Professional Documents
Culture Documents
ابب حترمي اخلمر وبيان أهنا تكون من عصري العنب ومن التمر ومن البسر والزبيب وغريها مما يسكر
وم ِ ِ
ت َساق َي ال َق ْوم يَ َ اثبت عن أنس بن مالك ُكنْ ُ أخربان ٌ العتَكي حدثنا محّاد (يعين ابن زيد) َ داود َ -3ح ّدثين أبُو الربيع سليمان بن ُ
ت ،فَإِ َذا ُمنَ ٍاد اخ ُر ْج فَانْظُْر ،فَ َخَر ْج ُ
قالْ : يخ :البُ ْس ُر َوالت ْام ُر ،فَإِ َذا ُمنَ ٍاد يُنَ ِادي ،فَ َ ِ ِ ِ
ُح ِّرَمت اخلَ ْم ُر يف بَْيت أَِِب طَلْ َحةََ ،وما َشَر ُاُبُْم اإَّل ال َفض ُ
اه ِرقْ َها ،فَ َهَرقْ تُ َها ،فَقالوا ،أ َْو َ
قال اخ ُر ْج فَ ْ
قال يل أَبُو طَلْ َحةَْ : ك امل ِدينَ ِة ،فَ َ ت يف ِس َك ِ ال :فَ َجَر ْ ت ،ق َْ يُنَ ِادي :أَََّل إ ان اخلَ ْمَر ق ْد ُح ِّرَم
ِ َ
ين َآمنُوا ا
ليس علَى الذ َ اَّللُ َعاز َو َج الَ " : س ،فأنْ َزَل ا ِ ِ
قال :فَل أ َْد ِري هو من َحديث أَنَ ٍ ض ُه ْم :قُتِ َل فََُل ٌن ،قُتِ َل فََُل ٌنَ ،وهي يف بُطُوِنِِ ْمَ . بَ ْع ُ
اح فِيما طَعِ ُموا إذَا ما اتا َق ْوا َو َآمنُوا َو َع ِملُوا الصاِلات" وع ِملُوا ال ا ِ ِ
صاِلَات ُجنَ ٌ ََ
مجيع األنبذة املسكرة تسمى مخرا ،وسواء يف ذلك الفضيخ ونبيذ التمر والرطب والبسر والزبيب والشعري والذرة والعسل وغريها ❖
وكلها حمرمة هذا مذهب الشافعية ومالك وأمحد ومجاهري السلف واخللف.
قال قوم من أهل البصرة :إَّنا حيرم عصري العنب ،ونقيع الزبيب الينء ،فأما املطبوخ منهما ،والينء واملطبوخ مما سوامها ❖
ثلثاها.
وأما نقيع التمر والزبيب فقال َ :تل مطبوخهما وإن مسته النار شيئا قليَل من غري اعتبار ِلد كما اعترب يف سَلفة العنب ،
قال :والينء منه حرام ،قال :ولكنه َّل حيد شاربه ،هذا كله ما مل يشرب ويسكر ،فإن أسكر فهو حرام إبمجاع املسلمي
احتج اجلمهور ابلقرآن والسنة: ❖
إن هللا تعاىل نبّه على أن علة َترمي اخلمر كوِنا تص ّد عن ذكر هللا وعن الصَلة ،وهذه العلة موجودة يف مجيع القرآن:
املسكرات ،فوجب طرد اِلكم يف اجلميع
األحاديث الصحيحة الكثرية اليت ذكرها مسلم وغريه ،كقوله صلى هللا عليه وسلم " :كل مسكر السنة :
حرام" وقولهِ " :نى عن كل مسكر " وحديث " كل مسكر مخر " وحديث النهي عن كل مسكر أسكر
عن الصَلة.
الكلمات الصعبة :نقع :ترك يف املاء وحنوه نَيِّ ٌئ :غري مطبوخ ،غري انضج ،ما مل متسه النار ،سَلفة :مخر
ابب حترمي ختليل اخلمر
إذا غص بلقمة ومل جيد ما يسيغها به إَّل مخرا فيلزمه اإلساغة ُبا ❖
كل ٍ
مخر ح ٌ
رام مخر َّ
وأن َّ كل ُم ٍ ابب ِ
بيان َّأن َّ
سكر ٌ ُ
اتفق األ صحاب على تسمية مجيع هذه األنبذة مخرا لكن قال أكثرهم :هو جماز ،وإَّنا حقيقة اخلمر عصري العنب ،وقال مجاعة ❖
قوله صلى هللا عليه وسلم " :كل شراب أسكر فهو حرام" من جوامع كلمه ❖
يستحب للمفيت إذا رأى ابلسائل حاجة إىل غري ما سأل أن يضمه يف اجلواب إىل املسئول عنه ❖
ابب جواز شرب اللنب
-90حدثنا عبيد هللا بن معاذ العنربي حدثنا أِب حدثنا شعبة عن أِب إسحق عن الرباء قال قال أبو بكر الصديق لَ اما َخَر ْجنَا مع
ت له ُكثْبَةا ِمن لَ َ ٍ اَّللُ عليه وسلا َم َ
صلاى ا اَّلل عليه وسلام ِمن م اكةَ إىل امل ِدينَ ِة مررَان بر ٍاع ،وقَ ْد ع ِطش ر ُ ِ
َب، قال :فَ َحلَْب ُ سول هللا ََ ََْ َ َ َ َ َ َ َ صلاى اُالنيب َ
ِّ
يت. فأتَي تُه ُبا فَ َش ِرب ا ِ
حىت َرض ُ َ ُْ َ
املفردات:
عطشِ :
ظمئ (احتاج إىل شرب املاء) ر ٍاع :من حيفظ املاشية ويرعاها
رضي :طاب نفسا ليَل
ُكثْبَةا َ :شيئاا قَ ا
شرح احلديث
دينة ،وم َشيا لَيلةا ِ
كاملةا، خرج الرسول عليه الصَلة والسَلم وأبو بكر رضي هللا عنه ِمن غا ِر ثَوٍر يف طَر ِيق اهلِجرةِ ِمن م اكةَ إىل امل ِ
َ َ ْ َ
ص ْخرةٌ طَويلةٌ كان ِظلُّها أمامهما َ
ت َ فظهَر ْ
يق خالياَ ، ف الناها ِر ،وكان الطار ُ صِعند ُمنتَ َ حىت اشتَ اد َحُّر الش ِ
امس َ من الغَ ِد ا سري َ
وأ ْك َمَل املَ َ
ايب صلاى هللاُ عليه ايب صلاى هللاُ عليه وسلا َم َم ا ٍ دودا ،فنَ َزَّل َ ِ ِ
نام عليه ،وقال للن ِّ كاان يَ ُ ضي هللاُ عنه للن ِّ
عند الظّ ّل ،مثا س اوى أبو بَكر َر َ ممَْ ا
ِ وسلامََ :ن اي ر َ ِ
وبي نَما مها كذلك، من الغُبا ِرْ ، صخرةِ ،وما يُ َ
وج ُد َ ول ال ا ف ما َح َ وخرج أبو بَك ٍر ليُنظّ َفنام صلاى هللاُ عليه وسلا َمَ ،سول هللاَ ، َ ْ َ
فأجاب َب؟ فسألَه :أيف غَنَ ِم َ أهل امل ِِ جل ِ
ٍ ٍ إذا بِراعي غَن ٍم مقبِ ٍل بغَنَ ِ
َ ك لَ ٌ َ دينة ن م لر
َ اه
ن أب هفأجاب
َ ؟َلم
ُ غ
ُ اي أنت
َ ن مل : ر كب
َ أبو هل
َ أ فس
َ هم ُ
َ َ
بك على َس ِ
بيل ب ملن َيُُّر َ معك إ ْذ ٌن ِمن مالِكِها يف اِلَلْ ِ وهل َ ب لعابِري ال اس ِ
بيل؟
َ ْ فسألَه :أفتَحلُ ُ ُّروعَ ، َب يف الض ِ وج ُد لَ ٌعم ،يُ َ َلم :نَ ْ
الغُ ُ
يق ِمن الغُ ِ يافة؟ قال :نَعم ،فأخذ ال اراعي شاةا ،وطلَب ِ ِ الض ِ
وصفاءا ،وَّل
َب أكثَ َر نَقاءا َ ساخ؛ ليَكو َن اللا ُ األو َ ع ْ ض الضار َ َلم أ ْن يَن ُف َ الص ّد ُّ ْ َ ِّ
ليَل وكان مع أِب بك ٍر أيضا إانء ِمن ِج ٍ
لد فيها ماءٌ، ا ٌ َ َ ب ُمق اع ٍرَ ،شيئاا قَ ا خش ٍ ب ال اراعي يف قَ َدح ِمن َ ِ
يَعلَ َق به َشيءٌ م َن الق َذ ِر ،فحلَ َ
ايب صلاى هللا عليه وسلام وج َده انئما ،ف َك ِره أ ْن يوقِظَه ِمن نَ ِ
ومه، َ ُ ا َ َ ُ وي منها ،فل اما جاء إىل الن ِّ ايب صلاى هللاُ عليه وسلا َم َلريتَ َ فحملَها للن ِّ
َ
ضي أبو ر حىت م ايب صلاى هللاُ عليه وسلا ن ال ب رفش ِ ، سول هللاِ ر اي ب اشر فقال: املاء الاذي على اللا َ ِ
َب ب من ِ
َ َ ا َ ُّ َ َ َ ْ َ فص ا َ ظَ ، حىت استَي َق َ فاننتَظََر ا
ايب صلاى هللاُ عليه وسلا َم؛ ل َكثْرةِ ما َش ِرب. ا ِ ٍ
ت ن ْف ُسه ،واطْمأن لشبَ ِع الن ِّ ضي هللاُ عنه ،أي :طابَ ْ بَكر َر َ
من شرح اإلمام النووي:
اجته َوكِ َفايَته. ِ ِ
ب َح َ ب َح اىت َعل ْمت أَناهُ َش ِر َ يت َم ْعنَاهُ َ :ش ِر َ
ب َح اىت َرض ُ ❖ َش ِر َ
احبه ح ِ اَّلل علَي ِه وسلام ِمن لَب الراعي ولَيس ص ِ
اضارا فيه أربعة أوجه: َ َْ َ َ صلاى ا َ ْ َ َ َ ْ َ ❖ ُش ْربه َ
دها :أَ ان َه َذا َكا َن َر ُج اَل َح ْربِياا ََّل أ ََمان لَهُ ،فَيَ ُجوز ِاَّل ْستِ َيَلء َعلَى َماله َح َ -أَ
اَّلل َعلَْي ِه َو َسلا َم ِم ْن لَبَنه.
صلاى ا ااِن َ :حيتَ ِمل أَناه َكا َن رج اَل ي ُد ّل علَي ِه النِايب صلاى ا ِ
اَّلل َعلَْيه َو َسلا َم َوََّل يَكَْره ُش ْربه َ ُ َُ َ َْ ّ َ َ -والث ِ ْ
َحد َ ،و ََيْ َذنُو َن لُِر َعاِتِِ ْم لِيَ ْس ُقوا َم ْن َيَُّر ُبِِ ْم. ِِ ِ -والثاالِث :لَعلاه َكا َن ِيف عر ِ
فهم مماا يَتَ َس َاحمُو َن به ل ُك ِّل أ َ
ُْ ْ َُ َ
ضطَارا.َ -وال ارابِع :أَناهُ َكا َن ُم ْ
ابب يف شرب النبيذ وختمري اإلانء
اك أخربان ابن ُجريح بن ُمحيد كلُّهم عن أِب عا صم قال ابن املُثَ ان ح ّدثنا ال ا
ض اح ُ -93حدثنا ُزهري بن حرب وحممد بن املُثَ ان ُ
وعبد ُ
النيب صلى هللا عليه وسلم ِ
أتيت ا
أخربِن أبُو ُمحيد ال اساعدي قالُ : بن عبد هللا رضي هللا عنهما يقولَ : جابر َ
سع َ الزبري أنه َ أخربِن أبو ُّ
َب ِمن الن ِ ِ
ودا.
ض عليه عُ ا قال :اأَّل َمخ ْارتَهُ ،ولو تَ ْع ُر ُ
ليس ُُمَ امارا فَ َ
َ عِ ي اق ب َق َد ٍح من لَ َ ٍ َ
وابألبْو ِ
اب أ ْن تُ ْغلَ َق ْليَلا. ابألس ِقيَة أ ْن تُوَكأَ ْليَلا ِ
ْ ر أم قال أبو ُمح ٍ
يد :إَّنا ِ
ُ َ
َ َ
املفردات:
عود :خشبة دقيقة القدح :إانء يشرب ُبا املاء أو النبيذ ...
أسقية مجع ِسقاء :وعاء من جلد قيق (العقيق من أشهر أودية املدينة) الناقي ِع :مكا ٌن بِوادي َ
الع ِ
أوكي :شد ابلوكاء ،ربط َمخَارَ :غطاى (منه اخلمر املغطي للعقل ومخار املرأة)
الوكاءِّ :
الرابط عرضا ِ
عرض الشيءَ على الشيء :وضعه عليه ْ
شرح احلديث
ايب صلاى هللاُ عليه وسلام ِحينما اِلديث فيه األمر بسن ٍاة مه ام ٍة ،وهي تَغطيةُ اآلني ِة؛ فريوي جابِر بن ِ
عبد هللاِ ر ِ
ض َي هللاُ عنهما أ ان الن ا َ ُ ُ َ ُ ُ ُ ُ هذا
ِ بقد ٍح -وهو الوعاءِ -من لَ َ ٍ يد ِأاته أبو ُمح ٍ
ايب صلاى هللاُ
قيق؛ قال له الن ُّ َب ،وجاء به من الناقي ِع ،وهو :مكا ٌن بِوادي َ
الع ِ
ُ رض َي هللاُ عنه َ َ ُ
«أَّل َمخارتَه ،ولو أ ْن تَعرض عليه عودا» ،فحضاه النايب صلاى هللا عليه وسلام على تَ ِ ِ
ودا
يض َع عليه عُ ا
غطية اإلانء ،ولو أب ْن َ ُ ُّ َ ُا ُ َ عليه وسلام :ا ْ
أحاديث
َ اآلنية ُش ِرع لعِلَ ٍل ،وردت يف
غطية ِ ديث آخر عند مسل ٍم ،واألمر بتَ ِ
ُ ََ
ض ،وهذا إذا مل َِجي ْد ما يغ ِطّيه به ،كما ابي ذلك يف ح ٍ
َ ُ ابلع ْر ِ
َ
اجاسة والقاذور ِ
وصيانتُه ِمن الن ِ
كشف غِطاءِ ،
ِ وصيانتُه ِمن الش ِ عند مسلٍِم؛ منهاِ :محايته ِمن الو ِ
ابءِ ،
ات، أيضا؛ فإ ان الشايطا َن َّل يَ ُ ا
ايطان ا َ ُ ُ
ات.اِلشر ِ
و َ
من شرح اإلمام النووي:
ذكر العلماء لألمر ابلتغطية فوائد:
-صيانته من الشيطان ،فإن الشيطان َّل يكشف غطاء ،وَّل حيُ ّل سقاء
-صيانته من الوابء الذي ينزل يف ليلة من السنة.
-صيانته من النجاسة واملقذرات.
-صيانته من اِلشرات واهلوام ،فرمبا وقع شيء منها فيه فشربه وهو غافل ،أو يف الليل فيتضرر به
-قال أبو محيد الساعدي راوي اِلديث :إَّنا أمر ابألسقية أن توكأ ليَل وابألبواب أن تغلق ليَل يعن خصص إيكاء األسقية
وإغَلق الباب ابلليل وليس يف اللفظ ما يدل عليه.
-واملختار عند األكثرين من األصوليي أن تفسري الصحاِب إذا كان خَلف ظاهر اللفظ ليس حبجة ،وَّل يلزم غريه من اجملتهدين
موافقته على تفسريه وهو مذهب الشافعي وغريه رضي هللا عنهم وأما إذا مل يكن يف ظاهر اِلديث ما ُيالفه أبن كان جممَل
فريجع إىل أتويله ،وجيب اِلمل عليه ؛ ألنه إذا كان جممَل َّل حيل له محله على شيء إَّل بتوقيف.
-جيوز ختصيص العموم مبذهب الراوي عند الشافعي واألكثرين .
-األمر بتغطية اإلانء عام فَل يقبل ختصيصه مبذهب الراوي بل يتمسك ابلعموم.
ابب األمر بتغطية اإلانء وإيكاء السقاء وإغالق األبواب وذكر اسم هللا عليها
وإطفاء السراج والنار عند النوم وكف الصبيان واملواشي بعد املغرب
املفردات:
عرض ا
عرض الشيء على الشيء :وضعه عليه ْ أسقية مجع سقاء :وعاء من جلد
عود :خشبة دقيقة أوكى :شد ابلوكاء ،ربط
ال ُفو ِ
يس َقة :ال َفأَْرةَ الوكاءِّ :
الرابط (ما يُربط به)
َ
ِ
ض ِرُم :تُ ْشع ُل الن َ
اار تُ ْ فك
حل حيُ ُّل :ا
ا
شرح احلديث
ايب صلاى هللا عليه وسلام ِمن أج ِل ِ
اآلخرةِ ْ َ ُ ما منع الدين عن شيء إَّل وفيه مضرة ومل َيمر بشيء إَّل وفيه منفعة ،فلَ ْم تَ ُك ْن َوصااي الن ِّ
فق ْط؛ بل كان صلاى هللا عليه وسلام َجيمع ِأل امتِ ِه خري ِي الدُّنيا و ِ
اآلخرِة. َ َْ َ َْ ُ ُ ْ
اب غِطاءا، ٍ ِ ِ
عام ْأو َشر ٌ اج َعلوا ْفو َق ُك ِّل إانء فيه طَ ٌ انصحا أُامتَه" :غَطُّوا اإلانءَ" أيْ : ا ايب صلى هللا عليه وسلم يقول الن ُّ
اِلديث ُ ويف هذا
ك، ِ ا وضع ِ القر ِبة ،و ِط ،وال ِوكاء :اسم ما يش ُّد ِبه فَم ِ ِ السقاءَ" ِمن ِ
وحنو َذل َ
ُ َب
ُ ل ال أو املاء
ُ فيه َ
ّ ُ ُ ُي ما :قاء الس ُ ْ َ ُ ُ ُ ُ برا ال
و دُّ ش
ا ال وهو: ، اإليكاء " َوأ َْوُكوا ّ
ايةَ " :وأ ْك ِفئُوا اإلانءَ"،املاء وغ ِريه ،ويف ِرو ٍ ابط؛ ِمن أَج ِل ِح ْف ِظ ما فيها ِمن ِ ب بِِر ٍ ِ
القر ِ ُ ِ القَرب الايت ََْت َف ُ ِمثل ِ
ْ املقصودْ :اربطوا أَفْواهَ َ ظ املاءَ ،و ُ
ٍ وذلك إذا كان فار اغا ،ويف أُخرىِ " : ِ ِ
ايب
أرش َد الن ُّ
بش ْيء .و َ مخَّروا اإلانءَ" أيَ :غطُّوا اإلانءَ َ َس َف َل؛ َ اج َعلوا فْت َحتَه أل ْ أي :اقْلبُوا اإلانءَ ،و ْ
املصابيح الايت كانت تُوقَ ُد ابلناا ِر، ِ ِ ِ ِ
ُ اج ،وهي صلى هللا عليه وسلم إىل إغَلق أبواب البيوت ،و اأَّل تُ َرت َك َمفتوحةا ابللا ِيل ،وأ ْن يُط َفأَ ّ
السر ُ
كوبي أ ان الشايطا َن إذا َو َج َد قِْربَةا َم ْربوطَةا فإناه َّل يَ ُف ُّ ايب صلى هللا عليه وسلم ا نام عنها؛ مثا علال الن ُّ
ِ
فَل يَ ُرتَكها اإلنسا ُن ُمشتعلةا ويَ ُ
كش ُفه .وإذا مل َِجي ِد اإلنسا ُن ما يُغَ ِطّي ِرابطَها ،وكذلك فإ ان الشايطا َن إذا وجد اباب مغلَ اقا فإناه َّل يفتحه ،وإذا وجد إانء مغَطاى فإناه َّل ي ِ
َ ََ اُ ُُ َ اُ
بب يف ذلك أ ان ال ُف َويْ ِس َقةَ وهي س الو ، ي شي ٍء ،ولو عودا أو عصا وما شابه ذلك ،وي ْذ ُك ِر اسم هللاِ على ِ
اإلانء
ُ ا َْ َ ََ ا ُا ض ْع عليه أ ا َ ْ به إانءَهُ فَلْيَ َ
ض ِرُم، ابإليذاء واإل ِِ روجها عن معظ ِم غ ِريها من اِلشر ِ الفس ِق ،وهو اخلروجُِ ،سيت بذلك؛ خل ِ ال َفأْرةَ ،تَصغري ٍ ِ ِ
فساد" ،تُ ْ ات َ َ ُ ُ ُ ُ َّ فاسق ،م َن ْ ُ َ
البيت على أهلِ ِه .وقد روي عن أِب موسى ِ ِ ِ البيت ،فتح ِرُك املِ أي :تُ ْشعِل الناار ،على أ َْه ِل ِ
ام ،فَتُ ْح ِر ُق َ باح املُ ْشتَع َل َوأ َْه ُل البيت نيَ ٌَ ص
ْ ّ َ ُ ُ َ
ِ ث ِِ ِ ِ ِ
ال :إ ان هذه الن َ
اار ايب صلى هللا عليه وسلم ،قَ َ ت ابملدينَ ِة علَى ْأهل ِه ِم َن اللاْي ِل ،فَ ُح ّد َ َ
بشأِْن ُم الن ُّ ٌ اح ََرت َق بَْي
ْ األشعري رضي هللا عنه قال:
َ ِ ِ
وها َعْن ُكم (صحيح البخاري). إاَّنا هي َع ُد ٌّو لَ ُك ْم ،فَإِذَا َّنْتُ ْم فأطْفئُ َ
ِ
احلديث: ويف
الكامل على هللاِ َ
تعاىل. ِ ِ
ابألسباب مع التاوُّك ِل تعاىل .ب) األخ ُذ اِلث على ِذك ِر هللاِ َ أ) ُّ
ِِ ِِ
ومعنواي.
ا ماداي
لم ا املس َ
ضُّر ْ كل ما يَ ُ ج ) أمهّياة اَّلحرتاز من ِّ
من شرح اإلمام النووي
ض ِرُمَ :ترق سر ايعا
تُ ْ ❖ املراد ابل ُف َويْ ِس َقة الفأرةُ،
أضرمت أي :التهمت ،وأضرمتها أان وضرمتها. ❖ قال أهل اللغة :ض ِرمت النار بكسر الراء ّ
وتضرمت و َ
*****
ِ
َخ ََربَان أَبُو َخْي ثَ َمةَ ، الزبَِْري َ ،ع ْن َجاب ٍر (ح) َ
وحداثَنَا َْحي َىي بْ ُن َْحي َىي ،أ ْ س َ ،حداثَنَا ُزَه ْريٌ َ ،حداثَنَا أَبُو ُّ َ -98حداثَنَا أ ْ
َمحَ ُد بْ ُن يُونُ َ
س َح اىت ام ش ال تصب يانَ ُكم إِذَا غَاب ِ اَّلل علَي ِه وسلامََّ :ل تُرِسلُوا فَو ِاشي ُكم و ِ ا ى ا
ل ص اَّللِ
ول ا ال َر ُس ُ الزبَِْري َ ،ع ْن َجابِ ٍر ،قَ َ
ال :قَ َ َع ْن أَِِب ُّ
ُ ْ َ ْ َ ْ َ َْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ
ب فَ ْح َمةُ الْعِ َش ِاء.
س َح اىت تَ ْذ َه َُ ام
ْ شال ث إِ َذا َغاب ِ
ت َ ُ اطي تَ ْن بعِ
َ َ
تَ ْذهب فَحمةُ الْعِ َش ِاء ،فَإِ ان الشاي ِ
َ َ َ َْ
املفردات:
الفواشي مجع فاشية :كل ما ينتشر من املال (كاإلبل والغنم وسائر البهائم وغريها ألِنا تفشو أي تنتشر يف األرض)
الفحمة :شدة الظَلم
شرح احلديث
إن اإلسَلم دين جاء خلري اإلنسانية يف الدنيا واآلخرة ،وهو حريص على محاية اإلنسان وعرضه وماله من األضرار اليت قد تصيبه من
اخلروج من الب ِ صبيان أي منعهم من اَّلنتشا ِر ِ
كف ال ِ ِ
يوتُ ِ ومن النيب صلاى هللاُ عليه وسلام ب ّ
ُملوقات حميطة به ،ففي هذا اِلديث َيمر ُّ
تستعي
ُ الشياطي
َ أمجع لل ُقوى الشايطانيا ِة ُ
ويقال :إ ان َلم ُ وقت انتشا ِر الشاياط ِ
ي وأل ان الظا َ إىل الطرقات إذا غابت الشمس ،أل ان الليل ُ
ِ
ُّور .وكذلك َيمر مبنع متحركات األموال من املواشي كاإلبل والغنم وسائر البهائم من اخلروج يف الليل ،فإن ابلظُّلْمة ،وتَ َ
كرهُ الن َ
األخطار يف هذا الوقت أكثر وقوعا منها يف غريه.
-املراد من الشياطي يف اِلديث كل متمرد مؤذ من شياطي اجلن وشياطي اإلنس كاللصوص والفسقة والفجرة وشياطي
املخلوقات األخرى كاألفاعي والوحوش واهلوام.
-الصبيان أقل اإلنس دفاعا عن النفس ،ووقاية من األخطار.
-الفواشي من اإلبل والغنم وسائر البهائم وحنوها َّل َتمي نفسها.
