على تقدير أَنه قال‪ :‬ل َأرُدّ حِمارِي‪ ،‬فقال ميبا له‪ :‬إِذا‬ ‫تَرْ ُددْهُ ل يَنْزِ ْ‬
‫ب وظِـيفَيِ الِمار أَو المل‪ :‬دان بينهما ببل أَو‬ ‫يُرَدّ‪ .‬وكَرَ َ‬
‫قَْيدٍ‪.‬وكارَبَ الشيءَ‪ :‬قارَبه‪.‬‬
‫وأَكْرَبَ الرجلُ‪َ :‬أسْرَعَ‪ .‬و ُخ ْذ رِ ْجلَيْكَ بأَكْرابٍ إِذا ُأمِ َر بالسّرْعة‪ ،‬أَي ا ْعجَلْ وَأسْرِعْ‪ .‬قال الليث‪ :‬ومن العرب من يقول‪:‬‬
‫أَكْرَبَ الرجلُ إِذا أَخذ رِجْلَيْه بَأكْرابٍ‪ ،‬وَقلّما يقال‪ :‬وأَكْ َربَ الفرسُ وغيُه ما َي ْعدُو‪َ :‬أسْ َرعَ؛ هذه عن اللحيان‪ .‬أَبو زيد‪:‬‬
‫أَكْرَبَ‬
‫الرجلُ إِكْرابا إِذا َأ ْحضَرَ وعَدا‪ .‬و َكرَْبتُ الناقةَ‪ :‬أَوقَرْتُها‪.‬‬
‫الَصمعي‪ :‬أُصو ُل السّ َعفِ الغِلظُ هي الكَرانِـيفُ‪ ،‬واحدتُها‬
‫س فتصيُ مِثلَ الكَِتفِ‪ ،‬هي الكَرَبة‪ .‬ابن الَعراب‪ُ :‬س ّميَ كَرَبُ النخل كَرَبا لَنه اسُْتغْنِـيَ عنه‪،‬‬ ‫كِرْنافةٌ‪ ،‬والعَريضَة الت تَيْبَ ُ‬
‫وكَ َربَ أَن ُيقْطَ َع ودَنا من ذلك‪.‬‬
‫ب أُصُولُ‬‫سعَفِ؛ وف الحكم‪ :‬الكَرَ ُ‬ ‫وكَ َربُ النخلِ‪ :‬أُصُو ُل ال ّ‬
‫س فتص ُي مثلَ الكَِتفِ‪ ،‬واحدتُها‬ ‫ظ العِراضُ الت تَيْبَ ُ‬ ‫س َعفِ الغِل ُ‬ ‫ال ّ‬
‫كَرَبةٌ‪ .‬وف صفة َنخْلِ النة‪ :‬كَرَبُها ذَ َهبٌ‪ ،‬هو بالتحريك‪ ،‬أَصلُ‬
‫س َعفِ؛ وقيل‪ :‬ما يَْبقَى من أُصوله ف النخلة بعد القطع كالـمَراقي؛ قال الوهري هنا وف الثل‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫مت كان حُكمُ اللّه ف كَرَبِ النخلِ؟‬
‫قال ابن بري‪ :‬ليس هذا الشاهد الذي ذكره الوهري مثلً‪ ،‬وإِنا هو َعجُ ُز بَْيتٍ لرير؛ وهو بكماله‪:‬‬
‫ك سَوابقَ عَبْرةٍ‪ * :‬مت كان ُح ْكمُ اللّهِ ف كَرَبِ النخلِ؟‬ ‫أَقولُ ول َأ ْملِ ْ‬
‫شعْر‬‫ي َفضّلَ الفرزدقَ عليه ف الّنسِـيب‪ ،‬وَفضّلَ جريرا على الفرزدق ف َجوْدَةِ ال ّ‬ ‫قال ذلك لَـمّا َبلَغه َأ ّن الصّلَتانَ العَْبدِ ّ‬
‫ف قوله‪:‬‬
‫ضعُ‬
‫ب تَوا ُ‬ ‫أَيا شاعِرا ل شاعِ َر اليومَ مِْثلُه‪ * ،‬جَريرٌ‪ ،‬ولكن ف ُكلَْي ٍ‬
‫صلَتان‪ ،‬وُنصْرَتَه الفرزدقَ‪ .‬قلت‪ :‬هذه‬ ‫ض جري ٌر قولَ ال ّ‬ ‫فلم يَرْ َ‬
‫ت ِشعْرا‪،‬‬ ‫مشاحّ ٌة من ابن بري للجوهري ف قوله‪ :‬ليس هذا الشاهدُ مثلً‪ ،‬وإِنا هو عجز بيت لرير‪ .‬والَمثال قد َورَدَ ْ‬
‫وغ َي ِشعْرٍ‪ ،‬وما يكون شعرا ل يتنع أَن يكون مَثَلً‪.‬‬
‫ط من‬ ‫والكَرَابة والكُرابَة‪ :‬الّتمْر الذي ُيلَْتقَ ُ‬
‫<ص‪>714:‬‬
‫ط من الّتمْر ف أُصُول‬ ‫لدَادِ‪ ،‬والضمّ َأعْلى‪ ،‬وقد َتكَرّبَها‪ .‬الوهري‪ :‬والكُرَابة‪ ،‬بالضم‪ ،‬ما ُيلْتَقَ ُ‬ ‫أُصول الكَرَب‪َ ،‬ب ْعدَ ا َ‬
‫شدّ على ال ّدلْو‪،‬‬ ‫س َعفِ بعدما َتصَ ّرمَ‪ .‬الَزهري‪ :‬يقال َتكَرّْبتُ الكُرَابَ َة إِذا َتَلقّطْتَها‪ ،‬من الكَرَب‪.‬والكَرَبُ‪ :‬الـحَبْ ُل الذي ُي َ‬ ‫ال ّ‬
‫شدّ على عَرَاقي ال ّدلْو‪،‬‬ ‫بعد الـمَنِـيِ‪ ،‬وهو الـحَبْل ا َلوّل‪ ،‬فإِذا اْنقَطَع النِـيُ بقي الكَرَبُ‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكَرَبُ حَبْل ُي َ‬
‫ث يُثْن‪ ،‬ث يَُثّلثُ‪ ،‬والمع أَكْرابٌ؛ وف الصحاح‪ :‬ث يُثْن‪ ،‬ث يَُثّلثُ ليكونَ هو الذي يلي الاءَ‪ ،‬فل َي ْعفَن الـحَبْلُ الكبي‪.‬‬
‫رأَيت ف حاشية نسخة من الصحاح الوثوق با قولَ الوهري‪ :‬ليكون هو الذي يلي الاءَ‪ ،‬فل َي ْعفَن الـحَبْلُ الكبي‪ ،‬إِنا‬
‫هو من صفة ال ّدرَك‪ ،‬ل الكَ َربِ‪ .‬قلت‪ :‬الدليل على صحة هذه الاشية أَن الوهري ذكر ف ترجة درك هذه الصورة‬
‫شدّ ف طرف الرّشاءِ إِل َع ْرُقوَةِ الدلو‪ ،‬ليكون هو الذي يلي الاءَ‪ ،‬فل َيعْفَنُ الرّشاءُ‪.‬‬ ‫أَيضا‪ ،‬فقال‪ :‬وال ّد َركُ قطعةُ حَبْل ُي َ‬
‫وسنذكره ف موضعه إِن شا َء اللّه تعال؛ وقال الطيئة‪:‬‬
‫َق ْومٌ‪ ،‬إِذا َعقَدوا َعقْدا لارِهمُ‪َ * ،‬شدّوا العِناجَ‪ ،‬و َشدّوا‪َ ،‬ف ْوقَه‪ ،‬الكَرَبَا‬
‫و َدلْو ُمكْرَبة‪ :‬ذاتُ كَرَب؛ وقد كَرَبَها َيكْرُبُها كَرْبا‪ ،‬وأَ ْكرََبهَا‪ ،‬فهي ُمكْرَبةٌ‪ ،‬وكَرّبَها؛ قال امرؤُ القيس‪:‬‬
‫كالدّْلوِ ُبّتتْ عُراها وهي مُْثقَلَةٌ‪ * ،‬وخانا وَ َذمٌ منها وَتكْريبُ‬
‫على َأنّ الّتكْريبَ قد يوز أَن يكون هنا اسا‪ ،‬كالتّنْبِـيتِ والّتمْتي‪ ،‬وذلك لعَ ْطفِها على الوَذَم الذي هو اسم‪ ،‬لكنّ البابَ‬
‫ا َلوّلَ َأشَْيعُ وَأ ْو َسعُ‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬أَعن أَن يكون مصدرا‪ ،‬وإِن كان معطوفا على السم الذي هو الوَ َذمُ‪ .‬وك ّل شديدِ‬
‫ال َع ْقدِ‪ ،‬من حَبْل‪ ،‬أَو بناءٍ‪ ،‬أَو َم ْفصِل‪ُ :‬مكْرَبٌ‪ .‬الليث‪ :‬يقال لكل شي ٍء من اليوان إِذا كان وَثيقَ الـمَفاصِل‪ :‬إِنه‬
‫لـ َمكْروب الفاصِل‪ .‬وروى أَبو الرّبيع عن أَب العالية‪ ،‬أَنه قال‪ :‬الكَروبيّون سادَةُ اللئكةِ‪ ،‬منهم جبي ُل ومِـيكائيلُ‬
‫وإِسرافيل‪ ،‬هم الـ ُمقَرّبُونَ؛ وأَنشد َشمِرٌ ُلمَيّة‪:‬‬
‫جدُ‬
‫ع و ُس ّ‬‫كَرُوبِـيّ ٌة منهم رُكُو ٌ‬
‫للْقِ إِذا كان شَدي َد القُوى‪ ،‬والَول أَشبه؛ ابن الَعراب‪ :‬الكَريبُ‬ ‫باَ‬‫ويقال لكل حيوانٍ وَثِـيقِ الـمَفاصِلِ‪ :‬إِنه لَـ ُمكْرَ ُ‬
‫الشّوبَقُ‪،‬‬
‫وهو الفَْيَلكُونُ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫صوْتُ ذِْئبٍ ُم ْقفِر‬ ‫بو َ‬ ‫صوْتُ الكَري ِ‬ ‫ي تَجاوَبا‪َ * ،‬‬ ‫صوْتانِ ح َ‬ ‫ل َيسْتَوي ال ّ‬
‫والكَرْبُ‪ :‬القُرْبُ‪.‬‬
‫واللئكة الكَرُوبِـيّونَ‪َ :‬أقْرَبُ اللئكة إِل َح َملَةِ العَرْش‪.‬‬
‫صلْبٌ؛ قال‪:‬‬ ‫و َوظِـيفٌ ُمكْرَبٌ‪ :‬امَْتلَ َعصَبا‪ ،‬وحاف ٌر ُمكْرَبٌ‪ُ :‬‬
‫ت َت ْقعِـيبا‬
‫ت ُقعّبَ ْ‬
‫يَتْ ُركُ َخوّارَ الصّفا رَكُوبا‪ُ * ،‬بكْرَبا ٍ‬
‫والـ ُمكْرَبُ‪ :‬الشديدُ ا َلسْ ِر من الدّوابّ‪ ،‬بضم اليم‪ ،‬وفتح الراءِ‪.‬‬
‫للْق وا َلسْرِ‪ .‬ابن سيده‪ :‬وفرسٌ‬ ‫ب من اليل الشديدُ ا َ‬ ‫للْق إِذا كان شديدَ ا َلسْر‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الـ ُمكْرَ ُ‬ ‫باَ‬ ‫وإِنه لـمُكْرَ ُ‬
‫ُمكْرَبٌ‬
‫ب الَرضَ َيكْرُبُها كَرْبا وكِرابا‪:‬‬ ‫شديدٌ‪.‬وكَرَ َ‬
‫<ص‪>715:‬‬
‫َقلَبها للـحَرْثِ‪ ،‬وأَثارَها لل ّزرْع‪ .‬التهذيب‪ :‬الكِرابُ‪ :‬كَرُْبكَ الَرضَ حت تَقلِـبَها‪ ،‬وهي َمكْرُوبة مُثَارَة‪.‬‬
‫الّتكْريبُ‪ :‬أَن يَ ْزرَع ف الكَريبِ الا ِدسِ‪ .‬والكَريبُ‪ :‬القَراحُ؛‬
‫ع قَطّ؛ قال ذو ال ّرمّة يصف َج ْروَ‬ ‫والا ِدسُ‪ :‬الذي ل يُ ْزرَ ْ‬
‫الوَحْشِ‪:‬‬
‫ت * بَقاياه والـ ُمسَْتمْطَراتُ الرّوائِ ُح‬ ‫َتكَرّب َن أُخرى الَزْءِ‪ ،‬حت إِذا اْن َقضَ ْ‬
‫ب على‬ ‫ب على الَبقَرِ لَنا َتكْرُبُ الَرضَ أَي ل ُتكْ َربُ الَرضُ إِل بالَبقَر‪ .‬قال‪ :‬ومنهم مَن يقول‪ :‬الكِل َ‬ ‫وف الثل‪ :‬الكِرا ُ‬
‫ب على َبقَرِ الوَحْشِ‪ .‬وقال ابن السكيت‪:‬‬ ‫البقر‪ ،‬بالنصب‪ ،‬أَي َأ ْو ِسدِ الكِل َ‬
‫الثل هو الول‪.‬‬
‫والـ ُمكْرَباتُ‪ :‬الِبلُ الت ُيؤْتى با إِل أَبواب البُيوت ف ِشدّة‬
‫البد‪ ،‬ليُصِـيبها الدّخا ُن فَتدْفأَ‪.‬‬
‫صدُورُ ا َلوْدية؛ قال أَبو ُذؤَيْب يصف الّنحْلَ‪:‬‬ ‫والكِرابُ‪ :‬مَجاري الاءِ ف الوادي‪ .‬وقال أَبو عمرو‪ :‬هي ُ‬
‫شعُوفَ دَوائِـبا‪ * ،‬وتَْنصَبّ َألْهابا‪َ ،‬مصِـيفا كِرابُها‬ ‫جَوا ِرسُها تَـأْري ال ّ‬
‫س ْهمُ؛ وقوله‪:‬‬ ‫واحدتا كَرْبَة‪ .‬الـمَصِـيفُ‪ :‬الـ ُم ْع َوجّ‪ ،‬مِن صافَ ال ّ‬
‫ضتْ من ما ِء أَكْربةٍ‪ * ،‬على سَياب ِة َنخْلٍ‪ ،‬دُونه مَلَقُ‬ ‫كأَنا َمضْ َم َ‬
‫قال أَبو حنيفة‪ :‬الَ ْكرِبةُ ههنا شِعافٌ يسي ُل منها ما ُء البالِ‪،‬‬
‫واحدَتُها كَرْبةٌ؛ قال ابن سيده‪ :‬وهذا ليس بقويّ‪ ،‬لَن َفعْلً ل يمع على َأ ْف ِعلَةٍ‪ .‬وقال مرّة‪ :‬ا َلكْرِبَ ُة جع كُرابةٍ‪ ،‬وهو ما‬
‫َي َقعُ من ثر النخل ف أُصول الكَرَبِ؛ قال‪ :‬وهو غلط‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وكذلك قوله عندي َغلَط أَيضا‪ ،‬لَن فُعالَةَ ل‬
‫ج َم ُع على َأ ْفعِلَة‪ ،‬اللهم إِل أَن يكون على طرح الزائد‪ ،‬فيكون كأَنه َج َم َع فُعالً‪ .‬وما بالدار كَرّابٌ‪ ،‬بالتشديد‪ ،‬أَي أَ َحدٌ‪.‬‬ ‫ُي ْ‬
‫والكَرْبُ‪ :‬الفَتْلُ؛ يقال‪ :‬كَرَبْتُه َكرْبا أَي فََتلْتُه؛ قال‪:‬‬
‫ف مَرَْتعِ الّلهْو ل ُيكْ َربْ إِل ال ّطوَلِ‬
‫ب من ال َقصَبِ أَو القَنا؛ والكَريبُ أَيضا‪ :‬الشّوبَقُ‪ ،‬عن كراع‪.‬‬ ‫والكَريبُ‪ :‬ال َكعْ ُ‬
‫ك من مُلوكِ ِحمْي‪ ،‬واسه‬ ‫وأَبو كَرِبٍ اليَمانّ‪ ،‬بكسر الراءِ‪ :‬مَلِ ٌ‬
‫حمْيَريّ‪ ،‬وهو أَحد التبابعة‪.‬‬ ‫َأ ْسعَدُ بن مالكٍ الـ ِ‬
‫وكُ َرْيبٌ و َمعْدِيَكرِبَ‪ :‬اسانِ‪ ،‬فيه ثلث لغات‪ :‬معديكربُ برفع‬
‫ب يُضيف وَيصْ ِرفُ كَرِبا‪ ،‬ومنهم مَن يقول‪ :‬معديكربَ‪ ،‬يُضيف ول يَصرف‬ ‫الباءِ‪ ،‬ل يُصرف‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬معديكر ٍ‬
‫كربا‪ ،‬يعله مؤَنثا معرفة‪ ،‬والياءُ من معديكرب ساكنة على كل حال‪ .‬وإِذا نسبت إِليه قلت‪ :‬مَعْديّ‪ ،‬وكذلك النسب ف‬
‫سيّ‬
‫ط شَرّا‪ ،‬تنسب إِل السم الَول؛ تقول َبعْليّ و َخمْ ِ‬ ‫ك و َخ ْمسَةَ َعشَر وتَـأَبـَ َ‬ ‫كل اسي جُعل واحدا‪ ،‬مثل َب ْعلَبَ ّ‬
‫صغّرُ ا َلوّل‪ ،‬واللّه أَعلم‪.‬‬ ‫صغّرْتَ‪ُ ،‬ت َ‬ ‫وتَـأَبـَطيّ‪ ،‬وكذلك إِذا َ‬
‫@كرتب‪ :‬يقال َتكَرَْتبَ فلنٌ علينا‪ ،‬بالتاءِ‪ ،‬أَي َتغَّلبَ‪.‬‬
‫@كرشب‪ :‬الكِ ْر َشبّ‪ :‬الـ ُمسِنّ‪ ،‬كالقِ ْر َشبّ‪ .‬وف التهذيب‪ :‬الكِ ْر َشبّ‬
‫الـ ُمسِنّ الاف‪ .‬والقِ ْرشَبّ‪ :‬ا َلكُولُ‪.‬‬
‫<ص‪>716:‬‬
‫سلْق‪ ،‬عن أَب حنيفة‪ .‬التهذيب‪ :‬الكَـرْنِـيبُ‬ ‫@كرنب‪ :‬الكُرُْنبُ‪َ :‬بقْلَة؛ قال ابن سيده‪ :‬الكُرُْنبُ هذا الذي يقال له ال ّ‬
‫والكِرْنابُ‪ :‬الّتمْر‬
‫باللّبَن‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الكَرْنِـيبُ الـ َمجِـيع‪ ،‬وهو ال ُكدَيْراءُ‪،‬‬
‫يقال‪ :‬كَرنِبُوا لضَْيفِكم‪ ،‬فإِنه لَتْحانُ‪.‬‬
‫سبِ‪ ،‬كال ُكسْبَرة والكُزْبَرَة‪ ،‬وسيأْت‬ ‫@كزب‪ :‬الكُ ْزبُ‪ :‬لغة ف ال ُك ْ‬
‫صغَر ُمشْطِ الرّجْل وَتقَّبضُه‪ ،‬وهو‬ ‫ذكره‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الكَ َزبُ ِ‬
‫عَْيبٌ‪.‬‬
‫سبُ‬ ‫سبَ َي ْك ِ‬ ‫سبُ‪َ :‬طَلبُ ال ّرزْقِ‪ ،‬وأَصلُه المع‪َ .‬ك َ‬ ‫@كسب‪ :‬ال َك ْ‬
‫سبَ أَصابَ‪ ،‬واكَْتسَب‪:‬‬ ‫َكسْبا‪ ،‬وَت َكسّبَ واكَْتسَب‪ .‬قال سيبويه‪َ :‬ك َ‬
‫َتصَرّف واجَْتهَد‪ .‬قال ابن جن‪ :‬قولُه تعال‪ :‬لا ما َكسََبتْ‪ ،‬وعليها ما اكَْتسََبتْ؛ عَبّر عن السنة ِب َكسََبتْ‪ ،‬وعن السيئة‬
‫سبَ السنة‪ ،‬بالِضافة إِل اكْتِسابِ‬ ‫سبَ‪ ،‬لِـما فيه من الزيادة‪ ،‬وذلك أَن َك ْ‬ ‫سبَ دون معن اكَْت َ‬ ‫باكَْتسََبتْ‪ ،‬لَن معن َك َ‬
‫صغَرٌ‪ ،‬وذلك لقوله‪ ،‬عَزّ ا ْسمُه‪ :‬من جاءَ بالسنة فله َعشْرُ أَمثالا‪ ،‬ومن جاءَ بالسيئة فل ُيجْزَى إِل‬ ‫السيئة‪َ ،‬أمْ ٌر يسي ومُسَْت ْ‬
‫ضعْف الواحدِ إِل العشرة؟ ولا كان جَزاءُ السيئة إِنا هو بثلها‬ ‫مِْثلَها؛ أَفل تَرى أَن السنةَ َتصْغُر بـإِضافتها إِل جَزائها‪ِ ،‬‬
‫ل ُتحَْتقَرْ إِل الَزا ِء عنها‪ ،‬فعُلم بذلك ُقوّةُ ِفعْلِ السيئة على ِفعْلِ السنة‪ ،‬فإِذا كان ِفعْل السيئة ذاهبا بصاحبه إِل هذه‬
‫ت وعليها ما اكَْتسََبتْ‪ ،‬فزي َد ف لفظ‬ ‫خمَ لفظ العبارة عنها‪ ،‬فقيل‪ :‬لا ما َكسََب ْ‬ ‫الغاية البعيدة الـمُتَرامِـيَة‪ ،‬عُ ّظ َم َقدْرُها وُف ّ‬
‫سبَ‪ ،‬هنا‪،‬‬ ‫سبَ؛ قيل‪ :‬ما َك َ‬ ‫ِفعْل السيئة‪ ،‬وانُْتقِصَ من لفظ ِفعْل السنة‪ ،‬لا ذَكَرْنا‪ .‬وقولهُ تعال‪ :‬ما َأغْنَى عنه مالُه وما َك َ‬
‫وَلدُه‪ ،‬إِنه لَطَّيبُ ال َكسْب‪ ،‬وال ِكسْبة‪ ،‬والـمَ ْكسِـبَة‪ ،‬والـ َم ْكسَبَةِ‪ ،‬وال َكسِـيبةِ‪ ،‬و َكسَبْت الرجلَ خيا ف َكسَبَه وأَ ْكسَبَه‬
‫إِياه‪ ،‬والُول أَعلى؛ قال‪:‬‬
‫يُعاتِـبُن ف الدّيْ ِن َقوْمي‪ ،‬وإِنا * دُيونَ ف أَشيا َء َت ْكسِـبُهم َحمْدا‬
‫ويُروى‪ُ :‬ت ْكسِـبُهم‪ ،‬وهذا ما جا َء على َف َعلْتُه ف َفعَل‪ ،‬وتقول‪ :‬فلنٌ‬
‫سبُ أَهلَه خَيْرا‪ .‬قال أَحد بن ييـى‪ ،‬كلّ الناس يقول‪:‬‬ ‫َي ْك ِ‬
‫ك فلنٌ‬ ‫َكسَبَكَ فلنٌ َخيْرا‪ ،‬إِل ابنَ الَعراب‪ ،‬فإِنه قال‪ :‬أَ ْكسَبَ َ‬
‫َخيْرا‪.‬‬
‫ب ما يأْكلُ الرج ُل من كسْبه‪ ،‬ووََلدُه من َكسْبِه‪.‬‬ ‫وف الديث‪َ :‬أطْيَ ُ‬
‫قال ابن الَثي‪ :‬إِنا َجعَلَ ال َولَد َكسْبا‪ ،‬لَن الوالدَ َطلَبه‪ ،‬وسَعَى ف تصيله؛ وال َكسْبُ‪ :‬ال ّطَلبُ والسّ ْع ُي ف َطَلبِ الرزق‬
‫والـمَعيشةِ؛ وأَراد بالطّيّب ههنا الـحَللَ؛ ونفقةُ الواِلدَيْن واجبة على الولد إِذا كانا متاجَيْنِ عاجِزَيْن عن السّعْي‪ ،‬عند‬
‫سبُ الـ َم ْعدُومَ‪ .‬ابن‬
‫حمِلُ الكَلّ‪ ،‬وَت ْك ِ‬ ‫الشافعي؛ وغيُه ل يشترط ذلك‪ .‬وف حديث خدية‪ :‬إِنك لَتصِلُ الرّ ِحمَ‪ ،‬وَت ْ‬
‫ت زيدا مالً‪ ،‬وأَ ْكسَْبتُ زيدا مالً أَي َأعَنْتُه على َكسْبه‪ ،‬أَو َجعَلْتُه‬ ‫الَثي‪ :‬يقال‪َ :‬كسَْب ُ‬
‫َي ْكسِـبُه‪ ،‬فإِن كان من ا َلوّل‪ ،‬فتُريدُ أَنك َتصِلُ إِل ك ّل مَعْدوم‬
‫وتَنالُه‪ ،‬فل يََت َع ّذرُ لُب ْعدِه عليك‪ ،‬وإِن جعلته متعدّيا إِل اثني‪،‬‬
‫صلُه إِليهم‪.‬‬ ‫فتُريدُ أَنك ُتعْطِـي الناس الشيءَ العدومَ عندهم‪ ،‬وُتوَ ّ‬
‫قال‪ :‬وهذا َأ ْولَى ال َق ْولَي‪ ،‬لَنه أَشبه با قبله‪ ،‬ف باب الّتفَضّل‬
‫سبَ هو لنفسه ما ًل كان معدوما‬ ‫والِنْعامِ‪ ،‬إِذ ل إِنْعام ف أَن َي ْك ِ‬
‫عنده‪ ،‬وإِنا الِنعام أَن يُولِـيَه غيَه‪ .‬وباب الظّ والسعادة ف‬
‫الكتساب‪ ،‬غ ُي‬
‫<ص‪>717:‬‬
‫بابِ التفضل والِنعام‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه َنهَى عن َكسْب الِماءِ؛ قال ابن الَثي‪ :‬هكذا جا َء مطلقا ف رواية أَب هريرة‪،‬‬
‫وف‬
‫رواية رافع بن خَديج ُمقَيّدا‪ ،‬حت ُيعْلَم من أَين هو‪ ،‬وف رواية أُخرى‪ :‬إِل ما َع ِملَتْ بيدها‪ ،‬ووجهُ الِطلق أَنه كان‬
‫خ ُدمْنَ الناسَ وي ْأ ُخذْنَ أَ ْجرَهُنّ‪،‬‬
‫لَهل مكة والدينة إِماءٌ‪ ،‬عليهنّ ضَراِئبُ‪َ ،‬ي ْ‬
‫وُيؤَدّينَ ضَرائبَهن‪ ،‬ومن تكون مُتََبذّلة داخلةً خارجةً وعليها ضريبةٌ فل ُي ْؤمَنُ أَن تَْبدُ َر منها َزلّة‪ ،‬إِما للستزادة ف العاش‪،‬‬
‫وإِما لشَهوة تَغلِبُ‪ ،‬أَو لغي ذلك‪ ،‬والعصو ُم قليل؛ فَنهَى عن َكسْبِه ّن مطلقا تَنَزّها عنه‪ ،‬هذا إِذا كان للَمة وجهٌ معلومٌ‬
‫سبَ أَي َت َكلّف ال َكسْبَ‪.‬‬ ‫سبُ منه‪ ،‬فكيف إِذا ل يكن لا وجه معلوم؟ ورجل َكسُوبٌ و َكسّابٌ‪ ،‬وَت َك ّ‬ ‫َت ْك ِ‬
‫والكَوا ِسبُ‪ :‬الوارحُ‪.‬‬
‫وكَسابِ‪ :‬اسم للذئب‪ ،‬وربا جا َء ف الشّعر ُكسَيبا‪ .‬الَزهري‪ :‬وكَسابِ اسم َكلْبة‪ .‬وف الصحاح‪ :‬كَسابِ مثل قَطامِ‪،‬‬
‫اسم كلبة‪ .‬ابن سيده‪ :‬وكَسابِ من أَسا ِء إِناث الكلب‪ ،‬وكذلك َكسْبةُ؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫ولَزّ َكسْبةَ أُخْرى‪ ،‬فَرْعُها َفهِقُ‬
‫و ُكسَْيبٌ‪ :‬من أَساءِ الكلب أَيضا‪ ،‬وكلّ ذلك َتفَؤّ ٌل بال َكسْب‬
‫ض مُهاجِـيه‪ ،‬أُراه جريرا‪:‬‬ ‫والكتِسابِ‪ .‬و ُكسَيْبٌ‪ :‬اسم رجل‪ ،‬وقيل‪ :‬هو َج ّد ال َعجّاج ُلمّه؛ قال له بع ُ‬
‫ضمّخُ‬ ‫ب َت َ‬ ‫يا ابْنَ ُكسَْيبٍ! ما علينا مَْب َذخُ‪ * ،‬قد َغلَبَْتكَ كا ِع ٌ‬
‫ج َفغَلَبَتْه‪.‬‬ ‫يعن بالكاعب لَيْلى الَخَْيلِـيّة‪ ،‬لَنا هاجتِ ال َعجّا َ‬
‫سمّيه‬ ‫سبُ‪ :‬الكُنْجارَقُ‪ ،‬فارسيةٌ؛ وبعضُ أَهل السّواد ُي َ‬ ‫وال ُك ْ‬
‫شبٌ‪ ،‬ف ُقلِـبَت الشي‬ ‫سبُ ُمعَرّبٌ وأَصله بالفارسية ُك ْ‬‫ال ُكسْبَجَ‪ .‬وال ُكسْبُ‪ ،‬بالضم‪ :‬عُصارةُ الدّهْن‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬ال ُك ْ‬
‫ك بُور‪ .‬وبُورُ‪ :‬البْنُ‪ ،‬بلسان الفُرْس؛ وال ّدشْت أُعْرِبَ‪ ،‬فقيل ال ّد ْستُ‬ ‫سينا‪ ،‬كما قالوا سابُور‪ ،‬وأَصله شاه بُور أَي مَلِ ُ‬
‫صحْراءُ‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫سبٌ‪ :‬اسم‪.‬‬ ‫وكَْي َ‬
‫جشّر‪ ،‬من بن قَطَن ابن َن ْهشَل‪.‬‬ ‫سبِ‪ :‬رَجل من شعرائهم؛ وقيل‪ :‬هو مَنِـيعُ بن ا َل ْكسَب بن الـ ُم َ‬ ‫وابنُ الَ ْك َ‬
‫شبُ‪ِ :‬شدّةُ َأكْ ِل اللحمِ ونوه‪ ،‬وقد َكشَبه‪ .‬الَزهري‪:‬‬ ‫@كشب‪ :‬ال َك ْ‬
‫شدّة‪ .‬والّت ْكشِـيبُ للمبالغة؛ قال‪:‬‬ ‫ب اللحمَ َكشْبا‪ :‬أَكله ب ِ‬ ‫َكشَ َ‬
‫ث ظَِللْنا ف شِواءٍ‪ ،‬رُعْبَبُ ْه * ُمَل ْه َوجٍ مِثلِ ال ُكشَى ُن َكشّبُهْ‬
‫شبٌ‪ :‬جبل‬ ‫ضبّ‪ .‬و ُك ُ‬ ‫ال ُكشَى‪ :‬جعُ ُكشْية‪ ،‬وهي َشحْمةُ ُكلْية ال ّ‬
‫معروف‪ ،‬وقيل اسم جبل ف البادية‪.‬‬
‫ب َيكْ ُظبُ‬‫@كظب‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬حَ َظبَ َيحْ ُظبُ حُظوبا‪ ،‬وكَ َظ َ‬
‫ل ِسمَنا‪.‬‬ ‫كُظُوبا إِذا امْتَ َ‬
‫@كعب‪ :‬قال اللّه تعال‪ :‬وا ْمسَحُوا ب ُرؤُوسكم وَأرْجُلَكم إِل الكعبي؛ قرَأ ابنُ كثي‪ ،‬وأَبو عمرو‪ ،‬وأَبو بكر عن عاصم‬
‫وحزة‪ :‬وأَرجلِكم‪ ،‬خفضا؛ والَعشى عن أَب بكر‪ ،‬بالنصب مثل حفص؛ وقرَأ يعقوبُ والكسائي ونافع وابن عامر‪:‬‬
‫وأَرجلَكم؛ نصبا؛ وهي قراءة ابن عباس‪ ،‬رَدّه إِل قوله تعال‪ :‬فاغْسلوا‬
‫<ص‪>718:‬‬
‫سف‬ ‫وجوهَكم‪ ،‬وكان الشافعيّ يقرأُ‪ :‬وأَرجلَكم‪ .‬واختلف النا ُ‬
‫الكعبي بالنصب‪ ،‬وسأَل ابنُ جابر أَحدَ ابن ييـى عن ال َكعْب‪ ،‬فَأ ْومَـَأ ثعلبٌ إِل رِجْله‪ ،‬إِل الـ َمفْصِل منها بسَبّابَتِه‪،‬‬
‫ضعَ‬‫فو َ‬
‫السّبّاب َة عليه‪ ،‬ث قال‪ :‬هذا قولُ الـ ُمفَضّل‪ ،‬وابن الَعراب؛ قال‪ :‬ث َأ ْومَـأَ إِل الناِتئَي‪ ،‬وقال‪ :‬هذا قول أَب عمرو ابن‬
‫العَلء‪ ،‬والَصمعي‪ .‬وكلّ قد أَصابَ‪.‬‬
‫وال َك ْعبُ‪ :‬العظمُ لكل ذي أَربع‪ .‬وال َكعْبُ‪ :‬ك ّل َمفْصِ ٍل للعظام‪.‬‬
‫و َك ْعبُ الِنسان‪ :‬ما َأشْ َرفَ فوقَ ُر ْسغِه عند َق َدمِه؛ وقيل‪ :‬هو العظمُ الناش ُز فوق قدمِه؛ وقيل‪ :‬هو العظم الناشز عند‬
‫ق وال َقدَمِ‪ .‬وأَنكر الَصمعي قولَ الناسِ إِنه ف َظهْر القَدَم‪ .‬وذهب قومٌ إِل أَنما العظمانِ اللذانِ ف َظهْرِ القَدم‪،‬‬ ‫ُملَْتقَى السا ِ‬
‫ط ال َقدَم‪.‬‬
‫وهو َمذْ َهبُ الشّيعة؛ ومنه قولُ ييـى بن الرث‪ :‬رأَيت القَتْلى يو َم زيدِ ب ِن عليّ‪ ،‬فرأَيتُ الكِعابَ ف َوسْ ِ‬
‫وقيل‪ :‬ال َكعْبانِ من الِنسان العظمانِ الناشزان من جانب القدم‪ .‬وف حديث الِزارِ‪ :‬ما كان َأ ْسفَ َل من ال َكعْبي‪ ،‬ففي‬
‫النار‪ .‬قال ابن الَثي‪:‬الكَعْبا ِن العظمانِ الناتئانِ‪ ،‬عند مَ ْفصِلِ الساقِ والقَدم‪ ،‬عن النبي‪ ،‬وهو من الفَرس ما بي‬
‫ال َوظِـيفي والساقَيْنِ‪ ،‬وقيل‪ :‬ما بي عظم ال َوظِـيف وعظمِ الساقِ‪ ،‬وهو الناتِـ ُئ من َخلْفِه‪ ،‬والمع أَ ْك ُعبٌ و ُكعُوبٌ‬
‫ف بالشّرف وال ّظفَر؛ قال‪:‬‬ ‫ص ُ‬‫وكِعابٌ‪ .‬ورجلٌ عال ال َكعْب‪ :‬يُو َ‬
‫لا عَل َكعْبُك بِـي َعلِـيتُ‬
‫أَرادَ‪ :‬لا أَعْلن َكعْبُك‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬ال َك ْعبُ والكَعْب ُة الذي‬
‫ُي ْل َعبُ به‪ ،‬وجعُ ال َك ْعبِ كِعابٌ‪ ،‬وجع الكَعبة َك ْعبٌ و َكعَباتٌ‪ ،‬ل‬
‫حكِ ذلك غيُه‪ ،‬كقولك َجمْرة و َجمَراتٌ‪.‬‬ ‫َي ْ‬
‫و َكعّْبتُ الشيءَ‪ :‬رَّبعْتُه‪.‬‬
‫والكعبةُ‪ :‬البيتُ الـمُرَّبعُ‪ ،‬وجعُه كِعابٌ‪ .‬والكعبةُ‪ :‬البيتُ الرام‪ ،‬منه‪ ،‬لَت ْكعِـيبها أَي تربيعها‪ .‬وقالوا‪َ :‬كعْبةُ البيت‬
‫ت مُرَّبعٍ‪ ،‬فهو عند العرب‪َ :‬كعْبةٌ‪.‬‬ ‫فُأضِـيفَ‪ ،‬لَنم ذَهَبُوا ب َكعْبتِه إِل ترَّب ِع أَعله‪ ،‬و ُس ّميَ َكعْبةً لرتفاعه وترَبّعه‪ .‬وكل بي ٍ‬
‫سمّونه ال َكعَباتِ‪ .‬وقيل‪ :‬ذا ال َكعَباتِ‪ ،‬وقد ذكره‬ ‫ت يَطُوفون به‪ُ ،‬ي َ‬ ‫وكان لربيعةَ بي ٌ‬
‫ا َل ْسوَدُ بن َيعْفُ َر ف شِعره‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫والبيتِ ذي الكَعَباتِ من سِنْدادِ‬
‫والكعبةُ‪ :‬الغُرفة؛ قال ابن سيده‪ :‬أُراه لتَرَبّعها أَيضا‪.‬‬
‫ج ف تَرْبيعٍ‪ .‬ومنهم مَن ل‬ ‫ب ُم َكعّبٌ‪ :‬مَ ْطوِيّ شديدُ الَدْرا ِ‬ ‫وثو ٌ‬
‫ب َتكْعيبا‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬بُ ْردٌ ُم َك ّعبٌ‪ ،‬فيه وَشيٌ مُرَبّع‪ .‬والـ ُمكَ ّعبُ‪ :‬الـ ُم َوشّى‪،‬‬ ‫ُيقَّيدْه بالترْبيع‪ .‬يقال‪َ :‬كعّبْتُ الثو َ‬
‫ومنهم مَن َخصّصَ فقال‪ :‬من الثياب‪.‬‬
‫وال َك ْعبُ‪ُ :‬ع ْقدَةُ ما بي الُنْبُوبَيْ ِن من ال َقصَبِ والقَنا؛ وقيل‪:‬‬
‫ب ما بي كلّ ُعقْدتي؛ وقيل‪ :‬الكعبُ هو طَ َرفُ الُنْبوبِ‬ ‫هو أُنْبو ُ‬
‫الناشِزُ‪ ،‬وجعه ُكعُوب وكِعابٌ؛ أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫وَألْقَى نفسَه و َهوَيْ َن رَهْوا‪ * ،‬يُبارينَ الَ ِعنّةَ كالكِعَابِ‬
‫يعن أَن بعضَها يَتْلو بعضا‪ ،‬ككِعابِ ال ّرمْح؛ و ُرمْحٌ ب َك ْعبٍ‬
‫واحدٍ‪ُ :‬مسَْتوِي ال ُكعُوب‪ ،‬ليس له كَعب أَ ْغلَظُ من آخر؛ قال َأ ْوسُ بن َحجَر يصف قَنا ًة ُمسْتَوية ال ُكعُوبِ‪ ،‬ل تَعادِيَ‬
‫فيها‪،‬‬
‫<ص‪>719:‬‬
‫حت كأَنا َكعْبٌ واحد‪:‬‬
‫تَقا َك ب َكعْبٍ واحدٍ‪ ،‬وَتَلذّه * يَداكَ‪ ،‬إِذا ما هُ ّز بال َكفّ َي ْعسِلُ‬
‫و َك ّعبَ الِناءَ وغيَه‪ :‬مَلَه‪.‬‬
‫و َكعََبتِ الاريةُ‪َ ،‬ت ْك ُعبُ وَت ْك ِعبُ‪ ،‬الَخي ُة عن ثعلبٍ‪ُ ،‬كعُوبا‬
‫ب و ُم َك ّعبٌ وكا ِعبٌ‪ ،‬وجعُ الكا ِعبِ كَوا ِعبُ‪ .‬قال اللّه تعال‪:‬‬ ‫و ُكعُوبةً وكِعابةً و َكعّبَت‪َ :‬ن َه َد َثدْيُها‪ .‬وجارية كَعا ٌ‬
‫وكَوا ِعبَ‬
‫ب عن ثعلب؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫أَتْرابا‪ .‬وكِعا ٌ‬
‫شعُ‬
‫شعْ َ‬
‫َنجِـيبةُ بَطّالٍ‪َ ،‬لدُنْ َشبّ َهمّه‪ * ،‬لِعابُ الكِعابِ والـمُدامُ الـ ُم َ‬
‫َذكّرَ الـمُدامَ‪ ،‬لَنه عَن به الشّرابَ‪.‬‬
‫و َك َعبَ الّثدْيُ َي ْك ُعبُ‪ ،‬و َك ّعبَ‪ ،‬بالتخفيف والتشديد‪َ :‬ن َهدَ‪.‬‬
‫ت َت ْكعُبُ‪ ،‬بالضم‪ُ ،‬كعُوبا‪ ،‬و َكعّبَت‪ ،‬بالتشديد‪ :‬مثله‪ .‬وَثدْيٌ‬ ‫و َكعََب ْ‬
‫ب ومُ َك ّعبٌ و ُمكَ ّعبٌ‪ ،‬الَخية نادرة‪ ،‬ومَُت َكعّبٌ‪ :‬بعن واحد؛‬ ‫كا ِع ٌ‬
‫وقيل‪ :‬الّت ْفلِـيكُ‪ ،‬ث النّهودُ‪ ،‬ث الّت ْكعِـيبُ‪ .‬ووجهٌ ُم َك ّعبٌ إِذا كان جافِـيا ناتِئا‪ ،‬والعرب تقول‪ :‬جاريةٌ َدرْماءُ ال ُكعُوبِ‬
‫جمٌ؛ وذلك َأوْثَرُ لا؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫إِذا ل يكن لرؤوسِ عِظامِها َح ْ‬
‫ساقا َبخَنْداةً و َكعْبا أَ ْدرَما‬
‫ب على إِحدى رُكْبَتيها‪ ،‬قال‪ :‬الكَعابُ‪ ،‬بالفتح‪ :‬الرأَ ُة حي يَبْدو َثدْيُها للنّهود‪.‬‬ ‫وف حديث أَب هريرة‪ :‬فجَثتْ فَتاةٌ كَعا ٌ‬
‫سمْنِ‪:‬‬ ‫سمْن‪ .‬وال َكعْب من اللّب وال ّ‬ ‫وال َك ْعبُ‪ :‬الكُتْلةُ من ال ّ‬
‫َق ْدرُ صُبّةٍ؛ ومنه قول عمرو ابن معديكرب‪ ،‬قال‪ :‬نَ َزْلتُ بقوم‪ ،‬فأََتوْن بقوسٍ‪ ،‬وَث ْورٍ‪ ،‬و َك ْعبٍ‪ ،‬وتِـبْنٍ فيه لب‪ .‬فالقَ ْوسُ‪:‬‬
‫للّة من الّتمْر؛ والّثوْر‪ :‬الكُتْلة من ا َلقِطِ؛ والكَ ْعبُ‪:‬‬ ‫ما يَْبقَى ف أَصل ا ُ‬
‫سمْن؛ والتّبْنُ‪ :‬ال َق َدحُ الكبي‪ .‬وف حديث عائشة‪،‬‬ ‫الصّبّ ُة من ال ّ‬
‫ب من إِهالة‪،‬‬ ‫رضي اللّه عنها‪ :‬إِن كان لَُي ْهدَى لنا القِناعُ‪ ،‬فيه َكعْ ٌ‬
‫سمْن والدّهن‪ .‬و َكعَبه َكعْبا‪ :‬ضَرَبه على‬ ‫فَنفْ َرحُ به أَي قطعة من ال ّ‬
‫يابسٍ‪ ،‬كالرأْس ونوه‪ .‬و َكعّْبتُ الشّيءَ َتكْعيبا إِذا مَلْته‪.‬‬
‫أَبو عمرو‪ ،‬وابنُ الَعراب‪ :‬ال ُكعْبةُ ُعذْرةُ الارية؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ضتْ ُكعْبَتُهْ‬ ‫َأرَ َكبٌ َتمّ‪ ،‬و ّتتْ رَبّتُهْ‪ * ،‬قد كانَ َمخْتوما‪ ،‬ففُ ّ‬
‫وأَ ْك َعبَ الرجلُ‪َ :‬أسْرَعَ؛ وقيل‪ :‬هو إِذا انْ َطلَ َق ول َيلَْت ِفتْ‬
‫إِل شيءٍ‪.‬‬
‫ويقال‪َ :‬أعْلى اللّه َكعْبَه أَي أَعْلى َجدّه‪ .‬ويقال‪ :‬أَعْلى اللّه شَ َرفَه‪ .‬وف حديث قَيْلةَ‪ :‬واللّه ل يَزا ُل َكعْبُك عاليا‪ ،‬هو دُعاء‬
‫لا‬
‫بالشّرَف وال ُعُلوّ‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬والَصل فيه َك ْعبُ القَناة‪،‬‬
‫وهو أُنْبُوبُها‪ ،‬وما بي كلّ ُع ْقدَتَي منها َك ْعبٌ‪ ،‬وكلّ شي ٍء عل‬
‫وارتفع‪ ،‬فهو َك ْعبٌ‪.‬‬
‫أَبو سعيد‪َ :‬أ ْكعَبَ الرجلُ ِإكْعابا‪ ،‬وهو الذي يَنْ َطلِ ُق مُضارّا‪،‬‬
‫ل يُبال ما َورَاءه‪ ،‬ومثله َكلّل َتكْليلً‪.‬‬
‫والكِعابُ‪ :‬فُصوصُ النّرْدِ‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه كان يكره الضّرْب‬
‫بالكِعابِ؛ واحدُها َك ْعبٌ و َكعْبةٌ‪ ،‬واللّ ِعبُ با حرام‪ ،‬وكَ ِرهَها عامةُ‬
‫الصحابة‪ .‬وقيل‪ :‬كان اب ُن ُمغَفّلٍ يفعله مع امرأَته‪ ،‬على غي قِمارٍ‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬رَخّص فيه اب ُن السيب‪ ،‬على غي قمار أَيضا‪ .‬ومنه الديث‪ :‬ل ُي َقّلبُ‬
‫<ص‪>720:‬‬
‫َكعَباتِها أَ َحدٌ‪ ،‬ينتظر ما تيء به‪ ،‬إِل ل َي َرحْ رائحة النة‪ ،‬هي‬
‫ب بن ربيعةَ بن‬ ‫جع سلمة للكَعْبة‪ .‬و َك ْعبٌ‪ :‬اسم رجل‪ .‬وال َكعْبانِ‪َ :‬ك ْعبُ بن كِلبٍ‪ ،‬و َك ْعبُ بن ربيعةَ بن ُعقَيل ب ِن َكعْ ِ‬
‫صعَة؛ وقوله‪:‬‬ ‫ص ْع َ‬
‫عامِر بن َ‬
‫ب من َك ْعبٍ‪ ،‬وكانوا * من الشّنْـآنِ َقدْ صاروا كِعابا‬ ‫شعْ َ‬‫ت ال ّ‬
‫رأَي ُ‬
‫قال الفارسي‪ :‬أَرادَ َأنّ آراءَهم َتفَ ّرقَت وتَضادّتْ‪ ،‬فكان كلّ‬
‫ل على ِحدَتِه‪ ،‬فلذلك قال‪ :‬صاروا كِعابا‪.‬‬ ‫ي منهم قَبي ً‬ ‫ذِي رأْ ٍ‬
‫شدّد العي‪ :‬من ُشعَرائهم؛ وقيل‪ :‬إِنه‬ ‫وأَبو ُم َكعّبٍ ا َل َسدِيّ‪ُ ،‬م َ‬
‫أَبو ُم ْك ِعتٍ‪ ،‬بتخفيف العي‪ ،‬وبالتاءِ ذات النقطتي‪ ،‬وسيأْت ذكره‪.‬‬
‫شوْغَرَةُ‪ ،‬والوَشيجَةُ‪.‬‬ ‫ويقال لل ّدوْ َخلّة‪ :‬الـ ُمكَعّبةُ‪ ،‬والـ ُمقْ َعدَة‪ ،‬وال ّ‬
‫خمُ الـ ُممَْتلِـئُ الناتِـئُ؛ قال‪:‬‬ ‫ضْ‬‫@كعثب‪ :‬ال َكعَْثبُ والكَثْ َعبُ‪ :‬الرّ َكبُ ال ّ‬
‫َأرَيْتَ إِن أُعْطِـيتَ َنهْدا َكعْثَبا‬
‫ضخْمة الرّكَب‪ ،‬يعن الفرجَ‪.‬‬ ‫وامرأَة َكعْثَبٌ وكَْث َعبٌ‪َ :‬‬
‫وَت َكعْثَبَت العَرارَةُ‪ ،‬وهي نبتٌ‪ :‬تمّعتْ واستدارت‪ .‬قال ابن السكيت‪ :‬يقال لقُبلِ الرأَة‪ :‬هو َكعْثَبُها وأَ َجمّها و َشكْرُها‪.‬‬
‫قال الفراء‪ ،‬وأَنشدن أَبو ثَرْوانَ‪:‬‬
‫قال الَوارِي‪ :‬ما َذهَْبتَ َمذْهَبا! * وعِـبْنَن‪ ،‬ول أَكُ ْن ُمعَيّبا‬
‫ك هَيْدا هَْيدَبا؟‬ ‫َأرَيْتَ ِإنْ أُعْطِـيتَ َنهْدا َكعْثَبا‪ * ،‬أَذاكَ‪َ ،‬أمْ ُنعْطِـي َ‬
‫أَرا َد بالكَعْثَب‪ :‬الرّ َكبَ الشاخِصَ الـ ُمكْتَنِزَ‪ ،‬والـهَْيدُ الـهَْيدَبُ‪ :‬الذي فيه رخَاوَة مثل رَ َكبِ العَجائز الـ ُمسْتَرْخي‪،‬‬
‫خمٌ‪.‬‬
‫ضْ‬ ‫لكِبِها‪ .‬ورَ َكبٌ َكعَْثبٌ‪ :‬أَي َ‬
‫حجَاة والـحَبَابة‪ .‬وف حديث عمرو أَنه قال‬ ‫ب وال َك ْعدَبة‪ :‬كلها ال َفسْل من الرجال‪ .‬والكُ ْعدُبة‪ :‬الـ َ‬ ‫@كعدب‪ :‬ال َكعْدَ ُ‬
‫ل ْعدُبةِ‪ .‬قال‪ :‬وهي ُنفّاخ ُة الاء الت‬ ‫لـ ُمعَاوية‪ :‬لقَد رأَيتُك بالعِراق‪ ،‬وِإنّ َأمْ َركَ َكحُقّ الكُهول‪ ،‬أَو كالكُ ْعدُبة‪ ،‬ويُرْوى ا ُ‬
‫لعْدُبة‪.‬‬
‫تكون من ماء الطر‪ ،‬وقيل‪ :‬بيتُ العنكبوت‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬يقال لبيت العنكبوت ال ُكعْدُبةُ‪ ،‬وا ُ‬
‫سكْران‪.‬‬ ‫سبَ فلنٌ ذاهِـبا إِذا مشى ِمشْيةَ ال ّ‬ ‫@كعسب‪َ :‬ك ْع َ‬
‫سبُ إِذا عَدا َعدْوا شديدا‪ ،‬مثل َكعْظَل ُي َكعْظِلُ‪.‬‬ ‫ب ُي َكعْ ِ‬ ‫سمَ إِذا هَ َربَ‪ .‬و َك ْعسَ َ‬‫سبَ و َك ْع َ‬ ‫سبٌ‪ :‬اسم‪ .‬و َك ْع َ‬ ‫و َك ْع َ‬
‫@كعنب‪ :‬كَعاِنبُ الرأْس‪ُ :‬عجَرٌ تكون فيه‪ .‬ورجل َكعَْنبٌ‪ :‬ذو كَعاِنبَ ف رأْسه‪ .‬الَزهري‪ :‬رجل َكعَْنبٌ‪ :‬قصي‪.‬‬
‫@كوكب‪ :‬التهذيب‪ :‬ذكر الليث ال َكوْ َكبَ ف باب الرباعي‪ ،‬ذَ َهبَ أَن الواو أَصلية؛ قال‪ :‬وهو عند ُحذّاق النحويي من‬
‫صدّر بكافٍ زائدةٍ‪ ،‬والَص ُل وَ َكبَ أَو َك َوبَ‪ ،‬وقال‪ :‬ال َكوْ َكبُ‪ ،‬معروف‪ ،‬من كَوا ِكبِ السماءِ‪ ،‬وُيشَبّه به‬ ‫هذا الباب‪ُ ،‬‬
‫النّور‪ ،‬فُيسَمى َكوْكَبا؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫س منها َكوْ َكبٌ شَ ِرقٌ‪ُ * ،‬مؤَ ّزرٌ ب َعمِـيمِ النّْبتِ‪ُ ،‬مكَْتهِلُ‬ ‫شمْ َ‬‫يُضا ِحكُ ال ّ‬
‫<ص‪>721:‬‬
‫ب وال َكوْكَبةُ‪ :‬الّنجْم‪ ،‬كما قالوا عَجوزٌ‬ ‫ابن سيده وغيه‪ :‬ال َكوْ َك ُ‬
‫ض وبَياضةٌ‪ .‬قال الَزهري‪ :‬وسعت غي واحد يقول للزّهَرة‪ ،‬من بي النّجوم‪ :‬ال َكوْكَبةُ‪ُ ،‬يؤَنثونا‪ ،‬وسائرُ‬ ‫وعَجوزة‪ ،‬وبَيا ٌ‬
‫ضف‬ ‫الكَواكِب ُتذَكّر‪ ،‬فيقال‪ :‬هذا كَو َكبُ كذا وكذا‪ .‬وال َكوْ َكبُ وال َكوْكَبةُ‪ :‬بياضٌ ف العي‪ .‬أَبو زيد‪ :‬ال َكوْ َكبُ البيا ُ‬
‫ب من النّبْت‪ :‬ما طال‪ .‬و َكوْ َكبُ ال ّروْضة‪َ :‬ن ْورُها‪ .‬و َكوْ َكبُ الديد‪:‬‬ ‫سَواد العي‪ ،‬ذَهَب الَبصَرُ له‪ ،‬أَو ل َيذْهَب‪ .‬وال َكوْ َك ُ‬
‫ل ْمعَزِ إِذا ت َوّقدَ حَصاه ضَحاءً‪ُ :‬مكَوْ ِكبٌ؛ قال الَعشى َيذْكر ناقته‪:‬‬ ‫بَريقُه وت َوّقدُه‪ ،‬وقد َكوْ َكبَ؛ ويقال ل َ‬
‫ج سَرِيعةِ الِيغالِ‬ ‫ب وَخْدا‪ * ،‬بِنَوا ٍ‬ ‫َتقْ َطعُ ا َل ْمعَزَ الـ ُمكَو ِك َ‬
‫ف بالشدّة‪ ،‬كأَنه َأ ْظَلمَ با فيه من‬ ‫ص َ‬ ‫ويومٌ ذو كَوا ِكبَ إِذا وُ ِ‬
‫الشدائد‪ ،‬حت ريَئتْ كَوا ِكبُ السماءِ‪ .‬وغلمٌ َك ْو َكبٌ متلئٌ إِذا‬
‫ع و َحسُ َن وجهُه؛ وهذا كقولم له‪َ :‬بدْرٌ‪ .‬و َكوْ َكبُ ك ّل شيءٍ‪:‬‬ ‫تَ َرعْرَ َ‬
‫شبِ‪ ،‬وكَو َكبِ الاءِ‪ ،‬وكَو َكبِ الَيْش؛ قال الشاعر يصف كَتيبةً‪:‬‬ ‫ب العُ ْ‬
‫ُمعْ َظمُه‪ ،‬مثل َكوْ َك ِ‬
‫خمٌ‪ ،‬شَديدٌ وُضُوحُها‬ ‫و َملْمُومةٍ ل َيخْ ِرقُ الطّ ْرفُ عَرْضَها‪ * ،‬لا َك ْو َكبٌ َف ْ‬
‫الـ ُم َؤ ّرجُ‪ :‬ال َكوْ َكبُ‪ :‬الاءُ‪ .‬وال َكوْ َكبُ‪ :‬السّْيفُ‪ .‬وال َكوْ َكبُ‪ :‬سَّيدُ القوم‪ .‬وال َكوْ َكبُ‪ :‬الفُطْرُ‪ ،‬عن أَب حنيفة‪ .‬قال‪ :‬ول‬
‫ت تقع بالليل على‬ ‫أَذْكُرُه عن عال‪ ،‬إِنا ال َكوْ َكبُ نبات معروف‪ ،‬ل ُيحَلّ‪ ،‬يقال له‪َ :‬ك ْو َكبُ الَرض‪ .‬وال َكوْ َكبُ‪ :‬قَطَرا ٌ‬
‫الشيش‪ .‬وال َكوْكَبةُ‪ :‬الماعةُ؛ قال ابن جن‪ :‬ل ُيسْتعمل كلّ ذلك إِلّ مزيدا‪ ،‬لَنا ل نعرف ف الكلم مثل كَْبكَبةٍ؛ وقول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫كَبْداءُ جا َءتْ من ُذرَى كُوا ِكبِ‬
‫ت من جبل كُوا ِكبَ‪ ،‬وهو‬ ‫أَراد بالكَبْداءِ‪ :‬رَحًى تُدار باليد‪ُ ،‬نحَِت ْ‬
‫ت منه ا َلرْحِـيَة‪ .‬و َكوْ َكبٌ‪ :‬اسم موضع؛ قال‬ ‫ح ُ‬‫جبل بعينه تُْن َ‬
‫الَخطل‪:‬‬
‫َشوْقا إِليهم ووَجْدا‪ ،‬يومَ أُْتِبعُهُم * طَرْف‪ ،‬ومنهم‪ ،‬بَنَْبيْ كَو َكبٍ‪ُ ،‬زمَرُ‬
‫التهذيب‪ :‬و َكوْكَبَـى‪ ،‬على َفوْعَلى‪ :‬موضعٌ‪ .‬قال الَخطل‪َ :‬بنْبَـيْ‬
‫َكوْكَبَـى زُمَرُ‪ .‬وف الديث‪ :‬دَعا َدعْوةً كَوكَبِـيّةً؛ قيل‪َ :‬كوْ َكبٌ‬
‫قرية َظلَم عاملُها أَهلَها‪ ،‬فدَ َعوْا عليه دَعْوةً‪ ،‬فلم َيلَْبثْ أَن مات‪ ،‬فصارت مثلً؛ وقال‪:‬‬
‫ف َسعْدا أَو يُصا ِدفُها َس ْعدُ‬ ‫ب َس ْعدٍ‪َ ،‬دعْوةً َك ْوكَبِـيّةً‪ * ،‬تُصا ِد ُ‬ ‫فيا رَ ّ‬
‫أَبو عبيدة‪ :‬ذَ َهبَ القومُ تتَ ك ّل َكوْ َكبٍ أَي َتفَ ّرقُوا‪.‬‬
‫وال َكوْ َكبُ‪ِ :‬شدّةُ الـحَ ّر و ُمعْظَمُه؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫خ ف بَْيتِ غيه‪ * ،‬له َكوْ َكبٌ فوقَ الـحِدابِ الظّوا ِهرِ‬ ‫وَي ْومٍ يَظَ ّل الفَ ْر ُ‬
‫و ُكوَْي ِكبٌ‪ :‬من مساجد سيدنا رسول اللّه‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬بي الدينة وتَبُوكَ‪ .‬وف الديث‪َ :‬أنّ عثمان ُدفِنَ بُشّ‬
‫َكوْ َكبٍ؛ َكوْ َكبٌ‪:‬اسم رجل‪ ،‬أُضِيف إِليه الـحُشّ‪ ،‬وهو الُبسْتانُ‪ .‬و َكوْ َكبٌ أَيضا‪ :‬اسم فرس لرجل جا َء يطوف عليه‬
‫بالبيت‪ ،‬فكُِتبَ فيه إِل عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ ،‬فقال‪ :‬امَْنعُوه‪.‬‬
‫<ص‪>722:‬‬
‫@كلب‪ :‬ال َك ْلبُ‪ :‬كُلّ سَُبعٍ َعقُورٍ‪ .‬وف الديث‪َ :‬أمَا تافُ أَن‬
‫ل فاقَْتَلعَ هامَتَه من بي‬ ‫يأْ ُكلَكَ َك ْلبُ اللّهِ؟ فجاءَ الَسدُ لي ً‬
‫صفَ به‪،‬‬ ‫أَصحابه‪ .‬وال َكلْب‪ ،‬معروفٌ‪ ،‬واحدُ الكِلبِ؛ قال ابن سيده‪ :‬وقد َغَلبَ الكلبُ على هذا النوع النابح‪ ،‬وربا وُ ِ‬
‫ب جع َأ ْكلُبٍ‪ .‬وكِلبٌ‪:‬‬ ‫يقال‪ :‬امرأَةٌ َكلْبة؛ والمع أَ ْكُلبٌ‪ ،‬وأَكاِلبُ جع المع‪ ،‬والكثي كِلبٌ؛ وف الصحاح‪ :‬الَكاِل ُ‬
‫ب على ال ّي والقبيلة؛ قال‪:‬‬ ‫اسمُ رجل‪ ،‬سي بذلك‪ ،‬ث َغلَ َ‬
‫وِإنّ كِلبا هذه َعشْرُ أَبطُنٍ‪ * ،‬وأَنتَ بَريءٌ من قَبائِلها العَشْرِ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬أَي ِإنّ بُطُونَ كِلبٍ َعشْرُ أَبطُنٍ‪ .‬قال سيبويه‪:‬‬
‫ب اسم للواحد‪ ،‬والنسبُ إِليه كِلبّ‪ ،‬يعن أَنه لو ل يكن كِلبٌ اسا للواحد‪ ،‬وكان جعا‪َ ،‬لقِـي َل ف الِضافة إِليه‬ ‫كِل ٌ‬
‫َكلْبـيّ‪ ،‬وقالوا ف جع كِلبٍ‪ :‬كِلباتٌ؛ قال‪:‬‬
‫ل نَبْحا‪َ ،‬ك ْلبُ ُأمّ العباسْ‬ ‫أَ َحبّ َك ْلبٍ ف كِلباتِ الناسْ‪ِ * ،‬إ ّ‬
‫قال سيبويه‪ :‬وقالوا ثلثةُ كلبٍ‪ ،‬على قولم ثلث ٌة من الكِلبِ؛ قال‪ :‬وقد يوز أَن يكونوا أَرادوا ثلثة أَ ْكُلبٍ‪ ،‬فاسَْتغَْنوْا‬
‫ببناءِ أَكثر ال َعدَدِ عن أَقلّه‪ .‬وال َكلِيبُ والكالِبُ‪ :‬جاعةُ الكِلبِ‪ ،‬فالكَليبُ‬
‫كالعبيدِ‪ ،‬وهو جع عزيز؛ وقال يصف مَفازة‪:‬‬
‫كَأنّ تَجا ُوبَ أَصْدائها * مُكاءُ الـ ُم َكّلبِ‪َ ،‬يدْعُو ال َكلِـيبَا‬
‫والكاِلبُ‪ :‬كالامِلِ والباقِر‪ .‬ورجل كاِلبٌ و َكلّبٌ‪ :‬صاحبُ كِلبٍ‪،‬‬
‫ض الدّبَيْريّ‪:‬‬
‫مثل تامرٍ ولبِنٍ؛ قال رَكّا ٌ‬
‫ج بسَيْرِه‪ * ،‬كَأجّ الظّليمِ من قَنيصٍ وكاِلبِ‬ ‫َسدَا بَيدَيْهِ‪ ،‬ث َأ ّ‬
‫ب على الصّْيدِ‪ُ ،‬معَّلمٌ لا؛ وقد يكونُ الّتكْليبُ واقعا على الفَ ْه ِد وسِـباعِ‬ ‫وقيل‪ :‬سائِسُ كِلبٍ‪ .‬و ُم َكلّبٌ‪ :‬مُضَ ّر للكِل ِ‬
‫صقْرُ‪ ،‬والشاهيُ‪،‬‬ ‫ح ُمكَلّبِـي؛ فقد دخَل ف هذا‪ :‬ال َف ْهدُ‪ ،‬والبازي‪ ،‬وال ّ‬ ‫الطّيْرِ‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬وما َعلّمتم من الَوا ِر ِ‬
‫ع‬
‫وجيعُ أَنوا ِ‬
‫الَوارح‪.‬‬
‫ب أَخْذ الصيدِ‪ .‬وف حديث الصيد‪ِ :‬إنّ ل كِلبا ُمكَلّبةً‪،‬‬ ‫والكَلّبُ‪ :‬صاحبُ الكِلب‪ .‬والـ ُمكَّلبُ‪ :‬الذي ُيعَلّم الكِل َ‬
‫سلّطة على الصيد‪ ،‬الـ ُم َعوّدة بالصطياد‪ ،‬الت قد ضَرَِيتْ به‪ .‬والـ ُمكَّلبُ‪ ،‬بالكسر‪:‬‬ ‫فَأفْتِن ف صَيدها‪ .‬الـ ُمكَلّبةُ‪ :‬الـ ُم َ‬
‫صاحِـبُها‪ ،‬والذي يصطادُ با‪ .‬وذو ال َك ْلبِ‪ :‬رجلٌ؛ سُمي بذلك لَنه كان له كلب ل يُفارقه‪ .‬والكَلْبةُ‪ :‬أُنْثى الكِلبِ‪،‬‬
‫وجعها َكلْباتٌ‪ ،‬ول ُت َكسّرُ‪.‬‬
‫ب على البقر‪ ،‬تَ ْرَفعُها وتَْنصِـبُها أَي أَرسِلْها‬ ‫وف الثل‪ :‬الكِل ُ‬
‫على َبقَر الوَحْش؛ ومعناه‪ :‬خَلّ امْرًَأ وصِناعَتَه‪.‬‬
‫حمّى‪ ،‬أُضِـيفَتْ إِل أُنثى الكِلبِ‪.‬‬ ‫وُأمّ َكلْبةَ‪ :‬الـ ُ‬
‫وأَرض َمكْلَبة‪ :‬كثيةُ الكِلبِ‪.‬‬
‫و َكِلبَ ال َك ْلبُ‪ ،‬واسَْت ْكلَبَ‪ :‬ضَرِيَ‪ ،‬وَت َعوّدَ أَكْلَ الناس‪.‬‬
‫حمَ الِنسان‪ ،‬فأَخذه لذلك‬ ‫و َكِلبَ ال َك ْلبُ َكلَبا‪ ،‬فهو َكِلبٌ‪ :‬أَكَ َل لَـ ْ‬
‫سُعارٌ ودا ٌء شِـبْهُ الُنون‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ال َكَلبُ جُنُونُ الكِلبِ؛ وف الصحاح‪ :‬ال َكَلبُ شبيهٌ‬
‫بالُنُونِ‪ ،‬ول َيخُصّ الكِلب‪.‬‬
‫<ص‪>723:‬‬
‫الليث‪ :‬ال َك ْلبُ ال َكِلبُ‪ :‬الذي َي ْكَلبُ ف أَكْ ِل لُحومِ الناس‪ ،‬فيَـ ْأ ُخذُه شِـْبهُ جُنُونٍ‪ ،‬فإِذا َعقَر إِنسانا‪َ ،‬كلِبَ الـ َمعْقُورُ‪،‬‬
‫ق ثيابَه عن نفسه‪ ،‬وَي ْعقِرُ من أَصاب‪ ،‬ث يصي َأمْرُه إِل أَن يأْخذه العُطاشُ‪،‬‬ ‫وأَصابه داءُ ال َكَلبِ‪َ ،‬ي ْعوِي ُعوَاءَ ال َك ْلبِ‪ ،‬وُيمَزّ ُ‬
‫ح الذي قد َعضّه الكَ ْلبُ ال َكِلبُ‪ .‬قال‪ :‬وقال الـمُ َفضّل أَصْلُ‬ ‫ت من ِشدّ ِة العَطَش‪ ،‬ول َيشْ َربُ‪ .‬والكََلبُ‪ :‬صِـيا ُ‬ ‫فيمو َ‬
‫هذا َأنّ دا ًء يقع على الزرع‪ ،‬فل يَْنحَلّ حت تَ ْطلُع عليه الشمسُ‪ ،‬فَيذُوبَ‪ ،‬فإِن َأكَلَ منه الالُ قبل ذلك مات‪ .‬قال‪ :‬ومنه‬
‫ما رُوي عن النب‪ ،‬صلى اللّه عليه‬
‫وسلم‪ ،‬أَنه َنهَى عن َسوْم الليل أَي عن رَعْيِه‪ ،‬وربا َندّ بعيٌ فأَكَ َل من ذلك الزرع‪ ،‬قبل طلوع الشمس‪ ،‬فإِذا أَكله مات‪،‬‬
‫فيأْت َكلْبٌ فيأْكلُ من لمه‪ ،‬فَي ْكلَبُ‪ ،‬فِإنْ عَضّ إِنسانا‪َ ،‬كِلبَ الـ َم ْعضُوضُ‪ ،‬فإِذا َس ِم َع نُباحَ َك ْلبٍ أَجابه‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫سََيخْ ُرجُ ف ُأمّت أَقوا ٌم تَتَجارَى بم الَهْواءُ‪ ،‬كما يَتَجارَى ال َكَلبُ بصاحبه؛ ال َكَلبُ‪ ،‬بالتحريك‪ :‬دا ٌء َيعْرِضُ للِنسان‪ ،‬مِن‬
‫ض رَديئَة‪ ،‬وَيمْتَنِـعُ من شُرْب الاءِ‬ ‫عَضّ ال َكلْب ال َكلِب‪ ،‬فيُصيبُه شِبْهُ الُنُونِ‪ ،‬فل َيعَضّ َأحَدا إِل َكلِبَ‪ ،‬وَيعْرِضُ له أَعْرا ٌ‬
‫خلَطُ با ٍء فُيسْقاه؛ يقال منه‪َ :‬كِلبَ الرجلُ َكلَبا‪:‬‬ ‫ب على أَن دَواءَه قَطْرٌَة من َد ِم َملِكٍ ُي ْ‬ ‫حت يوت عَطَشا؛ وأَجعت العر ُ‬
‫ب من َقوْم َكلْبَـى؛وقولُ‬ ‫ب مِن رجالٍ َكلِـبِـيَ‪ ،‬و َكلِـي ٌ‬ ‫َعضّه ال َك ْلبُ ال َكلِبُ‪ ،‬فأَصابه مثلُ ذلك‪ .‬ورَجُلٌ َكلِ ٌ‬
‫ال ُكمَيْت‪:‬‬
‫شفَى با ال َكَلبُ‬ ‫لهْل‪ ،‬شَافِـيَةٌ‪ * ،‬كما دِماؤُ ُك ُم ُي ْ‬ ‫سقَامِ ا َ‬
‫أَحْل ُم ُكمْ‪ ،‬لِ َ‬
‫ب يَعضّ إِنسانا‪ ،‬فيأْتون رجلً‬ ‫قال اللحيان‪ :‬إِن الرجلَ ال َكلِ َ‬
‫سقُونَ ال َكلِبَ فيبأُ‪.‬‬ ‫شريفا‪ ،‬فَيقْطُ ُر لم من َدمِ أُصُْبعِه‪ ،‬فََي ْ‬
‫والكَلبُ‪ :‬ذَهابُ ال َعقْلِ (‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «والكلب ذهاب العقل» بوزن سحاب وقد كلب كعن كما ف القاموس‪ ).‬من ال َكلَب‪ ،‬وقد ُكلِبَ‪.‬‬
‫ب القومُ‪َ :‬كلِـَبتْ إِبلُهم؛ قال النابغة‬ ‫حدُثُ عن ال َكلَب‪ .‬وَأ ْكلَ َ‬ ‫و َكلِـَبتِ الِبلُ َكلَبا‪ :‬أَصابَها مثلُ الُنون الذي َي ْ‬
‫ل ْعدِيّ‪:‬‬
‫اَ‬
‫ض ُهمْ‪َ * ،‬كوَيُْت ُهمُ كَيّةَ الـ ُم ْكلِبِ‬
‫وَق ْومٍ َيهِـينُونَ َأعْرا َ‬
‫ب َيعْطَشُ‪ ،‬فإِذا‬ ‫وال َكَلبُ‪ :‬العَطَشُ‪ ،‬وهو من ذلك‪ ،‬لَن صاحب ال َكلَ ِ‬
‫ضبَ فَأشْبَهَ الرجلَ‬ ‫رأَى الاءَ فَ ِزعَ منه‪ .‬و َكلِبَ عليه َكلَبا‪َ :‬غ ِ‬
‫ال َكِلبَ‪ .‬و َكِلبَ‪َ :‬سفِهَ فأَشبه ال َكِلبَ‪ .‬و َدَف ْعتُ عنك َكَلبَ فلن أَي شَرّه وأَذاه‪ .‬و َكلَبَ الرجل َي ْكِلبُ‪ ،‬واسَْت ْكَلبَ إِذا‬
‫كان ف َقفْرٍ‪)2( ،‬‬
‫(‪ 2‬قوله «وكلب الرجل إذا كان ف قفر إل» من باب ضرب كما ف القاموس‪).‬‬
‫ب فتَنْبَ َح فَيسَْتدِلّ با؛ قال‪:‬‬
‫فيَنَْبحُ لتسمعه الكِل ُ‬
‫ب لـ ُمسْتَ ْكِلبٍ‬‫ونَبْحُ الكِل ِ‬
‫سمَك‪ ،‬على َشكْلِ ال َكلْبِ‪ .‬والكَ ْلبُ من النجوم‪ :‬بِذا ِء الدّلْو من َأ ْسفَلَ‪ ،‬وعلى طريقته نمٌ آخر‬ ‫وال َك ْلبُ‪ :‬ضَ ْربٌ من ال ّ‬
‫يقال له الراعي‪.‬‬
‫وال َكلْبانِ‪ :‬نمان صغيان كالـ ُملْتَ ِزقَيْن بي الثّرَيّا والدّبَرانِ‪.‬وكِلبُ الشتاءِ‪ :‬نُجومٌ‪َ ،‬أ ّولَه‪ ،‬وهي‪ :‬الذراعُ والنّثْرَةُ‬
‫والطّ ْرفُ والَبْهة؛ وكُ ّل هذه النجومِ‪ ،‬إِنا سيت بذلك على التشبيه بالكِلبِ‪.‬‬
‫و َك ْلبُ الفرس‪ :‬الَطّ الذي ف َوسَطِ َظهْرِه‪،‬‬
‫<ص‪>724:‬‬
‫ب فَرَسه‪ .‬ودَهْرٌ َكِلبٌ‪ُ :‬ملِـ ّح على أَهله با َيسُوءُهم‪ُ ،‬مشْتَ ّق من ال َك ْلبِ ال َكِلبِ؛ قال الشاعر‪:‬‬ ‫تقول‪ :‬اسَْتوَى على َكلْ ِ‬
‫حمَ نابِـحٍ َكِلبِ‬ ‫ب لَـ ُهمُ! * َقدْ أَ َكلُوا لَـ ْ‬ ‫ما ل أَرى الناسَ‪ ،‬ل أَ َ‬
‫و ُكلْبَةُ الزّمان‪ِ :‬شدّةُ حاله وضِـيقُه‪ ،‬من ذلك‪ .‬وال ُكلْبةُ‪ ،‬مِثلُ‬
‫للْبةِ‪ .‬والكُلْبة‪ِ :‬شدّةُ البْد‪ ،‬وف الحكم ِشدّةُ الشتاءِ‪،‬‬ ‫اُ‬
‫و َج ْهدُه‪ ،‬منه أَيضا؛ أَنشد يعقوب‪:‬‬
‫ت * قد أَقا َمتْ ب ُكلْب ٍة وقِطارِ‬ ‫ج َمتْ قِرّ ُة الشّتاءِ‪ ،‬وكاَن ْ‬‫أَْن َ‬
‫وكذلك ال َكلَبُ‪ ،‬بالتحريك‪ ،‬وقد َكِلبَ الشتاءُ‪ ،‬بالكسر‪ .‬والكََلبُ‪:‬‬
‫أَْنفُ الشّتا ِء و ِحدّتُه؛ وَبقِـَيتْ علينا ُكلْبةٌ من الشتاءِ؛ و َكلَبةٌ‬
‫أَي َبقِـيّةُ ِشدّةٍ‪ ،‬وهو من ذلك‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬ال ُكلْبةُ كُلّ‬
‫سلْطان وغيه‪ .‬وهو ف ُكلْبة من العَيْش‬ ‫ِشدّ ٍة من قِبَ ِل ال َقحْط وال ّ‬
‫أَي ضِـيقٍ‪ .‬وقال الّنضْرُ‪ :‬الناسُ ف ُكلْبةٍ أَي ف َقحْطٍ و ِشدّة من‬
‫الزمان‪ .‬أَبو زيد‪ُ :‬كلْب ُة الشّتَاءِ و ُهلْبَتُه‪ِ :‬شدّتُه‪ .‬وقال الكسائي‪ :‬أَصابتهم ُكلْبةٌ من الزمان‪ ،‬ف ِشدّةِ حالم‪ ،‬وعَْيشِهم‪ ،‬و ُهلْبةٌ‬
‫من الزمان؛ قال‪ :‬ويقال ُهلْبة و ُجلْبة من الـحَرّ والقُرّ‪ .‬وعا ٌم كِلبٌ‪:‬‬
‫َج ْدبٌ‪ ،‬و ُكلّه من الكَلَب‪.‬‬
‫والـمُكالَبةُ‪ :‬الـمُشارّة وكذلك الّتكَالُبُ؛ يقال‪ :‬هم يََتكَالبُو َن على كذا أَي يَتَواثَبُون عليه‪.‬‬
‫ط شَرّا‪:‬‬‫وكالَبَ الرج َل مُكالَبةً وكِلبا‪ :‬ضاَيقَه كمُضاَيقَة الكِلب َب ْعضِها َبعْضا‪ ،‬عند الـمُهارشة؛ وقولُ تَـأَبـَ َ‬
‫جلِـي‬ ‫ف تَْن َ‬
‫إِذا الـحَ ْربُ َأ ْولَتْكَ ال َكلِـيبَ‪َ ،‬ف َولّها * َكلِـيبَكَ وا ْعلَم أَنا َسوْ َ‬
‫قيل ف تفسيه قولن‪ :‬أَحدها أَنه أَراد بالكَلِـيب الـمُكاِلبَ الذي‬
‫َت َقدّم‪ ،‬والقولُ الخ ُر أَن ال َكلِـيبَ مصدر َكلِـَبتِ الـحَ ْربُ‪،‬وا َلوّل َأ ْقوَى‪.‬‬
‫و َكِلبَ على الشيءِ َكلَبا‪ :‬حَ َرصَ عليه حِرْصَ ال َكلْبِ‪ ،‬واشَْتدّ‬
‫ت على أَهلها‪َ ،‬كلِـبُوا‬ ‫ح ْ‬‫حسَنُ‪ِ :‬إنّ الدنيا لا فُِت َ‬ ‫ِحرْصُه‪ .‬وقال الـ َ‬
‫عليها َأ َشدّ ال َكَلبِ‪ ،‬و َعدَا بعضُهم على بعض بالسّْيفِ؛ وف‬
‫جشّـُأ من الشّبَع‬ ‫النهاية‪َ :‬كلِـبُوا عليها َأ ْسوَأَ ال َكَلبِ‪ ،‬وأَْنتَ َت َ‬
‫َبشَما‪ ،‬وجارُك قد َدمِـ َي فُوه من الوع َكلَبا أَي حِرصا على شي ٍء ُيصِـيبه‪ .‬وف حديث عليّ‪ ،‬كََتبَ إِل ابن عباس‬
‫ت الزمانَ على ابن عمك قد َكِلبَ‪ ،‬والعدوّ قد حَرِبَ؛ َكلِبَ أَي اشَْتدّ‪ .‬يقال‪َ :‬كِلبَ‬ ‫حي أَ َخذَ من مال الَبصْرَة‪ :‬فلما رأَي َ‬
‫الدّهْرُ على أَهله إِذا َألَ ّح عليهم‪ ،‬واشَْتدّ‪.‬‬
‫وتَكاَلبَ الناسُ على الَمر‪ :‬حَرَصُوا عليه حت كأَنم كِلبٌ‪.‬‬
‫شوْكُ إِذا شُقّ و َرقُه‪َ ،‬فعَلِقَ‬
‫ب ال ّ‬‫والـمُكاِلبُ‪ :‬الَرِيءُ‪ ،‬يَمانية؛ وذلك لَنه يُل ِزمُ كمُلزمَة الكِلبِ لا تَ ْط َمعُ فيه‪ .‬و َكِل َ‬
‫َكعَلَقِ‬
‫ش ْوكِ‪،‬‬‫الكِلبِ‪ .‬وال َكلْبَةُ وال َكلِبَةُ من الشّرْسِ‪ :‬وهو صغار شجر ال ّ‬
‫شكَاعَى‪ ،‬وهي من الذكور‪ ،‬وقيل‪ :‬هي َشجَرة شاكَ ٌة من العِضاهِ‪ ،‬لا جِراءٌ‪ ،‬وكل ذلك َتشْبِـي ٌه بال َكلْب‪.‬‬ ‫وهي ُتشْبِه ال ّ‬
‫وقد َكلِـَبتْ إِذا‬
‫ت مَن مَرّ با‪،‬‬‫شعَرّتْ‪َ ،‬فعَِلقَت الثيابَ وآذَ ْ‬ ‫اْنجَرَ َد و َرقُها‪ ،‬وا ْق َ‬
‫خشُنَ من غي أَن َتذْ َهبَ‬ ‫جدْ رِيّهُ‪َ ،‬ف َ‬
‫كما َي ْفعَلُ ال َك ْلبُ‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬قال أَبو ال ّدقَيْش َكلِبَ الشجرُ‪ ،‬فهو َكِلبٌ إِذا ل َي ِ‬
‫ُن ُدوّتُه‪ ،‬ف َعلِقَ‬
‫ب مَن مَرّ به كالكَلْب‪.‬‬ ‫َثوْ َ‬
‫<ص‪>725:‬‬
‫جدْ نباتُها رِيّا‪ ،‬فَيَِبسَ‪ .‬وأَرضٌ َكلِـبَ ُة الشّجر إِذا ل ُيصِـبْها الربيعُ‪ .‬أَبو خَيْرة‪ :‬أَرضٌ َكلِـبةٌ أَي‬ ‫وأَرض َكلِـبةٌ إِذا ل َي ِ‬
‫َغلِـيظةٌ ُقفّ‪ ،‬ل يكون فيها شجر ول كَـلٌ‪ ،‬ول تكونُ جََبلً‪ ،‬وقال أَبو ال ّدقَيْشِ‪ :‬أَرضٌ َكلِـبَةُ الشّجر أَي َخشِنَةٌ‬
‫شوْك ُة العارِيةُ من الَغْصان‪ ،‬وذلك لتعلقها بن‬ ‫يابسةٌ‪ ،‬ل ُيصِـبْها الربي ُع َب ْعدُ‪ ،‬ول َتلِنْ‪ .‬وال َكلِـب ُة من الشجر أَيضا‪ :‬ال ّ‬
‫َيمُرّ با‪ ،‬كما َتفْعل الكِلبُ‪ .‬ويقال للشجرة العارِدة ا َلغْصانِ (‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «العاردة الغصان» كذا بالصل والتهذيب بدال مهملة بعد الراء‪ ،‬والذي ف التكملة‪ :‬العارية بالثناة التحتية بعد‬
‫شوْكِ اليابسِ الـ ُم ْقشَعِرّةِ‪َ :‬كلِـبةٌ‪.‬‬ ‫الراء‪ ).‬وال ّ‬
‫ستْ‪ُ ،‬تشَبّه ب َكفّ ال َكلْبِ الـحَيوانّ‪ ،‬وما‬ ‫جدٍ‪ ،‬يقال لا ذلك إِذا يَِب َ‬ ‫ت بالقِـيعانِ وبلد َن ْ‬ ‫و َكفّ ال َكلْبِ‪ُ :‬عشْبة مُنْتَشرة تَنُْب ُ‬
‫دامتْ َخضْراء‪ ،‬فهي ال َكفْنةُ‪ .‬وُأمّ َك ْلبٍ‪ُ :‬شجَيْرَةٌ شاكةٌ؛ تَْنُبتُ ف َغلْظِ الَرض وجبالا‪ ،‬صفراءُ الورقِ‪َ ،‬خشْناء‪ ،‬فإِذا‬
‫شوْكِ‪ ،‬أَو لَنا تُنْتِ ُن كالكلب إِذا أَصابه الـمَطَرُ‪.‬‬ ‫ُحرّ َكتْ‪ ،‬سَ َط َعتْ بأَنْتَنِ رائحةٍ وأَخْبَثها؛ سُميت بذلك لكا ِن ال ّ‬
‫وال َكلّوبُ‪ :‬الـمِنْشالُ‪ ،‬وكذلك الكُلّبُ‪ ،‬والمع الكَللِـيبُ‪ ،‬ويسمى الـ ِمهْمازُ‪ ،‬وهو الـحَديدةُ الت على ُخفّ‬
‫الرّائِضِ‪ُ ،‬كلّبا؛ قال جَْندَلُ بن الراعي َيهْجو ابنَ الرّقاعِ؛ وقيل هو لَبيه الراعي‪:‬‬
‫خُنا ِدفٌ لحِقٌ‪ ،‬بالرْأسِ‪ ،‬مَْنكِـبُه‪ * ،‬كأَنه َكوْ َدنٌ يُوشَى بكُلّبِ‬
‫و َكلَبه‪ :‬ضَرَبه بالكُلّبِ؛ قال ال ُكمَْيتُ‪:‬‬
‫ط ويُكَلبُ‬ ‫و َولّى بأجْرِيّا ولفٍ‪ ،‬كأَنه * على الشّ َرفِ ا َل ْقصَى يُسا ُ‬
‫خلّله‪ ،‬هذه عن اللحيان‪ .‬وال َكلّوبُ والكُلّبُ‪ :‬حديدةٌ معطوفة‪،‬‬ ‫سفّودُ‪ ،‬لَنه َي ْعلَقُ الشّوا َء ويََت َ‬‫ب والكَلّوبُ‪ :‬ال ّ‬ ‫والكُلّ ُ‬
‫ب وال َكلّوبُ َخشَب ٌة ف رأْسها ُعقّافَ ٌة منها‪ ،‬أَو من حديدٍ‪ .‬فأَمـَا ال َكلْبَتانِ‪ :‬فاللةُ الت تكون‬ ‫كالُطّافِ‪ .‬التهذيب‪ :‬ال ُكلّ ُ‬
‫ب حديدٍ؛ ال َكلّوبُ‪ ،‬بالتشديد‪ :‬حديدٌة مُ ْعوَجّةُ الرأْس‪.‬‬ ‫حدّادين‪ .‬وف حديث الرؤيا‪ :‬وإِذا آخَ ُر قائ ٌم ب َكلّو ِ‬ ‫مع الـ َ‬
‫ب والسّباعِ‪ .‬وكلليبُ الشجر‪َ :‬شوْكُه كذلك‪.‬‬ ‫وكَلليب البازي‪ :‬مَخالِـبُه‪ ،‬كلّ ذلك على الّتشْبيه بَخاِلبِ الكِل ِ‬
‫وكالَبَتِ الِبلُ‪ :‬رَ َعتْ كللِـيبَ الشجر‪ ،‬وقد تكون الـمُكالَبةُ‬
‫لشِنِ اليابسِ‪ ،‬وهو منه؛ قال‪:‬‬ ‫ارتِعاءَ ا َ‬
‫إِذا ل يكن إِل القَتادُ‪ ،‬تَنَزّ َعتْ * مَنا ِجلُها أَصْ َل القَتادِ الـمُكالَب‬
‫شعِـيةُ‪ .‬والك ْلبُ‪ :‬الـ ِمسْما ُر الذي ف قائم السيف‪،‬‬ ‫والك ْلبُ‪ :‬ال ّ‬
‫ب السيف‪ُ :‬ذؤَابتُه‪ .‬وف حديث‬ ‫وفيه الذّؤابة لُِتعَّلقَه با؛ وقيل َكلْ ُ‬
‫ب سَْيفٍ‪ ،‬فاسَْتلّه‪.‬‬ ‫ب بذَنبه‪ ،‬فأَصابَ ُكلّ َ‬ ‫أُ ُحدٍ‪َ :‬أنّ فَرَسا ذ ّ‬
‫حلْقَةُ أَو الـمِسمار الذي يكون ف قائم السيف‪ ،‬تكون فيه عِلقَتُه‪ .‬وال َك ْلبُ‪ :‬حديدةٌ َعقْفاءُ‬ ‫ب والكَ ْلبُ‪ :‬الـ َ‬ ‫ال ُكلّ ُ‬
‫تكونُ ف طَ َرفِ الرّحْل ُت َعلّق فيها الـمَزادُ والَداوَى؛ قال يصف سِقاء‪:‬‬
‫س‬
‫ت العَرامِ ُ‬‫ب َشسِـيفٍ‪ ،‬رَ َمتْ به‪ * ،‬على الاءِ‪ ،‬إِ ْحدَى الَي ْعمَل ِ‬ ‫ث مَْنجُو ٍ‬‫وَأ ْشعَ َ‬
‫س‬
‫فَأصْبَحَ فوقَ الاءِ رَيّانَ‪َ ،‬ب ْعدَما * أَطالَ به ال َك ْلبُ السّرَى‪ ،‬وهو ناعِ ُ‬
‫والكُلّبُ‪ :‬كال َكلْبِ‪ ،‬وك ّل ما أُوثِقَ به شيءٌ‪،‬‬
‫<ص‪>726:‬‬
‫فهو َك ْلبٌ‪ ،‬لَنه َيعْ ِقلُه كما َي ْعقِلُ ال َك ْلبُ مَنْ َعِلقَه‪.‬‬
‫حمَى‪ ،‬يقال‪ :‬حديدةٌ ذاتُ َكلْبَتَيْن‪ ،‬وحديدتانِ ذواتا كلبتي‪،‬‬ ‫حدّاد يأْ ُخذُ با الديد الـ ُم ْ‬ ‫وال َكلْبتانِ‪ :‬الت تكونُ مع الـ َ‬
‫وحدائدُ ذواتُ‬
‫َكلْبتي‪ ،‬ف المع‪ ،‬وك ّل ما ُسمّي باثني فكذلك‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬كلب‪ :‬ال َكلْبُ‪ :‬كُ ّل سَُبعٍ َعقُورٍ‪ .‬وف الديث‪َ :‬أمَا تافُ أَن‪... ...‬‬
‫لصْلة من اللّيفِ‪ ،‬أَو الطاقةُ منه‪ُ ،‬تسَْت ْعمَل كما ُيسْتَ ْعمَلُ ا ِل ْشفَى‬ ‫جعَ ُل بي طَ َرفَي الَدي‪ .‬وال ُكلْبَةُ‪ :‬ا ُ‬ ‫وال َك ْلبُ‪ :‬سَي أَحر ُي ْ‬
‫جعَلُ الَيْطُ أَو السّيْرُ فيها‪ ،‬وهي مَثْنِـيّةٌ‪ ،‬فتُدخَ ُل ف َموْضع‬ ‫جعَلُ السيُ فيه؛ كذلك ال ُكلْبةُ ُي ْ‬ ‫الذي ف رأْسه ُجحْر‪ ،‬ث ُي ْ‬
‫الَ ْرزِ‪ ،‬وُيدْخِلُ الارزُ َيدَه ف الِداوةِ‪ ،‬ث َي ُمدّه‪ .‬و َكلَبَتِ الارِزةُ السي َتكْلُبُه كلْبا‪َ :‬قصُرَ عنها السيُ‪ ،‬فثََنتْ سَيا َيدْخُلُ‬
‫فيه رْأسُ القصي حت َيخْرُج منه؛ قال ُد َكيُ بنُ رجا ٍء ال ُفقَيْم ّي يصف فرسا‪:‬‬
‫ع ف خَرِي ٍز َت ْكلُبُهْ‬ ‫كَأنّ غَرّ مَتْنِهِ‪ ،‬إِ ْذ َنجْنُبُهْ‪ * ،‬سَيُ صَنا ٍ‬
‫جعَلُ بي طَ َرفَي الَديِ إِذا خُرِزا؛ تقول منه‪َ :‬كلَْبتُ الـمَزادَةَ‪ ،‬وغَ ّر مَتْنِه‬ ‫ب سَي ُي ْ‬ ‫واستشهد الوهري بذا على قوله‪ :‬ال َكلْ ُ‬
‫ما‬
‫تَثَنّى من جِلده‪ .‬ابن دريد‪ :‬ال َكلْبُ َأنْ َي ْقصُرَ السيُ على الارزة‪،‬‬
‫س السّي الناقص فيه‪ ،‬ث ُتخْرِجَهُ وأَنشد رَجَزَ دُ َكيٍ أَيضا‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬ال َكلْبُ‬ ‫فُتدْخِلَ ف الّث ْقبِ سيا مَثْنِـيّا‪ ،‬ث تَرُ ّد رْأ َ‬
‫َخ ْرزُ السّي َبيَ َسيَينِ‪.‬‬
‫كلَبْتُه أَ ْكلُبه َكلْبا‪ ،‬واكَْتلَبَ الرجلُ‪ :‬استَعمَلَ هذه ال ُكلْبَةَ‪ ،‬هذه وحدها عن اللحيان؛ قال‪ :‬وال ُكلْبَةُ‪ :‬السّي وراءَ الطاق ِة من‬
‫اللّيفِ‪ ،‬يُستَعمَل كما ُيسَْتعْمَلُ ا ِل ْشفَى الذي ف رأْسه ُجحْرٌ‪ُ ،‬يدْخَ ُل السّيُ أَو الَيْطُ ف ال ُكلْبة‪ ،‬وهي مَثْنِـيّة‪ ،‬فََيدْخُ ُل ف‬
‫موضع الَرْز‪ ،‬وُيدْخِلُ الارِ ُز يدَه ف الِداوة‪ ،‬ث َي ُم ّد السّيَ أَو اليط‪ .‬والا ِرزُ يقال له‪ :‬مُكَْتِلبٌ‪.‬‬
‫جعَلُ‬ ‫س ْقبِ‪ُ ،‬ت ْ‬ ‫ب مِسمارٌ يكون ف رواِفدِ ال ّ‬ ‫ابن الَعراب‪ :‬وال َكلْ ُ‬
‫ج َمعُ بالَيْط‪ .‬قال‪ :‬وال َكلْبُ‬ ‫سفْرة الت ُت ْ‬ ‫صفْنةُ‪ ،‬وهي ال ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫َأوّلُ زيادةِ الاء ف الوادي‪ .‬والكَ ْلبُ‪ِ :‬مسْمارٌ على رْأسِ‬
‫ب السّطِـيحةَ‪ .‬والكَ ْلبُ‪ :‬مسْمارُ َمقْبضِ‬ ‫الرّحْل‪ُ ،‬يعَلّقُ عليه الراك ُ‬
‫السيف‪ ،‬ومعه آخرُ‪ ،‬يقال له‪ :‬العجوزُ‪.‬‬
‫طف‬ ‫و َكَلبَ البعيَ َي ْكلُبه َكلْبا‪ :‬جعَ بي جَريرِه وزِمامِه بَي ٍ‬
‫البُرَةِ‪ .‬وال َكَلبُ‪ :‬الَكْلُ الكثي بل شَِبعٍ‪ .‬وال َكَلبُ‪ :‬وقُوعُ‬
‫ضبُ‪ ،‬وال َكلْب‬ ‫ح ْ‬ ‫الـحَبْ ِل بي ال َقعْوِ والَبكَرَة‪ ،‬وهو ال ْرسُ‪ ،‬والـ َ‬
‫ال ِقدّ‪ .‬ورَج ٌل ُمكَّلبٌ‪ :‬مَشدودٌ بال ِقدّ‪ ،‬وَأسِ ٌي ُمكَّلبٌ؛ قال ُطفَيْل‬
‫الغََنوِيّ‪:‬‬
‫فباءَ ِبقَتْلنا من القوم مِْثلُهم‪ * ،‬وما ل ُي َعدّ من َأسِـ ٍي ُم َكلّبِ(‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «فباء بقتلنا إل» كذا أنشده ف التهذيب‪ .‬والذي ف الصحاح أباء بقتلنا من القوم ضعفهم‪ ،‬وكل صحيح‬
‫العن‪ ،‬فلعلهما روايتان‪).‬‬
‫وقيل‪ :‬هو مقلوب عن ُمكَبّلٍ‪ .‬ويقال‪َ :‬كِلبَ عليه ال ِقدّ إِذا ُأسِرَ‬
‫به‪ ،‬فَيَبِسَ و َعضّه‪ .‬وأَسيٌ ُم َكّلبٌ و ُمكَبّلٌ أَي ُمقَّيدٌ‪.‬‬
‫وأَس ٌي ُمكَّلبٌ‪ :‬مَـ ْأسُورٌ بال ِقدّ‪.‬‬
‫س َيدَي ِه ُشعَياتٌ‪ ،‬كأَنا‬ ‫وف حديث ذي الّثدَيّةِ‪ :‬يَبْدو ف رْأ ِ‬
‫ُكلْبَةُ َك ْلبٍ‪ ،‬يعن مَخالِـبَه‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬هكذا قال الروي‪،‬‬
‫وقال الزمشري‪ :‬كأَنا ُكلْبةُ َك ْلبٍ‪ ،‬أَو ُكلْبةُ سِّن ْورٍ‪ ،‬وهي‬
‫شعَرُ النابتُ ف جانَِبيْ خَ ْطمِه‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫<ص‪>727:‬‬
‫شعَر الذي َيخْ ُرزُ به ا ِلسْكافُ‪ُ :‬كلْبةٌ‪ .‬قال‪ :‬ومن‬ ‫ويقال لل ّ‬
‫َفسّرها بالـمَخالب‪ ،‬نظرا إِل مَجيءِ الكَللِـيبِ ف مَخالِبِ البازِي‪ ،‬فقد أَْبعَد‪.‬‬
‫ولِسانُ ال َكلْبِ‪ :‬اس ُم سَْيفٍ كان َلوْسِ بن حارثةَ ابنَ ْلمٍ‬
‫الطائي؛ وفيه يقول‪:‬‬
‫شدَتْ َمعْنٌ وأَفناء ُبحْتُرِ‬ ‫فِإ ّن لِسانَ الكَ ْلبِ مانِـعُ َح ْوزَت‪ * ،‬إِذا َح َ‬
‫ورْأسُ ال َك ْلبِ‪ :‬اسمُ جبل معروف‪ .‬وف الصحاح‪ :‬ورْأسُ َك ْلبٍ‪ :‬جَبَلٌ‪.‬‬
‫لمّارِ‪ ،‬عن أَب‬ ‫وال َك ْلبُ‪ :‬طَ َرفُ الَكَمةِ‪ .‬وال ُكلْبةُ‪ :‬حانوتُ ا َ‬
‫حنيفة‪.‬‬
‫ب وبنُو أَ ْكُلبٍ وبنو َكلْبةَ‪ :‬كلّها قبائلُ‪.‬‬ ‫و َك ْلبٌ وبنُو َك ْل ٍ‬
‫و َك ْلبٌ‪َ :‬حيّ من قُضاعة‪ .‬وكِلبٌ‪ :‬ف قريش‪ ،‬وهو كِلبُ ب ُن مُرّةَ‪.‬‬
‫ص ْعصَعة‪ .‬وقولُهم‪ :‬أَع ّز من ُكلَْيبِ وائلٍ‪ ،‬هو ُكلَْيبُ ابن ربيعة من‬ ‫ب بن ربيعةَ بن عامر بن َ‬ ‫وكِلبٌ‪ :‬ف هَوا ِزنَ‪ ،‬وهو كِل ُ‬
‫بن تَغلِبَ بنِ وائل‪ .‬وأَما ُكلَْيبٌ‪ ،‬رَهْطُ جريرٍ الشاعر‪ ،‬فهو ُكلَْيبُ بن يَرْبُوع بن حَنْظَلة‪ .‬والكَ ْلبُ‪ :‬جَبَل باليمامة؛ قال‬
‫الَعشى‪:‬‬
‫إِ ْذ يَ ْرَفعُ الل رأْس ال َك ْلبِ فارَْتفَعا‬
‫ت معروفة‬‫هكذا ذكره ابن سيده‪ .‬والكَ ْلبُ‪ :‬جبل باليمامة‪ ،‬واستشهد عليه بذا البيت‪ :‬رأْس ال َكلْب‪ .‬وال َكلْباتُ‪َ :‬هضَبا ٌ‬
‫هنالك‪.‬‬
‫والكُلبُ‪ ،‬بضم الكاف وتفيف اللم‪ :‬اسم ماء‪ ،‬كانت عنده وقعة العَرَب؛ قال السّفّاح بن خالد الّتغْلَبـيّ‪:‬‬
‫حلّوهْ‬
‫خلّوهْ‪ * ،‬وساجِرا‪ ،‬واللّه‪ ،‬لَنْ َت ُ‬ ‫ب ماؤُنا َف َ‬‫ِإنّ الكُل َ‬
‫ب ا َلوّلُ‪ ،‬والكُلبُ الثان‪ ،‬وها يومان مشهوران للعرب؛ ومنه حديث‬ ‫وساجرٌ‪ :‬اسم ماء يتمع من السيل‪ .‬وقالوا‪ :‬الكُل ُ‬
‫ب يومَ الكُلبِ‪ ،‬فاّتخَذ أَنْفا من ِفضّةٍ؛ قال أَبو عبيد‪ :‬كُلبٌ ا َلوّلُ‪ ،‬وكُلبٌ الثان يومان‪ ،‬كانا بي‬ ‫عَ ْرَفجَة‪َ :‬أنّ أَْنفَه أُصي َ‬
‫ب موضع‪ ،‬أَو ماء‪ ،‬معروف‪ ،‬وبي الدّهْناء واليمامة موضع يقال له الكُلبُ أَيضا‪.‬‬ ‫مُلوكِ كنْدة وبن َتمِـيم‪ .‬قال‪ :‬والكُل ُ‬
‫وال َك ْلبُ‪ :‬فرسُ عامر بن ال ّطفَيْل‪ .‬وال َكلَبُ‪ :‬القِـيادةُ‪ ،‬وال َكلْتَبانُ‪ :‬ال َقوّادُ؛ منه‪ ،‬حكاها ابن الَعراب‪ ،‬يرفعهما إِل‬
‫الَصمعي‪ ،‬ول يذكر سيبويه ف الَمثلة َفعْتَلنا‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وَأمْثَ ُل ما ُيصَ ّرفُ إِليه ذلك‪ ،‬أَن يكون ال َكَلبُ ثلثيا‪،‬‬
‫ضفَادّ‪ .‬وك ْلبٌ و ُكلَْيبٌ وكِلبٌ‪ :‬قبائل معروفة‪.‬‬ ‫ض َفدَ وا ْ‬
‫وال َكلْتَبانُ رُباعيّا‪ ،‬كَ َز ِرمَ وا ْزرََأمّ‪ ،‬و َ‬
‫@كلتب‪ :‬ال َكلْتَبانُ‪ :‬مأْخوذ من ال َكلَب؛ وهي القيادةُ‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬ال َكلْتَب ُة القِـيادة‪ ،‬واللّه أَعلم‪.‬‬
‫@كلحب‪َ :‬ك ْلحَبه بالسيف‪ :‬ضربه‪.‬‬
‫و َك ْلحَب ُة وال َكلْحَبةُ‪ :‬من أَساءِ الرجال‪ .‬والكَ ْلحَبةُ اليَرْبُوعيّ‪ :‬اسم هُبَية بن عبدمَنافٍ‪ .‬قال الَزهري‪ :‬ول ُي ْدرَى ما هو‪.‬‬
‫وقد‬
‫ُروِيَ عن ابن الَعراب‪ :‬ال َك ْلحَبةُ صوتُ النار ولِـيبُها‪ ،‬يقال‪ :‬سعت َحدَمةَ النار و َك ْلحَبَتَها‪.‬‬
‫ب َيكُْنبُ كُنُوبا‪َ :‬غلُظَ؛ وأَنشد ل ُدرَيْ ِد بن الصّمّة‪:‬‬ ‫@كنب‪ :‬كََن َ‬
‫ح ْولِـيّ شَبْعانُ كاِنبُ‬‫وأَنتَ امْ ُرؤٌ َج ْعدُ القَفا مُتَ َعكّسٌ‪ * ،‬من ا َلقِطِ الـ َ‬
‫ض ل ُيسَ ّرحْ‪ ،‬وكُ ّل شي ٍء مَُتقَبّضٍ‪ ،‬فهو مُتَ َعكّسٌ‪.‬‬‫أَي َشعَ ُر ِلحْيته مَُتقَبّ ٌ‬
‫<ص‪>728:‬‬
‫وأَكَْنبَ‪َ :‬ككََنبَ‪ .‬وقال أَبو زيد‪ :‬كاِنبٌ كانِزٌ‪ ،‬يقال‪ :‬كَنَب ف‬
‫ت من ال َعمَل؛‬
‫ص بعضُهم به الَيدَ إِذا َغلُظَ ْ‬ ‫ف والافِرَ والَيدَ؛ وخَ ّ‬ ‫ل ّ‬
‫ظ َيعْلُو الرّجْلَ وا ُ‬
‫جِرابه شيئا إِذا َكنَه فيه‪ .‬والكَنَبُ‪ِ :‬غلَ ٌ‬
‫كَنِـَبتْ َيدُه وَأكْنََبتْ‪ ،‬فهي ُمكْنِـبة‪ .‬وف الصحاح‪َ :‬أكْنََبتْ‪ ،‬ول يقال‪َ :‬كنِـَبتْ؛ وأَنشد أَحد بن ييـى‪:‬‬

‫قد َأكْنََبتْ يَدا َك َب ْعدَ لِـيِ‪،‬‬


‫وب ْعدَ ُدهْنِ البانِ والـ َمضْنُونِ‪،‬‬
‫و َهمّتا بالصّبِ والـمُرُونِ‬
‫س من الطّيبِ؛ قال العجاج‪:‬‬ ‫والـ َمضْنُونُ‪ :‬جن ٌ‬
‫قد َأكْنََبتْ نُسورُه وَأكْنَبا‬
‫ستْ‪ .‬وف حديث سَعدٍ‪ :‬رآه رسول اللّه‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وقد َأكْنََبتْ يداه‪ ،‬فقال له‪ :‬أَكنََبتْ يَداك؛‬ ‫أَي َغلُ َظتْ و َع َ‬
‫فقال‪ :‬أُعالِـجُ‬
‫بالـمَرّ والـ ِمسْحاةِ؛ فأَخذ بيده وقال‪ :‬هذه ل َت َمسّها النارُ أَبدا‪َ .‬أكْنَبتِ اليدُ إِذا َثخَُنتْ و َغلُظَ ِج ْلدُها‪ ،‬وَت َعجّرَ من‬
‫ظ من الوافر‪ .‬و ُخفّ‬ ‫صلُبَت من العَمل‪ .‬والـمِكَْنبُ‪ :‬الغلي ُ‬ ‫ب ف اليد‪ :‬مثلُ الـ َمجَلِ‪ ،‬إِذا َ‬ ‫مُعاناة الَشياءِ الشاقّةِ‪ .‬والكَنَ ُ‬
‫ُمكَْنبٌ‪ ،‬بفتح النون‪ :‬ك ُمكِْنبٍ‪ ،‬عن ابن الَعراب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫بكُ ّل مَرثُومِ النّواحِـي ُمكَْنبِ‬
‫ب عليه لسانُه‪ :‬احْتَبَس‪.‬‬ ‫وأَكَْنبَ عليه بَ ْطنُه‪ :‬اشْتدّ‪ .‬وأَكَْن َ‬
‫وكََنبَ الشيءَ َيكْنِـبه كَنْبا‪ :‬كَنَزَه‪ .‬والكاِنبُ‪ :‬الـ ُممْتَلِـ ُئ شِبَعا‪ .‬والكِنابُ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬والعاسِي‪ :‬الشّمراخُ‪ .‬والكَنيبُ‪:‬‬
‫اليبيسُ من‬
‫الشجر‪ .‬قال أَبو حنيفة‪ :‬الكَِنبُ‪ ،‬بغي ياء‪ ،‬شبيه بقَتادِنا هذا‪ ،‬الذي‬
‫ط باقيةٌ على النّدى‪ .‬وقال مرّة‪ :‬سأَلتُ بعضَ الَعراب عن‬ ‫حصَف عندنا بلِحائِه‪ ،‬وُيفْتلُ منه شُرُ ٌ‬ ‫يَنْبُت عندنا‪ ،‬وقد ُي ْ‬
‫ت من كل‬ ‫شوْك‪ ،‬لا ف أَطرافها بَراعِـيمُ‪ ،‬قد َبدَ ْ‬ ‫شوْك‪ ،‬بيضا َء العيدانِ‪ ،‬كثيةَ ال ّ‬ ‫الكَِنبِ‪ ،‬فأَران شِ ْرسَةً مُتَف ّرقَةً من نَبات ال ّ‬
‫بُ ْرعُومة َشوْكاتٌ ثلثٌ‪.‬‬
‫والكَِنبُ‪ :‬نَْبتٌ؛ قال الطرماح‪:‬‬
‫جدٍ‪ ،‬بأَرضِ ال ّطلْ ِح والكَِنبِ‬‫مُعالِـياتٌ‪ ،‬على الَريافِ‪َ ،‬مسْكَنُها * َأطْرافُ َن ْ‬
‫الليث‪ :‬الكَِنبُ شجر؛ قال‪:‬‬
‫ث والكَِنبْ‬‫ضدٍ من الكَرا ِ‬ ‫ف َخ َ‬
‫وكَُنْيبٌ‪ ،‬مصغرا‪ :‬موضع؛ قال النابغة‪:‬‬
‫زيدُ ب ُن َب ْدرٍ حاضِ ٌر بعُراعِرٍ‪ * ،‬وعلى ُكنَْيبٍ مالكُ بنُ حِمارِ‬
‫@كنثب‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬الكِنْثابُ الرمل الـمُنْهال‪.‬‬
‫ط الكلم من الطإِ‪ ،‬حكاه يونس‪.‬‬ ‫@كنخب‪ :‬الكَْنخَبة‪ :‬اختل ُ‬
‫@كهب‪ :‬ال ُكهْبَةُ‪ :‬غُبة مُشْرَبةٌ سوادا ف أَلوان الِبل‪ ،‬زاد‬
‫الَزهري‪ :‬خاصة‪.‬‬
‫بعي أَ ْك َهبُ‪ :‬بَيّن ال َكهَب‪ ،‬وناقة َكهْباء‪ .‬الوهري‪ :‬ال ُكهْبة لونٌ‬
‫حمْرة خاصّةً‪ .‬وقال يعقوب‪ :‬ال ُكهْبة لونٌ‬ ‫مثل القُهبة‪ .‬قال أَبو عمرو‪ :‬الكُهبة لون ليس بالصٍ ف الـحُمرة‪ ،‬وهو ف الـ ُ‬
‫ص شيئا دون شيء‪ .‬قال الَزهري‪ :‬ل أَسع ال ُكهْبة ف أَلوان الِبل‪ ،‬لغي الليث؛ قال‪ :‬ولعله‬ ‫إِل الغُبة ما هو‪ ،‬فلم َيخُ ّ‬
‫ُيسَْت ْعمَلُ ف أَلوان الثيابِ‪ .‬الَزهري‪ :‬قال ابن الَعراب‪ :‬وقيل ال َك َهبُ لونُ الاموسِ‪ ،‬وال ُكهْبةُ‪ :‬الدّهْمة؛ والفعل من كل‬
‫ذلك‬
‫<ص‪>729:‬‬
‫َك ِهبَ و َك ُهبَ َكهَبا و ُكهْبةً‪ ،‬فهو أَ ْك َهبُ‪ ،‬وقد قيل‪ :‬كا ِهبٌ؛ وروى بيت ذي ال ّرمّة‪:‬‬
‫ـهُ * إِهابُ ابنِ آوى كا ِهبُ الّل ْونِ َأ ْطحَلُهْ‬ ‫َجنُوحٌ على باقٍ َسحِـيقٍ‪ ،‬كأَن َ‬
‫ويروى‪َ :‬أ ْك َهبُ‪.‬‬
‫@كهدب‪َ :‬ك ْهدَبٌ‪َ :‬ثقِـي ٌل وَ ْخمٌ‪.‬‬
‫@كهكب‪ :‬التهذيب ف ترجة َك ْه َكمَ‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬ال َك ْهكَمُ‬
‫وال َك ْه َكبُ الباذِنانُ‪.‬‬
‫ي بن زيد‪:‬‬ ‫@كوب‪ :‬الكُوبُ‪ :‬الكُوزُ الذي ل عُ ْروَةَ له؛ قال عد ّ‬
‫سعَى عليه العَْبدُ بالكُوبِ‬ ‫صفِقُ أَبوابُه‪َ * ،‬ي ْ‬
‫مُّتكِئا َت ْ‬
‫ف عليهم ِبصِحافٍ من ذ َهبٍ وأَكْوابٍ‪ .‬قال الفراء‪:‬‬ ‫والمع أَكْوابٌ‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬وأَكْوابٌ موْضوعة‪ .‬وفيه‪ :‬ويُطا ُ‬
‫ب الكوزُ الستديرُ الرْأسِ الذي ل أُذُن له؛ وقال يصف مَْنجَنونا‪:‬‬ ‫الكُو ُ‬
‫ت من مائها الَواب‬ ‫صبّ أَكْوابا على أَكوابِ‪َ * ،‬ت َدّفقَ ْ‬ ‫َي ُ‬
‫ب بالكُوبِ (‪)1‬‬ ‫ب َيكُوب إِذا شَ ِر َ‬ ‫ابن الَعراب‪ :‬كا َ‬
‫(‪ 1‬قوله «كاب يكون إذا إل» وكذلك اكتاب يكتاب كما يقال‪ :‬كاز واكتاز إذا شرب بالكوز اهـ‪ .‬تكملة‪. ).‬‬
‫وال َكوَبُ‪ِ :‬دقّة العُنق وعِ َظمُ الرأْس‪ .‬والكُوبة‪ :‬الشّطْرَْنجَةُ‪ .‬والكُوبَةُ‪ :‬الطّبْل والنّرْدُ‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬الطّبْ ُل الصّغي‬
‫خصّرُ‪ .‬قال أَبو عبيد‪ :‬أَما الكُوبة‪ ،‬فإِن ممد بن كثي أَخبن أَن الكُوبَةَ النّرْدُ ف كلم أَهل اليمن؛ وقال غيه‪،‬‬ ‫الـ ُم َ‬
‫لمْرَ والكُوبةَ؛ قال ابن الَثي‪ :‬هي النّرْدُ؛ وقيل‪ :‬الطّبْل؛ وقيل‪ :‬البَرْبَطُ‪ ،‬ومنه‬ ‫الكُوبَةُ‪ :‬الطّبْلُ‪ .‬وف الديث‪ِ :‬إ ّن اللّه حَرّم ا َ‬
‫حديث عليّ‪ُ :‬أمِرْنا ب َكسْرِ الكُوبةِ‪ ،‬والكِنّارَة‪،‬‬
‫والشّياع‪.‬‬
‫@كبت‪ :‬الكَْبتُ‪ :‬الصّرْعُ؛ كَبَتَه َيكْبِتُه كَبْتا‪ ،‬فاْنكََبتَ؛‬
‫وقيل‪ :‬الكَْبتُ صَرْعُ الشيء لوجهه‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن ال كََبتَ الكافرَ أَي‬
‫صَ َرعَه وخَيّبَه‪ .‬وكَبَتَه الُ لوجْهه كَبْتا أَي صَرَعَه الُ‬
‫لوجهه‪ ،‬فلم يَ ْظفَرْ‪.‬‬
‫وف التنيل العزيز‪ :‬كُبِتُوا كما كُِبتَ الذين من قبلهم؛ وفيه‪ :‬أَو‬
‫َيكْبَِت ُه ْم فيَْنقَلِبُوا خائبي؛ قال أَبو إِسحق‪ :‬معن كُبِتُوا‬
‫أُ ِذلّوا وأُ ِخذُوا بالعذاب بأَن ُغلِبُوا‪ ،‬كما نز َل بن كان قبلَهم من حادّ‬
‫الَ؛ وقال الفراء‪ :‬كُبِتُوا أَي غِيظُوا وأُحْزنُوا يوم الَْندَقِ‪ ،‬كما‬
‫كُِبتَ مَن قاتَلَ الَنبيا َء قبلهم؛ قال الَزهري‪ :‬وقال من احَْتجّ‬
‫للفراء‪ :‬أَصلُ الكَْبتِ الكَْبدُ‪ ،‬فقلبت الدال تاء‪ ،‬أُخذ من الكَِبدِ‪ ،‬وهو‬
‫َم ْعدِنُ الغَيْظ وا َلحْقادِ‪ ،‬فكأَن الغَيْظَ‪ ،‬لا َبلَ َغ بم مَبْلَغه‪،‬‬
‫ب أَكبادَهم فأَحْ َرقَها‪ ،‬ولذا قيل للَعداء‪ :‬هم سُودُ ا َلكْباد‪.‬‬ ‫أَصا َ‬
‫وف الديث‪ :‬أَنه رأَى كلحةً حَزينا َمكْبُوتا أَي شديدَ الُزْن؛‬
‫قيل‪ :‬الَصل فيه َمكْبُودٌ‪ ،‬بالدال‪ ،‬أَي أَصابَ الُ ْزنُ كَِبدَه‪ ،‬فقلب‬
‫الدال تاء‪.‬‬
‫ت الصَرْفُ والِذْلل‪ ،‬يقال‪ :‬كََبتَ الُ الع ُدوّ‬ ‫الوهري‪ :‬الكَْب ُ‬
‫أَي صَ َرفَه وأَ َذلّه‪ ،‬وكَبَتَه‪ :‬أَي صَ َرعَه لوجهه‪ .‬والكَْبتُ‪َ :‬كسْرُ‬
‫ل ال َع ُدوّ كَبْتا‪ :‬رَدّه بغيظِه‪.‬‬ ‫الرجُلِ وإِخزاؤُه‪ .‬وكََبتَ ا ُ‬
‫@كبت‪ :‬الكِبْريتُ‪ :‬من الجارة الُوقَد با؛ قال ابن دريد‪ :‬ل أَحسبه‬
‫عربيّا صحيحا‪ .‬الليث‪ :‬الكِبْريت َعيٌ تْري‪ ،‬فإِذا َج َم َد ماؤُها صارَ‬
‫كِبْريتا أَبيضَ وأَصفَرَ وأَ ْك َدرَ‪.‬‬
‫ت فلنٌ بعيَه إِذا طَله بالكِبْريتِ‬ ‫قال أَبو منصور‪ :‬يقال كَبْرَ َ‬
‫مَخلُوطا بالدّسم‪.‬‬
‫لوْهر‪ ،‬ومَ ْعدِنُه َخلْفَ‬ ‫التهذيب‪ :‬والكِبْريتُ الَحرُ يقال هو من ا َ‬
‫بلدِ التّّبتِ‪ ،‬وادي النمل الذي مَرّ به سليمان‪،‬على نبينا وعليه‬
‫الصلة والسلم؛ ويقال ف كل شيء كِبْريتٌ‪ ،‬وهو يُْبسُه‪ ،‬ما خل الذّ َهبَ‬
‫ص ّعدَ‪ ،‬أَي أُذِيبَ‪ ،‬ذ َهبَ كِبْريتُه‪.‬‬ ‫والفضة‪ ،‬فإِنه ل ينكسر‪ ،‬فإِذا ُ‬
‫والكِبْريتُ‪ :‬الياقوتُ الَحرُ‪ .‬والكِبْريتُ‪ :‬الذهبُ الَحر؛ قال‬
‫رؤبة‪:‬هَ ْل َي ْعصِمَنّي َحِلفٌ ِسخْتِيتُ‪،‬‬
‫أَو ِفضّةٌ‪ ،‬أَو ذَ َهبٌ كِبْريتُ؟‬
‫قال ابن الَعراب‪ :‬ظَنّ رؤبةُ أَن الكِبْريتَ ذهبٌ‪.‬‬
‫ت ال ِقدْرُ والَرّةُ ونوُها َت ِكتّ كَتِيتا إِذا‬ ‫@كتت‪ :‬كَّت ِ‬
‫ت الغَلَيان؛ وقيل‪ :‬هو صوتُها إِذا قَ ّل ماؤُها‪ ،‬وهو َأقَلّ‬ ‫َغلَتْ‪ ،‬وهو صو ُ‬
‫صوْتا وأَ ْخفَضُ حا ًل من َغلَيانا إِذا كثُر ماؤُها‪ ،‬كأَنا تقول‪:‬‬ ‫َ‬
‫صبّ فيها الاءُ‪ .‬و َكتّ النبيذُ‬ ‫َكتْ َكتْ‪ ،‬وكذلك الَرّة الديدُ إِذا ُ‬
‫وغيُه كَتّا وكَتِيتا‪ :‬ابْتَدأَ َغلَيانُه قبل أَن َيشَْتدّ‪.‬‬
‫والكَتِيتُ‪ :‬صوتُ الَبكْرِ‪ ،‬وهو فوق ال َكشِيشِ‪ .‬و َكتّ الَبكْ ُر َي ِكتّ‬
‫ت بي ال َكشِيشِ‬ ‫كَتّا وكَتِيتا إِذا صاحَ صِياحا لَيّنا‪ ،‬وهو صَو ٌ‬
‫والَديرِ‪ .‬وقيل‪ :‬الكَتِيتُ ارتفاع الَبكْرِ عن ال َكشِيشِ‪ ،‬وهو َأوّل‬
‫هَديره‪ .‬الَصمعي‪ :‬إِذا بلغ الذّ َكرُ من الِبل الَدير‪ ،‬فَأوّله‬
‫ال َكشِيشُ‪ ،‬فإِذا ارْتَفع قليلً‪ ،‬فهو الكَتِيتُ؛ قال الليث‪َ :‬ي ِكتّ‪ ،‬ث‬
‫َيكِشّ‪ ،‬ث َي ْهدِرُ‪ .‬قال الَزهري‪ :‬والصواب ما قال الَصمعي‪ .‬والكَتِيتُ‪ :‬صوتٌ‬
‫صدْر الرجل ُيشْبِهُ صوتَ البَكارة‪ ،‬من شدّ ِة الغَيْظ؛ و َكتّ‬ ‫ف َ‬
‫شيّ و َمقْتلِ حزة‪ ،‬وهو ُمكَبّسٌ‪ :‬له‬ ‫الرجُلُ من الغَضَب‪ .‬وف حديث وَ ْح ِ‬
‫كَتِيتٌ أَي هديرٌ وغَطيط‪ .‬وف حديث أَب قتادة‪ :‬فتَكاتّ الناسُ على‬
‫الِيضَأَة‪ ،‬فقال‪َ :‬أ ْحسِنُوا الَلْءَ‪ ،‬ف ُكّلكُ ْم سَيَ ْروَى‪ .‬التّكاتّ‪:‬‬
‫التّزا ُح ُم مع صَوتٍ‪ ،‬وهو من الكَتِيتِ الَدير والغَطِيط‪ .‬قال ابن‬
‫ظ تَكابّ‪ ،‬بالباء الوحدة‪ ،‬وقد مضى‬ ‫الَثي‪ :‬هكذا رواه الزمشري وشرحه‪،‬والحفو ُ‬
‫ذكره‪.‬‬
‫ت القو َم َيكُتّهم َكتّا‪َ :‬عدّهم وأَحْصاهم‪ ،‬وأَكث ُر ما‬ ‫و َك ّ‬
‫ش ما ُي َكتّ أَي ما ُي ْعلَمُ َعدَدُهم‬ ‫يستعملونه ف النفي‪ ،‬يقال‪ :‬أَتانا ف جَي ٍ‬
‫حصَى؛ قال‪:‬‬ ‫ول ُي ْ‬
‫إِ ّل ِبجَيْشٍ‪ ،‬ما ُي َكتّ َعدِيدُه‪،‬‬
‫للُودِ‪ ،‬من الديدِ‪ ،‬غِضابِ‬ ‫سُودِ ا ُ‬
‫ت النجومَ أَي ل َتعُدّه ول‬ ‫وف الثل‪ :‬ل َتكُتّه أَو َت ُك ّ‬
‫سهَى أَي‬ ‫حصَى‪ ،‬ول ُي ْ‬ ‫حصِيه‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬جَيْشٌ ل ُي َكتّ أَي ل ُي ْ‬ ‫ُت ْ‬
‫ل ُيحْ َزرُ‪ ،‬ول يُْن َكفُ أَي ل ُيقْ َطعُ‪ .‬وف حديث حُنَي‪ :‬قد جاء جيش‬
‫ل ُي َكتّ‪ ،‬ول يُْن َكفُ أَي ل ُيحْصى‪ ،‬ول يُْبَلغُ آخِرُه‪.‬‬
‫وال َكتّ‪ :‬الِحْصاءُ‪.‬‬
‫وَفعَل به ما كَتّه أَي ما ساءَه‪.‬‬
‫ورجل َكتّ‪ :‬قليلُ اللحم؛ ومَرْأَةٌ َكتّ‪ ،‬بغي هاء‪ .‬ورجل كَتِيتٌ‪:‬‬
‫بيل؛ قال عمرو بن ُهمَيْل اللحيان‪:‬‬
‫َت َعّلمْ َأنّ شَ ّر فَتَى أُناسٍ‬
‫ضعَه‪ ،‬خُزا ِعيّ كَتِيتُ‬ ‫وأَو َ‬
‫ب الُرِضّةَ قال‪ :‬أَوكي‬ ‫إِذا شَرِ َ‬
‫على ما ف سِقائِكِ‪ ،‬قد َروِيتُ‬
‫وف التهذيب‪ :‬هو الكَتِيتة والّلوِيّة وا َل ْعصُودة والضّويطَة؛‬
‫للُق ا ُلغْتاظُ؛ وأَورد هذين البيتي‬ ‫والكَتِيتُ‪ :‬الرجلُ البخي ُل السيّء ا ُ‬
‫سمّه‪ .‬ويقال‪ :‬إِنه لكَتِيتُ الَيدَين‬ ‫ونسبهما لبعض شعراء ُهذَيل‪ ،‬ول ُي َ‬
‫أَي بيلٌ؛ قال ابن جن‪ :‬أَص ُل ذلك من الكَتيتِ الذي هو صَوتُ َغلَيانِ‬
‫ال ِق ْدرِ‪.‬‬
‫و َكتّ الكل َم ف أُذنه َيكُتّه كَتّا‪ :‬سارّه به‪ ،‬كقولك‪ :‬قَرّ‬
‫الكلمَ ف أُذُنِه‪ .‬ويقال‪ :‬كُتّن الديثَ وأَكِتّنِيه‪ ،‬وقُرّن‬
‫وَأقِرّنِيه أَي َأخْبْنِيه كما سعتَه‪ .‬ومِثْله فِرّن وَأفِرّنِيه‪،‬‬
‫وُقذّنِيه‪ .‬وتقول‪ :‬ا ْقتَرّه من يا فلنُ‪ ،‬واقَْتذّه‪ ،‬واكْتَتّه أَي اسعه‬
‫من كما سِعتُه‪ .‬التهذيب عن اللحيان عن أَعراب فصيح‪ ،‬قال له‪ :‬ما‬
‫َتصَْنعُ ب؟ قال‪ :‬ما كَتّكَ وعَظاكَ وَأ ْورَمَك وَأرْغَمكَ‪ ،‬بعن‬
‫ت الُبَارَى‪ .‬ورجل كَتْكاتٌ‪ :‬كثي الكلم‪ُ ،‬يسْرِعُ‬ ‫صوْ ُ‬ ‫واحد‪.‬والكَْتكَتةُ‪َ :‬‬
‫الكلمَ ويُتِْب ُع بعضَه بعضا‪.‬‬
‫ش ُي ُروَيْدا‪ .‬والكَتِيتُ والكَْتكَتة‪:‬‬ ‫ت والكَْتكَتَةُ‪ :‬ا َل ْ‬‫والكَتِي ُ‬
‫َتقَارُبُ الَ ْطوِ ف سُرْعةٍ‪ ،‬وإِنه لكَتْكاتٌ‪ ،‬وقد َتكَْت َكتَ‪.‬‬
‫والكَْتكَت ُة ف الضحك‪ :‬دون ال َق ْهقَهة‪.‬‬
‫ضحِكا دُونا؛ قال ثعلب‪ :‬وهو مثلُ الَني‪.‬‬ ‫ضحِكَ َ‬ ‫وكَْت َكتَ الرجلُ‪َ :‬‬
‫الَحر‪ :‬كَْت َكتَ فلنٌ بالضك كَْتكَتَةً‪ ،‬وهو مثل الَنيِ‪.‬‬
‫ط الال وقَ َزمُه‪ ،‬وهو رُذالُه‪ .‬وف الديث‬ ‫الفراء‪ :‬الكُتّة شَرَ ُ‬
‫ِذكْرُ كُتاتَة‪ ،‬وهي بضم الكاف‪ ،‬وتفيف التاء الُول‪ :‬ناحية من أَعراض‬
‫الدينة لل َجعْفر بن أَب طالب‪ ،‬عليه وعليهم السلم‪.‬‬
‫@كرت‪ :‬سَنَة كَرِيتٌ‪ ،‬و َحوْلُ كَريتٌ أَي تامّ العددِ‪ ،‬وكذلك اليومُ‬
‫والشهرُ‪.‬‬
‫وَتكْريتُ‪ :‬أَرضٌ؛ قال‪:‬‬
‫َلسْنا َكمَنْ َحّلتْ إِيادٌ دارَها‬
‫حصَدا‬ ‫تكريتَ‪ ،‬تَ ْرُقبُ حَبّها أَن ُي ْ‬
‫قال ابن جن‪ :‬تقدير لسنا كمَنْ َحلّتْ إِيادٌ دارها؛ أَي كإِيادٍ الت‬
‫ت ث َفّلتْ من َبعْد َأنْ َحلّت دارَها‪َ ،‬فدَلّ َحّلتْ ف‬ ‫َحّل ْ‬
‫ت موضع‪.‬‬ ‫الصلة على َحّلتْ هذه الت َنصَبَتْ دارَها؛ وقيل‪َ :‬تكْري ُ‬
‫ستُ‪ :‬الذي يُتََبخّر به‪ ،‬لغة ف ال ُكسْطِ وال ُقسْطِ؛ كلّ‬ ‫@كست‪ :‬ال ُك ْ‬
‫ستِ َأظْفارٍ؛ هو‬ ‫ذلك عن كراع‪ .‬وف حديث ُغسْل اليضِ‪ :‬نُْبذَةٌ من ُك ْ‬
‫ال ُقسْطُ ا ِلْندِيّ ُعقَا ٌر معروف؛ وف رواية‪ُ :‬كسْطٍ‪ ،‬بالطاء‪ ،‬وهو هو؛‬
‫والكاف والقاف يبدل أَحدها من الخر‪.‬‬
‫@كعت‪ :‬ال ُكعَْيتُ‪ :‬الُبلْبُل‪ ،‬مبن على التصغي‪ ،‬كما تَرَى‪ ،‬والمع‪:‬‬
‫ِكعْتانٌ‪ .‬وقد ورد ف الديث ذِكْرُ ال ُكعَيْت‪ ،‬قال ابن الَثي‪ :‬هو‬
‫ُعصْفُور‪ ،‬وأَهل الدينة يسمونه الّنغَرَ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الُبلْبُلُ‪ .‬وأَبو ُمكْ ِعتٍ‪،‬‬
‫جمٍ‪ :‬شاع ٌر معروف؛ قال ابن سيده‪ :‬ول أَعرف له فعلً‪.‬‬ ‫على مثال مُ ْل ِ‬
‫أَبو زيد‪ :‬رجل َكعْتٌ وامرأَة َكعْتة‪ ،‬وها القصيان؛ ورأَيت ف حواشي‬
‫بعض نسخ الصحاح الوثوق با‪ :‬وال ُكعْتةُ طَبَ ُق القارُورةِ‪.‬‬
‫ص ْرفُكَ الشيءَ عن وَجْهه‪.‬‬ ‫@كفت‪ :‬ال َك ْفتُ‪َ :‬‬
‫َكفَته َي ْكفِتُه َكفْتا فاْن َك َفتَ أَي رَ َجعَ راجعا‪ .‬و َكفَتَه عن‬
‫صرَفه‪ .‬وف حديث عبد ال بن عمر‪ :‬صل ُة ا َلوّابي ما بي‬ ‫وَجْهه أَي َ‬
‫ب أَه ُل ال ُعشَراء أَي‬
‫أَن يَْن َك ِفتَ أَهلُ ا َلغْرب إِل أَن يَثُو َ‬
‫يَنْصرِفوا إِل مَنازلم‪ .‬و َك َفتَ َي ْك ِفتُ َكفْتا و َكفَتانا وكِفاتا‪:‬‬
‫َأسْرَع ف ال َعدْوِ والطّيَرا ِن وَتقَبّضَ فيه‪ .‬وال َكفَتانُ من ال َع ْدوِ‬
‫والطيان‪ :‬كالَيَدانِ ف ِشدّة‪ .‬وفرسٌ َكفْتٌ‪ :‬سريع؛ وفَ َرسٌ َكفِيتٌ‬
‫وقَبيضٌ؛ و َع ْدوٌ كَفيتٌ أَي سَريع؛ قال رؤْبة‪:‬‬
‫تَكا ُد أَيْديها تَهاوى ف الزّهَقْ‪،‬‬
‫من َكفْتِها َشدّا‪ ،‬كإِضْرامِ الَ َرقْ‬
‫قال الَزهري‪ :‬والكَ ْفتُ ف َع ْدوِ ذي الافر سُرْع ُة قَبْضِ الَيدِ‪.‬‬
‫ق الشّديد‪ .‬ورجل َك ْفتٌ و َكفِيتٌ‪ :‬سريع خفيفٌ‬ ‫سوْ ُ‬‫الوهري‪ :‬ال َك ْفتُ ال ّ‬
‫دَقيقٌ‪ ،‬مثلُ َكمْشٍ و َكمِيشٍ‪ .‬و َع ْدوٌ َكفِيتٌ وكِفاتٌ‪ :‬سريعٌ‪ .‬ومَرّ‬
‫َكفِيتٌ وكِفاتٌ‪ :‬سريعٌ؛ قال زهي‪:‬‬
‫مَرّا كِفاتا‪ ،‬إِذا ما الاءُ َأ ْس َهلَها‪،‬‬
‫ط تَبْتَ ِركُ‬
‫سوْ ِ‬‫ت بال ّ‬‫حت إِذا ضُرَِب ْ‬
‫وكافَتَهُ‪ :‬ساَبقَهُ‪.‬‬
‫وال َكفِيتُ‪ :‬الصاحب الذي يُكافُِتكَ أَي يُساِبقُك‪ .‬والكَفِيتُ‪ :‬القُوتُ‬
‫من العَيْش؛ وقيل‪ :‬ما ُيقِيمُ العَيْشَ‪ .‬والكَفِيتُ‪ :‬ال ُقوّ ُة على‬
‫النكاح‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬حُّببَ ِإلّ‬
‫ت به مَعِيشَت أَي‬ ‫النساءُ والطّيبُ‪ ،‬و ُر ِز ْقتُ ال َكفِيتَ أَي ما َأ ْكفِ ُ‬
‫صِلحُها؛ وقيل ف تفسي ُر ِز ْقتُ ال َكفِيتَ أَي ال ُقوّة على‬ ‫ضمّها وأُ ْ‬ ‫أَ ُ‬
‫الماع؛ وقال بعضهم ف قوله رُ ِز ْقتُ ال َكفِيتَ‪ :‬إِنا ِق ْدرٌ أُنزلت له‬
‫ي على الماع‪ ،‬كما يروى ف الديث الخر‬ ‫من السماء‪ ،‬فأَكل منها وَقوِ َ‬
‫الذي يروي أَنه قال‪ :‬أَتان جبي ُل ب ِق ْدرٍ يقالُ لا الكَفِيتُ‪ ،‬فوَ َجدْتُ‬
‫قوّة َأرَْب ِعيَ رجلً ف الماع‪.‬‬
‫وال ِك ْفتُ‪ ،‬بالكسر‪ :‬ال ِق ْدرُ الصغية‪ ،‬على ما سنذكره ف هذا الفصل؛ ومنه‬
‫حديث جابر‪ :‬أُعْ ِط َي رسولُ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ال َكفِيتَ؛ قيل‬
‫للحَسَنِ‪ :‬وما ال َكفِيتُ؟ قال‪ :‬الِبضَاعُ‪ .‬الَصمعي‪ :‬إِنه لَي ْكفِتُن عن‬
‫حاجَت وَيعْفِتُن عنها أَي َيحِْبسُن عنها‪ .‬و َك َفتَ الشي َء َي ْكفِتُه‬
‫ضمّه وقََبضَه؛ قال أَبو ذؤَيب‪:‬‬ ‫َكفْتا‪ ،‬و َكفّتَه‪َ :‬‬
‫حتْ‬ ‫أََتوْها بِريحٍ حا َولَتْهُ‪ ،‬فأَصَْب َ‬
‫ُت َك ّفتُ قد َحّلتْ‪ ،‬وساغَ شَرابُها‬
‫ويقال‪َ :‬كفَتَه الُ أَي قَبَضه الُ‪.‬‬
‫ضمّ فيه الشي ُء وُيقْبَضُ‪ .‬وف التنيل‬ ‫والكِفاتُ‪ :‬الوضعُ الذي ُي َ‬
‫جعَلِ الَرضَ كِفاتا أَحْياءَ وأَمواتا‪ .‬قال ابن سيده‪:‬‬ ‫العزيز‪َ :‬أَل ْم َن ْ‬
‫هذا قول أَهل اللغة‪ ،‬قال‪ :‬وعندي أَن الكِفاتَ هنا مصدر من َك َفتَ إِذا‬
‫ض ّم وقَبَضَ‪ ،‬وَأنّ أَحْياءً وأَمواتا مُنّْتصَبٌ به أَي ذاتَ كِفاتٍ‬ ‫َ‬
‫للَحياء والَموات‪ .‬وكِفاتُ الَرضِ‪َ :‬ظهْرُها للَحْياءِ‪ ،‬وبَطْنُها‬
‫لمْواتِ‪ ،‬ومنه قولم للمنازل‪ :‬كِفاتُ الَحياء‪ ،‬وللمقابر‪ :‬كِفاتُ‬ ‫لَ‬
‫ا َلمْواتِ‪ .‬التهذيب‪ :‬يُريد َت ْكفِتُهم أَحيا ًء على َظهْرها ف دُورهم‬
‫صبَ‬‫حفَظُهم وُتحْرِزهم‪ ،‬وَن َ‬ ‫ومَنازلم‪ ،‬وَت ْكفِتُهم أَمواتا ف بَطْنها أَي َت ْ‬
‫أَحيا ًء وأَمواتا ب ُوقُوع الكِفاتِ عليه‪ ،‬كأَنك قلت‪ :‬أَل نعل الَرضَ‬
‫كِفاتَ أَحياءٍ وأَمواتٍ؟ فإِذا َنوّْنتَ‪َ ،‬نصَْبتَ‪ .‬وف الديث‪ :‬يقول‬
‫ال‪ ،‬عز وجل‪ ،‬للكرام الكاتبي‪ :‬إِذا مَرِضَ عَبْدي فاكْتُبوا له مِثْل‬
‫ضمّه‬‫صحّتهِ‪ ،‬حت أُعافِيَه أَو أَ ْكفِتَه أَي أَ ُ‬ ‫ما كان َي ْعمَلُ ف ِ‬
‫إِل القب؛ ومنه الديث الخر‪ :‬حت ُأ ْطِلقَه من وَثاقي‪ ،‬أَو أَ ْكفِتَه‬
‫ِإلّ‪ .‬وف حديث الشعب‪ :‬أَنه كان ب َظهْر الكُوفةِ فالْتَ َفتَ إِل‬
‫بُيوتا‪ ،‬فقال‪ :‬هذه كِفاتُ ا َلحْياء‪ ،‬ث الَْت َفتَ إِل ا َلقْبُرة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ت الَموات؛ يريد تأْوي َل قوله‪ ،‬عز وجل‪ :‬أَل َنجْعل الَرضَ‬ ‫وهذه كِفا ُ‬
‫كِفاتا أَحياءً وأَمواتا‪.‬‬
‫وَبقِيعُ الغَ ْرقَد يسمى‪َ :‬كفْتة‪ ،‬لَنه ُي ْدفَنُ فيه‪ ،‬فَيقْبِضُ‬
‫ضمّ‪.‬‬‫وَي ُ‬
‫وكاِفتٌ‪ :‬غارٌ كان ف جبل يَ ْأوِي إِليه اللّصوصُ‪َ ،‬ي ْكفِتُون فيه‬
‫ع أَي َيضُمّونه‪ ،‬عن ثعلب‪ ،‬صفةٌ غالبة‪ .‬وقال‪ :‬جاءَ رجالٌ إِل‬ ‫التا َ‬
‫إِبراهيم بن الُهاجِ ِر العَ َربّ‪ ،‬فقالوا‪ :‬إِننا َنشْكو إِليك كافِتا؛‬
‫َيعْنُونَ هذا الغارَ‪.‬‬
‫ض َممْته إِل نفسك‪ .‬وف‬ ‫و َك َفتّ الشيءَ َأ ْكفِتُه َكفْتا إِذا َ‬
‫ج َمعَها‬ ‫ضمّها وَن ْ‬ ‫الديث‪ُ :‬نهِينا أَن َن ْكفِتَ الثّيابَ ف الصلة أَي َن ُ‬
‫من النتشار‪ ،‬يريد جعَ الّثوْب باليدين‪ ،‬عند الركوع والسجود‪.‬‬
‫جعَل فيه؛‬ ‫ب َكفِيتٌ إِذا كان ل ُيضَّيعُ شيئا ما ُي ْ‬ ‫وهذا جِرا ٌ‬
‫وجِرابٌ ِك ْفتٌ‪ ،‬مثله‪.‬‬
‫شمّر وَقلَصَ‪ .‬وف حديث النب‪ ،‬صلى ال عليه‬ ‫وَت َك ّفتَ ثوب إِذا َت َ‬
‫وسلم‪ ،‬أَنه قال‪ :‬ا ْكفِتُوا صبيانَكم‪ ،‬فإِن للشيطان خَطْفةً؛ قال أَبو‬
‫ضمّوهم إِليكم‪،‬واحِْبسُوهم ف البيوت؛ يريد عند انْتِشار‬ ‫عبيد‪ :‬يعن ُ‬
‫الظلم‪.‬‬
‫ع بالسيف َي ْكفِتُها‪ ،‬و َكفّتها‪َ :‬عّلقَها به‪،‬‬ ‫و َك َفتَ ال ّدرْ َ‬
‫ضمَها إِليه؛ قال زهي‪:‬‬ ‫فّ‬
‫َخدْباءُ َيكْفِتُها نِجا ُد ُمهَّندِ‬
‫ض َممْتَه إِليكَ‪ ،‬فقد َكفَتّه؛ قال زهي‪:‬‬ ‫وكلّ شيء َ‬
‫سجُه الصّبا‪،‬‬ ‫ومُقاضةٍ‪ ،‬كالّن ْهيِ تَْن ُ‬
‫ضلُها ُبهَّندِ‬ ‫ت فَ ْ‬ ‫بَيْضاءَ‪ُ ،‬ك ّف َ‬
‫صفُ ِدرْعا َعلّق لبسُها‪ ،‬بالسيف‪ ،‬فُضُولَ أَسافِلها‪ ،‬فضَمّها‬ ‫ّي ِ‬
‫إِليه؛ و َشدّده للمبالغة‪.‬‬
‫ضمّ‬‫قال الَزهري‪ :‬ا ُل ْك ِفتُ الذي َيلْبَسُ ِدرْعا طويلة‪ ،‬فَي ُ‬
‫شمّرَ عن لبسها‪ .‬وا ُل ْكفِتُ‪:‬‬ ‫ذَْيلَها بعاليقَ إِل عُرًى ف َوسَطها‪ ،‬لَت َ‬
‫الذي َيلْبَسُ ِدرْعَي‪ ،‬بينهما ثوبٌ‪.‬‬
‫ب الشيء َظهْرا لبَطْنٍ‪ ،‬وبَطْنا لظَهْر‪.‬‬ ‫وال َك ْفتُ‪َ :‬ت َقلّ ُ‬
‫واْنكَفَتُوا إِل منازلم‪ :‬اْنقَلَبُوا‪.‬‬
‫ت شديد أَي موت‪.‬‬ ‫وال َك ْفتُ‪ :‬ا َل ْوتُ؛ يقال‪ :‬وَق َع ف الناس َك ْف ٌ‬
‫وال ِك ْفتُ‪ ،‬بالكسر‪ :‬ال ِقدْر الصغية‪ .‬أَبو اليثم ف الَمثال لَب‬
‫حمّلُه مكروها‬ ‫عبيد‪ ،‬قال أَبو عبيدة‪ :‬من أَمثالم فيمن يظلم إِنسانا وُي َ‬
‫ث يَزيدُه‪ِ :‬كفْتٌ إِل وَئِيّةٍ أَي َبلِيّةٌ إِل جَنْبِها أُخْرَى؛‬
‫قال‪ :‬وال ِك ْفتُ ف الَصل هي القِدْر الصغية‪ ،‬والوَئِيّةُ هي الكبية‬
‫من القُدور؛ قال الَزهري‪ :‬هكذا رواه ِكفْتٌ‪ ،‬بكسر الكاف‪ ،‬وقاله الفراء‬
‫َكفْتٌ‪ ،‬بفتح الكاف‪ ،‬لل ِقدْر؛ قال أَبو منصور‪ :‬وها لغتان‪َ ،‬ك ْفتٌ‬
‫و ِك ْفتٌ‪.‬والكَفِيتُ‪ :‬فرسُ َحسّانَ بن قَتادة‪.‬‬
‫@كلت‪َ :‬كلَتَ الشيءَ َكلْتا‪َ :‬ج َمعَه‪َ ،‬ك َكلَده‪ .‬وامرأَةٌ َكلُوتٌ‪:‬‬
‫َجمُوعٌ‪.‬‬
‫حفَرُ عنها؛‬ ‫س ّد به وجارُ الضّبُع‪ ،‬ث ُي ْ‬ ‫وال َكلِيتُ‪ :‬الَجر الذي ُي َ‬
‫وقيل‪ :‬هو َحجَر ُمسْتَطيل كالبِ ْرطِيل‪ُ ،‬يسْتَ ُر به وجا ُر الضّبُع‬
‫كالكِلّيتِ؛ حكاه ابن الَعراب‪ ،‬وأَنشد‪:‬‬
‫وصاحبٍ‪ ،‬صاحَبْتُه‪ِ ،‬زمّيتِ‪،‬‬
‫مُْنصَِلتٍ بال َقوْم كالكِلّيتِ‬
‫ب من الطعام وغيه‪.‬‬ ‫وال ُكلْتةُ‪ :‬الّنصِي ُ‬
‫س ُفلّتٌ ُكّلتٌ‪ ،‬وُفَلتٌ َكَلتٌ إِذا كان سريعا‪ .‬وف‬ ‫الثعلب‪ :‬فَ َر ٌ‬
‫نوادر الَعراب‪ :‬إِنه ل ُكلَتةٌ ُفلَتةٌ ُكفَتَةٌ أَي يَِثبُ جيعا‪ ،‬فل‬
‫ُيسَْت ْمكَنُ منه لجْتماع وَثْبه‪ .‬الفراء‪ :‬يقال ُخذْ هذا الِناءَ‬
‫فا ْق َمعْه ف فمه‪ ،‬ث ا ْكلِتْه ف فيه‪ ،‬فإِنه َيكَْتلِتُه؛ وذلك أَنه وصف‬
‫رجلً يشرب النبيذَ َي ْكلِتُه َكلْتا وَيكَْتلِتُه‪.‬‬
‫والكاِلتُ‪ :‬الصّابّ‪.‬‬
‫وا ُلكَْتِلتُ‪ :‬الشاربُ‪.‬‬
‫ت َقدَحا من لب ف َكلَتّه ف آخر‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وسعت أَعرابيّا يقول‪ :‬أَ َخذْ ُ‬
‫صَلتّ الفرسَ و َكلَتّه إِذا رَ َكضْتَه؛ قال‪:‬‬ ‫حجَنٍ وغيُه‪َ :‬‬ ‫أَبو ِم ْ‬
‫وصَبَبْتُه مثلهُ‪ .‬ورجل ِمصَْلتٌ ِم ْكلَت إِذا كان ماضيا ف الُمور‪ .‬قال‬
‫الَزهري ف هذه الترجة قال أَبو بكر الَنباريّ‪ِ :‬كلْتا ل تُمال‬
‫لَن أَلفها أَلف تثنية‪ ،‬كأَلف غلما وذوا؛ قال‪ :‬وواحد ِكلْتَا ِك ْلتٌ‪ ،‬ث‬
‫قال‪ :‬ومن وقف على ِكلْتَا‪ ،‬بالِمالة‪ ،‬قال‪ِ :‬كلْتَى‪ ،‬اسم واحد عُبّر به‬
‫عن التثنية‪ ،‬بنلة ِشعْرَى وذِكْرَى؛ وقال أَيضا ف هذه الترجة ابن‬
‫السكيت‪ :‬رجل وُكَلة ُت َكلَة إِذا كان عاجزا َيكِلُ َأمْرَه إِل غيه‪،‬‬
‫ويَّتكِلُ عليه؛ قال الَزهري‪ :‬والتاء ف ُت َكلَةٍ أَصلها الواو‪ ،‬قلبت تاء؛‬
‫وكذلك الُتكْلنُ أَصله وُكْلنٌ‪.‬‬
‫@كمت‪ :‬ال ُكمَْيتُ‪ :‬لونٌ ليس بَأ ْشقَر ول أَ ْدهَم؛ وكذلك ال ُكمَْيتُ‪ :‬من‬
‫أَساء المر فيها حُمرة وسواد‪ ،‬والصدر ال ُكمْتَة‪ .‬ابن سيده‪ :‬ال ُكمْتةُ‬
‫لمْرة‪ ،‬يكون ف اليل والِبل وغيها‪ .‬وقال ابن‬ ‫لونٌ بي السّوادِ وا ُ‬
‫صفْرةٍ‪ ،‬و ُكمْتَة ُحمْرةٍ‪.‬‬ ‫الَعراب‪ :‬ال ُكمْتةُ ُكمْتَتانِ‪ُ :‬كمْتةُ ُ‬
‫وقد َك ُمتَ َكمْتا و ُكمْتةً وكَماتَةً‪ ،‬واكْماتّ‪ .‬والكُمَْيتُ من اليل‪،‬‬
‫َيسْتَوي فيه الذكر والؤَنث‪ ،‬وَلوْنُه ال ُكمْتَة‪ ،‬وهي ُحمْرة‬
‫ت الفرسُ ا ْكمِتاتا‪ ،‬واكْماتّ‬ ‫َيدْ ُخلُها قُنُوءٌ؛ تقول منه‪ :‬ا ْك َم ّ‬
‫ا ْكمِيتاتا‪ ،‬مثلُه‪ ،‬وفرس ُكمَْيتٌ‪ ،‬وبعي ُكمَْيتٌ؛ وكذلك الُنثى بغي هاء؛ قال‬
‫ال َكلْحبةُ‪:‬‬
‫حلِفةٍ‪ ،‬ولكِنْ‬
‫ُكمَْيتٌ غيُ ُم ْ‬
‫َكلَ ْونِ الصّ ْرفِ‪ ،‬عُلّ به الَديُ‬
‫حَلفُ عليها أَنا ليست كذلك‪ .‬قال ثعلب‪:‬‬ ‫يعن أَنا خالصة اللون‪ ،‬ل ُي ْ‬
‫لمْرة ل إِل السّواد‪ .‬قال‬ ‫يقول هذه الفرس بَيّنٌ أَنا إِل ا ُ‬
‫سيبويه‪ :‬سأَلت الليل عن ُكمَْيتٍ‪ ،‬فقال‪ :‬هو بنلة ُجمَيلٍ‪ ،‬يعن الذي هو‬
‫خلُصْ‪ ،‬وإِنا‬ ‫الُبلْبُلُ‪ ،‬وقال‪ .‬إِنا هي ُحمْرة يُخالِطُها سوادٌ‪ ،‬ول َت ْ‬
‫خلُصْ لواحد منهما فيقا َل له‬ ‫َحقّروها لَنا بي السواد والمرة ول َت ْ‬
‫َأ ْسوَدُ أَو أَحر‪ ،‬فأَرادوا بالتصغي أَنه منهما قريب‪ ،‬وإِنا هذا‬
‫صفُ به‬‫كقولك‪ :‬هو ُدوَيْنُ ذاك‪ ،‬انتهى كلم سيبويه‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وقد يُو َ‬
‫الَواتُ؛ قال ابن مقبل‪:‬‬
‫س ُقفّ‬
‫لنِ‪ ،‬النهارَ‪ ،‬برْأ ِ‬ ‫يَ َظ ّ‬
‫ُكمَْيتِ الّلوْنِ‪ ،‬ذي َفلَكٍ رفيعِ‬
‫قال‪ :‬واستعمله أَبو حنيفة ف التّي‪ ،‬فقال ف صفة بعض التّي‪ :‬هو‬
‫ي رآه الناسُ َأ ْحمَرُ ُكمَْيتٌ‪ ،‬والمع ُكمْتٌ‪َ ،‬كسّروه على‬ ‫أَكْبَر ِت ٍ‬
‫ُمكَبّره الَُتوَهّم‪ ،‬وإِن ل ُي ْلفَظ به‪ ،‬لَن ا ُلَلوّنة َيغِْلبُ‬
‫عليها هذا البِناء الَ ْحمَرُ وا َلشْقر؛ قال طُفَيْل‪:‬‬
‫و ُكمْتا ُم َدمّاةً‪ ،‬كَأنّ مُتُونَها‬
‫ت َلوْنَ ُمذْ َهبِ‬
‫شعَرَ ْ‬ ‫َجرَى َف ْوقَها‪ ،‬واسَْت ْ‬
‫ق ما بي ال ُكمَْيتِ وا َل ْشقَر ف اليل‬ ‫قال أَبو عبيدة‪ :‬فَرْ ُ‬
‫بالعُ ْرفِ والذَّنبِ‪ ،‬فإِن كانا َأ ْحمَرَين‪ ،‬فهو َأ ْشقَرُ‪ ،‬وإِن كانا أَسودين‪،‬‬
‫ت للذكر والُنثى سواء‪.‬‬ ‫فهو ُكمَْيتٌ‪ ،‬قال‪ :‬والوَرْدُ بينهما؛ والكُمَْي ُ‬
‫صغّرا‪ ،‬كما تَرى‪ .‬قال الَصمعي‬ ‫يقال ُمهْرة ُكمَْيتٌ؛ جاء عن العرب ُم َ‬
‫ف أَلوان الِبل‪ :‬بعي أَحر إِذا ل يُخالِطْ ُحمْرتَه شيء‪ ،‬فإِن‬
‫خَالَطَ ُحمْرَتَه قُنوءٌ‪ ،‬فهو ُكمَْيتٌ‪ ،‬وناقة ُكمَْيتٌ؛ فإِن اشَْتدّت‬
‫ال ُكمْتَ ُة حت يدخلَها سوادٌ‪ ،‬فتلك ال ّر ْمكَة؛ وبعي َأرْمَكُ‪ ،‬فإِن كان‬
‫خلِطُ ُحمْرَتَه سوا ٌد ليس بالصٍ‪ ،‬فِتلْكَ ال ُك ْلفَة؛ وهو‬ ‫شديدَ المرة َي ْ‬
‫أَكَلفُ‪ ،‬وناقة َكلْفاء‪ .‬والعَرَب تقول‪ :‬ال ُكمَْيتُ َأ ْقوَى اليل‪،‬‬
‫وَأ َشدّها حوافِرَ؛ وقوله‪:‬‬
‫فلو َترَى فيه ّن سِ َر العِتْقِ‪،‬‬
‫بَيْ َن كَماِتيّ‪،‬و ُحوّ ُبلْقِ‬
‫صحْراء‪.‬‬‫جعه على َكمْتاءَ‪ ،‬وإِن ل ُي ْلفَظْ به‪ ،‬بعد أَن جعله اسا ك َ‬
‫جبِ بن ُسفْيان‪ ،‬صفةٌ غالبة‪ .‬وال ُكمَْيتُ‪ :‬من‬ ‫وال ُكمَْيتُ‪ :‬فرس ا ُل ْع َ‬
‫أساء المر‪ ،‬لا فيها من سواد و ُحمْرة؛ وف الحكم‪ :‬ال ُكمَْيتُ المر‬
‫صدَر‪ :‬ال ُكمْتَةُ؛ وقال أَبو حنيفة‪ :‬هو اسم‬ ‫الت فيها سَواد و ُحمْرة‪ ،‬وال ْ‬
‫لا كال َعلَم‪ ،‬يريد أَنه قد َغلَب عليها َغلَبةَ السمِ ال َعَلمِ‪ ،‬وإِن‬
‫ت بالصّنْعة ُكمَيْتا؛ قال‬ ‫كان ف أَصله صفةً‪ ،‬وقد ُكمَّتتْ‪ :‬صُيّر ْ‬
‫كثي عزة‪:‬‬
‫إِذا ما َلوَى صِْنعٌ به عَرَبِيّةً‪،‬‬
‫َكلَ ْونِ الدّهانِ‪َ ،‬ورْدَةً ل ُت َك ّمتِ‬
‫ت ف لونا‪ ،‬وهي من أَصَلبِ‬ ‫قال أَبو منصور‪ :‬ويقال َتمْرة ُكمَْي ٌ‬
‫الّتمْرانِ لِحاءً‪ ،‬وَأطْيَبِها مَ ْمضَغَةً؛ قال الشاعر‬
‫(* قوله «قال الشاعر»‬
‫هو السود بن يعفر وصدره كما ف التكملة‪« :‬وكنت إِذا ما قرّب الزاد‬
‫مولعا» ومعن ل توسف‪ :‬ل تقشر‪:).‬‬
‫بكُلّ ُكمَْيتٍ َج ْلدَةٍ ل ُت َو ّسفِ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬ال َكمِيتُ الطويلُ التا ّم من الشهور وا َلعْوام‪.‬‬
‫وال ُكمَْيتُ ب ُن َمعْروفٍ‪ :‬شاعر َمعْروف‪.‬‬
‫@كنبت‪:‬‬
‫(* قوله «كنبت» أَثبتها بالتاء الثناة من فوق‪ ،‬ول أَصل لا بل‬
‫هي بالثلثة ف رباعي الحكم والجد والتكملة والتهذيب‪ .‬ول يذكر هنا مادة‬
‫ك ن ت وذكرها ف ك و ن مالفا للجماعة‪ :).‬ابن دريد‪ :‬رجل كُنُْبتٌ‬
‫وكُناِبتٌ‪ :‬مُْنقَبض َبخِيل‪.‬‬
‫قال‪ :‬وَتكَنَْبتَ الرجلُ إِذا َتقَبّض‪.‬‬
‫ورجل كُنُْبتٌ‪ :‬وهو الصّ ْلبُ الشديد‪.‬‬
‫ب من َسمَك البحر‪ ،‬كالكَنْعَد‪ ،‬وأُرى تاءَه‬ ‫@كنعت‪ :‬الكَْن َعتُ‪ :‬ضَرْ ٌ‬
‫بدَلً‪.‬‬
‫@كوت‪ :‬الكُوِتيّ‪ :‬القصي‪.‬‬
‫@كيت‪ :‬الّتكْيِيتُ‪ :‬تَْيسِيُ الَِهازِ‪.‬‬
‫وكَّيتَ الَهازَ‪َ :‬يسّرَهُ‪ .‬وتقول‪ :‬كَّيتْ جَِهازَكَ؛ قال‪:‬‬
‫ت مُرَْتحِلً‪،‬‬
‫كَيّت جَها َزكَ‪ِ ،‬إمّا كُْن َ‬
‫إِن أَخافُ على أَذوا ِد َك السّبُعا‬
‫وكان من الَمر كَْيتَ وكَْيتَ‪ ،‬وإِن شئت كسرت التاء‪ ،‬وهي كناية عن‬
‫ال ِقصّة أَو الُحْدوثة؛ حكاها سيبويه‪ .‬قال الليث‪ :‬تقول العرب كانَ من‬
‫الَمر كَْيتَ وكَْيتَ‪ ،‬قال؛ وهذه التاء ف الَصل هاء‪ ،‬مثل ذَْيتَ‪ ،‬وأَصلها‬
‫كَيّه وَذيّه‪ ،‬بالتشديد‪ ،‬فصارت تاء ف الوصل‪ .‬وف الديث‪ :‬بئسما‬
‫لَحدِكم أَن يقولَ‪َ :‬نسِيتُ آي َة كَْيتَ وكَْيتَ قال ابن الَثي‪ :‬هي كناية عن‬
‫الَمر‪ ،‬نو كذا وكذا‪ .‬وف النوادر‪ :‬كَّيتَ الوِكا َء َتكْييتا وحَشاه‪،‬‬
‫بعن واحدٍ‪.‬‬
‫ض منه الَرْدُ‪،‬‬‫@كبث‪ :‬الَصمعي‪ :‬البَريرُ ثر الَراك‪ ،‬فالغَ ّ‬
‫والنّضيجُ الكَباثُ‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬الكَبَاثُ‪ ،‬بالفتح‪ :‬نضيجُ ثر الَراك؛ وقيل‪:‬‬
‫هو ما ل يَْنضَجْ منه؛ وقيل‪ :‬هو َح ْملُه إِذا كان مَُتفَرّقا‪ ،‬واحدته‪:‬‬
‫كَباثَةٌ؛ قال‪:‬‬
‫ُيحَ ّر ُك رأْسا كالكَباثَةِ‪ ،‬واثِقا‬
‫ستْ ِورْدَ مَْنهَلِ‬ ‫ِب ِورْ ِد فَلةٍ‪َ ،‬غّل َ‬
‫الوهري‪ :‬ما ل يَْنضَجْ من الكَباثِ‪ ،‬فهو بريرٌ‪ .‬وف حديث جابر‪ :‬كُنّا‬
‫َنجْتَن الكَباثَ‪ ،‬هو النضيجُ من ثر الَراك‪ .‬قال أَبو حنيفة‪:‬‬
‫ل مع ذلك َكفّي‬ ‫ث ُفوَيْقَ َحبّ ال ُكسْبَرة ف ا ِلقْدار‪ ،‬وهو َيمْ ُ‬ ‫الكَبا ُ‬
‫الرجُل‪ ،‬وإِذا الَْتقَمه البعيُ َفضَل عن لُقْمته‪.‬‬
‫ث اللحمُ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬أَي َتغَيّر وَأ ْر َوحَ؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫وكَِب َ‬
‫َيأْكُ ُل َلحْما بائِتا‪ ،‬قد كَبِثا‬
‫ث اللحم قد َغمِرَ‪ .‬وقد كَبَثْتُه‪ ،‬فهو َمكْبُوثٌ‪،‬‬ ‫أَبو عمرو‪ :‬الكَبي ُ‬
‫وكَبيثٌ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫أَصْبَح َعمّا ٌر نَشيطا أَبِثا‪،‬‬
‫َيأْكُ ُل َلحْما بائِثا‪ ،‬قد كَبِثا‬
‫وكََبثٌ‪ :‬موضع‪ ،‬زَ َعمُوا‪.‬‬
‫@كثث‪َ :‬كثّ الشيءُ‬
‫(* قوله «كث الشيء إل» من باب ضرب كما ضبط ف الحكم‬
‫ومن باب تعب لغة صرح بما ف الصباح‪ .‬ومقتضى القاموس أَنه بضم عي‬
‫الضارع‪ ،‬وسكت عليه الشارح لكنه مالف لا صرح به غيه‪ ).‬كَثاثةً‪ :‬أَي‬
‫ت اللحيةُ َت َكثّ كَثَثا‪ ،‬وكَثاثَةً‪ ،‬وكُثُوثةً‪ ،‬ولية كَثّة‬ ‫كَُثفَ‪ .‬وكَّث ِ‬
‫وكَثّاء‪ :‬كَثُرت أُصولُها‪ ،‬وكَُثفَتْ‪ ،‬وَقصُرَتْ‪ ،‬و َجعُدَتْ‪ ،‬فلم‬
‫تَنَْبسِطْ‪ ،‬والمع‪ :‬كِثاثٌ‪.‬‬
‫وف صفته‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬أَنه كان َكثّ اللحية؛ أَراد كَثرةَ‬
‫أُصولا وشعرها‪ ،‬وأَنا ليست بدقيقة‪ ،‬ول طويلة‪ ،‬وفيها كَثافة‪ .‬واسَْت ْعمَلَ‬
‫ث ف النخل‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ثعلبةُ ب ُن عُبَيْد ال َعدَويّ ال َك ّ‬
‫شََتتْ كَثّةُ ا َلوْبار‪ ،‬ل القُ ّر تَّتقِي‪،‬‬
‫خشَى‪ ،‬وهي بالَبَلدِ ا َل ْقصِي‬ ‫ب َت ْ‬
‫ول الذّْئ َ‬
‫عَن با َلوْبار ليفَها‪ ،‬وإِنا حله على ذلك‪ ،‬أَنه شبهها بالِبل‪.‬‬
‫ورجلٌ َكثّ‪ ،‬والمع‪ :‬كِثاثٌ‪ .‬وأَ َكثّ َك َكثّ‪ .‬وقد تكون الكَثاثةُ ف غي‬
‫اللحية من منابت الشعر‪ ،‬إِل أَن أَكثر استعمالم إِياه ف اللحية‪.‬‬
‫وامرأَة كَثّاءٌ وكَثّ ٌة إِذا كان َشعَرُها كَثّا‪ .‬وقال ابن دريد‪ :‬لية‬
‫لمّة‪ ،‬والمع‪ :‬كِثاثٌ؛ وأَنشد عن‬ ‫كَثّة كثيةُ النّباتِ‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك ا ُ‬
‫عبد الرحن عن عمه‪:‬‬
‫بَْيثُ ناصَى الّلمَم الكِثاثا‪،‬‬
‫َم ْورُ الكَثيبِ‪ ،‬فَجرى وحاثَا‬
‫يعن باللّمم الكِثاثِ‪ :‬النباتَ‪ .‬وأَراد بَاثَ‪ :‬حَثَا‪َ ،‬ف َقلَبَ‪.‬‬
‫صدُقٌ‪ .‬الليث‪:‬‬ ‫صدُقُ اللقاء‪ ،‬وقوم ُ‬ ‫وقومٌ ُكثّ‪ ،‬بالضم‪ :‬مثل قولك رجل ُ‬
‫ال َكثّ والَ َكثّ‪َ :‬ن ْعتُ كَثِيثِ الّلحْية‪ ،‬ومصدَرُه‪ :‬الكُثُوثَةُ‪.‬‬
‫أَبو خية‪ :‬رجلٌ أَكثّ‪ ،‬وليةٌ َكثّا ُء بَيّنَة الكََثثِ‪ ،‬والفعل‪َ :‬كثّ‬
‫َي َكثّ كُثوثة‪.‬‬
‫والكَْث َكثُ‪ ،‬والكِثْ ِكثُ‪ ،‬مثلُ الَثَلبِ والِثلِبِ‪ :‬دُقاقُ التراب‪،‬‬
‫وفُتاتُ الجارة؛ وقيل‪ :‬التّرابُ مع الجر؛ وقيل‪ :‬التّراب عامّة‪.‬‬
‫والكَْث َكثُ‪ :‬الجارة‪ .‬وقالوا‪ :‬بفيه الكَْث َكثُ والكِثكِثُ‪ ،‬كقولك‪ :‬بفيه‬
‫ب والجَرُ‪ .‬وحكى اللحيان‪ :‬الكَْث َكثَ له والكِْثكِثَ‪ ،‬قال‪ :‬فنصب‪،‬‬ ‫الترا ُ‬
‫كأَنه دعاء‪ ،‬يعن أَنم نصبوه َنصْبَ الصادر ا َلدْ ُعوّ با‪ ،‬شبّهوه‬
‫بالصدر‪ ،‬وإِن كان اسا‪ .‬أَبو خَية‪ :‬من أَساء التراب الكَْث َكثُ‪ ،‬وهو‬
‫صحِصُ‬ ‫ل ْ‬ ‫التراب نفسُه‪ ،‬والواحدة بالاء‪ .‬ويقال‪ :‬الكَثَا ِكثُ‪ .‬الليث‪ :‬ا ِ‬
‫والكِْث ِكثُ‪ ،‬كلها‪ :‬الجارة؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫لتُ َأفْواهَ الكِلبِ الّل ّهثِ‪،‬‬ ‫مَ ْ‬
‫من جَْندَ ِل القُفّ‪ ،‬وتُرْبِ الكِْث ِكثِ‬
‫وف الديث‪ :‬أَنه مَرّ بعبد ال بن أَُبيّ‪ ،‬فقال‪َ :‬يذْ َهبُ ممدٌ‬
‫إِل مَن َأخْرَجَه من بلده‪ ،‬فأَما مَن ل ُيخْرِجْه‪ ،‬وكان ُقدُومُه َكثّ‬
‫مُْنخُرِه‪ ،‬فل يغشاه‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬أَي كان قُدومُه على رَ ْغمِ‬
‫أَنفه‪ ،‬يعن نفسَه‪ ،‬وكَأنّ أَصله من الكِْثكِثِ التراب‪ .‬وف حديث حُني‪ :‬قال‬
‫ت وال هوازنُ‪،‬‬ ‫لوْلة الت كانت من السلمي‪َ :‬غلََب ْ‬ ‫أَبو سفيان عند ا َ‬
‫صفْوانُ بن أُميّة‪ :‬بفيك الكِْثكِثُ‪ ،‬هو بالكسر والفتح‪،‬‬ ‫فقال له َ‬
‫لصَة والترابُ؛ ومنه الديث الخر‪ :‬وللعاهِرِ الكِْث ِكثُ‪ .‬قال ابن‬ ‫دُقاقُ ا َ‬
‫الَثي‪ :‬قال الطّابّ‪ :‬قد مَرّ بسامعي ول يَثُبتْ عندي‪.‬‬
‫والكَثَاثاء‪ :‬الَرضُ الكثية التراب‪.‬‬
‫ث واحدٌ‪ ،‬وهو ما يَنُْبتُ ما‬ ‫التهذيب‪ ،‬ابن شيل‪ :‬ال ّزرّيعُ والكا ّ‬
‫لصِيد‪ ،‬فيَنُْبتُ عاما قابلً‪ .‬وقال الَزهري‪ :‬ل أَعرف‬ ‫يَتَناثَ ٌر من ا َ‬
‫الكاثّ‪.‬‬
‫ف له‬
‫حثَ له من الال َكحْثا‪ :‬إِذا غَ َر َ‬ ‫@كحث‪ :‬الَزهري عن الليث‪َ :‬ك َ‬
‫منه غَرْفةً بيده‪.‬‬
‫@كرث‪ :‬كَرَثَه ا َلمْرُ َيكْرِثُه وَيكْرُثُه كَرْثا‪ ،‬وأَ ْكرَثه‪ :‬ساءه‬
‫شقّةَ‪ ،‬قال الَصمعي‪ :‬ول يقال كَرَثَه‪،‬‬ ‫واشتدّ عليه‪ ،‬وَبَلغَ منه ا َل َ‬
‫وإِنا يقال أَكْرَثَه‪ ،‬على َأنّ رُؤبة قد قال‪:‬‬
‫جلّى الكُرَبُ الكَوارِثُ‬ ‫وقد ُت َ‬
‫وف حديث َعِليّ‪ :‬ف َسكْرة ُم ْلهِثَة‪ ،‬و َغمْرةٍ كارِثةٍ؛ أَي شديدة‬
‫شاقّة‪ ،‬من كَرَثه ال َغمّ أَي َبلَ َغ منه ا َلشَقّة‪.‬‬
‫ث له أَي ما أُبال به‪ .‬وف حديث قُسّ‪ :‬ل‬ ‫ويقال‪ :‬ما أَكَْترِ ُ‬
‫خلّنا ُسدًى من بعد عيسى‪ ،‬وا ْكتَرَث‪ .‬يقال‪ :‬ما أَكْتَ ِرثُ به أَي ما أُبال‪،‬‬ ‫ُي َ‬
‫ول يُستعمل إِ ّل ف النفي‪ ،‬وقد جاء ههنا ف الثبات‪ ،‬وهو شاذ‪.‬‬
‫واكْتَرَثَ له‪ :‬حَ ِزنَ‪.‬‬
‫وامرأَة كَرِيثٌ كارِثٌ‪ ،‬وك ّل ما أَْث َقلَكَ‪ ،‬فقد كَرَثَكَ‪ .‬الليث‪:‬‬
‫شقّةً‪ ،‬والفعلُ‬ ‫يقال ما أَ ْكرَثَن هذا ا َلمْرُ أَي ما َبَلغَ من َم َ‬
‫الُجاوز‪ :‬كَرَْثتُه‪ ،‬وقد اكْترَثَ هو اكْتِراثا‪ ،‬وهذا فعل لزم‪ .‬الَصمعي‪:‬‬
‫كَرَثَن ا َلمْ ُر وقَرَثَن‪ :‬إِذا َغمّه وأَْثقَلَه‪ ،‬والكَرِيثاء‪:‬‬
‫صفُ به ويُضاف؛ عن أَب السن الَخْفش‪ .‬التهذيب‪ :‬يقال‬ ‫ب من الُبسْر يو َ‬ ‫ضَ ْر ٌ‬
‫ب من التمر معروف‪.‬‬ ‫ُبسْ ُر قَرِيثاءَ وكَرِيثا َء لضَرْ ٍ‬
‫ث والكَرّاثُ‪ ،‬الَخية عن‬ ‫والكَرّاثُ‪ :‬بقْلة؛ قال ابن سيده‪ :‬الكُرّا ُ‬
‫ج من‬‫ب من النبات ُممَْتدّ‪َ ،‬أ ْهدَبُ‪ ،‬إِذا تُ ِركَ خَ َر َ‬ ‫كراع‪ :‬ضَرْ ٌ‬
‫وَسطه طاقةٌ فطارَتْ؛ قال ذو الرمة يصف فِراخَ النّعام‪:‬‬
‫كَأنّ أَعناقَها كُرّاثُ سائِقةٍ‪،‬‬
‫ت لَفاِئفُها‪ ،‬أَو هَْيشَ ٌر َسِلبُ‬‫طارَ ْ‬
‫وقال أَبو حنيفة‪ :‬من العُشْب الكَرَاثُ‪ ،‬تَطُول َقصَبَتُه ال ُوسْطة‪ ،‬حت‬
‫تكونَ أَطولَ من الرجُل‪ .‬التهذيب‪ :‬الكَرّاث َبقْلة‪ .‬والكَرَاث‪ ،‬بفتح‬
‫الكاف وتفيف الراء‪ :‬بقلة أُخرى‪ ،‬الواحدة كَرَاثةٌ؛ قال أَبو َذرّة‬
‫ا ُل َذلّ‪:‬‬
‫شبْ‬ ‫ِإنّ حَبيبَ بنَ اليَمانِ قد َن ِ‬
‫صدٍ من الكَرَاثِ‪ ،‬والكَِنبْ‬ ‫ف َح ِ‬
‫قال‪ :‬الكَرَاث والكَِنبُ شجرتان‪.‬‬
‫ق َورِبْ‪،‬‬ ‫سبْ إِل ِعرْ ٍ‬ ‫سبْ‪ ،‬يُن َ‬‫إِن يَنَت ِ‬
‫خبْ‪،‬‬ ‫صِ‬ ‫أَهلِ خَزُوماتٍ‪ ،‬و َشحّاجٍ َ‬
‫وعازِبٍ َأ ْقلَحَ‪ ،‬فُوهُ كالَرِبْ‬
‫صفَرّتْ أَسنانُه‬ ‫أَراد بالعازب‪ :‬مالً عَ َزبَ عن أَهله‪َ .‬أ ْقلَحَ‪ :‬ا ْ‬
‫من الَرَم‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكَراثُ ضَرْبٌ من النبات‪ ،‬واحدتُه كَراثةٌ‪ ،‬وبه‬
‫سي الرجل كَراثةً‪ .‬قال أَبو حنيفة‪ :‬الكَراثُ شجرةٌ جبلية‪ ،‬لا خِطْرة‬
‫س َيسَْتمْشُون‬‫ناعمةٌ لَيّنَة‪ ،‬إِذا ُفدِ َغتْ هُرِي َقتْ لَبَنا‪ ،‬والنا ُ‬
‫جذُوم حت يَُت َوسّطَ به مَنِْبتُ‬ ‫بلَبنِها‪ ،‬قال‪ :‬وُيؤْتَى با َل ْ‬
‫خلَط له بطعامه وشرابه‪ ،‬فل َيلَْبثُ أَن يَبْرأَ من‬ ‫الكَرَاثِ‪ ،‬فيقيم فيه‪ ،‬وُي ْ‬
‫ب قوّتُه‪ ،‬يعن ُقوّةَ الُذام‪ .‬قال‪ :‬وقال ا َلزْدِيّ‪:‬‬ ‫جُذامِه‪ ،‬وَتذْه َ‬
‫ل أَعرفه ينبت ِإ ّل بذي كَشاءٍ؛ قال‪ :‬ويزعمون َأنّ جِنّيّ ًة قالت‬
‫من أَراد الشفاء من كل داء فعليه بنباتِ البُرْقة من ذاتِ َكشَاءٍ‪.‬‬
‫والكُرّاثُ‪ :‬موضع‪.‬‬
‫@كرنث‪َ :‬تكَرَْنثَ علينا‪َ :‬تكَبّر‬
‫(* قوله «تكرنث علينا إل» أَثبتها ف‬
‫الحكم وأَهلها الجد‪.).‬‬
‫ت ُمجَْتثّ‬ ‫@كشث‪ :‬ال َكشُوثُ‪ ،‬والُ ْكشُوثُ‪ ،‬والكَشُوثَى‪ :‬كلّ ذلك نبا ٌ‬
‫ش ْوكِ‬
‫صفَرُ يتعلق بأَطراف ال ّ‬ ‫مقطوعُ الَصل‪ ،‬وقيل‪ :‬ل أَصل له‪ ،‬وهو أَ ْ‬
‫وغيه‪ ،‬وُيجْعَلُ ف النبيذ سَوادِيّةٌ‪ ،‬يقولون‪َ :‬كشُوثاء‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫قف‬ ‫ب بعِرْ ٍ‬‫ث نبتٌ َيتَعلّقُ بأَغصانِ الشجرِ‪ ،‬من غي أَن َيضْرِ َ‬ ‫ال َكشُو ُ‬
‫الَرض؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫هو ال َكشُوثُ‪ ،‬فل أَصلٌ‪ ،‬ول وَرَقٌ‪،‬‬
‫ول نَسيمٌ‪ ،‬ول ظِلٌ‪ ،‬ول َثمَرُ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬ال َكشُوثا ُء الفَ َقدُ‪ ،‬وهو الزّ ْحمُوكُ؛ قال ابن‬
‫الَعراب‪ :‬جاء على َفعُولء مدودا‪َ ،‬جلُول ُء وحَرُوراءُ‪ ،‬وها بَلدَان؛‬
‫و َكشُوثاءُ يسميه الناسُ ال َكشُوثَ؛ قال‪ :‬وب ْزرُ قَطُونا‪ ،‬قال‪ :‬والدّ فيها‬
‫أَكثر‪ ،‬وقد يقصران‪ ،‬وفتَح الكاف من َكشُوثاء‪.‬‬
‫@كلبث‪ :‬رجل َكلَْبثٌ وكُلِبثٌ‪ :‬بيل مُْنقَبضٌ‪ .‬قال ابن ُدرَيْد‪ :‬رجل‬
‫ُكلْبُثٌ وكُلِبثٌ‪ ،‬وهو الصّ ْلبُ الشديدُ‪.‬‬
‫@كنث‪ :‬الليث‪ :‬الكُنْثة َن َورْدَجَة تُتّخذ من آسٍ وأَغصانِ خِلفٍ‪،‬‬
‫ضدُ عليها الرياحيُ‪ ،‬ث تُ ْطوَى‪ ،‬وإِعرابه‪ :‬كُنْثَجةٌ‪،‬‬ ‫ط وتَُن ّ‬‫تُْبسَ ُ‬
‫وبالنّبَطيّة‪ُ ،‬كنْثا‪.‬‬
‫@كنبث‪ :‬رجل كُنُْبثٌ وكُنابثٌ‪ :‬تَداخَ َل بعضُه ف بعض؛ وقيل‪ :‬هو‬
‫ب الشديدُ؛ وقد َتكَنَْبثَ‪.‬‬ ‫صلْ ُ‬
‫ال ّ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الكِنْباثُ الرمل الُنْهالُ‪.‬‬
‫صلْب‪.‬‬ ‫@كندث‪ :‬الكُْندُث والكُنادِثُ‪ :‬ال ّ‬
‫@كنعث‪َ :‬تكَْن َعثَ الشي ُء‬
‫(* قوله «تكنعث الشيء إل» أَثبتها ف الحكم‬
‫جمّع‪.‬‬‫وأَهلها الجد‪َ :).‬ت َ‬
‫وكَْن َعثٌ وكَْنعَثةُ‪ :‬اسم مشتق منه‪.‬‬
‫@كنفث‪ :‬رجل كُْن ُفثٌ وكُنافثٌ‪ :‬قصي‪.‬‬
‫@كوث‪ :‬كُوثى من أساء مَكة؛ عن كراع‪ .‬التهذيب‪ :‬الكُوثى القصي‪،‬‬
‫والكُوِثيّ مثله‪ .‬الّنضْرُ‪َ :‬كوّثَ الزرعُ تكويثا إِذا صار أَرَبعَ َورَقاتٍ‪،‬‬
‫ع الذي‬ ‫س ورقاتٍ‪ ،‬وهو ال َكوْثُ‪ .‬وقال أَبو منصور‪ :‬وكَأنّ القطو َ‬ ‫وخ َ‬
‫ُيلْبَسُ الرّجْلَ‪ ،‬سي َكوْثا‪ ،‬تشبيها ب َكوْثِ ال ّزرْع‪ ،‬ويقال له‪:‬‬
‫سوَاد‪ ،‬فما أُراها‬ ‫ال َقفْشُ‪ ،‬وكأَنه ُمعَرّبٌ‪ .‬قال‪ :‬وأَما كُوثى الت بال ّ‬
‫عربية‪ ،‬ولقد قال ممد بن سيين‪ :‬سعت عبيدة يقول سعت عليّا‪ ،‬عليه‬
‫ط من كُوثى‪ .‬وروي عن‬ ‫ل عن ِنسْبَتِنا‪ ،‬فإِنا نَبَ ٌ‬ ‫السلم‪ ،‬يقول‪ :‬من كان سائِ ً‬
‫ابن الَعراب أَنه قال‪ :‬سأَل رجلٌ عليّا‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬فقال‪ :‬أَخبن‪،‬‬
‫يا أَمي الؤْمني‪ ،‬عن أَصلكم‪ ،‬معاشرَ قُرَيْشٍ‪ ،‬فقال‪ :‬نن قومٌ من‬
‫س ف قوله‪ :‬نن قوم من كُوثى‪ ،‬فقالت طائفة‪ :‬أَراد كُوثى‬ ‫كُوثى‪ .‬واختلف النا ُ‬
‫العِراق‪ ،‬وهي سُرّةُ السّوا ِد الت ولد با إِبراهيم‪ ،‬عليه السلم؛ وقال‬
‫آخرون‪ :‬أَراد كُوثى َمكّةَ‪ ،‬وذلك أَن مَحلّةَ بن عبد الدّار لا‬
‫كُوثى‪ ،‬فأَراد عليّ‪ :‬انّا مَكّيّونَ ُأمّيّون‪ ،‬من ُأمّ القُرَى؛ وأَنشد‬
‫ل مَنِ ًل بَطْنَ كُوثى‪،‬‬ ‫حسان‪ :‬لَعَنَ ا ُ‬
‫ورماه بال َفقْرِ وا ِلمْعارِ‬
‫ق أَعن‪ ،‬ولكِنْ‬ ‫ليس كُوثى العِرا ِ‬
‫كُنْثَةَ الدارِ‪ ،‬دارِ عَبْد الدارِ‬
‫َأمْعَرَ الرجلُ إِذا افَْتقَر‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬والقولُ ا َلوّل هو‬
‫ط من كُوثى‪ ،‬ولو أَراد كُوثى‬ ‫الَد ّل لقول عليّ عليه السلم‪ :‬فإِنّا نَبَ ٌ‬
‫ق هي سُرّ ُة السّوا ِد من مَحالّ‬ ‫مكة‪ ،‬لَما قال نَبَطٌ‪ ،‬وكُوثى العِرا ِ‬
‫النّبَطِ‪ ،‬وإِنا أَراد عليه السلم‪ ،‬أَن أَبانا إِبراهيمَ كان من‬
‫نَبَطِ كُوثى وَأنّ نسبنا انتَهى إِليه‪ ،‬و ْنوَ ذلك؛ قال ابنُ عباس‪ :‬ننُ‬
‫ط من أَهل‬ ‫معاشِرَ قُرَيش َحيّ من النّبَط‪ ،‬مِن أَهل كُوثى‪ ،‬والنّبَ ُ‬
‫العِراق‪ .‬قال أَبومنصور‪ :‬وهذا من عليّ وابن عباس‪ ،‬عليهم السلم‪َ ،‬ت ّبؤٌ‬
‫من ال َفخْرِ بالَنْساب‪ ،‬ورَدْعٌ عن ال ّطعْن فيها‪ ،‬وتْقي ٌق لقوله عز‬
‫ل أَتْقا ُكمْ‪.‬‬
‫وجل‪ِ :‬إنّ أَكْ َر َم ُكمْ عِْندَ ا ِ‬
‫@كلبث‪ :‬رجل َكلَْبثٌ وكُلِبثٌ‪ :‬بيل مُْنقَبضٌ‪ .‬قال ابن ُدرَيْد‪ :‬رجل‬
‫ُكلْبُثٌ وكُلِبثٌ‪ ،‬وهو الصّ ْلبُ الشديدُ‪.‬‬
‫صدُقٌ‪ .‬الليث‪:‬‬ ‫صدُقُ اللقاء‪ ،‬وقوم ُ‬ ‫@وقومٌ ُكثّ‪ ،‬بالضم‪ :‬مثل قولك رجل ُ‬
‫ال َكثّ والَ َكثّ‪َ :‬ن ْعتُ كَثِيثِ الّلحْية‪ ،‬ومصدَرُه‪ :‬الكُثُوثَةُ‪.‬‬
‫أَبو خية‪ :‬رجلٌ أَكثّ‪ ،‬وليةٌ َكثّا ُء بَيّنَة الكََثثِ‪ ،‬والفعل‪َ :‬كثّ‬
‫َي َكثّ كُثوثة‪.‬‬
‫والكَْث َكثُ‪ ،‬والكِثْ ِكثُ‪ ،‬مثلُ الَثَلبِ والِثلِبِ‪ :‬دُقاقُ التراب‪،‬‬
‫وفُتاتُ الجارة؛ وقيل‪ :‬التّرابُ مع الجر؛ وقيل‪ :‬التّراب عامّة‪.‬‬
‫والكَْث َكثُ‪ :‬الجارة‪ .‬وقالوا‪ :‬بفيه الكَْث َكثُ والكِثكِثُ‪ ،‬كقولك‪ :‬بفيه‬
‫ب والجَرُ‪ .‬وحكى اللحيان‪ :‬الكَْث َكثَ له والكِْثكِثَ‪ ،‬قال‪ :‬فنصب‪،‬‬ ‫الترا ُ‬
‫كأَنه دعاء‪ ،‬يعن أَنم نصبوه َنصْبَ الصادر ا َلدْ ُعوّ با‪ ،‬شبّهوه‬
‫بالصدر‪ ،‬وإِن كان اسا‪ .‬أَبو خَية‪ :‬من أَساء التراب الكَْث َكثُ‪ ،‬وهو‬
‫صحِصُ‬ ‫ل ْ‬ ‫التراب نفسُه‪ ،‬والواحدة بالاء‪ .‬ويقال‪ :‬الكَثَا ِكثُ‪ .‬الليث‪ :‬ا ِ‬
‫والكِْث ِكثُ‪ ،‬كلها‪ :‬الجارة؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫لتُ َأفْواهَ الكِلبِ الّل ّهثِ‪،‬‬ ‫مَ ْ‬
‫من جَْندَ ِل القُفّ‪ ،‬وتُرْبِ الكِْث ِكثِ‬
‫وف الديث‪ :‬أَنه مَرّ بعبد ال بن أَُبيّ‪ ،‬فقال‪َ :‬يذْ َهبُ ممدٌ‬
‫إِل مَن َأخْرَجَه من بلده‪ ،‬فأَما مَن ل ُيخْرِجْه‪ ،‬وكان ُقدُومُه َكثّ‬
‫مُْنخُرِه‪ ،‬فل يغشاه‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬أَي كان قُدومُه على رَ ْغمِ‬
‫أَنفه‪ ،‬يعن نفسَه‪ ،‬وكَأنّ أَصله من الكِْثكِثِ التراب‪ .‬وف حديث حُني‪ :‬قال‬
‫ت وال هوازنُ‪،‬‬ ‫لوْلة الت كانت من السلمي‪َ :‬غلََب ْ‬ ‫أَبو سفيان عند ا َ‬
‫صفْوانُ بن أُميّة‪ :‬بفيك الكِْثكِثُ‪ ،‬هو بالكسر والفتح‪،‬‬ ‫فقال له َ‬
‫لصَة والترابُ؛ ومنه الديث الخر‪ :‬وللعاهِرِ الكِْث ِكثُ‪ .‬قال ابن‬ ‫دُقاقُ ا َ‬
‫الَثي‪ :‬قال الطّابّ‪ :‬قد مَرّ بسامعي ول يَثُبتْ عندي‪.‬‬
‫والكَثَاثاء‪ :‬الَرضُ الكثية التراب‪.‬‬
‫ث واحدٌ‪ ،‬وهو ما يَنُْبتُ ما‬ ‫التهذيب‪ ،‬ابن شيل‪ :‬ال ّزرّيعُ والكا ّ‬
‫لصِيد‪ ،‬فيَنُْبتُ عاما قابلً‪ .‬وقال الَزهري‪ :‬ل أَعرف‬ ‫يَتَناثَ ٌر من ا َ‬
‫الكاثّ‪.‬‬
‫@كأج‪ :‬التهذيب‪ :‬أَهله الليث‪ ،‬وروى أَبو العباس عن ابن الَعراب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كَأجَ الرجلُ إِذا زاد ُح ْمقُه‪ .‬والكِئاجُ‪ :‬الفَدامةُ والَماقةُ‪.‬‬
‫@كثج‪ :‬التهذيب‪ :‬كَثَجَ الرجلُ إِذا أَك َل من الطعام ما يَكفيه‪ .‬ابن‬
‫السكيت‪ :‬كَثَ َج من الطعام إِذا امْتارَ فأَكثر‪ ،‬فهو َيكْثِجُ‪ .‬ابن سيده‪:‬‬
‫كَثَ َج من الطعام إِذا أَكْثَ َر منه حت َيمَْتلِئَ‪.‬‬
‫والكَْي َذجُ‪ :‬الترابُ‪.‬‬
‫@كجج‪ :‬ال ُكجّةُ‪ ،‬بالضم والتشديد‪ُ :‬لعْبَةٌ للصبيان؛ قال ابن الَعراب‪:‬‬
‫هو أَن يأْخذ الصبّ خَ َزفَ ًة فيدوّرها ويعلها كأَنا كُرٌة ث‬
‫ب بال ُكجّةِ‪ .‬وف حديث ابن عباس‪ :‬ف‬ ‫يََتقَامَرُونَ با‪ .‬وكَ ّج الصبّ‪َ :‬لعِ َ‬
‫يف‬ ‫كل شي ٍء قِمارٌ حت ف َلعِب الصبيان بال ُكجّةِ‪ ،‬حكاه الرو ّ‬
‫الغريبي‪ .‬التهذيب‪ :‬وتسمى هذه الّلعْبَةُ ف الضر ياسي‪ :‬الِ ْرقَةُ يقال‬
‫لا التّونُ‪ ،‬والجُرّةُ يقال لا الُبكْسةُ‪.‬‬
‫@كدج‪ :‬الَزهري‪ :‬أَهله الليث‪ .‬وقال أَبو عمرو‪َ :‬ك َدجَ الرجلُ إِذا شرب‬
‫من الشّرابِ كِفايَتَه‪.‬‬
‫@كذج‪ :‬ال َك َذجُ‪ِ :‬حصْ ٌن معروف‪ ،‬وجعه َكذَجاتٌ‪ ،‬وف أَواخر ترجة كثج‪:‬‬
‫والكَْي َذجُ التراب؛ عن كراع‪ .‬التهذيب‪ :‬أُهلت وجوه الكاف واليم والذال‬
‫إِلّ ال َك َذجَ بعن الأْوى‪ ،‬وهو معرّب‪.‬‬
‫@كرج‪ :‬الكُ ّرجُ‪ :‬الذي ُي ْل َعبُ به‪ ،‬فارسي معرّب‪ ،‬وهو بالفارسية كُرَهْ‪.‬‬
‫الليث‪ :‬الكُ ّرجُ دَخيلٌ معرّب ل أَصل له ف العربية؛ قال جرير‪:‬‬
‫ق ُلعْبةٌ‪،‬‬ ‫ستُ سِلحي‪ ،‬والفَ َرزْدَ ُ‬ ‫لَِب ْ‬
‫ج وجَل ِجلُهْ‬ ‫عليها وِشاحَا كُ ّر ٍ‬
‫وقال‪:‬‬
‫ق ف جَلجِلِ كُ ّرجٍ‪،‬‬ ‫َأمْسى الفَرزْدَ ُ‬
‫َب ْعدَ الُخَيطِلِ‪ ،‬ضَرّةً ِلجَرِيرِ‬
‫خ ُذ مِثلَ ا ُلهْرِ يُلعب عليه‪ .‬وَتكَ ّر َ‬
‫ج‬ ‫ج يُّت َ‬
‫الليث‪ :‬الكُ ّر ُ‬
‫سدَ‪،‬‬
‫الطّعامُ إِذا أَصابه الكَ َرجُ‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬كَ ِرجَ الشيءُ إِذا َف َ‬
‫قال‪ :‬والكا ِرجُ الُبزُ ا ُلكَ ّرجُ‪ ،‬يقال‪ :‬كَ ِرجَ الُْبزُ وأَكْ َرجَ‬
‫سدَ وعَلهُ ُخضْرةٌ‪.‬‬ ‫ج وَتكَ ّرجَ أَي َف َ‬ ‫وكَ ّر َ‬
‫والكَ َرجُ‪ :‬موضع‪ .‬التهذيب‪ :‬الكرج اسم كُورَةٍ معروفة‪.‬‬
‫@كربج‪ :‬الكُرَْب ُج والكُرْبُجُ‪ :‬الانوتُ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو موضع كانت فيه‬
‫ت َموْرودة؛ قال ابن سيده‪ :‬ولعل الوضع إِنا سي بذلك‪ ،‬وأَصله بالفارسية‬ ‫حانُو ٌ‬
‫كُرْبُقْ‪ ،‬قال سيبويه‪ :‬والمع كَرابِجةٌ‪ ،‬أُلقوا الاء للعجمة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وهكذا وجد أَكثر هذا الضرب من الَعجمي‪ ،‬وربا قالوا كرابِجَ‪ ،‬ويقال‬
‫للحانوت‪ :‬كُرْبُجٌ و ُكرْبُقٌ وقُرْبُقٌ‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@كسج‪ :‬ال َك ْوسَجُ‪ :‬ا َلثَطّ‪ ،‬وف الحكم‪ :‬الذي ل شعَر على عارِضَيْه‪،‬‬
‫وقال الَصمعي‪ :‬هو الناقص الَسنان‪ ،‬معرّب؛ قال سيبويه‪ :‬أَصله بالفارسية‬
‫كُوسَهْ‪.‬‬
‫خمُ‪ ،‬وقال الوهري‪:‬‬ ‫وال َك ْوسَجُ‪ :‬سكة ف البحر تأْكل الناس‪ ،‬وهي الّل ْ‬
‫سكة ف البحر لا خُرْطومٌ كالِئْشارِ‪ .‬التهذيب‪ :‬الكاف والسي واليم‬
‫مهملة غي ال َك ْوسَجِ‪ ،‬قال‪ :‬وهو معرّب ل أَصل له ف العربية‪.‬‬
‫ب بلغة أَهل السواد‪.‬‬ ‫@كسبج‪ :‬ال ُكسْبُجُ‪ :‬ال ُكسْ ُ‬
‫@كلج‪ :‬أَهله الليث‪ ،‬وقال ابن الَعراب‪ :‬ال ُكلُجُ ا َل ِشدّاءُ من‬
‫الرّجالِ‪ .‬والكَلَ ُج الضّّبيّ‪ :‬كان رجلً شجاعا‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬
‫الكَْيلَجةُ ِمكْيالٌ‪ ،‬والمع كَيالِجُ وكيالِجةٌ أَيضا‪ ،‬والاء‬
‫للعجمة‪.‬‬
‫@كمج‪ :‬أَهله الليث؛ وروي هذا البيت لطرفة‪:‬‬
‫خذِي َبكْرٌَة َمهْرِيّةٌ‪،‬‬ ‫وِب َف ْ‬
‫مِثْلُ دِعْصِ ال ّرمْ ِل مُلَْتفّ ال َكمَجْ‬
‫خذِ ف ال َعجُزِ‪.‬‬
‫قيل‪ :‬ال َكمَ ُج طَ َرفُ َموْصِلِ ال َف ِ‬
‫@كنفج‪ :‬الكُنافِجُ‪ :‬الكثي من كل شيء؛ قال أَبو منصور‪ :‬أَنشدن أَعراب‬
‫صمَانِ‪:‬‬‫بال ّ‬
‫صمّا ِن رَوْضا آرِجا‪،‬‬ ‫تَرْعى م َن ال ّ‬
‫ل باَتتْ به لوَاهِجا‪،‬‬ ‫ورُغُ ً‬
‫وال ّر ْمثَ من َألْوادِه الكُنافِجا‬
‫وقال شر‪ :‬الكُنافِ ُج السمي ا ُلمَْتِلئُ‪ .‬وسُنْبُلٌ كُنافِجٌ‪ :‬مكتن‪.‬‬
‫ابن سيده‪ :‬وقيل هو الغليظ الناعم؛ قال جندل بن الثن‪:‬‬
‫َيفْ ُركُ َحبّ السّنْبُلِ الكُنافِجِ‬
‫@كيج‪ :‬الكِياجُ‪ :‬الفَدامةُ والَماقةُ‪.‬‬
‫@كبح‪ :‬الكَْبحُ‪ :‬كَْبحُك الداب َة باللجام‪.‬‬
‫كَبَحَ الداب َة َيكَْبحُها كَبْحا وأَكَْبحَها‪ ،‬الَخية عن يعقوب‪:‬‬
‫جذبا إِليه باللجام وضرب فاها به كي َتقِفَ ول تري‪ .‬يقال‪َ :‬أ ْك َمحْتها‬
‫وأَ ْك َفحْتها وكََبحْتُها‪ ،‬قال الوهري‪ :‬هذه وحدها عن الَصمعي بل أَلف‪.‬‬
‫حتُ‬‫وف حديث الِفاضة من عرفات‪ :‬وهو َيكَْبحُ راحلَته‪ ،‬هو من ذلك‪ .‬كََب ْ‬
‫الدابةَ‪ :‬إِذا جذبت رأْسها إِليك وأَنت راكب ومنعتها من الِماحِ وسرعة‬
‫السي‪ .‬وكََبحَه عن حاجته َكبْحا إِذا رَدّه عنها‪ .‬و َكبَحَ الائطُ‬
‫ط حي ُرمِ َي به ورَدّه عن وجهه ول يرْتَزّ فيه‪.‬‬ ‫السهمَ إِذا أَصاب الائ َ‬
‫لرَبَ؟‬ ‫قال الَزهري‪ :‬وقيل لَعراب‪ :‬ما للصقر يب الَرنب ما ل يب ا َ‬
‫فقال‪ :‬لَنه َيكْبَ ُح سََبلَتَه ب َذ ْرقِه فيدّه؛ حكى ذلك الَصمعي قال‪:‬‬
‫صبّ عليه وِخافُ خِ ْط ِم ّي يعن من َذرْق الُبارى‪.‬‬ ‫رأَيت صقرا كأَنا ُ‬
‫س وغيه وجعه‬ ‫قال‪ :‬والكابحُ مَن استقبلك ما يُتَطَيّ ُر منه من تَيْ ٍ‬
‫كوابِحُ؛ قال الَبعِيثُ‪:‬‬
‫و ُمغَْتدِيات بالنّحوسِ كَوابِح‬
‫وكَبَحه بالسيف كَبْحا‪ :‬وهو ضَ ْربٌ ف اللحم دون العظم‪.‬‬
‫لصَى والشيء يصيب اللد فيؤثر فيه‬ ‫@كتح‪ :‬الكَْتحُ‪ :‬دون ال َك ْدحِ من ا َ‬
‫ول يبلغ ال َك ْدحَ؛ قال أَبو النجم يصف المي‪:‬‬
‫لصَى َمكْتُوحا‪،‬‬ ‫َيكَْتحْ َن وَجْها با َ‬
‫ومَرّةً باف ٍر َمكْبُوحا‬
‫وقال الخر‪:‬‬
‫فَأ ْه ِونْ بذئبٍ َيكَْتحُ الريحُ باسْتِه‬
‫أَي يضربه الريح بالصى؛ قال‪ :‬ومن رواه َيكَْثحُ‪ ،‬بالثاء‪ ،‬فمعناه يكشف‪.‬‬
‫ب أَو نازَعَتْه ثوبَه‪.‬‬‫شحَتْه‪َ :‬س َفتْ عليه الترا َ‬ ‫وكََثحَتْه الريحُ و َك َ‬
‫وكَتَح الدّب الَرضَ‪ :‬أَك َل ما عليها من نبات أَو شجر؛ قال‪:‬‬
‫ُلمْ َأ َش ّد عليكم يومَ ُذّل ُكمُ‬
‫من الكَواتِحِ‪ ،‬من ذاك الدّب السّودِ‬
‫وكَتحَه كَتْحا‪َ :‬رمَى جسمه با أَثر فيه‪ ،‬والطعامَ‪ :‬أَكل منه حت شبع‪.‬‬
‫@كثح‪ :‬الكَْثحُ‪ :‬كشف الريح الشيءَ عن الشيء‪.‬‬
‫حتِ الريحُ الشيءَ َكثْحا وكَّثحَتْه كشَفته‪.‬‬ ‫يقال منه‪ :‬كََث َ‬
‫قال‪ :‬وَتكَثّ َح بالتراب وبالصى أَي َتضَرّب به‪ .‬والكَثْحُ‪ :‬كشف الرجل‬
‫ثوبه عن اسْتِه‪ ،‬عرب صحيح‪ .‬وكََثحَتْه الريح‪ :‬سفت عليه التراب أَو‬
‫ضدّ‪ .‬قال‬ ‫نازعته ثوبه ك َكَتحَتْه‪ .‬وكَثَح الشيءَ‪ :‬جعه وفرّقه‪ِ ،‬‬
‫ا ُلفَضّل‪ :‬كَثَ َح من الال ما شاء مثلُ َكسَحَ‪.‬‬
‫@كحح‪ :‬الكُحّ‪ :‬الالص من كل شيء كالقُحّ‪ ،‬والُنثى ُكحّة ك ُقحّة‪.‬‬
‫ص العُبودةِ‪ .‬وعربّ ُكحّ وأَعراب َأكْحاحٌ إِذا كانوا‬ ‫وعبد ُكحّ‪ :‬خال ُ‬
‫ُخلَصاءَ؛ وزعم يعقوب َأنّ الكاف ف كل ذلك بدل من القاف‪ .‬والَكَحّ‪:‬‬
‫الذي ل سِ ّن له‪ .‬وُأمّ ُكحّةَ‪ :‬امرأَة نزلت ف شأْنا الفرائض‪.‬‬
‫حكُِ ُح‬
‫@كحكح‪ :‬ال ُكِ ْ‬
‫(* قوله «الكحكح إل» كهدهد وزبرج ما ف القاموس‪).‬‬
‫ك لُعابَها؛ وقيل‪ :‬هي‬ ‫من الِبل والبقر والشاء‪ :‬الَرِمةُ الت ل ُت ْمسِ ُ‬
‫حكُِحُ‪ :‬العجوز الرمة‪ ،‬والناقة‬ ‫الت قد أُ ِكَلتْ َأسْنانُها‪ .‬وال ُكِ ْ‬
‫حقُحٌ وعَزُومٌ و َع ْو َزمٌ إِذا هَ ِرمَت‪.‬‬ ‫حكُِ ٌح وُق ْ‬ ‫الرمةُ؛ وناقة ُكِ ْ‬
‫وال ُكحُحُ‪ :‬العجائز الرمات؛ وأَنشد الَزهري لراجز يذكر راعيا وشفقته على‬
‫إِبله‪:‬‬
‫يَبكي على إثْ ِر فَصيلٍ ف َبحَرْ‪،‬‬
‫ت الُختَبَرْ‬‫حكُِ ِح اللّطْلِطِ ذا ِ‬ ‫وال ُكِ ْ‬
‫وإِذا َأسَّنتِ الناقةُ وذهبت أَسنانا فهي‪ :‬ضِ ْرزِ ٌم ولِطْلِطٌ‬
‫حكِحٌ و ِع ْلهِزٌ وهِرْهِ ٌر و ِدرْ ِدحٌ‪.‬‬
‫و ِك ْ‬
‫لدْشُ‪ .‬وال َك ْدحُ‪ :‬عمل‬ ‫@كدح‪ :‬ال َكدْح‪ :‬العمل والسعيُ والكسبُ وا َ‬
‫الِنسان لنفسه من خي أَو شر‪.‬‬
‫َك َدحَ َي ْك َدحُ َكدْحا و َك َدحَ لَهله َكدْحا‪ :‬وهو اكتسابه بشقة‪.‬‬
‫الَزهري‪َ :‬ي ْك َدحُ لنفسه بعن يسعى لنفسه؛ ومنه قوله تعال‪ :‬إِنك كا ِدحٌ‬
‫صبٌ إِل ربك َنصْبا؛ وقال الوهري‪ :‬أَي تسعى‪.‬‬ ‫إِل ربك َكدْحا أَي نا ِ‬
‫ص وال ّدؤُوبُ ف‬ ‫لرْ ُ‬ ‫سعْيُ وا ِ‬ ‫قال أَبو إِسحق‪ :‬ال َك ْدحُ ف اللغة ال ّ‬
‫العمل ف باب الدنيا وباب الخرة؛ قال ابن مقبل‪:‬‬
‫وما الدّهرُ إِل تارَتانِ‪ :‬فمنهما‬
‫أَموتُ‪ ،‬وأُخْرى أَبْتَغي العَيْشَ أَ ْك َد ُ‬
‫ح‬
‫أَي تارة أَسعى ف طلب العيش وأَ ْدأَبُ‪ .‬ويقال‪ :‬هو َي ْك َدحُ ف كذا أَي‬
‫َي ُكدّ‪ .‬الوهري‪َ :‬ي ْك َدحُ لعياله وَيكَْت ِدحُ أَي يكتسب لم؛ قال‬
‫جِليّ‪:‬‬
‫الَ ْغَلبُ ال ِع ْ‬
‫أَبو عيال َي ْك َدحُ الَكادِحا‬
‫وال َك ْدحُ بالسنّ‪ :‬دون ال َكدْم بالَسنان‪ ،‬والفعل كالفعل؛ وقيل‪:‬‬
‫ح َقشْرُ اللد يكون بالجر والافر‪ .‬و َك َدحَ ِج ْلدَه و َكدّحه‬ ‫ال َك ْد ُ‬
‫ل ْلدُ‪:‬‬
‫خدّشَ‪ .‬وَت َك ّدحَ ا ِ‬ ‫فََت َك ّدحَ‪ ،‬كلها‪َ :‬خ ّدشَه فَت َ‬
‫خدّش‪.‬وف حديث النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أَنه قال‪ :‬من سأَل وهو غَِنيّ‬ ‫َت َ‬
‫جاءَت مسأَلتُه يوم القيامة ُخدُوشا أَو ُخمُوشا أَو ُكدُوحا ف وجهه‪.‬‬
‫ض فهو‬ ‫لدُوشُ‪ .‬وكلّ أَثَ ٍر من َخدْشٍ أَو عَ ّ‬ ‫ابن الَثي‪ :‬ال ُكدُوحُ ا ُ‬
‫َكدْح؛ ويوز أَن يكون مصدرا سي به الَثر‪ ،‬وأَصابه شيء ف َك َدحَ وجهه‪.‬‬
‫وحار ُم َك ّدحٌ‪ُ :‬م َعضّضٌ‪ .‬وال ُكدُوح‪ :‬آثار العض‪ ،‬واحدها َك ْدحٌ‪ ،‬و َعمّ‬
‫بعضهم به الَثر‪ .‬قال أَبو عبيد‪ :‬ال ُكدُوح آثار الُدوش‪ .‬وكل أَثر من‬
‫لمُر‬
‫َخدْش أَو عض فهو َكدْح؛ ومنه قيل للحمار الوحشي‪ُ :‬م َكدّح لَن ا ُ‬
‫َي ْعضَضْنَه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫َي ْمشُونَ َحوْل ُمكَ ّدمٍ‪ ،‬قد َكدّحتْ‬
‫مَتْنَيْهِ َحمْلُ حَناِت ٍم وقِللِ‬
‫و َكدَح فلنٌ وجه فلن إِذا عمل به ما َيشِينُه‪ .‬و َك َدحَ وجهَ أَمرِه‬
‫إِذا أَفسده‪ .‬وبه َك ْدحٌ وكُدوح أَي ُخدُوش؛ وقيل‪ :‬ال َك ْدحُ أَكب من‬
‫لدْش‪.‬‬ ‫اَ‬
‫وف الديث‪ :‬ف وجهه ُكدُوحٌ أَي خدوش‪.‬‬
‫والتكديح‪ :‬التخديش‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬الَسائ ُل ُكدُوحٌ َي ْك َدحُ با الرجل وجهه‪ .‬ووقع من السطح‬
‫فََت َك ّدحَ أَي َت َكسّر‪ ،‬وتبدل الاء من كل ذلك‪.‬‬
‫ح رأْسه با ُلشْطِ‪ :‬فَ ّرجَ شعره به‪.‬‬ ‫و َك َد َ‬
‫و َكوْ َدحٌ‪ :‬اسم‪.‬‬
‫@كذح‪َ :‬كذَحَتْه الريحُ‪ :‬ككََتحَتْه‪.‬‬
‫@كرح‪ :‬الُكَيْراحُ‬
‫(* قوله «الكياح» بصيغة تصغي جع كرح‪ ،‬بالكسر‪ ،‬قال‬
