You are on page 1of 66

‫حبقـَّوق‬

‫النبي الحائر‬

‫بقلم‬
‫د‪.‬فنيس نقوال‬
‫‪2‬‬

‫س ْفر حبقوق‬

‫درس كتاب في شكل مقدمة قصيرة تليها مناقشة‬


‫‪3‬‬

‫المحتويات‬
‫‪91‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬مقدمـة سفـر حبقـَّوق‪................................‬‬
‫‪52‬‬ ‫النبي‪.........................................................‬‬ ‫الدرس الثاني حيرة‬
‫‪51‬‬ ‫الدرس الثالث‪ :‬نصرخ متحيرين مع حبقـَّوق‪........................‬‬
‫‪52‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬الموقف من الله‪.......................................‬‬
‫الدرس الخامس‪ :‬كيف ننتظر‪83 ...........................................‬‬
‫الدرس السادس‪ :‬إجابة ال تحل المشكلة وال توقف الحيرة‪35 .................‬‬
‫الدرس السابع حالة الشرير‪94 ..........................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫الدرس الثامن‪:‬الويالت الخمسة ‪....................................9‬‬
‫‪06 ...... ........................‬‬ ‫الدرس التاسع‪ :‬الويالت الخمسة‪5‬‬
‫‪49‬‬ ‫الدرس العاشر‪:‬اإلجابة الشافية وانتهاء الحيرة ‪....................‬‬
‫الدرس الحادي عشر‪ :‬من هو الملك في الملكوت؟‪01 .......................‬‬
‫لمزيد من الدراسة‪ :‬خلفية تاريخية لسفر حبقوق‬
‫‪4‬‬

‫يشكو كال من إرميا وحبقوق من الظلم االجتماعي ( القرن ‪ )7‬وأيضا عاموس في‬
‫القرن (‪ )3‬ففساد ال نظام االجتماعي كان يدينه الله على فم األنبياء‪ ،‬وكان على الملك‬
‫أن ُيرسي العدل‪ ،‬سواء على المستوى الشخصي أو االجتماعي ‪ .‬وهنا أمثلة من‬
‫نصوص المطالبة بالعدل وإدانة الظلم‪:‬‬
‫إرميا ‪،0-9 :2‬‬
‫ظروا‪ . . .،‬هل تَ ِجدون ِإ ْنسانا أَو يوجد ع ِ‬
‫ام ٌل ِباْل َع ْد ِل‬ ‫طوُفوا ِفي َشو ِارِع أ ِ‬
‫َ ْ ُ َ َ ً ْ ُ َُ َ‬ ‫يم َو ْان ُ ُ‬‫ُورَشل َ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ُ "1‬‬
‫الر ُّب‪َ .‬فِإَّن ُه ْم َي ْحلُِفو َن ِباْل َكِذ ِب »! َيا َر ُّب‪،‬‬ ‫َصَف َح َع ْن َها؟ َوإِ ْن َقاُلوا‪َ :‬ح ٌّي ُه َو َّ‬ ‫طال ُب اْل َح ِق‪َ ،‬فأ ْ‬
‫َِ‬
‫صَّلُبوا‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫اك َعَلى اْل َح ِق؟ َ‬
‫ول التأْديب‪َ .‬‬ ‫ض َرْبتَ ُه ْم َفَل ْم َيتَ َو َّج ُعوا‪ .‬أَْف َن ْيتَ ُه ْم َوأ ََب ْوا ُقُب َ‬ ‫أََل ْي َس ْت َع ْي َن َ‬
‫َسُد ِم َن اْل َو ْع ِر‪.‬‬‫ضرُب ُه ُم األ َ‬
‫َج ِل ذلِ َك َي ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ع‪ . . .‬م ْن أ ْ‬ ‫الرُجو َ‬ ‫وه ُه ْم أَ ْكثَ َر ِم َن َّ‬
‫الص ْخ ِر‪ .‬أ ََب ْوا ُّ‬ ‫ُو ُج َ‬
‫وب ُه ْم‬ ‫الن ِم ُر َح ْو َل ُمُدِن ِه ْم‪ُ .‬ك ُّل َم ْن َخ َرَج ِم ْن َها ُيْفتَ َر ُس أل َّ‬ ‫ِذ ْئب اْلمس ِ‬
‫اء ُي ْهلِ ُك ُه ْم‪َ .‬ي ْكم ُن َّ‬
‫َن ُذُن َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ََ‬
‫ظمت مع ِ‬
‫اصي ِه ْم!"‬ ‫َكثَُر ْت‪ .‬تَ َعا َ َ ْ َ َ‬

‫إرميا‪91-95 :55‬‬
‫"ويل لِمن يبِني بيتَه ِب َغي ِر ع ْدل وعالَلِيه ِب َغي ِر حق‪ ،‬الَِّذي يستَ ْخِدم ص ِ‬
‫اح َب ُه َم َّج ًانا َوالَ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َ ْ ٌ َ ْ َْ َْ ُ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ‬
‫يح ًة‪َ .‬وَي ُش ُّق لِ َنْف ِس ِه ُك ًوى‬ ‫ِ ِ‬
‫يعا َو َعالَل َي َفس َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُج َرتَ ُه ‪.‬اْلَقائ ُل‪ :‬أ َْبني ل َنْفسي َب ْيتًا َوِس ً‬
‫ِ ِ‬
‫ُي ْعطيه أ ْ‬
‫وك َو َش ِر َب‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫وَي ْسُق ُ ِ ٍ‬
‫َك َل أَُب َ‬‫َما أ َ‬
‫ف بأ َْرز َوَي ْد ُه ُن ب ُم ْغ َرة َه ْل تَ ْمل ُك ألَن َك أ َْن َت تُ َحاذي األ َْرَز؟ أ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬
‫ين‪ ،‬ح َينئذ َك َ‬ ‫ير واْلم ْسك ِ‬ ‫ِ‬
‫اء اْلَفق َ‬ ‫ضَ‬ ‫ضى َق َ‬ ‫ان َل ُه َخ ْيٌر ‪َ.‬ق َ‬ ‫َج َرى َحًّقا َو َع ْدالً؟ ح َينئذ َك َ‬ ‫َوأ ْ‬
‫وي ِاقيم ْب ِن ُي ِ‬ ‫الر ُّب؟ لِذلِ َك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وشيَّا‬ ‫الر ُّب َع ْن َي ُه َ َ‬ ‫ال َّ‬
‫هك َذا َق َ‬ ‫ول َّ‬ ‫َخ ْيٌر‪ .‬أََل ْي َس ذل َك َم ْع ِرَفتي‪َ ،‬يُق ُ‬
‫ين‪ِ :‬آه َيا َسِيُد!‬ ‫ُخِتي! الَ ي ْندب َ ِ ِ‬
‫ون ُه َقائل َ‬ ‫َ ُُ‬
‫ِ‬
‫َخي! أ َْو آه َيا أ ْ‬ ‫ونه َق ِائلِين‪ِ :‬آه يا أ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬
‫َملك َي ُهوَذا‪ :‬الَ َي ْنُدُب َ ُ‬
‫اب أ ِ‬ ‫طروحا ب ِع ًيدا َع ْن أ َْبو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم‪".‬‬
‫ُورَشل َ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وبا َو َم ْ ُ ً َ‬ ‫أ َْو آه َيا َجالََل ُه ! ُي ْدَف ُن َد ْف َن ح َم ٍار َم ْس ُح ً‬
‫‪5‬‬
‫صروا وتَحيَّروا حيرة‪ .‬ألَِني ع ِ‬
‫ِ‬ ‫حبقـَّوق ‪ «7 ، 0 ،2 :9‬اُْن ُ‬
‫ام ٌل‬ ‫َ‬ ‫ظ ُروا َب ْي َن األ َُممِ‪َ ،‬وأ َْب ُ َ َ ُ َ ْ َ ً‬
‫ُخِب َر ِب ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّام ُكم الَ تُ ِ‬
‫صدُقو َن ِبه ِإ ْن أ ْ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َع َمالً في أَي ْ‬

‫ض لِتَملِك مس ِ‬ ‫السالِ َك َة ِفي ِرح ِ‬ ‫ُم َة اْلم َّرة اْلَق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك َن‬ ‫ْ َ ََ‬
‫اب األ َْر ِ‬ ‫َ‬ ‫اح َم َة َّ‬ ‫ين األ َّ ُ َ‬ ‫يم اْل َكْل َدانِي َ‬
‫َفهأ ََن َذا ُمق ٌ‬
‫َل ْي َس ْت َل َها‪.‬‬
‫‪ِ 91 -95 :55‬هي َه ِائَل ٌة َو َم ُخوَف ٌة‪ِ .‬م ْن ِقَب ِل َنْف ِس َها َي ْخ ُرُج ُح ْك ُم َها َو َجالَُل َها َو َخْيُل َها‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور‪ ،‬وأَحُّد م ْن ذ َئ ِ‬ ‫َس َرعُ ِم َن ُّ‬
‫اب اْل َم َساء‪َ .‬وُف ْرَس ُان َها َي ْنتَش ُرو َن‪َ ،‬وُف ْرَس ُان َها َيأْتُو َن م ْن‬ ‫الن ُم ِ َ َ‬ ‫أْ‬
‫َب ِع ٍيد‪َ ،‬وَي ِط ُيرو َن َك َّ‬
‫الن ْس ِر اْل ُم ْس ِرِع ِإَلى األَ ْك ِل‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫مقدمة لسفـر‬
‫الدرس األول‬
‫حبقـّوق‬

‫الشاهــد‪ :‬حبقـَّوق ‪3 ،5 :5 ، 95 ،3-5 :9‬‬


‫الهدف‪ :‬لنعرف شخصية حبقـَّوق ومعلومات أولية عن السفر‬
‫تبدأ دراسات األسفار عادة بتعريف لكاتب السفر وربما من المهم أن نضيف الخلفية‬
‫التي تمت أثناءها الكتابة لتتضح شخصية الكاتب أكثر‪،‬ولذلك سنتناول‪:‬‬
‫من هو حبقـَّوق‬ ‫‪‬‬

‫مجمل لمحتوى السفر‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬تحليل للفكرة الرئيسة للسفر‬

‫يق أر أسفار الكتاب المقدس وكأنها مجرد توارد خواطر طرأت في فكر كاتبيه‪،‬‬ ‫بعضنا‬
‫والــبعا ارخــر يــرى أن الــرو الق ـدس أوحــى بهــا حر ًيــا بــنفس اللفــخ الــذي اســتخدمه‬
‫الكاتــب فــي لحظــة مــن الامــان للكاتــب ثــم تــم نشــر الســفر علــى النــاس وينتهــي األمــر‪،‬‬
‫والواقع أن كتابة أسفار الكتاب المقدس تتم بالتفاعل بين‪:‬‬
‫الكاتب الذي عاش خبرة كتاباته واختبر كل أبعادها الامنية والروحية‬ ‫‪‬‬
‫واألحداث المعاصرة لامن الكتابة والتي تمثل الظروف التي تفاعل فيها‬ ‫‪‬‬
‫البشر مع قيمهم ومع تعامالتهم مع الله‬
‫أبدا من التاريخ‬
‫والله نفسه الذي ال يختفي ً‬ ‫‪‬‬
‫والروح القدس الذي يلهم الكاتب و يحدد رسالته للبشرية والذي يظل عامال‬ ‫‪‬‬
‫إلى كل الدهور‬
‫‪7‬‬
‫مختصر عن شخصية حبقوق ومعلومات‬
‫ًا‬ ‫شيئا‬
‫واالن ننتقل لنعرف ً‬ ‫‪‬‬
‫اولية عن السفر‬
‫شخصية النبي‪:‬‬
‫ال تتوافر لنا معلومات كثيرة عن حبقـَّوق النبي‪ ،‬فال نعرف اسم أبيه وال موطنه‬ ‫‪‬‬
‫وال حتى السبط الذي ينتمي إليه‪ ،‬والظاهر أن اسمه نفسه ليس عبرًيا بل هو مشتق من‬
‫أصل أكادي ( أي لغة الكلدانيين) وهو اسم بعا النباتات أو األشجار‪ ،‬وذلك ألن‬
‫المتكلمين باللغة األكادية كانوا مختلطين بحياة شعب إسرائيل في هذه الحقبة من‬
‫التاريخ‬
‫نسب إليه دانيال ‪ 84 -88 :19‬دو ار في مشهد جب األسود‬ ‫‪‬‬
‫فكرة السفر‪:‬‬
‫يعلق حبقوق على ظروف ترتكا على واقعتين هما ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أ‪ -‬التنديد بالكلدانيين وهم العدو الخارجي وملكهم الذي ال يرحم‬
‫ب‪ -‬التنديد شخصية أخرى وهي ملك يهوذا وغالبا يكون يهوياقيم ‪ ( 4 :4‬حوالي عام‬
‫‪ )843‬وكان سبب ظلم داخل المملكة وهو ظلم ال يقل فظاعة عن ظلم العدو الكلداني‬
‫محتوى السفر‪ :‬يحتوي على سؤالين أو نداءين يقدمهما حبقـَّوق لله(حبقـَّوق ‪،9-2 :1‬‬
‫‪ )17 ،12‬وهناك إجابتان من الله ‪:‬‬
‫اإلجابة األولى بخصوص تقدم بل زحف جيش ال ُيقهر من الكلدانيين (‪8 :1‬‬ ‫‪‬‬
‫‪)11-‬‬
‫واإلجابة الثانية وتتضمن الويالت ( حبقـَّوق‪.)22 -4 :2‬‬ ‫‪‬‬
‫كما أن هناك مشكلتين في السفر وهما‪:‬‬
‫من هو الشرير الذي يبقى بدون عقاب يسبب حيرة حبقـَّوق النبي؟ ( ‪ )9 :1‬وما‬
‫‪.1‬‬
‫عالقته بالشرير ارخر المذكور في ‪18 :1‬‬

‫‪.2‬من هو البار المذكور في هذه األعداد كلها‬


‫‪8‬‬
‫رسالة السفر‪ :‬كانت وظيفة النبي‪:‬‬

‫أن يعيد الشعب وقادته إلى‬


‫التمسك بأحكام الناموس الذي‬
‫أعطاه الله لموسى في سيناء‬

‫ولهذا فإن دعوته ليست لمعونة الشعب بل تساؤله عن لماذا يتسامح الله مع‬
‫الخطية حسب الظاهر‪ ،‬وكيف يصمت أمام عدم العدالة(‪3-5 :9‬‬

