You are on page 1of 330

‫ـ‪2‬ـ‬

‫ـ‪3‬ـ‬
‫ـ‪4‬ـ‬
‫اإلِهــداء‬
‫إن صحَّ قوهلـم بالوراثة‬

‫أَساسـاً لألَخالق واملواهب اإلبداعيَّة‬

‫فليس من هو أَحــــــقُّ من أَبويَّ بإهدائي‬


‫وإن كانت التَّربية والبيئة مها معاً أَساس‬

‫التَّخلُّق وصانعيت املواهب اإلبداعيَّة‬

‫فليس هناك أَجدر من أَبويَّ بإهدائي‬

‫إىل أَبي وأُمِّي‬


‫أُهدي عزيز جهدي ومثرة فكري‪.‬‬

‫ـ‪5‬ـ‬
‫ـ‪6‬ـ‬
‫االختصارات والرُّ موز‬

‫‪ :‬استخدمنا هذين القوسني حلصر املقبوسات احلرفيَّة‪.‬‬ ‫« »‬


‫‪ :‬استتتخدمنا هتتذين القوستتني حلصتتر لنتتااين الةتت املتتذ و‬ ‫(( ))‬

‫يف املنت‪.‬‬
‫‪ :‬استخدمنا هذين القوسني حلصر املفردات ذات الدَّاللة‬ ‫( )‬
‫اخلاصة‪ .‬أَا لذ ر معىن بعض املفردات يف املنت‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ :‬استخدمنا هذين القوسني حلصر املفردات الَّيت أَضفناها إىل‬ ‫[ ]‬
‫النُّصوص املقبوسة؛ ٍ‬
‫لنقص يف املعىن أَا لتصحيح خطأ‪.‬‬
‫‪ :‬من دان تا يخ نشر‪.‬‬ ‫د‪ .‬ت‬
‫‪ :‬من دان مةان نشر‪.‬‬ ‫د‪ .‬م‬
‫‪ :‬من دان ناشر‪.‬‬ ‫د‪.‬ن‬
‫‪ :‬اجلزء‬ ‫ج‬
‫الد تو لبد الرمحن بداي‪.‬‬ ‫اإلشتا ات اإلهليَّة (ب) ‪ :‬النُّسخة اليت حققها ُّ‬
‫الد تو اداد القاضي‪ ،‬اهي الَّيت‬ ‫اإلشتا ات اإلهليَّة (ق) ‪ :‬النُّسخة اليت حققتها ُّ‬
‫النُّسخة التمدنا لليها‪.‬‬
‫الد تو إبراهيم الةيالين‪.‬‬ ‫الذختائر (ك) ‪ :‬النُّسخة الَّيت حقَّقها ُّ‬‫البصائر ا َّ‬
‫الد تو اداد القاضي‪.‬‬ ‫الذخائتر (ق) ‪ :‬النُّسخة الَّيت حقَّقتها ُّ‬ ‫البصائر ا َّ‬
‫الذخائتتر(م)‪ :‬النُّسخة الَّيت حقَّقها األُستاذان أَمحد أَمني اأَمحد ِّ‬
‫الزين‪ .‬امل‬ ‫البصائر ا َّ‬
‫يصد منها إال اجلزء األ ََّال‪.‬‬
‫‪ :‬النُّسخة الَّيت حقَّقها األُستاذ حممد توفيق حسني‪.‬‬ ‫املقابسات (ح)‬
‫‪ :‬النُّسخة الَّيت حقَّقها األُستاذ حسن َّ‬
‫السندايب‪.‬‬ ‫املقابسات (س)‬

‫ـ‪7‬ـ‬
‫ـ‪8‬ـ‬
‫أبو حيان التَّوحيدي كما ختيله مُعِدُّ الكتاب‬

‫ـ‪9‬ـ‬
‫ـ ‪ 01‬ـ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َما أَنَّهُ أ َْمٌر طَبِيع ٌّي أَ ْن ََن َد ِيف ُ ِّل آن َاَم َةان َم ْن يتُ ْعطي ُ َّل َشيء َحقَّهُ‬
‫ِ‬
‫اك َم ْن َملْ‬ ‫ك أَ ْن يَ ُةو َن ُهنَ َ‬ ‫أَا َللَى األَقَ ِّل الَ يَتْب َخ ُسهُ َه َذا ا ْحلَ َّق فَ ِم َن الطَّبِْيعِ ِّي َ ذلَ َ‬
‫ال ِه َلْنت َها؛‬ ‫ص َّح ِة اجه ِة نَظَ ِرهِ اِدفَ ِ‬ ‫يء أَا أَح ٍد مع ْالتِ َق ِاد ُ ٍّل ِمْنتهما بِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َُ‬ ‫يَأبَ ْه ِبَ ِّق َش ْ َ َ َ‬
‫ود ه ِذهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن طَبائِع الْب َش ِر ََْمبولَةٌ للَى الْمتَتنَاقِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضات‪َ ،‬ام ْن ُدان ُا ُج َ‬ ‫ُ َ ُ َ‬ ‫األ َْم ُر طَبِيع ٌّي أل َّ َ َ َ‬
‫ول‬‫َن ُ َّل طَبِيعِ ٍّي أَا مع ُق ٍ‬ ‫ات قَ ْد الَ تَ ْستَ ِمُّر ا ْحلَيَا ُ‪َ .‬الَ ِة َّن ه َذا لَيس يَت ْع ِِن أ َّ‬ ‫الْمتَتنَاقِض ِ‬
‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ول فَِفي َغ ِري ُم ْةنَتِنَا إِنْ َةا ُ َم ْع ُقولِيَّ ِة َّ‬
‫الش ِر‪َ ،‬اََُّّبَا‬ ‫ِِ‬
‫بِالْ َم ْع َىن ا ْهليج ِّ‬
‫لي ُم ْستَ ْح َس ٌن أ َْا َم ْقبُ ٌ‬
‫ِِ ِ‬
‫ض ُراَته‪َ ،‬الَةنتَّنَا الَ نَ ْستَ ْم ِرُؤهُ َل ْو ُ‬
‫ض َاالَ نتَ ْقبَتلُهُ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ات االْم َةانَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫استِنَاداً إِ َىل ذَلِ َ ِ ِ‬
‫ات‬ ‫ك فَإنَّهُ م َن الطَّبيع ِّي أَ ْن نَت ْل َقى يف ُ ِّل األ َْاقَ َ َ‬ ‫ْ‬
‫َسالَ َ َاالَ يَتَرع ِلْن َد ُهم َما يَ ْستَ ِح ُّق أَقَ َّل َاقْت َف ِة تَأ َُّم ٍل‬ ‫ِ‬
‫َم ْن يَت ْل َع ُن األَ ْج َد َاد َاَْْحق ُر األ ْ‬
‫ض ُهم‬ ‫اث‪َ ،‬للَى أ ِّ ٍ‬ ‫أَا نَظَ ٍر‪ .‬الَ ِة َّن الْعود َ إِ َىل التتُّر ِ‬
‫ت َ َما يَتتَت َوَّه ُم بَت ْع ُ‬ ‫يس ْ‬ ‫َي َحال‪ ،‬لَ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اض ِر‪،‬‬ ‫ات‪ ،‬االَ لجزاً لتن ََتااِز ا ْحل ِ‬ ‫َّشرنُِق‪ ،‬االَ ح َّ انْغِالَ ٍق للَى َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الذ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َميالً إ َىل الت َ ْ َ ُ‬

‫ـ ‪ 00‬ـ‬
‫ضيئَ ِة ِيف م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اضينَا‪ .‬بَ ْل َم ْه َما‬ ‫َ‬ ‫ف َل ِن الْ َم َعامل الْ ُم َ‬ ‫َاإََِّّنَا ه َي َل ْوَد ٌ إِ َىل ا ْجلُ ُذاِ َاَ ْش ٌ‬
‫اث َح ْولَهُ فَِإنَّهُ يَتْنبَغِي أَ ْن تَ ُةو َن َتَْ ِهيداً‬ ‫َ ا َن ما َتََحو ت بؤ ُ الْعود ِ إِ َىل التتُّر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ََ ْ ُ َ َ َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫اق؛ إِ ْن َِبثتنا ل ِن الْمثالِ ِ االْعِثا ِ ااأل ِ‬ ‫الق ااالنْعِتَ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َخطَاء َاالْ َم َعاي فَتيَج ُ‬ ‫ََْ َ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫لالنْطَ َ‬
‫َسالَفِنَا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ك تَالف َيها َااتِّت َقاءَ َها ال ا ْهلُْزءَ َاالتَّت َف ُّةهَ َاالتتَّنَ ُّد َ بِأ ْ‬
‫ِ‬
‫أَ ْن تَ ُةو َن َغايَتتُتنَا ِم ْن ذل َ‬
‫َج ِل ََتَثُّلِ َها َاََتَ ُااِزَها إِ َىل َما‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاإِ ْن َِبَثْتنَا َل ِن ا ْجلََوان ِ الْ ُم ْش ِرقَة الْ ُم َشِّرفَة فَم ْن أ ْ‬
‫ف ِلْن َدها لِْلمباها ِ‬ ‫ض التتَّغَ ِِّن ِِبا االتتَّوقُّ ِ‬ ‫ص ِد َْحم ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ضلُ َها ايَ ْس ُمو ِبَا َا َللَ َيها الَ بَِق ْ‬ ‫يَت ْف ُ‬
‫َسالَ ُ َحقًّا‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬اإِ ْن َ ا َن الْ َف ْخ ُر َّبَا أ ََْنََز األ ْ‬ ‫َِّبَا فِْيتها ِمن سْب ٍق َللَى الشَّرِق االْغَر ِ‬
‫ْ َ ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫َاَا ِاجبَاً َم َعاً‪.‬‬
‫ف ا ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َل ْوَدتُتنَا إِ َىل أَبِي َحيَّا َن‬ ‫االلت َقاد َ انَ ْ‬ ‫انْ ِطالَقاً ِم ْن َه َذا الْ َموق ِ َ ْ‬
‫س ِل ْل ِم‬ ‫ِ‬ ‫يدي؛ أ َِدي ِ الْ َفالَ ِس َف ِة افَيلَسو ِ األُدب ِاء‪ ،‬أ ِ‬ ‫الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫ُس ِ‬‫َحد أَبْتَرِز َااضعي أ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ُ‬
‫اث ِِباج ٍة إِ َىل مس ِّو َغ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫َُ‬ ‫ود َ إ َىل التتَُّر َ َ‬
‫َن الْ َع َ ِ‬ ‫ك أ َّ‬ ‫يب‪َ .‬االَ أ َْل ِِن بِ َذل َ‬ ‫ا ْجلَ َم ِال الْ َعَرِ ِّ‬
‫ان‪َ ،‬الَ ِة َّن ا ْغِ َِبا َ ا ْجلَِو ِاء قَ ْد‬ ‫الزم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َا َج َو َازات َس َف ٍر ُم َؤشََّرٍ م ْن ِ َجاالَت ُُجُْرك ُح ُداد ََّ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َْح ِج َُنوم َّ ِ ِ‬
‫س‬ ‫َّم ِ‬ ‫ود َها مثْتلَ َما ظَالَ ُم اللَّ ِيل تَت َوا ٍ للش ْ‬ ‫س يَتْنفي ُا ُج َ‬ ‫الس َماء َالَةنَّهُ لَْي َ‬ ‫ْ ُ َُ‬
‫ُّجى أَ ْن يَت ْقتَبِس ِمن النُّوِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ضطَُّر الْ َماشي ِيف ُحلَك الد َ‬ ‫ك قَ ْد يَ ْ‬ ‫اب َهلَا‪َ ،‬ال َذل َ‬ ‫الَ غيَ ٌ‬
‫الد ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ني ِيف َّ‬
‫الزَاايَا‪.‬‬ ‫ب َاالْ َواقف َ‬ ‫ني َللَى َّ ْ‬ ‫َمَنًّا يَتتَّقي بِه فُ َجاءَات الْ ُمتَ َخبِّط َ‬
‫اح ٍد ِم َن‬ ‫اِل َغيتر ا ِ‬
‫اسة ف ْة ِر أَبي َحيَّا َن ا ْجلَ َم ِ ِّ ْ ُ َ‬
‫إِ َّن الَّ ِذي َدلانا إِ َىل ِد ِ ِ ِ‬
‫ََ‬
‫يما يَتلَي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫األ ْ ِ ِ ِ‬
‫َسبَاب ُيُْةنُتنَا إ ُْجَا ُهلَا ف َ‬
‫ظ َِّبَا يَ ْستَ ِح ُّق‬ ‫يخ فِ ْة ِرنَا َاأ ََدبِنَا‪َ ،‬ملْ َْْح َ‬ ‫يدي ُم َف ِّةٌر ُم ِه ٌّم ِيف تَا ِ ِ‬ ‫أ ََّولا‪ :‬التَّو ِح ِ‬
‫ْ‬
‫ت َلْنهُ فَِإ َّن ََثَّةَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الد اس ِة ااالهتِم ِام‪ ،‬فَتعلَى ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْغ ِم م َن األ َِْبَاث الْ َةث ِري الَِّيت ُ تبَ ْ‬ ‫م َن ِّ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ضوعُ َِْبثِنا‬ ‫ث ح ََّّت ِ ِ‬
‫اآلن‪َ ،‬امْنت َها َم ْو ُ‬ ‫ِ‬
‫ص الْبَ ْح َ‬ ‫اح ِ‬ ‫جوانِ َ ثِريً َمل تُتوضع ََْتت م َف ِ‬
‫ََ َ َ ْ ْ َ ْ َ َ‬

‫ـ ‪ 02‬ـ‬
‫الةتاب‪َ .‬اتَتتَ َجلَّى أ َََهِّتيَّةُ َه َذا الْ ُم َف ِّة ِر الْ َفيلَ ُسو ِ ِيف َ ثِ ٍري ِم َن الْ َم َسائِ ِل‬ ‫ِيف هذا ِ‬
‫ْ‬
‫لذه ِن جلَيل إِسهاماتِِه ِيف ا ْحلرَ ِة الْ ِف ْة ِريَِّة الْعربِيَّ ِة ِيف ل ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ْن‬‫ص ِره َاتَأثريُهُ ف َ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫أَلْ َو ُح َها ل ِّ ْ َ ُ ْ َ َ‬
‫وع أ ََدبِِه َاإِ ْشَر ِاق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫صِ‬ ‫صوِ الالَّح َقة‪َ ،‬هذه ا ِإل ْس َه َامات الْ ُمتَ َج ِّس َد ِيف نُ ُ‬ ‫تَالَهُ ِيف الْعُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني ُش ُذاِ‬ ‫استَ َح َّق م ْن َغ ِْري تَأ ٍَّل َللَى ا ْحلَ ِّق أَ ْن يتُ َع َّد بَت ْ َ‬ ‫ف ْة ِرهِ َادقَّة بَتيَانه َح ََّّت ْ‬
‫يخ‪.‬‬ ‫ات ِيف التَّا ِ ِ‬ ‫الْعبت َق ِريَّ ِ‬
‫َْ‬
‫اس ِن أ ِ‬ ‫ك بني َحم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يب ُجلِّ ِها‬ ‫َّعبِ ِري ا ْجلَ َم ِ ِّ‬
‫اِل الْ َعَرِ ِّ‬ ‫َسالي ِ التت ْ‬ ‫َ‬ ‫لََق ْد َُجَ َع إِ َىل َجان ِ َذل َ َ َ َ‬
‫ف بِاقْتِ َدا ِ الْ َعبَاقَِرِ َاأَلْ َمعِيَّاِتِِم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بَِرْانَ ٍق ُمؤتَل ٍق ُمطَيَّ ٍ ‪َ ،‬اَِااء ُمْب ِه ٍر ُم ْعج ٍ ‪ ،‬فَت َق َد آلَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّص ِوي ِر َاَ ْا َلته‪ ،‬فَ َجاءَ‬ ‫َّعبِ ِري َادقَّته‪َ ،‬اأَلْ ِق الت ْ‬ ‫ني ُموسي َقى اللَّ ْفظ َاَدالَلَته‪َ ،‬اِقَّة التت ْ‬ ‫بَ َ‬
‫صائِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص‬ ‫َّعبِ ِري َل ْن َخ َ‬ ‫ص َ الْ َم َع ِاين‪َ ،‬ملْ يَتْنأَ َل ْن َدقَائ ِق التت ْ‬ ‫ف ْة ُرهُ ُم ْف َع َم ا ْجلَ َمال َخ ْ‬
‫ات األَلْ َفا ِ َاِقَّةُ َح َو ِاش َيها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األَفْ َةا ِ ‪َ ،‬اَملْ تَت ُفْتهُ َُجَاليَّ ُ‬
‫َج َد ِاد َم ْس ُؤالِيَّةٌ َح ِق ِيقيَّةٌ ُم ْل َقا ٌ َللَى َلاتِ ِق ُ ِّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثانيا‪ :‬إِ َّن الْعنَايَةَ بِتُتَراث األ ْ‬
‫َجيَ ِاهلَا ِم ْن ِخالَ ِل‬ ‫اصلُ َها َلْبتَر أ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫َن ُه ِويَّةَ األ َُّمة ه َي تَت َو ُ‬ ‫َجيَ ِال األ َُّم ِة الْ ُمتَتَابِ َع ِة‪ ،‬أل َّ‬ ‫أْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وج ُد َش ْع ٌ يَت ْع ِر ُ نَت ْز اً‬ ‫ك الَ يُ َ‬ ‫ومتِ َها‪َ ،‬ال َذل َ‬ ‫ِِ‬
‫اد َش ْخصيَّت َها َاَد ُْيُ َ‬
‫ِ‬
‫تُتَراث َها الَّذي ُه َو ل َم ُ‬
‫ص ِر ُ الْ َع ِز َيز ِم ْن ُج ْه ِدهِ ِإلبْتَرا ِز َما يتُ ْعتَ ُّد بِِه َايتُ ْفتَ َخ ُر‪،‬‬ ‫الذات َاالَ يَ ْ‬
‫ِم ِن احِِت ِام َّ ِ‬
‫َْ‬
‫امضاها ُ األُم ِم األُخرع بِِه‪ ،‬اه َذا ما تَت ْفعلُه اآل َن األُمم الَِّيت ِهي اآل َن ِيف َذ اِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ََ َ َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫اخر بِِه َغيترها ِمن األُم ِم الْمتت َقد ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضاً‪،‬‬ ‫ِّمة مثْل َها َاالْ ُمتَ َخلِّ َفة أَيْ َ‬ ‫ْ َ َ َ َ َُ َ‬ ‫تَت َقدُّم َها َاتَطَُّو َها َاتُت َف ُ‬
‫اها‪َ ...‬اِه َي اآل ُن‬ ‫ت ِيف التَّت َقدُِّم َاالتَّطَُّوِ أَْقَ َ‬ ‫ألَرق األ َُم ِم‪َ ،‬اَ انَ ْ‬
‫فَ َةيف بِأ َُّم ٍة ِمن ْ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫ش‪.‬‬ ‫ُم ْستَت ْل ِقيَةٌ ِيف َّ‬
‫الذيْ ِل الْ ُم ْل َح ِق بِا ْهلََو ِام ِ‬
‫يد النتُّهوض حقًّا هو الْعود ُ الْ َف ِ‬
‫اللُةُ إِ َىل‬ ‫إِ َّن أ ََّاَل َما تَت ْف َعلُهُ األ َُّمةُ الَِّيت تُِر ُ ُ َ َ ُ َ َ ْ َ‬
‫يد َللَ ِيه‬ ‫َساساً َل ِميقاً قَ ِويْتماً تُ ْش ُ‬ ‫ِ‬ ‫ي اإِ ثِها ا ْحلضا ِ ِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي لتَ ْج َع َل مْنهُ أ َ‬ ‫تُتَراث َها الْف ْة ِر ِّ َ ْ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُخَرع‬ ‫ام أَ ْ ثَتَر‪َ ،‬االْ ُم ْشةلَةُ الْ ُم ْعضلَةُ أَنتَّنَا تَتلَ َق ْفنَا م َن األ َُم ِم األ ْ‬ ‫بتُْنتيَانَت َها َح ََّّت يَ ُد َ‬

‫ـ ‪ 03‬ـ‬
‫اس ُ َم َع أ َُّمتِنَا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ون أ َ ِ‬ ‫ان الدَّافِ ِئ ا ْحلنُ ِ‬ ‫ضِ‬ ‫بِ ِ‬
‫َشيَاءَ َ ث َريً‪ ،‬أَ ْ ثَت ْرنَا ف َيها ِمَّا الَ يَتتَتنَ َ‬ ‫َ‬ ‫االحت َ‬
‫ْ‬
‫يد ِمْنه‪ ،‬امسأَلَةُ الْعود ِ الْ َف ِ‬
‫اللَ ِة إِ َىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخ ِ ِ‬
‫صنَا َاُيُْة َن أَ ْن نَف َ ُ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫اسْيتنَا َما يَتْنت ُق َ‬ ‫صوصيَّت َها َاتَتنَ َ‬ ‫َُ ُ‬
‫اهلَ ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫التتَُّراث م ْن َهذه الْ َم َسائ ِل الْ ُمتَ َج َ‬
‫اِل َح ََّّت اآل َن َما يتُ َوا ِزي أ َََهِّيَتَهُ َا َلظَ َمتَهُ‪َ ،‬اقَ ْد بَا َن‬ ‫ثالث ا‪َ :‬ملْ يَت ْل َق تُتَراثتُنَا ا ْجلَ َمت ِ ُّ‬
‫اس بتعض ِمتن ِ‬
‫هذهِ ا ْجلََوانِ ِ الْ ُم ْش ِرقَ ِة الْ ُم َشَّرفَ ِة الَِّيت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫لَنَا م ْن ختالَل أَُّْنُو َذجنَا الْ َم ْد ُ ِ َ ْ ٌ ْ‬
‫ِ‬ ‫السنِ ِ‬ ‫الَ تَِق ُّل ل َّما قَدَّمْته ا ْحلضا ات األُخرع بتع َد ِمئَ ِ‬
‫ُخَرع‬ ‫ني‪َ ،‬اََثَّةَ َج َوان ُ أ ْ‬ ‫ات ِّ‬ ‫َ ُ َ َ َ ُ َْ َْ‬ ‫َ‬
‫يد ٌ ِلْن َد أَبِي َحيَّا َن َا ِس َواهُ ِم ْن َلبَاقَِرِ تَا ِ ِخينَا تَتْنتَ ِظ ُر َم ْن ََْيلُو َلْنت َها غُبَا َ األَيَّ ِام‪.‬‬ ‫َل ِد َ‬
‫ي أل َُّمتِنَا‬ ‫َي َسْب ٍق فِ ْة ِر ٍّ‬ ‫ف َل ْن أ ِّ‬ ‫َن الْ َة ْش َ‬ ‫َن َما ََْت ُد ُ ا ِإل َشا َ ُ إِلَ ِيه ُهنَا هو أ َّ‬ ‫َللَى أ َّ‬
‫ِ‬
‫ُخَرع َللَى‬ ‫ُخَرع يِ ْع ِِن أَ ْشيَاءَ َ ث َريً َسيَّا َن اطَّلَ َع ُم َف ِّة ُرا األ َُم ِم األ ْ‬ ‫َللَى األ َُم ِم األ ْ‬
‫ني الْيَت ْوِم َاالْيَت ْوِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّواه ُد ا ْحلََقائ ُق الَِّيت تَتْن َجلي بَ َ‬
‫اق ه َذا أَم َمل يطَّلِعوا‪ ،‬االش ِ‬
‫ْ َْ ُ َ َ‬ ‫تُتَراثِنَا َّ‬
‫السبَّ ِ‬
‫األخالَ ِق‬ ‫تتُ َؤِّ ُد م َدع لظَم ِة أ َُّمتِنَا البت َق ِريَّتِها الََِّّت تَتعلُو ح ُداد َّ ِ‬
‫الزَمان؛ ِيف ْ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َح َو ُج َما نَ ُةو ُن إِ َىل الْ َع ْوَد ِ إِ َىل‬ ‫ِ‬ ‫اآلد ِ‬ ‫ِ‬ ‫االْع ِ‬
‫اب َاالْعُلُوم‪َ .‬اََْن ُن الْيَت ْوَم أ ْ‬ ‫ادات َااللُّغَة َا َ‬ ‫َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تُتَراثِنَا بِأَنْت ُف ِسنَا أل َّ‬
‫ض َما َملْ‬ ‫وج َها َل ْو ُ‬ ‫يع ُالُ َ‬ ‫اق ُم ْستَت ْقبَلنَا ظَْل َماءُ قَاَتَةٌ لَ ْن نَ ْستَط َ‬ ‫َن آفَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ِم ْن ذَ َااتِنَا أ ََّاالً َاِمَّا َحولَنَا ثَانِيَاً‪َ ،‬األَنَّهُ َلاٌ َللَينَا أَ ْن نَتتَت َعَّر َ‬ ‫س ُخطَانَا َانَتتَثبَّ ْ‬ ‫نَق ْ‬
‫اضينَا بَِو َساطَِة َغ ِرينَا‪.‬‬ ‫للَى إِ ثِنَا ام ِ‬
‫َ ْ ََ‬
‫ث َِّبَا فِ ِيه‬ ‫اط الْبح ِ‬ ‫ِ‬ ‫اث التَّو ِح ِ‬
‫اِل بَت ْع ُد َللَى بِ َس َ ْ‬ ‫يدي ا ْجلَ َم ِ ِّ‬ ‫ش تُتَر ُ ْ‬ ‫رابع ا‪َ :‬ملْ يتُ ْفَر ْ‬
‫ث‪،‬‬ ‫ما ي ِف ِيه حقَّه ِمن تَتب ُّس ِط الْعِنَاي ِة ااالهتِم ِام‪ ،‬فَح ََّّت ما بتع َد َتََام إِ َْنا ِز هذا البح ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ َْ َ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ َ َ ُ ْ َ‬
‫وص ِة بِِف ْة ِر‬ ‫ص َ‬
‫ِ‬
‫اك م َن األ َِْبَاث الْ َم ْخ ُ‬
‫ك لام ‪1991‬م‪َ ،‬مل ي ُةن هنَ َ ِ‬
‫ْ َ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫َاَ ا َن ذل َ َ‬
‫الد تو َع ِفيف بَ ْهنَسي‪(( :‬فَت ْل َس َف ِة الْ َف ِّن ِلْن َد‬ ‫تاب ُّ‬ ‫اِل َغري ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫التَّوحيدي ا ْجلَ َم ِ ِّ ُ‬
‫ف َذاتِِه الَّ ِذي َمحَ َل لُْنت َوا َن‪ِ (( :‬ل ْل ِم‬ ‫اب الْم َؤلِّ ِ‬
‫ُ‬
‫ي))‪ ،‬اُهو الطَّْبتعةُ الثَّانِيةُ لِ ِةتَ ِ‬
‫التت َّْوحيد ِّ َ َ َ َ‬
‫ِ ِ‬

‫ـ ‪ 04‬ـ‬
‫ث صغِري ِيف ِل َّد ِ فُص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْجلم ِال ِلْن َد التتَّو ِح ِ‬
‫ول‬ ‫ُ‬ ‫اب ِيف طَْبت َعتَيه َِْب ٌ َ ٌ‬ ‫ي))‪َ ،‬االْةتَ ُ‬ ‫يد ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫اض ِح َاالْ َةبِ ِري بَينَت ُه َما‪.‬‬ ‫تاب مع الْ َفرِق الْو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نَاقَ َشت بَت ْعضاً ِمَّا نَاقَ َشناه يف هذا الة َ َ ْ َ‬
‫َن ِتابَنا هذا الَّ ِذي ََتَّ إِ َْن ُازهُ ِيف لام‬ ‫َن َما ََْت ُد ُ ا ِإل َشا َ ُ إِلَْي ِه ُهنا ُه َو أ َّ‬ ‫َللَى أ َّ‬
‫َخَر نَ ْش ُرهُ ألَ ْ ثَ ِر ِم ْن َسبَ ٍ ‪َ ،‬اتَطَ َاا ُل‬ ‫ص ْوَتِِه ا ْحلَالِيَّ ِة قَ ْد تَأ َّ‬
‫‪1991‬م َ ما ُه َو ِيف ُ‬
‫باب َما َدلا‬ ‫َس ِ‬ ‫َخ ِر النَّ ْش ِر مع دخوِل م ِزي ٍد ِمن األَسب ِ ِ ِ ِ‬ ‫الزَم ُن ِيف تَأ ُّ‬
‫اب‪َ ،‬ام ْن هذه األ ْ‬ ‫َ َ ُ ُ ْ َ ْ َ َْ‬ ‫َّ‬
‫ص َل إلَْينا ِِمَّا يَتتَت َعلَّ ُق‬ ‫َّص األ ِ ِ‬
‫َصل ِّي ِمَّا َا َ‬ ‫ْ‬ ‫َّو ِاه ِد َللَى الن ِّ‬ ‫ض الش َ‬ ‫ضافَ ِة بَت ْع ِ‬‫إِ َىل إِ َ‬
‫ض ْوِع‪.‬‬‫بِالْ َم ْو ُ‬
‫ت قَلِْيتلَ ٍة‬ ‫ث َ ثُتر االهتِمام بِأَبِي حيَّا َن التَّ و ِحي ِدي لِسنَتوا ٍ‬ ‫بتع َد إِ َْنا ِز البح ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ْ‬
‫االهتِ َم َام َ ا َن (موضة) أَا‬ ‫اغتاً َاَ أ َّ‬ ‫انْت َقطَع بتع َدها هذا االهتِمام انِْقطَالاً مب ِ‬
‫َن هذا ْ‬ ‫َُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َْ‬
‫ت‪ .‬فَِفي لام ‪1991‬م قَ َام‬ ‫الزَم ِن َاَزالَ ْ‬ ‫أ ُْد ُ ْا َجةً َشغَلَت الْ ُم َف ِّة ِريْ َن َ ْدحاً ِم َن َّ‬
‫يدي ِيف‬ ‫وح ِ‬ ‫الذ ْ رع األَلْ ِفيَّ ِة ألَبِي حيَّان الت ِ‬ ‫ًللَى لِلثَّت َقافَ ِة َّبِِ ْ ِِ ِ ِّ‬ ‫الْمجلِ‬
‫َ‬ ‫صَر بإ ْحيَاء َ‬ ‫س األ ْ‬ ‫َْ َ‬
‫اضوا ِغ َما َ َ ِام ِل فِ ْة ِرهِ تَت ْق ِريبَاً‪.‬‬ ‫ين َخ ُ‬
‫مؤَتٍََر َُجع فِ ِيه ح ْشداً َ بِرياً ِمن الْم َف ِّة ِر َّ ِ‬
‫ين الذ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬
‫ول َللَى أ َْلم ِال َه َذا الْمؤَتََِر إِالَّ بَت ْع َد أَ ْ ثَتر ِم ْن َل َام ْ ِ‬
‫ني‬ ‫الَ ِةنتَّنَا َمل نَتتَم َّةن ِمن ا ْحلص ِ‬
‫ْ َ ْ َ ُُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الر ْغ ِم ِم ْن‬ ‫ك َخريٌ َ ثِريٌ َللَى أ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َي َح ٍال‪ ،‬فَت َعلَى ُّ‬ ‫ِمن انْعِ َقاده‪َ ،‬الَ ِة ْن َملْ يَت ُفْتتنَا بِ َذل َ‬
‫ولنَا فَِإنتَّ َها ُم ْعظَ ُم َها ِص َحافِيَّةٌ َملْ نَِف ْد ِمْنت َها َ ثِ َرياً‬ ‫افْترِ الْعنَا ِاي ِن الَِّيت دنَت ِمن موض ِ‬
‫َ ْ ْ َْ ُ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضافَات الَِّيت‬ ‫ض ا ِإل َ‬ ‫يما قُ ْمنَا بِه‪ُ ،‬‬
‫الله َّم إِالَ م ْن بَت ْع ِ‬ ‫اَملْ تُ ْ ِ ِ ٍ‬
‫ضطََّرنَا إ َىل تَت ْغيري أ َْا تَت ْعد ٍيل ف َ‬ ‫َ‬
‫اها‪.‬‬
‫أ َْد َ ْجنَ َ‬
‫اهَرِ لام ‪1991‬م الطَّْبت َعةُ الثَّالِثَةُ‬ ‫اِيف إِطَا ِ الْموضوِع َذاتِِه ص َد ت ِيف الْ َق ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َ ْ ُْ‬ ‫َ‬
‫اِل ِلْن َد‬ ‫ِ‬
‫ت لُْنت َو ِان‪(( :‬الْف ْة ِر ا ْجلَ َم ِ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫اب ُّ‬ ‫ِمن ِتَ ِ‬
‫الد توِ َعفيف بَ ْهنَسي ََْت َ‬ ‫ْ‬
‫ص ٌل َج ِديْ ٌد‬ ‫اح َافَ ْ‬ ‫ات َاالش ُُّر ِ‬‫ات بتعض الْ ِف َق ِر االتتَّعلِي َق ِ‬
‫َ ْ‬ ‫اد َ ْ ُ‬
‫الزي ِ‬ ‫التتَّو ِحي ِد ِّ ِ ِ ِ‬
‫ي))‪َ ،‬افيه م َن َِّ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫ِ‬
‫َّمةُ ِيف ُمؤَتََِر الْ َقاهَرِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اضَرتُهُ الْ ُم َقد َ‬
‫َ ام ٌل ُه َو ُحمَ َ‬

‫ـ ‪ 05‬ـ‬
‫ني‬ ‫ِِ‬ ‫اقَتبل أَ ْن نَضع َِثَا جه ِدنَا اخالَصةَ دأبِنا بت ِ‬
‫ني َاالبَاحث ْ َ‬ ‫ني أَيْدي الْ ُم ْهتَ ِّم ْ َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َْ َ‬ ‫َ َْ‬
‫ض الْ َم َسائِ ِل الَِّيت الَ ََنَا َهلُا َخافِيَةً َاالَ نتُ ْع ِفي أَنْت ُف َسنَا ِم ْن‬ ‫َاال ُقَّر ِاء ََْي ُد ُ بِنَا التَّتْن ِويهُ بِبَت ْع ِ‬
‫اح َها ِِمَّا يَتتَت َعلَّ ُق بِبَ ْحثِنَا هذا‪َ ،‬اِه َي‪:‬‬ ‫إِيض ِ‬
‫َ‬
‫اب منَاقِ امثَالِ فَِإ َّن لِ ِإلَيا ِز االتَّ ْةثِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ ََّولا‪ َ :‬ما أ َّ ِ ِ‬
‫يف‬ ‫َ َ‬ ‫َن لإل ْس َهاب َاا ِإلطْنَ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ص ِه‬‫صائِ ِ‬ ‫اب أَمامنَا بِغُرِ خ ِ‬ ‫ِمثْتلَهما‪ ،‬ال ِةن للَى َّ ِ ِ ِ‬
‫اب ا ِإلطْنَ ِ َ َ َ َ‬ ‫اح أَبْتو ِ‬
‫الر ْغم م ِن انْفتَ ِ َ‬ ‫َُ َ ْ َ‬
‫ث َا ُخطَُواتِِه َسيَّا َن ِيف‬ ‫اح ِل الْبح ِ‬ ‫ام ْغرياتِِه فَت َق ْد آثتَرنَا ا ِإلَياز للَى َغ ِريهِ ِيف ج ِّل مر ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ات ُمَرَّ َزً ُم َةثَّت َفةً ِيف ُم ْعظَ ِم‬ ‫ول ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ك َجاءَت الْ ُم ْو ُ‬ ‫ض أ َْا الْ ُم َقا َنَِة‪َ ،‬ال َذل َ‬ ‫الْ َع ْر ِ‬
‫ات الَِّيت نَظُنت ِ‬ ‫ات االْم َقا نَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد ً ل ِن ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّها نَافلَةً؛ إِ ْن َملْ‬ ‫َ‬ ‫الستطَْر َادات َاالتتََّزيُّ َد َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َج َوانبِ َها‪ ،‬بَع َ َ‬
‫ِ‬
‫ك َتََاماً‪.‬‬‫ت ِم ْن ذَل َ‬ ‫َين بَِرئْ ُ‬ ‫ث فَتلَ ْن تَتْنت َف َعهُ‪َ ،‬االَ أ َْزلُ ُم أ ِّ‬ ‫ضَّر الْبَ ْح َ‬ ‫تَ ُ‬
‫اد ِ إِفْتَر ِاد‬ ‫ِِ‬
‫ثانيا‪ِ :‬يف إِطَا ِ الْ َمْن َحى َذاته َملْ نَتْتبَ ْع ُخطَا َم ْن َجَرع إِ َّما َللَى َل َ‬
‫ص أ ََّاِل‬ ‫اد ِ الْمبحوثَِة ِِمَّا قَتبل الْمبح ِ‬ ‫فَص ٍل لِتا ِ ِ ِ‬
‫وث َابَت ْع َدهُ‪ ،‬أ َْا َخ ِّ‬ ‫ْ َ َْ ُ‬ ‫يخ الْف ْةَرِ أَ ِا الْ َم َّ َ ْ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ص ٍر أ َْا ُمطََّوٍل‪،‬‬ ‫ض تَا ِ ِخي ٍّي ُم َق َّ‬ ‫ون الْعُْنت َو ِان بِ َع ْر ٍ‬‫ضم ِ‬ ‫اب أَا فَ ْ ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ص ٍل لتَت ْع ِريف َم ْ ُ‬ ‫ُ ِّل بَ ْ‬
‫وع َلْنهُ‪.‬‬‫ضِ‬ ‫ض الْ َم ْو ُ‬ ‫َن َه َذا تَتَزيُّ ٌد يتُ ْغ ِِن َل ْر ُ‬ ‫ال ْلتِ َق ِادنَا بَأ َّ‬
‫ين َاالْ َفالَ ِس َف ِة‬ ‫ِّ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ثالثا‪ :‬إ َّن ُم َقا َنَةَ َما َجاءَ به الت َّْوحيدي َم َع َغريه م َن الْ ُم َفة ِر َ‬
‫ول بِنَا‬ ‫ني أ َْمٌر ِج ُّد َاا ٍِد َاُم ْستَ ْح َس ٍن َالَ ِةنَّهُ يَطُ ُ‬ ‫ب َا َغ ْربِيِّ َ‬ ‫ني؛ َلر ٍ‬
‫ني َاالالَّحق َ َ‬
‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬
‫السابِق َ‬
‫ف َااآل َاءَ فِ َيها‬ ‫ِ‬
‫اد ٌ‪َ ،‬ااألَقْت َو ُال َاالْ َم َواق ُ‬
‫ث للَى ات ِ‬
‫ِّسال َها َْحم ُد َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اد َ الْبَ ْح َ‬ ‫َن َم َّ‬ ‫َ ثِرياً أل َّ‬
‫اها‪ِِ ،‬مَّا ََْي َع ُل‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫ت تَظَ ُّل َدائَرً ِيف إِطَا ِ ل َّد أَفْالَك الَ تَت ْع ُد َ‬
‫ِ‬
‫ال َد ْ‬‫ت َاتَتبَ َ‬ ‫َم ْه َما تَ َةثتََّر ْ‬
‫اح َم َداهُ َم َّد َم َدع‬ ‫ِ‬ ‫ات الْمتحدِّثِ ِ‬ ‫ال الْم َقا نَِة بني م ْفرد ِ‬
‫ني ف َيها َااسعاً يَتْن َد ُ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫ََمَ َ ُ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ضَراباً ِم َن‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ات ُ‬ ‫ض ْلنَا أَ ْن تَ ُةو َن َهذه الْ ُم َقا َنَ ُ‬ ‫ك فَ َّ‬ ‫ين َاالْ َفالَ ِس َف ِة‪َ ،‬ال َذل َ‬ ‫ِّ‬
‫الْ ُم َفة ِر َ‬
‫اآلخ ِر إِلْ َمالاً َاتَت ْل ِميحاً الَ‬ ‫ني ا ْحلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني َا َ‬ ‫التت َّْوشيَات نَ ْسلُ ُة َها ِيف سْط الْبَ ْحث بَت ْ َ‬
‫استِي َفاءً َم ْش ُراحاً‪.‬‬ ‫ْ‬

‫ـ ‪ 06‬ـ‬
‫َن َِْبثَتنَا هذا هو ِيف الْ َف ْل َس َف ِة فَِإنَّهُ يَت ْغلُ ُ َللَ ِيه طَابِ ُع‬ ‫الر ْغ ِم ِم ْن أ َّ‬
‫رابع ا‪َ :‬للَى ُّ‬
‫َقل أ ََّما األ ََّا ُل فَت ُه َو فَ ْح َوع‬ ‫ك إِ َىل ثَالَثَِة أَ ْسب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫األ ََد ِ‬
‫اب َللَى األ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُسلُوبُهُ‪َ ،‬اَمَرُّد َذل َ‬ ‫ب َاأ ْ‬
‫ك الَّ ِذي يَ ْسبَ ُح َه َذا الْعِْل ُم ِيف‬ ‫َن الْ َفلَ َ‬ ‫وع َاَمْي َدانُهُ َاُه َو ِل ْل ُم ا ْجلَ َم ِال‪َ .‬ا َجلِ ٌّي أ َّ‬ ‫ضِ‬ ‫الْ َم ْو ُ‬
‫َّع ُام ِل‪َ ،‬االلَّ ْف ِظ‬ ‫ول‪ ،‬ا ْ ِ ِ‬ ‫َّال االْم ْدلُ ِ‬ ‫فَ ِِ ِ ِ ِ ِ‬
‫االست ْخ َدام َاالتت َ‬ ‫َ‬ ‫ضائه ُم ْق َِت ٌن ِبَ َماليَّات الد ِّ َ َ‬ ‫َ‬
‫اضةَ إِ ْذ َذ َاك ِيف تَت ْغلِي ِ األُسلُ ِ‬ ‫َّعبِ ِري‪َ ...‬االَ َغ َ‬
‫َّع ُام ِل َم َع‬ ‫اِل ِيف التت َ‬ ‫وب ا ْجلَ َم ِ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ض َ‬ ‫َاالتت ْ‬
‫وث ذَاتُهُ فَت ُه َو أ َِدي ُ الْ َفالَ ِس َف ِة‬ ‫َّاين ُه َو الْ ُم َف ِّة ُر الْ َمْب ُح ُ‬ ‫ات َه َذا الْعِْل ِم‪ .‬االث ِ‬ ‫موضول ِ‬
‫َْ ُ َ‬
‫ات النَّثْ ِر الْ َعَرِ ِّ‬ ‫َسى آي ِ‬ ‫افَتيتلَسو ُ األُدب ِاء‪ ،‬م ْشه ٌ ِِ ِ ِ‬
‫يب َللَى‬ ‫ود أل ََدبه بأَنَّهُ م ْن أ َْ َ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫يع ا ِإلبْ َد ِاع ائِ َعهُ‪ُ ،‬ح ْلو الْعِبَا ِ‬ ‫وق موثُ ٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫وق‪ ،‬بَد ُ‬ ‫ا ِإلطْالَق‪َ ،‬اُه َو َساميَةٌ َسَ ُاؤهُ‪َ ،‬م ْرُم ٌ َ‬
‫ك فَِإ َّن الْ َةالَ َم َللَى َ الَِم َه َذا الْم َف ِّة ِر افِ ْة ِرهِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫قِي ُقها‪ ،‬ا ِ‬
‫ُ َ‬ ‫الدالَلَ ِة َدقي ُق َها‪َ ،‬ال َذل َ‬
‫اض ُح َّ‬ ‫َ َ َ‬
‫الي‬ ‫ِل‪ .‬أ ََّما الثَّالث فَتهو نتُز ِ‬ ‫ُسلُوبِِه اللَّ ْف ِظ ِّي َا َّ‬
‫الدالَِ ِّ‬ ‫يستَتوِج ُحماالَةَ م ِ‬
‫َُ ُ‬ ‫ضا َ َلة أ ْ‬ ‫َْ ْ ُ ََ ُ َ‬
‫ِِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يب َا ُجنُوحي يف ُح ِّ ا ْجلَ َمال؛ َه َذي ِن الدَّاءَي ِن الل َذي ِن لَ ْن يُ ْسع َدين الْبُت ْرءُ‬ ‫األ ََدِ ُّ‬
‫ِمْنت ُه َما‪.‬‬
‫صْبت َوُ ِل ْل ِم ا ْجلَ َم ِال بِعُلَ َمائِِه لِ ُّ‬
‫لس ُم ِّو ِيف‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ك الَ يِْنفي أ َْمَري ِن‪ ،‬أ ََّاهل َما َ‬
‫بتي َد أ َّ ِ‬
‫َن َذل َ‬ ‫َْ‬
‫اق ِم َن الْ ِم ْعيَا ِيَِّة َااالنْ ِطالَ ِق‬ ‫ِ‬
‫الدقتَِّة التتَّعبِ ِرييَِّة ااالص ِطالَ ِحيَّ ِة ا نتُ ُّوه لالنْعِتَ ِ‬ ‫ات ِّ‬ ‫دج ِ‬
‫َُ ُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ََ َ‬
‫اب َه ِذهِ الْ ُو ْج َه ِة ِم َن التَّت ْف ِة ِري َاالنَّظَ ِر‪.‬‬ ‫ض النَّظَ ِر َلن م َدع صو ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫اسيَّ ِة‪ ،‬بِغَ ِّ‬ ‫إِ َىل الْ ِقي ِ‬
‫َ‬
‫ُسلُوبِيَّ ِة َللَى‬ ‫ِِ‬
‫صائص َها اللَّ ْفظيَّة َااأل ْ‬
‫ان النتَّزل ِة األَدبِيَّ ِة ِِبَ ِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َاثَاني ِه َما َز ْلمي أَنَّهُ َم َع طُ ْغيَ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وح‪َ ،‬اِم ْن‬ ‫ِ‬
‫ض ُ‬ ‫ط َاالْ ُو ُ‬ ‫ك الضَّْب ُ‬ ‫ني َدائِ َماً َاَ َذل َ‬ ‫ص الْ َع ِ‬
‫الدقتَّةُ نُ ْ َ‬ ‫ت ِّ‬ ‫الرسالَ ِة فَت َق ْد َ انَ ِ‬
‫ِّ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ك إِ َخ ُ‬ ‫ِ‬
‫اها فَأَْ ُجو أَالَّ يَ ُةو َن‬ ‫ت ُ َّل ُم ْفَرَد ِيف سيَاق َها َاَدق ِيق َم ْعنَ َ‬ ‫ض ْع ُ‬
‫َين َا َ‬ ‫ال أ َّ‬ ‫َذل َ‬
‫ض ََتْيِ ٍيل‪.‬‬ ‫ظَ ِِّن َْحم َ‬
‫ضْبطاً َ ِامالً أ َْمٌر َغْيت ُر َشائِ ٍع َاالَ‬ ‫ط ال ُةتُ ِ َ‬ ‫ضْب َ‬‫يح أَ َّن َ‬ ‫صح ٌ‬
‫خامسا‪ِ :‬‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ص ِِن ِيف‬ ‫ك َدفْعاً‪َ ،‬اَملْ يِ ُة ْن يَتْنت ُق ُ‬ ‫الدقتَِّة إِ َىل ذَل َ‬ ‫ص َللَى ِّ‬ ‫ِ‬
‫َمألُو ‪ ،‬فَت َق ْد َدفَت َع ِِن ا ْحل ْر ُ‬
‫ـ ‪ 07‬ـ‬
‫س إِ َىل‬ ‫اخلطَِأ‪ ،‬فَاستح َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ال ا ْهلَاج ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫وع ِيف َْ‬ ‫الوقُ ِ‬
‫س َخ ْو ُ‬ ‫َصل َما يتُْريب لْندي َهاج َ‬
‫األ ْ ِ‬
‫ت‬ ‫ص ْل ُ‬ ‫اجلَ ْه َد‪َ ،‬اَا َ‬‫أد َا ْ‬ ‫ت الْ َة َ‬ ‫احةَ‪ ،‬الْبَ ِال‪ ،‬فَ ِزْد ُ‬ ‫ف ََ‬ ‫ض َج َع‪َ ،‬ا َخطَ َ‬ ‫ض الْ َم ْ‬ ‫اس قَ َّ‬ ‫َا ْس َو ٍ‬
‫ني‪،‬‬ ‫ت ِمْنهُ َللَى الْيَ ِق ِ‬ ‫يما ُ ْن ُ‬
‫ات‪ .‬ا ََّّبا ساا تِِْن ُش ُة ٌ ِ‬ ‫اجري اللَّي ِاِل بِأَنْتوا ِ النت ِ‬ ‫ِ‬
‫وك ف َ‬ ‫َّها َ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َديَ َ َ‬
‫َساتِ َذِِت ِم ْن فُت َق َه ِاء اللُّغَ ِة ُم ْستَتنَ ِدي‬ ‫اجم جلَسائِي انُ ْدم ِاين‪ ،‬ا ِ‬
‫است َشا ََ أ َ‬ ‫ت الْ َم َع َ ُ َ َ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫فَ َج َع ْل ُ‬
‫الدقتَِّة‪َ ،‬اقَ ْد َ ا َن َه َذا‬ ‫ض ِل َما يَ ُةو ُن ِم َن ِّ‬ ‫ك أَمالًّ ِيف الْوص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ول إِ َىل أَفْ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َاَمْرجعي‪ُّ ُ .‬ل َذل َ َ‬
‫اج َع ٍة ِم ْن‬ ‫طُموحاً سهالً ِيف الْمخيِّتلَ ِة قَ ِري الْمنَ ِال‪ ،‬الَ ِة َّن ما ُ ْن ِ ِ‬
‫ت أَج ُدهُ لْن َد ُ ِّل ُمَر َ‬ ‫َ َ َ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ َْ‬
‫ني‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َس ْه ٍو َا َخطَأ َج ْه ٍل َا َخطَأ َمطْبَعِ ٍّي َخالَِّين أ َِس َري األََ ِق َاالْ َقلَ ِق ِم ْن َجديد أل َّ‬ ‫ِ‬
‫َن َل َ‬
‫ف‬ ‫ت فَِإ َّن َغري َخطٍَأ َسيَتْنتَأُ أ ََم َام الْ َع ِ‬
‫ني بَت ْع َد َما ََِي ُّ‬ ‫ي ِق ِيِن أَنَّه للَى ُّ ِ‬
‫الر ْغ ِم م ْن ُ ِّل َما بَ َذلْ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ط َد ْاُ الْ َقلَ ِم‪.‬‬ ‫احلِْبتُر َايَ ْس ُق ُ‬
‫ْ‬
‫ض ُرْاِيٍَّة‬ ‫ٍ ٍِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َاِيف هذا ا ِإلطا ِ َذاته أَج ُدِين َم ْدلُ ًّوا إِ َىل تَت ْو ِضْي ِح َم ْسأَلَة َحاسَة َا َ‬
‫ِ‬ ‫ط ال َة ِ‬ ‫ِجدًّا َاِهي أ َّ‬
‫صا َ‬ ‫ض ُرْاًَ ُمل َّحةً بَت ْع َد َما َ‬ ‫ات َ‬ ‫الم الْ َمطْبُت ْوِع اليَت ْوَم بَ َ‬ ‫ضْب َ‬ ‫َن َ‬
‫ضبُت ْوطَِة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص الْ َم ْ‬ ‫ُّص ْو ِ‬
‫َّع ُام ِل َم َع الن ُ‬ ‫اب ُمتَاحاً لل ُقَّراء بِ ُس ُه ْولَة بَالغَة َّبَا ََْي َع ُل م َن التت َ‬ ‫الةتَ ُ‬
‫الص ِحْي ِح ِمْنت َها ِم ْن‬ ‫السلِْي َم ِة َااالنْ ِطبَ ِاع بِ َّ‬ ‫ال َد ً لل ُقَّر ِاء َللَى تَتلَقِّي اللغَ ِة َّ‬ ‫اد ً مس ِ‬
‫َم َّ ُ َ‬
‫ص الْ َمطْبُت ْو َل ِة‪َ ،‬ا َخ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َن اللغَةَ قَ ْد َد َخلَ َها اللَّ ْح ُن‬ ‫اصةً أ َّ‬ ‫خالل القَراءَ الْ ُمتَت َواتَرِ للن ُ‬
‫ُّص ْو ِ‬
‫س هذا َم ْو ِض ُع‬ ‫الص ِحْي َح ِة أل ْ ٍ ِ ٍ‬ ‫َّاس َ ثِ ْرياً َل ِن اللُّغَ ِة َّ‬ ‫ِ‬
‫َسبَاب َ ثْيتَر لَْي َ‬ ‫الْ َةثْيت ُر‪َ ،‬اابْتتَت َع َد الن ُ‬
‫اش َها‪.‬‬‫نَِق ِ‬
‫ضرا ٌ ملِ َّحةٌ أََتَََّىن َللَى ُ ِّل ال ُةت ِ‬
‫َّاب‬ ‫ُّص ْو ِ‬ ‫اب فَِإ َّن َ‬ ‫ِمن هذا الب ِ‬
‫ص َ ُْ ُ ُ‬ ‫ط الن ُ‬ ‫ضْب َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ضبوطاً للَى أَم ِل تَس ِديدِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوقْت لتَت ْقد ُْيه َم ْ ُ َ َ ْ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ص ُه ْم بَت ْع َ‬ ‫ص ْو َ‬‫َاالنَّاش ِريْ َن أَ ْن يتُ ْعطُوا نُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َّاس اليتوم ِمن بتع ٍد ل ِن اللُّغَ ِة َّ ِ‬
‫ك َملْ يَ ُة ْن تَ ِ ْ‬
‫ايب‬ ‫السلْي َم ِة‪َ .‬الذل َ‬ ‫ال الن ِ َ ْ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫صا َ إِلَْي ِه َح ُ‬ ‫َما َ‬
‫ضْب ِط ِه َا َّإَّنا ُم ْعظَ ُم ُ تُِ ِْب َ ا َن َهلا‬ ‫ِ ِ‬ ‫هذا هو ِ ِ‬
‫ت بِ َ‬ ‫ني ُ تُِِب الَّذي لُنْي ُ‬ ‫الوحْي ُد م ْن بَت ْ َ‬ ‫َُ َ‬
‫َّصْي ُ ذَاتُهُ تَت ْق ِريباً أ َْا أَقَ َل ِمْنهُ قَلِْيالً‪.‬‬ ‫الن ِ‬

‫ـ ‪ 08‬ـ‬
‫اد ِ الْبح ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ث أ َْمراً َس ْهالً أَبَداً‪،‬‬ ‫َّع ُام ُل َم َع التَّوحيدي َاَم َّ َ ْ‬ ‫سادس ا‪َ :‬ملْ يَ ُة ِن التت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬ ‫اِل َللَى َغ ِْري انْتظَ ٍام بَت ْ َ‬ ‫ص ْع ِ ُم ْفَرَداتِِه‪ُ ،‬م ُرا اً بِانْتِثَا ِ ف ْة ِرهِ ا ْجلَ َم ِ ِّ‬ ‫ض َ‬ ‫بَ ْدءاً ِم ْن بَت ْع ِ‬
‫صعُوبَةُ لُغَ ِة َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ِل‬ ‫صوالً إِ َىل الْبُت ْعد التَّا ِيتخ ِّي ِيف التَّت َع ُام ِل َم َع ف ْة ِرهِ‪ .‬فَ ُ‬ ‫ُ ِّل آثَا ِهِ‪ُ ،‬ا ُ‬
‫ِل‪ ،‬اِدقَِّة تَت ْعبِ ِريه اُمر ِادهِ‪ ،‬اِمْيلِ ِه إِ َىل الْ َع ْز ِ َللَى أ َْاتَا ِ‬ ‫نَابِ َعةٌ ِم ْن لُ ْم ِق بتُ ْع ِد َها َّ‬
‫ََ َ‬ ‫الدالَِ ِّ َ‬
‫اد ُ َِْبثِنَا َاِه َي الْ ُمْنتَثُِرُ‬ ‫َحيَاناً‪ .‬أ ََّما َم َّ‬ ‫ول إِ َىل الْم ْق ِ‬
‫صود أ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫الْبالَ َغ ِة الَِّيت تُتع ِّسر يسر الْوص ِ‬
‫َ ُ ُ َْ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َضنَْتتنَا ِيف تَت َع ُّق ِ َش َذ َاِتَا‬ ‫ني طَيَّات ُ تُبِه انْتثَا اً َغْيتَر ُمْنتَظَ ٍم َاالَ َم ْر ُسوم فَت َق ْد أ ْ‬ ‫بَت ْ َ‬
‫َن ح ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اتَتبُّ ِع تَص ِرْْح ِاِتَا اتَت ْل ِم ِ‬
‫صيداً‬ ‫يحاِتَا‪َ ،‬اَه َذا َما الَ َْح ُّق لَنَا أَ ْن نَ ْشتَة َي مْنهُ‪ ،‬أل َّ َ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ي بِه‪ ،‬أل َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َن‬ ‫وس‪ .‬االَ أَ ْن نَعي َ الت َّْوحيد َّ‬ ‫َحَرا ُ النُّت ُف ِ‬ ‫م ْن َغ ِري َج ْهد ال يَ ْستَ ْم ِرُؤهُ أ ْ‬
‫َص َحابِِه‬ ‫َّاب لص ِرهِ الصوٍ م ِد َ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يد بَت ْع َدهُ‪َ ،‬األ ْ‬ ‫وب ُ ِّل ُ ت َ ْ َ ُ ُ َ‬ ‫ُسلُ ُ‬ ‫وب الْةتَابَة َه َذا أ ْ‬ ‫ُسلُ َ‬ ‫أْ‬
‫َّع ُام ِل َم َع فِ ْة ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪ .‬أ ََّما ُم ْشةلَةُ الْبُت ْعد التَّا ِيتخ ِّي ِيف التت َ‬
‫ِ‬
‫َسبَابتُ ُه ْم ِيف َذل َ‬ ‫ُم َس ِّو َغاتُت ُهم َاأ ْ‬
‫ِ‬ ‫التَّو ِح ِ‬
‫وز تَتغَافُ ُل‬ ‫ني َلاماً فَت َه ْل ََيُ ُ‬ ‫ط آثَا َهُ َللَى َم َدا ِ ََْن ِو َخَْس َ‬ ‫يدي فَتتَ ْمثُل ِيف أَنَّهُ َخ َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الزم ِن ِيف تَطَُّوِ فِ ْة ِرهِ اتَتغ ُِّتريهِ؟ ا ْحل ُّق أَنتَّنا تَتعام ْلنا مع فِ ْة ِرهِ بِوص ِف ِه فِ ْةراً نَ ِ‬ ‫ِ‬
‫اجزاً‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ ََ ََ‬ ‫ََ‬ ‫َلام ِل ََّ‬
‫َن ََثَّةَ ُم ْش ِةلَةً ِيف‬ ‫ني‪َ .‬االَ أ َْلتَ ِق ُد بِأ َّ‬ ‫اخلم ِسني االت ِ‬
‫ِّسع َ‬
‫ني َما َ تَبَهُ يف َْ ْ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ا ِِ‬
‫ص ْلنَا فيه بَت ْ َ‬ ‫ََ‬
‫َي ُم َف ِّة ٍر ِم ْن أ ِّ‬ ‫اس ِة أ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الله َّم إالَّ َم ْن‬‫ص ٍر َ ا َن‪ُ ،‬‬ ‫َي َل ْ‬ ‫ك فَت َه َذا َما ُه َو ُمتَّبَ ٌع ِيف د َ َ‬ ‫َذل َ‬
‫ِ‬ ‫اس ِة تَطَُّوِ فِ ْة ِر َمْب ُحوثِِه‪ ،‬ا َّ‬ ‫ِ‬
‫َن‬‫ك ُه َو أ َّ‬ ‫أَهِّتيَّةً ِم ْن َذل َ‬ ‫لعل األَ ْ ثَتَر َ‬ ‫ص َِْبثَهُ ل َد َ َ‬ ‫َخ َّ‬
‫ني ِم ْن الْعُ ْم ِر‪،‬‬ ‫وغ ِه ْ ِ‬
‫اخلَ ْمس َ‬
‫م َف ِّةرنَا َمل ي ْةتُ أَا للَى األَقَ ِّل َمل يتؤثتَر لَه أَثتَر قَتبل بتلُ ِ‬
‫ْ ُْ ْ ُ ٌ ْ َ ُ‬ ‫ُ َ َْ ْ ْ َ‬
‫ك ُ َّل فِ ْة ِرهِ‬ ‫ِ‬ ‫ت التتَّراج ِع َل ِن الْمواقِ ِ‬
‫ف َااآل َاء ِم ْن ُم َف ِّة ٍر َسبَ َ‬ ‫ََ‬ ‫َُ‬
‫اِمن َثَّ فَِإ َّن احتِماالَ ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني أ َْمٌر ُم ْستَْبت َع ٌد‪َ ،‬اه َذا َما يَتْب ُدا َااضحاً ل ُمتَتَبِّ ِع آثَا ِهِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اخلَ ْمس َ‬ ‫َا َس َةبَهُ بَت ْع َد ْ‬
‫هذهِ الْم َقدِّم ِة ا ْ ِ ِ ِ‬ ‫الةتاب إِضافَةً إِ َىل ِ‬ ‫ِ‬
‫صالً‪.‬‬ ‫َح َد َل َشَرَ فَ ْ‬ ‫اخلَاَتَة م ْن أ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ف َ ُ َ‬ ‫يَتتَأَلَّ ُ‬
‫ص ِل َاقَت ْفنَا ِلْن َد‬ ‫ِ ِ‬
‫ف بِالت َّْوح ْيدي‪َ ،‬اِيف هذا الْ َف ْ‬ ‫ص ُل األ ََّا ُل لُْنت َوا َن‪ :‬التَّت ْع ِريْ َ‬ ‫َمحَ َل ال َف ْ‬

‫ـ ‪ 09‬ـ‬
‫ث ِيف مولِ ِدهِ‬ ‫اس ِه انِسبتِ ِه‪ ،‬اثَانِيها لِْلبح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِِ‬
‫َْ‬ ‫العديْد م َن الْ َم َحا ِاِ َ ا َن أ ََّا ُهلَا ل ْلبَ ْحث ِيف ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ث َل ْن‬ ‫ث ِيف ثتَ َقافَتِ ِه ا ُشيتو ِخ ِه‪ ،‬ا ابِعها لِْلح ِدي ِ‬ ‫اأَصلِ ِه انَ ْشأَتِِه‪ ،‬اثَالِثُتها لِْلح ِدي ِ‬
‫ََ ُ َ َ ْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ات ِيف ََْت ِديْ ِد َافَاتِِه‪.‬‬ ‫اخلِالفَ ِ‬‫ان ْ‬ ‫آخرها لِتِبتي ِ‬ ‫م ْش ِةالتِِه مع ِ ِ‬
‫الوَزَاء‪َ ،‬ا ُ ْ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اِل ِلْن َد التَّ ْوح ْي ِدي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫صاد ِ الف ْة ِر ْ‬ ‫ِ‬
‫اجلَ َم ِ ِّ‬ ‫ص ُل الثَّ ِاين فَت َق ْد َمحَ َل ُلْنت َوا َن‪َ :‬م َ‬ ‫َّأما ال َف ْ‬
‫ت ِ ْيف‬ ‫ص ِاد ِ الَِّيت نَت َه َل الت َّْو ِح ْي ِدي ِم ْن َمعِْينِ َها فِةَْرهُ ْ‬
‫اجلَ َم ِ ُّ‬
‫اِل َاَ انَ ْ‬
‫ِِ‬
‫َافْيه َِبَثْتنَا ِيف الْ َم َ‬
‫الص ْوِيف الَّ ِذي يَتَرع‬ ‫ِّد ِ بَ ْدءاً ِم ْن نتُُزْا ِل ِه ُّ‬ ‫الميَّةُ ِِبو ِاملِها الْمتتعد ِ‬ ‫م َقا ب ٍة أَالِيَّ ٍة ل ِقي َدتَه ا ِإلس ِ‬
‫ََ َ ُ َ َ‬ ‫ُ ََ َ َ ْ ُ ْ‬
‫ص َد ُ الث ِ‬ ‫احل ِدي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اجلم َ ِ‬
‫َّاين ُه َو‬ ‫ي‪َ .‬االْ َم ْ‬ ‫ث النَّبَ ِو ِّ‬ ‫ص َد َ ُ ِّل َُجَال‪ُ ،‬ثَّ َْ ْ‬ ‫ال الْ َةام َل َاَم ْ‬ ‫ِيف اهلل َْ َ‬
‫ِّد ِ أَيْضاً بَ ْدءاً ِم َن البِْيئَ ِة ُمُرا اً‬ ‫الي االثَّت َق ِ ُّ ِِ ِ ِِ‬ ‫احل ِامل ِ ِ‬
‫ايف لف ْة ِرِه َّبُ َة ِّونَاته الْ ُمتَت َعد َ‬ ‫االجت َم ُّ َ‬ ‫َْ ُ ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫صوالً إِ َىل ثتَ َقافَته َا َل ْ‬
‫ص ِرِه‪.‬‬ ‫بِتُتَراثه ُا ُ‬
‫القيَميَّةُ‪َ ،‬اَاقَت ْفنا ِيف هذا‬ ‫َّأما ال َفصل الثَّالِث فَت َق ْد َمحل لْنوا َن‪ :‬األُسس ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫ص ْو ِصيَّةُ ال َف ِّن‪َ ،‬اثَانِْيها ال َف ُّن َاا ِإل ْهلَ ُام‪َ ،‬اثَالِثُها‬ ‫ِ‬
‫ص ِل لْن َد َخَْ َسة َحمَا ِاَ َ ا َن أ ََّا ُهلَا ُخ ُ‬
‫ال َف ِ‬
‫ْ‬
‫ال َف ُّن َاا ْحلَْيت َوا ُن‪َ ،‬اَابِعُها الْ َم ْوِهبَةُ َاا ِإلبْ َداعُ‪َ ،‬ا َخ ِام ُس َها ال َف ُّن َاالْ ُم َحا َ ا ُ‪.‬‬
‫الرابِ ُع فَت َق ْد َمحَ َل لُْنت َوا َن‪ :‬الْ ُم َعايَ َشةُ ا ْجلَ َمالِيَّةُ‪َ .‬اَ ا َن ِ ْحم َوُ هذا‬ ‫ص ُل َّ‬ ‫َّأما ال َف ْ‬
‫ث فِْيت َها‬ ‫ث ِيف ج َدلِيَّ ِة العالقَ ِة ا ْجلمالِيَّ ِة الَِّيت لَّرجنَا بتع َد ا ْحل ِدي ِ‬
‫َ ْ َْ َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ص ِل ُه َو ا ْحلَديْ ُ‬ ‫ال َف ْ‬
‫ني الْ ُمتَتلَ ِّقي َااألَثَِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العالقَة بَت ْ َ‬ ‫ِن ُثَّ ا ْحلَديْث َللَى َ‬ ‫ني ال َفنَّان َااألَثَِر ال َف ِِّّ‬‫العالقَة بَت ْ َ‬
‫َللَى َ‬
‫ِن‪.‬‬‫ال َف ِِّّ‬
‫ف التَّ ْو ِح ْي ِدي لل ُفنُت ْو ِن‪،‬‬ ‫صنِْي ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫س فَت َق ْد أَفْتَرْدنَاهُ ل ْل َحديْث ِيف تَ ْ‬
‫َّأما ال َفصل ْ ِ‬
‫اخلَام ُ‬ ‫ُْ‬
‫ف ال ُفنُت ْو ِن ِلْن َد‬ ‫صنِي ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َا َمحَ َل العُْنت َوا َن َذاتَهُ‪َ .‬افْيه َل َق ْدنَا َتَْ ِهيداً ل ْل َحديْث ِيف تَ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫التَّ و ِحي ِدي اتَتو ِضيحاً ألُسلُوبِِه ِيف الت ِ‬
‫استَ ْخ َد َمها ِيف‬ ‫الحات الَِّيت ْ‬ ‫االصط َ‬ ‫َّصنْي ِ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْْ‬ ‫ْ ْ َْ ْ‬
‫ف‪.‬‬ ‫َّصنِْي ِ‬
‫الت ْ‬

‫ـ ‪ 21‬ـ‬
‫ضح ِ‬ ‫َّأما ال َفصل َّ ِ‬
‫اك‪َ ،‬اِيف هذا‬ ‫س فَت َق ْد َمحَ َل لُْنت َوا َن‪ :‬التَّت َه ُّة ُم َافَ ُّن ا ِإل ْ َ‬ ‫الساد ُ‬ ‫ُْ‬
‫اِل‪َ ،‬اثَانِْيت َها ال ُقْب ُح َافَ ُّن‬ ‫ص ِل َاقَت ْفنَا ِلْن َد ثَالثَِة َحمَا ِاَ ُ ْبتَرع أ ََّا ُهلَا ال ُقْب ُح اجلْ َم ِ ُّ‬ ‫ال َف ْ‬
‫َّو ِاه ِد‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اك‪ ،‬اثَالِثُها م َق ِّومات َّ ِ ِ ِ‬ ‫ا ِإل ْ ِ‬
‫الضحك لْن َد التَّ ْوح ْيدي َم َع ذ ْ ر األ َْمثلَة َاالش َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ض َح َ‬
‫ضح ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬
‫اك‪.‬‬ ‫الشَّا ِ َحة ل َف ْل َس َفة التَّ ْوح ْيدي ِيف ا ِإل ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِل‬ ‫السابِ ُع فَت َق ْد َمحَ َل لُْنت َوا َن‪ :‬الْ ُم ْوسْيت َقى َاالغنَاء‪َ .‬اِيف هذا ال َف ْ‬ ‫ص ُل َّ‬ ‫َّأما ال َف ْ‬
‫تَتوقَّت ْفنَا ِلْن َد فَت ْلس َف ِة أَبِي حيَّا َن التَّ و ِح ْي ِدي ِيف الْمو ِسيت َقى االغِنَ ِاء ِمن ِخ ِ‬
‫الل أَْبَت َع ِة‬ ‫ُْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‪َ ،‬اثَالِثُت َها‬ ‫اهر الطَّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َحما ِا ُ بترع َ ا َن أ ََّا ُهلا ُشرا ُط ح ِ َّ ِ ِ‬
‫ص ْول الل َذ ‪َ ،‬اثَانْيت َها َمظَ ُ َ‬ ‫َ ُْ ُ ُ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ب‪َ ،‬اَابِعُها الْ ُم ْو ِسْيت َقى َاالغِنَاءُ‪.‬‬ ‫تَت ْف ِسْيتر الطَّر ِ‬
‫ُ َ‬
‫يب‪َ ،‬اتَت َوقَّت ْفنَا فِْي ِه‬‫العَرِ ِّ‬
‫ط َ‬ ‫اخلَ ِّ‬
‫ات ْ‬ ‫َّامن فَت َق ْد َمحل لْنتوا َن‪َُ :‬جالِيَّ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ص ُل الث ُ‬ ‫َّأما ال َف ْ‬
‫ث ِيف أَنْت َو ِاع‬ ‫ط‪ ،‬اثَانِيتها لِْلح ِدي ِ‬ ‫ِلْن َد َخَْس ِة َحما ِا َ ا َن أ ََّا ُهلا لِسرِد تَتع ِريت َف ِ‬
‫اخلَ ِّ َ ْ َ َ ْ‬ ‫ات فَ ِّن ْ‬ ‫َ َْ ْ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫الم َابَت ْريِ َها‪َ ،‬اَابِعُ َها َمحَ َل لُْنت َوا َن‬ ‫ث ِيف أَنْتو ِاع األَقْ ِ‬ ‫ط اأَقْس ِام ِه‪ ،‬اثَالِثُتها لِْلح ِدي ِ‬ ‫ْ ِّ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ ْ‬ ‫اخلَ َ َ‬
‫ط‪.‬‬ ‫ط ا ْحلَ َس ِن‪َ ،‬ا َخ ِام ُس َها َمحَ َل لُْنت َوا َن أَ ْسَرا ِ ا ْجلَ َم ِال ِيف ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫ض ُرْاَِ ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫َ‬
‫َّاس ُع فَت َق ْد َمحَ َل لُْنت َوا َن‪ :‬فَ ُّن البَال َغ ِة‪َ .‬افِْي ِه َاقَت ْفنَا ِلْن َد تِ ْس َع ِة‬ ‫َّأما ال َفصل الت ِ‬
‫ُْ‬
‫ف َجوانِبِ َها فَ َةا َن أ ََّا ُل الْم َحا ِاِ‬ ‫اِل ِمن مُْتَتلَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َحمَا ِاَ تَتتَتنَ َاا ُل البَال َغةَ ببُت ْعد َها ا ْجلَ َم ِ ِّ ْ‬
‫ضرْا ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات البَال َغ ِة‪َ ،‬اثَانِْيت َها لِ َع ْر ِ‬ ‫ث ِيف تَتع ِريت َف ِ‬ ‫لِْلح ِدي ِ‬
‫ض ُا ْج َهة نَظَ ِر التَّ ْوح ْيدي ِيف َ ُ َ‬ ‫ْْ‬ ‫َ ْ‬
‫ث ِيف ُش ُرْا ِط‬ ‫اص ِر البال َغ ِة‪ ،‬ا ابِعها لِْلح ِدي ِ‬ ‫ف لن لنَ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ََ ُ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫البَال َغة‪َ ،‬اثَالثُت َها ل ْل َة ْش ِ َ ْ َ‬
‫ث ِيف نِظَ ِام البَال َغ ِة‪َ ،‬ا َسابِعُ َها لُِفنُت ْو ِن البَال َغ ِة‪َ ،‬اثَ ِامنُت َها‬ ‫البال َغ ِة‪ ،‬اخ ِامسها لِْلح ِدي ِ‬
‫َ َ َُ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ني ال َف ْه ِم َاا ِإلفْت َه ِام‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضرا ِ‬ ‫ِ‬
‫ب البَال َغة‪َ ،‬اثَامنُت َها ل ْل َحديْث َللَى َم ْوق ِع البَال َغة بَت ْ َ‬ ‫ل ُُْ‬
‫ني العُلُ ْوِم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َاتَاسعُ َها ل َم ْوق ِع البَال َغة بَت ْ َ‬

‫ـ ‪ 20‬ـ‬
‫َّأما ال َفصل ِ ِ‬
‫ِّع ِر َاالنَّثْ ِر فَتبَ َدأْنَاهُ بَت ْع َد‬
‫ني الش ْ‬ ‫العاش ُر الَّذ ْي َمحَ َل لُْنت َوا َن‪ :‬بَت ْ َ‬ ‫ُْ َ‬
‫اضلَ ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح التَّو ِحي ِدي للَى الْمو ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُرْاَِتَا لَ َدع التَّت ْفة ِْري ِيف الْ ُم َف َ‬ ‫ض ْوليَّة َا َ‬ ‫الت َّْم ِهْيد بِِإ ْحلَ ِ ْ ْ َ َ ْ ُ‬
‫ِّع ِر َاالنَّثْ ِر‪َ ،‬اثَتلَّثْتنَا َِّبَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َص ِل ُ ٍّل م َن الش ْ‬ ‫ِّع ِر َاالنَّثْ ِر‪َ ،‬اثَتنَّتْيتنَا بَِق ْوله بِ ِو ْح َد أ ْ‬
‫ني الش ْ‬‫بَت ْ َ‬
‫ِِ‬
‫ِّع ِر ُثَّ ِلْن َد َم ْوقف ِه ا ْجلَ َدِ ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ِل‬ ‫صا ِ الش ْ‬ ‫صا ِ النَّثْ ِر ُثَّ أَنْ َ‬
‫َح َش َدهُ الت َّْوح ْيدي م ْن َم َواقف أَنْ َ‬
‫ِيف تَ َة ُام ِل ال َفنَّني‪.‬‬
‫َخْيت ُر فَت َق ْد َمحَ َل لُْنت َوا َن‪ :‬فنَّا النَّت ْق ِد‬ ‫أ ََّما ال َفصل ا ْحل ِادي ل َشر اهو األ ِ‬
‫ْ ُ َ ْ َ َ َ َُ‬
‫س ِه َي‬ ‫ب التَّو ِحي ِدي ِمن ِجه ٍ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ات َخَْ ٍ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُسلُ ْو ِ ْ ْ‬ ‫صأْ‬ ‫َّص ِويْ ِر‪َ .‬اَاقَت ْفنَا فْيه لْن َد َخ َ‬ ‫االت ْ‬
‫الس ْج ُع‪َ ،‬اا ِإل َْيَ ُاز‬ ‫ني األَفْ َةا ِ ‪َ ،‬ا َّ‬ ‫التَّناس بتني األَلْ َفا ِ ‪ ،‬االْمع ِاين احسن َّ ِ‬
‫الربْط بَ َ‬ ‫َ ََ َ ُ ْ ُ‬ ‫ُ ُ َْ َ‬
‫ص ِويْ ِريٍَّة‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َل بِنَ َماذ َج نَت ْقديَّة َاََّنَاذ َج تَ ْ‬ ‫اب‪َ ،‬اتَتنَت ُّوعُ الثَّت َقافَة‪َ .‬ا َختَ ْمنَا ال َف ْ‬ ‫َاا ِإلطْنَ ُ‬
‫للتَّوحيدي‪.‬‬

‫دمشق ‪2991‬م‬

‫ـ ‪ 22‬ـ‬
‫ـ ‪ 23‬ـ‬
‫ـ اســـــــــمه ونســــــــــبته‬
‫ـ مولده وأَصـله ونشــــأته‬
‫ـ ثقافــتـــــــه وشــــــيوخه‬
‫ـ اصطـدامه بالـــــــوزراء‬

‫ـ وفـــــــــــــــــــــــــــــــــــاته‬

‫ـ ‪ 24‬ـ‬
‫اب‪،‬‬ ‫الع َذ ِ‬ ‫وءةا بِالبُ ْؤ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س َو َ‬ ‫اش التَّوحيدي طُُفولَةا َم ْملُ َ‬ ‫َع َ‬
‫ِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫َم ْح ُفوفَةا بال َف ْق ِر َوالْح ْرَمان‪َ ،‬ولََق ْد َو َعى َما لَديه من َم َواه َ‬
‫اسبةَ للتَّعبِي ِر َعن َذاتِها‪ .‬و ِ‬
‫لك َّن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ َ‬ ‫صةَ ال ُْمنَ َ ْ‬ ‫َوَملَ َكات تَتَ َحيَّ ُن ال ُف ْر َ‬
‫ك‬ ‫َيه‪َ ،‬ولِذلِ َ‬
‫ات والعراقِيل حائِلَةٌ ُدو َن ما تَصبو إِل ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫الع َقبَ َ َ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫صيَّتُهُ َع ِن الت ز ِ‬
‫ان‬ ‫اع َفةا‪ ،‬و ْخرجت َش ْخ ِ‬
‫َ‬ ‫ض َ َ ََ‬ ‫ت ُم َعانَاتُهُ ُم َ‬ ‫ص َار ْ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْرهُ‬‫ت فك َ‬ ‫صبَ غَ ْ‬
‫ساسيَّة‪َ ،‬و َ‬ ‫َّو ُازن إِلَى ال ْزد َواجيَّة َوفَ ْرط ال َ‬
‫ْح َّ‬ ‫َوالت َ‬
‫َوأ ََدبَهُ بِأ ََلو ِان َش ْخ ِصيَّتِ ِه َه ِذهِ‪.‬‬
‫اسمه ونسبته‬
‫االس ُم الَّ ِذي ا ْشتُت َهَر بِِه َعلِي بْ ُن ُم َح َّم ٍد ب ِن‬ ‫ِ ِ‬
‫أَبُو َحيَّان التَّوحيدي ُه َو ْ‬
‫اس بِِإ ُْج ِاع الْمؤِّ ِخني‪ .‬اانْت َفرد لن ه َذا ا ِإل ُْج ِاع م ِعين الدي ِن أَبو ال َق ِ‬
‫اس ِم‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫العبَّ ِ َ ُ َ َ َ َ َ َ ْ‬
‫ط‬‫السابِ ِع‪ِ ،‬يف ِتَابِِه (( َش ُّد ا ِإل َزا ِ َل ْن َح ِّ‬ ‫ْجنَي ُد الش َيرا ِزي‪ِ ،‬م ْن ِ َج ِال ال َق ْرِن َّ‬ ‫ال ُ‬
‫اس الصوفِي‬ ‫العبَّ ِ‬
‫بن َ‬ ‫َازا ِ ))‪ ،‬فَت َق ْد َسَّاهُ َه َة َذا‪« :‬أَبُو َحيَّا َن أَ ْح َم ُد ُ‬ ‫األ َ‬
‫اختِالَ ٌ ؛ ذَ َه َ ُم ْعظَ ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِّسبَةُ ِيف التَّوحيدي فَفي فَت ْهم َها ْ‬
‫()‬
‫التَّوحيدي» أ ََّما الن ْ‬
‫‪2‬‬

‫يع بِالعَِر ِاق نَولاً ِم َن الت َّْم ِر‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِِِ ِ‬ ‫الْم َؤِّ ِخ َ ِ‬
‫ني إ َىل أَنتَّ َها ن ْسبَةٌ إ َىل م ْهنَة َاالده الَّذي َ ا َن يَبِ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد) ‪ ،‬مستَ ْش ِهد ِ‬ ‫يس َّمى (الت ِ‬
‫َّ‬ ‫ين َّبَا «ذَ َه َ إِلَيه بَت ْع ُ‬
‫)‬ ‫(‬
‫ض ُشَّر ِاح ال ُْمتَ نَبي الذ َ‬
‫ين‬ ‫َّوح َ‬ ‫‪1‬‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َُ‬
‫ِِ ( )‬
‫السابق» ‪:‬‬ ‫يد) ِيف الب ِ‬
‫يت الت ِ‬
‫َّاِل َللَى الْ َم ْع َىن َّ‬ ‫َمحلُوا (التت ِ‬
‫َّوح َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ات‬‫ي تَ ر َّشفن ِمن فَ ِمي ر َش َف ٍ‬
‫َ‬ ‫ََ َ ْ‬
‫ه َّن فِ ِيه أَح لَى ِمن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫يد‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫‪1‬‬
‫الشريازي‪ :‬شد اإلزار عن حط األَوزار ت ج‪2‬ت ص‪ .121‬اانظر ذلك أَيضاً يف‪ :‬لبد الرزاق حميي الدِّين‪ :‬أ َََبو‬
‫ت ِّ‬
‫حيان التَّوحيدي؛ سيرته وآثاره ت ص‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫بيدي يف تابه‪ :‬تاج العروس ت َّ‬
‫ماد ‪ :‬احد‪.‬‬ ‫الز ُّ‬
‫ت هذا ما أَا ده َّ‬
‫ت ابن َخلِّةان‪ :‬وفيات األَليان ت ج‪ 5‬ت ص ‪ .11‬ا ذلك‪ :‬حممد رد للي‪ :‬أَبو حيَّان التَّوحيدي ت ضمن‪َ :‬ملَّة‬
‫اجملمع العلمي العريب ت ‪1921‬م ت ج ت مج‪ 1‬ت ص‪.1 2‬‬

‫ـ ‪ 25‬ـ‬
‫تود ِمت ت ت ْتن‬‫صت ت ت َ‬ ‫َن الْ َم ْق ُ‬ ‫آخت ت ت َتر ِمت ت ت ْتن ُشت ت ت َّتر ِاح ال ُْمتَ نَب ي َّاَتَت ت تتهَ إِ َىل أ َّ‬ ‫َالةت ت ت َّتن فَ ِريق ت ت تاً َ‬
‫ِ‬
‫الس تتابِ ِق ت َاالَ يُ ْس تتتَْبت َع ُد ِمثْ ت ُتل هت ت َذا َلت ت ِن ال ُْمتَ نَب ي ت ت ُه ت َتو قَت ُ‬
‫تول‬ ‫تت َّ‬ ‫َّوحي ت ِتد ِيف البي ت ِ‬ ‫الت ِ‬
‫َ‬
‫ب ِض ت ت ْتم َن هت ت ت َذا‬ ‫تف َل َّمت ت تا أََ َادهُ أَبُ و الطَّي ِ‬ ‫الَ إِلَ ت تتهَ إِالَّ اهلل( )‪ ،‬اتَتب ت تتايتنُوا ِيف الْ َة ْش ت ت ِ‬
‫ََ َ‬
‫ِ‬
‫تث َّاَتَ ت تتهَ فَ ِري ت ت ٌتق‬‫ِّس ت تتبَ ِة ِيف التَّوحي ِدي‪َ ،‬حي ت ت ُ‬ ‫ث َم ت ت َتع الن ْ‬ ‫ا ِإلطَت تتا ِ ‪َ .‬ااأل َْم ت ت ُتر َذاتُت تتهُ َح ت ت َتد َ‬
‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين لُ ِرفُت توا‬ ‫الع ت ت ْدل َاالتَّوحي تتد ال تتذ َ‬ ‫ِّس تتبَةَ ُهنَ تتا ن ْس تتبَةٌ إِ َىل َلقي ت َتد أ َْه ت ِتل َ‬ ‫َن الن ْ‬ ‫آخ ت ُتر إِ َىل أ َّ‬‫َ‬
‫تاء أَبِ ي حيَّ ا َن إِ َىل ه ت ت ِتذهِ‬ ‫بِالْمعت ِزلَت تتة ‪ ،‬اََثَّت تةَ اخت تتتِالَ ٌ آخت تتر هنت تتا أَيض ت تاً ِيف انْتِمت ت ِ‬ ‫)‬ ‫(‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬
‫َّوحي ِدي ذَاتُت تتهُ الَّ ت ت ِتذي بَت ت َتدا ِيف‬ ‫تاك ه ت تتو الت ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الف ْرقَ ت ت ِتة‪َ .‬اا ْحلَ ت ت ُّتق أ َّ‬
‫َن َس ت تتبَ َ هت ت ت َذا اإل ْبَت ت ُ َ‬
‫الست ت ت تن َِّة‪َ ،‬الَ َعت ت ت َّتل ه ت ت ت َذا ُهت ت ت َتو َّ‬
‫تك بِ ُّ‬ ‫يد التَّم ُّست ت ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫الست ت تتبَ ُ‬ ‫ُم ْعظَت ت ت ِم تَابَاتت ت تته « ُسنِّت ت ت تيًّا َشت ت تتد َ َ‬
‫الف تترِق الدِّينِيَّ ت ِتة ت تت؛ الْمعتَ ِزلَ ت ِتة ااأل َ ِ‬
‫تالرِ‬ ‫تاجم ت مُْتتلَ ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫َش ت َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫تف َ‬ ‫َ َ‬ ‫الْ ُمه ت ُّتم ال تتذي َج َعلَ تتهُ يتُ َه ت ُ‬
‫تال فِ ت ت تتي ِهم‪َ « :‬ملْ أََ ُمتَ َةلِّمت ت ت تاً ِيف‬ ‫اُجَت ت ت تةً َلنِي َفت ت ت تةً» ‪َ ،‬اِِمَّت ت تتا قَ ت ت ت َ‬ ‫ِ‬
‫َاالْ ُمتَ َةلِّم ت ت ت َ‬
‫()‬
‫تني ‪ُ ...‬م َه َ‬
‫تريٍ َ ْغبَ ت تةً ؛‬ ‫ِ‬
‫ُمت ت َّتد لُ ْم ت ت ِره بَ َةت تتى َخ ْشت تتيَةً أَا َد َم َعت تتت َلينُت تتهُ َخوف ت تاً‪ ،‬أَا أَقْتلَت ت َتع َلت ت ْتن َ بت ت َ‬
‫ِ ِ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪،‬‬
‫ني‪َ ،‬ايَتتَالَقَت ت ت ت تتو َن ُمتَ َخ ت ت ت ت تتادل َ‬ ‫صت ت ت ت ت تبِ َ‬
‫اس ت ت ت ت ت ُتدا َن ُمتَت َع ِّ‬
‫ني َايَتتَ َح َ‬‫يَتتَتنَ ت ت ت ت تتاظَُرا َن ُم ْست ت ت ت ت تتَت ْه ِزئ َ‬
‫تاد‬ ‫ايصت ت تن ِِّفو َن متَح ت ت ِتاملِني؛ ج ت ت َّتذ اهلل ل ت تتراقَتهم ااستأص ت تتل َشت ت تافَتتَتهم( )‪ ،‬اأَ ِ‬
‫اح العبَ ت ت َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُُُ َ َْ َ َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َُ َ‬
‫‪1‬‬
‫حد‪ .‬أَا د هذا الةالم أَبو البقاء العةِبي يف شرحه ديوان أَيب‬ ‫ت هذا قول الواحدي‪ ،‬اللَّق بأَنَّه إفرا ٌط اَتااز ٍّ‬
‫الطِّيِّ ‪ ،‬اللى الرغم من إطنابه يف شرح هذا البيت إالَّ أَنَّه مل يذ ر أَبداً ما ُّ‬
‫يدل للى أ ََّن التَّوحيد ٌ‬
‫نوع من‬
‫التمر‪ .‬انظر ذلك يف‪ :‬ديوان أَبي الطَّيب المتنبي بشرح أَيب البقاء العةِبي ت ص‪. 15‬‬
‫‪5‬‬
‫الزبيدي يف‪ :‬تاج العروس‬
‫ت ابن حجر العسقالين‪ :‬لسان الميزان ت ج‪ 1‬ت ص ‪ . 1‬اهذا ما ا د ذ ره أَيضاً لند َّ‬
‫الرأي‪ ،‬منهم حممد رد للي يف‪ :‬أُمراء البيان؛ (‪،)119‬‬ ‫بعض ِّ‬
‫املفةرين مع هذا َّ‬ ‫ُ‬ ‫ماد ؛ احد‪ .‬اقد ذه‬
‫ت َّ‬
‫السندايب يف تابه لن التَّوحيدي؛ (‪1‬ت‪ .)9‬ا أع إحسان لبَّاس يف تابه لن التَّوحيدي «أ ََّن هذه‬ ‫احسن َّ‬
‫التسمية قد تةون جاءته من تسخري ِّل لل ٍم لبلوغ التَّوحيد»‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ت شوقي ضيف‪ :‬عصر الدول واإلمارات ت ص‪.111‬‬
‫‪1‬‬
‫ت الشَّأفةُ يف األَصل قرحةٌ َترج يف القدم‪ ،‬ايف الدُّلاء‪ :‬استأَصل اهلل شأفتهم َّبعىن أَذهبهم اهلل ما أَذه‬
‫الشَّأفة اليت تةوع فتذه ‪ .‬انظر ذلك يف‪ :‬لسان العرب ت َّ‬
‫ماد ؛شأ ‪.‬‬

‫ـ ‪ 26‬ـ‬
‫تري َمت ت ت َّترٍ إِ َىل تَت ْف ِس ت ت ت ِري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫() ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َاال ت ت تبالَ َد م ت ت تْنت ُهم» ‪َ .‬الةنَّت ت تتهُ يَت ت ت ْذ َه ُ يف ((الْ ُم َقابَ َست ت تتات)) َغت ت ت َ‬
‫ِ‬
‫ْح َم ِو َّ‬ ‫َّوحي ت ِتد َافَت ْه ِم ت ِته َللَ تتى الطَّ ِري َق ت ِتة الْ ُم ْعتَ ِزليَّ ت ِتة‪َ ،‬اهت ت َذا َم تتا َح ت َتدا بِيَ اقُ َ‬ ‫الت ِ‬
‫()‬
‫‪9‬‬
‫ي‬ ‫وت ال َ‬
‫اده( ) إِ َىل َلت ت ت ِّتد أَبِ ي َحيَّ ا َن‬ ‫الع ْس َقالَنِي َوطَ اش ُى ْب َر َز َ‬
‫( )‬
‫َواب ن َح َج ر َ‬
‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬

‫َّوحي ت ت ِتد‬
‫َن لِم َف ِّة ِرنَت تتا ِيف الت ِ‬
‫وس ِوي أ َّ ُ‬ ‫َّعبِ ت ت ِري‪َ .‬اأَ َّ ت ت َتد ال َْم َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ِل التَّت ْقت تتدي ِر َجت تتاحظ َّي التت ْ‬ ‫ُم ْعتَت ت ِتزِ َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ول ْ ِ ِ‬ ‫ت أ ََّاِل األُص ِ‬
‫اصا»( )‪.‬‬ ‫سان ا َخ ًّ‬ ‫اخلَ ْم َسة لْن َد الْ ُم ْعتَ ِزلَة ت «ل َ‬ ‫ُ‬
‫‪21‬‬

‫مولده وأَصله ونشأته‬


‫يدي َزَماناً َاالَ َم َةاناً‪َ ،‬االَ‬ ‫َّوح ِ‬ ‫ص ْلنا تَتر َُجةٌ اافِيةٌ االَ دقِي َقةٌ لن مولِ ِد الت ِ‬ ‫ِ‬
‫َملْ تَ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ‬
‫الع ِاديَّةُ‪،‬‬ ‫ِِ‬
‫ات َحيَاته؛ الْ ُم ِه َّمةُ َا َ‬ ‫اد تَ ُةو ُن َحمَطَّ ُ‬ ‫َصله‪َ ،‬ح ََّّت تَ َة َ‬
‫لن نَ ْشأَتِِه االَ لن أ ِ ِ‬
‫َ َْ ْ‬ ‫َْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلم ِسني األ َ ِ‬
‫ف َحيَاته‪َ .‬ح ََّّت َافَاتُهُ‬ ‫ص َ‬ ‫ُاىل مْنت َها‪َ ،‬االَِّيت تُ َش ِّة ُل ن ْ‬ ‫اصةً َْ ْ َ‬ ‫ََْم ُهولَةً‪َ ،‬ا َخ َّ‬
‫ُّهَرِ‪ِ ،‬ملْ يَتت َِّف ِق الْ ُم َؤِّ ِخو َن‬ ‫ال م َن الش ْ‬
‫ال ما نَ َ ِ‬ ‫ِِ‬
‫الدقَّةُ ِيف ََْتديد َها بَت ْع َد َما نَ َ َ‬ ‫ض ِّ‬ ‫الَِّيت يتُ ْف َِت ُ‬
‫قيق تَا ِخي َها‪.‬‬ ‫َللَى َد ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ض‪،‬‬ ‫ب ُم ْعظَ ُم ت تتهُ َاُمتَتنَ ت تتاق ٌ‬ ‫ض ت تتا ِ ٌ‬ ‫َخبَ ت تتا ِ ُمتَ َ‬ ‫بَ ت ت ْتل إِ َّن َم ت ت تا َا َ‬
‫ص ت ت تلَنَا م ت ت ْتن َه ت تتذه األ ْ‬
‫ِ‬
‫َن أَبَ ا َحيَّ ا َن ذَاتَ تتهُ َملْ يَ ْةتُت ت ْ س ت َ‬
‫تريتَهُ‬ ‫ني أ ََّاِهلَُم تتا؛ أ َّ‬
‫ني ئِيست ت ِ‬ ‫ِ‬
‫تك إ َىل َس تتبَبَ َ َ‬
‫ايترِج تتع ذلِ ت َ ِ‬
‫َ َْ ُ‬
‫تيل َحيَاتِ ت ِته‪َ .‬اثَانِي ِه َم تتا؛ إِ َْهَ ت ُ‬
‫تال‬ ‫اص ت ِ‬ ‫الذاتِيَّت تةَ‪ َ ،‬م تتا َمل يتع تتن بِ ت ِتذ ْ ِر م تتا ي ْة ِف تتي ِم تتن تَت َف ِ‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ُْ َ‬
‫تيل‪ ،‬هت ت ت ت َذا‬ ‫اصت ت ت ت ِرين لَت ت تته االالَّ ِح ِق ت ت تتني للَي ت ت ت ِته ِذ ْ ت ت تتر ه ت ت ت ِتذهِ التَّت َف ِ‬
‫اص ت ت ت ِ‬ ‫الْم ت ت تتؤِّ ِخني الْمع ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ َ َ َُ‬
‫ا ِإل َْه ت ُ ِ‬
‫ت َزَمانتَ َهت تتا‪،‬‬ ‫اص ت تةً أَنتَّ تتهُ َلْبت َق ِريَّت تةٌ فَت ت َّتذ ٌ َس ت تبَت َق ْ‬
‫صت تتوداً‪َ ،‬خ َّ‬ ‫تال الَّت تتذي قَت ت ْد يَتْب ت ُتدا َم ْق ُ‬ ‫َ‬

‫‪1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص‪.112‬‬
‫‪9‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج‪15‬ت ص‪.5‬‬
‫‪1‬‬
‫ت ابن حجر العسقالين‪ :‬لسان الميزان ت ج‪ 1‬ت ص‪. 1‬‬
‫‪11‬‬
‫السعادة ت ج‪1‬ت ص‪.215‬‬
‫ت طاش ِبع زاده‪ :‬مفتاح َّ‬
‫‪12‬‬
‫والسادات ت ج‪1‬ت ص‪.2 5‬‬
‫ت حممد املوسوي اخلونسا ي‪ :‬روضات الجنَّات في أَحوال العلماء َّ‬

‫ـ ‪ 27‬ـ‬
‫اس ت ت تتتِ ْغَرابِِه‬ ‫ِ‬
‫ي إِ َىل إِبْ ت ت ت َتداء ْ‬
‫ْح َم ِو َّ‬‫وت ال َ‬ ‫تاد َها‪َ .‬اه ت ت ت ت َذا َم ت ت تتا َد َل ت ت تتا يَ اقُ َ‬
‫َاَ ثُت ت ت ت َتر ُح َّس ت ت ت ُ‬
‫ي ِيف ِتَت ت ت ٍ‬ ‫َن أَح ت ت تتداً « َمل ي ت ت ت ْذ ُ ِر الت ِ‬
‫َّوحي ِد َّ‬ ‫ِِ‬
‫تاب‪َ ،‬االَ َد ََمَت ت تتهُ‬ ‫َْ‬ ‫َاَد ْه َش ت ت تتته لَ ت ت ت َّتما َا َج ت ت ت َتد أ َّ َ‬
‫اب»( )‪.‬‬ ‫ِضم ِن ِخطَ ٍ‬
‫ْ‬
‫‪1‬‬

‫‪ 2‬ولدته‬
‫يخ ِاالَ َد ِ أَبِي َحيَّا َن‪ ،‬األ َْم ُر الَّ ِذي يَ ُد ُّل ت إِ َىل‬ ‫الَ نتَع ِر ُ للَى اج ِه ِّ ِ‬
‫الدقتَّة تَا ِ َ‬ ‫ْ َ َْ‬
‫ف َل ْن َل َّام ِة‬ ‫ِ‬ ‫ف َْحمتَ ِدهِ‪ ،‬انَ ْشأَتِِه ِ ِ‬ ‫ض ْع ِ‬ ‫ِ‬
‫العاديَّة‪ ،‬الَِّيت الَ ََتْتَل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َسلَ ْفنَا ت َللَى َ‬ ‫َجان ِ َما أ ْ‬
‫ت فَِق ٍري‪.‬‬ ‫يد أَنَّه ََّنَا ِيف مْنب ٍ‬
‫ََ‬ ‫ت األَ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫َّاس‪َ ،‬االثَّابِ ُ‬ ‫الن ِ‬
‫يدي ذَاتِِه ِيف ِ َسالَتِ ِه إِ َىل‬ ‫ان الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ان جاءتَا لرضاً للَى لِس ِ‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬
‫َالة ْن ََثةَ َاثي َقتَ َ َ َ َ َ َ‬
‫جرِ‪َ ،‬اِيف ِتَابِِه ((الْ ُم َقابَسات))‬ ‫ِِ ٍ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َ‬ ‫صديقه ال َقاضي أَبي َس ْه ٍل َسنَةَ أَْبَعمئَة ل ْله ْ َ‬ ‫َ‬
‫ول ِيف ِسالَتِ ِه إِ َىل ال َق ِ‬ ‫يخ ِاالَ َدتِِه؛ يَت ُق ُ‬ ‫نَستَ ِطيع أَن نَستَ ِش َّ ِ‬
‫اضي‬ ‫َ‬ ‫ف مْنت ُه َما تَا ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‪،‬‬‫وم أَا َغداً‪ ،‬فَِإني في َع ْش ِر الت ْسع َ‬ ‫ت َه َامةً اليَ َ‬ ‫َصبَ ْح ُ‬ ‫أَبِي َس ْه ٍل‪َ « :‬ابَت ْع ُد‪ ،‬فَت َق ْد أ ْ‬
‫َمل ِيف َحيَا ٍ لَ ِذي َذ ٍ؟» ‪َ ،‬اقَ ْد َ تَ َ َه ِذهِ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫( )‬
‫الر َسالَةَ‬ ‫‪11‬‬
‫َاَه ْل بَت ْع َد الْ َةْبتَر َاالْ َع ْجز أ ٌ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ِيف ِتَ ِ‬
‫اب ((الْ ُم َقابَ َسات)) َل ْن َذاته‪َ ،‬اقَ ْد َ تَبَهُ‬ ‫َسنَةَ ‪1‬هت‪1 9/‬م‪َ .‬ايَت ُق ُ‬
‫ني ِح َّجةً ( َسنَةً)‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َسنَةَ ‪ 1‬هت‪911/‬م‪َ « :‬اَما يَت ْر ُجو الْ َم ْرءُ بَت ْع َد االلْت َفات إِ َىل َخَْس َ‬
‫صَر ِيف بَاقِ َيها»( )‪َ .‬اه َذا يَت ْع ِِن َللَى ََْن ٍو ِشْب ِه َدقِ ٍيق أَنَّهُ قَ ْد‬
‫‪15‬‬
‫اع أَ ْ ثَتَرَها‪َ ،‬اقَ َّ‬ ‫َض َ‬
‫َاقَ ْد أ َ‬
‫اخلِالَ ِ ِيف‬ ‫ض ْ‬ ‫ك فَِإ َّن ََثَّةَ بَت ْع َ‬
‫ِ‬
‫الر ْغ َم ِم ْن ذل َ‬ ‫ُالِ َتد ََْن َو َسنَ ِة ‪ 1‬هت‪92 /‬م‪َ .‬ا َللَى ُّ‬
‫ب ِجدًّا ُه َو‬ ‫يخ م َقا ِ ٍ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الس ْن ُدوبي إ َىل تَا ِ ٍ ُ‬
‫ِ‬
‫يخ ال ِوالَ َد ‪ ،‬فَت َق ْد ذَ َه َ‬ ‫تَا ِ ِ‬

‫‪1‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج‪15‬ت ص‪.5‬‬
‫‪11‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة إلى القاضي أَبي سهل علي بن محمد ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص‪1 1‬ت ‪.1 1‬‬
‫‪15‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص‪. 1‬‬

‫ـ ‪ 28‬ـ‬
‫يخ ال ِوالَد ِ‬ ‫ال تَا ِ ِ‬ ‫َّاق ُم ْحيِي الدين ََمَ َ‬ ‫الرز ِ‬ ‫( )‬
‫‪ 12‬هت‪921/‬م ‪ ،‬بَينَ َما فَتتَ َح َع ْب ُد َّ‬
‫َ‬
‫‪11‬‬

‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪ 1‬هت ا ‪ 2‬هت‪9 2/‬م ‪َ ،‬اتَبِ َعهُ‬ ‫ني َل ْش ِر َسنَت َوات إِ ْذ َج َعلَهُ بَ َ‬ ‫ليَ ْمتَ َّد َما بِ َ‬
‫‪11‬‬ ‫( )‬

‫ول ِة ا ِإل ْسالَِميَّ ِة))( )‪.‬‬ ‫ِ‬


‫وس َ‬ ‫ك س‪.‬م‪.‬شتيرن ت ‪ِ S. M. Sterrn‬يف ((الْ َم ُ‬ ‫ِيف ذل َ‬
‫‪11‬‬

‫يل إِنَّهُ ُالِ َد‬ ‫ِ‬


‫ت‪ ،‬فَق َ‬
‫ِِ‬
‫ضا َبَت األَقْت َو ُال فيه أَيضاً َاتَتبَايَتنَ ْ‬
‫أ ََّما م َةا ُن ِاالَدتِِه فَت َق ْد تَ َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يل‬ ‫ط ِيف جن ِ ِ ِ ِ‬ ‫يل بَِو ِاس َ‬ ‫ِ‬ ‫بِنَيسابُو ‪ ،‬اقِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ويب العَراق‪َ ،‬اق َ‬ ‫َ ُ ِّ‬ ‫س‪َ ،‬اق َ‬ ‫يل بش َري َاز يف بالَد فَا َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫السالَِم َاه َذا َما يتَُر ِّج ُحهُ ال َةثِريُا َن ل َما ا ْشتُ ِهَر َل ْن أَبِ ِيه ِم ْن أَنَّهُ قَ ْد‬‫)‬‫‪19‬‬ ‫(‬
‫بِبَت ْغ َد َاد َدا ِ َّ‬
‫يع الت َّْم ِر فِ َيها‪.‬‬
‫ْامتَت َه َن بَ َ‬
‫‪ 1‬أَصله‬
‫َصلِ ِه‪،‬‬ ‫ت الْم ْغ ِر ِضني الَّ ِذين أَ اداا الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َّيل م ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َملْ يَتْن ُج التَّوحيدي م ْن ُحمَ َااالَ ُ َ َ َ ُ‬
‫َي َاثِي َق ٍة‬‫ص ِاد َ ال َق ِدُيَةَ ََتْلُو ِمن أ ِّ‬ ‫اصةً َاأ َّ‬ ‫اطَمس مع ِ‬
‫امل انْتِ َمائِِه لِْلعُ ُرابَِة‪َ ،‬خ َّ‬
‫َن الْ َم َ‬ ‫َ ْ َ ََ‬
‫ين‬ ‫الف ْة ِر العرِ َّ ِ‬ ‫ات شأ ُن معظَ ِم نَتوابِ ِغ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫تَ ُد ُّل للَى أ ِ ِ‬
‫يب الذ َ‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫َصله‪َ ،‬شأنُهُ يف َهذه االفْ َِتاءَ َ ُ ْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫اطيل لِلتَّ ْش ِة ِ‬
‫ك إِ َىل‬ ‫يك ِيف لُ ُرابَتِ ِهم‪َ .‬اانْت َق َس َم الْ ُم َف ِّة ُرا َن بِذل َ‬ ‫ِ‬
‫ت َحوَهلُ ُم األَبَ ُ‬ ‫َ ثُتَر ْ‬
‫َص َل ه َذا ا ِإل ْش َة ِال َ ِاج ٌع إِ َىل‬ ‫يب‪َ .‬الَ َع َّل أ ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني بِأَنَّهُ فَا ِس ٌّي َاإِ َىل قَائل َ‬
‫ني بَأَنَّهُ َلَرِ ٌّ‬ ‫ِِ‬
‫قَائل َ‬
‫يل نَتْي َسابُوِ ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫يدي ِش َريا ِز ُّ‬ ‫َّوح ِ‬‫ال‪« :‬الت ِ‬ ‫ْح َم ِوي الَّ ِذي قَ َ‬
‫ي‪،‬‬ ‫َص ِل‪َ ،‬اق َ‬ ‫ي األ ْ‬ ‫وت ال َ‬‫يَاقُ َ‬

‫‪11‬‬
‫السندايب‪ :‬مقدمة المقابسات ص ‪.1‬‬
‫ت حسن َّ‬
‫‪11‬‬
‫الرزاق حميي الدِّين‪ :‬أَبو حيَّان التَّوحيدي؛ سيرته وآثاره ت ص ‪.1‬‬
‫ت لبد َّ‬
‫‪18‬‬
‫‪- S.M. Stern: Abù Hayyàn Al-Tawhidi, in: The Encyclopedia of‬‬
‫‪Islam. Vol 1. P126.‬‬
‫‪19‬‬
‫ت انظر ذلك يف‪ :‬معجم األُدباء ت ج‪15‬ت ص‪ .5‬اروضات الجنَّات ت ج‪1‬ت ص‪ .2 5‬السان الميزان ت ج‪1‬ت‬
‫السعادة ت ج‪1‬ت ص‪ .111‬ا ذلك تصدير رسائل أَبي حيَّان التَّوحيدي للةيالين ت‬
‫ص‪ . 19‬امفتاح َّ‬
‫ص‪21‬ت‪ .21‬اأَيضاً عصر الدول واإلمارات ص ‪.15‬‬
‫‪Stern: Abù Hayyàn Al-Tawhidi. Vol 1. P126. S.M.‬‬ ‫ا ذلك‪:‬‬

‫ـ ‪ 29‬ـ‬
‫ول لَهُ الْ َو ِاس ِط َّي» ‪َ .‬ا ِلْن َد َما َلَّرفَهُ قَ َ‬ ‫ضالَ ِء يَت ُق ُ‬
‫( )‬
‫يخ‬
‫ال‪ُ « :‬ه َو َش ُ‬
‫‪2‬‬
‫ض الْ ُف َ‬ ‫ت بَت ْع َ‬ ‫َاَا َج ْد ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِيف ُّ ِ ِ‬
‫اسان»( )‪.‬‬ ‫الصوفيَّة‪َ ...‬اإِ َم ُام البُتلَغَاء‪َ ،‬وعُ ْم َدةٌ لبَني َس َ‬
‫‪21‬‬

‫ِِ ِ ِ‬ ‫إِ َّن انْتِس ِ‬


‫أي َاالَ ظَ ٍّن َاالَ‬ ‫يس َمثَا َ َ ٍّ‬ ‫العُرابَة يف ْالت َقادي لَ َ‬ ‫اب أَبي َحيَّا َن إِ َىل ُ‬ ‫َ َ‬
‫يدي‬ ‫ني‪ ،‬ااأل َِدلَّةُ االشَّواه ُد للَى ذلك ج ُّد َ ثِريٍ‪ ،‬اخري ما فيها إِثْتبات الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َ ََ ُ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََتْم َ‬
‫ْح َم ِوي نَت ْف ُسهُ َاأَ َّ َد بِأَنَّهُ َملْ يَ ُة ْن يَت ْع ِر ُ ال َفا ِ ِسيَّةَ‬ ‫ِ‬
‫وت ال َ‬ ‫ك َ َما أَاَ َد يَاقُ ٌ‬ ‫َذاتِِه ذل َ‬
‫ني ِم ْن ِتَابِِه ((ا ْهلََو ِام ُل‬ ‫ِ‬ ‫ك أَبو حيَّا َن ِيف الْمسأَلَِة َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الرابِ َعة َاالثَّالَث َ‬ ‫َْ‬ ‫البَتَّةَ‪َ ،‬ايتُ َؤِّ ُد ذل َ ُ َ‬
‫ات))‪ .‬ه َذا إِ َىل‬ ‫اب ((الْم َقابس ِ‬ ‫االشَّو ِامل))(‪ ،)22‬اي َةِّر هُ ِيف الْم َقابس ِة الثَّانِي ِة ِمن ِتَ ِ‬
‫ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫َن ال ُةتُ َ ال َفا ِ ِسيَّةَ‪ِ ،‬مثْ َل (( ِش َري ْازنَ َامة)) َملْ تَت ُق ْل بَِفا ِ ِسيَّتِ ِه‪َ ،‬اإََِّّناَ نَ َسبَْتهُ إِ َىل‬ ‫َجانِ ِ أ َّ‬
‫صدِّياً َهلُم بَِقلَ ِم ِه‬ ‫ني ُمتَ َ‬ ‫ُّعوبِيِّ َ‬
‫ف أ ََم َام الش ُ‬ ‫يس ه َذا فَ َح ْس ُ بَ ْل لََق ْد َاقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ل‬‫ا‬‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫بَت ْغ َد َاد‬
‫اجداً يَتنُ ُّم‬ ‫ب االعراب ِة ِدفَالاً م ِ‬ ‫الِسانِِه‪ًّ ،‬ادا َللَى ُشْبت َهاِتِِم ا ِّاد َلاءاِتِِم‪ ،‬اَدافَع َل ِن َ ِ‬
‫َ‬ ‫العَر َ ُُ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫احظ‪ ،‬اِيف اللَّيلَةِ‬ ‫للَى أَصالَِة انْتِمائِِه العرِيب‪َ ،‬شأنُه ِيف ذلِك َشأ ُن أُست ِاذ ِه الْج ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب َالُغَ ِة‬ ‫العر ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ((ا ِإل ْمتَ ِاع َاالْ ُم َؤانَ َسة)) يَةْش ُ‬ ‫الس ِادس ِة ِمن ِتَ ِ‬
‫ف لَنَا َلن ْالتَزازه ب ََ‬ ‫َّ َ‬
‫ض ه َذا ما ية ِ‬ ‫َسى اللُّغَ ِ‬ ‫العر ِ‬
‫ْفي‬ ‫َ َ‬ ‫ات َاأَْ َا َل َها بَتيَاناً َابَالَ َغةً‪َ ،‬اِيف بَت ْع ِ‬ ‫ُّها أ َْ‬‫ب الَِّيت يَت ُعد َ‬ ‫ََ‬
‫اجلنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب ال َق ْل ِ َاال َقالَ ِ ‪َ ،‬لَرِ ُّ‬ ‫لِلتَّأ ِ ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫يب اللِّ َسان َا َْ‬ ‫َن أَبَا َحيَّا َن َلَرِ ُّ‬ ‫يد َللَى أ َّ‬
‫الر ْغ ِم من ِشْب ِه ا ِإل ُْجَ ِاع َللَى ُلُرابَِة أَبِي َحيَّا َن‬ ‫ِ‬
‫ك‪َ ،‬ا َللَى ُّ‬ ‫َا َللَى ا ُّلر ْغ ِم ِم ْن ذل َ‬
‫ْفي أَ ْن تَت ْع ِر َ أَنَّهُ فَا ِ ِس ُّي‬ ‫ول «ية ِ‬ ‫الد تُو َزىِي ُمبَارك إِ َىل ال َق ِ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فَت َق ْد ذَ َه َ‬
‫الس ْن ُدوبِي بِِإصرا ٍ ش ِد ٍ‬ ‫ِ‬
‫َص ِل» ‪َ .‬اتَبِ َعهُ ِيف ذل َ‬
‫(‪)21‬‬
‫ف‬ ‫اختَتلَ َ‬ ‫ال‪ْ « :‬‬ ‫يد فَت َق َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ك َح َس ُن َّ‬ ‫األ ْ‬
‫‪2‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج‪15‬ت ص‪.5‬‬
‫‪21‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج‪15‬ت ص‪.5‬‬
‫‪22‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت ص‪.1 1‬‬
‫‪2‬‬
‫الشريازي‪ :‬شيرازنامة ت ص ‪.1 1‬‬
‫ت ز وب ِّ‬
‫‪21‬‬
‫الرابع ت ج‪ 2‬ت ص ‪.111‬‬
‫ت د‪ .‬ز ي مبا ك‪ :‬النَّثر الفني في القرن َّ‬

‫ـ ‪ 31‬ـ‬
‫ي أَا ا ِاس ِطي‪ ...‬مهما ي ُةن ِمن ِخالَ ٍ‬ ‫ني أَنَّهُ ِش َريا ِز ٌّ‬ ‫الْمؤِّخو َن ِيف أ ِ ِ‬
‫يسابُوِ ٌّ َ ٌّ َ ْ َ َ ْ ْ‬ ‫ي أَا نَ َ‬ ‫َصله بَ َ‬
‫ْ‬ ‫َُ ُ‬
‫َصلِ ِه» ‪َ ،‬اَ ا َن ِم َن‬
‫)‬‫‪25‬‬ ‫(‬
‫يف بِأ ْ‬‫َص ِل‪ ،‬اإِالَّ س َةتُوا َلن التت َّْع ِر ِ‬
‫ْ‬ ‫ك ِيف أَنَّهُ فَا ِس ُّي األ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫فَالَ َش َّ‬
‫وت‬‫الس ُة ِ‬
‫َن َد ْل َواهُ بِ ُّ‬ ‫يف ِم ْن ِح َّد ِ نتَ ْف ِي الش ِّ‬
‫َّك ه َذا أل َّ‬ ‫ي بِِه ت للَى األَقَل ت الت ِ‬ ‫احلَ ِر ِّ‬
‫َّخف ُ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات انْتِ َم ٍاء‪.‬‬
‫يس إِثْتبَ َ‬
‫ِ‬ ‫ت ح َّجةً‪ ،‬االن ِ‬
‫َّس َ إ َىل الْ ُم ُدن لَ َ‬ ‫يس ْ ُ َ ْ‬ ‫لَ َ‬
‫نشأته‬
‫يدي ِيف‬ ‫َّوح ِ‬‫الر ْغ ِم ِمن أَنتَّنا نَت ْفت ِقر َإىل ما نَستته ِدي بِِه إِ َىل نَ ْشأَِ الت ِ‬ ‫َللَى ُّ‬
‫َ َْ ْ‬ ‫ْ َ َُ‬
‫ُاىل ِمن َحيَاتِِه لِنُ َة ِّو َن نَظَْرً ُمتَ َة ِاملَةً أَا ِشْبهَ ُمتَ َة ِاملَ ٍة َلن ِس َريتِِه فَِإنتَّنَا‬ ‫اح ِل األ َ‬ ‫الْمر ِ‬
‫ََ‬
‫ِ‬
‫العَرضيَّة أَن نَ ْذ َه َ إِ َىل أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن نَ ْشأَتَهُ َملْ‬ ‫ض ا ِإل َشا َات ال َقليلَة َا َ‬ ‫يع من خالَل بَت ْع ِ‬ ‫نَ ْستَط ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف إِ َىل ال ُةت ِ‬
‫َّاب‬ ‫يث َ ا َن « َخيْتَل ُ‬ ‫َي نَ ْشأٍَ َلاديٍَّة ِيف َشيء‪َ ،‬ح ُ‬ ‫ف َلن أ ِّ‬ ‫تَ ُة ْن لتَ ْختَل َ‬
‫ط ا ِْ‬ ‫ِمثْ ُل لِ َداتِِه‪َْْ ،‬ح َف ُ‬
‫(‪)21‬‬
‫اصةً أ َّ‬
‫َن‬ ‫اب» َا َخ َّ‬ ‫احل َس َ‬ ‫اخلَ َّ َ‬ ‫ِّعَر َايَتتَت َعلَّ ُم ْ‬
‫ظ ال ُقْرآ َن الْ َة ِرميَ َاالش ْ‬
‫اغ ٍ ِيف‬ ‫اج ِد م ْفتُوحةٌ أَمام ُ ِّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت تُت ْع َق ُد ِيف الْ َم َس َ َ َ َ َ‬ ‫َحلَ َقات الع ْل ِم َاالْ َم ْع ِرفَة الَِّيت َ انَ ْ‬
‫اب العِْل ِم َاالْ َم ْع ِرفَِة‪َ ،‬للَى قَ َدِم الْ ُم َس َااا ِ‪.‬‬‫ضر ِ‬
‫ضْرب من ُ ُ‬
‫َي ٍ ِ‬
‫طَلَ ِ أ ِّ َ‬
‫ظ فِ ِيه‬ ‫َن « أَبَاُه الَ َح َ‬ ‫ضيف‪ ،‬أ َّ‬ ‫الد تُوُ َشوقِي َ‬ ‫اأَ ْغلَ الظَّ ِّن ‪ َ ،‬ما يَترع ُّ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫ات العُلَ َماء ِيف‬ ‫ِ‬
‫َمَايِل ذَ َ ٍاء مْن ُذ نتُعوم ِة أَظْ َفا ِهِ‪ِ ،‬مَّا جعلَه ي ْدفَتعه إِ َىل حلَ َق ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ُُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ‬
‫َن ه َذا االهتِمام َمل ي ُدم طَ ِويالً للَى ما يتب ُدا إِ ْذ فَت َق َد االِ َديهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ( )‬
‫الْ َم َساجد» ‪ ،‬إالَّ أ َّ‬
‫َ َ َْ‬ ‫ْ ََ َْ ْ‬
‫‪21‬‬
‫َ‬
‫ضهُ َايُ ِسيءُ ُم َع َاملَتَهُ»( )‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫مب ِّةراً «فَتع ِ‬
‫اش يَتيماً ِيف َ َفالَة َل ِّمه الَّذي َ ا َن يتُْبغ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬
‫‪21‬‬

‫تت ِمَْلُ ت تتوء ً بِ ت تتالبت ْؤ ِس االعت ت ت َذ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َاِيف ْالتِ َق ِادنَت تتا أ َّ‬
‫اب‪،‬‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َن طُُفولَت ت تةَ التَّوحي دي َ انَت ت ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َْحم ُفوفَت ت تةً بِت تتال َف ْق ِر اا ْحلِرم ت ت ِ‬
‫تان‪َ ،‬اأ َّ‬
‫َن أَبَ ا َحيَّ ا َن َ ت تتا َن يَع ت تتي َم ت تتا لَدي ت تته م ت تتن َم َواهت ت ت َ‬ ‫َ َْ‬
‫‪25‬‬
‫السندايب ت أَبو حيَّان التَّوحيدي ت ص ‪.1‬‬
‫ت حسن َّ‬
‫‪21‬‬
‫ت د‪ .‬شوقي ضيف‪ :‬عصر الدول واإلمارات ت ص ‪.151‬‬
‫‪21‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ذاته‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫ت د‪ .‬إبراهيم الةيالين‪ :‬تصدير رسائل أَبي حيَّان التَّوحيدي ت ص‪.21‬‬