‫ياقوت نقلً عن الالدي‪ :‬الكياح رستاق نزه بأرض الكوفة‪ ،‬وبيوت صغار‬
‫تسكنها الرهبان الذين ل قلل لم‪ .‬بالقرب منها ديران يقال لحدها‪ :‬دير‬
‫عبد‪ ،‬وللخر دير حنة‪ ،‬وهو موضع بظاهر الكوفة كتي البساتي والرياض وفيه‬
‫يقول أَبو نواس‪ :‬يا دير حنة إل‪ ،‬قال أَبو سعيد السكري‪ :‬رأيت الكياح‪،‬‬
‫وهو على سبعة فراسخ من الية‪ ،‬وقد وهم فيه الزهري فسماه الكياخ‪ ،‬بالاء‬
‫العجمة؛ وفيه يقول بكر بن خارجة‪:‬‬
‫دع البساتي من آس وتفاح * واقصد إل الشيح من ذات‬
‫اّكياح‬
‫إل الدساكر فالدير القابلها * لدى الكياح أو دير ابن‬
‫وضاح‬
‫منازل ل أزل حينا ألزمها * لزوم غادٍ إل اللذات روّاح‬
‫اهـ باختصار‪:).‬‬
‫بُيوتٌ ومواضع ترج إِليها النصارى ف بعض أَعيادهم‪ ،‬وهو معروف؛ قال‪:‬‬
‫يا َديْرَ حَنّ َة من ذاتِ ا ُلكَيْراحِ‪،‬‬
‫من َيصْحُ عنكَ‪ ،‬فإِن َلسْتُ بالصاحي‬
‫قال ابن دريد‪ :‬أَحسب أَن الكارحة والكارخة حلق الِنسان أَو بعض ما يكون‬
‫ف اللق منه‪.‬‬
‫@كربح‪ :‬الكَرْبَحة والكَ ْرمَحة‪َ :‬ع ْدوٌ دون الكَرْدَمة‪ ،‬ول ُيكَرْ ِدمُ‬
‫إِل المار والبغل‪.‬‬
‫@كرتح‪ :‬كَرْتَحه‪ :‬صَرَعَه‪ .‬وكَرْتَح ف مشيه‪ :‬أَسرع‪.‬‬
‫@كردح‪ :‬الَصمعي‪ :‬سقط من السطح فََتكَرْدَح أَي تدحرج‪.‬‬
‫والكَرْدَحة‪ :‬الِسراع ف ال َعدْو‪ .‬والكَرْدَحة‪ :‬من َعدْو القصي‬
‫التقارب الَطْو الجتهد ف َعدْوه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫َيمُ ّر مَرّ الريحِ ل ُيكَرْ ِدحُ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬هو َس ْعيٌ ف نَطّ‪ ،‬وقد َكرْ َدحَ‪ ،‬وهي الكَرْدَحاءُ‪.‬‬
‫والكَرْدَحة‪َ :‬ع ْدوُ القصي ُيقَ ْرمِطُ وُيسْرع‪ ،‬وكذلك الكَرْتَحة‬
‫والكَ ْرمَحة‪ .‬يقال‪ :‬كر َمحْنا ف آثار القوم‪َ :‬ع َدوْنا َع ْدوَ التثاقل‪ .‬و َكرْ َدمَ‬
‫المار وكَرْدَح إِذا عدا على جَنْب واحد‪ .‬وا ُلكَرْ َدحُ‪ :‬التذلل‬
‫التصاغر‪ .‬والكِرْداحُ‪ :‬التقارِبُ الشي‪ .‬وكَرْدَحه‪ :‬صرعه‪ .‬والكُرا ِدحُ‪:‬‬
‫القصي‪ .‬وكِرْداحٌ‪ :‬موضع‪.‬‬
‫@كرمح‪ :‬الكَ ْرمَحة والكَرْتَحة‪َ :‬ع ْد ٌو دون الكَرْدَمة‪ .‬قال أَبو عمرو‪:‬‬
‫كَ ْر َمحْنا ف آثار القوم‪َ :‬ع َدوْنا َع ْدوَ التثاقل‪.‬‬
‫سحُه َكسْحا‪:‬‬ ‫@كسح‪ :‬ال َكسْحُ‪ :‬الكَنْسُ؛ َكسَحَ البيتَ والبئر َي ْك َ‬
‫كَنَسه‪.‬‬
‫وا ِل ْكسَحة‪ :‬ا ِلكْنَسةُ؛ قال سيبويه‪ :‬هذا الضرب ما ُيعْتَمل مكسور‬
‫ا َلوّل‪ ،‬كانت الاء فيه أَو ل تكن‪ .‬الوهري‪ :‬ا ِل ْكسَحة ما ُيكْنَس به‬
‫الّثلْجُ وغيه‪.‬‬
‫والكُساحة مثل الكُناسة؛ قال ابن سيده‪ :‬والكُساحة الكُناسة‪ ،‬وقال‬
‫اللحيان‪ :‬كُساحةُ البيت ما ُكسِ َح من التراب فُأْل ِقيَ بعضُه على بعض‪.‬‬
‫والكُساحة‪ :‬تراب مموع ُكسِحَ با ِل ْكسَحِ‪.‬‬
‫سحُوهم‬ ‫واكَْتسَح أَموالَهم‪ :‬أَخذها كلها؛ يقال‪ :‬أَغاروا عليهم فاكَْت َ‬
‫سحْنا مالم أَي ل‬ ‫أَي أَخذوا مالم كله‪ ،‬ويقال‪ :‬أَتينا بن فلن فاكَْت َ‬
‫نُبْق لم شيئا؛ قال ا ُل َفضّل‪َ :‬كسَحَ وكَثَح بعن واحد‪.‬‬
‫والكُساحُ‪ :‬الزّمانةُ ف اليدين والرجلي وأَكثر ما يستعمل ف الرجلي‪.‬‬
‫الَزهري‪ :‬ال َكسَحُ ِثقَل ف إِحدى الرجلي إِذا َمشَى جَرّها جَرّا‪.‬‬
‫و َكسِحَ َكسَحا‪ ،‬وهو أَ ْكسَحُ و َكسْحانُ و َكسِي ٌح وم َكسّحٌ؛ وقيل‪:‬‬
‫الَ ْكسَ ُح الَعوجُ وا ُل ْقعَدُ أَيضا؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫كُل وَضّاحٍ كَريٍ َجدّه‪،‬‬
‫وخَذولِ الرّجْلِ‪ ،‬من غيِ َكسَحْ‬
‫وهذا البيت أَورده الوهري وغيه وابن بري‪ :‬بي مغلوب نبيل جدّه‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫هو يصف قوما نَشاوى ما بي مغلوب قد غلبه السكر‪ ،‬و َخذُولِ الرجل من غي‬
‫َكسَح‪ .‬قال ابن بري‪ :‬ويروى تليل خدّه‪ ،‬بالاء العجمة والدال الهملة‪.‬‬
‫ض ُعفُ له الرجل‪ .‬وقد َكسِحَ‬ ‫وال َكسَحُ‪ :‬داء يأْخذ ف الَوراك فَت ْ‬
‫الرجلُ َكسَحا إِذا ثقلت إِحدى رجليه ف الشي‪ ،‬فإِذا مشى كأَنه َي ْكسَحُ‬
‫الَرضَ أَي َيكُْنسُها‪ ،‬وف حديث قتادة ف تفسي قوله‪ :‬ولو نشاء لسخناهم‬
‫على مكانتهم أَي جعلناهم ُكسْحا يعن مُ ْقعَدين‪ ،‬جع أَ ْكسَحَ كأَحْمر‬
‫و ُحمْرٍ‪ .‬والَكسح‪ :‬ا ُل ْق َعدُ‪ ،‬والفعل كالفعل‪ .‬وف حديث ابن عمر‪ :‬سئل عن‬
‫مال الصدقة فقال‪ :‬إِنا شَرّ مال‪ ،‬إِنا هي مال ال ُكسْحانِ والعُورانِ؛‬
‫وهي جع الَ ْكسَحِ‪ ،‬وهو ا ُل ْقعَد‪ ،‬ومعن الديث أَنه كره الصدقة ِإلّ‬
‫لَهل الزّمانَة؛ وأَنشد الليث للَعشى‪:‬‬
‫ولقد َأمْنَ ُح مَنْ عادَيْتُه‬
‫كلّ ما َيقْ َطعُ من داءِ ال َكسَحْ‬
‫قال‪ :‬ويروى بالشي‪ .‬وقال أَبو سعيد‪ :‬الكُساح من أَدواء الِبل‪ .‬جل‬
‫ضلَع‪ .‬قال‪ :‬وعُود ُم َكسّح و ُم َكشّح أَي‬ ‫َم ْكسُوح‪ :‬ل يشي من شدّة ال ّ‬
‫سوّى؛ قال‪ :‬ومنه قول الطّ ِرمّاح‪:‬‬ ‫َم ْقشُور ُم َ‬
‫جُمالِيّة َتغْتا ُل َفضْلَ جَديلِها‪،‬‬
‫ح َكصَ ْقبِ الطاِئ ِفيّ ا ُل َكسّحِ‬ ‫شَنا ٍ‬
‫ويروى الكشح بالشي؛ أَراد بالشّناحِي ُعُنقَها لطوله‪ .‬والُكاسَحة‪:‬‬
‫حتِ الريح الَرضَ‪ :‬قشرت عنها التراب‪.‬‬ ‫سَ‬ ‫الُشارّة الشديدة‪ .‬و َك َ‬
‫ضَلعِ الَلف‪ ،‬وهو من َلدُن‬ ‫@كشح‪ :‬ال َكشْحُ‪ :‬ما بي الاصرة إِل ال ّ‬
‫السرة إِل الَتْن؛ قال طَ َرفَةُ‪:‬‬
‫شحِي بِطانَةً‬ ‫وآلَْيتُ ل يَْنفَكّ َك ْ‬
‫شفْرَتَيْنِ‪ُ ،‬مهَّندِ‬ ‫ضبٍ‪ ،‬رَقي ِق ال ّ‬ ‫لعَ ْ‬
‫قال الَزهري‪ :‬ها َكشْحا ِن وهو موقِع السيف من الَُتقَلّد؛ وف حديث‬
‫لصْرين؛ قال ابن‬ ‫شحَي أَي دقيق ا َ‬ ‫سعد‪ :‬إِن أَميكم هذا َل ْهضَمُ ال َك ْ‬
‫سيده‪ :‬وقيل ال َكشْحان جانبا البطن من ظاهر وباطن وها من اليل كذلك؛‬
‫لصْر؛ وقيل‪ :‬هو‬ ‫لجَبَة إِل الِبط؛ وقيل‪ :‬هو ا َ‬ ‫وقيل‪ :‬ال َكشْ ُح ما بي ا َ‬
‫الشى‪ ،‬والكَشْحُ‪ :‬أَحد جانَِبيِ الوِشاحِ؛ وقيل‪ :‬إِن ال َكشْ َح من السم‬
‫إِنا سي بذلك لوقوعه عليه‪ ،‬وجع كل ذلك كُشوح ل ُي َكسّر ِإلّ عليه؛‬
‫قال أَبو ذؤَيب‪:‬‬
‫كَأنّ الظّباءَ ُكشُوحُ النّسا‬
‫ءِ‪ ،‬يَطْفون فوقَ ذَراه جُنوحا‬
‫(* قال أبو سعيد السكري جامع أشعار الذليي‪ :‬الكشح وشاح من ودع فأراد‬
‫كأن الظباء ف بياضها ودع يطفون فوق ذرى الاء وجنوح مائلة‪ ،‬شبه الظباء‬
‫وقد ارتفعن ف هذا السيل بكشوح النساء عليهن الودع‪ ،‬ث قال‪ :‬وكانت الوشحة‬
‫تعمل من ودع أبيض اهـ‪ .‬القاموس‪).‬‬
‫شبه بياضَ الظباء ببياض الوَدَع‪.‬‬
‫شحَه‪ .‬وال َكشَحُ‪ :‬داء يصيب ال َكشْحَ‪ .‬وكَوى‬ ‫و َكشِحَ َكشَحا‪ :‬شَكا َك ْ‬
‫شحَه على أَمر‪ :‬استمر عليه؛ وكذلك الذاهب القاطع الرحم؛ قال‪:‬‬ ‫َك ْ‬
‫طَوى َكشْحا خليلُك والَناحا‪،‬‬
‫لبَيْنٍ منكَ‪ ،‬ث غَدا صُراحا‬
‫ضغْن إِذا أَضمره؛‬ ‫وكذلك إِذا عاداك وفا َسدَك‪ ،‬يقال‪ :‬طوى َكشْحا على ِ‬
‫قال زهي‪:‬‬
‫وكانَ طَوى َكشْحا على ُمسْتكِنّةٍ‪،‬‬
‫ج ْمجَمِ‬‫فل هو أَبْداها‪ ،‬ول َيَت َ‬
‫شحَه إِذا قطعك‬ ‫والكاشِحُ‪ :‬التول عنك ِبوُدّه‪ .‬ويقال‪ :‬طَوى فلنٌ َك ْ‬
‫وعاداك؛ ومنه قول الَعشى‪:‬‬
‫ب لَيذْهَبا‬
‫وكانَ طَوى َكشْحا وأَ ّ‬
‫قال الَزهري‪ :‬يتمل قوله وكان طوى َكشْحا أَي عزم على أَمر واستمرت‬
‫عزيته‪ .‬ويقال‪ :‬طوى كشحه عنه إِذا أَعرض عنه‪ .‬وقال الوهري‪ :‬طويتُ َكشْحي‬
‫على الَمر إِذا أَضمرته وسترته‪.‬‬
‫والكاشحُ‪ :‬ال َع ُدوّ الُْبغِضُ‪ .‬والكاشح‪ :‬الذي يضمر لك العداوة‪ .‬يقال‪:‬‬
‫َكشَحَ له بالعداوة وكاشَحه بعنًى‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬والكاشح العدوّ‬
‫شحَه وُيعْرِض‬ ‫الباطنُ العداوة كأَنه يطويها ف َكشْحه‪ ،‬أَو كأَنه ُي َولّيك َك ْ‬
‫عنك بوجهه‪ ،‬والسم الكُشاحة‪ .‬وف الديث‪ :‬أَفضل الصدقة على ذي الرّحِم‬
‫الكاشِحِ؛ الكاشح‪ :‬العد ّو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها َكشْحه أَي‬
‫شحَه ول يأْلفك‪ .‬وسي‬ ‫لصْر‪ .‬والذي يَطْوي عنك َك ْ‬ ‫باطنه‪ .‬وال َكشْحُ‪ :‬ا َ‬
‫شحَه وأَعرض عنك؛ وقيل‪ :‬لَنه َيخَْبأُ‬ ‫العدوّ كاشحا لَنه وَلّك َك ْ‬
‫العداوة ف َكشْحه وفيه كَِبدُه‪ ،‬والكَِبدُ بيت العداوة والَبغْضاء؛ ومنه قيل‬
‫للعدوّ‪ :‬أَسودُ الكبد كَأنّ العداوةَ أَحرقت الكَِبدَ؛ وكاشَحه بالعداوة‬
‫مكاشحة وكِشاحا‪ .‬قال ا ُلفَضّل‪ :‬الكاش ُح لصاحبه مأخوذ من ا ِلكْشاحِ‪،‬‬
‫شحَت الدابةُ إِذا أَدخلت ذنبها‬ ‫وهو الفأْس‪ .‬والكُشاحة‪ :‬الُقاطعة‪ .‬و َك َ‬
‫بي رجليها؛ وأَنشد‪:‬‬
‫يأْوي‪ ،‬إِذا َكشَحتْ إِل َأطْبائِها‪،‬‬
‫َسَلبُ ال َعسِيبِ كأَنه ذُ ْعلُوقُ‬
‫الَزهري‪َ :‬كشَحَ عن الاء إِذا أَدبر به‪ .‬و َكشَ َح القومُ عن الاء‬
‫واْن َكشَحوا إِذا ذهبوا عنه وتفرّقوا‪ .‬ورجل َمكْشُوحٌ‪ُ :‬و ِسمَ بالكِشاح ف‬
‫أَسفل الضلوع‪ .‬والكِشاحُ‪ِ :‬سمَةٌ ف موضع ال َكشْح‪.‬‬
‫شحَه‪َ :‬و َسمَه هنالك‪ ،‬التشديد عن كراع‪.‬‬ ‫و َكشَحَ البعيَ و َك ّ‬
‫وال َكشْحُ‪ :‬ال َكيّ بالنار؛ وإِبل ُم َكشّحة و ُمحَنّبة‬
‫(* قوله «وابل‬
‫مكشحة ومنبة» أي أصابا الكشح والب بالتحريك‪ .).‬قال الوهري‪ :‬وال َكشَحُ‪،‬‬
‫شحِه فُيكْوى‪ .‬وقد ُكشِحَ الرجلُ‬ ‫بالتحريك‪ ،‬داء يصيب الِنسانَ ف َك ْ‬
‫َكشْحا إِذا ُكوِيَ منه‪ ،‬ومِنه سي ا َل ْكشُوحُ الراديّ‪.‬‬
‫و َكشَ َح العُودَ َكشْحا‪ :‬قشره‪ .‬ومَ ّر فلنٌ َي ْكشَح القو َم وَيشُلّهم‬
‫شحَنُهم أَي ُيفَ ّرقُهم ويطردهم‪.‬‬ ‫وَي ْ‬
‫@كفح‪ :‬الُكافَحةُ‪ :‬مصادفة الوجه بالوجه مفاجأَة‪.‬‬
‫َكفَحه َكفْحا وكاَفحَه مُكافَحة وكِفاحا‪ :‬لقيه مواجهة‪ .‬ولقيه َكفْحا‬
‫ومكافَحةً وكِفاحا أَي مواجهة‪ ،‬جاء الصدر فيه على غي لفظ الفعل؛ قال‬
‫ابن سيده‪ :‬وهو موقوف عند سيبويه مطرد عند غيه؛ وأَنشد الَزهري ف‬
‫كتابه‪:‬أَعاذِل من ُتكَْتبْ له النارُ َي ْلقَها‬
‫س َعدِ‬‫ل ْلدُ َي ْ‬
‫ب له ا ُ‬
‫كِفاحا‪ ،‬ومن ُيكَْت ْ‬
‫والُكافَحةُ ف الرب‪ :‬الضاربة تلقاء الوجوه‪ .‬وف الديث أَنه قال‬
‫حتَ عن رسول ال؛‬ ‫لسان‪ :‬ل تزال ُمؤَيّدا بروح ال ُقدُس ما كاَف ْ‬
‫حتَ‪ ،‬وهو‬ ‫الُكاَفحَةُ‪ :‬الضاربة والدافعة تلقاء الوجه‪ ،‬ويروى ناَف ْ‬
‫بعناه‪.‬و َكفَحه بالعصا َكفْحا‪ :‬ضربه با‪ .‬الفراء‪َ :‬أ ْك َفحْته بالعصا أَي‬
‫ضربته‪ ،‬بالاء‪ .‬وقال شر‪َ :‬ك َفخْتُه‪ ،‬بالاء العجمة‪ .‬قال الَزهري‪َ :‬ك َفحْتُه‬
‫بالعصا والسيف إِذا ضربته مواجهة‪ ،‬صحيح‪ .‬و َك َفخْته بالعصا إِذا ضربته ل‬
‫غي‪ .‬و َكفِحَ عنه‬
‫(* قوله «وكفح عنه إل» بابه سع كما ف القاموس‪).‬‬
‫َكفْحا‪ :‬جَبُنَ‪ .‬وأَ ْك َفحْتُه عن أَي رددتُه وجَنّبْته عن الِقدام‬
‫عليّ‪ .‬الوهري‪ :‬كاَفحُوهم إِذا استقبلوهم ف الرب بوجوههم ليس دونا تُ ْرسٌ‬
‫ول غيه‪.‬‬
‫وال َكفِيحُ‪ :‬ال ُكفْؤ‪.‬‬
‫والُكاِفحُ‪ :‬الباشر بنفسه‪ .‬وفلن يُكافِ ُح الُمور إِذا باشرها بنفسه‪.‬‬
‫وف حديث جابر‪ :‬إِن ال َكلّم أَباك كِفاحا أَي مواجه ًة ليس بينهما‬
‫ب ول رسول‪.‬‬ ‫حجا ٌ‬
‫وأَ ْكفَح الدّابةَ إِكفاحا‪َ :‬تَلقّى فاها باللجام يضربه به ليلتقمه‪،‬‬
‫وهو من قولم لقيته كِفاحا أَي استقبلته َكفّةَ َكفّةَ‪ .‬و َكفَحها‬
‫باللجام َكفْحا‪ :‬جذبا‪ .‬وتقول ف التقبيل‪ :‬كافَحها كِفاحا قَبّلها‬
‫َغفْلَ ًة وِجاها‪ .‬و َكفَحَ الرأَة َي ْك َفحُها وكافَحها‪ :‬قبلها غفلة‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬إِن لَ ْك َفحُها وأَنا صائم أَي أُواجهها بالقُبْلة‪ .‬وكاَفحَتْه أَي‬
‫قَّبلَتْه؛ قال الَزهري‪ :‬وف حديث أَب هريرة أَنه سئل‪ :‬أَُتقَبّل‬
‫وأَنت صائم؟ فقال‪ :‬نعم وأَ ْك َفحُها أَي أَتكن من تقبيلها وأَستوفيه من غي‬
‫حفُها؛‬‫اختلس‪ ،‬مِن الُكاَفحَة وهي مصادفة الوجه‪ ،‬وبعضهم يَرْويه‪ :‬وَأ ْق َ‬
‫قال أَبو عبيد‪ :‬فمن رواه وأَ ْك َفحُها أَراد بال َكفْح اللقاءَ والباشرة‬
‫للجلد‪ ،‬وك ّل من واجهته ولقيته َكفّةَ َكفّةَ‪ ،‬فقد كاَفحْتَه كِفاحا‬
‫ومُكافحةً؛ قال ابن الرّقاع‪:‬‬
‫يُكاِفحُ َلوْحات الَواجِ ِر بالضّحى‪،‬‬
‫مكاَفحَ ًة للمَْنخَرَيْنِ‪ ،‬وللفَمِ‬
‫حفَ الرج ُل ما ف‬ ‫حفُها أَراد شرب الريق مِن َق َ‬ ‫قال‪ :‬ومن رواه‪ :‬وَأ ْق َ‬
‫الِناء إِذا شرب ما فيه‪.‬‬
‫و َكفِيحُ الرأَة‪ :‬زوجُها‪ ،‬وهو من ذلك‪ .‬و َك َفحْته َكفْحا‪:‬‬
‫حتِ السمائمُ أَْن ُفسُها‪َ :‬كفَحَ بعضها بعضا؛ قال جَْندَلُ بن‬ ‫َكلَوّحْتُه‪.‬وَت َك ّف َ‬
‫الُثَنّى الارثي‪:‬‬
‫فَ ّرجَ عنها‪َ ،‬حلَقَ الرّتائِجِ‪،‬‬
‫َت َكفّ ُح السمائمِ الَوا ِججِ‬
‫أَراد الَواجّ ففك التضعيف للضرورة؛ وكقوله‪:‬‬
‫شكُو ال َوجَى من َأ ْظلَلٍ وَأ ْظلَلِ‬ ‫تْ‬
‫أَراد من َأظَلّ وَأظَلّ‪ .‬ابن شيل ف تفسي قوله‪ :‬أَعْطَْيتُ ممدا‬
‫كِفاحا أَي كثيا من الَشياء ف الدنيا والخرة‪.‬‬
‫وف النوادر‪َ :‬كفْحةٌ من الناس وكَْثحَةٌ أَي جاعة ليست بكثية‪.‬‬
‫شحَه‪ .‬وا َل ْكفَحُ‪:‬‬ ‫و َكفَحَ الشيءَ وكَثَحه‪ :‬كشف عنه غِطاءه ك َك َ‬
‫الَسودُ‪.‬‬
‫@كلح‪ :‬ال ُكلُوحُ‪َ :‬ت َكشّرٌ ف عُبوس؛ قال ابن سيده‪ :‬ال ُكلُوحُ والكُلحُ‬
‫ُب ُدوّ الَسنان عند العُبوس‪َ .‬كلَ َح َي ْكلَحي ُكلُوحا وكُلحا‬
‫وَت َكلّحَ؛ وأَنشد ثعلب‪:‬‬
‫وَلوَى الّت َكلّحَ‪َ ،‬يشْتَكي َسغَبا‪،‬‬
‫س َغبِ‬ ‫وأَنا اب ُن َب ْدرٍ قاتِ ُل ال ّ‬
‫التكلح هنا يوز أَن يكون مفعولً من أَجله ويوز أَن يكون مصدرا للوى‬
‫لَن لوى يكون ف معن تَكلّحَ‪ ،‬وقد أَكلحه الَمرُ؛ قال لبيد يصف‬
‫السهام‪:‬‬
‫َرَقمِيّات عليها نا ِهضٌ‪،‬‬
‫ُت ْكلِحُ ا َلرْوَقَ منها والَيَلّ‬
‫وف التنيل‪َ :‬ت ْلفَحُ وجوهَهم النارُ وهم فيها كالون‪ :‬قال أَبو إِسحق‪:‬‬
‫صتْ َشفَتُه عن أَسنانه نو ما ترى من رؤوس الغنم‬ ‫ل الذي قد َقلَ َ‬ ‫الكا ُ‬
‫شمّرت الشّفاه‪ .‬والكُلحُ‪ ،‬بالضم‪ :‬السنة‬ ‫إِذا برزت الَسنانُ وَت َ‬
‫جدِبة؛ قال لبيد‪:‬‬ ‫ا ُل ْ‬
‫كانَ غِياثَ الُ ْرمِلِ ا ُلمْتاحِ‪،‬‬
‫و ِعصْمةً ف ال ّزمَنِ الكُلحِ‬
‫وف حديث عليّ‪ :‬إِن من ورائكم فِتَنا وبَل ًء ُم ْكلِحا أَي ُي ْكلِحُ‬
‫الناسَ بشدّته؛ الكُلُوحُ‪ :‬العُبُوس‪.‬‬
‫يقال‪َ :‬كلَحَ الرج ُل وأَ ْكلَحه ا َلمّ وده ٌر كالٌ على الَثَل‪.‬‬
‫ح شديد؛ وأَنشد‬ ‫ح معدولٌ‪ :‬السنة الشديدة؛ قال الَزهري‪ :‬ودهر كال وكُل ٌ‬ ‫وكَل ِ‬
‫للبيد‪:‬‬
‫و ِعصْمةً ف السّنةِ الكُلحِ‬
‫جدِبة‪ ،‬قال‪ :‬وسعت‬ ‫وسنة كَلحِ‪ ،‬على فَعا ِل بالكسر‪ ،‬إِذا كانت ُم ْ‬
‫أَعرابيّا يقول لمل َيرْغو وقد َكشَر عن أَنيابه‪ :‬قَبَحَ ال َكَلحَته يعن‬
‫الفم؛ وقال ابن سيده‪ :‬قَبَ َح الُ َكَلحَته يعن الفم وما حوله‪ .‬ورجل‬
‫َكوْلَحٌ‪ :‬قبيح‪.‬‬
‫والكالَحة‪ :‬الُشارّةُ‪.‬‬
‫ق َت َكلّحا‪ :‬وهو دوام‬ ‫وَت َكلّحَ البقُ‪ :‬تَتاَبعَ‪ .‬وَتكَلّحَ الب ُ‬
‫برقه واسِْتسْراره ف الغمامة البيضاء‪ ،‬وهذا مثل قولم‪َ :‬تكَلّ َح إِذا‬
‫ق مثله‪.‬‬ ‫سمَ الب ُ‬ ‫سمَ؛ وتََب ّ‬‫تََب ّ‬
‫قال الَزهري‪ :‬وف بيضاء بن َجذِيةَ ماء يقال له كلح‪ ،‬وهو شَروبٌ عليه‬
‫نل َبعْ ٌل قد َرسَختْ عروقها ف الاء‪.‬‬
‫ب من ا َلشْي‪.‬‬ ‫ضرْ ٌ‬ ‫@كلتح‪ :‬ال َكلْتَحةُ‪َ :‬‬
‫و َكلْتَحٌ‪ :‬اسم‪ .‬ورجل َكلْتَحٌ‪ :‬أَحق‪.‬‬
‫@كلدح‪ :‬ال َك ْلدَحة‪ :‬ضرب من الشي‪.‬‬
‫صلْب‬‫وال ِك ْلدِح‪ :‬ال ّ‬
‫(* قوله «والكلدح الصلب إل» كذا بضبط الصل بكسر‬
‫الكاف والدال‪ ،‬وضبطه القاموس بفتحهما‪ .‬ونبه شارحه على الضبطي اهـ‪.).‬‬
‫وال ِك ْلدِح‪ :‬العجوز‪.‬‬
‫حمُ وال ِك ْلمِحُ‪ :‬الترابُ‪ ،‬وسيذكر ف كلحم‪.‬‬ ‫@كلمح‪ :‬بفيه ال ِك ْل ِ‬
‫@كنتح‪ :‬رجل كَْنتَح وكَنْثَحٌ‪ ،‬بالتاء والثاء‪ :‬وهو الَحق‪.‬‬
‫@كنثح‪ :‬رجل كَْنتَح وكَنْثَحٌ‪ ،‬بالتاء والثاء‪ ،‬وهو الَحق‪.‬‬
‫@كنسح‪ :‬الكِْنسِ ُح‬
‫(* قوله «الكنسح» هو والكنسيح بكسر فسكون‪ ،‬بعن كما‬
‫ف القاموس‪ :).‬أَصل الشيء ومَ ْعدِنُه‪.‬‬
‫@كمح‪ :‬ال َكمْحُ‪ :‬رَدّ الفرس باللجام‪ .‬والكَمَحةُ‪ :‬الراضَة‪ .‬ابن سيده‪:‬‬
‫َك َمحْتُ الاب َة باللجام َكمْحا إِذا جذبته إِليك لَي ِقفَ ول يري‪.‬‬
‫صبَ رْأسُه؛ ومنه قول ذي‬ ‫وأَ ْك َمحَه إِذا َجذَب عِنانَه حت يَنَْت ِ‬
‫حوْزِها‪،‬‬ ‫الرمة‪َ:‬تمُورُ بضَْبعَيْها وتَ ْرمِي ِب َ‬
‫حِذارا من الِيعادِ‪ ،‬والرْأسُ ُم ْكمَحُ‬
‫ويروى‪ :‬توج ذراعاها‪ ،‬وعزاه أَبو عبيد لبن مقبل‪ ،‬وقال‪َ :‬كمَحه‬
‫وأَ ْكمَحه وكَبَحه وأَكْبَحه بعن؛ وأَراد الشاعر بقوله الِيعاد ضَرْبَه لا‬
‫سوْطِ‪ ،‬فهي تَجَت ِه ُد ف العَ ْد ِو لوفها من ضربه ورأْسها ُم ْكمَحٌ‪،‬‬ ‫بال ّ‬
‫ولو ترك رأْسها لكان َع ْدوُها َأ َشدّ‪.‬‬
‫وأُ ْكمِحَ الرجلُ‪ :‬رفع رأْسه من الزّ ُهوّ كأُ ْكمِخَ؛ عن اللحيان‪،‬‬
‫والاء أَعلى؛ ويقال‪ :‬إِنه َل ُم ْكمَحٌ و ُمكْبَحٌ أَي شامخ‪ .‬وقد أُكِْبحَ‬
‫حتِ ال ّز َمعَةُ إِذا ما ابيضت وخرج عليها‬ ‫وأُ ْكمِحَ إِذا كان كذلك‪ .‬وأَ ْك َم َ‬
‫مثل القُطْنِ‪ ،‬وذلك الِكْماحُ‪ ،‬وال ّز َمعُ الُبَ ُن ف مَخارِج‬
‫العناقيد‪ ،‬ذكره عن الطائفيّ‪ .‬الوهري‪َ :‬أ ْكمَح الكرمُ إِذا ترك‬
‫للِيراق‪.‬أَبو زيد‪ :‬الكَْيمُوحُ والكِيحُ التّرابُ‪ ،‬قال‪ :‬الكِيحُ الترابُ‬
‫والكَْيمُوحُ ا ُلشْ ِرفُ‪ ،‬والعرب تقول ا ْحثُ ف فيه ال َك ْومَحَ َيعْنُون‬
‫التراب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫أُهْ ُج القُلحَ‪ ،‬واحْشُ فاه ال َك ْومَحا‬
‫تُرْبا‪ ،‬فأَهْ ٌل هو أَن ُي َقلّحا‬
‫ابن دريد‪ :‬الك ْومَحُ الرجل التراكب الَسنان ف الفم حت كَأنّ فاه قد‬
‫ضاق بأَسنانه‪ .‬وفم َك ْومَحٌ‪ :‬ضاق من كثرة أَسنانه و َورَ ِم لِثاتِه‪ .‬ورجل‬
‫َكوْمَحٌ وكُومَحٌ‪ :‬عظيم ا َللْيَتَيْنِ؛ قال‪:‬‬
‫َأشْبَهه فجاء رِخْوا َك ْومَحا‪،‬‬
‫جئْ ذا َألْيَتَيْنِ َكوْما‬ ‫ول َي ِ‬
‫شلَةُ‪.‬‬
‫وال َك ْومَحُ‪ :‬الفَْي َ‬
‫وال َك ْومَحانِ‪ :‬موضع؛ قال ابن مقبل يصف السحاب‪:‬‬
‫حيِ إِناخةَ الـ‬ ‫أَناخَ ب َرمْلِ ال َك ْو َم َ‬
‫ط عنهنّ أَ ْكوُرا‬ ‫ـيمان قِلصا‪ ،‬حَ ّ‬
‫الَزهري‪ :‬ال َكوْمَحانِ ها حَبْلن من حبال الرمل؛ وأَنشد البيت‪.‬‬
‫@كوح‪ :‬الَزهري‪ :‬كاوَ ْحتُ فلنا مكاوَحةً إِذا قاتلته فغلبته؛ ورأَيتهما‬
‫يَتَكاوَحانِ‪ ،‬والُكاوَحة أَيضا ف الصومة وغيها‪.‬‬
‫ح زيدا و َكوّحه إِذا غلبه‪ ،‬وأَكاح زيدا إِذا‬ ‫ابن الَعراب‪ :‬أَكا َ‬
‫أَهلكه‪ .‬ابن سيده‪ :‬كاوَحه فكاحَه َكوْحا‪ :‬قاتله فغلبه‪.‬‬
‫وكاحَه َكوْحا‪ :‬غَطّه ف ماء أَو تراب‪.‬‬
‫و َك ّوحَ الرجلَ‪ :‬أَ َذلّه‪ .‬و َكوّحه‪ :‬رَدّه‪.‬‬
‫الَزهري‪ :‬التكويحُ التغليب؛ وأَنشد أَبو عمرو‪:‬‬
‫صمِ ذي الّت َعدّي‪،‬‬ ‫خ ْ‬‫أَ ْعدَدْته لل َ‬
‫ل ْهدِ‬
‫َكوّحْته منك بدونِ ا َ‬
‫و َك ّوحَ الزّمامُ البع َي إِذا َذلّله؛ وقال الشاعر‪:‬‬
‫إِذا رامَ َبغْيا أَو مِراحا أَقامَه‬
‫ش ُمكَ ّوحُ‬‫زِمامٌ‪ ،‬بَثْناه خِشا ٌ‬
‫ورجع إِل كُوحه إِذا فعل شيئا من العروف ث رجع عنه‪ .‬والَكْواحُ‪:‬‬
‫نواحي البال؛ قال ابن سيده‪ :‬وسنذكره ف كيح وإِنا ذكرته ههنا لظهور الواو‬
‫ف التكسي‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬كاوَحْتُه إِذا شاتته وجاهرته‪.‬‬
‫وتَكا َوحَ الرجلن إِذا تَمارَسا وتَعالَجا الشّرّ بينهما‪.‬‬
‫@كيح‪ :‬ذكره الوهري مع كوح ف ترجة واحدة؛ قال ابن سيده‪ :‬الكِيحُ‬
‫ض البل‪ .‬وقال غيه‪ :‬عُرْضُ البل وأَ ْغلَظُه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو َس ْفحُه‬ ‫والكاحُ عُرْ ُ‬
‫و َسفْ ُح سَنَده‪ ،‬والمع أَكياح وكُيُوح؛ وقال الَزهري‪ :‬قال الَصمعي‬
‫الكِي ُح ناحيةُ البل؛ وقال رؤبة‪:‬‬
‫صلْ ٍد من كِيحنا ل َت ْكُلمُهْ‬ ‫عن َ‬
‫قال‪ :‬والوادي ربا كان له كِيحٌ إِذا كان ف حرف غليظ‪ ،‬فحرفه كِيحُه‪،‬‬
‫ول ُي َعدّ الكِيحُ إِل ما كان من أَصلب الجارة وأَخشنها‪ .‬وك ّل سََندِ‬
‫جبلٍ غليظٍ‪ :‬كِيحٌ؛ وإِنا كُوحُه ُخشْنَتُه و ِغلَظُه والماعة الكِيحة؛‬
‫وقال الليث‪ :‬أَسنانٌ كِيحٌ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫حبّ ال ِق ْلقِل‬‫ذا حَنَكٍ كِيحٍ ك َ‬
‫ص ْقعُ سََندِ البل‪ .‬وف قصة يونس‪ ،‬على نبينا‬ ‫ص ْقعُ الرف و ُ‬ ‫والكِيحُ‪ُ :‬‬
‫صلّي؛ الكِيحُ‪ ،‬بالكسر‪،‬‬‫وعليه الصلة والسلم‪ :‬فوجده ف كِي ٍح ُي َ‬
‫والكاح‪َ :‬سفْحُ البل وسََندُه‪.‬‬
‫@كخخ‪ :‬كَ ّخ َبكِخّ كخّا و َكخِيخا‪ :‬نامَ َفغَطّ‪ .‬وف الديث عن أَب‬
‫هريرة‪ :‬أَكل السن أَو السي‪ ،‬رضي ال عنهما‪ ،‬ترة من الصدقة فقال له‬
‫النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬كخ كخ‪ ،‬أَما علمت أَنّا أَهلُ بيت ل تلّ‬
‫لنا الصدقة؟‬
‫@كرخ‪ :‬الكَ ْرخُ‪ :‬سوق ببغداد‪ ،‬نبطية؛ وف التهذيب‪ :‬كَرْخ بغي تعريف‬
‫خ موضع آخر ف السواد‪.‬‬ ‫وأُكَيْرا ُ‬
‫والكُراخيّةُ‪ :‬الشّقّة من البواري‪ .‬وف التهذيب‪ :‬الكَراخة والكا ِرخُ‬
‫الرجل الذي يسوق الاء إل الَرض‪ ،‬سوادية‪ .‬والكارِخَة‪ :‬الَلق أَو شيء‬
‫منه‪ ،‬وقد قيلت بالاء الهملة‪.‬‬
‫@كشخ‪ :‬ال َكشْخانُ‪ :‬الدّيّوث‪ ،‬وهو دخيل ف كلم العرب؛ ويقال للشات‪ :‬ل‬
‫َت ْكشِخْ فلنا؛ قال الليث‪ :‬الكشخان ليس من كلم العرب‪ ،‬فإِن أُعرب قيل‬
‫شخَا ُن على فِعلل‪ .‬قال الَزهري‪ :‬إن كان الكشخ صحيحا فهو حرف‬ ‫ِك ْ‬
‫ثلثي‪ ،‬ويوز أَن يقال فلن َكشْخان على فَعلن‪ ،‬وإِن جعلت النون أَصلية فهو‬
‫رباعي‪ ،‬ول يوز أَن يكون عربيّا لنه يكون على مثال فعلل‪ ،‬وفعلل ل‬
‫يكون ف غي الضاعف‪ ،‬فهو بناء عقيم فافهمه‪ .‬والكشخنة‪ :‬مولّدة ليست‬
‫عربية‪.‬‬
‫@كشمخ‪ :‬ال َكشْ َمخَة وال ُكشْمَخة‪ :‬بقلة تكون ف رمال بن سعد تؤَه طيبة‬
‫شمَخة ول سعت با‪،‬‬ ‫رخصة؛ قال الَزهري أقمت ف رمال بن سعد فما رأَيت َك ْ‬
‫قال‪ :‬وأَحسبها نبطية وما أُراها عربية‪ .‬وذكر الدينوري الكشمخة وفسرها‬
‫شمَلَخَ‪،‬‬ ‫لجُ وأَهل البصرة يسمون الُلّج ال ُك ْ‬ ‫كذلك ث قال‪ :‬وهي الُ ّ‬
‫وال أَعلم‪.‬‬
‫لحُ‪ ،‬حكاها أَبو حنيفة قال‪:‬‬ ‫ش َملَخُ بِصرية‪ :‬ا ُل ّ‬ ‫@كشملخ‪ :‬ال ُك ْ‬
‫شمَلَخ‬
‫وأَحسبها نبطية‪ ،‬قال‪ :‬وأَخبن بعض البصريي أَن ال ُك ْ‬
‫اليََنمَةُ‪.‬‬
‫@كفخ‪ :‬ال َك ْفخَة‪ :‬الزبدة الجتمعة البيضاء من أَجود الزبد؛ قال‪:‬‬
‫لا َك ْفخَ ٌة بَيْضا َتلُوحُ كأَنا‬
‫تَرِيكَ ُة َقفْرٍ‪ ،‬أُ ْهدَِيتْ لَمي‬
‫قال أَبو تراب‪َ :‬ك َفخَه َكفْخا إِذا ضربه‪.‬‬
‫@كمخ‪َ :‬أ ْقمَخَ بأَنْفه إِقماخا وأَكْمخ إِكماخا إِذا شَخ بأَنفه‬
‫وتكب‪ .‬وكمَخه باللجام‪َ :‬قدَعه‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬الِكماخ رفع الرأْس تكبا؛ وقيل‪ :‬الِكماخ جلوس التعظم ف‬
‫نفسه؛ أَكمخ إِكماخا‪.‬‬
‫حكى أَبو الدقيش‪ :‬فلبس كساء له ث جلس جلوس العروس على الَنصّة وقال‪:‬‬
‫هكذا ي ْكمَخون من البأْو والعظمة‪ .‬وقال أَبو العباس‪ :‬الكُماخ الكبُ‬
‫والتعظم؛ وقوله‪:‬‬
‫إِذا ازدَهاهُم يوم هَيْجا‪ ،‬أَ ْكمَخوا‬
‫بأْوا‪ ،‬ومَدّتْهمْ جبا ٌل ُشمّخ‬
‫قيل‪ :‬معناه عمروا وزادوا‪ ،‬وقيل‪ :‬ترادوا‪.‬‬
‫و َملِكٌ كَْيمَخ‪ :‬رفع رأْسه تكبا‪ .‬وف الصحاح‪ :‬كمخ بأَنفه تكب‪.‬‬
‫وأَ ْكمَ َخ الكرم‪ :‬بدت َزمَعاته‪ ،‬وذلك حي يتحرك للِيراق؛ هذه عن أَب حنيفة‪.‬‬
‫سلْحه يكمَخُ َكمْخا إِذا أَخرجه‬ ‫وال َكمْخ‪ :‬السلْح‪ .‬و َكمَخ البع ُي ب َ‬
‫رقيقا‪.‬‬
‫والكامَخُ‪ :‬نوع من الُدْم معرّب‪ ،‬وقرّب إل أَعرابّ خبز وكامَ ٌخ فلم‬
‫يعرفه فقال‪ :‬ما هذا؟ فقيل‪ :‬كامَخٌ‪ ،‬فقال‪ :‬قد علمت أَنه كامَخٌ ولكن‬
‫أَيّكم ك َمخَ به؟ يريد سلَح به‪.‬‬
‫@كوخ‪ :‬ليلةٌ كاخٌ‪ :‬مظلمة‪.‬‬
‫ويقال للبيت السنّم‪ :‬كُوخٌ‪ ،‬وهو فارسيّ معرّب‪.‬‬
‫والكُوخ‪ ،‬بالضم‪ :‬بيت من قصب بل كوة‪ ،‬والمع الَكْواخ‪ .‬الَزهري‪:‬‬
‫الكُوخ والكاخ دخيلن ف العربية‪ .‬والكُوخ‪ :‬كل موضع يتخذه الزارع على زرعه‬
‫ويكون فيه يفظ زروعه‪ ،‬وكذلك الناطور يتخذه يفظ ما ف البستان‪ ،‬وأَهل مرو‬
‫خ للقصر الذي يتخذ ف البستان والواضع‪.‬‬ ‫يقولون كا ٌ‬
‫@كأد‪ :‬تَكأّدَ الشيءَ‪َ :‬ت َكّلفَه‪ .‬وتَكاءَدَن ا َلمْرُ‪ :‬شَ ّق عليّ‪،‬‬
‫َتفَاعَ َل وَت َفعّل بعن‪ .‬وف حديث الدعاء‪ :‬ول يَتَكاءَ ُدكَ َع ْفوٌ عن‬
‫ص ُعبُ عليك وَيشُقّ‪ .‬قال عمر بن الطاب‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬ما‬ ‫مذنب أَي َي ْ‬
‫ص ُعبَ عليّ‬ ‫َتكَأّدَن شي ٌء ما َتكَأّدَن خُطْبَةُ النكاح أَي َ‬
‫وثقُلَ‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وذلك فيما ظن بعض الفقهاء أَن الاطب يتاج إِل أَن‬
‫يدح الخطوب له با ليس فيه‪ ،‬فكره عمر الكذب لذلك؛ وقال سفيان بن عيينة‪:‬‬
‫عمر‪ ،‬رحه ال‪َ ،‬يخْ ُطبُ ف جَرادَةٍ نارا طويلً فكيف يظن أَنه يتعايا‬
‫بطبة النكاح ولكنه كره الكذب‪ .‬وخطب السن البصري ِلعَبُودَةَ الثقَفيّ‬
‫فضاق صدره حت قال‪ :‬إِن ال قد ساق إِليكم رزقا فاقبلوه؛ كره الكذب‪.‬‬
‫وتَكاءَدَن‪ :‬كََتكَأّدَن‪ .‬وَتكَأّدَتْه الُمورُ إِذا شقت عليه‪.‬‬
‫ت الذهابَ إِل فلن َت َكؤّدا إِذا ما َذهَْبتَ‬ ‫أَبو زيد‪َ :‬تكَأّدْ ُ‬
‫ب َت َكؤّدا إِذا ما شق‬ ‫إِليه على َمشَقّةٍ‪ .‬ويقال‪َ :‬ت َكأّدَن الذها ُ‬
‫صِليَ به؛ عن ابن الَعراب؛‬ ‫عليك‪ .‬وتَكأّدَ ا َلمْرَ‪ :‬كاَبدَه و َ‬
‫وأَنشد‪:‬وَي ْومُ عَماسٍ َتكَأّدْتُه‬
‫طَويلَ النهارِ َقصِ َي الغَدِ‬
‫(* قوله «عماس» ضبط ف الَصل بفتح العي‪ ،‬وف القاموس‪ :‬العماس كسحاب‬
‫الرب الشديدة‪ ،‬ولياقوت ف معجمه‪ :‬عماس‪ ،‬بكسر العي‪ ،‬اليوم الثالث من أَيام‬
‫القادسية ولعله النسب)‬
‫صعْبَةُ الُرْتَقى؛ قال‬
‫صعَدِ َ‬ ‫وعقَبَةٌ َكؤُود وكَأْداءُ‪ :‬شاقّة ا َل ْ‬
‫رؤبة‪:‬‬
‫ول َتكَأّ ْد رُ ْجلَت كأْداؤُه‪،‬‬
‫ت مِن َجوْ ِز الفَل ِة ماؤُه‬ ‫هيها َ‬
‫وف حديث أَب الدرداء‪ِ :‬إنّ بَيْ َن أَيدينا َعقَبَةً َكؤُودا ل‬
‫صعَداءُ‪.‬‬‫خفّ‪ .‬ويقال‪ :‬هي الكؤَداءُ وهي ال ّ‬ ‫َيجُوزُها إِل الرجلُ ا ُل ِ‬
‫ص ْعبُ‪ ،‬وهو الصّعُودُ‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬ ‫وال َكؤُودُ‪ :‬الُرْتَقى ال ّ‬
‫ل ْوفُ والِذارُ‪ ،‬ويقال‪ :‬ا َلوْ ُل والليل الظلم‪ .‬وف حديث‬ ‫الكَأْدا ُء الشدّة وا َ‬
‫ش من‬ ‫ضجَعِ‪ .‬وا ْك َوأَدّ الشيخُ‪ُ :‬أرْعِ َ‬ ‫علي‪ :‬وَتكَأّدَنا ضِي ُق ا َل ْ‬
‫الكِبَرِ‪.‬‬
‫@كبد‪ :‬الكَِبدُ والكِبْدُ‪ ،‬مثل ال َكذِب وال ِكذْب‪ ،‬واحدة ا َلكْباد‪:‬‬
‫اللحمة السوْداءُ ف البطن‪ ،‬ويقال أَيضا كَبْد‪ ،‬للتخفيف‪ ،‬كما قالوا لل َفخِذ‬
‫سحْر ف الانب الَين‪ ،‬أُنْثى وقد تذكر؛ قال ذلك‬ ‫َفخْذ‪ ،‬وهي من ال ّ‬
‫الفرّاء وغيه‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬هو الواءُ واللّوحُ والسّكا ُك والكََبدُ‪.‬‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وقال اللحيان هي مؤنثة فقط‪ ،‬والمع أَكبادٌ وكُبُودٌ‪.‬‬
‫وكََبدَه َيكِْبدُهُ وَيكُْبدُه كَبْدا‪ :‬ضرَب كَِبدَه‪ .‬أَبو زيد‪ :‬كََبدْتُه‬
‫أَكِْبدُه و َكلَيْتُه أَ ْكلِيهِ إِذا أَصَبْت كَِبدَه و ُكلْيَتَه‪ .‬وإِذا‬
‫أَضرّ الاء بالكبد قيل‪ :‬كََبدَه‪ ،‬فهو َمكْبود‪ .‬قال الَزهريّ‪ :‬الكبد‬
‫معروف وموضِعُها من ظاهر يسمى كبدا‪ .‬وف الديث‪ :‬فوضع يده على كَبِدي‬
‫وإِنا وضعها على جنبه من الظاهر؛ وقيل أَي ظاهر جَنْب ما يلي‬
‫الكَبِد‪.‬والَكَْبدُ الزائدُ‪َ :‬موْضِع الكبِد؛ قال رؤْبة‪:‬‬
‫أَكَْب َد َزفّارا َي ُمدّ الَْنسُعا‬
‫(* قوله «يدّ» ف الَساس يقدّ)‪.‬‬
‫يصف جلً مُنَْتفِخَ الَقراب‪.‬‬
‫والكُبادُ‪ :‬وجع الكَِبدِ أَو داء؛ كَِبدَ كَبَدا‪ ،‬وهو أَكَْبدُ‪ .‬قال‬
‫كراع‪ :‬ول يعرف داء اشتق من اسم العُضْو إِل الكُباد من الكَِبدَ‪،‬‬
‫والنّكاف من الّنكَف‪ ،‬وهو داء يأْخذ ف الّن َكفَتَيْنِ وها ال ُغدّتانِ‬
‫للْقُومَ ف أَصل الّلحْي‪ ،‬والقُلب من ال َقلْبِ‪ .‬وف‬ ‫اللتان َتكْتَنِفانِ ا ُ‬
‫الديث‪ :‬الكُبا ُد من ال َعبّ؛ هو بالضم‪ ،‬وجع الكَِبدِ‪ .‬والعبّ‪ :‬شُرْب‬
‫الا ِء من غي مَصّ‪.‬‬
‫وكُِبدَ‪ :‬شكا كَِبدَه‪ ،‬وربا سي الوف بكماله كَبِدا؛ حكاه ابن سيده‬
‫عن كراع أَنه ذكره ف الَُنجّد‪ ،‬وأَنشد‪:‬‬
‫إِذا شا َء منهم ناشئٌ َمدّ َكفّه‬
‫إِل كَِبدٍ َملْساءَ‪ ،‬أَو َكفَلٍ َن ْهدِ‬
‫َوُأمّ وَ َجعِ الكَبِد‪َ :‬بقْلة من دِقّ الَبقْل يبها الضأْن‪ ،‬لا‬
‫زهرة غباء ف بُرْعُومَة ُم َدوّرة ولا ورق صغي جدّا أَغب؛ سيت أُم‬
‫وجع الكبد لَنا شفاء من وجع الكبد؛ قال ابن سيده‪ :‬هذا عن أَب حنيفة‪.‬‬
‫ويقال للَعداءِ‪ :‬سُو ُد الَكْباد؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫شمْت مِن إِتْيانِ َق ْومٍ‪،‬‬ ‫فما ُأ ْج ِ‬
‫ُهمُ الَعداءُ‪ ،‬فالَكْبادُ سُودُ‬
‫لقْد أَ ْح َرَقتْ أَكبادهم حت اسودّت‪ ،‬كما يقال‬ ‫يذهبون إِل أَن آثار ا ِ‬
‫ص ْهبُ السّبالِ وإِن ل يكونوا كذلك‪ .‬والكَِبدُ‪ :‬مَ ْع ِدنُ‬ ‫لم ُ‬
‫العداوةِ‪ .‬وكَِبدُ الَرض‪ :‬ما ف مَعادِنا من الذهب والفضة ونو ذلك؛ قال ابن‬
‫سيده‪ :‬أُراه على التشبيه‪ ،‬والمع كالمع‪ .‬وف حديث مرفوع‪ :‬وُتلْقي الَرضُ‬
‫َأفْلذَ كَِبدِها أَي ُتلْقي ما خُِبئَ ف بطنِها من الكُنوز والعادن‬
‫فاستعار لا الكبد؛ وقيل‪ :‬إِنا ترمي ما ف باطنها من معادن الذهب‬
‫والفضة‪ .‬وف الديث‪ :‬ف كَِبدِ جَبَلٍ أَي ف َج ْوفِه من َك ْهفٍ أَو ِش ْعبٍ‪.‬‬
‫وف حديث موسى والضر‪ ،‬سلم ال على نبينا وعليهما‪ :‬فوجدْتُه على كَِبدِ‬
‫ط موضع من شاطئه‪ .‬و َكِبدُ ك ّل شيء‪ :‬وسَطُه ومعظمه‪.‬‬ ‫البحر أَي على َأ ْوسَ ِ‬
‫يقال‪ :‬انتزع سهما فوضعه ف كَِب ِد القِرْطاس‪ .‬وَكَِبدُ الرمْلِ والسماء‬
‫وكَُبيْداتُهما وكُبَيْداؤُها‪ :‬وسطُهما ومُعْ َظمُهما‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫صغّرُوها كُبَْيدَة ث جعوا‪.‬‬ ‫وكَُبيْداتُ السماء‪ ،‬كأَنّهم َ‬
‫ت الشمسُ السماءَ‪ :‬صارت ف كََبِدِها‪ .‬وكََبِدُ السماءِ‪:‬‬ ‫وَتكَبّد ِ‬
‫وسطُها الذي تقوم فيه الشمس عند الزوال‪ ،‬فيقال عند انطاطها‪ :‬زالت ومالت‪.‬‬
‫الليث‪ :‬كََبِدُ السما ِء ما استقبلك من وسَطها‪ .‬يقال‪َ :‬حلّقَ الطائرُ حت‬
‫صغّرُوا َح َملُوها‬
‫صار ف كََبِدِ السماء و ُكبَيْداءِ السماء إِذا َ‬
‫كالنعْت؛ وكذلك يقولون ف ُسوَيْدا ِء القلب‪ ،‬قال‪ :‬وها نادرانِ ُحفِظَتا عن‬
‫العرب‪ ،‬هكذا قال‪ .‬وكَّبدَ النجمُ السماءَ أَي توسّطها‪ .‬وكِبدُ القوس‪ :‬ما‬
‫ع من َمقِْبضِها‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫بي طَ َرَفيِ العِلقة‪ ،‬وقيل‪َ :‬قدْرُ ذِرا ٍ‬
‫كَبِداها َمعْقِدا سَيْرِ عِلقتِها‪ .‬التهذيب‪ :‬وكَِب ُد القوس ُفوَيْق َمقِْبضِها‬
‫حيث يقع السهم‪ .‬يقال‪ :‬ضع السهم على كبد القوس‪ ،‬وهي ما بي طرَف مقبضها‬
‫و َمجْرى السهم منها‪ .‬الَصمعي‪ :‬ف القوس كبدها‪ ،‬وهو ما بي طرف العِلقة‬
‫ث الكُلْيَة تلي ذلك ث الَْبهَر يلي ذلك ث الطائفُ ث السّيَةُ‪،‬‬
‫وهو ما عطف من طَ َرفَيْها‪ .‬وَقوْسٌ كَبْداءُ‪ :‬غليظة الكبد شديدتا‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ل مَقِْبضُها ال َكفّ‪ .‬والكَِبدُ‪ :‬اسم جبل؛ قال‬ ‫قوس كبداء إِذا مَ َ‬
‫الراعي‪َ :‬غدَا ومِنْ عالِجٍ َخ ّد يُعارِضُه‬
‫عن الشّمالِ‪ ،‬وع ْن شَ ْرقِيّهِ كَِبدُ‬
‫والكََبدُ‪ :‬عِ َظمُ البطن من أَعله‪ .‬وكَبَد كل شيءٍ‪ :‬عِ َظ ُم وسَطِه‬
‫و ِغلَظُه؛ كَِبدَ كَبَدا‪ ،‬وهو أَكَْبدُ‪ .‬ورملة كَبْداء‪ :‬عظيمة الوسط؛ وناقة‬
‫كَبْداء‪ :‬كذلك؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫سِوى َوطْأَةٍ َدهْماءَ من غيِ َجعْدَةٍ‪،‬‬
‫تَن أُخْتُها عن غَ ْرزِ كَبْدا َء ضامِرِ‬
‫والَكبد‪ :‬الضخم الوسط ول يكون إِل بَطِيءَ السي‪ .‬وامرأَةٌ كَبْداءُ‪:‬‬
‫بَيّنَة الكََبدِ‪ ،‬بالتحريك؛ وقوله‪:‬‬
‫س الغِذا ُء للغُلمِ الشاّ ِحبِ‪،‬‬ ‫بِئْ َ‬
‫كَبْداءُ حُ ّطتْ مِنْ صَفا الكوا ِكبِ‪،‬‬
‫ش كلّ جاِنبِ‬ ‫أَدارَها الّنقّا ُ‬
‫يعن رَحًى‪ .‬والكوا ِكبُ‪ :‬جِبالٌ طِوالٌ‪ .‬التهذيب‪ :‬كوا ِكبُ جبَل معروف‬
‫بعينه؛ وقول الخر‪:‬‬
‫ُب ّدْلتُ من وَصْلِ الغَوان البِيضِ‪،‬‬
‫كَبْدا َء مِلْحاحا على ال ّرمِيضِ‪،‬‬
‫خلُ إِ ّل بَِي ِد القَبِيضِ‬
‫َت ْ‬
‫يعن رَحى الَيدِ أَي ف يد رجل قبيض اليد خفيفها‪ .‬قال‪ :‬والكَبْداءُ‬
‫شقّة‪.‬‬ ‫الرحى الت تدار باليد‪ ،‬سيت كَبْداء لا ف إِدارتِها من ال َ‬
‫صلْبة‬‫وف حديث الَنْدق‪َ :‬فعَرَضَتْ كَْبدٌَة شديدة؛ هي القِطْعة ال ّ‬
‫من الَرض‪ .‬وأَرضٌ كَبْدا ُء وَق ْوسٌ كَبْداءُ أَي شديدة؛ قال ابن الَثي‪:‬‬
‫والحفوظ ف هذا الديث ُكدْيَةٌ‪ ،‬بالياء‪ ،‬وسيجيءُ‪ .‬وَتكَبّد اللبُ‬
‫وغيُه من الشراب‪َ :‬غلُظ وخَثُر‪ .‬واللب ا ُلَتكَّبدُ‪ :‬الذي َيخْثُر حت‬
‫يصي كأَنه كَِب ٌد يَتَرَجْ َرجُ‪ .‬والكَبْداء‪ :‬الواء‪ .‬والكَبَدُ‪ :‬الشدّة‬
‫شقّة‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬لقد خلقنا الِنسان ف كَبَد؛ قال‬ ‫وال َ‬
‫الفراء‪ :‬يقول خلقناه منتصبا معتدلً‪ ،‬ويقال‪ :‬ف كبد أَي أَنه ُخلِ َق يُعالِجُ‬
‫وَيُكاِبدُ أَمرَ الدنيا وأَمرَ الخرة‪ ،‬وقيل‪ :‬ف شدّة ومشقة‪ ،‬وقيل‪ :‬ف‬
‫كَبَد أَي خُلق منتصبا يشي على رجليه وغيُه من سائر اليوان غي‬
‫منتصب‪ ،‬وقيل‪ :‬ف كبد خلق ف بطن أُمه ورْأسُه قِبَل رأْسها فإِذا أَرادت‬
‫الولدة انقلب الولد إِل أَسفل‪ .‬قال النذري‪ :‬سعت أَبا طالب يقول‪ :‬الكََبدُ‬
‫الستواء والستقامة؛ وقال الزجاج‪ :‬هذا جواب القسم‪ ،‬العن‪ :‬أَقسم بذه‬
‫الَشياء لقد خلقنا الِنسان ف كبد يكابد أَمر الدنيا والخرة‪ .‬قال أَبو‬
‫منصور‪ :‬ومكاَبدَةُ الَمر معاناة مشقته‪ .‬وكاَبدْت الَمر إِذا قاسيت‬
‫ت ف ليلة باردة فلم يأْت أَحد‪ ،‬فقال رسول‬ ‫شدته‪ .‬وف حديث بلل‪ :‬أَذّْن ُ‬
‫ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪َ :‬أكََبدَهُم البَرْدُ؟ أَي شَ ّق عليهم وضَيّق‪،‬‬
‫من الكَبَد‪ ،‬بالفتح‪ ،‬وهي الشدّة والضيق‪ ،‬أَو أَصاب أَكبادَهم‪ ،‬وذلك أَشد‬
‫خلُص‬ ‫ما يكون من البد‪ ،‬لَن الكَِب َد َمعْ ِدنُ الرارة والدم ول َي ْ‬
‫إِليها إِل أَشدّ البد‪ .‬الليث‪ :‬الرجل يُكاِب ُد الليلَ إِذا رَ ِكبَ َهوْلَه‬
‫ت ظلمة هذه الليلة مُكابدة شديدة؛ وقال‬ ‫صعُوبَتَه‪ .‬ويقال‪ :‬كاَبدْ ُ‬ ‫وُ‬
‫ل َبكَْيتِ َأرَْبدَ‪ِ ،‬إذْ ُقمْـ‬ ‫لبيد‪:‬عَيْنُِ َه ّ‬
‫لصُومُ ف كََبدِ؟‬ ‫ـنا‪ ،‬وقامَ ا ُ‬
‫أَي ف شدة وعناء‪ .‬ويقال‪َ :‬تكَّبدْتُ الَم َر قصدته؛ ومنه قوله‪:‬‬
‫يَرُومُ البِل َد أَيّها يََتكَّبدُ‬
‫وَتكَّبدَ الفلةَ إِذا قصدَ وسَطَها ومعظمها‪ .‬وقولم‪ :‬فلن ُتضْرَبُ‬
‫إِليه أَكبادُ الِبل أَي يُ ْرحَلُ إِليه ف طلبِ ال ِعلْم وغيه‪ .‬وكاَبدَ‬
‫الَمرَ مُكاَبدَة وكِبادا‪ :‬قاساه‪ ،‬والسم الكاِبدُ كالكاهِ ِل والغارِب؛‬
‫قال ابن سيده‪ :‬أَعن به أَنه غي جار على الفعل؛ قال العجاج‪:‬‬
‫ولَْيلَةٍ مِ َن اللّيال مَرّتْ‬
‫بِكاِبدٍ‪ ،‬كاَبدْتُها وجَرّتْ‬
‫أَي طالت‪ .‬وقيل‪ :‬كاِبدٌ ف قول العجاج موضع بشق بن تيم‪ .‬وأَكْباد‪ :‬اسم‬
‫أَرض؛ قال أَبو حية النميي‪:‬‬
‫ت مَنْزِلً‬‫َلعَلّ الَوى‪ِ ،‬إنْ أَنتَ حَيّْي َ‬
‫ِبأَكْبادَ‪ ،‬مُرَْتدّ عليكَ عَقاِبلُه‬
‫@كتد‪ :‬الكََتدُ والكَتِدُ‪ُ :‬مجَْتمَعُ الكَِتفَيْنِ من الِنسان والفرس‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو الكاهِل‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما بي الكاهل إِل الظهر‪ ،‬والثّبَ ُج مثله؛‬
‫قال ذو الرمة‪:‬‬
‫حوْضَى كأَنا‬ ‫وإِذْ هُنّ أَكْتا ٌد ِب َ‬
‫زَها اللُ عَيْدانَ النخيلِ البَواسقِ‬
‫وقيل‪ :‬الكََتدُ من أَصلِ العُنُق إِل أَسفل الكتفي‪ ،‬وهو يمع‬
‫الكاثِبَ َة والثبَجَ والكاهِلَ‪ ،‬كلّ هذا كََتدٌ‪ .‬وقالوا ف بيت ذي الرمة‪ :‬وإِذْ‬
‫هُنّ أَكْتادٌ َأشْباه ل اختلف بينهم؛ وقيل‪ :‬الكََت ُد ما بي الثّبَج‬
‫صفِ الكاهل‪ ،‬وقد يكون من ا َل َس ِد الذي هو السبعُ‪ ،‬ومن‬ ‫إِل مَُن ّ‬
‫الَسد الذي هو النج ُم على التشبيه‪ .‬والكََتدُ‪ :‬نم؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫إِذا رأَيتَ أَْنجُما مِن ا َل َسدْ‪:‬‬
‫َجْبهَتِه أَو الَرا ِة والكَتَد‪،‬‬
‫بالَ ُسهَيْ ٌل ف الفَضِي ِخ َف َفسَدْ‪،‬‬
‫ح فَبَرَد‬
‫وطابَ أَلبا ُن اللّقا ِ‬
‫والمع أَكتادٌ وكُتُودٌ‪ .‬وإِذا أَشرفَ ذلك الوضع‪ ،‬فهو أَكَتدُ‪ .‬وف‬
‫صفته‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬جلِيل الُشاش والكََتدِ؛ الكََتِدُ‪ ،‬بفتح التاء‬
‫وكسرها‪ :‬متمع الكتفي‪ ،‬وهو الكاهل؛ ومنه الديث‪ :‬كنا يوم الندق‬
‫ب على أَكتادِنا‪َ ،‬جمْع الكتد‪ .‬وف حديث حذيفة ف صفة الدجال‪:‬‬ ‫نَْنقُلُ الترا َ‬
‫مشرف الكََتدِ‪ .‬وَتكُْتدُ‪ :‬موضع؛ وقول ذي الرمة‪:‬‬
‫حوْضَى كأَنا‬ ‫وإِذْ هُنّ أَكتا ٌد ْب َ‬
‫زَها اللُ عَيْدانَ النخيلِ البَواسقِ‬
‫قيل ف نفسيه‪ :‬أَكتاد جاعات‪ ،‬وقيل‪ :‬أَشباه‪ ،‬ول يذكر الواحد؛ يقال‪:‬‬
‫ع بعضها ف إِثْر بعض‪.‬‬ ‫مررت بماعة أَكتاد‪ .‬وقال أَبو عمرو‪ :‬أَكتا ٌد سِرا ٌ‬
‫وف نوادر الَعراب‪ :‬يقال خرجوا علينا َأكْتادا وأَكْدادا أَي فِرَقا‬
‫وَأرْسالً‪.‬‬
‫حف‬ ‫@كدد‪ :‬ال َكدّ‪ :‬الشدّة ف ال َعمَلِ وطَلبُ الرزقِ والِلا ُ‬
‫صَبعِ؛ يقال‪ :‬هو َي ُكدّ َكدّا؛ وأَنشد‬ ‫ُمحَاوَلةِ الشيءِ والِشارةُ بالِ ْ‬
‫الكميت‪:‬‬
‫غَنِيتُ فلم َأرْدُدْ ُكمُ عِنَد ُبغْيَةٍ‪،‬‬
‫ت فلم َأ ْكدُدْ ُكمُ بالَصابعِ‬ ‫ج ُ‬‫و ُح ْ‬
‫ج ّدكَ ل ِب َك ّدكَ أَي إِنا ُت ْد ِركُ الُمورَ با‬ ‫وف الثل‪ِ :‬ب َ‬
‫لدّ ل با َت ْعمَلُه من ال َكدّ‪ .‬وقد َكدّ ُه َي ُكدّه‬ ‫تُ ْر َزقُه من ا َ‬
‫َكدّا واكَْتدّهُ واسَْت َكدّه‪ :‬طَلبَ منه ال َكدّ‪ .‬و َك ّد لسانَه‬
‫بالكلم وَقلْبَه بالفكر‪ ،‬وهو مثل ما تقدم‪.‬‬
‫ظ من الَرض‪ .‬وقال أَبو عبيد‪ :‬ال َكدِي ُد من الَرض‬ ‫وال َكدِيدُ ما َغلُ َ‬
‫البَطْنُ الواسع ُخلِق َخلْقَ ا َلوْدِية أَو أَوسعَ منها‪.‬‬
‫وال ِكدّةُ‪ :‬الَرض الغليظة لَنا َت ُكدّ الاش َي فيها‪ .‬وف حديث خالد‬
‫بن عبد العُزّى‪َ :‬فحَصَ ال ِكدّ َة بيده فانَبجَسَ الاءُ؛ هي الَرض‬
‫الغليظة من ذلك‪ .‬وال َكدِيدُ‪ :‬الكان الغليظ‪ .‬وال َكدِيدُ‪ :‬الَرض ا َل ْكدُودة‬
‫بالوافر‪.‬‬
‫وال َكدّ‪ :‬ما ُي َدقّ فيه الَشيا ُء كالاوُن‪ .‬وف حديث عائشة‪ :‬كنتُ‬
‫ب رسولِ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم؛ يعن الَِنيّ‪.‬‬ ‫أَ ُكدّه من َثوْ ِ‬
‫ال َكدّ‪ :‬الَكّ‪ ،‬وال َكدِيدُ‪ :‬التراب الدّقاق الكدود الُرَكّل بالقوائم؛‬
‫قال امرو القيس‪:‬‬
‫ت على الوَنَى‪،‬‬ ‫ِمسَحّ إِذا ما السّابا ُ‬
‫أَثَ ْرنَ الغُبارَ بالكَديدِ الُرَكّ ِل‬
‫ا ِلسَحّ‪ :‬الكثيُ الَرْيِ‪ .‬والوَنَى‪ :‬الفُتُور‪ .‬والُرَكّلُ‪ :‬الذي‬
‫أَثّرَتْ فيه الوافِرُ‪ .‬وف حديث إِسلم عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬فأَخْرَجْنا‬
‫صفّيْنِ له َكدِيدٌ َك َكدِيدِ‬‫رسولَ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ف َ‬
‫الطّحي؛ وال َكدِيدُ‪ :‬الترابُ الناعمُ فإِذا ُو ِطئَ ثارَ غُبارُه؛ أَراد‬
‫أَنم كانوا ف جاعة وَأنّ الغُبار كان يَثُور من مشيهم‪ .‬و َكدِيدٌ‪ :‬فعيل‬
‫بعن مفعول‪ .‬والطحيُ‪ :‬الطحون الدقوق‪ .‬و َكدّدَ الرج ُل إِذا أَلقَى‬
‫ش من اللح‪ .‬وال َكدِيدُ‪ :‬صوتُ اللحِ‬ ‫لرِي ُ‬‫ال َكدِيدَ بعضه على بعض وهو ا َ‬
‫للْبَة‪ ،‬و َكدْ َكدَ‬ ‫ب بعضه على بعض‪ .‬وال َكدِيدُ؛ تراب ا َ‬ ‫ص ّ‬ ‫الريش إِذا ُ‬
‫عليه أَي عدا عليه‪ .‬و َكدّ الدابةَ والِنسانَ وغيَها َي ُكدّه َكدّا‪:‬‬
‫أَتعبه‪ .‬ورجل َم ْكدُود مغلوب؛ قال الَزهري‪ :‬سعت أَعرابيّا يقول لعبد‬
‫له‪ :‬لَ ُكدّنّك َكدّ الدّبِرِ؛ أَراد أَنه ُيلِحّ عليه فيما‬
‫صبِ إِلاحا يُْتعِبُه كما أَن الدّبِرَ إِذا ُحمِلَ‬ ‫ُي ِكلّفه من العمل الوا ِ‬
‫عليه ورُ ِكبَ أُتْعب البعي‪ .‬وف الديث‪ :‬السائلُ َك ّد َي ُكدّ با‬
‫الرجلُ وجعَه؛ ال َكدّ‪ :‬الِتعابُ‪ .‬يقال‪َ :‬كدّ َي ُك ّد ف عمله إِذا استعجل‬
‫وَت ِعبَ‪ ،‬وأَراد بالوجه ماءه و َروْنَقَه؛ ومنه حديث ُجلَيْبِيب‪ :‬ول تعل‬
‫عيشهما َكدّا‪ .‬وف الديث‪ :‬ليس من َكدّك ول َكدّ أَبيك أَي ليس‬
‫سعْيِك وَتعَبِك‪.‬‬ ‫لب َ‬‫حاص ً‬
‫و َكدّ الشيءَ َي ُكدّه واكَتدّه‪ :‬نزعه بيده‪ ،‬يكون ذلك ف الامد‬
‫والسائل؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫َأمُصّ ثِمادِي‪ ،‬والياهُ كثية‪،‬‬
‫أُحاوِ ُل منها َحفْرَها واكتِدادَها‬
‫يقول‪ :‬أَرضَى بالقليل وَأقَنعُ به‪.‬‬
‫وال َكدَدَةُ والكُدادة‪ :‬ما َيلْتَزِقُ بأَسفَ ِل ال ِقدْر بعد الغَرْف‬
‫منها‪ .‬قال الَصمعي‪ :‬الكُدادة ما بقي ف أَسفلِ القِدر‪ .‬قال الَزهري‪ :‬إِذا‬
‫َلصِقَ الطبيخُ بأَسفل البُرْمه َف ُكدّ بالَصابع‪ ،‬فهي الكُدادة‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬الكُدادة‪ ،‬بالضم‪ ،‬ال ِقشْدة وما يبقى ف أَسفل القدر من الرق‪.‬‬
‫سمْن‪ .‬وبقيت من الكلِ كُدادة‪ ،‬وهو الشيء القليل‪ ،.‬وكُدادُ‬ ‫والكُدادة‪ُ :‬ثفْل ال ّ‬
‫صلّيان‪ :‬حُسافُه‪ ،‬وهو ال ّرقَةُ يؤكل حي يظهر ول يترك حت يَتمّ‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫وال َكدِيدُ‪ :‬موضع بالجاز‪ .‬وبئر َكدُودٌ إذا ل ُينَلْ ماؤُها إِلّ‬
‫َبهْد‪.‬‬
‫أَبو عمرو‪ :‬ال ُكدّدُ الجاهدون ف سبيل ال‪.‬‬
‫ضحِك وكَْت َكتَ وكَ ْركَ َر و َطخْطَ َخ و َطهَطَه‬ ‫و َكدْ َكدَ الرج ُل ف ال ّ‬
‫حكِه‪ .‬والكَدْ َكدَة‪ :‬شدة الضحك؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫ضِ‬ ‫طف َ‬ ‫كل ذلك إِذا أَفرَِ َ‬
‫حكُها َكدْكادِ‪،‬‬ ‫ضْ‬ ‫ول َشدِيدٍ ِ‬
‫َحدَادِ دُو َن شِرّها حَدادِ‬
‫ب الصّْيقَلِ ا ِل ْد َوسَ على السيف إِذا جَله‪.‬‬ ‫وال َكدْ َكدَةُ‪ :‬ضَرْ ُ‬
‫وأَ َكدّ الرجلُ واكَْتدّ إِذا أَمسَك‪ .‬وف ا لنوادر‪َ :‬كدّن و َكدْ َكدَن‬
‫وَت َكدّدَن وَتكَرّدَن أَي طَرَدَن طردا شديدا‪ .‬وال َكدْ َكدَةُ‪:‬‬
‫صلْب‪ .‬وال َكدْ َكدَة‪ :‬ال َع ْدوُ البطيء‪ .‬وحكى‬ ‫حكاية صوت شيء يضرب على شيء ُ‬
‫الَصمعي‪ :‬قوم أَكدا ٌد أَي سِراعٌ‪ .‬والكُدادُ‪ :‬اسم فحل تنسب إِليه‬
‫لمُر‪ ،‬يقال‪ :‬بنات كُداد؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫اُ‬
‫وعَيْر لا من بَناتِ الكُدادِ‪،‬‬
‫ُيدَ ْهمِ ُج بال َو ْطبِ والِ ْزوَدِ‬
‫@كرد‪ :‬الكَرْدُ‪ :‬الطّرْدُ‪ .‬والُكارَدَةُ‪ :‬الُطارَدَةَ‪ .‬كَرَ َد ُهمْ‬
‫َيكْر ُدهُم كَرْدا‪ :‬ساقَهم وطرَدَهِم ودفَعهم‪ ،‬وخص بعضهم بالكَرْدِ َسوْقَ‬
‫ل ْملَة‪ .‬وف حديث عثمان‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬لا أَرادوا‬ ‫ال َع ُدوّ ف ا َ‬
‫حمِلُ عليهم وَيكْردُهُم بسيفه‬ ‫الدخول عليه لقتله جعل الغية بن الَخفش َي ْ‬
‫أَي َيكُفّهم ويطْر ُدهُم‪ .‬وف حديث السن وذكر بيعة العقبة‪ :‬كان هذا‬
‫التكلم كَرَد القومَ قال ل وال أَي صَ َرفَهم عن رأِْيهِم وردّهم عنه‪.‬‬
‫والكَرْدُ‪ :‬العُنُقُ‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَعرْ ُد لغة ف القَرْ ِد وهو َمجْثم الرْأسَ‬
‫على العنق‪ ،‬فارس ّي معرّب؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫شحُوذِ الديدةِ صارِمٍ‪،‬‬ ‫فَطارَ َب ْ‬
‫فَطَبّ َق ما َبيَ ال ّذؤَابَ ِة والكَرْدِ‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫صعّرَ َخدّه‪،‬‬ ‫وكنّا إِذا الَبّارُ َ‬
‫ضربنا ُه دونَ الُنْثَيَيْ ِن على الكَرْدِ‬
‫وقد روي هذا البيت‪:‬‬
‫سيّ َنبّ عَتُودُه‪،‬‬ ‫وكنّا ابذا العَْب ِ‬
‫ي على الكَرْدِ‬ ‫ضربنا ُه بيَ الُنْثََي ِ‬
‫سيّ‪،‬‬‫قال ابن بري‪ :‬البيت للفرزدق وصواب إِنشاده‪ :‬وكنا إِذا القَْي ِ‬
‫بالقاف‪ .‬والعَتُودُ‪ :‬ما اشت ّد وقوي من ذكور أَولد العز‪ .‬ونَبِيبُه‪ :‬صوته‬
‫عند الياج‪ .‬وأَراد بالُنثيي هنا‪ :‬الُذني‪ .‬والقيقة ف الكْرد‪ ،‬أَنه‬
‫أَصل العُنق‪ .‬وف حديث معاذ‪ :‬أَنه َق ِدمَ على أَب موسى باليمن وعنده رجل‬
‫كان يهوديّا فأَسلم ثّ َت َهوّد‪ ،‬فقال‪ :‬وال ل أَق ُعدُ حت تضرِبوا‬
‫كَرْدَه أَي عنقه؛ وأَنشد أَبو اليثم‪:‬‬
‫ب َبدّ ْل قُرْبَه بُِب ْعدِه‪،‬‬
‫يا رَ ّ‬
‫واضربْ ب ّد السيفِ عَظمَ كَرْدِه‬
‫التهذيب ف الرباعي‪ :‬ابن الَعراب‪ُ :‬خذْ ِبقَرْدَنِه وكَرْ َدنِه‬
‫وكَ ْردِه أَي بقفاه‪ .‬والكُرْدُ‪ :‬الدّبْرَة‪ ،‬فارسي أَيضا‪ ،‬والمع ُكرُودٌ‪،‬‬
‫والكُرْدة كالكُرْد‪ .‬والكُرْد‪ ،‬بالضم‪ :‬جيل من الناس معروف‪ ،‬والمع أَكراد؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫َل َعمْ ُركَ ما كُرْ ٌد مِنَ آبنا ِء فارِس‪،‬‬
‫ولكنه كُرْدُ بنُ َعمْرِو بنِ عامِرِ‪.‬‬
‫فنسبهم إِل اليمن‪.‬‬
‫والكِرْدِيدةُ‪ :‬القِطْعَة العظيمة من التمر‪ ،‬وهي أَيصا ُجلّةُ التمر؛‬
‫عن السياف؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ت له كِرْدِيدَه‪،‬‬ ‫أَفلَحَ مَنْ كان ْ‬
‫يأْك ُل منها وهو ثانٍ جِيدَه‬
‫وأَنشد أَبو اليثم‪:‬‬
‫حتْ ِقدْرا لا بُِأطْرَه‪،‬‬ ‫صَل َ‬
‫قد أَ ْ‬
‫وأَْبلَ َغتْ كِرْدِيدَةً وِف ْدرِه‪،‬‬
‫من َتمْرِها وا ْعلَ ّو َطتْ بسُحرَه‬
‫للّةِ من جانبيها‬ ‫الوهري‪ :‬والكِرديد‪ ،‬بالكسر‪ ،‬ما يَبْقى ف أَسفل ا ُ‬
‫من التمر‪ ،‬والمع الكَرادِيدُ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫القاعِدات فل يَْن َفعْنَ ضَْي َف ُكمُ‪،‬‬
‫والكِلت َبقِيّاتِ الكَرادِيدِ‬
‫والكُرْدُ‪ :‬الَشارَةُ من الزارع‪ ،‬ويمع ُكرْدا‬
‫(* قوله «ويمع كردا»‬
‫كذا بالصل ولعله كرودا كما تقدم له وهو القياس ويتمل أنه أراد أن‬
‫يكون كفلك مفردا وجعا)‪.‬‬
‫@كزد‪ :‬كَزْدٌ‪ :‬اسم موضع؛ قال ابن دريد‪ :‬ول أَدري ما حقيقة عربيته‪.‬‬
‫ق ونقِيضُه‪ ،‬والفعل َي ْكسُدُ‪ .‬وسُوق‬ ‫@كسد‪ :‬الكَسادُ‪ :‬خِلفُ النّفا ِ‬
‫كاسدة‬
‫(* وقوله «وسوق كاسدة» كذا بإثبات الاء وقال فيما بعد بل هاء وهو نص‬
‫الوهري والقاموس فلعل فيه لغتي)‪ :‬بائرة‪.‬‬
‫سدَتِ‬ ‫وكسَد الشيءُ كَسادا‪ ،‬فهو كاسِد و َكسِيدٌ‪ ،‬وسِلعة كاسدة‪ .‬و َك َ‬
‫سدَ التاعُ‬ ‫ق كاسدٌ‪ ،‬بل هاء‪ .‬وك َ‬ ‫ق َت ْكسُد كَسادا‪ :‬ل تَْنفَقْ‪ ،‬وسو ٌ‬ ‫السو ُ‬
‫سدَ‪ ،‬فهو َكسِيد كذلك‪.‬‬ ‫وغيه‪ ،‬و َك ُ‬
‫ت سوقهم؛ وقول الشاعر‪:‬‬ ‫سدَ ْ‬ ‫وأَكسَد القومُ‪َ :‬ك َ‬
‫إِذْ كلّ َحيّ ناِبتٌ بَأرُومَةٍ‪،‬‬
‫ت العِضاهِ‪ ،‬فَما ِجدٌ و َكسِيدُ‬ ‫نْب َ‬
‫أَي دونٌ؛ قال ابن بري‪ :‬البيت لعاوية بن مالك وهو الذي يسمي ُم َعوّذ‬
‫الكماء‪ ،‬سي بذلك لقوله‪:‬‬
‫أُ َعوّ ُذ َب ْعدَها الكماءَ َب ْعدِي‪،‬‬
‫إِذا ما الَقّ ف ا َلشْياعِ نابا‬
‫وروي‪ :‬ف الَزمان نابا؛ ومعن البيت‪ :‬أَن الناس كالنبات فمنهم ك ِريُ‬
‫الَنبتِ وغي كريه‪.‬‬
‫شدُ‬
‫للْب بثلث أَصابع‪ .‬ابن شيل‪ :‬ال َك ْ‬ ‫@كشد‪ :‬الليث‪ :‬ال َكشْد صرب من ا َ‬
‫شدَ‬
‫ل ْلبُ بالسّبّاب ِة والِبام‪ .‬و َك َ‬‫والفَطْرُ وا َلصْرُ سواء‪ ،‬وهو ا َ‬
‫شدُها َكشْدا‪ ،‬وهي َكشُود‪َ :‬حلَبها بثلث أَصابع‪.‬‬ ‫الناقةَ َي ْك ِ‬
‫وناقة َكشُود‪ ،‬وهي الت ُتحْلب َكشْدا فََت ِدرّ‪ .‬والكَشُودُ‪:‬‬
‫ل ْلفِ‪.‬‬‫الصّّيقَةُ الِ ْحلِيل من النّوق ال َقصِية ا ِ‬
‫شدُه َكشْدا‪ :‬قَ َطعَه بأَسنانه قطْعا كما يقطع‬ ‫شدَ الشيءَ َي ْك ِ‬ ‫و َك َ‬
‫القِثّاء ونوه‪.‬‬
‫شدُ الكثيوُ ال َكسْب الكادّون على عِيالم‬ ‫ابن الَعراب‪ :‬ال ُك ُ‬
‫شدٌ‪.‬‬
‫الواصِلون َأرْحامَهم‪ ،‬واحدهم كا ِشدٌ و َكشُودٌ و َك َ‬
‫@كغد‪ :‬الكا َغدُ‪ :‬معروف‪ ،‬وهو فارسي معرب‪.‬‬
‫@كلد‪َ :‬كَلدَ الشيءَ َكلْدا و َكّلدَه‪َ :‬جمَعَه وجعَل بعضَه على بعض؛‬
‫أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫فلما ارْ َجعَنّوا واشتَرَيْنا خِيارَهُم‪،‬‬
‫وسارُوا أَسارَى ف الدِي ِد ُمكَلّدا‬
‫صلْبَة‪ .‬وال َكَلدَة‪ :‬قِطعة من الَرض غليظة‪.‬‬ ‫وال َكَلدَةُ‪ :‬الَرض ال ّ‬
‫وال َكَلدُ وال َكلَْندَى‪ :‬الكا ُن الصّ ْلبُ من غي َحصًى‪ .‬والعرب تقول‪:‬‬
‫حفِرُ ُجحْرَها إِل ف الَرض الصّلْبة‪.‬‬ ‫ضبّ َكَلدَة لَنا ل َت ْ‬ ‫َ‬
‫وَت َكلّد الرجل‪َ :‬غلُظَ لمه وَتغَ ّزرَ‪ .‬وذِي ٌخ كاِلدٌ‪ :‬ق ِديٌ‪.‬‬
‫وأَبو َكلَدَة‪ :‬من كُن الضّبْعانِ‪ .‬و َكَلدَةُ‪ :‬اسم رجل‪ .‬والرث بن‬
‫َكلَدة‬
‫(* قوله «والرث بن كلدة» ضبط ف القاموس بالقلم بفتح الكاف وسكون‬
‫اللم‪ ،‬وعبارة الصباح الكلدة القطعة الغليظة من الرض والمع كلد مثل قصبة‬
‫وقصب وبالفرد سي ومنه الرث بن كلدة الطبيب)‪ :‬أَحد فُرسان العرب‬
‫وشعَرائهم‪.‬‬
‫وال َكلَْندَى‪ :‬موضع‪ .‬وا ُلكْلَْندِدُ‪ :‬الصّ ْلبُ‪ .‬وا ُل ْكلَنْدِدُ‪:‬‬
‫للْ ِق العظيمُ‪.‬‬
‫الشديدُ ا َ‬
‫اللحيان‪ :‬اكلَْندَى الرج ُل وا ْكلَنْدَدَ إِذا اشتدّ‪ ،‬واكلَْندَى البعي‬
‫ب شديدٌ‪.‬‬ ‫صلْ ٌ‬‫إِذا غلُظ واشت ّد مثل ا ْعلَْندَى‪ .‬وبعي ُمكْلَْندٍ‪ُ :‬‬
‫و َع ّم به بعضهم فقال‪ :‬ا ُلكْلَْندِي الشديد‪ .‬وا ْكلَْندَد عليه‪ :‬أَلقَى عليه‬
‫بنفسه‪ .‬واكلَْندَدَ‪َ :‬تقَبّضَ‪ ،‬وذكره الَزهري ف الرباعي أَيضا‪.‬‬
‫@كلهد‪َ :‬كلْ َهدَةُ‪ :‬اسم رجل‪ .‬الَزهري‪ :‬أَبو َك ْلهَدةِ من كُن العرب‪.‬‬
‫@كمد‪ :‬ال َكمْ ُد وال ُكمْدَةُ‪ :‬تغيُ اللونِ وذَهابُ صفائه وبقاءُ أَثَرِه‪.‬‬
‫و َك َم َد لونُه إِذا تغيّر‪ ،‬ورأَيتُه كا ِمدَ اللون‪ .‬وف حديث عائشة‪ ،‬رضي‬
‫صبّ على رأْسها‬ ‫ال عنها‪ :‬كانت إِحدانا ت ْأ ُخذُ الاءَ بيدها فََت ُ‬
‫بإِحْدى يديها فَُت ْك ِمدُ ِشقّها الَينَ؛ ال َك ْمدَةُ‪ :‬تغيُ اللونِ‪.‬‬
‫ب إِذا ل يَُنقّه‪ .‬ورجل كامدٌ‬ ‫يقال‪ :‬أَك َمدَ ال َغسّالُ وال َقصّارُ الثو َ‬
‫و َك ِمدٌ‪ :‬عاِبسٌ‪.‬‬
‫والكَمعدُ‪َ :‬ه ّم وحُزن ل يستطاع إِمضاؤه‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬ال َك َمدُ الزن الكتوم‪ .‬وك َمدَ القصّارُ الثوبَ إِذا َدقّه‪،‬‬
‫وهو كمّادُ الثوبِ‪ .‬ابن سيده‪ :‬والكَمَد أَشدّ الزن‪ .‬ك ِمدَ َكمَدا‬
‫وأَ ْكمَده الزن‪ .‬و َك ِمدَ الرجلُ‪ ،‬فهو َك ِمدٌ و َكمِيدٌ‪ .‬وَت ْكمِيدُ‬
‫ضوِ‪ :‬تسخينه بِخرَق ونوها‪ ،‬وذلك الكِمادِ‪ ،‬بالكسر‪.‬‬ ‫ال ُع ْ‬
‫والكِمادَةُ‪ :‬خرْقة َد ِسمَةٌ وسخَ ٌة تسخن وتوضع على موضع الوجع فيستشفى‬
‫ت فلنا إِذا‬ ‫با‪ ،‬وقد أَ ْك َمدَه‪ ،‬فهو َمكْمود‪ ،‬نادر‪ .‬ويقال‪َ :‬ك َمدْ ُ‬
‫سخّْنتَ له ثوبا أَو غيه وتابعت على موضع الوجع‬ ‫وَ ِج َع بعضُ أَعضائه ف َ‬
‫فيجد له راحة‪ ،‬وهو التكنيدُ‪ .‬وف حديث جبي بن مطعم‪ :‬رأَيت رسول ال‪ ،‬صلى‬
‫ص َف َكمّده برقة‪ .‬وف الديث‪:‬‬ ‫ال عليه وسلم‪ ،‬عاد سعِيدَ بنَ العا ِ‬
‫الكِمادُ أَحبّ ِإلّ من ال َكيّ‪ .‬وروي عن عائشة‪ ،‬رضي ال عنها‪ ،‬أَنا‬
‫ط مكانُ النفخ‪ ،‬والّلدُو ُد مكان‬ ‫قالت‪ :‬الكِمادُ مكان الكيّ‪ ،‬والسّعُو ُ‬
‫سدّه‪ ،‬وهو أَسهل وأَهون‪ .‬وقال‬ ‫الغمْزِ أَي أَنه يُْبدَ ُل منه وَيسُ ّد مَ َ‬
‫حمَى بالنار وتوضع على موضع ال َورَم‪،‬‬ ‫شر‪ :‬الكِمادُ أَن تؤ َخذَ خِرْقة فُت ْ‬
‫ط مكان النفخ‪ ،‬هو أَن ُيشَْتكَى‬ ‫سعُو ُ‬
‫وهو ك ّي من غي إِحراق؛ وقولُها‪ :‬ال ّ‬
‫للْ ُق فيُْنفَخَ فيه‪ ،‬فقالت‪ :‬السّعوط خي منه؛ وقيل‪ :‬النفخ دواء‬ ‫اَ‬
‫ينفخ بال َقصَب ف الَنف‪ ،‬وقولا‪ :‬الّلدُودُ مكان الغمز‪ ،‬هو أَن َتسْقُطَ‬
‫اللّها ُة فتُغمَ َز باليد‪ ،‬فقالت‪ :‬الّلدُودُ خي منه ول َتغْمِزْ‬
‫باليد‪.‬‬
‫@كمهد‪ :‬ال ُك ّم ْهدَةُ‪ :‬ال َكمَرة؛ عن كراع‪ .‬وال ُك ّم ْهدَة‪ :‬الفَْيشَلة؛‬
‫وقوله‪:‬‬
‫ضحَى َث ْو َهدّهْ‪،‬‬ ‫َنوّامَةٌ َو ْقتَ ال ّ‬
‫شفاؤها من دائها ال ُك ْم َهدّهْ‬
‫قال‪ :‬وقد تكون لغة‪ ،‬وقد يوز أَن يكون غيّر للضرورة‪.‬‬
‫وا ْك َم َهدّ الفرخُ‪ :‬أَصابه مِثلُ الرتعاد وذلك إِذا َزقّه أَبواه‪.‬‬
‫أَبو عمرو‪ :‬ال ُك ْم ُهدُ الكبيُ ال ُك ّم ْهدَةِ‪ ،‬وهي الكوسلة‪:‬‬
‫ِإنّ لا ِبكِْنهَِلِ الكَنَاهِلِ‬
‫َحوْضا‪ ،‬يَرُ ّد رُ ّكبَ النّواهِلِ‬
‫(* قوله «إن لا إل» كذا بالصل وهو بذا الضبط بشكل القلم ف معجم‬
‫ياقوت وانظر ما مناسبة هذا البيت هنا إل أن يكون البيت الذي بعده أو قبله‬
‫فيه الشاهد وسقط من قلم الصنف أو الناسخ أو نو ذلك)‪.‬‬
‫أَراد يصائبه‪.‬‬
‫@كند‪ :‬كََن َد َيكُْندُ كُنودا‪َ :‬كفَرَ الّن ْعمَة؛ ورجل كنّادٌ‬
‫لحُود وهو‬ ‫وكَنُودٌ‪ .‬وقوله تعال‪ :‬إِن الِنسان لِرَبّه َلكَنُود؛ قيل‪ :‬هو ا َ‬
‫أَحسن‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الذي ي ْأكُل و ْحدَه ويَْن ُع رِ ْفدَه وَيضْرِب َعبْده‪.‬‬
‫قال ابن سيده‪ :‬ول أَعرف له ف اللغة أَصلً ول يسوغ أَيضا مع قوله لربه‪.‬‬
‫وقال الكلب‪َ :‬لكَنود‪َ ،‬لكَفور بالنعمة؛ وقال السن‪َ :‬لوّام لربه‬
‫ت ويَنْسى الّنعَم؛ وقال الزجاج‪ :‬لكنود‪ ،‬معناه لكفور يعن‬ ‫َي ُعدّ الصيبا ِ‬
‫بذلك الكافر‪ .‬وامرأَة كُُندٌ وكَنُود‪ :‬كَفور للمواصلة؛ قال النمر بن تولب‬
‫يصف امرأَته‪:‬‬
‫كَنُودٌ ل َتمُنّ ول تُفادِي‪،‬‬
‫إِذا َعِل َقتْ حَباِئلُها بِ َرهْنِ‬
‫وقال أَبو عمرو‪ :‬كَنُود كَفور للمودّة‪ .‬وكََندَه أَي ق َطعَه؛ قال‬
‫الَعشى‪:‬‬
‫َأمِيطِي ُتمِيطِي ِبصُ ْلبِ الفؤاد‬
‫وَصُول حِبالٍ و َكنّادها‬
‫وأَرض كَنُود‪ :‬ل تُْنِبتُ شيئا‪.‬‬
‫وكِْندَةُ‪ :‬أَبو قبيلة من العرب‪ ،‬وقيل‪ :‬أَبو ح ّي من اليمن وهو كَْندَةُ‬
‫بن َث ْورٍ‪ .‬وكَنُودٌ وكنّاد وكُنادة‪ :‬أَساء‪.‬‬
‫ب من السمك كالكَْنعَد‪ ،‬قال‪ :‬وأُرى تاءه بدلً‬ ‫@كنعد‪ :‬الكَْن َعتُ‪ :‬ضَرْ ٌ‬
‫والنون ساكنة والعي منصوبة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫قُ ْل لِطِعامِ ا َلزْدِ‪ :‬ل تَبْطَرُوا‬
‫ث والكَْنعَدِ‬ ‫بالشّيمِ والِرّي ِ‬
‫وقال جرير‪:‬‬
‫صيِ ِهمْ َبصَلً‪.‬‬ ‫كانوا إِذا َجعَلوا ف ِ‬
‫ث اشَْتوَوا كَْنعَدا مِن مالٍ‪ ،‬ج َدفَوا‬
‫ش من‬ ‫@كهد‪َ :‬ك َهدَ ف الشي َكهْدا‪َ :‬أسْرَع‪ .‬وشيخ َكوْ َهدٌ‪ :‬يُرْعَ ُ‬
‫الكِبَر‪ ،‬وقد ا ْكوَ َهدّ الشيخ والفَ ْرخُ إِذا ارَْتعَد‪ .‬الوهري‪َ :‬ك َهدَ‬
‫الِمارُ َكهَدانا أَي عدا‪،‬؛ وَأ ْك َهدْتُه أَنا‪ .‬وا ْك َو َهدّ الفرخُ‬
‫ا ْكوِهْدادا‪ ،‬وهو ارتِعادُه إِل ُأمّهِ لِتَ ُزقّه‪ .‬و َك َهدَ إِذا َألَحّ‬
‫ف الطلب‪ .‬وَأ ْك َهدَ صاحبَه إِذا أَتعبه؛ وهو ف بيت الفرزدق‪:‬‬
‫ُم َوّقعَة بِبَيَاضِ الرّكُود‪،‬‬
‫َكهُود الَيدَيْ ِن مع ا ُل ْك ِهدِ‬
‫أَراد ِب َكهُودِ اليدين الَتانَ‪ ،‬وبا ُل ْكهِد العَيْرَ‪.‬‬
‫َكهُودُ اليدين‪ :‬سريعة‪ .‬وا ُل ْك ِهدُ‪ :‬الُْت ِعبُ‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬أَصابه َجهْد و َكهْد‪ .‬ولقين كاهِدا قد أَعيا و ُم ْكهَِدا؛ وقد‬
‫َك َهدَ وَأ ْك َهدَ وَ َكدَه وأَ ْكدَه كل ذلك إِذا أَ ْج َهدَه الدّو وب‪.‬‬
‫ت لقاربة الشيء‪ُ ،‬فعِلَ أَو ل ُيفْعَلْ‪ ،‬فمجرْدَةً‬ ‫ضعَ ْ‬
‫@كود‪ :‬كادَ‪ :‬وُ ِ‬
‫تنبء عن نفي الفعل‪ ،‬ومقرونةً بالحْد تنب ُئ عن وقوع الفعل‪ .‬قال بعضهم‬
‫ف قوله تعال‪ :‬أَكاد أُخفيها؛ أُريد أُخفيها‪ .‬قال‪ :‬فكما جاز أَن توضع‬
‫أُريد موضع أَكاد ف قوله تعال‪ :‬جدارا يريد أَن يَْنقَضّ‪ ،‬فكذلك أَكاد؛‬
‫وأَنشد الَخفش‪:‬‬
‫ت وِتلْكَ خ ُي إِرادَةٍ‪،‬‬ ‫كادَتْ و ِكدْ ُ‬
‫لو عا َد مِنْ َل ْهوِ الصّبابَ ِة ما مَضَى‬
‫وسنذكرها ف كيد بعد هذه‪ .‬قال ابن سيده ف ترجة كود‪ :‬كادَ َكوْدا‬
‫ب ول َيفْعَل‪ ،‬وهو بالياء أَيضا‬ ‫ومَكادا ومَكادَةً‪َ :‬همّ وقارَ َ‬
‫وسنذكره‪.‬ول َكوْدا ول هّا أَي ل يَْث ُقلَنّ عليك‪ ،‬وهو بالياء أَيضا‪.‬‬
‫الليث‪ :‬ال َكوْد مصدر كاد يكودُ َكوْدا ومَكادا ومَكادَة‪ .‬تقول لن يطلب‬
‫إِليك شيئا ول تريد أَن تعطيه‪ ،‬تقول‪ :‬ل ول مَكادَةً ول َم َهمّةً ول‬
‫َكوْدا ول َهمّا ول مَكادا ول َمهَمّا‪ .‬ويقال‪ :‬ول َم َهمّة ل‬
‫ول مَكادة أَي ل أَ ُهمّ ول أَكادُ‪ ،‬ولغة بن عديّ‪ُ :‬كدْتُ َأ ْفعَل كذا‪،‬‬
‫بضم الكاف‪ ،‬وحكاه سيبويه عن بعض العرب‪ .‬أَبو حات‪ :‬يقال‪ :‬ل ول كيدا‬
‫لك ول هّا‪ ،‬وبعض العرب يقول‪ :‬ل أَفعل ذلك ول َكوْدا‪ ،‬بالواو‪ .‬قال‬
‫وقال ابن العوّام‪ :‬كا َد زيدٌ أَن يوتَ؛ وأَن ل َتدْخل مع كاد ول مع ما‬
‫تصرّف منها‪ .‬قال ال تعال‪ :‬وكادُوا َيقْتُلُونَن؛ وكذلك جيع ما ف‬
‫القرآن‪ .‬قال‪ :‬وقد ُيدْخلون عليها َأ ْن تشبيها بعَسَى؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫قد كا َد من طُولِ الِبلَى َأنْ َي ْمصَحا‬
‫وقولم‪ :‬عرف فلن ما يُكا ُد منه أَي ما يرادُ منه‪ .‬وحكى أَبو الطاب‪:‬‬
‫َأنّ ناسا من العرب يقولون كِي َد زيد َيفْعل كذا وما زِي َل يفعل كذا؛‬
‫يريدون كاد وزال فنقلوا الكسر إِل الكاف كما نقلوا ف َف ِعلْت‪ .‬ابن بُزُرج‪:‬‬
‫يقال كم كاد يكاد‪ :‬ها يَتَكايدان‪ ،‬وأَصحاب النحو يقولون‪ :‬يَتَكاوَدَان‬
‫وهو خطأٌ‪ .‬وال َكوْد‪ :‬ك ّل‬
‫(* قوله «والكود كل إل» ف القاموس والكودة ما‬
‫جعت من تراب ونوه‪ ).‬ما َج َمعْتَه وجعلته كُثَبا من طعام وترابٍ‬
‫ونوه‪ ،‬والمع أَكوادٌ‪ .‬وكوّدَ الترابَ‪َ :‬ج َمعَه وجعله كُثْبَةً‪ ،‬يانيةٌ‪.‬‬
‫و ُكوَادٌ وكوَْيدٌ‪ :‬اسان‪.‬‬
‫@كيد‪ :‬كاد َي ْفعَل كذا كَيْدا‪ :‬قارَب‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬قال سيبويه‪ :‬ل‬
‫يستعملوا السم والصدر اللذين ف موضعهما يفعل ف كاد و َعسَى‪ ،‬يعن أَنم‬
‫ل يقولون كا َد فاعِلً أَو فعْلً فترك هذا من كلمهم للستغناء بالشيء‬
‫عن الشيء‪ ،‬وربا خرج ف كلمهم؛ قال تأَبّط شرّا‪.‬‬
‫فُأْبتُ إِل َف ْه ٍم وما ِك ْدتُ آئبا‪،‬‬
‫وكم مِثلِها فا َرقْتُها‪ ،‬و ْه َي َتصْفرُ‬
‫قال‪ :‬هكذا صحة هذا البيت‪ ،‬وكذلك هو ف شعره‪ ،‬فأَما رواية من ل يضبطه‬
‫وما كنت آئبا ول َأكُ آئبا فلبعده عن ضبطه؛ قال‪ :‬قال ذلك ابن جن‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ويؤكد ما رويناه نن مع وجوده ف الديوان أَن العن عليه أَل ترى أَن‬
‫ت َأؤُوبُ؛ فأَما كنتُ فل وجه لا ف هذا الوضع‪،‬‬ ‫معناه فأُْبتُ وما ِكدْ ُ‬
‫ول أَفعلُ ذلك ول كيدا ول َهمّا‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وحكى سيبويه أَن‬
‫ناسا من العرب يقولون كِيدَ زَيدٌ يفعل كذا؛ وقال أَبو الطاب‪ :‬وما زِيل‬
‫يفعل كذا؛ يريدون كادَ وزال فنقلوا الكسر إِل الكاف ف َفعِلَ كما نقلوا‬
‫ف ف ِعلْت؛ وقد روي بيتُ أَب خِراش‪:‬‬
‫ع ال ُقفّ ي ْأ ُكلْنَ جُثّت‪،‬‬‫وكِيدَ ضِبا ُ‬
‫ش يومَ ذلك يَيْتَم‬ ‫وكِيدَ خِرا ٌ‬
‫ت تَكا ُد فاعتلت من َفعُلَ ي ْفعَل‪ ،‬كما‬ ‫قال سيبويه‪ :‬وقد قالوا ُكدْ ُ‬
‫اعتلت توت عن َفعِ َل َيفْعُلُ‪ ،‬ول يئ توت على ما كَثُ َر ف َفعِلَ‪ .‬قال‪:‬‬
‫وقوله عز وجل‪ :‬أَكاد أَخفيها؛ قال الَحفَش‪ :‬معناه أُخفيها‪ .‬الليث‪:‬‬
‫الكَْي ُد من ا َلكِيدَة‪ ،‬وقد كاده َمكِيدةً‪ .‬والكَْيدُ‪ :‬الُِبثُ وا َلكْرُ؛‬
‫كاده يَكمِيدَُهُ كَيْدا و َمكِيدَةً‪ ،‬وكذلك الكايَدةُ‪ .‬وك ّل شيء‬
‫تعالُه‪ ،‬فأَنت َتكِيدُه‪ .‬وف حديث عمرو بن العاص‪ :‬ما قولك ف ُعقُولٍ كادها‬
‫خالقها؟ وف رواية‪ :‬تلك عقولٌ كادها بارِئُها أَي أَرادها بسوء‪ .‬يقال‪:‬‬
‫ِكدْتُ الرجلَ أَكِيدُه‪ .‬والكَْيدُ‪ :‬الحتيالُ والجتهاد‪ ،‬وبه سيت الرب‬
‫كيدا‪.‬‬
‫وهو َيكِي ُد بنفسه كيدا‪ :‬يود با ويسوق سِياقا‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن‬
‫النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬دخل على سعد بن معاذ وهو َيكِيدُِ بنفسه فقال‪:‬‬
‫ل ما و َعدْتَه وهو صادقُك ما‬ ‫حزاك ال من سّي ِد قومٍ فقد صَد ْقتَ ا َ‬
‫سوْقُ‪ .‬وف حديث عمر‪،‬‬ ‫و َعدَك؛ يكيدُ بنفسه‪ :‬يريد النّزْعَ‪ .‬والكَْيدُ‪ :‬ال ّ‬
‫رضي ال عنه‪ :‬ترج الرأَة إِل أَبيها َيكِيدُ بنفسه أَي عن َد نزع‬
‫روحِه وموتِه‪ .‬الفراء‪ :‬العرب تقول‪ :‬ما ِكدْت أَْبُلغُ إِليك وأَنت قد بلَغت؛‬
‫قال‪ :‬وهذا هو وجه العربية؛ ومن العرب من يدخل كاد ويكاد ف اليقي وهو‬
‫بنلة الظن أَصله الشك ث ُيجْعلُ يقينا‪ .‬وقال الَخفش ف قوله تعال‪ :‬ل‬
‫يكد يراها؛ حل على العن وذلك أَنه ل يراها‪ ،‬وذلك أَنك إِذا قلت كادَ‬
‫يفعل إِنا تعن قارَب الفعل‪ ،‬ول يَفعل على صحة الكلم‪ ،‬وهكذا معن هذه‬
‫الية إِل َأنّ اللغة قد أَجازت ل َيكَد َيفْعل وقد فعَل بعد شدّة‪،‬‬
‫وليس هذا صحة الكلم لَنه إِذا قال كا َد يفعل فإِنا يعن قارَبَ‬
‫ب الفعل إِل أَن اللغة‬‫ال ِفعْل‪ ،‬وإِذا قال ل ي َكدُ َي ْفعَل يقول ل يقارِ ِ‬
‫جاءَت على ما ُفسّرَ‪ ،‬قال‪ :‬وليس هو على صحة الكلمة‪ .‬وقال الفراء‪ :‬كلما أَخرج‬
‫يده ل يكد يراها من شدّة الظلمة َلنّ أَق ّل من هذه الظلمة ل تُرى‬
‫اليد فيه‪ ،‬وأَما ل يكد يقوم فقد قام‪ ،‬هذا أَكثر اللغة‪ .‬ابن الَنباري‪:‬‬
‫قال اللغويون ِكدْتُ َأ ْفعَ ُل معناه عند العرب قارْبتُ الفعل‪ ،‬ول أَفعل‬
‫ت بعد إِبْطاء‪ .‬قال‪ :‬وشاهده قوله تعال‪:‬‬ ‫وما ِكدْتُ أَفعَ ُل معناه َف َعلْ ُ‬
‫فذبوها وما كادوا يفعلون؛ معناه فعلوا بعد إِبطاء لتعذر وِجْدانِ البقرة‬
‫ت ول قارَْبتُ‬
‫ت َأ ْفعَلُ بعن ما َف َعلْ ُ‬
‫عليهم‪ .‬وقد يكون‪ :‬ما ِكدْ ُ‬
‫إِذا أُ ّكدَ الكلمُ بأَكادُ‪ .‬قال أَبو بكر ف قولم‪ :‬قد كاد فلن‬
‫َي ْهلِكُ؛ معناه قد قاربَ الل َك ول َي ْهلِكْ‪ ،‬فإِذا قلت ما كاد فل ٌن يقوم‪،‬‬
‫فمعناه قام بعد إِبطاء؛ وكذلك كاد يقوم معناه قارب القيا َم ول يقم؛ قال‪:‬‬
‫وهذا وجه الكلم‪ ،‬ث قال‪ :‬وتكون كاد صلة للكلم‪ ،‬أَجاز ذلك الَخفش وقطرب‬
‫وأَبو حات؛ واحتج قطرب بقول الشاعر‪:‬‬
‫سَريعٌ إِل الَيْجاءِ شاكٍ سِلحهُ‪،‬‬
‫فما ِإ ْن يَكا ُد قِرْنُه يَتََنفّسُ‬
‫معناه ما يَتََنفّس قِرْنُه؛ وقال حسان‪:‬‬
‫وتَكا ُد َت ْكسَلُ أَن تيءَ فِراشَها‬
‫معناه وَت ْكسَل‪ .‬وقوله تعال‪ :‬ل يكد يراها؛ معناه ل يرها ول يُقارِبْ‬
‫ذلك؛ وقال بعضهم‪ :‬رآها من بعد أَن ل يكد يراها من شدة الظلمة؛ وقول‬
‫أَب ضبة الذل‪:‬‬
‫َلقّْيتُ لَبّتَه السّنانَ َفكَبّه‬
‫مِنّي تَكاُيدُ َطعْنَة وَتأَّيدُ‬
‫قال السكري‪ :‬تَكاُيدٌ َتشَدّدٌ‪.‬‬
‫وكادت الرأَة‪ :‬حاضت؛ ومنه حديث ابن عباس‪ :‬أَنه نظر إِل جَوارٍ قد‬
‫ِكدْ َن ف الطريق فأَمر أَن يَتََنحّيْنَ؛ معناه ِحضْنَ ف الطريق‪ .‬يقال‪:‬‬
‫كادت َتكِيدُ كَيْدا إِذا حاضت‪ .‬وكادَ الرجلُ‪ :‬قاءَ‪ .‬والكَْيدُ‪ :‬ال َقيْءُ؛‬
‫ومنه حديث قتادة‪ :‬إِذا َبِلغَ الصائمُ الكَْيدَ أَفطر؛ قال ابن سيده‪:‬‬
‫ح الغُراب َبهْد‬ ‫حكاه الروي ف الغريبي‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الكَْيدُ صِيا ُ‬
‫ب ف صياحه كيدا‪ ،‬وكذلك القيء‪ .‬والكَْيدُ‪ :‬إِخراج‬ ‫ويسمى إِجها ُد الغُرا ِ‬
‫الزّنْد النارَ‪ .‬والكَْيدُ‪ :‬التدبي بباطل أَو حَقّ‪ .‬والكَْيدُ‪ :‬اليض‪.‬‬
‫والكَْيدُ‪ :‬الرب‪ .‬ويقال‪ :‬غزا فلن فلم يلق كَيْدا‪ .‬وف حديث ابن عمر‪:‬‬
‫أَن رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬غزا غزوة كذا فرجع ول يلق كَيْدا أَي‬
‫صلْح َنجْران‪ :‬أَن عليهم عاريةَ السلح إِن كان باليمن‬ ‫حربا‪ .‬وف حديث ُ‬
‫كَْيدٌ ذات َغ ْدرٍ أَي حرب ولذلك َأنّثها‪ .‬ابن بُزُرج‪ :‬يقال مِن كادها‬
‫يَتَكايَدان وأَصحاب النحو يقولون يتكاودان وهو خطأٌ لَنم يقولون إِذا‬
‫ُحمِ َل أَحدهم على ما َيكْره‪ :‬ل وال ول كَيْدا ول َهمّا؛ يريد ل‬
‫أُكادُ ول أُ َهمّ‪ .‬وحكى ابن ماهد عن أَهل اللغة‪ :‬كاد يكاد كان ف‬
‫الَصل كَِي َد َيكَْيدُ‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬إِنم َيكِيدُون كَيْدا وأَكِيدُ‬
‫كَيْدا؛ قال الزجاج‪ :‬يعن به الكفار‪ ،‬إِنم يُخاتلون النب‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ويُ ْظهِرون ما هم على خلفه؛ وَأكِيد كيدا؛ قال‪ :‬كَيْد ال‬
‫تعال لم استدراجهم من حيث ل يعلمون‪ .‬ويقال‪ :‬فلن يكيد أَمرا ما أَ ْدرِي‬
‫ما هو إِذا كان يُرِيغُه وَيحْتالُ له ويسعى له وَيخِْتلُه‪ .‬وقال‪:‬‬
‫َبَلغُوا الَمر الذي كادوا‪ ،‬يريد‪ :‬طلبوا أَو أَرادوا؛ وأَنشد أَبو بكر ف كاد‬
‫بعن أَراد للَفوه‪:‬‬
‫ج ّمعَ أَوتادٌ وأَ ْع ِمدَةٌ‬
‫فِإ ْن َت َ‬
‫وساكِنٌ‪َ ،‬بلَغُوا الَمرَ الذي كادوا‬
‫أَراد الذي أَرادوا؛ وأَنشد‪:‬‬
‫كادَتْ و ِكدْتُ‪ ،‬وتلك خَ ُي إِرادةٍ‪،‬‬
‫لو كانَ مِ ْن َل ْهوِ الصّباب ِة ما َمضَى‬
‫ت وَأرَدْتُ‪ .‬قال‪ :‬ويتمله قوله تعال‪ :‬ل ي َكدْ‬ ‫قال‪ :‬معناه أَراد ْ‬
‫يراها‪ ،‬لَن الذي عايَ َن من الظلمات آَيسَه من التأَمل ليده والِبصار إِليها‪.‬‬
‫قال‪ :‬ويراها بعن أَن يراها فلما أَسقط أَن رفع كقوله تعال‪:‬‬
‫تأْمرونّي أَعُبدُ؛ معناه أَن أَعبد‪.‬‬
‫@كذذ‪ :‬الليث‪ :‬الكذّان‪ ،‬بالفتح‪ ،‬حجارة كأَنا الدَر فيها رخاوة وربا‬
‫كانت َنخِرَة‪ ،‬الواحدة َكذّانة‪ ،‬ويقال هي َفعّالة‪ .‬الحكم‪ :‬الكذان الجارة‬
‫الرّخْوة الّنخِرة‪ ،‬وقد قيل‪ :‬هي َفعّال والنون أَصلية‪ ،‬وإِن قلّ ذلك‬
‫ف السم‪ ،‬وقيل‪ :‬هو َفعْلن والنون زائدة‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الكَذان الجارة‬
‫الت ليست بصُلبة‪ .‬وقال غيه‪ :‬أَ َك ّذ القومُ إِكذاذا صاروا ف َكذّان من‬
‫الَرض؛ قال الكميت يصف الرياح‪:‬‬
‫تَرامى ب َكذّانِ ا ِلكَامِ ومَ ْروِها‪،‬‬
‫لشْلِ‬
‫تَراميَ ُولْدانِ الَصا ِرمِ با َ‬
‫وف حديث بناء البصرة‪ :‬فوجدوا هذا ال َكذّان‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما هذه البصرة‬
‫ال َكذّان؟ والبصرة حجارة رخوة إِل البياض‪.‬‬
‫@كغذ‪ :‬الكا َغذُ‪ :‬لغة ف الكا َغدِ‪.‬‬
‫@كلذ‪ :‬ال ِك ْلوَاذ‪ ،‬بكسر الكاف‪ :‬تابوت التوراة؛ حكاه ابن جن؛ وأَنشد‪:‬‬
‫كَأنّ آثارَ السّبِي ِج الشّاذِي‬
‫دَيْ ُر َمهَارِيقَ على ال ِك ْلوَاذِ‬
‫وكَلواذ‪ ،‬بفتح الكاف‪ :‬موضع‪ ،‬وهو بناء أَعجمي‪ .‬و َكلْواذَا‪ :‬قرية أَسفلَ‬
‫بغذاذ‪.‬‬
‫@كنبذ‪ :‬وجه كُنَابِذ‪ :‬قبيح‪ .‬التهذيب‪ :‬رجل كُنَابذ غليظ الوجه َج ْهمٌ‪.‬‬
‫@كوذ‪ :‬الكاذة‪ :‬ما حول الياء من ظاهر الفخذين‪ ،‬وقيل‪ :‬هو لم مؤخر‬
‫الفخذين‪ ،‬وقيل‪ :‬هو من الفخذين موضع الكي من جاعرة المار يكون ذلك من الِنسان‬
‫وغيه‪ ،‬والمع كَاذَاتٌ وكاذٌ‪.‬‬
‫و َشمْلة ُم َكوّذة‪ :‬تبلغ الكاذة إِذا اشتمل با‪ .‬قال أَعراب‪ :‬أَتن‬
‫شلَةً ُم َكوّذة؛ يعن شلة تبلغ‬
‫حُلة رَبُوضا وصيصة َسلُوكا و ْ‬
‫الكاذَتي إِذا اتّ َزرَ‪ .‬ويقال للِزار الذي ل يبلغ ِإلّ الكاذة‪ُ :‬م َكوّذ؛‬
‫وقد َكوّذ تكويذا‪.‬‬
‫والكاذي‪ :‬شجر طيب الريح يطيب الدهن ونباته ببلد ُعمَان‪ ،‬وهو نلة‬
‫(*‬
‫قوله «وهو نلة» أي الكاذي مثل النخلة ف كل شيء من صفتها إل أن الكاذي‬
‫أقصر منها كما ف ابن البيطار‪ ).‬ف كل شيء من حليتها؛ كل ذلك عن أَب حنيفة‪،‬‬
‫وأَلفه واو‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه ادّهن بالكاذي؛ قيل‪ :‬هو شجر طيب الريح‬
‫يطيب به الدهن‪.‬‬
‫التهذيب‪ :‬الكاذتان من فخذي المار ف أَعلها وها موضع الكيّ من‬
‫جاعِرَت المار لمتان هناك مكتنتان بي الفخذ والورك‪ .‬الَصمعي‪ :‬الكاذتان‬
‫لمتا الفخذ من باطنهما‪ ،‬والواحدة كاذة‪ .‬وقال أَبو اليثم‪ :‬الرَّبلَة‬
‫لم باطن الفخذ‪ ،‬والكاذة لم ظاهر الفخذ؛ والكاذ لم باطن الفخذ؛‬
‫شتْ وانَْتهَ ْزنَ الكاذتي معا‬ ‫وأَنشد‪:‬فاسَْتكْ َم َ‬
‫قال‪ :‬ها أَسفل من الاعرتي؛ قال‪ :‬وهذا القول هو الصواب‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫الكاذتان ما نتَأ من اللحم ف أَعال الفخذ؛ قال الكميت يصف ثورا‬
‫وكلبا‪:‬فَلما دنت للكاذتي‪ ،‬وأَحْرَ َجتْ‬
‫به َحلْبَسا عند اللقاء حُلبِسا‬
‫أَحرجت‪ ،‬بالاء‪ ،‬من الَرَج؛ يقول‪ :‬لا دنت الكلب من الثور أَلأَته‬
‫إِل الرجوع للطعن‪ ،‬والضمي ف دنت يعود على الكلب‪ ،‬والاء ف قوله أَحرجت‬
‫به ضمي الثور؛ أَحرجت من الرج أَي أَحرجته الكلب إِل أَن رجع فطعن‬
‫فيها‪ .‬واللبس‪ :‬الشجاع‪ ،‬وكذلك اللبس‪.‬‬
‫@كب‪ :‬الكَبي ف صفة ال تعال‪ :‬العظيم الليل والَُتكَبّر الذي‬
‫ت على ِف ْعلِياء؛ قال‬ ‫َتكَبّر عن ظلم عباده‪ ،‬والكِبْرِياء عَ َظمَة ال‪ ،‬جاء ْ‬
‫ابن الَثي‪ :‬ف أَساء ال تعال التكب والكبي أَي العظيم ذو‬
‫الكبياء‪ ،‬وقيل‪ :‬التعال عن صفات اللق‪ ،‬وقيل‪ :‬التكب على عُتاةِ َخلْقه‪،‬‬
‫خصّصِ ل تاء التّعاطِي والّت َكلّف‪.‬‬ ‫والتاء فيه للتفرّد والّت َ‬
‫والكِبْرِياء‪ :‬العَظَمة واللك‪ ،‬وقيل‪ :‬هي عبارة عن كمال الذات وكمال‬
‫الوجود ول يوصف با إل ال تعال‪ ،‬وقد تكرر ذكرها ف الديث‪ ،‬وها من‬
‫الكِبْرِ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬وهو العظمة‪.‬‬
‫ويقال كَبُ َر بالضم َيكْبُ ُر أَي عَ ُظمَ‪ ،‬فهو كبي‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكِبَرُ‬
‫نقيض الصّغَرِ‪ ،‬كَبُ َر كِبَرا وكُبْرا فهو كبي و ُكبَار وكُبّار‪،‬‬
‫بالتشديد إذا أَفرط‪ ،‬والُنثى بالاء‪ ،‬والمع كِبارٌ وكُبّارونَ‪ .‬واستعمل‬
‫أَبو حنيفة الكِبَرَ ف الُبسْر ونوه من التمر‪ ،‬ويقال‪ :‬عله ا َلكْبَِرُ‪،‬‬
‫والسم الكَبْرَةُ‪ ،‬بالفتح‪ ،‬وكَبُ َر بالضم َيكْبُر أَي عظم‪ .‬وقال ماهد‬
‫ف قوله تعال‪ :‬قال كَِبيُهم أَل تعلموا أَن أَباكم؛ أَي َأ ْعَلمُهم‬
‫لَنه كان رئيسهم وأَما أَكبهم ف السّ ّن فَرُوبِيلُ والرئيسُ كان‬
‫َش ْمعُونَ؛ قال الكسائي ف روايته‪ :‬كَبيهم َيهُوذا‪ .‬وقوله تعال‪ :‬إنه لكبيكم‬
‫سحْرَ؛ أَي مُ َعلّمكم ورئيسكم‪ .‬والصب بالجاز إِذا‬ ‫الذي علّمكم ال ّ‬
‫جاء من عند ُمعَلّمه قال‪ :‬جئت من عند كَبيي‪ .‬واسَْتكْبَر الشيءَ‪ :‬رآه‬
‫كبيا وعَ ُظمَ عنده؛ عن ابن جن‪ .‬وا َلكْبُوراء‪ :‬الكِبَارُ‪ .‬ويقال‪ :‬سادُوك‬
‫جدَ كابِرا عن‬ ‫كابِرا عن كابِرٍ أَي كبيا عن كبي‪ ،‬ووَرِثُوا ا َل ْ‬
‫كابِرٍ‪ ،‬وَأكْبَرَ أَكَْبرَ‪ .‬وف حديث ا َلقْ َرعِ والَبْ َرصِ‪ :‬ورِثْتُه‬
‫كابِرا عن كابِرٍ أَي ورثته عن آبائي وأَجدادي كبيا عن كبي ف العز‬
‫والشرف‪ .‬التهذيب‪ :‬ويقال ورثوا الجد كابرا عن كابر أَي عظيما وكبيا عن‬
‫كبي‪ .‬وَأكْبَرْتُ الشيءَ أَي استعظمته‪ .‬الليث‪ :‬الُلوك الَكاِبرُ جاعة‬
‫الَكْبَرِ ول توز الّنكِرَ ُة فل تقول مُلوك أَكابِرُ ول رجالٌ‬
‫أَكابِ ُر لَنه ليس بنعت إِنا هو تعجب‪ .‬و َكبّرَ ا َلمْرَ‪ :‬جعله كبيا‪،‬‬
‫واسَْتكْبَرَه‪ :‬رآه كبيا؛ وأَما قوله تعال‪ :‬فلما رَأَيْنَه‬
‫أَكْبَرْنَه؛فأَكثر الفسرين يقولون‪ :‬أَع َظمْنَه‪ .‬وروي عن ماهد أَنه قال‪ :‬أَكبنه‬
‫ِحضْ َن وليس ذلك بالعروف ف اللغة؛ وأَنشد بعضهم‪:‬‬
‫َنأْت النساءَ على َأطْهارِهِنّ‪ ،‬ول‬
‫نأْت النسا َء إِذا أَكْبَ ْرنَ إِكْبارا‬
‫قال أَبو منصور‪ :‬وإِن صحت هذه اللفظة ف اللغة بعن اليض فلها‬
‫صغَرِ‬
‫َمخْ َرجٌ َحسَنٌ‪ ،‬وذلك أَن الرأَة َأوّ َل ما تيض فقد خرجت من َحدّ ال ّ‬
‫إِل حد الكِبَر‪ ،‬فقيل لا‪ :‬أَ ْكبَرَتْ أَي حاضت فدخلت ف حد الكِبَر‬
‫الُو ِجبِ عليها ا َلمْرَ والنهي‪ .‬وروي عن أَب اليثم أَنه قال‪ :‬سأَلت‬
‫ل من َطيّء فقلت‪ :‬يا أَخا طيء‪ ،‬أَلك زوجة؟ قال‪ :‬ل وال ما تزوّجت وقد‬ ‫رج ً‬
‫ت ف ابنة عم ل‪ ،‬قلت‪ :‬وما سِنّها؟ قال‪ :‬قد أَكْبَ َرتْ أَو‬ ‫وُ ِعدْ ُ‬
‫كَبِرَت‪ ،‬قلت‪ :‬ما َأكْبَرَتْ؟ قال‪ :‬حاضت‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬فلغة الطائي تصحح‬
‫أَن إِكْبارَ الرأَة أَول حيضها إِل أَن هاء الكناية ف قوله تعال‬
‫أَكْبَرْنَهُ تنفي هذا العن‪ ،‬فالصحيح أَنن لا رأَين يوسف را َعهُنّ‬
‫جَمالُه فأَعظمنه‪ .‬وروى الَزهري بسنده عن ابن عباس ف قوله تعال‪ :‬فلما‬
‫رأَينه أَكبنه‪ ،‬قال‪ِ :‬حضْنَ؛ قال أَبو منصور‪ :‬فإِن صحت الرواية عن ابن عباس‬
‫سلمنا له وجعلنا الاء ف قوله أَكبنه هاء وقفة ل هاء كناية‪ ،‬وال‬
‫أَعلم با أَراد‪ .‬واسِْتكْبارُ الكفار‪ :‬أَن ل يقولوا ل إِله ِإلّ الُ؛‬
‫ومنه قوله‪ :‬إِنم كانوا إِذا قيل لم ل إِله إِل ال يستكبون؛ وهذا‬
‫هو الكِبْرُ الذي قال النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬إِن من كان ف قلبه‬
‫مِثْقالُ َذرّة من كِبْ ٍر ل يدخل النة‪ ،‬قال‪ :‬يعن به الشرك‪ ،‬وال أَعلم‪،‬‬
‫ل أَن يتكب الِنسان على ملوق مثله وهو مؤمن بريه‪ .‬والستكبار‪:‬‬
‫المتناع عن قبول الق مُعاندة وَتكَبّرا‪ .‬ابن بُ ُز ْرجٍ‪ :‬يقال هذه الارية من‬
‫صغْرَى بناته‪ ،‬يريدون من صِغارِ بناته‪ ،‬ويقولون‬ ‫ت فلن ومن ُ‬ ‫كُبْرَى بنا ِ‬
‫من ُوسْطى بنات فلن يريدون من أَوساط بنات فلن‪ ،‬فأَما قولم‪ :‬ال‬
‫أَكب‪ ،‬فإِن بعضهم يعله بعن كَبِي‪ ،‬وحله سيبويه على الذف أَي أَكب من‬
‫كل شيء‪ ،‬كما تقول‪ :‬أَنت أَفضلُ‪ ،‬تريد‪ :‬من غيك‪.‬‬
‫وكَبّرَ‪ :‬قال‪ :‬ال أَكب‪ .‬والتكبي‪ :‬التعظيم‪ .‬وف حديث الَذان‪ :‬ال‬
‫أَكب‪ .‬التهذيب‪ :‬وأَما قول الصلي ال أَكب وكذلك قول الؤذن ففيه‬
‫قولن‪ :‬أَحدها أَن معناه ال كبي فوضع أَفعل موضع َفعِيل كقوله تعال‪ :‬وهو‬
‫أَ ْه َونُ عليه؛ أَي هو هَيّ ٌن عليه؛ ومثله قول َمعْنِ بن أَوس‪:‬‬
‫َل َعمْ ُركَ ما أَ ْدرِي وإِن َلوْجَلُ‬
‫معناه إِن وَجِل‪ ،‬والقول الخر ان فيه ضميا‪ ،‬العن ال أَ ْكبَرُ‬
‫كَبيٍ‪ ،‬وكذلك ال ا َلعَزّ أَي َأعَزّ عَزيز؛ قال الفرزدق‪:‬‬
‫إِن الذي َسمَكَ السما َء بَنَى لنا‬
‫بيتا‪ ،‬دَعاِئمُه أَعَزّ وَأ ْطوَلُ‬
‫أَي عزيزة طويلة‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه ال أَكب من كل شيء أَي أَعظم‪ ،‬فحذف‬
‫لوضوح معناه‪ ،‬وأَكب خب‪ ،‬والَخبار ل ينكر حذفها‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه ال أَكب‬
‫من أن ُيعْرف كُنْه كبيائه وعظمته‪ ،‬وإِنا ُقدّ َر له ذلك وُأوّلَ لَن‬
‫أَفعل فعل يلزمه الَلف واللم أَو الِضافة كا َلكْبَر وأَكْبَر‬
‫ال َق ْومِ‪ ،‬والراء ف أَكب ف الَذان والصلة ساكنة ل تضم للوقف‪ ،‬فإِذا وُصِلَ‬
‫ضمّ‪ .‬وف الديث‪ :‬كان إِذا افتتح الصلة قال‪ :‬ال أَكب‬ ‫بكلم ُ‬
‫كبيا‪ ،‬كبيا منصوب بإِضمار فعل كأَنه قال ُأكَبّرُ كَبيا‪ ،‬وقيل‪ :‬هو منصوب‬
‫على القطع من اسم ال‪ .‬وروى الَزهري عن ابن جُبَيْر ابن مُ ْطعِم عن‬
‫أَبيه‪ :‬أَنه رأَى النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬يصلي قال‪ :‬فكَبّرَ وقال‪:‬‬
‫ال أَكب كبيا‪ ،‬ثلث مرات‪ ،‬ث ذكر الديث بطوله؛ قال أَبو منصور‪ :‬نصب‬
‫كبيا لَنه أَقامه مقام الصدر لَن معن قوله ال أَكْبَ ُر أَُكَبّرُ‬
‫الَ كَبيا بعن َتكْبِيا‪ ،‬يدل على ذلك ما روي عن السن‪ :‬أَن نب‬
‫ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كان إِذا قام إِل صلته من الليل قال‪ :‬ل إِله‬
‫إِل ال‪ ،‬ال أَكب كبيا‪ ،‬ثلث مرات‪ ،‬فقوله كبيا بعن تكبيا‬
‫فأَقام السم مقام الصدر القيقي‪ ،‬وقوله‪ :‬المد ل كثيا أَي أَ ْح َمدُ‬
‫ال َحمْدا كثيا‪.‬‬
‫والكِبَرُ‪ :‬ف السن؛ و َكبِرَ الرجلُ والداب ُة َيكْبَرُ كِبَرا‬
‫و َمكْبِرا‪ ،‬بكسر الباء‪ ،‬فهو كبي‪ :‬طعن ف السن؛ وقد َعلَتْه كَبْرَةٌ و َمكْبُرة‬
‫و َمكْبِرَة و َمكْبَرٌ وعله الكِبَرُ إِذا َأسَنّ‪ .‬والكِبَرُ‪ :‬مصدر‬
‫الكبِ ِي ف السّ ّن من الناس والدواب‪ .‬ويقال للسيف والّنصْلِ العتي ِق الذي‬
‫َق ُدمَ‪َ :‬علَتْهُ كَبْرَة؛ ومنه قوله‪:‬‬
‫سَل ِجمُ يَثْرِبَ اللت َعلَتْها‪،‬‬
‫بِيَْثرِبَ‪ ،‬كَبْرَ ُة بعد الُرونِ‬
‫صدَأٌ فأَفسده‪ :‬علته‬ ‫ابن سيده‪ :‬ويقال للنصل العتيق الذي قد عله َ‬
‫كَبْرَةٌ‪ .‬وحكى ابن الَعراب‪ :‬ما كَبَرَن‬
‫(* قوله« ما كبن إل» بابه نصر‬
‫كما ف القاموس‪ ).‬إِل بسنة أَي ما زاد َعَليّ إِل ذلك‪ .‬الكسائي‪ :‬هو‬
‫ِعجْزَةُ َوَلدِ أَبويه آخِرُهم وكذلك كِبْرَ ُة ولد أَبويه أَي أَكبهم‪ .‬وف‬
‫الصحاح‪ :‬كِبْرَ ُة ولد أَبويه إِذا كان آخرهم‪ ،‬يستوي فيه الواحد والمع‪،‬‬
‫والذكر والؤنث ف ذلك سواء‪ ،‬فإِذا كان أَقعدَهم ف النسب قيل‪ :‬هو‬
‫أَكْبَ ُر قومه وإِكْبِرّ ُة قومه‪ ،‬بوزن ِإ ْف ِعلّة‪ ،‬والرأَة ف ذلك كالرجل‪.‬‬
‫قال أَبو منصور‪ :‬معن قول الكسائي وكذلك كِبْرَ ُة ولد أَبويه ليس معناه‬
‫أَنه مثل ِعجْزَة أَي أَنه آخرهم‪ ،‬ولكن معناه أَن لفظه كلفظه‪ ،‬وأَنه للمذكر‬
‫ضدّ ِعجْزَة لَن كِبْرة بعن الَكْبَر‬ ‫والؤنث سواء‪ ،‬وكِبْرَة ِ‬
‫صغَر‪ ،‬فافهم‪ .‬وروى الِيادي عن شر قال‪ :‬هذا كْبرَة‬ ‫صغْرَة بعن ا َل ْ‬ ‫كال ّ‬
‫ولد أَبويه للذكر والُنثى‪ ،‬وهو آخر ولد الرجل‪ ،‬ث قال‪ :‬كِبْرَة ولد أَبيه‬
‫بعن ِعجْزة‪ .‬وف الؤلف للكسائي‪ :‬فلن ِعجْزَ ُة وَلدِ أَبيه آخرهم‪،‬‬
‫وكذلك كِبْرَة ولد أَبيه‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬ذهب شر إِل أَن ِكبْرَة معناه‬
‫ِعجْزَة وإِنا جعله الكسائي مثله ف اللفظ ل ف العن‪ .‬أَبو زيد‪ :‬يقال هو‬
‫صغْرَ ُة ولد أَبيه وكِبْرَتُهم أَي أَكبهم‪ ،‬وفلن كِبْرَةُ القوم‬ ‫ِ‬
‫صغَرَهم وأَكبهم‪ .‬الصحاح‪ :‬وقولم هو كُبْرُ‬ ‫صغْرَ ُة القوم إِذا كان أَ ْ‬‫وِ‬
‫قومه‪ ،‬بالضم‪ ،‬أَي هو َأ ْق َعدُهم ف النسب‪ .‬وف الديث‪ :‬الوَل ُء للكُبْرِ‪،‬‬
‫وهو أَن يوت الرجل ويترك ابنا وابن ابن‪ ،‬فالولء للبن دون ابن البن‪.‬‬
‫وقال ابن الَثي ف قوله الولء للكُبْر أَي َأكْبَ ِر ذرية الرجل مثل أَن‬
‫يوت عن ابني فيثان الولء‪ ،‬ث يوت احد البني عن أَولد فل يرثون‬
‫نصيب أَبيهما من الولء‪ ،‬وإِنا يكون لعمهم وهو البن الخر‪ .‬يقال‪ :‬فلن‬
‫كُبْر قومه بالضم إِذا كان أَقعدَهم ف النسب‪ ،‬وهو أَن ينتسب إِل جده‬
‫الَكب بآباء أَقل عددا من باقي عشيته‪ .‬وف حديث العباس‪ :‬إِنه كان‬
‫كُبْ َر قومه لَنه ل يبق من بن هاشم أَقرب منه إِليه ف حياته‪ .‬وف حديث‬
‫القسامة‪ :‬الكُبْرَ الكُبْرَ أَي لِيَْبدَإِ الَكْبَرُ بالكلم أَو َقدّموا‬
‫الَكْبَر ِإرْشادا إِل الَدب ف تقدي ا َلسَنّ‪ ،‬ويروى‪ :‬كَبّر‬
‫الكُبْ َر أَي َق ّدمِ الَكب‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن رجلً مات ول يكن له وارث‬
‫فقال‪ :‬ادْفعوا ماله إِل أَكَْبرِ خُزاعة أَي كبيهم وهو أَقربم إِل‬
‫الد الَعلى‪ .‬وف حديث الدفن‪ :‬ويعل ا َلكْبَرُ ما يلي القبلة أَي‬
‫الَفضل‪ ،‬فإِن استووا فالَسن‪ .‬وف حديث ابن الزبي وهدمه الكعبة‪ :‬فلما أَب َرزَ‬
‫عن رَبَضه دعا بكُبْرِه فنظروا إِليه أَي بشايه وكُبَرائه‪ ،‬والكُبْرُ‬
‫ههنا‪ :‬جع الَكْبَ ِر كأَ ْحمَر و ُحمْر‪ .‬وفلن إِكْبِرّة قومه‪ ،‬بالكسر‬
‫والراء مشددة‪ ،‬أَي كُبْ ُر قومه‪ ،‬ويستوي فيه الواحد والمع والؤنث‪ .‬ابن‬
‫سيده‪ :‬وكُبْ ُر َوَلدِ الرجل أَكْبَرُهم من الذكور‪ ،‬ومنه قولم‪ :‬الولء‬
‫للكُبْر‪ .‬و ِكبْرَتُهم وإِكبِرّتُهم‪ :‬ككُبهم‪ .‬الَزهري‪ :‬ويقال فلن كُبُرّ‬
‫ولد أَبيه وكُبُرّ ُة ولد أَبيه‪ ،‬الراء مشددة‪ ،‬هكذا قيده أَبو اليثم بطه‪.‬‬
‫وكُْبرُ القوم وإِكْبِرّتُهم‪ :‬أَقعدهم بالنسب‪ ،‬والرأَة ف ذلك كالرجل‪،‬‬
‫وقال كراع‪ :‬ل يوجد ف الكلم على ِإ ْفعِلّ إِكْبِرّ‪.‬‬
‫سمَ‪ ،‬فقد‬ ‫وكَُبرَ ا َلمْرُ كِبَرا وكَبارَةً‪ :‬عَ ُظمَ‪ .‬وك ّل ما َج ُ‬
‫كَبُرَ‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬قُلْ كُونُوا حجارَةً أَو حديدا أَو خلقا ما‬
‫َيكْبُر ف صدوركم؛ معناه كونوا أَشد ما يكون ف أَنفسكم فإِن ُأمِيتكم‬
‫وأُْبلِيكم‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬وإِن كانت َلكَبيةً إِل على الذين َهدَى‬
‫الُ؛ يعن وإِن كان اتباعُ هذه القبلة يعن قبلة بيت القدس إِلّ‬
‫َف ْعلَة كبية؛ العن أَنا كبية على غي الخلصي‪ ،‬فأَما من أَخلص فليست‬
‫بكبية عليه‪ .‬التهذيب‪ :‬إِذا أَردت عِ َظ َم الشيء قلت‪َ :‬كبُرَ َيكْبُرُ‬
‫كِبَرا‪ ،‬كما لو قلت‪ :‬عَ ُظمَ يَعظُم عِظَما‪ .‬وتقول‪ :‬كَبُرَ ا َلمْ ُر َيكْبُر‬
‫كَبارَةً‪ .‬وكُِْبرُ الشيء أَيضا‪ :‬معظمه‪ .‬ابن سيده‪ :‬والكِبْ ُر معظم الشيء‪،‬‬
‫بالكسر‪ ،‬وقوله تعال‪ :‬والذي تول كِبْرَه منهم له عذاب عظيم؛ قال ثعلب‪:‬‬
‫يعن معظم الِفك؛ قال الفراء‪ :‬اجتمع القراء على كسر الكاف وقرأَها‬
‫ُحمَْيدٌ الَعرج وحده كُبْرَه‪ ،‬وهو وجه جيد ف النحو لن العرب تقول‪ :‬فلن‬
‫تول عُ ْظمَ الَمر‪ ،‬يريدون أَكثره؛ وقال ابن اليزيدي‪ :‬أَظنها لغة؛ قال‬
‫أَبو منصور‪ :‬قاسَ الفراء الكُبْ َر على العُ ْظمِ وكلم العرب على غيه‪ .‬ابن‬
‫السكيت‪ :‬كِبْ ُر الشيء ُمعْ َظمُه‪ ،‬بالكسر؛ وأَنشد قول قَيْسِ بن‬
‫الَطِيمِ‪:‬تَنامُ عن كِْبرِ شأْنِها‪ ،‬فإِذا‬
‫قا َمتْ ُروَيْدا‪ ،‬تَكا ُد تَْنغَ ِرفُ‬
‫وورد ذلك ف حديث الِفك‪ :‬وهو الذي َت َولّى كِبْرَه أَي معظمه‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الكِب الِث وهو من الكبية كالِطْءِ من الَطيئة‪ .‬وف الديث أَيضا‪:‬‬
‫إِن حسان كان من َكبّر عليها‪ .‬ومن أَمثالم‪ :‬كِبْ ُر سِياسَةِ الناس ف‬
‫الال‪ .‬قال‪ :‬والكِبْرُ من الّتكَبّرِ أَيضا‪ ،‬فأَما الكُبْرُ‪ ،‬بالضم‪،‬‬
‫فهو أَ ْكبَرُ ولد الرجل‪ .‬ابن سيده‪ :‬والكِبْرُ الِث الكبي وما وعد ال‬
‫عليه النار‪ .‬والكِبْرَةُ‪ :‬كالكِبْرِ‪ ،‬التأْنيث على البالغة‪.‬‬
‫وف التنيل العزيز‪ :‬الذين َيجْتَنِبُون كبائرَ الِث والفَواحشَ‪.‬وف‬
‫الَحاديث ذكر الكبائر ف غي موضع‪ ،‬واحدتا كبية‪ ،‬وهي ال َفعْلةُ‬
‫القبيح ُة من الذنوب الَْن ِهيّ عنها شرعا‪ ،‬العظيم أَمرها كالقتل والزنا‬
‫والفرار من الزحف وغي ذلك‪ ،‬وهي من الصفات الغالبة‪ .‬وف الديث عن ابن عباس‪:‬‬
‫أَن رجلً سأَله عن الكبائر‪َ :‬أسَْبعٌ هي ففقال‪ :‬هي من السبعمائة َأقْرَبُ‬
‫إِل أَنه ل كبية مع استغفار ول صغية مع إِصرار‪ .‬وروى َمسْرُوقٌ قال‪:‬‬
‫سُئِلَ عبد ال عن الكبائر فقال‪ :‬ما بي فاتة النساء إِل رأْس‬
‫الثلثي‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬رجل كَبِي وكُبارٌ وكُبّارٌ؛ قال ال عز وجل‪ :‬و َمكَرُوا‬
‫َمكْرا كُبّارا‪ .‬وقوله ف الديث ف عذاب القب‪ :‬إِنما ليعذبان وما‬
‫ُي َعذّبان ف كَبي أَي ليس ف أَمر كان َيكْبُر عليهما ويشق فعله لو أَراداه‪،‬‬
‫ل أَنه ف نفسه غي كبي‪ ،‬وكيف ل يكون كبيا وها يعذبان فيهف وف‬
‫الديث‪ :‬ل يدخل النة من ف قلبه مثقال حبة خردل من كِب؛ قال ابن‬
‫الَثي‪ :‬يعن كِبْ َر الكفر والشرك كقوله تعال‪ :‬إِن الذين يستكبون عن عبادت‬
‫سيدخلون جهنم داخرين؛ أَل تَرى أَنه قابله ف نقيضه بالِيان فقال‪ :‬ول‬
‫َيدْخُلُ النا َر من ف قلبه مثل ذلك من الِيان؛ أَراد دخول تأْبيد؛‬
‫ع ما ف قلبه من الكِب كقوله تعال‪ :‬ونزعنا‬ ‫وقيل‪ :‬إِذا دَخَلَ الن َة نُزِ َ‬
‫ما ف صدورهم من غِلّ؛ ومنه الديث‪ :‬ولكنّ الكِبْ َر مَن بَطِرَ الَقّ؛‬
‫هذا على الذف‪ ،‬أَي ولكنّ ذا الكب مَن بَطِرَ‪ ،‬أَو ولكنّ الكِبْ َر‬
‫كِبْ ُر من بَطِر‪ ،‬كقوله تعال‪ :‬ولكنّ البِرّ من اتقى‪ .‬وف الديث‪ :‬أَعُوذ‬
‫بك من سُوءِ الكِب؛ يروى بسكون الباء وفتحها‪ ،‬فالسكون من هذا العن‪،‬‬
‫والفتح بعن ا َلرَم والَ َرفِ‪ .‬والكِبْرُ‪ :‬الرفعة ف الشرف‪ .‬ابن‬
‫الَنباري‪ :‬الكِبْرِياء اللك ف قوله تعال‪ :‬وتكون لكما الكبياء ف الَرض؛ أَي‬
‫اللك‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكِبْر‪ ،‬بالكسر‪ ،‬والكبياء العظمة والتجب؛ قال كراع‪:‬‬
‫ول نظي له إِل السّيمِياءُ العَلمةُ‪ ،‬والِرْبِياءُ الريحُ الت‬
‫بي الصّبا والَنُوب‪ ،‬قال‪ :‬فأَما الكِيمياء فكلمة أَحسبها أَعجمية‪ .‬وقد‬
‫َتكَبّر واستكْبَر وتَكابَر وقيل َتكَبّرَ‪ :‬من الكِبْر‪ ،‬وتَكابَر‪ :‬من‬
‫السّنّ‪ .‬والتكَبّر والستِكبار‪ :‬التّعظّم‪ .‬وقوله تعال‪ :‬سأَصْ ِرفُ عن‬
‫آياتَ الذين يََتكَبّرون ف الَرض بغي الق؛ قال الزجاج‪ :‬أَي أَ ْجعَلُ‬
‫جزاءَهم الِضلل عن هداية آيات؛ قال‪ :‬ومعى يتكبون أَي أَنم يَ َر ْونَ‬
‫أَنم أَفضل اللق وأَن لم من الق ما ليس لغيهم‪ ،‬وهذه الصفة ل تكون‬
‫إِل ل خاصة لَن ال‪ ،‬سبحانه وتعال‪ ،‬هو الذي له القدرة والفضل الذي‬
‫ليس لَحد مثله‪ ،‬وذلك الذي يستحق أَن يقال له الَُتكَبّر‪ ،‬وليس لَحد‬
‫أَن يتكب لَن الناس ف القوق سواء‪ ،‬فليس لَحد ما ليس لغيه فال‬
‫التكب‪ ،‬وأَ ْعلَم الُ أَن هؤلء يتكبون ف الَرض بغي الق أَي هؤلء هذه‬
‫صفتهم؛ وروي عن ابن العباس أَنه قال ف قوله يتكبون ف الَرض بغي‬
‫الق‪ :‬من الكِبَر ل من الكِبْرِ أَي يتفضلون ويَ َر ْونَ أَنم أَفضل اللق‪.‬‬
‫خلْقُ السموات والَرض أَكب من خلق الناس؛ أَي أَعجب‪.‬‬ ‫وقوله تعال‪َ :‬ل َ‬
‫لدّ الَكَْبرُ‪ .‬والِكِْبرُ‬‫أَبو عمرو‪ :‬الكابِرُ السيدُ‪ ،‬والكابِرُ ا َ‬
‫والَكْبَرُ‪ :‬شيء كأَنه خبيص يابس فيه بعض اللي ليس بشمع ول عسل وليس‬
‫بشديد اللوة ول عذب‪ ،‬تيء النحل به كما تيء بالشمع‪.‬‬
‫والكُبْرى‪ :‬تأْنيث الَكْبَر والمع الكُبَرُ‪ ،‬وجع الَكْبَرِ‬
‫الَكابِرُ والَ ْكبَرُون‪ ،‬قال‪ :‬ول يقال كُبْرٌْ لَن ههذ البنية جعلت للصفة‬
‫خاصة مثل الَحر والَسود‪ ،‬وأَنت ل تصف بأَكب كما تصف بأَحر‪ ،‬ل تقول‬
‫هذا رجل أَكب حت تصله بن أَو تدخل عليه الَلف واللم‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫لجّ ا َلكْبَرِ‪ ،‬قيل‪ :‬هو يوم النحر‪ ،‬وقيل‪ :‬يوم عرفة‪ ،‬وإِنا سي‬ ‫َيوْم ا َ‬
‫الج الَكب لَنم يسمون العمرة الج الَصغر‪ .‬وف حديث أَب هريرة‪:‬‬
‫شقّتْ؛ أَراد الشيخي أَبا‬ ‫جدَ أَحدُ الَكْبَرَيْنِ ف‪ :‬إِذا السماءُ ان َ‬
‫َس َ‬
‫ب من ُمضَر بدين ال الكُبَر‪،‬‬ ‫بكر وعمر‪ .‬وف حديث مازِنٍ‪ُ :‬ب ِعثَ ن ّ‬
‫جع الكبى؛ ومنه قوله تعال‪ :‬إِنا لِحدى الكُبَرِ‪ ،‬وف الكلم مضاف‬
‫مذوف تقديره بشرائع دين ال الكُبَرِ‪ .‬وقوله ف الديث‪ :‬ل تُكابِرُوا‬
‫الصل َة بثلها من التسبيح ف مقام واحد كأَنه أَراد ل تغالبوها أَي خففوا‬
‫ف التسبيح بعد التسليم‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يكن التسبيح الذي ف الصلة أَكثر منها‬
‫ولتكن الصلة زائدة عليه‪ .‬شر‪ :‬يقال أَتان فلن أَ ْكبَرَ النهار وشَبابَ‬
‫النهار أَي حي ارتفع النهار‪ ،‬قال الَعشى‪:‬‬
‫ساعةً أَكَْبرَ النهارُ‪ ،‬كما شدّ‬
‫ُمحِي ٌل لَبُونَه إِعْتاما‬
‫شدّ ا ُلحِيلُ أَخْلفَ‬
‫يقول‪ :‬قتلناهم أَول النهار ف ساعة َق ْدرَ ما َي ُ‬
‫ضعَها ال ُفصْلنُ‪ .‬وَأكْبَر الصبّ أَي َت َغوّطَ‪ ،‬وهو‬ ‫إِبله لئل يَ ْر َ‬
‫كناية‪.‬‬
‫والكِبْرِيتُ‪ :‬معروف‪ ،‬وقولم أَعَزّ من الكبيت الَحر‪ ،‬إِنا هو‬
‫كقولم‪ :‬أَعَ ّز من بَيْضِ ا َلنُوقِ‪ .‬ويقال‪ :‬ذَ َهبٌ كِبْرِيتٌ أَي خالص؛ قال‬
‫ُرؤْبَةُ اب ُن ال َعجّاج بن رؤبة‪:‬‬
‫ب ِسخْتِيتُ‪،‬‬ ‫هل َيْنفَعَنّي كذ ٌ‬
‫أَو ِفضّةٌ أَو ذَ َهبٌ كِبْرِيتُ؟‬
‫صفُ‪ ،‬فارسي معرب‪ .‬والكَبَرُ‪ :‬نبات له شوك‪ .‬والكَبَرُ‪:‬‬ ‫والكَبَرُ‪ :‬الَ َ‬
‫طبل له وجه واحد‪ .‬وف حديث عبد ال بن زيد صاحب الَذان‪ :‬أَنه أَ َخذَ‬
‫عودا ف منامه ليتخذ منه كَبَرا؛ رواه شر ف كتابه قال‪ :‬الكب بفتحتي‬
‫الطب ُل فيما َبَلغَنا‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الطبل ذو الرأْسي‪ ،‬وقيل‪ :‬الطبل الذي له‬
‫وجه واحد‪ .‬وف حديث عطاء‪ :‬سئل عن التعويذ يعلق على الائط‪ ،‬فقال‪ :‬إِن كان‬
‫ف كَبَ ٍر فل بأْس أَي ف طبل صغي‪ ،‬وف رواية‪ :‬إِن كان ف َقصَبَةٍ‪،‬‬
‫وجعه كِبارٌ مثل َجمَ ٍل وجِمالٍ‪.‬‬
‫والَكاِبرُ‪ :‬إَحياء من بكر بن وائل‪ ،‬وهم شَيْبانُ وعامر وطلحة من بن‬
‫جعُوا بل َد تَميم‬
‫تَيْم ال بن ثعلبة بن عُكابَة أَصابتهم سنة فانَْت َ‬
‫وضَبّ َة ونزلوا على َب ْدرِ بن حراء الضب فأَجارهم ووف لم‪ ،‬فقال َبدْرٌ‬
‫ف ذلك‪:‬‬
‫َوفَْيتُ وفاءً ل يَرَ الناسُ مِْثلَهُ‬
‫بتِعشارَ‪ ،‬إِذ َتحْبو ِإلّ الَكابِرُ‬
‫والكُِبْرُ ف ال ّرفْعةِ والشّرَف؛ قال الَرّارُ‪:‬‬
‫لفِها‪،‬‬ ‫وِليَ الَعْ َظ ُم من ُس ّ‬
‫وِليَ الامَةُ فيها والكُبُرْ‬
‫وذُو كِبار‪ :‬رجل‪ .‬وإِكْبِرَةُ وَأكْبَرَةُ‪ :‬من بلد بن أَسد؛ قال‬
‫الَرّارُ ال َف ْقعَسيّ‪:‬‬
‫فما َش ِهدَتْ كَوا ِدسُ إِ ْذ رَ َحلْنا‪،‬‬
‫ول عَتََبتْ بأَكْبَرَةَ الوُعُولُ‬
‫@كتر‪ :‬الليث‪َ :‬ج ْوزُ كلّ شيء أَي َأ ْوسَطُه‪ ،‬وأَصْ ُل السّنام‪ :‬كَْترٌ‪.‬‬
‫ابن سيده‪َ :‬كتْرُ كل شيء َجوْزُه؛ جَبَلٌ عظيم الكَتْرِ‪ .‬ويقال للجمل‬
‫السيم‪ :‬إِنه لعظيم الكَتْر‪ ،‬ورجل رفيع الكَتْرِ ف السب ونوه‪،‬‬
‫والكَتْرُ‪ :‬بناء مثل القُبّة‪ .‬والكِتْرُ والكَتْ ُر والكَتَرُ‪ ،‬بالتحريك‪،‬‬
‫والكَتْرَةُ‪ :‬السّنامُ‪ ،‬وقيل‪ :‬السنام العظيم شبه بالقبة‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَعله‪ ،‬وكذلك‬
‫هو من الرأْس؛ وف الصحاح‪ :‬هو بناء مثل القبة ُيشَبّه السّنامُ به‪.‬‬
‫وأَكْتَرَتِ الناقة‪ :‬عظم كِتْرُها؛ وقال َع ْلقَمةُ بن َعْبدَةَ يصف ناقة‪:‬‬
‫قد عُرَّيتْ ِحقْبَةً حت اسْتَ َظفّ لا‬
‫كِتْرٌ‪ ،‬كحافَةِ ِكيِ القَيْنِ‪َ ،‬ملْمُومُ‬
‫قوله عُرّيت أَي عُرَّيتْ هذه الناقة من رحلها فلم تركب ُبرْهَ ًة من‬
‫الزمان فهو أَقوى لا‪ .‬ومعن اسْتَظَف ارتفع‪ ،‬وقيل‪ :‬أَشرف وأَمكن‪ .‬و ِكيُ‬
‫الداد‪ِ :‬زقّه أَو جلد غليظ له حافات‪ .‬و َملْمومٌ‪ :‬متمع‪ .‬قال الَصمعي‪:‬‬
‫ول أَسع الكِتْرَ إِل ف هذا البيت‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الكِتْرة‬
‫القِ ْطعَة من السنام‪ .‬والكِتْرَةُ‪ :‬القُبّةُ‪ .‬والكَتْر أَيضا‪ :‬ا َلوْ َدجُ‬
‫خلّجٌ‪.‬‬ ‫الصغي‪ .‬والكَتْرةُ‪ :‬مِشيَةٌ فيها َت َ‬
‫@كثر‪ :‬الكَثْرَ ُة والكِثْرَ ُة والكُثْرُ‪ :‬نقيض القلة‪ .‬التهذيب‪ :‬ول تقل‬
‫الكِثْرَةُ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬فإِنا لغة رديئة‪ ،‬وقوم كثي وهم كثيون‪ .‬الليث‪:‬‬
‫الكَثْرَة ناء العدد‪ .‬يقال‪ :‬كَثُرَ الشيءُ َيكْثُر كَْثرَةً‪ ،‬فهو كَِثيٌ‪.‬‬
‫وكُْثرُ الشيء‪َ :‬أكْثَرُه‪ ،‬وُقلّه‪ :‬أَقله‪ .‬والكُثْرُ‪ ،‬بالضم‪ ،‬من الال‪:‬‬
‫الكثيُ؛ يقال‪ :‬ما له قُلّ ول ُكثْرٌ؛ وأَنشد أَبو عمرو لرجل من‬
‫ربيعة‪:‬فِإنّ الكُثْرَ أَعيان قديا‪،‬‬
‫ول ُأقْتِ ْر َل ُدنْ َأنّي غُلمُ‬
‫قال ابن بري‪ :‬الشعر لعمرو بن َحسّان من بن الرث ابن َهمّام؛ يقول‪:‬‬
‫صغَرِي إِل‬ ‫أَعيان طلبُ الكثرة من الال وإِن كنتُ غيَ ُمقْتِ ٍر من ِ‬
‫كِبَرِي‪ ،‬فلست من ا ُلكْثِرِين ول ا ُلقْتِرِين؛ قال‪ :‬وهذا يقوله لمرأَته‬
‫وكانت لمته ف نابي عقرها لضيف نزل به يقال له إِساف فقال‪:‬‬
‫أَف نابي نالما إِسافٌ‬
‫َتَأوّهُ َطلّت ما أَن تَنامُ؟‬
‫أَ َج ّدكِ هل رأَيتِ أَبا قُبَيْسٍ‪،‬‬
‫أَطالَ حَياتَه الّن َعمُ الرّكامُ؟‬
‫ش َمخِرّا‪،‬‬ ‫بَن بال َغمْرِ َأرْعَنَ ُم ْ‬
‫َتغَنّى ف طوئقِه الَمامُ‬
‫خضَت الَنُو ُن له بَي ْومٍ‬ ‫َت َم ّ‬
‫أَنَى‪ ،‬ولكلّ حا ِملَةٍ تَمامُ‬
‫سمَهُ َبنُوهُ‬‫و ِكسْرى‪ ،‬إِذ َت َق ّ‬
‫سمَ اللّحامُ‬ ‫بأَسيافٍ‪ ،‬كما اقُْت ِ‬
‫قوله‪ :‬أَبا قبيس يعن به النعمان بن النذر وكنيته أَبو قابوس فصغره‬
‫خِلدُ أَحدا‬
‫تصغي الترخيم‪ .‬والركام‪ :‬الكثي؛ يقول‪ :‬لو كانت كثرة الال ُت ْ‬
‫لَ ْخَلدَتْ أَبا قابوس‪ .‬والطوائق‪ :‬الَبنية الت تعقد بالجُرّ‪ .‬وشيء‬
‫كَثِي وكُثارٌ‪ :‬مثل طَويل وطُوال‪ .‬ويقال‪ :‬المد على القُ ّل والكُثْرِ‬
‫والقِلّ والكِثْرِ‪ .‬وف الديث‪ :‬نعم الالُ أَربعون والكُثْرُ سِتّون؛‬
‫الكُثْرُ‪ ،‬بالضم‪ :‬الكثي كالقُلّ ف القليل‪ ،‬والكُثْرُ معظم الشيء‬
‫وأَكْثَرُه؛ كَثُرَ الشيءُ كَثارَ ًة فهو كَثِي وكُثارٌ وكَثْرٌ‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫واْلعَنْهم َلعْنا كثيا‪ ،‬قال ثعلب‪ :‬معناه ُدمْ عليه وهو راجع إِل‬
‫هذا لَنه إِذا دام عليه كَثُرَ‪ .‬وكَثّر الشيءَ‪ :‬جعله كثيا‪ .‬وَأكْثَر‪:‬‬
‫أَتى بكَثِي‪ ،‬وقيل‪ :‬كَثّ َر الشيء وأَكْثَره جعله كَثيا‪ .‬وَأكْثَر الُ‬
‫فينا مِْثلَكَ‪ :‬أَ ْدخَلَ ؛ حكاه سيبويه‪ .‬وأَكثَر الرجلُ أَي كَثُر مالُه‪.‬‬
‫وف حديث ا ِلفْك‪ :‬ولا ضَرائِرُ إِل كَثّ ْرنَ فيها أَي كَثّ ْرنَ‬
‫القولَ فيها والعََنتَ لا؛ وفيه أَيضا‪ :‬وكان حسا ُن من كَثّرَ عليها‪،‬‬
‫ويروى بالباء الوحدة‪ ،‬وقد تقدّم‪ .‬ورجل ُمكْثِرٌ‪ :‬ذو كُثْرٍ من الال؛‬
‫و ِمكْثارٌ و ِمكْثي‪ :‬كثي الكلم‪ ،‬وكذلك الُنثى بغي هاء؛ قال سيبويه‪ :‬ول‬
‫يمع بالواو والنون لَن مؤنثه ل تدخله الاء‪ .‬والكاثِرُ‪ :‬الكَثِي‪.‬‬
‫و َعدَ ٌد كاثِرٌ‪ :‬كَثِي؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫وَلسْتُ با َلكْثَ ِر منهم َحصًى‪،‬‬
‫وإِنا العِزّةُ للكاثِرِ‬
‫الَكثر ههنا بعن الكثي‪ ،‬وليست للتفضيل‪ ،‬لَن الَلف واللم ومن‬
‫يتعاقبان ف مثل هذا؛ قال ابن سيده‪ :‬وقد يوز أَن تكون للتفضيل وتكون من غي‬
‫متعلقة بالَكثر‪ ،‬ولكن على قول َأ ْوسِ بن َحجَرٍ‪:‬‬
‫فإِنّا رَأَيْنا العِرْضَ أَ ْح َوجَ‪ ،‬ساعةً‪،‬‬
‫س ّهمِ‬
‫ط يَمانٍ ُم َ‬ ‫ق من رَيْ ٍ‬ ‫صدْ ِ‬ ‫إِل ال ّ‬
‫ورجل كَثِيٌ‪ :‬يعن به كَثْرَة آبائه وضُرُوبَ َعلْيائة‪ .‬ابن شيل عن‬
‫يونس‪ :‬رِجالٌ كَثي ونساء كَثِي ورجال كَثية ونساء كَثِية‪ .‬والكُثارُ‪،‬‬
‫بالضم‪ :‬الكَِثيُ‪ .‬وف الدار كُثار وكِثارٌ من الناس أَي جاعات‪ ،‬ول يكون‬
‫إِل من اليوانات‪.‬وكاثَرْناهم َفكَثَرناهم أَي غلبناهم بالكَثْرَةِ‪.‬‬
‫وكاثَرُوهم َفكَثَرُو ُهمْ َيكْثُروَن ُهمْ‪ :‬كانوا أَكْثَ َر منهم؛ ومنه قول‬
‫ال ُكمَْيتِ يصف الثور والكلب‪:‬‬
‫وعاثَ ف غابِ ٍر منها بعَْثعَثَةٍ‬
‫َنحْرَ الُكافئِ‪ ،‬وا َلكْثورُ َيهْتَبِلُ‬
‫العَْثعَثَة‪ :‬اللّيّ ْن من الَرض‪ .‬والُكافئُ‪ :‬الذي َيذْبَحُ شاتي‬
‫ص وَيحْتال‪.‬‬ ‫إِحداها مقابلة الُخرى للعقيقة‪ .‬وَيهْتَبِلُ‪َ :‬يفْتَرِ ُ‬
‫والتّكاثُر‪ :‬الُكاثَرة‪ .‬وف الديث‪ :‬إِنكم لع َخلِيقَتَيْ ِن ما كانتا مع‬
‫شيء إِل كَثّرتاه؛ أَي َغلَبناه بالكَثْرَةِ وكانَتا َأكْثَر منه‪.‬‬
‫الفراء ف قوله تعال‪ :‬أَلاكم التكاثر حت زُرْتُم القابر؛ نزلت ف‬
‫َحيّيْنِ تَفاخَرُوا أَيّهم َأكْثَرُ عَددا وهم بنو عبد مناف وبنو َسهْم‬
‫ت بنو عبد مناف بن سهم‪ ،‬فقالت بنو سهم‪ :‬إِن الَب ْغيَ أَهلكنا ف‬ ‫فكَثَرَ ْ‬
‫الاهلية فعادّونا بالَحياء والَموات‪ .‬فكَثَرَتْهم بنو َسهْم‪ ،‬فأَنزل ال‬
‫تعال‪ :‬أَلاكم التكاثر حت زرت القابر؛ أَي حت زرت الَموات؛ وقال‬
‫غيه‪ :‬أَلاكم التفاخر بكثرة العدد والال حت زرت القابر أَي حت متم؛‬
‫قال جرير للَخطل‪:‬‬
‫زَارَ القُبورَ أَبو مالكٍ‪،‬‬
‫فَأصْبَحَ َأ َلمَ ُزوّارِها‬
‫(* وف رواية أخرى‪ :‬فكان كأَ َلمِ ُزوّارِها)‬
‫فجعل زيار َة القبور بالوت؛ وفلن يََتكَثّرُ بال غيه‪ .‬وكاثَره‬
‫الاءَ واسَْتكْثَره إِياه إِذا أَراد لنفسه منه كثيا ليشرب منه‪ ،‬وإِن كان‬
‫الاء قليلً‪ .‬واستكثر من الشيء‪ :‬رغب ف الكثي منه وأَكثر منه أَيضا‪.‬‬
‫ورجل َمكْثُورٌ عليه إِذا كَُثرَ عليه من يطلب منه العروفَ‪ ،‬وف‬
‫الصحاح‪ :‬إِذا َنفِ َد ما عنده وكَثُرَتْ عليه الُقوقُ مِثْل مَْثمُودٍ‬
‫و َمشْفوهٍ و َمضْفوفٍ‪ .‬وف حديث قَزَعَةَ‪ :‬أَتيتُ أَبا سعيد وهو َمكْثُور عليه‪.‬‬
‫ق والطالَباتُ؛ أَراد أَنه‬ ‫يقال‪ :‬رجل مكثور عليه إِذا كَُثرَتْ عليه القو ُ‬
‫كان عنده جع من الناس يسأَلونه عن أَشياء فكأَنم كان لم عليه حقوق‬
‫فهم يطلبونا‪ .‬وف حديث مقتل السي‪ ،‬عليه السلم‪ :‬ما رأَينا َمكْثُورا‬
‫أَجْ َرأَ َم ْقدَما منه؛ الكثور‪ :‬الغلوب‪ ،‬وهو الذي تكاثر عليه الناس‬
‫فقهروه‪ ،‬أَي ما رأَينا مقهورا َأجْرََأ ِإقْداما منه‪.‬‬
‫وال َكوْثَر‪ :‬الكثي من كل شيء‪ .‬وال َكوْثَر‪ :‬الكثي اللتف من الغبار‬
‫إِذا سطع وكَثُرَ‪ُ ،‬هذَليةٌ؛ قال ُأمَيّةُ يصف حارا وعانته‪:‬‬
‫لقِيقَ إِذا ما احَْت َدمْن‪،‬‬ ‫يُحامي ا َ‬
‫حمْ َن ف َكوْثَرٍ كالَللْ‬ ‫و َح ْم َ‬
‫أَراد‪ :‬ف غُبار كأَنه جَللُ السفينة‪ .‬وقد َت َكوْثَر الغُبار إِذا كثر؛‬
‫قال َحسّان بن ُنشْبَة‪:‬‬
‫أََبوْا أَن يُبِيحوا جارَ ُه ْم لعَ ُدوّ ِهمْ‪،‬‬
‫وقد ثارَ َن ْقعُ ا َلوْتِ حت َت َكوْثَرا‬
‫وقد َت َكوْثَرَ‪ .‬ورجل َكوْثَرٌ‪ :‬كثي العطاء والي‪.‬‬
‫وال َكوْثَرُ‪ :‬السيد الكثي لي؛ قال الكميت‪:‬‬
‫وأَنتَ َكثِيٌ‪،‬يا ابنَ مَرْوانَ‪ ،‬طَّيبٌ‪،‬‬
‫وكان أَبوك ابنُ العقائِل َكوْثَرا‬
‫وقال لبيد‪:‬‬
‫ع بيتُ آخ َر َكوْثَرُ‬ ‫وعِْندَ الرّدا ِ‬
‫وال َكوْثَرُ‪ :‬النهر؛ عن كراع‪ .‬والكوثر‪ :‬نر ف النة يتشعب منه جيع‬
‫أَنارها وهو للنب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬خاصة‪ .‬وف حديث ماهد‪ :‬أُعطِيتُ‬
‫ال َكوْثَر‪ ،‬وهو نر ف النة‪ ،‬وهو َفوْعَل من الكثرة والواو زائدة‪ ،‬ومعناه‬
‫الي الكثي‪ .‬وجاء ف التفسي‪ :‬أَن الكوثر القرآن والنبوّة‪ .‬وف‬
‫التنيل العزيز‪ :‬إِنا أَعطيناك الكوثر؛ قيل‪ :‬الكوثر ههنا الي الكثي الذي‬
‫يعطيه ال أُمته يوم القيامة‪ ،‬وكله راجع إِل معن الكثرة‪ .‬وف الديث عن‬
‫النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أَن الكوثر نر ف النة أَشد بياضا من اللب‬
‫ج ّوفِ‪ ،‬وجاء أَيضا‬ ‫ب ال ّدرّ ا ُل َ‬
‫وأَحلى من العسل‪ ،‬ف حافَتَيه قِبا ُ‬
‫ف التفسي‪ :‬أَن الكوثر الِسلم والنبوّة‪ ،‬وجيع ما جاء ف تفسي الكوثر‬
‫قد أُعطيه النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أُعطي النبوّة وإِظهار الدين الذي‬
‫بعث به على كل دين والنصر على أَعدائه والشفاعة لُمته‪ ،‬وما ل يصى من‬
‫الي‪ ،‬وقد أُعطي من النة على قدر فضله على أَهل النة‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ .‬وقال أَبو عبيدة‪ :‬قال عبد الكري أَبو أُمية‪َ :‬ق ِدمَ فل ٌن ب َكوْثَرٍ‬
‫كَثي‪ ،‬وهو فوعل من الكثرة‪ .‬أَبو تراب‪ :‬الكَيْثَ ُر بعن الكَثِي؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫هَلِ العِزّ إِل اللّهى والثّرَا‬
‫ُء وال َعدَدُ الكَيْثَ ُر الَعْ َظمُ؟‬
‫فالكَيْثَ ُر وال َكوْثَرُ واحد‪ .‬والكَثْرُ والكَثَرُ‪ ،‬بفتحتي‪ُ :‬جمّار‬
‫النخل‪ ،‬أَنصارية‪ ،‬وهو شحمه الذي ف وسط النخلة؛ ف كلم الَنصار‪ :‬وهو‬
‫ب أَيضا‪ .‬ويقال‪ :‬الكَثْ ُر طلع النخل؛ ومنه الديث‪ :‬ل قَ ْط َع ف‬ ‫لذَ ُ‬ ‫اَ‬
‫لمّارُ عامّةً‪ ،‬واحدته كَثَرَةٌ‪.‬‬ ‫َثمَرٍ ول كَثَرٍ‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَثَرُ ا ُ‬
‫وقد أَكثر النخ ُل أَي َأ ْطلَعَ‪.‬‬
‫وكَثِي‪ :‬اسم رجل؛ ومنه كُثَيّ ُر بن أَب ُجمْعَةَ‪ ،‬وقد غلب عليه لفظ‬
‫التصغي‪ .‬وكَثِيَةُ‪ :‬اسم امرأَة‪ .‬والكَثِياءُ‪ِ :‬عقّ ٌي معروف‪.‬‬
‫@كخر‪ :‬قال الَزهري‪ :‬أَهله الليث وغيه؛ وقال أَبو زيد الَنصاري‪ :‬ف‬
‫الفخذ الغُرُورُ‪ ،‬وهي غُضون ف ظاهر الفخذين‪ ،‬واحدها غَرّ‪ ،‬وفيه‬
‫الكاخِرَةُ‪،‬وهي أَسفل من الاعرة ف أَعال الغُرور‪.‬‬
‫@كدر‪ :‬ال َك َدرُ‪ :‬نقيض الصفاء‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬خلف الصّ ْفوِ؛ َك َدرَ‬
‫و َك ُدرَ‪ ،‬بالضم‪ ،‬كَدارَةً و َكدِرَ‪ ،‬بالكسر‪َ ،‬كدَرا و ُكدُورا و ُك ْدرَةً‬
‫و ُكدُورَةً وكَدارَةً وا ْك َدرّ؛ قال ابن مَطِيٍ ا َل َسدِيّ‪:‬‬
‫وكائ ْن تَرى من حال دُنْيا َتغَيّرتْ‪،‬‬
‫وحالٍ صَفا‪ ،‬بعد اكدِرارٍ‪ ،‬غَديرُها‬
‫وهو أَ ْك َدرُ و َك ِدرٌ و َكدِيرٌ؛ يقال‪ :‬عَْيشٌ أَ ْك َدرُ كِدرٌ‪ ،‬وماءٌ‬
‫أَك َدرُ َك ِدرٌ؛ الوهري‪َ :‬ك ِدرَ الاءُ بالكسر‪َ ،‬ي ْك َدرُ َكدَرا‪ ،‬فهو‬
‫خذٍ؛ وأَنشد ابن الَعراب‪:‬‬ ‫خ ٍذ وَف ْ‬ ‫َكدِرٌ و َك ْدرٌ‪ ،‬مثل َف ِ‬
‫لو كنتَ ما ًء كنتَ غيَ كَدرِ‬
‫وكذلك َت َكدّر و َكدّره غيُه َتكْديرا‪ :‬جعله َكدِرا‪ ،‬والسم‬
‫ال ُكدْرة وال ُكدُورَة‪ .‬وال ُكدْرَةُ من الَلوان‪ :‬ما نَحا نَحوَ السواد‬
‫والغُبْرَةِ‪ ،‬قال بعضهم‪ :‬ال ُكدْرة ف اللون خاصةً‪ ،‬وال ُكدُورة ف الاء والعيش‪،‬‬
‫وال َك َدرُ ف كلّ‪ .‬و َك ِدرَ لونُ الرجل‪ ،‬بالكسر؛ عن اللحيان‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫ت معيشته‪ ،‬ويقال‪َ :‬ك ِدرَ الاء و َكدُرَ ول يقال‬ ‫َكدُرَ عيش فلن وَت َكدّرَ ْ‬
‫َكدَرَ إِل ف الصبّ‪ .‬يقال‪َ :‬ك َدرَ الشي َء َي ْكدُرُه َكدْرا إِذا صبه؛‬
‫قال العجاج يصف جيشا‪:‬‬
‫فإِن أَصابَ َكدَرا َمدّ ال َكدَرْ‪،‬‬
‫سَنابِكُ الَيْ ِل ُيصَدّعْ َن الَيَرّ‬
‫وال َك َدرُ‪ :‬جع ال َك َدرَة‪ ،‬وهي ا َل َدرَةُ الت يُثيها السّنّ‪ ،‬وهي‬
‫ههنا ثُث ُي سَناِبكُ اليل‪.‬‬
‫ونُطفة َكدْراء‪ :‬حديثة العهد بالسماء‪ ،‬فإِن أُ ِخ َذ لب حليب فأُْن ِقعَ‬
‫فيه تر بَرِْنيّ‪ ،‬فهو ُكدَيْراء‪ .‬و َك َدرَةُ الوض‪ ،‬بفتح الدال‪ :‬طينه‬
‫وك َدرُه؛ عن ابن الَعراب؛ وقال مرة‪َ :‬ك َدرَتُه ما عله من ُطحُْلبٍ‬
‫وعَ ْرمَضٍ ونوها؛ وقال أَبو حنيفة‪ :‬إِذا كان السحاب رقيقا ل يواري السماء‬
‫ع ما‬ ‫فهو ال َكدَرة‪ ،‬بفتح الدال‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬يقال ُخ ْذ ما صفا و َد ْ‬
‫َكدَ َر وك ُدرَ و َك ِدرَ‪ ،‬ثلث لغات‪ .‬ابن السكيت‪ :‬القَطا ضربان‪ :‬فضرب‬
‫ط وال ُك ْدرِيّ‪ ،‬والُونّ ما كان َأ ْك َدرَ الظهر‬ ‫جُونِيّة‪ ،‬وضرب منها الغَطا ُ‬
‫أَسود باطن الناح ُمصْفَرّ اللق قصي الرجلي‪ ،‬ف ذنبه ريشتان أَطول من‬
‫ي والكُدارِيّ؛ الَخية عن ابن‬ ‫سائر الذنب‪ .‬ابن سيده‪ :‬ال ُكدْرِ ّ‬
‫الَعراب‪ :‬ضرب من القَطا قِصارُ الَذناب فصيحة تُنادي باسها وهي أَلطف من‬
‫الُونّ؛ أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫ض القَطا الكُدارِي‬ ‫َتلْقى به بَيْ َ‬
‫ق الصّغارِ‬ ‫لدَ ِ‬‫تَوائما‪ ،‬كا َ‬
‫واحدته ُك ْدرِيّةٌ وكُدارِيّة‪ ،‬وقيل‪ :‬إِنا أَراد ال ُكدْرِيّ فحرّك‬
‫وزاد أَلفا للضرورة‪ ،‬ورواه غيه ال َكدَارِيّ‪ ،‬وفسره بأَنه جع ُك ْدرِيّة‪.‬‬
‫ب إِل طي ُك ْدرٍ‪ ،‬كالدّْبسِ ّي منسوب إِل‬ ‫ي منسو ٌ‬ ‫قال بعضهم‪ :‬ال ُكدْرِ ّ‬
‫ي وجُونّ وغَطاطٌ‪،‬‬ ‫طي دُبْسٍ‪ .‬الوهري‪ :‬القَطا ثلثة أَضرب‪ُ :‬كدْرِ ّ‬
‫ي ما وصفناه وهو أَلطف من الُونّ‪ ،‬كأَنه نسب إِل معظم القطا‬ ‫فال ُك ْدرِ ّ‬
‫وهي ُك ْدرٌ‪ ،‬والضربان الخران مذكوران ف موضعيهما‪.‬‬
‫وال َك َدرُ‪ :‬مصدر الَ ْك َدرِ‪ ،‬وهو الذي ف لونه ُك ْدرَة؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫أَ ْك َدرُ َلفّافٌ عِنادَ الرّوع‬
‫خمَة الُثارة من مَدَر الَرض‪.‬‬ ‫ضْ‬ ‫وال َك َدرَةُ‪ :‬القُلعَة ال ّ‬
‫وال َك َدرُ‪ :‬القَبضات الحصودة التفرّقة من الزرع ونوه‪ ،‬واحدته َكدَرَة؛ قال ابن‬
‫سيده‪ :‬حكاه أَبو حنيفة‪.‬‬
‫واْن َكدَرَ َيعْدُو‪ :‬أَسرع بعض الِسراع‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬أَسرع واْنقَضّ‪.‬‬
‫وان َكدَر عليهم القومُ إِذا جاؤوا أَرسالً حت يَْنصَبّوا عليهم‪.‬‬
‫ت النجومُ‪ :‬تَناثَرَتْ‪ .‬وف التنيل‪ :‬وإِذا النجومُ‬ ‫واْن َكدَرَ ِ‬
‫اْن َكدَرَتْ‪.‬وال ُكدَيْراءُ‪ :‬حليب يُْنقَع فيه تر بَ ْرنّ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو لب ُيمْ َرسُ‬
‫سمَنّ‪ ،‬وقال كراع‪ :‬هو صنف من الطعام‪ ،‬ول‬ ‫بالتمر ث تسقاه النساء لَي ْ‬
‫حلّهِ‪.‬‬
‫ُي َ‬
‫وحار ُكدُرّ وكُْندُر وكُنا ِدرٌ‪ :‬غليظ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫نَجاءُ ُكدُ ّر من َح ِميِ أَتِيدَةٍ‪،‬‬
‫بفائله والصّ ْفحَتَيْن ُندُوبُ‬
‫ويقال‪ :‬أَتان ُك ُدرّة‪ .‬ويقال للرجل الشاب الادر القوي الكتن‪:‬‬
‫ُكدُرّ‪ ،‬بتشديد الراء؛ وأَنشد‪:‬‬
‫خُوص َيدَعْ َن العَزَبَ ال ُك ُدرّا‪،‬‬
‫ل َيبْ َرحُ النلَ إِل حُرّا‬
‫وروى أَبو تراب عن شُجاع‪ :‬غلم ُق ُدرٌ و ُك ُدرٌ‪ ،‬وهو التام دون النخزل؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫خوص يدعن العزب الكدرا‬
‫ورجل كُْندُر وكُنا ِدرٌ‪ :‬قصي غليظ شديد‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وذهب سيبويه‬
‫إِل أَن كُْندُرا رباعي‪ ،‬وسنذكره ف الرباعي أَيضا‪.‬‬
‫ش منسوبة إِل فحل منها‪.‬‬ ‫وبناتُ ا َل ْكدَرِ‪ :‬حَم ُي وَحْ ٍ‬
‫وأُكَْي ِدرُ‪ :‬صاحبُ دُومَةِ الَْندَلِ‪ .‬وال َكدْراء‪ ،‬مدود‪ :‬موضع‪.‬‬
‫وأَ ْك َدرُ‪ :‬اسم‪ .‬و َكوْ َدرُ‪ :‬ملك من ملوك ِحمْيَر؛ عن الَصمعي؛ قال النابغة‬
‫العدي‪:‬‬
‫ويومَ دَعا ِولْدانَكم عِْندَ َكوْ َدرٍ‪،‬‬
‫َفخَالُوا لدى الدّاعي ثَرِيدا مُفلْفَل‬
‫وتَكادَرت العي ف الشيء إِذا أَدامت النظر إِليه‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫والَ ْك َدرِيّة مسأَلة ف الفرائض‪ ،‬وهي زوج وأُم و َجدّ وأُخت لَب وأُم‪.‬‬
‫@كرر‪ :‬الكَرّ‪ :‬الرجوع‪ .‬يقال‪ :‬كَرّه وكَ ّر بنفسه‪ ،‬يتعدّى ول يتعدّى‪.‬‬
‫والكَرّ‪ :‬مصدر كَرّ عليه َيكُرّ كرّا وكُرورا وَتكْرارا‪ :‬عطف‪.‬‬
‫وكَ ّر عنه‪ :‬رجع‪ ،‬وكَ ّر على العد ّو َيكُرّ؛ ورجل َكرّار و ِمكَرّ‪ ،‬وكذلك‬
‫الفرس‪ .‬وكَ ّررَ الشيء وكَرْكَره‪ :‬أَعاده مرة بعد أُخرى‪ .‬والكَرّةُ‪:‬‬
‫الَرّةُ‪ ،‬والمع الكَرّات‪ .‬ويقال‪ :‬كَ ّررْتُ عليه الديث وكَ ْركَرْتُه إِذا‬
‫ردّدته عليه‪ .‬وكَر َكرْتُه عن كذا كَ ْركَرةً إِذا رَدَدْته‪ .‬والكَرّ‪:‬‬
‫الرجوع على الشيء‪ ،‬ومنه الّتكْرارُ‪ .‬ابن ُبزُرجٍ‪ :‬الّتكِرّ ُة بعن‬
‫الّتكْرارِ وكذلك الّتسِرّة والّتضِرّة والّتدِرّة‪ .‬الوهري‪ :‬كَ ّررْتُ‬
‫الشيء َتكْرِيرا وَتكْرارا؛ قال أَبو سعيد الضرير‪ :‬قلت لب عمرو‪ :‬ما‬
‫بي ِتفْعالٍ وَتفْعالف فقال‪ِ :‬تفْعالٌ اسم‪ ،‬وَتفْعالٌ‪ ،‬بالفتح‪ ،‬مصدر‪.‬‬
‫وَتكَرْكَرَ الرجلُ ف أَمره أَي ثردّد‪ .‬وا ُلكَرر من الروف‪ :‬الراء‪،‬‬
‫وذلك لَنك إِذا وقفت عليه رأَيت طرف اللسان يتغي با فيه من التكرير‪،‬‬
‫سبَ ف الِمالة برفي‪.‬‬ ‫ولذلك احُْت ِ‬
‫للْق بعد الفَناء‪ .‬وكَرّ الريضُ‬ ‫والكَرّةُ‪ :‬الَبعْث وَتجْديدُ ا َ‬
‫َيكِرّ كَرِيرا‪ :‬جاد بنفسه عند الوت و َحشْ َرجَ‪ ،‬فإِذا َعدّيته قلت كَرّه‬
‫لشْرَجَة‪ ،‬وقيل‪ :‬الشرجة عند الوت‪،‬‬ ‫َيكُرّه إِذا رَدّه‪ .‬والكَرِير‪ :‬ا َ‬
‫لشْرَجَة وليس با؛ وكذلك هو من‬ ‫وقيل‪ :‬الكَرِي ُر صوت ف الصدر مثل ا َ‬
‫اليل ف صدورها‪ ،‬كَ ّر َيكِرّ‪ ،‬بالكسر‪َ ،‬كرِيرا مثل كرِيرِ‬
‫ا ُلخْتَنِقِ؛ قال الشاعر‬
‫(* الشاعر هو امرؤ القيس‪):‬‬
‫َيكِرّ كَرِيرَ الَبكْرِ ُشدّ خِناقُه‬
‫س بقَتّال‬
‫لَيقُْتلَنِي‪ ،‬والر ُء لي َ‬
‫جهُود؛ قال الَعشى‪:‬‬ ‫والكَرِيرُ‪ :‬صوت مثل صوت ا ُلخْتَنِق أَو ا َل ْ‬
‫فَأهْلي الفِداءُ غَداةَ النّزال‪،‬‬
‫إِذا كان دَ ْعوَى الرجالِ الكَرِيرَا‬
‫والكَرِيرُ‪ُ :‬بحّة َتعْتَرِي من الغبار‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن النب‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬وأَبا بكر وعمر‪ ،‬رضي ال عنهما‪َ ،‬تضَّيفُوا أَبا ا َليْثَم‬
‫فقال لمرأَته‪ :‬ما عندك؟ قالت‪ :‬شعي‪ ،‬قال‪ :‬فكَرْكِري أَي ا ْطحَنِي‪.‬‬
‫والكَرْكَرة‪ :‬صوت يردّده الِنسان ف جوفه‪ .‬والكَرّ‪ :‬قَْي ٌد من ليف أَو خوص‪.‬‬
‫والكَرّ‪ ،‬بالفتح‪ :‬البل الذي يصعد به على النخل‪ ،‬وجعه كُرورٌ؛ وقال‬
‫أَبو عبيد‪ :‬ل يسمى بذلك غيه من البال؛ قال الَزهري‪ :‬وهكذا ساعي من‬
‫العرب ف الكَ ّر وُيسَوّى من حُ ّر اللّيف؛ قال الراجز‪:‬‬
‫ت ول فيه لَوَى‬ ‫خ ٌ‬ ‫كالكَرّ ل َس ْ‬
‫ل تُقاد به السفن ف الاء‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫وقد جعل العجاج الكَرّ حب ً‬
‫ي بالكُرورِ‬ ‫َج ْذبَ الصّرَارِّي َ‬
‫لحُ‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَرّ البل الغليظ‪ .‬أَبو عبيدة‪:‬‬ ‫والصّرارِيّ‪ :‬الَ ّ‬
‫الكَ ّر من الليف ومن ِقشْرِ العراجي ومن ال َعسِيب‪ ،‬وقيل‪ :‬هو حَبْل‬
‫ع السفينة‪،‬‬ ‫سفِينة‪ ،‬وقال ثعلب‪ :‬هو البل‪َ ،‬ف َعمّ به‪ .‬والكَرّ‪ :‬حب ُل شِرا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫وجعه كُرورٌ؛ وأَنشد بيت العجاج‪:‬‬
‫جذب الصراريّي بالكرور‬
‫والكِرَارانِ‪ :‬ما تت الِيَكَ ِة من الرّحْل؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ت وَجْهٍ سا ِهمِ‬ ‫َوَق ْفتُ فيها ذا َ‬
‫ضمِ‪،‬‬ ‫ت َمحْزِمٍ جُرا ِ‬ ‫َسجْحا َء ذا َ‬
‫صلْبٍ زا ِهمِ‬ ‫تُنْبِي الكِرارَيْن ب ُ‬
‫والكَرّ‪ :‬ما ضم َظلِفَت الرّحْ ِل و َجمَع بينهما‪ ،‬وهو الَدي الذي‬
‫ت من الرحل‪ ،‬والمع أَكرار؛ البِدادانِ ف القََتبِ‬ ‫تدخل فيه ال ّظلِفا ُ‬
‫بنلة الكَرّ ف الرحل‪ ،‬غي أَن البِدادَينِ ل يظهران من ُقدّام ال ّظلِفة‪.‬‬
‫قال أَبو منصور‪ :‬والصواب ف أَكْرارِ الرحل هذا‪ ،‬ل ما قاله ف‬
‫الكِرارَيْن ما تت الرحل‪ .‬والكَرّتانِ‪ :‬القَرّتان‪ ،‬وها الغداة والعشيّ؛ لغة‬
‫حكاها يعقوب‪ .‬والكَ ّر والكُرّ‪ :‬من أَساء البار‪ ،‬مذكر؛ وقيل‪ :‬هو‬
‫سيُ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الوضع يمع فيه الاء الجِ ُن لَيصْ ُفوَ‪ ،‬والمع كِرارٌ؛‬ ‫لْ‬‫اِ‬
‫قال كُثَيّر‪:‬‬
‫جدٍ َوشِيجَةٌ‪،‬‬ ‫أُحِبّك‪ ،‬ما دا َمتْ بَن ْ‬
‫وما ثَبَتتْ أُْبلَى به وِتعَارُ‬
‫ث من تِهامَ َة طَيّبٌ‪،‬‬ ‫وما دامَ غَْي ٌ‬
‫به ُقُلبٌ عادِيّةٌ وكِرارُ‬
‫قال ابن بري‪ :‬هذا العجز أَورده الوهري‪ :‬با ُقُلبٌ عادية‪ ،‬والصواب‪ :‬به‬
‫ُقُلبٌ عادية‪ .‬والقَلُب‪ :‬جع َقلِيب وهو البئر‪ .‬والعادِيّة‪ :‬القدية‬
‫منسوبة إِل عادٍ‪ .‬والوشيجة‪ :‬عِ ْرقُ الشجرة‪ .‬وأُبْلى وتِعارٌ‪ :‬جبلن‪.‬‬
‫والكُرّ‪ :‬مكيال لَهل العراق؛ وف حديث ابن سيين‪ :‬إِذا بلغ الاءُ‬
‫حمِلْ َنجَسا‪ ،‬وف رواية‪ :‬إِذا كان الاء َق ْدرَ كُ ّر ل‬ ‫كُرّا ل َي ْ‬
‫حمِ ِل ال َقذَرَ‪ ،‬والكُرّ‪ :‬ستة أَوقار حار‪ ،‬وهو عند أَهل العراق ستون‬ ‫َي ْ‬
‫حسْي‪ :‬كُرّ أَيضا؛ والكُرّ‪ :‬واحدٌ َأكْرارِ الطعام؛ ابن‬ ‫قفيا‪ .‬ويقال لل ِ‬
‫سيده‪ :‬يكون بالصري أَربعي ِإرْدَبّا؛ قال أَبو منصور‪ :‬الكُرّ سِتّون‬
‫َقفِيزا‪ ،‬وال َقفِيز ثانية َمكَاكِيكَ‪ ،‬وا َلكّوكُ صاع ونصف‪ ،‬وهو‬