‫فقد كان الشعب يهمل مطاليب العهد‪ ،‬فكان النبي يواجه المقصـِرين ويطالبهم بالتوبة‬
‫باسم الرب‬
‫هنا يخطو حبقـَّوق خطوة أبعد من مخاطبة الشعب‪ ،‬فهو يحاجج الله ذاته‬
‫ملخص لألصحاحات الثالثة‪:‬‬
‫في األصحاح األول‪ :‬يتضمن تساؤالت حبقـَّوق‪ :‬لماذا يحكم الله بهذا األسلوب الذي‬
‫يبدو منه أنه يسمح بالعنف والقهر واألشكال األخرى من األعمال الخاطئة‬
‫في األصحاح الثاني‪ :‬يعطي الله إجابات لألسئلة‬
‫في األصحاح الثالث‪ :‬والذي يعتبر من أقوى القصائد الشعرية في العهد القديم يؤكد‬
‫حبقـَّوق على أنه حتى في وقت الصدام والمحن‪ ،‬فإن الله يوجد معينـًا ومقويـًا‪ ،‬وفي كل‬
‫مصدر للبركة والمكافأة‪ ....‬فلتسقط كل مصادر البهجة‬ ‫ًا‬ ‫هذا يضع حبقـَّوق األمانة‬
‫المادية بحسب البهجة التي يتعارف عليها البشر‪ ،‬أما هو فسيفر بالرب‪.‬‬
‫هذه الجملة األخيرة تحتاج أن نتوقف عندها لنحسن فهمها‪ ،‬فالقراءة السطحية للسفر‬
‫قد تجعلنا نظن أن‪:‬‬
‫حبقـَّوق ال يبالي بما يجري في العالم‬ ‫‪‬‬
‫فمادام هناك فر في الرب وسالم معه فليسقط العالم وما يه ومن‬ ‫‪‬‬
‫عليه‬
‫‪9‬‬
‫إال أن حبقـوق ال يفر بسبب نبذ العالم وتركه للخراب بل يفر بمصدر البهجة وهو الرب‬
‫أما حالة الخراب المذكورة في القصيدة فهي رصد لواقع حدث بسبب ظروف‬
‫اقتصادية وسياسية ودينية فهي حالة خراب ال تسر الله وال تسر النبي‬
‫وإنما هو واقع فعلي يحتاج‪:‬‬
‫لإلصال‬ ‫‪‬‬
‫وأيضا للبر الذي يرفع شأن األمة لسالمة األرض والناس‪ .‬أما الفترة الامنية‬ ‫‪‬‬
‫التي تنبأ فيها حبقـَّوق بما تحمله من ضيق سياسي واقتصادي واجتماعي فهي تحمل‬
‫دالالت وإشارات لما طلبه الله من الشعب (أن اعملوا األرض وعمـِروها وكونوا صنـَّاع‬
‫حضارة ومدنية) وال عجب في ذلك فبين ( الرب في هيكل القدس) ( واألرض التي‬
‫تخشى أمامه)‬
‫يوجد الرب بنفسه‪:‬‬
‫مالك على الجميع‬ ‫‪.1‬‬
‫ويرعى الجميع والمعتني بالخليقة وما فيها‬ ‫‪.2‬‬
‫يوما‬
‫فهو لم يخلقها ليتركها للفناء‪ ،‬ولم يمنع عنها عنايته ورعايته واهتمامه‪ ،‬ولم يطلب ً‬
‫ما من أبنائه أن يفعلوا شيئا يخالف هذا‬
‫نخطيء إذا تصورنا أن الله ال يبالي بالعالم أو بالناس‬ ‫‪‬‬
‫ونخطيء إذا نحن لم نبالي بأحوال المجتمع بناءً على قناعة أن الله ليس‬ ‫‪‬‬
‫لديه اهتمامات إال بالعبادة‬
‫المناقشة‬
‫‪.1‬حددوا شواهد من السفر تتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬تساؤالت حبقوق‬

‫‪ -‬إجابات الله‬
‫‪11‬‬

‫حيرة النبي‬
‫الدرس الثاني‬

‫الشاهــد‪ :‬حبقـَّوق‪3-9:9 :‬‬


‫الهدف‪ :‬لندرك أسباب حيرة حبقوق‬

‫في هذا الجزء نحاول الوصول إلى أسباب حيرة حبقوق وذلك بأن نأخذ‪:‬‬
‫‪ -‬وقفة مع حبقـَّوق َّ‬
‫لنتعرف على مصدر الشكوى‬
‫‪ -‬كيفية مواجهة حبقـَّوق للموقف‬
‫‪ -‬فحص واقعنا اليوم لنرى إذا كانت هناك أشياء مشتركة‬
‫ألقينا نظرة عامة وشاملة على سفر حبقـَّوق‪:‬‬
‫سواء من داخل السفر‬ ‫‪‬‬
‫أو من تعليم األنبياء‬ ‫‪‬‬
‫أو في ضوء ما وقع من أحداث‬ ‫‪‬‬

‫مما يمهـَّد ارن البدء في تحديد التساؤالت الواردة في السفر وتكون هي بالفعل محوره‬
‫وبالتالي محل الدراسة والبحث‬

‫المفــروض أن حبقــَّوق نبــي ولــه دور أساســي فــي دعــوة الشــعب للتوبــة‪ ،‬لكننــا‬
‫نرى حبقـَّوق نفسه وقد احتار أمام عدد من القضايا والمشـكالت – وتحـول عـن‬
‫من‬
‫دور النبي إلى إنسان يقف أمام الله ويناقشه حينـًا في أمر عدالـة أعمالـه‪ ،‬بـل ويواجهـه‬
‫‪11‬‬
‫أحيانا أخرى بما يراه عدم عدالـة منـه‪ ،‬بـل إن حبقـَّوق تخطـَّى كل هذا بأن تحدى اللـه‬
‫في الجواب الذي أجابه عن سؤال النبي المبدئي (‪ 8 :1‬لم تريني إثمـًا‪)..‬‬
‫ويمتليء السفر بأسئلة كثيرة يسألها ‪ 8‬حبقـَّوق ومنها‪:‬‬
‫‪ ‬من المسئول عن الدمار والعنف الوارد ذكرهما في أصحاحي ‪2 ،1‬‬
‫‪ ‬هل تأتي المتاعب من داخل الجماعة أم من خارجها‬
‫‪ ‬هل الشرور سببها اعتداء خارجي (حبقـَّوق ‪ ) 9-2 :1‬أم أن أمته كان لها يد في‬
‫وقوع تلك الشرور؟‬
‫هل جاءت المتاعب من مصدر شخصي أم قومي‪ ،‬أم دولي؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬هل البار الذي ُذكر في ‪ (3 :1‬الصديق) هو نفسه المذكور في ‪ ( 18 :1‬البار)‬
‫‪ ‬وهل المعتدون في ‪ (18 :1‬الناهبين) هم نفس المعتدين في ‪ (8 :2‬المتكبـّر) و‬
‫‪ ( 7 :8‬خيام كوشان)‬
‫‪ ‬لماذا أقام الله الكلدانيين كقوة تحمل السيف ؟ هل لمجرد ممارسة العنف‬
‫واصطياد البشر بشبكتهم ؟ أم لغرض آخر؟ وما هو؟‬
‫‪ ‬هل الذين كانوا يقفون في وجه اعتداء المعتدين صاروا هم أنفسهم معتدون‬
‫فتحولت المطرقة إلى مسمار؟‬
‫كيف يترك الله األعداء يواصلون االعتداء على شعبه ؟‬ ‫‪‬‬
‫كل هذه التساؤالت التي تسبب الحيرة يضمها هذا السفر الصغير الذي يتكون من ثالثة‬
‫أصحاحات‬
‫المناقشة‬
‫‪-1‬كيف تعامل حبقـَّوق وشعبه مع األمور التي أوقعهتم في حيرة‪ ،‬ومازال هناك أوجه‬
‫تشابه بين أحداث ووقائع األيام التي عاش فيها حبقـَّوق و الامن المعاصر وتوقعنا نحن‬
‫أيضا في حيرة‪ ،‬فما أوجه الشبه وما أوجه االختالف؟‬

‫تفسير لسفر حبقـَّوق وأيضا نسخة من الكتاب المقدس –‬


‫ًا‬ ‫‪(.2‬على المجموعة أن تحضر‬
‫الترجمة اليسوعية لكي تبحث عن)‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫معنى كلمة ( وحي) كما وردت في األصحا األول من السفر والعدد ‪ 1‬في‬
‫ترجمة البستاني‪ ،‬وكلمة ( قول) كما وردت في الترجمة اليسوعية في نفس األصحا‬

‫‪-8‬ما رأيك في قسوة الظلم وشدة الضيق قد تفوق طاقة اإلنسان أو األمة‬
‫انظر مامور ‪ 18 :14‬أمثال ‪2 :29‬‬
‫خ َع ْب َد َك َفالَ َيتَ َسَّل ُ‬ ‫ِ‬
‫طوا َعَل َّي‬ ‫احَف ْ‬ ‫ضا م َن اْل ُمتَ َكِب ِر َ‬
‫ين ْ‬ ‫أ َْي ً‬
‫اه ُه ْم تَتَ َكَّل ُم ِباْل َم َشَّق ِة‪.‬‬
‫اب‪َ ،‬وِشَف َ‬ ‫االغِتص ِ‬ ‫ِ‬ ‫أل َّ‬
‫َن َقْل َب ُه ْم َيْل َه ُج ب ْ َ‬

‫‪.9‬قارنوا بين حبقـَّوق ‪ 2 :1‬و مامور ‪ 2 ،1 :18‬وأشعيا ‪ 11 :4‬و تك ‪ 11 :4‬و‬


‫قضاة ‪ 29 :4‬و أيوب ‪82 – 23 :4‬‬
‫‪-‬ماذا كانت طلبات األشخاص في األعداد المذكورة؟‬

‫‪-‬استخرجوا ظرفـًا أو ظروفـًا يمر فيها البشر على مر األزمنة وردود أفعالهم عندما‬
‫يعيشون في نفس الظروف‬

‫‪ -‬ماذا كانت طلبات األش‪2‬خاص في األعداد المذكورة؟‬

‫‪.8‬ما هي القضايا والمشاكل التي اجتازها كل فريق أو شخص ممن جاء ذكرهم في‬
‫الشواهد السابقة؟ (سواء شخصية – قومية – دولية‪ ..‬الخ)‬
‫‪13‬‬
‫‪ ،14 -14 :88‬أشعياء ‪ 2 ،1 :84‬و‬ ‫‪.4‬قارنوا تثنية ‪ 9 :2‬ماامير ‪،91 :13‬‬
‫أرميا ‪ 11 :92‬واستخرج ما يشترك يه أشخاص هذه النصوص من ناحية نظرتهم‬
‫لقدرة الله ورغبته في اإلنقاذ‬

‫‪.7‬إلى أي حد يتفق المفهوم الالهوتي عند حبقـَّوق عن الله العادل البار مع اختباره‬
‫الفعلي مع الله؟‬

‫‪. .3‬عندما تصيبنا الحيرة ما مدى استعدادنا لكي‪:‬‬


‫‪ -‬نفحص إيماننا في ضوء كلمة الله‬

‫‪-‬استعدادنا لتحديد نقاط نعثر فيها جميعنا كجماعة الرب؟‬

‫‪-‬اإلقرار بطرق ال توافق فكر الله‬

‫اإلقبال على الدراسة الجادة التي تتحدى مسلـمات تحيرنا ونهرب من مواجهتها‬ ‫‪-‬‬
‫‪14‬‬

‫نصرخ متحيرين‬
‫الدرس الخامس‬
‫مع حبقـَّوق‬

‫الشاهــد‪ :‬حبقـَّوق ‪95 -9 :9‬‬


‫الهدف‪ :‬لنتعلم كيف نعبـِر عن المشاعر السلبية‬
‫األفكار الرئيسية‪:‬‬
‫الصراخ إلى الله‪ ..‬ما أسبابه‬ ‫‪‬‬
‫سلبيات الشكوى‬ ‫‪‬‬
‫فوائد الصراخ الموضوعي‬ ‫‪‬‬
‫تقديم الدرس‪:‬‬
‫حبقـَّوق نبوته بصرخة يأس في شكل صالة يرفعها إنسان يبدو أنه يمر بحالة‬ ‫افتتح‬
‫ضعف روحي‪ ،‬وها هو يعاود الصراخ ولكن بشكل مختلف وبهدف مختلف‬ ‫ُ‬
‫في هذه المرة‪ ،‬فهو يطر سؤاال ليدخل في محاجة أخرى مع الله (حبقـَّوق ‪)2 :1‬‬

‫الضعف وقت تعقـُّد الظروف‪ ،‬ليس‬


‫هناك أسباب كثيرة تجعلنا نصرخ‪ ،‬سواء في وقت ُ‬
‫فقط الظروف الشخصية وإنما قد تكون لها صلة بالوضع القومي والدولي كما في سفر‬
‫حبقـَّوق‪ ،‬فالسفر يشير لظروف األمم أكثر من الظروف الشخصية‪.‬‬
‫تظهر أفكار وخبرات كثيرة تشعرنا بوجود مسافة بيننا وبين الله‪ ،‬وتعـوق صالتنا‬
‫( خبرات من المجتمع الذي يفكر كيف يهرب من الضيق أيا كانت الوسيلة) حتى‬
‫ونحن نصلي مثل حبقـَّوق فإن صالتنا تكون عبارة عن كلمات ألم‪:‬‬
‫نتيجة الضغوط‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ونتيجة تشتـُّت األفكار‬ ‫‪‬‬
‫أو التمسـُّك بخطط وخبرات بعينها تفصل اإلنسان عن مصدر نعمته‬ ‫‪‬‬
‫‪15‬‬
‫أو ربما تكون هناك أوقات عصيبة ال يتوافر فيها جو ال نشعر يه‬ ‫‪‬‬
‫أننا قائمون أمام الله وعندما تكون الحالة حرجة واأللم يتاايد واالحتياج يبتلع اإلنسان‬
‫فإن مشاعر الغضب واإلحباط واأللم تنطلق في صرخة إدانة واتهام‪:‬‬

‫فحالة الضرورة والضيق تغطي على كل بعد تقوي‪.‬مما يحولها إلى ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫حالة الغضب واإلحباط تستصرخ اإلنسان‬ ‫‪‬‬
‫و تجعله يستغيث ويصير ديـَّاناً وكأنه يحاكم الله ويبدأ في توجيه االتهامات‬ ‫‪‬‬
‫إال أن حالة الصراخ ال تخلو من‬
‫الشعور بالراحة‪ ،‬ألن اإلنسان مخلوق‬
‫لديه مشاعر وفكر‪.‬‬

‫‪ ‬وربما أن الحالة الشعورية في اإلنسان تسبق الحالة الفكرية في التكوين‬


‫حضور من الفكر والجسد‬
‫ًا‬ ‫‪ ‬فالمشاعر عنده أقوى‬
‫‪ ‬فهو بالتالي لديه الرغبة في التعبير عن المشاعر‬
‫‪ ‬فعندما نعبـِر عن مشاعرنا وأفكارنا في كلمات منطوقة‪ ،‬فإننا نتخلـَّص من بعا‬
‫الثقل‪ ،‬أما لو صمتنا فإن المشاعر تضطرم داخلنا وتخنقنا‬
‫‪ ‬ولذلك فإن الصراخ إلى الله له جوانبه اإليجابية‬

‫فكوننا قادرين على أن نجد الكلمات التي تعبـر عن متاعبنا ومخاوفنا‪،‬‬


‫فهذا يعطينا شيئًا من الراحة والتنفيس عما بداخلنا‪ ،‬فالمعاناة في صمت‪،‬‬
‫أو فشل المحاولة في إيجاد كلمات تعبـر عن متاعبنا يؤدي بنا إلى‬
‫اإلحباط‪ ،‬ولعل اإلحباط هنا هو أهون المشاعر السلبية التي يمكن أن‬
‫تصيب المرء في حالة عجزه عن القدرة على التعبير‬
‫‪16‬‬
‫فالمعاناة في صمت والفشل في إيجاد كلمات تعبـِر عن المتاعب والمخاوف‬
‫يؤدي إلى اإلحساس بالخاي‪ ،‬وال غرابة في ذلك ألن البديل عن التعبير قد يكون لوم‬
‫ضعفا وبالتالي قد يصل بنا الحال إلى ذلك‬
‫ً‬ ‫النفس واإلحساس بأن هناك تقصي ار أو‬
‫الشعور بالخاي‪.‬‬
‫‪ ‬وقد يؤدي إلى البعد أو االنفصال عن أشخاص نرتبط بهم‬
‫‪ ‬أو حتى االبتعاد عن مواقع ضرورية بالنسبة لنا‪ ،‬وألن حبقـَّوق كإنسان له عالقة‬
‫بالله ويحرص على استمرار العالقة‪ ،‬فإنه يتوجه بمشاعره وما يدور في ذهنه إلى الله‬
‫حتى ال ينحدر إلى درجة االنفصال عن الله‪ ،‬فالعتاب هنا هو نوع من الصراخ‪:‬‬
‫‪ ‬ليس فقط لحل المشكلة‬
‫‪ ‬أو وجود إجابة لها‬
‫أيضا وباألكثر لتأكيد العالقة وعمق الصلة الذي يشجع على المصارحة‬
‫‪ ‬لكن ً‬
‫باألمور التي تبدو سلبية‬
‫إن التعبير عن المشاعر السلبية أصعب من المشاعر التي تحمل جوانب إيجابية‬
‫وعندما يتمكـَّن اإلنسان من أن يربط مشاعره بفكره‪ ،‬فهنا يعني أنه استطاع أن يأخذ‬
‫خطوة أوسع وهي‪:‬‬

‫و هنا يبدأ الشخص أن يتصرف بموضوعية وبالتالي يمكنه أن‪:‬‬


‫يفحص خبراته من جديد‬ ‫‪‬‬
‫ويحددها‬ ‫‪‬‬
‫إال أن هذه المرحلة ال بد أن يسبقها التعبير عن المشاعر الدفينة في كلمات منطوقة‬
‫حتى يقدر أن يرى تحوال في موقفه‪ ،‬يستطيع أن يرى الله في صفه بعد أن كان يشعر‬
‫أنه ابتعد عنه‬

