You are on page 1of 58

‫رثَاء ْاْل َْندَلُس‬

‫ي)‬ ‫(ِْلَبِي ا ْلبق اء الرن ِ‬


‫د‬
‫ّْ ّ‬ ‫َ‬
‫(رِح َمهُ هللاُ – ق‪7‬ه)‬

‫*‬
‫ان‬ ‫ص‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫إذا‬ ‫ك ِل شَ ٍ‬
‫يء‬ ‫ُ‬ ‫لِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫إنسان‬
‫ُ‬ ‫طيب العي ِ‬
‫ش‬ ‫ف ال يُ َغ َّر بِ ِ‬

‫مجع الشيخ‬

‫عِيسَى بْنُ مُحَمَّد الشَّامِيّ (ق ‪15‬هـ )‬


‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪1‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫رثَاء ْاْل َْندَلُس‬


‫ي رِح َمهُ هللاُ)‬ ‫(ْلَبِي ا ْلبق اء ِ‬
‫ِ‬
‫الرْند ّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫*‬
‫ان‬ ‫ك ِل شَ ٍ‬ ‫لِ‬
‫ص ُ‬‫َ‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ا‬‫م‬
‫َ‬ ‫إذا‬ ‫يء‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ان‬
‫إن َس ُ‬
‫ش ْ‬ ‫الع ْي ِ‬
‫يب َ‬‫ف ال يُ َغ َّر بِ ِط ِ‬

‫مجع الشيخ‬

‫أَبُو عَبْد اهللِ عِيسَى بْنُ مُحَمَّد بْن إبراهيم الشَّامِيّ (ق ‪15‬هـ )‬

‫ُُ ُ أ َُ‬
‫كنوز األأَندلس‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪2‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪3‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫ميحرلا نمحرلا هللا‬ ‫بسم‬

‫يُؤَنَّفَبث ًَتَحْمٍِمَبث ‪ /‬انشٍَّْخ أَبًِ عَبْذِ اهللِ عٍِسَى انشَّبيًِّ بٍُْ يُحًََّذ احلجبسي بٍِْ إبزاىٍىَ احلجبسي‬

‫حُمٌقُ اننَّشْزِ ًَانطَّبعِ ًَاننَّسْخ‬

‫َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ َ َ هُ َ َ ه َ ُ ُ ْ َ َ َ ُ‬
‫اب َلُبَ ّيِن هي ًُ ل هِلي ِ‬
‫اس َوَل تك ُت ُهوى ًُ﴾‬ ‫لَبلَ اهللُ ﴿ِإَوذ أخذ اَّلل نِيثاق اَّلِيو أوتوا الكِت‬

‫لبل االيبو أمحذ بٍ حنبم (ايبو أىم انسنت ًاجلًبعت) حَذَّثَنَب أَبٌُ كَبيِمٍ‪ ،‬حَذَّثَنَب حًََّبدٌ‪ ،‬عٍَْ عَهًِِّ بٍِْ‬

‫انْحَكَىِ‪ ،‬عٍَْ عَطَبءِ بٍِْ أَبًِ رَبَبحٍ ‪ ،‬عٍَْ أَبًِ ىُزٌَْزَةَ‪ ،‬لَبلَ‪ 0‬لَبلَ رَسٌُلُ انهَّوِ ‪« 0 ‬يٍَْ سُئِمَ عٍَْ عِهْىٍ‬

‫فَكَتًََوُ‪ ،‬أُنْجِىَ بِهِجَبوٍ يٍِْ ََبرٍ ٌٌَْوَ انْمٍَِبيَتِ»‬

‫فَنَمٌُلُ ًَبِبنوِ تَعَبنَى انتٌَّْفٍِك إٌَِّ كُمّ يَب كَتَبْنَبهُ ًَجًََعْنَبهُ يٍِْ حَكٍّ فَيٌَُ نِكُمِّ يٌَُحِّذِ ٌَنْسَخُوُ ٌَنْشُزهُ ٌَطْبَعوُ ٌَمْزَأهُ‬

‫ًَأٌَ نَب تُتَّخَذ ىَذِهِ انًُْصَنَّفَبث ًَانزَّسَبئِم تِجَبرَة ٌُتَّجَز بِيَب نِغَزَضِ انْكَسْبِ ًَانًَْنْفَعَت فَيًِ نٌَِجْوِ انهَّوِ خَبنِصَت‬

‫َسْأَلُ اهللَ انْمَبٌُل ‪ ...‬ق ‪ 51‬نِيِجْزَةِ َبٍِِّنَب يُحًََّذ انْخَهٍِم‬

‫ُُ ُ أ َُ‬
‫كنوز األأَندلس‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪4‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪5‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫ّلِل ِم ْن ُش ُروِر أَنْ ُف ِسنَا‬


‫ّلِل َْكبم ُده ونَست ِعينو ونَست غْ ِفره ونَعوذُ ِِب هِ‬
‫ا ْغبَ ْم ُد ه َ ُ َ ْ َ ُ ُ َ ْ َ ُ ُ َ ُ‬
‫ِِ‬
‫ِ‬ ‫ض هل لَو ومن ي ْ ِ‬ ‫اّلِل فَال م ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬
‫ضل ْل فَال َىاد َ‬ ‫ُ ََ ْ ُ‬ ‫َوم ْن َسيِّئَات أَ ْع َمالنَا َم ْن يَ ْهده هُ ُ‬
‫لَ وُ َوأَ ْش َه ُد أَ ْن ه إِلَ وَ إِه ه‬
‫اّلِلُ َو ْش َدهُ ه َش ِري َ لَ وُ َوأَ هن ُؿبَ هم ًدا َع ُْ ُدهُ‬
‫َوَر ُسولُوُ‪ ،‬أَ هما بَ ْع ُد‬

‫َ َ ُ ه‬ ‫َُ‬ ‫ي َأ ُّي َها هٱَّلِي َو َء َان ُيوا ْ هٱت ُلوا ْ ه َ‬


‫ٱَّلل َح هق تلاتًِِۦ َوَل ت ُهوت هو إَِل‬ ‫قال هللا ﴿ َ َٰٓ‬
‫َ َ ُ ُّ ۡ ُ َ‬
‫وأىتم نصل ِهون ‪[ ﴾١٠٢‬آل غهران‪]١٠٢ :‬‬

‫هۡ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫ُ ه‬ ‫َ َ ُّ َ ه ُ ه ُ ْ‬
‫اس ٱتلوا َر هبك ُم ٱَّلِي خللكم ّنِو نفس َوَٰح َِدة‬ ‫قال هللا ﴿ َٰٓ‬
‫يأيها ٱنل‬
‫َ َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ َ َ َ ه ۡ ُ َ َ ٗ َ ٗ َ َ ٓٗ َ ه ُ ْ ه َ ه‬
‫وخلق نِيها زوجها وبث نِيهها رِجاَل َث ِرا ون ِصاء وٱتلوا ٱَّلل ٱَّلِي‬
‫َ ۡ َۡ َ َ ه هَ َ َ َ َۡ ُ ۡ َ ٗ‬ ‫ََ ٓ ُ َ‬
‫تصا َءلون بًِِۦ وٱۡلرحام إِن ٱَّلل َكن غليكم رقِيبا ‪[ ﴾١‬النصاء‪]١:‬‬

‫َ َ‬
‫كوىُااااوا ْ ََاااا هَّل َ‬
‫ِيو‬
‫َْ َ ُ‬
‫ِيااااو َء َان ُيااااوا َل ت‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫يأ ُّي َهااااا ٱَّل‬‫ق ال هللا ﴿ َٰٓ‬
‫َ ه‬
‫ٱَّللِ َوج ٗ‬ ‫َ ُ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫اذ ۡوا ْ ُماااو َ َٰ َر َ ه‬
‫اااُأهُ ه ُ‬ ‫َ َ‬
‫يهاااا ‪٦٩‬‬ ‫ِ‬ ‫ٱَّلل م هِهاااا كاااالوا َوِن غِياااد‬ ‫ء‬
‫ٗ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ِيدا ‪ ٧٠‬يُ ۡصاال ِ ۡ‬‫ٗ‬
‫ااوَل َشااد‬ ‫ِيااو َء َان ُيااوا ٱتلااوا ه َ‬
‫ٱَّلل َوكولااوا ك ۡ‬ ‫يأ ُّي َهااا ٱَّل َ‬ ‫َ َٰٓ‬
‫اوه َر َل ۡ‬ ‫ٱَّلل َو َر ُش َ ُ‬
‫ك ۡم َو َنو يُطِعِ ه َ‬ ‫َ ُ َ ۡ َ َ ُ َۡ َ ُ ُُ َ ُ‬
‫اد‬ ‫لك ۡم أغمَٰلك ۡم َويغف ِۡر لك ۡم ذىوب ۗۡ‬
‫َ َ َ ً َ ً‬
‫فاز ف ۡوزا غظِيها ‪[ ﴾٧١‬اۡلحزاب‪ ٧٠ :‬و‪.]٧١‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سن ا ْؽبَ ْدي َى ْدي دمحم ‪‬‬ ‫َش َ‬ ‫َص َدق ا ْغبَديث كتَاب هللا َوأ ْ‬ ‫أما بعد‪ :‬فَِإ هن أ ْ‬
‫ضالَل ٍَة‬ ‫َو َش ّر ْاْل ُُموِر ُْؿب َد ََثهتَا َوُك ّل ُؿبْ َدثٍَة بِ ْد َعةٌ َوُك ّل بِ ْد َع ٍة َ‬
‫ضالَلَة َوُك ّل َ‬
‫ُِب النها ِر‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪6‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫مرت على اْلمة اؼبرشومة شوادث عظام و أىوال جسام على مر التاريخ فمقتل عمر‬
‫ٍب عثمان ٍب علي ‪ ‬وتفرق بعد اجتماع ففي الدين اترة وُب الداير اترة وهللا العاصم‬

‫ومن صبلة ما شدث من اْلىوال ُب العصر اؼبتأخر غروب مشس اْلندلس وىي ربت‬
‫شكم عُُاد الصليب (وىي اعبزيرة اؼبشهورة حبسنها وخصائصها وىي القلعة العظيمة‬
‫والقاعدة الصلُة) بعد أن كانت بيد اؼبسلمُت وهللا اؼبستعان‬

‫ففي ىذه اؼبصيُة‬


‫(وما أظن أن بعد ىذه اؼبصيُة اؼبتأخرة مصيُة أعظم إه ما شدث ُب بغداد وصبلة‬
‫اؼبعمورة من غزو التتار الكفار)‬
‫َكتب أىل التاريخ والعلم ُب فضل اْلندلس واغبث على اسًتجاعها وكتب أىل‬
‫الشعر والُالغة القصائد ُب رَثئها وكتب أىل الًتشال أوصافها وما فيها من‬
‫الفضائل واػبصائص والقالع واغبصون‬

‫(وهللا أسأل أن يعيدىا للمسلمُت)‬


‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪7‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫ومن صبلة الُلغاء والشعراء الذين رثوا اْلندلس (أبو الُقاء الرندي)‬
‫ذكر ُب مطلعها سنة هللا الكونية وىي اؼبداولة وذكر شال ملوك اْلرض ُب القدَل وما‬
‫صاروا إليو من زوال ملكهم وىالكهم ٍب مهد ُب ذكر اؽبول واػبطب اعبلل ٍب ذكره‬
‫مع ذكر فضل ما فقد‬

‫(أسلوب بليغ يضع السامع بُت ظباع اؼبصيُة ٍب يضعو ُب موضع اغبسرة شُت ذكر فضل ما فقد بسُب شلول‬
‫اؼبصيُة ليجلب العواطف واغبمية)‬

‫ٍب ذكر اغبسرة واغبزن فبا وقع متجسداً على اغبنيفية الُيضاء واؼبساجد والعيدان ٍب‬
‫ذكر اغبال العام من أسر وقتل وسيب ٍب ذكر التشرذم والتقاطع‬
‫فيا ؽبا من قصيدة تسيل رقة وعذوبة ‪.‬‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪8‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫ففي ىذه الصفحات اليسَتة نذكر اآلٌب‬

‫* ترصبة صاشب القصيدة‬

‫* ذكر القصيدة كاملة مع الزايدات واهختالف‬

‫اعتمدان على ثالث أصول‬

‫ٔ‪ -‬أزىار الرايض ُب أخُار القاضي عياض ‪ -‬شهاب الدين أضبد بن دمحم اؼبقري‬
‫التلمساٍل‬

‫ٕ‪ -‬نفح الطيب من غصن اْلندلس الرطيب ‪ -‬شهاب الدين أضبد بن دمحم اؼبقري‬
‫التلمساٍل‬

‫ٖ‪ -‬رحيانة اْللُّا وزىرة اغبياة الدنيا ‪ -‬شهاب الدين أضبد بن دمحم بن عمر اػبفاجي‬

‫فنذكر القصيدة كما ُب أزىار الرايض فإن وقع اختالف أو زايدة ذكرانىا مع الُيان‬

‫* اغباوشي‬
‫‪ -‬ذكر ما حيتاج اىل بيان‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪9‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫ترصبة اْلديب‬

‫* قال أبو عُد هللا دمحم بن دمحم بن عُد اؼبل اْلنصاري اْلوسي اؼبراكشي (اؼبتوَب‪:‬‬
‫ٖٓ‪ ٚ‬ى )‬

‫علي بن َشريف‪،‬‬
‫صاحلُ بن أيب اغبَ َسن يَزي َد بن صاحل بن موسى بن أيب القاسم بن ِّ‬
‫ابن َشريف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫دي‪ ،‬أبو الطّيّب‪ُ ،‬‬ ‫ُرنْ ّ‬

‫روى عن ِ‬
‫ش ِريشي وابن قُطْرال‪ ،‬وأيب اغبُ َ‬
‫سُت‬ ‫آِبء اغبَ َسن‪ :‬أَبيو وال هد َِبج وابن ال َف ّخار ال ه‬ ‫َ‬
‫بن َزْرقُون‪ ،‬وأيب القاسم ابن اعبَ ِّد التّونُسي‪.‬‬

‫شأَه نَظ ًْما ونَثْ ًرا‪،‬‬ ‫ِ‬


‫إبجازة ما َرواهُ وألهَفو وأن َ‬ ‫إيل‬ ‫ِ‬
‫ب ّ‬ ‫َروى عنو صباعةٌ من أصحابنا‪ ،‬وكتَ َ‬
‫فقيها شافظًا‬ ‫التصرف ُب منظوم الكالم ومنثوِره‪ً ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِبرع‬
‫وكان خاسبةَ اْلُدِبء ِبْلن َدلُس َ‬
‫مقامات‬
‫ٌ‬ ‫مقتص ًدا ُب أشوالِو‪ ،‬ولو‬‫متواضعا‪ِ ،‬‬
‫ً‬
‫ِ‬ ‫نُيل اؼبَنازِع‬
‫معارف َجليلة َ‬ ‫َ‬ ‫فَ َرضيا متفنِّنًا ُب‬
‫ـبتص ًرا‬ ‫ِ‬ ‫وصنهف ُب الفر ِ‬ ‫بديعة ُب أغر ٍ‬
‫ائض وأعماؽبا َ‬ ‫ونثرا ُمد هون‪َ ،‬‬
‫نظما ً‬ ‫كالمو ً‬
‫اض شىت‪ ،‬و ُ‬
‫شعر َظبّاه "الكاُب ُب‬ ‫ص ْنعة ال ِّ‬
‫وأتليف ُب َ‬
‫ٌ‬ ‫العروض‬ ‫أتليف ُب َ‬
‫انفعا نَظ ًْما ونَثْ ًرا‪ ،‬ولو ٌ‬ ‫ً‬
‫وأود َعو ُصبلةً وافرًة من نَظْمو‪،‬‬ ‫علم القواُب" َ‬
‫فمنو ُب ِبب التشُيو (اػبفيف)‪:‬‬
‫ٍ‬
‫وعهود ع ِهدهتُا ه‬
‫كالَّليل‬ ‫بذ ْك ِر تل اللّيايل ‪...‬‬ ‫َع ِلّالٍل ِ‬
‫صال فيها على النهوى ِبل ِو ِ‬
‫صال‬ ‫س ‪َ ...‬‬ ‫للح ِّ‬
‫ب ليلةَ أُنْ ٍ‬ ‫أنسى ُ‬ ‫لست َ‬‫ُ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪10‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫فاق اؼبُ ِ‬
‫حال‬ ‫فعج ُْنا من اتِّ ِ‬ ‫غَ َفل ال ّدىر وال هرقيب وبِْتنا ‪ِ ...‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫بشمالِ‬‫ُت معقودةٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫شاح عنَا ٌق ‪ ...‬بيم ٍ‬ ‫ض همنا ض همةَ ال ِو ِ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫شىت َخَُا يل َخَُايل‬ ‫شا بلَثْ ِم بَرود ‪ ...‬مل َيز ْل يب ّ‬ ‫ت اغبَ َ‬ ‫فَُ َر ْد ُ‬
‫ج ثَغْ َرىا عن َآل ِل‬ ‫أضح َ اؼبَْز ُ‬‫روسا ‪َ ...‬‬ ‫كؤوس اؼبُدام َذبْلو َع ً‬ ‫و ُ‬
‫الذ ِ‬
‫ِبل‬ ‫ور ُّ‬ ‫ذوابل َمشْ ٍع ‪َ ...‬ع َك َس ْ‬ ‫ولنَ ْح ِر ُّ‬
‫جاج نُ َ‬
‫الز ِ‬ ‫ت ُب ُّ‬ ‫ُ‬ ‫الدجى‬
‫ماك نو َن ِ‬ ‫ِبلس ِ‬ ‫ضيُا ‪ ...‬أَعجم ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫اؽبالل‬ ‫ت ّ‬ ‫ََ‬ ‫ُّراي سبَُ ُّد كفا َخ ً‬
‫والث ّ‬
‫وميم ِ‬
‫ودال‬ ‫ُت ٍ‬ ‫ضى ِم ْن غ ٍ‬ ‫ف ‪ ...‬يُنت َ‬‫ُاح إ ْذ هح َس ْي ٌ‬ ‫الص َ‬ ‫وكأ ّن ّ‬
‫بكل سح ٍر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫شالل‬ ‫ومس ْحنا ال َك َرى إىل غانيات ‪ ...‬غانيات ِّ‬ ‫َ‬
‫دموع ِ‬
‫دهل‬ ‫ت َ‬ ‫مام ب َك ْ‬ ‫سم ال هزىر فيها ‪ ...‬لغَ ٍ‬ ‫ُب ٍ‬
‫رايض تََُ ه َ ُ‬
‫ش ِ‬
‫مال‬ ‫صُا وال ه‬ ‫هادى بُت ال ه‬ ‫عليال ‪ ...‬يتَ َ‬
‫عاطر النّسيم ً‬ ‫وج َرى ُ‬ ‫َ‬
‫رمى ال َقطْر كبوه بنِ ِ‬
‫ُال‬ ‫ههر َْلْمةً منوُ ؼبّا ‪ ...‬أ ْن َ‬
‫ُ َ‬ ‫سى الن ُ‬ ‫فاكتَ َ‬
‫تعود تل اللّيايل‬ ‫ِ‬
‫سالم عليها ‪ ...‬أتراىا ُ‬ ‫اي ليايل م ًٌت ٌ‬

‫هور ال ُكتّاب؛ ْل ّن النو َن‬ ‫ِبلسماك نو َن ِ‬ ‫قولو‪" :‬أعجم ْ ِ‬


‫ط َجرى عليو ُصب ُ‬ ‫اؽبالل" غلَ ٌ‬ ‫ت ّ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫اؼبتطرفةَ ه َو ْجو لنَ ْقطها‪ ،‬إ ْذ ىي متميِّزةٌ‬
‫ِّ‬
‫ومو هسطة‪،‬‬ ‫ط مُتدأً هبا َ‬ ‫بصورهتا‪ ،‬وإ ّّنا تُ ْن َق ُ‬
‫والياء اؼبسفولة‪ ،‬فإ ّّن ّن إذا ما تطَهرفْن سبيه ْز َن‬‫والقاف ِ‬ ‫ِ‬ ‫شال ِ‬
‫الفاء‬ ‫ُ‬ ‫وشاؽبُا ُب ذل‬
‫هن؛ ِإذ الداعي إىل النه ْقط ُ‬ ‫ِ‬
‫تفع‬
‫خوف اإللُاس‪ ،‬فإذا ار َ‬ ‫غٍت عن نَ ْقط ّ‬
‫ىن‪ ،‬فاستُ َ‬ ‫بص َوِر ّ‬
‫ُ‬
‫اؼبتطرفة‬ ‫ِ‬
‫واؽبالل إّنا يُشُهوُ ِبلنون ّ‬ ‫ُ‬ ‫اإلعجام َعَُ ثًا وُكلفةً ه َج ْدوى فيها ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اإللُاس كان‬
‫ُ‬
‫كما يُشُهوُ ِبلراء أول ليلة‪ ،‬وهللاُ أعلم‪.‬‬

‫ضا من قصيدة (الوافر)‪:‬‬ ‫ِ‬


‫التشُيو أَي ً‬ ‫ومنو ُب‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪11‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫همام‬ ‫وه ‪ ...‬تن هك َر يل َ‬ ‫صُابة كالدى ِر طُ ً‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫وع هرفَوُ الت ُ‬ ‫وليل‬
‫مام‬
‫شر ُق ال ُك ُ‬ ‫الزىر‪ ،‬وال ّ‬ ‫ض َربلهى ‪َ ...‬بزْى ِر ُّ‬ ‫ظباءه َرْو ٌ‬‫كأ ّن َ‬
‫ِِ ِ‬
‫ربت الغَْي ِم وجوٌ ‪ ...‬عليو من مالشتو لثَ ُ‬
‫ام‬ ‫الُدر َ‬‫كأ ّن َ‬
‫كأس ‪ ...‬وقد َر هق ال ُّزجاجةُ واؼبُ ُ‬
‫دام‬ ‫ي ٌ‬ ‫كب ُّ‬
‫الد ّر ه‬ ‫كأ ّن الكو َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫جوم ؽبا سهامُ‬ ‫طور أفالك ال هدراري ‪ ...‬قس ٌّي ّ‬
‫والر ُ‬ ‫كأ هن ُس َ‬
‫ام‬ ‫ِ‬
‫والنجوم بو ن َد ُ‬
‫ُ‬ ‫ش ‪ ...‬نَ ِد ٌّ‬
‫ي‬ ‫ْب ِ‬
‫بنات نَ ْع ٍ‬ ‫مدار قُط ِ‬
‫كأ ّن َ‬
‫غالم‬
‫والس َهى فيها ُ‬ ‫كأ ّن بناتِو ال ُكربى َجوا ٍر ‪َ ...‬جوا ٍر ُّ‬
‫ظام‬ ‫ِ‬ ‫كأ ّن بناتِو ُّ‬
‫الصغرى ُصبَا ٌن ‪ ...‬على لَُهاهتا منو ن ُ‬
‫ت أرعاى هن شىت ‪ ...‬كأٍل عاشق ْ ِ‬
‫مام‬
‫وى َي ال ّذ ُ‬ ‫كواكب بِ ُّ ُ‬ ‫ُ‬
‫الظالم‬
‫ُ‬ ‫واقباب‬
‫َ‬ ‫يوب اْلُفْ ِق‬ ‫كف الثّراي ‪ُ ...‬ج َ‬ ‫ت ُّ‬ ‫إىل أن َم هزقَ ْ‬
‫سام‬
‫ضى منو ُش ُ‬ ‫انصداع الفج ِر ّإه ‪ ...‬قِر ًاِب يُ ْن تَ َ‬
‫َ‬ ‫فما ِخ ُ‬
‫لت‬
‫الشمس إه ‪ ...‬لوج ِه َ أيها اؼبل ُ اؽبَُم ُ‬
‫ام‬ ‫ِ‬ ‫هت وجوَ‬ ‫وما َشُه ُ‬
‫يوما ‪ ...‬فللُد ِر اؼبَالشةُ والت ُ‬
‫همام)‬ ‫(وإ ْن َشُههتُو ِبلُد ِر ً‬