‫ثلثُ كَْيلَجاتٍ؛ قال الَزهري‪ :‬والكُرّ من هذا الساب اثنا عشر َوسْقا‪،‬‬
‫كل َوسْ ٍق ستون صاعا‪ .‬والكُرّ أَيضا‪ :‬الكساء‪ .‬والكُرّ‪ :‬نر‪.‬‬
‫والكُرّة‪ :‬الَبعَرُ‪ ،‬وقيل‪ :‬الكُرّ ُة سِرْقيٌ وتراب يدق ث تلى به‬
‫الدروع‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬الكُرّة الَبعَرُ ال َعفِنُ تلى به الدّروع؛ وقال‬
‫النابغة يصف دروعا‪:‬‬
‫ي بكدَْيوْنٍ وُأ ْشعِ ْرنَ كُرّةً‪،‬‬ ‫ُعلِ َ‬
‫َفهُنّ إِضاءٌ صافياتُ الغلئل‬
‫وف التهذيب‪ :‬وُأبْطِنّ كُرّ ًة فهنّ وِضاءٌ‪ .‬الوهري‪ :‬وكَرارِ مثلُ‬
‫قَطام خَرَزة ُي َؤ ّخذُ با نِساءُ الَعراب‪ .‬ابن سيده‪ :‬والكَرَا ُر خرزة‬
‫ُيؤَ ّخذُ با النساءُ الرجالَ؛ عن اللحيان‪ ،‬قال‪ :‬وقال الكسائي تقول‬
‫الساحرة يا كَرارِ كُرّيه‪ ،‬يا َهمْرَةُ ا ْهمِرِيه‪ ،‬إِن أَقبل َفسُرّيه‪ ،‬وإِن‬
‫أُدْبَر َفضُرّيه‪.‬‬
‫والكَرْكَرةُ‪ :‬تصريف الريح السحابَ إِذا جعته بعد تفرّق؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ُتكَ ْركِرُه الَنائبُ ف السّدادِ‬
‫وف الصحاح‪ :‬باَتتْ ُتكَ ْركِرُه الَنُوب‪ ،‬وأَصله ُتكَرّره‪ ،‬من‬
‫الّتكْرِير‪ ،‬و َكرْكَرَتْهُ‪ :‬ل َتدَعْ ُه َي ْمضِي؛ قال أَبو ذؤيب‪:‬‬
‫جدِيّ ٌة وَت ُمدّه‬
‫ُتكَ ْركِرُه َن ْ‬
‫سفَةٌ‪َ ،‬فوْقَ التراب‪َ ،‬معُوجُ‬ ‫سفْ ِ‬‫ُم َ‬
‫وتكرْكَرَ هو‪َ :‬ترَدّى ف الواء ‪ .‬وَتكَ ْركَرَ الاءُ‪ :‬تَراجَع ف‬
‫َمسِيلِه‪ .‬والكُرْكُورُ‪ :‬وا ٍد َبعِيدُ ال َقعْرِ يََتكَرْ َكرُ فيه الاء‪.‬‬
‫وكَ ْركَرَهُ‪ :‬حَبَسه‪ .‬وكَرْكَرَه عن الشيء‪َ :‬دَفعَه ورَدّه وحَبَسه‪ .‬وف‬
‫حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬لا َق ِدمَ الشامَ وكان با الطاعونُ َتكَرْ َكرَ عن‬
‫ذلك أَي رجع‪ ،‬من َكرْكَرْتُه عنّي إِذا َدَفعْتَه ورَدَدْتَهُ‪ .‬وف حديث‬
‫كناية‪َ :‬تكَرْكَرَ الناسُ عنه‪.‬‬
‫ضحِكُ‪ .‬وفلن‬ ‫والكَرْكَرَة‪ :‬ضرب من الضحك‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن َيشَْت ّد ال ّ‬
‫ُيكَ ْركِرُ ف صوته‪ :‬كُي َقهْقِهُ‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الكَرْكَرَةُ صوت يردّده‬
‫الِنسانُ ف جوفه‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬كَ ْركَرَ ف الضحك كَ ْركَرَةً إِذا‬
‫أَغْرَبَ‪ ،‬وكَرْكَرَ الرّحى كَ ْركَرَةً إِذا أَدارَها‪ .‬الفراء‪َ :‬ع َككْتُه‬
‫أَ ُعكّه وكَرْكَ ْرتُه مثله‪ .‬شر‪ :‬الكَرْكَرَ ُة من الِدارَةِ‬
‫والتّرْدِيدِ‪ .‬وكَ ْركَ َر بالدّجاجة‪ :‬صاح با‪ .‬والكَرْكرَةُ‪ :‬اللب الغليظ؛ عن‬
‫كراع‪.‬والكِرْكِرَةُ‪ :‬رَحَى َزوْرِ البعي والناقةِ‪ ،‬وهي إِحدى الّثفِنات‬
‫المس‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الصّ ْدرُ من كل ذي خفّ‪ .‬وف الديث‪ :‬أَل تَ َروْا إِل‬
‫الَبعِي يكون بكِرْ ِكرَته ُنكْتَة من جَرَبف هي بالكسر َزوْرُ البعي الذي‬
‫إِذا برك أَصاب الَرضَ‪ ،‬وهي ناتِئَة عن جسمه كالقُرْصَةِ‪ ،‬وجعها‬
‫كراكِرُ‪ .‬وف حديث عمر‪ :‬ما أَ ْجهَلُ عن كَراكِرَ وَأسْنِمة؛ يريد إِحضارها‬
‫للَكل فإِنا من أَطايب ما يؤكل من الِبل؛ وف حديث ابن الزبي‪:‬‬
‫ي رِقاَبكُمْ‪،‬‬‫عَطاؤ ُك ُم للضّارِِب َ‬
‫وُتدْعَى إِذا ما كان حَزّ الكَراكِرِ‬
‫قال ابن الَثي‪ :‬هو أَن يكون بالبعي داء فل َيسَْتوِي إِذا برك‬
‫ق ث ُي ْكوَى؛ يريد‪ :‬إِنا َتدْعونا إِذا‬ ‫فَُيسَ ّل من الكِرْكِرَ ِة عِرْ ٌ‬
‫ل ْه ُد لعلمنا بالرب‪ ،‬وعند العَطاء والدّعة غَْيرَنا‪.‬‬ ‫َبَلغَ منكم ا ُ‬
‫وكَ ْركَر الضاحِكُ‪ :‬شَبّه بكَرْكَرَة البعي إِذا رَدّدَ صوته‪ .‬والكَرْكَرَةُ‬
‫ف الضحك مثل القَ ْرقَرة‪ .‬وف حديث جابر‪ :‬من ضحك حت ُيكَرْكِ َر ف‬
‫الصلة فلُْيعِدِ الوضوءَ والصلة؛ الكَرْكَرَ ُة شِبْ ُه ال َق ْهقَهَة فوق‬
‫القَ ْرقَرة؛ قال ابن الَثي‪ :‬ولعل الكاف مبدلة من القاف لقرب الخرج‪.‬‬
‫والكَرْكَرَةُ‪ :‬من الِدارَةِ والتّرْديد‪ ،‬وهو من كَرّ وكَرْكَرَ‪ .‬قال‪:‬‬
‫وكَ ْركَرَةُ الرّحى تَرْدادُها‪ .‬وُألِ ّح على أَعراب بالسؤال فقال‪ :‬ل‬
‫ُتكَ ْركِرُون؛ أَراد ل تُرَدّدوا عَليّ السؤال فأَ ْغلَطَ‪ .‬وروى عبد العزيز‬
‫عن أَبيه عن سهل بن سعد أَنه قال‪ :‬كنا َنفْ َرحُ بيوم المعة وكانت عجوز‬
‫سلْقِ فَتَ ْطرَحُه ف‬‫لنا تَْب َعثُ إِل بُضاعَة فتأْ ُخ ُذ من أُصول ال ّ‬
‫صلّينا انصرفنا إِليها‬ ‫ت من شعي‪ ،‬فكنا إِذا َ‬ ‫ِق ْدرٍ وُتكَرْكِ ُر حبا ٍ‬
‫ح بيوم المعة من أَجله؛ قال ال َقعْنَب‪:‬‬ ‫فُت َقدّمه إِلينا‪ ،‬فََنفْ َر ُ‬
‫ُتكَ ْركِرُ أَي تَ ْطحَنُ‪ ،‬وسّيت كَ ْركَرَةً لترديد الرّحى على ال ّطحْن؛ قال‬
‫أَبو ذؤيب‪:‬‬
‫إِذا كَ ْركَرَتْه رِياحُ الَنو‬
‫بِ‪َ ،‬أْلقَحَ منها عِجافا حِيال‬
‫والكَرْكَرُ‪ :‬وِعا ُء قضيب البعي والتّيْسِ والثور والكَراكِرُ‪:‬‬
‫س اليل‪ ،‬وأَنشد‪:‬‬ ‫كرادِي ُ‬
‫ق فينا كَراكِرٌ‪،‬‬ ‫ننُ بَأرْضِ الشّرْ ِ‬
‫ف لُبودُها‬‫ج ّ‬‫وخَيْلٌ جِيا ٌد ما َت ِ‬
‫والكَراكِرُ‪ :‬الماعاتُ‪ ،‬واحدتا ِكرْكِرَةٌ‪ .‬الوهري‪ :‬الكِرْكِرَة‬
‫الماعة من الناس‪.‬‬
‫وا َلكَرّ‪ ،‬بالفتح‪ :‬موضع الرب‪ .‬وفرس ِمكَرّ ِمفَرّ إِذا كان‬
‫مؤَدّبا طَيّعا خفيفا‪ ،‬إِذا ُكرّ كَرّ‪ ،‬وإِذا أَراد راكبه الفِرارَ عليه‬
‫فَرّ به‪ .‬الوهري‪ :‬وفرس ِمكَ ّر يصلح للكَ ّر والملة‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬
‫كَرْكَرَ إِذا انزم‪ ،‬ورَكْ َركَ إِذا جَبُنَ‪ .‬وف حديث ُسهَيْلِ بنِ‬
‫َعمْرٍو حي اسْتَهداه النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ما َء َزمْزَم‪ :‬فاستعانَت‬
‫امرأَته بأُثَْيلَ َة فقَرَتا مَزَادَتَيْ ِن وجعلتاها ف كُرّيْنِ‬
‫غُوطِّييِ‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬الكُ ّر جنس من الثياب الغلظ‪ ،‬قال‪ :‬قاله أَبو‬
‫موسى‪.‬‬
‫وأَبو مالك عمرو بن كِرْكِرَةَ‪ :‬رجل من علماء اللغة‪.‬‬
‫@كربر‪ :‬حكاه ابن جن ول يفسره‪.‬‬
‫@كركر‪ :‬التهذيب ف النوادر‪َ :‬ك ْمهَ ْلتُ الال َك ْم َهلَةً وحَْبكَرْتُه‬
‫َحْبكَرَةً وكَ ْركَرْتُه إِذا جعته ورَدَدت أَطراف ما انتشر منه‪ ،‬وكذلك‬
‫كَْبكَبْتُه‪.‬‬
‫@كزبر‪ :‬الكُزْبَرة‪ :‬لغة ف ال ُكسْبَرة؛ وقال أَبو حنيفة‪ :‬الكُزْبَرة‪،‬‬
‫بفتح الباء‪ ،‬عربية معروفة‪ .‬الوهري‪ :‬الكُزْبُرَة من الَبازير‪ ،‬بضم الباء‪،‬‬
‫وقد تفتح‪ ،‬قال‪ :‬وأَظنه معرّبا‪.‬‬
‫@كسر‪َ :‬كسَ َر الشيء َي ْكسِرُه َكسْرا فاْن َكسَرَ وَت َكسّ َر ُشدّد‬
‫للكثرة‪ ،‬و َكسّرَه فَت َكسّر؛ قال سيبويه‪َ :‬كسَرْتُه انكسارا واْن َكسَر‬
‫َكسْرا‪ ،‬وضعوا كل واحد من الصدرين موضع صاحبه لتفاقهما ف العن ل بسب‬
‫الّت َعدّي وعدم التّعدّي‪ .‬ورجل كاس ٌر من قوم ُكسّرٍ‪ ،‬وامرأَة‬
‫كاسِرَة من نسوة كَواسِرَ؛ وعب يعقوب عن الكُرّهِ من قوله رؤبة‪:‬‬
‫ص ْق َع القارِعاتِ الكُرّهِ‬‫خافَ َ‬
‫بأَنن ال ُكسّرُ؛ وشيء َمكْسور‪ .‬وف حديث العجي‪ :‬قد اْن َكسَر‪ ،‬أَي‬
‫صلَح َلنْ‬ ‫لنَ واخْتَمر‪ .‬وكل شيء فَتَر‪ ،‬فقد انْكسَر؛ يريد أَنه َ‬
‫شعْرَ‬‫ط َمكْسور أَي لَيّ ٍن ضعيف‪ .‬و َكسَ َر ال ّ‬ ‫سوْ ٍ‬ ‫ُيخْبَزَ‪ .‬ومنه الديث‪ :‬ب َ‬
‫َي ْكسِرُه َكسْراِ فانْكسر‪ :‬ل ُيقِ ْم َوزْنَه‪ ،‬والمع مَكاسِيُ؛ عن‬
‫سيبويه؛ قال أَبو السن‪ :‬إِنا أَذكر مثل هذا المع لَن حكم مثل هذا أَن يمع‬
‫بالواو والنون ف الذكر‪ ،‬وبالَلف والتاء ف الؤنث‪ ،‬لَنم َكسّروه‬
‫تشبيها با جاء من الَساء على هذا الوزن‪ .‬وال َكسِيُ‪ :‬ا َلكْسور‪ ،‬وكذلك‬
‫الُنثى بغي هاء‪ ،‬والمع َكسْرَى و َكسَارَى‪ ،‬وناقة َكسِي كما قالوا‬
‫َكفّ َخضِيب‪ .‬والكَسي من الشاء‪ :‬الُنْكسرةُ الرجل‪ .‬وف الديث‪ :‬ل يوز ف‬
‫الَضاحي ال َكسِيُ البَيّنَةُ ال َكسْرِ؛ قال ابن الَثي‪:‬‬
‫الُْن َكسِرَةُ الرّجْل الت ل تقدر على الشي‪ ،‬فعيل بعن مفعول‪ .‬وف حديث عمر‪:‬‬
‫ث إِليها‬
‫حدّ ُ‬ ‫ل يزال أَحدهم كاسِرا وِسادَه عند امرأَة ُمغْزِيَةٍ يََت َ‬
‫أَي يَثْن وِسادَه عندها ويتكئ عليها ويأْخذ معها ف الديث؛‬
‫وا ُلغْزِيَةُ الت غَزا زوْجُها‪ .‬والكواسِرُ‪ :‬الِبلُ الت َت ْكسِ ُر العُودَ‪.‬‬
‫وال ِكسْرَةُ‪ :‬القِ ْطعَة ا َلكْسورة من الشيء‪ ،‬والمع ِكسَرٌ مثل قِ ْطعَةٍ‬
‫وقِطَع‪ .‬والكُسارَةُ والكُسارُ‪ :‬ما َت َكسّر من الشيء‪ .‬قال ابن السكيت‬
‫ف السّ ْرفَة فقال‪َ :‬تصْنعُ بيتا من كُسارِ العِيدان‪ ،‬وكُسارُ‬ ‫ص َ‬ ‫ووَ َ‬
‫الَطَب‪ :‬دُقاقُه‪ .‬و َجفْنَةٌ أَكْسارٌ‪ :‬عظيمة ُموَصّلَة لكِبَرها أَو قِدمها‪،‬‬
‫وإِناء َأكْسار كذلك؛ عن ابن الَعراب‪ .‬وِقدْرٌ َكسْرٌ وأَكْسارٌ‪:‬‬
‫كأَنم جعلوا كل جزء منها َكسْرا ث جعوه على هذا‪.‬‬
‫وا َل ْكسِرُ‪ :‬موضع ال َكسْر من كل شيء‪ .‬و َمكْسِرُ الشجرة‪ :‬أَصلُها حيث‬
‫شوَْيعِر‪:‬‬
‫ُت ْكسَ ُر منه أَغصانا؛ قال ال ّ‬
‫َفمَنّ واسْتَْبقَى ول َيعَْتصِرْ‬
‫من فَرْعِهِ مالً‪ ،‬ول ا َل ْكسِرِ‬
‫ص ْلبُ ا َل ْكسِر‪ ،‬بكسر السي‪ ،‬إِذا عُ ِرَفتْ َجوْدَتُه بكسره‪.‬‬ ‫وعُود ُ‬
‫ويقال‪ :‬فلن طَيّبُ ا َل ْكسِرِ إِذا كان ممودا عند الِبْرَةِ‪.‬‬
‫و َم ْكسِرُ كل شيء‪ :‬أَصله‪ .‬وا َل ْكسِرُ‪ :‬ا َلخْبَرُ؛ يقال‪ :‬هو طيب ا َل ْكسِرِ‬
‫شدّةِ‪ ،‬وأَصله من‬ ‫ص ْلبُ ا َل ْكسِر‪ :‬باقٍ على ال ّ‬ ‫ورَدِيءُ ا َل ْكسِر‪ .‬ورجل ُ‬
‫ص ْلبٌ أَم رِ ْخوٌ‪ .‬ويقال للرجل إِذا كانت‬ ‫َكسْ ِركَ العُودَ لَتخْبُرَه أَ ُ‬
‫ُخبْرَتُه ممودة‪ :‬إِنه لطيب ا َل ْكسِرِ‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬فلن هَشّ ا َل ْكسِرِ‪ ،‬وهو مدح وذم‪ ،‬فإِذا أَرادوا أَن يقولوا‬
‫ح فهو مدح‪ ،‬وإِذا أَرادوا أَن يقولوا هو َخوّارُ‬ ‫ليس ُبصِْل ِد القِ ْد ِ‬
‫ب على حركة َأوّله كقولك ِدرْهم‬ ‫العُود فهو ذم‪ ،‬وجع التكسي ما ل ي َ‬
‫ودراهم وبَطْن وبُطُون وقِطْف وقُطُوف‪ ،‬وأَما ما يمع على حركة َأوّله فمثل‬
‫صال وصالون ومسلم ومسلمون‪.‬‬
‫و َكسَ َر من َبرْدِ الاء وحَرّه َي ْكسِرُ َكسْرا‪ :‬فَتّرَ‪ .‬واْن َكسَر‬
‫الَرّ‪ :‬فتَر‪ .‬وكل من َعجَز عن شيء‪ ،‬فقد اْن َكسَر عنه‪ .‬وكل شيء فَتَر عن‬
‫ت من برد الاء‬ ‫أَمر َي ْعجِزُ عنه يقال فيه‪ :‬انْكسَر‪ ،‬حت يقال َكسَرْ ُ‬
‫فاْن َكسَر‪ .‬و َكسَ َر من طَرْفه َي ْكسِرُ َكسْرا‪ :‬غَضّ‪ .‬وقال ثعلب‪ :‬كسَرَ‬
‫فلن على طرفه أَي غَضّ منه شيئا‪ .‬والكَسْرُ‪َ :‬أخَسّ القليل‪ .‬قال ابن‬
‫سيده‪ :‬أُراه من هذا كأَنه ُكسِرَ من الكثي‪ ،‬قال ذو الرمة‪:‬‬
‫ع بال َكسْرِ بِنْتَهُ‪،‬‬
‫إِذا مَرَئيّ با َ‬
‫ئ َيسَْتفِيدُها‬ ‫حتْ َكفّ امْرِ ٍ‬ ‫فما رَِب َ‬
‫لزْءُ من العضو‪ ،‬وقيل‪ :‬هو العضو‬ ‫وال َكسْرُ والكِسْرُ‪ ،‬والفتح أَعلى‪ :‬ا ُ‬
‫الوافر‪ ،‬وقيل‪ :‬هو العضو الذي على ِحدَتِه ل يلط به غيه‪ ،‬وقيل هو نصف‬
‫العظم با عليه من اللحم؛ قال‪:‬‬
‫وعاذِلةٍ َهّبتْ عَل ّي َتلُومُن‪،‬‬
‫وف َكفّها َكسْرٌ أَبَ ّح رَذُومُ‬
‫أَبو اليثم‪ :‬يقال لكل عظم ِكسْرٌ و َكسْرٌ‪ ،‬وأَنشد البيت أَيضا‪.‬‬
‫ا ُلمَويّ‪ :‬ويقال لعظم الساعد ما يلي النصف منه إِل الِ ْرفَق َكسْ ُر قَبيحٍ؛‬
‫وأَنشد شر‪:‬‬
‫لو كنتَ عَيْرا‪ ،‬كنتَ عَيْ َر َم َذلّةٍ‪،‬‬
‫أَو كنتَ ِكسْرا‪ ،‬كنتَ ِكسْرَ قَبيحِ‬
‫وهذا البيت أَورد الوهري عجزه‪:‬‬
‫ولو كنتَ َكِسْرا‪ ،‬كنتَ َكِسْرَ قَبيحِ‬
‫قال ابن بري‪ :‬البيت من الطويل ودخله الَ ْرمُ من أَوله‪ ،‬قال‪ :‬ومنهم من‬
‫يرويه أَو كنت كسرا‪ ،‬والبيت على هذا من الكامل؛ يقول‪ :‬لو كنت عيا لكنت‬
‫ش ّر الَعيار وهو عي الذلة‪ ،‬والمي عندهم شرّ ذوات الافر‪ ،‬ولذا‬
‫تقول العرب‪ :‬شر الدواب ما ل ُيذَكّى ول يُ َزكّى‪َ ،‬يعْنُون المي؛ ث‬
‫قال‪ :‬ولو كنت من أَعضاء الِنسان لكنت شَرّها لَنه مضاف إِل قبيح‪،‬‬
‫والقبيح هو طرفه الذي يَلي طَ َرفَ عظم ال َعضُدِ؛ قال ابن خالويه‪ :‬وهذا النوع‬
‫من الجاء هو عندهم من أَقبح ما يهجى به؛ قال‪ :‬ومثله قول الخر‪:‬‬
‫لو كُنُْتمُ ماءً لكنتم َوشَل‪،‬‬
‫ل لكُنُْتمْ َدقَل‬‫أَو كُنُْتمُ َنخْ ً‬
‫وقول الخر‪:‬‬
‫لو كنتَ ما ًء كنتَ َقمْطَرِيرا‪،‬‬
‫ت الدّبُورَا‪،‬‬
‫أَو كُْنتَ رِيا كاَن ِ‬
‫ت ُمخّا رِيرا‬ ‫أَو كنتَ ُمخّا كُْن َ‬
‫الوهري‪ :‬ال َكسْ ُر عظم ليس عليه كبي لم؛ وأَنشد أَيضا‪:‬‬
‫وف َكفّها ِكسْرٌ أَبَ ّح رَذُومُ‬
‫قال‪ :‬ول يكون ذلك إِل وهو مكسور‪ ،‬والمع من كل ذلك أَكْسارٌ وكُسورٌ‪.‬‬
‫وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬قال سعدُ بنُ الَخْرَم‪ :‬أَتيته وهو يُطْعم‬
‫الناسَ من كُسورِ إِبلٍ أَي أَعضائها‪ ،‬واحدها َكسْرٌ و ِكسْرٌ‪ ،‬بالفتح‬
‫والكسر‪ ،‬وقيل‪ :‬إِنا يقال ذلك له إِذا كان مكسورا؛ وف حديثه الخر‪ :‬فدعا‬
‫بُبْز يابس وأَكسارِ بعي؛ أَكسار جعُ قلة لل ِكسْرِ‪ ،‬وكُسورٌ جعُ كثرة؛‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وقد يكون ال َكسْرُ من الِنسان وغيه؛ وقوله أَنشده ثعلب‪:‬‬
‫قد أَنَْتحِي للناقَةِ ال َعسِيِ‪،‬‬
‫ب لَيّنُ الكُسورِ‬ ‫إِ ِذ الشّبا ُ‬
‫فسره فقال‪ :‬إِذ أَعضائي تكنن‪ .‬وال َكسْرُ من الساب‪ :‬ما ل يبلغ سهما‬
‫تامّا‪ ،‬والمع كُسورٌ‪ .‬وال َكسْر وال ِكسْرُ‪ :‬جانب البيت‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما‬
‫اندر من جانب البيت عن الطريقتي‪ ،‬ولكل بيت ِكسْرانِ‪ .‬وال َكسْرُ‬
‫شقّة الت تلي‬ ‫وال ِكسْرُ‪ :‬الشّقّة السّفْلى من الباء‪ ،‬وال ِكسْرُ أَسفل ال ّ‬
‫شقّة‬‫الَرض من الباء‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما َت َكسّر أَو تثن على الَرض من ال ّ‬
‫سفْلى‪ .‬و ِكسْرا كل شيء‪ :‬ناحيتاه حت يقال لناحيت الصّحراءِ‬ ‫ال ّ‬
‫ِكسْراها‪ .‬وقال أَبو عبيد‪ :‬فيه لغتان‪ :‬الفتح والكسر‪ .‬الوهري‪ :‬والكِسْرُ‪،‬‬
‫ث ُي ْكسَرُ جانباه من عن‬ ‫ض من حي ُ‬ ‫بالكسر‪ ،‬أَسفلُ ُشقّةِ البيت الت تَلي الَر َ‬
‫يينك ويسارك؛ عن ابن السكيت‪ .‬وف حديث أُم َمعَْبدٍ‪ :‬فنظر إِل شاة ف‬
‫ِكسْرِ الَيْمة أَي جانبها‪ .‬ولكل بيتٍ ِكسْرانِ‪ :‬عن يي وشال‪ ،‬وتفتح‬
‫الكاف وتكسر‪ ،‬ومنه قيل‪ :‬فلن مُكاسِرِي أَي جاري‪ .‬ابن سيده‪ :‬وهو جاري‬
‫صرِي أَي ِكسْرُ بيت إِل جَْنبِ ِكسْرِ بيته‪ .‬وأَرضٌ ذاتُ‬ ‫مُكاسِرِي ومُؤا ِ‬
‫ُكسُورٍ أَي ذات صُعودٍ وهُبُوطٍ‪.‬‬
‫و ُكسُورُ الَودية والبال‪ :‬معاطفُها وجِ َرفَتها وشِعابُها‪ ،‬ل ُيفْرد‬
‫لا واحدٌ‪ ،‬ول يقال ِكسْرُ الوادي‪ .‬ووا ٍد ُم َكسّرٌ‪ :‬سالتْ ُكسُوره؛ ومنه‬
‫قول بعض العرب‪ِ :‬ملْنا إِل وادي كذا فوجدناه ُم َكسّرا‪ .‬وقال ثعلب‪:‬‬
‫واد ُم َكسّرٌ‪ :‬بالفتح‪ ،‬كأَن الاء كسره أَي أَسال معَاطفَه وجِ َرفَتَه‪،‬‬
‫وروي قول الَعراب‪ :‬فوجدناه ُم َكسّرا‪ ،‬بالفتح‪ .‬و ُكسُور الثوب واللد‪:‬‬
‫ٌغضُونُه‪.‬‬
‫و َكسَرَ الطائ ُر َي ْكسِرُ َكسْرا و ُكسُورا‪ :‬ضمّ جناحيه جت يَْنقَضّ‬
‫يريد الوقوعَ‪ ،‬فإِذا ذكرت الناحي قلت‪َ :‬كسَرَ جناحيه َكسْرا‪ ،‬وهو‬
‫إِذا ضم منهما شيئا وهو يريد الوقوع أَو النقضاض؛ وأَنشد الوهري‬
‫ضيَ البازِي إِذا البازِي َكسَرْ‬‫للعجاج‪َ:‬ت َق ّ‬
‫والكاسِرُ‪ :‬العُقابُ‪ ،‬ويقال‪ :‬بازٍ كاسِرٌ وعُقابٌ كاسر؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ل ّو فَتْخاءُ‬
‫كأَنا كاسِ ٌر ف ا َ‬
‫طرحوا الاء لَن الفعل غالبٌ‪ .‬وف حديث النعمان‪ :‬كأَنا جناح عُقابٍ‬
‫كاسِرٍ؛ هي الت َت ْكسِرُ جناحيها وتضمهما إِذا أَرادت السقوط؛ ابن سيده‪:‬‬
‫وعُقاب كاسر؛ قال‪:‬‬
‫كأَنا‪ ،‬بعدَ كللِ الزاجرِ‬
‫ب كاسِرِ‬ ‫سحِه‪ ،‬مَرّ عُقا ٍ‬ ‫و َم ْ‬
‫أَراد‪ :‬كَأ ّن مَرّها مَرّ عُقابٍ؛ وأَنشده سيبويه‪:‬‬
‫ب كاسِرِ‬‫و َمسْحِ مَرّ عُقا ٍ‬
‫سحِه فأَخفى الاء‪ .‬قال ابن جن‪ :‬قال سيبويه كلما يظن به ف‬ ‫يريد‪ :‬و َم ْ‬
‫ظاهره أَنه أَدغم الاء ف الاء بعد أَن قلب الاء حاء فصارت ف ظاهر‬
‫قوله و َمسْحّ‪ ،‬واستدرك أَبو السن ذلك عليه‪ ،‬وقال‪ :‬إِن هذا ل يوز‬
‫إِدغامه لَن السي ساكنة ول يمع بي ساكني؛ قال‪ :‬فهذا لعمري تعلق بظاهر‬
‫لفظه فأَما حقيقة معناه فلم يُرِ ْد َمحْضَ الِدغام؛ قال ابن جن‪ :‬وليس‬
‫ينبغي لن نظر ف هذا العلم أَدن نظر أَن يظنّ بسيبويه أَنه يتوجه عليه هذا‬
‫الغلط الفاحش حت يرج فيه من خطإِ الِعراب إِل كسر الوزن‪ ،‬لَن هذا‬
‫الشعر من مشطور الرجز وتقطيع الزء الذي فيه السي والاء ومسحه« مفاعلن»‬
‫فالاء بإِزاء عي مفاعلن‪ ،‬فهل يليق بسيبويه أَن يكسر شعرا وهو ينبوع‬
‫العروض وببوحة وزن التفعيل‪ ،‬وف كتابه أَماكن كثية تشهد بعرفته بذا‬
‫العلم واشتماله عليه‪ ،‬فكيف يوز عليه الطأ فيما يظهر ويبدو لن َيتَساَندُ‬
‫ل عن سيبويه ف جللة قدره؟ قال‪ :‬ولعل أَبا السن الَخفش‬ ‫إِل طبعه فض ً‬
‫إِنا أَراد التشنيع عليه وإِل فهو كان أَعرف الناس بلله؛ وُي َعدّى‬
‫فيقال‪َ :‬كسَرَ جَناحَيْه‪ .‬الفراء‪ :‬يقال رجل ذو َكسَراتٍ وهَزَراتٍ‪ ،‬وهو‬
‫الذي ُيغْبَنُ ف كل شيء‪ ،‬ويقال‪ :‬فلن َي ْكسِ ُر عليه الفُوقَ إِذا كان‬
‫َغضْبانَ عليه؛ وفلن َي ْكسِرُ‬
‫ظ َغضَبا‪ .‬ابن الَعراب‪َ :‬كسَرَ الرج ُل إِذا باع‬ ‫عليه ا َلرْعا َ‬
‫(*‬
‫قوله« كسر الرجل إِذا باع إل» عبارة الجد وشرحه‪ :‬كسر الرجل متاعه إذا باعه‬
‫ثوبا ثوبا‪ ).‬متاعه َثوْبا َثوْبا‪ ،‬و َكسِرَ إِذا َكسِلَ‪.‬‬
‫وبنو ِكسْرٍ‪ :‬بط ٌن من َت ْغلِب‪.‬‬
‫و ِكسْرى و َكسْرى‪ ،‬جيعا بفتح الكاف وكسرها‪ :‬اسم َملِكِ الفُرْس‪ ،‬معرّب‪،‬‬
‫ب فقالت‪:‬‬ ‫هو بالفارسية ُخسْ َروْ أَي واسع اللك َفعَرّبَتْه العر ُ‬
‫ِكسْرى؛ وورد ذلك ف الديث كثيا‪ ،‬والمع أَكاسِرَةٌ وكَساسِرَةٌ وكُسورٌ‬
‫سوْ َن ومُو َس ْونَ‪،‬‬ ‫علىغي قياس لَن قياسه ِكسْ َروْنَ‪ ،‬بفتح الراء‪ ،‬مثل عِي َ‬
‫بفتح السي‪ ،‬والنسب إِليه ِكسْرِيّ‪ ،‬بكسر الكاف وتشديد الياء‪ ،‬مثل‬
‫ِحرْميّ و ِكسْ َروِيّ‪ ،‬بفتح الراء وتشديد الياء‪ ،‬ول يقال َكسْ َروِيّ بفتح‬
‫الكاف‪ .‬وا ُل َكسّرُ‪ :‬فَ َرسُ ُسمَْيدَعٍ‪ .‬وا ُل َكسّرُ‪ :‬بلد؛ قال َمعْنُ بنُ‬
‫َأ ْوسٍ‪:‬‬
‫فما ُن ّو َمتْ حت ارتُقي بِنقالِها‬
‫من الليل ُقصْوى لبَةٍ وا ُل َكسّرِ‬
‫وا ُل َكسّرُ‪ :‬لقب رجلٍ؛ قال أَبو النجم‪:‬‬
‫أَو كا ُل َكسّرِ ل َتؤُوبُ جِيادُه‬
‫إِل غَواِنمَ‪ ،‬وهي غَْيرُ نِواء‬
‫ل ْلجُلنِ‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬ال ُكسْبَرةُ‪،‬‬ ‫@كسب‪ :‬ال ُكسْبُرَة‪ :‬نبات ا ُ‬
‫بضم الكاف وفتح الباء عربية معروفة‪.‬‬
‫@كشر‪ :‬ال َكشْرُ‪ُ :‬ب ُدوّ الَسنان عند التبسم؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ِإنّ مِنَ الِخْوانِ ِكشْرَةٍ‪،‬‬
‫وإِخْوانَ كَْيفَ الا ُل والبالُ كلّه‬
‫قال‪ :‬وال ِفعْلَة ييء ف مصدر فاعَلَ‪ ،‬تقول هاجَ َر ِهجْرَةً وعاشَرَ‬
‫ِعشْرَةً‪ .‬وإنا يكون هذا التأْسيس‬
‫(*قوله «وانا يكون هذا التأْسيس إل»‬
‫كذلك بالصل‪).‬‬
‫فيما يدخل الفتعال على تفاعل جيعا‪ .‬الوهري‪ :‬ال َكشْرُ التبسم ‪.‬‬
‫سمَ كل ذلك تَْب َد ُو منه‬ ‫يقال‪َ :‬كشَرَ الرجلُ واْنكَلّ وافْتَ ّر وابَْت َ‬
‫الَسنان‪ .‬ابن سيده‪َ :‬كشَرَ عن أَسنانه َي ْكشِرُ َكشْرا أَبْدى‪ ،‬يكون ذلك‬
‫ف الضحك وغيه‪ ،‬وقد كاشَرَهُ‪ ،‬والسم ال ِكشْرَةُ كال ِعشْرَةِ‪ .‬و َكشَرَ‬
‫شفَ عنه‪ .‬وروي عن أَب الدرداء‪ :‬إنا لََن ْكشِ ُر ف‬ ‫البعيُ عن نابه أَي َك َ‬
‫سمُ ف وُجوههم‪.‬‬ ‫وُجُوهِ أَقوام ‪،‬وإِن ُقلُوبَنا لَت ْقلِيهم أَي نَْب ِ‬
‫حكَ ف وجهه وباسطه‪ .‬ويقال‪َ :‬كشَ َر السبعُ عن نابه إذا‬ ‫ضِ‬ ‫وكاشَرَه إذا َ‬
‫هَرّ الِراش‪ ،‬و َكشَ َر فل ٌن لفلن إذا تََنمّرَ له وَأوْ َعدَه كأَنه سبع‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬العُْنقُود إذا أُكل ما عليه وأُلقي قهو ال َكشَرُ‪.‬‬
‫لبْزُ اليابس‪ .‬قال‪ :‬ويقال َكشِرَ إِذا هَرَبَ‪ ،‬و َكشَرَ‬ ‫وال َكشْرُ‪ :‬ا ُ‬
‫إذا افَْترّ‪ .‬والكَشْرُ‪ :‬ضرب من النكاح‪ ،‬والَبضْعُ الكاشِرُ‪ :‬ضربٌ منه‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬بأضَعها ُبضْعا كاشِرا‪ ،‬ول ُيشْتَ ّق منه ِفعْلٌ‪.‬‬
‫شمَر أَْنفَه‪ ،‬بالشي بعد الكاف‪َ :‬كسَره‪.‬‬ ‫@كشمر‪َ :‬ك ْ‬
‫@كصر‪ :‬أَبو زيد‪ :‬ال َكصِ ُي لغة ف ال َقصِي لبعض العرب‪.‬‬
‫@كظر‪ :‬الكُظْرُ‪ :‬حرف الفَرْج‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الكُظْ ُر جانب الفرج‪ ،‬وجعه‬
‫أَكْظار؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ت لِنَا ِشئٍ َد َم ْكمَكِ‬
‫شفَ ْ‬
‫واكَْت َ‬
‫عن وارِمٍ‪ ،‬أَكْظارُه َعضَنّكِ‬
‫قال ابن برّيّ‪ :‬وذكر ابن النحاس أَن الكُظْرَ رَ َكبُ الرأَة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وذاتِ كُظْ ٍر سَبِطِ الَشافِرِ‬
‫ط بما‪.‬‬ ‫حمُ ال ُكلْيَتَيْن الحي ُ‬ ‫ابن سيده‪ :‬والكُظْ ُر والكُظْرَةُ َش ْ‬
‫والكُظْرَة إَيضا‪ :‬الشحمة الت ُقدّام الكُلْية فإذا انْتُزِعَت ال ُكلْية‬
‫كان موضعُها كُظْرا‪ ،‬وها الكُظْرانِ‪ .‬والكُظْرُ‪ :‬ما بي‬
‫التّ ْرُقوَتَيْنِ؛ قال الوهري‪ :‬هذا الرف نقلته من كتاب من غي ساع‪ .‬والكُظْرُ‪:‬‬
‫َمحَ ّز القوس‬
‫(* قوله« والكظر مز القوس إل» هذا والذي قبله بضم الكاف‬
‫كالذي بعده‪ ،‬وأما بكسرها فهو العقبة تشدّ ف أصل فوق السهم؛ نبه عليه الجد‪).‬‬
‫الذي تقع فيه َحَلقَةُ الوَتَرِ‪ ،‬وجعه كِظارٌ‪ ،‬وقد كَظَ َر القو َ‬
‫س‬
‫ض الذي فيه‬ ‫كَظْرا‪ .‬الَصمعي ف سِيَ ِة ال َق ْوسِ‪ :‬الكُظْرُ‪،‬وهو الفَرْ ُ‬
‫الوَتَرُ‪ ،‬وجعه الكِظارَةُ‪ .‬ويقال‪ :‬اكْظُ ْر زَْندَتك أَي حُز فيها‬
‫َحزّا‪.‬‬
‫@كعر‪َ :‬كعِرَ الصبّ َكعَرا‪ ،‬فهو َكعِرٌ‪ ،‬وأَ ْكعَرُ‪ :‬امْتَلَ بطنُه‬
‫و َسمِنَ‪ ،‬وقيل‪ :‬امتل بطنه من كثرة الَكل‪ .‬و َكعِرَ البطنُ ونوه‪َ :‬تمَلَ‪،‬‬
‫وقيل‪َ :‬سمِنَ‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َكعَ ُر َت َملّؤُ بط ِن الصب من كثرة الَكل‪.‬‬
‫وأَ ْكعَرَ البعيُ‪ :‬اكْتَنَ َز سَنامه‪ .‬و َكعِر الفَصِيلُ وأَ ْكعَرَ و َكعّرَ‬
‫و َك ْوعَرَ‪ :‬اعَْت َق َد ف سَنامه الشحمُ‪ ،‬فهو ُمكْعِر‪ ،‬وإِذا َحمَلَ‬
‫الُوا ُر ف سَنامه َشحْما‪ ،‬فهو مُ َكعّر‪ .‬ويقال‪ :‬م ّر فلن ُم ْكعِرا إِذا‬
‫مَ ّر َي ْعدُو ُمسْرِعا‪ .‬وال َكعْرَةُ‪ُ :‬ع ْقدَة كالغُدّة‪.‬‬
‫وال ُكعْرُ‪َ :‬ش ْو ٌك ينبسط له َورَقٌ كِبار أَمثال الذراع كثية الشوك ث‬
‫ت أَمثالُ الرّاح يُطِيفُ با‬ ‫ترج له ُش َعبٌ وتظهر ف رؤوس شعبه هَنا ٌ‬
‫شوك كثي طِوالٌ‪ ،‬وفيها وردة حراء ُمشْرِقة َتجْ ُرسُها النحل‪ ،‬وفيها‬
‫َحبّ أَمثال ال ُعصْفُر إِل أَنه شديد السواد‪.‬‬
‫حمُه‪ .‬و َكوْعَرُ‪:‬‬ ‫والكَْيعَرُ من ا َلشْبال‪ :‬الذي قد َسمِنَ و َخ ِدرَ َل ْ‬
‫اسم‪.‬‬
‫@كعب‪ :‬ال َكعْبَرَةُ من النساء‪ :‬الافية العِ ْلجَةُ ال َكعْباءُ ف‬
‫َخ ْلقِها؛ وأَنشد‪:‬‬
‫حمَرِشٌ‬
‫َعكْباءُ َكعْبَرَةُ الّلحَْييِ َج ْ‬
‫وال ُكعْبُرَةُ‪ :‬عُقدَةُ أُنْبوبِ ال ّزرْع والسّنب ِل ونوه‪ ،‬والمع‬
‫الكَعابِرُ‪ .‬وال ُكعْبُرة وال ُكعْبورةُ‪ :‬كل ُمجَْتمِ ٍع ُمكَتّلٍ‪.‬‬
‫وال ُكعْبُورَة‪ :‬ما حاد من الرأْس؛ قال العجاج‪:‬‬
‫كعابر الرؤوس منها أَو نسر‬
‫(* قوله« كعابر الرؤوس إل» كذا بالصل‪).‬‬
‫و ُكعْبُرة الكنف‪ :‬الستديرةُ فيها كالرزة وفيها مَدارُ الواِبلَةِ‪.‬‬
‫الَزهري‪ :‬ال ُكعْبُرة من اللحم الفِ ْدرَةُ اليسية أَو عظم شديد مَُت َعقّد؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫ل ل ُيسْئِرِ‬‫لو يََتغَدّى جَم ً‬
‫منه‪ِ ،‬سوَى ُكعْبُرةٍ و ُكعْبُرِ‬
‫ابن شيل‪ :‬الكَعابِ ُر رؤوس الفخذين‪ ،‬وهي الكَراديسُ‪ .‬وقال أَبو زيد‪:‬‬
‫يسمى الرْأسُ كله ُكعْبُورَةً و ُكعْبُر ًة والمع كَعابِر وكَعابِي‪ .‬أَبو‬
‫ف ف الساق‪ .‬وال ُكعْبُرة‬ ‫عمرو‪ُ :‬كعْبُرة ال َوظِيفِ ُمجَْتمَعُ الوَظي ِ‬
‫وال ُكعْبورَة‪ :‬ما ُيرْمى من الطعام كالزّؤانِ ونوه‪ ،‬وحكى اللحيان‬
‫ُكعْبُرّة‪ .‬وال ُكعْبُرة‪ :‬واحدة الكَعابِر‪ ،‬وهو شيء يرج من الطعام إِذا ُنقّي‬
‫غليظ الرأْس متمع‪ ،‬ومنه سيت رؤوس العظام الكَعابر‪ .‬اللحيان‪َ :‬أخْرَ ْجتُ‬
‫من الطعام كَعابِرَه وسَعابِرَه بعن واحد‪ .‬وال ُكعْبُرة‪ :‬الكوع‪.‬‬
‫و َكعْبَرَ الشيءَ‪ :‬قطعه‪ .‬وا ُل َكعْبِرُ‪ :‬ال َعجَ ِميّ لَنه يقطع الرؤوس‪،‬‬
‫وا ُل َكعْبِرُ‪ :‬العَ َربّ؛ كلتاها عن ثعلب‪ .‬وا ُل َكعْبَرُ وا ُل َكعْبِرُ‪ :‬من‬
‫أَساء الرجال‪ .‬وَب ْعكَرَ الشيءَ‪ :‬قطعَه ك َكعْبَره‪ .‬ويقال‪َ :‬كعْبَره‬
‫بالسيف أَي قطعه‪ ،‬ومنه سي ا ُل َكعْبِ ُر الضّّبيّ لَنه ضرب قوما‬
‫بالسيف‪.‬‬
‫@كعتر‪َ :‬كعْتَر ف مشيه‪ :‬تايل كالسكران‪.‬‬
‫ضخْمُ الَنفِ كهيئة‬ ‫@كعور‪ :‬الَزهري‪ :‬ال َك ْع َورَةُ من الرجال ال ّ‬
‫جيّ‪.‬‬
‫الزّْن ِ‬
‫@كفر‪ :‬ال ُكفْرُ‪ :‬نقيض الِيان؛ آمنّا بال و َكفَرْنا بالطاغوت؛ َكفَرَ‬
‫با َي ْكفُر ُكفْرا و ُكفُورا و ُكفْرانا‪ .‬ويقال لَهل دار الرب‪ :‬قد‬
‫صوْا وامتنعوا‪.‬‬ ‫َكفَرُوا أَي َع َ‬
‫وال ُكفْرُ‪ُ :‬كفْرُ النعمة‪ ،‬وهو نقيض الشكر‪ .‬والكُفْرُ‪ :‬جُحود النعمة‪،‬‬
‫ضدّ الشكر‪ .‬وقوله تعال‪ :‬إِنا بكلّ كافرون؛ أَي جاحدون‪ .‬و َكفَرَ‬ ‫وهو ِ‬
‫حدَها وسَتَرها‪.‬‬ ‫َن ْعمَةَ ال َي ْكفُرها ُكفُورا و ُكفْرانا و َكفَر با‪َ :‬ج َ‬
‫حدَه‪ .‬ورجل ُم َكفّر‪ :‬محود النعمة مع إِحسانه‪ .‬ورجل‬ ‫وكافَرَه َحقّه‪َ :‬ج َ‬
‫كافر‪ :‬جاحد لَْن ُع ِم ال‪ ،‬مشتق من السّتْر‪ ،‬وقيل‪ :‬لَنه ُمغَطّى على‬
‫قلبه‪ .‬قال ابن دريد‪ :‬كأَنه فاعل ف معن مفعول‪ ،‬والمع ُكفّار و َكفَرَة‬
‫ع ونائم ونِيَامٍ؛ قال القَطا ِميّ‪:‬‬ ‫وكِفا ٌر مثل جائع وجِيا ٍ‬
‫وشُقّ الَبحْرُ عن أَصحاب موسى‪،‬‬
‫ت الفَراعِنةُ ال ِكفَارُ‬‫وغُ ّرَق ِ‬
‫وجعُ الكافِرَة كَوافِرُ‪ .‬وف حديث القُنُوتِ‪ :‬وا ْجعَ ْل قلوبم كقُلوبِ‬
‫نساءٍ كوافِرَ؛ الكواف ُر جع كافرة‪ ،‬يعن ف التّعادِي والختلف‪،‬‬
‫ف قلوبا من الرجال ل سيما إِذا كُنّ كوافر‪ ،‬ورجل َكفّارٌ‬ ‫والنساءُ أَضع ُ‬
‫و َكفُور‪ :‬كافر‪ ،‬والُنثى َكفُورٌ أَيضا‪ ،‬وجعهما جيعا ُكفُرٌ‪ ،‬ول يمع‬
‫جع السلمة لَن الاء ل تدخل ف مؤنثه‪ ،‬إِل أَنم قد قالوا عدوة‬
‫ال‪ ،‬وهو مذكور ف موضعه‪ .‬وقوله تعال‪ :‬فأَب الظالون إِل ُكفُروا؛ قال‬
‫الَخفش‪ :‬هو جع ال ُكفْر مثل بُرْ ٍد وبُرودٍ‪ .‬وروي عن النب‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬أَنه قال‪ :‬قِتا ُل السلمِ ُكفْ ٌر وسِبابُه ِفسْقٌ ومن ر ِغبَ عن‬
‫أَبيه فقد َكفَرَ؛ قال بعض أَهل العلم‪ :‬ال ُكفْرُ على أَربعة أَناء‪ :‬كفر‬
‫إِنكار بأَن ل يعرف ال أَصلً ول يعترف به‪ ،‬وكفر جحود‪ ،‬وكفر معاندة‪،‬‬
‫وكفر نفاق؛ من لقي ربه بشيء من ذلك ل يغفر له ويغفر ما دون ذلك لن‬
‫يشاء‪ .‬فأَما كفر الِنكار فهو أَن يكفر بقلبه ولسانه ول يعرف ما يذكر له من‬
‫التوحيد‪ ،‬وكذلك روي ف قوله تعال‪ :‬إِن الذين كفروا سواء عليهم‬
‫أَأَنذرتم أَم ل تنذرهم ل يؤمنون؛ أَي الذين كفروا بتوحيد ال‪ ،‬وأَما كفر‬
‫الحود فأَن يعترف بقلبه ول يق ّر بلسانه فهو كافر جاحد ككفر إِبليس وكفر‬
‫ص ْلتِ‪ ،‬ومنه قوله تعال‪ :‬فلما جاءهم ما عَ َرفُوا‬ ‫ُأمَيّةَ بن أَب ال ّ‬
‫َكفَرُوا به؛ يعن ُكفْرَ الحود‪ ،‬وأَما كفر العاندة فهو أَن يعرف ال‬
‫بقلبه ويق ّر بلسانه ول َيدِينَ به حسدا وبغيا ككفر أَب جهل وأَضرابه‪ ،‬وف‬
‫التهذيب‪ :‬يعترف بقلبه ويق ّر بلسانه ويأْب أَن يقبل كأَب طالب حيث‬
‫يقول‪:‬ولقد علمتُ بَأنّ دي َن ممدٍ‬
‫من خ ِي أَديانِ البَ ِريّةِ دِينَا‬
‫لول الَلمةُ أَو حِذارُ َمسَبّةٍ‪،‬‬
‫لوَ َجدْتَن َسمْحا بذاك مُبِينا‬
‫وأَما كفر النفاق فأَن يقرّ بلسانه ويكفر بقلبه ول يعتقد بقلبه‪ .‬قال‬
‫الروي‪ :‬سئل الَزهري عمن يقول بلق القرآن أَنسميه كافررا؟ فقال‪ :‬الذي‬
‫يقوله كفر‪ ،‬فأُعيد عليه السؤال ثلثا ويقول ما قال ث قال ف الخر‪ :‬قد‬
‫يقول السلم كفرا‪ .‬قال شر‪ :‬والكفر أَيضا بعن الباءة‪ ،‬كقول ال تعال‬
‫حكاية عن الشيطان ف خطيئته إِذا دخل النار‪ :‬إِن كفرت با‬
‫َأشْركْتُمونِ من قَبْلُ؛ أَي تبأْت‪ .‬وكتب عبدُ اللك إِل سعيد بن جُبَيْر يسأَله‬
‫عن الكفر فقال‪ :‬الكفر على وجوه‪ :‬فكفر هو شرك يتخذ مع ال إِلا آخر‪،‬‬
‫وكفر بكتاب ال ورسوله‪ ،‬وكفر بادّعاء ولد ال‪ ،‬وكفر مُدّعي ا ِلسْلم‪،‬‬
‫وهو أَن يعمل أَعمالً بغي ما أَنزل ال ويسعى ف الَرض فسادا ويقتل‬
‫نفسا مرّمة بغي حق‪ ،‬ث نو ذلك من الَعمال كفرانِ‪ :‬أَحدها كفر نعمة‬
‫ال‪ ،‬والخر التكذيب بال‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬إِن الذين آمنوا ث‬
‫كفروا ث آمنوا ث كفروا ث ازدادوا كفرا ل يكن ال ليغفر لم؛ قال أَبو‬
‫إِسحق‪ :‬قيل فيه غي قول‪ ،‬قال بعضهم‪ :‬يعن به اليهود لَنم آمنوا بوسى‪،‬‬
‫عليه السلم‪ ،‬ث كفروا بعزيز ث كفروا بعيسى ث ازدادوا كفرا بكفرهم‬
‫بحمد؛ صلى ال عليه وسلم؛ وقيل‪ :‬جائز أَن يكون مُحاربٌ آمن ث كفر‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫جائز أَن يكون مُنافِقٌ أَظهر الِيانَ وأَبطن الكفر ث آمن بعد ث كفر‬
‫وازداد كفرا بإِقامته على الكفر‪ ،‬فإِن قال قائل‪ :‬ال عز وجل ل يغفر كفر‬
‫مرة‪ ،‬فلمَ قيل ههنا فيمن آمن ث كفر ث آمن ث كفر ل يكن ال ليغفر‬
‫لم‪ ،‬ما الفائدة ف هذا ففالواب ف هذا‪ ،‬وال أَعلم‪ ،‬أَن ال يغفر‬
‫للكافر إِذا آمن بعد كفره‪ ،‬فإِن كفر بعد إِيانه ل يغفر ال له الكفر الَول‬
‫لَن ال يقبل التوبة‪ ،‬فإِذا َكفَر بعد إِيانٍ قَْبلَه ُكفْ ٌر فهو‬
‫مطالبَ بميع كفره‪ ،‬ول يوز أَن يكون إِذا آمن بعد ذلك ل يغفر له لَن‬
‫ال عز وجل يغفر لكل مؤْمن بعد كفره‪ ،‬والدليل على ذلك قوله تعال‪ :‬وهو الذي‬
‫يقبل التوبة عن عباده؛ وهذا سيئة بالِجاع‪ .‬وقوله سبحانه وتعال‪ :‬ومن‬
‫ل يكم با أَنزل ال فأُولئك هم الكافرون؛ معناه أَن من زعم أَن حكما‬
‫من أَحكام ال الذي أَتت به الَنبياء‪ ،‬عليهم السلم‪ ،‬باطل فهو كافر‪.‬‬
‫وف حديث ابن عباس‪ :‬قيل له‪ :‬ومن ل يكم با أَنزل ال فأُولئك هم‬
‫الكافرون وليسوا كمن كفر بال واليوم الخر‪ ،‬قال‪ :‬وقد أَجع الفقهاء أَن من‬
‫قال‪ :‬إِن الحصنَي ل يب أَن يرجا إِذا زنيا وكانا حرين‪ ،‬كافر‪ ،‬وإِنا‬
‫كفر من رَدّ حُكما من أَحكام النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لَنه مكذب له‪،‬‬
‫ومن كذب النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فهو قال كافر‪ .‬وف حديث ابن مسعود‪،‬‬
‫رضي ال عنه‪ :‬إذا الرجل للرجل أَنت ل عد ّو فقد كفر أَحدها بالِسلم؛‬
‫أَراد كفر نعمته لَن ال عز وجل أَلف بي قلوبم فأَصبحوا بنعمته‬
‫إِخوانا فمن ل يعرفها فقد كفرها‪ .‬وف الديث‪ :‬من ترك قتل اليات خشية النار‬
‫فقد كفر أَي كفر النعمة‪ ،‬وكذلك الديث الخر‪ :‬من أَتى حائضا فقد كفر‪،‬‬
‫وحديث الَنْواء‪ :‬إِن ال يُنْزِ ُل الغَْيثَ فُيصْبِ ُح قومٌ به كافرين؛‬
‫يقولون‪ :‬مُطِرْنا ِبَنوْءِ كذا وكذا‪ ،‬أَي كافرين بذلك دون غيه حيث‬
‫يَْنسُبون الطر إِل النوء دون ال؛ ومنه الديث‪ :‬فرأَيت أَكثر أَهلها النساء‬
‫لكفرهن‪ ،‬قيل‪ :‬أََي ْكفُ ْرنَ بال؟ قال‪ :‬ل ولكن َي ْكفُ ْرنَ الِحسانَ‬
‫وَي ْكفُ ْرنَ ال َعشِيَ أَي يحدن إِحسان أَزواجهن؛ والديث الخر‪ :‬سباب‬
‫السلم فسوق وقتاله كفر‪ ،‬ومن رغب عن أَبيه فقد كفر ومن ترك الرمي فنعمة كفرها؛‬
‫والَحاديث من هذا النوع كثية‪ ،‬وأَصل الكفر تغطية الشيء تغطية تستهلكه‪.‬‬
‫وقال الليث‪ :‬يقال إِنا سي الكافر كافرا لَن الكفر غطى قلبه كله؛ قال‬
‫الَزهري‪ :‬ومعن قول الليث هذا يتاج إِل بيان يدل عليه وإِيضاحه أَن‬
‫الكفر ف اللغة التغطية‪ ،‬والكافر ذو كفر أَي ذو تغطية لقلبه بكفره‪ ،‬كما‬
‫يقال للبس السلح كافر‪ ،‬وهو الذي غطاه السلح‪ ،‬ومثله رجل كاسٍ أَي ذو‬
‫سوَة‪ ،‬وماء دافق ذو َدفْقٍ‪ ،‬قال‪ :‬وفيه قول آخر أَحسن ما ذهب إِليه‪ ،‬وذلك‬ ‫ُك ْ‬
‫أَن الكافر لا دعاه ال إِل توحيده فقد دعاه إِل نعمة وأَحبها له‬
‫إِذا أَجابه إِل ما دعاه إِليه‪ ،‬فلما أَب ما دعاه إِليه من توحيده كان‬
‫كافرا نعمة ال أَي مغطيا لا بإِبائه حاجبا لا عنه‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن‬
‫رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال ف حجة الوداع‪ :‬أَل ل َترْ ِجعُنّ‬
‫بعدي ُكفّارا َيضْرِب بعضُكم رقابَ بعض؛ قال أَبو منصور‪ :‬ف قوله كفارا‬
‫قولن‪ :‬أَحدها لبسي السلح متهيئي للقتال من َكفَرَ فوقَ ِدرْعِه‬
‫إِذا لبس فوقها ثوبا كأَنه أَراد بذلك النهيَ عن الرب‪ ،‬والقول الثان‬
‫أَنه ُي َكفّرُ الاسَ فَي ْكفُر كما تفعل الوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ‬
‫فُي َكفّرونم‪ ،‬وهو كقوله‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬من قال لَخيه يا كافر فقد‬
‫صدُقَ عليه أَو َي ْكذِبَ‪ ،‬فإِن صدق فهو‬ ‫باء به أَحدها‪ ،‬لَنه إِما أَن َي ْ‬
‫كافر‪ ،‬وإِن كذب عاد الكفر إِليه بتكفيه أَخاه السلم‪ .‬قال‪ :‬والكفر‬
‫صنفان‪ :‬أَحدها الكفر بأَصل الِيان وهو ضده‪ ،‬والخر الكفر بفرع من فروع‬
‫الِسلم فل يرج به عن أَصل الِيان‪ .‬وف حديث الردّة‪ :‬وكفر من كفر من‬
‫العرب؛ أَصحاب الردّة كانوا صنفي‪ :‬صنف ارتدوا عن الدين وكانوا طائفتي‬
‫سيّ الذين آمنوا بنبوتما‪،‬‬ ‫إِحداها أَصحاب مُسَْيِلمَةَ وا َلسْودِ العَْن ِ‬
‫والُخرى طائفة ارتدوا عن الِسلم وعادوا إِل ما كانوا عليه ف‬
‫الاهلية وهؤلء اتفقت الصحابة على قتالم وسبيهم واستولد عليّ‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬من‬
‫سبيهم ُأ ّم ممدِ بن النيفة ث ل ينقرض عصر الصحابة‪ ،‬رضي ال عنهم‪،‬‬
‫حت أَجعوا أَن الرتد ل ُيسْب‪ ،‬والصنف الثان من أَهل الردة ل‬
‫يرتدوا عن الِيان ولكن أَنكروا فرض الزكاة وزعموا أَن الطاب ف قوله تعال‪:‬‬
‫خذ من أَموالم صدقة؛ خاصة بزمن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ولذلك اشتبه‬
‫على عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬قِتالم لِقرارهم بالتوحيد والصلة‪ ،‬وثبت أَبو‬
‫بكر‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬على قتالم بنع الزكاة فتابعه الصحابة على ذلك‬
‫لَنم كانوا قَرِيب العهد بزمان يقع فيه التبديل والنسخ‪ ،‬فلم ُيقَرّوا على‬
‫ذلك‪ ،‬وهؤلء كانوا أَهل بغي فأُضيفوا إِل أَهل الردة حيث كانوا ف زمانم‬
‫فانسحب عليهم اسها‪ ،‬فأَما بعد ذلك فمن أَنكر فرضية أَحد أَركان‬
‫الِسلم كان كافرا بالِجاع؛ ومنه حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أَل ل‬
‫َتضْرِبُوا السلمي فُت ِذلّوهم ول َتمَْنعُوهم َحقّهم فُتكَفّروهم لَنم‬
‫ربا ارتدّوا إِذا مُنِعوا عن الق‪ .‬وف حديث َس ْعدٍ‪ ،‬رضي ال عنه‪:‬‬
‫َتمَّتعْنا مع رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ومُعَاوية كافر بالعُرُش قبل‬
‫إِسلمه؛ والعُرُش‪ :‬بيوت مكة‪ ،‬وقيل معناه أَنه مقيم ُمخْتَِبئٌ بكة لَن‬
‫التمتع كان ف حجة الوداع بعد فتح مكة‪ ،‬ومُعاوية أَسلم عام الفتح‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫هو من التكفي الذّ ّل والضوعِ‪ .‬وأَ ْكفَرْتُ الرجلَ‪ :‬دعوته كافرا‪.‬‬
‫يقال‪ :‬ل ُت ْكفِرْ‬
‫أَحدا من أَهل قبلتك أَي ل تَْنسُبْهم إِل الكفر ول تعلهم كفارا‬
‫بقولك وزعمك‪ .‬و َكفّرَ الرجلَ‪ :‬نسبه إِل الكفر‪ .‬وكل من ستر شيئا‪ ،‬فقد‬
‫ع لستره البذر بالتراب‪ .‬وال ُكفّارُ‪:‬‬ ‫َكفَرَه و َكفّره‪ .‬والكافر الزرّا ُ‬
‫ال ّزرّاعُ‪ .‬وتقول العرب لل ّزرّاعِ‪ :‬كافر لَنه َي ْكفُر الَبذْر‬
‫الَبْذورَ بتراب الَرض الُثارة إِذا َأمَرّ عليها ماَلقَهُ؛ ومنه قوله‬
‫جبَ الكفارَ نباتُه؛ أَي أَعجب ال ّزرّْاعَ‬ ‫تعال‪ :‬كمَثَلِ غَْيثٍ َأ ْع َ‬
‫نباته‪ ،‬وإِذا أَعجب الزراع نباته مع علمهم به غاية ما فهو يستحسن‪ ،‬والغيث‬
‫الطر ههنا؛ وقد قيل‪ :‬الكفار ف هذه الية الكفار بال وهم أَشد إِعجابا‬
‫بزينة الدنيا وحرثها من الؤمني‪.‬‬
‫ت الشيء أَ ْكفِرُه‪ ،‬بالكسر‪ ،‬أَي‬ ‫وال َكفْرُ‪ ،‬بالفتح‪ :‬التغطية‪ .‬و َكفَرْ ُ‬
‫سترته‪ .‬والكافِر‪ :‬الليل‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬الليل الظلم لَنه يستر بظلمته كل‬
‫شيء‪ .‬و َكفَ َر الليلُ الشيءَ و َكفَرَ عليه‪ :‬غَطّاه‪ .‬و َكفَرَ اللي ُل على‬
‫أَثَرِ صاحب‪ :‬غَطّاه بسواده وظلمته‪ .‬و َكفَرَ الهلُ على علم فلن‪ :‬غَطّاه‪.‬‬
‫ج َمعُ الكافِرُ ِكفَارا؛ وأَنشد‬ ‫والكافر‪ :‬البحر لسَتْرِه ما فيه‪ ،‬وُي ْ‬
‫اللحيان‪:‬‬
‫وغُ ّرَقتِ الفراعِنَةُ ال ِكفَارُ‬
‫صعَيْرة الازن يصف الظليم والنعامة ورَواحَهما إِل‬ ‫وقول ثعلب بن ُ‬
‫بيضهما عند غروب الشمس‪:‬‬
‫ل رثِيدا َب ْعدَما‬ ‫فََتذَكّرا َثقَ ً‬
‫َألْ َقتْ ذُكاءُ يينَها ف كافِ ِر‬
‫وذُكاء‪ :‬اسم للشمس‪ .‬أَلقت يينها ف كافر أَي بدأَت ف الغيب‪ ،‬قال‬
‫الوهري‪ :‬ويتمل أَن يكون أَراد الليل؛ وذكر ابن السكيت أَن لَبِيدا سَرَق‬
‫هذا العن فقال‪:‬‬
‫حت إِذا َألْ َقتْ يدا ف كافِرٍ‪،‬‬
‫وأَجَنّ َعوْراتِ الّثغُو ِر ظَلمُها‬
‫قال‪ :‬ومن ذلك سي الكافر كافرا لَنه ستر نعم ال عز وجل؛ قال‬
‫الَزهري‪ :‬ونعمه آياته الدالة على توحيده‪ ،‬والنعم الت سترها الكافر هي اليات‬
‫الت أَبانت لذوي التمييز أَن خالقها واحد ل شريك له؛ وكذلك إِرساله‬
‫الرسل باليات العجزة والكتب النلة والباهي الواضحة نعمة منه ظاهرة‪ ،‬فمن‬
‫ل يصدّق با وردّها فقد كفر نعمة ال أَي سترها وحجبها عن نفسه‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬كافرن فلن حقي إِذا جحده حقه؛ وتقول‪َ :‬كفَر نعمةَ ال وبنعمة ال‬
‫ُكفْرا و ُكفْرانا و ُكفُورا‪ .‬وف حديث عبد اللك‪ :‬كتب إِل الجاج‪ :‬من‬
‫أَق ّر بالكُفْر َفخَلّ سبيله أَي بكفر من خالف بن مَرْوا َن وخرج عليهم؛‬
‫ومنه حديث الجاج‪ُ :‬عرِضَ عليه رج ٌل من بن تيم ليقتله فقال‪ :‬إِن لَر‬
‫خدَعُن؟ إِنّي‬
‫ل ل ُيقِرّ اليوم بالكُفْر‪ ،‬فقال‪ :‬عن دَمي َت ْ‬ ‫رج ً‬
‫أَ ْكفَ ُر من ِحمَارٍ؛ وحار‪ :‬رجل كان ف الزمان الَول كفر بعد الِيان وانتقل‬
‫إِل عبادة الَوثان فصار مثلً‪ .‬والكافِرُ‪ :‬الوادي العظيم‪ ،‬والنهر كذلك‬
‫س يذكر طَ ْرحَ صحيفته‪:‬‬ ‫أَيضا‪ .‬وكافِرٌ‪ :‬نر بالزيرة؛ قال ا ُلَتلَمّ ُ‬
‫وَألْقَيْتُها بالثّنْي من جَْنبِ كافِرٍ؛‬
‫ط ُمضَللِ‬ ‫كذلك َأقْنِي كلّ قِ ّ‬
‫وقال الوهري‪ :‬الكافر الذي ف شعر التلمس النهر العظيم؛ ابن بري ف‬
‫ترجة عصا‪ :‬الكافرُ الطرُ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫و َحدّثَها ال ّروّا ُد َأنْ ليس بينهما‪،‬‬
‫وبي قُرَى َنجْرانَ والشامِ‪ ،‬كافِرُ‬
‫وقال‪ :‬كافر أَي مطر‪ .‬الليث‪ :‬والكافِرُ من الَرض ما بعد الناس ل يكاد‬
‫ينله أَو يرّ به أحد؛ وأَنشد‪:‬‬
‫تَبَيَّنتْ َل ْمحَةً من فَرّ ِعكْ ِرشَةٍ‬
‫ف كافرٍ‪ ،‬ما به َأمْتٌ ول ِع َوجُ‬
‫وف رواية ابن شيل‪:‬‬
‫فَأْبصَرَتْ لح ًة من رأْس ِعكْ ِرشَ ٍة‬
‫وقال ابن شيل أَيضا‪ :‬الكافر لغائطُ ال َوطِيءُ‪ ،‬وأَنشد هذا البيت‪ .‬ورجل‬
‫شكَ ُر ِن ْعمَتُه‪ .‬والكافِرُ‪:‬‬ ‫ُم َكفّرٌ‪ :‬وهو ا ِلحْسا ُن الذي ل ُت ْ‬
‫السحاب الظلم‪ .‬والكافر والكَفْرُ‪ :‬الظلمة لَنا تستر ما تتها؛ وقول‬
‫ت ث سارَتْ‪ ،‬وهي لهِيَةٌ‪،‬‬ ‫لبيد‪:‬فاجْ َرمّزَ ْ‬
‫ت ول شَ َرفُ‬ ‫ف كاِفرٍ ما به َأمْ ٌ‬
‫يوز أَن يكون ظلمةَ الليل وأَن يكون الوادي‪.‬‬
‫وال َكفْرُ‪ :‬الترابُ؛ عن اللحيان لَنه يستر ما تته‪ .‬ورماد َم ْكفُور‪:‬‬
‫ُملْبَسٌ ترابا أَي َسفَتْ عليه الرياحُ الترابَ حت وارته وغطته؛ قال‪:‬‬
‫هل َتعْ ِرفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ؟‬
‫قد َد َرسَتْ غَ َي رَمادٍ َم ْكفُورْ‬
‫ُمكْتَِئبِ الّل ْونِ مَرُوحٍ َممْطُورْ‬
‫وال َكفْرُ‪ :‬ظلمة الليل وسوادُه‪ ،‬وقد يكسر؛ قال حيد‪:‬‬
‫َف َورَدَتْ قبل انْبِلجِ ال َفجْرِ‪،‬‬
‫وابْنُ ذُكاءٍ كامِنٌ ف َكفْرِ‬
‫أَي فيما يواريه من سواد الليل‪ .‬وقد َكفَر الرجلُ متاعَه أَي َأوْعاه ف‬
‫وعاءٍ‪.‬‬
‫سفُنُ لسواده وتغطيته؛ عن كراع‪.‬‬ ‫وال ُكفْر‪ :‬القِ ُي الذي تُطْلى به ال ّ‬
‫ابن شيل‪ :‬القِ ُي ثلثة أَضْ ُربٍ‪ :‬ال ُكفْرُ وال ّز ْفتُ والقِيُ‪،‬‬
‫جعَل ف الزقاق‪ ،‬والقِيُ يذاب ث‬ ‫فال ُكفْرُ تُطْلى به السّفُنُ‪ ،‬والزفت ُي ْ‬
‫يطلى به السفن‪.‬‬
‫والكافِرُ‪ :‬الذي َكفَر ِدرْعَه بثوب أَي غطاه ولبسه فوقه‪ .‬وك ّل شيء غطى‬
‫شيئا‪ ،‬فقد كفَرَه‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن ا َل ْوسَ والَ ْز َرجَ ذكروا ما كان‬
‫منهم ف الاهلية فثار بعضهم إِل بعض بالسيوف فأَنز َل الُ تعال‪ :‬وكيف‬
‫تكفرون وأَنتم تُتْلى عليكم آيات ال وفيكم رَسولُه؟ ول يكن ذلك على‬
‫الكفر بال ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من ا ُلْلفَة والودّة‪.‬‬
‫و َكفَر ِدرْعَه بثوب و َكفّرَها به‪ :‬لبس فوقها ثوبا َفغَشّاها به‪ .‬ابن‬
‫السكيت‪ :‬إِذا لبس الرجل فوق درعه ثوبا فهو كافر‪ .‬وقد َكفّرَ فوقَ ِدرْعه؛‬
‫وكلّ ما غَطّى شيئا‪ ،‬فقد َكفَره‪ .‬ومنه قيل لليل كافر لَنه ستر بظلمته‬
‫كل شيء وغطاه‪ .‬ورجل كافر و ُمكَفّر ف السلح‪ :‬داخل فيه‪.‬وا ُلكَفّرُ‪:‬‬
‫الُوثَقُ ف الديد كأَنه غُ ّط َي به وسُتِرَ‪ .‬والَُت َكفّرُ‪ :‬الداخل ف‬
‫سلحه‪ .‬والّت ْكفِي‪ :‬أَن يََت َكفّرَ الُحارِبُ ف سلحه؛ ومنه قول‬
‫الفرزدق‪:‬‬
‫ت قد َس ِف َهتْ ُأمَيّةُ رَأْيَها‪،‬‬
‫هَيْها َ‬
‫ج َهلَت ُحلَماءَها سُفهاؤُها‬ ‫فاسَْت ْ‬
‫ب تَرَدّدُ بينها بَتشَاجُرٍ‪،‬‬ ‫َحرْ ٌ‬
‫قد َكفّرَتْ آباؤُها‪ ،‬أَبناؤها‬
‫رفع أَبناؤها بقوله َترَدّدُ‪ ،‬ورفع آباؤها بقوله قد كفّرت أَي‬
‫َكفّرَتْ آباؤها ف السلح‪ .‬وَت َكفّر البعي بباله إِذا وقعت ف قوائمه‪ ،‬وهو‬
‫من ذلك‪.‬‬
‫وال َكفّارة‪ :‬ما ُكفّ َر به من صدقة أَو صوم أَو نو ذلك؛ قال بعضهم‪:‬‬
‫كأَنه غُ ّطيَ عليه بال َكفّارة‪ .‬وَت ْكفِيُ اليمي‪ :‬فعل ما يب بالنث‬
‫فيها‪ ،‬والسم ال َكفّارةُ‪ .‬والّتكْفِيُ ف العاصي‪ :‬كالِحْباطِ ف‬
‫الثواب‪ .‬التهذيب‪ :‬وسيت ال َكفّاراتُ كفّاراتٍ لَنا ُت َكفّرُ الذنوبَ أَي‬
‫تسترها مثل َكفّارة الَيْمان و َكفّارة الظّهارِ والقَتْل الطإِ‪ ،‬وقد‬
‫بينها ال تعال ف كتابه وأَمر با عباده‪ .‬وأَما الدود فقد روي عن‬
‫حدُودُ كفاراتُ‬ ‫النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أَنه قال‪ :‬ما أَ ْدرِي َأْل ُ‬
‫لَهلها أَم ل‪ .‬وف حديث قضاء الصلة‪َ :‬كفّارَتُها أَن تصليها إِذا ذكرتا‪،‬‬
‫وف رواية‪ :‬ل كفارة لا إِل ذلك‪ .‬وتكرر ذكر الكفارة ف الديث اسا‬
‫لصْلة الت من شأْنا‬ ‫ل مفردا وجعا‪ ،‬وهي عبارة عن الفَ ْعلَة وا َ‬ ‫وفع ً‬
‫أَن ُت َكفّرَ الطيئة أَي تحوها وتسترها‪ ،‬وهي َفعّالَة للمبالغة‪،‬‬
‫كقتالة وضرابة من الصفات الغالبة ف باب الَسية‪ ،‬ومعن حديث قضاء الصلة‬
‫أَنه ل يلزمه ف تركها غي قضائها من غُرْم أَو صدقة أَو غي ذلك‪ ،‬كما يلزم‬
‫ا ُلفْطِر ف رمضان من غي عذر‪ ،‬والحرم إِذا ترك شيئا من نسكه فإِنه‬
‫تب عليه الفدية‪ .‬وف الديث‪ :‬الؤمن ُمكَفّرٌ أَي مُ َرزّأٌ ف نفسه‬
‫وماله لُت َكفّر خَطاياه‪.‬‬
‫وال َكفْرُ‪ :‬العَصا القصية‪ ،‬وهي الت ُتقْطَع من َسعَف النخل‪ .‬ابن‬
‫الَعراب‪ :‬ال َكفْرُ الشبة الغليظة القصية‪.‬‬
‫والكافُورُ‪ِ :‬كمّ العِنَب قبل أَن يَُنوّر‪ .‬والكَفَ ُر والكُفُرّى‬
‫وال ِكفِرّى وال َكفَرّى والكُفَرّى‪ :‬وعاء طلع النخل‪ ،‬وهو أَيضا‬
‫لفُرّى‪ .‬وف حديث السن‪ :‬هو الطّبّيعُ ف‬ ‫الكافُورُ‪ ،‬ويقال له الكُفُرّى وا ُ‬
‫ُكفُرّاه؛ الطّبّيعُ ُلبّ ال ّطلْع و ُكفُرّاه‪ ،‬بالضم وتشديد الراء‬
‫وفتح الفاء وضمها‪ ،‬هو وعاء الطلع وقشره الَعلى‪ ،‬وكذلك كافوره‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫ال ّط ْلعُ حي يَْنشَ ّق ويشهد للَول‬
‫(* قوله« ويشهد للول إل» هكذا ف‬
‫الصل‪ .‬والذي ف النهاية‪ :‬ويشهد للول قوله ف قشر الكفرى‪ ).‬قولُه ف‬
‫الديث ِقشْر ال ُكفُرّى‪ ،‬وقيل‪ :‬وعاء كل شيء من النبات كافُوره‪ .‬قال أَبو‬
‫حنيفة‪ :‬قال ابن الَعراب‪ :‬سعت ُأ ّم رَباح تقول هذه ُكفُرّى وهذا‬
‫ُكفُرّى و َكفَرّى و ِكفِرّاه و ُكفَرّاه‪ ،‬وقد قالوا فيه كافر‪ ،‬وجع الكافُور‬
‫كوافي‪ ،‬وجع الكافر كوافر؛ قال لبيد‪:‬‬
‫َجعْ ٌل قِصارٌ وعَيْدا ٌن يَنْوءُ به‪،‬‬
‫من ال َكوَافِرِ‪َ ،‬مكْمُومٌ و ُمهْتَصَرُ‬
‫والكافُور‪ :‬ال ّطلْع‪ .‬التهذيب‪ :‬كافُورُ الطلعة وعاؤُها الذي ينشق عنها‪،‬‬
‫ُسمّي كافُورا لَنه قد َكفَرها أَي غطّاها؛ وقول العجاج‪:‬‬
‫كالكَرْم إِذ نَادَى من الكافُورِ‬
‫كافورُ الكَرْم‪ :‬ال َورَقُ ا ُلغَطّي لا ف جوفه من العُنْقُود‪ ،‬شبهه‬
‫بكافور الطلع لَنه ينفرج عمّا فيه أَيضا‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه كان اسم‬
‫كِنانَةِ النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬الكافُورَ تشبيها بغِلف ال ّطلْع‬
‫وأَكْمامِ الفَواكه لَنا تسترها وهي فيها كالسّهام ف الكِنانةِ‪.‬‬
‫ط تمع من الطيب تُرَ ّكبُ من كافور ال ّطلْع؛ قال ابن دريد‪:‬‬ ‫والكافورُ‪ :‬أَخْل ٌ‬
‫ل أَحسب الكافور عَرَبيّا لَنم ربا قالوا ال َقفُور والقافُور‪ .‬وقوله‬
‫عز وجل‪ :‬إِن الَبرار َيشْرَبُون من كأْس كان مِزاجُها كافُورا؛ قيل‪:‬‬
‫هي عي ف النة‪ .‬قال‪ :‬وكان ينبغي أَن ل ينصرف لَنه اسم مؤنث معرفة على‬
‫أَكثر من ثلثة أَحرف لكن صرفه لتعديل رؤوس الي‪ ،‬وقال ثعلب‪ :‬إِنا‬
‫أَجراه لَنه جعله تشبيها ولو كان اسا للعي ل يصرفه؛ قال ابن سيده‪ :‬قوله‬
‫جعله تشبيها؛ أَراد كان مزاجُها مثل كافور‪ .‬قال الفراء‪ :‬يقال إِنا‬
‫عَيْنٌ تسمى الكافور‪ ،‬قال‪ :‬وقد يكون كان مِزاجُها كالكافور لطيب ريه؛ وقال‬
‫الزجاج‪ :‬يوز ف اللغة أَن يكون طعم الطيب فيها والكافور‪ ،‬وجائز أَن يزج‬
‫بالكافور ول يكون ف ذلك ضرر لَن أَهل النة ل َي َمسّهم فيها َنصَبٌ‬
‫حوَان‪،‬‬ ‫صبٌ‪ .‬الليث‪ :‬الكافور نبات له َن ْورٌ أَبيض كَنوْر ا ُل ْق ُ‬ ‫ول وَ َ‬
‫والكافورُ عيُ ماءٍ ف النة طيبِ الريح‪ ،‬والكافور من أَخلط الطيب‪ .‬وف‬
‫الصحاح‪ :‬من الطيب‪ ،‬والكافور وعاء الطلع؛ وأَما قول الراعي‪:‬‬
‫َت ْكسُو ا َلفَارِقَ واللّبّاتِ‪ ،‬ذَا َأ َرجِ‬
‫ب مُعَْتِلفِ الكافُورِ َدرّاجِ‬‫من ُقصْ ِ‬
‫قال الوهري‪ :‬الظب الذي يكون منه السك إِنا يَرْعَى سُنْبُلَ الطيب‬
‫فجعله كافورا‪ .‬ابن سيده‪ :‬والكافورُ نبت طيب الريح ُيشَبّه بالكافور من‬
‫النخل‪ .‬والكافورُ أَيضا‪ :‬ا َلغْرِيضُ‪ ،‬وال ُكفُرّى‪ :‬الكافُورُ الذي هو‬
‫الِغْرِيضُ‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬ما َيجْرِي َمجْرَى الصّمُوغ الكافورُ‪.‬‬
‫والكافِ ُر من الَرضي‪ :‬ما بعد واتسع‪.‬‬
‫صمِ الكَوافِر؛ الكوافرُ‬ ‫سكُوا بِع َ‬ ‫وف التنيل العزيز‪ :‬ول ُت َم ّ‬
‫النساءُ ال َكفَرة‪ ،‬وأَراد عقد نكاحهن‪.‬‬
‫وال َكفْرُ‪ :‬القَرْية‪ ،‬سُرْيانية‪ ،‬ومنه قيل و َكفْرُ عاِقبٍ و َكفْرُبَيّا‬
‫وإِنا هي قرى نسبت إِل رجال‪ ،‬وجعه ُكفُور‪ .‬وف حديث أَب هريرة‪ ،‬رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬أَنه قال‪ :‬لَتُخرِجَنّكم الرومُ منها َكفْرا َكفْرا إِل‬
‫سمَى جُذام أَي من‬ ‫سُنُْبكٍ من الَرض‪ ،‬قيل‪ :‬وما ذلك السّنْبُكُ؟ قال‪ِ :‬ح ْ‬
‫قرى الشام‪ .‬قال أَبو عبيد‪ :‬قوله كفرا كفرا يعن قرية قرية‪ ،‬وأَكثر من‬
‫يتكلم بذا أَهل الشام يسمون القرية الكفر‪ .‬وروي عن ُمعَاوية أَنه قال‪:‬‬
‫أَهل ال ُكفُورِ هم أَهل القُبُور‪ .‬قال الَزهري‪ :‬يعن بالكفور القُرَى‬
‫النائيةَ عن الَمصار و ُمجَْت َمعِ اهل العلم‪ ،‬فالهل عليهم أَغلب وهم إِل‬
‫الِبدَع والَهواء ا ُلضِلّة أَسرعُ؛ يقول‪ :‬إِنم بنلة الوتى ل‬
‫يشاهدون الَمصارَ والُمعَ والماعاتِ وما أَشبهها‪ .‬وال َكفْرُ‪ :‬القَبْرُ‪ ،‬ومنه‬
‫قيل‪ :‬اللهم اغفر لَهل ال ُكفُور‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬اكَْتفَر فلنٌ أَي لزم‬
‫ال ُكفُورَ‪ .‬وف الديث‪ :‬ل تسكُنِ ال ُكفُورَ فإن ساكنَ الكُفور كساكن‬
‫القُبور‪ .‬قال الَ ْربّ‪ :‬الكُفور ما َب ْعدَ من الَرض عن الناس فل يرّ به‬
‫أَحد؛ وأَهل الكفور عند أَهل الدن كالَموات عند الَحياء فكأَنم ف‬
‫ض على رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ما هو‬ ‫القبور‪ .‬وف الديث‪ :‬عُرِ َ‬
‫مفتوح على ُأمّته من بعده َكفْرا َكفْرا َفسُرّ بذلك أَي قرية قرية‪.‬‬
‫وقول العرب‪َ :‬كفْرٌ على َكفْرٍ أَي بعض على بعض‪.‬‬
‫وأَ ْكفَرَ الرج ُل مُطِيعَه‪َ :‬أ ْحوَجَه أَن َي ْعصِيَه‪ .‬التهذيب‪ :‬إِذا‬
‫أَلأْت مُطِيعَك إِل أَن يعصيك فقد َأ ْكفَرْتَه‪ .‬والّتكْفِي‪ :‬إِياءُ‬
‫الذمي برأْسه‪ ،‬ل يقال‪ :‬سجد فلن لفلن ولكن َكفّ َر له َت ْكفِيا‪.‬‬
‫وال ُكفْرُ‪ :‬تعظيم الفارسي ِلمَلكه‪ .‬والّتكْفِيُ لَهل الكتاب‪ :‬أَن يُطَأْطئ‬
‫أَحدُهم رْأسَه لصاحبه كالتسليم عندنا‪ ،‬وقد َكفّر له‪ .‬والتكفي‪ :‬أَن يضع‬
‫يده أَو يديه على صدره؛ قال جرير ياطب الَخطل ويذكر ما فعلت قيس بتغلب‬
‫ف الروب الت كانت بعدهم‪:‬‬
‫س َب ْعدَها‪،‬‬ ‫ب قيْ ٍ‬ ‫وإِذا َس ِمعْتَ بَرْ ِ‬
‫ضعُوا السّلحَ و َكفّرُوا َت ْكفِيَا‬ ‫َف َ‬
‫ضعُوا سِلحَكم فلستم قادرين على حرب قيس لعجزكم عن قتالم‪،‬‬ ‫يقول‪َ :‬‬
‫ف َكفّروا لم كما ُي َكفّ ُر العبد لوله‪ ،‬وكما ُي َكفّر ال ِعلْجُ‬
‫للدّهْقا ِن يضع يده على صدره ويَتَطامَ ُن له وا ْخضَعُوا وانْقادُوا‪ .‬وف الديث‬
‫ي رفعه قال‪ :‬إِذا أَصبح ابن آدم فإن الَعضاء كلها‬ ‫عن أَب سعيد الدر ّ‬
‫ُت َكفّ ُر للسان‪ ،‬تقول‪ :‬اتق ال فينا فإِن استقمت استقمنا وإِن اعوججت‬
‫اعوججنا‪ .‬قوله‪ :‬تكفر للسان أَي َتذِلّ وُتقِرّ بالطاعة له وتضع لَمره‪.‬‬
‫والّت ْكفِي‪ :‬هو أَن ينحن الِنسان ويطأْطئ رأْسه قريبا من الركوع كما‬
‫يفعل من يريد تعظيم صاحبه‪ .‬والتكفي‪ :‬تتويج اللك بتاج إِذا رؤي ُكفّرَ‬
‫له‪ .‬الوهري‪ :‬التكفي أَن يضع الِنسان لغيه كما ُي َكفّ ُر العِلْجُ‬
‫للدّهاِقيِ‪ ،‬وأَنشد بيت جرير‪ .‬وف حديث عمرو بن أُمية والنجاشي‪ :‬رأَى‬
‫البشة يدخلون من َخوْخَ ٍة ُم َكفّرين فوَلّه ظهره ودخل‪ .‬وف حديث أَب‬
‫معشر‪ :‬أَنه كان يكره التكفي ف الصلة وهو النناء الكثي ف حالة القيام‬
‫قبل الركوع؛ وقال الشاعر يصف ثورا‪:‬‬
‫ث برْأسِه َت ْكفِيُ‬ ‫ك يُل ُ‬ ‫مَل ٌ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وعندي أَن التكفي هنا اسم للتاج سّاه بالصدر أَو يكون‬
‫اسا غي مصدر كالّتمِْتيِ والتّنْبِيتِ‪.‬‬
‫وال َكفِرُ‪ ،‬بكسر الفاء‪ :‬العظيم من البال‪ .‬والمع َكفِراتٌ؛ قال عبدُ‬
‫ال بن ُنمَيْرٍ الّث َق ِفيّ‪:‬‬
‫جمِرِ الِْن ِد سا ِطعٌ‪،‬‬ ‫له َأ َرجٌ من ُم ْ‬
‫تُ َطّلعُ رَيّا ُه من ال َكفِراتِ‬
‫ب من البال‪ .‬قال أَبو عمرو‪ :‬ال َكفَرُ الثنايا‬ ‫وال َكفَرُ‪ :‬العِقا ُ‬
‫ال ِعقَاب‪ ،‬الواحدة َكفَرَةٌ؛ قال أُمية‪:‬‬
‫ل ُمخْتَلَقٌ‪،‬‬ ‫وليس يَْبقَى لوَجْهِ ا ِ‬
‫إِل السماءُ وإِل ا َلرْضُ وال َكفَرُ‬
‫ورجل ِكفِرّينٌ‪ :‬داهٍ‪ ،‬و َكفَرْن‪ :‬خاملٌ أَحق‪ .‬الليث‪ :‬رجل ِكفِرّينٌ‬
‫ِعفِرّينٌ أَي ِعفْريت خبيث‪ .‬التهذيب‪ :‬وكلمة َي ْل َهجُونَ با لن يؤمر‬
‫ك يا فلن‬ ‫بأَمر فيعمل على غي ما أُمر به فيقولون له‪َ :‬مكْفورٌ بِ َ‬
‫عَنّْيتَ وآذَْيتَ‪ .‬وف نوادر الَعراب‪ :‬الكافِرَتانِ والكاِفلَتانِ‬
‫ا َللْيَتانِ‪.‬‬
‫سوَدّ ويركب بعضُه‬ ‫@كفهر‪ :‬ا ُل ْك َفهِرّ من السحاب‪ :‬الذي َي ْغلُظُ وَي ْ‬
‫ف مثله‪ .‬وك ّل مُتَرا ِكبٍ‪ُ :‬مكْ َفهِرّ‪ .‬ووجه‬ ‫بعضا‪ ،‬وا ُلكْرَ ِه ّ‬
‫ُم ْك َفهِرّ‪ :‬قليل اللحم غليظ اللد ل َيسَْتحِي من شيء‪ ،‬وقيل‪ :‬هو العَبُوسُ‪،‬‬
‫ومنه قول ابن مسعود‪ :‬إِذا لقيت الكافر فاْلقَه بوجه ُم ْكفَهِرّ أَي بوجه‬
‫منقبض ل طَلقةَ فيه‪ ،‬يقول‪ :‬ل َت ْلقَه بوجه مُنَْبسِط‪ .‬وف الديث‬
‫أَيضا‪ :‬اُل َقوُا الُخالِفِي بوجه ُمكْ َفهِرّ أَي عابس قَطوبٍ‪ ،‬وعامٌ‬
‫ُم ْك َفهِرّ كذلك‪ .‬ويقال‪ :‬رأَيته ُمكْ َفهِرّ الوجه‪ .‬وقد ا ْكفَهَرّ الرجلُ‬
‫إِذا عَبّسَ‪ ،‬وا ْك َفهَرّ النجم إِذا بدا وَ ْجهُه وضوءُه ف شدة ظلمة‬
‫الليل؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫إِذا الليل أَدْجَى وا ْك َفهَرّتْ نُجومُه‪،‬‬
‫ط هامٌ جواِثمُ‬ ‫وصاحَ من ا َلفْرا ِ‬
‫وا ُلكْ َر ِهفّ‪ :‬لغة ف ا ُل ْك َفهِرّ‪ .‬وفلن ُم ْكفَهِرّ الوجه إِذا‬
‫ب لوْنُه إِل الغُبْرة مع ال ِغلَظ؛ قال الراجز‪:‬‬ ‫ضَ َر َ‬
‫قامَ إِل َعذْرا َء ف الغُطَاطِ‬
‫َي ْمشِي ِبثْلِ قائِم ال ُفسْطاطِ‬
‫ُب ْك َفهِرّ الّل ْونِ ذي حَطاطِ‬
‫أَبو بكر‪ :‬فلن ُم ْكفَهِرّ أَي منقبض كال ل يُرَى فيه أَث ُر ِبشْرٍ‬
‫ول فَ َرحٍ‪ .‬وجَبَ ٌل ُم ْكفَهِرّ‪ :‬صلب شديد ل يناله حادِثٌ‪.‬‬
‫وا ُل ْك َفهِرّ‪ :‬الصّ ْلبُ الذي ل تغيه الوادث‪.‬‬
‫@كمر‪ :‬ال َكمَرَةُ‪ :‬رأْس الذكر‪ ،‬والمع َكمَرٌ‪ .‬وا َل ْكمُور من الرجال‪:‬‬
‫الذي أَصابَ الات ُن طَ َرفَ َكمَرَته‪ ،‬وف الحكم‪ :‬الذي أَصاب الاتنُ‬
‫َكمَرته‪ .‬وا َل ْكمُورُ‪ :‬العظيم ال َكمَرَة‪ ،‬وهم ا َل ْكمُوراء‪ .‬ورجل ِكمِرّى‬
‫إِذا كان ضخم ال َكمَرَةِ‪ ،‬مِثالُ ال ّز ِمكّى‪.‬‬
‫وتَكامَرَ الرجلنِ‪ :‬نَظَرا أَيّهما أَعظمُ َكمَرَةً‪ ،‬وقد كامَرَه‬
‫ف َكمَرَه‪ :‬غلبه بعِظَمِ ال َكمَرَة؛ قال‪:‬‬
‫تالِ لَول شَْيخُنا عَبّادُ‪،‬‬
‫لَكامَرُونا اليومَ أَو لَكادُوا‬
‫ويروى‪َ :‬ل َكمَرونا اليومَ أَو لكادوا‪ .‬وامرأَة َمكْمُورَة‪ :‬منكوحة‪.‬‬
‫وال ِكمْ ُر من الُبسْرِ‪ :‬ما ل يُ ْر ِطبْ على نله ولكنه سقط فَأرْ َطبَ ف‬
‫الَرض‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وأَظنهم قالوا نلة ِمكْمارٌ‪ .‬وال ِكمِرّى‪:‬‬
‫القصي؛ قال‪:‬‬
‫ت ف عِيها ال ِكمِرّى‬ ‫قد َأ ْر َسلَ ْ‬
‫وال ِكمِرّى‪ :‬موضع؛ عن السياف‪.‬‬
‫@كمتر‪ :‬ال َكمْتَرَةُ‪ :‬مِشْيَ ٌة فيها تَقارُبٌ مثل الكَرْدَحَة‪ ،‬ويقال‪:‬‬
‫َقمْطَرة وكمْتَرَة بعن‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َكمْتَرَةُ من َع ْدوِ القصي‬
‫ب الُطى الجتهدِ ف َع ْدوِه؛ قال الشاعر‪:‬‬ ‫الُتَقارِ ِ‬
‫حيثُ تَرَى ال َكوَْألَلَ الكُماتِرا‪،‬‬
‫كالَُبعِ الصّيْفيّ و َيكْبُو عاثِرا‬
‫و َكمْتَ َر إِناءَه والسقاءَ‪ :‬ملَه‪ .‬و َكمْتَر القربة‪َ :‬سدّها بوِكائه‪.‬‬
‫ص ْلبُ الشديد مثل الكُْندُ ِر والكُنادِر‪.‬‬ ‫وال ُكمْتُ ُر والكُماتِرُ‪ :‬ال ّ‬
‫@كمثر‪ :‬ال َكمْثَرةُ‪ِ :‬فعْلٌ مُمات‪ ،‬وهو تداخل الشيء بعضه ف بعض‪.‬‬
‫وال ُكمّثْرَى‪ :‬معروف من الفواكه هذا الذي تسميه العامة الِجّاصَ‪ ،‬مؤنث ل‬
‫ينصرف؛ قال ابن مَيّادَةَ‪:‬‬
‫للْقَ ضِيقا‪،‬‬ ‫أَ ُكمّثْرَى‪ ،‬يَزِيدُ ا َ‬
‫أَ َحبّ إِليكَ أَم ِتيٌ َنضِيجُ؟‬
‫واحدته ُكمّثْراة‪ ،‬وتصغيها ُكمَْيمِثْرةٌ‪ ،‬وحكى ثعلب ف تصغي‬
‫الواحدة‪ُ :‬كمَْيمِثْراة؛ قال ابن سيده‪ :‬والَقيس ُكمَْيمِثْرة كما قدّمنا‪.‬‬
‫والكُماثِر‪ :‬القصي‪ .‬قال الَزهري‪ :‬سأَلت جاعة من الَعراب عن ال ُكمّثْرى‬
‫فلم يعرفوها‪ .‬ابن دريد‪ :‬ال َكمْثَرة تداخ ُل الشيء بعضه ف بعض واجْتِماعُه‪،‬‬
‫قال‪ :‬فإِن يكن ال ُكمّثْرَى عربيّا فمنه اشتقاقه؛ التهذيب‪ :‬وتصغيها‬
‫ُكمَْيمِثْرَى و ُكمَيْثِرَةٌ و ُكمَْيمِثْراة‪ ،‬وأَنشد بيت ابن ميادة‪:‬‬
‫للْقَ ضِيقا‬ ‫ُكمَْيمِثْرَى يزيدُ ا َ‬
‫@كمعر‪َ :‬ك ْمعَرَ سنامُ البعي‪ :‬مثل أَ ْكعَرَ‪.‬‬
‫@كنر‪ :‬الكِنّارَةُ‪ ،‬وف الحكم‪ :‬الكِنّا ُر الشّقّة من ثياب‬
‫الكَتّانِ‪ ،‬دَخيلٌ‪ .‬وف حديث معاذ‪ :‬نى رسول ال‪،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬عن لُبْسِ‬
‫الكِنّار؛ هو شُقة الكتان؛ قال ابن الَثي‪ :‬كذا ذكره أَبو موسى‪.‬‬
‫ت يتلف فيها فيقال هي العيدان الت يضرب‬ ‫قال ابن سيده‪ :‬والكِنّارا ُ‬
‫با‪ ،‬ويقال هي ال ّدفُوف؛ ومنه حديث عبد ال بن عمرو بن العاص‪ ،‬رضي ال‬
‫عنهما‪ :‬إِن ال تبارك وتعال أَنزَلَ ال ّق لُيذْ ِهبَ به الباطل‬
‫ويُبْطِ َل به الّلعِبَ وال ّزفْنَ والزّمّاراتِ والَزاهِ َر والكِنّارات‪ .‬وف‬
‫صفته‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ف التوراة‪ :‬بعثتك تحو الَعازِفَ‬
‫والكِنّاراتِ؛ هي‪ ،‬بالفتح والكسر‪ ،‬العيدان‪ ،‬وقيل البَرابِطُ‪ ،‬وقيل الطّنْبُورُ‪،‬‬
‫وقال الَرب‪ :‬كان ينبغي أَن يقال الكِرانات‪ ،‬فقدّمت النون على الراء‪،‬‬
‫قال‪ :‬وأَظن الكِرا َن فارسيّا معرّبا‪ .‬قال‪ :‬وسعت أَبا نصر يقول‪:‬‬
‫الكَرِينَ ُة الضاربة بالعُود‪ ،‬سيت به لضربا بالكِرانِ؛ وقال أَبو سعيد الضرير‪:‬‬
‫جمَل وجِمال‬ ‫أَحسبها بالباء‪ ،‬جع كِبارٍ‪ ،‬وكبار جع كَبَرٍ‪ ،‬وهو الطبل ك َ‬
‫وجِمالت‪ .‬ومنه حديث عليّ‪ ،‬عليه السلم‪ُ :‬أمِرنا بكسر الكُوبَةِ‬
‫والكِنّارة والشّياع‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الكَنانِيُ واحدتا كِنّارَة‪ ،‬قال قوم‪:‬‬
‫هي العيدان‪ ،‬ويقال‪ :‬هي الطنابي‪ ،‬ويقال الطّبُول‪.‬‬
‫التهذيب ف ترجة قنر‪ :‬رجل مُقَْن ِورٌ ومُقَنّ ٌر و ُمكَْنوِرٌ و ُمكَنّر‬
‫ضخْما َسمِجا أَو ُمعَْتمّا ِعمّ ًة جافية‪.‬‬ ‫إِذا كان َ‬
‫@كنب‪ :‬الكِنْبارُ‪ :‬حَبْلُ النّارَجِيلِ‪ ،‬وهو نيل الند تتخذ من ليفه‬
‫حبال للسفن يبلغ منها البل سبعي دينارا‪.‬‬
‫والكِنْبِرَةُ‪ :‬ا َلرْنَبَة الضخمة‪.‬‬
‫@كنثر‪ :‬رجل كُنْثُرٌ وكُناثِرٌ‪ :‬وهو الجتمع اللق‪.‬‬
‫@كندر‪ :‬الكُْندُورُ والكُنا ِد ُر والكُنَيدِ ُر من الرجال‪ :‬الغليظ القصي‬
‫مع شدّة‪ ،‬ويوصف به الغليظ من ُحمُر الوحش‪ .‬وروى شر لبن شيل كُنَْي ِدرٌ‪،‬‬
‫على فعيلل‪ ،‬وكُنَْي ِدرٌ تصغي كُْندُر؛ وحار كُْندُر وكُنا ِدرٌ‪ :‬عظيم‪،‬‬
‫وقيل غليظ؛ وأَنشد للعجاج‪:‬‬
‫كَأنّ َتحْت كُْندُورا كُنادِرا‪،‬‬
‫َجأْبا قَ َطوْطى يَْنشِجُ الَشا ِجرَا‬
‫يقال‪ :‬حار ُكدُرٌ وكُْندُورٌ وكُنا ِدرٌ للغليظ‪ .‬والأْب‪ :‬الغليظ‪،‬‬
‫والقَطَوطى‪ :‬الذي يشي مُقْ َط ْوطِيا‪ ،‬وهو ضرب من الشي سريعٌ‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫يَْنشِجُ الَشاجر أَي يصوّت بالَشجار‪ ،‬وذهب سيبويه إِل أَنه رباعي‪ ،‬وذهب غيه‬
‫إِل أَنه ثلثي بدليل َك َدرَ‪ ،‬وهو مذكور ف موضعه‪ ،‬وقال أَبو عمرو‪:‬‬
‫إِنه لذو كِْندِيرَة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫يَتَْبعْنَ ذا كِْندِيرَةٍ َعجَنّسا‪،‬‬
‫إِذا الغرابانِ به َتمَرّسا‪،‬‬
‫ل َيجِدا إِل أَدِيا َأ ْملَسا‬
‫للْقِ‪ ،‬وفِتْيانٌ كَنا ِدرَة‪ .‬والكُْندُر‪:‬‬
‫ابن شيل‪ :‬الكُْندُر الشديد ا َ‬
‫ب من العِلْكِ‪ ،‬الواحدة ُكْندُرة‪.‬‬ ‫اللّبانُ‪ ،‬وف الحكم‪ :‬ضَرْ ٌ‬
‫والكُْندُرة من الَرض‪ :‬ما َغلُظ وارتفع‪ .‬وكُْندُرة البازي‪َ :‬مجِْثمُه الذي‬
‫ُيهَيّأُ له من َخشَب أَو َمدَر‪ ،‬وهو دخيل ليس بعرب‪ ،‬وبيان ذلك أَنه ل‬
‫يلتقي ف كلمة عربية حرفان مثلن ف حشو الكلمة إِل ِب َفصْلٍ لزم‬
‫لفَْيفَد ونوه؛ قال أَبو منصور‪ :‬قد يلتقي حرفان مثلن بل فصل‬ ‫كال َعقَْنقَل وا َ‬
‫بينهما ف آخر السم؛ يقال‪ :‬رَما ٌد رِ ْمدَِدٌ وفرس ُسقْدُدٌ إِذا كان‬
‫لفَْيدَدُ‪ :‬الظلم‪ .‬وما لَهُ عُْندُدٌ‪ .‬وقال البد‪ :‬ما كان من‬ ‫مُضمّرا‪ .‬وا َ‬
‫حرفي من جنس واحد فل إِدغام فيها إِذا كانت ف ملحقات الَساء لَنا‬
‫تنقص عن مقادير ما أُلقت به نو‪ :‬قَرْ َددٍ و َم ْهدَدٍ لَنه ملحق‬
‫َبعْفَر‪ ،‬وكذلك المع نو قَرادِ َد ومهادِ َد مثل جَعافِرَ‪ ،‬فإِن ل يكن ملحقا‬
‫صمّ‪.‬‬ ‫لزمه الِدغام نو َأَلدّ وأَ َ‬
‫والكَْندَر‪ :‬ضرب من حساب الروم‪ ،‬وهو حساب النجوم‪.‬‬
‫وكِْندِيرٌ‪ :‬اسم‪ ،‬مثل به سيبويه وفسره السياف‪.‬‬
‫@كنعر‪ :‬الكَْنعَرَةُ‪ :‬الناقة العظيمة السيمة السمينة‪ ،‬وجعها كناعِرُ‪.‬‬
‫الَزهري‪ :‬كَْنعَ َر سَنامُ الفصيل إِذا صار فيه شحم‪ ،‬وهو مثل أَ ْكعَرَ‪.‬‬
‫@كنهر‪ :‬الكََن ْه َورُ من السحاب‪ :‬التراكبُ الثخي؛ قال الَصمعي وغيه‪:‬‬
‫هو قِ َط ٌع من السحاب أَمثالُ البال؛ قال أَبو ُنخَْيلَةَ‪:‬‬
‫س ِميّ‬‫كََن ْهوَر كان من أَعقاب ال ّ‬
‫(* هذا الشطر ل وزن له معروف‪).‬‬
‫واحدته كََن ْه َورَة‪ ،‬وقيل‪ :‬الكََن ْهوَر السحاب التراكم؛ قال ابن‬
‫ُمقْبِل‪:‬‬
‫لا قاِتدٌ دُ ْهمُ الرّبابِ‪ ،‬و َخلْفَهُ‬
‫جسْ َن الغَمامَ الكََنهْورا‬ ‫روايا يَُب ّ‬
‫وف حديث علي‪ ،‬عليه السلم‪َ :‬ومِيضُه ف كََن ْهوَ ِر رَبابه؛‬
‫الكََن ْه َورُ‪ :‬العظيم من السحاب‪ ،‬والرّبابُ الَبيضُ منه‪ ،‬والنون والواو زائداتان‪.‬‬
‫ونابٌ كََن ْه َورَةٌ‪ُ :‬مسِنّة‪ .‬وقال ف موضع آخر‪ :‬كَْنهَرَ ُة موضع‬
‫بالدّهْناء بي جبلي فيها قِلتٌ يلؤها ماءُ السماء‪ ،‬والكََنهْ َورُ منه‬
‫أُ ِخذَ‪.‬‬
‫@كهر‪َ :‬كهَ َر الضّحى‪ :‬ارتفع؛ قال َعدِيّ بن زيد العَبّادي‪:‬‬
‫خفّيَ بل َأزْوادِنا‪،‬‬ ‫ُمسَْت ِ‬
‫ثقةً با ُلهْ ِر من غيِ َع َدمْ‬
‫فإِذا العانَةُ ف َكهْرِ الضّحى‪،‬‬
‫حمٍ زَِيمْ‬ ‫دُونا أَ ْح َقبُ ذو َل ْ‬
‫يصف أَنه ل يمل معه زادا ف طريقه ثقة با يصيده بُهرِه‪ .‬والعانة‪:‬‬
‫القطيع من الوحش‪ .‬والَحقب‪ :‬المار الذي ف ِح ْقوَيْهِ بياض‪ .‬ولم زَِيمٌ‪:‬‬
‫لم متفرق ليس بجتمع ف مكان‪ .‬و َكهَ َر النهارُ َي ْكهَرُ َكهْرا‪ :‬ارتفع‬
‫واشتدّ حَرّه‪ .‬الَزهري‪َ :‬كهْ ُر النهارِ ارتفاعُه ف شدة الر‪.‬‬
‫وال َكهْرُ‪ :‬الضحك واللهو‪ .‬و َكهَرَه َي ْكهَرُه َكهْرا‪ :‬زَبَرَهُ‬
‫س وانْتَهره تَهاونا به‪ .‬وال َكهْرُ‪ :‬النْتِهارُ؛ قال ابنُ‬ ‫واستقبله بوجه عاب ٍ‬
‫دارة الّث ْعَلبّ‪:‬‬
‫حفِلُ َثمّ َكهْرا‪،‬‬
‫فقامَ لَي ْ‬
‫ول يُبال لو يُلقي َعهْرا‬
‫قال‪ :‬ال َكهْرُ النْتِهارُ‪ ،‬و َكهَرَه وَقهَره بعن‪ .‬وف قراءة عبد ال‬
‫بن مسعود‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬فأَما اليتيم فل َت ْكهَرْ؛ وزعم يعقوب أَن كافه‬
‫سَلمِيّ أَنه قال‪:‬‬ ‫ل َكمِ ال ّ‬‫بدل من قاف َت ْقهَرْ‪ .‬وف حديث مُعَاوية بن ا َ‬
‫ما رأَيت ُم َعلّما أَ ْحسَنَ تعليما من النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫فبأَب هو وأُمي ما َكهَرن ول شََتمَن ول ضَرَبن‪ .‬وف حديث ا َلسْعى‪:‬‬
‫أَنم كانوا ل ُيدَعّون عنه ول ُي ْكهَرون؛ قال ابن الَثي‪ :‬هكذا يروى‬
‫ف كتب الغريب وبعض طرق مسلم‪ ،‬قال‪ :‬والذي جاء ف الَكثر ُيكْرَهُون‬
‫بتقدي الراء من الِكراه‪.‬‬
‫ورجل ُكهْرُورَةٌ‪ :‬عابس‪ ،‬وقيل قبيح الوجه‪ ،‬وقيل‪ :‬ضحّاك لعّاب‪ .‬وف‬
‫فلن ُكهْرُورةٌ أَي انْتِها ٌر لن خاطبه وتعبيس للوجه؛ قال زَْبدُ اليل‪:‬‬
‫ت بذِي ُكهْرورَةٍ غ َي أَنّن‪،‬‬ ‫ولس ُ‬
‫إِذا َطلَ َعتْ أُول ا ُلغِيَةِ‪ ،‬أَعْبَسُ‬
‫وال َكهْرُ‪ :‬ال َقهْرُ‪ .‬وال َكهْرُ‪ :‬عُبُوسُ الوجه‪ .‬والكَهْرُ‪ :‬الشّْتمُ؛‬
‫الَزهري‪ :‬ال َكهْرُ الُصاهَرة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫يُ َر ّحبُ ب عند بابِ ا َلمِي‪،‬‬
‫وُت ْكهَ ُر َسعْ ٌد وُيقْضى لا‬
‫أَي تُصاهَرُ‪.‬‬
‫@كور‪ :‬الكُورُ‪ ،‬بالضم‪ :‬الرحل‪ ،‬وقيل‪ :‬الرحل بأَداته‪ ،‬والمع َأكْوار‬
‫وأَ ْك ُورٌ؛ قال‪:‬‬
‫خ بِ َرمْلِ ال َك ْو َمحَيْن إِناخَةَ الْـ‬
‫أَنا َ‬
‫ط عنهنّ أَ ْكوُرا‬ ‫ـيَمان قِلصا‪ ،‬حَ ّ‬
‫والكثي كُورانٌ و ُكؤُور؛ قال كُثَيّر عَزّة‪:‬‬
‫ضبِ َتخْتالُ ف البُرى‪،‬‬ ‫على ِجلّةٍ كا َل ْ‬
‫فَأحْمالُها َمقْصورَةٌ و ُكؤُورُها‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وهذا نادر ف العتل من هذا البناء وإِنا بابه الصحيح‬
‫س تَرَْتمِي‬
‫منه كبُنُو ٍد وجُنُودٍ‪ .‬وف حديث َط ْهفَة‪ :‬بَأكْوارِ الَي ِ‬
‫بنا العِيسُ؛ الَكْوا ُر جع كُورٍ‪ ،‬بالضم‪،‬وهو رَحْل الناقة بأَداته‪ ،‬وهو‬
‫كالسّرْج وآلتِه للفرس‪ ،‬وقد تكرّر ف الديث مفردا ومموعا؛ قال ابن‬
‫الَثي‪ :‬وكثي من الناس يفتح الكاف‪ ،‬وهو خطأ؛ وقول خالد بن زهي‬
‫الذل‪َ:‬نشَ ْأتُ َعسِيا ل ُتدَّيثْ َعرِيكَت‪،‬‬
‫ق َظهْرِيَ كُورُها‬ ‫ول َيسَْتقِرّ فو َ‬
‫استعار الكُو َر لتذليل نفسه إِذ كان الكُورُ ما يذلل به البعي‬
‫وُي َوطّأُ ول كُورَ هنالك‪ .‬ويقال للكُورِ‪ ،‬وهو الرحل‪ :‬ا َل ْك َورُ‪ ،‬وهو‬
‫ا ُل ْكوَرّ‪ ،‬إِذا فتحت اليم خففت الراء‪ ،‬وإِذا ثقلت الراء ضممت اليم؛ وأَنشد‬
‫قول الشاعر‪:‬‬
‫قِلص يَمانٍ حَطّ عنهن َم ْكوَرا‬
‫فخفف‪ ،‬وأَنشد الَصمعي‪:‬‬
‫كَأنّ ف الَْبلَيْنِ من ُم ْكوَرّه‬
‫ت لضَرّهِ‬ ‫سحَلَ عُو ٍن َقصَدَ ْ‬ ‫ِم ْ‬
‫ن من‬ ‫لمْر وتُوَقدُ فيه النار وهو مب ّ‬ ‫لدّاد‪ :‬الذي فيه ا َ‬ ‫وكُورُ ا َ‬
‫طي‪ ،‬ويقال‪ :‬هو الزّقّ أَيضا‪ .‬وال َكوْرُ‪ :‬الِبل الكثية العظيمة‪.‬‬
‫ضخْم‪،‬‬‫ويقال‪ :‬على فلن َكوْ ٌر من الِبل‪ ،‬وال َكوْ ُر من الِبل‪ :‬العَطِيعُ ال ّ‬
‫وقيل‪ :‬هي مائة وخسون‪ ،‬وقيل‪ :‬مائتان وأَكثر‪ .‬وال َك ْورُ‪ :‬القطيع من البقر؛‬
‫قال ذؤيب‪:‬‬
‫ب من الثّيانِ َأفْرَدَه‪،‬‬ ‫ول شَبُو َ‬
‫من َك ْورِه‪َ ،‬كثْرَةُ الِغْراءِ والطّرَدُ‬
‫والمع منهما أَكْوار؛ قال ابن بري هذا البيت أَورده الوهري‪:‬‬
‫شبّ من الثّيانِ َأفْرَده‪،‬‬ ‫ول ُم ِ‬
‫عن َك ْورِه‪ ،‬كَثْرَ ُة الِغراءِ والطّرَدِ‬
‫بكسر الدال‪ ،‬قال‪ :‬وصوابه‪ :‬والطردُ‪ ،‬برفع الدال؛ وأَول القصيدة‪:‬‬
‫تال يَبْقى على الَيّا ِم مُبَْتقِلٌ‪،‬‬
‫َج ْو ُن السّرا ِة رَباعٌ‪ ،‬سِنّه غَرِدُ‬
‫يقول‪ :‬تال ل يبقى على الَيّام مُبَْتقِلٌ أَي الذي يَرْعى البقل‪.‬‬
‫صوّتٌ‪ .‬ول‬ ‫ل ْونُ‪ :‬ا َل ْسوَدُ‪ .‬والسّراةُ‪ :‬ال ّظهْر‪ .‬وغَرِدٌ‪ :‬مُ َ‬ ‫وا َ‬
‫شبّ من الثيان‪ :‬وهو ا ُلسِنّ أَفرده عن جاعته إِغراءُ الكلب به‬ ‫ُم ِ‬
‫وطَرَدُه‪ .‬وال َكوْرُ‪ :‬الزيادة‪ .‬الليث‪ :‬ال َك ْورُ َلوْثُ العمامة يعن إِدارتا‬
‫على الرأْس‪ ،‬وقد َكوّرْتُها َت ْكوِيرا ‪ .‬وقال النضر‪ :‬كل دارة من العمامة‬
‫َكوْرٌ‪ ،‬وكل َد ْورٍ َك ْورٌ‪ .‬وت ْكوِيرُ العمامة‪َ :‬كوْرُها‪ .‬وكارَ‬
‫العِمامَةَ على الرأْس َيكُورُها َكوْرا‪ :‬لثَها عليه وأَدارها؛ قال أَبو‬
‫ذؤيب‪:‬وصُرّادِ غَْيمٍ ل يزالُ‪ ،‬كأَنه‬
‫مُل ٌء بَأشْرافِ الِبا ِل َمكُورُ‬
‫وكذلك َك ّورَها‪ .‬وا ِل ْك َورُ وا ِل ْك َورَةُ والكِوارَةُ‪ :‬العمامةُ‪.‬‬
‫ل ْورُ النقصان والرجوع‪،‬‬ ‫ل ْورِ بعد ال َكوْرِ‪ ،‬قيل‪ :‬ا َ‬ ‫وقولم‪ :‬نعوذ بال من ا َ‬
‫وال َك ْورُ‪ :‬الزيادة‪ ،‬أُخذ من َكوْ ِر العمامة؛ يقول‪ :‬قد تغيت حاله‬
‫وانتقضت كما ينتقض َك ْورُ العمامة بعد الشدّ‪ ،‬وكل هذا قريب بعضه من بعض‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ل ْورُ َن ْقضُها‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه نعوذ بال‬ ‫ال َك ْورُ َت ْكوِي ُر العمامة وا َ‬
‫من الرجوع بعد الستقامة والنقصان بعد الزيادة‪ .‬وروي عن النب‪ ،‬صلى ال‬
‫لوْر بعد ال َكوْرِ أَي من النقصان بعد‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬أَنه كان يتعوّذ من ا َ‬
‫الزيادة‪ ،‬وهو من َت ْكوِير العمامة‪ ،‬وهو لفها وجعها‪ ،‬قال‪ :‬ويروى بالنون‪.‬‬
‫ف نَباتُه واستحصادُه وَت ْكوِيرُه‬ ‫وف صفة زرع النة‪ :‬فيبا ِدرُ الطّ ْر َ‬
‫أَي َج ْمعُه وإِلقاؤه‪.‬‬
‫والكِوارَة‪ :‬خرقة تعلها الرأَة على رأْسها‪ .‬ابن سيده‪ :‬والكِوارَةُ لوث‬
‫لمْرَةِ؛‬
‫ب من ا ِ‬ ‫َتلْتاثه الرأَة على رأْسها بمارها‪ ،‬وهو ضَرْ ٌ‬
‫حشِها‪،‬‬‫وأَنشد‪َ :‬عسْراءُ حيَ َترَدّى من َت َف ّ‬
‫وف كِوارَتِها من َبغْيِها مَيَلُ‬
‫ص َم ِعيّ لبعض الَغْفال‪:‬‬ ‫وقوله أَنشده الَ ْ‬
‫جافِيَة مَعْوى ملث ال َكوْر‬
‫قال ابن سيده‪ :‬يوز أَن يعن موضع َك ْورِ العمامة‪ :‬والكِوارُ‬
‫والكِوارَة‪ :‬شيء يتخذ للنحل من ال ُقضْبان‪ ،‬وهو ضيق الرأْس‪.‬‬
‫وَت ْكوِي ُر الليل والنهار‪ :‬أَن ُي ْلحَقَ أَحدُها بالخر‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫َت ْكوِي ُر الليل والنهار َت ْغشِيَةُ كل واحد منهما صاحبه‪ ،‬وقيل‪ :‬إِدخال كل واحد‬
‫منهما ف صاحبه‪ ،‬والعان متقاربة؛ وف الصحاح‪ :‬وَت ْكوِيرُ الليل على‬
‫النهار َتغْشيته إِياه‪ ،‬ويقال زيادته ف هذا من ذلك‪ .‬وف التنيل العزيز‪:‬‬
‫ُي َك ّورُ اللي َل على النهار وُي َكوّ ُر النهارَ على الليل؛ أَي ُيدْخِلُ‬
‫هذا على هذا‪ ،‬وأَصله من َت ْكوِي ِر العمامة‪ ،‬وهو لفها وجعها‪ .‬و ُك ّورَتِ‬
‫الشمسُ‪ُ :‬ج ِمعَ ضوءُها ولُفّ كما ُتَلفّ العمامة‪ ،‬وقيل‪ :‬معن ُك ّورَتْ‬
‫ُغوّرَتْ‪ ،‬وهو بالفارسية« كُورِْبكِرْ» وقال ماهد‪ُ :‬ك ّورَت اضمحلت‬
‫وذهبت‪ .‬ويقال‪ :‬كُ ْرتُ العمامةَ على رأْسي أَكُورُها و َك ّورْتُها‬
‫أُ َك ّورُها إِذا لففتها؛ وقال الَخفش‪ُ :‬تَلفّ فَُت ْمحَى؛ وقال أَبو عبيدة‪:‬‬
‫ت مثل َت ْكوِير العمامة ُتَلفّ فَُت ْمحَى‪ ،‬وقال قتادة‪ُ :‬ك ّورَتْ ذهب‬ ‫ُكوّرَ ْ‬
‫ضوءُها‪ ،‬وهو قول الفراء‪ ،‬وقال عكرمة‪ :‬نُ ِزعَ ضوءُها‪ ،‬وقال ماهد‪:‬‬
‫ت رُميَ با‪ ،‬ويقال‪:‬‬ ‫ُكوّرَتْ دُ ْه ِورَتْ‪ ،‬وقال الرّبيعُ بن خَيَثمٍ‪ُ :‬ك ّورَ ْ‬
‫سقُطَ‪ ،‬وحكى الوهري عن ابن عباس‪:‬‬ ‫ط إِذا طرحته حت َي ْ‬ ‫ت الائ َ‬ ‫َد ْهوَرْ ُ‬
‫ُكوّرَتْ ُغ ّورَتْ‪ ،‬وف الديث‪ :‬يُجا ُء بالشمس والقمر َث ْورَيْنِ‬
‫جمَعانِ وُي ْلقَيانِ‬ ‫ُي َكوّرانِ ف النار يوم القيامة أَي ُيلَفّانِ وُي ْ‬
‫فيها‪ ،‬والرواية ثورين‪ ،‬بالثاء‪ ،‬كأَنما ُي ْمسَخانِ؛ قال ابن الَثي‪ :‬وقد‬
‫روي بالنون‪ ،‬وهو تصحيف‪.‬‬
‫صقْعُ‪ ،‬والمع ُك َورٌ‪ .‬ابن سيده‪:‬‬ ‫الوهري‪ :‬الكُورَةُ الدينة وال ّ‬
‫والكُورَةُ من البلد ا ِلخْلفُ‪ ،‬وهي القرية من قُرَى اليمن؛ قال ابن دريد‪:‬‬
‫ل أَ ْحسِبُه عربيّا‪.‬‬
‫والكارَةُ‪ :‬الالُ الذي يمله الرجل على ظهره‪ ،‬وقد كارها َكوْرا‬
‫واسْتَكارَها‪ .‬والكارَةُ‪ِ :‬ع ْكمُ الثّياب‪ ،‬وهو منه‪ ،‬وكارةُ ال َقصّار من ذلك‪،‬‬
‫سيت به لَنه ُي َكوّر ثيابه ف ثوب واحد ويمِلها فيكون بعضُها على‬
‫بعض‪ .‬وكوّر التاعَ‪ :‬أَلقى بعضه على بعض‪ .‬الوهري‪ :‬الكارةُ ما يُحمل على‬
‫الظهر من الثّياب‪ ،‬وَت ْكوِيرُ التاع‪ :‬جعُه وشدّه‪.‬‬
‫والكارُ‪ُ :‬سفُن مُنحدِرة فيها طعام ف موضع واحد‪ .‬وضربه ف َكوّره أَي‬
‫صرَعه‪ ،‬وكذلك طعنه ف َكوّرَه أَي أَلقاه متمعا؛ وأَنشد أَبو عبيدة‪:‬‬
‫ضَ َربْناه ُأمّ الرّْأسِ‪ ،‬والّنقْ ُع سا ِطعٌ‪،‬‬
‫َفخَرّ صَرِيعا للَيدَيْنِ ُم َكوّرَا‬
‫و َك ّورْته فت َكوّر أَي سقَط‪ ،‬وقد ت َكوّر هو؛ قال أَبو كبي الذل‪:‬‬
‫مَُت َك ّورِينَ على الَعارِي‪ ،‬بينهم‬
‫ض ْربٌ كَتعْطاطِ الَزادِ الَْثجَلِ‬
‫وقيل‪ :‬الّت ْكوِير الصّرْع‪ ،‬ضرَبه أَو ل يضربْه‪ .‬والكتيارُ‪ :‬صرعُ‬
‫الشي ِء بعضُه على بعضٍ‪ .‬والكْتِيار ف الصّراع‪ :‬أَن يُصرَع بعضه على بعض‪.‬‬
‫شمّر‪ .‬وكارَ الرج ُل ف مشْيته‬ ‫والّت َكوّر‪ :‬الّتقَطّر والّت َ‬
‫َكوْرا‪ ،‬واسْتَكار‪َ :‬أسْرع‪ .‬والكِيار‪َ :‬رفْع الفَرس ذنبه ف ُحضْره؛ والكَيّر‪:‬‬
‫الفرس إِذا فعل ذلك‪ .‬ابن بزرج‪ :‬أَكارَ عليه يضربه‪ ،‬وها يَتَكايرانِ‪،‬‬
‫بالياء‪ .‬وف حديث الُنافق‪َ :‬يكِي ف هذه مرّة وف هذه مرّة أَي يري‪.‬‬
‫يقال‪ :‬كارَ الفرسُ َيكِ ُي إِذا جرى رافعا ذنبه‪ ،‬ويروى َيكْبِنُ‪ .‬واكْتار‬
‫الفرسُ‪ :‬رفع ذنَبه ف َع ْدوِه‪ .‬واكْتارَتِ الناقة‪ :‬شالت بذنَبها عند‬
‫اللّقاح‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وإِنا حلنا ما جُهل من تصرّفه من باب الواو لَن‬
‫الَلف فيه عي‪ ،‬وانقلب الَلف عن العي واوا أَكثر من انقلبا عن‬
‫الياء‪ .‬ويقال‪ :‬جاء الفرس ُمكْتارا إِذا جاء مادّا ذنبه تت َعجُزِه؛ قال‬
‫الكميت يصف ثورا‪:‬‬
‫ي قِبْطِيّة‪َ ،‬لهِقا‬‫كأَنه‪ ،‬من َيدَ ْ‬
‫حمِيّة مُكْتا ٌر ومُنْتَ ِقبُ‬
‫بالَْت َ‬
‫قالوا‪ :‬هو من اكْتار الرج ُل اكْتِيارا إِذا تعمّم‪ .‬وقال الَصمعي‪:‬‬
‫اكْتارَتِ الناقة اكْتِيارا إِذا شالت بذنَبها بعد اللّقاح‪ .‬واكْتار الرجل‬
‫للرجل اكْتِيارا إِذا تيَأ لِسبابه‪ .‬وقال أَبو زيد‪َ :‬أكَرْت على الرجل‬
‫أُكِ ُي كيارةً إِذا استذللته واستضعفته وأَ َحلْت عليه إِحالة نو‬
‫مائةٍ‪.‬والكُورُ‪ :‬بناء الزّنابي؛ وف الصحاح‪ :‬موضِع الزّنابي‪.‬‬
‫وال ُكوّارات‪ :‬الَليا الَ ْهلِيّة؛ عن أَب حنيفة‪ ،‬قال‪ :‬وهي الكَوائر أَيضا على‬
‫مثال الكَواعِر؛ قال ابن سيده‪ :‬وعندي أَن الكَوائر ليس جع ُكوّارة إِنا‬
‫هو جع ُكوَارة‪ ،‬فافهم‪ ،‬وال ِكوَار والكِوارة‪ :‬بيت يُتّخذ من قُضبانٍ‬
‫ضيّقُ الرأْس للنحل ُت َعسّلُ فيه‪ .‬الوهري‪ :‬و ُكوّارة النحل عسلها ف‬
‫الشمَع‪ .‬وف حديث عليّ‪ ،‬عليه السلم‪ :‬ليس فيما ُتخْرِج َأكْوارُ الّنحْل‬
‫صدَقة‪ ،‬واحدها كُور‪ ،‬بالضم‪ ،‬وهو بيت النحل والزّنابي؛ أَراد أَنه ليس ف‬
‫العسل صدقة‪.‬‬
‫وكُرْت الَرض َكوْرا‪ :‬حفرتُها‪.‬‬
‫وكُور و ُكوَيْ ٌر وال َكوْر‪ :‬جبال معروفة؛ قال الراعي‪:‬‬
‫ت مَناكِبُه‪،‬‬ ‫وف َيدُومَ‪ ،‬إِذا اغْبَرّ ْ‬
‫و ِذ ْروَةِ ال َك ْورِ عن مَرْوا َن مُعْتَزَلُ‬
‫ودارَةُ ال َكوْر‪ ،‬بفتح الكاف‪ :‬موضع؛ عن كُراع‪ .‬وا ِل ْك َورّى‪ :‬القصي‬
‫العريض‪ .‬ورجل ِم ْك َورّى أَي لئيم‪ .‬وا َل ْكوَرّى‪ :‬ال ّروْثة العظيمة‪،‬‬
‫وجعلها سيبويه صفة‪ ،‬فسرها السياف بأَنه العظيم رَوثَةِ الَنف‪ ،‬وكسر اليم‬
‫فيه لغة‪ ،‬مأْخوذ من َكوّره إِذا جَمعه‪ ،‬قال‪ :‬وهو َم ْفعَلّى‪ ،‬بتشديد‬
‫اللم‪ ،‬لَن َفعَْللّى ل َيجِئ‪ ،‬وقد يذف الَلف فيقال َمِ ْكوَرّ‪،‬‬
‫والُنثى ف كل ذلك بالاء؛ قال كراع‪ :‬ول نظي له‪ .‬ورجل َم ْك َورّ‪ :‬فاحش‬
‫مكثار؛ عنه‪ ،‬قال‪ :‬ول نظي له أَيضا‪ .‬ابن حبيب‪َ :‬ك ْورٌ أَرض باليمامة‪.‬‬
‫@كي‪ :‬ال ِكيُ‪ :‬كِيُ الدّاد‪ ،‬وهو زِقّ أَو جلد غليظ ذو حافاتٍ‪ ،‬وأَما‬
‫ق الذي يَْنفُخ فيه‬ ‫البن من الطي فهو الكُورُ‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكِي الزّ ّ‬
‫سوْء‬
‫الدّاد‪ ،‬والمع أَكْيارٌ وكِيَرة‪ .‬وف الديث‪ :‬مثَلُ اللِيس ال ّ‬
‫مثَلُ الكِي‪ ،‬هو من ذلك؛ ومنه الديث‪ :‬الدينة كالكِ ِي تَنفي خَبَثها‬
‫ويَْنصَع طِيبُها؛ ولا فسر ثعلب قول الشاعر‪:‬‬
‫ترَى آنُفا دُغما قِباحا‪ ،‬كأَنا‬
‫مَقا ِديُ أَكْيارٍ‪ ،‬ضخامَ الَرانِب‬
‫قال‪ :‬مَقادِي الكِيانِ تسو ّد من النار‪ ،‬فكسّر كِيا على كيان‪،‬‬
‫وليس ذلك بعروف ف كتب اللغة؛ إِنا الكِيان جع الكُور‪ ،‬وهو الرّحْل‪،‬‬
‫ولعل ثعلبا إِنا قال مَقادِي الَكْيار‪ .‬وكِي‪ :‬بلد؛ قال عروة بن‬
‫الورد‪:‬إِذا َحّلتْ بأَرض بن عليّ‪،‬‬
‫ك بي ِإمّرَة وكِي‬ ‫وأَ ْهلُ َ‬
‫ابن بزرج‪ :‬أَكارَ عليه يضربه‪ ،‬وهُما يتكايران؛ بالياء‪ .‬وكِي‪ :‬اسم جبل‪.‬‬
‫@كرز‪ :‬الكُ ْرزُ‪ :‬ضَ ْربٌ من الُوالِقِ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الُوالِقُ الصغي‪،‬‬
‫ل ْرجُ الكبي يمل فيه الراعي زاده ومتاعه‪ .‬وف‬ ‫وقيل‪ :‬هو الُ ْرجُ‪ ،‬وقيل‪ :‬ا ُ‬
‫الثل‪ :‬رُبّ َش ّد ف الكُ ْرزِ؛ وأَصله أَن فرسا يقال له أَعوج‬
‫حمّلَ أَصحابه فحملوه ف الكُ ْرزِ‪ ،‬فقيل لم‪ :‬ما تصنعون‬ ‫نُِتجَتْ ُه ُأمّه وَت َ‬
‫به؟ فقال أَحدهم‪ :‬رب ش ّد ف الكرز‪ ،‬يعن َع ْدوَهُ‪ ،‬والمع أَكرازٌ‬
‫وكِ َرزٌَة مثل ُجحْ ٍر و ِجحَرَةٍ‪ .‬وسعيدُ كُ ْرزٍ‪ :‬لقبٌ‪ .‬قال سيبويه‪ :‬إِذا لقبت‬
‫مفردا بفرد أَضفته إِل اللقب‪ ،‬وذلك قولك‪ :‬هذا سعيدُ كُ ْرزٍ‪ ،‬جعلت‬
‫كُرْزا معرفة لَنك أَردت العرفة الت أَردتا إِذا قلت هذا سعيد‪ ،‬فلو‬
‫نكّرت كرزا صار سعيد نكرة لَن الضاف إِنا يكون نكرة ومعرفة بالضاف‬
‫إِليه‪ ،‬فيصي كرز ههنا كأَنه كان معرفة قبل ذلك ث أُضيف إِليه‪.‬‬
‫ش الذي يضع عليه الراعي كُ ْرزَهُ فيحمله ويكون‬ ‫والكَرّازُ‪ :‬الكَبْ ُ‬
‫أَمام القوم‪ ،‬ول يكون إِل أَ َجمّ لَن ا َلقْ َر َن يشتغل بالنّطاحِ؛‬
‫قال‪:‬يا ليتَ أَنّي وسُبَيْعا ف الغَنَمْ‪،‬‬
‫ج منها فوقَ كَرّازٍ أَ َجمّْ‬ ‫والُ ْر ُ‬
‫وكارَزَ إِل ِثقَةٍ من إِخوان ومالٍ وغِنًى‪ :‬مالَ‪ .‬أَبو زيد‪ :‬إِنه‬
‫ليُعاجِزُ إِل ِثقَ ٍة مُعاجَزَ ًة ويُكا ِرزُ إِل ثقة مُكا َرزَةً إِذا مال‬
‫إِليه؛ قال الشماخ‪:‬‬
‫فلما رَأَيْنَ الا َل قد حا َل دونَه‬
‫دُعافٌ‪َ ،‬لدَى جَْنبِ الشّرِيعَةِ‪ ،‬كا ِرزُ‬
‫قيل‪ :‬كارز بعن الستخفي‪ .‬يقال‪َ :‬ك َرزَ َيكْ ُرزُ كُرُوزا‪ ،‬فهو كا ِرزٌ‬
‫إِذا استخفى ف َخمَرٍ أَو غارٍ‪ ،‬والُكارَزَةُ منه‪ .‬ويقال‪ :‬كا َرزْتُ عن‬
‫فلن إِذا فَ َررْتَ منه وعاجَزْتَهُ‪ .‬وكا َرزَ ف الكان‪ :‬اخَْتبَأَ فيه‪.‬‬
‫وكارَزَ إِليه‪ :‬بادر‪ .‬وكارَ َز القومُ إِذا تركوا شيئا وأَخذوا غيه‪.‬‬
‫ص والكَرِيزُ‪ :‬ا َلقِطُ‪ .‬والكُ ّرزُ والكُرّزِيّ‪ :‬العَِييّ‬ ‫والكَرِي ُ‬
‫اللئيم‪ ،‬وهو دخيل ف العربية‪ ،‬تسميه الفُرْسُ كُ ّرزِيّا؛ وأَنشد‬
‫لرؤبة‪:‬أَو كُرّز َي ْمشِي بَ ِطيَ الكُ ْرزِ‬
‫والكُ ّرزُ‪ :‬ا ُلدَرّبُ ا ُلجَرّبُ‪ ،‬وهو فارسي‪ .‬والكُ ّرزُ‪ :‬اللئيم‪.‬‬
‫والكُ ّرزُ‪ :‬النجيب‪ .‬والكُ ّرزُ‪ :‬الرجل الاذق‪ ،‬كلها دخيل ف العربية‪.‬‬
‫سقُطَ ريشه؛ قال‪:‬‬ ‫شدّ لَي ْ‬‫والكُ ّرزُ‪ :‬البازي ُي َ‬
‫لا رَأَتْنِي راضِيا بالِهْمادْ‪،‬‬
‫كالكُرّزِ الربوط بيَ ا َلوْتا ْد‬
‫قال الَزهري‪ :‬شبهه بالرجل الاذق وهو بالفارسية كُرُو َفعُرّبَ‪.‬‬
‫وكُ ّرزَ البازي إِذا سقط ريشه‪ .‬أَبو حات‪ :‬الكُ ّرزُ البازي ف سََنتِهِ‬
‫الثانية‪ ،‬وقيل‪ :‬الكُ ّر ُز من الطي الذي قد أَتى عليه حول‪ ،‬وقد كُ ّرزَ؛ قال‬
‫رؤبة‪:‬‬
‫رأَيْتُه كما رَأْيتُ الّنسْرا‪،‬‬
‫ت زُعْرا‬‫كُ ّرزَ ُي ْلقِي قادِما ٍ‬
‫صقْرَه إِذا خاط عينيه وأَطعمه حت يذل‪ .‬ابن‬ ‫وكَ ّرزَ الرجلُ َ‬
‫الَنباري‪ :‬هو كُ ّرزٌ أَي داهٍ خبيثٌ متال‪ ،‬شبه بالبازي ف خبثه واحتياله وذلك‬
‫أَن العرب تسمي البازي كُرّزا‪ ،‬قال‪ :‬والطائر ُيكَ ّرزُ‪ ،‬وهو دخيل ليس‬
‫بعرب‪.‬‬
‫والكُرَازُ‪ :‬القارورة‪ .‬قال ابن دريد‪ :‬ل أَدري أَعرب أم عجمي غي أَنم‬
‫قد تكلموا با‪ ،‬والمع كِرْزانٌ‪.‬‬
‫وكُ ْرزٌ وكَ ِرزٌ وكَارِ ٌز ومُكْ َرزٌ و ُكرَيْز وكَرِيزٌ وكُرازٌ‪ :‬أَساء‪.‬‬
‫وكَرازٌ‪ :‬فرس ُحصَي بن علقمة‪.‬‬
‫@كربز‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬القَْثوُ أَكْ ُل القََثدِ والكِرْبِزِ‪ ،‬قال فأَما‬
‫القََثدُ فهو اليار وأَما الكِرِْبزُ فالقِثّاءُ الكبار‪.‬‬
‫@كزز‪ :‬الكَزّ‪ :‬الذي ل ينبسط‪ .‬ووجْه كَزّ‪ :‬قبيح‪ ،‬كَ ّز َيكُزّ‬
‫كَزازَةً‪ .‬و َجمَلٌ كَزّ‪ :‬صُلب شديد‪.‬وذَ َهبٌ كَزّ‪ :‬صلب جدّا‪ .‬ورجل َكزّ‪ :‬قليل‬
‫الُؤاتا ِة والَيْ ِر بَيّنُ الكَ َززِ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫أَنتَ للَْب َعدِ هَيْ ٌن لَيّنٌ‪،‬‬
‫وعلى ا َلقْ َربِ كَزّ جافِي‬
‫ورجل كَ ّز وقوم كُزّ‪ ،‬بالضم‪ .‬والكَزازُ‪ :‬الُبخْلُ‪ .‬ورجل كَزّ اليدين‬
‫أَي بيل مثل َجعْد اليدين‪ .‬والكَزازَةُ والكَزازُ‪ :‬اليُبْسُ‬
‫والنْقباضُ‪ .‬و َخشَبة كَزّة‪ :‬يابسة مُ ْعوَجّة‪ .‬وقناة كَزّة‪ :‬كذلك‪ ،‬وفيها كَ َززٌ‪.‬‬
‫وكَزّ الشيءَ‪ :‬جعله ضيقا‪ .‬ويقال للشيء إِذا جعلته ضيقا‪ :‬كَ َززْته‪ ،‬فهو‬
‫َمكْزُوزٌ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ب بَيْضا َء َتكُ ّز ال ّدمْلُجا‪،‬‬ ‫يا رُ ّ‬
‫ت شَيْخا طَويلً َع ْفشَجا‬ ‫تَ َزوّ َج ْ‬
‫وقوس كَزّة‪ :‬ل يتباعد َس ْهمُها من ضيقها؛ أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫سهْم ول َقلُو ُ‬
‫ع‬ ‫ل كَزّ ُة ال ّ‬
‫وقال أَبو حنيفة‪ :‬قال أَبو زياد الكَزّةُ أَصغر القياس‪ ،‬ابن شيل‪ :‬من‬
‫القسيّ الكَزّةُ‪ ،‬وهي الغليظة ا َلزّ ِة الضّيّقة الفَرْج‪ ،‬والوَطيئةُ‬
‫سيّ‪ .‬الوهري‪َ :‬ق ْوسٌ َكزّة إِذا كان ف عُودِها يُبْسٌ‬ ‫أَكَ ّز ال ِق ِ‬
‫عن النعطاف‪ ،‬وَبكَرَةٌ كَزّة أَي ضيقة شديدة الصّرِيرِ‪.‬‬
‫والكُزازُ‪ :‬داء يأْ ُخذُ من ِشدّةِ البَ ْردِ وَتعْتَرِي منه رِ ْعدَةٌ‪،‬‬
‫وهو َمكْزُوزٌ‪ .‬وقد ُكزّ الرجلُ‪ ،‬على صيغة ما ل يس ّم فاعله‪ :‬زُ ِكمَ‪.‬‬
‫وأَكَزّه ال‪ ،‬فهو َمكْزُوزٌ‪ :‬مثل أَ َحمّه‪ ،‬فهو مموم‪ ،‬وهو َتشَنّج‬
‫يصيب الِنسان من البد الشديد أَو من خروج دمٍ كثي‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬
‫الكُزّازُ الرّ ْعدَ ُة من البَرْدِ‪ ،‬والعامة تقول الكُزَاز‪ ،‬وقد كَزّ‪:‬‬
‫اْنقَبَضَ من البد‪ .‬وف البحديث‪ :‬أَن رجلً اغتسل َفكُزّ فمات؛ الكُزازُ‪ :‬داء‬
‫يتولد من شدة البد‪ ،‬وقيل‪ :‬هو نفس البد‪.‬‬
‫لزّ ا ْكلِئْزازا‪ :‬انقبض‪ ،‬واللم زائدة‪.‬‬ ‫واكْ َ‬
‫@كعمز‪َ :‬تكَ ْعمَ َز الفِراشُ‪ :‬انتقضت خُيوطه واجتمع صوفه؛ عن ا َلجَرِيّ‪.‬‬
‫لزّ‬‫@كلز‪َ :‬كلَزَ الشيءَ َي ْكلِزُه َكلْزا و َكلّزَهُ‪ :‬جعه‪ .‬واكْ َ‬
‫الرجلُ‪َ :‬تقَبّض ول يطمئن‪ .‬وا ُل ْكلَئِزّ‪ :‬النقبض‪ .‬الليث‪ :‬يقال‬
‫لزّ‪ ،‬وهو انقباض ف جَفاء ليس بطمئن‪ ،‬كالراكب إِذا ل يتمكن َعدْلً عن‬ ‫اكْ َ‬
‫ظهر الدابة؛ وأَنشد غيه‪:‬‬
‫حمُ‪،‬‬‫أَقولُ والناقةُ ب َت َق ّ‬
‫صمُ‬‫وأَنا منها ُم ْكلَئِزّ ُمعْ ِ‬
‫وأميت ثلث ّي فعله؛ وأَنشد شر‪:‬‬
‫رُب فتا ٍة من بن العِنازِ‪،‬‬
‫َحيّاكَةٍ ذاتِ حِرٍ كِنازِ‬
‫ضدَيْن مُ ْكلَئِ ّز نازِي‪،‬‬ ‫ذِي َع ُ‬
‫كالنّبتِ الَ ْحمَر بالبَرازِ‬
‫جمّعَ؛ وف شعر حُميد بن ثور‪:‬‬ ‫لزّ إِذا انقبض وَت َ‬ ‫واكْ َ‬
‫حمّل ا َلمّ كِلزا َج ْلعَدا‬ ‫َف َ‬
‫للْقِ الشديدُ‪ ،‬ويروى‪ :‬كِنازا‪ ،‬بالنون؛ وقيل‪:‬‬ ‫الكلز‪ :‬الجتمع ا َ‬
‫لزّ البازي‪َ :‬همّ بأَخذ‬ ‫لزّ ا ْكلِئْزازا انقبض‪ ،‬واللم زائدة‪ .‬وا ْك َ‬ ‫اكْ َ‬
‫لزٌ‪ :‬اسم‪.‬‬ ‫الصيد وَتقَبّض له‪ .‬وكَ ّ‬
‫خمَةُ؛ قال‪:‬‬
‫@عكمز‪ :‬ال ُعكْمُوزُ‪ :‬التّارّة الادِرةُ الطويل ُة الضّ ْ‬
‫للْبِ َح ال َعجُوزا‪،‬‬
‫إِنّي َل ْقلِي ا ِ‬
‫وآمِ ُق الفَتِيّةَ ال ُع ْكمُوزا‬
‫الَزهري‪ُ :‬ع ْكمُوزَةٌ حادِرٌة تارّةٌ و ُع ْكمُزٌ أَيضا‪ ،‬قال‪ :‬ويقال‬
‫للَيْ ِر إِذا كان ُمكْتَنِزا‪ :‬إِنه َل ُع ْكمُزٌ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫حتْ لل َعوْدِ بئْرا هُزْهُزا‪،‬‬ ‫وفََت َ‬
‫فالَت َق َمتْ جُرْدانَه والعُ ْكمُزا‬
‫@كن‪ :‬الكَنْزُ‪ :‬اسم للمال إِذا أُحرز ف وعاء ولا يرز فيه‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الكَنْزُ الال الدفون‪ ،‬وجعه كُنُوزٌ‪ ،‬كَنَزَ ُه َيكْنِزُه كَنْزا‬
‫واكْتَنَزَهُ‪ .‬ويقال‪ :‬كَنَزْتُ البُرّ ف الِرابِ فاكْتَنَزَ‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫أُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ‪ :‬الَح َر والَبيضَ؛ قال شر‪ :‬قال العلء بن عمرو‬
‫البا ِهِليّ الكَنْ ُز ال ِفضّة ف قوله‪:‬‬
‫كَأنّ ا ِلبْ ِرِقيّ غَدا عليها‬
‫باءِ الكَنْ ِز َألَْبسَه قَراها‬
‫قال‪ :‬وتسمي العربُ ك ّل كثي مموع يتنافس فيه كنا‪ .‬وف الديث‪ :‬أَل‬
‫أُ َعّلمُكَ كَنْزا من كُنوز النة‪ :‬ل حول ول قوّة إِل بال‪ ،‬وف‬
‫رواية‪ :‬ل حول ول قوّة إِل بال كَنْ ٌز من كُنُوز النة أَي أَجرها‬
‫ُمدّخَر لقائلها والتصف با كما يدخر الكن‪ ،‬وف التنيل العزيز‪ :‬والذين‬
‫َيكْنِزون الذهبَ والفضةَ‪ .‬وف حديث أَب هريرة‪ ،‬رضي ال عنه؛ قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬يذهب ِكسْرَى فل كسرى بعده‪ ،‬ويذهب قيصر‬
‫فل قَْيصَ َر بعده‪ ،‬والذي نفسي بيده لتُْن َفقَنّ كنوزُها ف سبيل ال‬
‫ت السّقاءَ‬
‫الليث‪ :‬يقال كَنَزَ الِنسانُ ما ًل َيكْنِزُه‪ .‬وكَنَزْ ُ‬
‫إِذا ملْته‪ .‬ابن عباس ف قوله تعال ف الكهف‪ :‬وكان تتَه كَنْزٌ لما؛‬
‫صحُفا‪ .‬وروي عن علي‪ ،‬كرم‬ ‫قال‪ :‬ما كان ذهبا ول فضة ولكن كان ِعلْما و ُ‬
‫ال تعال وجهه‪ ،‬أَنه قال‪ :‬أَربعة آلف وما دونا نفقةٌ وما فوقها َكنْزٌ‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬كل مالٍ ل ُتؤَدّى زكاتُه فهو كَنْزٌ؛ الكَنْ ُز ف الَصل‬
‫الال الدفون تت الَرض فإِذا أُخرج منه الواجب عليه ل يبق َكنْزا‬
‫وإِن كان مكنوزا‪ ،‬وهو حكم شرعي توّز فيه عن الَصل‪ .‬وف حديث أَب ذر‪،‬‬
‫ضفٍ من جهنم؛ هم جع كَنّازٍ‬ ‫رضي ال عنه‪َ :‬بشّرِ الكَنّازِينَ ِبرَ ْ‬
‫وهو البالغ ف كن الذهب والفضة وادّخارها وترك إِنفاقهما ف أَبواب‬
‫البّ‪.‬‬
‫واكْتَنَزَ الشيءُ‪ :‬اجتمع وامتلَ‪ .‬وكَنَزَ الشيءَ ف الرِعاء والَرض‬
‫َيكْنِزُه كَنْزا‪َ :‬غمَزه بيده‪ .‬و َشدّ كَنْ َز القِرْبَةِ‪ :‬ملَها‪.‬‬
‫ويقال للجارية الكثية اللحم‪ :‬كِنازٌ‪ ،‬وكذلك الناقة؛ وقال‪:‬‬
‫َحيّاكَةٍ ذاتِ هَنٍ كِنازِ‬
‫وناقة كِنازٌ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬أَي ُمكْتَنِزَةُ اللحمِ‪ .‬والكِنازُ‪ :‬الناقة‬
‫صلْبة اللحم‪ ،‬والمع كُنُوز وكِنازٌ‪ ،‬كالواحد باعتقاد اختلف الركتي‬ ‫ال ّ‬
‫والَلفي‪ ،‬وجعله بعضهم من باب جُنب‪،‬وهذا خطٌأ لقولم ف التثنية كِنازانِ‪،‬‬
‫وقد َتكَنّزَ لمه واكْتَنَزَ‪ ،‬ورجل كَنِ ُز اللحم و ُمكْتَنِ ُز اللحم‬
‫وكَنيزُ اللحم و َمكْنُوزُه؛ أَنشد سيبويه‪:‬‬
‫وساقِيَيْ ِن مِثْ ِل زَيْ ٍد و ُجعَلْ‪،‬‬
‫صقْبَا ِن مَ ْمشُوقان َمكْنُوزا ال َعضَلْ‬ ‫َ‬
‫وف شعر ُحمَيد ين ثور‪:‬‬
‫حمّل ا َلمّ كِنازا َج ْلعَدَا‬ ‫َف َ‬
‫الكِنازُ‪ :‬ا ُلجَْت ِمعُ اللحم القَوِيّه‪ ،‬وك ّل ُمكْتَنِزٍ متمعٌ‪،‬‬
‫ويروى كِلزا‪ ،‬باللم‪ ،‬وقد تقدم‪ .‬وف صفته‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪َ :‬بعَثْتُك‬
‫ف والكَنازاتِ‪ ،‬هي بالفتح‪ .‬والكِنازُ والكَنازُ‪ :‬رَفاعُ‬ ‫َت ْمحُو الَعازِ َ‬
‫التمر‪ ،‬وقد كَنَزُوا التمر َيكْنِزُونَهُ كَنْزا وكِنازا‪ ،‬فهو كَنِيز‬
‫ومكنوز‪ ،‬والكَنيزُ‪ :‬التمر ُيكْتََنزُ للشتاء ف قَواصِرَ وأَوعية‪ ،‬والفعل‬
‫الكْتِنازُ‪ ،‬قال‪ :‬والَبحْرانِيّونَ يقولون جا َء زمن الكِنازِ‪ ،‬إِذا‬
‫للّةِ‪،‬‬
‫ب َأ ْسفَلَ ا ُ‬
‫كَنَزُوا التمر ف الِللِ‪ ،‬وهو أَن ُي ْلقَى جِرا ٌ‬
‫ب بعد جراب حت‬ ‫وُيكْنَزَ بالرّ ْجلَي حت يدخل بعضه ف بعض‪ ،‬ث جرا ٌ‬
‫للّةُ َمكْنُوزَ ًة ث تُخاطُ بالشرُطِ‪ .‬ا ُل َموِيّ‪ :‬أَتيتهم عند‬ ‫تتلئَ ا ُ‬
‫الكِنا ِز والكَنازِ‪ ،‬يعن حي كَنَزُوا التمر‪ .‬ابن السكيت‪ :‬هو الكَنازُ‪،‬‬
‫بالفتح ل غي؛ قال‪ :‬ول يسمع إِل بالفتح‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬هو مثل الَدادِ‬
‫والِداد والصّرامِ والصّرامِ‪ ،‬وربا استعمل الكَنازُ ف البُرّ؛‬
‫أَنشد سيبويه للمُتََنخّل ا ُلذَل‪:‬‬
‫ت نا ِزَلكُمْ‬‫ل َدرّ َدرّيَ إِن َأ ْط َعمْ ُ‬
‫قِ ْرفَ الَِتيّ‪ ،‬وعندي البُ ّر َمكْنُوزُ‬
‫وكَنّاز‪ :‬اسم رجل‪.‬‬
‫@كوز‪ :‬كازَ الشيءَ َكوْزا‪ :‬جعه‪ ،‬وكُزْتُه أَكُوزُه َكوْزا‪ :‬جعته‪.‬‬
‫والكُوزُ‪ :‬من الَوان‪ ،‬معروف‪ ،‬وهو مشتق من ذلك‪ ،‬والمع أَكْوازٌ‬
‫وكِيزانٌ و ِك َوزَةٌ؛ حكاها سيبويه مثل عُودٍ وعِيدانٍ وأَعْوادٍ و ِعوَدَةٍ‪،‬‬
‫وقال أَبو حنيفة‪ :‬الكُوزُ فارسي؛ قال ابن سيده‪ :‬وهذا قول ل ُيعَرّج عليه‪،‬‬
‫بل الكُوزُ عرب صحيح‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬كا َز َيكُوزُ واكْتازَ َيكْتازُ إِذا شرب بالكُوزِ‪ .‬قال ابن‬
‫ب إِذا شرب بالكُوب‪ ،‬وهو الكُوزُ بل عُ ْروَة‪ ،‬فإِذا‬ ‫الَعراب‪ :‬كابَي َكُو ُ‬
‫ب وَيكْتاب‪.‬‬ ‫كان بعروة فهو كُوز‪ ،‬يقال‪ :‬رأَيته َيكُوزُ وَيكْتازُ وَيكُو ُ‬
‫واكتازَ الاءَ‪ :‬اغْتَ َرفَهُ‪ ،‬وهو افَْتعَ َل من الكُوزِ‪ .‬وف حديث السن‪:‬‬
‫لبّ‬ ‫كان َملِكٌ من ملوك هذه القرية يرى الغلمَ من غلمانه يأْت ا ُ‬
‫َيكْتا ُز منه ث ُيجَرْجِر قائما فيقول‪ :‬يا ليتن مِْثلُك‪ ،‬يا لا ِنعْمة‪،‬‬
‫ج سَرْحا َيكْتازُ أَي َيغْتَ ِرفُ بالكُوز‪ ،‬وكان‬ ‫تأْكل َلذّةً وُتخْر ُ‬
‫بذا اللك ُأسْرٌ‪ ،‬وهو احتباس بوله‪ ،‬فتمن حال غلمه‪.‬‬
‫وبنو كُوزٍ‪ :‬بَطْنٌ من بن َأ َسدٍ‪ .‬التهذيب‪ :‬وبنو الكُوز بطن من العرب‪،‬‬
‫وف بن ضَبّة كُوز بن كعب‪ُ .‬كوَيْز و َمكْ َوزَة‪ :‬اسان‪ ،‬ش ّذ َمكْ َوزَةُ‬
‫عن حدّ ما تتمله الَساءُ الَعلم من الشذوذ نو قولم َمحَْببٌ‬
‫ورجاء بن حَْيوَةَ‪ ،‬وسّت العرب َم ْكوَزَة و ِمكْوازا؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫ضعْ َن على الِيزانِ كُوزا وهاجِرا‪،‬‬ ‫وَ‬
‫فمالتْ بنو كُوزٍ بأَبنا ِء هاجِرِ‬
‫لتْ أَعْفاجَها من رثِيئَةٍ‬ ‫ولو مَ َ‬
‫ضبِ الَكا ِدرِ‬ ‫بنو هاجِرٍ‪ ،‬مالتْ َب ْ‬
‫ولكِنّما اغْتَرّوا‪ ،‬وقد كان عندَهم‬
‫قَطِيبانِ شَتّى من َحلِيبٍ وحازِرِ‬
‫شعْ َملَة بن الَخْضر؛ كوز‬ ‫كوز‪ :‬اسم رجل من ضبة؛ وقال ابن بري‪ :‬الشعر ل َ‬
‫وهاجر قبيلتان من ضبة ابن ُأدّ‪ ،‬فيقول‪ :‬وزنّا إِحداها بالُخرى فمالت‬
‫كوز باجر أَي كانت أَثقل منها؛ يصف كوزا برَجاحَ ِة العقول وأَبناءَ‬
‫هاجر بفتها‪ .‬والَعْفاج‪ :‬جع َعفْجٍ لا يري فيه الطعام‪ ،‬وهي من الِنسان‬
‫كالصارين من البهائم‪ .‬يقول‪ :‬لو ملَت بنو هاجر أَعفاجها من رثيئة لالت‬
‫بضب الَكادر‪ .‬والضب‪ :‬جع هضبة وهي جبل ينفرش على الَرض‪ ،‬والَكادر‪:‬‬
‫جبال معروفة‪ ،‬والرثيئة‪ :‬اللب الامض يلب عليه الليب؛ يريد بذلك عظم‬
‫بطونم وكثرة أَكلهم وعظم خلقهم‪َ ،‬يهْزَُأ بم على أَن بن هاجر اغتروا ولو‬
‫أَنم تأَهبوا لوازنتهم حت يشربوا الرثيئة فتمتلئَ بطونم لوازنوا‬
‫الِضابَ ورَجَحوا با وكانوا أَثقل منهم‪ ،‬وهذا كله هزء بم‪ ،‬والقطيبان‪:‬‬
‫الليطان من حليب وحازر‪ ،‬والازر‪ :‬الامض‪ ،‬وال تعال أَعلم‪.‬‬
‫@كأس‪ :‬ابن السكيت‪ :‬هي ال َكأْس والفَأْس والرّأْس َمهْموزات‪ ،‬وهو رابطُ‬
‫ي بَيْضاء؛‬‫س من مَع ٍ‬
‫الَأْش‪ .‬والكأْس مؤنثة‪ ،‬قال اللّه تعال‪ :‬بك ْأ ِ‬
‫وأَنشد الَصمعي لُمية بن أَب الصلت‪:‬‬
‫ما رَغْبَةُ النفسِ ف الياة‪ ،‬وإِن‬
‫َتحْيا قليلً‪ ،‬فالوتُ ل ِحقُها‬
‫يُوشك مَن فَرّ مِ ْن مَنِيّته‪،‬‬
‫ف بعضِ غِرّاته يُواِفقُها‬
‫مَن ل َيمُتْ عَبْطَ ًة يت هَ َرمًا‪،‬‬
‫للموت كأْس‪ ،‬والرءُ ذائقُها‬
‫قال ابن بري‪ :‬عَبْطَة أَي شابّا ف طَراءته وانتصب على الصدر أَي‬
‫َموْت عَبْطَة وموت هَرَم فحذف الضاف‪ ،‬قال‪ :‬وإِن شئت نصبتهما على الال أَي‬
‫ذا عَبْطَة وذا هَرَم فحذف الضاف أَيضا وأَقام الضاف إِليه مُقامَه‪.‬‬
‫والكأْس‪ :‬الزّجاجة ما دام فيها شراب‪ .‬وقال أَبو حات‪ :‬الك ْأسُ الشراب‬
‫بعَيْنه وهو قول الَصمعي‪ ،‬وكذلك كان الَصمعي ينكر رواية من روى بيت‬
‫ت كأْس‪ ،‬وكان يَرْويه‪ :‬ا َلوْت كأْس‪ ،‬ويقطع أَلف الوصل لَنا‬ ‫ُأمَيّة للمَوْ ِ‬
‫ف أَول النصف الثان من البيت‪ ،‬وذلك جائز؛ وكان أَبو علي الفارسي يقول‪:‬‬
‫هذا الذي أَنكره الَصمعي غي منكر‪ ،‬واستشهد على إِضافة الكأْس إِل‬
‫الوت ببيت ُم َه ْلهِل‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫ما ُأرَجّي بالعَيْش بعد نَدامى‪،‬‬
‫قد أَرا ُه ْم ُسقُوا بكأْس حَلقِ‬
‫وحَلقِ‪ :‬اسم للمنِيّة وقد أَضاف الكأْس إِليهما؛ ومثلُ هذا البيت الذي‬
‫استشهد به أَبو عليّ‪ .‬قول العدي‪:‬‬
‫فهاجَها‪ ،‬بعدما رِي َعتْ‪ ،‬أَخُو قَنَصٍ‪،‬‬
‫عارِي الَشا ِج ِع من نَبْهان أَو ُثعَل‬
‫بأَ ْكُلبٍ كقِداحِ النّْب ِع يُو ِسدُها‬
‫ِطمْلٌ‪ ،‬أَخُو َقفْرَة َغرْثان قد َنحَل‬
‫فلم َت َدعْ واحدا منهنّ ذا َرمَقٍ‪،‬‬
‫جدَل‬ ‫حت َسقَتْه بك ْأسِ الوت فاْن َ‬
‫يصف صائدا أَرسل كلبه على بقرةِ وَحْشٍ؛ ومثله للخنساء‪:‬‬
‫سقِي حي َتشَْتجِ ُر العَوال‬ ‫وُي ْ‬
‫بكأْس الوت‪ ،‬ساع َة مُصْطَلها‬
‫وقال جرير ف مثل ذلك‪:‬‬
‫أَل رُبّ جَبّار‪ ،‬عليه مَهابَةٌ‪،‬‬
‫ضّلعَا‬
‫َسقَيْناه كأْس الوت حت َت َ‬
‫ومثله لَب دُواد الِيادِي‪:‬‬
‫تعْتادُه زفَرَاتٌ حي يذكُرُها‪،‬‬
‫َسقَيْنَه ب ُكؤُوس الوت َأ ْفوَاقَا‬
‫ابن سيده‪ :‬الكأْس المر نفسها اسم لا‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬يُطاف عليهم‬
‫بكأْس من مَعي بيضا َء لذةٍ للشاربي؛ وأَنشد أَبو حنيفة للَعشى‪:‬‬
‫حوَها‬‫ت َن ْ‬‫ي الدّيكِ باكَ ْر ُ‬ ‫وك ْأسٍ ك َع ِ‬
‫س ُتضْرَبُ‬ ‫صدْقٍ‪ ،‬والنّواقِي ُ‬ ‫بفِتْيانِ ِ‬
‫وأَنشد أَبو حنيفة أَيضا لعلقمة‪:‬‬
‫ك ْأسٌ عزي ٌز من الَعْناب عَّتقَها‪،‬‬
‫لبعضِ أَربابا‪ ،‬حَانِيّةٌ حُومُ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬كذا أَنشده أَبو حنيفة‪ ،‬ك ْأسٌ عزيزٌ‪ ،‬يعن أَنا خر‬
‫َتعِ ّز فَيُْنفَسُ با إِل على ا ُللُوك والَرباب؛ وك ْأسٌ عزيزٌ‪ ،‬على‬
‫الصفة‪ ،‬والتعارَف‪ :‬ك ْأسُ عزيزٍ‪ ،‬بالِضافة؛ وكذلك أَنَشده سيبويه‪ ،‬أَي ك ْأسُ‬
‫مالِكٍ عَزي ٍز أَو مستحِقّ عزيزٍ‪ .‬والكأْس أَيضا‪ :‬الِناء إِذا كان‬
‫فيه َخمْرٌ‪ ،‬قال بعضهم‪ :‬هي الزّجاجة ما دام فيها خر‪ ،‬فإِذا ل يكن فيها‬
‫خر‪ ،‬فهي قدح‪ ،‬كل هذا مؤنث‪ .‬قال ابن الَعراب‪ :‬ل تسمّى الكأْس كأْسا‬
‫إِل وفيها الشّراب‪ ،‬وقيل‪ :‬هو اسم لا على النفراد والجتماع‪ ،‬وقد ورد‬
‫ذكر الكأْس ف الديث‪ ،‬واللفظة مهموزة وقد يترك المز تفيفا‪ ،‬والمع من‬
‫كل ذلك أَ ْك ُؤسٌ و ُكؤُوسٌ وكِئاسٌ؛ قال الَخطل‪:‬‬
‫َخضِلُ الكِئاسِ‪ ،‬إَِذا تََثنّى ل تكنْ‬
‫لّلبِ‬ ‫ُخلْفا مَوا ِعدُه كَبَ ْرقِ ا ُ‬
‫وحكى أَبو حنيفة‪ :‬كِياس‪ ،‬بغي هز‪ ،‬فإِن صح ذلك‪ ،‬فهو على الَبدَل‪ ،‬قَلبَ‬
‫المزة ف كأْس أَلفا ف نية الواو فقال كاسٌ كنارٍ‪ ،‬ث جع كاسا على‬
‫كِياسٍ‪ ،‬والَصل كِواس‪ ،‬فقلبت الواو ياء للكسرة الت قبلها؛ وَتقَعُ‬
‫الكأْس لكل إِنا ٍء مع شرابه‪ ،‬ويستعار الكأْس ف جيع ضُرُوب الكاره‪ ،‬كقولم‪:‬‬
‫ب والفُرْقة والوت‪ ،‬قال‬‫ل ّ‬
‫سقاه كأْسا من الذلّ‪ ،‬وكأْساَ من ا ُ‬
‫صلْت‪ ،‬وقيل هو لبعض الرورية‪:‬‬ ‫ُأمَيّة بن أَب ال ّ‬
‫مَن ل َيمُت عَبْطَ ًة َيمُت هَرَما‪،‬‬
‫ا َلوْتُ كأْس‪ ،‬والرءُ ذائقُه‬
‫(* روي هذا البيت ف الصفحة ؟؟ ‪ :‬والرء ذائقها‪ :‬ويظهر أَنه أَرجع هنا‬
‫الضمي إل الوت ل إل الكأس‪).‬‬
‫قطَع أَلف الوصل وهذا يفعل ف الَنْصاف كثيا لَنه موضع ابتداء؛‬
‫أَنشد سيبويه‪:‬‬
‫ول يُبا ِدرُ ف الشّتاء َولِيدُنا‪،‬‬
‫َألْ ِق ْدرَ يُنِلا بغيِ ِجعَال‬
‫ص فلن من الطعام والشراب إِذا أَكثر منه‪ .‬وتقول‪ :‬و َجدْت‬ ‫ابن بُزُرج‪ :‬كا َ‬
‫فلنا كأْصا بِزِنَةٍ َكعْصا أَي صبورا باقيا على شُربه وأَكله‪.‬‬
‫قال الَزهري‪ :‬وأَحْسب الكأْس مأْخوذا منه لَن الصاد والسي يَتَعاقبان‬
‫ف حروف كثية لقرب َمخْرَجَيْهما‪.‬‬
‫@كبس‪ :‬الكَبْسُ‪َ :‬طمّك حُفرة بتراب‪ .‬وكَبسْت النهرَ والبئر كَبْسا‪:‬‬
‫َط َممْتها بالتراب‪ .‬وقد كَبَسَ الفرة َيكِْبسُها كَبْسا‪ :‬طَواها بالتراب‬
‫(*‬
‫قوله «طواها بالتراب» هكذا ف الَصل ولعله طمها بالتراب‪ ).‬وغيه‪ ،‬واسم‬
‫ذلك التراب الكِبْس‪ ،‬بالكسر‪ .‬يقال الَواء والكِبْس‪ ،‬فالكِبْس ما كان نو‬
‫سدّا‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬الكَبْس أَن يوضع‬ ‫الَرض ما يسد من الواء َم َ‬
‫اللد ف حفية ويدفن فيها حت يسترخِي شعَره أَو صُوفه‪.‬‬
‫والكبيسُ‪َ :‬ح ْل ٌي يُصاغُ َموّفا ث ُيحْشى بِطِيب ث ُيكْبَس؛ قال‬
‫عَلقمة‪:‬‬
‫َمحَالٌ كَأجْوازِ الَراد‪ ،‬ولُ ْؤُلؤٌ‬
‫من القََل ِقيّ والكَبِيس ا ُلَلوّبِ‬
‫والبال الكُبّس والكُبْس‪ :‬الصّلب الشداد‪ .‬وكَبَسَ الرج ُل َيكْبِسُ‬
‫كُبُوسا وَتكَبّس أدخل رأْسه ف ثوبه‪ ،‬وقيل‪ :‬تقنّع به ث تغطّى‬
‫بطائفته‪ ،‬والكُباس من الرجال‪ :‬الذي يفعل ذلك‪ .‬ورجل كُباسٌ‪ :‬وهو الذي إِذا‬
‫سأَلته حاجة كَبَس برأْسه ف َجيْب قميصه‪ .‬يقال‪ :‬إِنه لكُباس غي خُباس؛ قال‬
‫الشاعر يدح رجلً‪:‬‬
‫هو ال ّرزْءُ الُبيّنُ‪ ،‬ل كُباسٌ‬
‫ثَقيل الرّْأسِ‪ ،‬يَْنعِق بالضّئي‬
‫ابن الَعراب‪ :‬رجل كُباس عظيم الرأْس؛ قالت النساء‪:‬‬
‫فذاك ال ّرزْءُ َعمْرُك‪ ،‬ل كُباسٌ‬
‫حلُم بالّنعِيق‬
‫عظيم الرأْس‪َ ،‬ي ْ‬
‫ويقال‪ :‬الكُباس الذي َيكْبِس رأْسه ف ثيابه وينام‪ .‬والكابِس من الرجال‪:‬‬
‫الكابس ف ثوبه ا ُلغَطّي به جسده الداخل فيه‪.‬‬
‫والكِبْس‪ :‬البيت الصغي‪ ،‬قال‪ :‬أَراه سّي بذلك لَن الرجل َيكْبِس فيه‬
‫رأْسه؛ قال شر‪ :‬ويوز أَن يعل البيت كِبْسا لا ُيكْبَسُ فيه أَي‬
‫ُيدْخل كما َيكْبس الرجل رأْسه ف ثوبه‪ .‬وف الديث عن عَقيل ابن أَب طالب‬
‫أَن قريشا أَتت أَبا طالب فقالوا له‪ :‬إِن ابن أَخيك قد آذانا فاْنهَهُ‬
‫عنّا‪ ،‬فقال‪ :‬يا عَقيل انطلق فأْتن بحمد‪ ،‬فانطلقت إِل رسول اللّه‪ ،‬صلى‬
‫اللّه عليه وسلم‪ ،‬فاستخرجته من كِبْس‪ ،‬بالكسر؛ قال شر‪ :‬من كِبْس أَي من‬
‫بيت صغي‪ ،‬ويروى بالنون من الكِناس‪ ،‬وهو بيت الظّبْي‪ ،‬والَكباس‪ :‬بيوت‬
‫من طي‪ ،‬واحدها كِبْس‪ .‬قال شر‪ :‬والكِبس اسم لا كُبِس من الَبنية‪،‬‬
‫يقال‪ :‬كِبْس الار وكِبْس البَيت‪ .‬وكل بُنيان كُبِس‪ ،‬فله كِبْس؛ قال‬
‫العجاج‪:‬وإِن رَأوْا بُنْيانَه ذا كِبْسِ‪،‬‬
‫تَطارَحُوا أَركانَه بالرّ ْدسِ‬
‫وا َلرْنَبَة الكاِبسَة‪ :‬الُقبلَة على الشفة العليا‪ .‬والناصيَة‬
‫ستِ‬‫الكاِبسَة‪ :‬الُقبلَة على الَبْهة‪ .‬يقال‪ :‬جبهة كََبسَتها الناصية‪ ،‬وقد كََب َ‬
‫الناصِيَةُ الَْبهَة‪.‬‬
‫والكُباس‪ ،‬بالضم‪ :‬العظيم الرأْس‪ ،‬وكذلك الَكبس‪ .‬ورجل أَكْبس بَيّن‬
‫الكَبَس إِذا كان ضخم الرأْس؛ وف التهذيب‪ :‬الذي أَقبلت هامَتُه وأَدبرت‬
‫َجْبهَته‪ .‬ويقال‪ :‬رأْس أَكْبَس إِذا كان مستديرا ضخما‪ .‬وهامَةٌ كَبْساء‬
‫وكُباس‪ :‬ضخمة مستديرة‪ ،‬وكذلك َكمَرَة كَبْساء وكُباس‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬
‫الكِبْسُ الكَنْ ُز والكِبْس الرأْس الكبي‪ .‬شر‪ :‬الكُباس الذكَر؛ وأَنشد قول‬
‫الطرماح‪:‬‬
‫ولو كُنْت ُحرّا ل تََنمْ ليلة النّقا‪،‬‬
‫و ِجعْثِ ُن ُتهْب بالكُباس وبالعَرْد‬
‫ُتهْب‪ :‬يُثار منها الغبار لشدة ال َعمَل با‪ ،‬ناقة كَبْساء وكُباس‪،‬‬
‫والسم الكَبَس؛ وقيل‪ :‬الَكْبَس‪ .‬وهامةٌ كَبْساء وكُباس‪ :‬ضخمة مستديرة‪،‬‬
‫وكذلك َكمَرة كَبْساء وَكُباس‪ .‬والكُباس‪ .‬المتلئ اللحم‪ .‬وقدَم كَبْساء‪:‬‬
‫كثية اللحم غليظة ُمحْ َدوْدِبة‪.‬‬
‫والّتكْبيس والّتكَبّس‪ :‬القتحام على الشيء‪ ،‬وقد َتكَبّسوا عليه‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬كَبَسوا عليهم‪ .‬وف نوادر الَعراب‪ :‬جاء فلن ُمكَبّسا وكابسا‬
‫إِذا جاء شادّا‪ ،‬وكذلك جاء ُمكَلّسا أَي حاملً‪ .‬يقال‪ :‬شدّ إِذا َحمَل‪،‬‬
‫وربا قالوا كَبَس رْأسَه أَي أَدخله ف ثيابه وأَخفاه‪ .‬وف حديث‬
‫القيامة‪ :‬فوجَدوا رجا ًل قد أَكلتهم النار إِل صورة أَحدهم يعرَف با‬
‫فاكْتَبَسوا فَألْقوا على باب النة أَي أَدخلوا رؤُوسَهم ف ثيابم‪ .‬وف حديث‬
‫شيّ ف َكمَنت له إِل صخرة وهو ُمكَبّسٌٍ له كَتِيت‬ ‫َمقْتَل حزة‪ :‬قال وَ ْح ِ‬
‫أَي يقتحم الناس فَيكْبِسهم‪ ،‬والكتيت الَدير والغَطِيط‪ .‬وقِفافٌ كُبْسٌ‬
‫إِذا كانت ضِعافا؛ قال العجاج‪:‬‬
‫وُعْثا وُعُورا وقِفافا كُبْسا‬
‫ونلة كَبُوس‪ :‬حلها ف َسعَفِها‪ .‬والكِباسة‪ ،‬بالكسر‪ :‬ال ِعذْق التّام‬
‫بشَماريه وُبسْرِه‪ ،‬وهو من التمر بنلة العُنْقود من العِنب؛ واستعار‬
‫أَبو حنيفة الكَبائس لشجر الفَ ْوفَل فقال‪ :‬تمل كبائس فيها ال َف ْوفَل مثل‬
‫التمر‪ .‬غيه‪ :‬والكَبيسُ ضرْب من التمر‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن رجلً جاء بكَبائس‬
‫من هذه النخل؛ هي جع كِباسة‪ ،‬وهو ال ِعذْق التامّ بشماريه ورُطبه؛‬
‫ومنه حديث عليّ‪ ،‬كرم اللّه وجهه‪ :‬كَبائس اللؤْلؤ الرطْب‪ .‬والكَبيس‪ :‬ثر‬
‫النخلة الت يقال لا ُأمّ جِرْذان‪ ،‬وإِنا يقال له الكبيس إِذا جفّ‪،‬‬
‫فإِذا كان رطبا فهو ُأمّ جِرْذان‪.‬‬
‫وعامُ الكَبِيس ف حساب أَهل الشام عن أَهل الروم‪ :‬ف كل أَربع سني‬
‫يزيدون ف شهر شباط يوما فيجعلونه تسعة وعشرين يوما‪ ،‬وف ثلث سني يعدونه‬
‫ثانية وعشرين يوما‪ ،‬يقيمون بذلك كسور حساب السنة ويسمون العام الذي‬
‫يزيدون فيه ذلك اليوم عام الكَبِيس‪ .‬الوهري‪ :‬والسنة الكَبِيسة الت‬
‫ُيسْتَرق لا يوم وذلك ف كل أَربع سني‪.‬‬
‫وكََبسُوا دار فلن؛ وكابوس‪ :‬كلمة يكنَى با عن الُبضْع‪ .‬يقال‪ :‬كبَسها‬
‫إِذا فعل با مرة‪ .‬و َكبَس الرأَة‪ :‬نكحها مرة‪ .‬وكابُوس‪ :‬اسم يكنُون به عن‬
‫النكاح‪ .‬والكابُوس‪ :‬ما يقع على النائم بالليل‪ ،‬ويقال‪ :‬هو مقدَمة‬
‫الصّرَع؛ قال بعض اللغويي‪ :‬ول أَحسبه عربيّا إِنا هو النّيدِلن‪ ،‬وهو‬
‫الباروك والاثُوم‪.‬‬
‫وعابسٌ كابسٌ‪ :‬إِتباع‪ .‬وكابسٌ وكَبْس وكَُبيْسٌ‪ :‬أَساء وكُبَيْس‪ :‬موضع؛‬
‫قال الراعي‪:‬‬
‫َج َعلْنَ حُبَيّا باليمي‪ ،‬ونكّبَت‬
‫كُبَيْسا لوِرْدٍ من ضَئيدة باكِرِ‬
‫@كدس‪ :‬ال ُكدْس والكَدْس‪ :‬العَ َرمَة من الطعام والتمر والدراهم ونو ذلك‪،‬‬
‫والمع أَكداس‪ ،‬وهو الكدّيس‪ ،‬يانية؛ قال‪:‬‬
‫ل َتدْر ُبصْرى با آلَيْت من َقسَم‪،‬‬
‫ول ِد َمشْقُ إِذا دِيسَ الكَداديسُ‬
‫وقد َك َدسَه‪ .‬والكُدْس‪ :‬جاعة طعام‪ ،‬وكذلك ما يمع من دراهم ونوه‪.‬‬
‫س َي ْكدِس‪ .‬النضر‪ :‬أَكْداس الرمل واحدها ُكدْس‪ ،‬وهو التراكب‬ ‫يقال‪َ :‬ك َد َ‬
‫الكثي الذي ل يُزايل بعضه بعضا‪ .‬وف حديث قتادة‪ :‬كان أَصحاب الَيْكة‬
‫أَصحاب شجر مُتكادِس أَي ملتف متمع من تكدّست اليل إِذا ازدحت وركب بعضها‬
‫بعضا‪ .‬وال َكدْس‪ :‬المع؛ ومنه ُكدْس الطعام‪ .‬و َك َد َستِ الِبل‬
‫ب َت ْكدِس َكدْسا وتكدّسَت‪ :‬أَسرعت وركب بعضها بعضا ف سيها‪ .‬الفراء‪:‬‬ ‫والدّوا ّ‬
‫الكَدس إِسراع الِبل ف سيْرها‪ ،‬والكَدْس‪ :‬إِثقال ا ُلسْرِع‬
‫(* قوله‬
‫«الكدس اثقال السرع إل» عبارة القاموس والصحاح‪ :‬الكدس اسراع الثقل ف‬
‫السي‪ ).‬ف السي‪ ،‬وقد َك َدسَت اليل‪ .‬وَت َكدّس الفرس إِذا مشى كأَنه مثقل؛‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫إِنّا إِذا الَيْل َعدَت َأكْداسا‪،‬‬
‫مِثل الكلب‪ ،‬تَّتقِي الَراسا‬
‫والَت َكدّس‪ :‬أَن يرّك مَْنكِبَيْه وينصَبّ إِل ما بي يديه إِذا‬
‫َمشَى وكأَنه يركب رأْسه‪ ،‬وكذلك الوُعُول إِذا َمشَت‪ .‬وف حديث السّراط‪:‬‬
‫ومنهم َم ْكدُوس ف النار أَي َم ْدفُوع‪ .‬وتكدّس الِنسان إِذا دُفع من‬
‫سوْق الشديد‪.‬‬ ‫ورائه فسقط‪ ،‬ويروى بالشي العجمة‪ ،‬من ال َكدْش وهو ال ّ‬
‫وال َك ْدسُ‪ :‬الطرد والَرْح أَيضا‪ .‬والَت َكدّس‪ :‬مِشيَة من مِشى القِصار‬
‫الغِلظ‪ .‬ابن الَعراب‪َ :‬كدْس اليل ركوب بعضها بعضا‪ ،‬والَت َكدّس‪ :‬السرعة ف‬
‫الشي أَيضا؛ قال عبيد أَو مهلهل‪:‬‬
‫وخَيْل َت َك ّدسُ بالدّارعِي‪،‬‬
‫شيِ الوُعُول على الظاهِرَهْ‬ ‫ك َم ْ‬
‫يقال منه‪ :‬جاء فلن يََت َك ّدسُ؛ وقال الَُتَلمّس‪:‬‬
‫ت زُرُوعُه‪،‬‬ ‫َهلُمّوا إِليه‪ ،‬قد أُبيَث ْ‬
‫وعادَتْ عليه الَْنجَنُونُ َت َك ّدسُ‬
‫والكُداس‪ :‬عُطاس البهائم‪ ،‬و َك َدسَت أَي عَطَست؛ قال الراجز‪:‬‬
‫الطّي َش ْفعٌ والَطايا َت ْك ِدسُ‪،‬‬
‫إِن بَأنْ تَْنصُرَن لُحسِسُ‬
‫س بنصرك إِياي‪ ،‬والطيُ ت ّر َشفْعا‪ ،‬لَنه‬ ‫يقول‪ :‬هذه الِبل َتعْطِ ُ‬
‫يُتَطَيّرُ بالوِتْرِ منها‪ ،‬وقوله ُأ ْحسِسُ‪ ،‬أَي أُحسّ‪ ،‬فَأظْهر التضعيف‬
‫للضرورة كما قال الخر‪:‬‬
‫َتشْكو الوَجى من َأ ْظلَلٍ وَأ ْظلَلِ‬
‫س َي ْكدِس َكدْسا‪ :‬عَطَس‪ ،‬وقيل‪ :‬الكُداس للضّأْن مثل العُطاس‬ ‫و َك َد َ‬
‫للنسان‪ .‬وف الديث‪ :‬إِذا بصَق أَحدكم ف الصلة فليبصُق عن يَساره أَو‬
‫تت رجْله‪ ،‬فإِن َغلَبَتْه َك ْدسَة أَو سعلة ففي ثوبه؛ ال َكدْسة‪ :‬العَطْسة‪.‬‬
‫والكَوادِس‪ :‬ما ُيتَطَيّر منه مثلُ الفأْل والعُطاس ونوه‪ ،‬والكادِس‬
‫كذلك؛ ومنه قيل للظّب وغيه إِذا َنزَلَ من الَبَل‪ :‬كادِس‪ ،‬يُتَشاءَم به‬
‫كما ُيتَشا َءمُ بالبارِح‪ .‬والكا ِدسُ‪ :‬القَعيدُ من الظّباء وهو الذي‬
‫يَجيئُك من ورائك؛ قال أَبو ذؤيب‪:‬‬
‫ت السّلِيم لَ ُعدْتَن‬
‫َفَلوْ أَنّن كن ُ‬
‫سَريعا‪ ،‬ول َتحِْبسْكَ عَنّي الكَوا ِدسُ‬
‫واحدُها كادِس‪ .‬و َك َدسَ َي ْك ِدسُ َكدْسا‪ :‬تطيّر؛ ويقال‪ :‬أَخذه ف َكدَس‬
‫به الَرض‪ .‬وف الديث‪ :‬كان ل يُؤتَى بَأ َحدٍ إِ ّل كدس به الَرض أَي‬
‫صَرعه وأَلصَقَه با‪.‬‬
‫@كرس‪َ :‬تكَ ّرسَ الشي ُء وتَكارَس‪ :‬تَرا َك َم وتَلزَبَ‪ .‬وَتكَرّس ُأسّ‬
‫صُلبَ واشتدّ‪ .‬والكِ ْرسُ‪ :‬الصّارُوجُ‪ .‬والكِرْس‪ ،‬بالكسر‪:‬‬ ‫البِناء‪َ :‬‬
‫أَبوال الِبل والغَنَم وأَبعارُها يتلبّد بعضها على بعض ف الدار‪،‬‬
‫وال ّدمْنُ ما َسوّدُوا من آثار الَبعَر وغيه‪ .‬ويقال‪َ :‬أكْ َر َستِ الدار‪.‬‬
‫والكِرْس‪ :‬كِرْس البِناء‪ ،‬وكِرْس الَوض‪ :‬حيث َتقِف الّنعَم فيتلبّد‪ ،‬وكذلك‬
‫كِرْس ال ّدمْنة إِذا َتلَّبدَت فَل ِزقَت بالَرض‪ .‬ورسم ُمكْرَس‪ ،‬بتخفيف‬
‫الراء‪ ،‬ومُكْرِس‪ :‬كَ ِرسٌ؛ قال العجاج‪:‬‬
‫يا صاحِ‪ ،‬هل تعرِف َرسْما ُمكْ َرسَا؟‬
‫قال‪ :‬نعم أَعْرِفه‪ ،‬وأَْبَلسَا‪،‬‬
‫حلَبَتْ عَيْناه من فَرْط ا َلسَى‬ ‫واْن َ‬
‫قال‪ :‬وا َلكْرس الذي قد َبعَرَت فيه الِبل وبوّلتْ فركِب بعضه بعضا؛‬
‫ومنه ُسمّيت الكُرّاسة‪ .‬وَأكْرَس الكان‪ :‬صار فيه كِرْس؛ قال أَبو ممد‬
‫الذلي‪:‬‬
‫ف عَطَ ٍن أَكْ َرسَ من َأصْرَامِها‬
‫أَبو عمرو‪ :‬الَكارِيسُ الَصْرام من الناس‪ ،‬واحدها كِرْس‪ ،‬وَأكْراس ث‬
‫أَكارِيس‪ .‬والكِرْس‪ :‬الطّي التلبّد‪ ،‬والمع أَكْراس‪ .‬أَبو بكر‪:‬‬
‫ُل ْمعَة كَرْساء للقطعة من الَرض فيها شجر تَداَنتْ أُصُولا والتفّت‬
‫فُرُوعها‪ .‬والكِرْس‪ :‬القلئد‬
‫(* قوله «والكرس القلئد» عبارة القاموس والكرس‬
‫واحد أَكراس القلئد والوشح ونوها‪ ).‬الضموم بعضها إِل بعض‪ ،‬وكذلك هي من‬
‫ال ُوشُح ونوها‪ ،‬والمع أَكراس‪ .‬ويقال‪ :‬قلدة ذاتُ كِ ْرسَي وذات أَكْراس‬
‫ت بعضها إِل بعض؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫ض َممْ َ‬‫ثلثة إِذا َ‬
‫ت لِطَيْف زارن ف ا َلجَا ِسدِ‪،‬‬ ‫َأ ِرقْ ُ‬
‫ت بالفَرائدِ‬ ‫صلَ ْ‬
‫وأَكْراس ُدرّ ُف ّ‬
‫وقِلدة ذات كِ ْرسَيْن أَي ذات نَظْمي‪ .‬ونظم ُمكَرّس ومَُتكَرّس‪:‬‬
‫بعضه فوق بعض‪ .‬وك ّل ما ُجعِل بعضه فوق بعض‪ .‬وك ّل ما ُجعِل بعضه فوق بعض‪،‬‬
‫فقد كُرّس وَتكَرّس ُهوَ‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬كَرِس الرجل إِذا ازد َحمَ ِعلْمه على قلبه؛ والكُرّاسة‬
‫من الكتب ُسمّيت بذلك لَتكَ ّرسِها‪ .‬الوهري‪ :‬الكُرّاسة واحدة‬
‫الكُرّاس‬
‫(* قوله «الكراسة واحدة الكراس» إن أراد أنثاه فظاهر‪ ،‬وإن أَراد أَنا‬
‫واحدة والكراس جع أَو اسم جنس جعي فليس كذلك‪ ،‬وقد حققته ف شرح القتراح‬
‫وغيه اهـ من هامش القاموس‪ ).‬والكرارِيس؛ قال الكميت‪:‬‬
‫ص الدّار َأرْدِيةٌ‬
‫حت كأَن عِرا َ‬
‫من التّجاويز‪ ،‬أَو كُرّاسُ أَسفار‬
‫جع ِسفْر‪ .‬وف حديث الصّراط‪ :‬ومنهم َمكْروسٌ ف النار‪َ ،‬بدَل‬
‫ض ّم الشيء بعضه إِل بعض‪ ،‬ويوز أَن يكون من‬ ‫ُمكَرْدَس وهو بعناه‪ .‬والتَكرِيس‪َ :‬‬
‫كِرْس ال ّدمْنة حيث َتقِف الدوابّ‪ .‬والكِرْس‪ :‬الماعة من الناس‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫س جع المع؛ فأَما‬ ‫الماعة من أَيّ شيء كان‪ ،‬والمع َأكْراس‪ ،‬وأَكارِي ُ‬
‫قول ربيعة بن الحدر‪:‬‬
‫جدَةً‪،‬‬
‫أَل إِن خَيْ َر الناس ِرسْلً وَن ْ‬
‫ِب َعجْلن‪ ،‬قد َخفّت لَدَيْهِ الَكا ِرسُ‬
‫فإِنه أَراد الَكارِيس فحذف للضرورة‪ ،‬ومثله كثي‪ .‬وكِرس كل شيء‪ :‬أَصله‪.‬‬
‫يقال‪ :‬إِنه لكري الكِرْس وكَري القِنْس وها الَصل؛ وقال العجاج يدح‬
‫الوليد بن عبد اللك‪:‬‬
‫أَْنتَ أَبا العَبّاس‪ ،‬أَول َنفْسِ‬
‫بِم ْعدِنِ اللْك القدِي الكِ ْرسِ‬
‫الكِرْس‪ :‬الَصل‪.‬‬
‫والكُ ْر ِسيّ‪ :‬معروف واحد والكَرَاسِي‪ ،‬وربا قالوا كِ ْر ِسيّ؛ بكسر‬
‫ت والَرض؛ ف بعض‬ ‫الكاف‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬و ِسعَ كُ ْرسِيّه السموا ِ‬
‫التّفاسي‪ :‬الكُ ْر ِس ّي العِلم وفيه عدّة أَقوال‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬كُ ْرسِيّه‬
‫ِعلْمُه‪ ،‬وروي عن عطاء أَنه قال‪ :‬ما السموات والَرض ف الكُ ْر ِسيّ إِل‬
‫حلْقة ف أَرض فَلة؛ قال الزجاج‪ :‬وهذا القول بَيّنٌ لَن الذي نعرِفه‬ ‫كَ‬
‫جلَس عليه فهذا يدل‬ ‫من الكُرْسي ف اللغة الشيء الذي ُيعَْتمَد عليه وُي ْ‬
‫على أَن الكرسيّ عظيم دونه السموات والَرض‪ ،‬والكُ ْر ِسيّ ف اللغة‬
‫والكُرّاسة إِنا هو الشيء الذي قد ثَبَت ولزِم بعضُه بعضا‪ .‬قال‪ :‬وقال قوم‬
‫كُرْسيّه ُقدْرَتُه الت با يسك السموات والَرض‪ .‬قالوا‪ :‬وهذا كقولك اجعل‬
‫لذا الائط كُ ْرسِيّا أَي اجعل له ما َي ْع ِمدُه وُي ْمسِكه‪ ،‬قال‪ :‬وهذا‬
‫قريب من قول ابن عباس لَن علمه الذي وسع السموات والَرض ل يرج من هذا‪،‬‬
‫واللّه أَعلم بقيقة الكرسيّ إِل أَن جلته أَمرٌ عظيم من أَمر اللّه‬
‫عز وجل؛ وروى أَبو عمرو عن ثعلب أَنه قال‪ :‬الكرسيّ ما تعرفه العرب من‬
‫كَرَا ِسيّ الُلوك‪ ،‬ويقال كِرْسي أَيضا؛ قال أَبو منصور‪ :‬والصحيح عن ابن‬
‫عباس ف الكرس ّي ما رواه َعمّار الذهب عن مسلم البَطِي عن سعيد بن‬
‫جبي عن ابن عباس أَنه قال‪ :‬الكرسيّ موضع القَدَمي‪ ،‬وأَما العرش فإِنه ل‬
‫يُقدر قدره‪ ،‬قال‪ :‬وهذه رواية اتفق أَهل العلم على صحتها‪ ،‬قال‪ :‬ومن روى عنه‬
‫ف الكرسيّ أَنه العِلم فقد أَبْطل‪ .‬والْنكِراس‪ :‬الْنكِباب‪ .‬وقد‬
‫اْنكَرَس ف الشيء إِذا دخل فيه مُْنكَبّا‪.‬‬
‫والكَ َروّس‪ ،‬بتشديد الواو‪ :‬الضخم من كل شيء‪ ،‬وقيل‪ :‬هو العَظِيم الرأْس‬
‫والكاهِ ِل مع صَلبة‪ ،‬وقيل‪ :‬هو العظيم الرأْس فقط‪ ،‬وهو اسم رجل‪ .‬التهذيب‪:‬‬
‫والكَ َروّس الرجل الشديد الرأْس والكاهل ف ِجسْم؛ قال العجاج‪:‬‬
