‫املقامة الصنعانية‬

‫حدث احلارث بن َهام قال‪:‬‬

‫عن ا ألتْراب)‬
‫الاغِتاب‪ .‬وأنْـأتْـ ِن املِتبة ِ‬
‫غارب ِ‬‫(ملا اقت ْعدت ِ‬
‫= ملا‪ :‬حرف وجود لوجود‪.‬‬
‫اقتعد‪ :‬أأصهل قعد‪ .‬ال بد من فهم صيغته‪.‬‬
‫مت اللغة يه املرحةل ا ألوىل يف فهم النصوص‪ ،‬ألن أأول ما يعِتض القارئ دالالت‬
‫ا أللفاظ‪ ،‬فاذا اكنت مأأنوسة‪ ،‬واذا اكنت مس تعمةل ومرامكة يف ذهنه‪ ،‬تعداها مبارشة اىل‬
‫املرحةل الثانية‪ ،‬أأي اىل مرحةل االعراب ملعرفة عالقة املفردات وعالقة امجلل ببعضها يف‬
‫النص‪ ،‬ث اىل مرحةل احلمك عىل النص من حيث اجلودة‪ ،‬ومن حيث البالغة‪ .‬وجزء كبي‬
‫من مت اللغة قامئ عىل المترس والمتر ِن والتطبيق لقواعد عمل الرصف‪،‬وس نحاول أأن نشي‬
‫اىل أأَهية ذكل يف أأثناء القراء ِة والتعليق‪ ،‬ولن نطبق ذكل يف لك لكمة ألن ذكل يس تغرق‬
‫وقتا طويال جدًّا‪ ،‬وانام منهد الطريق للطالب‪ .‬وينبغي عليه أأن يبحث ويراجع‪.‬‬
‫نبدأأ من الفعل ا ألول‪ :‬قوهل اقتعد‪ ،‬هذا فعل مزيد حبرفني‪ ،‬أأصهل‪ :‬قعد‪ .‬من أأي ابب؟‬
‫أأبواب اجملر ِد ِ‬
‫الثالث س تة‪:‬‬
‫‪ -1‬فعل‪ ،‬يفعل‪ :‬نرص‪ ،‬ينرص‬
‫‪ -2‬فعل‪ ،‬يف ِعل‪ :‬كس‪ِ ،‬‬
‫يكس‬
‫‪ -3‬فعل‪ ،‬يفعل‪ :‬ذهب‪ ،‬يذهب‬
‫‪ -4‬ف ِعل‪ ،‬يفعل‪ :‬ف ِرح‪ ،‬يفرح‬
‫‪ -5‬فعل‪ ،‬يفعل‪ :‬كرم‪ ،‬يكرم‬
‫‪ -6‬ف ِعل‪ ،‬يف ِعل‪ :‬وثِق‪ ،‬يثِق‬
‫والعبارة املشهورة اليت جتمع هذه ا ألبواب‪ :‬فتح مض‪ ،‬فتح كس‪ ،‬فتحتان‪ ،‬كس فتح‪ ،‬مض‬
‫مض‪ ،‬كساتن‪.‬‬
 ‫"قعد" من أأي ابب؟‬
‫قعد‪ ،‬يقعد‪ :‬من الباب ا ألول من ابب نرص‪ .‬ومعىن قعد‪ :‬جلس‪.‬‬
‫"ق ِعد" وهذا غي "قعد"‪" ،‬ق ِعد" أأي عرج‪ ،‬من أأ ِي ابب؟ من ابب ف ِرح‪ ،‬ق ِعد يقعد‪.‬‬
‫وهذا التغي منعكس عىل املصدر‪ :‬قعد‪ ،‬يقعد‪ ،‬قعودا‪ .‬وق ِعد‪ ،‬يقعد‪ ،‬قعدا‪.‬‬
‫ث الثالث يكون مزيدا اما حبرف كأكرم‪ ،‬واما حبرفني اكنكس‪ ،‬واما بثالثة اكس تغفر‪.‬‬
‫و"اقتعد" مزيد حبرفني‪ ،‬وهو عىل وزن "افتعل"‪.‬‬
‫وللزايدة أأَهية جليةل ألهنا تنوب عن دالةل تركيبية‪ .‬فبدل أأن أأقول‪ :‬زيد رضب معرا‪ ،‬ومعرو‬