*******
ي َع ْن َس ٍِامل َع ْن
الزْه ِر ِّ
ب قَالُوا َحداثَنَا ُس ْفيَا ُن بْ ُن عُيَ ْي نَةَ َع ْن ُّ -100حداثَنَا أَبو ب ْك ِر بْن أَِِب َشْي بَةَ و َع ْمرو النااقِ ُد وُزَه ْري بْن حر ٍ
َ ُ ُ َْ َ ٌ ُ َ ُ َ
ِ ِ اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلا َم قَ َ ِِ
اار ِيف بُيُوت ُك ْم ح َ
ي تَنَ ُامو َن. ال ََّل تَْ ُرتُكوا الن َ صلاى ا أَبيه َع ْن النِ ِّ
ايب َ
املفردات:
حي تنامون :إذا جاء وقت نومكم
شرح احلديث:
ااس مبا فيه صَلحهم ونَ ْفعهم ،ومبا يبعِ ُد عنهم الضارر واألذى .ويف هذا اِل ِ
ديث نباهَ صلاى هللاُ عليه وسلامَ ََ ُ ُ ُ ُمور الن ِ
يف أ َ نظام الشارعُ ال اشر ُ
دخ ُل يف ذلك ٍ ِ طفئوا الناار عند إرادةِ الن ِ
على ضرِر الناار وخطَ ِرها إذا مل َُت َف ْظ وتُراع ،وأمرهم أب ْن ي ِ
حىت َّل تَنتشَر يف َغفلة منهم ،ويَ ُ
اوم؛ ا َ َ ُ َ َ َ
ِ
الغياب عنها. ِ
لَلنشغال أو تَ ْرُكها ُمشتعِلةا ،وليس هناك َمن يَ ْرعاها ويَتنباهُ هلا؛
كراهية ترك النار مشتعلة حال النوم؛ ألن ذلك رمبا يؤدي إىل اَّلحرتاق ،سواء كانت النار لإلضاءة،كاملصباح والشمعة ▪
ِ
وأحكامهما الطعام والشر ِ
اب ِ ابب ِ
آداب
ضرَان -102حدثنا أبو بكر بن أِب شبية وأبو ُكَريب قاَّل حدثنا أبو معاوية عن األعمش عن أِب حذيفة عن حذيفة قالُ :كناا إِ َذا َح َ
ول هللا -صلاى هللا عليه وسلام -طَعاماَ ،مل نَضع أ ِ مع رس ِ
ضرَانضع يَ َدهَُ ،وإِ اان َح َ
بدأ رسول هللا -صلاى هللا عليه وسلام -فَيَ َ َيدينَا َح اىت يَ َ َ َا ََ ُ
رسول هللا -صلاى هللا عليه وسلام -بِيَ ِد َها ،مثُا جاء ُ ذَ َخ
َ أَف ام،ع
َ ا
ط ال يفِ اهَ د
َ ي
ََ ع ض
َ ت
َ
معه مارةا طَعاما ،فَجاءت جا ِريةٌ َكأ اَِنا تُدفَع ،فَ َذهبت لِ
ُ ََ ََ َ َ ا َ َ َ َ
ِ ِ أعراِب كأَاَّنَاَ ي ْدفَع ،فَأ ِ ِ ِ
اىل- َخ َذ بيَده ،فقال رسول هللا -صلاى هللا عليه وسلام" :إ ان الشايطَا َن يَستَح ُّل الطا َع َام أَن َّلَ يُ ْذ َكَر ُ
اسم هللا -تَ َع َ َ ُ
فسي بِيَ ِدهِ ،إِ ان
علَيه ،وإِناه جاء ُِب ِذهِ اجلاا ِرية؛ لِيستَ ِح ال ُِبا ،فَأَخذت بِي ِدها؛ فَجاء ُِب َذا األَعرِاِب؛ لِيستَ ِح ال بِِه ،فَأَخذت بِي ِدهِ ،والا ِذي نَ ِ
َ ُ َ َ َْ َ َ ُ َ َ ََ َ َ َ َ َ ُ ََ َ
يَ َدهُ ِيف يَ ِدي َم َع يَ ِد َها"
املفردات:
يَستَ ِح ُّل :يتم اكن من أكله ،واملعن أن الشيطان يتمكن من أكل الطعام أعراِب :ساكن البادية، َجا ِريَةا :الفتاة الصغرية
ذت بِيَ ِد َها :حنايتها عن الطعام ومنعتها من األكل
َخ ُ
إذا شرع فيه إنسان بغري ذكر هللا ،فَأ َ
شرح احلديث:
طعاما مل نضع أيدينا حىت يبدأ رسول
قال حذيفة بن اليمان رضي هللا عنهما ":كنا إذا حضران مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ا
هللا صلى هللا عليه وسلم فيضع يده"؛ وذلك لكمال احرتامهم للنيب صلى هللا عليه وسلم ،فَل يضعون أيديهم يف الطعام حىت يضع
يده .فحضر مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ذات يوم طعاما فل اما بدءوا -أو قُ ِّدم هلم -جاءت جارية ،يعين طفلة صغرية "كأَّنا
دفعا" يعين كأِنا تركض ،فأرادت أن تضع يدها يف الطعام بدون أن تسمي هللا؛ فأمسك النيب صلى هللا عليه وسلم بيدها "مث
تدفع ا
دفعا" ،فوضع يده يف الطعام؛ فأمسك النيب صلى هللا عليه وسلم بيده ،مث أخرب النيب صلى هللا عليه
جاء أعراِب كذلك كأَّنا يدفع ا
وسلم أن هذا األعراِب وهذه اجلارية جاء ُبما الشيطان ،أي :وسوس هلما ودفعهما للمجيء؛ ألجل أن ِ
يستح ال الطعام ُبما إذا أكَل
بدون تسمية .ومها قد يكوانن معذورين جلهلهما؛ هذه لصغرها وهذا أعراِب ،لكن الشيطان أتى ُبما من أجل أِنما إذا أكَل بدون
تسمية شارك يف الطعام .مث أقسم النيب صلى هللا عليه وسلم أن يد الشيطان مع أيديهما يف يد النيب صلى هللا عليه وسلم
من فوائد احلديث
▪ احرتام الصحابة لرسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -وأدُبم معه .
من آداب الطعام أن ينتظر الصغري حىت يبدأ الكبري والفاضل يف األكل . ▪
الشيطان يدفع بعض أهل الغفلة ألعمال هو يرتضيها؛ ليتمكن من الوصول إىل مبتغاه . ▪
الشيطان َّل يتمكن من طعام أهل اإلَيان إَّل إذا مل يذكر اسم هللا عليه . ▪
استحباب التسمية يف ابتداء الطعام وكذا يستحب محد هللا تعاىل يف آخره. ▪
جاهَل أو مكرها أو عاجزا لعارض آخر مث متكن يف أثناء أكله منها يستحب أن يسمي ويقول :بسم هللا أوله وآخره ،لقوله
صلى هللا عليه وسلم " :إذا أكل أحدكم فليذكر اسم هللا ،فإن نسي أن يذكر هللا يف أوله فليقل :بسم هللا أوله وآخره.
والتسمية يف شرب املاء واللَب والعسل واملرق والدواء وسائر املشروابت كالتسمية على الطعام. ▪
اِلائض
اجلنب و ُ َتصل التسمية بقوله( :بسم هللا) فإن قال :بسم هللا الرمحن الرحيـم كان حسنا ،وسواءٌ يف استحباب التسمية ُ ▪
وغريمها.
ينبغي أن يسمي كل واحد من اآلكلي فإن سى واحد منهم حصل أصل السنة. ▪
"إن يده يف يدي مع يدمها" (يف بعض الرواايت) التثنية تعود إىل اجلارية واألعراِب. ▪
معن يستحل يتمكن من أكله ،ومعناه :أنه يتمكن من أكل الطعام إذا شرع فيه إنسان بغري ذكر هللا تعاىل .وأما إذا مل ▪
يشرع فيه أحد فَل يتمكن ،وإن كان مجاعة فذكر اسم هللا بعضهم دون بعض مل يتمكن منه
مجاهري العلماء من السلف واخللف من احملدثي والفقهاء واملتكلمي يرون أن الشيطان َيكل حقيقة ؛ إذ العقل َّل حييله ، ▪
والشرع مل ينكره ،بل أثبته فوجب قبوله واعتقاده
*****
-103حدثنا حممد بن املثن العنزي حدثنا الضحاك يعين أاب عاصم عن ابن جريج أخربِن أبو الزبري عن جابر بن عبد هللا أنه سع
بيت ل ُكم وَّل َعشاءَ،
قال الشايطا ُنَّ :ل َم َ
ند ِ
طعامه َ عند ُدخولِه وعِ َ
فذكر هللاَ َ
دخل الار ُج ُل بيتَه َ
النيب صلى هللا عليه وسلم يقول :إذا َ
يت عند ِ املبيت" ،و إ ْن َمل يذك ِ ند دخولِوإذا دخل فلَم يذك ِر هللا عِ
أدرْكتُم املب َ
َ " : ن
ُ ايطا
ش ال قال
َ ه، طعام َ هللا
َ ر َ مكت
ُ أدر
َ " : ن
ُ ايطاش ال قال
َ ه، َ َ َ
العشاءَ"
وَ
معاين الكلمات:
:أي اسه أبن قال بسم هللا فَ َذ َكَر هللاَ :أي منزله ولو كان خيمة بَيتَهُ
:أي تناوله له ند طَ َع ِام ِهعِ َ :أي الشيطان ألعوانه ال
قَ َ
:أي مكان البيات أ َْد َرْكتُ ُم املبِيت العشي
ّ :طعام العشاء
َ
شرح احلديث:
عليمهم أ ِ ِ ِ أبصحابه رضي هللا عنهم وتَ ِ ِ ومربِّياا ،وكان يَهتَ ُّم ِ
اآلداب
َ عليمهم
ُمور دينهم ،ومن ذلك تَ ُ َ َ َ ُ ايب صلاى هللاُ عليه وسلا َم ُمعلّ اما ُ
كا َن الن ُّ
خول ِ
البيت َ ُ اِلديث يُعلِّ ُمنا ال ار ُ
سول صلاى هللا عليه وسلام أمهية ِذك ِر هللاِ عند ُد ِ ِ خول ِ
البيت .ويف هذا ود ِ عام ُ عند الطا ِ
الايت يَْنبغي ُمراعا ُِتا َ
عام وأن الرجل إذا دخل بيته فذكر هللا تعاىل عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان ألصحابهَّ" :ل مبيت لكم وَّل وقبل ِ
تناول الطا ِ
َْ
كر هللا تعاىل عند دخول البيت أن يقول" :بسم هللا وجلنا ،وبسم هللا خرجنا ،وعلى هللا ربِّنا ِ
ذكر هللا ،وذ ُ عشاء"؛ ذلك ألن اإلنسان َ
توكلنا ،اللهم إِن أسألك خري املوجل وخري املخرج" ،وأما الذكر عند العشاء فأن يقول" :بسم هللا" .فإذا ذكر هللا عند دخوله البيت،
مح َي بذكر هللا عز وذكر هللا عند أكله العشاء ،قال الشيطان ألصحابهَّ" :ل مبيت لكم وَّل عشاء"؛ ألن هذا البيت وهذا العشاء ُِ
وجل ،محاه هللا تعاىل من الشياطي .وإذا دخل فلم يذكر هللا تعاىل عند دخوله قال الشيطان" :أدركتم املبيت" ،وإذا قُ ِّدم إليه الطعام
التحصن بذكر هللا.
ُّ فلم يذكر هللا تعاىل عند طعامه قال" :أدركتم املبيت والعشاء" ،أي :أن الشيطان يشاركه املبيت والطعام؛ لعدم
ويف هذا حث على أن اإلنسان ينبغي له إذا دخل بيته أن يذكر اسم هللا ،وكذلك عند طعامه.
يف ذكر هللا عند الطعام ودخول البيت جمانبة الغفلة عن هللا؛ ألن الغفلة عن هللا تعاىل تستدعي الوقوع يف ُمالفة أمر هللا ▪
الشيطان يبيت يف البيوت اليت مل يذكر هللا -تعاىل -فيها ،وَيكل من طعام أهلها إذا مل يذكروا اسم هللا عليها . ▪
شرح احلديث:
ُمور ِدينِهم .ففي هذا ِ ِ ِ ؤداب رفي اقاِ ،كا َن النايب صلاى هللا عليه وسلام معلِّما رحيماِ ،
الصغا ِر وتَعليمهم أ َ ليما ،وكان يَهتَ ُّم َبرتبية ّومربّياا َح ا
ُ وم ّ ا َُ ا َ ا ُ ُ ُّ
ِ ِ ِ آداب الطا ِ ِ اِلديث ُمجلةٌ ِمن ِ ِ
صوصاِ ،وألُامته عُ ا
موما ،وق ْد مر ب ِن أِب َسلَمةَ َرض َي هللاُ عنه ُخ ا ايب صلاى هللاُ عليه وسلام لعُ َ عام يُعلّ ُمها الن ُّ
ِ ايب صلاى هللاُ عليه وسلام ،يعين :يف تَربيتِه ْ
ايب ت ِرعايته ،و ُّأمه هي ُّأم َسلَمةَ َز ُ
وج الن ِّ وَت َ ِ
غريا يف َح ْجر الن ِّص ا صبياا َ
بن أِب َسلمةَ َ مر ُ
كان عُ ُ
انب ِ فة ،يعينُ :حي ِرُكها يف َجو ِ صح ِ ت ي ُد ع ِ ِ ِ
إانء ّ يش يف ال ا ْ مر تَط ُبيب َرسول هللا صلاى هللاُ عليه وسلام ،وكانَ ْ َ ُ َ صلاى هللاُ عليه وسلام ،وهو ر ُ
ب منه ِم َن كل بيَمينِه ،وأ ْن ََي ُك َل ِم َن اسمية َ ا ِ عام لِيلتَ ِقطَه ،فأمره النايب صلاى هللا عليه وسلام ابلت ِ ِ
اجلانب الاذي يَ ْقُر ُ
ِ
عند الطعام ،وأ ْن ََي َ ُ َ َ ُّ الطا َ
الطا ِ
عام .
ِ
الصغا ِر وأتديبِهم ِ
ص ْد ِره يف تعلي ِم ّ ايب صلاى هللاُ عليه وسلامَ ،
وس َعةُ َ ويف اِلَديثِ :ر ُ
فق الن ِّ
من فوائد احلديث
من آداب األكل التسمية يف أوله. ▪
ايب -صلى هللا عليه وسلم -قالَّ" :ل َيكلاستحباب األكل ابليمي ،وكراهة األكل ابلشمال ،إَّلا من عذر؛ أل ان الن ا ▪
أحدكم بشماله ،وَّل يشرب بشماله ،فإ ان الشيطان َيكل بشماله ،ويشرب بشماله"؛ ومتابعة الشيطان حم ارمة ،ومن تشباه
ٍ
بقوم فهو منهم.
استحباب تعليم اجلاهل من الكبار والصبيانَّ ،لسياما من َتت كفالة اإلنسان. ▪
من آداب الطعام أن َّل َيكل اإلنسان إَّل مما يليه ،وأن َّل يتعداه إىل اجلوانب األخرى. ▪
الصحفة تشبع مخسة وهي دون القصعة ،القصعة تشبع عشرة. ▪
ويف اِلديث بيان ثَلث سنن من سنن األكل وهي )1 :التسمية )2واألكل ابليمي )3واألكل ممّا يليه أل ّن أكله من ▪
موضع يد صاحبه سوء عشرة وترك مروءة ،فقد يتقذره صاحبه َّل ِسيا َما يف األمراق وشبهها ،وهذا يف الثريد واألمراق
وشبهها ،فإن كان مترا أو حنوه ،فقد نقل إابحة اختَلف األيدي يف الطبق وحنوه.
(الثريد :طعام من خبز مفتت مبلول ابملرق)
ِ
الشرب قائما ابب كراهية
-112حدثنا َه ّداب بن خالد حدثنا َمهاام حدثنا قتادة عن أنس أن النيب ﷺ زجر عن الشرب قائما.
-113حدثنا حممد بن املثن حدثنا عبد األعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن النيب صلى هللا عليه وسلم أنه ِنى أن
أشر أو أخبث.
يشرب الرجل قائما ،قال قتادة فقلنا :فاألكل؟ فقال ذاك ّ
معاين الكلمات:
ث :أكثر فسادا
أخبَ ُ
ْ أشر :أكثر شرا
ّ زجر :منع
شرح احلديث:
اآلداب الايت يَْنبغي ُمراعا ُِتا عليمهم ِ كا َن النايب صلاى هللا عليه وسلام يهتَ ُّم بتَعلي ِم الصحابة رضوان هللا عليهم أ ِ ِ
َ ُمور دينهم ،ومن ذلك تَ ُ َ ََ ُ ُّ
قائم فاألكل والشرب جالِ اسا ب املُسل ُم وأن َيكل وهو ٌ
ِ
شر َ
ِ ِ
عند الطاعام .ويف هذين اِلديثي َِنى ال ارسول صلاى هللاُ عليه وسلا َم أ ْن يَ َ َ
قائما. ِ
أفضل من األ ْكل والشُّرب ا أحسن و ُ ُ
ِ هد ر ِ ِ ِ ِ
يام ،وكذلك ثبت أ ان الن ا
ايب سول هللا صلاى هللاُ عليه وسلا َم وهم ق ٌ ومع ذلك فقد َوَرد يف اِلَديث أ ّن الصحابة كانوا َي ُكلُون على َع َ
ايب صلاى هللاُ عليه وسلا َم فع َل الن ُّ وجيمع بي األحاديث أب ان الناهي َِنْي تَنز ٍيه ليس َِنْي ََت ٍ
رمي ،وق ْد َ قائمُ ،
ب وهو ٌ صلاى هللاُ عليه وسلا َم َش ِر َ
َ ُ
ب قائِ اما،شر َ
قائما أو أ ْن يَ َ
احتاج أ ْن ََي ُك َل ا
ِ
ب حال اإلنسان؛ فإذا َ
اَّللة على أ ان األمر يف ذلك و ِاسع ،وذلك يكو ُن حبس ِ ِ
َ َ ٌ َ ْ
األمري ِن؛ للد ِ
َ
األفض ُل.
قع َد فهو َ
حر َج ،وإ ْن َ
فَل َ
من فوائد احلديث
األكل و ِ
الشرب اجللوس عندمها. ▪ من آداب ِ
األكل والشرب قائما مكروه أشد كراهة. ▪
من شرح اإلمام النووي
شر بغري ألف ،وكذلك خريٌ ،قال هللا تعاىل (أصحاب
أشُّر ابأللف ،واملعروف يف العربية ّ
(أشر أو أخبث) هكذا وقع يف األصولَ ،
شر مكاان) ولكن هذه اللفظة وقعت هنا على الشك فإنه قال أشر أو اجلنة يومئذ خريٌ مستقرا) وقال هللا تعاىل (فسيعلمون من هو ٌّ
أخبث فشك قتادة يف أن أنسا قال أشر أو قال أخبث ،فَل يثبت عن أنس أشر ُبذه الرواية ،فإن جاءت هذه اللفظة بَل شك
وثبتت عن أنس فهو عرِب فصيح فهي لغة وإن كانت قليلة اَّلستعمال ،وهلذا نظائر مما َّل يكون معروفا عند النحويي وجاراي على
قواعدهم وقد صحت به األحاديث فَل ينبغي رده إذا ثبت بل يقال هذه لغة قليلة اَّلستعمال وحنو هذا من العبارات وسببه أن
النحويي مل حييطوا إحاطة قطعية جبميع كَلم العرب وهلذا َينع بعضهم ما ينقله غريه عن العرب كما هو معروف.
-122حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أِب شيبة قاَّل حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن أِب عصام عن أنس بن مالك أن النيب
-صلى هللا عليه وسلم -كان يتنفس يف اإلانء ثَل ااث.
معاين الكلمات:
يتنفس :التنفس إدخال النفس إىل الرئتي ،وإخراجه منهما .ينفخ (من النفخ) :إخراج الريح من الفم.
شرح احلديث:
اِلديث األول فيه بيان أدب من آداب األكل والشرب ،وهو النهي عن التنفس والنفخ يف اإلانء الذي يؤكل منه أو يشرب ،فأما
النهي عن التنفس يف اإلانء فلِما يف ذلك من املضار فإن البخار الذي يرتفع من املعدة ورائحة اجلوف قد يُ َق ِّذران اإلانء والشراب،
ويف هذا اِلديث أيضا إشارة إىل كراهة النفخ يف الطعام والشراب ألي سبب كسخونة أو إلزالة شيء؛ وذلك محايةا للطعام والشراب
من الروائح الكريهة وحنوها.
واِلديث الثاِن يبي أن النيب صلى هللا عليه وسلم كان يتنفس يف اإلانء ثَل ااث .املراد ابلتنفس هنا التنفس أثناء الشرب خارج اإلانء
ثَل ااث مبعن أنه َّل يتابع شرب املاء كله بن َفس واحد بل جيعله على دفعات ثَلث ويف رواية أخرى أن النيب صلى هللا عليه وسلم قال:
"إنه أروى وأبرأ أمرأ" أي أكثر رااي وأبرأ من أمل العطش وأسهل انسياغاا .ألن اإلنسان إذا شرب على دفعات كفاه البعض وأرواه،
وكونه على دفعات جيعله أسهل يف الشرب أما إذا عباه بقوة وبتتابع وشرهٍ فَل شك أن هذا حيتمل أن يتضرر به.
من فوائد اِلديث
▪ الناهي عن التنفس يف اإلانء؛ ملا يف ذلك من املضار واملفاسد ،والسنة التنفس خارج اإلانء .
▪ النهي عن النفخ يف الطعام والشراب لئَل يتقذر ابلرائحة الكريهة وحنوه.
▪ إن السنة ملن أراد أن يتنفس أثناء شربه أن يفصل اإلانء عن فمه حبيث يتنفس خارجه .
من شرح اإلمام النووي
-كان يتنفس يف اإلانء .....معناه يف أثناء شربه من اإلانء أو يف أثناء شربه الشراب
الكلمات الصعبة
معاين الكلمات:
)(to lick مسح يده :أزال ما عليها من أجزاء الطعام ابملنديل أو حنوه ،يلْ َع َق َها :يَلْ َح َسها بِلِ َسانِه
ان ََّل يَتَ َق اذر منه فَيأْ ُمره بِلَ ْع ِقها )(to make others lick ي لْعِقهاَ :يد أصابعه لغ ِريه ِ
مم
َْ ْ ُ ََ
شرح احلديث:
أي طَ ِ ِ الطاعام ِمن خ ِري هللاِ وفَ ْ ِ
عامه ائد ،وَّل يَعلَ ُم أح ٌد يف ِّ
وضع هللاُ فيه َبركةا وفو َ بب يف بناء اجلس ِم وتَ ْقويتِه ،وقد َ ضله على البَ َش ِر ،وهو َس ٌ ُ َ
صق بيَ ِد اآلكِ ِل أو أصابعِه .ويف هذا عام ،أو فيما التَ َ آخ ِر الطا ِعام ،وَُيكِن أ ْن تكو َن يف ِ
ُ
أقل الطا ِ ا
تكو ُن الربكةُ والفائدةُ ،ولعلها تكو ُن يف ِّ
أصابعه بنَ ْفسه ،أو يُنا ِوهلا َمن يَرضى بلَ ْع ِقها، َ لع َق
حىت يَ َغسلَها ايده أو ي ِ
ايب صلاى هللاُ عليه وسلام اأَّل ََي َس َح اإلنسا ُن َ َ
ِ
اِلديث ََي ُم ُر الن ُّ
أي طَعا ِمه الََْربَكة،
رصا على بَركة الطاعام ،وقد جاءت علة هذا يف بعض الرواايت أَناهُ َّل يَ ْد ِري يف ّ
ِ ِ ِ ِ
مثْل أبنائه ،أو زوجته ،أو غريهم؛ ح ا
ِ
يما َعلِ َق ُِبا ِم ْن الطا َعام.ِ َج ِل َذلِك أَمر النايب صلى هللا عليه وسلم بِلَ ْع ِق األ َ ِ
َصاب ِع فَلَ َع ال الََْربَكة ف َ ََ
ِ
وم ْن أ ْ
من فوائد احلديث
اس ب رَك ِة الطاعام اليت َّل ي علَم هل ِهي يف أ اَولِِه أَو ِ
آخ ِرهِ وتَ ْع ِظ ُيم نِ َع ِم هللا ،قَلِيلها ِِ ِ ِ َصابِ ِع ،ومثله َ
ْ ُْ َ ْ اإلانء ،ملا فيه م ْن الْت َم ِ ََ لَ ْع ُق ْاأل َ ▪
النهي عن مسح اآلكل يده بشيء قبل لعقها أو إلعاقها على الكراهة َّل على التحرمي . ▪
آداب الطا ِ
عام. اإلسَلم على ِ ِ حث
ُّ ▪
شرح احلديث:
حيتوي اِلديثان عددا من آداب األك ِل منها :أن اإلنسان إذا سقطت لقمه على األرض فإنه َّل يرتكها ألن الطاعام ِمن خ ِري هللاِ
َ َ ا
ِ وفَ ْ ِ
ائد فَل ينبغي إضاعتُه جملرد أن سقط على األرض بب يف بناء اجلس ِم وتَ ْقويتِه ،وقد َ
وضع هللاُ فيه َبركةا وفو َ ضله على البَ َش ِر ،وهو َس ٌ
بل َيخذه وَيسح ما عليه من الوسخ مث َيكله .يبي اِلديثان أيضا أن الشيطان َييت اإلنسان يف مجيع شؤونه من أكله وشربه وغريمها
أي طَ ِ
عامه تكو ُن الربكةُ ،ولعلاها تكو ُن فيما سقط منه وأكله الشيطان. فيأخذ اللقمة اليت تسقط من يده .اإلنسان َّل يَعلَ ُم يف ِّ
شرح احلديث:
بعض َمن آاته هللا من فضله يعرف ذلك،
صلبَه وكان ُ
قيم به ُ
كان الرسول عليه الصَلة والسَلم جيوع أحياانا ،فَل جيد يف بيته ما يُ ُ
أحد األنصار
الطعام ،ففي هذا اِلديث دعاه ُ
ويسارع يف إكرامه واستضافته اترة يدعوه إىل بيته وطعامه ،واترة يَبعث إليه اهلديةَ و َ
إىل بيته مع أربعة آخرين من الصحابة ملا عرف أنه صلى هللا عليه وسلم يف حاجة إىل الطعام ،وعندما خرج الرسول إىل بيت األنصاري
طلب منه الرسول صلى هللا عليه وسلم أن َيذ َن له إن شاء أو أن ُيراده دون أن يستضيفه ِ
ابب بيت األنصاري َ
رجل وملا وصَل َتبعه ٌ
عيش فعلى الرغم من ذلك كانوا يكرمون الضيوف فأذن له .يدل اِلديث على أن املسلمي كانوا يف أوائل اإلسَلم على فقر وضيق ٍ
أنفسهم.
ويؤثرون إخو َاِنم على َ
من فوائد احلديث
اإلطعام و ِ
اإلنفاق وخاصةا يف وقت الفقر واجلوع. ِ استحباب ❖
عدم جواز اِلضور إىل بيت الوليمة من غري دعوةٍ إَّل إذا سح له . ❖
ِ
اصه وأقاربِه. ِ
من دعا أحدا استُحب أن يدعو معه من يرى من خو ّ ❖
املدعو أن َّل َيتنع من اإلجابة إذا امتنع الداعي من اإلذن لبعض صحبه.