‫* الذيل والتكملة لكتايب اؼبوصول والصلة (ترصبة ‪)ٕٖٙ -‬‬


‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪12‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫* قال دمحم بن عُد هللا بن سعيد السلماٍل الغرانطي اْلندلسي‪ ،‬أبو عُد هللا‪ ،‬الشهَت‬
‫بلسان الدين ابن اػبطيب (اؼبتوَب‪ٚٚٙ :‬ى )‬

‫صاحل بن يزيد بن صاحل بن موسى بن أيب القاسم ابن علي بن شريف النّفزي من أىل‬
‫رندة‪ ،‬يكٌت أِب الطّيّب‪.‬‬

‫(شالو)‬

‫الزبَت‪ :‬شاعر ؾبيد ُب اؼبدح والغزل‪ ،‬وغَت ذل ‪ .‬وعنده مشاركة ُب اغبساب‬


‫قال ابن ّ‬
‫والفرائض‪ .‬نظم ُب ذل ‪ .‬ولو تواليف أدبية‪ ،‬وقصائد زىدية‪ ،‬وجزء على شديث‬
‫جربيل عليو السالم‪ ،‬وغَت ذل فبا روى عنو‪ .‬وكان ُب اعبملة معدودا ُب أىل اػبَت‪،‬‬
‫تكرر لقائي إايه‪ ،‬وقد أقام دبالقة أشهرا‪ ،‬أايم إقرائي‪ .‬وكان ه‬
‫وذوي الفضل وال ّدين‪ّ .‬‬
‫يفارق ؾبالس إقرائي‪ ،‬وأنشدٍل كثَتا من شعره‪.‬‬
‫صرف ُب منظوم الكالم‬
‫وقال ابن عُد اؼبل ‪ :‬كان خاسبة اْلدِبء ِبْلندلس‪ِ ،‬برع التّ ّ‬
‫ومنثوره‪ ،‬فقيها شافظا‪ ،‬فرضيّا‪ ،‬متفنّنا ُب معارف شىت ‪ ،‬نُيل اؼبقاصد ‪ ،‬متواضعا‪،‬‬
‫مدون‪.‬‬
‫شىت‪ ،‬وكالمو‪ ،‬نظما ونثرا‪ّ ،‬‬
‫مقتصدا ُب أشوالو‪ .‬ولو مقامات بديعة ُب أغراض ّ‬

‫(مشيختو)‬

‫شريشي‪ ،‬وابن قطرال‪ ،‬وأيب‬


‫والدِبج‪ ،‬وابن الف ّخار ال ّ‬
‫روى عن آِبء اغبسن‪ :‬أبيو‪ّ ،‬‬
‫اغبسن بن زرقون‪ ،‬وأيب القاسم ابن اعب ّد‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪13‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫(تواليفو)‬

‫ألّف جزءا على شديث جربيل‪ ،‬وتصنيفا ُب الفرائض وأعماؽبا‪ ،‬وآخر ُب العروض‪،‬‬
‫وآخر ُب صنعة الشعر ظباه «الواُب ‪ُ ،‬ب علم القواُب» ‪.‬‬
‫ولو كتاب كَُت ظباه «روضة اْلنس‪ ،‬ونزىة النّفس» ‪.‬‬

‫(دخولو غرانطة)‬

‫وكان كثَت الوفادة على غرانطة‪ ،‬والًت ّدد إليها‪ ،‬يسًتفد ملوكها‪ ،‬وينشد أمراءىا‪،‬‬
‫والقصيدة اليت ّأوؽبا‪« :‬أواصليت يوما وىاجرٌب ألفا» ‪ ،‬أخربٍل شيخنا أبو عُد هللا‬
‫اللّوشي أنو نظمها ِبقًتاح السلطان‪ ،‬رضبو هللا‪ ،‬وقد أوعز إليو ّأه خيرج عن بعض‬
‫اإللَُتي‪.‬‬ ‫بساتُت اؼبل شىت يكملها ُب معارضة دمحم بن ىاٍل‬

‫(شعره)‬

‫وىو كثَت‪ ،‬سهل اؼبأخذ‪ ،‬عذب اللفظ‪ ،‬رائق اؼبعٌت‪ ،‬غَت مؤثر للجزالة‪.‬‬

‫السلطانيات ‪( :‬الوافر)‬
‫فمن ذل قولو‪ ،‬رضبو هللا‪ُ ،‬ب غرض اؼبدح من ّ‬
‫شوق الغرام‬‫واغبب أمر ه يرام ‪ ...‬وقد أغرى بو ال ّ‬
‫ّ‬ ‫سرى‬
‫وأغفى أىلها ّإه وشاة ‪ ...‬إذا انم اغبوادث ه تنام‬
‫السقام‬
‫وما أخفاه بُت القوم ّإه ‪ ...‬ضٌت ولردبا نفع ّ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪14‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫فنال هبا على قدر مناه ‪ ...‬وبُت القُض والُسط القوام‬


‫اغبب ما فيو اختتام‬
‫وأشهى الوصل ما كان اختالسا ‪ ...‬وخَت ّ‬
‫وما أشلى الوصال لو أ ّن شيئا ‪ ...‬من ال ّدنيا لل ّذتو دوام‬
‫بكيت من الفراق بغَت أرضي ‪ ...‬وقد يُكي الغريب اؼبستهام‬
‫أعاذليت‪ ،‬وقد فارقت إلفي ‪ ...‬أمثلي ُب صُابتو يالم؟‬
‫أأفقده فال أبكي عليو؟ ‪ ...‬يكون أر ّق من قليب اغبمام‬
‫أأنساه فأشسُو كصربي ‪ ...‬وىل ينسى ﵀ُوب ذمام؟‬
‫رويدا‪ ،‬إ ّن بعض اللّوم لوم ‪ ...‬ومثلي ه ينهنهو اؼبالم‬
‫الكف فيو ‪ ...‬على قلب يطَت بو اؽبيام‬
‫ويوم نوى وضعت ّ‬
‫ضرام‬
‫ولوه أن سفحت بو جفوان ‪ ...‬تفيض دما ْلشرقها ال ّ‬
‫وعرفو التّمام‬
‫وليل بتّو كال ّدىر طوه ‪ ...‬تن ّكر يل ّ‬
‫شرق الكمام‬ ‫الزىر وال ّ‬
‫كأ ّن ظباءه زىر ذبلّى ‪ ...‬بزىر ّ‬
‫كأ ّن الُدر ربت الغيم وجو ‪ ...‬عليو من مالشتو لثام‬
‫الزجاجة واؼبدام‬
‫كأ ّن الكوكب ال ّد ّري كأس ‪ ...‬وقد ر ّق ّ‬
‫والرجوم ؽبا سهام‬
‫قسي ّ‬‫كأ ّن سطور أفالك ال ّدراري ‪ّ ...‬‬
‫ندي والنجوم بو ندام‬
‫كأ ّن مدار قطب بنات نعش ‪ّ ...‬‬
‫والسهى فيها غالم‬
‫كأ ّن بناتو الكربى جوار ‪ ...‬جوار ّ‬
‫الصغرى صبان ‪ ...‬على لُّاهتا منها نظام‬
‫كأ ّن بناتو ّ‬
‫كأٍل عاشق وىي ال ّذمام‬
‫أرعاىن شىت ‪ّ ...‬‬
‫ّ‬ ‫بت‬
‫كواكب ّ‬
‫راي ‪ ...‬جيوب اْلفق واقباب الظالم‬
‫كف الثّ ّ‬
‫مزقت ّ‬
‫إىل أن ّ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪15‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫فما خلت انصداع الفجر ّإه ‪ ...‬قراِب ينتضى منو شسام‬


‫أيها اؼبل اؽبمام‬ ‫وما شُّهت وجو الشمس ّإه ‪ ...‬لوجه‬
‫وإن شُّهتو ِبلُدر يوما ‪ ...‬فللُدر اؼبالشة والتّمام‬
‫هتلّل منو شسن الدىر شىت ‪ ...‬كأنّ ُب ؿبيّاه ابتسام‬
‫وعرف ما تن ّكر من معال ‪ ...‬كأنّ هظبها ألف وهم‬
‫كغرتو وسام‬
‫وملء العُت من جالل موىل ‪ ...‬صنائعو ّ‬
‫إذا ما قيل ُب يده غمام ‪ ...‬فقد خبست وقد خدع الغمام‬
‫غاليب ‪ ...‬يراع بذكره اعبيش اللهام‬
‫وششو ال ّدرع أروع ّ‬
‫سل سيف العزم يوما ‪ ...‬على أمر فسلّم اي سالم‬
‫إذا ما ّ‬
‫تناىى ؾبده كرما وأبسا ‪ ...‬فما يدري أؿبيا أم ضبام‬
‫ّنّتو للمكارم واؼبعايل ‪ ...‬سراة من بٍت نصر كرام‬
‫ىم اْلنصار ىم نصروا وآووا ‪ ...‬ولوه اؼبس ما طاب اػبتام‬
‫لكل فتح ‪ ...‬ولوه اعب ّد ما قطع اغبسام‬
‫وىم قادوا اعبيوش ّ‬
‫يذم وه يضام‬
‫وىم منحوا اعبزيرة من ضباىم ‪ ...‬جوارا ه ّ‬
‫فمن شرب تشيب لو النّواصي ‪ ...‬وسلم ربيّتو سالم‬
‫عز دين ‪ ...‬لو بعد اإللو ب اعتصام‬
‫بسعدك‪ ،‬اي دمحم‪ّ ،‬‬
‫السلم نصر مستدام‬
‫وغب ّ‬
‫وِبظب ًبّ لإلسالم سلم ‪ّ ...‬‬
‫وكان مرامو صعُا ولكن ‪ ...‬حبمد هللا قد سهل اؼبرام‬
‫أدام هللا أمرك من أمَت ‪ ...‬ففيو لكل مكرمة دوام‬
‫وأنت العروة الوثقى سباما ‪ ...‬وما للعروة الوثقى انفصام‬
‫وروح أنت واعبسم اؼبعايل ‪ ...‬ومعٌت أنت واللّفظ اْلانم‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪16‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫حبر ‪ ...‬كفاه لثم ك ّف والسالم‬


‫إذا ما ضاقت الدنيا ّ‬

‫ومن شعره أيضا‪( :‬الطويل)‬


‫أواصليت يوما وىاجرٌب ألفا ‪ ...‬وصال ما أشلى وىجرك ما أجفا!‬
‫ومن عجب للطّيف أن جاء واىتدى ‪ ...‬فعاد عليال عاد كالطّيف أم أخفى‬
‫فيا سائرا‪ ،‬لوه التخيّل ما سرى ‪ ...‬واي شاىدا‪ ،‬لوه التعلّل ما أغفى‬
‫ووىل فراعٍت ‪ ...‬ومل أر أجفى من طُعا وه أشفى‬
‫أملّ فأشياٍل ّ‬
‫تثٌت عطفو فانثٌت عطفا‬
‫بعيٍت شكواي للغرام وتيهو ‪ ...‬إىل أن ّ‬
‫فعانقتو شوقا وقُّلتو ىوى ‪ ...‬وه قُلة تكفي وه لوعة تطفا‬

‫ومن نزعاتو العجيُة قولو‪ ،‬وقد سُق إىل غرضو غَته‪( :‬الُسيط)‬
‫اي طلعة الشمس ّإه أنو قمر ‪ّ ...‬أما ىواك فال يُقي وه يذر‬
‫كيف التخلّص من عيني يل ومىت ‪ ...‬وفيهما القاتالن الغنج واغبور‬
‫شيب والكرب‬
‫وكيف يسلي فؤادى عن صُابتو ‪ ...‬ولو ّنى النّاىيان ال ّ‬
‫ضرر‬
‫أنت اؼبٌت واؼبنااي في قد صبعت ‪ ...‬وعندك اغبالتان النّفع وال ّ‬
‫شافيان القرب والنّظر‬
‫شوق ما ه دواء لو ‪ ...‬ومن يل ال ّ‬
‫ويل من ال ّ‬
‫وُب وصال ما أبقي بو رمقي ‪ ...‬لو ساعد اؼبسعدان الذّكر والقدر‬
‫والسهر‬
‫وكان طيف خيال من يقنعٍت ‪ ...‬لو يذىب اؼبانعان ال ّدمع ّ‬
‫الغم والغَت‬
‫اي انبيا‪ ،‬مل يكن ّإه ليملكٍت ‪ ...‬من بعده اؼبهلكان ّ‬
‫السمع والُصر‬
‫ما غُت ّإه وغاب اعبنس أصبعو ‪ ...‬واستوشش اؼبؤنسان ّ‬
‫الساجدان النّجم والشجر‬
‫تكن ضلوعي ُب ىواك دبن ‪ ...‬يعنو لو ّ‬
‫دبا ّ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪17‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫أدرك بقيّة نفس لست مدركها ‪ ...‬إذا مضى اؽباداين العُت واْلثر‬
‫ودل شَتة مهجور بال سُب ‪ ...‬يُكي لو القاسيان ال ّدىر واغبجر‬
‫ّ‬
‫والصدر‬
‫وإن أبيت فلي من ليس يسلمٍت ‪ ...‬إذا نُا اؼبذىُان الورد ّ‬
‫مؤيّدا ؼبل ِبآلراء حيكمها ‪ُ ...‬ب ضمنها اؼبُهجان اليمن والظّفر‬
‫والسمر‬
‫من كاْلمَت أيب عُد اإللو إذا ما ‪ ...‬خانت القدمان الُيض ّ‬
‫والصرب‬
‫الص ّر ّ‬
‫الواىب اػبيل آهفا وفارسها ‪ ...‬إذا استوى اؼبهطعان ّ‬
‫واؼبشُو اللّيث ُب أبس وُب خطر ‪ ...‬ونعمت اغبليتان الُأس واػبفر‬
‫الصاشُان الشاة والنّمر‬
‫أتمن الناس ُب أايمو ومشوا ‪ ...‬كما مشى ّ‬
‫ّ‬
‫وزال ما كان من خوف ومن شذر ‪ ...‬فما يرى ال ّدايالن اػبوف واغبذر‬
‫رأيت منو الذي كنت أظبعو ‪ ...‬وشُّذا الطّيُّان اػبرب واػبرب‬
‫والزىر‬
‫ّل ّ‬‫الرائقان الظ ّ‬
‫ما شئت من شيم عليا ومن شيم ‪ ...‬كأّنا ّ‬
‫وما أردت من إشسان ومن كرم ‪ ...‬ينسى بو اْلجودان الُحر واؼبطر‬
‫وغرة يتألْل من ظباشتها ‪ ...‬كأّنا النّهران الشمس والقمر‬
‫ّ‬
‫إيو‪ ،‬فلوه دواع من ؿبُّتو ‪ ...‬مل يسهل اْلصعُان الُُت واػبطر‬
‫والسفر‬
‫اغبل ّ‬
‫أنيت عنو اضطرارا ٍب عدت لو ‪ ...‬كما اقتضى اؼبربمان ّ‬
‫ّل والثّمر‬
‫فإن قضى هللا أن يقضي بو أملي ‪ ...‬فحسيب ا﵀سُان الظ ّ‬
‫السؤل والوطر‬ ‫ولست أبعد إذ واغبال متّسع ‪ ...‬أن يُلغ الغائُان ّ‬

‫والسهر‪( :‬ؾبزوء السريع)‬


‫ومن شعره ُب أغراض متعددة‪ ،‬قال ُب الليل ّ‬
‫أطال ليلي الكمد ‪ ...‬فالدىر عندي سرمد‬
‫أظن أنو ‪ ...‬ليلة اؽبجر غد‬
‫وما ّ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪18‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫اي انئما عن لوعيت ‪ ...‬عوفيت فبّا أجد‬


‫ارقد ىنيّا إنٍّت ‪ ...‬ه أستطيع أرقد‬
‫لواعج ما تنطفي ‪ ...‬وأدمع تضطرد‬
‫مٍت الكُد؟‬
‫وكُدي كُد اؽبوى ‪ ...‬وأين ّ‬
‫وه تسل عن جلدي ‪ ...‬وهللا ما يل جلد‬

‫ومن شعره أيضا ُب اؼبقطوعات‪( :‬السريع)‬


‫قصر من طوؽبا ‪ ...‬بزورة من رشا انفر‬
‫وليلة ّ‬
‫اْلول واآلخر‬
‫استوفر الدىر هبا غالطا ‪ ...‬فأدغم ّ‬

‫وقال من قصيدة مغربة ُب اإلشسان ‪( :‬السريع)‬


‫فجر ّنر النهار‬
‫وليلة نُّهت أجفاّنا ‪ ...‬والفجر قد ّ‬
‫شهب عند الفرار‬
‫شهب مثل ال ّ‬
‫والليل كاؼبهزوم يوم الوغا ‪ ...‬وال ّ‬
‫السها خيفة ‪ ...‬وطولب النّجم بثأر فثار‬
‫كأّنا استخفى ّ‬
‫لذاك ما شابت نواصي ال ّدجى ‪ ...‬وطارح النّسر أخاه فطار‬
‫شفار‬
‫غَت منها ال ّ‬
‫غرة ّ‬
‫راي قمر سافر ‪ ...‬عن ّ‬
‫وُب الثّ ّ‬
‫السرار‬
‫كأ ّن عنقودا هبا ماثل ‪ ...‬إذ صار كالعرجون عند ّ‬
‫كأّنا تسُ ديناره ‪ ...‬وك ّفها تفتل منو سوار‬
‫كأّنا الظّلماء مظلومة ‪ ...‬رب ّكم الفجر عليها فجار‬
‫ذل افتقار‬
‫الصُح ؼبشتاقو ‪ ...‬إقُال دنيا بعد ّ‬
‫كأّنا ّ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪19‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫كأّنا الشمس وقد أشرقت ‪ ...‬وجو أيب عُد اإللو استنار‬

‫وُب وصف الُحر واْلّنار وما ُب معٌت ذل ‪( :‬الُسيط)‬


‫الُحر أعظم فبا أنت ربسُو ‪ ...‬من مل ير الُحر يوما ما رأى عجُا‬
‫طام لو شُب طاف على زورق ‪ ...‬مثل السماء إذا ما ملئت شهُا‬

‫وقال ُب وصف ّنر‪( :‬الطويل)‬


‫اجملرة تزىر‬
‫وأزرق ؿبفوف بزىر كأنّو ‪ ...‬قبوم أبكناف ّ‬
‫سل عن غمد شسام ؾبوىر‬
‫يسيل على مثل اعبمان مسلسال ‪ ...‬كما ّ‬
‫مكسر‬
‫وقد صافح اْلدواح من صفحاتو ‪ ...‬وشىت شُاب ِبلنّسيم ّ‬
‫فما كان ُب عطف اػبليج قالمة ‪ ...‬وما كان ُب وجو الغدير فمغفر‬

‫غرب‪( :‬السريع)‬
‫وُب العقل والتّ ّ‬
‫ما أشسن العقل وآَثره ‪ ...‬لو هزم اإلنسان إيثاره‬
‫اغبر أسراره‬
‫يصون ِبلعقل الفىت نفسو ‪ ...‬كما يصوم ّ‬
‫ه سيما إن كان ُب غربة ‪ ...‬حيتاج أن يعرف مقداره‬

‫ومن وصفو اعبيش والسالح‪( :‬الكامل)‬


‫اعبرار‬
‫جرت ديول اعبحفل ّ‬ ‫وكتيُة ِبل ّدارعُت كثيفة ‪ّ ...‬‬
‫الراايت كاْلزىار‬
‫روض اؼبنااي بينها القضب اليت ‪ ...‬زفّت هبا ّ‬
‫شرى بُت القنا اػبطّار‬
‫فيها الكماة بنو الكماة كأّنم ‪ ...‬أسد ال ّ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪20‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫متهلّلُت لدى اللّقاء كأّنم ‪ ...‬خلقت وجوىهم من اْلقمار‬


‫كل ليث فوق برق خاطف ‪ ...‬بيمينو قدر من اْلقدار‬
‫من ّ‬
‫فيصب آجاه على اْلعمار‬
‫ّ‬ ‫كل ماض قد تقلّد مثلو ‪...‬‬
‫من ّ‬
‫لُسوا القلوب على الدروع وأسرعوا ‪ْ ...‬لك ّفهم انرا ْلىل النار‬
‫وتق ّدموا وؽبم على أعدائهم ‪ ...‬شنق العدا وضبيّة اْلنصار‬
‫الصليب لذلّة الك ّفار‬
‫فاراتع انقوس خبلع لسانو ‪ ...‬وبكى ّ‬
‫ٍب انثنوا عنو وعن عُّاده و ‪ ...‬قد أصُحوا خربا من اْلخُار‬

‫السيف‪( :‬الُسيط)‬
‫وُب ّ‬
‫وأبيض صيغ من ماء ومن ؽبب ‪ ...‬على اعتدال فلم خيمد ومل يسل‬
‫ماضي الغرار يهاب العمر صولتو ‪ ...‬كأّنا ىو مطُوع من اْلجل‬
‫أهبى من الوصل بعد اؽبجر منظره ‪ ...‬شسنا وأقطع من دين على ملل‬
‫ظن أن ما كل سابغة ‪ ...‬فخاض كاْلَل يستشفي من النّهل‬ ‫وأظبر ّ‬
‫ىام الكماة بو شُّا وه عجب ‪ ...‬من لوعة دبليح الق ّد معتدل‬
‫إذا الطّعُت تل ّقاه وأرعفو ‪ ...‬شسُتو عاشقا يُكي على طلل‬