‫رضب زيدا أأيضا‪ ،‬أأقول‪ :‬تضارب زيد ومعرو‪ .‬بدل أأن أأقول‪ :‬أأزلت اجلور عن صديقي‪ ،‬أأقول‬
‫مبارشة‪ :‬أأجرت صديقي‪ ،‬مفن خالل هذه الزايدة عّبت عن دالةل تركيبية‪ .‬وليك ال أأطيل‬
‫بقويل‪ :‬طلب زيد املغفرة من هللا‪ ،‬أأقول‪ :‬زيد اس تغفر‪ ،‬وهكذا‪ ..‬وذلكل اكن لهذه الزايدة‬
‫معىن‪ ،‬واكن لها دور يف ربط مداليل الالكم‪ ،‬ألهنا اختصار لِتكيب‪ ،‬وهذا من مظاهر االجياز‬
‫والاختصار يف العربية‪ .‬وعندما نقول‪" :‬معاين الزايدة" فال بد أأن يكون املعىن انش ئا من‬
‫لب املادة‪ ،‬وهذا يقع فيه خلط عظمي‪.‬‬
‫الزايدة‪ ،‬ال من ص ِ‬
‫نأأيت اىل "اقتعد" عىل "افتعل"‪ ،‬ولها س تة معان‪ :‬مهنا ادلالةل عىل الترصف والاجهتاد‪ ،‬كام‬
‫يف قوكل‪ :‬فالن اكتسب‪ ،‬فهو ال يدل عىل معىن "كسب" حفسب‪ ،‬بل عىل معىن الاجهتاد‬
‫والترصف يف الكسب ووقوع ذكل جبهد وتلكف‪ .‬أأما كسب بدون زايدة‪ ،‬مفعناه‪ :‬أأصاب ماال‪.‬‬
‫ومهنا‪ :‬الاختاذ‪ ،‬تقول‪ :‬اختزبوا‪ ،‬أأي اختذوا خزبا‪ ،‬واطبخوا‪ :‬أأي اختذوا طبيخا‪ ،‬وهكذا ومنه‪:‬‬
‫اقتعد‪ .‬أأي اختذ قعدة‪ .‬وهذا فعل متعد حيتاج اىل مفعول به‪ ،‬ما اذلي اختذه للقعود؟‬
‫الس نام اىل العنق يف الناقة‪ ،‬والس نام هو أأعىل الظهر‪ .‬ث توسعوا به‬
‫غارب‪ :‬هو ما بني َّ‬
‫ِ‬
‫فأُطلق َّ‬
‫الس نام عىل أأعىل اليشء‪.‬‬
‫الاغِتاب‪ :‬فعهل اغِتب‪ ،‬يقال ملن تزوج من غي أأقاربه‪ ،‬ويقال ملن نزح عن وطنه‪.‬‬
‫أأنْأأتن‪ :‬من نأأى ينأأى‪ ،‬أأي بعد‪ .‬واهلمزة للتعدية‬
‫املِتبة‪ :‬من الفعل "ت ِرب" اذا أأصابه الِتاب‪ .‬ويقال للرجل "ت ِرب" مبعىن افتقر وصار يف يده‬
‫الِتاب ومل يعد يف يده مال‪ .‬ومنه ادلعاء‪ :‬ال تربت يداك أأو يدك‪ .‬فاملِتبة الفقر‪.‬‬
‫ا ألتراب‪ :‬مفرده "تِرب" ويقال ملن ودل معك وملن اكن يف س نك‪.‬‬
‫(طوح ْت ب طوائِح الزمن‪ .‬اىل ص ْنعا ِء اليمن)‬
‫= طوح‪ :‬توهه وذهب به‪ ،‬وطوح به‪ :‬أألقاه يف الهواء‪.‬‬
‫طوا ِئح‪ :‬وطيحات‪ ،‬مجع "م ْطيحة"‪ ،‬تأأيت من االطاحة االذهاب واالهالك‪ .‬وتأأيت مبعىن القذف‬
‫والريم‪.‬‬
‫اىل ص ْنعا ِء المين‪ :‬صنعاء اليت يف المين‪ ،‬يف مقابل اليت يف دمشق‪ .‬حلب يف سوراي وحلب‬