ينبغي على ّ ❖
ابب جوا ِز ِ ِ
يثق برضاه بذلك
من ُغريه إىل دا ِر ْ
است ْتباعه َ
ْ ُ
ِ
واستحباب االجتماع على الطعام تحق ِقه حتققا اتما
وبِ ُّ
صلاى -140حدثنا أبو بك ٍر بن أِب شيبة حدثنا خلف بن خليفة عن يزيد بن كيسان عن أِب هريرة رضي هللا عنه خرج ر ُ ِ
سول هللا َ ََ َ َ ُ
سول
قاَّل :اجلُوعُ اي َر َ اعةَ؟ َ ِ ِ ِ
َخَر َج ُكما من بُيُوت ُكما هذه ال اس َ قال :ما أ ْات يَ ٍوم -أ َْو لَْي لَ ٍة -فَإِذَا هو أبَِِب بَ ْك ٍر َوعُ َمَر ،فَ َ اَّللُ عليه َو َسلا َم ذَ َ ا
ليس يف بَْيتِ ِه، وموا ،فَ َق ُاموا معهُ ،فأتَى ر ُج اَل ِمن األنْ َ ِ ِ ِ ِِ ِ هللاَِ ،
صار فَإ َذا هو َ َ َ َخَر َج ُك َما ،قُ ُ َخَر َج ِين الاذي أ ْ قالَ :وأ ََانَ ،والاذي نَ ْفسي بيَدهَ ،أل ْ
ب لَنَا ِم َن امل ِاء ،إ ْذ ُ ب يَ ْستَ ْع ِذَ ه
َ ذ
َ :تْ ل
َ قا ؟نٌ َلَ ف
ُ ن
َ َي
ْ أ : وسلم عليه هللا صلى سول هللاِ
قال َهلَا َر ُ تَ :م ْر َحباا َوأ َْه اَل ،فَ َ
فَلَ اما َرأَتْهُ املَْرأَةُ ،قالَ ْ
َ ِِ سول هللاِ صلى هللا عليه وسلم وص ِ
قال :فَانْطَلَ َق،َضيَافاا ِم ِّينَ ، اليوم أَ ْكَرَم أ ْ
َح ٌد َ احبَ ْي ِه ،مثُا َ
قال :اِلَ ْم ُد اَّلل؛ ما أ َ ََ
ي ،فَنَظَر إىل ر ِ
صا ِر ُّ َ َ َجاءَ األنْ َ
وب، اَّللُ عليه َو َسلا َم :اإاي َك َو ْ صلاى ا قال له ر ُ ِ ِ ِ ِ ٍ
اِلَلُ َ سول هللا َ َخ َذ املُ ْديَةَ ،فَ َ َ قالُ :كلُوا من هذهَ ،وأ َ ب ،فَ َ فَ َجاءَ ُه ْم بع ْذق فيه بُ ْسٌر َومتٌَْر َوُرطَ ٌ
سول هللاِ صلى هللا عليه وسلم ألَِِب بَ ْك ٍر َوعُ َمَر: قال َر ُ هلم ،فأ َكلُوا ِم َن الشااةِ َوِم ْن َ
ذلك العِ ْذ ِق َو َش ِربُوا ،فَلَ اما أَ ْن َشبِعُوا َوَرُوواَ ، فَ َذبَ َح ْ
َصابَ ُك ْم هذا الناعِ ُيم. حىت أ ََخَر َج ُك ْم ِمن بُيُوتِ ُك ُم اجلُوعُ ،مثُا َملْ تَ ْرِجعُوا ا والا ِذي نَ ْف ِسي بي ِدهِ ،لَتُسأَلُ ان عن هذا الناعِي ِم ي ِ ِ
وم القيَ َامة ،أ ْ ََ ْ َ َ
معاين الكلمات
العذق :الغصن يستعذب :يطلب املاء العذب وهو الطيب
اِللوب :ذات اللَب الْ ُم ْدية :السكي (مجعه ُم ادى)
من فوائد احلديث
ِ
الصحابة ابجلوع وغريه من ِّ
املشاق ليصربوا فيعظم أجرهم وترتفع منازهلم. كبار
و وسلم عليه هللا صلى النيب ابتَلء هللاِ
َ ا
جواز اخلروج يف طلب املباح لدفع اجلوع.
جواز ذك ِر اإلنسان ما يناله من أ ٍمل وحنوهَّ ،ل على سبيل التشكي وعدم الرضا ،بل للتسلية والتصرب ،فهذا ليس مبذموم ،وإَّنا
يُ َذ ُّم ما كان تشكيا وتسخطا وجتزعا.
جواز اِللف من غري استحَلف.
ِ
اإلدَّلل على الصاحب (الوثوق مبحبته) الذي يوثق به واستتباع مجاعة إىل بيته. جواز
استحباب استقبال الضيف ب "مرحب ا وأهَلا" وشبهه وإظهار السرور بقدومه.
جواز ساع كَلم األجنبية ،ومراجعتها (حماورِتا) الكَلم للحاجة.
إذن املرأة يف دخول منزل ِ
زوجها ملن علمت أنه َّل يكرهه ،بشرط أن َّل ُيلو ُبا. جواز ِ
استطابة املاء ابلتربيد والرتشيح والفلرتة وحنوه.
استح باب محد هللا تعاىل عند حصول نعمة ظاهرة ،وكذا يستحب عند اندفاع نقمة متوقعة ،ويف غري ذلك من األحوال.
استحباب إظهار البِشر والفرح ابلضيف والثناء عليه يف وجهه وهو يسمع إن مل ُيف عليه فتنة فإن خاف مل يثن عليه يف
وجهه.
استحباب تقدمي الفاكهة على اخلبز واللحم وغريمها.
استحباب اإلسراع بتقدمي ما تيسر للجائع حىت يُ َع ّد الطعام املناسب.
استحباب إكرام الضيف أبشهى الطعام.
كراهة ذبح اِللوب إذا وجد غريها ،ألن يف ذحبها حرماانا ألهل البيت من رزق اللَب.
جواز الشبع ،وأما ما جاء يف كراهة الشبع فمحمول على املداومة عليه.
وجوب الشكر على النعم.
من شرح اإلمام النووي
❖ تقلُّ ُل النيب صلى هللا عليه وسلم وصحابته من الدنيا
ذكر ما يناله من أ ٍمل وحن ِوه َّلعلى سبيل التش ّكِي بل للتسلية
❖ جيوز لإلنسان ُ
❖ مرحبا وأهَل :صادفت رحبا وسعة وأهَل أتنس ُبم
❖ استحباب إكرام الضيف
❖ جواز ساع كَلم األجنبية
علمت أنه َّل يكرهه حبيث َّل ُيلو ُبا
ْ ❖ جواز ِ
إذن املرأة يف دخول منزل زوجها إذا
ِ
العذب ❖ جواز استعذاب املاء أي طلب ِ
املاء
محد هللا تعاىل عند حصول نعمة ظاهرة واندفاع نقمة متوقعة ❖ استحباب ِ
❖ استحباب إظهار البِشر والفرح ابلضيف يف وجهه ومحد هللا وهو يسمع على حصول هذه النعمة والثناء على ضيفه
❖ استحباب تقدمي الفاكهة على اخلبز واللحم وغريمها
❖ استحباب املبادرة إىل الضيف مبا تيسر وإكرامه بعده بطعام يصنعه
❖ جواز الشبع وإَّنا الكراهةُ املداومةُ عليه
******
ول:س بْ َن َمالِك يَ ُق ُ َ َ ن
َ َ
أ ع اَّللِ ب ِن أَِِب طَلْحةَ ،أَناه َِ
س ُ َ ْ ا اق ب ِن عب ِ
د ْ َ ْ َ ح
َ سْ ِإ نْ ع
َ ،سٍ ن
ََأ ِ
ن ب
ْ
ت َعلَى مالِ ِ
ك َ ال :قَ َرأْ ُ
َ -142حداثَنَا َْحي َىي بْ ُن َْحي َىي قَ َ
ٍ ِ ِ ف فِ ِيه ْ
ضعِي افا أ َْع ِر ُ ول اِ ِ ِ
ت: وع ،فَ َه ْل عْن َد ِك م ْن َش ْيء؟ فَ َقالَ ْ اجلُ َ اَّلل صلى هللا عليه وسلم َ ت رس ِ
ص ْو َ َ ُ ت َ ال أَبُو طَْل َحةَ ألُِّم ُسلَْي ٍم :قَ ْد َس ْع ُ قَ َ
ولض ِه ،مثُا أَرسلَْت ِين إِ َىل رس ِ ض ِه ،مثُا د اسْته ََْتت ثَوِِب ورادتِْين بِب ع ِ اخلُب ز بِب ع ِ ِ ن عم ،فَأَخرجت أَقْ راصا ِمن شعِ ٍري ،مثُا أَخ َذ ِ
َُ َْ َ ُ َ ْ ََ َ ْ ت مخَ اارا َهلَا ،فَلَفات ْ ْ َ َ ْ َ ْ ََْ َْ َ ْ َ ا ْ َ
ِِ ِ ِ اَّللِ صلاى ا ِ ال :فَ َذهب ِ اِ
تاس ،فَ ُق ْم ُ اَّللُ َعلَْيه َو َسلا َم َجال اسا يف الْ َم ْسجد َوَم َعهُ النا ُ ول ا َ ت َر ُس َ ت بِه ،فَ َو َج ْد ُ اَّلل صلى هللا عليه وسلم ،قَ َ َ ْ ُ
اَّللِ ال :فَ ُقلْت :نَعم ،فَ َق َ ِ
ول ا ال َر ُس ُ ت :نَ َع ْم ،فَ َق َال :أَلطَ َع ٍام؟ فَ ُقلْ ُ ُ َْ ك أَبُو طَلْ َحةَ؟ قَ َ اَّللِ صلى هللا عليه وسلم :أ َْر َسلَ َ ول ا ال َر ُس ُ َعلَْي ِه ْم ،فَ َق َ
ِ صلى هللا عليه وسلم لِمن معه :قُوموا ،قَال :فَانْطَلَق ،وانْطَلَ ْقت ب ِ
ال أَبُو طَلْ َحةََ :اي أُام َخ َْربتُهُ ،فَ َق َ
ت أ ََاب طَلْ َحةَ ،فَأ ْ ي أَيْدي ِه ْم َح اىت جْئ ُ ُ َْ َ َ َ َ ْ َ َُ ُ
ال :فَانْطَلَ َق أَبُو طَلْ َحةَ اَّللُ َوَر ُسولُهُ أ َْعلَ ُم ،قَ َ
ت :ا ِ ااس ،ولَي ِ
س عْن َد َان َما نُطْع ُم ُه ْم ،فَ َقالَ ْ ْ َ اَّللِ صلى هللا عليه وسلم ِابلن ِ ول ا ُسلَْي ٍم ،قَ ْد َجاءَ َر ُس ُ
َ
اَّللِ صلى هللا عليه ول ا ال َر ُس ُ اَّللِ صلى هللا عليه وسلم َم َعهُ َح اىت َد َخ ََل ،فَ َق َ ول ا اَّللِ صلى هللا عليه وسلم ،فَأَقْ بَ َل َر ُس ُ ول ا َح اىت لَ ِق َي َر ُس َ
ت َعلَْي ِه أ ُُّم اَّللِ صلى هللا عليه وسلم فَ ُف ا اخلُْب ِز ،فَأ ََمَر بِِه َر ُس ُ ِ ِ
صَر ْ تَ ،و َع َ ول ا ك ْ ت بِ َذل َ وسلمَ :هلُ ِّمي َما عنْ َد ِك َاي أُام ُسلَْي ٍم؟ فَأَتَ ْ
ال :ائْ َذ ْن لِ َع َشَرةٍ ،فَأ َِذ َن َهلُْم فَأَ َكلُوا َح اىت ول ،مثُا قَ َ اَّللِ صلى هللا عليه وسلم َما َشاءَ ا
اَّللُ أَ ْن يَ ُق َ ول ا ال فِ ِيه َر ُس ُ ُسلَْي ٍم عُ اكةا َهلَا فَأ ََد َمْتهُ ،مثُا قَ َ
ال :ائْ َذ ْن لِ َع َشَرةٍ َح اىت أَ َك َل الْ َق ْوُم ُكلُّ ُه ْم َو َشبِعُوا
ال :ائْ َذ ْن لِ َع َشَرةٍ ،فَأ َِذ َن َهلُْم فَأَ َكلُوا َح اىت َشبِعُوا ،مثُا َخَر ُجوا ،مثُا قَ َ
َشبِعُوا ،مثُا َخَر ُجوا ،مثُا قَ َ
َ ،والْ َق ْوُم َسْب عُو َن َر ُج اَل أ َْو َمثَانُو َن.
معاين الكلمات
َرادى :ألبس الرداءَ أقراص :مجع قرص ،قطع مستديرة من العجي أو اخلبز
أخ َفى
سْ : َد ا ِمخَار :ثوب تغطي به املرأة رأسها
(ه):جعل فيه َإداما هلُ ِمي:أح ِ
دم ُ دم /آ َ
أ َ لفwrap :ّ ضري َّ ْ
فت :دقاه وكسره كسرا صغريا ا العُ اكة :إانء من جلد ُجيعل فيه السمن والعسل غالبا
الفوائد
أتييد هللا لنبيه ابآلايت واملعجزات . ❖
اسة وال َقرائن حيث استدل أبو طلحة من ضعف صوته صلى هللا عليه وسلم على ِش ِّدة اجلوع . ِ
جواز العمل ابلفَر َ ❖
جواز الدعوة إىل الطعام يف املسجد ،وكذلك اإلجابة منه . ❖
جلوس العامل ألصحابه يف املسجد إلفادِتم . ❖
اعتناء الصحابة أبحوال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم . ❖
الشبع ،ففي اِلديث( :فأكلوا حىت َشبِعُوا) . جواز األكل حىت َ ❖
جواز إدخال الضيوف عشرة عشرة إذا احتيج إىل ذلك لقلة الطعام أو ضيق املكان. ❖
صرب النيب صلى هللا عليه وسلم؛ فإنه كان جيوع حىت يَربِط على بَطْنِه وَّل يسأل أحدا . ❖
ما كان عليه النيب صلى هللا عليه وسلم وأصحابه من ال َف ْقر والش ِّدة . ❖
معاين الكلمات:
ُم ْقعِياا( :من أقْ َعى يُ ْقعِي إقْ َعاء :جلس َّلص اقا أليَ تَ ْي ِه ابألرض انصباا ساقيه)
جلوسه .ذَر ايعاَ :سر ايعاَ .حثيثااُ :مستَ ْع ِج اَل
ُحمتَ ِفز :مستع ِجل وغري متم ّكِ ٍن وغري مطمئن يف ِ
ٌ ُ ْ ٌ ُُ
شرح احلديث
إقعاء ،وهي مالك رضي هللا عنه أناه رأى النِايب صلى هللا عليه وسلم "م ْقعِيا" ،أي جيلس جلسة ٍ يف اِلديث األول ي روي أنس بن ٍ
ُ ا ا ُ ُ َْ
للجلوس ،وإاَّنا أ َكل النِايب صلى هللا عليه وسلم كذلك؛ لِ ائَل ي ِ
ستقار يف اجلِلْ َس ِة، ِ ِ
اف ألْي تَ يه ،وهي هيئةٌ متو ِ
اضعةٌ ِجلسةُ الار ِ
َ َ ُّ َ ُ جل على أطر َ ْ
كثريا ،وقيل: غري ُمطمئ ٍن ْ
فلن ََي ُك َل ا اجللوس ،وإذا كان َ ِ طمئِناا يف
الغالب أ ان اإلنسا َن إذا كان ُم ْقعياا َّل يكو ُن ُم َ
َ كثريا؛ أل ان
أكَل ا
فيَأ ُك َل ا
عند
عام َدم َِنَ ِمه ،وقلا ِة مباَّلتِه ِأبكلِه؛ إذ مل ت ُكن ِمهاتُه فيما َجي َعل يف بطنِه ،وإاَّنا كان َي ُكل القليل ِمن الطا ِإاَّنا كان َي ُكل كذلك؛ لِ َع ِ
َ َ َ ُ ُ َ ْ ُ َ ُ
هة التاواض ِع.اِلاجة ،وعلى ِج ِ
ِ
حولَه، ن م على هم مالك رضي هللا عنه أ ان النِايب صلى هللا عليه وسلم ِجيء له بِتم ٍر ،فَجعل ي ْق ِ
س اِلديث الثاِن ي روي أنس بن ٍ ِ ويف
َ ْ ََ َ ُ ْ ا ُ ُ َْ
ايةَ :حثيثاا أيُ :مستَ ْع ِج اَل؛ وإاَّنا َ ا ا ُ َ
وهو ُحمتَ ِفز ،أي :مستع ِجل وغري متم ّكِ ٍن يف ِ
جلوسه ،وكان َي ُكل منه أ ْك اَل َذريعا ،أي :سريعا ويف ِرو ٍ
ُ ْ ٌ ُُ ٌ
(شرِهه) ،وقلا ِة مباَّلتِه ِأبكلِه؛ إذ مل ت ُكن مهاتُه فيما َجيعل يف بطنِه ،وإ اَّنا كان َي ُكل القليل ِمن الطا ِ
عام َ هِنم كان َيكل كذلك ،لِ ِ
عدم ِ
َ ُ َ َ ُ ْ ُ َ ُ
حىت يُد ِرَكهاَ ،
فأخ َذ ما ستعج اَل؛ َّلنشغالِه أبُموٍر أُخرى ا
هة التاواض ِع ،أو كان صلاى هللا عليه وسلام َي ُكل م ِ
َ َ ُُ ُ
اِلاجة ،وعلى ِج ِِ عند
قوم ُمس ِر اعا ل َقضائِها. استطاع ِمن الطا ِ ِ
وعه ،مثا يَ ُ
عام ليَ ُس اد ُج َ َ
شرح اإلمام النووي
ق وله ( :مقعيا) أي جالسا على أليتيه انصبا ساقيه (وحمتفز) هو ابلزاي أي مستعجل مستوفز غري متمكن يف جلوسه ،وهو مبعن
قوله( :مقعيا) وهو أيضا معن قوله صلى هللا عليه وسلم يف اِلديث اآلخر يف صحيح البخاري وغريه "َّل آكل متكئا" على ما ف اسَره
قاعدا على ٍ ِ
وطاء فهو كل من استَ َوى االرتبُّعَ ،و َشبا َههُ املُْعتَ ِم َد على ال ِوطَاء ََْتتَه ،قال :و ُّ
اإلمام اخلَطا ِاِب فإنه قال :املتاكئ يف جلوسه من اَ
ويقعد لَه متمكنا ،بل أقعد مستوفزا ،وآكل قليَل.
متكئ ،ومعناهَّ :ل آكل أكل من يريد اَّلستكثار من الطعام ُ
ٌ
قوله ( :أكَلا ذريعا وحثيثا) مها مبعن ،أي مستعجَل صلى هللا عليه وسلم َّلستيفازه لشغل آخر ،فأسرع يف األكل وكان استعجاله
ليقضي حاجته منه ويرد اجلوعة ،مث يذهب يف ذلك الشغل .
وقوله( :فجعل النيب صلى هللا عليه وسلم يقسمه) أي يفرقه على من يراه أهَل لذلك ،وهذا التمر كان لرسول هللا صلى هللا عليه
وسلم وتربع بتفريقه صلى هللا عليه وسلم فلهذا كان َيكل منه .وهللا أعلم .
)buttock (استوفز :جلس على هيئة كأنه يريد القيامِ .وطاء :فراش .تربّع :ثن قدميه َتت فخذيه ُمالفا هلما.ألية:
ابب هن ِي ِ
اآلكل مع مجاعة ُ
ان مترين وحن ِوِمها يف ٍ
لقمة إال إبذن أصحابه عن قر ِ
املثن ح ّدثنا حممد بن جعفر حدثنا ُش ْعبةُ قال :سعت َجبَ لَة بن ُس َحْيم قال :كان ابن الزبري يرزقنا التا ْمر قال: -150ح ّدثنا حممد بن ا
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنكل فيقولَّ :ل تُ َقا ِرنُوا فإ ان َ نوحن رمع ابن علينا ر
ُّ م ي ف
َ أنكل اا
ن ك
ُو د
ٌ ه ج وقد كان أصاب الناس ٍ
يومئذ
ْ
ُ ََ ُ ُ ُ ُ َ ْ ُ َ َ
أخاهُ .قال ُش ْعبَة َّل أرى هذه الكلمة إَّل من كلمة ابن عمر يعين اَّلستئذان. ِ ِ
الرجل َ
اإلقران إَّل أن يَ ْستَأذ َن ُ
ِنَى َعن َ
معاين الكلمات:
اجلهد :املشقة والضيق
قرن يق ِرن /قارن يقارن :مجع بي الشيئي
(هنا) :اجلمع بي التمرتي يف األكل ِ
القران ُ
شرح احلديث
شرح احلديث
طعاما ،وذلك أثناء إقامته صلى هللا عليه وسلم يف داره يف ضي هللاُ عنه يَصنَ ُع لِلن ِّ
ايب صلى هللا عليه وسلم ا وب األنصاري َر َ
كان أبو أيُّ َ
صنع له أبو
أوائل هجرته وكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذا أُيت بطعام أكل منه وبعث إىل أِب أيوب رضي هللا عنه بفضله ،فَ َ
وم ،فلما بعث إليه ابلفضلة يف تلك املرة وجد أن الرسول صلى هللا عليه وسلم مل َيكل ٍ
طعاما فيه ثُ ٌ
ذات يوم ا وب رضي هللا عنه َ أيُّ َ
بب تَركِه
اَّلمتناع ِمن أكله ،فسألَه عن َس ِ ب أوج أمر منه ث حد
َ قد نَ يكو ن
ْ أ هدم أ ْكلِه صلى هللا عليه وسلم ،خلوفِ منها فَف ِزع ِمن َع ِ
َ َ ٌ َ َ َ َ
ٍ ا ِ
كرهُ صلاى هللاُ عليه وسلا َم أ ْكلَه ،فقال أبو أَيُّ َ
وب ُّوم ،فَأجابَه صلاى هللاُ عليه وسلا َم أناه ْليس حبَرام ،وإَّنا يَ َ
عام" :أحر ٌام هو؟" يَقص ُد الث َالطا َ
سول هللاِ صلاى هللاُ عليه وسلا َم.ت" لِعظي ِم حبِه لر ِ ضي هللاُ عنه" :فَ ِّ
أكرهُ ما ك ِرْه َ َ ُ ّ َ إِن َ َر َ
شرح اإلمام النووي
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يح إبِِ َاب َحة الثُّومَ ،و ُه َو ُْجم َم ٌع َعلَْيه ،لَك ْن يُكَْرهُ َج ِل ِر ِحيه) َه َذا تَ ْ
ص ِر ٌ ال ََّ :ل َولَك ِّين أَ ْكَرُههُ م ْن أ ْ قَ ْولُهُ ِيف الثُّوم ( :فَ َسأَلْتُهُ أ َ
َحَر ٌام ُه َو ؟ قَ َ
لِمن أَراد حضور الْمس ِج ِد ،أَو حضور مج ٍع ِيف َغ ِري الْمس ِج ِد ،أَو ُُماطَبةَ الْكِبا ِر ،وي لْحق ِابلث ِ
ُّوم ُك ُّل َما لَهُ َرائِ َحةٌ َك ِر َيهةٌ َ ،وقَ ْد ْ َ َ َ ََ َ ُ ْ َْ ْ ُ ُ َ َْ َْ ََ ُ ُ َ َ ْ
ص ََلةِ. ت الْمسأَلَةُ مستَ وفَاةا ِيف كِتَ ِ
اب ال ا َسبَ َق َ ْ ُ ْ ْ
ِ
واختلف أصحابنا يف حكم الثوم يف حقه صلى هللا عليه وسلم وكذلك البصل والكراث وحنوها؟ فقال بعض أصحابنا هي حمرمة عليه،
واألصح عندهم أِنا مكروهة كراهة تنزيه وليست حمرمة ،لعموم قوله صلى هللا عليه وسلم َّ:ل يف جواب قوله :أحرام هو ،ومن قال
ابألول يقول معن اِلديث ليس حبرام يف حقكم .وهللا أعلم.
ضلِه إيل) قال العلماء يف هذا أنه يستَ َحب لآلكل و ِ
الشارب وبعث بَِف ْ
أكل منه َ ِ ِ
ّ ُ النيب صلى هللا عليه وسلم إذا أُيتَ بطعام َ قوله (كا َن ُّ
ضلَتِه وكذا إذا كان يف الطعام قلاةٌ َوَهلُْم إليه ضلَةا لِيُ َو ِاس َي ُِبَا َم ْن بَ ْع َدهُ ََّل ِسيا َما إن كان مما ْن يُ َا
تربك بَِف ْ ب فَ ْ
ويشر ُ
ِ
أن يُ ْفض َل مماا ُ
َيكل َ
ِ ِ
كل ما عندهم وتنتظر عياهلم الفضلة كما يفعله حق الضيف ََّل سيا َما ان كانت عادةُ أهل الطعام أن ُيرجوا ّ حاَ َجةٌ َويَتَأ اك ُد َه َذا يف ّ
ضلةَ املذكورة وهذا اِلديث أصل ذلك كله. كثري من الناس ونقلوا أن السلف كانوا يَ ْستَ ِحبُّون إ َ
فضال هذه ال َف ْ
كراث
ابب إكرام الضيف وفضل إيثاره
-172حدثن زهري بن حرب حدثنا جرير بن عبد هللا اِلَميد عن فُضيل بن غزوان عن أِب حازم األشجعي عن أِب هريرة رضي هللا
جمهود ،فأرسل إىل ِ ِ
بعض نسائه ،فقالت :والذي بعثك ِّ
ابِلق ما عندي النيب صلى هللا عليه وسلم فقال :إِن ٌ رجل إىل ِّ
عنه قال :جاء ٌ
النيب
ابِلق ما عندي إَّل ماءٌ" .قال ُّ مثل ذلكَّ" :ل والذي بعثك ِّ ُّ
مثل ذلك ،حىت قُلْ َن كلهن َ إَّل ماءٌ ،مث أرسل إىل أخرى ،فقالت َ
فانطلق به إىل رحلِه ،فقال َّلمرأته :هل
َ رسول هللاِ،
رجل من األنصار :أان اي َ
ٌ فقال ،"؟ة
َ الليل هذا يف
ُ ضصلى هللا عليه وسلم" :من ي ِ
ُ
ِِ ِ ِ ٍ صبياِن ،قالِ : ِ ِ
كل ،فإذا أهوىاج ،وأريه أ اان َأن ُ
السر َ
دخل ضي ُفنا فأطفئي ّ
فعلّليهم بشيء ،وإذا ََ عندك شيءٌ؟ ،فقالت َّ:ل ،إَّل قوت َ
النيب صلى هللا عليه وسلم فقال" :قد
أصبح غدا على ِّ
الضيف ،فل اما َ
ُ أكل
ليأكل فقومي إىل السراج حىت تطفئيه قال :فقعدوا و َ
بض ِيفكما الليلةَ"
صنِيعِكما َ
ب هللاُ من َ
ِ
َعج َ
معاين الكلمات
جمهود :أصابين اجلهد ،وهو :املشقة واِلاجة واجلوع ،رحله :منزله ،فعلليهم بشيء :اشغليهم بشيء
ٌ
السراج :املصباح ،وأريه أان أنكل :أظهري له بتحريك األيدي على الطعام ،وَتريك الفم واملضغ
أهوى :احنن صنيع :فعل حسن
الشرح
ما الفرق بي غنم -ماعز – ضأن – كبش – خروف – تيس – شاة – نعجة – عنز ؟
شرح احلديث
وهيئتِهَ ،
وحي َم ُده ُسبحانه على ِ ِ ايب صلى هللا عليه وسلم َي ُكل ِمن الطا ِ
اض ُع يف أكله َ
ابلقليل ،ويَتو َ عام ما َرَزقه هللاُ به ،ويَ ْرضى َ ُ كان الن ُّ
ابوي يُطعِ ُمهم ِ ٍ ِ ِ ِ ِ عليما ألُامتِه ُخل َقي ِّ ِِ
الرضا وال َقناعة ،وكان يف اأول اهلجرةِ إىل املدينة َجي َم ُع فُقراءَ املهاج ِرين يف َمكان يف املسجد الن ِّ ن َعمه ،وتَ ا
وَي ُك ُل معهم.
