You are on page 1of 7

‫من معلقة عنرتة بن شداد‬

‫أم َه ْل َع َر ْفَت اَّدل اَر بعَد َتَو ُّهـِم‬ ‫َه ْل َغاَد َر الُّش َع َر اُء مْن ُمَتـَر َّد ِم‬ ‫‪)1‬‬
‫َو مِع ي َص َباحًا َد اَر عْب َةل واسَلِم ي‬ ‫اَي َد اَر َع ْب لـَة اِب ِجل واِء َتَّلَكِم ـي‬ ‫‪)2‬‬
‫مَس ٌح ُم خاَلَط يت ِإ ذا َلم ُأظِمَل‬ ‫َأثين َعَّيَل ِبام َعِلمِت َف َّنني‬ ‫‪)3‬‬
‫ُم ٌّر َم ذاَقُتُه َكَط عِم الَع لَقِم‬ ‫ف ذا ُظ ِلمُت َف َّن ُظ لِمِإي ابِس ٌل‬ ‫‪)4‬‬
‫ن ُكنِت جاِه ًةَل ِبام َلم َتعَلمي‬ ‫َهِإاّل َس َألِت ِإاَخليَل اي ابَنَة ماٍكِل‬ ‫‪)5‬‬
‫ِإ‬
‫َأغىش الَو غى َو َأِع ُّف ِع نَد اَملغِمَن‬ ‫خُي ْرِب ِك َمْن َش ِهَد الوقيَع َة َأَّنين‬ ‫‪)6‬‬
‫ال ُم ْم ِع ٍن َه َر اًب َو ال ُم سَتسِمِل‬ ‫َو ُم َد َّج ٍج َكِر َه الُكامُة ِنزاُهَل‬ ‫‪)7‬‬
‫ِبُم َثَّقٍف َص ْد ِق الُكعوِب ُم َقَّو ِم‬ ‫جاَدت َيَد اَي هل ِبعاِج ِل َط عَنٍة‬ ‫‪)8‬‬
‫َليَس الَكرُمي َعىل الَقنا ِبُم َح َّر ِم‬ ‫َفَش َكْكُت اِب لُر مِح األِّمص ِثياَبُه‬ ‫‪)9‬‬
‫َيَتذاَم روَن َكَر رُت َغَري ُم َذ َّم ِم‬ ‫َلّم ا َر َأيُت الَقوَم َأقَبَل مَج ُع ُهْم‬ ‫‪)10‬‬
‫َأشطاُن ِبٍرئ يف َلباِن اَألدِمَه‬ ‫َيدعوَن َع نَرَت َو الِر ماُح َأَكهَّن ا‬ ‫‪)11‬‬
‫َو َلباِنِه َح ىّت َترَس َبَل اِب َدل ِم‬ ‫ما ِز لُت َأرمِهي ْم ِبُغَّر ِة َو ِهْج ِه‬ ‫‪)12‬‬
‫َو َش اك ِإ َّيَل ِبَع َرب ٍة َو َحَتمُح ِم‬ ‫َفاْز َو َّر ِم ن َو قِع الَقنا ِبَلباِنِه‬ ‫‪)13‬‬
‫أو اكن َلْو َعَمِل الالَك َم ُم ِّلَك مي‬ ‫َلو اكَن َيدري ما اُملحاَو َر ُة اشَتىك‬ ‫‪)14‬‬
‫قيُل الَفواِر ِس َو يَك َع نَرَت َأْقِد ِم‬ ‫َو َلَقد َش فى َنفيس وَأْبَر َأ ُس قَم ها‬ ‫‪)15‬‬
‫ُليّب َو َأحِفُز ُه برأٍي ُمَرب ِم‬ ‫ُذ ُلٌل ِر اكيب َح يُث ِش ئُت ُم شاِيعي‬ ‫‪)16‬‬
‫رشح األبيات ‪-:‬‬

‫‪ -:1‬املرتدم‪ :‬املوضع اذلي يستصلح ملا اعرتاه من الوهن والويه‪ .‬املعىن‪ :‬هل ترك الشعراء موضعا مسرتقعا‬
‫إال وقد أصلحوه ويقصد‪ :‬مل يرتك الشعراء معىن ألحد إال صاغوا فيه شعرا؟ والاستفهام هنا يفيد اإلناكر‬
‫والنفي أي مل يغادر الشعراء ومل يرتكوا موضعا إال وذكروا أطالهل‪،‬مث خياطب نفسه‪ :‬أم ترى هل عرفت دار‬
‫حمبوبتك بعد شِّكَك فهيا‬