‫يف مرص‪ ،‬وطرابلس يف لبنان وطرابلس يف ليبيا‪.‬‬
‫فاض‪ .‬ابدي االن ِ‬
‫ْفاض‪).‬‬ ‫(فدخلْهتا خاوي ال ِو ِ‬
‫= خاوي‪ :‬من خوى‪ ،‬خوى وخواء‪ ،‬والقرص فيه أأشهر من املد‪ .‬خوى اجلوف من الطعام اذا‬
‫خال منه‪ .‬ويقال‪" :‬خوى فالن" اذا تتابع عليه اجلوع‪.‬‬
‫الوفاض‪ :‬اذا عاملنا هذه اللكمة معامةل املفرد‪ ،‬فالوفاض يه اجلدلة اليت تقع حتت الريح‬
‫لتقي القمح املطحون عن ا ألرض‪ .‬واذا عاملناها معامةل امجلع‪ ،‬ومفرده وفْضة‪ :‬ويه ما يضع‬
‫فيه الراعي طعامه وزاده‪ .‬وللوفضة مدلول أخر‪ ،‬ويه النقرة بني الشاربني‪.‬‬
‫ابدي االنفاض‪ :‬أأي ظاهر فنا ِء الزاد‪ ،‬وأأنفض القوم‪ :‬ن ِفد طعاهمم وهلكت أأمواهلم‪.‬‬
‫(ال أأ ْم ِل بلْغة‪ .‬وال أأجِ د يف جِ راب مضْ غة‪).‬‬
‫= بلغة‪ :‬البلغة يه الكفاية وما تصل به اىل املراد من غي زايدة عىل احلاجة‪ ،‬وتطلق عىل ما‬
‫يتبلغ به من العيش‪ ،‬ويه احلد ا ألدىن‪.‬‬
‫جراب‪ :‬وهو ما حيمل فيه الزاد‪.‬‬
‫الهامئ‪ .‬وأأجول يف ح ْوماِتِ ا جوالن ِ ِ‬
‫احلامئ)‪.‬‬ ‫(فط ِف ْقت أأجوب طرقاِتِ ا ِمثل ِ ِ‬
 ‫= ط ِفقت‪ :‬أأخذت‬
‫أأجوب‪ :‬جاب جيوب ْ‬
‫جواب‪ :‬اذا قطع وشق وخرق‪ .‬فهو جائب‪ ،‬وللمبالغة‪ :‬جواب‪.‬‬
‫الهامئ‪ :‬وهو احليان‪ ،‬من هام‪ :‬أأي خرج عىل وهجه يف ا ألرض ال يدري أأين يتوجه ويف ا ألمر‬
‫حتي فيه واضطرب وذهب لك مذهب‬
‫حوماِتا‪ ،‬احلامئ‪ :‬الطي حام ح ْوما وحوماان اذا دار ودوم‪ ،‬فهو حامئ وح ِوم‪ .‬ويعّب عن اذلي‬
‫طلب أأمرا ما‪ ،‬فيقال‪ :‬حام عىل ا ألمر‪ ،‬وكذكل يقال حام عىل فالن اذا عطف عليه‪ .‬واحلومة‪:‬‬
‫معظم املاء‪ ،‬أأو الرمال‪ ،‬أأو البحر‪ ،‬وحومة القتال‪ :‬يه أأشد موضع يف احلرب‪ ،‬ألن امجليع‬
‫حيومون حولها‪.‬‬
‫(وأأر ْود يف مسار ِح ملحايت‪ .‬ومساي ِِح غدوايت ور ْوحايت‪ .‬كرميا أُ ْخ ِلق هل ديباجيت‪ .‬وأأبوح ال ْي ِه‬
‫حباجيت‪ .‬أأو أأديبا تف ِرج رؤيته ُغيت‪ .‬وت ْروي ِروايته غليت)‬
‫= أأرود‪ :‬راد يرود ْرودا‪ :‬أأي طلب املاء والطعام ألههل‪ ،‬وطالب املاء عادة يتقدم القافةل ويقال‬