‫ومن ذل قولو ُب وصف قوس‪( :‬الوافر)‬


‫وسوى ‪ ...‬أبىداب اعبفون ؽبا نُاه‬
‫تن ّكُها كحاجُو ّ‬
‫ربمل فوق عاتقو ىاله‬
‫فلم أر قُلو بدرا منَتا ‪ّ ...‬‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪21‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫ومن ذل ُب وصف قلم‪( :‬اؼبتقارب)‬


‫اغبب فبن كبل‬
‫تظن بو ّ‬
‫ب ُب رونق ‪ّ ...‬‬
‫كالص ّ‬
‫وأصفر ّ‬
‫الرماح وإن مل يطل‬
‫السُات ‪ ...‬يطول ّ‬
‫الصفات شديد ّ‬
‫بديع ّ‬
‫عما وراء الضمَت ‪ ...‬ويفعل فعل الظُّا وال ّذبل‬
‫يعرب ّ‬
‫ّ‬
‫ومن ذل قولو فيما يظهر منها‪( :‬الُسيط)‬
‫السيف فيما قيل والقلم ‪ ...‬والفصل بينهما ه ش ّ منفهم‬
‫تفاخر ّ‬
‫درمها ‪ ...‬وشُّذ اػبطّتان اغبكم واغبكم‬
‫كالمها شرف ﵁ ّ‬

‫ومن ذل قولو ُب س ّكُت الدواة‪( :‬اػبفيف)‬


‫الرقاق‬
‫أان صمصامة الكتابة ما يل ‪ ...‬من شُيو ُب اؼبرىفات ّ‬
‫كأٍل ُب القطع يوم فراق‬
‫فكأٍل ُب اغبسن يوم وصال ‪ ...‬و ّ‬
‫ّ‬

‫اؼبقص‪( :‬الوافر)‬
‫ّ‬ ‫ومن ذل قولو ُب‬
‫بضم واعتناق‬
‫ومعتنقُت ما اشتهرا بعشق ‪ ...‬وإن وصفا ّ‬
‫لعمر أبي ما اعتنقا ؼبعٌت ‪ ...‬سوى معٌت القطيعة والفراق‬

‫ومن ذل قولو ُب الورد‪( :‬ـبلع الُسيط)‬


‫كل زىر ‪ ...‬لو أنّو دائم الورود‬
‫الورد سلطان ّ‬
‫بعد خدود اؼبالح شيء ‪ ...‬ما أشُو الورد ِبػبدود‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪22‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫اػبَتي‪( :‬السريع)‬
‫ّ‬ ‫ومن ذل قولو ُب‬
‫سر عجيب‬
‫وأزرق كمثل السماء ‪ ...‬فيو ؼبن ينظر ّ‬
‫الصُح عليو رقيب‬
‫الصُح أبنفاسو ‪ ...‬كأّنا ّ‬
‫شح مع ّ‬
‫ّ‬
‫وِبح ِبلليل أبسراره ‪ ...‬ؼبّا رأى اللّيل ّنار اْلريب‬

‫الرحيان‪( :‬الوافر)‬
‫ومن ذل قولو ُب ّ‬
‫غض ‪ ...‬يروق حبسن منظره العيوان‬
‫فستقي اللون ّ‬
‫ّ‬ ‫وأخضر‬
‫الًتنج وقد شكاه ‪ ...‬وزاد على اظبو ألفا ونوان‬
‫أغار على ّ‬

‫اؼبطوهت اليت تفنّن فيها‪ ،‬رضبو هللا‪( :‬الطويل)‬


‫وقال من صبلة قصائده ّ‬
‫وغانية يغٍت عن العود صوهتا ‪ ...‬وجارية تسقي وساقية ذبري‬
‫كالزىر‬
‫الزىر ّ‬
‫يرف على شافاهتا ّ‬
‫ؾبرة ‪ّ ...‬‬
‫جير النهر ذيل ّ‬
‫حبيث ّ‬
‫ىزت اْلرواح خصر كتائب ‪ ...‬أبلوية بيض على أسل ظبر‬‫وقد ّ‬
‫فجردت ‪ ...‬سيوف سواقيها على دارع النّهر‬ ‫رمى قزح نُال إليها ّ‬
‫الزىر‬
‫ّل عن وجنة ّ‬ ‫فجرت غالئال ‪ ...‬ذب ّفف دمع الط ّ‬
‫وىُّت صُا قبد ّ‬
‫الروض وشي صحيفة ‪ ...‬وكاْللفات القضب والطّرس كالتّرب‬ ‫كأ ّن بصفح ّ‬
‫ضضة فيها فصوص من التّرب‬ ‫كأ ّن بو اْلقحوان خواسبا ‪ ...‬مف ّ‬
‫الغض أعيا ‪ ...‬ترقرق ُب أجفاّنا أدمع القطر‬
‫كأ ّن بو النّرجس ّ‬
‫للس ّر‬
‫اػبَتي زورة عاشق ‪ ...‬يرى أ ّن جنح اللّيل أكتم ّ‬
‫ّ‬ ‫كأ ّن شذا‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪23‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫الرمان‪( :‬الُسيط)‬
‫وقال ُب وصف ّ‬
‫رمانة قد راق منظرىا ‪ ...‬فمثلها بُديع اغبسن منعوت‬
‫﵁ ّ‬
‫واغبب ايقوت‬
‫ّ‬ ‫شحم قطن ؽبا‬
‫ضم داخلو ‪ ...‬وال ّ‬
‫القشر ش ّق ؽبا قد ّ‬

‫ومن ذل قولو ُب اعبزر‪( :‬الُسيط)‬


‫انظر إىل جزر ُب اللون ـبتلف ‪ ...‬الُعض من سُج والُعض من ذىب‬
‫إن قلت‪ :‬قصب فقل‪ :‬قصب بال زىر ‪ ...‬أو قلت‪ :‬مشع فقل‪ :‬مشع بال ؽبب‬

‫وُب اهغًتاب وما يتعلّق بو فبا يقرب من اؼبطوهت‪( :‬الوافر)‬


‫غريب كلّما يلقى غريب ‪ ...‬فال وطن لديو وه شُيب‬
‫تذ ّكر أصلو فُكى اشتياقا ‪ ...‬وليس غريُا أن يُكي غريب‬
‫السكوب‬
‫وفبا ىاج أشواقي شديث ‪ ...‬جرى فجرى لو ال ّدمع ّ‬
‫شُاب فش ّق قليب ‪ ...‬أمل تر كيف تنش ّق القلوب؟‬
‫ذكرت بو ال ّ‬
‫الصُا ّإه عجيب‬
‫الصُا فليُ مثلي ‪ ...‬فما زمن ّ‬
‫على زمن ّ‬
‫جهلت شُيُيت شىت تولّت ‪ ...‬وقدر الشيء يعرف إذ يغيب‬
‫أه ذكر اإللو بكل خَت ‪ ...‬بالدا ه يضيع هبا أديب‬
‫بالد ماؤىا عذب زهل ‪ ...‬وريح ىوائها مس رطيب‬
‫اؼبعٌت ‪ ...‬يكاد من اغبنُت لو يذوب‬
‫هبا قليب الذي قليب ّ‬
‫الصرب بلُت أيب وأمي ‪ ...‬كالان بعد صاشُو كثيب‬
‫رزقت ّ‬
‫خ بعدي من أؤاخي ‪ ...‬ودع ما ه يريب ؼبا يريب‬
‫أه فتو ّ‬
‫وه ربكم أبول ما تراه ‪ ...‬فإ ّن الفجر أولو كذوب‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪24‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫أه إان خلقنا ُب زمان ‪ ...‬يشيب هبولو من ه يشيب‬


‫وقد ل ّذ اغبمام وطاب عندي ‪ ...‬وعيشي ه يل ّذ وه يطيب‬
‫اغبر والُلوى ضروب‬
‫ضرورة فهي بلوى ‪ ...‬هتُت ّ‬
‫غبى هللا ال ّ‬
‫كل عيب ‪ ...‬وه زبفى مع الفقر العيوب‬
‫رأيت اؼبال يسًت ّ‬
‫الروح ذا من ذا قريب‬
‫وفقد اؼبال ُب التّحقيق عندي ‪ ...‬كفقد ّ‬
‫كل ؾبتهد مصيب‬
‫وقد أجهدت نفسي ُب اجتهاد ‪ ...‬وما أن ّ‬
‫وقد ذبري اْلمور على قياس ‪ ...‬ولو ذبري لعاش هبا اللُّيب‬
‫عدو ‪ ...‬فما يقضي هبا أرِب أريب‬
‫كأ ّن العقل لل ّدنيا ّ‬
‫إذا مل يرزق اإلنسان خبتا ‪ ...‬فما شسناتو ّإه ذنوب‬

‫ومن نسيُو قولو ُب ِبدرة من ضبّام‪( :‬الكامل)‬


‫اغبمام سبسح وجهها ‪ ...‬عن مثل ماء الورد ِبلعنّاب‬
‫برزت من ّ‬
‫واؼباء يقطر من ذوائب شعرىا ‪ ...‬كالطّل يسقط من جناح غراب‬
‫ضحى ‪ ...‬طلعت علينا من خالل سحاب‬
‫فكأّنا الشمس اؼبنَتة ُب ال ّ‬

‫ومن مقطوعاتو أيضا قولو‪( :‬الكامل)‬


‫صور نفسو ‪ ...‬ما زادىا شيئا سوى اإلشفاق‬
‫ومتيّم لو كان ّ‬
‫شاق‬
‫ِبلصدود وإ ّّنا ‪ ...‬كثرت عليو مسائل الع ّ‬
‫ما كان يرضى ّ‬

‫وقال‪( :‬ـبلع الُسيط)‬


‫شاقو اعتذار‬
‫واَب وقد زانو صبال ‪ ...‬فيو لع ّ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪25‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫ثالثة ما ؽبا مثال‪ ... :‬الوجو واػب ّد والعذار‬


‫فمن رآه رأى رايضا‪ ... :‬الورد واآلس والُهار‬

‫ذم إخوة السوء‪( :‬الكامل)‬


‫ومن ذل قولو ُب ّ‬
‫أخوٌب ه تنفع‬
‫أخوة ‪ ...‬فإذا تراد ّ‬
‫اْلخوة ِبللّسان ّ‬
‫ليس ّ‬
‫عٍت وه يوم القيامة تشفع‬
‫تفرج كربو ‪ّ ...‬‬
‫ه أنت ُب ال ّدنيا ّ‬

‫وقال كذل ‪( :‬الكامل)‬


‫ولقد عرفت ال ّدىر شُت خربتو ‪ ...‬وبلوت ِبغباجات أىل زمان‬
‫اْلخوة ِبللسان كثَتة ‪ ...‬وإذا ال ّدراىم ميلق اإلخوان‬
‫فإذا ّ‬

‫ومن ذل قولو ُب ثقيل‪( :‬اؼبتقارب)‬


‫تزلزلت اْلرض زلزاؽبا ‪ ...‬فقلت لسكاّنا‪ :‬ما ؽبا؟‬
‫فقالوا‪ :‬أاتان أبو عامر ‪ ...‬فأخرجت اْلرض أثقاؽبا‬

‫الصرب‪( :‬السريع)‬
‫ومن ذل قولو ُب ّ‬
‫الدىر ه يُقي على شالة ‪ ...‬لكنو يقُل أو يدبر‬
‫فإن تل ّقاك دبكروىو ‪ ...‬فاصرب فإ ّن ال ّدىر ه يصرب‬

‫ومن ذل قولو ُب اؼبوت‪( :‬السريع)‬


‫سر هللا ُب خلقو ‪ ...‬وشكمة دلّت على قهره‬
‫اؼبوت ّ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪26‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫ما أصعب اؼبوت وما بعده ‪ ...‬لو ف ّكر اإلنسان ُب أمره‬


‫أايم طاعات الفىت وشدىا ‪ ...‬ىي اليت ربسب من عمره‬
‫ه تله الدنيا ول ّذاهتا ‪ ...‬عن ّني موهك وه أمره‬
‫صح لو منها سوى قربه؟‬
‫وانظر إىل من مل اْلرض ىل ‪ّ ...‬‬

‫(نثره)‬

‫نصو‪:‬‬
‫قال ُب كتاب «روضة اْلنس» ما ّ‬
‫«ويتعلّق هبذا الُاب ما خاطٍُت بو الفقيو الكاتب اعبليل أبو بكر الربذعي‪ ،‬من أىل‬
‫سر دون وه شجاب‪ ،‬بعد أن أتق ّدم إلي‬ ‫أعزه هللا‪ :‬أخربك بعجاب‪ ،‬إذ ه ّ‬
‫بلدان‪ّ ،‬‬
‫لدي‪ ،‬فإ ّن الدىر أخدع من ك ّفة اغبابل‪ ،‬وقلب‬
‫إيل‪ ،‬قُل علم ما ّ‬
‫أن ه تعجل ِبللوم ّ‬
‫الرقيق‪ْ ،‬لخذ ش ّق فؤاد عتيق‪ ،‬فرأيت‬
‫اإلنسان لَّلفات قابل‪ .‬مشيت يوما إىل سوق ّ‬
‫ِبلصون‪ ،‬متمايلة الق ّد‪ ،‬قائمة النّهد‪ ،‬بلحظ‬
‫هبا جارية عسجدية اللون‪ ،‬شديثة عهد ّ‬
‫السحر أوفر شظّ‪ ،‬وفم كشرطة رشحت بدم‪ ،‬داخلو ظبطان لوه مها ما‬
‫قد أوٌب من ّ‬
‫ط شكلهما قلم‪،‬‬
‫عرف النّظم‪ ،‬وه شكم على ال ّدر للعظم‪ُ ،‬ب صدغها همان ما خ ّ‬
‫الكف ُب اغبصر‪،‬‬
‫قص مثلهما شلم‪ .‬ؽبا جيد تتمنّاه الغيد‪ ،‬وخصر ىو قُضة ّ‬
‫وه ّ‬
‫وردف يظلمو من يشُو بو ِبغبقف‪ ،‬ويدان خلقا للوشي‪ ،‬وقدمان أىلّتا للّثم ه‬
‫للمشي‪ ،‬فتطاولت إليو اْلعناق‪ ،‬وبذلت فيها اْلعالق‪ ،‬واؼبياسَت عليها مغرم ُب‬
‫السوم‪ ،‬وكل فيها يزيد‪ ،‬ليُلغ ما يريد‪ ،‬إىل أن جاء فىت صادق ُب‬
‫وتسوم أىل ّ‬
‫القوم‪ّ ،‬‬
‫شُّو‪ ،‬ه يُايل بفساد مالو ُب صالح قلُو‪ ،‬فع ّد اؼبال ع ّدا‪ ،‬ومل جيد غَته من التسليم‬
‫فلما فاتتٍت‪ ،‬تركت اْلشواق وأتتٍت‪ ،‬وانتقضت عزائم صربي فما أتتٍت‪ ،‬فا﵁ هللا‪،‬‬
‫ب ّدا‪ّ .‬‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪27‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫تدارك أخاك سريعا‪ ،‬قُل أن تلفيو من الوجد صريعا‪ ،‬واستنزلو خادما‪ ،‬قُل أن تصُح‬
‫عليو اندما‪ ،‬ولن أشتاج أن أصفها إلي ‪ ،‬مع ما قصصتو علي ‪ ،‬وقد أىديتها دررا‪،‬‬
‫فخذىا على جهة الفكاىة وال ّدعابة‪( :‬الوافر)‬
‫وه تطلع أخا جهل عليها ‪ ...‬فمن مل يدر قدر الشيء عابو‬
‫فأجُتو‪ :‬نعم نعم‪ ،‬أنعم هللا ِبل ‪ ،‬وسٌت آمال ‪ ،‬أان حبول هللا أراتد ل من كبو‬
‫وإه فُيضا كاللّجُت‪ ،‬ىل القلب والعُت‪ ،‬زىرة غصن ُب‬
‫ىاتي ‪ ،‬ما يسلي ويؤاتي ‪ّ ،‬‬
‫روضة شسن‪ ،‬ذات ذوائب‪ ،‬كأّنا الليل على ّنار‪ ،‬أو بنفسج ُب هبار‪.‬ؽبا وجو أهبى‬
‫السُح‪،‬‬
‫من الغنا‪ ،‬وأشهى من نيل اؼبٌت‪ ،‬فيو شاجُان كأّنما قوس صنعت من ّ‬
‫ورصعت بعاج من الُلح‪ ،‬على عينُت ساشرتُت‪ِ ،‬بلعقل ساخرتُت‪ ،‬هبما تصاب‬
‫ّ‬
‫الكُود‪ ،‬وتش ّق القلوب قُل اعبلود‪ ،‬إىل فم كأنّو ختام مس ‪ ،‬على نظام سل ‪ ،‬سقاه‬
‫اغبسن رشيقو‪ ،‬فأنُتت درره وعقيقو‪ ،‬وجيد ُب اغبسن وشيد على صدر كأنو من‬
‫غض‪ ،‬لو خصر مدمج‪،‬‬
‫للعض‪ُ ،‬ب جسم ّ‬
‫ّ‬ ‫طوقتا بعنرب‪ ،‬قد خلقتا‬
‫مرمر‪ ،‬فيو ش ّقتا عاج ّ‬
‫اؼبؤمل‪،‬‬
‫يتموج‪ ،‬وأطراف كالعنم‪ ،‬رقمت رقم القلم‪ ،‬من الالئي شهدن ابن ّ‬
‫وردفو ّ‬
‫وقال ُب مثلها اْلول‪ ،‬إن ىي اتىت فمثلها اتىا‪ ،‬أو ىي ِبىت فمثلها ِبىا‪ ،‬من أين‬
‫للغصن مثل قامتها أو أين للُدر مثل مرآىا‪ ،‬ما فعلت ُب العقول صابية ما فعلت ُب‬
‫العقول عيناىا‪ ،‬سبلكٍت ِبؽبوى وأملكها‪ ،‬فهأان عُدىا وموهىا‪ ،‬فأيّهما لست بذلت‬
‫فيو اعبهد‪ ،‬وأرقيت للمجد والو ّد إن شاء هللا تعاىل‪ .‬وأان فيما عرض لسيدي‪ ،‬شفظو‬
‫حيب‪ ،‬أعذره وه أعذلو‪ ،‬وأنصره وه أخذلو‪ ،‬لكٍت أقول كما قال بعض‬
‫هللا‪ ،‬على ما ّ‬
‫الرقيق‪ّ ،‬إه أن يكون قد صبع بُت‬
‫اغبكماء‪ :‬ه ينُغي ؼبن قلُو رقيق‪ ،‬أن يدخل سوق ّ‬
‫اؼبال‪ ،‬واعبمال يتنافس ُب العايل‪،‬‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪28‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫ويسًتخص ِبلثمن الغايل‪ ،‬وه يُايل دبا قال اْلئمة‪ ،‬إذا وجد من يالئمو‪ ،‬كما قال‬
‫الشاعر‪(:‬اػبفيف)‬
‫يتوصل بو لوصل اغبُيب‬
‫ا﵀ب ِبؼبال إذ مل ‪ّ ...‬‬
‫ما انتفاع ّ‬
‫إّنا ينُغي حبكم اؽبوى أن ‪ ...‬ينفق اؼبال ُب صالح القلوب‬
‫والسالم على سيدي‪ ،‬ما كانت الفكاىة من شأن الوفاء‪ ،‬واؼبداعُة من شيم الظّرفاء‪،‬‬
‫ورضبة هللا وبركاتو‪.‬‬

‫(مولده ‪ -‬وفاتو)‬

‫ولد ُب ؿبرم سنة إشدى وستمائة‪.‬‬


‫توُب ُب عام أربعة وشبانُت وستمائة‪.‬‬
‫نقلت من خط صاشُنا الفقيو اؼبؤرخ أيب اغبسن بن اغبسن‪ ،‬قال‪ :‬أنشدٍل الشيخ‬
‫الراوية اْلديب القاضي الفاضل أبو اغبجاج يوسف بن موسى بن سليمان‬
‫ّ‬
‫اؼبنتشافري‪ ،‬قال‪ :‬أنشدٍل القاضي الفاضل أبو القاسم ابن الوزير أيب اغبجاج ابن‬
‫اغبقالة‪ ،‬قال‪ :‬أنشدٍل اْلديب أبو الطيب صاحل بن أيب خالد يزيد بن صاحل بن‬
‫الرندي لنفسو‪ ،‬ليكتب على قربه‪( :‬الطويل)‬
‫شريف ّ‬
‫للًت ّشم‬
‫مت قربي عرضة ّ‬
‫خليلي‪ِ ،‬بلو ّد الذي بيننا اجعال ‪ ...‬إذا ّ‬
‫ّ‬
‫عسى مسلم يدنو فيدعو برضبة ‪ ...‬فإٍل ؿبتاج لدعوة مسلم‬

‫* اإلشاطة ُب أخُار غرانطة (جٖ – ص٘‪)ٕٚ‬‬


‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪29‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫القصيدة – دون تعليق‬

‫* قال شهاب الدين أضبد بن دمحم اؼبقري التلمساٍل (اؼبتوَب‪ٔٓٗٔ :‬ى )‬


‫(وما اعتمدته منها نقلته من خط من يوثق به على ما كتبته ‪ /‬قاله بعد االنتهاء من القصيدة)‬

‫ومن مشهور ما قيل ُب ذل قول اْلديب الشهَت أيب الُقاء صاحل بن شريف الرندي رضبو‬
‫(نفح الطيب)‬ ‫هللا تعاىل‬

‫و﵁ در اإلمام العالمة خاسبة أدِبء اْلندلس‪ ،‬أيب الطيب صاحل أبن شريف الزندي‬
‫رضبو هللا إذ قال يندب بالد اْلندلس‪ ،‬ويُعث العزائم وحيركها من أىل اإلسالم‬
‫لنصرة الدين‪ ،‬وانقاذ الُالد من يد الكافرين‪ ،‬ولسان اغبال ينشده " لقد أظبعت لو‬
‫انديت شياً "‪.‬‬

‫الع ْي ِ‬ ‫فال يُغَ هر بِ ِط ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫سا ُن‬
‫ش إنْ َ‬ ‫يب َ‬ ‫ل ُك ِّل َشيء إذا َما ًَبه نُ ْق َ‬
‫صا ُن‬
‫زمن ساءتْوُ أ ْزما ُن‬
‫َمن َس هرهُ ٌ‬ ‫اى ْدهتُا ُد َو ٌل‬
‫اْلمور َكما َش َ‬‫ُ‬ ‫ىي‬
‫َ‬
‫شال ؽبا شا ُن‬ ‫وم على ٍ‬ ‫وىذهِ ال هدار ه تُ ُِقي على أَشدٍ‬
‫وه يَ ُد ُ‬ ‫ُ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫وه يَ ُد ْو ُم على ٍ‬
‫شال َؽبَا َشا ُن)‬ ‫وعا َمل ال َكو ِن ه تَُ َقى ِ‬
‫ؿباسنُو‬ ‫( َ‬
‫ْ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ت َم ْش َرِفيهات ُ‬
‫وخ ْرصا ُن‬ ‫إذا نََُ ْ‬ ‫ديُ ِز ُق ال هدىر ( ِمنها) شتماً ك هل سابِ ٍ‬
‫غة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫أكاليل وتيِجا ُن‬
‫ٌ‬ ‫وأين منهم‬
‫َ‬ ‫يجان ِمن ديََ ٍن‬‫وك ذوو التِّ ِ‬ ‫أين اؼبلُ ُ‬
‫َ‬
‫اسوُ ُب ال ُف ْر ِ‬
‫س ساَ َسا ُن‬ ‫وأين ما َس َ‬ ‫هاد من َإرِم‬‫شادهُ َشد ُ‬‫وأين ما َ‬
‫وأين عا ٌد وش هدا ٌد وقَ ْحطا ُن‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ارو ُن ِمن ذَ َى ٍ‬ ‫وأين ما َش َازهُ قَ ُ‬
‫َ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪30‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫ضوا فَ َكأ هن (الكله) َ‬