مماا يُ ْهدى إليه َ
سول هللاِ صلى هللا عليه وسلم وقد أصحاب ر ِ ِ قداد بن َعم ٍرو رضي هللا عنه أناه أقبل هو وص ِ
احبان له إىل اِلديث ي روي املِِ ويف هذا
َ َ َ ُ َ َ ْ ُ ُ ْ َ
ِ ِ ت ال اذهاب ِم َن ِ حىت قَارب ِ
ايب صلى هللا عليه أنفسهم على أصحاب الن ِّ ضو َن َ جعلُوا يَع ِر ُ
اجلوع واملش اقة ،فَ َ َبصارهم ا َ ضعفت أَساعُهم وأ ُ
موِنمجدوا شيئاا يُطعِ َ ألِنم ما َو ُ لعل ذلك؛ ا لكن مل يُطعِ ُمهم أح ٌد ،و ا ِ
اجلوع والضاعف ،و ْ وسلم لِيُطعِ ُموهم؛ وذلك لِشداةِ ما كانوا عليه ِم َن ِ
ِ ِ ايب صلى هللا عليه وسلم ليطعِمهمِ ،
هب ُبم إىل َمنازل ْأهله ،وفيه ثَلثةُ أ َْعنُ ٍز ،مجْ ُع َعنزةٍ ،وهيُ :
املاعز، فصحبَهم و َذ َ َ ُ َ اإايه ،فَ َذهبوا إىل الن ِّ
باِنا
قسموا ألْ َ األغنياء ق ْد منَحه إايها ليحلب لبنها ويشربه إايها ،فأمرهم النايب صلى هللا عليه وسلم أ ْن َحيلُبوها وي ِ ِ أحد األنصا ِر
َ َ ُّ ََ َُ كان ُ
ٍ ِ ِ
إنسان منهم نَصيبَه، كل
شرب ُّ ايب صلى هللا عليه وسلم ،فَكانوا َحيتلبُو َن من تلك املاع ِز حاجتَهم ،فَيَ ُ صيب الن ِّ على أرب ٍع ،وفيهم نَ ُ
ايب صلى هللا عليه وسلم نَصيبَه وقِسمتَه ِمن هذا اللا ِ
َب. ويُْبقون لِلن ِّ
ِ ِ
دخ ُلايب صلى هللا عليه وسلم يف لَيلته ،وهو أناه صلى هللا عليه وسلم كان َِجييءُ يف اللا ِيل ويَ ُ داد رضي هللا عنه عادةَ الن ِّ وحيكي امل ْق ُ َ
َلم ،مثُا ِ
حىت َّل يَقطَ َع عليه نَ ْوَمه ،ويُسم ُع به اليقظا َن؛ َلريُاد عليه ال اس َ اائم ا ظ به الن َ عتدلَّ ،ل يُوقِ ُ
تم ٍ
صو ُ
عليهم ،في ْلقي عليهم ال اسَلم بِ ٍ
َ ْ ُ
َييت صلى هللا عليه وسلم َشرابَه ِم َن اللا ِ
َب املسج ِد ،مثُا ِ
يام اللا ِيل أو ََتيا ِة ِ صَلهُ ،فَيصلِّي ِمن قِ ِ
وضع ُم ا ُ
ِ
ب إىل املسجد ،واملر ُاد بهَ :م ُ ذه ُ
يَ َ
شربُه.
فيَ َ
سول هللاِ صلى هللا عليه قسوم ،وح ِفظوا لر ِ َب امل ِ ب نَصيبَه ِمن اللا ِ ِ
ر ش نْ أ بعد ن ايطا ش ال أاته ذات مارةٍ اه ن أ عنه هللا رضي قداد وُيِرب املِ
َ َ َ َ َ َ ُ ُ َ ُ ُ ُ
ِ
العشاء" ،فَيُ ْت ِح ُفونَه" املدينة -ويذهب إىل ب ِ
يوِتم ْبع َد وسلم نَصيبه ،فوسوس له أب ان النايب صلى هللا عليه وسلم َييت األنصار -وهم أهل ِ
َ َ ُ ُ َ ُ ُ َ ا َ َ َْ َ
ِ رعة" ،أي :الش ْار ِبة عندهم ،فيشرب ويطعم وليس به حاجةٌ إىل هذه "اجل ِ
القليلة َ َ َ ُ َ َُ ْ صيب َعام ،ويُ ُ أي :يُعطونَه اهلدياةَ ،واملر ُاد ُبا هنا الطا ُ
طين" ،أي: ت يف بَ ِ سول هللاِ صلى هللا عليه وسلم ِمن اللا َ ِ قداد نَصيب ر ِ وسة ،ش ِر ِ َب ،وعلى أثَِر تلك الوس ِ ِم َن اللا ِ
َب ،فَل اما أ ْن " َو َغلَ ْ َ َ ب امل ُ َ َ َْ
سول هللاِ صلى هللا عليه حق ر ِ سبيل ،أيَّ :ل َُيكِ ُن ُّ ِ
ت يف ِّ َ اقرتفْ ُ
ت و ََ الرجوعُ فيما فَ َعلْ ُ ت أناه ْليس إليها ٌ ت منه ،وعل ْم ُ ت فيه ومت اكنَ ْ دخلَ ْ
ٍ ِ ِ ِ وسلم ،نَدام ِين الشايطا ُن ،أي :جعلَِين اندما على ُش ِ
أكرب ،فقال له الشايطا ُن: توب ،وإاَّنا ليُوق َعه يف ذُنوب ََ رب تلك اجلَرعة و ْليس ذلك ليَ َ ا َ َ
ك" أي :فتكو ُن ممان َخ ِسر الدُّنيا ِ اب حم ام ٍد؟ ونَصيبَه ِمن اللا َ ِ
َب فَيَجيءُ فَل َِجي ُده فَيدعو َ
عليك فَتَهل ُ ت شر َ ت؟ أَش ِربْ َ
صنع َك! ،ما ْ " َوحيَ َ
ضعها على َ ِ ِ ِ ِ ِ
ظهَرت قدمه َ ف به ،وكانت هذه الشاملةُ إذا َو َ واآلخرةِ ،وكان على املقداد رضي هللا عنه " َمشلَةٌ" وهي كساءٌ صغريٌ يَلتح ُ
اوم" أيَ :ذ َهب أسه ظَهرت قَدماه ،وهذا دليل على صغ ِرها ،قال املِ ضعها على ر ِ
عل َّل َجييئُين الن ُ
َ وج
َ " :عنه هللا رضي قداد
ُ َ ٌ َ َ َ أسه ،وإذا َو َ رُ
ايبن ال يب احباي فَناما ومل يصنَ عا ما صنعت"؛ إذ مل يشراب نَ ِ
ص اهلم على ما فَعل" ،وأ اما ص ِ ِ و مِ الغ
َ ن ِمن عينِه الناوم؛ وذلك لِما أصابه ِ
م
َ ّ َ ََ ُ ْ َ َ َ َ َ َ ّ ّ َ ُ َ
ايب صلى هللا عليه وسلم فَسلا َم كما كان يُسلِّ ُم" صلى هللا عليه وسلم ومل يش ِرتكا معه يف فِعلتِه .قال املِ
ضي هللاُ عنه" :فجاءَ الن ُّ َ رَ قداد
ُ َ
فلم َِجي ْد فيه شيئاا ِمن ؛ طاء كشف ،ورفَع عنه الغِ ف هابر ش أتى مث ، ِ
يل الال املسجد فصلاى ما قُ ِّدر له ِمن صَلةِ وت م ٍ
عتدل ،مثُا أتى بِ ٍ
َ ْ ََ َ َ َ َ َ ُا َ َ َ ص ُ َ
ِ َب ،فَرفع النايب صلى هللا عليه وسلم رأسه إىل ال اس ِ
ك"ضي هللاُ عنه يف ن ْف ِسه" :اآل َن يَدعو علَ اي فَأهل ُ َ ر
َ املقداد
ُ فقال ،َهللا عو دْ ي
َ ماء َ اللا َ ِ َ ُّ
اس ِق َمن َس ِ ِ ِ ُ ِ
سأل صلى هللا عليه وسلم َعن قاِن" فَلم يَ ْ بدعائه ،فَدعا صلى هللا عليه وسلم وقال يف ُدعائه" :اللاه ام أَطع ْم َمن َ
أطع َم ِين ،و ْ
قام
دعوتَه َ ف أ ان هللاَ ُجييبُه وَّل ُّ عاىل ،ولَ اما فَ ِ عر ْج على ِ نَصيبِه ،ومل يُ ِّ
يرد َ ضي هللاُ عنه منه الدُّعاءَ َعَر َ َ رَ املقداد
ُ مَ ه َ ت
َ هللا
َ دعا اه
ن لك ذلك، كل
ّ
ِ
ايب صلى هللا عليه وسلم أو يَسقيَه ،فزيّن له الشيطان أن يذبح العنز اليت تسقي ِ لِينظَُر له شيئاا تكو ُن به إجابةُ دعوتِِه؛ يُر ُ
يد أ ْن يُطع َم الن ا
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأهله كل يوم ،وليست هي ملكا له ،وَّل لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،وإَّنا هي أمانة ومنيحة،
إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ينهى مالك العنز عن ذبح اِللوب ،فكيف مبن َّل َيلكها؟ كيف يذحبها؟ لكن للشيطان أساليبه،
لقد غرر به أ ان ذبْح العنز إَّنا هو من أجل إطعام الرسول صلى هللا عليه وسلم ،وقد سعه يقول :اللهم أطعم من أطعمينَ ،فربَط عليه
َي األعنز أَسَن فَيذحبها لِر ِ
سول هللاِ اَلث فذهب يتحسس يف الظَلم أ ُّ الس ّكِي ،وذَهب إىل األعنُ ِز الث ِ ِ
أخ َذ "الشافرةَ" وهي ّ ُ
ُ َ َ َ َ َمشْلتَه ،و َ
صلى هللا عليه وسلم ليُطعِ َمه ،ويف يده السكي ،لكن عناية هللا ردت كيد الشيطان حيث فوجئ بضرع ملي ٍء ابللَب ،وَتسس العنز
إانء ِ
آلل كة النايب صلى هللا عليه وسلم ،فتو اجه إىل ٍ األخرى فإذا ضرعها يكاد ينفجر من انتفاخه ابللَب ،مث الثالثة كذلك ،وذلك برب ِ
َ َ ّ ََ
قداد رضي هللا عنه: ِ حم ام ٍد صلى هللا عليه وسلم ما كانوا يَطْمعو َن ،وَّل يَْرجون أ ْن َحيتَلبُوا فيه ِلَ ْج ِمه وكِ َِربه مع قِلا ِة اللا َ ِ
َب عندهم ،قال امل ُ
ِ ِ ِ
َشربْتُم
ب واِل ْلب ،وجاء به إىل َرسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،فَسألَين" :أ َ ص َِّب عند ال احىت علَْتهُ َرغوةٌ" وهو ما يَعلو اللا ََ ت فيه ا حلب ُ
"فَ ْ
رسول هللاِ شرابكم اللايلة؟" فقال املِ
ب مثُا َانو ِلين" ،وأعطاِن اإلانءَ، ب ،فَش ِر َ اشر ْ
َ ، َ اي " : - م ع
َ بن
َ ه
َ َجاوب ن
ْ أ د
َ بع
ْ وذلك - عنه هللا رضي قداد
ُ َ َ ُ َ
فقال املِقداد رضي هللا عنه مارةا أُخرى" :اي َ ِ
ت "أ ان الن ا
ايب ت" وتَي اقْن ُ الفاضل "فَل اما عرفْ ُ
َ أعطاِن ب مثُا َانولَين" و ْ اشرب ،فَش ِر َ
رسول هللا ْ ُ
بب وس " ُبا ح ر ف ال األرض ِمن ِشداةِ
ِ ت نَ ْفسي إىل ِ ِ صلى هللا عليه وسلم قد رِو ِ
َ ُ ِ َ َلقي ُ
حىت أ ْ كت ا ت َدعوتَه ،ضح ُ أصب ُ
ي من عطَشه ،و ْ َ َ
حىت ْارتَوى ،وكان ْقب َل ذلك َدعا لِ َمن َسقاه بقولِه: ايب صلى هللا عليه وسلم ق ْد َش ِرب ا ِ ِ
وزو ِال ُحزنه :أناه لَ اما َعلم أ ان الن ا وسروِره َ َِ ِ
ضحكه ُ
ايب صلى هللا عليه وسلم له َّل عليه ،ف َفرِح لد ِ "اللاه ام أطْعِم من أطْعمين ،وأس ِق من أسقاِن"؛ تَ ابي ِ ِ
ايب الن ُّعاء الن ِّ ضا ُ للمقداد أناه صار ُمعار ا ْ َ ْ ْ َ ََ ُ
ايب صلى هللا بي يَ َديه ،ولَ اما َرأى الن ُّ ايب صلى هللا عليه وسلم ْ َ َّلنقَلب ما كان َُيافُه إىل ما يَ ُسُّره ،ولظُهوِر ُمعجزِة الن ِّ ِ ك؛ وض ِح َ
بذلك َ
ك اي ِمقداد" أي :إن َ ِ عند املِ ِ
قداد
اك اي م ُ ُ قداد ،فقال صلى هللا عليه وسلم" :إحدى َسوآتِ َ أمرا ما َ ِ
عليه وسلم منه ذلك ،فَهم أ ان هناك ا
رسول هللاِ صلى هللا عليه وسلم مبا كان ِمن ْأم ِره وفِعلِه ،فقال ضي هللاُ عنه َ َ ر
َ املقداد
ُ أخرب
َ َ ف
َ هي؟ فما ، ة
ا ئت فَعلةا َسيِّ فعلْ َ
َّ-ل َحمالةََ -
محة هللاِ تَ َ
عاىل وبََركتِه؛ َلف عادتِهِ ،من ر ِ
َ وخ َ َب يف غ ِري وقتِه ِ
َ إحداث هذا اللا َ ُِ صلى هللا عليه وسلم" :ما هذه اإَّل رمحةٌ ِم َن هللاِ" أي:
ايب صلى هللا عليه وسلم أناه كان ِِ عاىل ،وشكرا لِ ِ وذلك اعرتافاا منه صلى هللا عليه وسلم بِ ْ
فض ِل هللا تَ َ
نعمته ،وإقر اارا مبناته ،مثا بَاي له الن ُّ ا َ
املقداد رضي هللا عنه: صيبا ِمن ذلك اللا ِ
َب ،ويَ ْشَراب َمعنا ،فقال ظ صاحب ي نَا فَي ِ عليه أ ْن ُُيِربه مبا ح َدث قبل أ ْن ين َف َد اللاَب ،ا ِ
ُ حىت نُوق َ َ َ ْ ُ َُ َْ َ َ َ
ومن مل ااس" َأصاُبا ِم َن الن ِ
معك" فَل أُابيل " َمن َ َصب تُها َ
أنت "وأ ْ فش ِربْتَها َ َصب تَهاَ ،َهتم إذا أ ْ
ِلق ما أُابيل" أي :ما أ ُّ عثك ِاب ِّ "والاذي بَ َ
رسول هللاِ ،فَل يَ ُسُّرِن
بت منها اي َ اك َش ِر ْ
ِ
الفرحة أن َ ك ،واملعن :أ ان ال َفرحةَ ا
كل وس َقْي تُ َ ت على َدعوتِ َ
ك ،فأطْ َع ْمتُك َ حص ْل ُ
يَ ْشَرُْبا ْبع َد أ ْن َ
َمن َش ِرَُبا ،وَّل ُحي ِزنُين َمن مل يَ ْشَرُْبا.
ِ
احلديث: ويف
▪ دليل من َدَّلئل نبوته صلاى هللاُ عليه وسلا َم.
▪ أ ان ِمن ه ْديِه صلاى هللا عليه وسلام ال اسَلم عند الد ِ
ُّخول على الغ ِري. َ َ ُ
ايب صلاى هللاُ عليه وسلا َم ونَزاهةُ ن ْف ِسه. ِ
كرُم أخَلق الن ِّ ▪ َ
ضي هللاُ عنه. ر ور فضل الْ ِم ِ
قداد ب ِن َع ْم ٍ ▪
َ َ ُْ
ِ ِ ِ
يش. ضي هللاُ عنه يف اأول األم ِر من الفق ِر ،وض ِيق َ
الع ِ
صحابةُ َر َ ▪ بَيا ُن ما كان عليه ال ا
▪ مراعاةُ ِ
حال الناائ ِم. ُ
ص ِرب. احملاس ِن املرضيا ِة ،وَكَرِم النا ْف ِ
س ،وال ا األخَلق العلِيا ِة ،و ِ
َ
ِ ايب صلى هللا عليه وسلم ِمن اِلِل ِم ،و ُّ ▪ بَيا ُن ما كان عليه الن
َ
شرح اإلمام النووي
اَّللُ َعلَْي ِه
صلاى ا ول اِ
اَّلل َ
اب رس ِض أَنْ ُفسنَا َعلَى أ ْ ِ
َص َح َ ُ ُ اجلَ ْه ِد فَ َج َعلْنَا نَ ْع ِ
ر ْ ن
َ
َساعنَا وأَبصارَان ِ
م ُ َ ْ َ ُ َ ْ أ ت
ْ ب
َ ه
َ ذ
َ د
ْ ق
َوَ يل ِ احب ِ
ان َ
قَولُه (أَقْ ب لْت أ ََان وص ِ
ُْ َ ُ ََ
َ
اجلِي ِم َو ُه َو ْ
اجلُوعُ َوالْ َم َش اقةُ َوقَ ْد َسبَ َق اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلا َم فَانْطَلَ َق بِنَا) أَاما قَ ْولُهُ ْ
اجلَ ْه ُد فَ ُه َو بَِفْت ِح ْ صلاى ا ايب َ َح ٌد يَ ْقبَ لُنَا فَأَتَ ْي نَا النِ ا
سأَ ا
َو َسل َم فَلَْي َ
اسو َن ول علَى أَ ان الا ِذين عرضوا أَنْ ُفسهم علَي ِهم َكانُوا م ِقلِّ ِيف أ اَوِل الْبَ ِ
س عندهم َش ْيءٌ يُ َو ُ َ ي
َْل ي
َ ُ ْ ْ َ ْ ُ َ ُ َ َ َ َ ٌ م
ُ حم
ْ َ اذَ هَ ا) ن
َ ُل ب
َ ق
ْ َي د
ٌ َح
َ أ س
َ ي
ْ ل
َ (ف
َ ه
ُ ل
ُوْ ق
َوَ اب
اب ال اس ََلِم َعلَى ِِ ِ ِ ِ ِ
آد ُ ايب صلى هللا عليه وسلم َكا َن َِجييءُ م َن اللاْي ِل فيسلم تسليما َّليوقظ َانئ اما َويُ ْسم ُع الْيَ ْقظَا َن) َه َذا فيه َ بِه قَ ْولُهُ (أَ ان النِ ا
اه ْم َوأَناهُ يَ ُكو ُن َس ََل اما ُمتَ َو ِّسطاا بي الرفع واملخافتة حبيث يسمع اَّليقاظ وَّليهوش َعلَى ِ ِِ ِ ِ
ام أ َْو َم ْن ِيف َم ْعنَ ُ ْاألَيْ َقاظ ِيف َم ْوض ٍع فيه نيَ ٌ
وب َوالْ ِف ْع ُل اِلثْوةُ ِمن الْم ْشر ِ
َ ُ َ َ ََ َ َ ُ ْ ي هيت و َغريه وِ
ُ ْ
الس ّكِ ِ
ّ
امها بن ِ
َُ كَ ح
َ ا هَ
اجلِي ِم وفَ ْت ِ
ح َ ْ ِ
م ض
َ
َ ّ
اجلر َع ِة) ِهي بِ
َ َْْ َغ ِريِهم ،قَولُه (ما بِِه حاجةٌ إِ َىل ه ِذهِ
َ َ ْ ْ ُْ َ
ي الْمعجم ِة الْم ْفتُوح ِة أَي دخلَت ومتََ اكنَ ِ ِ ِمْنه ج ِر ْعت بَِفْت ِح ِْ
صلاى ايب َت مْنهُ قَ ْولُهُ (أَ ان النِ ا ت ِيف بَطِْين) َابلْغَ ْ ِ ُ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ اجلي ِم َوَك ْس ِر ال اراء قَ ْولُهُ َ
(و َغلَ ْ ُ َ ُ
اخل ِادِم ولِ ال اللاه ام أَطْعِم من أطعمن وأسق من سقاَن) فِ ِيه الدُّعاء لِلْمح ِ ا ِ
وفيهما َكا َنَ اريْ خ
َ ل
َ َْ َ ُ اع
َ فْ ي
َ س ن م َْ و نِ
َُ ُْ َ س ْ اَّللُ َعلَْيه َو َسلا َم َد َعا فَ َق َ ُ
صلاى ِ ض ِاء عن ح ُقوقِ ِ ِ ِ ضي ِة وكرِ ِ ِ ِِ اِلِْل ِم و ْاأل ْ ِ ِ علَي ِه النِايب صلاى ا ِ
ُ َ اهن إَف ه َ ْ َ َ َْ ُ غ
ْ اإل
ْ و رب ص
ا ال
و س ِ ف
ْ ا
الن م َخ ََلق الْ ُمرضيَة َوالْ َم َحاس ِن الْ ُم ْر َ َ َ َ اَّللُ َعلَْيه َو َسلا َم م َن ْ َ َ ْ ُّ َ
اَّللُ َعلَْي ِه ِِ ِ ِ ِ ِِ ِ ا ِ
صلاى ا ال ُكلُّ ُه ان) َهذه م ْن ُم ْعجَزات النُّبُ اوة َوآ َاث ِر بََرَكته َ اَّللُ َعلَْيه َو َسلا َم َملْ يَ ْسأ َْل َع ْن نصيبه من اللَب قوله ىف األعنز (اذا هن ُحف ٌ
ض ِمها وَكس ِرها ثَََل ُ ٍ ِ ِ وسلام قَولُه (فَحلَبت فِ ِيه ح اىت علَْته ر ْغوةٌ) ِهي زب ُد اللا ِ ِ
ات َوِر َغ َاوةٌ ور ٌ ث لُغَات َم ْش ُه َ َب الاذي يَ ْعلُوهُ َوه َي بَِفْت ِح ال اراء َو َ ّ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ ََ َ ََ َ ُْ َْ ُ
اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلا َم قَ ْد
صلاى ا ِ بِ َكس ِر ال ار ِاء وحكِي ضمها ورغاية ِابلض ِ ِ
ايب َت أَ ان النِ ا ت ال ار ْغ َوةَ قَ ْولُهُ (فَلَ اما َعل ْم ُ ت َش ِربْ ُ ام َو ُحك َي الْ َك ْس ُر َو ْارتَغَْي ُ ّ َُ َ ْ
ِ صلاى ا يت إِ َىل ْاأل َْر ِ ِ رِوي وأَصبت دعوتَه َ ِ
اَّللُ عليه وسلم احدى سوآتك ايمقداد) َم ْعنَاهُ أَناهُ َكا َن عْن َدهُ ايب َ ال النِ ُّ
ض فَ َق َ ْت َح اىت أُلْق ُ ضحك ُ َ َ َ َْ ُ َ َ ْ ُ
ض ِألَذَاهُ فَلَ اما ايب صلاى ا ِ
اَّللُ َعلَْيه َو َسلا َم َوتَ َعار َ يب النِ ِّ َ َ صايب صلى هللا عليه وسلم لِ َكونِِه أَ ْذهب نَ ِ
َ َ ْ ُّ ِ ن ال حز ٌن َش ِدي ٌد خوفاا ِمن أَ ْن ي ْدعو علَي ِ
ه َ ْ ْ َ َُ َ ْ ُْ
ض ِحكِ ِه لِ َذ َه ِ ض ِم ْن َكثْ َرةِ َ ط إِ َىل ْاأل َْر ِ ض ِح َ
اَّلل علَي ِه وسلام قَ ْد رِو ِ ِ
اب َما َكا َن ك َح اىت َس َق َ ِح َو َ ت َد ْع َوتُهُ فَر َ ي َوأُجيبَ ْ صلاى اُ َ ْ َ َ َ َ َ ايب ََعل َم أَ ان النِ ا
ك َعلَى يَ ِد الْ ِم ْق َد ِاد َوظُ ُهوِر ِ ِ
ايب صلى هللا عليه وسلم َوإِ َجابَِة َد ْع َوتِِه ل َم ْن أَطْ َع َمهُ َو َس َقاهُ َو َجَرَاي ِن ذَل َ ب النِ ِّ اِل ْزِن وانْ ِق ََلبِِه سرورا بِ ُشر ِ
ُُ ا ْ به م َن ُْ َ
ِِ ِ
ال صلى هللا عليه وسلم احدى سوآتك ايمقداد أى انك فعلت سوءة آخارا َوِهلََذا قَ َه ِذهِ الْمع ِجزةِ ولِتَ ع ُّجبِ ِه ِمن قُب ِح فِعلِ ِه أ اَواَّل وحسنِ ِه ِ
َُ ْ ْ ْ ْ َ ُْ َ َ َ
َب ِيف غَ ِْري َوقْتِ ِه اَّللِ تَ َع َ
ايب صلى هللا عليه وسلم ما هذه اَّلرمحة ِم َن ا ِ ِ ِ
َي إِ ْح َد ُ
اث َه َذا اللا َ ِ اىل أ ْ ال النِ ُّ
َخ ََربهُ َخ ََربهُ فَ َق َ
م َن الْ َف َع ََلت َما ه َي فَأ ْ
اَّللِ تَ َع َ
اىل. ض ِل ا يع ِم ْن فَ ْ ف عادتِِه وإِ ْن َكا َن ْ ِ
اجلَم ُ
ِ ِ
َوخ ََل َ َ َ
disturb يهوش: اِلَثْ َوةُ :الغرفة،
ْ
ضأن ماعز
ويسمى الذكر تيس ،أما األنثى فيطلق عليها عنزة أو معزة شعره انعم ذيله مقوس لألعلى ينتج لبنا أكثر من الضأن املاعز:
الضأن :ويسمى الذكر كبش ا أو خروف ا ،واألنثى تدعى النعجة أو الشاة ،صوفه (وبره) كثيف ووزنه ثقيل وذيله متدل على جسده
ام؟ فَإِ َذا مع َر ُج ٍل اَّلل عليه وسلام :هل مع أ ٍ ِ ي َوِمئَةا ،فَ َ ِ
َحد من ُكم طَ َع ٌ َ ََ َ ْ صلاى اُ النيب َ
قال ُّ اَّللُ عليه َو َسلا َم ثَََلث َ
صلاى ا النيب َ
ُ -175كناا مع ِّ
اَّللُ عليه َو َسلا َم :أَبَْي ٌع أ َْم َع ِطياةٌ؟
صلاى ا يل بغَنٍَم يَ ُسوقُ َها ،فَ َِ ٌّ ِ صاع ِمن طَع ٍام ،أَو َْحنوه ،فَع ِ
النيب َ
قال ُّ ٌ و ط
َ ان ع
َ ش
ْ م
ُ كٌر ش
ْ م
ُ ل
َ ٌج
ُ رَ اء ج
َ مث
ُا ن
َ ج َ ْ ُُ ُ ٌَ
بس َو ِاد البَطْ ِن أَ ْن يُ ْش َوىَ ،
قال: م اَّللُ عليه َو َسلا ى صلا سول هللاِ ر ر َمأ
و ت ع قالَّ :ل بل ب يع ،فَا ْشرتى منه َشاةا ،فَصنِ ف ؟ة ب قال :أَم ِ
ه
َ َ ا َ ُ َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ٌ ْ َ ْ َ َ َ ٌ َ أ َْو َ ْ
اَّلل عليه وسلام حازةا حازةا ِمن سو ِاد بطْنِها ،إ ْن كا َن َش ِ و ْامي هللاِ ،ما ِمن الثا ََلثِي وِمئَ ٍة اإَّل حاز له ر ُ ِ
اه ادا أ َْعطَاهُ ،وإ ْن كا َن ََ َ َ ََ َ ُ ُ صلاى اُ سول هللا َ َ َ ََ َ َُ
ي ،فَ َح َم ْلتُهُ علَى البَعِ ِري ،أ َْو كما َ
قال. ص َعتَ ْ ِ َمجَعُو َن َو َشبِ ْعنَاَ ،وفَ َ
ض َل يف ال َق ْ ص َعتَ ْ ِ
ي فأ َك ْلنَا منهما أ ْ َغائِباا َخبَأَ لهَ .