‫ـ ‪ 30‬ـ‬
‫لة ت ت ت َّتن الع َقب ت ت ت ِ‬
‫تات‬ ‫اس ت ت تتبةَ للتتَّعبِت ت ت ت ِري ل ت ت تتن َذ ِاِتَت ت تتا‪ .‬ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫صت ت ت تةَ الْ ُمنَ َ ْ َ‬ ‫تني ال ُف ْر َ‬ ‫َاَملَ َة ت ت تتات تَتتَ َح ت ت ت َّ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ا ِ‬
‫تال َفةً‪،‬‬ ‫ض تت َ‬ ‫ت ُم َعانَاتُ ت تتهُ ُم َ‬ ‫ص ت تتا َ ْ‬‫ك َ‬ ‫ص ت تتبُو إِلَي ت ت ِته‪َ ،‬ال ت تتذل َ‬ ‫ِ‬
‫العَراقي ت ت َتل َحائلَت ت تةٌ ُدا َن َم ت تتا تَ ْ‬ ‫َ َ‬
‫االزِدا ِاجيَّ ت ت ِتة اإِفْت ت تتر ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫َ َ‬ ‫َخ ت ت َتر َج َش ْخصت ت تيَّتَهُ َلت ت ت ِن االتِّت ت ت َتزان َاالتَّت ت ت َتو ُازن إ َىل ْ َ‬ ‫األَم ت ت ُتر الَّت تتذي أ ْ‬
‫اس ت ت تيَّ ِة الَّت ت ت ِتيت أَاقَتعْتت ت تته ِيف مت ت تتل ِز َق َ ثِت ت تتريٍ ِيف الْمر ِ‬
‫احت ت ت ِتل الالَّ ِح َقت ت ت ِتة ِمت ت ت ْتن َحيَاتِت ت ت ِته‪،‬‬ ‫ا ْحل َّس ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫اح ِ‬‫الص ِ‬ ‫الع ِمي ِد َا َّ‬ ‫أَبترزه ت ت ت ت ت تتا ِ‬
‫ب بْ ِن‬ ‫اختالَفُت ت ت ت ت تتهُ َم ت ت ت ت ت ت َتع ال ت ت ت ت ت ت َتوِز َيري ِن؛ ابْ ِن َ‬ ‫ْ‬ ‫ََُْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ( )‬
‫الس ت تتائِ َد ِ الَّ ت ت ِتيت‬
‫تاع َّ‬ ‫َاض ت ت ِ‬
‫ش َم ت ت َتع األ َ‬ ‫َّع ت تتايُ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ك َل ت ت َتد ُم قُ ْد َت ت تته َللَ ت تتى التت َ‬ ‫اد ‪َ ،‬اَ ت تتذل َ‬ ‫‪29‬‬
‫َعبَّ‬
‫وحاتِت ت ِته الَّت ت ِتيت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫تام طُ ُم َ‬ ‫تت َسيِّئَت ت تةً َاقَاست تتيَةً َللَيت تته‪َ ،‬اَااق َف ت تةً َح َجت ت َتر َلثْ ت ت َترٍ َدائم ت تاً أ ََمت ت َ‬ ‫َ انَت ت ْ‬
‫ُّها َح ٌّد‪.‬‬‫الَ َْحُد َ‬
‫ات‬‫ابِالنَّظَ ِر إِ َىل ه ِذ ِه الظُّرا ِ الَِّيت َمل تَتتَتوافَق ِِب ٍال ِمن األَحو ِال مع طُموح ِ‬
‫ْ َ ْ َ َ َْ َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وحاتِِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض طُ ُم َ‬ ‫ِّق لَهُ بَت ْع َ‬ ‫أَبِي َحيَّا َن َا َآماله‪ْ ،‬ملْ ََِي ْد َخرياً م ْن ُم َعايَ َشة ال ُةتُ ِ َل َمالً ُْحَق ُ‬
‫وم ِه ِم ْن ِج َه ٍة ثَانِيَ ٍة‪ ،‬فَ َّاَتَ َذ ِمن ال ِوَاقَِة أَي نَس َخ الْ ُةتُ ِ‬ ‫ْسبه قُوت ي ِ‬
‫م ْن ج َهة‪َ ،‬ايُة ُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ص ِرِه َافُتنُونِِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْهنَةً لَهُ؛ َهذه الْم ْهنَةَ الَِّيت أَ ْ َسبَتُهُ ثَت َقافَةً َااس َعةً َا َشاملَةً ل ُم ْعظَ ِم ُللُوم َل ْ‬
‫ال‬‫ت َللَ ِيه الْ َم َ‬ ‫اض أَنت ََّها َد َّ ْ‬ ‫الر ْغ َم ِمن افِْ َِت ِ‬ ‫ُّهَرِ َاالْ َم َةانَِة‪َ .‬اللَى ُّ‬ ‫ت َللَيه بِالش ْ‬
‫ِ‬
‫َا َل َاد ْ‬
‫أل ِيف ِش َةاي ِة ال َف ْق ِر ا ِ‬
‫القلَّ ِة َج ْهداً‪.‬‬ ‫الوفِ َري إِالَّ أَنَّهُ َملْ يَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ثقافته وشيوخه‬
‫ا ُُش ِ‬ ‫َم َعا ِفِ ِه‬ ‫ِّساع َدائِرِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يترِجع ال َف ْ ِ ِ‬
‫وهلَا‪،‬‬ ‫َُ‬ ‫ض ُل يف غ َىن ثَت َقافَة أَبي َحيَّا َن َاات ِ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫َ ثِرياً ِم َن‬ ‫بِي ِدهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الد َ َج ِة األ َ‬
‫َ َ‬ ‫ُاىل‪ ،‬إِ َىل ال ِوَاقَة الَِّيت َّاَتَ َذ َها م ْهنَةً لَهُ‪« ،‬فَت َق ْد قَتَرأَ َاَ تَ‬ ‫بِ َّ‬

‫‪29‬‬
‫الصاح أَبو القاسم إساليل بن أَيب احلسن لبَّاد‪ .‬الد سنة ‪ 21‬هت‪9 1/‬م اتويف‬ ‫ت ابن عبَّاد‪ :‬هو َّ‬
‫بالري‪ .‬ان ازيراً ملؤيد الدَّالة أَيب منصو بن بويه الدَّيلمي‪ ،‬ثَّ ُاِّزَ ألَخيه فجر الدَّالة‬
‫سنة ‪ 15‬هت‪995/‬م ِّ‬
‫الصبا‪.‬‬
‫الدالة بن بويه منذ ِّ‬ ‫ص ِح َ مؤيد َّ‬ ‫أَيب احلسن للي‪ .‬اهو أ ََّال من ِّلق َ َّ‬
‫بالصاح من الوز اء‪ ،‬ألَنَّه َ‬
‫يتيمة الدَّهر ت ج‪ 1‬ت ص‪111‬ت‪ ،2 2‬وفيات األَعيان ت ج‪ 1‬ت ص‪ ،221‬األَعالم ت ج‪ 1‬ت ‪. 11‬‬

‫ـ ‪ 32‬ـ‬
‫ِ ِِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُةتُ ِ ِيف ُ ِّل فَ ٍّن َاِيف ُ ِّل ل ْل ٍم‪َ ،‬اانْطَبَ َع َ ثريٌ ِمَّا َ تَبَهُ ِيف ذ ْهنه َا َحافظَته؛ َس َواءٌ‬
‫ني أَ ْن يَت ْه َج َو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫() ِ () ِ‬
‫ض النُّتقَّاد َاالْ ُم َؤِّخ َ‬ ‫ب بَت ْع ُ‬ ‫أَ َ ا َن نَتثْراً [أ َْم ] ش ْعراً» ‪َ .‬اقَد ْ‬
‫استَت ْغَر َ‬
‫‪1‬‬

‫ض‬ ‫ص ِهل َذا الغََر ِ‬ ‫ُّؤم‪َ ،‬اقَ ْد َخ َّ‬ ‫أَبو حيَّا َن ه ِذهِ الْ ِمهنةَ أَش َّد ا ْهلِج ِاء‪ ،‬ايتْنتعتتها ِِِبرفَ ِة الش ِ‬
‫ْ َ َ َ َ َ ََ َ ْ‬ ‫ُ َ َ‬
‫يدي ِم ْن‬ ‫َن تَشاؤم الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ِِ‬ ‫فَصالً الَ ب ِِ ِ ِ ِِ‬
‫الوِز َيري ِن))‪َ .‬اا ْحلَ ُّق أ َّ َ ُ َ‬ ‫أس به من تَابه‪َ (( :‬مثَال َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫اب الثَّت َقافَ ِة َاالْ َم ْع ِرفَ ِة‪َ ،‬االَ‬ ‫ضلِها ِيف ا ْ تِس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫يس تَتنَ ُّةراً ل َف ْ َ‬‫َهذه الْم ْهنَة‪ ،‬يف ْالت َقادنَا‪ ،‬لَ َ‬
‫الِ َِتا ِ ا ْجلَ ِمي ِع‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِِقلَّ ِة ما تَتعود بِِه للَى ِ‬
‫ت ِم ْهنَةً َاف َريَ الْ َم ْرُداد بِ ْ‬ ‫صاحبِ َها‪ ،‬فَت َق ْد َ انَ ْ‬ ‫َ ُُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َاقَ ْد ْالتَتَر َ التَّوحيدي َذاتُهُ َّبَا أَ ْ َسبَتُهُ إِيَّاهُ َهذه الْم ْهنَةُ م ْن َمال َاَمتَ ٍاع‪َ .‬الةنَّهُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫نتَ َفَر م ْن َهذه املهنة ألَنتَّ َها َملْ تَ ُة ْن يف نَظَ ِره الْم ْهنَةَ الالئ َقةَ َّبَا ُيْتَل ُةهُ م ْن َم َواه َ‬
‫ضنِيَةٌ‪،‬‬ ‫يض‪َ ،‬األَنتَّ َها ِم ْهنَةٌ َُْم ِه َد ٌ ُم ْ‬ ‫وح َا ِاس ٍع َل ِر ٍ‬ ‫ات‪َ ،‬اَِّبَا يَتتَطَلَّ ُع إِلَ ِيه ِم ْن طُ ُم ٍ‬ ‫املَ َة ٍ‬
‫ََ‬
‫ان يَتْن َس ُخ ه َذا ال َق ْد َ ِم َن الْ ُةتُ ِ ت الَِّيت طَلَ َ إِلَ ِيه‬ ‫َي إِنْس ٍ‬ ‫ِ‬
‫ول‪« :‬أ ُّ َ‬ ‫ك يَت ُق ُ‬ ‫َاِيف ذل َ‬
‫َّ ِ‬
‫ص ِرهِ‪ ،‬أَا يَتْنت َف َعهُ‬‫ِّعهُ اهللُ بِبَ َ‬ ‫اد أَ ْن ينَ ْس َخ َها ت َاُه َو يَت ْر ُجو بَت ْع َدهُ أَ ْن ُُيَتت َ‬ ‫بن عبَّ َ‬ ‫ب ُ‬ ‫الصاح ُ‬
‫بِيَ َدهِ؟!»( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫َس ت ت تاتِ َذتِِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫تت أَيض ت ت تاً لتَت َع ت تتدُّد أ َ‬ ‫ت َم َع ت تتا ِ ُ التَّوح يدي َاتَتنَت َّو َل ت ت ْ‬ ‫َّد ْ‬
‫َالََق ت ت ت ْد تَت َع ت تتد َ‬
‫ص ت ِرهِ ِم ت ْتن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫اتَتن ت ُّتوِع اختِص ِِ‬
‫تف َم َع تتا ِ َل ْ‬ ‫ت ت إِ َىل َح ت ٍّتد بَعي تتد ت ت مُْتَتلَت َ‬ ‫اص تتاِتم‪ ،‬فَ َش ت َتملَ ْ‬‫ْ َ َ‬ ‫ََ‬
‫الق ت تتر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫توم اللُّغَت ت ِتة؛ َ ت تتالن ْ ِ‬ ‫للُت ت ِ‬
‫اآت‬ ‫َّحو َاالبَتيَت تتان َاالبَالَ َغت تتة‪ ،‬إ َىل لُلُت تتوم الت تتدِّي ِن؛ َ ت تتال ُق ْرآن َا َ‬ ‫ُ‬
‫تث ال َف ْل َس ت ت ت ِتفيَّ ِة َا ِل ْلت ت ت ت ِم ال َةت ت ت تالَِم ‪....‬‬ ‫يث االتَّص ت ت ت ُّتو ِ ‪ ،‬إِ َىل الْمب ِ‬
‫اح ت ت ت ِ‬
‫ََ‬
‫ِ ِ‬
‫َاالف ْق ت ت تته َاا ْحلَت ت تتد َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يث َلت ت ْتن لُلُت تتوم ُم َف ِّة ِرنَت تتا َا ُشت تتيُوخه بِتَت ْقست تتيم َها َللَت تتى الن ْ‬
‫َّح ت ت ِو‬ ‫ك ُُيِ ِةنُتنَت تتا ا ْحلَت تتد ُ‬ ‫َالت تتذل َ‬
‫الت ِ‬
‫َّاِل‪:‬‬

‫ت يف األَصل ‪ :‬أَا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ت شوقي ضيف‪ :‬عصر الدول واإلمارات ت ص‪.151‬‬
‫‪2‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬مثالب الوزيرين ت ص ‪. 21‬‬

‫ـ ‪ 33‬ـ‬
‫‪ 2‬علوم اللغة‬
‫َّح َو ِمْنت َها‪َ ،‬للَى قُطْ َِب ِل ْل ِم‬ ‫يدي ِيف للُ ِوم اللُّغَ ِة ِ ِ‬ ‫تَت َفقَّه الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫العَربِيَّة‪ ،‬الَ سيَّ َما الن ْ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ (‪) 1‬‬
‫يسى الرَّماني ‪َ .‬ا َُهَا‬ ‫يد السيرافِي و َعلِي ِ‬
‫)‬ ‫(‬ ‫النَّح ِو ِيف زمانِِه ا َُها أَبو س ِع ٍ‬
‫بن ع َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ون مُْتَل َف ٍة‪َ ،‬ايَ ْذ ُ ُر لَنَا يَاقُ ُ‬
‫وت‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ِالَ َُها إِمام الَ ِيف للُوم اللُّغَ ِة احس بل ِيف للُوم افُتنُ ٍ‬
‫ََ ْ ُ َْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌَ‬
‫ال‪« :‬النَّح ِويُّو َن ِيف َزمانِنَا ثَالَثَةٌ‪ :‬ا ِ‬ ‫ْح َم ِوي أَنَّهُ َ ا َن يتُ َق ُ‬
‫اح ٌد الَ يتُ ْف َه ُم َ الَُمهُ َاُه َو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ال َ‬
‫اح ٌد يت ْفهم َِ‬ ‫اح ٌد يت ْفهم بتعض َ الَِم ِه اهو أَبو َعلِ ٍّي ال َفا ِر ِسي(‪ ،) 5‬اا ِ‬ ‫ِ‬
‫يع‬ ‫ُج‬
‫ََ ُ َ ُ ُ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫الرَّماني‪َ ،‬اَا ُ َ ُ َ ْ ُ‬
‫ِ (‪) 1‬‬ ‫َ الَِم ِه بِالَ أ ٍ‬
‫ُستَاذ َاُه َو الس َيرافي» ‪ .‬أ ََّما األ ََّا ُل فَألَنَّهُ « َ ا َن ُيَُْز ُج الن ْ‬
‫َّح َو‬ ‫ْ‬
‫بِالْمْن ِط ِق»(‪ ) 1‬خرج ل َّما َ ا َن مستأنَساً مألُوفاً إِ َىل ما َ ا َن بِالتَّج ِر ِ‬
‫يد َْحم ُفوفاً فَتبَ َدا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ‬
‫َّاين َاُه َو ال َفا ِر ِسي فَت َق ْد َ ا َن ُم ْعتَدالً‪ .‬أ ََّما الثَّال ُ‬
‫ث َللَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ الَُمهُ بِالْغُ ُم ِ‬
‫وض َم ْل ُفوفاً‪َ .‬االث ِ‬
‫َّاس َللَى‬ ‫ِّمهُ للن ِ‬‫اع أَن يتُ َقد َ‬ ‫استَطَ َ‬‫ني َح ََّّت ْ‬‫ص ِريِِّ َ‬‫َّاس بِنَ ْح ِو البَ ْ‬
‫َما يتُْرَاع فَت َق ْد َ ا َن أ َْللَ َم الن ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَقْتر ِ‬
‫َّح َو ِيف‬‫ض َع أَِيب الن ْ‬ ‫ك‪َ « :‬ا َ‬ ‫ال ابنُهُ ِيف ذل َ‬ ‫َس َه َل َح ََّّت قَ َ‬ ‫ب َما يَ ُةو ُن إِ َىل األَ ْذ َهان‪َ ،‬اأ ْ‬ ‫َ‬
‫الْ َمَزابِ ِل ِيف ا ِإلقْتنَ ِاع» ‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬

‫السريايف النَّحوي املعرا ؛ سةن بغداد َّ‬


‫اتوىل‬ ‫ت أَبو سعيد السيرافي‪ :‬هو احلسن بن لبد اهلل بن املرزبان ِّ‬
‫القضاء ِبا‪ ،‬ا ان من أَللم النَّاس بنحو البصريِّني‪ .‬من تبه‪ :‬أَخبا النحويني البصريني‪ .‬الد‬
‫سنة ‪211‬هت‪191/‬م اتويف سنة ‪ 11‬هت‪919/‬م‪ .‬معجم األُدباء ت ج‪ 1‬ت ص‪ ،115‬وفيات األَعيان ت ج‪ 2‬ت‬
‫ص‪ ،11‬األَعالم ت ج‪ 2‬ت ص‪.195‬‬
‫‪1‬‬
‫إمام يف النَّحو‪ ،‬بصريٌ‬
‫إمام يف العربيَّة‪ ،‬لالَّمةٌ يف األَدب‪ٌ ،‬‬
‫الرماين؛ ٌ‬
‫للي بن ليسى ُّ‬ ‫ت َّ‬
‫الرماني‪ :‬هو أَبو احلسن ُّ‬
‫باملقاالت‪ ،‬معتزِلٌّ‪ .‬الد سنة ‪291‬هت‪9 1/‬م اتويف سنة ‪ 11‬هت‪991/‬م‪ .‬األَعالم ت ج‪ 1‬ت ص‪. 11‬‬
‫‪5‬‬
‫ت أَبو علي الفارسي‪ :‬هو احلسن بن أَمحد بن لبد الغفا بن حممد بن سليمان بن أبان الفا سي النَّحوي‪ .‬الد‬
‫َّبدينة فسا سنة ‪211‬هت‪9 1/‬م‪ .‬ا ان إمام اقته يف للم النَّحو‪ ،‬اله فيه ثريٌ من املؤلَّفات الوافية النَّافعة‪ .‬تويف‬
‫سنة ‪ 11‬هت‪911/‬م‪ .‬وفيات األَعيان ت ج‪ 2‬ت ص ‪ ،1‬األَعالم ت ج‪ 2‬ت ‪.119‬‬
‫‪1‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج‪11‬ت ص‪.15‬‬
‫‪1‬‬
‫السعادة ت ج‪1‬ت ص‪.111‬‬
‫السيوطي‪ :‬بغية الوعاة ت ص‪ .222‬اطاش ِبع زاده‪ :‬مفتاح َّ‬
‫ت َّ‬
‫‪1‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج‪ 1‬ت ص‪.119‬‬

‫ـ ‪ 34‬ـ‬
‫‪ 1‬علوم الدين‬
‫الشافِ ِع َّي‪َ ،‬اا ْحلَد َ‬
‫يف ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذ ُمَف ِّةُرنَا ِالفْقهَ ا ِإل ْسالَِم َّي‪َ ،‬ا َخ َّ‬
‫الشِر َ‬
‫ي َّ‬ ‫يث النَّبَ ِو َّ‬ ‫اصةً الْ َم ْذ َه َ َّ‬ ‫أَ‬
‫هؤالَِء ُهم‪ :‬أَبُو َح ِام ٍد الْ َمْرَاَّاذ ُّ‬
‫ِ ( )‬ ‫ثَالَثَِة أ ِ ٍ ِ ِ ِ‬
‫ي‬ ‫َسات َذ بَا ٍ‪ ،‬ل ُة ٍّل مْنت ُهم َم َةانتَتُهُ الْ ُم ِه َّمةُ ِيف َل ْ‬
‫صِرهِ‪َ ،‬ا ُ‬ ‫َ‬
‫‪9‬‬

‫ِ ( )‬ ‫ِِ ( )‬
‫‪11‬‬
‫َّه َرَواني ‪.‬‬ ‫الشافعي َوأَبُو ال َف َر ِج الن ْ‬
‫‪1‬‬
‫َوأَبُو بَ ْك ٍر َّ‬
‫ابن َخل َكا َن إِ َم َام‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫تَأَثتََّر التَّوحيدي أَ ْ ثَتَر َما تَأَثتََّر بال َْم ْرَوَّروذي الَّذي َلدَّهُ ُ‬
‫ص َفهُ أَبُو َحيَّا َن بَِقولِِه‪َ « :‬اإََِّّنَا أُالَ ُع بِ ِذ ْ ِر‬ ‫( ) ِِ‬
‫الف ْقه «الَّذي ال يُ َش ُّق غُبَا ُهُ» فيه‪َ ،‬اَا َ‬
‫‪12‬‬ ‫ِِ ِ‬
‫اه ْدتُهُ ِيف لُ ْم ِري‪َ .‬اَ ا َن َِْبراً يَتتَ َدفَّ ُق ِح ْفظَاً‬ ‫الر ُج ُل ألَنَّهُ أَنْتبَ ُل َم ْن َش َ‬ ‫َما يَت ُقولُهُ ه َذا َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لس ِري‪ ،‬اقِياماً بِاألَخبا ِ ‪ ،‬ا ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِْباً َللَى‬ ‫استْنبَاطاً ل ْل َم َع ِاين‪َ ،‬اثتَبَاتاً َللَى ا ْجلَ َدل‪َ ،‬ا َ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫ل ِّ َ َ َ‬
‫ص ِرهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اخلِص ِام»( )‪ .‬اأ ََّما الن ْ ِ‬
‫ني لُلَ َماء َل ْ‬ ‫احتَ َّل َم َةانَةً َساميَةً َاَف َيعةً بَت ْ َ‬ ‫َّه َرَواني فَت َق ْد ْ‬ ‫ْ َ‬
‫‪1‬‬
‫َ‬
‫اضي‬ ‫ضر ال َق ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ول َم َعا ِفِ ِه َح ََّّت قَ َ‬ ‫التتِّس ِاع ثتَ َقافَتِ ِه ا ُُشُ ِ‬
‫ال أ َْه ُل َزَمانه فيه‪« :‬إذَا َح َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُّ ( )‬ ‫ِ‬
‫وم ُ ل َها» ‪.‬‬ ‫ضَرت العُلُ ُ‬ ‫أَبُو ال َف َر ِج فَت َق ْد َح َ‬
‫‪11‬‬

‫‪9‬‬
‫المروروذي‪ :‬هو القاضي أَبو حامد أَمحد بن لامر بن بشر املرا اذي نسبة إىل مةان االدته؛ مرا َّ‬
‫الراذ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ت‬
‫الراذي‪ ،‬امل َند لنده نسبة؛ مراَّاذي‪ .‬نزل البصر ‪ .‬ان لاملاً بفنون‬
‫السمعاين؛ املرا َّ‬
‫اهذه هي النِّسبة لند َّ‬
‫العلوم الدِّينيَّة ااألَدبيَّة‪ .‬اصفه أَبو حيَّان َّبا ذ رناه يف املنت‪ .‬تويف سنة ‪ 12‬هت‪91 /‬م‪ .‬وفيات األَعيان ت‬
‫ج‪ 1‬ت ص‪ ،19‬األَعالم ت ج‪ 1‬ت ص‪.112‬‬
‫‪1‬‬
‫حمم ُد بن لبد اهلل‬
‫السبةي لند ترُجة التَّوحيدي (‪ 5‬ت ‪ )211‬أَنَّه َّ‬ ‫الشافعي‪َّ :‬يرجح حمقِّقا طبقات ِّ‬ ‫ت أَبو بكر َّ‬
‫البزا احملدِّث‪ ،‬لُ ِر باحلديث ااإلمالء‪ .‬اهو صاح الغيالنيات‪ .‬الد سنة ‪211‬هت‪119/‬م اتويف‬ ‫البغدادي َّ‬
‫سنة ‪ 51‬هت‪911/‬م‪ .‬وفيات األَعيان ت ج‪ 1‬ت ص‪ ،199‬األَعالم ت ج‪ 1‬ت ص‪.221‬‬
‫‪11‬‬
‫ت النَّهرواني‪ :‬هو املعاىف بن ز ريا بن ْحىي بن محاد النهرااين اجلريري أَبو الفرج املعرا بابن طرا ؛ لالَّمة شهريٌ اله‬
‫أا ‪911/ 5‬م اتويف سنة ‪ 9‬هت‪1 /‬م‪.‬الفهرست ت ‪ ، 21‬وفيات‬ ‫لدد من املؤلَّفات‪ .‬الد سنة‬
‫ٌ‬
‫األَعيان ت ج‪ 5‬ت ص‪ ،221‬األَعالم ت ج‪1‬ت ص ‪.21‬‬
‫‪12‬‬
‫ت ابن خلِّةان‪َ :‬وفيَات األَعيان ت ج‪ 1‬ت ص‪.19‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬
‫والذخائر (ق) ت ج‪ 1‬ت ص‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫ت د‪ .‬إبراهيم الةيالين‪ :‬تصدير رسائل أَبي حيان التَّوحيدي ت ص ‪ 1‬ت‪. 5‬‬

‫ـ ‪ 35‬ـ‬
‫يد الس َيرافِي‬ ‫يدي ِيف للُ ِوم الدِّي ِن أَيضاً ِمن أُستَ ِاذهِ أَبِي س ِع ٍ‬ ‫ااستت َفاد الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َسنَةً َللَى َم ْذ َه ِ أَبِي َحني َفةَ فَ َما ُاج َد لَهُ‬ ‫صافَة َخَْس َ‬ ‫الَّذي «أَفْت ََّت ِيف َجام ِع ُّ َ‬
‫اب‬‫َخطَأٌ‪ ،‬االَ لُثِر لَهُ َللَى َزلٍَّة»( )‪ .‬اَد س إِ َىل جانِ ِ لُلُ ِوم اللُّغَ ِة االْ َةالَِم اا ْحلِس ِ‬
‫َ‬
‫‪15‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َََ‬ ‫َ َ‬
‫ض‪.‬‬ ‫الف ْق ِه َاال َفَرائِ ِ‬ ‫اآت ا ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫وم ال ُق ْرآن َاالْقَر َ‬ ‫لُلُ َ‬
‫التَّصوف‬
‫َن أَبا س ِع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد‬ ‫َيتَرع الْ ُم ْستَ ْشِر ُق الَفَرنْس ُّي ل ِوي َماس ْن يُون ت ‪ Louis Massignon‬أ َّ َ َ‬
‫ي َمل يتْقتَ ِ‬ ‫() ِ ِِ‬ ‫السيرافِ َّي قَ ْد للَّم تِْل ِمي َذه أَس ار ِلْل ِم الت ِ ِ‬
‫صْر ِيف‬ ‫َّصُّو ِيف س ٍّن ُمبَ ِّةَرٍ َالة َّن التَّوحيد َّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ََْ‬ ‫َ‬
‫‪11‬‬

‫َّصُّو ِ َللَى الس َيرافِي فَتتَتلَقَّاهُ أَيضاً َل ْن أَبِي ُم َح َّم ٍد َج ْعَفَر ال ُخل ِْدي الَّ ِذي َا َن‬
‫‪11‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ِد ِ‬
‫اسة الت َ‬‫ََ‬
‫() ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َلن أَبِي ال ُ‬ ‫صِّوفَِة» َاَ ذل َ‬ ‫« ئِ ِ‬
‫( )‬
‫‪19‬‬
‫َح َم َد ب ِن َس ْمعُون‬ ‫سي ِن ُم َح َّم َد ب ِن أ ْ‬ ‫ْح َ‬
‫‪11‬‬
‫يساً م ْن َُؤ َساء الْ ُمتَ َ‬
‫َ َ‬
‫احِة َالعْق ِل َاِش َّدِ الَّتتْقَوع َا ُّالزْه ِد َا َالوَِع‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫الْ َم ْش ُهود لَهُ بَر َج َ‬
‫الصوفِيَِّة‪َ ،‬اقَ ْد‬ ‫َن أَبَا َحيَّا َن َا َن َشيخاً ِمن أَ ْشيَ ِاخ ُّ‬ ‫ْح َم ِوي إِ َىل أ َّ‬ ‫وت ال َ‬ ‫َايَ ْذ َه ُ يَاقُ ُ‬
‫ك َا َالوَِع بَِل َّاَتََذ‬ ‫صر َللَى َتتعالِي ِم ُّالزْه ِد االتتَّنَ ُّس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض آثَا ِهِ‪ ،‬ذل َ‬ ‫اضحاً ِيف َبت ْع ِ‬ ‫ب َدا ه َذا ا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك أَنَّهُ َملْ َيتْقتَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الزنْ َدقَ ِة َااتت َِّه ِامِه‬
‫ني َللَ ِيه إَِىل َنت ْعتِِه بِ َّ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اصا ِيف التَّ ُّ ِ‬
‫صو ُهَو الَّذي قَ َاد ُم َعاصِريه َاالالحق َ‬ ‫َمْن ًحى َخ ًّ‬
‫‪15‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج‪ 1‬ت ص ‪ .15‬اطاش ِبع زاده‪ :‬مفتاح َّ‬
‫السعادة ت ج‪1‬ت ص‪.112‬‬
‫‪11‬‬
‫ت د‪ .‬إبراهيم الةيالين‪ :‬تصدير رسائل أَبي حيَّان التَّوحيدي ت ص ‪. 1‬‬
‫‪11‬‬
‫خواصاً؛ (يبيع‬ ‫ت الخلدي‪ :‬هوأَبو حممد جعفر بن حممد اخللدي‪ ،‬شيخ ُّ‬
‫الصوفيَّة أيامه‪ ،‬اأَللمهم باحلديث‪ ،‬ان َّ‬
‫اخلوص‪ ،‬اهو ا ق النَّخل)‪ ،‬نسبته إىل قصر اخللد‪ ،‬ااجلنيد هو الذي دلاه باخللدي فلزمه‪ .‬مولد ببغداد‬
‫سنة ‪221‬هت‪1 9/‬م اافاته فيها سنة ‪ 1‬هت‪92 /‬م‪ .‬األَعالم ت ج‪2‬ت ص‪.121‬‬
‫‪11‬‬
‫ت ابن النَّدمي‪ :‬الفهرست ت ص ‪.21‬‬
‫‪19‬‬
‫ت ابن سمعون‪ :‬هو أَبو احلسني حممد بن أَمحد بن إساليل بن لنبس الوالظ املعرا بابن سعون‪ ،‬انوا‬
‫يقولون إنَّه احيد دهره افريد لصره يف الةالم للى اخلواطر ااإلشا ات حَّت قيل‪ :‬أَالظ من ابن سعون‪.‬‬
‫دان النَّاس حةمه اُجعوا المه‪ .‬تويف ببغداد سنة ‪ 11‬هت‪991/‬م‪ .‬تاريخ بغداد ت ج‪ 1‬ت ص ‪ ،211‬الكنى‬
‫َّ‬
‫واألَلقاب ت ج‪1‬ت ص‪ ، 11‬األَعالم ت ج‪5‬ت ص‪. 12‬‬

‫ـ ‪ 36‬ـ‬
‫ود‪َ ،‬اه َذا َجلِ ٌّي ِيف قَولِِه‪:‬‬ ‫وحي بِالتَِق ِادهِ بِِوح َدِ الوج ِ‬
‫ْ ُُ‬ ‫ات تُ ِ ْ‬ ‫اصةً أَنَّه َا َن ي ْذُر بتعض ِلبا ٍ‬
‫باإل ْحلَاد‪َ ،‬ا َخ َّ ُ َ ُ َ ْ َ َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫اب الَف َس ِاد ‪َ ...‬اُ ْن لَنَا َدلِيالً‪َ ،‬ابِنَ َجاتِنَا َ ِفيالً‪ ،‬يَا َمن ال ُة ُّل بِِه َا ِاح ٌد‪،‬‬ ‫ضر ِ‬ ‫ِ‬
‫الله َّم طَِّهْر ُقتلُوَبتنَا من ُُ‬
‫« ُ‬
‫يدي‬ ‫َّوح ِ‬‫اهو ِيف ال ُةل موجود»( )‪ .‬الَو ص َد ِمثْل ه َذا الَق ِول لن ا ِاح ٍد ِيف َغ ِري ثَت َقافَ ِة الت ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫ِّ َ ُ ٌ‬ ‫َ َُ‬
‫‪5‬‬

‫ك ِيف أَنَّهُ يَعِي َما‬ ‫ات)) فَالَ َش َّ‬ ‫اح ((الْمَقابس ِ‬


‫ص ُ ُ ََ‬
‫السه ِو أَا ا ْجله ِل‪ ،‬أََّما ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ ِِ‬
‫َالْلمه ألَْم َة َن َمحْلُهُ َْحم َم َل َّ ْ‬
‫َساه ((ا ْحل َّج ِ‬ ‫ِ‬
‫ضاءُ َل ِن ا ْحلَ ِّج‬ ‫اق ال َف َ‬ ‫ض َ‬ ‫الع ْقل َّي إِ َذا َ‬‫ض َع أَيضاً تَاباً أ َْ ُ َ َ‬ ‫ول َايُِر ُيد‪َ .‬الََق ْد َا َ‬ ‫َيتُق ُ‬
‫سا ِري أَنَّهُ «نَ ِظريُ َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب الَّذي َأَع الْ ُم َؤِّ ُخو َن‪َ ،‬امْنت ُه ُم الْ ُخ َونْ َ‬ ‫الش َّْرل ِّي))‪ ،‬ه َذا الةتَ ُ‬
‫َ تَبه حسين بن م ْنصوٍر الْحالَّج( ) ِيف َ ِيفيَِّة ح ِّج الُفَقرِاء ِمن اخِِتال ِ‬
‫ات َنتْف ِسِه الْ َم ْخ ُذالَِة‪،‬‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َُ ُ َ ُ ُ َ ُ‬
‫‪51‬‬

‫الدفَاِع‬‫ي أَا ِّ‬ ‫َّوح ِيد ِّ‬


‫السب ِ ِيف َقتْتلِِه بِأَفْظَِع ما ي ُةو ُن»( )‪ ،‬الَيس ه َذا م َةا َن اتتِّه ِام الت ِ‬
‫َ َ َ َ‬
‫‪52‬‬
‫َ َ‬ ‫صاَ لُ ْم َدَ ََّ‬ ‫فَ َ‬
‫ون ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اح ِ‬ ‫صوصاً‪َ ،‬الة ْن الَ بَُّد م َن ا ِإل َشاَِ ُهنَا إَِىل أ ََّن َم ْسأَلَةَ َ َ‬ ‫َلْنهُ ِيف َهذه الْ َم ْسأَلَة ُخ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اب‬‫صِّوفاً أ َْم الَ أَ ٌمر إِ ْش َة ِاِلٌّ َش َع َ َدا ِسيه إَِىل ُمصٍّر َللَى إِلْبَاسه أَْثتَو َ‬ ‫((ا ِإل َشا َات ا ِإل َهليَّة)) ُمتَ َ‬
‫ِ( )‬
‫‪51‬‬
‫ص ِّوفَ ِة( )‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َّص ُّو ‪َ ،‬اُم ْستَتْنة ٍر َللَيه االنْت َماءَ إِ َىل الْ ُمتَ َ‬
‫‪5‬‬
‫الت َ‬

‫‪5‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص ‪.19‬‬
‫‪51‬‬
‫يعد تا بني با املتعبِّدين اتا يف زمر‬ ‫ُّ‬ ‫ت الحالج‪ :‬حسني بن منصو احلالج‪ ،‬أَبو مغيث‪ ،‬فيلسو‬
‫امللحدين‪ ،‬أَصله من بيضاء فا س‪ ،‬ظهر أَمره سنة ‪299‬هت‪912/‬م فاتَّبع بعض النَّاس طريقته يف التَّوحيد ااإلُيان‪،‬‬
‫قالوا إنَّه ان متشيِّعاً أَمام امللوك متصوفاً أمام النَّاس‪ ،‬اهو يف تضاليف ذلك يقول باحللوليَّة‪ .‬تويف تعذيباً فقتالً‬
‫سنة ‪ 9‬هت‪922/‬م‪ .‬وفيات األَعيان ت ج‪2‬ت ص ‪ ،11‬األَعالم ت ج‪2‬ت ص ‪.21‬‬
‫‪52‬‬
‫ت حممد املوسوي اخلونسا ي‪ :‬روضات الجنَّات ت ج‪ 1‬ت ص‪. 5‬‬
‫جل من ترجم ِّ‬ ‫‪5‬‬
‫الصوفيَّة (ج‪15‬ت ص‪ ،)5‬الدَّه ز وب‬‫َّصو ‪ ،‬فهو لند ياقوت احلموي شيخ ُّ‬
‫ملفةرنا نعته بالت ُّ‬ ‫ت ُّ‬
‫الشريازي من با أَلالم الصوفية يف شرياز (ص‪ ،)1 1‬ا ذلك فعل حاجي خليفة (ج‪1‬ت ص‪ .)11‬اأَ َّ د حممد‬
‫اخص حسن امللطااي جل أُطراحة‬ ‫َّ‬ ‫الصوفية (ج ت مج‪1‬ت ص‪1 5‬ت‪،)1 1‬‬
‫رد للي أَنَّه من أَهل الباطن ُّ‬
‫املاجستري لتصو التَّوحيدي (اهلل واإلنسان في فلسفة التَّوحيدي)‪.‬‬
‫بالصوفيَّة‪ ،‬الةن للى َن ٍو غ ِري ا ٍ جلعله من أَهل‬‫اهتم ُّ‬
‫َّوحيدي‪ ،‬غريه من صفائه‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ت يرع شترين ت ‪ Stern‬أ َّ‬
‫َن الت‬ ‫‪51‬‬

‫الد تو يوسف زيدان‬ ‫َّصو ‪ .)The Encyclopedia of Islam. Vol 1. P126( .‬اقد ذه ُّ‬ ‫الت ُّ‬
‫حَّت إنَّه نفى نسبة اإلشا ات اإلهليَّة إليه‪( .‬التَّوحيدي والصوفيَّة ت ضمن َملَّة‪:‬‬
‫بالصوفيَّة َّ‬
‫ملفةرنا ُّ‬ ‫َي ٍ‬
‫صلة ِّ‬ ‫إىل نفي أ ِّ‬

‫ـ ‪ 37‬ـ‬
‫الفلسفة‬
‫يدي َايَطَّلِ ْع‬ ‫َّوح ِ‬ ‫َن «من يتت َدبتَّر نَت ْف ِسيَّةَ الت ِ‬ ‫ِ‬ ‫يت َؤِّ ُد ُّ ِ ِ‬
‫يم ال َكيالَني أ َّ َ ْ ََ ْ‬ ‫الد تُوُ إبْ َراه ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اس آ َاء الس َيرافي َاأَفَ َةا ِهِ ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َللَى آ َائه األ ََدبيَّة َاأَفَ َةا ه ال َف ْل َسفيَّة يَظْ َه ْر لَهُ انْع َة ُ‬
‫اط َف ِة»( ) َ َما‬ ‫يذهِ‪ ،‬ايتْن ُد أَ ْن ََِن َد أُستاذاً ام ِريداً تَشابتها ِيف ِ‬
‫الف ْة ِر االع ِ‬ ‫ِِ ِِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫َل ْقليَّة ت ْلم َ َ ُ‬
‫يدي‬ ‫لة َّن ا ِإلفَاد َ األَج َّل للت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫يدي اأُستَ ِاذهِ السيرافِي‪ .‬ا ِ‬ ‫ال بني الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ه َي ا ْحلَ ُ َ َ‬
‫العَربِيِّ ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِيف العلُ ِوم ال َف ْلس ِفيَّ ِة َ انَت للَى أ ِ‬
‫ني َ بِ َريي ِن م ْن أ َْلالَم ال َف ْل َس َفة َ‬ ‫َيدي َللَم ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يمان الس ِج ْستَانِي( )‪ ،‬ال َْم ْن ِط ِقي‪،‬‬
‫‪51‬‬ ‫اصةً ا َُهَا‪ :‬يَ ْحيَى ب ِن َع ِد ٍّ ( ) ِ‬
‫ي َوأَبي ُسلَ َ‬
‫‪51‬‬
‫َخ َّ َ‬
‫اد ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫اد مْنت ُه َما ال َةث َري‪َ .‬للَى أَنَّهُ أَفَ َ‬
‫الزم ِن‪ ،‬اأَفَ ِ‬ ‫ِ‬
‫اللَّ َذي ِن لَ ِزَم ُه َما َ ْدحاً طَ ِويالً م َن ََّ َ َ‬
‫اس ِه َا َحلَ َقاتِِه‪،‬‬ ‫ي اتَتر َُجاتِِه ت َ ما يبِني لَنَا ت أَ ثَتر ِِمَّا أَفَاد ِمن د ِ‬ ‫ِ‬
‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ تُ ِ اب ِن َعد ٍّ َ ْ َ‬
‫يما َن أَ ْ ثَتَر َاأَطْ َوَل‪َ ،‬ا ِصلَتُهُ بِِه أ َْل َم َق َاأَاثَ َق‪َ ،‬ح ََّّت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ُمالََزَمتُهُ ألَبي ُسلَ َ‬ ‫يما َ انَ ْ‬
‫فَ‬
‫ِِ ( )‬ ‫ِِ‬
‫َص َحابِه الْ ُم ْعتَصم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ه‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫ني به»‬ ‫َح ُد أ ْ‬ ‫ال ال َق ْفطي فيه إنَّهُ‪ « :‬أ َ‬ ‫قَ َ‬
‫‪51‬‬

‫اهلالل ت تشرين الثَّاين ‪ /‬نوفمِب ت ‪ 1995‬ت ص ‪9‬ت‪ .)91‬اضمن هذا ِّ‬


‫االَتاه سا ت آ اء الطالنني يف لقيد‬
‫التَّوحيدي لهم أَمثال أَيب الوفاء بن لقيل ااجلوزي اغريَها‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫ت د‪ .‬إبراهيم الةيالين‪ :‬تصدير رسائل أَبي حيَّان التَّوحيدي ت ص ‪. 1‬‬
‫‪51‬‬
‫جل لنايته للمنطق‬
‫َّ‬ ‫ت هو أَبو زىريا يحي بن عدي أَخذ الفلسفة لن أَيب نصر الفا ايب ابشر بن َّ‬
‫مَّت‪ .‬صر‬
‫فَت ُع ِر َ باملنطقي‪ .‬له مؤلَّفات ثري ‪ .‬الد سنة ‪21‬هت‪191/‬م اتويف سنة ‪ 11‬هت‪915/‬م‪ .‬األَعالم ت ج‪1‬ت‬
‫ص‪.151‬‬
‫‪51‬‬
‫السجستاين‪ ،‬أَ ِب للماء بغداد يف لصر‬ ‫ت أَبو سليمان السجستاني‪ :‬هو حممد بن طاهر بن ِبرام‪ ،‬املنطقي َّ‬
‫أَيب حيَّان يف املنطق ااحلةمة االفلسفة‪ .‬ان ااسع االطالع يف الفلسفة اليونانيَّة‪ ،‬اَملسه حافالً بالعلماء‬
‫ابرص ُينعانه من غشيان َمالس األُمراء االوز اء‪ ،‬اهو من أَ ِب شيوخ أَيب حيَّان يف‬
‫ٌ‬ ‫ااحلةماء‪ .‬ان به لوٌ‬
‫الرابع اهلجري‪ .‬انظر‪ :‬أخبار العلماء‬ ‫الفلسفة‪ .‬مات للى أَغل الظَّ ِّن يف َّ‬
‫السنوات العشر األَخري من القرن َّ‬
‫بأخبار الحكماء ت ص‪115‬ت‪.111‬‬
‫‪51‬‬
‫ت القفطي‪ :‬أَخبار العلماء بأخبار الحكماء ت ص ‪.111‬‬

‫ـ ‪ 38‬ـ‬
‫َن آ اء أَبِي سلَيما َن تَتْنتع ِةس ِيف ُ ل ما خاضه الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫شتِيرن ت ‪ Stern‬إِ َىل‬
‫يدي‬ ‫ِّ َ َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫أ َّ َ َ‬
‫ِ ٍ(‬
‫)‪.‬‬ ‫‪59‬‬
‫ِم ْن َم َسائِ َل فَت ْل َسفيَّة‬
‫أَثر الجاحظ‬
‫اح ِظ َاتَت َوافُت ُرهُ َللَى نَ ْس ِخ َها‬ ‫يدي َشغَ ُفه بِ ُةتت ِ الْج ِ‬ ‫ل ِر َ ل ِن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُّس ُخ الَِّيت َخيُطُّ َها بَِقلَ ِم ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ا ْحلَ َيوان‪َ ،‬ح ََّّت َغ َدت الن َ‬
‫يحها‪ ،‬اخ َّ ِ ِ‬
‫اصةً مْنت َها تَ َ‬ ‫صح َ َ َ‬
‫اتَ ِ ِ‬
‫َ ْ‬
‫ف َ ا َن‬ ‫ان الب ِ‬
‫اهظَِة‪َ .‬اا ْحلَ ُّق أ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ٍِ‬ ‫ذَات قِ ٍ‬
‫َّع َ‬ ‫َن ه َذا الش َ‬ ‫يمة َاأ َََهِّتيَّة بَالغَة‪َ ،‬اتُتبَاعُ باأل ََْثَ َ‬ ‫َ َ‬
‫ُسلُوبِِه‪َ ،‬ايتُْرَاع َلْنهُ أَنَّهُ قَ َ‬ ‫يد بِِف ْة ِر ال ِ ِ‬ ‫َّد ِ‬‫يدي الش ِ‬ ‫اب الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ِإل ْلج ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ْجاحظ َاأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫( )‬ ‫ظاِ‬ ‫« ال ِ‬
‫الدنْتيَا» ‪.‬‬ ‫اح ُد ُّ‬ ‫ْجاح ُ َ‬ ‫َ‬
‫‪1‬‬

‫ض ِع ِسالَ ٍة ِيف م ْد ِح ِه اتِبتي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫ان‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َالََق ْد بَتلَ َغ إ ْل َجابُهُ به ا ْحلَ َّد الَّذي أَاقَ َد َل ِزُيَتَهُ ل َو ْ َ‬
‫االلتِ َق ِاد أَنَّهُ َم ْه َما ُقتِّر َ‬ ‫يظ ال ِ ِ‬ ‫َساها (( ِسالَةً ِيف تَت ْق ِر ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ْجاحظ))‪َ ،‬اذَ َه َ إِ َىل ْ‬ ‫َ‬ ‫َحمَاسنه‪ ،‬أ ََ َ َ‬
‫ول‪،‬‬ ‫ك‪َ ،‬اه َذا َما َلَّبتَر َلْنهُ بَِقولِِه‪َ « :‬االَّ ِذي أَقُ ُ‬ ‫ِ‬
‫ض َما يَ ْستَ ِح ُّق ِم ْن ذل َ‬
‫ِ‬
‫َاُمد َح َفتلَ ْن يتَُوَّىف َبت ْع َ‬
‫َخَر إِالَّ ثَالَثَةً‬ ‫َين َمل أ َِج ْد ِيف َِ‬ ‫اأ َْلتَ ِق ُد‪ ،‬اآخ ُذ بِِه‪ ،‬اأ ( ) ِ‬
‫ُجي ِع َم ْن َتتَقدََّم َاتَأ َّ‬ ‫َستتَ ِه ُم َللَيه‪ ،‬أ ِّ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫‪11‬‬
‫َ‬
‫َخالَقِ ِهم‪َ ،‬ا ِلْل ِم ِهم‪،‬‬ ‫ضائل ِهم‪ِ ،‬يف أ ْ‬
‫يظ ِهم ام ْد ِح ِهم‪ ،‬اَنتثِْر فَ ِِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اجتَ َم َع الَّثتَقالَ ُن َللَى َتتْقِر َ َ‬ ‫لَِو ْ‬
‫آخَر َما يَ ْستَ ِحقُّهُ ُ ُّل‬ ‫امصَّنتَفاِتِِم اسائِلِِهم م َدع الدُّنِيا إَِىل أَ ْن يأ َذ َن اهلل بِزاِاهلا‪ ،‬لَما بتلَغُوا ِ‬
‫َ ُ ََ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ََ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِِ‬
‫الر َسالَةَ‪َ ،‬ابِ َسبَبِه ُجش ْ‬
‫ِّمنَا‬ ‫َّيخ الَّذي أَنْ َشأنَا لَهُ َهذه ِّ‬ ‫َح ُد ُهم ه َذا الش ُ‬ ‫َااحد مْنت ُهم‪ ،‬أ َ‬
‫الة ْل َفةَ‪ ،‬أ َْل ِِن أَبَا عُثْ َما َن [ َع ْمرا] بْ َن بَ ْحر»( )‪.‬‬ ‫ه ِذهِ ِ‬
‫َ‬
‫‪12‬‬

‫‪59‬‬
‫‪- S.M. Stern: Abù Hayyàn Al-Tawhidi. Vol 1. P127.‬‬
‫‪1‬‬
‫ت ابن حجر العسقالين‪ :‬لسان الميزان ت ج‪ 1‬ت ص ‪.1‬‬
‫َستتَ ِه ُم َللَ ِيه‪ :‬أَُ ِاه ُن َللَ ِيه‪ .‬لسان العرب ت سهم‪.‬‬
‫تأْ‬
‫‪11‬‬

‫‪12‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص‪.5‬‬

‫ـ ‪ 39‬ـ‬
‫اح ِظ َاإِ ْل َجابِِه بِِه َاِِبَا‪،‬‬ ‫يدي للَى مطَالَع ِة ُ ت ِ الْج ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ت آثَا ُ نتَ َه ِم التَّوح ِ َ ُ َ ُ‬ ‫ََتَلَّ ْ‬
‫يد‪ ،‬ح ََّّت نَ َةاد ََِن ُد تَطَابقاً بني َحم ِ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِيف أَفْ َةا ِهِ اآ ائِِه اأ ْ ِ ِ‬
‫اس ِن‬ ‫ُ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ُسلُوبِه إ َىل َح ٍّد ج ِّد بَع َ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويب ِلَي ِه َما َاَم َعايِبِ ِه َما‪َ ،‬ا أ َّ‬
‫ُستَاذه ُخطْ َوً ِبُطْ َوً‪،‬‬ ‫ي يَت ْقتَفي ُخطَا أ ْ‬ ‫َن التَّوحيد َّ‬ ‫ُسلُ َ‬‫أْ‬
‫صانِ ِيف ِه َم ْسلَ َةهُ‪َ ،‬ايَ ْشتَ ِهي أَ ْن يَتْنتَ ِظ َم ِيف ِس ْل ِة ِه»( )‪َ ،‬الَ َع َّل‬
‫‪1‬‬
‫ك ِيف تَ َ‬ ‫« يَ ْسلُ ُ‬
‫يدي ت للَى ُ ت ِ ال ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ت التَّوح ِ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اد ت‬‫ْجاحظ ِيف س ٍّن ُمبَ ِّة ِرٍ ت ُه َو الَّذي قَ َ‬ ‫َ‬ ‫« انْةبَ َ‬
‫الع َّام ِة‬ ‫اص ِر أ ِ‬ ‫َصيلَ ِة الَِّيت الَ ََِن ُدها ماثِلَةً ِيف لنَ ِ‬ ‫تَت َفتُّح ِذهنِ ِه اإَِّْنَاء مو ِاهبِ ِه األ ِ‬
‫ُسلُوبِه َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ َ ََ‬
‫الدقتَِّة‪َ ،‬االطََّرافَ ِة‪،‬‬‫الص َف ِاء‪َ ،‬ا ِّ‬
‫وح َا َّ‬ ‫ضِ‬ ‫الو ُ‬‫ني الْ َم ْع َىن َاالْ َمْبت َىن‪َ ،‬ا ُ‬
‫ِ‬
‫فَ ْح ْس ُ ؛ َ الْ ُمطَابَت َقة بَ َ‬
‫الصْنت َع ِة؛‬
‫اب َّ‬ ‫ضر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف َاالتت َّْزِا ِيق الْ ُم ْ‬ ‫االبت ْع ِد َل ِن التَّةلُّ ِ‬
‫صطَنَ ِع‪ ...‬بَ ْل ََن ُد َها يف ُ ُ‬ ‫َُ‬
‫الس ْج ِع إِالَّ َما َجاءَ َل ْفواً‪،‬‬ ‫االزِد َا ِاج‪َ ،‬االْ ُم َقابَتلَ ِة‪َ ،‬االتَّت ْق ِسي ِم‪َ ،‬االنَّت ْفَرِ ِم َن َّ‬ ‫استِ ْع َم ِال ْ‬ ‫َ ْ‬
‫اشئَ ٍة َلن نَت َق ِاء األَل َفا ِ ‪َ ،‬اإِ ْح َة ِام بِنَ ِاء‬ ‫وسي َقيَّ ٍة نَ ِ‬‫ات صوتيَّ ٍة ام ِ‬
‫ال َ َ ُ‬
‫االتَّوفُّ ِر للَى إَِي ِاد إِي َق ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َّش ُاؤِميَّ ِة‪ ،‬اقُتربِِه ِمن ال َةلبتةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ (‪)11‬‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫الر ْغ ِم م ْن نتَْز َلة التَّوحيدي الت َ‬ ‫اجلُ َم ِل َاتَت َو ُازِنَا» ‪َ .‬ا َللَى ُّ‬ ‫ْ‬
‫اح ِظ ََتَاماً‪ ،‬فَت َق ِد انْطَبع بِطَب ِع أ ِ ِ‬ ‫احلزِن‪ِ ،‬خالَ َ الْج ِ‬
‫َّه ُّة ِم‬‫ُستَاذه ِيف الْ َم ِيل إِ َىل التت َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َا ُْْ‬
‫ضح ِ‬
‫اك‪.‬‬ ‫َاا ِإل ْ َ‬
‫االطَّ ِريف ِيف األَم ِر أَنتَّنا ََِن ُد ِمن معايِ ِ ال ِ ِ‬
‫اد تَ ُةو ُن‬ ‫ْجاحظ َم َعايِ َ تَ َة ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َص ِل‪َ ،‬ا َخ ْل ِط ا ْجلِ ِّد‬ ‫يدي؛ َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫مطَابَِقةً َهلا ِلْن َد الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫االستطَْراد الَّذي يَت ْغل ُ َللَى األ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بِا ْهلََزِل‪ ،‬ا َل َدِم التتَّرتي ِ االتَّْب ِوي ِ ‪ ،‬ا َغلَبة لُغَة األ ََد ِ‬
‫َّع ُام ِل َم َع‬ ‫ُسلُوبِه ِيف التت َ‬ ‫ب َاأ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َن ِيف ُم ْةنَتِنَا‬ ‫ت‪ُ ،‬م ْعظَ ُم َها‪ َ ،‬الَِميَّتةً َافَت ْل َس ِفيَّتةً َا ِل ْل ِميَّتةً‪َ .‬للَى أ َّ‬ ‫الْموض ِ‬
‫ولات الَِّيت َ انَ ْ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ال َقوَل‪ :‬إِ َّن لِ ُة ِّل مثْتلَ ٍ ما يس ِّوغُه اُخيْ ِرجهُ ِمن حيِّ ِز َ ِ ِ ِ ِ‬
‫العي لي ُدخلَهُ إطَا َ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وصيَّ ِة‪.‬‬
‫اخلُص ِ‬
‫ْ ُ‬
‫‪1‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج ‪ 15‬ت ص ‪.5‬‬
‫‪11‬‬
‫ت د‪ .‬إبراهيم الةيالين‪ :‬تصدير رسائل أَبي حيَّان التَّوحيدي ت ص ‪121‬ت ‪.121‬‬

‫ـ ‪ 41‬ـ‬
‫اصطدامه بالوزراء‬
‫احداً ِمن نُ ْد ٍ تَ َةَّر تَتعثتُّر حظِّ ِهم مع ذَ ِاي الش ِ‬
‫َّأن‬ ‫يدي ا ِ‬ ‫يتع ُّد الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ان‪ ،‬فَت َق ْد خرج َغري مَّرٍ ِمن ِظالَ ِل ِلاي ِة الوز ِاء م ْةسو ْ ِ‬ ‫السلطَ ِ‬
‫اخلَاط ِر‪َ ،‬خائ َ‬ ‫َ َ ََُ َ ُ َ‬ ‫ََ َ َ َ ْ‬ ‫َا ُّ‬
‫الر َج ِاء َااأل ََم ِل‪َ ،‬اِم ْن َغ ِري ِْل َم ِة ُش ْة ٍر أَا ُح ْس ِن َاَد ٍاع‪ ،‬بَ ْل َِّبَا يُ ْشبِهُ الطَّْرَد َغ َري‬ ‫َّ‬
‫وط‪،‬‬ ‫اط اال ُقنُ ِ‬ ‫ِ‬
‫أس َاا ِإل ْحبَ َ‬ ‫ب ُ َّل َمَّرٍ‪َ .‬الَ َع َّل ه َذا ِِمَّا أَاَثَهُ ال َةثِ َري ِم َن اليَ ِ‬ ‫الْم َؤَّد ِ‬
‫ُ‬
‫َسى الغُْربَِة‬ ‫ت حياتَه‪ ،‬احف ْ ِ ِ‬
‫َّت با ْحلُْزن َاأ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َا َغ ِريَها م َن األ ََزَمات النَّت ْفسيَّة الَِّيت أَْبَ َة ْ َ َ ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫ضبَا َط اللَّ َذي ِن‬‫ضبِطاً؛ التَّأ َُّدب ااالنْ ِ‬ ‫الس ْلطَِة ِ‬
‫َ َ‬ ‫هؤالَء ُمتَأ َِّدباً ُمْن َ‬
‫ُ‬ ‫اب ُّ‬ ‫أَيَّ َامهُ‪ .‬لََق ْد أََ َادهُ أَْبَ ُ‬
‫يل ُدلُوز ت ‪ِ Gilles Deleuze‬يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َملْ يَ ُة ْن م َن الْ ُم ْمة ِن أَ ْن يتُ ْف َه َما‪َ َ ،‬ما َسيَتَرع ج ْ‬
‫ِ‬ ‫إِطَا ِ ثَت َقافَتِ ِه‪ ،‬إِالَّ للَى أَنتَّهما «لَو ٌن ِمن ُّ ِ ( ) ِ‬
‫الس ْلطَة» ‪َ .‬الة َّن ُم َف ِّةَرنَا األَدي َ َملْ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫‪15‬‬
‫َ‬
‫ون؛‬ ‫صري الْما ِقِني للَى الْ َقانُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولي لِ ُّ ِ‬ ‫اخل ِ‬
‫لس ْلطَة فَ َةا َن َمصريُهُ َم َ َ َ َ‬ ‫ض َّ‬ ‫ب ُْ ُ‬ ‫َّأد َ‬
‫يَت ْقبَ ْل ه َذا الت ُّ‬
‫الس ْلطَِة‪.‬‬
‫ون ُّ‬ ‫قَانُ ِ‬
‫‪ 2‬مع المهلَّبي‬
‫س ُن بْ ُن ُم َح َّم ٍد ال ُْم َهلبِي بِ َعطْ ِف ِه َللَى «أ َْه ِل‬
‫‪11‬‬
‫ْح َ‬
‫ٍ‬
‫الوِز ُير أَبُو ُم َح َّمد ال َ‬
‫لُر َ َ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ ( )‬ ‫ب االْعلُ ِوم‪ ،‬فَأَحيا ما َ ا َن د س ام ِ‬ ‫ِ‬
‫ات م ْن ذ ْ ِرهم» ‪َ ،‬اَ ا َن «طَيِّ َ‬ ‫ََ َ َ َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫األ ََد َ ُ‬
‫‪11‬‬

‫يث لِ َةثْتَرِ َم ْن ََْي َمعُ ُهم ِم َن‬ ‫اب ا ْحل ِد ِ‬


‫َ‬
‫ضر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ا ْحلَديث‪َ ،‬اأَ ْ ثَتَرهُ ُم َذا َ َرً باأل ََدب َا ُ ُ‬

‫‪15‬‬
‫ت جيل دلوز‪ :‬المعرفة والسلطة؛ مدخل لقراءة فوىو ت ص ‪. 2‬‬
‫‪11‬‬
‫ت المهلبي‪ :‬هو أَبو حممد احلسن بن حممد بن ها ان األَزدي املهلِب الوزير؛ ازير ِّ‬
‫معز الدَّالة البويهي‪ .‬ان‬
‫اهلمة معرافاً باجلود‪ .‬الد بالبصر سنة ‪291‬هت‪9 /‬م اتويف سنة ‪ 52‬هت‪91 /‬م‪.‬يتيمة‬ ‫لظيم القد لاِل َّ‬
‫الدَّهر ت ج‪2‬ت ‪ ،22‬معجم األُدباء ت ج‪9‬ت ص‪ ،111‬وفيات األعيان ت ج‪2‬ت ص‪ ،121‬المنجد في‬
‫األَعالم ت ص‪.191‬‬
‫‪11‬‬
‫ت مسةويه‪ :‬تجارب األُمم ت ج‪ 2‬ت ص ‪.115‬‬

‫ـ ‪ 40‬ـ‬
‫ص َفهُ أَبُو َعلِ ٍّي‬ ‫ِ‬
‫ك َا َغ ِريه ت َ َما َا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ( )‬
‫ُّد َماء» ‪ .‬فَ َةا َن بِذل َ‬
‫‪11‬‬
‫َّاب َاالن َ‬‫العلَم ِاء اال ُةت ِ‬
‫َُ َ‬
‫ات َِّبَوتِِه‬ ‫الرياس ِة» ح ََّّت قِ‬ ‫ِمس َك ِويه( ت «ج ِامعاً ألَدا ِ‬
‫يل َلْنهُ إِ ْذ َم َ‬
‫)‬ ‫(‬ ‫)‬
‫ات‪َ « :‬م َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ِّ‬ ‫ات‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪1‬‬ ‫‪19‬‬
‫َ‬
‫‪11‬‬
‫ض ُل»( )‪.‬‬ ‫َل ِن ال ُةت ِ‬
‫َّاب ال َةَرُم َاال َف ْ‬
‫يدي إِلَ ِيه أ ََمالً ِيف التَّنعُّ ِم بِ َعطْ ِف ِه َا ُح ْس ِن‬ ‫ابِالنَّظَ ِر إِ َىل ه ِذهِ ا ْحلوافِ ِز َّاَته الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َ ََ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِلايتِ ِه‪ ،‬ا ا ِجياً ا ْحلظْوَ االْم َةانَةَ الالئَِقةَ ِلْن َده‪ ،‬اإِن َ انَت ظُرا ُ اتِّصالِِه بِهِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫العالَقَةَ بَينَت ُه َما َللَى َما يَتْب ُدا َملْ تَ ُد ْم طَ ِويالً‪ ،‬إِ ْذ ُس ْر َلا َن‬ ‫ني‪ ،‬فَِإ َّن َ‬ ‫اَزَمانُهُ َغري َم ْعرافَ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ظ‬‫ْحافِ ُ‬ ‫ِ‬
‫َما َُج َتئ ال ُْم َهلَّبِي َللَى أَبِي َحيَّا َن َانَت َفاهُ َل ْن بَت ْغ َد َاد‪َ .‬ايتُ َعلِّ ُل ا ِإلم ُام ال َ‬
‫ِ‬
‫يدي؛ ايت ْق ِ ِ‬ ‫يد ِ الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ِ‬
‫ك بِ ُسوء َل ِق َ‬ ‫َّ ( ) ِ‬
‫َّم َها ِيف‬ ‫ك آ َاءَهُ الَِّيت قَد َ‬ ‫ص ُد بِذل َ‬ ‫ََ‬ ‫الذ َهبِي ذل َ‬
‫‪12‬‬

‫َن ََثَّةَ‬ ‫ِّه ِام ِه باِ َّلزنْ َدقَ ِة َااال َِْنالَ ِل( )‪ .‬إِالَّ أ َّ‬
‫‪1‬‬
‫ت إِ َىل اتت َ‬
‫ِتابِِه‪(( :‬ا ْحل ُّج ِ‬
‫الع ْقل ُّي))‪َ ،‬اأ ََّد ْ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اب‬‫َصح ِ‬
‫الوطْأَ َللَى أ ْ َ‬
‫ِ‬
‫يد َ‬ ‫يما يَتْب ُدا؛ فَت َق ْد َ ان ال ُْم َهلَّبي « َش ِد َ‬ ‫ِ‬
‫ُخَرع ف َ‬ ‫َسبَاباً أ ْ‬
‫أْ‬
‫َخبَا ُهُ ِيف البُت ْع ِد َل ِن‬ ‫ني ‪َ ...‬اأ ْ‬
‫ِ‬
‫يل بِالعبَّاسيِّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫الع َقائد َاا ْجلَ َدل َاالب َد ِع‪َ .‬اقَ ْد فَت َع َل األَفَال َ‬‫َ‬
‫‪11‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج‪ 9‬ت ص ‪.11‬‬
‫‪19‬‬
‫ت مسكويه‪ :‬هو أَبو للي أَمحد بن حممد بن يعقوب مسةويه اخلازن؛ اشتغل بالفلسفة االةيمياء ااملنطق‬
‫َهم تبه‪ِ :‬تذي األَخالق‪ ،‬اَتا ب األُمم اتعاق األُمم‪ .‬صح أبا الفضل بن‬ ‫االتا يخ ااألَدب ااإلنشاء‪ .‬من أ ِّ‬
‫الدالة‬
‫اختص ببهاء َّ‬
‫َّ‬ ‫الدالة‪ ،‬ثَّ‬
‫العميد سبع سنوات اأَشر للى خزانة تبه‪ ،‬ثَّ صا قيِّما للى خزانة ت لضد َّ‬
‫البويهي الظم لنده شأنه‪ .‬تويف سنة ‪ 121‬هت‪1 /‬م‪ .‬األَعالم ت ج‪1‬ت ص‪.211‬‬
‫‪1‬‬
‫ت مسةويه‪ :‬تجارب األُمم ت ج‪ 2‬ت ص ‪.1 2‬‬
‫‪11‬‬
‫ت مسةويه‪ :‬تجارب األُمم ت ج‪ 2‬ت ص ‪.191‬‬
‫الذهبي‪ :‬هو اإلمام املتقن النَّقاد احملقِّق مؤِّخ اإلسالم املقرئ ُشس الدِّين أَبو لبد اهلل حممد بن أَمحد بن‬ ‫ت َّ‬ ‫‪12‬‬

‫الذهِب‪ .‬تر ماين األَصل‪ .‬الد يف فربطنا من غوطة دمشق سنة ‪ 11‬هت‪1211/‬م‪َ .‬تةن‬ ‫لثمان بن قاُياز َّ‬
‫يخ اَنوها‪ ،‬اخلَّف‬ ‫ٍ‬
‫اَتويد الربيَّ ٍة اط ٍّ اتا ٍ‬ ‫افقه اأ ٍ‬
‫ُصول‬ ‫ٍ‬
‫اتوحيد ٍ‬ ‫ٍ‬
‫احديث‬ ‫الرئيسة من تفس ٍري‬
‫من للوم لصره َّ‬
‫َهم آثا ه‪ :‬تا يخ اإلسالم‪ ،‬ميزان االلتدال‪ ،‬املعجم الةبري‪ُ .‬ل َّد ٍّ‬
‫ِبق سيِّد نقَّاد‬ ‫يف ٍّل منها أَثراً يذ ر‪ ،‬امن أ ِّ‬
‫احلديث يف لصره‪ ،‬ا ِّلق َّبؤِّخ اإلسالم‪ .‬األَعالم ت ج‪5‬ت ص‪. 21‬‬
‫‪1‬‬
‫الذهِب‪ :‬ميزان العتدال ت ج ‪ 1‬ت ص ‪. 59‬‬ ‫ت َّ‬

‫ـ ‪ 42‬ـ‬
‫التَّسام ِح ااض ِطه ِاد ال ُقضا ِ م ْشهو ٌ‪ .‬اه َذا ما يتعلِّل إِقَ َدامه للَى نتَ ْف ِي الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫يدي‬ ‫َ َ ُ َ َ َ َُ ُ َ ُ َ‬ ‫َُ َ ْ َ‬
‫َل ْن بَت ْغ َداد»( )‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ 1‬مع ابن العميد‬


‫أس ِِبَا بَعِيداً َل ْن بَت ْغ َد َاد بَت ْع َد َما نَت َفاهُ ال ُْم َهلَّبي‬ ‫ِ ِ‬
‫ظَ َّل التَّوحيدي فَتْتتَرً الَ بَ َ‬
‫لْنتها‪ ،‬فَاْنتَتتهزها ُفترصةً لِْلح ِّج سنَةَ ‪ 5‬هت‪951/‬م‪ ،‬الاد إَِىل بت ْغ َداد ِيف َّ ِ ِ ِ‬
‫السنَة التَّاليَة‪َ ،‬غ َري أ ََّن ُمَق َامهُ َملْ‬ ‫ََ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ََ ْ َ َ َ‬
‫َلس ِن ُمتَتنَا ِالَةً؛‬ ‫ِ ِ( )‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫ت َللَى األ ُ‬ ‫العميد قَ ْد طَا َ ْ‬ ‫َخبَاُ اب ِن َ‬‫تأْ‬ ‫يَطُ ْل ِبَا‪ ،‬فَفي َهذه األَْثتنَاء َانَ ْ‬
‫‪15‬‬

‫اب الطُُّرِق ا ِإلنْ َشائِيَّ ِة‬ ‫التَهُ ا ِإلنْ َشائِيَّةَ‪ ،‬افَائِ َق ِلنَايتِ ِه بِالْمع ِاين ح ََّّت لُ َّد أَح َد أَقْطَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫بَتَر َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫األَ بتع ِة‪ ،‬معِّرجةً للَى ِفْتع ِة مْن ِزلَتِ ِه الش ِ‬
‫ِّع ِريَّة َا ُسُِّوَها‪َ ،‬ما ًَّ ِب ْفظه ال ُق ْرآ َن َاُم ْشةلَهُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ ُ َ َ َ‬
‫اس َن‪ُ ،‬م َقِّرظَةً َل َملَهُ ِيف‬ ‫امتَ َشابتهه‪ ،‬متَطَِّرئَةً إِ َىل ما بتهر بِِه أَهل زمانِِه ِمن فَضائِل اَحم ِ‬
‫َ َ َ َ ْ َ ََ ْ َ َ َ َ‬ ‫َُ ََ ُ ُ‬
‫اسيَّتِ ِه‬
‫يد ً بُِفر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِِ‬
‫ا ْهلَْن َد َسة َال ْلم ا ْحليَ ِل (ل ْلم ا ْحلََرَ ة) َااإل َهليَّات َاالْ َمْنطق َاال َف ْل َس َفة‪ُ ،‬مش َ ُ‬
‫ك َ ثِ ٍري( )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪11‬‬
‫التِ ِه‪َ ،‬ا َغ ِري ذل َ‬
‫َا َش َج َ‬
‫الرِح ِيل إِ َىل‬ ‫ِ‬ ‫الََق ْد تَتناه ِ ِ‬
‫الع ْزَم َللَى َّ‬ ‫َخبَا ُ إِ َىل َسْ ِع أَبي َحيَّا َن فَت َع َق َد َ‬‫ت َهذه األ ْ‬ ‫َ ََ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يث اب ن ِ ِ‬
‫العميد‪َ .‬اُ لُّهُ َ َجاءٌ ِيف أَ ْن ََِي َد لْن َدهُ الْ َم َةانَةَ الالئ َقةَ َّبَا آنَ َسهُ‬ ‫ي؛ َح ُ ُ َ‬ ‫الر ِّ‬
‫ِّ‬
‫ان؛ َه َذي ِن الدَّائِ ِ‬ ‫ات أَدبِيَّ ٍة‪ ،‬ي ْدفَع ِِبا َغائِلَةَ ال َف ْق ِر اا ْحلِرم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ني اللَّ َذي ِن‬ ‫َ َْ‬ ‫ِيف نَت ْفسه م ْن َملَ َة َ َ ُ َ‬
‫صِّر ِان َداماً َللَى‬ ‫الش َةوع ِمْنتهما‪ .‬اَ أَنتَّهما ل ُد َّا ِان لَ ُداد ِان ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َُ َ َُ َ‬ ‫أَ ْحلََفا ل َسانَهُ ب َّ َ‬
‫ص ْف ِوهِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ُمطَا َ َدته‪َ ،‬اتَ ْةدي ِر َ‬
‫‪11‬‬
‫ت انظر تفصيل ذلك يف‪ :‬تحفة األُمراء لت حممد رد للي ت ص‪ 12‬ت ‪ . 22‬اتصدير رسائل أَبي حيَّان‬
‫التَّوحيدي للد تو إبراهيم الةيالين ت ص ‪.1‬‬
‫‪15‬‬
‫البويهي‪ .‬ان متو ِّسعاً يف‬
‫ِّ‬ ‫الدالة‬ ‫ت ابن العميد‪ :‬هو أَبو الفضل َّ‬
‫حممد بن احلسني بن العميد‪ ،‬ات ٌ ُاِّزَ لر ن َّ‬
‫الِت ُّسل‪ .‬تويف سنة ‪ 1‬هت‪91 /‬م اقيل‪ :‬سنة ‪ 59‬هت‪919/‬م‪ .‬يتيمة‬ ‫مِبزاً يف األَدب ا َّ‬
‫الفلسفة اللم الفلك‪ِّ ،‬‬
‫الدَّهر ت ج ت ص‪ ،111‬وفيات األَعيان ت ج‪5‬ت ص ‪ ،1‬األَعالم ت ج‪1‬ت ص‪.91‬‬
‫‪11‬‬
‫ت انظر تفصيل ذلك يف‪ :‬تجارب األُمم ألَيب للي مسةويه ت ج‪ 2‬ت ص ‪.215‬‬

‫ـ ‪ 43‬ـ‬
‫يد َسنَةَ ‪ 55‬هت‪911/‬م‪َ ،‬االَ نَْد ِي‬ ‫اب اب ِن الع ِم ِ‬ ‫ف أَبُو َحيَّا َن َللَى ب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َاقَ َ‬
‫ني ظُْهَارنَ ِيه‪َ ،‬اُ ُّل‬‫ض َاها بَ َ‬
‫َيف َا َن استِْقبالُه لَه االَ َيف َا َن يتع ِاملُه طَو َال َّ ِ ِ‬
‫السَنتَوات الثَّالَث الَِّيت قَ َ‬ ‫ْ َ ُ ُ َ َ َُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ف االتَّالَقِي‪« ،‬الَع َّل ابن ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫َّ ِ‬
‫العميد آلَ َمهُ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َما َنت ْعلَ ُمهُ أ ََّن ََثةَ شْبهَ َجْفَو َافَ ْجَو َحالَتَا ُدا َن التَّللُ َ‬
‫ابن َخل َكا َن‪ِ :‬غٌّر‪ ،‬الَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يدي بِنَت ْف ِس ِه‪ ،‬ا ِ‬ ‫التِ َداد الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫استطَالَتَهُ َللَيه ت َاُه َو َ َما يِص ُفهُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ُ‬
‫يد ِم ْن أُبتَّ َه ِة‬ ‫هيئَةَ لَه ِيف لَِق ِاء ال ُةبتر ِاء ا ُحماا ِ الوز ِاء( ) ت للَى ما ِيف اب ِن الع ِم ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ََُ‬ ‫َ ُ‬
‫‪11‬‬

‫اد ِتِِه‬ ‫اضطر الت ِ‬


‫َّوح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ُفر ِس الظَم ِة ُّ ِ‬
‫ي إِ َىل ُمغَ َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫يد َّ‬ ‫احتَت َقَرهُ َا ْازَد َاهُ» ‪ِ .‬مَّا َّ‬
‫‪11‬‬
‫السلطَان‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ْ ََ َ‬
‫التِ ِه‬ ‫َي فَائِ َد ٍ تُ ْذ َ ر‪ ،‬الَعلَّه أ ْ ِ‬ ‫ط‪َ ،‬خ ِاِل ال ِوفَ ِ‬ ‫اهو للَ ِيه س ِ‬
‫َض َمَر م ْن َس َ‬ ‫ُ ََُ‬ ‫اض َم ْن أ ِّ‬ ‫َ‬ ‫اخ ٌ‬ ‫َ َُ َ َ‬
‫ال بِِه ِمن اب ِن الع ِم ِ‬
‫يد‪.‬‬ ‫َشْيئاً يَتنَ ُ‬
‫َ‬
‫مع ابن عبَّاد‬
‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫يدي ِمن َ نَ ِ‬ ‫اج الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ِِبُُر ِ‬
‫وء َاالتتََّرِّدي‬ ‫ت َحيَاتُهُ إِ َىل ُّ‬ ‫الع ِميد َل َ‬
‫اد ْ‬ ‫ف ابْ ِن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثَانِيةً ت اإِ ْن َمل تَ ُةن يف َِبب ٍ ِ‬
‫َن أَبَا‬ ‫وحة لبُخ ِل األَخ ِري َللَيه َ َما أ ْ‬
‫َخبَتَرنَا ت َايَتْب ُدا أ َّ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ َ ْ ْ‬
‫ويف‪َ ،‬ملْ يَت ْقنَ ْع ِِبَيَا ِ ال َة َفا ِ الَِّيت‬ ‫ص ِ ٍّ‬ ‫ِ ِ‬
‫َحيَّا َن‪َ ،‬للَى َما َ ا َن يَتْن ِزعُ إِلَيه م ْن َمْن ًحى ُ‬
‫الر ْغبَةَ‬ ‫ات ا ْحلَيَا ِ َاالَ َّ‬ ‫الزه َد ِيف ملَ َّذ ِ‬
‫َ‬ ‫ض ُّ ْ‬ ‫يتَُر َّج ُح أَنَّهُ َ ا َن فَوقَت َها الَ ُدانَت َها‪َ ،‬اَملْ يَت ْرتَ ِ‬
‫اد بِتَت َف ُاؤٍل َش ِدي ٍتد « َاأ ََم ٍل‬ ‫ب بْ ِن َعبَّ َ‬ ‫اح ِ‬ ‫الص ِ‬‫َّوج ِه إِ َىل َّ‬ ‫ك َ ِغ َ ِيف الت ُّ‬ ‫ِِ‬
‫َلْنت َها‪َ .‬الذل َ‬
‫َن العيَّا ِين الَّ ِذين استت ْفحل أَمرهم ِيف ه ِذهِ‬ ‫ص ْد ٍ َ ِحي ٍ » َا َخ َّ‬
‫اصةً أ َّ‬ ‫( )‬
‫فَ ِس ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ َْ َ َ ُُ‬ ‫يح‪َ ،‬ا َ‬
‫‪19‬‬

‫اب َاذَ َه ٍ ‪ .‬بَ ْل َاُ َّل‬ ‫اث اثِي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬


‫ال َفْتتَرِ قَ ْد َسطَوا َللَى َدا ِهِ َانتَ َهبُوا ُ َّل َما ف َيها م ْن أَثَ َ َ‬
‫الصبَا َللَى َح ِّد َما َ َاع ُه َو َذاتُهُ ِيف ((ا ِإل ْمتَ ِاع‬ ‫َما َ ا َن قَ ْد َُجَ َعهُ ُمْن ُذ أَيَّ ِام ِّ‬
‫َاالْ ُم َؤانَ َس ِة))‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ت ابن خلِّةان‪َ :‬وفيَات األَعيان ت ج‪5‬ت ص ‪.11‬‬
‫‪11‬‬
‫ت انظر مثل ذلك يف ‪ :‬تصدير رسائل أَبي حيان التَّوحيدي للد تو الةيالين ت ص ‪ 11‬ت ‪.15‬‬
‫‪19‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج‪ 15‬ت ص‪ 1‬ت ‪. 1‬‬

‫ـ ‪ 44‬ـ‬
‫اد ِه َي ُش ْهَرُ‬ ‫يدي َللَى ا ِإل ْشَر ِاع إِ َىل اب ِن َعبَّ َ‬ ‫َّوح ِ‬‫إِ َّن الَّ ِذي َش َّد ِمن ل ِزُي ِة الت ِ‬
‫ْ َ َ‬
‫العا َِمل ا ِإل ْسالَِم ِّي َح ََّّت إِنَّهُ‪،‬‬ ‫َخ ِري بِالْ َةرِم احس ِن ِّ ِ‬ ‫ه َذا األ ِ‬
‫اق َ‬ ‫ت آفَ َ‬ ‫الضيَافَة الَِّيت طَبَّت َق ْ‬ ‫َ َُ ْ‬
‫َّاس َللَى‬ ‫اجتَ َم َع الن ُ‬ ‫ي‪َ ،‬ا ْ‬ ‫ت لَهُ َم ِدينَةُ ِّ‬
‫الر ِّ‬ ‫َ ما أَا د ابن َخل َكا َن‪« :‬لَ َّما تُتو ِّ ِ‬
‫يف أُ ْغل َق ْ‬
‫َُ‬ ‫َ ََ ُ‬
‫ِ( )‬ ‫ِِ‬ ‫اب قَ ِ ِ‬
‫الدولَة أ ََّاالً َاال ُق َّو ُاد‪،‬‬ ‫امهُ فَ ْخ ُر َّ‬ ‫ضَر مَْ ُد ُ‬ ‫اج َجنَ َازته‪َ ،‬ا َح َ‬ ‫بَ ِ ْ‬
‫ص ِره يَتْنتَظ ُرا َن ُخ ُر َ‬
‫‪1‬‬

‫َُجعِ ِهم صيحةً ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اح َد ً‪،‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّاس بِأ ْ َ‬
‫اح الن ُ‬ ‫صَ‬ ‫اس ُهم‪ ،‬فَتلَ َّما َخَر َج م َن البَاب َ‬ ‫َاقَ ْد َغيَّت ُراا لبَ َ‬
‫وه َهم‪َ ،‬ابَتلَغُوا ِيف البُ َة ِاء‬ ‫ك ثيَابَت ُهم‪َ ،‬الَطَ ُموا ُا ُج َ‬
‫اقبَّتلُوا األَ ض‪ ،‬اخَّرقُوا ِلْن َد ذلِ َ ِ‬
‫ْ َ ََ‬ ‫َ‬
‫َّاس‪َ ،‬اقَت َع َد لِْل َعَز ِاء‬‫الدول َِة أ ََم َام ا ْجلِنَ َازِ َم َع الن ِ‬
‫َّحي ِ َللَ ِيه َج ْه َد ُهم‪َ ،‬اَم َشى فَ ْخ ُر َّ‬ ‫االن ِ‬
‫َ‬
‫( )‬
‫أَيَّاماً» ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫الوِزي ِر بِأ ْ‬
‫ِ‬ ‫اح ِ (( َمثَالِ ِ ِ‬ ‫ظص ِ‬
‫َن َح َّ َ‬
‫َح َس َن‬ ‫الوز َيري ِن)) َملْ يَ ُة ْن لْن َد ه َذا َ‬ ‫َ‬ ‫َغ َري أ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫السابَِق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ني‪َ .‬الَ َع َّل ُم ْشةالَته َم َع ه َذا األَخ ِري َ انَ ْ‬ ‫الوِزي ِري ِن َّ‬
‫َحاالً ِمَّا َ ا َن لْن َد َ‬
‫ب َ ا َن يَتتَ َج َّه ُم لَهُ ِلْن َد ُ ِّل َحلْظٍَة َالَ ْفظٍَة‪،‬‬ ‫أَ ثتر اأَزماتِِه أَش َّد ح ََّّت قِيل‪ :‬إِ َّن َّ ِ‬
‫الصاح َ‬ ‫ََ َ ََ َ َ َ‬
‫ات األ َُدبَ ِاء‬ ‫ِِ‬
‫يش ِيف َ نَفه َل َشَر ُ‬
‫ِ‬
‫الوقْت الَّذي َ ا َن يَع ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫العطَاء َااأل ْ ِ‬
‫َجَر يف َ‬ ‫َاُيَْنَتعُهُ َ َ‬
‫ني‪َ .‬اَه َة َذا َخيُْر ُج أَبُو َحيَّا َن لِْل َمَّرِ الثَّالِثَِة ِم ْن بَالَ ِط‬ ‫َّاب االشُّعر ِاء م ْةتَ ِف ِِ‬
‫ني َهانئ َ‬ ‫َاال ُةت ِ َ َ َ ُ َ‬
‫ال ِر يَائِساً‪ ،‬فَتتَتَرَك‬ ‫الرَؤع بائِساً‪ً ،‬حمطَّم الْم َش ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الط ِ ِ‬ ‫ال َّس ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ني شْبهَ َمطُْراد؛ َموتُوَ ُّ َ‬
‫اد «لابِساً للَ ِيه‪ ،‬مغِيظاً ِمْنه‪ ،‬م ْقراح ال َةبِ ِد‪ ،‬لِما نَالَه بِِه ِمن ا ْحلِرم ِ‬
‫ان الْ ُمِّر‪،‬‬ ‫َ ُ َ َْ‬ ‫ُ َُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ابن َعبَّ َ َ‬ ‫َ‬
‫ش‪َ ،‬اال َق ْد ِع الْ ُم ْؤِمل‪َ ،‬االْ ُم َع َاملَ ِة‬
‫‪12‬‬ ‫)‬ ‫(‬
‫اح ِ‬ ‫يح‪ ،‬االلِّ َق ِاء ال َة ِر ِيه‪ ،‬اا ْجل َف ِاء ال َف ِ‬
‫َ َ‬ ‫ا َّ ِ‬
‫الص ِّتد ال َقب ِ َ‬ ‫َ‬

‫‪1‬‬
‫الدالة املتوىف‬
‫ف يف احلةم أَخاه مؤيد َّ‬ ‫ت فخر الدَّولة‪ :‬هو أَبو احلسن للي بن بويه الديلمي؛ فخر الد َ‬
‫ََّالة‪َ ،‬خلَ َ‬
‫ِبرجان سنة ‪ 11‬هت‪991/‬م‪ .‬وفيات األَعيان ت ج‪1‬ت ص‪ ،229‬المنجد في األَعالم ت ص ‪.52‬‬
‫‪11‬‬
‫ت ابن خلِّةان‪ :‬وفيات األَعيان ت ج‪ 1‬ت ص ‪.2 2‬‬
‫‪12‬‬
‫الةف ااملنع‪ .‬لسان الرب ت قدع‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ت القدع‪:‬‬

‫ـ ‪ 45‬ـ‬
‫َّس ِخ َاالْ ِوَاقَ ِة‪،‬‬ ‫ُجَر َللَى الن ْ‬
‫س األ ْ ِ‬ ‫اخلِ ْد َم ِة‪َ ،‬ا َحْب ِ‬
‫اب ِيف ْ‬ ‫الستيِّئَ ِة‪ ،‬االتتَّغَافُ ِل َل ِن الثتَّو ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫‪1‬‬
‫َّج ُّه ِم الْ ُمتَت َوِاِل َلْن َد ُ ِّل َحلْظٍَة َالَ ْفظٍَة»( )‪.‬‬‫َاالت َ‬
‫ب ِمن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫َن ََثَّةَ أَسباباً َ ثِريً أ ََّدت إِ َىل نتُ ُفوِ َّ ِ‬
‫يدي‬ ‫الصاح ِ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َاا ْحلَ ُّق أ َّ‬
‫الستابَِق ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني؛‬ ‫الوِز َيري ِن َّ‬ ‫َستلَ ْفنَاهُ َل ْن َلالَقَته َم َع َ‬ ‫َّج ُّه ِم ِيف َا ْج ِهه‪ ،‬مْنت َها َما َسبَ َق َاأ ْ‬ ‫َاالت َ‬
‫العالَقَةَ بَينَت ُه َما‪َ ،‬الَ َع َّل أ َََهَّ َها‪ُ :‬س ْر َلةُ بَ ِد َيه ِة‬ ‫يد‪َ .‬اِمْنت َها َما َخيُ ُّ‬ ‫الْمهلَّبي واب ِن الع ِم ِ‬
‫ص َ‬ ‫َُ َ ْ َ‬
‫ب أَنَّهُ َ ا َن‬ ‫اح ِ‬‫الص ِ‬
‫اج؛ فَت َق ْد ا ْشتُ ِهَر َل ِن َّ‬ ‫َّوح ْي ِدي الَِّيت أَاقَت َعْتهُ ِيف َمأ ِزٍق ُم ْزَد ٍ‬ ‫الت ِ‬
‫ظ»( )‪ ،‬هت َذا ِم ْن ِج َه ٍة‪َ ،‬اِم ْن ِج َه ٍة‬ ‫‪11‬‬
‫اد اللَّ ْف َ‬
‫َج َ‬
‫ول‪َ ،‬اأ َ‬ ‫َح َست َن ال َق َ‬ ‫ِِ‬
‫يد ا ْحلَ َسد ل َم ْن أ ْ‬ ‫« َش ِد َ‬
‫ال ِه ِمْنهُ ُس َؤاالً‬ ‫ب لَ َدع َس ِ‬ ‫اح ِ‬ ‫الص ِ‬
‫َن أَبَا َحيَّا َن َ ثِرياً َما َ ا َن يُ ْس ِرعُ بِِإفْ َح ِام َّ‬ ‫ُخَرع أ َّ‬
‫َ‬ ‫أْ‬
‫ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ف ِمْنهُ ُس ْخ ِريَةً أَا ِشْبهَ ذل َ‬ ‫يَ ْستَ ِش ُّ‬
‫يدي ِيف َمثَالِبِ ِه َل ْن َح ِادثٍَة‬ ‫َّوح ِ‬‫ب فَت َق ْد ح َّدثتَنا الت ِ‬ ‫اح ِ‬ ‫الص ِ‬‫أ ََّما َل ْن َح َس ِد َّ‬
‫َ َ‬
‫ك نَت ْف َسهُ َح ََّّت‬ ‫يث‪ ،‬فَتلَ ْم ُيَْلِ ْ‬ ‫ال‪« :‬ح َّدثْت لَيلَةً ِِب ِد ٍ‬
‫َ‬ ‫َّعت فَت َق َ َ ُ‬
‫تَ ْة ِشف لن ه َذا النت ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َْ‬
‫ِ‬
‫ول‪ :‬قَاتَ َل اهللُ أَبَا َحيَّا َن فَِإنَّهُ نَ َة ٌد َاإِنَّهُ‬ ‫يل بَت ْع ُد إِنَّهُ َ ا َن يَت ُق ُ‬
‫ادهُ‪ُ .‬ثَّ ق َ‬ ‫استَت َع َ‬
‫ك‪َ ،‬ا ْ‬ ‫ض ِح َ‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ك َح َسداً َا َغيظاً َِْبتاً‪ُ .‬ثَّ َما ذَنِِْب إِذَا قَ َ‬ ‫ِ‬
‫ك ه َذا‬ ‫َين لَ َ‬‫ال ِِل‪ :‬م ْن أ َ‬ ‫َاإِنَّهُ‪َ ...‬اَ ا َن ذل َ‬
‫ت؟‬ ‫ت بتع َد الوقْ ِ‬ ‫ِل ِيف الوقْ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ال َةالَم الْم َف َّو ُ ( ) الْم ُشو ُ ( ) الَّ ِذي تَ ْةتُ بِِ‬
‫ه‬
‫َ َْ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َستَقي ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَت ُقلت‪ :‬اَ يف الَ ي ُةو ُن َ ما يوصف! اأَنَا أَقْ ِط ِ‬
‫ف من َثَا ِ َ َسائله‪َ ،‬اأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ ُ َ‬ ‫ُ َ َ َ‬
‫احل َِب ِرهِ‪ ،‬اأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَلِي ِ ( ) ِل ْل ِم ِه‪ ،‬اأ ِ‬
‫يم بَا ِقَةَ أ ََدبِه‪َ ،‬اأَ ُِد َس َ ْ َ ْ‬
‫)‬ ‫(‬
‫ف (أَستمطر)‬ ‫َستَو ُ‬
‫‪11‬‬
‫َ ُ‬ ‫َش‬ ‫‪11‬‬

‫‪1‬‬
‫ت أَمحد أَمني‪ :‬مقدمة اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص ت‪.1‬‬
‫‪11‬‬
‫‪.‬‬ ‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬مثالب الوزيرين ت ص‬
‫‪15‬‬
‫قيق‬
‫ت ال ُفو ُ اال َف ْو ُ ‪ :‬البياض الذي يةون يف أظفا األَحداث‪ ،‬ااحدته‪ :‬فُوفةٌ‪ ،‬امنه قيل‪ :‬بتُْرٌد ُم َف َّو ٌ أَي‪ٌ :‬‬
‫ط ما بني األَبيض الون آخر‪ .‬لسان العرب ت فو ‪.‬‬‫أَا‪ :‬مطَّ ٌ‬
‫‪11‬‬
‫ت املشو ‪ :‬من الشَّفافية‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ت القلي ‪ :‬البئر‪ .‬لسان العرب ت قل ‪.‬‬

‫ـ ‪ 46‬ـ‬
‫َين ِيف َ الَِمي ال ُة ْديَةُ( )‪،‬‬
‫‪19‬‬ ‫ول‪َ َ :‬ذبت افَجرت! الَ أ َُّم لَ َ ِ‬
‫ك‪َ ،‬ام ْن أ َ‬ ‫ْ َ َ َْ َ‬ ‫قَطَْر ُم ْزنِِه‪ ،‬فَتيَت ُق ُ‬
‫الس َم ِاد( )»( )‪.‬‬ ‫ك ِيف َّ‬ ‫االشَّح ُذ‪ ،‬االضَّرع‪ ،‬ااالسِِتحاُم؟ َ الَِمي ِيف َّ ِ‬
‫‪91‬‬ ‫‪9‬‬
‫الس َماء َاَ الَ ُم َ‬ ‫َ ْ َ َُ َ ْ َْ‬
‫ب ِِبَا‬ ‫يدي يس ِةت َّ ِ‬ ‫اأ ََّما ل ِن األَج ِوب ِة الْم ْف ِحم ِة الَِّيت َ ا َن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫الصاح َ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ص َل أَبُو َحيَّا َن إِ َىل ابْ ِن َعبَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اد ابْتتَ َد َهُ‬ ‫فَت َق ْد َاَ َدنَا أَ ْ ثَت ُر م ْن أَُّْنُوذَ ٍج مْنت َها؛ فَعْن َد َما َا َ‬
‫ال ِِل‪:‬‬ ‫ت إِلَ ِيه قَ َ‬
‫ص ْل ُ‬
‫ني َا َ‬
‫َّوع‪ ،‬يت ُق ُ ِ‬
‫ول‪« :‬ح َ‬ ‫ِبَ َواب م ْن ه َذا الن ِ َ‬
‫ِ ٍ ِ‬
‫ت أَبُو َم ْن؟‬
‫ت‪ :‬أَبُو َحيَّا َن!‬ ‫قُت ْل ُ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ك تَتتَأ ََّد ُ‬‫ال‪ :‬بَتلَغَِِن أَنَّ َ‬ ‫فَت َق َ‬
‫الزم ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ب أ َْه ِل ََّ‬ ‫ت‪ :‬تَأ َُّد َ‬ ‫فَت ُق ْل ُ‬
‫ص ِر ُ ‪.‬‬ ‫ص ِر ُ أَا الَ يَتْن َ‬ ‫ال‪ :‬أَبُو َحيَّا َن يَتْن َ‬ ‫فَت َق َ‬
‫ص ِر ُ ‪.‬‬‫ت‪ :‬إِ ْن قَبِلَهُ َموالَنَا الَ يَتْن َ‬ ‫قُت ْل ُ‬
‫اح ٍد إِ َىل َجانِبِ ِه َاقَ َ‬
‫ال‬ ‫فَتلَ َّما َِسع ه َذا تَتنَ َّمر‪ ،‬اَ أَنَّه َمل يتع ِجبه‪ ،‬اأَقْتبل للَى ا ِ‬
‫َ َ ُ ْ ُْ ُْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ت َمائِ َد َ‬ ‫ِ‬
‫بِال َفا ِ ِسيَّ ِة‪ُ :‬س ْفهاً َللَى َما فُ ِّسَر ِِل» ‪َ .‬اِمْنت َها َ ذل َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫ض ْر ُ‬
‫ك قَولُهُ‪َ « :‬ح َ‬
‫‪92‬‬

‫ت فِ َيها‪ ،‬فَت َق َ‬
‫ال ِِل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫اح ِ‬ ‫الص ِ‬
‫ت َمض َريٌ فَأ َْم َعْن ُ‬ ‫ِّم ْ‬‫ب‪ ،‬فَت ُقد َ‬ ‫َّ‬
‫ضُّر بِالْ َم َشايِ ِخ!‬ ‫ت يَا أَبَا َحيَّا َن إِنتَّ َها تَ ُ‬
‫ع التَّطَبُّ َ َللَى طَ َع ِام ِه فَت َع َل‪.‬‬ ‫فَت ُق ْلت‪ :‬إِ ْن أَع َّ ِ‬
‫ب أَ ْن يَ َد َ‬‫الصاح ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪11‬‬
‫ت شام الِبق‪ :‬نظر إليه أَين يقصد اأَين ُيطر‪ .‬لسان العرب ت شيم‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫َّسول‪.‬‬
‫ت الةدية‪ :‬الت ُّ‬
‫‪9‬‬
‫السني اهذا خطأٌ‪.‬‬
‫َّص احملقَّق ضبطت بةسر ِّ‬ ‫ت يف الن ِّ‬
‫‪91‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬مثالب الوزيرين ت ص ‪. 21‬‬
‫‪92‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.2‬‬

‫ـ ‪ 47‬ـ‬
‫استَ ْحيَا‪َ ،‬اَملْ يَتْن ِط ْق إِ َىل أَ ْن فَتَر ْغنَا»( )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َين أَلْ َق ْمتُهُ َح َجراً َا َخج َل َا ْ‬ ‫فَ َةأ ِّ‬
‫‪9‬‬

‫وفاته‬
‫تني َلام ت تاً ت ِم ت ْتن ‪ 1‬ه ت ت‪911/‬م َحت ت َّتَّت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض تتى التَّوحي دي قُتَرابَت تةَ الثَّالث ت َ‬ ‫أ َْم َ‬
‫‪1‬ه ت ت ت ت‪1 9/‬م ت ت ت ت بِبت ْغ ت ت ت َتداد بتع ت ت ت َتد هرابِت ت ت ِته ِم ت ت تتن اب ِن عبَّ َ ِ‬
‫اد الَّت ت ت تذي «طَلَبَ ت ت تتهُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ ُُ‬
‫تف ثتُْلثِ َه ت ت تتا األ ََّاِل ِيف‬ ‫لِيت ْقتُتلَ ت ت تته»( ) للَ ت ت تتى ح ت ت ت ِّتد ز ْلت ت ت ت ِم الْ َخونْس ا ِري‪ .‬ل ت ت ت ِ‬
‫صتتت َ‬ ‫تاش ن ْ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪91‬‬

‫الدولَ ِة البُ َوي ِهي‪ ،‬الَّت ت ِتذي‬ ‫ص ِام َّ‬ ‫ص ْم َ‬ ‫الع ا ِر ِ ؛ َاِزي ت ت ِر َ‬
‫‪95‬‬‫( )‬ ‫ِ‬
‫تف أَبِ ي َع ْب د اهلل َ‬ ‫َ نَت ت ِ‬
‫ص ت ت ت َفهُ بَِقولِت ت ت ِته‪:‬‬ ‫ِ‬
‫تف َللَيت ت تته‪َ ،‬اأَ ْ َرَم ت ت تتهُ َغايَت ت تةَ ا ِإل ْ ت ت تَر َام َح ت ت ت َّتَّت َا َ‬
‫ِ‬
‫َح َست ت ت َتن إِلَيت ت تته‪َ ،‬ا َلطَت ت ت َ‬ ‫أْ‬
‫تأزُ بِت ت ت تتا ْحلِْل ِم‪َ ،‬ايتُ ْع ِطت ت ت تتي بِت ت ت تتا ْجلَُزا ِ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«يَتتَ َحلَّت ت ت تتى بِت ت ت تتا ْجلُود‪َ ،‬ايَت ْرتَت ت ت تتدي بِت ت ت ت َ‬
‫تالع ْف ِو‪َ ،‬ايَتتَت ت ت ت َّ‬
‫ض ت تتبَا ٌن َللَي ِه َم ت تتا‪َ ،‬ايُطْعِت ت ُتم‬ ‫َض ت تتيَا ِ ‪َ ،‬ايَت َه ت ت ُ ال ت ت ِّتد ْ َه َم َاال ت تتدِّينَا َ َ أَنَّت تتهُ َغ ْ‬ ‫َايَت ْف ت ت َتر ُح بِاأل ْ‬
‫اس ت تتتَ ْخلَ َفهُ َللَ ت تتى ِْزقِ ِه َم ت تتا‪ُ ،‬ثَّ يَتتَ َج ت ت َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫الص ت ت ِ‬
‫تاد َ َاال ت ت َتوا َِد َاَ ت ت تأ َّ‬
‫تااُز ال ت تتذ َه َ‬ ‫َن اهللَ قَ ت تتد ْ‬ ‫َّ‬
‫تاق‪ ،‬االْمرا ِت ت ت ت ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يس ت ت ت ِتة‪َ ،‬ا ْ‬ ‫ِ‬ ‫تاب الع ِزي ت ت تتزِ ا ِْ‬ ‫ضت ت ت تةَ إِ َىل الثتِّي ت ت ت ِ‬ ‫اِ‬
‫اخلَي ت ت ت ِتل العتَ ت ت ت َ َ َ‬ ‫اخللَت ت ت ت ِع النَّف َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫الف َّ‬ ‫َ‬
‫ض ت ت ت ُّتن بِت ت ت ِته ُ ت ت ت ُّتل‬
‫تان اا ْجل ت ت تتوا ِي‪ ،‬ح ت ت ت َّتَّت ال ُةتُ ت ت ت ِ اال ت ت ت َّتدفَاتِِر ام ت ت تتا يِ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫الثِّت َق ت ت تتال‪َ ،‬االغ ْل َم ت ت ت َ َ َ‬
‫توع ِيف َغائِلَ ت ت ت ِتة ال َف ْقت ت ت ت ِر‪َ ،‬ابَت ت ت ت َتراثِ ِن‬
‫الوقُت ت ت ِ‬ ‫توع‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ج‬ ‫تن‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫كِ‬
‫م‬ ‫ج ت ت تتو ٍاد»( )‪ .‬فَأَنْت َقت ت ت ت َذه بِ ت ت تتذلِ‬
‫ُ‬ ‫ْ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪91‬‬
‫َ َ‬

‫‪9‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج ‪ 15‬ت ص ‪.1‬‬
‫‪91‬‬
‫ت حممد املوسوي اخلونسا ي‪ :‬روضات الجنَّات ت ج‪ 1‬ت ص ‪.2 5‬‬
‫‪95‬‬
‫ت أَبو عبد اهلل العار ‪ :‬هو أَبو لبد اهلل احلسني بن أَمحد بن سعدان‪ .‬ان ازيراً لصمصام الدَّالة بن لضد‬
‫الدالة من سنة ‪ 12‬هت‪912/‬م إىل سنة ‪ 15‬هت‪911/‬م‪ .‬االعا ض لق له‪ ،‬اهو ما يف األَنساب‬ ‫َّ‬
‫ظ أَ زاقهم ايوصلها إليهم‪ ،‬ايعرض العسةر للى امللك‬ ‫العسةر اْحف ُ‬
‫َ‬ ‫للسمعاين (ج‪1‬ت ص‪« :) 12‬من يتُ َعِّر ُ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫إذا احتيج إىل ذلك» االظاهر أَنَّه ِّلق ِبذا ألَنَّه توىل هذا العمل قبل أَن يتوىل الوزا ‪ ،‬أَا ان هذا لقباً‬
‫ألُسرته‪ .‬يبدا من حديث التَّوحيدي لنه أَنَّه ااسع االطالع‪ ،‬اله مشا ةٌ جيِّد ٌ يف ث ٍري من ميادين املعرفة؛‬
‫األَدب االفلسفة االطَّبيعة ااإلهليَّات ااألَخالق‪ .‬مل َند مِتُجاً له خرياً من التَّوحيدي يف اإلمتاع والمؤانسة‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ت ص ‪.22‬‬

‫ـ ‪ 48‬ـ‬
‫الشت ت ت ت َق ِاء‪ ،‬لِتَ ُة ت ت تتو َن بِ َدايَت ت ت تةَ َلالَقَت ت ت ٍتة «نَ ِديتَّ ت ت ت ٍتة ُمطَ ْمئِنَ ت ت ت ٍتة» ‪َ ،‬االَ‬ ‫البُ ت ت ت ْتؤ ِس‪َ ،‬اأَ ْش ت ت ت َتر ِاك َّ‬
‫( )‬
‫‪91‬‬

‫ت بَت ْعت ت ت َتد « َخيبَت ت ت ِتة أ ََمت ت ت ٍتل َم ِريت ت ت َترٍ أَْ َج ْعتُت ت تتهُ ثَانِيَ ت ت تةً إِ َىل‬ ‫َن َهت ت ت ِتذهِ ِّ‬
‫الص ت ت تلَةَ َج ت ت تاءَ ْ‬ ‫ِس ت ت تيَّ َما أ َّ‬
‫الوفَ ِاء‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫تك بِوس ت ت تتاطَِة أَبِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫تظ م ت ت ت َّترً»( ) اقَت ت ت ت ْد َ ت ت تتا َن ذلِ‬
‫َ‬
‫‪91‬‬ ‫ِ ِ‬
‫بَت ْغ ت ت ت َتد َاد ليَت ْلتَق ت ت ت َتي ا ْحلَ ت ت ت َّ َ‬
‫ص ِد ِيق ِه‪.‬‬ ‫صل َ‬
‫البوزجانِي( ) الَّ ِذي أَخلَص ُ َّل ا ِإلخالَ ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫‪99‬‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫ك‬ ‫َاتَتْنت َق ِط ُع آثَا ُ أَبِي َحيَّا َن ُمْن ُذ َسنَ ِة ‪1‬هت‪1 9 /‬م‪َ .‬االَ َغَرابَةَ ِيف ذل َ‬
‫ني لَهُ فِ َيها‬ ‫ِ‬
‫صديقه ال َقاضي أَبِي َس ْه ٍل ليُبَت ِّ َ‬
‫آخر أَثٍَر َ تَبه هو ِسالَتُه إِ َىل ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َُ َُ َ ُ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫إ ْذ إ َّن َ‬
‫يخ َافَاتِِه َااأل ََما ِ ِن‬ ‫الراايات ِيف ََت ِد ِ‬ ‫ِِ‬
‫يد تَا ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫اختَتلَ َفت ِّ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ك ْ‬ ‫َسبَ َ إِ ْحَر ِاق ُ تُبِ ِه‪َ .‬الذل َ‬
‫ت األَ ِ ُ‬ ‫الَِّيت ح َّل فِيها بتع َد مغَ ِِ‬
‫يد أ َّ‬
‫َن‬ ‫اد َته بَت ْغ َد َاد َسنَةَ ‪1‬هت‪1 9/‬م‪َ .‬االثَّابِ ُ‬ ‫َ َ َْ ُ َ‬
‫يف فِ َيها َا ُدفِ َن‬ ‫يث تُت ُو ََّ‬ ‫َلظَ َم ِمْنت َها قَ ْد َ ا َن ِيف ِش َري َاز؛ َح ُ‬ ‫الشطَْر األ ْ‬ ‫َّ‬
‫الع ْس َقالنِي‬ ‫‪111‬هت‪1 21/‬م‪ ،‬االَّ ِذي يت َؤِّ ُد ذلِ َ ِ‬
‫وص أَاَ َد َها ابْ ُن َح َج ٍر َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ك ل َّد ُ نُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان الِ ِم َيز ِان))‪ .‬ويَاقُ ُ‬ ‫ِيف‪(( :‬لِس ِ‬
‫ين الدي ِن‬ ‫الح َموي يف (( ُم ْع َج ِم األ َُدبَاء))‪َ .‬ا ُمع ُ‬ ‫وت َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الش َيرا ِزي ِيف‪َ (( :‬ش ِّد ا ِإل َزا ِ ))‪َ ،‬االس ْبكي ِيف‪(( :‬طَبَت َقات الشَّافعيَّة))‪َ ،‬اقَ ْد ذَ َ َر‬
‫يدي‪،‬‬ ‫َّوح ِ‬ ‫وص ِيف تَص ِدي ِرهِ لِرسائِ ِل الت ِ‬ ‫ُّص ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ض َهذه الن ُ‬ ‫يم ال َكيالَني بَت ْع َ‬ ‫الد ْ تُوُ إبْ َراه ُ‬
‫وص ِه َي‪:‬‬ ‫ُّص ُ‬
‫ِِ‬
‫َاَهذه الن ُ‬
‫‪91‬‬
‫ت أَمحد احلويف‪ :‬أَبو حيَّان التَّوحيدي ت ج ‪ 1‬ت ص ‪.11‬‬
‫‪98‬‬
‫’‪- L. Kopf : The Zoological Chapter of the Kitab Al-Imta‬‬
‫‪wal-Mu’anasa of Abu Hayyan al - Tauhidi (10th century).‬‬
‫‪Vol.7. P392.‬‬
‫‪ 99‬ت البوزجاني‪ :‬هو أَبو الوفاء حممد بن حممد بن ْحىي بن إساليل بن العباس البوزجاين‪ ،‬الد ببوزجان من بالد‬
‫نيسابو سنة ‪ 21‬هت‪91 /‬م‪ ،‬اانتقل إىل العراق سنة ‪ ، 11‬ا ان إماماً يف احلساب ااجلِب االفلك‪ .‬تويف‬
‫سنة ‪ 11‬هت‪991/‬م ما ذ ر ابن األَثري أَا سنة ‪ 11‬هت‪991/‬م ما ا د يف تا يخ احلةماء‪ .‬اهو الذي‬
‫ألف له أَبو حيان تاب اإلمتاع ااملؤانسة‪ .‬وفيات األَعيان ت ج‪5‬ت ص‪ ،111‬أخبار الحكماء ت ص‪111‬ت‬
‫‪ .119‬األَعالم ت ج‪1‬ت ص‪.21‬‬

‫ـ ‪ 49‬ـ‬
‫يدي َاَدفْتنَهُ بِ ِش َري َاز‬ ‫ص (( َش ِّد ا ِإلزا ِ )) الَّ ِذي يتؤِّخ افَا َ الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫‪ 1‬ت نَ ُّ‬
‫َُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ال الْجنَي ُد؛ مؤلِّف ِ‬
‫ني‬‫ني أَبِي َحيَّا َن َابَ َ‬ ‫اب‪ َ « :‬ا َن بَ َ‬ ‫الةتَ ِ‬ ‫َسنَةَ ‪111‬هت‪1 21/‬م‪ .‬قَ َ ُ ُ َ ُ‬
‫وخ‬‫يخ الشِّيُ ِ‬ ‫ال َش ُ‬ ‫ات أَبُو َحيَّا َن قَ َ‬ ‫سي ِن َشيءٌ‪ ،‬فَتلَ َّما َم َ‬ ‫وخ أَبِي ال ُ‬
‫ْح َ‬ ‫يخ الشِّيُ ِ‬ ‫َش ِ‬
‫ال‪َ :‬غ َفَر ِِل َللَى‬ ‫ك؟ قَ َ‬ ‫ت‪َ :‬ما فَت َع َل اهللُ بِ َ‬ ‫سي ِن‪َ :‬أَيتُهُ ِيف الْ َمنَ ِام فَت ُق ْل ُ‬ ‫ْح َ‬
‫أَبُو ال ُ‬
‫ِ ِ ٍ ِ ِِ‬
‫َص َحابَهُ فَ ُحم َل يف َحمَفَّة إ َىل قَت ِْبه‪ .‬تتُ ُو َِّ‬
‫يف‬ ‫وخ أ ْ‬ ‫يخ الشِّيُ ِ‬ ‫َصبَ َح أ ََمَر َش ُ‬ ‫ك‪ .‬فَتلَ َّما أ ْ‬ ‫َ ْغ ِم َ‬
‫َّيخ»( )‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫َسنَةَ أَْبَت َعةَ َل ْشَرٍ َاأَْبَت َع ِمئَ ٍة‪َ ،‬ا ُدفِ َن ِيف الْ َم ْقبَتَرِ الْ ُم َح ِاذيَِة لِلش ِ‬
‫يدي‪« :‬فَجمعت ما ِيف ه ِذهِ‬ ‫ص الْحم ِوي الَّ ِذي ي ْذ ُىر قَ و َل التَّو ِح ِ‬
‫َ‬ ‫ََْ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫‪ 2‬ت نَ ُّ َ َ‬
‫ؤت أَنَا َل ْن ََْت ِريْ ِرَها إِ َىل أَ ْن َ ا َن ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِّ ِ( ) ِ‬
‫الر َسالَة َا ُشغ َل َل ْن َ ِّد الْ َق ْوِل فْيت َها‪َ ،‬ابَطُ ُ‬
‫‪1 1‬‬

‫أَم ِرهِ ما َ ا َن‪ ،‬فلَ َّما َ ا َن ه َذا الْوقْت اهو ج سنةَ أَ بعِ ِمئ ٍة لثترت للَى الْمس َّود ِ‬
‫َ ُ َ ُ َ َ َ ٌ َ َ َْ َ ََ ْ ُ َ ُ َ َ‬ ‫ْ َ‬
‫يل َللَى بَت َقائِِه إِ َىل َما بَت ْع َد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحم ِوي قَائالً‪َ « :‬اه َذا َدل ٌ‬
‫)‬ ‫(‬
‫َ‬ ‫ضتُت َها» ‪َ .‬ايتُ َع ِّق ُ‬ ‫َابَتيَّ ْ‬
‫‪1 2‬‬

‫األَْبَعِ ِمئَة»( )‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫َص َف َهانِي ِيف ِش َري َاز‬ ‫ِ‬ ‫يد َع ْب ِد َّ‬ ‫ت اجود أَبِي س ِع ٍ‬
‫الر ْح َم ِن بْ ِن م َح َّجة األ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُُ ُ‬
‫يدي فِ َيها َ َما يَت ُق ُ‬
‫ول‬ ‫سنةَ ‪1‬هت‪1 9/‬م‪ ،‬احضو ه د اس أُست ِاذهِ الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫َ ُ ُ ُُ ُ ُ َ ْ َ‬ ‫ََ‬
‫الس ْب ِكي( )‪.‬‬
‫‪1 1‬‬

‫ي‪َ .‬اَ ا َن‬ ‫يد َّ‬ ‫‪ 1‬ت اجود أَبِي إسحق الشيرا ِزي( ) ِيف ِشرياز ا َساله الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫ََ َ َ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ُُ ُ‬
‫‪1 5‬‬

‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫أَبُو إِ ْسح َق ه َذا قَ ْد ذَ َه َ إِ َىل ش َري َاز َسنَةَ ‪11‬هت‪1 19/‬م طَلَباً ل ْلع ْل ِم‪ُ ،‬ثَّ َل َ‬
‫اد‬
‫‪1‬‬
‫الشريازي‪ :‬شد اإلزار عن حط األَوزار ت ج‪2‬ت ص ‪.12‬‬
‫ت ِّ‬
‫‪1 1‬‬
‫الصديق‪.‬‬
‫الصداقة ا َّ‬
‫ت يعِن سالة َّ‬
‫‪1 2‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األدباء ت ج‪15‬ت ص‪.1‬‬
‫‪1‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ذاته‪.‬‬
‫‪1 1‬‬
‫السبةي‪ :‬طبقات َّ‬
‫الشافعيَّة ت ج‪ 1‬ت ص ‪ 2‬ت ‪.‬‬ ‫ت ِّ‬
‫‪1 5‬‬
‫شافعي من الةبا ‪ ،‬ذا‬
‫ٌّ‬ ‫ت الشيرازي‪ :‬هو أَبو إسحاق إبراهيم بن للي بن يوسف ِّ‬
‫الشريازي الفريازآبادي‪ ،‬فقيهٌ‬

‫ـ ‪ 51‬ـ‬
‫ات‬‫يدي َ ما جاء ِيف ((افِي ِ‬ ‫إِ َىل بت ْغ َداد سنةَ ‪111‬هت‪1 21/‬م‪ ،‬أَي بتع َد افَا ِ الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َ َ َ ََ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫ان الْ ِم َيز ِان)) ‪.‬‬
‫)‬ ‫ان))( ) ا((لِس ِ‬ ‫َلي ِ‬
‫األ َْ‬
‫(‪1 1‬‬ ‫‪1 1‬‬
‫َ َ‬
‫اب‬‫َصح ِ‬ ‫ايتْنت ُقل العس َقالنِي خِباً لن فَا ِرس ب ِن ب ْكرا َن الشيرا ِزي‪ ،‬أ ِ‬
‫َحد أ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ََ ُ َ ْ‬
‫ص ُف َها بَِقولِِه‪:‬‬‫ضر سالةَ افَاتِِه‪ ،‬اي ِ‬
‫ول فيه إنَّهُ َح َ َ َ َ َ َ َ‬
‫أَبِي َحيَّا َن يت ُق ُ ِ ِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫« لَ َّما ِ‬
‫ال‪:‬‬‫الةٌ فَت َق َ‬ ‫احتُضَر أَبُو َحيَّا َن َ ا َن بَ َ‬
‫ني يَ َديه َُجَ َ‬ ‫ْ‬
‫ال ِة‪.‬‬
‫الس َ‬‫ت اذْ ُ ُراا اهلل فَِإ َّن ه َذا َم َق ُام َخو ٍ ‪َ ،‬اُ لٌّ يَ ْس َعى ِهلَ ِذهِ َّ‬
‫َا َج َعلَوا يُ َذ ِّ ُرانَهُ َايَعِظُونَهُ‪ .‬فَتَرفَ َع َأ َسهُ إِلَي ِهم َا َ‬
‫قال‪:‬‬
‫ب َغ ُفوٍ ‪.‬‬ ‫ي أَا ُش ْر ِط ٍّي‪ ،‬إََِّّنَا أَقْ ُد ُم َللَى َ ٍّ‬ ‫َين أَقْ ُد ُم َللَى ُجْن ِد ٍّ‬ ‫ت َ أ ِّ‬
‫ضى»( )‪.‬‬
‫‪1 1‬‬
‫َاقَ َ‬
‫يدي‬ ‫َّوح ِ‬‫ات لن افَا ِ الت ِ‬ ‫َن ََثتَّةَ ثَالَ َ ِ ٍ‬ ‫لة ْن الَ بُ َّد ِم َن ا ِإل َشا َِ ُهنَا إِ َىل أ َّ‬ ‫اِ‬
‫ث َاايَ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫وب الش َيرا ِزي الَِّيت‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ني ِمْنت َها ُمْنطَ ِويَتتَ ِ‬‫اثْتنَتَ ِ‬
‫ني َللَى ُش ُذاذ َااض ٍح‪ ،‬أُاالَ َُهَا َِاايَةُ َز ْرُى َ‬
‫ِ‬
‫السيوطي الَِّيت‬ ‫ت َسنَةَ ‪ 1‬هت‪91 /‬م ‪َ ،‬اثَانِيَتُت ُه َما َِاايَةُ‬
‫( )‬
‫تَتَرع أ َّ‬
‫َن َافَاتَهُ َ انَ ْ‬
‫‪1 9‬‬

‫ت َسنَةَ ‪ 1‬هت‪99 /‬م( ) َاِمثْتلُ َها َتََاماً َما ذَ َ َرهُ طاش‬


‫‪11‬‬
‫الوفَا َ َ انَ ْ‬‫َن َ‬ ‫َذ َهبَت إِ َىل أ َّ‬
‫ىبر زاده( )‪ .‬أ ََّما الثَّالِثَةُ‪َ ،‬اِه َي قَ ِريبَةٌ ِم َن ا ْحلَِقي َق ِة‪ ،‬فَ ِه َي َما ذَ َه َ إِلَ ِيه الْ ُم َؤِّ ُخ‬
‫‪111‬‬