‫القوم ما كانُوا (ذكرها اخلفاجي)‬ ‫شىت قَ َ‬ ‫أتى على ال ُك ِّل أ َْم ٌر ه َمر هد لَوُ‬
‫َ‬
‫ف َو ْسنا ُن‬ ‫ال الطهْي ِ‬
‫َكما َش َكى عن َخيَ ِ‬ ‫ومن ملِ ٍ‬ ‫وصار ما َكا َن ِمن م ْل ٍ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َََ‬
‫إيوا ُن‬ ‫ِ‬
‫وأَ هم ك ْس َرى فما آواهُ َ‬ ‫دار ال هزما ُن على َد َارا وقَاتِلِ ِو‬
‫َ‬
‫سلَْيما ُن (ذكرها اخلفاجي)‬ ‫يوما (ومل ِديْلِ ِ ) وه َملَ َ ُّ‬
‫الدنْ يَا ُ‬ ‫ً‬ ‫ب‬
‫ب مل يَ ْس ُه ْل لَوُ َسَُ ٌ‬
‫ص ْع ُ‬
‫كأ ّّنا ال ه‬
‫وأشزا ُن‬ ‫ولل هز ِ‬ ‫فَجائِ ُع ال هدى ِر أنوا ٌ‬
‫ات ْ‬‫مان َمس هر ٌ‬ ‫ع ُم هنوعةٌ‬
‫س ِّهلُها)‬ ‫ِ‬
‫(وللحواد ِ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫ِ‬
‫(نفح الطيب)‬ ‫ُسلْوا ٌن يُ َه ِّوّنُا (يُ َ‬ ‫ث)‬ ‫ب‬ ‫ولل َْم َ‬
‫ِ‬
‫ِبإلسالم ُسل َْوا ُن‬ ‫َوما لِ َما َشله‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫واّن هد ثَ ْهال ُن‬
‫وى لو أُ ُش ٌد ْ‬ ‫َى َ‬ ‫أمر ه َع َزاءَ لوُ‬
‫ْب) ٌ‬‫َد َىى اعبزيرةَ ( َخط ٌ‬
‫ْطار وبُل ْدا ُن‬ ‫فارتُ ِزئَت شىت خلَ ْ ِ‬ ‫فامتُ ِحنَ ْ‬ ‫اإلس ِ‬
‫(نفح الطيب)‬ ‫ت منوُ أق ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ت)‬ ‫الم ( ْ‬ ‫ُت ُب ْ‬ ‫الع ُ‬
‫أصاهبا َ‬
‫َ‬
‫وأين ِ‬
‫شاطَُةٌ أ َْم أَيْ َن َجيها ُن‬ ‫فَاسأ ْل بَلَْن ِسيَةً ما شأْ ُن ُم ْر َس ٍية‬
‫َ‬
‫من عا ٍمل قد ظبا فيها لوُ شا ُن‬ ‫لوم فكم‬ ‫وأين قُرطُُةٌ دار الع ِ‬
‫ْ َ ُ ُ‬
‫اض َوْمَّل ُن‬ ‫ص وما َرب ِو ِيو ِمن نُ َزهٍ(تُ َرهٍ)‬ ‫ِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ب فَ يه ٌ‬ ‫الع ْذ ُ‬
‫ونَ ْه ُرىا َ‬ ‫وأَيْ َن ضبْ ٌ‬
‫ِمن ِ‬
‫فاض ٍل قَ ْد َظبَا فِ َيها لَو َشا ُن)‬ ‫دار العلوم فَ َك ْم‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫(كذا طُلَْيطُلَةٌ ُ‬
‫أ ٍ‬ ‫ِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ب عُ ْقُا ُن)‬‫وىم ُب اغبَْر ِ‬ ‫ُسد ِهبا ُ‬‫ْ‬ ‫اعبهاد وَك ْم‬ ‫دار‬
‫(وأين غَ ْرانطَةٌ ُ‬
‫نان اػبُل ِ‬
‫ْد َع ْدان ُن)‬ ‫كأّنا من ِج ِ‬‫ه‬ ‫وز ْخ ُرفُ َها‬
‫العلْيا ُ‬
‫(ذكرىا اخلفاجي)‬ ‫(وأين َضبْرا ُؤىا َ‬
‫سى (الُُكاءُ) الَُقاءُ إذا مل تَ ُْ َق أ َْركا ُن‬ ‫قَ و ِ‬
‫اع ٌد ُك هن أرَكا َن الُِ ِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫َع َ‬ ‫الد فَما‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫دوَؽبَا َزْى ٌر َوَرْحيَا ُن)‬ ‫قَ ْد َش ه‬ ‫صوِر ِهبا‬ ‫(واؼباء َْجي ِري بِس ِ‬
‫ف َج َ‬ ‫اشات ال ُق ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫وف ِى ْن ٍد ؽبَا ُب ِّ‬
‫اعبو ل ََمعا ُن)‬ ‫ُسيُ َ‬ ‫ْسلِ ِو‬
‫سل ُ‬ ‫ب َْحيكي ُب تَ َ‬
‫ِ‬
‫الع ْذ ُ‬
‫( َوّنُْرىا َ‬
‫آي وفُ ْرقا ُن)‬ ‫ُب ِ ٍ ِ‬
‫كل وقْت بو ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬‫وأين َج ِام ُع َها اؼب ْش ُه ْوُر َك ْم تُلِيَ ْ‬
‫( ْ‬
‫س ولَوُ ُب العِل ِْم تُِْ يَا ُن)‬ ‫ْج ُه ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫( ِ‬
‫ُم َد ِّر ٌ‬ ‫ول ُى َدى‬ ‫وعاملٌ كا َن فيها لل َ‬ ‫َ‬
‫همع ِمنْوُ على اػبَدهي ِن طُوفَا ُن)‬ ‫والد ُ‬ ‫﵁ ُم ُْ تَ ِه ٌل‬‫خاضع ِ‬
‫ٌ‬
‫(وعابِ ٌد ِ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪31‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫اشتِ َها فُ ْل ٌ وغُ ْرِب ُن)‬ ‫س َ‬ ‫تبَ‬


‫ْأر َس ْ ِ‬ ‫كم‬
‫ب ْ‬ ‫وأين َمالَ َقةٌ َم ْر َسى اؼبراكِ ِ‬
‫( َ‬
‫ون لَوُ ِش ْذ ٌق وتُِْيا ُن)‬ ‫وذي فُنُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫داخلِها ِمن َش ِ‬
‫اع ٍر فَ ِط ٍن‬ ‫ِ‬
‫(وَكم بِ َ‬
‫َو َجن ٍهة َش ْوَؽبَا نَ ْه ٌر وبُ ْستَا ُن)‬ ‫(وَك ْم ِخبَا ِرِج ِها ِمن َم ْن َزهٍ فَر ٍ‬
‫ِج‬
‫ال وفُ ْر َسا ُن)‬‫وم أَبْطَ ٌ‬‫وأين اي قَ ُ‬
‫َ‬ ‫وأين َج َارهتُا ال هزْى َراء وقُُه تُها‬
‫( َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(وأين بسطَةُ َدار ال هز ْع َفر ِ‬
‫َرآى َشُ ْي َهاً ؽبَا ُب اغبُ ْس ِن إ َ‬
‫نسا ُن)‬ ‫ان فَ َه ْل‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإمعا ُن)‬
‫ب َدا لو ُب العدى فَ ْت ٌ ْ‬ ‫الوغَى بَطَ ٍل‬‫(وَك ْم ُش َج ٍاع َزع ْي ٍم ُب َ‬
‫أىل و ِول َدا ُن)‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫دلت ي ُدهُ ِمن كاف ٍر فَغدا‬
‫ْتُكيو من ْأرضو ٌ‬ ‫(كم َجنْ ْ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫َوَر هد تَ ْو ِش ْي َد َىا ِش ْر ٌك وطُغْيَا ُن)‬ ‫ت ِِبل ُكف ِر ِ‬
‫عام َرةً‬ ‫ووادايً َمن غ َد ْ‬
‫(َ‬
‫ْب ِهبَا َعلَ ٌم َْحب ٌر لوُ َشا ُن)‬ ‫قُط ٍ‬ ‫ُت فَ َك ْم‬‫(كذا اؼبَِريهةُ َدار ال ه ِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫صاغب َ‬ ‫ُ‬

‫كما ب َكى لِِفر ِ‬


‫اق ا ِإل ِ‬
‫لف َى ْي َما ُن‬ ‫ف‬‫ضاء ِمن أَس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تَ ُْك ْي اغبَنيفيّةُ الُي َ ُ‬
‫(نفح الطيب)‬ ‫ت) أسلمت وؽبَا ِبل ُك ْف ِر عُ ْم َرا ُن‬ ‫قَ ْد (أقْ َف َر ْ‬ ‫اإلسالم َخالِيَ ٍة‬
‫ِ‬ ‫على ِداي ٍر ِمن‬
‫وصلَُْا ُن (ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ُ‬ ‫س ما ْفيه هن إه نَواق ْي ٌ‬ ‫َكنَائ َ‬ ‫ت (صارت)‬ ‫س ْ‬ ‫ث اؼبساج ُد قَ ْد أ َْم َ‬ ‫َش ْي ُ‬
‫كي) وىى ِعيدا ُن (ذكرها اخلفاجي)‬ ‫شىت اؼبنَابِر تَرثِي(تَُ ِ‬ ‫ه‬ ‫شىت ا﵀ا ِريِب تَُ ِكي وىى ِ‬
‫جام َدةٌ‬
‫ُ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ت ُِب ِسنَ ٍة فال هد ْى ُر يَ ْقظا ُن‬ ‫إ ْن ُك ْن َ‬ ‫موعظَةٌ‬ ‫اي غَافِالً ولو ُب ال هد ْى ِر ِ‬
‫ُ‬
‫اؼبر َء ْأوطا ُن‬
‫ص تَغُُّر ْ‬ ‫أبَ ْع َد ِضبْ ٍ‬ ‫ِ‬
‫وماشيَاً َم ِر َشاً يُ ْل ِه ِيو َم ْوطنُوُ‬
‫ِ‬

‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ويل) ال هد ْى ِر نِ ْسيَا ُن‬ ‫ول (طَ ِ‬ ‫وما َؽبَا َم ْع طُ ِ‬‫َ‬ ‫هم َها‬
‫ت َما تَ َقد َ‬ ‫س ْ‬ ‫ِ‬
‫ت ْل َ اؼبُصيَُةُ أنْ َ‬
‫ِ‬

‫أىل ال ُك ْف ِر ه كانوا‬ ‫س ْيف َ َ‬


‫أَد ِرك بِ ِ‬
‫َ‬ ‫ضاءُ رايتُوُ‬ ‫اي أيُّها اؼبَلِ ُ الَُي َ‬
‫س ُْ ِق ِع ْقَُا ُن‬ ‫َكأَنه َها ُب َؾبَ ِ‬
‫ال ال ه‬ ‫ض ِام َرةً‬ ‫ُت ِعتَا َق اػبَْي ِل َ‬ ‫اي ِراَ َكُِ َْ‬
‫الليل) الن ْق ِع نِْي َرا ُن‬
‫الم ( ِ‬ ‫َكأ هَّنا ُب ظَ ِ‬ ‫وف اؽبِْن ِد ُم ْرَى َفةً‬‫ُت ُسيُ َ‬ ‫ِِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫وشامل َْ‬ ‫َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ُت َوَراءَ الَُ ْح ِر ُب َد َع ٍة‬ ‫ِِ‬
‫َؽبُ ْم ِأبَوطَاّنم ع ٌّز ُ‬
‫وس ْلطَا ُن‬ ‫وراتع َ‬ ‫َ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪32‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ث ال َق ْوِم ُرْكَُا ُن‬ ‫فَ َق ْد سرى ِحبَ ِديْ ِ‬


‫ََ‬ ‫أىل أن َدل ٍ‬
‫ُس‬ ‫أ َِع ْن َد ُك ْم نََُأٌ ِمن (أم ِر) ِ‬
‫ث ب نُو اؼبُستضع ِفُِت (صنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضع ُفو َن) (ذكرها اخلفاجي ‪ -‬نفح الطيب)‬ ‫ال) (بِنا اؼبُ ْستَ َ‬‫ادي ُد ال ِر َج ِ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َكم يَ ْستَغ ْي ُ َ‬
‫سا ُن‬ ‫ِ‬
‫أس َرى وقَ ْت لَى فما يَ ْهتَ ُّز إنْ َ‬‫ْ‬ ‫وى ْم‬
‫ُ‬
‫وأنتم اي ِعُاد ِ‬
‫هللا إ ْخوا ُن‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم بَ ْي نَ ُك ُم‬ ‫ماذا التهقاطُ ُع ُب‬
‫ُُ َ َ‬
‫ار وأَ ْع َوا ُن‬ ‫صٌ‬‫َأما َعلَى اػبََِْت أنْ َ‬ ‫ات ؽبا ِمهَ ٌم‬ ‫وس أبِيه ٌ‬
‫أهَ نُ ُف ٌ‬
‫فر وطُ ْغيَا ُن‬ ‫اي من لِ ِذله ِة ٍ‬
‫قوم بَ ْع َد ِع ِّزِىمُ‬
‫أشال شا َؽبُُم ُك ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َسطَا َعلَْي ِهم ِهبا ُك ْف ٌر وطُ ْغيَا ُن‬ ‫س ُم ُوا فِ َرقَاً‬ ‫اي من لِنُ ِ ٍ ِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ص َرة قَ ْوم قُ ّ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫واليوم ىم ُب بِ ِ‬
‫الد ال ُك ْف ِر عُ ُْ َدا ُن‬ ‫َ ُْ‬ ‫س َكانُوا ُملُوَكاً ُب َمنَا ِزؽبِِ ْم‬ ‫ْلم ِ‬ ‫ِِب ْ‬
‫الذ ِّل أل َْوا ُن‬
‫اب ُّ‬ ‫َعلَْي ِهم ِمن ثِيَ ِ‬ ‫اىم َشيَارى ه َدلِْي َل َؽبُ ْم‬ ‫فَ لَو تَ َر ُ‬
‫ُ‬
‫أش َزا ُن‬
‫واستَ ْهوتْ َ ْ‬
‫ؽبَالَ َ اْل َْم ُر ْ‬ ‫اىم ِع ْن َد بَ ْي ِع ِه ُم‬
‫ت بُ َك ُ‬‫ولو َرأَيْ َ‬
‫اي ر ه ٍ ِ ِ‬
‫اح َوأَبْ َدا ُن‬
‫َك َما ت َف هر ُق ْأرَو ٌ‬ ‫يل بَينَ ُه َما‬ ‫ب أ ُّم وط ْف ٍل ش َ‬ ‫ُ‬

‫س إِذ بَ َرَز ْ‬ ‫ِ‬


‫وطفلَ ٍة ما ر ْأهتا ال ه‬
‫وم ْر َجا ُن‬
‫وت َ‬ ‫كأنه َها َ‬
‫ىي ايقُ ٌ‬ ‫ت‬ ‫ش ْم ُ‬
‫س إِذ طَلَ َع ْ‬
‫ت‬ ‫ش ْم ِ‬‫ثل ُش ْس ِن ال ه‬ ‫ِ ٍِ‬
‫(نفح الطيب)‬ ‫وطفلَة م َ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫وم ْر َجا ُن‬
‫وت َ‬
‫ىي ايقُ ٌ‬ ‫ه‬
‫كأّنا َ‬ ‫س ِب ِرَزًة‬ ‫ادةٍ ما ر ْأهتا ال ه‬
‫ش ْم ُ‬ ‫وغَ َ‬

‫ْب َش ْي َرا ُن‬ ‫والع ُْ ِ‬


‫ُت َِب َكيةٌ وال َقل ُ‬ ‫َ‬ ‫لم ْك ُروهِ ُم ْك َرَىةً‬‫ِ ِ‬
‫ود َىا الع ْل ُج ل َ‬‫ي ُق ُ‬
‫ْب َش ْي َرا ُن‬ ‫والع ُْ ِ‬ ‫سيب ص ِ‬ ‫ي ُقودىا ِعل ِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ُت َِب َكيةٌ وال َقل ُ‬ ‫َ‬ ‫اغ َرًة‬ ‫ْج ع ْن َد ال ه ْ َ‬ ‫َُ ٌ‬
‫إسالَمٌ ِ‬
‫وإديَا ُن‬ ‫ْب ْ‬ ‫إ ْن َكا َن ُب الْ َقل ِ‬ ‫ْب ِمن َك َم ٍد‬ ‫ب ال َقل ُ‬
‫ِ‬
‫لمثْ ِل َى َذا يَ ُذ ْو ُ‬
‫*‬

‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ت َجنهةُ الْمأ َْوى ؽبَا َشا ُن‬‫تَ َز ْخ َرفَ ْ‬ ‫اد هبا ِمن طَالِ ٍ‬
‫ب فَ لَ َق ْد‬ ‫ِ ِ‬
‫لجه ِ‬
‫َى ْل ل َ‬
‫ت َلع ْم ِرى ِهبذا ِْ‬
‫اػبَت ُش ْج َعا ُن‬ ‫فاز ْ‬ ‫ف اغبور وال ِول َدا ُن ِمن غُر ٍ‬
‫ف‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وأ ْش َر َ ُ ُ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫صا ُن‬‫واىتَ هز أ ْغ َ‬
‫صَُا ْ‬ ‫يح ال ه‬ ‫ب ِر ُ‬
‫َما َى ه‬ ‫صالةُ على اؼبُختا ِر ِمن ُم َ‬
‫ض ٍر‬ ‫ٍب ال ه‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪33‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫* انتهت القصيدة الفريدة‪ ،‬ويوجد أبيدي الناس زايدات فيها ذكر غرانطة وبسطة‬
‫وغَتمها فبا أخذ من الُالد بعد موت صاحل بن شريف‪ ،‬وما اعتمدتو منها نقلتو من‬
‫خط من يوثق بو على ما كتُتو‪ ،‬ومن لو أدٌل ذوق علم أن ما يزيدون فيها من‬
‫اْلبيات ليست تقارهبا ُب الُالغة‪ ،‬وغالب ظٍت أن تل الزايدة ؼبا أخذت غرانطة‬
‫وصبيع بالد اْلندلس إذ كان أىلها يستنهضون مهم اؼبلوك‬
‫ِبؼبشرق واؼبغرب‪ ،‬فكأن بعضهم ؼبا أعجُتو قصيدة صاحل بن شريف زاد فيها تل‬
‫الزايدات‪ ،‬وقد بينت ذل ُب " أزىار الرايض " فلَتاجع‪.‬‬
‫ندي صاشب القصيدة من أشهر أدِبء اْلندلس (* نفح الطيب)‬
‫الر ّ‬
‫وصاحل بن شريف ّ‬

‫* أزىار الرايض ُب أخُار القاضي عياض (ص‪)ٗٚ‬‬


‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪34‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫القصيدة – مع التعليق‬

‫* قال شهاب الدين أضبد بن دمحم اؼبقري التلمساٍل (اؼبتوَب‪ٔٓٗٔ :‬ى )‬


‫(وما اعتمدته منها نقلته من خط من يوثق به على ما كتبته ‪ /‬قاله بعد االنتهاء من القصيدة)‬

‫ومن مشهور ما قيل ُب ذل قول اْلديب الشهَت أيب الُقاء صاحل بن شريف الرندي رضبو‬
‫(نفح الطيب)‬ ‫هللا تعاىل‬

‫و﵁ در اإلمام العالمة خاسبة أدِبء اْلندلس‪ ،‬أيب الطيب صاحل أبن شريف الزندي‬
‫رضبو هللا إذ قال يندب بالد اْلندلس‪ ،‬ويُعث العزائم وحيركها من أىل اإلسالم‬
‫لنصرة الدين‪ ،‬وانقاذ الُالد من يد الكافرين‪ ،‬ولسان اغبال ينشده " لقد أظبعت لو‬
‫انديت شياً "‪.‬‬

‫الع ْي ِ‬ ‫فال يُغَ هر بِ ِط ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫سا ُن‬
‫ش إنْ َ‬ ‫يب َ‬ ‫ل ُك ِّل َشيء إذا َما ًَبه نُ ْق َ‬
‫صا ُن‬
‫زمن ساءتْوُ أ ْزما ُن‬
‫َمن َس هرهُ ٌ‬ ‫(ٔ )‬ ‫اى ْدهتُا ُد َو ٌل‬
‫اْلمور َكما َش َ‬
‫ُ‬ ‫ىي‬
‫َ‬
‫شال ؽبا شا ُن‬ ‫وم على ٍ‬ ‫وىذهِ ال هدار ه تُ ُِقي على أَ ٍ‬
‫وه يَ ُد ُ‬ ‫شد‬ ‫ُ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫وه يَ ُد ْو ُم على ٍ‬
‫شال َؽبَا َشا ُن)‬ ‫وعا َمل ال َكو ِن ه تَُ َقى ِ‬
‫ؿباسنُو‬ ‫( َ‬
‫ْ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ت َم ْش َرفِيهات ُ‬
‫وخ ْرصا ُن‬ ‫إذا نََُ ْ‬ ‫ديُ ِز ُق ال هدىر ( ِمنها) شتماً ك هل سابِ ٍ‬
‫غة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬

‫ٔ‪ -‬قال هللا ﴿ َوتِْل َ ْاْل هَاي ُم نُ َدا ِوُؽبَا بَ َْ‬


‫ُت الن ِ‬
‫هاس﴾‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪35‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫كان ابن ِذى ي ز ٍن ِ‬