‫‪ -:2‬اِجل واء‪ :‬امس موضع يف جند‪ ،‬نزلت فيه عبةل‪ .‬املعىن‪ :‬اي دار حمبوبيت هبذا املوضع تلكمي وأخربيين عن‬
‫أهكل ماذا فعلوا‪ ،‬مث يتابع قائال‪ :‬أحييك منازل عبةل‪ ،‬أال طاب عيشك وسلمت دار حمبوبيت‪.‬‬

‫‪ -:3‬مسح‪ :‬سهل‪ .‬خياطب عنرتة حمبوبته‪ :‬أثين عّيل وامديح يب ُخ ُلقي ومعامليت للناس ملا علمِته عين من‬
‫حماِم د ومناقب‪ ،‬فإنين دمث األخالق وسهل اخملالطة ما مل هُي ضم يل حق ومل ُيبخس يل حظ‪.‬‬

‫‪ -:4‬ابسل‪ :‬مبعىن كريه وخط‪ .‬العلقم‪:‬جشر احلنظل أو مثره املعروف مبرارته‪ .‬املعىن‪ :‬إذا ُظ لمُت وجدَت ظلمي‬
‫كرهيا مًّر ا حنظاًل علقًم ا‪ ،‬أي من يظلْم ين أعاقْببه عقااب ابلغا وخامي ال يقدر أن حيمتهل‪.‬‬

‫‪ -:6 + 5‬خياطب عبةل‪ :‬هال سألِت الفرسان عين وعن بأيس وقتايل إن كنِت جاهةل حبايل؟‬
‫خيْرب ِك ‪ :‬جمزومة جواب رشط "إ ْن "‪ .‬الوقيعة‪ :‬احلرب‪ .‬الوغى‪ :‬أصوات احلرب أي احلرب هنا‪ .‬أعّف ‪ :‬أترّفع‪.‬‬
‫املغمن‪ :‬الغنمية والاستحواذ يف احلرب‪ .‬املعىن‪ :‬إن سألِت الفرسان عن حايل يف احلرب خيْرب ك من حرض‬
‫احلرب إبين كرمي عايل اهلمة‪ ،‬آيت احلروب وأعف وأترفع وأتزنه عن اغتنام األموال والغنامئ والسبااي‪.‬‬

‫‪ -:7‬املدجج‪ :‬اتم السالح‪ .‬اإلمعان‪ :‬اإلرساع يف اليشء واإلفراط فيه‪ .‬املعىن‪ :‬رَّب رجٍل اتم السالح اكنت‬
‫األبطال تكره نزاهل وقتاهل لفرط بأسه وصدق مراسه‪ ،‬وهو ال يرسع يف الهرب إذا اشتّد بأس عدّو ه وال‬
‫يستكني وال يستسمل هل‪.‬‬

‫‪ -:8‬جادت امجلةل الفعلية خرب ملدجج‪ .‬جادت هل بعاجل طعنة‪ :‬سبقته ابلطعن‪ .‬املثقف‪ :‬املقوم املصحح‪.‬‬
‫الكعوب‪ُ :‬عقد األانبيب‪ .‬الَّص ْد ق‪ :‬الُّص لب‪ .‬املعىن‪ :‬سارعت إليه وسبقته بطعنٍة ‪ ،‬ألنين أْثَقُف منه‪ ،‬طعنٍة عاجٍةل‬
‫برمح مقّو م صلِب الُع َقِد ‪.‬‬

‫‪ -:9‬شككت‪ :‬انتظمت وخزقُت ‪ .‬األمص‪ :‬الُّص لب‪ .‬الكرمي‪ :‬الفارس األّيب ‪ .‬املعىن‪ :‬طعنته طعنة أنفذت الرمح‬
‫يف جسمه وثيابه لكها أي دروعه‪ ،‬فإن الفارس مثهل ليس حمرما عىل الرماح‪ ،‬أي أن الرماح مولعة ابلفتك‬
‫ابألاكرم واألجاود من الفرسان حلرصهم عىل اإلقدام‪.‬‬
‫‪ -:10‬القوم‪:‬مجع األعداء‪ .‬يتذامرون‪ :‬حيض بعضهم بعضا عىل القتال‪ .‬كررت‪ :‬جهمت وأقبلت‪ .‬مذمم‪:‬غري‬
‫محمود(أي أبليت بالء حسنا)‪ .‬املعىن‪ :‬ملا رأيت مجوع األعداء أقبلْت حنَو ان يتحاّض ون عىل القتال عطفت علهيم‬
‫لقتاهلم قتاال محمودا وحسنا‪.‬‬