‫المناقشة‬
‫‪17‬‬
‫الكتاب المقدس‪ :‬ما‬ ‫‪.1‬عندما نتتبع صرخة ( إلى متى) في بعا من فقرات‬
‫‪ 8 :49 ،94 :34 ،8 :74 ،12 :79 ،1 :18‬و رؤيا ‪ 12 ،4 :4‬ما هي نتيجة‬
‫سيادة الظلم وإساءة األشرار للشعب؟‬

‫‪ .2‬عندما نتتبع مدى قسوة الظلم في كما رآها حبقـَّوق‪ ،2 :1‬ما ‪ ،1 :22‬أرميا ‪17 :2‬‬
‫و ميخا ‪ 12-7 ،9-1 :7‬فما نتيجة سيادة الظلم و إساءة األشرار للشعب؟‬

‫ماذا فعلت األمة الكلدانية عندما ظنت أن الساحة خالية لها وحدها؟( حب ‪:1‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪)12 -7‬‬

‫‪ .9‬تتبعوا تمادي القوى السياسية الكبرى في ذلك الوقت يما تنسبه إلى نفسها من قوة‬
‫وصلت إليها نتيجة أعمالها هي مقارنة بما جاء في( أش ‪ 12 ،3 :97‬صفنيا ‪18 :2‬‬
‫)‬
‫‪ .8‬سمع حبقـَّوق في جواب الرب على صرخته وماذا كان رد فعله؟ ( ‪)17 -12 :1‬‬

‫في عدد ‪12‬من األصحا األول يسأل حبقـَّوق سؤاال ما نوعه؟‬ ‫‪.4‬‬
‫هل هو‪:‬‬
‫استفسار‬ ‫‪‬‬
‫استنكار‬ ‫‪‬‬
‫طلب بيان‬ ‫‪‬‬
‫تأكيد موضوع السؤال‬ ‫‪‬‬
‫‪18‬‬

‫على أي أساس يبني حبقـَّوق سؤاله السابق يما يختص بطبيعة الله؟ ( قارن‬ ‫‪.7‬‬
‫تثنية ‪ 27 :88‬ومامور ‪ 14 :88‬ثم خروج ‪ 3-2 :4‬و مامور ‪1 :7 ،7 :8‬‬

‫كيف نتدرب على االنتقال من مرحلة التعبير عن المشاعر إلى مرحلة التفكير‬ ‫‪.3‬‬
‫الموضوعي واتخاذ الق اررات؟‬

‫‪ -‬من الذي يقدم المساعدة في الكنيسة لتدرب شعبها على القيام بهذا الدور؟ هل هم ‪:‬‬
‫الشيوخ؟‬
‫المشيرون؟‬
‫اقتراحات أخرى‬

‫تقييما الواقع الفعلي وما هو سائد في المجتمع من قدرة االنتقال من‬


‫ً‬ ‫‪ -‬اعملوا‬
‫مرحلة المشاعر إلى التفكير الموضوعي‬

‫‪ -‬اختبارات واقعية من حياة المجموعة من حاالت فشل‪ /‬نجا في هذا المجال‬

‫‪ -‬االتفاق على تفعيل ما تتوصل إليه المجموعة إذا رأت أن هناك داع للتغيير‬

‫‪ .4‬كيف ننظر ارن إلى تعبيرنا عن مشاعرنا الغاضبة بأسلوب غاضب وتظهر يه‬
‫نغمة احتجاج؟و كيف نوجهها إلى الشخص المناسب؟‬
‫‪19‬‬

‫الموقف من الله‬
‫الدرس السادس‬

‫الشاهـد‪ :‬حبقـَّوق ‪17-18 :1‬‬


‫الهدف‪ :‬لمعرفة أن الشكوى إلى الله مقبولة ألنه المسئول وله سلطان على الكون‬
‫األفكار الرئيسية‪:‬‬
‫الله إله العبادة والحياة‬ ‫‪‬‬
‫اجتياز اختبارات الحيرة ينمي أبناء الملكوت ويثري خبراتهم‬ ‫‪‬‬
‫تقديم الدرس‪:‬‬
‫يفكر المؤمنون بأن الله مسئول عن المتاعب‪ ،‬فهذا التفكير يعتبر‬
‫صمام أمان عظيم يستخدمه المؤمنون‪ ،‬فإحساسنا بأن الله مسئول‬
‫عندما‬
‫يجعلنا نشعر بحضوره في حياتنا‪ ،‬خاصة إذا كان دافعهم وراء هذا التفكير هو إيمانهم‬
‫بأن الله كلي القدرة‪ ،‬ولهذا فهو مسئول عن الظروف التي تخلق لنا المتاعب‪،‬‬
‫‪ ‬ربما لحكمة عنده لتأديب الشر‬
‫‪ ‬أو للتقدم لخبرة أعمق‬
‫يشعرهم باألمان حتى دون أن‬ ‫بل إن هذا الفكر في حد ذاته‬
‫تماما‬
‫ً‬ ‫وأما المتاعب‬ ‫يدركوا‬
‫فقـ ــد يـ ــرى الـ ــبعا أن الل ـ ـه‬
‫وأحيانـًا العكس أي أن‬ ‫فهي من صنع‬ ‫هذا‬
‫موجود فـي (الـدين والعبـادة)‬
‫يأتي اإلنسان لله فقط في‬ ‫اإلنسان وال‬
‫أي أن ـ ــه موج ـ ــود معن ـ ــا ف ـ ــي‬
‫وقت الضيق والمتاعب‬ ‫يجوز أن‬
‫الوق ــت الـ ــذي نظه ــر أمامـ ــه‬
‫وقتية‬ ‫العالقة‬ ‫لكن‬ ‫نعاتب الله‬
‫وهــو يعطينــا األمــور الطيبــة‬
‫ومرتبطة بالطلب فقط‬ ‫عليها‬
‫الدافع‪،‬‬ ‫والمفرحة‬
‫‪21‬‬

‫ودراسة حبقـَّوق تؤكد حقيقة مسئولية الله‪ ،‬كل الوقت وفي كل شيء‪،‬‬

‫فالله هو نفسه إله (الحياة واالختبار) سواء فيها الحلو أو المر‪ ،‬ولذلك فإن حبقـَّوق يأتي‬
‫إليه معبـًِار عن مشاعره من جهة ما يراه من متاعب‪.‬‬
‫إن حبقـَّوق يقول ألبناء الملكوت‪:‬‬
‫‪ -‬إن الله الذي نعبده في الكنيسة‬
‫‪ -‬يكون معنا أيضا في حياتنا اليومية‬
‫فكل حياتنا مكشوفة أمامه وحاضرنا عنده‪ ،‬وهذه الحقيقة تتبعها بالتالي حقيقة تعتبر‬
‫ناتجة منها وهي‪ :‬أن الظروف ال تحدث مصادفة‪ ،‬ولكن هناك منطق وراءها‬

‫فإن حياتنا سوف تكون‬ ‫فإذا عرفنا كيف نتتبع‬


‫غنية بالخبرات الجيدة‬ ‫سير األحداث‬

‫حتى لو كانت الخبرات نفسها صعبة ومؤلمة‪.‬‬


‫ومع تاايد الخبرة‪:‬‬
‫‪21‬‬

‫فإننا حتى لو لم نعرف المبررات وراء كل ألم فإننا سوف نتعلم‬ ‫‪‬‬
‫كيف ال نتوقف عند مجرد تطور المشكالت‬
‫أو حتى البحث عن أسبابها ومنطقيتها‬ ‫‪‬‬
‫بل أن نعيد البحث في فهم فكر الله ونضع حياتنا بين يديه لنرى شيئا‬ ‫‪‬‬
‫أعظم ( حبقـَّوق ‪) 22 :2‬‬

‫المناقشة‬
‫في األعداد‪8 ،2 :1‬واألعداد من‪ 11 - 8 :1‬يتضح أن هناك فريقين يمكن‬ ‫‪.1‬‬
‫مصدر للشر‪ :‬األول داخلي والثاني خارجي فما هما؟ (‬
‫ًا‬ ‫أن يكون أحدهما أو كل منهما‬
‫استعن بمراجع وتفاسير تساعدك على تحديد مصادر الشر المذكورة في سفر جبقوق)‬

‫بماذا نجاوب أرميا ‪ 1 :12‬وحبقـَّوق ‪ 19 ،18 :1‬عندما يرون أن الله يسمح‬ ‫‪.2‬‬
‫بأن يتألم البار؟ حدد إجابتك بناء على شواهد السؤال السابق‬

‫سمع حبقـَّوق جواب الرب( ‪ )11-8 :1‬على تساؤله األول فماذا كان مضمون‬ ‫‪.8‬‬
‫الجواب؟‬

‫‪ -‬وماذا كان رد حبقـَّوق في األعداد‪18 ،12 :1‬؟‬


‫‪22‬‬
‫يحدد حبقـَّوق مشكلته فما هي؟ وماذا‬ ‫في األعداد‪ 18 :1‬ب – ‪17‬‬ ‫‪.9‬‬
‫يقصد حبقـَّوق من تساؤله الوارد في عدد‪17‬؟‬

‫توجد صور لألسرى في الشرق األدنى القديم حيث يظهرون وهم يؤخذون في‬ ‫‪.8‬‬
‫الشباك‪ ،‬وهذا رما للهايمة والدينونة‪ ،‬كما أن هؤالء األسرى كانواُ ينقلون من بيئتهم‬
‫وأوطانهم التي نشأوا فيها ليصيروا عبيدا في بالد أجنبية حتى يخمدوا فيهم رو‬
‫المقاومة‬

‫‪-‬فما هي نتائج هذا الموقف القاسي على كال من الشعب وعلى األمة الغاصبة؟ انظر‬
‫أيضا تك ‪24 -28 :89‬و ‪ 1‬مل ‪ ،3 :11‬و‪ 2‬مل ‪ 17- 19 :29‬و مامور ‪:124‬‬
‫‪ 83‬و إشعيا ‪ 24 -29 :94‬و دانيال ‪ 3 :11‬وأرميا ‪ 22 :99‬وعاموس ‪8 :9‬‬

‫تتجاوز األمم المعتدية القصد اإللهي من استخدامها كسوط تأديب‪ ،‬فتبدأ في‬ ‫‪.4‬‬
‫تكويم الثروات عن طريق استغالل الشعوب المهاومة‪ ،‬فكيف عبـَّر حبقـَّوق عن هذا في‬
‫األعداد‪ 17 -19 :1‬؟‬

‫‪ -‬ربما أن حبقـَّوق يرصد هنا مدى تمادي األمم في العدوان واالستغالل وفي نفس‬
‫الوقت يوضح أن الله ال يسمح بهذا التمادي – فما رأيك؟‬

‫متى كان عليك أن تراجع مواقفك لتحدد يما إذا كنت معتديـًا أم معتدى عليه؟‬ ‫‪.7‬‬
‫‪23‬‬

‫إحساسنا بأبوة الله لنا يجعلنا نصرخ له قائلين ألجأ إليك ألنجو من غضبك‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫فماذا نتوقع أن يكون رد ارب هنا؟‬
‫‪38‬‬

‫كيف ننتظر؟‬
‫الدرس السابع‬

‫الشواهد‪ :‬حبقـَّوق ‪5-9 :5‬‬


‫الهدف‪ :‬إلدراك أن انتظار اإلجابة ينبغي أن يكون بفهم لطبيعة الله كما باستيعاب‬
‫األحداث‬
‫األفكار الرئيسية‪:‬‬
‫كيفية االنتظار‬ ‫‪‬‬
‫فوائد االنتظار الواعي والفاهم‬ ‫‪‬‬

‫الدور النبوي الذي يقوم به أبناء الملكوت ً‬


‫بناء على نتائج االنتظار‬ ‫‪‬‬

‫وقوف حبقـَّوق على المرصد يخرجه من انغالقه على نفسه ومن نظرته الذاتية‬ ‫إن‬
‫لألمر كله حتى يقيـَّم الموقف بموضوعية‪ ،‬وحتى يتجاوز المشكلة‪ .‬بعد أن قدم‬
‫منتظر الجواب (‬
‫ًا‬ ‫حبقـَّوق أسئلته ‪ -‬وفي ضوء إيمانه بأمانة الله ‪ -‬فإنه يقف مر ً‬
‫اقبا‬
‫قارن أشعيا ‪ 3 :21‬و حاقيال ‪ )7 :88‬وكان من الطبيعي أن يقوم حبقـَّوق بهذا الدور‬
‫النبوي الذي هو من أهم أدوار النبي الذي يراقب تيهان الشعب ويعمل على عودتهم‬
‫للحفاظ على العهد القائم بين الله وخليقته‪.‬‬
‫كان حبقـَّوق يعرف أن الخطية تستلام العقاب ( تثنية ‪ )43- 18 :23‬ولذلك لم يقف‬
‫فقط ليتلقى جوابـًا‬
‫‪ ‬بل ليرى كيف سيتصرف الله‬
‫‪ ‬وأيضـًا كيف سيتصرف هو شخصيا كنبي للشعب‬
‫‪39‬‬
‫إن الوقوف على المرصد – مثل حبقـَّوق ‪-‬يساعد اإلنسان على أن يتفادى أمرين‬
‫كالهما خطير وهما‪:‬‬

‫االنغماس فيه بيأس‬ ‫االنسحاب من الموقف‬

‫وبالتالي ال يستطيع اإلنسان أن يحلل موقفه في الحالتين‬


‫كما أن الوقوف على المرصد يساعدنا كي‪:‬‬

‫نلقي أحمالنا على من يستطيع أن يحملها ويساعدنا أن نستريح‬ ‫‪‬‬


‫وأن نعمل في نفس الوقت للخروج من الموقف السلبي إلى طلب عمل‬ ‫‪‬‬
‫إرادة الله‬
‫فالله ليس فقط عامال في التاريخ‬
‫ولكنه (فوق التاريخ) يرى ويراقب كل التاريخ ويوجهه‬

‫ألننا نحن في التاريخ والتاريخ يشملنا‪ ،‬ونحن محصورون يه وتحكمنا ضرورات الوقت‬
‫ارني والعالقات الحالية‪ ،‬ولذلك يصعب علينا فك الغواما واكتشاف معنى األشياء‪.‬‬
‫وإذا استطعنا أن نسحب أنفسنا من الظروف التي تحيط بنا‪ ،‬فإننا سوف نتمكـَّن من‬
‫تكوين رؤية أوضح من خالل عيني الله‪ ،‬ونستطيع أن نسير بشجاعة وبثقة عندما تنير‬
‫لنا أضواء السماء‪ .‬وهذه هي رسالة النبي لعصره‬
‫هناك طرق عديدة ينتظر بها الناس اإلجابة‪:‬‬
‫لتمرد‪ ،‬وهو تصرف اإلنسان غير الصبور الذي يستعجل اإلجابة ويثور ألنه لم يقدر‬
‫ا ‪1‬‬
‫‪.‬‬
‫أن يفهم ما يدور حوله فلم يجد إجابة‬
‫االنسحاب‪ ،‬وذلك بانتظار يشبه إالستقالة من الحياة‪ ،‬وهو تصرف اإلنسان المستسلم‬
‫‪2‬‬
‫العاجا‬
‫‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫التوقـُّع‪ ،‬وهو تصرف اإلنسان البار الذي يتأكد أنه يعمل وهو في حمى الله وعنايته‬
‫‪3‬‬
‫وهنا ‪.‬ينتظر البار عمل الله ويتوقعه وفي نفس الوقت يرتبط انتظاره بالنشاط والعمل‬
‫وهو نشاط يستمده من أن الله الذي يأتي بالحل في الوقت الذي حدده‪ ،‬وهذا ال‬
‫يتعارض أ ًبدا مع تصرف اإلنسان ومحاولته للوصول لحل مع انتظاره لله بل بالعكس‬
‫فثقة البار من أن الله معه تشجعه للبحث عن الحلول ولكن بدون أن يتبع طرقا ملتوية‬
‫أو يلجا إلى الحلول العاجلة‬
‫المناقشة‬