قالَ :و َج َع َل قَ ْ
معاين الكلمات
الصاع :مكيال املدينة تقدر به اِلبوب وسعته أربعة أمداد ،واملد هو ما َيأل الكفي.
ان :منتفش الشعر اثئر الرأس ،حز :قطع .اِلزة :القطعة ،خبأ :سرت وحفظَ ،سواد البط ِن :الكبِ ُد ُم ْش َع ٌّ
شرح احلديث
حىت أ َك َل
القليل ا عامومن ذلك أ ْن كث َار الطا يديه الربكةَِ ، َ على رى أج و ، ات أيا َد هللا سبحانه وتَعاىل نَبياه صلى هللا عليه وسلم ِ
ابملعجز ِ
َ َ َ َ ْ ْ ُ ُ
بربكتِه صلى هللا عليه وسلم. منه اجلَ ُّم الغَفريُ ََ
ايب صلى هللا عليه وسلم ، رج ٍل مع الن ِّ ِ
ضي هللاُ عنهما اأِنم كانوا ثَ َ
َلثي ومئةَ ُ ر الص ِّد ِ
يق عبد الارمح ِن بن أِب بك ٍر ِ
ّ َ ُ رب ِ
اِلديث ُُيِْ ويف هذا
َ َ ُ ُ
عام أو ْحن ِو ٍ ِ بصاع ِمن طَ ٍ ٍ
رجل
صاع ،فَعُج َن ،مثُا جاءَ ٌ رجل ٍ عام؟" فجاءَ ٌ هل مع أحد منكم طَ ٌ ايب صلاى هللاُ عليه وسلا َمْ " : فسأ َهل ُم الن ُّ
َ
ايب صلى هللا عليه وسلم" :بَْي اعا أ َْم َعطياةا؟" تفر ُق غريُ ُمسارٍح ،وكان معه غنَ ٌم يَسوقُها ،فقال له الن ُّ ويل ،يعينَ :ش ْع ُره ُم ِّ ُمش ِرٌك ُم ْش ٌّ
عان طَ ٌ
خت ،و َأمَر ايب صلى هللا عليه وسلم منه شاةا ،فَطُبِ ْ يع" ،فا ْش َرتى الن ُّ جل املش ِرُكْ " :
بل بَ ٌ بيع لنا الغنَ َم ْأم ُِتْديها لنا؟ فقال الار ُ هل تَ ُيعينْ :
ضي هللاُ عنهما ابهللِ ،ما ِمن َ ر
َ بن أِب بَك ٍ
ر ُ نعبد الارمح ِ
ُ مُ سالنايب صلى هللا عليه وسلم بِسو ِاد البط ِن أ ْن ي ْشوى ،وهو الكبِ ُد وحنوه .في ْق ِ
ُ ُ ُ َ ُّ
ايب صلى هللا عليه وسلم له ِمن َسو ِاد البطْ ِن ،يعين :قطَ َع له قِطعةا ِم َن الكبِ ِد، ين اإَّل َحاز الن ُّ ِ ٍ
اَلثي ومئة الاذين كانوا حاضر َ أحد يف الث َ
ٍ
ِ ِ
أعطاها له ،وإ ْن كان غائباا َحفظَها له ،و َأمَر صلى هللا عليه وسلم أ ْن ُجي َع َل ذلك الطا ُ
عام يف قَصعتَي ،وال َقصعةُ اإلانءُ حاضرا ْ
ا فإ ْن كان
ومحل املتب ِّقي منه على البع ِري؛ م ِ
عجزةا له صلى هللا عليه وسلم َ ُ َ
حىت َشبِعواُِ ،
ين ا َ يع اِلاض ِر
ُ ب ،فأ َك َل منها َمج الكبريُ ِمن َ
اخلش ِ
ُ
بول اهلدياِة منهم.
اِلديث :مشروعياةُ البي ِع ِمن املش ِركي وقَ ِ
َ َ
ِ ويف
عند الضارورةِ.
عام َ وفيه :املواساةُ ابلطا ِ
اخلرب ،وإ ْن كان ِ
املخربُ صادقاا. أكيد َِوفيه :القسم لت ِ
َُ َ
ف.
عر ُ ي َّل الذي اخص اجمل ِ
هول ِ ش ال ن م ِ
األشياء ِ وفيه :مشروعياةُ ِشر ِ
اء
َُ َ
شرح اإلمام النووي
ِ ِ ض ِّم الْ ِميم َوإِ ْس َكان ِّ
اعر َوُمتَ َف ِّرقه.
َي ُمنْ تَفش الش ْ الشي الْ ُم ْع َج َمة َوتَ ْشديد النُّون أ ْ (جاءَ َر ُجل ُم ْش ِرك ُم ْش َعا ّن) ُه َو بِ َ قَ ْوله َ :
قَ ْوله َ ( :وأ ََمَر بِ َس َو ِاد الْبَطْن أَ ْن يُ ْش َوى ) يَ ْع ِين الْ َكبِد.
اَّلل علَي ِه وسلام حازة ِمن سواد بطْنها ,إِ ْن َكا َن َش ِ ي َوِمائَة إِاَّل َحاز لَهُ َر ُسول ا ِ قَوله ( :واَْمي ا ِ
اه ادا أ َْعطَاهُ , صلاى ا َ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ َ َ اَّلل َ اَّلل َما م ْن الث َاَلث َ َ ْ
ض ِّم ي فَ َح َملْته َعلَى الْبَعِري ) ْ
اِلُازة بِ َ ص َعتَ ْ ِض َل ِيف الْ َق ْ ي ,فَأَ َكلْنَا ِمْن ُه َما أ ْ
َمجَعُو َن َ ,و َشبِ ْعنَا َ ,وفَ َ ص َعتَ ْ ِ ِ
َوإِ ْن َكا َن َغائباا َخباأَ لَهُ َ ,و َج َع َل قَ ْ
ص َعة بَِفْت ِح الْ َقاف. ِ ِ ِ
اِلَاء َ ,وه َي الْقطْ َعة م ْن اللا ْحم َو َغ ْريه َ ,والْ َق ْ ْ
ُخَرى ِ ِ
اَّلل صلى هللا عليه وسلم :إِ ْح َد ُامهَا تَكْثري َس َواد الْبَطْن َح اىت َوس َع َه َذا الْ َع َدد َ ,و ْاأل ْ ول ا اهرَات ِن لِرس ِ ِ ِ ِ وِيف ه َذا ْ ِ
اِلَديث ُم ْعجَزَاتن ظَ َ َ ُ َ َ
َحد إِلَْي َها. أ ةاج ح وها لِ َع َدِ
م ت ِمْنهُ فَ ْ
ضلَة َمحَلُ َ ضلَ ْ ي َ ,وفَ َ صاع و َِلم الشااة ح اىت أَ ْشب عهم أ ْ ِ
َمجَع َ تَكْثري ال ا َ ْ
ِ
َ َ َ َ ََُ ْ
الرفْ َقة فِيما ي ع ِرض َهلم ِمن طُرفَة وغَريها ,وأَناه إِذَا غَاب ب عضهم خبِئ نَ ِ
صيبه. اساة ُّ ِِ
َ َ ْ ْ ُّ َ ُْ ْ ْ َ ْ َ َ ُ َ َْ َوفيه ُم َو َ
********
ظَعلَى الْ َقْي ِس ُّيُ ،كلُّ ُه ْم َع ِن الْ ُم ْعتَ ِم ِرَ ،واللا ْف ُ ِ ي َ ،و َح ِام ُد بْ ُن عُ َمَر الْبَكَْرا ِو ُّ اَّللِ بْ ُن ُم َع ٍاذ الْ َعْن َِرب ُّ
ي َ ،وُحمَ ام ُد بْ ُن َعْبد ْاأل ْ َ -176حداثَنَا عُبَ ْي ُد ا
اة،الصف ِ
اب ُّ َص َح َ ال أَِِبَ ،حداثَنَا أَبُو عُثْ َما َن ،أَناهُ َح ادثَهُ َعْب ُد الار ْمحَ ِن بْ ُن أَِِب بَ ْك ٍر ،أَ ان أ ْ ال :قَ َ َِّلبْ ِن ُم َع ٍاذَ ،حداثَنَا الْ ُم ْعتَ ِم ُر بْ ُن ُسلَْي َما َن ،قَ َ
ِ ٍ ال َمارةاَ :م ْن َكا َن عِْن َدهُ طَ َعا ُم اثْنَ ْ ِ اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلا َم ،قَ َ ول اِ
ب بِثَََلثَةَ ،وَم ْن َكا َن عْن َدهُ طَ َع ُ
ام ي فَلْيَ ْذ َه ْ صلاى ا اَّلل َ َكانُوا َان اسا فُ َقَراءََ ،وإِ ان َر ُس َ
اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلا َم بِ َع َشَرةٍَ ،وأَبُو بَ ْك ٍر بِثَََلثٍَة،
صلاى ا ال :وإِ ان أَاب ب ْك ٍر جاء بِثَََلثٍَة ،وانْطَلَق نَِيب اِ أَرب ع ٍة فَ ْلي ْذهب ِِبَ ِام ٍ ِ ِ
اَّلل َ َ َ ُّ س ،ب َساد ٍس أ َْو َك َما قَ َ َ َ َ َ َ َْ َ َ َ ْ
الَ :وإِ ان أ ََاب بَ ْك ٍر تَ َعشاى عِْن َد النِ ِّ ال :وامرأَِيت وخ ِادم بي ب يتِنَا وب ي ِ ِ
صلاى ايب َ ت أَِِب بَ ْك ٍر -قَ َ ال :فَ ُه َو َوأ ََان َوأَِِب َوأ ُّمي َ -وََّل أ َْد ِري َه ْل قَ َ َ ْ َ َ َ ٌ َْ َ َْ َ َْ قَ َ
ضى ِم َن اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلا َم ،فَ َجاءَ بَ ْع َد َما َم َ صلاى ا ول اِ ت الْعِ َشاء ،مثُا ر َج َع ،فَلَبِ ث ح اىت صلِّي ِ اَّللُ َعلَْي ِه و َسلام ،مثُا لَبِ
اَّلل َ س َر ُس ُ َ ع
َ َن ىت ا ح
َ ثَ َ ُ َ ُ َ َ َ َ ا
ت :أَبَ ْوا َح اىت َِجتيءَ، ِ َضيافِك -أَو قَالَتِ :
ال :أ ََو َما َعشْايت ِه ْم؟ قَالَ ْ ك ؟ -قَ َ ضْيف َْ َ ك َع ْن أ ْ َ َ ت لَهُ ْامَرأَتُهَُ :ما َحبَ َس َ اللاْي ِل َما َشاءَ ا
اَّللُ ،قَالَ ْ
ال :و اِ ِ
اَّلل ََّل أَطْ َع ُمهُ الُ :كلُوا ََّل َهنيئااَ ،وقَ َ َ بَ ،وقَ َ اع َو َس ا الَ :اي غُْن ثَ ُر ،فَ َجد َ تَ ،وقَ َ اختَ بَأْ ُ
ت أ ََان فَ ْ ال :فَ َذ َهْب ُ وه ْم ،قَ َ ضوا َعلَْي ِه ْم فَغَلَبُ ُقَ ْد َعَر ُ
ِ ِ َس َفلِ َها أَ ْكثَ َر ِمْن َها ،قَ َ ِ ٍ ِ ال :فَ ْامي اِ
ك ،فَنَظََر ت قَ ْب َل ذَل َ ت أَ ْكثَ َر مماا َكانَ ْ ص َار ْالَ :ح اىت َشبِ ْعنَا َو َ اَّللَ ،ما ُكناا َأنْ ُخ ُذ م ْن لُ ْق َمة إِاَّل َرَاب م ْن أ ْ أَبَ ادا ،قَ َ ُ
تََّ :ل َوقُارِة َعْي ِينَ ،هلِ َي ْاآل َن أَ ْكثَ ُر ِمْن َها قَ ْب َل اس َما َه َذا؟ قَالَ ْ ت بَِين فَِر ٍ ُخ َ
إِلَي ها أَبو ب ْك ٍر فَإِ َذا ِهي َكما ِهي أَو أَ ْكثَر ،قَ َ ِ ِِ
ال َّل ْمَرأَتهَ :اي أ ْ َ َ َ ْ ُ َْ ُ َ
ولان ي ْع ِين ََيِينَه ،مثُا أَ َكل ِمْن ها لُ ْقمةا ،مثُا َمحَلَها إِ َىل رس ِ ِ ال :إِاَّنَا َكا َن ذَلِ َ ِ ال :فَأَ َك َل ِمْن َها أَبُو بَ ْك ٍرَ ،وقَ َ ث ِمَرا ٍر ،قَ َ ك بِثَََل ِ ِ
َُ َ َ َ َ ُ ك م َن الشْايطَ َ ذَل َ
ضى ْاألَ َج ُل فَ َع ارفْ نَا اثْنَا َع َشَر َر ُج اَل َم َع ُك ِّل َر ُج ٍل ِمْن ُه ْم ال :وَكا َن ب ي ن نا وب ٍ اَّلل علَي ِه وسلام ،فَأَصبح ِ اِ
ي قَ ْوم َع ْق ٌد ،فَ َم َ ت عْن َدهُ ،قَ َ َ َْ َ َ َ َْ َ صلاى اُ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ اَّلل َ
ال.َمجَعُو َن أ َْو َك َما قَ َ ث َم َع ُه ْم فَأَ َكلُوا ِمْن َها أ ْ اَّللُ أ َْعلَ ُم َك ْم َم َع ُك ِّل َر ُج ٍل ،إِاَّل أَناهُ بَ َع َس ا أ َُان ٌ
معاين الكلمات
الصفة :كانت الصفة ،املكان املظلل ،خلف مسجد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مأوى الفقراء واحملتاجي واألضياف الغرابء الذين
َّل يعرفون أحدا من أهل املدينة ،وكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يستعرضهم بعد صَلة املغرب ،فيطلب من املصلي القادرين
ئيم، ِ
أن يصحب كل واحد منهم واحدا من أهل الصفة يستضيفه هنيئا :بَل مشقة ،بلذة ،حبس :منع ،غُْن ثَ ُر :جاهل أو َدِنءُ أو لَ ُ
األنف أو الش ِ
افةَ ،ع ارفَ ه :جعله عريفا أي نقيبا. اع هَ :دعا عليه ابجل ْد ِع وهو قَطع األُذُ ِن أو ِ
ُ َ َجد َ
شرح احلديث
ِ ِ اة هم قوم فُقراء ِمن ال ا ِ الصف ِ
مأوى ،وكان هلم يف آخ ِر املسجد الن ِّ
ابوي مكا ٌن أهل وَّل َ يوت هلم وَّل َ صحابة ،كانوا غُرابءَ َّل بُ َ ٌ ُ أصحاب ُّ
ُ
ضي ر الص ِّد ِ
يق عبد الارمح ِن بن أِب بك ٍر ِ
ّ ُ كي حي
َ اة لذلك.ويف هذا اِل ِ
ديث َ
الصف ِ
ُّ فس ُّموا ِ
أبهل ها؛ َتت
َ بيتونَي ة
ٌ ص افةٌ أو ِمظلاص به ُ ص ٌ
ُم ا
َ َ ُ ُ
ض ام إليه اثلثاا ب ويَ ُ ذه ْ
ي فلْيَ َ عام اثن ِ
نده طَ ُضي هللاُ عنهم أ ان َمن تَي اسر له وكان عِ َ ا هللاُ عنهما أ ان ا ا
النيب صلى هللاُ عليه وسل َم َأمر أصحابَه َر َ
ألِنم كانوا فُقراءَ .فانطَلَ َق بساد ٍس منهم؛ ا س أو ِ اة وَيخذه لِيطعِمه معه ،وإن كان عِ َنده طَعام أرب ٍع ف ْليذهب معه ِ
ِبام ٍ الصف ِ ِمن ِ
أهل ُّ
ُ َ َ َ ْ ُ ُ َ
َلثة إىل بَيتِه ،ولكناه َترَكهم الص ِّديق رضي هللا عنه بثَ ٍ ِ اة ليُطعِ َمهم َ الصف ِ النيب صلاى هللاُ عليه وسلا َم َبع َشرةٍ ِمن ِ
عنده ،وجاءَ أبو بك ٍر ّ ُ َ َ ُ أهل ُّ ُّ
النيب صلاى هللا عليه وسلام وأ َكل طَعام الع ِ
النيب صلاى هللاُظل مع ِّ شاء عِ َنده ،مثا ا َ َ َ َ ُ رجع إىل ِّ ِ ِ
ألهل بَيته وأ َْوصاهم إبكرامهم وإطعامهم ،مثا َ
ِ ِ
ضي ِ اِ ِ ِ
حىت صلاى معه العشاءََ ، عليه وسلا َم ا
ورجع إىل داره بَ ْع َدما َمضى من الليل ما شاءَ هللاُ ،فسألَْته امرأتُه أ ُُّم ُروما َن -وهي ُّأم عائشةَ َر َ
فأخربتْه ِِ ِ اة ،فسأ َهلا أبو بك ٍالصف ِ أتخ ِره عن أضيافِه الث ِ
اَلثة ِمن ِ هللاُ عنهما -عن ِ
«أوما َعشايتيهم؟!» ََ ضي هللاُ عنه ُمستنكاراَ : َ رَ ر ُّ أهل سبب ُّ
ٍ األكل وأَب وا أ ْن َي ُكلوا ح اىت تَ ِ ِ
هللا ضي
ُ َ َ َ ُ ر ر ك ب أِب بن ِ
ن مح ر
ا ال بد
ُ ع
َ قال إليهم. عَ رج َ فامتَ نَعوا م َن ِ َ ْ َ الطعام ْ
ُ ض عليهم ياف ق ْد عُ ِر َ أ ان ْ
األض َ
جاه ُل أو اي َدِنءُ أو وشتْ ِمه ،فقال أبو بك ٍر رضي هللا عنه :اي «غُنْ ث ر» ،أي :اي ثَقيل أو اي ِ أِب ن عنه :ف َذهبت أان فاختَ بأت خوفاا ِ
م
ُ ُ َ ُ َ َ َ َ ُ َ َ ُ
ِ
األضياف.مثُا ب ولَ َده؛ ظَناا منه أناه فَ ار َط يف َح ِّق وس ا ِ ِ ِ ِ
طع األُذُن أو األنف أو الشافةَ . اع»َ ،دعا على ولَده ابجلَ ْد ِع وهو قَ ُ ئيم« ،فَ َجد َ اي لَ ُ
ب املن ِزِلألِنم ََتَ اكموا على ر ِ األضيافُ :كلوا َّل َهنيئاا؛ َأتديباا هلم ا ِ سبب التاأْخ ِري ِمن ي له أ ان ضي هللاُ عنه لَ اما تَبَ ا قال أبو بك ٍر َر
َ ّ َ َ َ َ
ضي هللاُ عنه اأَّل يَطْ َع َمه، ر ٍ
ر ك ب أبو ف ل
َ ح مث
ا ه، عام يف وقْتِلده مع إ ْذنِه هلم يف ذلك ،أو أناكم َمل تَ َتهناوا ابلطا ِ ابِلضوِر معهم ،وَمل يكتفوا بو ِ
َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ُ
ِ ِ ٍ ِ ِ فقال :وهللاِ
ضي هللاُ عنه« :و ْاميُ هللا ،ما ُكناا َأن ُخ ُذ من لُ ْقمة اإَّل َرَاب من أس َفلها» ،أي :إ ان الطا َ
عام َ ر
َ عبد الارمح ِ
ن ُ م
َ أقس
َ مث
ا ا. د
ا أب
َ همُ َطع
َ أ َّل
ِ
وصارت األطعِمةُ أكثَ َر مماا كانت ْقب َل ذلك ،فنَظَر إليها أبو ِ ِ ٍ ِ
ص َح اىت َشبعواَ ، ؤخ ُذ منه من لُقمة ز َاد يف َموضعها ،ومل يَن ُق ْ مهما كان يُ َ
هي أكثَ ُر منها .فقال أو ا، يئ ش ص ق
ُ نَت مل
َ األوِ
ل ا ا بك ٍر رضي هللا عنه ،فإذا األطعِمةُ أو اجل ْفنةُ -وهي الوعاء -كما هي على ِ
حاهل
َ ا َ ْ َ ُ َ َ َ ُ
ِ اس -وهو فراس بن َغن ِم ب ِن ِ ِ ٍ اس ،أي :اي أخت ال َق ِوم املنتسبي إىل فِ ٍ َّلمرأتِه :اي أُخت بين فِ
فهام عن مالك ب ِن كنانةَ -ما هذا؟ است ٌ ُ ُ ر َ َ ر ْ َ َ َ
ت ث مار ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
فأقسم ْ
َ ات»، أكثر منها ْقب َل ذلك بثََل َ حال األطعمة ،قالت أ ُُّم ُروما َنَّ« :ل وقُارة َعيينَ ،هل َي» أي :األطعمةُ أو اجلَْفنةُ «اآل َن ُ
ضي ر ٍ
ر ك ب أبو ل ك
َ ه.فأ قُ ؤية ما ُِحيبُّه اإلنسا ُن ويوافِ ي ي ع ارب ُبا عن املسارةِ ور ِ ِ الع ة
ُ را وق
ُ بذلك، ها ِ
ر رو وس ، مبا رأَتْه ِمن قُارةِ عينِها ِمن ب ر ٍ
كة
َ َ َ َ ُ ُ َ ُ َ ُ ََ َ
َطع ُمه أبَ ادا، ِ ِ بعدِم ِ ِ مة أو ِمن اجلَْف ِنة ،وقال :إاَّنا كان ََيينُه هللا عنه ِمن األطعِ ِ
حي قال :وهللا َّل أ َ األكل من الشايطان ،وذلك َ السابق َ ُ ُ
ب ،مثا أ َك َل أبو ضِ ند الغَ َاعة ،أو عِ َ ث (عدم الوفاء ابلقسم) الاذي هو خري ،أو املراد َّل أَطْعمه معكم ،أو يف هذه ال اس ِ
ُ َ ُ ٌ َ
َخزاه ابِلِْن ِ
فأ ْ ُ
وأت ا ِ ُ
النيب ِ ا ِ
كيدا ل َدف ِع ال َوحشة ،مثا محَ َل هذا الوعاءَ مبا فيه م َن الطعام إىل ِّ
ِ لوب أضيافِهَ ، يب قُ ِ بك ٍر َرضي هللاُ عنه منها لُقمةا أُخرى؛ لِتَطيِ ِ
َ
ٍ خاري أناه صلاى هللاُ عليه وسلا َم أ َكل منها.مثا قال ُ ٍ ِ
صلاى هللاُ عليه وسلا َم فَأصبَ َحت ع َ
ضيبن أِب بكر َر َ عبد الارمح ِن ُ نده ،ويف رواية للبُ ِّ
ف اِلرب إىل حي مع استمرار حالة اِلرب ُبدف اَّلتفاق على ٍ
العهد واهلُْدنةُ (وقْ ُ وبي قَوم َع ْق ٌد ،واملر ُاد به ُ هللاُ عنهما :وكا َن بَْي نَنا ْ َ
العقد واهلُدنة؛ (وكان جيش املسلمي يستعد لغزوة جمتمعا يقوده اثنا عشر قائدا صلح) ،فانتهى األجل ،وهي امل ادةُ احملدادةُ هلذا ِ
َُ
فوضعت القصعتان بي يدي اجلنود فأكلوا منها مجيعا حىت شبعوا ،وكانت بركة النيب صلى هللا عليه وسلم ومعجزة من معجزاته
كل فِ ٍ ِ
رقة َر ُج اَل، أس ِّ وجعل على ر ِالنيب صلاى هللاُ عليه وسلا َم جيش املسلمي إىل اثنَ َْيت َع ْشرةَ فرقةاَ ، املشهورة يف تكثري الطعام) فق اس َم ُّ
ومهم .فأ َكل هؤَّلء الناس ِمن األطْ ِ رقة« ،فع ارفنا» ،أي :جعلْنا عرفاء نُ َقباء على قَ ِ كل فِ ٍ بعدد ِ ِ وهللا وح َده هو أعلَم ِ
عمة ُ َ َ َ ُ َ َ الرجال يف ِّ ّ ُ ُ ْ
أمجعو َن ،ف َكفاهم لِما جعل هللا فيه ِمن الرب ِ
كة.ََ َ ُ َ
طاع إليه، النيب صلاى هللا عليه وسلام ،و ِ
اَّلنق ِ ِ بِ ح ن ديث :فَضيلةُ اإليثا ِر واملواساةِ .وفيه :ما كان عليه أبو بك ٍر رضي هللا عنه ِ
م ويف اِل ِ
َ ُ ُ ّ ّ َ َ َ ُ َ
ي والتكفريُ عنه إذا رأَى ضي هللاُ عنه .وفيه :اِلِ ُ
نث يف اليَم ِ ر للص ِّد ِ
يق ّ
األضياف .وفيهَ :كرامةٌ ِ
ظاهرةٌ ِ ِ و وِنا ِره على ِ
األهل َ هوإيثا ِره يف لَيلِ
َ َ
اَّلجتماع .وفيه :أ ان الو َلد واألهل يلزمهم ِمن ِخ ِ عام مع ال َكثرةِ و ف على الطا ِ
دمة َ َ َُ ِ تضاع ُ َغ ْ َريها َخ اريا منها .وفيه :إشارةٌ إىل أ ان ََ
الربكةَ تَ َ
صاحب املن ِزِل.
َ
الض ِ
ايف ما يَ َلزُم
فوائد احلديث
-186وحدثين حممد بن رافع حدثنا إسحق بن عيسى أخربان مالك عن سهيل بن أِب صاحل عن أبيه عن أِب هريرة أن رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم ضافه ضيف وهو كافر فأمر له رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بشاة فحلبت فشرب حَلُبا مث
أخرى فشربه مث أخرى فشربه حىت شرب حَلب سبع شياه مث إنه أصبح فأسلم فأمر له رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
بشاة فشرب حَلُبا مث أمر أبخرى فلم يستتمها فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم املؤمن يشرب يف معى واحد
والكافر يشرب يف سبعة أمعاء.
معاين الكلمات:
أمعاء مجع ِمعى :جزء من القناة اهلضمية ( ،)intestinesمعدة :بطنstomach :
ا
مل يستتمها :مل يقدر أن يشرُبا على التمام.