‫اَترج بعلماء شرياز‪ ،‬له‪ :‬املهذب يف الفراع‪ ،‬االلمع يف األُصول‪،‬‬


‫اجتهاد يف املذه ‪ .‬الد بفريازآباد َّ‬
‫اطبقات الفقهاء‪ .‬تويف ببغداد سنة ‪111‬هت‪1 1 /‬م‪ .‬وفيات األَعيان ت ج‪1‬ت ص‪29‬ت ‪ ، 2‬المنجد في‬
‫األَعالم ت ص‪. 91‬‬
‫‪1 1‬‬
‫ت ابن خلةان‪ :‬ووفيات األَعيان ت ج‪1‬ت ص‪. 1‬‬
‫‪1 1‬‬
‫ت ابن حجر العسقالين‪ :‬لسان الميزان ت ج‪ 1‬ت ص‪.11‬‬
‫‪1 1‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ج‪ 1‬ت ص ‪. 9‬‬
‫‪1 9‬‬
‫الشريازي‪ :‬شيرازنامه ت ص ‪.1 1‬‬
‫ت ز وب ِّ‬
‫‪11‬‬
‫ت السيوطي‪ :‬بغيةُ الوعاة ت ص ‪. 11‬‬
‫‪111‬‬
‫السعادة ت ج‪1‬ت ص‪.211‬‬
‫ت طاش ِبع زاده‪ :‬مفتاح َّ‬

‫ـ ‪ 50‬ـ‬
‫يف ََْن َو َسنَ ِة ‪1‬هت‪1 9/‬م( )‪،‬‬
‫‪112‬‬
‫اجي َخلِي َفة ِم ْن أ َّ‬
‫َن أَبَا َحيَّا َن قَ ْد تتُ ُو َِّ‬
‫التتُّرِي ح ِ‬
‫ْ ُّ َ‬
‫يدي اهو ِسالَتُه إِ َىل ال َق ِ‬
‫اضي أَبِي َس ْه ٍل‬ ‫يخ آخ ِر أَثٍَر خلَّ َفه الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َُ َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُم ْعتَمداً َللَى تَا ِ ِ َ‬
‫ان أَ ْن يَتْن ِف َي َِاايَةَ َموتِِه َسنَةَ ‪ 1‬هت‪91 /‬م‪.‬‬ ‫ِمن د ِ‬
‫ْ ُ‬

‫‪112‬‬
‫ت حاجي خليفة‪ :‬هديَّة العارفين ت ج‪5‬ت ص‪.111‬‬

‫ـ ‪ 52‬ـ‬
‫ـ ‪ 53‬ـ‬
‫أَوَّالً‪ :‬احلاضنة اإلســــــــالميَّة‬
‫ثانياً‪ :‬الفلســـــــــــفة اليونانية‬
‫ثالثاً‪ :‬اإلرث الثقايف العربي‬
‫رابعاً‪ :‬عصره وشـــــــــخصيته‬

‫ـ ‪ 54‬ـ‬
‫ْج َمالِي‬ ‫يث َعن م ِ ِ‬
‫صاد ِر الْف ْك ِر ال َ‬‫ْحد َ ْ َ َ‬
‫إِ َّن ال ِ‬
‫َ‬
‫يدي يم ِكن أَ ْن ي ُكو َن وفْ َق غَي ِر طَ ِري َقة‪ٍ،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ع ْن َد التَّوح ُ ْ ُ َ‬
‫اح َدةا تِل َْو‬‫الرئِيس ِة و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَم َن ال َْوا ِرد تَنَ ُاو ُل ف َك ِره َّ َ َ‬
‫ُصولِ َها‪َ .‬وِم َن‬ ‫ِ‬
‫أُ ْخ َر ْ ‪َ ،‬م َع تَتَب ِع ُج ُذوِر ُى ٍّل م ْن َها َوأ ُ‬
‫ول أَ ْن نَأتِ َي َعلَ ْى َم َحا ِوِر التَّأثِي ِر فِي فِ ْك ِر‬ ‫الْم ْقبُ ِ‬
‫َ‬
‫يل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آخ َر‪ ،‬فَ نَج ُدنَا َعلَ ْى َسب ِ‬ ‫ِ‬
‫سوفنَا‪ ،‬م ْح َورا فَ َ‬ ‫ِ‬
‫فَيلَ ُ‬
‫ب َوال ِْف ْك ِر‬‫ام الدي ِن ا ِإل ْسالَِمي‪َ ،‬واأل ََد ِ‬ ‫ال ِْمثَ ِ‬
‫ال أَ َم َ‬
‫ْس َف ِة الْيُونَانِيَّ ِة ‪...‬‬ ‫ِ‬
‫ال َْع َربيَّي ِن‪َ ،‬والْ َفل َ‬

‫تاجَزٍ‬ ‫َّلي اجت ت ت تود نَظَ ِريَّت ت ت ٍتة َُجالِيَّت ت ت ٍتة نَت ت ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِمت ت تتن التَّجت ت ت ِتذ ِ‬
‫َ‬ ‫يف أَ ْن نَت ت تتد َ ُ ُ َ‬ ‫ضت ت ت ْتر ٌ َ ْ‬ ‫لَ َعلَّت ت تتهُ َ‬
‫َّوحي ِدي‪ ،‬أَا َغ ت ت ت ِريهِ ِم ت ت ْتن ُم َف ِّة ِرينَ ت تتا َافَالَ ِس ت ت ت َفتِنَا‪،‬‬ ‫مت َة ِاملَ ت ت ٍتة ِلْن ت ت َتد أَبِ ي حيَّ ا َن الت ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬
‫تال‪ َ ،‬وج ت ت ٍته ِمت تتن اج ت تتوهِ إِ ْد ِاك ا ِإلنْس ت ت ِ‬
‫تان‬ ‫تك أَنتَّنَت تتا « إِذَا ميَّتزنَت تتا ِيف فَت ْلس ت ت َف ِة ا ْجلمت ت ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُُ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ذلت ت َ‬
‫ث‬ ‫ُجيلَ ت ت ت ٍتة‪ ،‬انَظَرنَ ت ت تتا إِ َىل التُّت ت ت تترا ِ‬ ‫لِْلع ت ت تتا َِمل‪ ،‬اب ت ت تتني الْ َف ت ت ت ِّتن َ ِإب ت ت ت َتد ٍاع إِنْس ت ت ت ِتاينٍّ ألَ ْش ت ت تتياء َِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫الْ َف ْلست ت ت ِتفي الْعت ت تترِيب ِيف ضت ت ت ِ‬
‫توء ه ت ت ت َذا الت َّْميِي ت ت ت ِز‪ ،‬فَِإنتَّنَت ت تتا ََِنت ت ت ُتد أ َّ‬
‫تث ا ْجلَ َمت ت تتال َملْ‬ ‫َن َمْب َحت ت ت َ‬ ‫َ ِّ َ َ ِّ َ‬
‫تث الْ َف ت ت ِّتن؛ لََق ت ت ْد‬ ‫است تتتَأثتََر بِت ت ِته َمْب َحت ت ُ‬ ‫ب بَِق ت ت ْد ِ َم ت تتا ْ‬ ‫يست تتتَأثِر بِ ْاهتِم ت ت ِتام الْ َفالَ ِس ت ت َف ِة الْع ت تتر ِ‬
‫ََ‬ ‫َْ ْ َ‬
‫وست ت تتي َق ْى‪،‬‬ ‫الشت ت تتع ِر االْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫تات بَت ْعت ت ت ِ‬ ‫َ تَ ت ت ت هت ت تتؤالَ ِء الْ َفالَ ِس ت ت ت َفةُ ِيف نَظَ ِريَّت ت ت ِ‬
‫تض الْ ُفنُت ت تتون؛ َ ِّ ْ َ ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ات ُم ِه َّمت ت تةً‪ ،‬إِالَّ أَنتَّ ُه ت ت ْتم‬ ‫أَ ْش ت تتياء َ ثِ ت تتريً‪ ،‬أَض ت تتافُوا فِيه ت تتا إِ َىل نَظَ ِريَّت ت ِتة الْمحا َ ت تتا ِ إِض ت تتافَ ٍ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ِ‬
‫تث ا ْجلَ َم ت تتا ِل َش ت ت ِتد َ‬
‫يد‬ ‫تال َللَ ت تتى الْعُ ُم ت تتوم‪ ،‬فَظَ ت ت َّتل َمْب َح ت ت ُ‬ ‫َمل يتْنصت ت ت ِرفُوا إِ َىل نَظَ ِريَّت ت ِتة ا ْجلم ت ت ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬
‫( ‪)11‬‬ ‫ِ‬ ‫اش ِيف َُْمم ِل التتُّر ِ‬ ‫االنْ ِة َم ِ‬
‫يب» ‪.‬‬ ‫اث الْ َف ْل َسف ِّي الْ َعَرِ ِّ‬ ‫َ َ‬

‫‪11‬‬
‫نصا ‪ :‬تعريف الجم ال م ن وجه ة نم ر ميتافيزيقيَّ ة ت ضتمن َملَّتة؛ الوحتد ت العتدد ‪ 21‬ت ‪1911‬م ت‬
‫ت ناصيف َّ‬
‫ص‪.1‬‬

‫ـ ‪ 55‬ـ‬
‫ض ت ت تتمو ْاهتِم ت ت ت ِتام الْ َفالَ ِست ت ت ت َف ِة الْع ت ت تتر ِ‬ ‫إِ َّن م ت ت تتا َسَّت ت تتاه نَ ِ‬
‫ب‬ ‫َ َ‬ ‫ار « ُ ُ َ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫يف نَ َّ‬ ‫اص ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يب ا ِإل ْس ت تالَِم َّي َاالَ َليب ت تاً‬ ‫تني الْ ِف ْة ت ت َتر الْ َع ت ت َترِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫بِنَظَ ِريَّت ت ِتة ا ْجلم ت ت ِ‬
‫)‬‫‪111‬‬ ‫(‬
‫تيس نَت ْقص ت تاً يُش ت ت ُ‬ ‫لَت ت َ‬ ‫تال»‬ ‫ََ‬
‫َن أَْ ِض ت ت تيَّةَ‬ ‫ض ت ت تتا َِ الْ َعَربِيَّت ت ت ِتة ا ِإل ْس ت ت تالَِميَّ ِة َافَالَ ِس ت ت ت َفتِ َها‪ ،‬أل َّ‬ ‫يتُ َقلِّت ت ت ُتل َش ت ت تتأ َن ُم َف ِّة ت ت ت ِري ا ْحلَ َ‬
‫تات َللَت تتى‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫نَظَ ِريَّت ت ِتة ا ْجلمت ت ِ‬
‫ك الَ َجت ت َترَم َاالَ افْتئَت ت َ‬ ‫ت بَت ْعت ت ُتد‪َ ،‬الت تتذل َ‬ ‫تال َملْ تَ ُةت ت ْتن قَ ت ت ْد ُم ِّهت ت َتد ْ‬ ‫ََ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫يخ الْ ِف ْةت ت ت ِر الْب َشت ت ت ِر ِّ ِ ِ‬ ‫ا ْحلَ ت ت ِّتق إِ َذا قُت ْلنَ ت تتا ِِبُلُ ت ت ِّتو تَ ت تتا ِ ِ‬
‫اه ت تتا‬‫ي م ت ت ْتن مثْ ت ت ِتل َه ت تتذه النَّظَ ِريَّت تتة َّبَْعنَ َ‬ ‫َ‬
‫يخ الْ َف ْل َست ت ت َف ِة؛‬ ‫تَّت َمطَت تتالِ ِع الْ َم ْر َحلَ ت ت ِتة ا ْحلَ ِديثَت ت ِتة ِم ت ت ْتن تَت تتا ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫االص ت تتطالَح ِّي الْ ُم َعاصت ت تر َح ت ت َّْ‬ ‫ْ‬
‫ِ (‪)115‬‬ ‫ِ‬
‫‪Alexander‬‬ ‫‪Gottlieb‬‬ ‫تتتت‬ ‫اوم َج ْارت ْن‬ ‫س ْن َد ْر بَ َ‬ ‫َحت ت ت َّتَّت ظَ َهت ت ت َتر أَل ْك َ‬
‫االص ت ت ت ِتطالَ َح ‪ Aesthetik‬لِ َّ‬
‫لدالَلَ ت ت ت ِتة‬ ‫ِ‬
‫ض ت ت ت َتع أل َِّال َم ت ت ت َّترٍ ْ‬
‫ِ‬
‫‪ Baumagarten‬الَّ ت ت تتذي « َا َ‬
‫َّد‬
‫تال بَت ت ْتل َح ت تتد َ‬ ‫اخ ت ت ِتِت ِاع است ت ت ِم ِل ْل ت ت ِم ا ْجلم ت ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َللَ ت ت ْتى فَت ْل َست ت ت َفة الْ َف ت ت ِّتن‪َ ،‬اَملْ يَت ْقتَص ت ت ْتر َللَ ت ت ْتى ْ َ ْ‬
‫ال َد األ َ ِ‬ ‫م ْفهومه ااضع الْ َقو ِ‬
‫اِل»(‪.)111‬‬ ‫ُاىل للتَّت ْق ِو ِمي ا ْجلَ َم ِ ِّ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ َ ُ ََ َ َ َ‬
‫االهتِم ت ت ِتام بِت تتالْ َف ِّن أَ ِا ا ْجلم ت ت ِ‬ ‫تك لَت تتيس يَت ْع ت ت ِتِن ا ُج ت ت َ ٍ‬ ‫َن ذلِ‬‫إِالَّ أ َّ‬
‫تال؛‬ ‫ََ‬ ‫تود فُتتُت تتو ِيف ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫تاز جانِب ت تاً صت ت ِتم ِ‬ ‫ِِ‬ ‫تال َاُم ْل َح َقاتِت ت ِته أَثِيت ت ٌتل ِيف ال ت تنَّت ْف ِ‬ ‫فَعِ ْشت تتق ا ْجلمت ت ِ‬
‫يميًّا‬ ‫َ‬ ‫س ا ِإلنْ َست تتانيَّة‪َ ،‬اَْْحتَت ت ُ َ‬ ‫ُ ََ‬
‫تود الْبشت ت ت ت ِر للَ ت ت تتى األَ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫ض‪َ ،‬ال ت ت تتذل َ‬ ‫ْ‬ ‫مت ت ت ت ِن ْاهت َم َام ت ت تتات الْبَ َشت ت ت ت ِر‪ُ ،‬مْنت ت ت ت ُذ َم ْه ت ت تتد ُا ُج ت ت ت َ َ َ‬
‫تال‪ ،‬الَّت ت ِتيت قَ ت ت ْد‬ ‫تات ا ْحل ت ت ِّ االْ َف ت ت ِّتن اا ْجلم ت ت ِ‬ ‫تال الْمرحلَت ت ِتة األُس ت تطُوِيَِّة بَّت ت ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َجيَت ت ُ َ ْ َ‬ ‫تت أ ْ‬ ‫َخلَ َق ت ت ْ‬
‫‪111‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ذاته‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫ت باومج ارتن‪ :‬الةستند غوتليت بااَمتا تن‪ ،‬فيلستو أَملتاين أَ ثتر متا بترز يف للتم اجلمتال الَّتذي ظهتر بصتيغته‬
‫االصطالحيَّة املعاصر ‪ ،‬للى يديته‪ .‬التد يف بترلني يف ‪ 11‬حزيتران ‪1111‬م اتتويف يف فرانةفتو ت يف ‪ 21‬أَيتا‬
‫َهم آثا ه‪:‬‬
‫‪1112‬م‪ .‬من أ ِّ‬
‫‪1: Metaphysica , 2: Ethica , 3: Aesthetica .‬‬
‫ماد ‪ :‬باومجارتن ت ص‪.291‬‬
‫انظر ترُجته يف‪ :‬لبد الرمحن بداي ‪ :‬موسوعة الفلسفة ت َّ‬
‫‪111‬‬
‫ماد باومجارتن ت ص‪.291‬‬ ‫الرمحن بداي‪ :‬موسوعة الفلسفة ت ج‪ 1‬ت َّ‬
‫ت لبد َّ‬
‫ا ذلك‪ :‬ميل احلاج‪ :‬ماد ‪ :‬جمال ت ضتمن الموسوعة الفلسفيَّة العربيَّة ت متج‪1‬؛ االصتطالحات ااملفتاهيم‬
‫ت ص‪. 1‬‬

‫ـ ‪ 56‬ـ‬
‫تال‪ :‬إِنَانَ ا(‪ ،)111‬ا ََ َع ْش تَار(‪،)111‬‬ ‫َسَ ُاؤَهت ت ت ت تتا ِمت ت ت ت ت ْتن أَ ْذ َهانِنَت ت ت ت تتا أ َْمثَت ت ت ت ت َ‬
‫الَ تَغِي ت ت ت ت ت ُ أ ْ‬
‫َاأَبُول و(‪ )119‬ت ت ت ت ‪َ ،Apollo‬اأُوِرفْ يُ وس( ‪ )12‬ت ت ت ت ‪َ ،Orpheus‬اأ َْم ِفيُ ون(‪ )121‬ت ت ت ت‬
‫ت ت ت ت ت ت ت ‪ Aphrodite‬أَا فِينُ‬ ‫‪ ،Amphion‬اأَفْ ر ِ‬
‫(‪)122‬‬
‫وس ت ت ت ت ت ت ت ‪،Venus‬‬ ‫ْ‬ ‫ودي ت‬ ‫َ ُ‬
‫س التِّس ت تتع ِة ‪ ...‬ه ت ت ِتذهِ ِ‬
‫اآلهلتَت تةُ الَّت ت ِتيت تَت َقَّربُت ت توا‬ ‫)‬‫‪121‬‬ ‫(‬ ‫ِ‬ ‫( ‪)12‬‬
‫َ‬ ‫ت ت ت ‪َ ،Erous‬االْ َع ت ت َترائ ِ ْ َ‬ ‫َاأَي ُروس‬
‫‪111‬‬
‫السومريني‪.‬‬‫ت إنانا‪ :‬إهلة احل ِّ ااخلص ااجلمال لند ُّ‬
‫‪111‬‬
‫ت عشتار‪ :‬إهلتة احلت ِّ ااخلصت ااجلمتال لنتد البتابليني‪ ،‬اهتي لشتِتات لنتد الفينقيتني‪ .‬انظتر‪ :‬فتراس َّ‬
‫الستواح‪:‬‬
‫ت ‪. 1 ، 11 ، 1‬‬ ‫لغز عشتار‪ .‬اللمؤلف ذاته‪ :‬مغامرة العقل األُولى ت ص ‪5‬‬
‫‪119‬‬
‫ت أبول و ت ‪َّ ( Apollo‬‬
‫الشتمس)‪ :‬هتتو أََمتتد اآلهلتتة اأَُجلهتتم منظتراً‪ ،‬متتن أَسائتته‪ :‬فيبتتوس‪ ،‬هيليتتوس‪ ،‬ستتينثيوس‪،‬‬
‫بيثوس‪ .‬اهو إله الشَّمس ااملوسيقى االطِّ ا ِّل الفنون اجلميلة‪ .‬انظر‪ :‬غويربر‪ :‬أَساطير اإلغري ق واليون ان ت‬
‫ص ‪ . 1‬ا ذلك‪ :‬د يِن خشبة‪ :‬أَساطير الحب والجمال ت ج‪ 1‬ت ص‪.11‬‬
‫‪12‬‬
‫ِّح األَزهتتا‬ ‫ت أُورفي وس ت ‪ :Orpheus‬ابتتن إهلتتة ِّ‬
‫الشتتعر امللحمتتي؛ موستتيقاٌ ‪ ،‬ا تتان ملوستتيقاه قت َّتوٌ لظيمتةٌ تفتت ُ‬
‫اتراض الوحوش‪ .‬انظر‪ :‬غويربر‪ :‬أَساطير اإلغريق واليونان ت ص‪.11‬‬
‫ِّ‬
‫‪121‬‬
‫ت أَمفي ون ت ‪ :Amphion‬ابتتن اإللتته زيتتوس ت‪ Zeus‬متتن أَنتيتتويب ت ‪ ،Antiopi‬استتتخدم مواهبتته يف بنتتاء‬
‫جدا حول مدينة طيبة؛ فإ َّن احلجا انت َّ‬
‫تتحرك بتأثري لزفه إىل املةان املطلوب‪ .‬انظر‪ :‬غويربر‪ :‬أَس اطير‬
‫اإلغريق واليونان ت ص ‪ .11‬ا ذلك‪ :‬د يِن خشبة‪ :‬أَساطير الحب والجمال ت ج‪ 1‬ت ص‪ 51‬ت ‪.51‬‬
‫ت أَفروديت ت ‪ : Aphrodite‬إهلتة احلت ِّ ااجلمتال لنتد اإلغريتق‪ ،‬يقتال َّإِنتا نشتأت متن البحتر امتن هنتا تان‬ ‫‪122‬‬

‫الزبتد‪ ،‬اهتي حاميتة ِّتل مظتاهر اجلمتال‪ .‬اأَفراديتت هتي ذاِتتا فين وس ت ‪ Venus‬الَّتيت‬ ‫اسهتا أَفراديتت متن َّ‬
‫الستتحر‪ .‬انظتتر‪ :‬غتتويربر‪ :‬أَس اطير اإلغري ق واليون ان ت ص ‪ .15‬ا تتذلك‪ :‬د يتتِن خشتتبة‪:‬‬
‫تعتتِن الفجتتر أَا ِّ‬
‫أَساطير الحب والجمال ت ج‪ 1‬ت ص‪.51‬‬
‫‪12‬‬
‫ت أي روس ت ‪ :Erous‬هتتو نفستته يوبيتتد اأَمتتو ؛ إلتته احلت ِّ ااجلمتتال‪ . .‬انظتتر‪ :‬د يتتِن خشتتبة‪ :‬أَس اطير الح ب‬
‫والجمال ت ج‪ 1‬ت ص‪21‬ت ‪.25‬‬
‫‪121‬‬
‫ت العرائس التس عة‪ :‬بنتات اإللته زيتوس ت ‪ Zeus‬اللتواِت َيتتمعن ايتناقشتن يف ِّ‬
‫الشتعر االعلتوم ااملوستيقى اه َّتن‪:‬‬
‫املختصة بتداين امللثر العظيمة لآلهلة االبشر‪ ،‬ايوترب ت ‪ Euterpe‬سيَّد األُغنية‪ ،‬اثاليا ت‬
‫َّ‬ ‫ىليو ت ‪Clio‬‬
‫‪ Thalia‬لراس امللها ‪ ،‬املب ومين ت ‪ Melpomene‬لتراس املأستا ‪ ،‬اتريس يكور ت ‪Tersichore‬‬
‫الش تتعر الغن تتائي‪ ،‬ابوليمني ا ت ت ‪ Polymnia‬ل تتراس اخلطاب تتة‬
‫ل تتراس ال ت َّترقص‪ ،‬اإرات و ت ت ‪ Erato‬ل تتراس ِّ‬
‫الشتتعر‪ ‬امللحمتتي‪ ،‬ايوراني ا ت ت ‪ Urania‬إهلتتة الفلتتك‪.‬‬
‫االبالغتتة‪ ،‬اى اليوبي ت ت ‪ Calliope‬لتتراس ِّ‬
‫انظ تتر‪ :‬غ تتويربر‪ :‬أَس اطير اإلغري ق واليون ان ت ص ‪ 52‬ت ت ‪ .5‬ا تتذلك‪ :‬د ي تتِن خش تتبة‪ :‬أَس اطير الح ب‬

‫ـ ‪ 57‬ـ‬
‫اخلالِ ت ت َتد ِ‬ ‫تاه ِر ا ْجلم ت ت ِ‬ ‫يس مظَ ت ت ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫تات االْ َق ت تترابِ ِ ِ ِ‬ ‫ِمْنته ت تتا بِالطَّ ِ‬
‫تال َْ‬ ‫ََ‬ ‫ني «إُيَانت ت تاً مت ت تْنت ُه ْم بتَت ْق ت تتد ِ َ‬ ‫ال ت ت َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ (‪)125‬‬
‫ِيف الْ َف ِّن َاالطَّب َيعة» ‪.‬‬
‫اصةً بَت ْع َد ظُ ُهوِ ا ِإل ْسالَِم‪ ،‬فَت َق ْد‬ ‫اجلَ َم ِال‪َ ،‬ا َخ َّ‬ ‫أ ََّما ْاهتِ َم ُام الْ َعَر ِب بِالْ َف ِّن َا ْ‬
‫ات ِل َّد ٍ‪« ،‬فَ ِمْنت ُه ْم َم ْن‬ ‫وليًّا متَميِّزاً‪َ ،‬شع آ اء دا ِ ِس ِيه إِ َىل ِّاَتاه ٍ‬
‫ََ‬ ‫َ َ ََ َ‬
‫ِ‬
‫َ ا َن ْاهت َماماً نَ ُ َ‬
‫ِ‬
‫َن الْ َف َّن ا ِإل ْسالَِم َّي الَ يَ ْستَ ِم ُّد فَتنِّتيَّتَهُ ِم ْن َ ونِِه فَتنًّا قَائِماً [ِيف َذاتِِه(‪])121‬‬ ‫يَتَر ْع أ َّ‬
‫يِن ِيف ِخ ْد َم ِة ِ َسالٍَة ِدينِيَّ ٍة يَتتَأَطَُّر ِض ْم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بَِق ْد ِ َما ُه َو فَ ٌّن إِ ْسالَم ٌّي؛ أَي فَ ٌّن د ِ ٌّ‬
‫اك َم ْن [يَت ُع ُّد(‪])121‬‬ ‫ال ِد َها َايَ ْةتَ ِس ُ َش ْر ِليَّةَ َُجَالِيَّتِ ِه ِم ْن ُ ُموِزَها َاآيَ ِاِتَا‪َ .‬اُهنَ َ‬ ‫قَتو ِ‬
‫َ‬
‫ض‬‫ث بَت ْع َ‬ ‫ت بِالْ َف ِّن ا ِإل ْسالَِم ِّي الَ يَت ْع ُدا أَ ْن يَ ُةو َن أ َْل َماالً تَت ْزيِنِيَّةً تُت َؤثِّ ُ‬ ‫َن َما يتُْنت َع ُ‬ ‫أ َّ‬
‫ض ُر(‪ِ ])121‬م ْن ِخالَلِِه‬ ‫ِ‬
‫ضفي َللَ َيها بَت َهاءً َجاذباً [تُ ْستَ ْح َ‬
‫ات الْمسلِ ِمني‪ ،‬اتُ ِ‬
‫ضاءَ ِ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ني‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫يب ا ِإلسالَِمي‪ .‬اَِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)129‬‬
‫ات ال ُْمتَ َخيَّ ِل‬
‫آخَر م َن الْبَاحث َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬‫ا‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫َن‬ ‫ْ ِّ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ر‬
‫ََ‬‫ع‬‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫َلالََم ُ‬

‫والجمال ت ج‪ 1‬ت ص‪ 55‬ت ‪.51‬‬


‫‪125‬‬
‫ت ميل احلاج‪ :‬ماد ‪ :‬جمال ت ضمن الموسوعة الفلسفيَّة العربيَّة ت ص‪. 1‬‬
‫‪121‬‬
‫بالذات لواج الوجود اما خاله فقيامه يف ذاته‪.‬‬ ‫ت يف األَصل‪ :‬قائماً بذاته االقيام َّ‬
‫‪121‬‬
‫ت يف األَصل‪ :‬يعتِب‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫ضت ُتر‪ ،‬فيةتتون‬
‫تح متتا أَثبتنتاه‪ :‬تُ ْستَ ْح َ‬
‫ت يف األَصتتل يستحضتر االفالتتل بتتذلك هتو الفتتن اهتذا مستتتبع ٌد‪ ،‬العت َّتل األَص َّ‬
‫نائ الفالل هو البهاء‪ ،‬ألَنَّه هو الَّذي يستحضر لالمات املتخيَّل‪.‬‬
‫ت ال ُْمتَ َخيَّ ل‪« :‬املتخيَّتل لنتد ابتن لتريب أَلظتم ق َّتوٍ خلقهتا اهلل‪ ،‬اهتو الوستيط بتني احل ِّتق ااخللتق‪ ،‬ااإلطتا األَاحتد‬ ‫‪129‬‬

‫َّص اتأايلتته»‪( .‬د‪ .‬الستتيد التتد أَبتتاه‪ :‬منزلتتة املتخيتتل ‪ ...‬ت ص‪ .)19‬اينطلتتق دا ان ت ‪ Durand‬يف‬ ‫ملعرفتتة التن ِّ‬
‫الشتتيءُ يف‬
‫ض ُتر َّ‬‫َتديتده للمتخيَّتتل متن التَّمييتتز بتني َّنطتتني متن لالقتتة التولي بتتالعلم؛ أَحتدَها‪ :‬اإلد اك لنتتدما َْْح ُ‬
‫الصتو ‪ .‬اهةتذا ُييِّتز بتني نتولني متن العالقتة‪« :‬العالقتة االلتباطيَّتة؛ املرجتو‬ ‫الذهن‪ .‬اثانيهما‪ :‬حضو األَشتياء لتِب ُّ‬ ‫ِّ‬
‫تبح متتن اخلط تتل‬
‫املعق تتد»‪ .‬ااستتتناداً إىل هتتذا التَّمييتتز يصت ُ‬‫تري َّ‬‫اقعي احملتتدَّد »‪ ،‬ا« العالقتتة االستتتعا يَّة؛ الواقتتع الثَّت ُّ‬
‫ال تو ُّ‬
‫الرمت ُتز يتجتتااز احليِّ ت َتز اإلد ا تتي املعقلتتن الَّتتذي لتتيس يف ذاتتته ستتوع‬
‫الفصتتل بتتني َمتتال املتخيَّتتل اَمتتال العقلتتي متتادام َّ‬
‫َن العقالنيَّتتة متتا هتتي إالَّ بني تةٌ مستتتقطبةٌ‬
‫تل أل َّ‬
‫مستتتوع متتن التَّخيُّتتل‪ ،‬ابالتتتاِل لتتيس هنتتاك قطيع تةٌ بتتني متتا هتتو متخيَّت ٌ‬
‫الصو ‪( .‬د‪ .‬السيد الد أَباه‪ :‬منزلة املتخيَّل ‪ ...‬ت ص ‪ 11‬ت ‪.)11‬‬
‫خاصةٌ ِبقل ُّ‬
‫َّ‬

‫ـ ‪ 58‬ـ‬
‫ني لِلنَّظَ ِر؛ األ ََّا ُل‬ ‫ني ُمستَتويَ ِ‬ ‫يَتْنطَلِ ُق‪ِ ،‬يف تَتنَ ُاالِِه ه َذا الْ َم َج َال‪ِ ،‬م ْن َ ِ ِ ِ‬
‫ض ُراَ الت َّْمييز بَ َ ْ َ‬
‫َّل ِيف‬ ‫ث‬‫م‬ ‫ت‬
‫َ‬‫ت‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َّاين‬
‫ث‬ ‫ال‬‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫ُجيلَ ٍ‬
‫ة‬ ‫هو [ل ُّد( ‪ ])1‬الْ َف ِّن ا ِإلسالَِمي إِب َدالاً إِنْسانِيًّا ألَ ْشياء َِ‬
‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِّ ْ‬ ‫َُ َ‬
‫اجلم ِال؛ أَي بِوص ِف ِه َش ْةالً ِمن أَ ْش َة ِال إِ ْد ِاك ا ِإلنْس ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫تَتنَ ُااله م ْن َزا ِايَة فَت ْل َسفة َْ َ‬
‫يب الْ ُم ْسلِ ِم لِْل َعا َِمل»(‪.)1 1‬‬ ‫الْ َعَرِ ِّ‬
‫ات الثَّالَثَِة‪ ،‬اخ َّ ِ ِ‬ ‫االَتاه ِ‬ ‫ِ‬
‫وع‬
‫ض ُعنَا أ ََم َام نَ ٍ‬ ‫اصةً األَخريُ مْنت َها‪ ،‬تَ َ‬ ‫ََ‬ ‫إِ َّن ُم َق ِّوَمتات َِّ َ‬
‫ِم َن الْ ُم َفا َقِ ِة الْ ِف ْة ِريَِّة‪ ،‬إِ ْذ « ُيُْ ِة ُن لِْل ُمطَّلِ ِع َللَ ْى تَا ِيِت ْخ الْ َف ِّن ا ِإلنْ َس ِاينِّ أَ ْن يَتَر ْع‬
‫َن الْ َف َّن ا ِإل ْسالَِم َّي‪ِِ ،‬بُ ْة ِم ْاهتِ َدائِِه بُِرْؤيَا فَت ْل َس ِفيَّ ٍة َا َُجَالِيَّ ٍة تَ ْش ُم ُل ا ِإلنْ َس تا َن‬ ‫أ َّ‬
‫ِ‬ ‫ات الَّ‬ ‫اصر نَظَ ِريٍَّة َُجالِيَّ ٍة»(‪)1 2‬؛ فَالثتُّنَائِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬‫ت‬‫ْ‬‫ق‬‫ا‬ ‫يت‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َاالْ َةو َن‪ ،‬الَ بُ َّد َاأَنَّهُ َحام ٌل ل َعنَ َ‬
‫وصيَّتِ ِه الْ ُمتَ َميِّتَزِ ِمثْ ِل‪:‬‬ ‫اجلم ِع بينَتها بِ َة َفاء ٍ لالِي ٍة ِيف إِطَا ِ خص ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫ه َذا الْ َف ُّن َللَى َْ ْ َ َ‬
‫اجلس ِد‪ ،‬التَّج ِر ِ‬
‫يد‬ ‫ْ‬ ‫اح ا َْ َ‬ ‫الر ِ‬ ‫ب َاالْ َعْب ِد‪ُّ ،‬‬ ‫الر ِّ‬
‫ض‪َّ ،‬‬ ‫الست َم ِاء َااأل ْ ِ‬ ‫ود‪َّ ،‬‬ ‫«الْغَي ِ االْوج ِ‬
‫َ ُُ‬
‫س‬ ‫ض َل ْة ٍ‬ ‫يل أَ ْ ثَتَر ِمْنهُ إِ َشا ًَ َللَى أ َّ‬ ‫احلِس»( ‪ ،)1‬دلِ‬
‫يس َْحم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬‫ذ‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫َن‬ ‫ْ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َا ْ ِّ‬
‫ات ا ِإلبْ َد ِاع َاأ ََد َااتِِه‪ ،‬بَ ْل ُه َو «تَت ْر َُجَةٌ فَتنِّيتَّةٌ لُِرْؤيٍَة َش ِاملَ ٍة» ‪َ .‬اانْ ِطالَقاً‬ ‫لِملَ َة ِ‬
‫(‪)1 1‬‬
‫َ‬
‫ات ه َذا الْ َف ِّن َاالْوقُو ُ َللَ ْى‬ ‫َّاملَ ِة ُيُْ ِةنُتنَا تَت ْف ِسري تَتو ُّجه ِ‬
‫الرْؤيا الش ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫م ْن َهذه ُّ َ‬
‫اه ٍر َزائِ ٌل‪ ،‬نُ ْد ِ ُك ِملَ يَت ْر ُس ُم الْ َفنَّا ُن الْ ُم ْسلِ ُم‬ ‫َن ُ َّل ظَ ِ‬ ‫أَبْت َع ِاد َها‪ ،‬فَعِْن َد َما «نُ ْد ِ ُك أ َّ‬
‫َّهَر َاالْ َو ْجهَ ا ِإلنْ َس ِاينَّ»(‪.)1 5‬‬
‫َّجَرَ َاالنت ْ‬‫الش َ‬

‫‪1‬‬
‫ت يف األَصل‪ :‬التبا ‪.‬‬
‫‪1 1‬‬
‫ت حممد نو الدِّين أَفاية‪ :‬الهتمام بالجمال عند التَّوحيدي ت ص ‪.115‬‬
‫‪1 2‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.111‬‬
‫‪1‬‬
‫ت سري صايغ‪ :‬الفن اإلسالمي؛ قراءةٌ تأَمليَّةٌ في خصائصه وفلسفته الجماليَّة ت ص‪. 1‬‬
‫‪1 1‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص‪. 5‬‬
‫‪1 5‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ذاته‪.‬‬

‫ـ ‪ 59‬ـ‬
‫ضا َِ الْ َعَربِيَّ ِة‬ ‫َّع ُام ِل َم َع الْ َف ِّن َاا ْجلَ َم ِال ِيف ا ْحلَ َ‬
‫ِ‬
‫ِيف إِطَا ِ ه َذا الْ َم ْل َم ِح م َن التت َ‬
‫اِل؛ الَّ ِذي نتُ ْع َ ْىن‬ ‫ا ِإلس تالَِميَّ ِة َ ا َن ي ُدا فَتلَك فِ ْة ِر الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫وم ِه‪َ ،‬اا ْجلَ َم ِ ِّ‬
‫يدي للَى لم ِ‬
‫َ ْ ُُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫ص ِاد ِ فِ ْة ِر أَبِي َحيَّا َن‬ ‫يث َل ْن َم َ‬
‫وص‪ .‬اا ْحل ُّق أ َّ ِ‬
‫َن ا ْحلَد َ‬ ‫ص ِ َ َ‬ ‫بِِه ُهنَا‪َ ،‬للَ ْى ََْن ِو ْ‬
‫اخلُ ُ‬
‫اص‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫ص ِاد ِ فِ ْة ِرهِ َل َّامةً‪ ،‬اللَّ ُه َّم إِالَّ َِّبَْع َ ْىن َل ْزِل ْ‬ ‫ِ‬
‫اِل الَ يَتْنت َفص ُل َل ْن َم َ‬ ‫ا ْجلَ َم ِ ِّ‬
‫ِِ‬ ‫ِِبُ ِ ِ‬
‫يس‬ ‫َّ ِ‬
‫اح لَنَا تَ ًّاما‪ ،‬ألَن اإل ْم َةا َن لَ َ‬ ‫صوصته َل ِن الْ ُة ِّل ِيف لُ ُمومه‪َ ،‬اه َذا َما قَ ْد الَ يتُتَ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اضنَ ِة الْف ْة ِريَِّة‬ ‫ال إِ َىل الْفع ِل بِالضَّرا ِ‪ .‬ااألَمر لينُه يتْنطَبِق للَى ا ْحل ِ‬ ‫ِ‬ ‫يَت ْع ِِن االنْتِ َق َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ ُْ َ ُ َ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫اليَّ ِة ااالقْتِص ِاديَِّة ا ِّ ِ ِ‬ ‫ا ِ ِ‬
‫وص‬‫ص ِ‬ ‫السيَاسيَّة ‪ ...‬فَ ِه َي َحاضنَةٌ لعُ ُموم ف ْة ِرهِ الَ خلُ ُ‬ ‫االجت َم َ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫وصيَّةُ‬ ‫وصيَّتِ ِه ل ِن األَجز ِاء ُ لِّها؛ فَخص ِ‬ ‫أَجزائِِه َِّبَا تَستَ ِق ُّل بِِه اإِ ِن انْت َفرد ا ْجلزء ِِبُص ِ‬
‫َْ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُْ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ت‪ُ ،‬م ْستَ َم َّد ٌ ِم َن الْ َع ِّام‪.‬‬ ‫األ ِ‬
‫ت أَا تَت َفَّرَد ْ‬‫َجَزاء؛ إِ ْن تَ َةثتََّر ْ‬ ‫ْ‬
‫اِل ِلْن َد‬ ‫ص ِاد ِ الْ ِف ْة ِر ْ‬
‫اجلَ َم ِ ِّ‬ ‫يث ِيف َم َ‬
‫َن ْ ِ‬
‫احلَد َ‬ ‫اس ََِن ُد أ َّ‬‫َس ِ‬ ‫َللَ ْى ه َذا األ َ‬
‫يس ِة‬ ‫يد ٍ‪ ،‬فَ ِمن الْوا ِِد تَتنَاا ُل فِ َة ِرِه َِّ‬ ‫يدي ُيُْ ِة ُن أَ ْن يَ ُةو َن َافْ َق طََرائِ َق َل ِد َ‬ ‫َّوح ِ‬‫لت ِ‬
‫الرئ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح َد ً تِْلو أُخرع‪ ،‬مع تَتتَبُّ ِع ج ُذاِ ُ ٍّل ِمْنتها اأ ِ ِ‬ ‫اِ‬
‫ُصوهلَا‪َ .‬ام َن الْ َم ْقبُول أَ ْن نَأِتَ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫لخَر‪ ،‬فَتنَ ِج ُدنَا َللَ ْى َسبِ ِيل الْ ِمثَ ِال‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َللَ ْى َحمَا ِاِ التَّأث ِري ِيف ف ْة ِر فَيلَ ُسوفنَا‪ْ ،‬حم َو اً فَ َ‬
‫ني‪َ ،‬االْ َف ْل َس َف ِة الْيُونَانِيَّ ِة ‪َ ...‬اِم َن‬ ‫أ ََم َام الدِّي ِن ا ِإل ْسالَِم ِّي‪ ،‬ااأل ََد ِب االْ ِف ْة ِر الْ َعربِيَّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫الْمم ِة ِن أَ ْن ي ُةو َن الْ َةالَم للَى ه ِذ ِه الْم ِ‬
‫وز أَ ْن يُ َس َّم ْى‬ ‫صاد َ انْ ِطالَقَا ِمَّا ََيُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫اسيَّ ِة ‪َ ...‬اأَيًّا َ ا َن األ َْم ُر فَِإ َّن‬ ‫السي ِ‬ ‫اليَّ ِة ااالقْتِ ِ ِ‬ ‫اضنَ ِة الْف ْة ِريَِّة ا ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫احل ِ‬ ‫ِ‬
‫صاديَّة َا ِّ َ‬ ‫االجت َم َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ب َْ‬
‫السابِ ِق الَّ ِذي َم َّه ْدنَا بِِه ُاقُوفاً َللَ ْى َحمَا ِاَ ُم ِه َّم ٍة ِم ْن َج َوانِ ِ َه ِذ ِه‬ ‫يض َّ‬ ‫ِيف التت َّْع ِر ِ‬
‫ت ِيف فِ ْة ِرِه فِ ْعلَ َها‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْم ِ‬
‫اش التَّوحيدي ِيف ظالَهلَا َافَت َعلَ ْ‬ ‫صاد ِ أَ ِا الْ ُم َؤثتَِّرات الَِّيت َل َ‬ ‫َ َ‬
‫اِل ِلْن َد‬ ‫ص ِاد ِ الْ ِف ْة ِر ْ‬
‫اجلَ َم ِ ِّ‬ ‫ِ‬
‫اآلخ ِر م ْن َم َ‬
‫ِ‬
‫يما يِلي الْ ُوقُو َ َللَى الْ َو ْجه َ‬
‫اسنُحا ِا ُل فِ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫أَبِي َحيَّا َن‪.‬‬

‫ـ ‪ 61‬ـ‬
‫َّوح ِ‬‫ون ه َذا ا ْجلانِ ِ ِمن مص ِاد ِ أَفْ َةا ِ الت ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫قَتبل الدُّخ ِ‬
‫يدي‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫ول ِيف غُ ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫اسيَّ ٍة َ ان ِ‬ ‫ا ْجلمالِيَّ ِة الَ ب َّد أَ ْن نَِقف ِلْن َد ح ِقي َق ٍة أَس ِ‬
‫ت ْحم َوَ لُ ُموم ف ْة ِرهِ ا ْجلَ َم ِ ِّ‬
‫اِل‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫الميَّ ِة ِم ْن ِج َه ٍة‬ ‫اط بِع ِقي َدتِِه ا ِإلس ِ‬
‫ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ط أ َْاثَ َق اال ْتبَ َ ْ‬ ‫ص َد َ ا ْجلَ َم ِال ِلْن َدهُ ُم ْرتَبِ ٌ‬ ‫َن َم ْ‬‫َاِهي أ َّ‬
‫َ‬
‫ض ِه َما أَبَداً‪،‬‬ ‫ان لن بتع ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصوِ ِّ ِ ِ ٍ ِ ٍ‬ ‫ِِ‬
‫يف م ْن ج َهة ثَانيَة‪َ ،‬اال تَتْنت َفص ُل هاتان ا ْجل َهتَ َ ْ َ ْ‬ ‫َابِنُت ُزْاله ُّ ْ‬
‫ت َذاتِِه‬ ‫ال‪ ،‬اهو ِيف الوقْ ِ‬
‫َ‬ ‫الل َاالْ َة َم ُ َ ُ َ‬ ‫ال َاا ْجلَ ُ‬ ‫ني ِْلتَتْي ِه َما ُه َو ا ْجلَ َم ُ‬ ‫فَاهللُ ِمن ا ْجلِ َهتَت ْ ِ‬
‫َ‬
‫ول س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ « :‬إِ َّن اهللَ‬ ‫ص َد ُ ا ْجلَ َمال َاا ْجلَالل‪َ .‬امثْ ُل ه َذا َما َجاءَ ِيف قَ َ ُ‬ ‫َم ْ‬
‫ال»(‪.)1 1‬‬ ‫ْج َم َ‬ ‫ج ِم ِ‬
‫يل يُحب ال َ‬ ‫َ ٌ‬
‫َي َح ٍال‪ ،‬إِ ْذ ُيُْ ِة ُن‬ ‫ت َج ِديْ َد ً َللَى أ ِّ‬ ‫الو ْج َهةُ ِيف فَت ْه ِم ا ْجلَ َم ِال لَْي َس ْ‬ ‫هذه ُ‬
‫ِِ‬
‫الر ُج ْوعُ ِِبا إِ َىل أَفْ لُ ْو ِط ْي َن ت ‪َ Plotin‬اِم ْن قَتْبلِ ِه إِ َىل أَفْالطُْو َن ت ‪َ Plato‬اِمثْتلُ ُه َما إِ َىل‬ ‫ُّ‬
‫ث ت ‪َ ،Pythagoras‬اال نتَ ْع َد ُم ِمثْ َل ه َذا التت ََّو ُّج ِه ِيف فَت ْه ِم‬ ‫َح ٍّد َما َ ا َن َشأْ ُن فِ ْيثَاغُ ْوَر ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُّوِ الْ ُم َف ِّة ِر‬ ‫ط بِتَ َ‬ ‫ك أنَّهُ فَت ْه ٌم ُم ْرتَبِ ٌ‬ ‫ا ْجلَ َم ِال ِيف َل َقائِد الش َّْرِق ال َقد ِْمي َافَت ْل َس َفاتِِه‪ ،‬ذل َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَا ال َفيتلَسو ِ ل ِن ْ ِ‬
‫ك ال‬ ‫اخلَال ِق َلَّز َا َج َّل ِيف قُ ْد َتِِه َاَ َمال ِه َا َُجَال ِه َا َجالل ِه‪َ ،‬الذل َ‬ ‫ْ ُْ َ‬
‫ي َابَت ْع َدهُ‪ ،‬يَتْنت َهلُ ْو َن‬‫ني‪ ،‬قَتْب َل أَبِ ْي َحيَّا َن الت َّْو ِح ْي ِد َّ‬ ‫ِِ‬
‫َل َج َ ِيف أَ ْن نَ ِج ََد ُ َّل الْ ُم ْؤمن ْ َ‬
‫اس َذاتِِه‪.‬‬ ‫َس ِ‬ ‫ني أَ ِا األ َ‬ ‫فَت ْه ِم ِه ِم ا ْجلَما َل ِم ْن ه َذا الْمعِ ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح ُ ((ا ِإل ْمتَ ِاع َاالْ ُم َؤانَ َس ِة)) ف ْةَرهُ ا ْجلَ َم ِ َّ‬
‫اِل‪،‬‬ ‫اس ه َذا الْمب َدأ قَ َّد ص ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َس ِ‬ ‫َا َللَ ْى أ َ‬
‫اطعاً ِيف ُ ل ؤاه اآ ائِِه الْمبثوثَِة ِيف أَثْتن ِاء ُّ ِ ِ‬ ‫كس ِ‬ ‫ِ‬
‫يما َاَاءَ َها؛‬ ‫السطُو َاف َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ُ َ ُ َ َ َ ْ ُ‬ ‫َايَتتَ َجلَّ ْى ذل َ َ‬
‫اح األ ُُموِ ا ِإل َهلِيَّ ِة»(‪َ ،)1 1‬االْبَ ِد َيهةُ « ََْت ِةي ا ْجلُْزءَ ا ِإل َهلِ َّي‬ ‫ِ‬
‫فَا ِإل ْهلَ ُام‪َ َ ،‬ما يَت ُق ْو ُل‪« ،‬م ْفتَ ُ‬

‫‪1 1‬‬
‫ت احل تتديث يف‪ :‬ص تتحيح مس تتلم احل تتديث؛ ‪ ،1 1‬ايف س تتنن الِتم تتذي احل تتديث؛ ‪ ،1922‬ايف مس تتند أَمح تتد‬
‫احلديث؛ ‪ 1‬ا ‪ 11511‬ا ‪ 11515‬ا ‪.11129‬‬
‫‪1 1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪. 1‬‬

‫ـ ‪ 60‬ـ‬
‫الصناَ َلةُ «بَ َش ِريَّةٌ ُم ْستَ ْخَر َجةٌ ِم َن الطَّبِ َيع ِة الَِّيت ِه َي إِ َهلَيَّةٌ‪َ ،‬االَ‬ ‫بِاالنْبِ َج ِ‬
‫(‪)1 1‬‬
‫اس» ‪َ ،‬ا ِّ‬
‫يل لُِق َّوٍ بَ َش ِريٍَّة أَ ْن تَتنَ َال قُت َّوً إِ َهلَيَّةً بِالْ ُم َس َااا ِ»(‪.)1 9‬‬‫ِ‬
‫َسب َ‬
‫ِ‬ ‫ك َ ا َن ا ِإل َهلِ ُّي الْ ِمثَ َ‬ ‫ِِ‬
‫ك ُم ْعتَت َوٌ‬ ‫ت‪َ ،‬اَما ُدا َن ذل َ‬ ‫ال َاالْ َةماَ َل َاالثَّابِ َ‬ ‫لذل َ‬
‫ك يِ ُق ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّشبُّ ِه َاالنَّت ْق ِ‬
‫ني‪:‬‬‫ضربَ ِ‬
‫ود َ َللَ ْى َ ْ‬ ‫وج َ‬ ‫ول‪ « :‬إ َّن األ ُُموَ الْ َم ُ‬ ‫ص َاالتتَّغَ ُِّتري‪َ ،‬اِيف ذل َ‬ ‫بِالت َ‬
‫ِ‬
‫ود ا ْحلَ َّق‪ .‬فَاأل ُُموُ‬ ‫س الْ ُو ُج َ‬ ‫ود‪َ ،‬الة ْن لَْي َ‬ ‫ب لَهُ الْ ُو ُج ُ‬ ‫ض ْر ٌ‬‫ود ا ْحلَ ُّق‪َ ،‬ا َ‬‫ب لَهُ الْ ُو ُج ُ‬ ‫ض ْر ٌ‬
‫َ‬
‫ت ِمْنت َها َح ِقي َقةُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ود ُ بِا ْحلَ ِّق قَ ْد أ َْلطَت الْباقيَةَ ن َسباً م ْن ج َهة الْ ُو ُجود‪َ ،‬اا ْ ََتَ َع ْ‬ ‫وج َ‬ ‫الْ َم ُ‬
‫ود‪ ،‬يستَ ِم ُّد أَاسامه اس ِامي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك فَِإ َّن الْ ُو ُج َ‬ ‫ك» ‪َ .‬اِم ْن ذل َ‬
‫( ‪)11‬‬
‫ات‬ ‫َ َُ َ َ َ‬ ‫ود؛ ُ َّل الْ ُو ُج َ ْ‬ ‫ذل َ‬
‫ص َفاتِِه الَِّيت ِه َي ِم َن ا ْحلُ ْس ِن‬ ‫أَحوالِِه اخصائِص َُجالِِه ِمن الْبته ِاء ا ِإل َهلِي متَجلِّياً بِ ِ‬
‫ِّ ُ َ‬ ‫َْ َ َ َ َ َ َ ََ‬
‫ات؛‬ ‫اا ْجلم ِال « ِيف َغاي ٍة الَ ََيوز أَ ْن ي ُةو َن فِيها اِيف د جتِها َشيء ِمن الْمستَحسنَ ِ‬
‫ٌ َ ُْ َْ‬ ‫َ َ ََ َ َ‬ ‫َ ُُ َ‬ ‫َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫يض بِا ْحلُ ْس ِن َللَ ْى َغ ِريَها‪ ،‬إِ َذا َ انَ ْ‬ ‫ألَنتَّ َها ه َي َسبَ ُ ُ ِّل ُح ْس ٍن‪َ ،‬اه َي الَِّيت تَف ُ‬
‫ال َاالْبَت َهاءَ ِمْنت َها َاِِبَا»(‪.)111‬‬ ‫َم ْع ِدنَهُ َاَمْب َدأَهُ‪َ .‬اإََِّّنَا نَالَت األَ ْشيَاءُ ُ لُّ َها ا ْحلُ ْس َن َاا ْجلَ َم َ‬
‫يب ا ِإلس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط م ْفهوم اجلم ِال بِالْعِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الم ِّي‬ ‫اد ِيف الْف ْة ِر الْ َعَرِ ِّ ْ‬ ‫ََ‬ ‫ك الَ َل َج َ أَ ْن يَت ْرتَب َ َ ُ ُ ُ ْ َ‬ ‫َالذل َ‬
‫اد ِ َاِم ْن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ْرباً م َن الْعبَ َ‬ ‫ص ْوغُ ا ْجلَ َم ِال َ‬ ‫ِ‬
‫َالْن َد ُم َف ِّة ِرنَا‪ ،‬ليَ ُة ْو َن ُح ُّ ا ْجلَ َمال تَت َعبُّداً َا َ‬
‫الر ْمح ِن َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َس َن‬ ‫الرحي ِم فَأ ْ‬ ‫ك َما يَت ْرِايه أَبو َحيَّان ََ َل ْن َ ُج ٍل « َ تَ َ بِ ْس ِم اهلل َّ َ‬ ‫ذل َ‬
‫ط ا ْحلَ َس َن‬ ‫اخلَ َّ‬
‫َن « ْ‬ ‫َتَْ ِطيطَهُ َاََتْ ِطيطَهُ فَتغَ َفَر اهللُ لَهُ»(‪َ ،)112‬اِمثْتلُهُ َما َ َااهُ أَيضاً ِم ْن أ َّ‬
‫استِنَاداً إِ َىل أ ََا ِام ِر‬ ‫َن إِظْها ا ْحل ِّق جزء ِمن الْعِب ِ‬ ‫( ‪)11‬‬
‫يَِز ُ‬
‫اد ْ‬ ‫أل َّ َ َ َ ُ ْ ٌ َ َ َ‬ ‫ضوحاً»‬ ‫يد ا ْحلَ َّق ُا ُ‬
‫‪1 1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص ‪.2 1‬‬
‫‪1 9‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص‪ 9‬ت ‪.1‬‬
‫‪11‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص ‪ 11‬ت ‪.15‬‬
‫‪111‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت ص ‪.1‬‬
‫‪112‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة (الَّرسائل) ت ص ‪.255‬‬
‫‪11‬‬
‫ت أ م‪ .‬س ت ص ‪.251‬‬

‫ـ ‪ 62‬ـ‬
‫ُِْح ُّ ُ َّل مُْتَ ٍال‬ ‫إن اهلل الَ‬ ‫استِنَاداً إِ َىل قَولِِه ‪َّ { :‬‬ ‫(‪)111‬‬
‫َ ُسول اهلل ‪َ . ‬ا ْ‬
‫ِ‬
‫الْ ُقرآ ُن َم ْشقاً أل َّ‬
‫َن‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ة‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫«‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬‫َ‬‫أ‬ ‫ي‬ ‫فَخو }(‪ )115‬فَت َق ْد أَ َّ َد التَّو ِح ِ‬
‫يد‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ك تَت َع ْج ُرفاً»(‪.)111‬‬ ‫ِيف ذل َ‬
‫تومي إِ َىل ا ْحلَت ت ت ت ْد ِس الْ ُمْبت ت ت ت ِتد ِع‪،‬‬ ‫اِيف ثتَنَايت ت ت تتا َ الَِمت ت ت ت ِته ل ت ت ت ت ِن ا ِإل ْهلت ت ت ت ِتام الَّت ت ت ت ِتذي يت ت ت ت ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫تاحةَ‬‫الست ت ت ت َ‬ ‫تال الَّت ت ت ت ِتذي يَ ْس ت ت ت ت ُة ُن َّ‬ ‫َن الْ َع ْقت ت ت ت َتل ُهت ت ت ت َتو الْ ِمثَت ت ت ت ُ‬ ‫اخلَت ت ت تالَّ ِق‪ََِ ،‬نت ت ت ت ُتد َدائِم ت ت ت تاً « أ َّ‬ ‫ْ‬
‫تان‪ ،‬إِنَّت تتهُ فَ ت ت َ‬
‫توق‬ ‫ان فِ ْةت ت ت ٍر أَا ِايَّت ت ٍتة أَا َزم ت ت ٍ‬ ‫وهيَّت ت تةَ‪ ،‬فَته ت تتو يت ت ت ْد ِ ُك األَ ْش ت تتياء ِم ت تتن د ِ‬ ‫األُلُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ ُ‬ ‫َُُ‬
‫ِ‬ ‫توق َّ ِ‬ ‫الْ ِق ت ت ت َتوع الْبَ َشت ت ت ت ِريَِّة‪َ َ ،‬م ت ت تتا أَنَّت ت تتهُ فَ ت ت ت َ‬
‫وض ت ت تتولاً‬ ‫الزَم ت ت تتان َا َخا ِ َج ت ت تتهُ‪ ،‬لت ت ت ت َذا أ ْ‬
‫َص ت ت تتبَ َح َم ُ‬
‫تال أَا الْ ِف ْةت ت ت ِر‬ ‫يس ت تتتَ ِح ُّق الْمحا َ ت تتا َ أَا الْم َقايست ت تةَ أَا االس ت تتتِعا َ‪ ،‬بِوس ت تتاطَِة االنِْفع ت ت ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ََ ََ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ا َّ ِ‬
‫الش ت ت ت ت ت ت ت ْتعَر‬
‫ب َا ِّ‬ ‫تص األ ََد َ‬ ‫ال ََتُت ت ت ت ت ت ت ُّ‬ ‫الرِايَّت ت ت ت ت ت تتة‪َ .‬اَه ت ت ت ت ت ت تتذ ْه َُجيع ت ت ت ت ت ت تاً أ ْ‬
‫َح ت ت ت ت ت ت ت َتو ٌال َاأَ ْش ت ت ت ت ت ت ت َة ٌ‬ ‫َ‬
‫س ُهنَت تتا َخ ت تالَّ ٌق ُمْبت ت ِتدعٌ َِّبَْعت ت َتىن ا ِإل ْشت ت َتر ِاق أَا‬ ‫ك ََِنت ت ُتد أ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫)‬ ‫‪111‬‬ ‫(‬
‫َن ا ْحلَت ت ْد َ‬ ‫َاالْبَتيَت تتا َن» ‪َ .‬الت تتذل َ‬
‫ظ‬‫تيء‪َ ،‬اه ت ت َذا َم تتا يُتتوقِ ُ‬ ‫تاح للَ تتى ل تتا َِمل األُلُوه ت ِتة الَّ ت ِتذي يتْنطَت ت ِوي للَ تتى ُ تتل ش ت ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫االنْفتَ ت ِ َ ْ َ‬
‫ض ت ت تتا ِ‬ ‫ِيف أَ ْذهانِنَت ت تتا نَظَ ِريَّ ت ت تةَ التَّ ت ت ت َذ ُّ ِر األَفْالَطُونِيَّ ت ت تةَ أَ ْ ثَ ت ت تتر ِِمَّت ت تتا يتبتعثُتنَ ت ت تتا للَت ت تتى ِ‬
‫است ْح َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يست تتت الْ ُم َحا َ ت تتا ُ‬ ‫يف‪َ ،‬الَ َ‬ ‫نَظَ ِريَّتِت ت ِته ِيف الْ ُم َحا َ ت تتا ِ الَّت ت ِتيت ِهت ت َتي ُجت ت ْتزءٌ ِمت ت ْتن َموقِ ِفت ت ِته الْ َم ْع ت ت ِرِ ِّ‬
‫االست تتتِ َعا َِ « يَ ْست تتتَ ْخ ِد ُم‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫بَعيت ت َتد ً َل ت ت ِن ا ِإلطَت تتا ِ الَّت تتذي نَت ت ُتداُ ِيف فَتلَةت تته‪ ،‬فَفت تتي َلت تتا َِمل ْ‬
‫ِ‬
‫االختِيَت ت ت ت تتا ِ َاالْ َم َق ت ت ت ت تتايِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫يس‬ ‫ُخ ت ت ت ت ت َتر ْع َ ْ‬ ‫ص ت ت ت ت تطَلَ َحات أ ْ‬ ‫أَبُ و َحيَّ ا َن التَّوحي دي ُم ْ‬

‫‪111‬‬
‫الِتمتذي احلتديث؛ ‪،2 91‬‬
‫ت متن أَشتهرها قولته ‪« ‬متن أع متنةم منةتراً …»‪ .‬ااه مستلم احلتديث؛ ‪ 1‬ت ِّ‬
‫‪ ،1‬ايف مستند‬ ‫النسائي احلديث؛ ‪ 1922‬ااحلديث؛ ‪ ،192‬اابن باجة احلتديث؛ ‪ 1215‬ااحلتديث؛‬
‫بست اايات‪.‬‬
‫أمحد ا د ِّ‬
‫‪115‬‬
‫ت القرآن الكريم ت سورة لقمان ت اآلية ‪.11‬‬
‫‪111‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.211‬‬
‫‪111‬‬
‫الربالي‪ :‬التَّفكير النَّقدي في ىتاب المقابسات ت ص ‪.152‬‬
‫ت لبد القاد َّ‬

‫ـ ‪ 63‬ـ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تال‪َ ،‬اُ لُّ َهت ت تتا تُت ت تتوحي بِالْ ُم َحا َ ت ت تتا األَفْالَطُونيَّت ت تتة الَّت ت ت ِتيت تَت ْعت ت ت ِتِن نُت ت ت ُتز َ‬
‫اع الْ َعت ت تتا َِمل‬ ‫ااالنِْفعت ت ت ِ‬
‫َ َ‬
‫(‪)111‬‬
‫ي» ‪.‬‬ ‫ىل ُحمَا َ ا ِ الْ َعا َِمل الْعُْل ِو ِّ‬ ‫ُّ ِ ِ‬
‫الس ْفل ِّي إ َ ْ‬
‫َا َلل ت تتى ال ت ت ُّتر ْغ ِم ِم ت ت ت ِن ا ْتِ ت ت َتد ِاد نَظَ ِريَّ ت ت ِتة الْ ُم َحا َ ت تتا ِ‪ ،‬بِأَبْت َع ِاد َه ت تتا‪ ،‬إِ َىل الْ َف ْل َس ت ت ت َف ِة‬
‫الْيونَانِيَّ ت ت ِتة‪ ،‬اإِ َىل أَفالط ون ت ت ت ‪ Plato‬للَ ت تتى اج ت ت ِته التَّح ِدي ت ت ِتد‪ ،‬فَت ت تِإ َّن حض ت تتو ه ت ت ِتذهِ‬
‫ُ ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫َّوحي ِدي م ت ت ِتدين لِ ِإلس ت تالَِم‪ِ ،‬يف خص ِ‬
‫وص ت تيَّتِ ِه الْ ِف ْة ِريَّت ت ِتة‪ ،‬أَ ْ ثَ ت ت َتر‬ ‫النَّظَ ِريَّت ت ِتة ِيف فِ ْة ت ت ِر الت ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ ٌ ْ‬
‫َس ت تتبَ ِقيَّ ِة الظُّ ُه ت تتوِ َاَدالَل ت تتَتِ ِه‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِم ت تتن دينِ ت ت ِته ألَفالط و َن‪ ،‬بِأ ِ ِ ِ‬
‫َس ت تتبَقيَّة التَّ ت تتأث ِري َاقُت َّوت ت تته الَ بِأ ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ َْ‬
‫اح األَفْالَطُونِيَّت ت ِتة الت تتدَّائِ ِم ِيف فَت ْل َس ت ت َف ِة ُم َف ِّة ِرنَت تتا‪َ .‬اه ت ت َذا‬ ‫ضت تتوِ الت ت ُّتر ِ‬‫مت ت ْتن ُد ْا ِن نُ ْةت ت َتر ِان ُح ُ‬
‫ِ‬
‫َّعبِت ت ت ت ِري َاُم ْفَرَد ِاِتَت ت تتا َا َخ ْل ِفيَّ ِاِتَت ت تتا‪ ،‬فَ ت ت تتاهلل ‪‬‬ ‫اض ت ت تتحاً ِيف أ ِ‬
‫َس ت ت تتالي ِ التت ْ‬ ‫َ‬
‫م ت ت تتا يتْنجلِ ت ت تتي ا ِ‬
‫َ َ َ َ‬
‫ص ت تتريُ} ‪َ ،‬اُه ت ت َتو { الَّ ت ت ِتذي َملْ يَلِت ت ت ْد‬ ‫)‬ ‫‪119‬‬ ‫(‬ ‫الس ت ت ِتميع الْب ِ‬
‫تيس َ مثْل ت تته َش ت تتيءٌ َاُه ت ت َتو َّ ُ َ‬
‫ِِ ِ‬
‫{ لَ ت ت َ‬
‫تىن}(‪.)151‬‬ ‫ت‬
‫ُ ُ ْ َْ‬‫ت‬ ‫س‬‫حل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫تاء‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫َس‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ته‬
‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫{‬ ‫ا‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫( ‪)15‬‬
‫َح ت تتد}‬ ‫َاَملْ يُولَت ت ت ْد‪َ ،‬اَملْ يَ ُة ت ت ْتن لَ ت تتهُ ُ ْف ت تتواً أ َ‬
‫ي؛ ل ت تتا َمل الْمثُت ت ِتل االْ َةم ت تتاالَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الِت تتذلِ َ ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ك فَت ت تإ َّن َل ت تتا َملَ األُلُوهيَّ ت تتة ُه ت ت َتو الْ َع ت تتا َملُ الْعُْلت ت ت ِو ُّ َ ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ض ت ت ْتى أ َْم ت تتراً فَِإََّّنَت تتا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ت تتو الَّ ت ت ِتذي َُيْ ت تتنَح الْموج ت ت ِ‬
‫تودات إِ ْم َةانَ ت تتات ُا ُجود َه ت تتا؛ { إِ َذا قَ َ‬ ‫ُ ُ ُ َ‬ ‫َُ َ‬
‫ول لَهُ ُ ْن فَتيَ ُةون}(‪.)152‬‬ ‫يَت ُق ُ‬
‫ِِ‬ ‫يث ِيف م ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صاد ف ْة ِر أَبي َحيَّا َن ا ْجلَ َماليَّة َسيَ ُداُ‬ ‫َاأَيًّا َ ا َن األ َْم ُر‪ ،‬فَِإ َّن ا ْحلَد َ َ َ‬
‫اص ِر التَّالِيَ ِة؛ ُمْنطَلِقاً ِمْنت َها َاَ ِاجعاً إِلَ َيها‪:‬‬ ‫ِيف إِطَا ِ الْعنَ ِ‬
‫َ‬

‫‪111‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.151‬‬
‫‪119‬‬
‫اآلية ‪.11‬‬ ‫ت القرآن الكريم ‪ :‬سورة الشور‬
‫‪15‬‬
‫الصمد اآلية ت‪.1‬‬
‫ت القرآن الكريم ‪ :‬سورة َّ‬
‫‪151‬‬
‫ت الق رآن الك ريم ‪ :‬س ورة ط ه اآليتتة ‪ .1‬اقتتد تةت َّتر هتتذا الوصتتف ثتتالث مت َّترات أُختترع يف‪ :‬األَع راف‬
‫اآلية ‪ ،11‬ااإلسراء اآلية ‪ ،11‬االحشر ت اآلية ‪.21‬‬
‫‪152‬‬
‫تةر املضتمون بتاللفظ َختس م َّترات أُختر يف‪ :‬آل عم ران ت‬
‫ت القرآن الكريم ‪ :‬سورة البقرة اآلية ‪ .111‬اقد َّ‬
‫اآلية ‪ ،11‬االنَّحل ت اآلية ‪ ،1‬ومريم ت اآلية ‪ ، 5‬ايس ت اآلية ‪ ،12‬اغافر ت اآلية ‪.11‬‬

‫ـ ‪ 64‬ـ‬
‫َوالً‪ :‬الحاضنة اإلسالميَّة‬ ‫أ َّ‬
‫ِ‬ ‫الر ْغ ِم ِمن أَنتَّنَا قَ َّسمنَا ه ِذهِ الْمص ِاد إِ َ ِ‬
‫ىل ُمبَاشَرٍ َا َغ ِري ُمبَاشَرٍ؛ يَتْنت َف ِرعُ‬ ‫ْ َ َ َ َ ْ‬ ‫َللَى ُّ ْ‬
‫ُّدهِ َافْ َق‬ ‫يث فِيها أَا تَتعق ِ‬ ‫الر ْغ ِم ِمن ل َدِم استِحالَ ِة ا ْحل ِد ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ىل أَفْت ُرٍع‪َ ،‬ا َللَى ُّ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ُ لٌّ مْنت َها إ َ ْ‬
‫ان الْ َفصل بني ه ِذهِ الْمص ِاد ِ أَا الْمؤثتِّر ِ‬ ‫الصعوب ِة َِّبَ َة ٍ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫ات‪،‬‬ ‫َُ َ‬ ‫ََُْ َ َ َ‬ ‫َما َم َّه ْدنَا به‪ ،‬فَإنَّهُ م َن ُّ ُ َ‬
‫ِّين ا ِإل ْسالَِم َّي ُه َو األَ ْ ثَت ُر تَأثِرياً ِيف‬ ‫َن الد َ‬ ‫ف تِْبتيَا ُن أ َّ‬ ‫ب الْم ْل ِح ِ‬ ‫ِِ‬
‫َاإ ْن َ ا َن م َن الالَّز ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف م ِِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُخَر ْع‬‫ات األ ْ‬ ‫ضامين َها‪ُ ،‬ثَّ الثَّت َقافَ ُ‬ ‫ف ْة ِر التَّوحيدي‪ ،‬يَليه الثَّت َقافَةُ الْ َعَربِيَّةُ َِّبُ ْختَتلَ ِ َ َ‬
‫اصةً ِمْنت َها الْيُونَانِيَّةُ‪.‬‬‫َا َخ َّ‬
‫اش َذاتِِه بِتَبَايُ ِن أَبْت َع ِادهِ؛ الَّ ِذي لَعِ َ َد ْا اً‬ ‫ان الْ َواقِ ِع الْ ُم َع ِ‬ ‫ه َذا ِمن دا َن نِسي ِ‬
‫ْ ُ َْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫اط ُسلُوِ ِه‪َ .‬الذل َ‬ ‫وغ أََّْنَ ِ‬
‫صِ‬ ‫ِِ‬
‫َحاساً ِيف نَ ْس ِج َش ْخصيَّة ُم َف ِّة ِرنَا‪َ ،‬ا َسْبك ف ْة ِرهِ‪َ ،‬ا َ‬
‫استَتنَ ْدنَا إِ َىل‬ ‫ٍ ِ ٍ ٍِ‬ ‫َ انَت إِب َدالاتُه أَ ْشباالً بِعظَ ٍام ٍ‬
‫ص ْلبَة َالُيُون َجاحظَة ُم ْؤتَل َقة‪ ،‬إِذَا َما ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ َ ُ َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قَول نيتشه ت ‪Nietzsche‬؛ الْ َفيلَ ُسو الْ ُمتَ َمِّرد‪ :‬إِ َّن « َبَّةَ فَ ِّن الشَّال ِر الَّذي َملْ‬
‫ون َغائَِرٍ َا ِلظَ ٍام‬ ‫يت ْغرم بِالْواقِ ِع لَن تَ ُةو َن الْواقِع إِطْالَقاً‪ ،‬الَن تتُع ِطيه إِالَّ أَطْ َفاالً بِعي ٍ‬
‫ُُ‬ ‫َ ْ ْ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َْ َ ْ‬
‫َّة»( ‪.)15‬‬ ‫هش ٍ‬
‫َ‬
‫اِل االبْ َن ا ْحلَِق ِيق َّي لَِواقِعِ ِه فِ ْعالً؛ الَّذي‬ ‫ِ‬
‫لََق ْد َ ا َن أَبُو َحيَّا َن‪ِ ،‬يف ف ْة ت ِرهِ ا ْجلَ َم ِ ِّ‬
‫ص‬ ‫صتائِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُسلُوبُهُ األ ََدِ َّ‬ ‫َ ا َن فِ ْة ُرهُ ا ْجلَ َم ِ ُّ‬
‫يب َاالْ َفنِّ ُّتي انْع َةاساً َساطعاً نَاصعاً خلَ َ‬ ‫اِل َاأ ْ‬
‫وص‪َ .‬اه ت َذا َما‬ ‫ص ِ‬ ‫اخلُ ُ‬‫وم ِه‪َ ،‬الِظُُرا ِ َُْمتَ َمعِ ِه َاُم ْعطَيَاتِِه َللَ ْى َا ْج ِه ْ‬ ‫لص ِرهِ للَى لم ِ‬
‫َ ْ َ ْ ُُ‬
‫َّحت ِ‬‫اك االض ِ‬ ‫وستي َقى االِغِنَ ِاء افَ ِّن ا ِإل ْ ِ‬ ‫ط االْم ِ‬ ‫ََْيلُوهُ لَنَا َموقِ ُفهُ ِم َن الْبَالَ َغ ِة َا ْ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ض َح َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫اخلَ ِّ َ ُ‬
‫الةَ فِ َيها‪َ ،‬للَ ْى أَلْ ِسنَ ِة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ود َللَ ْى َهذه الْ ُفنُون ل َم ت ْن تَت َو َّخ ْى الْبَتَر َ‬
‫ات الْمع ُق ِ‬
‫َْ َ‬
‫االْغَاي ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مع ِ‬
‫َّه ُّةم ِّي‪َ ،‬اتَ ْ‬
‫ص ِوي ِرهِ هل َذا الْ َواق ِع‬ ‫ُسلُوبِه الْ َفنِّ ِّتي َا ُسلُو ه التت َ‬ ‫ك ِيف أ ْ‬ ‫اص ِريه‪َ .‬ايَتْب ُدا ذل َ‬ ‫َُ‬

‫‪15‬‬
‫ت نيتشه‪ :‬ما وراء الخير َّ‬
‫والشر ت ص ‪.1‬‬

‫ـ ‪ 65‬ـ‬
‫ك ِِمَّا سنَ ِأِت للَ ِيه بِ ٍ ِ‬
‫اشرٍ أَا َغ ِري مب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اشَرٍ ِيف‬‫َُ‬ ‫صوَ ُمبَ َ‬
‫ُ‬ ‫ص َف َحات ُ تُبِه‪َ .‬اُ ُّل ذل َ َ َ‬ ‫َللَ ْى َ‬
‫ول التَّالِيَ ِة‪.‬‬
‫الْ ُفص ِ‬
‫ُ‬
‫ثانياً‪ :‬الفلسفة اليونانية‬
‫ضو اً ِيف فِ ْة ِر‬ ‫صا َاف ْةراً‪ُ ،‬ه َو األَ ْ ثَت ُر ُح ُ‬
‫َن ا ِإلسالَم؛ نَ ًّ ِ‬
‫يح أ َّ ْ َ‬ ‫صح ٌ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اجلم ِ ِّ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يل أَا‬ ‫اِل مْنهُ‪ ،‬إالَّ أَنَّهُ ْم َن الْ َعسري التَّت ْفص ُ‬ ‫التَّوحيدي َللَ ْى لُ ُمومته‪َ ،‬ا َْ َ‬
‫اح ٍد ِم ْن‬ ‫يد َ مؤثٍِّر ا ِ‬ ‫َن األَفْ َةا لَيس ِ‬ ‫اط التَّأثُّر لَ َد ِيه‪ ،‬أل َّ‬ ‫التَّت ْق ِستيم ِيف نَِق ِ‬
‫ت َال َ ُ َ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ِل ِم ْن ِج َه ٍة‬ ‫َّخ ُذ أَ ْ ثَتَر ِم ْن َمْنت ًحى َدالَِ ٍّ‬ ‫ضتمونِيَّةَ لِ ُة ٍّل ِمْنتها تَتت ِ‬
‫َ‬
‫ِ ٍ‬
‫ج َهة‪َ ،‬ااألَبْت َع َاد الْ َم ْ ُ‬
‫ود بِو ِاج ِ الوج ِ‬
‫ود تَت ْرتَ ُّد إِ َ ْىل‬ ‫احلت ِّق انَت ْقص الْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫ُُ‬ ‫وج َ‬ ‫ثَانيَة؛ فَفةَْرُ َ َمال الْ ُو ُجود َْ َ ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫آخَر‪َ ،‬اإِ َىل الْف ْة ِر الْ َعَرِ ِّ‬
‫يب‬ ‫الْ َف ْل َس ت َفة الْيُونَانيَّة َّبََع ًىن‪َ ،‬اإِ َىل الدِّي ِن ا ِإل ْسالَم ِّي َّبََع ًىن َ‬
‫يدي ُمْنتَ ِظ َمةً َِّبَوقِ ِف ِه الْ ُمتَت ِّو ِج ِجلََوانِ ِ ثَت َقافَتِ ِه‬ ‫َّوح ِ‬‫ث‪ ،‬اتَستت َقُّر ِلْن َد الت ِ‬ ‫ِ‬
‫َِّبََع ًىن ثَال ٍ َ ْ َ‬
‫ان‬‫ان الْعم ِل‪ ،‬الَِّيت تَتتَ َةَّر َ ثِرياً للَى لِس ِ‬ ‫ك فِةْرُ إِتْت َقت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َاَم َع تا فه‪َ .‬اَ ذل َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت إِ َىل‬ ‫صايَاهُ األ ََدبِيَّة َاالْ َفنِّتيَّة َاالنَّت ْقديَّة‪ ،‬فَت َق ْد نُسبَ ْ‬ ‫التَّوحي دي ِيف َا َ‬
‫يث َمأثتُوٌ َل ِن‬ ‫أَفْالَطُو َن ت ‪َ Platon‬اإِ َ ْىل أَ ِر ْسطُو ت ‪َ Aristotle‬اِه َي َح ِد ٌ‬
‫َح ُد ُ ْم َل َم تالً أَ ْن يتُْت ِقنَهُ»(‪.)151‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َِّب ‪َ ‬جاءَ فيه‪ « :‬إ َّن اهللَ ُْح ُّ إذَا َلم َل أ َ‬ ‫النِ ِّ‬
‫إِ َىل جانِ ِ تَةْرا ِ الْ ِفةْرِ َغري مَّرٍ ِيف الْ ُقر ِ‬
‫آن الْ َة ِرِمي‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫االلتِ َد ِال الَِّيت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َللَ ْى َسبِ ِيل الْ ِمثَ ِال أَيضاً فةَْرُ التت ََّو ُّس ِط ا ْ‬ ‫َاِم ْن ذل َ‬
‫ط َا ْالتِ َد ٌال‪،‬‬ ‫ال تَت َو ُّس ٌ‬ ‫اجلَت َمالِيَّ ِة؛ فَ ْ‬
‫اجلَ َم ُ‬ ‫اجلَ َمالِيَّ ِة َا َغ ِري ْ‬
‫ََِن ُد َها ِيف أَفْ َةا ِهِ َاَم َواقِ ِف ِه ْ‬

‫‪151‬‬
‫الستتنن فهتتو يف صتتحيح مستتلم‪« :‬ا تتان ستتول‬
‫الصتتحاح ا ُّ‬
‫ت احلتتديث معتترا ٌ باإلتقتتان امل يتترد تتذلك يف ِّ‬
‫ابلفظ قري يف صحيح مسلم احلتديث ‪ ،1 2‬ايف‬ ‫اهلل ‪ ‬إذا لمل لمالً أَثبته»‪ ،‬احلديث ‪ٍ ،12 5‬‬
‫سنن أيب دااد احلديث ‪ ،111‬ايف سنن النسائي احلديث ‪.151‬‬

‫ـ ‪ 66‬ـ‬
‫ف ِم َن البَالَ َغ ِة َموقِفاً‬ ‫ول ِيف النَّت ْف ِ‬ ‫اس ٌ َاانْ ِس َج ٌام‪َ ،‬م ْقبُ ٌ‬
‫(‪)155‬‬
‫س ‪َ ،‬ا« َاقَ َ‬ ‫َاتَتنَ ُ‬
‫اق ( َاالطَّبِ َيع ِة‬ ‫الذ ِ‬ ‫السلِي َق ِة َا َّ‬‫وم َللَى َّ‬ ‫ِ‬ ‫اسطاً افَّق فِ ِيه بني ِ ِ‬
‫صْنت َعته األ ََدبِيَّة الَِّيت تَت ُق ُ‬ ‫ََ َ َ ََ َ‬
‫ان‬‫ِيف إِجاد ِ التتَّعبِ ِري االبتي ِ‬ ‫)‬‫‪151‬‬ ‫(‬ ‫يح ااالختِيا ِ الْمحم ِ‬
‫ود)‬ ‫اجليِّ َد ِ االْ ِمز ِاج َّ ِ‬
‫َ َ ْ َ ََ‬ ‫الصح ِ َ ْ َ َ ْ ُ‬ ‫َْ َ َ‬
‫الع ْقلِيَّ ِة َاتَت ْف ِة ِريهِ الْ َمْن ِط ِق ِّي‬ ‫ِِ‬
‫ني نَ ْشأَته َ‬
‫ِ ِ ِ ِ ِِ‬
‫َاإِ ْد َاك ال َةالَِم َاَتَْيِي ِز َجيِّده م ْن َديئه‪َ ،‬ابْت ََ‬
‫ِ‬
‫االستِ ْدالَِل َا ْاجلََدِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الَّ ِذي َ َّوَنتْته البِيئات ِ ِ‬
‫االلتَزاليَّةُ َاال َةالَميَّةُ الَِّيت تَ ْستَن ُد إَِىل الُبتْرَهان َا ْ‬‫ُ َ ُ ْ‬
‫(‪)151‬‬
‫يد َها» ‪ .‬بَ ْل‬ ‫يميَّ ِة الْم ْد ِسيَّ ِة ِيف ضب ِط العلُ ِوم البالَ ِغيَّ ِة اتَتع ِق ِ‬ ‫االْمنَ ِاه ِج التتَّعلِ ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫يدي الْ َف ْل َس ِف َّي‬ ‫َّوح ِ‬‫ول إِ َّن الْم ْلمح الْغَالِ الَّ ِذي يتلَ ِّخص موقِف الت ِ‬ ‫« ُيُْ ِة ُن الْ َق ُ‬
‫ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يق‪َ .‬اُهَو الْ َمْل َم ُح الَّذي َسُيتْلقي بِ ِظلِِّه َللَ ْى َفت ْه ِمِه األ ََدِ ِّ‬
‫يب‬ ‫ط ا ِْ‬
‫االلت َد ُال أَِا التَّوف ُ‬‫ُه َو التت ََّو ُّس ُ َ‬
‫ك»(‪.)151‬‬ ‫ِ‬
‫َاالْ َفنِّ ِّتي َ ذل َ‬
‫آن الْ َة ِرِمي‪َ ،‬اِمْنت َها‬ ‫إِ َّن فِ ْةرَ التتَّو ُّس ِط ه ِذهِ قَ ْد تَ َةَّر ت َِّبضم ِ‬
‫وِنَا َ ثِرياً ِيف الْ ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ ُْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫قَولُهُ ‪َ { :‬وَىذلِ َ‬
‫)‬‫‪159‬‬ ‫(‬
‫ك قَت ْولُهُ ‪َ { :‬وَىا َن َما‬ ‫ك َج َعلْنَا ُى ْم أ َُّمةا َو َسط ا } ‪ ،‬اَ ذل َ‬
‫ِّسبَ ِة إِ َْ‬ ‫ك قَ واما }( ‪ )11‬أَي‪ :‬معت ِدالً‪ ،‬اِ‬ ‫ِ‬
‫ىل‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫َ‬‫ا‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َ َ َ ُْ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ْ ُ َْ‬ ‫بَ ْي َن ذل َ َ َ‬
‫ط ُمتَ َسا ِاي الْبُت ْع ِد‬‫ف َا َس ٌ‬ ‫ِ‬
‫ضيلَةَ َموق ٌ‬ ‫َن «الْ َف ِ‬
‫ىل أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫أَرسطو ت ‪ Aristotle‬الذي ذَ َه َ إ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫(‪)111‬‬ ‫ني َمرذُالَ ْ ِ‬
‫ني َُهَا ا ِإلفْتَرا ُط َاالتَّت ْف ِري ُ‬ ‫ِ‬
‫َِّب ‪‬‬ ‫ت أَيضاً َل ِن النِ ِّ‬ ‫ط» ‪َ .‬اقَ ْد أُثَر ْ‬ ‫ني طََرفَت ْ ْ‬
‫بَت ْ َ‬

‫‪155‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت ص ‪.112‬‬
‫‪151‬‬
‫ت ما بني القوسني الةبريين للتَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س)ت ص ‪.11‬‬
‫‪151‬‬
‫ت د‪ .‬إبراهيم الةيالين‪ :‬مقدمة الرسائل ت ص ‪ 1 1‬ت ‪.1 2‬‬
‫‪151‬‬
‫ت أَمحد لبد الفتَّاح الِبِّي‪ :‬التَّوحيدي بين العلم والمعرفة ت ص ‪.91‬‬
‫‪159‬‬
‫ت القرآن الكريم‪ :‬سورة البقرة ت اآلية ‪.11‬‬
‫‪11‬‬
‫ت القرآن الكريم ت سورة الفرقان ت اآلية ‪.11‬‬
‫‪111‬‬
‫العوا‪ :‬المذاهب األَخالقيَّة ت ج‪ 1‬ت ص ‪91‬ت‪.95‬‬
‫ت د‪ .‬لادل َّ‬

‫ـ ‪ 67‬ـ‬
‫ف الْ َف ْل َس ِفيَّةَ َاالْ ِف ْة ِريَّةَ التَّوفِ ِيقيَّةَ الْ َةثِ َريَ ِيف الْ ِف ْة ِر‬ ‫ِ‬
‫ك الْ َم َواق َ‬
‫ِ‬
‫س َ ذل َ‬ ‫‪َ .‬االَ نَتْن َ‬
‫(‪)112‬‬

‫اضحاً ألَثَِر ا ِإل ْسالَِم َاالْ ِف ْة ِر األَ ِ ْس ِط ِّي ِيف‬ ‫يب ا ِإلسالَِمي الَِّيت َ انَت انْعِ َةاساً ا ِ‬
‫َ‬ ‫الْ َعَرِ ِّ ْ ِّ‬
‫ك َُْمتَ ِمعاً‪.‬‬ ‫يدي خالَ ِ ِ‬ ‫آن معاً‪ ،‬االت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ٍ‬
‫صةٌ ل ُة ِّل ذل َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ثالثاً‪ :‬اإلرث الثقافي العربي‬
‫اضر‪ِ ،‬حينَتها فِ ِيه‪َِّ ،‬بُ ْختَتلَ ِ‬ ‫يب االْ ِفعل ْ ِ‬ ‫ث الثَّت َق ِ ُّ‬‫لََق ْد َ ا َن ا ِإل ْ ُ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫احلَ ُ‬ ‫ايف الْ َعَرِ ُّ َ ْ ُ‬
‫اضراً ِيف ِذ ْه ِن أَبْ ِي َحيَّا َن الَّ ِذي ََتَثَّتلَهُ ََتَثُّالً َخالَّقاً‬ ‫ض ِامينِ ِه اتَتباي ِن أَبتع ِادهِ ح ِ‬
‫َ َ ُ َْ َ‬ ‫َم َ‬
‫اق نَ َس َخ َل َدداً َ بِرياً ِم َن‬ ‫َي ش ٍ‬ ‫ِ‬
‫يء َاَّ ٌ‬ ‫ُمْبدلاً‪َ ،‬ل ْن َغ ِري طَ ِر ٍيق؛ فَت ُه َو قَتْب َل أ ِّ َ‬
‫ات الْعِْل ِم‬ ‫اظباً للَى حلَ َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُةتُ ْ الَِّيت أَ ْغنَْتهُ ف ْةراً َاَم ْع ِرفَةً َا َل ْقالً‪ُ .‬ثَّ إنَّهُ َ ا َن ُم َو َ ْ َ‬
‫اضَرِ ا ِإل ْسالَِميَّ ِة آنَ َذ َاك‪،‬‬ ‫احل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬
‫ت ظَاهَرً ُمْنتَشَرً ِيف َْ‬ ‫َاََمَالسه الْ َةث َري ‪ ،‬الَِّيت َ انَ ْ‬
‫ضايَا الْعِْل ِم َاالْ ِف ْة ِر َاالْ َف ْل َس َف ِة‬‫ف قَ َ‬‫احلِوا ِ لِم ْختَتلَ ِ‬
‫اش َا ْ َ ُ‬ ‫ض بِالنِّت َق ِ‬ ‫ت تَتتَت َعَّر ُ‬‫َاَ انَ ْ‬
‫َّوحيدي‬ ‫ب االْ ِف ْق ِه االْ َةالَِم … األَمر الَّ ِذي أَسهم ِيف إِ ْغن ِاء فِ ْة ِر الت ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َااأل ََد َ‬
‫اجلَ َد ِل‪َ ،‬اقَ ْد نتَ َق َل لَنَا‬ ‫َاثتَ َقافَتِ ِه َاَا َّسع َدائَِرَ َم َعا ِفِ ِه َاأَ ْ َسبَهُ ِحْن َةةً َاِمَراساً ِيف ْ‬
‫يسى ب ِن‬ ‫يدي َ ثِرياً ِِمَّا َ ا َن ي ُدا ِيف ه ِذهِ الْمجالِس ِمثْ ِل ََملِ ِ ِ‬ ‫الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫سع َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫سن‬ ‫الح‬ ‫ي‬ ‫س أَبِ‬ ‫ِ‬ ‫دي(‪ ،)111‬اََملِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ع‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫علِي ب ِن ِعيسى( ‪ ،)11‬اََملِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س أَبي َزَىريَّا‬ ‫ومسي(‪َ ،)111‬اََْملِ ِ‬ ‫س أَبِي ب ْك ٍر ال ُق ِ‬ ‫العامري(‪َ ،)115‬اََْملِ ِ‬
‫َ‬

‫‪ 112‬ت فةر التَّوسط اااللتدال أُثرت لن النَِّب ‪ ‬يف َنو ‪ 21‬حديثاً أ َْاَ َدتْت َها ت ُ األَحاديث التِّسعة‪.‬‬
‫‪ 11‬ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص‪.111‬‬
‫‪ 111‬ت م‪ .‬س ت ص‪.151‬‬
‫‪ 115‬ت م‪ .‬س ت ص‪.115‬‬
‫‪ 111‬ت م‪ .‬س ت ص‪.112‬‬

‫ـ ‪ 68‬ـ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َدفَّات ُ تُبِه أَنَّهُ‬ ‫يم ِري َِ ‪َ .،‬اإِ َ ْىل َجانِ ِ ذل َ‬
‫(‪)111‬‬
‫صَّر َح لَنَا َ ثرياً بَ َ‬ ‫ك فَت َق ْد َ‬ ‫الص َ‬
‫َّ‬
‫ِّع ِر))(‪ )111‬لب ِن طَباطَبَا(‪َ ،)119‬اُ تُ َ قُ َد َامةَ ب ِن َج ْع َفر ِيف‬ ‫ِ‬
‫قَتَرأَ ((ليَا َ الش ْ‬
‫اح ِظ(‪َ ،)111‬وابْ ِن قُتَيبَة(‪َ ،)112‬اقَتَرأَ لب ِن أبي‬ ‫النَّت ْق ِد( ‪ َ ،)11‬ما قَترأَ لِلْج ِ‬
‫َ َ َ‬
‫اب‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫)‬‫‪115‬‬ ‫(‬
‫ي‬ ‫اهر( ‪ِ )11‬تابه ((الْمْنظُوم االْمْنثو ))( )‪ ،‬اقَترأَ للصولِ‬
‫‪111‬‬ ‫طَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ َ َ َ ُ َ‬
‫((األ َْاَ ِاق))(‪َ َ ،)111‬ما قَتَرأَ ُ تُ َ ابْ ِن ال ُْم ْعتِز َوال َْم ْرَزبَانِي َا َغ ِريِه ْم(‪َ .)111‬اُ ُّل‬
‫اض ٌح فِ َيها َسيَّا َن َما َ ا َن ِمْنت َها‬ ‫ات أَبِي حيا َن اا ِ‬
‫َ ََ‬
‫ك مْنتع ِةس ِيف ِتَاب ِ‬
‫َ‬ ‫ذل َ ُ َ ٌ‬
‫ِ‬
‫َص َح ِاِبَا‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ُمْنتَظَماً ِيف سْط ف ْة ِرهِ َاَم َواقفه أَا ِيف ن ْسبَة األَقْت َو ِال إِ َ ْىل أ ْ‬

‫‪111‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص‪.2 1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬
‫والذخائر (ق) ت ج‪ 5‬ت ص‪.1 1‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪119‬‬
‫ت ابن طباطبا‪ :‬هت تو حممد بن أَمحد بن حممد بن إبراهيم بن طباطبتا احلستِن العلتوي‪ ،‬ش ٌ‬
‫تالر التامل بتاألدب‪،‬‬
‫مولتتده بأَصتتبهان‪ ،‬متتن ت ت تبه‪ِ :‬تتتذي الطَّبتتع‪ ،‬العتتراض‪ .‬تت ِّ‬
‫تويف ستتنة ‪ 22‬هت ت‪9 1/‬م‪ .‬انظتتر‪ :‬الفهرس ت ت ت‬
‫ص‪ ،151‬معجم األُدباء ت ج‪ 11‬ت ص ‪ ،11‬األَعالم ت ج‪ 5‬ت ص‪. 1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬
‫والذخائر (ق) ت ج‪ 1‬ت ص‪.5‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪111‬‬
‫ت صلته باجلاحظ معرافة اقد ذ رناها يف الفصل األ ََّال‪.‬‬
‫والذخائر (ق) ت ج‪ 1‬ت ص ت‪.1‬‬‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬ ‫‪112‬‬

‫‪11‬‬
‫الشتتالر املشتتهو املتت َّ‬
‫توىف ببغتتداد‬ ‫َّ‬ ‫ت اب ن أب ي ط اهر‪ :‬هتتو أَبتتو الفضتتل بتتن أَمحتتد بتن أَيب طتتاهر طيفتتو ‪ ،‬الةاتت‬
‫ستتنة ‪21‬ه ت‪191/‬م‪ .‬لتته ت ت ٌ لديتتد ٌ أَشتتهرها املنظتتوم ااملنثتتو التتذي مل يصتتلنا تتامالً‪ .‬انظتتر‪ :‬الفهرس ت ت‬
‫‪ ،11‬معجم األُدباء ت ج‪ 1‬ت ص‪ ،152‬تاريخ بغداد ت ج‪ 1‬ت ص‪ ،211‬الوايف بالوفيات ت ج‪ 1‬ت ص‪.1‬‬
‫والذخائر (ق) ت ج‪ 1‬ت ص‪.1‬‬ ‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬ ‫‪111‬‬

‫‪115‬‬
‫ت الصولي‪ :‬هو أَبو بةر حممد بن ْحىي بن لبتد اهلل ُّ‬
‫الصتوِل الشتطرَني األَديت الةاتت النَّتدمي املشتهو ‪ ،‬اضتع‬
‫تباً ثريً أَشهرها‪ :‬األَا اق يف أَخبا آل العبَّاس اأشعا هم‪ .‬تويف سنة ‪ 5‬هت‪911/‬م‪ .‬الفهرس ت ت ‪،111‬‬
‫معجم األُدباء ت ج‪ 1‬ت ص‪ ،1 1‬تاريخ بغداد ت ج ت ‪ ،121‬الوافي بالوفيات ت ج‪ 5‬ت ص ‪.19‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬
‫والذخائر (ق) ت ج‪ 1‬ت ص‪.1‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪111‬‬
‫الِبي‪ :‬التَّوحيدي بين العلم والمعرفة ت ص ‪.9‬‬
‫ت أَمحد لبد الفتَّاح ِّ‬

‫ـ ‪ 69‬ـ‬
‫رابعاً‪ :‬عصره وشخصيته‬
‫ف ُم َف ِّة ِرنَا َاآ َائِِه‪،‬‬ ‫ضوِ الْ َف ْلس َف ِة الْيونَانِيَّ ِة ِيف مواقِ ِ‬ ‫ال ِيف ُح ُ‬ ‫األ َْم ُر َلينُهُ يتُ َق ُ‬
‫ََ‬ ‫َ ُ‬
‫اش‬‫س « َل َ‬ ‫الذ ْ ِر‪ ،‬فَِفي ِظ ِّل َه ِذهِ الْ َم َجالِ ِ‬ ‫س َسابَِق ِة ِّ‬ ‫َّاها َل ِن الْ َم َجالِ ِ‬ ‫فَت َق ْد تَتلَق َ‬
‫استِ ْمَرا ٍ أَ ْن يَت ْرِاي ظَ َمأَهُ الْ َع ْقلِ َّي‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أَبو َحيَّا َن يَتْنت َه ُل م َن ا ْحلَقي َقة ال َف ْل َسفيَّة‪ُ ،‬حمَا ِاالً بِ ْ‬
‫َساتِ َذ ِ الْ َف ْل َس َف ِة َج َوابَاً لِ ُة ِّل ُس َؤ ٍال»(‪َ ،)111‬اأَ ْ ثَت ُر َم ْن أَثتََّر فِ ِيه ِيف‬ ‫ِ ِ‬
‫َاأَ ْن ََي َد لْن َد أ َ‬
‫جستَانِي الَّ ِذي « َ ا َن ُح َّجةَ الْ َف ْل َس َف ِة‬ ‫يمان الس ْ‬ ‫ُستَاذُهُ أَبُو ُسلَ َ‬
‫ِ‬
‫ه َذا ا ْجلَان ِ ُه َو أ ْ‬
‫الْيونَانِيَّ ِة ِيف لص ِر أَبِي حيَّا َن بِ َدلِ ِيل قُ ْد تِِه الْ َفائَِق ِة للَى ِ‬
‫وص َل ْن‬ ‫ص ِ‬ ‫است ْذ َ ا ِ النُّ ُ‬‫َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫ات ُم َف ِّة ِرنَا ِِبَ ِّد َذاتِِه‪َ ،‬اقَ ْد « َ ا َن يَت ْعتَ ِم ُد ِيف قَِراءَاتِِه‬ ‫مص ِاد ِها» ‪ .‬اَ ذلِ ِ‬
‫ك قَراءَ ُ‬ ‫َ َ‬
‫)‬‫‪119‬‬ ‫(‬
‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني»( ‪.)11‬‬ ‫َل َم ِال الْ َفالَس َفة الْيُونَانتيِّ َ‬‫ص ِرهِ‪ ،‬أل ْ‬‫َللَى التت َّْر َُجَات الْ َعَربِيَّة‪ ،‬الْ ُمتَتيَ ِّسَرِ ِيف َل ْ‬
‫ات‪ ،‬ام ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الِذلِك َ انَ ِ‬
‫ني‪،‬‬ ‫ضام َ‬ ‫صطَلَ َح َ َ َ‬ ‫ت َهذ ْه الْ َف ْل َس َفةُ َحاضَرً ِيف ُم ْعظَ ِم تَابَاته؛ ُم ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫لة َّن األَ ْ ثَتَر‬ ‫افَالَ ِس َفةً ِمل ي ِق َّل حضو الْم ْغموِين ِمْنتهم لن حضوِ الْم ْشهوِين‪ ،‬ا ِ‬
‫َْ ُ ُ ُ َ ُ َ ُْ َْ ُ ُ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ن ت ‪Platon‬‬ ‫يدي هم‪ :‬أَفْالَطُو ُ‬ ‫َّوح ِ‬‫ان ِيف فِ ْة ِر الت ِ‬ ‫ضو اً افِعالً ِمن فَالَ ِس َف ِة الْيونَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُح ُ َ ْ ْ‬
‫ط ت ‪.Socrates‬‬ ‫َوأَ ِر ْسطُو ت ‪َ Aristotle‬و ُس ْق َرا ُ‬
‫وب‬‫ُسلُ َ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫َسلَ ْفنَاهُ ِم ْن ِصلَتِ ِه بِأَفْالَطُو َن ََِن ُد َمثْالً أ َّ‬ ‫ىل َجان ِ َما أ ْ‬
‫اإِ َ ِ‬
‫َ ْ‬
‫اد الَِّيت َ َسَ َها أَ ِر ْسطُو ِيف‬ ‫ط تَت ْف ِة ِريهِ متأثتِّر ِان إِ َىل ح ٍّد َ بِ ٍري بِا ْحل ُد ِ‬ ‫أَبِي َحيَّا َن َاََّنَ َ‬
‫ُ‬ ‫َُ َ ْ َ‬
‫يما َن إِ ْذ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وحي بِذل َ‬ ‫اب ا ْجل َد ِل‪ ،‬اهو ذَاتُه ي ْذ ُ ر ما قَ ْد ي ِ‬ ‫ِتَ ِ‬
‫ك َللَ ْى ل َسان أَبي ُسلَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َُ ُ َ ُ َ‬
‫ت‬ ‫ول‪ « :‬ه ِذهِ اآلداب االْعلُوم ِهي قُ ُشو ا ْحلِ ْةم ِة اما انْتتَ َشر ِمْنتها للَى فَائِ ِ‬ ‫يَت ُق ُ‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ُ َ ُ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫اض ِع االدَّلِيل الْمدَّلى ِيف ه ِذهِ‬ ‫َن الْ ِقياس الْم ْقصود ِيف ه ِذهِ الْمو ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫الزَمان‪ ،‬أل َّ َ َ َ ُ َ‬
‫‪111‬‬
‫ت نو الدِّين بلقاسم‪ :‬أَصداء المجتمع والعصر في أَدب أَبي حيَّان التَّوحيدي ت ص ‪ 2‬ت ‪. 21‬‬
‫‪119‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪. 21‬‬
‫‪11‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ذاته‪.‬‬

‫ـ ‪ 71‬ـ‬
‫الرْم ِز ا ِإل َهلِ ِّي‪َ ،‬ااالقْتِنَ ِاع‬
‫ان الْ َمْن ِط ِق ِّي‪َ ،‬ا َّ‬
‫اب‪ ،‬معها ِظلٌّ ي ِسري ِمن الْبتره ِ‬
‫َ ٌ َ َُْ‬ ‫َََ‬
‫األَبْتو ِ‬
‫َ‬
‫س‪َ ،‬اُه َو ا ْجلَ َد ُل‪،‬‬ ‫اخلَ ِام ِ‬
‫اب ْ‬ ‫ني ه َذا الْباب أ َْر ْسطُوطَالِيس ِيف الْ ِةتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َف ْل َسف ِّي‪َ .‬اقَ ْد بَت َّ َ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫اج ِمْنهُ َم َع الت َّْم ِو ِيه َاالْ ُمغَالَطَِة»(‪.)111‬‬ ‫ان التتَّعلِيق بِِه‪ ،‬ا ِ‬ ‫ُ َّل ما ِيف ا ِإلم َة ِ‬
‫االحت َج ُ‬
‫ْ ُ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َّوحي ِدي أ َْمٌر يَطُ ُ‬ ‫َن ا ْحل ِديث ِيف مص ِاد ِ الْ ِف ْة ِر ا ْجلم ِاِل ِلْن َد الت ِ‬
‫ول‪،‬‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫َاا ْحلَ ُّق أ َّ َ َ َ َ‬
‫اخلِالَ ُ ‪َ ،‬ا َح ْسبُتنَا ِمْنهُ َما أَتَينَا َللَ ِيه‪َ ،‬اإِ ْن َملْ يِ ُة ْن ِِنَايَةَ‬
‫ول َم َعهُ ا ْجلِ َد ُال َا ْ‬ ‫َاقَ ْد يَطُ ُ‬
‫الهُ‪.‬‬ ‫الْ َق ِ ِ‬
‫ول َاالَ ُجَ َ‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪111‬‬
‫ت‪. 1‬‬ ‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص ‪5‬‬

‫ـ ‪ 70‬ـ‬
‫ـ ‪ 72‬ـ‬
‫ـ ‪ 73‬ـ‬
‫خصوصيَّة الفن‬
‫الفــن واإلهلـــام‬
‫الفـــنُّ واحلــــيوان‬
‫املوهــبة واإلبـداع‬
‫الفن واحملـاكاة‬
‫ُّ‬

‫ـ ‪ 74‬ـ‬
‫ْج َمالِيَّةَ‬‫لَ َق ْد نَثَ َر التَّوحيدي نَمَ ِريَّتَهُ ال َفنَّ يَّةَ َوال َ‬
‫الع ْق ِد‪َ .‬ونَ ْح ُن لَ‬ ‫ات ِ‬ ‫بين ُىتُبِ ِه نَثْ ر الل ْؤلُ ِؤ بين حبَّ ِ‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫أسيس نَمَ ِريَّة‪ٍ،‬‬ ‫اصدا تَ ِ‬ ‫نَدَّعي أَنَّهُ َىا َن م ْد ِرىا أَو قَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اد يَ ْرقَى إِلَى ُم ْستَ َو‬ ‫َّمهُ يَ َك ُ‬ ‫ِ‬
‫ولكنَّنَا نَ ْز ُع ُم أ َّ‬
‫َن َما قَد َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ص َها‬ ‫نَمَ ِريَّة إِ ْن لَ ْم تَ ُك ْن ُمتَ َكاملَةا تَ َماما فَِإنَّهُ لَ يَنُ ُق ُ‬
‫ف التَّ َك ُام ِل‪.‬‬ ‫ال َكثِ ُير أَبَد ا َحتَّى تُ ْمنَ َح َش َر َ‬

‫اص؛‬ ‫اخلَ ِّ‬ ‫الع ِّام؛ ِل ْل ِم ا ْجلَ َم ِال ‪َ ،‬اِيف إِطَا ِهِ ْ‬ ‫ِ‬
‫ث ا ْجلَ َمال ِيف إِطَا ِهِ َ‬ ‫إِ َّن َمْب َح َ‬
‫ِّد ِ‪ ،‬يَتْنطَ ِوي َللَى‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُخَرع؛ الْ ُم ْختَل َفة َاالْ ُمتَت َعد َ‬
‫فَت ْل َس َفة ال َف ِّن ‪َ ،‬شأنُهُ َشأ ُن الْ َمبَاحث األ ْ‬
‫ات الْ ُم َعا َجلَِة‪ ،‬فَتلَ َدينَا أ ََّاالً َما ُيُْ ِة ُن أَ ْن‬ ‫يف لِْلموضول ِ‬ ‫َغ ِري مستَتوع اتَ ِ‬
‫صن ٍ َ ُ َ‬ ‫ْ ًُْ َ ْ‬
‫ث َاالْ ُم َعا َجلَِة‪،‬‬‫اه ِج أَا طَرائِ ِق البح ِ‬ ‫ي‪ ،‬اََِن ُدنَا ثَانِياً أَمام الْمن ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫نُ َس ِّميَهُ الْ ُم ْستَت َوع النَّظَ ِر ِّ َ‬
‫ث أَا َذ َاك اتُتع ِ‬
‫اجلُ َها تَتبَعاً‬ ‫اََِن ُدنَا ثَالِثاً بني الْمي ِادي ِن الَِّيت َتَْتَ ُّد إِلَيها ي ُتد ه َذا الْمبح ِ‬
‫ََ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ‬
‫ُخَرع يَت ْرتَبِ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ط‬ ‫ل َمْنظُوِهِ َاَمنَاهجه َاأ ََد َااته َاَم َفاهيمه‪َ .‬الَ َعلَّنَا ََن ُد أَيضاً ُم ْستَت َويَات أ ْ‬
‫ات؛ (الْ َم َذ ِاه ِ )‬ ‫ات) االنَّظَ ِريَّ ِ‬
‫َ‬
‫ات؛ (الْمبترهنَ ِ‬
‫َُ ْ َ‬
‫ث‪ َ :‬النَّظَ ِريَّ ِ‬ ‫اد ِ الْمبح ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ لٌّ مْنت َها َّبَ َّ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫َاالْ ُم ْستَت َوع التَّأ ِ ِخي ِّي َاال ُف ُر ِ‬
‫ك‪.‬‬‫اع َا َغ ِري ذل َ‬
‫س‬ ‫ُس ٍ‬‫ئ َاأ ُ‬ ‫ات العِْل ِم ِم ْن َمبَ ِاد َ‬ ‫ي بِالوقُو ِ للَى مْنطَلَ َق ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َخيْتَ ُّ ِ‬
‫ص ا ْجلَان ُ النَّظَر ُّ ُ‬
‫َل ِّم ت ِيف لُلُ ِوم الطَّبِ َيع ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫يم؛ هذه األ ُُموِ الَِّيت تَ ُةو ُن اتِّت َفاقيَّةً ت َللَى األَ ْغلَ ِ األ َ‬
‫ِ‬
‫َاَم َفاه َ‬
‫اسعاً ِيف‬ ‫ا ِخالَفِيَّةً ت للَى العم ِوم ت ِيف العلُ ِوم النَّظَ ِريَِّة؛ فَِفي ِل ْل ِم ا ْجلم ِال ََِن ُد تَتبايناً َش ِ‬
‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َ‬
‫َّعبِ ِري‬ ‫اهي ِم‪ ،‬اأَالَ ِويَّ ِاِتَا اتَس ِمياِتِِا اأ ِ‬ ‫س االْم َف ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َسالي ِ التت ْ‬ ‫َ ْ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُس ِ َ َ‬ ‫تَت ْرتي ِ هذه الْ َمبَادئ َااأل ُ‬
‫ص‬ ‫لْنتها االتَّتعام ِل معها‪ ،‬فَتنَ ِج ُد مثَالً‪ :‬م ْفهوم ا ْجلم ِال اطَبِيعةَ ا ْجلم ِال‪ ،‬اخ ِ‬
‫صائ َ‬ ‫َ َ ُ َ ََ َ َ ََ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َََ‬

‫ـ ‪ 75‬ـ‬
‫القيَ َم ا ْجلَ َمالِيَّةَ‪َ ،‬االلَّ َّذ َ ا ْجلَ َمالِيَّةَ‬ ‫اصر ا ْجلم ِال‪ ،‬امعايِري ا ْجلم ِال ا ِ‬
‫ََ َ َ ََ َ‬
‫ِ‬
‫ا ْجلَ َمال َا َلنَ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫اِل‪َ ،‬اا ِإلبْ َد َ‬
‫اع‬ ‫اِل َاالتَّ َذ ُّا َق ا ْجلَ َم ِ َّ‬ ‫َاالْ ُم َعايَ َشةَ ا ْجلَ َمالِيَّةَ َاالتَّتلَقِّي ا ْجلَ َم ِ َّ‬
‫اِل‪َ ،‬االتَّت ْق ِوميَ ا ْجلَ َم ِ َّ‬
‫ف‬ ‫ني مُْتَتلَ ِ‬ ‫ِ‬
‫العالَقَات بِ َ‬ ‫الصوََ ال َفنِّتيَّةَ‪َ ،‬ا َ‬ ‫الصوََ ا ْجلَ َمالِيَّةَ َا ُّ‬ ‫َاا ِإل ْهلَ َام َاالْ ُم َحا َ ا َ‪َ ،‬ا ُّ‬
‫ك الْ َةثِ َري ال َةثِ َري ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َم َفاهي ِم َااألَفْت ُرِع َاالْ َميَادي ِن؛ َمثَانِياً َا ُُجُولاً‪َ ،‬ا َغ َري ذل َ‬
‫اهاِتِِم‬ ‫ِ ِِ ِ ِِ ِ‬
‫ني تَتبَعاً ل ُميُوهلم َا ْاهت َم َاماِتم َاانْتبَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َم َسائ ِل الَِّيت ََن ُد َها ُمتَت َفِّرقَتةً لَ ْد َن البَاحث َ‬
‫َاانْتِ َماءَاِتِِم‪...‬‬
‫ث فَ ِه َي الطُُّر ُق أَا ال ُّسبُ ُل الَِّيت يَتْنتَ ِه ُج ُها البَ َّحاثتَةُ إِبَّا َن‬ ‫اهج البح ِ‬ ‫ِ‬
‫أ ََّما َمنَ ُ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَتنَاالِِه م َّ ِ ِ‬
‫وع‬
‫وض ِ‬ ‫اد َ َِْبثه َاُم َعا َجلَت َها‪َ .‬ابَ َده ٌّي أَ ْن تَتتَبَايَ َن هذه الْ َمنَاه ُج بِتَبَايُ ِن َم ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد ُ البح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫ث ه َي الَِّيت تتُ َو ِّجتهُ البَاح َ‬ ‫ت َم َّ َ ْ‬ ‫يما إِذَا َ انَ ْ‬ ‫َّاد ف َ‬ ‫ف النُّتق ُ‬ ‫اختَتلَ َ‬‫البَ ْحث‪َ .‬اقَد ْ‬
‫ني طََرائِ ِق الْ ُم َعا َجلَِة‪َ .‬اا ْحلَ ُّق‬ ‫َن الب ِ‬ ‫اتَت ْف ِرض للَ ِيه س ْلك طَ ِري َق ٍة ُحمد ٍ‬
‫ث ُمَيَّتٌر بَ َ‬ ‫اح َ‬ ‫َّد أ َْم أ َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ َ َ‬
‫اح ٍد أَا‬ ‫َّد؛ ا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‪ِ ،‬يف ل ْل ِم ا ْجلَ َمال َل ِن االتِّت َفاق َللَى مْنت َه ٍج ُحمَد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أَنتَّنَا َما زلْنَا َلاج ِز َ‬
‫صل إِ َىل مْنته ٍج ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اض ٍح‬ ‫ضايَا ا ْجلَ َماليَّة َاَم َسائل َها‪ ،‬بَ ْل لَ َعلَّنَا َملْ نَ ْ َ َ َ‬ ‫أَ ْ ثَتَر ِيف ُم َعا َجلَة ال َق َ‬
‫اح ِ‬ ‫ث ا َذاتِيَّ ِة الب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يج بني م َّ ِ‬ ‫اط الوثِ ِيق ِ‬ ‫اخلُص ِ ِ ِ ِ‬
‫ث‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اد البَ ْح َ‬ ‫الوش ِ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫وص‪ ،‬لال ْتبَ َ‬ ‫ِيف ه َذا ْ ُ‬
‫اليَّ ِة الَِّيت قَطَ َعت أَ ْش َواطاً طَ ِويلةً َللَى ه َذا‬ ‫ث العلُ ِوم االجتِم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫خالَ َ ُم ْعظَ ِم َمبَاح ُ‬
‫ت َم َع ِل ْل ِم ا ْجلَ َم ِال ِيف َذاتِيَّتِ َها‪.‬‬ ‫الطَّ ِر ِيق‪َ ،‬اإِ ِن اتَّت َف َق ْ‬
‫أي ِل ْل ٍم‪َ ،‬اِمْنت َها ِل ْل ُم ا ْجلَ َم ِال بِالضََّرْاِِ‪ ،‬إِ َىل تَطْبِ ِيق‬ ‫ين العِْل ِم؛ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تَتتَّجهُ َميَاد ُ‬
‫ي‬‫ُست ُس ِه النَّظَ ِريَِّة َللَى أَفْت ُر ِل ِه الْ ُم ْختَلِ َف ِة‪ ،‬أَي إِنتَّنَا نَتْنتَ ِق ُل ُهنَا ِم َن الْ ُم ْستَت َوع النَّظَ ِر ِّ‬ ‫أُ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِِ‬ ‫االتَّتْن ِظ ِري ِّ ِ‬
‫يما‬‫ي إ َىل الْ ُم ْستَت َوع التَّطْبيق ِّي ل ْلع ْل ِم‪ ،‬فَتنَج ُد لَ َدينَا َللَى َسب ِيل الْمثَال ت ف َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّحت َاالع َما َِ َا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َاالْ ُموسي َقى ‪...‬‬ ‫الرقْ ِ‬ ‫الر ْس ِم َاالن ْ‬ ‫ِّع ِر َاالنَّثْ ِر َا َّ‬
‫صنَا ت َُجَاليَّات الش ْ‬ ‫َخيُ ُّ‬
‫ون‪.‬‬ ‫ا َغ ِريها ِمن ال ُفنُ ِ‬
‫َ َ َ‬

‫ـ ‪ 76‬ـ‬
‫يب ا ِإل ْسالَِم ِّي‪،‬‬ ‫اث الْ َعَرِ ِّ‬‫اجلم ِال ِيف التتُّر ِ‬
‫َ‬ ‫ولات الْ َف ِّن َا َْ َ‬
‫«إِ َّن انْ ِشغَالَنَا َِّبَوض ِ‬
‫ُ َ‬
‫َّوح ِ‬‫اجلم ِاِل ِلْن َد أَبِي حيَّا َن الت ِ‬
‫يدي‪َْْ ،‬ح ُة ُمهُ ُس َؤ ٌال يَتْب ُدا‬ ‫َ‬ ‫االهتِ َم ِام َْ َ ِّ‬ ‫ضوِ ْ‬ ‫وع ُح ُ‬ ‫َانَ ِ‬
‫صو َغهُ بِأَ ْ ثَ ِر‬ ‫صع الْمعا َجل ِة‪ ،‬للَى أَ ْ ثتر ِمن ِ ٍ‬
‫صعيد‪َ ،‬اُه َو ُس َؤ ٌال قَابِ ٌل ألَ ْن نَ ُ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ َ ْ ََ ْ َ‬
‫ات‬‫ِمن طَ ِري َق ٍة‪َ :‬هل تُوف ر لَنَا الثَّ َقافَةُ الْعربِيَّةُ ا ِإلسالَِميَّةُ إِم َكا َن إِقَام ِة جمالِيَّ ٍ‬
‫َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ْخ ْب َرَة ال َْع َربِيَّةَ ا ِإل ْسالَِميَّةَ‪،‬‬ ‫ف ال ِ‬ ‫اه ِيم‪ ،‬تُ َكث ُ‬ ‫س‪ ،‬معيَّ نَ ِة الْم َف ِ‬
‫َ‬ ‫ُس ِ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ُم َح َّد َدة األ ُ‬
‫صيَ ِغ‬ ‫ف ِ‬ ‫اع َل َوا ْختِالَ َ‬ ‫الزَم ِن‪َ ،‬والتَّ َف ُ‬ ‫َوأَنْ َما َط التَّ َذو ِق ال ُْمتَ َراىِ َم ِة َع ْب َر َّ‬
‫اب جمالِ ٍّي ي ْحتَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ُن‬ ‫اك إِ ْم َكا ٌن للْت َقاط َعنَاص َر خطَ ٍ َ َ َ‬ ‫َح َك ِام ؟ َه ْل ُهنَ َ‬ ‫األ ْ‬
‫ض َارٍة‬ ‫ت ِم ْن أَ ْىثَ َر ِم ْن َح َ‬ ‫اج َر ْ‬ ‫ت في ثَنَايَاهُ ُرُموٌز َه َ‬
‫ات متَ َخيَّ ٍل استَ َق َّر ْ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ُم َقوَم ُ‬
‫الرْم ِزي لِلغَ ِة‬ ‫الدلَلِي َو َّ‬ ‫َّس ِق َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وِم ْن فَ َ ٍ ِ ِ ِ ِ‬
‫ضاء ثَ َقاف ٍّي‪ ،‬لتَج َد تَ ْعب َيرَها الْبَلي َغ في الن َ‬ ‫َ‬
‫ال َْع َربِيَّ ِة ؟»(‪.)112‬‬
‫االص ِطالَ ِح ِّي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِم َن َّ‬
‫ْ‬ ‫الص ْع ِ الْ َق ْو ُل بُِو ُجود مثْ ِل هذه النَّظَ ِريَّة َّبَْعنَ َ‬
‫اها‬
‫االص ِط ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الح( ‪َ )11‬للَ ْى يَ َدي أَلكسندر‬ ‫الْ ُم َعاص ِر لْن َد ُ ِّل َم ْن َسبَ َق ِاالَ َد َ ه َذا ْ‬
‫امل نَظَ ِريَّ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ود َم َع ِ‬ ‫ك الَ يَتْنفي ُمطْلَقاً ُا ُج َ‬ ‫باومجارتن ت ‪َ ،Baumagarten‬ال ِة َّن ذل َ‬
‫ك ِيف‬ ‫ِ‬ ‫اط أَمثَ ِال ه ِذهِ النَّظَ ِريَّ ِ‬ ‫ول دا َن ِ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ات؛ َستيَّا َن أَ َ ا َن ذل َ‬ ‫استْنبَ ْ‬ ‫ُمتَ َةاملَة‪َ ،‬االَ َْحُ ُ ُ ْ‬
‫ضا َِ الْيُونَانِيَّ ِة‪َ .‬اانْ ِطالَقاً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضا َِ الْ َعَربِيَّة ا ِإل ْسالَميَّة َافَت ْل َس َفت َها‪ ،‬أَ ْم فَت ْل َس َفة ا ْحلَ َ‬‫ف ْة ِر ا ْحلَ َ‬
‫َّوحيدي قَ ْد نَتثَتَر َما ُيُْ ِة ُن أَ ْن نُ َس ِّميَهُ «نَظَ ِريتَّتَهُ ال َفنَّتيَّةَ‬ ‫ك ُيُْ ِةنُتنَا الْ َق ُ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ول بِأ َّ‬
‫َن الت‬ ‫ِم ْن ذل َ‬
‫َّلي أَنَّهُ َ ا َن‬ ‫ات العِ ْق ِد‪ .‬اإِ ْن ُ نَّا الَ نَد ِ‬ ‫اا ْجلمالِيَّةَ» بتني ُ تُبِ ِه نَتثْتر اللُّ ْؤلُ ِؤ بني حبَّ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ََ‬
‫ك‪ ،‬فَِإنتَّنَا نَ ْس َم ُح‬ ‫ي ْد ِ ُك أَنَّه يتع ِرض لِنظَ ِريٍَّة فَتنِّتيَّ ٍة ا َُجالِيَّ ٍة‪ ،‬االَ أَنَّه َ ا َن قَ ِ ِ‬
‫اصداً ذل َ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ُ َْ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫‪112‬‬
‫ت‬ ‫ت حممتد نتو التدِّين أَفايتة‪ :‬الهتم ام بالجم ال عن د التَّوحي دي ت ضتمن َملَّتة؛ القتاهر ت اجمللتد ‪ 11‬ت العتدد‬
‫‪115‬ت ‪.111‬‬
‫‪11‬‬
‫اجلماِل‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫السابق املخصوص ملصاد فةر التَّوحيدي‬
‫ت ناقشنا هذه الفةر يف الفصل َّ‬