‫فِينا و َجدْت الرجل الكَ َروّسا‬
‫ابن شيل‪ :‬الكَ َروّس الشديد‪ ،‬رجلٌ كَ َروّس‪ .‬والكَ َروّس‪ :‬ا ُلجَْيمِي‬
‫من ُشعَرائهم‪.‬‬
‫والكِرْياس‪ :‬الكَنِيف‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الكنِيف الذي يكون ُمشْرفا على سَطْح‬
‫ِبقَناةٍ إِل الَرض؛ ومنه حديث أَب أَيوب أَنه قال‪ :‬ما أَ ْدرِي ما‬
‫أَصْنَع بذه الكَرَاييِس‪ ،‬وقد َنهَى رسول اللّه‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬أَن‬
‫ُتسَْتقْبَل القِبلة بغائطٍ أَو َبوْل يعن الكُنُف‪ .‬قال أَبو عبيد‪:‬‬
‫الكَرَايِيسُ واحدُها كِرْياس‪ ،‬وهو الكَنِيف الذي يكون ُمشْرِفا على سَطْحٍ‬
‫ِبقَناةٍ إِل الَرض‪ ،‬فإِذا كان أَسفل فليس بكِرْياس‪ .‬قال الَزهري‪:‬‬
‫ُسمّي كِرْياسا لا َيعْلَق به من الَقذار فَيَرْكب بعضه بعضا ويتكرّس‬
‫مثل كِرْس الدّمْ ِن والوَْألَةِ‪ ،‬وهو ِفعْيال من الكَرْس مثل جِرْيال؛‬
‫قال الزمشري‪ :‬وف كتاب العي الكِرْناس‪ ،‬بالون‪.‬‬
‫سيّ‪.‬‬ ‫@كربس‪ :‬الكِرْباس والكِرْباسة‪ :‬ثوب‪ ،‬فارسية‪ ،‬وبيّاعُه َكرَابِي ِ‬
‫التهذيب‪ :‬الكِرْباس‪ ،‬بكسر الكاف‪ ،‬فارسي معرّب ينسب إِليه بيّاعه فيقال‬
‫كَرابيسيّ‪ ،‬والكِرباسة أَخص منه والمع الكَرابيس‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي اللّه‬
‫عنه‪ :‬وعليه َقمِيص من كَرابيسَ؛ هي جع كِرْباس‪ ،‬وهو القُطْن‪ .‬ومنه حديث‬
‫عبد الرحن بن عوف‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬فأَصبح وقد ا ْعَتمّ بعِمامة كَرابيس‬
‫سوداء‪ .‬والكِرْباسُ‪ :‬راوُوق المر‪.‬‬
‫@كردس‪ :‬الكُرْدُوس‪ :‬اليل العظيمة‪ ،‬وقيل‪ :‬القِطْعة من اليل العظيمةُ‪،‬‬
‫والكَرادِيسُ‪ :‬الفِرَق منهم‪ .‬ويقال‪ :‬كَرْ َدسَ القائد خَيْله أَي جعلها‬
‫كَتِيبة كَتِيبة‪ .‬والكُرْدُوس‪ :‬قطعة من اليْل‪ .‬والكُرْدوس‪ِ :‬فقْرة من ِفقَر‬
‫الكاهِل‪ .‬وكلّ عظم تامّ ضخْم‪ ،‬فهو كُرْدوس؛ وك ّل عظمْ َكثِي اللحم‬
‫حضَتُه كُرْدُوس؛ ومنه قول عليّ‪ ،‬كرّم اللّه وجهه‪ ،‬ف صفة‬ ‫ع ُظمَت َن ْ‬
‫ضخْم الكَرادِيس‪ .‬قال أَبو عبيدة وغيه‪:‬‬ ‫النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪َ :‬‬
‫الكَرادِيس رُؤُوس العِظام‪ ،‬واحدُها كُرْدوس‪ ،‬وكل عظمي التقيا ف َمفْصِل فهو‬
‫كُرْدُوس نو الَْنكِبَي والرّكْبَتي وال َورِكَي؛ أَراد أَنه‪ ،‬صلى‬
‫ضخْم الَعضاء‪ .‬والكَراديس‪ :‬كتائب اليل‪ ،‬واحدها‬ ‫اللّه عليه وسلم‪َ ،‬‬
‫كُردوس‪ ،‬شبهت برؤوس العظام الكثية‪ .‬والكرادِيس‪ :‬عِظام مَحال الَبعِي‪.‬‬
‫والكُرْدُوسان‪َ :‬كِسْرَا ال َفخِذين‪ ،‬وبعضهم يعل الكُرْدُوس ال َكِسْر الَعلى‬
‫لعِ َظمِه‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَرادِيس رُؤوس الَنقاء‪ ،‬وهي ال َقصَب ذوات الُخّ‪.‬‬
‫وكَرادِيس الفَرَس‪ :‬مَفاصِله‪ .‬والكُردُوسان‪ :‬بَطْنان من العرَب‪.‬‬
‫والكَرْ َدسَة‪ :‬الوِثاق‪ .‬يقال‪ :‬كَرْ َدسَه ولَبَجَ به الَرض‪ .‬ابن الكلب‪:‬‬
‫الكُرْدُوسان قَيسٌ ومُعاوية ابْنا مالك بن حَنْظلة بن مالك بن زيج‬
‫مَناة ابن تيم‪ ،‬وها ف بن ُفقَيْم بن جَرير بن دارِم‪ .‬ورجل ُمكَرْدَس‪:‬‬
‫شدّت يداه ورِجْله وصُرِع‪ .‬التهذيب‪ :‬ورجل ُمكَرْدَس ُجمِعت يداه ورجله‬
‫فشدّت؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وحاجِب كَرْ َدسَه ف الَبْلِ‬
‫مِنّا غُلم‪ ،‬كان غي وَغْلِ‪،‬‬
‫حت افْتَدى مِنّا بالٍ جِبْلِ‬
‫وكُ ْردِس الرجل‪ُ :‬جمِعت يداه ورِجْله‪ ،‬وحكي عن الفضل يقال‪ :‬فَرْ َدسَه‬
‫وكَ ْر َدسَه إِذا أَوثقه؛ وأَنشد لمرئ القيس‪:‬‬
‫فبَات على َخ ّد أَ َحمّ ومَْن ِكبٍ‪،‬‬
‫جعَتُه مثلُ ا َلسِي ا ُلكَرْ َدسِ‬ ‫ضْ‬ ‫وِ‬
‫شيّ ف‬ ‫ضجْعة ا َلسِي وقد َتكَرْدَس‪ .‬وَتكَرْدَس الوَ ْح َ‬ ‫أَراد مثل ِ‬
‫جمّع وَتقَبّض‪ .‬والّتكَرْدُس‪ :‬التجمّع والتقبّض؛ قال‬ ‫وِجاره‪َ :‬ت َ‬
‫العجاج‪:‬فَبات مُنَتصّا وما َتكَرْدَسا‬
‫وقال ابن الَعراب‪ :‬الّتكَرْدُس أَن يَجمع بي كَراديسه من بَرْد أَو‬
‫جُوع‪ .‬وكَرْ َدسَه إِذا َأوْثقه وجع كَراديسَه‪ .‬وكَرْ َدسَه إِذا صَرَعَه‪.‬‬
‫وف حديث أَب سعيد الدريّ عن النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ف صفة‬
‫خدُوش‪ ،‬ومنهم‬ ‫القيامة وجَوازِ الناس على الصّراط‪ :‬فمنهم ُمسَلّم و َم ْ‬
‫ُمكَرْدَس ف نار جهنم؛ أَراد با ُلكَرْدَس الُوثَق ا ُللْقى فيها‪ ،‬وهو الذي‬
‫ُج ِمعَت يَداه ورجله وأُلقي إِل موضع‪ ،‬ورجل ُمكَرْدَس‪ُ :‬ملَ ّززُ‬
‫اللْق؛ وأَنشد لميان ابن قحافة السعدي‪:‬‬
‫ِد ْحوَنّةٌ ُمكَرْ َدسٌ َبلَنْدحُ‬
‫والّتكَرْدُس‪ :‬النقباض واجتماع بعضه إِل بعض‪ .‬والكَرْ َدسَة‪َ :‬مشْيُ‬
‫ا ُلقَيّد‪ .‬والدُ ْحوَنّة‪ :‬القصي السمي‪ ،‬وكذلك الَبلَْندَح‪ .‬النضر‪:‬‬
‫الكَرادِيس دأََبات الظهر‪ .‬الَزهري‪ :‬يقال أَخذه َفعَرْ َدسَه ث كَرْ َدسَه‪،‬‬
‫فأَما َعرْ َدسَه فصَرَعه‪ ،‬وأَما كَرْ َدسَه فَأوْثقه‪ .‬والكَرْ َدسَة‪:‬‬
‫الصّرْع القَبيح‪.‬‬
‫@كرفس‪ :‬الكَ َرفْس‪َ :‬ب ْقلَة من أَحرار البُقول معروفٌ‪ ،‬قيل هو دخيل‪.‬‬
‫شيُ ا ُلقَيّد‪ .‬وَتكَ ْرفَس الرجل إِذا دخل بعضه ف بعض‪.‬‬ ‫والكَ ْرَفسَة‪َ :‬م ْ‬
‫قال‪ :‬والكُ ْر ُسفُ القُطْن وهو الكُ ْرفُسُ‪.‬‬
‫كركس‪ :‬الكَرْ َكسَة‪ :‬تَرْدِيدُ الشيء‪ .‬وا ُلكَركَس‪ :‬الذي ولَدته الِماء؛‬
‫ث فهو ا ُلكَ ْركَس‪ .‬أَبو اليثم‪:‬‬ ‫وقيل‪ :‬إِذا ولدته َأمَتان أَو ثل ٌ‬
‫س الذي ُأمّ ُأمّه وأُم أَبيه وأُم أُم أُمه وأُم أُم أَبيه‬‫ا ُلكَرْكَ ُ‬
‫إِماءٌ‪ ،‬كأَنه الردّد ف ا ُلجَناء‪ .‬وا ُلكَرْكَس‪ :‬القيّد؛ وأَنشد‬
‫خعِيّةٍ‪،‬‬
‫الليث‪:‬فهل يأْكلنْ مال بَنُو َن َ‬
‫سبٌ ف َحضْ َر َموْت مُكَرْكَسُ؟‬ ‫لا ِن َ‬
‫والكَرْ َكسَة‪ :‬التردّد‪ .‬والكَرْ َكسَة‪ِ :‬مشْيَة القيّد‪ .‬والكَرْ َكسَة‪:‬‬
‫تدحرُح الِنسان من ُع ْلوٍ إِل ُسفْل‪ ،‬وقد َتكَ ْركَسَ‪.‬‬
‫@كركس‪ :‬الكَرْ َكسَة‪َ :‬ترْدِيدُ الشيء‪ .‬وا ُلكَركَس‪ :‬الذي ولَدته الِماء؛‬
‫ث فهو ا ُلكَ ْركَس‪ .‬أَبو اليثم‪:‬‬ ‫وقيل‪ :‬إِذا ولدته َأمَتان أَو ثل ٌ‬
‫س الذي ُأمّ ُأمّه وأُم أَبيه وأُم أُم أُمه وأُم أُم أَبيه‬‫ا ُلكَرْكَ ُ‬
‫إِماءٌ‪ ،‬كأَنه الردّد ف ا ُلجَناء‪ .‬وا ُلكَرْكَس‪ :‬القيّد؛ وأَنشد‬
‫خعِيّةٍ‪،‬‬
‫الليث‪:‬فهل يأْكلنْ مال بَنُو َن َ‬
‫سبٌ ف َحضْ َر َموْت مُكَرْكَسُ؟‬ ‫لا ِن َ‬
‫والكَرْ َكسَة‪ :‬التردّد‪ .‬والكَرْ َكسَة‪ِ :‬مشْيَة القيّد‪ .‬والكَرْ َكسَة‪:‬‬
‫تدحرُح الِنسان من ُع ْلوٍ إِل ُسفْل‪ ،‬وقد َتكَ ْركَسَ‪.‬‬
‫@كسس‪ :‬الكسَسُ‪ :‬أَن يقصُر النَك الَعْلى عن الَسفل‪ .‬وال َكسَسُ أَيضا‪:‬‬
‫صغَرُها‪ ،‬وقيل‪ :‬هو خروج الَسنان السّفلى مع النَك‬ ‫ِقصَرُ الَسنان و ِ‬
‫س َيكَسّ كَسا‪ ،‬وهو أَكَسّ‪،‬‬ ‫الَسفل وتَقاعُس النَك الَعلى‪ .‬كَ ّ‬
‫وامرأَة َكسّاء؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫س القوم رُوقا‬ ‫إِذا ما حالَ كُ ّ‬
‫حال بعن توّل‪ .‬وقيل‪ :‬ال َكسَسُ أَن يكون النَك الَعلى أَقصر من‬
‫سفْلَيَيْن من داخل الفم‪،‬‬ ‫الَسفل فتكون الثّنِيتان ال ُعلْيَيان وراء ال ّ‬
‫وقال‪ :‬ليس من قصر الَسنان‪.‬‬
‫والّت َكسّس‪َ :‬ت َكلّفُ ال َكسَسِ من غي ِخلْقة‪ ،‬واليَلَلُ أَشد من‬
‫س ف الوافر‪ .‬وكَسّ الشيء َي ُكسّه َكسّا‪:‬‬ ‫ال َكسَس‪ ،‬وقد يكون ال َكسَ ُ‬
‫َدقّه َدقّا شديدا‪.‬‬
‫ق كالسّوِيق‬ ‫جفّف على الجارة ث ُيدّ ّ‬ ‫وال َكسِيس‪َ :‬لحْم ُي َ‬
‫س و َمكْسُوس و ُم َكسْكَسٌ‪ :‬مكْسُور‪ .‬والكَسيس‪:‬‬ ‫يُتَزوّد ف الَسفار‪ .‬وخبز َكسِي ٌ‬
‫من أَساء المر‪ .‬قال‪ :‬وهي القِنْديد‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َكسِيسُ نَبيذ التمر‪.‬‬
‫سكّرُ؛ قال أَبو الندي‪:‬‬ ‫وال َكسِيسُ‪ :‬ال ّ‬
‫فِإ ّن ُتسْقَ من َأعْناب َوجّ‪ ،‬فإِنّنا‬
‫س ومن َخمْرِ‬ ‫لَنا العَيْن َتجْري من َكسِي ٍ‬
‫وقال أَبو حنيفة‪ :‬ال َكسِيس شراب يتخذ من ال ّذرَة والشعي‪.‬‬
‫وال َكسْكاسُ‪ :‬الرجل القصي الغليظ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫لفْيْتَأَ ال َكسْكاسا‪،‬‬ ‫حيث تَرى ا َ‬
‫َيلْتَبِسُ ا َلوْت به الْتِباسا‬
‫س َكسَة هوازِن‪ :‬هو أَن يَزيدُوا بعد كاف الؤنث سينا فيقولوا‪:‬‬ ‫و َك ْ‬
‫س َكسَة‬ ‫س ومِْنكِس‪ ،‬وهذا ف الوقف دون الوصل‪ .‬الَزهري‪ :‬ال َك ْ‬ ‫أَعْطَيُْتكِ ُ‬
‫لغة من لغات العرب تقارِب ال َكشْ َكشَة‪ .‬وف حديث معاوية‪ :‬تَياسَروا عن‬
‫سكَسَة بكر‪ ،‬يعن إِبدالم السي من كاف الطاب‪ ،‬تقول‪ :‬أَبُوسَ وُأمّسَ‬ ‫َك ْ‬
‫ص بخاطبة الؤنث‪ ،‬ومنهم من َيدَعُ‬ ‫أَي أَبوكَ وُأمّك‪ ،‬وقيل‪ :‬هو خا ّ‬
‫الكاف بالا ويزيد بعدها سينا ف الوقف فيقول‪ :‬مررت ِبكِسْ أَي بكِ‪،‬‬
‫واللّه أَعلم‪.‬‬
‫@كعس‪ :‬ال َكعْسُ‪ :‬عَ ْظ ُم السّلمَى‪ ،‬والمع كِعاس‪ ،‬وكذلك هي من الشاء‬
‫وغيها‪ ،‬وقيل‪ :‬هي عِظام البَراجِم من الَصابع‪.‬‬
‫@كعبس‪ :‬ال َكعْبَسَة‪ِ :‬مشْيَة ف سرعة وتقارُب‪ ،‬وقيل‪ :‬هي ال َع ْدوُ البطيء‪،‬‬
‫وقد َكعْبَسَ‪.‬‬
‫ف ف بعض اللّغات‪َ .‬كفِس َكفَسا‪ ،‬وهو أَ ْكفَسُ‪.‬‬ ‫@كفس‪ :‬ال َكفَسُ‪ :‬الََن ُ‬
‫س الصّارُوجُ‪،‬‬ ‫@كلس‪ :‬ال ِكلْسُ‪ :‬مثل الصّارُوج يُبْنَى به‪ ،‬وقيل‪ :‬ال ِكلْ ُ‬
‫ص من غي‬ ‫وقيل‪ :‬ال ِكلْسُ ما طُليَ به حائط أَو باطن قصْر شِبْ ُه الِ ّ‬
‫آجُرّ؛ قال عدي بن زيد العَبّادِي‪:‬‬
‫أََبن ِكسْرَى‪ِ ،‬كسْرَى ا ُللُوك‪ ،‬أَبو سا‬
‫سَانَ أَم أَين قَْبلَه ساَبُورُ؟‬
‫صفَرِ الكِرامُ‪ُ ،‬ملُوكُ الـ‬ ‫وبَنُو الَ ْ‬
‫رّوم ل يَبْ َق منهمُ َمذْكُورُ‬
‫لضْرِ إِ ْذ بَناهُ‪ ،‬وإِذْ دَجْـ‬ ‫وأَخُو ا َ‬
‫مكَة ُتجْبَى إِليه‪ ،‬والَابُورُ‬
‫شادَ ُه مَ ْرمَرا‪ ،‬و َجلّلَهُ ِكلْـ‬
‫ـسا‪ ،‬فلِلطّيْ ِر ف ُذرَا ُه وُكُورُ‬
‫لضْرِ هو‬‫لضْرُ‪ :‬مدينة بي دَ ْجلَة والفُرات‪ ،‬وصاحب ا َ‬ ‫اَ‬
‫السّاطِرُونُ؛ وأَما قول التلمس‪:‬‬
‫تُشا ُد بآجُ ّر لا وِب ِكلّس‬
‫فإن ابن جن زعم أَنه شدّد للضرورة‪ ،‬قال‪ :‬ومثله كثي ورواه بعضهم‬
‫وَت َكلّسُ‪ ،‬على ا ِلقْواء‪ ،‬وقد َكلّس الائط‪ .‬والتّكلِيسُ‪ :‬الّت ْملِيسُ‪،‬‬
‫فإِذا طُليَ َثخِينا‪ ،‬فهو ا ُلقَرْ َمدُ‪ .‬الَصمعي‪ :‬و َكلّس على القوم‬
‫ص ّممَ إِذا َحمَلَ‪ .‬أَبو اليثم‪َ :‬كلّسَ فلن على قِرْنِه‬ ‫و َكلّ َل و َ‬
‫و َهلّلَ إِذا جَبُ َن وفَرّ عنه‪ .‬وال ُكلْسَ ُة ف الّلوْن‪ ،‬يقال ذئب‬
‫أَ ْكلَسُ‪.‬‬
‫سمَ إِذا‬
‫@كلمس‪ :‬ال َك ْل َمسَةُ‪ :‬الذّهاب‪ .‬تقول‪َ :‬كلْمَسَ الرجل و َك ْل َ‬
‫َذ َهبَ‪.‬‬
‫@كمس‪ :‬كامِسٌ‪ :‬موضع؛ قال‪:‬‬
‫فَل َقدْ أَرانا يا ُس َميّ بِحائِلٍ‪،‬‬
‫صفَرَا‬‫ي فكامسا فالَ ْ‬ ‫نَ ْرعَى القَرِ ّ‬
‫س ف تجيد اللّه تعال‪ :‬ليس له كيفية ول كَْيمُوسِيّة؛‬ ‫وف حديث قُ ّ‬
‫الكَْيمُوسِيّةُ‪ :‬عبارة عن الاجة إل الطعام والغذاء‪ .‬والكَْيمُوس ف‬
‫ضمَ ف ا َل ِعدَة قبل أَن ينصرف‬ ‫عبارة ا َلطِبّاء‪ :‬هو الطعام إِذا اْن َه َ‬
‫عنها ويصي دَما‪ ،‬ويسمّونه أَيضا الكَْيلُوس‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬ل‬
‫أَجد فيه من كلم العرب الحض شيئا صحيحا‪ ،‬قال؛ وأَما قول الَطباء ف‬
‫الكَْيمُوساتِ وهي الطبائع الَربع فكأَنا من لغات اليُونانِيّي‪.‬‬
‫@كنس‪ :‬الكَنْسُ‪َ :‬كسْ ُح القُمام عن وجه الَرض‪ .‬كَنَسَ الوضع َيكُْنسُه‪،‬‬
‫بالضم‪ ،‬كَنْسا‪َ :‬كسَح القُمامَة عنه‪ .‬وا ِلكَْنسَة‪ :‬ما كُنِس به‪،‬‬
‫والمع مَكانِس‪ .‬والكُناسَة‪ :‬ما كُنِسَ‪ .‬قال اللحيان‪ :‬كُناسَة البيت ما‬
‫ُكسِحَ منه من التراب فأُلقي بعضه على بعض‪ .‬والكُناسة أَيضا‪ُ :‬م ْلقَى‬
‫س مَكْنوسَة‪ :‬جَرْداء‪.‬‬ ‫ال ُقمَامِ‪ .‬وفَ َر ٌ‬
‫س‬
‫وا َلكْنِ ُ‬
‫(* قوله «والكنس» هكذا ف الصل مضبوطا بكسر النون‪،‬‬
‫وهومقتضى قوله بعد البيت وكنست الظباء والبقر تكنس بالكسر‪ ،‬ولكن مقتضى قوله قبل‬
‫البيت وهو من ذلك لنا تكنس الرمل أَن تكون النون مفتوحة وكذا هو مقتضى‬
‫قوله جع مكنس مفعل الت ف شرح حديث زياد حيث ضبطه بفتح العي‪:).‬‬
‫ش من الظّباء والبَقر َتسَْتكِ ّن فيه من الرّ‪ ،‬وهو‬ ‫َم ْولِجُ الوَحْ ِ‬
‫الكِناسُ‪ ،‬والمع َأكِْنسَة وكُنْسٌ‪ ،‬وهو من ذلك لَنا َتكْنُسُ الرمل حت‬
‫ت وجُزُرات؛ قال‪:‬‬ ‫تصل إِل الثّرَى‪ ،‬وكُُنسَات جع كطُرُقا ٍ‬
‫ت اْنغَلّ‪،‬‬ ‫إِذا ظَُبيّ الكُنُسا ِ‬
‫َتحْت الِرانِ‪َ ،‬سلَبَتْه الطّلّ‬
‫(* قوله «سلبته الطل» هكذا ف الصل‪ ،‬وف شرح القاموس‪ :‬سلبته الظل‪).‬‬
‫ستِ الظّباء والبقر َتكْنِسُ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬وَتكَّنسَتْ‬ ‫وكََن َ‬
‫ستْ‪ :‬دخلت ف الكِناس؛ قال لبيد‪:‬‬ ‫واكْتََن َ‬
‫ح ّملُوا‪،‬‬
‫ل ّي يوم َت َ‬ ‫ك ظُعْنُ ا َ‬ ‫شاقَُت َ‬
‫فََتكَّنسُوا قُطْنا َتصِرّ خِيامُها‬
‫أَي دخَلوا هَوا ِدجَ ُجّللَتْ بثياب قُطْن‪ .‬والكَانِسُ‪ :‬الظب يدخل ف‬
‫كِناسِهِ‪ ،‬وهو موضع ف الشجر َيكْتَنّ فيه ويستتر؛ وظِباء ُكنّسٌ‬
‫وكُنُوس؛ أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫وإِل نَعاما با ِخ ْلفَةً‪،‬‬
‫وإِ ّل ظِباءً كُنُوسا وذِيبَا‬
‫وكذلك البقر؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫دارٌ لليلى َخلَقٌ لَبِيسُ‪،‬‬
‫ليس با من أَهلِها َأنِيسُ‬
‫إِل اليَعافِيُ وِإلّ العِيسُ‪،‬‬
‫وَبقَ ٌر مَُل ّمعٌ ُكنُوسُ‬
‫ستِ النجوم َتكْنِسُ كُنُوسا‪ :‬استمرّت ف مَجاريها ث انصرفت‬ ‫وكََن َ‬
‫راجعة‪ .‬وف التنيل‪ :‬فل ُأ ْقسِ ُم بالُنْسِ الَوارِ الكُنّسِ؛ قال‬
‫الزجاج‪ :‬الكُنّسُ النجوم تطلع جارية‪ ،‬وكُنُوسُها أَن تغيب ف مغاربا الت‬
‫تغِيب فيها‪ ،‬وقيل‪ :‬الكُنّسُ الظّباء‪ .‬والبقر َتكْنِس أَي تدخل ف‬
‫س جع كانِس وكاِنسَة‪ .‬وقال الفراء‬ ‫كُُنسِها إِذا اشت ّد الرّ‪ ،‬قال‪ :‬والكُنّ ُ‬
‫س ف َمجْراها‬ ‫س والكُنّسِ‪ :‬هي النجوم المسة ُتخْنُِ ُ‬ ‫ف الُنّ ِ‬
‫س َتسْتَتِر كما َتكْنِسُ الظّباء ف الَغار‪ ،‬وهو الكِناسُ‪،‬‬ ‫وترجِع‪ ،‬وَتكْنِ ُ‬
‫والنجوم المسة‪َ :‬بهْرام وزُحَلُ وعُطارِدٌ والزّهَرَةُ وا ُلشْتَرِي‪،‬‬
‫سف‬ ‫وقال الليث‪ :‬هي النجوم الت َتسَْتسِ ّر ف ماريها فتجري وَتكْنِ ُ‬
‫حوّى لكل نم َحوِيّ َيقِف فيه ويستدِي ُر ث ينصرف‬ ‫مَحاوِيها فَيََت َ‬
‫س بالنهار فل‬ ‫راجعا‪ ،‬فكُنُوسُه مُقامُه ف حَويّه‪ ،‬وخُنُوسُه أَن َيخْنِ َ‬
‫يُرى‪ .‬الصحاح‪ :‬الكُنّسُ الكواكِب لَنا َتكْنِسُ ف الَغيب أَي‬
‫َتسَْتسِرّ‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الُنّسُ السّيّارة‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه كان يقرأ ف‬
‫الصلة بالَوارِي الكُنّسِ؛ الَوارِي الكواكب‪ ،‬والكُنّسُ جع كانِس‪ ،‬وهي‬
‫الت تغيب‪ ،‬من كَنَسَ الظّْبيُ إِذا تغيّب واستتر ف كِناسِه‪ ،‬وهو‬
‫الوضع الذي يَ ْأوِي إِليه‪ .‬وف حديث زياد‪ :‬ث َأطْ َرقُوا وَراءكم ف‬
‫مَكانِسِ الرَّيبِ؛ الَكانِسُ‪ :‬جع َمكْنَس َمفْعَل من الكِناس‪ ،‬والعن‬
‫س القَبا َء سليمان‪،‬‬ ‫اسْتَترُوا ف موضع الرّيبَة‪ .‬وف حديث كعب‪ :‬أَول من لَب َ‬
‫على نبينا وعليه الصلة والسلم‪ ،‬لَنه كان إِذا أَدخل رأْسه لِلُبْسِ‬
‫ستْ الشياطي استهزاء‪ .‬يقال‪ :‬كََنسَ أَنفه إِذا حَرّكه‬ ‫الثّياب كََن َ‬
‫ص ف وجه فلن إِذا استهزأَ‬ ‫مستهزٍئا؛ ويروى‪ :‬كنّصت‪ ،‬بالصاد‪ .‬يقال‪ :‬كنّ َ‬
‫به‪ .‬ويقال‪ :‬فِ ْرسِ ٌن َمكْنُوسَة وهي ا َللْساء الَرْداء من الشعَر‪ .‬قال‬
‫أَبو منصور‪ :‬الفِ ْرسِنُ ا َلكْنُوسَة ا َللْساء الباطن ُتشَّبهُها العرب‬
‫بالَرايا ِلمَلسَتِها‪ .‬وكَنِيسَةُ اليهود وجعها كَنائِس‪ ،‬وهي معرّبة‬
‫شتُ‪ .‬الوهري‪ :‬والكنِيسَة للنصارى‪ .‬ورَمْلُ الكِناس‪ :‬رمل ف‬ ‫أَصلها كُِن ْ‬
‫بلد عبد اللّه بن كلب‪ ،‬ويقال له أَيضا الكِناس؛ حكاه ابن الَعراب؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫َرمَتْن‪ ،‬وسِتْ ُر اللّه بَيْن وبَيْنها‪،‬‬
‫َعشِيّة أَحْجار الكِناس‪َ ،‬رمِيمُ‬
‫(* قوله «رميم» هو اسم امرأة كما ف شرح القاموس‪).‬‬
‫قال‪ :‬أَراد عشية رَمْل الكِناس فلم يستقم له الوزن فوضع الَحجار موضع‬
‫الرمل‪.‬‬
‫والكُناسَةُ‪ :‬اسم موضع بالكوفة‪ .‬والكُناسَة والكانِسيّة‪ :‬موضعان؛ أَنشد‬
‫سيبويه‪:‬‬
‫دارٌ ِلمَ ْروَةَ إِذْ أَهْلي وأَ ْهُل ُهمُ‪،‬‬
‫بالكاِنسِيّة تَرْعى الّل ْهوَ والغَزَل‬
‫@كندس‪ :‬الكُْن ُدسُ‪ :‬العَ ْقعَقُ؛ عن ثعلب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫مُنِيتُ بِ ِزمّرْدَةٍ كالعَصا‪،‬‬
‫َألَصّ وأَخَْبثَ من كُْن ُدسِ‬
‫(* قوله «منيت إل» سيأت ف مادة كندش فانظره‪).‬‬
‫ال ّزمّرْدة‪ :‬الت بَيْنَ الرجل والرأَة‪ ،‬فارسية‪.‬‬
‫@كهمس‪ :‬ال َك ْهمَسُ‪ :‬القصي‪ ،‬وقيل‪ :‬القصي من الرجال‪ .‬والكَ ْهمَسُ‪:‬‬
‫الَسد‪ .‬وقال ابن الَعراب‪ :‬هو الذئب‪ .‬و َك ْهمَس‪ :‬من أَساء الَسد‪ .‬وناقة‬
‫َك ْهمَس‪ :‬عظيمة السنام‪ .‬و َك ْهمَس‪ :‬اسم‪ ،‬وهو أَبو حيّ من العرب؛ أَنشد سيبويه‬
‫َلوْدُودٍ العنبيّ‪ ،‬وقيل هو لَب حُزابة الوليد بن حَنِيفة‪:‬‬
‫فِللّه عَيْنا مَنْ رَأَى من فَوارِسٍ‪،‬‬
‫أَكَرّ على ا َلكْرُوه منهم وأَصْبَرا‬
‫فما بَرِحُوا حت أَ َعضّوا سُيُوَف ُهمْ‬
‫سمّرا‬‫ذُرى الامِ مِْنهُم‪ ،‬والديدَ ا ُل َ‬
‫وكُنّا َحسِبناهم فَوا ِرسَ َك ْهمَسٍ‪،‬‬
‫َحيُوا َب ْعدَما ماتوا من الدّهْ ِر أَ ْعصُرا‬
‫و َك ْهمَسٌ هذا‪ :‬هو َك ْهمَسُ بن َطلْق الصّريي‪ ،‬وكان من جلة الوارِج‬
‫مع بِلل بن مِرْداس‪ ،‬وكانت الوارج وقعت بأَسلم بن زرعة الكلب‪ ،‬وهم ف‬
‫أَربعي رجلً‪ ،‬وهو ف َألْفَي رجل‪ ،‬فقتلت قطعة من أَصحابه وانزم إِل‬
‫البَصرة فقال َموْدُود هذا الشعر ف قوم من بن تيم فيهم شدة‪ ،‬وكانت لم‬
‫جسْتان‪َ ،‬فشَّب َههُم ف شدّتم بالَوارج الذين كان فيهم‬ ‫سِ‬ ‫وقعة ِب ِ‬
‫َك ْهمَسُ بن َطلْق‪ ،‬وحَيُوا يعن الوارج أَصحاب َك ْهمَس‪ ،‬أَي كَأنّ هؤلء‬
‫القوم أَصحاب َك ْهمَس ف ُقوّتم وشدّتم وُنصْرتم‪.‬‬
‫@كوس‪ :‬ال َك ْوسُ‪ :‬الَشي على رجل واحدة‪ ،‬ومن ذوات الَربع على ثلث‬
‫قَوائم‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َك ْوسُ أَن يَرْفع إِحدى قوائمه ويَنْ ُزوَ على ما بقي‪ ،‬وقد‬
‫كا َستْ َتكُوسُ َكوْسا؛ قال الَعور النّبْهانّ‪:‬‬
‫سلِيطيّ عَ ّر َستْ‪،‬‬ ‫ولو عند َغسّان ال ّ‬
‫رَغا فَ ِرقٌ منها‪ ،‬وكاسَ َعقِيُ‬
‫وقال حات الطائي‪:‬‬
‫وإِْبِليَ رَهْنٌ أَن َيكُوسَ كَريُها‬
‫َعقِيا‪ ،‬أَمامَ البيت‪ِ ،‬حيَ ُأثِيُها‬
‫أَي تعقر إِحدى قوائم البعي فَيكُوس على ثلث؛ وقالت عمرة أُخت العباس‬
‫لنْساء َترْثي أَخاها وتذكر أَنه كان ُيعَ ْرِقبُ‬ ‫بن مِرْداس وُأمّها ا َ‬
‫الِبل‪:‬‬
‫فَ َظّلتْ َتكُوسُ على َأكْرُعٍ‬
‫ثَلثٍ‪ ،‬وغا َدرَتْ أُخْرى َخضِيبا‬
‫تعن القائمة الت عَ ْرقَبَها فهي ُمخَضّبَة بالدم‪ .‬وكاس البعي إِذا‬
‫مشى على ثلث قوائم وهو ُمعَ ْرقَبٌ‪ .‬والتّكاوُس‪ :‬التّرا ُكمُ والتزاحم‪.‬‬
‫وتَكا َوسَ النخل والشجر والعُشْب‪ :‬كَثُ َر والتفّ؛ قال عُطارِد ابنُ‬
‫قُرّان‪:‬‬
‫ن من َنجْران رُكْنٌ َعمَرّدٌ‪،‬‬ ‫ودُو َ‬
‫خلِ ِه مُتَكا ِوسُ‬
‫و ُمعْتَلِ ٌج من َن ْ‬
‫ف وسقط بعضه على بعض‪ ،‬فهو مُتَكاوِس‪ .‬وف‬ ‫وتَكا َوسَ النّْبتُ‪ :‬الت ّ‬
‫حديث قتادة ذكر أَصحاب الَيْكة فقال‪ :‬كانوا أَصحاب شجر مُتَكاوِس أَي‬
‫ُملْتَف متراكب‪ ،‬ويروى مُتَكادِس‪ ،‬وهو بعناه‪ .‬وف النوادر‪ :‬اكْتاسَن فلن عن‬
‫حاجت وارَْت َكسَن أَي حبسن‪.‬‬
‫والكُوسُ‪ ،‬بالضم‪ :‬الطّبْل‪ ،‬ويقال‪ :‬هو معرّب‪ .‬و َم ْك َوسٌ على مَ ْفعَل‪:‬‬
‫اسم حار‬
‫(* قوله «ومكوس على مفعل اسم حار» مثله ف الصحاح‪ ،‬وعبارة‬
‫القاموس وشرحه‪ :‬ومكوّس كمعظم‪ :‬حار‪ ،‬ووهم الوهري فضبطه بقلمه على مفعل‪ ،‬وإِذا‬
‫كان لغة كما نقله بعضهم فل يكون وها‪ .).‬وُلمْعَةٌ َكوْساء‪ :‬متراكمة‬
‫ملتفّة‪.‬‬
‫س ف القواف‪ :‬نوع منها وهو ما توال فيه أَربع متحركات بي‬ ‫والُتَكاوِ ُ‬
‫ساكني‪ ،‬شبّه بذلك لكثرة الركات فيه كأَنا التفّت‪.‬‬
‫وكاسَ الرجُ ُل َكوْسا و َك ّوسَهُ‪ :‬أَخذَ برأْسه فَنَصاه إِل الَرض‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬كَبّه على رأْسه‪ .‬وكاسَ ُه َو َيكُوسُ‪ :‬انقلب‪ .‬وف حديث عبد اللّه‬
‫ت على شيء َندَمي أَن ل‬ ‫بن عمر‪ :‬أَنه كان عند الجاج فقال‪ :‬ما َن ِدمْ ُ‬
‫أَكون قََت ْلتُ ابن عمر‪ ،‬فقال عبد اللّه‪ :‬أَما واللّه لو فعلتَ ذلك‬
‫َل َك ّوسَك اللّه ف النار أَعلك أَسفلك؛ قال أَبو عبيد‪ :‬قوله َل َك ّوسَك‬
‫اللّه يعن َلكَبّك اللّه فيها وجعل أَعلك َأ ْسفَلك‪ ،‬وهو كقولم‪:‬‬
‫كلّمته فاهُ إِل فّ‪ ،‬ف وقوعه موقع الال‪ .‬ويقال‪َ .‬ك ّوسْتُ ُه على رأْسه‬
‫َتكْويسا‪ ،‬وقد كاسَ يَكوسُ إِذا فعل ذلك‪.‬‬
‫والكُوس‪َ :‬خشَبة مُثلّثة تكون مع الّنجّار َيقِيس با تَرْبيعً‬
‫الشَب‪ ،‬وهي كلمة فارسية‪ ،‬وال َك ْوسُ أَيضا كأَنا أَعجمية والعرب تكلّمت‬
‫با‪ ،‬وذلك إِذا أَصاب الناس َخبّ ف البحر فخافوا الغَرَق‪ ،‬قيل‪ :‬خافوا‬
‫ال َك ْوسَ‪ .‬ابن سيده‪ :‬وال َك ْوسُ هَيْجُ البحر وخَبّه ومُقارَبة الغرق فيه‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو الغرَق‪ ،‬وهو دَخِيل‪.‬‬
‫والكُو ِسيّ من اليل‪ :‬القصي الدّوارِج فل تراه إِل مَُنكّسا إِذا‬
‫َجرَى‪ ،‬والُنثى كُوسِيّة‪ ،‬وقال غيه‪ :‬هو القصي اليدَيْنِ‪ .‬وكا َستِ‬
‫ت ف مَكاسِها‪ ،‬وف نسخة ف مَساكِها‪ .‬و َكوْساءُ‪:‬‬ ‫حوّ ْ‬ ‫اليّة إِذا َت َ‬
‫موضع؛ قال أَبو ذؤيب‪:‬‬
‫ت قَتْلي ِب َكوْساء‪َ ،‬أ ْش َعَلتْ‬
‫إِذا ذَكَر ْ‬
‫ت رَثّ صُنُوعُها‬ ‫كوَاهِيَ ِة الَخْرا ِ‬
‫@كيس‪ :‬الكَيْسُ‪ :‬الفّة والتوقّد‪ ،‬كاس كَيْسا‪ ،‬وهو كَْيسٌ وكَيّسٌ‪،‬‬
‫والمع أَكْياس؛ قال الطيئة‪:‬‬
‫واللّه ما َم ْعشَرٌ لمُوا امْرأًجُنُبا‪،‬‬
‫ف آلِ لْيِ ب ِن َشمّاسٍ‪ ،‬بأَكْياسِ‬
‫قال سيبويه‪َ :‬كسّروا كَيّسا على أَفعال تشبيها بفاعل‪ ،‬ويدلّك على‬
‫أَنه فَْيعِل أَنم قبد سلّموا فلو كان َفعْلً ل يسلّموه‬
‫(* قوله‬
‫«كسروا كيسا على أفعال إل قوله ل يسلموه» هكذا ف الصل ومثله ف شرح‬
‫القاموس‪).‬؛ وقوله أَنشده ثعلب‪:‬‬
‫ت فيهمُ‪،‬‬ ‫فكُنْ َأكْيَسَ الكَْيسَى إِذا كن َ‬
‫لمْقى‪ ،‬فكُنْ أَنتَ أَ ْحمَقا‬ ‫وِإنْ كنتَ ف ا َ‬
‫لمْقى‪ ،‬أَجرى الض ّد ُمجْرى‬ ‫إِنا كسّره هنا على كَيْسى لكان ا َ‬
‫ضدّه‪ ،‬والُنثى كَّيسَة و َكْيسَة‪ .‬والكُوسى والكِيسى‪ :‬جاعة الكَّيسَة؛ عن‬
‫كراع؛ قال ابن سيده‪ :‬وعندي أَنا تأْنيث الَكْيَس‪ ،‬وقال مَرّةً‪ :‬ل‬
‫ضّيقَة‪ ،‬وطُوب جع طَيّبة ول‬ ‫يوجد على مثالا إِل ضِيقى وضُوقى جع َ‬
‫يقولوا طِيب‪ ،‬قال‪ :‬وعندي أَن ذلك تأْنيث ا َل ْفعَل‪ .‬الليث‪ :‬جع الكَيّس‬
‫كََيسَة‪ .‬ويقال‪ :‬هذا الَكْيَسُ وهي الكُوسى وهُنّ الكُوسُ‪.‬‬
‫والكُوسِيّات‪ :‬النساء خاصّة؛ وقوله‪:‬‬
‫فما َأدْري َأجُبْنا كان دَهْري‬
‫َأمِ الكُوسَى‪ ،‬إِذا َجدّ الغَ ِريُ؟‬
‫أَراد الكَيْسَ بناه على ُفعْلى فصارت الياء واوا كما قالوا طُوب من‬
‫الطّيب‪ .‬وف اغتسال الرأَة مع الرجل‪ :‬إِذا كانت َكّيسَة؛ أَراد به حسن‬
‫الَدب ف استعمال الاء مع الرجل‪ .‬وف الديث‪ :‬وكان كَيْسَ الفعل أي‬
‫َحسَنَه‪ ،‬والكَيْسُ ف الُمور يري َمجْرى الرّفق فيها‪ .‬والكُوسى‪:‬‬
‫الكَيْسُ؛ عن السّياف‪ ،‬أَدخلوا الواو على الياء كما أَدخلوا الياء كثيا على‬
‫الواو‪ ،‬وإِن كان إِدخال الياء على الواو أَكثر لفة الياء‪ .‬ورجل‬
‫ُمكَيّس‪ :‬كَيْسٌ؛ قال رافع بن هُرَْيمٍ‪:‬‬
‫ل غَيْرَ َع ّم ُكمُ َظلَمُْتمْ‪،‬‬
‫فهَ ّ‬
‫إِذا ما كنُت ُم مُتَ َظلّمِينا؟‬
‫عَفاريتا عليّ وأَكل مال‪،‬‬
‫وجُبْنا عن رِجالٍ آخَرينا‬
‫فلو كنتم ُلكِْيسَةٍ أَكا َستْ‪،‬‬
‫وكَْيسُ الُم ُيعْرَف ف البَنِينا‬
‫ولكن ُأ ّمكُمْ َح ُم َقتْ َفجِئُتمْ‬
‫غِثاثا‪ ،‬ما نَرَى فيكم َسمِينا‬
‫أَي َأوْجَب لَن يكون البَنُون أَكْياسا‪ .‬وامرأَة مكْياسٌ‪َ :‬تلِدَ‬
‫الَكْياسَ‪ .‬وَأكْيَسَ الرجل وأَكاسَ إِذا ُوِلدَ له أَولد أَكياسٌ‪.‬‬
‫والّتكَيّسُ‪ :‬التظرّف‪ .‬وَتكَيّسَ الرجل‪ :‬أَظهر الكَيْسَ‪ .‬والكِيسى‪ :‬نعت‬
‫الرأَة الكَّيسَة‪ ،‬وهو تأْنيث الَكَْيسِ‪ ،‬وكذلك الكوسى‪ ،‬وقد كاس الولد‬
‫َيكِيسُ َكيْسا وكِياسَةً‪ .‬وف الديث عن النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪:‬‬
‫الكَيّس من دان نَفسَه و َعمِل لا بعد الوْت أَي العاقل‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫أَيّ الؤمني َأكْيَسُ أَي أَعقل‪ .‬أَبو العباس‪ :‬الكَيّسُ العاقل‪،‬‬
‫س كَيْسا‪.‬‬
‫والكَيْسُ خلف المق‪ ،‬والكَيس العقل‪ ،‬يقال‪ :‬كاسَ َيكِي ُ‬
‫وزيدُ بن الكَيْس الّنمَريّ‪ :‬الّنسّابة‪ .‬والكَيّسُ‪ :‬اسم رجل‪ ،‬وكذلك‬
‫كَيْسان‪ .‬وكَيْسان أَيضا‪ :‬اس ٌم لل َغدْرِ؛ عن ابن الَعراب؛ وأَنشد‬
‫لضمرة بن ضمرة بن جابر بن قَطن‪:‬‬
‫إِذا كنت ف َسعْدٍ‪ ،‬وُأمّك منهمُ‪،‬‬
‫غَريبا فل َيغْ ُررْك خالُك من َس ْعدِ‬
‫إِذا ما دَ َعوْا كَيسان‪ ،‬كانت كُهولُهم‬
‫إِل ال َغ ْدرِ َأ ْسعَى من شَبابمِ الُرْدِ‬
‫وذكر ابن ُدرَْيدٍ أَن هذا للّنمِر بن َت ْولَب ف بن سعد وهم‬
‫أَخوالُه‪ .‬وقال ابن الَعراب‪ :‬ال َغ ْدرُ يكن أَبا كَيْسان‪ ،‬وقال كراع‪ :‬هي طائية‪،‬‬
‫قال‪ :‬وكل هذا من الكَيْس‪ .‬والرجل كَيّس ُمكَيّس أَي ظريف؛ قال‪:‬‬
‫أَما تَران كَيّسا ُمكَيّسا‪،‬‬
‫ت َب ْعدَ نافِع ُمخَيّسا؟‬ ‫بَنَْي ُ‬
‫ا ُلكَيّس‪ :‬العروف بالكَيْس‪ .‬والكَيْس‪ :‬الِماع‪ .‬وف حديث النب‪ ،‬صلى‬
‫س أَي‬
‫اللّه عليه وسلم‪ :‬فإِذا َق ِدمْتم على أَهاليكم فالكَيْسَ الكَيْ َ‬
‫جامعوه ّن طَلبا للولد‪ ،‬أَراد الِماع فجعل طلب الولد َعقْلً‪.‬‬
‫والكَيْسُ‪ :‬طلب الولد‪ .‬ابن بُزُرج‪ :‬أَكاسَ الرجلُ الرج َل إِذا أَخذ بناصِيَته‪،‬‬
‫ت بولد كَيّس‪ ،‬فهي ُمكِيسَة‪ .‬ويقال‪ :‬كايَستُ‬ ‫وأَكا َستِ الرأَة إِذا جاء ْ‬
‫فلنا ف ِكسْتُه أَكِيسُه كَيْسا أَي غلبته بالكَيْس وكنتُ َأكْيَس منه‪.‬‬
‫وف حديث جابر‪ :‬أَن النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬قال له‪ :‬أَتران إِنا‬
‫ِكسْتُك ل ُخذَ َجمَلك أَي غلبتك بالكَيْس‪ .‬وهو يُكايسُه ف البيع‪.‬‬
‫والكِيس من الَوعية‪ :‬وِعا ُء معروف يكون للدراهم والدناني وال ّدرّ‬
‫والياقُوتِ؛ قال‪:‬‬
‫إِنا ال ّذلْفاءُ ياقُوتَةٌ‬
‫ت من كِيس دُهْقانِ‬ ‫أُخْر َج ْ‬
‫والمع كَِيسَة‪ .‬وف الديث‪ :‬هذا من كِيس أَب هريرة أَي ما عنده من‬
‫العلم القتن ف قلبه كما ُيقْتَن الال ف الكِيس‪ ،‬ورواه بعضهم بفتح‬
‫الكاف‪ ،‬أَي من ِفقْهِه وفِطْنته ل من روايته‪.‬‬
‫والكَيْسانِيّة‪ :‬جُلود حر ليست بقرظِيّة‪ .‬والكَيْسانِيّة‪ :‬صِنْف من‬
‫الرّوافِض أَصحاب الُختار بن أَب عُبيد يقال َلقَبُه كان كَيْسان‪.‬‬
‫ويقال لا يكون فيه الولد‪ :‬ا َلشِيمَة والكِيسُ؛ شُبّه بالكيس الذي‬
‫ترز فيه النفقة‪.‬‬
‫@كبش‪ :‬الكَبْشُ‪ :‬واحد الكِباشِ وا َلكْبُش‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكَبْشُ فحل‬
‫لمَ ُل فقد صار كبْشا‪،‬‬ ‫الضأْن ف أَي سِ ّن كان‪ .‬قال الليث‪ :‬إِذا أَثْن ا َ‬
‫ش القومِ‪ :‬رئيسُهم وسّيدُهم‪ ،‬وقيل‪ :‬كَبْش القومِ‬ ‫وقيل‪ :‬إِذا َأرْبَع‪ .‬وكَبْ ُ‬
‫حامِيتُهم والنظورُ إِليه فيهم‪ ،‬أَدخل الاء ف حامية للمبالغة‪.‬‬
‫وكَْبشُ الكتيبةِ‪ :‬قائدُها‪.‬‬
‫وكَبْشةُ‪ :‬اسم؛ قال ابن جن‪ :‬كبْشةُ اسم مُرْتَل ليس بؤنث الكبْش‬
‫الدالّ على النس لَن مؤنث ذلك من غي لفظه وهو نعجة‪ .‬وكُبَيْشة‪ :‬اسم‪ ،‬وف‬
‫التهذيب‪ :‬وكُبَْيشَةُ اسم امرأَة وكان مشركو مكة يقولون للنب‪ ،‬صلى اللّه‬
‫عليه وسلم‪ :‬ابنُ أَب كَبْشة‪ ،‬وأَبو كَبْشة‪ :‬كنية‪ .‬وف حديث أَب سفيان‬
‫وهِ َرقْل‪ :‬لقد ُأمِرَ َأمْرُ ابنِ أَب كَبْشةَ؛ يعن رسولَ اللّه‪ ،‬صلى‬
‫اللّه عليه وسلم؛ أَصلُه َأنّ أَبا كبشة رجل من خزاعة خالف قريشا ف‬
‫سمّى الشركون سيدّنا رسول‬ ‫شعْرَى العَبُورَ‪ ،‬ف َ‬‫عبادة الَوثان وعَب َد ال ّ‬
‫اللّه‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ابنَ أَب كبشةَ للفه إِياهم إِل‬
‫عبارة اللّه تعال‪ ،‬تشبيها به‪ ،‬كما خالفهم أَبو كبْشة إِل عبارى الشعْرى؛‬
‫معناه أشنه خالَفنا كماخالَفنا اب ُن أَب كبشة‪ .‬وقال آخرون‪ :‬أَبو كبْشةً‬
‫كنية وهب بن عبد مناف جدّ سيدِنا رسول اللضه‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬من‬
‫قِبَل ُأمّه فنسب إِليه لَنه كان نَزَع إِليه ف الشبَه‪ ،‬وقيل‪ :‬إِنا قيل‬
‫له ابن أَب كَبْشة َلنّ أَبا كبْشة كان ز ْوجَ الرأَة الت‬
‫َأرْضَعَتْه‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬ابن السكيت‪ :‬يقال بلدٌ قِفارُ كما يقال ُب ْرمَةٌ‬
‫ب أَكباشٌ‪ ،‬وهي ضروب من برود اليمن‪ ،‬وثوب َشمَارِقُ‬ ‫أَعْشارٌ وثو ٌ‬
‫ق إِذا تزّقَ؛ قال الَزهري‪ :‬هكذا أَقرأَنيه الُْنذِريّ ثوب‬ ‫وشَبَارِ ُ‬
‫أَكْباشٌ‪ ،‬بالكاف والشي‪ ،‬قال‪ :‬ولست أَحفظه لغيه‪ .‬وقال ابن بُزُرج‪ :‬ثوب‬
‫أَكْراشٌ وثوب َأكْباشٌ‪ ،‬وهي من برود اليمن‪ ،‬قال‪ :‬وقد صح الن َأكْباس‪.‬‬
‫@كتش‪ :‬كَتَشَ لَهله كَتْشا‪ :‬اكْتسب لم ككدَش‪.‬‬
‫شوْقُ‪،‬‬ ‫ش ال ّ‬‫ق والستحثاث‪ .‬وقال الليث‪ :‬ال َكدْ ُ‬ ‫سوْ ُ‬‫@كدش‪ :‬ال َكدْشُ‪ :‬ال ّ‬
‫وقد ك َدشْت إِليه‪ .‬قال الَزهري‪ :‬غيّر الليث تفسيَ ال َكدْش فج َعلَه‬
‫سوْقُ والطردُ‪ ،‬بالسي الهملة‪.‬‬ ‫شوْقَ‪ ،‬بالشي العجمة‪ ،‬والصواب ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫يقال‪ :‬ك َد ْشتُ الِب َل أَ ْك ِدشُها َكدْشا إِذا طردْتا؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫شلّ كشَلّ الطّرَ ِد ا َل ْكدُوشِ‬
‫ع الِبل ف سيها‪ ،‬يقال‪ :‬ك َدسَت‬ ‫قال‪ :‬وأَما ال َكدْس‪ ،‬بالسي‪ ،‬فهو إِسرا ُ‬
‫َت ْكدِس‪ .‬ابن سيده‪ :‬وك َدشَ القومُ الغنيمَة كدْشا حََثوْها‪.‬‬
‫وال َكدّاشُ‪ :‬ا ُل َكدّي بلغة أَهل العراق‪ .‬و َك َدشَ لعيالِه َي ْكدِشُ‬
‫َكدْشا‪َ :‬كسَب وجع واحتال‪ ،‬وهو َي ْكدِش لعياله أَي َي ْك َدحُ‪ .‬ورجل‬
‫سلَمي‪:‬‬‫َكدّاشٌ‪َ :‬كسّابٌ‪ .،‬والسم الكُداشةُ‪ .‬وروى أَبو تراب عن عقبة ال ُ‬
‫َك َدشْت من فلن شيئا واكَْت َدشْت وامَْت َدشْت إِذا أَصبت منه شيئا‪ .‬وما‬
‫ش منه شيئا أَي ما أَصاب وما َأخَذ‪ .‬وما به َك ْدشَةٌ أَي شيء من داء‪.‬‬ ‫َكدَ َ‬
‫خدّش؛ عن‬ ‫لدْشُ‪ ،‬يقال‪ :‬ك َدشَه إِذا خ َدشَه‪ .‬وجلد كدش‪ُ :‬م َ‬ ‫وال َكدْشُ‪ :‬ا َ‬
‫ابن جن‪ .‬ورجل مُكدّش‪ :‬مُ َكدّح؛ عن ابن الَعراب‪ .‬و َك َدشَه َي ْك ِدشُه‬
‫سوْق الشديد‪ .‬وال َكدْشُ‪:‬‬ ‫َكدْشا‪ :‬دفَعه دفْعا عَنِيفا‪ ،‬وهو ال ّ‬
‫الطّرْ ُد والَرْح أَيضا‪ .‬وف حديث السراط‪ :‬ومنهم مكْدوسٌ ف النار أَي‬
‫سقَط‪ ،‬ويروى بالشي‬ ‫مدفوع‪ ،‬وتكدّسَ الِنسانُ إِذا ُدِفعَ من ورائه ف َ‬
‫العجمة من ال َكدْش؛ وكُداشٌ‪ :‬اسم من ذلك‪.‬‬
‫ش لكل ُمجْتَرّ‪ :‬بنلة ا َلعِدة للِنسان تؤنثها العرب‪،‬‬ ‫@كرش‪ :‬الكَرِ ُ‬
‫وفيها لغتان‪ :‬كِرْش وكَرِش مثل كِبْد وكَبِد‪ ،‬وهي تُفرّغ ف القَطِنةِ‬
‫لرْنب واليَرْبوع وتستعمل ف الِنسان‪ ،‬وهي‬ ‫كأَنا َيدُ جِرابٍ‪ ،‬تكون ل َ‬
‫مؤنثة؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫ش ذو الّتكَرّشِ‪،‬‬
‫َطلْق‪ ،‬إِذا استكْ َر َ‬
‫أَْبلَج صدّاف عن الّتحَرّشِ‬
‫وف حديث السن‪ :‬ف كل ذات كَرِش شاٌة أَي كل ما لَه من الصيد كَرِشٌ‬
‫كالظباء والَرانب إِذا أَصابه الُحرِم ففي فِدائه شاة‪ .‬وقول أَب الجيب‬
‫ووصف أَرضا جدبة فقال‪ :‬اغْبَرّت جادّتا والتقى سَرْحُها و َرقّتْ‬
‫ضعُفت عنه كَ ِرشُها ورقّت‪ ،‬فاستعار‬ ‫كَ ِرشُها أَي أَكلت الشجرَ الشن ف َ‬
‫الكَرِش للِبل‪ ،‬والمع أَكْراش وكُرُوش‪.‬‬
‫لدْيُ‪ :‬عظُمت كَ ِرشُه‪ ،‬وقيل‪ :‬ا ُلسْتكْرِش بعد‬ ‫واسَْتكْرَش الصبّ وا َ‬
‫جفُر بطنُه‪ ،‬وقيل‪ :‬استكرش‬ ‫الفَطِيم‪ ،‬واسِتكْراشُه أَن يشتدّ َحَنكُه وَي ْ‬
‫الَبهْمةُ عظُمت إِنفَحتُه؛ عن ابن الَعراب‪ .‬التهذيب‪ :‬يقال للصب إِذا‬
‫عظم بطنه وأَخذ ف الَكْل‪ :‬قد اسَْتكْرَشَ‪ ،‬قال‪ :‬وأَنكر بعضهم ذلك ف‬
‫لدْيُ‪،‬‬ ‫جفَرَ‪ ،‬وإِنا يقال اسَْتكْ َرشَ ا َ‬ ‫الصب فقال‪ :‬يقال للصب قد اسَْت ْ‬
‫وك ّل َسخْ ٍل َيسَْتكْرِش حي يعظم بطنه ويشتدّ أَكله‪ .‬واسَْتكْ َرشَت‬
‫الِْنفَحةُ لَن الكَرِش يسمى إِنْفحَةً ما ل يأْكل الدي‪ ،‬فإِذا أَكل‬
‫يسمى كَرِشا‪ ،‬وقد اسَْتكْرشَت‪ .‬وامرأَة كَرْشاءُ‪ :‬عظيمةُ البطن واسعتُه‪.‬‬
‫ش اللحمَ‪ :‬طَبخه ف الكَرِش؛ قال‬ ‫وأَتانٌ كَرْشاءُ‪ :‬ضخمة الواصر‪ .‬وكَرّ َ‬
‫بعض الَغْفال‪:‬‬
‫لو َفجّعا ِجيَتَها‪ ،‬فشَلّ‬
‫وسِيقةً فكَرّشا ومَلّ‬
‫وَق َدمُ َكرْشاءُ‪ :‬كثية اللحم‪ .‬و َدْلوٌ كَرْشاءُ‪ :‬عظيمة‪ .‬ويقال‬
‫للدّلْو النتفخة النواحي‪ :‬كَرْشاء‪ .‬ورجل أَكْ َرشُ‪ :‬عظيم البطن‪ ،‬وقيل‪ :‬عظيم‬
‫الال‪ .‬والكَرِشُ‪ :‬وِعاءُ الطيب والثوب‪ ،‬مؤنث أَيضا‪ .‬والكِرْشُ‪ :‬الماعة من‬
‫الناس؛ ومنه قوله‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬الَنصارُ عَيْبَت وكَ ِرشِي؛‬
‫قيل‪ :‬معناه أَنم جاعت وصحابت الذين أُطلعهم على سري وأَثق بم‬
‫ش من الناس أَي جاعة‪ ،‬وقيل‪ :‬أَراد‬ ‫وأَعتمد عليهم‪ .‬أَبو زيد‪ :‬يقال عليه كَ ِر ٌ‬
‫لفّ وال ّظلْف يستمدّ‬ ‫الَنصارُ َمدَدي الذين َأسَْت ِمدّ بم لَن ا ُ‬
‫الِرّة من كَرِشه‪ ،‬وقيل‪ :‬أَراد أَنم بِطانتُه وموضع سِرّه وأَمانته‬
‫ش والعَيْبةَ لذلك لَن‬ ‫والذي َن يعتمد عليهم ف أُموره‪ ،‬واستعار الكَرِ َ‬
‫ا ُلجْتَرّ يمع عَلفَه ف كَ ِرشِه‪ ،‬والرجل يضع ثيابه ف عيْبتِه‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬ما وجدتُ إِل ذلك الَمر فا كَ ِرشٍ أَي ل أَ ِجدْ إِليه سبيلً‪.‬‬
‫ب كَرِشٍ وأَدن ف كَ ِرشٍ‬ ‫ت إِليه فا كَرِشٍ وبا َ‬
‫وعن اللحيان‪ :‬لو وجد ُ‬
‫لَتَيتُه يعن قدر ذلك من السّبُل؛ ومثله قولم‪ :‬لو وجدتُ إِليه فا‬
‫سَبِيلٍ؛ عنه أَيضا‪ .‬الصحاح‪ :‬وقول الرجل إِذا كّلفْته أَمرا‪ :‬إِن وجدت‬
‫ل فصّل شاة فأَدخلها ف َك ِرشِها‬ ‫إِل ذلك فا كَرِشٍ؛ أَصله أَن رج ً‬
‫ت إِل ذلك فَاكَرِشٍ‪،‬‬ ‫ليَطْبخَها فقيل له‪ :‬أَ ْدخِل الرْأسَ‪ ،‬فقال‪ :‬إِن وجد ُ‬
‫يعن إِن وجدت إِليه سبيلً‪ .‬وف حديث الجاج‪ :‬لو وجدتُ إِل دمِك فَا‬
‫ت إِل دمِك سبيلً؛ قال‪ :‬وأَصله‬ ‫ش لشرِبْتُ البطْحاءَ منك أَي لو وجد ُ‬ ‫كَرِ ٍ‬
‫أَن قوما طَبخُوا شاة ف كَ ِرشِها فضاق فمُ الكَرِش عن بعض الطعام‪ ،‬فقالوا‬
‫جمَعُه‪.‬‬‫للطّباخ‪ :‬أَد ِخلْه إن وجدت فَا كَ ِرشٍ‪ .‬وكَرِشُ كل شيء‪ُ :‬م َ‬
‫ش القوم‪ :‬مُعظمُهم‪ ،‬والمع أَكْراشٌ وكُرُوشٌ؛ قال‪:‬‬ ‫وكَ ِر ُ‬
‫وَأفَأْنا السِّبيّ من كلّ َحيّ‪،‬‬
‫فَأَقمْنا كَراكِرا وكُرُوشا‬
‫ش القومُ‪:‬‬ ‫ش جع ل واحد له‪ .‬وَتكَرّ َ‬ ‫وقيل‪ :‬الكُرُوش والَكْرا ُ‬
‫ش منثورة أَي‬ ‫تمّعوا‪ .‬وكَ ِرشُ الرجلِ‪ :‬عيالُه من صغار ولدِه‪ .‬يقال‪ :‬عليه كَرِ ٌ‬
‫صبيانٌ صغارٌ‪ .‬وبينهم رَ ِحمٌ كَرْشاءُ أَي بعيدةٌ‪ .‬وتز ّوجَ الرأَ َة‬
‫فنَثرت له كَ ِرشَها وبطْنَها أَي كَثُ َر ولدُها له‪ .‬وتكرّش وجهُه‪ :‬تقبّض‬
‫ش جلدُ وجهِه‪ ،‬وقد يقال ذلك ف كل جلد‪ ،‬وكَ ّرشَه هو‪.‬‬ ‫جلدُه‪ ،‬وف نسخة‪ :‬تكَرّ َ‬
‫ويقال‪ :‬كَ ِرشَ الل ُد َيكْرَشُ كرَشا إِذا مسّته النار فاْنزَوى‪ .‬قال‬
‫ش تقبّضَ وقَ ّطبَ وعبّس‪ .‬ابن بزرج‪ .‬ثوبٌ َأكْراشٌ وثوبٌ‬ ‫شر‪ :‬ا ْسَتكْرَ َ‬
‫ش وهو من بُرُود اليمن‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬وا ُلكَرّش ُة منْ طعام‬ ‫أَكْبا ٌ‬
‫البادية أَن ُي ْؤخَذ اللحمِ فُيهَرّم َتهْرِيا صغارا‪ ،‬وُيجْعَل فيه شحمٌ‬
‫ش البعي ويغْسل وينَظّف وجهُه‬ ‫ش من كَرِ ِ‬
‫مقطّع‪ ،‬ث ُت َق ّورَ قطعةُ كَرِ ٍ‬
‫جمَع أَطرافه‪،‬‬ ‫الذي ل فَرْثَ فيه‪ ،‬ويعلَ فيه تريُ اللحمُ والشحم وُت ْ‬
‫حفَرَ له ِإرَةٌ‬‫وُيخَلّ عليه بِخل ٍل بعدما يُوكَأ على أَطرافه‪ ،‬وُت ْ‬
‫ح فيها رِضافٌ ويوَقدَ عليها حت َتحْمى وتَصيَ نارا‪ ،‬ث يَُنحّى‬ ‫ويطر َ‬
‫المْرُ عنها وُت ْدفَنَ ا ُلكَرّشةُ فيها‪ ،‬ويعل فوقها مَلّةٌ حامية‪ ،‬ث‬
‫يوَق َد فوقَها بطب جَزْل‪ ،‬ث تُتْرك حت تَْنضَج فُتخْرَج وقد كاَبتْ‬
‫وصارت قطعة واحدة فتُؤكل طَيّبة‪ .‬يقال‪ :‬كَ ّرشُوا لنا َتكْريشا‪.‬‬
‫والكَرْشاءُ‪ :‬ال َق َدمُ الت كثُر لمها واستوى َأ ْخمَصُها وقصُرت‬
‫جعِ الراتِع للمال‬ ‫أَصابعُها‪.‬والكَرِشُ‪ :‬من نبات الرياض والقِيعانِ من أَْن َ‬
‫سمَنْ عليه الِبل واليل‪ ،‬ينبُت ف الشتاء ويهيج ف الصيف‪ .‬ابن سيده‪:‬‬ ‫تْ‬
‫الكَ ِرشُ والكَرِشةُ من ُعشْب الربيع وهي نبْتةٌ لصقة بالَرض بُطَيْحاء‬
‫الورَق ُمعْرَضّة ُغبَياء‪ ،‬ول تكاد تنبُت إِل ف السهل وتنبت ف الديار‬
‫ول تنفع ف شيء ول ُت َعدّ إِل أَنه ُيعْرف َرسْمها‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪:‬‬
‫الكَ ِرشُ شجرة من الَْنبَة تنبت ف َأرُومٍ وترتفع نو الذراع ولا ورَقة‬
‫للّةِ‪.‬‬
‫لضْرة وهي مرعى من ا ُ‬ ‫ُم َدوّرة حَرْشاء شديدة ا ُ‬
‫ب من الفِرْدان‪ ،‬وقيل‪ :‬هو كال َقمْقام يلكَعُ الناسَ‬ ‫والكُرَاشُ‪ :‬ضر ُ‬
‫ويكون ف مبارك الِبل‪ ،‬واحدته كُرّاشة‪.‬‬
‫وكُرْشانٌ‪ :‬بط ٌن من َمهْرةَ بنِ حَيْدان‪ .‬والكِرْشانُ‪ :‬ا َلزْدُ وعبدُ‬
‫القيس‪ .‬وكِ ْر ِشمٌ‪ :‬اسم رجل‪ ،‬ميمه زائدة ف أَحد قول يعقوب‪ .‬وكرشاء بن‬
‫الزدلف‪ :‬عمر بن أَب ربيعة‪.‬‬
‫@كربش‪ :‬الَزهري‪ :‬ال َعكْبَش ُة والكَرْبَشةُ أَ ْخذُ الشيء وربْطُه؛ يقال‪:‬‬
‫َعكَْبشَه وكَرَْبشَه إِذا َفعَل ذلك به‪.‬‬
‫@كشش‪ :‬كشّت الَفعى َتكِشّ َكشّا و َكشِيشا‪ :‬وهو صوت جلدها إِذا حكّت‬
‫بعضَها ببعض‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَشيشُ للُنثى من الَساوِد‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َكشِي ُ‬
‫ش‬
‫للفعى‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َكشِيشُ صوتٌ ترجه الَفعى من فيها؛ عن كراع‪ ،‬وقيل‪َ :‬كشِيشُ‬
‫ا َلفْعى صوتُها من جلدها ل من َفمِها فإِن ذلك َفحِيحُها‪ ،‬وقد َكشّت‬
‫ش َكشَت مثله‪ .‬وف الديث‪ :‬كانت حيّةٌ َتخْرج من ال َكعْبة ل‬ ‫َتكِشّ‪ ،‬و َك ْ‬
‫َيدْنو منها أَح ٌد ِْل َكشّت وفَتحَت فاها‪ .‬وتَكاشّت الَفاعي‪ :‬كَشّ‬
‫بعضُها ف بعض‪ .‬واليّات كلها تكِشّ غي الُسود‪ ،‬فإِنه يَنْبَحُ‬
‫صفِر ويَصيح؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫وَي ْ‬
‫كَأنّ صوتَ َشخْبِها الُ ْرفَضّ‬
‫َكشِيشُ َأفْعى َأ ْجمَ َعتْ ِبعَضّ‪،‬‬
‫ك بعضَها بَِبعْضِ‬ ‫فهي َتحُ ّ‬
‫أَبو نصر‪ :‬سعت َفحِي َح الَفعى وهو صوتا من فمها‪،‬وسعت َكشِيشَها‬
‫وَفشِيشَها وهو صوت جلدها‪ .‬وروى أَبو تراب ف باب الكاف والفاء‪ :‬الَفعى‬
‫ش والفَشَيشُ‪ ،‬وال َفحِيحُ‬ ‫ش وَتفِشّ‪ ،‬وهو صوتا من جلدها‪ ،‬وهو ال َكشِي ُ‬ ‫َتكِ ّ‬
‫صوتُها من فيها‪ ،‬وقيل لبنة الُسّ‪ :‬أَُي ْلقِح الرّبَاعْ؟ فقالت‪ :‬نعم‬
‫ش من ِحسّه الَفاعُ‪ .‬وكَشّ‬ ‫ب ُرحْب ذِراعُ‪ ،‬وهو أَبو الرّبَاعْ‪ ،‬تكا ّ‬
‫ع َيكِشّ َكشِيشا‪ :‬صوّتَ‪ .‬وكَشّ الَبكْرُ‬ ‫الضبّ وال َورَلُ والضفْد ُ‬
‫َيكِشّ َكشّا و َكشِيشا‪ :‬وهو دون ا َلدْر؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫َهدَرْتُ َهدْرا ليس بال َكشِيشِ‬
‫وقيل‪ :‬هو صوت بي الكَتِيتِ وا َلدِير‪ .‬وقال أَبو عبيد‪ :‬إِذا بلغ‬
‫الذكَرُ من الِبل ا َلدِير َفَأوّلهُ ال َكشِيشُ‪ ،‬وإِذا ارتفع قليلً قيل‪:‬‬
‫ت ي ِكتّ كَتِيتا‪ ،‬فإِذا َأفْصح با َلدِير قيل‪َ :‬ه َدرَ َهدِيراْ فإِذا‬ ‫ك ّ‬
‫صفا صوتُه ورَجّع قيل‪ :‬قَ ْرقَر‪ .‬وف حديث عليّ‪ ،‬رضوان اللّه عليه‪:‬‬
‫كأَن أَنْظُ ُر إِليكم ت ِكشّون َكشِيشَ الضّبَاب؛ هو من هدير الِبل؛‬
‫وَبعِي ِمكْشاشٌ؛ قال العَنْبَريّ‪:‬‬
‫ف العَنْبَرِيّي َذوِي ا َلرْياشِ‪،‬‬
‫َي ْه ِدرُ َهدْرا ليس با ِلكْشاشِ‬
‫ض قيسٍ‪ :‬الَبكْرُ َيكِشّ وَيفِشّ وهو صوته قبل أَن ي ْهدِر‪.،‬‬ ‫وقال بع ُ‬
‫و َكشّت البقرةُ‪ :‬صا َحتْ‪ .‬و َكشِيشُ الشرابِ‪ :‬صوتُ َغلَيانِه‪ .‬وكَشّ‬
‫الزّْن ُد َيكِشّ َكشّا و َكشِيشا‪ :‬سعت له صوتا َخوّارا عند خروج نارِه‪.‬‬
‫لرّةُ‪َ :‬غلَتْ؛ قال‪ :‬يا حَشراتِ القاع من جُلجِلِ‪،‬‬ ‫وكشت ا َ‬
‫ش من الَرَاجِ ِل‬ ‫ش ما كَ ّ‬ ‫قد نَ ّ‬
‫يقول‪ :‬قد حانَ ِإدْراكُ نَبِيذي وأَن أََتصَّيدَكُنّ فآ ُكَلكُ ّن على‬
‫ش َكشَةُ‪ :‬كال َكشِيشِ‪.‬‬ ‫ما َأشْرب منه‪ .‬وال َك ْ‬
‫ش َكشَةُ‪ :‬لغة لربِيعة‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬لبن أَسد‪ ،‬يعلون الشي مكان‬ ‫وال َك ْ‬
‫ش ومِنْشِ وبِشِ؛ وينشدون‪:‬‬ ‫الكاف‪ ،‬وذلك ف الؤَنث خاصة‪ ،‬فيقولون َعلَيْ ِ‬
‫َفعَيناشِ عَيْناها‪ ،‬وجِيدُشِ جِيدُها‪،‬‬
‫ش َرقِيقُ‬
‫ولكنّ عظمَ الساقِ مِنْ ِ‬
‫وأَنشد أَيضا‪:‬‬
‫ك من أَن رأَتن َأحْتَرِشْ‪،‬‬ ‫ضحَ ُ‬ ‫َت ْ‬
‫ولو حَ َر ْشتِ لكشَ ْفتُ عن حِرِش‬
‫ومنهم من يزيد الشي بعد الكاف فيقول‪َ :‬علَيكِشْ وإِليكِشْ وِبكِشْ‬
‫ومِْنكِشْ‪ ،‬وذلك ف الوقف خاصة‪ ،‬وإِنا هذا لِتَبِي كسرةُ الكاف فيؤَكد‬
‫التأْنيث‪ ،‬وذلك لَن الكسرة الدالة على التأْنيث فيها َتخْفى ف الوقف‬
‫فاحتاطوا للبيان بأَن أَبْدلُوها شينا‪ ،‬فإِذا وصَلوا حذفوا لِبَيان الركة‪،‬‬
‫ومنهم من ُيجْري الوصل ُمجْرى الوقف فيبدل فيه أَيضا؛ وأَنشدوا‬
‫للمجنون‪:‬فعيناش عيناها وجِيدُشِ جِيدُها‬
‫قال ابن سيده‪ :‬قال ابن جن وقرأْت على أَب بكر ممد بن السن عن أَب‬
‫العباس أَحد بن يي لبعضهم‪:‬‬
‫َعلَيّ فيما أَبَْتغِي أَْبغِيشِ‪،‬‬
‫بَيْضاء تُرْضِين ول تَرِْضيشِ‬
‫وتَطّبِي وُ ّد بن أَبِيشِ‪،‬‬
‫إِذا دََنوْتِ َج َعلَت تَنْئّيشِ‬
‫ت ُتدْنيشِ‪،‬‬ ‫وإِن نَأَْيتِ َج َعلَ ْ‬
‫وإِن َت َكّلمْتِ حََثتْ ف فِيشِ‪،‬‬
‫حت تَِنقّي كَنقِي ِق الدّيشِ‬
‫ك لكسرتِها‬ ‫أَْبدَل من كاف الؤَنث شِينا ف كل ذلك وشبّه كاف الدّي ِ‬
‫بكاف الؤنث‪ ،‬وربا زادوا على الكاف ف الوقف شينا حِرْصا على البيان‬
‫أَيضا‪ ،‬قالوا‪ :‬مررت ِبكِشْ وأَعْطَْيُتكِشْ‪ ،‬فإِذا وصلوا حذفوا الميع‪،‬‬
‫لقُوا الشيَ فيه أَيضا‪ .‬وف حديث معاوية‪َ :‬تيَاسَرُوا عن‬ ‫وربا َأ َ‬
‫شكَش ِة تيمٍ أَي إِبدالِهم الشي من كاف الطاب مع الؤنث فيقولون‪:‬‬ ‫َك ْ‬
‫أَبُوشِ وُأمّشِ‪ ،‬وزادُوا على الكاف شينا ف الوقف فقالوا‪ :‬مررت بكِشْ‪ ،‬كما‬
‫تفعل تيم‪.‬‬
‫لصْلةُ من الشعر‪ .‬وَبحْرٌ ل ُي َكشْكِشُ‬ ‫وال ُكشّةُ‪ :‬الناصيةُ أَو ا ُ‬
‫أَي ل يُنْ َزحُ‪ ،‬وا َلعْ َرفُ ل َيْنكَشّ‪.‬‬
‫والكُشّ‪ :‬ما ُيلْقح به النخلُ؛ وف التهذيب عن ابن الَعراب‪ :‬الكُشّ‬
‫ق الذي ُي ْلقَح به النخلُ‪.‬‬ ‫الِ ْر ُ‬
‫ب من العِنَب وهو كث ٌي بالسّراة‪.‬‬ ‫@كشمش‪ :‬ال ِكشْمِشُ‪ :‬ضر ٌ‬
‫@كمش‪ :‬ال َكمْشُ‪ :‬الرجلُ السريع الاضي‪ .‬رجل َكمْشٌ و َكمِيشٌ‪َ :‬عزُومٌ‬
‫ض سري ٌع ف أُموره‪َ ،‬كمِشَ َكمَشا و َكمُشَ‪ ،‬بالضم‪َ ،‬ي ْكمُش كَماشَةً‬ ‫ما ٍ‬
‫شمَرَ و َجدّ‬
‫واْن َكمَشَ ف أَمرِه‪ .‬الَصمعي‪ :‬اْن َكمَشَ ف أَمرِه واْن َ‬
‫بعن واحد‪ .‬وف حديث عليّ‪:‬‬
‫ش ف َمهَلٍ‪.‬‬ ‫با َدرَ مِنْ وجَ ٍل وأَ ْكمَ َ‬
‫ش الِزار أَي‬ ‫ج إِليهما َكمِي َ‬ ‫وف كتاب عبد اللك إِل الجاج‪ :‬فاخْ ُر ْ‬
‫جلْته فاْن َكمَشَ‬‫مشمّرا جادّا‪ .‬و َك ّمشْته َت ْكمِيشا‪ :‬أَ ْع َ‬
‫وَت َكمّش أَي أَسرع‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬قال سيبويه ال َكمِيشُ الشجاعُ‪َ ،‬كمُشَ‬
‫كَماشةً كما قالوا َشجُع شَجاعةً‪ .‬وَأ ْكمَشَ ف السي وغيه‪َ .‬أسْرَعَ‪ .‬وفرسٌ‬
‫َكمْشٌ و َكمِيشٌ‪ :‬صغ ُي الُرْدانِ قصيُه‪ .‬أَبو عبيدة‪ :‬ال َكمْشُ من اليل‬
‫القصيُ الُرْدانِ‪ ،‬وجعه ِكمَاشٌ وَأكْماشٌ‪ .‬قال الليث‪ :‬وال َكمْشُ إِن‬
‫ب فهو القصيُ الصعيُ الذكَرِ‪ ،‬وإِن وُصِفت‬ ‫صفَ به ذَكَ ٌر من الدوا ّ‬ ‫وُ ِ‬
‫به الُنثى فهي الصغيةُ الضّرعِ‪ ،‬وهي َكمْشةٌ‪ ،‬وربا كان الضرع‬
‫ش مع ُكمُوشِه َدرُورا؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫ال َكمْ ُ‬
‫َيعُسّ جِحاشُهنّ إِل ضُروعٍ‬
‫ِكمَاشٍ‪ ،‬ل ُيقَبّضْها التّوادِي‬
‫الكسائي‪ :‬ال َكمْشة من الِبل الصغيةُ الضّرْع‪ ،‬وقد َك ُمشَت كماشةً‪،‬‬
‫و ُخصْيةٌ َكمْشةٌ‪ :‬قصيةٌ لصق ٌة بالصّفاق‪ ،‬وقد َكمُشت كُموشةً‪.‬‬
‫وف حديث موسى وشعيب‪ ،‬سلم اللّه على نبينا وعليهما‪ :‬ليس فيها َفشُوشٌ‬
‫ول َكمُوشٌ؛ ال َكمُوشُ‪ :‬الصغيةُ الضرع‪ ،‬سيت بذلك لْنكِماشِ ضَرعها‬
‫وهو تقلّصُه‪.‬‬
‫ش بَيّن ال ُكمُوشةِ‪:‬‬‫وال َك ْمشَةُ‪ .‬الناقةُ الصغيةُ الضرعِ‪ .‬وضرعٌ َكمْ ٌ‬
‫قصيُ صغيٌ‪ .‬وأَ ْكمَش بناقتِه‪:‬‬
‫صَرّ جيع أَخْلفِها‪ .‬وامرأَةٌ َكمْشةٌ‪ :‬صغيةُ الثدْيِ‪ ،‬وقد َك ُمشَت‬
‫كَماشةً‪ .‬والَ ْكمَشُ‪ :‬الذي ل يكاد يُْبصِر‪ ،‬زاد التهذيب‪ :‬من الرجال؛‬
‫ش جلدُه أَي تقبّض واجتمع واْن َكمَشَ‬ ‫قال أَبو بكر‪ :‬معن قولم قد ت َكمّ َ‬
‫شمّرُه‪.‬‬‫ش الِزارِ‪ُ :‬م َ‬ ‫ف الاجة‪ ،‬معناه اجتمع فيها‪ .‬ورجل َكمِي ُ‬
‫ش أَن يأْخذ الرجل ا ِلسْواكَ‬ ‫@كنش‪ :‬التهذيب‪ :‬ابن الَعراب الكَنْ ُ‬
‫فَُيلَيّ َن رْأسَه بعد خُشونته‪ ،‬يقال‪ :‬قد كََنشَه بعد خُشونة‪ .‬والكَنْشُ‪:‬‬
‫قَتْ ُل الَ ْكسِيَة‪.‬‬
‫ش القومُ‪ :‬اختلطوا‪.‬‬ ‫@كنبش‪َ :‬تكَنْبَ َ‬
‫@كندش‪ :‬الكُْندُشُ‪ :‬ال َعقْقعَقُ‪ .‬قال ابن الَعراب‪ :‬أَخبن الفضّل‬
‫يقال هو أَخَبثُ من كُْندُشٍ‪ ،‬وهو ال َعقْقعَق؛ وأَنشد لَب الغَ َطمّش يصف‬
‫امرأَة‪:‬‬
‫مُنِيتُ بِزَْنمَرْدَةٍ كالعصا‪،‬‬
‫َألَصّ وأَخْبَث من كُْندُشِ‬
‫حبّ النّساء وتأْب الرجال‪،‬‬ ‫ُت ِ‬
‫وتشي مع ا َلخَْبثِ ا َلطْيَشِ‬
‫لا وجْ ُه قِرْ ٍد إذا ازّيَنتْ‬
‫ض القَطا الَبْرَشِ‬ ‫وَلوْنٌ كَبَيْ ِ‬
‫ومعن مُنِيتُ‪ُ :‬بلِيتُ‪ .‬وزَْنمَرْدةٌ‪ :‬امرأَ ٌة ُيشْبِهُ َخ ْلقُها‬
‫َخلْقَ الرجل‪ ،‬فارسي معرب‪ ،‬ويروى‪ :‬بِزِْنمِرْدة‪ ،‬بكسر الزاي مع اليم‪ ،‬ويروى‪:‬‬
‫بِزمّرْدة‪ ،‬بذف النون‪ ،‬على مثال ِعلّكْدة‪ .‬وقوله‪ :‬أَلصّ وأَخْبَث من‬
‫ش لِصّ الطي‪ ،‬وهو العَ ْقعَقُ‪،‬‬ ‫كُْندُش‪ ،‬قال ابن خالويه‪ :‬الكُْندُ ُ‬
‫والرّيبَالُ لِصّ ا ُلسُودِ‪ ،‬والطّمْ ُل لِصّ الذّئابِ‪ ،‬والزّباب ُة لِصّ‬
‫الفِيانِ‪ ،‬وال ُفوَيْسِقةُ سارق ُة الفَتِيلة من السراج‪ ،‬والكُنْدُشُ ض ْربٌ‬
‫من الَ ْدوِية‪.‬‬
‫@كنفرش‪ :‬الكنففَرِشُ‪ :‬الذكَرُ‪ ،‬وقيل حشَفةُ الذكر‪ .‬التهذيب الكَْنفَرِشُ‬
‫ش الضخ ُم من ال َكمَرِ؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫والقَْنفَرِ ُ‬
‫كَْنفَرِش ف رْأسِها اْنقِلبُ‬
‫@كنفش‪ :‬الكَْنفَشةُ‪ :‬أَن ُيدِي َر العِمام َة على رْأسِه عشرين َكوْرا‪.‬‬
‫سلْع ُة تكون ف َلحْيِ البعي وهي الّنوْطةُ‪ .‬ابن سيده‪:‬‬ ‫والكَْنفَشةُ‪ :‬ال ّ‬
‫ش و َرمٌ ف أَصل الّلحْ ِي ويسمى الازِبازِ‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬ ‫الكْنفَ ُ‬
‫الكَْنفَشةُ ال ّروَغانُ ف الَرْب‪.‬‬
‫ش جاريتَه أَو الرأَ َة َيكُوشُها‬
‫س الفَيْشلةِ‪ .‬وكا َ‬ ‫@كوش‪ :‬ال َكوْشُ‪ :‬رْأ ُ‬
‫ش جارِيتَه َيكُوشُها‬ ‫َكوْشا‪َ :‬ن َكحَها‪ ،‬وكذلك المار‪ .‬وف التهذيب‪ :‬كا َ‬
‫ش الفح ُل طَرُوقَتَه َكوْشا ط َرقَها‪ .‬ابن‬ ‫سحَها‪ ،‬وكا َ‬ ‫َكوْشا إِذا م َ‬
‫ع فَزَعا شديدا‪.‬‬ ‫الَعراب‪ :‬كاشَ َيكُوشُ َكوْشا إِذا فَزِ َ‬
‫ب َأفْوافٍ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ش وجُبّة أَسنادٌ وثو ُ‬ ‫ب أَكْيا ٌ‬ ‫@كيش‪ :‬ابن بزرج‪ :‬ثو ٌ‬
‫ش من بُرودِ اليمن‪.‬‬ ‫الَكْيا ُ‬
‫@كأص‪ :‬رجل ُكؤْصَة و ُكؤُوصَة و ُكؤَصَة‪ :‬صَبُورٌ على الشراب وغيه‪ .‬وفلن‬
‫ص أَي صَبو ٌر باقٍ على الَكل والشرب‪.‬‬ ‫كَأْ ٌ‬
‫و َكأَصَه َيكْأَصُه َكأْصا‪ :‬غلبه وقهره‪ .‬وكَأَصْنا عنده من الطعام ما‬
‫ص فلن من الطعام والشراب إِذا أَكثر منه‪ .‬وتقول‪:‬‬ ‫شِئْنا‪ :‬أَصَبْنا‪ .‬وكأَ َ‬
‫وجدت فلنا َكأْصا بوزن َكعْصٍ أَي صَبُورا باقيا على شربه وأَكله‪.‬‬
‫قال الَزهري‪ :‬وأَحسب ال َك ْأسَ مأْخوذا منه لَن الصاد والسي يتعاقبان‬
‫ف حروف كثية لقرب مرجيهما‪.‬‬
‫لمُرِ ونوها‬ ‫ص والكُباصةُ من الِبل وا ُ‬ ‫@كبص‪ :‬الَزهري‪ :‬الليث الكُبا ُ‬
‫ال َقوِيّ الشديد على العمل‪ ،‬واللّه أَعلم‪.‬‬
‫ص الَرضَ َكحْصا أَثارَها‪ .‬وكحَصَ الرجلُ‬ ‫@كحص‪ :‬ابن سيده‪َ :‬كحَ َ‬
‫َي ْكحَصُ َكحْصا‪َ :‬ولّى مُدبرا؛ عن أَب زيد‪.‬‬
‫ب من حَبّة النبات‪ ،‬وقيل‪ :‬هو نبت له حب أَسود يشبّه‬ ‫وال َكحْصُ‪ :‬ضَرْ ٌ‬
‫بعيون الراد؛ قال يصف ِدرْعا‪:‬‬
‫كَأنّ جَن ال َكحْصِ اليَبِيس قَتِيُها‪،‬‬
‫جمّع‬
‫إِذا نُِثلَت‪ ،‬سالت ول تََت َ‬
‫ص برجله و َكحَصَ برجله‪.‬‬ ‫ص الضارب بر ْجلِهِ‪َ ،‬فحَ َ‬ ‫الَزهري‪ :‬الكاحِ ُ‬
‫حصَه البِلى؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫ص الَثر ُكحُوصا إِذا دََثرَ‪ ،‬وقد َك َ‬ ‫و َكحَ َ‬
‫والديار الكواحِص‬
‫و َكحَصَ ال ّظلِيمُ إِذا فَرّ ف الَرض ل يُرى‪ ،‬فهو كاحِصٌ‪.‬‬
‫@كرص‪ :‬كَرَص الشيءَ‪ :‬دقّه‪.‬‬
‫سمْن ُيكْرَص أَي ُيدَقّ؛ قال الطرماح يصف‬ ‫ل ْوزُ بال ّ‬
‫والكَرِيصُ‪ :‬ا َ‬
‫وعلً‪:‬‬
‫وشا َخسَ فاه الدّهْرُ‪ ،‬حت كأَنه‬
‫س ثِيانِ الكَرِيص الضّوائ ِن‬ ‫مَُنمّ ُ‬
‫شاخَسَ‪ :‬خالَف بي نِبْتَة أَسنانه‪ .‬والثّيانُ‪ :‬جع َثوْر‪ ،‬وهي القطعة‬
‫من ا َلقِط‪ .‬والَُنمّسُ‪ :‬القدي‪ .‬والضّوائنُ‪ :‬البِيضُ‪ .‬والكَرِيصُ‪:‬‬
‫ا َلقِطُ الجموع الدقوق‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الَقط قبل أَن يستحكم يُْبسُه‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫هو الَقط الذي يُرْفع فيجعل فيه شيء من َبقْل لئل يفسُد‪ :‬وقيل‪:‬‬
‫ص ا َلقِط والَبقْلُ يُطْبَخان‪ ،‬وقيل‪ :‬الكريص ا َلقِط عامة‪ .‬الفراء‪:‬‬ ‫الكَرِي ُ‬
‫ص الذي ُكرِص أَي ُدقّ‪.‬‬ ‫ص والكَرِيز الَقطُ‪ .‬ابن بري‪ :‬الكَرِي ُ‬ ‫الكَرِي ُ‬
‫حمّض با ا َلقِط؛ قال الشاعر‪:‬‬ ‫والكرِيصُ أَيضا‪ :‬بقلة ُي َ‬
‫َجنَيْتُها من ُمجْتَن َعوِيصِ‪،‬‬
‫من ُمجْتَن الَجزر والكَرِيصِ‬
‫ص وَي ْقِلدُ‬
‫وقال ابن الَعراب‪ :‬الكتراص المْع‪ ،‬يقال‪ :‬هو َيكْتَرِ ُ‬
‫أَي يمع‪ ،‬وهو ا ِلكْ َرصُ وا ِلصْربُ‪ .‬واكْتَ َرصَ الشيءَ‪ :‬جَعه؛ قال‪:‬‬
‫ل َتْن ِكحَنّ أَبدا هَنّانَهْ‪،‬‬
‫َتكْتَ ِرصُ الزا َد بل أَمانَهْ‬
‫@كصص‪ :‬الكَصِيصُ‪ :‬الصوتُ عامة‪ .‬قال أَبو نصر‪ :‬سعت َكصِيصَ الَرْب أَي‬
‫صوْتَها‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الصوت الرقيق الضعيف عند الفزع ونوه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬ ‫َ‬
‫الَرب‪ ،‬وقيل‪ :‬الرّعْدة‪ .‬قال أَبو عبيد‪َ :‬أ ْفَلتَ وله َكصِيصٌ وأَصِيصٌ‬
‫ص وهو الرعدة ونوها‪ ،‬وقيل‪ :‬هو التحرك واللتواء من الهد؛ وأَنشد ابن‬ ‫وَبصِي ٌ‬
‫بري لمرئ القيس‪:‬‬
‫جَنادِبُها صَرْعَى لنّ َكصِيصُ‬
‫أَي ترّك‪ .‬قال‪ :‬والكَصِيصُ أَيضا شدة الهد؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫تُسائل‪ ،‬يا ُسعَيدةُ‪ :‬مَنْ أَبوها؟‬
‫وما ُيغْن‪ ،‬وقد َبلَغَ ال َكصِيصُ؟‬
‫ص َيكِصّ َكصّا و َكصِيصا‬ ‫وقيل‪ :‬ال َكصِيصُ النقباض من الفَرَق‪ ،‬كَ ّ‬
‫صكَصَ؛ عن ابن الَعراب؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫و َك ْ‬
‫صكَصا‬ ‫َج ّد بِه ال َكصِيصُ ث َك ْ‬
‫ص من‬ ‫ويقال‪ :‬له من فَ َرقِه أَصِيصٌ و َكصِيصٌ أَي انقباض‪ .‬والكَصِي ُ‬
‫الرجال‪ :‬القصيُ التارّ‪.‬‬
‫وال َكصِيصةُ‪ :‬حِبالةُ الظب الت يُصادُ با‪ .‬اللحيان‪ :‬يقال تركتهم ف‬
‫َحيْصَ بَيْصَ ك َكصِيصة الظْبيِ‪ ،‬و َكصِيصتُه‪ :‬موضِعُه الذي يكون فيه‬
‫وحِبالتُه‪.‬‬
‫ص ْوتُ الفَأْرة والفَ ْرخِ‪.‬‬‫@كعص‪ :‬ال َكعِيصُ‪َ :‬‬
‫ص الطعامَ‪ :‬أَكلَه؛ وقيل‪ :‬عيْنه بدل من هزة كأَصَه ومعناها‬ ‫و َكعَ َ‬
‫واحد‪.‬قال الَزهري‪ :‬قال بعضهم ال َكعْصُ اللئيم‪ :‬قال‪ :‬ول أَعرفه‪.‬‬
‫@كنص‪ :‬التهذيب‪ :‬ف حديث روي عن كعب أَنه قال‪َ :‬كّنصَت الشياطيُ‬
‫سلَيْمانَ؛ قال كعب‪ :‬أَولُ من لَبِسَ القَباء سُليمانُ‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬وذلك‬ ‫لُ‬
‫أَنه كان إِذا أَدخَل رْأسَه ِللُبْسِ الثياب كَّنصَت الشياطيُ استهزاءً‬
‫فأُخبِر بذلك فلبِس القباء‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬كَنّصَ إِذا حرّك أَنفه‬
‫استهزاء‪ .‬يقال‪ :‬كَنّص ف وجه فلن إِذا استهزَأ به‪ ،‬ويروى بالسي‪ ،‬وقد‬
‫تقدم‪.‬‬
‫@كيص‪ :‬كاصَ عن الَمر َيكِيصُ كَيْصا وكَيَصانا وكُيوصا‪َ :‬كعّ‪ .‬وكاصَ‬
‫ص طعامَه كَيْصا‪ :‬أَكلَه وحده‪.‬‬ ‫عنده من الطعام ما شاءَ‪ :‬أَكلَ‪ .‬وكا َ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الكَيْصُ الُبخْلُ التامّ‪ .‬ورجل كِيصَى وكِيصٌ؛ الَخية‬
‫عن ابن الَعراب‪ :‬متفردٌ بطعامه ل ُيؤَاكِلُ أَحدا‪ .‬والكِيصُ‪:‬‬
‫اللئيمُ الشحيح‪ ،‬والقولن متقاربان‪ .‬قال أَبو علي‪ :‬والكِيصُ ا َلشِرُ؛ وقول‬
‫النمر بن تولب‪:‬‬
‫رَأتْ ر ُجلً كِيصا ُيلَ ّففُ َوطْبَه‪،‬‬
‫فيأْت به البادِينَ‪ ،‬وهو مُزَمّل‬
‫قال ابن سيده‪ :‬يتمل أَن تكون أَلف كِيصا فيه للِلاق‪ ،‬ويتمل أَن تكون‬
‫الت هي عوض من التنوين ف النصب؛ قال ابن بري‪ :‬قال أَبو علي يوز أَن‬
‫يكون قوله رأَت رجلً كيصا الَلف فيه أَلف النصب ل أَلف الِلاق‪ ،‬والذي‬
‫ص اللئيم‪ ،‬وأَنشد بيت النمر بن تولب أَيضا‪،‬‬ ‫ذكره ثعلب ف أَماليه الكِي ُ‬
‫قال‪ :‬وهذا يدل على أَن الَلف ف كيصا بدَ ٌل من التنوين إِذا وَقفْتَ‬
‫كما ذكر أَبو علي‪ .‬ورجل كَْيصٌ‪ ،‬بفتح الكاف‪ :‬ينل وحده؛ عن كراع‪ .‬الليث‪:‬‬
‫ص من الرجال القصيُ التارّ‪ .‬التهذيب عن أَب العباس‪ :‬رجل كِيصىً يا‬ ‫الكِي ُ‬
‫هذا‪ ،‬بالتنوين‪ ،‬ينل وحده ويأْكل وحده‪.‬‬
‫حّلبُ‬‫@كرض‪ :‬الكَرِيضُ‪ :‬ضرْب من ا َلقِط وصنعته الكِراضُ‪ ،‬وهو جُبْن يَت َ‬
‫عنه ماؤه فََي ْمصُلُ كقوله‪:‬‬
‫ض مَُنمّس‬
‫من كَرِي ٍ‬
‫وقد كَرَضُوا كِراضا؛ حكاه العي‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬أَخطأَ الليث ف‬
‫ع من العرب‪،‬‬‫ض وصحّفه والصواب الكَرِيصُ‪ ،‬بالصاد غي العجمة‪ ،‬مسمو ٌ‬ ‫الكَرِي ِ‬
‫ص والكَرِيزُ‪ ،‬بالزاي‪ ،‬الَقط؛ وهكذا‬ ‫وروي عن الفرّاء قال‪ :‬الكَرِي ُ‬
‫أَنشده‪:‬‬
‫وشا َخسَ فاه الدّهْر حت كأَنه‬
‫ص الضّوائن‬ ‫س ثِيانِ الكَرِي ِ‬ ‫مَُنمّ ُ‬
‫ض من قِ َطعِ‬‫وثِيانُ الكَرِيصِ؛ جع َثوْر‪ :‬ا َلقِط‪ .‬والضوائن‪ :‬البِي ُ‬
‫ا َلقِط‪ ،‬قال‪ :‬والضاد فيه تصحيف مُْنكَر ل شك فيه‪.‬‬
‫والكِراضُ‪ :‬ماء الفحل‪ .‬وكَرَضَت الناقةُ َتكْرِضُ كَرْضا وكُرُوضا‪:‬‬
‫قَِبلَت ماء الفحل بعدما ضرَبَها ث َألْقَتْه‪ ،‬واسم ذلك الاء الكِراضُ‪.‬‬
‫ض ف لغة طيّء‪ :‬الِداجُ‪ .‬والكِراضُ‪َ :‬حلَقُ الرّحِم‪ ،‬واحدها‬ ‫والكِرا ُ‬
‫ض جع ل‬ ‫كِرْضٌ‪ ،‬وقال أَبو عبيدة‪ :‬واحدتا كُرْضةٌ‪ ،‬بالضم‪ ،‬وقيل‪ :‬الكِرا ُ‬
‫واحد له؛ وقولُ الطّرمّاحِ‪:‬‬
‫ك من َلمِيسَ سَبَنْتا‬ ‫َس ْوفَ ُتدْنِي َ‬
‫ةٌ أَمارَتْ بالَبوْلِ ماءَ الكِراضِ‬
‫ضمَرَتْه عشري َن َيوْما‪ ،‬ونِيلَتْ‪،‬‬ ‫أَ ْ‬
‫ي نِيَلتْ‪ ،‬يَعارَ ًة ف عِراضِ‬ ‫ِح َ‬
‫يوز أَن يكون أَراد بالكِراضِ َحلَقَ الرّحِم‪ ،‬ويوز أَن يريد به‬
‫الاء فيكو َن من إِضافة الشيء إِل نفسه؛ قال الَصمعي‪ :‬ول أَسع ذلك إِل‬
‫ض ف شعر الطرماح ماءُ الفحل‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ف شعر الطرماح‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬الكِرا ُ‬
‫فيكون على هذا القول من باب إِضافة الشيء إِل نفسه مثل عِرْقِ النّسا‬
‫لصِيدِ‪ ،‬قال‪ :‬والَجو ُد ما قاله الَصمعي من أَنه حلَق الرحم‬ ‫وحبّ ا َ‬
‫صفَ هذه الناق َة بالقوة لَنا إِذا‬ ‫سلَ َم من إِضافة الشيء إِل نفسه‪ ،‬و َ‬ ‫لَي ْ‬
‫حمِل كان أَقوى لا‪ ،‬أَل تراه يقول أَمارت بالبول ماء الكراض بعد‬ ‫ل َت ْ‬
‫أَن أَضمرته عشرين يوما؟ واليَعارةُ‪ :‬أَن يُقا َد الفحلُ إِل الناقةِ عند‬
‫الضّرابِ مُعارَضةً إِن ا ْشَتهَت ضرَبَها وإِل فل؛ وذلك لكَرَمِها؛‬
‫قال الراعي‪:‬‬
‫قلئصَ ل يُلقَحْنَ إِل يَعارةً‬
‫عِراضا‪ ،‬ول ُيشْرَيْنَ إِل غَوالِيا‬
‫ض فجعل‬ ‫الَزهري‪ :‬قال أَبو اليثم خاَلفَ الطرماحُ ا ُلمَويّ ف الكِرا ِ‬
‫ض الفحلَ وجعله ا ُلمَويّ ماء ال َفحْل‪ ،‬وقال ابن‬ ‫الطرماحُ الكِرا َ‬
‫الَعراب‪ :‬الكِراضُ ما ُء الفحل ف رحم الناقة‪ ،‬وقال الوهري‪ :‬الكِراضُ ماءُ‬
‫ضتِ‬ ‫الفحل َتلْفِظُه الناق ُة من رَ ِحمِها بعدما قَِبلَتْه‪ ،‬وقد كَرَ َ‬
‫الناقةُ إِذا َلفَظَتْه‪ .‬وقال الَصمعي‪ :‬الكِراضُ حلَقُ الرّ ِحمِ؛‬
‫للَقَ الكِراضا‬
‫وأَنشد‪:‬حيثُ ُتجِنّ ا َ‬
‫ض ما قاله الُموي وابن العْراب‪ ،‬وهو‬ ‫قال الَزهري‪ :‬الصواب ف الكِرا ِ‬
‫ت عليه رَ ِحمُ الطّروقةِ‪ .‬أَبو اليثم‪ :‬العرب‬ ‫ماء ال َفحْل إِذا َأرَْتجَ ْ‬
‫تدْعُو الفُرْضةَ الت ف أَعْلى ال َق ْوسِ كرُضةً‪ ،‬وجعها كِراضٌ‪ ،‬وهي‬
‫الفُرْضة الت تكون ف طَرفِ أَعلى ال َقوْسِ ُيلْقَى فيها َعقْدُ‬
‫الوَتَرِ‪.‬‬
‫@كحط‪ :‬كحَطَ الطرُ‪ :‬لغة ف َقحَطَ‪ ،‬وزعم يعقوب أَن الكاف بدل من القاف‪.‬‬
‫@كسط‪ :‬ال ُكسْطُ‪ :‬الذي يُتبخر به‪ ،‬لغة ف ال ُقسْطِ‪ .‬التهذيب‪ :‬يقال ُكسْطٌ‬
‫لذا العُود البحريّ‪.‬‬
‫@كشط‪ :‬كشَطَ الغِطاءَ عن الشيء والِلدَ عن الَزُور والُ ّل عن ظهر‬
‫الفرس َي ْكشِطُه َكشْطا‪َ :‬قلَعه ونَزَعه وكشَفه عنه‪ ،‬واسم ذلك الشيء‬
‫س تقول‪ :‬كشَ ْطتُ‪ ،‬وتيم تقول‪َ :‬قشَ ْطتُ‪،‬‬ ‫الكِشاطُ‪ ،‬وال َقشْطُ لغة فيه‪ .‬قي ٌ‬
‫بالقاف؛ قال ابن سيده‪ :‬وليست الكاف ف هذا بد ًل من القاف لَنما لغتان‬
‫لَقوام متلفي‪ .‬وكشَطْتُ البعي َكشْطا‪ :‬نَزَعْت جِلده‪ ،‬ول يقال َسلَخت‬
‫لَن العرب ل تقول ف البعي إِل كش ْطتُه أَو َجّلدْتُه‪ .‬و َكشَط فلن عن‬
‫فرسه الُ ّل وَقشَطَه ونَضاه بعن واحد‪ .‬وقال يعقوب‪ :‬قريش تقول كشط‪،‬‬
‫وتيم وأَسد يقولون قشط‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬وإِذا السماء ُكشِطَتْ؛ قال‬
‫الفراء‪ :‬يعن نُزِعت فَ ُطوَِيتْ‪ ،‬وف قراءة عبد اللّه ُقشِ َطتْ‪ ،‬بالقاف‪،‬‬
‫والعن واحد‪ .‬والعرب تقول‪ :‬الكافُور والقافُور وال ُكسْط وال ُقسْط‪ ،‬وإِذا‬
‫تقارَب الرفان ف ا َلخْرج تعاقبا ف اللغات‪ .‬وقال الزجاج‪ :‬معن ُكشِطت‬
‫وُقشِطت ُقِلعَتْ كما ُي ْقلَ ُع السّ ْقفُ‪ .‬وقال الليث‪ :‬ال َكشْطُ رفعُك‬
‫شيئا عن شيء قد غطّاه و َغشِيَه من فوقه كما ُي ْكشَط اللد عن السنام وعن‬
‫السلوخة‪ ،‬وإِذا كُشط الِلد عن الَزُور سي اللد كِشاطا بعدما‬
‫ُيكْشط‪ ،‬ث ربا غُ ّطيَ عليها به فيقول القائل ارفع عنها كِشاطَها لَنظر إِل‬
‫لمها‪ ،‬يقال هذا ف الَزُور خاصّة‪ .‬قال‪ :‬وال َكشَطةُ َأرْبابُ الُزور‬
‫ا َل ْكشُوطةِ؛ وانْتَهى أَعرابّ إِل قوم قد َسَلخُوا جزورا وقد‬
‫غَ ّطوْها ِبكِشاطِها فقال‪ :‬مَن ال َكشَطةُ؟ وهو يريد أَن َيسَْتوْهِبَهم‪ ،‬فقال‬
‫بعض القوم‪ :‬وِعاء الَرامي ومُثابِت ا َلقْران وأَدْن الَزاء من‬
‫صدَقةِ‪ ،‬يعن فيما ُيجْزي من الصدقةِ‪ ،‬فقال الَعراب‪ :‬يا كِنانةُ ويا أَسدُ‬ ‫ال ّ‬
‫ويا َبكْر‪ ،‬أَط ِعمُونا من لم الَزور؛ وف الحكم‪ :‬وقف رجل على كنانةَ‬
‫وَأسَد ابن خُزَيْمة وها َي ْكشِطان عن بعي لما فقال لرجل قائمٍ‪ :‬ما‬
‫جِلء الكاشِطَيْنِ؟ فقال‪ :‬خابئةُ الَصا ِدعِ و َهصّارُ ا َلقْران‪ ،‬يعن‬
‫بائبة الصادع الكِنانة وبَهصّار الَقران الَسد‪ ،‬فقال‪ :‬يا أَسد ويا‬
‫كِنانةُ َأ ْطعِمان من هذا اللحم‪ ،‬أَراد بقوله ما جِلؤها ما اسْماها‪،‬‬
‫صلَيع مكان يا‬ ‫ورواه بعضهم‪ :‬خابئة مَصا ِدعَ ورْأسٌ بل شعر‪ ،‬وكذا روي يا ُ‬
‫صلَ َع مُرخّما‪.‬‬
‫صلَْي ٌع تصغي َأ ْ‬ ‫أَسد‪ ،‬و ُ‬
‫وان َكشَط َروْعُه أَي ذهب‪ .‬وف حديث الستسقاء‪ :‬فََت َكشّطَ السحاب أَي‬
‫تقطّع وَتفَرّق‪ .‬والكَشْطُ وال َقشْطُ سواء ف ال ّر ْفعِ والِزالة‬
‫وال َقلْع والكشف‪.‬‬
‫@كلط‪ :‬الكَلَطةُ‪ِ :‬مشْيةُ الَعرج الشديد العرج‪ ،‬وقيل‪ :‬هي َع ْدوُ القطوع‬
‫الرّجل‪ ،‬وقيل‪ :‬مِشية ا ُلقْ َعدِ‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬ال َكلَطةُ واللّبَطةُ‬
‫َعدْو ا َلقْزل‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬ال ُكلُطُ الرّجال الَُت َقلّبون فرَحا ومرَحا‪.‬‬
‫وروى بعضهم أَن الفرزدق كان له ابن يقال له َكلَطةُ‪ ،‬وآخر يقال له‬
‫لَبَطةُ‪ ،‬وثالث اسه خَبَطةُ‪.‬‬
‫@كظظ‪ :‬الكِظّةُ‪ :‬البِطْنة‪ .‬كظّه الطعامُ والشرابُ َيكُظّه كَظّا إِذا‬
‫مله حت ل يُطِي َق على الّنفَسِ‪ ،‬وقد اكتَظّ‪ .‬الليث‪ :‬يقال كظّه‬
‫يكُظّه كظّة‪ ،‬معناه َغمّه من كثرة الَكل‪ .‬قال السن‪ :‬فإِذا علَتْه‬
‫البِطْن ُة وأَخذته الكِظّةُ فقال هاتِ هاضُوما‪ .‬وف حديث ابن عمر‪ :‬أَ ْهدَى له‬
‫إِنسانٌ جُوارشْن‪ ،‬قال‪ :‬فإِذا كَظّك الطعامُ أَخذت منه أَي إِذا امتلْتَ‬
‫منه وأَثقلك‪ ،‬ومنه حديث السن‪ :‬قال له إِنسان‪ :‬إِن شَِب ْعتُ كَظّن‬
‫ض َعفَن‪ .‬وف حديث النخعي‪ :‬الَكِظّةُ على الَكِظّةِ‬ ‫وإِن ُج ْعتُ أَ ْ‬
‫سقَمةٌ؛ الَكِظّةُ‪ :‬جع الكِظّ ِة وهو ما يعتري‬ ‫سمَنةٌ َم ْكسَل ٌة مَ ْ‬
‫َم ْ‬
‫سقِمُ‪ .‬والكِظّة‪:‬‬ ‫ا ُلمْتَِل َئ من الطعام أَي أَنا ُتسْمِن وُت ْكسِلُ وُت ْ‬
‫َغمّ و ِغلْظةٌ يدها ف بطنه وامتلء‪ .‬الوهري‪ :‬الكِظّة‪ ،‬بالكسر‪ ،‬شيء‬
‫يعتري الِنسان عند المتلء من الطعام؛ وأَما قول الشاعر‪:‬‬
‫سدٍ َأ ْو َش ْلتُ من حِظاظِها‪،‬‬ ‫و ُح ّ‬
‫على أَحاسِي الغَيْظِ‪ ،‬واكتِظاظِها‬
‫قال ابن سيده‪ :‬إِنا أَراد اكتِظاظي عنها فحذف وَأوْصَل‪ ،‬وتعليل‬
‫الَحاسِي مذكور ف موضعه‪ .‬والكَظِيظُ‪ :‬ا ُلغْتاظُ أَشدّ الغيظ؛ ومنه قول‬
‫لضَيْنِ بنِ الُْنذِر‪:‬‬ ‫اُ‬
‫َع ُدوّ َك َمسْرُورٌ‪ ،‬وذُو الوُدّ‪ ،‬بالذي‬
‫يرَى منك من غَيْظٍ‪ ،‬عليك كَظِيظُ‬
‫والكَ ْظكَظةُ‪ :‬امتلء السّقاءِ‪ ،‬وقيل‪ :‬امتدادُ السقاء إِذا امتلَ‪ ،‬وقد‬
‫َتكَ ْظكَظَ‪ ،‬وكظَظتُ السقاءَ إِذا ملته‪ ،‬وسِقاءٌ مكْظُوظ وكظيظ‪.‬‬
‫ت بكَ َظمِه‬
‫صمِي َأكُظّه كَظّا إِذا أَخَذ َ‬‫ويقال‪ :‬كَظ ْظتُ َخ ْ‬
‫ج َد َمخْرَجا يرج إِليه‪ .‬وف حديث السن‪ :‬أَنه ذكر‬ ‫وَأْلجَمْتَه حت ل َي ِ‬
‫الوت فقال‪ :‬غَنْظ ليس كالغَنْظ وكَظّ ليس كالكَظّ أَي َهمّ يلُ الَوف‬
‫ب أَي ملَه‪.‬‬‫ليس كالكظّ أَي كسائر الُموم ولكنه أَشدّ‪ .‬وكَظّه الشرا ُ‬
‫وكظّ الغيظُ صدرَه أَي ملَه‪ ،‬فهو كظيظ‪ .‬وكظن الَمر كَظّا وكَظاظة أَي‬
‫ملَن هه‪ .‬واكتظ الوضعُ بالاء أَي امتل‪ .‬وكظه الَمرُ يكُظّه‬
‫كَظّا‪ :‬بَظَه وكرَبَه وج َهدَه‪ .‬ورجل كَظّ‪ :‬تَْبهَظُه الُمور وتغلبه حت‬
‫َي ْعجِ َز عنها‪ .‬ورجل لَظّ كَظّ أَي َعسِرٌ متشدّد‪.‬‬
‫والكِظاظُ‪ :‬الشدّة والتّعب‪ .‬والكِظاظُ‪ :‬طولُ الُلزمةِ على الشدّة؛‬
‫أَنشد ابن جن‪:‬‬
‫وخُطّة ل خَيْ َر ف كِظاظِها‪،‬‬
‫أَْنشَطْت عَنّي عُ ْروََت ْي شِظاظِها‪،‬‬
‫َب ْعدَ احْتِكاء ُأرْبََتيْ ِإشْظاظِها‬
‫والكِظاظُ ف الَرب‪ :‬الضّيقُ عند ا َلعْركة‪.‬‬
‫ظ القومُ بعضُهم‬ ‫والُكاظّةُ‪ :‬الُمارَسةُ الشديدةُ ف الرب‪ .‬وكا ّ‬
‫بعضا مُكاظّة وكِظاظا وتَكاظّوا‪ :‬تضاَيقُوا ف العركة عند الرب‪ ،‬وكذلك‬
‫إِذا تاوزُوا ال ّد ف العَداوة؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫إِنّا أُناسٌ َنلْ َزمُ الِفاظا‪،‬‬
‫إِ ْذ سَِئمَت رَبِيعةُ الكِظاظا‬
‫ل القلب من َهمّ‬ ‫أَي َنلّت الُكاظّةَ‪ ،‬وهي ههنا القِتال وما َيمْ ُ‬
‫ظ مَن َتسَْأمُه‪ .‬يقول‪ :‬كاظّهم‬ ‫الَرْب‪ .‬ومَثَل العرب‪ :‬ليس أَخُو الكِظا ِ‬
‫ما كاظّوكَ أَي ل َتسَْأمْهم أَو َيسْأَموا‪ ،‬ومنه كِظاظ الرب‪،‬‬
‫والكِظاظُ ف الَرب‪ :‬الُضايَقةُ والُلزَم ُة ف َمضِيقِ ا َلعْركة‪.‬‬
‫ق من كثرته‪ ،‬وكَظّ ا َلسِيلُ أَيضا‪.‬‬ ‫واكْتَظّ ا َلسِيلُ بالاء‪ :‬ضا َ‬
‫وف حديث ُرقَيْقةَ‪ :‬فاكْتَظّ الوادي بَثجِيجِه أَي امتلَ بالطر‬
‫والسيْلِ‪ ،‬ويروى‪ :‬كَظّ الوادي بَثجِيجِه‪ .‬اكْتَظّ الوادي بثجِيج الاء أَي‬
‫امتلَ بالاء‪.‬‬
‫والكَظِيظُ‪ :‬الزّحام‪ ،‬يقال‪ :‬رأَيت على بابه كظيظا‪ .‬وف حديث ُعتْبة بن‬
‫غَزْوانَ ف ذكر باب النة‪ :‬وليَأِْتيّ عليه يوم وهو كظيظ أَي متلئ‪.‬‬
‫@كعظ‪ :‬حكى الَزهري عن ابن الظفّر‪ :‬يقال للرجل القصي الضخم َكعِيظٌ‬
‫ومُكعّظ‪ ،‬قال‪ :‬ول أَسع هذا الرف لغيه‪.‬‬
‫@كنظ‪ :‬كنَظَه الَم ُر يكْنُظُه ويكْنِظُه كَنْظا وَتكَنّظَه‪ :‬بلغ‬
‫شقّة‬ ‫شقّته مثل غَنَظَه إِذا جَهده وش ّق عليه‪ .‬الليث‪ :‬الكنْظ بلوغ ا َل َ‬ ‫َم َ‬
‫من الِنسان‪ .‬يقال‪ :‬إِنه َلكْنُوظ َمغْنُوظ‪ .‬النضر‪ :‬غنظه وكنظه يكنظه‪،‬‬
‫شفَى منه على الوت‪ .‬قال أَبو تراب‪ :‬سعت أَبا‬ ‫وهو الكرب الشديد الذي ُي ْ‬
‫ِمحْجن يقول‪ :‬غنظه وكنظه إِذا ملَه و َغمّه‪.‬‬
‫سخّط عند الَكل‪.‬‬ ‫ظ الذي يََت َ‬ ‫@كنعظ‪ :‬ف حواشي ابن بري‪ :‬الكِنْعا ُ‬
‫@كبع‪ :‬الكَْبعُ‪ :‬النقْدُ؛ عن الليث؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ستُ كابِعا‬ ‫قالوا لَ‪ :‬اكَْبعْ‪ُ ،‬ق ْلتُ‪ :‬ل ْ‬
‫وكََبعَ الدرا ِهمَ كَبْعا‪ :‬وزنا وَنقَدَها‪ .‬وكَبَعه عن الشيء‬
‫َيكَْبعُه كَبْعا‪ :‬منعه‪ .‬والكَْبعُ‪ :‬الَْنعُ‪ .‬والكَْبعُ‪ :‬القَ ْطعُ؛‬
‫قال‪:‬تَرَ ْكتُ لُصوصَ ا ِلصْرِ مِ ْن َبيِ بائِسٍ‬
‫صلِيبٍ‪ ،‬ومَكْبُوعِ الكراسِي ِع با ِركِ‬ ‫َ‬
‫ع والكُنوعُ‪ :‬الذلّ والُضوعُ‪.‬‬ ‫والكُبو ُ‬
‫والكُبَعةُ‪ :‬من دوابّ البحر‪ .‬قال الَزهري‪ :‬والكَُبعُ جل البحر‪ .‬ويقال‬
‫للمرأَة ال ّدمِيمةِ‪ :‬يا وجْهَ الكَُبعِ وسبّ للجَواري‪ :‬يا ُبعْصوصةُ‬
‫ش الَرْآةِ‪.‬‬‫ُكفّي‪ ،‬ويا وجْهَ الكَُبعِ الكَُبعُ‪ :‬سك بري وحْ ُ‬
‫@كتع‪ :‬الكَُتعُ‪ :‬ولد الثعْلب‪ ،‬وقيل َأرْ َدأُ ولدِ الثعلب‪ ،‬وجعه‬
‫كِتْعانٌ‪ .‬والكَُتعُ‪ :‬الذّئبُ‪ ،‬بلغة أَهل اليمن‪ .‬ورجال كَتِعونَ‪ ،‬ول يكسّر‪.‬‬
‫وأَكَْتعُ‪ :‬رِدْفٌ لَ ْج َمعَ‪ ،‬ل يفرد منه ول يكسّر‪ ،‬والُنثى َكتْعاءُ‪،‬‬
‫سّلمُ‪ ،‬وقيل‪َ :‬أكَْتعُ كأَ ْج َم َع لس‬ ‫وهي تكسّر على ُكْتعٍ ول ُت َ‬
‫بِرِ ْدفٍ وهو نادر؛ قال عثمان بن مظعون‪:‬‬
‫أَتَيْم بن َعمْرٍو والذي جا َء ِبغْضةً‪،‬‬
‫ومِنْ دُونِه الشرْمان والبَ ْركُ أَكَتعُ‬
‫ورأَيت الالَ َجمْعا كَتْعا‪ ،‬واشتريت هذه الدار َجمْعاءَ كَتْعاءَ‪،‬‬
‫ورأَيت إِخوانَكِ ُج َمعَ كَُتعَ‪ ،‬ورأَيت القوم أَجعي أَكَْتعِي‬
‫أَْبصَ ِعيَ أَبتعي‪ ،‬تُو ّكدُ الكلمة بذه التواكِيدِ كلها‪ ،‬ول ُي َق ّدمُ‬
‫كَُتعُ على ُج َمعَ ف التأْكيد‪ ،‬ول يفرد لَنه إِتباع له‪ ،‬ويقال إِنه مأْخوذ‬
‫من قولم‪ :‬أَتى عليه َحوْلٌ كَتِي ٌع أَي تامّ؛ قال ابن بري‪ :‬شاهده ما‬
‫أَنشده الفراء‪:‬‬
‫يا لَيْتَن كُْنتُ صَبِيّا مُرْضَعا‪،‬‬
‫ح ِملُن ال ّذلْفاءُ َحوْلً أَ ْكتَعا‬ ‫َت ْ‬
‫ت قَّبلَتْن َأرْبَعا‪،‬‬
‫إِذا َبكَْي ُ‬
‫فل أَزا ُل الدّهْرَ أَْبكِي َأ ْجمَعا‬
‫وف الديث‪ :‬لََتدْ ُخلُنّ الن َة أَ ْجمَعون أَكْتَعون ِإ ّل من شَرَدَ‬
‫على ال‪ .‬وف حديث ابن الزبي وبناء الكعبة‪ :‬فَأَقضّه أَ ْج َمعَ‬
‫ب بن‬
‫أَكَْتعَ‪ .‬وما بالدار كَتِيعٌ أَي أَحدٌ؛ حكاها يعقوب و ُس ِم َعتْ من أَعرا ِ‬
‫تيم؛ قال َمعْدِ يكربَ‪:‬‬
‫ط مِنْ دُونِ َسلْمى‬ ‫وكم مِنْ غائِ ٍ‬
‫َقلِيلِ الُْنسِ‪ ،‬ليس به كَتِيعُ‬
‫والكَتيعُ‪ :‬النفَر ُد من الناس‪.‬‬
‫ف القارورةِ‪ .‬والكُتْعةُ‪ :‬الدْلوُ الصغية؛ عن‬ ‫والكُتْعةُ‪ :‬ط َر ُ‬
‫الزجّاجي‪ ،‬وجعها كَُتعٌ‪ .‬والكَُتعُ‪ :‬الذليلُ‪.‬‬
‫والكَُتعُ‪ :‬الرجل اللئيم‪ ،‬والمع كِتْعانٌ مثل صُرَ ٍد وصِرْدانِ‪ .‬ورجل‬
‫شمّرٌ ف أَمره‪ ،‬وقد كَِتعَ كَتَعا وكََتعَ؛ وقيل َكَتعَ‬ ‫كَُتعٌ‪ُ :‬م َ‬
‫َتقَبّض وانضمّ َككَنَع‪.‬‬
‫وكاتَعه ال كقاتَعه أَي قاتَله‪ ،‬وزعم يعقوب َأنّ كاف كاتعه بدل من قاف‬
‫قاَتعَه‪ .‬قال الفراء‪ :‬ومن كلم العرب أَن يقولوا قاتله ال ث ُتسَْتقْبَح‬
‫ك ووَْيسَكَ بعن‬ ‫فيقولوا قاتَعه ال وكاتَعه‪ ،‬ومن ذلك قولم وَيَ َ‬
‫وْيلَك‪ ،‬إِل أَنا دونا‪.‬‬
‫وحكى ابن الَعراب‪ :‬ل والذي أُكَْتعُ به أَي َأ ْحلِفُ‪ .‬وكََتعَ أَي‬
‫هرَب‪.‬‬
‫وف نوادر الَعراب‪ :‬جاء فلن مُ َكوْتِعا ومُكْتِعا و ُمكْعِدا‬
‫(*‬
‫قوله« ومكعدا» كذا بالصل مضبوطا ول ند هذه الادة ف القاموس بذا‬
‫العن ول ف الصحاح ول ف اللسان‪ ،‬نعم ف مادة لغد‪ :‬وجاء متلغدا أي‬
‫متغضبا متغيظا حنقا) و ُمكَعْتِرا إِذا جاء يشي َمشْيا سريعا‪.‬‬
‫@كثع‪ :‬الكُثَعةُ‪ :‬الطي‪ .‬وكَّثعَ أَي كَثّأَ‪.‬‬
‫لثُورةِ‪ ،‬وقد‬ ‫والكَثْعةُ والكُثْعةُ‪ :‬ما على اللبِ من ال ّد َسمِ وا ُ‬
‫كََثعَ وكَّث َع أَي عَل َد َسمُه وخُثُورَتُه رْأسَه وصَفا الا ُء من‬
‫تته‪ .‬وشَرِْبتُ كَثْع ًة من لب أَي حي ظهرت زُبدته‪ .‬ويقال للقوم‪َ :‬ذرُون‬
‫أُكَّث ْع سِقاءَكم وأُكَثّئْه أَي آكل ما عله من الدسَم‪.‬‬
‫ق ما ييء‬ ‫حتْ ورَ ّ‬ ‫سَل َ‬
‫ت الغنم كُثُوعا‪ :‬استرخت بطونا َف َ‬ ‫وكََث َع ِ‬
‫منها‪ ،‬وقيل‪ :‬استرخت بطونا فقط‪ .‬ورمت الغنم بكُثُوعِها إِذا رمت بُثلُوطها‪،‬‬
‫ت اللّثةُ والشّفةُ َتكَْثعُ كُثُوعا‬‫الواحد كَْثعٌ‪ .‬وكََثعَ ِ‬
‫وكَِث َعتْ‪ :‬كثر دمها حت كادت تنقلب‪ ،‬وقيل‪ :‬كَِث َعتِ الشفة واللّثةُ احرّت‬
‫أَيضا‪ .‬وشَفةٌ كاثِعةٌ باثِعةٌ أَي متلئة غليظة‪ ،‬وامرأَةٌ ُمكَثّعةٌ‪.‬‬
‫ت اللحيةُ وكَثّأَتْ‪ ،‬وهي كُثَعةٌ‪ :‬طالت وكَثُرَتْ وكَُث َفتْ‪.‬‬ ‫وكَّث َع ِ‬
‫والكُثْعةُ‪ :‬الفَ ْرقُ الذي وسط ظاهر الشفة العُليا‪.‬‬
‫وال َكوَْثعُ‪ :‬اللئيم من الرجال‪ ،‬والُنثى َكوْثَعةٌ‪.‬‬
‫ت القِدْر‪ :‬رمت بزََبدِها‪ ،‬وهو الكُثْعةُ‪.‬‬ ‫وكَّث َع ِ‬
‫@كدع‪َ :‬كدَعَه َي ْكدَعُه َكدْعا‪َ :‬دَفعَه‪.‬‬
‫@كرع‪ :‬كَرِعَت الرأَةُ كَرَعا‪ ،‬فهي كَرِعةٌ‪ :‬ا ْغَتلَ َمتْ وأَحَّبتِ‬
‫الِماعَ‪ .‬وجارية كرِعةٌ‪ِ :‬مغْلِيمٌ‪ ،‬ورجل كَ ِرعٌ‪ ،‬وقد كَ ِر َعتْ إِل‬
‫الفحْلِ كَرَعا‪.‬‬
‫ع من الِنسان‪ :‬ما دون الركبة إِل الكعب‪ ،‬ومن الدوابّ‪ :‬ما دون‬ ‫والكُرا ُ‬
‫ال َك ْعبِ‪ ،‬أُنْثَى‪ .‬يقال‪ :‬هذه كُراعٌ وهو الوظيف؛ قال ابن بري‪ :‬وهو من‬
‫ذواتِ الافِ ِر ما دُونَ ال ّر ْسغِ‪ ،‬قال‪ :‬وقد ُيسَْتعْمَلُ الكُراعُ أَيضا‬
‫للِبل كما استعمل ف ذوات الافر؛ قالت النساءُ‬
‫(* قوله« قالت‬
‫النساء» كذا بالصل هنا‪ ،‬ومر ف مادة كوس‪ :‬قالت عمرة أُخت العباس بن مرداس‬
‫وأمها النساء ترثي أخاها وتذكر أنه كان يعرقب البل‪ :‬فظلت تكوس على إل)‪ :‬فقا َمتْ َتكُوسُ على َأكْرُ ٍ‬
‫ع‬
‫ثلثٍ‪ ،‬وغا َدرْتَ أُخْرَى َخضِيبا‬
‫فجعلت لا أَكارِعَ أَربعا‪ ،‬وهو الصحيح عند أَهل اللغة ف ذوات‬
‫الَربع‪ ،‬قال‪ :‬ول يكون الكراع ف الرّجل دون اليد إِل ف الِنسان خاصّة‪،‬‬
‫وأَما ما سواه فيكون ف اليدين والرجلي‪ ،‬وقال اللحيان‪ :‬ها ما يؤنث‬
‫ويذكر‪ ،‬قال‪ :‬ول يعرف الَصمعي التذكي‪ ،‬وقال مرة أُخرى‪ :‬هو مذكر ل غي‪ ،‬وقال‬
‫سيبويه‪ :‬أَما كُراعٌ فإِن الوجه فيه ترك الصرْف‪ ،‬ومن العرب من يصرفه‬
‫يشبهه بذراع‪ ،‬وهو أَخبث الوجهي‪ ،‬يعن أَن الوجه إِذا سي به أَن ل يصرف‬
‫ع جع المع‪ ،‬وأَما‬ ‫لَنه مؤنث سي به مذكر‪ ،‬والمع َأكْرُعٌ‪ ،‬وأَكارِ ُ‬
‫سيبويه فإِنه جعله ما كسر على ما ل يكسّر عليه مثلُه فِرارا من جع المع‪،‬‬
‫ع من البقر والغنم‪ :‬بنلة الوَظِيفِ من‬ ‫وقد يكسر على كِرْعانٍ‪ .‬والكُرا ُ‬
‫ق الساقِ العاري من اللحم‪ ،‬يذكر‬ ‫لمُ ِر وهو ُمسْتدَ ّ‬ ‫اليل والِبل وا ُ‬
‫ع ث أَكارِعُ‪ .‬وف الثل‪ :‬أُعْ ِط َي العبدُ كُراعا‬ ‫ويؤنث‪ ،‬والمع َأكْرُ ٌ‬
‫فطلَب ذِرعا‪ ،‬لَن الذراع ف اليد وهو أَفضل من الكُراع ف الرجْلِ‪.‬‬
‫وكَ َرعَه‪ :‬أَصابَ كُراعَه‪ .‬وكَ ِرعَ كَرَعا‪ :‬شَكا كُراعَه‪ .‬ويقال للضعيف‬
‫الدّفاعِ‪ :‬فلن ما يُنْضجُ الكُراعَ‪ .‬والكَرَعُ‪ِ :‬دقّةُ الَكارِعِ‪،‬‬
‫طويلةً كانت أَو قصيةً‪ ،‬كَ ِرعَ كَرَعا‪ ،‬وهو أَ ْكرَعُ‪ ،‬وفيه كَ َرعٌ أَي‬
‫ع أَيضا‪ِ :‬دقّةُ الساقِ‪ ،‬وقيل‪ :‬دقة ُم َقدّمِها وهو‬ ‫ِدقّةٌ‪ .‬والكَرَ ُ‬
‫أَكْرعُ‪ ،‬وال ِفعْلُ كالفِعْلِ والصّفةُ كالصّفةِ‪ .‬وف حديث الوض‪:‬‬
‫ف من ماءِ الن ِة مُشَبّهٍ بالكراع لقلته‪ ،‬وإِنه‬ ‫ع أي ط َر ٍ‬ ‫فََبدََأ ال بكُرا ٍ‬
‫ع من الدابة‪.‬‬ ‫كالكُرا ِ‬
‫وَتكَرّعَ للصلة‪َ :‬غسَل أَكارِعَه‪ ،‬وع ّم بعضهم به الوضوء‪ .‬قال‬
‫ع وتَمكّنَ إِذا تطهر للصلة‪.‬‬ ‫الَزهري‪ :‬تَ َطهّرَ الغلم وَتكَرّ َ‬
‫وكُراعا الُْن َدبِ‪ :‬رجله؛ ومنه قول أَب زبيد‪:‬‬
‫ب الَصى ِبكُراعَيْـ‬ ‫وَنفَى الُْندَ ُ‬
‫ـه‪ ،‬وأ ْوفَى ف عُودِه الِرْباءُ‬
‫ع الَرض‪ :‬ناحِيَتُها‪ .‬وأَكارِعُ الَرض‪َ :‬أطْرافُها القاصِيةُ‪،‬‬ ‫وكُرا ُ‬
‫شبهت بأَكارِعِ الشاء وهي قوائمُها‪ .‬وف حديث النخعي‪ :‬ل بأْس بال ّطلَبِ‬
‫ف أَكارِعِ الَرض أَي نواحيها وَأطْرافِها‪ .‬والكُراعُ‪ :‬كلّ أَنف سالَ‬
‫فتقدم من جبل أَو حَرّةٍ‪ .‬وكُراع ك ّل شيء‪ :‬طَ َرفُه‪ ،‬والمع ف هذا كله‬
‫كِرْعانٌ وأَكارِعُ‪ .‬وقال الَصمعي‪ :‬العُنُ ُق من الَرّة يتدّ؛ قال عوف بن‬
‫الَحوص‪:‬‬
‫شعَراءِ عِرْضِي‪،‬‬ ‫أَل َأ ْظلِفْ عن ال ّ‬
‫كما ُظِلفَ ال َوسِيقةُ بالكُراعِ؟‬
‫ع ركن من البل َيعْرِضُ ف الطريق‪ .‬ويقال‪ :‬أَ ْكرَعَكَ‬ ‫وقيل‪ :‬الكُرا ُ‬
‫صقَبَك وَأقْن لكَ بعن َأ ْمكَنَكَ‪ .‬وكَ ِرعَ‬ ‫ك وأَ ْ‬ ‫الصْيدُ وأَخْطَبَ َ‬
‫الرجلُ بِطِيبٍ فَصاكَ به أَي لَصِقَ به‪ .‬والكُراعُ‪ :‬اسم يمع اليل‪.‬‬
‫والكُراعُ‪ :‬السلحُ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو اسم يمع اليل والسلح‪.‬‬
‫ت عليهم السماءُ فاسْتَْن َقعَ الاءُ حت‬ ‫ع القومُ إِذا صَّب ْ‬ ‫وأَكْرَ َ‬
‫سقُوا إِبلهم من ماء السماء‪ ،‬والعرب تقول لاء السماء إِذا اجتمع ف‬ ‫َي ْ‬
‫َغدِيرٍ أَو مَساكٍ‪ :‬كَ َرعٌ‪ .‬وقد شَرِبْنا الكَ َرعَ وَأ ْروَيْنا َن َعمَنا‬
‫ع فيه‪ .‬ومنه حديث‬ ‫بالكَ َرعِ‪ .‬والكَرَعُ‪ .‬والكُراعُ‪ :‬ماء السماء ُيكْرَ ُ‬
‫ع أَي ف َأوّلِ الاءِ‪ ،‬وهو مَ ْفعَلٌ من‬ ‫معاوية‪ :‬شربت عُْنفُوانَ الكْرَ ِ‬
‫الكَ َرعِ‪ ،‬أَراد به عَ ّز َفشَرِبَ صاِفيَ الاء وشرب غيه ال َكدِرَ؛ قال‬
‫الراعي يصف إِبلً وراعِيَها بال ّرفْ ِق ف رِعاي ِة الِبلِ‪ ،‬ونسبه‬
‫الوهري لبن الرّقاع‪:‬‬
‫َيسُنّها آبِلٌ‪ ،‬ما ِإ ْن ُيجَزّئُها‬
‫َجزًْأ شَديدا‪ ،‬وما ِإنْ تَرْتَوي كَرَعا‬
‫وقيل‪ :‬هو الذي َتخُوضُه الاشِيةُ بأَكارِعِها‪ .‬وكل خائِضِ ماءٍ كارِعٌ‪،‬‬
‫ع وهو ماء‬ ‫ش ِربَ أَو ل يشرب‪ .‬والكَرّاعُ‪ :‬الذي يسقي ماله بالكَرَ ِ‬
‫ل يقول ف سَحابة‪ :‬اسق َكرَعَ فلن‪،‬‬ ‫ل سع قائ ً‬ ‫السماء‪ .‬وف الديث‪َ :‬أنّ رج ً‬
‫قال‪ :‬أَراد موضعا يتمع فيه ماءُ السماء فيسقي به صاحبه زرعه‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫شربت الِبل بالكَرَعِ إِذا شربت من ما ِء ال َغدِيرِ‪.‬‬
‫وكَ َرعَ ف الاء َيكْ َرعُ كُرُوعا وكَرْعا‪ :‬تناوله ِبفِيه من موضعه‬
‫من غي أَن يشرب ِب َكفّيْه ول بإِناء‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن يدخل النهر ث يشرب‪،‬‬
‫صوّبَ رْأسَه ف الاء وإِن ل يشرب‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه‬ ‫وقيل‪ :‬هو أَن ُي َ‬
‫دخل على رجل من الَنصار ف حائِطه فقال‪ :‬إِن كان عندك ما ٌء بات ف‬
‫شَنّه وإِل كَرَعْنا؛ كَ َرعَ إِذا تناوَلَ الا َء ِبفِيه من موضعه كما تفعل‬
‫البهائم لَنا تدخل أَكارِعَها‪ ،‬وهو الكَ ْرعُ؛ ومنه حديث عكرمة‪ :‬كَرِهَ‬
‫الكَ ْرعَ ف النهر‪ .‬وكل شيء شربت منه بنيك من إِناءٍ أَو غيه‪ ،‬فقد‬
‫كَرَ ْعتَ فيه؛ وقال الَخطل‪:‬‬
‫ب مُقَّبلُه‪،‬‬‫ش لَها َعذْ ٌ‬ ‫يُ ْروِي العِطا َ‬
‫إِذا العِطاشُ على أَمثالِه كَرَعُوا‬
‫والكارِعُ‪ :‬الذي رمى بفمه ف الاء‪ .‬والكَرِيعُ‪ :‬الذي يشرب بيديه من‬
‫ع ف الِناء إِذا أَمال نوه عنقه فشرب‬ ‫النهر إِذا َف َقدَ الِناء‪ .‬وكَ َر َ‬
‫منه؛ وأَنشد للنابغة‪:‬‬
‫صهْباءَ ف أَكْنافِها ا ِلسْك كارِعُ‬ ‫ِب َ‬
‫ع الِنسانُ أَي أَنت ا ِلسْكُ لَنك أَنت الكارِعُ فيها‬ ‫قال‪ :‬والكارِ ُ‬
‫ع ف هذا الِناءِ َنفَسا أَو نفسي‪ ،‬وفيه لغة‬ ‫السْكَ‪ .‬ويقال‪ :‬اكْرَ ْ‬
‫أُخرى‪ :‬كَرِع َيكْرَعُ كَرَعا‪ ،‬وَأكْرَعُوا‪ :‬أَصابوا الكَ َرعَ‪ ،‬وهو ماء‬
‫السماء‪ ،‬وَأ ْورَدُوا‪.‬‬
‫والكارِعاتُ وا ُلكْرِعاتُ‪ :‬النخل‬
‫(* قوله«والكرعات النخل» هو بكسر‬
‫الراء كما ف سائر نسخ الصحاح افاده شارح القاموس وعليه يتمشى ما بعده‪ ،‬واما‬
‫الكرعات ف البيت فضبط بفتح الراء ف الصل ومعجم ياقوت وصرح به ف‬
‫القاموس حيث قال‪ :‬وبفتح الراء ما غرس ف الاء إل‪ ).‬الت على الاء‪ ،‬وقد‬
‫أَكْرَ َعتْ وكَ َر َعتْ‪ ،‬وهي كارِع ٌة و ُمكْرعةٌ؛ قال أَبو حنيفة‪ :‬هي الت ل‬
‫يفارق الاءُ أُصولَها؛ وأَنشد‪:‬‬
‫أَو ا ُلكْرَعات من َنخِيلِ ابن يامِنٍ‪،‬‬
‫شقّرا‬‫ُدوَيْ َن الصّفا‪ ،‬اللّئي َيلِيَ ا ُل َ‬
‫ت أَيضا النخل القَرِيب ُة من ا َلحَلّ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫قال‪ :‬وا ُلكْرَعا ُ‬
‫ت أَيضا من النخل الت أُكْ ِر َعتْ ف الاء؛ قال لبيد يصف نلً‬ ‫وا ُلكْرَعا ُ‬
‫نابتا على الاء‪:‬‬
‫َيشْرَبْ َن ِرفْها عِراكا غي صادِرةٍ‪،‬‬
‫فكلّها كارِعٌ ف الا ِء ُمغَْتمِرُ‬
‫ت أَيضا الِبل ُتدْن من البيوت لَت ْدفَأَ‬ ‫قال‪ :‬وا ُلكْرَعا ُ‬
‫سوَدّ‬
‫بالدّخانِ‪ ،‬وقيل‪ :‬هي اللّوات ُتدْخِ ُل رؤوسَها إِل الصّل ِء فََت ْ‬
‫أَعْناقُها‪ ،‬وف الصنف ا ُلكْرَباتُ؛ وأَنشد أَبو حنيفة للَخطل‪:‬‬
‫جعْدِيّ إِذا ما‬ ‫فل تَنْز ْل ِب َ‬
‫ت من الدّخانِ‬ ‫تَرَدّى ا ُلكْرعا ُ‬
‫وقد جعلت ا ُلكْرِعاتُ هنا النخيل النابتة على الاء‪.‬‬
‫سفِلَ ُة شُّبهُوا‬
‫وكَ َرعُ الناس‪َ :‬سفِلَتُهم‪ .‬وأَكارِعُ الناسِ‪ :‬ال ّ‬
‫بأَكارِعِ الدوابّ‪ ،‬وهي قواِئمُها‪ .‬والكَرّاعُ‪ :‬الذي يُخا ِدنُ الكَرَعَ‬
‫ع ث هلم جرّا‪ .‬وف حديث‬ ‫سفِلُ من الناس‪ ،‬يقال للواحد‪ :‬كَرَ ٌ‬ ‫وهم ال ّ‬
‫النجاشي‪ :‬فهل يَنْطِ ُق فيكم الكَ َرعُ؟ قال ابن الَثي‪ :‬تفسيه ف الديث‬
‫الدّن ُء النفْسِ‪ .‬وف حديث علي‪ :‬لو أَطاعَنا أَبو بكر فيما َأشَرْنا به‬
‫عليه من ت ْركِ قِتالِ أَهلِ الرّدّ ِة َلغََلبَ على هذا ا َلمْرِ الكَ َرعُ‬
‫سفِلَةُ والطّعا ُم من الناسِ‪.‬‬ ‫والَعْرابُ؛ قال‪ :‬هم ال ّ‬
‫ع ال َغمِيم‪ :‬موضع معروف بناحية الجاز‪ .‬وف الديث‪ :‬خرَج عامَ‬ ‫وكُرا ُ‬
‫لدَيْبِيةِ حت َبَلغَ كُراعَ ال َغمِيم‪ ،‬هو اسم موضع بي مكة والدينة‪.‬‬ ‫اُ‬
‫وأَبو رِياشٍ ُسوَْيدُ بن كُراعَ‪ :‬من فٌرْسانِ العرب وشعرائهم‪ ،‬وكُراعُ‬
‫اسم أُمه ل ينصرف‪ ،‬قال سيبويه‪ :‬هو من القسم الذي يقع فيه النسب إِل الثان‬
‫لَن َتعَ ّرفَه إِنا هو به كابن الزّبَيْرِ وأَب دَ ْعلَجٍ‪ ،‬وأَما‬
‫الكَرّاعةُ الت َتلْفِظُ با العامّةُ فكلمة ُم َولّدة‪.‬‬
‫@كربع‪ :‬كَرَْبعَه وبَرْ َكعَه فَتَبَرْ َكعَ‪ :‬صَ َرعَه فوقَع على اسْتِه‪،‬‬
‫وقد تقدّم ف ترجة بَرْ َكعَ‪.‬‬
‫@كرتع‪ :‬كَرَْتعَ الرجلُ‪ :‬وقع فيما ل َيعْنِيه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫يَهيمُ با الكَرَْتعُ‬
‫وكَ ْرَتعَه‪ :‬صَ َرعَه‪ .‬والكَرَْتعُ‪ :‬القصي‪.‬‬
‫كرسع‪ :‬الكُ ْرسُوعُ‪ :‬حرف الزّْندِ الذي يلي الِْنصِر‪ ،‬وهو النائ ُئ عند‬
‫شيّ‪ ،‬وهو من الشاة ونوها عُظَْي ٌم يلي الرسغ من‬ ‫ال ّر ْسغِ‪ ،‬وهو الوَ ْح ِ‬
‫ض على كُ ْرسُوعي‪ ،‬هو من ذلك‪.‬وكُ ْرسُوعُ‬ ‫وظِيفِها‪ .‬وف الديث‪َ :‬فقَبَ َ‬
‫القدم أَيضا‪َ :‬م ْفصِلُها من الساقِ‪ ،‬كل ذلك مذكر‪.‬‬
‫وا ُلكَ ْر َسعُ‪ :‬النّاتئُ الكُ ْرسُوعِ‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬والكَ ْرسَعةُ‬
‫َع ْدوُه‪ .‬وامرأَة ُمكَ ْرسَعةٌ‪ :‬ناتِئةُ الكُ ْرسُوعِ تُعابُ بذلك‪ .‬وبعض يقول‪:‬‬
‫ع عُظَيم ف طرف الوظيف ما يلي الرسغ من وظيف الشاء ونوها‪.‬‬ ‫الكُ ْرسُو ُ‬
‫ب من‬ ‫وكَ ْر َسعَ الرجلَ‪ :‬ضرب كُ ْرسُوعه بالسيف‪ .‬والكَ ْرسَعةُ‪ :‬ضَرْ ٌ‬
‫ال َعدْو‪.‬‬
‫@كرسع‪ :‬الكُ ْرسُوعُ‪ :‬حرف الزّْندِ الذي يلي الِْنصِر‪ ،‬وهو النائئُ عند‬
‫شيّ‪ ،‬وهو من الشاة ونوها عُظَْي ٌم يلي الرسغ من‬ ‫ال ّر ْسغِ‪ ،‬وهو الوَ ْح ِ‬
‫ض على كُ ْرسُوعي‪ ،‬هو من ذلك‪.‬وكُ ْرسُوعُ‬ ‫وظِيفِها‪ .‬وف الديث‪َ :‬فقَبَ َ‬
‫القدم أَيضا‪َ :‬م ْفصِلُها من الساقِ‪ ،‬كل ذلك مذكر‪.‬‬
‫وا ُلكَ ْر َسعُ‪ :‬النّاتئُ الكُ ْرسُوعِ‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬والكَ ْرسَعةُ‬
‫َع ْدوُه‪ .‬وامرأَة ُمكَ ْرسَعةٌ‪ :‬ناتِئةُ الكُ ْرسُوعِ تُعابُ بذلك‪ .‬وبعض يقول‪:‬‬
‫ع عُظَيم ف طرف الوظيف ما يلي الرسغ من وظيف الشاء ونوها‪.‬‬ ‫الكُ ْرسُو ُ‬
‫ب من‬ ‫وكَ ْر َسعَ الرجلَ‪ :‬ضرب كُ ْرسُوعه بالسيف‪ .‬والكَ ْرسَعةُ‪ :‬ضَرْ ٌ‬
‫ال َعدْو‪.‬‬
‫سعُ‪َ :‬أنْ َتضْرِبَ بيدك أَو برجلك بصدر قدمك على دبر إِنسان‬ ‫@كسع‪ :‬ال َك ْ‬
‫ل من الَنْصار‬ ‫سعَ رج ً‬ ‫أَو شيء‪ .‬وف حديث زيد بن أَرقم‪َ :‬أنّ رجلً َك َ‬
‫ف َي ْكسَعُهم َكسْعا‪ :‬اتَّبعَ‬ ‫سعَهم بالسي ِ‬ ‫أَي ضرَب دُبُرَه بيده‪ .‬و َك َ‬
‫أَدبارَهم فضربم به مثل َي ْكسَؤُهم ويقال‪ :‬ولّى القومُ أَدْبارَهم‬
‫سعُوهم بسيوفهم أَي ضربوا دَوابِرَهم‪ .‬ويقال للرجل إِذا هَ َز َم القوم‬ ‫َف َك َ‬
‫سعُهم أَي يتبعهم‪.‬‬ ‫سؤُهم وَي ْك َ‬
‫فم ّر وهو يَطْرُدُهُم‪ :‬مَرّ فلن َي ْك َ‬
‫سعَتْ به أَي‬ ‫وف حديث طلحة يوم أُحد‪َ :‬فضَرَْبتُ عُ ْرقُوبَ ف َرسِه فاكَْت َ‬
‫لدَيْبيةِ‪:‬‬‫َسقَ َطتْ من ناحية ُمؤَخّرِها و َرمَتْ به‪ .‬وف حديث ا ُ‬
‫وعل ّي َي ْكسَعُها بقاِئمِ السيفِ أَي َيضْرِبُها من َأ ْسفَلَ‪ .‬وورَدَتِ‬
‫سعُ بعضُها بعضا‪ ،‬و َكسَعه با ساءَه‪ :‬تكلم فرماه على إِثْر قوله‬ ‫اليو ُل َي ْك َ‬
‫سعَه إِذا َهمَزَه من ورائه بكلمٍ قبيح‪.‬‬ ‫بكلمة يَسوءُه با‪ ،‬وقيل‪َ :‬ك َ‬
‫سعُ شدّةُ الَرّ‪.‬‬ ‫وقولم‪ :‬مَ ّر فلن َي ْكسَعُ‪ ،‬قال الَصمعي‪ :‬ال َك ْ‬
‫سعَه بكذا وكذا إِذا جعله تابعا له و ُمذْهَبا به؛ وأَنشد لَب‬ ‫يقال‪َ :‬ك َ‬
‫شبل الَعراب‪:‬‬
‫ُكسِ َع الشّتا ُء بسَبْعةٍ غُبْرِ‪:‬‬
‫شهْرِ‬ ‫أَيامِ َش ْهلَتِنا من ال ّ‬
‫فإِذا اْن َقضَتْ أَيّامُ َش ْهلَتِنا‪:‬‬
‫صِ ّن وصِنّبْ ٌر مع الوَبْرِ‪،‬‬
‫وبآمِرٍ وَأخِي ِه ُمؤْتَمِرٍ‪،‬‬
‫لمْرِ‪،‬‬ ‫و ُمعَلّ ٍل وِبمُطْ ِفئِ ا َ‬
‫ذهَب الشّتا ُء ُم َولّيا هَرَبا‪،‬‬
‫وأَتَتْكَ واِقدٌَة من الّنجْرِ‬
‫سعُها َكسْعا‪ :‬ترك ف ِخلْفِها‬ ‫سعَ الناق َة بغُبْرِها َي ْك َ‬ ‫و َك َ‬
‫ِبقِيّ ًة من اللب‪ ،‬يريد بذلك َتغْرِيزَها وهو أَشدُ لا؛ قال الرِثُ بن‬
‫ِحلّزةَ‪:‬‬
‫شوْلَ بَأغْبارِها‪،‬‬ ‫س ِع ال ّ‬
‫ل َت ْك َ‬
‫إَنّكَ ل َت ْدرِي مَنِ الناتِجُ‬
‫وا ْحلُبْ لَضْيافِكَ َألْبانا‪،‬‬
‫فإ ّن شَ ّر اللبَنِ الوالِجُ‬
‫أَغْبارُها‪ :‬جع الغُبْرِ وهي بقيّ ُة اللب ف الضرْعِ‪ ،‬والوالِجُ أَي‬
‫الذي َيلِجُ ف ُظهُورِها من اللب ا َل ْكسُوعِ؛ يقول‪ :‬ل ُتغَزّرْ‬
‫سلِها وا ْحلُبْها َلضْيافِكَ‪ ،‬فلعلّ عدوّا‬ ‫ب بذلك ُقوّ َة َن ْ‬ ‫إِِبلَك تَطلُ ُ‬
‫يُغ ُي عليها فيكون نتاجُها له دونك‪ ،‬وقيل‪ :‬الكسْع أن ُيضْرَبَ ضَرْعُها‬
‫جفّ لبنُها ويَترا ّد ف ظهرها فيكون أقوى لا على‬ ‫بالاء البارد لَي ِ‬
‫سعٌ‪ ،‬وهو من نعت العَزَبِ‬ ‫لدْب ف العامِ القابِلِ‪ ،‬ومنه قيل رجل ُمكَ ّ‬ ‫اَ‬
‫إِذا ل يَتَ َز ّوجْ‪ ،‬وتفسيه‪ :‬رُدّت بقيته ف ظهره؛ قال الراجز‪:‬‬
‫وال ل ُيخْ ِرجُها مِنْ َقعْرِه‬
‫سعٌ ِبغُبْرِه‬‫إِ ّل فَتًى مُ َك ّ‬
‫وقال الَزهري‪ :‬ال َكسْعُ أَن يؤ َخذَ ما ٌء بار ٌد فَُيضْرَبَ به ضُرُوعُ‬
‫الِبل اللوبة إِذا أَرادوا َتغْزِيرَها ليَْبقَى لا طِ ْرقُها ويكون‬
‫سعُ أَن تَتْ ُركَ لبنا فيها‬‫َأقْوى لَولدِها الت تُنَْتجُها‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َك َ‬
‫ل َتحَْتلِبُها‪ ،‬وقيل‪ :‬هو علجُ الض ْرعِ با َلسْحِ وغيه حت َيذْ َهبَ‬
‫اللب ويَرَْت ِفعَ؛ أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫أَكْبَ ُر ما َنعَْلمُه مِنْ ُكفْرِه‬
‫سعُها بغُبْرِه‪،‬‬ ‫َأنْ ُكلّها َي ْك َ‬
‫ول يُبال َوطْأَها ف قَبْرِه‬
‫يعن الديث فيمن ل يؤدّي زكاة نعَمه أَنّها تَ َطؤُه‪ ،‬يقول‪ :‬هذا‬
‫ُكفْرُه وعَيْبُه‪ .‬وف الديث‪ِ :‬إنّ الِب َل والغَنَمَ إِذا ل يعط صاحِبُها‬
‫َحقّها أَي زكاتَها وما يب فيها بُطِ َح لا يومَ القيامة بِقاعٍ‬
‫قَ ْرقَر َف َوطِئَتْه لَنه َيمَْنعُ َحقّها و َدرّها وَي ْكسَعُها ول يُبال‬
‫ت قوما فَأَتوْن‬ ‫ضفْ ُ‬
‫أَن تَطَأَه بعد موته‪ .‬وحكي عن أَعراب أَنه قال‪ِ :‬‬
‫سعٍ جَبِيزاتٍ ُم َعشّشاتٍ؛ قال‪ :‬ال ُكسَعُ ال ِكسَرُ‪ ،‬والِبِيزاتُ‬ ‫ب ُك َ‬
‫سعَ الكلبُ بذَنَبِه‬ ‫ت ا ُلكَرّجاتُ‪ .‬واكَْت َ‬ ‫اليابِساتُ‪ ،‬وا ُل َعشّشا ُ‬
‫س َعتِ الظّبْيةُ والناقةُ إِذا أَدخلتا‬ ‫إِذا اسَْتْثفَرَ‪ .‬و َك َ‬
‫ذَنََبْيهِما بي َأرْ ُجلِهما‪ ،‬وناقة كا ِسعٌ بغي هاء‪ .‬وقال أَبو سعيد‪ :‬إِذا خَطَرَ‬
‫خذَيْه بذنبه فذلك الكْتِساعُ‪ ،‬فإِن شا َل به ث طَواه‬ ‫الفحْ ُل فضرب َف ِ‬
‫فقد َعقْرَبَه‪.‬‬
‫لمْيَرِيّةِ‪ ،‬واليم زائدة‪.‬‬ ‫سعُومُ‪ :‬الِما ُر با ِ‬ ‫وال ُك ْ‬
‫ش الَبيض الجتمع تت ذنَب الطائِر‪ ،‬وف التهذيب‪:‬‬ ‫وال ُكسْعةُ‪ :‬الرّي ُ‬
‫سعُ ف‬ ‫سعُ‪ ،‬والكَ َ‬ ‫سعُ‪ ،‬وجعها ال ُك َ‬ ‫تت ذنب العُقابِ‪ ،‬والصّفةُ أَ ْك َ‬
‫ض ف ط َرفِ الثّنّ ِة ف‬ ‫شِياتِ اليل من وضَحِ القوائمِ‪ :‬أَن يكون البيا ُ‬
‫الرجْل‪ ،‬يقال‪ :‬ف َرسٌ َأ ْكسَعُ‪ .‬وال ُكسْعَةُ‪ :‬الّنكْتةُ البَيْضاء ف‬
‫لمُرُ السائمةُ‪ .‬ومنه‬ ‫جبْهة الدابة وغيها‪ ،‬وقيل ف جنبها‪ .‬وال ُكسْعةُ‪ :‬ا ُ‬
‫صدَقةٌ‪ ،‬وقيل‪ :‬هي المر كلها‪ .‬قال الَزهري‪:‬‬ ‫الديث‪ :‬ليس ف ال ُكسْعةِ َ‬
‫سيت المر ُكسْعةً لَنا ُت ْكسَ ُع ف أَدْبارِها إِذا سِي َقتْ وعليها‬
‫أَحْمالُها‪ .‬قال أَبو سعيد‪ :‬وال ُكسْع ُة َت َقعُ على الِبل العَوامِل والبقَر‬
‫سعُ‬‫سعَتُها أَنا ُت ْك َ‬
‫لمِيِ وال ّرقِيقِ‪ ،‬وإِنا ُك ْ‬ ‫الَوامِ ِل وا َ‬
‫بالعصا إِذا سيقَت‪ ،‬والمي ليست أَول بالكُسع ِة من غيها‪ ،‬وقال ثعلب‪ :‬هي‬
‫المر والعبيد‪ :‬وقال ابن الَعراب‪ :‬ال ُكسْعة الرقيق‪ ،‬سي كسْعة لَنك‬
‫سعُه إِل حاجتك‪ ،‬قال‪ :‬والّنخّةُ المي‪ ،‬والَبْهةُ اليل‪.‬‬ ‫َت ْك َ‬
‫سحَه وَثفَنَه ولَظّه‬ ‫سعَ فلن فلنا و َك َ‬ ‫وف نوادر الَعراب‪َ :‬ك َ‬
‫لظُه إِذا طَرَدَه‪.‬‬ ‫ولظَه َيلُظّه وَيلُوظُه وَي َ‬
‫س ّكعَ؛‬‫سعَ ف ضلله ذهَب كََت َ‬ ‫وال ُكسْعةُ‪ :‬وثَنٌ كان ُيعَْبدُ‪ ،‬وَت َك ّ‬
‫عن ثعلب‪.‬‬
‫سعُ‪َ :‬ح ّي من قَيْسِ عَيْلنَ‪ ،‬وقيل‪ :‬هم حيّ من اليمن رُماةٌ‪،‬‬ ‫وال ُك َ‬
‫س ِعيّ الذي ُيضْرَبُ به الثلُ ف النّدامةِ‪ ،‬وهو رجل رامٍ‬ ‫ومنهم ال ُك َ‬
‫ف الليلُ عَيْرا فأَصابَه وظن أَنه أَخْطأَه َف َكسَرَ‬ ‫رَمى بعدما َأ ْسدَ َ‬
‫َق ْوسَه‪ ،‬وقيل‪ :‬وقطع ِإصَْبعَه ث َندِ َم من ال َغدِ حي نظر إِل العَيْر‬
‫ل لكل نادم على ِفعْل َيفْ َعلُه؛ وإِياه‬ ‫مقتولً و َس ْهمُه فيه‪ ،‬فصار مث ً‬
‫ق بقوله‪:‬‬ ‫عَن الفرزد ُ‬
‫َن ِد ْمتُ نَدامةَ ال ُكسَ ِعيّ‪ ،‬لَمّا‬
‫َغدَتْ مِنّي مُطَلّقةً نَوارُ‬
‫وقال الخر‪:‬‬
‫َن ِد ْمتُ نَدامةَ ال ُكسَعيّ‪ ،‬لَمّا‬
‫رَأتْ عيناه ما َفعََلتْ يَدا ُه‬
‫سعِ‬
‫وقيل‪ :‬كان اسه مُحارِبَ بن قَْيسٍ من بن ُكسَيْعةَ أَو بن ال ُك َ‬
‫ل له ف وادٍ فيه‬ ‫بطن من حي؛ وكان من حديث الكسعي أَنه كان يرعى إِب ً‬
‫ض و َشوْحَطٌ‪ ،‬فِإمّا رَبّى نَبْعةً حت اتذ منها قوسا‪ ،‬وإِما رأَى‬ ‫َحمْ ٌ‬
‫َقضِيبَ َشوْحَطٍ نابتا ف صخرة فأَ ْعجَبَه فجعلَ يُق ّومُه حت بلغ أَن‬
‫يكون َقوْسا فقطعه وقال‪:‬‬
‫ت َقوْسي‪،‬‬ ‫ب َسدّدْن لَنحْ ِ‬ ‫يا رَ ّ‬
‫فإِنّها من َلذّت لَنفْسي‪،‬‬
‫واْنفَ ْع ب َقوْسي ولَدِي وعِرْسي؛‬
‫صفْراءَ َكَلوْنِ ال َو ْرسِ‪،‬‬ ‫حتُ َ‬ ‫أْن َ‬
‫سيّ الّنكْسِ‬ ‫كَبْدا َء ليسَتْ كالقِ ِ‬
‫حت إِذا فرغ من نتها بَرى من َبقِيّتها خسة َأ ْس ُهمٍ ث قال‪:‬‬
‫هُنّ ورَبّي َأ ْس ُهمٌ حِسانُ‬
‫َيَلذّ لل ّرمْي با البَنانُ‪،‬‬
‫كأَنّما َق ّومَها مِيزانُ‬
‫صبِ يا صِبْيانُ‬ ‫ل ْ‬‫فَأْبشِرُوا با ِ‬
‫شؤْ ُم والِرْمانُ‬ ‫ِإنْ ْل َي ُعقْن ال ّ‬
‫ث خرج ليلً إِل قُتْرة له على مَوارِدِ ُحمُرِ الوحْش فَرَمى عَيْرا‬
‫منها فأَْن َفذَه‪ ،‬وَأوْرى السه ُم ف الصوّانة نارا فظن أَنه أَخطأَ‬
‫فقال‪:‬‬
‫أَعوذُ با ُلهَْيمِنِ الرحْمنِ‬
‫ل ّد مع الِرْمانِ‪،‬‬ ‫من َن َكدِ ا َ‬
‫صوّانِ‬ ‫س ْهمَ ف ال ّ‬ ‫ما ل رَأَيتُ ال ّ‬
‫يُورِي شَرارَ النارِ كال ِعقْبانِ‪،‬‬
‫أَ ْخَلفَ ظَنّي ورَجا الصّبْيانِ‬
‫ث وردت المر ثانية فرمى عيا منها فكان كالذي مَضى من رَمْيه فقال‪:‬‬
‫أَعوذُ بالرحْم ِن من شَ ّر ال َقدَرْ‪،‬‬
‫ل بارَك الرح ُن ف ُأمّ القُتَرْ‬
‫ق الضّ َررْ‪،‬‬ ‫س ْهمَ ِلرْها ِ‬‫أَُأ ْمغِطُ ال ّ‬
‫َأمْ ذاكَ من سُوءِ احْتِما ٍل ونَظَرْ‪،‬‬
‫َأمْ ليس ُيغْن َح َذرٌ عند َق َدرْ؟‬
‫ع بالسهم؛ قال‪ :‬ث وردت المر‬ ‫ا َلغْطُ وا ِلمْغاطُ‪ :‬سُرْعةُ النْ ِ‬
‫ثالثة فكان كما مضى من رميه فقال‪:‬‬
‫شؤْمي وشَقائي وَن َكدْ‪،‬‬ ‫إِنّي ل ُ‬
‫قد َشفّ مِنّي ما َأرَى حَرّ الكَِبدْ‪،‬‬
‫أَ ْخَلفَ ما َأرْجُو لَهْلي ووََلدْ‬
‫ث وردت المر رابعة فكان كما مضى من رميه ا َلوّل فقال‪:‬‬
‫ما با ُل َس ْهمِي يُ ْظهِ ُر الُباحِبَا؟‬
‫قد كنتُ َأرْجُو أَن يكونَ صائِبا‪،‬‬
‫إِذْ أَمكَنَ العَيْرُ وأَْبدَى جانِبا‪،‬‬
‫فصار رَأْب فيه رَأْيا كاذِبا‬
‫ث وردت المر خامسة فكان كما مضى من رميه فقال‪:‬‬
‫س قد َحفِظْتُ َعدّها‬ ‫أََب ْعدَ َخمْ ٍ‬
‫أَ ْحمِ ُل َق ْوسِي وُأرِيدُ رَدّها؟‬
‫أَخْزَى ِإَلهِي لِينَها و َشدّها‬
‫سَلمُ عِْندِي َب ْعدَها‪،‬‬
‫ل ل َت ْ‬ ‫وا ِ‬
‫ول ُأرَجّي‪ ،‬ما حَييتُ‪ِ ،‬ر ْفدَها‬
‫ث خرج من قُتْرَتِه حت جاء با إِل صخرة فضربا با حت َكسَرَها ث‬
‫نام إِل جانبها حت أَصبح؛ فلما أَصبح ونظر إِل نبله مُضَرّجة بالدماء‬
‫ض إِبامه فقطعها ث أَنشأَ يقول‪:‬‬ ‫لمُ ِر مُصَرّعةً حوله عَ ّ‬ ‫وإِل ا ُ‬
‫َن ِد ْمتُ نَدامةً‪ ،‬لو َأنّ َن ْفسِي‬
‫تُطاوِعُن‪ ،‬إِذا لَبَتَرْتُ َخ ْمسِي‬
‫تَبَيّ َن ل سَفاه الرّأْي مِنّي‪،‬‬
‫َل َعمْرُ ال‪ ،‬حيَ َكسَ ْرتُ َق ْوسِي‬
‫شعُوا عن قَتِيلٍ‪َ :‬تفَ ّرقُوا عنه ف َمعْرَكةٍ؛ قال‪:‬‬ ‫@كشع‪َ :‬ك َ‬
‫لمُرْ‬‫ش َعتْ عنه ا ُ‬ ‫ِشلْو حِمارٍ َك َ‬
‫@كعع‪ :‬ال َكعّ والكاعّ‪ :‬الضعِيفُ العاجُِ‪ ،‬وزنه َفعْلٌ؛ حكاه الفارسي‪.‬‬
‫ورجل كعّ الوجه‪ :‬رقِيقُه‪ .‬ورجل ُك ْع ُكعٌ‪ ،‬بالضم‪ ،‬أَي جَبا ٌن ضعيف‪ .‬و َكعّ‬
‫َي ِك ّع وَي ُكعّ‪ ،‬والكسر أَ ْجوَدُ‪ ،‬كَعا و ُكعُوعا وكَعاعةً‬
‫وكَْيعُوع ًة فهو َكعّ وكاعّ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫إِذا كان َك ّع القوْ ِم للرّحْ ِل َألْزَما قوله« للرحل ألزما» كذا‬
‫بالصل‪ ،‬والذي ف الصحاح‪ :‬للدحل لزما‪.‬‬
‫ت لغتان مثل زََل ْلتُ وزَِل ْلتُ‪ .‬وقال‬ ‫قال أَبو زيد‪َ :‬ك َععْتُ و َك ِععْ ُ‬
‫ابن ال َظفّر‪ :‬رجل َكعّ كاعّ‪ ،‬وهو الذي ل َيمْضِي ف عَ ْزمٍ ول‬
‫َح ْزمٍ‪ ،‬وهو الناكِصُ على َعقِبَيْه‪ .‬وف الديث‪ :‬ما زالت قريش كاعّةً حت مات‬
‫أَبو طالب‪ ،‬فلما مات اجَْت َرؤُوا عليه؛ الكاعّ ُة جع كاعّ‪ ،‬وهو البان‪،‬‬
‫أَراد أَنم كانوا يْبُنُون عن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ف حياة‬
‫أَب طالب‪ ،‬فلما مات اجترؤوا عليه‪ ،‬ويروى بتخفيف العي‪ .‬وَتكَ ْع َكعَ‪ :‬هابَ‬
‫القومَ وتركهم بعدما أَرادهم وجَبُ َن عنهم‪ ،‬لغة ف َتكَ ْأكََأ وَت َكعْ َكعَ‬
‫الرجلُ وَتكَ ْأكَأَ إِذا ارَْتدَعَ‪ .‬وف حديث الكسوف‪ :‬قالوا له ث‬
‫ج ْمتَ وتأَخّ ْرتَ إِل وراءُ‪ .‬وأَ َكعّه الوفُ‬ ‫رأَيناك َت َك ْع َكعْتَ أَي َأ ْح َ‬
‫وكعكعه‪ :‬حبسه عن وجهه‪ ،‬وكعكعه فتكعكع‪ :‬حبسه فاحتبس؛ وأَنشد لتمم بن‬
‫نويرة‪:‬‬
‫ولكِنّن َأمْضِي على ذاكَ ُم ْقدِما‪،‬‬
‫ب َت َك ْعكَعا‬‫ض مَنْ َي ْلقَى الُطو َ‬ ‫إِذا َبعْ ُ‬
‫وأَصل َك ْعكَ ْعتُ َكعّ ْعتُ‪ ،‬فاستثقلت العرب المع بي ثلثة أَحرف من‬
‫ق إِكْعاعا إِذا‬ ‫جنس واحد ففرقوا بينهما برف مكرّر‪ ،‬وَأ َكعّه الفَرَ ُ‬
‫َحَبسَه عن وجهه‪ .‬و َك ْع َكعَ ف كلمِه َك ْعكَعةً وأَ َكعّ‪َ :‬تحَبّسَ‪،‬‬
‫وا َلوّل أَكثر‪ .‬و َكعْ َكعَه عن الوِرْدِ‪َ :‬نحّاه؛ عن ثعلب‪.‬‬
‫@كعنكع‪ :‬ال َكعَْن َكعُ‪ :‬الذكر من الغِيلن‪ .‬الفراء‪ :‬الشيطانُ هو‬
‫ال َكعَْن َكعُ وال َعكَْن َكعُ والقانُ‪.‬‬
‫ت رِ ْجلُه‬‫ق و َوسَخ يكون بال َق َدمَي‪ ،‬كِلعَ ْ‬ ‫@كلع‪ :‬ال َكَلعُ‪ :‬شُقا ٌ‬
‫سخَت؛ قال حكيم بن ُمعَيّةَ‬ ‫ش ّققَت واّت َ‬ ‫َت ْكلَع َكلَعا وكُلعا‪َ :‬ت َ‬
‫الرَّب ِعيّ‪:‬‬
‫َيؤُولُها تِرْعِيةٌ غيْ ُر َورَعْ‪،‬‬
‫س بِفانٍ كِبَرا ول ضَرَعْ‬ ‫لي َ‬
‫ترَى بِ ِر ْجلَيْهِ ُشقُوقا ف َكَلعْ‪،‬‬
‫سلِعْ‬
‫من بارِئٍ حِيصَ‪ ،‬ودامٍ مُْن َ‬
‫أَراد فيها َكَلعٌ‪ ،‬وَأ ْكلَعْتُها‪ ،‬و َكِلعَ رْأسُه َكلَعا كذلك‪.‬‬
‫وَأ ْسوَدُ َكلِعٌ‪ :‬سَوادُه كال َوسَخِ‪ ،‬ورجُلٌ َكلِعٌ كذلك‪ ،‬و َكَلعَ البعيُ‬
‫َكلَعا‪ ،‬فهو َكِلعٌ‪ :‬انشقّ فِ ْرسِنُه واّتسَخَ‪ .‬وال َك ْولَعُ‪ :‬الوسَخُ‪.‬‬
‫و َكِلعَ فيه الوسَ ُخ َكلَعا إِذا يَبِسَ‪ .‬وإِناءٌ َكِلعٌ و ُمكَْلعٌ‪:‬‬
‫التَبدَ عليه الوسَخُ‪ ،‬وسِقاءٌ َكلِعٌ‪.‬‬
‫والكُل ِعيّ‪ :‬الشّجاعُ‪ ،‬مأَخوذ من الكُلع وهو الب ْأسُ والشدّة والصب‬
‫ف الَواطِنِ‪.‬‬
‫وال ُكلْعة وال َكلْعةُ؛ الَخية عن كراع‪ :‬داءٌ يأْخذُ البعي ف‬
‫سوَدّ وربا َهلَكَ‬ ‫ُمؤَخّرِه فَيجْرُ ُد شعَرَه عن مؤخّره ويََتشَقّ ُق وَي ْ‬
‫منه‪.‬‬
‫ب وهو الذي يَبِضّ جَرَبا فَيَْيبَسُ فل‬ ‫وال َكَلعُ‪ :‬أَشدّ الَرَ ِ‬
‫جعُ فيه الِناءُ‪.‬‬ ‫يَْن َ‬
‫وال َكلَعةُ‪ :‬القِطْعةُ من الغََنمِ‪ ،‬وقيل‪ :‬الغنم الكثية‪.‬‬
‫جمّعُ‪ ،‬لغة يانية‪ ،‬وبه سي ذُو‬ ‫والّت َكّلعُ‪ :‬التّحاُلفُ والّت َ‬
‫ي من ملوك اليمن من الَذْواء‪ ،‬وسي‬ ‫الكَلعِ‪ ،‬بالفتح‪ ،‬وهو مَلِكٌ ِحمْيَرِ ّ‬
‫ج ّمعُوا‪ ،‬وإِذا اجتمعت‬ ‫ع لَنم َتكَّلعُوا على يديه أَي َت َ‬ ‫ذا الكَل ِ‬
‫ت فقد َت َكلّعت‪ ،‬وأصل هذا من الكََل ِع يَرَْت ِكبُ‬ ‫صرَ ْ‬ ‫القبائل وتنا َ‬
‫الرّجْل‪.‬‬
‫ضجِيعُ؛‬‫@كمع‪ :‬كا َمعَ الرأَة‪ :‬ضَا َجعَها‪ ،‬وال ِك ْمعُ وال َكمِيعُ‪ :‬ال ّ‬
‫ومنه قيل للزوج‪ :‬هو َكمِيعُها؛ قال عنترة‪:‬‬
‫وسَْيفِي كالعَقِيقة‪ ،‬فهْو ِك ْمعِي‬
‫سِلحِي‪ ،‬ل َأفَ ّل ول فُطارا‬
‫وأَنشد أَبو عبيد لَوس‪:‬‬
‫شمْأَلُ الَبلِيلُ‪ ،‬إِذْ‬ ‫ت ال ّ‬‫وهَّب ِ‬
‫باتَ َكمِيعُ الفَتا ِة ُملْتَفِعا‬
‫ضمّها إِليه َيصُونُها‪.‬‬ ‫وقال الليث‪ :‬يقال كامَ ْعتُ الرأَة إِذا َ‬
‫والُكامَعةُ الت ُن ِهيَ عنها‪ :‬هي أَن يُضاجِع الرجُلُ الرجلَ ف ثوب واحد ل‬
‫سِتْرَ بينهما‪ .‬وف الديث‪َ :‬نهَى عن الُكامَعةِ والُكاعَمةِ‪،‬‬
‫فالُكامَعةُ أَن يَنامَ الرج ُل مع الرجلِ‪ ،‬والرأَ ُة مع الرأَةِ ف إِزارٍ‬
‫واحد تَماسّ ُجلُودُها ل حاجزَ بينهما‪ .‬والُكا ِمعُ‪:‬القريب منك الذي ل‬
‫يْفى عليه شيء من أَمرك؛ قال‪:‬‬
‫حوَشا حي ُأ ْحضِرَتْ‬ ‫َد َعوْتُ اب َن َس ْلمَى َج ْ‬
‫ُهمُومِي‪ ،‬ورامان ال َعدُوّ الُكا ِم ُع‬
‫و َك َم َع ف الاء َكمْعا وكرَع فيه‪ :‬شَ َرعَ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ضبِ ذي حجَلٍ‪،‬‬ ‫أَو أَعْو ِجيّ كَبَ ْردِ ال َع ْ‬
‫وغُرّ ٍة زَيّنَتْه كا ِمعٍ فيها‬
‫س والبعِيُ والرجُلُ ف الاء وكَرَعَ‪ ،‬ومعناها‬ ‫ويقال‪َ :‬ك َم َع الفَر ُ‬
‫شَ َرعَ؛ قال عدي بن الرقاع‪:‬‬
‫ب َلذّتا‪،‬‬ ‫سقِي ال َقلْ َ‬ ‫بَرّاقة الّثغْرِ َت ْ‬
‫إِذا ُمقَبّلُها ف َثغْرِها َكمَعا‬
‫ع ِبفِيه ف رِيق ثَغرِها‪ .‬قال الَزهري‪ :‬ولو روي‪َ :‬يشْفِي‬ ‫معناه شَ َر َ‬
‫ض من الَرض‬ ‫ال َق ْلبَ رِيقَتُها‪ ،‬كان جائزا‪ .‬أبو حنيفة‪ :‬ال ِك ْمعُ َخفْ ٌ‬
‫لَيّنٌ؛ قال‪:‬‬
‫خلً ف مُطَيْطةَ ثاوِيا‪،‬‬ ‫وكَأنّ َن ْ‬
‫بال ِك ْمعِ‪َ ،‬بيْنَ قَرارِها وحَجاها‬
‫حَجاها‪ :‬حَ ْرفُها‪ .‬والكِ ْمعُ‪ :‬ناحية الوادي؛ وبه ُفسّرَ قول رؤبة‪:‬‬
‫لسّبا‪،‬‬ ‫تاُ‬ ‫مِنْ َأنْ عَرفْت الَنْزِل ِ‬
‫ك لِعَيْنٍ غَرَبا‬
‫بال ِك ْمعِ‪ ،‬ل َت ْملِ ْ‬
‫والكِمعُ‪ :‬الطمئنّ من الَرض‪ ،‬ويقال‪ :‬مستقَر الاء‪ .‬وقال أَبو نصر‪:‬‬
‫الَكْماعُ أَماكِنُ من الَرض ترتفع حروفها وتطمئن أَوساطُها‪ ،‬وقال ابن‬
‫الَعراب‪ :‬ال ِكمْعُ ا ِلمّع ُة من الرجال والعامة تسميه ا َل ْع َم ِعيّ‬
‫واللّْبدِيّ‪ .‬وال ِك ْمعُ‪ :‬موضعٌ‪.‬‬
‫ض وانضمّ وَتشَنّجَ‬‫@كنع‪ :‬كََنعَ كُنُوعا وَتكَّنعَ‪َ :‬تقَبّ َ‬
‫يُبْسا‪.‬والكََنعُ والكُناعُ‪ِ :‬قصَرُ اليدين والرجلي من داء على هيئة القَ ْطعِ‬
‫والّت َعقّفِ؛ قال‪:‬‬
‫شفْرتِه‪،‬‬
‫أَْنحَى أَبو لَقِطٍ حَزّا ب َ‬
‫حتْ َكفّه الُيمْن با كََنعُ‬ ‫فَأصَْب َ‬
‫والكَنِيعُ‪ :‬الكسورُ اليدِ‪ .‬ورجل ُمكَّنعٌ‪ُ :‬مقَ ّفعُ اليد‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ُمقَ ّفعُ الَصاِبعِ يابسها مَُتقَّبضُها‪ .‬وكَّن َع أَصابعه‪ :‬ضربا‬
‫ستْ‪.‬والتكْنِيعُ‪ :‬التقبيض‪ .‬والتكَّنعُ‪ :‬التقَبّضُ‪ .‬وأَسيٌ كاِنعٌ‪ :‬ضمه‬ ‫فيَِب َ‬
‫ال ِقدّ‪ ،‬يقال منه‪َ :‬تكَّنعَ الَس ُي ف ِقدّه؛ قال متمم‪:‬‬
‫وعانٍ ثَوى ف ال ِقدّ حت َتكَنّعا‬
‫أَي َتقَبّضَ واجتمع‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن الشركي يوم أُحد لا قَرُبُوا‬
‫جمُوا عن الدخول فيها واْنقََبضُوا؛‬ ‫من الدينةِ كََنعُوا عنها أَي أَ ْح َ‬
‫قال ابن الَثي‪ :‬كََن َع َيكَْنعُ كُنُوعا إِذا جَبُنَ وهرَب وإِذا‬
‫ت قافِلةٌ من الجاز فلما بَلغُوا الدينة‬ ‫عدَل‪ .‬وف حديث أَب بكر‪ :‬أََت ْ‬
‫كََنعُوا عنها‪ .‬والكَنِيعُ‪ :‬العادِ ُل من طريق إِل غيه‪ .‬يقال‪ :‬كََنعُوا عنا‬
‫أَي عدَلوا‪ .‬واكْتََن َع القوم‪ :‬اجتمعوا‪ .‬وَتكَّنعَت يداه ورجله‪:‬‬
‫ح ويبستا‪ .‬والَكَْنعُ وا َلكْنُوعُ‪ :‬القطوع اليدين منه؛‬ ‫َتقَّبضَتا من ج ْر ٍ‬
‫قال‪:‬‬
‫تَ َر ْكتُ ُلصُوصَ ا ِلصْرِ من بَيْنِ بائِسٍ‬
‫صلِيبٍ‪ ،‬ومَكْنُوعِ الكَراسِي ِع با ِركِ‬ ‫َ‬
‫وا ُلكَّنعُ‪ :‬الذي قُ ِط َعتْ يداه؛ قال أَبو النجم‪:‬‬
‫َي ْمشِي َك َمشْي الَ ْهدَإِ ا ُلكَّنعِ‬
‫وقال رؤبة‪:‬‬
‫ُم َكعْبَرُ الَنْساءِ أَو ُمكَّنعُ‬
‫والَكَْن ُع والكَِنعُ‪ :‬الذي َتشَّنجَت يدُه‪ ،‬وا ُلكَنّعةُ‪ :‬اليدُ‬
‫الشّلّءُ‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن رسول ال‪،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬بعَث خالد بنَ‬
‫للَصةِ لَي ْه ِدمَها صَن ٌم يعبدونه‪ ،‬فقال له السا ِدنُ‪:‬‬ ‫ال َولِيدِ إِل ذي ا َ‬
‫ل َت ْفعَلْ فإِنا ُمكَّنعَتُكَ؛ قال ابن الَثي‪ :‬أَي ُمقَبّضةٌ يديك‬
‫و ُمشِلّتُهما؛ قال أَبو عبيد‪ :‬الكاِنعُ الذي َتقَّبضَت يدُه‬
‫ستْ‪ ،‬وأَراد الكافر بقوله إِنا مكنعتك أَي ُتخَبّلُ أَعضاءَك‬ ‫ويَِب َ‬
‫ض عليه للخلفةِ‪:‬‬ ‫وتُيَّبسُها‪ .‬وف حديث عمر‪ :‬أَنه قال عن طلحةَ لا عُرِ َ‬
‫الَكَْنعُ أَل ِإنّ فيه َنخْوةً وكِبا؛ ا َلكَْنعُ‪ :‬ا َلشَلّ‪ ،‬وقد كانت يده‬
‫شلّت‪.‬‬ ‫أُصيبت يوم أُحد لا َوقَى با رسولَ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪َ ،‬ف َ‬
‫وكَنّعه بالسيفِ‪ :‬أَيْبَسَ ِج ْلدَه‪ ،‬وكََن َع َيكَْنعُ كَنْعا وكُنُوعا‪:‬‬
‫ح َدرٌ وكان ف‬ ‫ض وتَداخَلَ‪ .‬ورجل كَنِيعٌ‪ :‬مُتَقَبّضٌ؛ قال َج ْ‬ ‫َتقَبّ َ‬
‫ِسجْن الجاج‪:‬‬
‫تَأوّبن‪ ،‬فَِبتّ لا كَنِيعا‪،‬‬
‫ُهمُومٌ‪ ،‬ما تُفا ِرقُن‪ ،‬حَوان‬
‫ابن الَعراب قال‪ :‬قال أَعراب ل والذي أَكَْنعُ به أَي أَ ْحِلفُ به‪.‬‬
‫ت َيكَْنعُ كُنُوعا‪ :‬دنا‬ ‫وكََنعَ النجمُ أَي مال للغُروبِ‪ .‬وكََنعَ الو ُ‬
‫وقَرُبَ؛ قال الَحوص‪:‬‬
‫يكون حِذارَ ال ْوتِ والوتُ كاِنعُ‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫إِنّي إِذا الوتُ كََنعُ‬
‫ويقال منه‪َ :‬تكَّنعَ واكْتََنعَ فلن من أَي دنا من‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن‬
‫امرأَة جاءت تمل صبيّا به جنون فحَبَس رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫الراحِلة ث ا ْكتََنعَ لا أَي دنا منها‪ ،‬وهو ا ْفَتعَلَ من الكُنُوعِ‪.‬‬
‫والتكَنّع‪ :‬التحصن‪ .‬وكََن َعتِ العُقابُ وَأكَْنعَت‪ :‬جعت جَناحَيْها‬
‫ضمّتهما‪ ،‬فهي كانِعةٌ جانِحةٌ‪ .‬وكََنعَ ا ِلسْكُ بالثوب‪ :‬لَزِق‬ ‫ضو َ‬ ‫للْنقِضا ِ‬
‫به؛ قال النابغة‪:‬‬
‫بِ َزوْراءَ ف َأكْنافِها الِسكُ كاِنعُ‬
‫ك وتَراكُبَه‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬ورواه بعضهم‬ ‫وقيل‪ :‬أَراد تكاُثفَ ا ِلسْ ِ‬
‫كانعُ‪ ،‬بالنون‪ ،‬وقال‪ :‬معناه اللصق با‪ ،‬قال‪ :‬ولست أَ ُحقّه‪.‬‬
‫وأَمرٌ أَكَْنعُ‪ :‬ناقصٌ‪ ،‬وأُمور كُْنعٌ؛ ومنه قول الَحنف بن قيس‪ :‬كل‬
‫أَمرٍ ذي بال ل يُْبدَْأ فيه بمد ال فهو أَكَْنعُ أَي َأقْ َطعُ‪ ،‬وقيل‬
‫ناقص أَبْتَرُ‪.‬‬
‫واكْتََنعَ الشيءُ‪َ :‬حضَرَ‪ .‬وا ُلكْتَِنعُ‪ :‬الاضِرُ‪ .‬واكْتََنعَ الليلُ‬
‫إِذا َحضَرَ ودنا؛ قال يزيد بن معاوية‪:‬‬
‫آبَ هذا الليلُ واكْتَنَعا‪،‬‬
‫وَأمَرّ الّن ْومُ وامْتَنَعا‬
‫(* قوله «آب إل» ف ياقوت‪:‬‬
‫آب هذا الم فاكتنعا * وأترّ النوم فامتنعا)‬
‫واكْتََنعَ عليه‪ :‬عَ َطفَ‪ .‬والكْتِناعُ‪ :‬الّتعَطّف‪ .‬والكُنُوعُ‪:‬‬
‫الطَمعُ؛ قال سِنانُ بنُ َعمْرو‪:‬‬
‫س ْغبِ ن ْفسَه‪،‬‬ ‫َخمِيص الَشا يَ ْطوِي على ال ّ‬
‫طَرُود ِلحَوْباتِ الّنفُوسِ الكَواِنعِ‬
‫ورجل كاِنعٌ‪ :‬نَزَ َل بك بنفسِه وأَهلِه طَمَعا ف فضلك‪ .‬والكاِنعُ‪:‬‬
‫الذي تَدان وتَصاغَر وتَقارَب بعضُه من بعض‪ .‬وكََن َع َيكَْنعُ كُنُوعا‬
‫وأَكَْنعَ‪ :‬خضَع‪ ،‬وقيل دَنا من ال ّذلّةِ‪ ،‬وقيل سأَلَ‪ .‬وأَكْنَع الرجلُ‬
‫ضعَ؛ قال العجاج‪:‬‬ ‫للشيء إِذا ذَ ّل له و َخ َ‬
‫مِ ْن َنفْثِه وال ّرفْقِ حت َأكْنَعا‬
‫ضعُ؛ وروى بيتا فيه‪:‬‬ ‫أبو عمرو‪ :‬الكاِنعُ السائِلُ الا ِ‬
‫ل ف ِتلْكَ ا َل ُكفّ الكَواِنعِ‬ ‫رَمى ا ُ‬
‫ومعناه الدّوان للسؤا ِل والط َمعِ‪ ،‬وقيل‪ :‬هي اللزِقةُ بالوجه‪ .‬وكَِنعَ‬
‫الشيءُ كَنَعا‪ :‬لَ ِزمَ ودام‪ .‬والكَِنعُ‪ :‬اللزمُ؛ قال سويد بن أَب‬
‫كاهل‪:‬‬
‫وَتخَطّْيتُ إِليها مِنْ عِدا‪،‬‬
‫بِزِماعِ ا َلمْرِ‪ ،‬وا َلمّ الكَِنعْ‬
‫وَتكَّن َع فلن بفلن إِذا َتضَّبثَ به وَتعَلّقَ‪ .‬الَصمعي‪ :‬سعت‬
‫ع والكُنُوعِ‪،‬‬ ‫أَعرابيا يقول ف دُعائِه‪ :‬يا رَبّ‪ ،‬أَعوذ بك من الُنُو ِ‬
‫ع الغَ ْدرُ‪ .‬والاِنعُ‪ :‬الذي َيضَ ُع رْأسَه‬ ‫فسأَلته عنهما فقال‪ :‬الُنُو ُ‬
‫للسَوْأَ ِة يأْت أَمرا قبيحا ويرجع عارُه عليه فََيسَْتحْيِي منه‬
‫س رأْسه‪.‬‬ ‫ويَُنكّ ُ‬
‫والكُنُوعُ‪ :‬التصاغُ ُر عند السأَلة‪ ،‬وقيل‪ :‬الذلّ والضوع‪.‬‬
‫وكَّنعَه‪ :‬ضربه على رأْسه؛ قال الَبعِيثُ‪:‬‬
‫َلكَّنعْتُه بالسّْيفِ أَو َلجَدَعْتُه‪،‬‬
‫شمُ‬ ‫فما عاشَ ِإلّ وهو ف الناسِ َأ ْك َ‬
‫ع على َحَنكِه‪ .‬والكِنْعُ‪ :‬ما َبقِ َي قُرْبَ‬ ‫وكَِنعَ الرج ُل إِذا صُ ِر َ‬
‫الب ِل من الاء‪ ،‬وما بالدارِ كَنِي ٌع أَي أَ َحدٌ؛ عن ثعلب‪ ،‬والعروف‬
‫ضعَه وكَّنعَه و َكوّعَه بعن واحد‪.‬‬ ‫كَتِيعٌ‪ .‬ويقال‪َ :‬ب ّ‬
‫وكَنْعانُ ب ُن سامِ بن نوحٍ‪ :‬إِليه ينسب الكَنْعانِيّون‪ ،‬وكانوا أُمة‬
‫يتكلمون بلغة تُضارِعُ العربية‪.‬‬
‫والكََنعْناةُ‪َ :‬عفَلُ الرأَة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫َفجَيّأَها النساءُ‪ ،‬فَحانَ منها‬
‫كََنعْناةٌ‪ ،‬ورادِعةٌ رَذُومُ‬
‫قال‪ :‬الكََنعْنا ُة ال َعفَلُ‪ ،‬والرّادِعةُ اسْتُها‪ ،‬والرّذُومُ‬
‫ت القِرْبة إِذا‬
‫الضّرُوطُ‪ ،‬وجَيّأَها النساء أَي خِطْنَها‪ .‬يقال‪َ :‬جيّأْ ُ‬
‫خِ ْطتَها‪.‬‬
‫@كنتع‪ :‬الكُنُْتعُ‪ :‬القصي‪.‬‬
‫ع والكُوعُ‪ :‬طرَفُ الزند الذي يلي أَصلَ الِبْهامِ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬ ‫@كوع‪ :‬الكا ُ‬
‫من أَصل الِبام إِل الزّْندِ‪ ،‬وقيل‪ :‬ها طرفا الزندين ف الذراع‬
‫الكوع الذي يلي الِبام‪ ،‬والكاعُ‪ :‬ط َرفُ الزند الذي يلي الِْنصِر‪ ،‬وهو‬
‫الكُ ْرسُوعُ‪ ،‬وجعها أَكْواعٌ‪ .‬قال الصمعي‪ :‬يقال كاعٌ وكُوعٌ ف اليد‪ .‬ورجل‬
‫أَ ْكوَعُ‪ :‬عظيمُ الكُوعِ‪ ،‬وقيل ُم ْعوَجّه؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫س ف ُر ْسغِ عَيْرٍ َأ ْكوَعا‬ ‫دَواحِ ٌ‬
‫والصدر ال َكوَعُ‪ ،‬وامرأَة َكوْعا ُء بَيّنةُ الكَوعِ‪ .‬وف حديث ابن عمر‪،‬‬
‫سحَرُوه‬ ‫رضي ال عنهما‪ :‬بعث به أبوه إِل خي َب وقاسهم الثمر َة َف َ‬
‫فَت َكوّ َعتْ أَصاِبعُه؛ ال َكوَعُ‪ ،‬بالتحريك‪ :‬أَن َت ْعوَجّ اليدُ من قِبَلِ‬
‫ع رأْسه ما يلي‬ ‫الكُوعِ‪ ،‬وهو رأْس اليد ما يلي الِبام‪ ،‬والكُ ْرسُو ُ‬
‫النصر‪ .‬وقد َك ِوعَ َكوَعا و َكوّعه‪ :‬ضربه فصيه ُم َع ّوجَ الَكْواعِ‪.‬‬
‫ط بكُوعِه‪ .‬وف حديث َسلَمةَ بن الَكْوعِ‪ :‬يا‬ ‫ويقال‪َ :‬أ ْحمَقُ َيمَْتخِ ُ‬
‫َث ِكلَتْه ُأمّه َأ ْكوَعُه ُبكْرَةَ‪ ،‬يعن أَنت الَ ْكوَعُ الذي كان قد‬
‫لقَهم صاحَ بم‪ :‬أَنا ابن الَكوع‪،‬‬ ‫تبعنا ُبكْرة اليوم لَنه كان أوّل ما ِ‬
‫واليومُ يومُ الرّضّع‪ ،‬فلما عاد قال لم هذا القول آخر النهار‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫أَنت الذي كنت معنا ُبكْرةَ فقال‪ :‬نعم أَنا أَ ْكوَعُك بكرة؛ قال ابن‬
‫الَثي‪ :‬ورأَيت الزمشري قد ذكر الديث هكذا‪ :‬قال له الشركون ِبكْرَةَ‬
‫أَ ْكوَعِه‪ ،‬يعنون أَن سلمةَ ِبكْرُ الَكوع أَبيه‪ ،‬قال‪ :‬والروي ف الصحيح ما‬
‫ع ف الناس‪ :‬أَن‬ ‫ذكرناه أَولً‪ ،‬وتصغي الكاعِ ُكوَْيعٌ‪ .‬وال َكوَ ُ‬
‫ف من قِبَلِ الكُوعِ‪ ،‬وقد َت َكوّ َعتْ يده‪.‬‬ ‫َت ْع َوجّ الك ّ‬
‫ع الكلبُ َيكُوعُ‪:‬مشَى ف الرمل وتَمايَلَ على كُوعِه من شدّة الر‪.‬‬ ‫وكا َ‬
‫وكاعَ َكوْعا‪ُ :‬عقِ َر فمشى على كوعه لَنه ل يقدر على القيام‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫مشى ف شِقّ‪.‬‬
‫وال َكوَعُ‪ :‬يُبْسٌ ف الر ْسغَيْنِ وِإقْبالُ ِإحْدى اليدين على الُخرى‪.‬‬
‫بعي أَ ْكوَعُ وناقة َكوْعاءُ‪ :‬يابِسا الر ْسغَيْنِ‪ .‬أَبو زيد‪:‬‬
‫الَ ْك َوعُ اليابِسُ اليدِ من الرسغ الذي أَقبلت يده نو بطن الذراع‪ ،‬والَ ْكوَعُ‬
‫من الِبل‪ :‬الذي قد أَقبل خفه نو الوظيف فهو يشي على رسغه‪ ،‬ول يكون‬
‫ع إِل ف اليدين؛ وقال غيه‪ :‬ال َكوَعُ التواء الكُوعِ‪ .‬وقال ف‬ ‫ال َكوَ ُ‬
‫ترجة وكع‪ :‬ال َكوَعُ أَن ُيقْبِلَ إِبامُ الرجْ ِل على أَخواتا ِإقْبالً‬
‫ع ف اليد اْنقِلبُ الكُوعِ‬ ‫شديدا حت يظهر عظم أَصلها‪ ،‬قال‪ :‬وال َكوَ ُ‬
‫حت يزول فترى شخص أَصله خارجا‪.‬‬
‫ع لغة ف َكعَ ْعتُ عنه أَ ِكعّ‬ ‫الكسائي‪ِ :‬ك ْعتُ عن الشيء َأكِيعُ وأَكا ُ‬
‫إِذا هِْبتَه وجَبُْنتَ عنه؛ حكاه يعقوب‪.‬‬
‫والَ ْكوَعُ‪ :‬اسم رجل‪.‬‬
‫ع َيكِيعُ ويَكاعُ؛ الَخية عن يعقوب‪ ،‬كَيْعا وكَْيعُوعةً‪،‬‬ ‫@كيع‪ :‬كا َ‬
‫فهو كاِئعٌ وكاعٍ‪ ،‬على القلب‪ :‬جَبُنَ؛ قال‪:‬‬
‫ليّ ضاحِيةً‪،‬‬ ‫حت اسَْتفَأْنا نِساءَ ا َ‬
‫وأَصْبَحَ الَرْ ُء َعمْرٌو مُثْبَتا كاعِي‬
‫وف الديث‪ :‬ما زالَتْ قريش كاعةً حت مات أَبو طالب؛ الكاعةُ‪ :‬جع‬
‫كاِئعٍ وهو الَبانُ كباِئعٍ وباعةٍ‪ ،‬وقد كاع َيكِيعُ‪ ،‬ويروى بالتشديد‪ ،‬أَراد‬
‫أَنم كانوا يبنون عن أَذى النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ف حياته فلما‬
‫مات اجترؤوا عليه‪.‬‬
‫@كأف‪ :‬أَكَْأفَت النخلة‪ :‬اْنقََلعَت من أَصلها؛ قال أَبو حنيفة‪ :‬وأَبدلوا‬
‫فقالوا أَ ْك َع َفتْ‪.‬‬
‫@كتف‪ :‬الكَِتفُ والكِْتفُ مثل َكذِبٍ و ِكذْبٍ‪ :‬عظم عريض خلف الَْنكِب‪،‬‬
‫أُنثى وهي تكون للناس وغيهم‪ .‬وف الديث‪ :‬ائتُون بكَتِف ودَواة أَكْتُب‬
‫لكم كتابا‪ ،‬قال‪ :‬الكتف عظم عريض يكون ف أَصل كتف اليوان من الناس‬
‫ب كانوا يكتُبون فيه لقِلة القَراطِيس عندهم‪ .‬وف حديث أَب هريرة‪،‬‬ ‫والدوا ّ‬
‫رضي اللّه عنه‪ :‬ما ل أَراكم عنها مُعْرِضي؟ واللّه َل ْرمِيَنّها بي‬
‫أَكتافكم يروى بالتاء والنون‪ ،‬فمعن التاء أَنا كانت على ظهورهم وبي‬
‫أَكتافهم ل يقدِرون أَن ُيعْرِضوا عنها لَنم حاملوها فهي معهم ل‬
‫تُفارِقهم‪ ،‬ومعن النون أَنه يرميها ف َأفْنِيتهم ونواحِيهم فكلما مروا فيها‬
‫سوْها‪ .‬والكَِتفُ من البل واليل والبغال‬ ‫رأَوها فل َي ْقدِرون أَن يَْن َ‬
‫والمي وغيها‪ :‬ما فوق العَضُد‪ ،‬وقيل‪ :‬الكتفان أَعلى اليدين‪ ،‬والمع‬
‫أَكتاف؛ سيبويه‪ :‬ل ياوزوا به هذا البناء‪ ،‬وحكى اللحيان ف جعه كِتَفةً‪.‬‬
‫والَكْتف من الرجال‪ :‬الذي يشتكي كتفه‪ .‬ورجل أَكتف بيّنُ الكََتفِ أَي‬
‫عريض الكَتِف‪ ،‬وف الحكم‪ :‬عظيم الكتف‪ .‬ورجل أَكتف‪ :‬عظيم الكتف كما يقال‬
‫ف ولقد كَتِف َكتَفا‪ :‬عظُمت كَِتفُه‪.‬‬ ‫َأرَْأسُ وَأعْنَقُ‪ ،‬وما كان أَكَْت َ‬
‫وإن لَعلم من أَين تؤكل الكَِتفُ؛ تضربه كل شيء علمته‪ .‬والكُتاف‪ :‬وجع ف‬