‫‪ .1‬رأت مملكة يهوذا ( المملكة الجنوبية) سقوط إسرائيل (المملكة الشمالية )وسبيها‬
‫فماذا كان موقفها من المصير الذي تنتهي إليها األمة التي تكسر العهد؟‬

‫‪ .2‬قارنت مملكة يهوذا بـين حالتهـا وحالـة الكلـدانيين فظنـت أنهـا أبـر منهـا‪ ،‬وأن العقـاب‬
‫كما لو كان أعظم مما تستحقه خطيتها (حبقـَّوق‪) 17 -12 :1‬‬
‫‪ -‬اش ـر مــدى صــحة وجهــة نظــر يهــوذا اســتنادا علــى وعــد اللــه الحــي بحمايــة يهــوذا‬
‫واستمرار عرش داود دون اعتبار لسلوكها الـذي يتنـاقا مـع طبيعـة العالقـة القائمـة فـي‬
‫العهد‪ ،‬والذي يؤثر على العهد القائم ( أعطيه ألمة تصنع البر ‪-‬متى ‪)98 :21‬‬

‫‪.8‬الرب يعلم أن األمة أداة العقاب هي نفسها ستعاقـَب على أعمالها ( الكلدانيون) فلن‬
‫رجاء‬
‫ً‬ ‫تمضي بدون العقاب المناسب‪ ،‬ولذلك فإن وعده أن البار بإيمانه يحيا تحمل‬
‫عظيما لشعب يهوذا الذي استحق العقاب على يد الكلدانيين‪ .‬فكيف تشر هذه‬ ‫ً‬
‫سالما في وسط‬
‫ً‬ ‫األعداد(حبقـَّوق ‪ )22-2 :2‬خطة الله المتكاملة والشاملة وتخلق‬
‫الضيق؟‬
‫‪41‬‬

‫‪.9‬تأمل في مدى حكمة الله المرتبطة بالمراحم‪ ،‬وفي مدى بشاعة كسر العهود التي‬
‫تجعل الشعب يخطيء إلى نفسه وإلى الله وإلى ارخرين أيضا‬

‫‪ -‬أعط نماذج عملية لذلك من واقع أحداث معاصرة‬

‫‪.8‬أعط أمثلة لطرق الترقـُّب واالنتظار التي تتبعها في أوقات تتطلب ذلك‪ ،‬وما مدى‬
‫موافقتها لما أجبت به في السؤال السابق؟‬

‫تجهيا‬
‫ًا‬ ‫أساسيا في الحياة‪ ،‬فكيف نجهـِا أنفسنا‬
‫ً‬ ‫‪ .4‬االنتظار والترقـُّب يمثالن جاًءا‬
‫صحيحا لكي نترقـَّب بأسلوب صحيح لنصل لنتيجة طيبة؟‬
‫ً‬

‫‪ .7‬كيف يؤثر االنتظار بالصورة الصحيحة على الدور النبوي ألبناء الملكوت لكي‬
‫يقدموا رسالة حيـة فعـالة لحاضر المجتمع ومستقبله؟‬
‫‪42‬‬

‫إجابة ال تحل‬
‫المشكلة وال توقف‬ ‫الدرس الثامن‬

‫الحيرة‬

‫شواهد‪ :‬حبقـَّوق ‪8 -2 :2‬‬


‫التدرج في‬
‫ونتدرب على ُّ‬
‫َّ‬ ‫الهدف‪ :‬لنصار أنفسنا في حالة عدم االقتناع بما يقوله الله‬
‫الفهم‬
‫األفكار الرئيسية‪:‬‬
‫‪ ‬بذل الجهد لفهم ما يقوله الله لنا‬
‫‪ ‬استيعاب التعليم حتى يمكننا تطبيقه عمليا بطريقة صحيحة‬
‫‪ ‬األمانة حتى ولو كنا ال ندرك كل الحقائق‪ ،‬وحتى ولو كانت اإلجابات ال تغطي‬
‫كل تساؤالتنا‬
‫اإلجابة على تساؤالت حبقـَّوق بداي ًة من األصحا الثاني عدد ‪ 2‬وهي عبارة‬ ‫تأتي‬
‫عن أمر من الله للنبي أن يكتب الرؤيا‬
‫ويأتي الجاء الثاني من اإلجابة بداية من عدد‪9‬ب " البار بإيمانه يحيا"‪ ،‬إال أن كليهما‬
‫ال يجيب على التساؤل الذي يقول ( إلى متى) كما أنهما ال يحالن المشكلة بعد‪ ،‬سواء‬
‫مشكلة العقاب أو وسيلته‬
‫وبالتفكير في قول الرب للنبي أن اكتب الرؤيا نجد أن‪:‬‬
‫األمر بالكتابة ليس مجرد تشجيع للنبي لكي يكتب الرؤيا‬
‫كما أن الرؤيا تتعدى فكرة (رؤيا وقتية) تُعلن للنبي لظرف ملح وعابر ومؤقت‬
‫فالكلمة المكتوبة‪:‬‬
‫‪ ‬تضع أساسا لتجاوب أصيل ودائم‬
‫‪ ‬وهي موجهة لتكشف وقائع‬
‫وهي إعالن ال يحتمل إنكار أي إنسان وضد أي إشاعات واتهامات‬
‫‪43‬‬

‫فالله يقول اكتب أنت وأنا سأفعل‪:‬‬


‫‪ ‬ألن الرؤيا ستتم بالتأكيد‪ ،‬والوثيقة المكتوبة تعتبر وسيلة للتذكرة بصدق كالم‬
‫الرب‪ ،‬وكأن الله يقول للنبي اكتب حتى إذا تم ما قلته فإن المكتوب يجعلك تتذكر‬
‫‪ ‬يكتب النبي حتى يمكنه أن يحفخ ما قاله الله ‪-‬أي يدرسه دراسة مستمرة فهي‬
‫أمر وقتيـًا فقط‪ ،‬فالحياة ليست مجرد ظروف‬
‫رؤيا تستمر معه طول الحياة وليست ًا‬
‫وأحداث متقطـِعة بل هي أعمال متصلة ( كما شرحنا من قبل)‬
‫‪ ‬كما أنه يكتب لكي يفكر يما كتب‪ ،‬وليس األمر مجرد تأثير لحظي وانفعالي يتم‬
‫نسيانه بعد دقائق‬
‫‪ ‬الله يقول للنبي‪ " :‬هذه أشياء واردة في برنامجي أن تحدث وسوف تعمل كل‬
‫الظروف لكي يحدث ما قلت"‬
‫انتظرها‪ :‬وألن الرؤيا لن تتم في وقت قريب‪ ،‬فإن الكتابة مهمة في هذه الحالة‬
‫إن مشكلة تحديد الوقت مشكلة قائمة دائما بالنظر إلى ما ينتظرنا‪ ،‬فالحاجة البشرية‬
‫الملحـة تضغط علينا وتصرخ في أي لحظة طالبة الراحة‪ ،‬وألن المعونة ال تأتي في‬
‫مناسبا وموافًقا لجدولنا الامني بل هي تخضع للبرنامج الذي أعده‬
‫ً‬ ‫الوقت الذي نراه نحن‬
‫الله‪:‬‬
‫فإننا نقع تحت ضغط التخوف بأنها لن تحدث أبدا‬ ‫‪‬‬
‫جدا‪ ،‬خاصة وعندما يسيطر علينا‬ ‫أو إذا جاءت فستكون متأخرة ً‬ ‫‪‬‬
‫إحساس بأن مشاكلنا ال مثيل لها‪ ،‬أو ليس لها صلة بظروف أخرى‪ ،‬أو نشتاق أن نراها‬
‫في أيامنا قبل أن نموت‬

‫كما أن هناك مالبسات من حولنا تؤثر في حجم وقوة المشكلة‪ ،‬وهي بدورها تحتاج‬
‫حالً‪ ،‬أو أن حلها هو حل لمشكلتنا‪ ،‬مع أن ظروف الحياة متشابكة ومتداخلة بأكثر مما‬
‫نظن نحن‪ ،‬وهي متضافرة بعمق شديد للدرجة التي يمكن القول معها أنه ال توجد وقائع‬
‫أو أحداث لشيء متفرد أو معاول وحده‪ ،‬ولذلك‪:‬‬
‫‪44‬‬

‫ومن المستحيل أن نعرف معنى لخبراتنا الشخصية إال إذا انتبهنا للجدول الزمني الذي‬
‫يضعه الله‪ .‬وبما أننا ال نعمل هذا في الغالب‪ ،‬وألننا ال نعلمه‪ ،‬فإننا علينا أن نتدرب‬
‫على االنتظار مؤيدين انتظارنا بيقينية اإليمان – انتظار المتوقع أي انتظار البار الذي‬
‫هو انتظار المنتبه المملؤ بالتوقعات حتى ولو كان يقف متملمال على أطراف أصابعه‬
‫من هول الموقف‪ ،‬هو منتظر سواء في السراء أو في الضراء‪.‬‬
‫البار باإليمان يحيا‪ :‬في اإلجابة الثانية لن يقوم البر بسبب سوط التأديب الذي هو‬
‫الكلدانيون وإنما سيقوم بمقتضى األمانة‪ ،‬وهنا يوجد تقابل جذري بين جائيي اإلجابة‪:‬‬
‫فالبار ينتظر متوق ًعا وهو نشيط‬ ‫‪‬‬
‫ولكن نشاطه يوافق الجدول الامني الذي يضعه الله‬ ‫‪‬‬
‫وهذان األمران ال يحدثان مع الظالم غير المؤمن واإلنسان غير البار‬ ‫‪‬‬
‫يحذر الكتاب المقدس من خطية‬ ‫المملوء بالتفاخر والاهو‪ .‬وليس من المصادفة أن ِ‬
‫الغرور ويؤكد إعالء قيمة التواضع‬
‫باختصار‪:‬يريد النبي أن يقول‪:‬‬
‫اثبتوا وكونوا محافظين على عالقتكم بالله‬ ‫‪‬‬
‫وتذكروا أن الرؤيا سوف تتم في ميعادها الحتمي ولن تتأخر‬ ‫‪‬‬
‫وهو وقت محدد من الله‬ ‫‪‬‬
‫ولذلك كونوا مستعدين وراقبوا كيف تسير األمور‬ ‫‪‬‬
‫حتى تفهموا ما يريد الله أن يكشفه لنا‬ ‫‪‬‬
‫كما أن النفس غير المستقيمة غير أمينة أما البار باإليمان يحيا‬ ‫‪‬‬
‫فاألمانة لمشيئة الله تميا البار‬ ‫‪‬‬
‫وتضمن له األمان أما غير المستقيم فيهلك‬ ‫‪‬‬
‫األمانة مطلوبة سواء في الوقت السهل أو الصعب‬ ‫‪‬‬
‫حتى يتمم الله مقصده الحسن‬ ‫‪‬‬
‫أما السكوت على الشر وقبوله يعني الهايمة أمام الشر وأن الشر تغلـَّب علينا‬ ‫‪‬‬
‫‪45‬‬
‫بعد أن تكلم النبي عن نبع الرجاء الحي للبار‪ ،‬ننتقل للكالم عن المعتدي في الدرس‬
‫القادم‪.‬‬

‫المناقشة‬
‫عندما نبدأ في تجميع الخيوط لفهم أمر جديد علينا‪ ،‬أو لحل مشكلة – ماذا‬ ‫‪.1‬‬
‫يمكن أن يكون موقفنا في ذلك الوقت؟ وكيف ننمي درجة استيعابنا ألمور وخبرات‬
‫جديدة علينا؟‬

‫إلى أي حد ندرب أنفسنا على (طول النفـَس) والصبر لكي نستوعب الجديد أو‬ ‫‪.2‬‬
‫غير المفهوم ؟‬

‫‪ .8‬عندما تنظر لألمور البسيطة والسهلة إال أن تداخلها مع أمور أخرى تجعلها محيرة‬
‫ومعقـَّدة (مثال مشكلة في العمل‪ -‬موقف أسري تتعدد أطرافه وتتشابك‪ -‬عالقات‬
‫صداقة‪ ،‬جيرة مع مختلفين في الدين – العادات – المستوي االجتماعي‪..‬الخ)‬
‫فكـِر في البدائل واالختيارات ارتية‪:‬‬
‫مدى الصبر والمقدرة على تخصيص وقت للتفهم والتفاهم‬ ‫‪‬‬

‫االستعداد لمراعاة مصالح الطرف أو األطراف ارخرى الذين يتعلق بهم‬ ‫‪‬‬
‫الموقف‬

‫محاولة فهم لغة وأسلوب التعبير عند األطراف األخرى‬ ‫‪‬‬


‫‪46‬‬

‫البحث في الظروف المحيطة اجتماعيا – اقتصاديا‪..‬الخ وتسهم في تعقد‬ ‫‪‬‬


‫الموقف‬

‫البحث عن أطراف خارج الموقف لهم يد يه وليس بمقدورنا التأثير عليهم‬ ‫‪‬‬
‫وكيف سنتصرف معهم‬

‫أين موقع اإلرشاد اإللهي والرؤية التي تنتظرها‬ ‫‪‬‬

‫‪.9‬ناقش مع مجموعتك موقف الكنيسة ارن في وسط متغيرات اقتصادية وسياسية‬


‫واجتماعية‪ ،‬وكيف ترجع الكنيسة إلى اإلعالن اإللهي في ضوء ارتباطنا بملكوت الله‬
‫وإعالناته وكيف تتصرف في وقت االنتظار من ناحية‪:‬‬
‫فحص األحداث الكتشاف صوت الله الذي يتعامل من خاللها‬ ‫‪‬‬

‫االنتباه للشر والتدبـُّر باالبتعاد عن الحلول غير الصحيحة والسلوك‬ ‫‪‬‬


‫باعوجاج‬

‫االنتباه للشر واألشرار لكننا لسنا جاءا منه أو منهم‬ ‫‪‬‬

‫رؤية الصورة كاملة كما يراها الله مما يمنحنا الشجاعة والثقة‬ ‫‪‬‬
‫‪47‬‬

‫أخذ الخطوات الصحيحة لحل الموقف الصعب في نور كلمة الله وهو‬ ‫‪‬‬
‫ما يطلبه النبي في رسالته وخاصة فكرة كتابة الرؤيا‬
‫‪48‬‬