‫ـ ‪ 77‬ـ‬
‫ٍ‬ ‫ألَنْت ُف ِسنَا َّ‬
‫الز ْل َم ُم َقدَّماً بِأ َّ‬
‫اد يَت ْرقَى إِ َىل ُم ْستَت َوع نَظَ ِريَّة إِ ْن َملْ‬
‫َّمهُ أَبُو َحيَّان يَ َة ُ‬ ‫َن َما قَد َ‬
‫ص َها ال َةثِريُ أَبَداً َح ََّّت َتُْنَ َح َشَر َ التَّ َة ُام ِل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫تَ ُة ْن ُمتَ َةاملَةً َتََاماً فَِإنَّهُ الَ يَتنُت ُق ُ‬
‫ط َل ْش َو ٍاء‪ ،‬االَ تَت ْق ِحْيماً‬ ‫ف ْالتِبَاطاً َاالَ َخْب َ‬ ‫هذهِ اآل ِاء االْمواقِ ِ‬
‫َ َ ََ‬
‫الِذلِك َمل ي ُةن نَتثْتر ِ‬
‫َ َ َْ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ت لَهُ أَ ْن يَت ْف َع َل‬ ‫ت لَهُ َساَنَةٌ‪ ،‬أَا َشاءَ ْ‬ ‫ني طَيَّات ُ تُبِه ُ لَّ َما َسنَ َح ْ‬ ‫آل َائه ال َفنِّتيَّة بَ َ‬
‫ادفَةٌ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صَ‬ ‫ك ُم َ‬ ‫ذل َ‬
‫خصوصيَّةُ الفنِّ‬
‫اِل قَ ِدي ٍر َ بِ ٍري‪ ،‬أَ ْن يُ ْد ِ َك ت َاُه َو‬ ‫ٍ‬
‫الع ِس ِري َللَى فَيلَ ُسو َُجَ ِ ٍّ‬ ‫ِ‬
‫َملْ يَ ُة ْن م َن َ‬
‫صُّر ال َةثِريُا َن(‪ )111‬ت أ َّ‬ ‫يب‪ َ ،‬ما ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن أ ََه َّم َمَزايَا‬ ‫العَرِ ِّ َ ُ‬ ‫يتُْرسي َد َلائ َم ُم ِه َّمة لع ْل ِم ا ْجلَ َمال َ‬
‫ان َا ْح َدهُ ِم ْن ُد ْا ِن َسائِِر‬ ‫صر للَى ا ِإلنْس ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الةٌ تَت ْقتَ ُ َ‬
‫ِ‬
‫صائصه أَنَّهُ صنَ َ‬
‫ال َف ِّن اخ ِ ِ ِ‬
‫ََ َ‬
‫ِِ‬ ‫ات‪ ،‬ألَنَّه َخيْتَ ُّ ِ ٍ‬ ‫الْمخلُوقَ ِ‬
‫َن ال َف َّن‬ ‫ف أ َّ‬ ‫ص بِس َمات الَ تَتتَت َوافَت ُر إِالَّ فيه‪َ .‬ايُ ِّ ُ‬
‫بني لَنَا َ ْي َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫َن ال َف َّن ُد ْا َن الطَّبِ َيع ِة َ َماالً‪َ ،‬اأ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن‬ ‫ض ُرْاًَ أ َّ‬‫ك َ‬ ‫ُحمَا َ ا ٌ للطَّبِ َيع ِة‪ِ ،‬مَّا يَت َِتتَّ ُ َللَى ذل َ‬
‫اص ِرهِ َا ُحمَدِّثِِه أَبِي َعلِ ٍّي‬‫ان مع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك َللَى ل َس ُ َ‬
‫ِ‬
‫ول ِيف ذل َ‬ ‫وق ال َف ِّن؛ يَت ُق ُ‬ ‫الطَّبِ َيعةَ فَ َ‬
‫ِم ْس َك ِويه‪:‬‬
‫الةَ ُدا َن الطَّبِ َيع ِة‪َ ،‬اإِ َّن‬ ‫ال ِة (ال َف ِّن)‪َ ،‬اإِ َّن ِّ‬
‫الصنَ َ‬ ‫الصنَ َ‬
‫وق ِّ‬ ‫«إِ َّن الطَّبِ َيعةَ فَ َ‬
‫ال ِة َاتَ ْة ُم ُل»(‪.)115‬‬ ‫الةَ تَتتَ َشبَّهُ بِالطَّبِ َيع ِة َاالَ تَ ْة ُم ُل‪َ ،‬االطَّبِ َيعةُ الَ تَتتَ َشبَّهُ بِ ِّ‬
‫الصنَ َ‬ ‫الصنَ َ‬
‫ِّ‬
‫اصلَةٌ إِلَ َيها‪َ ،‬ل ِاملَةٌ‬ ‫َن الطَّبِيعةَ قُت َّوٌ إِ َهلِيَّةٌ سا ِيةٌ ِيف األَ ْشي ِاء ا ِ‬ ‫ك «أ َّ‬ ‫ِ‬
‫السبَ ُ ِيف ذل َ‬ ‫َا َّ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫االستِ َحالَ ِة َااالنِْف َع ِال َاالْ ُم َواتَا ِ‪ ،‬إِ َّما َللَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َيها بَِق ْد ِ َما لألَ ْشيَاء م َن ال َقبُول َا ْ‬
‫ص»(‪.)111‬‬ ‫َّم ِام‪َ ،‬اإِ َّما َللَى النَّت ْق ِ‬ ‫الت َ‬
‫الد تو إبراهيم الةيالين االد تو ز ريا إبراهيم ا ُّ‬
‫الد تو لفيف ِبنسي اغريهم‪.‬‬ ‫ت من أَمثال ُّ‬ ‫‪111‬‬

‫‪115‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪. 9‬‬
‫‪111‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص‪. 9‬‬

‫ـ ‪ 78‬ـ‬
‫َالَ َع َّل ه َذا َما ذَ َه َ إِلَ ِيه أَنْ ْد ِريه ِجيد ت ‪ André Gide‬الَّ ِذي « يَتعُ ُّد َ َّل‬
‫ض طَبِيعِيًّا بِ ِ ِ‬ ‫ش ٍ‬
‫يد َغريُ‬ ‫الو ِح ُ‬ ‫ِ ِِ‬
‫استثْتنَاء ال َف ِّن‪ ،‬فَت ُه َو يف نَظَره الشَّيءُ َ‬ ‫ْ‬ ‫يء َللَى َا ْج ِه األَْ ِ‬ ‫َ‬
‫اختِالَ ِ أَْ ِضيَّ ِة التَّت ْف ِة ِري‪.‬‬ ‫ِ (‪)111‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫صطَنَ ُع ِيف هذه ا ْحلَيَا » ‪َ ،‬م َع ْ‬ ‫الطَّبِيع ِّي‪َ ،‬االْ ُم ْ‬
‫ان اا ْحليتو ِان ِيف م َة ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َايتُتَابِ ُع أَبُ ْو َحيَّا َن‪ِ ،‬يف َم ْع ِر ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫ني ا ِإلنْ َس َ ََ َ‬ ‫ض الت َّْميِي ِز بَ َ‬
‫ان أَنَّه ج ِامع ما تَت َفَّر َق ِيف َِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُجي ِع‬ ‫ني َل ِن ا ِإلنْ َس ُ َ ٌ َ‬ ‫ض البَاحث َ‬ ‫آخَر‪ ،‬قَائالً‪« :‬ذَ َ َر بَت ْع ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫ص ٍال‪:‬‬ ‫ض َل بِثَالَث خ َ‬ ‫ا ْحلَيَت َو ِان‪ُ ،‬ثَّ َز َاد َللَ َيها َافَ ُ‬
‫َّارةِ‪.‬‬
‫الع ْق ِل َوالنَّمَ ِر فِي األ ُُموِر النَّافِ َع ِة َوالض َّ‬ ‫بِ َ‬
‫الع ْق ُل بَِو َساطَ ِة النَّمَ ِر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اد َ‬‫استَ َف َ‬‫َوبِال َْم ْنط ِق ِإلبْ َرا ِز َما ْ‬
‫يها ُم َماثِلَةا لِ َما فِي‬ ‫ِ‬
‫ات‪َ ،‬وإِبْ َرا ِز الص َوِر ف َ‬ ‫َيدي ِإلقَ َام ِة الصنَ َ‬
‫اع ِ‬ ‫وبِاأل ِ‬
‫َ‬
‫(‪)111‬‬
‫س» ‪.‬‬ ‫الطَّبِ َيع ِة بِ ُق َّوةِ النَّ ْف ِ‬
‫ك يت ْق ِِتب َ ثِرياً ِِمَّا سي ِقف للَ ِيه فَتيتلَسو ُ ا ْجلم ِال الْمع ِ‬ ‫ِ‬
‫اص ُر‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫ََ ُ َ ْ ُ ْ‬ ‫َاُه َو بِذل َ َ َ ُ‬
‫التِبَا ِهِ‬ ‫َّميُّ ِز ا ِإلنْ َساِينِّ بِ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ُجورج َس ْنتَ يَانَا ت ‪ Santayana‬ب َقوله‪« :‬حينَ َما نتَ ْع َِت ُ بالت َ‬
‫اضلَ ِة‪ ،‬ألَنَّهُ الَ ِغ َىن لَنَا َلْنهُ‪ ،‬فَ ِحينَئِ ٍذ نُرتِّ ُ ُ َّل َما ِيف الطَّبِ َيع ِة‬ ‫ِ‬
‫َساساً َم ْش ُرالاً ل ْل ُم َف َ‬ ‫أَ‬
‫يث ََْن َع ُل ِمْنت َها نِظَاماً ِم َن‬ ‫ات َح ْس َ ه َذا الْ ِم ْعيَا ِ ِِبَ ُ‬ ‫ال َفنِّتيَّ ِة ِمن موضول ٍ‬
‫ْ َ ُ َ‬
‫الْ ِقيَ ِم»(‪.)119‬‬
‫ون‪ ،‬إِ َىل‬ ‫ُاىل االثَّانِي ِة دا اً َ بِرياً ِيف ال ُفنُ ِ‬
‫ني األ َ َ َ َ‬ ‫َن لِْل ِم َيزتَ ِ‬
‫ك فِ ِيه أ َّ‬‫ِِمَّا الَ َش َّ‬
‫الع َملِيَّ ِة ِيف ا ْحلَيَا ِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ض ُراب الْ ُم َما َ َسة َ‬
‫ُخرع ااأل ََه ِّم ِيف ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َجان األ َْد َاا األ ْ َ َ‬
‫ِِ‬

‫‪111‬‬
‫‪ 1‬ت ‪.1 5‬‬ ‫ت أَند يه جيد‪ :‬ىورديون ت ترُجة مسيس لوض ت ضمن َملة‪ :‬القاهر ت العدد ‪ 112‬ت ص‬
‫‪111‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت ص ‪ 2‬ت ‪.2 1‬‬
‫‪119‬‬
‫ت د‪ .‬إبراهيم مصطفى إبراهيم‪ :‬فلسفة جورج سنتيانا ت ص ‪.51‬‬

‫ـ ‪ 79‬ـ‬
‫ني‪،‬‬ ‫ني العِبَا تَ ِ‬ ‫استِيالَ ِد الْم َع ِاين ِم ْن َهاتِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َا َح ََّّت الَ نُطْل َق العنَا َن للتَّأ ِا ِيل َا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ون َما ُه َو نَافِ ٌع َاَما‬ ‫وح فِي ِهما‪ :‬فَِفي ال ُفنُ ِ‬
‫ضِ َ‬ ‫الو ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫يَ ْةفي أَ ْن نُش َري إ َىل أ َْمر َللَى َغايَة ُ‬
‫ِ‬
‫هذهِ األ ُُموِ ‪،‬‬ ‫هو ضا ٌّ ‪ ،‬ابِالع ْق ِل االنَّظَ ِر‪ ،‬الَ بِا ْحل ْد ِس ا ْجلم ِاِل اال َف ِِّن‪ ،‬نُ ْد ِ ُك ِمثْل ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ َ َ‬
‫ط لِتَ َجنُّ ِ الضََّرِ َاتَالَفِ ِيه‪،‬‬ ‫الع ْقلِيَّ ِة نتَ ْر ُس ُم َاَُنَطِّ ُ‬ ‫ِ‬
‫االست ْدالَل َاالْ ُم َحا َ َمات َ‬
‫ابِ ِ ِ‬
‫َ ْ‬
‫ون‪.‬‬‫ااالستِ َف ِاد ِ ِِمَّا ُيُْ ِةن االستِ َفاد ُ ِمْنه ِمن ال ُفنُ ِ‬
‫ُ ْ ُ ُ َ‬ ‫َ ْ‬
‫فص ُح َل ْن َذاتِِه بِ َذاتِِه‬ ‫ال ٍل ام ِه ٍّم‪ ،‬ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫َايَتْب ُدا َجلَيًّا َما ل ْل َم ِزيَّة الثَّالثَة م ْن أَثٍَر فَ َ ُ ُ‬
‫الس ُجو َ َل ْن آليَّ ِة‬ ‫ط ُّ‬ ‫ات ال َقلِيلَ ِة الو ِ‬
‫اض َح ِة الْ َم ْع َىن‪ُُ ،‬يِي ُ‬ ‫ِيف ال َف ِّن؛ إِنَّه اِِباتِِه ال َةلِم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََُ‬
‫الف ْع ِل‪ ،‬أَي ِم َن ا ْحلَالَ ِة‬ ‫العم ِل ال َف ِِّن‪ ،‬فَتهو ي ِّبني َ ِيفيَّةَ انْتِ َق ِال ال َف ِّن ِمن ال ُق َّوِ إِ َىل ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ ُ َ ُ ُ‬ ‫ََ‬
‫س‪ُ ،‬ثَّ‬ ‫اق النَّت ْف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُةمونيَّة الَِّيت ي ُةو ُن األَثتَر ال َف ِِّن فيها َُمَّرد ف ْةرٍ قَابِعة ِيف أ َْلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُّ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َّخ ُذ‬‫ال يتت ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِتت ْق َدحها شرا ُ ا ِإل ْهل ِام‪ ،‬اتَتْنت ِقل ِِبا إِ َىل حالَ ِة الت ِ‬
‫َّج ُّسد … ه َذا االنْت َق ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ََ َ َ َ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫األ ِ‬
‫ٍ‬
‫ك بِ َةبِ ِري بَون َل َّما أَ َّ َدهُ‬ ‫اشَرً لَهُ‪ِ .‬م ْن ُد ْا ِن أَ ْن يَت ْفِ َِت َق ِيف ذل َ‬ ‫َيدي ا ِسيلَةً مب ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫اط َفةً‪ ،‬ا ِ‬ ‫ودان ت ‪ِ A. Rudan‬من «أَ َّن ال َف َّن لَيس إِالَّ ُشعو اً أَا ل ِ‬ ‫ُوج ْست ُر َ‬
‫لة ْن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أ َ‬
‫ال ِة الْيَ َد ِايَِّة‪ ،‬الَ بُ َّد‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِّس ِ َااألَلْ َوان‪َ ،‬ا[م ْن] ُد ْان الْبَتَر َ‬ ‫ان ِل ْل ِم األ ْ ِ‬
‫َح َجام َاالن َ‬
‫[ ِمن] د ِ‬
‫ْ ُ‬
‫ت قُت َّوتُت َها ت َم ْغلُولَةً َم ْشلُولَةً»( ‪.)19‬‬ ‫ِمن أَ ْن تَتبت َقى ِ‬
‫العاط َفةُ ت َم ْه َما َ انَ ْ‬‫ْ ْ َ‬
‫يد‪ ،‬إِ َذا ََْن ُن فَ ِه ْمنَا‬ ‫يد‪ِ ،‬ج ِّتد بعِ ٍ‬ ‫ول إِ َىل ح ٍّد بعِ ٍ‬ ‫َن ه َذا ال َةالَ َم َم ْقتبُ ٌ‬ ‫َاا ْحلَِقي َقةُ أ َّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ي َاا ْحلِ ِّس ُّي َا َح ْس ُ ‪ ،‬أ ََّما لَو فَ ِه ْمنَا ِمْنت َها‬ ‫َن الْم ْقصود ِمن األ ِ‬
‫َيدي ُه َو الْ َم ْع َىن اللُّغَ ِو ُّ‬ ‫أ َّ َ ُ َ َ‬
‫الصوَِ الَِّيت يَ ْستَت ْقبِلُ َها الْ ُمتَتلَقِّي‪ ،‬لَ َما أ َْم َةنَتنَا‬ ‫ِن بِ ُّ‬ ‫الع َم َل ال َف َِّّ‬
‫صوغُ َ‬ ‫أَنتَّ َها األ ََدا ُ الَِّيت تَ ُ‬
‫َن الب َد ِهي الَِّيت تَصوغُ فُتنُو َن النَّح ِ‬ ‫ٍ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََتَ ُااُز ه َذا الْ َم ْع َىن إ َىل أَبْت َع َد مْنهُ‪ ،‬فَتغَريُ َخا أ َ َ‬
‫لة ْن ََثَّةَ فُتنُو ٌن الَ تَت ْل َع ُ اليَ ُد فِ َيها إِالَّ‬ ‫ش االعز ِ ‪ ...‬ا ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َّص ِوي ِر َاالع َما َِ َاالنَّت ْق ِ َ َ ْ‬ ‫َاالت ْ‬

‫‪19‬‬
‫ت ز ريا إبراهيم‪ :‬فلسفة الفن في الفكر المعاصر ت ص ‪.5‬‬

‫ـ ‪ 81‬ـ‬
‫ِّع ِر َللَى َسبِ ِيل الْ ِمثَ ِال‪َ ،‬االغِنَ ِاء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َدا اً ثَانَ ِويًّا‪ُ ،‬يُْة ُن إِ ْغ َفالُهُ ِيف بَت ْعض َها‪ َ ،‬الش ْ‬
‫َن ذلِك ُ لَّه لَيس لِْلي ِد فِ ِيه ِسوع تَشُّرفِها بِ َة ِ‬ ‫الرقْ ِ‬
‫وِنَا أ ََدا ً َُتَ ِّس ُد‬ ‫َ َ َ‬ ‫ص ‪َ ...‬للَى أ َّ َ ُ َ َ‬ ‫َا َّ‬
‫ك‪َ .‬الِ ِمثْ ِل ه َذا نَت َفى‬ ‫ِ‬
‫َشا َ ال َفيلَ ُسو ُ إِ َىل ذل َ‬ ‫س الْ ُم ْل َه َم ِة‪َ ،‬اقَ ْد أ َ‬‫إَِ َاد َ النَّت ْف ِ‬
‫ي االْ َف ُّن قَ ْد نَ َشل ُمستَ ِقلَّ ِ‬
‫ني َل ْن‬ ‫ْ‬ ‫َّشا ُط الْبَ َش ِر ُّ َ‬
‫َس ْنتَ يَانَا ت ‪ Santayana‬أَ ْن يَ ُةو َن «الن َ‬
‫ني لِتَ ْح ِق ِيق قِيَ ِم ِه ا ْجلَ َمالِيَّ ِة‬
‫ُخرع‪ ،‬بَل إِنتَّ ُهما نَ َشل ُمتَترابِطَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ي األ ْ َ‬
‫َّش ِ‬
‫اط الْبَ َش ِر ِّ‬ ‫أَاج ِه الن َ‬
‫ِ‬
‫َاالْ َع َملِيَّ ِة َاالْنَّت ْفعِيَّ ِة»(‪.)191‬‬
‫الفنُّ واإللهام‬
‫ف َل ِن ا ِإل َهلِ ِّي‪َ ،‬ل ِن‬ ‫ِ‬
‫َن «الْ َف َّن يَ ْةش ُ‬ ‫يج ُل ت ‪ Hegel‬إِ َىل أ َّ‬ ‫ي ْذه ِه ِ‬
‫َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫االهت َم َامات األَ ْ ثَ ِر س ْحراً ل ِإلنْ َسان‪َ ،‬ل ِن ا ْحلََقائ ِق األَ ْ ثَ ِر َج َ‬
‫وه ِريَّةً‬
‫ِ‬ ‫ال بِِه ُم َف ِّة ُرنَا ِم ْن أ َّ‬ ‫اح»(‪.)192‬اَ أَنَّه يتعلِن ِمن ج ِد ٍ‬ ‫لِ ُّلر ِ‬
‫َن « ا ِإل ْهلَ ُام م ْفتَ ُ‬
‫اح‬ ‫يد َما قَ َ‬ ‫َ ُ ُْ ُ ْ َ‬
‫س ا ِإلنْ َسانِيَّ ِة‪.‬‬‫األ ُُموِ ا ِإل َهلِيَّ ِة»( ‪ )19‬بَ ْل ُه َو قَتبَس ِم َن النُّوِ ا ِإل َهلِ ِّي يَتبُثُّهُ اهلل ِيف النَّت ْف ِ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّج ُّسد‪َ ،‬ل ْةساً‬ ‫الواق ِع؛ إِ َىل َحالَة الت َ‬ ‫س َا َ‬ ‫س تَت ْعة ُسهُ البَد َيهةُ إِ َىل م ْرآ ا ْحل ِّ‬ ‫َهذا ال َقبَ ُ‬
‫ول ال َفيلَ ُسو ُ‬ ‫االجتِ َه ِاد َاالتت ََّوقُّ ِع‪ ،‬يَت ُق ُ‬ ‫اس ا ِ ِ‬
‫االست ْدالَل َا ْ‬ ‫اب القيَ ِ َ ْ‬
‫ِ‬
‫َخالَّقاً يَتتَ َج َااُز ُ‬
‫ض ُر َ‬
‫وص َللَ ِيه‬ ‫يد َللَى َما يَتغُ ُ‬ ‫اس‪َ ،‬اتَ ِز ُ‬ ‫ك‪« :‬البَ ِد َيهةُ ََْت ِةي ا ْجلُْزءَ ا ِإل َهلِ َّي بِاالنْبِ َج ِ‬ ‫ِ‬
‫ِيف ذل َ‬
‫اس يترع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس‪َ ،‬اتَ ْسبِ ُق الطَّال َ َاالْ ُمتَت َوقِّ َع» ‪َ .‬ا َللَى ه َذا األ َ‬
‫(‪)191‬‬
‫صاح ُ‬ ‫َس ِ ََ َ‬ ‫القيَ ُ‬
‫ث‪ ،‬تَظْ َه ُر ِيف ثَالَثَِة‬ ‫ان ِيف الْعِْل ِم ثَالَ ٌ‬ ‫َن «مراتِ ا ِإلنْس ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫((ا ِإل ْمتَ ِاع َاالْ ُم َؤانَ َسة)) أ َّ َ َ َ‬
‫اح ٌد يتتَتعلَّم االَ يت ْلهم‪ ،‬اا ِ‬
‫اح ٌد يَتتَت َعلَّ ُم‬ ‫ِ‬
‫َح ُد ُه ْم ُم ْل َه ٌم فَتيَتَت َعلَّ ُم َايَت ْع َم ُل‪َ ،‬اَا َ َ ُ َ ُ َ ُ َ َ‬ ‫س‪ :‬أ َ‬ ‫أَنْت ُف ٍ‬

‫‪191‬‬
‫ت إبراهيم مصطفى إبراهيم‪ :‬فلسفة جورج سنتيانا ت ص ‪.51‬‬
‫‪192‬‬
‫ت جان ما ي شيفر‪ :‬الفن في العصر الحديث ت ص ‪.12‬‬
‫‪19‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ‪.111‬‬
‫‪191‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص ‪.2 1‬‬

‫ـ ‪ 80‬ـ‬
‫صر للَى التت ِ‬ ‫ِ‬ ‫َايتُْل َه ُم»(‪ .)195‬لِيَ ُةو َن لَ َدينَا‬
‫َّعلي ِم التِّت ْل َقائِ ِّي أَا ِ ِّ‬
‫اآلِل‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ك‪ُ :‬م ْقتَ ٌ َ‬ ‫بِذل َ‬
‫س الْ ُمْب ِد َلةُ ِلْن َد ُم َف ِّة ِرنَا‬ ‫ِ‬
‫َايَت ْع َم ُل َاُه َو الْ ُمْبدعُ‪َ ،‬االنَّت ْف ُ‬‫َاُمتَت َعلِّ ٌم بِِإ ْهلَ ٍام‪َ ،‬اُم ْل َه ٌم يَتتَت َعلَّ ُم‬
‫وس َاأ َْلالَ َها‪.‬‬ ‫َسَى النُّت ُف ِ‬ ‫ِه َي أ ْ‬
‫وصيِّ ِة ُ ٍّل ِمْنت ُه َما‪ ،‬فَتَرأَع أ َّ‬
‫س‪ ،‬اخص ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َن‬ ‫اح َاالنَّت ْف ِ َ ُ ُ‬ ‫الر ِ‬
‫ني ُّ‬ ‫َاقَ ْد َميَّتَز التَّوحيدي بَ َ‬
‫ث ِيف ا ْجلس ِد‪ ،‬إََِّّنَا ِهي سب ا ْحليا ِ ِيف ا ِإلنْس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ ََ‬ ‫ََ‬ ‫يف الْ ُمْنبَ َّ‬ ‫اح؛ ا ْجل ْس َم اللَّط َ‬ ‫الر َ‬ ‫ُّ‬
‫اص بِا ِإلنْس ِ‬ ‫وهٌر إِ َهلِ ٌّي َخ ٌّ‬ ‫اا ْحليتو ِان للَى ح ِّد َّ ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫س فَ ِه َي َج َ‬ ‫الس َواء‪ ،‬أ ََّما النَّت ْف ُ‬ ‫َ ََ َ َ َ‬
‫اح‬
‫الر ِ‬ ‫يف ُّ‬ ‫اح ((ا ِإلمتَ ِاع االْم َؤانَس ِة))‪ ،‬مبتَ ِدئاً بِتَت ْع ِر ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬
‫َا َح ْس ُ ‪َ ،‬اِيف ذل َ‬
‫ْ َ ُ َ ُْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ك يَت ُق ُ َ‬
‫اص ما لَه فِ ِيه‪ ،‬فَأ ََّما النَّت ْفس الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بِأَنتَّ َها «ج ْس ٌم لَطَ ٌ‬
‫َّاط َقةُ‬ ‫ُ‬ ‫ث ِيف ا ْجلَ َسد َللَى َخ ِّ َ ُ‬ ‫يف ُمْنبَ ٌّ‬
‫َّها ُم َدبتَِّرٌ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ت ِيف ا ْجلَ َس ِد َللَى َخ ِّ‬ ‫فَِإنتَّها ج ِ ِ‬
‫اص َما لَهُ فيه‪َ ،‬الةنت َ‬ ‫يس ْ‬ ‫وهٌر إ َهل ٌّي‪َ ،‬الَ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫اح‬
‫الر ِ‬ ‫س‪َ ،‬الَو َ ا َن ا ِإلنْ َسا ُن بِ َّ‬ ‫اح بَ ْل باِلنَّت ْف ِ‬ ‫لِْل َج َس ِد‪َ ،‬اَملْ يَ ُة ِن ا ِإلنْ َسا ُن إِنْ َساناً بِ ُّ‬
‫الر ِ‬
‫ني ا ْحلِ َما ِ فَت ْر ٌق»(‪.)191‬‬ ‫َملْ يَ ُة ْن بَينَهُ َابَ َ‬
‫الفنُّ والحيوان‬
‫وهٌر إِ َهلِ ٌّي ُُيَيِّت ُز‬
‫س َج َ‬ ‫اح‪َ ،‬االنَّت ْف ُ‬ ‫س الَ بِ ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫لَ َّما َ ا َن ا ِإلنْ َسا ُن إِنْ َساناً بِالنَّت ْف ِ‬
‫صل اتِّصاالً ا ِشيجاً بِا ْجلزِء ا ِإل َهلِي ِيف ا ِإلنْس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُْ‬ ‫ا ِإلنْ َسا َن م َن ا ْحلَيَت َوان‪َ ،‬اال ُفنُو ُن تَتتَّ ُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك أَنَّهُ‬ ‫ومةَ‪ ،‬ذل َ‬ ‫ف التَّوحيدي َحائراً أ ََم َام ظَاهَرٍ ََتَِِْت ُق هذه ا ْحلُ ُد َ‬
‫اد الْ َم ْر ُس َ‬ ‫فَت َق ْد َاقَ َ‬
‫اب ال َف ِّن‪ ،‬ت َاََثَّةَ‬ ‫ضر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َا َج َد أ َّ‬
‫ض ُُ‬ ‫ض ا ْحلَيَت َوانَات تَتْب ُدا َاَ أَنتَّ َها تَتتَ َذ َّا ُق بَت ْع َ‬‫َن بَت ْع َ‬
‫وع ذَاتِِه ت َاَملْ يَ ْستَ ِط ْع أَ ْن ُخيْ ِفي َما‬ ‫وض ِ‬ ‫ك الْ َم ُ‬ ‫اصرٌ َ ثِريٌ تَ ُدا ِيف فَتلَ ِ‬
‫ات ُم َع َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫اس ٌ‬
‫دَ َ‬
‫ِ‬
‫اغي‬ ‫ي ْشغَلُه‪ ،‬فَطَرح سؤالَه للَى ُحمدِّثِِه أَبِي َعلِ ٍّي ِمس َك ِويه قَائِالً‪« :‬ما سب تَص ِ‬
‫َ ََ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ َ َُ ُ َ َ‬
‫العاقِ ِل‬ ‫ِ‬
‫الواص ُل فيه إِ َىل ا ِإلنْ َسان َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ ِ َّ‬
‫البَت َهائم َاالطري إ َىل الل ْح ِن الشَّج ِّي‪َ ،‬اَما َ‬
‫‪195‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ‪.1 1‬‬
‫‪191‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.11‬‬

‫ـ ‪ 82‬ـ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ (‪ِ )191‬‬
‫اب‬‫ص ِل‪َ ،‬ح ََّّت يَ ِأِت َللَى نَت ْفسه؟» ‪َ .‬الةنَّهُ‪َ ،‬اَ َما ملْ ََي ْد ِيف نَت ْفسه ا ْجلََو َ‬ ‫الْ ُم َح ِّ‬
‫اب َما يُ ْذ ِه ُ َلْنهُ ا ْحلَ َريَ‪.‬‬ ‫َّايف‪َ ،‬مل ََِي ْد ِلْن َد أَبِي َعلِ ٍّي ِمن ا ْجلو ِ‬
‫َ ََ‬ ‫الش ِ ْ‬
‫ان َاا ْحلَيَت َو ِان‪ِ ،‬يف َغ ِري َمَّرٍ َا َغ ِري‬ ‫ا ََّّبَا ه َذا ما ح َدا بِِه إِ َىل التَّميِي ِز بني ا ِإلنْس ِ‬
‫ْ ََ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬
‫ات الَِّيت ْامتَ َاز ِِبَا ا ِإلنْ َسا ُن ِم َن‬ ‫السم ِ‬ ‫اخل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِتَ ٍ‬
‫ص َا ِّ َ‬ ‫صائ َ‬ ‫ك ُمبَتيِّناً َْ َ‬ ‫اب‪َ ،‬اتَت َو َّس َع ِيف ذل َ‬
‫َّص َل بِِه ِيف ُ ِّل َمَّرٍ‪.‬‬ ‫الة ت أَا َما ات َ‬
‫الصنَ ِ‬
‫ا ْحلَيَت َوان‪ُ ،‬م َعِّرجاً َللَى ال َف ِّن ت ِّ َ‬
‫ِ‬
‫ني بِالْ ِف ْةَرِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول َللَى َسبِ ِيل الْمثَ ِال‪ « :‬لَ َّما ُاه َ ا ِإلنْ َسا ُن الفطَْرَ‪َ ،‬اأُل َ‬
‫ِ‬ ‫يَت ُق ُ‬
‫ال‪ ،‬اَما ُهو أَ ْ ثَتر ِمْنت َها لِنَت ْف ِس ِه اِيف نَت ْف ِس ِه‪ ،‬ابِسبَ ِ‬ ‫هذهِ ِْ‬ ‫ا فِ َد بِالْع ْق ِل‪َُ ،‬جع ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫صَ َ َ َ‬ ‫اخل َ‬ ‫ََ‬ ‫َُ َ‬
‫َّس ِخ ِري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهرِ فَ َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ َّ ِ‬
‫صا َ يَتْبتلُ ُغ ُمَر َادهُ بالت ْ‬ ‫يع ا ْحلَيَت َوان‪َ ،‬ح ََّّت َ‬ ‫ض َل َُج َ‬ ‫هذه الْ َمزيَّة الظ َ‬
‫اد ٌ‬ ‫ِِ‬ ‫ااألَلم ِال ااستِخر ِاج الْمنَافِ ِع ِمْنتها اإِد ِاك ا ْحل ِ ِ‬
‫اجات ِبَا‪َ ،‬اهذه الْ َمَزيَّةُ لَهُ ُم ْستَت َف َ‬ ‫َ َ َْ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َْ َ‬
‫الف ْة ُر ُم ْستَ ِم ٌّد‬ ‫ات‪ .‬ا ِ‬ ‫الصنَال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الع ْق َل يَتْنبُوعُ الع ْل ِم‪َ ،‬االطَّبِ َيعة يَتْنبُوعُ ِّ َ‬ ‫َن َ‬ ‫الع ْق ِل‪ ،‬أل َّ‬ ‫بِ َ‬
‫ض بِال َفْي ِ‬ ‫ض َها إِ َىل بَت ْع ٍ‬ ‫ِ‬
‫اب‬‫ص َو ُ‬ ‫ض ا ِإل ْم َة ِاينِّ‪َ ،‬االتَّوِزي ِع ا ِإلنْ َس ِاينِّ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مْنت ُه َما َاُم َؤٍّد بَت ْع ُ‬
‫الف ْة ِر ِم ْن ِص َّح ِة الطِّبَ ِاع‪َ ،‬ا ِص َّحةُ‬ ‫الف ْةرِ ِمن سالَم ِة الع ْق ِل‪ ،‬اصواب ِايَِّة ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫بَد َيهة َ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تِب»(‪.)191‬‬ ‫الطِّبَ ِاع ُم َوافَت َقةُ الْمَز ِاج‪َ ،‬اُم َوافَت َقةُ الْمَز ِاج بِالْ َم َدد االتِّت َفاق ِّي َااالتِّت َفاق الغَي ِ ِّ‬
‫ان اا ْحليتو ِان ِمن ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫اِيف مع ِر ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫اب‬ ‫ني ا ِإلنْ َس َ ََ َ ْ َ‬ ‫ض تَوضيحه لطَبِ َيعة ا ِإل ْهلَ ِام يتُ َقا ِ ُن بَ َ‬ ‫َ َْ‬
‫َن إِ ْهلَ َام‬‫س‪ ُ ،‬لُّهُ ُم ْل َه ٌم‪َ ،‬غ َري أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما لِ ُة ٍّل ِمْنت ُه َما ِمْنهُ فَتيَتَر ْع أ َّ‬
‫َن ا ْحلَيَت َوا َن‪َّ ،‬بَا ُه َو جْن ٌ‬
‫ِِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ك أ َْم َةنَهُ‬ ‫االختِيَا ِ ‪َ ،‬الذل َ‬ ‫يدهُ بِالْ َع ْق ِل؛ ْ‬ ‫يما ا ِإلنْ َسا ُن يَِز ُ‬ ‫ا ْحلَيَت َو ِان األ ْ‬
‫َل َج ِم ا ْهلَ ُام َغ ِر َيز ‪ ،‬ف َ‬
‫ول‪« :‬لَ َّما َ ا َن ا ْحلَيَت َوا ُن‬ ‫ك يَت ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫َسَ ْى‪َ ،‬اِيف ذل َ‬ ‫ا ِإلبْ َداعُ ِيف الْ َف ِّن َا َغ ِريهِ ِِمَّا ُه َو أَ ْشَر ُ َاأ ْ‬
‫صَّر ُ فِ َيها‬ ‫ٍِ ٍِ‬ ‫ِ‬
‫صنَائ َعهُ بِا ِإل ْهلَام َللَ ْى َغ ِري َات َري قَائ َمة‪َ ،‬اَ ا َن ا ِإلنْ َسا ُن يَتتَ َ‬
‫يتعمل ِ‬
‫َْ َ ُ َ‬
‫اختِيَا ِهِ‪ ،‬إِالَّ أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِ ِ‬
‫َن‬ ‫ص َّح لَهُ م َن ا ِإل ْهلَ ِام نَصي ٌ َح ََّّْت يَ ُةو َن َافداً لَهُ ِيف ْ‬ ‫االختيَا ِ ‪َ ،‬‬ ‫ْ‬
‫‪191‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت ص ‪2‬ت ‪.2 1‬‬
‫‪191‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص ‪ 111‬ت ‪.115‬‬

‫ـ ‪ 83‬ـ‬
‫االختِيَا ِ أَنْتَزُ ‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن قِس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ط َسائ ِر ا ْحلَيَت َوان م َن ْ‬ ‫نَصي َ ا ِإلنْ َسان م َن ا ِإل ْهلَام أَقَ ُّل َ َما أ َّ ْ‬
‫ِ‬ ‫اََثَرُ ِ‬
‫َج َدع َاأَنْت َف ُع َاأَبْت َقى‪،‬‬‫اختيَا ِ ا ِإلنْ َسان إِذَا َ ا َن ُم َعاناً بِا ِإل ْهلَ ِام أَ ْشَر ُ َاأ َْد َاُم َاأ ْ‬ ‫ََ ْ‬
‫االختِيَا ِ ِيف‬ ‫االختِيَا ِ ‪ ،‬أل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َن قُت َّوَ ْ‬ ‫َاأَْفَ ُع م ْن ََثََرِ َغ ِريه م َن ا ْحلَيَت َوان إِ َذا َ ا َن َم ْرفُوداً بِ ْ‬
‫ان َ الظِّ ِّل»(‪.)199‬‬ ‫ا ْحليتو ِان َ ا ْحل ْل ِم‪ َ ،‬ما أَ َّن قُت َّوَ ا ِإل ْهل ِام ِيف ا ِإلنْس ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ َ‬
‫الصنال ِة ظَ ِ‬
‫اهَرً إِنْ َسانِيَّةً‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َاِم ْن ذل َ‬
‫ك فَت َق ْد « َج َع َل التَّوحيدي م َن الْ َف ِّن أَ ِا ِّ َ َ‬
‫ي‪ ،‬فَالَ بُ َّد إِذَ ْن ِم ْن أَ ْن‬ ‫ود الْبَ َش ِر ُّ‬ ‫َّاط َق ِة الَِّيت يتتَمت ِ‬ ‫تَتتَتوقَّف للَى الْ ُق َّوِ الن ِ‬
‫وج ُ‬
‫َّع ِبَا الْ َم ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ني َل َملِيَّ ِة إِبْ َد ِاع الْ َف ِّن َا َل َملِيَّ ِة تَ َذ ُّاقِ ِه‪َ ،‬ما َد َام ا ْحلَيَت َوا ُن الَ يَ ْش َِِت ُك َم َعهُ ِيف‬
‫نتُ َفِّر َق بَ َ‬
‫ِ‬ ‫الْ َع َملِيَّ ِة الثَّانِيَ ِة‪َ .‬اَم ْع َىن ه َذا أ َّ‬
‫َن أَبَا َحيَّا َن الَ يَتَر ْع َمانِعاً ِم ْن نِ ْسبَ ِة االنْف َع ِال ا ْجلَ َم ِ ِّ‬
‫اِل‬ ‫ْ‬
‫ات‪ ،‬بِالْ ُق ْد ِ‬ ‫ص ا ِإلنْسا َن‪ ،‬دا َن ِسواه ِمن باقِي الْ َةائِنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َُ ْ َ‬ ‫إِ َىل ا ْحلَيَت َوان بَينَ َما نَتَراهُ َخيْتَ ُّ َ ُ‬
‫استِ ْح َداثِِه»( ‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫َللَ ْى إِبْ َد ِاع ا ْجلَ َمال َا ْ‬
‫الموهبة واإلبداع‬
‫اص بِا ْجلُْزِء‬‫الِة ُ ِّل إِنْ َس ٍان لَطَالَ َما ُهَو َخ ٌّ‬ ‫ِن بِ ْ‬
‫استَطَ َ‬ ‫ع الَفَِّّ‬
‫ِ‬
‫َالة ْن‪َ ،‬ه ْل َيت ْعِِن ه َذا أ ََّن ا ِإلبَْدا َ‬
‫ود ِلْن َد ُ ِّل إِنْس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان؟‬ ‫َ‬ ‫ا ِإل َهل ِّي ِيف ا ِإلنْ َسان‪َ ،‬اه َذا ا ْجلُْزءُ ا ِإل َهل ُّي َم ُ‬
‫وج ٌ‬
‫اب الْمو ِاه ِ‬ ‫َصح ِ‬ ‫ِن َْحم ُ ِ‬ ‫يدي إِ َىل أ َّ‬ ‫لََق ْد انْتتبه الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫ََ‬ ‫صوٌ بأ ْ َ‬ ‫َن ا ِإلبْ َد َ‬
‫اع ال َف َِّّ‬ ‫ََ َ‬
‫اب الْ َم َو ِاه ِ ال َفنِّتيَّ ِة أَنْت ُف َس ُهم‬‫َص َح َ‬ ‫يس ه َذا فَ َح ْس ُ بَ ْل إِ َّن أ ْ‬
‫ِ‬
‫ال َفنِّيتَّة نَولاً َما‪َ ،‬الَ َ‬
‫ك تَتبعاً لِْلمخز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِب لَ َدع‬ ‫َّج ِريِِ ِّ‬
‫يف َاالت ْ‬‫ان الْ َم ْعِرِ ِّ‬ ‫َللَى تَتبَايتُ ٍن ِيف َد َ َجات ا ِإلبْ َد ِاع‪َ ،‬اذل َ َ َ ْ ُ‬
‫َن ا ِإلبْ َد َ‬
‫اع‬ ‫ََهِّتيَّ ِة‪َ ،‬اُه َو أ َّ‬
‫َّان‪ ،‬بَ ْل لََق ْد أ َْد َ َك ََتَ َام ا ِإل ْد َ ِاك أ َْمراً َللَى َغايٍَة ِم َن األ َ‬ ‫ال َفن ِ‬
‫ِ‬ ‫ال َف ِّ ِ‬
‫ع ِيف‬ ‫يث إِ َّن ال َفنَّا َن لَ ِ‬
‫يس َّبَْق ُداِِه أَ ْن يتُْبد َ‬ ‫َ‬ ‫آخَر ِم ْن َح ُ‬ ‫َي َل َم ٍل َ‬ ‫ف َل ْن أ ِّ‬ ‫ِن مُْتَل ٌ‬
‫َّ‬

‫‪199‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.115‬‬
‫‪2‬‬
‫ت أَمحد لبد الفتَّاح الِبي‪ :‬التَّوحيدي بين العلم والمعرفة ت ص ‪ 91‬ت ‪.91‬‬

‫ـ ‪ 84‬ـ‬
‫ات ِم َن ا ِإل ْهلَ ِام تَتتَتنَتَّزُل َللَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪َ ،‬اإََِّّنَا ه َي ُسبُ َح ٌ‬ ‫يد ِمْنهُ ذل َ‬ ‫ت َشاءَ أَا أُِ َ‬ ‫َي اقْ ٍ‬
‫أ ِّ َ‬
‫ول ٍد‪ ،‬الِذلِك فَِإ َّن ُ َّل إِب َد ٍاع فَت ِِّن الَ يتْنبثِق ِمن ِ‬
‫هذ ِه‬ ‫ٍّ َ َ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫س ِم ْن َغ ِري َسابِ ِق َم ِ َ َ‬ ‫النَّت ْف ِ‬
‫ات‪َ ،‬االَ يَ ْستَنِ ِري ِِبَ ْديِ َها‪ ،‬يَتتَعثت َُّر َايَِزُّل‪ .‬أ ََاَملْ يَت ُق ِل الْ َف َر ْز َد ُق « أَنَا أَ ْش َع ُر ََتِي ٍم‬ ‫السبح ِ‬
‫ُّ ُ َ‬
‫ول ب ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِلْن َد ََتِي ٍم‪ ،‬ا ََّّبَا أَتَيت للَى س ٍ‬
‫يت‬ ‫َس َه ُل َللَ َّي م ْن قَ َ‬ ‫الة َانَت ْزعُ ض ْر ٍس أ ْ‬ ‫ُ َ ْ َ َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫اح ٍد» ؟! يَت ُق ُ‬
‫ِ (‪)2 1‬‬
‫ك‪:‬‬‫ول فَيلَ ُسوفُتنَا ِيف ذل َ‬ ‫َا‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫« إِ َّن ال َةالَم ِ‬
‫ص َح ُ ُ َّل‬ ‫ف تَتيَّاهٌ‪ ،‬الَ يَ ْستَجي ُ ل ُة ِّل إِنْ َسان‪َ ،‬االَ يَ ْ‬ ‫صل ٌ‬ ‫َ َ‬
‫َ أََ ِن ال ُتم ْه ِر‪َ ،‬اإِبَاءٌ َ ِإبَ ِاء‬ ‫)‬‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬
‫اط ِيه َم ْغ ُراٌ ‪َ ،‬الَهُ أََ ٌن‬ ‫ان‪ ،‬اخطَره َ ثِري‪ ،‬امتَتع ِ‬
‫ل َس َ َ ُُ ٌ َ ُ َ‬
‫ِ ٍ‬
‫ك‪َ ،‬اُه َو يَتتَ َس َّه ُل َمَّرً َايَتتَت َع َّس ُر ِمَرا اً‪َ ،‬ايَ ِذ ُّل طَو اً َايَعُِّز‬ ‫ان‪ ،‬اَزْهو َ زْه ِو الْملِ ِ‬
‫احلَُر َ ٌ َ َ‬
‫ِ‬
‫اخلِ َد ِاع؛ َاطَ ِري ُقهُ َللَى‬ ‫ال َخ ِف ُّي ْ‬ ‫احل ُؤ ِ‬
‫يع ُْ‬ ‫الع ْق ُل َس ِر ُ‬ ‫الع ْق ِل‪َ ،‬ا َ‬
‫ِ‬
‫أَطْ َوا اً؛ َاَم َّادتُهُ م َن َ‬
‫ان؛ َاُه َو‬ ‫ان االلِّسا ُن َ ثِري الطُّ ْغي ِ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫السيَالَن‪َ ،‬اََْمَراهُ َللَى اللِّ َس َ َ‬
‫يد َّ ِ‬ ‫الوْه ِم‪َ ،‬االْ َوْه ُم َش ِد ُ‬ ‫َ‬
‫االستِ ْع َم ِال‬ ‫يف ِّ ِ‬
‫الصنَال ِّي‪َ ،‬ا ْ‬ ‫ال ِّي‪ ،‬االتَّألِ ِ‬ ‫وغ الطِّب ِ‬ ‫ُمَرَّ ٌ ِم َن اللَّ ْف ِظ اللُّغَ ِو ِّ‬
‫َ‬ ‫الص ِ َ‬ ‫ي‪َ ،‬ا َّ‬
‫الرقتَِّة …‬ ‫بِالت َّْميِي ِز؛ َانَ ْس ُجتهُ بِ ِّ‬
‫( ‪)2‬‬
‫اد ْيتُهُ‬
‫احل َجا‪َ ،‬‬
‫االص ِطالَ ِحي‪ ،‬امستتَمالَه ِمن ِْ‬
‫ِّ َ ُ ْ ْ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫(‪)2 1‬‬
‫يل» ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاِب َذا البَون يَت َق ُع التَّبَايُ ُن َايتَّس ُع التَّأا ُ‬
‫وهبةَ‪ ،‬اِهي قُت َّوٌ َ ِامنَةٌ ِيف النَّت ْف ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ ِ ِ‬
‫ِن‪،‬‬ ‫اس ا ِإلبْ َد ِاع ال َف ِِّّ‬
‫َس ُ‬ ‫س‪ ،‬ه َي أ َ‬ ‫إن هذه الْ َم َ َ َ‬
‫وليَ ٍة‬
‫وهب ٍة ِمن ص ْق ٍل اتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاال ََتَ ُّق َق ل ِإلبْ َد ِاع م ْن ُدان الْ َموهبَة‪َ ،‬االَ بُ َّد ل ُة ِّل َم َ ْ َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك بِِإ ْغنَ ِاء الت ِ‬ ‫ِ‬
‫َاتَتْن ِميَ ٍة‪َ ،‬ايَ ُةو ُن ذل َ‬
‫ب‬ ‫ضَر َ‬ ‫َّج ِربَة َاِزيَ َاد الْ َم ْع ِرفَة َاتَوجي ِه َها‪َ ،‬اقَ ْد َ‬ ‫ْ‬
‫اب يَتتَتَرََّّنُو َن‬ ‫ِ‬ ‫الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َص َح َ‬ ‫غِن َج َع َل األ ْ‬ ‫ال ُهم غُالَماً يُ ِّ‬ ‫ك َمثَالً َسَ َ‬ ‫يدي لَنَا ِيف ذل َ‬
‫‪2 1‬‬
‫ت ابن قتيبة‪ :‬الشعر والشعراء ت ص ‪. 1‬‬
‫ت األَ ن‪ ،‬بالتَّحريك‪ :‬النَّشاط؛ أَ ِ َن يأ ُن أََنَاً اإ ِاناً اأَ ِيناً‪ .‬لسان العرب‪ :‬أ ن‪.‬‬ ‫‪2 2‬‬

‫اد ياناً ِ‬
‫اد ايَةً‪ :‬للمه‪ .‬لسان العرب‪ :‬د ي‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫‪2‬‬
‫ت د يه‪ :‬أَي د يانه اللمه‪َ ،‬د َع الشَّيء َد ْياً اد ْياً اد ْيَةً ْ‬
‫‪2 1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص ‪ 9‬ت ‪.1‬‬

‫ـ ‪ 85‬ـ‬
‫أخ ُذهُ بَالطََّرائِ ِق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ُد ُهم‪« :‬لَو َ ا َن هل َذا َم ْن ُخيَِّر ُجهُ َايتُ ْع َىن بِه‪َ ،‬ايَ ُ‬ ‫طََرباً‪ ،‬فَت َق َال أ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الْمؤلََّف ِة(‪ )2 5‬ااأل ْ ِ‬
‫َحلَان الْ ُم ْختَل َفة‪ ،‬لَ َةا َن يَظْ َه ُر أَنَّهُ آيَةٌ‪َ ،‬ايَصريُ فْتتنَةً‪ ،‬فَِإنَّهُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫اق َم ْعنَاهُ أَيضاً ِم ْن قَولِِه‬ ‫يع ال َف ِّن» ‪َ .‬اه َذا َما ُيُْ ِة ُن ا ْشتِ َق ُ‬
‫(‪)2 1‬‬ ‫ِ‬
‫َلجي ُ الطَّْب ِع‪ ،‬بَد ُ‬
‫ِ‬
‫ني نَت ْف ِس ِه َاِه َي‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ني طَبِ َيعته َاه َي َللَيه‪َ ،‬ابَ َ‬
‫ِ‬
‫ِيف ((ا ِإل ْمتَ ِاع َاالْ ُم َؤانَ َسة))‪« :‬ا ِإلنْ َسا ُن بَ َ‬
‫ي َما ُه َو لَهُ ِم َن‬ ‫الهُ قَ ِو َ‬‫الع ْق ِل نُوَهُ َا ُش َع َ‬
‫ِ‬
‫استَ َم َّد م َن َ‬ ‫لَهُ‪ َ ،‬الْ ُمْنتَت َه ِ الْ ُمتَت َوزَِّع‪ ،‬فَِإ ْن ْ‬
‫ي َما ُه َو َللَ ِيه ِم َن‬ ‫ِ ِ َِّ ِ ِ‬
‫ف َما ُه َو َللَيه م َن الطب َيعة‪َ ،‬اإالَّ فَت َق ْد قَ ِو َ‬ ‫ض ُع َ‬‫س‪َ ،‬ا َ‬ ‫النَّت ْف ِ‬
‫س»(‪.)2 1‬‬ ‫ف َما ُه َو لَهُ ِم َن النَّت ْف ِ‬ ‫ض ُع َ‬
‫ِ‬
‫الطَّبِ َيعة َا َ‬
‫َن «الطَّبِ َيعةَ‬ ‫َش ْرنَا إِ َىل أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫َاا ْحلَِقي َقةُ أ َّ‬
‫يما َسبَ َق َاأ َ‬ ‫ي َ ا َن قَ ْد َذ َه َ ف َ‬ ‫يد َّ‬
‫َِّ ِ (‪)2 1‬‬
‫يف يَت ْقبَ ُل ُهنَا أَ ْن‬ ‫فَ َة َ‬ ‫الةَ ُدا َن الطب َيعة»‬ ‫الصنَ َ‬
‫َن ِّ‬ ‫ال ِة؛ (ال َف ِّن)‪َ ،‬اأ َّ‬ ‫الصنَ َ‬‫وق ِّ‬ ‫فَ َ‬
‫ال ِة؟!‬ ‫اض َعةً لِ ِّ‬
‫لصنَ َ‬
‫وهبةَ) خ ِ‬ ‫ِ‬
‫ََْي َع َل الطَّبِ َيعةَ؛ (الْ َم َ َ‬
‫ال ِة‪.‬‬ ‫وهبَ ِة ت َاِه َي ِم َن الطَّبِ َيع ِة ت إََِّّنَا يَتِ ُّم بِ ِّ‬
‫الصنَ َ‬
‫اَِّبعىن آخر‪ :‬إِ َّن ص ْقل الْم ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َْ ُ َ َ‬
‫لصنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه َذا يتع ِِن ِ‬
‫ض َم َع َما َذ َه َ‬ ‫الة‪َ ،‬اه َذا يَتتَتنَاقَ ُ‬ ‫وع الطَّبِ َيعة إِ َىل ا ِّ َ‬ ‫ض َ‬ ‫اج أَا ُخ ُ‬ ‫احتيَ َ‬‫َ َْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ (‪)2 9‬‬ ‫ِ‬
‫ك؟‬ ‫يف َ ا َن ذل َ‬ ‫إِلَيه أَبُو َحيَّان ِيف ((ا ِإل ْمتَ ِاع َاالْ ُم َؤانَ َسة)) ‪ ،‬فَ َة َ‬
‫وع‪َ ،‬الَ َع َّل ِيف ه َذا أَيضاً َما‬ ‫وض ِ‬‫ض البَتَّةَ ِيف ه َذا الْ َم ُ‬ ‫احلَِقي َقةُ لَيس ِم ْن تَتنَاقُ ٍ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ف الَِّيت‬ ‫ِ‬ ‫يدي ِيف ال َف ِّن‪َ ،‬اتَ َة ُاملَ َها‪َ ،‬اأ َّ‬ ‫َّوح ِ‬‫يت َؤِّ ُد ِاح َد َ نَظَ ِريَِّة الت ِ‬
‫َن اآل َاءَ َاالْ َم َواق َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫مضبوطة يف النُّصوص احملقَّقة‪ ،‬امعناها بفتتح التالم اتشتديدها‪ :‬امل َة ِّملَتة‪ ،‬اهتو األَقترب‪ .‬اامل ْؤلَِفتةُ؛‬
‫ٍ‬ ‫ت امل َؤلََّف ِة؛ غري‬ ‫‪2 5‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الستتجع‬ ‫خاصتتة أَنتَّته ِّ‬
‫ْحقتتق َّ‬ ‫بتستتةني اهلمتتز ا ستتر التتالم‪ :‬استتم الفالتتل متتن اإللتتف‪ ،‬اهتتو غتتري مستتتبعد‪ ،‬ا َّ‬
‫أَيضاً‪.‬‬
‫‪2 1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص ‪ .11‬ايف (ح) ص ‪.1 1‬‬
‫‪2 1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص‪.111‬‬
‫‪2 1‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ج‪ 2‬ت ص‪. 9‬‬
‫‪2 9‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ذاته‪.‬‬

‫ـ ‪ 86‬ـ‬
‫ض ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫صةَ َأيِِه َاَموقِ ِف ِه‪َ ،‬اِهي بِالت ِ‬
‫ت َُمََّرَد آ َاء َلا ِ َ‬ ‫يس ْ‬
‫َّاِل لَ َ‬ ‫َ‬ ‫يُوُِد َها إََِّّنَا تُ َش ِّة ُل ُخالَ َ‬
‫ض لَِرأ ٍي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اجلَام ِع َاالْ ُم َفنِّد‪َ ،‬اَدليلُنَا َللَى ذلك أَنَّهُ لَ َّتما َلَر َ‬
‫َ ا َن م َف ِّةرنَا ِمْنتها َِّبَثَاب ِة ْ ِ‬
‫ُ ُ َ َ‬
‫َن الَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول ت َاقَ ْد َلل َم أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف مع أ ٍي سابِ ٍق لَه ت َ ما يتب ُدا من ظَاه ِر ال َق ِ‬
‫ْ‬ ‫يَتتَ َخالَ ُ َ َ َ َ ُ َ َْ‬
‫اص ل ِن الع ِّام‪ ،‬فَت َق َال للَى لِس ِ‬ ‫ني ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اخلَ ِّ َ َ‬ ‫ني َسبَ َ نُ ُشوِز ْ‬ ‫صائ ٌ ‪ ،‬بَت َّ َ‬ ‫الرأيَ ِ َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫يما َن‪:‬‬‫أَبي ُسلَ َ‬
‫الصنَال ِة ِيف ه َذا الْم َة ِ‬
‫الةَ ُهنَا‬ ‫الصنَ َ‬
‫َن ِّ‬ ‫ان أل َّ‬ ‫َ‬ ‫ت إِ َىل ِّ َ‬ ‫«إِ َّن الطَّبِ َيعةَ إََِّّنَا احْتاَ َج ْ‬
‫َن الطَّبِ َيعةَ َم ْرتَتبَتُت َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَ ْستَ ْجلِي ِم َن النَّت ْف ِ‬
‫ص َّح أ َّ‬‫الع ْق ِل‪َ ،‬اَتُْلي َللَى الطَّبِ َيعة‪َ ،‬اقَ ْد َ‬ ‫س َا َ‬
‫استِ ْع َم ِاهلَا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َّل أ َْمَرَها‪َ ،‬اتَ ْة ُم ُل بِ َة َماهلَا َاتَت ْع َم ُل َللَى ْ‬ ‫ِ‬
‫ُدا َن النَّت ْفس‪ ،‬تَت ْقبَ ُل آثَا َ َها َاتَتتَمث ُ‬
‫ود فِ َيها َللَى‬ ‫وج ٌ‬ ‫س َم ُ‬ ‫اص ٌل لِلنَّت ْف ِ‬
‫وسي َقى ح ِ‬
‫َ‬
‫اتَ ْةتتُ بِِإمالَئِها اتَترسم بِِإلْ َقائِها‪ ،‬االْم ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ ُ ْ َ َ ُُْ‬
‫اد ً ُم ْستَ ِجيبَةً‬ ‫اد َ طَبِ َيعةً قَابِلَةً َاَم َّ‬ ‫صَ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وع لَطيف َاصْنف َش ِريف‪ ،‬فَالْ ُموسي َقا ُ إِذَا َ‬
‫نَ ٍ ِ ٍ ِ ٍ‬
‫س لَبُوساً ُم َؤنَّقاً‪َ ،‬اتَألِيفاً‬ ‫ِ‬
‫غ َللَ َيها بِتَأيِيد َ‬
‫الع ْق ِل َاالنَّت ْف ِ‬ ‫ِ‬
‫َاقَ ِرْحَةً ُم َواتيَةً‪َ ،‬اآلَةً ُمْنت َق َ‬
‫اد ً أَفْتَر َ‬
‫اصلَ ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫ك تَ ُةو ُن َّبَُو َ‬ ‫صوًَ َم ْع ُشوقَةً َا ِح ْليَةً َم ْرُموقَةً‪َ ،‬اقُت َّوتُهُ ِيف ذل َ‬ ‫اها ُ‬ ‫ُم ْعجباً‪َ ،‬اأ َْلطَ َ‬
‫ت إِ َىل‬ ‫الصنَ ِ‬ ‫النَّت ْف ِ ِ ِ ِ‬
‫صلَ ْ‬ ‫الة‪ ،‬ألَنتَّ َها َا َ‬ ‫ت الطَّبِ َيعةُ إِ َىل ِّ َ‬ ‫اج ْ‬ ‫احتَ َ‬‫س النَّاط َقة‪ ،‬فَم ْن ُهنَا ْ‬
‫ال ِة ا ْحلَ ِادثَِة الَِّيت ِم ْن َش ِأِنَا‬ ‫َّاط َق ِة بَِو َساطَِة ِّ‬‫س الن ِ‬ ‫احيَ ِة النَّت ْف ِ‬‫َ م ِاهلا ِمن نَ ِ‬
‫الصنَ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫أخ ُذ َاَ َماالً لِ َما‬ ‫ِ‬
‫است ْة َماالً َّبَا تَ ُ‬
‫استِجالَء ما لَيس َهلا‪ ،‬اإِمالء ما َْحصل فِيها‪ِ ،‬‬
‫ْ ْ ُ َ ْ َ َ َْ ُ َ ْ ُُ َ ْ‬
‫تُت ْع ِطي»( ‪.)21‬‬
‫َّص أَيضاً َللَى آليَّ ِة ا ِإلبْ َد ِاع‬ ‫الل ه َذا الن ِّ‬ ‫يدي لِيت َؤِّ َد ِمن ِخ ِ‬ ‫ايتعود الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ ُ‬
‫الو ِاج ِ ََتَ ُّق ُق َها بَ ْدءًا ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ُُجْلَةَ الش ُُّراط َاالْ ُم ْعطَيَات َ‬
‫ِ‬
‫الالآليَّ ِة؛ َاأ َْل ِِن بِذل َ‬
‫َّهيُّ ِؤ َاا ْحلَالَ ِة النَّت ْف ِسيَّ ِة الَِّيت‬ ‫الْم ِ‬
‫وهبَ ِة َاا ِإل ْهلَ ِام َ َما يَت ُق ُ‬
‫صوالً إِ َىل التت َ‬ ‫ول ال َفيلَ ُسو ُ ‪ُ ،‬ا ُ‬ ‫َ‬

‫‪21‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص ‪.11‬‬

‫ـ ‪ 87‬ـ‬
‫ِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اد َ طَبِ َيعةً‬ ‫صَ‬ ‫يش َها الْ ُمْبدعُ‪َ ،‬االظُُّرا الْ ُمنَاسبَة هل َذا ا ِإلبْ َد ِاع «فَالْ ُموسي َقا ُ إِ َذا َ‬ ‫يَعِ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَابِلَةً َاَم َّ‬
‫اد ً ‪.)211(»...‬‬ ‫اد ً ُم ْستَجيبَةً‪َ ،‬اقَ ِرْحَةً ُم َواتيَةً َاآلَةً ُمْنت َق َ‬
‫اعيَّ ِة‪،‬‬ ‫وف علَى الْم ْق ِدرةِ ا ِإلب َد ِ‬ ‫لةن‪ ،‬ما ال ِْم ْعي ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ‬ ‫الوقُ َ َ‬ ‫يح لَنَا ُ‬ ‫ار الَّذي يُت ُ‬ ‫َُ‬ ‫َا ْ َ‬
‫اذ إِلِى‬ ‫ك البِنَائِي فِي األَثَ ِر ال َفني‪ ،‬ورصانَتِ ِه‪ ،‬وقُ ْدرتِِه َعلَى النَّ َف ِ‬ ‫وم َد التَّماس ِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ‬
‫وب؟‬‫ال ُقلُ ِ‬
‫ني إِب َد ِ‬
‫ال َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يني ت َالَ َع َّل‬ ‫ض ْربَ ِ ْ‬ ‫ني َ‬ ‫لََق ْد َل َق َد التَّوحيدي ُم َقا َنَةً بَا ِ َلةً َائ َعةً بَ َ‬
‫َّخ ُذ ا ِإل ْهلَ َام‬‫ب األ ََّاِل هو الَّ ِذي يتت ِ‬ ‫ي؛ الضَّر ِ‬ ‫يم ِم ْن قَبِ ِيل التَّت ْق ِسي ِم النَّظَ ِر ِّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫التَّت ْقس َ‬
‫الرِايَِّة ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َد اً‪ ،‬االضَّر ِ‬
‫ني‬ ‫َّاين ُه َو الَّذي يَ ْستَن ُد إِ َىل َّ َ‬
‫الع ْقليَّة‪َ ،‬اقَ ْد بَت َّ َ‬ ‫ب الث ِ‬ ‫ُم ْستَتنَداً َاَم ْ َ ْ‬
‫اس َن ُ ٍّل ِمْنت ُه َما َالُيُوبَهُ؛ ُم ْستَ ِقالَّ ِحْيناً‪َ ،‬ا ِحْيناً ُم ْرتَبِطاً‬ ‫هذهِ الْم َقا نَِة َحم ِ‬
‫ُ َ َ‬
‫ِمن ِخالَ ِل ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن بالَ َغةَ األ ْ ِ‬
‫َّل لْن َد التَّوحيدي َدائ َماً‬ ‫ِ‬
‫ُسلُوب‪َ ،‬اَمتَانَةَ اإلبْ َد ِاع تَتتَمث ُ‬ ‫اآلخ ِر‪َ « ،‬للَى أ َّ َ‬ ‫بِ َ‬
‫الع ْقلَيَّ ِة»(‪.)212‬‬ ‫ِيف التَّوفِ ِيق بني ا ِإل ْهل ِام ا َّ ِ‬
‫الرِايَّة َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫اس ا ِإل ْهلَ ِام‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫يدي بَ ِاد َ‬ ‫يت َقا ِ ُن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َس ِ‬ ‫ني البَد َيهة؛ أ َ‬ ‫ئ األَ ْم ِر ِيف ُم َقابَ َساته بَت ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ون َاال َف َس ِاد‪،‬‬ ‫الرِايَِّة ت ِمن مع ِاين ال َة ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫َن «البَ ِد َيهةَ أَبْت َع ُد ت ِم َن َّ‬ ‫الع ْقلِيَّ ِة‪ ،‬فَتيَتَرع أ َّ‬ ‫ا َّ ِ‬
‫الرِايَّة َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫االستِ ْدالَ ِل‪َ ،‬ا َّ‬ ‫اب ِ ِ‬ ‫ضر ِ‬
‫وه ِر َاأ َ‬
‫َش ُّد‬ ‫ص ُق بِ َة َمال ا ْجلَ َ‬ ‫الرِايَّةَ أَلْ َ‬ ‫االجت َهاد َا ْ‬ ‫ْ‬ ‫َغىن َل ْن ُ ُ‬ ‫َاأ َ‬
‫ص ِفيَةً لِلطِّينَ ِة ِم َن ال َة َد ِ »( ‪.)21‬‬ ‫تَ ْ‬
‫صوٌَ بَ َش ِريَّةٌ ِيف‬ ‫الرِايَّةَ ُ‬
‫َن َّ‬ ‫احانِيَّةٌ ِيف ِجبِلَّ ٍتة بَ َش ِريٍَّة‪َ َ ،‬ما أ َّ‬ ‫« َاالبَ َد َيهةُ قُ ْد ٌَ ُ َ‬
‫احانِيَّ ٍة»(‪.)211‬‬ ‫ِ ٍِ‬
‫جبتلَّة ُ َ‬

‫‪211‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص ‪.11‬‬
‫‪212‬‬
‫ت الد تو لفيف ِبنسي‪ :‬فلسفة الفن عند التَّوحيدي ت ص ‪.2‬‬
‫‪21‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص ‪2 1‬ت ‪.2 9‬‬
‫‪211‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.112‬‬

‫ـ ‪ 88‬ـ‬
‫اليَّ ِ‬‫ني ا ِإلب َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني الل َذي ِن‬ ‫ني الض َّْربَ ِ ْ‬ ‫ُثَّ يَت ْعق ُد ِيف ((ا ِإل ْمتَ ِاع َاالْ ُم َؤانَ َسة)) ُم َقا َنَةً بَ َ‬
‫ول‪:‬‬‫الع ْقلِيَّ ِة فَتيَت ُق ُ‬ ‫ان لن ا ِإل ْهل ِام ا َّ ِ‬
‫الرِايَّة َ‬ ‫يَتْنت َعة َس َ ْ َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫تث ِيف أ ََّاَل َمبَ ِادئِت ت ت ِته إِ َّم ت ت تتا َل ت ت ت ْتن َل ْف ت ت ت ِو البَ ِد َيه ت ت ت ِتة‪َ ،‬اإِ َّم ت ت تتا‬ ‫«إِ َّن ال َة ت ت تالَ َم يَتْنبَعِ ت ت ت ُ‬
‫الرِايتَّ ت ِتة‪َ ،‬اإِ َّمت تتا أَ ْن يَ ُةت تتو َن ُمَرَّ ب ت تاً ِمْنت ُه َمت تتا‪َ ،‬افِيت ت ِته قٌت َو ُاَهَت تتا بِت تتاألَ ْ ثَ ِر َااألَقَت ت ِّتل؛‬ ‫َلت ت ْتن َ ت ت ِّتد َّ‬
‫الرِايتَّ ت ت ِتة أَنتَّ ت تتهُ يَ ُةت ت تتو ُن‬ ‫ضت ت تتيلِةُ ل ْف ت ت ت ِو الب ِديهت ت ت ِتة أَ ْن ي ُةت ت تتو َن أَص ت ت ت َفى‪ ،‬افَ ِ‬
‫ضت ت تتيلَةُ َ ت ت ت ِّتد َّ‬ ‫فَت َف ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َاىف‪َ .‬ا َليت ت ت ُ َل ْفت ت ت ِو البَ ِد َيه ت ت ِتة أَ ْن‬ ‫ض ت تتيلَةُ الْ ُمَرَّ ت ت ت ِ ِمْنت ُه َم ت تتا أَنَّت تتهُ يَ ُة ت تتو َن أ َ‬ ‫أَ ْشت ت ت َفى‪ ،‬افَ ِ‬
‫َ‬
‫تس فِي ت ِته‬ ‫ِ‬
‫ص تتوَ ُ ا ْحل ت ِّ‬
‫تَ ُة تتو َن ص تتو ُ الع ْق ت ِتل فِي ت ِته أَقَ ت َّتل‪ ،‬اليت ت َ ت ِّتد َّ ِ‬
‫الرِايَّتتة أَ ْن تَ ُة تتو َن ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫َضت ت ت َتع ُ‬ ‫أَقَ ت ت َّتل‪َ ،‬ا َلي ت ت ت ُ الْ ُمَرَّ ت ت ت ِ ِمْنت ُه َم ت تتا بَِق ت ت ت ْد ِ ق ْس ت ت ِتط ِه ِمْنت ُه َمت ت تتا‪ :‬األَ ْغلَ ت ت ت ُ َااأل ْ‬
‫تف‪ ،‬ا َش ت ت ت تتوائِ ِ‬ ‫ِ ِ ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تص ه ت ت ت ت َذا الْ ُمَرَّ ت ت ت ت ُ م ت ت ت ت ْتن َش ت ت ت ت َتوائ التَّ َةل ت ت ت ت َ َ‬ ‫َللَت ت ت تتى أَنَّ ت ت ت تهُ إذَا َخلَت ت ت ت َ‬
‫ِ‬ ‫تف‪ َ ،‬ت ت تتا َن بلِيغ ت ت ت تاً م ْقب ت ت تتوالً ائِع ت ت ت تاً ح ْل ت ت تتواً‪ََْ .‬تتَ ِ‬ ‫التَّتع ُّس ت ت ت ِ‬
‫الص ت ت ت ُتداُ ‪َ ،‬اََتْتَل ُس ت ت تتهُ‬ ‫ض ت ت تتنُهُ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س»(‪.)215‬‬ ‫اآل َذا ُن‪َ ،‬اتَتْنتَ ِهبُ ِه الْ َم َجالِس‪َ ،‬ايَتتَتنَافَس فِ ِيه الْ ُمنَافِس بَت ْع َد الْ ُمنَافِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ات الَِّيت تَت ُقوم للَيها بتْنتيةُ ا ِإلنْس ِ‬‫ُّد العالَقَ ِ‬ ‫الَع َّل الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫ان ت‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َُ‬ ‫ي أ ّْد َ َك تَت َعق َ َ‬
‫يد َّ‬ ‫ََ‬
‫اك الطََّر ِ الْ ُم َقابِ ِل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اص ت ِمَّا ح َدا بِِه إِ َىل ُحماالَِة إِمس ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫اخلَ ِّ‬ ‫ا ِإلنْ َسان َ‬
‫الع ِّام َا ْ‬
‫ِِ‬ ‫الْمنَاقِ ِ ِ ِ‬
‫ول أَبُو َحيَّان ت أَ ْن تَ ُةو َن‬ ‫ض ل ْل َحالَة الطَّبِيعيَّة‪« ،‬فَت َق ْد ََيُ ُ‬
‫وز ت َ َما يَت ُق ُ‬ ‫ُ‬
‫الرِايَِّة أَلْ َو َح‪ .‬إِالَّ‬
‫س ِيف َّ‬ ‫َاضح‪ ،‬اأَ ْن تَ ُةو َن صو ُ ِْ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫احل ِّ‬ ‫َُ‬ ‫الع ْق ِل يف البَد َيهة أ ْ َ َ‬ ‫صوَ ُ َ‬‫ُ‬
‫س انَتو ِاد ِ أَفْتع ِال الطَّبِيع ِة‪ ،‬االْم َدا للَى العم ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َن ذلِ َ ِ‬
‫ود‬ ‫َ َ َ ُ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ك م ْن َغَرائ النَّت ْف ِ َ َ‬ ‫أ َّ‬
‫ِ‬
‫َصلُهُ»(‪.)211‬‬ ‫ف نَت ْعتُهُ‪َ ،‬اَ َسا أ ْ‬‫الَّذي َسلَ َ‬

‫‪215‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ج‪ 2‬ت ص ‪.1 2‬‬
‫‪211‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ذاته‪.‬‬

‫ـ ‪ 89‬ـ‬
‫الفنُّ والمحاكاة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اِ‬
‫يد ا ِإلبْ َد ِاع الَّذي يَت ُق ُ‬
‫ود‬ ‫لة ْن‪ ،‬الَ بُ َّد أَ ْن نتَتَ َساءَ َل اآل َن‪ :‬إِذَا َ ا َن ال َف ُّن َال َ‬ ‫َ‬
‫اد ُ ا ِإلبْ َد ِاع؟ أ َِهي ِم ْن َْحم ِ‬
‫ض َا ْح ِي ا ِإل ْهلَ ِام؟ َم َع قَطْ ِع النَّظَ ِر َل ِن‬ ‫إِلَ ِيه ا ِإل ْهلَ ُام فَ َما َم َّ‬
‫َ‬
‫ُخَرع مُْتَلِ َف ٍة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ت الِّيت تَت ُقود ِ‬
‫الواق َع إِ َىل أَبَت َعاد أ ْ‬
‫ُ َ‬
‫اخلياالَ ِ‬ ‫الصوِ الْمختَتزنَِة ِيف َّ ِ‬
‫الذا َرِ‪َ ،‬ا ََْ‬ ‫ُّ َ ُ ْ َ‬
‫أ َْم ِه َي تَت ْقلِي ٌد لِْل َواقِ ِع َا ُحمَا َ ا ٌ لَهُ؟‬
‫السائِ ُد ِيف تِْلك ال َفْتترِ‪ ،‬امْن ُذ له ِ‬
‫ود ال َف ْل َس َف ِة اليُونَانِيَّ ِة‪،‬‬ ‫االَتَاهُ َّ‬‫لََق ْد َ ا َن ِّ‬
‫َ َ َُ ُُ‬
‫ف ظََو ِاه ِر الطَّبِ َيع ِة‬ ‫َن ال َف َّن الَ يت ْع ُدا أَ ْن ي ُةو َن ُحمَا َ ا ً لِم ْختَتلَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َذ ِاهباً إِ َىل أ َّ‬
‫هذهِ الْم َحا َ ا ِ بَت ْ ِ‬ ‫احل ْة ِم للَى َُجالِيَّ ِة ِ‬ ‫ِ‬
‫اض‬‫ني َم ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ت اآل َاءُ ِيف ُْ َ َ‬ ‫َاََمَاالَِتَا‪َ ،‬اإِ ْن تَتبَايَتنَ ْ‬
‫اه ِاِتَا الطَّبِ َيعةَ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ (‪)211‬‬
‫ضَ‬ ‫َاُم َؤِّ د إِ ْم َةانيَّةَ ُم َ‬ ‫ِيف أَنت ََّها «نُ َس ٌخ ُم َش َّوَهةٌ َل ِن الطَّب َيعة»‬
‫السائِ ِد الَّ ِذي يتُ َؤِّ ُد أ َّ‬
‫َن‬ ‫االَتَاهِ َّ‬‫يدي مع ه َذا ِّ‬ ‫َُجالِيًّا(‪ .)211‬الََق ْد اتَّت َفق الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫َص ِل؛‬ ‫س إِالَّ ُحمَا َ ا ً للطَّبِ َيعة‪َ ،‬اهذه الْ ُم َحا َ ا ُ قَاصَرٌ َل ِن اللَّ َحاق بِاأل ْ‬ ‫ال َف َّن لَي َ‬
‫صانِ ِع‬ ‫ان ِمن ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات الَِّيت أُاتِي ِ‬ ‫ت ال ُق ْد ِ‬ ‫الصانِ ِع اتَت َفاا ِ‬ ‫ِ‬
‫صانعه َا َ‬ ‫ت ل ِإلنْ َس ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫لتَبَايُ ِن َّ َ ُ‬
‫احل ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫الطَّبِيع ِة‪ ،‬ايت َؤِّ ُد أيه ِيف ذلِ َ ِِ‬
‫يث أ َّ‬
‫َن‬ ‫تني َما َس ْعتُهُ ِيف ه َذا َْ‬ ‫ك بَِقوله‪َ « :‬اأَبْ َُ‬ ‫َ َ ُ َ َُ‬
‫الةَ تَتتَ َشبَّهُ‬ ‫الصنَ َ‬
‫َن ِّ‬ ‫الةَ ُدا َن الطَّبِ َيع ِة‪َ ،‬اأ َّ‬ ‫الصنَ َ‬
‫َن ِّ‬ ‫ال ِة‪َ ،‬اأ َّ‬‫الصنَ َ‬
‫وق ِّ‬ ‫الطَّبِ َيعةَ فَ َ‬
‫الصنَ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َن الطَّبِ َيعةَ قُت َّوٌ‬ ‫ْم ُل‪َ ،‬اأ َّ‬ ‫الة َاتَة ُ‬ ‫ْم ُل‪َ ،‬االطَّبِ َيعةُ الَ تَتتَ َشبَّهُ بِ ِّ َ‬ ‫بالطَّب َيعة َاالَ تَة ُ‬
‫ول‬‫اصلَةٌ إِلَيها‪َ ،‬ل ِاملَةٌ بَِق ْد ِ ما لِألَ ْشي ِاء ِمن ال َقب ِ‬ ‫إِ َهلِيَّةٌ سا ِيةٌ ِيف األَ ْشي ِاء ا ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫‪217‬‬
‫انظر للى سبيل املثال‪- M.W: Encyclopedia of Literature. P.764. :‬‬
‫‪- Diderot: Essai Sur La Peinture. P.461.‬‬ ‫اانظر أَيضاً ‪:‬‬
‫ا تذلك‪- Harold Osborne: Aesthetics and Criticism. P.83 - 84. :‬‬
‫‪218‬‬
‫انظر للى ستتبيل املثال‪- M.W: Encyclopedia of Literature. P.583. :‬‬
‫‪- H.Osborne: Aesthetics and Criticism. P.61.‬‬ ‫اانظ تتر أَيضاً ‪:‬‬

‫ـ ‪ 91‬ـ‬
‫االستِ َحالَِة َااالنْ ِف َع ِال َاالْ ُم َواتَا ِ» ‪َ .‬الِ ِمثْ ِل ه َذا َ ا َن «ََّنُوذَ ُج الْ َف ِّن ْ‬
‫اجلَ ِم ِيل‬ ‫(‪)219‬‬
‫َا ْ‬
‫ِ‬ ‫اجل ِميل الطَّبِيعِي الَ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫صنَتعُهُ‬ ‫يل الَّذي يَ ْ‬ ‫اجلَم ُ‬ ‫ُّ‬ ‫لْن َد َىانْت ت ‪ُ Kant‬ه َو َْ ُ‬
‫َن «الطَّبِ َيعةَ‬ ‫وتشه ت ‪ B. Croce‬إِ َ ْىل أ َّ‬ ‫الْ َف ُّن»( ‪ .)22‬بينَما َذه بِْن ِديتُو ُىر ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫يس الْ َف ُّن ِيف نَت ْق ِل الطَّبِ َيع ِة َاُحمَا َ ِاِتَا‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َخ ْر َساءٌ‪َ ،‬اال َفنَّا ُن ُه َو الذي يتُْنط ُق ُها‪َ ،‬الَ َ‬
‫َ َما ِه َي»(‪.)221‬‬
‫تاها ِ ال َف ت ت ت ِّتن‬
‫ضتتت َ‬ ‫تان ُم َ‬ ‫تول إِم َة ت ت ت ِ‬ ‫ِ‬
‫َن أَبَ ا َحيَّ ان َملْ يَ ُة ت ت ت ْتن َميَّ ت ت تتاالً إِ َىل قَتبُ ت ت ت ْ‬ ‫َاأل َّ‬
‫َن األ َْم ت ت َتر َح ت ت ٌّتق‬ ‫اس ت ت تتَتْن َةَر َللَ ت تتى أَبِ ي َعلَ ٍّي ِم ْس َك ِويه َز ْل َم ت تتهُ «أ َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫للطَّبِ َيع ت تتة فَت َق ت تتد ْ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الةَ َشت تتاقَّةٌ‪،‬‬ ‫الصت تتنَ َ‬
‫َن ت ت ت ِّ‬ ‫تك أ َّ‬ ‫َن الطَّبِ َيع ت تةَ الَ َتَْنَت ت ُتع ِمت ت ْتن إِ ْلطَائِت ت ِته ت ذلت ت َ‬ ‫يح‪َ ،‬اأ َّ‬ ‫صت تتح ٌ‬
‫ا ِ‬
‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫االطَّ ِري ت تتق إِ َىل إِ ِ ِ‬
‫ص ت ت ْتع ٌ َابَعي ت ت ت ٌد‪َ ،‬الةنَّ ت تتهُ‬ ‫َس ت ت َترا ِ َ‬ ‫ص ت تتابَة الْم ْق ت ت َتدا ِ َلس ت ت َترٌ‪َ ،‬ا َُجْ ت ت َتع األ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َللَت تتى َمت تتا يَت ت َترع ِم ْس َك ِويه‪َ .‬ايَت ت ُترُّد أَب ُو َحيَّ ان َللَت تتى ه ت ت َذا‬ ‫)‬ ‫‪222‬‬ ‫(‬
‫َغت تتريُ ِمُْتَنِ ت ت ٍع»‬
‫الةَ بَ َش ت ت ِريَّةٌ‬ ‫تان «أ َّ‬ ‫تان تَت َف ت ُّتو ِق ال َف ت ِّتن للَ تتى الطَّبِيع ت ِتة ت ت بِتِبتي ت ِ‬ ‫ال ت َّتز ْل ِم؛ َز ْل ت ت ِم إِم َة ت ِ‬
‫الص تتنَ َ‬
‫َن ِّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫تال قُت ت َّتوً‬ ‫يل لُِقت ت َّتوٍ بَ َش ت ت ِريٍَّة أَ ْن تَتنَ ت َ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ ِ َّ ِ ِ ِ‬
‫ُم ْس تتتَ ْخَر َجةٌ م ت َتن الطب َيع تتة الت ت ِتيت ه ت َتي إ َهليَّت تةٌ‪َ ،‬االَ َس ت تب َ‬
‫ِ‬
‫الةُ ُم َس ت تتا ِايَةً َهلَت تتا‪َ ،‬ال ِة ت ت ْتن‬ ‫ك َملْ َُِيت ت ت ْز أَ ْن تَ ُة ت تتو َن ِّ‬ ‫إِ َهلِيَّت ت تةً بِالْمس ت ت ِ ِ ِ‬
‫الصت ت تنَ َ‬ ‫تااا ‪ .‬ت ت ت َال ت تتذل َ‬ ‫َُ َ‬
‫تيس‪ ،‬فَ يُ ْم ِك ُن أَ ْن يَ ُك و َن‬ ‫إِ َذا َ ت ت ت تتا َن األ َْم ت ت ت ت ُتر ت ت ت ت ت بِالتَّ ْشت ت ت ت تبِ ِيه َاالتَّت ْق ِريت ت ت ت ت ِ َاالتَّت ْلبِ ت ت ت ت ِ‬
‫ْح ِقي َق ِة‪ ،‬ل‬ ‫ُه َو ف ي ال َ‬
‫ِ‬ ‫( ‪)22‬‬
‫س‬‫ض ةٌ‪َ ،‬ولَ ْي َ‬ ‫ب أَو فِ َّ‬ ‫اعة َش يءٌ َىأَنَّ ه ذَ َه ٌ‬
‫بِالص نَ َ ِ‬

‫‪219‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪. 9‬‬
‫‪22‬‬
‫ت جان ما ي شيفر‪ :‬الفن في العصر الحديث ت ص ‪.1‬‬
‫‪221‬‬
‫ت د‪ .‬لفيف ِبنسي‪ :‬الحدس الفني عند أَبي حيَّان ت ص ‪.112‬‬
‫‪222‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪. 9‬‬
‫َّص احملقَّق ايف األَصل الَّذي جعنا إليه‬‫ضةٌ) هةذا ا دت العبا يف الن ِّ‬ ‫يس ُه َو ِيف ا ْحلَ ِقي َق ِة‪ ،‬ال َذ َه ٌ َاال فِ َّ‬
‫ت ( َالَ َ‬
‫‪22‬‬

‫اهو نسخةٌ مص َّتو ٌ لتن املخطتوط (املوجتود يف مةتبتة طتوب قبتو ستراي) موجتود ٌ يف دا الةتت املصتريَّة‪.‬‬
‫الةت َّتن املعتتىن ال يستتتقيم بتة ترا النَّفتتي‪ :‬ل يس ول‪ ،‬اأَغل ت الظَّت ِّتن أ ََّن ل يس أَا ل األُاىل زائتتد ‪ ،‬فبحتتذ‬

‫ـ ‪ 90‬ـ‬
‫ك‪ ،‬إِ َىل َح ت ٍّتد َ بِت ت ٍري‪َ ،‬م ت َتع َم تتا ذَ َه ت ت َ إِلَي ت ِته‬ ‫ِ‬ ‫ذَه ب ول فِ َّ (‪ِ )221‬‬
‫ب بِ تتذل َ‬ ‫ض ةٌ» ‪ .‬ليَتَت َق تتا َ َ‬ ‫َ ٌ َ‬
‫الع َم ت ت ِتل ال َفنِّت ت ت ِّتي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫تت َحقي َقت ت تةُ َ‬ ‫يم ون بَ اير ت ت ت ‪ Raymond Bayer‬ب َقول ت تته‪« :‬لَ َ‬
‫يس ت ت ْ‬ ‫َر ُ‬
‫تض الْم ُق ت ت تتوالَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِس ت ت تتوع َ ونِت ت ت ِته أ ََدا ً فَتعَّالَت ت ت تةً تَت ْقتَ ُ ِ‬
‫ت‬ ‫ادنَت ت تتا إ َىل الْ َواقت ت ت ت ِع َل ت ت ت ْتن طَ ِري ت ت تتق بَت ْع ت ت ت ِ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ (‪)225‬‬
‫الْ ِو ْج َدانيَّة» ‪.‬‬

‫فضتة) أَا (التيس هتو يف احلقيقتة‬


‫إحداَها يستتقيم الةتالم‪ ،‬لتغتدا العبتا ‪( :‬اهتو يف احلقيقتة‪ ،‬ال ذهت اال َّ‬
‫فضةً)‪.‬‬
‫ذهباً اال َّ‬
‫‪221‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪ 9‬ت ‪.1‬‬
‫‪225‬‬
‫ت ز ريا إبراهيم‪ :‬فلسفة الفن في الفكر المعاصر ت ص ‪. 11‬‬

‫ـ ‪ 92‬ـ‬
‫ـ ‪ 93‬ـ‬
‫جدلية العالقة الجمالية‬
‫ل‪:‬‬
‫أو ا‬
‫بين الفنان واألثر الفني‬
‫ثانيا‪:‬‬
‫بين المتلقي واألثر الفني‬

‫ـ ‪ 94‬ـ‬
‫ورةا‬ ‫س إِذَا َرأ ْ‬ ‫أن النَّ ْف ِ‬ ‫إِ َّن ِمن َش ِ‬
‫صَ‬ ‫َت ُ‬ ‫ْ‬
‫ض ِاء فِي الْهيئَاتِ‬ ‫ِ‬
‫سنَةا ُمتَ نَاسبَةَ األَ ْع َ‬
‫َ‬ ‫َح َ‬
‫َح َو ِال‪َ ،‬م ْقبُولَةا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوال َْم َقادي ِر َواألَل َْوان َو َسائ ِر األ ْ‬
‫ت‬‫ِع ْن َد َها‪ُ ،‬م َوافِ َقةا لِ َما أَ ْعطَْت َها الطَّبِ َيعةُ‪ ،‬ا ْشتَاقَ ْ‬
‫اد بِ َها‪ ،‬فَ نَ َز َع ْت َها ِم َن ال َْمادَّةِ‪،‬‬ ‫إِلَى التح ِ‬
‫َ‬
‫ت إِيَّ َ‬
‫اها‪.‬‬ ‫ص َار ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫استَثْبَتَْت َها في ذَات َها‪َ ،‬و َ‬ ‫َو ْ‬
‫التَّوحِيْدِيُّ‬

‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ِيف إِطَا ِ الْ ُم َقا َنة الَِّيت َل َق َد َها فَتْيتلَ ُس ْوفُتنَا أبُ ْو َحيَّا َن الت َّْوح ْيدي بَت ْ َ‬
‫ني‬
‫اح َد ٍ‬ ‫الرِايَِّة الع ْقلِيَّ ِة يت ُقودنَا إِ َىل ا ِ‬ ‫ني ا ِإلب َد ِ‬
‫َ‬ ‫ني املنعةسني َل ْن ا ِإل ْهلَ ِام َا َّ َ َ ْ ُ‬ ‫اليَّ ِ‬ ‫الض َّْربَ ِ ْ‬
‫اجلَ َمالِيَّ ِة َاأَ ْ ثَ ِرَها أ َََهِّتيَّةً‪َ ،‬اِه َي َم ْسأَلَةُ الْ ُم َعايَ َش ِة‬
‫ِم ْن أَبْتَرِز َم َسائِ ِل ال َف ْل َس َف ِة ْ‬
‫اجلَ َمالِيَّ ِة‪.‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ص ُ ٍّل ِم ْن ه َذيْ ِن الضَّربَت ْ ِ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ني َاالْ ُمرَّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫بَت ْع َد ُم َقا َنَة َس ِريْت َعة ُم َةثَّت َفة خلَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِمْنتهما ِمن ِجه ِة الْمح ِ‬
‫اس ِن َاالْ َم َعايِ ِ بِالتَّت َقابُِل بَتْيتنَت ُه َما َاَما يَتْن ُج ُم َل ِن الْ ُمرَّ‬
‫َ‬ ‫َُ ْ َ َ َ‬
‫ص ه َذا الْ ُمَرَّ ُ ِم ْن‬ ‫ِ ِ‬
‫ص إ َىل ال َق ْول‪« :‬إ َذا َخلَ َ‬
‫صائِص امَزايا َخيْلُ ِ‬
‫ُ‬ ‫مْنت ُه َما م ْن َخ َ َ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪ ،‬ا َشوائِ ِ التتَّع ُّس ِ‬ ‫َشوائِ ِ التَّ َةلُّ ِ‬
‫ف‪ َ ،‬ا َن بَليغاً َم ْقبُوالً َائعاً ُح ْلواً‪ََْ .‬تتَضنُهُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫س بَت ْع َد‬ ‫ِ‬ ‫الص ُدا ‪ ،‬اََتْتَلِسه اآلذَا ُن‪ ،‬اتَتْنتَ ِهب ِه الْمجالِس‪ ،‬ايتتَتنَافَ ِ ِ‬
‫س فيه الْ ُمنَاف ُ‬ ‫َ ُ َ َ ُ ََ ُ‬ ‫ُّ ُ َ ُ ُ‬
‫س»(‪.)221‬‬ ‫الْ ُمنَافِ ِ‬

‫‪221‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ج‪ 2‬ت ص ‪.1 2‬‬

‫ـ ‪ 95‬ـ‬
‫اء ُل اآل َن‪:‬‬
‫سَ‬ ‫َونَتَ َ‬
‫ان ُّ ِ‬ ‫ضِ‬ ‫يدي ِم ِن ِ‬ ‫َّوح ِ‬‫ص ُده الت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص ُداِ لألَثَِر ال َف ِِّّ‬
‫ِن‬ ‫احت َ‬ ‫ْ‬ ‫َما الَّذي َ ا َن يَت ْق ُ‬
‫َن ال َف َّن ا ْحلَِق ِيق َّي ُه َو « َما أ ََّدع‬ ‫ااختِالَ ِس اآلذَ ِان لَه؟ الِماذَا ي ِ‬
‫صُّر ُم َف ِّة ُرنَا َللَى أ َّ‬ ‫ُ ََ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ َّ ِ (‪)221‬‬
‫صوَ الل ْفظ» ؟‬ ‫الْ َم ْع َىن إِ َىل ال َق ْل ِ ِيف ُح ْس ِن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بَ َد ِه ٌّي أ َّ‬
‫ض ُل بِه َغ َريهُ‬ ‫ك َما َملْ يَتتَّس ْم َِّبَا يَت ْف ُ‬ ‫ِن الَ يتُ َع ُّد َ ذل َ‬ ‫َن األَثتََر ال َف َِّّ‬
‫ِّع ُر َما َ ا َن لِيُت َع َّد أَثَراً‬ ‫ُخَرع؛ فَالش ْ‬
‫ِ‬ ‫ات ْ ِ‬
‫احلَيَا َاالطَّبِ َيعة األ ْ‬
‫ِمن اآلثَا ِ أَا موضول ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ي‪َ ،‬اَما َ ا َن لِيُت َع َّد أَْفَ َع ِم َن النَّثْ ِر لَ ْوالَ‬ ‫الع ِاد ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَتنِّتيًّا لَوالَ افْ َِتاقُهُ َل ِن ال َةالَم َ‬
‫ات اخ ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اختِص ِ ِ‬
‫ض ُل بِه النَّثْتَر م ْن سَ َ َ َ‬ ‫اصه َِّبَا يَت ْف ُ‬
‫(‪)221‬‬
‫ِّع ُر‬
‫ص َاَمَزايَا ‪َ .‬االش ْ‬ ‫صائ َ‬ ‫ْ َ‬
‫يس‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫يع‬ ‫الرفِيع افِي ِهما الو ِ‬
‫ض‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ون؛ فِي ِ‬
‫ه‬ ‫االنَّثْتر َشأنتُهما َشأ ُن َغ ِريَِها ِمن ال ُفنُ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َُ‬
‫ت َاال َغْيت ُرَها ِم َن‬ ‫َّح ُ‬‫َّص ِو ُير َاال الن ْ‬ ‫ِّع ِر َس َواءً‪َ ،‬االَ ُ ُّل النَّثْ ِر َس َواءً‪َ ،‬االَ الت ْ‬ ‫ُ ُّل الش ْ‬
‫الد َ َج ِة‬‫ِّع ِر ََِي ُد إِ َىل ال َق ْل ِ َم ْد َخالً بِ َّ‬ ‫س ُ ُّل الش ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ث‬
‫َّ‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫الْ ُفنُتو ِن‪ )229(...‬اِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫اجلَ َم ِال ِم ْن‬ ‫وم ِه ِيف طَبِ َيع ِة ْ‬ ‫يد م ْفه ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َذاِتا‪َ .‬اه َذا َما َح َدا بالتَّوحيدي إِ َىل تَأ َ ُ‬
‫وع‪.‬‬
‫ضِ‬ ‫ث إِنَّه لالَقَةٌ بني َّ ِ‬
‫الذات َاالْ َم ْو ُ‬ ‫َحْي ُ ُ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫إِ َّن العالَقَةَ بتني َّ ِ‬
‫ِن‪،‬‬ ‫ني ا ِإلنْ َسان َااألَثَِر ال َف ِِّّ‬ ‫وع‪ ،‬بَت ْ َ‬ ‫وض ِ‬‫الذات َاالْ َم ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬
‫اجلَ َمالِيَّ ِة‬
‫َاس ِع َااألَ ثر ُُشُوالً ِه َي َما نُ َس ِّميَهُ بَالْ ُم َعايَ َش ِة ال َفنِّتيَّ ِة أَ ِا ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّبَْف ُهوم ِها األ َ‬

‫والذخائر ت ص ‪.11‬‬ ‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬ ‫‪221‬‬

‫‪221‬‬
‫تني الش تتعر االنث تتر‪ ،‬ااملوض تتوع مث تتا للنق تتاش الرض تتة لتن تتوع اآل اء‬
‫ت للتوحي تتدي أي آخ تتر يف ه تتذا التفاض تتل بَت ْ َ‬
‫تني الشتتعر االنثتتر متبحتراً يف حماستتن ت ٍّتل‬
‫ااختالفهتتا‪ .‬اقتتد لقتتد أَبتتو حيَّتتان التَّوحيتتدي مقا نتتة با لتتة ائعتتة بَت ْ َ‬
‫منهمتتا امثالبتته باملقا نتتة االتقابتتل متتن جهتتة اباخلصوصتتية متتن جهت ٍتة ثانيتتة‪ ،‬اهتتذا املوضتتوع هتتو متتا سنخصتته‬
‫بفصل خاص يف هذا الةتاب هو الفصل احلادي لشر‪.‬‬
‫‪229‬‬
‫السيد أَمحد‪ :‬انهيار دعاو الحداثة ت ص ‪َّ 1 1‬‬
‫حَّت ‪.1 9‬‬ ‫لزت َّ‬
‫ت َّ‬

‫ـ ‪ 96‬ـ‬
‫اجلَ َمالِيَّ ِة‪َ .‬الَ َع َّل ه َذا‬
‫احلَالَِة ْ‬ ‫الق ِم َن ْ‬ ‫اجلزء األَ ْ ثَتر أ َََهِّتيَّةً للَى ا ِإلطْ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬‫ْ‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫الَِّيت ِ‬
‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اِل‪ ،‬إِ َىل َجان ِ َ ْونه األَ ْ ثَتَر أ َََهيَّةً‪ُ ،‬ه َو األَ ْ ثَت ُر تَ ْش ِويقاً بَت ْ َ‬
‫ني‬ ‫اجلَ َم ِ َّ‬
‫ث ْ‬ ‫الْ َمْب َح َ‬
‫ضيِّ ُق َدائَِرَ ِل ْل ِم‬ ‫ِ‬ ‫ث ْ ِِ‬ ‫اح ِ‬ ‫الْمب ِ‬
‫اجلَ َماليَّة ُ لِّ َها‪ ،‬بَ ْل إِ َّن في ْكتُور بَاش ت ‪ V. Basch‬يُ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِن َا ْح َدهُ َا َح ْس ُ ‪ ،‬إِ ْذ َللَى‬ ‫اجلَ َم ِال َح ََّّت ََْي َعلَ َها َحاصَرً للتَّ َذ ُّاق ال َف ِِّّ‬
‫)‬‫‪2‬‬ ‫(‬
‫ْ‬
‫احلَالَِة الَِّيت يَ ُةو ُن فِ َيها‬ ‫ال ِر أَ ِا ْ‬ ‫ف الْم َش ِ‬
‫َ‬
‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫الر ْغ ِم م ْن ُ ِّل الْ ُم َح َااالَت ِيف َا ْ‬
‫اجلَ َمالِيَّ ِة‪ ،‬فَِإنت ََّها تَظَ ُّل ُمتَ َس ِاميَةً َللَى األَلْ َفا ِ الَِّيت‬ ‫ني الْ ُم َعايَ َش ِة ْ‬ ‫ِ‬
‫ا ِإلنْ َسا ُن ح َ‬
‫ال ِر‪َ ،‬اتَظَ ُّل ُْحمتَ ِفظَةً‬ ‫هذهِ الْم َش ِ‬ ‫نَ ْةأَد ِيف استِج َد ِاء دقَائِِقها امره َف ِاِتَا لِتص ِوي ِر ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ْ َ َ َ ُْ َ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ات َل ْن َج ْل ِوهِ‪ .‬فَعِْن َد َما «يَِق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّها َاتَت ْعج ُز ال َةل َم ُ‬
‫وض ْ ِ ِ‬
‫اجلَل ِيل الَّذي يَتلُف َ‬ ‫بِالْغُ ُم ِ‬
‫ت‬ ‫شابَ َك ْ‬ ‫ات تَ َ‬ ‫ض ِع ُشجير ٍ‬
‫ََ‬ ‫ب؛ ىِبِ ْ‬ ‫ام َم ْنمَ ٍر طَبِ ِيع ٍّي َخالَّ ٍ‬ ‫ال َْم ْرءُ َم ْش ُدوها أ ََم َ‬
‫اف َد ُوائَِر َرق َْراقَ ٍة‬ ‫وع م ٍاء تَ ْن َداح تَموج ُ ِ ِ‬
‫ص َ‬ ‫ات تَ َدفق ه أَنْ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫صانُ َها ُممَللَةا يَ ْن بُ َ َ‬ ‫أَ ْغ َ‬
‫وسي َقى َع ْذبٍَة يَ ْشعُ ُر أَنَّ َها‬ ‫وس قُزح‪ .‬أَو يستَ ِمع متَ رنم ا طَ ِرب ا إِلَى م ِ‬
‫ُ‬ ‫بَ َّراقَة َى َق ِ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ‬
‫ٍ‬
‫يس ِه‪ .‬أَو يَ ْق َرأُ‬ ‫اس ِ‬ ‫تُراقِص روحهُ‪ ،‬أَو تَستَ ِمد نَسج أَنْ غَ ِامها ِمن نُس ِغ أَح ِ‬
‫َ ْ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ُ َ‬
‫ث أَ ْن‬ ‫وق‪ ،‬فَالَ يَلْبَ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ف ال َْم ُ‬ ‫الرُؤ ِوم و َشغَ ِ‬ ‫ات َّ ِ ِ ِ‬ ‫إِ ْح َد الرواي ِ‬
‫الرائ َعة بتَ َروي َّ َ‬ ‫ََ‬
‫هذهِ الرواي ِة؛ ي ْفر ِ ِ‬ ‫وص ِ‬ ‫َح ُد ُش ُخ ِ‬ ‫ِ‬
‫ح ل َف َرح ْه ْم َويَ ْستَاءُ‬ ‫ََ َ َ ُ‬ ‫سهُ َوَىأَنَّهُ أ َ‬ ‫يَج َد نَ ْف َ‬
‫ث…‬ ‫لستِيائِ ِهم‪ ،‬وربَّما تَأَ ُخ ُذهُ النَّ ْشوةُ ِح ْينا فَ ي ِهم بِالتَّ َدخ ِل وتَ ْغيِي ِر الْح َد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َْ‬
‫هذهِ‬‫ف ِمثْل ِ‬ ‫َ‬ ‫وص‬ ‫ُ‬‫ت‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫ك‬‫يف يم ِ‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)2 1‬‬
‫ال لِلتَّ َدخ ِل»‬ ‫لك ْن لَ َم َج َ‬ ‫وِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت ه َذا‬ ‫اع ِر؟! إِنتَّها مسأَلَةٌ صعبةٌ؛ ِج ُّد صعب ٍة‪ ،‬الَع َّل ِمن أَطْر ِ ُحمااالَ ِ‬ ‫شِ‬ ‫ال َْم َ‬
‫َ َْ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َْ‬
‫‪230‬‬
‫‪- V. Basch: Essais D’Esthétique, de Philosophie, et de‬‬
‫‪Littvératur.‬‬
‫‪2 1‬‬
‫السيد أَمحد‪ :‬علم الجمال المعلوماتي ت ص‪.12‬‬
‫ت لزت َّ‬

‫ـ ‪ 97‬ـ‬
‫صور بَِقولِِه‪ِ « :‬لْن ِدي َسبَ ٌ َاِجيهٌ لِ َةي‬ ‫يس َمنُ ُ‬
‫ِِ ِ‬
‫َس َدع به أَن ُ‬ ‫ف َما أ ْ‬ ‫صِ‬ ‫الْ َو ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني ِيف‬ ‫اح ِ‬‫ض ُع ِِل َجنَ َ‬ ‫َستَ ِم َع إِ َىل الْبَتَرام ِج الْ ُموسيقيَّة‪ ،‬فَِإنت ََِّن أَتْت ُرُك نتَ ْفسي ل َم ْن يَ َ‬
‫أْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الي‪ ،‬الِمن يت ْلغِي ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اجلَاذبيَّةَ األَْضيَّةَ م ْن َح ِوِل‪َ ،‬ال َمن يَت ْفتَ ُح َأسي فَتتَطريُ‬ ‫ذَ َ َ َ ْ ُ‬
‫أسي‬ ‫ِمْنتها األَفْ َةا َ عصافِري اح ِشيَّ ٍة ِيف ُ ِّل ِّاَتاهٍ‪ ،‬الِمن يت ْغ ِرس دبُّوساً ِيف ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ ُ ُ‬ ‫ُ َ َ َ َْ‬ ‫َ‬
‫ص ِايب َاَ أَنت ََّها ِيف َم ٍاء بَا ٍِد‬ ‫َشجا ِ َّ ِ‬
‫الص ْم ِغ بَعيداً َل ْن أ َْل َ‬ ‫َ َما يَت ْغ ِر ُسونَهُ ِيف أ َ َ‬
‫ت ِج ْس ِمي ََتَاماً َ َما َخيْلَ ُع ا ِإلنْ َسا ُن َمالَبِ َسهُ فَأَنْ َسلِ ُخ إِ ْذ‬ ‫س َ أَن َِِّن َخلَ ْع ُ‬ ‫ُح ُّ‬ ‫اأ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫آخَر‪ ،‬الَ‬ ‫أَتَ َسلَّ ُل من ج ْسمي َاُه َو س ْج ُن الْعُ ْم ِر ‪َ ...‬م َع الْ ُموسي َقى أَ ُ و َن َشيئاً َ‬
‫َص َّح َاأَ ْ ثَتَر ُحِّريتَّةً‪َ ...‬اأ َْل ِر ُ بِالضَّْب ِط‬
‫َح َس َن َاأ َ‬ ‫أَ ُ و َن أَنَا َاإََِّّنَا أ ْ‬
‫ُصبِ ُح َغ ِريي؛ أ َ‬
‫لة ْن ِم َن الْ ُم َؤَّ ِد أَن َِِّن‬
‫احلِّريتَِّة الَِّيت أَنْتعم ِِبا‪ ،‬ا ِ‬
‫ُُ َ َ‬
‫احلس ِن ا ِّ ِ‬
‫الص َّحة َا ُْ‬ ‫َما ُه َو َا ْجهُ ُْ ْ َ‬
‫ت فِ ِيه ‪.)2 2(»...‬‬ ‫ف فَت َقد ََت َّف ْف ِ ِ‬
‫ت م َن الَّذي ُ ْن ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َخ ُّ‬ ‫أَ‬
‫جدليَّة العالقة الجماليَّة‬
‫العالَقَت ت ت ِتة‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّوحي ِد َّ‬ ‫لَعت ت ت َّتل الت ِ‬
‫الوقُت ت تتو َ َللَت ت تتى َج َدليَّت ت تتة َ‬ ‫اع ُ‬ ‫ي ثَت ت ت ِتاين َم ت ت ت ِن ْ‬
‫است ت تتتَطَ َ‬ ‫َ‬
‫ضت تتلِي ٍع‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬ ‫ا ْجلمالِيَّ ت ِتة‪ ،‬بتعت ت َتد أَبِ ي عثْم ا َن عم ِرو ب ِن بح ٍر ال ِ ِ‬
‫ْج احظ ‪ُ ،‬اقُت تتو َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫العالَقَ ت ت تةَ‬ ‫بِ ُةْنت ت تته ا ْجلَ َمت ت تتال َا َحقي َقتت ت تته‪َ ،‬خبِ ت ت ت ٍري بَأ ْ‬
‫َست ت ت َترا ِهِ َاَم َست ت تتا ِبِه‪ ،‬فَت َق ت ت ت ْد قَت ت ت َّتد هت ت تتذه َ‬
‫صت ت تتيغَتِ َها ال َف ْل َست ت ت ِتفيَّ ِة قَت ت تتدًّا ُم َؤنَّق ت ت تاً ُم ْؤتَلِق ت ت تاً‪َ ،‬اَهت ت تتا ُهت ت ت َتو ذَا يَتتَ َست ت تتاءَ ُل ِيف ((ا ْهلََو ِامت ت ت ِتل‬
‫بِ ِ‬
‫تف ِمت ت ت ْتن ِخالَلِ ت ت ِته َلت ت ت ْتن‬ ‫ِ‬
‫ص ت ت ت ِرْحاً يَ ْةش ت ت ُ‬ ‫تاؤالً َ‬‫تال تَ َس ت ت ُ‬ ‫الش ت تتو ِام ِل)) َلت ت تتن طَبِيع ت ت ِتة ا ْجلمت ت ت ِ‬
‫ْ َ ََ‬ ‫َا َّ َ‬
‫ات‬ ‫اق ج َدلِيَّت ت ِتة الت ت َّتذ ِ‬ ‫تال ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫يف ست تتيَ َ‬ ‫َمت ت َتدع إ ْد َا ت تته هلت تتذه ا ْحلَقي َقت تتة؛ َحقْيت َقت تتة َم ْوق ت ت ِع ا ْجلَ َمت ت ْ‬
‫‪2 2‬‬
‫ت أَنيس منصو ‪ :‬مواقف ت ضمن جريد ‪ :‬األَهرام ت لدد ‪191 /1/11‬م‪ .‬نقالً لن‪ :‬لزيز الشوان‪:‬‬
‫الموسيقى؛ تعبير نغمي ومنطق ت ص‪.19‬‬
‫‪2‬‬
‫السيد أَمحد‪ :‬القيم الجماليَّة واألَخالقيَّة عند الجاحظ ت سالة ماجستري نوقشت يف جامعة دمشق‬
‫ت لزت َّ‬
‫لام ‪.1991‬‬

‫ـ ‪ 98‬ـ‬
‫ِّد ا ْجلَ َم ت ت تتا َل ِم ت ت ت ْتن َج َوانِبِ ت ت ت ِته الْ ُم ْختَلِ َف ت ت ت ِتة َاَزَاايَ ت ت تتاهُ الْ ُمتَبَايِنَ ت ت ت ِتة‬
‫ض ت ت ت ْتوِع الَّ ت ت ت ِتيت َُتَ ت ت تتد ُ‬
‫َاالْ َم ْو ُ‬
‫ِّد ِ‪ ،‬فَتيَت ُق ُ‬
‫ول‪:‬‬ ‫َاالْ ُمتَت َعد َ‬
‫اه ِر؟‪...‬‬ ‫الصو ِ ا ْحلسن ِة؟ اما سب ه َذا الْولَ ِع الظَّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫است ْح َسان ُّ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫« َما َسبَ ُ ْ‬
‫َويُتَابِ ُع ُم ْستَ ْف ِسرا ‪:‬‬
‫َهذهِ ُ لُّ َها ِم ْن آثَا ِ الطَّبِ َيع ِة؟‬ ‫تأ ِ‬
‫س؟‬ ‫ض النَّت ْف ِ‬ ‫ت أ َْم ِهي ِم ْن َل َوا ِ ِ‬
‫َ‬
‫الع ْق ِل؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أ َْم ه َي م ْن َد َاالي َ‬
‫اح؟‬ ‫الر ِ‬ ‫ت أ َْم ِه َي ِم ْن ِس َه ِام ُّ‬
‫ت أ َْم ِه َي َخالِيَةٌ ِم َن العِلَ ِل َجا ِيَةٌ َللَى ا ْهلَْذ ِ ؟‬
‫َح َو ِال الْ ُم َؤثتَِّرِ َللَى َا ْج ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ت اهل ََيوز أَ ْن ي ِ ِ ِ‬
‫وج َد مثْ ُل هذه األ ُُموِ الغَالبَة َااأل ْ‬ ‫ََ ْ ُ ُ ُ َ‬
‫ث‪َ ،‬اطَ ِر ِيق البُطْ ِل؟»(‪.)2 1‬‬ ‫العب ِ‬
‫ََ‬
‫اصَرٍ‪ ،‬نَتتَت َع َام ُل َم َع َها‬ ‫ت مع ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّس ُاؤالَت م ْن َدالَالَ ُ َ‬ ‫يَتْب ُدا َجليًّا َما يف هذه الت َ‬
‫يف َح ِقْيت َق ِة األ َْم ِر‪ ،‬يَتتَ َساءَ ُل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اآل َن‪ ،‬يف طَب َيعة ا ْجلَ َمال‪ ،‬إنَّهُ‪ْ ،‬‬
‫َّصف بِو ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُجي ٌتل ألَنَّهُ بِطَبِ َيعتِ ِه َ ذل َ‬ ‫ت ه ِل ا ْجل ِميل َِ‬
‫وضولاً‬ ‫صفه َم ُ‬ ‫ك؟ أَي ألَنَّهُ يت ُ َ ْ‬ ‫َ َ ُ‬
‫االستِ ْقالَ ِل َل ْن َذ َااتِنَا‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫بِ ِّ ِ‬
‫الص َفات ا ْجلَ َماليَّة الْ ُم ْستَقلَّة َتََ َام ْ‬
‫ُثَّ يَتْنتَ ِق ُل إِ َىل الطََّر ِ الْ ُم َقابِ ِل َتََاماً‪ ،‬فَتيَت ُق ُ‬
‫ول‪:‬‬
‫اجلَ َم ِال‬ ‫الذ ِاِتُّ‪ ،‬أَي إِ َّن طَبِ َيع ِة ْ‬ ‫اجلَانِ َّ‬ ‫ِ‬
‫س؟ َاه َذا ُه َو ْ ُ‬ ‫ض النَّت ْف ِ‬ ‫ت أ َْم ه َي َل َوا ِ ُ‬
‫س َا َل َوا ِ ِض َها‪.‬‬ ‫َح َو ِال النَّت ْف ِ‬ ‫اضي ِع بِ ِ ِ‬ ‫ات ََنْلَعها للَى الْمو ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اختالَ أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ه َي ص َف ٌ ُ َ َ َ َ‬

‫‪2 1‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت ص ‪.112‬‬

‫ـ ‪ 99‬ـ‬
‫الذ ِ‬ ‫َحو ِال َّ‬ ‫ال ِة الْ ُمتَبَ ِّ‬ ‫ِِ‬
‫ات‬ ‫ني أ ْ َ‬ ‫اخلَبِ ِري‪ُ ،‬متَتنَت ِّقالً بَ َ‬ ‫ص ِر ْ‬ ‫ُثَّ يتُتَابِ ُع تَ َس ُاؤالَته بِبَتَر َ‬
‫وع َا َل َوا ِ ِض ِه َما‪.‬‬ ‫وض ِ‬ ‫َاالْ َم ُ‬
‫ك؟‬ ‫يدي ِم ْن ذلِ َ‬ ‫َّوح ِ‬‫ف الت ِ‬ ‫َين يَِق ُ‬ ‫َولك ْن أ َ‬
‫ِ‬
‫ني أَا إِ ْغ َف ِال‬ ‫َح ِد ا ْجلَانِبَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّس ُاؤالت ُدا َن الْ َم ِيل إ َىل أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫لَ َع َّل يف طَْرِح هذه الت َ‬
‫س معالِ ِم ِه‪ ،‬ما ي ْة ِفي للدَّاللَ ِة للَى تَت َف ُّه ِم ِه ِهل ِذهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫اآلخ ِر أَا ُحمَ َاالَة طَ ْم ِ َ َ‬ ‫ا ْجلَان ِ َ‬
‫الصلَ ِة َاأ َََهِّتيَّتِ َها‪.‬‬
‫ِّ‬
‫العالَقَ ِة‪َ ،‬ما َ ا َن يَتْنبَغِي لَهُ ََتَ ُااِزَها ُدا َن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ف َللَى هذه َ‬ ‫َالةنَّهُ‪ ،‬طَالَ َما َاقَ َ‬
‫عر ُ‬ ‫َّو ِام ِل فِ ْعالً‪ ،‬فَتيُ ِّ‬ ‫ِ‬
‫صاح ُ ا ْهلََوام ِل َاالش َ‬
‫يد موقِ ِف ِه ِمْنتها‪ ،‬اه َذا ما قَتَّر ه ِ‬
‫َ َ َ َُ َ‬
‫ِِ‬
‫ََْتد َ‬
‫ول ِلْن َد‬ ‫َجَز ِاء‪َ ،‬م ْقبُ ٌ‬ ‫اس ٌ ِيف األ ْ‬ ‫ضاء‪َ ،‬اتَتنَ ُ‬
‫ال ِيف األَل ِ‬
‫َْ‬ ‫ال بِأَنَّهُ « َ َم ٌ‬ ‫ا ْجلَ َم َ‬
‫ني‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س»(‪ .)2 5‬الَيس أَبتلَ َغ ِمن ه َذا ِيف َّ ِ‬ ‫النَّت ْف ِ‬
‫العالَقَة الْ َماثلَة بَ َ‬ ‫الدالَلَة َللَى قُت َّو تَالَُزم َ‬ ‫َ َ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫ِّصافِ ِه بِبَت ْع ِ‬
‫ص؛ الَِّيت ه َي الْ ُم َة ِّونَ ُ‬
‫ات‬ ‫اخلَ َ‬
‫ض ْ‬ ‫ض ُراَ ُ ات َ‬ ‫يث َ‬ ‫وع ت ِم ْن َح ُ‬ ‫وض ِ‬ ‫الْ َم ُ‬
‫َح َو ِاهلَا الْ ُمتَبَايِنَ ِة‬ ‫ات؛ بِصو ٍ أَا بِأُخرع ت ا َّ ِ‬
‫الذات بِأ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َُ‬
‫ا ْجلمالِيَّةُ‪ ،‬الْمم ِةن اص ُفها بِالثَّب ِ‬
‫ُْ ُ َ ْ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫هذهِ َّ ِ‬ ‫يمها الْمختلِ َف ِة؛ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن ِح ٍ‬
‫ص َف َها‬ ‫يع َا ْ‬ ‫الذات الَِّيت نَ ْستَط ُ‬ ‫آخ ٍر‪َ ،‬اَم َفاه ِ َ ُ ْ َ‬ ‫ني إِ َىل َ‬
‫ني الطَّبِ َيع ِة‬ ‫َن بَ َ‬ ‫ان ِم ْس َك ِويه‪ ،‬يَتَرع أ َّ‬ ‫يدي‪ ،‬للَى لِس ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َّوح ِ‬‫بِا ْحلي ِويَِّة اا ْحلرِيَّ ِة‪« .‬فَ الت ِ‬
‫ََ َ ََ‬
‫ك فَِإنتَّ َها ِلْن َد َما‬ ‫ِِ‬ ‫ال النَّت ْف ِ‬‫س ِح َوا اً ُم ْستَ ِمًّرا‪ ،‬فَالطَّبِ َيعةُ تَتتَتلَقَّى أَفْت َع َ‬ ‫َاالنَّت ْف ِ‬
‫س َاآثَا َ َها‪ ،‬لذل َ‬
‫هذهِ ُّ‬ ‫اد َ األ ََّالِيَّةَ لِألَ ْشي ِاء ت فَِإنتَّها ََتعل ِ‬
‫الص َوَ َافْ َق‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫وىل ت أَي الْ َم َّ‬ ‫ص َوَ ا ْهليُ َ‬ ‫تُ َش ِّة ُل ُ‬
‫الصوِ »(‪.)2 1‬‬ ‫هذهِ ُّ‬ ‫ول ِ‬ ‫س احس استِع َد ِاد َها لَِقب ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ْغبَة النَّت ْف ِ َ َ ْ َ ْ ْ‬
‫هذهِ‬‫َّاجزِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫إِ َّن ُاقُو َ أَبِي َحيَّان التَّوحيدي َللَى هذه ا ْحلَقي َقة بِصيغَت َها الن َ‬
‫ِ‬ ‫َسب ٍ‬ ‫اختِالَ َ أَ ْذ َا ِاق الن ِ‬ ‫أخ ُذ بِ َع ِ‬
‫ك ِيف‬ ‫اب َش ََّّت‪َ ،‬اَداَ ذل َ‬ ‫َّاس أل ْ َ‬ ‫ني النَّظَ ِر ْ‬ ‫الَِّيت تَ ُ‬
‫‪2 5‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت ص ‪.11‬‬
‫‪2 1‬‬
‫ت الد تو لفيف ِبنسي‪ :‬فلسفة الفن عند التَّوحيدي ت ص ‪.19‬‬