‫الكتِف‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬بالدابة كُتافٌ شديد أَي داء ف ذلك الوضع‪.‬‬
‫والكََتفُ‪ :‬عَيْب يكون ف الكَتِف‪ .‬والكتَف‪ :‬اْنفِراجٌ ف أَعال كتف‬
‫النسان وغيه ما يلي الكاهِل‪ ،‬وقيل‪ :‬الكََتفُ ف اليل انفراج أَعال‬
‫الكَِتفَي من غَراضِيفها ما يلي الكاهل‪ ،‬وهو من العيوب الت تكون ِخلْقة‪.‬‬
‫أَبو عبيدة‪ :‬فرس أَكتف وهو الذي ف فُروع كَتِفيه انفراج ف غراضيفها ما‬
‫ف من اليل الذي ف أَعال غَراضِيف‬ ‫يلي الكاهل‪ .‬الوهري‪ :‬الَكَْت ُ‬
‫كتفيه انفراج‪ .‬والكََتفُ‪ ،‬بالتحريك‪ :‬نقصان ف الكتف‪ ،‬وقيل‪ :‬هو َظلَع يأْخذ من‬
‫وجع الكَِتفِ‪ ،‬كَِتفَ كَتَفا وهو أَكْتَف‪ .‬وكَِتفَ البعي كتَفا وهو‬
‫ف شديد إذا‬ ‫أَكتفُ إذا اشتكى كَتِفه وظَلع منها‪ .‬اللحيان‪ :‬بالبعي كَت ٌ‬
‫اشتكى َكتِفه‪ .‬يقال جل أَكتَف وناقة كَتْفاء‪ .‬وكَتفه َيكْتِفه كتْفا‪:‬‬
‫أَصاب كَتِفه أَو ضربه عليها‪ .‬والكَتَف‪ :‬مصدر الَكْتف وهو الذي انضمت‬
‫كَتِفاه على وسط كاهله ِخلْقة قبيحة‪ .‬وكَتفَت الي ُل َتكْتِف كتْفا وكَّتفَت‬
‫وتكَّتفَت‪ :‬ارتفعت فُروع أَكتافها ف الشي‪ ،‬وعُرِضَت على ابن‬
‫ُأقَْيصِرٍ أَحد بن أَسد بن خزية خيل فَأوْمأَ إل بعضها وقال‪ :‬تيء هذه سابقة‪،‬‬
‫فسأَلوه‪ :‬ما الذي رأَيت فيها؟ فقال‪ :‬رأَيتها مشت فكتَفتْ‪ ،‬وخبّت‬
‫سفَت فجاءت سابقة‪ .‬والكَتِفان‪ :‬اسم فرس من ذلك؛ قالت بنت‬ ‫فو َجفَت‪ ،‬وعدَت فَن َ‬
‫مالك ابن زيد ترثيه‪:‬‬
‫ج َعتْ‪ ،‬بال ّر ْقمَتَيْنِ‪ ،‬حَمامةٌ‪،‬‬
‫إذا َس َ‬
‫س تَبْكي فارِسَ الكَتِفانِ‬ ‫أَو ال ّر ّ‬
‫وكتَفتِ الرأَة تَكتِف‪ :‬مشت فحرّكت كتفيها‪ .‬قال الَزهري‪ :‬وقولم مشت‬
‫فكَتفَت أَي حركت كتِفيْها يعن الفرس‪.‬‬
‫والكِتافُ‪ :‬مصدرُ ا ِلكْتاف من الدوابّ‪ ،‬وا ِلكْتاف من الدوابّ‪ :‬الذي‬
‫يَعقِر السرجُ كتفَه‪ ،‬والسم الكِتاف‪ ،‬والكَتّافُ‪ :‬الذي ينظر ف الَكتاف‬
‫فُي َكهّنُ فيها‪.‬‬
‫والكَتْف‪ :‬الشي ال ّروَيْد؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫حمْته حت اسْتَكان كأَنّه‬ ‫فَأ ْف َ‬
‫قريحُ سِلح‪ ،‬يَكتِف الشي‪ ،‬فاترُ‬
‫أَنشده ابن بري‪ .‬ابن سيده‪ :‬كتَف َيكْتِف كَتْفا وكَتِيفا مشى َمشْيا‬
‫ُروَيْدا؛ قال لبيد‪:‬‬
‫و ُسقْت رَبيعا بالقَناة كأَنه‬
‫قريح سلح‪ ،‬يكتف الشي‪ ،‬فاتر‬
‫والكُتْفان والكِتْفان‪ :‬الراد بعد ال َغوْغاء‪ ،‬وقيل‪ :‬هو كُتْفان‬
‫سسْتَه وجدت‬ ‫وكِتْفان إذا بدا َحجْم أَجنحته ورأَيت موضعَه شاخِصا‪ ،‬وإن م َ‬
‫َحجْمه‪ ،‬واحدته كتفانة‪ ،‬وقيل‪ :‬واحده كاتِف والُنثى كاتفة‪ .‬أَبو عبيدة‪ :‬يكون‬
‫الراد بعد الغوفاء كتفانا؛ قال أَبو منصور‪ :‬ساعي من العرب ف الكتفان‬
‫من الراد الت ظهرت أَجنحتها ولّا تَطِ ْر بعد‪ ،‬فهي تَْنقُزُ ف الَرض‬
‫َنقَزانا مثل ا َلكْتُوف الذي ل يَستعي بيديه إذا مشى‪ .‬ويقال للشيء إذا‬
‫كثر‪ :‬مثلُ الدّب والكُِتفان‪ .‬والغَوْغاء من الراد‪ :‬ما قد طار ونبتت‬
‫أَجنحته‪ .‬الَصمعي‪ :‬إذا استبان حجم أَجنحة الراد فهو كتفان‪ ،‬وإذا احرّ‬
‫الراد فانسلخ من الَلوان كلها فهي ال َغوْغاء‪ .‬الوهري‪ :‬الكُتفان الراد‬
‫َأوّل ما يطي منه‪ ،‬ويقال‪ :‬هي الراد بعد الغوغاء أَولا السّرْو ث‬
‫الدّب ث الغوغاء ث الكتفان؛ قال ابن بري‪ :‬وقد يثقل ف الشعر؛ قال صخر‬
‫أَخو الَنْساء‪:‬‬
‫حتُ بِغارةٍ‪،‬‬ ‫و َح ّي حريد قد صََب ْ‬
‫كرِجْل الَرا ِد أَو دَبًى كُتُفانِ‬
‫والكَْتفُ والكَتَفانُ‪ :‬ضرب من الطيَران كأَنه يردّ جناحيه ويضمهما إل‬
‫ما وراءه‪.‬‬
‫والكَْتفُ‪ :‬شدّك اليدين من خلف‪ .‬وكتَف الرجلَ َيكْتِفه كتْفا وكتّفه‪:‬‬
‫ش ّد يديه من خلفه بالكِتاف‪ .‬والكِتافُ‪ :‬ما ُشدّ به؛ قالت بعض نساء‬
‫الَعراب تصف سحابا‪:‬‬
‫خ بذي َبقَ ٍر بَرْكَه‪،‬‬ ‫أَنا َ‬
‫ضدَيْه كِتافا‬
‫كَأنّ على ع ُ‬
‫وجاء به ف كِتاف أَي ف وِثاق‪ .‬والكِتافُ‪ :‬الَبل الذي يُكتف به‬
‫النسان‪ .‬وف الديث‪ :‬الذي يصلّي وقد عقَص شعره كالذي يصلّي وهو مكْتوف؛ هو‬
‫الذي شدّت يداه من خلفه يشبه به الذي َيعْقِد شعره من خلفه‪ .‬والكِتافُ‪ :‬وثاق‬
‫ف الرحْل والقَتَب وهو إسارُ عُودين أَو حِنْوين يُشدّ أَحدها إل‬
‫الخر‪ .‬والكتْف‪ :‬أَن يشدّ حِنْوا الرّحل أَحدها على الخر‪.‬‬
‫وكتّف اللحم َتكْتِيفا‪ :‬قطّعه صغارا‪ ،‬وكذلك الثوب‪ ،‬وكتّفه بالسيف‬
‫كذلك‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬والكَتِيفةُ ضبّة الباب وهي حديدة عريضة‪ .‬ابن سيده‪:‬‬
‫ف والكَتيفة حديدة عريضة طويلة وربا كانت كأَنا صحيفة‪ ،‬وقيل‪ :‬الكتيف‬ ‫والكَتِي ُ‬
‫الضبة؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫بيْنما الَرْء كالرّديْن ذي الُبْـ‬
‫ـبَةِ َسوّاه ُمصْلِحُ التّْثقِيفِ‬
‫أَو َك ِقدْحِ النّضار ّلمَه القَيـ‬
‫ـن‪ ،‬ودان صُدوعه بالكتيفِ‬
‫ضلّل‪ ،‬حت‬ ‫رَدّه دَهْرُه ا ُل َ‬
‫عا َد من بعدِ َمشْيِه لل ّدلِيفِ‬
‫ف رِقاقا من الشَبه؛ وقيل‪ :‬الكتِيفة الضبّة‪،‬‬ ‫قوله بالكتِيف يعن كتائ َ‬
‫وقيل‪ :‬الضبة من الديد‪ ،‬وجعها كتِيف و ُكُتفٌ‪ .‬وكَتف الناء يكِْتفُه‬
‫كتْفا وكتّفه‪َ :‬لمَه بالكتِيف؛ قال جرير‪:‬‬
‫ويُْنكِرُ كفّيْه الُسامُ و َحدّه‪،‬‬
‫وَيعْ ِرفُ كفّيْه النا ُء ا ُلكَّتفُ‬
‫شر‪ :‬ويقال للسيف الصفيح كَتِيف؛ قال أَبو دُواد‪:‬‬
‫ت لو أَن لَقِيتُك خالِيا‪،‬‬ ‫َفوَدِدْ ُ‬
‫ص ْعدَةٌ وكَتِيفُ‬ ‫َأمْشِي‪ ،‬ب َكفّي َ‬
‫صفِيحا فسماه كَتِيفا‪ .‬قال خالد بن جَنْبَة‪ :‬كَتِيفةُ‬ ‫أَراد سيفا َ‬
‫الرحْل واحدة الكتائف‪ ،‬وهي حديدة ُيكَْتفُ با الرحْل‪ .‬وقال ابن الَعراب‪:‬‬
‫أُخذ ا َلكْتوف من هذا لَنه جَمع يديه‪ .‬والكتيفة‪ :‬كلْبَة الدّاد‪.‬‬
‫لقْد والعداوة وتمع على الكتائف؛ قال‬ ‫سخِيم ُة وا ِ‬ ‫والكَتِيفةُ‪ :‬ال ّ‬
‫س نفسُه‪،‬‬
‫ك الِ ّ‬‫القطامي‪:‬أَخُوك الذي ل َيمْلِ ُ‬
‫وتَرْفضّ عند ا ُلخْطِفاتِ الكتائفُ‬
‫حفِظات‪ .‬وكِتافُ ال َقوْس‪ :‬ما بي الطائف والسّيةِ‪ ،‬والمع‬ ‫ويروى ا ُل ْ‬
‫أَكْتِفةٌ وكُُتفٌ‪.‬‬
‫ف َيكْثُف كَثافة‪،‬‬ ‫@كثف‪ :‬الكَثافةُ‪ :‬الكثرة واللتِفافُ‪ ،‬والفعل كُث َ‬
‫والكثيف اسم كَثْرته يوصف به العسكر والاء والسحاب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وتتَ كَثِيفِ الاء‪ ،‬ف باطن الثرى‪،‬‬
‫ط فيه وَتصْ َعدُ‬ ‫ملئك ٌة تَْنحَ ّ‬
‫ويقال‪ :‬اسْتكثف الشيءُ ا ْستِكثافا‪ ،‬وقد كّثفْته أَنا تكْثيفا‪ .‬ابن‬
‫سيده‪ :‬والكثِيفُ والكُثاف الكثي‪ ،‬وهو أَيضا الكثي الُترا ِكبُ‬
‫ف من كل شيء‪ ،‬كثُف كَثافة وتكاثَف‪ .‬وكثّفه‪ :‬كثّره وغلّظه‪ .‬وف حديث‬ ‫ا ُللْتَ ّ‬
‫ابن عباس‪ ،‬رضي اللّه عنهما‪ :‬أَنه انتهى إل عليّ‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬يوم‬
‫صفّي وهو ف كثْف أَي ف َحشْد وجاعة‪ .‬وف حديث طُليحةَ‪ :‬فاسْتكَْثفَ‬ ‫ِ‬
‫أَمرُه أَي ارتفع وعل‪ .‬والكَثافةُ‪ :‬ال ِغلَظُ‪ .‬وكثُف الشيء‪ ،‬فهو كثِيف‪،‬‬
‫وتكاثَف الشيء‪ .‬وف صفة النار‪ :‬لسُرادِق النار أَربعَةُ ُج ُدرٍ كُُثفٌ؛‬
‫الكُثفُ‪ :‬جع كَثِيف‪ ،‬وهو الثخي الغَليظ‪ .‬وف حديث عائشة‪ ،‬رضي اللّه عنها‪:‬‬
‫ف مُرو ِطهِنّ فاخَْتمَ ْرنَ به‪ ،‬قال‪ :‬والرواية فيه بالنون‪،‬‬ ‫َش َققْن أَكَث َ‬
‫وسيجيء‪ .‬وامرأَة ُمكَثّفة‪ :‬كثية اللحم؛ ومنه قول الرأَة الخزومية‪ :‬إن‬
‫أَنا ا ُلكَثّفة الؤثّفة؛ حكاه ابن الَعراب ول يفسر الكثّفة ول‬
‫الؤثّفة‪ ،‬وقال ثعلب‪ :‬إنا هي الكثّفة الؤنّفة‪ ،‬قال‪ :‬فالكثّفة‬
‫ا ُلحْكمة الفَرْج‪ ،‬والؤَنّفة الت قد استؤنِفت بالنكاح َأوّلً‪ .‬والكثيفُ‪:‬‬
‫السيف؛ عن كراع‪ ،‬قال ابن سيده‪ :‬ول أَدري ما حقيقته‪ ،‬والَقرب أَن تكون‬
‫تاءً لَن الكتِيف من الديد‪.‬‬
‫@كحف‪ :‬الَزهري خاصّة‪ :‬ابن الَعراب ال ُكحُوفُ الَعضاء‪ ،‬وهي القُحوف‪.‬‬
‫@كدف‪ :‬ف نوادر الَعراب‪ :‬سعت َك َدفَتهم وحدفتهم و َهدْفتهم وحَشكتهم‬
‫وهذأَتم وويدهم وأويدهم وَأزّهم وأَزيزَهم‪ ،‬وهو الصوت تسمعه من غي‬
‫معاينة‪.‬‬
‫@كرف‪ :‬كرَف الشيءَ‪َ :‬شمّه‪ .‬وكرَف الِمارُ إذا شمّ بول التان ث رفَع‬
‫رأْسه وقلَب شفَته؛ وأَنشد ابن بري للَغلب ال ِعجْلي‪:‬‬
‫تَخالُه من كَ ْرِفهِنّ كالِحا‪،‬‬
‫وافْترّ صابا وَنشُوقا مالا‬
‫وكرَف الِمارُ والبِرْ َذ ْونُ َيكْرُف وَيكْرِف كَرْفا وكِرافا‬
‫وكَ ّرفَ‪َ :‬شمّ ال ّروْثَ أَو البول أَو غيها ث رفع رأْسه‪ ،‬وكذلك الفحلُ‬
‫إذا َش ّم طَرُوقته ث رفع رأْسه نو السماء وكشّر حت َت ْقلُص شَفتاه؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫مُشاخِصا طَورا‪ ،‬وطَورا كارِفا‬
‫وحار مِكراف‪َ :‬يكْرف الَبوال‪.‬‬
‫جمّش القحاب‪ .‬وقال ابن خالويه‪ :‬الكرّافُ الذي َيسْرِق‬ ‫والكرّافُ‪ُ :‬م َ‬
‫النظر إل النساء‪.‬‬
‫والكِ ْرفُ‪ :‬الدّلْو‬
‫(* قوله «والكرف الدلو» كذا هو ف الصل ونقله شارح‬
‫القاموس بدون هاء تأنيث والشاهد مذكور ف غي موضع من اللسان باء‪ ).‬من‬
‫جلد واحد كما هو؛ أَنشد يعقوب‪:‬‬
‫أَك ّل َي ْومٍ لك ضَيْزَنانِ‪،‬‬
‫ض مِلهزانِ‪،‬‬ ‫لوْ ِ‬‫على إزاء ا َ‬
‫ي يَتَواهَقانِ؟‬
‫بكِ ْرفََت ِ‬
‫يَتَواهَقانِ‪ :‬يَتَباريانِ‪.‬‬
‫والكِ ْرِفئُ‪ :‬قِطَع من السحاب مُتراكمة صغار‪ ،‬واحدتا كِ ْرفِئَة؛ قال‪:‬‬
‫ت الصّبيـ‬ ‫َككِ ْرفِئةِ الغَْيثِ ذا ِ‬
‫ب ويُ ْرمَى لا‬‫ـر‪ ،‬ت ْرمِي السّحا َ‬
‫وهي الكِرْثِئ أَيضا‪ ،‬بالثاء‪ .‬وَتكَرْفأَ السحابُ‪ :‬تراكبَ‪ ،‬وجعله بعض‬
‫النحويي رُباعيّا‪ .‬والكِرْفئ‪ :‬قشرة البيضة العُليا اليابسة الت يقال‬
‫لا القَيْض‪.‬‬
‫@كرسف‪ :‬الكُ ْرسُف‪ :‬القُطن وهو الكُرسوف‪ ،‬واحدته كُ ْرسُفة‪ ،‬ومنه ُك ْرسُف‬
‫الدّواةِ‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه ُكفّن ف ثلثة أَثواب يَمانِيةٍ كُ ْر ُسفٍ؛‬
‫الكُ ْر ُسفُ‪ :‬القُطن‪ ،‬قال ابن الَثي‪ :‬جعله وصفا للثياب وإن ل يكن‬
‫ت لكِ‬
‫مشتقا كقولم مررت بَيّة ذراع وإبل مائة‪ .‬وف حديث الستحاضة‪ :‬أَْنعَ ُ‬
‫الكُرسفَ‪.‬‬
‫وتكَ ْرسَف الرجل‪ :‬دخل بعضُه ف بعض‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬ا ُلكَ ْرسَف المل‬
‫ا ُلعَ ْرقَب‪.‬‬
‫@كرشف‪ :‬أَبو عمرو‪ :‬الكَ ْرشَفةُ الَرض الغليظة‪ ،‬وهي الَ ْرشَفةُ‪ ،‬ويقال‪:‬‬
‫كِ ْرشِفةٌ وخِ ْر ِشفَةٌ وكِرْشافٌ و ِخرْشافٌ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫هَيّجها من َأحْلب الكِرْشافِ‪،‬‬
‫ل ُمجْتافِ‬ ‫ب من ك ٍ‬ ‫و ُرطُ ٍ‬
‫(* قوله «أَحلب» كذا هو ف الصل بالاء وباليم ف شرح القاموس‪).‬‬
‫َأ ْسمَرَ للوَ ْغدِ الضّعيف ناف‪،‬‬
‫جَراشِع جَباجِب الَجوافِ‬
‫ُحمْر الذّرى ُمشْرِفة ا َلفْوافِ‬
‫ف والكُرْناف‪ :‬أُصول الكَرَب الت تَبْقى ف ِجذْعِ‬ ‫@كرنف‪ :‬الكِرْنا ُ‬
‫الس َعفِ‪ ،‬وما قُطِع من السعف فهو الكرَب‪ ،‬الواحدة كُرْنافة و ِكرْنافة‪ ،‬وجع‬
‫الكُرناف والكِرْناف كَرانِيف‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكُرْنافة والكِرْنافة‬
‫ع النخلة‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَرانيف‬ ‫ق ِبذْ ِ‬
‫والكُرْنوفة أَصل السعفة الغليظ الُلتزِ ُ‬
‫أُصول الس َعفِ الغِلظ العِراض الت إذا يبست صارت أَمثال الَكتاف‪ .‬وف حديث‬
‫الواقِميّ‪ :‬وقد ضافه رسول اللّه‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فأَتى بِقربَتِه‬
‫نَخل ًة فعَلّقها بكرْنافة‪ ،‬وهي أَصل السعفة الغليظة‪ .‬وف حديث أَب‬
‫هريرة‪ :‬إل بعث عليه يوم القيامة سعفَها وكَرانيفها أَشاجِع تَْنهَشه‪ .‬وف‬
‫حديث الزهري‪ :‬والقرآن ف الكرانيف‪ ،‬يعن أَنه كان مكتوبا عليها قبل جعه ف‬
‫الصّحف‪.‬‬
‫وكَرْنفَ النخلة‪ :‬جَرَدَ ِجذْعَها من كرانيفه‪ .‬وا ُلكَرْنِف‪ :‬الذي‬
‫َي ْلقُط التمر من أُصوله الكَرانيف؛ أَنشد أَبو حنيفة‪:‬‬
‫ت َسلْمَى بقَرْنٍ حائطا‪،‬‬ ‫خذّ ْ‬
‫قد َت ِ‬
‫واستأْجَرَت ُمكَرْنِفا ولقِطا‬
‫وكَ ْرنَفه بالعصا‪ :‬ضربه با؛ قال بشي القريري‪:‬‬
‫لا انَْت َكفْت له ف َولّى ُمدْبِرا‪،‬‬
‫كَرَْنفْته ِبهِراوةٍ عَجراء‬
‫وانَْت َكفْت‪ :‬مِ ْلتُ‪ .‬وف النوادر‪ :‬خَرَْنفْته بالسيف وكَرَْنفْتُه إذا‬
‫ضربته‪ ،‬وقيل‪ :‬كَرْنفه بالسيف إذا قَطعه‪.‬‬
‫@كرهف‪ :‬ا ُلكْ َر ِهفّ‪ :‬الذكر النتشر ا ُلشْرِف‪ .‬واكْرَ َهفّ الذكر‪:‬‬
‫انتشر؛ وأَنشد‪:‬‬
‫قَنْفاء فَيْش ُمكْرَ ِهفّ حُوقُها‪،‬‬
‫إذا َتمَّأتْ‪ ،‬وبدا ُم ْفلُوقُها‬
‫الكْرِهفافُ‪ :‬النْتِشار‪ .‬وا ُلكْرَ ِهفّ‪ :‬لغة ف ا ُل ْك َفهِرّ أَو‬
‫مقلوب عنه؛ وبيت كثّي يروى بالوجهي جيعا‪ ،‬وهو قوله‪:‬‬
‫َنشِي ُم على َأرْضِ ابنِ لَْيلَى َمخِيلَةً‪،‬‬
‫عَرِيضا سَناها ُم ْكفَهِرّا صَبيُها‬
‫قال الَزهري‪ :‬ا ُل ْكفَهرّ من السحاب الذي يغلظ ويركب بعضه بعضا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫والكرهفّ مثله‪.‬‬
‫س َفتْ َت ْكسِف‬
‫سفُ كُسوفا‪ ،‬وكذلك الشمس ك َ‬ ‫@كسف‪ :‬كسَف القمرُ َي ْك ِ‬
‫كسوفا‪ :‬ذهب ضوءُها وا ْسوَدّت‪ ،‬وبعض يقول انكسف وهو خطأٌ‪ ،‬وكسفها اللّه‬
‫وأَكسفها‪ ،‬والَول أَعلى‪ ،‬والقمر ف كل ذلك كالشمس‪ .‬وكسف القمر‪ :‬ذهب نوره‬
‫وتغيّر إل السواد‪ .‬وف الديث عن جابر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ .‬قال‪ :‬انكسفت الشمس‬
‫على عهد رسول اللّه‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ف حديث طويل؛ وكذلك رواه أَبو‬
‫سفَت حالُه‪ :‬ساءت‪،‬‬ ‫عبيد‪ :‬انكسفت‪ .‬وكسَف الرج ُل إذا نكّس طَرْفه‪ .‬وك َ‬
‫وكَسفَت إذا تغيّرت‪ .‬وكسفت الشمس وخسَفت بعن واحد‪ ،‬وقد تكرر ف الديث ذكر‬
‫الكُسوف والُسوف للشمس والقمر فرواه جاعة فيهما بالكاف‪ ،‬ورواه جاعة‬
‫فيهما بالاء‪ ،‬ورواه جاعة ف الشمس بالكاف وف القمر بالاء‪ ،‬وكلهم روَوا‬
‫أَن الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه ل يَنْكسفان لوت أَحد ول‬
‫لياته‪ ،‬والكثي ف اللغة وهو اختيار الفراء أَن يكون الكسوف للشمس والسوف‬
‫للقمر‪ ،‬يقال‪ :‬كسَفت الشمس وكسفها اللّه وانكسفت‪ ،‬وخسف القمر وخسَفه اللّه‬
‫وانسف؛ وورد ف طريق آخر‪ :‬إ ّن الشمس والقمر ل ينخسفان لوت أَحد ول‬
‫لياته؛ قال ابن الَثي‪ :‬خسف القمر بوزن َفعَل إذا كان الفعل له‪ ،‬و ُخسِف‬
‫على ما ل يسمّ فاعله‪ ،‬قال‪ :‬وقد ورد السوف ف الديث كثيا للشمس‬
‫والعروف لا ف اللغة الكسوف ل السوف‪ ،‬قال‪ :‬فأَما إطلقه ف مثل هذا‬
‫فتغليبا للقمر لتذكيه على تأَنيث الشمس يمع بينهما فيما يص القمر‪ ،‬وللمعارضة‬
‫أَيضا لا جاء ف الرواية الُول ل ينكسفان‪ ،‬قال‪ :‬وأَما إطلق السوف‬
‫على الشمس منفردة فلشتراك السوف والكسوف ف معن ذهاب نورها‬
‫سفْته فا َنسَف‪ ،‬وقد تقدم عامة ذلك ف خسف‪ .‬أَبو‬ ‫وإظلمهما‪ .‬والنِساف‪ :‬مطاوع خ َ‬
‫س النجومَ إذا غلب‬ ‫زيد‪ :‬كسفت الشمس إذا اسْودّت بالنهار‪ ،‬وكسفت الشم ُ‬
‫ضوءُها على النجوم فلم يبدُ منها شي‪ ،‬فالشمس حينئذ كاسفة النجوم‪ ،‬يتعدّى‬
‫ول يتعدى؛ قال جرير‪:‬‬
‫فالشمسُ طالعةٌ ليست بكاسفةٍ‪،‬‬
‫تَبكي عليك‪ ،‬نُجومَ اللي ِل والقَمرا‬
‫قال‪ :‬ومعناه أَنا طالعة تبكي عليك ول تكسِف ضوء النجوم ول القمر‬
‫لَنا ف طلوعها خاشعةً باكي ًة ل نور لا‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك كسف القمرُ إل أَن‬
‫الَجود فيه أَن يقال خسَف القَمرُ‪ ،‬والعامة تقول انكسفت الشمس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫شعَت الشمس وكسَفت وخسَفت بعن واحد؛ وروى الليث البيت‪:‬‬ ‫وتقول خ َ‬
‫الشمسُ كاسفةٌ ليست بطالعةٍ‪،‬‬
‫تبكي عليك نو َم الليلِ والقَمرا‬
‫فقال‪ :‬أَراد ما طلع نم وما طلع قمر‪ ،‬ث صرفه فنصبه‪ ،‬وهذا كما تقول‪ :‬ل‬
‫آتيك مطْرَ السماء أَي ما مَطَرَت السماء‪ ،‬وطُلوعَ الشمسِ أَي ما طَلعت‬
‫الشمسُ‪ ،‬ث صرفته فنصبته‪ .‬وقال شر‪ :‬سعت ابن الَعراب يقول تبكي عليك‬
‫نو َم الليل والقمرا أَي ما دامت النجوم والقمر‪ ،‬وحكي عن الكسائي مثله‪،‬‬
‫قال‪ :‬وقلت للفراء‪ :‬إنم يقولون فيه إنه على معن الغالبة باكيته فبكيته‬
‫فالشمس تغلب النجوم بكاء‪ ،‬فقال‪ :‬إن هذا الوجه حسن‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذا بسن ول‬
‫قريب منه‪ .‬وكسَف بالُه َيكْسف إذا حدثته نفسه بالشرّ‪ ،‬وأَكْسفه الزنُ؛ قال‬
‫أَبو ذؤيب‪:‬‬
‫يَ ْرمِي الغُيُوبَ بعَينَيْه ومَطْ ِرفُه‬
‫ُمغْضٍ‪ ،‬كما كسَف ا ُلسْتأْخذُ ال ّر ِمدُ‬
‫وقيل‪ :‬كُسوف باله أَن َيضِيق عليه أَمله‪ .‬ورجل كاسفُ البال أَي سيّء‬
‫سفَ‬
‫الال‪ .‬ورجل كاسفُ الوجه‪ :‬عابسُه من سوء الال؛ يقال‪ :‬عبَس ف وجهي وك َ‬
‫كُسوفا‪ .‬والكُسوف ف الوجه‪ :‬الصفرة والتغي‪ .‬ورجل كاسف‪ :‬مهموم قد تغي‬
‫لونه وهُزل من الزن‪ .‬وف الثل‪ :‬أَ َكسْفا وإمْساكاَ؟ أَي أَعبوسا مع‬
‫بُخل‪ .‬والتكسيف‪ :‬التقطيع‪ .‬وكسَف الشيءَ ي ْكسِفه كسْفا وكسّفه‪ ،‬كلها‪:‬‬
‫قطعه‪ ،‬وخص بعضهم به الثوب والَدي‪.‬‬
‫وال ِكسْف وال ِكسْف ُة وال َكسِيفة‪ :‬القِطْعة ما ق َطعْت‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه‬
‫سفٍ أَي خبز مكسّر‪ ،‬وهي جع ِكسْفة للقطعة من الشيء‪ .‬وف‬ ‫جاء بثريدة ِك ْ‬
‫حديث أَب الدرداء‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬قال بعضهم رأَيته وعليه كِسافٌ أَي‬
‫قطعة ثوب؛ قال ابن الَثي‪ :‬وكأَنا جع ِكسْفة أَو ِكسْف‪ .‬و ِكسْف السحاب‬
‫سفُه‪ :‬قِ َطعُه‪ ،‬وقيل إذا كانت عريضة فهي ِكسْف‪ .‬وف التنيل‪ :‬وإن يروا‬ ‫و ِك َ‬
‫ِكسْفا من السماء؛ الفراء ف قوله تعال‪ :‬أَو تسقط السماء كما زعمت‬
‫سفُ وجهان‪ ،‬وال ِكسْفُ‪ :‬الِماعُ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫سفُ والكِ َ‬ ‫علينا ِكسَفا‪ ،‬قال‪ :‬ال ِك ْ‬
‫وسعت أَعرابيا يقول أَعطن ِكسْفة من ثوبك يريد قِطْعة‪ ،‬كقولك خَرْقة‪،‬‬
‫ف فعل‪ ،‬وقد يكون ال ِكسْف جاعا للكِسفة مثل ُعشْبة و ُعشْب؛ وقال‬ ‫س َ‬ ‫و ُك ِ‬
‫الزجاج‪ :‬قرئ ِكسْفا و ِكسَفا‪ ،‬فمن قرأَ ِكسَفا جعلها جع ِكسْفة وهي‬
‫القِطْعة‪ ،‬ومن قرأَ ِكسْفا جعله واحدا‪ ،‬قال‪ :‬أَو تسقطها طَبَقا علينا‪،‬‬
‫سفْت‬‫سفْت الشيء إذا غطّيته‪ .‬وسئل أَبو اليثم عن قولم ك َ‬ ‫واشتقاقه من ك َ‬
‫ب أَي قطعته فقال‪ :‬ك ّل شيء قطعتَه فقد كسفته‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬يقال‬ ‫الثو َ‬
‫لذَف‪ ،‬واحدتا ِكسْفة‬ ‫سفُ والكِيَف وا ِ‬ ‫لِرَق القميص قبل أَن تؤلّف ال ِك َ‬
‫وكِيف ٌة و ِحذْفةٌ‪ .‬ابن السكيت‪ :‬يقال كسَف أَملُه فهو كاسف إذا انقطع رجاؤه‬
‫ما كان يأْمل ول ينبسط‪ ،‬وكسَف بالُه يكسِف حدّثته نفسه بالشر‪.‬‬
‫سفْت البعي إذا قطعت عُرْقوبه‪.‬‬ ‫سفُ‪ :‬قَطع العُ ْرقُوب وهو مصدر ك َ‬ ‫وال َك ْ‬
‫وكسَف عرقوبه ي ْكسِفُه َكسْفا‪ :‬قطَع عصَبَته دون سائر الرّجل‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫استدبَر ف َرسَه فكسَف عرقوبيه‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن صفْوان كسَف عُرقوبَ‬
‫را ِحلَتِه أَي قطَعه بالسيف‪.‬‬
‫شفُ‪ :‬رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه‪ ،‬كشَفه يكشِفه كشْفا‬ ‫@كشف‪ :‬الك ْ‬
‫وكشّفه فان َكشَف وت َكشّفَ‪ .‬ورَيْطٌ َكشِيفٌ‪ :‬مكْشُوف أَو مُْن َكشِف؛ قال‬
‫صخر الغيّ‪:‬‬
‫ش رَِبحْلً‪ ،‬له هَْيدَبٌ‬ ‫أَجَ ّ‬
‫يُ َرّف ُع للخا ِل رَيْطا َكشِيفا‬
‫قال أَبو حنيفة‪ :‬يعن أَن البق إذ َلمَع أَضاء السحابَ فتراه أَبيض‬
‫فكأَنه كشَف عن رَيْطٍ‪ .‬يقال‪ :‬تكشّف البق إذا ملَ السماء‪.‬‬
‫والَكشوف ف عَروض السريع‪ :‬الُزء الذي هو مفعولن أَصله مفْعولت‪ ،‬حذفت‬
‫التاء فبقي مفعولً فنقل ف التقطيع إل مفعولن‪.‬‬
‫وكشَف الَمر ي ْكشِفه َكشْفا‪ :‬أظهره‪ .‬و َكشّفه عن الَمر‪ :‬أَكرهه على‬
‫إظهاره‪ .‬وكاشَفه بالعَداوة أَي بادأَه با‪ .‬وف الديث‪ :‬لو تَكا َشفْتم ما‬
‫شفَ عَيبُ بعضكم لبعض‪ .‬وقال ابن الَثي‪ :‬أَي لو‬ ‫تَدافَنْتم أَي لو انك َ‬
‫علم يعضُكم سَريرةَ بعض لستثقل َتشْيِيع جنازَتِه و َدفْنَه‪ .‬والكاشِفةُ‪:‬‬
‫مصدر كالعافِية والاتِمة‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬ليس لا من دون اللّه‬
‫كاشِفة؛ أَي َكشْف‪ ،‬وقيل‪ :‬إنا دخلت الاء ليساجع قوله َأزِفت الزفة‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الاء للمبالغة‪ ،‬وقال ثعلب‪ :‬معن قوله ليس لا من دون اللّه كاشفة أَي‬
‫شفُ الساعةَ إل ربّ العالي‪ ،‬فالاء على هذا للمبالغة كما‬ ‫ل َي ْك ِ‬
‫قلنا‪ .‬وَأ ْكشَفَ الرجلُ إكشافا إذا ضحك فانقلبت شفَته حت تبدو‬
‫شفَ َكشَفا‪،‬‬ ‫دَرا ِدرُه‪.‬وال َكشَفةُ‪ :‬انقِلب من قُصاص الشعَر اسم كالنّزَعَةِ‪َ ،‬ك ِ‬
‫شفُ ف الَبْهة‪ :‬إدبار ناصيتها من غي نَ َزعٍ‪،‬‬ ‫شفُ‪ .‬والك َ‬ ‫وهو أَ ْك َ‬
‫شفِ‪.‬‬ ‫شفُ رجوع شعر ال ُقصّة قِبَلَ اليافوخ‪ .‬والكشَف‪ :‬مصدر الَ ْك َ‬ ‫وقيل‪ :‬ال َك َ‬
‫شفَةٌ‪ :‬السم وهي دائرة ف قُصاص الناصية‪ ،‬وربا كانت شعرات تَنْبُت‬ ‫والك َ‬
‫شفَةٌ‪ ،‬وهي يُتشاءم با‪ .‬الوهري‪:‬‬ ‫صعُدا ول تكن دائرة‪ ،‬فهي ك َ‬ ‫ُ‬
‫شفُ‪ ،‬بالتحريك‪ ،‬انقلب من قُصاص الناصية كأَنا دائرة‪ ،‬وهي شُعيات تنبت‬ ‫الك َ‬
‫صعُدا‪ ،‬والرجل َأ ْكشَف وذلك الوضع كشَفةٌ‪ .‬وف حديث أَب ال ّطفَيل‪ :‬أَنه‬ ‫ُ‬
‫شفُ؛ قال ابن الَثي‪ :‬الَكشف الذي تنبت له‬ ‫عَرَض له شاب أَحر أَ ْك َ‬
‫شعرات ف قُصاص ناصيته ثائرةً ل تكاد تسْترسِل‪ ،‬والعرب تتشاءم به‪.‬‬
‫صوّحت منها أَماكن ويبست‪.‬‬ ‫وتكشّفت الَرض‪َ :‬ت َ‬
‫شفُ‪ :‬الذي ل تُرْس معه ف الرب‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الذي ل يثبت ف‬ ‫والَ ْك َ‬
‫صدُقون القِتال‪ ،‬ل ُيعْرف له واحد؛ وف قصيد‬ ‫الرب‪ .‬والكُشُف‪ :‬الذين ل َي ْ‬
‫كعب‪:‬‬
‫شفٌ‬ ‫زالوا فما زالَ أنْكاسٌ ول ُك ُ‬
‫قال ابن الَثي‪ :‬ال ُكشُف جع َأكْشف‪ .‬وهو الذي ل ترس معه كأَنه‬
‫مُنْكشِف غي مستور‪ .‬وكشِف القومُ‪ :‬انزموا؛ عن ابن الَعراب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫فما ُذمّ حاديهمْ‪ ،‬ول فا َل رأُْيهُم‪،‬‬
‫ع السّرْبَ صائح‬ ‫ول َكشِفُوا‪ ،‬إن أَف َز َ‬
‫ول َكشِفُوا أَي ل ينهزمزا‪.‬‬
‫والكِشافُ‪ :‬أَن َت ْلقَح الناق ُة ف غي زمان لَقاحها‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن‬
‫حمَل عليها سنتي متواليتي أو‬ ‫َيضْرِبا الفحل وهي حائل‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن ُي ْ‬
‫حمَل عليها سنة ث تترك اثنتي أَو ثلثا‪،‬‬ ‫سني متوالية‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن ُي ْ‬
‫َكشَفَت الناقة َت ْكشِف كِشافا‪ ،‬وهي كَشوف‪ ،‬والمع ُكشُفٌ‪ ،‬وَأ ْكشَفتْ‪.‬‬
‫شفَ القومُ‪َ :‬ل ِقحَت إبلُهم كِشافا‪ .‬التهذيب‪ :‬الليث وال َكشُوف من‬ ‫وأَك َ‬
‫البل الت يضربا الفحل وهي حامل‪ ،‬ومصدره الكِشافُ؛ قال أَبو منصور هذا‬
‫التفسي خطأٌ‪ ،‬والكِشافُ أَن يُحمل على الناقة بعد نتاجها وهي عائذ قد‬
‫وضَعت حديثا‪ ،‬وروى أَبو عبيد عن الَصمعي أَنه قال‪ :‬إذا ُحمِلَ على الناقة‬
‫شفَ القوم أَي‬ ‫سنتي متواليتي فذلك الكِشاف‪ ،‬وهي ناقة كشُوف‪ .‬وأَك َ‬
‫كَشفَت إبلُهم‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬وأَجودُ نتاج البل أَن يضربا الفحل‪ ،‬فإذا‬
‫نُِتجَت تُركت سنة ل يضربا الفحل‪ ،‬فإذا ُفصِل عنها فصيلها وذلك عند تام‬
‫السنة من يوم نِتاجها أُرسل الفحل ف البل الت هي فيها فيضربا‪ ،‬وإذا‬
‫ج ّم سنة بعد نِتاجها كان أَقلّ للبنها وأَضعفَ لولدها وأَْنهَك‬ ‫ل َت ِ‬
‫لقوّتا وطَ ْرقِها؛ ولَقِحت الربُ كِشافا على الثل؛ ومنه قول زهي‪:‬‬
‫فَتعْرُ ْك ُكمُ عَ ْركَ الرّحى بثِفالِها‪،‬‬
‫وَت ْلقَحْ كِشافا ث تُنَْتجْ فُتتْئمِ‬
‫ل لشدّة الرب‬ ‫فضرب إلقاحها كِشافا ِبدْثان نِتاجها وإتْآمها مث ً‬
‫وامتداد أَيامها‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬ث تنتج فَتفْطِم‪.‬‬
‫وأَكشفَ القومُ إذا صارت إبلهم ُكشُفا‪ ،‬الواحدة َكشُوف ف المل‪.‬‬
‫شفُ ف اليل‪ :‬التواء ف َعسِيب الذنَب‪.‬‬ ‫والك َ‬
‫واكتشَف الكبْشُ النعجة‪ :‬نزَا عليها‪.‬‬
‫ت النخلةُ‪ :‬اْنقََلعَت من أَصلها؛ حكاه أَبو حنيفة وزعم‬ ‫@كعف‪ :‬أَ ْك َعفَ ِ‬
‫أَن عينها بدل من هزة َأكَْأفَت‪.‬‬
‫@كفف‪ :‬كفّ الشي َء ي ُكفّه َكفّا‪ :‬جعه‪ .‬وف حديث السن‪َ :‬أنّ رجلً‬
‫كانت به جِراحة فسأَله‪ :‬كيف يتوضأُ؟ فقال‪ُ :‬كفّه بِرْقة أَي اجَعها حوله‪.‬‬
‫والكفّ‪ :‬اليد‪ ،‬أُنثى‪ .‬وف التهذيب‪ :‬والكف كفّ اليد‪ ،‬والعرب تقول‪ :‬هذه‬
‫ف واحدة؛ قال ابن بري‪ :‬وأَنشد الفراء‪:‬‬ ‫ك ّ‬
‫أُوفّيكما ما بلّ َحلْقيَ رِيقت‪،‬‬
‫وما َح َملَت َكفّايَ أَْنمُليَ ال َعشْرا‬
‫قال‪ :‬وقال بشر بن أَب خازم‪:‬‬
‫له َكفّانِ‪َ :‬كفّ َكفّ ضُرّ‪،‬‬
‫ف فَواضِلٍ َخضِ ٌل نَداها‬ ‫و َك ّ‬
‫وقال زهي‪:‬‬
‫ف الولِيدِ لا‪،‬‬ ‫حت إذا ما َهوَتْ َك ّ‬
‫طارَتْ‪ ،‬وف يدِه من ريشَِها بِتَك‬
‫قال‪ :‬وقال الَعشى‪:‬‬
‫ف مُفِيدةٌ‪،‬‬ ‫ص ْدقٍ‪ :‬فك ّ‬ ‫يَدا َك يَدا ِ‬
‫وأُخرى‪ ،‬إذا ما ضُ ّن بالال‪ ،‬تُْنفِق‬
‫وقال أَيضا‪:‬‬
‫غَرّا ُء تُْبهِ ُج َزوْلَه‪،‬‬
‫والكفّ زَيّنها خَضابه‬
‫قال‪ :‬وقال الكميت‪:‬‬
‫َج َمعْت نِزارا‪ ،‬وهي شَتّى شُعوبا‪،‬‬
‫كما َجمَعَت َكفّ إليها الَباخِسا‬
‫وقال ذو الصبع‪:‬‬
‫زَمان به للّهِ َكفّ كَريةٌ‬
‫علينا‪ ،‬وُنعْماه ِبهِنّ َتسِي‬
‫وقالت النساء‪:‬‬
‫فما َبَلغَتْ َكفّ امْرِئٍ مُتَناوِلٍ‬
‫جدَ‪ ،‬إل حيث ما نِلتَ َأطْولُ‬ ‫با ا َل ْ‬
‫ح َو َك مِدْحَةً‪،‬‬‫وما َبَلغَ ا ُل ْهدُون َن ْ‬
‫وإنْ َأطْنَبُوا‪ ،‬إل وما فيكَ أَفضَلُ‬
‫ويروى‪:‬‬
‫وما بلغ الهدون ف القول مدحة‬
‫فأَما قول الَعشى‪:‬‬
‫ل منهم َأسِيفا‪ ،‬كأَنا‬ ‫َأرَى رجُ ً‬
‫شحَيْه َكفّا ُمخَضّبا‬ ‫يضمّ إل َك ْ‬
‫فإنه أَراد الساعد فذكّر‪ ،‬وقيل‪ :‬إنا أَراد العُضو‪ ،‬وقيل‪ :‬هو حال من‬
‫ضمي يضمّ أَو من هاء كشحيه‪ ،‬والمع أَ ُكفّ‪ .‬قال سيبويه‪ :‬ل ياوزوا هذا‬
‫الثال‪ ،‬وحكى غيه كُفوف؛ قال أَبو عمارةَ بن أَب طرفَة الُذل يدعو‬
‫اللّه عز وجل‪:‬‬
‫فصِلْ جَناحِي بأَب لَطِيفِ‪،‬‬
‫حت َي ُكفّ الزّ ْحفَ بالزّحوفِ‬
‫بك ّل َليٍ صارِمٍ رهِيفِ‪،‬‬
‫وذابِلٍ َيلَ ّذ بال ُكفُوفِ‬
‫أَبو لطيف يعن أَخا له أَصغر منه؛ وأَنشد ابن بري لبن أَحر‪:‬‬
‫ت على ُسكَيْنٍ‬ ‫يَدا ما قد َيدَْي ُ‬
‫وعب ِد اللّه‪ ،‬إذ ُنهِشَ ال ُكفُوفُ‬
‫وأَنشد لليلى الَخَْيلِيّة‪:‬‬
‫ب َقوْلٍ كََتحْبي اليمان ونائلٍ‪،‬‬
‫إذا ُقلَِبتْ دون العَطاء كُفوفُ‬
‫ف أَكْفاف؛ وأَنشد علي بن حزة‪:‬‬ ‫قال ابن بري‪ :‬وقد جاء ف جع ك ّ‬
‫ضمَرُوا ف بُطُونم‬ ‫يُمسون ما أَ ْ‬
‫ُمقَطّعَةً َأكْفافُ أَيديهمُ الُيمْن‬
‫ضعُها ف كفّ الرحن؛ قال ابن الَثي‪ :‬هو‬ ‫وف حديث الصدقة‪ :‬كأَنا َي َ‬
‫ف للرحن ول جارِحةَ‪ ،‬تعال‬ ‫كناية عن مل القَبول والثابة وإل فل ك ّ‬
‫اللّه عما يقول ا ُلشَبّهون ُعُلوّا كبيا‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي اللّه‬
‫عنه‪ :‬إن اللّه إن شاء أَدخل خلْقه النة بكفّ واحدة‪ ،‬فقال النب‪ ،‬صلى اللّه‬
‫عليه وسلم‪ :‬صدق عمر‪ .‬وقد تكرر ذكر الكف والفْنة واليد ف الديث‬
‫وكلّها تثيل من غي تشبيه‪ ،‬وللصقر وغيه من جوارح الطي كّفانِ ف رِجْليه‪،‬‬
‫وللسبع كفّان ف يديه لَنه َي ُكفّ بما على ما أَخذ‪ .‬والكفّ الَضيب‪:‬‬
‫نم‪ .‬وكفُ الكلب‪ُ :‬عشْبة من الَحرار‪ ،‬وسيأْت ذكرها‪.‬‬
‫واسْتَكفّ عينَه‪ :‬وضع كفّه عليها ف الشمس ينظر هل يرى شيئا؛ قال ابن‬
‫مقبل يصف ِقدْحا له‪:‬‬
‫صكّةً‬
‫َخرُوجٌ من الغُمّى‪ ،‬إذا صُكّ َ‬
‫بدا‪ ،‬والعُيونُ ا ُلسَْت ِكفّةُ َت ْلمَحُ‬
‫الكسائي‪ :‬اسَْت ْك َففْت الشيء واسَْتشْ َرفْته‪ ،‬كلها‪ :‬أَن تضع يدك على‬
‫حاجبك كالذي َيسْتَظِل من الشمس حت يَستبي الشيء‪ .‬يقال‪ :‬ا ْستَكفّت عينه‬
‫ضحْته‪ ،‬وهو أَن‬ ‫إذا نظرت تت الكفّ‪ .‬الوهري‪ :‬اسْتَك َففْت الشيء اسَْتوْ َ‬
‫تضع يدك على حاجبك كالذي يَستظل من الشمس تنظر إل الشيء هل تراه‪ .‬وقال‬
‫الفراء‪ :‬استكفّ القومُ حول الشيء أَي أَحاطوا به ينظرون إليه؛ ومنه قول‬
‫ابن مقبل‪:‬‬
‫إذا َرمَقَتْه من َم َعدّ عِمارةٌ‬
‫بدا‪ ،‬والعُيونُ الستكفّة تلمح‬
‫واستكفّ السائل‪ :‬بَسط كفّه‪ .‬وت َك ّففَ الشيءَ‪ :‬طلبه بكفّه وت َكفّفَه‪.‬‬
‫ل رأَى ف النام كأَن ظُلّة تَنْطِف عَسلً‬ ‫وف الديث‪ :‬أَن رج ً‬
‫وسنا وكَأنّ الناس يتَك ّففُونه؛ التفسي للهروي ف الغريبي والسم منها‬
‫ع ورَثتَك أَغنياء خي من أَن تَدعهم عالةً‬ ‫الكفَف‪ .‬وف الديث‪ :‬لَن َتدَ َ‬
‫يتَكفّفون الناس؛ معناه يسأَلون الناس بأَ ُكفّهم يدّونا إليهم‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬تكفّف واستكفّ إذا أَخذ الشي بكفّه؛ قال الكميت‪:‬‬
‫ول تُ ْطمِعوا فيها يدا مُسَْت ِكفّةً‬
‫لغي ُكمُ‪ ،‬لو َتسْتَطِيعُ انْتِشالَها‬
‫ف بعن وهو أَن يد كفّه يسأَل الناس‪ .‬يقال‪:‬‬ ‫ف وتكفّ َ‬ ‫الوهري‪ :‬واستك ّ‬
‫فلن يَت َكفّف الناس‪ ،‬وف الديث‪ :‬يتصدّق بميع ماله ث َي ْقعُد‬
‫يست ِكفّ الناسَ‪ .‬ابن الَثي‪ :‬يقال استكفّ وت َك ّففَ إذا أَخذ ببطن كفه أَو‬
‫سأَل كفّا من الطعام أَو ما ي ُكفّ الوع‪.‬‬
‫وقولم‪ :‬لقيته َكفّةَ َكفّةَ‪ ،‬بفتح الكاف‪ ،‬أَي كفاحا‪ ،‬وذلك إذا‬
‫استقْبلته مُواجهة‪ ،‬وها اسان جُعل واحدا وبنيا على الفتح مثل خسة عشر‪.‬‬
‫وف حديث الزبي‪ :‬فتلقّاه رسول اللّه‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬كفّ َة َكفّةَ‬
‫ف صاحبه عن ماوزته إل غيه أَي‬ ‫أَي مُواجهة كَأنّ كل واحد منهما قد ك ّ‬
‫مََنعَه‪ .‬والكَفّة‪ :‬الرة من الكفّ‪ .‬ابن سيده‪ :‬وَلقِيتُه كفّةَ كفّةَ‬
‫وكفّةَ كفّ ٍة على الضافة أَي فُجاءة مواجهة؛ قال سيبويه‪ :‬والدليل على‬
‫أَن الخر مرور َأنّ يونس زعم أَن رؤبة كان يقول لقيته كفّ ًة لِكفّةً‬
‫أَو كفّةً عن كفّةٍ‪ ،‬إنا جعل هذا هكذا ف الظرف والال لَن أَصل هذا‬
‫الكلم أَن يكون ظرفا أَو حالً‪.‬‬
‫وكفّ الرجلَ عن الَمر ي ُكفّه َكفّا وك ْف َكفَه فكفّ واكتفّ‬
‫وتكفّف؛ الليث‪َ :‬كفَفْت فلنا عن السوء فكفّ ي ُكفّ َكفّا‪ ،‬سواء لفظُ اللزم‬
‫والُجاوز‪ .‬ابن الَعراب‪َ :‬ك ْفكَفَ إذا َرفَق بغرِيه أَو ردّ عنه من‬
‫يؤذيه‪ .‬الوهري‪َ :‬كفَفْت الرجل عن الشيء فكفّ‪ ،‬يتعدّى ول يتعدى‪ ،‬والصدر‬
‫واحد‪ .‬وكفْ َكفْت الرجل‪ :‬مثل ك َففْته؛ ومنه قول أَب زبيد‪:‬‬
‫أَل تَرَن َسكّْنتُ لْيا كِلَبكُم‪،‬‬
‫و َك ْف َك ْفتُ عنكم َأ ْكلُب‪ ،‬وهي ُعقّر؟‬
‫واستكفّ الرجلُ الرجلَ‪ :‬من الكفّ عن الشيء‪ .‬وتكَفّف دمعُه‪ :‬ارتدّ‪،‬‬
‫و َك ْف َكفَه هو؛ قال أَبو منصور‪ :‬وأَصله عندي من و َكفَ َي ِكفُ‪ ،‬وهذا كقولك‬
‫ل تعِظين وتَعظْعَظي‪ .‬وقالوا‪َ :‬خضْخضتُ الشي َء ف الاء وأَصله من‬
‫ف بصرُه‬
‫ُخضْت‪ .‬والكفوف‪ :‬الضّرير‪ ،‬والمع الكافِيفُ‪ .‬وقد ُكفّ بصرُه و َك ّ‬
‫َكفّا‪ :‬ذهَب‪ .‬ورجل َمكْفوف أَي أَعمى‪ ،‬وقد ُكفّ‪ .‬وقال ابن الَعراب‪:‬‬
‫َكفّ بصرُه و ُكفّ‪ .‬وال َكفْكفة‪ :‬كفّك الشيء أَي ردّك الشيء عن الشيء‪،‬‬
‫وك ْف َكفْت دمْع العي‪ .‬وبعي كافّ‪ :‬أُكلت أَسنانه وَقصُرَت من الكِبَر‬
‫حت تكاد تذهب‪ ،‬والُنثى بغي هاء‪ ،‬وقد ُكفّت أَسنانا‪ ،‬فإذا ارتفع عن ذلك‬
‫فهو ماجّ‪ .‬وقد َكفّت الناقة َت ُكفّ كُفوفا‪.‬‬
‫وال َكفّ ف العَرُوض‪ :‬حذف السابع من الزء نو حذفك النون من مفاعيلن‬
‫حت يصي مفاعي ُل ومن فاعلتن حت يصي فاعلت‪ ،‬وكذلك ك ّل ما حُذف سابعه‬
‫على التشبيه ب ُكفّة القميص الت تكون ف طرف ذيله‪ ،‬قال ابن سيده‪ :‬هذا قول‬
‫ابن إسحق‪ .‬والَكفوف ف عِلل العروض مفاعي ُل كان أَصله مفاعيلن‪ ،‬فلما‬
‫ذهبت النون قال الليل هو مكفوف‪.‬‬
‫ف بعد خِياطة‬ ‫ف الدّخْريصُ إذا ُك ّ‬‫وكِفافُ الثوب‪ :‬نَواحِيه‪ .‬وُيكَ ّ‬
‫مرة‪ .‬و َك َففْت الثوبَ أَي خِطْت حاشيته‪ ،‬وهي الِياطةُ الثانية بعد‬
‫الشّلّ‪ .‬وعَيْب ٌة َمكْفوفة أَي ُمشْرَجةٌ َمشْدودة‪ .‬وف كتاب النب‪ ،‬صلى اللّه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬بالديْبِية لَهل مكة‪ :‬وإنّ بيننا وبينكم عَيب ًة مكفوفةً؛‬
‫أَراد بالكفوفة الت ُأشْرِجَت على ما فيها وُقفِلت وضَربا مثلً‬
‫للصدور أَنا َنقِيّة من الغِلّ والغِشّ فيما كتبوا واّت َفقُوا عليه من‬
‫صلْح وا ُلدْنة‪ ،‬والعرب تشبه الصدور الت فيها القلوب بالعِياب الت‬ ‫ال ّ‬
‫ُتشْرَج على حُرّ الثياب وفاخِر التاع‪ ،‬فجعل النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪،‬‬
‫ل للقلوب ُطوِيَت على ما تعاقدوا؛‬ ‫العِياب ا ُلشْرجة على ما فيها مث ً‬
‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫وكادَت عِيابُ الوُدّ بين وبينكم‪،‬‬
‫صفَرُ‬
‫وإن قيل أَبْنا ُء العُمومةِ‪َ ،‬ت ْ‬
‫فجعل الصّدور عِيابا للوُدّ‪ .‬وقال أَبو سعيد ف قوله‪ :‬وإنّ بيننا‬
‫وبينكم عَيب ًة مكفوفة‪ :‬معناه أَن يكون الشر بينهم مكفوفا كما ُت َكفّ‬
‫العَيبة إذا ُأشْرِجَت على ما فيها من مَتاع‪ ،‬كذلك الذّحُول الت كانت بينهم‬
‫قد اصطلحوا على أَن ل يَْنشُروها وأَن يَتكافّوا عنها‪ ،‬كأَنم قد‬
‫جعلوها ف وِعاء وأَشرجوا عليها‪ .‬الوهري‪ُ :‬كفّةُ ال َقمِيص‪ ،‬بالضم‪ ،‬ما استدار‬
‫حول الذّيل‪ ،‬وكان الَصمعي يقول‪ :‬كلّ ما استطال فهو كُفة‪ ،‬بالضم‪ ،‬نو‬
‫كفة الثوب وهي حاشيته‪ ،‬و ُكفّةِ الرمل‪ ،‬وجعه كِفافٌ‪ ،‬وكلّ ما استدار‬
‫فهو ِكفّة‪ ،‬بالكسر‪ ،‬نو ِكفّة اليزان و ِكفّة الصائد‪ ،‬وهي حِبالته‪،‬‬
‫و ِكفّ ِة اللّثةِ‪ ،‬وهو ما اندرَ منها‪ .‬قال‪ :‬ويقال أَيضا َكفّة اليزان‪،‬‬
‫بالفتح‪ ،‬والمع ِك َففٌ؛ قال ابن بري‪ :‬شاهد ِكفّةِ الابِل قول الشاعر‪:‬‬
‫ج الَرضِ‪ ،‬وهي عَرِيضةٌ‬ ‫كَأنّ فِجا َ‬
‫على الائفِ الَطْلوبِ‪ِ ،‬كفّةُ حابِلِ‬
‫وف حديث عطاء‪ :‬ال ِكفّةُ والشّبكةُ أَمرها واحد؛الكُفّة‪ ،‬بالكسر‪:‬‬
‫ت تكون فيه‪ .‬وكِفافُ الشيء‪:‬‬ ‫حِبالة الصائد‪ .‬والكِ َففُ ف ال َوشْم‪ :‬دارا ٌ‬
‫حِتارُه‪ .‬ابن سيده‪ :‬والكِفة‪ ،‬بالكسر‪ ،‬كل شيء مستدير كدارة الوشم وعُود‬
‫ال ّدفّ وحبالة الصيْد‪ ،‬والمع ِك َففٌ وكِفافٌ‪ .‬قال‪ :‬وكفة اليزان الكسر فيها‬
‫أَشهر‪ ،‬وقد حكي فيها الفتح وأَباها بعضهم‪ .‬والكُفة‪ :‬كل شيء مستطيل ككُفة‬
‫الرمل والثوب والشجر و ُكفّة اللّثةِ‪ ،‬وهي ما سال منها على الضّرس‪ .‬وف‬
‫التهذيب‪ :‬و ِكفّة اللثة ما اندر منها على أُصول الثغْر‪ ،‬وَأمّا ُكفّةُ‬
‫الرمْل والقميص فطُرّتما وما حولما‪ .‬وكُفة كل شيء‪ ،‬بالضم‪ :‬حاشيته‬
‫وطرّته‪ .‬وف حديث عليّ‪ ،‬كرّم اللّه وجهه‪ ،‬يصف السحاب‪ :‬والتَمع بَ ْرقُه ف‬
‫ُكفَفِه أَي ف حواشيه؛ وف حديثه الخر‪ :‬إذا َغشِيكم اللي ُل فاجعلوا‬
‫الرّماح ُكفّة أَي ف حواشي العسكر وأَطرافه‪ .‬وف حديث السن‪ :‬قال له رجل‬
‫إنّ برِجْلي شُقاقا‪ ،‬فقال‪ :‬اكفُفه بِرْقة أَي ا ْعصُبْه با واجعلها حوله‪.‬‬
‫وكُفة الثوب‪ :‬طُرّته الت ل هُدب فيها‪ ،‬وجع كل ذلك ُكفَف وكِفافٌ‪.‬‬
‫وقد َكفّ الثوبَ يكُفه َكفّا‪ :‬تركه بل هُدب‪ .‬والكِفافُ من الثوب‪ :‬موضع‬
‫الكف‪ .‬وف الديث‪ :‬ل أَلبس القميص ا ُل َكفّف بالرير أَي الذي ُعمِل على‬
‫ضمّ شيء كِفافُه‪،‬‬ ‫ذَيْله وأَكمامه وجَيْبه كِفاف من حرير‪ ،‬وك ّل مَ َ‬
‫ومنه كِفافُ الُذن والظفُر والدبر‪ ،‬و ِكفّة الصائد‪ ،‬مكسور أَيضا‪.‬‬
‫وال ِكفّة‪ :‬حبالة الصائد‪ ،‬بالكسر‪ .‬وال ِكفّةُ‪ :‬ما يُصاد به الظّباء يعل كالطوْق‪.‬‬
‫و ُك َففُ السحاب وكِفافُه‪ :‬نواحيه‪ .‬و ُكفّة السحاب‪ :‬ناحيته‪ .‬وكِفافُ‬
‫السحاب‪ :‬أَسافله‪ ،‬والمع أَ ِكفّةٌ‪ .‬والكِفافُ‪ :‬الوقة والوَتَرَةُ‪.‬‬
‫واسْت َكفّوه‪ :‬صاروا حَواليْه‪ .‬والست ِكفّ‪ :‬الستدير كال ِكفّة‪.‬‬
‫ص بعضهم به الوَشم‪ .‬واستكفّت اليّة إذا ترَ ّحتْ‬ ‫وال َك َففُ‪ :‬كالكِ َففِ‪ ،‬وخ ّ‬
‫كالكِفّةِ‪ .‬واست َكفّ به الناسُ إذا عَصبوا به‪ .‬وف الديث‪ :‬النفِ ُق على‬
‫ط يدَه يُعطِيها‪ ،‬من قولم استكفّ‬ ‫اليل كالسَْتكِفّ بالصدقة أَي الباس ِ‬
‫به الناسُ إذا أَحدَقوا به‪ ،‬واست َكفّوا حوله ينظرون إليه‪ ،‬وهو من كِفاف‬
‫الثوب‪ ،‬وهي طُرّته وحَواشِيه وأَطرافُه‪ ،‬أَو من ال ِكفّة‪ ،‬بالكسر‪ ،‬وهو‬
‫ما استدار ككفة اليزان‪ .‬وف حديث ُرقَيْقَة‪ :‬فاستكفّوا جَناَبيْ عبدِ‬
‫الطلب أَي أَحاطوا به واجتمعوا حوله‪ .‬وقوله ف الديث‪ :‬أُمرتُ أَن ل‬
‫ف شَعرا ول ثوبا‪ ،‬يعن ف الصلة يتمل أَن يكون بعن النع‪ ،‬قال‬ ‫أَ ُك ّ‬
‫ابن الَثي‪ :‬أَي ل أَمنَعهما من السترسال حال السجود لَيقَعا على‬
‫الَرض‪ ،‬قال‪ :‬ويتمل أَن يكون بعن المع أَي ل يمعهما ول يضمهما‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬الؤمن أَخو الؤمن َي ُكفّ عليه ضَْيعَته أَي يمع عليه َمعِيشتَه‬
‫ضمّها إليه؛ ومنه الديث‪َ :‬ي ُكفّ ماء وجهه أَي يصُونُه ويمعه عن‬ ‫وَي ُ‬
‫َبذْلِ السؤال وأَصله النع؛ ومنه حديث أُم سلمة‪ُ :‬كفّي رأْسي أَي‬
‫ضمّي أَطرافه‪ ،‬وف رواية‪ :‬كفّي عن رأْسي أَي دَعيه واتركي‬ ‫اجعِيه و ُ‬
‫َمشْطَه‪.‬والكِ َففُ‪ :‬الّنقَر الت فيها العيون؛ وقول حيد‪:‬‬
‫َظلَلْنا إل َك ْهفٍ‪ ،‬وظلّت رِحالُنا‬
‫ت لنّ غُروبُ‬
‫إل ُمسَْت ِكفّا ٍ‬
‫قيل‪ :‬أَراد با ُلسَْتكِفّات الَعي لَنا ف ِك َففٍ‪ ،‬وقيل‪ :‬أَراد‬
‫ف بعضُها إل بعض‪ ،‬وقوله لنّ‬ ‫البل الجتمعة‪ ،‬وقيل‪ :‬أَراد شجرا قد استك ّ‬
‫غُروب أَي ظِلل‪.‬‬
‫والكافّةُ‪ :‬الماعة‪ ،‬وقيل‪ :‬الماعة من الناس‪ .‬يقال‪َ :‬لقِيتهم كافّ ًة‬
‫أَي كلّهم‪ .‬وقال أبو إسحق ف قوله تعال‪ :‬يا أَيها الذين آمنوا ادْخلُوا‬
‫ف السلم كافّةً‪ ،‬قال‪ :‬كافة بعن اليع والحاطة‪ ،‬فيجوز أَن يكون معناه‬
‫س ْلمِ كلّه أَي ف جيع شرائعه‪ ،‬ومعن كاف ًة ف اشتقاق‬ ‫ادخلوا ف ال ّ‬
‫اللغة‪ :‬ما يكفّ الشيء ف آخره‪ ،‬من ذلك ُكفّة القميص وهي حاشيته‪ ،‬وكلّ‬
‫مستطيل فحرفه كُفة‪ ،‬وكل مستدير كِفة نو كِفة اليزان‪ .‬قال‪ :‬وسيت ُكفّة‬
‫الثوب لَنا تنعه أَن ينتشر‪ ،‬وأَصل ال َكفّ النع‪ ،‬ومن هذا قيل لطَرف‬
‫اليد َكفّ لَنا ُي َكفّ با عن سائر البدن‪ ،‬وهي الراحة مع الَصابع‪ ،‬ومن‬
‫ف بصرُه من أَن ينظر‪ ،‬فمعن الية‬ ‫هذا قيل رجل َمكْفوف أَي قد ُك ّ‬
‫اْبلُغوا ف السلم إل حيث تنتهي شرائعه فَُت َكفّوا من أَن تعدُو شرائعه‬
‫وادخلوا كلّكم حت ُي َكفّ عن عدد واحد ل يدخل فيه‪ .‬وقال ف قوله تعال‪:‬‬
‫وقاتلوا الشركي كافة‪ ،‬منصوب على الال وهو مصدر على فاعلة كالعافية‬
‫والعاقبة‪ ،‬وهو ف موضع قاتلوا الشركي ميطي‪ ،‬قال‪ :‬فل يوز أَن يثن ول‬
‫يمع ل يقال قاتلوهم كافّات ول كافّي‪ ،‬كما أَنك إذا قلت قاِتلْهم‬
‫عامّة ل تث ّن ول تمع‪ ،‬وكذلك خاصة وهذا مذهب النحويي؛ الوهري‪ :‬وأَما قول‬
‫ابن رواحة الَنصاري‪:‬‬
‫فسِرْنا إليهم كافَ ًة ف رِحاِلهِمْ‬
‫خشّعُ‬ ‫ض ل َنَت َ‬‫جيعا‪ ،‬علينا البَيْ ُ‬
‫فإنا خففه ضرورة لَنه ل يصح المع بي ساكِني ف حشو البيت؛ وكذلك‬
‫قول الخر‪:‬‬
‫ب جزاء َسوْءٍ‪،‬‬ ‫جَزى اللّهُ الروا َ‬
‫سهُ ّن من بَ َرصٍ َقمِيصا‬ ‫وَألْبَ َ‬
‫@كلف‪ :‬الكلَف‪ :‬شيء يعلو الوجه كالسّمسم‪َ .‬كِلفَ وجهُه َي ْكَلفُ كلَفا‪،‬‬
‫وهو أَكلف‪ :‬تغيّر‪ .‬والكلَف والكُ ْلفَةُ‪ُ :‬حمْرة كَدرة تعلو الوجه‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫لون بي السواد والمرة‪ ،‬وقيل‪ :‬هو سواد يكون ف الوجه‪ ،‬وقد َكِلفَ‪.‬‬
‫وبعي أَكلَف وناقة كلْفاء وبه ُكلْفة‪ ،‬كلّ هذا ف الوجه خاصة‪ ،‬وهو لون يعلو‬
‫اللد فيغي بشرته‪ .‬وثور أَكلف وخدّ أَكَلفُ‪ :‬أَسفَع؛ قال العجاج يصف‬
‫الثور‪:‬‬
‫عن حَ ْرفِ َخيْشومٍ و َخدّ أَ ْكلَفا‬
‫ويقال للَبهَق ال َكلَف‪ .‬والبعي الَكلف‪ :‬يكون ف خديه سواد خَفيّ‪.‬‬
‫الَصمعي‪ :‬إذا كان البعي شديد المرة يلِط حُمرته سواد ليس بالص فتلك‬
‫صفُ ويرى ف أَطراف‬ ‫الكلفة‪ .‬ويقال‪ُ :‬كمَيْت أَكلف للذي كِلفَت حُمرته فلم َت ْ‬
‫شعره سواد إل الحتراق ما هو‪ .‬والكَلْفاء‪ :‬المر الت تشتد حُمرتا حت‬
‫تضرب إل السواد‪ .‬شر وغيه‪ :‬من أَساء المر ال َكلْفاء وال َعذْراء‪.‬‬
‫ف ومُكلّف‪ :‬لِج به‪ .‬أَبو زيد‪:‬‬ ‫و َكلِف بالشيء كلَفا و ُكلْفة‪ ،‬فهو كِل ٌ‬
‫َكلِفْت منك َأمْرا كلَفا‪ .‬وكِلفَ با َأشْد ال َكلَفِ أَي َأحَبّها‪.‬‬
‫حبّ للنساء‪.‬‬ ‫ورجل ِمكْلف‪ُ :‬م ِ‬
‫والُكلّف والُتكلّف‪ :‬الوقّاعُ فيما ل َيعْنيه‪ .‬والُتكلّف‪:‬‬
‫العِرّيض لا ل يعنيه‪ .‬الليث‪ :‬يقال كِلفْت هذا ا َلمْر وتكّلفْتُه‪.‬‬
‫وال ُكلْفةُ‪ :‬ما تكلّفْت من أَمر ف نائبة أَو حق‪ .‬ويقال‪ :‬كِلفْتُ بذا الَمر‬
‫أَي أُولِ ْعتُ به‪ .‬وف الديث‪ :‬اكَلفُوا من العمل ما تُطيقون‪ ،‬هو من‬
‫َكلِفْت بالَمر إذا أُولِعْت به وأَحْبَبْته‪ .‬وف الديث‪ :‬عثمان َكِلفٌ‬
‫بأَقاربه أَي شديدُ البّ لم‪ .‬والكلَف‪ :‬الوُلوع بالشيء مع شغل قلب ومَشقة‪.‬‬
‫شمْته على‬ ‫وكلّفه تكليفا أَي أَمره با يشق عليه‪ .‬وتكلّفت الشيء‪ :‬ت ّ‬
‫مشقّة وعلى خلف عادتك‪ .‬وف الديث أَراك كِلفْت بعلم القرآن‪ ،‬وكلِفْته إذا‬
‫تمّلته‪ .‬ويقال‪ :‬فلن يتكلف لخوانه ال ُكلَف والتكاليف‪ .‬ويقال‪َ :‬ح َملْت‬
‫الشيء َت ْكلِفة إذا ل تُطقه إل تكلّفا‪ ،‬وهو َتفْعِلةٌ‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫أَنا وأُمت بُرا ٌء من التكلّف‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ُ :‬نهِينا‬
‫عن التكلّف؛ أَراد كثرة السؤال والبحثَ عن الَشياء الغامضة الت ل يب‬
‫البحث عنها والَخذَ بظاهر الشريعة وقبو َل ما أَتت به‪ .‬ابن سيده‪َ :‬كِلفَ‬
‫الَمرَ وكلفَه تشّمه‬
‫(* قوله «وكلفه تشمه» كذا بالصل مففا‪ ،‬ولعله‬
‫كلف المر وتكلفه تشمه كما يرشد إليه الشاهد بعد‪ ).‬على مشقّة و ُعسْرة؛‬
‫قال أَبو كبي‪:‬‬
‫َأزُهَيْرُ‪ ،‬هل عن شَيْب ٍة من َمصْ ِرفِ‪،‬‬
‫أَم ل خُلو َد لِباذِ ٍل مَُتكَّلفِ؟‬
‫وهي ال ُكلَف والتكالِف‪ ،‬واحدتا تَكلِفة؛ وقوله‪:‬‬
‫وهُ ّن يَ ْطوِي َن على التكالِف‬
‫س ْومِ‪ ،‬أَحيانا‪ ،‬وبالتقاذُف‬ ‫بال ّ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬يوز أَن يكون من المع الذي ل واحد له‪ ،‬ويوز أَن يكون‬
‫جع َتكْلفة؛ ورواه ابن جن‪:‬‬
‫وهن يطوين على التكالُف‬
‫جاء به ف السناد لَن قبل هذا‪:‬‬
‫إذا احتسى‪ ،‬يومَ َهجِيٍ هائف‪،‬‬
‫غُرورَ عِيدِيّاتِها الَوانِف‬
‫قال ابن سيده‪ :‬ول َأرَ أَحدا رواه التكالُف‪ ،‬بضم اللم‪ ،‬إل ابن جن‪.‬‬
‫والكُلفّ‪ :‬ضرب من العنب أَبيض فيه خُضرة وإذا زُبّب جاء زبيبه أَكلف‬
‫ولذلك سي الكُلف‪ ،‬وقيل‪ :‬هو منسوب إل كُلف‪ ،‬بلد ف شق اليمن معروف‪.‬‬
‫وذو كُلفٍ و ُكلْفى‪ :‬موضعان‪ .‬التهذيب‪ :‬وذو كُلف اسم واد ف شعر ابن‬
‫مقبل‪.‬‬
‫@كنف‪ :‬الكََنفُ والكَنَفةُ‪ :‬ناحية الشيء‪ ،‬وناحِيتا كلّشيء كنَفاه‪،‬‬
‫والمع أَكناف‪ .‬وبنو فلن َيكْنُفون بن فلن أَي هم نُزول ف ناحيتهم‪ .‬وكَنفُ‬
‫الرّجل‪ِ :‬حضْنه يعن العَضُدين والصدْرَ‪ .‬وأَكناف البل والوادي‪:‬‬
‫نواحِيه حيث تنضم إليه‪ ،‬الواحد كَنفٌ‪ .‬والكََنفُ‪ :‬الانب والناحية‪ ،‬بالتحريك‪.‬‬
‫وف حديث جرير‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬قال له أَين منلك؟ قال‪ :‬بَأكْنافِ بِيشةَ‬
‫ش ْفتُ من كََنفِ أُنثى؛ يوز أَن‬ ‫أَي نواحيها‪ .‬وف حديث الفك‪ :‬ما ك َ‬
‫يكون بالكسر من الكِْنفِ‪ ،‬وبالفتح من الكَنَف‪ .‬وكنَفا النسان‪ :‬جانِباه‪،‬‬
‫ف اللّه‪ :‬رحته‪.‬‬‫وكنَفاه ناحِيتاه عن يينه وشاله‪ ،‬وها ِحضْناه‪ .‬وكَن ُ‬
‫واذْ َهبْ ف كنَف اللّه وحِفظه أَي ف كَلءته وحِرْزه وحِفظه‪َ ،‬يكْنُفه‬
‫بالكَلءة وحُسن الوِلية‪ .‬وف حديث ابن عمر‪ ،‬رضي اللّه عنهما‪ ،‬ف النْجوى‪:‬‬
‫ُيدْن الؤمنُ من ربّه يوم القيامة حت يضَع عليه كنَفه؛ قال ابن‬
‫ضعُ اللّه عليه‬
‫البارك‪ :‬يعن يستره‪ ،‬وقيل‪ :‬يرحه وَيلْطُف به‪ ،‬وقال ابن شيل‪ :‬ي َ‬
‫كنَفه أَي رحته وبِرّه وهو تثيل لعله تت ظلّ رحته يوم القيامة‪ .‬وف‬
‫حديث أَب وائل‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬نشَر اللّه كنَفه على السلم يوم‬
‫ف بيده وكُمه‪ .‬وكَنفَه عن الشيء‪َ :‬حجَزه عنه‪ .‬وكنَف‬ ‫القيامة هكذا‪ ،‬وتعطّ َ‬
‫الرجلَ يكْنُفه وَتكَّنفَه واكْتَنَفه‪ :‬جعله ف كَنفِه‪ .‬وتكَنّفوه‬
‫واكْتََنفُوه‪ :‬أَحاطوا به‪ ،‬والتكْنِيفُ مثله‪ .‬يقال‪ :‬صِلء مكَنّف أَي أُحيط به من‬
‫ضوْا على شاكلتهم مُكانِفي أَي يكنُف‬ ‫جَوانِبه ‪ .‬وف حديث الدعاء‪َ :‬م َ‬
‫بعضُهم بعضا‪ .‬وف حديث يي بن َيعْمَرَ‪ :‬فاكتَنفْته أنا وصاحب أي‬
‫أَحطْنا به من جانِبَيْه‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬فتكّنفَه الناس‪.‬‬
‫وكَنفَه يَكنُفه كنْفا وأَكنَفه‪َ :‬حفِظه وأَعانه؛ الَخية عن اللحيان‪.‬‬
‫وقال ابن الَعراب‪ :‬كنَفه ضمّه إليه وجعله ف عِياله‪ .‬وفلن َيعِيش ف كنف‬
‫فلن أي ف ِظلّه‪ .‬وأَكَنفْت الرجل إذا َأعَنْتَه‪ ،‬فهو ُمكْنَف‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬كَنفْت الرّجل أَكنُفه أَي حُطْتُه وصُنْتُه‪ ،‬وكنفت بالرجل إذا قمت به‬
‫وجعلته ف كنَفك‪ .‬والُكانفة‪ :‬العاونة‪ .‬وف حديث أَب ذر‪ ،‬رضي اللّه‬
‫عنه‪ :‬قال له رجل أَل أَكون لك صاحبا أَكنُف راعِيَكَ وَأقْتَبِس منك؟ أَي‬
‫أُعِينُه وأَكون إل جانبه وأجعله ف كنَف‪ .‬وأَكَنفَه‪ :‬أَتاه ف حاجة‬
‫فقام له با وأَعانه عليها‪ .‬وكَنَفا الطائر‪ :‬جناحاه‪ .‬وأَكَنفَه الصيدَ‬
‫والطي‪ :‬أَعانه على تصيّدها‪ ،‬وهو من ذلك‪.‬‬
‫وُيدْعى على النسان فيقال‪ :‬لتكُنفُه من اللّه كانفة أي ل تفظه‪.‬‬
‫الليث‪ :‬يقال للنسان الخذول ل تكنفه من اللّه كانفة أَي ل ْتجُزه‪.‬‬
‫جؤُون إليه‪،‬‬ ‫وانزموا فما كانت لم كانفة دون النل أَو العسكر أَي موضع يل َ‬
‫ول يفسره ابن الَعراب‪ ،‬وف التهذيب‪ :‬فما كان لم كانفة دون العسكر أَي‬
‫حاجز يجُز عنهم العدوّ‪.‬‬
‫وتكنّف الشيء واكْتَنَفه‪ :‬صار حواليه‪ .‬وتكّنفُوه من كل جان أي‬
‫احَْت َوشُوه‪.‬‬
‫وناقة كنوف‪ :‬وهي الت إذا أَصابا البد اكتنفت ف أَكناف البل تستتر‬
‫با من البد‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬والكَنوف من النوق الت تبُك ف كنَفة البل‬
‫لتقي نفسها من الريح والبد‪ ،‬وقد اكتنفت‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَنوف الت تبك ناحية‬
‫من البل تستقبل الريح لصحتها‪ :‬وا ْطلُب ناقتك ف كنَف البل أَي ف‬
‫ناحيتها‪ .‬وكنَفةُ البل‪ :‬ناحيتها‪ .‬قال أَبو عبيدة‪ :‬يقال ناقة كَنوف تبك ف‬
‫كنَفة البل مثل ال َقذُور إل أَنا ل َتسْتبعد كما تستبعد القَذور‪ .‬وحكى‬
‫أَبو زيد‪ :‬شاة كَنْفاء أَي َحدْباء‪ .‬وحكى ابن بري‪ :‬ناقة كنوف تبيت ف‬
‫كنف البل أَي ناحيتها؛ وأَنشد‪:‬‬
‫إذا اسْتَثارَ كنُوفا ِخلْت ما بَرَكَت‬
‫عليه يُْن َدفُ‪ ،‬ف حافاتِه‪ ،‬العُ ُطبُ‬
‫والُكاِنفُ‪ :‬الت تبُك من وراء البل؛ كلها عن ابن العراب‪.‬‬
‫والكَنَفانِ‪ :‬الَناحانِ؛ قال‪:‬‬
‫ِسقْطانِ من كََن َفيْ نَعامٍ جافِلِ‬
‫وك ّل ما سُتر‪ ،‬فقد كُنف‪.‬‬
‫والكَنِيفُ‪ :‬التّرْس لسَتْره‪ ،‬ويوصف به فيقال‪ :‬تُرْس كَنِيف‪ ،‬ومنه قيل‬
‫للمَذْهب كَنِيف‪ ،‬وكل ساتر كَنيف؛ قال لبيد‪:‬‬
‫حَريا حي ل َيمَْنعْ حَريا‬
‫جفُ الكَنِيفُ‬ ‫لَ‬‫سُيوفُهمُ‪ ،‬ول ا َ‬
‫والكنيفُ‪ :‬الساتر‪ .‬وف حديث علي‪ ،‬كرم اللّه وجهه‪ :‬ول يكن للمسلمي‬
‫كانفةٌ أَي ساترة‪ ،‬والاء للمبالغة‪ .‬وف حديث عائشة‪ ،‬رضي اللّه عنها‪َ :‬ش َققْن‬
‫صفَقَها‪ ،‬ويروى‬‫ف مُروطِهنّ فاخَْتمَرْن به أَي َأسْتَرَها وأَ ْ‬
‫أَكَن َ‬
‫بالثاء الثلثة‪ ،‬وقد تقدم‪ .‬والكنيفُ‪ :‬حَظية من خشَب أو شجر تتخذ للبل‪،‬‬
‫زاد الَزهري‪ :‬وللغنم؛ تقول منه‪ :‬كَنفْت البل أَكنُف وأَكِنفُ‪ .‬واكَْتَنفَ‬
‫القومُ إذا اتذوا كَنيفا لبلهم‪ .‬وف حديث النخعي‪ :‬ل تؤخذ ف الصدقة‬
‫كَنوف‪ ،‬قال‪ :‬هي الشاة القاصية الت ل تشي مع الغنم‪ ،‬ولعله أَراد‬
‫لتْعابا الصدّق باعتزالا عن الغنم‪ ،‬فهي كا ُلشَيّعةِ النهي عنها ف‬
‫الَضاحي‪ ،‬وقيل‪ :‬ناقة كَنوف إذا أَصابا البد فهي تستتر بالبل‪ .‬ابن سيده‪:‬‬
‫والكَنيف حَظية من خشب أَو شجر تتخذ للبل لتقِيَها الريح والبد‪ ،‬سي‬
‫بذلك لَنه يكِنفُها أي يسترها ويقيها؛ قال الراجز‪:‬‬
‫تَبِيتُ بي ال ّزرْبِ والكَنِيفِ‬
‫والمع كُُنفٌ؛ قال‪:‬‬
‫َلمّا تَآزَيْنا إل ِدفْء الكُُنفْ‬
‫وكنَف الكَنِيفَ يكنُفه كَنْفا وكُنوفا‪ :‬عمله‪ .‬وكَنفْت الدار‬
‫أَكنُفها‪ :‬اتذت لا كنيفا‪ .‬وكَنف البل والغنم يكْنُفها كَنْفا‪ :‬عمل لا‬
‫كَنيفا‪.‬وكنَف لبله كَنِيفا‪ :‬اتذه لا؛ عن اللحيان‪ .‬وكَنف الكَيّالُ‬
‫يكُنفُ كَنْفا حَسنا‪ :‬وهو أَن يعل يديه على رأْس القَفِيز ُي ْمسِك بما‬
‫الطعام‪ ،‬يقال‪ِ :‬كلْه كَيْلً غي َمكْنُوف‪ .‬وتكنّف القو ُم بالغِثاث‪ :‬وذلك‬
‫أَن توت غنمهم هُزا ًل فَيحْظُروا بالت ماتت حول الَحْياء الت َبقِي‬
‫فتسْتُرها من الرّياح‪ .‬واكتَنف كَنِيفا‪ :‬اتذه‪ .‬وكنَف القومُ‪ :‬حبَسوا‬
‫أَموالم من َأزْلِ وَتضْييق عليهم‪ .‬والكَنيف‪ :‬الكُنّة ُتشْرَع فوق باب‬
‫الدار‪ .‬وكنَف الدارَ يكْنُفها كَنْفا‪ :‬اتذ لا َكنِيفا‪ .‬والكَنِيف‪:‬‬
‫الَلء وكله راجع إل السّتر‪ ،‬وأَهل العراق يسمون ما أَشرعوا من أَعال‬
‫دُورهم كَنِيفا‪ ،‬واشتقاق اسم الكَنِيف كأَنه كُِنفَ ف أَستر النواحي‪،‬‬
‫والظي ُة تسمى كَنِيفا لَنا تكنف البل أَي تسترها من البد‪ ،‬فعيل بعن‬
‫فاعل‪ .‬وف حديث أَب بكر حي استخلف عمر‪ ،‬رضي اللّه عنهما‪ :‬أَنه أَشرف من‬
‫كَنِيف فكلّمهم أَي من سُتْرة؛ وك ّل ما سَتر من بناء أَو حظية‪ ،‬فهو‬
‫كنيف؛ وف حديث ابن مالك والَكوع‪:‬‬
‫تبيت بي الزرب والكنيف‬
‫أَي الوضع الذي يكنفها ويسترها‪.‬‬
‫والكِْنفُ‪ :‬الزّْنفَلِيجة يكون فيها أَداة الراعي ومَتاعه‪ ،‬وهو أَيضا‬
‫وِعاء طويل يكون فيه مَتاع التّجار وَأسْقاطهم؛ ومنه قول عمر ف عبد‬
‫اللّه بن مسعود‪ ،‬رضي اللّه عنهما‪ :‬كُنَْيفٌ ُملِئ ِعلْما أَي أَنه وعاء‬
‫للعلم بنلة الوعاء الذي يضع الرجل فيه أَداته‪ ،‬وتصغيه على جهة الدح له‪،‬‬
‫وهو تصغي تعظيم لكِنْف كقول حُباب بن الُْنذِر‪ :‬أَنا ُجذَْيلُها‬
‫حكّك و ُعذَْيقُها الُ َرجّب؛ شبّه عمر قلب ابن مسعود ِبكِنْف الرّاعي‬ ‫ا ُل َ‬
‫لَن فيه مِبْراتَه ومِ َقصّه و َشفْرته ففيه كلّ ما يريد؛ هكذا قلبُ ابن‬
‫مسعود قد جُمع فيه كلّ ما يتاج إليه الناس من العلوم‪ ،‬وقيل‪ :‬الكِنْف‬
‫وعاء يعل فيه الصائغ أَدواته‪ ،‬وقيل‪ :‬الكِنْف الوعاء الذي يكْنُف ما جُعل‬
‫فيه أَي يفظه‪ .‬والكِْنفُ أَيضا‪ :‬مثل العَيْبة؛ عن اللحيان‪ .‬يقال‪ :‬جاء‬
‫فلن بكنِف فيه متاع‪ ،‬وهو مثل العيبة‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه توضّأَ فأدخل يده‬
‫ف الناء فكََنفَها وضرب بالاء وجهه أَي َجمَعها وجعلها كالكِنْف وهو‬
‫الوعاء‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬أَنه أَعطى عياضا كنف الرّاعي أَي‬
‫وعاءه الذي يعل فيه آلته‪ .‬وف حديث ابن عمرو وزوجته‪ ،‬رضي اللّه عنهم‪:‬‬
‫ل ُيفَتّش لنا كِنْفا؛ قال ابن الَثي‪ :‬ل يدخل يده معها كما يدخل‬
‫الرجل يده مع زوجته ف دواخل أَمرها؛ قال‪ :‬وأَكثر ما يروى بفتح الكاف والنون‬
‫من الكَنَف‪ ،‬وهو الانب‪ ،‬يعن أَنه ل َيقْرَبا‪ .‬وكَنَف الرجلُ عن‬
‫الشيء‪ :‬عدل؛ قال القطامي‪:‬‬
‫صلْنا‪ ،‬واّتقَونا باكِرٍ‪،‬‬
‫فَصالوا و ُ‬
‫لُي ْعلَ َم ما فِينا عن البيْع كاِنفُ‬
‫قال الَصمعي‪ :‬ويروى كاتف؛ قال‪ :‬أَظن ذلك ظنّا؛ قال ابن بري‪ :‬والذي ف‬
‫شعره‪:‬‬
‫ليُعلَ َم هل مِنّا عن البيع كانف‬
‫قال‪ :‬ويعن بالاكر المار أَي له مَكر وخَديعة‪.‬‬
‫وكَنيف وكانِف ومُكنِف‪ ،‬بضم اليم وكسر النون‪ :‬أَساء‪ .‬ومُكنِف بن زَيد‬
‫اليل كان له غَناء ف الرّدّة مع خالد بن الوليد‪ ،‬وهو الذي فتَح‬
‫الرّيّ‪ ،‬وأَبو حّاد الراوية من سَبْيه‪.‬‬
‫@كهف‪ :‬ال َكهْف‪ :‬كالَغارة ف البل إل أَنه أَوسع منها‪ ،‬فإذا صغر فهو‬
‫غار‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬الكهف كالبيت النقور ف البل‪ ،‬وجعه كُهوف‪.‬‬
‫وتكهّف البلُ‪ :‬صارت فيه كُهوف‪ ،‬وتكهّفتِ البئر‪ :‬صار فيها مثل ذلك‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬فلن َكهْف فلن أَي ملجأ‪ .‬الَزهري‪ :‬يقال فلن كهف أَهل الرَّيبِ‬
‫إذا كانوا َيلُوذون به فيكون وزَرا و َملْجأ لم‪ .‬وُأكَْي ِهفٌ‪ :‬موضع‪.‬‬
‫و َكهْفةُ‪ :‬اسم امرأَة‪ ،‬وهي كهفة بنت مَصاد أَحد بن نَبهان‪.‬‬
‫@كوف‪ :‬كوّف الَدِي‪ :‬قَطَعه؛ عن اللحيان‪ ،‬ككَيّفه‪ ،‬و َكوّف الشيءَ‪:‬‬
‫نّاه‪ ،‬وكوّفه‪ :‬جعه‪ .‬والت َكوّف‪ :‬التجمع‪.‬‬
‫والكُوفة‪ :‬الرملة الجتمعة‪ ،‬وقيل‪ :‬الكوفة الرملة ما كانت‪ ،‬وقيل‪ :‬الكوفة‬
‫الرملة المراء وبا سيت الكوفة‪ .‬الزهري‪ :‬الليث كُوفانُ اسم أَرض وبا‬
‫سيت الكوفة‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكوفة بلد سيت بذلك لَن سعدا لا أَراد أَن‬
‫يبن الكوفة ارتادها لم وقال‪ :‬تكوّفوا ف هذا الكان أَي اجتمعوا فيه‪،‬‬
‫وقال الفضل‪ :‬إنا قال ك ّوفُوا هذا الرمل أي َنحّوه وانزلوا‪ ،‬ومنه سيت‬
‫الكُوفة‪ .‬وكُوفان‪ :‬اسم الكوفة؛ عن اللحيان‪ ،‬قال‪ :‬وبا كانت تدعى قبل‪،‬‬
‫قال الكسائي‪ :‬كانت الكوفة ُتدْعى كُوفانَ‪.‬‬
‫ف القومُ‪ :‬أَتوا الكوفة؛ قال‪:‬‬ ‫وك ّو َ‬
‫ت يوما من الناس راكبا‬ ‫إذا ما رأَ ْ‬
‫يَُبصّر من جِيانا‪ ،‬ويُكوّفُ‬
‫وك ّوفْت تكويفا أَي صرت إل الكوفة؛ عن يعقوب‪ .‬وتك ّوفَ الرجلُ أَي‬
‫تشبّه بأَهل الكوفة أَو انتسب إليهم‪ .‬وتكوّفَ الرملُ والقومُ أَي‬
‫استداروا‪.‬والكُوفا ُن وال ُكوّفان‪ :‬الشرّ الشديد‪ .‬وتَرك القومَ ف كَوفان أَي ف‬
‫أَمر مستدير‪ .‬وإنّ بن فلن من بن فلن لفي كُوفان و َكوّفان أَي ف‬
‫شقّة و َدوَران؛ وأَنشد ابن بري‪:‬‬
‫أَمر شديد‪ ،‬ويقال ف عَناء و َم َ‬
‫فما َأضْحى وما َأ ْمسَْيتُ إل‬
‫وإن منكُم ف َكوّفانِ‬
‫وإنه لفي كُوفان من ذلك أَي حِرْز ومَنَعة‪ .‬الكسائي‪ :‬والناس ف كُوفان‬
‫من أَمرهم وف ُكوّفان و َكوْفان أَي ف اختلط‪ .‬والكُوفانُ‪ :‬الدّغَل بي‬
‫القصَب والشب‪.‬‬
‫والكاف‪ :‬حرف يذكر ويؤنث‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك سائر حروف الجاء؛ قال الراعي‪:‬‬
‫ك َأطْللٌ َت َع ّفتْ ُرسُومُها‪،‬‬
‫أَشاقَتْ َ‬
‫كما بيّنت كاف تلُوح ومِيمها؟‬
‫والكاف أَلفها واو؛ قال ابن سيده‪ :‬وهي من الروف حرف مهموس يكون أَصلً‬
‫وبد ًل وزائدا ويكون اسا‪ ،‬فإذا كانت اسا ابتدئ با فقيل كزيد‬
‫جاءن‪ ،‬يريد مثل زيد جاءن‪ ،‬وكبكر غل ٌم لزيد‪ ،‬يريد مثل بكر غلم لزيد‪ ،‬فإن‬
‫أَدخلت إ ّن على هذا قلت إنّ كبكر غلمٌ لحمد فرفعت الغلم لَنه خب‬
‫إنّ‪ ،‬والكاف ف موضع نصب لَنا اسم إن‪ ،‬وتقول إذا جعلت الكاف خبا مقدما‬
‫إنّ كبكر أَخاك تريد إن أَخاك كبكر كما تقول إن من الكرام زيدا‪ ،‬وإذا‬
‫كانت حرفا ل تقع إل متوسطة فتقول مررت بالذي كزيد‪ ،‬فالكاف هنا حرف ل‬
‫مالة‪ ،‬واعلم أَن هذه الكاف الت هي حرف جر كما كانت غي زائدة فيما‬
‫قدمنا ذكرها‪ ،‬فقد تكون زائدة مؤكدة بنلة الباء ف خب ليس وف خب ما ومِن‬
‫وغيها من الروف الارّة‪ ،‬وذلك نو قوله عز وجل‪ :‬ليس كمثله شيء؛ تقديره‬
‫واللّه أَعلم‪ :‬ليس مثلَه شيء‪ ،‬ول بد من اعتقاد زيادة الكاف ليصح العن‬
‫لَنك إن ل تعتقد ذلك أَثبتّ له عزّ اسه مثلً‪ ،‬وزعمت أَنه ليس كالذي‬
‫هو مثله شيء‪ ،‬فيفسد هذا من وجهي‪ :‬أَحدها ما فيه من إثبات الثل لن ل‬
‫ت له مثلً‬
‫مثل له عز وعل علوّا كبيا‪ ،‬والخر أَن الشيء إذا أَثَب ّ‬
‫فهو مِثل مثله لَن الشيء إذا ماثله شيء فهو أَيضا مُماثل لا ماثله‪ ،‬ولو‬
‫كان ذلك كذلك على فساد اعتقاد اعتقاد معتقده لا جاز أَن يقال ليس كمثله‬
‫شيء‪ ،‬لَنه تعال مِثلُ مِثله وهو شيء لَنه تبارك اسه قد سى نفسه‬
‫ي شيء أَكب شَهادة قل اللّه شَهيد بين وبينكم؛ وذلك‬ ‫شيئا بقوله‪ :‬قل أَ ّ‬
‫أَن أَيّا إذا كانت استفهاما ل يوز أَن يكون جوابا إل من جنس ما‬
‫أُضيفت إليه‪ ،‬أَل ترى أَنك لو قال لك قائل أيّ الطعام أَحب إليك ل يز‬
‫أَن تقول له الركوب ول الشي ول غيه ما ليس من جنس الطعام؟ فهذا كله‬
‫يؤكد عندك أَن الكاف ف كمثله ل بدّ أَن تكون زائدة؛ ومثله قول رؤبة‪:‬‬
‫لَواحِ ُق ا َلقْرابِ فيها كا َلقَقْ‬
‫وا َلقَقُ‪ :‬الطّول‪ ،‬ول يقال ف هذا الشيء كالطول إنا يقال ف هذا‬
‫الشيء طول‪ ،‬فكأَنه قال فيها َمقَق أَي طول‪ ،‬وقد تكون الكاف زائدة ف نو ذلك‬
‫وذاك وتِيك وتلك وأُولئك‪ ،‬ومن العرب من يقول لَْيسَكَ زيدا أَي ليس‬
‫زيدا والكاف لتوكيد الطاب‪ ،‬ومن كلم العرب إذا قيل لَحدهم كيف أَصبحت أَن‬
‫يقول كخيٍ‪ ،‬والعن على خي‪ ،‬قال الَخفش‪ :‬فالكاف ف معن على؛ قال ابن‬
‫جن‪ :‬وقد يوز أَن تكون ف معن الباء أَي بي‪ ،‬قال الَخفش ونو منه‬
‫قولم‪ :‬كن كما أَنت‪ .‬الوهري الكاف حرف جر وهي للتشبيه؛ قال‪ :‬وقد تقع موقع‬
‫اسم فيدخل عليها حرف الر كما قال امرؤ القيس يصف فرسا‪:‬‬
‫ورُحْنا بِكابنِ الاء ُيجَْنبُ وسْطَنا‪،‬‬
‫ب فيه العَيْنُ طَورا وتَرْتَقي‬
‫صوّ ُ‬
‫َت َ‬
‫قال‪:‬؛ وقد تكون ضميا للمُخاطب الجرور والنصوب كقولك غلمك وضَربك‪،‬‬
‫وتكون للخطاب ول موضع لا من العراب كقولك ذلك وتلك وأُولئك و ُروَيْدَك‪،‬‬
‫لَنا ليست باسم ههنا وإنا هي للخطاب فقط تفتح للمذكر وتكسر للمؤنث‪.‬‬
‫وك ّوفَ الكاف‪َ :‬عمِلها‪ .‬وك ّوفْت كافا حسنا أَي كتبت كافا‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫ليست عليه تُوفة ول كوفة‪ ،‬وهو مثل الَ ْزرِيةِ‪ .‬وقد تافَ وكافَ‪.‬‬
‫وال ُكوَيْفةُ‪ :‬موضع يقال له كُويفة عمرو‪ ،‬وهو عمرو بن قيس من الزْد كان‬
‫أَبْرويز لا انزم من بَهرام جُور نزل به فقراه وحله‪ ،‬فلما رجع إل‬
‫ملكه أَقطعه ذلك الوضع‪.‬‬
‫@كيف‪ :‬كّيفَ ا َلدِي‪ :‬قَطّعه‪ ،‬والكِيفةُ‪ :‬القِطْعة منه؛ كلها عن‬
‫اللحيان‪ .‬ويقال للخِرْقة الت يُ ْرقَع با ذَيْل القميص القُدّامُ‪ :‬كِيفة‪،‬‬
‫والذي يرقع با ذيل القميص الَلفُ‪ :‬حيفةٌ‪.‬‬
‫وكْيفَ‪ :‬اسم معناه الستفهام؛ قال اللحيان‪ :‬هي مؤنثة وإن ذكّرت جاز‪،‬‬
‫صبُ‬‫فأَما قولم‪ :‬كَيّف الشي َء فكلم مولّد‪ .‬الَزهري‪ :‬كيفَ حرف أَداة ون ْ‬
‫الفاء فرارا به من الياء الساكنة فيها لئل يلتقي ساكنان‪ .‬وقال الزجاج‬
‫ف قول اللّه تعال‪ :‬كيف تكفرون باللّه وكنتم أَمواتا(الية)‪ :‬تأَويل‬
‫كيف استفهام ف معن التعجب‪ ،‬وهذا التعجب إنا هو للخلق والؤمني أَي‬
‫اعجَبوا من هؤلء كيف يكفرون وقد ثبتت حجة اللّه عليهم‪ ،‬وقال ف مصدر كيف‪:‬‬
‫الكَْيفِيّة‪ .‬الوهري‪ :‬كيف اسم مبهم غي متمكن وإنا حرك آخره للتقاء‬
‫الساكني‪ ،‬وبن على الفتح دون الكسر لكان الياء وهو للستفهام عن الَحوال‪،‬‬
‫وقد يقع بعن التعجب‪ ،‬وإذا ضممت إليه ما صح أَن يازي به تقول‪:‬‬
‫كَْيفَما َت ْفعَلْ َأ ْفعَلْ؛ قال ابن بري‪ :‬ف هذا الكان ل يازى بكيفَ ول‬
‫بكيفما عند البصريي‪ ،‬ومن الكوفيي من يُجازي بكيفما‪.‬‬
‫@كذنق‪ :‬قال ابن بري‪ :‬ال ُكذَيْنِ ُق ُمدُقّ القصارين الذي ُيدَقّ عليه‬
‫الثوبُ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫صعُلِ الضّئِيلِ و َكفّ‬ ‫قامة القُ ْ‬
‫ِخْنصَراها ُكذَيِْنقَا َقصّارِ‬
‫@كربق‪ :‬يقال للحانوت‪ :‬كُرْبَج وكُرْبَق وقُرْبَق‪ ،‬وهو فارسي معرب‪.‬‬
‫@كسق‪ :‬ال َك ْوسَقُ‪ :‬ال َك ْوسَجُ معرب‪.‬‬
‫@كذاك‪ :‬هذه كلمة اخترت إيرادها ف هذا الكان لَنه قد قيل إنا استعملت‬
‫كلها استعمال السم الواحد فوضعتها هنا‪ ،‬وسأذكرها أَيضا ف موضعها‪ .‬قال‬
‫لوّارى؛ قال‪:‬‬ ‫الَزهري ف ترجة َد ْرمَكَ‪ :‬الدّ ْرمَكُ الّن ِقيّ ا ُ‬
‫ل ْمقَى إل بعض الرؤساء كريةً له فردّه وقال‪:‬‬ ‫ب بعضُ ا َ‬ ‫وخَ َط َ‬
‫ا ْمسَ ْح من ال ّد ْرمَكِ عن فاكا‪،‬‬
‫إن أَراكَ خاطِبا كَذاكا‬
‫قال‪ :‬والعرب تقول فلن كَذاكَ أَي َس ِفلَةٌ من الناس‪ .‬يقال‪ :‬رجل كذاك‬
‫أَي خسيس‪ .‬واشْتَ ِر ل غلما ول َتشْتَرِه كذاك أَي دَنِيّا‪ ،‬قال‪ :‬وقيل‬
‫حقيقة كذاك أَي مثل ذاك‪ ،‬قال‪ :‬ومعناه الْ َزمْ ما أنت عليه ول تتجاوزه‪،‬‬
‫والكاف الُول منصوبة بالفعل الضمر‪.‬‬
‫@كرك‪ :‬كالكَ ِركُ‪ :‬الَحر؛ ثوب كَ ِركٌ و َخوْخ َك ِركٌ؛ وأَنشد الِيادِيّ‬
‫لَب دُواد‪:‬‬
‫كَ ِركٌ كَل ْونِ التّي أَحْوى ياِنعٌ‪،‬‬
‫مُتَراكبُ الَكمامِ غي صَوادِي‬
‫والكُرْ ِكيّ‪ :‬طائر‪ ،‬والمع الكَرا ِكيّ‪ .‬والكَرْك‪ :‬جبل‪ .‬والكُرّك‪:‬‬
‫الكُ ّرجُ الذي يلعب به‪ .‬قال أَبو عمر الزاهد‪ :‬الكاروكَ ُة القَوّادَةُ؛‬
‫ظ ف الدينارِ للكارُوكَه‬ ‫قال‪:‬لحَ ّ‬
‫قال‪ :‬وقال يونس كَرّكت الدجاجة وهي كُرُكّة‪ ،‬ورأَيت ف بعض حواشي‬
‫أَمال ابن بري‪ :‬أَ ْكرَكَت الدجاجة وهي كُرُكّة‪ ،‬ونسب إل الصاغان‪.‬‬
‫@كشك‪ :‬ال َكشْكُ‪ :‬ماء الشعي‪.‬‬
‫@كعك‪ :‬ال َكعْك‪ :‬الُبْز اليابس‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َكعْك خبز‪ ،‬فارسي معرّب‪ ،‬قال‬
‫الليث‪ :‬أَظنه معرّبا؛ وأَنشد‪:‬‬
‫حمٍ مَثْرودْ‪،‬‬ ‫يا حَبّذا ال َكعْكُ بَل ْ‬
‫شكُنانٌ بسَوي ٍق َمقْنُودْ‬ ‫وخ ْ‬
‫@كوك‪ :‬ابن شيل‪ :‬الكَيْكاء وال َكوْكَى ها السّرَطانُ أَي من ل خي فيه‬
‫من الرجال‪ .‬شر‪ :‬رجل كُواكِيَة وزُوازِيَة أَي قصي‪ .‬وماء عُرانية‪ :‬شديد‬
‫الِرْية‪ .‬شر‪ :‬رجل َكوْكاةٌ وهو القصي‪ ،‬قال‪:‬ورأَيت فلنا ُم َكوْكيا؛‬
‫وهو الهتزاز ف ا ِلشْية والسّرْعة‪ ،‬وهو من َعدْو القِصار؛ قال‬
‫الشاعر‪:‬دَ َعوْتُ َكوْكا ًة بغَرْبٍ مِرْجَسِ‪،‬‬
‫سعَى حاسِرا ل َيلْبَسِ‬ ‫فجاء َي ْ‬
‫@كيك‪ :‬ابن سيده‪ :‬الكَْيكَة البيضة‪ ،‬وجعها كَياكي؛ وقال الفراء‪ :‬أَصلها‬
‫كَْيكِيَةٌ مثل اللّْيلَةِ أَصلها لَْيلِيَة‪ ،‬ولذلك ُجمِعتا كَيا ِكيَ‬
‫ولَياِليَ‪ .‬ابن شيل‪ :‬الكَيْكاء والكَوْكى ها السّرَطانُ أَي من ل خي‬
‫فيه من الرجال‪.‬‬
‫@كأل‪ :‬الكأْلُ‪ :‬أَن تشتري أَو تبيع دَيْنا لك على رجل بدَي ٍن له على‬
‫آخر‪ ،‬وكذلك الكأْلة والكُؤولة؛ كله عن اللحيان‪.‬‬
‫وال َكوَْألَلُ‪ :‬القصي‪ ،‬وقيل‪ :‬القصي مع ِغلَظ وشدّة‪ .‬وقد ا ْك َوأَلّ‬
‫الرجل‪ ،‬فهو ُم ْكوَئلّ إِذا قصُر‪ .‬وا ُل ْكوَئلّ‪ :‬القصي ا َل ْفحَجُ؛‬
‫الَصمعي‪ :‬إِذا كان فيه قصر وغلظ مع شدة قيل رجل َكوَْألَل وكَ ْألَل‬
‫وكُلكِل‪.‬‬
‫@كبل‪ :‬الكَبْل‪ :‬قَيْد ضخم‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكَبْل والكِبْل القَيْد من أَيّ‬
‫شيء كان‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَعظم ما يكون من ا َلقْياد‪ ،‬وجعهما كُبُول‪ .‬يقال‪:‬‬
‫كََبلْت الَسي وكَّبلْته إِذا قيّدته‪ ،‬فهو َمكْبُول ومُكَبّل‪ .‬وقال‬
‫أَبو عمرو‪ :‬هو القَيْد والكَبْل والّنكْل وال َولْ ُم والقُرْزُل‬
‫حكْت من قوم يؤْتى بم إِل النة ف كَبْل‬ ‫ضِ‬ ‫وا َلكْبُول‪ :‬الحبوس‪ .‬وف الديث‪َ :‬‬
‫الديد‪ .‬وف حديث أَب مرثَد‪ :‬ف ُفكّت عنه أَ ْكبُله؛ هي جع ِقلّة للكَبْل‬
‫القَْيدِ؛ وف قصيد كعب بن زهي‪:‬‬
‫مُتَيّم إِثْرَها ل ُيفْ َد َمكْبولُ‬
‫أَي مقيّد‪ .‬وكَبَله َيكْبِله كَْبلً وكَّبلَه وكَبَله كْبلً‪:‬‬
‫(*‬
‫قوله «وكَبَله كَبْلً» تكرار لا سبق الكلم عليه) حَبسه ف سجن أَو غيه‪،‬‬
‫وأَصله من الكَبْل؛ قال‪:‬‬
‫(* قوله «من الكبل قال» هكذا ف الصل ولعله من‬
‫الكبل القيد قال إل نظي ما يأت بعده)‪.‬‬
‫ت ف دا ٍر ُيهِينُكَ أَهلُها‪،‬‬
‫إِذا كن َ‬
‫ك َمكْبُولً با‪ ،‬فتحوّل‬ ‫ول تَ ُ‬
‫سهْمان فل مُكابَلة؛ قال أَبو عبيد‪:‬‬ ‫وف حديث عثمان‪ :‬إِذا وقعت ال ّ‬
‫تكون الُكابَلة بعنيي‪ :‬تكون من الَبْس‪ ،‬يقول إِذا ُحدّتِ الُدودُ فل‬
‫ُيحْبَس أَحد عن حقّه‪ ،‬وأَصله من الكَبْل القَيْد‪ ،‬قال الَصمعي‪:‬‬
‫والوج ُه الخر أَن تكون الُكابَلة مقلوبة من الُباكَلة أَو الُلبكة وهي‬
‫الختلط؛ وقال أَبو عبيدة‪ :‬هو من الكَبْل ومعناه البس عن حقه‪ ،‬ول يذكر‬
‫الوجه الخر؛ قال أَبو عبيد‪ :‬وهذا عندي هو الصواب‪ ،‬والتفسي الخر غلط‬
‫لَنه لو كان من َب َكلْت أَو لََبكْت لقال مُباكَلة أَو مُلبَكةً‪ ،‬وإِنا‬
‫الديث مُكابلَة؛ وقال اللحيان ف الُكابَلة؛ قال بعضهم هي التأْخي‪.‬‬
‫يقال‪ :‬كََبلْتُك دَْينَك أَخّرته عنك‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬يقول إِذا ُحدّت‬
‫الدار‪ ،‬وف النهاية‪ :‬إِذا ُحدّت الُدود فل يبَس أَحد عن حقه كأَنه كان ل‬
‫شفْعة للجار؛ قال ابن الَثي‪ :‬هو من الكَبْل القيد‪ ،‬قال‪ :‬وهذا‬ ‫يرى ال ّ‬
‫خلِيط؛ الحكم‪ :‬قال أَبو عبيد قيل هي‬ ‫على مذهب من ل يرى الشفعة إِ ّل لل َ‬
‫مقلوبة من لَبَك الشيء وَبكَله إِذا خلَطه‪ ،‬وهذا ل يسوغ لَن‬
‫الُكابَلة مصدر‪ ،‬والقلوب ل مصدر له عند سيبويه‪ .‬والُكابلَة أَيضا‪ :‬تأْخي‬
‫الدّيْن‪ .‬وكَبَله الدينَ كَبْلً‪ :‬أَخّره عنه‪ .‬والُكابلَة‪ :‬التأْخي‬
‫والبس‪ ،‬يقال‪ :‬كََبلْتُك دَيْنَك‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬الُكابلَة أَن تُباع الدار‬
‫إِل جنب دارك وأَنت تريدها ومتاج إِل شرائها‪ ،‬فتؤخر ذلك حت يستوجبها‬
‫شفْعة وهي مكروهة‪ ،‬وهذا عند من يَرى شُفعة‬ ‫الشتري ث تأْخذها بال ّ‬
‫الِوار‪ .‬وف الديث‪ :‬ل مُكابلة إِذا ُحدّت الُدود ول ُشفْعة؛ قال‬
‫الطّ ِرمّاح‪:‬‬
‫مت َيعِ ْد يُْنجِزْ‪ ،‬ول َيكْتَبِلْ‬
‫منه العطايا طولُ ِإعْتامِها‬
‫إِعْتامُها‪ :‬الِبطاء با‪ ،‬ل َيكْتَبِل‪ :‬ل يتبس‪ .‬وفَ ْروٌ كَبْلٌ‪:‬‬
‫كثي الصوف ثقيل‪ .‬الوهري‪ :‬فَ ْروٌ كَبَل‪ ،‬بالتحريك‪ ،‬أَي قصي‪ .‬وف حديث ابن‬
‫عبد العزيز‪ :‬أَنه كان يلبَس الفَ ْروَ وَالكَبْل؛ قال ابن الَثي‪:‬‬
‫الكَبْل فَ ْروٌ كبي‪ .‬والكَبْل‪ :‬ما ُثنَ من اللد عند شَفةِ الدلو فخُرِز‪،‬‬
‫وقيل‪َ :‬شفَتُها‪ ،‬وزعم يعقوب أَن اللم بدل من النون ف كَبْن‪ .‬والكابُول‪:‬‬
‫حِبالة الصائد‪ ،‬يانية‪.‬‬
‫وكابُلُ‪ :‬موضع‪ ،‬وهو عجمي؛ قال النابغة‪:‬‬
‫قُعودا له َغسّا ُن يَرْجُون َأوْبَهُ‪،‬‬
‫جمِي وكابُلُ‬ ‫وتُ ْر ٌك ورَهْطُ الَ ْع َ‬
‫وأَنشد ابن بري لَب طالب‪:‬‬
‫ع بِنا الَعداءُ‪ ،‬ودّوا َلوَ آنّنا‬ ‫تُطا ُ‬
‫ب تُ ْركٍ وكابُل‬ ‫س ّد بِنا أَبوا ُ‬‫ُت َ‬
‫فكابُل أَعجمي ووزنه فاعُل‪ ،‬وقد استعمله الفرزدق كثيا ف شعره؛ وقال‬
‫غوبة بن سلمى‪:‬‬
‫(* قوله «وقال غوبة بن سلمى» كذا بالصل‪ ،‬والذي ف ياقوت‪:‬‬
‫وقال فرعون بن عبد الرحن يعرف بابن سلكة من بن تيم بن مرّ‪ :‬وددت‬
‫ت مَخافَةَ الجّاجِ أَن‬ ‫إل)‪.‬وَدِ ْد ُ‬
‫ت شيطانٍ رَجيمِ‬ ‫بِكابُلَ ف ا ْس ِ‬
‫ُمقِيما ف مَضارِطِهِ أُغَنّي‪:‬‬
‫أَل َحيّ الَنازِ َل بال َغمِيمِ‬
‫وقال حنظلة الي بن‬
‫أَب رُهْم‪ ،‬ويقال حسّان بن حنظلة‪:‬‬
‫نَ َزلْت له عن الضّبَْيبِ‪ ،‬وقد َبدَتْ‬
‫سوّمَ ٌة من خَيْ ِل تُ ْر ٍك وكابُلِ‬ ‫ُم َ‬
‫وذو الكَْبَليِ‪ :‬فحل كان ف الاهلية كان ضَبّارا ف قَيْده‪.‬‬
‫لعَل؛ عن كراع‪.‬‬ ‫@كبثل‪ :‬الكََبوْثَلُ‪ :‬ولدٌ ي َقعُ بي الُنفُساء وا ُ‬
‫@كبتل‪ :‬التهذيب ف الماسي‪ :‬ابن الَعراب يقال لذكر الُنفُساء‬
‫لعَل‪.‬‬‫لوّاز والكَبَرْتَل وا ُلدَحْرِج وا ُ‬ ‫ا ُلقَرّضُ وا ُ‬
‫لبْزة وهي قطعة من كنِيز التمر‪.‬‬ ‫@كتل‪ :‬الليث‪ :‬الكُتْلة أَعظم من ا ُ‬
‫الحكم‪ :‬الكُتْلة من الطي والتمر وغيها ما ُجمِع؛ قال‪:‬‬
‫وبالغَداةِ كُتَلَ البَرْنِجّ‬
‫صمْغ‪.‬‬‫أَراد البَ ْرنّ‪ .‬الصحاح‪ :‬الكُتْلة القطعة الجتمعة من ال ّ‬
‫وا ُلكَتّل‪ :‬الشديد القصي‪ .‬ورأْس ُمكَتّل‪ :‬ممّع مدوّر‪ .‬والكُتْلة‪:‬‬
‫ال ِفدْرة من اللحم‪ .‬وكَتّله‪ :‬سّنه؛ عن كراع‪ .‬ورجل ُمكَتّل وذو كَتَ ٍل وذو‬
‫كَتالٍ‪ :‬غليظُ السم‪ .‬والكَتَال‪ :‬القوّة‪ .‬والكَتَال‪ :‬اللحم‪ .‬ورجل‬
‫ُمكَتّل اللْق إِذا كان مُداخَل البدن إِل القِصَر ما هو‪ .‬وأَلقى عليه‬
‫كَتَالَه أَي ثقله؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫وَلسْت بِراحِلٍ أَبدا إِليهم‪،‬‬
‫ولو عاَلجْت من وَِتدٍ كَتال‬
‫أَي مؤون ًة وِثقْلً‪ .‬والكَتالُ‪ :‬النفس‪ .‬والكَتال‪ :‬الاجة تقضيها‪.‬‬
‫صلِح من طعام أَو ُكسْوة‪ .‬وزوّجها على أَن يقيم لا‬ ‫والكَتالُ‪ :‬كلّ ما ُأ ْ‬
‫كَتالَها أَي ما ُيصْلحها من عيشها‪ .‬والكَتال‪ :‬سوء العيش‪ .‬والَكتل‪ :‬الشديدة‬
‫من شدائد الدهر‪ ،‬واشتقاقه من الكَتَال‪ ،‬وهو سوء العيش وضيقه؛ وأَنشد‬
‫الليث‪:‬‬
‫ِإنّ با أَكتَلَ‪ ،‬أَو رِزاما‪،‬‬
‫ُخوَيْرِبان يَْنقُفانِ الْهاما‬
‫قال‪ :‬ورِزام اس ُم الشديدة؛ قال أَبو منصور‪ :‬غلط الليث ف تفسي َأكْتل‬
‫ورِزام‪ ،‬قال‪ :‬وليسا من أَساء الشدائد إِنا ها اسا ِلصّي من لُصوص‬
‫ص خارِب‪ ،‬ويصغّر فيقال‬ ‫البادية‪ ،‬أَل تراه قال ُخوَيرِبان؟ يقال لِ ّ‬
‫ُخوَيرِب‪ .‬وروى سلمة عن الفراء أَنه أَنشده ذلك‪ ،‬قال الفراء‪ :‬أَو ههنا بعن‬
‫واو العطف‪ ،‬أَراد أَن با أَكتَ َل ورِزاما‪ ،‬وها خارِبان‪ ،‬وبذلك فسر ابن‬
‫سيده َأكْتَل ورِزاما‪ ،‬وسيأْت‪ .‬وف حديث ابن الصّبْغاء‪ :‬وارْ ِم على‬
‫أَقفائهم ِبكْتَل؛ ا ِلكْتَل ههنا من ا َلكْتَل وهي شديدة من شدائد الدهر‪.‬‬
‫والكَتالُ‪ :‬سوء العيش وضيق الؤونة والّثقْل‪ ،‬ويروى‪ :‬بِْنكَل‪ ،‬من‬
‫النّكال العقوبة‪ .‬وف نوادر الَعراب‪ :‬م ّر فلن يَتكَرّى ويَتكَتّل‬
‫ويََت َقلّى إِذا مَرّ مَرّا سريعا‪ .‬وفلن يََتكَتّل ف مشيه إِذا قارب ف‬
‫خطوه كأَنه يتدحرج‪ .‬ويقال للحمار إِذا ترّغ فلزِق به التراب‪ :‬قد كَتِل‬
‫جلدُه؛ قال الراجز‪:‬‬
‫ب منها َنهَلتٌ وثعلْ‪،‬‬ ‫يشرَ ُ‬
‫غ جلدُها منه كَتلْ‬ ‫وف مرا ٍ‬
‫ومن العرب من يقول‪ :‬كاتَله ال‪ ،‬بعن قاتله ال‪.‬‬
‫والّتكَتّل‪ :‬ضرْب من الشي‪ .‬ابن سيده‪ :‬تكتّل الرجل ف مشيته وهي من‬
‫مشي القصار الغلط‪ .‬وما كتَلك عنّا أَي ما حبسك‪.‬‬
‫والكَتِيلة‪ :‬النخلة الت فاتت الَيدَ‪ ،‬طائية‪ ،‬والمع الكَتائل؛ قال‪:‬‬
‫ت ُس ْعدَى با كَتائلي‪،‬‬ ‫قد أَبصَرَ ْ‬
‫طَويلةَ ا َلقْنا ِء والعَثاكِلِ‪،‬‬
‫مثل العَذارى الُرّ ِد العَطابِلِ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الكَتِيلة النخلة الطويلة‪ ،‬وهي ال ُعلْبة والعَوانة‬
‫والقِرْواح‪.‬‬
‫النضر‪ :‬كُتول الَرض فَنادِيرُها‪ ،‬وهي ما أَشرف منها؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وتَيْماء تشِي الري ُح فيها رَدِيّة‪،‬‬
‫مَريضة َل ْونِ ا َلرْض ُطلْسا كُتولا‬
‫وا ِلكْتَل وا ِلكْتلة‪ :‬الزّبيل الذي يمَل فيه التمر أَو العنب إِل‬
‫الَرين‪ ،‬وقيل‪ :‬ا ِلكْتَل شبه الزّبيل يسع خسة عشر صاعا‪ .‬وف حديث‬
‫الظّهار‪ :‬أَنه أُِتيَ ِبكْتَل من تر؛ هو بكسر اليم‪ :‬الزّبيل الكبي كأَن‬
‫ل من التمر أَي قِطعا متمعة‪ .‬وف حديث خيب‪ :‬فخرجوا‬ ‫فيه ُكتَ ً‬
‫بَساحِيهم ومَكاِتلِهم‪ .‬وف حديث سعد‪:‬‬
‫(* قوله «وف حديث سعد ال قوله بر» هكذا‬
‫ف الصل) ِمكْتَل غيه مِكْتَل برّ‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬كَتَِنتْ جَحافِل اليل من العُشب وكَِتلَت‪ ،‬بالنون واللم‪ ،‬إِذا‬
‫لزِ َجتْ‪ .‬وكَتِل الشيء‪ ،‬فهو كَتِل‪ :‬تلزّق وتلزّج؛ قال‪:‬‬
‫غ جلدُها منه كَتِلْ‬ ‫وف مرا ٍ‬
‫قال‪ :‬وقد تكون لم كَتِل بد ًل من نون كَتِنَ‪ ،‬وها بعن واحد‪.‬‬
‫والكُنْتَأْلُ‪ ،‬بالضم‪ :‬القصي‪ ،‬والنون زائدة‪.‬‬
‫قال ابن بري‪ :‬الكِتال الِراس‪ .‬يقال‪ :‬أَيّ شيء كاَت ْلتَ من فلن أَي‬
‫ما َرسْت؛ قال ابن الطّثَريّة‪:‬‬
‫أَقول‪ ،‬وقد أَيقَنْت أَنّي مُواجه‪،‬‬
‫ت شديدا كِتالُها‬ ‫من الصّرْم‪ ،‬بابا ٍ‬
‫وهو مصدر كاَتلْت‪ .‬والكِتالُ أَيضا‪ :‬الؤونة؛‬
‫(* قوله «والكتال أَيضا الؤونة» كذا بضبط الصل بوزن كتاب كالذي قبله‪،‬‬
‫وف القاموس‪ :‬الكتال كسحاب الؤونة) ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫خلَفي وَصِيّة‪،‬‬ ‫َقدَ آوصَيت أَمسِ ا ُل ْ‬
‫خلَفِي كِتالُها‬ ‫قليلً على ا ُلسَْت ْ‬
‫والكَواتِل‪ :‬اسم موضع؛ قال النابغة‪:‬‬
‫خللَ الَطايا يَّتصِلنَ‪ ،‬وقد أَتت‬
‫قِنانُ أُبَْيرٍ دونا والكَواتِل‬
‫وكُتْلة‪ :‬موضع بشِقّ عبد ال بن‬
‫كلب‪ ،‬وقال ابن جَبَلة‪ :‬هي رملة دون اليمامة؛ قال الراعي‪:‬‬
‫فكُْتلَةٌ فُرؤَامٌ من مَساكِنها‪،‬‬
‫لمَل‬ ‫فمنتَهى السّيْل من بَنْبان فا ُ‬
‫وكَُتيْل وأَكْتَل‪ :‬اسان؛ قال‪:‬‬
‫ِإنّ با أَكْتَلَ‪ ،‬أَو رِزاما‪،‬‬
‫ُخوَيْ ِرَبيِ يَْنقُفان الاما‬
‫لوَيربَي‪ ،‬ولكلَيهما وجه من‬ ‫لوَيربان بدل ا ُ‬ ‫(ف مادة «كتل» ا ُ‬
‫الَعراب)‪.‬‬
‫@كثل‪ :‬الَزهري‪ :‬أَما كَثل فأَصل بناء ال َكوْثَل وهو َفوْعَل‪ ،‬وقال‬
‫الليث‪ :‬ال َكوْثَل مؤَخّر السفينة‪ ،‬وقد يشدد فيقال‪َ :‬كوْثَلّ‪ ،‬وف ال َكوْثَل‬
‫يكون الَلّحون ومَتاعُهم؛ وأَنشد‪:‬‬
‫َح َملْت ف َكوَْثلّها َعوِيقا‬
‫(* قوله «عويقا» هكذا ف الصل)‪.‬‬
‫صدْر السفينة وال ّد ْوطِية َكوْثَلها‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫أَبو عمرو‪ :‬الَرْنَحة َ‬
‫سكّان‪ ،‬وهو‬ ‫سكّان‪ ،‬أَبو عبيد‪ :‬الَيْزُران ُة ال ّ‬ ‫ال َكوْثَ ُل ال ّ‬
‫ال َكوْثَل؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫ل ْوفِ َكوَْثلُها ُيلْتَزم‬ ‫من ا َ‬
‫سَلمِيّ‪ :‬رجل معروف‪ ،‬إِليه ُيعْزَى سِبَاع بن‬ ‫و َكوْثَل ال ّ‬
‫َكوْثَل أَحد شعرائهم‪.‬‬
‫@كحل‪ :‬ال ُكحْل‪ :‬ما يكتحل به‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬ال ُكحْل ما وُضِع ف العي‬
‫حلَها َي ْكحَلها وَي ْكحُلها َكحْلً‪ ،‬فهي َمكْحولة و َكحِيل‪،‬‬ ‫يُشتَفى به‪َ ،‬ك َ‬
‫حلَها‪ ،‬أَنشد ثعلب‪:‬‬ ‫من أَعي ُكحْلء وكَحائل؛ عن اللحيان؛ و َك ّ‬
‫حمِل ال َقذَى‬ ‫فمَا لك بالسّلْطان أَن َت ْ‬
‫ُجفُونُ عُيون‪ ،‬بال َقذَى ل ُت َكحّل‬
‫وقد اكَْتحَل وَت َكحّل‪.‬‬
‫وا ِلكْحال‪ :‬الِي ُل تكحل به العي من ا ُل ْكحُلة؛ قال ابن سيده‪:‬‬
‫ا ِل ْكحَل وا ِل ْكحَال اللة الت ُيكَْتحَل با؛ وقال الوهري‪ :‬ا ِل ْكحَل‬
‫وا ِلكْحال ا ُللْمُول الذي ُيكَْتحَل به؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫إِذا الفَتَى ل يَ ْركَب الَهْوال‪،‬‬
‫وخالَفَ ا َلعْمام والَخْوال‬
‫فَأعْطِهِ الرآة وا ِل ْكحَال‪،‬‬
‫وا ْس َع له و ُعدّه ِعيَال‬
‫وَت َم ْكحَل الرجل إِذا أَخذ ُم ْكحُلة‪ .‬وا ُل ْكحُلة‪ :‬الوِعاء‪ ،‬أَحد ما‬
‫شذّ ما يرتَِفق به فجاء على ُمفْعُل وبابه مِ ْفعَل‪ ،‬ونظيه ا ُلدْهُن‬
‫سعُط؛ قال سيبويه‪ :‬وليس على الكان إِذ لو كان عليه لفتح لَنه من‬ ‫وا ُل ْ‬
‫َي ْفعُ‪ ،‬قال ابن السكيت‪ :‬ما كان على ِمفْعَل ومِ ْفعَلة ما يعمل به فهو‬
‫سلّة ومِزْرَعة و ِمخْلة‪ ،‬إِل‬‫مكسور اليم مثل ِمخْرَز ومِبْضَع و ِم َ‬
‫أَحرفا جاءت نوادر بضم اليم والعي وهي‪ُ :‬مسْعُط ومُْنخُل ومُدْهُن و ُم ْكحُلة‬
‫ومُْنصُل؛ وقوله أَنشده ابن الَعراب قال وهو للبيد فيما زعموا‪:‬‬
‫َكمِيش الِزار َي ْكحُل العي إِثْمدا‪،‬‬
‫سفِرا غيَ واجِم‬ ‫ويغدو علينا ُم ْ‬
‫فسره فقال‪ :‬معن ي ْكحُل العي إِثْمدا أَنه يركب فحمة الليل وسواده‪.‬‬
‫الَزهري‪ :‬ال َكحَل مصدر ا َل ْكحَل وال َكحْلء من الرجال والنساء؛ قال‬
‫ابن سيده‪ :‬والكحَل ف العي أَن َي ْعلُو مَنابت ا َلسْفار سواد مثل ال ُكحْل‬
‫من غي َكحْل‪ ،‬رجل َأ ْكحَل بيّن ال َكحَل و َكحِيل وقد َكحِل‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ال َكحَل ف العي أَن تسودّ مواضع ال ُكحْل‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َكحْلء الشديدة السواد‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هي الت تراها كأَنا َمكْحولة وإِن ل ُت ْكحَل؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ل وإِن ل ُت َكحّل‬ ‫كَأنّ با ُكحْ ً‬
‫الفراء‪ :‬يقال عي كَحيلٌ‪ ،‬بغي هاء‪ ،‬أَي َمكْحولة‪ .‬وف صفته‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ف عينه َكحَل؛ ال َكحَل‪ ،‬بفتحتي‪ :‬سواد ف أَجفان العي‬
‫(*‬
‫قوله «ف اجفان العي» صوابه ف اشفار العي كما ف هامش الصل) خلقة ‪ .‬وف‬
‫حديث أَهل النة‪ :‬جُرْد مُرْد َكحْلى؛ َكحْلى‪ :‬جع كَحيل مثل قتيل وقتلى‪.‬‬
‫وف حديث الُلعَنة‪ :‬إِن جاءت به أَدْعَج أَ ْكحَل العيني‪ .‬وال َكحْلء‬
‫من النعاج‪ :‬البيضاء السوداء العيني‪ .‬وجاء من الال ب ُكحْل عَيْنيْن أَي‬
‫بقدر ما يلؤها أَو ي َغشّي سوادها‪.‬‬
‫أَبو عبيد‪ :‬ويقال لفلن ُكحْل ولفلن سَواد أَي مال كثي‪ .‬قال‪ :‬وكان‬
‫الَصمعس يتأَول ف سَواد العراق أَنه سي به للكثرة؛ قال الَزهري‪ :‬وأَما‬
‫أَنا فأَحسبه للخُضْرة‪ .‬ويقال‪ :‬مضى لفلن ُكحْل أَي مال كثي‪.‬‬
‫وال َكحْلة‪ :‬خرزة سواد تعل على الصبيان‪ .‬وهي خرزة العي والنفس تعل من‬
‫سمْن إِذا اختلطا‪،‬‬ ‫ب وال ّ‬
‫الن والِنس‪ ،‬فيها لونان بياض وسواد كالرّ ّ‬
‫وقيل‪ :‬هي خرزة تُستعطَف با الرجال؛ وقال اللحيان‪ :‬هي خرزة تُؤخّذ با‬
‫النساءُ الرجال‪.‬‬
‫شبِ‪ :‬أَن يُرَى النبت ف الُصول الكبار وف الشيش‬ ‫و ُكحْل ال ُع ْ‬
‫حلَت الَرض‬ ‫مضَرّا إِذا كان قد أُكل‪ ،‬ول يقال ذلك ف العِضاه‪ .‬واكَْت َ‬
‫حلَت واكْحالّت‪ :‬وذلك حي ُترِي‬ ‫حلَت وَت َكحّلَت وأَ ْك َ‬ ‫لضْرة و َك ّ‬ ‫با ُ‬
‫َأوّلَ خضرةِ النبات‪.‬‬
‫وال َكحْلء‪ُ :‬عشْبة َروْضِيّة سوداء الّلوْن ذات ورَق وُقضُب‪ ،‬ولا‬
‫بُطون حر وعِرْق أَحر ينبت بَنجْد ف أَحْويَةِ ال ّرمْل‪ .‬وقال أَبو‬
‫حنيفة‪ :‬ال َكحْلء ُعشْبة ُسهْلية تنبُت على ساقٍ‪ ،‬ولا َأفْنان قليلة ليّنة‬
‫وورَق كورَق الرّيْحان اللّطاف خضرٌ و َورْدة ناضرة‪ ،‬ل يرعاها شيء‬
‫ولكنها حسنة الَنْظَر؛ قال ابن بري‪ :‬ال َكحْلء نبت ترعاه النحل؛ قال العدي‬
‫ف صفة النحل‪:‬‬
‫صوْتا جَ ْرسٌ‪،‬‬‫قُرْع الرّؤوس ل َ‬
‫ف النّبْع والكحْلء والسّدْر‬
‫والِكْحال وال َكحْل‪ :‬شدّة ا َلحْل‪ .‬يقال‪ :‬أَصابم َكحْل و َمحْل‪.‬‬
‫و َكحْلُ‪ :‬السنة الشديدة‪ ،‬تصرف ول تصرف على ما يب ف هذا الضرْب من الؤنث‬
‫العلم؛ قال سلمة بن جندل‪:‬‬
‫صرّحت َكحْلٌ‪ ،‬بُيوُت ُهمُ‬ ‫قومٌ‪ ،‬إِذا َ‬
‫م ْأوَى الضّرِيكِ‪ ،‬وم ْأوَى ك ّل قُرْضُوب‬
‫فأَجراه الشاع ُر لاجته إِل إِجْرائه؛ القُرْضوب ههنا‪ :‬الفقي‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫صٍرّحت َكحْلُ إِذا ل يكن ف السماء غَيْم‪ .‬وحكى أَبو عبيد وأَبو حنيفة‬
‫فيها ال َكحْل‪ ،‬وبالَلف واللم‪ ،‬وكرهه بعضهم‪ .‬الوهري‪ :‬يقال للسنة‬
‫حلَتْهم السّنون‪:‬‬ ‫الجدبة َكحْل‪ ،‬وهي معرفة ل تدخلها الَلف واللم‪ .‬و َك َ‬
‫أَصابتهم؛ قال‪:‬‬
‫حَلتْ‬
‫َلسْنا كَأقْوامٍ إِذا َك َ‬
‫إِحدى السّني‪ ،‬فَجارُهم َتمْرُ‬
‫حلَت السنةُ‬ ‫يقول‪ :‬يأْكلون جارَهم كما يؤكل التمر‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪َ :‬ك َ‬
‫حلً إِذا اشتدّت‪ .‬الفراء‪ :‬اكَْتحَل الرجل إِذا وقع بشدّة‬ ‫َت ْكحَل َك ْ‬
‫بعد رخاء‪ .‬ومن أَمثالم‪ :‬باءت عَرَارِ ِب َكحْلٍ؛ إِذا قُتِل القاتل‬
‫بقتولة‪ .‬يقال‪ :‬كانتا َبقَرَتي ف بن إِسرائيل قُتلت إِحداها بالُخرى؛ قال‬
‫الَزهري‪ :‬من أَمثال العرب القدية قولم ف التساوي‪ :‬باءتْ عَرا ِر‬
‫ب َكحْلٍ؛ قال ابن بري‪َ :‬كحْل اسم بقرة بنلة دَعْد‪ ،‬يصرف ول يصرف‪ ،‬فشاهد‬
‫الصرف قول ابن عنقاء الفزاري‪:‬‬
‫باءتْ عَرارٌ ب َكحْلٍ والرّفاق معا‪،‬‬
‫فل َتمَّنوْا أَمانّ الَباطِيل‬
‫وشاهد ترك الصرف قول عبد ال بن الجاج الثعلب من بن ثعلبة بن ذبيان‪:‬‬
‫باءتْ عَرارِ ب َكحْل فيما بيننا‪،‬‬
‫وال ّق يعرِفه َذوُو الَلباب‬
‫حلَةُ‪ :‬من أَساء السماء‪ .‬قال الفارسي‪ :‬وتَألّهَ قيس بن ُنشْبة ف‬ ‫و َك ْ‬
‫الاهلية وكان مَُنجّما متفلسِفا يب ببعث النب‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فلما بعث أَتاه قيس فقال له‪ :‬يا ممد ما َكحْلة؟ فقال‪ :‬السماء‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ما َمحْلة؟ فقال‪ :‬الَرض‪ ،‬فقال‪ :‬أَشهد أَنك الرسول ال فإِنّا قد وجدنا‬
‫ف بعض الكتب أَنه ل يعرف هذا إِ ّل نبّ؛ وقد يقال لا ال َكحْل‪ ،‬قال‬
‫الُموي‪َ :‬كحْلٌ السماء؛ وأَنشد للكميت‪:‬‬
‫إِذا ما الراضِيعُ الِماصُ تَأوّ َهتْ‪،‬‬
‫ول تَْن َد من أَنْواءِ َكحْلٍ جَنُوبا‬
‫والَ ْكحَل‪ :‬عِرْق ف اليد ُي ْفصَد‪ ،‬قال‪ :‬ول يقال عرق ا َل ْكحَل‪ .‬قال‬
‫ابن سيده‪ :‬يقال له النّسا ف الفخِذ‪ ،‬وف الظهر الَْبهَرَ‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الَ ْكحَل عِرْق الياة ُيدْعى َنهْرَ البدَن‪ ،‬وف كل عضو منه شعبة لا اسم على‬
‫ِحدَة‪ ،‬فإِذا قطع ف اليد ل يَرْقإِ الدمُ‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن سعدا رمي‬
‫ف َأ ْكحَله؛ الَ ْكحَل‪ :‬عرق ف وسط الذراع يكثر فصده‪.‬‬
‫وا ِلكْحالن‪ :‬عظمان شاخِصان ما يلي باطنَ الذراعي من مركبهما‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ها ف أَسفل باطن الذراع‪ ،‬وقيل‪ :‬ها عَظْما الوَرِكي من الفرس‪.‬‬
‫وال ُكحَيْل‪ ،‬مبن على التصغي‪ :‬الذي تطلى به الِبل للجرَب‪ ،‬ل يستعمل‬
‫إِ ّل مصغّرا؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫مثل ال ُكحَيْل أَو َعقِيد الرّبّ‬
‫قيل‪ :‬هو الّنفْط والقَطِران‪ ،‬إِنا يطلى به لِلدّبَر والقِرْدان‬
‫وأَشباه ذلك؛ قال علي بن حزة‪ :‬هذا من مشهور غلط الَصمعي لَن الّنفْط ل‬
‫يطلى به للجرَب وإِنا يطلى بالقَطِران‪ ،‬وليس القَطِران مصوصا بالدّبَر‬
‫والقِرْدان كما ذكر؛ ويفسد ذلك قول القَطِران الشاعر‪:‬‬
‫شعَراءُ جَرْب‪،‬‬ ‫أَنا القَطِران وال ّ‬
‫وف القَطِران للجَرْب شِفاءُ‬
‫وكذلك قول ال ُقلّخ الِْنقَري‪:‬‬
‫لرَبْ‬ ‫إِن أَنا القَطِرانُ َأشْفي ذا ا َ‬
‫و ُكحَْيلَةُ و ُكحْل‪ :‬موضعان‪.‬‬
‫@كحثل‪ :‬ال َكحْثلة‪ :‬عِظَم البطن‪.‬‬
‫@كدل‪ :‬قال الَزهري‪ :‬أَهله الليث‪ ،‬قال‪ :‬ووجدت أَنا فيه بيتا لتأَبّط‬
‫شرّا‪:‬‬
‫أَل أَبلغا سعد بن ليث وجُْندُعا‬
‫و َكلْبا‪ :‬أَنيبوا الَنّ غي ا ُل َكدّل‬
‫وقيل‪ :‬ا ُل َكدّل وا ُل َكدّر واحد‪ ،‬واللم مبدلة من الراء‪.‬‬
‫@كربل‪ :‬كَرْبَل الشيءَ‪ :‬خلطه‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬كَ ْرَبلْت الطعام كَرْبَلةً‬
‫هذّبته ونقّيته مثل غَرَْبلَتْه؛ وأَنشد ف صفة حنطة‪:‬‬
‫ح ِملْنَ حرا َء رَسُوبا بالّنقَلْ‪،‬‬ ‫َي ْ‬
‫ت من ال َقصَلْ‬ ‫قد غُرِْبَلتْ و ُكرِْبلَ ْ‬
‫والكِرْبالُ‪ :‬الِْندَف الذي ُيْندَف به القُطْن؛ وأَنشد الشيبان‪:‬‬
‫تَرْمي اللّغامَ على هاماتا قَزَعا‪،‬‬
‫كالبِرْس طَيّره ضرْبُ الكَرابِيلِ‬
‫ل أَي‬
‫والكَرْبَلة‪ :‬رَخاوة ف ال َقدَمي‪ .‬يقال‪ :‬جاء يشي ُمكَرْبِ ً‬
‫كأَنه يشي ف طي‪.‬‬
‫لمّاض‪ ،‬قال أَبو وجزة يصف ُعهُون‬ ‫وكَ ْربَل‪ :‬اسم نبت‪ ،‬وقيل‪ :‬إِنه ا ُ‬
‫ا َلوْدج‪:‬‬
‫وثامِرُ كَرْبَلٍ و َعمِيمُ ِدفْلى‬
‫عليها‪ ،‬والّندَى سَبِط َيمُور‬
‫والكَرْبَل‪ :‬نبت له َنوْر أَحر مشرِق؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫كَأنّ جَن ال ّدفْلى ُي َغشّي خُدورَها‪،‬‬
‫ح من خُزامى و َكرْبَل‬ ‫وُنوّارُ ضا ٍ‬
‫وكَ ْربَلء‪ :‬اسم موضع وبا قب السي بن‬
‫علي‪ ،‬عليهما السلم؛ قال كثيّر‪:‬‬
‫ط سِبْطُ إِيان وبِرّ‪،‬‬ ‫َفسِبْ ٌ‬
‫وسِبْطٌ غَيّبَته كَرْبَلء‬
‫@‬
‫كسل‪ :‬الليث‪ :‬ال َكسَل التّثاقُل عما ل ينبغي أَن يُتَثاقَل عنه‪ ،‬والفعل‬
‫َكسِل وَأ ْكسَل؛ وأَنشد أَبو عبيدة للعجاج‪:‬‬
‫سحَلُ‬ ‫ت الدّهْنا وظَنّ ِم ْ‬ ‫َأظَنّ ِ‬
‫أَن الَم َي بالقَضاء َي ْعجَلُ‬
‫عن َكسَلت‪ ،‬والِصان ُي ْكسِلُ‬
‫عن السّفادِ‪ ،‬وهو طِرْفٌ هَْيكَلُ؟‬
‫قال أَبو عبيدة‪ :‬وسعت رؤْبة ينشدها‪ :‬فالواد ُي ْكسِل؛ قال‪ :‬وسعت غيه‬
‫من ربيعة الُوعِ يرويه‪َ :‬ي ْكسَل‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬فمن روى َي ْكسَل فمعناه‬
‫يثقُل‪ ،‬ومن روى ُي ْكسِل فمعناه تنقطع شهوته عند الماع قبل أَن يصل إِل‬
‫حاجته؛ وقال العجاج أَيضا‪:‬‬
‫قد ذاد ل َيسَْت ْكسِل الَكاسِل‬
‫أَراد بالَكاسِل ال َكسَل أَي ل َي ْكسَل َكسَلً‪ .‬الحكم‪ :‬ال َكسَل‬
‫التثاقُل عن الشيء والفُتور فيه؛ َكسِل عنه‪ ،‬بالكسر‪َ ،‬كسَلً‪ ،‬فهو َكسِل‬
‫و َكسْلن والمع كَسال وكُسال و َكسْلى‪ .‬قال الوهري وإِن شئت كسرت اللم‬
‫كما قلنا ف الصّحارِي‪ ،‬والُنثى َكسِلة و َكسْلى و َكسْلنة و َكسُول‬
‫و ِمكْسال‪ .‬ويقال‪ :‬فلن ل ُت ْكسِله الَكاسِل؛ يقول‪ :‬ل تُْث ِقلُه وجوه‬
‫ال َكسَل‪ .‬وا ِلكْسال والكَسُول‪ :‬الت ل تكاد تبَح ملسَها‪ ،‬وهو مدحٌ لا مثل‬
‫نَؤوم الضحى‪ ،‬وقد َأ ْكسَله الَمر‪ .‬وأَ ْكسَل الرجلُ‪ :‬عَزَل فلم يُرِدْ‬
‫ولدا‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن يعال فل يُنل‪ ،‬ويقال ف فحل الِبل أَيضا‪ .‬وف‬
‫الديث أَن رجلً سأَل النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬إِن أَحدنا يامع‬
‫فُي ْكسِل؛ معناه أَنه يفتُرُ ذ َكرُه قبل الِنزال وبعد الِيلج وعليه الغسل إِذا‬
‫فعل ذلك للتقاء الِتاني‪ .‬وف الديث‪ :‬ليس ف الِكْسال إِل‬
‫ال ّطهُور؛ أَ ْكسَلَ إِذا جامع ثنم َلحِقه فُتور فلم يُنْزِل‪ ،‬ومعناه صار ذا‬
‫َكسَل‪ ،‬قال ابن الَثي‪ :‬ليس ف الِكْسال ُغسْل وإِنا فيه الوضوء‪ ،‬وهذا على‬
‫مذهب مَ ْن رأَى أَن الغسل ل يب إِل من الِنزال‪ ،‬وهو منسوخ‪،‬‬
‫والطّهور ههنا يروى بالفتح ويراد به التطهر‪ ،‬وقد أَثبت سيبويه الطّهور والوَضوء‬
‫والوَقود‪ ،‬بالفتح‪ ،‬ف الصادر‪ .‬و َكسِلَ الفحلُ وأَ ْكسَلَ‪َ :‬فدَر؛ وقول‬
‫العجاج‪:‬‬
‫سلْتُ والَواد َي ْكسَلُ‬ ‫أَإِن َك ِ‬
‫فجاء به على َفعِلْت‪ ،‬ذهب ب إِل الدّاءِ لَن عامة أَفعال الداء على‬
‫َف ِعلْت‪.‬‬
‫وال ِكسْل‪ :‬وَتَ ُر الِْنفَحة‪ ،‬والِْنفَحة‪ :‬القوس الت ُيْندَف با‬
‫القُطْن؛ قال‪:‬‬
‫وأَْبغِ ل مِْنفَحةً و ِكسْل‬
‫ابن الَعراب‪ :‬ال ِكسْل وتَر قوس الندّاف إِذا نزع منها‪ ،‬وقال غيه‪:‬‬
‫لوْثَرَة وهي‬ ‫ا ِل ْكسَل وتر قوس الندّاف إِذا خلع منها‪ .‬وال َكوْسَلة‪ :‬ا َ‬
‫رأْس الُذَافِ‪ ،‬وبه سي الرجل َحوْثَرة‪ ،‬وف ترجة كسل‪ :‬ال َك ْوسَلة‪،‬‬
‫بالسي ف الفَيْشة ولعل الشي فيها لغة‪ ،‬وقد ذكرناه ف َكشَل أَيضا‬
‫مبينا‪.‬‬
‫@كسطل‪ :‬ال َكسْطَل وال َكسْطال‪ :‬الغُبار‪ ،‬والَعرف بالقاف‪.‬‬
‫@كشل‪ :‬ال َك ْوشَلة‪ :‬الفَْيشَلة العظيمة الضخمة‪ ،‬وهو ال َكوْش والفَيْش‬
‫أَيضا‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬ال َك ْوسَلة‪ ،‬بالسي ف الفَيْشة ولعل الشي فيها‬
‫لغة‪ ،‬فإِن الشي عاقبت السي ف حروف كثية مثل َرسْم و َرشْم‪ ،‬و َسمّر‬
‫شدْفة‪.‬‬
‫سدْفة وال ّ‬ ‫و َشمّر‪ ،‬و َسمّت و َشمّت‪ ،‬وال ّ‬
‫@كعل‪ :‬ال َكعْل من الرجال‪ :‬القصي الَسود؛ قال جندل‪:‬‬
‫حتْ ليلى لا َزوُْج َق ِذرْ‪،‬‬ ‫وأَصب َ‬
‫َكعْلٌ َت َغشّاه سَوادٌ وِقصَرْ‬
‫وال َكعْل‪ :‬الرّجِيع من كل شيء حي َيضَعه؛ عن ابن الَعراب‪ .‬والكَعْل‪:‬‬
‫ما يتعلق ُبصَى الكِباش من الوَذَح‪.‬‬
‫@كعثل‪ :‬ال َكعْثَلة‪ :‬الثقيل من ال َعدْو‪.‬‬
‫@كعطل‪َ :‬كعْطَلَ َكعْطَلَةً‪ :‬عدا عدْوا شديدا‪ ،‬وقيل‪ :‬عدا عدوا بطيئا‪،‬‬
‫و َشدّ َكعْطَل‪ ،‬منه‪.‬‬
‫كعظل‪ :‬ال َكعْظَلة‪ :‬عدوٌ بطيءٌ؛ عن كراع؛ أَنشد ابن بري‪:‬‬
‫شدّ َكعْظَلِ‪،‬‬ ‫ل ُيدْرك ال َفوْت ب َ‬
‫إِلّ بإِجْذامِ النّجا ا ُل َعجّلِ‬
‫والعروف عن يعقوب بالطاء الهملة‪ .‬و َكعْظَل ُي َكعْظِل إِذا عدا عدوا‬
‫شديدا‪.‬‬
‫@كعظل‪ :‬ال َكعْظَلة‪ :‬عدوٌ بطيءٌ؛ عن كراع؛ أَنشد ابن بري‪:‬‬
‫شدّ َكعْظَلِ‪،‬‬ ‫ل ُيدْرك ال َفوْت ب َ‬
‫إِلّ بإِجْذامِ النّجا ا ُل َعجّلِ‬
‫والعروف عن يعقوب بالطاء الهملة‪ .‬و َكعْظَل ُي َكعْظِل إِذا عدا عدوا‬
‫شديدا‪.‬‬
‫ف العجُز‪ ،‬وقيل‪ :‬القَطَن‬ ‫@كفل‪ :‬ال َكفَل‪ ،‬بالتحريك‪ :‬العجُز‪ ،‬وقيل‪ :‬رِدْ ُ‬
‫يكون للِنسان والدابة‪ ،‬وإِنا ل َعجْزاءُ ال َكفَل‪ ،‬والمع أَكْفال‪ ،‬ول‬
‫يشتق منه فعل ول صفة‪.‬‬
‫وال ِكفْل‪ :‬من مراكب الرجال وهو كساء يؤْخذ فيعقَد طرفاه ث يُلقَى‬
‫مقدّمه على الكاهِل ومؤخّره ما يلي العجُز‪ ،‬وقيل‪ :‬هو شيء مستدير يُتخذ من‬
‫ِخرَقٍ أَو غي ذلك ويوضع على سَنام البعي‪ .‬وف حديث أَب رافع قال‪ :‬ذاك‬
‫ِكفْل الشيطان‪ ،‬يعن معقده‪ .‬واكتفَل البعيَ‪ :‬جعل عليه ِكفْلً‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫وال ِكفْل ما اكتفَل به الراكب وهو أَن يُدار الكساء حول سنام البعي ث‬
‫يركب‪ .‬وال ِكفْل‪ :‬كساء يعل تت الرحْل؛ قال لبيد‪:‬‬
‫وإِن َأخّرْت فال ِكفْل ناجزُ‬
‫وقال أَبو ذؤَيب‪:‬‬
‫على َجسْر ٍة مرفوع ِة الذّيْ ِل وال ِكفْلِ‬
‫وقوله أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬
‫ُت ْعجِل َشدّ الَعْبَلِ الَكافِل‬
‫فسره فقال‪ :‬واحد الَكافِ ُل مُكَْتفَل‪ ،‬وهو ال ِكفْل من الَكسية‪.‬‬
‫ابن الَنباري ف قولم قد تكفّلت بالشيء‪ :‬معناه قد أَلزمته نفسي‬
‫وأَزلت عنه الضّْيعَة والذهابَ‪ ،‬وهو مأْخوذ من ال ِكفْل‪ ،‬والكِفْل‪ :‬ما يفظ‬
‫الراكب من خلفه‪ .‬والكِفْل‪ :‬النصيب مأْخوذ من هذا‪ .‬أَبو الدقيش‪ :‬اكَْت َفلْت‬
‫بكذا إِذا ولّيْتَه َكفَلَكَ‪ ،‬قال‪ :‬وهو الفْتِعال؛ وأَنشد‪:‬‬
‫قد اكَتفََلتْ بالَ ْزنِ‪ ،‬وا ْع َوجّ دونا‬
‫ضَواربُ من َخفّان َتجْتابُه َسدْرا‬
‫وف حديث إِبراهيم‪ :‬ل تشرب من ُثلْمة الِناء ول عُ ْروَته فإِنا‬
‫ِكفْل الشيطان أَي مَرْكَبُه لا يكون من ا َلوْساخ‪ ،‬كَرِه إِبراهيم ذلك‪.‬‬
‫وال ِكفْل‪ :‬أَصله الركَب فِإنّ آذانَ العُرْوة والّثلْمةَ مركب الشيطان‪.‬‬
‫وال ِكفْل من الرّجال‪ :‬الذي يكون ف مؤخّر الرب إِنا هّته ف التأَخر‬
‫لحّاف بن‬ ‫والفِرار‪ .‬والكِفْل‪ :‬الذي ل يثبت على ظهور اليل؛ قال ا َ‬
‫حكيم‪:‬‬
‫والّت ْغَلبّ على الَواد غنيمةٌ‪،‬‬
‫ِكفْلُ الفُروسة دائمُ الِعْصام‬
‫والمع أَكْفال؛ قال الَعشى يدح قوما‪:‬‬
‫غ ُي مِيلٍ ول َعوَاوِي َر ف اليْـ‬
‫ـجا‪ ،‬ول غُزّلٍ ول َأكْفال‬
‫والسم الكُفولة‪ ،‬وهو الكفِيل‪ .‬وف التهذيب‪ :‬ال ِكفْل الذي ل يثبت على‬
‫مَتْن الفرس‪ ،‬وجعه َأكْفال؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ت َت ْلقَى ف الُروب َفوَارِسي‬ ‫ما كن َ‬
‫مِيلً‪ ،‬إِذا رَكِبوا‪ ،‬ول أَكْفال‬
‫وهو بيّن الكُفولة‪ .‬وف حديث ابن مسعود ذكر فتنة فقال‪ :‬إِن كائن فيها‬
‫كالكِفْل آخذ ما أَعرِف وأَترك ما أُْنكِر؛ قيل‪ :‬هو الذي يكون ف آخر‬
‫الرب هته الفِرار‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الذي ل يقدر على الركوب والنهوض ف شيء فهو‬
‫لزم بيته‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬والكِفْل الذي ل يثبت على ظهر الدابة‪.‬‬
‫ظ والضّعف من الَجر والِث‪ ،‬وعم به بعضهم‪ ،‬ويقال له‪:‬‬ ‫وال ِكفْل‪ :‬الَ ّ‬
‫ِكفْلن من الَجر‪ ،‬ول يقال‪ :‬هذا ِكفْل فلن حت تكون قد هيّأْت لغيه مثله‬
‫كالنصيب‪ ،‬فإِذا أَفردت فل تقل ِكفْل ول نصيب‪ .‬والكِفْل أَيضا‪ :‬ا ِلثْل‪.‬‬
‫وف التنيل‪ُ :‬يؤِْتكُم ِك ْفلَيْن من رحته؛ قيل‪ :‬معناه يؤْتكم‬
‫ض ْعفَي‪ ،‬وقيل‪ :‬مِثْلي؛ وفيه‪ :‬ومَنْ يشفعْ شفاعة سيئة يكن له ِكفْل منها؛ قال‬ ‫ِ‬
‫ضعْفي‪.‬‬ ‫الفراء‪ :‬ال ِكفْل الظ‪ ،‬وقيل‪ :‬يؤْتِكم ِكفْلي أَي حَظّي‪ ،‬وقيل ِ‬
‫وف حديث المعة‪ :‬له ِكفْلن من الَجر؛ ال ِكفْل‪ ،‬بالكسر‪ :‬الظ والنصيب‪.‬‬
‫وف حديث جابر‪ :‬و َع َمدْنا إِل أَعظم ِكفْل‪ .‬وقال الزجاج‪ :‬الكِفْل ف‬
‫ت على سَنامه أَو‬ ‫اللغة النصيب أُخذ من قولم اكَْت َفلْت البعي إِذا أَدرْ َ‬
‫على موضع من ظهره كِساء وركبت عليه‪ ،‬وإِنا قيل له ِكفْل؛ وقيل‪ :‬اكْتَفل‬
‫البعيَ لَنه ل يستعمل الظهر كله إِنا استعمل نصيبا من الظهر‪ .‬وف‬
‫حديث مَجيء الستضعفي بكة‪ :‬وعياشُ بن أَب ربيعة وسلمةُ بن هشام‬
‫مَُت َكفّلن على بعي‪ .‬يقال‪َ :‬تكَ ّفلْت البعي وا ْكَتفَلْته إِذا أَدرت حول‬
‫سنامه كِساء ث ركبته‪ ،‬وذلك الكِساء ال ِكفْل‪ ،‬بالكسر‪.‬‬
‫والكافِل‪ :‬العائِل‪َ ،‬كفَله َي ْكفُله و َكفّله إِيّاه‪ .‬وف التنيل‬
‫العزيز‪ :‬و َك َفلَها زكريا؛ وقد قرئت بالتثقيل ونصب زكريّا‪ ،‬وذكر الَخفش أَنه‬
‫قرئ‪ :‬و َك ِفلَها زكريا‪ ،‬بكسر الفاء‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه وكافل اليتيم‬
‫كهاتَيْن ف النة له ولغيه؛ والكافِل‪ :‬القائم بأَمر اليتيم الربّي له‪ ،‬وهو‬
‫من الكفيل الضمي‪ ،‬والضمي ف له ولغيه راجع إِل الكافِل أَي أَن‬
‫اليتيم سواء كان الكافِل من َذوِي رحه وأَنسابه أَو كان أَجنبيّا لغيه‬
‫تكفّل به‪ ،‬وقوله كهاتي إِشارة إِل إِصبعيه السبّابة والوسطى؛ ومنه‬
‫ب كافِلٌ؛ الرّابّ‪ :‬زوج ُأمّ اليتيم لَنه يكفُل تربيته‬ ‫الديث‪ :‬الرّا ّ‬
‫ويقوم بأَمره مع أُمه‪ .‬وف حديث َوفْد هَوازِن‪ :‬وأَنت خي ا َل ْكفُولي‪،‬‬
‫ضعَ‬‫يعن رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أَي خي من ُكفِل ف صغره وُأرْ ِ‬
‫ورُّبيَ حت نشأَ‪ ،‬وكان ُمسْتَرْضَعا ف بن سعد بن بكر‪ .‬والكافِل‬
‫وال َكفِيل‪ :‬الضامن‪ ،‬والُنثى َكفِيل أَيضا‪ ،‬وجع الكافِل ُكفّل‪ ،‬وجع الكَفيل‬
‫صدِيق‪ .‬و َكفّلها‬ ‫ُكفَلء‪ ،‬وقد يقال للجمع َكفِيل كما قيل ف المع َ‬
‫زكريا‪ ،‬أَي ضمّنها إِياه حت تكفّل بضانتها‪ ،‬ومن قرأَ‪ :‬و َكفَلَها زكريا‪،‬‬
‫فالعن ضمِن القيام بأَمرها‪.‬‬
‫ضمِنه‪ .‬و َكفَل بالرجل‬ ‫و َكفَل الال وبالال‪َ :‬‬
‫(* قوله «وكفل بالرجل إل»‬
‫عبارة القاموس‪ :‬وقد كفل بالرجل كضرب ونصر وكرم وعلم) َي ْكفُل وَي ْكفِل‬
‫َكفْلً و ُكفُولً وكَفالة و َكفُلَ و َكفِ َل وَت َكفّل به‪ ،‬كله‪ :‬ضمِنه‪.‬‬
‫وأَ ْك َفلَه إِياه و َكفّله‪ :‬ضمّنه‪ ،‬و َك َفلْت عنه بالال لغريه وتكَفّل‬
‫بدينه تكفّلً‪ .‬أَبو زيد‪ :‬أَ ْك َفلْت فلنا الال إِكْفا ًل إِذا ضمّنته‬
‫إِياه‪ ،‬و َكفَل هو به ُكفُولً و َكفْلً‪ ،‬والّتكْفيل مثله‪ .‬قال ال‬
‫تعال‪ :‬فقال أَ ْك ِفلْنِيها وعَزّن ف الِطاب؛ الزجاج‪ :‬معناه اجعلن أَنا‬
‫ضمِي‬ ‫أَ ْك ُفلُها وانزل أَنت عنها‪ .‬ابن الَعراب‪َ :‬كفِيلٌ وكافِل و َ‬
‫وضامِن بعن واحد؛ التهذيب‪ :‬وأَما الكافل فهو الذي َكفَل إِنسانا َيعُوله‬
‫ويُْنفِ ُق عليه‪ .‬وف الديث‪ :‬الرّبِيب كافِلٌ‪ ،‬وهو زوج ُأمّ اليتيم كأَنه‬
‫َكفَل نفقة اليتيم‪.‬‬
‫والُكافِل‪ :‬الُجاوِر الُحالِف‪ ،‬وهو أَيضا الُعاقِد العاهد؛ عن ابن‬
‫الَعراب؛ وأَنشد بيت ِخدَاش ابن زُهَي‪:‬‬
‫ع غيْثَهم‪،‬‬
‫إِذا ما أَصاب الغَْيثُ ل يَرْ َ‬
‫من الناس‪ ،‬إِل ُمحْرِم أَو مُكافِل‬
‫ا ُلحْرِم‪ :‬الُسالِم‪ ،‬والُكافِل‪ :‬الُعاقد الُحالف‪ ،‬وال َكفِيل من هذا‬
‫أُخِذ‪.‬‬
‫وال ِكفْل وال َكفِيل‪ :‬الِثْل؛ يقال‪ :‬ما لفلن ِكفْل أَي ما له مثل؛ قال‬
‫عمرو بن الرث‪:‬‬
‫َيعْلو با ظَهْرَ البعي‪ ،‬ول‬
‫يو َج ْد لا‪ ،‬ف قومها‪ِ ،‬كفْل‬
‫ضعْف يكون بعن الِثْل‪ .‬وف‬ ‫كأَنه بعن مثل‪ .‬قال الَزهري‪ :‬وال ّ‬
‫الديث‪ :‬أَنه‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال لرجلٍ‪ :‬لك ِكفْلن من الَجر أَي‬
‫مثلن‪ .‬وال ِكفْل‪ :‬النصيب والُزْء؛ يقال‪ :‬له ِكفْلن أَي جزءَان‬
‫ونَصيبان‪.‬والكافِل‪ :‬الذي ل يأْكل‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الذي َيصِل الصيام‪ ،‬والمع ُكفّل‪.‬‬
‫ل بقلّة‬‫صلْت الصوم؛ قال القطامي يصف إِب ً‬ ‫ل أَي وا َ‬
‫و َك َفلْت َكفْ ً‬
‫الشرب‪:‬يُل ْذنَ بأَعْقارِ الِياضِ‪ ،‬كأَنا‬
‫نسا ُء النصارى أَصبحتْ‪ ،‬وهي ُكفّل‬
‫ضمِنّ الصوم؛ قال ابن‬ ‫قال ابن الَعراب وحده‪ :‬هو من الضمان أَي قد َ‬
‫سيده‪ :‬ول يعجبن‪.‬‬
‫وذو ال ِكفْل‪ :‬اسم نب من الَنبياء‪ ،‬صلوات ال عليهم أَجعي‪ ،‬وهو من‬
‫الكَفالة‪ ،‬سي ذا ال ِكفْل لَنه َكفَل بائة ركعة كل يوم َف َوفَى با‬
‫َكفَل‪ ،‬وقيل‪ :‬لَنه كان يلبس كساء كالكفْل‪ ،‬وقال الزجاج‪ :‬إِن ذا الكفْل سي‬
‫بذا السم لَنه تكفّل بأَمر نب ف أُمته فقام با يب فيهم‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫تكفّل بعمل رجل صال فقام به‪.‬‬
‫@كلل‪ :‬الكُلّ‪ :‬اسم يمع الَجزاء‪ ،‬يقال‪ :‬كلّهم منطلِق وكلهن منطلقة‬
‫ومنطلق‪ ،‬الذكر والُنثى ف ذلك سواء‪ ،‬وحكى سيبويه‪ُ :‬كلّتهُ ّن منطلِقةٌ‪،‬‬
‫وقال‪ :‬العاِلمُ ك ّل العالِم‪ ،‬يريد بذلك التّناهي وأَنه قد بلغ الغاية‬
‫فيما يصفه به من الصال‪ .‬وقولم‪ :‬أَخذت كُلّ الال وضربت ك ّل القوم‪ ،‬فليس‬
‫الكلّ هو ما أُضيف إِليه‪ .‬قال أَبو بكر بن السياف‪ :‬إِنا الكلّ عبارة‬
‫عن أَجزاء الشيء‪ ،‬فكما جاز أَن يضاف الزء إِل الملة جاز أَن تضاف‬
‫الَجزاء كلها إِليها‪ ،‬فأَما قوله تعال‪ :‬وكُلّ أََتوْه داخِرين وكلّ له‬
‫قانِتون‪ ،‬فمحمول على العن دون اللفظ‪ ،‬وكأَنه إِنا حل عليه هنا لَن‬
‫كُلّ فيه غي مضافة‪ ،‬فلما ل ُتضَفْ إِل جاعة ُعوّض من ذلك ذكر‬
‫الماعة ف الب‪ ،‬أَل ترى أَنه لو قال‪ :‬له قاِنتٌ‪ ،‬ل يكن فيه لفظ المع‬
‫البتّة؟ ولا قال سبحانه‪ :‬و ُكلّهم آتيه يوم القيامة فَرْدا‪ ،‬فجاء بلفظ‬
‫الماعة مضافا إِليها‪ ،‬استغن عن ذكر الماعة ف الب؟ الوهري‪ :‬كُ ّل‬
‫لفظه واحد ومعناه جع‪ ،‬قال‪ :‬فعلى هذا تقول كُ ّل حضَر وكلّ حضروا‪ ،‬على‬
‫اللفظ مرة وعلى العن أُخرى‪ ،‬وك ّل وبعض معرفتان‪ ،‬ول يئْ عن العرب‬
‫بالَلف واللم‪ ،‬وهو جائز لَن فيهما معن الِضافة‪ ،‬أَضفت أَو ل ُتضِف‪.‬‬
‫التهذيب‪ :‬الليث ويقال ف قولم كِل الرجلي إِن اشتقاقه من كل القوم‪ ،‬ولكنهم‬
‫فرقوا بي التثنية والمع‪ ،‬بالتخفيف والتثقيل؛ قال أَبو منصور وغيه من‬
‫ل من باب كِل و ِكلْتا واجعل كل واحد منهما على‬ ‫أَهل اللغة‪ :‬ل تعل ُك ّ‬
‫حدة‪ ،‬قال‪ :‬وأَنا مفسر كل وكلتا ف الثلثيّ العتلّ‪ ،‬إِن شاء ال؛‬
‫قال‪ :‬وقال أَبو اليثم فيما أَفادن عنه النذري‪ :‬تقع كُ ّل على اسم منكور‬
‫موحّد فتؤدي معن الماعة كقولم‪ :‬ما كُ ّل بيضاء َشحْمةً ول كلّ‬
‫َسوْداء ترةً‪ ،‬وترٌة جائز أَيضا‪ ،‬إِذا كررت ما ف الِضمار‪ .‬وسئل أَحد بن‬
‫يي عن قوله عز وجل‪ :‬فسجد اللئكة ُكلّهم أَجعون‪ ،‬وعن توكيده بكلهم‬
‫ث بأَجعون فقال‪ :‬لا كانت كلهم تتمل شيئي تكون مرة اسا ومرة توكيدا‬
‫جاء بالتوكيد الذي ل يكون إِل توكيدا َحسْب؛ وسئل البد عنها فقال‪:‬‬
‫لو جاءت فسجد اللئكة احتمل أَن يكون سجد بعضهم‪ ،‬فجاء بقوله كلهم‬
‫لِحاطة الَجزاء‪ ،‬فقيل له‪ :‬فأَجعون؟ فقال‪ :‬لو جاءت كلهم لحتمل أَن يكون‬
‫سجدوا كلهم ف أَوقات متلفات‪ ،‬فجاءت أَجعون لتدل أَن السجود كان منهم‬
‫كلّهم ف وقت واحد‪ ،‬فدخلت كلهم للِحاطة ودخلت أَجعون لسرعة الطاعة‪.‬‬
‫وكَ ّل َيكِلّ َكلّ وكَللً وكَللة؛ الَخية عن اللحيان‪ :‬أَعْيا‪.‬‬
‫و َكَللْت من الشي أَكِلّ كَللً وكَللة أَي أَعْيَيْت‪ ،‬وكذلك البعي‬
‫إِذا أَعيا‪ .‬وَأكَلّ الرجلُ بعيَه أَي أَعياه‪ .‬وأَكَلّ الرجلُ أَيضا‬
‫أَي كَلّ بعيُه‪ .‬ابن سيده‪ :‬أَ َكلّه السيُ وأَكَ ّل القومُ َكلّت‬
‫إِبلُهم‪.‬‬
‫والكَلّ‪َ :‬قفَا السيف والسّكّي الذي ليس بادّ‪ .‬وكَ ّل السيفُ‬
‫والبصرُ وغيه من الشيء الديد َيكِلّ َكلّ و ِكلّة وكَللة وكُلولة‬
‫وكُلولً و َكلّل‪ ،‬فهو َكلِيل وكَلّ‪ :‬ل يقطع؛ وأَنشد ابن بري ف الكُلول قول‬
‫ساعدة‪:‬‬
‫ِلشَانِيك الضّراع ُة وال ُكلُولُ‬
‫قال‪ :‬وشاهد ال ِكلّة قول الطرماح‪:‬‬
‫وذُو الَبثّ فيه ِكلّةٌ وخُشوع‬
‫وف حديث حني‪ :‬فما ِزلْت أَرى َحدّهم َكلِيلً؛ كَ ّل السيفُ‪ :‬ل‬
‫يقطع‪ .‬وطرْف َكلِيل إِذا ل يقّق النظور‪ .‬اللحيان‪ :‬اْنكَلّ السيف ذهب‬
‫حدّه‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬كَ ّل بصرُه كُلو ًل نَبَا‪ ،‬وأَكلّه البكاء وكذلك‬
‫اللسان‪ ،‬وقال اللحيان‪ :‬كلها سواء ف الفعل والصدر؛ وقول الَسود بن‬
‫َي ْعفُر‪:‬بأَظفا ٍر له ُحجْ ٍن طِوالٍ‪،‬‬
‫وأَنيابٍ له كانت كِلل‬
‫قال ابن سيده‪ :‬يوز أَن يكون جع كا ّل كجائع وجِياع ونائم ونِيام‪ ،‬وأَن‬
‫يكون جع َكلِيل كشديد وشِداد وحَديد وحِداد‪ .‬الليث‪ :‬ال َكلِيل السيف‬
‫الذي ل ح ّد له‪ .‬ولسان َكلِيل‪ :‬ذو كَللة و ِكلّة‪ ،‬وسيف َكلِيل الدّ‪،‬‬
‫ورجل َكلِيل اللسان‪ ،‬و َكلِيل الطرْف‪.‬‬
‫قال‪ :‬وناس يعلون كَلّ َء للَبصْرة اسا من كَلّ‪ ،‬على َفعْلء‪ ،‬ول‬
‫يصرفونه‪ ،‬والعن أَنه موضع َتكِلّ فيه الريحُ عن عمَلها ف غي هذا‬
‫الوضع؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫لفَقْ‪،‬‬
‫ُمشْتَبِهِ ا َلعْل ِم لَمّاعِ ا َ‬
‫يكِ ّل َوفْد الريح من حيث اْنخَ َرقْ‬
‫والكَلّ‪ :‬الصيبة تدث‪ ،‬والَصل من كَ ّل عنه أَي نبا وضعُف‪.‬‬
‫والكَللة‪ :‬الرجل الذي ل ولد له ول والد‪ .‬وقال الليث‪ :‬الكَلّ الرجل‬
‫الذي ل ولد له ول والد‪ ،‬كَلّ الرجل َيكِلّ كَللة‪ ،‬وقيل‪ :‬ما ل يكن من‬
‫النسب َلحّا فهو كَللةٌ‪ .‬وقالوا‪ :‬هو ابن عمّ الكَللِة‪ ،‬وابنُ عمّ‬
‫كَللةٍ وكَللةٌ‪ ،‬وابن عمي كَللةً‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَللةُ من َت َكلّل نسبُه‬
‫لمّ وهو الستعمل‪ .‬وقال‬ ‫بنسبك كابن العم ومن أَشبهه‪ ،‬وقيل‪ :‬هم الِخْوة ل ُ‬
‫اللحيان‪ :‬الكَللة من العصَبة من ورِث معه الِخوة من الُم‪ ،‬والعرب‬
‫تقول‪ :‬ل يَرِِثه كَللةً أَي ل يرثه عن عُرُض بل عن قرْب واستحقاق؛ قال‬
‫الفرزدق‪:‬‬
‫ورِثْتم قَناةَ ا ُللْك‪ ،‬غيَ كَللةٍ‪،‬‬
‫عن ابَْن ْي مَنافٍ‪ :‬عبدِ شسٍ وهاشم‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الكَللةُ بنو العم الَباعد‪ .‬وحكي عن أَعراب أَنه قال‪:‬‬
‫مال كثيٌ ويَرِثُن كَللة متراخ نسبُهم؛ ويقال‪ :‬هو مصدر من ت َكلّله‬
‫النسبُ أَي تطرّفه كأَنه أَخذ طَرَفيه من جهة الولد والوالد وليس له‬
‫منهما أَحد‪ ،‬فسمي بالصدر‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬وإِن كان رجل يُورَث كَللةً‬
‫(الية)؛ واختلف أَهل العربية ف تفسي الكَللة فروى النذري بسنده عن‬
‫أَب عبيدة أَنه قال‪ :‬الكَللة كل مَنْ ل يرِثه ولد أَو أَب أَو أَخ‬
‫ونو ذلك؛ قال الَخفش‪ :‬وقال الفراء الكَللة من القرابة ما خل الوالد‬
‫والولد‪ ،‬سوا كَللة لستدارتم بنسب اليت الَقرب‪ ،‬فالَقرب من تكَلله‬
‫النسب إِذا استدار به‪ ،‬قال‪ :‬وسعته مرة يقول الكَللة من سقط عنه طَرَفاه‪،‬‬
‫وها أَبوه وولده‪ ،‬فصار كَلّ وكَللة أَي عِيالً على الَصل‪ ،‬يقول‪ :‬سقط‬
‫من الطّرَفي فصار عِيالً عليهم؛ قال‪ :‬كتبته حفظا عنه؛ قال الَزهري‪:‬‬
‫وحديث جابر يفسر لك الكَللة وأَنه الوارِث لَنه يقول مَرِضْت مرضا‬
‫أَشفيت منه على الوت فأَتيت النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقلت‪ :‬إِن رجل ليس‬
‫يرثن إِل كَللةٌ؛ أَراد أَنه ل والد له ول ولد‪ ،‬فذكر ال عز وجل‬
‫الكَللة ف سورة النساء ف موضعي‪ ،‬أَحدها قوله‪ :‬وإِن كان رجل يُورَث‬
‫ت فلكل واحد منهما السدس؛ فقوله‬ ‫كَللةً أَو امرأٌَة وله َأخٌ أَو أُخ ٌ‬
‫يُورَث من ُورِث يُورَث ل من أُورِث يُورَث‪ ،‬ونصب كَللة على الال‪ ،‬العن‬
‫أَن من مات رجلً أَو امرأَة ف حال ت َكّللِه نسب ورثِته أَي ل والد له‬
‫ول ولد وله أَخ أَو أُخت من أُم فلكل واحد منهما السدس‪ ،‬فجعل اليت ههنا‬
‫كَللة وهو الورّث‪ ،‬وهو ف حديث جابر الوارث‪ :‬فكل مَن مات ول والد له‬
‫ول ولد فهو كلل ُة ورثِته‪ ،‬وكلّ وارث ليس بوالد للميت ول ولدٍ له فهو‬
‫كللةُ َم ْورُوثِه‪ ،‬وهذا مشتق من جهة العربية موافق للتنيل والسّنة‪،‬‬
‫ويب على أَهل العلم معرفته لئل يلتبس عليهم ما يتاجون إِليه منه؛‬
‫والوضع الثان من كتاب ال تعال ف الكَللة قوله‪َ :‬يسْتفتونك قل ال‬
‫يفتيكم ف الكللة إِن امْ ُر ٌؤ هلَك ليس له ولد وله أُخت فلها نصف ما ترك‬
‫(الية)؛ فجعل الكَللة ههنا الُخت للَب والُم والِخوة للَب والُم‪،‬‬
‫فجعل للُخت الواحدة نصفَ ما ترك اليت‪ ،‬وللُختي الثلثي‪ ،‬وللِخوة‬
‫والَخوات جيع الال بينهم‪ ،‬للذكر مثل حَظّ الُنثيي‪ ،‬وجعل للَخ والُخت‬
‫من الُم‪ ،‬ف الية الُول‪ ،‬الثلث‪ ،‬لكل واحد منهما السدس‪ ،‬فبيّن بسِياق‬
‫اليتي أَن الكَللة تشتمل على الِخوة للُم مرّة‪ ،‬ومرة على الِخوة‬
‫والَخوات للَب والُم؛ ودل قول الشاعر َأنّ الَب ليس بكَللة‪ ،‬وَأنّ‬
‫سائر الَولياء من ال َعصَبة بعد الولد كَللة؛ وهو قوله‪:‬‬
‫فِإنّ أَب الَرْء أَ ْحمَى له‪،‬‬
‫و َم ْولَى الكَللة ل يغضَب‬
‫أَراد‪ :‬أَن أَبا الرء أَغضب له إِذا ظُلِم‪ ،‬وموال الكللة‪ ،‬وهم‬
‫الِخوة والَعمام وبنو الَعمام وسائر القرابات‪ ،‬ل يغضَبون للمرء َغضَب‬
‫ل من العشية قالوا‪:‬‬ ‫الَب‪ .‬ابن الراح‪ :‬إِذا ل يكن ابن العم َلحّا وكان رج ً‬
‫هو ابن َعمّي الكَللةُ واب ُن َعمّ كَللةٍ؛ قال الَزهري‪ :‬وهذا يدل‬
‫على أَن العَصَبة وإِن َبعُدوا كَللة‪ ،‬فافهمه؛ قال‪ :‬وقد فسّرت لك من‬
‫آيََتيِ الكَللة وإِعرابما ما تشتفي به ويُزيل اللبس عنك‪ ،‬فتدبره تده‬
‫كذلك؛ قال‪ :‬قد ثَبّ َج الليث ما فسره من الكَللة ف كتابه ول يبي الراد‬
‫منه‪ ،‬وقال ابن بري‪ :‬اعلم أَن الكَللة ف الَصل هي مصدر كَلّ اليت‬
‫َيكِلّ َكلّ وكَللة‪ ،‬فهو كَلّ إِذا ل يلف ولدا ول والدا يرِثانه‪،‬‬
‫هذا أَصلها‪ ،‬قال‪ :‬ث قد تقع الكَللة على العي دون الدَث‪ ،‬فتكون اسا‬
‫حدَث على ح ّد قولم‪ :‬هذا‬ ‫للميت ا َلوْروث‪ ،‬وإِن كانت ف الَصل اسا لل َ‬
‫َخلْقُ ال أَي ملوق ال؛ قال‪ :‬وجاز أَن تكون اسا للوارث على حدّ‬
‫قولم‪ :‬رجل َعدْل أَي عادل‪ ،‬وماءٌ َغوْر أَي غائر؛ قال‪ :‬والَول هو‬
‫اختيار البصريي من أَن الكَللة اسم للموروث‪ ،‬قال‪ :‬وعليه جاء التفسي ف‬
‫الية‪ :‬إِن الكَللة الذي ل يلّف ولدا ول والدا‪ ،‬فإِذا جعلتها للميت‬
‫كان انتصابا ف الية على وجهي‪ :‬أَحدها أَن تكون خب كان تقديره‪ :‬وإِن‬
‫ل ليس له ولد ول والد‪ ،‬والوجه الثان أَن‬ ‫كان الوروث كَللةً أَي كَ ّ‬
‫يكون انتصابا على الال من الضمي ف يُورَث أَي يورَث وهو كَللة‪ ،‬وتكون‬
‫كان هي التامة الت ليست مفتقرة إِل خب‪ ،‬قال‪ :‬ول يصح أَن تكون‬
‫الناقصة كما ذكره الوف لَن خبها ل يكون إِل الكَللة‪ ،‬ول فائدة ف قوله‬
‫يورَث‪ ،‬والتقدير إِن وقَع أَو حضَر رجل يوت كَللة أَي يورَث وهو كَللة‬
‫أَي كَلّ‪ ،‬وإِن جعلتها للحدَث دون العي جاز انتصابا على ثلثة أَوجه‪:‬‬
‫أَحدها أَن يكون انتصابا على الصدر على تقدير حذف مضاف تقديره يورَث‬
‫وِراثة كَللةٍ كما قال الفرزدق‪:‬‬
‫ورِثْتُم قَناة ا ُللْك ل عن كَللةٍ‬
‫أَي ورثتموها وِراثة قُرْب ل وِراثة ُبعْد؛ وقال عامر‬
‫بن ال ّطفَيْل‪:‬‬
‫وما َسوّدَتْن عامِرٌ عن كَللةٍ‪،‬‬
‫أَب الُ َأنْ َأ ْسمُو بُأمّ ول أَب‬
‫ومنه قولم‪ :‬هو ابن َعمّ كَللةً أَي بعيد النسب‪ ،‬فإِذا أَرادو القُرْب‬
‫قالوا‪ :‬هو ابن َعمّ دنْيَةً‪ ،‬والوجه الثان أَن تكون الكَللة مصدرا‬
‫واقعا موقع الال على حد قولم‪ :‬جاء زيد رَكْضا أَي راكِضا‪ ،‬وهو ابن‬
‫عمي دِني ًة أَي دانيا‪ ،‬وابن عمي كَللةً أَي بعيدا ف النسَب‪ ،‬والوجه‬
‫الثالث أَن تكون خب كان على تقدير حذف مضاف‪ ،‬تقديره وإِن كان ا َلوْروث ذا‬
‫كَللة؛ قال‪ :‬فهذه خسة أَوجه ف نصب الكللة‪ :‬أَحدها أَن تكون خب كان‪،‬‬
‫الثان أَن تكون حالً‪ ،‬الثالث أَن تكون مصدرا على تقدير حذف مضاف‪،‬‬
‫الرابع أَن تكون مصدرا ف موضع الال‪ ،‬الامس أَن تكون خب كان على تقدير‬
‫حذف مضاف‪ ،‬فهذا هو الوجه الذي عليه أَهل البصرة والعلماء باللغة‪ ،‬أَعن أَن‬
‫الكَللة اسم للموروث دون الوارث‪ ،‬قال‪ :‬وقد أَجاز قوم من أَهل اللغة‪،‬‬
‫وهم أَهل الكوفة‪ ،‬أَن تكون الكَللة اسا للوارِث‪ ،‬واحتجّوا ف ذلك‬
‫بأَشياء منها قراءة السن‪ :‬وإِن كان رجل يُورِث كَللةً‪ ،‬بكسر الراء‪،‬‬
‫فالكَللة على ظاهر هذه القِراءة هي ورثةُ اليت‪ ،‬وهم الِخوة للُم‪ ،‬واحتجّوا‬
‫أَيضا بقول جابر إِنه قال‪ :‬يا رسول ال إِنا يرِثن كَللة‪ ،‬وإِذا ثبت‬
‫حجة هذا الوجه كان انتصاب كَللة أَيضا على مثل ما انتصبت ف الوجه‬
‫الامس من الوجه الَول‪ ،‬وهو أَن تكون خب كان ويقدر حذف مضاف ليكون الثان‬
‫هو الَول‪ ،‬تقديره‪ :‬وإِن كان رجل يورِث ذا كَللة‪ ،‬كما تقول ذا قَرابةٍ‬
‫ليس فيهم ولد ول والد‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك إِذا جعلتَه حالً من الضمي ف يورث‬
‫تقديره ذا كَللةٍ‪ ،‬قال‪ :‬وذهب ابن جن ف قراءة مَنْ قرَأ يُورِث كَللة‬
‫ويورّث كَللة أَن مفعول يُورِث وُيوَرّث مذوفان أَي يُورِث وارثَه‬
‫مالَه‪ ،‬قال‪ :‬فعلى هذا يبقى كَللة على حاله الُول الت ذكرتا‪ ،‬فيكون نصبه‬
‫على خب كان أَو على الصدر‪ ،‬ويكون الكَللة لل َموْروث ل للوارث؛ قال‪:‬‬
‫والظاهر أَن الكَللة مصدر يقع على الوارث وعلى الوروث‪ ،‬والصدر قد يقع‬
‫للفاعل تارة وللمفعول أُخرى‪ ،‬وال أَعلم؛ قال ابن الَثي‪ :‬الَب والبن‬
‫طرَفان للرجل فإِذا مات ول يلّفهما فقد مات عن ذهاب طَ َرفَيْه‪ ،‬فسمي‬
‫ف بالشيء من جوانبه فهو‬ ‫ذهاب الطرَفي كَللة‪ ،‬وقيل‪ :‬كل ما اخَْت ّ‬
‫إِ ْكلِيل‪ ،‬وبه سيت‪ ،‬لَن ال ُورّاث يُحيطون به من جوانبه‪.‬‬
‫والكَلّ‪ :‬اليتيم؛ قال‪:‬‬
‫أَكُولٌ لال الكَلّ قَبْ َل شَبابِه‪،‬‬
‫إِذا كان عَ ْظمُ الكَلّ غ َي شَديد‬
‫والكَلّ‪ :‬الذي هو عِيال وِثقْل على صاحبه؛ قال ال تعال‪ :‬وهو كَلّ‬
‫على َموْله‪ ،‬أَي عِيال‪ .‬وأَصبح فلن ُمكِلّ إِذا صار ذوو قَرابته‬
‫ت وهم عليّ عيال‪.‬‬ ‫كَلّ عليه أَي عِيالً‪ .‬وأَصبحت ُمكِلّ أَي ذا قرابا ٍ‬
‫والكالّ‪ :‬ا ُلعْيي‪ ،‬وقد كَ ّل َيكِلّ كَللً وكَللةً‪ .‬والكَلّ‪:‬‬