شرح احلديث
ضى ِ بارُك له يف ال َق ِ ٍ ِ إ ان املؤمن َي ُكل َ ِ
ليل ،والكافَر يعيش ليأكل فيَأ ُك ُل مبُْقتَ َ أبدب الشارِع ،وَيكل ليعيش فيَأ ُك ُل يف م اعى واحد ،ويُ َ َ َ ُ
وح ْر ِ
ص ضا املؤم ِن ِابليس ِري ِمن الدُّنياِ ، ِ
ر ل ثيل مت
َ وهذا ها، بقات أمعائِه ُكلِّ
حىت ََيألَ طَ ِ ا ، عة ٍ
أمعاء الشاهوةِ والشارهِ والناه ِم ،فيأ ُكل يف سب ِ
َ َ َ ٌ َ َ َ ُ َْ
فه ُّمه كول؛ فيك ِ اوسع يف املأْ ِ الكاف ِر على ال َكث ِري ِمنها ،وهو إعَلم أب ان ه ام امل ِ
ؤم ِن مرضاةُ ربِ
كافر؛ َْسه ال ُ يل ،وعك ُ
ُ القل ْفيه َ ُ ُّ ت ال َّل تعاىل
َ هّ َ ُ ٌ َ
عدِم و ِ
جود الرب ِ بعة ٍ اهة وَّل يكتفي؛ فكأناه َي ُكل يف س ِ وشر ٍ
كة. ُ َ مع أمعاء َ ُ َ َ بات يف َحياتِه الدُّنيا ،فيَأ ُك ُل بنَ َه ٍم َ
اَّلستمتاع ابلطايِ ِ
ُ ّ
َ -187حداثَنَا عن أِب هريرة رضي هللا عنه قال :ما عاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم طعاما قط ،إن اشتهاه أكله ،وإن كرهه
تركه
-188حدثنا أبو بكر بن أِب شيبة وأبو كريب وحممد بن املثن وعمرو الناقد واللفظ ألِب كريب قالوا أخربان أبو معاوية حدثنا
األعمش عن أِب حيىي م وىل آل جعدة عن أِب هريرة قال ما رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عاب طعاما قط كان
إذا اشتهاه أكله وإن مل يشتهه سكت
معاين الكلمات
:ما جعله ذا عيب ما عاب
اشتهى الشيءَ :اشتدت رغبته فيه
:يف زمن من األزمنة قط
أن استعمال أواِن الذهب والفضة يف األكل والشرب حمرم ملا يف ذلك من الوعيد الشديد. ❖
الناهي عن استعماهلما يف األكل والشرب يعم استعماهلما ألي منفعة ،إَّلا ما أذن فيه ِّ
كحلي املرأة. ❖
أ ان اجلزاء يكون مواف اقا للعمل؛ فهذا الذي أتبع نفسه هواها ومتتاع ابلشرب إبانء الفضة سيتجارع عذاب جهنام ،يف تلك ❖
املواضع من بدنه اليت متتعت واستلذت ابملعصية يف الدُّنيا؛ وهكذا فاجلزاء من جنس العمل.
النهي يف اِلديث عا م يف اإلانء اخلالص من الذهب والفضة ,واإلانء املخلوط ُبما كاملطلي واملموه ُبما وحنو ذلك. ❖
اِلديث يشمل الرجال والنساء ابلتحرمي ,فَل جيوز للمرأة أن تتخذ األواِن من الذهب والفضة ،كما َّل جيوز ذلك للرجل ❖
شرح اإلمام النووي
شرح اإلمام النووي
قوله صلى هللا عليه وسلم ( :الذي يشرب يف آنية الفضة إَّنا جيرجر يف بطنه انر جهنم) ويف رواية ( :إن الذي َيكل أو يشرب يف
آنية الفضة والذهب) ويف رواية ( :من شرب يف إانء من ذهب أو فضة فإَّنا جيرجر يف بطنه انرا من جهنم) .
علماءالحديث الغريب
اتفق العلماء من أهل اِلديث واللغة والغريب وغريهم على كسر اجليم الثانية من ( جيرجر) ،واختلفوا يف راء (النار) يف الرواية األوىل،
قال القاضي :واختلفوا يف املراد ابِلديث ،فقيل :هو إخبار عن الكفار من ملوك العجم وغريهم الذين عادِتم فعل ذلك ،كما قال
يف اِلديث اآلخر ( هي هلم يف الدنيا ،ولكم يف اآلخرة ) أي هم املستعملون هلا يف الدنيا ،وكما قال صلى هللا عليه وسلم يف ثوب
اِلرير ( :إَّنا يلبس هذا من َّل خَلق له يف اآلخرة ) أي َّل نصيب .قال :وقيل :املراد ِني املسلمي عن ذلك ،وأن من ارتكب
هذا النهي استوجب هذا الوعيد ،وقد يعفو هللا عنه .هذا كَلم القاضي .والصواب أن النهي يتناول مجيع من يستعمل إانء الذهب
أو الفضة من املسلمي والكفار ؛ ألن الصحيح أن الكفار ُماطبون بفروع الشرع ،وهللا أعلم .
وأمجع املسلمون على َترمي األكل والشرب يف إانء الذهب ،وإانء الفضة على الرجل وعلى املرأة ،ومل ُيالف يف ذلك أحد من
العلماء إَّل ما حكاه أصحابنا العراقيون أن للشافعي قوَّل قدَيا أنه يكره ،وَّل حيرم .وحكوا عن داود الظاهري َترمي الشرب ،وجواز
األكل ،وسائر وجوه اَّلستعمال ،وهذان النقَلن ابطَلن .
مخالفة
أما قول داود فباطل ملنابذة صريح هذه األحاديث يف النهي عن األكل والشرب مجيعا وملخالفة اإلمجاع قبله قال أصحابنا انعقد
اإلمجاع على َترمي األكل والشرب وسائر اَّلستعمال يف إانء ذهب أو فضة ،إَّل ما حكي عن داود وقول الشافعي يف القدمي فهما
مردودان ابلنصوص واإلمجاع ،وهذا إَّنا حيتاج إليه على قول من يعتد بقول داود يف اإلمجاع واخلَلف ،وإَّل فاحملققون يقولون َّ :ل
يعتد به إلخَلله ابلقياس ،وهو أحد شروط اجملتهد الذي يعتد به .
وأما قول الشافعي القدمي فقال صاحب التقريب :إن سياق كَلم الشافعي يف القدمي يدل على أنه أراد أن نفس الذهب والفضة
الذي اختذ منه اإلانء ليست حراما ،وهلذا مل حيرم اِللي على املرأة .هذا كَلم صاحب التقريب ،وهو من متقدمي أصحابنا ،وهو
أتقنهم لنقل نصوص الشافعي .وألن الشافعي رجع عن هذا القدمي .والصحيح عند أصحابنا وغريهم من األصوليي أن اجملتهد إذا
قال قوَّل ،مث رجع عنه َّل يبقى قوَّل له ،وَّل ينسب إليه .قالوا :وإَّنا يذكر القدمي ،وينسب إىل الشافعي جمازا ،وابسم ما كان
عليه َّل أنه قول له اآلن .
فحصل مما ذكرانه أن اإلمجاع منعقد على َترمي استعمال إانء الذهب وإانء الفضة يف األكل والشرب والطهارة ،واألكل مبلعقة من
أحدمها ،والتجمر مبجمرة منهما ،والبول يف اإلانء منهما ،ومجيع وجوه اَّلستعمال ،ومنها املكحلة ،وامليل ،وظرف الغالية ،
وغري ذلك ،سواء اإلانء الصغري والكبري ،ويستوي يف التحرمي الرجل واملرأة بَل خَلف ،وإَّنا فرق بي الرجل واملرأة يف التحلي ملا
يقصد منها من التزيي للزوج والسيد .
أخالط من الطيب كالمسك والعنبر
قال أصحابنا وحيرم استعمال ماء الورد واألدهان من قارورة الذهب والفضة .قالوا :فإن ابتلي بطعام يف إانء ذهب أو فضة فليخرج
الطعام إىل إانء آخر من غريمها ،وَيكل منه فإن مل يكن إانء آخر فليجعله على رغيف إن أمكن .
وإن ابتلي ابلدهن يف قارورة فضة فليصبه يف يده اليسرى ،مث يصبه من اليسرى يف اليمن ،ويستعمله .قال أصحابنا :وحيرم تزيي
اِلوانيت والبيوت واجملالس أبواِن الفضة والذهب -هذا هو الصواب ،وجوزه بعض أصحابنا .قالوا :وهو غلط .
قال الشافعي واألصحاب :لو توضأ أو اغتسل من إانء ذهب أو فضة عصى ابلفعل ،وصح وضوءه وغسله .هذا مذهبنا ،وبه
قال مالك وأبو حنيفة والعلماء كافة ،إَّل داود فقال َّ :ل يصح ،والصواب الصحة .وكذا لو أكل منه أو شرب عصى ابلفعل ،
وَّل يكون املأكول واملشروب حراما .هذا كله يف حال اَّلختيار .وأما إذا اضطر إىل استعمال إانء فلم جيد إَّل ذهبا أو فضة فله
استعماله يف حال الضرورة بَل خَلف .صرح به أصحابنا .قالوا :كما تباح امليتة يف حال الضرورة .قال أصحابنا :ولو ابع هذا
اإلانء صح بيعه ؛ ألنه عي طاهرة َيكن اَّلنتفاع ُبا أبن تسبك .
وأما اختاذ هذه األواِن من غري استعمال فللشافعي واألصحاب فيه خَلف ،واألصح َترَيه .والثاِن كراهته ،فإن كرهناه استحق
صانعه األجرة ،ووجب على كاسره أرش النقص ،وإَّل فَل .وأما إانء الزجاج النفيس فَل حيرم ابإلمجاع .وأما إانء الياقوت والزمرد
والفريوزج وحنوها فاألصح عند أصحابنا جواز استعماهلا ،ومنهم من حرمها .وهللا أعلم
ابب حترمي استعمال إانء الذهب والفضة
عن الرجال والنساء وخاتك الذهب واجلرير على الرجل
وإابحته للنساء وإابحة العلم وحنوه للرجل ما مل يزد على أربع أصابع
استحباب اتباع اجلنائز للصَلة عليها ودفنها إذا قام بذلك من يكفي ،وإَّل فهي فرض كفاية. ❖
تشميت العاطس إذا محد هللا بقوله( :يرمحك هللا) فيكون الرد واجبا. ❖
إبرار قسم املقسم ،وهو مستحب ،ملا فيه من جرب القلب وإجابة طلبه يف غري إمث. ❖
وجوب نصر املظلوم ألنه من النهي عن املنكر ،وفيه رد للشر وإعانة املظلوم وكف الظامل. ❖
إجابة الدعوة ،فإن كانت لعرس وجبت اإلجابة إن مل يكن مثَا منكر َّل يقدر على إزالته ،وإن كانت لغريه من الدعوات املباحة ❖
النهي عن الشرب آبنية الفضة ،وأعظم منه الذهب ،وسائر اَّلستعماَّلت إَّل ما ورد استثناء يف نصوص أخرى. ❖
شرح احلديث
ومن ذلكث النيب صلى هللا عليه وسلم ليُتم مكارم األخَلق ،ولذا فإنه حيث على كل خلق وعمل كرَيي ،وينهى عن كل قبيحْ ، بُعِ َ
ودعاء له ،واتباع اجلنازة ،ملا
ما يف هذا اِلديث من األشياء اليت أمر ُبا وهي :عيادة املريض اليت فيها قيام حبق املسلم ،وتَرويح عنهُ ،
يف ذلك من األجر للتابع والدعاء للمتبوع ،والسَلم على أهل املقابر والعِظة واَّلعتبار ،وتشميت العاطس إذا محد هللا فيقال له:
يرمحك هللا .وإبرار قسم املقسم إذا دعاك لشيء وليس عليك ضرر فترب قسمه ،لئَل َُتوجه إىل التكفري عن َيينه ،ولتجيب دعوته
خاطَرهُ ،ونصر املظلوم من ظامله ملا فيه من رد الظلم ،ودفع املعتدي وكفه عن الشر ،والنهي عن املنكر ،وإجابة من دعاك ،أل انوجترب ِ
يف ذلك تقريبا بي القلوب وتصفية النفوس ،ويف اَّلمتناع الوحشة والتنافر .فإن كانت الدعوة لزواج فاإلجابة واجبة ،وإن كانت لغريه
فمستحبة ،و إفشاء السَلم ،وهو إعَلنه وإظهاره لكل أحد ،وهو أداء للسنة ،ودعاء للمسلمي من بعضهم لبعض ،وسبب جللب
املودة .أما األشياء اليت ِنى عنها يف هذا اِلديث فالتختم ِبوامت الذهب للرجال ،ملا فيه من التأنث وامليوعة ،وانتفاء الرجولة ،وعن
ف والتكرب ،وإذا منع الشرب مع اِلاجة إليه فسائر اَّلستعماَّلت أوىل ابملنع والتحرمي ،وعن الشرب آبنية الفضة ،ملا فيه من ال اسر ِ
َ
املياثر ،والقسي ،واِلرير ،والديباج ،واإلستربق ،وهي من أنواع اِلرير على الرجال؛ فإِنا تدعو إىل اللي والرتف اللذين مها سبب
اعةَ ،والرجل يطلب منه النشاط والصَلبة والفتوة ،ليكون دائما مستعدا للقيام بواجب الدفاع عن دينه وحرمه ووطنه
العطالة والد َ
معاين الكلمات
ِحكة :التهاب يف اجللد حيمل صاحبه على كثرة ح ّكِه ،وجع :أمل
شرح احلديث
من يسر الدين اإلسَلمي أنه يرخص يف الشيء احملرم لعلة توجب الرتخيص وقد رخص النيب صلى هللا عليه وسلم للزبري وعبدالرمحن
رضي هللا عنهما يف لبس قمص اِلرير مع كونه حماراما على الرجال ملا فيه من دواء للحكة ،وكذلك كل من كان مثلهما.
اِلَِري ِر ِيف [ ص ] 245 :ال اس َف ِر الزبَِْري بْ ِن الْ َع َو ِّام ِيف قُ ُم ِ اَّلل علَي ِه وسلام ر اخص لِعب ِد الار ْمح ِن ب ِن عو ٍ ول اِقَ ْولُهُ ( :إِ ان َر ُس َ
ص ْ ف َو ُّ َ ْ َْ صلاى اُ َ ْ َ َ َ َ َ َْ اَّلل َ
اِل ِري ِر ِيف َغزاةٍ اَّللِ صلاى ا ِ ِ ٍ ِمن ِح اك ٍة َكانَ ِِ
َ ص َْ ص َهلَُما ِيف قُ ُم ِ اَّللُ َعلَْيه َو َسلا َم الْ َق ْم َل ،فَ َر اخ َ ت ُب َما ) َ ،وِيف ِرَوايَة ( :أ اَِنُ َما َش َك ْوا إِ َىل َر ُسول ا َ ْ ْ
اِل ِري ِر لِلارج ِل إِ َذا َكانَت بِِه ِح اكةٌ لِما فِ ِيه ِمن الْربودةِ ِِ ِ يح ِيف الدَاَّللَِة لِ َم ْذ َه ِ اِلَ ِد ُ
َ ُُ َ َ ْ ُ س َْ وز لُْب ُ ب الشاافعِ ِّي َوُم َوافق ِيه أَناهُ َجيُ ُ ص ِر ٌ
يث َ َهلَُما) َ .ه َذا ْ
يل ِجلََوا ِز لُْب ِ يث ح اجةٌ علَي ِه ،وِيف ه َذا ْ ِ ِ ِ ك ََّ :ل َجيوز ،وه َذا ْ ِ ال َمالِ ٌ ِ ،وَك َذلِ ِ
اِلَِري ِر
س ْ اِلَديث َدل ٌ اِلَد ُ ُ َ ْ َ َ ُ ُ ََ ك َ ،وقَ َ ك للْ َق ْم ِل َ ،وَما ِيف َم ْع َن ذَل ََ َ
اف ،وِ اِل ِاء وتَ ْش ِدي ِد الْ َك ِ ِِ ا ٍ ِ ِ ِ عِْن َد ال ا
ب أ َْو َْحن ُوهُ .مثُا ر اجل
ْ
َ َ ََ ُ ي ه ب َوَملْ َجي ْد َغ ْ َريهُ .أما قَ ْولُهُ ِ ( :لكة ) فَه َي ب َك ْس ِر َْ َ اِلَْر ُ ورةِ َك َم ْن فَ َ
اجأَتْهُ ْ ض ُر َ
َص َحابِنَا
ضأ ْ ال بَ ْع ُ
ض ِر َِ
مج ايعا َ ،وقَ َ اِلَِري ِر لِْل ِح اك ِة َوَْحن ِوَها ِيف ال اس َف ِر َو ْ
اِلَ َ س ْ ُ ب
ُْل وز
ُ ُجي
َ اه
ُ نَأ م
ْ ه
ُ ري
ُ
ص ِحيح عِْن َد أَصحابِنَا والا ِذي قَطَع بِِه َمج ِ
اه َ َ َْ َ ال ا ُ
يف .ضعِ ٌ ص ِابل اس َف ِر َ ،و ُه َو ََُيْتَ ُّ
معاين الكلمات
ِ :
خشن غليظ :ثوب حييط النصف األسفل من البدن اإلزار
املبلدة :املرقعة /الغليظة :الثوب /اللباس الكساء
قبضه هللا :أماته هللا :مات قُبِ َ
ض
شرح احلديث
اهدا يف أُموِر الدُّنياُ ،مقبِ اَل على أُموِر اآلخرةَِ ،ر ْغ َم ما آاتهُ هللاُ ُسبحانه ِمن الغنائ ِم واألمو ِال ،ولكناه ايب صلى هللا عليه وسلم ز ا كان الن ُّ
ض الدُّنيا. األعلى يف التاقلُّ ِل ِمن َعَر ِ ب لنا املثَ َل ْ َ صلاى هللاُ عليه وسلا َم َ
ضَر
ِ َ ِ
اوب
إليهم كساءا ُملبا ادا ،وهو الث ُ
أخَر َجت ْ ضي هللاُ عنها ْ
املؤمني َر َ
َ األشعري أ ان عائشةَ أ ام
ُّ بن أِب ُموسى ويف هذا اِلديث يَْروي أبو بُ ْردةَ ُ
اهر أناه َّل يُطلَ ُق اإَّل على ما ا
ظ الو ا،كا ي س
َ هط
ُ س و ح أصب الذي هو وقيل: ، ٍ
عض ب على هعض ب ب كا
ر ي ذي ظ الاُ الغلي ساء املرقاع ،أو الكِ
ُ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ ُ ُ ُ ُ
وحه إىل خالِِقها ،وكان ت ُر ُ فاض ْ
ت أ ْن َ اوب وقْ َ
س هذا الث َ ايب صلى هللا عليه وسلم كان يَلبَ ُ أيضا أ ان الن اأخربِْتم ا الصوف ،و ََ
كان ِمن ُّ ِ
سرت به َعورتَه ونِص َفه األس َف َل صلى هللا عليه وسلم . ِ ِ
س مع هذا الكساء إز اارا غَليظاا مماا كان يُصنَ ُع ابليَ َم ِن؛ ليَ َُ يَلبَ ُ
س لبي كان اه
ن أل منه؛ دتمل أ ْن يكو َن عن غَ ِري قص ٍ وحي ِ
َ ، اض ِع وتَ ْر ِك التانعُّ ِ
م و ا
ت لل ن
َ يكو نْ أ ل ولُبسه صلاى هللا عليه وسلام الثاوب امللبا َد َحي ِ
تم
َ ْ ُ ُْ
ُ َ ُ ُ َ َ ُ ُ
ما َو َج َد.
ايب صلى هللا عليه وسلم ،واَّلستفادةِ منها يف تَعلي ِم الن ِ
ااس. ِ ِ اِلديثِ :حرص ال ا ِ ِ
صحابة على اَّلحتفاظ آباثر الن ِّ ُ ويف
-42حدثنا حيىي بن حيىي قال قرأت على مالك عن انفع وعبد هللا بن دينار وزيد بن أسلم كلهم ُيربه عن ابن عمر أن رسول هللا
ينظر هللاُ إىل من جار ثوبَه ُخيَلء"
صلى هللا عليه وسلم قالَّ" :ل ُ
معاين الكلمات
التكرب والعجب ابلنفس
ُّ : اخلُيََلء
:تكربا خيَلء
َّل ينظر هللا َّ :ل ينظر نظرة رمحة وعطف
:سحب على وجه األرض بسبب طول اإلزار وحنوه جر
ّ
شرح احلديث
صفةَ الكِرب ِ تكرب ،وَّل َِحي ُّق ٍ
ألحد ِمن عِ ِ
باده أ ْن ينا ِزعه ِ
تالي
ين واملُ ْخ َ تكرب َوتعاىل املُ ِّ
ايء ،وق ْد توعا َد ُسبحانَه َ ْ ُ َ ِ
وتعاىل هو املُ ُّ إ ان هللاَ ُسبحانَه َ
فة َّل يَنبَغي أ ْن تكو َن اإَّل له َ
تعاىل. بص ٍ لَ اما اتاصفوا ِ
َ
ي ب َقص ِد الكِ ِرب -بع ٍ ديث تَوعا َد النايب صلاى هللا عليه وسلام من جار ثَوبه خيَلء -أيِ َ : ويف هذا اِل ِ
قوبة ُ ياب إىل ما ْبع َد ال َك ْعبَ ِ ْ
أطال الثّ َ َ َ َ َ َُ َ ُ ُّ َ
كل َمن ُح ِرَم نظََر هللاِ عاز ا
وجل إليه؛ فإ ان ِ
القيامة اأَّل يَنظَُر هللاُ إليه ،و ُّ يوم ِ
وم القيامة» ،أي :كان َجز ُاؤه َ
ٍ
َشديدة؛ وهي « َملْ يَنظُِر هللاُ إليه يَ َ
ايب صلاى هللاُ عليه ديث ،قال للن ِّ ذاب األلي ِم ،فل اما َِسع أبو بَك ٍ
للع ِ وصاحبه مستَ ِ ِ له نَصيبا ِمن الو ِ
ضي هللاُ عنه هذا اِلَ َ َ رَ ر َ ق
ٌّ ح ُ ُ ، عيد َ ا
ض ،ولكناه يَنتَبِهُ إليه ويَرفَعُه ِ
يل على األر ِ أح َد طَ َْ ِ
ريف ثَوبه ََي ُ عاه َد ذلك منه» ،يَعين :إ ان َ سرتخي ،اإَّل أ ْن أتَ َ اي ثَ ْوِب يَ َْ أح َد شق ْ وسلا َم« :إ ان َ
ُكلاما اسرتخى ،فنَفى عنه النايب صلاى هللا عليه وسلام ِ ِ
صفةَ الك ِرب ،و ْ
أخ ََربه أناه َّل يَصنَ ُع ذلك ُخيََلءَ وتَباهياا. َ ُ ُّ ْ َْ
ِ
احلديث: من فوائد
َترمي إسبال الثياب مطلقا ،ويشتد التحرمي حي يكون ذلك تكربا. ❖
هذا اِلكم عام يف الثياب والسراويل وغريها. ❖
إثبات صفة النظر هلل -سبحانه وتعاىل.- ❖
اإلسبال فيه مفاسد كثرية ،ومنها الوقوع يف اإلسراف ،ألن الثوب الزائد على قدر َّلبسه يتسخ ويتمزق فهو داخل يف ❖
اإلسراف
شرح اإلمام النووي
ال اِ ْختِيَ ااَّل
اختَ َ ِ ِ ِ ِ
اخلُيَ ََلء ِابلْ َم ّدَ ،والْ َمخيلَة َوالْبَطَر َوالْك ْرب َوالازْهو َوالتابَ ْخ ُرت ُكلّ َها ِمبَْع ان َواحد َو ُه َو َحَرامَ .ويُ َقالَ :خال الار ُجل َو ْ ال الْعُلَ َماء ْ : قَ َ
َي ََّل يَْر َمحهُ َوََّل يَنْظُر إِلَْي ِه نَظَر َر ْمحَة. احب كِرب ومعن ََّل ي نْظُر ا ِ
اَّلل إِلَْيه أ ْ ْ ََ ْ َ َ
احب خال أَي ص ِ
َ ْ َ
إِذَا تَ َك ارب وهو رجل خال أَي متَ َكِرب وص ِ
َ َ َُ َ ُ َ ْ ُ ّ َ َ
اإل َزار َوالْ َق ِميص اإل ْسبَال يَ ُكون ِيف ِْ ص ِحيح أَ ان ِْ اِلَ ِديث ال ا اك ْ اض احا بُِف ُروعِ ِه َوِذ ْكرَان ُهنَ َ اإلَيَان و ِ ِ
َحاديث فَ َق ْد َسبَ َق ِيف كتَاب ِْ َ
وأَاما فِ ْقه ْاأل ِ
َ َ
يدها ِاب ْجلَِّر ُخيَ ََلء ي إِ ْن َكا َن لِلْخي ََل ِء فَإِ ْن َكا َن لِغَ ِريها فَهو م ْكروه وظَو ِاهر ْاأل ِ َوالْعِ َم َامة َوأَناهُ ََّل َجيُوز إِ ْسبَاله ََْتت الْ َك ْعبَ ْ ِ
َحاديث ِيف تَ ْقيِ َ َ ْ َ َُ َ ُ َ َ َُ
اإل ْسبَال لِلنِّ َس ِاء َوقَ ْد
َمجَع الْعُلَ َماء َعلَى َجواز ِْ
َ ص الشاافِعِ ّي َعلَى الْ َف ْرق َك َما ذَ َك ْرَان َوأ ْ صوص ِاب ْخلُيَ ََل ِء َوَه َك َذا نَ ا اح ِرمي ُمَْ ُ
تَ ُد ّل َعلَى أَ ان الت ْ
ِ اَّلل َعلَْي ِه َو َسلام ِْ
اَّلل أ َْعلَم.
اعاَ .و ااإل ْذن َهلُ ان ِيف إِ ْر َخاء ذُيُوهل ان ذ َر ا َ صلاى ا ايب َص اح َع ْن النِ ّ َ
ي َك َما ِيف َح ِديث اِبْن عُ َمر الْ َم ْذ ُكور َوِيف َح ِديث أَِِب صف ال اساقَ ْ ِ وأَاما الْ َق ْدر الْمحتَسب فِيما ي ْن ِزل إِلَي ِه طَرف الْ َق ِميص و ِْ ِ
اإل َزار فَن ْ َ َ َ ْ َ ُْ َ َ
ِ ِِ
ك فَ ُه َو ِيف الناار). َس َفل ِم ْن َذل َ ي َما أ ْ يما بَْينه َوبَْي الْ َك ْعبَ ْ ِ ِ
صاف َساقَ ْيه ََّل ُجنَاح َعلَْيه ف َ
ِ ِ
َسعيد( :إَِز َارة الْ ُم ْؤمن إِ َىل أَنْ َ
ي فَ ُه َو ممَْنُوع .فَإِ ْن َكا َن لِلْ ُخيَ ََل ِء فَ ُه َو ممَْنُوع
ي فَ َما نََزَل َع ْن الْ َك ْعبَ ْ ِ اجلَائِز بََِل َكر َاهة َما ََْتته إِ َىل الْ َك ْعبَ ْ ِ
َ ي َو ْصف ال اساقَ ْ ِ بنْ
فَالْمستَح ِ
ُْ َ ّ
ِ ِِ ِ ِ ِ مْنع ََْت ِرمي وإِاَّل فَمْنع تَ ْن ِزيه .وأَاما ْاأل ِ
ب محَْله َحاديث الْ ُمطْلَ َقة أبَ ان َما ََْتت الْ َك ْعبَ ْي ِيف الناار فَالْ ُمَراد ُبَا َما َكا َن ل ْل ُخيَ ََلء ألَناهُ ُمطْلَق فَ َو َج َ َ َ َ َ َ
اَّلل أ َْعلَم.