‫والغ ْم ُد غُ ْمدا ُن‬ ‫ناء ولو‬ ‫يف لل َف ِ‬ ‫ضي ك هل س ٍ‬ ‫وي ْن تَ ِ‬
‫(ٕ)‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أكاليل وتيِجا ُن‬
‫ٌ‬ ‫وأين منهم‬
‫َ‬ ‫يجان ِمن ديََ ٍن‬ ‫وك ذوو التِّ ِ‬ ‫أين اؼبلُ ُ‬
‫َ‬
‫س ساَ َسا ُن‬ ‫اسوُ ُب ال ُف ْر ِ‬
‫وأين ما َس َ‬ ‫هاد من َإرِم‬ ‫شادهُ َشد ُ‬ ‫وأين ما َ‬
‫وأين عا ٌد (ٖ) وش هدا ٌد وقَ ْحطا ُن‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ارو ُن ِمن ذَ َى ٍ‬ ‫وأين ما َش َازهُ قَ ُ‬
‫َ‬
‫ضوا فَ َكأ هن (الك هل) َ‬
‫القوم ما كانُوا (ذكرها اخلفاجي)‬ ‫شىت قَ َ‬ ‫أتى على ال ُك ِّل أ َْم ٌر ه َمر هد لَوُ‬ ‫َ‬
‫ف َو ْسنا ُن‬ ‫ال الطهْي ِ‬
‫َكما َش َكى عن َخيَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وصار ما َكا َن من م ْل ٍ ومن مل ٍ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َََ‬
‫إيوا ُن‬ ‫ِ‬
‫وأَ هم ك ْس َرى فما آواهُ َ‬ ‫دار ال هزما ُن على َد َارا وقَاتِلِ ِو‬ ‫َ‬
‫سلَْيما ُن (ذكرها اخلفاجي)‬ ‫يوما (ومل ِديْلِ ِ ) وه َملَ َ ُّ‬
‫الدنْ يَا ُ‬ ‫ً‬ ‫ب (ٗ )‬
‫َسَُ ٌ‬ ‫ب مل يَ ْس ُه ْل لَوُ‬
‫ص ْع ُ‬‫كأ ّّنا ال ه‬
‫وأشزا ُن‬ ‫ولل هز ِ‬ ‫فَجائِ ُع ال هدى ِر أنوا ٌ‬
‫ات ْ‬ ‫مان َمس هر ٌ‬ ‫ع ُم هنوعةٌ‬
‫س ِّهلُها)‬ ‫ِ‬
‫(وللحواد ِ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫ِ‬
‫(نفح الطيب)‬ ‫ُسلْوا ٌن (٘) يُ َه ِّوّنُا (يُ َ‬ ‫ث)‬ ‫ب‬ ‫ولل َْم َ‬
‫ِ‬
‫ِبإلسالم ُسل َْوا ُن‬ ‫َوما لِ َما َش هل‬

‫قال اػبليل‪ :‬الغمد بكسر الغُت غالف السيف‬


‫ٕ‪ -‬سيف ابن ذي يزن صاشب اليمن ولو قصة ذكرىا بن ىشام‬

‫ُب السَتة ‪ -‬وغمدان بضم الغُت اسم قُة سيف بن ذي يزن‬


‫ٖ‪ -‬قال هللا (فَ َه ْل تَ َرى َؽبُ ْم ِم ْن َِبقِيَ ٍة)‬

‫ٗ‪ -‬ذو القرنُت وليس على ذل دليل مرفوع اىل النيب ‪‬‬

‫واؽبم‬ ‫ِ‬
‫٘‪ -‬ما يُسلّي ويذىب اغبز َن ّ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪36‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫(‪)ٚ‬‬ ‫واّن هد ثَ ْهال ُن‬


‫وى لو أُ ُش ٌد ْ‬ ‫اء لوُ َى َ‬
‫أمر ه َع َز َ‬‫ْب) ٌ‬
‫َد َىى اعبزيرةَ (‪َ ( )ٙ‬خط ٌ‬
‫(نفح الطيب)‬ ‫ْطار وبُل ْدا ُن‬
‫ت منوُ أق ٌ‬ ‫فارتُ ِزئَت شىت خلَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت)‬ ‫فامتُ ِحنَ ْ‬ ‫اإلس ِ‬
‫الم ( ْ‬ ‫ُت ُب ْ‬ ‫الع ُ‬
‫أصاهبا َ‬‫َ‬
‫ن (ٓٔ)‬
‫وأين ِ‬
‫شاطَُةٌ أ َْم أَيْ َن َجيها ُ‬ ‫فَاسأ ْل ب لَْن ِسيةً (‪ )ٛ‬ما شأْ ُن مر ٍ‬
‫سية (‪)ٜ‬‬
‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ َ‬

‫‪ -ٙ‬اْلندلس قال (أبو عُد هللا دمحم اغبمَتي) واْلندلس أقاليم عدة ورساتيق صبلة‪ ،‬وُب كل إقليم منها عدة ٍ‬
‫مدن‪،‬‬
‫والركن الواشد من أركاّنا الثالثة ىو اؼبوضع الذي فيو صنم قادس بُت اؼبغرب والقُلة‪ ،‬والركن الثاٍل شرقي‬
‫اْلندلس بُت مدينة نربونة ومدينة برذيل إبزاء جزيرٌب ميورقة ومنورقة‪ ،‬والركن الثالث شيث يتعطف الُحر من‬
‫اعبوف إىل اؼبغرب شيث اؼبنارة ُب اعبُل اؼبوَب على الُحر واْلندلس شأمية ُب طيُها وىوائها‪ ،‬ديانية ُب اعتداؽبا‬
‫واستوائها‪ ،‬ىندية ُب عطرىا وذكائها‪ ،‬أىوازية ُب عظم جُايتها‪ ،‬صينية ُب جواىر معادّنا‪ ،‬عدنية ُب منافع‬
‫سواشلها‬

‫‪ -ٚ‬قال صاشب العُت ثَ ْهال ُن‪ :‬اسم ٍ‬


‫جُل ِبلُادية معروف‪،‬‬

‫‪ -ٛ‬بلنسية قال (أبو عُد هللا دمحم اغبمَتي) شرق اْلندلس‪ ،‬بينها وبُت قرطُة على طريق جبانة ستة عشر يوماً‪،‬‬
‫وعلى اعبادة ثالثة عشر يوماً‪ .‬وىي مدينة سهلية‪ ،‬وقاعدة من قواعد اْلندلس‪ُ ،‬ب مست ٍو من اْلرض‪ ،‬عامرة‬
‫القطر‪ ،‬كثَتة التجارات‪ ،‬وهبا أسواق وشط وإقالع‪ ،‬وبينها وبُت الُحر ثالثة أميال‪ .‬وىي على ّن ٍر جا ٍر ينتفع بو‪،‬‬
‫ويسقى اؼبزارع‪ ،‬وؽبا عليو بساتُت‪ ،‬وجنات‪ ،‬وعمارات متصلة‪.‬‬
‫والسفن تدخل ّنرىا‪ ،‬وسورىا مٌُت ِبغبجر والطواىب‪ ،‬وؽبا أربعة أبواب‪ ،‬وىي من أمصار اْلندلس اؼبوصوفة‪،‬‬
‫وشواضرىا اؼبقدمة‪ ،‬وْلىلها شسن ٍ‬
‫زي‪ ،‬وكرم طُاع‪ ،‬والغالب عليهم طيب النفوس‪ ،‬واؼبيل إىل الراشات‪ ،‬وىي ُب‬
‫أكثر اْلمور راخية اْلسعار‪ ،‬كثَتة الفواكو والثمار‪ ،‬جامعة ػبَتات الرب والُحر‪ ،‬وؽبا أقاليم كثَتة‪ ،‬وىي ُب اعبزء‬
‫الرابع من قسمة قسطنطُت‪.‬‬

‫‪ -ٜ‬مرسية قال (أبو عُد هللا دمحم اغبمَتي) ىي قاعدة تدمَت على ّنر كَُت يسقى صبيعها كنيل مصر‪ ،‬وؽبا جامع‬
‫جليل‪ ،‬وضبامات وأسواق عامرة‪ ،‬وىي راخية أكثر الدىر‪ ،‬رخيصة الفواكو‪ ،‬كثَتة الشجر واْلعناب وأصناف‬
‫الثمار‪ ،‬وهبا معادن ٍ‬
‫فضة غزيرة متصلة اؼبادة؛ وكانت تصنع هبا الُسط الرفيعة الشريفة؛ وْلىل مرسية شذق‬
‫بصنعتها وذبويدىا ه يُلغو غَتىم‪.‬‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪37‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫من عا ٍمل قد ظبا فيها لوُ شا ُن‬ ‫لوم فكم‬ ‫وأين قُرطُُةٌ دار الع ِ‬
‫ْ َ (ٔٔ) ُ ُ‬
‫اض َوْمَّل ُن‬ ‫ص (ٕٔ) وما َرب ِو ِيو ِمن نُ َزهٍ(تُ َرهٍ)‬ ‫ِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ب فَ يه ٌ‬
‫الع ْذ ُ‬
‫ونَ ْه ُرىا َ‬ ‫وأَيْ َن ضبْ ٌ‬

‫ٓٔ‪ -‬جيان قال (أبو عُد هللا دمحم اغبمَتي) بينها وبُت بياسة ستون ميالً‪ ،‬وىي كثَتة اػبصب‪ ،‬رخيصة اْلسعار‪،‬‬
‫كثَتة اللحوم والعسل؛ وؽبا زائد على ثالثة آهف قرية‪ ،‬كلها يرىب فيها دود اغبرير‪ ،‬وهبا جنات وبساتُت ومزارع‬
‫وغالت القمح والشعَت والُاقالء وسائر اغبُوب؛ وعلى ميل منها ّنر بلون وىو ّنر كَُت عليو أرشاء كثَتة جداً‪،‬‬
‫عال جداً‪ ،‬وقصُتها من القصاب اؼبوصوفة ِبغبصانة وىي‬ ‫وهبا مسجد جامع وعلماء جلة‪ .‬وجيان ُب سفح جُل ٍ‬
‫من أغر اؼبدن وشريف الُقاع‪ ،‬وُب داخلها عيون وينابيع مطردة‪ ،‬ومنها عُت ثرة عذبة‪ ،‬عليها قُو من بناء اْلول‪،‬‬
‫وؽبا بركة كَُتة عليها كان ضبام الثور‪ ،‬فيو صورة ثوٍر من ٍ‬
‫رخام وضبام الولد‪ ،‬ومها للسلطان‪ ،‬وضبام ابن السليم‪،‬‬
‫وضبام ابن طرفة‪ ،‬وضبام ابن إسحاق‪ ،‬وتسقى بفضلتو بسائط عريضة‪ ،‬ومن عيوّنا عُت الُالط‪ ،‬عليها قُو لألول‪،‬‬
‫وماؤىا ه ينقض ُب زمان من اْلزمان‪ ،‬على ىذه العُت ضبام يعرف حبمام شسُت‪ ،‬وتسقى هبا أيضاً أرض كثَتة‪،‬‬
‫ومن عيوّنا عُت سطرون‪ ،‬وماؤىا غزير ّنَت وعليها سقى كثَت؛ واْلرشاء الطاشنة على أبواب اؼبنازل جبيان‪،‬‬
‫درج من صبيع نواشيو‪ ،‬وىو من طبس بالطات‬
‫واعبنات بظهور الُيوت؛ وجامع جيان مشرف يصعد إليو على ٍ‬
‫على أعمدة رخام‪ ،‬ولو صحن كَُت شولو سقائف‪ ... ،‬وىو من وبكورة جيان أقاليم عدة‪ ،‬وهبا أسواق كثَتة‪،‬‬
‫وسوقها اعبامع يوم وكورهتا من أشرف الكور‪ ،‬وىي أشُو الكور بكورة إلَُتة ُب طيب بقعتها‪ ،‬ووفور غلتها‪ ،‬ورفع‬
‫بذرىا‪ ،‬وكثرة خَتىا؛ وجزيرهتا تفوق جزيرة إلَُتة طيُاً‪.‬‬
‫وقرى عامرة‪ ،‬وعمائر واسعة‪.‬‬
‫ومن أمثال العامة‪ :‬يذكر الُلدان‪ ،‬ويسكن جيان!؛ وؽبا أقاليم كثَتة‪ً ،‬‬

‫ٔٔ‪ -‬قرطُة قال (أبو عُد هللا دمحم اغبمَتي) قاعدة اْلندلس‪ ،‬أم مدائنها ‪ -‬ا‪.‬ه‬
‫وقد ذكنا طرفاً من صفتها ُب اػباسبة‬

‫ٕٔ‪ -‬ضبص ىي اشُيلية قال (أبو عُد هللا دمحم اغبمَتي) مدينة ِبْلندلس جليلة بينها وبُت قرطُة مسَتة ثالثة‬
‫ٍ‬
‫أايم‪ ،‬ومن اْلميال شبانون‪ .‬وىي مدينة قددية أزلية وىي كَُتة عامرة ؽبا أسوار شصينة‪ ،‬وأسواقها عامرة‪ ،‬وخلقها‬
‫كثَت‪ ،‬وأىلها مياسَت‪ ،‬وجل ذبارهتم الزيت يتجهزون بو إىل اؼبشرق واؼبغرب برا وحبراً فيجتمع ىذا الزيت من‬
‫الشرف‪ ،‬وىو مسافة أربعُت ميالً كلها ُب ظل شجر الزيتون والتُت‪ ،‬أولو مدينة إشُيلية‪ ،‬وآخره مدينة لُلة‪ ،‬وسعتو‬
‫اثنا عشر ميالً‪ ،‬وفيو شبانية آهف قر ٍية عامرةٍ ِبغبمامات والداير اغبسنة‪ ،‬وبُت الشرف وإشُيلية ثالثة أميال‪.‬‬
‫ومدينة إشُيلية موفية على النهر الكَُت‪ ،‬وىو ُب غربيها‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪38‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ِمن ِ‬


‫فاض ٍل قَ ْد َظبَا فِ َيها لَو َشا ُن)‬ ‫(كذا طُلَيطُلَةٌ دار ِ‬
‫العلوم فَ َك ْم‬ ‫ْ (ٖٔ) ُ‬
‫أ ٍ‬ ‫ِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫وىم ُب اغبَْر ِ‬
‫ب ُع ْقُا ُن)‬ ‫ُسد ِهبا ُ‬
‫ْ‬ ‫اعبهاد وَك ْم‬ ‫دار‬
‫(وأين غَ ْرانطَةٌ (ٗٔ) ُ‬

‫ٖٔ – (طُلَ ْيطَلَةُ) قال (أبو عُد هللا دمحم اغبمَتي) طليطلة ِبْلندلس‪ ،‬بينها وبُت الربج اؼبعروف بوادي اغبجارة‬
‫طبسة وستون ميالً‪ ،‬وىي مركز عبميع بالد اْلندلس‪ْ ،‬لن منها إىل قرطُة تسع مراشل‪ ،‬ومنها إىل بلنسية تسع‬
‫مراشل أيضاً‪ ،‬ومنها إىل اؼبرية ُب الُحر الشأمى تسع مراشل أيضاً‪ .‬وطليطلة عظيمة القطر‪ ،‬كثَتة الُشر‪ ،‬وىي‬
‫كانت دار اؼبل ِبْلندلس شُت دخلها طارق؛ وىي شصينة‪ ،‬ؽبا أسوار شسنة‪ ،‬وقصُة شصينة‪ ،‬وىي أزلية من‬
‫بناء العمالقة‪ ،‬وىي على ضفة النهر الكَُت‪ ،‬وقل ما يرى مثلها إتقاانً ومشاخة ٍ‬
‫بنيان‪ ،‬وىي عالية الذرى‪ ،‬شسنة‬
‫الُقعة‪ ،‬وؽبا قنطرة من عجائب الُنيان‪ ،‬وىي قوس واشدة‪ ،‬واؼباء يدخل ربتها ٍ‬
‫بعنف وشدة جر ٍى‪ ،‬ومع آخر‬
‫القنطرة انعورة‪ ،‬وارتفاعها ُب اعبو تسعون ذراعاً‪ ،‬وىي تصعد اؼباء إىل أعلى القنطرة‪ ،‬وجيري اؼباء على ظهرىا‬
‫فيدخل اؼبدينة‪.‬‬

‫ٗٔ‪ -‬قال اؼبقري غرانطة كانت غرانطة منتهى اآلمال‪ ،‬ووسطى قالدة اْلمصار‪ ،‬ومل تزل ؿباسنها ؾبلوة على‬
‫منصة الدىور واْلعصار‪ .‬وقد استوىل وصفها لسان الدين الوزير أبو عُد هللا بن اػبطيب ُب كتاب اإلشاطة‪،‬‬
‫ويرشم هللا القائل‪:‬‬
‫غرانطة ما ؽبا نظَت ‪ ...‬ما مصر ما الشام ما العراق ما ىي إهّ العروس ذبلى ‪ ...‬واْلرض من صبلة الصداق‬

‫قال (أبو عُد هللا دمحم اغبمَتي) مدينة ِبْلندلس‪ ،‬بينها وبُت وادي آش أربعون ميالً‪ ،‬وىي من مدن إلَُتة‪.‬‬
‫ُت ٍ‬
‫عذبة ذباورىا‪ ،‬والنهر اؼبعروف‬ ‫وقصُتها جبوفيها‪ ،‬وىي من القصاب اغبصينة‪ ،‬وجلب اؼباء إىل داخلها من ع ٍ‬
‫بنهر فلوم ينقسم عند مدينتها قسمُت‪ :‬قسم حبري ُب أسفل اؼبدينة‪ ،‬وقسم جيري ُب أعالىا‪ ،‬يشقها شقاً‪ ،‬فيجري‬
‫ُب بعض ضباماهتا‪ ،‬وتطحن اْلرشاء عليو خالل منازؽبا‪ ،‬وـبرجو من ٍ‬
‫جُل ىناك‪ ،‬وتلقط ُب جرية مائو برادة الذىب‬
‫اػبالص‪ ،‬ويعرف ِبلذىب اؼبدتى‪ ،‬ومقربة إغرانطة بغربيها عند ِبب إلَُتة وفحص إلَُتة أزيد من مسافة ٍ‬
‫يوم ُب‬
‫مثلو يصرفون فيو مياه اْلّنار كيف شاؤوا كل أوان‪ ،‬ومن صبيع اْلزمان‪ ،‬وىو أطيب الُقاع نفعةً‪ ،‬وأكرم اْلرضُت‬
‫تربة‪ ،‬وه يعدل بو مكان غَت غوطة دمشق وشارشة الفيوم‪ ،‬وه تعلم شجرة تستعمل وتستغل إه وىي أقبب شيء‬
‫ٍ‬
‫فاكهة توصف وتستظرف إه وما ىناك من الفاكهة فوقها‪ ،‬وجيود فيها من ذل ما ه‬ ‫ُب ىذا الفحص‪ ،‬وما من‬
‫جيود إه ِبلساشل من اللوز وقصب السكر وما أشُهما‪ .‬وشرير فحص إلَُتة ىو الذي ينتشر ُب الُالد‪ ،‬ويعم‬
‫اآلفاق‪ ،‬وكتان ىذا الفحص يربو جيده على كتان النيل‪ ،‬ويكثر شىت يصل إىل أقاصي بالد اؼبسلمُت‪ ،‬وإبلَُتة‬
‫معادن جوىرية من الذىب والفضة والصفر واغبديد والرصاص والتوتيا‪ ،‬وجُل الثلج ىو جُل يشرف على جُل‬
‫إلَُتة‪.‬‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪39‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫ان اػبُل ِ‬
‫ْد َع ْدان ُن)‬ ‫كأّنا من ِجن ِ‬
‫ه‬ ‫وز ْخ ُرفُ َها‬
‫العلْيا ُ‬
‫(ذكرىا اخلفاجي)‬ ‫(وأين َضبْرا ُؤىا َ‬
‫سى (الُُكاءُ) الَُقاءُ إذا مل تَ ُْ َق أ َْركا ُن‬ ‫قَ و ِ‬
‫اع ٌد ُك هن أرَكا َن الُِ ِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫َع َ‬ ‫الد فَما‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫دوَؽبَا َزْى ٌر َوَرْحيَا ُن)‬ ‫قَ ْد َش ه‬ ‫صوِر ِهبا‬ ‫(واؼباء َْجي ِري بِس ِ‬
‫ف َج َ‬ ‫اشات ال ُق ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫وف ِى ْن ٍد ؽبَا ُب ِّ‬
‫اعبو ل ََمعا ُن)‬ ‫ُسيُ َ‬ ‫ْسلِ ِو‬
‫سل ُ‬ ‫ب َْحيكي ُب تَ َ‬
‫ِ‬
‫الع ْذ ُ‬
‫( َوّنُْرىا َ‬
‫آي وفُ ْرقا ُن)‬ ‫ُب ِ ٍ ِ‬
‫كل وقْت بو ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬‫وأين َج ِام ُع َها اؼب ْش ُه ْوُر َك ْم تُلِيَ ْ‬
‫( ْ‬
‫م َد ِرس ولَوُ ُب ِ‬
‫العل ِْم تُِْ يَا ُن)‬ ‫ول ُى َدى‬ ‫ْج ُه ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫( ِ‬
‫ُ ٌّ‬ ‫وعاملٌ كا َن فيها لل َ‬ ‫َ‬
‫همع ِم ْنوُ على اػبَدهي ِن طُوفَا ُن)‬ ‫والد ُ‬ ‫﵁ ُم ُْ تَ ِه ٌل‬‫خاضع ِ‬
‫ٌ‬
‫(وعابِ ٌد ِ‬

‫اشتِ َها فُ ْل ٌ وغُ ْرِب ُن)‬ ‫س َ‬ ‫تبَ‬


‫ْأر َس ْ ِ‬ ‫كم‬
‫ب ْ‬ ‫وأين َمالَ َقةٌ (٘ٔ) َم ْر َسى اؼبراكِ ِ‬ ‫( َ‬
‫ون لَوُ ِش ْذ ٌق وتُِْيا ُن)‬ ‫وذي فُنُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫داخلِها ِمن َش ِ‬
‫اع ٍر فَ ِط ٍن‬ ‫ِ‬
‫(وَكم بِ َ‬
‫َو َجن ٍهة َش ْوَؽبَا نَ ْه ٌر وبُ ْستَا ُن)‬ ‫(وَك ْم ِخبَا ِرِج ِها ِمن َم ْن َزهٍ فَر ٍ‬
‫ِج‬
‫وم أَبْطَ ٌ‬
‫ال وفُ ْر َسا ُن)‬ ‫وأين اي قَ ُ‬
‫َ‬ ‫وأين َج َارهتُا ال هزْى َراء وقُُه تُها‬
‫( َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(وأين بسطَةُ (‪َ )ٔٙ‬دار ال هز ْع َفر ِ‬
‫َرآى َشُ ْي َهاً ؽبَا ُب اغبُ ْس ِن إ َ‬
‫نسا ُن)‬ ‫ان فَ َه ْل‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ ْ‬