‫العَيّل والّثقْل‪ ،‬الذكَر والُنثى ف ذلك سواء‪ ،‬وربا جع على الكُلول ف‬
‫الرجال والنساء‪ ،‬كَ ّل َيكِلّ كُلولً‪ .‬ورجل كَلّ‪ :‬ثقيل ل خي فيه‪ .‬ابن‬
‫الَعراب‪ :‬الكَلّ الصنم‪ ،‬والكَلّ الثقيلُ الروح من الناس‪ ،‬والكَلّ‬
‫اليتيم‪ ،‬والكَلّ الوَكِيل‪ .‬وكَلّ الرجل إِذا تعِب‪ .‬وكَ ّل إِذا توكّل؛‬
‫قال الَزهري‪ :‬الذي أَراد ابنُ الَعراب بقوله الك ّل الصنَم قوله تعال‪:‬‬
‫ل للصّنَم الذي عبدُوه وهو‬ ‫ضَرَب ال مثلً عبدا ملوكا؛ ضربه مث ً‬
‫ل يقدِر على شيء فهو كَ ّل على موله لَنه يمِله إِذا ظَعَن ويوّله‬
‫من مكان إِل مكان‪ ،‬فقال ال تعال‪ :‬هل يستوي هذا الصّنَم الكَلّ ومن‬
‫يأْمر بالعدل‪ ،‬استفهام معناه التوبيخ كأَنه قال‪ :‬ل تسوّوا بي الصنم‬
‫الكَ ّل وبي الالق جل جلله‪ .‬قال ابن بري‪ :‬وقال نفطويه ف قوله وهو كَلّ‬
‫على موله‪ :‬هو أُسيد بن أَب العيص وهو الَبْكم‪ ،‬قال‪ :‬وقال ابن خالويه‬
‫ورأْس الكَلّ رئيس اليهود‪ .‬الوهري‪ :‬الكَ ّل العِيال والّثقْل‪ .‬وف حديث‬
‫حمِل الكَلّ؛ هو‪ ،‬بالفتح‪ :‬الّثقْل من كل ما‬ ‫ل إِنّك لََت ْ‬
‫خدية‪ :‬كَ ّ‬
‫يُتكلّف‪ .‬والكَلّ‪ :‬العِيال؛ ومنه الديث‪ :‬مَنْ تَرك َكلّ َفِإَليّ‬
‫وعليّ‪ .‬وف حديث َطهْفة‪ :‬ول يُوكَل َكلّكم أَي ل يوكَل إِليكم عِيالكم‬
‫وما ل تطيقوه‪ ،‬ويُروى‪ :‬أُ ْكلُكم أَي ل ُيفْتات عليكم مالكم‪.‬‬
‫و َكلّلَ الرجلُ‪ :‬ذهب وترك أَهلَه وعيالَه بضَْيعَةٍ‪ .‬و َكلّل عن‬
‫الَمر‪ :‬أَ ْحجَم‪ .‬و َكلّلَ عليه بالسيف و َكلّل السبعُ‪ :‬حل‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬وال ِكلّة أَيضا حالُ الِنسان‪ ،‬وهي الِب ْكلَة؛ يقال‪:‬‬
‫بات فلن ب ِكلّة سواء أَي بال سوء قال‪ :‬وال ِكلّة مصدر قولك سيف َكلِيل‬
‫بيّن ال ِكلّة‪ .‬ويقال‪ :‬ثقُل سعه وكَ ّل بصره وذَرََأ سِنّه‪.‬‬
‫وا ُل َكلّل‪ :‬الادّ‪ ،‬يقال‪َ :‬حمَل و َكلّل أَي مضى ُقدُما ول َيخِم؛ وأَنشد‬
‫الَصمعي‪:‬‬
‫ضبْ‪،‬‬‫سمَ عِ ْرقَ الدا ِء عنه فقَ َ‬ ‫َح َ‬
‫َت ْكلِيلَةَ اللّْيثِ إِذا الليثُ وََثبْ‬
‫قال‪ :‬وقد يكون َكلّل بعن جَبُن‪ ،‬يقال‪ :‬حل فما َكلّل أَي فما كذَب‬
‫لهْم بن سَبَل‪:‬‬ ‫وما جبُن كأَنه من الَضداد؛ وأَنشد أَبو زيد َ‬
‫جلّحةٍ‪،‬‬ ‫ب ُم َ‬
‫ول أُ َكلّلُ عن حَرْ ٍ‬
‫ول أُ َخ ّدرُ لل ُم ْلقِي بالسَّلمِ‬
‫وروى النذري عن أَب اليثم أَنه يقال‪ :‬إِن الَسد ُي َهلّل وُي َكلّل‪،‬‬
‫وإِن النمر ُي َكلّل ول ُي َهلّل‪ ،‬قال‪ :‬وا ُل َكلّل الذي يمِل فل‬
‫حجِم فيجع؛ وقال‬ ‫يرجع حت يقَع بقِرْنه‪ ،‬وا ُلهَلّل يمل على قِرْنه ث ُي ْ‬
‫النابغة العدي‪:‬‬
‫َبكَ َرتْ تلوم‪ ،‬وَأمْسِ ما َكّللْتها‪،‬‬
‫ضَللْت بذاك أَيّ ضلل‬ ‫ولقد َ‬
‫ما‪ :‬صِلة‪َ ،‬كّللْتها‪ :‬أَدْ َعصْتها‪ .‬يقال‪َ :‬كلّلَ فلن فلنا أَي ل‬
‫يُطِعه‪ .‬و َكَللْتُه بالجارة أَي علوته با؛ وقال‪:‬‬
‫حصَى ا َلعْزا ِء َمكْلولُ‬ ‫وفرحه ِب َ‬
‫(* قوله «وفرحه إل» هكذا ف الصل)‪.‬‬
‫ص ْوقَعة‪ ،‬وهي صُوفة حراء ف رأْس ا َلوْدَج‪ .‬وجاء ف‬ ‫وال ُكلّة‪ :‬ال ّ‬
‫الديث‪َ :‬نهَى عن َت ْقصِيص القُبور وَت ْكلِيلها؛ قيل‪ :‬الّت ْكلِيل رفعُها‬
‫تبن مثل ال ِكلَل‪ ،‬وهي الصّوامع والقِباب الت تبن على القبور‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫ضَرْب ال ِكلّة عليها وهي سِتْر مربّع يضرَب على القبور‪ ،‬وقال أَبو‬
‫ط فصار كالبيت؛ وأَنشد‬ ‫عبيد‪ :‬ال ِكلّة من السّتور ما خِي َ‬
‫(* لبيد ف معلقته)‪:‬‬
‫من كُ ّل َمحْفوفٍ يُظِلّ ِعصِيّ ُه * َز ْوجٌ عليه ِكلّةٌ وقِرامُها‬
‫وال ِكلّة‪ :‬السّتر الرقيق يُخاط كالبيت يَُت َوقّى فيه من البَقّ‪ ،‬وف‬
‫الحكم‪ :‬ال ِكلّة السّتر الرقيق‪ ،‬قال‪ :‬وال ِكلّة غشا ٌء من ثوب رقيق‬
‫يُتوقّى به من الَبعُوض‪.‬‬
‫والِ ْكلِيل‪ :‬شبه عِصابة مزيّنة بالواهر‪ ،‬والمع أَكالِيل على القياس‪،‬‬
‫ويسمى التاج إِ ْكلِيلً‪ .‬و َكلّله أَي أَلبسه ا ِل ْكلِيل؛ فأَما قوله‬
‫(*‬
‫البيت لسّان بن ثابت من قصيدة ف مدح الغساسنة) أَنشده ابن جن‪:‬‬
‫قد دَنا ال ِفصْحُ‪ ،‬فاْلوَلئ ُد يَنْ ِظمْـ‬
‫ـ َن سِراعا أَ ِكلّةَ الَرْجانِ‬
‫فهذا جع إِ ْكلِيل‪ ،‬فلما حذفت المزة وبقيت الكاف ساكنة فتحت‪ ،‬فصارت‬
‫إِل َكلِيلٍ َكدَلِي ٍل فجمع على أَ ِكلّة كأَ ِدلّة‪ .‬وف حديث عائشة‪ ،‬رضي‬
‫ال عنها‪ :‬دخل رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬تَبْ ُرقُ أَكالِيل وَجْهه؛‬
‫لوْهَر‪ ،‬فجعلتْ لوجهه‬ ‫هي جع إِ ْكلِيل‪ ،‬قال‪ :‬وهو شبه عِصابة مزيّنة با َ‬
‫الكري‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أَكالِي َل على جهة الستعارة؛ قال‪ :‬وقيل‬
‫أَرادتْ نواحي وجهه وما أَحاط به إِل الَبِي من الّت َكلّل‪ ،‬وهو‬
‫للْقة ويوضع هنالك على أَعلى الرأْس‪ .‬وف‬ ‫الِحاطة و َلنّ الِ ْكلِيل يعل كا َ‬
‫حديث الستسقاء‪ :‬فنظرت إِل الدينة وإِنا لفي مثْل ا ِلكْليل؛ يريد‬
‫أَن الغَيْم َت َقشّع عنها واستدار بآفاقها‪ .‬وا ِل ْكلِيل‪ :‬منِل من منازل‬
‫القمر وهو أَربعة َأنُم مصطفّة‪ .‬قال الَزهري‪ :‬الِ ْكلِيل رأْس بُرْج‬
‫العقرب‪ ،‬ورقيبُ الثّرَيّا من الَنْواء هو الِ ْكلِيل‪ ،‬لَنه يطلُع‬
‫ِبغُيُوبا‪ .‬والِ ْكلِيل‪ :‬ما أَحاط بال ّظفُر من اللحم‪.‬‬
‫وَت َكلّله الشيءُ‪ :‬أَحاط به‪ .‬وروضة ُم َكلّلة‪ :‬مفوفة بالّنوْر‪ .‬وغمام‬
‫ُم َكلّل‪ :‬مفوف بقِطَع من السحاب كأَنه ُمكَلّل بنّ‪.‬‬
‫واْنكَلّ الرجلُ‪ :‬ضحك‪ .‬وانكلّت الرأَة فهي تَْنكَلّ اْنكِللً إِذا‬
‫ما تبسّمت؛ وأَنشد ابن بري لعمر بن أَب ربيعة‪:‬‬
‫ت نَباتُه‪،‬‬
‫ب شَتِي ٍ‬ ‫وتَْنكَلّ عن عذْ ٍ‬
‫له ُأشُ ٌر كا ُل ْقحُوان الَُنوّر‬
‫واْنكَلّ الرجل اْنكِللً‪ :‬تبسّم؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫ويَْنكَلّ عن غُ ّر عِذابٍ كأَنا‬
‫جَن ُأ ْقحُوان‪ ،‬نَبْتُه مُتَناعِم‬
‫يقال‪َ :‬كشَرَ وافْتَرّ واْنكَلّ‪ ،‬كل ذلك تبدو منه الَسنان‪ .‬واْنكِلل‬
‫الغَيْم بالبَرْق‪ :‬هو قدر ما يُرِيك سواد الغيم من بياضه‪ .‬واْنكَلّ‬
‫السحاب بالبق إِذا ما تبسّم بالبق‪ .‬والِ ْكلِيل‪ :‬السحابُ الذي تراه‬
‫كَأنّ غِشاءً ُألِْبسَه‪ .‬وسحاب ُم َكلّل أَي ملمّع بالبق‪ ،‬ويقال‪ :‬هو الذي‬
‫حوله قِطع من السحاب‪.‬‬
‫واكْتَ ّل الغمامُ بالبق أَي لع‪.‬‬
‫وانكَلّ السحاب عن البق واكْتَلّ‪ :‬تبسم؛ الَخية عن ابن الَعراب؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫سلّمتْ‬ ‫عَرَضْنا ف ُقلْنا‪ :‬إِي ِه ِسلْم ف َ‬
‫ق الغَمامُ اللوائحُ‬ ‫كما اكْتَلّ بالب َ‬
‫وقول أَب ذؤيب‪:‬‬
‫َت َكلّل ف الغِماد فَأرْضِ ليلى‬
‫ثلثا‪ ،‬ما أَبي له اْنفِراجَا‬
‫ق نفسه‪:‬‬ ‫قيل‪َ :‬ت َكلّل تبسم بالبق‪ ،‬وقيل‪ :‬تنطّق واستدار‪ .‬وانكلّ الب ُ‬
‫لع لعا خفيفا‪ .‬أَبو عبيد عن أَب عمرو‪ :‬الغمام ا ُل َكلّل هو‬
‫السحابة يكون حولا قِطَع من السحاب فهي م َكلّلة بنّ؛ وأَنشد غيه لمرئ‬
‫القيس‪:‬‬
‫ح تَرَى بَرْقا ُأرِيك َومِيضَه‪،‬‬ ‫أَصَا ِ‬
‫ب ُمكَلّلِ‬ ‫َكلَمْع الَيدَيْن ف َح ّ‬
‫وإِ ْكلِيل ا َللِك‪ :‬نبت يُتداوَى به‪.‬‬
‫وال َك ْلكَل وال َكلْكال‪ :‬الصدر من كل شيء‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما بي‬
‫التّ ْرُقوَتَيْن‪ ،‬وقيل‪ :‬هو باطن ال ّز ْورِ؛ قال‪:‬‬
‫ت على ال َك ْلكَالِ‬ ‫أَقول‪ ،‬إِذْ خَرّ ْ‬
‫قال الوهري‪ :‬وربا جاء ف ضرورة الشعر مشددا؛ وقال منظور بن‬
‫مرثد الَسدي‪:‬‬
‫كَأنّ َمهْواها‪ ،‬على ال َك ْلكَلّ‪،‬‬
‫ب ُيصَلّي‬ ‫موضعُ َك ّفيْ را ِه ٍ‬
‫قال ابن بري‪ :‬وصوابه موقِعُ ك ّفيْ راهب‪ ،‬لَن بعد قوله على‬
‫ت زُلّ‬ ‫ال َك ْلكَلّ‪:‬و َم ْوقِفا من َثفِنا ٍ‬
‫قال‪ :‬والعروف ال َك ْلكَل‪ ،‬وإِنا جاء الكَ ْلكَال ف الشعر ضرورة ف قول‬
‫الراجز‪:‬‬
‫قلتُ‪ ،‬وقد خرّت على ال َكلْكَالِ‪:‬‬
‫يا ناقَت‪ ،‬ما ُج ْلتِ من َمجَالِ‬
‫(* ف الصفحة السابقة‪ :‬اقول إذ خَرّت إل)‪.‬‬
‫وال َك ْلكَل من الفرس‪ :‬ما بي َمحْزِمه إِل ما مسّ الَرض منه إِذا‬
‫رَبَضَ؛ وقد يستعار ال َك ْلكَل لا ليس بسم كقول امرئ القيس ف صفة‬
‫جوْزِه‪،‬‬ ‫ت له لّا َتمَطّى ِب َ‬ ‫لَيْل‪:‬فقل ُ‬
‫وَأرْدَفَ أَعْجازا وَنَا َء ِب َك ْلكَل‬
‫(* ف العلقة‪ :‬بصُلبِه بدل بوزه)‪.‬‬
‫وقالت أَعرابية تَرْثي ابنها‪:‬‬
‫َألْقَى عليه الدهرُ َك ْلكَلَهُ‪،‬‬
‫مَ ْن ذا يقومُ ِب َك ْلكَلِ الدّهْرِ؟‬
‫فجعلت للدهر َك ْلكَلً؛ وقوله‪:‬‬
‫ح َمهُنّ مع السّرَى‪،‬‬ ‫َمشَقَ الواجِ ُر َل ْ‬
‫ل وصُدورا‬ ‫حت َذهَبْنَ كَلك ً‬
‫وضع الَساء موضع الظروف كقوله ذهب ُقدُما وُأخُرا‪.‬‬
‫ضرْبٌ‪ ،‬وقيل‪ :‬الكُ ْلكُل والكُلكِل‪ ،‬بالضم‪ ،‬القصي‬ ‫ورجل ُك ْلكُلٌ‪َ :‬‬
‫الغليظ الشديد‪ ،‬والُنثى ُك ْلكُلة وكُلكلة‪ ،‬والكَلكِل الماعات كالكَراكِر؛‬
‫وأَنشد قول العجاج‪:‬‬
‫حلّون الرّب الكَلكِل‬ ‫حت َي ُ‬
‫الفراء‪ :‬ال ُكلّة التأْخي‪ ،‬والكَلّة الشّفْرة الكالّة‪ ،‬وال ِكلّة‬
‫الا ُل حالُ الرجُل‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬ذئب مُكِ ّل قد وضع َكلّ ُه على الناس‪ .‬وذِئب َكلِيل‪ :‬ل َي ْعدُو‬
‫على أَحد‪.‬‬
‫وف حديث عثمان‪ :‬أَنه دُخِل عليه فقيل له أَِبَأمْرك هذا؟ فقال‪ :‬كُلّ‬
‫ذلك أَي بعضه عن أَمري وبعضه بغي أَمري؛ قال ابن الَثي‪ :‬موضع كل‬
‫الِحاطة بالميع‪ ،‬وقد تستعمل ف معن البعض قال‪ :‬وعليه ُحمِل قو ُل عثمان؛ ومنه‬
‫قول الراجز‪:‬‬
‫قالتْ له‪ ،‬وقولُها مَرْ ِعيّ‪:‬‬
‫ِإنّ الشّواءَ خَيْرُه الطّرِيّ‪،‬‬
‫صيّ‬‫وكُ ّل ذاك َي ْفعَل الوَ ِ‬
‫أَي قد يفعَل وقد ل يفعَل‪.‬‬
‫ل حرف رَدْع وزَجْر؛ وقد تأْت بعن ل كقول‬ ‫وقال ابن بري‪ :‬وكَ ّ‬
‫العديّ‪:‬‬
‫فقلْنا لم‪َ :‬خلّوا النّساءَ لَ ْهلِها‬
‫ل فقلْنا لم‪ :‬بَلى‬ ‫فقالوا لنا‪ :‬كَ ّ‬
‫ل هنا بعن ل بدليل قوله فقلنا لم بلى‪ ،‬وبَلى ل تأْت إِل‬ ‫فكَ ّ‬
‫بعد نفي؛ ومثله قوله أَيضا‪:‬‬
‫قُرَيْش جِهازُ الناس حَيّا ومَيّتا‪،‬‬
‫فمن قال َكلّ‪ ،‬فالُكذّب أَ ْكذَبُ‬
‫وعلى هذا يمل قوله تعال‪ :‬فيقول رَبّي أَهانَنِي كَلّ‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫ل يا رسول ال؛ قال‬ ‫َتقَع فَتِ ٌن كأَنا ال ّظلَل‪ ،‬فقال أَعراب‪ :‬كَ ّ‬
‫ل رَدْع ف الكلم وتنبيه ومعناها انْتَ ِه ل تفعل‪،‬‬ ‫ابن الَثي‪ :‬كَ ّ‬
‫إِل أَنا آكد ف النفي والرّدْع من ل‪ ،‬لزيادة الكاف؛ وقد ترد بعن‬
‫سفَعنْ بالناصية؛‬ ‫ل لَئِن ل تَنْته لََن ْ‬‫َحقّا كقوله تعال‪ :‬كَ ّ‬
‫وال ّظلَل‪ :‬السّحاب‪.‬‬
‫@كمل‪ :‬ال َكمَال‪ :‬التّمام‪ ،‬وقيل‪ :‬التّمام الذي َتجَزّأَ منه أَجزاؤه‪،‬‬
‫وفيه ثلث لغات‪َ :‬كمَل الشيء َي ْكمُل‪ ،‬و َكمِل و َكمُل كَمالً وكُمولً‪،‬‬
‫قال الوهري‪ :‬والكسر َأرْ َدؤُها‪ .‬وشيء َكمِيل‪ :‬كامِل‪ ،‬جاؤوا به على َكمُل؛‬
‫وأَنشد سيبويه‪:‬‬
‫على أَنه بعدما قد مضى‬
‫ثلثون للهَجْر َحوْلً كَميل‬
‫وَت َكمّل‪ :‬ك َكمَل‪ .‬وتَكامَل الشيء وأَ ْك َملْته أَنا وَأ ْكمَلْت الشيء‬
‫أَي أَ ْج َملْتُه وأَتمته‪ ،‬وأَ ْك َملَه هو واست ْكمَله و َكمّله‪ :‬أََتمّه‬
‫و َج َملَه؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫فقُرَى العِراق َمقِيلُ يومٍ واحدٍ‪،‬‬
‫والَبصْرَتان وواسِط َت ْكمِيلُه‬
‫قال ابن سيده‪ :‬قال أَبو عبيد أَراد كان ذلك كله يُسار ف يوم واحد‪،‬‬
‫وأَراد بالبصرتي البصرة والكوفة‪ .‬وأَعطاه الال َكمَلً أَي كامِلً؛ هكذا‬
‫يتكلم به ف الميع والوُ ْحدَان سواء‪ ،‬ول يثن ول يمع؛ قال‪ :‬وليس بصدر‬
‫ول نعت إِنا هو كقولك أَعطيته ُكلّه‪ ،‬ويقال‪ :‬لك نصفُه وبعضه وكَماله‪،‬‬
‫وقال ال تعال‪ :‬اليومَ أَ ْك َملْت لكم دينَكم وأَْت َم ْمتُ عليكم‬
‫ِنعْمت (الية)؛ ومعناه‪ ،‬وال أَعلم‪ :‬الن أَكْملتُ لكم الدّين بَأنْ كفيتكم‬
‫خوف عدوّكم وَأ ْظهَرْتَكم عليهم‪ ،‬كما تقول الن َكمُل لنا ا ُللْك‬
‫و َكمُل لنا ما نريد بأَن كُفينا من كنّا نافه‪ ،‬وقيل‪ :‬أَكمَلتُ لكم دِينكم‬
‫أَي أَكْملتُ لكم فوق ما تتاجون إِليه ف دِينِكم‪ ،‬وذلك جائر حسَن‪ ،‬فأَما‬
‫أَن يكون دين ال عز وجل ف وقت من الَوقات غي كامِل فل؛ قال‬
‫الَزهري‪ :‬هذا كله كلم أَب إِسحق وهو الزجاج‪ ،‬وهو حسَن‪ ،‬ويوز للشاعر أَن‬
‫يعل الكامل كَميلً؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ثلثون للهَجْر َحوْلً َكمِيل‬
‫والّت ْكمِلتُ ف حِساب الوَصايا‪ :‬معروف‪ .‬ويقال‪َ :‬كمّلْت له َعدَدَ‬
‫ل وتَكمِلة‪ ،‬فهو ُم َكمّل‪ .‬ويقال‪ :‬هذا الكمّل‬ ‫حقّه ووَفاء حقه َتكْمي ً‬
‫عشرين والكمّل مائة وا ُل َكمّل أَلفا؛ قال النابغة‪:‬‬
‫ف َك ّملَت مائةً فيها حَمامَتُها‪،‬‬
‫وأَسرعتْ ِحسْبةً ف ذلك ال َعدَدِ‬
‫ورجل كامِل وقوم َكمَلة‪ :‬مثل حافِد و َحفَدة‪ .‬ويقال‪ :‬أَعطه هذا الال‬
‫َكمَلً أَي كلّه‪ .‬والتّكمِيل والِكْمال‪ :‬التمام‪ .‬واستكْمله‪ :‬اسَتَتمّه؛‬
‫الوهري‪ :‬وقول حيد‪:‬‬
‫ب الشمس َدمَجْ‪،‬‬ ‫حت إِذا ما حا ِج ُ‬
‫َتذَكّرَ البِيضَ ب ُكمْلول َفلَجْ‬
‫قال‪ :‬مَ ْن َنوّن ال ُكمْلول قال هو مَفازة‪ ،‬وفَلَج‪ :‬يريد لَ ّج ف‬
‫السي‪ ،‬وإِنا ترك التشديد للقافية‪ .‬وقال الليل‪ :‬ال ُكمْلول نبت‪ ،‬وهو‬
‫بالفارسية بَ ْر َغسْت؛ حكاه أَبو تراب ف كتاب العتِقاب‪ ،‬ومن أَضاف قال‪َ :‬فلْج‬
‫نر صغي‪.‬‬
‫والكامِل من شطور العَروض‪ :‬معروف وأَصله متفاعلن ست مرات‪ ،‬سي كاملً‬
‫لَنه استكمَل على أَصله ف الدائرة‪ .‬وقال أَبو إِسحق‪ :‬سي كا ِملً لَنه‬
‫َكمُلَت أَجزاؤه وحركاته‪ ،‬وكان َأ ْكمَل من الوافِر‪ ،‬لَن الوافِر‬
‫ت حركاته ونقصت أَجزاؤه‪.‬‬ ‫َت َوفّر ْ‬
‫وقا ابن الَعراب‪ :‬ا ِل ْكمَل الرجل الكامِل للخي أَو الشرّ‪.‬‬
‫والكا ِملِيّةُ من الرّوافِض‪ :‬شَرّ جِيلٍ‪.‬‬
‫وكامِل‪ :‬اسم فرس سابق لبن امرئ القيس‪ ،‬وقيل‪ :‬كان لمرئ القيس‪ .‬وكامِل‬
‫أَيضا‪ :‬فرس زيد اليل؛ وإِياه عن بقوله‪:‬‬
‫ما زلتُ أَرميهم بُثغْرة كامِل‬
‫وقال ابن بري‪ :‬كامِل اسم فرس زيد الفوارس الضّبّي؛ وفيه يقول العائف‬
‫الضّّبيّ‪:‬‬
‫ِن ْعمَ الفوارس‪ ،‬يوم جيش ُمحَرّقٍ‪،‬‬
‫َلحِقوا وهم ُيدْ َعوْن يالَ ضِرارِ‬
‫زيدُ الفوارِس َكرّ وابنا مُْنذِرٍ‪،‬‬
‫والي ُل يَ ْطعُنُها بَنُو الَحْرارِ‬
‫يَرْمي ِبغُرّةِ كامِلٍ وبَنحْره‪،‬‬
‫خَ َطرَ النّفوس وأَيّ حِي خِطارِ‬
‫وكامِل أَيضا‪ :‬فرس لل ّرقَاد بن ا ُلْنذِر الضّّبيّ‪ .‬و َكمْلٌ وكامِلٌ‬
‫و ُم َكمّل و ُكمَيْل و ُكمَيْلة‪ ،‬كلها‪ :‬أَساء‪.‬‬
‫صلْب شديد‪.‬‬ ‫@كمتل‪ُ :‬كمْتَل وكُماتِل و ُكمْتُر وكُماتِر‪ُ :‬‬
‫صلْب شديد‪.‬‬ ‫@كمثل‪ :‬ال َكمَيْثَل‪ :‬القصي‪ .‬ورجل َكمْثَل وكُماثِل‪ُ :‬‬
‫قال أَبو منصور‪ :‬وسعت أَعرابيّا يقول ناقة ُم َكمْثَلة اللْقِ إِذا‬
‫كانت مُداخَلة متمِعة‪.‬‬
‫@كمهل‪ :‬التهذيب‪َ :‬ك ْم َهلْت الديث أَي أَخْفيته وعمّيْته‪ .‬ابن‬
‫الَعراب‪َ :‬ك ْمهَل إِذا جع ثيابه وحزَمها للسفر‪ .‬و َك ْمهَل فلن علينا‪ :‬منعنا‬
‫َحقّنا‪ .‬وف النوادر‪َ :‬ك ْم َهلْت الال َك ْمهَلة وحَْبكَرْته حَبْكرة‬
‫ودَْب َكلْتُه دَْبكَلة وحَْبحَبْتُه َحْبحَبة و َزمْزَمْته َزمْزَمة وصَرْصَرْته‬
‫وكَ ْركَرْته إِذا جعته وردَدْت أَطراف ما انتشر منه‪ ،‬وكذلك‬
‫كَْبكَبْتُه‪.‬‬
‫صلْب‪ .‬وكُنابَِيل‪ :‬اسم موضع؛ حكاه‬ ‫@كنبل‪ :‬رجل كُنْبُل وكُنابِل‪ :‬شديد ُ‬
‫سيبويه‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@كنثل‪ :‬الكُنْثال‬
‫(* قوله «الكنثال» هكذا ف الصل بالثاء الثلثة‬
‫مضبوطا‪ ،‬وف الصحاح ف مادة كتل بالتاء الثناة‪ :‬والكنتال‪ ،‬بالضم‪ ،‬القصي؛‬
‫والنون زائدة‪ .‬وف القاموس‪ :‬الكنتأل كجردحل القصي‪ .‬اهـ‪ .‬أي بالثناة) ‪:‬‬
‫القصي؛ مثّل به سيبويه وفسره السياف‪.‬‬
‫@كندل‪:‬الكَْندَل‪ :‬شجر ُيدْبَغ به‪ ،‬وهو من دِباغ السّنْد‪ ،‬ودباغه يَجيء‬
‫أَحر؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وقال مرة‪ :‬هو الكَْندَل ُء ف َمدّ‪ ،‬قال‪ :‬وما‬
‫البحر ع ُدوّ كل شجر إِل الكَْندَلءَ والقُ ْرمَ‪ ،‬والقُ ْرمُ مذكور ف‬
‫موضعه‪.‬‬
‫@كنعل‪ :‬الَزهري‪ :‬الكَْنعَلةُ ف ال َعدْو الثقيلُ منه‪.‬‬
‫خمُها‪ .‬ولِحية كَْنفَلِيلة‪ :‬ضخمة‬ ‫ضْ‬‫@كنفل‪ :‬رجلٌ كَْنفَلِي ُل الّلحْية‪َ :‬‬
‫جافِية‪.‬‬
‫@كنهل‪ :‬كَْنهَلٌ وكِْنهِلٌ‪ :‬موضع‪ ،‬ومن العرب مَنْ ل يصرفه يعله اسا‬
‫للبقعة؛ قال جرير‪:‬‬
‫َطوَى الَبيُ أَسبابَ الوِصال‪ ،‬وحا َوَلتْ‬
‫جذّما‬‫بكِْنهِل َأقْران الَوى َأ ْن ُت َ‬
‫الَزهري‪ :‬كِْنهِل ماء لبن تيم معروف؛ وقال عمرو بن‬
‫ُكلْثوم‪:‬‬
‫جّللَها الِيا َد بكِْنهِلء‬ ‫فَ‬
‫@كنهدل‪ :‬كََن ْهدَلٌ‪ :‬صُلب شديد‪.‬‬
‫@كهل‪ :‬ال َكهْلُ‪ :‬الرجل إِذا َوخَطه الشيب ورأَيت له بَجالةً‪ ،‬وف الصحاح‪:‬‬
‫ال َكهْ ُل من الرجال الذي جاوَز الثلثي ووَخَطَه الشيبُ‪ .‬وف فضل أَب‬
‫بكر وعمر‪ ،‬رضي ال عنهما‪ :‬هذان سيّدا كُهول النة‪ ،‬وف رواية‪ :‬كُهولِ‬
‫ا َلوّلي والخِرين؛ قال ابن الَثي‪ :‬ال َكهْ ُل من الرجال من زاد على‬
‫ثلثي سنة إِل الَربعي‪ ،‬وقيل‪ :‬هو من ثلث وثلثي إِل تام المسي؛‬
‫وقد اكَْتهَلَ الرج ُل وكاهَلَ إِذا بلغ الكُهولة فصار َكهْلً‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫أَراد بال َكهْلِ ههنا الليمَ العاق َل أَي أَن ال يدخِل أَهلَ النةِ‬
‫النةَ حُلماءَ ُعقَلءَ‪ ،‬وف الحكم‪ :‬وقيل هو من أَربع وثلثي إِل إِحدى‬
‫وخسي‪ .‬قال ال تعال ف قصة عيسى‪ ،‬على نبينا وعليه الصلة والسلم‪:‬‬
‫س ف الهدِ و َكهْلً؛ قال الفراء‪ :‬أَراد و ُم َكلّما الناس‬ ‫وُي َكلّم النا َ‬
‫ف الهد و َكهُْلً؛ والعرب َتضَع يفعل ف موضع الفاعل إِذا كانا ف‬
‫معطوفي متمعي ف الكلم كقول الشاعر‪:‬‬
‫ضبٍ باتِرِ‪،‬‬ ‫ِبتّ ُأ َعشّيها ِب َع ْ‬
‫صدُ ف َأ ْس ُوقِها‪ ،‬وجائِرِ‬ ‫َي ْق ِ‬
‫صدٍ ف أَسوُقها وجائرٍ‪ ،‬وقد قيل‪ :‬إِنه عطف ال َكهْل على الصفة‪،‬‬ ‫أَراد قا ِ‬
‫أَراد بقوله ف ا َلهْد صبيّا و َكهْلً‪ ،‬فردّ ال َكهْلَ على الصفة كما‬
‫قال دَعانا ِلجَنْبِه أَو قاعِدا؛ روى النذري عن أَحد بن‬
‫يي أَنه قال‪ :‬ذكر ال عز وجل لعيسى آيتي‪ :‬تكليمه الناس ف ا َلهْد‬
‫فهذه معجزة‪ ،‬والُخْرى نزوله إِل الَرض عند اقتراب الساعة َك ْهلً ابن‬
‫ثلثي سنة يكلّم أُمة ممد فهذه الية الثانية‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬وإِذا‬
‫بلغ المسي فإِنه يقال له َكهْل؛ ومنه قوله‪:‬‬
‫هل َكهْل َخمْسي‪ِ ،‬إنْ شاقَتْه مَنْزِلةٌ‬
‫سفّه رأَيُه فيها‪ ،‬و َمسْبوبُ؟‬ ‫ُم َ‬
‫ل وقد بلغ المسي‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬يقال للغُلم مُراهِق ث‬ ‫فجعله َك ْه ً‬
‫ُمحْتَلم‪ ،‬ث يقال ترّج وجهُه‬
‫(* قوله «ث يقال ترج وجهه ال قوله ث‬
‫متمع» هكذا ف الصل‪ ،‬وعبارته ف مادة جع‪ :‬ويقال للرجل إذا اتصلت‬
‫ليته متمع ث كهل بعد ذلك) ث اتّصلت ليته‪ ،‬ث ُمجَْت ِمعٌ ث َكهْلٌ‪ ،‬وهو‬
‫ابن ثلث وثلثي سنة؛ قال الَزهري‪ :‬وقيل له َكهْل حينئد لنتهاء‬
‫شَبابه وكمال قوّته‪ ،‬والمع َك ْهلُونَ و ُكهُولٌ وكِهال و ُكهْلنٌ؛ قال ابن‬
‫مَيّادة‪:‬‬
‫وكيف تُرَجّيها‪ ،‬وقد حال دُونا‬
‫بَنُو َأ َسدٍ‪ُ ،‬كهْلنُها وشَبابُها؟‬
‫و ُكهّل؛ قال‪ :‬وأَراها على توهّم كاهِل‪ ،‬والُنثى َكهْلة من نسوة‬
‫َكهْلتٍ‪ ،‬وهو القياس لَنه صفة‪ ،‬وقد حكي فيه عن أَب حات تريك الاء ول‬
‫يذكره النحويون فيما ش ّذ من هذا الضرب‪ .‬قال بعضهم‪ :‬قلما يقال للمرأَة كهلة‬
‫شهْلة‪ ،‬يقولون َشهْلةٌ َكهْلةٌ‪ .‬غيه‪ :‬رجل‬ ‫مفردة حت يُ َزوّجُوها ب َ‬
‫َكهْل وامرأَة َكهْلة إِذا انتهى شبابُهما‪ ،‬وذلك عند استكمالما ثلثا‬
‫وثلثي سنة‪ ،‬قال‪ :‬وقد يقال امرأَة َكهْلة ول يذكر معها َشهْلة؛ قال ذلك‬
‫الَصمعي وأَبو عبيدة وابن الَعراب؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ول أَعُودُ بعدها كَرِيّا‪،‬‬
‫أُمارِسُ ال َك ْهلَة والصّبِيّا‪،‬‬
‫والعَزَب الَُنفّهَ ا ُلمّيّا‬
‫واكَْتهَل أَي صار َكهْلً‪ ،‬ول يقولوا َكهَلَ ِإلّ أَنه قد جاء ف‬
‫ك من كاهِلٍ؟ ويروى‪ :‬مَنْ كاهَ َل أَي مَنْ دخل حدّ‬ ‫الديث‪ :‬هل ف أَ ْهلِ َ‬
‫ال ُكهُولة وقد تزوّج‪ ،‬وقد حكى أَبو زيد‪ :‬كاهَلَ الرج ُل تزوّج‪ .‬وروي عن‬
‫ل أَراد الها َد معه فقال‪ :‬هل‬ ‫النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أَنه سأَل رج ً‬
‫ف أَهلِك من كاهِلٍ؟ يروى بكسر الاء على أَنه اسم‪ ،‬ويروى مَنْ كاهَلَ‬
‫ب وضارَبَ‪ ،‬وها من ال ُكهُولة؛ يقول‪:‬‬ ‫بفتح الاء على أَنه ِفعْل‪ ،‬بوزن ضارِ ٍ‬
‫هل فيهم مَنْ َأسَنّ وصار َك ْهلً؟ وذكر عن أَب سعيد الضرير أَنه ردّ‬
‫على أَب عبيد هذا التفسي وزعم أَنه خطأٌ‪ ،‬قد يلُف الرجلُ الرجلَ ف‬
‫ل وغي َكهْلٍ‪ ،‬قال‪ :‬والذي سعناه من العرب من غي مسأَلة أَن‬ ‫أَهله َكهْ ً‬
‫الرجل الذي يلُف الرجلَ ف أَهله يقال له الكاهِن‪ ،‬وقد َكهَنَ َي ْكهَن‬
‫ُكهُونا‪ ،‬قال‪ :‬ول يلو هذا الرف من شيئي‪ ،‬أَحدها أَن يكون الحدّث‬
‫سا َء سعُه فظَنّ أَنه كاهِلٌ وإِنا هو كاهِنٌ‪ ،‬أَو يكون الرف تعاقب‬
‫فيه بي اللم والنون كما يقال هَتََنتِ السماءُ و َهَتلَتْ‪ ،‬والغِرْيَنُ‬
‫والغِرْيَ ُل وهو ما يَ ْرسُب أَسفل قارورة الدّهْن من ُثفْلِه‪ ،‬ويرسُب من‬
‫الطي أَسفل الغَدير وف أَسفل ال ِقدْر من مَرَقه؛ عن الَصمعي‪ ،‬قال‬
‫الَزهري‪ :‬وهذا الذي قاله أَبو سعيد له وجه غي أَنه بعيد‪ ،‬ومعن قوله‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬هل ف أَهلِك من كاهِلٍ أَي ف أَهلك مَنْ تعَْتمِده‬
‫للقيام بشأْن عيالك الصغار ومن تُخلّفه مِمّن يلزمك َعوْلُه‪ ،‬فلما قال له‪:‬‬
‫خلّف وجاهِد فيهم‬ ‫ما ُهمْ ِإلّ أُصَيْبِيَةٌ صِغار‪ ،‬أَجابه فقال‪َ :‬ت َ‬
‫ول تضيّعهم‪ .‬والعرب تقول‪ُ :‬مضَر كاهِلُ العرب وسَعْد كاهِل تيم‪ ،‬وف‬
‫النهاية‪ :‬وَتمِيم كاهِلُ ُمضَر‪ ،‬وهو مأْخوذ من كاهل البعي وهو مقدّم ظهره‬
‫حمِل‪ ،‬قال‪ :‬وإِنا أَراد بقوله هل ف أَهلك من‬ ‫وهو الذي يكون عليه ا َل ْ‬
‫خلّف من صِغار ولدك لئل يضيعوا‪،‬‬ ‫تعتمد عليه ف القيام بأَمر مَ ْن ُت َ‬
‫أَل تراه قال له‪ :‬ما هم إِ ّل أُصَيْبِية صغار‪ ،‬فأَجابه وقال‪ :‬ففيهم‬
‫فجاهِد‪ ،‬قال‪ :‬وأَنكر أَبو سعيد الكاهِل وقال‪ :‬هو كاهِن كما تقدم؛ وقول أَب‬
‫خِراش الذل‪:‬‬
‫فلو كان َسلْمى جارَهُ أَو أَجارَهُ‬
‫رِماحُ اب ِن سعد‪ ،‬رَدّه طائر َكهْلُ‬
‫(* قوله «رماح ابن سعد» هكذا الصل‪ ،‬وف الساس‪ :‬رباح ابن سعد)‬
‫قال ابن سيده‪ :‬ل يفسره أَحد‪ ،‬قال‪ :‬وقد يكن أَن يكون جعله َك ْهلً‬
‫مبالغة به ف الشدة‪ .‬الَزهري‪ :‬يقال طار لفلن طائر َكهْلٌ إِذا كان له َجدّ‬
‫وحَظّ ف الدنيا‪ .‬ونَبْت َكهْل‪ :‬مُتناهٍ‪.‬‬
‫واكَْتهَلَ النبتُ‪ :‬طال وانتهى منتهاه‪ ،‬وف الصحاح‪َ :‬تمّ طولُه وظهر‬
‫َن ْورُه؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫س منها َكوْ َكبٌ شَ ِرقٌ‪،‬‬ ‫يُضا ِحكُ الشم َ‬
‫ُم َؤزّرٌ ِبعَمِيمِ النّبْت ُمكَْتهِل‬
‫وليس بعد اكْتِهال النّبْت إِلّ الّت َولّي؛ وقول الَعشى يُضاحِك‬
‫س معناه يدُور معها‪ ،‬ومُضا َحكَتُه إِياها ُحسْن له وُنضْرة‪،‬‬ ‫الشم َ‬
‫وال َكوْكب‪ :‬مُعْظَم النبات‪ ،‬والشّرِقُ‪ :‬الرّيّان ا ُلمْتلئ ماءً‪،‬‬
‫وا ُل َؤزّر‪ :‬الذي صار النبت كالِزار له‪ ،‬والعَمِيمُ‪ :‬النبتُ الكثيف السَن‪ ،‬وهو‬
‫لمِيم؛ يقال نَبْت َعمِيم و ُمعْتَمّ و َع َممٌ‪ .‬واكَْت َهلَت‬ ‫أَكثر من ا َ‬
‫الروضة إِذا َعمّها نبتُها‪ ،‬وف التهذيب‪َ :‬ن ْورُها‪ .‬ونعجة ُمكَْتهِلةٌ إِذا‬
‫انتهى سِنّها‪ .‬الحكم‪ :‬ونعجة ُمكَْتهِلةٌ ُمخَْتمِرةُ الرأْس بالبياض‪،‬‬
‫وأَنكر بعضهم ذلك‪.‬‬
‫والكاهِلُ‪ :‬م َقدّم أَعلى الظهر ما يَلي العنُق وهو الثُلث الَعلى فيه‬
‫ت ِفقَر؛ قال امرؤ القيس يصف فرسا‪:‬‬ ‫ِس ّ‬
‫ص لَبّدهُ الثرى‬
‫له حا ِركٌ كالدّعْ ِ‬
‫إِل كاهِل‪ ،‬مثل الرّتاجِ ا ُلضَّببِ‬
‫وقال النضر‪ :‬الكاهِ ُل ما ظهر من ال ّزوْر‪ ،‬وال ّزوْ ُر ما بَطَن من‬
‫الكاهِل؛ وقال غيه‪ :‬الكاهِل من الفرس ما ارتفع من فُروعِ كَِتفَيْه؛‬
‫وأَنشد‪:‬وكاهِل َأفْرعَ فيه‪ ،‬مع الـ‬
‫ف وَتقْبِيبُ‬
‫ـِإفْراعِ‪ِ ،‬إشْرا ٌ‬
‫وقال أَبو عبيدة‪ :‬الارِك فُروعُ الكَِتفَيْن‪ ،‬وهو أَيضا الكاهِلُ؛‬
‫قال‪ :‬والِْنسَجُ أَسفل من ذلك‪ ،‬والكائبة مقدّم الِْنسَج؛ وقيل‪ :‬الكاهِلُ‬
‫من الِنسان ما بي كتفيه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو َموْصِل العنُق ف الصّلْب‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫هو ف الفرس خلْف الِْنسَج‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما َشخَص من فُروعِ كتفيه إِل‬
‫ُمسْتَوى ظهره‪ .‬ويقال للشديد ال َغضَب والائِ ِج من الفحول‪ :‬إِنه لذو كاهِل‪،‬‬
‫حكاه ابن السكيت ف كتابه ا َل ْوسُوم بالَلفاظ‪ ،‬وف بعض النسخ‪ :‬إِنه لذو‬
‫صاهِل‪ ،‬بالصاد؛ وقوله‪:‬‬
‫َطوِيل مِتَ ّل العُنْقِ َأشْرَف كا ِهلً‪،‬‬
‫لوْف ُمعَْتدِل الِرْم‬ ‫َأشَقّ رَحِيب ا َ‬
‫صعُدا‪ .‬وإِنه لشديد الكاهل‬ ‫وضع السم فيه موضع الظرف كأَنه قال‪ :‬ذهب ُ‬
‫أَي منيع الانب؛ قال الَزهري‪ :‬سعت غي واحد من العرب يقول فلن كاهل‬
‫بن فلن أَي ُمعْتمَدهم ف ا ُلِلمّات وسََندُهم ف الهمات‪ ،‬وهو مأْخوذ‬
‫من كاهل الظهر لَن عُنُق الفرس يَتَساَندُ إِليه إِذا َأ ْحضَر‪ ،‬وهو‬
‫حمِل ُم َقدّم قَرَبُوس السّرْج و ُمعَْتمَد الفارس عليه؛ ومن هذا قول‬ ‫َم ْ‬
‫رؤبة يدح َمعَدّا‪:‬‬
‫ت الَوائِل‪،‬‬ ‫إِذا َمعَدّ َعدَ ِ‬
‫فاْبنَا نِزَا ٍر فَرّجا الزّلزِل‬
‫ِحصْنَيْنِ كانا ِلمَ َعدّ كاهِل‪،‬‬
‫ومَْنكَِبيِ اعَْتلَيا التّلتِل‬
‫أَي كانا‪ ،‬يعن ربيعة ومُضَر‪ُ ،‬عمْدة أَول ِد َمعَدّ ُكلّهم‪ .‬وف كتابه‬
‫شفَقُ إِل‬
‫إِل أَهل اليمن ف أَوقات الصلة والعِشاء‪ :‬إِذا غاب ال ّ‬
‫أَن َتذْهب كَواهِلُ الليلِ أَي أَوائله إِل أَوساطه تشبيها لليْل‬
‫بالِبل السائرة الت تتقدّم أَعناقُها وهَوادِيها وتتبعُها أَعجازُها‬
‫وتَوالِيها‪ .‬والكَواهِل‪ :‬جع كاهِل وهو مقدّم أَعلى الظهْر؛ ومنه حديث عائشة‪:‬‬
‫س على كَواهِلها أَي أَثْبَتها ف أَماكنها كأَنا كانت‬ ‫وقَرّر ال ّرؤُو َ‬
‫شفِية على الذهاب واللك‪ .‬الوهري‪ :‬الكاهِلُ الا ِركُ وهو ما بي‬ ‫مْ‬
‫الكَتِفي‪ .‬قال النب‪،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬تيمٌ كاهِلٌ ُمضَر وعليها‬
‫ا َلحْمل‪ .‬قال ابن بري‪ :‬الارِكُ فرع الكاهل؛ هكذا قال أَبو عبيدة‪ ،‬قال‪ :‬وهو عظم‬
‫ُمشْرِف اكْتََنفَه فَرْعا الكَِتفَي‪ ،‬قال‪ :‬وقال بعضهم هو منبت أَدن‬
‫العُرْف إِل الظهر‪ ،‬وهو الذي يأْخذ به الفارس إِذا رَكِب‪ .‬أَبو عمرو‪:‬‬
‫يقال للرجل إِنه لذو شاهِ ٍق وكاهِلٍ وكاهِنٍ‪ ،‬بالنون واللم‪ ،‬إِذا اشتدّ‬
‫صوْتا يرج من‬ ‫غضبُه‪ ،‬ويقال ذلك للفحل عند صِيالِه حي تسمَع له َ‬
‫َجوْفه‪.‬والكُ ْهلُولُ‪ :‬الضحّاكُ‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَري‪ ،‬عاقبت اللمُ الرا َء ف كهرور‪.‬‬
‫ابن السكيت‪ :‬ال ُكهْلُولُ والرّ ْهشُوشُ والُبهْلُول كله السخ ّي الكري‪.‬‬
‫وال َك ْهوَلُ‪ :‬العَْنكَبُوت‪ ،‬وحُقّ ال َكهُول َبيْتُه‪ .‬وقال عمرو بن‬
‫العاص لعاوية حي أَراد عَ ْزلَه عن ِمصْر‪ :‬إِن أَتيتُك من العِراق وِإنّ‬
‫ل ْعدُبةَ أَو كالكُ ْعدُبةِ‪ ،‬فما زلت‬ ‫َأمْرَك َكحُق ال َكهُولِ أَو كا ُ‬
‫حمُ حت صار َأمْرُك ك َف ْلكَةِ ال ّدرّارةِ وكالطّرَافِ‬ ‫ُأ ْسدِي وُأْل ِ‬
‫ا ُل َمدّدِ؛ قال ابن الَثي‪ :‬هذه اللفظة قد اخُتلِف فيها‪ ،‬فَرَواها‬
‫الَزهري بفتح الكاف وضم الاء وقال‪ :‬هي العَْنكَبُوت‪ ،‬ورواها الطابّ‬
‫والزمشري بسكون الاء وفتح الكاف والواو وقال‪ :‬هي العنكبوت‪ ،‬ول يقيّدها‬
‫القتيب‪ ،‬ويروى‪َ :‬كحُقّ ال َكهْدَل‪ ،‬بالدال بدل الواو‪ ،‬وقال القتيب‪ :‬أَما‬
‫حُقّ ال َك ْهدَل فلم أَسع شيئا من يوثق بعلمه بعن أَنه بيت العنكبوت؛‬
‫ي العَجوز‪ ،‬وقيل‪ :‬العجوز نفسها‪ ،‬و ُحقّها ثديُها‪ ،‬وقيل‬ ‫ويقال‪ :‬إِنه َثدْ ُ‬
‫ت الت تكون من ماء الطر‪،‬‬ ‫ل ْعدُبةُ‪ :‬الّنفّاخا ُ‬ ‫غي ذلك؛ وا ُ‬
‫وال ُك ْعدُبةُ‪ :‬بيت العنكبوت‪ ،‬وكل ذلك مذكور ف موضعه‪.‬‬
‫وكاهِلٌ و َكهْل و ُكهَيْلٌ‪ :‬أَساء يوز أَن يكون تصغي َكهْل وأَن يكون‬
‫تصغي كاه ٍل تصغيَ الترخيم‪ ،‬قال ابن سيده‪ :‬وأَن يكون تصغي َكهْلٍ أَول‬
‫لَن تصغي الترخيم ليس بكثي ف كلمهم‪ .‬و ُكهَيْلة‪ :‬موضع رمل؛ قال‪:‬‬
‫ت بِ َرمْلِ ُكهَيْلةٍ‬
‫ُعمَيْرِيّة َحلّ ْ‬
‫فبَيْنُونَةٍ‪َ ،‬تلْقى لا الده َر مَرْتَعا‬
‫الوهري‪ :‬كاهِل أَبو قبيلة من الَسد‪ ،‬وهو كاهِل بن أَسد بن خُزية‪ ،‬وهم‬
‫قََتلَةُ أَب امرئ القيس‪ .‬وكِْنهِل‪ ،‬بالكسر‪ :‬اسم موضع أَو ماء‪.‬‬
‫@كهبل‪ :‬رجل َكهْبَلٌ‪ :‬قصي‪ .‬والكَنَهْبَل‪ ،‬بفتح الباء وضمّها‪ :‬شجر عِظام‬
‫وهو من العِضاه؛ قال سيبويه‪ :‬أَما كََنهْبُل فالنون فيه زائدة لَنه ليس‬
‫ف الكلم على مثال َسفَرْجُل‪ ،‬فهذا بنلة ما يشت ّق ما ليس فيه نون‪،‬‬
‫فكَنهْبُل بنلة عَرَنْتُنٍ‪ ،‬بَنوْ ُه بِناءَه حي زادوا النون‪ ،‬ولو كانت‬
‫من نفس الرف ل يفعلوا ذلك؛ قال امرؤ القيس يصِف مطرا وسَيلً‪:‬‬
‫ضحَى َيسُحّ الا َء من كُ ّل فِيقةٍ‪،‬‬ ‫فَأ ْ‬
‫ب على الَذْقانِ َد ْوحَ الكَْنهْبُلِ‬ ‫َي ُك ّ‬
‫(* ف رواية اخرى‪ :‬فوق كُتَيفةٍ‪ ،‬وهو موضع ف اليمن‪ ،‬بدل ك ّل فِيقة)‪.‬‬
‫والكََنهْبَل‪ :‬لغة فيه‪ .‬قال أَبو حنيفة‪ :‬أَخبن أَعراب من أَهل‬
‫السّراة قال‪ :‬الكََنهْبَلُ صِنْف من ال ّطلْح جفر قِصار الشوك‪ .‬الَزهري ف‬
‫الماسي‪ :‬الكََنهْبَل واحدتا َكَنهْبَلة؛ قال ابن الَعراب‪ :‬هي شجر عِظام‬
‫معروفة‪ ،‬وأَنشد بيت امرئ القيس‪ ،‬قال‪ :‬ول أَعرف ف الَساء مثل‬
‫خمُه سُنْبُلةً‪ ،‬قال‪ :‬وهي‬‫ضَ‬ ‫شعِي أَ ْ‬
‫كََنهْبُل‪ ،‬وقال فيه‪ :‬الكََنهْبُل من ال ّ‬
‫لبّ‪.‬‬‫شعية يانية حراء السنبلة صغية ا َ‬
‫@كهدل‪ :‬ال َك ْهدَل‪ :‬العنكبوت‪ ،‬وقيل‪ :‬العَجوز‪ ،‬وقال عمرو بن العاص لعاوية‬
‫حي أَراد عَزْله عن مصر‪ :‬إِن أَتيتك من العِراق وِإنّ َأمْرَك كحُقّ‬
‫ال َك ْهوَلِ‪ ،‬ويروى‪ :‬كحُقّ ال َك ْهدَلِ بالدالِ ِعوَض الواو‪ ،‬قال القتين‪:‬‬
‫أَما حُقّ ال َك ْهدَل فإِن ل أَسع شيئا من يُوثَق بعلمه بعن أَنه‬
‫بيت العنكبوت‪ ،‬ويقال‪ :‬إِنه َثدْيُ العجوز‪ ،‬وقيل‪ :‬العجوز نفسُها‪،‬‬
‫و ُحقّها ثديها‪ ،‬وقيل غي ذلك‪ .‬وال َك ْهدَل‪ :‬الارية السمينة الناعمة‪ .‬قال أَبو‬
‫حات فيما روى عنه القتيب‪ :‬ال َك ْهدَل العاتِ ُق من الَواري؛ وأَنشد‪:‬‬
‫إِذا ما ال َك ْهدَلُ العارِ‬
‫ُك ما َستْ ف جَوارِيها‬
‫ت ال َقمَرَ الباهِـ‬ ‫َحسِْب َ‬
‫لسْن‪ ،‬يُباهِيها‬ ‫رَ‪ ،‬ف ا ُ‬
‫و َك ْهدَل‪ :‬اسم راجز؛ قال يعن نفسه‪:‬‬
‫لدِيدِ َك ْهدَل‬‫قد طَرَدَتْ ُأمّ ا َ‬
‫أُم الديد‪ :‬امرأَته‪ ،‬والَبيات بكمالا مذكورة ف حرف الاء من باب‬
‫الدال‪َ .‬ك ْهدَل‪ :‬من أَسائهم‪.‬‬
‫@كهمل‪َ :‬ك ْهمَل‪ :‬ثقي ٌل وَ ِخمٌ‪ .‬وأَخذ الَمرَ ُم َك ْهمَلً أَي بأَجعه‪.‬‬
‫@كول‪َ :‬ت َكوّل القومُ عليه وتََثوّلوا عليه تََثوّلً إِذا اجتمعوا‬
‫عليه وضربوه ول ُي ْقلِعُون عن ضربه ول شَتْمه‪ ،‬وقيل‪َ :‬ت َكوّلوا عليه‬
‫وانْكالوا انقلبوا عليه بالشتم والضرب فلم ُي ْقلِعُوا‪ ،‬وقيل‪ :‬انْكالوا عليه‬
‫وانْثالوا بذا العن‪ .‬وتَكاوَل الرجلُ‪ :‬تَقاصر‪ .‬وال َكوْلنُ‪ ،‬بالفتح‪:‬‬
‫نبت وهو البَرْدِيّ‪ ،‬وف الحكم‪ :‬نبات ينبُت ف الاء مثل البَرْدِيّ‬
‫يشبِه و َرقُه وساقُه السعدى‬
‫(* قوله «السعدى» هكذا ف الصل ول نده اسا‬
‫لنبت فيما بأيدينا من كتب اللغة‪ ،‬ولعله السعادى كحبارى لغة ف السعد‬
‫بالضم النبت العروف) إِل أَنه أَغلظ وأَعظم‪ ،‬وأَصله مثل أَصله يعل ف‬
‫الدواء؛ قال أَبو حنيفة‪ :‬وسعت بعض بن أَسد يقول الكُولن‪ ،‬فيضم الكاف‪.‬‬
‫@كيل‪ :‬الكَيْلُ‪ :‬ا ِلكْيال‪ .‬غيه‪ :‬الكَيْل كَيْل البُرّ ونوه‪ ،‬وهو مصدر‬
‫ل ومَكا ًل و َمكِيلً أَيضا‪ ،‬وهو شاذ‬ ‫كا َل الطعامَ ونوه َيكِيلُ كَيْ ً‬
‫لَن الصدر من َفعَل َيفْعِل مَ ْفعِل‪ ،‬بكسر العي؛ يقال‪ :‬ما ف برك‬
‫مَكالٌ‪ ،‬وقد قيل َمكِيل عن الَخفش؛ قال ابن بري‪ :‬هكذا قال الوهري‪ ،‬وصوابه‬
‫َمفْعَل بفتح العي‪ .‬وكِي ُل الطعامُ‪ ،‬على ما ل يسم فاعله‪ ،‬وإِن شئت ضممت‬
‫الكاف‪ ،‬والطعامُ َمكِيلٌ و َمكْيُول مثل َمخِيط و َمخْيوط‪ ،‬ومنهم من يقول‪:‬‬
‫ق مالُه‪ ،‬بقلب الياء‬ ‫كُولَ الطعامُ وبُوعَ واصْطُو َد الصّْيدُ واسْتُو َ‬
‫واوا حي ضم ما قبلها لَن الياء الساكنة ل تكون بعد حرف مضموم‪.‬‬
‫واكْتالَه وكالَه طعاما وكالَه له؛ قال سيبويه‪ :‬اكْتَل يكون على‬
‫التاد وعلى الُطاوَعة‪ .‬وقوله تعال‪ :‬الذين إِذا اكْتالوا على الناس‬
‫َيسَْت ْوفُون؛ أَي اكْتالوا منهم لَنفسهم؛ قال ثعلب‪ :‬معناه من الناس‪ ،‬والسم‬
‫للْسة والرّكْبة‪ .‬واكَْتلْت من فلن واكَْتلْت‬ ‫الكِيلَةُ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬مثل ا ِ‬
‫عليه و ِكلْت فُلنا طعاما أَي ِك ْلتُ له؛ قال ال تعال‪ :‬وإِذا‬
‫كالُوهمْ أَو َوزَنُوهم؛ أَي كالُوا لم‪ .‬وف الثل‪ :‬أَ َحشَفا وسُوء كِيلة؟ أَي‬
‫ج َمعُ عليّ أَن يكون ا َلكِيل َحشَفا وأَن يكون الكَيل‬ ‫أََت ْ‬
‫مُ َطفّفا؛ وقال اللحيان‪َ :‬حشَف وسوء كِيلةٍ وكَيْ ٍل ومَكِيلةٍ‪ .‬وبُ ّر َمكِيلٌ‪،‬‬
‫ويوز ف القياس َمكْيول‪ ،‬ولغة بن أَسد مَكُول‪ ،‬ولغة رديئة مُكالٌ؛ قال‬
‫لضَرِيّي‪ ،‬قال‪ :‬وما أَراها عربية‬ ‫الَزهري‪ :‬أَما مُكالٌ فمن لغات ا َ‬
‫مضة‪ ،‬وأَما َمكُول فهي لغة رديئة‪ ،‬واللغة الفصيحة َمكِيل ث يليها ف‬
‫الودة َمكْيول‪ .‬الليث‪ :‬ا ِلكْيال ما يُكا ُل به‪ ،‬حديدا كان أَو خشبا‪.‬‬
‫واكَْت ْلتُ عليه‪ :‬أَخذت منه‪ .‬يقال‪ :‬كال العطي واكْتال الخِذ‪ .‬والكَيْلُ‬
‫وا ِلكْيَلُ وا ِلكْيال وا ِلكْيَلةُ‪ :‬ما كِيلَ به؛ الَخية نادرة‪ .‬ورجل‬
‫كَيّال‪ :‬من الكَيْل؛ حكاه سيبويه ف الِمالة‪ ،‬فإِما أَن يكون على التكثي‬
‫لَن ِفعْله معروف‪ ،‬وإِما ُيفَرّ إِل النسَب إِذا ُعدِم الفعل؛ وقوله‬
‫أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬
‫ب ف ال َقفِيزِ‬ ‫حي تكالُ النّي ُ‬
‫ل فهذه الناقة‬
‫فسره فقال‪ :‬أَراد حي َتغْزُر فيُكال لَبَنُها َكيْ ً‬
‫أَغزرهنّ‪ .‬وكال الدراهمَ والدناني‪ :‬وزنا؛ عن ابن الَعراب خاصة؛ وأَنشد‬
‫لشاعر جعل الكَيْل َوزْنا‪:‬‬
‫قارُروة ذات مِسْك عند ذي لَ َطفٍ‪،‬‬
‫من الدّنانيِ‪ ،‬كالُوها بِثْقال‬
‫فإِما أَن يكون هذا وَضْعا‪ ،‬وإِما أَن يكون على النسب لَن الكَيْل‬
‫والوزن سواء ف معرِفة الَقادير‪ .‬ويقال‪ :‬كِلْ هذه الدراهمَ‪ ،‬يريدون ِزنْ‪.‬‬
‫وقال مُرّة‪ :‬كُ ّل ما وزن فقد كِيلَ‪.‬‬
‫وها يتَكايَلن أَي يتَعارَضان بالشّتْم أَو الوَتْرِ؛ قالت امرأَة من‬
‫طيّءٍ‪:‬‬
‫فَيقْتل خيا بامرِئٍ ل يكن له‬
‫نِواءٌ‪ ،‬ولكن ل َتكَايُ َل بال ّدمِ‬
‫قال أَبو رِياش‪ :‬معناه ل يوز لك أَن تقتل ِإلّ ث ْأرَك ول تعتب فيه‬
‫الُساواة ف الفضل إِذا ل يكن غيه‪ .‬وكايَل الرجلُ صاحبَه‪ :‬قال له مثل‬
‫ما يقول أَو َفعَل كفعله‪ .‬وكاَيلْته وتكاَيلْنا إِذا كا َل لَكَ و ِك ْلتَ‬
‫له فهو مُكائِل‪ ،‬بالمز‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أَنه َنهَى عن‬
‫الُكايَلة وهي الُقايَسة بال َقوْل والفعل‪ ،‬والراد الُكافأَة بالسّوءِ‬
‫وتركُ الِغْضاء والحتمالِ أَي تقول له وتفعَل معه مثل ما يقول لك ويفعل‬
‫معك‪ ،‬وهي مُفاعلة من الكَيْل‪ ،‬وقيل‪ :‬أَراد با الُقايَسة ف الدّين وترك‬
‫العمل بالَثر‪ .‬وكالَ الزّْندُ َيكِيلُ كَْيلً‪ :‬مثل كَبا ول يرِج‬
‫نارا فشبه مؤخّر الصفوف‬
‫(* قوله «فشبه مؤخر الصفوف إل قوله من كان فيه»‬
‫هكذا ف الصل هنا‪ ،‬وقد ذكره ابن الثي عقب حديث دجانة‪ ،‬ونقله الؤلف‬
‫عنه فيما يأت عقب ذلك الديث ول مناسبة له هنا فالقتصار على ما يأت‬
‫احق) ف الرب به لَنه ل يُقاتِل مَن كان فيه‪.‬‬
‫وروي عن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أَنه قال‪ :‬ا ِلكْيال ِمكْيال أَهل‬
‫الدينة والِيزانُ مِيزانُ أَه ِل مكة؛ قال أَبو عبيدة‪ :‬يُقال إِن هذا‬
‫الديث أَصل لكل شيء من الكَيْل وال َوزْن‪ ،‬وإِنا يأَْتمّ الناس فيهما‬
‫بأَهل مكة وأَهل الدينة‪ ،‬وإِن تغيّر ذلك ف سائر الَمصار‪ ،‬أَل ترى أَن‬
‫أَصل التمر بالدينة كَيْ ٌل وهو يُوزَن ف كثي من الَمصار‪ ،‬وَأنّ‬
‫سمْن عندهم وَزْن وهو كَيْل ف كثي من الَمصار؟ والذي يعرف به أَصل‬ ‫ال ّ‬
‫الكَيْل وال َوزْن أَن كل ما لَزِمه اسم ا َلخْتوم والقَفِيزِ وا َلكّوكِ‬
‫ع فهو كَيْل‪ ،‬وك ّل ما لزمه اسم ا َلرْطالِ والَواقيّ‬ ‫وا ُلدّ والصا ِ‬
‫وا َلمْنا ِء فهو وزن؛ قال أَبو منصور‪ :‬والتمر أَصله الكَيْل فل يوز أَن يباع‬
‫منه رِطْل برطل ول وزن بوزن‪ ،‬لَنه إِذا رُدّ بعد الوزن إِل الكيل‬
‫تَفاضَل‪ ،‬إِنا يُباع كَْيلً بكَيْل سواء بسواء‪ ،‬وكذلك ما كان أَصله‬
‫َم ْوزُونا فإِنه ل يوز أَن يُباع منه كَيْل بكَيْل‪ ،‬لَنه إِذا رُدّ إِل‬
‫الوزن ل يؤْمن فيه التّفاضُل‪ ،‬قال‪ :‬وإِنا احتيج إِل هذا الديث لذا‬
‫العن‪ ،‬ول يتَهافت الناس ف الرّبَا الذي َنهَى ال عز وجل عنه‪ ،‬وكل‬
‫ل فل‬ ‫ما كان ف َعهْد النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬بكة والدينة َمكِي ً‬
‫يُباعُ إِل بالكَيْل‪ ،‬وكل ما كان با َم ْوزُونا فل يُباع إِل بالوزن‬
‫لئل يدخله الرّبا بالتّفاضُل‪ ،‬وهذا ف كل نوع تتعلق به أَحكام الشرع‬
‫س ف بِياعاتِهم‪ ،‬فأَما‬ ‫من حقوق ال تعال دون ما يَتعامل به النا ُ‬
‫ا ِلكْيال فهو الصاع الذي يتعلّق به وُجوب الزكاة والكفارات والنفقات وغي‬
‫ذلك‪ ،‬وهو مقدر بكيل أَهل الدينة دون غيها من الُبلْدان لذا الديث‪ ،‬وهو‬
‫ِمفْعال من الكَيْل‪ ،‬واليم فيه لللة؛ وأَما ال َوزْن فييد به الذهب‬
‫والفضة خاصة لَن حق الزكاة يتعلّق بما‪ ،‬و ِدرْهمُ أَه ِل مكة ستة دَوانيق‪،‬‬
‫ودراهم الِسلم العدّلة كل عشرة دراهم سبعة مَثاقيل‪ ،‬وكان أَهلُ‬
‫الدينة يتَعاملون بالدراهم عند َم ْقدَمِ سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬بال َعدَدِ فَأ ْرشَدَهم إِل وزن مكة‪ ،‬وأَما الدناني فكانت تمل إِل‬
‫ب عبدُ اللك بن مَرْوان الدينار ف‬ ‫العرب من الرّوم إِل أَن ضَرَ َ‬
‫أَيامه‪ ،‬وأَما الَرطالُ وا َلمْنا ُء فللناس فيها عادات متلفة ف الُبلْدان‬
‫وهم مُعاملون با و ُمجْ َروْن عليها‪.‬‬
‫ف ف الرب‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَيّول مؤخر الصفوف؛‬ ‫والكَيّولُ‪ :‬آخِ ُر الصّفو ِ‬
‫ل أَتى النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهو يقاتِلُ‬ ‫وف الديث‪ :‬أَن رج ً‬
‫العدوّ فسأَله سيفا يقاتِل به فقال له‪ :‬فَل َعلّك إِن أَعطيتك أَن تقوم ف‬
‫الكَيّول‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬فأَعطاه سيفا فجعل يُقاتِل وهو يقول‪:‬‬
‫إِنّي ا ْم ُرؤٌ ع َهدَن َخلِيلي‬
‫أَن ل أَقومَ الدّهْ َر ف الكَيّولِ‬
‫ب بسيفِ ال والرسولِ‪،‬‬ ‫أَضْرِ ْ‬
‫ضَ ْربَ غُل ٍم ماج ٍد ُبهْلولِ‬
‫فلم يزل يقاتِل به حت قُتِل‪ .‬الَزهري‪ :‬أَبو عبيد الكَيّولُ هو مؤخر‬
‫الصفوف‪ ،‬قال‪ :‬ول أَسع هذا الرف إِل ف هذا الديث‪ ،‬وسكن البا َء ف‬
‫ب لكثرة الركات‪ .‬وَت َكلّى الرجلُ أَي قام ف الكَيّول‪ ،‬والَصل‬ ‫أَضْرِ ْ‬
‫َتكَيّل وهو مقلوب منه؛ قال ابن بري‪ :‬الرجَز لَب دُجَانَةَ ِسمَاك بن‬
‫َخ َرشَةَ؛ قال ابن الَثي‪ :‬الكَيّول‪ ،‬فَْيعُول‪ ،‬من كالَ الزندُ إِذا‬
‫كَبَا ول يرج نارا‪ ،‬فشبّه مؤخّر الصفوف به لَن مَنْ كان فيه ل‬
‫يُقاتِل‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَيّول الَبَان؛ والكَيّول‪ :‬ما أَشرف من الَرض‪ ،‬يُريد‬
‫تقومُ فوقَه فتنظر ما يصنع غيك‪ .‬أَبو منصور‪ :‬الكَيّول ف كلم العرب ما خرج‬
‫سوَدّا ل نار فيه‪.‬‬ ‫من حَرّ الزّنْد مُ ْ‬
‫الليث‪ :‬الفرس يُكايِل الفرس ف الَرْي إِذا عارَضه وباراه كأَنه َيكِيل‬
‫له من جَرْيهِ مثل ما َيكِيل له الخر‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬ا ُلكَايلة أَن‬
‫يتَشاتَم الرجلن فيُرْبِي أَحدها على الخر‪ ،‬والُواكلة أَن ُي ْهدِيَ‬
‫الُدانُ لل َمدِي ِن ليُؤخّر قضاءه‪ .‬ويقال‪ِ :‬ك ْلتُ فلنا بفلنٍ أَي‬
‫ِقسْتُه به‪ ،‬وإِذا أَردْت ِع ْلمَ رجل ف ِكلْهُ بغيه‪ ،‬وكِ ِل الفرسَ بغيه أَي‬
‫ِقسْه به ف الَرْي؛ قال الَخطل‪:‬‬
‫قد ِكلْتُمون بالسّوابِقِ ُكلّها‪،‬‬
‫فَبَ ّرزْتُ منها ثانيا من عِنَاِنيَا‬
‫أَي سبقتها وبعض عِنان َمكْفوف‪.‬‬
‫والكِيَالُ‪ :‬الُجاراة؛ قال‪:‬‬
‫ُأ ْقدُ ْر لنَ ْفسِكَ َأمْرَها‪،‬‬
‫إِن كان من َأمْرٍ كِيَالَهْ‬
‫صدَ به‬‫وذكر أَبو السن بن سيده ف أَثناء خُطْبة كتابه الحكم ما َق َ‬
‫ض َع من ابن السكيت فقال‪ :‬وأَيّ َم ْوقِفةٍ أَخْزَى لِواِقفِها من‬ ‫الوَ ْ‬
‫مقامة أَب يوسف يعق بن إِسحق السكيت مع أَب عثمان الازن بي يدي‬
‫التوكّل جعفر؟ وذلك أَن التوكل قال‪ :‬يا مازن سل يعقوب عن مسأَلة من النحو‪،‬‬
‫فََتَلكّأَ الازن ِعلْما بتأَخر يعقوب ف صناعة الِعراب‪ ،‬فعَزَم‬
‫جهِد نفسه ف‬ ‫التوكل عليه وقال‪ :‬ل بدّ لك من سؤاله‪ ،‬فأَقبل الازن ُي ْ‬
‫التلخيص وتَنكّب السؤال الُو ِشيّ ال َعوِيص‪ ،‬ث قال‪ :‬يا أَبا يوسف ما‬
‫َوزْن َنكْتَ ْل من قوله عز وجل‪ :‬فَأ ْرسِلْ معنا أَخانا َنكْتَلْ‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫َن ْفعَل؛ قال‪ :‬وكان هناك قوم قد علموا هذا ا ِلقْدار‪ ،‬ول ُيؤَْتؤْا من‬
‫ضحِكا‪ ،‬وأَداروا من اللّهْو‬ ‫ظ يعقوب ف اللغة ا ِلعْشار‪ ،‬ففاضوا َ‬ ‫حَ ّ‬
‫سكّيت والازن‪ ،‬فقال ابن السكيت‪ :‬يا‬ ‫َفلَكا‪ ،‬وارتفع التوكّل وخرج ال ّ‬
‫أَبا عثمان أَسأْت ِعشْرَت وأَذْوْيتَ َبشَرت‪ ،‬فقال له الازن‪ :‬وال‬
‫ما سأَلتُك عن هذا حت بثت فلم أَجد أَدْن منه مُحاوَلً‪ ،‬ول َأقْرَب‬
‫منه مُتَناوَلً‪.‬‬
‫@كتم‪ :‬الكِتْمانُ‪َ :‬نقِيض العْلنِ‪ ،‬كََتمَ الشيءَ َيكُْتمُه كَتْما‬
‫وكِتْمانا واكَْتتَمه وكَتّمه؛ قال أَبو النجم‪:‬‬
‫جلِسِ َجمّ ا َلذْ َرمَهْ‪،‬‬ ‫وكانَ ف ا َل ْ‬
‫لَيْثا على الدّاهِية ا ُلكَتّمهْ‬
‫وكَتَمه إياه؛ قال النابغة‪:‬‬
‫لمُو َميِ ساهِرا‪،‬‬ ‫ك لَيْلً با َ‬
‫كََتمْتُ َ‬
‫وهّيْن‪َ :‬همّا ُمسَْتكِنّا‪ ،‬وظاهرا‬
‫ث َنفْسٍ تشْتَكي ما يَرِيبُها‪،‬‬ ‫أَحادِي َ‬
‫ج ْدنَ مَصادِرا‬ ‫و ِورْدَ ُهمُومٍ ل َي ِ‬
‫وكاتَمه إياه‪ :‬ككَتَمه؛ قال‪:‬‬
‫َت َعَلّمْ‪ ،‬ولوْ كاَتمْتُه الناسَ‪ ،‬أَنّن‬
‫علْيكَ‪ ،‬ول َأظِْلمْ بذلكَ‪ ،‬عاِتبُ‬
‫وقوله‪ :‬ول أَظلم بذلك‪ ،‬اعتراض بي َأنّ وخبِها‪ ،‬والسم الكِتْمةُ‪.‬‬
‫وحكى اللحيان‪ :‬إنه لَسن الكِتْمةِ‪.‬‬
‫ورجل كُتَمة‪ ،‬مثال ُهمَزة‪ ،‬إذا كان َيكُْت ُم سِرّه‪ .‬وكاَتمَن سِرّه‪:‬‬
‫كتَمه عن‪ .‬ويقال للفرَس إذا ضاق مَْنخِرهُ عن ن َفسِه‪ :‬قد كََتمَ‬
‫الرّْبوَ؛ قال بشر‪:‬‬
‫ف مَْنخِرِه‪ ،‬إذا ما‬ ‫كَأنّ َحفِي َ‬
‫كَتمْنَ الرّْبوَ‪ِ ،‬ك ٌي مُسْتَعارُ‬
‫يقول‪ :‬مَْنخِره واسع ل َيكْتُم الرّبو إذا كتمَ غيه من الدّوابّ‬
‫ن َفسَه من ضِيق َمخْرَجه‪ ،‬وكتَمه عنه وكتَمه إياه؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫مُرّةٌ‪ ،‬كالذّعافِ‪َ ،‬أكْتُمها النّا‬
‫س على َحرّ َملّةٍ كالشّهابِ‬ ‫َ‬
‫ورجل كاِت ٌم للسر وكَتُومٌ‪ .‬وسِرّ كاتٌ أَي َمكْتُومٌ؛ عن كراع‪.‬‬
‫لبَر والسّرّ ‪:‬‬ ‫و ُمكَّتمٌ‪ ،‬بالتشديد‪ :‬بُولِغ ف كِتْمانه‪ .‬واسَْتكْتَمه ا َ‬
‫سأَله كَْتمَه‪ .‬وناقة كَتُوم ومِكتامٌ‪ :‬ل َتشُول بذنبها عند اللّقاح‬
‫ول يُعلَم بملها‪ ،‬كَت َمتْ َتكْتُم كُتوما؛ قال الشاعر ف وصف فحل‪:‬‬
‫ص َشمّامْ‪،‬‬ ‫َف ْهوَ لَول ِن القِل ِ‬
‫إذا سَما فوْقَ َجمُوحٍ ِمكْتامْ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الكَتِيمُ الَمل الذي ل يَرغو‪ .‬والكَتِيمُ‪ :‬ال َق ْوسُ‬
‫الت ل تَنشَقّ‪ .‬وسحاب َمكْتُو ٌم‬
‫(* قوله «وسحاب مكتوم» كذا ف الصل‬
‫وقد استدركها شارح القاموس على الجد‪ ،‬والذي ف الصحاح والساس‪ :‬مكتتم)‪ :‬ل‬
‫رَعْد فيه‪ .‬والكَتُوم أَيضا‪ :‬الناقة الت ل تَ ْرغُو إذا ركبها صاحبها‪،‬‬
‫والمع كُُتمٌ؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫كَتُومُ الرّغاءِ إذا َهجّرَتْ‪،‬‬
‫وكانتْ َبقِيّةَ َذوْدٍ كُُتمْ‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫كَتُومُ الَواجِ ِر ما تَنِْبسُ‬
‫وقال الطّ ِرمّاح‪:‬‬
‫ت ِب ِهلْواعةٍ‬
‫قد تا َوزْ ُ‬
‫عبْرِ َأسْفارٍ َكتُومِ البُغامِ‬
‫(* قوله «عب أسفار» هو بالعي الهملة ووقع ف هلع بالعجمة كما وقع‬
‫هنا ف الصل وهو تصحيف)‪.‬‬
‫وناقة َكتُوم‪ :‬ل تَ ْرغُو إذا رُكِبت‪ .‬والكَتُومُ والكاِتمُ من‬
‫ضتْ‪ ،‬وربا جاءت ف الشعر كاتةً‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫سيَّ‪ :‬الت ل تُ ِرنّ إذا أُنِْب َ‬ ‫ال ِق ِ‬
‫ع ف نَْبعِها‪ ،‬وقيل‪ :‬هي‬ ‫صدْ َ‬
‫هي الت ل شَق فيها‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الت ل َ‬
‫الت ل صدع فيها كانت من نَبْع أو غيه؛ وقال أَوس بن حجر‪:‬‬
‫ع الكفّ ل دُونَ ِملْئِها‪،‬‬ ‫كَتُومٌ طِل ُ‬
‫ضعِ الكفّ َأ ْفضَل‬ ‫جسُها عَ ْن َموْ ِ‬‫ول َع ْ‬
‫قوله طِلعُ ال َكفّ أي مِلْ ٌء الكف‪ ،‬قال‪ :‬ومثله قول السن أَ َحبّ‬
‫إلّ من طِلع الرض ذهبا‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه كان اسم َق ْوسِ سيدنا رسول‬
‫ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬الكَتُومَ؛ سيت به لْنخِفاضِ صوتِها إذا رُمي‬
‫عنها‪ ،‬وقد كتَمت كُتوما‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬كَتمَت الَزادةُ َتكْتُم كُتوما‬
‫إذا ذهب مَرَحُها وسَيَلنُ الا ِء من مَخارِزها َأوّل ما تُسرّب‪ ،‬وهي‬
‫مَزادة َكتُوم‪ .‬وسِقاءٌ كَتِيم‪ ،‬وكَتمَ السّقا ُء َيكُْتمُ كِتْمانا‬
‫وكُتوما‪ :‬أَمسك ما فيه من اللب والشراب‪ ،‬وذلك حي تذهب عيِنته ث يدهن‬
‫السقا ُء بعد ذلك‪ ،‬فإذا أَرادوا أن يستقوا فيه سرّبوه‪ ،‬والتسريب‪ :‬أن يصُبّوا‬
‫فيه الا َء بعد الدهن حت َيكُْتمَ خَ ْرزُه ويسكن الاء ث يستقى فيه‪.‬‬
‫وخَرْز كَتِيم‪ :‬ل يَْنضَح الاء ول يرج ما فيه‪ .‬والكاتِم‪ :‬الارِز‪ ،‬من‬
‫الامع لبن القَزاز‪ ،‬وأَنشد فيه‪:‬‬
‫حدّرَتْ‪،‬‬ ‫ع ال َعيِ ث َت َ‬ ‫وساَلتْ دُمو ُ‬
‫ولِ َد ْمعٌ سا ِكبٌ وَنمُومُ‬
‫فما شَّب َهتْ إ ّل مَزادة كاِتمٍ‬
‫وَ َهتْ‪ ،‬أَو وَهَى مِنْ َبيْنِهنّ كَتُومُ‬
‫وهو كله من الكَتم لن إخفاء الارز للمخروز بنلة الكتم لا‪ ،‬وحكى‬
‫كراع‪ :‬ل تسأَلون عن كَتْمةٍ‪ ،‬بسكون التاء‪ ،‬أي كلمة‪ .‬ورجل أَكْتمُ‪ :‬عظيم‬
‫البطن‪ ،‬وقيل‪ :‬شعبان‪.‬‬
‫والكََتمُ‪ ،‬بالتحريك‪ :‬نبات يلط مع الوسْمة للخضاب الَسود‪ .‬الَزهري‪:‬‬
‫الكَتَم نبت فيه حُمرة‪ .‬وروي عن أَب بكر‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬أَنه كان‬
‫َيخَْتضِب بالِنّاء والكَتَم‪ ،‬وف رواية‪ :‬يصبُغ بالِنَاء والكَتَم؛ قال أُمية‬
‫بن أَب الصلت‪:‬‬
‫ت َش ْمسُهمْ إذا طََلعَتْ‬ ‫و َشوّذَ ْ‬
‫للْب ِهفّا كأَنه كََتمُ‬ ‫با ِ‬
‫قال ابن ا َل ثي ف تفسي الديث‪ :‬يشبه أَن يراد به استعمال الكَتَم‬
‫مفردا عن الناء‪ ،‬فإن الِناء إذا ُخضِب به مع الكتم جاء أَسود وقد صح‬
‫النهي عن السواد‪ ،‬قال‪ :‬ولعل الديث بالناء أَو الكَتم على التخيي‪ ،‬ولكن‬
‫الروايات على اختلفها بالناء والكتم‪ .‬وقال أَبو عبيد‪ :‬الكَتّم‪ ،‬مشدد‬
‫التاء‪ ،‬والشهور التخفيف‪ .‬وقال أبَو حنيفة‪ُ :‬يشَبّب الناء بالكتم ليشتدّ‬
‫لونه‪ ،‬قال‪ :‬ول ينبت الكتم إ ّل ف الشواهق ولذلك َيقِلّ‪ .‬وقال مرة‪:‬‬
‫صعُدا وينبت ف أَصعب الصخر فيَتَدلّى َت َدلّيا‬ ‫الكتم نبات ل َيسْمُو ُ‬
‫خِيطانا لِطافا‪ ،‬وهو أَخضر وورقه كورق الس أَو أصغر؛ قال الذل ووصف‬
‫وعلً‪:‬‬
‫ث يَنُوش إذا آدَ النّهارُ له‪،‬‬
‫َب ْعدَ التّ َرّقبِ مِن نِيمٍ ومِن كََتمِ‬
‫وف حديث فاطمة بنت النذر‪ :‬كنا نَمتشط مع أَساء قبل الحرام‬
‫وَندّهِنُ با َلكْتومة؛ قال ابن الَثي‪ :‬هي دُهن من أَدْهان العرب أَحر يعل‬
‫فيه الزعفران‪ ،‬وقيل‪ :‬يعل فيه الكَتَم‪ ،‬وهو نبت يلط مع الوسْمة ويصبغ به‬
‫الشعر أَسود‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ال َوسْمة‪.‬‬
‫والَكْثَم‪ :‬العظيم البطن‪ .‬والَكثم‪ :‬الشبعان‪ ،‬بالثاء الثلثة‪ ،‬ويقال‬
‫ذلك فيهما بالتاء الثناة أَيضا وسيأْت ذكره‪.‬‬
‫ومكتوم وكَتِيمٌ وكُتَيْمة‪ :‬أَساء؛ قال‪:‬‬
‫وأَّي ْمتَ مِنّا الت ل َتِلدْ‬
‫كُتَْيمَ بَنِيك‪ ،‬وكنتَ الليل‬
‫(* قوله «وأيت» هذا ما ف الصل‪ ،‬ووقع ف نسخة الحكم الت بأيدينا‪:‬‬
‫وأَيتمت‪ ،‬من اليتم)‪.‬‬
‫أَراد كتيمة فرخم ف غي النداء اضطرارا‪ .‬وابنُ أُم َمكْتُوم‪ :‬مؤذن‬
‫سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كان يؤذن بعد بلل لنه كان أَعمى‬
‫فكان يقتدي ببلل‪ .‬وف حديث زمزم‪ :‬أَن عبد الطلب رأَى ف النام قيل‪:‬‬
‫ا ْحفِر ُتكَْت َم بي الفَرْث والدم؛ ُتكَْتمُ‪ :‬اسم بئر زمزم‪ ،‬سيت بذلك لنا‬
‫كانت اندفنت بعد جُرْهُم فصارت مكتومة حت أَظهرها عبد الطلب‪ .‬وبنو‬
‫كُتامة‪ :‬حي من ِحمْيَر صاروا إل بَرْبَر حي افتتحها افريقس اللك‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫كُتام قبيلة من الببر‪ .‬وكُتمان‪ ،‬بالضم‪ :‬موضع‪ ،‬وقيل‪ :‬اسم جبل؛ قال ابن‬
‫ح السّيُ عن كُتْمانَ‪ ،‬وابُت ِذلَت‬ ‫مقبل‪:‬قد صَ ّر َ‬
‫وَقعُ الَحاجِنِ با َلهْرِيّ ِة ال ّذقُنِ‬
‫وكُتُمانُ‪ :‬اسم ناقة‪.‬‬
‫@وا َلكْثَم‪ :‬العظيم البطن‪ .‬والَكثم‪ :‬الشبعان‪ ،‬بالثاء الثلثة‪ ،‬ويقال‬
‫ذلك فيهما بالتاء الثناة أَيضا وسيأْت ذكره‪.‬‬
‫ومكتوم وكَتِيمٌ وكُتَيْمة‪ :‬أَساء؛ قال‪:‬‬
‫وأَّي ْمتَ مِنّا الت ل َتِلدْ‬
‫كُتَْيمَ بَنِيك‪ ،‬وكنتَ الليل‬
‫(* قوله «وأيت» هذا ما ف الصل‪ ،‬ووقع ف نسخة الحكم الت بأيدينا‪:‬‬
‫وأَيتمت‪ ،‬من اليتم)‪.‬‬
‫أَراد كتيمة فرخم ف غي النداء اضطرارا‪ .‬وابنُ أُم َمكْتُوم‪ :‬مؤذن‬
‫سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كان يؤذن بعد بلل لنه كان أَعمى‬
‫فكان يقتدي ببلل‪ .‬وف حديث زمزم‪ :‬أَن عبد الطلب رأَى ف النام قيل‪:‬‬
‫ا ْحفِر ُتكَْت َم بي الفَرْث والدم؛ ُتكَْتمُ‪ :‬اسم بئر زمزم‪ ،‬سيت بذلك لنا‬
‫كانت اندفنت بعد جُرْهُم فصارت مكتومة حت أَظهرها عبد الطلب‪ .‬وبنو‬
‫كُتامة‪ :‬حي من ِحمْيَر صاروا إل بَرْبَر حي افتتحها افريقس اللك‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫كُتام قبيلة من الببر‪ .‬وكُتمان‪ ،‬بالضم‪ :‬موضع‪ ،‬وقيل‪ :‬اسم جبل؛ قال ابن‬
‫ح السّيُ عن كُتْمانَ‪ ،‬وابُت ِذلَت‬ ‫مقبل‪:‬قد صَ ّر َ‬
‫وَقعُ الَحاجِنِ با َلهْرِيّ ِة ال ّذقُنِ‬
‫وكُتُمانُ‪ :‬اسم ناقة‪.‬‬
‫حمُ الّلحْيَةِ‪ ،‬ولية كُْثحُمةٌ‪ :‬وهي الت كَُثفَت‬ ‫@كثحم‪ :‬رجل كُْث ُ‬
‫وَقصُرَت و َجعُدت‪ ،‬ومثلها الكَثّة‪.‬‬
‫@كثعم‪ :‬ال َكعَْث ُم والكَثْعَم‪ :‬الرّ َكبُ الناتئ الضّخم كال َكعْثَبِ‪.‬‬
‫وامرأَة َكعَْثمِ وكَْث َعمٌ إذا عظُم إذا عظُم ذلك منها َك َكعْثَبٍ‬
‫وكَْث َعبٍ‪ .‬وكَْث َعمٌ‪ :‬الَسد أَو النّمر أَو ال َفهْد‪.‬‬
‫لصْرِم‪ ،‬واحدته َكحْمة‪ ،‬يانية‪.‬‬ ‫حمُ‪ :‬لغة ف ال َكحْب‪ ،‬وهو ا ِ‬ ‫@كحم‪ :‬ال َك ْ‬
‫@كحثم‪ :‬رجل ُكحُْثمُ الّلحْيَةِ‪ :‬كثيفها‪ .‬ولية ُكحْثُمة‪َ :‬قصُرت وكثُفت‬
‫وجعدت‪ ،‬وقد تقدم ف كثحم‪.‬‬
‫خمٌ‪ :‬عظيم عريض‪ ،‬وكذلك‬ ‫@كخم‪ :‬الكْخام‪ :‬لغة ف الكْماخ‪ .‬و ُملْكٌ كَْي َ‬
‫سُلطان كَْيخَم‪ .‬قال الليث‪ :‬الكَْيخَم يوصف به الُلك والسلطان؛ وأَنشد‪:‬‬
‫قُبّةَ إسْلمٍ و ُملْكا كَْيخَما‬
‫خمُ دفعك إنسانا عن‬ ‫خمُ‪ :‬الَنع والدّفع‪ .‬وقال أَبو عمرو‪ :‬ال َك ْ‬ ‫وال َك ْ‬
‫خمْته َكخْما إذا دفعته؛ وقال الَرّار‪:‬‬ ‫موضعه‪ .‬تقول‪ :‬ك َ‬
‫إن أَنا ا َلرّارُ غَيْرُ الوَ ْخمِ‪،‬‬
‫خمِ‬‫خ ْمتُ القومَ أَيّ َك ْ‬ ‫وقد َك َ‬
‫أي دَفعْتهم ومَنعْتُهم‪ ،‬ومنه قيل للملك‪ :‬كَيْخم‪.‬‬
‫ش العَظم وَتعَ ّرقُه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو العَض بأَدن‬ ‫شمُ ُ‬ ‫@كدم‪ :‬ال َكدْم‪َ :‬تمَ ْ‬
‫الفم كما َي ْكدُمُ الِمار‪ ،‬وقيل‪ :‬هو العَض عامة‪ ،‬كدَمه َي ْك ُدمُه‬
‫وَي ْك ِدمُه َكدْما‪ ،‬وكذلك إذا أَثّرْت فيه بديدة؛ وقال طرفة‪:‬‬
‫َسقَتْهُ إياةُ الشمسِ إ ّل لِثاتِه‬
‫ُأ ِسفّ‪َ ،‬وَلمْ َت ْك ِدمْ عليه‪ ،‬بإْث ِمدِ‬
‫وإنه لَ َكدّامٌ و َكدُوم أي َعضُوض‪ .‬والكَدْم والكَ َدمُ؛ الُول عن‬
‫اللحيان‪ :‬أََثرُ العض‪ ،‬وجعه ُكدُوم‪ .‬والكَدْم‪ :‬اسم أَثر ال َكدْم‪ .‬يقال‪ :‬به‬
‫ُكدُومٌ‪ .‬وا ُل َكدّمُ‪ ،‬بالتشديد‪ :‬الُعضّض‪ .‬وحار ُمكَدّم‪ :‬معضض‪.‬‬
‫وتَكادَم الفرسانِ‪َ :‬كدَم أَحدها صاحبه‪ .‬والكُدامةُ‪ :‬ما ُي ْكدَم من الشيء‬
‫أي يُعض فُي ْكسَر‪ ،‬وقيل‪ :‬هو بقية كل شيء ُأكِل‪ ،‬والعرب تقول‪َ :‬بقِي من‬
‫مَرْعانا كُدامة أي بقية َتكْدمها الالُ بأَسنانا ول تَشبع منه‪ .‬وف حديث‬
‫العرنيي‪ :‬فلقد رأَيتهم َي ْك ِدمُون الَرض بأَفواههم أي يقبضون عليها‬
‫وَي َعضّونا‪ ،‬والدواب تُكا ِدمُ الشيشَ بأَفواهها إذا ل َتسَْت ْمكِنْ‬
‫منه‪ .‬وال ُكدَم‪ :‬الكثي ال َكدْم‪ ،‬وقد يستعمل ف عَض الَراد وأَكلها للنبات‪.‬‬
‫وال ُك َدمُ‪ :‬من أَحْناش الَرض‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬أُراه سي بذلك لعضه‪.‬‬
‫وال ُكدَم وا ِل ْكدَم‪ :‬الشديد القِتال‪ .‬ورجل ُمكَ ّدمٌ إذا لقي قِتالً‬
‫فَأثّرت فيه الراح‪ .‬وك َدمَ الصْيدَ َكدْما إذا ج ّد ف طلبه حت يغلبه‪.‬‬
‫و َك َد ْمتُ الصيدَ أَي طرَدْته‪ .‬ويقال للرجل إذا طلب حاجة ل يُطلب مثلها‪ :‬لقد‬
‫َكدَ ْمتَ ف غي َمكْ َدِمٍ‪.‬‬
‫وال ُكدْمة‪ ،‬بضم الكاف‪ :‬الشديد الَكل؛ وأَنشد أَبو عمرو‪:‬‬
‫يا أَيّها الَ ْرشَف ذُو الَكْلِ ال ُك َدمْ‬
‫والَرْشفُ‪ :‬الراد‪ .‬و َك َد ْمتَ غي َمكْدم أي طلبت غي مَ ْطلَب‪ .‬وما‬
‫سحَى باطن الفّ‬ ‫بالبعي َكدْمة أي أُثْرة ول َو ْسمٌ‪ ،‬والُثرة أن ُي ْ‬
‫صلْب؛ قال بشر‪:‬‬ ‫بديدة‪ .‬وفَنِي ٌق ُمكْ َدمٌ أي فحل غليظ‪ ،‬وقيل‪ُ :‬‬
‫جسْرةٍ‬ ‫ك ِب َ‬ ‫سلّي ا َلمّ عَنْ َ‬ ‫َلوْل ُت َ‬
‫عَيْرانةٍ‪ ،‬مث ِل الفَنِيقِ ا ُل ْكدَم‬
‫ابن الَعراب‪ :‬نعجة َكدِمةٌ غليظة كثية اللحم؛ وقول رؤبة‪:‬‬
‫ت ُكدُ ْم‬‫كأَنّه شَلّ ُل عانا ٍ‬
‫قال‪ :‬حار َك ِدمٌ غليظ شديد‪ ،‬والمع ُكدُم‪ .‬وعَي ُم ْكدَم‪ :‬غليظ شديد‪.‬‬
‫وَق َدحٌ ُم ْكدَم‪ :‬زُجاجه غليظ‪ .‬وَأسِي مُ ْكدَم‪ :‬مصفود مشدود بالصّفاد؛‬
‫هذه الثلثة عن اللحيان‪ .‬وفحل ُم َكدّم و ُم ْكدَم إذا كان قويّا قد‬
‫نُيّب فيه‪ .‬وُأ ْكدِم الَسي إذا اسْتُوثِق منه‪ .‬وكِساء ُم ْكدَم‪ :‬شديد الفتل‪،‬‬
‫وكذلك البْ‪ .‬والكَدَمة‪ ،‬بفتح الدال‪ :‬الركة؛ عن كراع وليست بصحيحة؛‬
‫وأَنشد ابن بري ف ذلك‪:‬‬
‫ت ُبعَْيدَ العََتمَهْ‪،‬‬
‫َلمّا َت َمشّيْ ُ‬
‫سَمعتُ مِن َفوْق البُيوتِ َك َدمَهْ‬
‫وقد ذكر ذلك ف حذم‪.‬‬
‫والكُدام‪ :‬ريح يأْخذ النسان ف بعض جسده فيسخنون خِرقة ث يضعونا على‬
‫سمُرِ‪ :‬ضرب من الَنادب‪.‬‬ ‫الكان الذي يشتكي‪ .‬و َك َدمُ ال ّ‬
‫وكِدامٌ و ُمكَ ّدمٌ و ُكدَْيمٌ‪ :‬أَساء‪.‬‬
‫@كرم‪ :‬الكَري‪ :‬من صفات ال وأَسائه‪ ،‬وهو الكثي الي الَوادُ‬
‫الُعطِي الذي ل يَْنفَدُ عَطاؤه‪ ،‬وهو الكري الطلق‪ .‬والكَري‪ :‬الامع‬
‫حمَد‪ ،‬فال عز‬ ‫لَنواع الي والشرَف والفضائل‪ .‬والكَري‪ .‬اسم جامع لكل ما ُي ْ‬
‫وجل كري حيد الفِعال ورب العرش الكري العظيم‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكَرَم نقيض‬
‫الّلؤْم يكون ف الرجل بنفسه‪ ،‬وإن ل يكن له آباء‪ ،‬ويستعمل ف اليل‬
‫والبل والشجر وغيها من الواهر إذا عنوا العِتْق‪ ،‬وأَصله ف الناس قال ابن‬
‫ق جلده وَيلِي شعره وتَطِيب رائحته‪.‬‬ ‫الَعراب‪ :‬كَ َرمُ الفرَس أن َيرِ ّ‬
‫وقد كَ ُرمَ الرجل وغيه‪ ،‬بالضم‪ ،‬كَرَما وكَرامة‪ ،‬فهو كَرِي وكَرِيةٌ‬
‫وكِرْم ٌة و َمكْرَم ومَكْرَمة‬
‫(* قوله «ومكرم ومكرمة» ضبط ف الصل‬
‫والحكم بفتح أولما وهو مقتضى إطلق الجد‪ ،‬وقال السيد مرتضى فيهما بالضم)‪.‬‬
‫وكُرامٌ و ُكرّامٌ وكُرّامةٌ‪ ،‬وجع الكَري كُرَماء وكِرام‪ ،‬وجع‬
‫الكُرّام كُرّامون؛ قال سيبويه‪ :‬ل ُي َكسّر كُرّام استغنوا عن تكسيه بالواو‬
‫والنون؛ وإنه لكَرِي من كَرائم قومه‪ ،‬على غي قياس؛ حكى ذلك أَبو زيد‪.‬‬
‫وإنه لَكَرِية من كَرائم قومه‪ ،‬وهذا على القياس‪ .‬الليث‪ :‬يقال رجل كري‬
‫وقوم كَ َرمٌ كما قالوا أَديٌ وأَ َدمٌ و َعمُود و َع َمدٌ‪ ،‬ونسوة كَرائم‪ .‬ابن‬
‫سيده وغيه‪ :‬ورجل كَ َرمٌ‪ :‬كري‪ ،‬وكذلك الثنان والمع والؤنث‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫امرأَة كَرمٌ ونسوة كَرَم لَنه وصف بالصدر؛ قال سعيد بن مسحوح‬
‫(* قوله‬
‫«مسحوح» كذا ف الصل بهملت وف شرح القاموس بعجمات) الشيبان‪ :‬كذا ذكره‬
‫السياف‪ ،‬وذكر أَيضا أنه لرجل من تَيْم اللّت بن ثعلبة‪ ،‬اسه عيسى‪،‬‬
‫وكان ُيَل ّومُ ف نُصرة أَب بلل مرداس بن أُدَيّةَ‪ ،‬وأَنه منعته الشفقة‬
‫على بناته‪ ،‬وذكر البد ف أَخبار الوارج أَنه لَب خالد القَنان‬
‫فقال‪ :‬ومن طَريف أَخبار الوارج قول قَطَرِيّ بن الفُجاءة الازِن لَب‬
‫خالد القَنان‪:‬‬
‫ستَ بِخالدٍ‪،‬‬ ‫أَبا خالدٍ إْنفِ ْر فلَ ْ‬
‫وَما َجعَلَ الرحنُ ُعذْرا لقا ِعدِ‬
‫أَتَزْعُم َأنّ الارِجيّ على ا ُلدَى‪،‬‬
‫ي راضٍ وجا ِحدِ؟‬ ‫وأنتَ ُمقِيمٌ َب َ‬
‫فكتب إليه أَبو خالد‪:‬‬
‫لَقدْ زادَ الَياةَ إلّ حُبّا‬
‫بَنات‪ ،‬أَّنهُ ّن من الضّعافِ‬
‫س َب ْعدِي‪،‬‬ ‫مافةَ أنْ َيرَيْنَ البُؤ َ‬
‫وأنْ َيشْرَبْ َن رَنْقا بعدَ صافِ‬
‫سيَ الَوارِي‪،‬‬ ‫وأنْ َيعْرَيْنَ‪ ،‬إنْ ُك ِ‬
‫فَتَنْبُو العيُ عَن كَ َرمٍ عِجافِ‬
‫وَلوْل ذا َك قد َس ّو ْمتُ ُمهْري‪،‬‬
‫وف الرّحن للضّعفاءِ كافِ‬
‫أَبانا مَ ْن لَنا إ ْن غِْبتَ َعنّا‪،‬‬
‫وصارَ اليّ بَعدَك ف اخْتِلفِ؟‬
‫قال أَبو منصور‪ :‬والنحويون ينكرون ما قال الليث‪ ،‬إنا يقال رجل كَرِي‬
‫وقوم كِرام كما يقال صغي وصغار وكبي وكِبار‪ ،‬ولكن يقال رجل كَرَم ورجال‬
‫كَرَم أي ذوو كَرَم‪ ،‬ونساء كَرَم أي ذوات كرَم‪ ،‬كما يقال رجل َعدْل وقوم‬
‫ض ودََنفٌ‪ .‬وقال أَبو عبيد‪ :‬رجل‬ ‫عدل‪ ،‬ورجل دََنفٌ وحَرَضٌ‪ ،‬وقوم حَرَ ٌ‬
‫كَرِي وكُرَامٌ وكُرّامٌ بعن واحد‪ ،‬قال‪ :‬وكُرام‪ ،‬بالتخفيف‪ ،‬أبلغ ف‬
‫الوصف وأكثر من كري‪ ،‬وكُرّام‪ ،‬بالتشديد‪ ،‬أَبلغ من ُكرَام‪ ،‬ومثله ظَرِيف‬
‫وظُراف وظُرّاف‪ ،‬والمع الكُرّامون‪ .‬وقال الوهري‪ :‬الكُرام‪ ،‬بالضم‪ ،‬مثل‬
‫الكَرِي فإذا أفرط ف الكرم قلت كُرّام‪ ،‬بالتشديد‪ ،‬والّتكْرِ ُي‬
‫والكْرامُ بعن‪ ،‬والسم منه الكَرامة؛ قال ابن بري‪ :‬وقال أَبو‬
‫الُثَلم‪:‬ومَنْ ل ُيكَ ّرمْ ن ْفسَه ل ُيكَرّم‬
‫(* هذا الشطر لزهي من معلقته)‪.‬‬
‫ابن سيده‪ :‬قال سيبويه وما جاء من الصادر على إضمار الفعل التروك‬
‫صلَفا‪ ،‬كأَنه يقول أَكرمك ال‬ ‫إظهاره ولكنه ف معن التعجب قولك كَرَما و َ‬
‫وأَدام لك كَرَما‪ ،‬ولكنهم خزلوا الفعل هنا لَنه صار بد ًل من قولك‬
‫صلِف‪ ،‬وما يص به النداء قولم يا َمكْرَمان؛ حكاه الزجاجي‪،‬‬ ‫أَكْ ِرمْ به وأَ ْ‬
‫وقد حكي ف غي النداء فقيل رجل َمكْرَمان؛ عن أَب العميثل الَعراب؛‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وقد حكاها أَيضا أَبو حات‪ .‬ويقال للرجل يا مَكرمان‪ ،‬بفتح‬
‫الراء‪ ،‬نقيض قولك يا مَلَمان من الّلؤْم والكَرَم‪ .‬وروي عن النب‪ ،‬صلى‬
‫ل أَهدى إليه راوية خر فقال‪ :‬إن ال‬ ‫ال عليه وسلم‪ :‬أَن رج ً‬
‫َحرّمها‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬أَفل أُكارِمُ با يَهودَ؟ فقال‪ :‬إن الذي حرّمها حرّم‬
‫أن يُكارَم با؛ الُكارَمةُ‪ :‬أَن ُت ْهدِيَ لنسانٍ شيئا ليكافِئَك عليه‪،‬‬
‫وهي مُفاعَلة من الكَرَم‪ ،‬وأَراد بقوله أُكا ِرمُ با يهود أي أُهْديها‬
‫إليهم ليُثِيبون عليها؛ ومنه قول دكي‪:‬‬
‫يا ُعمَرَ الَياتِ والَكا ِرمِ‪،‬‬
‫إنّي ا ْم ُرؤٌ من قَطَنِ بن دارِمِ‪،‬‬
‫خ مُكارِمِ‬ ‫َأطُْلبُ دَيْن من َأ ٍ‬
‫خ يُكافِئن على َمدْحي إياه‪ ،‬يقول‪ :‬ل أَطلب جائزته بغي‬ ‫أراد من َأ ٍ‬
‫َوسِيلة‪ .‬وكا َرمْتُ الرجل إذا فاخَرْته ف الكرم‪ ،‬فكَ َرمْته أَ ْكرُمه‪،‬‬
‫صفُوح‪ .‬وكارَمن فكَ َرمْته َأكْرُمه‪:‬‬ ‫بالضم‪ ،‬إذا غلبته فيه‪ .‬والكَري‪ :‬ال ّ‬
‫كنت أَكْ َرمَ منه‪ .‬وَأكْ َرمَ الرجلَ وكَرّمه‪ :‬أَعْظَمه ونزّهه‪ .‬ورجل‬
‫ِمكْرام‪ُ :‬مكْرِمٌ وهذا بناء يص الكثي‪ .‬الوهري‪ :‬أَكْ َر ْمتُ الرجل‬
‫أُكْ ِرمُه‪ ،‬وأَصله ُأأَكْرمه مثل أُدَحْرِجُه‪ ،‬فاستثفلوا اجتماع المزتي فحذفوا‬
‫الثانية‪ ،‬ث أَتبعوا باقي حروف الضارعة المزة‪ ،‬وكذلك يفعلون‪ ،‬أل تراهم‬
‫حذفوا الواو من َيعِد استثقا ًل لوقوعها بي ياء وكسرة ث أَسقطوا مع‬
‫الَلف والتاء والنون؟ فإن اضطر الشاعر جاز له أَن يرده إل أَصله كما‬
‫قال‪:‬فإنه أَهل لَن ُيؤَكْرَما‬
‫فأَخرجه على الصل‪ .‬ويقال ف التعجب‪ :‬ما أَكْ َرمَه ل‪ ،‬وهو شاذ ل يطرد‬
‫ل فما له من‬ ‫ف الرباعي؛ قال الخفش‪ :‬وقرَأ بعضهم ومَن ُيهِن ا ُ‬
‫ُمكْرَم‪ ،‬بفتح الراء‪ ،‬أي إكْرام‪ ،‬وهو مصدر مثل ُمخْرَج و ُمدْخَل‪ .‬وله عليّ‬
‫كَرامةٌ أَي عَزازة‪ .‬واسَتكْرم الشيءَ‪ :‬طلَبه كَرِيا أَو وجده كذلك‪ .‬ول‬
‫َأفْعلُ ذلك ول حُبّا ول كُرْما ول كُرْمةً ول كَرامةً كل ذلك ل‬
‫تُظهر له فعلً‪ .‬وقال اللحيان‪َ :‬أ ْفعَلُ ذلك وكرام ًة لك وكُ ْرمَى لك‬
‫وكُرْمةً لك وكُرْما لك‪ ،‬وكُرْمةَ عَيْن وَنعِي َم عي وَنعْمَةَ َعيٍ‬
‫ونُعامَى َعيٍ‬
‫(* قوله «ونعامى عي» زاد ف التهذيب قبلها‪ :‬ونعم عي أي بالضم‪،‬‬
‫وبعدها‪ :‬نعام عي أي بالفتح)‪ .‬ويقال‪َ :‬ن َعمْ وحُبّا وكَرْامةً؛ قال ابن‬
‫السكيت‪َ :‬ن َع ْم وحُبّا وكُرْمانا‪ ،‬بالضم‪ ،‬وحُبّا وكُرْمة‪ .‬وحكي عن‬
‫زياد بن أَب زياد‪ :‬ليس ذلك لم ول كُرْمة‪.‬‬
‫وَتكَ ّرمَ عن الشيء وتكارم‪ :‬تَنّه‪ .‬الليث‪ :‬تكَ ّرمَ فلن عما َيشِينه‬
‫إذا تَنّه وأَكْ َرمَ ن ْفسَه عن الشائنات‪ ،‬والكَرامةُ‪ :‬اسم يوضع‬
‫للكرام‬
‫(* قوله «يوضع للكرام» كذا بالصل‪ ،‬والذي ف التهذيب‪ :‬يوضع موضع‬
‫الكرام)‪ ،‬كما وضعت الطّاعةُ موضع الطاعة‪ ،‬والغارةُ موضع الغارة‪.‬‬
‫وا ُلكَ ّرمُ‪ :‬الرجل الكَرِي على كل أَحد‪ .‬ويقال‪ :‬كَرُم الشيءُ الكَريُ‬
‫كَرَما‪ ،‬وكَ ُرمَ فلن علينا كَرامةً‪ .‬والّتكَرّمُ‪ :‬تكلف الكَرَم؛ وقال‬
‫التلمس‪:‬‬
‫لمِيلَ‪ ،‬ولنْ تَرَى‬ ‫تكَ ّر ْم لتَعْتا َد ا َ‬
‫أَخَا كَ َرمٍ إل بَأنْ يَتكَرّما‬
‫وا َلكْرُمةُ وا َلكْ ُرمُ‪ :‬فعلُ الكَ َرمِ‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬واحدة الَكارمِ‬
‫ول نظي له إ ّل مَعُونٌ من ال َع ْونِ‪َ ،‬لنّ كل َمفْعُلة فالاء لا‬
‫لمّان‪:‬‬ ‫لزمة إل هذين؛ قال أَبو الَ ْخ َزرِ ا ِ‬
‫مَرْوانُ مَرْوانُ أَخُو الَيوْم الَيمِي‪،‬‬
‫لَي ْومِ َروْعٍ أو فَعا ِل مَكْ ُرمِ‬
‫ويروي‪:‬‬
‫َن َعمْ أَخُو الَيْجاء ف اليوم اليمي‬
‫وقال جيل‪:‬‬
‫بُثَيْنَ الْزَمي ل‪ ،‬إنّ ل‪ ،‬إ ْن لَ ِزمْتِه‪،‬‬
‫ي َمعُو ِن‬ ‫على كَثرةِ الوا ِشيَ‪ ،‬أَ ّ‬
‫قال الفراء‪َ :‬مكْ ُرمٌ جع مَكْرُمةٍ و َمعُو ٌن جع َمعُونةٍ‪.‬‬
‫والُكْرُومة‪ :‬ا َلكْرُمةُ‪ .‬والُكْرُوم ُة من الكَرَم‪ :‬كا ُل ْعجُوبة من ال َعجَب‪.‬‬
‫حدَث ِعلْقا‬ ‫وأَكْ َرمَ الرجل‪ :‬أَتى بأَولد كِرام‪ .‬واسَتكْ َرمَ‪ :‬اسَت ْ‬
‫كريا‪ .‬وف الثل‪ :‬اسَتكْ َر ْمتَ فارْبِطْ‪ .‬وروي عن النب‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫ل يقولُ إذا أَنا أَ َخذْتُ من عبدي كَرِيته وهو‬ ‫وسلم‪ ،‬أَنه قال‪ :‬إنّ ا َ‬
‫با ضَنِي فصَبَ ل ل َأرْض له با ثوابا دون النة‪ ،‬وبعضهم رواه‪ :‬إذا‬
‫أَخذت من عبدي كَرِيتَيْه؛ قال شر‪ :‬قال إسحق بن منصور قال بعضهم يريد‬
‫أهله‪ ،‬قال‪ :‬وبعضهم يقول يريد عينه‪ ،‬قال‪ :‬ومن رواه كريتيه فهما العينان‪،‬‬
‫يريد جارحتيه أي الكريتي عليه‪ .‬وكل شيء َيكْ ُرمُ عليك فهو كَر ُيكَ‬
‫وكَريتُك‪ .‬قال شر‪ :‬وك ّل شيء َيكْ ُرمُ عليك فهو كريُك وكريتُك‪.‬‬
‫لسِيب؛ يقال‪ :‬هو كرية قومه؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫والكَرِيةُ‪ :‬الرجل ا َ‬
‫وَأرَى كر َيكَ ل كريةَ دُونَه‪،‬‬
‫وأَرى بِل َد َك مَْن َقعَ الَجْوادِ‬
‫(* قوله «منقع الجواد» كذا بالصل والتهذيب‪ ،‬والذي ف التكملة‪ :‬منقعا‬
‫لوادي‪ ،‬وضبط الواد فيها بالضم وهو العطش)‪.‬‬
‫أَراد من َيكْرمُ عليك ل تدّخر عنه شيئا َيكْرُم عليك‪ .‬وأَما قوله‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬خي الناس يومئذ مُؤمن بي كَرِيي‪ ،‬فقال قائل‪ :‬ها‬
‫الهاد والج‪ ،‬وقيل‪ :‬بي فرسي يغزو عليهما‪ ،‬وقيل‪ :‬بي أَبوين مؤَمني‬
‫كريي‪ ،‬وقيل‪ :‬بي أَب ُمؤْمن هو أَصله وابن مؤْمن هو فرعه‪ ،‬فهو بي مؤمني‬
‫ها طَرَفاه وهو مؤْمن‪ .‬والكري‪ :‬الذي كَرّم نفْسَه عن الّتدَنّس‬
‫بشي ٍء من مالفة ربه‪ .‬ويقال‪ :‬هذا رجل كَ َرمٌ أَبوه وكَ َرمٌ آباؤُه‪ .‬وف حديث‬
‫آخر‪ :‬أَنه أكْرَم جرير بن عبد ال لّا ورد عليه فبَسط له رداءَه وعممه‬
‫بيده‪ ،‬وقال‪ :‬أَتاكم كَري ُة قوم فَأكْرموه أي كريُ قوم وشَريفُهم‪،‬‬
‫والاء للمبالغة؛ قال صخر‪:‬‬
‫أَب ال َفخْرَ أَنّي قد أَصابُوا كَريت‪،‬‬
‫وأنْ ليسَ إهْداء الَنَى مِنْ شِمالِيا‬
‫يعن بقوله كريت أَخاه معاوية بن عمرو‪ .‬وأَرض َمكْرَمةٌ‬
‫(* قوله «وأرض‬
‫مكرمة» ضطت الراء ف الصل والصحاح بالفتح وف القاموس بالضم وقال‬
‫شارحه‪ :‬هي بالضم والفتح) وكَ َرمٌ‪ :‬كرية طيبة‪ ،‬وقيل‪ :‬هي ا َلعْدُونة الُثارة‪،‬‬
‫وَأرْضان كَرَم وَأرَضُون كَرَم‪ .‬والكَ َرمُ‪ :‬أَرض مثارة مَُنقّاةٌ من‬
‫الجارة؛ قال‪ :‬وسعت العرب تقول للبقعة الطيبة التّرب ِة العَذاة النبِت‬
‫هذه ُب ْقعَة َمكْرَمة‪ .‬الوهري‪ :‬أَرض َمكْرَمة للنبات إذا كانت جيدة‬
‫للنبات‪ .‬قال الكسائي‪ :‬ا َلكْ ُرمُ ا َلكْرُمة‪ ،‬قال‪ :‬ول يئ مَ ْفعُل للمذكر‬
‫إل حرفان نادران ل يُقاس عليهما‪َ :‬مكْرُ ٌم و َمعُون‪ .‬وقال الفراء‪ :‬هو جع‬
‫ل ليس من أَبنية الكلم‪،‬‬ ‫َمكْرُمة و َمعُونة‪ ،‬قال‪ :‬وعنده َأ ّن م ْفعُ ً‬
‫ويقولون للرجل الكَري َمكْرَمان إذا وصفوه بالسخاء وسعة الصدر‪.‬‬
‫وف التنيل العزيز‪ :‬إنّي ُألْ ِقيَ إلّ كتاب كَري؛ قال بعضهم‪ :‬معناه‬
‫حسن ما فيه‪ ،‬ث بينت ما فيه فقالت‪ :‬إنّه من سُليمان وإنه بسم ال‬
‫الرحن الرحيم َأ ّل تعلوا عليّ وأْتُون مُسلمي؛ وقيل‪ :‬أُلقي إلّ كتاب‬
‫كري‪ ،‬عََنتْ أَنه جاء من عند رجل كري‪ ،‬وقيل‪ :‬كتاب كَري أي َمخْتُوم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ :‬ل بارِدٍ ول كَري؛ قال الفراء‪ :‬العرب تعل الكري تابعا‬
‫لكل شيء َن َفتْ عنه فعلً تَْنوِي به الذّم‪ .‬يقال‪َ :‬أ َسمِي هذا؟ فيقال‪:‬‬
‫سمِي ول كَرِي وما هذه الدار بواسعة ول كرية‪ .‬وقال‪ :‬إنه‬ ‫ما هو ب َ‬
‫لقرآن كري ف كتاب مكنون؛ أَي قرآن يُحمد ما فيه من الُدى والبيان والعلم‬
‫والِكمة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ :‬وقل لما قو ًل كَريا؛ أَي سهلً ليّنا‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫وأَعَْتدْنا لا رِزْقا كريا؛ أي كثيا‪ .‬وقوله تعال‪ :‬وُندْ ِخلْكم‬
‫ل كريا؛ قالوا‪ :‬حسَنا وهو النة‪ .‬وقوله‪ :‬أَهذا الذي كَ ّرمْت‬ ‫ُمدْخَ ً‬
‫ضلْت‪ .‬وقوله‪ :‬رَبّ العرشِ الكري؛ أَي العظيم‪ .‬وقوله‪ :‬إنّ‬ ‫عليّ؛ أي ف ّ‬
‫رب غنّ كري؛ أي عظيم مُ ْفضِل‪ .‬والكَ ْرمُ‪ :‬شجرة العنب‪ ،‬واحدتا كَرْمة؛‬
‫قال‪:‬‬
‫إذا ُمتّ فا ْدفِنّي إل جَْنبِ َكرْمةٍ‬
‫تُ َروّي عِظامي‪َ ،‬ب ْعدَ َموْت‪ ،‬عُرُوقُها‬
‫وقيل‪ :‬الكَرْمة الطاقة الواحدة من الكَرْم‪ ،‬وجعها كُروُم‪ .‬ويقال‪ :‬هذه‬
‫البلدة إنا هي كَرْمة ونلة‪ ،‬يُعنَى بذلك الكثرة‪ .‬وتقول العرب‪ :‬هي أَكثر‬
‫الرض َسمْنة و َعسَلة‪ ،‬قال‪ :‬وإذا جادَت السماءُ بالقَطْر قيل‪ :‬كَ ّرمَت‪.‬‬
‫وف حديث أَب هريرة عن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أنه قال‪ :‬ل‬
‫سمّوا العِنب الكَرْم فإنا الكَ ْرمُ الرجل السلم؛ قال الَزهري‪ :‬وتفسي‬ ‫ُت َ‬
‫هذا‪ ،‬وال أَعلم‪ ،‬أن الكَ َرمَ القيقي هو من صفة ال تعال‪ ،‬ث هو من صفة‬
‫مَ ْن آمن به وأَسلم لَمره‪ ،‬وهو مصدر يُقام مُقام الوصوف فيقال‪ :‬رجل‬
‫كَ َرمٌ ورجلن كرَم ورجال كرَم وامرأَة كرَم‪ ،‬ل يثن ول يمع ول يؤَنث‬
‫لنه مصدر أُقي َم مُقام النعوت‪ ،‬فخففت العرب الكَرْم‪ ،‬وهم يريدون كَ َرمَ‬
‫شجرة العنب‪ ،‬لا ُذلّل من قُطوفه عند اليَنْع وكَثُ َر من خيه ف كل حال‬
‫وأَنه ل شوك فيه ُيؤْذي القاطف‪ ،‬فنهى النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬عن‬
‫تسميته بذا السم لَنه يعتصر منه السكر النهي عن شربه‪ ،‬وأَنه يغي عقل‬
‫شاربه ويورث شربُه العدواة والَبغْضاء وتبذير الال ف غي حقه‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫الرجل السلم أَحق بذه الصفة من هذه الشجرة‪ .‬قال أَبو بكر‪ :‬يسمى الكَ ْرمُ‬
‫ث على السخاء والكَرَم وتأْمر‬ ‫ح ّ‬‫كَرْما لَن المر التخذة منه َت ُ‬
‫بَكارِم الَخلق‪ ،‬فاشتقوا له اسا من الكَرَم للكرم الذي يتولد منه‪ ،‬فكره‬
‫النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أن يسمى أَصل المر باسم مأْخوذ من الكَرَم‬
‫وجعل الؤْمن َأوْل بذا السم الَسن؛ وأَنشد‪:‬‬
‫لمْ ُر مُشَتقّةُ ا َلعْنَى من الكَ َرمِ‬
‫وا َ‬
‫خفّ؛‬ ‫وكذلك سيت المر راحا َلنّ شاربا يَرْتاح للعَطاء أَي َي ِ‬
‫وقال الزمشري‪ :‬أَراد أن يقرّر ويسدّد ما ف قوله عز وجل‪ :‬إن أَكْ َرمَكم‬
‫سلَكٍ لَطِيف‪ ،‬وليس الغرض حقيقة‬ ‫عند ال أَتْقاكم‪ ،‬بطريقة أَنِيقة و َم ْ‬
‫النهي عن تسمية العنب كَرْما‪ ،‬ولكن الشارة إل أَن السلم التقي جدير بأَن‬
‫ل يُشارَك فيما ساه ال به؛ وقوله‪ :‬فإنا الكَ ْرمُ الرجل السلم أَي‬
‫إنا الستحق للسم الشتقّ من الكَ َرمِ الرّج ُل السلم‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫إنّ الكَريَ اب َن الكريِ اب ِن الكري يُوسُفُ بن يعقوب بن إسحق لَنه‬
‫اجتمع له شَرَف النبوة والعِلم والَمال وال ِعفّة وكَرَم الَخلق‬
‫والعَدل ورِياسة الدنيا والدين‪ ،‬فهو نبّ ابن نبّ ابن نبّ ابن نب رابع‬
‫لفْن ُة والَبَلةُ وال ّزرَجُون‪.‬‬
‫أربعة ف النبوة‪ .‬ويقال للكَرْم‪ :‬ا َ‬
‫وقوله ف حديث الزكاة‪ :‬واتّ ِق كَرائمَ أَموالم أي نَفائِسها الت تتعلّق‬
‫با نفْسُ مالكها‪ ،‬وَيخَْتصّها لا حيث هي جامعة للكمال الُمكِن ف‬
‫حقّها‪ ،‬وواحدتا كَرِية؛ ومنه الديث‪ :‬وغَ ْز ٌو تُْنفَقُ فيه الكَريةُ أي‬
‫العزيزة على صاحبها‪.‬‬
‫والكَ ْرمُ‪ :‬القِلدة من الذهب والفضة‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَرْم نوع من الصّياغة‬
‫الت تُصاغُ ف الَخانِق‪ ،‬وجعه كُروُم؛ قال‪:‬‬
‫صوْغ من كُرُوم وفضّة‬ ‫تُباهِي ب َ‬
‫يقال‪ :‬رأَيت ف عُنُقها كَرْما حسنا من لؤلؤٍ؛‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫وَنحْرا عَليْه الدّر تُ ْزهِي كُرُومُه‬
‫تَرائبَ ل ُشقْرا‪ُ ،‬يعَبْنَ‪ ،‬ول ُكهْبا‬
‫وأَنشد ابن بري لرير‪:‬‬
‫شوَى‪،‬‬ ‫ل َقدْ َوَلدَتْ َغسّانَ ثالِب ُة ال ّ‬
‫س السّرَى ل َيقْبَلُ الكَ ْرمَ جِيدُها‬ ‫َعدُو ُ‬
‫ثالبة الشوء‪ :‬مشققة القدمي؛ وأَنشد أَيضا له ف أُم الَبعِيث‪:‬‬
‫غ فعَ ّر َستْ‬ ‫إذا هَبَ َطتْ َجوّ الَرا ِ‬
‫طُرُوقا‪ ،‬وأَطرافُ التّوادي كُر ُومُها‬
‫لِليّ وهو قِلدة من فِضة َتلْبَسها نساء‬ ‫والكَ ْرمُ‪ :‬ضَرْب من ا ُ‬
‫العرب‪ .‬وقال ابن السكيت‪ :‬الكَرْم شيء يُصاغ من فضة يُلبس ف القلئد؛ وأَنشد‬
‫غيه تقوية لذا‪:‬‬
‫حلّى لَبانُه‬ ‫فيا أَيّها الظّْبيُ ا ُل َ‬
‫بكَ ْرمَيْنِ‪ :‬كَ ْر َميْ ِفضّ ٍة وفَرِيدِ‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫تُباهِي ِبصَوغٍ منْ كُرُومٍ وِفضّةٍ‪،‬‬
‫ُمعَطّفَة َيكْسونَها َقصَبا َخدْل‬
‫وف حديث أُم زرع‪ :‬كَرِي الِ ّل ل تُخا ِدنُ أَحدا ف السّرّ؛‬
‫َأطَْلقَت كرِيا على الرأَة ول تقُل كرِية ال ّل ذهابا به إل الشخص‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬ول يُجلس على َتكْرِمتِه إل بإذنه؛ الّتكْرِمةُ‪ :‬الوضع‬
‫ص للوس الرجل من فراش أو سَرِير ما يُعدّ لكرامه‪ ،‬وهي َت ْفعِلة من‬ ‫الا ّ‬
‫الكرامة‪.‬‬
‫والكَرْمةُ‪ :‬رأْس الفخذ الستدير كأَنه َجوْزة وموضعها الذي تدور فيه من‬
‫ال َورِك ال َق ْلتُ؛ وقال ف صفة فرس‪:‬‬
‫ُأمِرّتْ عُزَيْزاه‪ ،‬ونِي َطتْ كُرُومُه‬
‫ص ْلبٍ ُموَثّقِ‬ ‫بو ُ‬ ‫إل َكفَلٍ را ٍ‬
‫وكَ ّرمَ الَطَرُ وكُرّم‪ :‬كَثُرَ ماؤه؛ قال أَبو ذؤَيب يصف سحابا‪:‬‬
‫وَهَى خَ ْرجُه واسُْتجِيلَ الرّبا‬
‫بُ مِنْه‪ ،‬وكُرّم ماءً صَرِيا‬
‫ورواه بعضهم‪ :‬وغُرّم ماء صَرِيا؛ قال أَبو حنيفة‪ :‬زعم بعض الرواة أن‬
‫غُرّم خطأ وإنا هو وكُرّم ماء صَريا؛ وقال أَيضا‪ :‬يقال للسحاب إذا‬
‫جاد بائه كُرّم‪ ،‬والناس على غُرّم‪ ،‬وهو أشبه بقوله‪ :‬وَهَى خَ ْرجُه‪.‬‬
‫ب إذا جاء بالغيث‪.‬‬ ‫الوهري‪ :‬كَ ُرمَ السّحا ُ‬
‫لبّ وال ِقدْر‪ .‬ويقال‪:‬‬ ‫والكَرامةُ‪ :‬الطّبَق الذي يوضع على رأْس ا ُ‬
‫َحمَلَ إليه الكرامةَ‪ ،‬وهو مثل النّزُل‪ ،‬قال‪ :‬وسأَلت عنه ف البادية فلم‬
‫يُعرف‪ .‬وكَرْمان وكِرْمان‪ :‬موضع بفارس؛ قال ابن بري‪ :‬وكَرْمانُ اسم بلد‪ ،‬بفتح‬
‫الكاف‪ ،‬وقد أُولِعت العامة بكسرها‪ ،‬قال‪ :‬وقد كسرها الوهري ف فصل رحب‬
‫فقال يَحكي قول نَصر بن سَيّار‪َ :‬أرَحَُب ُك ُم الدّخولُ ف طاعة‬
‫الكِرْمانّ؟ والكَرْمةُ‪ :‬موضع أيضا؛ قال ابن سيده‪ :‬فأَما قول أَب‬
‫خِراش‪:‬وأَْيقَْنتُ َأنّ الُو َد مِنْكَ َسجِيّةٌ‪،‬‬
‫ك بالكَرْمِ‬
‫شتُ عَيْشا مثْلَ عَْيشِ َ‬ ‫وما ِع ْ‬
‫قيل‪ :‬أَراد الكَرْمة فجمعها با حولا؛ قال ابن جن‪ :‬وهذا بعيد لَن مثل‬
‫هذا إنا يسوغ ف الجناس الخلوقات نو ُبسْرَة وُبسْر ل ف الَعلم‪،‬‬
‫ولكنه حذف الاء للضرورة وأَجْراه ُمجْرى ما ل هاء فيه؛ التهذيب‪ :‬قال‬
‫أَبو ذؤيب‬
‫(* قوله «أبو ذؤيب إل» انفرد الزهري بنسبة البيت لب ذؤيب‪،‬‬
‫إذ الذي ف معجم ياقوت والحكم والتكملة إنه لب خراش) ف الكُرْم‪:‬‬
‫وأَيقنتُ أَن الود منك سجية‪،‬‬
‫ك بالكُرْم‬
‫وما عشتُ عيشا مثل عيش َ‬
‫قال‪ :‬أَراد بالكُ ْرمِ الكَرامة‪ .‬ابن شيل‪ :‬يقال كَ ُر َمتْ أَرضُ فلن‬
‫العامَ‪ ،‬وذلك إذا سَ ْرقَنَها فزكا نبتها‪ .‬قال‪ :‬ول َيكْرُم الَب حت يكون‬
‫كثي العَصْف يعن التّبْن والورق‪ .‬والكُرْمةُ‪ :‬مُنْقَطَع اليمامة ف‬
‫الدّهناء؛ عن ابن العراب‪.‬‬
‫@كرت‪ :‬الكِرْتِيمُ‪ :‬الفَأْس العَظيمة لا رأُْس واحد‪ ،‬وقيل‪ :‬هي نو‬
‫الِطْرقة‪.‬‬
‫والكُرْتُوم‪ :‬الصّفا من الجارة‪ ،‬و َحرّةُ بن عُذرة تُدعَى كُرْتُوم؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫َأسْقاكِ كلّ راِئحٍ هَ ِزيِ‪،‬‬
‫يَتْ ُر ُك سَْيلً جا ِرحَ ال ُكلُومِ‪،‬‬
‫صفِ الكُرْتُومِ‬ ‫صفْ َ‬ ‫وناقِعا بال ّ‬
‫@كردم‪ :‬الكَرْ َدمُ والكُرْدُوم‪ :‬الرجل القصي الضّخم‪ .‬والكَرْ َدمَةُ‪:‬‬
‫َع ْدوُ القَصي‪ .‬و َكرْ َدمَ الِمارُ و َكرْ َدحَ إذا عَدا على جنب واحد‪.‬‬
‫والكَرْدَمة‪ :‬الشدّ التثاقل‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ُدوَيْن الكَرْدَحَة وهي السراع‪.‬‬
‫وَتكَرْدم ف ِمشْيته‪ :‬عدا مِن فَزَع‪ .‬والكَرْدمة‪َ :‬ع ْدوُ البغل‪ ،‬وقيل‬
‫السراع‪ .‬الزهري‪ :‬الكَرْمة والكرْبَحة ف ال َعدْو دون الكَرْدمة ول‬
‫ُيكَرْدِم إل المار والبغل‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الكَرْدَم الشجاع؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ولو رَآهُ كَرْ َد ٌم لكَرْدَما‬
‫أي لرب‪ .‬ويقال‪ :‬كَرْ َد ْمتُ القَومَ إذا جعتَهم وعَبّأْتَهم فهم‬
‫ُمكَرْدَمون؛ قال‪:‬‬
‫ع مِْن ُهمُ‪،‬‬‫إذا فَزِعُوا َيسْعَى إل ال ّروْ ِ‬
‫ِبجُرْ ِد القَنا‪ ،‬سَبْعون أَلفا ُمكَرْدَما‬
‫قال‪ :‬وقول ابن عتاب تسعون ألفا مُكردما أي ُمجْتمِعا‪ .‬وكَرْدَم الرجلُ‬
‫إذا عَدا فَأمْعَن‪ ،‬وهي الكَرْدَمة‪ .‬وا ُلكَرْ ِدمُ‪ :‬الّنفُور‪.‬‬
‫وا ُلكَرْدِم أَىضا‪ :‬الَُت َذلّل الُتَصاغر‪ .‬وقال البد‪ :‬كَرْدَم ضَرط؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫ولَو رَآنا كردمٌ لكردما‪،‬‬
‫َكَرْدَمةَ العَيْرِ َأحَسّ ضَْيغَما‬
‫وكَ ْردَم‪ :‬اسم رجل؛ وأَنشد ابن بري لشاعر‪:‬‬
‫ولا رأَيْنا أَنه عاِت ُم القِرَى‬
‫بَخيلٌ‪َ ،‬ذكَرْنا لَْيلَة ا َلضْب كَرْدَما‬
‫@كرزم‪ :‬رجل ُمكَرْزَم‪ :‬قصي ُمجَْتمِع‪ .‬قال ابن بري‪ :‬الكَ ْر َزمُ القَصي‬
‫الَنف؛ قال خليد اليشكري‪:‬‬
‫صلْقِما‬‫فِتلْكَ ل تُشبِه ُأخْرَى ِ‬
‫صوْتِ َدرُوجا كَ ْرزَما‬ ‫صلِقَ ال ّ‬ ‫ص ْه َ‬
‫َ‬
‫والكَ ْرزَم‪ :‬فأْس مَ ْفلُولة الدّ‪ ،‬وقيل‪ :‬الت لا حدّ كالكَ ْرزَنِ‪ ،‬وهي‬
‫الكِ ْر ِزيُ أَيضا؛ عن أَب حنيفة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ك من خِلّ َعلِ ْقتُ به؟‬ ‫ماذا َيرِيبُ َ‬
‫إ ّن الدّهُورَ َعلَينا ذاتُ ِك ْرزِيِ‬
‫(* قوله «من خل» ف التكملة والزهري‪ :‬من خلم أي بالكسر أَيضا وهو‬
‫الصديق)‪.‬‬
‫أي تَْنحَتُنا بالنّوائب والُموم كما يُنْحت الشب بذه ال َقدُوم‪،‬‬
‫والمع الكَرازِم‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الكَ ْرزَن؛ وقال جرير ف الكَرازِم الفُؤوس يهجو‬
‫الفرزدق‪:‬‬
‫عَنِيفٌ ِبهَ ّز السيفِ قَيْ ُن مُجا ِشعٍ‪،‬‬
‫ت الفُؤوس الكَرازِم‬ ‫رفِي ٌق بِأخْرا ِ‬
‫وأنشد الوهري لرير‪:‬‬
‫ك القَيْ ُن العَلةَ ومِرْ َجلً‪،‬‬ ‫وَأوْرَثَ َ‬
‫ح الفُؤوس الكَرازِمِ‬ ‫وَت ْق ِويَ إصْل ِ‬
‫(* قوله «وتقوي إصلح الفؤوس» كذا بالصل‪ ،‬والذي ف ديوان جرير وف‬
‫الصحاح للجوهري‪ :‬وإصلح أخرات الفؤوس)‪.‬‬
‫والكَ ْر َزمُ والكَ ْرزَنُ‪ :‬الفأْس‪ .‬والكِ ْرزِم‪ :‬الشدّة من شدائد الدهر‪،‬‬
‫وهي الكرازِم على القياس‪ ،‬ويتمل أن يكون قوله‪:‬‬
‫إن الدهور علينا ذات كرزي‬
‫أَراد به الشدة‪ ،‬فكَرا ِزيُ إذا جع على القياس‪ .‬والكَ ْرزَمةُ‪ :‬أَكل‬
‫نِصف النهار‪ .‬قال ابن الَعراب‪ :‬ل أَسعه لغي الليث‪ .‬وكَ ْر َزمٌ‪ :‬اسم‪.‬‬
‫قال الَزهري‪ :‬وسعت العرب تقول للرجل القصي كَ ْرزَم‪ ،‬يصغر كُرَيْزِما‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الكَ ْرزَمُ الكثي‬
‫(* قوله «الكرزم الكثي إل» هكذا ضبط ف‬
‫التكملة والتهذيب وضبطه الجد بالضم) الكل‪.‬‬
‫@كرشم‪ :‬الكَ ْرشَمةُ‪ :‬الرض الغليظة‪ .‬وقَبّحَ الُ كَ ْر َشمَتَه أَي‬
‫وجهه‪ .‬والكُ ْرشُوم‪ :‬القَبِيح الوجه‪ .‬وكِ ْرشِم‪ :‬اسم رجل‪ ،‬وهو مذكور ف موضعه‪،‬‬
‫لن يعقوب زعم أن ميمه زائدة اشتقه من الكَرِش‪.‬‬
‫@كركم‪ :‬الكُرْ ُكمُ‪ :‬نَبْت‪ .‬وثَوب ُمكَرْ َكمٌ‪ :‬مَصبوغ بالكُرْكُم‪ ،‬وهو‬
‫شبيه بال َورْس‪ ،‬قال‪ :‬والكركم تسمية العرب الزّ ْعفَران؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ق ُي ْف ِعمُهْ‪،‬‬
‫قا َم على الَر ُكوّ سا ٍ‬
‫يَرُ ّد فيه ُس ْؤرَه ويَْثِلمُهْ‬
‫ُمخَْتلِطا ِعشْ ِرقُه وكُرْكمُهْ‪،‬‬
‫فَ ِريُه َيدْعُو على مَنْ يَ ْظِلمُهْ‬
‫يصف عروسا ضعُف عن السقي فاستعان بعِ ْرسِه‪ .‬وف الديث‪ :‬فعا َد َلوْنُه‬
‫كأَنه كُ ْركُمة‪ ،‬قال الليث‪ :‬هو الزعفران‪ .‬قال‪ :‬والكُرْكُمانّ دواء‬
‫خلَط بالَ ْدوِية؛ وتوهّم‬ ‫منسوب إل الكُرْكُم وهو نَبْت شبيه بال َكمّون ُي ْ‬
‫الشاعر أَنه الكمون فقال‪:‬‬
‫غَيْبا ُأرَجّي ِه ظُنونَ ا َلظْننِ‬
‫أَمانَ الكُ ْر ُكمِ‪ ،‬إذْ قال ا ْسقِن‬
‫وهذا كما تقول أَمان الكمون‪ .‬ابن سيده‪ :‬والكركم الزعفران‪ ،‬القطعة منه‬
‫كُرْكُمة‪ ،‬بالضم‪ ،‬وبه سي دَواء الكركم‪ ،‬وقيل‪ :‬هو فارسي؛ أَنشد أَبو حنيفة‬
‫للَبعِيث يصف قَطا‪:‬‬
‫سَماوِيّةٌ ك ْدرٌ‪ ،‬كَأنّ عُيونا‬
‫ف بِه َورْسٌ َحدِيثٌ و ُكرْ ُكمُ‬ ‫يُذا ُ‬
‫قال ابن بري‪ :‬وقال ابن حزة الكُ ْركُم عُروق صفر معروفة وليس من أَساء‬
‫الزعفران؛ وقال الغلب‪:‬‬
‫ب ُملَ ّومِ‪،‬‬
‫ت ِبعَزَ ٍ‬
‫فَبصُرَ ْ‬
‫ت من را ِدنٍ وكُرْ ُكمِ‬ ‫فَأ َخذَ ْ‬
‫وف الديث‪ :‬بينا هو وجبيل يَتَحادثانِ تغَيّر وجه جبيل حت عاد‬
‫كأَنه كُ ْركُمة؛ قال ابن الَثي‪ :‬هي واحدة الكُرْكم وهو الزعفران‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫العصفر‪ ،‬وقيل‪ :‬شيء كالورس‪ ،‬وهو فارسي معرب‪ ،‬قال الزمشري‪ :‬اليم مزيدة‬
‫لقولم للحر كُ ْركٌ‪ .‬ف الديث حي ذكر سعد بن معاذ‪ :‬فَعا َد ولونُه‬
‫ق بالفارسية؛‬ ‫كالكُرْكُمة‪ ،‬وزعم السياف أَن الكُرْكُم والكُرْكُمان ال ّرزْ ُ‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫شمّرٌ لِشانِه‪،‬‬ ‫ئ ُم َ‬
‫كُلّ امرِ ٍ‬
‫لِ ِر ْزقِه الغادِي وكُرْكُمانِه‬
‫وبيت الستشهاد ف التهذيب‪:‬‬
‫رَيْحانه الغادي وكركمانه‬
‫قال الَزهري‪ :‬ورأَيت ف نسخة الكُ ْركُم اسم ال ِعلْك‪.‬‬
‫@كزم‪ :‬كَ ِزمَ الرجُل كَزَما‪ ،‬فهو كَ ِزمٌ‪ :‬هاب الت َق ّدمَ على الشيء ما‬
‫كان‪ .‬وف النوادر‪ :‬أَ ْك َزمْتُ عن الطعام وَأ ْق َه ْمتُ وَأزْ َهمْت إذا أكثر‬
‫منه حت ل يشتهي أَن يعود فيه‪ .‬ورجل كَزْمان وزَهْمان وَقهْمان‬
‫و َدقْيان‪ .‬والكَ َزمُ‪ِ :‬قصَر ف الَنف قبيح وقصر ف الَصابع شديد‪ .‬والكَ َزمُ ف‬
‫الُذن والَنف والشفة والّلحْي واليد والفم والقدم‪ :‬القِصَ ُر‬
‫والّت َقلّص والجتماع‪ .‬تقول‪َ :‬أْنفٌ أَكْ َزمُ ويد كَزْماء‪ .‬والعرب تقول للرجل‬
‫البخيل‪ :‬أَكْ َزمُ اليدِ‪ ،‬وقد كَزّم العَم ُل والقُرّ بنانَه؛ قال أَبو‬
‫الَُثلّمِ‪:‬‬
‫ع القُرّ البنَانَ ُمكَزّما‪،‬‬ ‫با َيدَ ُ‬
‫ل قَْبلَها ل ُيكَ ّزمِ‬‫وكان َأسِي ً‬
‫مُكزّم‪ُ :‬مقَفّع‪ .‬ورجل أَكزم الَنف‪ :‬قصيه‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يكون الكَ َزمُ‬
‫ِقصَر الُذن إل من اليل‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَ َز ُم قصر الَنف كله وانفتاح‬
‫الَْنخِرَيْنِ‪ .‬والكزَمُ‪ :‬خروج الذقن مع الشفة السفلى ودخول الشفة العليا‪،‬‬
‫كَ ِزمَ كَزَما وهو أكزم‪ .‬ويقال َكزَم فلن َيكْ ِزمُ َكزْما إذا ضم فاه‬
‫وسكت‪ ،‬فإن ضم فاه عن الطعام قيل‪َ :‬أ َزمَ ي ْأزِمُ‪ .‬ووصف عون بن عبد ال‬
‫سلَم أي إن تكلم‬ ‫ضعُف واسَْت ْ‬ ‫ل ُي َذ ّم فقال‪ :‬إن ُأفِيضَ ف الي كَزَم و َ‬ ‫رج ً‬
‫الناس ف خي سكت فلم ُيفِض معهم فيه كأَنه ضم فاه فلم يَنطِق‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫ص ْلبَ كَزْما إذا عضه عضّا شديدا‪ .‬وكَزَم الشيءَ‬ ‫كَزم الشيءَ ال ّ‬
‫َيكْزِمه كَزْما‪ :‬كسره بقدّم فيه‪ .‬الوهري‪ :‬كَزَم شيئا بقدم فيه أي كسره‬
‫لحْفلة وقصرها‪ .‬يقال‪ :‬فرس‬ ‫واستخرج ما فيه ليأْكله‪ .‬والكَ َزمُ‪ِ :‬غلَظُ ا َ‬
‫لدَج‪ :‬يكسر فيأْكل‪ .‬وف‬ ‫أَكْ َزمُ بيّن الكَزَم‪ .‬والعَيْرُ َيكْزِم من ا َ‬
‫حديث النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنه كان يتعوذ من الكَزَم والقَزَمِ؛‬
‫فالكَ َزمُ‪ ،‬بالتحريك‪ :‬شدة الَكل‪ ،‬والصدر ساكن من قولك َكزَم فلن الشيء‬
‫بفيه كَزْما إذا كسره‪ ،‬والسم الكَ َزمُ‪ .‬وقد كزَم الشيء بفيه َيكْزِمه‬
‫كَزْما إذا كسره وض ّم فمه عليه‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَ َزمُ البخل‪.‬‬
‫يقال‪ :‬هو أكزمُ البنانِ أي قصيها‪ ،‬كما يقال َج ْعدُ ال َكفّ‪ .‬ابن‬
‫الَعراب‪ :‬الكَ َزمُ أن يريد الرجل الصدقة والعروف فل َي ْقدِر على دينار ول‬
‫درهم‪ .‬وف حديث علي ف صفة سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬ل يكن‬
‫بالكَزّ ول الُنكَزِم؛ فالكَزّ‪ :‬ا ُلعَبّس ف وجوه السائلي‪،‬‬
‫والُنكَزِم‪ :‬الصغ ُي الكفّ الصغي ال َقدَم؛ وقولُ ساعِدةَ بن جُؤيّةَ‪:‬‬
‫أُتِي َح لا شَثْنُ البَنانِ ُمكَ ّزمٌ‪،‬‬
‫أَخُو حُ َزنٍ قد وقّرَتْه ُكلُومُها‬
‫عن با ُلكَزّم الذي أَكلت أَظفارهَ الصخْرُ‪.‬‬
‫والكَزُوم من البل‪ :‬الَرِمة من النوق الت ل يبق ف فيها ناب‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ول سن من الَرَم‪ ،‬نعت لا خاصة دون البعي‪ .‬ويقال‪ :‬من يشتري ناقة‬
‫كَزوُما‪ ،‬وقيل‪ :‬هي السنّة فقط؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ل قَرّبَ الُ مَ ّل الفَْيلَمِ‪،‬‬
‫والدّل ِقمِ النابِ الكَزُومِ الضّ ْرزِم‬
‫وكُ َزيْم وكُزْمان‪ :‬اسان‪.‬‬
‫سمُ ال َك ّد على العيال من حرام أَو حلل‪،‬‬ ‫@كسم‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬ال َك ْ‬
‫سبَ واحد‪ .‬وال َكسْم‪ :‬البَقية تَبْقى ف يدك من الشيء‬ ‫سمَ و َك َ‬ ‫وقال‪َ :‬ك َ‬
‫سمُ‪ :‬فَتّك الشيء بيدك ول يكون إل من شيء يابس‪َ ،‬كسَمه‬ ‫اليابس‪ .‬والكَ ْ‬
‫َي ْكسِمه َكسْما؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫وحامِل ال ِقدْر أَبو َي ْكسُوم‬
‫حمِل ال ِقدْر إذا جاء بالشر‪ .‬والكَيْسُوم‪ :‬الكثي من‬ ‫يقال‪ :‬جاء َي ْ‬
‫الشيش‪ ،‬وُلمْعة أُ ْكسُوم وكَْيسُوم؛ أَنشد أبو حنيفة‪:‬‬
‫ض بالقَصِيمِ‪،‬‬ ‫لمْ َ‬ ‫باَتتْ ُت َعشّى ا َ‬
‫ومِنْ حَليّ َوسْطَه كَْيسُومِ‬
‫الَصمعي‪ :‬الَكا ِسمُ الّل َمعُ من النبت التراكبة‪.‬‬
‫يقال‪ُ :‬لمْعةٌ ُأ ْكسُومٌ أَي مُتراكِمة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫أَكاسِما للِطّ ْرفِ فيها مُّتسَعْ‪،‬‬
‫ب فََنعْ‬
‫ولِلَيُولِ الي ِل الصّ ّ‬
‫وقال غيه‪ :‬روضة ُأ ْكسُو ٌم وَي ْكسُوم أَي َندِيّة كثية‪ ،‬وأَبو‬
‫َي ْكسُوم من ذلك‪ :‬صاحب الفيل؛ قال لبيد‪:‬‬
‫خلّدا‪،‬‬ ‫لو كان َحيّ ف الياة ُم َ‬
‫ف الدّهْر‪َ ،‬ألْفاه أَبو َي ْكسُوم‬
‫وكَيْسوم‪ ،‬فَْيعُول‪ :‬منه‪ .‬وخَيْل أَكا ِسمُ أَي كثية يكاد يركب بعضها‬
‫سمٌ‪ :‬أَبو بطن من العرب مشتق من ذلك‪ .‬وكَْيسُومٌ‪ :‬اسم وهو‬ ‫بعضا‪ .‬وَكَْي َ‬
‫أَيضا موضع‪ ،‬مُعَرّب‪ .‬وَي ْكسُوم‪ :‬اسم أَعجمي‪ .‬وَي ْكسُوم‪ :‬موضع‪.‬‬
‫سعُوم‪ ،‬والَصل‬ ‫لمْيية‪ .‬ويقال‪ :‬بل ال ُك ْ‬ ‫@كسعم‪ :‬ال ُك ْعسُوم‪ :‬الِمار‪ ،‬با ِ‬
‫فيه ال ُكسْعة‪ ،‬واليم زائدة‪ ،‬وجع ال ُكسْعُوم كَساعِيم‪ ،‬سيت ُكسْعوما‬
‫لَنا ُت ْكسَع مِن َخلْفِها‪.‬‬
‫@كشم‪َ :‬كشَم أَنفَه‪َ :‬دقّه؛ عن اللحيان‪ .‬و َكشَم أَنفَه َي ْكشِمه‬
‫شمٌ‪:‬‬
‫َكشْما‪َ :‬جدَعه‪ .‬والكَشْم‪ :‬قَطْع الَنف باستئصال‪ .‬وأَْنفٌ أَ ْكشَم و َك ِ‬
‫شمَ َكشَما‪ .‬وحََنكٌ أَ ْكشَم‪ :‬كالكَسّ‪ .‬وأُ ُذنٌ‬ ‫مقطوع من أصله‪ ،‬وقد َك ِ‬
‫صلْماء‪ ،‬والسم ال َكشْمة‬ ‫َكشْماء‪ :‬ل يُبِ ِن القطعُ منها شيئا‪ ،‬وهي كال ّ‬
‫(* قوله «والسم الكشمة» كذا ضبط ف الصل‪ ،‬وبالتحريك ضبط ف الحكم)‪.‬‬
‫للْق‪ ،‬ورجل‬ ‫لسَب‪ .‬والَ ْكشَم‪ :‬الناقص ا َ‬ ‫للْق وا َ‬ ‫وال َكشَم‪ :‬نقصان ا َ‬
‫لسَب‪ .‬ابن سيده‪:‬‬ ‫أَ ْكشَم بَيّن ال َكشَم‪ ،‬وقد يكون ذلك النقصان أَيضا ف ا َ‬
‫الَ ْكشَم الناقص ف جسمه و َحسَبه؛ قال حسان بن ثابت يهجو ابنه الذي كان‬
‫من الَسلمية‪:‬‬
‫حوِ خاله‪،‬‬ ‫غلمٌ أتاه اللّؤم مِنْ َن ْ‬
‫شمُ‬
‫له جانبٌ وافٍ وآخَرُ َأ ْك َ‬
‫أي أَبوه حُرّ وُأمّه َأمَة‪ ،‬فقالت امرأَته تناقضه‪:‬‬
‫غلم أَتاه اللّؤمُ من َنحْو َعمّه‪،‬‬
‫وأَفضَلُ َأعْراقِ ابْنِ َحسّانَ َأ ْسَلمُ‬
‫ل عنيفا‪.‬‬‫و َكشَم القِثّاءَ والَزَر‪ :‬أَكله أَك ً‬
‫شمُ‪ :‬اسم ال َفهْد‪ ،‬وروى ثعلب عن ابن الَعراب أَنه قال‪:‬‬ ‫وال َك ْ‬
‫شمٌ‪ .‬وكَْيشَم‪ :‬اسم‪.‬‬‫الَ ْكشَم الفَهْد‪ ،‬والُنثى َكشْماء‪ ،‬والمع ُك ْ‬
‫صمُ‪ :‬العَضّ‪ .‬و َكصَمه َكصْما‪ :‬دفَعه بشدّة أَو ضربه بيده‪.‬‬ ‫@كصم‪ :‬ال َك ْ‬
‫صمُ‬
‫و َكصَم َيكْ ِ‬
‫(* قوله «وكصم يكصم» ضبط ف الصل كما ترى فهو من باب ضرب‬
‫وأطلق ف القاموس) َكصْما‪َ :‬نكَص وولّى مدبرا؛ وأَنشد بعض الرواة‬
‫ل َعدِيّ‪:‬‬
‫وَأمَرْناهُ به من بَيْنِها‪،‬‬
‫ع مُصِرّا أو َكصَمْ‬ ‫َب ْعدَما انْصا َ‬
‫صمَ ُكصُوما‬ ‫أي َدفَع بشدّة‪ ،‬وقيل‪َ :‬عضّ‪ ،‬وقيل‪ :‬نكص‪ .‬قال أبو نصر‪َ :‬ك َ‬
‫إذا َولّى وأَدبرَ‪ .‬وروى أَبو تراب عن أب سعيد‪َ :‬قصَم راجعا و َكصَم‬
‫راجعا إذا رجع من حيث شاء ول يِتمّ إل حيث َقصَد‪ ،‬وأَنشد بيت عديّ‪.‬‬
‫والُكاصَمة‪ :‬كناية عن النكاح‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@كظم‪ :‬الليث‪ :‬كَظَم الرج ُل غيظَه إذا اجترعه‪ .‬كَظَمه َيكْظِمه كَظْما‪:‬‬
‫ردّه وحَبسَه‪ ،‬فهو رجل كَظِيمٌ‪ ،‬والغيظ مكظوم‪ .‬وف التنيل العزيز‪:‬‬
‫والكاظمي الغيظ؛ فسره ثعلب فقال‪ :‬يعن الابسي الغيظ ل يُجازُون عليه‪ ،‬وقال‬
‫الزجاج‪ :‬معناه ُأ ِعدّتِ النة للذين جرى ذكرهم وللذي َيكْظِمون الغيظ‪.‬‬
‫وروي عن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أنه قال‪ :‬ما من جُرْعة يََتجَرّعُها‬
‫النسان أَعظم أَجرا من جُرْعة غيظ ف ال عز وجل‪ .‬ويقال‪ :‬كَ َظمْت‬
‫الغيظ أَكْظِمه كَظْما إذا أَمسكت على ما ف نفسك منه‪ .‬وف الديث‪ :‬من‬
‫كَظَم غيظا فله كذا وكذا؛ كَ ْظمُ الغيظ‪ :‬ترّعُه واحتمال سببه والصب عليه‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬إذا تثاءب أَحدكم فلَيكْ ِظمْ ما استطاع أي ليحبسْه مهما‬
‫أَمكنه‪ .‬ومنه حديث عبد الطلب‪ :‬له َفخْ ٌر َيكْظِم عليه أي ل يُبْديه‬
‫ويظهره‪ ،‬وهو َحسَبُه‪ .‬ويقال‪ :‬كَظَم البع ُي على جِرّته إذا ردّدها ف حلقه‪.‬‬
‫وكَظَم البع ُي َيكْظِم كُظوما إذا أَمسك عن الِرّة‪ ،‬فهو كا ِظمٌ‪ .‬وكَظَم‬
‫البع ُي إذا ل َيجْتَرّ؛ قال الراعي‪:‬‬
‫فَأَفضْ َن بعد كُظومِهنّ ِبجِرّةٍ‬
‫مِنْ ذي الَبارِقِ‪ ،‬إذ رَعَيْنَ َحقِيل‬
‫ابن النباري ف قوله‪:‬‬
‫فأَفضن بعد كظومهن بِرّة‬
‫أي دفعت البل برتّها بعد كظومها‪ ،‬قال‪ :‬والكاظم منها العطشان اليابس‬
‫الوف‪ ،‬قال‪ :‬والصل ف الكَظْم المساك على غيظ وغمّ‪ ،‬والِرّة ما ترجه‬
‫من كروشها فَتجْتَرّ‪ ،‬وقوله‪ :‬من ذي الَبارق معناه أن هذه الِرّة‬
‫أَصلها ما رعت بذا الوضع‪ ،‬و َحقِيل‪ :‬اسم موضع‪ .‬ابن سيده‪ :‬كظَم البعي ِجرّته‬
‫ازْ َذرَدَها وكفّ عن الجترار‪ .‬وناقة كَظُوم ونوق كُظوم‪ :‬ل تتَرّ‪،‬‬
‫كَظَمت َتكْظِم كُظوما‪ ،‬وإبل كُظوم‪ .‬تقول‪ :‬أرى البل كُظوما ل تترّ؛‬
‫قال ابن بري‪ :‬شاهد الكُظوم جع كاظم قول ا ِللْقَطي‪:‬‬
‫فهُنّ كظُومٌ ما ُي ِفضْنَ بِرّةٍ‪،‬‬
‫َلهُنّ ُبسْتَنِ اللّغام صَرِيف‬
‫والكظم‪َ :‬مخْرَج النفس‪ .‬يقال‪ :‬كَظَمن فلن وأَخذ بكَظَمي‪ .‬أَبو زيد‪:‬‬
‫يقال أَخذت بكِظام المر أي بالثقة‪ ،‬وأَخذ بكَظَمه أي بلقه؛ عن ابن‬
‫ج َنفَسه‪ ،‬والمع كِظام‪ .‬وف‬ ‫الَعراب‪ .‬ويقال‪ :‬أَخذت بكَظَمه أي َبخْر َ‬
‫الديث‪ :‬لعلّ ال يصلح أَمر هذه الُمة ول يؤخذ بأَكْظامها؛ هي جع كَظَم‪،‬‬
‫بالتحريك‪ ،‬وهو مرج النفَس من اللق؛ ومنه حديث النخعي‪ :‬له التوبة ما ل‬
‫يؤخذ بكَظَمه أي عند خروج نفْسه وانقطاع َنفَسه‪ .‬وأَ َخذَ الَمرُ بكَظَمه‬
‫إذا غمّه؛ وقول أَب خِراش‪:‬‬
‫وكلّ امرئ يوما إل ال صائر‬
‫قضاءً‪ ،‬إذا ما كان يؤخذ بالكَظْم‬
‫أَراد الكَظَم فاضطرّ‪ ،‬وقد دفع ذلك سيبويه فقال‪ :‬أل ترى أَن الذين‬
‫يقولون ف َفخِذ َفخْذ وف كَبِد كَبْد ل يقولون ف َجمَل َجمْل؟ ورجل مكظوم‬
‫وكَظِيم‪ :‬مكروب قد أَخذ الغ ّم بكَظَمه‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬ظَلّ‬
‫سوَدّا وهو كَظِيم‪ .‬والكُظوم‪ :‬السّكوت‪ .‬وقوم كُظّم أي ساكنون؛‬ ‫وجهُه ُم ْ‬
‫قال العجاج‪:‬‬
‫ورَبّ أَسرابِ َحجِيجٍ كُ ّظمِ‬
‫عنِ اللّغا‪ ،‬ورََفثِ الّتكَّلمِ‬
‫وقد كُ ِظمَ وكَ َظمَ على غيظه َيكْظِم كَظْما‪ ،‬فهو كا ِظمٌ وكَظيم‪ :‬سكت‪.‬‬
‫وفلن ل َيكْظِم على جِرّتِه أي ل يسكت على ما ف جوفه حت يتكلم به؛‬
‫وقول زياد بن ُعلْبة الذل‪:‬‬
‫لجْلِ واضِحةَ ا ُلحَيّا‪،‬‬ ‫كَظِيمَ ا َ‬
‫عَديلةَ ُحسْنِ َخلْقٍ ف تَمامِ‬
‫عَن َأنّ خَلخاها ل ُيسْمع له صوت لمتلئه‪ .‬والكَظيمُ‪َ :‬غلَق الباب‪.‬‬
‫وكَ َظمَ البابَ َيكْظِمه كَظْما‪ :‬قام عليه فأَغلقَه بنفسه أو بغي‬
‫نفسه‪ .‬وف التهذيب‪ :‬كَ َظ ْمتُ البابَ أَكْظِم ُه إذا قُمت عليه فسددته بنفسك أو‬
‫سددته بشيء غيك‪ .‬وك ّل ما ُسدّ من َمجْرى ماء أو باب أو طَريق كَ ْظمٌ‪،‬‬
‫كأَنه سي بالصدر‪.‬‬
‫والكِظام ُة والسّدادةُ‪ :‬ما ُسدّ به‪ .‬والكِظامةُ‪ :‬القَناة الت تكون ف‬
‫حوائط الَعناب‪ ،‬وقيل‪ :‬الكِظامة رَكايا الكَرْم وقد أَفضى بعضُها إل‬
‫بعض وتَناسقَت كأنا نر‪ .‬وكَ َظمُوا الكِظامة‪َ :‬جدَروها َب ْدرَين‪،‬‬
‫لدْر طِي حافَتِها‪ ،‬وقيل‪ :‬الكِظامة بئر إل جنبها بئر‪ ،‬وبينهما مرى ف بطن‬ ‫وا َ‬
‫الوادي‪ ،‬وف الحكم‪ :‬بطن الرض أينما كانت‪ ،‬وهي الكَظِيمة‪ .‬غيه‪:‬‬
‫والكِظامة قَناة ف باطن الَرض يري فيها الاء‪ .‬وف الديث‪ :‬أن النب‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬أَتى كِظام َة قوم فتوضَّأ منها ومسَح على ُخفّيْه؛‬
‫الكِظامةُ‪ :‬كالقَناة‪ ،‬وجعها كَظائم‪ .‬قال أَبو عبيدة‪ :‬سأَلت الَصمعي عنها‬
‫حفَر ويُباعَد ما‬‫وأهل العلم من أَهل الجاز فقالوا‪ :‬هي آبار متناسقة ُت ْ‬
‫بينها‪ ،‬ث ُيخْرق ما بي كل بئرين بقناة تؤَدّي الاء من الُول إل الت‬
‫تليها تت الَرض فتجتمع مياهها جارية‪ ،‬ث ترج عند منتهاها فَتسِ ّح على‬
‫وجه الَرض‪ ،‬وف التهذيب‪ :‬حت يتمع الاء إل آخرهن‪ ،‬وإنا ذلك من‬
‫َعوَزِ الاء ليبقى ف كل بئر ما يتاج إليه أَهلُها للشرب و َسقْيِ الَرض‪،‬‬
‫ث يرج فضلها إل الت تليها‪ ،‬فهذا معروف عند أهل الجاز‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الكِظام ُة السَّقاية‪ .‬وف حديث عبد ال بن َعمْرو‪ :‬إذا رأَيت مكة قد ُب ِعجَتْ‬
‫كَظائَم وساوى بِناؤُها رؤوسَ البال فاعلم أن المر قد َأ َظلّك؛ وقال‬
‫أَبو إسحق‪ :‬هي الكَظيمة والكِظام ُة معناه أي ُحفِرت قَنَوات‪ .‬وف حديث آخر‪:‬‬
‫أنه أَتى كِظامةَ قوم فبال؛ قال ابن الَثي‪ :‬وقيل أَراد بالكِظامة ف‬
‫هذا الديث الكُناسة‪ .‬والكِظامةُ من الرأة‪ :‬مرج البول‪ .‬والكِظامةُ‪َ :‬فمُ‬
‫الوادي الذي يرج منه الاء؛ حكاه ثعلب‪ .‬والكِظامةُ‪ :‬أَعلى الوادي بيث‬
‫ينقطع والكِظامةُ‪ :‬سي يُوصَل بطرَف ال َقوْس العربية ث يُدار بطرَف‬
‫السّي ِة العُليا‪ .‬والكِظامة‪ :‬سي مَضفْور موصول بوتر القوس العربية ث يدار‬
‫بطرف السية‪ .‬والكِظامة‪ :‬حبل َيكْظِمون به خَ ْطمَ البعي‪ .‬والكِظامةُ‪:‬‬
‫ال َعقَب الذي على رؤُُوس القُذَذ العليا من السهم‪ ،‬ويل‪ :‬ما يلي َحقْو‬
‫السّهم‪ ،‬وهو ُمسَْت َدقّه ما يلي الرّيش‪ ،‬وقيل‪ :‬هو موضع الريش؛ وأَنشد ابن‬
‫بري لشاعر‪:‬‬
‫ش ّد على حَزّ الكِظامة بالكُظْر‬ ‫َت ُ‬
‫(* قوله «بالكظر» كذا ضبط ف الصل‪ ،‬والذي ف القاموس‪ :‬الكظر بالضم مز‬
‫القوس تقع فيه حلقة الوتر‪ ،‬والكظر بالكسر عقبة تشد ف أصل فوق السهم)‪.‬‬
‫وقال أَبو حنيفة‪ :‬الكِظامة العَ َقبُ الذي ُي ْدرَج على أَذناب الريش‬
‫ي نَحوٍ ما كان التركيب‪ ،‬كلها عب فيه بلفظ الواحد عن‬ ‫َيضْبِطها على أَ ْ‬
‫المع‪ .‬والكِظامةُ‪ :‬حبْل يُشدّ به أَنف البعي‪ ،‬وقد ك َظمُوه با‪ .‬وكِظامةُ‬
‫الِيزان‪ :‬مسمارُه الذي يدور فيه اللسان‪ ،‬وقيل‪ :‬هي اللقة الت يتمع‬
‫فيها خيوط اليزان ف طَرَف الديدة من اليزان‪.‬‬
‫وكاظِم ُة مَعرفة‪ :‬موضع؛ قال امرؤُ القيس‪:‬‬
‫إذْ هُنّ أَقساطٌ كَرِجْ ِل الدّب‪،‬‬
‫أَو َكقَطا كاظِمةَ النّاهِلِ‬
‫وقول الفرزدق‪:‬‬
‫حتْ‬ ‫فَيا لَْيتَ دارِي بالدِينة أَصَْب َ‬
‫بأَعفارِ َفلْجٍ‪ ،‬أو بسِيفِ الكَوا ِظمِ‬
‫فإنه أَراد كاظِمةَ وما حَولا فجمع لذلك‪ .‬الَزهري‪ :‬وكاظِمةُ َج ّو على‬
‫ف البحر من البصرة على مرحلتي‪ ،‬وفيها رَكايا كثية وماؤُها شَرُوب؛‬ ‫سِي ِ‬
‫قال‪ :‬وأَنشدن أَعراب من بن ُكلَيْب بن يَرْبوع‪:‬‬
‫ضَمنْت َلكُنّ أَن َت ْهجُرْن َنجْدا‪،‬‬
‫سكُنّ كاظِمةَ البُحورِ‬ ‫وأَن َت ْ‬
‫وف بعض الديث ذكر كاظِمة‪ ،‬وهو اسم موضع‪ ،‬وقيل‪ :‬بئر عُرِف الوضع با‪.‬‬
‫@كعم‪ :‬الكِعامُ‪ :‬شيء يُجعل على فم البعي‪َ .‬ك َعمَ البعي َي ْك َعمُه‬
‫َكعْما‪ ،‬فهو َمكْعوم وكَعيم‪ :‬ش ّد فاه‪ ،‬وقيل‪ :‬شدّ فاه ف هِياجه لئل‬
‫َيعَضّ أَو يأْكل‪ .‬والكِعامُ‪ :‬ما َكعَمَه به‪ ،‬والمع ُك ُعمٌ‪ .‬وف الديث‪ :‬دخل‬
‫إخو ُة يوسف‪ ،‬عليهم السلم‪ ،‬مصر وقد َك َعمُوا أَفوا َه إبلهم‪ .‬وف حديث‬
‫ف َمقْمُوع وساكت َمكْعوم؛ قال ابن بري‪ :‬وقد‬ ‫علي‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬فهم بي خائ ٍ‬
‫يعل على فم الكلب لئل ينبح؛ وأَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫مَ َررْنا عليه و ْهوَ َي ْك َعمُ َكلْبَه؛‬
‫ب يَنبَحْ‪ ،‬إنا الكلبُ نابحُ‬ ‫َدعِ الكَل َ‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫وَت ْك َعمُ كلبَ ال ّي مَِن َخشْيةِ القِرى‪،‬‬
‫ونا ُركَ كال َعذْراء مِن دونا سِتْرُ‬
‫و َكعَمه الوفُ‪ :‬أمسك فاه‪ ،‬على الثَل؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫بَيْنَ الرّجا والرجا مِن جَْنبِ واصِيةٍ‬
‫ف َمكْعُومُ‬ ‫ل ْو ِ‬
‫َيهْماءُ‪ ،‬خابِطُها با َ‬
‫وهذا على الثل؛ يقول‪ :‬قد َسدّ الوف فمَه فمنعه من الكلم‪.‬‬
‫والُكاعَمةُ‪ :‬التقْبيل‪ .‬و َك َعمَ الرأَ َة َي ْك َعمُها َكعْما‬
‫و ُكعُوما‪ :‬قَبّلها‪ ،‬وكذلك كاعَمها‪ .‬وف الديث‪ :‬أنه‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬نَهى‬
‫عن الِكاعَمة والُكامَعةِ؛ والُكاعَمة‪ :‬هو أن َيلِْثمَ الرجلُ صاحَبَه‬
‫وَيضَع فمَه على َفمِه كالتقبيل‪ُ ،‬أ ِخذَ من َك ْعمِ البعي فجعل النب‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لَثْمه إياه بنلة الكِعام‪ ،‬والُكاعَمة مُفاعلة‬
‫منه‪.‬وال ِك ْعمُ‪ :‬وِعاء تُوعى فيه السلح وغيها‪ ،‬والمع كِعام‪ .‬والُكاعَمه‪:‬‬
‫مُضاجعةُ الرجل صاحبه ف الثوب‪ ،‬وهو منه‪ ،‬وقد ني عنه‪ .‬و َك َعمْت الوعاء‪:‬‬
‫سددت رأْسه‪ .‬و ُكعُوم الطريق‪ :‬أَفواهُه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫للِ ّي وِبتّ ِحلْسا‪،‬‬ ‫أل نامَ ا َ‬
‫ب َظهْ ِر الغَْيبِ‪ُ ،‬سدّ به ال ُكعُومُ‬
‫قال‪ :‬باتَ هذا الشاع ُر ِحلْسا لا يفظ ويرعى كأَنه ِحلْس قد ُسدّ به‬
‫ُكعُوم الطريق وهي أَفواهه‪.‬‬
‫وكَْيعُومٌ‪ :‬اسم‪.‬‬
‫@كعثم‪ :‬ال َكعَْث ُم والكَثْ َعمُ‪ :‬الرّكَب الناتئ الضخم كال َكعْثَب‪.‬‬
‫وامرأَة َكعَْثمٌ وكَثْعمٌ إذا عَ ُظمَ ذلك منها ك َكعْثَب وكَْث َعبٍ‪.‬‬
‫@كعسم‪ :‬ال َك ْعسَم والكُ ْعسُوم‪ :‬الِمار‪ ،‬حيية‪ ،‬كلها كال ُعكْسوم‪.‬‬
‫سبَ‪ :‬أَدْبَرَ هاربا‪.‬‬‫و َك ْعسَم الرجلُ و َكعْ َ‬
‫@كلم‪ :‬القرآنُ‪ :‬كلمُ ال و َكِلمُ ال و َكلِماتُه و ِكلِمته‪ ،‬وكلمُ‬
‫ال ل يُحدّ ول يُعدّ‪ ،‬وهو غي ملوق‪ ،‬تعال ال عما يقول ا ُلفْتَرُون‬
‫عُلوّا كبيا‪ .‬وف الديث‪ :‬أَعوذ بِكلماتِ ال التامّاتِ؛ قيل‪ :‬هي‬
‫القرآن؛ قال ابن الَثي‪ :‬إنا وَصَف كلمه بالتّمام لَنه ل يوز أَن‬
‫يكون ف شيء من كلمه َنقْص أَو عَيْب كما يكون ف كلم الناس‪ ،‬وقيل‪ :‬معن‬
‫التمام ههنا أَنا تنفع الَُت َعوّذ با وتفظه من الفات وَتكْفِيه‪ .‬وف‬
‫ت ال أي كلمُه‪ ،‬وهو صِفتُه‬ ‫الديث‪ :‬سبحان ال َعدَد كلِماتِه؛ كِلما ُ‬
‫وصِفاتُه ل تنحصر بالعَدَد‪ ،‬فذِكر العدد ههنا ماز بعن البالغة ف‬
‫الكثرة‪ ،‬وقيل‪ :‬يتمل أَن يريد عدد الَذْكار أَو عدد الُجُور على ذلك‪،‬‬
‫حَللْتم فُرُوجَهن بكلمة‬ ‫صبُ عدد على الصدر؛ وف حديث النساء‪ :‬اسَْت ْ‬ ‫وَن ْ‬
‫ال؛ قيل‪ :‬هي قوله تعال‪ :‬فإمساك بعروف أو تسريح بإحْسان‪ ،‬وقيل‪ :‬هي‬
‫إباحةُ ال الزواج وإذنه فيه‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكلم ال َقوْل‪ ،‬معروف‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الكلم ما كان مُكَْتفِيا بنفسه وهو الملة‪ ،‬والقول ما ل يكن مكتفيا بنفسه‪،‬‬
‫وهو الُزْء من الملة؛ قال سيبويه‪ :‬اعلم َأنّ ُقلْت إنا وقعت ف‬
‫الكلم على أَن يُحكى با ما كان كلما ل قولً‪ ،‬ومِن أَدلّ الدليل على‬
‫الفرق بي الكلم والقول إجاعُ الناس على أَن يقولوا القُرآن كلم ال ول‬
‫يقولوا القرآن قول ال‪ ،‬وذلك َأنّ هذا موضع ضيّق متحجر ل يكن تريفه‬
‫ول يسوغ تبديل شيء من حروفه‪َ ،‬فعُبّر لذلك عنه بالكلم الذي ل يكون‬
‫إل أَصواتا تامة مفيدة؛ قال أَبو السن‪ :‬ث إنم قد يتوسعون فيضعون كل‬
‫واحد منهما موضع الخر؛ وما يدل على أَن الكلم هو المل التركبة ف‬
‫القيقة قول كثيّر‪:‬‬
‫َلوْ َيسْ َمعُونَ كما سِعتُ كلمَها‪،‬‬
‫َخرّوا لِعَزّ َة رُكّعا و ُسجُودا‬
‫فمعلوم أَن الكلمة الواحدة ل تُشجِي ول ُتحْ ِزنُ ول تَتملّك قلب‬
‫السامع‪ ،‬وإنا ذلك فيما طال من الكلم وَأمْتَع سا ِمعِيه لعُذوبة‬
‫ُمسَْتمَعِه و ِرقّة حواشيه‪ ،‬وقد قال سيبويه‪ :‬هذا باب أَقل ما يكون عليه الكلم‪،‬‬
‫فدكر هناك حرف العطف وفاءه ولم البتداء وهزة الستفهام وغي ذلك ما هو‬
‫على حرف واحد‪ ،‬وسى كل واحدة من ذلك كلمة‪ .‬الوهري‪ :‬الكلم اسم جنس يقع‬
‫على القليل والكثي‪ ،‬وال َكلِمُ ل يكون أقل من ثلث كلمات لَنه جع كلمة‬
‫مثل نَبِقة ونَبِق‪ ،‬ولذا قال سيبويه‪ :‬هذا باب علم ما الكِلمُ من العربية‪،‬‬
‫ول يقل ما الكلم لنه أَراد نفس ثلثة أَشياء‪ :‬السم وال ِفعْل‬
‫والَرف‪ ،‬فجاء با ل يكون إل جعا وترك ما يكن أن يقع على الواحد والماعة‪،‬‬
‫وتيم تقول‪ :‬هي ِكلْمة‪ ،‬بكسر الكاف‪ ،‬وحكى الفراء فيها ثلث لُغات‪َ :‬كلِمة‬
‫ق و َورْقٍ‪،‬‬‫ق ووِرْ ٍ‬‫و ِكلْمة و َكلْمة‪ ،‬مثل كَِبدٍ وكِْبدٍ و َكْبدٍ‪ ،‬و َورِ ٍ‬
‫وقد يستعمل الكلم ف غي النسان؛ قال‪:‬‬
‫حتْ‪ ،‬والطّيْ ُر َلمْ َت َكّلمِ‪،‬‬ ‫َفصَّب َ‬
‫جابِيةً ُح ّفتْ ِبسَيْ ٍل مُ ْف َعمِ‬
‫(* قوله «مفعم» ضبط ف الصل والحكم هنا بصيغة اسم الفعول وبه أيضا‬
‫ضبط ف مادة فعم من الصحاح)‪.‬‬
‫وكَأنّ الكلم ف هذا التساع إنا هو ممول على القول‪ ،‬أَل ترى إل‬
‫قلة الكلم هنا وكثرة القول؟ وال ِك ْلمَة‪ :‬لغةٌ تَميمِيّةٌ‪ ،‬وال َكلِمة‪:‬‬
‫اللفظة‪ ،‬حجازيةٌ‪ ،‬وجعها َكلِمٌ‪ ،‬تذكر وتؤنث‪ .‬يقال‪ :‬هو ال َكِلمُ وهي‬
‫ال َكِلمُ‪ .‬التهذيب‪ :‬والمع ف لغة تيم ال ِكَلمُ؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫س َمعُ الرّ ْكبُ به رَ ْجعَ ال ِكلَمْ‬ ‫ل َي ْ‬
‫وقالل سيبويه‪ :‬هذا باب الوقف ف أَواخر الكلم التحركة ف الوصل‪ ،‬يوز‬
‫أن تكون التحركة من نعت ال َكلِم فتكون الكلم حينئذ مؤنثة‪ ،‬ويوز أن تكون‬
‫من نعت الَواخر‪ ،‬فإذا كان ذلك فليس ف كلم سيبويه هنا دليل على تأْنيث‬
‫الكلم بل يتمل الَمرين جيعا؛ فأَما قول مزاحم العُقَيليّ‪:‬‬
‫لَظَ ّل رَهِينا خا ِشعَ الطّ ْرفِ حَطّه‬
‫حّلبُ َج ْدوَى والكَلم الطّرائِف‬ ‫َت َ‬
‫فوصفه بالمع‪ ،‬فإنا ذلك وصف على العن كما حكى أَبو السن عنهم من‬
‫لمْرُ والدّرْ َهمُ البِيضُ؛ وكما قال‪:‬‬ ‫قولم‪ :‬ذهب به الدّينار ا ُ‬
‫تَراها الضّبْع أَعْظَمهُ ّن رَأْسا‬
‫فأَعادَ الضمي على معن النسية ل على لفظ الواحد‪ ،‬لا كانت الضبع هنا‬
‫جنسا‪ ،‬وهي ال ِكلْمة‪ ،‬تيمية وجعها ِكلْم‪ ،‬ول يقولوا ِكلَما على‬
‫اطراد ِفعَلٍ ف جع ِفعْلة‪ .‬وأما ابن جن فقال‪ :‬بنو تيم يقولون ِك ْلمَة‬
‫و ِكلَم َك ِكسْرَة و ِكسَر‪ .‬وقوله تعال‪ :‬وإذ ابْتَلى إبراهي َم رَبّه‬
‫ب َكلِمات؛ قال ثعلب‪ :‬هي الِصال العشر الت ف البدن والرأْس‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫فَتَلقّى آد ُم من ربه َكلِماتٍ؛ قال أَبو إسحق‪ :‬ال َكلِمات‪ ،‬وال أَعلم‪،‬‬
‫اعْتِراف آدم وحواء بالذّنب لَنما قال رَبّنا ظَلَمنا أَْن ُفسَنا‪ .‬قال‬
‫أَبو منصور‪ :‬والكلمة تقع على الرف الواحد من حروف الجاء‪ ،‬وتقع على لفظة‬
‫ت مَ ْعنً‪ ،‬وتقع على قصيدة بكمالا وخطبة‬ ‫مؤلفة من جاعة حروفٍ ذَا ِ‬
‫بَأسْرها‪ .‬يقال‪ :‬قال الشاعر ف َكلِمته أَي ف قصيدته‪ .‬قال الوهري‪ :‬الكلمة‬
‫القصيدة بطُولا‪.‬‬
‫وتَكلّم الرجل تَكلّما وِتكِلّما و َكلّمه كِلّما‪ ،‬جاؤوا به‬
‫على مُوازَنَة ا َلفْعال‪ ،‬وكالَه‪ :‬نا َطقَه‪ .‬و َكلِيمُك‪ :‬الذي يُكاِلمُك‪.‬‬
‫وف التهذيب‪ :‬الذي ُت َكلّمه وُي َكلّمُك يقال‪ :‬كّلمْتُه تَكلِيما‬
‫و ِكلّما مثل َكذّبْته َتكْذيبا و ِكذّابا‪ .‬وتَكّلمْت َكلِمة وب َكلِمة‪.‬‬
‫وما أَجد مُت َكلّما‪ ،‬بفتح اللم‪ ،‬أي موضع كلم‪ .‬وكاَلمْته إذا حادثته‪،‬‬
‫وتَكاَلمْنا بعد التّهاجُر‪ .‬ويقال‪ :‬كانا مُتَصا ِرمَيْن فأَصبحا‬
‫يَتَكالَمانِ ول تقل يََت َكلّمانِ‪ .‬ابن سيده‪ :‬تَكاَلمَ ا ُلتَقاطِعانِ َكّلمَ‬
‫كل واحد منهما صا ِحبَه‪ ،‬ول يقال َت َكلّما‪ .‬وقال أَحد بن يي ف قوله‬
‫تعال‪ :‬و َكلّم ال موسى َتكْلِيما؛ لو جاءت َكّل َم ال مُوسَى مردة‬
‫لحتمل ما قلنا وما قالوا‪ ،‬يعن العتزلة‪ ،‬فلما جاء تكليما خرج الشك‬
‫الذي كان يدخل ف الكلم‪ ،‬وخرج الحتمال للشّيْئي‪ ،‬والعرب تقول إذا ُوكّد‬
‫الكلمُ ل يز أن يكون التوكيد لغوا‪ ،‬والتوكي ُد بالصدر دخل لخراج‬
‫الشك‪ .‬وقوله تعال‪ :‬وجعلها َكلِمة باقِي ًة ف َعقِبه؛ قال الزجاج‪ :‬عن‬
‫بالكلمة هنا كلمة التوحيد‪ ،‬وهي ل إله إل ال‪ ،‬جَعلَها باقِيةً ف َعقِب‬
‫إبراهيم ل يزال من ولده من يوحّد ال عز وجل‪ .‬ورجل ِتكْلمٌ وِتكْلمة‬
‫وِتكِلّمةٌ و ِكلّمانّ‪ :‬جَّيدُ الكلم َفصِيح حَسن الكلمِ‬
‫مِنْطِيقٌٌ‪ .‬وقال ثعلب‪ :‬رجل ِكلّمانّ كثي الكلم‪ ،‬فعب عنه بالكثرة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ن ول لِِتكِلّمةٍ‪ .‬قال‬ ‫والُنثى ِكلّمانيّةٌ‪ ،‬قال‪ :‬ول نظي ِلكِلّما ّ‬
‫أَبو السن‪ :‬وله عندي نظي وهو قولم رجل ِتِلقّاعةٌ كثي الكلم‪.‬‬
‫وال َك ْلمُ‪ :‬الُرْح‪ ،‬والمع ُكلُوم وكِلمٌ؛ أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫شكُو‪ ،‬إذا ُش ّد له حِزامُه‪،‬‬ ‫َي ْ‬
‫َش ْكوَى َسلِيم َذرَِبتْ كِلمُه‬
‫ل ْرحُ‪ ،‬وقد‬
‫سى موضع َنهْشة الية من السليم َكلْما‪ ،‬وإنا حقيقته ا ُ‬
‫سلِيم هنا الَرِيحَ‪ ،‬فإذا كان كذلك فالكلم هنا أَصل ل مستعار‪.‬‬ ‫يكون ال ّ‬
‫و َكَلمَه َي ْكلِمُه‬
‫(* قوله «وكلمه يكلمه» قال ف الصباح‪ :‬وكلمه يكلمه‬
‫من باب قتل ومن باب ضرب لغة ا هـ‪ .‬وعلى الخية اقتصر الجد‪ .‬وقوله «وكلمة‬
‫كلما جرحه» كذا ف الصل وأصل العبارة للمحكم وليس فيها كلما) َكلْما‬
‫و َكلّمه َكلْما‪ :‬جرحه‪ ،‬وأَنا كاِلمٌ ورجل َمكْلُوم و َكلِيم؛ قال‪:‬‬
‫عليها الشّيخُ كا َلسَد ال َكلِيمِ‬
‫وال َكلِيمُ‪ ،‬فالر على قولك عليها الشيخ كالَسدِ الكليم إذا جُرِح‬
‫حمِي أَنْفا‪ ،‬والرفع على قولك عليها الشي ُخ الكلِيمُ كالَسد‪ ،‬والمع‬ ‫َف َ‬
‫َكلْمى‪ .‬وقوله تعال‪ :‬أَخرجنا لم دابّة من الَرض ُت َكلّمهم؛ قرئت‪:‬‬
‫َت ْكِلمُهم وُت َكلّمُهم‪ ،‬فَت ْكِلمُهم‪ :‬ترحهم وَتسِمهُم‪ ،‬وُت َكّلمُهم‪ :‬من‬
‫الكلم‪ ،‬وقيل‪َ :‬ت ْكلِمهم وُت َكلّمهم سواء كما تقول َتجْرحهُم وُتجَرّحهم‪،‬‬
‫قال الفراء‪ :‬اجتمع القراء على تشديد ُت َكلّمهم وهو من الكلم‪ ،‬وقال أَبو‬
‫حات‪ :‬قرأَ بعضهم َت ْكلِمهُم وفسر َتجْرحهُم‪ ،‬والكِلم‪ :‬الراح‪ ،‬وكذلك‬
‫إن شدد تُكلّمهم فذلك العن ُتجَرّحهم‪ ،‬وفسر فقيل‪َ :‬تسِمهُم ف وجوههم‪،‬‬
‫س ُم الؤمن بنقطة بيضاء فيبيضّ وجهه‪ ،‬وَتسِم الكافر بنقطة سوداء‬ ‫َت ِ‬
‫فيسودّ وجهه‪ .‬والّتكْلِيمُ‪ :‬الّتجْرِيح؛ قال عنترة‪:‬‬
‫إذ ل أَزال على رِحالةِ ساِبحٍ‬
‫َن ْهدٍ‪ ،‬تَعا َورَه الكُماة‪ُ ،‬م َكّلمِ‬
‫وف الديث‪ :‬ذهَب ا َلوّلون ل َت ْكلِمهم الدنيا من حسناتم شيئا أي‬
‫ل تؤثّر فيهم ول َتقْدح ف أَديانم‪ ،‬وأَصل ال َكلْم الُرْح‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬إنا َنقُوم على الَرْضى ونُداوي ال َكلْمَى؛ جع َكلِيم وهو الَريح‪،‬‬
‫ل مفردا ومموعا‪ .‬وف‬ ‫فعيل بعن مفعول‪ ،‬وقد تكرر ذكره اسا وفع ً‬
‫التهذيب ف ترجة مسح ف قوله عز وجل‪ِ :‬ب َكلِم ٍة منه اسه ا َلسِيح؛ قال أَبو‬
‫منصور‪ :‬سى ال ابتداء أَمره َكلِمة لَنه َأْلقَى إليها ال َكلِمة ث‬
‫َكوّن الكلمة بشَرا‪ ،‬ومعن ال َكلِمة معن الولد‪ ،‬والعن يَُبشّرُك‬
‫بولد اسه السيح؛ وقال الوهري‪ :‬وعيسى‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬كلمة ال لَنه لا‬
‫انتُفع به ف الدّين كما انتُفع بكلمه سي به كما يقال فلن سَْيفُ ال‬
‫وَأ َسدُ ال‪.‬‬
‫والكُلم‪ :‬أَرض غَليظة صَليبة أو طي يابس‪ ،‬قال ابن دريد‪ :‬ول أَدري ما‬
‫صحته‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@كلثم‪ :‬ال ُكلْثُوم‪ :‬الفِيلُ‪ ،‬وهو الزّْندَبِيل والكُلْثُوم‪ :‬الكثي لم‬
‫الدّين والوجه‪ .‬والكَلْثمة‪ :‬اجتماع لم الوجه‪ .‬وجارية ُمكَلْثَمة‪ :‬حسنَة‬
‫دوائر الوجه ذات وجنتي فاتَتْهما سُهولة الدّين ول تلزمهما جُهومة‬
‫لوْز من اللحم‪،‬‬ ‫القُبْح‪ .‬ووجه ُمكَلَْثمٌ‪ :‬مُستدير كثي اللحم وفيه كا َ‬
‫لهْم غي أَنه‬ ‫ل ْعدُ ا ُل َدوّر‪ ،‬وقيل‪ :‬هو نو ا َ‬ ‫وقيل‪ :‬هو الُتقارب ا َ‬
‫أَضيق منه وأَملَح‪ ،‬والصدر ال َكلْثَمة‪ .‬قال شر‪ :‬قال أَبو عبيد ف صفة‬
‫النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬إنه ل يكن با ُل َكلْثَم؛ قال‪ :‬معناه أَنه ل‬