‫هل الرائد‪.‬‬
‫مسارح‪ :‬مفرده مسح‪ ،‬وهو يف ا ألصل املرعى‪ .‬ث اس تعي للملعب‪.‬‬
‫حملات‪ :‬ملح اذا نظر اىل اليشء ببرص ضعيف‪.‬‬
‫مساحي‪ :‬الفعل ساح‪ ،‬يقال ساح يس يح س يحا وس يحاان‪ :‬املاء اذا جرى‪ .‬وساح يف ا ألرض‬
‫س ْيحا وس ياحة وس يوحا يف ا ألصل هو اذلهاب للعبادة والِتهب‪ ،‬ث معم بعد ذكل لغي‬
‫وطلب ا ألنس‪.‬‬
‫العبادة‪ .‬ويف عرصان‪ :‬يقال س ياحة دينية‪ ،‬ألن الس ياحة صار لها مدلول التفكه ِ‬
‫وهناك انساح اليشء اذا اتسع‪ ،‬ومنه الساحة‪ ،‬ويه املتسع أأمام ادلار‪ ،‬أأو بني دور احلي‪.‬‬
‫غدوات‪ :‬من غدا يغدو‪ ،‬من ابب قعد‪ :‬اذا بكر وسار غدْ وة‪ ،‬ويه ما بني طلوع الفجر‬
‫وطلوع الشمس‪ ،‬ث معم ليس تعمل يف مطلق السي‪.‬‬
‫ْروحات‪ :‬من راح يروح وهو يف ا ألصل رواح الْع ِ ِ‬
‫يش من أخر الهنار اىل الليل‪ ،‬ث اس تعمل‬
‫يف ا ألمع ملطلق السي‪ .‬وحينئذ‪ :‬راح وغدا ملطلق السي‪.‬‬
 ‫أُخ ِلق‪ :‬خلق هل معنيان‪:‬‬
‫ا ألول مصدره خلْقا‪ ،‬وخلْقة‪ .‬واملعىن الشائع لـ "خلق" هو أأوجد‪ ،‬وخالق أأي موجد‪ .‬وهذا‬
‫الشائع يف غي حمهل‪ ،‬وهو من مظاهر ا أل ِنس ابلعامية وعد ِم تتبع اس تعامالت العرب‪ ،‬ألن‬
‫"خلق" تس تعمل مع التقدير والقياس‪ ،‬فيقال خلق ا ِجلدل أأي قدر وقاس قبل أأن يقطع‪،‬‬
‫فاخللق ال يعن مطلق االجياد‪ ،‬بل يعن االجياد عىل وفق التقدير! ففي اخللق حيثيتان‪ :‬حيثية‬
‫اجياد وحيثية عمل وحمكة‪.‬‬
‫الثاين مصدره خلقا‪ ،‬وخل ْوقة‪ :‬اذا بيل اليشء‪ ،‬يقال هل‪ :‬خلق‪ .‬ومنه "أأخلق"‪ :‬ويس تعمل متعداي‬
‫والزما‪ :‬فيقال‪ :‬أأخلق الثوب أأي أأباله‪ ،‬ويقال‪ :‬أأخلق الثوب أأي بيل‪.‬‬
‫ديباجيت‪ :‬من ادلبْج‪ ،‬وأأصهل النقش‪ ،‬ويقال‪ :‬دبج النص اذا حس نه وزينه‪ ،‬وقيل هو من‬
‫ادليباج َّ‬
‫مودل فاريس‪ ،‬وهو النس يج امللون‪ .‬وديباج الوجه وديباجة الوجه هو حسن برشته‪.‬‬
‫ُغيت‪ :‬الكرب والضيق‪ ،‬ويقال للظلمة ُغة‪.‬‬
‫غليت‪ :‬والغل‪ ،‬شدة العطش وحرارته‪ .‬وتس تعار حلرارة احلزن والشوق‪.‬‬
‫تروي‪ :‬من الري‪ ،‬روى يروي‪ ،‬ال روى يروي‪.‬‬
‫طاف‪ .‬وهدتْن ِفاحتة ا أللْ ِ‬