‫٘ٔ‪ -‬مالقة قال (أبو عُد هللا دمحم اغبمَتي) مدينة على شاطئ الُحر‪ ،‬عليها سور صخ ٍر والُحر ُب قُلتها‪ ،‬وىي‬
‫شسنة عامرة آىلة‪ ،‬كثَتة الداير‪ ،‬وفيما استدار هبا من صبيع جهاهتا شجر التُت اؼبنسوب إليها‪ ،‬وىي ربمل إىل‬
‫مصر والشأم والعراق‪ ،‬وردبا وصل إىل اؽبند‪ ،‬وىو من أشسن التُت طيُاً وعذوبةً‪ ،‬وؽبا ربضان كَُتان‪ ،‬وشرب أىلها‬
‫من اآلِبر‪ ،‬وؽبا ٍ‬
‫واد جيري ُب زمان الشتاء‪ ،‬وليس بدائم اعبرى‪.‬‬

‫‪ -ٔٙ‬بسطة قال (أبو عُد هللا دمحم اغبمَتي) مدينة ِبْلندلس ِبلقرب من وادي آش‪ ،‬وىي متوسطة اؼبقدار‪،‬‬
‫ٍ‬
‫أسواق‪ ،‬وهبا ذبارات‪ ،‬وفعلة بضروب الصناعات‪ ،‬وبينها وبُت جيان‬ ‫شسنة اؼبوضع‪ ،‬عامرة‪ ،‬آىلة‪ ،‬شصينة‪ ،‬ذات‬
‫ثالث مراشل؛ وىي من كور جيان‪ ،‬وشجر التوت فيها كثَت وعلى قدر ذل غلة اغبرير والزيتون‪ ،‬وسائر الثمار‬
‫هبا على مثل ذل من الكثرة‪ ،‬وأرضها عذاة كثَتة الريع‪ ،‬وهبا كانت طرز الوطاء الُسطى من الديُاج الذي ه‬
‫يعلم شفَتىا‪ ،‬وهبا جُل يعرف جبُل الكحل‪ ،‬ه يزال ينقر منو كحل أسود‪ ،‬يزيد بزايدة القمر‪ ،‬وينقص بنقصانو‪ ،‬مل‬
‫يزل على ذل من قدَل الدىر‪.‬‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪40‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإمعا ُن)‬
‫ب َدا لو ُب العدى فَ ْت ٌ ْ‬ ‫(وَك ْم ُش َج ٍاع َزع ْي ٍم ُب َ‬
‫الوغَى بَطَ ٍل‬
‫أىل و ِول َدا ُن)‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫دلت ي ُدهُ ِمن كاف ٍر فَغدا‬
‫ْتُكيو من ْأرضو ٌ‬ ‫(كم َجنْ ْ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫َوَر هد تَ ْو ِش ْي َد َىا ِش ْر ٌك وطُغْيَا ُن)‬ ‫ت ِِبل ُكف ِر ِ‬
‫عام َرةً‬ ‫ووادايً َمن غ َد ْ‬ ‫(َ‬
‫ْب ِهبَا َعلَ ٌم َْحب ٌر لوُ َشا ُن)‬
‫قُط ٍ‬ ‫ُت فَ َك ْم‬‫(كذا اؼبَِريهةُ َدار ال ه ِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫صاغب َ‬ ‫ُ‬

‫كما ب َكى لِِفر ِ‬


‫اق ا ِإل ِ‬
‫لف َى ْي َما ُن‬ ‫ف‬ ‫ضاء ِمن أَس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تَ ُْك ْي اغبَنيفيّةُ الُي َ ُ‬
‫(نفح الطيب)‬ ‫ت) أسلمت وؽبَا ِبل ُك ْف ِر ُع ْم َرا ُن‬ ‫قَ ْد (أقْ َف َر ْ‬ ‫اإلسالم َخالِيَ ٍة‬
‫ِ‬ ‫على ِداي ٍر ِمن‬
‫وصلَُْا ُن (ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ُ‬ ‫س ما ْفيه هن إه نَواق ْي ٌ‬ ‫َكنَائ َ‬ ‫ت (صارت)‬ ‫س ْ‬ ‫ث اؼبساج ُد قَ ْد أ َْم َ‬ ‫َش ْي ُ‬
‫كي) وىى ِعيدا ُن (ذكرها اخلفاجي)‬ ‫شىت اؼبنَابِر تَرثِي(تَُ ِ‬ ‫ه‬ ‫شىت ا﵀ا ِريِب تَُ ِكي وىى ِ‬
‫جام َدةٌ‬
‫ُ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ت ُِب ِسنَ ٍة فال هد ْى ُر يَ ْقظا ُن‬ ‫إ ْن ُك ْن َ‬ ‫موعظَةٌ‬ ‫اي غَافِالً ولو ُب ال هد ْى ِر ِ‬
‫ُ‬
‫اؼبر َء ْأوطا ُن‬
‫ص تَغُُّر ْ‬ ‫أبَ ْع َد ِضبْ ٍ‬ ‫ِ‬
‫وماشيَاً َم ِر َشاً يُ ْل ِهي ِو َم ْوطنُوُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫وما َؽبَا َم ْع طُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويل) ال هد ْى ِر ن ْ‬
‫سيَا ُن (‪( )ٔٚ‬ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ول(طَ ِ‬ ‫َ‬ ‫هم َها‬
‫ت َما تَ َقد َ‬ ‫س ْ‬ ‫ت ْل َ اؼبُصيَُةُ أنْ َ‬
‫أىل ال ُك ْف ِر ه كانوا‬ ‫س ْيف َ َ‬
‫أَد ِرك بِ ِ‬
‫َ‬ ‫ضاءُ رايتُوُ‬ ‫اي أيُّها اؼبَلِ ُ الَُي َ‬
‫س ُْ ِق ِع ْقَُا ُن‬ ‫َكأَنه َها ُب َؾبَ ِ‬
‫ال ال ه‬ ‫ض ِام َرةً‬ ‫ُت ِعتَا َق اػبَْي ِل َ‬ ‫اي ِراَ َكُِ َْ‬
‫الليل)الن ْق ِع نِْي َرا ُن‬
‫الم ( ِ‬ ‫َكأ هَّنا ُب ظَ ِ‬ ‫وف اؽبِْن ِد ُم ْرَى َفةً‬‫ُت ُسيُ َ‬ ‫ِِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫وشامل َْ‬ ‫َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫وراتِ ِعُت (‪ )ٔٛ‬وراء الُح ِر ُب َد َ ٍ‬
‫َؽبُ ْم ِأبَوطَاّنم ع ٌّز ُ‬
‫وس ْلطَا ُن‬ ‫عة (‪)ٜٔ‬‬ ‫َ َ ََ َ َ ْ‬

‫‪ -ٔٚ‬وعامة الناس اليوم ه يكاد يعرف اظبها وأّنا كانت من قالع اؼبسلمُت ٍب أُخذت وهللا اؼبستعان‬
‫‪.‬‬ ‫شرب ُب الربيع رغداً‬
‫‪ -ٔٛ‬ال هرتْ ُع‪ :‬اْلكل وال ّ‬
‫‪ -ٜٔ‬دعة‪ :‬رفو‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪41‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ث ال َق ْوِم ُرْكَُا ُن‬‫فَ َق ْد سرى ِحبَ ِديْ ِ‬


‫ََ‬ ‫ىل أن َدل ٍ‬
‫ُس‬ ‫أ َِع ْن َد ُك ْم نََُأٌ ِمن (أم ِر) أ ِ‬
‫ث ب نُو اؼبُستضع ِفُِت (صنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضع ُفو َن) (ذكرها اخلفاجي ‪ -‬نفح الطيب)‬ ‫ال) (بِنا اؼبُ ْستَ َ‬‫ادي ُد ال ِر َج ِ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َكم يَ ْستَغ ْي ُ َ‬
‫سا ُن‬ ‫ِ‬
‫أس َرى وقَ ْت لَى فما يَ ْهتَ ُّز إنْ َ‬‫ْ‬ ‫وى ْم‬
‫ُ‬
‫وأنتم اي ِعُاد ِ‬
‫هللا إ ْخوا ُن‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم بَ ْي نَ ُك ُم‬ ‫ماذا التهقاطُ ُع ُب‬
‫ُُ َ َ‬
‫ار وأَ ْع َوا ُن‬ ‫صٌ‬‫َأما َعلَى اػبََِْت أنْ َ‬ ‫ات ؽبا ِمهَ ٌم‬ ‫وس أبِيه ٌ‬
‫أهَ نُ ُف ٌ‬
‫فر وطُ ْغيَا ُن‬ ‫اي من لِ ِذله ِة ٍ‬
‫قوم بَ ْع َد ِع ِّزِىمُ‬
‫أشال شا َؽبُُم ُك ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َسطَا َعلَْي ِهم ِهبا ُك ْف ٌر وطُ ْغيَا ُن‬ ‫س ُم ُوا فِ َرقَاً‬ ‫اي من لِنُ ِ ٍ ِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ص َرة قَ ْوم قُ ّ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫واليوم ىم ُب بِ ِ‬
‫الد ال ُك ْف ِر عُ ُْ َدا ُن‬ ‫َ ُْ‬ ‫س َكانُوا ُملُوَكاً ُب َمنَا ِزؽبِِ ْم‬ ‫ْلم ِ‬ ‫ِِب ْ‬
‫الذ ِّل أل َْوا ُن‬
‫اب ُّ‬ ‫َعلَْي ِهم ِمن ثِيَ ِ‬ ‫اىم َشيَارى ه َدلِْي َل َؽبُ ْم‬ ‫فَ لَو تَ َر ُ‬
‫ُ‬
‫أش َزا ُن‬
‫واستَ ْهوتْ َ ْ‬
‫ؽبَالَ َ اْل َْم ُر ْ‬ ‫اىم ِع ْن َد بَ ْي ِع ِه ُم‬
‫ت بُ َك ُ‬‫ولو َرأَيْ َ‬
‫اي ر ه ٍ ِ ِ‬
‫اح َوأَبْ َدا ُن‬
‫َك َما ت َف هر ُق ْأرَو ٌ‬ ‫يل بَينَ ُه َما‬ ‫ب أ ُّم وط ْف ٍل ش َ‬ ‫ُ‬

‫س إِذ بَ َرَز ْ‬ ‫ِ‬


‫وطفلَ ٍة ما ر ْأهتا ال ه‬
‫وم ْر َجا ُن‬
‫وت َ‬ ‫كأنه َها َ‬
‫ىي ايقُ ٌ‬ ‫ت‬ ‫ش ْم ُ‬
‫س إِذ طَلَ َع ْ‬
‫ت‬ ‫ش ْم ِ‬‫ثل ُش ْس ِن ال ه‬ ‫ِ ٍِ‬
‫(نفح الطيب)‬ ‫وطفلَة م َ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫وم ْر َجا ُن‬
‫وت َ‬
‫ىي ايقُ ٌ‬ ‫ه‬
‫كأّنا َ‬ ‫س ِب ِرَزًة‬ ‫ادةٍ ما ر ْأهتا ال ه‬
‫ش ْم ُ‬ ‫وغَ َ‬

‫ْب َشْي َرا ُن‬ ‫والع ُْ ِ‬


‫ُت َِب َكيةٌ وال َقل ُ‬ ‫َ‬ ‫لم ْك ُروهِ ُم ْك َرَىةً‬‫ِ‬
‫ج (ٕٓ) ل َ‬
‫ي ُق ُ ِ‬
‫ود َىا الع ْل ُ‬
‫ْب َش ْي َرا ُن‬ ‫والع ُْ ِ‬ ‫سيب ص ِ‬ ‫ي ُقودىا ِعل ِ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ُت َِب َكيةٌ وال َقل ُ‬ ‫َ‬ ‫اغ َرًة‬ ‫ْج ع ْن َد ال ه ْ َ‬
‫َُ ٌ‬

‫ِ‬
‫وأعالج كذا ُب الصحاح‬
‫ٌ‬ ‫لوج‬ ‫ْج‪ :‬الرجل من ك هفار َ‬
‫الع َجم‪ ،‬واعبمع عُ ٌ‬ ‫الع ْي ُر‪ .‬والعل ُ‬
‫لج‪َ :‬‬
‫ٕٓ‪ -‬الع ُ‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪42‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫إسالَ ٌم ِ‬
‫وإديَا ُن‬ ‫إ ْن َكا َن ُب الْ َقل ِ‬
‫ْب ْ‬ ‫ْب ِمن َك َم ٍد‬ ‫ِ‬
‫لمثْ ِل َى َذا يَ ُذ ْو ُ‬
‫ب ال َقل ُ‬
‫*‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫ت َجنهةُ الْمأ َْوى ؽبَا َشا ُن‬‫تَ َز ْخ َرفَ ْ‬ ‫اد هبا ِمن طَالِ ٍ‬
‫ب فَ لَ َق ْد‬ ‫ِ ِ‬
‫لجه ِ‬
‫َى ْل ل َ‬
‫ت َلع ْم ِرى ِهبذا ِْ‬
‫اػبَت ُش ْج َعا ُن‬ ‫فاز ْ‬ ‫ف اغبور وال ِول َدا ُن ِمن غُر ٍ‬
‫ف‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وأ ْش َر َ ُ ُ‬
‫(ذكرها اخلفاجي)‬ ‫صا ُن‬‫واىتَ هز أ ْغ َ‬
‫صَُا ْ‬ ‫يح ال ه‬ ‫ب ِر ُ‬
‫َما َى ه‬ ‫صالةُ على اؼبُختا ِر ِمن ُم َ‬
‫ض ٍر‬ ‫ٍب ال ه‬

‫ْ َ َ‬
‫الخ ِاتمةُ‬

‫* انتهت القصيدة الفريدة‪ ،‬ويوجد أبيدي الناس زايدات فيها ذكر غرانطة وبسطة‬
‫وغَتمها فبا أخذ من الُالد بعد موت صاحل بن شريف‪ ،‬وما اعتمدتو منها نقلتو من‬
‫خط من يوثق بو على ما كتُتو‪ ،‬ومن لو أدٌل ذوق علم أن ما يزيدون فيها من‬
‫اْلبيات ليست تقارهبا ُب الُالغة‪ ،‬وغالب ظٍت أن تل الزايدة ؼبا أخذت غرانطة‬
‫وصبيع بالد اْلندلس إذ كان أىلها يستنهضون مهم اؼبلوك ِبؼبشرق واؼبغرب‪ ،‬فكأن‬
‫بعضهم ؼبا أعجُتو قصيدة صاحل بن شريف زاد فيها تل الزايدات‪ ،‬وقد بينت ذل‬
‫ُب " أزىار الرايض " فلَتاجع‪.‬‬
‫ندي صاشب القصيدة من أشهر أدِبء اْلندلس (* نفح الطيب)‬
‫الر ّ‬
‫وصاحل بن شريف ّ‬

‫* أزىار الرايض ُب أخُار القاضي عياض (ص‪)ٗٚ‬‬


‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪43‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫قرطُة ‪ -‬اْلندلس‬