‫يكن مستدير الوجه ولكنه كان َأسِيلً‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ .‬وقال شر‪:‬‬
‫ك الدّان الَبهة الستدير الوجه؛ وف‬ ‫ا ُلكَلَْث ُم من الوجوه القَصِيُ الن ِ‬
‫النهاية لبن الَثي‪ :‬مستدير الوج ِه مع خفة اللحم‪ ،‬قال‪ :‬ول تكون‬
‫ال َكلْثَمة إ ّل مع كثرة اللحم؛ وقال شَبِيب بن البَرْصاء َيصِف أَخلف‬
‫ناقة‪:‬وأَخْلفٌ ُم َكلْثَم ٌة وَثجْرُ‬
‫صيّر أَخْلفَها ُم َكلْثَمة لغلَظها وعِظَمها‪.‬‬
‫و ُكلْثُوم‪ :‬رجل‪ .‬وُأمّ ُكلْثُوم‪ :‬امرأَة‪.‬‬
‫حمُ وال ِك ْلمِحُ‪ :‬التراب؛ كلها عن كراع والليحان‪ .‬وحكى‬ ‫@كلحم‪ :‬ال ِك ْل ِ‬
‫حمُ والكِ ْلمِحُ‪ ،‬فاستعمل ف الدعاء‪ ،‬كقولك وأَنت‬ ‫اللحيان‪ :‬بفيه الكِ ْل ِ‬
‫تدعو عليه‪ :‬التّرْب له‪.‬‬
‫@كلدم‪ :‬ال ُك ْلدُوم‪ :‬كالكُرْدُوم‪.‬‬
‫@كلذم‪ :‬ال َك ْلذَمُ‪ :‬الصّلْب‪.‬‬
‫@كلسم‪ :‬ال َك ْلسَمةُ‪ :‬الذّهاب ف سُرْعة‪ ،‬وهي ال َكلْمسة أَيضا‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫سمَ فلن إذا‬ ‫َكلْمَسَ الرجلُ و َك ْلسَم إذا ذهب ابن الَعراب‪ :‬يقال َكلْ َ‬
‫تادى َكسَلً عن قضاء الُقوق‪.‬‬
‫@كلشم‪ :‬ال َك ْلشَمة‪ :‬الذهاب ف سرعة‪ ،‬والسي الهملة أَعلى‪ ،‬وقد ذكر‪.‬‬
‫صمَ إذا فرّ‪.‬‬
‫صمَ الرجُلُ و َكلْ َ‬‫@كلصم‪ :‬التهذيب‪ :‬ابن السكيت َبلْ َ‬
‫@كمم‪ :‬ال ُكمّ‪ :‬ك ّم ال َقمِيص‪ .‬ابن سيده‪ :‬ال ُك ّم من الثوب َمدْخَل اليد‬
‫و َمخْرَجُها‪ ،‬والمع َأكْمام‪ ،‬ل يكسّر على غي ذلك‪ ،‬وزاد الوهري ف‬
‫جعه ِكمَمة مثل ُحبّ و ِحبَبةٍ‪ .‬وأَ َك ّم القَميص‪ :‬جعل له ُكمّي‪.‬‬
‫و ُكمّ السبُع‪ :‬غِشاء مَخالِبه‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪َ :‬كمّ الكَبائس َي ُكمّها‬
‫َكمّا و َكمّمها جعلها ف أَغْطِية ثُتكِنّها كما تُجعل العَناقيد ف‬
‫الَغْطِية إل حي صِرامها‪ ،‬واسم ذلك الغِطاء الكِمام‪ ،‬وال ُكمّ لل ّطلْعِ‬
‫(* قوله «والكم للطلع» ضبط ف الصل والحكم والتهذيب بالضم ككم القميص‪،‬‬
‫وقال ف الصباح والقاموس والنهاية‪ :‬كم الطلع وكل نور بالكسر)‪ .‬وقد‬
‫ُكمّتِ النّخلة‪ ،‬على صيغة ما ل يسم فاعله‪َ ،‬كمّا و ُكمُوما‪ .‬و ُكمّ كل‬
‫َنوْر‪ :‬وِعاؤه‪ ،‬والمع َأكْمام وأَكامِيم‪ ،‬وهو الكِمام‪ ،‬وجعه أَ ِكمّةٌ‪.‬‬
‫التهذيب‪ :‬ال ُكمّ ُك ّم الطلع‪ ،‬ولكل شجرة مُثمرة ُكمّ‪ ،‬وهو‬
‫بُ ْرعُومته‪.‬وكِمامُ العُذوق‪ :‬الت تعل عليها‪ ،‬واحدها ُكمّ‪ .‬وأَما قول ال تعال‪:‬‬
‫والنخلُ ذاتُ ا َلكْمام‪ ،‬فإن السن قال‪ :‬أَراد سَبائبَ من لِيف تزينت‬
‫با‪ .‬وال ُكمّةُ‪ :‬ك ّل ظَرْف غطيّت به شيئا وَألْبسته إياه فصار له‬
‫كالغِلف‪ ،‬ومن ذلك أَكمام الزرع ُغلُفها الت يَخرج منها‪ .‬وقال الزجاج ف‬
‫ت الَكمام‪ ،‬قال‪ :‬عن بالَكمام ما غَطّى‪ .‬وكل شجرة ترج ما هو‬ ‫قوله‪ :‬ذا ُ‬
‫سعَف‬ ‫ُم َكمّم فهي ذات أَكمام‪ .‬وأَكمامُ النخلة‪ :‬ما غَطى ُجمّارَها من ال ّ‬
‫لذْع‪ .‬وكلّ ما أَخرجته النخلة فهو ذو أَكمام‪ ،‬فال ّطلْعة‬ ‫والليف وا ِ‬
‫ُكمّها قشرها‪ ،‬ومن هذا قيل لل َقلَنْسُوة ُكمّة لنا ُتغَطّي الرأْس‪ ،‬ومن‬
‫هذا ُكمّا القميص لنما يغطيان اليدين؛ وقال شر ف قول الفرزدق‪:‬‬
‫ُي َعلّقُ َلمّا َأ ْعجَبَتْه أَتانُه‪،‬‬
‫بَأرْآدِ‪َ ،‬لحْيَيْها جِيادَ الكَماِئمِ‬
‫يريد جع الكِمامة الت يعلها على مَْنخِرها لئل ُيؤْذيها الذّباب‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬وال ِكمّ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬والكِمامة وِعاءُ الطلع وغِطاءُ النّور‪،‬‬
‫والمع كِمام وَأ ِكمّة وأَكمام؛ قال الشماخ‪:‬‬
‫َقضَْيتَ أُمورا ث غادرتَ بَعدها‬
‫بَوائِ َج ف أَكمامِها‪ ،‬ل ُتفَتّقِ‬
‫وقال الطرماح‪:‬‬
‫تَظَ ّل بالَكما ِم َمحْفُوفةً‪،‬‬
‫تَ ْر ُمقُها أَعْيُنُ ُحرّاسِها‬
‫والكامِيمُ أَيضا؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫لا تَعاَلتْ من الُب ْهمَى ذوائِبُها‪،‬‬
‫بالصّْيفِ‪ ،‬وانضَرَ َجتْ عنه الَكامِيمُ‬
‫(* قوله «لا تعالت» تقدم ف مادة ضرج‪ :‬ما)‪.‬‬
‫ت النخلة‪ ،‬فهي مَكْمومة؛ قال لبيد يصف نيلً‪:‬‬ ‫و ُك ّم ِ‬
‫ع ف خلي ِج ُمحَّلمٍ‪،‬‬ ‫ُعصَبٌ كَوارِ ُ‬
‫َح َملَت‪ ،‬فمنها مُوقَرٌ َم ْكمُومُ‬
‫وف الديث‪ :‬حت يَيْبَس ف أَكمامه‪ ،‬جع ِكمّ‪ ،‬وهو غِلفُ الثمر والب‬
‫قبل أَن يظهر‪ .‬و ُك ّم الفَصِىل‬
‫(*‬
‫قوله «وكم الفصيل» كذا بالصاد ف الصل‪ ،‬وف بيت ابن مقبل الت والذي‬
‫ف الصحاح والقاموس‪ :‬بالسي‪ ،‬وبا ف الحكم أيضا ف بيت طفيل الت‬
‫وياقوت ف بيت ابن مقبل‪ :‬كالفسيل الكمم) إذا ُأ ْشفِ َق عليه فسُتِر حت‬
‫َي ْقوَى؛ قال العجاج‪:‬‬
‫بَل لو َش ِهدْتَ الناسَ إ ْذ ُت ُكمّوا‬
‫ِب ُغمّةٍ‪ ،‬لو ل ُتفَرّج ُغمّوا‬
‫وُت ُكمّوا أَي أُغ ِميَ عليهم وغُطّوا‪ .‬وَأ َك ّمتْ و َك ّممَت أَي‬
‫أَخرجت كِمامها‪ .‬قال ابن بري‪ :‬ويقال ُك ّممَ ال َفصِيل أَيضا؛ قال ابن‬
‫حتْ‬ ‫مقبل‪َ:‬أمِنْ ُظعُنٍ هَّبتْ ِبلَيْل فأَصَْب َ‬
‫حدَى‪ ،‬كالفَصِيل ا ُل َك ّممِ‬ ‫صوْع َة ُت ْ‬
‫ِب َ‬
‫سوّى به الَرض من بعد الرث‪ .‬وال ُكمّ‪:‬‬ ‫ش ْوفُ الذي ُت َ‬ ‫وا ِل َكمّ‪ :‬ال ّ‬
‫القِشرة أَسفل السّفاة يكون فيها الَبة‪ .‬وال ُكمّة‪ :‬القُلْفة‪.‬‬
‫وال ُكمّة‪ :‬القَلَنسوة‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬الكمة القلنسوة الدوّرة لَنا تغطي‬
‫الرأْس‪ .‬ويروى عن عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أَنه رأَى جارية مَُت َك ْمكِمة فسأَل عنها‬
‫فقالوا‪ :‬أَمةُ آل فلن‪ ،‬فضرَبا بالدّرّة وقال‪ :‬يا َلكْعاء‬
‫أََتشَّبهِي بالَرائر؟ أَرادوا مَُت َكمّمة فضاعَفوا‪ ،‬وأَصله من ال ُكمّة وهي‬
‫ال َقلَْنسُوة فشبه قِناعها با‪ .‬قال ابن الَثي‪َ :‬ك ْم َكمْت الشيء إِذا‬
‫أَخفيته‪ .‬وت َك ْمكَم ف ثوبه تَلفّف فيه‪ ،‬وقيل‪ :‬أَراد مَُت َكمّمة من‬
‫ال ُكمّة القلنسوة‪ .‬وف الديث‪ :‬كانت كِمامُ أَصحاب رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬بُطْحا‪ ،‬وف رواية‪َ :‬أ ِكمّةُ‪ ،‬قال‪ :‬ها جع كثرة وقِلة لل ُكمّة‬
‫القلنسوة‪ ،‬يعن أَنا كانت مُنْبطحة غي منتصبة‪ .‬وإِنه لَسن ال ِكمّةِ‬
‫أَي التكمّم‪ ،‬كما تقول‪ :‬إِنه لسن الِِلسة‪ ،‬و َكمّ الشيءَ َي ُكمّه‬
‫كمّا‪ :‬طيّنه و َسدّه؛ قال الَخطل يصف خرا‪:‬‬
‫ت ثَلث َة أَحْوا ٍل بِطِينَتِها‪،‬‬ ‫ُكمّ ْ‬
‫ي بدِينارِ‬ ‫حت اشْتَراها عِبادِ ّ‬
‫وهذا البيت أَورده الوهري وأَورد عجزَه‪:‬‬
‫حت إِذا صَرّحتْ مِن َبعْ ِد َتهْدارِ‬
‫وكذلك َك ّممَه؛ قال طُفيل‪:‬‬
‫حفْرِ أبَنَْبمِ‬
‫ك َأظْعانٌ ِب َ‬
‫أَشاقَتْ َ‬
‫أَجَ ْل َبكَرا مثْلَ ال َفسِيلِ ا ُل َك ّممِ‬
‫وَت َك ّممَه وَت َكمّاه‪ :‬ك َكمّه؛ الَخية على تويل التضعيف؛ قال‬
‫الراجز‪:‬‬
‫بل لو رأَيتَ الناسَ إِذ ُت ُكمّوا‬
‫ِب ُغمّةٍ‪ ،‬لو ل ُتفَ ّرجْ ُغمّوا‬
‫(* قوله «بل لو رأيت الناس إل» عبارة الحكم بعد البيت‪ :‬تكموا من‬
‫الثلثي العتل وزنه تفعلوا من تكميته إذا قصدته وعمدته وليس من هذا الباب‪،‬‬
‫وقيل أراد تكمموا إل)‪.‬‬
‫قيل‪ :‬أَراد ُت ُكمّمُوا من َك ّممْت الشيء إِذا سَترْته‪ ،‬فأَبدل اليم‬
‫الَخية ياء‪ ،‬فصار ف التقدير ُت ُكمّيُوا‪ .‬ابن شيل عن اليمامي‪ :‬كَممْتُ‬
‫الَرض َكمّا‪ ،‬وذلك إِذا أَثارُوها ث َعفّوا آثارَ السّ ّن ف‬
‫الَرض بالشبة العريضة الت تُ َزلّقها‪ ،‬فيقال‪ :‬أَرض َم ْكمُومة‪ .‬الَصمعي‪:‬‬
‫ت رْأسَ ال ّدنّ أَي َسدَدْته‪ .‬وا ِل َغمّة وا ِل َكمّة‪ :‬شي ٌء يُوضع‬ ‫ك َم ْم ُ‬
‫على أَنفِ الِمار كالكِيس‪ ،‬وكذلك الغِمامةُ والكِمامةُ‪ .‬والكِمامُ‪ :‬ما‬
‫ُسدّ به‪ .‬والكِمام‪ ،‬بالكسر‪ ،‬والكِمامة‪ :‬شيءٌ يُس ّد به فم البعي والفرس‬
‫لئل َيعَض‪ .‬و َكمّه‪ :‬جعل على فيه الكِمام‪ ،‬تقول منه‪ :‬بعي َمكْموم أَي‬
‫حجُوم‪ .‬وف حديث النّعمان بن ُمقَرّن أَنه قال يوم ناوَْندَ‪ :‬أَل‬ ‫َم ْ‬
‫إِن هازّ لكم الرّاية فإِذا ه َززْتُها فلْيَثِب الرّجالُ إِل‬
‫أَ ِكمّةِ خُيولا وُيقَرّطُوها أَعِنّتها؛ أَراد بأَ ِكمّة اليول‬
‫مَخالِيَها العلقة على رؤوسها وفيها َعَلفُها يأْمرهم بأَن يَنِعوها من رؤوسها‬
‫وُي ْلجِموها بُلجُمِها‪ ،‬وذلك َتقْرِيطها‪ ،‬واحدها كِمام‪ ،‬وهو من كمام‬
‫البعي الذي ُي َكمّ به فمُه لئل يعض‪ .‬وك َممْت الشيء‪ :‬غَطّيته‪ .‬يقال‪:‬‬
‫لبّ إِذا سدَدْت رأْسه‪ .‬و َك ّممَ النخلة‪ :‬غطّاها لتُرْطِب؛‬ ‫ك َممْت ا ُ‬
‫ي ُتمْسي‪،‬‬ ‫قال‪َ:‬تُعَلّلُ بالّنهِيدة ح َ‬
‫وبا َل ْعوِ ا ُل َك ّممِ وال َقمِيمِ‬
‫ال َقمِيمُ‪ :‬السويق‪ .‬وا َل ْكمُوم من ال ُعذُوق‪ :‬ما غُطّي بالزّبْلنِ‬
‫عند الِرطاب ليبقى ثرها عضّا ول يفسدها الطي والُرور؛ ومنه قول‬
‫لبيد‪َ :‬حمَلتْ فمِنْها مُوقَ ٌر َمكْمُومُ‬
‫ابن الَعراب‪ُ :‬كمّ إِذا غُطّي‪ ،‬و ُكمّ إِذا قَتَل‬
‫(* قوله «وكم إذا‬
‫شجْعان؛ أَنشد الفراء‪:‬‬ ‫قتل» كذا ضبط ف نسخة التهذيب)‪ .‬ال ّ‬
‫بل لو شهدتَ الناسَ إِذ ُت ُكمّوا‬
‫قوله تُكموا أَي أُلبِسوا ُغمّةً ُكمّوا با‪ .‬وال َكمّ‪َ :‬ق ْم ُع الشيء‬
‫وستره‪ ،‬ومنه َكمَمت الشهادة إِذا ق َمعْتَها وسَترْتا‪ ،‬والغُمّة ما‬
‫غَطّاك من شيء؛ العن بل لو‬
‫(* قوله «العن بل لو إل»‬
‫كذا بالصل وفيه سقط ظاهر‪ ،‬ولعل الصل‪ :‬العن بل لو شهدت الناس إذ‬
‫تكميوا أي غطوا وستروا الصل تكممت إل كما يؤخذ من سابق الكلم)‪ .‬شهدت‬
‫الَصل ت َك ّممْت مثل َت َقمّْيتُ‪ ،‬الَصل َت َق ّم ْمتُ‪ .‬وال َك ْمكَمةُ‪:‬‬
‫الّتغَطي بالثياب ‪ .‬وَت َك ْمكَم ف ثيابه‪ :‬تغَطّى با‪ .‬ورجل َكمْكام‪ :‬غليظ كثي‬
‫اللحم‪ .‬وامرأَة َكمْكامةٌ ومُتَكمكِمة‪ :‬غليظة كثية اللحم‪.‬‬
‫ف شجر الضّرْو‪ ،‬وقيل‪ :‬لِحاؤُها وهو من أَفواه الطيب‪.‬‬ ‫والكَمكامُ‪ :‬فِ ْر ُ‬
‫والكَمكام‪ :‬الجتمع الَلق‪ .‬و َكمْ‪ :‬اسم‪ ،‬وهو سؤَال عن عدد‪ ،‬وهي تَعمل ف‬
‫ب التقليل‬ ‫الب عَملَ رُبّ‪ِ ،‬إلّ أَن معن كم التكثي ومعن ر ّ‬
‫والتكثي‪ ،‬وهي مغنية عن الكلم الكثي التناهي ف البُعد والطول‪ ،‬وذلك أَنك‬
‫إِذا قلت‪ :‬ك ْم مالُك؟ أَغناك ذلك عن قولك‪ :‬أَ َعشَرة مالُك أَم عِشرون أَم‬
‫ثلثون أَم مائة أَم أَلف؟ فلو ذهبت َتسْتَوعب الَعداد ل تبلغ ذلك‬
‫أَبدا لَنه غي مُتَناهٍ‪ ،‬فلما قلت َكمْ‪ ،‬أَغنتك هذه اللفظة الواحدة عن‬
‫الِطالة غي الُحاط بآخرها ول ا ُلسَْتدْركة‪ .‬التهذيب‪َ :‬كمْ حرف مسأَلة‬
‫عن عدد وخب‪ ،‬وتكون خبا بعن رُب‪ ،‬فإِن عُِن با رُب جَرّت ما بعدها‪،‬‬
‫وإِن عُن با ربّما رفَعَت‪ ،‬وإِن تبعها فعل رْافع ما بعدها انتصبت‪،‬‬
‫قال‪ :‬ويقال إِنا ف الَصل من تأْليف كاف التشبيه ضُمت إِل ما‪ ،‬ث‬
‫ُقصِرت ما فأُسكنت اليم‪ ،‬فإِذا عنيت بكم غي السأَلة عن العدد‪ ،‬قلت‪ :‬كمْ‬
‫هذا الشيءُ الذي معك؟ فهو ميبك‪ :‬كذا وكذا‪ .‬وقال الفراء‪َ :‬كمْ وكأَيّن‬
‫لغتان وتصحبها مِن‪ ،‬فإِذا أَلقيت من‪ ،‬كان ف السم النكرة النصب والفض‪ ،‬من‬
‫ذلك قول العرب‪ :‬كما رجلٍ كريٍ قد رأَيتَ‪ ،‬وكم جَيْشا َجرّارا قد‬
‫هَ َزمْتَ‪ ،‬فهذان وجهان يُنصبان ويُخفضان‪ ،‬والفعل ف العن واقع‪ ،‬فإِن كان‬
‫الفعل ليس بواقع وكان للسم جاز النصب أَيضا والفض‪ ،‬وجاز أَن تُعمل‬
‫الفعل فترفع ف النكرة فتقول كم رج ٌل كري قد أَتان‪ ،‬ترفعه بفعله‪ ،‬وتُعمل‬
‫فيه الفعل إِن كان واقعا عليه فتقول‪ :‬كم جيشا جرارا قد َه َزمْت‪ ،‬فتنصبه‬
‫بَزمْت؛ وأَنشدونا‪:‬‬
‫َكمْ َعمّة لكَ يا جَري ُر وخالة‬
‫َفدْعاء‪ ،‬قد َحلََبتْ عَليّ عِشاري‬
‫رفعا ونصبا وخفضا‪ ،‬فمن نصب قال‪ :‬كان أَصل كم الستفهام وما بعدها من‬
‫النكرة ُمفَسّر كتفسي العدد فتركناها ف الب على ما كانت عليه ف‬
‫الستفهام فنصبنا ما بعد َك ْم من النكرات كما تقول عندي كذا وكذا درها‪،‬‬
‫ومن خفض قال‪ :‬طالت صحبة من النكرة ف كم فلما حذفناها أَعملنا إِرادَتَها؛‬
‫وأَما من رفع فأَعمَل الفعل الخر ونوى تقدي الفعل كأَنه قال‪ :‬كم قد‬
‫ن على السكون‪ ،‬وله موضعان‪:‬‬ ‫أَتان رجل كري‪ .‬الوهري‪ :‬كم اسم ناقص مبهم مب ّ‬
‫الستفهام والب‪ ،‬تقول إِذا استفهمت‪ :‬كم رجلً عندك؟ نصبت ما بعده على‬
‫التمييز‪ ،‬وتقول إِذا أَخبت‪ :‬كم دره ٍم أنفقت‪ ،‬تريد التكثي‪ ،‬وخفضت ما‬
‫بعده كما تفض برب لَنه ف التكثي نقيض رب ف التقليل‪ ،‬وإِن شئت نصبت‪،‬‬
‫وإِن جعلته اسا تامّا شددت آخره وصرفته‪ ،‬فقلت‪ :‬أَكثرت من ال َكمّ‪ ،‬وهو‬
‫ال َكمّيّةُ ‪.‬‬
‫@كنم‪ :‬التهذيب‪ :‬أَهل الليث نكم وكنم واستعملهما ابن الَعراب فيما رواه‬
‫ثعلب عنه‪ ،‬قال‪ :‬الّنكْمةُ الُصيبة الفادِحة‪ .‬والكَنْمةُ‪ :‬الِراحة‪.‬‬
‫@كهم‪َ :‬ك ُهمَ الرجل و َك َهمَ َي ْكهَم كَهامةً‪ ،‬فهو كَهامٌ و َكهِيمٌ‪،‬‬
‫وت َك ّهمَ‪ :‬بَ ُطؤَ عن النّصرة والرب؛ قال ِملْحة الرمي‪:‬‬
‫إِذا ما رَمى أَصْحابَه ِبجَنيبِه‪،‬‬
‫سُرى اللّيلةِ الظلماء‪ ،‬ل يََت َك ّهمِ‬
‫(* قوله «بنيبه» كذا بالصل مضبوطا‪ ،‬والذي ف نسخة الحكم‪ :‬بنيبه‪،‬‬
‫بالاء الهملة بدل اليم)‪.‬‬
‫وفَرَس كَهام‪ :‬بِطيء عن الغاية‪ .‬ورجل كَهام و َكهِيم‪ :‬ثقيل ُمسِنّ دَثور‬
‫ل غَناء عنده‪ ،‬وقوم كَهامٌ أَيضا‪ .‬وسيف كَهام و َكهِيم‪ :‬ل يقطع‪،‬‬
‫َكلِيل عن الضربة‪ .‬وف مَقتل أَب جهل‪ :‬إِن سيفك كَهامٌ أَي كَليل ل يقطع‪.‬‬
‫ولسان كَهيمٌ‪ :‬كَليل عن البلغة‪ ،‬وف التهذيب‪ :‬لسان كَهامٌ‪ .‬الوهري‪ :‬لسان‬
‫كَهام عَِييّ‪ .‬ويقال‪َ :‬أ ْك َهمَ َبصَرُه إِذا كَ ّل ورَقّ‪.‬‬
‫وك ّهمَتْه الشدائدُ‪ :‬نكّصَتْه عن الِقدام وجبّنَتْه‪ .‬وكَيْهمٌ‪ :‬اسم‪.‬‬
‫وقوله ف حديث أُسامة‪ :‬فجعل يتَك ّهمُ بم؛ الّت َكهّم‪ :‬التعرّض للشر‬
‫والقتحام به‪ ،‬وربا َيجْري مِجرى السّخرية‪ ،‬ولعله إِن كان مفوظا‬
‫مقلوب من الّت َهكّم‪ ،‬وهو الستهزاء‪.‬‬
‫الَزهري ف ترجة كهكه‪ :‬ال َكهْكاهةُ الَُتهَيّب‪ ،‬قال‪ :‬و َكهْكامة‪،‬‬
‫باليم‪ ،‬مثل َكهْكاهةٍ ا ُلتَهّيبُ‪ ،‬وكذلك َك ْه َكمٌ‪ ،‬قال‪ :‬وأَصله كَهامٌ‬
‫فزيدت الكاف؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ب شَيْ ٍخ مِن َعدِيّ َك ْه َكمِ‬ ‫يا رُ ّ‬
‫(* قوله «من عديّ» كذا ف الصل والتهذيب‪ ،‬والذي ف التكملة على اصلح‬
‫بدل علي لكيز بصيغة التصغي)‪.‬‬
‫وأَنشد الليث قول أَب العيال الذل‪:‬‬
‫ول َكهْكامةٌ بَ َرمٌ‪،‬‬
‫ل َقبُ‬‫تا ِ‬ ‫إِذا ما اشَتدّ ِ‬
‫ورواه أَبو عبيد‪:‬‬
‫ول كَهكاهةٌ برم‬
‫بالاء‪ ،‬وسيأْت ذكره‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬ال َكهْك ُم وال َك ْهكَبُ‬
‫الباذِنان‪.‬‬
‫@كوم‪ :‬ال َك َومُ‪ :‬العِظَم ف كل شيء‪ ،‬وقد غلَب على السّنام؛ سَنام‬
‫أَ ْك َومُ‪ :‬عَظيم؛ أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫ف السّنامِ الَ ْك َومِ‬ ‫و َعجُزٌ َخ ْل َ‬
‫وبَعي َأ ْك َومُ‪ ،‬والمع كُوم؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ب كالَواجهن خاطِياتٌ‪،‬‬ ‫رِقا ٌ‬
‫وَأسْتاٌه على الَكْوارِ كُومُ‬
‫والكُومُ‪ :‬القِطعة من الِبل‪ .‬وناقة َكوْماء‪ :‬عَظيمة السّنام طويلته‪.‬‬
‫وال َك َومُ‪ :‬عِظَم ف السنام‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫صدَقة ناقةٌ َكوْماء‪ ،‬وهي الضخمة السنام‪ ،‬أَي‬ ‫رأَى ف َنعَم ال ّ‬
‫ُمشْرِفةَ السّنام عالِيتَه؛ ومنه الديث‪ :‬فيأْت منه بناقََتيِ َكوْماوَينِ‪،‬‬
‫قلب المزة ف التثنية واوا‪ .‬وجبَل أَ ْك َومُ‪ :‬مُرتفِع؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫وما زالَ َف ْوقَ ا َل ْك َومِ الفَرْدِ واقِفا‬
‫ض نُورُها‬‫َعلَْيهِنّ‪ ،‬حت فارَقَ الَر َ‬
‫ومنه الديث‪َ :‬أ ّن قوما من ا ُلوَحّدين ُيحَْبسُون يوم القِيامة على‬
‫ال َك ْومِ إِل أَن ُي َهذّبُوا؛ هي بالفتح الَواضع الشرفة‪ ،‬واحدتا‬
‫َكوْمة‪ ،‬وُي َهذّبوا أَي يَُنقّوا من الَآث؛ ومنه الديث‪َ :‬يجِيء يومَ‬
‫القيامة على َك ْومٍ فوقَ الناسِ؛ ومنه حديث الث على الصدقة‪ :‬حت رأَيتُ‬
‫َكوْمَيْ ِن مِن طَعام وثِياب‪ .‬وف حديث علي‪ ،‬كرم ال وجهه‪ :‬أَنه ُأتَ‬
‫بالال َف َكوّمَ َكوْمةً من ذهب و َكوْمة من فِضة وقال‪ :‬يا َحمْراء‬
‫ا ْحمَرّي‪ ،‬ويا بَيْضاء ابَْيضّي‪ ،‬غُرّي غيي هذا جَنايَ وخِيارُه فيه‪ ،‬إِذْ‬
‫كلّ جانٍ َيدُه إِل فيه‪ ،‬أَي َج َمعَ من كل واحد منهما صُبة و َرفَعها‬
‫و َعلّها‪ ،‬وبعضهم يضم الكاف‪ ،‬وقيل‪ :‬هو بالضم اسم لا ُكوّم‪ ،‬وبالفتح اسم‬
‫ال َفعْلة الواحدة‪.‬‬
‫وال َكوْم‪ :‬الفَرْج الكبي‪ .‬وكامها َكوْما‪َ :‬نكَحها‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َكوْم يكون‬
‫للِنسان والفَرس‪ .‬ويقال للفرس ف السّفاد‪ :‬كا َم َيكُوم َكوْما‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫كامَ الف َرسُ‬
‫أُنثاه يكُومُها َكوْما إِذا نَزا عليها‪ .‬وف الديث‪ :‬أَفضل الص َدقَةِ‬
‫رِباطٌ ف سبيل ال ل ُيمَْنعُ َك ْومُه؛ الكوم‪ ،‬بالفتح‪ :‬الضراب‪ ،‬وأَصل‬
‫ال َكوْم من الرتفاع والعلو‪ ،‬وكذلك كل ذي حافر من بغل أَو حار‪.‬‬
‫الَصمعي‪ :‬يقال للحمار باكَها وللفرس كامَها‪ ،‬وقال ابن الَعراب‪ :‬كامَ‬
‫الِمارُ أَيضا‪ .‬وامرأَة مُكامة‪ :‬منكوحة‪ ،‬على غي قياس‪ ،‬وقد استعمله‬
‫بعضهم ف العُقْربان‪ .‬يقال‪ :‬كامَ َكوْما؛ قال إِياس ابن الرت‪:‬‬
‫كَأنّ مَرْعى ُأ ّم ُكمْ‪ ،‬إِذْ َغدَتْ‪،‬‬
‫َعقْرَبةٌ َيكُومُها ُعقْربان‬
‫يكُومها‪ :‬يَْنكِحها‪.‬‬
‫و َك ّومَ الشيء‪ :‬جعه ورفعه‪ .‬و َك ّومَ‬
‫الَتاع‪ :‬أَلقى بعضه فوق بعض‪ .‬وقد َكوّم الرجل ثيابه ف ثوب واحد إِذا‬
‫جعها فيه‪ .‬يقال‪َ :‬ك ّومْت كُومة‪ ،‬بالضم‪ ،‬إِذا جعت قِطعة من تراب ورفعت‬
‫رأْسها‪ ،‬وهو ف الكلم بنلة قولك صُبْرة من طعام‪ .‬والكُومة‪ :‬الصّبة‬
‫من الطعام وغيه‪ .‬ابن شيل‪ :‬الكُومة تراب متمع طوله ف السماء ذراعان‬
‫وثلث ويكون من الجارة والرمل‪ ،‬والمع الكُومُ‪ .‬والَكْومانِ‪ :‬ما تت‬
‫الثّْن ُدوَتَيْنِ‪.‬‬
‫والكِيمِيا ُء معروف مثل السّيمِياء‪ .‬وف الديث ذكر كُوم َعلْقام‪ ،‬وف‬
‫رواية‪ :‬كُوم َع ْلقَماء‪ ،‬هو بضم الكاف‪ ،‬موضع بأَسفل ديار مصر‪ ،‬صانا ال‬
‫تعال‪.‬‬
‫وكُومةُ‪ :‬اسم امرأَة‪.‬‬
‫التهذيب‪ :‬هنا الكْتيام القُعود على َأطْراف الَصابع‪ ،‬تقول‪ :‬اكَت ْمتُ‬
‫ت له‪ ،‬ورأَيته ُمكْتاما على أَطراف أَصابع رجليه‪.‬‬ ‫له وتَطاَللْ ُ‬
‫@كان ُيصْلِح أُمور الناس وَي ُعمّ الناس بعروفه‪ .‬وقولم‪ :‬إ ّن دارَكُما‬
‫َلمُومةٌ‬
‫أَي َتلُمّ الناس وتَ ُربّهم وَتجْمعهم؛ قال َفدَكيّ بن أَعْبد يدح‬
‫علقمة بن سيف‪:‬‬
‫صبّ‪ ،‬ولَمّن‬ ‫لَحَبّن ُحبّ ال ّ‬
‫َلمّ ا ِلدِيّ إل الكريِ الا ِجدِ‬
‫(* قوله «لحبن» أَنشده الوهري‪ :‬وأحبن)‪.‬‬
‫ابن شيل‪ُ :‬لمّة الرجلِ أَصحابُه إذا أَرادوا سفرا فأَصاب مَن يصحبه‬
‫فقد أَصاب ُلمّةً‪ ،‬والواحد لُمّة والمع ُلمّة‪ .‬وك ّل مَن ل ِقيَ ف سفره‬
‫من يُؤِنسُه أَو يُ ْرِفدُه ُلمّة‪ .‬وف الديث‪ :‬ل تسافروا حت تُصيبوا‬
‫ُلمّة‬
‫(* قوله «حت تصيبوا لة» ضبط لة ف الحاديث بالتشديد كما هو‬
‫مقتضى سياقها ف هذه الادة‪ ،‬لكن ابن الثي ضبطها بالتخفيف وهو مقتضى‬
‫قوله‪ :‬قال الوهري الاء عوض إل وكذا قوله يقال لك فيه لة إل البيت مفف‬
‫فمحل ذلك كله مادة لم)‪ .‬أَي ُرفْقة‪ .‬وف حديث فاطمة‪ ،‬رضوان ال عليها‪،‬‬
‫أَنا خرجت ف ُلمّةٍ من نسائها تَتوطّأ ذَْيلَها إل أَب بكرفعاتبته‪،‬‬
‫أَي ف جاعة من نسائها؛ قال ابن الَثي‪ :‬قيل هي ما بي الثلثة إل‬
‫العشرة‪ ،‬وقيل‪ :‬الّلمّة الِثْ ُل ف السن والتّرْبُ؛ قال الوهري‪ :‬الاء‬
‫عوض من المزة الذاهبة من وسطه‪ ،‬وهو ما أَخذت عينه َكسَ ٍه ومَهٍ‪ ،‬وأَصلها‬
‫ُفعْلة من الُلءمة وهي الُوافقة‪ .‬وف حديث علي‪ ،‬كرم ال وجهه‪ :‬أل‬
‫وإنّ معاوية قا َد ُلمّة من الغواة أي جاعة‪ .‬قال‪ :‬وأما ُلمَة الرجل مثله‬
‫فهو مفف‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أن شابة ُزوّجَت شيخا فقتَلتْه‬
‫فقال‪ :‬أيها الناس لِيتزوّج ك ّل منكم ُلمَتَه من النساء ولتَنْكح‬
‫الرأ ُة ُلمَتَها من الرجال أي شكله وتِرْبَه وقِرْنَه ف السّن‪ .‬ويقال‪ :‬لك‬
‫فيه ُلمَةٌ أي ُأسْوة؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫فإن َنعْبُرْ فنح ُن لنا لُماتٌ‪،‬‬
‫وإن َنغْبُ ْر فنحن على نُدورِ‬
‫وقال ابن العراب‪ :‬لُمات أَي أَشباه وأَمثال‪ ،‬وقوله‪ :‬فنحن على ندور أي‬
‫سنموت ل ب ّد من ذلك‪.‬‬
‫ل َلمّا؛ قال ابن عرفة‪ :‬أَكلً‬ ‫وقوله عز وجل‪ :‬وتأْكلون التّرابَ أْ َك ً‬
‫شديدا؛ قال ابن سيده‪ :‬وهو عندي من هذا الباب‪ ،‬كأنه أَك ٌل يمع التّراث‬
‫ويستأْصله‪ ،‬والك ُل َيُلمّ الثّري َد فيجعله لُقَما؛ قال ال عز وجل‪:‬‬
‫وتأْكلون التّراث أَ ْكلً َلمّا؛ قال الفراء‪ :‬أي شديدا‪ ،‬وقال الزجاج‪:‬‬
‫أي تأْكلون تُراث اليتامى َلمّا أي َتُلمّون بميعه‪ .‬وف الصحاح‪:‬‬
‫أَ ْكلً َلمّا أي َنصِيبَه ونصيب صاحبه‪ .‬قال أبو عبيدة‪ :‬يقال َلمَمْتُه‬
‫أَجعَ حت أتيت على آخره‪ .‬وف حديث الغية‪ :‬تأْكل َلمّا وتُوسِع َذمّا أي‬
‫تأْكل كثيا متمعا‪ .‬وروى الفراء عن الزهري أنه قرأَ‪ :‬وإنّ كُلً‬
‫َلمّا‪ ،‬مَُنوّنٌ‪ ،‬لُي َوفّيَنّهم؛ قال‪ :‬يعل الّلمّ شديدا كقوله‬
‫ل َلمّا؛ قال الزجاج‪ :‬أراد وإن كلً‬ ‫ث أك ً‬ ‫تعال‪ :‬وتأكلون التّرا َ‬
‫لُي َوفّينهم َجمْعا لن معن اللّمّ المع‪ ،‬تقول‪ :‬لَ َممْت الشيء َأُلمّه إذا‬
‫ل لا ليوفينهم‪ ،‬بالتشديد؛ قال الفراء‪ :‬أصله‬ ‫جعته‪ .‬الوهري‪ :‬وإنّ ك ً‬
‫ت حذفت منها واحد‪ ،‬وقرأَ الزهري‪ :‬لّا‪،‬‬ ‫لمّا‪ ،‬فلما كثرت فيها الِيما ُ‬
‫بالتنوين‪ ،‬أي جيعا؛ قال الوهري‪ :‬ويتمل أن يكون أن صلة لن من‪ ،‬فحذفت منها‬
‫إحدى اليمات؛ قال ابن بري‪ :‬صوابه أن يقول ويتمل أن يكون أصله َلمِن‬
‫مَن‪ ،‬قال‪ :‬وعليه يصح الكلم؛ يريد أن َلمّا ف قراءة الزهري أصلها َلمِنْ‬
‫مَن فحذفت اليم‪ ،‬قال‪ :‬وقولُ من قال لَمّا بعىن إلّ‪ ،‬فليس يعرف ف‬
‫اللغة‪.‬‬
‫قال ابن بري‪ :‬وحكى سيبويه نَشدْتُك ال َلمّا َف َعلْت بعن إ ّل فعلت‪،‬‬
‫وقرئ‪ :‬إن كُ ّل َنفْس َلمّا عليها حافظٌ؛ أي ما كل نفس إل عليها حافظ‪،‬‬
‫وإن كل نفس لعليها‬
‫(* قوله «وإن كل نفس لعليها حافظ» هكذا ف الصل وهو‬
‫إنا يناسب قراءة لا يالتخفيف)‪ .‬حافظ‪ .‬وورد ف الديث‪ :‬أْنشُدك ال‬
‫َلمّا فعلت كذا‪ ،‬وتفف اليم وتكو ُن ما زائدة‪ ،‬وقرئ بما لا عليها‬
‫حافظ‪.‬واللْمامُ والّل َممُ‪ :‬مُقاربَ ُة الذنب‪ ،‬وقيل‪ :‬الّلمَم ما دون الكبائر‬
‫من الذنوب‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬الذي َن َيجْتَنِبون كبائِرَ الِْثمِ‬
‫ش إل الّلمَمَ‪ .‬وأَلمّ الرجلُ‪ :‬من الّلمَ ِم وهو صغار الذنوب؛‬ ‫والفواحِ َ‬
‫وقال أميّة‪:‬‬
‫إ ْن َت ْغفِر‪ ،‬اللّهمّ‪َ ،‬ت ْغفِرْ َجمّا‬
‫وأَيّ عَْبدٍ لك ل َأَلمّا؟‬
‫ويقال‪ :‬هو مقارَبة العصية من غي مواقعة‪ .‬وقال الَخفش‪ :‬اللّ َممُ‬
‫ب من الذنوب؛ قال ابن بري‪ :‬الشعر لُميّة بن أَب الصّلْت؛ قال‪:‬‬ ‫الُقارَ ُ‬
‫وذكر عبد الرحن عن عمه عن يعقوب عن مسلم بن أَب طرفة الذلّ قال‪ :‬مر‬
‫أَبو خِراش يسعى بي الصفا والروة وهو يقول‪:‬‬
‫ل ُهمّ هذا خامِسٌ إن َتمّا‪،‬‬
‫أََتمّه الُ‪ ،‬وقد أََتمّا‬
‫إن تغفر‪ ،‬اللهم‪ ،‬تغفر جّا‬
‫وأيّ عبدٍ لك ل َأَلمّا؟‬
‫قال أبو إسحق‪ :‬قيل اللّ َممُ نو القُبْلة والنظْرة وما أَشبهها؛ وذكر‬
‫الوهري ف فصل نول‪ :‬إن الّلمَم التقبيلُ ف قول وَضّاح الَيمَن‪:‬‬
‫فما َن ّوَلتْ حت َتضَرّ ْعتُ عندَها‪،‬‬
‫ل ف الّل َممْ‬ ‫وأنْبأتُها ما رُخّصَ ا ُ‬
‫وقيل‪ :‬إ ّل اللّ َممَ‪ :‬إ ّل أن يكونَ العبدُ أَلمّ بفاحِش ٍة ث تاب‪،‬‬
‫قال‪ :‬ويد ّل عليه قوله تعال‪ :‬إ ّن ربّك وا ِسعُ الغفرة؛ غي أن الّلمَم أن‬
‫يكونَ النسان قد َأَلمّ بالعصية ول ُيصِرّ عليها‪ ،‬وإنا اللْمامُ‬
‫ف اللغة يوجب أنك تأْت ف الوقت ول تُقيم على الشيء‪ ،‬فهذا معن‬
‫الّلمَم؛ قال أبو منصور‪ :‬ويدل على صاحب قوله قولُ العرب‪َ :‬أْل َم ْمتُ بفلنٍ‬
‫إلْماما وما تَزورُنا إ ّل ِلمَاما؛ قال أبو عبيد‪ :‬معناه الَحيا َن على‬
‫غي مُواظبة‪ ،‬وقال الفراء ف قوله إ ّل اللّمَم‪ :‬يقول إلّ الُتقاربَ من‬
‫الذنوب الصغية‪ ،‬قال‪ :‬وسعت بعض العرب يقول‪ :‬ضربته ما َلمَم القتلِ؛‬
‫يريدون ضربا مُتقارِبا للقتل‪ ،‬قال‪ :‬وسعت آخر يقول‪ :‬أَلمّ يفعل كذا ف‬
‫معن كاد يفعل‪ ،‬قال‪ :‬وذكر الكلب أنا النّظْر ُة من غي تعمّد‪ ،‬فهي َل َممٌ‬
‫وهي مغفورة‪ ،‬فإن أَعادَ النظرَ فليس بَل َممٍ‪ ،‬وهو ذنب‪ .‬وقال ابن‬
‫العراب‪ :‬اللّمَم من الذنوب ما دُون الفاحشة‪ .‬وقال أبو زيد‪ :‬كان ذلك منذ شهرين‬
‫أو َل َممِها‪ ،‬ومُذ شهر وَل َممِه أو قِرابِ شهر‪ .‬وف حديث النب‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬وإن ما يُنِْبتُ الربيعُ ما َيقُتُلُ حَبَطا أو ُيِلمّ؛‬
‫قال أبو عبيد‪ :‬معناه أو يقرب من القتل؛ ومنه الديث الخر ف صفة النة‪:‬‬
‫فلول أنه شيء قضاه الُ َلَلمّ أن يذهب بصرُه‪ ،‬يعن لِما يرى فيها‪ ،‬أي‬
‫َلقَرُب أن يذهب بصره‪ .‬وقال أبو زيد‪ :‬ف أرض فلن من الشجر ا ُللِمّ كذا‬
‫وكذا‪ ،‬وهو الذي قارَب أن يَحمِل‪ .‬وف حديث الفْكِ‪ :‬وإن كنتِ أْل َم ْمتِ‬
‫ب فاستغْفرِي ال‪ ،‬أي قارَْبتِ‪ ،‬وقيل‪ :‬اّل َم ُم مُقارَبةُ العصية‬ ‫بذَْن ٍ‬
‫ع ِفعْلٍ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو من الّلمَم صغار الذنوب‪ .‬وف حديث أب‬ ‫من غي إِيقا ِ‬
‫لدّين حدّ الدنيا وحدّ الخرة أي‬ ‫العالية‪ :‬إن الّلمَم ما بي ا َ‬
‫صغارُ الذنوب الت ليس عليها َحدّ ف الدنيا ول ف الخرة‪ ،‬واللْمامُ‪:‬‬
‫النولُ‪ .‬وقد َأَلمّ أَي نزل به‪ .‬ابن سيده‪ :‬لَمّ به وَأَلمّ والَتمّ‬
‫نزل‪ .‬وألَ ّم به‪ :‬زارَه غِبّا‪ .‬الليث‪ :‬اللْمامُ الزيارةُ غِبّا‪ ،‬والفعل‬
‫َأْلمَ ْمتُ به وَألْ َم ْمتُ عليه‪ .‬ويقال‪ :‬فل ٌن يزورنا لِماما أي ف‬
‫الَحايِي‪ .‬قال ابن بري‪ :‬اللّما ُم اللّقاءُ اليسيُ‪ ،‬واحدتا لَمّة؛ عن أب‬
‫عمرو‪ .‬وف حديث جيلة‪ :‬أنا كانت تت أَوس بن الصامت وكان رجلً به‬
‫َل َممٌ‪ ،‬فإذا اشَْت ّد َلمَمُه ظاهر من امرأَته فأَنزل ال كفّارة الظهار؛‬
‫قال ابن الثي‪ :‬اللّ َممُ ههنا اللْمامُ بالنساء وشدة الرص عليهن‪ ،‬وليس‬
‫من النون‪ ،‬فإنه لو ظاهر ف تلك الال ل يلزمه شيء‪ .‬وغلم مُِلمّ‪:‬‬
‫قارَب البلوغَ والحتلمَ‪ .‬وَنخْلةٌ ُملِ ّم ومُِلمّة‪ :‬قارَبتِ الرْطابَ‪.‬‬
‫وقال أَبو حنيفة‪ :‬هي الت قاربت أن تُْثمِرَ‪.‬‬
‫وا ُلِلمّة‪ :‬النازلة الشديدة من شدائد الدهر ونوازِل الدنيا؛ وأما قول‬
‫عقيل بن أب طالب‪:‬‬
‫أَعِيذُه من حادِثات الّلمّهْ‬
‫فيقال‪ :‬هو الدهر‪ .‬ويقال‪ :‬الشدة‪ ،‬ووافَق الرجَ َز من غي قصد؛ وبعده‪:‬‬
‫ومن مُريدٍ َهمّه و َغمّهْ‬
‫وأنشد الفراء‪:‬‬
‫علّ صُروفِ الدّهْرِ أَو دُولتِها‬
‫ُتدِيلُنا الّلمّةَ من َلمّاتِها‪،‬‬
‫س من َزفْراتِها‬ ‫فَتسْتَرِيحَ الّنفْ ُ‬
‫قال ابن بري وحكي أن قوما من العرب يفضون بلعل‪ ،‬وأنشد‪:‬‬
‫ك قريبُ‬ ‫لعلّ أَب ا ِلغْوارِ من َ‬
‫و َجمَ ٌل َملْمومٌ و ُملَمْلم‪ :‬متمع‪ ،‬وكذلك الرجل‪ ،‬ورجل ُمَلمْلم‪ :‬وهو‬
‫صلْب مستدير‪ ،‬وقد‬ ‫الجموع بعضه إل بعض‪ .‬وحجَر ُمَلمْلَم‪ُ :‬م َدمْلَك ُ‬
‫َل ْملَمه إذا أَدارَه‪ .‬وحكي عن أعراب‪ :‬جعلنا ُنلَ ْمِلمُ مِثْ َل القطا‬
‫ال ُك ْدرِيّ من الثريد‪ ،‬وكذلك الطي‪ ،‬وهي اللّ ْملَمة‪ .‬ابن شيل‪ :‬ناقة‬
‫ُمَلمْلَمة‪ ،‬وهي الُدارة الغليظة الكثية اللحم العتدلة اللق‪ .‬وكَتيبة َملْمومة‬
‫و ُملَ ْملَمة‪ :‬متمعة‪ ،‬وحجر مَلْموم وطي َملْموم؛ قال أبو النجم يصف هامة‬
‫جل‪:‬‬
‫َملْخمومة َلمّا كظهر الُنْبُل‬
‫و ُملَ ْملَمة الفيلِ‪ :‬خُرْطومُه‪ .‬وف حديث سويد ابن غَفلة‪ :‬أتانا‬
‫مُصدّقُ رسولِ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأَتاه رجل بناقة ُمَلمْلَمة فأَب‬
‫أَن يأْخذَها؛ قال‪ :‬هي ا ُلسْتديِرة ِسمَنا‪ ،‬من الّلمّ الضمّ والمع؛ قال‬
‫ابن الثي‪ :‬وإنا ردّها لنه ُنهِي أن يؤخذ ف الزكاة خيارُ الال‪.‬‬
‫وقَدح َملْموم‪ :‬مستدير؛ عن أب حنيفة‪ .‬وجَيْش َل ْملَمٌ‪ :‬كثي متمع‪ ،‬و َحيّ‬
‫َل ْملَمٌ كذلك‪ ،‬قال ابن أَحر‪:‬‬
‫منْ دُونِهم‪ ،‬إن جِئْتَهم َسمَرا‪،‬‬
‫َح ّي حل ٌل َلمَْلمٌ عَسكَر‬
‫وكتيبة ُمَلمْلَمة و َملْمومة أيضا أي متمعة مضموم بعضها إل بعض‪.‬‬
‫وصخرة مَلمومة و ُملَمْلمة أي مستديرة صلبة‪.‬‬
‫والّلمّة‪ :‬شعر الرأْس‪ ،‬بالكسر‪ ،‬إذا كان فوق ال َوفْرة‪ ،‬وف الصحاح؛‬
‫يُجاوِز شحمة الُذن‪ ،‬فإذا بلغت النكبي فهي ُجمّة‪ .‬واللّمّة‪ :‬ال َوفْرة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬فوقَها‪ ،‬وقيل‪ :‬إذا َأَلمّ الشعرُ بالنكب فهو ِلمّة‪ ،‬وقيل‪ :‬إذا جاوزَ‬
‫لمّة‪ ،‬وقيل‪ :‬أَكثرُ منها‪ ،‬والمع ِلمَمٌ‬ ‫شحمة الُذن‪ ،‬وقيل‪ :‬هو دون ا ُ‬
‫ولِمامٌ؛ قال ابن ُمفَرّغ‪:‬‬
‫َشدَ َختْ غُرّة السّوابِق منهم‬
‫ف وُجو ٍه مع اللّمامِ الِعاد‬
‫وف الديث‪ :‬ما رأَيتُ ذا ِلمّةٍ أَحسَن من رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫لمّة‪ ،‬سّيت بذلك لنا أَلّت‬ ‫وسلم؛ الّلمّةُ من شعر الرأْس‪ :‬دون ا ُ‬
‫لمّة‪ .‬وف حديث ِرمْثة‪ :‬فإذا رجل له لِمّةٌ؛‬ ‫بالنكبي‪ ،‬فإذا زادت فهي ا ُ‬
‫يعن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وذو الّلمّة‪ :‬فرس سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ .‬وذو الّلمّة‬
‫ش ّعثَ منه؛ وف‬ ‫حصَن‪ .‬وِلمّةُ الوِتدِ‪ :‬ما ت َ‬ ‫أيضا‪ :‬فرس عُكاشة بن ِم ْ‬
‫شعّث من رأْس الَوتود بال ِفهْر؛ قال‪:‬‬ ‫التهذيب‪ :‬ما ت َ‬
‫ث ف الدا ِر ذي لِمّةٍ‬ ‫وأ ْشعَ َ‬
‫يُطي ُل الُفوفَ‪ ،‬ول َي ْقمَلُ‬
‫وشعر ُمَلمّم ومَُل ْمَلمٌ‪ :‬مَدهون؛ قال‪:‬‬
‫لّلمِ‬
‫وما التّصاب للعُيونِ ا ُ‬
‫بعدَ ابْيِضاض الشعَرِ ا ُلَل ْملَمِ‬
‫للّم ول يقل الالِمة‪.‬‬ ‫العُيون هنا سادةُ القوم‪ ،‬ولذلك قال ا ُ‬
‫والّلمّةُ‪ :‬الشيء الجتمع‪ .‬والّلمّة والّلمَم‪ ،‬كلها‪ :‬الطائف من‬
‫الن‪ .‬ورجل مَلمُوم‪ :‬به َلمَم‪ ،‬وملموس ومسُوس أي به لَمَم ومَسّ‪ ،‬وهو من‬
‫النون‪ .‬والّل َممُ‪ :‬النون‪ ،‬وقيل ط َرفٌ من لنون ُيلِمّ بالنسان‪ ،‬وهكذا‬
‫كلّ ما ألّ بالنسان طَرَف منه؛ وقال ُعجَي السلولّ‪:‬‬
‫وخالَطَ مِثْل اللحم واحتَ ّل قَْيدَه‪،‬‬
‫بيث تَلقَى عامِر وسَلولُ‬
‫وإذا قيل‪ :‬بفلن َلمّةٌ‪ ،‬فمعناه أن الن َتلُمّ ا َلحْيان‬
‫(* قوله‪ :‬تلم‬
‫الحيان؛ هكذا ف الصل‪ ،‬ولعله أراد تلمّ به بعض الحيان)‪ .‬وف حديث‬
‫بُرَيدة‪ :‬أن امرأة أَتت النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فشكت إليه َلمَما‬
‫بابنتِها؛ قال شر‪ :‬هو طرَف من النون ُيِلمّ بالنسان أي يقرب منه ويعتريه‪،‬‬
‫فوصف لا الشّونِيزَ وقال‪ :‬سيَْنفَع من كل شيء إ ّل السا َم وهو الوت‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬أَصابتْ فلنا من الن َلمّةٌ‪ ،‬وهو السّ والشي ُء القليل؛ قال‬
‫ابن مقبل‪:‬‬
‫فإذا وذلك‪ ،‬يا كُبَيْشةُ‪ ،‬ل يكن‬
‫إلّ َكِلمّة حاِلمٍ بَخيالٍ‬
‫قال ابن بري‪ :‬قوله فإذا وذلك مبتدأ‪ ،‬والواو زائدة؛ قال‪ :‬كذا ذكره الخفش‬
‫سحَيمي‪:‬‬‫ول يكن خبُه‪ :‬وأنشد ابن بري لباب بن عمّار ال ّ‬
‫بَنو حَنيفة َح ّي حي تُْبغِضُهم‪،‬‬
‫كأنّهم جِنّ ٌة أو مَسّهم َل َممُ‬
‫لمّةُ‪ :‬ما تَخافه من مَسّ أو فزَع‪ .‬واللمّة‪ :‬العي الُصيبة‬ ‫وال ّ‬
‫وليس لا فعل‪ ،‬هو من باب دارِعٍ‪ .‬وقال ثعلب‪ :‬اللمّة ما أَلّ بك ونظَر‬
‫إليك؛ قال ابن سيده‪ :‬وهذا ليس بشيء‪ .‬والعَي اللمّة‪ :‬الت تُصيب بسوء‪.‬‬
‫يقال‪ :‬أُعِيذُه من ك ّل هامّةٍ ولمّة‪ .‬وف حديث ابن عباس قال‪ :‬كان رسول‬
‫ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ُ ،‬ي َعوّذ السن والسي‪ ،‬وف رواية‪ :‬أنه َعوّذ‬
‫ابنيه‪ ،‬قال‪ :‬وكان أبوكم إبراهيمُ ُي َعوّذ إسحق ويعقوب بؤلء الكلمات‪:‬‬
‫أُعِيذُكُما بكلمة ال التامّة من كل شيطان وهامّة‪ ،‬وف رواية‪ :‬من شرّ‬
‫كل سامّة‪ ،‬ومن كل عي لمّة؛ قال أبو عبيد‪ :‬قال لمّة ول يقل مُِلمّة‪،‬‬
‫وأصلها من َأْل َممْت بالشيء تأْتيه وُتلِ ّم به ليُزاوِج قوله من شرّ كل‬
‫ت َلمَ ٍم فقيل‬
‫سامّة‪ ،‬وقيل‪ :‬لنه ل يرَد طريقُ الفعل‪ ،‬ولكن يُراد أنا ذا ُ‬
‫على هذا لمّة كما قال النابغة‪:‬‬
‫ِكلِين ِل َهمّ‪ ،‬يا ُأمَيْمة‪ ،‬ناصِب‬
‫ولو أراد الفعل لقال مُْنصِب‪ .‬وقال الليث‪ :‬العيُ اللمّة هي العي الت‬
‫تُصيب النسان‪ ،‬ول يقولون َلمّتْه العيُ ولكن حل على النسب بذي‬
‫وذات‪.‬‬
‫وف حديث ابن مسعود قال‪ :‬لبن آدم َلمّتان‪َ :‬لمّة من ا َللَك‪ ،‬وَلمّة‬
‫من الشيطان‪ ،‬فأما لّة اللك فاتّعا ٌذ بالي وَتصْديق بالق وتطييب‬
‫بالنفس‪ ،‬وأما َلمّةُ الشيطان فاتّعادٌ بالش ّر وتكذيب بالق وتبيث بالنفس‪.‬‬
‫ل عليها ويتعوّذ من لّة‬ ‫حمَد ا َ‬
‫وف الديث‪ :‬فأما َلمّة اللَك فَي ْ‬
‫الشيطان؛ قال شر‪ :‬اللّمّة ا َلمّة والَطرة تقع ف القلب؛ قال ابن‬
‫ب منه‪ ،‬فما كان من خَطَرات‬ ‫الثي‪ :‬أراد إلامَ ا َللَك أو الشيطان به والقر َ‬
‫الي فهو من الَلك‪ ،‬وما كان من خطرات الش ّر فهو من الشيطان‪ .‬والّلمّة‪:‬‬
‫كالطرة وال ّزوْرة والَتْية؛ قال أَوس بن حجر‪:‬‬
‫وكان‪ ،‬إذا ما الَْتمّ منها باجةٍ‪،‬‬
‫يراجعُ هِتْرا من تُماضِرَ هاتِرا‬
‫يعن داهيةً‪ ،‬جعل تُماضِر‪ ،‬اسم امرأة‪ ،‬داهية‪ .‬قال‪ :‬والَْتمّ من‬
‫الّلمّة أي زار‪ ،‬وقيل ف قوله للشيطان َلمّةٌ أي دُُنوّ‪ ،‬وكذلك للمَلك لّة‬
‫أي دُنوّ‪.‬‬
‫وَيَل ْملَم وأَلمْلَم على البدل‪ :‬جبل‪ ،‬وقيل‪ :‬موضع‪ ،‬وقال ابن جن‪ :‬هو‬
‫مِيقاتٌ‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬ميْقاتُ أهل اليمن‪ .‬قال ابن سيده؛ ول أدري ما عَن‬
‫بذا اللهم إ ّل أن يكون اليقات هنا َمعْلَما من مَعالِم الج‪ ،‬التهذيب‪:‬‬
‫هو ميقات أهل اليمن للحرام بالج موضع بعينه‪.‬‬
‫التهذيب‪ :‬وأما لَمّا‪ ،‬مُ ْرسَلة ا َللِف مشدّدة اليم غي منوّنة‪ ،‬فلها‬
‫معانٍ ف كلم العرب‪ :‬أحدها أنا تكون بعن الي إذا ابتدئ با‪ ،‬أو‬
‫كانت معطوفة بواو أو فاءٍ وأُجِيبت بفعل يكون جوابا كقولك‪ :‬لّا جاء القوم‬
‫قاَتلْناهم أي حيَ جاؤُوا كقول ال عز وجل‪ :‬ولَمّا َورَد ماءَ‬
‫س ْعيَ قال يا ُبنّ؛ معناه كله حي؛ وقد‬ ‫َمدْيَن‪ ،‬وقال‪ :‬فلمّا َبلَغ معه ال ّ‬
‫يقدّم الوابُ عليها فيقال‪ :‬اسَْت َع ّد القومُ لقتال ال َعدُ ّو لّا‬
‫أَ َحسّوا بم أي حي أَ َحسّوا بم‪ ،‬وتكون لّا بعن ل الازمة؛ قال ال‬
‫عز وجل‪ :‬بل لّا َيذُوقوا عذاب؛ أي ل يذوقوه‪ ،‬وتكون بعن إ ّل ف قولك‪:‬‬
‫ك لّا فعلت‪ ،‬بعن إل فعلت‪ ،‬وهي لغة هذيل بعن إل إذا أُجيب‬ ‫سأَلت َ‬
‫با إن الت هي َجحْد كقوله عزّ وجل‪ :‬إ ْن كلّ َنفْسٍ لّا عليها‬
‫حافظٌ‪ ،‬فيمن قرأَ به‪ ،‬معناه ما كل نفس إل عليها حافظ؛ ومثله قوله تعال‪ :‬وإن‬
‫كلّ لّا جَميعٌ َلدَيْنا ُمحْضَرون؛ شدّدها عاصم‪ ،‬والعن ما كلّ إل‬
‫جيع لدينا‪ .‬وقال الفراء‪ :‬لا إذا وُضِعت ف معن إل فكأَنا لْ‬
‫ضمّت إليها ما‪ ،‬فصارا جيعا بعن إن الت تكون جَحدا‪ ،‬فضموا إليها ل‬ ‫ُ‬
‫فصارا جيعا حرفا واحدا وخرجا من حدّ الحد‪ ،‬وكذلك لّا؛ قال‪ :‬ومثل ذلك‬
‫قولم‪ :‬لول‪ ،‬إنا هي َلوْ ول ُجمِعتا‪ ،‬فخرجت لَ ْو مِنْ حدّها ول من‬
‫الحد إذ ُجمِعتا فصُيّرتا حرفا؛ قال‪ :‬وكان الكسائي يقول ل أَعرفَ‬
‫وَجْ َه لّا بالتشديد؛ قال أبو منصور‪ :‬وما يعدُلّك على أن لّا تكون بعن‬
‫إل مع إن الت تكون جحدا قولُ ال عز وجل‪ :‬إن كلّ إل كذّب‬
‫ال ّرسُلَ؛ وهي قراءة قُرّاء ا َلمْصار؛ وقال الفراء‪ :‬وهي ف قراءة عبد ال‪ :‬إن‬
‫كلّهم لّا كذّب الرسلَ‪ ،‬قال‪ :‬والعن واحد‪ .‬وقال الليل‪ :‬لّا تكون‬
‫انتِظارا لشيء متوقّع‪ ،‬وقد تكون انقطاع ًة لشيء قد مضى؛ قال أَبو منصور‪:‬‬
‫ب ُق ْمتُ‪ .‬قال الكسائي‪ :‬لّا تكون جحدا ف مكان‪،‬‬ ‫وهذا كقولك‪ :‬لّا غا َ‬
‫وتكون وقتا ف مكان‪ ،‬وتكون انتظارا لشيء متوقّع ف مكان‪ ،‬وتكون بعن‬
‫إل ف مكان‪ ،‬تقول‪ :‬بال لّا قمتَ عنا‪ ،‬بعن إل قمتَ عنا؛ وأما قوله‬
‫ل لا لُي َوفّيَنّهم‪ ،‬فإنا قرئت مففة ومشددة‪ ،‬فمن‬ ‫عز وجل‪ :‬وإنّ ُك ً‬
‫ل ليوفينهم ربّك أَعمالَهم‪ ،‬واللم ف‬ ‫خفّفها جعل ما صلةً‪ ،‬العن وإن ك ً‬
‫لّا لم إنّ‪ ،‬وما زائدة مؤكدة ل تُغيّر العن ول العملَ؛ وقال‬
‫الفراء ف لا ههنا‪ ،‬بالتخفيف‪ ،‬قولً آخر جعل ما اسْما للناس‪ ،‬كما جاز ف‬
‫ب لكمْ منَ النساء؛ أن تكون بعن مَن طابَ‬ ‫قوله تعال‪ :‬فاْنكِحوا ما طا َ‬
‫ل لَا ليوفّينَهم‪ ،‬وأما الللم الت ف قوله‬
‫لكم؛ العن وإن ك ً‬
‫ليوفّينّهم فإنا ل ٌم دخلت على نية ييٍ فيما بي ما وبي صلتها‪ ،‬كما تقول‬
‫هذا مَنْ لَيذْهبَنّ‪ ،‬وعندي مَ ْن لَغيُه خْيرٌ منه؛ ومثله قوله عز وجل‪:‬‬
‫وإنّ منكم َلمَنْ لَيُبَطّئنّ؛ وأما مَن شدّد لّا من قوله لّا‬
‫ليوفينهم فإن الزجاج جعلها بعن إل‪ ،‬وأما الفراء فإنه زعم أن معناه َلمَنْ ما‪،‬‬
‫ث قلبت النون ميما فاجتمعت ثلث ميمات‪ ،‬فحذفت إحداه ّن وهي الوسطى‬
‫فبقيت لّا؛ قال الزجاج‪ :‬وهذا القول ليس بشيء أيضا لن مَنْ ‪( ) (...‬هكذا‬
‫بياض بالصل)‪ .‬ل يوز حذفها لنا اسم على حرفي‪ ،‬قال‪ :‬وزعم الازن أنّ‬
‫لّا اصلها لَا‪ ،‬خفيفة‪ ،‬ث شدّدت اليم؛ قال الزجاج‪ :‬وهذا القول ليس‬
‫بشء أَيضا لن الروف نو رُبّ وما أَشبهها يفف‪ ،‬ول يَثقّّل ما كان‬
‫خفيفا فهذا منتقض‪ ،‬قال‪ :‬وهذا جيع ما قالوه ف لّا مشدّدة‪ ،‬وما ولَما‬
‫مففتان مذكورتان ف موضعهما‪.‬‬
‫ابن سيده‪ :‬ومِن خَفيفِه َلمْ وهو حرف جازم يُْنفَى به ما قد مضى‪ ،‬وإن ل‬
‫يقع َبعْدَه إل بلفظ الت‪ .‬التهذيب‪ :‬وأما َلمْ فإنه ل يليها إل‬
‫الفعل الغابِ ُر وهي َتجْ ِزمُه كقولك‪ :‬ل يفعلْ ول يسمعْ؛ قال ال تعال‪ :‬ل‬
‫َيِلدْ ول يُوَلدْ؛ قال الليث‪ :‬ل عزي ُة ِفعْلٍ قد مضى‪ ،‬فلمّا ُجعِلَ‬
‫ج زيدٌ إنا‬‫الفعل معها على جهة الفعل الغابر جُ ِزمَ‪ ،‬وذلك قولك‪ :‬ل ي ُر ْ‬
‫ج زيد‪ ،‬فاستقبحوا هذا اللفظ ف الكلم فحمَلوا الفعل على‬ ‫معناه ل خ َر َ‬
‫بناء الغابر‪ ،‬فإذا ُأعِيدَت ل ول مرّتي أو أَكث َر َحسُنَ حينئذ‪ ،‬لقول‬
‫صدّق ول ُيصَلّ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫صلّى؛ أي ل ُي َ‬‫صدّقَ ول َ‬ ‫ال عز وجل‪ :‬فل َ‬
‫وإذا ل يُعد ل فهو ف النطق قبيح‪ ،‬وقد جاء؛ قال أمية‪:‬‬
‫وأيّ عَبدٍ لك ل َأَلمّا؟‬
‫أي ل ُيِلمّ‪ .‬الوهري‪ :‬لْ حرفُ نفي لِما مضى‪ ،‬تقول‪ :‬ل يفعلْ ذاك‪،‬‬
‫تريد أنه ل يكن ذلك الفعل منه فيما مضى من الزمان‪ ،‬وهي جازمة‪ ،‬وحروف‬
‫الزم‪ْ :‬ل وَلمّا وَأَلمْ وَألَمّا؛ قال سيبويه‪ :‬ل نفيٌ لقولك هو يفعل إذا‬
‫ت فلنٌ‪،‬‬ ‫كان ف حال الفعل‪ ،‬ولّا ن ْفيٌ لقولك قد فعل‪ ،‬يقول الرجلُ‪ :‬قد ما َ‬
‫فتقول‪ :‬لّا ولْ َي ُمتْ‪ ،‬ولّا أَصله ل أُدخل عليه ما‪ ،‬وهو يقع موقع‬
‫ل‪ ،‬تقول‪ :‬أَتيتُك ولّا أَصِلْ إليك أي ول أَصِلْ إليك‪ ،‬قال‪ :‬وقد يتغي‬
‫معناه عن معن ل فتكون جوابا وسببا لِما وقَع ولِما ل يَقع‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫ب ولّا ل يذهبْ‪ ،‬وقد ُيخْتَزَلُ الفعل بعده تقول‪ :‬قارْبتُ‬ ‫ضربته لَمّا ذه َ‬
‫الكانَ ولّا‪ ،‬تريد ولّا أَد ُخلْه؛ وأنشد ابن بري‪:‬‬
‫ت قُبورَهم َبدًْأ وَلمّا‪،‬‬‫فجئ ُ‬
‫فنادَْيتُ القُبورَ فلم ُتجِبْنَه‬
‫الَبدْءُ‪ :‬السّيدُ أي ُسدْتُ بعد موتم‪ ،‬وقوله‪ :‬ولّا أي ولّا أَكن‬
‫سيّدا‪ ،‬قال‪ :‬ول يوز أن ُيخْتَزَلَ الفع ُل بعد لْ‪ .‬وقال الزجاج‪ :‬لّا‬
‫ب لقول القائل قد فعلَ فلنٌ‪ ،‬فجوابه‪ :‬لّا يفعلْ‪ ،‬وإذا قال فَعل‬ ‫جوا ٌ‬
‫فجوابه‪ :‬ل يَفعلْ‪ ،‬وإذا قال لقد فعل فجوابه‪ :‬ما فعل‪ ،‬كأَنه قال‪ :‬وال لقد‬
‫فعل فقال الجيب وال ما فعل‪ ،‬وإذا قال‪ :‬هو يفعل‪ ،‬يريد ما ُيسْتَقْبَل‪،‬‬
‫فجوابه‪ :‬لَن يفعلَ ول يفعلُ‪ ،‬قال‪ :‬وهذا مذهب النحويي‪ .‬قال‪ :‬وِلمَ‪،‬‬
‫بالكسر‪ ،‬حرف يستفهم به‪ ،‬تقول‪ِ :‬لمَ ذهبتَ؟ ولك أن تدخل عليه ما ث تذف منه‬
‫ل عنك ِلمَ َأذِْنتَ لم؟ ولك أن تدخل‬ ‫اللف‪ ،‬قال ال تعال‪َ :‬عفَا ا ُ‬
‫عليها الاء ف الوقف فتقول ِلمَهْ؛ وقول زياد الَعْجم؛‬
‫يا َعجَبا والدّهرُ َجمّ َعجَبُهْ‪،‬‬
‫ي سبّن ل أَضْرِبُهْ‬ ‫مِنْ عَنَزِ ّ‬
‫فإنه لا وقف على الاء نقل حركتها إل ما قبلها‪ ،‬والشهور ف البيت‬
‫الول‪:‬‬
‫َعجِْبتُ والدهرُ كثيٌ َعجَبُهْ‬
‫قال ابن بري‪ :‬قولُ الوهري ِلمَ حرفٌ يستفهم به‪ ،‬تقول ِلمَ ذهبتَ؟ ولك‬
‫أن تدخل عليه ما‪ ،‬قال‪ :‬وهذا كلم فاسد لن ما هي موجودة ف ِلمَ‪ ،‬واللم‬
‫هي الداخلة عليها‪ ،‬وحذفت أَلفها فرقا بي الستفهاميّة والبية‪ ،‬وأما‬
‫َأَلمْ فالصل فيها َلمْ‪ ،‬أُدْخِل عليها أَلفُ الستفهام‪ ،‬قال‪ :‬وأما ِلمَ‬
‫صلَت بلم‪ ،‬وسنذكرها مع معان اللمات‬ ‫فإنا ما الت تكون استفهاما وُ ِ‬
‫ووجوهها‪ ،‬إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫@كأن‪َ :‬كَأنَ‪ :‬اشَتدّ‪ .‬و َكأَْنتُ‪ :‬اشَْتدَدْت وكَأنّ‪ ،‬بالتشديد‪ :‬ذكرت‬
‫ف ترجة أَنن‪.‬‬
‫@كب‪ :‬الكَبْنُ‪ُ :‬ع ْدوٌ لَيّنٌ ف اسْترسال‪ .‬كَبَن الرج ُل َيكْبِنُ‬
‫كُبونا وكَبْنا إِذا لَيّن َع ْدوَه؛ وأَنشد الليث‬
‫(* قوله «وأنشد الليث»‬
‫أي العجاج وعجزه كما ف التكملة‪:‬‬
‫خزاية والفر الزيّ‬
‫الزاية بفتح الاء العجمة‪ :‬الستحياء‪ ،‬والفر ككتف‪ :‬شديد الياء‪،‬‬
‫والزيّ‪ :‬فعيل) ‪:‬‬
‫يَمور وهو كابِنٌ حَِييّ‬
‫وقيل‪ :‬هو أَن ُيقَصّر ف العَدْو‪ .‬قال الَزهري‪ :‬الكَبْن ف ال َعدْوِ‬
‫س َيكْبِنُ‬
‫ج َه َد َنفْسَه وَي ُكفّ بعضَ َع ْدوِه‪ ،‬كَبَ َن الفر ُ‬ ‫أَن ل َي ْ‬
‫كَبْنا وكُبُونا‪ .‬وف حديث النافق‪َ :‬يكْبِ ُن ف هذه مرةً وف هذه مرة‬
‫أَي َيعْدُو‪ .‬يقال‪ :‬كَبَ َن َيكْبِنُ كُبونا إِذا عدا َعدْوا لَيّنا‪.‬‬
‫ق الدّبَيْرِيّ‪:‬‬
‫سكُونُ؛ ومنه قال أَبّا ٍ‬ ‫والكُبُونُ‪ :‬ال ّ‬
‫ل ّد شَرُوب ِللّبَنْ‪،‬‬ ‫ضحَة ا َ‬ ‫وا ِ‬
‫كأَنّها ُأمّ غَزَالٍ قد كَبَنْ‬
‫ب َيكْبِنُه وَيكْبُنُه َكبْنا‪ :‬ثناه إِل‬ ‫أَي َسكَنَ‪ .‬وكَبَنَ الثو َ‬
‫داخل ث خاطَه‪ .‬وف الديث‪ :‬مَ ّر بفُلنٍ وهو ساجد وقد كَبَنَ‬
‫ضفِيَتَيْه و َشدّها بنِصاح أَي ثناها ولواها‪.‬‬ ‫َ‬
‫ورجل كُبُنّ وكُبُنّة‪ :‬مُْنقَبِضٌ َبخِي ٌل كَ ّز لئيم‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الذي‬
‫س رأْسه عن فعل الي‬ ‫ل َي ْرَفعُ طَرْفه ُبخْلً‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الذي يَُنكّ ُ‬
‫والعروف؛ قال النساء‪:‬‬
‫َفذَاكَ ال ّرزْءُ َعمْ َركَ ل كُبُنّ‪،‬‬
‫حلُم بالّنعِيقِ‬‫س َي ْ‬
‫ثَقيلُ الرْأ ِ‬
‫وقال الذل‪:‬‬
‫َيسَرٍ‪ ،‬إِذا كا َن الشّتاءُ‪ ،‬ومُطْ ِعمٍ‬
‫حمِ‪ ،‬غيِ كُبُنّةٍ ُع ْلفُوفِ‬ ‫لّل ْ‬
‫ل ْعدِ الُزاعي‪:‬‬ ‫واستشهد الوهري بشعر ُعمَي بن ا َ‬
‫َيسَرٍ‪ ،‬إِذا َهبّ الشتاءُ وَأ ْمحَلُوا‬
‫ف ال َقوْمِ‪ ،‬غيِ كُبُنّةٍ ُع ْلفُوفِ‬
‫التهذيب‪ :‬الكسائيّ رجل كُبُنّة وامرأَة ُكبُنّةٌ للذي فيه انقباض‪،‬‬
‫وأَنشد بيت الذل‪:‬‬
‫واكْبََأنّ اكبِئْنانا إِذا َتقَبّضَ‪.‬‬
‫والكُبُنّة‪ :‬الُبْزة اليابسة‪ .‬والكُبُنّ‪ :‬الُبْز لَن ف الُبْز‬
‫جمّعا‪.‬‬‫َتقَبّضا وَت َ‬
‫ورجل َمكْبُون الَصابع‪ :‬مِثل الشّثْنِ‪ .‬وكَبَنَ الرجلُ كَبْنا‪ :‬دخلت‬
‫ق إِل غارِ الفَم‪ .‬وكَبَنَ هدِيّتَه عنّا‬ ‫ثناياه من أَسفلُ ومن فو ُ‬
‫َيكْبِنُها كَبْنا‪ :‬كفّها وصَ َرفَها؛ قال اللحيان‪ :‬معن هذا صَ َرفَ‬
‫َهدِيّتَه ومعروفه عن جيانه ومعارفه إِل غيهم‪ .‬وكلّ َكفّ كَبْنٌ‪ ،‬وف‬
‫التهذيب‪ :‬كلّ كَبْنٍ َكفّ‪ .‬يقال‪ :‬كَبَْنتُ عنك لسان أَي كففته‪ ،‬وفرس‬
‫كُبُنّ‪ .‬ابن سيده‪ :‬وفرس فيه كُبْنَةٌ وكَبَ ٌن ليس بالعظيم ول ال َقمِيء‪.‬‬
‫والكُبانُ‪ :‬داء‬
‫(* قوله «والكبان داء إل» وطعام لهل اليمن وهو سحيق الذرة‬
‫البلولة يعل ف مراكن صغار ويوضع ف التنور فإذا نضج واحرّ وجهه‬
‫أُخرج) ‪ .‬يأْخذ الِبل‪ ،‬يقال منه‪ :‬بعي َمكْبُونٌ‪ .‬وكَبَ َن له الظّْبيُ‬
‫وكَبَنَ الظّْب ُي واكْبََأنّ إِذا لَطََأ بالَرض‪ .‬واكبََأنّ الرجل‪:‬‬
‫انكسر‪ ،‬واكْبََأنّ‪ :‬اْنقَبَضَ؛ قال ُمدْ ِركُ بنُ ِحصْنٍ‪:‬‬
‫يا كَرَوانا صُكّ فاكَْبأَنّا‬
‫ق الدّبَيْرِيّ‪:‬‬
‫قال ابن بري‪ :‬شاهدُه قول أَبّا ٍ‬
‫كأَنا ُأمّ غَزا ٍل قد كَبَنْ‬
‫أَي قد تَثَنّى ونام؛ وأَنشد لخر‪:‬‬
‫فلم َيكْبَئِنّوا‪ ،‬إِذ رََأوْنِي‪ ،‬وَأقَْبَلتْ‬
‫ِإلّ ُوجُوهٌ كالسّيُوفِ َت َهلّلُ‬
‫وفسره أَبو عمرو الشّيْبان فقال‪ :‬كَبَ َن َشفَنَ‪ .‬والكُبُونُ‪:‬‬
‫شفُونُ‪ .‬ابن بُ ُزرْج‪ :‬ا ُلكْبَئِ ّن الذي قد احْتَب وأَدخل مِ ْرفَقَيْه ف‬ ‫ال ّ‬
‫ضعَ برقبته وبرأْسه على يديه‪ ،‬قال‪ :‬وا ُلكْبَئِنّ‬ ‫ُحْبوَتِه ث َخ َ‬
‫وا ُلقْبَئِنّ الُْنقَبِضُ الُْنخَنِسُ‪ .‬والكُبْنَةُ‪ُ :‬لعْبة للَعراب‪،‬‬
‫ج َمعُ كُبَنا؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫ُت ْ‬
‫َتدَ ّكَلتْ َبعْدِي وَأْلهَتْها الكُبَنْ‬
‫(* قوله «تدكلت إل» عجزه كما ف التكملة‪ :‬ونن نعدو ف البار والرن‬
‫وتدكلت أي تدللت)‪.‬‬
‫أَبو عبيدة‪ :‬فرس َمكْبُون‪ ،‬والُنثى َمكْبُونة‪ ،‬والمع الَكابيُ‪ ،‬وهو‬
‫ختُ العِظامِ‪ ،‬ول يكون‬ ‫شْ‬ ‫ل ْوفِ ال ّ‬ ‫القصي القَوائمِ الرّحِيبُ ا َ‬
‫الَكبُون َأ ْقعَسَ‪ .‬وكَبْ ُن ال ّدلْوِ‪َ :‬شفَتُها‪ ،‬وقيل‪ :‬ما ثُِن َي من اللد‬
‫عند َشفَةِ الدلو َفخُرِزَ‪ .‬الَصمعي‪ :‬الكَبْ ُن ما ثُِنيَ من اللد عند‬
‫شفة الدلو‪ .‬ابن السكيت‪ :‬هو الكَبْ ُن والكَبْلُ‪ ،‬باللم والنون؛ حكاه عن‬
‫الفراء‪ ،‬تقول منه‪ :‬كَبَْنتُ الدلو‪ ،‬بالفتح‪ ،‬أَكْبِنُها‪ ،‬بالكسر‪ ،‬إِذا‬
‫َكفَ ْفتَ حول َشفَتِها‪ .‬وكَبَْنتُ عن الشيء‪َ :‬عدَْلتُ‪ .‬وكَبَْنتُ الشيءَ‪:‬‬
‫غَيّبْتُه‪ ،‬وهو مثل الَبْنِ‪ .‬وكَبَ َن فلن‪ :‬سن‪ .‬والكِبْنَةُ‪ :‬السّمَنُ؛‬
‫قال َقعَْنبُ ب ُن أُم صاحب يصف جلً‪:‬‬
‫صدِيرَ َمحْ ِزمُه‪،‬‬‫ذا كِبْنَ ٍة َيمْلُ الّت ْ‬
‫ي ُيلْقَى رَحْلُه َف َدنُ‬
‫كأَنه ح َ‬
‫@كت‪ :‬لكَتَنُ‪ :‬ال ّدرَ ُن وال َوسَخُ وأَثر الدّخان ف البيت‪ .‬وكَتِنَ‬
‫ال َوسَ ُخ على الشيء كَتَنا‪ :‬لَصِقَ به‪ .‬والكَتَنُ‪ :‬الّتلَ ّزجُ‬
‫والّت َوسّخُ‪ .‬التهذيب ف كتل‪ :‬يقال َكتَِنتْ جَحافلُ اليل من أَكل ال ُعشْب إِذا‬
‫َلصِقَ به أَثَرُ ُخضْرَته‪ ،‬وكَِتَلتْ‪ ،‬بالنون واللم‪ ،‬إِذا لَزِ َجتْ‬
‫وَلكِزَ با ماؤه فَتلَّبدَ؛ ومنه قول ابن مقبل‪:‬‬
‫والعَيْ ُر يَْنفُخُ ف ا َلكْنانِ قد كَتَِنتْ‬
‫منه جَحاِفلُه‪ ،‬والعَِضْ َرِسِ الّثجَرِ‬
‫(* قوله «ف الكنان» بيم مفتوحة ونوني هذا هو الصواب وتقدم إنشاده ف‬
‫ثجر غي هذا والصحيح ما هنا)‪.‬‬
‫ا َلكْنَانُ‪ :‬نبت بأَرض قيس‪ ،‬واحدته َمكْنانة‪ ،‬وهي شجرة غَبْراء صغية؛‬
‫ضعُ الذي يَنُْبتُ‬ ‫وقال القزاز‪ :‬ا َلكْنانُ نباتُ الربيع‪ ،‬ويقال‪ :‬ا َلوْ ِ‬
‫فيه‪ ،‬وال ِعضْرِسُ‪ :‬شجر‪ ،‬والّثجَرُ‪ :‬جع ُثجْرة‪ ،‬وهي القِ ْطعَة منه؛‬
‫ويقال‪ :‬الّثجَر للرّيّان‪ ،‬ويروى الّثجِ ُر أَي ا ُلجَْت ِمعُ ف نباته‪ .‬وف‬
‫ت َلقُوفٌ؛‬ ‫ك َلكَتُونٌ َلفُو ٌ‬ ‫حديث الجاج أَنه قال لمرأَة‪ :‬إِنّ ِ‬
‫ق من كَتِنَ الوسخ عليه‬ ‫الكَتُونُ‪ :‬اللّزُو ُ‬
‫(* قوله «من كت الوسخ إل» وقيل‬
‫هي من كت صدره إذا دوي أي دوية الصدر منطوية على ريبة وغش‪ ،‬وعن أب‬
‫حات ذاكرت به الصمعي فقال‪ :‬هو حديث موضوع ول أعرف أصل الكتون‪ ،‬كذا بامش‬
‫النهاية) ‪ .‬إذا لَزِقَ به‪ .‬والكَتَنُ‪ :‬لَطْخُ الدخان بالائط أَي أَنا‬
‫لَزُوق بن َي َمسّها أَو أَنا دَنِسةُ العِرْضِ‪ .‬الليث‪ :‬الكَتَ ُن لَطْخ‬
‫شفَة ونوه‪ .‬يقال للدابة إِذا أَكلت‬ ‫الدخا ِن بالبيت والسّوا ِد بال ّ‬
‫ط الليث‬‫ال ّدرِينَ‪ :‬قد كَتَِنتْ جَحاِفلُها أَي اسودّت؛ قال الَزهري‪َ :‬غلِ َ‬
‫س من ال َكلِ‬ ‫ف قوله إِذا أَكلت ال ّدرِينَ‪ ،‬لَن ال ّدرِينَ ما يَبِ َ‬
‫وأَتى عليه حول فا ْسوَ ّد ول لَ َزجَ له حينئ ٍذ فيظهر لونه ف الَحافل‪،‬‬
‫شبِ ال ّر ْطبِ يسيل ماؤه‬ ‫وإِنا َتكْتَنُ الَحافل من مَرْعَى ال ُع ْ‬
‫ب وَكَبُه ولَزَجُه على َمقَامّ الشاء ومَشَافِرِ الِبل وجَحافِل‬ ‫فيَتَرا َك ُ‬
‫الافر‪ ،‬وإِنا َيعْرِف هذا من شاهده وثافَنَه‪ ،‬فأَما من يعتب الَلفاظ‬
‫ول مشاهدة له فإِنه ُيخْطِئ من حيث ل يعلم‪ ،‬قال‪ :‬وبيت ابن مقبل‬
‫يُبَيّ ُن لك ما قلته‪ ،‬وذلك أَن ا َلكْنَا َن والعِضْ ِرسَ ضربان من الُبقُول‬
‫َغضّان رَطْبانِ‪ ،‬وإِذا تَناثر َو َرقُها بعد هَيْجهما اختلط ب َقمِيمِ ال ُعشْب‬
‫غيُها فلم يتميزا منها‪ .‬وسِقاء كَتِ ٌن إِذا َتلَ ّزجَ به الدّ َرنُ‪.‬‬
‫ب على َعجُز الفحل من الِبل؛ أَنشد يعقوب لبن‬ ‫وكَتِ َن الِطْ ُر تَرا َك َ‬
‫مقبل‪:‬‬
‫َذعَرْتُ به العَيْرَ ُمسَْتوْزا‪،‬‬
‫َشكِيُ‪ ،‬جَحافِلهِ قد كَتِنْ‬
‫شكِيُ‪ :‬الشّعَرُ الضعيف‪ ،‬يعن أَن‬ ‫مستوزيا‪ :‬منتصبا مرتفعا‪ ،‬وال ّ‬
‫أَثر خُضرة العُشب قد لَزِق به‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الكَتَنُ تراب أَصل النخلة‪.‬‬
‫والكَتَنُ‪ :‬التزاق العَلف بفَْيدَي‪ ،‬وها صِمغاها‪ .‬والكَتّان‪ ،‬بالفتح‪:‬‬
‫معروف‪ ،‬عرب سي بذلك لَنه ُيخَيّس ويُلقى بعضُه على بعض حت َيكْتَن؛ وحذف‬
‫الَعشى منه الَلف للضرورة وساه الكَتَن فقال‪:‬‬
‫سمِعات الشّرُو‬ ‫هو الوا ِهبُ ا ُل ْ‬
‫بَ‪ ،‬بي الَرير وَبيَ الكَتَنْ‬
‫كما حذفها ابن هَرْمة ف قوله‪:‬‬
‫بَيْنا أُحَبّ ُر َمدْحا عا َد مَرْثِيةً‪،‬‬
‫هذا ل َعمْري شَرّ دِينُه ِعدَدُ‬
‫دِينه‪ :‬دأْبه‪ ،‬وال ِعدَد‪ :‬العِداد‪ ،‬وهو اهْتياج وجع اللّديغ؛ وقال أَبو‬
‫حنيفة‪ :‬زعم بعض الرواة أَنا لغة‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬إِنا حذف للحاجة؛ قال ابن‬
‫سيده‪ :‬ول أَسع الكَتَن ف الكَتّان إِ ّل ف شعر الَعشى‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫لَبِسَ الا ُء كَتّانه إِذا طَحلَب وا ْخضَرّ رْأسُه؛ قال ابن مقبل‪:‬‬
‫َأ َسفْنَ الَشافِرَ َكتّانَهُ‪،‬‬
‫فَأمْ َررْنَ ُه مُسَت ِدرّا فَجال‬
‫َأ َسفْنَ‪ :‬يعن الِبل أَي َأ ْش َممْنَ مَشافِرَهن كَتّانَ الاء‪ ،‬وهو‬
‫ُطحْلبه؛ ويقال‪ :‬أَراد بكَتّانه غُثاءَه‪ ،‬ويقال‪ :‬أَراد زَبَد الاء‪،‬‬
‫فَأمْ َررْنه أَي شَربْنه من الُرور‪ ،‬مُستدِرّا أَي أَنه اسَْت َدرّ إِل‬
‫حُلوقها فجَرى فيها‪ ،‬وقوله فجال أَي جال إِليها‪ .‬والكِتْن والكَتِن‪:‬‬
‫ال َق َدحُ‪ ،‬وف بعض نسخ الصنّف‪ :‬ومثلها من الرجال الَكمور‪ ،‬وهو الذي أَصاب‬
‫الكاتِ ُن َكمَرَتَه؛ قال ابن سيده‪ :‬ول أَعرفه‪ ،‬والعروف الاتِنُ‪.‬‬
‫وكتانة‪ :‬اسم موضع؛ قال كثيي عزة‪:‬‬
‫أَجَرّتْ خُفوفا من جَنوبِ كُتانةٍ‬
‫إِل َوجْمةٍ‪ ،‬لا ا ْسجَهرّتْ حَرورُها‬
‫(* قوله «اجرت» كذا بالصل‬
‫والتكملة والحكم‪ .‬والذي ف ياقوت اجدّت‪ ،‬بالدال الهملة‪ ،‬بعن‪ :‬سلكت‪ .‬وعليه‬
‫فخفوفا جع خف بضم الاء العجمة بعن الرض الغليظة‪ .‬ووجة‪ :‬جانب‬
‫فعرى بكسر فسكون مقصور جبل تدفع شعابه ف غيقة من أرض ينبع)‪.‬‬
‫وكُتانة هذه كانت لعفر بن إِبراهيم بن علي بن عبد ال ابن جعفر‪ .‬وورد‬
‫ف الديث ذكر كُتانة‪ ،‬بضم الكاف وتفيف التاء‪ ،‬ناحية من أَعراض الدينة‬
‫لل جعفر بن أَب طالب‪.‬‬
‫@كثن‪ :‬الكُثْنة‪َ :‬ن َورْدَجة تتخذ من آسٍ وأَغصان خِلفٍ‪ ،‬تُْبسَط‬
‫وتُنضّد عليها الرياحي ث تُطْوى‪ ،‬وإِعرابه كُنْثَجة‪ ،‬وبالنّبَطيّة‬
‫الكُثْن‪ ،‬مضموم الَول مقصور‪ ،‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬الكُثْنة من القَصب ومن الَغصان‬
‫ج َمعُ وُتحْ َزمُ وجعل ف جوفها الّنوْرُ أَبو‬ ‫ال ّرطْبةِ الوَريقة‪ُ ،‬ت ْ‬
‫الَن‪ ،‬قال‪ :‬وأَصلها نبَطيّةً ُكثْن‪.‬‬
‫@كدن‪ :‬ال ِكدْنةُ‪ :‬السّنامُ‪ .‬بعي َكدِنٌ عظي ُم السّنام‪ ،‬وناقة َكدِنةٌ‪.‬‬
‫وال ِكدْنةُ‪ :‬ال ُقوّة‪ .‬وال ِكدْنة وال ُكدْنة جيعا‪ :‬كثرة الشحم واللحم‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو الشحم واللحم أَنفسهما إِذا كَثُرا‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الشحم وحده؛ عن‬
‫كراع‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الشحم العتيق يكون للدابة ولكل سي؛ عن اللحيان‪ ،‬يعن‬
‫ت ِكدُنة أَي ذات لم‪ .‬قال الَزهري‪ :‬ورجل ذو‬ ‫بالعتيق القدي‪ .‬وامرأَة ذا ُ‬
‫ِكدُنْة إِذا كان سينا غليظا‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬إِذا كثر شحم الناقة ولمها‬
‫فهي ا ُل ْكدَنة‪ .‬ويقال للرجل‪ :‬إِنه لسن ال ِكدُنْة‪ ،‬وبعر ذو ِكدُنْة‪ ،‬ورجل‬
‫َكدِنٌ‪ .‬وامرأَة َكدِنة‪ :‬ذات لم وشحم‪ .‬وف حدث سال‪ :‬أَنه دخل على‬
‫هشام فقال له‪ :‬إِنك لَسنُ ال ِكدْنة‪ ،‬فلما خرج أَخذته َق ْفقَفة فقال لصاحبه‪:‬‬
‫أَترى الَحوَلَ َل َقعَن بعينه؛ ال ِكدْنة‪ ،‬بالكسر وقد تضم‪ِ :‬غلَظُ‬
‫السم وكثرة اللحم‪ .‬وناقة مُ ْكدَنة‪ :‬ذات ِكدْنة‪.‬‬
‫لدْر‪،‬‬
‫وال ِك ْدنُ وال َكدْنُ؛ الَخية عن كراع‪ :‬الثوبُ الذيي يكون على ا ِ‬
‫وقل‪ :‬هو ما ُتوَ ّطئُ به الرأَة لنفسها ف الودج من الثياب‪ ،‬وف‬
‫الحكم‪ :‬هو الثوب الذي ُتوَ ّطئُ به الرأَةُ لنفسها ف الودج‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫شدّ َهوْدجها‬ ‫عَباءَة أَو قطيفة ُتلْقيها الرأَة على ظهر بعيها ث َت ُ‬
‫عليه وتَثْن طَرَف العَباءَة من ِشقّي البعي وَتخُ ّل مؤَخّر ال ِكدْن‬
‫ومُقدّمه فيصي مثل الُرْجَي ُتلْقي فيها بُ ْرمَتها وغيها من متاعها‬
‫وأَداتا ما تتاج إِل حله‪ ،‬والمع ُكدُون‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬ال ُكدُون الت‬
‫ت َو ّطئُ با الرأَة لنفسها ف الودج‪ ،‬قال‪ :‬وقال الَحرُ هي الثياب‬
‫الت تكون على الدور‪ ،‬واحدها ِكدْنٌ‪ .‬وال َكدْنُ والكِ ْدنُ‪ :‬مَرْكَب من‬
‫مَراكب النساء‪ .‬وال َكدْن وال ِكدْن‪ :‬الرّحْل؛ قال الراعي‪:‬‬
‫أََنخْنَ جِمالنّ بذاتِ ِغسْلٍ‪،‬‬
‫سَراةَ اليو ِم َي ْم َهدْنَ الكُدونا‬
‫وال ِك ْدنُ‪ :‬شيء من جُلود ُيدَقّ فيه كالاوُن‪ .‬وف الحكم‪ :‬ال ِك ْدنُ‬
‫قف‬ ‫سلَخُ ويُدبَغ ويعل فيه الشيءُ فُي َدقّ فيه كما ُيدَ ّ‬ ‫ع ُي ْ‬
‫جلدُ كرا ٍ‬
‫الاوُن‪ ،‬والمع من ذلك كله ُكدُونٌ؛ وأَنشد ابن بري‪:‬‬
‫ُهمُ َأطْ َعمُونا ضَْيوَنا ث فَرْتَن‪،‬‬
‫شوْا با ف ال ِك ْدنِ شَ ّر الَوازِلِ‬ ‫و َم ّ‬
‫شوْا‪ :‬دافوا‪ ،‬والضّْي َونُ‪ :‬ذكَرُ‬ ‫سمّ‪ ،‬ومَ ّ‬ ‫ل ْوزَلُ‪ :‬ال ّ‬ ‫اَ‬
‫السّناني‪.‬‬
‫وال َكوْدانة‪ :‬الناقة الغليظة الشديدة؛ قال ابن الرقاع‪:‬‬
‫َح َملَتْ ُه بازِلٌ َكوْدانةٌ‬
‫ط ووِعاءٍ كالِرابِ‬ ‫ف مِل ٍ‬
‫ت َشفَتُه َكدَنا‪ ،‬فهي َكدِنةٌ‪ :‬اسْودّت من شيءٍ َأكَله‪ ،‬لغة‬ ‫و َكدَِن ْ‬
‫ف كَتَِنتْ‪ ،‬والتاء أَعلى‪ .‬ابن السكيت‪َ :‬كدِنتْ مشافر الِبل وكَتَِنتْ‬
‫إِذا رَعتِ العشبَ فا ْسوَدّت مشافرُها من مائه وغلُظَت‪ .‬و َك ِدنُ النبات‪:‬‬
‫غليظة وأُصوله الصّلبة‪ .‬و َك ِدنَ النباتُ‪ :‬ل يبق إِل َكدِنُه‪.‬‬
‫وال َكدَانةُ‪ :‬ا ُلجْنةُ‪ .‬وال َكوْ َدنُ وال َكوْدَِنيّ‪ :‬البِرْ َذ ْونُ‬
‫جيُ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو البغل‪ .‬ويقال للبِرْ َذوْنِ الثّقيلِ‪َ :‬كوْدَنٌ‪ ،‬تشبيها‬ ‫ا َل ِ‬
‫بالبغل؛ قال امرؤ القيس‪:‬‬
‫فغا َدرْتُها من َب ْعدِ ُب ْدنٍ رَذِيّةً‪،‬‬
‫تُغال على عُوجٍ لا َكدِناتِ‬
‫تُغال أَي تس ُي ُمسْرِعةً‪ .‬وال َكدِناتُ‪ :‬الصّلبُ‪ ،‬واحدتا َكدِنةٌ؛‬
‫وقال جَندل بن الراعي‪:‬‬
‫جُنادِبٌ لحِقٌ بالرْأسِ مَنكِبُه‪،‬‬
‫كأَنه َكوْ َدنٌ َيمْشي بكَلبِ‬
‫ال َكوْ َدنُ‪ :‬الِبرْ َذوْنُ‪ .‬وال َكوْدَِنيّ‪ :‬من الفِيَلةِ أَيضا‪ ،‬ويقال‬
‫للفِيلِ أَيضا َكوْدَنٌ؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫صدُورِ الكَوا ِدنِ‬ ‫َخلِيليّ عُوجَا من ُ‬
‫صعَةٍ‪ ،‬فيها عُيُونُ الضيّا ِونِ‬ ‫إِل َق ْ‬
‫قال‪ :‬شبّه الثّرِيدة ال ّزرَيْقاءَ بعون السّناني لا فيها من‬
‫الزيت‪ .‬الوهري‪ :‬ال َكوْ َدنُ البِرْ َذ ْونُ ُيُو َكفُ ويشبه به البليد‪ .‬يقال‪ :‬ما‬
‫أَبْيَنَ ال َكدَانَة فيه أَي ا ُلجْنَةَ‪ .‬وال َكدَنُ‪ :‬أَن تُنْزحَ البئر‬
‫فيبقى ال َكدَرُ‪ .‬ويقال‪ :‬أَ ْدرِكوا َك َدنَ مائِكم أَي َك َدرَه‪ .‬قال أَبو‬
‫منصور‪ :‬ال َكدَ ُن والكَ َدرُ وال َكدَلُ واحد‪ .‬ويقال‪َ :‬كدِ َن الصّلّيانُ‬
‫إِذا رُ ِع َي فُرُوعُه وبقِيَتْ أُصُولُه‪.‬‬
‫وال ِكدَْي ْونُ‪ :‬التّرابُ‬
‫الدّقاقُ على وجه الَرض؛ قال أَبو دُواد‪ ،‬وقيل للطرمّاح‪:‬‬
‫تَي ّم ْمتُ بالكِدَْيوْنِ كي ل َيفُوتَن‪،‬‬
‫من ا َلقْلةِ البَيْضاء‪َ ،‬تقْرِيظُ باعِقِ‬
‫سمُ با الاء ف الَفا ِوزِ‪،‬‬ ‫يعن با َلقْلةِ الصاةَ الت ُي ْق َ‬
‫وبالتقريظ ما يثن به على ال تعال وتقَ ّدسَ‪ ،‬وبالباعق ا ُلؤَذّن‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ق السّرْقي يلط بالزيت فُتجْلى به الدّروع‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬ ‫ال ِكدَْي ْونُ دُقا ُ‬
‫ُدرْدِيّ الزيت‪ ،‬وقيل‪ :‬هو كل ما ُطلِ َي به من ُدهْن أَو َدسَم؛ قال‬
‫النابغة صف دروعا ُجلَِيتْ بال ِكدَْي ْونِ والبَعر‪:‬‬
‫ي ب ِكدَْيوْنٍ وأُبْطِنّ كُرّةً‪،‬‬ ‫ُعلِ َ‬
‫ت الغَلئِل‬ ‫َفهُ ّن وِضَاءٌ صافِيا ُ‬
‫ورواه بعضهم‪ :‬ضافيات الغلئل‪ .‬وف الصحاح‪ :‬ال ِكدَْيوْن مثال‬
‫الفِرْ َج ْونِ دُقاقُ التراب عليه ُدرْديّ الزّيْت ُتجْلى به الدّروع؛ وأَنشد بيت‬
‫النابغة‪ .‬و ُكدَيْنٌ‪ :‬اسم‪ .‬وال َكوْ َدنُ‪ :‬رجل من هُذيْل‪ .‬وال ِكدَانُ‪ :‬خيط‬
‫ط الغَرْبِ ُي َق ّومُه لئل يضطربَ ف أَرجاء‬ ‫ش ّد ف عُروةٍ ف وسَ ِ‬ ‫ُي َ‬
‫البئر؛ عن الجَري؛ وأَنشد‪:‬‬
‫لمٍ زَِيمْ‪،‬‬ ‫ُبوَيْزِ ٌل أَ ْحمَرُ ذو ْ‬
‫إِذا قصَرْنا من كِدانِه َب َغمْ‬
‫والكِدانُ‪ُ :‬شعْب ٌة من البل ُي ْمسَكُ البعي به؛ أَنشد أَبو عمرو‪:‬‬
‫لنِ‪،‬‬‫إِن َبعِييْك َل ُمخْتَ ّ‬
‫َأ ْمكِنْهما من طَ َرفِ ال ِكدَانِ‬
‫@كذن‪ :‬الليث‪ :‬ال َكذّانة حِجارة كأَنا ا َلدَ ُر فيها رَخاوة‪ ،‬وربا كانت‬
‫نِرةً‪ ،‬وجعها ال َكذّانُ‪ ،‬يقال إِنا َفعْلنة ويقال َفعّالة‪ .‬أَبو‬
‫عمرو‪ :‬ال َكذّانُ الجارة الت ليست بصُلبة‪ .‬وف حدث بناء البصرة‪ :‬فوجدوا‬
‫وهذا ال َكذّا َن فقالوا ما هذه الَبصْرةُ؛ ال َكذّانُ والبَصْرة‪ :‬حجارة‬
‫رِ ْخوَةٌ إِل البياض‪ ،‬وهو َفعّال والنون أَصلية‪ ،‬وقيل‪َ :‬فعْلن والنون‬
‫زائدة‪.‬‬
‫@كرن‪ :‬الكِرَانُ‪ :‬العُودُ‪ ،‬وقيل‪ :‬الصّنْجُ؛ قال لبيد‪:‬‬
‫صعْلٌ كسافِلةِ القَنا ِة وظِيفُه‪،‬‬ ‫َ‬
‫صفِيحُ كِرانِ‬ ‫وكَأنّ ُجؤْ ُجؤَه َ‬
‫وف رواية‪ :‬كسافِلةِ القَنا ظُنْبُوبُه‪ ،‬والمع أَكْرِنةٌ‪.‬‬
‫والكَرِينَةُ‪ :‬ا ُلغَنّيَ ُة الضاربة بالعُود أَو الصّنْجِ‪ .‬وف حديث حزة‪ ،‬رضي ال‬
‫عنه‪ :‬فغَنّتْه الكَرِينة أَي الغنة الضاربة بالكِرانِ‪ ،‬والكِنّارة‬
‫نوٌ منه‪ .‬والكِرَْي ْونُ‪ :‬وادٍ بصر‪ ،‬حرسها ال تعال؛ قال كثي عزة‪.‬‬
‫توّلتْ سِراعا عِيُها‪ ،‬وكأَنا‬
‫ت قُلوعِ‬ ‫دَواِفعُ بالكِرَيوْن ذا ُ‬
‫وقيل‪ :‬هو َخلِي ٌج ُُيشَ ّق من نيل مصر‪ ،‬صانا ال تعال‪.‬‬
‫@كردن‪ :‬الكِرْدِينُ‪ :‬الف ْأسُ العظيمة‪ ،‬لا رأْس واحد‪ ،‬وهو الكِرْ َدنُ‬
‫س ِمعِ بن عبد اللك‪ .‬التهذيب‪ :‬ابن الَعراب ُخذْ‬ ‫أَيضا‪ .‬وكِرْدينٌ‪ :‬لقب مُ ْ‬
‫بقَرْدَنِه وكَرْدَنِه وكَرْدِه أَي بقفاه‪ .‬الَصمعي‪ :‬يقال ضرَبَ‬
‫كَرْدَنَه أَيي عُُنقَه‪ ،‬وبعضهم يقول‪ :‬ضرب قَرْدَنه‪.‬‬
‫@كرزن‪ :‬الوهري‪ :‬الكِ ْر ِزنُ والكِ ْرزِين‪ ،‬بالكسر‪ ،‬فأْس مثل الكِ ْرزِم‬
‫ص ّد ْقتُ بوت رسول‬ ‫والكِ ْرزِي؛ عن الفراء‪ ،‬وف حديث ُأمّ َسلَمة‪ :‬ما َ‬
‫ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬حت س ْعتُ و ْقعَ الكرازين‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكَ ْرزَنُ‬
‫والكِ ْرزِ ُن والكِ ْرزِينُ الفأْس لارْأسٌ واحد‪ ،‬وقيل‪ :‬الكِ ْرزِينُ نوُ‬
‫الِطْرَقة‪ ،‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬الكَ ْر َزنُ‪ ،‬بفتح الكاف والزاي جيعا‪،‬‬
‫الفأْس لا َحدّ‪ .‬قال‪ :‬وأَحسِبُن قد سعت الكِ ْرزَنَ‪ ،‬بكسر الكاف وفتح‬
‫الزاي‪ .‬وف الديث عن العباس بن سهل عن أَبيه قال‪ :‬كنت مع رسول ال‪ ،‬صلى‬
‫حفِ ُر ف حَجر إِذ‬ ‫ال عليه وسلم‪ ،‬يوم الَْندَق فأَخذ الكِ ْرزِينَ َي ْ‬
‫حكَك؟ فقال‪ :‬من ناس ُيؤْتَى بم من قِبَلِ‬ ‫ضَ‬ ‫حكَ‪ ،‬فسُئل‪ :‬ما أَ ْ‬ ‫ضِ‬‫َ‬
‫ا َلشْرِق ف الكُبُول يُساقون إِل النة وهم كارهون؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫فقد ج َعَلتْ أَكْبادُنا َتحَْتوِي ُكمُ‪،‬‬
‫ق العِضاهِ الكَرازِنا‬ ‫كما َتحْتَوي سُو ُ‬
‫قال أَبو عمرو‪ :‬إِذا كان لا َح ّد واحد فهي فأْس‪ ،‬وكَ ْرزَن وكِ ْر ِزنٌ‪،‬‬
‫والمع كَرازِينُ وكرا ِزنُ‪ ،‬وقال غيه‪ :‬الكَرازِ ُن ما تت مِيَكَةِ‬
‫الرّحْلِ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ت وجْهٍ سا ِهمِ‪،‬‬ ‫وَق ْفتُ فيه ذا َ‬
‫تُنْب الكَرازِي َن بصُلبٍ زا ِهمِ‬
‫للْ ِق يقال إِنا‬ ‫@كركدن‪ :‬ابن الََعراب‪ :‬الكَ ْر َكدّنُ دابة عظيمة ا َ‬
‫تمل الفِي َل على قرْنِها‪َ ،‬ثقّلَ الدال من الكَرْ َك ّدنِ‪.‬‬
‫@كسطن‪ :‬أَبو عمرو‪ :‬ال َقسْطا ُن وال َكسْطانُ‪ :‬الغُبار‪ ،‬و َكسْطَ ٌل وَقسْطَلٌ‬
‫و َكسْطَنٌ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ت بعَ َرجْ‪،‬‬‫حت إِذا ما الشمسُ َه ّم ْ‬
‫أَهابَ راعِيها فثارَتْ برَهَجْ‪،‬‬
‫تُثي َكسْطانَ مَراغ ذ َوهَجْ‬
‫@كشن‪ :‬ال ُكشْنَى‪ ،‬مقصور‪ :‬نبت؛ قال أَبو حنيفة‪ :‬هو الكِ ْرسِنّ ُة‬
‫(* قوله‬
‫«هو الكرسنة» ضبطت ف القاموس بكسر الكاف والسي وضبطها عاصم بفتحهما‬
‫وضبطت ف التكملة بالشكل بكسر الكاف وفتح السي)‪.‬‬
‫شمَخِ‪ :‬بقلة تكون ف رمال بن سعد‪ ،‬قال أَبو منصور‪:‬‬ ‫@كشخن‪ :‬قال ف ال َك ْ‬
‫شمَخ ًة ول سعت با وما أُراها‬ ‫أَق ْمتُ ف رمال بن سعد فما رأَيت َك ْ‬
‫شخَنة ُموَلّدة ليست بصحيحة‪ ،‬وقد ذكرناه ف ترجة‬ ‫عربية‪ ،‬وكذلك ال َك ْ‬
‫كشخ‪.‬‬
‫@كعن‪ :‬حكي الَزهري عن أَب عمرو‪ :‬الِكْعان فُتور النشاط‪ ،‬وقد أَ ْكعَن‬
‫ي يصف نعامتي َشدّ عليهما فارسٌ‪:‬‬ ‫إِكْعانا؛ وأَنشد ل َطلْق بن عَد ّ‬
‫وا ُلهْ ُر ف آثارِهِ ّن ََيقْبِضُ‬
‫قَبْصا تَخالُ ا ِلقْ َل منه يَْنكُصُ‬
‫حت ا ْشمَع ّل ُمكْعِنا ما َيهْبَصُ‬
‫قال‪ :‬وأَنا واقف ف هذا الرف‪.‬‬
‫@كفن‪ :‬ال َكفَنُ‪ :‬معروف‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬ال َكفْنُ التغطية‪ .‬قال أَبو‬
‫منصور‪ :‬ومنه سي َكفَنُ اليت لَنه يستره‪ .‬ابن سيده‪ :‬ال َكفَنُ لباس اليت‬
‫معروف‪ ،‬والمع أَكفان‪َ ،‬كفَنه َ ْكفِنُه َكفْنا و َكفّنه َت ْكفِينا‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫ميت َمكْفو ٌن و ُم َكفّنٌ؛ وقول امرئِ القيس‪:‬‬
‫حمِلُ أَكفان‬ ‫على حَ َرجٍ كالقَ ّر َي ْ‬
‫أَراد بأَكْفانه ثيابه الت تُواريه‪ ،‬وورد ذكر ال َكفَن ف الديث‬
‫كثيا‪ ،‬وذكر بعضهم ف قوله‪ :‬إِذا َكفَنَ أَحدُكم أَخاه فلُْيحْسِن َكفْنَه‪،‬‬
‫أَنه بسكون الفاء على الصدر أَي تكفينه‪ ،‬قال‪ :‬وهو الَعم لَنه يشتمل على‬
‫الثوب وهيئته وعمله‪ ،‬قال‪ :‬والعروف فيه الفتح‪ .‬وف الديث‪ :‬فأَهدى لنا‬
‫شاةً و َكفَنَها أَي ما ُيغَطّيها من الرّغْفان‪ .‬ويقال‪َ :‬كفَنْتُ‬
‫الُبزةَ ف ا َللّة إِذا وارَيْتَها با‪ .‬والكَفْنُ‪ :‬غزْل الصّوف‪ .‬و َكفَن‬
‫الرجلُ الصوفَ‪ :‬غَزَله‪ .‬الليث‪َ :‬كفَن الرجلُ َيكْفِنُ أَي غزل الصوف‪.‬‬
‫صلُبتْ‬
‫وال َكفْنةُ‪ :‬شجرة من دِقّ الشجر صغية َجعْْدة‪ ،‬إِذا يَبستْ َ‬
‫عِيدانُها كأَنا قِ َطعٌ ُشقّقتْ عن القَنا‪ ،‬وقيل‪ :‬هي ُعشْبة منتشرة‬
‫ت بالقِيعان وبأَرض ندٍ‪ ،‬وقال أَبو حنيفة‪:‬‬ ‫النَبْتة على الَرض تَنُب ُ‬
‫ال َكفْنة من نبات القُفّ‪ ،‬ل يَزِ ْد على ذلك شيئا و َكفَنَ َي ْكفِنُ‪ :‬اخْتلى‬
‫ال َكفْنة؛ قال ابن سيده‪ :‬وأَما قوله‪:‬‬
‫يَظَلّ ف الشا ِء يَرْعاها وَي ْعمِتُها‪،‬‬
‫وَي ْكفِن الدهرَ إِ ّل رَيْث َيهْتَبِد‬
‫فقد قيل‪ :‬معناه َيخْتَلي من ال َكفْنة لَراضع الشاء؛ قاله أَبو‬
‫ال ّدقَيْش‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه يغزل الصوف؛ رواه الليث؛ وروى عمرو عن أَبيه هذا‬
‫ط وراجِلةٍ‪،‬‬ ‫ت ف َقوْ ٍ‬ ‫البيت‪:‬فَظَ ّل َي ْعمِ ُ‬
‫ُي َك ّفتُ الدّهْ َر إِ ّل رَْيثَ َيهْتَِبدُ‬
‫قال‪ُ :‬ي َك ّفتُ َيجْمع ويْرص إِل ساعة َي ْق ُعدُ يَطّبِخُ الَبيدَ‪،‬‬
‫والراجلة‪ :‬كَبْش الراعي يْملُ عليه متاعه‪ ،‬وقال له الكَرّاز‪ .‬وطعام‬
‫َكفْنٌ‪ :‬ل ِملْح فيه‪ .‬وقوم ُم ْكفِنُون‪ :‬ل مِلح عندهم؛ عن ا َلجَريّ‪ .‬قال‪:‬‬
‫صقَلة بن‬
‫ومنه قول علي بن أَب طالب‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬ف كتابه إِل عامله مَ ْ‬
‫ص ْمتَ ل أَياما‪ ،‬وتص ّد ْقتَ بطائفة من‬ ‫هُبَية‪ :‬ما كان عليك أَن لو ُ‬
‫ك مِرارا َكفْنا‪ ،‬فإِن تلك سيةُ‬ ‫طعامك ُمحَْتسِبا‪ ،‬وأَكلت طَعامَ َ‬
‫الَنبياء وآدابُ الصالي‪.‬‬
‫وال َكفْنة‪ :‬شجر‪.‬‬
‫@كمن‪َ :‬كمَنَ ُكمُونا‪ :‬اخْتَفى‪ .‬و َكمَن له َي ْكمُن كُمونا و َكمِن ‪:‬‬
‫اسَتخْفى‪ .‬وكم َن فلنٌ إِذا استخفى ف مَ ْكمَنٍ ل ُيفْطَنُ له‪ .‬وأَ ْكمَن‬
‫غيَه‪ :‬أَخفاه‪ .‬ولكل َح ْرفٍ َم ْكمَنٌ إِذا مَرّ به الصوتُ أَثاره‪ .‬وكلّ‬
‫شيءٍ استتر بشي ٍء فقد َكمَن فيه كُمونا‪ .‬وف الديث‪ :‬جاءَ رسول ال‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬وأَبو بكر‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬ف َكمَنا ف بعض حِرار الدينة‬
‫أَي استترا واستخفيا؛ ومنه ال َك ِميُ ف الرب معروف‪ ،‬والِرار‪ :‬جع‬
‫َحرّة وهي الَرض ذات الجارة السّود‪ ،‬قال ابن سيده‪ :‬الكَميُ ف الرب‬
‫الذي َن َي ْكمُنون‪ .‬وأَمرٌ فيه َك ِميٌ أَي فيه دَغَلٌ ل ُيفْطَن له‪ .‬قال‬
‫الَزهري‪َ :‬ك ِميٌ بعن كامِن مثل عَليم وعال‪ .‬وناقة َكمُونٌ‪ :‬كَتُوم‬
‫حتْ‪ ،‬وف الحكم‪ :‬إِذا ل تَُبشّر بذَنبها ول‬ ‫للّقاح‪ ،‬وذلك إِذا لَ ِق َ‬
‫شوَلن ذنَبِها‪ .‬وقال ابن شيل‪ :‬ناقة‬ ‫َتشُل‪ ،‬وإِنا ُيعْرَف حلُها ب َ‬
‫َكمُونٌ إِذا كانت ف مُنْيَتِها وزادت على عشر ليال إِل خس عشرة ل‬
‫ُيسْتَْيقَ ُن لِقاحُها‪ .‬وحُ ْز ٌن ُمكْتَمِ ٌن ف القلب‪ُ :‬مخَْتفٍ‪ .‬والكُمْنةُ‪:‬‬
‫ب و ُحمْرة تَبقى ف العي من َرمَ ٍد يُساء علجُه فُت ْكمَن‪ ،‬وهي‬ ‫َجرَ ٌ‬
‫َمكْمونة؛ وأَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫قل‬ ‫سِلحُها مُ ْقلَةٌ َت َرقْرَ ُ‬
‫حذَلْ با ُكمْنةٌ ول َر َمدُ‬ ‫َت ْ‬
‫وف الديث عن أَب أُمامة الباهلي قال‪ :‬نى رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬عن قتل عَوامر البيوت إِ ّل ما كان من ذي ال ّطفْيَتَيْنِ‬
‫خ ِدجُ منه النساء‪.‬‬ ‫والَبْتَر‪ ،‬فإِنما ُي ْكمِنان الََبصارَ أَو ُي ْكمِهان وَت ْ‬
‫قال شر‪ :‬ال ُكمْن ُة و َرمٌ ف الَجفان‪ ،‬وقيل‪ :‬قَ ْرحٌ ف الآقي‪ ،‬ويقال‪:‬‬
‫س و ُحمْرة؛ قال ابن مقبل‪:‬‬ ‫ِحكّة ويُبْ ٌ‬
‫َتَأوّبَن الداءُ الذي أَنا حا ِذرُهْ‪،‬‬
‫كما اعتاد ‪ *. . .‬من الليلِ عائِرُهْ‬
‫(* كذا بياض بالصل)‪.‬‬
‫ومن رواه بالاء ُي ْكمِهان‪ ،‬فمعناه ُي ْعمِيان‪ ،‬من الَكْمه وهو الَعمى‪،‬‬
‫لفْن و ِغلَظٌ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أُكالٌ يأُْخذ ف جفن العي‬ ‫وقيل‪ :‬هو ورم ف ا َ‬
‫فتحم ّر له فتصي كأَنا رمداء‪ ،‬وقل‪ :‬هي ظلمة تأْخذ ف البصر‪ ،‬وقد‬
‫َكمَِنتْ عينُه َت ْكمَنُ ُكمْنة شديدة و ُكمَِنتْ‪ .‬وا ُلكَْتمِنُ‪ :‬الَزينُ؛ قال‬
‫الطرماح‪:‬‬
‫عَوا ِسفُ َأوْساطِ الُفو ِن َيسُفْنَها‬
‫ُبكَْتمِنٍ‪ ،‬من لعِج الُ ْزنِ‪ ،‬واتِنِ‬
‫ا ُلكَْتمِنُ‪ :‬الاف الضمر‪ ،‬والواتِنُ‪ :‬القيم‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الذي َخلَصَ‬
‫إِل الوَِتيِ‪.‬‬
‫سمْسِم‪ ،‬واحدته‬ ‫ق من ال ّ‬
‫وال َكمّون‪ ،‬بالتشديد‪ :‬معروف َحبّ أَد ّ‬
‫َكمّونةٌ‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬ال َكمّون عرب معروف زعم قوم أَنه السّنّوتُ؛‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫حتُ كالكَمّون ماَتتْ عُروقُه‪،‬‬ ‫فأَصَب ْ‬
‫وأَغصانُه ما ُيمَنّونَه ُخضْرُ‬
‫ودارَ ُة َمكْمِ ٍن‬
‫(* قوله «ودارة مكمن» ضبطها الجد كمقعد‪ ،‬وضبطها ياقوت‬
‫كالتكملة بكسر اليم)‪ :‬موضع؛ عن كراع‪ .‬و َمكْمِنٌ‪ :‬اسم رملة ف ديار‬
‫قيس؛ قال الراعي‪:‬‬
‫بدارَ ِة َمكْمِ ٍن ساقتْ إِليها‬
‫ح الصّْيفِ َأرْآما وعِينَا‬ ‫رِيا ُ‬
‫@كنن‪ :‬الكِ ّن والكِنّةُ والكِنَانُ‪ :‬وِقاء كل شي ٍء وسِتْرُه‪ .‬والكِنّ‪:‬‬
‫البيت أَيضا‪ ،‬والمع أَكْنانٌ وَأكِنةٌ‪ ،‬قال سيبويه‪ :‬ول يكسروه على‬
‫ُفعُلٍ كراهية التضعيف‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬وجعَ َل لكم من البالِ‬
‫ضحِكَ؛‬ ‫أَكْنانا‪ .‬وف حديث الستسقاء‪ :‬فلما رأَى سُ ْرعَتَهم إِل الكِنّ َ‬
‫الكِنّ‪ :‬ما يَرُدّ الَرّ والبْ َد من الَبنية والساكن‪ ،‬وقد كَننْتُه‬
‫أَكُنّه كَنّا‪ .‬وف الديث‪ :‬على ما اسَْتكَ ّن أَي اسْتَتَر‪ .‬والكِنّ‪:‬‬
‫كلّ شي ٍء َوقَى شئا فهو ِكنّه وكِنانُه‪ ،‬والفعل من ذلك َكنَْنتُ الشيء‬
‫أَي جعلته ف كِنّ‪ .‬وكَنّ الشيءَ َيكُنّه كَنّا وكُنونا وأَكَنّه‬
‫وكَنّنَه‪ :‬ستره؛ قال الَعلم‪:‬‬
‫سخَطُ َغ ْزوَنا رجلٌ َس ِميٌ‬ ‫أََي ْ‬
‫ُتكَنّنُه السّتارةُ والكنِيفُ؟‬
‫والسم الكِنّ‪ ،‬وكَنّ الشيءَ ف صدره َيكُنّه كَنّا وَأكَنّه‬
‫واكْتَنّه كذلك؛ وقال رؤبة‪:‬‬
‫إِذا الَبخِيلُ َأمَرَ الُنُوسا‬
‫شَيْطانُه وأَكْثَر الّت ْهوِيسا‬
‫ف صدره‪ ،‬واكتَنّ أَن َيخِيسا‬
‫وكَ ّن َأمْرَه عنه كَنّا‪ :‬أَخفاه‪ .‬واسَْتكَنّ الشيءُ‪ :‬اسَتتَر؛ قالت‬
‫النساء‪:‬‬
‫ول يتَن ّورْ نارَه الضيفُ َموْهِنا‬
‫سفْرِ‬‫إِل َعَلمٍ ل يسَتكِ ّن من ال ّ‬
‫وقال بعضهم‪َ :‬أكَنّ الشيءَ‪ :‬سَتَره‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬أَو‬
‫أَكنَنْتُم ف أَن ُفسِكم؛ أَي أَخفَيْتم‪ .‬قال ابن بري‪ :‬وقد جاءَ كنَنتُ ف‬
‫الَمرين‬
‫(* قوله «ف المرين» أي الستر والصيانة من الشمس والسرار ف النفس‬
‫كما يعلم من الوقوف على عبارة الصحاح التية ف قوله‪ :‬وكننت الشيء سترته‬
‫وصنته) ‪ .‬جيعا؛ قال ا ُلعَيْ ِطيّ‪:‬‬
‫قد يكُْتمُ الناسُ أَسرارا فأَ ْعَلمُها‪،‬‬
‫ت َمكْنُون‬ ‫وما يَنالُون حت ا َلوْ ِ‬
‫قال الفراء‪ :‬للعرب ف أَكنَْنتُ الشيءَ إِذا ستَرْتَه لغتان‪ :‬كنَنْتُه‬
‫شدُون‪:‬‬ ‫وأَكنَنْتُه بعن؛ وأَن َ‬
‫ث قُدامَاتٍ‪،‬‬ ‫ث من ثَل ِ‬ ‫ثل ٌ‬
‫صقِيعِ‬
‫من اللّئي َتكُ ّن من ال ّ‬
‫وبعضهم يرويه‪ُ :‬تكِنّ من أَكنَْنتُ‪ .‬وكَنَْنتُ الشيءَ‪ :‬سَتْرتُه‬
‫وصُنْتُه من الشمس‪ .‬وأَكنَنْتُه ف نفسي‪َ :‬أسْ َررْتُه‪ .‬وقال أَبو زيد‪:‬‬
‫كنَنْتُه وأَكَننْتُه بعن ف الكِنّ وف النّفس جعا‪ ،‬تقول‪ :‬كَنَْنتُ‬
‫العلم وأَكنَنْتُه‪ ،‬فهو َمكْنونٌ و ُمكَنّ‪ .‬وكَنَْنتُ الاريةَ وأَكنَنْتُها‪،‬‬
‫ض َمكْنونٌ؛ أَي‬ ‫فهي َمكْنونة و ُمكَنّة؛ قال ال تعال‪ :‬كأَن ّن بَيْ ٌ‬
‫مستور من الشمس وغيها‪ .‬والَكِنّةُ‪ :‬الَغ ِطيَةُ؛ قال ال تعال‪:‬‬
‫وج َعلْنا على قلوبم أَكِنّة أَن َي ْف َقهُوهُ‪ ،‬والواحد كِنانٌ؛ قال ُعمَرُ‬
‫بن أَب ربيعة‪:‬‬
‫ب مَنْزِلُ‬‫هاجَ ذا ال َقلْ َ‬
‫س ال َعهْ ِد ُمحْوِلُ‬ ‫دارِ ُ‬
‫أَيّنا باتَ ليلةً‬
‫ي يُوبَلُ‬ ‫بَيْ َن ُغصْنَ ِ‬
‫تتَ عَيْ ٍن كِنَانُنا‪،‬‬
‫ظِ ّل بُرْ ٍد مُرَحّلُ‬
‫قال ابن بري‪ :‬صواب إِنشاده‪:‬‬
‫ب مُرَحّلُ‬ ‫بُرْ ُد َعصْ ٍ‬
‫قال‪ :‬وأَنشده ابن دريد‪:‬‬
‫تتَ ظِلّ كِنانُنا‪،‬‬
‫َفضْلُ بُرْ ٍد ُي َهلّلُ‬
‫(* قوله «يهلل» كذا بالصل مضبوطا ول نعثر عليه ف غي هذا الحل‬
‫ولعله مهلهل)‪.‬‬
‫ل ْقدُ؛ قال زهي‪:‬‬ ‫واكتَنّ واسَْتكَنّ‪ :‬اسْتَتَر‪ .‬وا ُلسَْتكِنّةُ‪ :‬ا ِ‬
‫وكان طَوى َكشْحا على مُستكِنّةٍ‪،‬‬
‫جمِ‬
‫ج ْم َ‬
‫فل هو أَبْداها ول ََت َ‬
‫وكَنّه َيكُنّه‪ :‬صانه‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬كأَننّ َبيْضٌ مكنون؛‬
‫ب للشيء‬ ‫ض َمكْنونٌ‪ ،‬فكأَنه مَذْ َه ٌ‬ ‫وأَما قوله‪ :‬لُؤْلؤٌ َمكْنون وبَيْ ٌ‬
‫يُصانُ‪ ،‬وإِحداها قريبة من الُخرى‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬كَنَْنتُ الشيءَ‬
‫أَكُنّه وأَكنَنْتُه ُأكِنّه‪ ،‬وقال غيه‪ :‬أَكْنَْنتُ الشيءَ إِذا سَتْرتَه‪،‬‬
‫وكَننْتُه إِذا صُنتَه‪ .‬أَبو عبيد عن أَب زيد‪ :‬كنَْنتُ الشيءَ وأَكنَنْتُه‬
‫س مثلُها‪ .‬وَتكَنّى‪ :‬لزِمَ الكِنّ‪ .‬وقال رجل‬ ‫ف الكِ ّن وف الّنفْ ِ‬
‫من السلمي‪ :‬رأَيت ِعلْجا يوم القادِسية قد َتكَنّى و َتجّى‬
‫فقَتلْتُه؛ تجّى أَي زَم َزمَ‪ .‬والَكنانُ‪ :‬الغِيانُ ونوها ُيسْتكَنّ فيها‪،‬‬
‫واحدها كِنّ و ْت َمعُ أَكِنّة‪ ،‬وقيل‪ :‬كِنانٌ وَأكِنّة‪ .‬واسْتكَنّ‬
‫ت و ْجهَها‬ ‫الرجلُ واكْتَنّ‪ :‬صار ف كِنّ‪ .‬واكتَّنتِ الرأَةُ‪ :‬غ ّط ْ‬
‫صفّةِ تكون‬ ‫سدّ ُة كال ّ‬‫وسَتَرَتْه حَيا ًء من الناس‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الكُنّ ُة وال ّ‬
‫بي يدي البيت‪ ،‬وال ّظلّة تكون بباب الدار‪ .‬وقال الَصمعي‪ :‬الكُنّة هي‬
‫الشي ُء ُيخْرِجُه الرج ُل من حائطه كالَناحِ ونوه‪ .‬ابن سيده‪:‬‬
‫سقِفة ُتشْرَعُ فوقَ‬ ‫والكُنّة‪ ،‬بالضم‪ ،‬جناح ُتخْ ِرجُه من الائط‪ ،‬وقيل‪ :‬هي ال ّ‬
‫خدَع أَو رَفّ‬ ‫باب الدار‪ ،‬وقيل‪ :‬ال ّظلّة تكون هنالك‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ُم ْ‬
‫ُيشْ َرعُ ف البيت‪ ،‬والمع كِنَانٌ وكُنّات‪.‬‬
‫والكِنانة‪َ :‬جعْبة السّهام تُتّخ ُذ من جُلود ل خَشب فيها أَو من خشب‬
‫لعْبة غي أَنا صغية تتخذ‬ ‫ل جلود فيها‪ .‬الليث‪ :‬الكِنَانة كا َ‬
‫للنّبْل‪ .‬ابن دريد‪ :‬كِنانة النّبْل إِذا كانت من أَدم‪ ،‬فإِن كانت من خشب فهو‬
‫َجفِي‪ .‬الصحاح‪ :‬الكِنانةُ الت تعل فيها السهام‪..‬‬
‫والكَنّةُ‪ ،‬بالفتح‪ :‬امرأَة البن أَو الَخ‪ ،‬والمع كَنائِنُ‪ ،‬نادر‬
‫كأَنم توهوا فيه َفعِيلة ونوها ما يكسر على فعائل‪ .‬التهذيب‪ :‬كل َفعْلةٍ‬
‫أَو ِفعْلة أَو ُفعْلة من باب التضعيف فإِنا تمع على فَعائل‪ ،‬لَن‬
‫ضمّ َفعْلً‬
‫الفعلة إِذا كانت نعتا صارت بي الفاعلة والفَعيل والتصريف َي ُ‬
‫ص ْلبٌ وصَليب‪ ،‬فردّوا الؤنث من هذا‬ ‫إِل فعيل‪ ،‬كقولك َج ْلدٌ و َجلِيد و ُ‬
‫النعت إِل ذلك الَصل؛ وأَنشد‪:‬‬
‫َي ُقلْنَ كُنّا مرّةً شَبائِبا‬
‫َقصَرَ شابّ َة فجعلها شَبّةً ث جعها على الشّبائب‪ ،‬وقال‪ :‬هي‬
‫َحنّتُه وكَنّتُه وفِراشه وإِزاره و ْنضَتُه ولِحافه كله واحد‪ .‬وقال‬
‫الزّبرقان بن بدْر‪ :‬أَبغَضُ كَنائن ِإلّ ال ّطلَعةُ الُبَأَة‪ ،‬ويروى‪:‬‬
‫ال ّطلَعةُ القُبَعة‪ ،‬يعن الت تَ َطلّ ُع ث ُتدْخِ ُل رْأسَها ف الكِنّة‪.‬‬
‫وف حديث أُبَيّ أَنه قال ل ُعمَر والعباس وقد استأْذنا عليه‪ :‬إِن‬
‫كَنّتكُما كانت تُرَ ّجلُن؛ الكَنّةُ‪ :‬امرأَة البن وامرأَة الَخ‪ ،‬أَراد‬
‫امرأَته فسماها كَنَّتهُما لَنه أَخوها ف الِسلم؛ ومنه حديث ابن‬
‫العاص‪ :‬فجاءَ يتَعاهدُ كَنّتَه أَي امرأَة ابنه‪ .‬والكِنّةُ والكْتِنانُ‪:‬‬
‫البَياضُ‪.‬‬
‫والكانونُ‪ :‬الثّقيلُ الوَخِم ابن الَعراب‪ :‬الكانون الثقيل من الناس؛‬
‫وأَنشد للحطيئة‪:‬‬
‫أَغِرْبالً إِذا اسْتُودِعْت سِرّا‪،‬‬
‫وكانونا على الُتَحدّثِينا؟‬
‫أَبو عمرو‪ :‬الكَوانيُ الثّقلء من الناس‪ .‬قال ابن بري‪ :‬وقيل الكانون‬
‫الذي يلس حت يََتحََّى الَخبارَ والََحاديث ليَنقُلها؛ قال أَبو‬
‫َدهْبل‪:‬‬
‫وقد قَ َطعَ الواشون بين وبينها‪،‬‬
‫ون ُن إِل أَن يُوصَل البْ ُل أَح َوجُ‬
‫فَلْيتَ كوانِينا من اهْلي وأَهلها‪،‬‬
‫بأَ ْج َمعِهم ف ُلجّة البحرِ‪َ ،‬لجّجوا‬
‫الوهري‪ :‬والكانونُ والكانونةُ ا َل ْوِقدُ‪ ،‬والكانونُ ا ُلصْطَلى‪.‬‬
‫والكانونان‪ :‬شهران ف قلب الشتاء‪ ،‬رُوميّة‪ :‬كانون ا َلوّل‪ ،‬وكانونُ الخر؛‬
‫هكذا يسميهما أَهل الروم‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬وهذان الشهران عند العرب ها‬
‫ا َلرّاران والَبّاران‪ ،‬وها شهرا قُماحٍ وقِماحٍ‪ .‬وبنو كُنّة‪ :‬بطنٌ‬
‫من العرب نسبوا إِل ُأمّهم‪ ،‬وقاله الوهري بفتح الكاف‪ .‬قال ابن بري‪ :‬قال‬
‫ابن دريد بنو كُنّة‪ ،‬بضم الكاف‪ ،‬قال‪ :‬وكذا قال أَبو زكريا؛ وأَنشد‪:‬‬
‫غَزا ٌل ما رأَيتُ الَْيوْ‬
‫َم ف دارِ بَن كُنّهْ‬
‫رَخِي ٌم َيصْرَعُ ا ُل ْسدَ‬
‫ض ْعفٍ من الُنّهْ‬ ‫على َ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬كَْنكَ َن إِذا هرَِب‪ .‬وكِنانة‪ :‬قبيلة من ُمضَر‪ ،‬وهو‬
‫كِنانة بن خُزَية بن ُمدْرِكة بن الياسِ بن ُمضَر‪ .‬وبنو كِنانة أَيضا‪ :‬من‬
‫َت ْغِلبَ بن وائ ٍل وهم بنو ِع َكبّ يقال لم قُ َريْشُ َتغِْلبَ‬
‫(* زاد‬
‫الجد كالصاغان‪ :‬كنكن إذا كسل وقعد ف البيت‪ .‬ومن أساء زمزم الكنونة‪،‬‬
‫وقال الفراء‪ :‬النسبة إل بن كنة بالضم كن وكن بالضم والكسر)‪.‬‬
‫@كهن‪ :‬الكاهنُ‪ :‬معروف‪َ .‬كهَ َن له َي ْكهَ ُن ويكهُنُ و َكهُنَ كَهانةً‬
‫وت َكهّ َن ت َكهّنا وَت ْكهِينا‪ ،‬الَخي نادر‪ :‬قَضى له بالغيب‪ .‬الَزهري‪:‬‬
‫َقلّما يقال إِل ت َكهّنَ الرجلُ‪ .‬غيه‪َ :‬كهَن كِهان ًة مثل َكتَب يكتُب‬
‫كِتابة إِذا ت َكهّنَ‪ ،‬و َكهُن كَهانة إِذا صار كاهِنا‪ .‬ورجل كاهِ ٌن من‬
‫قوم َكهَنةٍ و ُكهّان‪ ،‬وحِرْفتُه الكِهانةُ‪ .‬وف الديث‪ :‬نى عن ُحلْوان‬
‫الكاهن؛ قال‪ :‬الكاهِنُ الذي يَتعاطي البَ عن الكائنات ف مستقبل الزمان‬
‫ويدّعي معرفة الَسرار‪ ،‬وقد كان ف العرب َكهَنةٌ كشِ ّق وسطيح وغيها‪،‬‬
‫فمنهم من كان يَزْعُم أَن له تابعا من الن ورَئِيّا يُلقي إِليه‬
‫الَخبار‪ ،‬ومنهم من كان يزعم أَنه يعرف الُمور بُقدّمات أَسباب يستدل با‬
‫على مواقعها من كلم من يسأَله أَو فعله أَو حاله‪ ،‬وهذا ُيصّونه باسم‬
‫العَرّاف كالذي يدّعي معرفة الشيء السروق ومكان الضالة ونوها‪ .‬وما‬
‫كان فلنٌ كاهِنا ولقد َكهُنَ‪ .‬وف الديث‪ :‬من أَتى كاهِنا أَو عَرّافا‬
‫صدّقهم‪ .‬ويقال‪َ :‬كهَن لم إِذا‬ ‫فقد َكفَر با أُنزِل على ممد أَي من َ‬
‫قال لم قولَ ال َكهَنة‪ .‬قال الَزهري‪ :‬وكانت الكَهان ُة ف العرب قبل مبعث‬
‫سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فلما بُعث نَبِيّا وحُ ِرسَت‬
‫شهُب ومُنِعت ال ّن والشياطيُ من استراق السمع وإِلقائه إِل‬ ‫السماء بال ّ‬
‫ال َكهَن ِة بطل علم الكَهانة‪ ،‬وأَزهق ال أَباطيلَ ال ُكهّان بالفُرْقان‬
‫الذي فَرَقَ ال‪ ،‬عز وجل‪ ،‬به بي الق والباطل‪ ،‬وأَطلع ال سبحانه‬
‫نبيه‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬بالوَ ْح ِي على ما شا َء من علم الغُيوب الت َعجَزت‬
‫الكَهنةُ عن الِحاطة به‪ ،‬فل كَهان َة اليوم بمد ال ومَنّه وإِغنائه‬
‫بالتنيل عنها‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬وقوله ف الديث من أَتى كاهنا‪ ،‬يشتمل‬
‫على إِتيان الكاهن والعرّاف والَُنجّم‪ .‬وف حديث الَني‪ :‬إِنا هذا‬
‫جعِه الذي َسجَع‪ ،‬ول‬ ‫من إِخوان ال ُكهّان؛ إِنا قال له ذلك من أَجل َس ْ‬
‫جعُه من الباطل‪ ،‬فإِنه قال‪:‬‬ ‫سجْع دون ما تضمّن َس ْ‬ ‫َيعِبْه بجرّد ال ّ‬
‫ي من ل أَكَ َل ول شَرِب ول ا ْستَهلّ ومثل ذلك يُطَلّ‪ ،‬وإِنا‬ ‫كيف َندِ َ‬
‫ضرَب الثل بال ُكهّان لَنم كانوا يُ َروّجون أَقاويلهم الباطلة‬
‫بأَسجاع تروق السامعي‪ ،‬ويسَْتمِيلون با القلوب‪ ،‬ويَستصغون إِليها ا َلسْماع‪،‬‬
‫فأَما إِذا وَضَع السّجع ف مواضعه من الكلم فل ذمّ فيه‪ ،‬وكيف‬
‫ُي َذمّ وقد جاءَ ف كلم سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كثيا‪ ،‬وقد‬
‫تكرر ذكره ف الديث مفردا وجعا واسا وفعلً‪ .‬وف الديث‪ :‬إِن‬
‫ق السم َع ف الاهلية وتُلقيه إِل ال َكهَنة‪ ،‬فتَزيدُ فيه‬ ‫الشياطي كانت َتسْترِ ُ‬
‫ما تزي ُد وَتقْبلُه ال ُكفّار منهم‪ .‬والكاهِ ُن أَيضا ف كلم العرب‬
‫(*‬
‫قوله «والكاهن أيضا إل» ويقال فيه‪ :‬الكاهل باللم كما ف التكملة) ‪:‬‬
‫الذي يقوم بأَمر الرجل وَيسْعى ف حاجته والقيام بأَسبابه وأَمر حُزانته‪.‬‬
‫والكاهِنان‪َ :‬حيّان‪ .‬الَزهري‪ :‬يقال لقُرَيْظة والنّضي الكاهِنانِ‪،‬‬
‫وها قَبِيل اليهود بالدينة‪ ،‬وهم أَهل كتاب وَف ْهمٍ وعلم‪ .‬وف حديثٍ‬
‫مرفوع‪ :‬أن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬يرج من الكاهِنَي رجلٌ قرأُ‬
‫القرآن قراءة ل يقرأُ أَحد قراءته؛ قيل‪ :‬إِنه ممد بن كعب القُ َر ِظيّ وكان‬
‫من أَولدهم‪ ،‬والعرب تسمي كل من تعاطى علما دقيقا كاهِنا‪ ،‬ومنهم من‬
‫كان يسمي النجم والطبيبَ كاهنا‪.‬‬
‫لدَثُ‪ ،‬وقد كان َكوْنا وكَيْنُونة؛ عن اللحيان‬ ‫@كون‪ :‬ال َك ْونُ‪ :‬ا َ‬
‫وكراع‪ ،‬والكَيْنونة ف مصدر كا َن يكونُ أَحسنُ‪ .‬قال الفراء‪ :‬العرب تقول ف‬
‫ت طَيْرُورَة و ِحدْتُ حَْيدُودَة‬
‫ذوات الياء ما يشبه زِ ْغتُ وسِرْتُ‪ :‬طِرْ ُ‬
‫ضتُ‪،‬‬ ‫فيما ل يصى من هذا الضرب‪ ،‬فأَما ذوات الواو مثل ُق ْلتُ ورُ ْ‬
‫فإِنم ل يقولون ذلك‪ ،‬وقد أَتى عنهم ف أَربعة أَحرف‪ :‬منها الكَيْنُونة من‬
‫كُْنتُ‪ ،‬والدّْيمُومة من ُد ْمتُ‪ ،‬والَْيعُوعةُ من الُواع‪،‬‬
‫والسّْيدُودَة من ُسدْتُ‪ ،‬وكان ينبغي أَن يكون َكوْنُونة‪ ،‬ولكنها لا َقّلتْ ف‬
‫مصادر الواو وكثرت ف مصادر اليا ِء أَلقوها بالذي هو أَكثر ميئا منها‪ ،‬إِذ‬
‫كانت الواو والياء متقاربت الخرج‪ .‬قال‪ :‬وكان الليل يقول كَيْنونة‬
‫فَيْعولة هي ف الَصل كَْيوَنونة‪ ،‬التقت منها ياء وواوٌ والُول منهما‬
‫ساكنة فصيتا ياء مشددة مثل ما قالوا الَيّ ُن من هُْنتُ‪ ،‬ث خففوها فقالوا‬
‫كَيْنونة كما قالوا هَيْ ٌن لَيْنٌ؛ قال الفراء‪ :‬وقد ذهب مَذْهبا إِل‬
‫أَن القول عِندي هو الَول؛ وقول السن بن عُ ْرفُطة‪ ،‬جاهليّ‪:‬‬
‫ك الَ ّق سوَى َأنْ هاجَهُ‬ ‫ل يَ ُ‬
‫َر ْسمُ دارٍ قد َتعَفّى بالسّرَرْ‬
‫إِنا أَراد‪ :‬ل يكن الق‪ ،‬فحذف النون للتقاء الساكني‪ ،‬وكان حكمه إِذا‬
‫ح ِذفَها‬
‫وقعت النون موقعا ُتحَ ّركُ فيه فَت ْقوَى بالركة أَن ل َي ْ‬
‫لَنا بركتها قد فارقت شِبْ َه حروف الّليِ‪ ،‬إِذ كُنّ ل َيكُنّ إِل‬
‫َسوَاكِنَ‪ ،‬وحذفُ النون من يكن أَقبح من حذف التنوين ونون التثنية‬
‫والمع‪ ،‬لَن نون يكن أَصل وهي لم الفعل‪ ،‬والتنوين والنون زائدان‪ ،‬فالذف‬
‫منهما أَسهل منه ف لم الفعل‪ ،‬وحذف النون أَيضا من يكن أَقبح من حذف النون‬
‫من قوله‪ :‬غي الذي قد يقال ِملْكذب‪ ،‬لَن أَصله يكون قد حذفت منه الواو‬
‫للتقاء الساكني‪ ،‬فإِذا حذفت منه النون أَيضا للتقاء الساكني أَجحفت‬
‫به لتوال الذفي‪ ،‬ل سيما من وجه واحد‪ ،‬قال‪ :‬ولك أَيضا أَن تقول إِن من‬
‫حرفٌ‪ ،‬والذف ف الرف ضعيف إِل مع التضعيف‪ ،‬نو ِإنّ وربّ‪ ،‬قال‪ :‬هذا‬
‫قول ابن جن‪ ،‬قال‪ :‬وأَرى أَنا شيئا غي ذلك‪ ،‬وهو أَن يكون جاء بالق‬
‫ك مثل قوله عز وجل‪ :‬ول يكُ شيئا؛ فلما‬ ‫بعدما حذف النون من يكن‪ ،‬فصار ي ُ‬
‫َق ّدرَهُ يَك‪ ،‬جاء بالق بعدما جاز الذف ف النون‪ ،‬وهي ساكنة تفيفا‪،‬‬
‫فبقي مذوفا باله فقال‪ :‬ل َيكُ الَقّ‪ ،‬ولو َقدّره يكن فبقي مذوفا‪،‬‬
‫ث جاء بالق لوجب أَن يكسر للتقاء الساكني فَي ْقوَى بالركة‪ ،‬فل يد‬
‫سبيلً إِل حذفها إِل مستكرها‪ ،‬فكان يب أَن يقول ل يكن الق‪ ،‬ومثله‬
‫قول الَْنجَر بن صخر الَسدي‪:‬‬
‫ت وَسامةً‪،‬‬ ‫فِإنْ ل تَكُ الِرآةُ أَْبدَ ْ‬
‫فقد أَْبدَتِ الِرآةُ َجبْهةَ ضَْي َغمِ‬
‫يريد‪ :‬فإِن ل تكن الرآة‪ .‬وقال الوهري‪ :‬ل يك أَصله يكون‪ ،‬فلما دخلت‬
‫عليها ل جزمتها فالتقى ساكنان فحذفت الواو فبقي ل يكن‪ ،‬فلما كثر‬
‫استعماله حذفوا النون تفيفا‪ ،‬فإِذا تركت أَثبتوها‪ ،‬قالوا ل َيكُنِ الرجلُ‪،‬‬
‫وأَجاز يونس حذفها مع الركة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ت من هّة الفَت‪،‬‬ ‫ك الاجا ُ‬ ‫إِذا ل تَ ُ‬
‫فليس ُبغْنٍ عنكَ َع ْقدُ الرّتاِئمِ‬
‫ومثله ما حكاه قُطْرُب‪ :‬أَن يونس أَجاز ل يكُ الرجل منطلقا؛ وأَنشد‬
‫بيت السن بن عُ ْرفُطة‪:‬‬
‫ك الَقّ سوى أَن هاجَه‬ ‫ل يَ ُ‬
‫ك مُذْ كنت أَي مذ‬ ‫والكائنة‪ :‬الادثة‪ .‬وحكى سيبوية‪ :‬أَنا أَ ْع ِرفُ َ‬
‫ُخِل ْقتَ‪ ،‬والعنيان متقاربان‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الّت َك ّونُ الّتحَرّك‪ ،‬تقول‬
‫العرب لن َتشَْنؤُه‪ :‬ل كانَ ول َت َك ّونَ؛ ل كان‪ :‬ل ُخلِقَ‪ ،‬ول‬
‫َت َكوّن‪ :‬ل َتحَرّك أَي مات‪ .‬والكائنة‪ :‬الَمر الادث‪ .‬و َكوّنَه‬
‫فَت َكوّن‪ :‬أَحدَثَه فحدث‪ .‬وف الديث‪ :‬من رآن ف النام فقد رآن فإِن‬
‫الشيطان ل يَت َكوّنُن‪ ،‬وف رواية‪ :‬ل يَت َك ّونُ على صورت‬
‫(* قوله «على‬
‫صورت» كذا بالصل‪ ،‬والذي ف نسخ النهاية‪ :‬ف صورت‪ ،‬أَي يتشبه ب ويتصور‬
‫بصورت‪ ،‬وحقيقته يصي كائنا ف صورت) ‪ .‬و َك ّونَ الشيءَ‪ :‬أَحدثه‪ .‬وال‬
‫ُم َكوّنُ الَشياء يرجها من العدم إل الوجود‪ .‬وبات فلن بكِين ِة َسوْءٍ‬
‫وبِيبةِ َسوْ ٍء أَي بالة سَوءٍ‪ .‬والكان‪ :‬الوضع‪ ،‬والمع َأ ْمكِنة‬
‫وأَماكِنُ‪ ،‬توهّموا اليم أَصلً حت قالوا َت َمكّن ف الكان‪ ،‬وهذا كما‬
‫قالوا ف تكسي ا َلسِيل َأ ْمسِلة‪ ،‬وقيل‪ :‬اليم ف الكان أَصل كأَنه من‬
‫الّت َمكّن دون ال َك ْونِ‪ ،‬وهذا يقويه ما ذكرناه من تكسيه على‬
‫َأ ْفعِلة؛ وقد حكى سيبويه ف جعه َأ ْمكُنٌ‪ ،‬وهذا زائد ف الدللة على أَن وزن‬
‫الكلمة َفعَال دون َمفْعَل‪ ،‬فإن قلت فان َفعَا ًل ل يكسر على َأ ْفعُل إل‬
‫أَن يكون مؤنثا كأَتانٍ وآتُنٍ‪ .‬الليث‪ :‬الكان اشتقاقُه من كان يكون‪،‬‬
‫ولكنه لا كثر ف الكلم صارت اليم كأَنا أَصلية‪ ،‬والكانُ مذكر‪ ،‬قيل‪:‬‬
‫توهوا‬
‫(* قوله «قيل توهوا إل» جواب قوله فان قيل فهو من كلم ابن سيده‪،‬‬
‫وما بينهما اعتراض من عبارة الزهري وحقها التأخر عن الواب كما ل‬
‫يفى) ‪ .‬فيه طرح الزائد كأَنم َكسّروا َمكَنا وَأ ْمكُنٌ‪ ،‬عند سيبويه‪ ،‬ما‬
‫ُكسّرَ على غي ما ُي َكسّرُ عليه مثلُه‪ ،‬و َمضَْيتُ مَكانت و َمكِينَت‬
‫أي على طِيّت‪ .‬والستِكانة‪ :‬الضوع‪ .‬الوهري‪ :‬والَكانة النلة‪.‬‬
‫ي عند فلن بَيّنُ الكانة‪ .‬والكانة‪ :‬الوضع‪ .‬قال تعال‪ :‬ولو‬ ‫وفل ٌن َمكِ ٌ‬
‫سخْناهم على مَكانتهم؛ قال‪ :‬ولا كثرلزوم اليم ُتوُهّمت‬ ‫نشا ُء َل َ‬
‫سكَنَ؛ ذكر الوهري ذلك ف‬ ‫أَصلية فقيل َت َمكّن كما قالوا من السكي َت َم ْ‬
‫هذه الترجة‪ ،‬قال ابن بري‪َ :‬م ِكيٌ َفعِيل ومَكان فَعال ومَكانةٌ فَعالة‬
‫ليس شيء منها من ال َكوْن فهذا سهوٌ‪ ،‬وَأ ْمكِنة َأ ْفعِلة‪ ،‬وأَما تسكن فهو‬
‫َت َمفْعل كَت َم ْدرَع مشتقّا من ا ِلدْرَعة بزيادته‪ ،‬فعلى قياسه يب ف‬
‫تكّنَ َتكْونَ لَنه تفْعل على اشتقاقه ل تكّنَ‪ ،‬وتكّ َن وزنه‬
‫ت َفعّلَ‪ ،‬وهذا كله سهو وموضعه فصل اليم من باب النون‪ ،‬وسنذكره هناك‪.‬‬
‫وكان ويكون‪ :‬من الَفعال الت ترفع الَساء وتنصب الَخبار‪ ،‬كقولك كان‬
‫زيد قائما ويكون عمرو ذاهبا‪ ،‬والصدر َكوْنا وكيانا‪ .‬قال الَخفش ف‬
‫كتابه الوسوم بالقواف‪ :‬ويقولون َأزَيْدا كُْنتَ له؛قال ابن جن‪:‬‬
‫ظاهره أَنه مكيّ عن العرب لَن الَخفش إنا يتج بسموع العرب ل بقيس‬
‫النحويي‪ ،‬وإذا كان قد سع عنهم أَزيدا كنت له‪ ،‬ففيه دللة على جواز‬
‫تقدي خب كان عليها‪ ،‬قال‪ :‬وذلك انه ل يفسر الفعل الناصب الضمر إل با‬
‫لو حذف مفعوله لتسلط على السم الَول فنصبه‪ ،‬أَل تَراكَ تقول أَزيدا‬
‫ضربته‪ ،‬ولو شئت لذفت الفعول فتسلطتْ ضربت هذه الظاهرة على زيد نفسه‬
‫فقلت أَزيدا ضربت‪ ،‬فعلى هذا قولم أَزيدا كنت له يوز ف قياسه أَن تقول‬
‫أَزيدا ُكْنتَ‪ ،‬ومثّل سيبويه كان بالفعل التعدّي فقال‪ :‬وتقول‬
‫كُنّاهْم كما تقول ضربناهم‪ ،‬وقال إذا ل َتكُنْهم فمن ذا َيكُونُهم كما تقول‬
‫إذا ل تضربم فمن ذا يضربم‪ ،‬قال‪ :‬وتقول هو كائِ ٌن ومَكُونٌ كما تقول‬
‫ض ف وسط الكلم وآخره‪ ،‬ول‬ ‫ضارب ومضروب‪ .‬غيه‪ :‬وكان تدل على خب ما ٍ‬
‫تكون صلَةً ف َأوّله لَن الصلة تابعة ل متبوعة؛ وكان ف معن جاء‬
‫كقول الشاعر‪:‬‬
‫إذا كانَ الشّتاءُ فأَدْفئُون‪،‬‬
‫فإ ّن الشّيْ َخ ُيهْ ِرمُه الشّتاءُ‬
‫قال‪ :‬وكان تأْت باسم وخب‪ ،‬وتأْت باسم واحد وهو خبها كقولك كان‬
‫ا َلمْرُ وكانت القصة أي وقع الَمر ووقعت القصة‪ ،‬وهذه تسمى التامة‬
‫الكتفية؛ وكان تكون جزاءً‪ ،‬قال أَبو العباس‪ :‬اختلف الناس ف قوله تعال‪ :‬كيف‬
‫ُن َكّلمُ من كان ف ا َل ْهدِ صبيّا؛ فقال بعضهم‪ :‬كان ههنا صلة‪،‬‬
‫ومعناه كيف نكلم من هو ف الهد صبيّا‪ ،‬قال‪ :‬وقال الفراء كان ههنا شَرْطٌ‬
‫وف الكلم تعَجبٌ‪ ،‬ومعناه من يكن ف الهد صبيّا فكيف ُي َكّلمُ‪ ،‬وأَما‬
‫قوله عز وجل‪ :‬وكان ال َع ُفوّا َغفُورا‪ ،‬وما أَشبهه فإن أَبا إسحق‬
‫الزجاج قال‪ :‬قد اختلف الناس ف كان فقال السن البصري‪ :‬كان ال َع ُفوّا‬
‫َغفُورا لعباده‪ .‬وعن عباده قبل أَن يلقهم‪ ،‬وقال النحويون البصريون‪:‬‬
‫كَأنّ القوم شا َهدُوا من ال رحة فُأ ْعلِمُوا أَن ذلك ليس بادث وأَن‬
‫ال ل يزل كذلك‪ ،‬وقال قوم من النحويي‪ :‬كانَ وَفعَل من ال تعال‬
‫بنلة ما ف الال‪ ،‬فالعن‪ ،‬وال أَعلم‪ .،‬وال َعفُوّ َغفُور؛ قال أَبو‬
‫إسحق‪ :‬الذي قاله السن وغيه أَدْخَلُ ف العربية وَأشْبَهُ بكلم العرب‪،‬‬
‫وأَما القول الثالث فمعناه يؤُول إل ما قاله السن وسيبويه‪ ،‬إلّ أن‬
‫كون الاضي بعن الال َيقِلّ‪ ،‬وصاحبُ هذا القول له من الجة قولنا‬
‫َغفَر ال لفلن بعن لِيَ ْغفِر ال‪ ،‬فلما كان ف الال دليل على‬
‫الستقبال وقع الاضي مؤدّيا عنها استخفافا لَن اختلف أَلفاظ الَفعال إنا‬
‫وقع لختلف الَوقات‪ .‬وروي عن ابن الَعراب ف قوله عز وجل‪ :‬كُنتُم‬
‫َخيْرَ ُأمّة أُخرجت للناس؛ أَي أَنتم خي أُمة‪ ،‬قال‪ :‬ويقال معناه كنتم‬
‫لوْر بعد ال َكوْنِ‪ ،‬قال‬‫خي أُمة ف علم ال‪ .‬وف الديث‪ :‬أَعوذ بك من ا َ‬
‫ابن الَثي‪:‬ال َكوْ ُن مصدر كان التامّة؛ يقال‪ :‬كان َيكُونُ َكوْنا أَي‬
‫وُ ِجدَ واسَْتقَرّ‪ ،‬يعن أَعوذ بك من النقص بعد الوجود والثبات‪ ،‬ويروى‪:‬‬
‫بعد ال َك ْورِ‪ ،‬بالراء‪ ،‬وقد تقدم ف موضعه‪ .‬الوهري‪ :‬كان إذا جعلته عبارة‬
‫عما مضى من الزمان احتاج إل خب لَنه دل على الزمان فقط‪ ،‬تقول‪ :‬كان‬
‫زيد عالا‪ ،‬وإذا جعلته عبارة عن حدوث الشيء ووقوعه استغن عن الب لَنه‬
‫دل على معن وزمان‪ ،‬تقول‪ :‬كانَ ا َلمْرُ وأَنا أَعْرفُه ُمذْ كان أَي‬
‫ُمذْ ُخلِقََ؛ قال َمقّاسٌ العائذيّ‪:‬‬
‫فِدا لبَن ُذهْ ِل بن شَيْبانَ ناقَت‪،‬‬
‫إذا كان يومٌ ذو كواكبَ َأ ْش َهبُ‬
‫قوله‪ :‬ذو كواكب أَي قد أَظلم فَبدَتْ كواكبُه لَن شسه كسفت بارتفاع‬
‫الغبار ف الرب‪ ،‬وإذا كسفت الشمس ظهرت الكواكب؛ قال‪ :‬وقد تقع زائدة‬
‫للتوكيد كقولك كان زيد منطلقا‪ ،‬ومعناه زيد منطلق؛ قال تعال‪ :‬وكان ال‬
‫غفورا رحيما؛ وقال أَبو جُندب ا ُلذَل‪:‬‬
‫وكنتُ‪ ،‬إذ جاري دعا َلضُوفةٍ‪،‬‬
‫ق مِئْزَري‬ ‫صفَ السا َ‬ ‫ُأ َشمّرُ حت يَْن ُ‬
‫وإنا يب عن حاله وليس يب بكنت عمّا مضى من فعله‪ ،‬قال ابن بري عند‬
‫انقضاء كلم الوهري‪ ،‬رحهما ال‪ :‬كان تكون بعن مَضَى وَتقَضّى‪ ،‬وهي‬
‫التامة‪ ،‬وتأْت بعن اتصال الزمان من غي انقطاع‪ ،‬وهي الناقصة‪ ،‬ويعب‬
‫عنها بالزائدة أَيضا‪ ،‬وتأْت زائدة‪ ،‬وتأَت بعن يكون ف الستقبل من‬
‫الزمان‪ ،‬وتكون بعن الدوث والوقوع؛ فمن شواهدها بعن مضى وانقضى قول‬
‫أَب الغول‪:‬‬
‫َعسَى الَيامُ أَن يَ ْرجِعـ‬
‫َن قوما كالذي كانوا‬
‫وقال ابن الطَّثرِيّة‪:‬‬
‫فلو كنتُ أَدري َأنّ ما كانَ كائنٌ‪،‬‬
‫وَأنّ َجدِيدَ الوَصْلِ قد ُجدّ غابِرُهْ‬
‫وقال أَبو الَحوصِ‪:‬‬
‫كم مِن َذوِي ُخلّ ٍة قبْلي وقْبَل ُكمُ‬
‫سوْا إل الِجرانِ قد صاروا‬ ‫كانوا‪ ،‬فَأ ْم َ‬
‫وقال أَبو زُبَْيدٍ‪:‬‬
‫حوْا كأَنُم ل َيكُونوا‪،‬‬ ‫ضَ‬‫ث أَ ْ‬
‫و ُملُوكا كانوا وأَهْلَ عَلءِ‬
‫وقال نصر بن حجاج وأَدخل اللم على ما النافية‪:‬‬
‫ب ا َلمْرَ الذي لو أَتَيْتُه‪،‬‬ ‫ظَنَنتَ َ‬
‫َلمَا كان ل‪ ،‬ف الصالي‪ ،‬مَقامُ‬
‫وقال َأوْسُ بن حجَر‪:‬‬
‫هِجا ُؤكَ إلّ َأ ّن ما كان قد مَضَى‬
‫عَليّ كَأثْوابِ الرام ا ُلهَيْنِم‬
‫وقال عبد ال بن عبد الَعلى‪:‬‬
‫يا لَْيتَ ذا خَبَ ٍر عنهم ُيخَبّرُنا‪،‬‬
‫بل لَْيتَ ِشعْرِيَ‪ ،‬ماذا َب ْعدَنا َف َعلُوا؟‬
‫كنا وكانوا فما َن ْدرِي على وَ َهمٍ‪،‬‬
‫جلُوا؟‬ ‫أََنحْ ُن فيما لَبِثْنا أَم ُهمُ َع ِ‬
‫أَي نن أَبطأْنا؛ ومنه قول الخر‪:‬‬
‫ت بدارِ َق ْومٍ‪،‬‬ ‫فكيف إذا مَ َررْ َ‬
‫وجيانٍ لنا كانُوا كرامِ‬
‫ضوْا وذهب جُودُهم؛ ومنه ما أَنشده‬‫وتقديره‪ :‬وجيانٍ لنا كرامٍ اْن َق َ‬
‫ثعلب‪:‬‬
‫فلو كنتُ أَدري َأنّ ما كان كائنٌ‪،‬‬
‫َح ِذرْتُكِ أَيامَ الفُؤا ُد َسلِيمُ‬
‫(* قوله «أيام الفؤاد سليم» كذا بالصل برفع سليم وعليه ففيه مع قوله‬
‫غري اقواء)‪.‬‬
‫ت الصّرْمَ شيئا ُأطِيقُه‪،‬‬ ‫ولكنْ َحسِبْ ُ‬
‫إذا ُرمْتُ أَو حا َوْلتُ َأمْرَ غَ ِريِ‬
‫ومنه ما أَنشده الليل لنفسه‪:‬‬
‫جمَ أَن‬ ‫َبلّغا عّنيَ الَُن ّ‬
‫كافِ ٌر بالذي َقضَتْه الكَوا ِكبْ‪،‬‬
‫عاِلمٌ َأ ّن ما يكُو ُن وما كا‬
‫َن قَضاءٌ من ا ُلهَْيمِنِ وا ِجبْ‬
‫ومن شواهدها بعن اتصا ِل الزمانِ من غي انقطاع قولُه سبحانه وتعال‪:‬‬
‫وكان ال غفورا رحيما؛ أي ل يَزَلْ على ذلك؛ وقال التلمس‪:‬‬
‫صعّرَ َخدّه‪،‬‬ ‫وكُنّا إذا الَبّارُ َ‬
‫َأَقمْنا له من مَْيلِ ِه فَت َقوّما‬
‫وقول الفرزدق‪:‬‬
‫صعّرَ َخدّه‪،‬‬ ‫وكنا إذا الَبّارُ َ‬
‫ي على الكَرْدِ‬ ‫ضَ َربْْناه تتَ الَنْثََي ِ‬
‫وقول قَيْسِ بن الَطِيم‪:‬‬
‫وكنتُ امْ َرأً ل َأ ْس َمعُ الدّهْ َر سُبّةً‬
‫ُأ َسبّ با‪ ،‬إ ّل َكشَ ْفتُ غِطاءَها‬
‫وف القرآن العظيم أَيضا‪ :‬إن هذا كان لكم جَزاءً وكان َسعُْيكُم‬
‫شكُورا؛ فيه‪ :‬إنه كان لياتِنا َعنِيدا؛ وفيه‪ :‬كان مِزاجُها زَنْجبيلً‪.‬‬ ‫َم ْ‬
‫ومن أَقسام كان الناقصة أَيضا أَن تأْت بعن صار كقوله سبحانه‪ :‬كنتم‬
‫ش ّقتِ السماءُ فكانت َورْدَةً‬ ‫َخيْرَ ُأمّةٍ؛ وقوله تعال‪ :‬فإذا اْن َ‬
‫كالدّهانِ؛ وفيه‪ :‬فكانت هَبَا ًء مُنْبَثّا؛ وفيه‪ :‬وكانت البالُ‬
‫كَثِيبا َمهِيلً؛ وفيه‪ :‬كيف ُن َكلّ ُم من كانَ ف ا َل ْهدِ صَبِيّا؛ وفيه‪:‬‬
‫صرْتَ إليها؛ وقال ابن‬ ‫وما َج َعلْنا القِْبلَةَ الت ُكْنتَ عليها؛ أَي ِ‬
‫أَحر‪:‬‬
‫بتَيْهاءَ َقفْرٍ‪ ،‬والَ ِطيّ كَأنّها‬
‫قَطا الَ ْزنِ‪ ،‬قد كاَنتْ فِراخا بُيوضُها‬
‫وقال َش ْمعَلَةُ بن ا َل ْخضَر يصف قَتْ َل ِبسْطامِ ابن قَيْسٍ‪:‬‬
‫َفخَرّ على الَلءَة ل ُي َو ّسدْ‪،‬‬
‫وقد كانَ الدّما ُء له خِمارَا‬
‫ومن أَقسام كان الناقصة أَيضا أن يكون فيها ضميُ الشأْن وال ِقصّة‪،‬‬
‫وتفارقها من اثن عشر وجها لَن اسها ل يكون إل مضمرا غي ظاهر‪ ،‬ول‬
‫يرجع إل مذكور‪ ،‬ول يقصد به شيء بعينه‪ ،‬ول يؤَكد به‪ ،‬ول يعطف عليه‪،‬‬
‫ول يبدل منه‪ ،‬ول يستعمل إل ف التفخيم‪ ،‬ول يب عنه إل بملة‪ ،‬ول‬
‫يكون ف الملة ضمي‪ ،‬ول يتقدّم على كان؛ ومن شواهد كان الزائدة قول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫بالِ قُولُوا بأَ ْج َم ِع ُكمْ‪:‬‬
‫ت ما كانَ ل َيكُنِ‬ ‫يا لَْي َ‬
‫وكان الزائدةُ ل تُزادُ َأوّلً‪ ،‬وإنا تُزا ُد َحشْوا‪ ،‬ول يكون لا‬
‫اسم ول خب‪ ،‬ول عمل لا؛ ومن شواهدها بعن يكون للمستقبل من الزمان‬
‫قول الطّرمّاح بن َحكِيمٍ‪:‬‬
‫شكّ َر ما َمضَى‬ ‫وإن لتِي ُكمْ َت َ‬
‫من ا َلمْرِ‪ ،‬واسْتِنْجا َز ما كانَ ف َغدِ‬
‫ل ْع ِفيّ‪:‬‬
‫وقال َسَلمَةُ ا ُ‬
‫ت من بَيْ ِن سَاعَةٍ‪،‬‬ ‫وكُْنتُ َأرَى كا َلوْ ِ‬
‫لشْرَا؟‬ ‫ف بِبَيْنٍ كا َن مِيعادُه ا َ‬ ‫فكي َ‬
‫جمِ‪:‬‬‫وقد تأْت تكون بعن كان كقو ِل زيادٍ ا َل ْع َ‬
‫واْنضَخْ جَواِنبَ قَبْرِ ِه بدِمائها‪،‬‬
‫وَلقَ ْد َيكُونُ أَخا َدمٍ وذَبائِح‬
‫ومنه قول َجرِير‪:‬‬
‫ب َبصِيَا‬ ‫ولقد َيكُونُ على الشّبا ِ‬
‫قال‪ :‬وقد ييء خب كان فعلً ماضيا كقول ُحمَْيدٍ ا َل ْرقَطِ‪:‬‬
‫وكُْنتُ ِخ ْلتُ الشّْيبَ والتّْبدِينَا‬
‫وا َل ّم ما ُيذْهِ ُل القَرِينَا‬
‫وكقول الفرزدق‪:‬‬
‫وكُنّا وَرِثْناه على َع ْهدِ ُتّبعٍ‪،‬‬
‫ل سَوارِيه‪ ،‬شَديدا دَعاِئمُهْ‬ ‫َطوِي ً‬
‫وقال عَْبدَةُ بنُ الطّبِيبِ‪:‬‬
‫وكانَ َطوَى َكشْحا على ُمسْتَكِنّةٍ‪،‬‬
‫جمِ‬‫ج ْم َ‬ ‫فَل ُهوَ أَبْداها ول يََت َ‬
‫وهذا البيت أَنشده ف ترجة كنن ونسبه لزهي‪ ،‬قال‪ :‬ونقول كانَ َكوْنا‬
‫وكَْينُونة أَيضا‪ ،‬شبهوه بالَْيدُودَة والطّيْرُورة من ذوات الياء‪،‬‬
‫قال‪ :‬ول ييء من الواو على هذا إل أَحرف‪ :‬كَيْنُونة وهَْيعُوعة‬
‫ودَْيمُومة وقَْيدُودَة‪ ،‬وأَصله كَيْنُونة‪ ،‬بتشديد الياء‪ ،‬فحذفوا كما حذفوا من‬
‫هَيّنٍ ومَُيّتٍ‪ ،‬ولول ذلك لقالوا َكوْنُونة لَنه ليس ف الكلم‬
‫َف ْعلُول‪ ،‬وأَما اليدودة فأَصله َف َعلُولة بفتح العي فسكنت‪ .‬قال ابن بري‪:‬‬
‫أَصل كَيّنُونة كَْيوَنُونة‪ ،‬ووزنا فَْيعَلُولة‪ ،‬ث قلبت الواو ياء فصار‬
‫كَيّنُونة‪ ،‬ث حذفت الياء تفيفا فصار كَيْنُونة‪ ،‬وقد جاءت بالتشديد‬
‫شلِيّ‪:‬‬
‫على الَصل؛ قال أَبو العباس أَنشدن الّن ْه َ‬
‫ت قَرِينَها القَرِينَه‪،‬‬ ‫قد فا َرقَ ْ‬
‫و َشحَ َطتْ عن دارِها ال ّظعِينه‬
‫ضمّنَا َسفِينه‪،‬‬ ‫يا ليتَ أَنّا َ‬
‫َحتّى َيعُودَ الوَصْل كَيّنُونه‬
‫قال‪ :‬والَْيدُودَة أَصل وزنا فَْيعَلُولة‪ ،‬وهو حَْيوَدُودَة‪ ،‬ث فعل‬
‫با ما فعل بكَيْنونة‪ .‬قال ابن بري‪ :‬واعلم أَنه يلحق بباب كان وأَخواتا‬
‫لدَث‪ ،‬وجُرّ َد للزمان وجاز ف‬ ‫ب الدّللةَ على ا َ‬ ‫كل ِفعْ ٍل ُسلِ َ‬
‫الب عنه أَن يكون معرفة ونكرة‪ ،‬ول يتم الكلم دونه‪ ،‬وذلك مثل عادَ‬
‫ت بَصيا؛ وكقول‬ ‫ض وأَتى وجاء وأَشباهها كقول ال عز وجل‪ :‬يَأْ ِ‬ ‫ورَ َجعَ وآ َ‬
‫الوارج لبن عباس‪ :‬ما جاءت حاجَتُك أَي ما صارت؛ يقال لكل طالب أَمر‬
‫يوز أَن يَْبلُغَه وأَن ل يبلغه‪ .‬وتقول‪ :‬جاء زيدٌ الشريفَ أَي صار زيدٌ‬
‫الشريفَ؛ ومنها‪َ :‬طفِق يفعل‪ ،‬وأَخَذ َيكْتُب‪ ،‬وأَنشَأ يقول‪ ،‬و َجعَلَ يقول‪.‬‬
‫ب فقال كُنْ‬ ‫وف حديث َتوْب ِة َكعْبٍ‪ :‬رأَى رجلً ل يَزُول به السّرا ُ‬
‫أَبا خَيْثَمة أَي صِرْهُ‪ .‬يقال للرجل يُرَى من ُب ْعدٍ‪ :‬كُن فلنا أَي‬
‫أَنت فلن أَو هو فلن‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أَنه دخل السجد‬
‫لوْلِنيّ‪.‬‬‫ل َبذّ اليئة‪ ،‬فقال‪ :‬كُنْ أَبا مسلم‪ ،‬يعن ا َ‬ ‫فرأَى رج ً‬
‫ورجل كُنِْتيّ‪ :‬كبي‪ ،‬نسب إل كُْنتُ‪ .‬وقد قالوا كُنْتُِنيّ‪ ،‬نسب إل‬
‫كُْنتُ أَيضا‪ ،‬والنون الَخية زائدة؛ قال‪:‬‬
‫وما أَنا كُنِْتيّ‪ ،‬ول أَنا عاجِنُ‪،‬‬
‫وشَرّ الرّجال الكُنْتُِنيّ وعاجِنُ‬
‫وزعم سيبويه أَن إخراجه على الَصل أَقيس فتقول كُوِنيّ‪ ،‬على َح ّد ما‬
‫سبَ إل الكاية‪ .‬الوهري‪ :‬يقال للرجل إذا شاخ هو‬ ‫يُو ِجبُ الّن َ‬
‫كُنِْتيّ‪ ،‬كأَنه نسب إل قوله كُْنتُ ف شباب كذا؛ وأَنشد‪:‬‬
‫حتُ عاجِنا‪،‬‬ ‫حتُ ُكنْتِيّا‪ ،‬وَأصَْب ْ‬ ‫فَأصَْب ْ‬
‫وشَرّ ِخصَالِ الَرْءِ كُْنتُ وعاجِنُ‬
‫قال ابن بري‪ :‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ت مُلَْتمِسا لِ َغوْثٍ‪،‬‬ ‫إذا ما كُْن َ‬
‫فل َتصْ ُرخْ بكُنِْتيّ كبِيِ‬
‫سعْيِ‪،‬‬ ‫س ِب ُمدْ ِركٍ شيئا َب َ‬ ‫َفلَيْ َ‬
‫ول َس ْمعٍ‪ ،‬ول نَظَ ٍر َبصِيِ‬
‫وف الديث‪ :‬أَنه دخل السجدَ وعامّةُ أَهله الكُنِْتيّونَ؛ هم‬
‫الشّيوخُ الذين يقولون كُنّا كذا‪ ،‬وكانَ كذا‪ ،‬وكنت كذا‪ ،‬فكأَنه منسوب إل‬
‫كُْنتُ‪ .‬يقال‪ :‬كأَنك وال قد كُْنتَ وصِ ْرتَ إل كانَ أَي صرتَ إل أَن‬
‫ت مَرّةً كذا‪ ،‬وكنت‬ ‫يقال عنك‪ :‬كانَ فلن‪ ،‬أَو يقال لك ف حال الَرَم‪ :‬كُْن َ‬
‫ت فلنٌ ف‬ ‫مرة كذا‪ .‬الَزهري ف ترجة كََنتَ‪ :‬ابن الَعراب كََن َ‬
‫َخ ْلقِه وكان ف َخ ْلقِه‪ ،‬فهو كُنِْتيّ وكاِنيّ‪ .‬ابن بُ ُزرْج‪ :‬الكُنِْتيّ‬
‫القوي الشديد؛ وأَنشد‪:‬‬
‫حتُ عاجِنا‪،‬‬ ‫قد كُْنتُ كُنْتِيّا‪ ،‬فأَصَْب ْ‬
‫وشَ ّر رِجال الناسِ كُْنتُ وعاجِنُ‬
‫يقول‪ :‬إذا قام اعَْتجَن أَي َع َم َد على ُك ْرسُوعه‪ ،‬وقال أَبو زيد‪:‬‬
‫الكُنِْتيّ الكبي؛ وأَنشد‪:‬‬
‫فل َتصْ ُرخْ بكُنِْتيّ كبي‬
‫ي بن زيد‪:‬‬ ‫وقال َعدِ ّ‬
‫فاكتَِنتْ‪ ،‬ل تَكُ عَبْدا طائِرا‪،‬‬
‫وا ْحذَرِ ا َلقْتا َل مِنّا والّثؤَرْ‬
‫قال أَبو نصر‪ :‬اكْتَِنتْ ارْضَ با أَنت فيه‪ ،‬وقال غيه‪ :‬الكْتناتُ‬
‫الضوع؛ قال أَبو زُبَْيدٍ‪:‬‬
‫ُمسَْتضْرِعٌ ما دنا منه ّن ُمكْتَنِتٌ‬
‫للعَ ْظ ِم ُمجْتَِلمٌ ما فوقه فََنعُ‬
‫قال الَزهري‪ :‬وأَخبن النذري عن أَب اليثم أَنه قال ل يقال‬
‫َف َعلْتُن إل من الفعل الذي يتعدّى إل مفعولي‪ ،‬مثل ظَنَنْتُن ورأَيْتُن‪،‬‬
‫ومُحالٌ‬
‫أَن تقول ضَرَبْتُن وصَبَرْتُن لَنه يشبه إضافة الفعل إل ن‪ ،‬ولكن‬
‫ت َن ْفسِي‪ ،‬وليس يضاف من الفعل إل ن إلّ‬ ‫ت نفسي وضَرَْب ُ‬ ‫تقول صَبَرْ ُ‬
‫حرف واحد وهو قولم ُكنْت و ُكنْتُن؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وما كُْنتُ كُنْتِيّا‪ ،‬وما كُنْت عاجِنا‪،‬‬
‫وشَرّ الرجالِ الكُنْتُِنيّ وعاجِنُ‬
‫فجمع كُنْتِيّا وكُْنتُنيّا ف البيت‪ .‬ثعلب عن ابن الَعراب‪ :‬قيل‬
‫لصَبِيّةٍ من العرب ما َبَلغَ الكِبَرُ من أَبيك؟ قالت‪ :‬قد َعجَ َن وخَبَزَ‬
‫وثَنّى وَثّلثَ وَأْلصَقَ وَأ ْورَصَ وكانَ وكََنتَ‪ .‬قال أَبو العباس‪:‬‬
‫وأَخبن سلمة عن الفراء قال‪ :‬الكُنْتُِنيّ ف السم‪ ،‬والكَاِن ّي ف‬
‫للُقِ‪ .‬قال‪ :‬وقال ابن الَعراب إذا قال كُْنتُ شابّا وشجاعا فهو‬ ‫اُ‬
‫كُنِْتيّ‪ ،‬وإذا قال كانَ ل مال فكُْنتُ أُعطي منه فهو كاِنيّ‪ .‬وقال ابن‬
‫هانئ ف باب الجموع مَُثلّثا‪ :‬رجل كِنْتَ ْأ ٌو ورجلن ِكنْتَأْوان ورجال‬
‫كِنْتَ ْأوُونَ‪ ،‬وهو الكثي شعر اللحية الكَثّها؛ ومنه‪:‬‬
‫َجمَ ٌل سِْندَْأ ٌو وسِْندَأْوان وسِندَْأوُونَ‪ ،‬وهو الفسيح من البل ف ِمشْيَتِه‪ ،‬ورجل‬
‫قَْندَْأ ٌو ورجلن قِْندَأْوان ورجال قَْندَْأوُون‪ ،‬مهموزات‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫دخل عبد ال بن مسعود السجدَ وعامة أَهله الكُنْتِيّون‪ ،‬فقلتُ‪ :‬ما‬
‫الكُنْتِيّون؟ فقال‪ :‬الشّيُوخُ الذين يقولون كانَ كذا وكذا وكُْنتُ‪ ،‬فقال‬
‫ت رَحَى السلم عليّْ خسةً وثَلثي‪ ،‬و َلنْ َتمُوتَ‬ ‫عبد ال‪ :‬دارَ ْ‬
‫لعْلنِ‪ .‬قال‬ ‫ل من ِعدّتِهم من الذّبّان وا ِ‬ ‫أَهلُ دارِي أَ َحبّ إ ّ‬
‫ت إل كانَ‪ ،‬وكأَنكما‬ ‫شر‪ :‬قال الفراء تقول كأَنّك وال قد ُمتّ وصِرْ َ‬
‫ت إل أَن يقال‬ ‫مُّتمَا وصرتا إل كانا‪ ،‬والثلثة كانوا؛ العن صِرْ َ‬
‫كانَ وأَنت ميت ل وأَنت َحيّ‪ ،‬قال‪ :‬والعن له الكاية على كُنْت مَرّةً‬
‫للمُواجهة ومرة للغائب‪ ،‬كما قال عز من قائلٍ‪ :‬قل للذين كفروا‬
‫سُت ْغلَبُون وسَُيغْلَبُون؛ هذا على معن كُْنتَ وكُْنتَ؛ ومنه قوله‪ :‬وكُ ّل َأمْرٍ‬
‫صرْتَ كانِيّا أَي‬‫يوما َيصِ ُي كان‪ .‬وتقول للرجل‪ :‬كأَنّي بك وقد ِ‬
‫يقال كان وللمرأَة كانِيّة‪ ،‬وإن أَردت أَنك صرت من الَرَم إل أَن يقال‬
‫كُنْت مرة وكُنْت مرة‪ ،‬قيل‪ :‬أَصبحتَ كُنْتِيّا وكُنْتُنِيّا‪ ،‬وإنا قال‬
‫ث نونا مع الياء ف النسبة ليتبي الرفع‪ ،‬كما‬ ‫كُنْتُنِيّا لَنه أَ ْحدَ َ‬
‫ب ف ضَرَبن‪ ،‬ول يكون من حروف الستثناء‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫أَرادوا تَبي النّص ِ‬
‫جاء القوم ل يكون زيدا‪ ،‬ول تستعمل إل مضمرا فيها‪ ،‬وكأَنه قال ل‬
‫يكون الت زيدا؛ وتيء كان زائدة كقوله‪:‬‬
‫سَراةُ بَن أَب َبكْرٍ تَسا َموْا‬
‫سوّمةَِ العِرابِ‬‫على كانَ ا ُل َ‬
‫أَي على الُسوّمة العِراب‪ .‬وروى الكسائي عن العرب‪ :‬نزل فلن على كان‬
‫َختَنِه أَي نزَل على خَتَنِه؛ وأَنشد الفراء‪:‬‬
‫ت ب َك ّفيْ كانَ من أَرمى الَبشَرْ‬ ‫جادَ ْ‬
‫أَي جادت بكفّي من هو من أَرمى البشر؛ قال‪ :‬والعرب تدخل كان ف الكلم‬
‫لغوا فتقول مُرّ على كان زيدٍ؛ يريدون مُرّ فأَدخل كان لغوا؛ وأَما‬
‫قول الفرزدق‪:‬‬
‫ف ولو مَرَرْت بدارِ قومٍ‪،‬‬ ‫فكي َ‬
‫وجِيانٍ لنا كانوا كِرامِ؟‬
‫ابن سيده‪ :‬فزعم سيبويه أَن كان هنا زائدة‪ ،‬وقال أَبو العباس‪ :‬إن تقديره‬
‫وجِيانٍ كِرامٍ كانوا لنا‪ ،‬قال ابن سيده‪ :‬وهذا أَسوغ لَن كان قد عملت‬
‫ههنا ف موضع الضمي وف موضع لنا‪ ،‬فل معن لا ذهب إليه سيبويه من أَنا‬
‫زائدة هنا‪ ،‬وكان عليه َكوْنا وكِيانا واكْتانَ‪ :‬وهو من الكَفالة‪ .‬قال‬
‫أَبو عبيد‪ :‬قال أَبو زيد اكْتَْنتُ به اكْتِيانا والسم منه الكِيانةُ‪،‬‬
‫ت عليهم أَكُون َكوْنا مثله من الكفالة أَيضا ابن الَعراب‪ :‬كان‬ ‫وكن ُ‬
‫ت على فلنٍ أكُونُ َكوْنا أَي‬ ‫إذا َكفَل‪ .‬والكِيانةُ‪ :‬الكَفالة‪ ،‬كُْن ُ‬
‫ت به‪ .‬وتقول‪ُ :‬كنْتُكَ وكُْنتُ إياك كما تقول ظننتك زيدا‬ ‫َت َك ّفلْ ُ‬
‫ضعُ النفصل موضع التصل ف الكناية عن السم والب‪،‬‬ ‫وظَنْنتُ زيدا إِياك‪َ ،‬ت َ‬
‫لَنما منفصلن ف الَصل‪ ،‬لَنما مبتدأ وخب؛ قال أَبو الَسود‬
‫الدؤل‪:‬‬
‫َدعِ المرَ تَشربْها الغُواةُ‪ ،‬فإنن‬
‫رأيتُ أَخاها ُمجْزِيا لَكانِها‬
‫فإن ل َيكُنها أَو َتكُنْه‪ ،‬فإنه‬
‫أَخوها‪َ ،‬غذَتْهُ ُأمّهُ بلِبانِها‬
‫يعن الزبيب‪ .‬والكَ ْونُ‪ :‬واحد ا َلكْوان‪.‬‬
‫ب للعجم؛ قال ابن بري‪َ :‬س ْمعُ الكيان بعن سَماعِ‬ ‫و َس ْمعُ الكيان‪ :‬كتا ٌ‬
‫الكِيان‪ ،‬و َس ْمعُ بعن ِذكْرُِ الكيان‪ ،‬وهو كتاب أَلفه َأ َرسْطو‪.‬‬
‫وكِيوانُ زُحَلُ‪ :‬القولُ فيه كالقول ف خَيْوان‪ ،‬وهو مذكور ف موضعه‪ ،‬والانع‬
‫له من الصرف العجمة‪ ،‬كما أَن الانع لَيْوان من الصرف إنا هو التأْنيث‬
‫وإرادة الُبقْعة أَو الَرض أَو القَرْية‪ .‬والكانونُ‪ :‬إن جعلته من الكِنّ‬
‫فهو فاعُول‪ ،‬وإن جعلته َف َعلُو ًل على تقدير قَرَبُوس فالَلف فيه‬
‫أَصلية‪ ،‬وهي من الواو‪ ،‬سي به َم ْوقِدُ النار‪.‬‬
‫@كي‪ :‬الكَيْنُ‪ :‬لمةُ داخ ِل فرجِ الرأَة‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكَيْنُ لم باطنِ‬
‫الفرج‪ ،‬والرّكَب ظاهره؛ قال جرير‪:‬‬
‫َغمَزَ اب ُن مُرّةَ‪ ،‬يا فَ َرزْدَقُ‪ ،‬كَيْنَها‬
‫ب نَغاِنغَ ا َل ْعذُورِ‬
‫َغمْزَ الطّبِي ِ‬
‫يعن عمرانَ بن مرة الِْنقَريّ‪ ،‬وكان َأسَرَ ِجعْثِنَ أُخت الفرزدق يوم‬
‫السيّدان؛ وف ذلك يقول جرير أَيضا‪:‬‬
‫ُهمُ ترَكوها بعدما طالت السّرى‬
‫عَوانا‪ ،‬ورَدّوا ُحمْرةَ الكَيْنِ أَسودا‬
‫وف ذلك يقول جرير أَيضا‪:‬‬
‫ُيفَ ّرجُ ِعمْرا ُن مُرّةَ كَْينَها‪،‬‬
‫ويَنْزُو نُزاءَ العَيْر أَ ْعلَقَ حائلُهْ‬
‫وقيل‪ :‬الكَيْ ُن ال ُغدَدُ الت هي داخل قُبُل الرأَة مثلُ‬
‫أَطراف النّوى‪ ،‬والمع كُيون‪ .‬والكَيْنُ‪ :‬البَ ْظرُ؛ عن اللحيان‪.‬‬
‫وكَيْ ُن الرأَة‪ :‬بُظارتا؛ وأَنشد اللحيان‪:‬‬
‫َيكْوينَ أَطرافَ الُيورِ بالكَيْن‪،‬‬
‫إذا وَ َج ْدنَ َحرّةً تََنزّيْن‬
‫قال ابن سيده‪ :‬فهذا يوز أَن يفسر بميع ما ذكرناه‪ .‬واسْتَكانَ الرجل‪:‬‬
‫ض َع وذَلّ‪ ،‬جعله أَبو علي استفعل من هذا الباب‪ ،‬وغيه يعله افتعل من‬ ‫َخ َ‬
‫ت فل ٌن بكِينةِ‬ ‫سكَنة‪ ،‬ولكل من ذلك تعليل مذكور ف بابه‪ .‬وبا َ‬ ‫ا َل ْ‬
‫َسوْءٍ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬أَي بالة َسوْءِ‪ .‬أَبو سعيد‪ :‬يقال أَكانَه ال ُيكِينُه‬
‫إكان ًة أَي أَخضعه حت اسْتَكان وأَدخل عليه من الذل ما أَكانه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ح تُكينُه‪،‬‬ ‫ل َعمْرُك ما َيشْفي جِرا ٌ‬
‫ولكِنْ شِفائي أَن تَئِيمَ حَلِئلُهْ‬
‫قال الَزهري‪ :‬وف التنيل العزيز‪ :‬فما ا ْستَكانوا لربم؛ من هذا‪ ،‬أَي‬
‫ضعُوا لربم‪ .‬وقال ابن الَنباري ف قولم اسْتَكانَ أَي خضع‪ :‬فيه‬ ‫ما َخ َ‬
‫سكِينة وكان ف الَصل اسَْتكَنوا‪ ،‬افتعل من‬ ‫قولن‪ :‬أَحدها أَنه من ال ّ‬
‫َسكَن‪ ،‬ف ُمدّتْ فتحة الكاف بالَلف كما يدّون الضمة بالواو والكسرة‬
‫بالياء‪ ،‬واحتج بقوله‪ :‬فَأنْظُورُ أَي فأَنظُرُ‪ ،‬وشِيمال ف موضع الشّمال‪،‬‬
‫والقول الثان أَنه استفعال من كان يكون‪ .‬ثعلب عن ابن الَعراب‪:‬‬
‫الكَيْنةُ النّبِقةُ‪ ،‬والكَيْنة الكَفالة‪ ،‬وا ُلكْتانُ ال َكفِيلُ‪.‬‬
‫وكائِنْ‬
‫ي مثْلُ‬
‫معناها معن كم ف الب والستفهام‪ ،‬وفيها لغتان‪ :‬كَأ ّ‬
‫َكعَيّنْ‪ ،‬وكائِنْ مثل كاعِنْ‪ .‬قال أَُبيّ بن َك ْعبٍ ل ِزرّ بن حُبَيْش‪:‬‬
‫كَأَيّنْ‬
‫َت ُعدّون سورة الَحزاب أَي كم َت ُعدّونا آيةً؛ وتستعمل ف الب‬
‫والستفهام مثل كم؛ قال ابن الَثي‪ :‬وأَشهر لغاتا كأَيّ‪ ،‬بالتشديد‪ ،‬وتقول‬
‫ف الب كأَيّ من رجل قد رأَيت‪ ،‬تريد به التكث َي فتخفض النكرة بعدها‬
‫ي أَكث ُر من النصب با وأَجود؛ قال ذو الرمة‪:‬‬ ‫بن‪ ،‬وإدخا ُل من بعد كأَ ّ‬
‫وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحٍ‬
‫بل ُد ال ِعدَى ليست له ببل ِد‬
‫قال ابن بري بعد انقضاء كلم الوهري‪ :‬ظاهر كلمه أَن كائن عنده بنلة‬
‫بائع وسائر ونو ذلك ما َوزْنُه فاعل‪ ،‬وذلك غلط‪ ،‬وإنا الَصل فيها‬
‫كأَيّ‪ ،‬الكاف للتشبيه دخلت على أَيّ‪ ،‬ث ُقدّمت الياء الشددة ث خففت‬
‫فصارت كَيِيءٍ‪ ،‬ث أُبدلت الياء أَلفا فقالوا كاءٍ كما قالوا ف َطيّءٍ‬
‫طاءٍ‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬وكأَيّ ْن من َنبّ؛ قال الَزهري‪ :‬أَخبن‬
‫ي بعن كم‪ ،‬وكم بعن الكثرة‪ ،‬وتعمل‬ ‫النذري عن أَب اليثم أَنه قال كأَ ّ‬