‫حالة الشرير‬
‫الدرس التاسع‬

‫الشواهد‪ :‬حب ‪1-3 :5‬‬


‫الهدف‪ :‬لنعرف أن الشر يحمل في داخله عناصر دماره‬
‫األفكار الرئيسية‪:‬‬
‫قراءة التاريخ ليس لمجرد حفخ وقائعه بل للتعلـُّم منه‬ ‫‪‬‬
‫بريق الشرور كيف نتفاداه كأبناء في الملكوت؟‬ ‫‪‬‬
‫ماذا يفعل الله مع األشرار بحسب سلطانه كملك؟‬ ‫‪‬‬
‫تقديم الدرس‪:‬‬
‫يحفل التاريخ بسجالت عن الحكـَّام وذوي المناصب العالية والثروات الواسعة وفي‬
‫بعا األحيان تذكر سجالتهم أن بعضهم وصلوا لهذه المراكا على جثث وأشالء‬
‫ودماء أقرانهم وربما شعوبهم أيضا‪ ،‬وفي نفس الوقت يتطلع الكثيرون إلى أن يكونوا من‬
‫ضمن هؤالء الصفوة الذين يحكي عنهم التاريخ عن شخصيات وصلت لمراكا السلطة‬
‫وسجلت تاريخا حافال‪ ،‬إال أننا نفاجأ أن دوام مراكاهم لم يتعد سنوات بل أشهر قليلة‬
‫أحيانا‪ ،‬ومنهم من أخذ بالسيف فأُخذ بالسيف أيضا‪ ،‬فيهوياكين ملك يهوذا حكم أقل من‬
‫ثالثة أشهر ورمسيس األول الفرعون العظيم حكم لمدة سنة واحدة‪ ،‬و شجرة الدر‬
‫حكمت لمدة ثماني أشهر فقط واإلسكندر األكبر مات وهو في الثالثينيات من عمره‬
‫وبعد دخوله مصر بشهور قالئل فقط‬
‫حبقـَّوق نظرة على المقاومين وهي نظرة توضح أشياء يشترك فيها كل من‬ ‫يلقي‬
‫يبحث عن الجبروت على مر التاريخ‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫يتكلم حبقـَّوق عن المقاومين وإن لم يكن قاد ار على ذكر الكلدانيين باالسم فهم‬
‫أصحاب القوة الحاكمة‪ ،‬إال أنه يصف الشرير بالصلف والغرور واالفتخار بالجبروت‬
‫حتى لو كان يتظاهر بالحكمة واالحترام‪ ،‬وهم ال يملكون قوة حقيقية فهم يخفون‬
‫سكر حرفيـًا‬
‫فسكر المقاوم بالخمر سواء كانُ ًا‬
‫ضعفهم وعدم قدرتهم باالنتفاخ والتسلـُّط‪ُ ،‬‬
‫أو معنويـًا‪ -‬يمأل رأسه بنشوة النصر ويدفعه لكي يستثير أبطاله ويشجعهم على أال‬
‫يهدأوا في شرهم‪ ،‬وهذا في الواقع يضعفهم ويثبت خيانتهم ويذخر لهم غضب المقهورين‬
‫والمقاومين ( قارن أم ‪ 1 :2‬إشعياء ‪ 7 :23‬وأرميا ‪ 7 :81‬دانيال ‪)82-1 :8‬‬
‫تتاايد أطماع الشرير يسعى للحرب ليوسـِع مكان سكناه وأمالكه وقطعانه‪ ،‬ومع ذلك ال‬
‫يستطيع أن يستقر وال يجد مرعى وهكذا يفسد الله كل أهدافه‬
‫هذا ال يحدث‪:‬‬
‫إذا قاس اإلنسان حياته وأعماله على ما يطلبه منه الله‬ ‫‪‬‬
‫ولكن إذا قاس اإلنسان حياته بمقاييس البشر وأعمالهم وحياتهم‬ ‫‪‬‬
‫فسيمتليء غرو ار واإلنسان المغرور ال يشبع أبدا فليس له ما يراجع عليه تصرفاته سوى‬
‫نفسه فمن ذا الذي يستطيع أن يوضح األمور للمغرور؟!‬
‫البار فقط الذي يحيا بإيمانه ببصيرة وثقة وطاعة‬
‫إن التبصـَ ٌٌر بوضع الظالم يعطي فهمـًا لطبيعة هذا الظالم وأيضا نفاذ بصيرة تكتشف‬
‫ضعف الظالم‪ .‬ويوضح النبي هذه الفكرة بأن يكشف أفكار الظالمين فهم‪:‬‬
‫يرددون ألنفسهم كلمات تثبت حفخ توازنهم‬ ‫‪‬‬
‫ويقنعون أنفسهم بأنهم على صواب بما أنهم يؤمنون فقط بأنفسهم‬ ‫‪‬‬
‫وبما يرونه يحقق جبروتهم‬
‫وتحمل كلمات النبي في نفس الوقت إدانة للكلدانيين بناء على ما يمارسونه وعلى ما‬
‫يتميا به أسلوب حياتهم من مظالم وعدوان‪ ،‬وهنا تعتبر األعداد من ‪ 3 :9‬مدخال‬
‫للجاء التالي من الرسالة اإللهية لحبقـَّوق وهي الويالت والتي سوف ندرسها بداية من‬
‫الدرس القادم‬
‫مناقشة‬
‫‪51‬‬
‫‪.1‬يلجأ البعا إلى فكرة التسلط والتطلع للثروة والمراكا‪:‬‬
‫‪-‬كيف ينظر المجتمع إلى هؤالء حينما يكونون في السلطة؟ وكيف ينظرون إليهم بعد‬
‫زوال سلطانهم‬

‫‪-‬كيف ترى قيمة التواضع والخضوع للرؤية اإللهية كسبيل لسعادة تستمر‬

‫‪ .2‬ما الذي يدفع البعا للمجازفة والدخول في مخاطر والتضحية بالصديق وربما‬
‫الولد أو ارباء؟ وما الذي يجتنيه هؤالء الناس للوصول للتسلـُّط على أخرين؟‬

‫‪-‬على المجموعة مناقشة فكرة أن التسلط قاد بعا هذه العينات في المجتمع إلى‬
‫خسارة كل ما اجتنوه كما أنهم خسروا مواقعهم إلى أن ينسى المسئول مسئوليته عن‬
‫شعبه واألمانة التي في عنقه بل إنه يفتح باب الفساد ليدخل منه كل منتفع ويظل‬
‫الفساد ينتقل من شريحة ألخرى حتى يعم المجتمع كله وهل نقول إن الكنيسة من‬
‫ضمن هذه الشرائح؟‬

‫‪ .8‬بالطبع لن نفكر في قتل شخص أو جماعة لتحقيقُ غنم أو مكسب ما‪ ،‬ولكن لو أن‬
‫لدينا فرصة لتحقيق مكاسب بناء على ضرر يصيب غيرنا فماذا يكون موقفنا؟ وما هو‬
‫موقف الكنيسة منا؟ وما هو موقف الله منا؟‬

‫‪.9‬حاول أن تتخيـَّل ما يدور في فكر من يريد أن يتسلط على حساب ارخرين‪:‬‬


‫‪51‬‬

‫‪-‬في ضوء معرفته لنفسه و قيمته الحقيقية‬

‫‪-‬وفي ضوء معرفته بمصادر القوة يستند إليها ليشعر باألمان والراحة‬

‫‪ -‬و في ضوء قضاء أوقات كثيرة يحاول بها تأمين نفسه خوفـًا من أي انهيار يصيب‬
‫ثروته ومكانته‬

‫‪ -‬و عندما يجد أنه ال مفر من إيذاء ارخرين ضمانا لمكانته وثروته‬

‫‪ .8‬إذا ُوجد بين المجموعة من يجيد الرسم أو كتابة الشعر أو الاجل أو القصة‪،‬‬
‫فلتحاولوا رسم صورة أو نظم كلمات توضح‪:‬‬
‫‪ -‬مشاعر المتسلط‬

‫‪ -‬و النتيجة النهائية التي سيصل إليها المتسلط في كل ما يلي من عالقات‪:‬‬

‫‪ -‬ينام مستريحا وهو يخطط على مخدعه بالشر‬


‫‪52‬‬
‫‪ -‬يحرق أسنانه على البار (عالمة الغيخ) يشعر بسعادة وراحة‬

‫‪-‬عندما يفكر في مستقبل القريبين منه ( أسرة – أوالد‪ ...‬الخ) يشعر باالطمئنان‬
‫وعدم االناعاج‬

‫‪-‬يقضي أوقاتا سعيدة يفر فيها مع من يخلصون له من أجل غرض‬

‫كثير من واقعه الحقيقي‪ ،‬إلى أي حد اختبرت شيئا مثل هذا‬


‫‪ .4‬مقاومة الظالم تكشف ًا‬
‫وتوصلت للنتيجة التي توصل إليها حبقـَّوق؟‬

‫‪ .7‬ساعد جماعتك لكي تحدد ما الذي تقوم به الكنيسة للتوعية بعدم الوقوع في فخ‬
‫حب السلطة والجاه في مجتمع يعطي الفرصة سهلة لهذه الممارسات وفي عصر يمجد‬
‫الصفوة ؟‬

‫‪ .3‬إلى أي حد تقوم الكنائس ومؤسسات الدولة بتنبيه النشء من الشباب للتبصـُّر‬


‫بحقيقة هذه القضية بأسلوب واع وناضج وليس مجرد الترويع والتخويف وتضخيم‬
‫األمور؟‬
‫‪53‬‬

‫‪ .4‬إن قيــاس حياتنــا بمقــاييس اللــه فك ـرة فــي حــد ذاتهــا حاض ـرة فــي ذهــن الكنيســة كفك ـرة‬
‫نظريــة مجــردة‪ ،‬فكثيـ ار مــا تتناولهــا المـواعخ وغالبــا هــي مفهومــة عنــد النــاس كمــا شــرحها‬
‫حبقـَّوق‪ ،‬فماذا عن التطبيق العملي لها؟‬

‫‪ .12‬ما الذي تحتاجه الكنيسة لكي تصل بالناس إلى التوازن المطلوب في زمن يعصر‬
‫اإلنسان بين فقر مؤلم وفرص غنى سهل وسريع متاحة؟‬
‫‪54‬‬

‫الويالت الخمسة ‪1‬‬ ‫الدرس‬


‫العاشــر‬

‫أ‪ .‬الويل األول والثاني‬


‫شواهد‪ :‬حبقـَّوق ‪91-1 :5‬‬
‫الهدف‪ :‬اختبار الواقع المعاصر لمعرفة إلى أي حد يمكن أن تقع الويالت سواء‬
‫على المستوى الفردي أو الجماعي‬
‫األفكار الرئيسية‪:‬‬
‫من نحن وماذا نفعل؟‬ ‫‪‬‬
‫من هم األشرار وماذا يفعلون؟‬ ‫‪‬‬
‫ما معنى الخطايا وما هي في عصرنا؟‬ ‫‪‬‬
‫تقديم الدرس‪:‬‬
‫في هذا النص تظهر القضايا الواردة وتسبب الويالت وتأتي بالدينونة من الله‬
‫وهي‪:‬‬
‫أخذ ما للغير بالقوة‬ ‫‪.9‬‬
‫الفساد األخالقي‬ ‫‪.5‬‬
‫الفساد االقتصادي‬ ‫‪.5‬‬
‫بناء الحضارة على أنقاض حضارات أخرى وبسفك دماء الشعوب‬ ‫‪.3‬‬
‫‪55‬‬

‫استغالل الغير وما ينتج عن ذلك من أن من يسقي غيره كأسا سوف يأتي‬ ‫‪.2‬‬
‫يوم ويشرب نفس الكأس‬
‫صنع أصنام بأيدينا لكي نعبدها ( أفكار – مباديء‪..‬الخ)‬ ‫‪.0‬‬

‫في األعداد (‪ )13 -4 :2‬يتكلم حبقـَّوق عن دينونة تأتي من الله‪ ،‬وال يرى النبي‬
‫تلقائيا بال سبب وبال سابق إنذار‪ ،‬فهناك أناس وقفوا في‬
‫ً‬ ‫أن هذه الويالت حدثت‬
‫وجه الله ( عدد‪ 12‬ب) ولذلك استحقوا الدينونة‬

‫أبناء الملكوت امام هذه الويالت أن يقدموا كشف حساب عن أنفسهم‬ ‫على‬
‫وارخرين ‪ :‬فعن أنفسهم ‪ :‬ليعرفوا من أين تجيء الدينونة‪ ،‬وأما عن‬
‫ارخرين فكأبناء للملكوت أوكلهم الله على إدانة الظلم ونشر والسالم وإرساء العدل‬
‫فهم يعرفوا من أين يبدأ دورهم النبوي‬

‫في هذه األعداد يتكلم حبقـَّوق عن الواقع العملي المعاش بتفاصيل واقعية تعطي‬
‫صورة حقيقية عن مجتمع تظهر عليه أعراض خطايا فردية وجماعية في نفس‬
‫الوقت‬
‫الويل األول‪ :‬االعتداء على حق الغير‬
‫أول الويالت كانت بسبب االعتداء على حق الغير عن طريق العنف ‪ .‬أما من‬
‫وقع عليهم االعتداء فعندهم تأكيد بأن هناك تعويضا عن خسائرهم سوف تعوض‬
‫خسائرهم‪ ،‬أما المعتدون فسوف يكونون نهبـًا لمن نهبوهم قبال لكي يستعيدوا ماُ أخذ‬
‫‪56‬‬

‫منهم ‪ ،‬وعندما يحدث هذا فلن تكون هناك رحمة للغاصب‪ ،‬وسوف الُ يراعى‬
‫أيُ بعد أخالقي حينئذ‬

‫إال أنه علينا أن نفكر في شيء هام وهو القانون األخالقي الذي يلتام‬
‫به الضحايا عندما يقومون باسترجاع ما أُخذ منهم ‪ ،‬فكما أُدين‬
‫الناهبون على كسر القانون األخالقي‪ ،‬أفال يدان المعتدى عليهم اذا‬
‫تعدوا على نفس القانون األخالقي الذي كسره المعتدي؟ إنها قضية‬
‫معقـَّدة‪ ،‬فالضحايا أصابهم ظلم‪ ،‬لكن هم أيضا مسئولون أخالقيا‬

‫الويل الثاني‪:‬االستغالل االقتصادي‬


‫وهو ما يحدث عندما يستغل فرد فردا آخر‪ ،‬أو تستغل أمة أم ًة أخرى لدرجة‬
‫تحصيل مكسب حرام لبيته – ألمته (حبقـَّوق‪ )4 :2‬فيارع الفرد واألمة على السواء‬
‫وسلب من قهر‬
‫الم اررة والندم‪ ،‬ألن المكسب أُنتاع من الذين ال حول لهم وال قوة ُ‬
‫ارخرين ‪ .‬المشكلة ارن ليست مشكلة بسيطة في مجتمع أصبح مجتمعا‬
‫معقـٌ ٌَدا‪ ،‬ألن الكثير من عمليات المكسب واغتصاب الحقوق تتم و ال تشغل بال‬
‫الشعوب من الناحية األخالقية‪ ،‬يسعى الفرد‪ -‬الجماعة‪ -‬الدولة إلى تأمين عائلته‬
‫– أفرادها ‪ -‬شعبها من مصائب وضعفات وخسائر ناتجة عن صراع الطبقات‬
‫والفئات والنوع‪ ،‬فينهش القوي الضعيف حتى النخاع حتى أن الحجارة تصرخ من‬
‫الحائط (‪ )11 :2‬ألما وكمدا على ما تشهده‬

‫مناقشة‬
‫‪57‬‬

‫‪.1‬عندما نستمع إلى عظات اليوم يتكلم الوعاظ عن الخطية في عبارات نمطية‬
‫متكررة وعادة يعودون إلى قصة سقوط آدم وحواء‪ .‬وضح كيف أن حبقـَّوق يشير‬
‫إلى خطايا محددة واقعية معاصرة له‬

‫‪.2‬توجد ممارسات خاطئة في القرن الحادي والعشرين بعضها يتشابه مع ممارسات‬


‫عصر حبقـَّوق‪ ،‬وبعضها يختلف‬
‫‪ -‬كمجموعة قوموا بعمل قائمتين‪ :‬واحدة للقرن السادس قبل الميالد واألخرى للقرن‬
‫الحادي والعشرين مستعينة بما يمكن أن تجمعه من الميديا (ببعا الصحف‬
‫والمجالت العامة‪ -‬انترنت ‪..‬الخ )‬

‫‪-‬في قائمة القرن الحادي والعشرين‪ ،‬ما هي األمور التي ظهرت و تدل على الفساد‬
‫األخالقي والفساد الجماعي ؟ وكيف أثـَّر ذلك على حال الكنيسة؟‬

‫نظر لتاايد التوجه الشخصي‬


‫ًا‬ ‫‪-‬ما هي الممارسات الخاطئة التي تظهر بوضو‬
‫غالبا ما يتعارض مع المبدأ األخالقي في الترابط والمسئولية الجماعية؟‬
‫الذي ً‬
‫‪58‬‬

‫كمجموعة اختاروا قضية واحدة ترتبط بأخذ ما للغير بالقوة وناقشوا ما توصلت إليه‬
‫المجموعة‬

‫‪.7‬ما الذي تقوم به الكنيسة في هذا المجال؟‬

‫‪.3‬في مجموعات صغيرة ناقشوا‪:‬‬


‫قضية الشماتة في من ينالون التأديب أو العقاب‬

‫قضية التهاون بالخطايا الجماعية‬

‫قضية تعريف الخطية وما هي حدودها وأبعادها في ضوء ما ورد في هذا الدرس‬
‫‪59‬‬

‫الويالت الخمسة ‪2‬‬


‫الدرس الحادي عشر‬

‫شواهد‪ :‬حبقـَّوق ‪91-1 :5‬‬


‫الهدف‪ :‬اختبار الواقع المعاصر لتفادي وقوع الويالت سواء على المستوى‬
‫الفردي أو الجماعي‬
‫األفكار الرئيسية‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد خطايا جماعية وأخرى فردية‬
‫‪ ‬عبادة أوثان وأفكار ورغبات‬
‫‪ ‬االلتاام باألخالقيات على المستوى الفردي والجماعي‬
‫تقديم الدرس‪:‬‬
‫الويل الثالث‪:‬‬
‫يقولون ما أشبه الليلة بالبارحة ‪ . . .‬فكثير من األمم والحضارات بنت وما زالت‬
‫تبني نفسها على أساس الدماء‪ ،‬والعديد من المدن تؤسس على قواعد الجرائم‬
‫وسوف تجتاز الدينونة كل منهما بشدة لتصيب كل اتفاقياتهم السياسية واالقتصادية‬
‫بناء على العنف وسفك‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫واالجتماعية التي يحيو وينظمو مؤسساتهم طبقا لها ً‬
‫الدماء‪:‬‬
‫‪ ‬كوسائل إلقامة مدنيات وحضارات‬
‫‪61‬‬