‫‪ -:11‬أشطان‪َ :‬ش َط ن حبل‪َ .‬لبان‪:‬صدر‪ .‬األدمه‪ :‬األسود‪ .‬اكنوا يدعونين يف حاةل إصابة رماح األعداء صدَر‬
‫فريس وولوهجا فيه‪ ،‬اكحلبال املتدلية يف البرئ‪.‬‬

‫‪ -:12‬يف رواية أخرى‪":‬بثغرة حنره" ويه الَهْز مة بني الرتقوتني‪ .‬ترسبل‪ :‬تقّم ص‪ .‬وما زلت أقاتل وأريم‬
‫األعداء بنحر فريس حىت ُج رح وتلطخ ابدلم وصار ادلم رسابال هل‪.‬‬

‫‪ -:13‬ازوّر ‪ :‬مال‪ .‬عربة‪ :‬دمعة‪ .‬حتمحم‪ :‬صهيل حنون‪ .‬املعىن‪ :‬مفا اكن من فريس ِملا أصابه من رماح وللجروح‬
‫اليت أخثنته‪ ،‬إال أن مال إ ّيل شاكيا دامعا بصهيل حنون يستعطفين ويسرتقين حلاهل‪.‬‬

‫‪ -:14‬احملاورة‪ :‬الالكم‪ .‬لو اكن فريس جييد الالكم الشتىك إ ّيل مما يقاسيه ويعانيه‪ ،‬ولّلكمين لو اكن يعمل‬
‫الالكم‪ ،‬لشدة ما أصابه من لكوم وجروح‪.‬‬

‫‪ -:15‬أبرأ‪ :‬شفى‪ .‬املعىن‪ :‬ولقد شفى نفيس من كرهبا ومغها يف هذه املعركة استنجاد الفرسان يب صاحئني‪ :‬أقدم‬
‫واجهم اي عرنُة فأنت ملجؤان الوحيد وحصننا املنيع‪.‬‬

‫‪ -:16‬ذلل‪ :‬مجع ذلول أي سهةل ومسّخرة يل‪ .‬الراكب‪ :‬اإلبل ال واحد هل ومهنم من يقول مفردها َر كوب‪.‬‬
‫مشايعي‪ :‬معاوين‪ .‬ليب‪ :‬عقيل‪ .‬أحفزه‪ :‬أدفعه وأقّو يه‪ .‬مربم‪ :‬حممك‪ .‬املعىن‪ :‬تذلل وتتسّخر إبيل يل حيث أوهّج ها‪،‬‬
‫ويعاونين عىل أفعايل عقيل وأميض إىل ما يقتضيه إبحاكم وشكمية ورابطة جأش‪.‬‬