‫ـ ‪ 011‬ـ‬
‫ض‬ ‫األَح َة ِام ا ْجلمالِيَّ ِة اتَتباينِها‪ ،‬ح ََّّت للَى األَثَِر ا ْجلم ِاِل ِ ِ‬
‫الواحد‪ ،‬يَ ُةو ُن قَ ْد فَتَر َ‬ ‫َ َ ِّ َ‬ ‫ََ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ِيف ََت ِد ِ‬
‫يد‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫نَت ْف َستتهُ َائِداً فِ ْعلِيًّا ثَانِياً بعد أبي عثمان الجاحظ لِلنَّظَ ِريَِّة ا ْجلَ َدلِيَّ ِة‬
‫ْ‬
‫ني‪ِّ ،‬اد َلاءً ُم ْفتَ ِقراً إِ َىل ِّ‬
‫الدقَِّة‬ ‫ِِ‬
‫ين َاالبَاحث ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫طَب َيعة ا ْجلَ َمال‪َ ،‬اال ِيت يَدَّلي ُج ُّل الْ ُم َفة ِر َ‬
‫ِ ِ‬
‫يف أ َْا بِ َسبَ ِ انْعِ َد ِام األ ََمانَِة َاالنتََّز َاه ِة‪،‬‬ ‫االْ ِم ِ ِ‬
‫ص َداقيَّة إِ َّما بِ َسبَ ِ ا ْجلَ ْه ِل َاالْ ُق ُ‬
‫ص ْوِ الْ َم ْع ِرِ ِّ‬ ‫َ ْ‬
‫َّاس ِع َل َش ِر َللَى يَ َدي‬ ‫َن هذه الرؤية أَا النظرية َمل تَتْن َشأ إِالَّ مع مطَالِ ِع ال َقرِن الت ِ‬ ‫أ َّ‬
‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ‬
‫اخ ِر‬‫شفسكي ت ‪ ،)2 1(Tchernichowsky‬أَا ََّّبَا ِيف أَا ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسي تِ ِشرنِ‬ ‫الْم َف ِّة ِر ُّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ِّ ْ‬ ‫ُ‬
‫َيدي ِدي ْد ُرو ت‪، Diderot‬‬
‫(‪)2 9‬‬ ‫ات أ ََّاليَّ ٍة للَى أ ِ‬
‫َ‬
‫َّامن ل َشر بِوص ِفها إِ هاص ٍ‬
‫ال َق ْرن الث َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫ِ ِ‬

‫اهات ِبع‪ ،‬يف تا يخ الفةر اجلماِل‪ْ ،‬حاال لٌّ منها أَن يقدم تفسرياً لطبيعة اجلمال؛‬ ‫ت َثَّة ثالثة ِّاَت ٍ‬ ‫‪2 1‬‬

‫صفات لينيَّةٌ ماثلةٌ يف املوضوع املد ك‪ ،‬مستقلَّةٌ‬


‫ٌ‬ ‫َن اجلمال‬ ‫االَتاه املوضولي‪ ،‬إىل أ َّ‬ ‫يق ِّ‬ ‫يق‪ ،‬فر ُ‬‫ذه َ فر ٌ‬
‫االَتاه أَفالطون ت ‪ Plato‬اليبنتز ت‬‫َهم من ُيثِّل هذا ِّ‬ ‫الذات اليت تد ها‪ ،‬امن أ ِّ‬ ‫لن العقل أَا َّ‬
‫ُ‬
‫َن اجلمال ظاهرٌ إنسانيَّةٌ حمضةٌ‪ ،‬يفهمها‬ ‫الذاِت‪ ،‬إىل أ َّ‬ ‫يق ِّ‬
‫االَتاه َّ‬ ‫يق آخر‪ ،‬فر ُ‬ ‫‪ .Leibnitz‬اذه فر ٌ‬
‫الزمانيَّة ااملةانيَّة الَّيت َّبَّا مل الن يتَّفق فيها اثنان‪ ،‬ااستناداً إىل‬ ‫ٍ‬
‫إنسان افاقاً لظرافه النَّفسيَّة ا َّ‬ ‫ُّل‬
‫االَتاه املغالطون ت ‪Sophism‬‬ ‫ذلك قالوا‪« :‬ال مناقشة يف األَذااق»‪ ،‬امن أَبرز ِمثِّلي هذا ِّ‬
‫َن اجلمال‬ ‫االَتاه اجلدِل‪ ،‬بني ِّ‬
‫االَتاهني فرأَع أ َّ‬ ‫اتولستوي ت ‪ .Tolstoy‬ااقف الفريق الثَّالث؛ فريق ِّ‬
‫الذات ااملوضوع؛ املوضوع َّبختلف خصائصه‬ ‫االقيمة ااجلماليَّة يتحدَّدان للى ضوء العالقة بني َّ‬
‫بةل ما َتمله من نوازع اميول اأَهواء اظرا زمةانيَّة‪ ،‬امن أَهم ِمثِّلي‬ ‫الذات ِّ‬ ‫الشَّةليَّة االضِّمنيَّة ا َّ‬
‫االَتاه إىل جان من ذ ر يف املنت َند يف فةرنا العريب اجلاحظ اابن خلدان‪ .‬ملزيد من‬ ‫هذا ِّ‬
‫السيد أَمحد‪ :‬طبيعة الجمال ت َملة املعرفة ت ص‪ 29‬ت ‪ .12‬ا ذلك يف‬
‫لزت َّ‬
‫التَّفصيل يف ذلك‪َّ :‬‬
‫تابنا‪ :‬علم الجمال المعلوماتي؛ نحو نمرية جديدة ت ص‪ 11‬ت ‪ ، 5‬ا ذلك تابنا‪ :‬فلسفة‬
‫الفن والجمال عند ابن خلدون ت ص‪ 95‬ت ‪.1 2‬‬
‫‪2 1‬‬
‫ت جدلية العالقة اجلماليَّة هي حممو أُطراحة تشرنشفسةي لنيل د جة املاجستري النواِنا‪ :‬عالقات الفن‬
‫الجماليَّة والواقع‪ .‬اقد ترجم هذا البحث إىل العربية بِتُجة يوصف حالق‪ ،‬اصد لن ازا الثقافة‬
‫بدمشق لام ‪191‬م‪.‬‬
‫‪239‬‬
‫‪- Diderot: Essai Sur La Peinture.‬‬

‫ـ ‪ 010‬ـ‬
‫َا ِه ْرِدر ت ‪َ ،)21 (Herder‬ا ِشيلَر ت ‪ .)211(Schiller‬فَتلَ ْو َ ا َن ََثَّةَ ال َقلِْي ُل ِم َن‬
‫ب َِّبَا ظُلِ ُم ْوا بِِه ِيف ه َذا ا ْجلَانِ ِ َا َغ ِْريهِ ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التَّتَبُّ ِع َاالبَ ْحث لَ َما ظُل َم الْ ُم َف ِّة ُرْا َن َ‬
‫العَر ُ‬
‫ا ْجلََوانِ ِ ‪.‬‬
‫العالَقَ ِة الَِّيت ََتَ َااَز ِِبَا‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫َن فَيلَسوفَتنَا َمل يتتَتوقَّ ْ ِ‬
‫ف لْن َد ََْتديد هذه َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َاا ْحلَ ُّق أ َّ ُ‬
‫استَت ْر َس َل ِيف َس ِِْب‬ ‫الزَم ِن‪ ،‬بَ ِل ْ‬ ‫َسابِِق ِيه‪َ ،‬اَ ثِرياً ِجدًّا ِم ْن الَ ِح ِق ِيه‪َ ،‬الَِفْتتَرٍ طَ ِويلَ ٍة ِم َن َّ‬
‫ت َُجَالِيَّ ٍة‪ ،‬فَت َق ِد‬ ‫ان ادالَالَ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫هذهِ العالَقَ ِة‪ ،‬ااستِ ْق ِ‬ ‫أَ ْغوا ِ ِ‬
‫صاء َما تَتْنطَ ِوي َللَيه م ْن َم َع َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يد طَبِ َيع ِة ا ْجلَ َم ِال‬ ‫وع ِيف ََت ِد ِ‬ ‫انْطَلَق ِمن حي ِويَِّة العالَقَ ِة احرِيَّتِها بتني َّ ِ‬
‫وض ِ ْ‬ ‫الذات َاالْ َم ُ‬ ‫َ ْ ََ َ َ َ َ َ َ ْ َ‬
‫وم بِالْ ُم َعايَ َش ِة ا ْجلَ َمالِيَّ ِة‪َ ،‬االْ ُم َعايَ َش ِة‬ ‫ِِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫َاَم َقايِيسه‪ ،‬ليَص َل م ْن خالَهلَا إِ َىل َما نُ َس ِّميَهُ اليَ َ‬
‫َسبَ َغ َللَ ِيه‬ ‫وع إِالَّ أَنَّهُ أ ََّا ُل َم ْن أ ْ‬‫وض َ‬
‫ِ‬
‫ال َفنِّتيَّة‪َ ،‬اُه َو َاإِ ْن َملْ يَ ُة ْن أ ََّاَل َم ْن أَثَا َ ه َذا الْ َم ُ‬
‫التِ ِه‪َ ،‬اَم ْق ِد َتِِه البَالَ ِغيَّ ِة لَبُوساً ُم َوشَّحاً بَِرانَ ِق الْعِْل ِم َاأَلْ ِق البَت َه ِاء‪َ ،‬ما ِزلْنَا َّنَْتَ ُح‬‫بِبَتَر َ‬
‫ث ا ْجلَ َم ِ ِّ‬
‫اِل َح ََّّت‬ ‫يم ِه اح ِاِل ا ْشيِ ِه ِيف التتَّعام ِل مع ه َذا الْمبح ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ ُ ََ‬ ‫م ْن َم َعانيه َاَم َفاه َ َ َ‬
‫اليَوم‪.‬‬
‫َّان َواألَثر ال َفني‬ ‫‪ 2‬ب ْين ال َفن ِ‬
‫َ َ‬
‫َّان َاأَثَِرهِ أ ََّا ُل َما يَ ْستَت ْر ِلي االنْتِبَ َاه‪،‬‬
‫بني ال َفن ِ‬ ‫العالَقَِة‬ ‫الَع َّل ْ ِ‬
‫ََ‬ ‫يث َل ِن َ‬ ‫احلَد َ‬ ‫ََ‬
‫ات ال ُتم َهيِّئَ ِة النْ ِق َد ِاح‬
‫احلِ ِه؛ مْن ُذ الْمم ِّه َد ِ‬
‫ُ َُ‬
‫مر ِ‬
‫ََ‬ ‫ِن ِيف ُ ِّل‬ ‫ِ‬
‫َ ونتُ َها تُتَراف ُق األَثتََر ال َف ِِّّ‬

‫‪240‬‬
‫‪- J.G. Herder: Reflections on the Science and Art of the‬‬
‫‪Beautiful. see: Merriam Webster’s Encyclopedia of‬‬
‫‪Literature. p 538-539.‬‬
‫‪And: I. Berlin: Vico and Herder; Two Studies in the‬‬
‫‪History of Ideas.‬‬
‫‪241‬‬
‫‪- See:A. Ugrinsky: Friedrich von Schiller and the Drama of‬‬
‫‪Human Existence.‬‬
‫‪And: T.J. Reed: Schiller.‬‬

‫ـ ‪ 012‬ـ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ِن‪.‬‬‫َشَرا َِ ا ِإل ْهلَ ِام بِفةَْرته‪َ ،‬اتَتبَت ْل ُوَِها َشْيئاً فَ َشْيئاً َح ََّّت انْس َةاِبَا ِيف قَالَبِ َها ال َف ِِّّ‬
‫ِ‬ ‫َن ََثَّةَ آلِيَّةً معيَّتنَةً تَتتَتواتَتر للَى أ ِ‬ ‫ِ‬
‫َساس َها َمَراح ُل األَثَِر ال َف ِِّّ‬
‫ِن‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُدا َن أَ ْن يَت ْع ِِن ذل َ‬
‫ك أ َّ‬
‫الذ ْ ِر‪.‬‬‫َسالَِفةُ ِّ‬
‫اح ِل‬‫هذهِ الْمر ِ‬ ‫ي قَ ْد أَسه اأَطْن َ ثِرياً ِيف شرِح ِ‬ ‫َن الت ِ‬
‫َّوحي َد َّ‬ ‫َاا ْحلَِقي َقةُ أ َّ‬
‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫َْ َ َ َ َ ْ‬
‫اط‪َ ،‬االظُُّرا ِ الالَّ ِزَم ِة الض َُّراِيَِّة‪،‬‬
‫وهبِة‪ ،‬االشُّر ِ‬ ‫الل ح ِديثِ ِه ل ِن ا ِإل ْهل ِام االْم ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫خ َ َ‬
‫ص َح َل ْن‬ ‫ات الْمب ِدل ِة‪ ،‬أَ ْن تتُ ْف ِ‬ ‫وهبَ ِة‪ ،‬أَا لِ َّ‬
‫لذ ِ‬ ‫االنَّافِلَ ِة العر ِضيَّ ِة الَِّيت تُتِيح لِْلم ِ‬
‫ُْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫َم ْةنُونَ ِاِتَا‪.‬‬
‫احلَِق ِيق ِّي‪َ ،‬اقَ ْد َسبَ َق‬ ‫ط ال َف ِّن ْ‬ ‫َّان‪َ ،‬ا ُش ُرا ُ‬ ‫احلالَةُ النَّت ْف ِسيَّةُ لِْل َفن ِ‬
‫ك َْ‬
‫ِ‬
‫َاَ ذل َ‬
‫ِ‬ ‫احل ِديث؛ تَت ْل ِميحاً أَا تَص ِرْحاً‪ِ ،‬يف بتع ِ ِ‬
‫ك‬ ‫ك َاََُّّبَا يَةْفي أَ ْن نُ ِش َري إِ َىل تِْل َ‬ ‫ض ذل َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ‬
‫َّان بتع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات البلِيغَ ِة الَِّيت اص ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يد ا ْ ت َم ِال أَثَِرِه ال َف ِِّّ‬
‫ِن‬ ‫ف ِبَا فَيلَ ُسوفُتنَا َح َال ال َفن ُ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫العبَا َ َ‬
‫ول فِ َيها‪:‬‬
‫الَِّيت يَت ُق ُ‬
‫ت ِمْنهُ ُّ‬ ‫ِِ‬ ‫«فَِإذَا صنع َّ ِ ِ‬
‫الصوَ ُ الطَّبِ َيعةَ‬ ‫الصان ُع َتْثَاالً ِيف َم َّادته ُم َوافَت َقةٌ فَت َقبِلَ ْ‬ ‫ََ َ‬
‫اج َما ِيف قُت َّوتِِه‬ ‫ص ْد ِق أَثَِرهِ َا ُخ ُر ِ‬ ‫تَ َّامةً ص ِحيحةً؛ فَرِح اسَّر اأ ُْل ِج اافْتتَخر‪ ،‬لِ ِ‬
‫َ َ ُ َ َ َ ََ‬ ‫َ َ‬
‫ِ ِ (‪)212‬‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ه َذا َما‬ ‫إِ َىل الف ْع ِل ُم َوافقاً ل َما ِيف نَت ْفسه‪َ ،‬ال َما لْن َد الطَّب َيعة» ‪َ .‬ابَت ْع ُ‬
‫َّان ِهي ُ ل ش ٍ‬ ‫َذه إِلِ ِيه جوتِه ت ‪ Goethe‬بَِقولِِه‪َ « :‬شخ ِ‬
‫يء ِيف ال َف ِّن‬ ‫صيَّةُ ال َفن ِ َ ُّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِّع ِر»( ‪.)21‬‬‫َاالش ْ‬
‫ال ِر الَِّيت ََتْتَلِج ِيف أ َْلم ِ‬ ‫ض الْم َش ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اق‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ف لَنَا التَّوحيدي َل ْن بَت ْع ِ َ‬ ‫َه َة َذا يَ ْةش ُ‬
‫صوَتِِه الَِّيت انْتتَت َهى إِلَ َيها‪َ ،‬ا َخ َّ‬
‫اصةً‬ ‫ظر إِ َىل أَثَِرهِ ال َف ِِّّ‬
‫ِن َاُه َو ُمتَ َج ِّس ٌد ِيف ُ‬ ‫ني يَتْن ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ال َفنَّان ح َ‬
‫‪212‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت ص ‪ 11‬ت ‪.111‬‬
‫‪21‬‬
‫الشوان‪ :‬الموسيقى تعبير نغمي ومنطق ت ص ‪.25‬‬
‫ت لزيز َّ‬

‫ـ ‪ 013‬ـ‬
‫َّان [ِيف ] أَثْتنَ ِاء ا ِإلبْ َد ِاع أ َْمٌر بَالِ ُغ ُّ‬
‫الصعُوبَِة‪،‬‬ ‫ول إِ َىل إِ ْد ِاك م َش ِ‬
‫ال ِر ال َفن ِ‬
‫(‪)211‬‬
‫َ َ‬ ‫صَ‬ ‫«أ َّ‬
‫َن الْ ُو ُ‬
‫ال ِرهِ [ِيف] أَثْتنَ ِاء ا ِإلبْ َد ِاع‪ ،‬أَي؛‬‫َّان لن م َش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُخَرع الَ ُيُْة ُن ُس َؤ ُال ال َفن َ ْ َ‬
‫ِ ٍِ‬
‫َام ْن نَاحيَة أ ْ‬
‫يف َش َعَر َِّبَا َش َعَر»(‪.)215‬‬
‫س‪َ ،‬اَ َ‬ ‫َح َّ‬ ‫َ يف أَح َّ ِ‬
‫س َّبَا أ َ‬ ‫َ َ‬
‫هذهِ ْ‬ ‫َ لِمات أَ بع تِْلك الَِّيت أَاجز ِِبا ِ‬
‫َّك لَتَ ْشعُُر أَنت ََّها‬‫احلَالَةَ‪َ ،‬اإِن َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ٌ َْ ٌ َ‬
‫ت فَِإنتَّها تَتنُ ُّم للَى مع ٍ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫َ ََ‬ ‫ف َاتَتتَت َعانَ ُق‪َ ،‬اه َي َاإِ ْن قَتلَّ ْ َ‬ ‫اح ُم َاتَتتَ َسابَ ُق‪َ ،‬اتَتتَللَ ُ‬
‫تَتتَتَز َ‬
‫ض النَّظَ ِر َل ْن‬ ‫ت ال َفن ِ‬
‫َّان ت بِغَ ِّ‬ ‫وجز لَنَا حالَةً ِمن حاالَ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫َ ث َري ‪ ،‬بَ ْل إ َّن ُ َّل َ ل َمة تُ ُ َ ْ َ‬
‫الس ُراُ‬‫َّان؛ فَال َفَر ُح َا ُّ‬‫ال ال َفن ِ‬‫احلَِق ِيق ِّي لِ َما ِه َي َللَ ِيه َح ُ‬
‫َّح ِو ْ‬ ‫تَللُف َها َمعاً َللَى الن ْ‬
‫ِ‬
‫َّان َاتَ ْس ِري فِ ِيه‬ ‫ك َ يا َن ال َفن ِ‬ ‫ِ‬ ‫يتعبِّتر ِان ل ِن النَّ ْشوِ أَ ِا اللَّ َّذ ِ ْ ِ ِ‬
‫اجلَ َماليَّة الَِّيت َتَْتَل ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َسَريَا َن الدَِّم ِيف أَاليَته‪َ ،‬الَ َع َّل هذه النَّ ْش َوَ ح َ‬
‫ني ََتَلُّة َها ا ِإلنْ َسا َن ه َي الَِّيت تَتْن ِزعُ‬
‫اجلَ َمالِيَّ ِة‪،‬‬
‫اب الْ ُم َعايَ َش ِة ْ‬
‫ضر ِ‬ ‫االَت ِاد بِاألَثَِر ال َف ِِّن ِيف ٍ ِ ٍ ِ‬
‫ض ْرب ج ِّد َاق م ْن ُ ُ‬ ‫ِّ َ‬ ‫بِه إِ َىل َِّ‬
‫ِ‬
‫َّفس َل ْن َم َّاد ِِتَا‪،‬‬‫يث تَتتَ َجَّرُد الن ُ‬ ‫ويف‪َ ،‬ح ُ‬ ‫َش َّد َما يُ ْشبِهُ ال َفنَاءَ ُّ‬
‫الص ِ َّ‬ ‫َللَى ََْن ٍو أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َفهُ‬ ‫َّح ِو الَّذي َا َ‬ ‫اص َما َهلَا‪ ،‬لتَتَ َس َامى بِ ِّاَتَاد َها بِا َّلذات ا ِإل َهليَّة َللَى الن ْ‬ ‫َا َخ ِّ‬
‫ج‪ 211‬بَِقولِِه‪:‬‬ ‫ْحالَّ ُ‬
‫ال َ‬
‫أَنَا َم ْن أ َْه َوع َاَم ْن أ َْهتَوع أَنَا‬
‫ََْنتن اح ِ‬
‫ان َحتلَْلنَا بَ َتدنَا‬ ‫ُُ َ‬
‫ص ْترتَِِن أَبْ َ‬
‫تصت ْترتَهُ‬ ‫فَِإذَا أَبْ َ‬
‫ص ت ْترتَتنَا‬ ‫َاإِذَا أَبْ َ‬
‫ص ْترتَهُ أَبْ َ‬

‫‪211‬‬
‫ت غري موجود يف األَصل ا ذلك التَّالية‪.‬‬
‫‪215‬‬
‫الشوان‪ :‬الموسيقى تعبير نغمي ومنطق ت ص ‪. 1‬‬
‫ت لزيز َّ‬
‫‪211‬‬
‫ت احلالَّج‪ :‬ديوان الحالَّج ت ص ‪.11‬‬

‫ـ ‪ 014‬ـ‬
‫َاِمثْ ُل َأ ِي ُم َف ِّة ِرنَا ُه َو َما َلبَّتَر َلْنهُ ُجورج َس ْنتَ يَانَا ت ‪ Santayana‬بَِقولِِه‪:‬‬
‫اص ِر ال َف ِّن؛ لَ َّذ ٌ ُحمَ َّملَةٌ بِالْ َم َع ِاين‪َ ،‬ل ِام ت ِرٌ‬ ‫ي ِمن لنَ ِ‬
‫وه ِر ٌّ ْ َ‬ ‫صٌر َج َ‬ ‫« اللَّ َّذ ُ لُْن ُ‬
‫اخلِْبتَرِ إََِّّنَا ِه َي َمظْ َهٌر لِتَت َوافُ ِق الطَّبِ َيع ِة‬ ‫ت‪ .‬إِ َّن اللَّ َّذ َ الَِّيت تَت ْق َِِت ُن ِِب ِذهِ ْ‬ ‫الدالَالَ ِ‬ ‫بِ َّ‬
‫ني َلا َِمل الظََّو ِاه ِر َا َلا َِمل الْ ُمطْلَ ِق»(‪.)211‬‬ ‫ِ‬
‫َاالْ َع ْق ِل‪ ،‬أَ ِا االنْس َج ِام بَ َ‬
‫ول‪« :‬إِ َّن‬ ‫اظ ِه فَتيَت ُق ُ‬
‫ص ِع أَلْ َف ِ‬ ‫صف ِ‬
‫هذهِ ا ْحلَالَةَ َِّبَُر َّ‬ ‫ِ‬ ‫االَ يت ُفوت التَّ ِو ِح ِ‬
‫ي أَ ْن يَ َ‬ ‫يد َّ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ات َاالْ َم َق ِادي ِر‬ ‫َلض ِاء ِيف ا ْهليئَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن َش ِ‬
‫َ‬ ‫صوًَ َح َسنَةً ُمتَتنَاسبَةَ األ ْ َ‬ ‫َت ُ‬ ‫س إِذَا َأ ْ‬ ‫أن النَّت ْف ِ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت‬ ‫َح َو ِال‪َ ،‬م ْقبُولَةً لْن َد َها‪ُ ،‬م َواف َقةً ل َما أ َْلطَْتت َها الطَّبِ َيعةُ‪ ،‬ا ْشتَاقَ ْ‬ ‫َااألَلْ َوان َا َسائ ِر األ ْ‬
‫ِ‬ ‫االَت ِاد ِِبا‪ ،‬فَتنتزلْتتها ِمن الْم َّ ِ‬ ‫ِّ‬
‫اها»(‪،)211‬‬ ‫ت إِيَّ َ‬ ‫صا َ ْ‬ ‫استَثْبَتَْتت َها ِيف َذاِتَا‪َ ،‬ا َ‬ ‫اد ‪َ ،‬ا ْ‬ ‫إ َىل َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫اط َفةَ ا ْجلَ َمالِيَّةَ أَقْ َد ُ ِم ْن‬ ‫َن الْع ِ‬ ‫ِِ‬
‫ظ أ َّ َ‬ ‫ك ما يقول الد تو بديع الكسم «يُالَ َح ُ‬ ‫َالذل َ‬
‫ات ا ْحلُ ِّ‬ ‫ك انْ ِدفَال ِ‬ ‫ِ‬
‫اح ِّي‪َ ،‬ح ََّّْت لَتُ ْشبِهَ ِيف ذل َ‬ ‫الر ِ‬
‫َّم ُازِج ُّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َغريَها َللَ ْى ََْتقيق الت َ‬
‫ف ِيف قَولِِه‬ ‫ِ‬
‫ول َس ْنتَ يَانَا ت َاالَ َخيْتَل ُ‬ ‫ال َ َما يَت ُق ُ‬ ‫ص» ‪ .‬إِ ْذ إِ َّن ا ْحلُ ْس َن أَ ِا ا ْجلَ َم َ‬
‫(‪)219‬‬
‫اخلَالِ ِ‬
‫ْ‬
‫ل ِن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫وع‪،‬‬ ‫وض ِ‬ ‫ص ِمي ِم الْ َم ُ‬ ‫ك اللَّ َّذ ُ الْ ُمتَ َج ِّس َمةُ ِيف َ‬ ‫يدي َاالَ يَت ْف َِِت ُق َلْنهُ ت ُه َو «تِلَ َ‬ ‫َ‬
‫ط ِ‬
‫هذهِ اللَّ َّذ ُ أَ ِا‬ ‫َّيء الْ ُمالَئِ ِم‪ ،‬بِ َش ْر ِط أَالَّ تَت ْرتَبِ َ‬ ‫اطنةُ ِيف صميِم الش ِ‬
‫َْ ْ‬ ‫ك الْ ُمْتت َعةُ الْبَ ِ َ‬ ‫أَا تِْل َ‬
‫َن ا ْحل ِقي َقةَ ِهي تَضافُتر ا ِإل ْد ا َ ِ‬ ‫اح َد ٍ ِم ْن َح َو ِّ‬ ‫اس ٍة ا ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫اسنَا‪َ ،‬اَ َما أ َّ َ‬ ‫الْ ُمْتت َعةُ ِبَ َّ َ‬
‫ات»( ‪.)25‬‬ ‫ال هو تَضافُتر اللَّ َّذ ِ‬ ‫ا ْحلِ ِّسيتَِّة أَا تَ ُ ِ‬
‫لزُ َها فَإ َّن ا ْجلَ َم َ ُ َ َ ُ‬
‫‪211‬‬
‫ت إبراهيم مصطفى إبراهيم‪ :‬فلسفة جورج سنتيانا ت ص‪ .11‬الشَّاهد مأخوذ ببعض الت ُّ‬
‫َّصر لن تاب ز ريا‬
‫إبراهيم‪ :‬فلسفة الفن في الفكر المعاصر ت ص‪.11‬‬
‫‪211‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت ص ‪.111‬‬
‫‪219‬‬
‫ت بديع الةسم‪ :‬التَّربية الجماليَّة ت ضمن َملة؛ املعلم العريب ت العدد ‪ 1‬ت شباط ت ‪195‬م‪ .‬ا ذلك لند‪:‬‬
‫السيد أَمحد‪ :‬بديع الكسم ت ص ‪.111‬‬ ‫لزت َّ‬
‫َّ‬
‫‪25‬‬
‫ت ز ريا إبراهيم‪ :‬فلسفة الفن في الفكر المعاصر ت ص‪ .11‬أَصل الشَّاهد من تاب سنتيانا‪ :‬اإلحساس‬
‫بالجمال ت ص‪.11‬‬

‫ـ ‪ 015‬ـ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫تِن‪َ ،‬االَ س ت تيَّ َما أَنَّت تتهُ‬ ‫تاب فَتغَت تتريُ َخت تتا افْتتَت تتا ُن ال َفنَّت تتان بِ ت تأَثَِرهِ ال َفت ت ِِّّ‬ ‫أ ََّمت تتا ا ِإل ْل َجت ت ُ‬
‫ِ‬ ‫ابتتَ َدل ت تته ِم ت تتن ذَاتِت ت ِته‪ ،‬الَت ت ِ‬
‫تِن‬ ‫تيس م ت ت ْتن َل َج ت ت ٍ أَ ْن نَ ْس ت ت َتم َع ال َفنَّ ت تتا َن يَص ت ت ُ‬
‫تف أَثتَ ت ت َترهُ ال َف ت ت ََّّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بِأَنَّ ت تته بتع ت تتض َذاتِ ت ت ِته‪ ،‬أَا بتع ت ت ت ِ ِ ِ‬
‫ني َم ت ت ْتن يُ َش ت ت تبِّهُ‬ ‫ض يَان ت تته‪ ،‬بَ ت ت ْتل إِ َّن َ ث ت ت ترياً مت ت ت َتن ال َفنَّ ت تتان َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُ َْ ُ‬
‫َّوحي ِدي‬ ‫ض تتها بتعض ت تاً‪ ،‬اه ت ت َذا م تتا لبَّت تتر لْنت تته الت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫إِب َد ِ ِ‬
‫َ َ َ َ َ ُ‬ ‫الات تته بَت تأَاالَده‪ ،‬أَا يَت ْق ُرنتُ َه تتا بِبَت ْع َ َ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫الس ت ُتراَ إِثْت ت َتر ََتَ ُّس ت ِتد أَثَت ت ِرِه‬ ‫تاب يَتْتبَ ت ُتع ال َف ت َتر َح َا ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫بِِإ ْل َج تتاب ال َفنَّ تتان َّبَتتا يتُْب تتدعُ‪َ ،‬اا ِإل ْل َج ت ُ‬
‫تال ابْ ُن َخ ْل ُدو َن‪ « :‬إِ َّن ا ِإلنْ َست تتا َن َم ْفتُت تتو ٌن‬ ‫َاُ ْؤيَتِت ت ِته النُّت تتوَ ‪َ .‬اِِب ت ت َذا الْ َم ْعت ت َتىن ذَاتِت ت ِته قَت ت َ‬
‫تِتاعُ قَ ِرْحَتِت ت ِته»(‪َ .)251‬اإِ ْن َ ت تتا َن ال َف ت ت ْتر ُق بَينَت ُه َم ت تتا‬ ‫تات فِ ْة ت ت ِرهِ ا ْ ِ‬ ‫بِش ت ت ْتع ِرهِ‪ ،‬إِ ْذ ُه ت ت َتو نَتبَت ت ُ‬
‫ِ‬
‫اخ ت ت َ‬ ‫َ‬
‫َن ا ِإلنْ َست ت تتا َن َم ْفتُت ت تتو ٌن‬ ‫تان َِّبَت تتا يتُْبت ت ت ِتدعُ أل َّ‬ ‫َخ ت تتري َ ت ت تتا َن ُْحت ت ت ِّتذ ِم ت ت ت ِن ِْ‬
‫اَنت ت ت َتد ِاع ال َفنَّت ت ت ِ‬
‫َ ُ‬
‫أ َّ ِ‬
‫َن األ َ‬
‫َست ت تتباب ا ِإل ْلجت ت ت ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بِت ت ت ْ ِ‬
‫تاب فَت َو َجت ت ت َتد َها‬ ‫َ‬ ‫تاخ َِت ِاع قَ ِرْحَتت ت تته‪ ،‬أ ََّمت ت تتا التَّوحي دي فَت َق ت ت ت ْد َس ت ت تبَتَر أ ْ َ َ‬
‫تس‬‫الف ْع ت ت ِتل ُم َوافِق ت تاً لِ َم ت تتا ِيف نَت ْف ت ت ِ‬ ‫اج م ت تتا ِيف ال ُق ت ت َّتوِ إِ َىل ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َماثلَ ت تةً ِيف ص ت ت ْدق األَثَ ت ت ِر َا ُخ ت ت ُتر ِ َ‬
‫ِ‬
‫الْ ُمْب ِد ِع‪َ ،‬الِ َما ِلْن َد الطَّبِ َيع ِة‪.‬‬
‫ايتْتب ت ت تتع ا ِإل ْلج ت ت تتاب االفْتِخ ت ت تتا الَّ ت ت ت ِتذي ي ت ت ت ِتأِت نَتِيج ت ت ت تةً طَبِيعِيَّت ت ت تةً لِْلم َش ت ت ت ِ‬
‫تال ِر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ ُ‬
‫ِ‬
‫َّعبِ ت ت ت ِري ِيف ه ت ت ت َذا‬ ‫ِ‬
‫َاجبَت َهت ت تتا ص ت ت ت ْد ُق التت ْ‬ ‫َاجبَت َهت ت تتا‪َ ،‬االَّت ت تتذي أ َ‬ ‫تث َمت ت تتا أ َ‬ ‫الست ت تتابَِق ِة ِمت ت ت ْتن َحيت ت ت ُ‬‫َّ‬
‫س ُم َع ت ت ت ت ِّتِباً َل َّم ت ت ت تتا َخيْت ت ت تتتَلِ ُج ِيف‬ ‫األَثَ ت ت ت ت ِر‪ ،‬اح ِق ِيقيَّتُت ت ت تته‪ ،‬اانْبِثَاقُت ت ت تته ِم ت ت ت تتن أ َْلم ت ت ت ت ِ‬
‫تاق ال ت ت ت تنَّت ْف ِ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ‬
‫أ َْل َماقِ َها‪ُ ،‬م َوافِقاً َهلَا‪.‬‬
‫‪ 1‬بين المتلقي واألَثر الفني‬
‫َّوحي ِد َّ‬ ‫َن الت ِ‬ ‫ِِ‬
‫ي َملْ يتُ َفت ت ِّتر ْق‬ ‫أ ََّمت تتا َلت ت ْتن َلالَقت تتة الْ ُمتَتلَ ِّقت تتي بِت تتاألَثَِر ال َفت ت ِِّّ‬
‫تِن فَتيَْبت ت ُتدا أ َّ‬
‫االَت ت ت ت ِ‬
‫تاد بِت ت تتاألَثَِر ال َف ت ت ت ِّ ِ‬ ‫تان الع ت ت ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تني‬
‫تِن ح ت ت ت َ‬ ‫ِّ‬ ‫اع إِ َىل َِّ‬ ‫ي ِيف النُّت ت ت ت ُتز ِ‬‫تاد ِّ‬ ‫تني ال َفنَّ ت ت تتان َاا ِإلنْ َس ت ت ت َ‬‫بَت ت ت َ‬

‫بتصر ز ريا إبراهيم‪.‬‬


‫ُّ‬
‫‪251‬‬
‫ت ابن خلدان‪ :‬المقدمة ت ص ‪ . 515‬اانظر ذلك‪:‬‬
‫لزت السيد أمحد‪ :‬فلسفة الفن والجمال عند ابن خلدون ت ص ‪.11‬‬

‫ـ ‪ 016‬ـ‬
‫تِن يَتتَطلَّ ت ت ُ ُشت ت ُتراطاً ُم َشت ت ِتاِبَةً‬ ‫َن «التَّ ت ت َذ ُّا َق ال َفت ت َِّّ‬ ‫َشت تتا َ إِ َىل أ َّ‬ ‫تال بِت ت ِته‪ ،‬بَتْيت ت َتد أَنتَّ تتهُ أ َ‬ ‫االتِّصت ت ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫تيس أ َْم ت تراً َس ت ْتهالً‪ ،‬بَ ت ْتل‬ ‫تِن لَ ت َ‬ ‫تِن‪َ .‬اا ْحلُ ْة ت َتم َللَ تتى َل َم ت ٍتل فَت ت ٍِّّ‬ ‫َتََام ت تاً ل ُش ت ُتراط ا ِإلبْ ت َتد ِاع ال َف ت ِِّّ‬
‫تال ُد َللَت ت تتى ا ْحلُ ْة ت ت ت ِم‬ ‫اليَّت ت ت ٍتة لَت ت ت َتدع الْمتَ ت ت ت َذ ِّا ِق تُست ت ت ِ‬ ‫هت ت تتو مع َّق ت ت ت ٌد َْحتَت ت تتاج إِ َىل قُ ت ت ت َّتوٍ إِب َد ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ َ َُ‬
‫تني الْ ِم ت ت ت َتز ِاج‬ ‫اليَّت ت ت تةُ ِه ت ت تتي نَت ت تتوع ِم ت ت تتن ِْ‬ ‫يح‪ ،‬ه ت ت ت ِتذهِ ال ُق ت ت ت َّتوُ ا ِإلب َد ِ‬ ‫الص ت ت ت ِتح ِ‬
‫االلت ت ت ت َتد ِال بَت ت ت َ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫س»(‪.)252‬‬ ‫الش ْة ِل االلَّ ِ ِ‬ ‫ااألَل ِ‬
‫ون َاا ْحل ِّ‬ ‫ضاء َا َّ َ‬ ‫َ َْ‬
‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫« فَأ ََّمت تتا االستِحست تتا ُن ِ‬
‫تخ ٌ‬ ‫العَرضت ت ُّتي َاا ْجلُْزئت ت ُّتي ت أَي َمت تتا يَ ْستَ ْحست تتنُهُ َشت ت ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬
‫ص تتري َشخ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫م تتا ِِبس ت ت ِ ِمت تتز ٍاج م تتا ت ت فَتهت تتو أَيض ت تاً أل ِ ٍ‬
‫ص ت تيًّا‪،‬‬ ‫َجت ت ِتل ن ْس تتبَة َم تتا‪َ ،‬الةنَّت تتهُ يَ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬
‫ال ٍة‪َ ،‬االَ َهل تَ تتا‬ ‫ص ت تتر ََْت ت ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ااألُم ت تتو الشَّخ ِ‬
‫تت ص ت تتنَ َ‬ ‫ك الَ تَتْن َح ُ َ‬ ‫ص ت تيَّةُ الَ ِنَايَ ت تةَ َهل تَ تتا‪ ،‬فَل ت تتذل َ‬ ‫َ ُ ُ ْ‬
‫تول َس ْنتَ يَانَا ت ت ت‬ ‫ت َ َم ت تتا يَت ُق ت ت ُ‬ ‫ص ت ت ِتف ِه تَت ْعبِت ت ترياً‬‫َن الْ َف ت ت َّتن بَِو ْ‬‫تك أ َّ‬ ‫( ‪ِ )25‬‬
‫قَ ت تتانُو ٌن» ‪ ،‬ذل ت ت َ‬
‫تال أَا ُم َق ِّوَماتِ ت ت ِته ت ت ت ُُيَثِّت ت ت ُتل‬ ‫اص ت ت ت ِر ا ْجلمت ت ت ِ‬‫تث لنَ ِ‬ ‫‪ Santayana‬الَّ ت ت ِتذي ل ت ت َّتد التتَّعبِت ت ت ِ‬
‫ََ‬ ‫تري ثَال ت ت َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ضت ت تتم ِ‬ ‫ات االنِْفعالِيَّت ت ت ِتة الَّت ت ت ِتيت تُ ِ‬ ‫« ََْممول ت ت تةَ التَّت ت تتأثِري ِ‬
‫َي‬
‫تاِل أل ِّ‬ ‫ون ا ْجلَ َمت ت ت ِ ِّ‬ ‫ضت ت تتفي َللَت ت تتى الْ َم ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫اصت ت ت ت ت تةً‪ََ ،‬تْتَلِ ت ت ت ت تتف بِت ت ت ت تتاختِالَ ِ ال ت ت ت ت ت ِّتذ ْ ري ِ‬ ‫تِن َدالَلَت ت ت ت ت تةً ِا ْج َدانِيَّت ت ت ت ت تةً َخ َّ‬
‫ات‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َل َم ت ت ت ت ت ٍتل فَت ت ت ت ت ت ٍِّّ‬
‫ات الَِّيت تَتتَت َولَّ ُد ِيف ِذ ْه ِن الْ ُمتَ َذ ِّا ِق ِهل َذا الْ َع َم ِل»(‪.)251‬‬ ‫ااال تِباطَ ِ‬
‫َ َْ‬
‫االلتِت ت َتد ِال تَ ُة ت تتو ُن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َاالَّت تتذي يَتْنبَغِت تتي أَ ْن يتُ ْعلَت ت َتم «أ َّ‬‫ِ‬
‫َن ُ ت ت َّتل م ت ت َتز ٍاج ُمتَبَال ت تتد َل ت ت ِن ْ‬
‫اص ت ٍتة بِت ِته‪ ،‬اُخيالُِف تته الْ ِم تتزاج الَّت ِتذي ه تتو ِمْن تته ِيف الطَّتتر ِ‬ ‫ات ََْن ت َتو أ ُُم تتوٍ َخ َّ‬
‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ََ ُ ََ‬ ‫اس تتبَ ٌ‬ ‫لَتتهُ ُمنَ َ‬
‫االلتِت ت ت َتد ِال َحت ت ت َّتَّت يَ ْس ت ت تتَت ْقبِ َح ه ت ت ت َذا َمت ت تتا يَ ْستَ ْح ِست ت ت ُتن ه ت ت ت َذا»(‪ ،)255‬أل َّ‬
‫َن‬ ‫اآلخ ت ت ت ِر ِمت ت ت َتن ْ‬ ‫َ‬
‫تاِل ِم ت ت ْتن‬ ‫الش ت تتعُوِ ا ْجلَ َم ت ت ِ ِّ‬ ‫تال ُّ‬ ‫األَثَ ت تتر أَ ِا التتَّعبِ ت تتري َ م ت تتا يت ت تترع س ْنتَ يَانَا «يتْنت ُفت ت ت ُذ إِ َىل ََمَ ت ت ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ ََ َ‬ ‫َ‬

‫‪252‬‬
‫ت د‪ .‬لفيف ِبنسي‪ :‬فلسفة الفن عند التوحيدي ت ص ‪.11‬‬
‫‪25‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت ص ‪.112‬‬
‫‪251‬‬
‫ت ز ريا إبراهيم‪ :‬فلسفة الفن في الفكر المعاصر ت ص‪.11‬‬
‫‪255‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت ص ‪.112‬‬

‫ـ ‪ 017‬ـ‬
‫االست ت تتتِثَا َِ الْ ِو ْج َدانِيَّت ت ت ِتة‪ ،‬الَ ِمت ت ت ْتن ِخ ت ت تالَ ِل َل َملِيَّت ت ت ِتة ا ِإل ْد َ ِاك ا ْحلِ ِّست ت ت ِّتي‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫خ ت ت تالَل َل َمليَّت ت تتة ْ‬
‫ص لِ ُم َج ت ت َّترِد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اش ت ت ت ِر» ‪ .‬فَالْ ُمْتت َع ت ت تةُ «لْن ت ت َتد التَّوحي دي الَ َُتْطَت ت ت ُ َاالَ تُت ْقتَت ت تتنَ ُ‬
‫(‪)251‬‬
‫الْ ُمبَ َ‬
‫صت ت ت ِتف ِه الْبُت ْعت ت ت َتد‬
‫تاِل بَِو ْ‬
‫ِ‬
‫تت‪ ،‬بَت ت ت ْتل ألَنتَّ َهت ت تتا لُ ْربتُ ت تتو ُن الْبُت ْعت ت تتد ا ْجلَ َمت ت ت ِ ِّ‬ ‫التَّتلَ ِّهت ت تتي اتَتزِجيت ت ت ِتة الْوقْت ت ت ِ‬
‫َْ َ َ‬
‫(‪)251‬‬
‫َج َد َ َااألَبْت َق ْى» ‪.‬‬ ‫األ ْ‬
‫اتَت ْلع معايشةُ األَثَِر ال َف ِِّن ت فِيما يترع أَبو حيَّان ت دا اً َ بِرياً ِيف حيا ِ‬
‫ََ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ِّ َ ََ ْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ َُ َ َ‬
‫الْ َم ْرِء‪َ ،‬ا َللَى َسبِ ِيل الْ ِمثَ ِال‪« :‬الغِنَاءُ َم ْع ُرا ُ الشََّر ِ ‪َ ،‬ل ِجي ُ األَثَِر‪َ ،‬ل ِز ُيز ال َق ْد ِ ‪،‬‬
‫ب‪،‬‬ ‫ب الطَّر ِ‬ ‫اجتِالَ ِ‬ ‫الع ْق ِل‪َ ،‬اتَتْنبِ ِيه النَّت ْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ُر النَّت ْف ِع ِيف ُم َعايَتنَ ِة ُّ‬ ‫ظَ ِ‬
‫َ‬ ‫س‪َ ،‬ا ْ‬ ‫اح‪َ ،‬اُمنَا َغا َ‬ ‫الر ِ‬
‫َّج َد ِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْهد‪َ ،‬اإِظْ َها ِ الن ْ‬ ‫يج ال ُةَرب‪َ ،‬اإِثَا َِ ا ْهلَّزِ‪َ ،‬اإِ َلاد العَّزِ‪َ ،‬اإِذْ َ ا ِ َ‬ ‫َاتَت ْف ِر ِ‬
‫َن ا ْجلم َ ِ‬ ‫(‪)251‬‬ ‫اب َّ ِ‬ ‫اا ْ تِس ِ‬
‫ني‬‫ال يَص ُل بَينَتنَا َابَ َ‬ ‫صى َل َد ُدهُ» ‪ « .‬فَ َةأ َّ َ َ‬ ‫الس ْل َو ‪،‬؛ َاَما الَ ُْْح َ‬ ‫َ َ‬
‫ص ُل‬ ‫صل بينَتنَا ابني الْمب َد ِع الْ َفنِّتي ِمن ِجه ٍة ثَانِي ٍة‪ َ ،‬ما أَنَّه ي ِ‬ ‫ِِ ِ ٍ ِ‬
‫ِّ ْ َ َ َ ُ َ‬ ‫األَ ْشيَاء م ْن ج َهة‪َ ،‬ايَ ُ َ َ َ َ ُ ْ‬
‫ين يَتتَأَثتَّ ُرا َن بِِه ِمثْتلَنَا»(‪.)259‬‬ ‫بينتنا اب ِ َّ ِ‬
‫ني َُجي ِع الذ َ‬ ‫َ ََ َ َ َ‬
‫اشرً أَمام اظَائِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اِمن َغ ِري ح ٍ ِ‬
‫ف ال َف ِّن‬ ‫اجة إ َىل التتََّرُّ ِح ِيف التَّأ ِا ِيل ََن ُدنَا ُهنَا ُمبَ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫َّسليَةُ‪َ ،‬اتَطْ ِهريُ األ َْه َواء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ه َي؛ الت ْ‬ ‫َّد َها ِبَ ْم ٍ‬ ‫لْن َد َشارل للو ت ‪ Ch. Lalo‬الَِّيت َحد َ‬
‫يد َها‬ ‫لة َّن أَبَا َحيَّان َملْ يَت ْقبَ ْل ََْت ِد َ‬ ‫اال َفعَّالِيَّةُ ال َفنِّتيَّةُ‪ ،‬االتَّح ِسني‪ ،‬االتَّت ْق ِويةُ( ‪ .)21‬ا ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صى َل َد ُدهُ»‪.‬‬ ‫يما يَت ْعتَق ُد «ِمَّا الَ ُْْح َ‬ ‫ألَنتَّ َها ف َ‬

‫‪251‬‬
‫ت ز ريا إبراهيم‪ :‬فلسفة الفن في الفكر المعاصر ت ص‪.11‬‬
‫‪251‬‬
‫ت سامل محيش‪ :‬تجربة الوجود والكتابة عند التَّوحيدي ت ص ‪.15‬‬
‫‪251‬‬
‫ت أَبو حيان التوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص‪.1 1‬‬
‫‪259‬‬
‫ت بديع الةسم‪ :‬التَّربية الجماليَّة ت ضمن َملة؛ املعلم العريب ت العدد ‪ 1‬ت شباط ت ‪195‬م‪ .‬ا ذلك لند‪:‬‬
‫السيد أَمحد‪ :‬بديع الكسم ت ص ‪ 111‬ت ‪.111‬‬ ‫لزت َّ‬
‫َّ‬
‫‪21‬‬
‫‪. 1/‬‬ ‫ت شا ل اللو‪ :‬مبادئ علم الجمال ت ص‬

‫ـ ‪ 018‬ـ‬
‫ِ‬ ‫ب ِمن ُ ِ‬ ‫االَّ ِذي ََْت ُد ا ِإل َشا ُ إِلَ ِيه هنَا أ َّ ِ‬
‫ض ُراب ال َف ِّن‪ ،‬يَتْن َسح ُ‬ ‫ض ْر ٌ ْ‬ ‫َن الغنَاءَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك ُُجلَةُ التَّأثِري ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ات الَِّيت‬ ‫َ‬ ‫ُخَرع‪َ ،‬ام ْن ذل َ ْ‬ ‫صوٍَ أَا بِأ ْ‬‫ُح ْة ُمهُ َللَى َغ ِريه م َن ال ُفنُون بِ ُ‬
‫يح ٍة أَا‬ ‫ك ِاجع إِ َىل نِسب ٍة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫يستَ ِطيع أَ ْن ُْح ِدثَتها ِيف َّ ِ‬
‫صح َ‬ ‫َْ َ‬ ‫الذات الْ ُمتَتلَقيَّة‪َ « ،‬اُ ُّل ذل َ َ ٌ‬ ‫َْ ُ ْ َ‬
‫اق ُح ْل ٍو أَا ُمٍّر‪،‬‬ ‫وج‪ ،‬اذَ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اس َد ٍ‪ ،‬اصو ٍ حسنَ ٍة أَا قَبِ ٍ ِ ٍ‬ ‫فَ ِ‬
‫يحة‪َ ،‬اتَأليف َم ْقبُول أَا ِمَْ ُج ٍ َ‬ ‫َ‬ ‫ََُ ََ‬
‫اطَ ِر ٍيق سه ٍل أَا ال ٍر‪ ،‬امتتنااٍل بعِ ٍ‬
‫يد أَا قَ ِري ٍ »(‪.)211‬‬ ‫َ ْ َ َُ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬

‫‪‬‬

‫‪211‬‬
‫ت أَبو حيَّان التوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص‪ 1 1‬ت ‪.1 9‬‬

‫ـ ‪ 019‬ـ‬
‫ـ ‪ 001‬ـ‬
‫ـ ‪ 000‬ـ‬
‫ع الصُّوَرِ‬
‫أَنْوَا ُ‬
‫الصُّـــــــورَ ُة العَقْلِيَّ ُة‬ ‫إلَلهِــــــــيَّ ُة‬
‫الصُّورَ ُة ا ِ‬
‫الصُّورَ ُة الطَّبــــيعِيَّ ُة‬ ‫الصُّـــــــورَ ُة الفَلَكِيَّ ُة‬
‫الصُّورَ ُة الصِّــــناعيَّ ُة‬ ‫الصُّورَةُ األُسْطُقُسِّيَّةُ‬
‫الصُّـــــورَ ُة البَسِيطَ ُة‬ ‫الصُّورَ ُة النَّفْسِــــــــيَّ ُة‬
‫الصُّورَةُ الْمَمْزُوجَ ُة‬ ‫الصُّــــــورَةُ الْمُرَكَّبَ ُة‬
‫الصُّــــــورَ ُة النَّومِيَّ ُة‬ ‫الصُّورَ ُة اليَقَظِيـــــــَّ ُة‬
‫الصُّورَ ُة الغَائِبِيَّةُ‬

‫ـ ‪ 002‬ـ‬
‫هذذذذذذ فل فُ َا جُزَذذذذذذ‪ ،‬جاصَََزُذذذذذذ َا ذذذذذذ َ ج‬
‫أَص ذاَ‪ : ،‬إاهزُذ َع َقِيفزُذ َعََيَ فةزُذ َعََِّفز ف‪،‬زُذ‬
‫صذذذاَ‪ ،‬فقزُ َعيَ ْ فسذذذزُ َعاَ ْ ف زُذذذ‬ ‫َعأجسْطجِج ِّسذذذزُ َع ف‬
‫صذذذ‪َ،‬فزَ‬ ‫َعبَ فسذذذزطَ َع جَ ََّ َََُّذذذ َع ََ ْم جصع َاذذذ َع َ‬
‫َعيََِ ف زُ َعيَ فَزُ َعغَ‪،‬ئفَّفزُ َع َش‪ ،‬فه فديُ ‪.‬‬

‫سجستاني‬
‫ال ّ‬

‫وح ما بني ال ُفنُ ِ‬ ‫َن الت ِ‬


‫َّوح ِ‬ ‫َّض َح لَتنَا ِم ْن َسابِ ِق َل ْر ِضنَا أ َّ‬
‫ون‬ ‫ض ٍ َ ََ‬ ‫ي َ ا َن يَتَرع بُِو ُ‬
‫يد َّ‬ ‫ات َ‬
‫ك لراها‪ ،‬لِي ِحيلَنا بِا ِإل ُْج ِال إِ َىل ِاح َد ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت أ َْاثَ َق ِم ْن أَ ْن تَن َف َّ َُ َ ُ َ‬ ‫ِمن ا َشائِ ِج قُترَب‪ ،‬ا ِصالَ ٍ‬
‫َْ َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوقُو لْن َد ه َذا ا ْحلَدِّ‪ ،‬بَ ْل ََتَ َااَزه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ُفنُون َاتَ َة ُامل َها‪َ ،‬الةنهُ َم َع ذلك َملْ يَ ْةتتَف ب ُ‬
‫اِل َج ِديْ ٍد أَيْضاً‪.‬‬
‫ث َُجَ ِ ٍّ‬
‫ِ ِ‬
‫قد ِمي مبح ٍ‬
‫بتَ َ ْ َ‬
‫ون(‪ ،)212‬إِالَّ أ َّ‬
‫َن‬ ‫َن أَ ِر ْسطُو َ ا َن أ ََّاَل من قَدَّم تَصنِيفاً لِْل ُفنُ ِ‬ ‫يح أ َّ‬ ‫ِ‬
‫َْ َ َْ‬ ‫صح ٌ‬ ‫َ‬
‫يث َل ْن نَظَ ِريَّ ِته ِيف‬ ‫احل ِد ِ‬ ‫اجلَ ْه َد َ ا َن َل ْف ِويًّا‪َ ،‬لا ِضاً‪ ،‬أَالَ َدهُ ِسيَ ُ‬
‫اق َْ‬ ‫ه َذا ْ‬
‫يف ل ٍّام لِْل ُفنُ ِ‬ ‫الْمحا َ ا ِ‪ ،‬فِيما َ ا َن أَبو حيَّان أ ََّاَل من حااَل تَت ْق ِدمي تَ ِ‬
‫ون‪،‬‬ ‫صن ٍ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫يث ِه َي‬ ‫ينطَلِق ِمن ال ِي ال َفيلَسو ِ بأ ِ ِ‬
‫َبعاد هذهِ التَّج ِربَِة َاأ َََهِّتيَّتِ َها ِم ْن َح ُ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ْ َْ‬
‫صنِْي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ف‬ ‫ض ُرْاََ تَ ْ‬ ‫ُحمَ َاالَةٌ َج َّاد ٌ َغريُ َلابِثَة‪ ،‬قَ َاد إِلَ َيها إِ ْد َ ُاك أَديْ ِ ال َفالس َفة َ‬

‫‪212‬‬
‫سطي للفنون من خالل تابه‪ « :‬فن الشعر »‪ ،‬اَتديداً من َّ‬
‫الصفحات األُاىل‬ ‫ت ُيةن اشتقاق التَّصنيف األَ ِّ‬
‫الصفحة ‪ 1‬حَّت ‪ .1‬من الطَّبعة اليت ترُجها الد تو لبد ا َّلرمحن بداي‪.‬‬
‫منه‪ ،‬من َّ‬

‫ـ ‪ 003‬ـ‬
‫اخل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال ُفنُتو ِن‪ ،‬للَى ُّ ِ ِِ‬
‫اط ِر َاال‬ ‫الر ْغ ِم م ْن إُِيَانه بَِو ْح َدِتَا‪َ .‬اه َي َ ذلك َملْ تَأت َل ْف َو َْ‬ ‫ْ َ‬
‫ضةٌ‪.‬‬‫ص َادفَةٌ َلا ِ َ‬ ‫ت إِلَ َيها ُم َ‬ ‫قَ َاد ْ‬
‫استِي َف ِاء‬ ‫ان أَبِي سلَيما َن َّ ِ ِ‬
‫السج ْستَاني‪ ،‬إِثْتَر ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ول ال َفيلَسو ُ للَى لِس ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫يَت ُق ُ‬
‫ك َللَى‬ ‫اط َها ‪ُ ...‬مدلِّالً بِ َذلَ َ‬ ‫ون؛ أَبع ِادها‪ ،‬آثَا ِها‪ُ ،‬شر ِ‬ ‫يث ِيف معظَ ِم الفنُ ِ‬ ‫احل َد ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َْ‬
‫هذهِ اخلُطْ َوِ‪،‬‬ ‫اق‪ ،‬ا َّإَّنَا َ ا َن ََثَرَ إُِيانِِه بِضرا ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أ َّ ِ‬
‫َ َ َُ َ‬ ‫ض اتِّت َف َ‬ ‫َن تَصني َفهُ َملْ يَ ُة ْن َْحم َ‬
‫الص َوُ أَصنَا ٌ ‪ :‬إهليَّةٌ َا َلقلِيَّةٌ‪،‬‬ ‫هذهِ ال ُفتيَا ُجَزافيَّةٌ‪ُّ ،‬‬ ‫مع ال ِي أَبتع ِاد ِها‪ِ « :‬‬
‫َ َ َ ْ َْ‬
‫اليَّةٌ‪َ ،‬انَت ْف ِسيَّةٌ َالَْف ِظيَّةٌ‪َ ،‬ابَ ِسيطَةٌ‬ ‫ا ِصنَ ِ‬ ‫َافَتلَ ِةيَّةٌ َاطَبِيعِيَّةٌ‪َ ،‬اأُ ْسطُُق ِّسيَّةٌ‬
‫)‬‫‪21‬‬ ‫(‬
‫َ‬
‫اه ِديَّةٌ»(‪.)211‬‬ ‫وميَّةٌ‪ ،‬ا َغائِبِيَّةٌ اش ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫امرَّ بةٌ‪ ،‬اِمَْزاجةٌ اصافِيةٌ‪ ،‬ايت َق ِظيَّةٌ انَ ِ‬
‫َ َُ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخ َذ َها ال َفيلَ ُسو ُ‬ ‫َّص ُّوا َات الَِّيت أ َ‬ ‫اس‪َ ،‬افْ َق الت َ‬ ‫َس ِ‬‫يف َللَى ه َذا األ َ‬ ‫َاالتَّصن ُ‬
‫ني َُجَ َعتَا َما تَت َفَّر َق ِيف‬‫ني َج ْوَه ِريتَّتَت ْ ِ‬ ‫صا َغ َها‪ ،‬يَتتَّسم بِ ِسمتَت ْ ِ‬ ‫بِع ِ ِ‬
‫ني الع ْل ِم‪َ ،‬اَا َ‬
‫ص َف َها َا َ‬ ‫َ‬
‫ُ َ‬
‫اه ِاِتَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫عض م َن التَّصني َفات املَُعاصَرِ‪ ،‬بِ ِّاَتَ َ‬
‫ات الالَ ِح َق ِة ت فِيما خالَ ب ٍ ِ‬
‫َ َ َ‬
‫التَّصنِي َف ِ‬
‫ْ‬
‫يد ِ‪.‬‬ ‫التَّصنِي َفيَّة اجلَ ِد َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ني يتْب ُدا جلِيًّا قِيام تَ ْ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اس التتَّراتُ ِ‬
‫َس ِ َ‬ ‫صنيف الت َّْوحيدي َللَى أ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫فَفي ح ِ َ‬
‫يف‬ ‫قت ذَاتِه َللَى تَصنِ ٍ‬ ‫االنَّس ِقيَّ ِة؛ ِمن األَللَى إِ َىل األَدَن‪ ،‬فِِإنَّه ينطَوي ِيف الو ِ‬
‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫هذهِ الْ ُفنُو َن َاتُد ُِ َها‪َ ،‬اه َذا‬ ‫اس الِّيت تَستت ْقبِل ِ‬ ‫اسهُ احلََو ُّ‬ ‫ِمن نَ ٍ‬
‫َْ ُ‬ ‫َس ُ‬‫آخَر‪ ،‬أ َ‬ ‫وع َ‬
‫ف‪.‬‬ ‫َّصنِْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫التَّصنِيف الَّ ِذي يتت ِ‬
‫آخ ُر أَيْضاً م َن الت ْ‬ ‫َساساً لَهُ ُه َو نَت ْوعٌ َ‬ ‫اس أ َ‬ ‫احلََو َّ‬
‫َّخ ُذ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ون َح ْسبَ َما أ َْاَ َد َها‬ ‫اافْق ه َذا التَّص ُّوِ «ُيُْ ِةنُتنَا حصر أَنْتو ِاع ال ُفتنُ ِ‬
‫َ ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫يما َن َافْ َق الت ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َّاِل‪:‬‬ ‫أَبُو َحيَّا َن َللَى ل َسان أَبي ُسلَ َ‬
‫‪21‬‬
‫ت األُسطُقس‪ :‬لمة يونانيَّة املصد تعِن‪ :‬األَصل‪.‬‬
‫‪211‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ت ص ‪.1 1‬‬

‫ـ ‪ 004‬ـ‬
‫ِ‬
‫ورةُ الصنَاعيَّة‪ ،‬أَي ال َفن يَّةُ اليَ َد ِويَّةُ‪َ ،‬و ِه َي َعلَى نَ َ‬
‫وعي ِن‪:‬‬ ‫‪ 2‬الص َ‬
‫الز ْخَرفَةُ‪.‬‬
‫ط َا َّ‬ ‫الص ْوَ ُ َغْيت ُر امل َشبَّت َه ِة‪َ ،‬اِه َي ُّ‬
‫الص ْوَ ُ ا ِإلهليَّةُ‪ُ ،‬ثَّ اخلَ ُّ‬ ‫آ ت ُّ‬
‫ُ‬
‫الص ْوَ ُ التَّ ْشبِْي ِهيَّةُ‪.‬‬
‫ب ت ُّ‬
‫الس ْم ِعيَّةُ‪َ ،‬و ِه َي َعلَى نَ ْو ِع ْي ِن‪:‬‬‫ورَة َّ‬ ‫‪ 1‬الص َ‬
‫ِّع ِر‪ ،‬أَا بَالَ ِغيَّةً َ النَّثْ ِر‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫آ ت َّإما أَ ْن تَ ُةو َن لَْفظيَّةً غنَائيَّةً َ الش ْ‬
‫وت»(‪.)215‬‬ ‫الص ِ‬‫اج إِ َىل أ ََدا ٍ َغ ِري َّ‬ ‫ب ت أَا آليَّةً ََْتتَ ُ‬
‫ف ال ُفنُت ْو ِن‬ ‫صنِْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َساساً لتَ ْ‬ ‫بدأَي ِن الل َذي ِن ََن ُد َُهَا ِيف آن َمعاً أ َ‬ ‫إِ َّن ه َذيْ ِن امل َ‬
‫الالح َق ِة‪ ،‬الَِّيت قَ َام ُ ٌّل‬ ‫ات ِ‬ ‫ِلْن َد التَّو ِحي ِدي الَ ََِن ُد َُها معاً أَبداً ِيف التَّصنِي َف ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫هذهِ َاثبَةٌ بَا ِ َلةٌ‪َ ،‬اَمأثتََرٌ‬ ‫َن ِ‬ ‫احلَِقي َقةُ أ َّ‬
‫َح ِد َه َذي ِن الْ َمْب َدأَي ِن فَت َق ْط‪َ .‬ا ْ‬ ‫ِ‬
‫مْنت َها َللَى أ َ‬
‫ِ‬
‫ال يَتْنبَغي أَ ْن َُْي َح َد َحق َ‬
‫ُّها‪.‬‬
‫يف يَشتَ ِم ُل ِم ْن‬ ‫َّصن َ‬
‫َن ه َذا الت ِ‬ ‫بدا َجلِيًّا أ َّ‬‫يس ه َذا فَ َح ْس ُ ‪ ،‬إِذ يَ ُ‬
‫ْ‬ ‫َالَ َ‬
‫بدأِ أَ ِر ْسطُو لِْلفنُت ْو ِن‪َ ،‬م َع‬ ‫ث‪ُ ،‬ه َو أَشبَهُ َِّبَ َ‬ ‫ك للَى مب َدأٍ ثَالِ ٍ‬ ‫ِِ ِ‬
‫خالَل ثتُنَائيَّاته ت ْل َ َ َ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫َخ ِذ بِ َع ْ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫ني النَّظَ ِر َل َد ُم‬ ‫ََتَ ُااِز ه َذا املَْب َدأ ََن َو لُ ُموميَّة َا ُُشُوليَّة أَ ْ ثَتَر‪َ ،‬م َع األ ْ‬
‫التَّشابِه البتَّةَ بتني التَّصنِيتَف ِ ِ‬
‫َّف ال ُفنُو َن‬
‫صن َ‬ ‫ند َما َ‬ ‫َن ال َفيلَ ُس ْو َ اليُونَ ِاينِّ ِل َ‬ ‫ك أ َّ‬‫ني‪ ،‬ذل َ‬ ‫َ ُ َْ َ ْ ْ ْ‬
‫وضوعُ»(‪،)211‬‬ ‫ات ثَالثٍَة ِهي‪« :‬األُسلُوب ا ِ‬ ‫صو ٍ‬ ‫صنَّت َفها ِافَاقاً لِ‬
‫الوسيلَةُ َاامل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬
‫ات الت ِ‬
‫يدي‪َ ،‬افْ َق‬ ‫َّوح ِ‬ ‫هذهِ التَّص ُّو ات الثَّالثَةُ ََْتت ثتُنَائيَّ ِ‬ ‫فِيمَا انطَوت ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َْ َ ْ‬

‫‪215‬‬
‫ت د‪ .‬لفيف ِبنسي‪ :‬فلسفة الفن عند التوحيدي ت ص ‪.11‬‬
‫‪211‬‬
‫ت ُيةن الرجوع إىل تاب أَ سطو‪ :‬فن الشعر؛ ترُجة لبتد الترمحن بتداي‪َّ ،‬‬
‫الصتفحات اآلنفتة التذ ر‪ .‬اقتد قمنتا‬
‫باستنباط هذا التَّصنيف اتنميطه يف تابنا املخطوط‪ :‬التقاء الفنون ت ج‪ 2‬ت الفصل اخلاص بأ سطو‪.‬‬

‫ـ ‪ 005‬ـ‬
‫َجدَّ‪َ ،‬ح ََّّت تَ َة َاد تَت ْغ ُدا ُ ُّل ثتُنَائيَّ ٍة َمْبدأً‬ ‫ٍ‬ ‫تَ ٍ ِ ٍ‬
‫ص ُّوَات َجديْ َد َاُمعطَيَات أ َ‬ ‫َ‬
‫َُشَ َل‪.‬‬
‫َاس َع َاأ ْ‬ ‫تَصنِ ِيفيًّا مستَ ِقالًّ إِ َذا فُ ِهم ْ ِ ٍ‬
‫ت َّبََعان أ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُْ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَ ْن تَ ُةو َن ُ ُّل ثتُنائِيَّ ٍة مبدأً تَ ِ ِ‬
‫صنيفيًّا ُم ْستَقالًّ يَتْب ُدا أَمراً ُمبَالَغاً فيه‪َ ،‬الةنهُ‬ ‫َ َْ ْ‬
‫هذهِ الثتُّنَائِيَّ ِ‬ ‫َن دفْع ِ‬ ‫عض َّ ِ ِ‬ ‫الَ َخيلُو‪ِ ،‬يف َح ِقي َق ِة األَم ِر ِم ْن بَ ِ‬
‫ات‬ ‫الص َواب‪ ،‬ذلك أ َّ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫إِ َىل دالَالَِِتَا ْ ِ ِ‬
‫وم َللَ َيها‬ ‫ودنَا إِ َىل اشت َقاق ُج ِّل املَبَادئ الَِّيت تَت ُق ُ‬ ‫ص َوع يَت ُق ُ‬ ‫احلَديَّة ال ُق ْ‬ ‫َ‬
‫اس‪ ،‬إِ َىل التتََّراتُبِيَّ ِة‪َ ،‬االبَ ِسْيطَِة َااملَرَّ بَ ِة‪،‬‬ ‫اصَرُ‪ ،‬بَ ْدءًا ِم ْن احلََو ِّ‬ ‫التَّصنِيت َفات املع ِ‬
‫ْ ْ ُ َُ‬
‫ُ‬
‫الواقِ ِع ‪َ ...‬اَهلُ َّم َجًّرا‪.‬‬ ‫الزَمانيَّ ِة اامل َةانِيَّ ِة‪ُ ،‬ثَّ املعبِتِّرِ َلن ِ ِ ِ‬
‫الواق ِع َا َغ ْري املُعبِّتَر َل ِن َ‬ ‫َ‬ ‫فَ َّ َ‬
‫ُ‬ ‫ك ِيف أ َّ ِ‬ ‫َ‬
‫لةن‪ ،‬الَ ُُي ِة ُن البَتَّةَ‬ ‫ض املبالَغَ ِة‪ .‬ا ِ‬
‫َ‬ ‫َن ذلك يَتْنطَ ِو ْي َللَى بَت ْع ِ َُ‬ ‫َاالَ َش َّ‬
‫َّأا ِيل‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫إنْ َةا ُ قَابليَّاِتَا هل َذا الت ُ‬
‫ف ال ُفنُت ْو ِن الَ بُ َّد أَ ْن‬‫صنِْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اقَتبل أَ ْن نَتع ِرض نَ َّ ِ ِ‬
‫ص التَّوحيدي ال َةام َل ِيف تَ ْ‬ ‫َ َْ ْ َ‬
‫الصوَ ُ‪َ ،‬اَما َاامل َشبَّهُ‪َ ،‬اَما َغريُ امل َشبَّ ِه؟‬ ‫نَع ِر َ َما ُّ‬
‫ِ‬ ‫ُِ‬ ‫ِ ُ‬ ‫يت ْق ِ‬
‫ْل الذي‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشة َ‬ ‫الص ْوَ ا ْهلَْيئَةَ أَا َّ‬ ‫صاح ُ ((اإل ْمتَ ِاع َاامل َؤانَ َسة)) ب ُّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ص ُد‬ ‫َ‬
‫وه ُر إِ َىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذهِ ُّ‬ ‫اهيَّةً ِ‬‫ي ُةو ُن للَي ِه األَثتَر ال َف ِِّن‪ ،‬ام ِ‬
‫الصوَِ «ه َي الَِّيت ِبَا َخي ُر ُج اجلَ َ‬ ‫ُ ُّ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫الصوِ إيَّاهُ» ‪ ،‬اَ أَنَّهُ يُ ِشري بِذلِك إِ َىل ُ مونِيَّ ِة فِةْرِ‬ ‫)‬‫‪211‬‬ ‫(‬ ‫ُّ ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الظ ُهو لْن َد ْالت َقاب ُّ َ‬
‫ود بِال ُق َّوِ‪،‬‬ ‫ودها ال ُةم ِوينِّ؛ الوج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫ِن ِيف َذات ال َفنَّان‪َ ،‬اانت َقاهلَا م ْن ُا ُج َ‬ ‫األَثتَِر ال َف ِِّّ‬
‫َّان َللَى َهيئَتِ َها الَِّيت َستَ ْخ ُر ُج‬ ‫ات ال َفن ِ‬ ‫الفعلِي‪ ،‬بتع َد أَ ْن تَستَ ِقَّر ِيف ذَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫إِ َىل ُا ُجود َها ْ ِّ َ ْ‬
‫اح ِل‬ ‫ات اخلائِض ِة ِيف مر ِ‬ ‫ِِبا‪ .‬اهو‪ِِ ،‬ب َذا الْمعتىن‪َ ،‬غري مبتتَعِ ٍد أَبداً ل ِن النَّظَ ِريَّ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََُ‬

‫‪211‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ت ص‪.1 5‬‬

‫ـ ‪ 006‬ـ‬
‫ضانَةُ‬ ‫اح َل ِه َي‪ :‬ا ِإل ْل َد ُاد َا ْ‬
‫احلَ َ‬
‫ث مر ِ‬‫ِ‬ ‫بد ِاع‪ ،‬الَِّيت الَ ََتْرج ِيف ُحم ِّ ِ‬
‫صلَت َها َلن ثَالَ َ َ‬ ‫ُُ َ‬ ‫ا ِإل َ‬
‫اق(‪.)211‬‬ ‫شر ُ‬ ‫ِ‬
‫َااإل َ‬
‫اص ِمْنت َها‪َ ،‬اقَ ْد‬ ‫ات ال َمنَ َ‬ ‫ض ُراَ ٌ‬ ‫ات َا َ‬
‫ِ‬ ‫َالِ ُّ‬
‫لص ْوَِ الْ ُم َشتبَّت َهة ُم َس ِّو َغ ٌ‬
‫َجابَهُ إِثْتَر تَ َساؤالتِِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُراَِتَا َللَى ل َسان ُحمَدِّثه مسَ ِويْه الَّذي أ َ‬ ‫ص َح َل ْن َ‬ ‫أَفْ َ‬
‫َسب ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اب‬ ‫َل ْن َسبَ ِ طَلَ ِ ا ِإلنْ َسان للتَّشبِيه بَأَنتَّنَا نتَْن ُش ُد ه َذا التَّ ْشبِيهَ أل ْ َ‬
‫ثَالثَ ٍتة‪:‬‬
‫نسا ُن َِّبَا‬ ‫اس أَ ْشيَاءَ َسبَ َق أَ ْن أ َْد َ ْتت َها‪ ،‬فِِإذَا أُ ِ َ ِ‬ ‫أ ََّولا‪ِ :‬إل ْد َ ِاك ْ‬
‫احلَت َو ِ‬
‫خِب اإل َ‬ ‫َ‬
‫ندهُ‪َ ،‬اطَلَ َ لَهُ ِمثَاالً ِم َن‬ ‫ال يد ُِ ه‪ ،‬أَا حدِّث َِّبا َمل يش ِ‬
‫اه ْدهُ‪ َ ،‬ا َن َغ ِريباً ِل َ‬ ‫ُ َ َ ْ َُ‬ ‫ُ ُ‬
‫س بِِه َا َس َة َن إِلَ ِيه ِإل ِلف ِه لَهُ‪.‬‬ ‫احلِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫س‪ ،‬فإ َذا أُلط َي ذلك أَن َ‬ ‫ِّ‬
‫السم ِع لن ِحس البص ِر ِيف إِد ِاك صو ِ الش ِ‬
‫َّيء‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫ِّ َ َ‬ ‫س َّ ْ َ‬ ‫َاال يتُ ْغ ِِن ِح ُّ‬
‫الغَائِ ِ إِ ْد َا اً ُِمتِعاً‪.‬‬
‫الو َِْهيَّة‪ ،‬الَ ُُي ِة ُن أَ ْن‬
‫ات َ‬
‫ِ‬
‫وه ْوَمات‪ ،‬فَاألَ ْشيَاءُ أَا ال َةائنَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثَاني ا‪ِ :‬إل ْد َاك املَ ُ‬
‫ِ‬
‫الذه ِن‪ِ ،‬اقَد تَ ُة ْو ُن‬ ‫صوٍَ تَستَ ِقُّر ِيف ِّ‬ ‫عد تَص ِوي ِر ُ‬ ‫ةل ِيف ِذ ْهنِ ِه إِالَّ بَ َ‬ ‫ِ‬
‫يَستَقَّر َهلَا َش ٌ‬
‫ب؛ فِِإ َّن ه َذا‬ ‫اه َد َها [ ِم ِثل َلن َق ِاء م ْغ ِر ٍ‬ ‫ُخرع قَ ْد َش َ‬ ‫الصوَ ُ ُمرَّ بَةً ِمن ُ ٍ‬ ‫هذهِ ُّ‬‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ص َو أ َ‬
‫صوٍَ ُمَرَّ ٍبة‬ ‫ود‪ ،‬فَال ب َّد لِ َّ ِ‬
‫لسام ِع َلْنهُ أَن يَتتَت َوََّهَهُ بِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫احلَيَت َوا َن ِاإِ ْن َملْ يَ ُةن لَهُ ُا ُج ٌ‬
‫ْ‬
‫اه َد َها]‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َحيَت َوانَات قَ ْد َش َ‬

‫‪211‬‬
‫ت ثريٌ من الةت تناالت هذا املوضوع‪ ،‬امنها للى سبيل املثال‪:‬‬
‫حَّت‪. 1‬‬
‫َّ‬ ‫د‪ .‬أَمحد لزت اجح‪ :‬أُصول علم النَّفس ت ص ‪1‬‬
‫حَّت ‪.11‬‬ ‫أَلةسند ا اشةا‪ :‬اإلبداع العام والخاص ت خصوصاً َّ‬
‫الصفحات من ‪َّ 1‬‬

‫ـ ‪ 007‬ـ‬
‫وير األ ُُموِ الْ َم ْع ُقولَِة َّبِِثَ ٍال َح ٍّي أ َْمٌر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َ‬ ‫ثالث ا‪ِ :‬إلد َاك الْ َم ْع ُقوالَت‪ ،‬فِإ َّن تَ ْ‬
‫س ِِبَا‪ ،‬فِِإذَا أَلَِف َتها‬ ‫ُ‬ ‫ت‬
‫َ‬‫ن‬ ‫أ‬‫َ‬‫ت‬‫ا‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ت‬
‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫يه‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ل‬‫ت مألُوفَةً‪ ،‬تَس َةن إِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫هذهِ الْمع ُقوالَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ََيعل ِ‬
‫َْ ُ‬
‫ِ (‪)219‬‬
‫َس ُه ُل َللَ َيها ِحينَ َذ َاك تَأ َُّم ُل أَمثَاَهلَا ‪.‬‬
‫االلتِ َق ِاديَّة فَت َق ْد‬ ‫َّوح ِ‬ ‫الَ َّما َ ا َن الت ِ‬
‫احي الْ ُتم ْعتَ ِزلَِة ْ‬ ‫يدي قَ ْد ََنا بعض منَ ِ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫يق َلنهُ‬
‫ِ‬
‫ول‪« :‬يَض ُ‬ ‫ص ِف ِه‪ ،‬فَت ُه َو َ َما يَت ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫أَنْ َةَر إِم َةانيَّةَ تَشبِيه اهلل َلَّز َا َج َّل‪ ،‬أَا َا ْ‬
‫ات ِمثْ َل‬ ‫الص َف ِ‬‫الر ْس ُم َمدلُوالً بِِه َللَ ِيه» ‪َ ،‬الِذلِك فِِإ َّن ِّ‬ ‫االس ُم ُم َشا اً إِلَ ِيه‪َ ،‬ا َّ‬
‫( ‪)21‬‬
‫ْ‬
‫صا َت‬ ‫وت تَ ِ‬ ‫ات االتملَ ُة ِ‬ ‫احلِةْم ِة اال َق َد ِ ا ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫« ْ ِ‬
‫أَب ذلك‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫اجلَبَت ُر َ َ‬ ‫َ‬ ‫اجلُود َاال َةَرم َا ْ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذهِ األ ْ‬ ‫ِ‬
‫وز أَن يُظَ َّن به َشيءٌ‬ ‫ات َسالملَ لَنَا إِلَيه‪ ،‬ال َح َقائ َق ََيُ ُ‬ ‫الص َف ُ‬ ‫َسَاءُ َا ِّ‬
‫اد»(‪.)211‬‬ ‫اج الْمح ُد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِمْنت َها‪َ ،‬للَى َسبِْي ِل ِّ‬
‫اج الْ َم ْم ُداد‪َ ،‬االْمْنت َه ِ َ ْ‬ ‫السيَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ات‪ ،‬بِت تتالتَّح ِق ِيق ِيف ِ‬ ‫«فَتلَ َّمت تتا َجت ت َّتل َلت ت ْتن هت ت ِتذهِ ِّ‬
‫الص ت ت َف ِ‬
‫تف‬‫االختيَت تتا ِ ‪ُ ،‬اصت ت َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِ ِ‬
‫االس ت تتت َعا َِ َللَ ت تتى االض ت تتطَرا ِ ‪ ،‬ألَنَّت تتهُ ال بُت ت َّتد لَنَ ت تتا أَ ْن نَت تتذ ُ َرهُ َانَصت ت ت َفهُ َانَت ت ت ْدلُ َوهُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َانَعبُ ت ت ت َتدهُ َانَقص ت ت ت َتدهُ َانَت ْر ُج ت ت ت َتوهُ َاََنَافَ ت ت تتهُ َانَع ِرفَ ت ت تتهُ َانَتْن ُح ت ت ت َتوهُ َانَطلُت ت ت ت َ َم ت ت تتا لن ت ت ت َتدهُ‬
‫َانتُ َو ِاج َههُ»(‪.)212‬‬
‫الص َوِ ا ِإل َهلِيَّ ِة َا َح ْس ُ ‪َ .‬اه َذا‬ ‫اصةٌ بِ ُّ‬ ‫الصوََ َغ َري الْ ُم َشبَّت َه ِة َخ َّ‬ ‫أَي إِ َّن ُّ‬
‫ف ال ُفنُ ِ‬ ‫صنِْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫هو نَ ُّ ِ ِ‬
‫ون( ‪:)21‬‬ ‫ص التَّوحيدي ال َةام ُل ِ ْيف تَ ْ‬ ‫َُ‬

‫‪219‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت ص ‪.21‬‬
‫‪21‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص ‪.15‬‬
‫‪211‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ت ص ‪.1 1‬‬
‫‪212‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ذاته‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫حَّت ‪.111‬‬
‫ت م ‪ .‬س ت ج ت ص‪َّ 1 1‬‬

‫ـ ‪ 008‬ـ‬
‫َصنَا ٌ ؛ إِ َهلِيَّةٌ‬ ‫الص َوُ أ ْ‬ ‫هذهِ ال ُفْتتيَا ُجَزافِيَّةٌ‪ُّ ،‬‬ ‫« قَ َال أَبو سلَيما َن‪ِ :‬‬
‫ُ ُ َ‬
‫اليَّةٌ‪َ ،‬انتَ ْف ِسيَّةٌ َالَْف ِظيَّةٌ‪َ ،‬ابَ ِسيطَةٌ‬ ‫ال ْقلِيَّةٌ‪ ،‬افَتلَ ِةيَّةٌ اطَبِيعِيَّةٌ‪ ،‬اأُسطُُق ِّسيَّةٌ ا ِصنَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫اهديَّةٌ‪.‬‬‫وميَّةٌ‪ ،‬ا َغائِبِيَّةٌ اش ِ‬ ‫امرَّ بةٌ‪ ،‬اِمَْزاجةٌ اصافِيةٌ‪ ،‬ايت َق ِظيَّةٌ انَ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫احلَِقيت َق ِة‪،‬‬ ‫ورةُ ا ِإللَ ِهيَّةُ ت َاِه َي أ َْلالَ َها ِيف ُّ‬
‫الرتْتبَ ِتة َا ْ‬ ‫ُثَّ انْ َدفَ َع فَت َق َال‪ :‬أ ََّما الص َ‬
‫ص ِف َها‬ ‫ِ ِ‬
‫َّحص ِيل إِالَّ َّبَعُ ْونَة اهلل تَت َع َاىل ت فَالَ طَ ِريْ َق إِ َىل َا ْ‬
‫اِهي أَبتع ُد ِمنَّا ِيف الت ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َْ‬
‫َن البَ َساطَةَ تَت ْغلُ ُ َللَ َيها‪ ،‬إِالَّ أَنت ََّها َم َع‬ ‫َاََْت ِديْ ِد َها إِالَّ َللَى التَّت ْق ِريْ ِ ‪َ ،‬اذلِك أ َّ‬
‫ت بِال ِو ْح َد ِ‪ ،‬اثَتبتَ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫َّاِام‪َ ،‬اَد َام ْ‬ ‫ت بالد َ‬ ‫ََ‬ ‫ذلك تُت ْر َس ُم بَأَ ْن يتُ َق َال‪ :‬ه َي الَِّيت ََتَلَّ ْ‬
‫بِالوج ِ‬
‫ود‪.‬‬ ‫ُُ‬
‫االَنطَ ِ‬ ‫ك‪ ،‬إِالَّ أَنتَّها دانَتها الَ بِ ِْ‬ ‫ِ‬ ‫اأ ََّما الصورةُ ِ‬
‫اط‬ ‫َ ُ َ‬ ‫الع ْقليَّةُ فَ ِه َي َشقي َقةُ تِْل َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫احيَ ِة‬‫ني فَصل إِالَّ ِمن نَ ِ‬
‫ْ‬ ‫الصوَتّ ْ ٌ‬
‫ني ُّ ِ‬ ‫يس بَ َ‬
‫ِ ِ ِ َّ ِ ِ‬
‫احل ِّس ِّي‪َ ،‬الةن بالْ َم ْرتَتبَة الل ْفظيَّة‪َ ،‬الَ َ‬
‫ِْ‬
‫ظ‬‫الصوَ ُ ا ِإل َهلِيَّةُ تُت ْل َح ُ‬ ‫لةن ُّ‬ ‫ت‪ ،‬اإِالَّ فَال ِوح َد ُ َشائِعةٌ ا َغالِبةٌ ا َش ِاملَةٌ‪ِ ،‬‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫النت َّْع َ‬
‫الص ْوََ النَّت ْف ِسيَّةَ‪ ،‬فِِإ َذا َ ا َن‬ ‫ص ِف َها لَْفظاً‪ ،‬لِ ُم َشا َ َهتِ َها ُّ‬ ‫ظ بَِو ْ‬ ‫َحلْظاً‪َ ،‬االَ يتُْل َف ُ‬
‫العاقِ ِل ثتَلَجاً(‪ِ )211‬يف‬ ‫ِ‬
‫ال‪ :‬ه َي الَِّيت تُت ْهدي إِ َىل َ‬
‫َ ذلِك أَم َةن أَ ْن تُترسم فَتيت َق ُ ِ‬
‫ََْ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫اط ِل‪،‬‬ ‫احل ْة ِم‪ ،‬اثَِقةً بِال َقض ِاء‪ ،‬اطُمأنِينَةً لِْلعاقِب ِة‪ ،‬اجزماً بِاألَم ِر‪ ،‬ادحوضاً لِْلب ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُُ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُْ َ‬
‫لص ْد ِق‪.‬‬‫ابَت ْه َجةً لِْل َح ِّق‪ ،‬انُو اً لِ ِّ‬
‫الصوََ ا ِإل َهلِيَّةَ تَ ِرُد‬ ‫َن ُّ‬ ‫الع ْقلِيَّ ِة أ َّ‬
‫ورة َ‬
‫وال َفر ُق بين الصورةِ ا ِإللَ ِهيَّ ِة والص ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ‬
‫ُاىل بَِق ْه ٍر‬ ‫يك‪ ،‬فَاأل َ‬ ‫يك فَتتُت ْع ِط َ‬ ‫ص ُل إِلَ َ‬ ‫الصو َ الع ْقلِيَّةَ تَ ِ‬ ‫أخ ُذ ِمْن َ‬
‫ك‪َ ،‬ا ُّ َ َ‬ ‫يك َاتَ ُ‬
‫َللَ َ‬
‫يف‪َ ،‬اَهذهِ تَت ْفتَ ُح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َل ْن ل َتم َاَ َ‬ ‫لك ََْتجبَ ُ‬ ‫َاقُ ْد ٍَ‪َ ،‬االثَّانِيَةُ بِ ِرفْ ٍق َالَطَافٍَة‪َ ،‬اتِ َ‬
‫ت تثْتلُ ُج اتَتثْتلَ ُج ثتُلُوجاً‪ :‬اشتفت به ااطمأنت إليه‪ .‬لسان الع رب ت‬ ‫ِ‬ ‫‪211‬‬
‫ت نفسي بالشَّيء ثتَلَجاً‪ ،‬اثتَلَ َج ْ‬
‫ت يقال‪ :‬ثتَلَ َج ْ‬
‫ثلج‪.‬‬

‫ـ ‪ 009‬ـ‬
‫للَي ِ‬
‫ك تُتْن َحى َاالَ تُطْلَ ُ ‪َ ،‬اَهذه يُ ْس َعى إِلَ َيها‪َ ،‬ايُ ْسأ َُل َلْنت َها‬ ‫يف‪َ ،‬اتِْل َ‬‫ك ل َتم َاَ َ‬ ‫َْ َ‬
‫وس تَ ْستَنِريُ‪،‬‬ ‫الصو ِ ِ ِ‬ ‫الصوَِ ا ِإل َهلِيَّ ِة بتُُر ٌ‬
‫الع ْقليَّة ُُشُ ٌ‬ ‫اق ََتُُّر‪َ ،‬اأَنْت َوا ُ ُّ َ َ‬ ‫وج ُد‪َ ،‬اأَنْت َوا ُ ُّ‬
‫َاتُ َ‬
‫هذهِ إِ َذا‬ ‫صي ألَح ٍد ِمْنتها‪ ،‬ا ِ‬ ‫اخل ِ ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫صوصيَّة الَ نَ َ َ‬ ‫ك بِ ُْ ُ‬ ‫لت لَ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ك إِ َذا َح َ‬ ‫َاتِْل َ‬
‫هذهِ‬‫احلِْف ِظ‪ ،‬ا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫لص ِ‬
‫ون‬ ‫َّ‬ ‫حصلَت لَك فَأَنت ا َغيترَك شرع(‪ )215‬فِيها؛ اتِلَك لِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ ُْ ََ ٌ‬
‫اض ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ل ْلبَ ْذ ِل َاا ِإلفَ َ‬
‫ض‪َ ،‬الِْل َوْه ِم فِ َيها أَثتٌَر‬ ‫الر ْس ِم بِ َ‬
‫العَر ِ‬ ‫ت َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورةُ ال َفلَكيَّةُ فَ َداخلَةٌ ََْت َ‬ ‫َاأ ََّما الص َ‬
‫َ ثِري‪ ،‬األَنتَّها مأخوذ ٌ ِمن ِْ‬
‫ني‬
‫ومةً بَ َ‬ ‫ت ُم َشا َ َهتُت َها َم ْق ُس َ‬ ‫صا َ ْ‬ ‫اجل ْس ِم األ َْلظَ ِم َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ َ َ ُ‬
‫ني الْمرَّ ِ الَّ ِذي الَ َخيْلُو ِمن التتَّرِي ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫البَسيط الذي ال تَت ْر ي َ فيه البَتَّةَ‪َ ،‬ابَ َ ُ َ‬
‫َش َّد ِمن تَأثِِْري ال َفلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َل ِن‬ ‫صا َ تأثريُ ال َفلَك ِيف الْ ُمتَ َحِّرَ ات َلْنهُ أ َ ْ‬ ‫البَتَّةَ‪َ ،‬اهل َذا َ‬
‫يس َه َة َذا ِِمَّا َلالَ َلْنهُ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬‫الْمحَّرِك لَه‪ ،‬اَ أنَّه أ ََّا ُل ُحمِّرٍك متَحِّرٍ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َُ ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اال َفلَ ُ ِ‬
‫الصوَِ‪َ ،‬اَِّبَا ُه َو َدائ ُم احلََرَ ة َش ِر ُ‬
‫يف‬ ‫وص ُّ‬ ‫ك َّبَا ُه َو ج ْس ٌم َمن ُق ُ‬ ‫َ‬
‫وه ِر‪.‬‬
‫اجلَ َ‬
‫ورةُ الطَّبِ ِيعيَّةُ فَتتَت َعلُّ ُق َها بِالْم َّاد ِ ال َقابِلِ ِة آلثَا َِها ِِبَس ِ‬ ‫َاأ ََّما الص َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الد َ َج ِة العُليَا‪َ ،‬ا ِل ْش ُق َها لِْل َقابِ ِل‬
‫استِ ْع َد ِاد َها َهلَا‪ ،‬فَلِذلِك َما ِه َي ُمَز ْحَز َحةٌ َل ِن َّ‬ ‫ْ‬
‫ت َمنَافِعُ َها ِمَُْزْا َجةً‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َش ُّد ِمن ِل ْش ِق َها لِْل ُم ِفْي ِ‬
‫ض َللَْيت َها‪َ ،‬اهل َذا أَيْضاً َ انَ ْ‬ ‫ِمْنت َها أ َ‬
‫الرِديء‪َ ،‬الَو‬ ‫اجلَيِّ ِد ا َّ‬
‫ني ْ‬ ‫امضا ُّها َِبتَةً‪ .‬اِهي ََْتمع بني احلِة ِ ِ‬
‫ْمة االبَتلَه‪َ ،‬ابَ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ص َّوبْ ُ‬‫ت َ‬ ‫ت‪ ،‬فَتلَ َّما بَتعُ ْد ُ‬ ‫ت‪ :‬بَتعُ ْد ُ‬ ‫ضا ٌَّ نَافعةٌ؟ لََقالَ ْ‬ ‫َسأَلْتَت َها َملَ أَنْت َ‬
‫ت‪.‬‬‫ص َّع ْد ُ‬
‫َا َ‬
‫ع ااحت ٌد أَي‪ :‬ستواءٌ ال يفتوق بعضتنا بضتاً؛ ْح َّترك ايس َّتةن‪،‬‬
‫اش ْتر ٌ‬
‫ع ستواءٌ َ‬
‫اع‪ ،‬اَن ُتن فيته َش َتر ٌ‬
‫تت ُشتَر ٌ‬
‫ت يقتال‪ :‬هتذا نب ٌ‬
‫‪215‬‬

‫ااجلمع االتَّثنية ااملذ َّ ر ااملؤنَّث فيه سواء‪ .‬لسان العرب ت شرع‪.‬‬

‫ـ ‪ 021‬ـ‬
‫ف الطَّبِ َيع ِة َ الَماً لَهُ َانَ ٌق ِيف‬ ‫صِ‬ ‫يَت ُق ْو ُل ِيف َا ْ‬
‫(‪)211‬‬
‫ت أَبَا النَّ ِف ِ‬
‫يس‬ ‫ِ‬
‫َا َس ْع ُ‬
‫َصل ِ‬
‫هذهِ اجلُملَةَ بِِه‪:‬‬ ‫س‪ ،‬اأَنَا أ ِ‬
‫ُ‬ ‫النَّت ْف ِ َ‬
‫يف‬ ‫ك‪ ،‬اأ ُّ ٍ ِ ِ‬ ‫قَ َال‪ :‬أَيتَّتُتها الطَّبِيعةُ‪ ،‬ما الَّ ِذي أَقُ ُ ِ‬
‫َي َشيء أ َُؤاخ ُذك‪َ ،‬اَ َ‬ ‫ول لَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َح َواالً َل ِسَرً‪ ،‬ال يَِفي‬ ‫ِ‬
‫َّك قَ ْد َُجَ ْعت أ ُُمو اً ُمْن َةَرً‪َ ،‬اأ ْ‬ ‫يك؟! فَِإن َ‬‫أُا ِّجه العتَ َللَ ِ‬
‫َ ُ َ َ‬
‫ضا ٌَّ‪ ،‬ا َغوائِل خ ِفيَّةٌ تَتب ُدا ِمْن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫نظَ ُامك ف َيها بِانْتثَا ِك َللَ َيها‪َ ،‬الَك بَت َواد ُ َ َ َ ُ َ ْ‬
‫يمةٌ‪َ ،‬لائِ َد ٌ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َاتَتغُوُ فيك‪َ ،‬اتَت ْرج ُع إلَيك‪َ ،‬ح ََّّت إ َذا قُت ْلنَا يف بَت ْعض َها‪ :‬إنَّك َحة َ‬
‫َن حرَ اتِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫االل ِوج ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫نت َمَّرً‬‫ك تُ ْس َ ُّ‬ ‫اج‪َ ،‬افيك فَظَائ ُع َانَتَزائ ُع‪َ ،‬اقَت َوا ِعُ َابَ َدائ ُع‪ ،‬أل َّ َ َ‬ ‫ب ْ َ‬
‫ني َللَ ِيه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫استِناناً تُتعش ِقني للَ ِيه‪ ،‬اَُتبِّني ِمن أ ِ‬
‫ُخَرع َزيغاً َتَُْقت َ‬ ‫يغ أ ْ‬ ‫َجل ِه‪َ ،‬اتَ ِز ُ‬‫َْ َْ َ َ ََ َ ْ ْ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصو ِ‬
‫ت َحَرَ اتُك نتَ ْقضاً ل ْلبنَاء الْ ُم ْح َة ِم َا ُّ َ‬ ‫ني بِ َسبَبِه‪َ ،‬اُبتََّما َ انَ ْ‬ ‫َاتُتْبتغَض َ‬
‫ض‪َ ،‬اََْت ِديداً لِْلبَ ِاِل‪،‬‬ ‫ت بِنَاءً لِْل ُمْنتَت َق ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الرائ َعة‪َ ،‬االنِّظَ ِام البَ ِه ِّي‪َ ،‬اُبتََّما َ انَ ْ‬
‫ص ٍد‪َ ،‬لائِثَةٌ َللَى َل ْم ٍد‪َ ،‬ا َللَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫صالحاً ل ْل َفاسد‪َ ،‬ح ََّّت َ أَنَّك َلابِثَةٌ بِال قَ ْ‬ ‫َاإِ ْ‬
‫ك َملْ يَت ْعلَ ْم َم ْن ظَ َّن‪َ ،‬اال َأَع َم ْن ََتيَّ َل‪َ ،‬االَ‬ ‫ني لَ ِ‬ ‫ك ِمن ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫الواصف َ‬ ‫َُجي ِع ص َفات َ َ‬
‫اط ٍل‪،‬‬ ‫ظ ِمن تَأ ِا ٍيل‪ ،‬االَ ح َال معىن لن تَتوُّه ٍم‪ ،‬االَ أَس َفر ح ٌّق لن ب ِ‬
‫َ َ ًَْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫بَتعُ َد لَْف ٌ ْ‬
‫اهٌر ِم ْن‬ ‫ش‪ ،‬االَ سلِم ظَ ِ‬ ‫االَ ََتَيَّتز بتيا ٌن لن َتَْ ِو ٍيه‪ ،‬االَ اضح نُ ِ‬
‫ص ٌح م ْن غُ ٍّ َ َ َ‬ ‫َ َ ََ ْ‬ ‫َ َ ََ َ ْ‬
‫ك ِِِبطَ ِايب‪،‬‬ ‫اه ِه ااجهتُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض‪ ،‬االَ خلَت دلوع ِمن معا ِ ٍ ِ‬
‫ض‪ ،‬فَله َذا َاأَشبَ َ َ ْ‬ ‫َُ‬ ‫تَتنَاقُ ٍ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫ت بِِه‬ ‫ت بِِه قَائِمةٌ‪ ،‬ابِالَّ ِذي أَنْ ِ‬ ‫يك ما ِيف نَت ْف ِسي‪ ،‬فَبِالَّ ِذي أَنْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ت َللَ َ‬ ‫ضُ‬ ‫َا َلَر ْ‬
‫ك‪ ،‬ا َش َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫يت‬ ‫َم ْو ُج ْوَد ٌ‪َ ،‬ابِالذي أَنْت لَهُ ُمْنت َقلبَةٌ‪َ ،‬اإلَيه ُمْن َساقَةٌ‪ ،‬إالَّ َخبَّت ْرت ِِن َلْن َ‬
‫‪211‬‬
‫تدي يف هتتذه الفقتتر يف اجلتتزء الثَّتتاين متتن اإلمت اع ص‪،11،11:‬‬
‫الرياضتتي‪ :‬يبتتدا ِمتَّتا ذ تتره التَّوحيت ُّ‬
‫ت أَبتتو النَّفتتيس ِّ‬
‫‪ .19‬ايف البص ائر (ق) ج‪ 5 :1‬ا ج ‪ 15 :‬أَنتَّته تتان َيمت ُتع بتتني الفلستتفة االتَّصت ُّتو ‪ ،‬ا تتان أَحفتتظ‬
‫النَّاس لنواد الفالسفة‪.‬‬

‫ـ ‪ 020‬ـ‬
‫ك‪َ ،‬اإََِّّنَا‬ ‫ك َ عِيانِ ِ‬ ‫اخلَبتر َلْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َغلِيلِي ِمْن ِ‬
‫َ‬ ‫ت ِِل َغْي َ َشأنك‪َ ،‬ا َج َعلت ْ ََ‬ ‫ك‪َ ،‬انَت َع ِّ‬
‫َّك َجا َِِت‬ ‫يك ه َذا الوجع‪ ،‬ألَن ِ‬ ‫ضت َللَ ِ‬ ‫ضر ْلت إِلَ ِ‬
‫َََ‬ ‫ع‪َ ،‬ا َلَر ْ ُ‬ ‫يك ه َذا الضََّر َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ك أَا ِم ِِّن‪ ،‬أ َْل ِِن َِّبَا‬ ‫ك ِحجاب إِالَّ ما هو َل ُد ٌّا ِمْن ِ‬
‫َ ٌ َ َُ‬
‫احب ِيت‪ ،‬الَيس ب ِيِن ابينَ ِ‬
‫ص َ َ َ َ ََ‬
‫ا ِ‬
‫ََ‬
‫ف ِس ْح ِرِك‪َ ،‬ا َخ َفاءَ ِسَّرِك‪َ ،‬اأ َْل ِِن َِّبَا ُه َو ِم ِِّن َما أ َْل ِج ُز َل ْن‬ ‫ك لُطْ َ‬ ‫هو ِمْن ِ‬
‫َُ‬
‫ك ِيف أَفَانِ ِ‬
‫ني‬ ‫اح ِه إِالَّ بِ ُق َّوِ ا ِإللَِه الَّ ِذي هو سب ِحلرَ اتِ ِ‬ ‫استِبانَتِ ِه ااستِيض ِ‬
‫َْ َ ْ َ‬
‫ُ َ َ َ ٌ ََ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ك اََتيُّ ِف ِ‬ ‫ك‪ ،‬اأ َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫تَ ِ ِ‬
‫َلاجي َل ْدل َ‬ ‫صُّرف َ‬ ‫َ‬
‫اب َللَى طَ ِر ِيق‬ ‫اجلو ِ‬ ‫احل َّد اما َشا َ لَهُ أ َ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َخ َذ يف َ الَم َ ََْ‬ ‫َاَ ا َن إ َذا بَتلَ َغ ه َذا َْ َ َ‬
‫اض ِه‬ ‫َن ا ِإلنْسا َن بِسب ِ أَ ْغر ِ‬ ‫يس االتَّسلِي ِة ااالسِِتاح ِة‪ ،‬اه َذا بِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الواج ِ ‪ ،‬أل َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫التَّأن ِ َ ْ َ َ ْ َ َ َ‬
‫َّه َاد ِ يَت ْفتَ ِق ُر افْتِ َقا اً‬ ‫ِِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫الْ َم ْج ُهولَة‪َ ،‬ا َل َوا ِضه ال َفاجئَة البَاغتَة م َن الغَي ِ َاالش َ‬
‫ِ‬
‫َّاء االد ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت الَِّيت تَت َقد ِ‬ ‫هذهِ النتُّع ِ‬ ‫ش ِديداً إِ َىل ِ‬
‫َّااء! َالَ َ‬
‫يس‬ ‫َّم ذ ْ ُرُها؛ َاه َذا َ الد َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الدا ِاء ُجُْلَةً‪،‬‬ ‫َصالً فَتيُ ْستَت ْغ َىن َل ِن َّ‬ ‫ول‪َ :‬هالَّ ا ْتَت َف َع الدَّاءُ أ ْ‬ ‫َح ٍد أَ ْن يَتتَت َه َّة َم فَتيَت ُق ُ‬
‫أل َ‬
‫ول‪ِ ،‬م ْن‬ ‫صَرفَهُ‪ ،‬فَِإ َّن ه َذا َ الٌَم َم ْد ُخ ٌ‬ ‫ِ‬
‫َّااءُ أَبَداً َللَى الدَّاء َانَت َفاهُ َا َ‬ ‫َاَهالَّ َاقَ َع الد َ‬
‫القسمةَ ا ِإل َهلِيَّةَ ِيف األَزِل ِِبس ِ َشهاد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َْ‬ ‫َل ْق ٍل َ ل ٍيل‪َ ،‬الَ َع ْم ِري إ َّن َم ْن َجه َل ْ َ‬
‫َن األ َْمَر لَو َ ا َن ِِِبالَ ِ َما‬ ‫وض ِع‪َ ،‬اظَ َّن أ َّ‬‫الع ْق ِل لَعِ بِِه الوسواس ِيف ه َذا الْم ِ‬
‫َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْم؟‬ ‫َاىل اأ َََتَّ اأَاثَق اأَح َةم‪ ،‬يا اْحه! ِمن أَين ي ِ‬ ‫ِ‬
‫احلُة َ‬‫وج ُ ه َذا ْ‬ ‫ُه َو َللَيه َ ا َن أ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الوْه ِم؟‬ ‫يء يتثْتبِت ه َذا ال َقضاء؟ اَ ِ ِ‬ ‫ابِ ِّ ٍ‬
‫يف يَث ُق ِب َذا َ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫أي َش ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ول أَيضاً‪:‬‬
‫َاَ ا َن يَت ُق ُ‬
‫َج َس ِام‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫إِ َّن الطَّبِْي َعةَ تَ ُق ُ‬
‫ول‪ :‬أَنَا قُت َّوٌ م ْن قُت َّو البَا ِ ِئ‪ُ ،‬م َوَّ لَةٌ ِبذه األ ْ‬
‫صالَ ِح‬‫َّص ِوي ِر َاا ِإل ْ‬ ‫صَّر َ فِْيت َها بِغَايَِة َما ِلْن ِدي ِم َن النَّت ْق ِ‬
‫ش َاالت ْ‬ ‫الْ ُم َس َّخَرِ َح ََّّت أَتَ َ‬

‫ـ ‪ 022‬ـ‬
‫يء أَثتٌَر ِم ِِّن‪َ ،‬اَ ا َن‬ ‫يء‪ ،‬االَ لِش ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َاا ِإلفْس ِاد اللَّ َذي ِن لَوالَ َُهَا َملْ يَ ُة ْن ِ‬
‫ِل أَثتٌَر ِيف َش َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت بَطُ َل بِبُطْالَِين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضوِي َاغيَ ِايب َااحداً‪َ ،‬الَو بَطُْل ُ‬ ‫ُا ُجودي َا َل َدمي َس َواءً‪َ ،‬ا ُح ُ‬
‫ان؛ َالَو‬ ‫الرأي‪َ ،‬اََتَ ُّة ٌم ِم َن الظَّ ِّ‬ ‫ول‪َ ،‬ا َخطَ ٌل ِم َن َّ‬ ‫ف ِمن ال َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َمتا أَنَا به؛ َاه َذا َزائ ٌ َ‬
‫اض ِه‪ ،‬لَ َةا َن‬ ‫اط ِه اانْ ِقب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احتُ ِمل إِيراد ما َ ا َن يتتَتنَتف ِِ‬
‫َّس به ه َذا الشَّْيت ُخ ِيف َحال نَ َش َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َ َُ َ‬
‫الوفَ ِاء‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫لةن ذلِك ُمتَت َع َّذٌ لِ َع ْج ِ‬
‫ز‬ ‫ذلِك مراداً فَ ِسيحاً‪ ،‬ام ْشرلاً ا ِاسعاً‪ ،‬ا ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ََ َ َ‬ ‫َُ‬
‫هذهِ األَ ْ نَا ِ لِ َةلَ ِفي‬ ‫ول ِيف ِ‬ ‫َج ُ‬ ‫ص َلْنهُ‪َ ،‬ا َّإَّنَا أ ُ‬ ‫الر َسالَةَ تَتتَت َقلَّ ُ‬
‫َن ِ‬
‫هذهِ ِّ‬ ‫بِِه‪َ ،‬األ َّ‬
‫صي َهلَا‬ ‫اإلشا َ ُ إلَ َيها‪ ،‬الَ َللَى التَّت َق ِّ‬ ‫ت َ‬ ‫ت العِبا ُ ِِبا‪ ،‬اأَم َةنَ ِ‬ ‫احلِة ِ‬ ‫ِ‬
‫يف َدا َ ْ َ َ َ َ‬ ‫ْمة َ َ‬ ‫ب ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العا َملُ‬‫ِّث نَت ْف َسهُ بِذلك؟ َ‬ ‫وغ الغَايَِة ِمْنت َها‪َ ،‬اَم ْن يَقد ُ َللَى ذلك؟ َاَم ْن ُْحَد ُ‬ ‫َابتُلُ ِ‬
‫أَبْت َع ُد َغو اً َاأَللَى قُتلَّةً‬
‫(‪)211‬‬
‫ف‬ ‫ث‬ ‫ْ‬
‫ُ َْ َ َ ُ‬‫َ‬
‫أ‬‫ا‬ ‫ً‬‫ا‬ ‫اض‬ ‫ر‬ ‫َل‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ْ‬‫َ‬‫أ‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫ب‬
‫ر‬ ‫غ‬‫َ‬ ‫د‬‫ُّ‬
‫َ ُ َ َ َ ْ‬‫َح‬‫أ‬‫ا‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫ن‬‫ز‬‫ْ‬‫ا‬ ‫َثقل‬ ‫أ‬
‫ا‬
‫اح ٌد‪َ ،‬اُ ُّل‬ ‫أَجراماً اأ َْلج تَترِيباً اأَ ْغرب بساطَةً ِمن أَ ْن ي ِأِت للَ ِيه إِنْسا ٌن ا ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َْ َ َ ُ ْ َ َ ُ َ َ‬
‫ان َابَالَ َغ ِة‬ ‫الذ ْه ِن احس ِن البتي ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َم ْن َ ا َن ِيف َم ْسةه‪َ ،‬اإ ْن بَتلَ َغ الغَايَةَ م ْن دقَّة ِّ َ ُ ْ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اط الغَ ِام ِ‬ ‫اللَّ ْف ِظ ااستِْنب ِ‬
‫ض ِيف َحاض ِرهِ َا َغائبِه؛ ه َذا َما الَ يَتتَت َوََّهُهُ َ‬
‫الع ْق ُل‪.‬‬ ‫َْ َ‬
‫ِِ‬
‫الشةَْر َللَى َما‬ ‫َسأَلُهُ أَ ْن يتُْل ِه َم ِِن ُّ‬ ‫َّل َوع‪َ ،‬اأ ْ‬ ‫َاأَنَا أَلُوذُ بِاهللِ ِم ْن هذه الد ْ‬
‫ُّةر قَت ْرعٌ‬ ‫الش‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫فَتتَح ا َشرح‪ ،‬اَه َدع إِلَ ِيه امنَح‪ ،‬اأَطْلَع َللَ ِيه انَ َدح(‪ ،)211‬فَِ‬
‫إ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ َ َ‬ ‫َ َ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ث للَى ُّ ِ ِ ِ ٍ‬ ‫يد‪ ،‬االْم ِز ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص‬ ‫ُّةر ت َاإ ْن َخلَ َ‬ ‫الش ْةر م ْن َجديْد‪َ ،‬االش ُ‬ ‫يد بَال ٌ َ‬ ‫لبَاب الْ َم ِز َ َ‬

‫تيء أسته‪ .‬اال ُقلَّتةُ أَللتى اجلب ِتل‪ .‬اقُتلَّتةُ ُ تل ش ٍ‬


‫تيء‬ ‫ت ال ُقلَّةُ ههنا َّبعىن العلُِّو‪ ،‬اقد جاء يف لستان العترب‪ :‬قُتلَّتةُ تل ش ٍ‬ ‫‪211‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫اس اإلنسان قتُلةٌ‪ ،‬أَنشد سيبويه‪:‬‬ ‫أَلاله‪ .‬ا ُ‬
‫ِ‬
‫* لجتتائ ُ تُبتدي الشَّتي َ يف قُلَّة الطِّ ِ‬
‫تفل *‬
‫الل‪ .‬لسان العرب ت قلل‪.‬‬ ‫اَتمع ما َتمع ال ُقلَّةُ اليت َّبعىن اجلَّرِ االةوز للى‪ :‬قتُلَ ٍل اقِ ٍ‬
‫َ‬
‫‪211‬‬
‫ت نَ َد َح الشَّيء‪َ :‬ا َّسعه‪ .‬لسان العرب ت ندح‪.‬‬

‫ـ ‪ 023‬ـ‬
‫النت ِّْع َم ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُراب البَتيَان َللَى اللِّ َسان ت فَِإنَّهُ يَت ْق ُ‬
‫ص ُر َل ْن َتواتُِر‬ ‫ان‪ ،‬اجرع بِ ُ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫بالع ْرفَ َ َ َ‬
‫اه ِر ال َفائِ َد ِ بَت ْع َد ال َفائِد ِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بَت ْع َد النت ِّْع َمة‪َ ،‬اتَظَ ُ‬
‫س بِالتتَّنَاظُ ِم‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ُسطُُقس يَّةُ‪ ،‬فَ ِه َي الَئ َحةٌ ل ُة ِّل ذي ح ٍّ‬ ‫ورةُ األ ْ‬ ‫ََاأ ََّما الص َ‬
‫آح ِاد َها‪ ،‬أ َْل ِِن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِِ ِ ِِ‬ ‫الْم ِ ِ‬
‫وجود ف َيها‪َ ،‬االتَّبَايُ ِن اآلخذ بنَصيبِه مْنت َها‪َ ،‬اَهلَا انْق َس ٌام إ َىل َ‬ ‫َ ُ‬
‫صو ِ‬ ‫َن صو َ الْم ِاء مبايِنةٌ لِصو ِ ا ْهلو ِاء‪ ،‬اَ ذلِك صو ُ األَ ِ ِ ِ‬
‫ض ُمَال َفةٌ ل ُ َ‬ ‫ُ َْ ْ‬ ‫أ َّ ُ َ َ َُ َ ُ َ ََ َ‬
‫ظ الَ‬ ‫س َش ِديْ ٍد‪َ ،‬االلَّ ْف ُ‬ ‫ُسطُُق ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫حد ُ ِ‬
‫يد َها َّبَا يتُ َقِّرُ َها َم َع َغ ْوص َها ِيف ُ ِّل أ ْ‬
‫النَّا ِ ‪ ،‬فَتت ِ‬
‫َ‬
‫(‪)219‬‬
‫ص ُفو‪َ ،‬االْ ُمَر ُاد الَ يَتْن َم ُاز ‪.‬‬ ‫يَ ْ‬
‫ِ‬
‫ني ِم ْن ذل َ‬
‫ك‪ ،‬ألَنتَّ َها َم َع َغ ْو ِص َها ِيف‬ ‫َاأ ََّما الص ْوَرةُ الصنَاعيَّةُ فَ ِه َي أَبْت َُ‬
‫الس ِريْ ِر َاالْ ُة ْرِس ِّي‬
‫ص ْوَِ َّ‬ ‫الس ْم ِع َا ِجلَ ِمي ِع ا ِإل ْح َس ِ‬ ‫ِ‬ ‫م َّ ِ‬
‫اس‪ُ َ ،‬‬ ‫ص ِر َا َّ‬‫ادِتَا بَا َِزٌ ل ْلبَ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫اخلَ َِ‬ ‫االب ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫اَت َاَما أَ ْشبَهَ ذل َ‬ ‫اب َا ْ‬ ‫ََ‬
‫ِ ِِِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫يما‬ ‫ورةُ النَّ ْفسيَّةُ فَهت َي َاجت َعةٌ إ َىل الْع ْل ِم َاالْ َم ْع ِرفَة َاتَت َوابعه َما ف َ‬‫َاأ ََّما الص َ‬
‫الع ْقلِيَّ ِة بِ ْ‬
‫احلَ ِّق‪.‬‬ ‫لصوَِ َ‬ ‫ُْحَ ِّق ُق ُه َما أَا َخيْ ِد ُم ُه َما‪َ ،‬اِه َي َش ِقي َقةٌ لِ ُّ‬
‫الختِال ِ َمَراتِ ِ البَ ِسْي ِط َما يَعُِّز َ ْسُ َها إِالَّ‬ ‫ِ‬
‫ورةُ البَسيطَةُ فَ ْ‬ ‫َاأ ََّما الص َ‬
‫بِا ِإلُيَ ِاء إلَْيت َها‪ ،‬فَِإ ْن َحلِ َق ه َذا ا ِإلُيَاء َس ِامعُهُ فَ َذ َاك‪ ،‬اإِالَّ فَالَ طَم َع ِيف ِلبَا ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َشافِيَ ٍة َلْنت َها‪.‬‬
‫س بِلثَا ِ الطَّبِ َيع ِة ِيف َم َّاد ِِتَا‪،‬‬ ‫ِ ِِ‬
‫ورةُ ال ُْم َرَّىبَةُ فَ ِه َي بَاديَةٌ ل ْلح ِّ‬
‫َاأ ََّما الص َ‬
‫يط‬ ‫َن بتني الب ِس ِ‬ ‫َّ‬
‫َ َ َ َ َْ َ َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َ‬‫ا‬ ‫ا‪،‬‬ ‫يه‬‫َ‬‫ل‬‫ل‬ ‫ِ ِ ( ‪)21‬‬
‫الع ْق ِل ِيف َسْيحه‬ ‫س بِلثَا ِ َ‬ ‫َابَ ِاديَةٌ أَيضاً لِلنَّت ْف ِ‬

‫ت الشَّتيء أ َِميتزهُ َميتزاً‪َ :‬لزلتته افَتَرزتتهُ‪ ،‬اَ َ‬


‫تذلك‬ ‫ت اَّناز‪ :‬امليز التَّمييز بني األَشياء‪ ،‬اقد أَمتاز بعضته متن بع ٍ ِ‬ ‫‪219‬‬
‫تض‪ .‬ام ْتز ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫َميَّزته َتييزاَ فاَّناز‪ .‬لسان العرب ت ميز‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫تياح‪ .‬اَيتوز‬
‫قال للماء إذا جرع للى اجه األَ ض‪ ،‬ااجلم ُتع أَس ٌ‬ ‫سيح َسيحاً اسيحاناً‪ ،‬يُ ُ‬
‫اح يَ ُ‬‫يح‪ :‬مصد َس َ‬ ‫الس ُ‬
‫ت َّ‬