َعلَى الْ ُم َقيادَ .و ا
اجة َوالْ ُم ْعتَاد ِيف اللِّبَاس ِم ْن الطُّول َوال اس َعةَ .و ا
اَّللُ أ َْعلَم! اِلَ َال الْعُلَ َماءَ :وِاب ْجلُ ْملَ ِة يُكَْره ُك ّل َما َز َاد َعلَى ْ اضي :قَ َ ال الْ َق ِ
قَ َ
ابب حترمي خامت الذهب على الرجال
ونسخ ما كان من إابحته يف أول اإلسالم
َخ َربِِن إِبْر ِاهيم بْ ُن عُ ْقبَةَ َع ْن ُكريْ ٍ يم ُّي َحداثَنَا ابْ ُن أَِِب َم ْرَميَ أ ْ ِ ام ِ
-52ح ادثَِين ُحمَ ام ُد بن سه ٍل الت ِ
ب َ َخ ََربِن ُحمَ ام ُد بْ ُن َج ْع َف ٍر أ ْ َ َ ُ ُْ َْ َ
ب ِيف يَ ِد َر ُج ٍل فَنَ َز َعهُ فَطََر َحهُ َوقَ َ
ال اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلام َرأَى َخامتَاا ِم ْن َذ َه ٍ
َ صلاى ا ول اِ
اَّلل َ اس أَ ان َر ُس َ اس َع ْن َعْب ِد ا
اَّللِ بْ ِن َعبا ٍ َم ْوَىل ابْ ِن َعبا ٍ
ك انْتَ ِف ْع بِِه ِ ول اِ ي ع ِم ُد أَح ُد ُكم إِ َىل مجرةٍ ِمن َان ٍر فَيجعلُها ِيف ي ِدهِ فَِق ِ
اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلا َم ُخ ْذ َخامتَ َ
صلاى ا اَّلل َ ب َر ُس ُيل للار ُج ِل بَ ْع َد َما َذ َه َ َ َ َْ َ َ َ ْ َ ْ ََْ ْ
اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلا َم
صلاى ا ول اِ ال ََّل و اِ
اَّلل َ آخ ُذهُ أَبَ ادا َوقَ ْد طََر َحهُ َر ُس ُ
اَّلل ََّل ُ قَ َ َ
معاين الكلمات
قصد .انتفع به :بِعه أو أع ِطه ٍ
ألحد من النساء. أرضا .يَعمد :يَ ُ
ْ ْ طرحه :ألقاه ا فنزعه :أخرجه.
شرح احلديث
نزعه» ،أي: ذه ٍ ِ اس رضي هللا عنهما أ ان النِايب صلاى هللا عليه وسلام رأى رج اَل يلبس يف ِ بن عبا ٍ عبد هللاِ
ب« ،فَ َ إصبَعه خامتاا من َْ ُ َ َ ُ َ ُ ا ُ َ َ ُ يَْروي ُ
أشد يف الازج ِر والت ِ
ايب صلاى هللاُ عليه وسلا َم ألناه أبلَ ُغ يف اإلنكا ِر و ُّ أخرجه ِمن إصبِ ِع ال ار ِ
اشديد يف الناه ِي أرضا ،وإاَّنا ألْقاهُ الن ُّ
جل وأَلقاه ا َ
ِ ِ ِ ِ الر ِ
جعلُها يفانصحا :يَ ْعم ُد ،أي :أيَقص ُد أح ُدكم إىل «مجرةٍ» ،وهي القطعةُ امللتهبةُ م َن الناا ِر ،فيَ َ ا هب .وقال له جال لل اذ ِ بس ِّ عن لُ ِ
ضي هللاُ عنهم ْبع َدما بعض ال ا ِ جل ِمن ِ يل لِلار ِ ِ ِ ي ِده؟! أي :أ ان لُبس ال اذ ِ ِ ِ
هب ل ِّلرجال َجي َعلُه سبباا ليُع اذ َ
صحابة َر َ يوم القيامة ،فَق َ ب عليه َ َ َ
انتفع به» ،وذلك بِبيعِه أو إبعطائِه ا ِ ِ ِ ِ ف ِم َن ِ
أجابَّ :ل
أحدا م َن النّساء ،فَ َ َ «خ ْذ َخامتَك ْ اجمللسُ : ب صلاى هللاُ عليه وسلا َم ،و َ
انصَر َ َذ َه َ
ا ا ِ
ف فيه ابلبي ِع
اصر ُ
أيضا الت ُّ أخ َذه مل َحي ُرْم عليه ،وَّل َحي ُرُم عليه ا
جل َ أبدا وق ْد طََر َحه صلى هللاُ عليه وسل َم ،قيل :لو أ ان الار َ آخ ُذه ا
وهللاَّ ،ل ُ
ِ
اإلابحة، صرفِه علىبسه ،وبَِق َي ما ِسواهُ ِمن تَ ُّ
جه ،وإاَّنا َِناه عن لُ ِ
ُ
بكل و ٍ وغ ِريه؛ أل ان النايب صلاى هللا عليه وسلام مل ي ْن هه عن الت ُّ ِ
اصرف فيه ِّ َ َ َ َُ ُ ا
ايب صلاى هللاُ عليه وسلا َم. أخ ِذه؛ مبالَغةا منه يف ِ
امتثال ْأم ِر النِ ِّ ع عن ْ ُ ولكناه تَوار َ
احلكمة من حترمي الذهب على الرجال
صَلح ألحواهلم ودفع الضرر عنهم يف دنياهم وآخرِتم ،وقد تظهر اِلكمة من بعض ٌ بكل ما فيه أمر هللا -سبحانه وتعاىل -العباد ّ
كل األحوال أن يُسلّم ألمر هللا تعاىل
األحكام الشرعيّة للمسلم ،وقد ختفى اِلكمة من بعض األوامر والنواهي ،وعلى املسلم يف ّ
حرمت الشريعة اإلسَلمية الذهب على الرجال؛ ليمتاز الرجال على النساء وُيتلفوا عنهم، ويذعن لشريعته اليت فيها مصلحته ،وقد ّ
وخصال متيّزها ،والذهب صةٌ ،واملرأة هلا خصائص خاصةٌ به؛ فالرجل له خصائص وخصال خا ا ٍ
ٌ لكل واحد منهم خصائص ّ وليكون ّ
ٍ
خاص ابلنساء وممّا أُبيح هلم دون الرجال التجمل؛ وهذا ٌ عد للزينة و ّ بوجه ٍّ
عام ُم ٌّ
شرح اإلمام النووي
قَ ْولهَ ( :رأَى َخامتَاا ِم ْن ذَ َهب ِيف يَد َر ُجل فَنَ َز َعهُ فَطََر َحهُ ) فِ ِيه إَِزالَة الْ ُمنْ َكر ِابلْيَ ِد لِ َم ْن قَ َد َر َعلَْي َها.
ِِ ِ ِ ِ وأَاما قَوله صلاى ا ِ
ص ِريح ِأبَ ان
لها ِيف يَده ) فَفيه تَ ْ َحد ُك ْم إِ َىل مجََْرة م ْن َانر فَيَ ْج َع َ
اَّلل َعلَْيه َو َسلا َم حي نََز َعهُ م ْن يَد الار ُجل ( :يَ ْع َمد أ َ َ ْ َ
اح ِرِمي َك َما َسبَ َق. ِ
اهي َع ْن َخ َامت ال اذ َهب للت ْ
الن ْ
اَّلل صلى هللا عليه وسلم فَ ِف ِيه الْ ُمبَالَغَة ِيف اِ ْمتِثَال أ َْمر آخذهُ َ ,وقَ ْد طََر َحهُ َر ُسول ا احب ه َذا ْ ِ
اخلَ َامت حي قَالُوا لَهُ ُ :خ ْذهُ ََّل ُ َ
وأَاما قَول ص ِ
َ ْ َ
ت الضاعِي َفة.الرت ُّخص فِ ِيه ِابلتاأْ ِو َيَل ِ اَّلل صلى هللا عليه وسلم ,و ِ
اجتنَاب َِنْيه َ ,و َع َدم اَ َ ْ َر ُسول ا
اإلابحة لِمن أَراد أَخذه ِمن الْ ُف َقراء و َغريهم ,و ِحينَئِ ٍذ َجيوز أ ِ
َخذه ل َم ْن َشاءَ ,فَإِ َذا أ َ
َخ َذهُ ُ ْ اخلَ َامت َعلَى َسبيل ِْ َ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ َ ْ ْ َ
ِ مثُا إِ ان َه َذا الار ُجل إِاَّنَا تَ َرَك ْ
صُّرفه فِ ِيه.
َج َاز تَ َ
ص َدقَة بِِه َعلَى َم ْن َْحيتَاج إِلَْي ِه ; ِ ِِ ِ ولَو َكا َن ِ
َخذه َوأ ََر َاد ال ا اص ُّرف فيه ِابلْبَ ْي ِع َو َغ ْريه َ ,ولَك ْن تَ َوار َ
ع َع ْن أ ْ َخذ َوالت ََخ َذهُ َملْ َْحيُرم َعلَْيه ْاأل ْ
صاحبه أ َ َ َْ
ِ ِ ِ ِِ ِألَ ا
ص ُّرفه َعلَى ِْ
اإل َاب َحة. اصُّرف فيه بِ ُك ِّل َو ْجه َ ,وإِاَّنَا َِنَاهُ َع ْن لُْبسه َ ,وبَق َي َما س َواهُ م ْن تَ َ ايب صلى هللا عليه وسلم َملْ يَْن َههُ َع ْن الت َ ّ ِ ن ال ن
معاين الكلمات
شَ :ح َفَر) "العلم يف الصغر كالنقش يف اِلجر"
(نَ َق َ carving, engraving, cutting الوِرق :الفضة ،النقش:
شرح احلديث
اَّلقتداء ِبفعلِه ،و ِ
ِ
اقتفاء أثَِرهِ ،
وح ْف ِظ ْ اِلب على التزِام أ َْم ِره ،وشديدا ،ومحلهم هذا ُّ سول هللاِ صلاى هللاُ عليه وسلام حباا ا صحابةُ َر َ أحب ال ا
ا
آاث ِره صلاى هللاُ عليه وسلام.
ِ
اإلسَلم ،وفيه للملوك اليت كان يَ ْدعوهم فيها إىل ِ ايب صلاى هللاُ عليه وسلام الذي كان َُيتِ ُم به َرسائلَه فة َِ
خامت الن ِّ صِ اِلديث يف ِ
ُ وهذا
ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ
ب لَهُ"،بن مالك رض َي هللاُ عنه :أ ان أاب بَك ٍر رض َي هللاُ عنهُ ملاا أصبَ َح اخلليفةَ ْبع َد َموت َرسول هللا صلاى هللاُ عليه وسلامَ " ،كتَ َ أنس ُ
ُُيربُ ُ
ايب صلاى هللاُ عليه وسلام ،الذي وختَ َمهُ َِ
ِبامت الن ِّ ِ ِ ألنس ر ِ
أيٍ :
مقادير الزكاةَ ،َ له كتب قد كان و ،ن ي
ر البح إىل ههجا و َ حي عنه ُهللا ي
َ َض
أسطُ ٍرُ : ش ِ ِ
(حم ام ٌد) َسطٌْر، املكتوب عليه" ،ثَلثةَ ُْ الكَلم
ُ اخلامت» ،أي: ايب صلاى هللاُ عليه وسلام« ،وكا َن ن ْق ُ كا َن معهُ ْبع َد َوفاة الن ِّ
َللة يف أَعلى اخلَا ِمت.ظ اجل ِ ِ
و(رسول) َسطٌْر ،و(هللا) َسطٌْر" ،وكا َن لف ُ َ ُ
ِ ِ ِ ِِ وُيِرب أنس ر ِ
بعد أَِب
مر َ النيب صلاى هللاُ عليه وسلام كان يف يده ،مثا يف يد أَِب بَك ٍر َرض َي هللاُ عنه ،مث يف يد عُ َ خامت ِّ ض َي هللاُ عنه أن َ ُ ُ ٌ َ
صه انحيةَ بط ِن الي ِدِ ، ِِ عدهِ َجيعلو َن َ ب ْك ٍر ،فكا َن النيب صلاى هللا عليه وسلام واخللفاء ِمن ب ِ
وظ ُّل َ َ هم ،وفَ ُّ ُاخلامتَ يف أيدي ِه ْم يَلْبَسونَهُ يف أصابع ْ ُ ُ َ ُ ُّ َ
اخلامت ،ويف ٍ ضي هللاُ عنه لَبِ خدم مع أِب بك ٍر وعمر ،فَلَ اما استخلف عثما ُن ر ِ ِ
س
َ ل
َ ج
َ يوم ََ س
َ ُ َ َ النيب صلاى هللاُ عليه وسلام ُه َو املُستَ َ ُ َ َ ُ َ َخامت ِّ
اخلامتُ يف البِئ ِر ،فتناوبوا ال اذ َ
هاب ط َ عل ُحيَِّرُكه يف إصبَعِه ،أو يف يَ ِده ،فَ َس َق َ
فج َ اخلامتَ َ
َخَر َج َ ِ
وهو بِئٌر كا َن يف املدينة ،فأ ْيسَ ، َعلى بِْئ ِر أَ ِر ٍ
اهم مل َِجيدوا َ ِ للبِئ ِر ثَلثةَ اأايٍم للبح ِ
اخلامتَ. اخلامت ،وأفرغوا البِ َئر من املاء ،ولكن ْ
ث ع ِن َِ َْ
اثئق الد ْاو ِلة
وو ِ ثيق مكاتَ ِ
بات ِ و لت - ِ
ل اخلامت -وما يستج ُّد من الوسائِ
ِ ديث :مشروعياةُ ِّاخت ِ
اذ ويف اِل ِ
َ ْ ُ َ ُ َ َ َ
قَ ْوله( :اختذ النيب صلى هللا عليه وسلم خامتا من ورق) الورق الفضة ،وقد أمجع املسلمون على جواز خامت الفضة للرجال ،وكره بعض
علماء الشام املتقدمي لبسه لغري ذي سلطان ،ورووا فيه أثرا ،وهذا شاذ مردود .
قال اخلطاِب :ويكره للنساء خامت الفضة ،ألنه من شعار الرجال .قال :فإن مل جتد خامت ذهب فلتصفره بزعفران وشبهه ،وهذا الذي
قاله ضعيف ،أو ابطل َّل أصل له ،والصواب أنه َّل كراهة يف لبسها خامت الفضة.
قوله ( :اختذ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم خامتا من ورق ،فكان يف يده ،مث كان يف يد أِب بكر ،مث كان يف يد عمر ،مث كان يف يد
عثمان حىت وقع منه يف بئر أريس ،نقشه :حممد رسول هللا).
فيه التربك آباثر الصاِلي ولبس لباسهم ،وجواز لبس اخلامت ،وأن النيب صلى هللا عليه وسلم مل يورث؛ إذ لو ورث لدفع اخلامت إىل
ورثته ،بل كان اخلامت والقدح والسَلح وحنوها من آاثره الضرورية صدقة للمسلمي ،يصرفها ويل األمر حيث رأى من املصاحل ،فجعل
القدح عند أنس إكراما له خلدمته ،ومن أراد التربك به مل َينعه ،وجعل ابقي األاثث عند انس معروفي ،واختذ اخلامت عنده للحاجة
اليت اختذه النيب صلى هللا عليه وسلم هلا؛ فإِنا موجودة يف اخلليفة بعده ،مث اخلليفة الثاِن ،مث الثالث .وأما بئر أريس فبفتح اهلمزة
وكسر الراء وابلسي املهملة وهو مصروف.
وأما قوله( :نقشه حممد رسول هللا) ففيه جواز نقش اخلامت ،ونقش اسم صاحب اخلامت ،وجواز نقش اسم هللا تعاىل .هذا مذهبنا
ومذهب سعيد بن املسيب ومالك واجلمهور ،وعن ابن سريين وبعضهم كراهة نقش اسم هللا تعاىل ،وهذا ضعيف .قال العلماء :وله
أن ينقش عليه اسم نفسه أو ينقش عليه كلمة حكمة ،وأن ينقش ذلك مع ذكر هللا تعاىل.
َ -67ح ادثَنا عبد الرمحن بن سَلم اجلمحي حدثنا الربيع بن مسلم عن حممد يعين ابن زايد عن أِب هريرة أن رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم قال" :إذا انتعل أحدكم فليبدأ ابليمن وإذا خلع فليبدأ ابلشمال ولينعلهما مجيعا أو ليخلعهما مجيعا"
-68حدثنا حيىي بن حيىي قال :قرأت على مالك عن أِب الزاند عن األعرج عن أِب هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه
مجيعا أو لي ْخلَعهما َِ
ِ ِ ٍ ِ ِ ِ
مج ايعا". َح ُد ُك ْم يف نَ ْع ٍل َواح َدة ،ليُ ْنعلْ ُهما َ ا َ ْ ُ َ
وسلم قالََّ" :ل َيَْشي أ َ
معاين الكلمات
س النّ ْع َل ِ
انْتَ َع َل :لب َ
شرح احلديث
ب أ ْن ِ وج ال ُ ِ ِ
وسناة نَبيّه صلاى هللاُ عليه وسلام ،وق ْد قارَر الشارعُ أ ا
ُمورا عا امةاَ ،جي ُ
ِ ِ ِ
اضح يف كتاب هللا عاز َ
ِ
باس يف اإلسَلم و ٌ ينة واللِّ ِ
الز ِ
ْأم ُر ِّ
يبة وحس ِن ال اسم ِِ جال والنِّ ِ
ساء؛ حىت يكو َن املسلِم على ال َق ْد ِر ا ِِ للر ِ يئة الثِّ ِ
تُراعى يف ه ِ
ت. ْ الوقا ِر واهلَ ُ
الَلئق به من َ ُ ياب ِّ َ َ
ٍ ا ديث يَْنهى الن ُّ ا ويف هذا اِل ِ
س
س ويَقي ال َق َد َم يف امل ْش ِي -واحدة ،فإ اما أ ْن يَلبَ َ ايب صلى هللاُ عليه وسلم عن املَ ْش ِي بنَ ْع ٍل -وهو ُك ُّل ما يُلبَ ُ َ
ع األُخرى ،فهذا ق ْد َِنى عنه؛ أل ان تلك هي ِمشيَةُ س واحدةا ويَ َد َ
مجيعا .أ اما أ ْن يَلبَ َ
مجيعا ،وإ اما أ ْن َُيلَ َعهما ا ي ا ي يف ال َق َدم ِ
الناعل ِ
قوط ،أو لَعلاه يكو ُن يف ذلك نَوع ِمن املباهاةِ والظُّهوِر .وقيلَِ :نى عنه؛ ألناه مل ي ِ
عد ْل ْبي الس ِ
اعثُّ ِر و ُّايطان ،وأل ان ذلك َم ِظناةُ الت
الش ِ
َ َ ٌ ُ َ
مجيعا. فيهما ل ي مجيعا ُأو ي ْن تَعِ حايف َ ِ ِ ِ ابب املثْلَ ِ
ارح ِه ،وهو ِمن ِ جو ِ
ا القدم ْ ا َ َ شي َ َ َي
َ ن
ْ أ اما إ اإلنسان فعلى ، ة
ُ ْ
قوله صلى هللا عليه وسلم ( :إذا انتعل أحدكم فليبدأ ابليمن ،وإذا خلع فليبدأ ابلشمال ولينعلهما مجيعا أو ليخلعهما مجيعا ) .
ويف الرواية األخرى َّ ( :ل َيش أحدكم يف نعل واحدة ،لينعلهما مجيعا ،أو [ ص ] 262 :ليخلعهما مجيعا ) ويف رواية ( :إذا
انقطع شسع أحدكم فَل َيش يف األخرى حىت يصلحها ) ويف رواية ( وَّل َيش يف خف واحد ) .
أما قوله صلى هللا عليه وسلم ( :لينعلهما ) فبضم الياء ،وأما قوله صلى هللا عليه وسلم ( :أو ليخلعهما ) فكذا هو يف مجيع نسخ
مسلم ( ليخلعهما ) ابخلاء املعجمة والَلم والعي ،ويف صحيح البخاري ( ليحفهما ) ابِلاء املهملة والفاء من اِلفاء ،وكَلمها
صحيح ،ورواية البخاري أحسن .
أما ( الشسع ) فبشي معجمة مكسورة مث سي مهملة ساكنة ،وهو أحد سيور النعال ،وهو الذي يدخل بي األصبعي ،ويدخل
طرفه يف النقب الذي يف صدر النعل املشدود يف الزمام .والزمام هو السري الذي يعقد فيه الشسع ،ومجعه شسوع .
أما فقه األحاديث ففيه ثَلث مسائل ،أحدها :يستحب البداءة ابليمن يف كل ما كان من ابب التكرمي والزينة والنظافة وحنو ذلك
كلبس النعل واخلف واملداس ،والسراويل والكم ،وحلق الرأس وترجيله ،وقص الشارب ونتف اإلبط ،والسواك واَّلكتحال ،وتقليم
األ ظفار ،والوضوء والغسل ،والتيمم ،ودخول املسجد ،واخلروج من اخلَلء ،ودفع الصدقة وغريها من أنواع الدفع اِلسنة ،وتناول
األشياء اِلسنة ،وحنو ذلك .
الثانية :يستحب البداءة ابليسار يف كل ما هو ضد السابق يف املسألة األوىل ،فمن ذلك خلع النعل واخلف واملداس ،والسراويل
والكم ،واخلروج من املسجد ،ودخول اخلَلء ،واَّلستنجاء ،وتناول أحجار اَّلستنجاء ،ومس الذكر ،واَّلمتخاط واَّلستنثار،
وتعاطي املستقذرات ،وأشباهها .
الثالثة :يكره املشي يف نعل واحدة أو خف واحدة أو مداس واحد َّل لعذر ،ودليله هذه األحاديث اليت ذكرها مسلم .قال العلماء
:وسببه أن ذلك تشويه ومثله ،وُمالف للوقار ،وألن املنتعلة تصري أرفع من األخرى ،فيعسر مشيه ،ورمبا كان سببا للعثار ،وهذه
اآلداب الثَلثة اليت يف املسائل الثَلث جممع على استحباُبا ،وأِنا ليست واجبة ،وإذا انقطع شسعه وحنوه ،فليخلعهما ،وَّل َيش
يف األخرى وحدها حىت يصلحها وينعلها كما هو نص يف اِلديث .
قوله ( :حدثنا ابن إدريس عن األعمش عن أِب رزين قال :خرج إلينا أبو هريرة رضي هللا عنه ،فضرب بيده على جبهته ،فقال :
إنكم ،وذكر اِلديث ) ويف الرواية الثانية :عن علي بن مسهر قال :أخربان األعمش عن أِب رزين وأِب صاحل عن أِب هريرة مبعناه
.
هكذا وقع هذان اإلسنادان يف مجيع نسخ مسلم .وذكر القاضي عن أِب علي الغساِن أنه قال يف الرواية الثانية :قال أبو مسعود
الدمشقي :إَّنا يرويه أبو رزين عن أِب صاحل عن أِب هريرة كذا ،وأخرجه أبو مسعود يف كتابه عن مسلم ،وذكر أن علي بن مسهر
انفرد ُبذا .هذا آخر ما ذكره القاضي ،وهذا استدراك فاسد؛ ألن أاب رزين قد صرح يف الرواية األوىل بسماعه من أِب هريرة بقوله:
(خرج إلينا أبو هريرة إىل آخره) واسم أِب رزين مسعود بن مالك األسدي الكويف كان عاملا.
ابب استحباب ِخ َ
ضاب ال َّ
ش ْيب
بصفرة أو ُُحرة وحترميه ابلسواد
ُ
ايب
هره وَمث ُره يُ ْشبهُ الش َ ِ
البياضَ ،ز ُ ديد
ت َش ُ
غام :نَْب ٌ
الثّ ُ
ابب استحباب ِخ َ
ضاب َّ
الش ْيب
بصفرة أو ُُحرة وحترميه ابلسواد
ُ
ال :أُِيتَ ِأبَِِب قُ َحافَةَ -أو جاء -عا َم ال َفْت ِح ْأو الزبَِْري َع ْن َجابِ ٍر بْ ِن َعْب ِد ا
اَّللِ قَ َ َخ ََربَان أبو َخْي ثَ َمة َع ْن أَِِب ُّ
َ -78ح ادثَنا حيىي بن حيىي أ ْ
اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلا َمَ " :غُِّريوا َه َذا بِ َش ْي ٍء".
صلاى ا ول اِ
اَّلل َ ال َر ُس ُ مثل الثاغَ َام ِة بَيَ ا
اضا فَ َق َ ِ
الفتح َ -وَرأْ ُسهُ َوِلْيَ تُهَُ ُ
يوم ِ َ
حيرم تغيري الشايب ابل اسواد اخلالص؛ ملا يف ذلك من اخلِداع ❖
َ -80ح ادثَنا حيىي بن حيىي وأبو بكر بن أِب شيبة وعمرو الناقد وزهري بن حرب – وللفظ ليحىي( -قال حيىي أخربان وقال اآلخرون
اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلا َم قَ َ
ال" :إِ ان صلاى ا اَّللُ َعنْهُ أن النيب َ
حدثنا) سفيان بن عينة عن الزهري عن أِب سلمة بن يسار عن أِب هري رةَ ر ِ
ض َي ا ُ َ َْ َ
وه ْم" ِ
صبُغُو َن فَ َخال ُف ُ
اص َارى ََّل يَ ْ
ود َوالن َ
الْيَ ُه َ
ما يستفاد من احلديث:
❖ اِلث على ُمالفة اليهود والنصارى يف عوائدهم وما كان من شأِنم من مظهر ولباس وغري ذلك .
وسلوكِه ،فليحرص كل مسلم على التزام السنة النبوية املطهرة ،وَّل يليق به تقليد ِ
❖ للمسلم شخصية متميزة عن غريه يف َملْبَسه ُ
غري املسلمي يف شؤوِنم.
ابب ابب حترمي تصوير صورة احليوان
وحترمي اختاذ ما فيه صورة غري ممتهنة ابلفرش وحنوه
وأن املالئكة عليهم السالم ال يدخلون بيتا فيه صورة وال كلب
-81حدثين ُسويد بن َسعيد حدثنا عبد العزيز بن أِب َحا ِزم عن أبيه عن أِب َسلَ َمة بن عبد الرمحن عن عائشة أِنا قالتَ :و َ
اع َد
اها ِمن ِِ ِِ ِ ا ِ ِ ر َ ِ
صا ،فألْ َق َ اعةُ َوَملْ ََيْته ،ويف يَده َع ا ت تِ َ
لك ال اس َ اع ٍة ََيْتِ ِيه ف َيها ،فَ َجاءَ ْ
يل عليه ال اس ََل ُم يف َس َ اَّللُ عليه َو َسل َم ج ْرب ُ صلاى ا سول هللا َ َ
اهنَا؟
ب َه ُ
ِ ت َس ِري ِرِه ،فَ َ ت ،فَِإ َذا ِج ْرُو َك ْل ٍ ِ يَ ِدهَِ ،و َ
قال :اي َعائ َشةَُ ،م َىت َد َخ َل هذا ال َك ْل ُ ب ََْت َ اَّللُ َو ْع َدهُ َوََّل ُر ُسلُهُ ،مثُا التَ َف َ
ف ا قال :ما ُُيْل ُ
ت، لك فَلَم َأتْ ِ ت س ل ج ف ِ
ين ت د اعو : م ا
ل س و عليه اَّلل ى ا
ل ص سول هللاِ ر قال ف ، يل ِ
رب جاَّللِ ،ما دريت ،فأمر به فَأُخرِج ،فَجاء ِ تَ :و ا
ْ َ ُ َ
َ ْ َ َ ْ َ ََ َ َ ُ ا َ ُ َ َ َ ُ ْ ْ َ ََ َ َْ ُ َ َ فَقالَ ْ
ورةٌ.
صَ ب َوََّل ُك؛ إ اان َّل نَ ْد ُخ ُل بَْي تاا فيه َك ْل ٌ ب الاذي كا َن يف بَْيتِ َ قالَ :منَ َع ِين ال َك ْل ُ
فَ َ
معاين الكلمات:
أي :مَلئكة الرمحة َّل مطلق املَلئكة؛ ألن اِلفظة َّل يفارقون بسبب ذلك.