‫‪ ‬وكجاء من عماد التوسع الثقافي واالقتصادي لصالح شعب أو دولة أو نظام‬


‫كثير من المدنيات على مر التاريخ كان لها نصيب في هذا العنف وسفك الدماء‬
‫لبناء حضارتها‪ ،‬بل وهي نفس الوسائل التي تبني عليها الحضارات أمانها عندما‬
‫تقتنع بأن التهديد هو الوسيلة التي تحمي بها وجودها وأمنها‬
‫النبي حبقـَّوق على أن األمم ملتامة مثلها مثل األفراد باألخالقيات‬ ‫ويؤكد‬
‫فإذا قامت حضارة ما على العنف فإن العنف أيضا هو الذي سوف‬
‫يهدمها يما بعد‪ ،‬فدينونة الله دائما قائمة عليه ( عدد ‪) 18‬‬
‫الويل الرابع‪:‬‬
‫نوع آخر من االعتداء و هو االعتداء على قيمة الفرد ‪ .‬إنها صورة يدفع فيها‬
‫اإلنسان أخاه اإلنسان إلى الهاء وإلى احتقار نفسه حين ينتاع منه كل احترام لنفسه‬
‫عار ‪ ،‬وحين يشعر أنه تعرض للغدر والخداع بنيـِة وقصد الشر ‪.‬‬‫عندما يرى نفسه ٍ‬

‫ولكن لننتبه!!! فهناك شيء سوف يأتي سريعـًا بشكل مؤكد‪:‬‬


‫التي يذكرها حبقـَّوق سوف يشربها المعتدي ولكن ضعفين‪،‬مما سقاه للمظلوم ‪،‬‬
‫وأيضا سوف يجـِرب خاي نفسه ( ‪ )18 :2‬وسوف يقول لنفسه ‪ :‬ويل لي‪ ،‬إن ما‬
‫قاسى منه غريمي وهو بريء سوف أذوقه بسبب ذنوبي" بل ومضاعفا‬
‫الويل الخامس‪:‬‬
‫واألخير بخصوص عبادة األصنام التي هي مصدر كل الويالت ‪ .‬إنها االزدواجية‬
‫التي تدفع اإلنسان بأن ينسب إلى نفسه تفوق الله وتميـُّاه وقوته او ينسبها إلى‬
‫آلهة ليست هي الله ‪ .‬هي حالة اإلنسان الذي يستبدل الخالق بالمخلوق ويعطي‬
‫المخلوق ما هو للخالق‪ ،‬فمن هو المخطيء هنا؟! إن اإلنسان يعرف أنه صنع‬
‫‪61‬‬

‫ال حد له وهنا نتذكر قول‬ ‫الوثن وأنه من بنات أفكاره ومن ابتداعه‪ .‬إنه غرور‬
‫رديئا والرديء طيبا سيصل‬
‫يسوع عن الخطية التي الُ تغفر ‪ ،‬فالذي يدعو الطيب ً‬
‫شخصا بال معايير أخالقية‪ .‬فال يوجد وثن‬
‫ً‬ ‫إلى نقطة عدم تمييا القيم‪ ،‬وسيكون‬
‫يمكن أن يعمل ما عمله الله ‪ .‬إن البشر الذين يوجدون في أي موقف من المواقف‬
‫الخمسة التي كانت سببا في الويالت هم خارج دائرة الطاعة للسلطان اإللهي ‪.‬‬

‫مناقشة‬
‫‪.1‬البعا يلجأ الى قوى أخرى وعبادات لعله يجد فيها مكسبـًا غير حاسب‬
‫للمخاطر التي تنتج عن العرج بين الفرقتين‪ .‬ما هي خطورة الجري وراء قوى أخرى‬
‫تبعدنا عن سلطان ملكوت الله؟‬

‫‪.2‬صفوا حالة مجتمعاتنا اليوم في ضوء ما يقوله حبقـَّوق وفي ضوء الواقع الفعلي‬
‫من ناحية‪:‬‬
‫‪-‬استقرار الحالة االقتصادية‬

‫‪-‬أوضاع أسرية وعالقات اجتماعية لم نتعود عليها‬


‫‪62‬‬

‫‪-‬استحداث قيم نتيجة لتلك األوضاع‬


‫بعضها إيجابي‬

‫وبعضها سلبي‬

‫مع أن الكتاب المقدس بعهديه يدين الظلم فإننا عندما نتحدث اليوم مثال عن حق‬
‫المواطنة نتحرج في طرحه‪ ،‬وعندما نفكر في الحديث عنه نخلطه بالهوية‬
‫رومانيا) يطالب‬
‫ً‬ ‫الدينية‪.‬مع أن بولس الرسول يرفع شكواه إلى قيصر باعتباره (‬
‫صليبا في حيثيات دعاواه أو في الميدان !!‬
‫ً‬ ‫بحق( المواطنة) ‪ ،‬بدون أن يرفع‬
‫‪63‬‬

‫اإلجابة الشافية‬
‫وانتهاء الحيرة‬ ‫الدرس الثاني عشر‬

‫شواهد‪ :‬حبقـَّوق‪91 -9 :5:‬‬


‫الهدف ‪ :‬لندرك أن األمم القوية سوط تأديب في يد الله‬
‫األفكار الرئيسية‪:‬‬
‫خبرات األنبياء تجيب على تساؤل الحيرة‬ ‫‪‬‬
‫الخليقة تجيب‬ ‫‪‬‬
‫الخبرة تجيب‬ ‫‪‬‬
‫تقديم الدرس‬
‫حبقـَّوق مع أشعياء (‪ )8 :12‬بأن األمم التي تبدو أنها تعصف بكل‬
‫شيء أمامها هي ليست إال سوط تأديب في يد الله – أداة من أدوات‬
‫يتفق‬
‫يستخدمها الله‪ -‬وهنا يظهر سؤال حائر لدى البشرية كلها‪:‬‬

‫الله الصالح الذي يخضع له العالم كله لماذا يسمح‬


‫للبار باأللم وللشرير باالزدهار ( أرميا ‪21 :22‬‬
‫ومزامير ‪73 :73‬و أشهرها مزمور ‪)37‬‬

‫واإلجابة عند كال من كتـَّاب العهد القديم والجديد هي إجابات عملية من الوقائع‬
‫الحادثة‪ ،‬وليست مجرد إجابات فلسفية أو نظرية ;فالشر الذي يقترفه اإلنسان‬
‫يحـِوله الله إلى خير ‪ ،‬فعلى المستوى القومي فإن األلم الذي كابده الشعب في‬
‫القديم انتهى إلى زوال األمم العظيمة وبقاء الشعب ‪،‬‬
‫‪64‬‬

‫وعلى المستوى الفردي‬

‫نجد مثاالً في مساندة الله أليوب المتألم‬


‫طوال صراعه مع حيرته التي زادها‬
‫احتجاج أصدقائه عليه وصراعه مع‬
‫أسئلة تتميز بالشك فانتهى إلى إيمان‬
‫أقوي من القبول غير الفاهم‬

‫وفي العهد الجديد ‪ :‬فإلهي إلهي لما شبقتني تصل إجابة الله عليها إلى قمتها‬
‫وهي‪ :‬القيامة‬

‫أما حبقـَّوق فإجابته‪:‬‬


‫هيكل قدس الله هو كل األرض و من عليها وما عليها‪ ،‬لذلك‪:‬‬
‫فكل الحياة تحيا في سياق هذا الحق‬ ‫‪‬‬
‫حتى غير الملتامين بالوالء لله قد ال يكونوا غافلين عن هذه الحقيقة وهم‬ ‫‪‬‬
‫بالتالي يتعاملون معها بخوف ومداورة‬
‫وأحيانا بتجاهل انسياقا وراء أفكارهم ورغباتهم‬ ‫‪‬‬
‫أما ألبناء الملكوت فالله الذي يعودون إليه ليضعوا أمامه كل أيامهم كإله‬ ‫‪‬‬
‫له السلطان على كل األرض هو الذي يضمن لهم طمأنينة النفس حيث يوجد‬
‫الوعي الدائم بحضوره ‪.‬‬
‫يه مع إجابات الله على‬ ‫مامور لحبقـَّوق يتجاوب‬
‫ًا‬ ‫في األصحا الثالث نق أر‬
‫أسئلته بتقديم صالة وبتمجيد الله من أجل شخصه ومن أجل عمله في الخليقة‬
‫يقدم حبقـَّوق في صالته هذه إقرار إيمان من أعظم اإلق اررات الموجودة بالكتاب‬
‫المقدس يذكر النبي تعامالت الله ومساندته وثقة المؤمن به ‪ ،‬وكل الخليقة‪ .‬كل‬
‫أيضا برضى‬
‫الخالئق يجب أن تفهم هذا الحق وتنتبه له وتخضع ً‬
‫‪65‬‬
‫‪ :7-9 :5‬سمعت ورأيت‬
‫يبدو أن حبقـَّوق بدوره كان يبحث عن دالئل واقعية لتثبيت القاعدة ‪ ،‬إال أنه في‬
‫نفس الوقت يتضح من كالمه أن كال من حديثه عن المسئولية األخالقية والخبرة‬
‫يحمالن في ذاتهما يقينية مستمدة من الله وال يحتاجان ألي أرضية‬ ‫الدينية‬
‫لتثبيتهما سوى الله نفسه‪ ،‬لذلك ال يحتاجان لحوار لالقناع‬
‫عبارة تضع الخاتم النهائي على الفعل و الكلمة والعمل ‪ ،‬وبهذا‬
‫يحمي النبي نفسه من ضرورة إثبات أن ما يقوله صحيح‬

‫وهنا على اإلنسان أن يحتاط فليس‬


‫لديه ما يحميه من احتمال خداع‬
‫النفس إذا هو اعتمد على الحوار‬
‫فحسب دون احتساب الخبرة‬

‫وفي هذه الحالة ال يرجع الخطأ إلى حكم الله نفسه وسلطانه‬
‫ولكن الخطأ قد يرجع لتفسير الحكم‬ ‫‪‬‬
‫وهذا االحتمال وارد دائما في أفكار البشر‬ ‫‪‬‬
‫إال أن الله لم يخلق اإلنسان بخاصية التحرك التلقائي األوتوماتيكي‬ ‫‪‬‬
‫فإالنسان متحرك يتميا بالنمو والمرونة‬ ‫‪‬‬

‫فلنفرض إذا أن كل األحكام األخالقية والخبرات الواقعية بدت‬


‫كما لو كانت غير مناسبة أو متناقضة‬

‫فهذا ربما يعني أن اإلنسان في المكان الخطأ‬ ‫‪‬‬


‫وعليه أن يبحث عن براهين أو إرشادات‬ ‫‪‬‬
‫أو ربما أن الوقت لم يحن بعد‬ ‫‪‬‬
‫‪66‬‬

‫هنا نلتقط اإلشارة التي جاءت قبال من عند حبقـَّوق ‪:‬‬


‫علينا باالنتظار – ال يجب أن نتسـَّرع‬

‫مناقشة‬

‫لماذا خاف حبقـَّوق عندما فكر في أفعال الرب؟ ( ‪ )2 :8‬قارن تكوين ‪:22‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ 12‬مامور ‪ 9 :18‬أمثال ‪ 7 :1‬إشعياء ‪)12 :82‬‬

‫الغضب و الدينونة جاء من إعالن الله وموقفه تجاه الذين يكسرون العهد‬ ‫‪.2‬‬
‫حب ‪ )9-2 :1‬ولذلك يطلب حبقـَّوق من الله أن "يذكر " رحمة ‪ .‬فما هي طبيعة‬
‫الله في ضوء ذلك؟‬

‫‪ .8‬ينظر حبقـَّوق لتعامالت الله الملك الذي له الملكوت فيراها في الماضي في‬
‫أحداث الخروج ثم يتطلع للمستقبل فماذا يرى؟ ‪ 18 -3 :8‬و ‪14-14‬‬

‫‪ .9‬في ‪ 18 -3 :8‬يتحول الحديث الى الله مباشرة بعد أن كان في صيغة الغائب‬
‫فما هو شكل حضور الله في هذه األعداد وما تأثيره‬
‫‪67‬‬
‫‪.8‬ما دورنا ارن في الملكوت اليوم – كأبناء للملكوت صف خطوات معينة‬
‫علينا أن نتخذها لكي نحسن االنتظار‬
‫‪ -‬فال نتسرع‬
‫‪ -‬وال نتراخى‬

‫‪.4‬استعينوا بفهرس الكتاب المقدس لتستخرجوا الوعود التي تدل على وجود رجاء‬
‫للشعب‬
‫‪68‬‬

‫من هو الملك في‬ ‫الدرس‬


‫الملكوت؟‬ ‫الحادي عشر‬

‫الشاهــد‪ :‬حبقـَّوق ‪ 8‬و إرميا‪ ،4-8 :28 ،8 :22‬دانيال‪ ،12:‬ناحوم ‪3-2 :1‬‬
‫صفنيا ‪8 :2‬‬
‫الهدف‪ :‬لندرك أن الملك والملكوت وأبناءه حقيقة واقعية‬
‫األفكار الرئيسية‪:‬‬
‫الملك على عرشه‬ ‫‪‬‬
‫الملكوت تحت إدارة الملك‬ ‫‪‬‬
‫أبناء الملكوت ودورهم الفعلي في ملكوت أبيهم‬ ‫‪‬‬

‫انتهى إجماع األنبياء إلى أن( راجع درسي ‪)5 ،9‬‬


‫الله يسيطر على الخليقة ويدين الكون (ناحوم ‪)3 -2 :1‬‬ ‫‪‬‬
‫وأن قدرة الله في واضحة حتى في اإلطار السياسي(ناحوم‪)8 :2 ،4 :1‬‬ ‫‪‬‬
‫ويأتي الوعد ليعلن أن التمسوا الرب يا جميع ودعاء األرض ألن الرب‬ ‫‪‬‬
‫سيبقيكم في األرض (صفنيا ‪)8:12 ،8 :2‬‬
‫وأن حياة اإلنسان هي في األمانة لله ( حبقـوق‪ )9 :2‬وانتظار تدخله‬ ‫‪‬‬
‫(حبقـوق ‪ ) 8‬بال تردد وال خوف‪ ،‬وأن هناك عهد جديد لشعب قارب‬ ‫‪‬‬
‫الموت( أرميا‪9 ،8 ،1 :81‬و ‪)88‬‬
‫فإن قصد الله وإرادته هي أن يجعل اإلنسان مسئوالً‬
‫عن عمل الكون وإعماره‬
‫‪69‬‬

‫وفي هذا الدرس األخير نتناول زوايا جديدة وسط األحداث ‪:‬‬

‫رأى أرميا‪:‬‬
‫أنه يجب القبول بالتفوق البابلي – ليس ألسباب انتهازية‬
‫وال ألنه رجل سياسة ورئيس حزب‪ -‬ولكن ألن الله يريد‬
‫لشعبه أن يلبـي دعوته األبوية ( أرميا ‪)4:4- 22 :7‬‬
‫فالله ال يشغله تأسيس مملكة قوية مستقلة تديرها سلطة‬
‫مدنية – دينية‪ ،‬وإنما يريد شعبًا يلبي دعوته ويهتم‬
‫بالدفاع عن الحق والعيش بانسجام (أرميا ‪:27 ،7 :22‬‬
‫‪)6-3‬وهي مباديء وقيم الملكوت‪ .‬وهذا ما رآه أرميا‬
‫حيث طلب زوال دولة الظلم وبدء مشروع جديد في‬
‫داخل مملكة بابل‪ ،‬فيخلق الله من تلك الجماعة في وسط‬
‫بابل جماعة ال تطلب مجدها بل رفاهية الجماعة كلها‪،‬‬
‫فازدهار اآلخرين شرط الزدهار المسبيين‪74 -72 :72‬‬