‫قال أبو عُد هللا دمحم اغبمَتي قرطُة قاعدة اْلندلس‪ ،‬أم مدائنها ومستقر خالفة اْلمويُت هبا‪ ،‬وآَثرىم هبا ظاىرة‪،‬‬
‫وفضائل قرطُة ومناقب خلفائها أشهر من أن تذكر؛ وىم أعالم الُالد‪ ،‬وأعيان الناس؛ اشتهروا بصحة اؼبذىب‪،‬‬
‫وطيب اؼبكسب‪ ،‬وشسن الزى‪ ،‬وعلو اؽبمة‪ ،‬وصبيل اْلخالق؛ وكان فيها أعالم العلماء‪ ،‬وسادة الفضالء؛ وذبارىا‬
‫مياسَت‪ ،‬وأشواؽبم واسعة؛ وىي ُب ذاهتا مدن طبس يتلو بعضها بعضاً‪ ،‬وبُت اؼبدينة واؼبدينة سور شاجز؛ وُب كل‬
‫مدينة ما يكفيها من اْلسواق والفنادق واغبمامات وسائر الصناعات؛ وطوؽبا من غربيها إىل شرقيها ثالثة أميال‪،‬‬
‫مطل عليها‪ ،‬يسمى جُل العروس‪،‬‬ ‫وعرضها من ِبب القنطرة إىل ِبب اليهود ميل واشد‪ .‬وىي ُب سفح جُل ٍ‬
‫ومدينتها الوسطى ىي اليت فيها ِبب القنطرة‪.‬‬
‫مساشة‪ ،‬وأشكام ٍ‬
‫صنعة‪ ،‬وصبال‬ ‫ٍ‬ ‫وفيها اؼبسجد اعبامع اؼبشهور أمره‪ ،‬الشائع ذكره؛ من أجل مصانع الدنيا كرب‬
‫ىيئة‪ ،‬وإتقان ٍ‬
‫بنية؛ هتمم بو اػبلفاء اؼبروانيون‪ ،‬فزادوا فيو زايد ًة بعد زايدة‪ ،‬وتتميماً إثر تتميم‪ ،‬شىت بلغ الغاية ُب‬ ‫ٍ‬
‫اإلتقان‪ ،‬فصار حيار فيو الطرف‪ ،‬ويعجز عن شسنو الوصف؛ فليس ُب مساجد اؼبسلمُت مثلو تنميقاً وطوهً‬
‫وعرضاً؛ طولو مائة ِبع‪ ،‬وعرضو شبانون ِبعاً‪ ،‬ونصفو مسقف‪ ،‬ونصفو صحن بال سقف؛ وعدد قسى مسقفو تسع‬
‫عشرة قوساً‪ ،‬وسوارى مسقفو بُت أعمدتو وسوارى قُُو صغاراً وكُاراً مع سوارى القُلة الكربى وما يليها ألف‬
‫ٍ‬
‫سارية؛ وفيو مائة وثالث عشرة ثراي للوقيد‪ ،‬أكربىا واشدة منها ربمل ألف مصُاح‪ ،‬وأقلها ربمل انثى عشر‬
‫مصُاشاً‪ ،‬وصبيع خشُو من عيدان الصنوبر والطرطوشى‪ ،‬ارتفاع شد اعبائزة منو شرب وافر‪ ،‬وُب عرض ش ٍرب إه‬
‫ثالثة أصابع‪ُ ،‬ب طول كل جائزة منها سُع وثالثون شرباً؛ وبُت اعبائزة واعبائزة غلظ جائزة؛ وُب سقفو من ضروب‬
‫الصنائع والنقوش ماه يشُو بعضها بعضاً‪ ،‬قد أشكم تزيينها‪ ،‬وأبدع تلوينها؛ أبنواع اغبمرة والُياض والزرقة‬
‫واػبضرة والتكحيل‪ ،‬فهي تروق العُت وتستميل النفوس‪ ،‬إبتقان ترسيمها وـبتلفات ألواّنا‪ .‬وسعة كل ٍ‬
‫بالط من‬
‫بالط سقفو ثالثة وثالثون شرباً؛ وبُت العمود والعمود طبسة عشر شرباً؛ ولكل عمود منها رأس ٍ‬
‫رخام وقاعدة‬
‫ٍ‬
‫رخام وؽبذا اعبامع قُلة يعجز الواصفون عن وصفها وفيها إتقان يُهر العقول تنميقها‪ ،‬وفيها من الفسفساء‬
‫اؼبذىب واؼبلون ما بعث بو صاشب القسطنطينة العظمى إىل عُد الرضبن الناصر لدين هللا؛ وعلى وجو ا﵀راب‬
‫سُع قس ٍى قائمة على عمد‪ ،‬طول كل قوس أنيف من قامة‪ ،‬وكل ىذه القصى موجهة صنعة القوط‪ ،‬قد أعجزت‬
‫اؼبسلمُت والروم بغريب أعماؽبا‪ ،‬ودقيق صنعها؛ وعلى أعلى الكل كتاِبن منحواتن بُت حبرين من الفسيفساء‬
‫اؼبذىب ُب أرض الزجاج الالزوردى‪ ،‬وعلى وجو ا﵀راب أنواع كثَتة من التزيُت والنقوش‪ ،‬وُب جهيت ا﵀راب أربعة‬
‫أعمدة‪ :‬اثنان أخضران واثنان زرزوراين ه تقوم دبال‪ ،‬وعلى رأس ا﵀راب خصة رخام قطعة واشدة مشُوكة منصعة‬
‫ٍ‬
‫خشب‪ ،‬هبا من أنواع النقش‬ ‫أببدع التنميق من الذىب والالزورد وسائر اْللوان‪ ،‬واستدارت على ا﵀راب شظَتة‬
‫كل غريُة‪ ،‬ومع ديُت ا﵀راب اؼبنرب الذي ليس دبعمور اْلرض مثلو صنعةً‪ ،‬خشُو آبنوس وبقس وعود اجملمر‪ ،‬يقلل‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪44‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫إنو صنع ُب سُع سنُت‪ ،‬وكان صناعة ستة رجال غَت من خيدمهم تصرفاً؛ وعن مشال ا﵀راب بيت فيو عدد‬
‫ٍ‬
‫وفضة وشس ‪ ،‬وكلها لو قيد الشمع ُب كل ليلة سُع وعشرين من رمضان؛ وُب ىذا اؼبخزن‬ ‫وطشوت ٍ‬
‫ذىب‬
‫مصحف يرفعو رجالن لثقلو‪ ،‬فيو أربع أوراق من مصحف عثمان بن عفان " رضو " الذي خطو بيمينو‪ ،‬وفيو نقطة‬
‫من دمو؛ وخيرج ىذا اؼبصحف ُب صُيحة كل ٍ‬
‫يوم‪ ،‬يتوىل إخراجو قوم من قومو اؼبسجد وللمصحف غشاء بديع‬
‫الصنعة‪ ،‬منقوش أبعزب ما يكون من النقش‪ ،‬ولو كرسي يوضع عليو‪ ،‬ويتوىل اإلمام قراءة نصف شزب فيو‪ٍ ،‬ب‬
‫يرفع إىل موضعو‪ .‬وعن ديُت ا﵀راب واؼبنرب ِبب يفضى إىل القصر بُت شائطى اعبامع ُب ساِبط متصل‪ ،‬وُب ىذا‬
‫الساِبط شبانية أبواب‪ :‬منها أربعة تنغلق من جهة القصر‪ ،‬وأربعة تنغلق من جهة اعبامع؛ وؽبذا اعبامع عشرون ِبِبً‬
‫مصفحةً بصفائح النحاس وكواكب النحاس؛ وُب كل ِبب منها شلقتان ُب ّناية اإلتقان‪ ،‬وعلى وجو كل ِبب منها‬
‫ُب اغبائط ضروب من الفص اؼبتخذ من اآلجر اْلضبر ا﵀كوك‪ ،‬أنواع شىت وأصناف ـبتلفة من الصناعات‬
‫والتنميق‪ :‬وللجامع ُب اعبهة الشمالية الصومعة الغريُة الصنعة‪ ،‬اعبلية اْلعمال‪ ،‬الرائقة الشكل واؼبثال؛ ارتفاعها‬
‫ُب اؽبواء مائة ذراع ِبلذراع الرشاشى‪ ،‬منها شبانون ذراعاً إىل اؼبوضع الذي يقف فيو اؼبؤذن‪ ،‬ومن ىناك إىل أعالىا‬
‫عشرون ذراعاً؛ ويصعد إىل أعلى ىذا اؼبنار دبدرجُت‪ ،‬أشدمها من اعبانب الغريب والثاٍل من الشرقي؛ إذا افًتق‬
‫الصاعدان أسفل الصومعة مل جيتمعا إه إذا وصال اْلعلى‪ .‬ووجو ىذه الصومعة مُطن ِبلكذان‪ ،‬منقوش من وجو‬
‫ٍ‬
‫بصنعة ربتوي على أنواع من التزويق والكتابة‪ .‬وِبْلوجو اْلربعة الدائرة من الصومعة‬ ‫اْلرض إىل أعلى الصومعة‬
‫صفان من قس ٍى دائرةٍ على عمد الرخام‪ ،‬وبيت لو أربعة أبواب معلقة يُيت فيو كل ليلة مؤذانن‪ .‬وعلى أعلى‬
‫القُو اليت على الُيت ثالث تفاشات ذىُاً‪ ،‬واثنان من فضة‪ ،‬وأوراق سوسنية؛ تسع الكَُتة من ىذه التفاشات‬
‫ستُت رطالً من الزيت‪ ،‬وخيدم اعبامع كلو ستون رجالً‪ ،‬وعليهم قائم ينظر ُب أمورىم‪ .‬فهذا ما شكاه دمحم بن دمحم‬
‫بن إدريس‪.‬‬
‫وقرطُة على ّن ٍر عظيم‪ ،‬عليو قنطرة عظيمة من أجل الُنيان قرارا‪ ،‬وأعظمو خطرا؛ وىي من اعبامع ُب قُلتو‬
‫وِبلقرب منو فانتظم بو الشكل‪ .‬قالوا‪ :‬وأبمر عمر بن عُد العزيز قام على ّنر قرطُة اعبسر اْلعظم الذي ه‬
‫يعرف ُب الدنيا مثلو‪ ،‬وشول اْلندلس من عمل إفريقية‪ ،‬وجرد ؽبا عامالً من قُلو‪ ،‬ووقعت اؼبغاًل فيها عن أمره‪.‬‬
‫وذكر أن تفسَت قرطُة بلسان القوط قرظُة ِبلظاء اؼبعجمة‪ ،‬ومعٌت ذل بلساّنم القلوب اؼبختلفة وقيل إن معٌت‬
‫قرظُة آخر فاسكنها‪ .‬ودور مدينة قرطُة ُب كماؽبا ثالثون ألف ذراع؛ وؽبا من اْلبواب ِبب القنطرة‪ ،‬وىو بقُليها‪،‬‬
‫ومنو يعرب النهر على القنطرة‪ ،‬والُاب اعبديد وىو شرقيها‪ ،‬وِبب عامر وىو بُت الغرب واعبوف منها وغَتىا‪،‬‬
‫وقصر مدينة قرطُة بغربيها متصل بسورىا القُلي والغريب؛ وجامعها إبزاء القصر من جهة الشرق‪ ،‬وقد وصل‬
‫بينهما بساِبط يسل الناس ربتو من ا﵀جة العظمى اليت بُت اعبامع والقصر إىل ِبب القنطرة‪ ،‬وكان طول مسقف‬
‫الُالطات من اؼبسجد اعبامع‪ ،‬وذل من القُلة إىل اعبوف قُل الزايدة‪ ،‬مائتُت وطبسا وعشرين ذرعاً‪ ،‬والعرض‬
‫من الشرق إىل الغرب قُل الزايدة مائة ذراع وطبس أذرع‪ٍ ،‬ب مازاد اغبكم ُب طولو ُب القُلة مائة ذراع وطبس‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪45‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫أذرع‪ ،‬فكمل الطول ثالشبائة ذراع وثالثُت ذراعاً؛ وزاد دمحم بن أيب عامر أبمر ىشام بن اغبكم ُب عرضو من جهة‬
‫اؼبشرق شبانُت ذراعاً‪ ،‬فتم العرض دبائتُت وثالثُت ذراعاً‪ .‬وكان عدد بالطاتو أشد عشر بالطاً‪ ،‬عرض أوسطها ستة‬
‫واشد من اللذين يليانو شرقاً واللذين يليانو غرِبً أربعة عشر ذراعاً؛ وعرض كل ٍ‬
‫واشد من‬ ‫عشر ذراعاً‪ ،‬وعرض كل ٍ‬
‫الستة الُاقية إشدى عشر ذراعاً؛ وزاد دمحم بن أيب عامر فيو شباٍل بالطات‪ ،‬عرض كل ٍ‬
‫واشد عشر أذرع‪ .‬وطول‬
‫الصحن من اؼبشرق إىل اؼبغرب مائة ٍ‬
‫وشبان وعشرون ذراعاً‪ ،‬وعرضو من القُلة إىل اعبوف مائة واشدة وطبس‬
‫أذرع؛ وعرض السقائف اؼبستديرة بصحنو عشرة أذرع؛ فتكسَته ثالثة وثالثون ألف ذراع ومائة وطبسون ذراعاً‪.‬‬
‫وعدد أبوابو تسعة‪ :‬ثالثة ُب صحنو غرِبً وشرقاً وجوفاً‪ ،‬وأربعة ُب بالطات‪ :‬اثنان غربيان واثنان شرقيان‪ ،‬وُب‬
‫مقاصَت النساء من السقائف ِبِبن‪ .‬وصبيع ما فيو من اْلعمدة ألف عمود ومائتا عمود وثالثة وتسعون عموداً‪،‬‬
‫رخام كلها‪ .‬وقُاب مقصورة اعبامع مذىُة‪ ،‬وكذل جدار ا﵀راب وما يليو قد أجرى فيو الذىب على الفسيفساء‪،‬‬
‫وثرايت اؼبقصورة فضة ؿبضة؛ وارتفاع الصومعة اليوم وىي من بناء عُد الرضبن بن دمحم‪ ،‬ثالث وسُعون ذراعاً إىل‬
‫ٍ‬
‫وفضة‪ ،‬وارتفاعها إىل مكان اْلذان‬ ‫أعلى القُة اؼبفتتحة اليت يستدير هبا اؼبؤذنون‪ ،‬وُب رأس ىذه القُة تفاح ٍ‬
‫ذىب‬
‫شائط من شياطاّنا على اْلرض شباٍل عشرة أذرع‪ ،‬وعدد اؼبساجد بقرطُة على ما‬‫أربع وطبسون ذراعاً‪ ،‬وطول كل ٍ‬
‫أشصى وضُط أربعمائة وإشدى وتسعون مسجداً‪.‬‬
‫وأشواز قرطُة تنتهي ُب اؼبغرب إىل أشواز إشُيلية‪ ،‬وأتخذ ُب اعبوف ستُت ميالً‪ ،‬وخيتلط أشوازىا ُب الشرق‬
‫أبشواز جيان‪ .‬وعلى اعبملة فقد كانت أم الُالد وواسطة عقد اْلندلس‪ ،‬وشوت من اْلكابر من أىل الدنيا‬
‫واآلخرة‪ ،‬من اؼبلوك والعلماء والصاغبُت واؼبفتُت وغَتىم خلقاً‪ ،‬ومتعوا فيها ما أراد هللا عز وجل‪ ،‬وذل شُت كان‬
‫جدىا صاعداً؛ وبعد ذل طحنتها النوائب‪ ،‬واعتورهتا اؼبصائب؛ وتوالت عليها الشدائد واْلشداث؛ فلم يُق من‬
‫أىلها إه الُشر اليسَت على كرب اظبها‪ ،‬وضخامة شاؽبا؛ وقنطرهتا اليت ه نظَت ؽبا‪ ،‬وعد أقواسها تسع عشرة‬
‫قوساً‪ ،‬بُت القوس والقوس طبسون شرباً‪ ،‬وؽبا ستائر من كل جهة تسًت القامة‪ ،‬وارتفاعها من موضع اؼبشى إىل‬
‫وجو اؼباء‪ُ ،‬ب أايم جفوف اؼباء وقلتو‪ ،‬ثالثون ذراعاً؛ وربت القنطرة يعًتض الوادي برصيف مصنوع من اْلشجار‬
‫والعمد اعبافية من الرخام؛ وعلى السد ثالث بيوت أرشاء‪ُ ،‬ب كل بيت منها أربعة مطاشن‪ .‬وؿباسن ىذه اؼبدينة‬
‫ومشاختها أكثر من أن حياط هبا خرباً‪ .‬فلما عثر جدىا‪ ،‬وخوى قبمها‪ ،‬وضعف أمر اإلسالم‪ ،‬واختلفت ِبعبزيرة‬
‫كلمتو‪ ،‬تغلب عليها النصارى‪ ،‬وشكموا عليها ُب أواخر شوال من سنة ٖٖ‪.ٙ‬‬

‫اْلندلس‬
‫ىذه اعبزيرة ُب آخر اإلقليم الرابع إىل اؼبغرب‪ ،‬ىذا قول الرازي‪ ،‬وقال صاعد ابن أضبد ُب أتليفو ُب طُقات‬
‫اغبكماء‪ :‬معظم اْلندلس ُب اإلقليم اػبامس وجانب منها ُب الرابع كإشُيلية ومالقة وقرطُة وغرانطة واؼبرية‬
‫ومرسية‪.‬‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪46‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫واسم اْلندلس ُب اللغة اليواننية إشُانيا‪ ،‬واْلندلس بقعة كرديتة طيُة كثَتة الفواكو‪ ،‬واػبَتات فيها دائمة‪ ،‬وهبا‬
‫اؼبدن الكثَتة والقواعد العظيمة‪ ،‬وفيها معادن الذىب والفضة والنحاس والرصاص والزيُق والالزورد والشب‬
‫والتوتيا والزاج والطفل‪.‬‬
‫واْلندلس آخر اؼبعمور ُب اؼبغرب ْلّنا متصلة بُحر أقيانس اْلعظم الذي ه عمارة وراءه‪ ،‬ويقال‪ :‬إن أول من‬
‫اختط اْلندلس بنو طوِبل بن ايفت بن نوح‪ ،‬سكنوا اْلندلس ُب أول الزمان‪ ،‬وملوكهم مائة وطبسون ملكاً‪،‬‬
‫﵀ل أصاهبم فُقيت خالية مائة ٍ‬
‫سنة‪ٍ ،‬ب وقع بُالد إفريقية‬ ‫ويقال إن اْلندلس خربت وأقفرت واقبلى عنها أىلها ٍ‬
‫ؿبل شديد وؾباعة عظيمة فرقت أىلها‪ ،‬فلما رأى مل إفريقية ما وقع بُالده ازبذ مراكب وشحنها ِبلرجال‪،‬‬
‫وقدم عليهم رجالً من إفريقية ووجههم‪ ،‬فرمى هبم الُحر إىل شائط إفرقبة وىم يومئذ ؾبوس‪ ،‬فوجههم صاشب‬
‫إفرقبة إىل اْلندلس‪.‬‬
‫وقيل اظبها ُب القدَل‪ :‬إِبرية‪ٍ ،‬ب ظبيت بعد ذل ‪ِ :‬بطقة‪ٍ ،‬ب ظبيت‪ :‬إشُانيا من اسم رجل ملكها ُب القدَل كان‬
‫اظبو إشُان‪ ،‬وقيل ظبيت ِبإلشُان الذين سكنوىا ُب اْلول من الزمان‪ ،‬وظبيت بعد ذل ِبْلندلس من أظباء‬
‫اْلندليش الذين سكنوىا‪.‬‬
‫وظبيت جزيرة اْلندلس جبزيرة ْلّنا شكل مثلث وتضيق من انشية شرق اْلندلس شىت تكون بُت الُحر الشأمى‬
‫والُحر اؼبظلم ا﵀يط ِبْلندلس طبسة أايم‪ ،‬ورأسها العريض كبو من سُعة عشر يوماً‪ ،‬وىذا الرأس ىو ُب أقصى‬
‫اؼبغرب ُب ّناية انتهاء اؼبعمور من اْلرض ؿبصور ُب الُحر اؼبظلم‪ ،‬وه يعلم أشد ما خلف ىذا الُحر اؼبظلم‪ ،‬وه‬
‫صحيح لصعوبة عُوره وإظالمو‪ ،‬وتعاظم موجو وكثرة أىوالو‪ ،‬وتسلط دوابو وىيجان‬
‫ٍ‬ ‫وقف منو بشر على خ ٍرب‬
‫رايشو‪ ،‬شسُما يرد ذل ُب موضعو الالئق بو إن شاء هللا تعاىل‪ ،‬وبالد اْلندلس مثلث الشكل كما قلناه‪.‬‬
‫وحييط هبا الُحر من صبيع جهاهتا الثالث؛ فجنوبيها حييط بو الُحر الشأمى‪ ،‬وجوفيها حييط بو الُحر اؼبظلم‪،‬‬
‫ومشاليها حييط بو حبر اْلنقليشيُت من الروم‪ ،‬وطول اْلندلس من كنيسة الغراب اليت على الُحر اؼبظلم إىل اعبُل‬
‫ميل‪ ،‬وعرضها ستمائة ٍ‬
‫ميل‪.‬‬ ‫اؼبسمى هبيكل الزىرة ألف ميل ومائة ٍ‬
‫واْلندلس أقاليم عدة ورساتيق صبلة‪ ،‬وُب كل إقليم منها عدة ٍ‬
‫مدن‪ ،‬والركن الواشد من أركاّنا الثالثة ىو اؼبوضع‬
‫الذي فيو صنم قادس بُت اؼبغرب والقُلة‪ ،‬والركن الثاٍل شرقي اْلندلس بُت مدينة نربونة ومدينة برذيل إبزاء‬
‫جزيرٌب ميورقة ومنورقة‪ ،‬والركن الثالث شيث يتعطف الُحر من اعبوف إىل اؼبغرب شيث اؼبنارة ُب اعبُل اؼبوَب‬
‫على الُحر‪ ،‬وفيو الصنم العايل اؼبشُو بصنم قادس‪ ،‬وىو ُب الُلد الطالع على بلد برطانية‪.‬‬
‫واْلندلس شأمية ُب طيُها وىوائها‪ ،‬ديانية ُب اعتداؽبا واستوائها‪ ،‬ىندية ُب عطرىا وذكائها‪ ،‬أىوازية ُب عظم‬
‫جُايتها‪ ،‬صينية ُب جواىر معادّنا‪ ،‬عدنية ُب منافع سواشلها؛ وفيها آَثر عظيمة لليواننيُت أىل اغبكمة وشاملي‬
‫الفلسفة‪ ،‬وكان من ملوكهم الذين أثروا اآلَثر ِبْلندلس ىرقلش‪ ،‬ولو اْلثر ُب الصنم جبزيرة قادس‪ ،‬وصنم جليقية‪،‬‬
‫واْلثر ُب مدينة طر كونو الذي ه نظَت لو‪.‬‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪47‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫وُب غريب شنًتين على مقدار طبسُت ميال فيما بُت أشُونة وشنًتة‪ُ ،‬ب ٍ‬
‫جُل ىناك كان شصناً فيما مضى‪ ،‬يوجد‬
‫اغبجر اليهودي‪ ،‬وىو على شكل الُلوط سواء‪ ،‬ومن خاصيتو تفتيت اغبصى اليت تكون ُب اؼبثانة والكلية ويقع ُب‬
‫اْلكحال‪ ،‬وُب جوُب بطليوس على قدر أربعُت ميالً معدن اؼبهى‪.‬‬
‫واْلندلس دار جهاد وموطن رِبط‪ ،‬وقد أشاط بشرقيها ومشاليها وبعض غربيها أصناف أىل الكفر؛ وروى عن‬
‫عثمان هنع هللا يضر أنو كتب إىل من انتدب إىل غزو اْلندلس‪ :‬أما بعد فإن القسطنطينية إّنا تفتح من قُل اْلندلس‪،‬‬
‫وإنكم إن فتحتموىا كنتم شركاء من يفتحها ُب اْلخَت والسالم؛ وعن كعب اْلشُار أنو قال‪ :‬يعرب الُحر إىل‬
‫اْلندلس أقوام يفتحوّنا يعرفون بنورىم يوم القيامة‪ .‬ودخل اْلندلس رجل واشد من أصحاب النيب " ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪،" -‬‬
‫قال عُد اؼبل بن شُيب‪ :‬اظبو اؼبنذر اإلفريقي‪ ،‬وإنو يروى عنو عليو الصالة والسالم أنو قال‪ :‬من قال رضيت‬
‫ِب﵁ رِب إىل آخرىا فأان الزعيم آلخذن بيده وأدخلو اعبنة! ودخلها من التابعُت شنش بن عُد هللا الصنعاٍل وىو‬
‫الذي أسس جامع سرقسطة وكان مع عل ٍى " رضو " ِبلكوفة‪ ،‬فلما قتل على " رضو " انتقل إىل مصر وقربه بسر‬
‫قسطة معروف‪ ،‬ومنهم على بن رِبح اللخمى‪ ،‬وعمرو بن العاصي‪ ،‬وعلقمة بن عامر‪ ،‬وأبو عُد الرضبن عُد هللا‬
‫اعبُلي اْلنصار‪ ،‬وعياض بن عقُة الفهرى‪ ،‬وموسى بن نصَت‪ ،‬يقال بكرى ويقال ػبمى؛ ويقال إن نصَتا من سىب‬
‫عُت التمر أعتقو صُيح موىل أيب العاص بن أمية‪ ،‬يقال أصابو خالد ُب علوج عُت التمر وادعوا أّنم من بكر بن‬
‫ٍ‬
‫وائل‪ ،‬فصار نصَت وصيفاً لعُد العزيز بن مروان وأعتقو فمن أجل ىُذا خيتلف ُب نسُو؛ وعقد الوليد ؼبوسى على‬
‫إفريقية سنةٖ‪ ،ٛ‬وكان مولد موسى سنة‪ُ ٜٔ‬ب خالفة عمر " رضو "‪ ،‬وكان معاوية " رضو " قد جعل نصَتاً أِب‬
‫موسى على شرسو‪ ،‬فلم يقاتل معو عليا " رضو "‪ ،‬فقال لو معاوية " رضو "‪ :‬ما منع من اػبروج على علي ومل‬
‫تكاف يدي علي ؟ فقال‪ :‬مل ديكنٍت أن أشكرك بكفر من ىو أوىل بشكرى من ‪ ،‬فقال‪ :‬ومن ىو؟ قال‪ :‬هللا عز‬
‫فرسخ طوهً ُب شبانُت فرسخاً عرضاً؛ والذي ديل منها‬
‫وجل! ومسافة ما ديلكو اؼبسلمون من اْلندلس ثالشبائة ٍ‬
‫النصارى مثل ما ديلكو اؼبسلمون أو نيفا‪ٍ ،‬ب شدث فيها من تغلب الثوار ما أضاع ثغورىم وأذىب أكثر بالدىم‪،‬‬
‫ومل يُق من ذل إه اْلقل‪ .‬وهبا اعبُال اؼبشهورة واغبمامات الكثَتة‪.‬‬
‫قال الرازي‪ :‬أول من سكن اْلندلس بعد الطوفان على ما يذكره علماء عجمها قوم يعرفون ِبْلندلس بشُت‬
‫ٍ‬
‫سبجس فحُس هللا تعاىل عنهم اؼبطر شىت غارت عيوّنا ويُست‬ ‫معجمة هبم ظبى الُلد ٍب عرب‪ ،‬وكانوا أىل‬
‫أّنارىا‪ ،‬فهل أكثرىم وفر من قدر على الفرار منهم فأقفرت اْلندلس وبقيت خالية مائة ٍ‬
‫عام‪ ،‬وملكها إشُان‬
‫ابن طيطش‪ ،‬وىو الذي غزا اْلفارقة وشاصر ملكهم بطالقة‪ ،‬ونقل رخامها إىل إشُيلية وبو ظبيت‪ ،‬فازبذىا دار‬
‫فبلكتو وكثرت صبوعو فعال ُب اْلرض وغزا من إشُيلية إيلياء بعد سنتُت من ملكو‪ ،‬خرج إليها ُب السفن وىدمها‪،‬‬
‫ألف واسًتق مائة ٍ‬
‫ألف‪ ،‬وفرق ُب الُالد مائة ألف‪ ،‬وانتقل رخام إيلياء وآههتا إىل اْلندلس؛‬ ‫وقتل من اليهود مائة ٍ‬
‫والغرائب اليت أصيُت ُب مغاًل اْلندلس كمائدة سليمان اليت ألفاىا طارق ابن زايد بكنيسة طليطلة‪ ،‬وقليلة الدر‬
‫اليت ألفاىا موسى بن نصَت بكنيسة ماردة‪ ،‬وغَتمها من الذخائر‪ ،‬إّنا كانت فبا شازه صاشب اْلندلس من غنيمة‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪48‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫بيت اؼبقدس إذ شضر فتحها مع خبت نصر‪.‬‬