‫ـ ‪ 024‬ـ‬
‫ني الْمرَّ ِ االْمرَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اد البَ ِسي ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ط يَ ُةو ُن به ُمَرَّ باً‪ َ ،‬ذلك بَ َ ُ َ َ َُ‬ ‫َاالبَسيط فَت ْرقاً يَ َة ُ‬
‫هذهِ ُجُْتلَةٌ تَت ْف ِسريَُها ُم ْع ِوٌز‪.‬‬‫فَتر ٌق ي َةاد الْمرَّ ي ُةو ُن بِِه ب ِسيطاً؛ ا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ َُ ُ َ‬
‫الصوَ ُ‬‫الصوَِ الْ ُمَرَّ بَ ِة‪َ ،‬اَ ذلِك ُّ‬ ‫ت ُّ‬ ‫ُخ ُ‬ ‫وجةُ فَ ِه َي أ ْ‬ ‫ورةُ ال َْم ْم ُز َ‬
‫َاأ ََّما الص َ‬
‫يس ه َذا ََتَايُزاً ِيف اللَّ ْف ِظ َااللَّ ْف ِظ‪ ،‬إِ ْذ َ انَتتَا‬ ‫الصافِيةُ أُخت ُّ ِ ِ ِ‬
‫الصوَ البَسيطَة‪َ ،‬الَ َ‬ ‫َّ َ ْ ُ‬
‫ني اَملْ تَ ُةونَا ُمتَت َعانِدتَ ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ُمتَ َ ِ ِ‬
‫صاحبَتَ َ‬
‫اس‪ِ ،‬جلََريَ ِاِنَا َللَى‬ ‫ولةٌ ِم َن ا ِإل ْح َس ِ‬ ‫ِ‬
‫ورةُ اليَ َقميَّةُ فَ ِه َي ََْم ُم َ‬ ‫َاأ ََّما الص َ‬
‫ال ِر ُ لِّ َها‪َ ،‬اَما َهلَا َاِِبَا‪.‬‬‫ِاج َد ِان الْم َش ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُختِ َها‪ ،‬أ َْل ِِن اليَت َقظيَّةَ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ورةُ النَّوميَّةُ فَ ِه َي أَيضاً ُمتَ َميِّتَزٌ َل ْن أ ْ‬ ‫َاأ ََّما الص َ‬
‫َن النَّائِم قَ ْد ِحيل بينَه ابني ِمثِاالَ ِ‬
‫ت‬ ‫ْ َ َ ُ ََ َ‬ ‫ٍ‬
‫ضاءُ َلني َافَتْت ُح َلني‪ ،‬أ َْل ِِن أ َّ َ‬
‫ٍ‬ ‫ألَنت ََّها إِ ْغ َ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫آخَر‬‫اب إِ َىل ِا ْج َدان َشيء َ‬ ‫ض ال َةون َاال َف َساد‪َ ،‬افُت َح َللَْيه بَ ٌ‬ ‫اس َا َل َوا ِ َ‬ ‫ا ِإل ْح َس ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّخ ِ ِ‬ ‫ََي ِري َ ِظ ِّل الشَّخ ِ ِ‬
‫ص‪ ،‬فَإ ْن َ ا َن ذلك م ْن َاادي الطَّبِ َيعة أ َ‬
‫َامأَ‬ ‫ص م َن الش ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َّماثِ ِيل‪َ ،‬اإِ ْن‬ ‫ص الت َ‬
‫َامأَ إِ َىل نَ ْ ِ‬ ‫سأ َ‬ ‫َخالَ ِط‪َ ،‬اإِ ْن َ ا َن ِم ْن َا ِادي النَّت ْف ِ‬ ‫إِ َىل آثَا ِ األ ْ‬
‫َّه َاد ِ إِ َّما بِالتَّت ْق ِري ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صَّر َح ِبَ َقائ ِق الغَي ِ ِيف َلا َمل الش َ‬ ‫الع ْق ِل َ‬‫َ ا َن م ْن َاادي َ‬
‫ول ِه لُ َقي َ ذلِك‪َ ،‬اإِ َّما بَت ْع َد ُمهلَ ٍة‪.‬‬ ‫اإِ َّما بِالتتَّه ِذي ِ ‪ ،‬أ َْل ِِن إِ َّما بِوقُ ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َّص َل ال َةالَ ُم ِيف َش ْرِح َها َِّبَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ورةُ الغَائبيَّةُ َاالشَّاهديَّةُ فَت َق ْد ات َ‬ ‫َاأ ََّما الص َ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ ِِ ِ‬ ‫تَت َقدَّم ِمن ح ِد ِ‬
‫صوٌَ َللَى‬ ‫الصوَِ اليَت َقظيَّة َاالنَّوميَّة‪َ ،‬االعبَا َ ُ َل ِن الشَّاهد َم ْق ُ‬ ‫يث ُّ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ال ِر‪،‬‬‫ال ِر‪ ،‬االعِبا ُ ل ِن الغَائِ ِ م ْقصو ٌ للَى ما تَتغَلَّق للَى الْم َش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِا َ ِ‬
‫َ َُ َ َ َ َ َ‬ ‫جدان الْ َم َش َ َ َ َ‬
‫َّاه ِد َغائِ ٌ ُه َو‬ ‫اه ٌد هو الْم ْلحو ُ ِمن الغَائِ ِ ‪ ،‬اِيف الش ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ُ‬
‫اِيف الغَائِ ِ ش ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تاح‬ ‫َّسع‪ ،‬امنه‪ :‬انساح باله أَي‪ :‬اتَّستع‪ .‬اال يُس ُ‬
‫تتبعد أَن يةتون متن قتوهلم‪ :‬س َ‬ ‫أَن يةون من انساح َّبعىن ات َ‬
‫الظِّ ُل أَي‪ :‬فاءَ‪ .‬لسان العرب ت سيح‪.‬‬

‫ـ ‪ 025‬ـ‬
‫اه ٌد بَِو ْج ٍه‪،‬‬‫َّاه ُد َغائِ بِوج ٍه‪ ،‬االغَائِ ش ِ‬ ‫َّاه ِد‪ ،‬فَالش ِ‬ ‫الْمبحوث لْنه ِيف الش ِ‬
‫ٌ َْ َ ُ َ‬ ‫َْ ُ ُ َ ُ‬
‫ت ِبِِ َما ِيف ِش َعا َِِهَا‪َ .‬اا ِإل َهلِيُّو َن ِم َن ال َفالَ ِس َف ِة ُه ُم‬ ‫ك ُ ْن َ‬ ‫َح ََّّت إِ َذا ْ‬
‫استَ ْج َم َعا لَ َ‬
‫ني‪ ،‬فَتتَت َو َّح ُداا ِلْن َد ذلِك‬ ‫الذ ْاتَِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َه َذي ِن النت َّْعتتَني‪َ ،‬ا َللَوا َهاتَني ِّ َ‬ ‫ين َُجَعُوا بَ َ‬
‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬
‫ت‬ ‫ش ٌر‪ُ ،‬ى ْن َ‬ ‫لت‪َ :‬ما َه ُؤلَِء بَ َ‬ ‫ص ِهم‪ ،‬فَ لَو قُ َ‬ ‫ص ِهم‪ ،‬اانْسلَخوا لن نَت َقائِ ِ‬
‫َ َ ُ َْ‬
‫ِِبَصائِ ِ‬
‫َ‬
‫ادق ا‪.‬‬‫صِ‬
‫َ‬
‫ف فَت َق َال‪:‬‬ ‫صابَِة َح ُ‬ ‫الََق ْد أَحسن الَّ ِذي قَ َال ِيف ا ِ ِ‬
‫ص َ‬ ‫يث َا َ‬ ‫صف الع َ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬

‫فِينَا وفِ ِ‬
‫يك طَبِيع ةٌ أَر ِ‬
‫ضيَّةٌ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫تَ ْه ِوي بِنَا أَبَ دا لِ َ‬
‫ش ر قَ َرا ِر‬

‫ورةٌ‬ ‫ِ‬
‫ماس َ‬
‫ورةٌ ُ‬ ‫س َ‬ ‫لك َنها َم ْق ُ‬
‫ان فِ ي األَح َرا ِر‬
‫مغْلُوب ةُ الس ْلطَ ِ‬
‫َ َ‬
‫وم ُهم ِم ْن أَجلِ َها تَه ِوي بِ ِهم‬
‫سُ‬‫فَ ُج ُ‬
‫وس ُهم تَ ْس ُمو ُس ُم َّو النَّا ِر‬
‫َونُ ُف ُ‬

‫وس َهم‬ ‫لَول منازعة الج ِ‬


‫س وم نُ ُف َ‬ ‫َُ َ َ ُ ُ ُ‬
‫ورتِ َها ِم َن األَقْ طَا ِر‬
‫س َ‬
‫نَ َف َذ ْ ِ‬
‫تبَ‬

‫ـ ‪ 026‬ـ‬
‫اهلل فِ ِيه فَض َل َما‬
‫وح ِ‬ ‫َع َرفُ وا لِ ُر ِ‬
‫ص الِ ِح اآلثَا ِر‬ ‫ِ‬
‫قَ ْد آثَ ُروا م ْن َ‬

‫فَ تَ َّنزُهوا َوتَ َك َّرُموا وتَ َعمَّ ُموا‬


‫ؤم طَب ِع الطي ِن واألَح َجا ِر‬ ‫عن لُ ِ‬
‫َْ‬

‫نَ َزعُوا إِلَى البَ ْح ِر الذي ِمنهُ أَتَ ْ‬


‫ت‬
‫اح ُهم َو َس َموا َع ِن األَ ْغ َوا ِر‬
‫َرو ُ‬
‫أَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ولةٌ بِاآللَة الَِّيت ه َي األُذُ ُن‪ ،‬فِإ ْن َ انَ ْ‬ ‫الصوَ ُ اللَّ ْفظيَّةُ فَ ِه َي َم ْس ُم َ‬ ‫َاأ ََّما ُّ‬
‫ِ‬
‫ني فَ ِه َي بَ َ‬
‫ني‬ ‫احلَالَ ِ‬
‫ْم‪َ ،‬ا َللَى ْ‬ ‫ت نَاط َقةً فَتلَ َها ُحة ٌ‬ ‫ْم‪َ ،‬اإِ ْن َ انَ ْ‬ ‫َل ْج َماءَ فَتلَ َها ُحة ٌ‬
‫ني ا ِإلفْت َه ِام‪َ ،‬اإِ َّما أَ ْن يَ ُةو َن الْ ُمَر ُاد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َمَرات َ ثَالَث‪ :‬إِ َّما أَ ْن يَ ُةو َن الْ ُمَر ُاد ِبَا ََْتس ُ‬
‫اص َما َهلَا ِيف بتُُراِزَها‬ ‫اجلَ ِمي ِع فَ ِه َي َموقُوفَةٌ َللَى َخ ِّ‬ ‫يق ا ِإلفْت َه ِام‪َ ،‬ا َللَى ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِبَا ََْتق ُ‬
‫الس ِام ِع؛ َاِهل ِذهِ ُّ‬
‫الصوَِ بَت ْع َد َه ّذا ُ لِّ ِه‬ ‫س َّ‬ ‫س ال َقائِ ِل‪ ،‬ااص ِ‬
‫وهلَا إِ َىل نَت ْف ِ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ِم ْن نَت ْف ِ‬
‫وسي َقا ِ ‪ ،‬فَإنتَّها ِحين ٍ‬ ‫صنَال ِة الْم ِ‬ ‫ِِ‬ ‫مرتَتبةٌ أ ْ ِ‬
‫ئذ‬ ‫َ َ‬ ‫ُخَرع إذَا َم َاز َج َها اللَّ ْح ُن َاا ِإلي َقاعُ ب َ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫اس‪َ ،‬اتَ ْستَ ْد ِلي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس‪َ ،‬اتُت ْله ُ األَن َف َ‬ ‫تُت ْعطي أ ُُمو اً ظَري َفةً‪ ،‬أ َْل ِِن أَنت ََّها تَلذ اإل ْح َس َ‬
‫وق إِلَ ِيه‪،‬‬ ‫ال َةاس االطَّاس‪ ،‬اتُترِّاح الطَّبع‪ ،‬اتُتْنعِم الب َال‪ ،‬اتُ َذ ِّ ر بِالعا َِمل الْم ُش ِ‬
‫َ َ َ َ َ ُ َْ َ ُ َ َ ُ َ َ‬
‫ف َللَ ِيه‪.‬‬‫الْمتَتلَ َّه ِ‬
‫ُ‬

‫ـ ‪ 027‬ـ‬


‫ ـ‬028 ‫ـ‬
‫ـ ‪ 029‬ـ‬
‫القــبح الجــمالي‬
‫القبــح ُّ‬
‫وفن اإلضـحاك‬
‫الضحك عند التّوحيدي‬
‫مقومات ّ‬
‫ّ‬
‫أنموذج من تهكم التوحيدي‬

‫ـ ‪ 031‬ـ‬
‫ودةَ ِم َن‬ ‫ش َ‬‫إِ َّن الغَايَةَ ال َْم ْن ُ‬
‫اث التَّطْ ِهي ِر‬ ‫ال َْم ْس َر ِح ِه َي إِ ْح َد ُ‬
‫سانيَّ ِة‬ ‫الَّ ِذي يُ ْح ِدثُهُ فِي النَّ ْف ِ‬
‫س ا ِإلنْ َ‬
‫الش َف َق ِة‪.‬‬
‫وف َو َّ‬ ‫بِوساطَ ِة انْ ِفعالَي الْ َخ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬

‫أَرسطو‬

‫ِب‪ ،‬أ َْم ُه َو‬ ‫ال ال َّس ْلِ ُّ‬ ‫َّاد ِيف قِْي َم ِة ال ُقْب ِح َُجَالِيًّا؛ َه ْل ُه َو ا ْجلَ َم ُ‬ ‫ف النتُّق ُ‬ ‫اختَتلَ َ‬
‫ْ‬
‫القيَ ِم ا ْجلَ َمالِيَّ ِة‪ ،‬أ َْم‬ ‫َّد ِّين ِيف سلَّ ِم ِ‬
‫ُ‬ ‫ات ا ْجلَ َم ِال الْ ُمتَ َدنتِّيَ ِة الْ ُمتَت َفا ِاتَِة ِيف الت َ‬ ‫إِح َدع د ج ِ‬
‫ْ ََ َ‬
‫َخالَ ِق‪ ،‬إِ ِذ األ ُْاَىل‬ ‫الرَذائ ِل ِيف األ ْ‬
‫ال الْم ْذموم؛ قِياساً للَى ال َفضائِ ِل ا َّ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُه َو ا ْجلَ َم ُ َ ُ ُ َ َ‬
‫ومةٌ؟‬ ‫ِ‬
‫احةٌ َاالثَّانيَةُ َم ْذ ُم َ‬ ‫ِمَْ ُد َ‬
‫َّح ت ت ِو ِم ت ت َتن الطَّت ت ْترِح‪ ،‬إِ ْذ إِ َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لح ت ت ِّتق فت ت تِإ َّن األ َْم ت ت َتر َملْ يُ ْس ت تتتَو َ َللَ ت تتى هت ت ت َذا الن ْ‬ ‫َال َ‬
‫ِ‬
‫َص ت تتبَ َح ََثتَّ ت تةَ‬ ‫َّعبِت ت ت ِري َلت ت ت ِن ال ُق ت ت ْتب ِح َُجَاليًّ ت تتا‪َ ،‬ح ت ت َّتَّت أ ْ‬
‫تاش َ ت تتا َن ِيف التت ْ‬ ‫ُم ْعظَت ت َتم َم ت ت َتدا ِ النِّت َق ت ت ِ‬
‫تيس ال ُق ت ت ت ْتب َح ا ْحلِ ِّس ت ت ت َّتي أَ ِا الْ ُمتَ َج ِّس ت ت ت َتد‬
‫تاِل لَ ت ت ت َ‬‫َن الْ ُق ت ت ت ْتب َح ا ْجلَ َم ت ت ت َّ‬ ‫ِش ت ت تتبه اتِّت َف ت ت ت ٍ‬
‫تاق َللَ ت ت تتى أ َّ‬ ‫ُْ‬
‫َّعبِ تتريُ َل ت ْتن ال ُق ت ْتب ِح بَِو َس تتاطَِة‬ ‫ِِ‬
‫وم أَا َغ تتريُ ُمس تتتَ َح ٍّ ‪َ .‬ا َّإَّنَتتا ُه ت َتو التت ْ‬ ‫َااقعيًّ تتا‪ ،‬فَت ُه ت َتو َمت ت ْذ ُم ٌ‬
‫ال َف ت ت ِّتن‪ ،‬أَي إِ َّن ال َقبِ ت تتيح الْمت ت ت ْذموم ِيف الواقِت ت ت ِع يت ْغ ت ت ُتدا َِ‬
‫ُج ت تتيالً ِلن ت ت َتد َما يَتتَ َج َّس ت ت ُتد فَتنِّ ت ت تيًّا‬ ‫َ َ َُ َ َ‬
‫ون‪َ ،‬ااأل َْمثِلَت ت تةُ‬ ‫تك ِم ت تتن ال ُف ت تتنُ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ص ت تتيد ٍ أَا قِ َّ ٍ‬ ‫بِلَوح ت ت ٍتة أَا قَ ِ‬
‫ص ت تتة أَا َم ْس ت ت َترحيَّة أَا َغ ت تري ذل ت ت َ َ‬ ‫َ‬
‫تات األ ََدبيَّت ت ِتة امل ْش ت ت ُتهوَِ‪،‬‬ ‫تص الْم َقام ت ت ِ‬ ‫صت ت ِ‬ ‫للَت تتى ذلِت تتك َ ثِت تتريٌ ِيف ال َف ت ت ِّتن ِمْنته ت تتا ج ت ت ُّتل قِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َّوحي ِدي‪،‬‬ ‫اح ِظ‪ ،‬امثالِ ت ت ت اِزي ت ت تتري الت ِ‬ ‫اأَح ت ت ت َتدب اب ِن الروم ي‪ ،‬اُِب ت ت تالَء الج ِ‬
‫َ ََ ُ َ َ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫يل ُمولِيير َاُمتَ َح ْذلَِقاتُهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َاَِب ُ‬
‫ـ ‪ 030‬ـ‬
‫القبحُ الجماليُّ‬
‫يح َج ِميالا فِي ال َفن؟‬ ‫يف يَ ُكو ُن ال َقبِ ُ‬‫لك ْن َى َ‬ ‫وِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫وع َغريُ‬ ‫وض ِ‬ ‫صدَّع َهلَا بَِرَايَّة َالُ ْم ٍق‪َ .‬اإِ ْن َ ا َن هل َذا الْ َم ُ‬
‫هذه املَ ْسأَلَةُ قَ َّل َم ْن تَ َ‬
‫يح‪ ،‬لِ َما لَهُ ِم ْن ِصلَ ٍة‬ ‫ض الت ِ‬
‫َّوض ِ‬ ‫ان بَت ْع ِ‬ ‫وز تَترُ ه ِمن د ِ‬ ‫ِ‬
‫ه َذا الْ َم َةان فَِإنَّهُ الَ ََيُ ُ ْ ُ ْ ُ‬
‫ولنَا اآل َن‪ ،‬اإِذَا أَ ْدنَا الوقُو َ للَى مس ِّو َغ ِ‬
‫ات تَت َقبُّ ِل ال ُقْب ِح َُجَاالً ِيف ال َف ِّن أَ ِا‬ ‫َِّبَوض ِ‬
‫َ َُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ُجيالً ِيف ال َف ِّن‪َ ،‬ا َجدنَا أَن ُف َسنا أ ََم َام‬ ‫اب الَِّيت ََْتعلُنَا نَترع الْ َقبِيح الْواقِعِي َِ‬ ‫َسب ِ‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫األ ْ َ‬
‫اط التَّاليَ ِة‪:‬‬
‫النِّت َق ِ‬

‫ني َااقِ ٍع‬ ‫أ ََّولا ‪ :‬تَتتت َفاات قِيم ا ْجلم ِال االْ ُقب ِح بتني ِ‬
‫الواق ِع َاال َف ِّن‪َ ،‬اقَتْبتلَ ُه َما بَت ْ َ‬
‫َ َ ُ َ ُ ََ َ ْ َْ َ َ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ني فَ ٍّن َافَ ٍّن‪ ،‬تَت َف ُااتاً َغ َري َم ْر ُسوم َاال َْحم ُداد‪َ ،‬ح ََّّت ال ُُية ُن طَيُّهُ ََْت َ‬ ‫َاَااق ٍع‪َ ،‬ابَت ْ َ‬
‫الصبِيَّ ِة َ ْا َلةً َاأَلْقاً‪،‬‬‫ض ِفي َللَى َخ ِّد َّ‬ ‫َّامةُ تُ ْ‬‫ال أَا الش َ‬ ‫اخلَ ُ‬
‫ون أَبَداً؛ فَ ْ‬ ‫ال َد ٍ أَا قَانُ ٍ‬ ‫قَ ِ‬
‫س َهلَا‪ ،‬ألَنتَّ َها قَ ْد تُت ْل ِقي َللَى َما‬ ‫ت َللَى أَْنَتبَ ِة أَنِْف َها َ انتَت ََْملَبةَ تَت ْع ٍ‬ ‫َّها إِ ْن َ انَ ْ‬
‫ِ‬
‫َالةنت َ‬
‫اللوح ِة‬
‫اخلَ ِّد َذاتُت َها قَ ْد تَ ُةو ُن َسبَباً ِيف قُتْب ِح َ‬ ‫َهلَا ِم َن ا ْجلَ َم ِال لَبُوساً ِم َن ال ُقْب ِح‪َ .‬ا َش َامةُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الَِّيت تُ ِّ‬
‫ِّها قَ ْد تَت ْق َد ُح َشَرا ََ ا ِإل ْهلَام لْن َد الشَّال ِر فَتيُ َ‬
‫ص ِّوُ َها‬ ‫صاحبَتَها‪َ ،‬الةنت َ‬ ‫صوُ َ‬
‫بِأَبْت َهى َما يَ ُةو ُن ِم َن ا ْجلَ َم ِال‪.‬‬
‫ني َذاتِِه‪َ ،‬اإََِّّنَا ُه َو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫ثَانيا ‪ :‬إن ال ُقْب َح الذي يَت ْغ ُدا يف الْ َف ِّن َُجيالً لَ َ‬
‫يس ُه َو َل ُ‬
‫ف الْ َةبِري َللَى ََْن ٍو َغ ِري مستَت ْلطَ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫يح‪ ،‬أَ ِا األَنْ َ‬ ‫ِ‬
‫الو ْجهَ ال َقب َ‬ ‫َن َ‬ ‫صوَتُهُ‪ ،‬أ َْل ِِن بِذل َ‬
‫ك أ َّ‬ ‫ُ‬
‫ُجيالً ِيف‬ ‫ك لَيس َِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم ‪ُّ ُ ....‬ل ذل َ َ‬ ‫َّصُّر َ ال َقميءَ‪ ،‬أَ ِا الطَّْب َع الْ َم ْذ ُم َ‬ ‫أَبَداً‪ ،‬أَ ِا الت َ‬
‫َذاتِِه‪ ،‬ا َّإَّنَا ا ْجل ِميل هو تَص ِويره فَتنِّتيًّا‪ ،‬اَخيْتَلِف التَّص ِوير ِمن فَ ٍّن إِ َىل فَ ٍّن‪ ،‬اِمن فَتن ٍ‬
‫َّان‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُ ْ ُ ْ‬ ‫َ َ ُ ُ َ ْ ُُ‬
‫ني‬ ‫ات تَتبعاً لِِب ِ ِ‬ ‫هذهِ الْموضول ِ‬ ‫إِ َىل آخ ٍر‪ ،‬الِذلِك ََتْتلِف قِيم َُج ِال ِ‬
‫الة ال َفنَّان َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َُ َ‬
‫اه ِد الْفتَنِّتيَّ ِة‪.‬‬
‫اص الْمش ِ‬ ‫ِِ‬
‫َاقُ ْد َاِتم َللَى اقْتِنَ ِ َ َ‬

‫ـ ‪ 032‬ـ‬
‫َن َُجَالِيَّةَ ا ِإل َ‬ ‫اشَرً أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تِن‬
‫بد ِاع ال َف ِِّّ‬ ‫ك ُمبَ َ‬‫ثَالث ا ‪َ :‬ايَت ْلَزُم َل ْن ذل َ‬
‫ال ِة التت َّْعبِ ِري‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫صِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬
‫َّص ِوي ِر‪َ ،‬ابَتَر َ‬
‫ف‪َ ،‬اَ يفيَّة الت ْ‬ ‫َّ‬
‫تَتتَ َجلى أَ ْ ثَتَر َما تَتتَ َجلى يف دقَّة َ‬
‫الو ْ‬
‫وح ِة‪ْ َ ( :‬ساً أَا ِشعراً أَا نَثراً ‪َ ،)...‬اَ َشاقَِة احلََرَ ِة ِيف‬ ‫احس ِن انْتتَت َق ِاء أ ِ‬
‫َلوان اللَّ َ‬‫َ‬ ‫َُ ْ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ ِّل ذل َ‬
‫اه ِر االب ِ‬ ‫ِ‬ ‫رابع ا ‪ََ :‬ثَّةَ لالَقَةٌ اثِي َقةٌ بني الد ِ‬
‫اط ِن‪ ،‬أَي؛‬ ‫ني الظَّ َ َ‬ ‫َّاخ ِل َا ْ‬
‫اخلَا ِِج‪ ،‬بَ َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫ني‬ ‫ِ ِِ‬ ‫اطنِ ِه‪ ،‬بني ُّ ِ‬ ‫وك اب ِ‬ ‫اه ِر ُّ ِ‬ ‫الفع ِل ااالنِْفع ِال‪ ،‬بني ظَ ِ‬ ‫ب ِ‬
‫السلُوك َاَد َاافعه‪ ،‬بَت ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫السلُ َ َ‬ ‫ني ْ َ َ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫التَّ ْة ِوي ِن ْ ِ‬
‫اخلَا ِج ِّي َاالتَّ ْة ِوي ِن الدَّاخل ِّي‪ .‬هذه َ‬
‫العالَقَةُ قَ ْد تَ ُةو ُن تَتنَافُراً َاقَ ْد تَ ُةو ُن‬
‫العالَقَ ِة‬ ‫ِِ‬ ‫ضافُراً‪ .‬اي ُةو ُن ال َقبِ ِ‬
‫َّعبِ ِري َل ْن هذه َ‬ ‫يح َُجيالً ِيف ال َف ِّن بَِق ْد ِ ال ُق ْد َِ َللَى التت ْ‬
‫ُ‬ ‫تَ َ َ َ‬
‫صوٍَ آليَّ ٍة َل ْش َوائِيَّ ٍة أَ ِا‬ ‫ِ‬
‫أَا إِظْ َها َِها‪َ ،‬االَ يَتْنبَغي أَ ْن يتُ ْف َه َم ه َذا ال َةالَ ُم َللَى ُ‬
‫ان تَت ْف ِة ٍري‬‫اطيَّ ٍة‪ ،‬فَِإنَّه َغالِباُ ما ي ِأِت بِِه الْمب ِدلو َن ح ْد ِسيًّا‪ ،‬أَا ََّّبَا ل ْف ِويًّا‪ِ ،‬من د ِ‬
‫ْالتِب ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُْ ُ َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ف ِلْن َدهُ‪.‬‬‫فِ ِيه أَا تَتوقُّ ٍ‬
‫َ‬
‫يح ِيف الْ َف ِّن‬ ‫ين إِ َىل أَنتَّنَا نَتتَت َع َام ُل َم َع ال َقبِ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫ض الْ ُم َفة ِر َ‬ ‫َخامس ا ‪َ :‬اذَ َه َ بَت ْع ُ‬
‫وم بِِه ِم ْن َا ِظي َف ٍة تَطْ ِه ِرييٍَّة ِم ْن ِج َه ٍة‪،‬‬ ‫ك ل َما يَت ُق ُ‬
‫ُجيل‪ ،‬انتَتت َقبَّتلُه َ ذلِ ِ‬
‫َ‬ ‫َللَى أَنَّهُ َ ٌ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫َاألَنَّهُ يَ ُذ ُّم ال ُقْب َح َايَ ْستَتْن ِة ُرهُ ِم ْن ِج َه ٍة ثَانِيَ ٍة‪َ ،‬اه َذا َما َلبَّتَر‬
‫ود َ ِم َن الْ َم ْسَرِح ِه َي‬ ‫ِِ‬
‫أَ ِر ْسطُو ت ‪َ Aristotle‬لْنهُ بَِقوله‪ « :‬إِ َّن الغَايَةَ الْ َمْن ُش َ‬
‫اخلو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اث التَّطْ ِه ِري الَّ ِذي ُْْح ِدثُهُ ِيف النَّت ْف ِ‬
‫س ا ِإلنْ َسانيَّة بَِو َساطَة انْف َع َاِل َْ‬ ‫إِ ْح َد ُ‬
‫يع بِالْ َف ِّن أَ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ( )‬
‫الش َف َقة» ‪ .‬أَا َما ذَ َه َ إلَيه ُجوته ت ‪ Goethe‬م ْن أَنتَّنَا نَ ْستَط ُ‬ ‫َا َّ‬
‫‪211‬‬

‫آلم فِ ْرتِْر الَِّيت‬


‫ك َ‬
‫ِِ‬
‫السيِّئَ ِة‪ ،‬فَ َةتَ َ لذل َ‬ ‫الشِّر َيرِ َاَد َاافِعِنَا َّ‬ ‫ص ِم ْن َ َغبَاتِنَا ِّ‬ ‫نَتتَ َخلَّ َ‬
‫صْتهُ ِم ْن َ ْغبَتِ ِه الْ ُملِ َّح ِة بِاالنْتِ َحا ِ ‪.‬‬
‫َخلَّ َ‬
‫‪211‬‬
‫ت د‪ .‬أَمري مطر‪ :‬فلسفة الجمال ت ص ‪.11‬‬

‫ـ ‪ 033‬ـ‬
‫القبحُ وفَنُّ اإلضحاك‬
‫ول‪َِّ ،‬با يُتِْي ُح َس ِح َ ُح ْة ِم ِه‬ ‫لة َّن ه َذا ُ لَّه يظَ ُّل ِيف إِطَا ِ الْعم ِوم االشُّم ِ‬ ‫اِ‬
‫ُُ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بح‬‫ني ال ُق ِ‬‫العالَقَة بَ َ‬ ‫وه ِريَّةُ ِيف َ‬ ‫ِن َل َّامةً‪ ،‬أ ََّما الْ َم ْسأَلَةُ ا ْحلَاسَةُ َاا ْجلَ َ‬ ‫َّعبِ ِري ال َف ِِّّ‬
‫َللَى التت ْ‬
‫ِن َل ِن ال ُقْب ِح‪ ،‬الَِّيت ِه َي‬ ‫ِ‬
‫َاال َف ِّن ِيف َأيِنَا فَتتَ ْمثُ ُل ِيف طَبِ َيعة ه َذا التت ْ‬
‫َّعبِ ِري ا ْجلَ َم ِ ِّ‬
‫اِل أَا ال َف ِِّّ‬
‫ضح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِيف ح ِقي َقتِها ما ُُيث ِ‬
‫اك‪.‬‬ ‫ِّل د َل َامةَ الْم ْح َوِ ِيف فَ ِّن ا ِإل ْ َ‬ ‫َ َ َ َُ‬
‫يح َج ِميالا فِي ال َفن ؟‬ ‫يف يَغْ ُدو الْ َقبِ ُ‬ ‫َى َ‬
‫َّعبِ َري َل ِن ال ُقْب ِح فَ ٌّن ِِبَ ِّد ذَاتِِه َاأَ ْ ثَت ُر َما يُطْلِ ُقهُ ُم َش َّخصاً أ ََم َامنَا ُه َو‬ ‫إِ َّن التت ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضح ِ‬
‫َّعبِ ِري َل ِن‬
‫وه ِريَّةً م ْن َغايَات التت ْ‬ ‫يسةً َا َج َ‬ ‫َن َغايَةً َئ َ‬ ‫ك أ َّ‬ ‫اك‪َ ،‬اأ َْل ِِن بِذل َ‬ ‫فَ ُّن ا ِإل ْ َ‬
‫لةنتَّنَا إِ َذا َمح ْلنَا الض ِ‬ ‫اك‪ .‬ا ِ‬ ‫ِ‬
‫َاس ِع‬
‫ك َللَى َم ْعنَاهُ األ َ‬ ‫َّح َ‬ ‫َ‬ ‫ض َح ُ َ‬ ‫ال ُقْب ِح ِيف ال َف ِّن ه َي ا ِإل ْ‬
‫ض َّم ُن بِ َداِهِ نَولاً‬ ‫ااألَ ْ ث ِر ُُشوالً اهو الَّ ِذي ي ِشري إِ َىل اهلزِء ا ُّ ِ ِ‬
‫الس ْخ ِريَة‪َ ،‬االَّذي يَتتَ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ ُْ َ ُ َ‬
‫َّعبِ ِري َل ِن ال ُقْب ِح‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّج ِ لََو َج ْدنَا أ َّ‬ ‫ِمن ِ‬
‫ُاىل َااألَخ َريَ للتت ْ‬ ‫َن الغَايَةَ األ َ‬ ‫االستْن َةا ِ َاالش ْ‬ ‫َ ْ‬
‫اك فَت َقط‪ .‬اه َذا ما يتب ُدا لَنَا جلِيًّا ِيف ال ُفنُ ِ‬
‫ون ُ لِّ َها‪،‬‬ ‫ض َح ُ‬ ‫اك‪َ ،‬اا ِإل ْ‬‫ض َح ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫َُجَاليًّا ه َي ا ِإل ْ‬
‫َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫يدي َللَى‬ ‫َّوح ِ‬‫ت)‪ ،‬اه َذا ما أَقَتَّره الت ِ‬ ‫َّولي الْمتَمث ِِّل (بِالنُّ َة ِ‬ ‫َِّبَا فِيها فَ ُّن ا ِإل ْ ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ض َحاك الن ِّ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ك أَن يَتتَطَلَّ َ أ ُُمو اً َم ْع ُدالَةً َل ْن‬ ‫ض ِح ِ‬ ‫أن الْ ُم ْ‬ ‫ان ِمس َك ِويه بَِقولِِه‪ِ « :‬من َش ِ‬ ‫لِس ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫لس ِام ِع َا ِض ْح َةهُ» ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ج َهاِتَا‪ ،‬ليَ ْستَ ْد ِل َي بِذل َ‬
‫( )‬
‫‪212‬‬
‫ك تَت َع ُّج َ ا َّ‬
‫اك لَيس فَنتاً متَميِّزاً ِِبويَّتتِ ِه اأَدااتِِه‪ ،‬ا ِ‬
‫لةنَّهُ ُمتَ َميِّتٌز َاُمتَ َمايٌِز‬ ‫ضح ِ‬
‫َ ّ ُ َ ُُ َ َ َ َ‬ ‫َافَ ُّن ا ِإل ْ َ‬
‫يع أَ ْن ََِن َدهُ أَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫بِأ ِ ِ ِ ِِ‬
‫َساليبِه َاَمبَادئه‪َ ،‬اأَقْص ُد ب َع َدم ََتَيُّ ِزهِ ِبُُويَّتته َاأ ََد َااته أَنتَّنَا نَ ْستَط ُ‬
‫َ‬
‫هذهِ‬‫لة َّن األُسس ااملعايِري الَِّيت تَستنِ ُد إِلَيها ُ ُّل ِ‬ ‫ون‪ ،‬ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ُ َ َ ََ َ‬ ‫نتُ َعبِّتَر َلْنهُ يف ُ ِّل الْ ُفنُ َ‬
‫ك َمثَالً أَنتَّنَا ََِن ُد ِيف فَ ِّن‬ ‫ِ‬ ‫ض إََِّّنَا ِهي ا ِ‬ ‫ون لِت ِ‬
‫اح َد ٌ‪َ ،‬اِم ْن ذل َ‬ ‫َ َ‬ ‫حق ِيق ه َذا الغََر ِ‬ ‫ال ُفنُ ِ َ‬
‫‪212‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت ص ‪.219‬‬

‫ـ ‪ 034‬ـ‬
‫وج الض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫َّح َ‬ ‫ك أَا َما يتَُر ُاد أَ ْن يتُ َعبَّتَر به َل ْن فةَْر ال تَ ْستَ ُ‬ ‫ض ِح ُ‬ ‫ا ِإلُيَاء َما يُ ْ‬
‫اك ُه َو‬ ‫صاً بِا ِإلضح ِ‬
‫َ‬
‫صِ‬‫َن ََثَّةَ فَتنًّا ُم ْستَ ِقالًّ ُمتَ َخ ِّ‬ ‫ك ِيف ب ِقيَّ ِة ال ُفنُ ِ‬
‫ون‪َ ،‬للَى أ َّ‬ ‫َاَ ذل َ َ‬
‫ِ‬
‫الرس ِم َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬‫الساخ ِر ت ‪ Caricature‬ه َذا الغََر ُ‬ ‫فَ ُّن (النُّ َةت)‪َ ،‬اََُّّبَا يتُ ْعَزع إِ َىل َّ ْ‬
‫بدأِ نَستَ ِطيع أَ ْن نَت ْفهم الض ِ‬ ‫االستِنَ ِاد إِ َىل ه َذا امل َ‬
‫ك‪َ ،‬انتُ َف ِّسَرهُ‪،‬‬
‫َّح َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أَيضاً‪َ .‬ابِ ْ‬
‫ك‪،‬‬ ‫يدي ِيف الض ِ‬
‫َّح ِ‬ ‫ْشف لن آلِيَّتِ ِه‪ ،‬األَنتَّنا نَتتحدَّث هنا لن فَت ْلس َف ِة الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ ُ َُ َ ْ َ‬ ‫َانَة َ َ ْ‬
‫ني انْ ِطالقاً ِِمَّا‬
‫ني الْمسأَلَتَ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َحاك لْن َدهُ‪َ ،‬سنُ َحا ِا ُل أَ ْن نُوض َح َهاتَ َ ْ‬
‫الن فَ ِّن ا ِإل ْ ِ ِ‬
‫ََْ‬
‫بل قَلِ ٍيل‪.‬‬
‫بَ َسطنَاهُ قَ َ‬
‫ك عندَ التَّوحِيديِّ‬ ‫مُقَوِّماتُ الضَّ ِح ِ‬
‫ك لَو أَنَّهُ أ َْاَىل‬ ‫َّح ِ‬ ‫اص ٍة ِيف الض ِ‬ ‫يدي يتُْرِسي َد َلائِ َم نَظَ ِريٍَّة َخ َّ‬ ‫َ اد الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْجلانِ النَّظَ ِر َّ ِ‬
‫التَهُ‬ ‫ي مْنهُ أَ ْ ثَتَر ِمَّا أَاالَهُ‪َ .‬الَ َع َّل انْصَرافَهُ إِ َىل ا ْجلَان ِ التَّطْبِيق ِّي‪َ ،‬ابَتَر َ‬ ‫َ َ‬
‫فِ ِيه‪ ،‬اتفرده‪ ،‬يشفع لَه بِذلِك‪ ،‬إِ ْذ إِنَّه يتنطَ ِوي ِِب ِّد َذاتِِه للَى مع ِ‬
‫امل نَظَ ِريَّتِ ِه‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ َ ُ َ ْ َ ُ ُ‬
‫ف َل ْن َج َوانِبِ َها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َايَ ْةش ُ‬
‫َّح ِ‬ ‫اصر نَظَ ِريَّتِ ِه ِيف الض ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ِّل َلنَ َ‬ ‫ف أَبُو َحيَّان لْن َد ثَالَث َم َسائ َل َُتَث ُ‬ ‫يَتتَوقَّ ُ‬
‫ك َايُ َس ِّوغُهُ‪َ .‬اِيف الثَّانِيَ ِة‬ ‫ُاىل يتبت ِّني ضرا َ الض ِ‬
‫َّح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َحاك؛ فَت ُه َو يف الْ َم ْسألَة األ َ َُ ُ َ ُ َ‬
‫اا ِإل ْ ِ‬
‫َ‬
‫ف َاَاءَ ِض ْح ِةنَا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الرئِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫َّح َ ِ‬ ‫ُْحلِّل الض ِ‬
‫ف َل ِن العلَّة الَِّيت تَق ُ‬ ‫يسة ليَ ْةش َ‬ ‫ك إ َىل َلنَاصره َّ َ‬ ‫ُ‬
‫َّه ُّة ِم َا َسبَبَهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َايُوض ُح آليَّتَهُ‪ِ .‬اِيف الثَّالثَة يَتْب ُس ُ‬
‫اس التت َ‬
‫َس َ‬ ‫طأَ‬
‫ضحكًً‬ ‫ضرورةًُال َّ‬ ‫أَ َّو ًلا‪َ ً:‬‬
‫اح َ ُملَ ٍح‬ ‫يدي بِوص ِف ِه ص ِ‬ ‫ات أَ ْن يت ْلمع ََنم الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫لَعلَّه ِمن َغ ِري ِ الْم َفا قَ ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ ََ ُْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َُ ْ‬
‫الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫صابِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ب‪َ ،‬اَخيْتُ ُم‬ ‫يح َللَى َم َعامل َّ ْ‬ ‫ني طَيَّات َحديثه نَتثْتَر الْ َم َ‬ ‫َاطَُر َانُ َةت يَنثُت ُرَها بَ َ‬
‫ت الَّ ِذي اتَّسمت فِ ِيه َشخ ِ‬
‫صيَّتُهُ َِّبَ ْس َح ٍة‬ ‫ِِبا ََمالِسه مع الوالَِ االوَز ِاء‪ِ ،‬يف الوقْ ِ‬
‫ْ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ ََ ُ َ ُ َ‬
‫ـ ‪ 035‬ـ‬
‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍِ‬
‫ين‬ ‫ودا ِايَّة‪َ ،‬ا َل َدِم الثِّت َقة ِيف َ‬
‫اآلخ ِر َ‬ ‫ت َللَى َحيَاته ِا َشاحاً م َن َّ َ‬ ‫تَ َش ُاؤميَّة أَلْ َق ْ‬
‫َحيَاناً‪.‬‬‫أْ‬
‫ودينج ت ‪:) (Gustaf Frding‬‬ ‫ي جوستَاف فر ِ‬ ‫َّالر ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الس َويد ُّ ُ‬ ‫ول الش ُ‬ ‫يَت ُق ُ‬
‫‪21‬‬

‫يء»( )‪ .‬ايتعلِّق النَّاقِ ُد ال َفنِّتي األَم ِر ِ‬ ‫يء‪ ،‬اتَت ْغ ِفر ُ ل ش ٍ‬ ‫ٍ‬


‫ية ُّي‬ ‫ُّ َ‬ ‫ََُ ُ‬
‫‪211‬‬
‫« ِض ْح َةةٌ تَ ْش َم ُل ُ َّل َش َ ُ َّ َ‬
‫يةيَّ ِة بَِقولِِه‪« :‬ال َةا ِثَةُ‬ ‫ف ا ْحليا ِ األَم ِر ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫روبِيرت هيوز ت ‪َ R. Hughes‬للَى صلَ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُّلابَِة‪ .‬فَه َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُةْبتَرع ِيف الْ ُم ْجتَ َم ِع األ ََم ِرية ِّي ه َي ُخلُُّوهُ م ْن ُح ِّ الْ ُمَز ِاح أَ ِا الد َ‬
‫لس ْخ ِريَِة أَا لِْل ُه ْزِء»( )‪َ .‬الََق ْد تَت َف َّه َم أَبو َحيَّا َن ه َذا‬
‫‪215‬‬
‫ص ٍة لِ ُّ‬‫ا ْجلُنُو ُن الَ يَتْتت ُرُك أَيَّةَ ِح َّ‬
‫ك نَظَ ِريًّا َا َل َملِيًّا؛ َل َملِيًّا ِم ْن ِج َه ِة إِ ْ ثَا ِهِ ِم َن‬ ‫ضمو َن فَتهو يت َؤِّ ُد ضرا ِ الض ِ‬
‫َّح ِ‬
‫َُ َ‬ ‫الْ َم ْ ُ ُ َ ُ‬
‫ظ الْ َةثِ َري الْ َةثِ َري‬‫ض ِح َة ِة الَِّيت يَتْب ُدا أَنَّهُ َ ا َن َْْح َف ُ‬ ‫ف الْ ُم ْ‬ ‫ت االطَّرائِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُتملَ ِح َاالنُّ َة َ َ‬
‫ظ ِيف‬ ‫اح َ‬ ‫ِمْنتها‪ ،‬بل لََق ْد َ ا َن متجا ِازاً لِْلمستتوع ا ْحلِْف ِظي َِّبماثَتلَتِ ِه ألُست ِاذهِ الْج ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ِّ َُ‬ ‫ُ ََْ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ َْ‬
‫ضهُ لَنَا ِمْنت َها ِيف‬ ‫ِ‬
‫ك َما َلَر َ‬ ‫ض ِح َة ِة‪َ .‬ايتُ َؤِّ ُد ذل َ‬ ‫ف اابتِ َد ِاع الْم َدالب ِ‬
‫ات الْ ُم ْ‬ ‫ُ ََ‬
‫ِِ‬
‫َخ ْل ِق الطََّرائ َ ْ‬
‫يش ِيف أَ ْ نَافِ ِه ْم‪َِّ ،‬بَا يَ ُد ُّل َللَى َتََ ُّةنِ ِه ِم ْن ه َذا ال َف ِّن‬ ‫ِ‬ ‫أ ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫َّن َ ا َن يَع ُ‬ ‫َحاديثه ل ْل ُوَزَاء ِم ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫التِ ِه ف ِيه‪.‬‬
‫َابَتَر َ‬
‫ك َاَد ْل َوً إِلَ ِيه؛ فَِف ْي‬ ‫َّاحيةُ الثَّانِيةُ فَ ِهي الَِّيت قَدَّم فِيها تَس ِويغاً لِلض ِ‬
‫َّح ِ‬
‫َ َ ْ ْ‬ ‫أ ََّما الن َ َ َ‬
‫ِ‬
‫ت َختَ َم َح ِديْتثَهُ بَِقولِِه‪« :‬قَ ْد بَتلَغَِِن أ َّ‬
‫َن‬ ‫ض النُّ َة ِ‬ ‫ِِنَايَِة َج ْل َس ٍة أَ ْ ثَتَر فِ َيها ِم ْن َل ْر ِ‬

‫ودينج ت ت ‪ 111 (dingَِ Gustaf Fr‬ت ‪1911‬م)‪ :‬أَحتتد أَلمتتد الشتتعر التقليتتدي‬ ‫ت جوس تَاف ف ر ِ‬ ‫‪21‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫السويدي‪ ،‬ايتَّسم شعره َّبوسيقاه العذبة‪ .‬انظر ترُجته اأَلماله يف‪:‬‬
‫ِّ‬
‫‪- Merriam Webster’s Encyclopedia of Literature, p. 439.‬‬
‫‪211‬‬
‫الشرايب‪ :‬نافذة عل ى الع الم ت ضتمن َملتة‪ :‬المعرف ة ت ازا الثقافتة ت دمشتق ت العتدد ‪ 12‬ت أيلتول‬
‫ت مال فوزي َّ‬
‫‪1991‬م ت ص‪.2 1‬‬
‫‪215‬‬
‫الشترايب‪ :‬ناف ذة عل ى الع الم ت ضتتمن َملتتة‪ :‬المعرف ة ت العتتدد‪ 15‬ت تتانون األ ََّال ‪1991‬م ت‬
‫ت متتال فتتوزي َّ‬
‫ص‪.211‬‬

‫ـ ‪ 036‬ـ‬
‫السن َِّة َاالْ ِف ْق ِه‬
‫اب َا ُّ‬‫وض ِيف الْ ِةتَ ِ‬ ‫اخلَ ِ‬ ‫ول ِيف ََْملِ ِس ِه‪ ،‬بَت ْع َد ْ‬ ‫اس َ ا َن يَت ُق ُ‬ ‫ابْ َن َعبَّ َ‬
‫س لِئَالَّ يَت ْل َح َق َها‬
‫ك إِالَّ لِتَت ْع ِد ِيل النَّت ْف ِ‬ ‫ِ‬
‫ضوا ‪َ .‬اَما أَظُنُّهُ أََ َاد بِذل َ‬
‫( )‬ ‫االْمسائِ ِل‪ :‬أ َِ‬
‫َمح ُ‬
‫‪211‬‬
‫َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‪َ ،‬الَتَ ْستَع َّد ل َقبُول َما يَِرُد َللَ َيها‬ ‫ِ‬
‫َ الَ ُل ا ْجلدِّ‪ ،‬الَتَت ْقتَبِس نَ َشاطاً ِيف الْمستَأنَ ِ‬
‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫( )‬
‫السالَم» ‪.‬‬ ‫فَتتَ ْس َم ُع‪َ ،‬ا َّ‬
‫‪211‬‬

‫ِ‬
‫ث‬‫اجلِت ِّتد تُتتوِ ُ‬ ‫اجلِت ِّتد بِ ْ‬ ‫اص تلَةُ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫يَتْبت ُتدا َجليًّتتا َمتتا ِيف ه ت َذا ال َقت ْتول مت ْن َدالَلَتتة‪ ،‬فَ ُم َو َ‬
‫اجبتاً ُد ْا َن ال َف ْهت ِم‬ ‫ال َةالَ َل االْملَل الَّ ِذي سي ِقف لائِقاً امانِعاً ل ِن الْمتابتع ِتة‪ ،‬اح ِ‬
‫ََ ُ َ َ َ َ َُ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫س‪َ ،‬اتَتْب ِدي ت ِتد‬ ‫يج َل ت ت ِن ال ت تنَّت ْف ِ‬‫ك لِلتَّت ْف ت ت ِر ِ‬‫الض ت ِتح ِ‬
‫ك الَ بُت َّتد ِمت ت َتن َّ‬ ‫ااالس تتتِيع ِ ِ ِ‬
‫اب‪َ ،‬ال تتذل َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫تات َاالت َّترَاابِ ِط الَّت ِتيت‬ ‫اجلمعِيَّت ِ‬ ‫ك الَ نَس تتَت ْغ ِرب أَ ْن يتتتِ َّم تَ ِ‬ ‫ب اا ْهلت ِّتم‪ .‬الِتتذلِ‬‫ِ‬
‫تيس َْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫أس‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال َةت ْتر َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشتتيء ْ ِ‬ ‫تَتهتتتَ ُّم بِ َّ ِ ِ‬
‫تالج‬
‫تت لالنْتبَتتاه ُهت َتو َمتتا ُسِّت َتي؛ (العت ُ‬ ‫اجلَديت ُتد الالفت ُ‬ ‫الضتتحك‪ ،‬بَت ِتل َّ ُ‬ ‫ْ‬
‫يتم ان ت ت ‪ِ« B. Betman‬يف ُم ت ْتؤََتِ ِر‬ ‫ِ‬
‫الض تتحك)‪ ،‬فَت َقت ت ْد أ َْللَ ت َتن الطَّبِيت ت ُ بَ ا ِري ب َ‬
‫بِ َّ ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫اه ت ِتة أ َّ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ّج ت َتراهُ َللَ تتى‬ ‫تث‪ ،‬الَّتتذي أ ْ‬ ‫َن البَ ْح ت َ‬ ‫الرابِطَتتة األ ََم ِريةيَّ تتة لع ْلت ت ِم التَّ ت َتدا ِاي بِال ُف َة َ‬
‫ات إَِيَابِيَّةً َللَى أ ََد ِاء ِج َهتا ِزِهم‬ ‫ضحا ِ ِهم‪ ،‬أَثْتبت انْتع َةاس ٍ‬
‫ََ َ َ‬ ‫الة إ ْ َ‬
‫ضى بت ْع َد س َ ِ ِ‬
‫الْ َم ْر َ َ َ‬
‫اخلَالَيَتتا ال َقاتِلَت ِتة الَّت ِتيت تتُ َعت ُّتد‬‫تاد ِ َا ْ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫ضت َّ‬ ‫َج َست ِتام الْ ُم َ‬‫الْ َمنَتتال ِّي َّبتَتا فيتته ا ْت َفتتاعُ ُم ْستتَت َوع األ ْ‬
‫الش تتاذَّ ِ َاِمْنت َه تتا‬ ‫اخلَالَيَتتا َّ‬ ‫اج َه ت ِتة ْ‬ ‫ِ‬ ‫أَقْ تتوع األَنْ ِظم ت ِتة ِّ ِ ِ ِِ‬
‫الدفَاليَّتتة جل ْس ت ِم ا ِإلنْ َس تتان ِيف ُم َو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ( )‬
‫السَرطَانيَّة» ‪.‬‬
‫‪211‬‬
‫اخلَالَيَا َّ‬
‫ْ‬

‫بالصتتاد)‪ ،‬اهتتي يف األَصتتل أَمحض توا أَي‪ :‬أَفيض توا يف األَحاديتتث‬ ‫َّص َّ‬
‫احملقتتق هتتي‪ :‬أَمحص توا ( َّ‬ ‫‪ 211‬ت الةلمتتة يف ال تن ِّ‬
‫املستتتملحة االفةاهتتات «متتأخوذٌ متتن احلمتتض الَّتتذي ه تتو فا ه تةُ اإلبتتل‪ ،‬أل ََِّنتتا ترلاهتتا لنتتد ستتلمتها م تتن‬
‫اخلُلَّتة»‪ .‬انظتتر‪ :‬أَُيتتن بةترياِت‪ :‬اإليض اح ف ي ش رح المقام ات للمط رزي ت ص ‪ .15‬ااحلتتديث موجت ٌ‬
‫تود يف‪:‬‬
‫الفائق في غريب الحديث ت ج‪ 1‬ت ص ‪.291‬‬
‫‪211‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.1‬‬
‫‪211‬‬
‫ت خِبٌ تناقلته ا االت األَنباء‪ ،‬انظر متثالً‪ :‬صتحيفة ‪ :‬البع ث ت دا البعتث ت دمشتق ت العتدد ‪ 1 119‬ت اخلمتيس‬

‫ـ ‪ 037‬ـ‬
‫ثانيًا ا‪ً:‬تحليلًال َّ‬
‫ضحكً‬
‫َخ َذه َلن أ ْ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫يمان‬ ‫ُستَاذه أَبي ُسلَ َ‬ ‫ِّم أَبُو َحيَّان ََْتليالً للضَّحك أ َ ُ ْ‬ ‫يتُ َقد ُ‬
‫ان ِم ْن‬ ‫ك إِم َةانِيَّةٌ (قُت َّوٌ) مَْصوصةٌ بِا ِإلنْس ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫َن الضَّح َ ْ‬ ‫الس ِج ْستَانِي يَتَرع فِ ِيه أ َّ‬ ‫َّ‬
‫ط َهاتَ ِ‬
‫ني‬ ‫ك تَتتَت َو َّس ُ‬ ‫َّح ِ‬ ‫احليتوانِيَّ ِة‪ ،‬اقُت َّوُ الض ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫َ‬ ‫َجان ُجَْعه ل ُق َّو َِت اإلنْ َسانيَّة َا ََْ َ‬
‫وك‪،‬‬ ‫ك فَتهو التتَّع ُّج ااالنْ ِدهاش ِمن أَم ٍر؛ (سلُ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال ُق َّوتَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ني‪ .‬أ ََّما َسبَ ُ الضَّح ُ َ َ ُ َ َ ُ ْ ْ‬
‫ف‬ ‫االت الَِّيت تتُ َعلِّلُهُ‪َ ،‬اه َذا َ ْش ٌ‬ ‫قَتوٍل‪ ،‬صو ٍ ‪ )...‬تَتتَسااع فِ ِيه الب َدائِل ا ِ‬
‫االحت َم ُ‬ ‫َ َُ ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َُ‬
‫َي ظَر ٍ ام َة ٍ‬ ‫َّح َ ِ‬ ‫لسب ِ الَّ ِذي يتولِّ ُد الض ِ‬ ‫ِ‬
‫ان؛‬ ‫ك ُيُْة ُن أَ ْن نَت ْل َحظَهُ ِيف أ ِّ ْ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫بَا ِعٌ ل َّ َ‬
‫الد َ َج ِة‬‫ض َّاد ِان ُ لٌّ َللَى ِح َد ٍ َابِ َّ‬ ‫ِ‬
‫امل َمثَالً أ ََم َام ظَاهَرٍ يتُ َف ِّس ُرَها ُمتَ َ‬ ‫الع ِ‬
‫فَت ُوقُو ُ َ‬
‫ذَ ِاِتَا َغالِباً َما يُثِريُ ِض ْح َةهُ‪.‬‬
‫احلَيَت َوانِيَّ ِة‪،‬‬
‫ني قُت َّوِِت النُّطْ ِق َا ْ‬ ‫ِ‬
‫ك قُت َّوٌ نَاشئَةٌ بَ َ‬
‫ول أَبو حيَّان‪ « :‬الض ِ‬
‫َّح ُ‬ ‫يَت ُق ُ ُ َ‬
‫استتِطَْرا ٍ َاا ٍِد َللَ َيها‪َ .‬اه َذا الْ َم ْع َىن ُمتَت َعلِّ ٌق بِالنُّطْ ِق‬ ‫ِ‬
‫س بِ ْ‬ ‫ال النَّت ْف ِ‬
‫ك أَنَّهُ َح ُ‬ ‫َاذل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّع ُّج ُ ُه َو طَلَ ُ‬ ‫االستطَْرا َ إََِّّنَا ُه َو تَت َع ُّج ٌ ‪َ ،‬االتت َ‬ ‫َن ْ‬ ‫ك أ َّ‬ ‫ِم ْن جت َه ٍة‪َ ،‬اذل َ‬
‫ث ِم َن‬ ‫الوا ِِد‪َ .‬اِم ْن ِج َه ٍة تَتْتبَ ُع ال ُق َّوَ ْ‬
‫احلَيَت َوانِيَّةَ ِلْن َد َما تَتْنبَعِ ُ‬ ‫َّ ِ َِّ ِ ِ ِ‬
‫السبَ َاالعلة لأل َْمر َ‬
‫اخ ٍل‪َ ،‬اإِ َّما أَ ْن تَتتَ َحَّرَك إِ َىل َخا ٍِج‪َ .‬اإِذَا‬ ‫س‪ ،‬فَِإنتَّها إِ َّما أَ ْن تَتتَحَّرَك إِ َىل د ِ‬ ‫النَّت ْف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ُ ‪َ ،‬اإِ َّما أ ََّاالً‬ ‫ث َم َعت َها الغَ َ‬ ‫ت إِ َىل َخا ٍِج فَِإ َّما أَ ْن تَ ُةو َن َدفْت َعةً فَتيَت ْح ُد ُ‬ ‫ََتََّرَ ْ‬
‫الس ُراُ َاال َفَر ُح‪َ .‬اإِ َّما أَ ْن تَتتَ َحَّرَك ِم ْن َخا ٍِج إِ َىل‬ ‫ث َم َع َها ُّ‬ ‫التِ َد ٍال فَتيَ ْح ُد ُ‬
‫فَأ ََّاالً َابِ ْ‬
‫ث ِمْنت َها‬ ‫اخلَو ُ ‪َ ،‬اإِ َّما أ ََّاالً فَأ ََّاالً فَتيَ ْح ُد ُ‬ ‫ث ِمْنت َها ْ‬ ‫اخ ٍل َدفْت َعةً فَتيَ ْح ُد ُ‬ ‫دِ‬
‫َ‬
‫ث ِمْنت َها‬ ‫اخ ٍل َاَمَّرً إِ َىل َخا ٍِج فَتتَ ْح ُد ُ‬ ‫االستِهو ُال‪ .‬اإِ َّما أَ ْن تَتتَجاذَب مَّرً إِ َىل د ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ َْ َ‬

‫‪1991/11/1‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 038‬ـ‬
‫السبَ ِ ‪ ،‬فَتيَ ْح ُة ُم َمَّرً‬
‫ني ِيف طَلَ ِ َّ‬ ‫ك ِلْن َد ََتَاذُ ِ‬
‫ب ال ُق َّوتَ ِ‬ ‫أَهو ٌال إِح َداها الض ِ‬
‫َّح ُ‬ ‫َْ ْ َ‬
‫ِ‬
‫صِ‬ ‫اح َح ََّّت يَتْنتَ ِهي إِ َىل َ‬
‫الع َ‬ ‫ك ِيف ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫يس َ َذا‪َ ،‬ايَ ِسريُ ذل َ‬ ‫أَنَّهُ َ َذا َاَمَّرً أَنَّهُ لَ َ‬
‫اس‬ ‫الو ْج ِه لِ َةثْتَرِ ْ‬
‫احلََو ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ني‪ ،‬اتَتع ِر ِ‬
‫ض مْنهُ ال َق ْه َق َهةُ يف َ‬ ‫ض َّادتَ ِ َ ْ ُ‬ ‫احلَرَ تَ ِ‬
‫ني الْ ُمتَ َ‬ ‫فَتيَتَ َحَّرُك ْ َ‬
‫اح ٍد ِمْنت َها»( )‪.‬‬ ‫اتَتعلُّ ِق العص ِ بِو ِ‬
‫‪219‬‬
‫ََ ََ َ‬
‫َاالْ ُم َؤانَس ِة))‬
‫َ‬ ‫َاتَطْبِي َقا ِهل َذا الْ َم ْع َىن َاتَأ ِيداً لَهُ يُوُِد أَبُو َحيَّان ِيف ((ا ِإل ْمتَ ِاع‬
‫ِ‬ ‫ول فِيها‪ َ « :‬تَ ََْمنُو ٌن إِ َىل ََْمنُ ٍ‬
‫ك‬ ‫الرِحي ِم‪َ .‬حفظَ َ‬ ‫ون‪ :‬بِ ْس ِم اهللِ َّ‬
‫الر ْمحَ ِن َّ‬ ‫َ‬ ‫طُْرفَةً يَت ُق ُ َ‬
‫وص ِل َها ِه َي‪َ ،‬اَما يَت ْزَد ُاد‬ ‫يك اِدجلَةُ تَطْغَى‪ ،‬اس ُفن الْم ِ‬
‫َُ ُ َ‬ ‫ت إِلَ َ َ ْ‬ ‫اك اهللُ‪ َ ،‬تَْب ُ‬‫اهللُ‪َ ،‬اأَبْت َق َ‬
‫الدنْتيَا‪،‬‬‫اك َاالْ َمَر َق فَِإنَّهُ َشُّر طَ َع ٍام ِيف ُّ‬ ‫الصْبتيَا ُن إِالَّ َشًّرا‪َ ،‬اال ا ْحلِ َجا َ ُ إِالَّ َ ثْتَرً‪ ،‬فَِإيَّ َ‬
‫ِّ‬
‫ول‪ :‬اأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫االَ تَبِت إِالَّ ا ِلْن َد ِ‬
‫َل ُّداا َهلُم َما‬ ‫َخبَتَر يَت ُق ُ َ‬ ‫ك َح َجٌر أَا َح َجَران‪ ،‬فَِإ َّن األ ْ‬ ‫أس َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫العا ِر الَّذي َ ا َن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الوِز َير أَبَا َع ْبد اهلل َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫استَطَ ْعتُم م ْن قُت َّو » ‪َ .‬ايتُ َع ِّق ُ َااصفاً َ‬ ‫ْ‬
‫‪29‬‬

‫ال‪َ :‬ما الَّ ِذي يَتْبتلُ ُغ‬ ‫استَت ْل َقى‪َ ،‬اقَ َ‬ ‫ِ‬
‫ك اهللُ سنَّهُ ت َح ََّّت ْ‬ ‫َض َح َ‬‫كتأْ‬ ‫ض ِح َ‬ ‫ِ‬
‫يَ ْستَ ِم ُع إِلَيه‪« :‬فَ َ‬
‫ابن ُز ْر َعة( )‪:‬‬ ‫يث الْم َجانِ ِ‬ ‫بِنَا ه َذا االستِطْرا َ إِذَا َِسعنَا ِِب ِد ِ‬
‫ال ُ‬ ‫ني؟ فَت َق َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫‪291‬‬
‫َ‬
‫‪219‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات؛ املقابسة احلادية االسبعون ت من نسخة مطوطة انت يف املةتبتة‬
‫الظَّاهريَّة بدمشق انقلتت إىل مةتبتة األَستد الوطنيَّتة بدمشتق‪ ،‬مصتنَّفة َتتت ال َّترقم‪ 11 ( :‬لتام)‪.‬‬
‫االف ت تترق ااضت ت ت ت ٌح بت ت تتني ه ت تتذا ال ت ت تنَّص االتَّحقيقت ت تتات األُاىل للمقابس ت تتات‪ ،‬انست ت تتخة الظَّاهريتَّ ت تتة هت ت تتذه‬
‫أَاضتتح املخطوطتتات التتيت اصتتلت إلينتتا متتن املقابستتات اأَ ثرهتتا دقَّتةً اضتتبطاً‪ ،‬الةت َّتن ستتوء احلتتظ مل‬
‫متفرقتتة تقتتع يف أَ ب ت ٍع استتتني ا قتتة‪ ،‬اقتتد تلتتف‬ ‫يُبتتق منهتتا إالَّ َنتتو بعهتتا اهتتو تستتع لشتتر مقابستتة ِّ‬
‫معظمهتتا اآلن الستترت قراءتتته‪ .‬جتتع إليهتتا بعتتض احملققتتني بعتتد إشتتا الت ُّتد تو الةتتيالين إليهتتا يف‬
‫الد تو لبد الةرمي اليايف يف تابته‪ :‬دراس ات فنيَّ ة ف ي األَدب العرب ي‪،‬‬ ‫تابه لن التَّوحيدي مثل ُّ‬
‫االت ُّتد تو حممتتد توفيتتق حستتني يف َتقيقتته لةتتتاب المقابس ات ت (ص‪ .)11‬ايت ِّ‬
‫ترجح أ ََِّنتتا ترجتتع إىل‬
‫لصر املؤلف‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫ت أَبو حيَّان التوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.2 1‬‬
‫‪291‬‬
‫ابن ُزْر َعة‪ :‬هو أَبو ُّ‬
‫للي ليسى بن إسحاق بن ز لة؛ لاملٌ بالفلسفة ااملنطق‪ ،‬من نصا ع بغداد‪ ،‬ترجم ل َّتد‬ ‫ت ُ‬

‫ـ ‪ 039‬ـ‬
‫س‪ ،‬فَِإ َذا َ ا َن ِمن ِ‬ ‫َن الْ َم ْجنُو َن ُم َشا ٌِك لِْل َعاقِ ِل ِيف ا ْجلِْن ِ‬
‫العاق ِل َما ُْْح َس ُ‬
‫َ َ‬ ‫أل َّ‬
‫العاقِ ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك لَهُ‪َ ،‬اإِذَا َ ا َن م َن الْ َم ْجنتُون َما يتُ ْع َه ُد م َن َ‬
‫ِ‬
‫ون ُ ِرَه ذل َ‬ ‫أَ ْن ي ُةو َن ِمن الْمجنُ ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تُتعُ ِّج َ ِمْنهُ» ‪َ .‬األ َّ‬
‫َّع ُّج َ ِمَّا تَتتَتنَ َازعُ فيه العلَّتَان الْ ُم َعلِّلَتَان فَإنَّهُ يُثريُ‬
‫)‬ ‫(‬
‫َن التت َ‬
‫‪292‬‬

‫ك‪.‬‬ ‫الض ِ‬
‫َّح َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫يد َّ ِ‬ ‫َن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫اش‬
‫َّعج َ َااالند َه َ‬ ‫َّد الت ُّ‬ ‫احتَا َط بِتَت ْع ِريفه إِ ْذ َحد َ‬
‫ي قَد ْ‬ ‫يَتْب ُدا أ َّ‬
‫الرائِي أ ََم َام طََر َيف‬
‫الس ِام َع أَا َّ‬ ‫ان َّ‬ ‫ضع ِ‬ ‫ِ‬
‫ك بَأَنتَّ ُه َما اللَّ َذان يَ َ َ‬
‫اللَّ َذي ِن يثِري ِان الض ِ‬
‫َّح َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫اع التت َ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُخرع ال ِيت منَت َها َما يُثريُ‬ ‫َّع ُّج األ َ‬ ‫َنو َ‬
‫ُم ْزَد َا َجة يَ ُشدَّانه بال ُق َّو َذاِتَا‪ ،‬تَا اً أ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َ أَا َغ َري ذل َ‬ ‫اخلَو َ َام َنها َما يُثريُ الغَ َ‬ ‫ْ‬
‫الذي يَ ْستَ ْد ِعي‬ ‫يف ي ُكو ُن التَّعجب ِ‬
‫َ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َالة ْن؛ َْح ُّق لَنَا أَ ْن نَتتَ َساءَ َل ُهنَا‪َ :‬ى َ َ‬
‫ك؟‬ ‫الض ِ‬
‫َّح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن أَبا حيَّان َمل ي ِّ ِ‬
‫يع أَ ْن نَتتَأ ََّاَل تَت ْع ِري َفهُ‬‫ك‪َ ،‬الةنتَّنَا نَ ْستَط ُ‬ ‫بني ذل َ‬
‫ْ ُ ْ‬ ‫ا ْحلَ ُّق أ َّ َ َ‬
‫سنَا لِ َما َذا‬ ‫َل أَنْ ُف َ‬ ‫يح أَنتَّنَا لَ نَسْأ ُ‬ ‫صح ٌ‬
‫وء معطَياتِنَا فَتنَ ِج ُد‪ِ :‬‬
‫َ‬ ‫ض ُْ َ‬
‫انَت ْفهمه للَى ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََُ َ‬
‫ك فَِإنتَّنَا ِيف األَْ َج ِح َسنَت ْع ِج ُز‬ ‫ِ‬ ‫ض ِح ْكنا لَ َدع ات ِ‬
‫وع َما‪َ .‬اإِذَا َح َاالْنَا ذل َ‬ ‫ِّصالنَا َِّبَ ُ‬
‫وض ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ط بِِه ِم ْن ِج َه ِة أنَّهُ الَ يَ ُةو ُن َشافِياً َاالَ َاافِياً‪.‬‬ ‫اب‪ ،‬أَا َللَى األَقَ ِّل َسنَتَ َخبَّ ُ‬ ‫َل ِن ا ْجلو ِ‬
‫ََ‬
‫اح ِح َّدتُهُ َم َع‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لةنتَّنَا‪َ ،‬اِيف ُ ِّل َحاالَت الضَّحك‪َ ،‬سنَج ُدنَا أ ََم َام تَ َس ُاؤل َما‪ ،‬تَتْن َد ُ‬
‫ك‪َ ،‬اأَ ْ ثَت ُر َما يَتتَ َجلَّى ه َذا‬ ‫اش الْمثِ ِري لِلض ِ‬
‫َّح ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ِّس ِاع َم َدع الضَّحك َاش َّد ا ِإل ْد َه ِ ُ‬ ‫ات َ‬
‫يف َالِ َما َذا‪.‬‬‫َّس َاؤ ُل ِيف َ َ‬
‫الت َ‬

‫مؤلَّف تتات إىل العربيَّتتة‪ .‬ال تتد ببغ تتدا س تتنة ‪ 11‬هت ت‪912 /‬م ات تتويف فيه تتا س تتنة ‪111‬هت ت‪1 51 /‬م‪ ،‬بينم تتا اع‬
‫تويف ستتنة ‪111‬ه ت‪1 21 /‬م‪ .‬انظتتر ترُجتتته يف‪ :‬اإلمت اع والمؤانس ة ت ج‪ 1‬ت ص ‪ ،‬أخب ار‬ ‫القفطت ُّتي أَنتَّته تت ِّ‬
‫الحكماء ت ص ‪ ،11‬األَعالم ت ج‪5‬ت ص ‪.1‬‬
‫‪292‬‬
‫ت أَبو حيَّان التوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.2 1‬‬

‫ـ ‪ 041‬ـ‬
‫ِّد ٍ‪َ ،‬اطََرائِ َق أ ََدائِيَّ ٍة‬ ‫ِ ٍ‬
‫ح ِّستيَّة ُمتَت َعد َ‬ ‫َّع ُّج ُ بَِو َسائِ َل‬
‫يتُثَا ُ ه َذا التت َ‬
‫َّطر ُ ؛ ُمستَ ِقلِّ ِ‬
‫ني‬ ‫َُهَا‪ :‬الْ ُمبَا َغتَةُ َاالت ُّ‬ ‫س ِيف َأيِنَا َللَى َمْب َدأَي ِن‬ ‫َس‬
‫َّ‬ ‫أ‬‫َ‬‫ت‬ ‫ت‬
‫َ‬‫ت‬ ‫‪.‬‬ ‫مُْتَلِ َف ٍ‬
‫ة‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اُمتَترابِطَ ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫َ َ‬
‫المباغتةً‬
‫ك‪َ ( :‬م ْرئِيًّا َ ا َن أَا َم ْس ُمولاً أَا‬ ‫َن موضوع الض ِ‬
‫َّح ِ‬ ‫ِ‬
‫نَت ْقص ُد بِالْ ُمبَا َغتَة أ َّ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫الد َ َج ِة‪ِ ،‬م ْن ِخالَ ِل تَ َس ْل ُسلِ ِه‬ ‫ود تَت ْف ِة َري الْ ُمتَابِ ِع بِ ِش َّد ٍ؛ ُمتَابَيِنَ ِة َّ‬‫ُم ْشتَتَر اً) يَت ُق ُ‬
‫ث‪ ،‬ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ث أَ ِا‬ ‫لة َّن ا ْحلَ َد َ‬ ‫َاطَ ِري َقته‪ ،‬إ َىل تَت َوقُّ ِع أَا إطْالق ُح ْة ٍم قَتْبل ٍّي َللَى َما َسيَ ْح ُد ُ َ‬
‫اد ال ُْمتَابِ َع‬ ‫س تَ َماما لِالت َجاهِ الَّ ِذي قَ َ‬ ‫ف إِلَى الت َجاهِ ال ُْم َعاىِ ِ‬ ‫ث يَ ْن َع ِط ُ‬ ‫ال ُْم َحد َ‬
‫السبَ ِ‬
‫ني ِيف طَلَ ِ َّ‬ ‫ب ال ُق َّوتَ ِ‬ ‫ث ََتَاذُ ُ‬ ‫اسبَ ٍة ِلْن َد َها َْْح ُد ُ‬
‫َيه‪ ،‬فِي لَحمَ ٍة أَو نُ ْقطَ ٍة منَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫إِل ِ‬
‫ِ‬ ‫َ ما يت ُق ُ ِ ِ‬
‫يئ‬
‫ِّث يتُ َه ُ‬ ‫ث أَ ِا الْ ُم َحد َ‬ ‫ُخَرع‪ :‬إِ َّن ا ْحلَ َد َ‬‫صوٍَ أ ْ‬ ‫ول التَّوحيدي‪ .‬أَا لنَت ُق ْل بِ ُ‬ ‫َ َ‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الْمتَتلَقِّي لتَتوقُّ ِع َشيء أَا أَ ْشياء الةنَّهُ يتباغتُهُ َّبَا لَيس يتتَتوقَّع‪ِ ،‬اِيف ه َذا الب ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫السائِ َل َِّبَا َملْ يَ ُة ْن ِيف التت ََّوقُّ ِع أَ ِا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ت َّ‬ ‫َج ِوبَةُ ُس ْر َلة البَد َيهة الَِّيت إِ َّما تُتبَاغ ُ‬ ‫تَ ْد ُخ ُل أ ْ‬
‫الع ِد َ‬
‫يد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الر ْغبَة أَ ِا ا ْحل ْسبَان‪ ،‬أَا بَأَ ْن تُتَرَّد َللَيه َ َّرتُهُ بَأَاقَ َع مْنت َها‪َ .‬اقَ ْد أَاَ َد أَبُو َحيَّان َ‬
‫َّ ِ‬
‫َّوع‪ِ ،‬مْنت َها‪:‬‬
‫ت ه َذا الن ِ‬ ‫ِج ََْت َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫م َن النُّ َةت َاالطََّرائف الَِّيت تَتْن َد ُ‬
‫ِ‬
‫هذهِ‬‫ال‪ِ :‬‬ ‫العينَ ِاء يَوماً قِ ْدٌ ‪ ،‬فَت َو َج َد َها َ ثِ َريَ العِظَ ِام‪ ،‬فَت َق َ‬ ‫ِّم ألَبِي َ‬
‫( )‬
‫‪ ‬قُد َ‬
‫‪29‬‬

‫قِ ْدٌ أ َْم قَتْبتٌر ( )؟‬


‫‪291‬‬

‫ال‪َ :‬ما فِ ُيهم‬ ‫َي بَنِ َ‬


‫يك أَثْت َق ُل؟ قَ َ‬ ‫اضي ال ُةوفَ ِة‪ :‬أ ُّ‬ ‫‪ ‬سئِل أَب و عُمارةَ؛ قَ ِ‬
‫ُ َ ُ ََ َ‬

‫العينَ ِاء‪ :‬هو أَبو لبد اهلل حممد بن القاسم بن خالد اهلاُشي‪ ،‬الد ستنة ‪191‬ه ت‪1 1 /‬م‪ .‬أَخبتا ٌّ‬
‫‪29‬‬
‫ي أَديت ٌ‬ ‫ت أَبو َ‬
‫تالر صتتاح ُ ن تواد ‪ .‬اشتتتهر ببداهتتته‪ ،‬ا تتان متتن أَحفتتظ النَّتتاس اأَفصتتحهم لستتاناً اأَ ثتترهم ظرف تاً‪ .‬تتتويف‬
‫شت ٌ‬
‫سنة ‪21‬هت‪119 /‬م‪ .‬لسان الميزان ت ج‪5‬ت ص‪ ، 11‬األَعالم ت ج‪1‬ت ص‪. 1‬‬
‫‪291‬‬
‫ت أَبو حيَّان التوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ت ص ‪.19‬‬

‫ـ ‪ 040‬ـ‬
‫بت ْع َد ال َةبِ ِري أَثْت َقل ِمن َّ ِ ِ‬
‫الصغ ِري إالَّ األ َ‬
‫َاسط( )‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪295‬‬
‫ُ َ‬
‫صغِ َريً‬
‫( )‬
‫الرطَ ِ َ يلَ َجةً‬ ‫‪ ‬ا ْشتَترع م ِد ِيِن طَباً‪ ،‬فَأَخرج ص ِ‬
‫اح ُ ُّ‬
‫َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ َ ٌّ ُ‬
‫‪291‬‬

‫ات َما‬ ‫لَي ِةيل ِِبا‪ ،‬فَت َق َال الْم ِد ِيِن‪ :‬ااهللِ لَو ِْلت ِِبا حسنَ ٍ‬
‫َ َ ََ‬ ‫َ ُّ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫قَبِلتُت َها( )‪.‬‬ ‫‪291‬‬

‫ض ِّحي بِِه‪ ،‬فَت َو َّج َه‬ ‫‪ ‬أَ اد مزب ُد( ) أُض ِحيةً فَتلَم ََِي ْدها‪ ،‬فَأ ِ ِ‬
‫َخ َذ ديةاً ليُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫َ َ َُ‬
‫‪291‬‬

‫ال‪ِ :‬د ِ‬ ‫اجتَ َم َع ِلْن َدهُ َسْب ُع ِشياهٍ‪ ،‬فَت َق َ‬ ‫ِ ِ‬


‫ية َي‬ ‫إِلَيه ج َريانُهُ َشا ً َشا ً َح ََّّت ْ‬
‫يةي بِ َسْبت َع ٍة( )‪.‬‬ ‫ش‪ ،‬اِ‬ ‫ٍ‬ ‫ضل ِلْن َد اهللِ ِمن إِ ْس َحاق( ) ألَنَّهُ فُ ِدي بِ‬
‫د‬ ‫ةب‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أَفْ َ ُ‬
‫‪299‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ( )‬
‫َح َم َد ب ِن َر ٍ‬
‫وح‬ ‫ت َللَى أ ْ‬ ‫اص الصوف ُي ‪َ :‬د َخ ْل ُ‬
‫‪1‬‬
‫ص ِ‬ ‫ْج َّ‬
‫ابن ال َ‬ ‫ال ُ‬ ‫‪ ‬قَ َ‬
‫وخ‪ ،‬فِ َيها نَت ْهٌر ِم ْن َسْ ٍن‪،‬‬‫ص ْح َف ِة أَُ ٍز َمطْبُ ٍ‬
‫ول ِيف َ‬ ‫األ َْه َوا ِزي فَت َق َ‬
‫ال‪َ :‬ما تَت ُق ُ‬
‫ول ‪...‬؟‬ ‫َ ُ‬ ‫َللَى َحافَّتِ َها ُ ثْبَا ٌن ِمن ُّ‬
‫الس َّة ِر الْمْنخ ِ‬

‫‪295‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ج‪ 2‬ت ص ‪.51‬‬
‫‪291‬‬
‫ت يلجة ‪ :‬مةيال‪.‬‬
‫‪291‬‬
‫ت أَبو حيَّان التوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.51‬‬
‫ت ُم َزب ُد‪ :‬هو أَبو إسحاق مزبد املدين‪ ،‬اشتهر بنواد ه املضتحةة ابسترلة ختاطره الطيتف ُملَ ِح ِته‪ ،‬لته أخبتاٌ ثتريٌ‬
‫‪291‬‬

‫يف البخل فإنَّه ان مبخالً إىل الغاية‪ ،‬ثري من نواد ه متذ و ٌ يف‪ :‬البي ان والتَّبي ين‪ ،‬االحي وان‪ ،‬االبص ائر‬
‫والذخائر‪ ،‬اثمار القلوب‪ ،‬انظر ترُجته يف‪ :‬فوات الوفيات ت ج‪ 1‬ت ص‪.1 1‬‬
‫‪299‬‬
‫الراايتة هةتذا‬
‫لعل التَّوحيدي أَبقى ِّ‬
‫املفدي إساليل ‪ .‬ا َّ‬
‫َّ‬ ‫القصة للى أ ََّن‬
‫ت هةذا ا د يف النَّص‪ ،‬ااإلُجاع يف َّ‬
‫لإلبقاء للى لنصر املفا قة‪.‬‬
‫ت أَبو حيَّان التوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ت ص ‪.11‬‬
‫‪1‬‬
‫الجص اص‪ :‬احلس تتني ب تتن لب تتد اهلل ب تتني احلس تتني أَب تتو لب تتد اهلل اب تتن َّ‬
‫اجلصت تاص اجل تتوهري؛ ص تتاح‬ ‫َّ‬ ‫ت اب تتن‬
‫ط ت تتر انت ت تواد ه ذُ ِت تترت يف ثت تتري مت تتن ت ت ت األَدب مث ت تتل‪ :‬البص ائر وال َّذخار‪ ،‬اإلمت اع والمؤانس ة‪،‬‬
‫بس تتام في تته‪ :‬ت تان آيت تةً م تتن آي تتات خالق تته يف‬
‫ف وات الوفي ات‪ ،‬زه ر اآلداب‪ ،‬اغريه تتا ث تتري‪ .‬قت تال اب تتن َّ‬
‫اجلهتل االغباا ‪ ،‬مع افو اجلاه اغلظ النِّعمة‪ ،‬انواد ه يف النُّو ى مأثو مذ و ‪ .‬انظر يف ذلك‪ :‬الذخيرة ت‬
‫القسم الثَّالث ت اجمللد األ ََّال ت ص‪ ،1 2‬فوات الوفيات ت ج‪1‬ت ص‪. 12‬‬

‫ـ ‪ 042‬ـ‬
‫ت َل ِيِن‪.‬‬
‫ت فَ َد َم َع ْ‬
‫ك؟‬‫ال‪َ :‬ما لَ َ‬ ‫ت فَت َق َ‬
‫اص ِة‬ ‫ِ‬ ‫اك ِمن ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين َللَيه بِالغَ َّو َ‬
‫الوا د َ‬
‫ت ‪ :‬أَبْةي َشوقاً إلَيه‪َ ،‬ج َعلَنَا اهللُ َاإيَّ َ َ َ‬ ‫ت قُت ْل ُ‬
‫الرَّد َادتَ ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫َا َّ‬
‫الرَّدادتَ ِ‬
‫ان؟‬ ‫اصةُ َا َّ َ‬‫ال ِِل‪َ :‬ما الغَ َّو َ‬ ‫ت فَت َق َ‬
‫الرَّدادتَ ِ‬
‫اصةُ‪ :‬ا ِإلبْت َه ُام‪َ ،‬ا َّ َ‬
‫( )‬
‫‪2‬‬
‫الو ْسطَى ‪...‬‬
‫السبَّابَةُ َا ُ‬
‫ان‪ُّ :‬‬ ‫ت‪ :‬الغَ َّو َ‬ ‫ت قُت ْل ُ‬
‫الةٌ ِمن اجوهِ ال ُةت ِ‬
‫َّاب‪.‬‬ ‫ال جحمَةُ( )‪ :‬حضر ِ ِ ِ‬
‫ت ََْملساً فيه َُجَ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫‪ ‬قَ َ َ ْ‬
‫يك‬‫ضهم‪ِِ :‬بي ِاِت َللَ ِ‬ ‫اضرُ الن ِ‬
‫َّاد َِ‪ ،‬فَت َق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َهلَا بَت ْع ُ ُ ََ‬ ‫َالْن َدنَا قَينَةٌ ُْحمسنَةٌ‪َ ،‬ح َ‬
‫َغ ِِّن ِِل‪:‬‬
‫ك فَ َد ْعنِي‬ ‫ت ِم ْن َ‬‫َس ُ‬‫ت مني َول ْ‬
‫لَس َ ِ‬
‫ْ‬
‫احب ا بِس ِ‬
‫الم‬ ‫َو ْام ِ‬
‫ص َ َ‬ ‫ض َعني ُم َ‬
‫ِّيك ؟‬
‫وك يُغتَن َ‬
‫‪1‬‬
‫ت‪ :‬أ ََه َة َذا َ ا َن أَبُ َ‬‫فَت َقالَ ْ‬
‫طرفً‬ ‫ال َّت ُّ‬
‫الش ُذ ِ‬
‫اذ َاََتَ ُااِز‬ ‫َانَت ْع ِِن بِِه الْ ُمبَالَغَةَ ِيف األ َْم ِر إِ َىل َح ِّد ُّ‬
‫الر ْغ ِم ِمن أَنَّه لَيس ََثَّةَ ِمعيا أَا مستتن ٌد لِتح ِد ِ‬
‫يد‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫ول االْمألُو ِ‬
‫ِ‬
‫َْ ٌ ُ ْ ََ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الْ َم ْقبُ َ َ‬
‫ِّاَتاهِ ُّ ِ‬
‫الش ُذاذ ِيف ُح ْس ٍن أَا قُتْب ٍح أَا َخ ٍري أَا َشٍّر ‪ ...‬فَِإ َّن األَ ْغلَ َ األ َ‬
‫َل َّم‬ ‫َ‬
‫‪2‬‬
‫ت أَبو حيَّان التوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ت ص ‪.11‬‬
‫ت جحم ة‪ :‬جحظ تةُ هتتو لق ت ُ أَيب احلستتن أَمحتتد بتتن جعفتتر بتتن موستتى الِبمةتتي النَّتتدمي‪ .‬تتان شتتالراً ظريف تاً‬
‫اصتتاح أَخبتتا ٍ ان تواد ٍ امنادمت ٍتة‪ .‬تتتويف ستتنة ‪ 21‬هت ت اقيتتل ‪ 21‬هت ت‪9 1/‬م‪ .‬وفي ات األعي ان ت ج‪1‬ت ت‬
‫ص ‪.1‬‬
‫‪1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.51‬‬

‫ـ ‪ 043‬ـ‬
‫استِْن َةا ِهِ بِطَ ِري َق ٍة َس ْلبِيَّ ٍة‪ ،‬انْ ِف َعالِيَّ ٍة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ول التتَّنَ ُّد ِ بِال ُقْب ِح َاذَ ِّمه َا ْ‬ ‫يَ ُداُ َح َ‬
‫احبِ ِه‪َ .‬للَى أ َّ‬
‫َن‬ ‫ك معها َِّبَثَاب ِة التَّبتُّرِء ِمْنه االتَّشفِّي ِمن ص ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫يَ ُةو ُن الضَّح ُ َ َ َ‬
‫اجلَ َم ِال َا َح ْس ُ َاإََِّّنَا ُ ُّل َما يُ ْستَت ْقبَ ُح ِيف‬ ‫ود ِم َن ال ُقْب ِح الَ ِض َّد ْ‬ ‫صَ‬ ‫الْ َم ْق ُ‬
‫ضيف هنَا حرَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ول أَا شة ٍ ِ‬ ‫الْمرِء ِمن قَ ٍ‬
‫ات‬ ‫يع أَ ْن نُ َ ُ َ َ‬ ‫ك نَ ْستَط ُ‬ ‫ْل أَا ف ْع ٍل‪َ .‬الذل َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد االْمحا َ ا ِ‪ُ :‬حما َ ا ِ إِنْس ٍ‬ ‫التَّت ْقلِ ِ‬
‫َّصُّر ؛‬ ‫ك‪َ ،‬اآليَّةَ الت َ‬ ‫ان أَا َحيَت َو ٍان أَا َغ ِري ذل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِر ا ِإلنْ َسانيَّة َل ِن ا ِإلنْ َسان ليَت ْغ ُد َا شْبهَ آلَة تُت َعال ُج‬ ‫َِّبَعىن تَت ْغيِي ِ الع ْق ِل أَا لْن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك‬ ‫ات‪َ ،‬اإِ َىل ِمثْ ِل ذل َ‬ ‫ِ‬
‫ُ َّل َما يتُ ْعطَى إِلَ َيها بِالطَِّري َقة َذاِتَا َم ْه َما تَتبَايَتنَت الْ ُم ْعطَيَ ُ‬
‫احلُِّريتَِّة ِم َن‬‫ك ثَأ َ ْ‬ ‫َذه ِه ْن ِري بِ ِرجسون( ) ت ‪ H. Bergson‬ل ًّادا الض ِ‬
‫َّح َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ‬
‫‪5‬‬

‫اآللِيَّ ِة( )‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ف ( الْ ُملَ ِح َاالنت ََّو ِاد ِ ‪ )....‬الَِّيت‬ ‫يدي َل َدداً َ بِرياً ِمن الْمواقِ ِ‬ ‫َّوح ِ‬‫قَدَّم الت ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫ض لَهُ بَت ْع َد قَلِ ٍيل‬ ‫ِ‬
‫صنَا ُهنَا َامْنت َها َما َسنَت ْع ِر ُ‬‫ت ه َذا الْ َمْب َدأ‪ِ ،‬مْنت َها َما َخيُ ُّ‬ ‫ِج ََْت َ‬‫تَتْن َد ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫َّه ُّة ِم‪َ ،‬اِمَّا يَت ْعنينَا اآل َن َح ْش ٌد م ْن تَت ْع ِري َفات الشِّبَ ِع نَت ْقتَط ُ‬
‫اس التت َ‬ ‫َس ِ‬‫ت لُْنت َوان أ َ‬ ‫ََْت َ‬
‫ِل‬ ‫وصيَّ ِة الْ ُم َعِّر ِ َاالبُت ْع ِد َّ‬
‫الدالَِ ِّ‬ ‫ِمْنتها أَفْ َةهها‪ ،‬للَى أَالَّ يسهو انْتِباهنَا لن خص ِ‬
‫َ ْ َُ َ ُ َ ْ ُ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫هذهِ‬‫احبِها‪ ،‬ا ِ‬ ‫وشي َّبِِهنَ ِة ِ‬ ‫ي؛ األُموِ الَِّيت تَتنُ ُّم أَا تَ َةاد تُ ِ‬ ‫لِم ْفرداتِِه اأ ِ‬
‫ص َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّعبِ ِري ِّ ُ‬ ‫ُسلُوبِه التت ْ‬
‫ُ ََ َ ْ‬
‫اك هو العْنصر االجتِم ِ‬ ‫ك اا ِإل ْ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ُّي‬ ‫ض َح ُ َ ُ ُ ُ ْ َ‬ ‫آخَر للضَّح َ‬ ‫ودنَا إِ َىل لُْنص ٍر َ‬ ‫َم ْسأَلَةٌ تَت ُق ُ‬
‫وض ِغ َما ِهِ َها ُهنَا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ف ض َُّراٌَ َللَينَا َخ َ‬ ‫بِأَبْت َعاده الْ ُم ْختَل َفة‪َ ،‬اه َذا َما الَ تُت ْلح ُ‬
‫فَتنَ ْةتَ ِفي بِالْ ُملَ ِح َا ْح َد َها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ت احلت ُّتق أ ََّن َثتَّتة اختالفتاً بترياً بتتني متتا أَ اده برجستتون بالتَّحديتتد امتتا أَ دنتتاه َنت ُتن هنتتا‪ ،‬اإن تشتتاِبت إىل حت ٍّتد متتا‬
‫ظواهر األَلفا ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ت انظر تفصيل ذلك يف تاب برجسون‪ :‬الضَّحك ت ص‪.1 ، 9 ،21‬‬

‫ـ ‪ 044‬ـ‬
‫ِ‬ ‫يل لِ ُمتَ َةلِّ ٍم‪َ :‬ما َح ُّد الشِّبَ ِع؟ فَت َق َ‬ ‫ِ‬
‫ض ِّجَر‬ ‫ال‪َ :‬حدُّهُ أَ ْن ََْيل َ الن ْ‬
‫َّوم‪َ ،‬ايُ َ‬ ‫‪‬ق َ‬
‫ث َللَى اللَّ ْ‬
‫وم ‪.‬‬ ‫وم‪َ ،‬ايَتْبت َع َ‬ ‫ال َق ْ‬
‫‪1‬‬

‫اضَرُ فَالَ أ َْد ِي‪،‬‬ ‫ال‪ :‬أ ََّما ِلْن َد َ م يا ح ِ‬ ‫ِ‬


‫َْ َ‬ ‫ايب‪َ :‬ما َح ُّد الشِّبَ ِع؟ قَ َ‬ ‫َلَرِ ٍّ‬ ‫يل أل ْ‬‫‪‬ق َ‬
‫َّت إِلَ ِيه اليَ ُد‪َ ،‬اَدا َ َللَ ِيه‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪َ ،‬ا ْامتَد ْ‬ ‫َاأ ََّما لْن َدنَا ِيف البَاديَة فَ َما َا َج َدت َ‬
‫الع ُ‬
‫ت َللَ ِيه ا ْحلََوايَا‪،‬‬ ‫استَ َدا َ ْ‬
‫ِ‬
‫َسا َغهُ ا ْحلَْل ُق‪َ ،‬اانْتتَت َف َخ بِه البَطْ ُن‪َ ،‬ا ْ‬ ‫س‪َ ،‬اأ َ‬ ‫الض ْر ُ‬
‫ِّ‬
‫ت َللَ ِيه‬ ‫َضالَعُ‪َ ،‬االْتَت َو ْ‬ ‫ت ِمْنهُ األ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ااستَتغَاثَ ِ‬
‫ت مْنهُ الْ َمع َد ُ‪َ ،‬اتَت َق َّو َس ْ‬ ‫َْ ْ‬
‫وت‪.‬‬ ‫الْمصا ِين‪ ،‬ا ِخ ِ‬
‫يف مْنهُ الْ َم ُ‬ ‫َ َ ُ َ َ‬
‫ص َعة)‬ ‫ال‪ :‬أَ ْن تَثِ إِ َىل ال ِ‬
‫تج ْفتنَة (ال َق ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صا ٍ ‪َ :‬ما َح ُّد الشِّبَ ِع؟ قَ َ‬ ‫يل لَِق َّ‬
‫‪‬ق َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ك‬ ‫ض َغ َ أَنَّ َ‬ ‫ضبَا ٌن‪َ ،‬اَتَْ َ‬ ‫ت َغ ْ‬ ‫ك َس ْر َحا ٌن (ذئْ ٌ )‪َ ،‬اتَأَ ُ َل َاأَنْ َ‬ ‫َ أَنَّ َ‬
‫ت َس ْةَرا ٌن‪َ ،‬اتَ ْستَت ْل ِق َي َ أَنَّك‬ ‫ع َاأَنْ َ‬‫يما ٌن‪َ ،‬اتَ َد َ‬ ‫ك َه َ‬ ‫َشيطَا ٌن‪َ ،‬اتَتْبتلَ َع َ أنَّ َ‬
‫أ ََاا ٌن ( ِل ْد ٌل)‪.‬‬
‫ال‪ :‬ح ُّد ُّ ِ ِ‬ ‫‪ ‬قِ ِ‬
‫يل‪ :‬فَ َما‬ ‫الس ْةر‪ .‬ق َ‬ ‫يل ل َمالَّ ٍح‪َ :‬ما َح ُّد الشِّبَ ِع؟ قَ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ول م َن‬ ‫ض‪َ ،‬االَ الطُّ َ‬ ‫ِ‬
‫الس َماءَ م َن األَْ ِ‬ ‫ال‪ :‬أَالَّ تَت ْع ِر َ َّ‬ ‫الس ْة ِر؟ قَ َ‬ ‫َح ُّد ُّ‬
‫ش َاال َة ْس ِر َاال َقطْ ِع‬ ‫َّه ِ‬ ‫ض‪ ،‬االَ النَّافِلَةَ ِمن ال َفر ِ ِ ِ ِ‬
‫ض‪ ،‬م ْن ش َّد النت ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫الع ْر ِ َ‬ ‫َ‬
‫ض‪.‬‬ ‫َاال َق ْر ِ‬
‫َح َّل اهللُ‬ ‫ِ‬
‫ال‪ :‬الشِّبَ ُع َحَر ٌام ُ لُّهُ‪َ ،‬اإََّّنَا أ َ‬ ‫يل لِبَ ِخ ٍيل‪َ :‬ما َح ُّد الشِّبَ ِع؟ قَ َ‬ ‫‪‬ق َ‬
‫ِ‬
‫ال‬ ‫الرَم َق‪َ ،‬ا َح َ‬ ‫ك َّ‬ ‫اع‪َ ،‬اأ َْم َس َ‬ ‫اخلََوع‪َ ،‬ا َس َّة َن ُّ‬
‫الص َد َ‬ ‫ِم َن األَ ْ ِل َما نَت َفى ْ‬
‫الدنْتيَا إِالَّ‬
‫َّاس ِيف الدِّي ِن َا ُّ‬ ‫ِ‬
‫ك الن ُ‬ ‫ني الْ َمَرِح‪َ .‬اَه ْل َهلَ َ‬ ‫ني ا ِإلنْ َسان َابَ َ‬ ‫بَ َ‬
‫االحتِ َش ِاء؟!‬ ‫ِ‬
‫بِالشِّبَ ِع َاالت َ‬
‫َّضلُّ ِع َاالبِطْنَة َا ْ‬

‫‪1‬‬
‫ت هذه النَّاد اما تالها من نواد هذه الفقر من‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ت ص ‪ 2‬حَّت ‪.2‬‬

‫ـ ‪ 045‬ـ‬
‫‪ ‬قِ ِ‬
‫ال‪ :‬أَ ْن ُْْح َشى َح ََّّت ُخيْ َشى‪.‬‬ ‫ِن‪َ :‬ما َح ُّد الشِّبَ ِع؟ قَ َ‬ ‫يل ليَ َم ِ ٍّ‬
‫َ‬
‫وت‪.‬‬ ‫ال‪ :‬أَ ْن تَأَ ُ ل ح ََّّت تَ ْدنتُو ِمن الْم ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫يل لِتُت ْرِ ٍّي‪َ :‬ما َح ُّد الشِّبَ ِع؟ قَ َ‬ ‫‪‬ق َ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قِيل لِسمرقَ ِ‬
‫اك‪،‬‬ ‫ت َلينَ َ‬ ‫ال‪ :‬إِ َذا َج َحظَ ْ‬ ‫ي‪َ :‬ما َح ُّد الشِّبَ ِع؟ قَ َ‬ ‫ند ٍّ‬ ‫َ َ‬
‫ت ِيف‬ ‫ِ‬
‫ك فَأَنْ َ‬ ‫ك‪َ ،‬اا ْ َج َح َّن َل ْقلُ َ‬ ‫لت َحَرَ اتُ َ‬ ‫ك‪َ ،‬اثتَ ُق ْ‬ ‫َابَ ُة َم ل َسانُ َ‬
‫ال‪ :‬أَ ْن تَتْن َش َّق‬ ‫آخ ُرهُ؟ قَ َ‬ ‫أَاائِ ِل الشِّب ِع‪ .‬قِيل‪ :‬إِ َذا َ ا َن ه َذا أ ََّالَه‪ ،‬فَما ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ني‪.‬‬‫ص َف ِ‬ ‫ِ‬
‫نْ‬
‫ُّخ َم ِة‪،‬‬
‫ات بِالت ْ‬ ‫ال‪َ :‬م ْن َم َ‬ ‫ُّه َد ِاء؟ قَ َ‬‫ض ُل الش َ‬ ‫اص‪َ :‬م ْن أَفْ َ‬‫سم ِو ِيه ال َق ِّ‬ ‫يل لِ َّ‬ ‫‪‬ق َ‬
‫ِ‬
‫يض ِة( )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َا ُدفتِ َن َللَى ا ْهلَ َ‬
‫‪1‬‬

‫يف َمائِ َد ُ ُم َح َّم ٍد بْ ِن يَ ْحيَى( )؟‬ ‫ال َّ ِ ِ‬


‫ْج َّما ِز ‪َ َ :‬‬
‫( )‬
‫الرشي ُد لل َ‬ ‫‪« ‬قَ َ‬
‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬

‫الر ِغ ِ‬ ‫ص ْح َفتُه ِم ْن قِ ْش ِر ْ‬ ‫ِ‬


‫ال‪ :‬شْبتٌر ِيف ش ٍِْب‪َ ،‬ا َ‬
‫ت قَ َ ِ‬
‫( )‬
‫يف‬ ‫ني َّ‬ ‫اش ‪َ ،‬ابَت ْ َ‬
‫‪11‬‬ ‫اخلَ ْش َخ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ُ َرٍ‪َ ،‬ابَ َ‬
‫ني اللَّون َااللَّون فَتْتتَرُ نَِ ٍّ‬ ‫الر ِغ ِ‬
‫ِب‪.‬‬ ‫ض ِر ُ‬‫يف َم ْ‬ ‫َا َّ‬
‫ض ُرَها؟‬ ‫ال‪ :‬فَ َم ْن َْْح ُ‬ ‫ت قَ َ‬
‫الةَر ُام ال َةاتِبُو َن»( )‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫ال‪ِ :‬‬ ‫ت قَ َ‬
‫ً‬
‫‪1‬‬
‫تيض‪ ،‬اهتتو التنَّةس يف املتترض بعتتد االنْتتدمال‪ .‬ااهليضتتة‪ :‬انطتالق التتبطن‪ ،‬يقتتال‪:‬‬
‫ت ت ُّتل اج ت ٍع للتتى الوجتتع هت ٌ‬
‫اقيام ُجيعاً‪ .‬لسان العرب ت هيض‪.‬‬ ‫بالرجل هيضةٌ إذا ان به قُياءٌ ٌ‬ ‫َّ‬
‫‪9‬‬
‫حممت ُتد بتتن لمتترا‪ .‬تتتويف ستتنة ‪115‬ه ت‪112 /‬م‪.‬ت اريخ بغ داد ت ج ت‬
‫تري املتتاجن‪َّ :‬‬ ‫الجم از‪ :‬هتتو َّ‬
‫الشتتالر البصت ُّ‬ ‫ت َّ‬
‫ص‪ ،125‬الكنى واألَلقاب ت ج‪2‬ت ص‪.151‬‬
‫‪1‬‬
‫اهلمتتة‪.‬‬
‫الرشتتيد‪ .‬تتان متتن ستتراات النَّتتاس؛ بعيتتد َّ‬
‫ت هتتو حممتتد بتتن ْحتتىي بتتن خالتتد الِبمةتتي؛ شتقيق جعفتتر ازيتتر َّ‬
‫وفيات األَعيان ت ج‪1‬ت ص ‪.22‬‬
‫تت َثرتتته محتراء‪ .‬لس ان الع رب ت‬ ‫ت اخلشتتخاش‪ :‬تتل شت ٍ‬
‫تيء يت ٍ‬ ‫‪11‬‬
‫تخاش أَيضتاً‪ :‬نتَْبت ٌ‬
‫تك بعضتتهُ بعضتاً‪ .‬ااخلَشت ُ‬
‫تابس ْحت ُّ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫َ‬
‫خشش‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫ت أَبو حيَّان التوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.51‬‬

‫ـ ‪ 046‬ـ‬
‫ثالثًا ا‪ً:‬أَساسًال َّته ُّكمً‬
‫االص ِطالَ ِح ا ِإل ْزَاءُ باملتَت َه َّة ِم بِِه‪،‬‬
‫ْ‬ ‫اجتَ َم َع لَهُ ِم َن اللُغَ ِة َا‬
‫ْ‬ ‫َص ِل َما‬
‫ْ‬ ‫َّه ُّة ُم ِيف أ‬
‫التت َ‬
‫ُ‬
‫ات أَا َُجَ ٍاد‪َ ،‬اِِب َذا‬ ‫الَّ ِذي ي ْشتَتر ُط أَ ْن ي ُةو َن إِنْساناً‪ ،‬فَالَ تَته ُّةم ِِبيتو ٍان أَا نَتب ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ك إِ ْد َ ُاك‬ ‫ِ‬ ‫ض ِح ِ ِ‬
‫يما ُه َو إِنْ َس ِاينٌّ» َاَ ذل َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫ك إالَّ ف َ‬ ‫الْ َم ْع َىن يَتَرع برجسون أَنَّهُ «الَ ُم ْ َ‬
‫‪1‬‬

‫َشا َ ُمولْيِير ت ‪Molière‬‬ ‫ص ا ِإلنْس ِ‬ ‫اخ ِر فَتهو « ِمن خ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫الت ُّ‬
‫َّهة ِم أَ ِا َّ‬
‫ان‪َ ،‬اقَ ْد أ َ‬ ‫صائ ِ َ‬ ‫َُ ْ َ َ‬
‫اه ِة ُه َو َما ُُيَيِّت ُز ا ِإلنْ َسا َن [ ِم َن( )] ا ْحلَيَت َو ِان‪ ،‬أ ََّما‬
‫‪11‬‬
‫َن الشُّعُوَ بِالْ ُمَز ِاح َاالْ ُف َة َ‬ ‫إِ َىل أ َّ‬
‫صائِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫ك فَ ِهي لَيس ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ص‬ ‫ص ا ِإلنْ َسان فَ َح ْس ُ ‪ ،‬بَ ْل م ْن َخ َ‬ ‫ت م ْن َخ َ‬ ‫ال َقابِليَّةُ للضَّح ِ َ َ ْ‬
‫اد أَيضاً»( )‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫ال ُقر ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫اهره ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اجل ُّد َابَاطنُهُ‬ ‫َّه ٌّة َم بِأَنَّهُ َ الٌَم «ظَ ُُ‬ ‫َّد ال َْم ْرصفي التت َ‬ ‫َاقَ ْد َحد َ‬
‫وس ِم َن ا ِإل ْجالَِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االست ْهَزاءُ ‪َ ...‬اُه َو‪ :‬ذ ْ ُر األَلْ َفا َللَى َما يُالَئ ُم النُّت ُف َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫االتتَّع ِظي ِم االتَّب ِش ِري االتتَّهنِئَ ِة ِيف سبِ ِيل ُّ ِ‬
‫َّه ُّة ِم َِّبَا ُه َو َ ذل َ‬ ‫الس ْخ ِريَة» ‪َ .‬االتت َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫ك‬ ‫‪11‬‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ْ‬
‫ف أَ ِا التَّت ْق ِديْ ِر إِ َىل َح ِّد الطََّرافَِة‬ ‫صِ‬ ‫الو ْ‬
‫ود يف َ‬
‫ص َِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وم َللَى الْ ُمبَالَغَة الْ َم ْق ُ‬‫يَت ُق ُ‬
‫ا ُّ ِ‬
‫َّص ِوي ِر فَت َق ْد‬
‫وضوعُ الت ْ‬ ‫ف أَ ْش َة ٍال أَا أَفْت َع ٍال‪ .‬أ ََّما َم ُ‬ ‫ص َ‬ ‫الش ُذاذ‪َ ،‬اقَ ْد يَ ُةو ُن َا ْ‬ ‫َ‬
‫َّه ُّة ُم‬
‫وجوداً َ ا َن التت َ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وج ُد ِيف الْ َم ُ‬
‫وصو َحقًّا َاقَ ْد الَ يَ ُةو ُن فيه؛ فَإ ْن َ ا َن َم ُ‬ ‫يُ َ‬
‫اخ ُر ت‬ ‫الس ِ‬ ‫صرياً َاتَت ْق ِريباً َاتَتْبعِيداً‪ََ ،‬تَاماً َ َما يَت ْف َع ُل َّ‬
‫الرستَّ ُام َّ‬ ‫ث بِِه تَطْ ِويالً اتَت ْق ِ‬
‫بِالعب ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫ص ْو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ود ً َ ا َن الْ ُمَر ُاد مْنت َها تَت ْر ْي ُ ُ َ‬ ‫وج َ‬
‫‪َ ،The Caricaturist‬اإ ْن َملْ تَ ُة ْن َم ُ‬
‫ض أَبْت َع ِاد َها َا َل َدِم تَت َوافُ ِق‬‫اخَرٍ‪ِ ،‬م ْن ِخالَِل تَتنَاقُ ِ‬ ‫مس ِخيَّ ٍة أَا هزلِيَّ ٍة أَا س ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬
‫‪1‬‬
‫ت برجسون‪ :‬الضَّحك ت ص‪.11‬‬
‫‪11‬‬
‫ت يف األَصل‪ :‬لن‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ت د‪ .‬لدنان شيد‪ :‬دراسات في علم الجمال ت ص ‪.129‬‬
‫‪11‬‬
‫‪1‬ت‪.1 1‬‬ ‫ت حسني املرصفي‪ :‬الوسيلة األَدبيَّة ت ج‪ 2‬ت ص‬

‫ـ ‪ 047‬ـ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ك أ َّ‬
‫َن‬ ‫وليَّ ِة بِالض َُّراَِ‪ ،‬ذل َ‬ ‫ك بعِي ٌد ل ِن الْموض ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َّه ُّة ُم بذل َ َ‬
‫ِ‬
‫تَتَرا يبِ َها‪َ ،‬االتت َ‬
‫صوٍَ ُم ْستَ ِقلَّ ٍة َل ْن أَ ْش َةالِِه‬ ‫ود بِ ُ‬‫اخ ِر َم ُو ُج ٌ‬ ‫الس ِ‬ ‫َّه ُّة ِم أَ ِا َّ‬ ‫اجلم ِ َّ ِ‬
‫اِل للتت َ‬ ‫ض ُمو َن َْ َ‬‫«الْ َم ْ‬
‫الصر ِاع بني الْواقِعِي االْ ِمث ِ ( ) ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫َّد‬
‫اِل» ‪ .‬ليَتَ َحد َ‬ ‫ض ِّم ِّ َ َ َ َ ِّ َ َ ِّ‬ ‫التت َّْعبِ ِرييَّة االنْف َعاليَّة ِيف خ َ‬
‫‪11‬‬

‫ني؛ الْ َع ِام ِل األ ََّاِل ِم ْن‬ ‫ني أَس ِ‬


‫اسيَّ ِ‬ ‫التتَّه ُّةم للَى ه َذا األَس ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫اس «م ْن خالَل َلاملَ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِب َم َع‬ ‫ول ِّي النْعِ َد ِام االنْ ِس َج ِام ِيف الْ َواقِ ِع َّ‬
‫الس ْلِ ِّ‬
‫ِخالَِل [الْ ِمعيا ِ ( )] الْموض ِ‬
‫َ ُ‬
‫‪11‬‬
‫َْ‬
‫الذ ِاِتِّ ِهل َذا‬
‫َّاين ِم ْن ِخالَِل [الْ ِم ْعيَا ِ ] َّ‬ ‫ان‪ ،‬االْ َع ِام ِل الث ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِِ ِ‬
‫األَفْ َةا الْمثَاليَّة لإلنْ َس َ‬
‫الس ْلبِيَّةُ ِلْن َد ا ِإلنْس ِ‬ ‫ف َُتلِّ ُفه الظَّ ِ‬ ‫ض اأ ِّ ِ‬
‫ان»( )‪.‬‬ ‫اهَرُ َّ‬ ‫َي َموق ٍ َ ُ‬ ‫الرفْ ِ َ‬‫َّ‬
‫‪19‬‬
‫َ‬
‫هذهِ الْ َم ْسأَلَ ِة َاأَ َّ َد َها ِلْن َد َما طَلَ َ ِمْنهُ أَبُو‬ ‫يدي إِ َىل ِ‬ ‫الََق ِد انْتتبه الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫صف لَه َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪ :‬لَهُ‪« :‬إِ ِّين َ ُج ٌل َمظْلُ ٌ‬
‫وم‬ ‫اد فَت َق َ‬
‫بن َعبَّ َ‬‫ب َ‬ ‫الصاح َ‬ ‫العا ِر ِ أَ ْن يَ َ ُ‬ ‫َع ْبد اهلل َ‬
‫ِمن ِجهتِ ِه‪ ،‬الاتِ للَ ِيه ِيف معاملَِيت‪ ،‬ا َش ِد ُ ِ ِِ‬
‫ص ْفتُهُ أَْبَ ُ‬
‫يت‬ ‫يد الغَيظ حل ْرَم ِاين‪َ ،‬اإِ ْن َا َ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫ْ َ ََ ٌ َ‬
‫اَننَاءَ َه َام ِة الْعِْل ِم‬
‫ك ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ِمْنهُ ُم ْس ِرفاً» ‪ .‬ليَ ْستَ ِح َّق ُم َف ِّة ُرنَا بِذل َ‬ ‫ِ‬
‫)‬ ‫(‬
‫ص ْف ُ‬ ‫ُمْنتَصفاً‪َ ،‬اانْتْت َ‬
‫‪2‬‬

‫ني‬ ‫ال‪ََِ « :‬ي للَى ِل ْل ِم االختِ ِ‬


‫صاصيِّ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫وريَاك ت الَّ ِذي قَ َ‬
‫اح َِتاماً لَهُ َللَى َح ِّد تَت ْعبِ ِري ُم ْ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫ات الْوض ِ ِ‬ ‫ان‪ ،‬اأَمام م ْقتَضي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬‫وح‪َ ،‬اا ْحل ِّ‬ ‫ُُ‬ ‫صْنت َعة النتََّز َاهة لْن َد ا ِإلنْ َس َ َ َ ُ َ َ‬ ‫أَ ْن يَتْن َح ِِن أ ََم َام َ‬
‫االلتِ َد ِال»( )‪.‬‬ ‫َّ ِ‬
‫‪21‬‬
‫السلي ِم َا ْ‬
‫ض ْرباً ِم َن ا ْهلِ َج ِاء‪ ،‬فَِإ َّن تَت َه ُّة َم‬
‫َّه ُّة َم َ‬
‫التت َ‬ ‫ك‪ ،‬إِ ْن َج َاز لَنَا أَ ْن نَتعُ َّد‬ ‫ِِ‬
‫َالذل َ‬
‫الذ ِخ َريِ إِ ْذ‬
‫سام ِيف َّ‬ ‫ابن بَ َّ‬ ‫يدي ِم ْن تَت َه ُّة ِم األَ ْشَرا ِ َللَى‬ ‫الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َح ِّد َما َلَّرفَهُ ُ‬
‫‪11‬‬
‫ت د‪ .‬لدنان شيد‪ :‬دراسات في علم الجمال ت ص ‪.121‬‬
‫‪11‬‬
‫ت يف األَصل‪ :‬املقياس‪ .‬ا ذلك التَّالية‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫ت د‪ .‬لدنان شيد‪ :‬دراسات في علم الجمال ت ص ‪.121‬‬
‫‪2‬‬
‫ت أَبو حيَّان التوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.5‬‬
‫‪21‬‬
‫ت أَند يه سياي‪ :‬مورياك ت ص ‪.219‬‬

‫ـ ‪ 048‬ـ‬
‫ني أ ََّاَهلَُما ِه َجاءُ األَ ْشَرا ِ الَّ ِذي َملْ يَتْبتلُ ْغ أَ ْن يَ ُةو َن ِسبَاباً ُم ْق ِذلاً‬ ‫َج َعلَهُ قِسم ِ‬
‫َْ‬
‫أخريٌ‪َ ،‬اُه َو طَأطَأَ قَ ِدُياً ِم َن‬ ‫يخ اتَتعبِري اتَت ْق ِدمي اتَ ِ‬
‫َاَه ْجواً ُم ْستَْب َشعاً‪ ،‬بَ ْل ُه َو تَوبِ ٌ َ ْ ٌ َ ٌ َ‬
‫َّاين َاُه َو الَّ ِذي أَ ْ ثَتَر ِمْنهُ َج ِر ُير‬
‫الق ْسم الث ِ‬
‫ُ‬
‫األَاائِ ِل اثَ َّل لراش ال َقبائِ ِل‪ .‬ا ِخالَفُه ِ‬
‫َ َ ُُ َ َ َ ُ‬
‫ول َج ِر َير‪ :‬إِ َذا َه َج ُْ‬ ‫َّاس‪ ،‬استِنَاداً إِ َىل قَ ِ‬ ‫ِ‬
‫وَت‬ ‫َاطَبَت َقتُهُ َاَم ْن تَبِ َع ُه ْم م َن الن ِ ْ‬
‫ت بِِه قَبِيلَةٌ( )‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫ط بَيتاً َاالَ لُيِّتَر ْ‬‫َض ِح ُةوا‪َ ،‬اه َذا النَّوعُ َملْ يَت ْه ِد ْم قَ ُّ‬
‫فَأ ْ‬
‫َغ ِِن ل ِن البتي ِ‬
‫اسهُ‪َ ،‬ا َللَى‬ ‫َس ُ‬ ‫َّه ُّة ِم َاأ َ‬
‫ُس التت َ‬‫يح َُهَا أ ُّ‬ ‫ِ‬
‫َن ال ُقْب َح َاالتَّت ْقب َ‬ ‫ان ُهنَا أ َّ‬ ‫ٌّ َ َ َ‬
‫َّه ُّة ِم إِالَّ أَنَّهُ َغريُ َ ا ٍ َاالَ َاا ٍ ‪،‬‬ ‫الرئِ ِ‬ ‫الر ْغ ِم ِم ْن أ َّ‬
‫يسةُ للتت َ‬ ‫اد ُ َّ َ‬ ‫َن ال ُقْب َح ُه َو الْ َم َّ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض ِ ‪ ،‬أَا‬ ‫ضا َاالغَ َ‬ ‫الر َ‬
‫ني ِّ‬‫ت ُم ْعتَد َل ا ْحلَ ِال بَ َ‬ ‫ك يتُتَابِ ُع التَّوحيدي قَائالً‪« :‬فَتلَو ُ ْن ُ‬ ‫َالذل َ‬
‫لا ِياً ِمْنتهما ُُجلَةً‪ َ ،‬ا َن الوصف أَص َد َق‪ ،‬ا ِّ ِ‬
‫َخلَ ُق»( )‪َ .‬اه َذا يَت ْع ِِن أ َّ‬
‫َن‬ ‫الص ْد ُق بِه أ ْ‬ ‫َْ ُ ْ‬ ‫َُ ْ‬ ‫َ‬
‫‪2‬‬
‫َ‬
‫صِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ َِّ‬ ‫ف ال ُقب ِح لِمجَّرِد الو ْ ِ‬
‫ف‬ ‫يس تَت َهةماً َاإَّنَا الَ بُ َّد م ْن ُمبَالَغَة يف َ‬
‫الو ْ‬ ‫صف لَ َ‬ ‫ص َ ْ َُ َ‬ ‫َا ْ‬
‫ص َدهُ ِم ْن قَولِِه‪:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َّه ُّة ُم َاافياً َشافياً‪َ ،‬اه َذا َما قَ َ‬
‫ِ‬
‫َا َلبَثاً ِيف َلنَاص ِرهِ َ ْي َما يَ ُةو َن التت َ‬
‫َّه ُّة ُم‬ ‫ِ‬ ‫صفاً‪ ،‬اانْتتَص ْف ِ‬ ‫«إِ ْن اص ْفتُه أَ بيت ( ِزْدت) مْنتَ ِ‬
‫ت مْنهُ ُم ْس ِرفاً»‪َ .‬االَ يَت ْقتَص ُر التت َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ ُ َْ ُ‬
‫وصو ِ ‪،‬‬ ‫يح َما َح ُس َن ِيف الْ َم ُ‬ ‫اخراً بَ ْل يَتتَ َج َااُزهُ إِ َىل تَت ْقبِ ِ‬‫ف ال ُقب ِح اصفاً س ِ‬
‫ْ َْ َ‬
‫صِ‬ ‫َللَى َا ْ‬
‫اض ٌح أَيضاً ِيف َ الَِم أَبِي َحيَّان‪.‬‬ ‫اه َذا ا ِ‬
‫َ َ‬
‫َّه ُّة ِم إِ َّما أَ ْن يَ ُةو َن تَ َشفِّياً أَا أَ ْن يَ ُةو َن طَْبعاً؛ فَِإ ْن َ ا َن‬ ‫االب ِ‬
‫ث َللَى التت َ‬ ‫ال ُ‬ ‫ََ‬
‫ضاءُ َسبَبُهُ‪َ ،‬اإِ ْن َ ا َن طَْبعاً فَالْ ِةْبت ُر َاالغُُراُ ِللَّتُهُ‪َ ،‬ااأل َْمَر ِان‬ ‫اح ُن َاالبَت ْغ َ‬
‫َّش ُ‬‫تَ َشفِّياً فَالت َ‬
‫الوِز َيري ِن))‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ود ِلْن َد َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صاح (( َمثَال َ‬ ‫وج ٌ‬‫الَ َُهَا َم ُ‬