‫شلك وأسلوب‪-:‬‬

‫‪ ‬القصيدة تتبع للشعر الغنايئ الوجداين‪ ،‬اذلي يتغىن فيه الشاعر بعواطفه‪ ،‬ويعرب عن إحساسه‬
‫وجتاربه اذلاتية‪ ،‬ويصور أفراح وأتراح نفسه ومعاانته‪ ،‬ويه من البحر الاكمل‪( :‬متفاعلن×‪2 × )3‬‬
‫القصيدة تتبع للشعر العمودي التقليدي‪ :‬حبر وقافية موحدان‪ ،‬تعدد املواضيع‪ ،‬اسهتالل بباكء‬ ‫‪‬‬
‫األطالل‪ ،‬وحدة البيت‪ .‬والالكسيكية ابعتبارها من املعلقات ملا فهيا من تعابري وألفاظ تعرب عن بيئة‬
‫الشاعر وطبيعة معيشته‪.‬‬
‫استعامل استفهام اإلناكر والنفي يف اليت األول‪ :‬للتعبري عن احلرسة والفاجعة والشوق واحلنني‬ ‫‪‬‬
‫لدلاير‪...‬‬
‫استعامل التجريد‪ :‬يف مثل قوهل‪" :‬هل عرفت ادلار بعد تومه" وهو من دواعي الاستئناس والرتفق‬ ‫‪‬‬
‫ابلنفس واللني والتعزية وإ زاةل الوحشة واستحضار لضمري ُيَتَس ىّل به‪.‬‬
‫استعامل املبالغة يف مثل قوهل يف وصف الرماح يف صدر الفرس‪ ،‬وقوهل يف ترسبل فرسه ابدلم‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وقوهل يف ميل فرسه بأثر تساقط الرماح يف صدره‪ ،‬والغرض من املبالغة‪ :‬التعظمي‪ ،‬الهتويل‪ ،‬احلط‪،‬‬
‫التضخمي‪ ،‬اإلكبار‪ ،‬الهتمك‪ ،‬الانتقام‪ ،‬الكذب‪ ،‬الصدق‪ ،‬الانفعال‪ ،‬صدق املشاعر‪ ،‬إبراز درجة‬
‫اإلجعاب‪ ،‬التحقري‪ ،‬بلوغ أقايص املعاين والتشكيك‪(.‬تطبيق ما يندرج من أغراضها عىل النص)‬
‫استعامل الالتفات‪ :‬بقوهل‪ ":‬أثين عّيل ‪.....‬فإنين مسح" والغرض من االتفات‪ :‬إلفات النظر أو السمع‬ ‫‪‬‬
‫إىل املتلكم‪ ،‬إاثرة املتلقي‪ ،‬استصغاء املتلقي‪ ،‬تقوية املعاين ومشوليهتا‪ ،‬ختصيص املتلقي اخملاَط ب‬
‫وللترصحي بكنه اخلطاب‪ ،‬توبيخ املتلقي املغّيب‪ ،‬استقصاء الاحامتالت املعنوية لأل فعال اُملْس َتْلَفَتة‪،‬‬
‫استحضار الغائب وتغييب احلارض‪ ،‬ثبوت اخملاَط ب املغَّيب واخملاَط ب املستحرَض يف نفس املتلقي‬
‫عىل حد سواء أي سواء أاكن حارضا أم غائبا‪.‬‬
‫الصورة الطللية‪ :‬يف البيتني األول والثاين وهذا من سنن الشعراء التقليديني ملا يف ذكل من اسرتقاق‬ ‫‪‬‬
‫واستثارة للنفس لُتْش ِع َر ‪.‬‬
‫استعامل الرشط‪ :‬يف مثل قوهل‪":‬فإذا ُظ لمُت "‪ ،‬وقوهل‪ ":‬إن كنت جاهةل‪ ..‬خيربك"‪ ،‬وقوهل‪ ":‬ملا‬ ‫‪‬‬
‫رأيت‪....‬كررت"‪ ،‬وقوهل‪ ":‬لو اكن يدري"‪ ،‬والغرض من الرشط‪ :‬إبراز قدر وماكنة الشارط‪،‬‬
‫وإ براز قدر املرشوط عليه يف نظر الشارط‪ ،‬وإ براز الرشط يف نظر الشارط‪ ،‬وإ براز الثواب‬
‫والعقاب‪ ،‬والرتهيب والرتغيب‪ ،‬والتقليل والهتويل‪ ،‬وإ براز احامتل الوهجني ال اثلث هلام‪ ،‬وحزم‬
‫وتوكيد الشارط يف رشطه ال رجعة منه‪.‬‬
‫استعامل التشبيه‪ :‬يف مثل قوهل‪ ":‬مذاقته كطعم احلنظل"‪ ،‬وقوهل‪ ":‬والرماح أكهنا أشطان برئ"‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وقوهل‪ ":‬والغرض منه‪ :‬بيان حال املشّبه‪ ،‬بيان ماكنة املشّبه‪ ،‬تزيني املشّبه‪ ،‬تقبيح املشّبه‪ ،‬تقريب‬