‫عمل رب ف معن ال ِقلّة‪ ،‬قال‪ :‬وف كَأَيّ ثلث لغات‪ :‬كأَيّ بوزن‬
‫َكعَيّنْ الَصل أَيّ‬
‫أُدخلت عليها كاف التشبيه‪ ،‬وكائِنْ بوزن كاعِنْ‪ ،‬واللغة الثالثة كايِنْ‬
‫بوزن ماينْ‪ ،‬ل هز فيه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫صدْع أَعْ ُظمِه‪،‬‬ ‫كايِ ْن رَأَْبتُ وهايا َ‬
‫ورُبّهُ عَطِبا أََنْ َقذْتُ ِم العَطَبِ‬
‫يريد من العطب‪ .‬وقوله‪ :‬وكايِ ْن بوزن فاعل من كِْئتُ أَ ِك ّي أَي‬
‫جبُْنتُ‪ .‬قال‪ :‬ومن قال كَأْي ل َي ُمدّها ول يرّك هزتا الت هي أَول‬
‫أَيّ‪ ،‬فكأَنا لغة‪ ،‬وكلها بعن كم‪ .‬وقال الزجاج‪ :‬ف كائن لغتان جَيّدتان‬
‫ُيقْرَُأ كَأَيّ‪ ،‬بتشديد الياء‪ ،‬ويقرُأ كائِ ْن على وزن فاعل‪ ،‬قال‪ :‬وأَكثر‬
‫ما جاء ف الشعر على هذه اللغة‪ ،‬وقرأَ ابن كثي وكائِن بوزن كاعن‪ ،‬وقرأَ‬
‫سائر القراء وكأَيّنْ‪ ،‬المزة بي الكاف والياء‪ ،‬قال‪ :‬وأَصل كائن كأَيّ‬
‫مثل كَ َعيّ‪ ،‬فقدّمت الياء على المزة ث خففت فصارت بوزن كَْيعٍ‪ ،‬ث‬
‫قلبت الياء أَلفا‪ ،‬وفيها لغات أَشهرها كأَيّ‪ ،‬بالتشديد‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@كبه‪ :‬الَزهري قال ف حديث حذيفة‪ :‬قال له رج ٌل قد ُن ِعتَ لنا السيحُ‬
‫الدجّال وهو رجلٌ عريضُ الكَبْهةِ‪ ،‬أَراد الَبْهةَ‪ ،‬وأَخرج اليم بي‬
‫مَخرجها ومرج الكاف‪ ،‬وهي لغة قو ٍم من العرب‪ ،‬ذكرها سيبويه مع ستة أَحرف‬
‫أُخرى وقال‪ :‬إنا غي مُستحسنة ول كثيةٌ ف لغة من تُرْضَى عربيّتُه‪.‬‬
‫@كته‪ :‬كَتهَه كَتْها‪ :‬ككدَهَهُ‪.‬‬
‫ك يؤَثّرُ أَثرا شديدا‪ ،‬والمع‬ ‫@كده‪ :‬ال َكدْهُ بالجر ونوهِ‪ :‬صَ ّ‬
‫ُكدُوهٌ‪ .‬وقد َكدَهَه و َكدّهَهُ‪ .‬و َكدَهَ الشيءَ و َكدّهَهُ‪َ :‬كسّره؛ قال‬
‫رؤبة‪:‬‬
‫ص ْقعَ القارعاتِ ال ُكدّهِ‬ ‫وخافَ َ‬
‫وسقطَ من السّطْح فَت َكدّ َه وَت َك ّدحَ أَي ت َكسّر‪ .‬و َكدَهَ لَ ْهلِه‬
‫سبَ لم ف مَشقّةٍ‪ .‬و َكدَهَ َي ْكدَهُ‪ :‬لغة ف َك َدحَ‬ ‫َكدْها‪ :‬ك َ‬
‫ب لم‪.‬‬ ‫َي ْك َدحُ‪ .‬يقال‪ :‬هو َي ْك َدحُ لعِيالهِ وَي ْكدَهُ لعيالِه أَي َي ْكسِ ُ‬
‫ويقال‪َ :‬كدَهَه ا َل ّم َي ْكدَهُه َكدْها إذا أَ ْج َهدَه؛ قال أُسامة‬
‫لمُر‪:‬‬
‫الذل يصف ا ُ‬
‫حتْ بالاء وازْدا َد َفوْرُها‪،‬‬ ‫ضَ‬ ‫إذا ُن ِ‬
‫نَجا‪ ،‬وهو َمكْدوهٌ منَ الغمّ نا ِجدُ‬
‫لمُر وفارَت بالغَلْي نا العَيْرُ‪ .‬والناجدُ‪:‬‬ ‫يقول‪ :‬إذا عَ ِرقَت ا ُ‬
‫الذي قد عَرِقَ‪ .‬و َكدَ َه رْأسَه با ُلشْط و َكدّهَه‪ :‬فَ َرقَ ُه به‪ ،‬والاء ف‬
‫كل ذلك لغة‪ .‬وال َكدْهُ‪ :‬الغلَبةُ‪ .‬ورجلٌ َم ْكدُوهٌ‪ :‬مغلوب‪ .‬وقد َك َهدَ‬
‫وأَ ْك َهدَ و َكدَهَ وَأ ْكدَهَ كلّ ذلك إذا َأ ْجهَده ال ّدؤُوب‪ .‬ويقال‪ :‬ف‬
‫وجهه ُكدُوهٌ وكُدوحٌ‬
‫أَي خُموشٌ‪ .‬ويقال‪ :‬أَصابه شيء ف َكدَهَ و ْجهَه‪ ،‬وبه َكدْهٌ َكدْهٌ‬
‫وكُدوهٌ‪.‬‬
‫@كره‪ :‬الَزهري‪ :‬ذكر ال عز وجل الكَرْ َه والكُرْهَ ف غي موضع من‬
‫كتابه العزيز‪ ،‬واختلف القراء ف فتح الكاف وضمها‪ ،‬فروي عن أَحد بن يي أَنه‬
‫قال قرَأ نافع وأَهل الدينة ف سورة البقرة‪ :‬وهو ُكرْهٌ لكم بالضم ف‬
‫هذا الرف خاصة‪ ،‬وسائر القرآن بالفتح‪ ،‬وكان عاصم يضم هذا الرف أَيضا‪،‬‬
‫ضعْته كُرْها‪،‬‬‫واللذيْنِ ف الَحقاف‪َ :‬ح َملَتْه ُأمّه كُرْها ووَ َ‬
‫ش وحزةُ والكسائ ّي َيضُمّون هذه‬ ‫ويقرأُ سائ َرهُن بالفتح‪ ،‬وكان الَعم ُ‬
‫الروفَ الثلثةَ‪ ،‬والذي ف النساء‪ :‬ل َيحِ ّل لكم أَن تَرِثُوا النساء‬
‫كُرْها‪ ،‬ث قرؤوا ك ّل شيء سواها بالفتح‪ ،‬قال‪ :‬وقال بعض أَصْحابنا نتار ما‬
‫عليه أَهل الجاز أَن جيع ما ف القرآن بالفتح إل الذي ف البقرة خاصة‪،‬‬
‫فإن القراء أَجعوا عليه‪ .‬قال أَحد بن يي‪ :‬ول أَعلم بي الَحْرُف‬
‫الت ضمّها هؤلء وبي الت فتحوها فَرْقا ف العربية ول ف سُنّةٍ‬
‫تُتّبع‪ ،‬ول أَرى الناس اتفقوا على الرف الذي ف سورة البقرة خاصة إل‬
‫أَنه اسم‪ ،‬وبقية القرآن مصادرُ‪ ،‬وقد أَجع كثي من أَهل اللغة أَن الكَرْهَ‬
‫ي لغة وقع فجائِزٌ‪ ،‬إل الفراء فإنه زعم أَن‬ ‫والكُرْ َه لُغتانِ‪ ،‬فبأَ ّ‬
‫الكُرْهَ ما أَكْر ْهتَ َن ْفسَك عليه‪ ،‬والكَرْه ما َأكْرَ َهكَ غ ُيكَ عليه‪،‬‬
‫ك كُرْها وأَدْ َخلْتَن كَرْها‪ ،‬وقال الزجاج ف قوله‬ ‫تقول‪ :‬جئْتُ َ‬
‫تعال‪ :‬وهو كُرْ ٌه‬
‫لكم؛ يقال كَ ِر ْهتُ الشيءَ كَرْها وكُرْها وكَراهةً وكَرَاهِيَةً‪،‬‬
‫قال‪ :‬وكل ما ف كتاب ال عز وجل من الكرْه فالفتح فيه جائز‪ ،‬إل ف هذا‬
‫جمِعون على‬ ‫الرف الذي ف هذه الية‪ ،‬فإن أَبا عبيد ذكر أَن القراء ُم ْ‬
‫ضمّه‪ ،‬قال‪ :‬ومعن كَراهِيَتِهم القِتالَ أَنم إنا كَرِهُوه على جِنْسِ‬
‫ِغلَظِه عليهم ومشقّتِه‪ ،‬ل أَن الؤمني َيكْرَهُونَ فَرْضَ ال‪ ،‬لَن‬
‫ال تعال ل يفعل إل ما فيه الكمة والصلح‪ .‬وقال الليث ف الكَرْه‬
‫والكُرْه‪ :‬إذا ضمّوا أَو خفضوا قالوا كُرْهٌ‪ ،‬وإذا فتحوا قالوا كَرْها‪،‬‬
‫تقول‪ :‬فعلتُه على كُرْهٍ وهو كُرْهٌ‪ ،‬وتقول‪ :‬فعلتُه كَرْها‪ ،‬قال‪ :‬والكَرْهُ‬
‫الكروهُ؛ قال الَزهري‪ :‬والذي قاله أَبو العباس والزجاج فحسَنٌ‬
‫َجمِيل‪ ،‬وما قاله الليث فقد قاله بعضهم‪ ،‬وليس عند النحويّي بالبَيّنِ‬
‫الواضح‪ .‬الفراء‪ :‬الكُرْه‪ ،‬بالضم‪ ،‬الَشقّةُ‪ .‬يقال‪ُ :‬ق ْمتُ على كُرْهٍ‬
‫أَي على مشقّةٍ‪ .‬قال‪ :‬ويقال أَقامن فلن على كَرْهٍ‪ ،‬بالفتح‪ ،‬إذا أَكرهك‬
‫عليه‪ .‬قال ابن بري‪ :‬يدل على صحة قول الفراء قولُه سبحانه‪ :‬وله َأ ْسلَم‬
‫مَ ْن ف السموات والَرض طوعا وكَرْها؛ ول يقرأ أَحد بضم الكاف‪ .‬وقال‬
‫ب عليكم القتالُ وهو كُرٌْه لكم؛ ول يقرأ أَحد بفتح‬ ‫سبحانه وتعال‪ :‬كُِت َ‬
‫الكاف فيصي الكَره‪ ،‬بالفتح‪ ،‬فعل الضْطَرّ‪ ،‬الكُرْه‪ ،‬بالضم‪ ،‬فعل‬
‫شقّةُ ُت َكّلفُها فَتحَْت ِملُها‪،‬‬
‫الختار‪ .‬ابن سيده‪ :‬الكَرْهُ الباءُ وال َ‬
‫والكُرْهُ‪ ،‬بالضم‪ ،‬الشقةُ تَْت ِملُها من غي أَن ُت َكلّفها‪ .‬يقال‪ :‬فعلَ‬
‫ذلك كَرْها وعلى كُرْهٍ‪ .‬وحكى يعقوب‪ :‬أَقامَن على كَرْهٍ وكُرْهٍ‪ ،‬وقد‬
‫كَرِهَه كَرْها وكُرْها وكَراهَةً وكراهِيةً و َمكْرَها و َمكْرَهةً؛‬
‫قال‪:‬‬
‫لَْيلَةُ ُغمّى طامِسٌ هِللُها‪،‬‬
‫َأوْ َغلْتُها و ُمكْرَهٌ إيغالُها‬
‫وأَنشد ثعلب‪:‬‬
‫ل ْلوِ الَللِ‪ ،‬ول تُرَى‬ ‫َتصَّيدُ با ُ‬
‫على َمكْرَهٍ يَْبدُو با فيَعيبُ‬
‫يقول‪ :‬ل تََت َكّلمُ با ُيكْرَه فيَعيبُها‪ .‬وف الديث‪ِ :‬إسْباغ‬
‫الوُضوء على الَكارِه؛ ابن الَثي‪ :‬جع َمكْرَهٍ وهو ما َيكْرَه ُه النسان‬
‫شقّةُ؛ العن أَن‬ ‫ويشقّ عليه‪ .‬والكُرْهُ‪ ،‬بالضم والفتح‪ :‬ا َل َ‬
‫يََتوَضَّأ مع البد الشديد وال ِعلَلِ الت يَتَأَذّى معها بسّ الاء‪ ،‬ومع‬
‫سعْي ف تصيله أَو ابْتِياعِه بالثّمن‬ ‫إعْوازِه والاجةِ إل طلبه وال ّ‬
‫الغال وما أَشبه ذلك من ا َلسْباب الشاقّة‪ .‬وف حديث عبادة‪ :‬باَي ْعتُ‬
‫رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬على الَْنشَطِ وا َلكْرَه؛ يعن ا َلحْبوبَ‬
‫وا َلكْروهَ‪ ،‬وها مصدران‪ .‬وف حديث ا ُلضْحية‪ :‬هذا يومٌ اللحمُ فيه‬
‫مكروهٌ‪ ،‬يعن أَن طلَبَه ف هذا اليوم شاقّ‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬كذا قال أَبو‬
‫موسى‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه أَن هذا اليو َم ُيكْرَه فيه ذبحُ شا ٍة للّحم خاصّة‪،‬‬
‫حمٍ ل ُتجْزِي عن‬ ‫ك وليس عندي إل شا ُة َل ْ‬ ‫إنا ُتذْبَ ُح للنّسُ ِ‬
‫حمُ فيه مكروهٌ‪ ،‬والذي جاء ف البخاري هذا‬ ‫الّنسُك‪ ،‬هكذا جاء ف مسلم الّل ْ‬
‫حمُ‪ ،‬وهو ظاهر‪ .‬وف الديث‪ُ :‬خلِقَ الكروهُ يوم‬ ‫يو ٌم ُيشْتَهى فيه الل ْ‬
‫الثّلثاءِ‪ ،‬و ُخلِقَ النّورُ يومَ ا َلرْبعاء؛ أَرادَ با َلكْرُوهِ ههنا‬
‫الش ّر لقوله‪ :‬وخُلقَ النّورُ يومَ ا َلرْبِعاء‪ ،‬والنّورُ خيٌ‪ ،‬وإنا‬
‫ُس ّميَ الشرّ َمكْروها لَنه ضدّ الحبوب‪ .‬ابن سيده‪ :‬واسَْتكْرَهَه‬
‫ككَ ِرهَهُ‪ .‬وف الثل‪ :‬أَسا َء كارهٌ ما َعمِلَ‪ ،‬وذلك أَن رجلً أَكْ َرهَه‬
‫آخ ُر على عملٍ فأَساءَ عملَه‪ ،‬يضربُ هذا للرجل يَ ْطلُب الاجة فل‬
‫يُبالِغ فيها؛ وقول الَْث َعمِيّة‪:‬‬
‫ت لمْ سِيما َء َق ْومٍ كَرِهْتُهم‪،‬‬ ‫رأَي ُ‬
‫وأَهْ ُل الغَضَى َق ْو ٌم عليّ كِرامُ‬
‫إنا أَراد كَرِهْتُهم لا أَو مِنْ َأ ْجلِها‪ .‬وشيءٌ كَرْهٌ‪ :‬مكروهٌ؛‬
‫قال‪:‬‬
‫و َح ْمَلقَتْ َح ْوِليَ حَتّى ا ْحوَلّ‬
‫مَأْقانِ كَرْهانِ لا واقَْبلّ‬
‫وكذلك شيءٌ كَري ٌة ومكروهٌ‪ .‬وَأكْرَهَه عليه فتكارَهَه‪ .‬وتكَرّهَ‬
‫ا َلمْرَ‪ :‬كَرِهَه‪ .‬وأَكْرهْتُه‪َ :‬ح َملْتُه على َأمْ ٍر هو له كارهٌ‪ ،‬وجع‬
‫ت على‬ ‫الكروه مَكارِهُ‪ .‬وامرأَة ُمسَْتكْرِهة‪ُ :‬غصَِبتْ َن ْفسَها فأُكْرِ َه ْ‬
‫ذلك‪ .‬وكَرّهَ إليه ا َلمْرَ تكرِيها‪ :‬صيّره كريها إليه‪ ،‬نقيض‬
‫َحبّبَه إليه‪ ،‬وما كانَ َكرِيها ولقد كَرُهَ كَراهةً؛ وعليه توجّه ما أَنشده‬
‫ثعلب من قول الشاعر‪:‬‬
‫حت اكَْتسَى الرْأسُ قِناعا َأ ْشهَبا‬
‫َأمْلَحَ‪ ،‬ل َلذّا ول ُمحَبّبا‪،‬‬
‫جلْبَبا‬
‫ب ِلمَنْ َت َ‬
‫أَكْرَهَ ِجلْبا ٍ‬
‫ب ليس بكارهٍ‪ ،‬فإذا‬ ‫للْبا َ‬ ‫إنا هو من كَرُه ل مِنْ كَ ِرهْت‪ ،‬لَن ا ِ‬
‫حمَلْ إل‬ ‫حمَلْ على كَرِ َه إذ الكُرْه إنا هو للحيوان ل ُي ْ‬ ‫امتنع أَن ُي ْ‬
‫على كَرُهَ الذي هو للحيوان وغيه‪ .‬وَأمْرٌ كَريهٌ‪ :‬مَكروهٌ‪ .‬ووَجْهٌ‬
‫كَرْهٌ‬
‫وكَريهٌ‪ :‬قبيحٌ‪ ،‬وهو من ذلك لَنه ُيكْرَه‪ .‬وأََتيْتك كَراهيَ َأنْ‬
‫ضبَ أَي كَراهي َة أَن َتغْضبَ‪ .‬وجئتك على كَراهيَ أَي كُرْه؛ قال‬ ‫َت ْغ َ‬
‫الُطَيْئة‪:‬‬
‫ي فا ِركِ‬‫مُصاحب ٍة على الكَراه ِ‬
‫(* قوله «مصاحبة إل» صدره كما ف التكملة‪ :‬وبكر فلها عن نعيم غزيرة)‪.‬‬
‫أَي على الكراهة‪ ،‬وهي لغة‪ .‬اللحيان‪ :‬أَتَيْتُك كَراهيَ ذلك وكَراهيةَ‬
‫ذلك بعنً واحد‪ .‬والكَرِيهةُ‪ :‬النازلةُ والشدّةُ ف ال ْربِ‪ ،‬وكذلك‬
‫كَرائ ُه نَوازلُ الدهر‪ .‬وذو الكَريهةِ‪ :‬السّْيفُ الذي َي ْمضِي على‬
‫الضّرائِب الشّدادِ ل يَنْبُو عن شيء منها‪ .‬قال الَصمعي‪ :‬مِنْ أَساء السيوف‬
‫ذُو الكَريهة‪ ،‬وهو الذي َي ْمضِي ف الضرائب‪ .‬الَزهري‪ :‬ويقال للَرض‬
‫صلْبةِ الغليظة مثل القفّ وما قارَبَهُ كَرْهةٌ‪ .‬ورجل ذو َمكْروهةٍ أَي‬ ‫ال ّ‬
‫شدة؛ قال‪:‬‬
‫ت مُْنغَمِس‬ ‫وفارس ف غِمار ا َلوْ ِ‬
‫صدَقا‬‫إذا تَألّى على َمكْروهة َ‬
‫ورجل كَرْهٌ‪ :‬مُتَكرّهٌ‪ .‬وجل كَرْهٌ‪ :‬شديد الرأْس؛ وأَنشد‪:‬‬
‫كَرْه الَجا َجيِ َشدِيدُ ا َلرْآد‬
‫والكَرْهاءِ‪ :‬أَعْلى الّنقْرة‪ُ ،‬هذَليّة‪ ،‬أَراد ُنقْرَة القَفا‪.‬‬
‫والكَرْهاءُ‪ :‬الوَجْهُ والرّْأسُ أَ ْجمَع‪.‬‬
‫سكَرِ‪ ،‬وهو الزّويرُ‬ ‫س ال َع ْ‬
‫@كفه‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬الكافِهُ رئي ُ‬
‫والعِمادُ وال ُعمْدةُ وال ُعمْدانُ؛ قال الَزهري‪ :‬هذا حرف غريب‪.‬‬
‫@كمه‪ :‬ال َكمَه ف التفسي‪ :‬ال َعمَى الذي يُوَلدُ به النسانُ‪َ .‬كمِهَ‬
‫َبصَرُهُ‪ ،‬بالكسر‪َ ،‬كمَها وهو أَ ْكمَه إذا اعْتَرَْتهُ ُظ ْلمَة تَ ْطمِسُ‬
‫عليه‪ .‬وف الديث‪ :‬فإنما ُي ْكمِهانِ الَبْصارَ‪ ،‬والَ ْكمَهُ‪ :‬الذي‬
‫ئ الَ ْكمَهَ؛ والفعلُ كالفِعل‪،‬‬ ‫يُوَلدُ أَعمى‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬وتُبْرِ ُ‬
‫شعْ ِر العَمَى العارض؛ قال ُسوَيْد‪:‬‬ ‫وربا جاء ال َكمَه ف ال ّ‬
‫َك ِمهَتْ عَيْنا ُه لّا ابَْيضّتا‪،‬‬
‫ف ْه َو َي ْلحَى َن ْفسَه لّا نَ َزعْ‬
‫قال ابن بري‪ :‬وقد يوز أَن يكون ُمسْتعارا من قولم َك ِم َهتِ الشمسُ‬
‫إذا َعلَتْها غُبْرَةٌ‬
‫فَأ ْظلَمت‪ ،‬كما تُ ْظِلمُ العيُ إذا َعلَتْها غُبْرَةُ ال َعمَى‪ ،‬ويوز‬
‫أَيضا أَن يكون مستعارا من قولم كَمهَ الرجلُ إذا ُسلِبَ َع ْقلُه‪،‬‬
‫س َد قد‬ ‫لَ‬ ‫َلنّ العيَ بال َكمَهِ ُيسَْلبُ نُورُها‪ ،‬ومعن البيت أَن ا َ‬
‫ض عينيه كما قال رؤبة‪:‬‬ ‫بَيّ َ‬
‫ض عَيْني ِه ال َعمَى ا ُل َعمّي‬ ‫بَيّ َ‬
‫وذكر أَه ُل اللغة‪ :‬أَن ال َكمَهَ يكون ِخلْق ًة ويكون حادِثا بعد َبصَرٍ‪،‬‬
‫وعلى هذا الوجه الثان فسر هذا البيت‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وربا قالوا‬
‫للمسلوب العقلِ أَ ْكمَه؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫هَرّ ْجتُ فارْتَ ّد ارْتِدادَ الَ ْكمَهِ‬
‫ت الائرِ الَُتهْتِهِ‬ ‫ف غائل ِ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الَ ْكمَ ُه الذي يُْبصِرُ بالنهار ول يُْبصِ ُر بالليل‪.‬‬
‫وقال أَبو اليثم‪ :‬الَ ْكمَ ُه الَ ْعمَى الذي ل يُْبصِرُ فيتحيّر‬
‫ويَترَدّدُ‪ .‬ويقال‪ :‬إن الَ ْكمَه الذي َتِلدُه ُأمّه أََعمى؛ وأَنشد بيت‬
‫رؤبة‪:‬‬
‫هَرّجتُ فارْتَ ّد ارْتِدادَ الَ ْكمَهِ‬
‫فوَصَفهُ بالَرْج‪ ،‬وذكر أَنه كا َل ْكمَهِ ف حالِ هَرْجِه‪.‬‬
‫ت ف َش ْمسِه غُبْرَةٌ‪ .‬و َكمِهَ الرجلُ‪:‬‬ ‫و َكمِ َه النهارُ إذا اعْتَرَض ْ‬
‫تغيّر لوْنُه‪ .‬والكامِهُ‪ :‬الذي يَركبُ رْأسَه ل َيدْري أَيْنَ‬
‫يَتوَجّه‪ .‬يقال‪ :‬خرج يَت َكمّهُ ف الَرض‪.‬‬
‫@كنه‪ :‬كُنْهُ ك ّل شيءٍ َق ْدرُه ونِهايتُه وغايَتُه‪ .‬يقال‪ :‬اعْ ِرفْه‬
‫كُنْهَ العرفةِ‪ ،‬وف بعض العان‪ :‬كُنْهُ ك ّل شي ٍء َوقْتُه ووَ ْجهُه‪ .‬تقول‪:‬‬
‫بَل ْغتُ كُنْهَ‬
‫هذا الَمر أَي غايَته‪ ،‬وفعلت كذا ف غي كُْنهِه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وإنّ كلمَ ا َلرْءِ ف غي كُْنهِه‬
‫لَكالنَبْلِ َت ْهوِي ليس فيها نِصالُها‬
‫ف بعن‬ ‫الوهري‪ :‬ل ُيشْت ّق منه ِفعْلٌ‪ ،‬وقولم‪ :‬ل َيكْتَِنهُه الوص ُ‬
‫ل َيبْلغ كُْنهَه‪ ،‬كلمٌ‬
‫مولّد‪ .‬الَزهري‪ :‬اكْتََن ْهتُ الَمرَ اكْتِناها إذا بَل ْغتَ كُْنهَه‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الكُنْه جوهر الشيء‪ ،‬والكُنْهُ الوقتُ‪ ،‬تقول‪َ :‬ت َكلّم‬
‫ف كُنْ ِه الَمر أَي ف وقْتِه‪ .‬وف الديث‪ :‬مَ ْن قَتَ َل مُعاهَدا ف‬
‫غي كُْنهِه‪ ،‬يعن مَ ْن قََتلَه ف غي وقته أَو غايةِ أَمره الذي يوز‬
‫فيه قتله؛ ومنه الديث‪ :‬ل َتسْأَلِ الرأَ ُة طَلقَها ف غي كُْنهِه أَي‬
‫ف غي أَن تَْبُل َغ من الَذَى إل الغاية الت ُت ْع َذرُ ف سُؤال‬
‫الطلق معها‪ .‬والكُنْهُ‪ :‬نايةُ الشيء وحقيقته‪.‬‬
‫@كهكه‪ :‬ال َكهّةُ‪ :‬الناقةُ الضخمةُ ا ُلسِنّة‪ .‬الَزهري‪ :‬ناقة َكهّةٌ‬
‫و َكهَاةٌ‪ ،‬لغتان‪ ،‬وهي الضخمة الُسنّة الثقيلة‪ .‬وال َكهّةُ‪ :‬العجوزُ‬
‫أَو النابُ‪ ،‬مهزولةً كانت أَو سينةً‪ .‬وقد َكهّت الناق ُة َتكِهّ كُهوها‬
‫إذا هَ ِرمَت‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬جارية َكهْكاهةٌ و َهكْهاكةٌ‬
‫إذا كانت سينةً‪ .‬وكَهّ الرجلُ‪ :‬اسْتُْنكِهَ؛ عن اللحيان‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫سكْرانُ إذا اسْتَْن َكهْتَه فكَهّ ف وَ ْجهِك‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬يقال‬ ‫وكَ ّه ال ّ‬
‫كَهّ ف و ْجهِي أَي تنفّسَ‪ ،‬وا َلمْ ُر منه كَهّ وكِهّ‪ ،‬وقد َك ِههْتُ‬
‫ت قال لوسى‪،‬‬ ‫أَكَهّ و َك َه ْهتُ أكِهّ‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن ملَكَ الو ِ‬
‫ض رُوحِه‪ :‬كُ ّه ف وجهي‪ ،‬ففَعل‪ ،‬فقبَضَ‬ ‫عليهما السلم‪ ،‬وهو يريدُ قبْ َ‬
‫رُوحَه‪ ،‬أَي افَْتحْ فاكَ وتنفّسْ‪ .‬يقال‪ :‬كَ ّه َيكُهّ وكُهّ يا فلن أَي‬
‫ج ن َفسَك‪ ،‬ويروى كَهْ‪ ،‬باء واحدة مُسكّنة بوزن َخفْ‪ ،‬وهو من‬ ‫أَخْ ِر ْ‬
‫كا َه يَكاهُ بذا العن‪ .‬وال َكهْكَهةُ‪ :‬ترديدُ البعيِ َهدِيرَه‪ ،‬و َك ْهكَهَ‬
‫الَسدُ ف زئيِه كذلك‪ ،‬وف التهذيب‪ :‬كأَنه حكاي ُة صوْتِه‪ ،‬والَسدُ‬
‫ُي َك ْهكِه ف زئيه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫سا ٍم على الزّأْآرةِ ا ُل َك ْهكِه‬
‫وال َك ْهكَهةُ‪ :‬حكاية صوتِ ال ّزمْرِ؛ قال‪:‬‬
‫يا حَبّذا َك ْهكَهةُ الغَوان‪،‬‬
‫وحَبّذا تَهاُنفُ الرّوان‬
‫إلّ يو َم رِحْلةِ ا َلظْعانِ‬
‫ف منه ف الضحك‪.‬‬ ‫وال َك ْهكَهةُ ف الضحك أَيضا‪ ،‬وهو ف ال ّزمْرِ أَعْ َر ُ‬
‫وكَ ْه كَهْ‪ :‬حكاي ُة الضحِك‪ .‬وف التهذيب‪ :‬وكَهْ حكايةُ ال ُك َهكِه‪.‬‬
‫ورجلٌ كُهاكِهٌ‪ :‬الذي تراه إذا نظرتَ إليه كأَنه ضاحكٌ‬
‫وليس بضاحك‪ .‬وف الديث‪ :‬كان الجاجُ قصيا أَصفرَ كُهاكِهةً‪ ،‬التفسي‬
‫لشمر حكاه الروي ف الغريبي‪ .‬وقال ابن الَثي‪ :‬هو من ال َكهْكهةِ‬
‫القهقهةِ‪ ،‬وهذا الديث ف النهاية‪ :‬أَصعرَ كُهاكِها‪ ،‬وفسره كذلك‪ .‬و َك ْهكَهَ‬
‫ا َلقْرُورُ‪ :‬تنفّسَ ف يدِه ليُسخّنَها بنفَسه من شدة البْد فقال كَهْ‬
‫كَهْ؛ قال الكميت‪:‬‬
‫وك ْهكَ َه الصّرِدُ ا َلقْرُو ُر ف يدِه‪،‬‬
‫واسَتدْفَأ الك ْلبُ ف الأْسورِ ذي الذَّئبِ‬
‫وهو أَن يتنفّس ف يده إذا َخصِرَت‪ .‬وشيخ َك ْه َكمٌ‪ :‬وهو الذي‬
‫ُي َك ْهكِ ُه ف يده؛ قال‪:‬‬
‫ب شَيْخٍ‪ ،‬من ُلكَيْزٍ َك ْه َكمِ‪،‬‬ ‫يا رُ ّ‬
‫َقلّصَ عن ذاتِ شَبابٍ َح ْذَلمِ‬
‫وال َكهْكاه ُة من الرجال‪ :‬الُتَهّيبُ؛ قال أَبو العيال الذل يَرْثي‬
‫ابنَ عمه عبد بن زُهْرة‪:‬‬
‫ول كهْكاه ٌة بَ ِرمٌ‪،‬‬
‫ل َقبُ‬‫تا ِ‬ ‫إذا ما اشَتدّ ِ‬
‫ل َقبُ‪ :‬السّنونَ‪ ،‬واحدَتُها ِحقْبةٌ‪ .‬وف الصحاح‪ :‬ول كهكاءة‬ ‫وا ِ‬
‫(*‬
‫قوله«وف الصحاح ول كهكاءة» كذا ف الصل‪ ،‬والذي فيما بأيدينا من نسخ‬
‫الصحاح‪ :‬ول كهكاهة مثل الذكور قبل)‪ .‬الَزهري‪ :‬عن شر‪ :‬و َكهْكامةٌ‪ ،‬باليم‪،‬‬
‫مثلُ َكهْكاه ٍة للمُتَهيّب‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك َك ْهكَم‪ ،‬وأَصلُه كَهامٌ فزيدت‬
‫ضعُف‪.‬‬ ‫الكاف‪ .‬وال َكهْكاهُ‪ :‬الضعيفُ‪ .‬وَت َك ْهكَه عنه‪َ :‬‬
‫@كوه‪ :‬كوِهَ َكوَها‪ :‬تيّر‪ .‬وَت َكوّ َهتْ عليه أُمورُه‪ :‬تف ّرقَت‬
‫واّتسَعَت‪ ،‬وربا قالوا ُكهْتُه و ِكهْتُه ف معن اسْتَْن َكهْتُه‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬فقال َملَكُ الوت لوسى‪ ،‬عليه الصلة والسلم‪ ،‬كُ ْه ف وجهي‪ ،‬ورواه‬
‫اللحيان‪ :‬كَ ْه ف وجهي‪ ،‬بالفتح‪.‬‬
‫@كيه‪ :‬الكَيّهُ‪ :‬البَ ِر ُم ِبحِيلته ل يتوجه لا‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الذي ل‬
‫مَُتصَ ّرفَ له ول حِيلَة‪ .‬و ِك ْهتُ الرجلَ أكِيهُه‪ :‬اسْتَْن َكهْتُه‪.‬‬
‫@كأي‪ :‬التهذيب عن ابن الَعراب‪ :‬كأَى إِذا َأوْجَع بالكلم‪.‬‬
‫ضتُ‬ ‫@كبا‪ :‬روي عن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أَنه قال‪ :‬ما أَحدٌ عَرَ ْ‬
‫عليه الِسلمَ إِل كانت له عنده كَبْوةٌ َغيَ أَب بكر فإِنه ل‬
‫يََتَلعَْثمْ؛ قال أَبو عبيد‪ :‬الكَبْوةُ مثل ال َوقْفة تكون عند الشيء يكرهه‬
‫الِنسان ُيدْعَى إِليه أَو يُراد منه ك َوقْفةِ العاثر‪ ،‬ومنه قيل‪ :‬كَبا‬
‫الزّن ُد فهو َيكْبُو إِذا ل ُيخْرج نارَه‪ ،‬والكَبْو ُة ف غي هذا‪ :‬السقوط‬
‫للوجه‪ ،‬كَبا لوَ ْجهِهِ َيكْبُو كَبْوا سقط‪ ،‬فهو كابٍ‪ .‬ابن سيده‪ :‬كَبا‬
‫ب على وجهه‪ ،‬يكون ذلك لكل ذي رُوح‪ .‬وكَبا كَبْوا‪:‬‬ ‫كَبْوا وكُُبوّا انك ّ‬
‫عثَر؛ قال أَبو ذؤيب يصف ثورا ُرمِ َي فسقَط‪:‬‬
‫فكَبا كما َيكْبُو فَنِي ٌق تا ِرزٌ‬
‫بالَْبتِ‪ ،‬إِل أَنه ُهوَ أَْبرَعُ‬
‫وكَبا َيكْبُو كَْبوَةً إِذا عَثَر‪ .‬وف ترجة عنن‪ :‬لكُلّ جَوادٍ‬
‫كَبْوة‪ ،‬ولكل عالِم َهفْوة‪ ،‬ولكل صارِم نَبْوة‪ .‬وكَبا الزَّْندُ كَبْوا‬
‫وكُُبوّا وأَكْبَى‪ :‬ل يُورِ‪ .‬يقال‪ :‬أَكْبَى الرجلُ إِذا ل تَخرج نارُ‬
‫زندِه‪ ،‬وأَكْباه صاحبه إِذا دَخّن ول يُورِ‪ .‬وف حديث أُم سلمة‪ :‬قالت‬
‫لعثمان ل َت ْق َدحْ بزَْن ٍد كان رسولُ الِ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪َ ،‬أكْباها‬
‫أَي عطّلها من ال َقدْح فلم يُورِ با‪ .‬والكاب‪ :‬التراب الذي ل يستقر على‬
‫وجه الَرض‪ .‬وكبَا البيتَ كَبْوا‪ :‬كَنَسه‪ .‬والكِبا‪ ،‬مقصور‪ :‬الكُناسة‪،‬‬
‫قال سيبويه‪ :‬وقالوا ف تثنيته كِبوانِ‪ ،‬يذهب إِل أَن أَلفها واو‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وأَما إِمالتهم الكِبا فليس لَن أَلفها من الياء‪ ،‬ولكن على التشبيه با‬
‫يال من الَفعال من ذوات الواو نو غَزا‪ ،‬والمع َأكْباء مثل ِمعًى‬
‫وَأمْعاء‪ ،‬والكُبَ ُة مثله‪ ،‬والمع كُبِي‪ .‬وف الثل‪ :‬ل تكونوا كاليهو ِد تَجمع‬
‫أَكْباءها ف مَساجدِها‪ .‬وف الديث‪ :‬ل َتشَبّهوا باليهود تمع‬
‫الَكْباء ف دورها أَي الكُناساتِ‪ .‬ويقال للكُناسة تلقى ِبفِناء البيت‪ :‬كِبا‪،‬‬
‫مقصور‪ ،‬والَكْباء للجمع والكباء مدود فهو الَبخُور‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬كَبّى ثوبه تكبية إِذا َبخّره‪.‬‬
‫وف الديث عن العباس أَنه قال‪ :‬قلت يا رسول ال ِإنّ قريشا جلسوا‬
‫فتذاكروا َأحْسابَهم فجعلوا مََثلَك مثل نَخلة ف كَبْوةٍ من الَرض‪ ،‬فقال‬
‫للْق فجعلن ف خيهم‪،‬‬ ‫رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ِ :‬إنّ ال خلق ا َ‬
‫ث حي فَرّقهم جعلن ف خي الفَرِيقي‪ ،‬ث جعلهم بُيوتا فجعلن ف‬
‫خي بيوتم‪ ،‬فأَنا خَيْرُكم نفسا وخيكم بَيْتا؛ قال شر‪ :‬قوله ف‬
‫كَبْوة ل نسمع فيها من علمائنا شيئا‪ ،‬ولكنا سعنا الكِبا والكُبَة‪ ،‬وهو‬
‫الكُناسة والتراب الذي ُيكْنَس من البيت‪ .‬وقال خالد‪ :‬الكُِبيَ السّرْجِي‪،‬‬
‫والواحدة كُبةٌ‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬الكُبةُ الكُناس ُة من الَساء الناقصة‪،‬‬
‫أَصلها كُبْوة‪ ،‬بضم الكاف مثل القُلةِ أَصلها ُقلْوة‪ ،‬والثّبة أَصلها‬
‫ثُبْوة‪ ،‬ويقال للرّبْوة كُبوةٌ‪ ،‬بالضم‪ .‬قال‪ :‬وقال الزمشري الكِبا‬
‫الكُناسة‪ ،‬وجعه أَكْباء‪ ،‬والكُبةُ بوزن قُلةٍ وظُبةٍ نوها‪ ،‬وأَصلها كُبوة وعلى‬
‫الَصل جاء الديث‪ :‬قال‪ :‬وكَأنّ الحدّث ل يضبطه فجعلها َكْبوَة‪،‬‬
‫بالفتح‪ ،‬قال ابن الَثي‪ :‬فإِن صحت الرواية با فوجهه أَن تطلق الكَبْوة‪،‬‬
‫وهي الرة الواحدة من ال َكسْح‪ ،‬على الكُساحة والكُناسة‪.‬وقال أَبو بكر‪:‬‬
‫الكُبا جع كُبةٍ وهي البعر‪ ،‬وقال‪ :‬هي الَزْبُلة‪ ،‬ويقال ف جع ُلغَةٍ‬
‫وكُب ٍة ُلغِي وكُبي؛ قال الكميت‪:‬‬
‫ت مَنْبِيُنا نُضارٌ‪،‬‬
‫وبال َعذَوا ِ‬
‫ونَْبعٌ ل فَصافِصُ ف كُبِينا‬
‫أَراد‪ :‬أَنّا عرب نشأْنا ف نُزْهِ البلد ولسنا باضرة َنشَؤوا ف‬
‫القرى؛ قال ابن بري‪ :‬وال َعذَوات جع عَذاة وهي الَرض الطيبة‪ ،‬والفَصافِصُ‬
‫هي ال ّرطْبة‪ .‬وأَما كِبُون ف جع كِبة فالكِبةُ‪ ،‬عند ثعلب‪ ،‬واحدة الكِبا‬
‫وليس بلغة فيها‪ ،‬فيكون كِبةٌ وكِبا بنلة لِث ٍة ولِثًى‪ .‬وقال ابن‬
‫ولد‪ :‬الكِبا القُماش‪ ،‬بالكسر‪ ،‬والكُبا‪ ،‬بالضم‪ ،‬جع كُب ٍة وهي البعر‪ ،‬وجعها‬
‫كُبُون ف الرفع وكُبِي ف النصب والر‪ ،‬فقد حصل من هذا أَن الكُبا‬
‫والكِبا الكُناسة والزّبل‪ ،‬يكون مكسورا ومضموما‪ ،‬فالكسور جع كِبةٍ‬
‫والضموم جع كُبةٍ‪ ،‬وقد جاء عنهم الضم والكسر ف كُِبة‪ ،‬فمن قال كِبة‪،‬‬
‫بالكسر‪ ،‬فجمعها كِبون وكِبيَ ف الرفع والنصب‪ ،‬بكسر الكاف‪ ،‬ومن قال كُبة‪،‬‬
‫بالضم‪ ،‬فجمعها كُبُون وكِبُون‪ ،‬بضم الكاف وكسرها‪ ،‬كقولك ثُبون وثِبون ف جع‬
‫ثُبة؛ وأَما الكِبا الذي جعه الَكْباء‪ ،‬عند ابن ولد‪ ،‬فهو القُماش ل‬
‫الكُناسة‪ .‬وف الديث‪َ :‬أنّ ناسا من الَنصار قالوا له إِنّا نسمع من‬
‫قومك إِنا مثَلُ ممد كمثَل نلة تَْنبُت ف كِبا؛ قال‪ :‬هي‪ ،‬بالكسر‬
‫والقصر‪ ،‬الكناسة‪ ،‬وجعها أَكْباء؛ ومنه الديث‪ :‬قيل له أَيْ َن َت ْدفِنُ‬
‫ابنك؟ قال‪ :‬عند فَ َرطِنا عثمان بن مظعون‪ ،‬وكان قب عثمان عند كِبا بن عمرو‬
‫بن عوف أَي كُناستهم‪.‬‬
‫والكِباء‪ ،‬مدود‪ :‬ضرب من العُود والدّخْنة‪ ،‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬هو العود‬
‫الُتََبخّر به؛ قال امرؤ القيس‪:‬‬
‫وبانا وَأْلوِيّا‪ ،‬من الِْندِ‪ ،‬ذاكِيا‪،‬‬
‫ورَنْدا ولُبْنَى والكِباء ا ُلقَتّرا‬
‫(* قوله« القترا» هذا هو الصواب بصيغة اسم الفعول فما وقع ف رند‬
‫خطأ‪).‬والكُبةُ‪ :‬كالكِباء؛ عن اللحيان‪ ،‬قال‪ :‬والمع كُبا‪ .‬وقد كَبّى ثوبه‪،‬‬
‫بالتشديد‪ ،‬أَي َبخّره‪ .‬وَتكَبّت الرأَة على الِجمر‪ :‬أَكَبّت عليه‬
‫بثوبا‪ .‬وَتكَبّى واكْتَب إِذا تبخر بالعود؛ قال أَبو دواد‪:‬‬
‫ج ف كُبةِ ا َلشْـ‬ ‫َيكْتَِبيَ اليَْنجُو َ‬
‫ـتَى‪ ،‬وبُلهٌ أَحْل ُمهُنّ وِسامُ‬
‫(* قوله« ف كبة» تقدم ضبطه ف نج من اللسان خطأ والصواب ما هنا‪).‬‬
‫أَي يَتََبخّرْن اليَْنجُوج‪ ،‬وهو العُود‪ ،‬وكُبةُ الشتاء‪ :‬شدّة ضرره‪،‬‬
‫لبّ‪.‬‬ ‫وقوله‪ُ :‬بلْه أَحلمهن أَراد أَنن غافلت عن الَن وا ِ‬
‫وكَبَت النارُ‪ :‬علها الرّماد وتتها المر‪ .‬ويقال‪ :‬فلن كاب الرماد‬
‫أَي عظيمه منتفخه ينهال أَي أَنه صاحب طعام كثي‪ .‬ويقال‪ :‬نار كابي ٌة إِذا‬
‫غطّاها الرماد والمر تتها‪ ،‬ويقال ف مثل‪ :‬الاب ش ّر من الكاب؛ قال‪:‬‬
‫والكاب الفحم الذي قد خَمدت ناره فكَبا أَي خَل من النار كما يقال‬
‫كَبا الزّند إِذا ل يرج منه نار؛ والاب‪ :‬الرماد الذي تَ َرّفتَ وهَبا‪،‬‬
‫وهو قبل أَن يكون هَباء كابٍ‪ .‬وف حديث جرير‪ :‬خلقَ الُ الَرضَ‬
‫السّفلَى من الزبَد الُفاء والاء الكُباء‪ ،‬قال القتيب‪ :‬الاء الكُباء هو‬
‫العظيم العال‪ ،‬ومنه يقال‪ :‬فلن كاب الرّماد أي عظيم الرماد‪ .‬وكَبا الفَرسُ‬
‫فف‬ ‫إِذا ربَا وانتفخ؛ العن أَنه خلقها من زَبَد اجتمع للماء وتكاث َ‬
‫جنَبات الاء ومن الاء العظيم‪ ،‬وجعله الزمشري حديثا مرفوعا‪ .‬وكَبا‬
‫لمْرُ‪ :‬ارتفع؛ عن ابن الَعراب‪،‬‬ ‫النارَ‪ :‬أَلقى عليها الرّماد‪ .‬وكَبا ا َ‬
‫قال‪ :‬ومنه قول أَب عارِم الكلب ف خب له ث َأرّثْت نارِي ث‬
‫َأ ْوَقدْتُ حت دفَِئتْ حَظيت وكَبا جَمرها أَي كَبا َجمْر ناري‪ .‬وخََبتِ النارُ‬
‫أَي سكن لبها‪ ،‬وكَبَت إِذا غطّاها الرّماد والمر تته‪ ،‬و َهمَدت إِذا‬
‫َطفِئَت ول يبق منها شيء البتة‪ .‬و ُعلْبة كابية‪ :‬فيها لب عليها رَغْوة‪،‬‬
‫صبَبْت ما فيه‪.‬‬ ‫سحْته‪ ،‬وكََبوْت الكُوز وغيه‪َ :‬‬ ‫وكَبَوت الشيء إِذا ك َ‬
‫ب ما فيه‪ .‬و َكبَا لونُ الصبح والشمس‪ :‬أَظلم‪.‬‬ ‫وكَبا الِناءَ كَبْوا‪ :‬ص ّ‬
‫وكَبا لونُه‪َ :‬كمَد‪ .‬وكَبَا وجهُه‪ :‬تَغيّر‪ ،‬والسم من ذلك كله الكَبْوة‪.‬‬
‫وأَكب وَ ْجهَه‪ :‬غَيّره؛ عن ابن الَعراب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫لهْلُ ِحلْمي عند َمقْدُرةٍ‪،‬‬ ‫ل َي ْغِلبُ ا َ‬
‫ول العظيمةُ من ذي ال ّظعْنِ ُتكْبِين‬
‫وف حديث أَب موسى‪ :‬فشقّ عليه حت كَبا وجههُ أَي ربَا وانتفخ من‬
‫الغَيْظ‪ .‬يقال‪ :‬كَبا الفرسُ يكبو إِذا انتفخ وربا‪ ،‬وكَبا الغبارُ إِذا ارتفع‪.‬‬
‫ورجل كاب اللونِ‪ :‬عليه غَبَرة‪ .‬وكَبا الغُبار إِذا ل يَطِر ول يتحرك‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬غُبار كابٍ أَي ضخم؛ قال ربيعة الَسدي‪:‬‬
‫أَ ْهوَى لا تتَ العَجاجِ ب َطعْنةٍ‪،‬‬
‫والَيْ ُل تَرْدِي ف الغُبارِ الكاب‬
‫والكَبْوة‪ :‬الغَبَرَةُ كالَْبوَة‪ .‬وكَبا الفرس كَبْوا‪ :‬ل يَعرق‪.‬‬
‫وكَبا الفرس َيكْبُو إِذا رَبا وانتفخ من فَرَق أَو َع ْدوٍ؛ قال العجاج‪:‬‬
‫َجرَى اب ُن لَيْلى جِرْي َة السّبُوحِ‪،‬‬
‫جِريةَ ل كابٍ ول أَنُوحِ‬
‫الليث‪ :‬الفرس الكاب الذي إِذا َأعْيا قام فلم يتحرك من الِعياء‪ .‬وكبا‬
‫ت الفرس‬ ‫الفرس إِذا حُِن َذ بالِلل فلم يَعرق‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬إِذا حََنذْ َ‬
‫فلم يعرق قيل كَبا الفرسُ‪ ،‬وكذلك إِذا كََتمْت الرّْبوَ‪.‬‬
‫@كتا‪ :‬الكَْتوُ‪ :‬مقاربة الطو‪ ،‬وقد كَتا‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬أَكْت إِذا‬
‫غَل‬
‫(* قوله« غل» هو بالعجمة كما ف الصل والتهذيب والتكملة وبعض نسخ‬
‫القاموس‪ ).‬على عدوّه‪.‬‬
‫الليث‪ .‬اكَْتوْتَى الرج ُل فهو َيكْتَوت إِذا بالغ ف صفة نفسه من غي‬
‫فعل ول عمل‪ ،‬وعند العمل َيكْتَوت أَي كأَنه يَْن َقمِع‪ .‬واكتوتَى إِذا‬
‫تََتعْتَع‪.‬‬
‫لثْوة‪ ،‬وكُثْو ُة اللب َككُثْأَته‪،‬‬ ‫@كثا‪ :‬الكُثْوة‪ :‬التراب الجتمع كا ُ‬
‫وهو الاثر الجتمع عليه‪ .‬وكُثْوة‪ :‬اسم رجل؛ عن ابن الَعراب‪ .‬قال ابن‬
‫سيده‪ :‬أُراه سي با‪ .‬وأَبو ُكثْوة‪ :‬شاعر‪ .‬الوهري‪ :‬وكَثْوة‪ ،‬بالفتح‪ ،‬اسم‬
‫أُم شاعر وهو زيد بن كَثْوة؛ وهو القائل‪:‬‬
‫أَل إ ّن َق ْومِي ل ُتلَطّ ُقدُورُهم‪،‬‬
‫وَلكِنّما يُوَقدْن بال َعذِراتِ‬
‫أَي ل يسترون قُدورهم وإِنا يعلونا ف َأفْنِية دورهم لتظهر‪.‬‬
‫والكَثا‪ ،‬مقصور‪ :‬شجر مثل شجر الغُبَيْراء سواء ف كل شيء إِل أَنه ل‬
‫ريح له‪ ،‬وله أَيضا ثرة مثل صغار ثر الغُبَياء قبل أَن َيحْمرّ؛ حكاه‬
‫أَبو حنيفة‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وهو بالواو لَنّا ل نعرف ف الكلم ك ث ي‪.‬‬
‫والكَثاءةُ‪ ،‬مدودة مؤنثة بالاء‪ِ :‬جرْجِي الب؛ عنه أَيضا‪ ،‬قال‪ :‬وقال‬
‫أَعراب هو الكَثاة‪ ،‬مقصور‪ .‬أَبو مالك‪ :‬الكَثاة بل هز وكَثًى كثي وهو‬
‫الَْيهُقان والّنهَقُ والِ ْرجِي كله بعن واحد‪ .‬وزيد ابن كَثْوة‬
‫كأَنه ف الَصل كَثْأَة فترك هزة فقيل كَثْوة‪ .‬وكَْثوَى‪ :‬اسم رجل‪ ،‬قيل‬
‫إِنه اسم أَب صال‪ ،‬عليه السلم‪.‬‬
‫@كحا‪ :‬الَزهري عن ابن الَعراب‪ :‬كحا إِذا َفسَد‪ ،‬قال‪ :‬وهو حرف غريب‪.‬‬
‫@كدا‪َ :‬كدَت الَرض َتكْدو َكدْوا و ُك ُدوّا‪ ،‬فهي كاديةٌ إِذا أَبطأَ‬
‫نباتا؛ وأَنشد أَبو زيد‪:‬‬
‫َعقْر ال َعقِيل ِة مِن مال‪ ،‬إِذا َأمَِنتْ‬
‫عَقائلُ الالِ َعقْرَ ا ُلصْ ِرخِ الكادِي‬
‫الكادِي‪ :‬البطيء الي من الاء‪ .‬وكَدا الزرع وغيه من النبات‪ :‬ساءت‬
‫نِبْتَته‪ .‬وكَداه البدُ‪ :‬ردّه ف الَرض‪ .‬و َك َدوْتُ وجه الرجل أَ ْكدُوه‬
‫َكدْوا إِذا َخدَشته‪ .‬وال ُكدْية والكاديِةُ‪ :‬الشدّة من الدهر‪ .‬وال ُكدْية‪:‬‬
‫الَرض الرتفعة‪ ،‬وقيل‪ :‬هو شيء صُلب من الجارة والطي‪ .‬وال ُكدْية‪:‬‬
‫الَرض الغليظة‪ ،‬وقيل‪ :‬الَرض الصلبة‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الصّفاة العظيمة الشديدة‪.‬‬
‫وال ُكدْية‪ :‬الرتفاع من الَرض‪ .‬وال ُكدْية‪ :‬صَلبة تكون ف الَرض‪ .‬وأَصابَ‬
‫ع بَر ٌد فكَداه أَي ردّه ف الَرض‪ .‬ويقال أَيضا‪ :‬أَصابتهم‬ ‫الزر َ‬
‫ُكدْية وكادي ٌة من البد‪ ،‬والكُديةُ ك ّل ما جُمع من طعام أَو تراب أَو نوه‬
‫فجعل كُثْبة‪ ،‬وهي الكُداي ُة والكُداة‬
‫(* قوله« والكداة» كذا ضبط ف الصل‪،‬‬
‫وف شرح القاموس أنا بالفتح‪ ).‬أَيضا‪ .‬وحفَر فَأ ْكدَى إِذا بلغ الصلب‬
‫وصادَف ُكدْية‪ .‬وسأَله فأَ ْكدَى أَي وجده كال ُكدْيةِ؛ عن ابن الَعراب‪.‬‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وكان قياس هذا أَن يقال فأَكْداه ولكن هكذا حكاه‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫أَ ْكدَى أَي َألَحّ ف السأَلة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫َتضَ ّن فَُنعْفِيها‪ ،‬إِن الدارُ سا َعفَتْ‪،‬‬
‫فل ن ُن ُن ْكدِيها‪ ،‬ول هي َتْبذُلُ‬
‫ويقال‪ :‬ل ُي ْكدِيك سُؤال أَي ل يُلحّ عليك‪ ،‬وقوله‪ :‬فل نن نُكديها‬
‫أَي فل نن ُنلِحّ عليها‪ .‬وتقول‪ :‬ل ُي ْكدِيك سؤال أَي ل يُلح عليك‬
‫سؤال؛ وقالت خنساء‪:‬‬
‫فَتَى الفِتْيانِ ما بَلغُوا مَداهُ‪،‬‬
‫ول ُي ْكدِي‪ ،‬إِذا َبلَ َغتْ كُداها‬
‫أَي ل يَقطع عطاءه ول يُمسك عنه إِذا قَ َطعَ غيه وأَمسك‪.‬‬
‫وضِبابُ الكُدا‪ :‬سيت بذلك لَن الضّباب مُولعة بفر الكُدا‪ ،‬ويقال‬
‫ضبّ ُكدْيةٍ‪ ،‬وجعها كُدا‪ .‬وأَ ْكدَى الرجلُ‪ :‬قلّ خيه‪ ،‬وقيل‪ :‬ا ُل ْكدِي‬ ‫َ‬
‫من الرجال الذي ل يَثُوب له مال ول يَْنمِي‪ ،‬وقد أَ ْكدَى؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫حلُوا‪،‬‬ ‫حتِ ال ّزوّارُ بَعدكَ َأ ْم َ‬‫وأَصَْب َ‬
‫سفْرُ‬‫وأُ ْكدِيَ باغِي الَيْرِ واْنقَ َطعَ ال ّ‬
‫وأَ ْكدَْيتُ الرجل عن الشيء‪ :‬رددته عنه‪ .‬ويقال للرجل عند قهر صاحبه له‪:‬‬
‫أَ ْكدَتْ أَظفارك‪ .‬وأَكدَى الطر‪ :‬قلّ وَنكِد‪ .‬و َكدَى الرجل َي ْكدِي‬
‫وأَ ْكدَى‪ :‬قلل عطاءه‪ ،‬وقيل‪ :‬بل‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬وأَعطى قليلً‬
‫وأَ ْكدَى؛ قيل أَي وقَطع القليل؛ قال الفراء‪ :‬أَ ْكدَى أَمسك من العَطِيّة‬
‫وقَطَع‪ ،‬وقال الزجاج‪ :‬معن َأ ْكدَى قطع‪ ،‬وأَصله من الفر ف البئر‪ ،‬يقال للحافر‬
‫إِذا بلغ ف حفر البئر إِل حجر ل ُي َمكّنه من الفر‪ :‬قد بلغ إِل‬
‫ال ُكدْية‪ ،‬وعند ذلك يَقطع الفر‪ .‬التهذيب‪ :‬ويقال الكِدا‪ ،‬بكسر الكاف‬
‫(*‬
‫قوله« الكدا بكسر الكاف إل» كذا ف الصل‪ ،‬وعبارة القاموس‪ :‬والكداء ككساء‬
‫النع والقطع‪ ،‬وعبارة التكملة‪ :‬وقال ابن النباري الكداء‪ ،‬بالكسر والدّ‪:‬‬
‫القطع‪).‬‬
‫‪ ،‬القطع من قولك أَعطى قليلً وأَكدى أَي قطع‪ .‬والكَدا‪ :‬النع؛ قال‬
‫الطرماح‪:‬‬
‫َبلَى ث ل َن ْملِك مَقادِي َر ُسدَّيتْ‬
‫لنا من َكدَا هِْندٍ‪ ،‬على ِقلّةِ الّث ْمدِ‬
‫أَبو عمرو‪ :‬أَ ْكدَى منع‪ ،‬وَأكْدى قطَع‪ ،‬وأَكْدى إِذا انقطع‪ ،‬وأَ ْكدَى‬
‫النّبْت إِذا َقصُر من البد‪ ،‬وأَ ْكدَى العامُ إِذا أَجدَبَ‪ ،‬وأَ ْكدَى‬
‫إِذا بلغ الكُدا‪ ،‬وهي الصحراء‪ ،‬وَأ ْكدَى الافِر إِذا َحفَر فبلغ الكُدا‪،‬‬
‫وهي الصخور‪ ،‬ول يكنه أَن يفر‪ .‬و َكدَِيتْ أَصابعه أَي َكلّت من الفر‪.‬‬
‫وف حديث الندق‪ :‬فعَرَضَت فيه ُكدْية فأَخذ ا ِلسْحاة ث سّى وضرب؛‬
‫ال ُكدُيةُ‪ :‬قطعه غليظة صُلبة ل يعمل فيها الفأْس؛ ومنه حديث عائشة تصف‬
‫أَباها‪ ،‬رضي ال عنهما‪ :‬سَبَق إِذ وَنَْيتُم وَنجَح إِذ أَ ْكدَيْتم أَي‬
‫َظفِر إِذ خِبتم ول تَ ْظفَرُوا‪ ،‬وأَصله من حافِر البئر ينتهي إِل ُكدْية‬
‫فل يكنه الفر فيتركه؛ ومنه‪َ :‬أ ّن فاطمة‪ ،‬رضي ال عنها‪ ،‬خرجت ف‬
‫َتعْزية بعض جيانا‪ ،‬فلما انصرفت قال لا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬لعلك‬
‫َبَل ْغتِ معهم ال ُكدَى‪ ،‬أَراد الَقابرَ‪ ،‬وذلك لَنه كانت مَقابِرُهم ف‬
‫صلْبَة‪ ،‬وهي جع ُكدْية‪ ،‬ويروى بالراء‪ ،‬وسيجيء‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬ ‫مواضع ُ‬
‫أَ ْكدَى افَْتقَر بعد غِنًى‪ ،‬وَأ ْكدَى َق ِمئَ َخلْقه‪ ،‬وأَ ْكدَى‬
‫ا َلعْ ِدنُ ل يتكوّن فيه جوهر‪ .‬وَبلَغ الناسُ ُكدْيةَ فلن إِذا أَعطَى ث مَنع‬
‫وأَمسَك‪.‬‬
‫و َكدِيَ الِ ْروُ‪ ،‬بالكسر‪َ ،‬ي ْكدَى كَدا‪ :‬وهو داء يأْخذ الِراء خاصة‬
‫يصيبها منه قَيء وسُعال حت ُي ْكوَى ما بي عينيه فيذهب‪ .‬شر‪َ :‬كدِيَ‬
‫الكلب كَدا إِذا َنشِب العظم ف حَلقْه‪ ،‬ويقال‪َ :‬كدِيَ بالعظم إِذا َغصّ‬
‫به؛ حكاه عنه ابن شيل‪ .‬و َكدِيَ الفصيلُ كَدا إِذا شرب اللب ففسَد‬
‫َج ْوفُه‪ .‬و ِمسْك َكدِيّ‪ :‬ل رائحة له‪.‬‬
‫وا ُل ْكدِي ُة من النساء‪ :‬الرّتْقاء‪ .‬وما كَداك عن أَي ما حبَسك‬
‫وشغَلك‪.‬و ُكدَيّ و َكدَاء‪ :‬موضعان‪ ،‬وقيل‪ :‬ها جبلن بكة‪ ،‬وقد قيل كَدا‪،‬‬
‫بالقصر؛ قال ابن قيس ال ّرقَيّاتِ‪:‬‬
‫أَنتَ اب ُن مُعَْتلَجِ البِطا‬
‫ح ُكدَيّها وكَدائِها‬
‫(* قوله« أنت ابن إل» ف التكملة‪ :‬وقال عبيد ال بن قيس الرقيات يدح‬
‫عبد اللك بن مروان‪:‬‬
‫فاسع أمي الؤمنيـــن لدحت وثنائها‪،‬‬
‫أنت ابن معتلج البطا * ح (البطاح) كديها وكدائها)‬
‫ابن الَنباري‪ :‬كَداء‪ ،‬مدود‪ ،‬جبل بكة‪ ،‬وقال غيه‪ :‬كدا جبل آخر؛ وقال‬
‫حسان بن ثابت‪:‬‬
‫َعدِمْنا خَْيلَنا‪ ،‬إن ل تَ َروْها‬
‫تُثيُ الّنقْعَ‪َ ،‬موْ ِعدُها كَداء‬
‫وقال بشي بن عبد الرحن بن كعب بن مالك الَنصاري‪:‬‬
‫فسَلِ الناسَ‪ ،‬ل أَبا لَكَ عَنّا‬
‫يو َم سالَتْ با ُل ْعلِ ِميَ كَداء‬
‫قال‪ :‬وكذلك ُكدَيّ؛ قال ابن قَيس ال ّرقَيّات‪:‬‬
‫َأ ْقفَرَتْ بع َد عبد َشمْسٍ كَداء‪،‬‬
‫َف ُكدَيّ فالرّكْنُ فالبَطْحاء‬
‫وف الديث‪ :‬أَنه دخل مكة عام الفتح من كَداء ودخل ف العُمرة من ُكدًى‪،‬‬
‫وقد روي بالشك ف الدخول والروج على اختلف الروايات وتكرارها‪ .‬وكَداء‪،‬‬
‫بالفتح والدّ‪ :‬الثنية العليا بكة ما يلي القابر‪ ،‬وهو ا َلعْلَى‪.‬‬
‫وكُدا‪ ،‬بالضم والقصر‪ :‬الثنية السفلى ما يلي باب العمرة‪ ،‬وأَما ُكدَيٌ‪،‬‬
‫بالضم وتشديد الياء‪ ،‬فهو موضع بأَسفل مكة‪ ،‬شرفها ال تعال‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬
‫دَكا إِذا َسمِن وكَدا إِذا قطَع‪.‬‬
‫@كذا‪ :‬ابن الَعراب‪َ :‬أكْذى الشيءُ إِذا احرّ‪ ،‬وأَكْذى الرج ُل إِذا‬
‫اح ّر لونه من َخجَ ٍل أَو فَ َزعٍ‪ ،‬ورأَيته كاذِيا‬
‫(* قوله« كاذيا إل»‬
‫الكاذي بعن الحر وغيه‪ ،‬ل يضبط ف سائر الصول الت بأيدينا إل كما‬
‫ترى‪ ،‬لكن عبارة التكملة‪ :‬الكاذي‪ ،‬بتشديد الياء‪ ،‬من نبات بلد عمان وهو‬
‫الذي يطيب به الدهن الذي يقال له الكاذي‪ ،‬ووصفت ذلك النبات‪ ).‬كَرِكا أَي‬
‫أَحرَ‪ ،‬قال‪ :‬والكاذي والِرْيال الَبقّم‪ ،‬وقال غيه‪ :‬الكاذِي ضرب من‬
‫الَدْهان معروف‪ ،‬والكاذِي ضرب من البوب يعل ف الشراب فيشدّده‪.‬‬
‫الليث‪ :‬العرب تقول كذا وكذا‪ ،‬كافهما كاف التشبيه وذا اسم يشار به‪ ،‬وهو‬
‫مذكور ف موضعه‪ .‬الوهري‪ :‬قولم كذا كناية عن الشيء‪ ،‬تقول َف َعلْت كذا‬
‫وكذا يكون كناية عن العدد فتنصب ما بعده على التمييز‪ ،‬تقول‪ :‬له عندي كذا‬
‫وكذا درها‪ ،‬كما تقول له عندي عشرون درها‪ .‬وف الديث‪ :‬نيء أَنا وأُمت‬
‫يوم القيامة على كذا وكذا؛ قال ابن الَثي‪ :‬هكذا جاء ف مسلم كأَن‬
‫الراوي شك ف اللفظ فكن عنه بكذا وكذا‪ ،‬وهي من أَلفاظ الكِنايات مثْل كَْيتَ‬
‫وكَْيتَ‪ ،‬ومعناه مثل ذا‪ ،‬ويُكن با عن الجهول وعما ل يراد التصريح به؛‬
‫قال أَبو موسى‪ :‬الحفوظ ف هذا الديث نيء أَنا وأُمت على َكوْم أَو‬
‫لفظ يؤدّي هذا العن‪ .‬وف حديث عمر‪ :‬كذاك ل َتذْعَرُوا علينا إِبلَنا‬
‫ع ِفعْلَك وأَمرَك كَذاك‪ ،‬والكاف الُول والخرة‬ ‫أَي َحسْبُكم‪ ،‬وتقديره َد ْ‬
‫زائدتان للتشبيه والطاب والسم ذا‪ ،‬واستعملوا الكلمة كلها استعمال‬
‫السم الواحد ف غي هذا العن‪ .‬يقال‪ :‬رجل كذاكَ أَي َخسِيسٌ‪ .‬واشْتَ ِر ل‬
‫غلما ول تشتره كَذاكَ أَي دَنِيئا‪ ،‬وقيل‪ :‬حقيقة كذاك أَي مثل ذاك‪،‬‬
‫ومعناه الزم ما أَنت عليه ول تتجاوزه‪ ،‬والكاف الُول منصوبة الوضع بالفعل‬
‫الضمر‪ .‬وف حديث أَب بكر‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬يوم َبدْر‪ :‬يا نبّ ال كذاك‬
‫أَي َحسْبُك الدّعاء فإِن ال مُنجز لك ما وعدك‪.‬‬
‫@كرا‪ :‬الكِ ْروَةُ والكِراء‪ :‬أَجر الست ْأجَر‪ ،‬كاراه مُكاراةً وكراء‬
‫واكْتراه وَأكْران دابّته وداره‪ ،‬والسمُ الكِ ْروُ بغي هاء؛ عن اللحيان‪،‬‬
‫وكذلك الكِ ْروَةُ والكُرْوةُ‪ ،‬والكِراء مدود لَنه مصدر كارَيْت‪ ،‬والدليل‬
‫على أَنك تقول رجل مُكارٍ‪ ،‬ومُفاعِلٌ إنا هو من فا َعلْت‪ ،‬وهو من ذوات‬
‫الواو لَنك تقول أَعطيت الكَرِيّ ِكرْوتَه‪ ،‬بالكسر؛ وقول جرير‪:‬‬
‫حقْتُ وأَصْحاب على كُلّ حُرّةٍ‬ ‫َل ِ‬
‫سيّ الُكارِيا‬‫مَرُوحٍ‪ ،‬تُبارِي الَ ْح َم ِ‬
‫ويروى‪ :‬الَحشي‪ ،‬أَراد ظل الناقة شبهه بالكاري؛ قال ابن بري‪ :‬كذا فسر‬
‫الَحشي ف الشعر بأَنه ظل الناقة‪ .‬والُكاري‪ :‬الذي َيكْرُو بيده ف‬
‫مشيه‪ ،‬ويروى الَ ْح َمسِي منسوب إِل َأ ْحمَس رجل من بَجيلة‪ .‬والُكاري على‬
‫هذا الادِي‪ ،‬قال‪ :‬والُكارِي مفف‪ ،‬والمع الُكارون‪ ،‬سقطت الياء لجتماع‬
‫الساكني‪ ،‬تقول هؤلء الُكارُون وذهبت إِل الُكارِينَ‪ ،‬ول تقل‬
‫الُكارِيّي بالتشديد‪ ،‬وإِذا أَضفت الُكارِيَ إِل نفسك قلت هذا مُكارِيّ‪،‬‬
‫بياء مفتوحة مشددة‪ ،‬وكذلك المع تقول هؤلء مُكاريّ‪ ،‬سقطت نون المع‬
‫للِضافة وقلبت الواو ياء وفََتحْت ياءك وأَدغمتَ لَن قبلها ساكنا‪،‬‬
‫ض ّي وراميّ ونوها‪.‬‬ ‫وهذانِ مُكارِيايَ تفتح ياءك‪ ،‬وكذلك القول ف قا ِ‬
‫والُكارِي والكَرِيّ‪ :‬الذي ُيكْرِيك دابته‪ ،‬والمع َأكْرِياء‪ ،‬ل يكسر على‬
‫غي ذلك‪ .‬وأَكْرَيْت الدار فهي ُمكْراة والبيت ُمكْرّى‪ ،‬واكْتَرَيت‬
‫واسَْتكْرَيْت وتَكارَيْت بعن‪.‬‬
‫والكَرِيّ‪ ،‬على َفعِيل‪ :‬الُكارِي؛ وقال عُذافِر الكِندي‪:‬‬
‫ول أَعودُ بعدها كَرِيّا‪،‬‬
‫أُمارِسُ ال َكهْلةَ والصّبيّا‬
‫ويقال‪َ :‬أكْرَى الكرِيّ ظهره‪ .‬والكرِيّ أَيضا‪ :‬ا ُلكْترِي‪ .‬وف حديث‬
‫ابن عباس‪ ،‬رضي ال عنهما‪ :‬أَن امرأَة مُحرمة سأَلته فقالت َأشَرْت إِل‬
‫صبّ‪ :‬الذي يُكري دابته‪،‬‬ ‫َأرْنَبٍ فرماها الكَرِيّ؛ الكَريّ‪ ،‬بوزن ال ّ‬
‫َفعِيل بعن ُمفْعِل‪ .‬يقال‪ :‬أَكْرَى دابته فهو ُمكْرٍ وكريٌ‪ ،‬وقد يقع‬
‫على ا ُلكْترِي َفعِيل بعن مُ ْفعَل‪ ،‬والراد الَول‪ .‬وف حديث أَب‬
‫السّليل‪ :‬الناسُ يزعمون َأنّ الكَرِيّ ل حج له‪ .‬والكَرِيّ‪ :‬الذي أَكريته‬
‫ي الذي ُيكْريك بعيه فأَنا كَرِيّك وأَنت‬ ‫بعيك‪ ،‬ويكون الكَرِ ّ‬
‫كَرِيّي؛ قال الراجز‪:‬‬
‫كَرِيّه ما يُ ْطعِم الكَرِيّا‪،‬‬
‫بالليل‪ ،‬إِل جِرْجِرا َمقْلِيّا‬
‫ي ظهره ُيكْريه إِكْراء‪ .‬ويقال‪ :‬أَعطِ‬ ‫ابن السكيت‪َ :‬أكْرَى الكَرِ ّ‬
‫الكَرِيّ كِ ْروَتَه؛ حكاها أَبو زيد‪ .‬ابن السكيت‪ :‬هو الكِراء مدود لَنه‬
‫مصدر كارَيْت‪ ،‬والدليل على ذلك أَنك تقول رجل مُكارٍ مُفاعِل‪ ،‬وهو من ذوات‬
‫الواو‪ .‬ويقال‪ :‬اكْتَرَْيتُ منه دابّة واسَْتكْرَيتها فأَكْرانِيها‬
‫إكْراء‪ ،‬ويقال للُجرة نفسها كِراء أَيضا‪.‬‬
‫وكَرا الَرضَ كَرْوا‪ :‬حفَرها وهو من ذوات الواو والياء‪ .‬وف حديث‬
‫فاطمة‪ ،‬رضي ال عنها‪ :‬أَنا خرجت ُتعَزّي قوما‪ ،‬فلما انصرفت قال لا‪:‬‬
‫ك بَل ْغتِ معهم الكُرَى؟ قالت‪ :‬معاذَ الِ هكذا جاء ف رواية بالراء‪،‬‬ ‫َلعَل ِ‬
‫وهي القُبور جع كُرْيةٍ أَو كُرْوةٍ‪ ،‬من كَرَْيتُ الَرض و َك َروْتُها‬
‫إِذا حفرتا كالُفرة؛ ومنه الديث‪ :‬أَن الَنصار سأَلوا رسول ال‪ ،‬صلى‬
‫حفِرُونه وُيخْرِجون‬ ‫ال عليه وسلم‪ ،‬ف نر َيكْرُونه لم سَيْحا أَي َي ْ‬
‫طينه‪ .‬وكَرا البئر كَرْوا‪ :‬طواها بالشجر‪ .‬وكَ َروْتُ البئر كَرْوا‪:‬‬
‫طويتها‪ .‬أَبو زيد‪ :‬كَ َروْتُ الرّكِيّة كَرْوا إِذا طويتها بالشجر‬
‫وعَ َرشْتها بالشب وطويتها بالجارة‪ ،‬وقيل‪ :‬الَكْ ُروّة من البار الطوية‬
‫بالعَ ْرفَج والثّمام والسّبَط‪،.‬‬
‫ت بالكُرة‬ ‫وكَرا الغلمُ َيكْروا كَرْوا إِذا لعب بالكُرة‪ .‬وكَ َروْ ُ‬
‫أَكْرُو با إِذا ضربت با وَلعِبت با‪ .‬ابن سيده‪ :‬والكُر ُة معروفة‪ ،‬وهي ما‬
‫أَ َدرْت من شيء‪ .‬وكَرا الكُرَة كَرْوا‪ :‬لعب با؛ قال السيب بن َعلَس‪:‬‬
‫مَرِحَت يَداها للنّجاء‪ ،‬كأَنا‬
‫َتكْرُو ِب َكفّي ل ِعبٍ ف صاعِ‬
‫لفْرة‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬كَرَى النهر‬ ‫والصاعُ‪ :‬الطمئن من الَرض كا ُ‬
‫َيكْريه إِذا نقص ِتقْنَه‪ ،‬وقيل‪َ :‬كرَيْت النهر كَرْيا إِذا حفرته‪.‬‬
‫والكُرةُ‪ :‬الت يُل َعبُ با‪ ،‬أَصلها كُرْوٌة فحذفت الواو‪ ،‬كما قالوا قُلةٌ للت‬
‫يُلعب با‪ ،‬والَصل ُقلْوةٌ‪ ،‬وجع الكُرةِ كُراتٌ وكُرُون‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫ص ْولَجان وأَصلها كُ َروٌ‪ ،‬والاء عِوض‪ ،‬وتمع على‬ ‫الكُرةُ الت تُضرب بال ّ‬
‫كُرين وكِرينَ أَيضا‪ ،‬بالكسر‪ ،‬وكُراتٍ؛ وقالت ليلى الَخيلية تصف قَطاة‬
‫تدلّت على فِراخِها‪:‬‬
‫ص ظِماءٍ كأَنا‬ ‫َت َدلّت على حُ ّ‬
‫ت غُلمٍ ف كِساءٍ ُم َؤرَْنبِ‬ ‫كُرا ُ‬
‫ويروى‪ :‬حُصّ الرؤوس كأَنا؛ قال‪ :‬وشاهد كُرين قول الخر‬
‫(* هو عمرو بن‬
‫كلثوم) ‪:‬‬
‫ُيدَ ْهدِين الرّؤوسَ كما ُي َدهْدي‬
‫حَزاوِرةٌ‪ ،‬بأَيديها‪ ،‬الكُرينا‬
‫ويمع أَيضا على أُ َكرٍ‪ ،‬وأَصله ُوكَ ٌر مقلوب اللم إِل موضع الفاء‪،‬‬
‫ث أُبدلت الواو هزة لنضمامها‪ .‬وكَ َروْتُ الَمر وكَ َريْته‪ :‬أَ َعدْتُه‬
‫مرة بعد أُخرى‪ .‬وكَرَتِ الدابة كَرْوا‪ :‬أَسرعت‪ .‬والكَ ْروُ‪ :‬أَن َيخْبِط‬
‫بيده ف استقامة ل َيفْتِلُها نو بطنه‪ ،‬وهو من عيوب اليل يكون ِخلْقة‪،‬‬
‫وقد كَرَى الفرسُ كَرْوا وكَ َرتِ الرأَ ُة ف ِمشْيَتها َتكْرُو‬
‫كَرْوا‪ .‬والكَرا‪ :‬ال َفحَجُ ف الساقي والفخذين‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ِدقّة الساقي‬
‫والذّراعي‪ ،‬امرأَة كَرْوا ُء وقد كَرِيَت كَرا‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَرْواء الرأَة‬
‫الدقيقة الساقي‪ .‬أَبو بكر‪ :‬الكَرا ِدقّةُ الساقي‪ ،‬مقصور يكتب بالَلف‪،‬‬
‫يقال‪ :‬رجل أَ ْكرَى وامرأَة كَرْواءُ؛ وقال‪:‬‬
‫ستْ بكَرْواءَ‪ ،‬ولكِنْ ِخدِْلمِ‪،‬‬ ‫لْي َ‬
‫ول بِزَلءَ‪ ،‬ولكِ ْن سُْت ُهمِ‬
‫قال ابن بري‪ :‬صوابه أَن ترفع قافيته؛ وبعدها‪:‬‬
‫ول ِب َكحْلء‪ ،‬ولكِن زُ ْرقُم‬
‫والكَرَوانُ‪ ،‬بالتحريك‪ :‬طائر ويدعى الج َل والقَبْجَ‪ ،‬وجعه كِرْوانٌ‪،‬‬
‫صحت الواو فيه لئل يصي من مثال َفعَلن ف حال اعتلل اللم إِل مثال‬
‫فَعالٍ‪ ،‬والمع كَراوينُ‪ ،‬كما قالوا ورا ِشيُ؛ وأَنشد بعض البغداديي ف‬
‫صفة صقر لدل العَبْشَمي وكنيته أَبو زغب‪:‬‬
‫عَنّ له َأعْ َرفُ ضاف العُثْنُونْ‪،‬‬
‫داهِيةً صِلّ صَفا ُدرَ ْخ ِميْ‪،‬‬
‫ت والكَراوِينْ‬ ‫َحْتفَ الُبارَيا ِ‬
‫والُنثى كَرَوانةٌ‪،‬والذكر منها الكَرا‪ ،‬بالَلف؛ قال مُدرك بن ِحصْن‬
‫الَسدي‪:‬‬
‫يا كَرَوانا صُكّ فاكَْبأَنّا‪،‬‬
‫َفشَ ّن بالسّلْحِ‪ ،‬فلما شَنّا‪،‬‬
‫بَ ّل الذّناب عَبَسا مُبِنّا‬
‫صكّه البازي فيّتقِيه بسَ ْلحِه‪ ،‬ويقال له‬ ‫قالوا‪ :‬أَراد به الُبارى َي ُ‬
‫ق كَرا َأطْ ِرقْ كَرا إِن‬
‫الكُرْ ِكيّ‪ ،‬ويقال له إِذا صيدَ‪َ :‬أطْرِ ْ‬
‫النّعا َم ف القُرى‪ ،‬والمع كِرْوانٌ‪ ،‬بكسر الكاف‪ ،‬على غي قياس‪ ،‬كما إِذا‬
‫جعت الوَرشانَ قلت ِورْشانٌ‪ ،‬وهو جع بذف الزوائد‪ ،‬كأَنم جعوا كَرا‬
‫مثل َأخٍ وَإخْوان‪ .‬والكَرا‪ :‬لغة ف الكَرَوانِ؛ أَنشد الَصمعي‬
‫سحَلي‪،‬‬ ‫ض ِم ْ‬
‫للفرزدق‪:‬على ِحيَ أَن رَكّْيتُ وابْيَ ّ‬
‫وَأطْرَقَ ِإطْراقَ الكَرا مَن أُحارِبُه‬
‫(* قوله« على حي أن ركيت» كذا بالصل‪ ،‬والذي ف الديوان‪:‬‬
‫أحي التقى ناباي وابيض مسحلي)‬
‫ابن سيده‪ :‬وف الثل َأطْ ِرقْ كَرا ِإنّ النّعامَ ف القُرى؛ غيه‪:‬‬
‫خ َدعُ بكلم ُيلَطّف له ويُراد به الغائلة‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫ل للرجل ُي ْ‬ ‫يضرب مث ً‬
‫ل للرجل ُيَتكَلّم عنده بكلم فَيَظن أَنه هو الراد بالكلم‪ ،‬أَي‬ ‫يضرب مث ً‬
‫اسكت فإِن أُريد من هو أَْنبَلُ منك وأَرفع منلة؛ وقال أَحد بن عبيد‪:‬‬
‫يضرب للرجل القي إِذا تكلم ف الوضع الذي ل يُشبهه وأَمثالَه‬
‫الكلمُ فيه‪ ،‬فيقال له اسكت يا حقي فِإنّ الَ ِجلّءِ أَول بذا الكلم‬
‫منك‪ .‬والكَرا‪ :‬هو الكَرَوانُ طائر صغي‪ ،‬فخُوطب الكَروا ُن والعن لغيه‪،‬‬
‫ويُشبّه الكَروانُ بال ّذلِيل‪ ،‬والنعامُ بالَعزة‪ ،‬ومعن َأطْرِقْ أَي‬
‫غُضّ ما دام عزيز فإياك أَن تَنطِق أَيها الذليل‪ ،‬وقيل‪ :‬معن أَطرق كرا أَن‬
‫الكروان ذليل ف الطي والنعام عزيز‪ ،‬يقال‪ :‬اسكن عندَ الَعزة ول‬
‫تستشرف للذي لست له بند‪ ،‬وقد جعله ممد بن يزيد ترخيم كروان فغلط‪ ،‬قال ابن‬
‫سيده‪ :‬ول يعرف سيبويه ف جع الكَروانِ إِل كِرْوانا فوجهه على أَنم‬
‫جعوا كرا‪ ،‬قال‪ :‬وقالوا كَرَوانٌ وللجمع كِرْوانٌ‪ ،‬بكسر الكاف‪ ،‬فإِنا‬
‫يُكسّر على كَرا كما قالوا َإخْوان‪ .‬قال ابن جن‪ :‬قولم كَرَوانٌ‬
‫وكِرْوانٌ لا كان المع مضارعا للفعل بالفرعية فيهما جاءت فيه أَيضا أَلفاظ‬
‫على حذف الزيادة الت كانت ف الواحد‪ ،‬فقالوا كَرَوانٌ وكِرْوان‪ ،‬فجاءَ هذا‬
‫على حذف زائدتيه حت صار إِل َفعَل‪ ،‬فجَرى مرى خَرَب وخِرْبان وبَرَقٍ‬
‫وبِرْقانٍ‪ ،‬فجاء هذا على حذف الزيادة كما قالوا َعمْرَك الَ‪ .‬قال أَبو‬
‫اليثم‪ :‬سي الكَروانُ كَروانا بضدّه لَنه ل يَنام بالليل‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الكَرَوان طائر يشبه البط‪ .‬وقال ابن هانئ ف قولم َأطْرِق كرا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫رُخّم الكروان‪ ،‬وهو نكرة‪ ،‬كما قال بعضهم يا قُْنفُ‪ ،‬يريد يا قُْنفُذ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وإِنا يرخم ف الدعاء الَعارف نو ما لك وعامر ول ترخم النكرة نو غلم‪،‬‬
‫فرُخم كَرَوانٌ وهو نكرة‪ ،‬وجعل الواو أَلفا فجاء نادرا‪ .‬وقال الرسي‪:‬‬
‫الكَرا هو الكَرَوان‪ ،‬حرف مقصور‪ ،‬وقال غيه‪ :‬الكَرَا ترخيم الكَرَوان‪،‬‬
‫قال‪ :‬والصواب ا َلوّل لَن الترخيم ل يستعمل إِل ف النداء‪ ،‬والَلف الت‬
‫ف الكَرا هي الواو الت ف الكَروان‪ ،‬جعلت أَلفا عند سقوط الَلف‬
‫والنون‪ ،‬ويكتب الكرا بالَلف بذا العن‪ ،‬وقيل‪ :‬الكروان طائر طويل الرجلي‬
‫أَغب دون الدجاجة ف الَلق‪ ،‬وله صوت حسن يكون بصر مع الطيور الداجنة ف‬
‫البيوت‪ ،‬وهي من طيور الرّيف والقُرَى‪ ،‬ل يكون ف البادية‪.‬‬
‫والكَرَى‪ :‬النوم‪ .‬والكَرَى‪ :‬النعاس‪ ،‬يكتب بالياء‪ ،‬والمع أَكْراء؛ قال‪:‬‬
‫جَلتْ أَكْراؤُه‬ ‫هاَتكْتُه حت اْن َ‬
‫كَرِيَ الرجل‪ ،‬بالكسر‪َ ،‬يكْرَى كَرًى إِذا نام‪ ،‬فهو كَرٍ و َكرِيّ‬
‫وكَرْيان‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه أَ ْدرَكه الكَرَى أَي النوم‪ ،‬ورجل كَرٍ وكَرِيّ؛‬
‫وقال‪:‬‬
‫مَت تَِبتْ بِبَطْ ِن وادٍ أَو َتقِلْ‪،‬‬
‫جدِلْ‬ ‫تَتْ ُر ْك به مِثْلَ الكَرِيّ الُْن َ‬
‫أَي متَى تَبِت هذه الِبل ف مكان أَو َتقِل به نارا تَتْركْ به‬
‫حلُب وَطْبا من لب‬ ‫ِزقّا ملوءا لبنا‪ ،‬يصف إِبلً بكثرة اللب أَي َت ْ‬
‫كأَن ذلك الوطب رجل نائم‪ .‬وامرأَة كَرِيَ ٌة على َفعِلة؛ وقال‪:‬‬
‫ل ُتسَْتمَلّ ول َيكْرَى مُجاِلسُها‪،‬‬
‫ول َيمَ ّل من الّنجْوى مُناجِيها‬
‫وأَصبح فلن كَرْيانَ الغداةِ أَي ناعِسا‪ .‬ابن الَعراب‪َ :‬أكْرَى‬
‫الرجُل َسهِر ف طاعةِ ال عز وجل‪ .‬وكَرَى النهرَ كَرْيا‪ :‬استحدث َحفْرة‪.‬‬
‫وكَرَى الرجلُ كَرْيا‪ :‬عَدا عدوا شديدا‪ ،‬قال ابن دريد‪ :‬وليس باللغة‬
‫العالية‪ .‬وقد َأكْرَيْت أَي أَخّرت‪ .‬وأَ ْكرَى الشيءَ والرحْ َل والعَشاء‪:‬‬
‫أَخّره‪ ،‬والسم الكَراء؛ قال الطيئة‪:‬‬
‫وأَكْرَيْت العَشاء إِل ُسهَيْلٍ‬
‫شعْرَى‪ ،‬فطا َل ب الَناءُ‬ ‫أَو ال ّ‬
‫قيل‪ :‬هو يَ ْطلُع َسحَرا وما أُكل بعده فليس بعَشاء‪ ،‬يقول‪ :‬انتظرت‬
‫معروفك حت أَِيسْت‪ .‬وقال فقيه العرب‪ :‬من سَرّه النّساء ول نَساء‪،‬‬
‫َفلْيَُبكّر العَشاء‪ ،‬وليُباكِر الغَداء‪ ،‬ولُيخَفّف الرّداء‪ ،‬ولُيقِلّ‬
‫ِغشْيانَ النساء‪ .‬وَأكْرَيْنا الديث الليلة أَي َأ َطلْناه‪ .‬وف حديث ابن‬
‫مسعود‪ :‬كنا عند النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ذات ليلة فأَكْرَيْنا ف الديث‬
‫أَي َأ َطلْناه وَأخّرناه‪ .‬وَأكْرَى من الَضداد‪ ،‬يقال‪َ :‬أكْرَى الشيءُ‬
‫ُيكْرِي إِذا طالَ وَقصُ َر وزا َد وَنقَص؛ قال ابن أَحر‪:‬‬
‫وتَوا َهقَتْ َأخْفافُها طَبَقا‪،‬‬
‫والظّ ّل ل َيفْضُ ْل ول ُيكْرِي‬
‫أَي ول ينقص‪ ،‬وذلك عند انتصاف النهار‪ .‬وَأكْرى الرجل‪ :‬قلّ ماله أَو‬
‫َنفِد زادُه‪ .‬وقد أَكرى زادُه أَي نقص؛ وأَنشد ابن الَعراب للبيد‪:‬‬
‫كذِي زا ٍد مَت ما ُيكْ ِر مِنْه‪،‬‬
‫فليس وراءه ِثقَةٌ بزادِ‬
‫وقال آخر يصف ِقدْرا‪:‬‬
‫س َمتْ‬
‫سمُ ما فيها‪ ،‬فَإنْ ِهيَ َق ّ‬ ‫ُي َق ّ‬
‫ت فعن أَهلها ُتكْرِي‬ ‫فَذاكَ‪ ،‬وِإنْ َأكْرَ ْ‬
‫س َمتْ‪َ :‬عمّت ف ال َقسْم‪ ،‬أَراد وإِن نقَصت فعن أَهلها تَْنقُص‪،‬‬ ‫َق ّ‬
‫يعن القِدْر‪ .‬أَبو عبيد‪ :‬ا ُلكَرّي السّ ُي‬
‫(* قوله« الكرّي السي إل»‬
‫هذه عبارة التهذيب‪ ،‬وعبارة الوهري‪ :‬والكرّي من البل اللي السي‬
‫والبطيء‪).‬‬
‫اللّيّن البَطِيء ‪ ،‬وا ُلكَرّي من الِبل الت َت ْعدُو‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫السي البطيء؛ قال القطامي‪:‬‬
‫وكلّ ذلك منها ُكلّما َرَف َعتْ‪،‬‬
‫مِنْها ا ُلكَرّي‪ ،‬ومِنها اللّيّن السّادِي أَي رفَ َعتْ ف سيها؛‬
‫قال ابن بري وقال الراجز‪:‬‬
‫لّا رَأتْ شَيْخا له َدوْ َدرّى‪،‬‬
‫ت على فِراشِها َتكَرّى‬ ‫َظلّ ْ‬
‫(* قوله« لا رأت إل» ل يقدّم الؤلف الستشهد عليه‪ ،‬وف القاموس‪:‬‬
‫تكرّى نام‪ ،‬فتكرّى ف البيت تتكرّى‪).‬‬
‫َدوْ َدرّى‪ :‬طَويل الُصيتي‪ .‬وقال الَصمعي‪ :‬هذه دابة ُتكَرّي‬
‫َتكْرِي ًة إِذا كان كأَنه يتلقف بيده إِذا مشى‪ .‬وكَرَت الناقةُ برجليها‪:‬‬
‫قلَبتهما ف ال َع ْدوِ‪ ،‬وكذلك كَرَى الرجلُ بقدميه‪ ،‬وهذه الكلمات يائية لَن‬
‫ياءها لم وانقلب الَلف ياء عن اللم أَكثر من انقلبا عن الواو‪.‬‬
‫والكَرِيّ‪ :‬نبت‪ .‬والكَرِيّةُ‪ ،‬على فعِيلة‪ :‬شجرة تنبت ف الرمل ف‬
‫لعْدة‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬الكَرِيّ‪،‬‬ ‫الَصب بنجد ظاهرة‪ ،‬تنبت على نِبْتة ا َ‬
‫بغي هاء‪ ،‬عُشبة من الَرْعى‪ ،‬قال‪ :‬ل أَجد من يصفها‪ ،‬قال‪ :‬وقد ذكرها‬
‫العجاج ف وصف ثور وحش فقال‪:‬‬
‫حت عَدا‪ ،‬واقْتادَه الكَرِيّ‬
‫سوَرٌ َنضْرِيّ‬ ‫وشَ ْرشَ ٌر وَق ْ‬
‫(* قوله« نضري» هو الصواب وتصحف ف شرشر بنصري‪).‬‬
‫وهذه نُبوت َغضّة‪ ،‬وقوله‪ :‬اقتادَه أَي دَعاه‪ ،‬كما قال ذو الرمة‪:‬‬
‫َيدْعُو أَْنفَه الرَّببُ‬
‫(* قوله« يدعو» َأوّله كما ف شرح القاموس ف مادة ربب‪:‬‬
‫أمسى بوهبي متازا لرتعه بذي الفوارس يدعو أنفه الربب)‬
‫والكَ َروْيا‪ :‬من البز‪ ،‬وزنا َف َعوْلَلٌ‪ ،‬أَلفها منقلبة عن ياء ول‬
‫تكون َفعَولَى ول َفعَلْيا لَنما بِناءَان ل يثبُتا ف الكلم‪ ،‬إِل‬
‫أَنه قد يوز أَن تكون َفعَوْ ٌل ف قول من ثبت عنده َق َهوْباة‪ .‬وحكى أَبو‬
‫حنيفة‪َ :‬ك َروْياء‪ ،‬بالد‪ ،‬وقال مرة‪ :‬ل أَدر أَيد الكَ َروْيا أَم ل‪ ،‬فإَن‬
‫مدّ فهي أُنثى‪ ،‬قال‪ :‬وليست الكَ َروْياء بعربية‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬الك َروْيا‬
‫من هذا الفصل‪ ،‬قال‪ :‬وذكره الوهري ف فصل قردم مقصورا على وزن زكريا‪،‬‬
‫قال‪ :‬ورأَيتها أَيضا الكَ ْروِياء‪ ،‬بسكون الراء وتفيف الياء مدودة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ورأَيتها ف النسخة القروءة على ابن الواليقي الكَ َروْياء‪ ،‬بسكون الواو‬
‫وتفيف الياء مدودة‪ ،‬قال‪ :‬وكذا رأَيتها‪ ،‬ف كتاب ليس لبن خالويه‪،‬‬
‫كَ َروْيا‪ ،‬كما رأَيتها ف التكملة لبن الواليقي‪ ،‬وكان يب على هذا أَن‬
‫تنقلب الواو ياء لجتماع الواو والياء وكون الَول منهما ساكنا إِل أَن‬
‫يكون ما شذ نو ضَْيوَن وحَيْو ٍة وحَيْوان و َعوْية فتكون هذه لفظة خامسة‪.‬‬
‫وكَراء‪ :‬ثنية بالطائف مدودة‪ .‬قال الوهري‪ :‬وكَراء موضع؛ وقال‪:‬‬
‫مََنعْناكمْ كَراء وجانِبَيْهِ‪،‬‬
‫كما مََن َع العَرينُ وَحَى اللّهامِ‬
‫وأَنشد ابن بري‪:‬‬
‫كأَ ْغَلبَ‪ ،‬من ُأسُود كَراءَ‪ ،‬ورْدٍ‬
‫يَرُ ّد َخشَايَةَ الرجلِ ال ّظلُومِ‬
‫قال ابن بري‪ :‬والكَرا ثنية بالطائف مقصورة‪.‬‬
‫@كزا‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬كَزا إِذا أَفض َل على ُمعْتَفِيه؛ رواه أَبو العباس‬
‫عنه‪.‬‬
‫@كسا‪ :‬ال ِكسْوةُ وال ُكسْوةُ‪ :‬اللباس‪ ،‬واحدة الكُسا؛ قال الليث‪ :‬ولا‬
‫سوْت فلنا أَ ْكسُوه ِكسْوةً إِذا أَلبسته ثوبا أَو‬ ‫معانٍ متلفة‪ .‬يقال‪َ :‬ك َ‬
‫سوْة؛ قال رؤبة يصف الثور‬ ‫ثيابا فا ْكتَسى‪ .‬واكتَسى فلن إِذا لبَس ال ِك ُ‬
‫والكلب‪:‬‬
‫قد كَسا فيهن صِبْغا مُرْدِعا‬
‫يعن كساهنّ دَما طرّيا؛ وقال يصف العي وأُتُنه‪:‬‬
‫َي ْكسُوه رَهْباها إِذا تَرَهّبا‪،‬‬
‫على اضْطِرامِ اللّوحِ‪َ ،‬بوْ ًل زَغْرَبا‬
‫ستِ الَرض بالنبات إِذا‬ ‫يكسوه رَهْباها أَي يَُبلْن عليه‪ .‬ويقال‪ :‬اكَت َ‬
‫سيَ فلن َيكْسى إِذا اكَْتسَى‪،‬‬ ‫تغطّت به‪ .‬والكُسا‪ :‬جع الكُسوة‪ .‬و َك ِ‬
‫سيَ إِذا لبس الكُسوة؛ قال‪:‬‬ ‫وقيل‪َ :‬ك ِ‬
‫َيكْسى ول َيغْرَثُ ملوكُها‪،‬‬
‫إِذا َتهَرّت عَْبدَها الارِيهْ‬
‫سيَ‪ ،‬وكَساه إِياها َكسْوا‪ .‬قال ابن جن‪:‬‬ ‫أَنشده يعقوب‪ .‬واكْتَسى‪َ :‬ك َك ِ‬
‫سوْته ثوبا فإِنه وإِن ل ينقل بالمزة‬ ‫سيَ زيد ثوبا و َك َ‬ ‫أَما َك ِ‬
‫فإِنه نقل بالثال‪ ،‬أًل تراه نقل من َفعِلَ إِل َفعَلَ‪ ،‬وإِنا جاز نقله‬
‫ب َفعَل لا كان َفعَلَ وَأ ْفعَلَ كثيا ما يعتقبان على العن الواحد نو‬
‫َجدّ ف الَمر وَأ َجدّ‪ ،‬وصدَدْته عن كذا وأَصدَدْته‪ ،‬وقصر عن الشيء‬
‫وَأقْصَر‪ ،‬و َسحَته ال وَأ ْسحَته ونو ذلك‪ ،‬فلما كانت َفعَلَ وَأ ْفعَلَ‬
‫على ما ذكرناه من العتقاب والتّعاوُض وُنقِل بَأفْعل‪ ،‬نقل أَيضا َفعِلَ‬
‫سوْتُه وشَتِرَت عينُه وشَتَرْتا وعارَتْ‬ ‫سيَ و َك َ‬ ‫يَفعَل نو َك ِ‬
‫وعُرْتا‪ .‬ورجل كاسٍ‪ :‬ذو كُسوة‪ ،‬حله سيبويه عل النسب وجعله كَطاعِم‪ ،‬وهو خلف‬
‫لا أَنشدناه من قوله‪:‬‬
‫َيكْسى ول َيغْرَثُ قال ابن سيده‪ :‬وقد ذكرنا ف غي موضع أَن الشيء‬
‫إِنا يمل على النسب إِذا ُع ِدمَ الفِعل‪ .‬ويقال‪ :‬فلن أَكْسى من َبصَلةٍ‬
‫إِذا لبس الثياب الكثية‪ ،‬قال‪ :‬وهذا من النوادر أَن يقال لل ُمكْتَسِي كاسٍ‬
‫بعناه‪ .‬ويقال‪ :‬فلن أَكسى من فلن أَي أَكثر إِعطاء للكُسوة‪ ،‬من‬
‫سوْتُه أَ ْكسُوه‪ .‬وفلن أَكسى من فلن أَي أَكثر اكْتِساء منه؛ وقال ف قول‬ ‫َك َ‬
‫الطيئة‪:‬‬
‫َدعِ الَكا ِرمَ ل تَ ْرحَلْ لُبغْيَتها‪،‬‬
‫وا ْق ُعدْ فإِنّك أَنتَ الطا ِعمُ الكاسِي‬
‫سوّ‪ ،‬كقولك ماء دافِقٌ‬ ‫أَي ا ُلكْتَسي‪ .‬وقال الفراء‪ :‬يعن ا َل ْك ُ‬
‫س َي العُرْيانُ ول يقال كَسا‪ .‬وف الديث‪:‬‬ ‫وعيشةٌ راضِيةٌ‪ ،‬لَنه يقال َك ِ‬
‫ت من‬ ‫ونِساءٍ كاسِياتٍ عارِياتٍ أَي أَننّ كاسياتٌ من ِنعَم ال عارِيا ٌ‬
‫لمُر من ورائهن‬ ‫سدُلْن ا ُ‬ ‫ض جسدهن وَي ْ‬ ‫شفْنَ بع َ‬ ‫الشكر‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن َي ْك ِ‬
‫ت كعارِيات‪ ،‬وقيل‪ :‬أَراد أَنن َيلَْبسْن ثِيابا رقاقا‬ ‫فهنّ كاسِيا ٌ‬
‫تف‬ ‫صفْنَ ما تتها من أَجْسامِهن فهن كاسِياتٌ ف الظاهر عارِيا ٌ‬ ‫َي ِ‬
‫ي َيعْرَى؛ قال سعيد بن‬ ‫س َي َي ْكسَى ضدّ عَرِ َ‬ ‫العن‪ .‬قال ابن بري‪ :‬يقال َك ِ‬
‫مسحوج الشيبان‪:‬‬
‫ل َقدْ زادَ الَياةَ ِإلّ حُبّا‬
‫بَنات‪ ،‬أَّنهُ ّن من الضّعافِ‬
‫مَخافةَ أَن يَرَيْنَ البُؤسَ َبعْدي‪،‬‬
‫وأَن َيشْرَبْ َن رَنْقا بعدَ صافِ‬
‫سيَ الَواري‪،‬‬ ‫وأَن َيعْرَيْنَ‪ِ ،‬إنْ َك ِ‬
‫فَتَنْبُو العيُ عَن كَ َرمٍ عجافِ‬
‫ستِ الَرضُ‪:‬‬ ‫صيّ بالوَرق‪ :‬لبسه؛ عن أَب حنيفة‪ .‬واكَْت َ‬ ‫واكْتَسى الّن ِ‬
‫تّ نباتُها والتفّ حت كأَنا لبَسته‪.‬‬
‫والكِساء‪ :‬معروف‪ ،‬واحد ا َل ْكسِية اسم موضوع‪ ،‬يقال‪ :‬كِساءٌ وكِساءَان‬
‫وكِساوانِ‪ ،‬النسبة إِليها كِسائيّ وكِساوِيّ‪ ،‬وأَصله كِساوٌ لَنه من‬
‫سوْتُ إِل أَن الواو لا جاءت بعد الَلف هزت‪ .‬وَت َكسّْيتُ بالكِساء‪:‬‬ ‫َك َ‬
‫لبسته؛ وقول عمرو بن الَهتم‪:‬‬
‫ت له دونَ الصّبا‪ ،‬وهي قُرّةٌ‪،‬‬ ‫فبَا َ‬
‫لِحافٌ‪ ،‬و َمصْقولُ الكِساء َرقِيقُ‬
‫ب تعلوه الدّوايةُ؛ قال ابن بري‪ :‬صواب إِنشاده وبات له‪،‬‬ ‫أَراد الل َ‬
‫يعن للضيف؛ وقبله‪:‬‬
‫ت لَنا منها‪ ،‬وللضّيْف َموْهنا‪،‬‬ ‫فبا َ‬
‫شِوا ٌء َس ِميٌ زاهِقٌ وغَبُوقُ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬كاساهُ إِذا فاخَره‪ ،‬وساكاه إِذا ضَيّ َق عليه ف‬
‫الُطالبة‪ ،‬وسَكا إِذا صغر جسمه‪ .‬التهذيب‪ :‬أَبو بكر الكَساء‪ ،‬بفتح الكاف مدود‪،‬‬
‫الجد والشرف وال ّرفْعة؛ حكاه أَبو موسى هرون بن الرث‪ ،‬قال الَزهري‪:‬‬
‫وهو غريب‪.‬‬
‫والَكْساء‪ :‬النّواحي؛ واحدها كُسْء‪ ،‬وهو مذكور ف المزة أَيضا‪ ،‬وهو‬
‫سيُ‪ :‬مؤخّر العجز‪ ،‬وقيل‪ :‬مؤخر كل شيء‪ ،‬والمع أَكساء؛ قال‬ ‫يائي‪ .‬والكُ ْ‬
‫الشماخ‪:‬‬
‫كَأنّ على َأكْسائِها‪ ،‬من لُغامِها‪،‬‬
‫وخِيفةَ خِ ْط ِميّ باء مَُبحْ َزجِ‬
‫وحكى ثعلب‪ :‬رَ ِكبَ كَساه‬
‫(* قوله« ركب كساه» هذا هو الصواب‪ ،‬وما ف‬
‫القاموس‪ :‬أكساءه‪ ،‬غلطه فيه شارحه وقد ضبط ف الصل بالفتح ولعله بالضم‪).‬‬
‫إِذا سقط على قَفاه‪ ،‬وهو يائي لَن ياءه لم‪ ،‬قال ابن سيده‪ :‬ولو حل على‬
‫الواو لكان وجها فإِن الواو ف كَسا أَكثر من الياء‪ ،‬والذي حكاه ابن‬
‫الَعراب رَ ِكبَ ُكسْأَه مهموز‪ ،‬وقد تقدم ذكره ف موضعه‪.‬‬
‫ضبّ‪ :‬أَصل ذَنَبه‪ ،‬وقيل‪ :‬هي َشحْمة صفراء من أَصل‬ ‫@كشي‪ُ :‬كشْيةُ ال ّ‬
‫ذنبه حت تبلغ إِل أَصل َحلْقه‪ ،‬وها ُكشْيَتان مُبَْتدّتا الصلب من داخل‬
‫من أَصل ذنبه إِل عنقه‪،‬وقيل‪ :‬هي على موضع ال ُكلْيَتَيْنِ‪ ،‬وها شحمتان‬
‫على ِخلْقة لِسان الكلب صفراوان عليهما ِمقْنعة َسوْداء أَي مثل‬
‫ا ِلقْنعة‪ ،‬وقيل‪ :‬هي َشحْمة ُمسْتطيلة ف النبي من العُنُق إِل أَصل ال َفخِذ‪.‬‬
‫وف الثل‪َ :‬أطْ ِعمْ أَخا َك مِنْ ُكشْيةِ الضبّ؛ َيحُثّه على الُواساة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬بل َيهْزَأُ به؛ قال قائل الَعراب‪:‬‬
‫وأَنت لو ُذ ْقتَ الكُشى بالَكْباد‪،‬‬
‫ب َي ْعدُو بالواد‬
‫ت الضّ ّ‬ ‫لَما تَرَ ْك َ‬
‫ضبّ‪ ،‬وقال‬ ‫وف حديث‪ :‬عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أَنه وضَع يدَه ف ُكشْيةِ َ‬
‫ِإنّ نبّ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ل يُح ّرمْه ولكن َق ِذرَه؛‬
‫ضعُ اليد فيه كِنايةٌ عن الَكل منه؛‬ ‫ب وو ْ‬ ‫ال ُكشْي ُة َشحْم يكون ف بَطن الض ّ‬
‫قال ابن الَثي‪ :‬هكذا رواه القتيب ف حديث عمر‪ ،‬والذي جاء ف غَرِيب‬
‫الَرْب عن مُجاهِد‪ :‬أَن رجلً َأ ْهدَى للنب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ضَبّا‬
‫ضبّ‪ ،‬قال‪ :‬ولعله حديث آخر‪ ،‬والمع‬ ‫ف َقذِرَه فوضع يده ف ُكشْيَتَي ال ّ‬
‫ال ُكشَى؛ وقال الشاعر‪:‬‬
‫فلو كان هذا الضبّ ل ذََنبٌ لَه‬
‫ول ُكشْيةٌ‪ ،‬ما َمسّه الدّهْرَ لمِسُ‬
‫وَلكِنّه من َأجْلِ طِيبِ ذُنَيْبِه‬
‫و ُكشْيَتِه دَّبتْ إِلي ِه الدّها ِرسُ‬
‫ويقال‪ُ :‬كشّةٌ‬
‫(*قوله« كشة» هو بذا الضبط ف التهذيب و ُكشْيةٌ بعن واحد‪ .‬ابن سيده‪:‬‬
‫وكَشا الشيءَ َكشْوا َعضّه بفيه فانتزعه‪.‬‬
‫س بعد ِرفْعة‪.‬‬ ‫@كصي‪ :‬ابن الَعراب‪َ :‬كصَى إِذا خَ ّ‬
‫@كظا‪ :‬كَظا لمه َيكْظُو‪ :‬اشتدّ‪ ،‬وقيل‪ :‬كثر واكتن‪ .‬يقال‪ :‬خَظا لمُه‬
‫وكَظا وبَظا كله بعن‪ .‬الفراء‪ :‬خَظا بَظا وكَظا‪ ،‬بغي هز‪ ،‬يعن اكتن‪،‬‬
‫ومثله َيخْظُو ويَبْظُو وَيكْظُو‪ .‬اللحيان‪ :‬خَظَا بَظا كَظا إِذا كان‬
‫صلْبا مكتنا‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬كَظا تابع ِلخَظا‪ ،‬كَظا َيكْظُو كَظا إِذا‬ ‫ُ‬
‫ركب بعضه بعضا؛ ابن الَنباري‪ :‬يكتب بالَلف؛ وأَنشد ابن بري للقلخ‪:‬‬
‫عُراهِما كاظِي الَبضِيعِ ذا ُعسُنْ‬
‫@كعا‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬كَعا إِذا جَبُنَ‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الكاعي الُْنهَزم‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الَكْعاء الُبناء‪ ،‬قال‪ :‬والَعْكاء ال ُعقَد‪.‬‬
‫@كفي‪ :‬الليث‪َ :‬كفَى َي ْكفِي كِفايةً إِذا قام بالَمر‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫اسَْت ْكفَيْته َأمْرا فكَفانِيه‪ .‬ويقال‪ :‬كَفاك هذا الَمرُ أَي َحسْبُك‪ ،‬وكَفاكَ‬
‫هذا الشيء‪ .‬وف الديث‪ :‬من قرأَ اليتي من آخر سورة البقرة ف ليلة‬
‫َكفَتاه أَي أَغْنَتاه عن قيام الليل‪ ،‬وقيل‪ :‬إِنما أَقل ما يُجزئ من القراءة‬
‫ف قيام الليل‪ ،‬وقيل‪َ :‬ت ْكفِيانِ الش ّر وَتقِيان من الكروه‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬سََيفْتَحُ الُ عليكم وَي ْكفِيكم الُ أَي َيكْفيكم القِتالَ با‬
‫لدْمة‪ ،‬جع كافٍ‪.‬‬ ‫ل َدمُ الذين يَقومون با ِ‬ ‫فتَح عليكم‪ .‬والكُفاةُ‪ :‬ا َ‬
‫وكفَى الرجلُ كِفايةً‪ ،‬فهو كافٍ و ُكفًى مثل حُ َطمٍ؛ عن ثعلب‪ ،‬واكَْتفَى‪،‬‬
‫كلها‪ :‬اضْ َطلَع‪ ،‬وكَفاه ما َأ َهمّه كِفايةً وكَفاه َمؤُونَته كِفاية‬
‫وكَفاك الشيءُ يَكفِيك واكَْتفَيْت به‪ .‬أَبو زيد‪ :‬هذا رجل كافِيك من رَجُل‬
‫ك من رجل وشَرْ ُعكَ من رجُل كله بعن واحد‪ .‬و َكفَيْته‬ ‫وناهيك من رجل وجازي َ‬
‫ما َأ َهمّه‪ .‬وكافَيْته‪ :‬من الُكافاة‪ ،‬ورَ َجوْتُ مُكافاتَك‪.‬‬
‫ك من رجل‬ ‫ورجل كافٍ و َك ِفيّ‪ :‬مثل سالِم و َسلِيمٍ‪ .‬ابن سيده‪ :‬ورجل كافِي َ‬
‫ك من رجُل‬ ‫و َكِفْيُ َ‬
‫(* قوله« وكفيك من رجل» ف القاموس مثلثة الكاف‪).‬‬
‫و َكفَى به رجلً‪ .‬قال‪ :‬وحكى ابن الَعراب كَفا َك بفلن و َكفْيُكَ به‬
‫وكِفاكَ‪ ،‬مكسور مقصور‪ ،‬وكُفاكَ‪ ،‬مضموم مقصور أَيضا‪ ،‬قال‪ :‬ول يثن ول يمع‬
‫ل كافِيَك من رجل‪ ،‬ورأَيت رجلي‬ ‫ول يؤنث‪ .‬التهذيب‪ :‬تقول رأَيت رجُ ً‬
‫ك من رجال‪ ،‬معناه كَفاك به رجلً‪.‬‬ ‫كافِيَك من رجلي‪ ،‬ورأَيت رجالً كاِفيَ َ‬
‫ك من رجُل ورَجلن كافِيا َك من رجلي ورِجالٌ‬ ‫الصحاح‪ :‬وهذا رجل كافِي َ‬
‫كافُوكَ من رِجال‪ ،‬و َكفْيُك‪ ،‬بتسكي الفاء‪ ،‬أَي َحسْبُكَ؛ وأَنشد ابن بري ف‬
‫هذا الوضع لثامة الليثي‪:‬‬
‫َسلِي عَنّي بَن لَْيثِ بنِ َبكْرٍ‪،‬‬
‫َكفَى َقوْمي بصاحِِب ِهمْ خَبِيا‬
‫هَلَ ا ْعفُو عن أُصولِ الَ ّق فِيهمْ‪،‬‬
‫صدُورا‬ ‫ضتْ‪ ،‬وَأقْتَ ِطعُ ال ّ‬‫إِذا عَ َر َ‬
‫وقال أَبو إِسحق الزجاج ف قوله عز وجل‪ :‬وكفَى بال وليّا‪ ،‬وما أَشبهه‬
‫ل وليّا إِل أَن‬
‫ف القرآن‪ :‬معن الباء للّتوْكيد‪ ،‬العن كفَى ا ُ‬
‫الباء دخلت ف اسم الفاعل لَن معن الكلم ا َلمْرُ‪ ،‬العن اكَْتفُوا‬
‫بال وليّا‪ ،‬قال‪ :‬ووليّا منصوب على الال‪ ،‬وقيل‪ :‬على التمييز‪ .‬وقال ف‬
‫قوله سبحانه‪َ :‬أوَل َي ْكفِ بربّك أَنه على كل شيء شهيد؛ معناه َأوَل‬
‫ف ربّك َأوَل َت ْكفِهم شهادةُ ربّك‪ ،‬ومعن الكِفاية ههنا أَنه قد‬ ‫َي ْك ِ‬
‫بي لم ما فيه كِفاية ف الدللة على توحيده‪ .‬وف حديث ابن مري‪ :‬فَأ ِذنَ‬
‫ل إِل أَهْلي بغي َك ِفيّ أَي بغي مَن يَقوم مَقامي‪ .‬يقال‪ :‬كَفاه‬
‫الَمرَ إِذا قام فيه مَقامه‪ .‬وف حديث الارود‪ :‬وأَكْفي مَ ْن ل يَشهد أَي‬
‫أَقوم بَأمْ ِر مَن ل يَشهد الَ ْربَ وأُحارِبُ عنه؛ فَأمّا قول‬
‫الَنصاري‪:‬‬
‫ف َكفَى بِنا َفضْلً‪ ،‬على مَن غَيْرُنا‪،‬‬
‫حمّدٍ إِيّانا‬
‫ب ُم َ‬
‫ُحبّ الن ّ‬
‫فإِنا أَراد فكَفانا‪ ،‬فأَدخل الباء على الفعول‪ ،‬وهذا شاذ إِذ الباء ف‬
‫مثل هذا إِنا تدخل على الفاعل كقولك كفَى بالِ؛ وقوله‪:‬‬
‫ت َقوْمي فاسَْألِيهمْ‪،‬‬ ‫إِذا لقَْي ِ‬
‫َكفَى َقوْما بِصا ِحبِهمْ خَبِيا‬
‫هو من القلوب‪ ،‬ومعناه كفَى بقوم خَبِيا صاحبُهم‪ ،‬فجعل الباء ف‬
‫الصاحب‪ ،‬وموضعها أَن تكون ف قوم وهم الفاعلون ف العن؛ وأَما زيادَتا ف‬
‫الفاعل فنحو قولم‪ :‬كَفى بال‪ ،‬وقوله تعال‪ :‬وكفى بنا حاسبي‪ ،‬إِنا هو‬
‫كفى الُ وكفانا كقول سحيم‪:‬‬
‫كفى الشّْيبُ وا ِلسْلمُ للمَرْء ناهِيا‬
‫فالباء وما عملت ف موضع مرفوع بفعله‪ ،‬كقولك ما قام من أَحد‪ ،‬فالار‬
‫والجرور هنا ف موضع اسم مرفوع بفعله‪ ،‬ونوه قولم ف التعجب‪ :‬أَ ْحسِنْ‬
‫بِزَْيدٍ‪ ،‬فالباء وما بعدها ف موضع مرفوع بفعله ول ضمي ف الفعل‪ ،‬وقد‬
‫زيدت أَيضا ف خب لكنّ لشبهه بالفاعل؛ قال‪:‬‬
‫وَلكِنّ أَجْرا لو َف َع ْلتِ ِبهَيّنٍ‪،‬‬
‫وهَ ْل ُيعْ َرفُ العْروفُ ف الناسِ والَجْرُ‬
‫(* قوله« وهل يعرف» كذا بالصل‪ ،‬والذي ف الحكم‪ :‬ول ينكر‪).‬‬
‫أَراد‪ :‬ولكِنّ أَجرا لو َفعَلْتِه هَيّن‪ ،‬وقد يوز أَن يكون معناه‬
‫ولكنّ أَجرا لو فعلته بشيء هي أَي أَنت َتصِلي إِل الَج ِر بالشيء‬
‫ب الشكر بالشيءِ اليّن‪ ،‬فتكون الباء على هذا غي زائدة‪،‬‬ ‫الي‪ ،‬كقولك‪ :‬وُجُو ُ‬
‫وأَجاز ممد بن السّرِيّ أَن يكون قوله‪َ :‬كفَى بال‪ ،‬تقديره كفَى‬
‫اكْتِفاؤك بال أَي اكْتفاؤك بال َي ْكفِيك؛ قال ابن جن‪ :‬وهذا يضعف عندي‬
‫لَن الباء على‬
‫هذا متعلقة بصدر مذوف وهو الكتفاء‪ ،‬ومال حذف الوصول وتبقية صلته‪،‬‬
‫قال‪ :‬وإِنا حسّنه عندي قليلً أَنك قد ذكرت كفَى فد ّل على الكتفاء‬
‫لَنه من لفظه‪ ،‬كما تقول‪ :‬مَن كَذب كان شرّا له‪ ،‬فأَضمرته لدللة الفعل‬
‫عليه‪ ،‬فههنا أَضمر اسا كاملً وهو الكذب‪ ،‬وهناك أَضمر اسا وبقي صلته‬
‫ض السم مضمرا وبعضه مظهرا‪ ،‬قال‪ :‬فلذلك ضعف عندي‪،‬‬ ‫الت هي بعضه‪ ،‬فكان بع ُ‬
‫قال‪ :‬والقول ف هذا قول سيبويه من أَنه يريد كفى ال‪ ،‬كقولك‪ :‬وكفى ال‬
‫الؤمني القتال؛ ويشهد بصحة هذا الذهب ما حكي عنهم من قولم مررت‬
‫ت جا َد بِهنّ أَبياتا و ُجدْنَ أَبْياتا‪ ،‬فقوله ب ّن ف موضع رفع‪،‬‬ ‫بأَبْيا ٍ‬
‫والباء زائدة كما ترى‪ .‬قال‪ :‬أَخبن بذلك ممد بن السن قراءة عليه عن‬
‫أَحد بن يي أَن الكسائي حكى ذلك عنهم؛ قال‪ :‬ووجدت مثله للَخطل وهو‬
‫قوله‪:‬فقُ ْلتُ‪ :‬اقُْتلُوها عَْن ُكمُ ِبمِزاجِها‪،‬‬
‫ب بِها مَقْتولَةً ِحيَ ُتقْتَل‬ ‫و ُح ّ‬
‫فقوله با ف موضع رفع ُببّ؛ قال ابن جن‪ :‬وإِنا جاز عندي زيادة‬
‫الباء ف خب البتدِإ لضارعته للفاعل باحتياج البتدِإ إِليه كاحتياج الفعل‬
‫إِل فاعله‪.‬‬
‫وال ُكفْيةُ‪ ،‬بالضم‪ :‬ما َي ْكفِيك من العَيش‪ ،‬وقيل‪ :‬ال ُكفْيَةُ القُوت‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو أَق ّل من القوت‪ ،‬والمع ال ُكفَى‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬ال ُكفَى‬
‫الَقوات‪ ،‬واحدتا ُكفْيةٌ‪ .‬ويقال‪ :‬فلن ل يلك ُكفَى يومه على ميزان هذا أَي‬
‫قُوتَ يومه؛ وأَنشد ثعلب‪:‬‬
‫و ُمخْتَبِطٍ ل َيلْ َق مِن دُونِنا ُكفًى‪،‬‬
‫ت رَضِيعٍ ل يُِنمْها رَضِيعُها‬ ‫وذا ِ‬
‫قال‪ :‬يكون ُكفًى جع ُكفْيَة وهو أَق ّل من القُوت‪ ،‬كما تقدّم‪ ،‬ويوز أَن‬
‫يكون أَراد كُفا ًة ث أَسقط الاء‪ ،‬ويوز أَن يكون من قولم رجل َك ِفيّ‬
‫أَي كافٍ‪.‬‬
‫وال ِك ْفيُ‪ :‬بطن الوادي؛ عن كراع‪ ،‬والمع الَكْفاء‪.‬‬
‫ابن سيده‪ :‬ال ُك ْفوُ النظي لغة ف الكُفءِ‪ ،‬وقد يوز أَن يريدوا به‬
‫ال ُكفُؤ فيخففوا ث يسكنوا‪.‬‬
‫@كل‪ :‬ابن سيده‪ :‬كِل كلمة مَصُوغة للدللة على اثني‪ ،‬كما َأنّ كُلّ‬
‫مصوغة للدللة على المع؛ قال سيبويه‪ :‬وليست كِل من لفظ كلّ‪ ،‬كلّ‬
‫صحيحة وكِل معتلة‪ .‬ويقال للُنثيي ِكلْتا‪ ،‬وبذه التاء حُكم على أَن أَلف‬
‫كِل منقلبة عن واو‪ ،‬لَن بدل التاء من الواو أَكثر من بدلا من الياء‪،‬‬
‫قال‪ :‬وأَما قول سيبويه جعلوا كِل َك ِمعًى‪ ،‬فإِنه ل يرد أَن أَلف كِا‬
‫منقلبة عن ياء كما َأنّ أَلف ِمعًى منقلبة عن ياء‪ ،‬بدليل قولم معيان‪،‬‬
‫وإِنا أَراد سيبويه أَن أَلف كل كأَلف معى ف اللفظ‪ ،‬ل أَن الذي انقلبت‬
‫عليه أَلفاها واحد‪ ،‬فافهم‪ ،‬وما توفيقنا إِل بال‪ ،‬وليس لك ف إِمالتها‬
‫دليل على أَنا من الياء‪ ،‬لَنم قد ُيمِيلون بنات الواو أَيضا‪ ،‬وإِن كان‬
‫َأوّله مفتوحا كالَكا والعَشا‪ ،‬فإِذا كان ذلك مع الفتحة كما ترى‬
‫فإِمالَتُها مع الكسرة ف كِل أَول‪ ،‬قال‪ :‬وأَما تثيل صاحب الكتاب لا‬
‫َبشَ ْروَى‪ ،‬وهي من شريت‪ ،‬فل يدل على أَنا عنده من الياء دون الواو‪ ،‬ول من‬
‫سبُ فمثل با لمه من‬ ‫الواو دون الياء‪ ،‬لَنه إِنا أَراد البدل َح ْ‬
‫الَساء من ذوات الياء ‪،‬مبدلة أَبدا نو الشّ ْروَى والفَْتوَى‪ .‬قال ابن جن‪:‬‬
‫أَما كلتا فذهب سيبويه إِل أَنا ِف ْعلَى بنلة الذّكْرَى‬
‫لفْرَى‪ ،‬قال‪ :‬وأَصلها ِكلْوا‪ ،‬فأُبدلت الواو تاء كما أُبدلت ف أُخت وبنت‪،‬‬ ‫وا ِ‬
‫والذي يدل على َأنّ لم كلتا معتلة قولم ف مذكرها كِل‪ ،‬وكِل ِفعْلٌ‬
‫حجُو‬ ‫ولمه معتلة بنلة لم حِجا ورِضا‪ ،‬وها من الواو لقولم حَجا َي ْ‬
‫والرّضْوان‪ ،‬ولذلك مثلها سيبويه با اعتلّت لمه فقال هي بنلة شَ ْروَى‪،‬‬
‫وأَما أَبو عُمر الَ ْرمِي فذهب إِل أَنا ِفعْتَلٌ‪ ،‬وأَن التاء فيها‬
‫علم تأْنِيثها وخالف سيبويه‪ ،‬ويشهد بفساد هذا القول أَن التاء ل تكون‬
‫علمة تأْنيث الواحد إِل وقبلها فتحة نو طَلحة و َحمْزَة وقائمة وقاعِدة‪،‬‬
‫أَو أَن يكون قبلها أَلف نو ِسعْلة وعِزْهاة‪ ،‬واللم ف كِلتا ساكنة كما‬
‫ترى‪ ،‬فهذا وجه‪ ،‬ووجه آخر أَن علمة التأْنيث ل تكون أَبدا وسطا‪ ،‬إِنا‬
‫تكون آخرا ل مالة‪ ،‬قال‪ :‬وكلتا اسم مفرد يفيد معن التثنية بإِجاع من‬
‫البصريي‪ ،‬فل يوز أَن يكون علمة تأْنيثه التاء وما قبلها ساكن‪،‬‬
‫حمَل هذا عليه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ل فُي ْ‬ ‫وأَيضا فإِن فِعتَلً مثال ل يوجد ف الكلم أَص ً‬
‫ل ل تصرفه ف قول سيبويه معرفة ول نكرة‪ ،‬لَن‬ ‫وإِن سيت ب ِكلْتا رج ً‬
‫أَلفها للتأْنيث بنلتها ف ذكْرى‪ ،‬وتصرفه نكرة ف قول أَب عمر لَن‬
‫أَقصى أَحواله عنده أَن يكون كقائمة وقاعدة وعَزّة وحزة‪ ،‬ول تنفصل كِل‬
‫ول كِلتا من الِضافة‪ .‬وقال ابن الَنباري‪ :‬من العرب من ييل أَلف كلتا‬
‫ومنهم من ل ييلها‪ ،‬فمن أَبطل إمالتها قال أَلفها أَلف تثنية كأَلف غلما‬
‫وذوا‪ ،‬وواحد كلتا كِلت‪ ،‬وأَلف التثنية لتال‪ ،‬ومن وقف على كلتا‬
‫بالِمالة فقال كلتا اسم واحد عب عن التثنية‪ ،‬وهو بنلة ِشعْرَى وذِكْرَى‪.‬‬
‫وروى الَزهري عن النذري عن أَب اليثم أَنه قال‪ :‬العرب إِذا أَضافت‬
‫كُلّ إِل اثني لينت لمها وجعلت معها أَلف التثنية‪ ،‬ث سوّت بينهما ف‬
‫الرفع والنصب والفض فجعلت إِعرابا بالَلف وأَضافتها إِل اثني وأَخبت‬
‫عن واحد‪ ،‬فقالت‪ :‬كِل أَ َخوَيْك كان قائما ول يقولوا كانا قائمي‪ ،‬وكِل‬
‫َعمّيْك كان فقيها‪ ،‬وكلتا الرأَتي كانت جيلة‪ ،‬ول يقولون كانتا‬
‫جيلتي‪ .،‬قال ال عز وجل‪ِ :‬كلْتا الَنّتَيْنِ آتَت ُأ ّكلَها‪ ،‬ول يقل‬
‫آتَتا‪ .‬ويقال‪ :‬مررت بكِل الرجلي‪ ،‬وجاءن كل الرجلي‪ ،‬فاستوى ف كل‬
‫إِذا أَضفتها إِل ظاهرين الرفع والنصب والفض‪ ،‬فإِذا كنوا عن مفوضها‬
‫أَجروها با يصيبها من الِعراب فقالوا أَخواك مررت بكليهما‪ ،‬فجعلوا نصبها‬
‫وخفضها بالياء‪ ،‬وقالوا أَخواي جاءان كلها فجعلوا رفع الثني بالَلف‪،‬‬
‫وقال الَعش ف موضع الرفع‪:‬‬
‫كِل أََبوَْي ُكمْ كا َن فَرْعا دِعامةً‬
‫يريد ك ّل واحد منهما كان فرعا؛ وكذلك قال لبيد‪:‬‬
‫سبُ أَنّه‬ ‫حَ‬
‫َف َغدَتْ‪ ،‬كِل الفَرْجَيْ ِن َت ْ‬
‫َموْل الَخافةِ‪َ :‬خ ْلفَها وأَمامها‬
‫َغدَتْ‪ :‬يعن بقرة وحشية‪ ،‬كل الفرجي‪ :‬أَراد كل فرجيها‪ ،‬فأَقام الَلف‬
‫واللم مُقام الكِناية‪ ،‬ث قال تسب‪ ،‬يعن البقرة‪ ،‬أَنه ول يقل أَنما‬
‫مول الخافة أَي ولّ مَخافتها‪ ،‬ث تَرْجَم عن كِل الفَرْجي فقال‬
‫خلفها وأَمامها‪ ،‬وكذلك تقول‪ :‬كِل الرجلي قائمٌ و ِكلْتا الرأَتي قائمة؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫كِل الرّ ُجلَيْن َأفّا ٌك أَثِيم‬
‫وقد ذكرنا تفسي ك ّل ف موضعه‪ .‬الوهري‪ :‬كِل ف تأْكيد الثني نظي‬
‫كلّ ف الجموع‪ ،‬وهو اسم مفرد غي مُثَنّى‪ ،‬فإِذا ول اسا ظاهرا كان‬
‫ف الرفع والنصب والفض على حالة واحدة بالَلف‪ ،‬تقول‪ :‬رأَيت كِل‬
‫الرجلي‪ ،‬وجاءن كِل الرجلي‪ ،‬ومررت بكل الرجلي‪ ،‬فإِذا اتصل بضمر قلَبْت‬
‫الَلف ياء ف موضع الر والنصب‪ ،‬فقلت‪ :‬رأَيت كليهما ومررت بكليهما‪ ،‬كما‬
‫تقول عليهما‪ ،‬وتبقى ف الرفع على حالا؛ وقال الفراء‪ :‬هو مثن مأْخوذ من كل‬
‫فخففت اللم وزيدت الَلف للتثنية‪ ،‬وكذلك كلتا للمؤنث‪ ،‬ول يكونان إِل‬
‫مضافي ول يتكلم منهما بواحد‪ ،‬ولو تكلم به لقيل كِلٌ و ِك ْلتٌ وكِلنِ‬
‫و ِكلْتانِ؛ واحتج بقول الشاعر‪:‬‬
‫ف ِك ْلتِ رِ ْجلَيْها سُلمى واحدهْ‪،‬‬
‫كِلتاها مقْرُونةٌ بزائدهْ‬
‫أَراد‪ :‬ف إِحدى رجليها‪ ،‬فَأفْرد‪ ،‬قال‪ :‬وهذا القول ضعيف عند أَهل‬
‫البصرة‪ ،‬لَنه لو كان مثن لوجب أَن تنقلب أَلفه ف النصب والر ياء مع السم‬
‫الظاهر‪ ،‬ولَن معن كِل مالف لعن كلّ‪ ،‬لَن ُكلّ للِحاطة وكِل يدل‬
‫على شيءٍ مصوص‪ ،‬وأَما هذا الشاعر فإِنا حذف الَلف للضرورة وقدّر‬
‫أَنا زائدة‪ ،‬وما يكون ضرورة ل يوز أَن يعل حجة‪ ،‬فثبت أَنه اسم مفرد‬
‫َكمِعى إِل أَنه وضع ليدل على التثنية‪ ،‬كما أَن قولم نن اسم مفرد يدل على‬
‫الثني فما فوقهما؛ يدل على ذلك قول جرير‪:‬‬
‫صدّ‪،‬‬‫كِل يَو َميْ أُمام َة ي ْومُ َ‬
‫وِإنْ ل نَأْتِها أِ ّل لِماما‬
‫قال‪ :‬أَنشدنيه أَبو علي‪ ،‬قال‪ :‬فإِن قال قائل فلم صار كِل بالياء ف‬
‫النصب وال ّر مع الضمر ولزمت الَلف مع الظهر كما لزمت ف الرفع مع‬
‫الضمر؟ قيل له‪ :‬من حقها أَن تكون بالَلف على كل حال مثل عصا ومعى‪ ،‬إِل أَنا‬
‫لا كانت ل تنفك من الِضافة شبهت بعلى ولدي‪ ،‬فجعلت بالياء مع الضمر‬
‫ف النصب والر‪ ،‬لَن على ل تقع إِل منصوبة أَو مرورة ول تستعمل‬
‫مرفوعة‪ ،‬فبقيت كِل ف الرفع على أَصلها مع الضمر‪ ،‬لَنا ل ُتشَبّه بعلى‬
‫ف هذه الال‪ ،‬قال‪ :‬وأَما كلتا الت للتأْنيث فإِن سيبويه يقول أَلفها‬
‫للتأْنيث والتاء بدل من لم الفعل‪ ،‬وهي واو والَصل ِكلْوا‪ ،‬وإِنا أُبدلت‬
‫تاء لَن ف التاء علم التأْنيث‪ ،‬والَلف ف كلتا قد تصي ياء مع الضمر‬
‫فتخرج عن علم التأْنيث‪ ،‬فصار ف إِبدال الواو تاء تأْكيد للتأْنيث‪ .‬قال‪:‬‬
‫وقال أَبو عُمر الَرْمي التاء ملحقة والَلف لم الفعل‪ ،‬وتقديرها عنده‬
‫ِفعْتَلٌ‪ ،‬ولو كان الَمر كما زعم لقالوا ف النسبة إِليها ِكلْتَويّ‪،‬‬
‫فلما قالوا ِكلَويّ وأَسقطوا التاء دلّ أَنم أَجْروها ُمجْرى التاء الت‬
‫ف أُخت الت إِذا َنسَبت إِليها قلت أَ َخوِيّ؛ قال ابن بري ف هذا‬
‫ي قياس من النحويي إِذا سيت با رجلً‪ ،‬وليس ذلك مسموعا‬ ‫الوضع‪ِ :‬كلَو ّ‬
‫فيحتج به على الرمي‪.‬‬
‫ل عند قوله تعال‪ :‬قل مَن َي ْكَلؤُكُم بالليل‬ ‫الَزهري ف ترجة ك َ‬
‫والنهار؛ قال الفراء‪ :‬هي مهموزة ولو تَركتَ هزة مثله ف غي القرآن قلت‬
‫َي ْكَلوْكم‪ ،‬بواو ساكنة‪ ،‬وَيكْلكم‪ ،‬بأَلف ساكنة‪ ،‬مثل يشاكم‪ ،‬ومن جعلها‬
‫واوا ساكنة قال كَلت‪ ،‬بأَلف‪،‬يترك النّبْرة منها‪ ،‬ومن قال يَكلكم قال‬
‫ت مثل َقضَيْت‪ ،‬وهي من لغة قريش‪ ،‬وكلّ حسن‪ ،‬إِل أَنم يقولون ف‬ ‫َكلَيْ ُ‬
‫الوجهي َمكُْلوّة و َم ْكلُوّ أَكثر ما يقولون َمكِْليّ‪ ،‬قال‪ :‬ولو قيل‬
‫مَكليّ ف الذين يقولون كلَْيتُ كان صوابا؛ قال‪ :‬وسعت بعض العرب ينشد‪:‬‬
‫صمَ الَقوامَ من ذي ُخصُومةٍ‬ ‫ما خا َ‬
‫َكوَرْهاء َمشِْنيّ‪ ،‬إِليها‪َ ،‬حلِيلُها‬
‫فبن على شَنَْيتُ بترك النبة‪.‬‬
‫أَبو نصر‪َ :‬كلّى فلنٌ ُي َكلّي َت ْكلِية‪ ،‬وهو أَن يأْت مكانا فيه‬
‫ُمسْتَتَر‪ ،‬جاء به غي مهموز‪.‬‬
‫وال ُكلْوةُ‪ :‬لغة ف ال ُكلْية لَهل اليمن؛ قال ابن السكيت‪ :‬ول تقل‬
‫كِلوة‪ ،‬بكسر الكاف‪.‬‬
‫ال ُكلْيَتان من الِنسان وغيه من اليوان‪ :‬لمَتان مُنْتَبِرَتان‬
‫َحمْراوان لزقتان بعظم الصلب عند الاصرتي ف كُظْرَين من الشحم‪ ،‬وها‬
‫مَنِْبتُ بيت الزرع‪ ،‬هكذا يسميان ف الطب‪ ،‬يراد به زرع الولد‪ .‬سيبويه‪ُ :‬كلْيةٌ‬
‫و ُكلًى‪ ،‬كرهوا أَن يمعوا بالتاء فيحركوا العي بالضمة فتجيء هذه الياء‬
‫بعد ضمة‪ ،‬فلما ثقل ذلك عليهم تركوه واجتزؤوا ببناء الَكثر‪ ،‬ومن خفف قال‬
‫ُكلْيات‪.‬‬
‫وكَله َكلْيا‪ :‬أَصاب ُكلْيته‪ .‬ابن السكيت‪َ :‬كلَْيتُ فلنا فاكْتَلى‪،‬‬
‫وهو َم ْكلِيّ‪ ،‬أَصبت ُكلْيَته؛ قال حيد الَرقط‪:‬‬
‫من َعلَقِ ا َلكْليّ وا َلوْتونِ‬
‫وإِذا أَصبت َكِبدَه فهو َمكْبُود‪ .‬وكَل الرجلُ واكْتَلى‪ :‬تَأّلمَ‬
‫لذلك؛ قال العجاج‪:‬‬
‫َلهُنّ ف شَباتِه صَِئيّ‪،‬‬
‫حمَ ا َل ْكِليّ‬
‫إِذا اكَْتلَى واقَْت َ‬
‫ويروى‪ :‬كَل؛ يقول‪ :‬إِذا طَعن الثورُ الكلبَ ف ُكلْيَته وسقط الكلبُ‬
‫ا َلكِْل ّي الذي أُصيبت ُكلْيَتُه‪ .‬وجاء فلن بغنمه ُحمْرَ ال ُكلَى أَي‬
‫مهازيل؛ وقوله أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬
‫ت ثَواِئجُهْ‪،‬‬ ‫شوِيّ كَثُر ْ‬ ‫إِذا ال ّ‬
‫وكانَ مِن عندِ ال ُكلَى مَناِتجُهْ‬
‫لدْب ل تد شيئا ترعاه‪ .‬وقوله‪ :‬مِن عند الكلى‬ ‫كثرت ثَوائجُه من ا َ‬
‫مَناِتجُه‪ ،‬يعن سقطت من الُزال فَصاحِبها يَْبقُر بطونا من خَواصِرها ف‬
‫موضع كُلها فيَستخرج أَولدها منها‪ .‬و ُكلْيَةُ الَزادة والرّاوية‪:‬‬
‫ت مع الَدي تت عُروة الَزادة‪.‬‬ ‫ُجلَيْدة مستديرة مشدودة العُروة قد خُ ِرزَ ْ‬
‫و ُكلْية الِداوَةِ‪ :‬الرّقعة الت تت عُ ْروَتا‪ ،‬وجعها ال ُكلَى؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫كأَنّه من ُكلَى َمفْرِيّةٍ سَرَب‬
‫الوهري‪ :‬والمع ُكلْياتٌ و ُكلًى‪ ،‬قال‪ :‬وبنات الياء إِذا جعت بالتاء ل‬
‫يرّك موضع العي منها بالضم‪ .‬و ُكلْيَةُ السحابة‪ :‬أَسفلُها‪ ،‬والمع‬
‫ُكلًى‪ .‬يقال‪ :‬انَْب َعجَت كُله؛ قال‪:‬‬
‫ُيسِيلُ الرّب واهِي ال ُكلَى عارِضُ الذّرى‪،‬‬
‫أَ ِهلّة َنضّاخِ النّدى ساِبغُ القَطْرِ‬
‫(* قوله« عارض» كذا ف الصل والحكم هنا‪ ،‬وسبق الستشهاد بالبيت ف عرس‬
‫بهملت‪).‬‬
‫وقيل‪ :‬إِنا سيت ب ُكلْية الِداوة؛ وقول أَب حية‪:‬‬
‫حت إِذا سَرِبَت َعلَيْهِ‪ ،‬وَب ّعجَتْ‬
‫َوطْفاء سارِبةٌ ُكِليّ مَزادِ‬
‫(* قوله « سربت إل» كذا ف الصل بالسي الهملة‪ ،‬والذي ف الحكم وشرح‬
‫القاموس‪ :‬شربت‪ ،‬بالعجمة‪).‬‬
‫يتمل أَن يكون َجمَع ُكلْية على ُكِليّ‪ ،‬كما جاء ِحلْيَة و ُحِليّ ف‬
‫قول بعضهم لتقارب البناءِين‪ ،‬ويتمل أَن يكون جعه على اعتقاد حذف الاء‬
‫كبُرْد وبُرُود‪ .‬والكُلْيَ ُة من القَوس‪ :‬أَسفل من الكَبِد‪ ،‬وقيل‪ :‬هي‬
‫كَِبدُها‪ ،‬وقيل‪ :‬مَ ْعقِد حَمالتها‪ ،‬وها ُكلْيَتان‪ ،‬وقيل‪ُ :‬كلْيَتها مِقدار‬
‫ثلثة أَشبار من َمقْبِضها‪ .‬وال ُكلْية من القوس‪ :‬ما بي الَبر والكبد‪،‬‬
‫وها ُكلْيَتان‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬كُليتا القوس مَثْبَت مُ َعلّق حَمالتها‪.‬‬
‫والكليتان‪ :‬ما عن يي النّصل وشِماله‪ .‬والكُلَى‪ :‬الرّيشات الَربع الت‬
‫ف آخر الَناح َيِليَ جَنْبه‪.‬‬
‫وال ُكلَيّةُ‪ :‬اسم موضع؛ قال الفرزدق‪:‬‬
‫هل َت ْعلَمونَ غَدا َة يُطْرَ ُد سَبُْي ُكمْ‪،‬‬
‫سفْح بيَ ُكلَيّ ٍة وطِحال؟‬ ‫بال ّ‬
‫وال ُكلَيّان‪ :‬اسم موضع؛ قال القتال الكلب‪:‬‬
‫لِظَبْيَ َة رَْبعٌ بال ُكلَيّيْنِ دارِسُ‪،‬‬
‫فَبَرْق نِعاجٍ‪ ،‬غَيّرَتْه الرّوامِسُ‬
‫(* قوله« فبق نعاج» كذا ف الصل والحكم‪ ،‬والذي ف معجم ياقوت‪ :‬فبق‬
‫فعاج‪ ،‬بفاء العطف‪).‬‬
‫قال الَزهري ف العتل ما صورته‪ :‬تفسي َكلّ الفراء قال‪ :‬قال الكسائي‬
‫ل تنفي شيئا وتوجب شيئا غيه‪ ،‬من ذلك قولك‬ ‫سبُ وك ّ‬ ‫ل َتْنفِي َح ْ‬
‫للرجل قال لك أَكلت شيئا فقلت ل‪ ،‬ويقول الخر أَكلت ترا فتقول أَنت‬
‫ل بعن قولم‬ ‫كَلّ‪ ،‬أَردت أَي أَكلت عسلً ل ترا‪ ،‬قال‪ :‬وتأْت ك ّ‬
‫َحقّا‪ ،‬قال‪ :‬رَوى ذلك أَبو العباس أَحد بن يي‪ .‬وقال ابن الَنباري ف‬
‫تفسي كلّ‪ :‬هي عند الفراء تكون صلة ل يوقف عليها‪ ،‬وتكون حرف ردّ بنلة‬
‫نعم ول ف الكْتفاء‪ ،‬فإِذا جعلتها صلة لا بعدها ل َتقِف عليها كقولك‬
‫ل ورَبّ الكعبة‪ ،‬ل َتقِف على َكلً لَنا بنلة إِي والِ‪ ،‬قال‬ ‫كَ ً‬
‫ل والقَمَرِ؛ الوقف على َكلّ قبيح لَنا صلة‬ ‫الُ سُبحانه وتعال‪ :‬ك ً‬
‫لليمي‪ .‬قال‪ :‬وقال الَخفش معن كَلّ الرّدْع والزّجر؛ قال الَزهري‪:‬‬
‫وهذا مذهب سيبويه‬
‫(*قوله «مذهب سيبويه» كذا ف الصل‪ ،‬والذي ف تذيب الزهري‪ :‬مذهب‬
‫الليل‪*.‬‬
‫وإِليه ذهب الزجاج ف جيع القرآن‪ .‬وقال أَبو بكر بن الَنباري‪ :‬قال‬
‫لف‬ ‫الفسرون معن َكلّ َحقّا‪ ،‬قال‪ :‬وقال أَبو حات السجستان جاءت ك ّ‬
‫لوّل كما قال‬ ‫القرآن على وجهي‪ :‬فهي ف موضع بعن ل‪ ،‬وهو ردّ ل َ‬
‫العجاج‪:‬‬
‫قد طَلََبتْ شَيْبانُ أَن تُصا ِكمُوا‬
‫كَلّ‪ ،‬وَلمّا َتصْ َطفِقْ مآِتمُ‬
‫ل بعن أَل الت للتنبيه كقوله تعال‪ :‬أَل إِنم‬ ‫قال‪ :‬وتيء كَ ّ‬
‫يَثْنُون صُدورهم ليستخفوا منه؛ وهي زائدة لو ل ت ْأتِ كان الكلم تامّا‬
‫مفهوما‪ ،‬قال‪ :‬ومنه الثل كلّ زَ َع ْمتَ العِ ُي ل تُقاتلُ؛ وقال‬
‫الَعشى‪:‬‬
‫ل زَ َعمُْتمْ بأَنّا ل نُقاِتُل ُكمْ‪،‬‬‫كَ ّ‬
‫إِنّا َلمْثاِل ُكمْ‪ ،‬يا َق ْومَنا‪ ،‬قُتُلُ‬
‫ل ف البيت‪ .‬وف الثل‪ :‬ل‪ ،‬ليس‬ ‫قال أَبو بكر‪ :‬وهذا غلط معن َك ّ‬
‫ل ف جيع‬ ‫الَمر على ما تقولون‪ .‬قال‪ :‬وسعت أَبا العباس يقول ل يوقف على ك ّ‬
‫القرآن لَنا جواب‪ ،‬والفائدةُ تقع فيما بعدها‪ ،‬قال‪ :‬واحتج السبجستان‬
‫ف َأنّ َكلّ بعن أَل بقوله جل وعز‪ :‬كل ِإنّ الِنسان ليَ ْطغَى‪،‬‬
‫فَمعْناه أَل؛ قال أَبو بكر‪ :‬ويوز أَن يكون بعن حقا إِن الِنسان‬
‫ليطغى‪ ،‬ويوز أَن يكون ردّا كأَنه قال‪ :‬ل‪ ،‬ليس الَمر كما تظنون‪ .‬أَبو‬
‫ل فهو‬‫داود عن النضر‪ :‬قال الليل قال مقاتل بن سليمان ما كان ف القرآن ك ّ‬
‫ردّ إِل موضعي‪ ،‬فقال الليل‪ :‬أَنا أَقول كله ردّ‪ .‬وروى ابن شيل عن‬
‫ل ردّ ير ّد شيئا ويثبت آخر‪ .‬وقال‬ ‫الليل أَنه قال‪ :‬كلّ شيء ف القرآن ك ّ‬
‫لكَ والِ وبَلكَ والِ‪ ،‬ف معن‬ ‫أَبو زيد‪ :‬سعت العرب تقول ك ّ‬
‫كَلّ والِ‪ ،‬وَبلَى والِ‪ .‬وف الديث‪ :‬تَقع فِتَ ٌن كأَنّها ال ّظلَلُ‪،‬‬
‫ل رَدْع ف الكلم وتنبيه‬ ‫ل يا رسولَ الِ؛ قال‪ :‬كَ ّ‬ ‫فقال أَعراب‪َ :‬ك ّ‬
‫وزَجْر‪ ،‬ومعناها انْتهِ ل َت ْفعَل‪ ،‬إِل أَنا آ َكدُ ف النفي‬
‫ل لئن ل‬‫والرّدْع من ل لزيادة الكاف‪ ،‬وقد ترِد بعن حقّا كقوله تعال‪ :‬كَ ّ‬
‫سفَعنْ بالناصِيةِ‪ .‬وال ّظلَلُ‪ :‬السحاب‪ ،‬وقد تكرر ف‬ ‫يَنَْتهِ لَن ْ‬
‫الديث‪.‬‬
‫@كمي‪ :‬كَمى الشي َء وَت َكمّاه‪ :‬سَتَرَه؛ وقد تََأوّل بعضهم قوله‪:‬‬
‫بَ ْل لو َش ِهدْتَ الناسَ إِ ْذ ُت ُكمّوا‬
‫إِنه من َت َكمّيت الشيء‪ .‬و َكمَى الشهادة َي ْكمِيها َكمْيا وَأكْماها‪:‬‬
‫كََتمَها وَق َمعَها؛ قال كثيّر‪:‬‬
‫ضمِرٌ‪،‬‬
‫وإِن لَ ْكمِي الناسَ ما أَنا ُم ْ‬
‫مَافَةَ أَن َيثْرَى بِذلك كا ِشحُ‬
‫يَثْرى‪َ :‬يفْرَح‪ .‬واْن َكمَى أَي اسَْتخْفى‪ .‬وَت َكمّتْهم الفتُ إِذا‬
‫َغشِيَتْهم‪ .‬وَت َكمّى قِرْنَه‪َ :‬قصَده‪ ،‬وقيل‪ :‬ك ّل َمقْصود ُمعَْتمَد‬
‫مَُت َك ّمىً‪ .‬وَت َكمّى‪َ :‬تغَطّى‪ .‬وَت َكمّى ف سِلحه‪َ :‬تغَطّى به‪.‬‬
‫وال َك ِميّ‪ :‬الشجاع الَُت َكمّي ف سِلحه لَنه َكمَى نفسه أَي ستَرها‬
‫بالدّرع والبَيْضة‪ ،‬والمع الكُماة‪ ،‬كأَنم جعوا كاميا مثل قاضِيا وقُضاة‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬أَنه مر على أَبواب دُور ُمسْتَفِلة فقال اكْموها‪ ،‬وف رواية‪:‬‬
‫أَكِيمُوها أَي استُرُوها لئل تقع عيون الناس عليها‪ .‬وال َكمْوُ‪ :‬الستر‬
‫(* قوله« والكمو الستر» هذه عبارة النهاية ومقتضاها أن يقال كما يكمو‪).‬‬
‫‪ ،‬وأَما أَكِيموها فمعناه ا ْرَفعُوها لئل َي ْهجُم السيل عليها‪ ،‬مأْخوذ‬
‫من ال َكوْمة وهي ال ّرمْلة ا ُلشْرِفة‪ ،‬ومن الناقة ال َكوْماء وهي‬
‫الطّويلة السّنام‪ ،‬وال َك َومُ عِظَم ف السنام‪ .‬وف حديث حذيفة‪ :‬للدابة ثلث‬
‫ت ث تَْن َكمِي أَي تستتر‪ ،‬ومنه قيل للشجاع َك ِميّ لَنه استتر‬ ‫َخرَجا ٍ‬
‫بالدرع‪ ،‬والدابةُ هي داب ُة الَرض الت هي من أَشراط الساعة؛ ومنه حديث أَب‬
‫الَيسَر‪ :‬فجِئْته فاْنكَمى من ث ظهر‪.‬‬
‫وال َك ِميّ‪ :‬اللبسُ السلحِ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الشجاع ا ُل ْق ِدمُ الَريء‪ ،‬كان‬
‫عليه سلح أَو ل يكن‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َك ِميّ الذي ل َيحِيد عن قِرنه ول‬
‫ضمْرة بن ضَمرة‪:‬‬ ‫يَرُوغ عن شيء‪ ،‬والمع أَكْماء؛ وأَنشد ابن بري ل َ‬
‫ك للمُغِيةِ‪ ،‬والقَنا‬‫تَ َر ْكتَ ابنتَيْ َ‬
‫ق بال ّدمِ‬‫شَوارعُ‪ ،‬والَكْماء َتشْرَ ُ‬
‫فأَما كُماٌة فجمع كامٍ‪ ،‬وقد قيل ِإنّ جع ال َك ِميّ أَكْماء وكُماة‪.‬‬
‫قال أَبو العباس‪ :‬اختلف الناس ف ال َك ِميّ من أَي شيء أُخذ‪ ،‬فقالت طائفة‪:‬‬
‫سي َكمِيّا لَنه َي ْكمِي شجاعته لوقت حاجته إِليها ول يُظهرها‬
‫مَُتكَثّرا با‪ ،‬ولكن إِذا احتاج إِليها أَظهرها‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬إِنا سي‬
‫َكمِيّا لَنه ل يقتل إِل َكمِيّا‪ ،‬وذلك أَن العرب تأْنف من قتل السيس‪،‬‬
‫والعرب تقول‪ :‬القوم قد ُت ُكمّوا والقوم قد ُتشُ ّرفُوا وتُ ُزوّروا‬
‫إِذا قُتل َكمِيّهم وشَريفُهم و َزوِيرُهم‪ .‬ابن ب ُزرْج‪ :‬رجل َك ِميّ بيّن‬
‫الكَماية‪ ،‬وال َك ِميّ على وجهي‪ :‬ال َك ِم ّي ف سلحه‪ ،‬وال َك ِميّ الافظ‬
‫لسره‪ .‬قال‪ :‬والكامي الشهادة الذي َيكْتُمها‪ .‬ويقال‪ :‬ما فلن ِب َك ِميّ ول‬
‫َن ِكيّ أَي ل َي ْكمِي سرّه ول يَْنكِي َع ُدوّه‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬كل‬
‫من تعمّدته فقد َت َكمّيته‪ .‬وسي ال َك ِميّ َكمِيّا لَنه يََت َكمّى‬
‫الَقران أَي يتعمدهم‪ .‬وأَ ْكمَى‪ :‬سَتَر منله عن العيون‪ ،‬وأَكْمى‪ :‬قتَل‬
‫َك ِميّ العسكر‪ .‬و َكمَْيتُ إِليه‪ :‬تقدمت؛ عن ثعلب‪.‬‬
‫والكِيمياء‪ ،‬معروفة مثال السّيمياء‪ :‬اسم صنعة؛ قال الوهري‪ :‬هو عرب‪،‬‬
‫وقال ابن سيده‪ :‬أَحسبها أَعجمية ول أَدري أَهي ِف ْعلِياء أَم فِيعِلء‪.‬‬
‫وال َكمْوى‪ ،‬مقصور‪ :‬الليلة ال َقمْراء ا ُلضِيئة؛ قال‪:‬‬
‫فَباتُوا بالصّعِيدِ لم أُجاجٌ‪،‬‬
‫حتْ لنا ال َكمْوى سَرَينا‬ ‫صّ‬ ‫ولو َ‬
‫التهذيب‪ :‬وأَما كما فإِنا ما أُدخل عليها كاف التشبيه‪ ،‬وهذا أَكثر‬
‫الكلم‪ ،‬وقد قيل‪ :‬إِن العرب تذف الياء من كَيْما فتجعله كما‪ ،‬يقول أَحدهم‬
‫لصاحبه اسْمع كما أُ َحدّثك‪ ،‬معناه كَيْما ُأ َحدّثك‪ ،‬ويرفعون با الفعل‬
‫وينصبون؛ قال عدي‪:‬‬
‫حدّثه‬ ‫ا ْس َمعْ َحدِيثا كما َيوْما ُت َ‬
‫عن َظهْرِ غَْيبٍ‪ ،‬إِذا ما سائ ٌل سال‬
‫من نصب فبمعن َكيْ‪ ،‬ومن رفع فلَنه ل يلفظ بكى‪ ،‬وذكر ابن الَثي ف‬
‫هذه الترجة قال‪ :‬وف الديث من َحلَف بِملّةٍ غي ِملّة الِسلم‬
‫كاذبا فهو كما قال؛ قال‪ :‬هو أَن يقول الِنسان ف يَمينه إِن كان كذا وكذا‬
‫فهو كافر أَو يهوديّ أَو نصران أَو بَريء من الِسلم‪ ،‬ويكون كاذبا ف‬
‫قوله‪ ،‬فإِنه يصي إِل ما قاله من الكفر وغيه‪ ،‬قال‪ :‬وهذا وإن كان يَنعقد‬
‫به يي‪ ،‬عند أَب حنيفة‪ ،‬فإِنه ل يوجب فيه إِل كفّارة اليمي‪ ،‬أَما‬
‫الشافعي فل يعدّه يينا ول كفّارة فيه عنده‪ .‬قال‪ :‬وف حديث الرؤية‬
‫فإِنكم تَ َر ْونَ ربكم كما َت َروْ َن القمَر ليلة البدْر‪ ،‬قال‪ :‬وقد يُخيل إِل‬
‫بعض السامعي أَن الكاف كاف التشبيه للمَرْئىّ‪ ،‬وإِنا هو للرّؤية‪ ،‬وهي‬
‫فعل الرّائي‪ ،‬ومعناه أَنكم ترون ربكم رُؤية يناح معها الشك كرؤيتكم‬
‫القمر ليلة البدر ل تَرتابون فيه ول َتمْتَرُون‪ .‬وقال‪ :‬وهذان الديثان ليس‬
‫هذا موضعهما لَن الكاف زائدة على ما‪ ،‬وذكرها ابن الَثي لَجل لفظهما‬
‫وذكرناها نن حفظا لذكرها حت ل نل بشيء من الُصول‪.‬‬
‫@كن‪ :‬الكُنْيَ ُة على ثلثة أوجه‪ :‬أَحدها أَن ُيكْنَى عن الشيء الذي‬
‫يُستفحش ذكره‪ ،‬والثان أَن ُيكْن الرجل باسم توقيا وتعظيما‪ ،‬والثالث أَن‬
‫تقوم الكُنْية مَقام السم فيعرف صاحبها با كما يعرف باسه كأَب لب‬
‫اسه عبد العُزّى‪ ،‬عرف بكُنيته فسماه ال با‪ .‬قال الوهري‪ :‬والكُنْيةُ‬
‫والكِنْية أَيضا واحدة الكُن‪ ،‬واكتَن فلن بكذا‪.‬‬
‫والكناية‪ :‬أَن تتكلم بشيء وتريد غيه‪ .‬وكَنَى عن الَمر بغيه يَكن‬
‫كِناية‪ :‬يعن إِذا تكلم بغيه ما يستدل عليه نو الرفث والغائط ونوه‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬من َتعَزّى بعزَاء الاهلية فأَ ِعضّوه بأَيْر أَبيه ول‬
‫َتكْنُوا‪ .‬وف حديث بعضهم‪ :‬رأَيت ِعلْجا يومَ القادِسي ِة وقد َتكَنّى‬
‫حجّى أَي تستر‪ ،‬من َكنَى عنه إِذا َورّى‪ ،‬أَو من الكُنْية‪ ،‬كأَنه ذكر‬ ‫وَت َ‬
‫كنْيته عند الرب ليُعرف‪ ،‬وهو من شعار الُبارزين ف الرب‪ ،‬يقول أَحدهم‪:‬‬
‫أَنا فلن وأَنا أَبو فلن؛ ومنه الديث‪ :‬خُذها من وأَنا الغُلم‬
‫الغِفاريّ‪ .‬وقول علي‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أَنا أَبو َحسَ ٍن القَرْم‪ .‬وكَنَوت بكذا عن‬
‫كذا؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وإِن لَكن عن قَذو َر بغَيْرِها‪،‬‬
‫ب أَحْيانا با فأُصا ِرحُ‬ ‫وأُعْرِ ُ‬
‫ورجل كا ٍن وقوم كانُونَ‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬واستعمل سيبويه الكناية ف علمة‬
‫الضمر‪ .‬وكَنَْيتُ الرجا بأَب فلن وأَبا فلن على َت ْعدِية الفعل بعد‬
‫إِسقاط الرف كُنْية وكِنْيةً؛ قال‪:‬‬
‫راهِبة ُتكْنَى بُأمّ الَيْر‬
‫وكذلك كَنيته؛ عن اللحيان‪ ،‬قال‪ :‬ول يعرف الكسائي َأكْنَيْتُه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وقوله ول يعرف الكسائي أكنيته يوهم أَن غيه قد عرفه‪ .‬وكُنيةُ فلن أَبو‬
‫فلن‪ ،‬وكذلك كِنْيَتُه أَي الذي ُيكْنَى به‪ ،‬وكُنْوة فلن أَبو فلن‪،‬‬
‫وكذلك كِنْوته؛ كلها عن اللحيان‪ .‬وكََنوْتُه‪ :‬لغة ف كَنَيْته‪ .‬قال أَبو‬
‫عبيد‪ :‬يقال كَنيت الرجل وكَنوته لغتان؛ وأَنشد أَبو زياد الكلب‪:‬‬
‫وإِن لَكْنُو عن َقذُورَ بغيها‬
‫وقذور‪ :‬اسم امرأَة؛ قال ابن بري‪ :‬شاهد كَنَيت قول الشاعر‪:‬‬
‫ضحْتَن‪،‬‬
‫ت ف السّرّ َأ ْن قد َف َ‬
‫وقد َأ ْر َسلَ ْ‬
‫ب وما َتكْن‬
‫حتَ با ْسمِي ف الّنسِي ِ‬ ‫وقد ُب ْ‬
‫وُتكْنَى‪ :‬من أَساء‬
‫(* قوله« وتكن من أساء إل» ف التكملة‪ :‬هي على‬
‫ما ل يسم فاعله‪ ،‬وكذلك تكتم‪ ،‬وأنشد‪:‬‬
‫طاف اليالن فهاجا سقما * خيال تكن وخيال تكتما) النساء‪ .‬الليث‪:‬‬
‫يقول أَهل البصرة فلن ُيكْن بأَب عبد ال‪ ،‬وقال غيهم‪ :‬فلن ُيكْن‬
‫بعبد ال‪ ،‬وقال الوهري‪ :‬ل تقل ُيكْن بعبد ال‪ ،‬وقال الفراء‪ :‬أَفصح‬
‫اللغات أَن تقول كُّن َي أَخُوك بعمرو‪ ،‬والثانية كُنّي أَخوك بأَب عمرو‪،‬‬
‫والثالثة كُّنيَ َأخُوك أَبا عمرو‪ .‬ويقال‪ :‬كَنَيْته وكََنوْتُه‬
‫وأَكْنَيْته وكَنّيْته‪ ،‬وكَنّيْته أَبا زيد وبأَب زيد َتكْنية‪ ،‬وهو كَنِيّه‪:‬‬
‫كما تقول َسمِيّه‪ .‬وكُنَى الرؤيا‪ :‬هي الَمثال الت يَضربا مَلك الرؤيا‪،‬‬
‫ُيكْنَى با عن أَعْيان الُمور‪ .‬وف الديث‪ِ :‬إنّ للرّؤيا كُنًى ولا‬
‫أَساء فكَنّوها بكُناها واعتبوها بأَسائها؛ الكُن‪ :‬جع كُنْية من‬
‫قولك كَنَيت عن الَمر وكََنوْت عنه إِذا ورّيت عنه بغيه‪ ،‬أَراد‬
‫مَثّلوا لا أَمثا ًل إِذا عبّرْتوها‪ ،‬وهي الت يَضربا ملَك الرؤيا للرجل ف‬
‫منامه لَنه ُيكَنّى با عن أَعيان الُمور‪ ،‬كقولم ف تعبي النخل‪:‬‬
‫لوْز‪ :‬إِنا رجال من العجم‪ ،‬لَن‬ ‫إِنا رجال ذوو أَحساب من العرب‪ ،‬وف ا َ‬
‫النخل أَكثر ما يكون ف بلد العرب‪ ،‬والوز أَكثر ما يكون ف بلد العجم‪،‬‬
‫وقوله‪ :‬فاعتبوها بأَسائها أَي اجعلوا أَساء ما يُرى ف النام عبة‬
‫وقياسا‪ ،‬كأَن رأَى رجلً يسمى سالا فَأوّله بالسلمة‪ ،‬وغانا فأَوله‬
‫بالغنيمة‪.‬‬
‫@كها‪ :‬ناقة كَهاةٌ‪َ :‬سمِينة‪ ،‬وقيل‪ :‬الكَهاةُ الناقة العظيمة؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ضتْ منها كَهاٌة َسمِينةٌ‪،‬‬ ‫إِذا عَ َر َ‬
‫ج ِ‬
‫ب‬ ‫فَل ُت ْهدِ مِنها‪ ،‬واّتشِقْ وَتجَْب َ‬
‫ضخْمة الت كادت تدخل ف السّنّ؛ قال طرفة‪:‬‬ ‫وقيل‪ :‬الكَهاةُ الناقة ال ّ‬
‫َفمَرّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَْيفٍ جُللةٌ‬
‫َعقِيل ُة شَيْخٍ‪ ،‬كالوبيل‪َ ،‬يلَْندَدِ‬
‫وقيل‪ :‬هي الواسعة جلد الَخْلف ل جع لا من لفظها‪ ،‬وقيل‪ :‬ناقة كَهاة‬
‫عظيمة السنام جليلة عند أَهلها‪ .‬وف الديث‪ :‬جاءت امرأَة إِل ابن عباس‪،‬‬
‫رضي ال عنهما‪ ،‬فقالت ف نفسي مسأَلة وأَنا َأكَْتهِيكَ أَن أُشاِفهَك‬
‫با أَي ُأ ِجلّك وأُعَظمك وأَحتشِمك‪ ،‬قال‪ :‬فاكتبيها ف بِطاقة أَي ف‬
‫رُقعة‪ ،‬ويقال ف نِطاقة‪ ،‬والباء تبدل من النون ف حروف كثية‪ ،‬قال‪ :‬وهذا من‬
‫قولم للجبان أَ ْكهَى‪ ،‬وقد َك ِه َي َي ْكهَى واكْتَهى‪ ،‬لَن الحتشم تنعه‬
‫اليبة عن الكلم‪ .‬ورجل َأ ْكهَى أَي جَبان ضعيف‪ ،‬وقد َك ِهيَ َكهًى؛ وقال‬
‫الشّْنفَرَى‪:‬‬
‫ب ِبعِ ْرسِه‬‫ول حبّاءٍ َأ ْكهَى مُرِ ّ‬
‫يُطالِعُها ف شأْنِه‪ :‬كيف َيفْعَلُ؟‬
‫والَكْهاء‪ :‬النبَلء من الرجال‪ ،‬قال‪ :‬ويقال كاهاهُ إِذا فاخَرَه أَيهما‬
‫أَعظ ُم بَدنا‪ ،‬وهاكاهُ إِذا استصغر َع ْقلَه‪.‬‬
‫صخْرةُ َأ ْكهَى‪ :‬اسم جبل‪ .‬وأَ ْكهَى‪َ :‬هضْبة؛ قال ابن هَرمة‪:‬‬ ‫وَ‬
‫ت على الراقي أَ ْكهَى‬ ‫كما أَعَْي ْ‬
‫َتعَّيتْ‪ ،‬ل مِياهَ ول فِراغا‬
‫وقضى ابن سيده أَن أَلف كَهاة ياء‪ ،‬لَن الَلف ياء أَكثر منها واوا‪.‬‬
‫أَبو عمرو‪ :‬أَ ْكهَى الرجلُ إِذا َسخّن أَطراف أَصابعه بَنفَسه‪ ،‬وكان ف‬
‫الَصل َأكَ ّه فقُلبت إِحدى الاءين ياء؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫س َي ْفعَل‬
‫ك إِنْسا ما كَها الِن ُ‬ ‫وِإنْ يَ ُ‬
‫(* قوله« وان يك إل» صدره كما ف التكملة‪ :‬فان يك من جن فأَبرح طارقا)‬
‫يريد‪ :‬ما هكذا الِنس تَفعل‪ ،‬فترك ذا وقدم الكاف‪.‬‬
‫@كوي‪ :‬ال َكيّ‪ :‬معروف إِحراقُ اللد بديدة ونوها‪ ،‬كواه َكيّا‪ .‬وكوَى‬
‫البَيْطارُ وغيه الدابة وغيها با ِلكْواة َي ْكوِي كَيّا وكَيّة‪ ،‬وقد‬
‫َكوَيْتُه فاكَْتوَى هو‪ .‬وف الثل‪ :‬آخِرُ ال ّطبّ ال َكيّ‪ .‬الوهري‪ :‬آخر‬
‫الدّواء الكيّ‪ ،‬قال‪ :‬ول تقل آخرُ الداء الكيّ‪ .‬وف الديث‪ :‬إَن‬
‫(*‬
‫قوله«وف الديث ان ل» ف النهاية‪ :‬وف حديث ابن عمر ان لغتسل إل)‬
‫لَغتسل من النابة قبل امرأَت ث أََت َكوّى با أَي َأسَْتدْفئُ‬
‫بُباشَرتا وحَرّ جسمها‪ ،‬وأَصله من الكيّ‪.‬‬
‫سمُ أَو الرّضفة الت ُيكْوى با؛ وف‬ ‫وا ِلكْواةُ‪ :‬الديدة الِي َ‬
‫الثل‪:‬‬
‫ط العَيْرُ وا ِلكْوا ُة ف النار‬
‫قد َيضْرَ ُ‬
‫يضرب هذا للرجل يتوقع الَمر قبل أَن َيحِلّ به؛ قال ابن بري‪ :‬هذا‬
‫الثل يضرب للبخيل إِذا أَعطَى شيئا مافةً ما هو أَشدّ منه‪ ،‬قال‪ :‬وهذا‬
‫الثل يروى عن عمرو بن العاص‪ ،‬قاله ف بعضهم‪ ،‬وأَصله أَن مُسافر بن أَب عمرو‬
‫َسقَى بَ ْطنُهُ فداواه عِبادِيّ وَأ ْحمَى مَكاوِيه‪ ،‬فلما جعلها على‬
‫ط فقال مسافر‪:‬‬ ‫بطنه ورجل قريب منه ينظر إِليه جعل َيضْرَ ُ‬
‫العَيْ ُر َيضْرَط والِكوا ُة ف النار‬
‫فَأ ْرسَلها مثلً‪ .‬قال‪ :‬ويقال إِن هذا يضرب مثلً لن أَصابه الوف قبل‬
‫وقوع الكروه‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬أَنه َكوَى سع َد بن مُعاذ لينقطع دم جرحه؛ الكيّ بالنار‪ :‬من‬
‫العِلج العروف ف كثي من الَمراض‪ ،‬وقد جاء ف أَحاديث كثية النهي‬
‫عن ال َكيّ‪ ،‬فقيل‪ :‬إِنا نُهيَ عنه من أَجل أَنم كانوا يعظمون أَمره ويرون‬
‫سمُ الدّاء‪ ،‬وإِذا ل ُي ْكوَ العُضو عَطِب وبطل‪ ،‬فنهاهم عنه‬ ‫حِ‬ ‫أَنه َي ْ‬
‫إِذا كان على هذا الوجه‪ ،‬وأَباحه إِذا جُعل سببا للشفاء ل علة له‪ ،‬فإِن‬
‫ال عز وجل هو الذي يُبئه ويَشفِيه ل ال َكيّ ول الداء‪ ،‬وهذا أَمر‬
‫يكثر فيه شكوك الناس‪ ،‬يقولون‪ :‬لو شرب الدّواء ل يت‪ ،‬ولو أَقام ببلده ل‬
‫يقتل‪ ،‬ولو اكَْتوَى ل َيعْطَب؛ وقيل‪ :‬يتمل أَن يكون نيه عن الكيّ إِذا‬
‫استعمل على سبيل الحتراز من حدوث الرض وقبل الاجة إِليه‪ ،‬وذلك مكروه‪،‬‬
‫وإِنا أُبِيح التداوي والعلج عند الاجة إِليه‪ ،‬ويوز أَن يكون النهي‬
‫عنه من قبيل التوكل كقوله‪ :‬الذين ل َيسْتَ ْرقُون ول َيكَْتوُون وعلى‬
‫ربم يتوكلون‪ .‬والتوكّلُ‪ :‬درجة أُخرى غي الواز‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫والكَيّةُ‪ :‬موضع ال َكيّ‪ .‬والكاوِياء‪ :‬مِيسَ ٌم ُي ْكوَى به‪.‬‬
‫واكَْتوَى الرجل َيكَْتوِي اكْتِواء‪ :‬استعمل ال َكيّ‪ .‬واسَْت ْكوَى‬
‫الرجل‪ :‬طلب أَن ُي ْكوَى‪ .‬والكَوّاء‪َ :‬فعّال من الكاوِي‪.‬‬
‫وكَواه بعينه إِذا أَحدّ إِليه النظر‪ .‬و َكوَتْه العقرب‪ :‬لدغته‪.‬‬
‫وكاوَْيتُ الرجل إِذا شاتته مثل كاوَحْته‪ .‬ورجل َكوّاء‪ :‬خبيث اللسان شتام‪ ،‬قال‬
‫ابن سيده‪ :‬أُراه على التشبيه‪ .‬واكَْتوَى‪َ :‬ت َمدّح با ليس من فعله‪.‬‬
‫وأَبو ال َكوّاء‪ :‬من كُنَى العرب‪.‬‬
‫وال َك ّو وال َكوّةُ‪ :‬الَرْق ف الائط والّثقْب ف البيت ونوه‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬التذكي للكبي والتأْنيث للصغي‪ ،‬قال ابن سيده‪ :‬وليس هذا بشيء‪ .‬قال‬
‫الليث‪ :‬تأْسيس بنائها من ك و ي كأَن أَصلها َكوًى ث أُدغمت الواو ف الياء‬
‫فجعلت واوا مشددة‪ ،‬وجع ال َكوّة ِكوًى‪ ،‬بالقصر نادر‪ ،‬وكِواء بالدّ‪،‬‬
‫والكاف مكسورة فيهما مثل َبدْرة وِبدَر‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬من قال َكوّة ففتح‬
‫فجمعه كِواء مدود‪ ،‬وال ُكوّة‪ ،‬بالضم لغة‪ ،‬ومن قال ُكوّة َفضَم فجمعه‬
‫ِكوًى مكسور مقصور؛ قال ابن سيده‪ :‬ول أَدري كيف هذا‪ .‬وف التهذيب‪ :‬جع‬
‫ال َكوّة ُكوًى كما يقال قَرْية وقُرًى‪ .‬و َكوّى ف البيت َكوّة‪َ :‬عمِلها‪.‬‬
‫وَت َكوّى الرجل‪ :‬دخل ف موضع ضَيّق فتقبض فيه‪.‬‬
‫و ُكوَىٌ‪ :‬نم من الَنواء‪ ،‬قال ابن سيده‪ :‬وليس بثبَت‪.‬‬
‫@كيا‪َ :‬كيْ‪ :‬حرف من حروف العان ينصب الَفعال بنلة أَن‪ ،‬ومعناه العلة‬
‫لوقوع الشيء‪ ،‬كقولك‪ :‬جئت َك ْي ُتكْ ِرمَن‪ ،‬وقال ف التهذيب‪ :‬تنصب الفعل‬
‫الغابر‪ .‬يقال‪َ :‬أدّبْه َك ْي يَرَْتدِعَ‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وقد تدخل عليه‬
‫اللم‪ ،‬وف التنيل العزيز‪ِ :‬لكَيْل تَ ْأ َسوْا على ما فاتكم؛ وقال‬
‫لبيد‪ِ:‬ل َكيْ ل َيكُونَ السّْندَريّ َندِيدَت‬
‫صلً با ول‪ ،‬فيقال َتحَ ّرزْ كي‬ ‫وربا حذفوا َكيْ اكتفاء باللم وتو ّ‬
‫ل َتقَع‪ ،‬وخرج كَيْما يُصلّي‪ ،‬قال ال تعال‪ :‬كَيْل يكُونَ دُولةً بي‬
‫الَغنياء منكم؛ وف كيما لغة أُخرى حذف الياء لفظه كما قال عدي‪:‬‬
‫حدّثُه‪،‬‬
‫ا ْس َمعْ َحدِيثا كما يوما ُت َ‬
‫عن ظَهرِ غَْيبٍ‪ ،‬إِذا ما سائِ ٌل سال‬
‫أَراد كيما يوما تدّثه‪ .‬و َكيْ و َكيْ ل وكَيْما وكما تعمل ف الَلفاظ‬
‫الستقبلة عمل َأنْ ولَن وحت إِذا وقعت ف فعل ل يب‪ .‬الوهري‪ :‬وأَما‬
‫َكيْ مففة فجواب لقولك ل فعلت كذا؟ فتقول كي يكون كذا‪ ،‬وهي للعاقبة‬
‫كاللم وتنصب الفعل الستقبل‪ .‬وكان من الَمر كَْيتَ و َكْيتَ‪ُ :‬يكْن بذلك‬
‫عن قولم كذا وكذا‪ ،‬وكان الَصل فيه كَيّةَ وكَيّةَ‪ ،‬فأُبدلت الياء‬
‫الَخية تاء وأَجروها مُجرى الَصل لَنه ملحق ب َفلْس‪ ،‬واللحق كالَصلي‪.‬‬
‫قال ابن سيده‪ :‬قال ابن جن أَبدلوا التاء من الياء لما‪ ،‬وذلك ف قولم‬
‫كَْيتَ وكَْيتَ‪ ،‬وأَصلها كَيّةُ وكَيّةُ‪ ،‬ث إِنم حذفوا الاء وأَبدلوا‬
‫من الياء الت هي لمٌ تاءً كما فعلوا ذلك ف قولم ثنتان فقالوا كيت‪،‬‬
‫فكما أَن الاء ف كَيّة علم تأْنيث كذلك الصيغة ف كيت علم تأْنيث‪ .‬وف‬
‫كيت ثلث لغات‪ :‬منهم من يَبنيها على الفتح فيقول كَْيتَ‪ ،‬ومنهم من يبنيها‬
‫على الضم فيقول َكْيتُ‪ ،‬ومنهم من يبنيها على الكسر فيقول كَْيتِ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وأَصل التاء فيها هاء وإِنا صارت تاء ف الوصل‪ ،.‬وحكى أَبو عبيد‪ :‬كَيّهْ‬
‫وكَيّهْ‪ ،‬بالاء‪ ،‬قال‪ :‬ويقال كَْيمَهْ كما يقال لِمَ ْه ف الوقف‪ .‬قال‬
‫ابن بري‪ :‬قال الوهري حكى أَبو عبيدة كان من الَمر كَيّهْ وكَيّهْ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫الصواب َكّيتَ وكَيّهْ‪ ،‬الُول بالتاء والثانية بالاء‪ ،‬وأَما‬
‫كَيّ ْه فليس فيها مع الاء إِل البناء على الفتح‪ ،‬فإِن قلت‪ :‬فما تنكر أَن‬
‫تكون التاء ف كيت منقلبة عن واو بنلة تاء أُخت وبنت‪ ،‬ويكون على هذا أَصلُ‬
‫كَيّة كَْيوَة‪ ،‬ث اجتمعت الياء والواو وسبقت الياء بالسكون فقلبت‬
‫الواو ياء وأُدغمت الياء ف الياء‪ ،‬كما قالوا سَيّد ومَيّت وأَصلهما‬
‫سَْيوِد ومَْيوِت؟ فالواب أَن كَيّ َة ل يوز أَن يكون أَصلها كَيْوة من قبل‬
‫ت مثله من كلم العرب‪ ،‬لَنه ليس ف‬ ‫أَنك لو قضيت بذلك لَجزت ما ل يأْ ِ‬
‫ي فعلها ياء ول ُم فعلها واو‪ ،‬أَل ترى أَن سيبويه قال‬ ‫كلمهم لفظة َع ُ‬
‫ليس ف كلم العرب مثل حََيوْت؟ فأَما ما أَجازه أَبو عثمان ف اليوان من‬
‫أَن تكون واوه غي منقلبة عن الياء وخالف فيه الليل‪ ،‬وأَن تكون واوه‬
‫ل غي منقلبة‪ ،‬فمردود عليه عند جيع النحويي لدّعائه ما ل دليل‬ ‫أَص ً‬
‫عليه ول نظي له وما هو مالف لذهب المهور‪ ،‬وكذلك قولم ف اسم رَجاء بن‬
‫صحّةَ الواو‬
‫َحيْوة إِنا الواو فيه بدل من ياء‪ ،‬وحسّن البدل فيه و ِ‬
‫أَيضا بعد ياء ساكنة كونُه علما والَعلم قد يتمل فيها ما ل يتمل ف‬
‫غيها‪ ،‬وذلك من وجهي‪ :‬أَحدها الصيغة‪ ،‬والخر الِعراب‪ ،‬أَما الصيغة فنحو‬
‫ق وَت ْهلَلٍ و َمحَْببٍ و َم ْكوَزَة ومَزَْيدٍ‬
‫ب و َموْرَ ٍ‬
‫قولم َم ْوظَ ٍ‬
‫و َموْأَلةٍ فيمن أَخذه من وأَل ومَعْد يكرب‪ ،‬وأَما الِعراب فنحو قولك ف‬
‫الكاية لن قال مررت بزيد‪ :‬من زيد؟ ولن قال ضربت أَبا بكر‪ :‬مَن أَبا بكر؟‬
‫لَن الكُن تري مَجرى الَعلم‪ ،‬فلذلك صحت حَيْوة بعد قلب لمها واوا‬
‫وأَصلها َحيّة‪ ،‬كما أَن أَصل حَيَوانٍ حَيَيانٌ‪ ،‬وهذا أَيضا إِبدال‬
‫الياء من الواو لمي‪ ،‬قال‪ :‬ول أَعلمها أُبدلت منها عيني‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@لي‪ :‬الّلَى‪ :‬الِبْطاء والحْتِباس‪ ،‬بوزن اللّعا‪ ،‬وهومن الصادر‬
‫الت يعمل فيها ما ليس مِن لفظها‪ ،‬كقولك َلقِيته التِقاطا وقََتلْته‬
‫صَبْرا ورأَيته عِيانا؛ قال زهي‪:‬‬
‫َفلْيا عَرفت الدارَ بعد توهّم‬
‫ي اللّْبثُ‪ ،‬وقد لَيْت أَلَى لْيا‪ ،‬وقال‬ ‫وقال اللحيان‪ :‬الّلْ ُ‬
‫غيه‪ :‬لأَيْت ف حاجت‪ ،‬مشدّد‪ ،‬أَبطأْت‪ .‬والتَأَتْ هي‪ :‬أَبْطَأَت‪.‬‬
‫التهذيب‪ :‬يقال لَى َيلَى لْيا والتَأى َيلْتَئي إِذا أَبطأَ‪ .‬وقال الليث‪:‬‬
‫ي فعلت‬ ‫ل أَسع العرب تعلها معرفة‪ ،‬ويقولون‪ :‬لْيا عر ْفتُ وبَعدَ لْ ٍ‬
‫أَي بعد َجهْد ومشقة‪ .‬ويقال‪ :‬ما ِكدْت أَحله إِلّ لْيا‪ ،‬وفعلت كذا‬
‫بعد لْيٍ أَي بعد شدّة وإِبْطاء‪ .‬وف حديث أُم أَين‪ ،‬رضي ال عنها‪:‬‬
‫فِبلْيٍ ما اسَتغْفَرَلم رسولُ ال أَي بعد مشقة وجهدْ وِإبْطاء؛ ومنه‬
‫ي مّا‬‫حديث عائشة‪ ،‬رضي ال عنها‪ ،‬و ِهجْرَتِها ابنَ الزّبَيْرِ‪ :‬فبِلْ ٍ‬
‫لهْد والشدّة والاجة إِل الناس؛ قال العجي‬ ‫َكلّمَتْهُ‪ .‬واللَى‪ :‬ا َ‬
‫السلول‪:‬‬
‫وليس ُيغَيّرُ خِيمَ الكَري‬
‫ُخلُوقةُ أَثْوابِه واللَى‬
‫وقال القتيب ف قوله‪:‬‬
‫َفلْيا ِبلْيٍ مّا َح َملْنا غُلمَنا‬
‫أَي َجهْدا بعد َجهْد َق َدرْنا على َحمْله على الفرس‪ .‬قال‪ :‬واللْيُ‬
‫الشقة والهد‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬والَصل ف اللْي البُطْء؛ وأَنشد أَبو‬
‫اليثم لَب زبيد‪:‬‬
‫وثارَ ِإعْصارُ هَيْجا بيَن ُهمْ‪ ،‬و َخَلتْ‬
‫بالكُورِ لْيا‪ ،‬وبالَنساع َتمَْتصِعُ‬
‫قال‪ :‬لْيا بعد شدّة‪ ،‬يعن أَن الرجل قتله الَسد وخلت ناقته بالكور‪،‬‬
‫تتصع‪ :‬ترك ذنبها‪ .‬واللَى‪ :‬الشدة ف العيش‪ ،‬وأَنشد بيت العجي السلول‬
‫ث بنات فصَبَر على لْوائهن كُ ّن له‬ ‫أَيضا‪ .‬وف الديث‪ :‬مَن كان له ثل ُ‬
‫حجابا من النار؛ اللْواء الشدة وضيق العيشة؛ ومنه الديث‪ :‬قال له‬
‫ستَ ُتصِيبُك اللْواء؟ ومنه الديث الخر‪ :‬مَن صب‬ ‫ستَ َتحْ َزنُ؟ َأَل ْ‬
‫َألَ ْ‬
‫على لْوء الَدينة؛ واللْواء الشَقة والشدة‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َقحْط‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫أَصابتهم لْواء وشَصاصاء‪ ،‬وهي الشدة‪ ،‬قال‪ :‬وتكون اللْواء ف العلة؛ قال‬
‫العجاج‪:‬‬
‫وحالَتِ اللْواء دون نسعي‬
‫وقد أَلَى القومُ‪ ،‬مثل أَلعى‪ ،‬إِذا وقعوا ف اللْواء‪ .‬قال أَبو عمرو‪:‬‬
‫اللْلء الفرح التام‪.‬‬
‫والْتَأَى الرجل‪ :‬أَفلَسَ‬
‫واللَى‪ ،‬بوزن اللّعا‪ :‬الّثوْر الوحشيّ؛ قال اللحيان‪ :‬وتثنيته‬
‫ع مثل جبَل وأَجبال‪ ،‬والُنثى لة مثل لَعاةٍ‬ ‫لَيان‪ ،‬والمع أَلء مثل َألْعا ٍ‬
‫ولَىً‪ ،‬بغي هاء‪ ،‬هذه عن اللحيان‪ ،‬وقال‪ :‬إِنا البقرة من الوحش خاصة‪.‬‬
‫أَبو عمرو‪ :‬اللَى البقرة‪ ،‬وحكي‪ :‬ب َكمْ لك هذه أَي بقرتُك هذه؛ قال‬
‫الطرماح‪:‬‬
‫ك َظهْرِ اللَى لو يُبْتَغى رَيّةٌ با‪،‬‬
‫ت ف بُطُون الشّواجِنِ‬ ‫َلعَّنتْ و َشقّ ْ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬لةٌ وأَلة بوزن لَعاة وعَلة‪ .‬وف حديث أَب هريرة‪،‬‬
‫رضي ال عنه‪َ :‬يجِيء من قِبَل ا َلشْرِق قَوم وصفَهم‪ ،‬ث قال‪ :‬والرّاوية‬
‫ل من لءٍ وشاءٍ؛ قال ابن الَثي‪:‬‬ ‫يَومئذٍ ُيسْتَقى عليها أَ َحبّ ِإ ّ‬
‫قال القتيب هكذا رواه َنقَلة الديث لء بوزن ماء‪ ،‬وإِنا أَلء بوزن‬
‫َألْعاع‪ ،‬وهي الثّيان‪ ،‬واحدها لَىً بوزن قَفا‪ ،‬وجعه َأقْفاء‪ ،‬يريد‬
‫َبعِي ُيسْتقى عليه يومئذ خي من اقتناء البقر والغنم‪ ،‬كأَنه أَراد الزراعة‬
‫لَن أَكثر من َيقْتَن الثيان والغنم الزرّاعون‪ .‬ولْيٌ وُلؤَيّ‪:‬‬
‫اسان‪ ،‬وتصغي لْي ُلؤَيّ‪ ،‬ومنه لؤيّ بن غالب أَبو قريش‪ .‬قال أَبو منصور‪:‬‬
‫وأَهل العربية يقولون هو عامر بن لُؤيّ‪ ،‬بالمز‪ ،‬والعامة تقول ُلوَيّ‪،‬‬
‫قال علي بن حزة‪ :‬العرب ف ذلك متلفون‪ ،‬من جعله من اللْي هزه‪ ،‬ومن جعله‬
‫من ِلوَى ال ّرمْل ل يهمزه‪ .‬ولْيٌ‪ :‬نر من بلد مُزَيْن َة يدفع ف‬
‫العقيق؛ قال كثي عزة‪:‬‬
‫عَ َر ْفتُ الدّار قدْ َأ ْقوَتْ ب ِريِ‬
‫إِل لْيٍ‪ ،‬ف َمدَْفعِ ذِي َيدُومِ‬
‫(* قوله« إل لي» هذا ما ف الصل‪ ،‬وف معجم ياقوت‪ :‬ببطن لي بوزن‬
‫اللعا‪ ،‬ول يذكر لي بفتح فسكون‪).‬‬
‫واللّئي‪ :‬بعن اللّوات بوزن القاضي والدّاعي‪ .‬وف التنيل العزيز‪:‬‬
‫واللّئي يَِئسْ َن من ا َلحِيض‪ .‬قل ابن جن‪ :‬وحكي عنهم اللّؤو فعلوا‬
‫ذلك يريد اللّؤون‪ ،‬فحذف النون تفيفا‪.‬‬
‫@كذا‪ :‬كذا‪ :‬اسم مبهم‪ ،‬تقول فعلت كذا‪ ،‬وقد يَجري َمجْرى َكمْ فََتْنصِب ما‬
‫بعده على التمييز‪ ،‬تقول عندي كذا وكذا درها لَنه كالكناية‪ ،‬وقد ذكر‬
‫أَيضا ف العتل‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫ل كلمة زَجْر ورَدْع‪ ،‬ومعناها اْنتَهِ ل تفعل كقوله‬ ‫@كل‪ :‬الوهري‪ :‬ك ّ‬
‫عز وجل‪ :‬أَيَ ْط َمعُ كلّ امْرئٍ منهم َأنْ ُيدْخَلَ َجنّةَ نَعيم‬
‫ل لَئِن‬ ‫كلّ؛ أَي ل يَطمَع ف ذلك‪ ،‬وقد يكون بعن حقّا كقوله تعال‪ :‬ك ّ‬
‫سفَعا بالناصيةِ؛ قال ابن بري‪ :‬وقد تأْت كل بعن ل‬ ‫ل يَنْتَ ِه لََن ْ‬
‫كقول العدي‪:‬‬
‫َف ُقلْنا َل ُهمْ‪َ :‬خلّوا النّساءَ لَ ْهلِها‪،‬‬
‫ل فقلنا لم‪َ :‬بلَى‬ ‫فقالوا لنا‪ :‬كَ ّ‬
‫وقد تقدّم أَكثر ذلك ف العتل‪.‬‬

You might also like