ا ْشتَ اد عليه :وجد ِشداة من أتخره لطول انتظاره ،أو ما ِلقه من َه ٍّم من عدم جميئه.
َش َكا :عاتَبَه على أتخره.
ُر ُسلُهُ :املراد ُبم هنا :املَلئكة.
َج ْرو :ولد الكلب.
ت لك :انتظرك َجلَ ْس ُ
شرح احلديث
قت سول هللاِ صلاى هللا عليه وسلام أ ْن َيْتِيه يف و ٍ َلمَ ،و َع َد َر َ املؤمني عائشةُ رضي هللا عنها أ ان ملَك الوح ِي ِ تَروي ُّأم ِ
َ َ َُ َ ُ ربيل عليه ال اس ُ
َ ج ْ َ ُ َ َ َ ْ
ِ يده عصا فَألقاها ِمن ِ وساعة ُحمدادةٍ ،فجاءت تِلك ال اساعةُ ومل َيتْ ِه ،وكان صلاى هللا عليه وسلام بِ ِ ٍ ُم ا ٍ
ف هللاُ يقول« :ما ُُيل ُ
يده وهو ُ َ ا َ ُ َْ عي
ب اعج ِ
عدهم ملن َو َعدوه ،وقولُه هذا على الت ُّ املَلئكة وفاء و ِِ «رسلُه» ِمن ِ
اإلنس و ف عباده ،وَّل ُُيلِ
وع َده» أي :ما يرت ُك وفاء ما وع َده لِ ِ
َ َ َ ُ ُ َُ َ َ ََ ْ
ٍ َ ِ ِ ِ
ا َلم يف إتيانه له ،والظا ُ
يل أصبَ َح اهر أ ان َ ا ا
الوعد كان ساعةا يف لَيلة ،فل اما َمضى الل ُ ربيل عليه ال اس ُ منه صلى هللاُ عليه وسل َم يف َأت ُّخر ج َ
األرض ِمن َِمهّه وانشغا ِل
ِ ط ُبا على ِر ِ
مال ب أو ُُي ِطّ ُ بعصاَ ،ج َعل يَض ِر ُ
ك ا فأمس َ
َ ا»، عند مسل ٍم« :أصبح يوما و ِ
امج
ا ََ َا هموما ،كما َ ُ ْ
َحزيناا َم ا
ِ ِ ِ
سأل عائشةَ صغريٌ ُُمتبِ ٌئ َْت َ
ت َسري ِره ،فَ َ ب َ ايب صلاى هللاُ عليه وسلا َم يف نَواحي البيت ،فَإذا كلْ ٌ ت الن ُّ فك ِره ،مثا ألْقى َ
العصا ضي اقا ،مثُا الت َف َ
أي و ٍ ِ ِ
قت يت به» وَّل َعل َمت يف ِّ َ ضي هللاُ عنها« :وهللا ما َدر ُ ت عائشةُ َر َ ت ال اسري ِر؟ فأجابَ ْ الكلب َْت َ
ُ خل هذا مىت َد َضي هللاُ عنهاَ :
َر َ
ِ ِ ِ
ِج، عند ُم ْسل ٍمَ :
«فأمَر به فأُخر َ ضي هللاُ عنها َ ا
َد َخل هاهنا ،فَ َأمَر صلى هللاُ عليه وسل َم به فَأُخر َج اجلَْرُو من البيت ،ويف َحديث َميمونةَ َر َ
ا
ِ
الكلب. تمل لِنَ ِ
جاسة وحي َِ ه،الكلب أو لُعابِ
ِ طهره ِمن أث ِر ب ِ
ول مثا أخ َذ بي ِده ماء فنضح مكانَه» ،أي :رشاه ِ
ابملاء لِيُ ِّ
ُ َ َ َ َ َ ا ََ َ
وسألَه عن َس ِ ِ ِ ِ فَجاءه ِجربيل عليه ال اسَلم ،فأخربه ُ ِ
بب رسول هللا صلاى هللاُ عليه وسلا َم عن َوعده له ،وأناه َجلَس يَنتظ ُره يف َموعدهَ ، ََ ُ ُ
ِ ِ
ابلبيت املكا ُن الاذي يَستقُّر فيه الكلب الاذي كان يف بيتِك» واملر ُاد ِ
نعين «م :َلمسا ال عليه جربيل فقال ، ِ
املوعد هذا عن هفَختلُّ ِ
ُ َ ُ ُ
ابلصورِة :التاماثيل ِمن َذو ِ ِ
ات ُ كلب وَّل صورةٌ» ،واملر ُاد ُّ غري ذلك« ،إ اان َّل نَ ُ
دخل بيتاا فيه ٌ اخص ،سواءٌ كان بناءا أو َخيمةا أو َ
الش ُ
األرو ِاح ،واملَلئكةُ الاذين َّل يدخلو َن بيتاا فيه كلب أو صورةٌ فَهم مَلئكةٌ يطُوفو َن ِابلا ِ
رمحة والت ِ
اربيك واَّلستغفا ِر ،وأ اما اِلََفظَةُ فَيَدخلو َن َ ُ ٌ َ َ
حصاء ِ
أعماهلم ،وكتابتِها. ألِنم مأمورو َن ِإب ِ يف ِ ٍ
آدم؛ ا َ كل بَيت ،وَّل يُفا ِرقو َن بين َ
ّ
فوائد من احلديث :
أن اختاذ الصور من األمور اخلبيثة اليت تَنْ ُفر منها املَلئكة ،ويكون وجودها يف املكان سبب ِلرمان الرمحة ،ومثل ذلك ❖
الكلب.
سبب عدم دخول املَلئكة استنكارهم ملخالفة أمر هللا -عز وجل ،-وملا يف الكلب من رائحة كريهة وجناسة. ❖
حل
املَلئكة الذين َيتنعون عن الدخول هم مَلئكة الرمحة ،أما اِلفظة فهم َّل يفارقون العباد ،وكذلك مَلئكة العذاب إذا ا ❖
حل األجل.
َّل َيتنعون ،وكذلك ملك املوت إذا ا
َترمي تعليق صور ذوات األرواح على اجلدران ،وهذا مما ابتلي به أهل هذا الزمان. ❖
وأما اختاذ املصور فيه صورة حيوان فإن كان معلقا على حائط أو ثواب ملبوسا أو عمامة وحنو ذلك مما َّل يعد ممتهنا فهو حرام ،وإن
كان يف بساط يداس وُمدة ووسادة وحنوها مما َيتهن فليس حبرام .ولكن هل َينع دخول مَلئكة الرمحة ذلك البيت ؟ فيه كَلم
نذكره قريبا إن شاء هللا ،وَّل فرق يف هذا كله بي ما له ظل وما َّل ظل له .
هذا تلخيص مذهبنا يف املسألة ،ومبعناه قال مجاهري العلماء من الصحابة والتابعي ومن بعدهم ،وهو مذهب الثوري ومالك وأِب
حنيفة وغريهم .
وقال بعض السلف :إَّنا ينهى عما كان له ظل ،وَّل أبس ابلصور اليت ليس هلا ظل ،وهذا مذهب ابطل ؛ فإن السرت الذي أنكر
النيب صلى هللا عليه وسلم الصورة فيه َّل يشك أحد أنه مذموم ،وليس لصورته ظل ،مع ابقي األحاديث املطلقة يف كل صورة .
وقال الزهري :النهي يف الصورة على العموم ،وكذلك استعمال ما هي فيه ،ودخول البيت الذي هي فيه ،سواء كانت رقما يف
ثوب ،أو غري رقم ،وسواء كانت يف حا ئط ،أو ثوب ،أو بساط ممتهن ،أو غري ممتهن ،عمَل بظاهر األحاديث َّ ،ل سيما
حديث ( النمرقة ) الذي ذكره مسلم ،وهذا مذهب قوي .
قال آخرون :جيوز منها ما كان رقما يف ثوب سواء امتهن أم َّل ،وسواء علق يف حائط أم َّل ،وكرهوا ما كان له ظل ،أو كان
مصورا يف اِليطان وشبهها ،سواء كان رقما أو غريه ،واحتجوا بقوله يف بعض أحاديث الباب ( :إَّل ما كان رقما يف ثوب ) وهذا
مذهب القاسم بن حممد .
وأمجعوا على منع ما كان له ظل ،ووجوب تغيريه .قال القاضي :إَّل ما ورد يف اللعب ابلبنات لصغار البنات ،والرخصة يف ذلك،
لكن كره مالك شراء الرجل ذلك َّلبنته .وادعى بعضهم أن إابحة اللعب هلن ابلبنات منسوخ ُبذه األحاديث ،وهللا أعلم .
معاين الكلمات:
القزع :حلق بعض الرأس
شرح احلديث
ِ ِ
اآلداب ما يَتعلا ُق بظاه ِر كل نَواحي اِلياةِ؛ في ْنبغي للمسلِِم أ ْن يتأ ادب ُباِ ،
اآلداب اِلَ َس ِنة يف ِّ
ِ
اإلنسان ومن هذه َ َ ُ َ َ اإلسَلم ِّ
بكل ُ جاء
وحن ِو ذلك.
ب ْ وسَْتِه؛ ِمن اللِّ ِ
باس وحلْ ِق الشاع ِر ،والتاطيُّ ِ
عض َشع ِر ال ار ِ
ايب صلاى هللاُ عليه وسلام َِنَى عن ال َقَزِع ،وهو َحلْ ُق بَ ِ عبد هللاِ بن عمر ر ِ ويف هذا اِل ِ
ديث ُُيِربُ ُ
وترُك
أس ْ ض َي هللاُ عنه أ ان الن ا ُ ُ ََ َ َ
اعر ُكلُّه وَّل يُ َرت َك شال ق ل
َ حي
ُ أن - داود أِب ِ
ن ن
َ س يف - ما
ل وس عليه هللا ىا
ل ص سول هللاِ
ُ ر أمر كما هِ
ر ع لش ماب يف َحلْ ِق املسل ِو ص
ا ال
و ه. ب ِ
عض
ُ َ َ ُ ُ َ َ ُ َ
ِ ُ
اعر كلُّه دون َح ٍلق أو تقص ٍري؛ وذلك أل ان اِلَلْ َق على صورةِ ال َقَزِع منه شيءٌ ،أو يكو َن التقصريُ جلمي ِع الشاع ِر دو َن بعضه ،أو يُ َرت َك الش ُ
ِ ي الش ِ
ايطان ،أو ألناه ِز ُّ فيه تَشويه لله ِ
يئة ،وقيل :ألناه ِز ُّ
ي اليهود ،كما جاء يف ُسنَ ِن أِب َ
داود. ٌ َ
ِ
اجلميلة اليت ليس فيها تَ ْشويهٌ. ديث :اَّلهتمام ابملنظَ ِر و ِ
اهليئة ويف اِل ِ
ُ َ
شرح اإلمام النووي
قوله ( :أخربِن عمربن انفع عن أبيه عن ابن عمر أن النيب صلى هللا عليه وسلم ِنى عن القزع .قلت لنافع :وما القزع ؟ قال :
حيلق بعض رأس الصيب ويرتك بعض ) ويف رواية أن هذا التفسري من كَلم عبيد هللا القزع بفتح القاف والزاي ،وهذا الذي فسره به
انفع أو عبيد هللا هو األصح ،وهو أن القزع حلق بعض الرأس مطلقا .ومنهم من قال :هو حلق مواضع متفرقة منه ،والصحيح
األول ألنه تفسري الراوي ،وهو غري ُمالف للظاهر ،فوجب العمل به .
وأمجع العلماء على كراهة القزع إذا كان يف مواضع متفرقة إَّل أن يكون ملداواة وحنوها ،وهي كراهة تنزيه ،وكرهه مالك يف اجلارية
والغَلم مطل قا ،وقال بعض أصحابه َّ :ل أبس به يف القصة والقفا للغَلم .ومذهبنا كراهته مطلقا للرجل واملرأة لعموم اِلديث .
قال العلماء :واِلكمة يف كراهته أنه تشويه للخلق ،وقيل :ألنه أذى الشر والشطارة ،وقيل :ألنه زي اليهود ،وقد جاء هذا يف
رواية ألِب داود .وهللا أعلم .
َساء بِْن ِ ِ ت الْمْن ِ َخربَان أَبو معا ِويةَ عن ِه َش ِام ب ِن عروةَ عن فَ ِ
اطمةَ بِْن ِ
ت أَِِب بَ ْك ٍر قَالَ ْ
ت: َ َ ْ أ ن
ْ ع
َ ر ذ ُ َ ْ ُْ َ َ ْ َ -115حداثَنَا َْحي َىي بْ ُن َْحي َىي أ ْ ََ ُ ُ َ َ َ ْ
اَّللِ إِ ان ِيل اب نَةا عريِسا أَصاب ْت ها حصبةٌ فَتَم ار َق َشعرها أَفَأ ِ ايب صلاى ا ِ
ال
َصلُهُ فَ َق َ َُْ ْ َُ ّ ا َ َ َ َ ْ َ َ ول ا ت َاي َر ُس َ اَّللُ َعلَْيه َو َسلا َم فَ َقالَ ْ ت ْامَرأَةٌ إِ َىل النِ ِّ َ
َجاءَ ْ
اصلَةَ والْمستَ و ِ
صلَةَ. اَّلل الْو ِ
َ ُْْ لَ َع َن اُ َ
معاين الكلمات:
لعن :طرده وأبعده عن اخلري والرمحة .الو ِ
اصلَة :هي املرأة اليت تصل شعرها أو شعر غريها ،بشع ٍر غريه .املستوصلة :هي املرأة اليتَ
ِ
تطلب أن يوصل شعرها بشعر غريه .عريس :تصغري عروس ، bride/groom :حصبة( measles :نَوعٌ من اجلُ َد ِّ
ري)
شرح احلديث
اعة ِم ْن ُرَواة اضي ِيف الش ْارح إِاَّل ال اراء الْ ُم ْه َملَة َك َما ذَ َك ْرَان َ ,و َح َكاهُ ِيف الْ َم َشا ِرق َع ْن مجُْ ُهور ُّ
الرَواة ,مثُا َح َكى َع ْن َمجَ َ
وَمل ي ْذ ُكر الْ َق ِ
َْ َ
ص ِحيح ُم ْسلِم أَناهُ ِابل ازا ِي الْ ُم ْع َج َمة. َ
ِ ِ
ال َ :وَه َذا َوإِ ْن َكا َن قَ ِريباا م ْن َم ْع َن ْاأل اَول َ ,ولَكناهُ ََّل يُ ْستَ ْع َمل ِيف الش ْ
اعر ِيف َحال الْ َمَرض. قَ َ
صغِري َع ُروس َ ,والْ َع ُروس يَ َقع َعلَى الْ َم ْرأَة ورة ,تَ ْ ْس َ
ِ َوأَاما قَ ْوهلَا ( :إِ ان ِيل اِبْنَة عُريِّسا ) فَبِ َ ِ
ض ّم الْ َع ْي َوفَ ْتح ال اراء َوتَ ْشديد الْيَاء الْ َمك ُ َ ا
رها ثَََلث لُغَات صاد َوَك ْس َ ضا :بَِفْت ِح ال ا
ي َ ,ويُ َقال أَيْ ا اِلَاء َوإِ ْس َكان ال ا
صاد الْ ُم ْه َملَتَ ْ ِ صبَة ) فَبِ َفْت ِح ْ ُّخول ُِبَا َ ,وأَاما ( ْ
اِلَ ْ
ِ
َوالار ُجل عْند الد ُ
صاد َحي ِ ص ِ ِ ِ اإلس َكان أَ ْشهر ,وِهي ب ثْر َختْرج ِيف ِْ
صب. ب ج ْلده بِ َك ْس ِر ال ا ْ اجل ْلد ,يَ ُقول مْنهُ َح َ َ َ َ ٌَ ُ اعة َ ,و ِْ ْ
اه ان َمجَ ََح َك ُ
ِ
صولَة. صلَة الاِيت تَطْلُب َم ْن يَ ْف َعل ُِبَا َذل َ
ك َ ,ويُ َقال َهلَا َ :م ْو ُ
صل َشعر الْمرأَة بِ َشع ٍر آخر ,والْمستَ و ِ
ْ َْ ْ َ َ ُ ْ ْ
اصلَة فَ ِهي الاِيت تَ ِ
َ
وأَاما الْو ِ
َ َ
صلَة مطْلَ اقا ,وه َذا هو الظا ِ ِ ِ وه ِذهِ ْاأل ِ
َص َحابنَا فَ َقالُوا صلَهُ أ ْ
اهر الْ ُم ْختَار َ ,وقَ ْد فَ ا ََ َُ صل َ ,ولَ ْعن الْ َواصلَة َوالْ ُم ْستَ ْو ُ ص ِرحيَة ِيف ََْت ِرمي الَْو ْ
َحاديث َ َ ََ
آد ِم ّي فَ ُه َو َحَرام بََِل ِخ ََلف َ ,س َواء َكا َن َش ْعر َر ُجل أ َْو اِ ْمَرأَة َ ,و َس َواء َش ْعر الْ ُم َح ارم َوالازْوج َو َغ ْريمهَا بََِل رها بِ َش ْع ِر َت َش ْع َصلَ ْ :إِ ْن َو َ
َجَزائِِه. ِ ِخ ََلف لِعم ِوم ْاألَح ِاديث ,وِألَناه َحيرم ِاَّلنْتِ َفاع بِ َشع ِر ْاآلد ِمي وسائِر أ ِِ ِ ِ ِ
َجَزائه ل َكَر َامته ,بَ ْل يُ ْدفَن َش ْعره َوظُْفره َو َسائر أ ْ ْ َ ّ ََ ْ َ ُ ُْ َ ُُ
ضا لِْلح ِد ِ ِ وإِ ْن وصلَْته بِ َشع ِر َغري ِ
يث ص َل ِيف َحيَاته فَ ُه َو َحَرام أَيْ ا َ آدم ّي فَإِ ْن َكا َن َش ْعارا َجنَ اسا َو ُه َو َش ْعر الْ َمْي تَة َو َش ْعر َما ََّل يُ ْؤَكل إِ َذا انْ َف ََ ََ ُ ْ ْ َ
ي الْ ُمَزاو َجة َوغَ ْريَها ِم ْن النِّساء َو ِّ
الر َجال. ص ََلته َوغَ ْريَها َع ْم ادا َ ,و َسواء ِيف َه َذيْ ِن الن ْاو َع ْ ِ اسة ِيف َ َ ,وِألَناهُ َمحَ َل َجنَ َ
َ َ
اهر ِمن غَري ْاآلد ِمي ,فَإِ ْن َمل ي ُكن َهلا زوج وََّل سيِد فَهو حرام أَيضا ,وإِ ْن َكا َن فَث ََلثَة أَوجه :أَحدها ََّل َجيوز لِظَ ِ
اه ِر وأَاما الشاعر الطا ِ
ُ َ َ َ ُْ َ ا ْ َ
َ َ ُ ّ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ّ َ ْ ْ ْ َ
دهم إِ ْن فَ َعلَْتهُ إبِِ ْذ ِن الازْوج أَْو ال اسيِّد َج َاز َ ,وإِاَّل فَ ُه َو َحَرام. ِ
َص ّح َها عْن ْ َح ِاديث َ ,والث ِ
ااِن ََّل َْحيُرم َ ,وأ َ ْاأل َ
َصابِع فَإِ ْن َملْ يَ ُك ْن َهلَا َزْوج َوََّل َسيِّد أ َْو َكا َن َوفَ َعلَتْهُ بِغَ ِْري إِ ْذنه فَ َحَرام َ ,وإِ ْن أ َِذ َن ِ
اخلِ َ
ضاب ِابل اس َواد َوتَطْ ِريف ْاأل َ قَالُوا َ :وأَاما ََْت ِمري الْ َو ْجه َو ْ
ص ِحيح َج َاز َعلَى ال ا
تاب هللاِ؟!» أي :وملاذا سول هللاِ صلاى هللا عليه وسلام ،ومن هو يف كِ ِ
َ ُ ُ ر ن
َُ ََع
َ ل
َ ن م نع
َ ل
َْأ َّل يل «وما عنه: هللا
َ ُ ي عود ِ
رض َجاُبا ابن مس ٍ
فَأ َ ُ َ ْ
وح ْ ِ تاب هللاِ م ْلعون ،بلَع ِنة ِ ِ َّل أَلْعن من هو يف كِ ِ
ي» ي اللا َ أت ما بَْ َ قوب« :لَ َق ْد قَ َر ُ رسول هللا صلاى هللاُ عليه وسلام له؟! فَقالَ ْ
ت أ ُُّم يَ ْع َ ْ َ ُ َ
{وَما :تعاىل أت قوَل هللاِ ِ ِ ِ ِ ِِ قول ِمن اللاع ِن ،فَ َ ِ أيَ :دفا َيت امل ْ ِ
َ َ قال :لَئ ْن ُكنت قَ َرأتيه لَ َق ْد َو َج ْدتيه فيهَ ،أما قَ َر ْ دت فيه ما تَ ُ وج ُ ص َحف ،فَما َ ُ
رض َي هللاُ عنه :فَإناه صلاى هللاُ عليه قال ابن مسعود ِ ف ه، ت أ
ر ق لى ب : ت ل قا ]؟ 7 [اِلشر: ا} وه
َ ْ َ ََ ُ َ َ ُ َ ْ آات ُك ُم ال ار ُس ُ َ ُ ُ ُ َ َ ََ ُ ْ َْ ُ َ َْ ُ
ت انف هن ع م ك اِن امو وهذ خ ف ول َ
سول هللاِ لش ٍ فت أ ان هذه اآليةَ إشارةٌ إىل أ ان ْلعن ر ِ ٍ فبي هلا اأِنا لو كانت قَر ِ
يء كلَ ْع ِن َ ََ ْ لعر
َ ،لٍ وأتم
ُّ ر ب
ُّ د بت
َ ن
َ القرآ أت ْ وسلام قَ ْد َِنى عنه ،ا َ
ؤخ ُذ به. ِ هللاِ َ
ب أ ْن يُ َتعاىل له؛ فيَج ُ
رضي هللا عنه :فَ ِإِن أرى أهلَك يفع ْلن ما تذ ُكر! أي :زي نَب بِنت ع ِ
بد هللاِ الثا َقفياةَ ر ِ ٍ ِ ِ
ض َي هللاُ عنها. َ َْ َ َ َ ُ ْ َ َََ ّ قوب َّلب ِن َم ْسعود َ ُ ت أ ُُّم يَ ْع َ
فَقالَ ْ
رضي هللا عنه َهلا :فا ْذهيب إىل أهلي فانْظُري ،فَ َذهبت إلَيها فَنَظَرت ،فَلَم تَر ُِبا شيئاا ِمماا ِنى عنه ابن م ٍ
سعود ر ِ
ض َي عود ِقال ابن مس ٍ
َ َُ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ فَ َ ُ َ ْ
امص و َغ ِريمها .واليت ظنات اأِنا كانَ ْ
الو ْش ِم والن ِ ِ
فعلُه.
ت تَ َ ايب صلاى هللاُ عليه وسلام من َ
هللاُ عنه على لسان الن ِّ
بل كان يُطَلِّ ُقها.
صحبَ تَهاْ ،
تضى ُ وأخربها أ ان زوجتَه لَو كانَت تَ َ
فع ُل ما ظَناتْه ُبا ،ما اجتَ َم َع َم َعها ،وما ار َ
بيل الع ِ ِ
موم. أهل املَعاصي َعلى َس ِ ُ
عن ِ
ويف اِلَديث :لَ ُ
فاؤه أثََره يف أفْعالِه.
سول هللاِ صلاى هللاُ عليه وسلام ،واقْتِ ُ ُ َ
ِ
رضي هللا عنه سناةَ ر ِ ِ
َوفيه :اتّباعُ اب ِن َم ْسعود َ ُ
ب التِز ُامه. ِ ِ سول هللاِ صلاى هللا عليه وسلام هو و ِ ِ
وفيه :أ ان ما أمر به َر ُ
حي م َن هللا كالقرآن جي ُ
َ ٌ ُ
شرح اإلمام النووي
صم أ َْو ال اش َفة أ َْو َغ ْري ع مف أَو الْ ِ ك
َ ل
ْ ا ره ظ
َ يفِ ا ومهحن
ْ َ َوأ ةا
ل س ي الْمعجمة فَ َفاعِلَة الْو ْشم ,و ِهي أَ ْن تَ ْغ ِرز إِب رة أَو ِ
م ِ أَاما ( الْو ِامشة ) ِاب ِ
لش
ّ
َ ْ ْ ّ ْ َ َْ ْ َ ْ َ َ َ ُ ََْ َ َ
ِ ِ ِ
ك بِ َد َارات َونُ ُقوش , ضّر َ ,وقَ ْد يُ ْف َعل ذَل َ ِ ِ
ك الْ َم ْوضع ابلْ ُك ْح ِل أ َْو الن َ
ُّورة ,فَيَ ْخ َ ك ِم ْن بَ َدن الْ َم ْرأَة َح اىت يَ ِسيل الدام ,مثُا ََْت ُشو ذَل َ ذَل َ
ت تَ ِشم َو ْمشاا َ ,والْ َم ْفعُول ُِبَا َم ْو ُشوَمة. ِ ِ ِ ِ ِ
َوقَ ْد تُ َكثّرهُ َوقَ ْد تُ َقلّلهُ َ ,وفَاعلَة َه َذا َوامشَة َ ,وقَ ْد َو َمش َ
ت َوِه َي ك ُِبا فَ ِهي مستَ وِمشة ,وهو حرام علَى الْ َفاعِلَة والْم ْفعول ُِبا ِاب ْختِيا ِرها ,والطاالِبة لَه ,وقَ ْد ي ْفعل ِابلْبِْن ِ فَإِ ْن طَلَب ِ ِ
َ َ َ َ ُ َ َُ َ َ ُ َ ت ف ْعل َذل َ َ َ ُ ْ ْ َ َ ُ َ َ َ َ َْ
يفها ِحينَئِ ٍذ. ِ ِ ِ ِ
ط ْفلَة فَتَأْ َمث الْ َفاعلَة َ ,وََّل َأتْ َمث الْبِْنت ل َع َدِم تَكْل َ
ت إَِزالَته َ ,وإِ ْن َملْ َيُْكِن إِاَّل ِاب ْجلَْرِح فَإِ ْن َخ َ ِ ضع الا ِذي و ِشم ي ِ ال أَصحابنَا :ه َذا الْمو ِ
اف صري َجنَ اسا ,فَإِ ْن أ َْم َك َن إَِزالَته ِابلْع ََل ِج َو َجبَ ْ ُ ََ َ َْ قَ َ ْ َ
احشا ِيف ع ْ ِ
ضو ظَاهر َملْ َِجتب إَِزالَته ,فَإِ َذا َاب َن َملْ يَْب َق َعلَْي ِه إِ ْمث َ ,وإِ ْن َملْ َُيَ ْ
ف ُ ضو أ َْو َشْي ئاا فَ ِ ا ضو أ َْو َمْن َف َعة عُ ِْمْنهُ التالَف أ َْو فَ َوات عُ ْ
صي بِتَأْ ِخ ِريهِ.ك وَْحنوه لَ ِزمه إَِزالَته ,وي ع ِ ِ ِ
ََ ْ َُ َشْي ئاا م ْن َذل َ َ
َو َس َواء ِيف َه َذا ُكلّه الار ُجل َوالْ َم ْرأَة.
اَّلل أ َْعلَم.
َو ا