‫املشّبه من صورة مألوفة‪ ،‬تبعيد املشّبه من صورة مألوفة‪ ،‬تعظمي املشبه أو حتقريه‪ ،‬تبليغ املشبه إىل‬
‫املثل األعىل أو األدىن‪ ،‬اإلقناع والاحتجاج‪ ،‬اإلفصاح عن املعاين املشهبة‪ ،‬تقريب املعاين إىل الواقع‪.‬‬
‫إرشاك احلواس‪ :‬يف مثل قوهل‪ ":‬يف وصف طعم ظلمه املر" حاسة اذلوق‪ ،‬ويف قوهل‪ ":‬بعاجل طعنة"‬ ‫‪‬‬
‫حاسة اللمس‪ ،‬ويف قوهل‪ ":‬يتذامرون" حاسة السمع‪" ،‬كررت" حاسة السمع‪ ،‬وغري ذكل من حاسة‬
‫البرص اليت عرب عهنا الشاعر يف أكرث أبيات القصيدة أنه ينقل لنا مشاهد حربية ملحمية‪ ،‬واإلرشاك‬
‫احليس للصور املنقوةل لزايدة الانسجام والانفعال والتفاعل والتعاطي مع الصور احلسية بواقع أكرث‬
‫واكامتل الصورة املنقوةل يك ال تكون جمردة بل جمسدة‪ .‬وللصورة احلسية ذلة أو متعة ونشوة إدراك‬
‫وتلّق ومبارشة املعاين دون وسائط والابتعاد عن اذلهنية خاصة حاسة السمع والبرص واللمس أو‬
‫اَحلّس فهذه احلواس الثالث تقربك من الصورة أو املشهد ‪ ،‬فتعيشه وتنسجم معه وتندمج‪ ،‬وتثري‬
‫احلسّية يف املتلَّقي خياهل وفكره ملشاركة الشاعر يف انفعاالته‪ ،‬ذكل أَّن احلواس رابط بني الشاعر‬
‫واملتلَّقي‪ ،‬ويتعَّز ز دوره إذا جنح الشاعر يف توظيف احلواس توظيفا يساعد عىل خض أحاسيسه‬
‫وانفعاالته إىل وعي املتلقي‪ ،‬فيتحسس األشياء حبواس الشاعر‪.‬‬
‫املشاهد امللحمية احملفوفة ابألسطورة واخلرافة‪ :‬فالشاعر ينقل لنا لوحات مرسومة ابللكامت احلربية‬ ‫‪‬‬
‫والعبارات امللحمية يف املقطوعة ومن أمه خصائص امللحمية‪ :‬الرسد‪ ،‬الوصف‪ ،‬احلوار‪ ،‬امزتاج‬
‫األسطورة ابلواقع‪ ،‬تناول جوانب واقعية من حياة الشاعر امللحمي‪ ،‬الغنائية والوجدانية‪.‬‬
‫التعبري عن املواقف‪ :‬يف عدة أبيات يعرب لنا عنرتة عن موقفه من أمور مهنا‪ :‬موقفه إذا ُظ مل‪ ،‬موقفه‬ ‫‪‬‬
‫من الفارس الشجاع اذلي يبارزه‪ ،‬موقفه من اشتداد املعركة ووطيسها احلايم(يكر وهيجم)‪،‬‬
‫وموقفه من احلياة اليت يعيشها وفروسيته‪ :‬ذلل راكيب وليب مشايعي‪ .‬لك ذكل يندرج يف صلب‬
‫الشعر الغنايئ الوجداين وهو من أبرز سامت هذا الشعر‪.‬‬
‫الاستئناف املشهدي‪ :‬يف نقهل للمشاهد املنقوةل متصةل بعضها ببعض‪ :‬يف مثل وصف صورة املدجج‬ ‫‪‬‬
‫اذلي لقيه وانزهل وما فعل به عنرت ( يف ثالثة أبيات)‪ ،‬وصورة احتدام املعركة واستنجاد قومه به‬
‫حىت ازورار فرسه من وقع الرماح يف صدره‪ .‬هذه الصور جاءت متتابعة متواترة متصةل للتعبري عن‬
‫املشاهد البطولية لعنرتة‪ ،‬وخرافية فروسيته‪ ،‬وأسطورية عزمه وفرسه ورابطة جأشه‪ ،‬وذكل‬
‫إلفعام املقطوعة احلربية امللحمية ابخلوارق والعجائبية‪.‬‬