‫‪22‬‬
‫ت ابن بسام‪ :‬الذخيرة ت القسم األ ََّال ت اجمللَّد األ ََّال ت ص‪.511‬‬
‫‪2‬‬
‫ت أَبو حيَّان التوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.51‬‬

‫ـ ‪ 049‬ـ‬
‫ان ‪َ ،‬ابِ َسبَبِ ِه َما‬ ‫اد معرافَتتَ ِ‬ ‫صتَاه مع اب ِن ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫العميد َوابْ ِن َعبَّ َ َ ْ ُ‬ ‫َّشفِّي فَق َّ ُ َ َ ْ َ‬ ‫أ ََّما الت َ‬
‫‪21‬‬

‫َّه ُّة ِم ِيف‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َع ِتَابَهُ َّ‬


‫الوِز َيري ِن)) الَّذي َ ا َن َااحداً م ْن فَتَرائد التت َ‬ ‫ب َ‬ ‫الش ِه َري‪َ (( :‬مثَال َ‬ ‫َا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التتَُّراث ا ِإلنْ َس ِاينِّ‪َ ،‬ا َلدَّهُ آدم ميتز م ْن أَْ َاِع آيَات النَّثْ ِر َ‬
‫العَرِ ِّ‬
‫يب‪.‬‬
‫اد بللِيَّ ِة التتَّرِي ِ االتَّصُّر ِ‬ ‫ي َذ ِّ رنَا أَب و حيَّان ِيف أَح ِد أ ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َاصافه لت ابْ ِن َعبَّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ َ‬
‫ان إِنْسانِيَّته الْمتمثِّتلَ ِة بِا ْحلي ِويَِّة احِّريتَِّة ا ْحلرَ ِة االتَّصُّر ِ‬ ‫الَِّيت تَتْنتزع ل ِن ا ِإلنْس ِ‬
‫ََ َ َ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫َ َ ُ َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫سون ت ‪ُ Bergson‬د ْستُو اً أ ََّاالً‬ ‫يل آلَةً أَا شْبهَ آلَة‪َ ،‬اه َذا َما اَتَ َذهُ ب ِر ْج ُ‬ ‫ليَ ْستَح َ‬
‫ض ِح َةةً إِ َذا ذَ َّ َرنَا‬ ‫َاضاعُ ا ْجلِ ْس ِم ا ِإلنْ َس ِاينِّ َا َحَرَ اتُِه ُم ْ‬ ‫ِِ‬ ‫لِلض ِ‬
‫َّح ِ‬
‫ك ِيف قَوله‪ « :‬تَتْب ُدا أ َ‬
‫ول اب ِن الع ِم ِ‬ ‫ه َذا ا ْجلِسم بِللَ ٍة آليَّ ٍة ت ‪ ،) (» Mechanical‬فَتيت ُق ُ ِ‬
‫يد ِيف‬ ‫ول بَادئاً بَِق ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪25‬‬
‫ُْ‬
‫ِ‬
‫العميد إِ َذا َآهُ قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ابْ ِن َعبَّ َ‬
‫َح َس ُ أ َّ‬
‫َن‬ ‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫ض ِل ابْ ُن َ‬ ‫اد ُم َعقِّباً َللَيه‪ َ « :‬ا َن أَبُو ال َف ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف التَّثَت ِِّن‬ ‫ص َد َق فَِإنَّهُ َ ا َن ظَ ِر َ‬ ‫َلينَيه ُِّ بَتَا م ْن ِزئْتبَ ٍق‪َ ،‬الُنُت َقهُ لُم َل بِلَولَ ٍ ‪َ .‬ا َ‬
‫ك االتَّت َفت ُِّل‪ َ ،‬ثِري التتَّع ُّو ِج االتَّم ُّو ِج ِيف َش ْة ِل الْمرأَِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫يد التَّت َفة َ‬ ‫َاالتَّتلَ ِّوي‪َ ،‬ش َد َ‬
‫َُشَ ِط»( )‪.‬‬ ‫َّث األ ْ‬‫اجنَ ِة‪ ،‬االْمخن ِ‬ ‫اجرِ الْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َُ‬ ‫الْ ُم ْوم َسة‪َ ،‬اال َف َ َ‬
‫‪21‬‬

‫اك بِوساطَِة التَّت ْقلِ ِ‬ ‫ب يذ ِّ رنَا م َف ِّةرنَا بِا ِإل ْ ِ‬ ‫آخر لِ َّ ِ ِ‬ ‫اِيف ا ْ ٍ‬
‫يد أَا‬ ‫ض َح َ َ‬ ‫لصاح ُ ُ ُ ُ‬ ‫صف َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن ُ َّل‬ ‫ك أ َّ‬ ‫الوقُو َ لْن َد َها بِعنَايَة‪ ،‬ذل َ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُم َحا َ ا ‪َ ،‬اهذه َم ْسأَلَةٌ ُمه َّمةٌ تَ ْستَح ُّق ُ‬
‫ٍِ ِ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ُسلُوَ اتنَا أَا ُجل َها َتَُُّر َه َة َذا م ْن ُد ْان أ َْد ََن تَت ْعليق أَا ُمالَ َحظة‪َ ،‬الة ْن إ ْن َجاءَ‬
‫ِ ِِ ٍ‬ ‫ات أَح ِدنَا أَا تَ ِِ‬ ‫اح ٌد اأَخ َذ يت َقلِّ ُد حرَ ِ‬ ‫ِ‬
‫صُّرفَاته لَ َدع قيَامه بِأ ََداء َما فَِإنَّهُ يَتْنتَ ِزعُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َا َ َ ُ َ َ‬
‫يد َحَرِيًّا‬ ‫اختِالَ ٌ َ بِريٌ ِيف أَ ْن يَ ُةو َن التَّت ْقلِ ُ‬ ‫يس ََثَّةَ ْ‬‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫ا‬‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ا‬
‫ً‬ ‫ال‬‫ز‬‫َ‬
‫ك ِمن أَفْتو ِاهنَا انْتِ‬
‫َّح َ ْ َ‬ ‫الض ْ‬

‫‪21‬‬
‫القصتني يف الفصل األَال املعنون بت حمطات يف حيا التوحيدي‪.‬‬
‫ت َتدَّثنا لن هاتني َّ‬
‫‪25‬‬
‫الض حك لِبجستون ت ص ‪ 2‬ت ‪ .21‬ا تذلك رس ائل أَب ي حي ان التَّوحي دي ت‬ ‫ت انظتر تفصتيل ذلتك يف تتاب‪َّ :‬‬
‫ص ‪.111‬‬
‫‪21‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬مثالب الوزيرين ت ص ‪.1‬‬

‫ـ ‪ 051‬ـ‬
‫وصوفَ ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ط بِبتر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العنَاص ِر الْ َم ُ‬ ‫ص ِّوِ َاقُ ْد َته َللَى انْت َقاء َ‬ ‫أَا لَ ْفظيًّا‪ ،‬فَةالَ َُهَا ُم ْرتَبِ ٌ َ َ َ‬
‫الة الْ ُم َ‬
‫ِ‬
‫ول أَبِي َحيَّان ِيف‬ ‫ك قَ ُ‬ ‫اك‪َ .‬اِم ْن ذل َ‬ ‫ض َح ُ‬‫ال ِة يَ ُةو ُن ا ِإل ْ‬‫ص َّوَِ‪َ ،‬ابَِق ْد ِ البَتَر َ‬ ‫أَا الْ ُم َ‬
‫اس‬‫اد‪ َ « :‬ا َن يَ ِأِت بِالْ ُم َس َّج ِع ِيف أَثَِر َ الَِم ِه‪َ ،‬م َع َ ِايٍَّة طَ ِويلَ ٍة َاأَنْت َف ٍ‬ ‫ف ابْ ِن َعبَّ َ‬ ‫صِ‬ ‫َا ْ‬
‫اخ ِمْن َخر ِيه‪ ،‬االتِو ِاء ِش ْدقَ ِيه‪ ،‬اتَت َع ُّو ِج لُنُ ِق ِه‪ ،‬االلَّعِ ِ‬ ‫يد ٍ‪ ،‬اح ْشرج ِة ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص ْد ‪َ ،‬اانْت َف ِ َ َ َ‬ ‫َمد َ َ َ َ َ َ‬
‫ان الش ِ‬
‫َّايف‬ ‫هذهِ األَمثِلَ ِة الع ِجيب ِة‪ ،‬االبتي ِ‬ ‫بِعْنت َف َقتِ ِه‪ ،‬فَتلَو أَيته يت َقِّر الْمسائِل للَى ِ‬
‫َ َ َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ َُ ُ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ض ْرباً ِم َن الغََرائ » ‪.‬‬
‫ِ ِ ( )‬
‫‪21‬‬ ‫ِ‬
‫الع َجائ ِ ‪َ ،‬ا َ‬
‫ِ‬
‫َيت َل َجباً م َن َ‬ ‫لََرأ َ‬
‫ب يتُْن ِش ُد َاُه َو يتُْل ِوي َقَتبَتَهُ‪َ ،‬اَُْي ِح ُ‬ ‫ول‪ َ « :‬ا َن َّ ِ‬
‫ظ‬ ‫الصاح ُ‬ ‫آخَر يَت ُق ُ‬‫ص ٍل َ‬ ‫ِاِيف فَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َدقَتتَهُ‪َ ،‬ايتُْن ِزي أَطَْرا َ َمْن َةبِه‪َ ،‬ايَتتَ َساءَ ُل َايَتتَ َمايَ ُل َاَ أنَّهُ الَّذي يَتتَ َخبَّطُهُ‬
‫( )‬
‫‪21‬‬

‫س»( )‪.‬‬ ‫ِ‬


‫الشَّيطَا ُن م َن الْ َم ِّ‬
‫‪29‬‬

‫َاصا َ تَتْب ُدا أل ََّاِل اْهلَ ٍة َغري ُم ْ ِ ٍ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫اج‬
‫ضح َةة‪ ،‬فَه َي ََْتتَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َال ْل َح ِّق فَِإ َّن هذه األ َ‬
‫ك فَِإنتَّ َها تَ ُةو ُن َللَى أَا َىف َما َ ا َن الْ ُمَر ُاد ِمْنت َها ِلْن َد َما‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫إِ َىل تَتتَبُّ ٍع َل ْقل ٍّي َاََتَيُّل ٍّي‪َ ،‬الذل َ‬
‫يدي االنْتِبَ َاه إِ َىل‬ ‫ات‪ ،‬الِذلِك لََفت الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ض ا ْحلرَ ِ‬ ‫تَ ُةو ُن ُم ْق َِِتنَةً بِا ِإللْ َق ِاء َاأ ََد ِاء بَت ْع ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ََ‬
‫َيت ‪َ ،»..‬اَ ثِرياً َما َ ا َن يتَُرِّ ُز َللَى‬ ‫ال‪« :‬فَتلَو َأَيتَهُ ‪ ...‬لََرأ َ‬ ‫اه ِد ِ فَت َق َ‬‫ض ُراِِ الْ ُم َش َ‬ ‫َ‬
‫اض َع مُْتَلِ َف ٍة ِم َن الْ َمثَالِ ِ ‪.‬‬
‫ب ِيف مو ِ‬ ‫اح ِ‬‫الص ِ‬ ‫هذهِ ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫ص ِوي ِر َّ‬ ‫الص َفات ِيف تَ ْ‬
‫َّه ُّة ُم بِالطَّْب ِع فَت َق ْد ا ْشتُ ِهَر أ َِدي ُ ال َفالَ ِس َف ِة َافَيلَ ُسو ُ األ َُدبَ ِاء بَِولَعِ ِه‬ ‫أ ََما التت َ‬
‫اخل ِفي‪ ،‬ا ََّّبا الظَّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بِاألَج ِوب ِة الْم ْف ِحم ِة‪ ،‬االتَّعِلِي َق ِ‬
‫اه ِر‪َ ،‬اه َذا ِن‬ ‫ات الْ َم ْل ُفوفَ ِة بِ ِرَداء ا ْهلُْزء َْ ِّ َ ُ َ‬ ‫َْ ُ َ َ‬
‫ت لِ َسانِِه‪،‬‬ ‫ك َمل يِ ُةن ُخيْ ِفي ََت ُّوفَه ِمن زالَّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ُ ْ َ‬ ‫َّه ُّة ِم‪َ .‬الذل َ ْ ْ‬ ‫األ َْمَران الَ َُهَا م ْن بَاب التت َ‬
‫ُّلاءَ الَّ ِذي ُه َو ِم ْن َخ ِّ‬
‫اص أ َْد ِليَتِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫لسبَ ِ ذَاته َ ا َن يتُ ْؤث ُر ه َذا الد َ‬ ‫َافَتلَتَاتِِه‪َ ،‬الَ َعلَّهُ لِ َّ‬
‫‪21‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج ‪ 1‬ت ص ‪. 15‬‬
‫‪21‬‬
‫ت يُن ِزي‪ :‬يُدِل‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬مثالب الوزيرين ت ص ‪.1‬‬

‫ـ ‪ 050‬ـ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َسأَلُهُ‬ ‫ب‪َ ،‬اأ ْ‬ ‫ف‪َ ،‬اَه ْج ٍو يَطُوُ بِه تَ َة ُّذ ٌ‬ ‫ص َحبُهُ تَ َةلُّ ٌ‬‫ول‪« :‬أَلُوذُ باهلل م ْن َم ْد ٍح يَ ْ‬ ‫فَتيَت ُق ُ‬
‫ان‪ ،‬الرامةَ ه َذا الطَّب ِع‪ ،‬اطُ ْغيا َن ِ‬
‫هذهِ النَّت ْف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أَ ْن ي ْة ِفي ِِن ح ِ‬
‫س‪ ،‬فَت ُه َو‬ ‫ْ َ َ‬ ‫صائ َد ه َذا اللِّس َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ٍ ( )‬
‫ود‪َ ،‬اأَ ْ َرُم َم ْس ُؤال» ‪.‬‬ ‫َسح م ْقص ٍ‬
‫أ َْ ُ َ ُ‬
‫الت‪ ،‬الَ‬ ‫ك للَ ِيه الْم ْش ِة ِ‬ ‫وح لِسانِِه فَأَثَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ذل َ َ ُ‬ ‫َالةنَّهُ َملْ يَ ْستَط ْع َ ْب َح ُُجُ ِ َ‬
‫ف الَِّيت َمَّر ِِبَا أَبُو َحيَّان قَولُهُ‪:‬‬ ‫هذهِ الْمواقِ ِ‬ ‫ِسيَّما مع الوِزيري ِن‪ .‬اِمن ِ‬
‫ََ‬ ‫َ ََ َ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫«قَ َ ِ‬
‫َج ُّل‬
‫ت‪ :‬أ َ‬ ‫َّاك أَبَا َحيَّان ؟ قُت ْل ُ‬ ‫ب يَوماً‪ :‬يَا أَبَا َحيَّان َم ْن َ ن َ‬ ‫الصاح ُ‬ ‫ِل َّ‬ ‫ال َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ت ! قَ َ‬ ‫ت‪ :‬أَنْ َ‬ ‫ك ! قُت ْل ُ‬ ‫َّاس ِيف َزَمانِِه‪َ ،‬اأَ ْ بَت ُرُه ْم ِيف َاقْتِ ِه‪ .‬قَ ِال‪َ :‬م ْن ُه َو ؟ َايلَ ْ‬
‫الن ِ‬
‫َضرب لن ه َذا ا ْحل ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يث‬ ‫َ‬ ‫ت يَا أَبَا َحيَّان ! فَأ ْ َ َ َ ْ‬ ‫ني قُت ْل َ‬‫ت‪ :‬ح َ‬ ‫ك؟ قُت ْل ُ‬ ‫َاَم ََّت َ ا َن ذل َ‬
‫ت َللَ ِيه»( )‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َخ َذ ِيف َغ ِريه َللَى َ َر َاهة ظَ َهَر ْ‬ ‫َاأ َ‬
‫‪1‬‬

‫َّث َل ْن َ ُج ٍل أ َْلطَاهُ َشيئاً فَتتَتلَ َّةأ ِيف‬ ‫ال ِِل َّ ِ‬


‫ب يَوماً‪َ ،‬اُه َو يَتتَ َحد ُ‬ ‫الصاح ُ‬ ‫«قَ َ َ‬
‫قَتبُولِِه‪:‬‬
‫الد ْه ِر *‬
‫ين َعلَى َّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫* َولَ بُ َّد م ْن َشيء يُع ُ‬
‫ِ‬
‫ت‬ ‫ك‪ .‬فَت ُق ْل ُ‬ ‫يت‪ ،‬فَ َما َ ا َن ِلْن َد ُه ْم ذل َ‬ ‫ال‪ :‬سأَلت َُجالةً لن ص ْد ِ ه َذا الب ِ‬
‫َ‬ ‫ُثَّ قَ َ َ ُ َ َ َ ْ َ‬
‫اق)‪ :‬أَنَا أَح َف ُ ِ‬ ‫السي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضٍ‬ ‫ك‪ ،‬فَتنَظََر بِغَ َ‬ ‫ظ ذل َ‬ ‫ْ‬ ‫( َالَ َعلَّهُ قَاطَ َعهُ ِيف ا ْحلَديث َ َما يَتْب ُدا م َن ِّ َ‬
‫ال‪ :‬ما أَسر ِ‬
‫ت‪ :‬ذَ َ ْرتُهُ‬ ‫ك‪ .‬قُت ْل ُ‬ ‫ع ذ ْ َرَك َانِ ْسيَانَ َ‬ ‫يت‪ .‬فَت َق َ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫ت‪ :‬نَس ُ‬ ‫ال‪َ :‬ما ُه َو؟ قُت ْل ُ‬ ‫َاقَ َ‬
‫ال‪َ :‬اَما َحيلُولَتُت َها؟‬ ‫يت‪.‬؟ قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫اا ْحل ُ ِ‬
‫السالََمةُ نَس ُ‬ ‫ت َل ِِّن َّ‬ ‫استَ َحالَ ْ‬ ‫يمةٌ‪ ،‬فَتلَ َّما ْ‬ ‫ال َسل َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال َما يُثريُ‬ ‫ب أَالَّ يُ َ‬ ‫ض ْ ‪ ،‬فَت َو َج َ ِيف ُح ْس ِن األ ََد ْ‬ ‫ب بِغَ َ‬ ‫الصاح ُ‬ ‫ت‪ :‬نَظََر َّ‬ ‫قُت ْل ُ‬
‫يك؟!»( )‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ض َ َللَ َ‬ ‫ال‪َ :‬اَم ْن تَ ُةو ُن َح ََّّت نَت ْغ َ‬ ‫ض ْ ‪ .‬قَ َ‬‫الغَ َ‬

‫َّوحيدي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫تسرله يف معظم مقدِّمات فواتح ت الت‬
‫اخلاص ِبفظ اللسان من ُّ‬
‫ِّ‬ ‫تةر مضمون الدلاء‬ ‫ت َّ‬
‫‪1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬مثالب الوزيرين ت ص ‪.2 1‬‬
‫‪2‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج ‪ 15‬ت ص‪.1‬‬

‫ـ ‪ 052‬ـ‬
‫ت فِ َيها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اح ِ‬ ‫الص ِ‬
‫ت َمائِ َد َ َّ‬
‫ت َمض َريٌ‪ ،‬فَأ َْم َعْن ُ‬ ‫ب‪ ،‬فَت ُقد َ‬
‫ِّم ْ‬ ‫ض ْر ُ‬
‫ال أَيضاً‪َ « :‬ح َ‬ ‫َاقَ َ‬
‫ضُّر بِالْ َم َشايِ ِخ!‬‫ال ِِل‪ :‬يَا أَبَا َحيَّان‪ ،‬إِنتَّ َها تَ ُ‬
‫فَت َق َ‬
‫ع التَّطبُّ َ َللَى طَ َع ِام ِه فَت َع َل‪.‬‬ ‫الصاح ُ أَ ْن يَ َد َ‬
‫فَت ُق ْلت‪ِ :‬إل ْن أَع َّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫استَ ْحيَا‪َ ،‬اَملْ يَتْن ِط ْق إِ َىل أَ ْن فَتَر ْغنَا» ‪.‬‬
‫( )‬ ‫ِ‬
‫َين أَلْ َق ْمتُهُ َح َجراً‪َ ،‬ا َخج َل َا ْ‬
‫فَ َةأ ِّ‬
‫أنموذجٌ من تهكُّم التوحيدي‬
‫(‪) 1‬‬
‫أَخالق الصَّاحب بن عبَّاد‬

‫ِ‬ ‫اضر ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِ َّن َّ‬


‫ف‬ ‫يح اللِّ َسان؛ قَ ْد نَتتَ َ‬ ‫اجلََواب‪ ،‬فَص ُ‬ ‫الر ُج َل َ ثريُ الْ َم ْح ُفو ‪َ ،‬ح ُ‬
‫َخ َذ ِم ْن ُ ِّل فَ ٍّن أَطَْرافاً‪َ .‬االغَالِ ُ َللَ ِيه َ الَ ُم‬ ‫يف أَ ْشيَاءَ‪َ ،‬اأ َ‬ ‫ب َخ ِف ٍ‬ ‫ِمن ُ ِّل أ ََد ٍ‬
‫ْ‬
‫ني الْم ْعتَ ِزلَِة‪ ،‬اِتَابَتتُهُ ُم َه َّجنَةٌ بِطَرائِِق ِهم‪ ،‬اُمنَاظَرتُهُ َم ُشوبَةٌ بِعِبَا ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫املُتَ َةلِّم َ ُ‬
‫َجَزائِ َها‬‫ين ِيف أ ْ‬
‫ِ‬ ‫احلِة ِ‬
‫ْمة َاالنَّاظ ِر َ‬ ‫ص َللَى أ َْه ِل ْ َ‬
‫َّع ُّ ِ‬
‫يد التت َ‬ ‫َّاب‪َ .‬اُه َو َش ِد ُ‬ ‫ال ُةت ِ‬
‫اجلُْزِء‬
‫يس ِلْن َدهُ بِ ْ‬ ‫وسي َقى االْمْن ِط ِق ا ِ‬
‫الع َدد‪َ .‬الَ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫َ ا ْهلْن َدس ِة االطِّ ِّ االتَّتْن ِجي ِم االْم ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ا ِإل َهل ِّي َخبَتٌر‪َ ،‬االَ لَهُ فيه أ ٌ‬
‫َثر‪.‬‬
‫يس بِ َذ َاك‪َ ،‬اِيف بَ ِد َيهتِ ِه‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫ا‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِّعر‬
‫َ‬ ‫الش‬ ‫ول‬
‫ُ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫َ‬‫ي‬‫ا‬‫َ‬ ‫؛‬ ‫ايف‬ ‫َ‬
‫اهو حسن ِ‬
‫القيَ ِام بِال َقو ِ‬
‫ََُ َ َ ُ‬
‫ِّعَرع قَ ِريبَةٌ ِمْنهُ‪َ ،‬ايَتتَ َشيَّ ُع‬‫اجلَ َوزاءُ‪َ ،‬االش ْ‬‫َغَزا ٌَ‪َ .‬اأ ََّما َايتَّتُهُ فَ َخ َّوا ٌ‪َ .‬اطَالِعُهُ ْ‬
‫الر ْمحَِة‪،‬‬
‫الرأفَِة َا َّ‬ ‫يديَِّة‪َ ،‬االَ يَت ْرِج ُع إِ َىل ِّ‬
‫الرقتَِّة َا َّ‬ ‫الز ِ‬
‫لِ َم ْذ َه ِ أَبي َحنِْي َفة َاَم َقالَِة َّ‬
‫َّاس ُ لُّ ُهم ُْحم ِج ُمو َن َلْنهُ‪ِ ،‬جلُْرأَتِِه َا َسالَطَتِ ِه َااقْتِ َدا ِهِ َابَ ْسطَتِ ِه؛ َش ِد ُ‬
‫يد‬ ‫َاالن ُ‬
‫ان‪ .‬يتُ ْع ِطي َ ثِ ْرياً قَلِيالً؛‬ ‫اب‪ ،‬ب ِذيء اللس ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اب‪ ،‬طَ ِويل العِتَ ِ‬
‫ُ‬
‫يف الثتَّو ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اب‪ ،‬طَِ‬
‫ف‬ ‫العِ َق ِ‬

‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج ‪ 15‬ت ص‪.1‬‬


‫‪1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص ‪ 51‬ت ‪.59‬‬

‫ـ ‪ 053‬ـ‬
‫يد ال َفيئَ ِة‪،‬‬ ‫أَل ِِن يتع ِطي ال َةثِري ال َقلِ‬
‫ض ِ ‪ ،‬بَعِ ُ‬ ‫أس‪َ ،‬س ِر ُ‬
‫يع الغَ َ‬ ‫وب ِِبََرا َِ َّ‬
‫الر ِ‬ ‫يل‪َ .‬م ْغلُ ٌ‬‫َ َ‬ ‫ْ ُْ‬
‫ِ‬
‫ض ِل‪،‬‬ ‫ف َللَى أ َْه ِل ال َف ْ‬‫ود َحدي ٌد‪َ ،‬ا َح َس ُدهُ َاقْ ٌ‬ ‫ود َح ُق ٌ‬ ‫قَ ِري ُ الطِّيَتَرِ‪َ .‬ح ُس ٌ‬
‫الة َفايَِة‪.‬‬
‫ا ِح ْق ُده سا ٍ إِ َىل أَه ِل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬
‫صِّرفُو َن فَتيَ َخافُو َن َسطْ َوتَهُ‪َ .‬اأ ََّما الْ ُمْنتَ ِجعُو َن فَتيَ َخافُو َن‬ ‫َّاب َاالْ ُمتَ َ‬‫أ ََّما الةت ُ‬
‫ك نَاساً‪َ ،‬انَت َفى أ َُّمةً ََنْ َوً َاتَت َعنُّتاً َاََتَُِّباً َاَزْهواً‪َ .‬اُه َو‬ ‫َج ْف َوتَهُ‪َ .‬اقَ ْد قَتتَ َل َخ ْلقاً‪َ ،‬اأ َْهلَ َ‬
‫َن الْ َم ْد َخ َل َللَ ِيه َا ِاس ٌع‪َ ،‬االْ َمأتَى إِلَ ِيه‬ ‫ِب‪ ،‬أل َّ‬ ‫ِ‬
‫ِب‪َ ،‬اَخيْلبُهُ الغَِ ُّ‬ ‫الصِ ُّ‬
‫َم َع ه َذا َخيْ َدلُهُ َّ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ك بِأَ ْن يتُ َق َ‬ ‫ِ‬
‫َس ْه ٌل‪َ ،‬اذل َ‬
‫وم ِه َوَم ْنثُوِرِه‪ ،‬فَ َما‬ ‫مولَنَا ي ت َق َّدم بأَ ْن أَعار َشيئ ا ِمن َىالَِم ِه‪ ،‬ورسائِل م ْنمُ ِ‬
‫ََ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ ُ َ َ َ‬
‫َيه ِمن فَ رغَانَةَ وِمصر وتَ ْفلِيس إِلَّ أل ِ‬ ‫ت األَر إِل ِ‬
‫ص َح‬ ‫َستَفي َد َىالَ َمهُ َوأَفْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُج ْب ُ‬
‫ات‬‫آن‪َ ،‬وفِ َق ُرهُ فِ َيها آيَ ُ‬ ‫بِ ِه‪ ،‬وأَتَعلَّم البالَغَةَ ِم ْنهُ؛ لَ َكأنَّما رسائِل مولَنَا سور قُر ٍ‬
‫َُ ُ ْ‬ ‫َ ََ ُ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫س ْب َحان‬ ‫ٍ‬ ‫احتِج ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫اجهُ م ْن ابْت َدائ َها إلَى انْت َهائ َها بُ ْرَها ٌن فَو َق بُ ْرَهان‪ .‬فَ ُ‬ ‫فُ ْرقَان‪َ ،‬و ْ َ ُ‬
‫ص‪.‬‬ ‫يع قُ ْد َرتِِه فِي َش ْخ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫من جعل العال ِ ِ ٍ‬
‫َم في َواحد‪َ ،‬وأَبْ َرَز َجم َ‬ ‫َ ْ ََ َ َ َ‬
‫يض ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬ايَت ْل َهى َل ْن ُ ِّل ُم ِه ٍّم لَهُ‪َ ،‬ايَتْن َسى ُ َّل فَ ِر َ‬ ‫ك َايَ ُذ ْا ُ‬ ‫ني ِلْن َد ذل َ‬ ‫فَتيَل ْ ُ‬
‫الوِ ِق‪ ،‬ايُ َس ِّه َل لَهُ ا ِإل ْذ َن‬ ‫اخلَا ِزِن بأَن ُخيرِج إِلَ ِيه سائِلَه مع ِ‬ ‫َللَ ِيه‪ ،‬ايتتَت َقد ُ ِ‬
‫الوَق َ‬ ‫َ ََ ُ ََ َ‬ ‫َّم إ َىل ْ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم ُّة َن من ََْملسه؛ فَه َذا ه َذا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫صَِ‬ ‫ِ‬
‫ول إلَيه‪َ ،‬االت َ‬ ‫الو ُ‬‫َللَيه َا ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِِ‬
‫يسى ب ِن‬ ‫ص ِل شعراً‪َ ،‬ايَ ْدفَتعُهُ إ َىل أَبي ع َ‬ ‫ُثَّ يَت ْع َم ُل ِيف أَاقَات َ الْعيد َاال َف ْ‬
‫ُّعَر ِاء‪َ ،‬اُ ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد َ‪ْ ،‬ام َد ْح ِِن ِبَا ِيف ُُجْلَة الش َ‬ ‫صَ‬ ‫ول‪ :‬قَ ْد ََن ْلتك ِ‬
‫هذهِ ال َق ِ‬ ‫َُ َ‬ ‫ال ُْمنَج ِم َايَت ُق ُ‬
‫ك( ) قَ ْد‬ ‫ي ُحمَ َّة ٌ‬ ‫يسى ت َاُه َو بَت ْغ َد ِاد ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الث َ ِ‬
‫ين‪ .‬فَتيَت ْف َع ُل أَبُو ع َ‬ ‫َّالث م َن ا ْهلََم ِج الْ ُمْنشد َ‬
‫‪5‬‬

‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫نش ُد‪ ،‬فَتيت ُق ُ ِ‬ ‫َّك ت اي ِ‬ ‫اخ َللَى اخلَ َدائِ ِع َ‬
‫ص َفهُ‬ ‫ول لْن َد َسَاله ش ْعَرهُ ِيف نَت ْفسه َاَا ْ‬ ‫َ‬ ‫اَتَن َ ُ‬ ‫َش َ‬

‫ت ُحمَ َّة ٌ‬
‫‪5‬‬
‫ب‪.‬‬
‫ب ُمد َّ ٌ‬
‫ك‪ :‬أَي َُمَّر ٌ‬

‫ـ ‪ 054‬ـ‬
‫ك ت َااهللِ ت َُِمي ٌد‪ِ ،‬زْه يَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِِ‬
‫يسى‪ ،‬فَِإنَّ َ‬ ‫بل َسانه‪َ ،‬اَم ْد َحهُ م ْن ََْتب ِريه‪ :‬أَل ْد يَا أَبَا ع َ‬
‫يس ه َذا ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يك؛ لَ َ‬ ‫ت قَت َواف َ‬‫َّح ْ‬ ‫ك َاتَتنَتق َ‬ ‫ت قَ ِرْحَتُ َ‬
‫ك َاَز َاد ْ‬‫ص َفا ذ ْهنُ َ‬ ‫يسى َااهلل قَ ْد َ‬ ‫أَبَا ع َ‬
‫اضي؛ ََمَالِسنَا َُتَِّرج النَّاس اتَت َه َهلُم َّ‬
‫الذ َ اءَ‪،‬‬ ‫الطِّرا ِز األ ََّاِل ِحني أَنْ َش ْدتَتنَا ِيف الْم ِ‬
‫َْ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِرفُهُ‬ ‫َاتَ ِز ُ‬
‫)‬ ‫(‬ ‫)‬ ‫(‬
‫ود َن َلتيقاً ‪َ ،‬االْ ُم ْح َمَّر َج َواداً‪ُ ،‬ثَّ الَ يَ ْ‬ ‫يد َهلُ ُم الفطْنَةَ‪َ ،‬اَُتَ ِّو ُل ال َة َ‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫ُّعَر ِاء َا َغ ِريُهم‬ ‫ظ ا ْجلم ِ‬


‫الةَ م َن الش َ‬
‫ِِِ ِ ِ ِ ٍ ِ ٍ ِ ٍ ِ‬
‫َل ْن ََْملسه إِالَّ ِبَائَزٍ َسنيَّة‪َ ،‬ا َلطيَّة َهنيَّة‪َ ،‬ايُغي ُ َ َ َ‬
‫صَرالاً‪َ ،‬االَ يَِز ُن بَتْيتاً‪َ ،‬االَ يَ ُذ ْا ُق‬ ‫َن أَبا ِعيسى الَ يت ْق ِر ِ‬
‫ض مْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ألَنتَّ ُهم يَت ْعلَ ُمو َن أ َّ َ َ‬
‫َل ُرْاضاً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ضلِ ِه ا ِ‬ ‫االَّ ِذي َغلَّطَهُ ِيف نتَ ْف ِس ِه‪ ،‬ا َمحَلَه َللَى ا ِإل ْلج ِ‬
‫االستْب َد َاد بَِرأيِه‪ ،‬أَنَّهُ‬
‫اب بَِف ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍِ‬ ‫ُّ ِ ِ ٍ‬
‫رت أَا َحلَْن َ‬ ‫ص َ‬ ‫ات أَا قَ َّ‬
‫َخطَ َ‬ ‫يل لَهُ‪ :‬أ ْ‬ ‫َملْ َُْيبَ ْه قَط بتَ ْخطئَة‪َ ،‬االَ قُوب َل بتَ ْسوئَة؛ َاالَ ق َ‬
‫ص َد َق‬ ‫ت‪ ،‬ألَنَّهُ نَ َشأَ َللَى أَ ْن يتُ َق َ‬ ‫ِ‬
‫اب َسيِّ ُدنَا‪َ ،‬ا َ‬ ‫َص َ‬‫ال لَهُ‪ :‬أ َ‬ ‫َخلَْل َ‬ ‫طت أَا أ ْ‬ ‫أَا َغل َ‬
‫َموالَنَا‪َ ،‬اهللِ َد ُّهُ‪َ ،‬اهللِ بَالَُؤهُ‪َ ،‬ما َأَينَا ِمثْتلَهُ‪َ ،‬االَ َِس ْعنَا َم ْن يتُ َقا ِبُهُ‪َ ( ،‬م ْن‬
‫ون َايتُ ْعلِي‬‫ضافاً إِلِ ِيه؟ ‪ُ ( ....‬ثَّ ه َة َذا ح ََّّت يتعدِّد أَ باب ال ُفنُ ِ‬
‫َ ُ َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫)‬‫( )‬
‫ابن َع ْب ِد َىا َن‬
‫‪1‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫َشأنَهُ فَوقَت ُهم‪َ ،‬ايتُتَابٍ ُع)‪ :‬فَتتَتَراهُ ِلْن َد ه َذا اهلَْذ ِ َاأَ ْشبَاه ِه يَتتَتلَ َّوع َايَتبَ َّس ُم‪َ ،‬ايَ ِطريُ فَتَرحاً‬
‫ص ْرنَا أَ ْن نَت ْل َح َق ُهم‪ ،‬أَا نَت ْق ُف َو أَثتََرُهم‬‫السْب ِق َهلُ ُم‪َ ،‬اقَ َّ‬
‫ول‪َ :‬االَ َ َذا؛ ََثََرُ َّ‬ ‫َايَتتَت َق َّس ُم َايَت ُق ُ‬
‫ِ‬
‫ك يَتتَ َشا َ ى َايَتتَ َحايَ ُل‪َ ،‬ايتُْل ِوي‬ ‫َانَ ُش َّق غُبَا َ ُهم أَا نَِرَد ِغ َما َ ُهم‪َ ،‬اُه َو ِيف ُ ِّل ذل َ‬

‫‪1‬‬
‫الفرس األَصيل‪.‬‬
‫اهلجني‪ .‬االعتيق‪ُ :‬‬
‫ُ‬ ‫الفرس‬
‫ُ‬ ‫ت الةود ُن‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫احملمر‪ :‬الفرس اهلجني أَيضاً‪ ،‬الةودن‪.‬‬
‫ت ُّ‬
‫‪1‬‬
‫للدالتة الطُّولونيَّتة‪ ،‬ا تان بليغتاً ِّ‬
‫مِتستالً‬ ‫ت ابن عبدىان‪ :‬هو أَبو جعفر حممد بن لبد اهلل بن لبتد ان‪ ،‬تان اتبتاً َّ‬
‫الصتتفدي إنَّتته لشتتر َملَّتتدات‪ ،‬ا تتان أَبتتو‬
‫فصتتيحاً‪ ،‬التته متتا اع ابتتن النَّتتدمي دي توان ستتائل بتتري‪ .‬ايقتتول َّ‬
‫الص تتايب يق تتول يف حديث تته لن تته‪ « :‬إم تتامي اب تتن لب تتد ان» ت تتويف س تتنة ‪21‬ه ت ت‪11 /‬م‪ .‬اإلمت اع‬
‫إس تتحاق َّ‬
‫بالوفَ يَ ات ت ت ‪ ، 15/‬األَع الم ت ج‪1‬ت ت‬
‫والمؤانس ة ت ت ‪ ،11/1‬الفهرس ت ت ت ص‪ ،211 ،191‬ال وافي َ‬
‫ص ‪.22‬‬

‫ـ ‪ 055‬ـ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضا‪،‬‬‫الر َ‬
‫ض ِّ‬ ‫ض ُ ِيف َل ْر ِ‬ ‫أخ ُذ َ الْ ُم ْمتَن ِع‪َ ،‬ايَت ْغ َ‬‫ش ْدقَهُ‪َ ،‬ايَتْبتَل ُع ِي َقهُ‪َ ،‬ايَت ُرُّد َ اآلخذ‪َ ،‬ايَ ُ‬
‫اْحَا ِي‬ ‫ك‪َ ،‬ايَتتَت َقابَ ُل َايَتتَ َمايَ ُل؛ ُ‬ ‫الك ايَتتَ َمالَ ُ‬‫ض ِ ‪ ،‬ايَتتَت َه ُ‬ ‫ضى ِيف لَبُ ِ‬
‫وس الغَ َ‬ ‫َايَت ْر َ‬
‫َن ه َذا خا ٍ‬ ‫ات‪َ ،‬اَم َع ه َذا ُ لِّ ِه يَظُ ُّن أ َّ‬ ‫السماج ِ‬ ‫ات‪ ،‬اَخيْرج ِيف أ ْ ِ‬ ‫املومس ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َص َحاب َّ َ َ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َ‬
‫ين قَ ْد فَتَّر َغ ُه ُم اهللُ لِتَتَبُّ ِع األ ُُموِ ‪،‬‬ ‫َّاد األَخالَ ِق اجهابِ َذ ِ األ ِ َّ ِ‬
‫َح َوال‪َ ،‬االذ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫ْ‬
‫للَى نتُق ِ‬
‫َ‬
‫َسبا ِ‬ ‫ِ‬ ‫استِ ْخَر ِاج َما ِيف ُّ‬
‫ب‪.‬‬ ‫الصداِ ‪َ ،‬ا ْالتبَا ِ األ ْ َ‬ ‫َا ْ‬

‫‪‬‬

‫ـ ‪ 056‬ـ‬
‫ـ ‪ 057‬ـ‬
‫شروط حصـول اللذة‬
‫مظاهـــــر الطَّــرب‬
‫تفســــري الطَّـــرب‬
‫املوســـيقى والغنــاء‬

‫ـ ‪ 058‬ـ‬
‫يث طَبِ َيعتُهُ النَّ ْف ِسيَّةُ‬ ‫ب ِم ْن َح ُ‬ ‫الطََّر ُ‬
‫ت ال ِو ْج َدانِيَّ ِة الَّتِي‬ ‫ب ِمن النْ ِفعالَ ِ‬
‫َ‬ ‫ض ْر ٌ َ‬ ‫َ‬
‫ت ُىل َها تَ ْن ُج ُم‬ ‫س‪َ ،‬والنْ ِف َعالَ ُ‬ ‫تَ ْختَلِ ُج فِي النَّ ْف ِ‬
‫ع ْن ها جملَةٌ ِمن األَ ْعرا ِ الد ِ‬
‫َّاخلِيَّ ِة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُْ‬
‫ِِ‬ ‫َوالْ َخا ِرِجيَّ ِة‪َ .‬وتَ ْختَلِ ُ‬
‫ف هذه األَ ْع َرا ُ‬
‫ال‪َ ،‬وَم َد التَّأث ِر‪،‬‬ ‫ف طَبِ َيع ِة النْ ِف َع ِ‬ ‫بِا ْختِالَ ِ‬
‫َن لِ ُكل‬ ‫سى أ َّ‬ ‫ات َّ ِ ِ‬
‫الش ْخصيَّة‪َ .‬علَى أَلَّ نَ ْن َ‬
‫و ِسم ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬‫َّ‬
‫اصةَ التي قَ ْد يَ ُكو ُن م ْن َها‬ ‫اضهُ الْ َخ َّ‬‫انْ ِف َعال أَ ْع َر َ‬
‫ٍ‬
‫ال ُْم ْشتَ َر ُك َوقَ ْد لَ يَ ُكو ُن‪.‬‬

‫وسي َق ْى َاالْغِنَ ِاء‬‫َن ما قَدَّمه أَبو حيَّا َن ِيف فَت ْلس َف ِة الْم ِ‬
‫ْ َ ُ‬ ‫ك‪َ ،‬سلَفاً‪ِ ،‬يف أ َّ َ َ ُ ُ َ‬ ‫الَ َش َّ‬
‫ِِ‬ ‫م ِه ُّم‪ ،‬اقَ ْد الَ ي ِق ُّل أ َََهِّيتَّةً ل َّما قَد ِ ِ‬
‫ني ِيف‬ ‫صْ َ‬ ‫َّمهُ َ ثريٌ م َن الْ ُم َف ِّة ِريْ َن َاالبَاحث ْ َ‬
‫ني الْ ُم ْختَ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫يع ِِبَ ٍال‬ ‫ِ‬
‫ك أَنتَّنَا الَ نَ ْستَط ُ‬ ‫وع‪َ ،‬للَى األَقَ ِّل َح ََّّت َزَمنِ ِه ُه َو َا َح ْس ُ ‪ .‬ذل َ‬ ‫وض ِ‬‫ه َذا الْ َم ُ‬
‫ك نَظَ ِريٍَّة متَ َة ِاملَ ٍة للَى ِغرا ِ نَظَ ِريَّ ِ‬ ‫َح َو ِال ِّاد َلاءَ أ َّ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫اع َحْب َ‬‫استَطَ َ‬ ‫َن ُم َف ِّةَرنَا ْ‬ ‫م َن األ ْ‬
‫ني ِم َن الْ َفالَ ِس َف ِة الْ ِةبَا ِ أ َْمثَ ِال‪َ :‬ىانْت ت‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫السابِِق ِ‬ ‫بَت ْع ِ‬
‫ني مثْ ِل الْك ْندي‪َ ،‬االالَّحق ْ َ‬ ‫ض َّ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي‬‫‪َ Kant‬اهيجل ت ‪َ Hegel‬ا ُشوب ْن َه ِور ت ‪ Schopenhauer‬اغريهم‪ ،‬فَالْك ْند ُ‬
‫وس ِيقيًّا‪،‬‬ ‫وسيت َقى بِوص ِفها ِل ْلماً أَ ْ ثَتر ِِمَّا اهتَ َّم بَِف ْلس َفتِها‪ َ ،‬ونُه م ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّث ِيف الْ ُم ْ َ ْ َ‬ ‫ََتَد َ‬
‫وسي َقى جزء ص ِم ِ‬
‫يم ٌّي‬ ‫ات جلِيتلَةً ِيف ه َذا الْعِْل ِم‪ .‬انَظْرُ َىانْت إِ َىل الْم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اقَد َ ِ‬
‫ٌُْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َّم إ ْس َه َام َ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫اصةً َما‬ ‫اصةً ِم ْن ِج َه ٍة‪َ ،‬ا َخ َّ‬ ‫اش ُج َم َع فَت ْل َس َفتِ ِه ا ْجلَ َمالِيَّ ِة َخ َّ‬
‫ِم ْن فَت ْل َس َفتِ ِه ا ْجلَ َمالِيَّ ِة يَتتَت َو َ‬
‫ِِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّصل بِتَ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َخَرع(‪.) 9‬‬ ‫صنيفه ل ْل ُفنُون‪َ ،‬اَم َع َم ْذ َهبِه الْ َف ْل َسف ِّي َللَى لُ ُمومه م ْن ج َهة أ ْ‬ ‫يَتت ُ ْ‬
‫‪9‬‬
‫الرئيس يف فلسفة اجلمال‪:‬‬
‫ت انظر تابه َّ‬
‫‪- E. Kant: Critque of Judgment. Trans from Germen by‬‬

‫ـ ‪ 059‬ـ‬
‫يجل الَّ ِذي َ ا َن أ َْل َم َق نَظَراً َاأَبْت َع َد ُ ْؤيَةً ِيف تَت َع ُاملِ ِه َم َع فَت ْل َس َف ِة‬ ‫ك ِه ِ‬ ‫ِ‬
‫َاَ ذل َ‬
‫صلُ َها َل ْن ِسيَاقِ َها الْ َع ِّام‪َ ،‬ايَت ْع ُس ُر فَت ْه ُم َها‬‫صعُ ُ فَ ْ‬
‫ِ‬
‫َّم نَظَ ِريَّةً ُمتَ َةاملَةً يَ ُ‬
‫ِ‬
‫الْ ُموسْيت َقى فَت َقد َ‬
‫َّجلِّي الَّ ِذي تَتتَ َس َامى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بَعيداً َلْنهُ؛ فَالْ َف ُّن َمظْ َهٌر م ْن َمظَاه ِر ََتَلِّي الْ ُمطْلَ ِق‪ ،‬ه َذا الت َ‬
‫ِ‬
‫االمتِ َد ِاد‬
‫اد َا ْ‬
‫ود الْم َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح الْ ُمطْلَق‪َ ،‬االْ ُموسي َقى؛ ا ْحلُُّرُ م ْن قُتيُ َ‬
‫ِ‬ ‫الر ِ‬‫ادتُهُ َم َع تَطَُّوِ ُّ‬ ‫َم ُّ‬
‫اح ِل ََتَلِّي الْ ُمطْلَ ِق ِيف الْ َف ِّن( ‪.) 1‬‬ ‫َخريِ ِمن مر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّل الْ َم ْر َحلَةَ َما قَتْب َل األ َ ْ َ َ‬ ‫الْ َم َةاينِّ‪َُ ،‬تَث ُ‬
‫صنِيف َها‪ِ ،‬م ْن َح ُ‬
‫ون اتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ِ ِ‬
‫الش ْة ُل‪ َ ،‬ا َن‬ ‫يث َّ‬ ‫َا َللَى ََْن ٍو ُم َشابِه لنَظَْرِ هيجل إِ َىل الْ ُفنُ َ ْ‬
‫وديَِّة َ َغبَاتِنَا‪َ ،‬افِْي ِه‬
‫َن الْ َف َّن هو الَّ ِذي ُْحِّر نَا ِمن لب ِ‬
‫َ ُ ْ ُُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّاَتَاهُ ُشوبِْن َه ِور الَّ ِذي َذ َه َ إِ َىل أ َّ‬
‫لي ُيَْتَ ُح َما َللِ َق ِيف‬ ‫ِّمهُ لَنَا ِم ْن ُمنَ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫اخ تَأ َُّم ٍّ‬ ‫انْعتَاقُتنَا م ْن إ َ َاد ا ْحلَيَا الْ َع ْميَاء‪َّ ،‬بَا يتُ َقد ُ‬
‫ك تَستَ ِح ُّق الْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ ٍ َّ‬
‫وسي َقى‬ ‫ُ‬ ‫يل ا ْحلَيَا ا ْجلَا ‪َ ،‬ا َللَى ذل َ ْ‬ ‫طََوايَا النَّت ْفس م ْن أَ َمل َخل َفهُ َس ُ‬
‫ُخَرع؛‬ ‫ِ‬ ‫ون‪ ،‬فَ ِهي تُعبِّتر ل ِن ا ِإل اد ِ مب َ ِ‬ ‫أَ ْن تَ ُةو َن فَ َّن الْ ُفنُ ِ‬
‫اشَرً‪ ،‬خالَ َ ُ ِّل الْ ُفنُون األ ْ‬ ‫َ ُ َ َ َ َُ‬
‫ٍ ِِ‬
‫ك ََْتتَ ُاز‬ ‫صيغَ ٍة َُمَ َّس َد ‪َ ،‬الذل َ‬ ‫إِنتَّها الَ ََْتتَاج إِ َىل َتَْثِ ٍيل أَا تَأ َُّم ٍل‪ ،‬إِنتَّها ا ِإل اد ُ ذَاتُتها بِ ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َن الْ َفيلَ ُسو َ قَ ْد‬ ‫ون‪َ ،‬االَ َغَرابَةَ إِ ْذ َذ َاك أَ ْن نَت ْعلَ َم أ َّ‬ ‫ات الْ ُفنُ ِ‬ ‫َسى د ج ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُموسي َقى أ َْ َ َ َ‬
‫يف ََْتلِْي ِل ه َذا الْ َف ِّن إِ َىل أَبْت َع ِد ا ْحلُ ُد ْاِد(‪.) 11‬‬ ‫ِ‬
‫تَت َع َّم َق ْ‬
‫الوِزي ِر أَبي َع ْب ِد‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫فرد أَبُو َحيَّان لَيلَةً طَويلَةً م ْن لَيَ ِاِل إ ْمتَاله َاُم َؤانَ َسته َم َع َ‬ ‫يُ ُ‬
‫احبِ ِه‪ .‬فَ َما ُه َو‬ ‫سصِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫العا ِر ِ ل ْل َحديث َل ِن الطََّرب َاَما يَتتُت ُرُ هُ م ْن أَثٍَر ِيف نتَ ْف ِ َ‬ ‫اهلل َ‬
‫ب؟ َاَما األَثتَ ُر الَّ ِذي ُِْح ِدثُهُ ؟‬ ‫الطََّر ُ‬
‫‪J. Bernard Hafner, London. 1931. P. 205,228.‬‬
‫‪- V. Basch: Essai Critique sur L’Estétique de Kant. Librairie‬‬
‫ا ذلك‪Philosophique J.Vrin, Paris. P. 401,483. :‬‬
‫‪1‬‬
‫الرمزي‪ ،‬الكالسيكي‪ ،‬الرومانسي‪.‬‬
‫ت انظر تفصيل نظريَّته هذه يف‪ :‬هيجل‪ :‬الفن؛ َّ‬
‫‪11‬‬
‫ت انظر تفصيل نظريَّته يف‪:‬‬
‫‪- A. schopenhauer: The World as Will and Idea. Trans from‬‬
‫‪Germen by Haldane and Kemp. 6Th, London. 1970.‬‬

‫ـ ‪ 061‬ـ‬
‫اصةٌ تَت ْع َِِتي الْ ُم ْستَ ِم َع إِ َىل الغِنَ ِاء أ َْا َِ‬
‫االص ِطالَ ِح نَ ْش َوٌ َخ َّ‬ ‫ب ِيف ْ‬ ‫الطََّر ُ‬
‫وسْيت َقى‪ِ ،‬ض ْم َن ََْم ُم ْو َل ٍة ِم َن الش ُُّرْا ِط َاالظُُّرْا ِ الالَّ ِزَم ِة‪َ .‬اُه َو ِيف لُ ُم ْوِم الْ َم ْع َىن‬ ‫الْم ِ‬
‫ُ‬
‫ِّص ِال الْ ُمتَتلَقِّي بِأَثٍَر‬ ‫اب اللَّ َّذ ِ ا ْجلمالِيَّ ِة الَِّيت تَتْن َشأُ ِيف النَّت ْف ِ ِ‬
‫ضر ِ‬ ‫ضر ِ‬
‫س لْن َد ات َ‬ ‫ََ‬ ‫ب م ْن ُ ُ‬ ‫َْ ٌ‬
‫يد ٍ أَا َم ْسَرِحيَّ ٍة ‪...‬‬ ‫صَ‬ ‫ص ٍة أَا قَ ِ‬ ‫وح ٍة أَا قِ َّ‬ ‫ِ‬
‫اِل‪َ َ ،‬مْنظَ ٍر طَبِيع ٍّي أَا لَ َ‬ ‫ِن أَا َُجَ ِ ٍّ‬‫فَت ٍِّّ‬
‫وجبُهُ ِم ْن ُش ُرْا ٍط َاظُُرْا ٍ َاآثَا ٍ ‪،‬‬ ‫فَح ْةمه‪ ،‬لِذلِك‪ ،‬ح ْةم اللَّ َّذ ِ ا ْجلمالِيَّ ِة َِّبا تَست ِ‬
‫ََ َ َْ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ُ ُُ‬
‫ضوحاً َاأَ ْ ثَتَر تَتنَت ُّولاً ِم ْن َح ُ‬
‫يث‬ ‫ب ِيف األَ ْغلَ ِ أ َ‬
‫َش َّد ُا ُ‬ ‫ت آثَا الطَّر ِ‬
‫َاإ ْن َ انَ ْ ُ َ‬
‫ِ‬
‫َح َّد انِْف َعاالً‪.‬‬
‫ال ِيف الظُّ ُهوِ ‪َ ،‬اأ َ‬ ‫األَ ْش َة ُ‬
‫شروط حصول اللذَّة‬
‫ول اللَّ َّذ ِ ا ْجلَ َمالِيَّ ِة‪،‬‬‫اب َل َدِم حص ِ‬
‫ُ ُ‬
‫َسب ِ‬
‫الت الَِّيت تُتثَا ُ ِيف أ ْ َ‬
‫َّس ُاؤ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ثْيتَرٌ ه َي الت َ‬
‫ِّني بِأَثٍَر فَتنِّ ٍّتي أَا‬ ‫ِّص ِال بَت ْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض الْ ُمتَتلَق َ‬ ‫أَا َل َدم إِ ْد َا َها‪ ،‬أَا َل َدم الشُّعُوِ ِبَا لَ َدع ات َ‬
‫هذهِ‬‫َن ِ‬ ‫وس ِيقيَّ ٍة َما‪َ .‬اا ْحلَ ُّق أ َّ‬
‫ال ِهم إِ َىل أُ ْغنِي ٍة أَا معزافَ ٍة م ِ‬ ‫اِل‪ ،‬أَا لِنَت ُقل‪ِ :‬لْن َد ِ ِ‬
‫َ َ ُْ ُ‬ ‫است َم ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َُجَ ِ ٍّ‬
‫ات ِم َن الشَّائِ ِع‬ ‫ِ‬ ‫الت م ِه َّمةٌ ج ِديرٌ بِ ِ‬
‫ك أَنَّهُ بَ َ‬ ‫الوقُو ِلْن َد َها َاُم َعا َجلَتِ َها‪ ،‬ذل َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫َّس ُاؤ ُ‬ ‫الت َ‬
‫ين يَ ْستَ ِمعُو َن إِ َىل األَ َغ ِاين‬ ‫ب َم َع أ َّ ِ ِ‬ ‫هذهِ اللَّ َّذ ِ ا ْجلمالِيَّ ِة أَا الطَّر ِ‬
‫ا ْحل ِديث لن ِ‬
‫َن َ ثري َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ َْ‬
‫ين لَ َدع‬ ‫َي ُمْتت َع ٍة أَا نَ ْشوٍ ‪َ ...‬تََاماً َ ما َْْح ُد ُ ِ ِ ِ‬ ‫فَال ََِي ُدا َن ِيف ه َذا ِ‬
‫الف ْع ِل أ َّ‬
‫ث ل َةثري َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اه َدِتم لَو َحةً‪ ،‬أَا قراءِتم ش ْعراً أَا نتَثْراً‪ ،‬األ َْمر الَّذي يَ ْدفَتعُ ُهم إِ َىل نَس ِ‬‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ُم َش َ‬
‫ني ِِبُ ُداثِ َها َللَى‬ ‫ات أَا َّ ِ ِ‬ ‫َّلي ِ‬
‫هذهِ اللَّ َّذ ِ‬ ‫ب االدَّج ِل إِ َىل مد ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫الزالم َ‬ ‫ُ‬ ‫الس ْخف َاالْ َةذ َ َ‬
‫ص َداقِيَّ ِة ه َذا ال َكالَِم؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ِّد تَت ْعبِ ِريهم‪ .‬فَ َما َم َد م ْ‬
‫اح ِه‪َ ،‬وإِ ْن فَ َعلْنَا‬ ‫اب ِم ْفتاحا‪ ،‬ولَ ي ْفتح باب بِغَي ِر ِم ْفت ِ‬ ‫ب َد ِه ٌّي أ َّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َُُ َ ٌ‬ ‫َن ل ُكل بَ ٍ َ‬ ‫َ‬
‫ب‪ ،‬أَا اللَّ َّذ ِ ا ْجلَ َمالِيَّ ِة ِيف‬ ‫اح َمعا‪ ،‬الِلطَّر ِ‬
‫َ َ‬
‫ف أَفْس ْدنَا الب َ ِ‬
‫اب َوالْم ْفتَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك بِالعُ ْن ِ‬ ‫ذلِ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َسأنَا‬‫اب ال يُ ْد َخ ُل م ْن َغ ِريه‪َ ،‬اإ ْن َد َخ ْلنَاهُ م ْن َغ ِري بَابه أ َ‬ ‫لُ ُموم َها‪َ ،‬م ْد َخ ٌل أَا بَ ٌ‬

‫ـ ‪ 060‬ـ‬
‫وع‪ :‬الغِنَ ِاء‪ ،‬الْم ِ‬
‫وسيت َقى‪ ،‬الطَّر ِ‬
‫ات بِأَ ْن أَا َجلْنَ َ‬
‫اها‬ ‫ب ‪َ ...‬اأَفْس ْدنَا َّ‬
‫الذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وض ِ‬
‫فَت ْه َم الْ َم ُ‬
‫ب؟‬ ‫ِ‬
‫اخل م ْقلُوبةً‪ ،‬فَما ُهو م ْد َخل الطَّر ِ‬
‫َم َد َ َ َ َ َ َ ُ َ‬
‫ني ِم َن‬ ‫ضربَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ح ََّّت ََتصل اللَّ َّذ ُ ْ ِ‬
‫اجلَ َماليَّةُ الْ ُم َس َّما ُ طََرباً ال بُ َّد م ْن تَت َوافُ ِر َ ْ‬ ‫َ ْ َُ‬
‫ط ِيف‬ ‫ص الْ ُمتَتلَقِّي‪ .‬أ ََّما َما يُ ْشتَتَر ُ‬ ‫اط‪ ،‬أَح ِد َُها يتت ِ‬
‫َّص ُل بِالْ ُمغَ ِِّن َاثَانِ ُيه َما َخيُ ُّ‬ ‫الشُّر ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫االستِ ْع َد ُاد لِالنْ ِس َج ِام َاالتَّت َقبُّ ِل‪،‬‬ ‫الر ْغبةُ ِيف ِ‬
‫االست َم ِاع َا ْ‬ ‫ْ‬ ‫احلَ ِّد األ َْد ََن َّ َ‬‫الْ ُمتَتلَقِّي فَِفي ْ‬
‫اذ أَ ْن تَت ْلزم النَّ ْشوُ أَا الْمْتتعةُ ل ِن االستِم ِاع بِا ِإل ْ راهِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الش ُذ ِ‬
‫ُّ‬ ‫ا‬ ‫فَِفي ُح ْة ِم النُّ ْد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َّبِِ ْق َدا ِ التَّ َذ ُّا ِق‬ ‫ِ‬
‫َّشاغُ ِل َلْنهُ‪َ « ،‬ا ُح ُّ الْ ُموسي َقى يَتتَت َف َاا ُ‬ ‫ض أَا الت َ‬ ‫العَر ِ‬‫أَا َ‬
‫ص َف ٍة َل َّام ٍة‪ ،‬فَِإ َّن‬ ‫ص ِيل االتَّ ْد ِي ِ ‪ ،‬الَ ِةن‪ ،‬بِ ِ‬ ‫الَّ ِذي يتعتَ ِم ُد بِ َداِهِ للَى التَّح ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫اح ٍة نَت ْف ِسيَّ ٍة َل ْن طَ ِر ِيق تَأثِ ِري َذبْ َذبَ ِاِتَا [ِيف ] ِج َها ِز‬
‫)‬ ‫‪12‬‬ ‫(‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُموسي َقى تَت ْغ ُم ُرُه ْم بَر َ‬
‫ت الشُّعُوِيَِّة َاالالَ ُشعُوِيَِّة»( ‪،) 1‬‬ ‫ُجي ِع االنْ ِفعاالَ ِ‬ ‫ان الْعصِِب اهو مرَ ز َِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ا ِإلنْ َس َ َ ِّ َ ُ َ َ ْ ُ‬
‫وهبَةُ‬ ‫اط األُخرع ِمْنتها‪ :‬الْم ِ‬ ‫صو َن ُجُْلَةً ِمن الشُّر ِ‬ ‫َضا َ الْ ُمنَظُِّرا َن َاالْ ُم ْختَ ُّ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َاأ َ‬
‫االستِ َم ِاع أَا التَّ َذ ُّا ِق ْ‬ ‫ال َفنِّتيَّةُ‪ ،‬أَا بِاالص ِطالَ ِح األَقْتر ِ ِ‬
‫اجلَ َم ِ ِّ‬
‫اِل‪.‬‬ ‫ب‪َ :‬موهبَةُ ُح ْس ِن ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَ ذلِك الثَّت َقافَةُ ْ ِ‬
‫ِن أَ ِا‬ ‫اجلَ َماليَّةُ ال َةافيَةُ َاالْ ُمنَاسبَةُ؛ ال َةافيَةُ ل ُم َعايَ َشة األَثَِر ال َف ِِّّ‬ ‫َ َ‬
‫اس‪َ ،‬الَ ِةنتَّنَا‬ ‫ض ُهم َ َهافَةَ ا ِإل ْح َس ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫اجلَ َم ِ ِّ‬
‫َضا َ بَت ْع ُ‬ ‫اِل َاالْ ُمنَاسبَةُ لنَوليَّته‪َ .‬اََُّّبَا أ َ‬ ‫ْ‬
‫يع الْ ُم ْستَ ِم ُع الْ َع ِاد ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وهب ِة التَّ َذ ُّا ِق‪« ،‬الَ ِ‬ ‫َُن ِملُها ِيف م ِ‬
‫ي‬ ‫يس م َن الْ َم ْع ُقول أَ ْن يَ ْستَط َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫اب ُ ِّل َما ََْتتَ ِوي َللَ ِيه ِس ْيم ُفونِيَّةٌ أَا ُ ونْ ِش ْريتُو ِم ْن‬ ‫است َيع َ‬
‫أَا ح ََّّت الْم َد َّب ِ‬
‫َ ُ ُ ْ‬
‫ال ِه َهلَا‬ ‫اجلم ِال [ِيف ] أَثْتنَ ِاء َس ِ‬ ‫ِ‬ ‫بترال ٍة ِيف َّ ِ ِ ِ ِ‬
‫الصْنت َعة‪َ ،‬ام ْن إ ْد َاك ُ ِّل َمظَاه ِر َْ َ‬
‫)‬ ‫‪11‬‬ ‫(‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬

‫‪12‬‬
‫ت يف األَصل‪ :‬للى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الشوان‪ :‬الموسيقى تعبير نغمي ومنطق ت ص ‪.11‬‬
‫ت لزيز َّ‬
‫‪11‬‬
‫ت غري موجود يف األَصل‪.‬‬

‫ـ ‪ 062‬ـ‬
‫ْفي ِجلَ ْعلِ ِه يَ ْستَ ِجي ُ إِ َىل َج ِاذبِيَّ ِة اللَّ ْح ِن»(‪َ .) 15‬اِيف‬ ‫اح َد ً ألَنتَّها الَ تَة ِ‬
‫َ‬
‫مَّرً ا ِ‬
‫َ َ‬
‫يدي‪« :‬االَ طَرب اب ِن غَيالَ َن الب َّزا ِز للَى تَترِجيع ِ‬ ‫ول الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ك يَت ُق ُ‬‫ِمثْ ِل ذل َ‬
‫ني األَ ْ بَ ِاد الْ ُم َحَّرقَِة‪َ ،‬االْ ُم ْح ِس ِن إِ َىل‬ ‫ب لَّوِر جا ِي ِة اب ِن الي ِز ِ‬
‫يدي الْم َؤلِّ ِ‬
‫ف بَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫وب الْمتَصدِّل ِة االعي ِ ِ ِ‬ ‫ال ُقلُ ِ‬
‫ون البَا يَة إِ َذا َغن ْ‬
‫(‪) 11‬‬
‫َّت» ‪.‬‬ ‫ُ َ َ َ ُُ‬
‫ِّع ِر َااأل ََد ِاء‪،‬‬
‫َّعبِ ِري ِيف الش ْ‬
‫ِ‬
‫ودهُ ِيف الْ ُمغَ ِِّن فَت ُه َو ص ْد ُق التت ْ‬ ‫أ ََّما َما يَت ْلَزُم ُا ُج ُ‬
‫ِّع ِر الْ ُمغَ َّىن َاأَلْ َفا ِظ ِه‪ ،‬إِ ْذ إِ َّن‬ ‫وسي َقى لِم ْ ِ‬ ‫وت‪ ،‬اموافَت َقةُ الْم ِ‬ ‫الص ِ‬
‫ض ُمون الش ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َا ُح ْس ُن َّ‬
‫وب َس ِامعِ ِيه‪ ،‬بَ ْل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت َغري َ ا ٍ لِيصبِح ِ‬ ‫الص ِ‬
‫صاحبُهُ ُمطْ ِرباً َُميداً يَ ْستَأث ُر قُتلُ َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ال َّ‬ ‫« َُجَ َ‬
‫ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫س الْ ُم ْرَه َ‬ ‫ات فَتنِّتيَّةً َدقي َقةً؛ ا ْحلِ َّ‬
‫وت ميِّتز ٍ‬
‫الص َ َ‬
‫ََِي أَ ْن ي ُةو َن حائِزاً مع َُج ِال َّ ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ات َاطَبِ َيعتَت َها‬ ‫اط َفةَ الْ َفيَّاضةَ‪ ،‬تُضا ُ إِ َىل مع ِرفَتِ ِه ِل ْلم النتَّغَم ِ‬ ‫الرقِيق‪ ،‬االْع ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َاالشُّعُوَ َّ َ َ َ‬
‫ك‪ ،‬أَ ْن ََِن َد‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ (‪) 11‬‬
‫َّصُّر ِ بَِف ٍّن َاذَ‬ ‫ِ‬
‫اق» ‪َ ،‬االَ َل َج َ ‪ ،‬لذل َ‬ ‫َسَرا َ َها‪ ،‬فَتيَتَ َم َّة ُن م َن الت َ‬ ‫َاأ ْ‬
‫اس الَّ ِذي‬ ‫َس ُ‬ ‫اد ُه َو األ َ‬
‫ال الْم َّ ِ‬
‫َن « َُجَ َ َ‬ ‫صُّر َللَى أ َّ‬
‫ْ‬
‫س ْنتيانَا ت ‪ Santayana‬مثَالً‪ ،‬ي ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫وع الَّ ِذي الَ بُ َّد لِ َش ْةلِ ِه‬ ‫وض ِ‬ ‫ك ِيف الْ َم ُ‬
‫ِ‬
‫َسَ ْى َس َواءً أَ َ ا َن ذل َ‬ ‫ال األ ْ‬ ‫وم َللَ ِيه ا ْجلَ َم ُ‬‫يَت ُق ُ‬
‫امعناه أَ ْن يتتج َّسما ِيف ش ٍ‬
‫يث تَظْ َه ُر‬ ‫الذ ْه ِن الْ ُمتَتلَقِّي ِِبَ ُ‬ ‫وس‪ ،‬أا ِيف ِّ‬ ‫يء َْحم ُس ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ ُ ََ َ َ‬
‫هذهِ‬‫اص ِر اللَّ َّذ ِ فِ ِيه» ‪ .‬اُ ُّل ِ‬
‫)‬ ‫‪11‬‬ ‫(‬ ‫األَفْ َةا ا ْحلِ ِّسيَّةُ أ ََّاالً‪ ،‬اِمن َثَّ فَ ِهي أ ََّا ُل لنَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ض‬ ‫ِ‬
‫يف ُ تُبِ ِه‪َ ،‬اِمَّا َجاءَ ِيف َلَر ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫يدي اأَصَّر للَيها بني تَض ِ‬ ‫اط ذَ َ رها الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫الشُّر ِ‬
‫َ َ َ َ ََ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ِّني َاَ يفيَّات غنَائ ِهم‪َ ،‬ااألَ ْش َعا ِ الَِّيت يتُغَنُّونَت َها قَولُهُ‪َ « :‬االَ طََر َ‬ ‫صف الْ ُمغَن َ‬ ‫َا ْ‬

‫‪15‬‬
‫الشوان‪ :‬الموسيقى تعبير نغمي ومنطق ت ص ‪.19‬‬
‫ت لزيز َّ‬
‫‪11‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.111‬‬
‫‪11‬‬
‫ت سليم احلو‪ :‬الموسيقى النَّمريَّة ت ص ‪.11‬‬
‫‪11‬‬
‫ت جو ج سانتيانا‪ :‬اإلحساس بالجمال ت ص ‪ .1 5‬ا ذلك الد تو إبراهيم مصطفى إبراهيم‪ :‬فلسفة جورج‬
‫سانتيانا ت ص ‪.11‬‬

‫ـ ‪ 063‬ـ‬
‫استِ ْهالَِهلَا‪،‬‬
‫َت ِيف ْ‬ ‫إِذَا تَتنَ َااأ ْ‬
‫ِ ِ ِ(‪) 19‬‬
‫الوِزي ِر الصوفِي َللى قَ لَ ِم ال َقضيبيَّة‬ ‫أَبي َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اها‪َ ،‬ا َسلَبَت َها‬
‫ضَ‬ ‫اها َاأَنْ َ‬
‫َضنَ َ‬ ‫ت َش ْج َوَها الَّذي قَ ْد أ ْ‬ ‫ض ْجَرِتَا‪َ ،‬اتَ َذ َّ َر ْ‬
‫ت َللَى ُ‬
‫اجَر ْ‬
‫ض َ‬‫َاتَ َ‬
‫ِمْنتها اأَنْساها إِيَّاها‪ُ ،‬ثَّ انْ َدفَتعت ا َغنَّت بِص ِ‬
‫وِتَا الْ َم ْع ُرا ِ ِِبَا‪:‬‬ ‫َْ َ ْ َ‬ ‫َ َ ََ َ‬
‫ورهُ‬
‫ول ل ََها َوالص ْب ُح قَ ْد لَ َح نُ ُ‬ ‫أَقُ ُ‬
‫ِ‬
‫ض َوءُ البَا ِرق ُ‬
‫المتَأل ِق‬ ‫َى َما لَ َح َ‬

‫ك قَ ْد َوافَى َو َح ا َن افْتِ َراقُنَا‬


‫يه ِ‬
‫َش بِ ُ‬
‫وت َوَرط ٍْل ُم َرَّو ِق‬ ‫َك فِي ص ٍ‬ ‫فَ َهل ل ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬

‫َت َحيَاتِي فِي الَّ ِذي قَ ْد ذَ َى ْرتَهُ‬ ‫فَ َقال ْ‬


‫ص تَهُ بِالتَّ َف ر ِق‬
‫ت قَ ْد نَغَّ ْ‬ ‫َوإِ ْن ُى ْن َ‬
‫الصابِئ ِة ِيف ص ِ‬
‫وِتَا‪ِ ،‬لْن َد‬ ‫ف َّ َ‬ ‫االَ طَرب اب ِن العو ِذي( ‪ ) 5‬إِذَا َِسع ِغناء تَر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ََ‬
‫اظٌر‪:‬‬ ‫اضر‪ ،‬اطَرفُتها إِلَ ِيه نَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نَ َشاط َها َاَمَرح َها‪َ ،‬اَه َو َاها َح ٌ َ ْ َ‬
‫َحا َىا‬ ‫و ِ ِ‬ ‫لَب ال َْه َو ُىلَّ َما َد َع ا َىا‬
‫ْحب َم ْن ل َ‬ ‫لح في ال ُ‬ ‫َ‬
‫ك ا نْ ِه َما َىا‬ ‫فَ ِز ْدهُ فِي ِغي َ‬ ‫الحب أَو نَ َها َىا‬ ‫ِ‬
‫َمن لَ َم في ُ‬
‫تال لَت َّذاتِِه ِست َتوا َ ا‬ ‫نَ َ‬ ‫إِ ْن َملْ تَ ُة ْن ِيف اهلََوع َ َذا َ ا‬

‫إِ َذا‬ ‫(‪) 52‬‬


‫ضا ِ‪َ ،‬للَى ِغنَ ِاء عُلَيَّةَ‬ ‫وف(‪ ) 51‬قَ ِ‬ ‫االَ طَرب اب ِن معر ٍ‬
‫اضي ال ُق َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ ََ‬
‫َّجعت َحلنتها ِيف ح ْل ِقها ا ْحل ْل ِو الش ِ‬
‫َّج ِّي بِ ِش ْع ِر اب ِن أَبِي َربِ َيعةَ‪:‬‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َ ْ َْ َ‬
‫ضيبِيَّ ِة‪ :‬جا ية مغنية‪ .‬االقضيبية نسبة إىل القضي الذي توقع به‪.‬‬
‫ت قَلَ ِم ال َق ِ‬ ‫‪19‬‬

‫‪5‬‬
‫ت ابن العوذي‪ :‬لعلَّه نسبةً إىل العوذ من بِن أَسد‪ ،‬اهو يف مطوطي اإلمتاع‪ :‬ابن العودي امل تعر هذه‬
‫النِّسبة يف ت األَنساب (حمقِّقا اإلمتاع والمؤانسة ت ‪.)11‬‬

‫ـ ‪ 064‬ـ‬
‫أَنِي ِري َم َكا َن البَ ْد ِر إِ ْن أَفَ َل البَ ْد ُر‬
‫استَأ َخ َر ال َف ْج ُر‬ ‫الش ْم ِ‬
‫ام َّ‬ ‫ِ‬
‫س َما ْ‬ ‫َوقُومي َم َق َ‬

‫ورَها‬ ‫س ِ ِ‬
‫المن َيرة نُ ُ‬ ‫الش ْم ِ ُ‬ ‫يك ِم َن َّ‬ ‫فَِف ِ‬
‫اج ُر َوالثَّغْ ُر‬‫ك المح ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َيس ل ََها م ْن َ َ‬ ‫َول َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬‫وس َ‬ ‫س َجا ِيَة اب ِن يُ َ‬ ‫ْج ْر َج َرائي َللَى غنَاء ُس ْن ُد َ‬ ‫ب اب ِن األَ ْزَرق ال َ‬ ‫َاالَ طََر َ‬
‫ت‬ ‫ت‪َ ،‬اتَ َة َّسَر ْ‬ ‫ت َاتَت َقتَّتلَ ْ‬ ‫ت‪َ ،‬اتَت َفتَّتلَ ْ‬ ‫ت َاتَ َدلَّلَ ْ‬ ‫اج ْ‬ ‫الس َ ِ ِ‬ ‫اح ِ ِد َيو ِان َّ‬ ‫صِ‬
‫وداء‪ ،‬إذَا تَ َش َ‬ ‫َ‬
‫ت إِ َذا‬ ‫ت‪ ،‬اقَالَت‪ :‬أَنَا ااهلل م ْشغُولَةُ ال َق ْل ِ بني أَحالٍَم أَ اها ِديئَةً‪ ،‬اَِبْ ٍ‬
‫َ‬ ‫ََ ْ ََ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َاتَتيَ َّسَر ْ َ ْ‬
‫َّت‪:‬‬‫ت َا َغن ْ‬ ‫استَت َوع التَت َوع‪َ ،‬اأ ََم ٍل إِذَا ظَ َهَر َلثَتَر‪ُ ،‬ثَّ انْ َدفَت َع ْ‬ ‫ْ‬
‫الحب بِ ِخل َْوي ِن‬ ‫ل ِ‬ ‫ص بَّي ِن َع ِم ْي َدي ِن‬ ‫ِ‬
‫َيسا م َن ُ‬ ‫َ‬ ‫س َ‬ ‫َم ْجل ُ‬
‫ين ِج ْس َمي ِن‬ ‫قَ ْد صيَّ را روحي ِهما و ِ‬
‫س َماهُ بَ َ‬ ‫َواقْتَ َ‬ ‫احدا‬ ‫ََ ُ َ َ َ‬
‫ين َد ْم َعي ِن‬ ‫تَن َازعا َىأسا علَى لَ َّذةٍ‬
‫اها بَ َ‬ ‫قَ ْد َم َز َج َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫َخ َذ ال َقضي َ‬ ‫ول إِذَا أ َ‬ ‫ب اب ِن َس ْمعُون الصوفِي َللَى ابْ ِن بَ ْهلُ َ‬ ‫َاالَ طََر َ‬
‫يم ِة‪،‬‬‫َ‬ ‫خ‬‫الرِ‬
‫َّ‬ ‫َّال ِم‪ ،‬اغُنَّتِ ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫الدنْتيا بِصوتِِه الن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫َ‬‫ز‬‫َ‬ ‫ل‬
‫ز‬
‫ْ‬‫َ‬ ‫ث‬
‫َّ‬‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪) 51‬‬
‫ص‬‫ِ‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫اأَاقَع( ‪ ) 5‬بِبتنَانِِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلَالبَة‪َ ،‬ا َحَرَ ته الْ ُم َد ْغد َغة‪َ ،‬اظَْرفه البَا ِِع‪َ ،‬اَد َماثَته ا ْحلُْل َو ‪َ ،‬ا َغ َّىن‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاإِ َشا َته ْ‬

‫ضا ِ ببغداد‪ .‬ان من العلماء الثِّقات‪،‬‬ ‫حممد لبيد اهلل بن أَمحد بن معرا ؛ قَ ِ‬
‫اضي ال ُق َ‬ ‫ت ابن معروف‪ :‬هو أَبو َّ‬
‫‪51‬‬

‫اله شعر حسن ثري‪ ،‬اهو سيم املنظر‪ ،‬مليح امللبس‪ .‬تويف سنة ‪ 11‬هت‪ .‬له ترُجة يف‪ :‬يتيمة الدَّهر ت‬
‫ج ت ص‪1 1‬ت‪ ،1 9‬لسان الميزان ت ج‪1‬ت ص‪ ،91‬األَعالم ت ج‪1‬ت ص‪.191‬‬
‫‪52‬‬
‫ت مل َند بني تراجم املغنِّني إالَّ ُلليَّة بنت املهدي أُخت إبراهيم بن املهدي املطرب املشهو ‪ ،‬الةنها ليست‬
‫املقصود هنا أل ََِّنا توفيت قبل افا ابن معرا ؛ معاصر التَّوحيدي‪َّ ،‬بئة اإحدع اسبعني سنة‬
‫( ‪21‬هت)‪ .‬ترُجتها يف‪ :‬الوافي بالوفيات ت ج‪2‬ت ص‪. 19‬‬
‫‪5‬‬
‫ت أَاقع‪ :‬أَحدث إيقالاً‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫الرخص‪ :‬اللني النَّالم‪.‬‬
‫ت َّ‬

‫ـ ‪ 065‬ـ‬
‫ارهُ‬ ‫ولَو طَاب لِي غَرس لَطَاب ْ ِ‬
‫ت ث َم ُ‬ ‫ٌْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ادتِي‬ ‫ِ‬
‫ت َش َه َ‬ ‫ص َّح لي غَيبِي ل َ‬
‫َص َّح ْ‬ ‫َولَو َ‬
‫ِ‬ ‫تَزَّه ُ ِ‬
‫دت في الدنْيِا َوإِني ل ََراغ ٌ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫ِ (‪) 55‬‬ ‫ِ‬
‫ادتي»‬ ‫وجةا بَِزَه َ‬
‫أ ََر َر ْغبَ تي َم ْم ُز َ‬
‫َاصا ِ الشَُّرا َط َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َضا َ‬ ‫السابَِقةَ ُ لَّ َها َاأ َ‬ ‫لََق ْد َُجَ َع التَّوحيدي ِيف هذه األ َ‬
‫ات الْ ُمَرافِ َق ِة‬
‫صيَّ ِة الْمغَ ِِّن أَا الْمغَنتِّي ِة‪ ،‬احسنِها‪ ،‬اا ْحلرَ ِ‬
‫ُ َ َ ُ ْ َ َ ََ‬ ‫ُ‬
‫إِلَيها لو ِامل أُخرع َ َشخ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ََ َ ْ َ‬
‫لِْلغِنَ ِاء‪.‬‬
‫مظاهر الطَّرب‬
‫ت ال ِو ْج َدانِيَّ ِة الَِّيت‬ ‫الطَّرب ِمن ِجه ِة طَبِيعتِ ِه النَّت ْف ِسيَّ ِة ضرب ِمن االنِْفعاالَ ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ْ َ‬
‫َّاخلِيَّ ِة‬
‫اض الد ِ‬ ‫َلَر ِ‬‫ت ُ لُّ َها تَتْن ُج ُم َلْنت َها ُُجْلَةٌ ِم َن األ ْ‬
‫ِ‬
‫س‪َ .‬ااالنْف َعاالَ ُ‬ ‫ََتْتَلِ ُج ِيف النَّت ْف ِ‬
‫اختِالَ ِ طَبِ َيع ِة االنِْف َع ِال‪َ ،‬اَم َدع التَّأثُِّر‪،‬‬ ‫اض بِ ْ‬‫َلَر ُ‬
‫ِِ‬
‫ف هذه األ ْ‬
‫ِ‬ ‫اْ ِ ِ‬
‫اخلَا ِجيَّة‪َ .‬اََتْتَل ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫صيَّ ِة‪ .‬للَى أَالَّ نَتْنسى أ َّ ِ‬ ‫ات الشَّخ ِ‬ ‫اس ِ‬ ‫ِ‬
‫اصةَ الَِّيت قَ ْد يَ ُةو ُن‬ ‫اخلَ َّ‬
‫اضهُ ْ‬ ‫َن ل ُة ِّل انْف َع ٍال أ َْلَر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫ِمْنت َها الْ ُم ْشتَتَرُك َاقَ ْد الَ يَ ُةو ُن‪.‬‬
‫الس ُرْاِ َااللَّ َّذ ِ َاالنَّ ْش َوِ الَِّيت‬ ‫اض ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب الدَّاخليَّة فَ ِه َي أ َْلَر ُ‬ ‫اض الطَّر ِ‬
‫أ ََّما أ َْلَر ُ َ‬
‫ت‬ ‫اخلياالَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫تَتتَجلَّى َغالِباً ِيف تَالَ ِشي َداِ الع ْق ِل ا َ ِ‬
‫ض ْعف َسيطََرته‪َ ،‬ااالنْقيَاد َاَاءَ ََْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫َّخيِيلِ ِّي الَ‬ ‫اد َاالغَ ْفلَ ِة َاالت ُّ‬
‫َّأم ِل الت ْ‬
‫وع ِمن الشُّر ِ‬
‫ُّخول يف نَ ٍ َ ُ‬
‫َحالَِم اليَت َقظَِة‪ ،‬أَا الد ُ ِ ِ‬ ‫َاأ ْ‬
‫ط َِّبَ َدع تَت ْغيِي ِ َداِ‬ ‫ادهُ‪َ ،‬اه َذا ُم ْرتَبِ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫التَّت ْف ِة ِْري ِّ‬
‫يما ُش ُر ُ‬ ‫ي‪ .‬بَ ْل َاََُّّبَا الَ يَ ْد ي الْ َم ْرءُ ف َ‬
‫وع لِلنَّ ْش َوِ‪.‬‬
‫ضِ‬ ‫صالِ ِح ْ‬
‫اخلُ ُ‬
‫ِ‬
‫الع ْق ِل ل َ‬ ‫َ‬

‫‪55‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص‪111‬ت ‪.111‬‬

‫ـ ‪ 066‬ـ‬
‫َّاخلِيَّ ِة‪،‬‬
‫اض الد ِ‬ ‫َلَر ِ‬ ‫اخلا ِِجيَّةُ فَ ِهي االنْعِ َةاس الْمب َ ِ‬
‫اش ُر لأل ْ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ‬ ‫اض َْ‬ ‫َلَر ُ‬
‫أ ََّما األ ْ‬
‫صيَّ ِة الْ ُمتَتلَقِّي‬ ‫ات َشخ ِ‬ ‫اطها بِ ِسم ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف َل ْن بَقيَّة االنْف َعاالَت بِا ْتبَ َ‬ ‫َّها ََتْتَل ُ‬ ‫َالَةنت َ‬
‫اص ِرهِ ا ْجلِ ْس ِميَّ ِة‪،‬‬ ‫س انِْفعاالَتِِه للَى لنَ ِ‬ ‫ان خ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اخ ِ ِ ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫صهُ ِيف َل ْة ِ َ‬ ‫صائ ُ‬‫صائصه‪ ،‬فَل ُة ِّل إِنْ َس َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬
‫ات ُ ُداد األَفْت َع ِال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َاطََرائُِقهُ ْ‬
‫ف َد َ َج ُ‬ ‫َّعبِ ِري َل ْن ه َذا االنْف َع ِال‪َ َ ،‬ما ََتْتَل ُ‬ ‫اصةُ ِيف التت ْ‬
‫اخلَ َّ‬
‫َّاخلِيَّ ِة‬
‫ص َذاتِِه بِاختِالَ ِ الظُّرا ِ ااألَحو ِال؛ الد ِ‬
‫ُ َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫آخَر‪َ ،‬اِيف الش ْ‬
‫َّخ ِ‬ ‫ص إِ َىل َ‬ ‫ِم ْن َش ْخ ٍ‬
‫ص َا َغريَُها‬ ‫الر ِ‬ ‫اخلا ِِجيَّ ِة‪ ،‬فَ ِمْنتها خ ْفق األَ ِ ِ ِ ِ‬
‫الرقْ ُ‬ ‫أس َا َّ‬ ‫َّمايُ ُل َاَهُّز َّ‬ ‫ض بال َق َدم‪َ ،‬امْنت َها الت َ‬ ‫َ َ ُ ْ‬ ‫َا َْ‬
‫ول أَبُو َحيَّان‪:‬‬ ‫ك يَت ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫اب الْمتَت َقبَّ ِل َغ ِري الْ ُم ْستَت ْه َج ِن‪َ ،‬اِيف ذل َ‬ ‫َ ثِري ِِمَّا ي ْد ُخل ِيف ب ِ‬
‫ٌ َ ُ َ‬
‫أسهُ‪َ ،‬اََُّّبَا‬ ‫« ا ِإلنْسا ُن ِلْن َدما يطْرب لِغِن ٍاء ايترتَ ِ‬
‫اح ل َس َم ٍاع َُيُُّد يَ َدهُ‪َ ،‬اُْحَِّرُك َ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ َْ ُ‬ ‫َ‬
‫يس َه َة َذا َم ْن َخا َ ‪ .‬إِ َّن‬ ‫صَر َخ‪َ ،‬اََُّّبَا َل َدا َاَه َام‪َ ،‬الَ َ‬ ‫ص َانَت َعَر َا َ‬ ‫ال َاَقَ َ‬ ‫قَ َام َا َج َ‬
‫س أَيضاً‪َ ،‬ايَتْتبَ ُع‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وت اآلالت م َن األَاتَا َاالْ َمَزامري َُتَِّرُك النَّت ْف َ‬ ‫ص َ‬ ‫يث َااألَ ْحلَا َن َا َ‬‫ا ْحلد َ‬
‫ِ‬ ‫ِّص ِال الْ ِمَز ِاج بِالن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ُد َُهَا‬ ‫َّفس‪َ ،‬األَنتَّ ُه َما ُمتَالَ ِزَمان يتُ َؤثتِّ ُر أ َ‬ ‫ك َحَرَ ةَ مَز ِاج البَ َدن‪ ،‬الت َ‬ ‫ذل َ‬
‫ِ (‪) 51‬‬
‫اآلخر»‬ ‫ِيف اآلخ ِر‪ ،‬ايتْتبع ِمثْل أ ِ ِ ِ‬
‫َحدَهَا ف ْع ُل َ‬ ‫َ ََ َ ُ َ َ‬
‫ظ َل َّما أ ََْثََرتْهُ نَتتَائِ ُج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يث اللَّ ْف ُ‬‫ك إِالَّ ِم ْن َح ُ‬ ‫ف أَبُو َحيَّا َن ِيف ذل َ‬ ‫َاالَ َخيْتَل ُ‬
‫ب ااختِالَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َّج ُاا ِ َ ْ‬ ‫ُِبُوث َ ث ٍري م َن الْعُلَ َماء َل َة ُفوا « َللَى تَت ْفس ِري ه َذا الت َ‬
‫يف تُثِريُ فِينَا‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االنْف َعاالَت الَِّيت يَ ْشعُ ُر ِبَا ا ِإلنْ َسا ُن لْن َد َسَاله (الْ ُموسي َقى) ‪َ ...‬اَ َ‬
‫ِ ِ‬
‫وط اللَّ ْحنِيَّ ِة ت‬ ‫اخلطُ ِ‬
‫ود ُْ‬ ‫صعُ َ‬ ‫َن ُ‬ ‫صلُوا إِ َىل أ َّ‬ ‫َّج َن أَ ِا الْ َفَر َح‪ ،‬فَت َو َ‬‫اس أَ ِا الش َ‬ ‫ا ْحلَ َم َ‬
‫الصوتِيَّ ِة ت‬ ‫يج مْن ِط ِقي‪ ،‬اتَتوافُق التتَّرِيب ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َّ‬ ‫‪َ Melodies‬اُهبُوطَ َها َاتَ َشابُ َة َها ِيف نَس ٍ َ ٍّ َ َ َ ْ َ‬
‫ات‬‫ك تَتغَيُّتر أَلْو ِان أَصو ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ Chords‬أَا تَتنَافُترها‪ ،‬اا تَِفاع َّ ِ‬
‫الصوت أَا ُخ ُفوتَهُ‪َ ،‬اَ ذل َ َ َ ْ َ‬ ‫ََ َ ْ َ‬
‫ض االتَّتنَتف ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّس َاا ْجل َها ِز الْ َع َ‬ ‫اآلالَت ‪ ...‬فَ ُة ُّل هذه الْ َع َوام ِل تُؤثتِّ ُر [ِيف ] النَّْب ِ َ‬
‫)‬ ‫‪51‬‬ ‫(‬
‫صِ ِّ‬
‫ِب‬
‫‪51‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت مسألة ‪ 155‬ت ص ‪ 2 5‬ت ‪. 1‬‬
‫‪51‬‬
‫ت غري موجود يف األَصل‪.‬‬

‫ـ ‪ 067‬ـ‬
‫االسِ ِْت َخ ِاء‪َ ،‬انَتْنتَ ِق ُل ِم ْن‬
‫س‪ ،‬فَتنَ ْشعَُر بِالتت ََّوتُّ ِر أَ ِا ْ‬
‫لن طَ ِر ِيق النَّت َف ِاذ إِ َىل أ َْلم ِ‬
‫اق النَّت ْف ِ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫يع ِس َوع‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َلا ٍَمل نَ ْسبَ ُح فيه ِبَيَالنَا َللَى إُيَاءَات األَنْتغَام‪َ ،‬اََن ُد ُمْتت َعةً الَ تَ ْستَط ُ‬
‫وسي َقى أَ ْن تُت َوفِّتَرَها لَنَا»(‪.) 51‬‬ ‫الْم ِ‬
‫ُ‬
‫ك إِ َىل َح ِّد الطََّرافَ ِة َاا ِإل ْد َه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اش‪َ ،‬ا َل ْن أ َْمثَ ِال‬ ‫َالَ ِة ْن ََثَّةَ َم ْن يتُبَال ُغ ِيف ذل َ‬
‫الء َح َّدثتَنَا أَيضاً أَبُو َحيَّان فَت َق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫هؤ ِ‬
‫َُ‬
‫ب اب ِن فَ ْه ٍم الصوفِي(‪َ ) 59‬للَى ِغنَ ِاء نِ َهايٍَة َجا ِيَِة اب ِن ال ُْمغَني‬ ‫« َاالَ طََر َ‬
‫ت بِ َش ْد ِاَها‪:‬‬ ‫إِ َذا انْ َدفَت َع ْ‬
‫اد لِي قَ َم را‬ ‫ودعُ اهللَ فِي بَغْ َد َ‬ ‫أَس تَ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫بِال َكر ِخ مِن فَ لَ ِ‬
‫َوزا ِر َمطْ لعُهُ‬
‫ك األ َ‬ ‫ْ ْ‬

‫َو َّد ْع تُهُ َوبِِ ِودي لَو يُ َودعُ نِي‬


‫ص ْف و ال ِ‬
‫ْح يَاة وأَني لَ أ َُود َع هُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غ ِيف التتَُّراب َاَه َ‬
‫اج‬ ‫ض‪َ ،‬اَتَََّر َ‬‫ب بِنَت ْفسه األَْ َ‬ ‫فِإنَّهُ إِ َذا َس َع ه َذا مْنت َها َ‬
‫ضَر َ‬
‫ضبِطُهُ َاُيُْ ِس ُةهُ‪َ ،‬اَم ْن ََْي ُس ُر َللَى‬ ‫ِ‬
‫ك َم ْن يَ ْ‬ ‫ات ِم ْن ِ َجال َ‬ ‫اأ َْزب َد‪ ،‬اتَتعفَّر َشعره؛ اه ِ‬
‫َ َ َ َ َ ْ ُُ َ َ‬
‫ش بِ ِظ ْف ِرهِ‪َ ،‬ايَت ْرِ ُل بِ ِر ْجلِ ِه‪َ ،‬اُخيَِّر ُق الْ ُمَرقَّت َعةَ قِطْ َعةً‬ ‫الدنتُ ِّو ِمْنه‪ ،‬فِِإنَّه يتع ُّ ِ ِ‬
‫ض بِنَابِه‪َ ،‬اَخيْم ُ‬ ‫ُ ُ َُ‬ ‫ُّ‬
‫العبَاءَ ِ َ أَنَّهُ َع ْب ُد َّ‬
‫الرز ِ‬ ‫قِطْعةً‪ ،‬ايت ْل ِطم اجهه أَلف لَطْم ٍة ِيف س ٍ‬
‫َّاق‬ ‫الة‪َ ،‬اَخيُْر ُج ِيف َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ ُ َ ْ َ ُ َ َ‬
‫ون( ‪.) 1‬‬ ‫الْم ْجنُ ِ‬
‫َ‬
‫‪51‬‬
‫الشوان‪ :‬الموسيقى تعبير نغمي ومنطق ت ص ‪.11‬‬
‫ت لزيز َّ‬
‫‪59‬‬
‫ت ابن فهم‪ :‬هو القاضي أَبة القاسم التَّنوخي للي بن حممد بن دااد بن فهم‪ ،‬من أَليان أَهل العلم ااألَدب‬
‫توىل قضاء البصر ااألَهواز بضع سنني‪ .‬انظر ترُجته يف‪:‬‬ ‫اأَفراد أَهل الةرم‪ .‬يعدُّانه ْحانة النُّدماء‪َّ .‬‬
‫يتيمة الدَّهرت ج‪ 2‬ت ص ‪. 5‬‬
‫‪1‬‬
‫الرزاق اجملنون صاح الةيل يف جريانك بباب الطَّاق‪ .‬هةذا َّ‬
‫لرفه التَّوحيدي يف املةان ذاته‪.‬‬ ‫ت هو لبد َّ‬

‫ـ ‪ 068‬ـ‬
‫ور ‪ ...‬فَِإنَّهُ إِذَا َِس َع ه َذا‬ ‫ِ ِ‬
‫ب اب ِن غَيالَ َن البَ َّزا ِز َللَى تَت ْرج َيعات بَلَّ َ‬ ‫َاالَ طََر َ‬
‫الوْ ِد‪َ ،‬اَم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط َم ْغشيًّا َللَيه‪َ ،‬اَهات ال َةافُوَ َاَماءَ َ‬
‫ِمْنتها انْت َقلَبت َمحالِيق لينَ ِيه‪ ،‬اس َق َ ِ‬
‫َ َ ْ َ ُ َ ََ‬
‫ني‪َ ،‬ايتُْرقِّي بِت ( َهيَا َش َر ِاهيَا)(‪.) 11‬‬‫يَت ْقرأُ ِيف أُذُنَ ِيه آيتَةَ ال ُةرِسي االْم َع َّو َذتَ ِ‬
‫ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫االَ طَرب ال ِ‬
‫س ِن ‪َ ...‬للَى غنَاء ُش ْعلَةَ ‪َ ...‬اقيَ َامتُهُ تَت ُق ُ‬
‫وم‬ ‫ْج ْر َجاني أَبِي ال َ‬
‫ْح َ‬ ‫َ ََ ُ‬
‫إِ َذا َِس َع َها تُتَر ِّج ُع ِيف َحلْنِ َها‪:‬‬
‫ات بِ ِه‬ ‫َن ما تَب تَلِي نِي الح ِ‬
‫ادثَ ُ‬ ‫َ‬ ‫لَو أ َّ َ ْ ْ‬
‫ب ِم َن ال َك َد ِر‬ ‫ي ْل َقى علَى ِ‬
‫َم يُ ْش َر ْ‬
‫الماء ل ْ‬
‫ُ َ َ‬
‫ف‬ ‫وع‪ ،‬افُت َؤاداً قَ ْد نَتزا إِ َىل اللَّها ِ‪ ،‬مع أَس ٍ‬ ‫اك تَترع َشيبةً قَ ِد ابْتتَتلَّ ْ ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّم ِ َ‬ ‫ت بالد ُ‬ ‫فَت ُهنَ َ َ َ‬
‫يد»‪. 12‬‬‫اب ا ْحلَ ِد َ‬ ‫الص ْخَر‪َ ،‬اأَ َذ َ‬
‫اب َّ‬ ‫اح‪َ ،‬ا َج َ‬ ‫الر َ‬‫َاه َن ُّ‬ ‫قَ ْد ثَت َق َ ال َق ْل َ ‪َ ،‬اأ َ‬
‫تَفْسيرُ الطَّر ِ‬
‫ب‬
‫ب الَ تَ ُةو ُن ِلْن َد ُ ِّل الْبَ َش ِر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َسلَ ْفنَاهُ م َن اآلثَا ِ الَِّيت ُْْحدثتُ َها الطََّر ُ‬ ‫إِ َّن َما أ ْ‬
‫َّد ِ‬
‫اب الوج ِد الش ِ‬ ‫اصةٌ بِطَائَِف ٍة ِمْنتهم‪ ،‬أَ ْ ثَترها ِمن الْمتَ ِ‬ ‫َاإََِّّنَا ِه َي َخ َّ‬
‫يد‪.‬‬ ‫َص َح ِ َ ْ‬ ‫ص ِّوفَة َاأ ْ‬
‫َُ َ ُ َ‬ ‫ُْ‬
‫ث؟ ُثَّ لِ َماذَا تَتْن َجلِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب؟ َال َماذَا َْْح ُد ُ‬ ‫ث ه َذا الطََّر ُ‬ ‫َالَةنتَّنَا نَ ْسأ َُل ُهنَا‪َ َ :‬‬
‫يف َْْح ُد ُ‬
‫لْنه ِمثْل ِ‬
‫هذهِ اآلثَا ِ ؟‬ ‫َُ ُ‬
‫َسئِلَةَ َللَى‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َمل يت ُفت ِ‬
‫صاح َ ((ا ِإل ْمتَ ِاع َاالْ ُم َؤانَ َسة)) أَ ْن يَطَْر َح هذه األ ْ‬ ‫ْ َ ْ َ‬
‫آخذاً َللَى َلاتِِق ِه‬ ‫ط ت ‪ِ Socrates‬‬ ‫ول ت بَ ِادئاً بِتَت ْف ِس ِري ُس ْق َرا َ‬
‫نَت ْف ِس ِه‪َ ،‬اِيف ا ِإل َجابَِة يَت ُق ُ‬
‫اخ ٍل َاِم ْن‬‫ان ِمن د ِ‬ ‫َن نَت ْفسه ت أَي س ِامع الغِنَ ِاء ت م ْشغُولُةٌ بِتَ ْدبِ ِري َّ ِ‬
‫الزَم ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َش ْر َحهُ‪ « :‬أل َّ َ ُ‬
‫اص َما َهلَا‪.‬‬ ‫الش ْغ ِل ِه َي َْحم ُجوبَةٌ َل ْن َخ ِّ‬ ‫َخا ٍِج‪َ ،‬اِهل َذا ُّ‬

‫حي يا قيُّوم‪ .‬انظر ذلك يف المصباح المنير والقاموس المحيط‪َّ ،‬‬


‫ماد ‪:‬‬ ‫ت هي ِ‬ ‫‪11‬‬
‫اشَراهيَا‪ :‬لمةٌ لِبانيَّةٌ معناها يا ُّ‬
‫ََ َ‬
‫شره‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪ 111‬ت ‪.111‬‬

‫ـ ‪ 069‬ـ‬
‫َّت إِ َىل‬ ‫ك ا ْحلِج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اب‪ ،‬فَ َحن ْ‬ ‫ض ذل َ َ‬ ‫ف َلْنت َها بَت ْع ُ‬ ‫فَِإ َذا َس َعت الغنَاءَ انْ َة َش َ‬
‫ِ ِ‬
‫العا َِمل‪،‬‬
‫ك َ‬ ‫احانِيَّ ِة ِم ْن بَت ْعد ذل َ‬ ‫الر َ‬‫ات ُّ‬ ‫السعاد ِ‬ ‫االت َّ ِ‬
‫الش ِري َفة َا َّ َ َ‬
‫اص ما َهلا ِمن الْ ِمثَ ِ‬
‫َخ ِّ َ َ َ‬
‫ك َاطَنُت َها بِا ْحلَ ِّق‪.‬‬ ‫أل َّ ِ‬
‫َن ذل َ‬
‫س‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ت‬‫َّ‬
‫ن‬‫ال‬ ‫ت‬ ‫فَأ ََّما ه َذا العا َمل فَِإنتَّها َغ ِريبةٌ فِ ِيه‪ ،‬اا ِإلنْسا ُن تَابِع لِنَت ْف ِس ِه‪ ،‬الَيس ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫ت النَّت ْفس نَت ْفساً بِا ِإلنْس ِ‬ ‫س إِنْسا ٌن‪ ،‬الَيس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪ ،‬أل َّ ِ‬ ‫تَابِعةً لِ ِإلنْس ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َن اإلنْ َسا َن بالنَّت ْف ِ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ت النَّت ْفس ت أ َْل ِِن حنَّت ا َحلظَ ِ‬ ‫فَِإ َذا طَ ِرب ِ‬
‫َّت‬
‫ت َا َخف ْ‬ ‫اح الَّذي َهلَا ََتََّرَ ْ‬ ‫الر َ‬
‫ت ُّ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ت َا ْاهتَتَّز ْ‬ ‫اح ْ‬‫فَا ْتَ َ‬
‫يد أَن يَتْن َس َّل ِم ْن إِ َهابِِه‬ ‫ِ‬
‫َاهل َذا يَطَْر ُح ا ِإلنْ َسا ُن ثَوبَهُ َلْنهُ‪َ ،‬اََُّّبَا َمَّزقَهُ َ أَنَّهُ يُِر ُ‬
‫س فِ ِيه‪َ ،‬ايتُ َه ْرِاَل إِ َىل َحبِْيبِ ِه الَّ ِذي‬ ‫َ‬
‫صا ِهِ الَّ ِذي ُحبِ‬ ‫َ‬ ‫ح‬‫صق بِِه‪ ،‬أَا يت ْفلِت ِمن ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الَّ ِذي لَ ِ‬
‫قَ ْد ََتَلَّى لَهُ َابَتَرَز إِلَ ِيه‪.‬‬
‫يد إََِّّنَا ُه َو لِْل َفالَ ِس َف ِة الَّ ِذيْ َن َهلُ ْم ِلنَايةٌ‬ ‫ضِ‬ ‫َن ه َذا الْمعىن للَى التَّتْن ِ‬
‫َ َْ َ‬ ‫إِالَّ أ َّ‬
‫َح َواهلِِ َما‪.‬‬ ‫ِ‬
‫س َاا ِإلنْ َسان َاأ ْ‬ ‫بِالنَّت ْف ِ‬
‫ب الطَّ َري َا َغ َريَها» ‪ ،‬فَاللَّ َّذ ُ ا ْجلَ َمالِيَّةُ‬ ‫ِ‬
‫أ ََّما َغريُُه ْم فَطََربتُ ُه ْم َشبِْيهٌ َّبَا يَت ْق ُر ُ‬
‫( ‪) 1‬‬

‫ض َّم ُن الْ َف ْه َم الْ َع ْقلِ َّي‬


‫َّا ِام‪َ ،‬اتَتتَ َ‬
‫َّد أ َََهِّيتَّتُت َها َللَى الد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ل ْل ُموسي َقى «خْبتَرٌ ِمُْت َعةٌ تَتتَ َجد ُ‬
‫ِ ِ‬
‫وس ِيقيَّةَ ا ْجلَ ِميلَةَ ََْت ِم ُل نَولاً ِم َن‬ ‫اط ِفي»(‪ ،) 11‬إِ ْذ إِ َّن «ا ْجلملَةَ الْم ِ‬
‫ُْ ُ‬
‫ِ‬
‫ب الْ َع َّ‬ ‫َّج ُاا َ‬
‫َاالت َ‬
‫س أَ ْل َماقَتنَا‪ ،‬إِنتَّ َها نَوعٌ ِم َن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫اط ِ‬ ‫الْ ِم ْغنَ ِ‬
‫الس ْح ِر‬ ‫يسيَّةَ؛ إِنتَّ َها قُت َّوٌ أَا طَاقَةٌ َهلَا َجاذبِيَّةٌ َتََ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األ َّ ِ‬
‫ك‬ ‫ص َد ِ ذل َ‬ ‫وسنَا‪َ ،‬الَةنتَّنَا نَت ْعج ُز َل ْن ََْتديد َم ْ‬ ‫َخاذ يتُْب ِه ُر لُ ُقولَنَا َايُ ْشجي نتُ ُف َ‬
‫وع»(‪.) 15‬‬ ‫الس ْح ِر الْ َم ْس ُم ِ‬ ‫ِّ‬

‫‪1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص ‪ 215‬ت ‪.211‬‬
‫‪11‬‬
‫السيسي‪ :‬دعوة إلى الموسيقى ت ص ‪.11‬‬
‫ت يوسف ِّ‬
‫‪15‬‬
‫الشوان‪ :‬الموسيقى تعبير نغمي ومنطق ت ص ‪.51‬‬
‫ت لزيز َّ‬

‫ـ ‪ 071‬ـ‬
‫اص ٍة َا َل َّام ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني َخ َّ‬ ‫يَتْب ُدا م ْن خالَ ِل َما َختَ َم بِه التَّوحيدي تَت ْفس َريهُ أَنَّهُ ُُيَيِّت ُز بَت ْ َ‬
‫َن َما َسبَ َق‬ ‫َّعبِ ِري َلْنهُ أَا اآلثَا ِ الَِّيت تَت ْل َح ُق بِِه‪َ .‬األ َّ‬ ‫اث الطَّر ِ‬ ‫ِيف َ ِيفيَّ ِة ح ُد ِ‬
‫ب َاالتت ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َّم تَت ْف ِسرياً‬ ‫ان اأ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َهلُ ْم ِلنَايَةٌ بِالنَّت ْف ِ‬ ‫خ ٌّ ِ ِ ِ َّ ِ‬
‫َح َواهل َما فَت َق ْد قَد َ‬ ‫س َاا ِإلنْ َس َ َ‬ ‫اص بال َفالَس َفة الذ َ‬ ‫َ‬
‫ال‪َ « :‬اإِذَ ْن فَت َق ْد قُت ْلنَا َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ِّام فَت َق َ‬ ‫ب ِيف إِطَا ِهِ َ‬ ‫أَ ْ ثَتَر لُ ُموميَّةً َا ُُشُوالً ليُت َف ِّسَر الطََّر َ‬
‫وب ِمْنت َها َاالْ َم ْة ُراهِ َل ْن طَ ِر ِيق‬ ‫ات‪ ،‬االْم ْحب ِ‬ ‫صل النَّت ْفس ِمن آثَا ِ األ ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫َص َو َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫الذي يَ ُ‬
‫ني يتُ َؤثتِّر ِِبَس ِ‬ ‫اخلُراج إِ َىل إِ ْح َدع ا ْجلِ َهتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ِإل ُْجَ ِال‪ ،‬فَت َق ْد تَتبَت َّ َ‬
‫ُ ْ‬ ‫َن ا ِإلفْتَرا َط مْنهُ‪َ ،‬ا ْ ُ َ‬ ‫ني أ َّ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ذل َ‬
‫اح ٍد ِمْنت ُه َما‬ ‫َن النَّت ْفس االْب َد َن ُ ُّل ا ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫اض َع َ ثِ َريٍ أ َّ‬ ‫اقَ ْد َ ا َن تبت َّني ِيف مو ِ‬
‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫َح َو َال النَّت ْف ِسيَّ ِة‬ ‫اآلخ ِر‪ ،‬فَِإ َّن األ ْ‬ ‫َح ُد َُهَا ِيف َ‬
‫ِ‬
‫اآلخ ِر ‪َ ،‬اَ ثرياً َما يَظْ َه ُر أ َ‬
‫)‬ ‫‪11‬‬ ‫(‬
‫ك بِ َ‬ ‫ُم ْشتَبِ ٌ‬
‫ي أَثتٌَر ِيف النَّت ْف ِ‬ ‫َحو َال النَّت ْف ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س َح ََّّت‬ ‫س‪ ،‬فَإ َذا قَ ِو َ‬ ‫اج البَ َدن يتُغَيِّت ُر أ ْ َ‬ ‫اج البَ َدن‪َ ،‬امَز َ‬ ‫تُتغَيِّت ُر مَز َ‬
‫س الر ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫يتتَت َفاا ِِ ِ‬
‫ض مْنهُ‬ ‫َثر النَّت ْف ِ َ َ َ َ‬ ‫اج َاَخيُْر َج َل ِن ْالت َداله َملْ يَت ْقبَ ْل أ َ‬ ‫ت به الْمَز ُ‬ ‫َ ََ‬
‫(‪) 11‬‬
‫وت» ‪.‬‬ ‫الْ َم ُ‬
‫َّفس تُت َؤثتِّ ُر‬ ‫ِ ِ ِ ِ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َاِيف ذل َ‬
‫ول أَيضاً َللَى ل َسان أَبي َعل ٍّي م ْس َكويه‪« :‬إن الن َ‬ ‫ك يَت ُق ُ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ُج ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج يتُ َؤثتِّ ُر ِيف النَّت ْف ِ‬ ‫ِيف الْ ِمز ِاج الْمعتَ ِد ِل ل ِن الب َد ِن‪ َ ،‬ما أ َّ ِ‬
‫يع ذل َ‬ ‫س‪ ،‬ابَتيَّتنَا َ َ‬ ‫َن الْمَز َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ َ َ‬
‫ص َفُّر‬ ‫الو ْجهُ‪َ ،‬اأ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ك أ َّ‬
‫اخلَو َ يُ ْ‬ ‫َن ْ‬ ‫الس ُراَ َْْح َمُّر مْنهُ َ‬ ‫َن ُّ‬ ‫ال‪َ ،‬الَ ْسنَا نَ ُش ُّ‬ ‫ضَربْتنَا لَهُ األ َْمثَ َ‬ ‫َا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلخ ِر إِ َىل‬ ‫ِ‬
‫ك إِال النْبِ َساط الدَِّم م ْن ذَ َاك ِيف ظَاه ِر البَ َدن َا َغوِهِ م َن َ‬
‫ِ‬ ‫ِمْنهُ‪َ ،‬اَما ذل َ‬
‫قَت ْع ِر البَ َد ِن»(‪.) 11‬‬

‫‪11‬‬
‫سمى بالفرنسيَّة‪،Psychosomalique :‬‬
‫لالقة النَّفس بالبدن هذه هي ما يُ َّ‬
‫اباإلَنليزية‪.Psychosomatic :‬‬
‫‪11‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت مسألة ‪ 9‬ت ص ‪.2 2‬‬
‫‪11‬‬
‫ت م‪ .‬س ت مسألة ‪ 99‬ت ص ‪.211‬‬

‫ـ ‪ 070‬ـ‬
‫الموسيقى والغناء‬
‫ب اأَحوالِِه ِمن دا َن ا ْحل ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لَ َعلَّهُ ِم ْن َغ ِري الالئِ ِق ا ْحلَد ُ‬
‫يث‬ ‫يث َل ْن َد َاالي الطََّر َ ْ َ ْ ُ ْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسي َقى َاالغِنَاء‪َ ،‬اتِْل َ‬ ‫ل ِن الْم ِ‬
‫ك َم ْسأَلَةٌ َملْ يتُ ْغف ْل َها الت َّْوح ْيدي أَيْضاً‪َ ،‬اُه َو َاإِ ْن َملْ‬ ‫َ ُ‬
‫ب فَأل َّ ِ‬ ‫يث فِْي ِهما َ ما فَتعل ِيف الطَّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ود ُ َللَى‬ ‫َن األَخ َري ُه َو الغَايَةُ الْ َم ْع ُق َ‬ ‫َ‬ ‫يُط ِل ا ْحلَد َ َ َ َ َ‬
‫وسي َقى َاالغِنَ ِاء‪.‬‬ ‫الْم ِ‬
‫ُ‬
‫ث بِوساطَِة ٍ‬
‫آالت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يَتَرع ُم َف ِّة ُرنَا أ َّ‬
‫صوٌَ لَ ْفظيَّةٌ أَا َسْعيَّةٌ َُْت َد ُ َ َ‬ ‫َن الْ ُموسي َقى ُ‬
‫اد ِمْنت َها إِ َىل َجانِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫معيَّتنَ ٍة ُمَ َّ ٍ‬
‫صصة‪ ،‬فَتتَ ُةو ُن إِ َّما ص ْرفَةً أَا ِمُْتَ ِز َجةً بِالغنَاء‪ ،‬قَ ْد يُ ْستَت َف ُ‬ ‫َُ‬
‫وسي َقى)‬ ‫الصو ُ اللَّ ْف ِظيَّةُ (الْم ِ‬
‫ُ‬ ‫ول‪َ « :‬اأ ََّما ُّ َ‬ ‫ني ا ِإلفْت َه ِام َاِيف ََْت ِق ِيق ِه‪ ،‬يَت ُق ُ‬
‫ب ِيف ََْت ِس ِ‬ ‫الطَّر ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ت َل ْج َماءَ فَتلَ َها ُح ْة ٌم‪َ ،‬اإِ ْن َ انَ ْ‬ ‫ولةٌ بِاآللَة الَِّيت ه َي األُذُ ُن‪ ،‬فَِإ ْن َ انَ ْ‬ ‫فَ ِه َي َم ْس ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ثَالث‪:‬‬ ‫ين َم َرات َ‬ ‫ْحالَي ِن فَ ِه َي بَ َ‬ ‫نَاط َقةٌ فَتلَ َها ُح ْة ٌم‪َ ،‬و َعلَى ال َ‬
‫ين ا ِإلفْ َه ِام‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫إِ َّما أَ ْن ي ُكون المر ُ ِ‬
‫اد ب َها تَ ْحس َ‬ ‫َُ‬
‫يق ا ِإلفْ َه ِام‪.‬‬ ‫اد بِ َها تَ ْح ِق َ‬ ‫َوإِ َّما أَ ْن ي ُكون ُ‬
‫الم َر ُ‬
‫س ال َقائِ ِل‪،‬‬ ‫اص َما َهلَا ِم ْن بتُُراِزَها ِم ْن نَت ْف ِ‬ ‫َا َللَى اجلَ ِمي ِع فَ ِه َي َموقُوفَةٌ َللَى َخ ِّ‬
‫الصوَِ بَت ْع َد ه َذا ُ لِّ ِه َم ْرتَبَةٌ أُ ْخ َر إِذَا َم َاز َج َها‬ ‫اهل ِذهِ ُّ‬ ‫الس ِام ِع‪ِ ،‬‬‫س َّ‬ ‫وهلَا إِ َىل نَت ْف ِ‬‫ااص ِ‬
‫َُ ُ‬
‫وسي َقا ِ ‪ ،‬فَِإنتَّ َها ِحينَئِ ٍذ تُت ْع ِطي أ ُُمو اً ظَ ِري َفةً‪ ،‬أ َْل ِِن أَنتَّ َها‬ ‫صنَال ِة امل ِ‬
‫َ‬
‫اللحن اا ِإلي َقاع بِ ِ‬
‫ُْ َ ُ‬
‫ُ‬
‫اس‪ ،‬اتتَُرِّا ُح الطَّْب َع‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُّ‬
‫اس االط َ‬ ‫اس‪ ،‬اتَ ْستَ ْدلي ال َة َ‬ ‫اس‪ ،‬اتتُ ْله ُ األَنْت َف َ‬ ‫تَلذ ا ِإل ْح َس َ‬
‫ك ِِمَّا‬ ‫ِ‬
‫ف َللَ ِيه» ‪َ ،‬ا َغ َري ذل َ‬
‫(‪) 19‬‬ ‫وق إلَ ِيه‪ ،‬املتَتلَ َّه ِ‬ ‫ال‪ ،‬اتُ َذ ِّ ر بِالْعا َِمل امل ُش ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اتُتْنعِ ُم البَ َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ات ِم َن‬ ‫اء‬ ‫ْح‬ ‫ِ‬
‫إل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ص‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫اء‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬
‫أَتَينَا َللَى ذ ْ ِره‪ ،‬إِ ْذ « َ َما يَتتَ َ َ ُ ُْ َ ُ َ ْ َ ََ َ َ ُ َ َ ُ‬
‫ا‬‫خ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ص‬
‫وس ِيقيَّ ِة اتَ َةاد تَتْن ِطق بِالْم ْ ِ ِ‬ ‫األَنْتغَ ِام الْم ِ‬
‫ف‪ .‬إِ َّن َما يُ َد ِّانُهُ‬ ‫ض ُمون الَّذي َلبَّتَر َلْنهُ الْ ُم َؤلِّ ُ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫‪19‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت مسألة ‪ 11‬ت ص ‪ .11‬ا ذلك يف‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ت‬
‫ص ‪.111‬‬