‫هذا هو عمل الله وفكره من‬


‫جهة خليقته‪ ،‬ومن نحو أبنائه‪،‬‬
‫فأبناء الملكوت أو أبناء الملك‬
‫يعملون مادام اآلب يعمل‪،‬‬
‫يعمـرون ويخلصون ولو في‬
‫السبي‬

‫ال يخربون وال يهدمون وال حتى يتكاسلون وال يعلقون أعوادهم ويجلسون يبكون‬
‫فالله سيظل يشرق شمسه على الجميع‪ ،‬سواء شعبه – خاصته المتمـِرد عليه‪ -‬أم‬
‫األمم البعيدة عنه‬

‫إال أن أرميا كان يرى‬ ‫ورغم أن الشعب كان‬


‫عهدا جديدا يقيمه الله مع‬ ‫قريبـًا من الفناء‬
‫شعبه ( أعداد ‪،77 ،72‬‬
‫‪)32‬‬
‫‪71‬‬
‫أما دانيال‪:‬‬
‫فكان هو ورفقاؤه من المسببين إلى بابل في السنة الثانية من ملك يهوياقيم ملك‬
‫يهوذا‬
‫ويروي سفر دانيال تفاصيل ما حدث ألربعة شبان سيقوا إلى السبي في عهد نبوخذ‬
‫نصر‪ ،‬وظلوا أمناء رغم ظروف الضغط والتهديد التي خضع لها الشعب كله في‬
‫السبي‪ ،‬وكشف دانيال من خالل تفسير حلم الملك نبوخذ نصر تاريخ شعب الرب‬
‫الذي سيخضع ألمم عديدة ومختلفة إلى أن يأتي الله ويقيم سلطان ملكوته‪ ،‬ولعل‬
‫ما يسرده سفر دانيال يعتبر شرحأً لما يذكره حبقـَّوق باختصار في سفره فقراءة سفر‬
‫دانيال تُشعر القاريء باللهاث وراء األحداث والتوتر بين سالمة الشباب ومعهم‬
‫الشعب وإصابتهم باألذى‪ ،‬ومع أنهم كانوا أسرى إال أنهم نبغوا وتفوقوا وتلقوا أفضل‬
‫العلوم بعد أن اختير أولئك الشبان ليكونوا في خدمة الملك‪ ،‬واستطاعوا بفضل نعمة‬
‫الله وأمانتهم للعبادة أن يتولوا أرفع المناصب في الدولتين البابلية وبعدها الفارسية‪،‬‬
‫وهو دور يعتبر تكليفا من الله لكي يقوم أوالده بإعمار الكون حتى وسط الشعوب‬
‫الشريرة فهي مازالت خليقته رغم شرها ومازالت الوصية ( ليعمل األرض تكوين ‪:2‬‬
‫‪ ) 28 :8 ، 18 :2 ، 4‬وواصل الشباب في السبي المسيرة وهم على يقين أن الله‬
‫يعلن ملكوته وسلطانه على الكل‬

‫أما ناحوم‬

‫فيؤكد قدرة الله الذي يسيطر على الخليقة ويدين الكون ( ناحوم‪)3 -2 :1‬‬
‫وستظهر قدرة الله في اإلطار السياسي بدمار نينوى وتحرير الشعب (ناحوم‪،4 :1‬‬
‫‪)8 :2‬‬
‫‪71‬‬

‫ويأتي صفنيا قبل حبقـَّوق‬

‫ليعل ن أن التمسوا الرب يا جميع ودعاء األرض ألن الرب سيبقيكم في األرض (‬
‫صفنيا ‪8 :2‬و ‪)12 :8‬‬
‫ويؤكد حبقـَّوق‬

‫على أن حياة اإلنسان هي في األمانة لله (حبقـَّوق‪ )9 :2‬وانتظار تدخله (حبقـَّوق‬


‫‪ )8 :2‬بال تردد وال خوف‬

‫الواقع أن حلول مشاكل الشعب في يهوذا لم تكن متوقـِفة على طلب مساعدة القوى‪،‬‬
‫ولكن في الرجوع عن الفساد الذي ساد و أخل بالقيم وجلب الشرور‬

‫إال أنه ‪-‬وفي وسط كل هذه التراجيديا الحقيقية‬

‫ن ــرى الل ـ ـ ــه‬


‫‪ -‬الملك يراقب المسيرة ويديرها باقتدار وفاعلية فهو ال تفاجئه األحداث كما‬
‫فاجأت الغالب والمغلوب‬
‫‪ -‬ونرى أبناء الملكوت شركاء ألبيهم ولهم دورهم الفعـَّال‪ ،‬فالله أراد أن يكون لهم‬
‫دور‬
‫ار‬
‫‪ -‬وكان الله يقصد ما يقول فلم تكن األدوار التي توالها الشباب واألنبياء أدو ًا‬
‫هامـِشية يتوالها كال من األنبياء والشباب‬
‫‪ -‬ولم يستكثر الله أن يشاركهم المسئوليات ويكلـِفهم بها‬
‫‪ -‬كما ولم نر تعليمـًا نادى بالتطلع لوطن ثان واعتاال الوطن األرضي‬
‫‪ -‬فملكوت الله هنا وارن وممتد إلى كل مكان وزمان‬
‫‪72‬‬
‫وحاضر ومتنبـِ ًها‬
‫ًا‬ ‫مقتدر وفاعالً‬
‫ًا‬ ‫‪ -‬ومن ناحية أخرى كان الملك بدوره شريكـًا‬
‫لدقائق وتفاصيل األحداث‪.‬‬

‫مناقشة‬
‫كيف نفكر عندما نق أر الكتاب المقدس ونجد أحداثـًا على المستوى السياسي‬ ‫‪.1‬‬
‫واالقتصادي واالجتماعي تتطابق مع ما يجري في الوقت المعاصر‪:‬‬
‫‪ -‬من ناحية أن أبناء الملكوت هم جاء من العالم وليسوا مملكة منعالة؟‬
‫من ناحية أن الملك ليس بعيدا عن األحداث؟‬ ‫‪-‬‬
‫من ناحية أن الملك ال يعفي أوالده من المسئولية كما كان في الماضي‬ ‫‪-‬‬
‫كذلك أيضا في الحاضر‬
‫من ناحية أن األمور في يد الله يجريها بحسب مشيئته الصالحة‬ ‫‪-‬‬
‫من ناحية القوة والجبروت واالشتراك في فعل الشرور مقابل الوداعة وصنع‬ ‫‪-‬‬
‫السالم‬
‫من ناحية التغافل عن السبب الحقيقي للشرور واللجوء إلى العنف وتبرير‬ ‫‪-‬‬
‫الظلم‬
‫‪ -2‬وعندما تقوم الكنيسة بالدور النبوي كيف نؤكد مسئوليتنا كأفراد وكجماعة أننا‬
‫ننتمي إلى األوطان التي نعيش فيها‪ ،‬وان ندرك أن كل األوطان هي في دائرة‬
‫ملكوت الله فننظر ‘لى الصالح البشري إلعالن محبة الله للكل؟‬

‫‪.8‬نافشوا كمجموعة محاولة الوصول إلى التغيير المطلوب في الخطاب الكنسي‬


‫لتفادي‬
‫أ‪ .‬االنسحاب من مسئولية المواطنة بحجة أن الوطن سماوي فقط‬

‫ب‪ .‬االنسحاب من إدانة المتجاوزين في السلوك مع تعديل المباديء والقيم‬


‫األخالقية التي تحكم العالقات‬
‫‪73‬‬

‫لمزيد من الدراسة‬
‫خلفية تاريخية لسفر حبقوق‬
‫دول وممالك‬
‫وملوك وأنبياء يواجهون ظرفـًا حرجــًا‬
‫‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الدول والممالك‬
‫‪ -9‬مملكة أشور ومملكة بابل‪:‬‬
‫‪ ‬تقع كال من مملكة أشور ومملكة بابل في نفس المنطقة وهـي بـالد ال ارفـدين حيـث‬
‫جنوبا‪ ،‬مع ما تضمه أحيانا من توسـُّعات نتيج ًة إلغارة هاتين‬
‫تقع أشور شماال وبابل ً‬
‫المملكتين على الدويالت الصغيرة المجاورة مع تبادل السيطرة بينهما حسب ما يقوى‬
‫ملـوك أحـد الطـرفين فقـد تناوبـا السـيطرة علـى المنطقـة وتنـاوب كالهمـا التعاقـب علــى‬
‫الحكم‪ ،‬فمثاال على ذلك ضم سنحاريب األشوري بابل إلـى أشـور ( وهـو الملـك الـذي‬
‫وعيره بإلهه) و بالمثـل قضـى البـابليون علـى سـيطرة اإلمبراطوريـة‬
‫احتقر تقوى حاقيا َّ‬
‫األشــورية فــي أواخــر القــرن الســابع ق‪.‬م‪ .‬كمــا جــاء نبوخــذ نصــر البــابلي مــن الســاللة‬
‫الكلدانيــة التــي ســكنت بابــل فــي ذلــك الوقــت ‪ .‬والجــدير بالــذكر أن الممالــك فــي ذلــك‬
‫الوقت لم تكن تعني حيازة مساحة كبيرة من األراضي‪ ،‬فالقول "مملكة بابل أو مملكة‬
‫آشور" ال يعني أكثر من أجااء محدودة وعدد سكان ليس بالكثير( انظر الخريطة)‬
‫‪ -5‬األمة المعتدية‪ :‬الكلدانيون‬
‫هــم فــي األصــل مــن ســكان أور ‪ .‬انظــر (تــك ‪( )7 :18 ،4 :12‬‬ ‫‪‬‬
‫ونحمي ــا ‪ )7 :4‬ويرج ــع أول مل ــوك المملك ــة البابلي ــة الجدي ــدة ‪-‬باب ــل الجدي ــدة( الق ــرن‬
‫‪74‬‬
‫الثامن ق‪.‬م) ألصل كلداني وهم الذين كانوا يسكنون بابل في ذلـك الوقـت‪ ،‬فصـلة‬
‫الكلدانيين ببابل أن الملوك البابليين كانوا من أصل كلداني‬
‫بــدأ الكلــدانيون مرحلــة غــاو يهــوذا أيــام ملــك يهويــاقيم وأصــبحت‬ ‫‪‬‬
‫الســيطرة عليهــا وشــيكة فكانــت بابــل تهــدد يهــوذا وذلــك بعــد عــام ‪ 428‬وبحلــول عــام‬
‫‪ 847‬كانوا بالفعل قد احتلوا أورشليم وسبو الملك يهوياقيم‬
‫وهذه الفتـرة تتزامن مع تعليم حبّقوق‪ ،‬ويـتكلم عـنهم إرميـا أيضـا بدايـةً مـن مرحلـة‬ ‫‪‬‬
‫الغ ــاو وحت ــى الس ــبي كم ــا ي ــرد ذك ــرهم ف ــي س ــفر داني ــال حي ــث ك ــان الش ــبان األربع ــة‬
‫المذكورين في السفر من سباياهم‬
‫أما سقوط نينوى عاصمة أشور فيتاامن مع تعليم ناحوم‬ ‫‪‬‬
‫تتوقـَّع نبـوة حبقـوق هايمــة البـابليين‪ ،‬وهـو األمـر الــذي حـدث أمـام القـوة المشــتركة‬ ‫‪‬‬
‫مــن الم ــاديين والف ــرس الــذين اس ــتولوا عل ــى بابــل بقي ــادة ك ــورش‪ ،‬وفعــال ج ــاء س ــقوط‬
‫يعا ( حوالي عام ‪884‬ق‪.‬م)‬
‫الكلدانيين سر ً‬
‫‪-5‬األنبياء ‪:‬‬
‫معاصر لناحوم وإرميا وصفنيا‪ ،‬وتناول األنبياء األربعة فكرة عدالـة يهـوة‬
‫ًا‬ ‫كان حبقوق‬
‫( الرب) وسلطانه ونعمته ‪.‬عاصر كل منهم حكم الملك يوشيا‪:‬‬
‫فسفر صفنيا يعاصر السنة األولى لحكم يوشيا‬ ‫‪‬‬
‫وسفر ارميا يعاصر العام الثالث عشر ليوشيا‬ ‫‪‬‬
‫أما ناحوم يعود لنهاية حكم يوشيا‬ ‫‪‬‬
‫تباعا‬
‫وقد امتدت فترة حكم يوشيا حوالي ‪ 83‬سنة توالت فيها األحداث َ‬
‫‪ -3‬السياسة وأثرها على أحداث القرنين ‪ 0 ، 7‬ق ‪.‬م‪:‬‬
‫كان األشوريون يتمتعون بقوة دفعتهم للتوسع واالستيالء على الدول‬ ‫‪‬‬
‫الصغيرة في هذه المناطق في أواخر القرن السابع ق‪ .‬م وأيام نبوة صفنيا وقبيل فتـرة‬
‫حكــم يوشــيا فــي ســنيها األولــى‪ ،‬ثــم جــاءت علــيهم فت ـرة ضــعف وهــدأ جبــروت الدولــة‬
‫األشورية نوعـًا ما فتمتعت األمة اليهودية بشيء من االستقالل حيث اسـتطاع يوشـيا‬
‫أن يقوم بإصالحاته الوطنية‬
‫‪75‬‬
‫تطورت األحداث ‪ ،‬بعد أن صرف يوشيا حوالي ‪ 18‬سنة في عمل إصالحه‪،‬‬
‫تورط في صدام مع نخو ملك مصر فقد خرج يوشيا لقتال نخـو فرعـون مصـر دون‬