‫القمي اليت يعرب عهنا يف املقطوعة‪ :‬مسح‪ ،‬ظلمه ابسل مر‪ ،‬عفيف عند املغمن‪ ،‬يقدر احملارب الفارس‬ ‫‪‬‬
‫قبالته‪ ،‬نرصة قومه‪ ،‬التضحية من أجل القوم والقبيةل‪ ،‬الرتوي ابستنجاده بقلبه وعقهل‪(.‬رشح تكل‬
‫العبارات) وهذا ما يؤكد قمي الفارس املغوار الشجاع الصنديد ذي القمي‪ ،‬ورؤيته لأل مور‪ ،‬ورأيه‬
‫فهيا‪ ،‬وانطالقاته الفكرية‪.‬‬
‫التأنيس‪ :‬عندما أنسن فرسه‪ :‬والغرض منه‪ :‬الامتيه التام بني املؤِّنس واملؤَّنس‪ ،‬وتعالق االثنني‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وانسجام اكمل‪ ،‬واحتاد بيهنام‪ ،‬وامزتاج عضوي أو حيس أو غريهام‪ ،‬وتوقيع للمؤَّنس بصورة الواقع‬
‫لتقريبه إىل اإلنسان يك يتحد معه ويراه سواء ومثهل‪.‬‬
‫التشخيص‪ :‬يف البيت الثاين بقوهل‪":‬اي دار عبةل ابجلواء تلكمي" وأغراض التشخيص من أغراض‬ ‫‪‬‬
‫الاستعارة والتأنيس‪.‬‬
‫التكرار‪ :‬اللفظي واملعنوي‪ :‬يف مثل تكراره للفظة"لبان"(لفظي)‪ ،‬ولفظة"عبةل"(لفظي)‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ولفظة"أظمل" و"ظلمت"(لفظي)‪ ،‬ولفظة"مثقف" و"مقوم"(معنوي)‪ ،‬ولفظة"عنرت"(لفظي)‪،‬‬
‫ولفظة"شفى نفيس" و "أبرأ سقمها"(معنوي)‪ ،‬ولفظة"احملاورة" و "الالكم" (معنوي)‪،‬‬
‫ولفظة"شاك" و "اشتىك" (لفظي) وغري ذكل‪ ،‬والغرض من التكرار‪ :‬التشديد‪ ،‬التوكيد‪ ،‬الرتديد‪،‬‬
‫التجديد‪ ،‬املوسيقا والانفعال النفيس وللهتويل والتعظمي والتحقري ‪.....‬وترسيخ املعاين وتذويهتا يف‬
‫النفوس للتعبري عن حاةل نفسية معينة‬
‫أحرف الشدة والهتويل والتضخمي‪ :‬ويه من مجموعة"أجدك تطبق" أ ج د ك ت ط ب ق‪ :‬لك هذه‬ ‫‪‬‬
‫األحرف‪ ،‬ويقابلها أحرف اللني والرخاوة‪ ":‬وليّنا معَر " و ل ي ن ا ع م ر‪ .‬وحنن بصدد أحرف‬
‫الشدة يف املقطوعة والغرض مهنا‪ :‬الهتويل‪ ،‬التضخمي‪ ،‬التعظمي‪ ،‬الرتهيب‪ ،‬الوعيد‪ ،‬الهتديد‪ ،‬التحذير‪،‬‬
‫التخويف‪ ،‬التذكري‪ ،‬التنذير‪ ،‬التحقري‪ ،‬نقل الصورة املهول هبا إىل واقعها خري نقل وجعل املتلقي‬
‫يشابه ما بني صورة املشهد املنقول ابملعىن ووقع خمرج احلرف املهِّو ل‪.‬‬
‫البيت األخري‪ :‬عبارة عن املنطلق الشخيص للشاعر‪ :‬فهو يسرّي إبهل‪ ،‬ويوجه لبه وعقهل‪ ،‬وحيمك رأيه‬ ‫‪‬‬
‫مبا فيه الناحية السديدة واجلهة الرشيدة‪ ،‬وذكل من صفات الفارس الفىت الشجاع املتسم ابملروءة‬
‫قوال وفعال‪ ،‬ومل تكن تكل الصفات من صفات اجلاهليني ولكن عنرتة يفاخر بوجودها به‪.‬‬
‫الصورة اليت يربز فهيا عنرتة وجدانيته وغنائيته وفروسيته وتقديره للخصم ومدحه هل مع أنه غرميه‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫حني قال‪ ":‬ومدجج كره‪.......‬عىل القنا مبحرم"‪ ،‬ثالثة أبيات يربز فهيا عنرتة صفات الفارس اذلي‬
‫قابهل‪ ،‬ويربز صفاته ابملقابل‪ ،‬وأولويته وتفوقه عليه‪.‬‬