‫بفدان لو أايم شداثتو فقال‪ :‬اي إشُان‪ ،‬إن لذو ٍ‬
‫شأن‪،‬‬ ‫وذكروا أن اػبضر وقف إبشُان ىذا وىو حيرث اْلرض ٍ‬
‫وسوف حيظي زمان‪ ،‬ويعلي سلطان‪ ،‬فإذا أنت تغلُت على إيلياء فارفق بورثة اْلنُياء! فقال لو إشُان‪ :‬أساشر‬
‫أنت رضب هللا أٍل يكون ىذا‪ ،‬وأان ضعيف مهُت شقَت؟ فقال‪ :‬قدر ذل من قدر ُب عصاك اليابسة ما تراه!‬
‫فنظر إشُان إىل عصاه فرآىا قد أورقت‪ ،‬فريع ؼبا رأى وذىب اػبضر عنو؛ وقد وقر ذل الكالم ُب نفسو والثقة‬
‫بكونو‪ ،‬فًتك اهمتهان وداخل الناس‪ ،‬وصحب أجل الناس وظبا بو جده فارتقى ُب طلب السلطان شىت انل منو‬
‫عظيما‪ ،‬وكان ملكو عشرين سنة‪ ،‬واتصلت فبلكة اإلشُان بعده إىل أن مل منهم اْلندلس طبسة وطبسون ملكاً‪،‬‬
‫ٍب دخل عليهم من عجم رومة أمة أخرى تعرف ِبلشُونقات‪ ،‬وذل زمان مُعث اؼبسيح عليو السالم‪ ،‬فملكوا‬
‫اْلندلس وإفرقبة معها وازبذوا دار فبلكتهم مدينة ماردة واتصلت فبلكتهم إىل أن مل منهم أربعة وعشرون‬
‫ملكاً‪ ،‬ويقال إن منهم كان ذو القرنُت‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ٍب دخل على ىؤهء الشُونقات أمة القوط فغلُوا على اْلندلس واقتطعوىا من يؤمئذ عن صاشب رومة وانفردوا‬
‫بسلطاّنم وازبذوا مدينة طليطلة دار سلطاّنم؛ ودخشوش مل القوط ىو أول من تنصر من ىؤهء‪ ،‬فدعا‬
‫اغبواريُت ودعا قومو إىل النصرانية‪ ،‬وكان أعدل ملوكهم وأشسنهم سَتًة‪ ،‬وىو الذي أصل النصرانية؛ واإلقبيالت‬
‫أو اؼبصاشف اْلربعة من انتساخو وصبعو وتثقيفو؛ فتنافست ملوك القوط ِبْلندلس بعده شىت غلُهم عليها‬
‫العرب؛ وعدد من مل منهم إىل آخرىم وىو لذريق ستة وثالثون ملكاً‪.‬‬
‫والذريق مل يكن من أبناء اؼبلوك وه بصحيح النسب ُب القوط‪ ،‬وإّنا انل اؼبل من طريق الغصب والتسور عندما‬
‫مات غيطشة اؼبل وكان أثَتاً لديو فاستصغر أوهده واستمال طائفةً من الرجال مالوا إليو فانًتع اؼبل من ولد‬
‫غيطشة‪ ،‬وغيطشة آخر ملوك القوط ِبْلندلس‪ ،‬وىل سنة‪ ٚٚ‬من اؽبجرة فمل طبسة عشرة سنة‪.‬‬
‫وكانت طليطلة دار اؼبملكة ِبْلندلس ٍ‬
‫شينئذ‪ ،‬وكان هبا بيت مغلق متحامى الفتح يلزمو من ثقات القوط قوم قدو‬
‫كلوا بو لئال يفتح‪ ،‬قد عهد اْلول ُب ذل إىل اآلخر‪ ،‬كلما مل منهم مل زاد على الُيت قفالً‪ ،‬فلما وىل‬
‫لذريق عزم على فتح الُاب واهطالع على ما ُب الُيت‪ ،‬فأعظم ذل أكابرىم‪ ،‬وتضرعوا إليو ُب الكف فأىب‪،‬‬
‫وظن أنو بيت ٍ‬
‫مال‪ ،‬ففض اْلقفال عنو ودخلو فأصابو فارغاً ه شيء فيو إه اتبواتً عليو قفل‪ ،‬فأمر بفتحو فألفاه‬
‫أيضاً فارغاً ليس فيو إه شقة مدرجة قد صورت فيها صور العرب على اػبيول وعليهم العمائم‪ ،‬متقلدي‬
‫السيوف‪ ،‬متنكىب القسى‪ ،‬رافعى الراايت على الرماح‪ ،‬وُب أعالىا كتابة ِبلعجمية فقرئت فإذا ىي‪ :‬إذا كسرت‬
‫ىذه اْلقفال من ىذا الُيت وفتح ىذا التابوت فظهر ما فيو من ىذه الصور فإن اْلمة اؼبصورة فيو تغلب على‬
‫اْلندلس وسبلكها‪ ،‬فوجم لذريق وعظم غمو وغم العجم وأمر برد اْلقفال وإقرار اغبراس على شاؽبم‪.‬‬
‫وكان من سَت اْلعاجم ِبْلندلس أن يُعث أكابرىم إىل بساط اؼبل ليتأدبوا أبدبو‪ ،‬وينالوا من كراماتو‪ ،‬شىت إذا‬
‫بلغوا أنكح بعضهم بعضا استئالفاً آلِبئهم‪ ،‬وضبل صدقاهتم وتوىل ذبهيز إانثهم إىل أزواجهن؛ فاتفق أن فعل ذل‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪49‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫يليان عامل لذريق على سُتة‪ ،‬وجو ابنةً لو ِبرعة اعبمال تكرم عليو‪ ،‬فوقعت عُت لذريق عليها فأعجُتو‬
‫دبكاتُة ٍ‬
‫خفية‪ ،‬فأشفظو شأّنا وقال‪ :‬ودين اؼبسيح‬ ‫ٍ‬ ‫فاستكرىها على نفسها واشتالت شىت أعلمت أِبىا بذل سراً‬
‫ْلزيلن سلطانو! وكان امتعاضو من فاششة ابنتو السُب لفتح اْلندلس ِبلذي سُق من قدر هللا سُحانو؛ ٍب إن‬
‫يليان ركب حبر الزقاق من سُتة ُب أصعب اْلوقات ُب شهر ينَت‪ ،‬وأقُل شىت اشتل بطليطلة شضرة لذريق‪،‬‬
‫فأنكر عليو ؾبيئو ُب ذل الوقت وسألو عن السُب ُب ذل ‪ ،‬فذكر لو أن زوجتو اشتد شوقها إىل ابنتها اليت‬
‫عنده‪ ،‬وسبنت لقاءىا قُل اؼبوت‪ ،‬وأغبت عليو ُب إشضارىا‪ ،‬وأشب إسعافها هبا‪ ،‬وسأل اؼبل إخراجها إليو‬
‫وتعجيل إطالقو للمُادرة هبا؛ ففعل وأجاز اعبارية‪ ،‬وتوثق منها ِبلكتمان عليو‪ ،‬وأفضل عليها وعلى أبيها وانقلب‬
‫عنو‪.‬‬
‫وذكر أنو ؼبا دخل عليو قال لو لذريق‪ :‬إذا أنت قدمت علينا فاستفره لنا من الشذانقات! فقال لو‪ :‬أيها اؼبل ‪،‬‬
‫واؼبسيح ْلدخلن علي شذانقات ما دخل علي دبثلها قط! يعرض لو دبا أضمره من السعي ُب إدخال رجال‬
‫العرب اْلندلس عليو‪ ،‬وىو ه يفطن؛ فلم يتنهنو يليان إذ وصل سُتو أن هتيأ للمسَت كبو موسى بن نصَت‪ ،‬فأاته‬
‫إبفريقية‪ ،‬فحرضو على غزو اْلندلس ووصف لو شسنها وفوائدىا وفضلها‪ ،‬وىون عليو شال رجاؽبا‪ ،‬فعاقده‬
‫موسى على اهكبراف إىل اؼبسلمُت وسامو مكاشفة أىل ملتو من أىل اْلندلس‪ ،‬ففعل يليان ذل وشل بساشل‬
‫اعبزيرة اػبضراء‪ ،‬فقتل وسىب وغنم وأقام هبا أايماً يشن الغارات‪ ،‬وشاع اػبرب عند اؼبسلمُت‪ ،‬فآنسوا بيليان‪ ،‬وذل‬
‫عقب سنةٓ‪.ٜ‬‬
‫وكتب موسى بن نصَت إىل الوليد يعلمو دبا دعاه إليو يليان ويستأذنو ُب افتتاح اْلندلس‪ ،‬فكتب إليو الوليد أن‬
‫خضها ِبلسرااي شىت زبترب شأّنا وه تغرر ِبؼبسلمُت ُب حب ٍر شديد اْلىوال‪ ،‬فراجعو أنو ليس بُحراٍ وإّنا ىو خليج‬
‫يتُُت للناظر ما وراءه‪ ،‬فكتب إليو‪ :‬وإن كان فال بد من اختُاره ِبلسرااي! فُعث موسى عند ذل رجالً من مواليو‬
‫من الرببر اظبو طريف بن ملوك اؼبعاَب يكٌت أِب زرع ُب أربعمائة ٍ‬
‫رجل فعرب هبم ونزل ُب اعبزيرة اؼبنسوبة إليو؛ ٍب‬
‫أغار على اعبزيرة اػبضراء ونواشيها فأصاب سُياً مل ير موسى فميا أصابو مثلو شسناً‪ ،‬وأصاب ماهً جسيماً‬
‫وأمتعة‪ ،‬وذل ُب شهر رمضان من سنةٔ‪ٜ‬‬
‫موىل لو كان على مقدماتو يسمى طارق بن زايد‪ ،‬قيل ىو‬
‫فلما رأى ذل الناس أسرعوا إىل الدخول‪ ،‬فدعا موسى ً‬
‫فارسي وقيل ىو من الصدف وقيل ليس دبوىل‪ ،‬وقيل ىو بربري من نفزه‪ ،‬فعقد لو وبعثو ُب سُعة آهف من الرببر‬
‫واؼبواىل‪ ،‬ليس فيهم عريب إه القليل‪ .‬فهيأ لو يليان اؼبراكب وشل جبُل طارق يوم سُت ُب شعُان من سنةٕ‪،ٜ‬‬
‫وىو من شهور العجم شهر أغشت‪ ،‬وقيل ُب رجب من السنة‪ُ ،‬ب اثٌت عشر ألفاً غَت ستة عشر رجالً مل يكن‬
‫فيهم من العرب إه القليل‪.‬‬
‫وأصاب طارق عجوزاً من أىل اعبزيرة فقالت لو‪ :‬كان يل زوج عامل ِبغبدَثن‪ ،‬وكان حيدث عن أم ٍَت يدخل بلدان‬
‫ىذا ويصفو ضخم اؽبامة وأنت كذل ! ومنها أن بكتفو اْليسر شامةً عليها شعر‪ ،‬فإن كانت ب ىذه الشامة‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪50‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫فأنت ىو‪ ،‬فكشف طارق ثوبو فإذا ِبلشامة على كتفو كما ذكرت العجوز‪ ،‬فاستُشر بذل ىو ومن معو‪.‬‬
‫وذكر عن طارق أنو كان انئماً ُب اؼبركب فرأى ُب منامو النيب " ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ " -‬واػبلفاء اْلربعة ديشون على اؼباء شىت‬
‫ٍ‬
‫شكاية إنو ؼبا ركب‬ ‫مروا بو‪ ،‬فُشره النيب " ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ِ " -‬بلفتح وأمره ِبلرفق على اؼبسلمُت والوفاء ِبلعهد؛ وُب‬
‫الُحر غلُتو عيناه فرأى النيب " ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ " -‬وشولو اؼبهاجرون واْلنصار قد تقلدوا السيوف‪ ،‬وتنكُوا القسى‪،‬‬
‫فيقول لو النيب‪ :‬اي طارق تقدم لشأن ! ونظر إليو وإىل أصحابو قد دخلوا اْلندلس قدامو فهب من نومو‬
‫يومئذ غائب ُب غزاةٍ‬
‫مستُشراً وبشر أصحابو ومل يش ُب الظفر‪ ،‬فنزل ِبعبُل شاانً للغارات ُب الُسائط‪ ،‬ولذريق ٍ‬
‫لو‪ ،‬واتصل بو اػبرب فعظم عليو أمره‪ ،‬وفهم اػبرب الذي أتى منو مع يليان‪ ،‬وأقُل مُادراً ُب صبوعو شىت اشتل‬
‫بقرطُة أايماً واعبنود تتواَب عليو‪ ،‬وكان ُب وجهتو وىل ششُوت بن اؼبل غيطشو ميمنتو وأخاه ميسرتو‪ ،‬ومها‬
‫الولدان الذان سلُهما مل أبيهما‪ ،‬فُعثا إىل طارق يسأهنو اْلمان إذا ماه إليو عند اللقاء دبن معهما‪ ،‬وعلى أن‬
‫يسلم إليهما ضياع والدمها غيطشة إن ظفر‪ ،‬فأجاهبما طارق إىل ذل ‪ ،‬وعاقدمها عليو؛ فلما التقى اعبمعان اكباز‬
‫ىذان الغالمان إىل طارق‪ ،‬فكان ذل سُب الفتح‪ ،‬وكان الطاغية لذريق ُب ستمائة ألف ٍ‬
‫فارس‪.‬‬
‫وقد خرجت عن شكم اهختصار الذى التزمت ُب ىذا الوضع فلنقتصر على ىذا القدر‪ ،‬وأما ذكر بالد اْلندلس‬
‫فتأتى ُب مواضعها الالئقة هبا إن شاء هللا تعاىل‪.‬‬
‫وافتتحت اْلندلس ُب أايم الوليد بن عُد اؼبل ‪ ،‬فكان فتحها من أعظم الفتوح الذاىُة ِبلصيت ُب ظهور اؼبلة‬
‫اغبنيفية؛ وكان عمر بن عُد العزيز معتنياً هبا‪ ،‬مهتماً بشأّنا‪ ،‬وىو الذي قطعها عن نظر وإىل إفريقية وجرد ؽبا‬
‫عامالً من قُلو‪.‬‬

‫صفة جزيرة اْلندلس أبو عُد هللا دمحم بن عُد هللا بن عُد اؼبنعم اغبِمَتى (صٖ٘ٔ)‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪51‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫(أشعار ُب وصف اْلندلس)‬

‫قال شهاب الدين أضبد بن دمحم اؼبقري‬

‫ومن أشسن ما جاء من النظم ُب اْلندلس قول ابن سفر اؼبريٍت‪ ،‬واإلشسان لو عادة‪:‬‬

‫سراء‬ ‫ٍ‬
‫أندلس تلت ّذ نعماء ‪ ...‬وه يفارق فيها القلب ّ‬ ‫ُب أرض‬
‫منتفع ‪ ...‬وه تقوم حبق اْلنس صهُاء‬
‫وليس ُب غَتىا ِبلعيش ٌ‬
‫ربض هبا ‪ ...‬على اؼبدامة أمواهٌ وأفياء‬ ‫وأين يعدل عن ٍ‬
‫أرض ّ‬
‫كل ٍ‬
‫روض هبا ُب الوشي صنعاء‬ ‫وكيف ه يُهج اْلبصار رؤيتها ‪ ...‬و ّ‬
‫واػبز روضتها‪ ،‬وال ّد ّر شصُاء‬
‫أّنارىا فضةٌ‪ ،‬واؼبس تربتها ‪ّ ...‬‬
‫لطف ير ّق بو ‪ ...‬من ه ير ّق‪ ،‬وتُدو منو أىواء‬
‫وللهواء هبا ٌ‬
‫ّل أنداء‬
‫ليس النسيم الذي يهفو هبا سحراً ‪ ...‬وه انتثار آليل الط ّ‬
‫ورد فطابت منو أرجاء‬‫وإ ّّنا أرج النّ ّد استثار هبا ‪ُ ...‬ب ماء ٍ‬

‫وأين يُلغ منها ما أصنّفو ‪ ...‬وكيف حيوي الذي شازتو إشصاء‬


‫وتوىل ميزىا اؼباء‬
‫قد ميّزت من جهات اْلرض شُت بدت ‪ ...‬فريد ًة ّ‬
‫أحبر خفقت ‪ ...‬وجداً هبا إذ تُ ّدت وىي شسناء‬
‫دارت عليها نطاقاً ٌ‬
‫الزىر من ٍ‬
‫طرب ‪ ...‬والطَت يشدو ولألغصان إصغاء‬ ‫لذاك يُسم فيها ّ‬
‫كل اْلرض صحراء‬
‫الرايض‪ ،‬و ّ‬
‫فهي ّ‬
‫عوض ‪ّ ...‬‬
‫فيها خلعت عذاري ما هبا ٌ‬

‫در ابن خفاجة شيث يقول‪:‬‬


‫و﵁ ّ‬

‫راي نفس‬
‫إن للجنّة ِبْلندلس ‪ ...‬ؾبتلى مرأى ّ‬
‫فسنا صُحتها من ٍ‬
‫شنب ‪ ...‬ودجى ظلمتها من لعس‬
‫فإذا ما ىُّت الريح صُاً ‪ ...‬صحت واشوقي إىل اْلندلس وقد تقدمت ىذه اْلبيات‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪52‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫ولُعضهم‬

‫ضمت ؽبا اْلىواء‬


‫أندلس وما صبعت هبا ‪ ...‬من كل ما ّ‬
‫ٌ‬ ‫و﵁‬
‫كواكب ‪ ...‬وكأ ّّنا تل الُقاع ظباء‬
‫ٌ‬ ‫فكأ ّّنا تل الداير‬
‫جدول ُب جنّ ٍة ‪ ...‬ولعت بو اْلفياء واْلنداء وقال غَته‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫وبكل قطر‬
‫ّ‬
‫سراء‬ ‫ٍ‬
‫أندلس تلت ّذ نعماء ‪ ...‬وه يفارق فيها القلب ّ‬ ‫ُب أرض‬
‫منتفع ‪ ...‬وه تقوم حب ّق اؼباء صهُاء‬
‫وليس ُب غَتىا ِبلعيش ٌ‬
‫أزواج وأبناء‬ ‫وأين يعدل عن ٍ‬
‫أرض ربض هبا ‪ ...‬على الشهادة ٌ‬
‫ربث هبا ‪ ...‬على اؼبدامة أفياءٌ وأنداء‬ ‫وأين يعدل عن ٍ‬
‫أرض ّ‬
‫كل ٍ‬
‫أرض هبا ُب الوشي صنعاء‬ ‫وكيف ه تُهج اْلبصار رؤيتها ‪ ...‬و ّ‬
‫أّنارىا فضةٌ‪ ،‬واؼبس تربتها ‪ ...‬واػبز روضتها‪ ،‬وال ّد ّر شصُاء‬
‫لطف يرق بو ‪ ...‬من ه ير ّق‪ ،‬وتُدو منو أىواء‬
‫وللهواء هبا ٌ‬
‫ليس النسيم الذي يهفو هبا سحراً ‪ ...‬وه انتشار آليل الطل أنداء‬
‫وإ ّّنا أرج الند استثار هبا ‪ُ ...‬ب ماء ٍ‬
‫ورد فطابت منو أرجاء‬
‫وأين يُلغ منها ما أصنّفو ‪ ...‬وكيف حيوي الذي شازتو إشصاء‬
‫وتوىل ميزىا اؼباء‬
‫قد ميزت من جهات اْلرض ٍب بدت ‪ ...‬فريد ًة‪ّ ،‬‬
‫أحبر خفقت ‪ ...‬وجداً هبا إذ تُ ّدت وىي شسناء‬
‫دارت عليها نطاقاً ٌ‬
‫لذاك يُسم فيها الزىر من ٍ‬
‫طرب ‪ ...‬والطَت يشدو‪ ،‬ولألغصان إصغاء‬
‫عوض ‪ ...‬فهي الرايض وكل اْلرض صحراء‪.‬‬
‫فيها خلعت عذاري ما هبا ٌ‬

‫وقال آخر‪:‬‬
‫كل سرور‬ ‫ٍ‬
‫أندلس من بلد ‪ ...‬مل تزل تنتج يل ّ‬
‫ٌ‬ ‫شُذا‬
‫سائحات وقصور وقال آخر‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫وارف ‪ ...‬ومياهٌ‬
‫وظل ٌ‬ ‫طائر ٍ‬
‫شاد‪ٌّ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫أندلس وما صبعت لنا ‪ ...‬فيها من اْلوطار واْلوطان‬ ‫اي شسن‬
‫تل اعبزيرة لست أنسى شسنها ‪ ...‬بتعاقب اْلشيان واْلزمان‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪53‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫سندس ‪ ...‬موشيّ ٍة بُدائع اْللوان‬


‫ٍ‬ ‫نسج الربيع نُاهتا من‬
‫وغدا النسيم هبا عليالً ىائماً ‪ ...‬بربوعها وتالطم الُحران‬
‫والرحيان‬
‫والطل ينثر فوقها ‪ ...‬درراً خالل الورد ّ‬
‫ّ‬ ‫اي شسنها‬
‫وسواعد اْلّنار قد م ّدت إىل ‪ ...‬ندمائها بشقائق النّعمان‬
‫وذباوبت فيها شوادي طَتىا ‪ ...‬والت ّفت اْلغصان ِبْلغصان‬
‫السوسان‬
‫ما زرهتا إهّ وشيّاٍل هبا ‪ ...‬شدق الُهار وأّنل ّ‬
‫من بعدىا ما أعجُتٍت بلدةٌ ‪ ...‬مع ما شللت بو من الُلدان‬

‫نفح الطيب من غصن اْلندلس الرطيب ‪ -‬اؼبؤلف‪ :‬شهاب الدين أضبد بن دمحم اؼبقري التلمساٍل (ص‪)ٕٕٙ‬‬
‫دره (كتاب اؼبغرب هبن سعيد) ‪ ،‬فإنّو أبدع ُب ىذا الكتاب ما شاء‪ ،‬وقسمو إىل أقسام‪ ،‬منها‪:‬‬
‫وقال و﵁ ّ‬
‫كتاب وشي الطرس‪ُ ،‬ب شلى جزيرة اْلندلس وىو ينقسم إىل أربعة كتب‪:‬‬
‫الكتاب اْلول‪ :‬كتاب " شلي العرس‪ُ ،‬ب شلى غرب اْلندلس "‪.‬‬
‫الكتاب الثاٍل‪ :‬كتاب " الشفاه اللّعس‪ُ ،‬ب شلى موسطة اْلندلس "‪.‬‬
‫الكتاب الثالث‪ " :‬كتاب اْلنس ُب شلى شرق اْلندلس "‪.‬‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪54‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫( فهرس احملتويات العامة )‬

‫الصفحة‬ ‫موضوع‬
‫٘‬ ‫مقدمة‬
‫‪ٜ‬‬ ‫ترصبة اْلديب‬
‫‪ٕٜ‬‬ ‫القصيدة – بدون تعليق‬
‫ٖٗ‬ ‫القصيدة – مع التعليق‬
‫ٖٗ‬ ‫قرطُة ‪ -‬اْلندلس‬
‫ٔ٘‬ ‫(أشعار ُب وصف اْلندلس)‬
‫ٗ٘‬ ‫الفهرس ‪ -‬اؼبراجع‬
‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪55‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫( املراجع )‬

‫القران – السنة‬

‫ٔ‪ -‬أزىار الرايض ُب أخُار القاضي عياض ‪ -‬شهاب الدين أضبد بن دمحم اؼبقري‬
‫التلمساٍل‬

‫ٕ‪ -‬نفح الطيب من غصن اْلندلس الرطيب ‪ -‬شهاب الدين أضبد بن دمحم اؼبقري‬
‫التلمساٍل‬

‫ٖ‪ -‬رحيانة اْللُّا وزىرة اغبياة الدنيا ‪ -‬شهاب الدين أضبد بن دمحم بن عمر اػبفاجي‬

‫ٗ‪ -‬صفة جزيرة اْلندلس منتخُة من كتاب الروض اؼبعطار‬

‫٘‪ -‬الصحاح اتج اللغة للفارايب (اللغة)‬

‫‪ -ٙ‬كتاب العُت للفراىيدي (اللغة)‬

‫‪ -ٚ‬الذيل والتكملة لكتايب اؼبوصول والصلة ‪ -‬أبو عُد هللا دمحم اْلوسي اؼبراؤي‬

‫‪ -ٛ‬اإلشاطة ُب أخُار غرانطة لسان الدين ابن اػبطيب‬


‫ألبي البقاء الرندي‬ ‫‪56‬‬ ‫رثاء األندلس‬
‫‪.‬‬

‫متُحبمدُاهلل ُ‬

You might also like