‫أن يكــون مسـ ً‬


‫ـتعدا االســتعداد الكــافي‪ ،‬إذ كــان ملــك مصــر ي ـرتبط بتحــالف مــع أشــور‬
‫حيث التقى الجيش المصرى ‪ -‬جيش الفرعون نخو الثـانى‪ -‬مـع جـيش مملكـة يهـوذا‬
‫فــي مجــدو‪ .‬وسـواء كــان غــرض نخــو مــن هــذه الموقعــة معونــة ارشــوريين‪ ،‬كمــا تقــول‬
‫بعــا الم ارجــع‪ -‬أو كــان مــن ضــمن نوايــاه بســط نفــوذه علــى مصــر وســوريا وانتهــا‬
‫فرصــة انهيــار أشــور‪ ،‬إال أن مــا يهــم أن يوشــيا تصــدى لــه ربمــا دفاعــًا عمــا اعتب ـره‬
‫أرضـًا لــه أو بــدافع التوسـُّع واالســتيالء علــى األ ارضــي المجــاورة لــه وٌقتــل يوشــيا ملــك‬
‫يهــوذا علــى الفــور و عــاد جيشــه مكلـالً بالهايمــة واســتطاع نخــو أن يفــرض ســيطرته‬
‫علــى يهــوذا بعــد وفــاة يوشــيا خاصــة أنــه شــعر أن يهــوذا تتــدخل فــي شــئونه‪ ،‬وأقــام‬
‫يهوياقيم ملكـًا عليها وهو الذي قيل عنه إنه كان بداية النهاية لألمة اليهودية‬
‫َّ‬
‫وتحكم ـوا فــي مصــير‬ ‫حــل المص ـريون بــالبالد وأقــاموا يهويــاقيم ً‬
‫ملكــا‬ ‫‪‬‬
‫البالد إلى أن تدخـَّل الكلدانيون وسبوا يهوياقيم‬
‫ظ ـ ــل فرع ـ ــون س ـ ــيد فلس ـ ــطين وس ـ ــوريا م ـ ــدة أرب ـ ــع س ـ ــنين‪ .‬غي ـ ــر أن‬ ‫‪‬‬
‫نبختنص ــر أو نبوخ ــذ نص ــر أب ــاد جيش ــه ف ــي ك ــركميش س ــنة ‪ 428‬ق‪.‬م‪ ،.‬فتحطم ــت‬
‫امبراطوريته األسيوية‪.‬‬
‫واصل الجيش المصرى زحفه تجـاه أشـور حيـث اجتمعـت الجيـوش‬ ‫‪‬‬
‫الثالثــة مصــر وآشــور وبابــل و دارت علــى أرض كــركميش أهــم معركــة فــي الشــرق‬
‫األوســط فــي العصــر القــديم ‪ ،‬حيــث انهامــت ق ـوات مصــر و أشــور علــى يــد الجــيش‬
‫البابلى بقيادة الملك نبوخذ نصر (وهو بخنتصر) كنتيجـة لهـذه المعركـة فقـدت أشـور‬
‫اسـتقاللها بينمـا لـم تعـد مصـر قـوة عظمـى فـي الشـرق األوسـط وكـان ذلـك فـي السـنة‬
‫الرابعة لملك يهوياقيم حيث انتصر نبوخذ نصر على نخو فرعـون مصـر فـي معركـة‬
‫كــركميش علــى نهــر الفـرات وصــغر شــأن يهــوذا وصــارت ألعوبــة بــين القــوتين مصــر‬
‫وبابــل‪ .‬وعنــدما تراجعــت أشــور أمــام هجمــات البــابليين حتــى اســتولت األخي ـرة علــى‬
‫يه ــوذا‪ ،‬عج ــا المس ــئولون ف ــي يه ــوذا ع ــن تحدي ــد السياس ــة المناس ــبة للظ ــروف الت ــي‬
‫‪76‬‬
‫تشهدها البالد‪ ،‬فاألكثرية منهم حاب ال يرعى قيمصا وملكه هو المذنب األكبـر‪-‬‬
‫تبنـَّت سياســة اســتعادة االســتقالل بــاللجوء إلــى مســاعدة مصــر بعــد اثنــي عشــر ســنة‬
‫(‪ 834‬ق‪.‬م) تمـ َّـردت يهــوذا علــى ســيادة بابــل فــي الســنة الرابعــة مــن حكــم يهويــاقيم‪،‬‬
‫ـير إلــى بابــل‪ ،‬وبعــد وفاتــه دارت بــالده فــي فلــك المص ـريين‬
‫وحملــه نبوخــذ نصــر أسـ ًا‬
‫وتبعية مصر لعدة سنوات‬
‫تاامنت هذه الفترة مع إعـالن إرميـا بشـكل فجـائي عـن توقـُّع وصـول‬ ‫‪‬‬
‫جيش ال يثقاوم يخرج من الشمال يأتي علـى يهـوذا وأورشـليم ( أصـحاحات ‪ )4-9‬و‬
‫خاطــب إرميــا كافــة طبقــات الشــعب و اكتشــف واقــع الحــال وهــو أن الشــعب‪ -‬رؤســاء‬
‫ومرؤوسين هم مستغلـَّون ومستغلـِين ويعيشون في حالة من الفسـاد (إرميـا ‪)4-1 :8‬‬
‫إرميــا‪َ « 17-18 :22‬وْي ـ ٌـل لِ َم ـ ْـن َي ْبِن ــي َب ْيتَـ ُـه ِب َغ ْي ـ ِـر َع ـ ْـدل َو َعالَلِ َي ـ ُـه ِب َغ ْي ـ ِـر َح ــق‪َّ ،‬ال ـ ِـذي‬
‫ـيعا َو َعالَِلــي‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُج َرتَـ ُـه‪ .‬اْلَقائـ ُـل‪ :‬أ َْبنــي ل َنْفســي َب ْيتًــا َوِسـ ً‬ ‫صــاح َب ُه َم َّج ًانــا َوالَ ُي ْعطيــه أ ْ‬ ‫َي ْســتَ ْخد ُم َ‬
‫ـاذي‬ ‫َف ِسيح ًة‪ .‬وي ُش ُّق لِنْف ِس ِه ُكوى ويسُقف ِبأَرٍز ويدهن ِبم ْغـرٍة‪ .‬هـل تَملِـك ألََّنـك أَنـت تُح ِ‬
‫َ َْ َ‬ ‫ً َ َ ْ ُ ْ َ َْ ُ ُ ُ َ َ ْ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاء‬
‫ض َ‬ ‫ضـى َق َ‬ ‫ـان َل ُـه َخ ْي ٌـر‪َ .‬ق َ‬ ‫َج َـرى َحًّقـا َو َع ْـدالً؟ ح َينئـذ َك َ‬ ‫وك َو َش ِر َب َوأ ْ‬ ‫َما أَ َك َل أَُب َ‬
‫األ َْرَز؟ أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْلَف ِقيـ ِـر واْل ِمسـ ِـك ِ ِ ِ ٍ‬
‫ـك‬‫َن َع ْي َن ْيـ َ‬ ‫ـك َم ْع ِرَفتــي‪َ ،‬يُقـ ُ‬
‫ـول الـ َّـر ُّب؟ أل َّ‬ ‫ـان َخ ْيـ ٌـر‪ .‬أََلـ ْـي َس ذلـ َ‬ ‫ين‪ ،‬ح َينئــذ َكـ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ـاب و ُّ‬ ‫االغِت ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬ ‫وَقْلبك َليس ْـت ِإالَّ عَلـى خ ْ ِ‬
‫الظْلـ ِم‬ ‫ص َ‬ ‫ـك‪َ ،‬و َعَلـى ال َّـد ِم الاك ِـي لتَ ْسـف َك ُه‪َ ،‬و َعَلـى ْ َ‬ ‫طف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َْ‬
‫ِلتَ ْع َمَل ُه َم‬
‫ولعل هذا الواقع يظهر فـي ثنايـا سـفر حبقـوق وهـو مـا سـنتناوله فـي‬ ‫‪‬‬
‫حينه‬
‫تحققــت نبــوة إرميــا فجــأة‪ ،‬وجلــس نبوخــذ نصــر علــى العــرش واجتــا‬ ‫‪‬‬
‫البابليون سوريا وفلسطين بعـد أن قضـوا علـى األشـوريين حيـث فـرض الملـك سـطوته‬
‫على الشعوب الصغيرة وقضى على استقاللها ( وذلك في أوائل القرن ‪ 4‬ق‪ .‬م‪).‬‬
‫‪77‬‬

‫خريطة حديثة للعراق وتظهر فيها مدينتا نينوىفي الشمال وبابل في الوسط تقريبا‬
‫( الحخ الخطوط التي تحدد األماكن على الخريطة‪ ،‬وهناك مالحظة أخرى وهـي أن‬
‫( الممالك) في ذلك الوقت لم تكن سوى مساحات صغيرة وليست دوال كبيرة‪.‬‬
‫نينوى كانت عاصمة أشور‪ ،‬وبابل كانت عاصمة الكلدانيين)‬
‫‪78‬‬

‫تلخيص ألهم األحـــداث‬


‫‪ ‬نهاية القرن ‪ 7‬ق‪.‬م‪:‬‬
‫الرئيسي‪:‬توسع أشور ثم استيالئها على يهوذا‬
‫ُّ‬ ‫‪ ‬الحدث‬
‫‪ ‬الملوك‪ :‬منسى‪ ،‬أمون في المملكة الشمالية(إسرائيل) ‪،‬ويوشيا ويهوياقيم فـي‬
‫المملكة الجنوبية( يهوذا)‬
‫‪ ‬األنبياء‪:‬صفنيا‬
‫‪ ‬يرجــع تعلــيم صــفنيا إلــى نهايــة القــرن الســابع وهــو يعاصــر بدايــة حكــم يوشــيا‪،‬‬
‫أيامـ ــا صـ ــعبة نتيجـ ــة التوسـ ــع ارشـ ــوري ومـ ــا اشـ ــتهر بـ ــه‬
‫وكانـ ــت يهـ ــوذا تشـ ــهد ً‬
‫ارشــوريون مــن غالظــة وقســوة ( وهــي ســمة موجــودة حتــى يومنــا هــذا)‪ ،‬ممــا دفــع‬
‫الناس للتساؤل عن مصير البشر واهتمام الله بهم‪.‬‬
‫‪ ‬ويوجه صفنيا انتقادات سياسـية ودينيـة للمسـئولين فـي مملكـة إسـرائيل المـوالين‬
‫للغريب وهم حاشية الملك وأشهرهم الملك منسى وابنه آمون في المملكة الشمالية‬
‫حيث كانت أشور فـي أوج قوتهـا وقنـع منسـى بالتبعيـة لهـا معتنًقـا أفكارهـا الدينيـة‬
‫ومشاركا (الغرباء) في الممارسات الوثنيـة والتنجـيم واالتصـال بـاألروا والشـعوذة‬
‫ً‬
‫وتقديم الذبائح البشرية و ممارسة فنون السحر‬
‫‪ ‬القرن ‪ 0‬ق‪.‬م تراجع أشور‬
‫‪ ‬الحدث الرئيسي‪:‬بداية التفوق البابلي ثم استيالء بابل على يهوذا من يد أشور‬
‫‪ ‬األنبياء‪:‬‬
‫‪ ‬صفنيا‪-‬حبقوق‪ -‬ناحوم‪-‬إرميا‬
‫‪ ‬جاءت كتابات حبقوق في الفترة التي قطـَّع فيها البابليون أوصـال اإلمبراطوريـة‬
‫ارشورية والتي بدأت تندحر حوالي عام ‪ 428‬وسقطت حوالي ‪424‬‬
‫وكان ناحوم والذي يعود سفره إلى عام ‪ 428‬ق‪.‬م تقريبا قـد تنبـأ بسـقوط‬ ‫‪‬‬
‫أشــور وعاصــمتها نينــوى ‪ ،‬وفــرض ســيادة البــابليين علــى الشــرق األدنـى بعــد شــن‬
‫حمــالت عســكرية وحصــار أورشــليم واحــتالل يهــوذا والســبي ( انظــر أيضــا ‪ 2‬مــل‬
‫‪)28 :28‬‬
‫‪79‬‬
‫تكلـ ــم حبقـ ــوق عـ ــن اشـ ــتراك إس ـ ـرائيل ( وعاصـ ــمتها أورشـ ــليم) فـ ــي لعبـ ــة‬ ‫‪‬‬
‫التكتالت بين بالد ما بين النهرين ومصر واشتراكها في الدسائس السياسية‬
‫ف ــي ظ ــل ه ــذه الظ ــروف رص ــد حبق ــوق رد فع ــل جماع ــة الم ــؤمنين ح ــين‬ ‫‪‬‬
‫تــؤدي الظــروف القوميــة والدوليــة إلــى الشــك فــي أســس العالقــة بــين اللــه وشــعبه‪.‬‬
‫ومن هنا نشأت حيرة حبقوق‬
‫م ــن المحتم ــل أن ص ــفنيا عاص ــر س ــقوط نين ــوي عاص ــمة أش ــور وأيض ــا‬ ‫‪‬‬
‫حصـار الكلـدانيين ألورشــليم‪ ،‬ففـي عـام ‪ 837‬ق‪.‬م انقلبــت األحـوال علـى المملكــة‬
‫ارشورية حيث تدفق الكلـدانيون مـن بابـل (صـفنيا ‪ )7 -9 :1‬وهنـا يـأتي السـؤال‬
‫الرئيسي في سفر صفنيا حيث وجهه البعيـدون عـن اللـه إذ تسـاءلوا يمـا إذا كـان‬
‫يهــتم بالنــاس ويس ـِير التــاريخ‪ .‬ويجيــب صــفنيا بــأن اللــه وســط شــعبه ‪،12 ،8 :8‬‬
‫‪ 18‬و ‪ 2 :8‬وهو وحده ينظـِم األحـداث ويخل ـِص المـذلولين وهـو مـا تسـاءل عنـه‬
‫حبقوق وإرميا‬
‫فتعلــيم صــفنيا ســبق تعلــيم حبّقــوق‪ ،‬فقــد ت ـاامن تعلــيم حبقــوق مــع فت ـرة‬ ‫‪‬‬
‫اس ــتتباب س ــيطرة ارش ــوريين وبداي ــة تهدي ــد الكل ــدانيين ( حـ ـوالي ‪ 782‬ق‪.‬م) بم ــا‬
‫جلبه كالهما من دمار‬
‫أما ناحوم ( ومعنـى اسـمه المع ـِاي) فتنبـأ مسبقـًا بسـقوط نينـوى عاصـمة‬ ‫‪‬‬
‫أشــور التــي تســتعبد إس ـرائيل( نــاحوم) ‪ 9 :2‬و ‪ ( 14 :8‬أجعلــك عب ـرة ‪ )4 :8‬و‬
‫كانت نينـوى‪-‬عاصـمة أشـور‪ -‬قـد تابـت علـى يـد يونـان منـذ ‪ 132‬عامـا مضـت‪.‬‬
‫ويـ ــرى نـ ــاحوم أن اللـ ــه هـ ــو الـ ـ َّـديان األعظـ ــم للعـ ــالم حتـ ــى لـ ــو كـ ــان الجبـ ــار فـ ــي‬
‫ازدهار(نــاحوم ‪ ) 17 -18 :8 ،12 :1‬وهــو يجعــل نينــوى عب ـرة ويســقطها لكــي‬
‫يخلص المظلومين والمذلولين ‪ 7 :1‬ب و ‪ 8 ،1 :2‬و‪14 :8‬‬
‫‪ ‬في أوائل القرن‪ 0‬ق‪.‬م‬
‫‪ ‬تعليم حبّقوق يتزامن مع بداية انتقال الهيمنة للبابليين ( الكلدانيين)‬
‫‪ ‬نبوة حبّقوق تقع في حوالي نهاية القرن السابع وبداية السادس ق‪.‬م إذ كانت‬
‫‪ ‬بعــا الممالــك الصــغيرة فــي الشــرق األوســط قــد بــدأت تخضــع بالفعــل تحــت‬
‫‪81‬‬
‫سيطرة البابليين وكان استيالؤهم على يهوذا وشيكـًا‬
‫‪ ‬وقعــت الشــعوب فــي حي ـرة ممــا ينتظرهــا‪ ،‬وينـ ِـدد حبقــوق بالكلــدانيين وهجــومهم‬
‫الوشـ ــيك علـ ــى يهـ ــوذا( حيـ ــث كـ ــان الكلـ ــدانيون يشـ ـ ِـنون هجمـ ــاتهم علـ ــى المملكـ ــة‬
‫ارشورية في ذلك الوقت)‬
‫‪ ‬ويتكلم حبقوق عن الكلدانيين‪ -‬العـدو الخـارجي وملكهـم الـذي ال يـرحم ‪ -‬وفـي‬
‫الداخل ملك ظالم وفظاعته ليست أقل بشاعة من العدو الخارجي (حبقوق ‪4 :2‬‬
‫أيضا إرميا ‪)14 – 18 :22‬‬ ‫‪ 12-‬انظر ً‬
‫ِ‬
‫ومتنوعــة‬ ‫‪ ‬ومــن هنــا فــإن تعــاليم األنبيــاء تتواصــل معــًا‪ُ ،‬وتظهــر زوايــا متعـ ِـددة‬
‫ومتكاملة ال غنى عن دراستها معـًا إليضا صـورة متكاملـة وفهـم قصـد اللـه كمـا‬
‫أراده هو‪ ،‬وكما يعلنه األنبياء كل من زاويته‪.‬‬
‫مما سبق تظهر ظروف الفترة التي كتب فيها حبّقوق كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬يــتكلم األصــحا األول والعــدد الســادس عــن غــاو وشــيك الوقــوع مــن البــابليين أو‬
‫الكلدانيين ( سكان بابل في ذلـك الوقـت) وكـان ذلـك حـوالي ‪ 428‬ق‪ .‬م أي أن هـذه‬
‫النب ـوات حــدثت قبــل وقــوع الغــاو‪ ،‬وهــو الوقــت الــذي يوافــق حكــم الملــك يهويــاقيم (‬
‫حوالي ‪ 843-424‬ق‪.‬م)‬
‫تتوقـَّع النبوة هايمة البابليين‪ ،‬وهو األمر الذي حدث أمام القوة المشتركة من‬
‫الماديين والفرس يما بعد الذين استولوا على بابل بقيادة كورش‪ ،‬وفعال جاء سقوط‬
‫يعا ( حوالي عام ‪884‬ق‪.‬م)‬
‫الكلدانيين سر ً‬

You might also like