‫الوصف التفصييل‪ :‬يف مثل قوهل يف األبيات ‪ ، 7،8،9‬يف األبيات ‪ 12،13،14‬والغرض من ذكل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫التدقيق يف املوصوفات احلسية غالبا ال اخليالية‪ ،‬نقل الصورة املوصوفة متاكمةل‪ ،‬التعبري عن مشهد‬
‫وصفي متاكمل ولقطة درامية ديناميكية حركية‪ ،‬التعبري عن عواطف جياشة ال ميكن حدها بوصف‬
‫متقطع‪ ،‬الوصل ما بني احلضور النفيس للوّص اف واحلضور اخلاريج للموصوف‪ ،‬أي إبراز العالقة‬
‫الوشيجة ما بني نفسية الوّص اف وخارجية املوصوف مما جيعل الوصف تغِّنيا وطراب وغضبا وتنفيسا‬
‫حلاةل نفسية‪.‬‬
‫التعليق‪ :‬يف مثل قوهل يف البيت التاسع عندما وصف طعنه للفارس األيب الشجاع املقدام‪ ،‬فعلق يف‬ ‫‪‬‬
‫جعز البيت عىل ما فعهل يف صدره(طعنه للفارس)‪ ،‬وذكل بغرض‪ :‬إضافة معلومة عىل ما سبق‪،‬‬
‫توضيح فكرة سابقة‪ ،‬إسنادها إىل املنطق‪ ،‬حتليلها واستساغهتا دلى املتلقي‪ ،‬متكيهنا من نفس‬
‫املتلقي‪ ،‬اإلجابة عن تساؤل طرح من قبل‪ ،‬الاستدراك والاستئناف عىل ما ذكر‪ ،‬الاستطراد‬
‫واإلسهاب‪ ،‬رشح الفكرة السابقة وتيسري تقبلها دلى املتلقي‪ ،‬إبداء رأي خاص يف التعليق‪ ،‬تربير‬
‫املوقف السابق وتعليهل‪.‬‬
‫الترصيع‪ :‬يف البيتني األولني‪ ،‬والغرض منه منه استحضار الهواجس الشعرية واستثارة العواطف‬ ‫‪‬‬
‫وادلخول إىل القصيدة إبيقاع متواتر مؤتلف يزيد من العذوبة والسالسة التعبريية‪.‬‬
‫املواقف اليت أشار إلهيا الشاعر يف القصيدة‪ ،‬وقد جاءت لتوضيح موقفه من لك املسائل املطروحة‬ ‫‪‬‬
‫فهيا بشلك تدرجيي‪ ،‬يربز فيه وجدانيته‪ ،‬محمييته وجسيته دون توجس أو وجل‪:‬‬
‫‪ -‬موقف الشاعر من بقااي داير عبلة ومهنا(‪)1،2،3‬‬
‫‪ -‬موقف الشاعر من اآلخرين إذا مل يتعرض للظلم‪)3(.‬‬
‫‪ -‬موقف الشاعر ممن حياول أن يظلمه‪(4(.‬‬
‫‪ -‬موقف الشاعر من العدو‪)5،6(.‬‬
‫‪ -‬موقف الشاعر من فارس جشاع ينازهل‪)7،8،9(.‬‬
‫‪ -‬موقف الشاعر عندما يرى مجوع األعداء قادمًة حنوه‪)10(.‬‬
‫‪ -‬موقف أفراد العدو من الشاعر قبيل بدء املعركة‪)11،12(.‬‬
‫‪ -‬موقف حصان الشاعر أثناء احتدام املعركة‪)13،14(.‬‬
‫‪ -‬موقف الشاعر عندما يستنجد احملاربون به عند اشتداد املعركة‪)15(.‬‬
‫‪ -‬موقف الشاعر من كيفية حتقيق مآربه‪)16(.‬‬
‫‪ ‬اللغة الشعرية‪ :‬فقد استعمل عنرتة اللغة املعيارية واللغة الشعرية يف عدة مواضع‪ ،‬مع أن اللغة‬
‫الشعرية مبعناها احلايل مل تكن ابرزة آنذاك‪ ،‬ذلا جند يف لغته الشعرية خرقا ليس ابلكبري للغة‬
‫الاصطالحية املعيارية من إيقاعات احلروف‪ ،‬التشبهيات‪ ،‬الاستعارات‪ ،‬ابإلضافة إىل األصوات‬
‫املناسبة جلو األبيات‪ ،‬واألحرف املفخمة املهَّو ةل املضخمة‪ ،‬واللكامت الغريبة‪.‬‬

You might also like