‫طاف‪ .‬اىل اند رحيب‪ .‬محتو عىل ِزحام‬ ‫(حت أأدتْن خا ِتمة امل ِ‬
‫وَنيب)‪.‬‬
‫= أأدتن‪ :‬أأدى اليشء اىل أأههل اذا أأوصهل الهيم‪ ،‬أأداء وتأأدية‪ ،‬وفيه اس تعامل لطيف‪ :‬أأدى اليه‬
‫اذا اس متع اليه‪ ،‬واكن أأوصل هل ما يدل عىل اصغائه واهامتمه‪ .‬ويقال‪ :‬أأدى دينه أأي قضاه‪،‬‬
‫حيث أأوصل حق صاحب ادلين اليه‪.‬‬
‫خامتة املطاف‪ :‬خَت هنا مبعىن بلغ أخر اليشء‪ ،‬ومنه خَت القرأن‪ .‬ومنه اخلاتِمة وا ِخلتام‪ .‬وليس‬
‫من خَت مبعىن طبع‪.‬‬
‫فاحتة ا أللطاف‪ :‬اليت فتحت ما حدث يل من ل ْطف هللا‪.‬‬
‫رحيب‪ :‬من "رحب يرحب ر ْحبا"‪ ،‬من الباب اخلامس‪ ،‬و"ر ِحب ْيرحب رحبا" من الباب‬
‫الرابع‪ .‬فهو ر ِحب‪ ،‬ورحيب‪ ،‬ورحاب‪ .‬وقالوا‪ :‬مل يأأ ِت "فعل" مضموم العني من الصحيح‬
‫متعداي اال رحب‪ ،‬تقول‪ :‬رحبتمك ادلار‪ .‬وهو من ا ألفعالِ الشاذة يف القياس اذ املفروض أأن‬
‫يكون الزما‪ ،‬ألن فعل صيغة تدل عىل السجااي والطبائع‪ ،‬عىل ما يقوم يف اذلات‪.‬‬
‫وزحم‪ /‬مصدر زحم يزحم فالان‪ ،‬أأي ضايقه‪ .‬والامس الز ْْحة‪ .‬ومنه‪ :‬زحم القوم بعضهم‬
‫ِزحام‪ْ :‬‬
‫بعضا يف اجمللس‪.‬‬
‫َنيب‪ :‬صوت الباكء‪.‬‬
‫اذا أأردان أأن نعيد صياغة هذه الفقرة بأألفاظ أأسهل‪ ،‬وبطريقتنا وان اكنت بدقة أأقل‪.‬‬
‫املعىن االجاميل‪ :‬ملا اختذت ظهر الزنوح والهجرة قعدة يل‪ ،‬وأأبعدين العوز والفقر عن أأتراب‬
‫وأأقراين‪ ،‬رمت ب قواذف ادلهر اىل صنعا ِء المين‪ ،‬فدخلهتا فارغ الزاد‪ ،‬يظهر عيل فناء زادي‬
‫وهالك مايل‪ .‬فأأخذت أأقطع طرقاِتا اكحلي ِان اذلي خرج عىل وهجه‪ ،‬ال أأدري أأين أأذهب‪،‬‬
‫العطش‪ .‬وأأطلب يف املساحات الواسعة عىل مدى‬ ‫وأأجول دائرا يف هجاِتا كام جيول الطائر ِ‬
‫مل ِح برصي ويف مساكل خرويج ليال وهنارا خشصا كرميا أأبذل هل ماء وهجيي يك يساعدين‪ ،‬أأو‬
‫خشصا أأديبا تفرج رؤيته ما يضيق ب وتروي رواايته ا ألدبية شوق اىل ا ألدب‪ .‬حت أأوصلتن‬
‫هناية التطواف وهداين أأول ا أللطاف اىل جملس واسع جيمتع فيه الناس ويضايق بعضهم بعضا‬
‫لشدة الزْحة ويسمع فيه صوت الباكء واالعوال‪.‬‬