‫ـ ‪ 072‬ـ‬
‫صوتِيَّةٌ َُتَ ِّس ُد‬ ‫يس أَ ْش َةاالً َخا ِايَةً أَا طَالَ ِس َم‪َ ،‬اإََِّّنَا ِه َي ُ ُم ٌ‬
‫وز َ‬
‫ِ‬
‫ال َفنَّا ُن الْ ُمْبدعُ لَ َ‬
‫ِِ ( ‪) 1‬‬ ‫ِ ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫م ِ‬
‫ني نَت ْفسيَّةً َا َل ْقليَّةً نَاب َعةً م ْن ذَاته َام ْن ُا ُجوده» ‪َ .‬ا َللَى ه َذا الَ َل َج َ‬ ‫ضام َ‬ ‫ََ‬
‫وسي َقى قَ ْب َل ُىل‬ ‫« الْم ِ‬ ‫)‬ ‫‪11‬‬ ‫(‬
‫اح ٌد ِمثْ َل فيرلن ت ‪Verlaine‬‬ ‫ول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫أَ ْن ي َق َ َ‬
‫يء»(‪.) 12‬‬ ‫َش ٍ‬
‫اد تَ ُةو ُن ِشْبهَ قُت َّوٍ ِم ْن قُت َوع النَّت ْف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫َاالْ ُموسي َقى َللَى َما يَتَرع التَّوحيدي تَ َة ُ‬
‫ك يَت ْف َع ُل َسَالُ َها ِيف النَّت ْفس فِ ْعلَهُ‪ .‬ه َذا ِم ْن‬ ‫ِِ‬ ‫ماثِلَ ٍة فِيها للَى هيئَ ِة لنَ ِ‬
‫اص ِرَها‪َ ،‬الذل َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫احي ِة ا ِإلب َد ِاع فَتث َّمةَ شرا ٌط دانَه‪ ،‬اِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫احي ِة ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يف ذل َ‬ ‫َ ُُ ُْ ُ َ ْ‬ ‫االست ْقبَال َاالتَّتلَقِّي‪ ،‬أ ََّما م ْن نَ َ ْ‬ ‫نَ َ ْ‬
‫يف‪،‬‬ ‫ف َش ِر ٍ‬ ‫ف ا ِصْن ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اص ٌل لِلنَّت ْف ِ‬
‫وسي َقى ح ِ‬‫ول‪« :‬الْم ِ‬
‫وج ْوٌد ف َيها َللَى نتَ ْوٍع لَطْي َ‬ ‫س َم ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يَت ُق ُ‬
‫اد ً ُم ْستَ ِجيبَةً‪َ ،‬اقَ ِرْحَةً ُم َواتِيَةً‪َ ،‬اآلَةً‬ ‫اد َ طَبِ َيعةً قَابِلَةً‪َ ،‬اَم َّ‬ ‫صَ‬
‫ِ‬
‫فَالْ ُموسي َقا ُ إِ َذا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اها‬‫س لَبُوساً ُم َؤنَّقاً‪َ ،‬اتَأليفاً ُم ْعجباً‪َ ،‬اأ َْلطَ َ‬ ‫غ َللَ َيها بِتَأَيِيد َ‬
‫الع ْق ِل َاالنَّت ْف ِ‬ ‫اد ً‪ ،‬أَفْتَر َ‬
‫ُمْنت َق َ‬
‫َّاط َق ِة‪،‬‬ ‫اصلَ ِة النَّت ْف ِ‬ ‫ِ‬
‫س الن ِ‬ ‫ِ‬
‫ك تَ ُةو ُن َّبَُو َ‬ ‫صوًَ َم ْع ُشوقَةً‪َ ،‬ا ِح ْليَةً َم ْرُموقَةً‪َ ،‬اقُت َّوتُهُ ِيف ذل َ‬ ‫ُ‬
‫الصنَال ِة‪ ،‬ألَنتَّها اصلَت إِ َىل َ م ِاهلا ِمن نَ ِ‬
‫احيَ ِة‬ ‫فَ ِمن هنَا احتَ ِ‬
‫َ َ ْ‬ ‫َ ََ ْ‬ ‫اجت الطَّبِ َيعةُ إِ َىل ِّ َ‬ ‫ْ ُ ْ َ‬
‫يس َهلَا‪،‬‬ ‫الصنَال ِة ا ْحل ِادثَِة الَِّيت ِمن َش ِأِنَا ِ‬ ‫النَّت ْف ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫است ْجالءُ َما لَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫س النَّاط َقة ب َوساَطَة ِّ َ َ‬
‫أخ ُذهُ َاَ َماالً لِ َما تُت ْع ِطي»( ‪.) 1‬‬ ‫ِ‬
‫است ْة َماالً َّبَا تَ ُ‬
‫اإِمالء ما َْحصل فِيها‪ِ ،‬‬
‫َْ َُ ْ ُُ َ ْ‬
‫َن َا ِظي َفتَت َها‬
‫س‪ ،‬إِالَّ أ َّ‬ ‫ت قُت َّوً ِم ْن قُت َوع النَّت ْف ِ‬ ‫ه َذا يتع ِِن أ َّ ِ‬
‫َن الْ ُموسي َقى‪َ ،‬اإِ ْن َ انَ ْ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫ص ُر ِيف التَّتلَقِّي َاالتَّت َقتبُّ ِل َاالتَّ َذ ُّا ِق‪َ ،‬االَ ُيُْ ِةنُت َها َِّبَا ه َي‬ ‫ك تَتْنح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن ح ِ‬
‫يث ه َي َ ذل َ َ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫‪1‬‬
‫الشوان‪ :‬الموسيقى تعبير نغمي ومنطق ت ص ‪.21‬‬
‫ت لزيز َّ‬
‫‪11‬‬
‫َّاد أَحد َّااد املد سة‬ ‫ت بول فيرلين ت ‪1111( Paul Verlaine‬ت‪1191‬م)‪ ،‬شالر فر ُّ‬
‫نسي يعدُّه النتُّق ُ‬
‫الرمزيَّة‪ .‬انظر ترُجته يف‪:‬‬
‫َّ‬
‫‪- Merriam Webster’s Encyclopedia of Literature, p. 1163.‬‬
‫‪12‬‬
‫الشرايب‪ :‬نافذة على العالم ت ضمن َملة‪ :‬المعرفة ت العدد ‪ 12‬ت أَيلول ‪1991‬م ت ص ‪.2 1‬‬
‫ت مال فوزي َّ‬
‫‪1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات ت (س) ت ص ‪ 11‬ت ‪.111‬‬

‫ـ ‪ 073‬ـ‬
‫َن ه َذا يَتتَطَلَّ ُ ِل ْلماً يتُتَت َعلَّ ُم‪،‬‬ ‫وهبةٌ أَيضاً أَ ْن تَصنَع م ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وسي َقا اً‪ ،‬أل َّ‬ ‫َُْ‬ ‫ك‪َ ،‬اَِّبَا ه َي َم َ‬ ‫َ ذل َ‬
‫ْم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َاِمَُا َ َسةً يتُ َق ُام ِِبَا‪َ ،‬اِِب َذا الْ َم ْع َىن يَتَرع أَبو َعلِ ٍّي ِم ْس َك ِويه أ َّ‬
‫َن « ال ُْموسي َقى عل ٌ‬
‫يف وقَ و ِ‬ ‫العلْم‪ ،‬وي ْق ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اع ُدهُ‪،‬‬ ‫ص ُد به التَّأل ُ َ َ‬ ‫اج إِلَى عل ٍْم َو َع َم ٍل‪َ .‬و ُ َ ُ َ‬ ‫ار يَ ْحتَ ُ‬‫َوال ُْموسي َق ُ‬
‫ظ ِم ْن َها‪،‬‬ ‫ف أَ ْن يَأ ُخ َذ بِ َح ٍّ‬ ‫ْس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َِّ‬
‫يم األ َْربَ َعة التي لَ بُ َّد ل َم ْن يَتَ َفل َ‬ ‫َّعالِ ِ‬
‫َح ُد الت َ‬
‫َو ُه َو أ َ‬
‫اسبَ ٍة ِم ْن َشأنِ َها‬ ‫ات متَ نَ ِ‬‫أديةُ نَغَ ٍم وإِي َق َ ٍ‬
‫اع ُ‬ ‫َ‬
‫وأ ََّما العمل فَ لَيس ِمن التَّعالِ ِ ِ ِ‬
‫يم َولَكنَّهُ تَ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ََ ُ‬
‫ْك اآللَةُ إِ َّما أَ ْن تَ ُكو َن ِم َن البَ َد ِن َو ُه َو‬ ‫س‪ ،‬فِي آل ٍَة ُم َوافِ َق ٍة‪َ ،‬وتِل َ‬ ‫أَ ْن تُ َحر َك النَّ ْف َ‬
‫ود َواأل ُْر ِغ ِن»(‪.) 11‬‬ ‫الغنَاء‪ ،‬أَو َخا ِرجةا َع ْنهُ َىالْع ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫وسي َقى االغِنَ ِاء لَيس ِ‬ ‫َن العالَقَةَ بني الْم ِ‬ ‫ابِذلِ َ ِ‬
‫يجةً َا َح ْس ُ بَ ْل‬ ‫ت َاش َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ك ََن ُد أ َّ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َمثَالً أ َّ‬
‫َن‬ ‫اآلخ ِر‪َ ،‬ام ْن ذل َ‬ ‫َحدَهَا ُح ْة ٌم ِيف َ‬ ‫ني‪َ ،‬اُ ُّل ُح ْة ٍم ِيف أ َ‬ ‫َُهَا َااح ٌد ِيف لَبُ َ‬
‫وسيَت َقا ِ إِ َىل ِل ْل ٍم َا َل َم ٍل‪َ ،‬اه َذا َما َلبَّتَر َلْنهُ أَبو َحيَّان‬ ‫الْمغَ ِِّن أَيضاً َْحتَاج َ الْم ِ‬
‫ْ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ان أ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب يَت َِتََّّنُو َن طََرباً‪،‬‬ ‫َص َح َ‬ ‫ني َسَال ِه ْم غُالَماً يتُغَ ِِّن َج َع َل األ ْ‬ ‫َحده ْم ح َ‬ ‫َللَى ل َس َ‬
‫بَِقولِِه‪« :‬لَو َ ا َن ِهل َذا من ُخيَِّرجه ايتعىن بِِه‪ ،‬ايأخ ُذه بِالطَّرائِ ِق الْمؤلََّف ِة‪ ،‬ااألَ ْحل ِ‬
‫ان‬ ‫َُ َ َ‬ ‫ََ ُ ُ َ‬ ‫َ ْ ُ ُ َُْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫الْ ُم ْختَل َفة‪ ،‬لَ َةا َن يَظْ َه ُر أَنَّهُ آيَةً‪َ ،‬ايَصريُ فْتتنَةً‪ ،‬فَإنَّهُ َلجي ُ الطَّْب ِع بَد ُ‬
‫يع‬
‫وسي َقى َاالْغِنَ ِاء إِ ْذ يتُ َؤِّ ُدا َن أ َّ‬
‫َن‬ ‫صو َن ِيف الْم ِ‬
‫ُ‬ ‫صُّر َللَ ِيه الْ ُم ْختَ ُّ‬‫ال َف ِّن»(‪ .) 15‬اه َذا ما ي ِ‬
‫َ َ ُ‬
‫س الْمرَه ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت َغري َ ا ٍ ِجلع ِل ِ ِ ِ‬ ‫الص ِ‬
‫ف‬ ‫صاحبه ُمطْ ِرباً إذَا َملْ يتُْردفْهُ با ْحل ِّ ُ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ال َّ‬ ‫« َُجَ َ‬
‫اض ِة إِ َىل َجانِ ِ الْعِْل ِم ‪َ .) 11(»...‬للَى أ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫االشُّعوِ َِّ‬
‫َن ُح ْس َن‬ ‫الرق ِيق َاالْ َعاط َفة ال َفيَّ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب ت ألَنَّهُ‬ ‫االست ْغنَاءُ َلْنهُ ت َللَى األَقَ ِّل ِيف الْغنَاء الْ َعَرِ ِّ‬ ‫الصوت َش ْر ٌط الَ ُيُْة ُن ْ‬ ‫َّ‬
‫يب أَ ْن يتؤِّدي األَ ْحلا َن بِصو ٍ يطْرب َهلا َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫السام ُع إِ َذا َملْ‬ ‫َ َُ َ َُ َ‬ ‫يل َللَى الْ ُمغَ ِِّن الْ َعَرِ ِّ ُ َ‬ ‫«يَ ْستَح ُ‬
‫‪11‬‬
‫ت الد تو لفيف ِبنسي‪ :‬فلسفة الفن عند التَّوحيدي ت ص ‪.12‬‬
‫‪15‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص ‪.11‬‬
‫‪11‬‬
‫ت سليم احلو‪ :‬الموسيقى النَّمريَّة ت ص ‪.11‬‬

‫ـ ‪ 074‬ـ‬
‫اط ِه‪،‬‬ ‫يب ا ُشر ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫وت‪ ،‬فَحسن َّ ِ ِ‬ ‫الص ِ‬
‫الصوت م ْن ُم ْستَت ْلَزَمات الغنَاء الْ َعَرِ ِّ َ ُ‬ ‫ُُْ‬ ‫يَ ُة ْن َح َس َن َّ‬
‫وت َج ْه َوِيًّا ليِّناً»(‪.) 11‬‬ ‫وج ُ إِالَّ أَ ْن يَ ُةو َن َّ‬ ‫ِخالَفاً لِْلغِن ِاء االفْترَِْني الَّ ِذي الَ ي ِ‬
‫الص ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ص الطَّبِيعةَ َّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اد تَ ُةو ُن‬ ‫الصوتيَّةَ ل ْلغنَاء َاالْ ُموسي َقى فَِإنتَّ َها تَ َة ُ‬ ‫َ‬ ‫يما َخيُ ُّ‬ ‫أ ََّما ف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬
‫يف بَ َ‬ ‫ني‪ ،‬ايتُتَت َع َام ُل َم َع ُه َما بِالطَّ ِري َق ِة ذَاِتَا أَيضاً‪ ،‬فَ ِةالَ َُهَا تَأل ٌ‬ ‫اح َد ً ِيف ال َفن تَّ ِ‬ ‫اِ‬
‫َ‬
‫س‪ :‬أ ََّما ِيف‬ ‫االستِ ْح َسا َن ِم َن النَّت ْف ِ‬ ‫ات صوتِيَّ ٍة مُْتَلِ َف ِة َّ ِ‬ ‫طَبت َق ٍ‬
‫الد َ َجات َللَى ََْن ٍو يَت ْل َقى ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وت ِيف لُ ْر الْ ُموسيقيِِّ َ‬
‫ني‬ ‫الص ُ‬‫ك فَ َّ‬ ‫الغِنَاء فَ ِه َي ُم ْرتَبِطَةٌ َِّبَ َخا ِِج ا ْحلُُرا ‪َ .‬اِم ْن ذل َ‬
‫الصوتِيَّ ِة الْ ُمتَللَِف ِة الَِّيت تُ َة ِّو ُن َحلْنَا يتُتَتغَ َّىن بِِه إِ َّما بَِو َساطَِة‬
‫ات َّ‬ ‫«هو ِل ْلم تَترِي ِ الطَّبت َق ِ‬
‫َ‬ ‫َُ ُ ْ‬
‫ِ ِ ِ (‪) 11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اس‬‫َس ِ‬ ‫الصوت ا ِإلنْ َس ِاينِّ أَا ب َو َساطَة اآلالَت الْ ُموسيقيَّة» ‪َ .‬ابِنَاءً َللَى ه َذا األ َ‬
‫ول‪:‬‬ ‫ان أَبي َعلِ ٍّي ِم ْس َك ِويه الَّ ِذي يَت ُق ُ‬ ‫يت َقدِّم أَبو حيَّا َن ََْتلِيالً آللِيَّ ِة الغِنَ ِاء للَى لِس ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫هذهِ ا ْحلُُرا ُ‬ ‫«إِ َّن ال َةالم مؤلَّف ِمن حرا ٍ ال َددها ََثَانِيةٌ ا ِل ْشرا َن ِيف العربِيَّ ِة‪ ،‬ا ِ‬
‫ََ َ‬ ‫َ َُ ٌ ْ ُُ َ َ ُ َ َ َ ُ‬
‫َن لِ ُة ِّل‬ ‫ُج ٍيل‪ .‬فَِإذَا نَظَْرنَا إِلَ َيها ُمْنت َف ِرَد ً َا َج ْدنَا أ َّ‬ ‫تتُْنطَق مْنت َف ِرد ً أَا َُْمتَ ِمعةً ِيف َ الٍَم َِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫اق ِيف ا ْجلَر ِس تَ ِأِت بِسبَ ِ‬ ‫هذهِ ال ُف ُر ُ‬ ‫اصا‪ ،‬ا ِ‬ ‫َح ْر ٍ َمطْلَعاً َخ ًّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اصا َا َج ْرساً َخ ًّ َ‬
‫س‬ ‫صبَتُت َها‪َ ،‬اََْيتَ ُاز النَّت َف ُ‬ ‫الرئَةُ َاقَ َ‬‫وت الَِّيت ِه َي ِّ‬ ‫الص ِ‬ ‫اختِالَ ِ َمطْلَ ِع ا ْحلَْر ِ ‪ِ ،‬يف آلَ ِة َّ‬ ‫ْ‬
‫ف»(‪.) 19‬‬ ‫الزفِري] مسافَةَ ال َقصب ِة ح ََّّت ال َف ِم أَ ِا األَنْ ِ‬
‫ََ َ‬ ‫[ َاُه َو َّ ُ َ َ‬
‫صوتِيَّ ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ِِ‬ ‫ٍ ٍِ‬
‫َابِطَ ِريْت َقة ُم َشاِبَة إِ َىل َح ٍّد بَعْيد قُ ِّسمت الْ ُم ْوسْيت َقى إِ َىل طَبَت َقات َ‬
‫وسي َقى‬ ‫ون ِل ْل ِم الْم ِ‬ ‫الصوتِيَّ ِة انْ ِطالَقاً ِمن َ ِ‬ ‫ات ا ْحلُُرا ِ َّ‬ ‫مُْتَلِ َف ٍة تَتتَتنَاس مع طَبت َق ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ال ِد ِّ ِ ِ‬ ‫صو َن « ِمن الْعلُ ِوم الْمبنِيَّ ِة للَى الْ َقو ِ‬
‫الريَاضيَّة‪َ ،‬اُه َو تَت ْرتي ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِّمهُ الْ ُم ْختَ ُّ‬‫َ َما يتُ َقد ُ‬
‫اسبَ ِة َاتَت َعاقُتبُت َها ِِبَ ُ‬ ‫الد ج ِة الْم ْؤتَلِ َف ِة الْمتَتنَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫األ ِ‬
‫يث [تَتتَتَرَّ ُ ]‬ ‫ُ‬ ‫َص َوات الْ ُم ْختَلطَة ِيف َّ َ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫‪11‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.11‬‬
‫‪11‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.1‬‬
‫‪19‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت مسألة ‪ 1‬ت ص ‪.112‬‬

‫ـ ‪ 075‬ـ‬
‫ض َ َما‬ ‫ال َها‪َ .‬الِتَ ْح ِق ِيق ه َذا الْغََر ِ‬ ‫ِمْنتها أَ ْحلا ٌن تَستَ ِسيغُها األُذُ ُن»( ‪ ) 1‬اتَت ْلتَ ُّذ لِسم ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫هذهِ النِّس ِ‬ ‫وسيت َقى ِيف َتَْثِ ِيل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫اب الْ ُم َ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫يَتَرع التَّوحيدي فَت َق ْد « ْ‬
‫اجتَت َه َد أ ْ‬
‫الع َد ِد‪َ ،‬اإِن َ ا َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذهِ ِْ ِ‬
‫االلت َداالت بَأَ ْن َج َعلُوا أ َْمثلَةً ِيف َم ُقولَة ال َة ِّم م َن َ‬
‫ص ِيل ِ‬ ‫اََْت ِ‬
‫َ‬
‫ني‪َ ،‬اأ َْل ِِن‬ ‫ني الْم ُقولَتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َح َّق‪ ،‬أل َّ‬ ‫ِ‬ ‫بتع ِ ِ‬
‫الةَ ُم َؤل َفةٌ م ْن َهاتَ َ‬ ‫الصنَ َ‬‫َن ِّ‬ ‫ض َها َّبَُقولَة ال َةيف أ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫ب إِ َىل األَفْت َه ِام؛ َمثَّتلُوا َما َ ا َن ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف‪َ .‬الَة َّن ال َة َّم الَّذي ُه َو َ‬
‫الع َد ُد أَقْتَر ُ‬ ‫ال َة َّم َاال َة َ‬
‫اح َد ٍ ِمْنت َها تَت ْل ِخيصاً ََِت ُدهُ ُمبَتيَّناً ِيف‬ ‫الْ َة ِيفيَّ ِة بِالْ َة ِّمتيَّ ِة‪ُ ،‬ثَّ َخلَّصوا ُ َّل ا ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُ تُبِ ِه ْم»(‪.) 11‬‬
‫آالت مُْتَلِ َفةٌ‪،‬‬
‫صنَ ُع ٌ‬
‫وسي َقى ِّ ِ‬
‫الصَرفَة تُ ْ‬
‫الصوتِيَّ ِة ِيف الْم ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّس ِ َّ‬ ‫ِِ‬
‫َا ِإل ْخَر ِاج هذه الن َ‬
‫وس ِيقيَّ ِة َا ِل ْل ِم الْغِنَ ِاء‬
‫ت الْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَت َف ُّن الْ ُموسي َقى «يَتْن َحص ُر ِيف ل ْل ِم الْ َع ْز َللَى اآلالَ ُ‬
‫ِ‬
‫وس ِيقيَّ ٍة ُمتَ َسا ِايٍَة ِيف‬ ‫ات م ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫وج ِ األَاز ِان َّ ِ ِ‬
‫الزَمنيَّة الَِّيت ََْت َع ُل اللَّ ْح َن ُم َؤلَّفاً م ْن لبَا َ ُ‬ ‫َ‬
‫َِّب ِ‬
‫ُ‬
‫وصيَّتُت َها‪َ « ،‬اِمثَ ُ‬
‫ال‬ ‫أ َْزِمنَتِها الَ ِو اختَتلَ َفت أَنْتغَامها»(‪ .) 12‬الِ ُة ِّل آلَ ٍة طَبِيعتُتها اخص ِ‬
‫َ َ َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ْ َُ‬
‫ِِ‬ ‫ذلِ َ ِ ِ ِ‬
‫صبَ ٍع‬‫وضولاً بِِإ ْ‬ ‫س‪َ ،‬ا َخَر َق َم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك م ْزَماٌ فيه ثتُ ْق ٌ َح ََّّت إذَا أَطْلَ َق اإلنْ َسا ُن فيه النَّت َف َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ت األَصوات ِيف َّ ِ‬ ‫إِصب ٍع‪ ،‬اختَتلَ َف ِ‬
‫الس ْم ِع ِبَ ْس ِ قُت ْربِه َابتُ ْعده‪َ ،‬االَ يَ ُةو ُن الْ َم ْس ُموعُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِمن االقِِْت ِاع الَّ ِذي َْح ُد ُ ِ‬
‫ث‬‫وع ِم َن االقِْ َِت ِاع الَّذي َْْح ُد ُ‬ ‫ِ‬
‫ث لْن َد الثُّت ْق ِ األَخ ِري الْ َم ْس ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ني مُْتَلِ َفةُ‬ ‫ني َه َذي ِن الثُّت ْقبَ ِ‬ ‫الات الَِّيت بَ َ‬
‫ك سائِر االقِِْت ِ‬
‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لْن َد الثُّت ْق األ ََّال‪َ ،‬اَ ذل َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ض َها‬ ‫اد‪ ،‬الِبتع ِ‬ ‫اح ٌد اآلخر‪ ،‬فَتيت َق ُ ِ ِ‬ ‫السم ِع‪ ،‬االَ ي ْشبِه ا ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال لبَت ْعض َها َح ٌّ َ َ ْ‬ ‫ََ ُ‬ ‫الْ َمواق ِع م َن َّ ْ َ ُ ُ َ‬

‫‪1‬‬
‫ت سليم احلو‪ :‬الموسيقى النَّمريَّة ت ص ‪.12‬‬
‫‪11‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت مسألة ‪ 9‬ت ص ‪.2 2‬‬
‫‪12‬‬
‫ت سليم احلو‪ :‬الموسيقى النَّمريَّة ت ص ‪.12‬‬

‫ـ ‪ 076‬ـ‬
‫ات لَهُ أَثَتٌر ِيف‬ ‫هذهِ األَصو ِ‬ ‫اح ٍد ِمن ِ‬ ‫ضها لَِّني‪ ،‬اُ ُّل ا ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُح ْل ٌو‪َ ،‬البَت ْعض َها َجهي ٌتر‪َ ،‬البَت ْع َ ٌ َ َ‬
‫س َاَموقِ ٌع ِمْنت َها‪َ ،‬اُم َشا َ لَةٌ َهلَا»( ‪.) 1‬‬ ‫النَّت ْف ِ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫َح َسنُت َها َما قَ َّل‬ ‫ض َها بَت ْعضاً‪« ،‬فَأ ْ‬ ‫ض ُل بَت ْع ُ‬‫ِاَمن اآلالَت الْ ُموسْيقيَّة َما يَت ْف ُ‬
‫ان انَصبتُه(‪ِ ) 11‬‬ ‫ِ‬ ‫ال األَل ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يحةً‪َ ،‬غ َري‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬ ‫ت َهيئَةُ ا ِإلنْ َس َ ْ َ ُ‬ ‫ضاء فيه‪َ ،‬ابَقيَ ْ‬ ‫است ْع َم ُ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫يف‪َ ،‬اأَقْ َد َ َللَى َتَْيِْي ِز‬ ‫الةً ِيف إِبترا ِز ِل ْل ِم التَّألِ ِ‬ ‫ك أَ ْ ثَتَر طَ َ‬
‫ِ‬
‫ضطَ ِربٍَة‪َ ،‬اَ ا َن َم َع ذل َ‬ ‫ُم ْ‬
‫َْ‬
‫صلَ َها ِل ْل ُم‬‫اسبَ ِة الَِّيت َح َّ‬ ‫النتَّغَ ِم‪ ،‬اأَفْصح لن ح َقائِ ِق النتَّغَ ِم الْمتَ َش ِاِب ِة الَ إِ َىل الْمتَتنَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َ َْ َ‬
‫اب ِم َن اآللَ ِة الْ ُم َس َّما ِ لُوداً‪ ،‬ألَ َّن‬ ‫َسب ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُموسي َقى‪َ .‬الَ ْسنَا نَت ْع ِر ُ أَ ْ َم َل ِيف هذه األ ْ َ‬
‫اد ِ نِ َس ٌ ُم َوافِ َقةٌ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫أَاتَا َ َها األَْبَت َعةَ ُمَرَّ بَةٌ َللَى الطَّبَائ ِع األَْبَت َعة‪َ ،‬ال َد َساتين َها الْ َم ْش ُد َ‬
‫العا َِمل إِالَّ َاِه َي‬
‫وج َد نتَ ْغ َمةٌ ِيف َ‬
‫ِ‬
‫يس ُيُْة ُن أَ ْن تُ َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫ا‬‫َ‬ ‫ا‪،‬‬ ‫يه‬
‫َ‬
‫لِما يتراد َهلا ِمن َتَْيِي ِز النتَّغ ِم فِ‬
‫َ‬ ‫َ َُ ُ َ ْ‬
‫َْحم ِةيَّةٌ ِمْنت َها‪َ ،‬اُم َؤَّدا ٌ ِِبَا‪ ،‬فَأ ََّما َما ُْْح َةى َل ِن األُْ ِغ ِن ُّ‬
‫الر ِ‬
‫ام ِّي فَتلَ ْم نَ ْس َم ْعهُ إِالَّ َخ َِباً‪،‬‬
‫الك ْن ِدي ا َغريه َ الَماً َمل َخيْرج بِِه إِ َىل ِ‬
‫الف ْع ِل ِم َن‬ ‫اَمل نَتره إِالَّ مص َّو اً‪ ،‬اقَ ْد ل ِمل ِ‬
‫ْ ُْ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َ ْ َُ ُ َ َ َ َ‬
‫ال ُق َّوِ»(‪.) 15‬‬

‫‪1‬‬
‫والشوامل ت مسألة ت ص ‪.21‬‬ ‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫ٍ‬ ‫لرفها أَبو لثمان بأ ََِّنا‪ُ « :‬‬
‫احلال النَّاطقة بغري لفظ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫اجلاحظي‪ ،‬اهي ترُجةٌ لةلمة يونانيَّة‪َّ ،‬‬ ‫ت النَّصبة من اإل ث‬ ‫‪11‬‬
‫ِّ‬
‫ٍ‬
‫اجامد انائ ٍم‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫اناطق‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫صامت‬ ‫السموات ااألَ ض‪ ،‬ايف ِّل‬ ‫ظاهر يف خلق َّ‬ ‫ااملشريُ بغري اليد‪ .‬اذلك ٌ‬
‫امت‬ ‫ٍ‬ ‫امقي ٍم اظال ٍن‪ ،‬از ٍ‬
‫فالص ُ‬ ‫اناقص‪ .‬فالدَّاللة اليت يف املوات اجلامد‪ ،‬الدَّاللة اليت يف احليوان النَّاطق‪َّ .‬‬ ‫ائد‬
‫ناطق من جهة الدَّاللة‪ ،‬االعجماءُ معربةٌ من جهة الِبهان»‪ .‬انظر‪ :‬البيان والتَّبيين ت ج‪ 1‬ت ص‪ 51‬ت ‪.51‬‬ ‫ٌ‬
‫لرفها يف مطلع الفقر هي احلال الدَّالَّة اليت تقوم مقام أَصنا الدَّالالت اليت هي‪ :‬اللفظ‬
‫َّ‬ ‫ما‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫َِن‬ ‫أ‬ ‫ذلك‬
‫ااإلشا االعقد ااخلط‪ .‬البيان والتَّبيين ت ج‪ 1‬ت ص‪.55‬‬
‫‪15‬‬
‫ت التَّوحيدي امسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت مسألة ت ص ‪.21‬‬

‫ـ ‪ 077‬ـ‬
‫ـ ‪ 078‬ـ‬
‫ـ ‪ 079‬ـ‬
‫تعريفـــــــات‬
‫أنواع اخل ّط وأقســـــامه‬
‫أنواع األقــــــالم وبريها‬
‫ضرورة اخلــــطّ احلسن‬
‫أسرار اجلمال يف اخلطّ‬

‫ـ ‪ 081‬ـ‬
‫اعةٌ َشاقَّةٌ‪،‬‬ ‫ْخط َه ْن َدسةٌ ص ْعبةٌ‪ ،‬و ِ‬
‫صنَ َ‬ ‫ال َ‬
‫َ ََ َ‬
‫ض ِعيفا‪ِ ،‬وإِن َىا َن َمتِينا‬‫ألَنَّهُ إِ ْن َىا َن ُحلْوا َىا َن َ‬
‫سولا‪َ ،‬وإِن َىا َن َجلِيالا َىا َن َجافِي ا‪،‬‬ ‫َىا َن َم ْع ُ‬
‫َوإِن َىا َن َدقِيق ا َىا َن ُم ْنتَ ِشرا‪َ ،‬وإِن َىا َن ُم َد َّورا‬
‫صح لَهُ َش ْك ٌل َج ِام ٌع‬ ‫َىا َن غَلِيما‪ ،‬فَ لَيس ي ِ‬
‫َ َ‬
‫الشاذ‬ ‫الكبَ ِر َوالصغَ ِر إِلَّ فِي َّ‬ ‫ص َفاتِِه فِي ِ‬ ‫لِ ِ‬
‫الم ْستَ ْن َد ِر‪.‬‬
‫ُ‬

‫املرزباني‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الو ِح ُ‬


‫ك‬ ‫العا َِمل الَّذي ُيَْتَل ُ‬ ‫ني ُخطُوط لُغَات َ‬ ‫يد بَ َ‬ ‫يب ُه َو َ‬ ‫العَرِ َّ‬
‫ط َ‬ ‫اخلَ َّ‬
‫لَ َع َّل ْ‬
‫اخلِيَّ ٍة اخا ِِجيَّ ٍة ل ِظيم ٍة‪َِّ ،‬بَا ُِيْتَلِ ُةه ِمن طَو ِ‬
‫اليَّ ٍة َاُم ُرانٍَة َاانْ ِسيَابِيَّ ٍة تَت ْفتَ ُح‬ ‫ات د ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫إِ ْم َةانيَّ َ‬
‫ات ال َفنِّتيَّ ِة‬‫اخلص ِ الْمتَتنَت ِّوِع لِتَ ْش ِة ِيل اللَّوح ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِن َْ ْ‬ ‫اخلَيَ ِال الغَ ِِّّ‬
‫اق ْ‬ ‫ني آفَ َ‬ ‫أ ََم َام الْ ُمْبدل َ‬
‫ات ا ْحلُُرا ِ ‪َ ،‬ا ُح ْس ِن‬ ‫ات اتَ َشاب ِةها‪ ،‬اتَتعانُِق ِها بِامتِ َداد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫اخ ِل ال َةل َم َ ُ َ َ َ‬ ‫الرائ َعة بِتَ َد ُ‬
‫َّوشيح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫تَترا ِيبِها‪ ،‬ا ِ ِ‬
‫ات‬ ‫الة تَللُف َها َاانْس َجام َها‪ ،‬إِ َىل َجان ِ التَّوشيَات َاالت َ‬ ‫َ َ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ا َّ ِ‬
‫صَر‬ ‫ٍ‬
‫ك َللَى أَ ْش َةال ال َح ْ‬ ‫الز َخا ِ الَِّيت تَت ْرفُ ُد َها َِّبَِزيد ِم َن األَلْ ِق َاا ْجلَ َم ِال‪ُّ ُ .‬ل ذل َ‬ ‫َ‬
‫اط َها ت إِ َىل َجانِ ِ َما َسبَ َق ت‬ ‫اخلَالَّقَ ِة الْمب ِدل ِة‪ ،‬ه َذا ال تِب ِ‬ ‫اد لِطَاقَ ِاِتَا ْ‬
‫َْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َهلَا‪َ ،‬االَ ُح ُد َ‬
‫ات‬‫اليَّ ِة الَِّيت تَتتَتعامل معها فَتتَتْنسج ِمن س َداها ب ِديع اللَّوح ِ‬ ‫الرَؤع ا ِإلب َد ِ‬‫بِتَبَايُ ِن ُّ‬
‫ُُ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ َََ‬ ‫ْ‬
‫َاَائِ َع َها‪.‬‬

‫ـ ‪ 080‬ـ‬
‫ض َذاتَهُ فَتنًّا َ بَقيَّ ِة‬ ‫ك َج َاز لِْل َخ ِّ‬ ‫ِِ‬
‫يب أَ ْن يَ ُةو َن فَتنًّا‪ ،‬بِ ْل أَ ْن يَت ْف ِر َ‬ ‫العَرِ ِّ‬
‫ط َ‬ ‫َالذل َ‬
‫ِ‬ ‫الرس ِم االنَّح ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ص َون‬ ‫صُ‬ ‫ت َا َغ ِْريَهَا‪َ .‬اََثَّةَ فَتنَّانُو َن ُمتَ َخ ِّ‬ ‫ال ُفنُت ْون ا ِإلبْ َداليَّة األُ ْخَرع؛ َ َّ ْ َ ْ‬
‫ني‪ ،‬أ ََّا ُهلِ َما يَتتَت َع َام ُل َم َع‬ ‫ول ِ‬‫يمهُ إِ َىل نَ َ‬
‫التِبا ٍ أ ََّا ٍّ ِ‬
‫ِل‪ ،‬تَت ْقس ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِب َذا ال َف ِّن الَّذي ُيُْة ُن‪ ،‬ب ْ َ‬
‫ِ‬
‫َّوع األ ََّاِل ال َف َّن الَّ ِذي يُ َدبِّ ُج‬ ‫ال َةلِ َم ِة َاثَانِي ِه َما يَتتَت َع َام ُل َم َع ا ْحلَْر ِ ‪َ .‬اأَ ْل ِِن بِالن ِ‬
‫ال ِد‬ ‫ات ا َغريها ِِمَّا جرع ََْمراها‪ ،‬افْق قَتو ِ‬ ‫ِ‬ ‫صائِ َد َااأل ْ‬
‫ََ َ َ َ َ َ‬ ‫العنَاايِ َن َاالْ َم ْخطُوطَ َ ََ‬ ‫َسَاءَ َا َ‬ ‫ال َق َ‬
‫َّس ِخ َا َغِ ْريَها‪.‬‬ ‫ويف اال َفا ِ ِسي ا ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ‬
‫الرقْت َعة َاالن ْ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ِّيوِاينِّ َاالْ ُة ِ ِّ َ‬‫اخلُطُوط الْ َم ْع ُرافَة َ الثُّتلُث َاالد َ‬
‫اخل ِّ ِ ِ‬ ‫الِ ُة ِّل نَ ٍ ِ‬
‫س‬ ‫ِ‬
‫اهاتُهُ الْ ُمتَ َميِّتَزُ‪ ،‬فَتث ََّمةَ َم َدا ُ‬ ‫ط هذه ُ َّا ُادهُ َاأ َْلالَ ُمهُ َا ِّاَتَ َ‬ ‫وع م ْن أَنْت َو ِاع َْ‬ ‫َ‬
‫وط‬‫اخلُطُ ِ‬ ‫ويف َاَما تَتبَتقَّى ِم َن ْ‬ ‫ث َاالِ ُة ِ ِّ‬ ‫ك ِيف الثُّتلُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ال َفا ِ ِس ِّي َاَ ذل َ‬ ‫ات ِيف ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫اه ٌ‬ ‫َا ِّاَتَ َ‬
‫س ْي ُن‬ ‫الم ُح َ‬ ‫الش ِهريُ غُ ُ‬ ‫اخلَطَّا ُط ا ِإل َيرِاينُّ َّ‬ ‫ُخَرع‪َ .‬ا ِض ْم َن ه َذا ا ِإلطَا ِ يَ ْذ َه ُ ْ‬ ‫األ ْ‬
‫ِِِ‬ ‫ِ‬
‫ط « َم َةانَتتَهُ الْفنِّتيَّةَ الْ َةبِ َريَ بَ َ‬ ‫َن لِْل َخ ِّ‬
‫ىل أ َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ُخَر ْع‪،‬‬ ‫ني الْ ُفنُون التَّ ْشةيليَّة األ ْ‬ ‫أَم ْي ُر َخاني إ َ ْ‬
‫ات ِيف الْ َعا َِمل ‪...‬‬ ‫ف الْمجوهر ِ‬ ‫َص ِيل أُنَاس ُخبتراء بِ َة ْش ِ‬ ‫امن يتعمل ِِب َذا الْ َف ِّن األ ِ‬
‫ُ َ ََ‬ ‫ٌ ََ ٌ‬ ‫ََ ْ َْ َ ُ‬
‫س‬ ‫َِّ ِ‬
‫اليت تَت ْعة ُ‬
‫)‬ ‫‪11‬‬ ‫(‬
‫الش َفافِيَّ ِة»‬
‫ىل ُم ْستَت ًوع ِم َن َّ‬ ‫ك ِمن ِخالَ ِل ِّ ِ َّ ِ ِ‬
‫الدقتَّة ال ِيت تَص ُل إ َ ْ‬ ‫َاذل َ ْ‬
‫ِ‬
‫اط‪.‬‬‫اخلَطَّ ِ‬
‫اط َن ْ‬ ‫بِ‬
‫َ‬
‫ات االتَّ ْش ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫َل ِِن بِِه ْ‬
‫اخلَ َّ‬ ‫أ ََّما النَّوعُ الث ِ‬
‫يالت‬ ‫اِل‪ ،‬أَ ِا التَّ ْة ِوينَ َ‬ ‫ط ا ْجلَ َم ِ َّ‬ ‫َّاين فَأ ْ‬
‫ني‪ ،‬إِ ْذ‬ ‫يط ال َفنِّتي الْمتَتعا ِ للَ ِيه بني ْ ِ‬ ‫ا ْجلمالِيَّةَ لِْلحر ِ ‪ ،‬اهو َغري التَّخ ِط ِ‬
‫اخلَطَّاط َ‬ ‫ِّ ُ َ َ َ َ َ‬ ‫َْ َ َُ ُ ْ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يسةُ الَِّيت يَتتَت َع َام ُل َم َع َها ال َفنَّا ُن ُهنَا ه َي ا ْحلَْر َ الَّذي قَ ْد يَ ُةو ُن‬ ‫ِ‬
‫الرئ َ‬‫اد ُ َّ‬ ‫تَ ُةو ُن الْ َم َّ‬
‫اح َد ً أَا أَ ْ ثَتَر‪ ،‬يَ ْستَ ِم ُّد ِمْنت َها ال َفنَّا ُن‬ ‫احداً أَا أَ ْ ثَتر‪ ،‬أَا ََّّبَا تَ ُةو ُن َ لِمةً ُحمدَّد ً ا ِ‬ ‫اِ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ِن َخيْتَل ُج ِيف أ َْل َماق ال َفنَّان؛‬ ‫َّعبِ َري َل ْن َم ْع ًىن ذ ْه ِ ٍّ‬ ‫تَ ْشةيالت َُجَاليَّةً مُْتَل َفةً َُتَا ِا ُل التت ْ‬
‫ني ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اخلَطَّا ُط َم َع َغ ِْريه م َن ال َفنَّان َ‬ ‫هذهِ النُّت ْقطَِة يَت ْلتَ ِقي ه َذا ْ‬ ‫اط ا ُمَيِّتلَتِ ِه‪ ،‬ا ِلْن َد ِ‬
‫َ‬
‫ْ ِ‬
‫اخلَطَّ َ‬
‫‪11‬‬
‫ثقافي هامٌّ ت حواٌ أَجرته معه؛ غداء ما ديِن ت ضمن جريد ؛ تشرين ت‬
‫سالح ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫ت غالم حسني أَمريخاين‪ :‬الخط‬
‫دمشق ت العدد ‪ 1111‬ت األَ بعاء ‪1991/1/15‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 082‬ـ‬
‫َّص ِوي ِر‪ ،‬فَت َق ْد يَتْن َج ُح َاقَ ْد ُخيْ ِف ُق َ َما قَ ْد يَتْن َج ُح أَا ُخيْ ِف ُق‬ ‫الةُ ِيف الت ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ج َهة ال ُق ْد َ ُ َاالبَتَر َ‬
‫َّاين ُه َو َما ََِن ُدهُ‪َ ،‬للَ ْى َسبِ ِيل‬ ‫آخر‪َ .‬اه َذا النَّوعُ الث ِ‬ ‫َي َ ٍ‬
‫ض ْرب فَتنِّ ٍّتي َ َ‬ ‫َّان ِيف أ ِّ‬ ‫َي فَتن ٍ‬‫أ ُّ‬
‫ين ا ْ تَ َش ُفوا‬ ‫ات الْ َفنَّانِني‪« :‬أَدهم إسماعيل‪ ،‬اهو أ ََّا ُل الْ َفنَّانِ َّ ِ‬ ‫الْ ِمثَ ِال‪ِ ،‬يف لَوح ِ‬
‫ني الذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اث‪.‬‬ ‫ط الالَِِّنَائِي‪ ،‬ادا ه ِيف تَت ْق ِد ِمي لَوح ٍة ح ِديثٍَة َهلا ج ُذا ها ِيف التتُّر ِ‬ ‫اخلَ ِّ‬
‫أ َََهِّتيَّةَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِّ َ َ َ ُ‬
‫ك الْ َفنَّا ُن نعيم إسماعيل الَّ ِذي استَت َفاد ِمن َّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّد َها‪.‬‬ ‫الز َخا ِ التَّت ْقليديَّة َا َجد َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َاَ ذل َ‬
‫ال الَِّيت‬ ‫ث ِيف الْ ِةتَابَِة الْ َعَربِيَّ ِة َاَا َج َد فِ َيها األَ ْش َة َ‬ ‫االْ َفنَّا ُن محمود َّ ِ‬
‫حماد الَّذي َِبَ َ‬ ‫َ‬
‫وط َاأَلْ َو ٍان‬‫يد أَا لالَقَ ٍة بني خطُ ٍ‬ ‫ُيُْ ِةن االستِ َفاد ُ ِمْنتها لِيت َقدِّم لَوحةً ِلبا ً لن ََت ِر ٍ‬
‫َ ََ ُ‬ ‫ُ ْ َ َ ُ َ َ ََ َْ ْ‬
‫َّم َش ْةالً َج ِديداً ُمتَطَِّو اً ِيف‬ ‫ِ‬
‫احات تَتتَ َد َّ ُج‪َ .‬االْ َفنَّا ُن محمد غنَّوم الَّذي قَد َ‬
‫اِمس ٍ‬
‫َ َ َ‬
‫ِ (‪) 11‬‬
‫ون َاالْ َفَرا َغات» ‪.‬‬ ‫استِخ َد ِام ا ْحلر ِ بِاستِخ َد ِام اللَّ ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ْ‬
‫اصةُ‪ ،‬الَِّيت ال يَتْن َج ُح‬ ‫َسَرا ُهُ‪َ ،‬اتِْقنِيَاتُهُ‪َ ،‬اأ ََد َااتُهُ ا َخلَ َّ‬‫طأْ‬ ‫وع ِم ْن أَنْت َو ِاع ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫لِ ُة ِّل نَ ٍ‬
‫احيَ ِة‬‫اخلطُو ِط ِمن نَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫إِالَّ ِِبَا‪َ .‬اََثَّةَ َمبَ ِاد ُ‬
‫ات ُم ْشتَتَرَ ةٌ َل َّامةٌ تَت ْلتَقي لْن َد َها أَنْت َواعُ ُْ ْ ْ‬ ‫ئ َاآليَّ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َسَرا ُ‬
‫الع ُّام فَت ُه َو ُم َشاعٌ ل ُة ِّل َم ْن يَطْلُبُهُ‪َ ،‬اأ ََّما األ ْ‬ ‫التِّت ْقنيَات َااأل ََد َاات‪ .‬أ ََّما الْ ُم ْشتَتَرُك َ‬
‫اصةٌ‪ ،‬إِ َىل‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص َ‬ ‫َص َحابتُ َها َللَى َغ ِريه ْم َح ََّّت َالَو َ ا َن ِب ْم َخ َ‬ ‫فَ ِه َي الَِّيت يَض ُّن ِبَا أ ْ‬
‫ك ِلْن َد َغ ِريِه ْم‬ ‫ِ‬
‫اك َما يُ ْشبِهُ ذل َ‬ ‫ات الَ ََتْلُو ِم َن الطََّرافَ ِة َاالغََرابَِة‪َ ،‬اإِ ْن َ ا َن ُهنَ َ‬ ‫دج ٍ‬
‫ََ َ‬
‫ني األَتْتَر ِاك‬ ‫ِمن ال َفنَّانِني‪ ،‬اللَى سبِ ِيل الْ ِمثَ ِال فَت َق ْد ل ِر َ لن أَح ِد ْ ِ‬
‫اخلَطَّاط َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫اغ ِه ِم ْن ُ ِّل‬ ‫ط ِِبا بتع َد فَتر ِ‬ ‫ُّ‬ ‫اص ِرين أَنَّه َ ا َن يَت ْعم ُد إِ َىل تَت ْه ِشي ِم ال َق َ ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫صبَة ال ِيت َخيُ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫الْ ُم َع َ‬
‫يف‬ ‫َسرا ِ َ ِ ِ ِ‬ ‫صبَةَ‪ ،‬أل َّ‬ ‫ف يَت ُق ُّ‬ ‫تَابَة َح ََّّت ال يَت ْع ِر َ أ َ‬
‫ِ ٍ‬
‫العظْي َمة ْ‬ ‫َح َد األ ْ َ‬ ‫َن أ َ‬ ‫ط ال َق َ‬ ‫َح ٌد َ ْي َ‬

‫‪11‬‬
‫الشريف‪ :‬محاولة لتحليل ىلمة آرابيسك ت حماضرٌ أَلقاها يف قالة احملاضرات يف مةتبة األَسد‬
‫ت طا ق َّ‬
‫الزخرفة‬ ‫الوطنيَّة بدمشق يوم األَ بعاء ‪1991/1/15‬م ضمن فعاليَّات النَّدا ُّ‬
‫الداليَّة األُاىل لفنون َّ‬
‫اإلسالميَّة؛ اآل ابيسك‪ .‬أَخذنا املقبوس من جريد ؛ الثَّو ت دمشق ت العدد ‪ 1 191‬ت اخلميس‬
‫‪1991/1/11‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 083‬ـ‬
‫ِ‬ ‫يف َ ْي ِفيَّ ِة قَ ِّ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ك إِ ْذ قَ َ‬ ‫صبَ ِة‪َ ،‬اقَ ْد ذَ َ َر لَنَا أَبو َحيَّان ذل َ‬ ‫ط ال َق َ‬ ‫ِ‬
‫ط َتَْثُ ُل ْ‬‫اخلَ ِّ‬
‫فَ ِّتن ْ‬
‫ك ََثَّةَ َخطَّا ٌط ِد َم ْش ِق ٌّي َم ْش ُهوٌ َملْ يَتْب َخ ْل َللَى‬ ‫ِ‬
‫ط» ‪َ .‬اَ ذل َ‬
‫ُّ (‪) 11‬‬
‫اخلَ‬
‫ط ُه َو ْ‬ ‫«ال َق ُّ‬
‫َين‬‫اخلَطَّاطُو َن أ ِّ‬ ‫ال لِطُالَّبِِه يَوماً‪ :‬لَو َللِ َم ْ‬ ‫ط‪ ،‬قَ َ‬ ‫َسَرا ِ ا ْجلَ َم ِال ِيف ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫ضأْ‬ ‫طُالَّبِِه بِبَت ْع ِ‬
‫َسَرا َ لََقطَعُوا لِ َس ِاين‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫أ َُللِّ ُم هذه األ ْ‬
‫اخل ِّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضنَا تَت َفنُّن ْ ِ‬
‫ني لَنَا‬ ‫ط َاَقْشه‪ ،‬لَتَبَت َّ َ‬ ‫ني ِيف َز ْخَرفَة ه َذا َْ‬ ‫اخلَطَّاط َ‬ ‫َ‬ ‫استَت ْعَر ْ‬‫َاإِ َذا « َما ْ‬
‫ول ه َذا الْ َف ِّن ِيف َِ‬ ‫ص الْ َف ِّن الْ َعَرِ ِّ‬ ‫يب َمحل خ ِ‬
‫ُجي ِع‬ ‫يب‪َ ،‬اَ ا َن َ ُس َ‬ ‫صائ َ‬ ‫َن ا ْحلَْر َ الْ َعَرِ َّ َ َ َ َ‬ ‫أ َّ‬
‫ص ٍري‬ ‫ط َُمَّرد تَالَل ٍ بِا ْحلرا ِ بني تَت ْق ِ‬ ‫ِهجراتِِه اأَس َفا ِهِ»(‪ .) 19‬لِذلِ‬
‫ُُ َ َ‬ ‫اخلَ ُّ َ َ ُ‬ ‫يس ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ْ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اتَطْ ِو ٍيل اتَ ْد ِاي ٍر‪ ،‬االَ َُمَّرد قَ ٍ‬
‫صاحبُهُ بِه َخالطاً بَت ْ َ‬
‫ني‬ ‫صبَة أَا قَتلَ ٍم َم ْقطُوط يَ ْةتتُ ُ َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُصولُهُ َافُت ُرالُهُ َاتِْقنِيَاتُهُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَنْتو ِاع ْ ِ‬
‫اخلُطُوط‪ ،‬إِنَّهُ‪ :‬فَ ٌّن ُمتَ َميِّتٌز‪ ،‬لَهُ َمبَادئُهُ َاقَت َوال ُدهُ َاأ ُ‬ ‫َ‬
‫وهبَةُ َا ْح َد َها ال تُت ْغ ِِن َاال تُ ْش ِفي‪َ ،‬االْعِْل ُم‬ ‫لن معاً‪ ،‬فَالْم ِ‬
‫َ‬
‫ِِ ِ ٍِ‬
‫اج إ َىل الْ َم ْوهبَة َاالع ْل ِم ب َ‬
‫اَْْحتَ ِ‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫س يَ ْةفي‪.‬‬ ‫َا َح َدهُ لَْي َ‬
‫الص ِع ْي ِد ؟‬
‫يدي َعلَى ه َذا َّ‬ ‫َّوح ِ‬‫فَماذَا قَ َّدم الت ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َن أَبا َحيَّا َن َ ا َن َخطَّاطاً بَا ِلاً َح ََّّت ا ْشتُ ِهَر‬ ‫بَ َداءَ ً الَبُ َّد ِم َن ا ِإل َشا َِ إِ َىل أ َّ‬
‫ُّس ُخ الَِّيت َخيُطُّ َها ُه َو‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِبَطِّه بَ ِاد َ ِ‬
‫ئ األ َْمر أَ ْ ثَتَر ِمَّا ا ْشتُت َهَر بأ ََدبه َاف ْةره‪َ .‬اَ انَت الن َ‬
‫َسَرا ِهِ‪َ ،‬ح ِاذقاً بِ َدقَائِِق ِه‪.‬‬ ‫ط‪َ ،‬لا ِفاً بِأ ْ‬ ‫أَ ْغلَى ِم ْن َغ ِريَها‪ ،‬فَت َق ْد َ ا َن ُمتَ َم ِّةنَا ِم ْن فَ ِّن ْ‬
‫اخلَ ِّ‬
‫اه ٍل‪ ،‬االَ َ الَم متَ َةلِّ ٍ‬ ‫ِّل أَا ج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ف‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫يث ُمتَطَف ٍ َ‬ ‫ك َملْ يَ ُة ْن َحديثُهُ ِيف ه َذا ال َف ِّن َحد َ‬ ‫َالذل َ‬
‫ض‪َ ،‬اِه َي‪ِ :‬ر َسالَةٌ فِي ِعل ِْم‬ ‫ص َها ِهل َذا الغََر ِ‬ ‫ت ِ َسالَتُهُ الَِّيت َخ َّ‬ ‫ِ‬
‫بِاللَّ ُه ِو ُمتَ َشاغ ٍل‪ .‬فَ َةانَ ْ‬
‫ال ِدهِ‬‫ال ِه اقَتو ِ‬ ‫ِ‬
‫يب َاأَنْت َو َ َ‬ ‫العَرِ ِّ‬
‫ط َ‬ ‫الكتَابَِة األَثتََر األ ََّاَل الَّ ِذي لُ ِر َ َح ََّّت اآل َن َل ْن فَ ِّن ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫ِ‬

‫‪11‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.215‬‬
‫‪19‬‬
‫ت د‪ .‬لفيف ِبنسي‪ :‬الخط العربي؛ أُصوله‪ ،‬نهضته‪ ،‬انتشاره ت ص ‪.11‬‬

‫ـ ‪ 084‬ـ‬
‫الةتاب ِة‪ ،‬أَا ِل ْلم فَ ٍّن ج ِد ٍ‬
‫يد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اتِْقنِياتُه‪ .‬الَعلَّه أَ اد أَ ْن يتؤ ِّس ِ‬
‫َ َ‬ ‫س ل ْلماً َجديداً ُه َو ل ْل ُم َ َ‬
‫َ َ ُ َ َ ُ َ َ َُ َ‬
‫العَرِ ِّ‬
‫يب‪.‬‬ ‫ط َ‬ ‫ُه َو ِل ْل ُم فَ ِّن ْ‬
‫اخلَ ِّ‬
‫يدي َللَى َد َ َج ٍة َلالِيَ ٍة ِم َن األََهِّتيَّ ِة الَِّيت يُ ْد ُِ َها‬ ‫َّوح ِ‬‫إِ َّن ما قَدَّمه الت ِ‬
‫َ َُ‬
‫هذهِ ِّ‬
‫الر َسالَِة أَ ْ ثَتَر‬ ‫الء يتعسر للَى َغ ِريِهم‪ .‬اتَتتجلَّى أ َََهِّتيَّةُ ِ‬ ‫أَصحاب َّ ِ ِ ٍ‬
‫ْ َََ‬ ‫الصْنت َعة ِبَ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫ض ِهل َذا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َما تَتتَ َجلَّى ِيف بتُ ْعد َها التَّا ِ ِخي ِّي أ ََّاالً‪ ،‬الْمتَ َمث ِِّل ِيف َ وِنَا أ ََّاَل ِ َسالَة تَت ْع ِر ُ‬
‫ات الَِّيت بَتيَّتنَت َها ُم َف ِّة ُرنَا ثَانِياً‪،‬‬‫س اا ِإل َشاد ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ُس ِ َ ْ َ‬ ‫ال َف ِّن‪َ .‬اِيف الْ َمبَادئ َاال َق َوالد َااأل ُ‬
‫ات قَطِّ َها‪،‬‬ ‫الها اَ ِيفيَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وط‪ ،‬اأَقْالَِم الت ِ ِ‬ ‫َّث لن أَنْتو ِاع ْ ِ‬
‫َّخطيط َاأَنْت َو َ َ‬ ‫ْ‬ ‫اخلُطُ َ‬ ‫فَت َق ْد ََتَد َ َ ْ َ‬
‫ط‪َ ،‬اه َذا َما‬ ‫اجلَ َم ِال ِيف ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫َسَرا ِ ْ‬ ‫َسالِي ِ الْ ِةتَابَِة ِِبَا‪َ ،‬اَمبَ ِاد ِئ ْ‬
‫اخلَ ِّ‬
‫ط‪َ ،‬اأ ْ‬ ‫َاأ َ‬
‫ص ِيل اآل َن‪:‬‬ ‫سنَتع ِرض لَه بِالتَّت ْف ِ‬
‫َْ ُ ُ‬
‫تعريفات‬
‫ول ِاِتَا‬ ‫يدي ل َدداً َغيتر قَلِي ٍل ِمن تَتع ِري َف ِ‬ ‫يت َقدِّم الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫وض َ‬‫ت ِيف َم ُ‬ ‫ط‪ ،‬تَتتَت َف َاا ُ‬‫اخلَ ِّ‬
‫ات ْ‬ ‫َ َْ ْ ْ ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫ط ا ْجلَ َم ِ ِّ‬
‫اِل؛ فَ ِّن‬ ‫الر َسائِ ُل‪َ ،‬ا ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫ايب الشَّائِ ِع الَّ ِذي تُتْن َس ُخ بِِه ال ُةتُ ُ َا َّ‬ ‫ط ِ‬
‫الةتَ ِ ِّ‬ ‫اخلَ ِّ‬
‫ني ْ‬ ‫بَ َ‬
‫اخلطَّ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ط‬‫َن َخ َّ‬ ‫ك أ َّ‬ ‫ني‪ ،‬ذل َ‬ ‫ني َْ‬ ‫َن ََثَّةَ ُه َّوً أَا َ بِ َري بَون بَ َ‬ ‫ك أ َّ‬‫ط‪ُ .‬دا َن أَ ْن يَت ْع ِِن ذل َ‬ ‫اخلَ ِّ‬
‫ْ‬
‫َّد ٍ ِيف َ ْس ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ا ْجلم ِ ِ‬ ‫الْ ِةتَابَِة ال يَت ْف َِِت ُق َ ثِرياً َل ِن ْ‬
‫يما يَتتَّص ُل بِاتتِّبَ ِاع قَت َوال َد ُحمَد َ‬ ‫اِل ف َ‬ ‫اخلَ ِّ َ َ ِّ‬
‫ك ال َفْتتَرِ ُه َو‬ ‫ِج إِبَّا َن تِْل َ‬ ‫ط الدَّا َ‬ ‫اخلَ َّ‬
‫َن ْ‬ ‫ا ْحلُُرا ِ َاأَ ْش َة ِاهلَا‪َ .‬ايَتْب ُدا ِم ْن َ الَِم ُم َف ِّة ِرنَا أ َّ‬
‫ات الَِّيت َسَرَد َها‬ ‫ال ُد ل ِد َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط الْ ُة ِ ُّ‬
‫َّع ِري َف ُ‬
‫ت التت ْ‬ ‫ك َجاءَ ْ‬ ‫يد ٌ‪َ .‬الذل َ‬ ‫ويف‪َ ،‬الَهُ أَنْت َواعٌ أَا قَت َو َ‬ ‫اخلَ ُّ‬
‫ْ‬
‫َشرنَا‪ .‬انَظَراً لِ َةثْترِِتا سنَت ْقتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫لَنَا لِتَ ُد َّل َللَى ْ ِ‬
‫ص ُر َللَى‬ ‫َ َ‬ ‫اخلَطِّني اللَّ َذي ِن َُهَا َااح ٌد َ َما أ َ ْ َ‬
‫اِل ََْت ِديداً‪.‬‬
‫ط ا ْجلَ َم ِ َّ‬ ‫اخلَ َّ‬
‫ص ْ‬ ‫َما َخيُ ُّ‬
‫َص َح ِاِبَا‬ ‫ات اأَبتعادها الدَّاللِيَّةُ بِ ِ ِ‬ ‫هذهِ التت ِ‬ ‫ََتْتلِف مض ِامني ِ‬
‫اختال أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّع ِري َف َ ْ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ََ ُ‬
‫ُجيعُ َها َللَى ِفْت َع ِة َم َةانَِة‬ ‫لةنتَّها تَتت َِّفق َِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ادتْت ُه ْم إِ َىل تَت ْقدُي َها‪َ ،‬ا َ ُ‬ ‫َاتَتبَايُ ِن ََتَا ِِِبم الَِّيت قَ َ‬

‫ـ ‪ 085‬ـ‬
‫ص ِف ِه َُمََّرَد َا ِسيلَ ٍة لِتَ ْس ِط ِري َما َخيْتَلِ ُج ِيف‬ ‫صفه فَتنًّا الَ بَِو ْ‬
‫ه َذا ال َف ِّن اصعوبتِ ِه بِو ِ ِ‬
‫َ ُُ َ َ ْ‬
‫ط ِم ْن‬ ‫ات َِّبَا يتُ َؤِّد ِيه فَ ُّن ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫اق ِمن آ ٍاء اأَفْ َةا ٍ ‪ ،‬فَاهت َّمت بتعض ِ‬
‫هذهِ التتَّع ِري َف ِ‬ ‫األ ْ ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ ْ َ ْ ُ‬ ‫َل َم ْ َ َ‬
‫ات َغ ِريَها َللَى‬ ‫ئ تَتع ِري َف ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ت َمبَاد ُ ْ‬ ‫آخ ُر َللَى الْ َموهبَة‪َ ،‬اقَ َام ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ف‪َ ،‬اََّ َز بَت ْع ٌ‬ ‫َاظَائ َ‬
‫الش ْةلِيَّ ِة‪.‬‬
‫ط َّ‬ ‫َُجَالِيَّ ِة ْ‬
‫اخلَ ِّ‬
‫ـًوظيفةًالخطًً‬‫ُ‬ ‫‪ً1‬‬
‫يد َما يتُ َؤِّد ِيه ْ‬
‫اخلَ ُّ‬ ‫ط تَترنُو إِ َىل تَأ ِ ِ‬ ‫يدي ل َدداً ِمن تَتع ِري َف ِ‬ ‫َّوح ِ‬‫أَا د الت ِ‬
‫ط‬ ‫اخلَ ِّ ْ‬‫ات ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ول الْمأم ِ‬ ‫ِمن اظَائِف تَتتَمحو معظَمها ح َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ون‪:‬‬ ‫ول ح ْفظ ا ْحل ْة َمة َاالْع ْل ِم‪َ ،‬امْنت َها قَ ُ َ ُ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َُ ُ ْ ُ َ َ‬
‫ْح ْكم ِة‪ ،‬و ِديباجةُ الب ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫«الْ َخط رو َ ِ‬
‫ان»( ‪.) 9‬‬ ‫ْب ال َف ْه ِم‪َ ،‬وفَن ال َ َ َ َ َ َ‬ ‫ضةُ العل ِْم‪َ ،‬وقَ ل ُ‬ ‫َ‬
‫ص ُل‬ ‫ْح ْك َم ِة؛ بِ ِه تُ َف َّ‬‫ط ال ِ‬ ‫ول َج ْع َف َر ب ِن يَ ْحيَى ‪« :‬الْ َخط ِس ْم ُ‬
‫)‬ ‫‪91‬‬ ‫(‬
‫ك قَ ُ‬ ‫ِ‬
‫َاِمْنت َها َ ذل َ‬
‫ِ‬ ‫ورَها‪َ ،‬ويُ َؤلَّ ُ‬
‫ف َم َد ُد َها» ‪َ .‬ابِذل َ‬
‫(‪) 92‬‬
‫ك‬ ‫ف بَ َد ُد َها‪َ ،‬ويُ ْكتَ نَ ُ‬ ‫ورَها‪َ ،‬ويُ ْنمَ ُم َم ْنثُ ُ‬ ‫ُش ُذ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تط ِ‬
‫ف‬‫الوظْيت َفةَ ا ْجلَ َماليَّةَ الَِّيت تَت ْقتَتص ُر َللَْيت َها ُم ْعظَ ُم ال ُفنُت ْون إِ َىل َاظَائ َ‬
‫اخلَ ِّ َ‬ ‫يَتتَت َعدَّع فتَ ُّن ْ‬
‫َجيَ ِال‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ٍ ِ ِ ٍ‬
‫َّل بِتَوثْي ِق الْ َم َعا ِ َاالعُلُوم‪َ ،‬اح ْفظ َها‪َ ،‬انتَ ْقل َها لأل ْ‬ ‫َم ْعرفيَّة َال ْلميَّة تَتتَمث ُ‬
‫الالح َق ِة‪.‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ـًصناعةًالجمالً‬ ‫‪ً2‬‬
‫اجلَ َم ِال ِيف ْ‬ ‫َسَرا ِ ْ‬ ‫ِ‬
‫ط َ َما بَتيَّتنَت َها أَبو َحيَّان‪،‬‬ ‫اخلَ ِّ‬ ‫ض بَت ْع َد قَل ٍيل أل ْ‬ ‫َسنَت ْع ِر ُ‬
‫اجلَ َمالِيَّ ِة الدَّائَِرَ‬
‫ط ْ‬ ‫ت طَبِْيت َعةَ ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف اآل َن لْن َد التت َّْع ِريْت َفات الَِّيت أَبَانَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َالةنتَّنَا َسنَق ُ‬
‫احلُُرا ِ ُم ْستَ ِقلَّةً‬ ‫ك أَ ْش َة َال ْ‬ ‫ِ‬
‫ي‪َ .‬اأ َْل ِِن بِذل َ‬ ‫ْل؛ ال ُةلِّ ِّي َاال َف ْرِد ِّ‬‫الشة ِ‬
‫ك َّ‬ ‫ِيف فَتلَ ِ‬

‫‪9‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.259‬‬
‫‪91‬‬
‫الرشيد املشهو ‪.‬‬
‫ت هو جعفر بن ْحىي بن خالد الِبمةي ازير َّ‬
‫‪92‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.251‬‬

‫ـ ‪ 086‬ـ‬
‫ِّهائِ ِّي‪َ ،‬اِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ات الَِّيت تُتؤلِّ ِ ِ‬ ‫امِتابِطَةً‪ ،‬االْ َةلِم ِ‬
‫ف العبَا َات بِ َشةْل َها ال ُةلِّ ِّي أَا النت َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َُ‬
‫الك األ َْم ِر ت ِيف ْ‬ ‫ول‪َ :‬اِم ُ‬ ‫ابن الزْه ِري يَت ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ت تَت ْق ِوميُ‬ ‫اخلَ ِّ‬ ‫ت َ‬ ‫ك قَولُهُ‪َ « :‬س ْع ُ‬ ‫ذل َ‬
‫ظ التَّتْن ِس ِيق‪َ ،‬اقِلَّةُ‬ ‫احلُُرا ِ ‪َ ،‬ا ِح ْف ُ‬ ‫السطُوِ ‪َ ،‬اتَ ْس ِويَةُ َه َو ِاد ْي( ‪ْ ) 9‬‬ ‫أ َْل َج َاز ُّ‬
‫ال اليَ ِد ِيف طَ ِّي‬ ‫االسِ ِْت َس ِال‪َ ،‬اإِْ َس ُ‬‫ض ْ‬ ‫الع َجلَ ِة‪َ ،‬اإِظْ َها ُ ال ُق ْد َِ ِيف َل ْر ِ‬ ‫َ‬
‫ول‪ :‬لِْلخ ِّ ِ‬ ‫ك قَولُه‪َِ « :‬سعت العس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االقْت َدا ِ » ‪َ .‬اَ ذل َ ُ‬
‫)‬ ‫‪91‬‬ ‫(‬
‫اجةٌ‬ ‫ط ديبَ َ‬ ‫ي يَت ُق ُ َ‬ ‫جد َّ‬ ‫ْ ُ ْ‬
‫اض ِه لِ َس َو ِادهِ بِالتَّت ْق ِدي ِر‪،‬‬
‫متَسا ِايةٌ‪ ،‬اأ ََّما ا ْشتيه فَ َشةلُه‪ ،‬اأ ََّما التِماله فَم َشا َ لُةُ بتي ِ‬
‫ََ‬ ‫َ ُُ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ َ َ َ ُُ‬
‫ض ُمونِِه َل ْن‬ ‫ال ِه» ‪َ .‬اه َذا َما الَ يَت ْف َِِت ُق ِيف َم ْ‬
‫)‬ ‫‪95‬‬ ‫(‬ ‫اأ ََّما حالاتُه فَافِِْتاقُه ِيف اجتِم ِ‬
‫َ َ َُ َُ ْ َ‬
‫َس َد ْع بِ ِته ليوناردو‬ ‫اجلمالِيَّ ِة ِيف التَّص ِوي ِر؛ ذلِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫أ ِ‬
‫ك الَّذي أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َحد أ ََه ِّم الْ َم َعايري َْ َ‬ ‫َ‬
‫اصحاً‬ ‫دافنشي ت ‪ Leonardo da Vinci‬؛ أَح ُد أَه ِّم لباقِرِ فَ ِّن التَّص ِوي ِر‪ ،‬نَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ََ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ضوحاً إِ َذا ُا ِض َع ْ‬ ‫تَالَمي َذهُ بِاالنْتبَاه إِلَيه إِ ْذ قَ َال‪ « :‬إِ َّن األَلْ َوا َن تَتْب ُدا أَ ْ ثَتَر ُا ُ‬
‫َس َوِد»(‪.) 91‬‬ ‫ِ‬
‫ض يَتْب ُدا أَ ْ ثَتَر ضيَاءً َم َع األ ْ‬ ‫اد َها ‪ ...‬فَاللَّو ُن األَبْتيَ ُ‬
‫َض ُ‬‫أ َّ‬
‫ط يَتتَ َجلِّى ِ ْيف‬ ‫اجلَ َم َال ِ ْيف فَ ِّن ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫َن ْ‬ ‫يَتْب ُد ْا ِم ْن ِخالَِل ه َذيْ ِن التت َّْع ِري َف ْ ِ‬
‫ني أ َّ‬
‫احلر ِ ‪ ،‬اال َةلِم ِة‪ ،‬االعِبا ِ‪ِ ،‬من ِجه ِة سم ْ ِ‬ ‫الش ْة ِل؛ َشة ِ‬
‫صلُهُ‬ ‫احلَْر ‪َ ،‬اَا ْ‬ ‫ْل َْْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ‬ ‫َّ‬
‫ك‬ ‫اح َد ِ‪ ،‬افِيما بتني ال َةلِم ِ ِ ِ‬ ‫مع َغ ِريهِ‪ ،‬اافِِْتاقُه لْنه ِيف ال َةلِم ِة الو ِ‬
‫ات‪َ .‬الذل َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َُ َُ‬ ‫ََ‬
‫ات اخواتِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫يتْنبغِي للَى ْ َّ ِ‬
‫يم َها َ ْي َما‬ ‫اخلَطاط أَ ْن يتُ ْع َىن بب َدايَة ال َةالَم َاال َةل َم َ َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫َن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫اجلَ َم ِال‪َ .‬اأَ ْغلَ ُ الظَّ ِّن أ َّ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫اخلَ ُّ ِ‬
‫يَتتَ َحلَّى ْ‬
‫ك أ َْمراً‬ ‫ي يَتَرع ذل َ‬ ‫يد َّ‬ ‫ص ْ‬ ‫ط ِبَ َ‬

‫‪9‬‬
‫ت هوادي ‪ :‬أَاائل‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪ 251‬ت ‪.252‬‬
‫‪95‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.252‬‬
‫‪91‬‬
‫ت حممد بغدادي‪ :‬موسيقى الخط العربي عند أَبي حيَّان التَّوحيدي ت ص ‪.1 1‬‬

‫ـ ‪ 087‬ـ‬
‫ك فَِإ َّن اللَّوح ِ‬ ‫ِِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫ص ُل إِلَ ِيه ُ ُّل َم ْن َل ِم َل ِيف ه َذا ال َف ِّن‪َ ،‬الذل َ‬ ‫صعباً ال ي ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫اجلَ َم ِال نَ ِاد ٌَ‬
‫ط ْ‬ ‫ني‪ ،‬الَِّيت ََْتتَ ِم ُع فِ َيها ُش ُرا ُ‬ ‫ات ْ ِ‬
‫اخلَطَّاط َ‬
‫اجلمالِيَّةَ؛ الْمب َدلةَ بِيترال ِ‬
‫ُْ َ ََ َ‬ ‫َْ َ‬
‫استِنَاداً إِ َىل ه َذا يَ ُس ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ول فِيما ي ِ‬ ‫ِ‬
‫وق‬ ‫وج ُد مْنت َها إِنَّهُ َشاذٌّ بِنُ ْد َته‪َ .‬ا ْ‬
‫َح ََّّت ُيُْة َن ال َق ُ َ ُ َ‬
‫ال َةاتِ ِ البَلِي ِغ الَّ ِذي يَت ُق ُ‬
‫ِ (‪) 91‬‬
‫ط َهْن َد َسةٌ‬ ‫اخلَ ُّ‬
‫ول‪ْ « :‬‬ ‫يف ال َْم ْرَزبَاني‬‫لَنَا تَت ْع ِر َ‬
‫ضعِيفاً‪َ ،‬اإِ ْن َ ا َن َمتِيناً َ ا َن‬ ‫الةٌ َشاقَّةٌ‪ ،‬ألَنَّهُ إِ ْن َ ا َن ُح ْلواً َ ا َن َ‬ ‫ِ‬
‫ص ْعبَةٌ‪َ ،‬اصنَ َ‬ ‫َ‬
‫َم ْع ُسوالً‪َ ،‬اإِ ْن َ ا َن َجلِيالً َ ا َن َجافِياً‪َ ،‬اإِن َ ا َن َدقِيقاً َ ا َن ُمْنتَ ِشراً‪َ ،‬اإِن َ ا َن‬
‫الصغَ ِر إِالَّ‬ ‫ص َفاتِِه ِيف ِ‬
‫الة َِِب َا ِّ‬ ‫ص ُّح لَه َشةْل ج ِامع لِ ِ‬ ‫م َد َّا اً َ ا َن َغلِيظاً‪ ،‬فَتلَيس ي ِ‬
‫ُ ٌ َ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ِيف الشَّاذِّ الْ ُم ْستَتْن َد » ‪.‬‬
‫ِ (‪) 91‬‬

‫‪ً3‬ـًالخ ُّطًوالموهبةً‬
‫ون الَ يَِق ُّل َلْنت َها ِيف‬ ‫ات ال ُفنُ ِ‬ ‫ط فَتنًّا َشأنُه َشأ ُن أُخريِ ِ‬ ‫اخلَ ُّ‬
‫ك َ ا َن ْ‬ ‫ِِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َالذل َ‬
‫اص ِة الَِّيت تَتتَ َم َّة ُن ِم ْن تَ َدبُِّر َم َّاد ِِتَا ِِبُ ْس ِن‬ ‫احلَ َذاقَِة ْ‬
‫اخلَ َّ‬ ‫اج ِه لِْلم ِ‬
‫وهبَ ِة ُمتَ َمثِّتلَةً بِ ْ‬ ‫َ‬
‫احتِي ِ‬
‫َْ‬
‫ول‬‫يدي قَ َ‬ ‫َّوح ِ‬ ‫ِلنايتِها لِتخرِج ِمْنتها لَوحةً فَتنِّتيَّةً؛ َُجالِيَّةً‪ .‬اِهل َذا يوِد لَنا الت ِ‬
‫َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َََ ُْ َ َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫صوغُهُ اليَ ُد م ْن ت ِِْب َ‬
‫الع ْق ِل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ط بِأَنَّهُ «ح ْل ٌي تَ ُ‬ ‫اخلَ َّ‬
‫عر ُ ْ‬ ‫ْح َك ِم الَّ ِذي يُ ِّ‬ ‫ام بْ ِن ال َ‬
‫شَ‬ ‫ِه َ‬
‫ف َل ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ (‪) 99‬‬ ‫اقَص َْحوُ ه ال َقلَم بِ ِس ْل ِ‬
‫ف ه َذا الْ َموق ُ‬ ‫ك احل ْذق» ‪َ .‬االَ َخيْتَل ُ‬ ‫َ ٌَ ُ ُ ُ‬
‫الد تو عفيف بهنسي بَِقولِِه‪:‬‬ ‫ط الَّ ِذي أ َْللَنَهُ ُّ‬ ‫اص ِر ِم ْن فَ ِّن ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫ف الْمع ِ‬
‫َُ‬
‫الْموقِ ِ‬
‫َ‬
‫‪91‬‬
‫ت المرزباني‪ :‬هو أَبو لبد اهلل حممد بن لمران بن موسى‪ ،‬أَصله من خراسان‪ ،‬ان من األُدباء اإلخبا يني‬
‫املصنِّفني‪ ،‬اله ت ٌ ثريٌ يف األَدب االتا يخ لدَّها صاح ُ الفهرست اقال‪« :‬إنَّه صادق اللهجة‪،‬‬
‫السماع»‪ .‬تويف سنة ‪ 11‬هت‪ .‬لسان الميزان ت ج‪5‬ت ص‪ ، 21‬األَعالم ت‬‫ااسع املعرفة بالراايات‪ ،‬ثري َّ‬
‫ج‪1‬ت ص‪. 19‬‬
‫‪91‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.252‬‬
‫‪99‬‬
‫ت م‪.‬س ت ص ‪.251‬‬

‫ـ ‪ 088‬ـ‬
‫ِ‬
‫ِّع ِر‬
‫َن نَظْ َم الش ْ‬ ‫ِّع ِر الَ يَتتَت َعاطَاهُ إِالَّ ُمْبدعٌ َم ْوُه ٌ‬
‫وب؛ فَ َة َما أ َّ‬ ‫ط َ الش ْ‬ ‫« إِ َّن ْ‬
‫اخلَ َّ‬
‫لة َّن الت ِ ِ ِ‬ ‫ط‪ ،‬ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ميسو لِمن أ َْد َك ُِبو ه اقَتو ِ‬
‫اع الَ‬‫َِّبيْتَز فيه َاا ِإلبْ َد َ‬
‫ْ‬ ‫اخلَ ُّ َ‬
‫ك ْ‬ ‫ال َدهُ‪ َ ،‬ذل َ‬ ‫َ ْ ُ ٌ َ ْ َ ُْ َُ َ َ‬
‫يتِ ُّم إِالَّ بِتتوفُّ ِر الْم ِ‬
‫وهبَ ِة الْ َعْبت َق ِريَّة» ‪.‬‬
‫ِ ( ‪)1‬‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫أَنواع الخطِّ وأَقسامه‬
‫العَربِيَّ ِة ِيف‬ ‫الذخائِِر لن أَنْتو ِاع ْ ِ‬
‫اخلُطُوط َ‬ ‫صائر)) َا َ َ ْ َ‬
‫اح البَ َ ِِ َّ‬
‫ص ُ‬
‫َّث (( ِ‬
‫يَتتَ َحد ُ َ‬
‫َن َما ََْت ُد ُ ا ِإل َشا َ ُ إِلَ ِيه ُهنَا ُه َو‬ ‫ض أَقْ َس ِام َها‪َ .‬للَى أ َّ‬ ‫ِِ‬
‫ُم ْستَت َه ِّل ِ َسالَته‪ُ ،‬ثَّ يَت ْع ِر ُ‬
‫االَتاهات أَ ِا ال َقو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن الْم ْقصود بِأَنْتو ِاع ْ ِ‬
‫ال ُد‬ ‫َ‬ ‫العَربِيَّة لْن َدهُ الطََّرائ ُق أَ ِا َِّ َ ُ‬ ‫اخلُطُوط َ‬ ‫أ َّ َ ُ َ َ‬
‫ك بَِقولِِه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫َشا َ ُه َو َذاتُهُ إِ َىل ذل َ‬ ‫ويف َافْقاً َهلَا‪َ .‬اقَ ْد أ َ‬ ‫ط ال ُة ِ ُّ‬ ‫الَِّيت َ ا َن يُةْتَ ُ ْ‬
‫اخلَ ُّ‬
‫ال ِه‪َ ،‬اِه َي اثْتنَتَا‬ ‫ويف بِأَنْتو ِ‬
‫ط ال ُة ِّ َ‬
‫اخلَ ِّ ِ‬ ‫ال ِد ْ‬ ‫« اَ انَ ْ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫ني قَتو ِ‬
‫ت العْبتَرُ يف َزَماِن ْم بتَت ْعي َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ال َد ً» ‪ .‬أ ََّما األَقَسام فَ ِهي مرتَبِطَةٌ بِاألَقْ ِ‬ ‫ل َشرَ قَ ِ‬
‫الم َاََتَيُّ ِزَها بِالْ َم َسافَة بَت ْ َ‬
‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫ني‬ ‫َ ُ َ ُْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ص ْوالً ألَنْت َو ٍاع ُهنَا‬‫ت فُ ُ‬ ‫ك فَاألَقْ َس ُام لَْي َس ْ‬ ‫ِس َِّن ال َقطَِّة َاَد َ َج ِة ا ِإل َمالَِة‪َ .‬ا َللَى ذل َ‬
‫ات لِ َما ُيُْ ِة ُن أَ ْن يَتتَ َج َّس َد فِْي ِه ُ ُّل نَت ْوٍع‪.‬‬ ‫اإََِّّنَا ِهي تَ ِ‬
‫صني َف ٌ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫الْيلِ ُّي‪،‬‬
‫وط العربِيَّ ِة‪ :‬ا ِإل ْس ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫اخلطُ ِ‬
‫يَت ُق ْوَل أَبو َحيَّان‪ « :‬أَنْت َواعُ ُْ‬
‫َّامي‪ ،‬االعِراقِي‪ ،‬االعبَّ ِ‬
‫اس ُّي‪َ ،‬االبَت ْغ َد ِاد ُّ‬ ‫ِ‬
‫ي‪،‬‬ ‫سي‪َ ،‬االش ُّ َ َ ُّ َ َ‬ ‫َاالْ َم ِّة ُّي‪َ ،‬االْ َم َدِينُّ‪َ ،‬ااألَنْ َدلُ ُّ‬
‫العَربِيَّةُ الَِّيت‬
‫ط َ‬ ‫هذهِ ِه َي ْ‬
‫اخلُطُو ُ‬ ‫ي‪ .‬فَ ِ‬ ‫ص ِر ُّ‬ ‫ِ‬
‫الرْحَاينُّ‪َ ،‬االْ ُم َجَّرُد‪َ ،‬االْم ْ‬ ‫َاالْ ُم َشعَّ ُ ‪َ ،‬ا َّ‬
‫هذهِ الطََّرائِ ُق‬ ‫ث‪ .‬اأ ََّما ِ‬ ‫َ ا َن ِمْنتها ما هو مستَتعمل قَ ِدُْياً‪ ،‬اِمْنتها قَ ِريبةُ ْ ِ‬
‫احلُ ُد ْا َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َُ ُ ْ ْ َ ٌ‬

‫‪1‬‬
‫ت د‪ .‬لفيف ِبنسي‪ :‬الخط العربي؛ أُصوله‪ ،‬نهضته‪ ،‬انتشاره ت ص ‪.12‬‬
‫‪1 1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.21‬‬

‫ـ ‪ 089‬ـ‬
‫ت‬
‫َايَاقُ ْو َ‬
‫(‪)1 2‬‬
‫ت بِاب ِن ُم ْقلَةَ‬ ‫الْمستَتْنبطَةُ فَ ِهي مرِايَّةٌ لن َّ ِ‬
‫َّصلَ ْ‬
‫الص َحابَة َح ََّّت ات َ‬ ‫َ َْ َ ْ‬ ‫ُْ َ‬
‫اجتِ َه ِاد ِه ْم»( ‪.)1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َا َغ ِريه ْم َاُه ْم تَت َفنتَّنُوا فْيت َها ِبَ ْس ِ ْ‬
‫ام فَ يَ ُق ْو ُل فِ ْي َها‪:‬‬ ‫أ ََّما األَق َ‬
‫ْس ُ‬
‫س ِن يَت ُق ُ‬ ‫س َر الْ َخطَّا َ‬ ‫ِ‬
‫ول‪:‬‬ ‫ْح َ‬‫ط أَبَا ال َ‬ ‫ت األَ ْع َ‬ ‫« َا َس ْع ُ‬
‫يق‬ ‫ِ‬ ‫ط أَ بتعةُ أَقْس ٍام؛ فَاأل ََّا ُل هو الْمحق ِ ِ ِ ِ‬ ‫ْ ُّ‬
‫ط‪َ ،‬االدَّق ُ‬ ‫الو َس ُ‬ ‫َّق بال َقلَم الغَليظ‪َ ،‬ا َ‬ ‫َُ ُ َ ُ‬ ‫اخلَ ْ َ َ َ‬
‫ظ ِم َن األَقْالَِم‬ ‫اجتَ ِه ْد أَالَّ يَ ُة ْو َن الغَلِْي ُ‬
‫ال‪ :‬فَ ْ‬ ‫الشبِيهُ فِي ِه َما‪ .‬قَ َ‬‫ُحمََّرفاً أَا ُم َق َّوماً‪ُ ،‬ثَّ َّ‬
‫ضعِيفاً»(‪.)1 1‬‬ ‫ط ِمْنتها منَافياً‪ ،‬االَ الدَّقِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يق مْنت َها َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الو َس ُ َ ُ‬ ‫َجافياً‪َ ،‬االَ َ‬
‫أَنواع األَقالم وبريُها‬
‫ات لِغَ ِري‬‫اق ل َد ٍد ِمن التتَّع ِري َف ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس ُ ِ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َاصافاً ل ْل َقلَ ِم ض ْم َن سيَ َ‬ ‫وق التَّوحيدي أ َ‬ ‫َُ‬
‫السي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫وع‬
‫وض ِ‬ ‫ط َم ُ‬ ‫ص ُد ُق َللَى قَتلَ ِم ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫اسة‪ ،‬تَ ْ‬ ‫َااحد من ِ َجال الف ْة ِر َااأل ََدب َا ِّ َ َ‬
‫هذهِ التت ِ‬ ‫الةتاب ِة‪ ،‬اي ْة ِفينا ح ََّّت نَت ْفهم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاصا َ‬ ‫َّع ِري َفات أَ ِااأل َ‬‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ الَمنَا َا َللَى قَتلَ ِم َ َ َ َ َ َ‬
‫ني؛ ح ِال َ ِ‬ ‫الدالَلِيَّ ِة أَ ْن نَعِ َ ِ‬ ‫ف َللَى أَبْت َع ِاد َها َّ‬ ‫ِ‬
‫اخلَ ِّ‬
‫ط فَتنًّا‪ ،‬أَا‬ ‫ون ْ‬ ‫يش إ ْح َدع ا ْحلَالَ ِ َ‬ ‫َانق َ‬
‫بن عُبَي َدةَ(‪ « :)1 5‬ال َقلَ ُم‬ ‫ات‪ .‬قَ َ ِ‬ ‫ط نَسخ أَفْ َةا ٍ اآ ٍاء انَظَ ِريَّ ٍ‬ ‫ح ِال َ ِ‬
‫ال َعلي ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫اخلَ ِّ ْ َ‬ ‫ون ْ‬ ‫َ‬
‫‪1 2‬‬
‫اشالر استوز ه املقتد ُ‬
‫ٌ‬ ‫للي احلسني بن مقلة الةات املشهو ؛ أَدي ٌ‬ ‫حمم ُد بن ٍّ‬ ‫ت ابن مقلة‪ :‬هو أَبو ُّ‬
‫للي َّ‬
‫القاهر سنة ‪ 2‬هت‪ ،‬ثَّ َّاِتمه بالتَّلمر للى قتله فاختبأ‪ ،‬ثَّ استوز ه َّ‬
‫الراضي‬ ‫العباسي سنة ‪ 11‬هت‪ ،‬ا ُ‬ ‫ُّ‬
‫يشد القلم للى سالده ايةت به‪.‬الد سنة ‪212‬هت‪/‬‬ ‫نقم لليه فَ َس َجنَهُ اقطع يده اليمىن‪ ،‬فةان ُّ‬
‫باهلل ثَّ َ‬
‫السجن سنة ‪ 21‬هت‪91 /‬م‪ .‬ثمار القلوب ت ص‪ ،111‬األَعالم ت ج‪1‬ت ص ‪.21‬‬
‫‪111‬م امات يف ِّ‬
‫‪1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.21‬‬
‫‪1 1‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.211‬‬
‫‪1 5‬‬
‫اختصاص باملأمون‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫البليغ‪ .‬ان له‬
‫ُ‬ ‫الرْحاينُّ؛ الةات ُ‬ ‫ت علي بن عبيدة‪ :‬هو أَبو احلسن ُّ‬
‫للي بن لبيد َّ‬
‫بالزندقة‪ .‬اقد َتدَّث لنه أَبو حيَّان يف البصائر‬
‫اصنَّف تباً لديد ً سلك ِبا طريق احلةمة‪ .‬ا ان يرمى َّ‬
‫للي بن لبيد هذا هو صاح املصون‪ .‬ايقال‪ :‬ان بصريًّا ايعر ُ‬ ‫الذخائر (ق)‪ 151 :1 :‬فقال‪ُّ « :‬‬‫ا َّ‬
‫الست أَلر ُ نه مذهبه احقيقة شأنه‪ ،‬لةنَّه يقال‪ :‬إنَّه أَقلع يف شيخوخته لن لادته‬ ‫ُ‬ ‫باللطفي‪،‬‬

‫ـ ‪ 091‬ـ‬
‫(‪)1 1‬‬
‫ص ُح َل ِن ال َف ْح َوع‪َ ،‬اُه َو أ َْليَا‬ ‫ِ‬
‫لةنَّه يت ْف ِ‬ ‫ِ‬
‫َّج َوع‪َ ،‬اأَب َة ٌم َا ُ ُ‬ ‫َص ٌّم‪َ ،‬الةنَّهُ يَ ْس َم ُع الن ْ‬
‫أَ‬
‫ص ُح َاأَبْتلَ ُغ(‪ِ )1 1‬م ْن َس ْحبَا َن َوائِ َل(‪)1 9‬؛ يتُتَت ْرِج ُم َل ِن‬ ‫ِ ِ (‪ِ )1 1‬‬
‫م ْن بَاق َل ‪َ ،‬الةنَّهُ أَفْ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الشَّاهد‪َ ،‬اُخيِِْبُ َل ِن الغَائ ِ » ‪َ .‬ابِالْ َم ْع َىن َذاته تَت ْق ِريباً يُوُِد ُم َف ِّة ُرنَا قَوالً َ‬
‫( ‪)11‬‬
‫آخَر‬
‫استَتَتَر ِم َن األ ْ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لت جبل ب ِن ي ِزي َد يت ُق ُ ِ ِ‬
‫َسَ ِاع‪،‬‬ ‫ول فيه‪ « :‬ال َقلَ ُم ل َسا ُن البَص ِري يتُنَاجيه َّبَا ْ‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫ث َاإِ ْن َ ا َن ِيف البِ َق ِاع» ‪.‬‬ ‫استَثَا َ ِم َن الطِّبَ ِاع‪َ ،‬اُْحَ ِّدثُهُ ََّبَا َح َد َ‬ ‫ِِِ‬
‫(‪)111‬‬
‫َايتُنَاغيه َّبَا ْ‬

‫لقل زين اأ ٍ‬
‫َدب ظاه ٍر‪ ،‬اليس فيه من العلم‬ ‫الزَّهاد‪ .‬ا المه يف املصون يد ُّل للى ٍ‬
‫اشبيبته‪ ،‬اسلك طريق ُّ‬
‫مرً‪:‬‬ ‫حَّت بلغِن أ ََّن َ‬
‫بعض الدَّهريَّة ‪ ...‬قال َّ‬ ‫َهل خراسان يعجبون ِبذا الةتاب جدًّا‪َّ ،‬‬ ‫إالَّ ٌ‬
‫قليل‪ ،‬اأ ُ‬
‫السابع من‬
‫جهل باهلل العظيم»‪ .‬ايعيد مثل هذا الةالم يف اجلزء َّ‬
‫(مصونةم خريٌ من قرآنةم)‪ .‬اهذا ٌ‬
‫البصائر (ق)‪ :‬ص ‪ .‬تويف سنة ‪291‬هت‪.‬‬
‫‪1 1‬‬
‫ت أَليا من باقل‪ :‬ا د هذا املثل يف‪َ :‬ممع األَمثال ت املثل ‪ .2595‬جمهرة األَمثال ت ج‪ 2‬ت ص‪ . 1‬ثمار القلوب ت‬
‫ص‪ .121‬فصل المقال ت ص‪ .191‬الد َّرة الفاخرة ت ج‪ 1‬ت ص‪.291‬‬
‫‪1 1‬‬
‫العي‪ .‬اغالباً ما يقِتن ذ ره بسحبان اائل لبالغته؛ يقول اجلاحظ‪« :‬إن‬
‫رب به املثل يف ِّ‬
‫ض َ‬ ‫ت باقل‪ٌ :‬‬
‫جل ُ‬
‫شئت ان أَبني من سحبان اائل‪ ،‬اإن شئت ان أَليا من باقل»‪ .‬الحيوان ت ج‪ 1‬ت ص‪ . 9‬ايقول‬
‫سح سحاب ماله ترع سحبان يف اض الفصاحة باقالً»‪ .‬ريحانة األَلبا ت‬ ‫اخلفاجي‪« :‬إذا َّ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫ج‪ 2‬ت ص‪ .)259‬اأَحيانا يقِتن ذ ره بقس بن سالد اإليادي خلطابته‪ ،‬يقول التَّوحيدي‪« :‬تا ً تبدا‬
‫بعي باقل»‪ .‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص‪.11‬‬ ‫ِ‬
‫لك منه بالغة قس‪ ،‬اتا ً يلقاك ِّ‬
‫‪1 1‬‬
‫ت أَبلغ من سحبان اائل‪ :‬ا د هذا املثل يف‪ :‬الد َّرة الفاخرة ت ج‪ 1‬ت ص ‪ ،9‬اجمهرة العسكري ت املثل ‪ ، 5‬ايف‪:‬‬
‫سوائر األَمثال‪ :‬أَنطق… ت ص ‪11‬ت‪ ،15‬ابلفظ‪ :‬أَخط يف‪ :‬مجمع األمثال ت املثل ‪ ،1 1‬اجمهرة‬
‫العسكري ت املثل ‪ ، 5‬افصل المقال ت ص‪.191‬‬
‫‪1 9‬‬
‫يضرب به املثل يف البيان ااخلطابة‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ت سحبان وائل‪ :‬هو سحبان بن زفر بن إياس الوائلي‪ ،‬خطي‬
‫يعيد‬
‫يسيل لرقاً‪ ،‬اال ُ‬
‫ُ‬ ‫َبلغ من سحبان‪ ،‬ان إذا خط‬ ‫َفصح من سحبان‪ ،‬اأ ُ‬
‫أَخط ُ من سحبان‪ ،‬اأ ُ‬
‫لمةً‪ ،‬اال يتوقَّف‪ ،‬اال يقعد َّ‬
‫حَّت يفرغ‪ .‬أَسلم يف زمن النَِّب ‪ ‬امل َيتمع به‪ ،‬اأَقام يف دمشق أَيَّام‬
‫معااية اتويف فيها سنة ‪51‬هت‪111 /‬م‪ .‬تهذيب ابن عساىر ت ج‪1‬ت ص‪ ،11‬األَعالم ت ج ت ص‪.11‬‬
‫‪11‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.251‬‬
‫‪111‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.251‬‬

‫ـ ‪ 090‬ـ‬
‫الر َس ِام‪ َ ،‬األَاتَا ِ‬ ‫يش ِة ِيف يَ ِد َّ‬ ‫الر َ‬ ‫اط َ ِّ‬ ‫اخلطَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َحقًّا إِ َّن ال َقلَ َم ِيف يَد َْ‬
‫ِ‬
‫ِّعةً‪.‬‬
‫ُخَرع ُمتَ َمنت َ‬ ‫َحيَاناً أ ْ‬ ‫العا ِز ‪ ،‬أ ََدا ٌ تَ ُةو ُن أ ْ‬
‫َحيَاناً طَيِّت َعةً‪َ ،‬اأ ْ‬ ‫ني يَ َدي َ‬ ‫بَت ْ َ‬
‫احبتها لِيتعبِّتر ِِبا اِمن ِخالَِهلا ل َّما َخيْتَلِج ِيف ِاج َدانِِه ِمن م َش ِ‬
‫ال ِر‬ ‫يت ْلجأُ إِلَيها ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ص َُ َُ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ول‬‫َسى ‪َ ....‬اِِب َذا الْ َم ْع َىن يُوُِد أَبو َحيَّا َن قَ َ‬ ‫ْ ِ‬
‫احلُْزن أَ ِا ال َفَرِح أَ ِا األَ َِمل أَ ِا األ َ‬
‫ظ‬‫َ اتِ ِ َم ْرَوا َن‪ « :‬ال َقلَ ُم َش َجٌر ََثََرتُه اللَّ ْف ُ‬
‫(‪)112‬‬
‫يد ب ِن يَ ْحيَى‬ ‫َعب ِد الْح ِم ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ط‬ ‫ول الظَّ ِامئَ ِة‪َ ،‬ا ْ‬
‫اخلَ ُّ‬ ‫ي الع ُق ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الفةْر‪ ،‬اَِبر لُْؤلُؤه ِْ‬ ‫ِ‬
‫ْمةُ َاالبَالَ َغةُ‪َ ،‬اَمْنت َه ٌل فيه َ ُّ ُ‬
‫احلة َ‬ ‫َا ُ َ ٌْ ُ ُ‬
‫الع َجلِي(‪:)111‬‬ ‫ف َ‬ ‫ول أَبي ُدلَ َ‬‫ك قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ( ‪)11‬‬ ‫ِ‬
‫َحدي َقةٌ َزْهَرتتُ ُها ال َف َوائِ ُد البَالغَ ِة» ‪َ .‬اَ ذل َ‬
‫ِ‬ ‫« ال َقلَم ِ‬
‫صوغُ َما يَ ْس ُةبُهُ‬ ‫صائ ُغ ال َةالَم؛ يتُ َفِّرغُ َما ََْي َمعُهُ ال َق ْل ُ ‪َ ،‬ايَ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫اللُّ ُّ »(‪.)115‬‬

‫‪112‬‬
‫ت عبد الحميد الكاتب‪ :‬هو لبد احلميد بن ْحىي املعرا بعبد احلميد الةات ؛ ات مراان بن حممد‬
‫املشهو املقتول معه للى أَيدي العبَّاسيني سنة ‪1 2‬هت‪ ،‬امراان بن حممد اجلعدي هذا هو آخر‬
‫فإن اايات حيةت حول مقتل لبد احلميد؛‬ ‫قصة مقتل مراان َّ‬
‫خلفاء بِن أُميَّة‪ .‬الةن اإن ثبتت َّ‬
‫ُّ‬
‫تدل لُّها للى أََهِّيته امدع حقد العباسيني لليه‪ .‬ان ااسع الثَّقافة لميقها َّ‬
‫حَّت استطاع أَن‬
‫الِتسل‪ .‬ا دت أَخبا ه يف‬
‫سهل سبيل البالغة يف َّ‬‫فن من فنون األَدب إماماً‪ .‬اهو الذي َّ‬
‫يةون يف ٍّ‬
‫ثري من املصاد االِتاجم انظر منها مثالً‪ :‬وفيات األعيان ت ج‪2‬ت ص‪ ،221‬وثمار القلوب ت‬
‫ص‪191‬ت‪ ،199‬وعيون األَخبار ت ج‪1‬ت ص‪ ،11‬اربيع األبرار ت ج‪1‬ت ص ‪1‬ت‪ ،1 1‬ااإليضاح‬
‫في شرح المقامات ت ص‪ 11‬ت‪. 11‬‬
‫‪11‬‬
‫الرسائل) ت ص ‪ .251‬اهو موجود أَيضاً يف‪ :‬اإليضاح في‬ ‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫شرح المقامات للمطرزي ت ص‪ . 11‬وثمار القلوب ت س‪ .191‬وربيع األَبرار ت ج‪ 1‬ت ص ‪.1‬‬
‫‪111‬‬
‫ت أَبو دلف العجلي‪ :‬أَبو دلف القاسم بن ليسى بن إد يس العجلي؛ أَحد َّقواد املأمون ثَّ املعتصم البا زين‪.‬‬
‫الصيد … تويف‬‫ا ان أَديباً مصنِّفاً رُياً سريًّا جواداً ِمدَّحاً‪ ،‬له مؤلَّفات منها‪ :‬سياسة امللوك‪ ،‬البزا ا َّ‬
‫سنة ‪221‬هت‪ ./11 /‬وفيات األَعيان ت ج‪1‬ت ص ‪1‬ت ‪ ،19‬تاريخ بغداد ت ج‪12‬ت ص‪111‬ت ‪.12‬‬
‫‪115‬‬
‫الرسائل) ت ص ‪.251‬‬ ‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬

‫ـ ‪ 092‬ـ‬
‫‪ً1‬ـًأَنواعًاألَقالمً‬
‫ني ِم َن التَّت ْق ِسي ِم‪ ،‬أ ََّا ْهلَُما‬ ‫ضربتَْ ِ‬ ‫ِ‬
‫اع األَقْالم فَتيَتَرع أَنتَّ َها َللَى َ ْ‬ ‫يَ ْذ ُ ُر ُم َف ِّة ُرنَا أَنْت َو َ‬
‫ص ِ الَّ ِذي قَ ْد يَ ُةو ُن فَا ِ ِسيًّا أَا َِْب ِريًّا أَا نَتْب ِطيًّا‪َ ،‬اِه َي‬ ‫وع ال َق َ‬ ‫ص َد ِ أَا نَ ِ‬ ‫ِ‬
‫تَتبَ ٌع ل ْل َم ْ‬
‫ص ِاد ِهِ أ َْمٌر يُولِ ِيه‬ ‫ص ِ َاَم َ‬
‫ِ‬
‫ضليَّة‪َ ،‬اه َذا التت َّْرتي ُ ألَنْت َو ِاع ال َق َ‬
‫مرتتَّبةٌ حس األَفْ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َْ َ‬
‫ط‪.‬‬ ‫ك ِم ْن أَثٍَر َجلِ ٍّي ِيف ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫ِ ِِ‬
‫االهتِ َم ِام ل َما لذل َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اخلَطَّاطُو َن اآل َن َم ِزيداً م َن العنَايَة َا ْ‬
‫َّصنِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اِ‬
‫ت‬ ‫اختَتلَ َف ْ‬‫يف إِ ْذ َأَع أَنَّه َم ْه َما ْ‬ ‫ف طَ ِويالً لْن َد ه َذا الت ْ‬ ‫لة َّن أَبا َحيَّا َن َملْ يَق ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫أَنْتواع ال َقص ِ فَِإ َّن ََثَّةَ ُشراطاً ما إِ ْن ََت َّق َقت ِيف ال َق ِ‬
‫ك‬ ‫ت َجيِّ َد ً‪َ ،‬اِيف ذل َ‬ ‫صبَة َ انَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َُ َ‬
‫ِ ِ ِ ِ(‪)111‬‬ ‫ِ‬
‫ف َم ُاؤهُ‬ ‫ض ُجهُ يف ج ْرمه ‪َ ،‬ا َج َّ‬ ‫ص ِ ) َما ْ‬
‫استَ ْم َة َن نُ ْ‬ ‫ول‪َ « :‬خريُ األَقْالَم (ال َق َ‬ ‫يَت ُق ُ‬
‫هذهِ‬ ‫ِيف قِ ْش ِرهِ‪ ،‬اقُ ِطع بتع َد إِلْ َق ِاء بِزِهِ‪ ،‬اصلُ شحمه‪ ،‬اثتَ ُقل حجمه»(‪ .)111‬ا ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ َ َ ْ ُُ َ َ َ ْ ُُ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ني‪ ،‬إِ ْن َملْ يَ ُة ْن ِيف‬ ‫الشُّرا ُط تَ َةاد تَ ُةو ُن أَسرا اً ُخيْ ِفيها من يتع ِرفُتها ِمن ْ ِ‬
‫اخلَطَّاط َ‬ ‫َ َ ْ َْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫هذهِ‬‫ظَو ِاه ِرها فَِفي جو ِاه ِرها‪ ،‬اأَل ِِن بِذلِك َ ِيفيَّةَ اختِيا ِ ال َقصب ِة إِ ْن َ انَت َُتقِّق ِ‬
‫ْ َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫اج إِ َىل‬ ‫ِ‬ ‫الشُّرا َط أَم الَ‪ ،‬اللَى العم ِوم فَِإ َّن ما قَد ِ‬
‫َّمهُ أَديبُتنَا ال َفيلَ ُسو ُ َااض ٌح الَ َْْحتَ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ َ َ ُُ‬
‫ص ٍيل‪.‬‬ ‫م ِز ِ‬
‫يد تَت ْف ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ف م ْن ج َهة الْ َمْب َدأُ َل ِن األ ََّاِل‪،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّصن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب الث ِ‬
‫يف فَت ُه َو مُْتَل ٌ‬ ‫َّاين م َن الت ْ‬ ‫َاأ ََّما الض َّْر ُ‬
‫ص ُّوٍ أ ََّاٍل‪،‬‬ ‫اك ثَالَثَةَ أَنْت َو ٍاع بِتَ َ‬ ‫الةتَابَِة فَتيَتَرع أ َّ‬
‫َن ُهنَ َ‬ ‫أس ِ‬ ‫ص ِر ُ ِلنايَتهُ فِ ِيه إِ َىل َ ِ‬ ‫إِ ْذ يَ ْ‬
‫ط بِِه‬ ‫ِ‬
‫ول‪ « :‬إِ َّن ال َقلَ َم الْ ُم َحَّر َ يَ ُةو ُن ْ‬
‫اخلَ ُّ‬ ‫ك يَت ُق ُ‬ ‫آخَر‪َ .‬اِيف ذل َ‬ ‫ص ُّوٍ َ‬ ‫ني بِتَ َ‬ ‫ول ِ‬ ‫َانَ َ‬
‫ط بَتْيتنَت ُه َما ََْي َم ُع‬ ‫َص َفى‪َ ،‬االْ ُمتَت َو ِّس ُ‬ ‫َحلَى‪َ ،‬االْ ُم ْستَ ِوي أَقْت َوع َاأ ْ‬ ‫ف َاأ ْ‬ ‫َض َع َ‬‫أْ‬
‫اخلَِفي َفةَ َللَى‬ ‫ني اليَ َد ْ‬ ‫ِ‬
‫ول فَت ُه َو يُع ُ‬ ‫أس ِه طُ ٌ‬ ‫أَح َد حالَي ِهما‪ .‬اما َ ا َن ِيف ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ََ‬

‫اجُرٌم‪ .‬لسان العرب ت جرم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪111‬‬


‫ام ُ‬
‫اجلمع القليل أَجر ٌام‪ ،‬االةثري ُجُر ٌ‬
‫اجثمانه‪ .‬ا ُ‬
‫ت اجل ْرُم‪ :‬اجلَ َس ُد‪ ،‬أَا أَلواح اجلسد ُ‬
‫‪111‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.211‬‬

‫ـ ‪ 093‬ـ‬
‫يدي بَا ِلاً ُهنَا‬ ‫الةتاب ِة‪ ،‬اما قَصر فَبِ ِخالفِ ِه»(‪ .)111‬الََق ْد َ ا َن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُس ْر َلة َ َ َ َ ُ َ‬
‫ني‬
‫ط بَت ْ َ‬ ‫ين‪َ ،‬اِهي أ َّ‬
‫َن التت ََّو ُّس َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫الوقُو َللَى َحقي َقة يَت ْع ُس ُر الت َقاطُ َها َللَى َ ث ْري َ‬
‫ِ‬
‫يف ُ‬
‫ِ‬
‫ض‪َ ،‬اقَائِ ٌم‬ ‫ِِ‬ ‫يف االت ِ‬
‫َّس ِويَة لَ ْن يَت ُق ْوَد إِ َىل َُجْ ِع َحمَاسن ِه َما َمعاً َ َما ُه َو ُم ْفتَتَر ٌ‬ ‫الت ْ ِ‬
‫َّح ِر َ ْ‬
‫َح ِد َِهَا‬ ‫ِ‬
‫صا ِ َللَى َح َسنَة أ َ‬
‫ِ‬
‫ُخَرع‪ ،‬بَ ْل يتُ َؤِّدي إِ َىل االقْت َ‬
‫ِ‬
‫ِيف ُج ِّل الْ َميَادي ِن األ ْ‬
‫ف أَ ِا‬ ‫ط إِ َّما أَ ْن يت ْقرب ِمن التَّح ِري ِ‬ ‫َن ه َذا التت ََّو ُّس َ‬ ‫اآلخ ِر فَت َق ْط‪ ،‬أل َّ‬
‫ُدا َن َ‬
‫ََُ َ ْْ‬
‫ف اا ْحلالَاِ أَ ِا ال ُق َّوِ‬ ‫االستِو ِاء‪ ،‬ابَِق ْد ِ قُتربِِه ِمن أَح ِد َِهَا َْْح ِمل أَح َد حالَي ِه ِيف الض ْ ِ‬
‫َّع َ َ َ‬ ‫ُ َ َ ْ ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َْ َ‬
‫الص َف ِاء‪.‬‬
‫َا َّ‬
‫‪ً2‬ـًأَنواعًالبريً‬
‫يف تُعد لِل ِ‬
‫ْكتَابَِة ؟‬ ‫وِ‬
‫يف تُ ْب َر األَقْالَ ُم‪ ،‬أَو َى َ َ‬
‫لك ْن‪َ :‬ى َ‬ ‫َ‬
‫ات‬‫اجليِّ َد ِ‪ ،‬اإِ ْل َد ِاد األَدا ِ‬ ‫ِِ‬ ‫بِ َدايةً ال ب َّد ِمن إِ ْل َد ِاد ال َق ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫صبَة الْ ُمنَاسبَة َا َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ط‬‫ض‪َ ،‬االْ ِم َق ِّ‬ ‫اص ِة الَِّيت الَ تُ ْستَ ْخ َد ُم لِغَ ِْري ه َذا الغََر ِ‬‫اخلَ َّ‬‫ني ْ‬ ‫الس ِّة ِ‬
‫ك َ ِّ‬ ‫ِِ‬
‫الال ِزَم ِة لذل َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصالِ ِح‪ ،‬امع ِرفَِة م َة ِ‬
‫يم بْ ِن‬‫ك يَت ُق ْو ُل َللَى ل َسان إبْ َراه َ‬ ‫ان البَت ْر ِي‪َ .‬اِيف ذل َ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫َّ‬
‫الدقَِّة االغِلَ ِظ‪ ،‬االَ تَت ِِبهِ ِلْن َد ل ْق َد ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ني‬ ‫ب‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫ب‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ص‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬‫ق‬ ‫ن‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫اس(‪ « :)119‬لِ‬ ‫العبَّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يد األ ُُموِ ‪َ ،‬االَ تَةْتُ ْ بَِقلَ ٍم ُم ْلتَ ٍو‪َ ،‬االَ ِذي ِش ٍّق َغ ِري ُم ْستَ ٍو‪ ،‬فَِإ ْن‬ ‫فَِإ َّن فِ ِيه تَت ْع ِق َ‬
‫اختَت ْر ِمْنت َها‬ ‫ِِ‬
‫ت إِ َىل النِّْبطيَّة فَ ْ‬ ‫اضطُِرْ َ‬ ‫ي َا ْ‬ ‫ت إِ َىل) ال َفا ِ ِس ُّي َاالبَ ْح ِر ُّ‬ ‫أ َْل َوَزَك (افْتتَت َق ْر َ‬
‫وسى‪َ ،‬االَ تَت ِِْب بِِه َغْيتَر‬ ‫كأ ِ‬
‫َح َّد م َن الْ ُم َ‬
‫ِ‬
‫اج َع ْل س ِّةْيتنَ َ َ‬ ‫الس ْمَرِ‪َ ،‬ا ْ‬ ‫ب إِ َىل ُّ‬ ‫ض ِر ُ‬
‫َما يَ ْ‬
‫‪111‬‬
‫ت م‪.‬س ت ص ‪.211‬‬
‫‪119‬‬
‫شالر ا ات ٌ مشهوٌ تنقَّل يف أَلمال‬ ‫ت إبراهيم بن العباس‪ :‬هو أَبو إسحق إبراهيم بن العبَّاس ُّ‬
‫الصوِل؛ ٌ‬
‫السلطان اداااينه إىل أَن تويف سنة ‪21‬هت‪151/‬م‪ .‬اقد انت االدته سنة ‪111‬هت‪192 /‬م‪ .‬له ديوان‬ ‫ُّ‬
‫َّ‬
‫الدالة‪ ،‬ا تاب العطر‪ ،‬ا تاب الطبخ‪ .‬معجم األُدباء ت ج‪1‬ت ص‪،111‬‬ ‫سائل‪ ،‬اديوان شعر‪ ،‬ا تاب َّ‬
‫تاريخ بغداد ت ج‪1‬ت ص‪ ،111‬وفيات األَعيان ت ج‪1‬ت ص‪.11‬‬

‫ـ ‪ 094‬ـ‬
‫اخلَ َش ِ لِتَ ْخ ُر َج ال َقطَّةُ‬
‫َصلَ َ ْ‬ ‫صالَ ِح‪َ ،‬الْيَ ُة ْن ِم َقطُّ َ‬
‫ك أْ‬ ‫ال َقلَ ِم‪َ ،‬اتَت َع َّه ْدهُ بِا ِإل ْ‬
‫ت فَِإ َىل‬ ‫مست ِويةً‪ ،‬ااب ِر قَتلَمك إِ َىل االستِو ِاء ِإل ْشب ِاع ْ ِ‬
‫َجلَْل َ‬‫احلُُرا ‪َ ،‬اإِ َذا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َْ َ َ ْ َ َ‬
‫يف»( ‪.)12‬‬ ‫َّح ِر ِ‬
‫الت ْ‬
‫صَرَها‬ ‫اض‪َ ،‬اقَ ْد َح َ‬ ‫ي فَتيَتِ ُّم بِطََرائِ َق مُْتَلِ َف ٍة ُم ْرتَبِطٍَة بِتَبَايُ ِن األَ ْغَر ِ‬ ‫أ ََّما البَت ْر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‪:‬‬ ‫ك يَت ُق ُ‬ ‫ط‪َ .‬اِيف ذل َ‬ ‫َّق َاال َق ُّ‬ ‫ت َاالش ُّ‬ ‫أَبو َحيَّان ِيف أَْبَت َعة أَنْت َو ٍاع ه َي ال َفْت ُح َاالن ْ‬
‫َّح ُ‬
‫ي َللَى أَْبَت َع ِة أَقْ َس ٍام‪:‬‬ ‫«البَت ْر ُ‬
‫الص ْل ِ أَ ْ ثَت ُر تَت ْقعِ ْرياً‪َ ،‬اا َّلر ْخ ِو أَقَ ُّل‪َ ،‬االْ ُم ْعتَ َد ِل‬ ‫ال َف ْت ُح‪َ :‬اُه َو ِيف ال َقلَ ِم ُّ‬
‫بَتْيتنَت ُه َما‪.‬‬
‫ت بَطْنِ ِه‪ .‬أ ََّما َح َو ِاش ِيه‬ ‫ِِ‬
‫ت َح َواشيه‪َ ،‬اََْن ُ‬
‫ِ‬
‫ت نَت ْو َلان‪ََْ :‬ن ُ‬ ‫َّح ُ‬ ‫ت‪َ :‬االن ْ‬ ‫َّح ُ‬
‫الن ْ‬
‫ف‬ ‫ضغُ ُ‬ ‫ني فَتتَ ْ‬ ‫َح ِد الش َّ‬
‫َّق ِ‬ ‫يف َللَى أ َ‬
‫ِ‬
‫ني َمعاً‪َ ،‬االَ َْح ُ‬ ‫السنَّ ِ‬‫فَتيَ ُةو ُن ُم ْستَ ِوياً ِم ْن ِج َه ِة ِّ‬
‫َّق ُمتَت َو ِّسطاً جلِِْل َف ِة‬‫ِسنُّهُ‪َ .‬اتَ ُةو ُن َش ْح َمةُ ال َقلَ ِم ِيف بَطْنِ ِه ُمتَ َسا ِايَةً‪َ ،‬اأَ ْن يَ ُةو َن الش ُّ‬
‫ظ‪.‬‬ ‫ال َقلَ ِم؛ َد َّق أَا َغلُ َ‬
‫ص ْلباً فَتيُ َش ُّق أَ ْ ثَت ُر ا ْجلِْل َف ِة‪َ ،‬اإِ ْن‬ ‫ِ‬
‫التبَا ِ األَقْالَم‪ :‬إِ ْن َ ا َن ُ‬
‫َّق فَبِ ِْ‬
‫الشق‪َ :‬اأ ََّما الش ُّ‬ ‫َّ‬
‫ط‪.‬‬ ‫لث ا ْجلِْل َف ِة‪َ ،‬اإِ ْن َ ا َن ُم ْعتَ ِدالً يتُتَت َو َّس ُ‬
‫َ ا َن خواً ي ُةو ُن ِم ْق َدا ثُ ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ال َقط‪َ :‬اأ ََّما ال َق ُّ‬
‫َج َو ُد َها‪:‬‬‫ب‪َ .‬اأ ْ‬ ‫ص َّو ٌ‬ ‫ط فَأَنْت َواعٌ‪ُ :‬حمََّر ٌ ‪َ ،‬اُم ْستَ ٍو‪َ ،‬اقَائ ٌم‪َ ،‬اُم َ‬
‫ُّها‪َ ،‬ايَت ْر َغ ُ فِ َيها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الْ ُم َحَّر ُ الْ ُم ْعتَد ُل‪َ .‬امْنت ُه ْم َم ْن ََْينَ ُح إِ َىل تَ ْد ِاي ِر ال َقطَّة َاَُيُد َ‬
‫ني َللَى‬ ‫ض ُع يَ ِد ِك بِ ِّ‬
‫الس ِّة ِ‬ ‫مد َّا ِ أَ ْن الَ تُظْ ِهَر َهلَا ََْت ِريفاً‪َ ،‬اأَ ْن يَ ُةو َن َا ْ‬ ‫َاأ َْل ِِن بِالْ َ‬
‫َّح َم ِة‬ ‫يء البتَّةَ‪ .‬اال َقائِم أَ ْن ي ُةو َن ِ ِ‬ ‫االستِو ِاء الَ َُيِ ِ ِ ٍ ِ ٍ‬
‫است َواءُ الق ْشَرِ َاالش ْ‬ ‫ْ‬ ‫يل إ َىل ج َهة ب َش َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫الق ْشَرِ َغْيت ُر َْحم ُم ْوٍد‪.‬‬‫معاً‪ .‬االْمص َّوب بِالنِّسب ِة إِ َىل الشَّحم ِة أَ ِا ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ ُ َ ُ َْ‬

‫‪12‬‬
‫ت د‪ .‬إبراهيم الةيالين‪ :‬رسائل أَبي حيَّان التَّوحيدي ت ص ‪.21‬‬

‫ـ ‪ 095‬ـ‬
‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫أَبو َعل ٍّي ب ِن ُم ْقلةَ ِيف َا ْ‬ ‫ال َةات ُ‬ ‫الوِزيْت ُر‬
‫َاقَ َال الْ ُم َدقِّ ُق ال َفاض ُل َ‬
‫ال َقطَّة وأ ِ‬ ‫وحر ِ‬ ‫َطل ال ِ‬ ‫ِ‬
‫َيم ْن َها‪َ ،‬وال َقط ُه َو‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ََ‬ ‫ْج ْل َفةَ‪َ ،‬و َحس ْن َها‪،‬‬ ‫ال َقلَ ِم‪ :‬أ ْ‬
‫ْخط»(‪.)121‬‬ ‫ال َ‬
‫‪ً3‬ـًأَقسامًالقلمً‬
‫اقَتبل أَ ْن نَتْتترَك ْ ِ‬
‫ني أَقْ َس َامهُ َ ي َما يَ ُةو َن‬ ‫يث ِيف ال َقلَ ِم الَ بُ َّد أَ ْن نتُبَت ِّ َ‬
‫احلَد َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫ِ‬
‫ص ُ َم ْع ُرا ٌ ‪.‬‬ ‫صبَةُ َاال َق َ‬ ‫ضى َااضحاً َم ْف ُهوماً أَ ْ ثَتَر‪ .‬بِ َدايَةً لَ َدينَا ال َق َ‬ ‫َما َم َ‬
‫الوَقَةُ الَِّيت تُتْنتَزعُ َلْنت َها‪.‬‬ ‫تُتغَلِّف ال َقصبةَ قِ ْشرةٌ؛ قِ ْشرُ أَص ِل ال َق ِ ِ‬
‫صبَة الَ الق ْشَرُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ََ َ‬
‫الصالبَِة ِم ْن بِ َدايَتِ َها‬ ‫الش ْح َمةُ َاِه َي ُمتَت َفا ِاتَةُ َّ‬ ‫َّاخ ِل َّ‬‫الق ْشرِ ِمن الد ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َاتَت ْلتَص ُق ب َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ني‪َ ،‬اُ لَّ َما َ انَ ْ‬ ‫اها أَلْ ََ‬‫َصلَ َ َاِيف ُمْنتَت َه َ‬ ‫َح ََّّت الق ْشَرِ إِ ْذ تَ ُة ْو ُن لْن َد الق ْشَرِ أ ْ‬
‫ض َل‪ .‬فَِإ َذا بَتَريْتنَا ال َقلَ َم َاانْتتَت َهْيتنَا ِم ْن بَت ْريِِه‬ ‫ت أَفْ َ‬ ‫صالبَةً َ انَ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ُمتَ َجانِ َسةً َا ْازَد َاد ْ‬
‫ْج ْل َفةُ ِم ْن ُمْبتَ َدا البَت ْر ِي َح ََّّت ُمْنتَت َهاهُ‪ ،‬أَا ِه َي َم َةا ُن البَت ْر ِي‪َ ،‬اُ لَّ َما‬ ‫ت ال ِ‬ ‫َ انَ ْ‬
‫صبَ ِة تَ ُةو ُن ِلْن َد البَت ْر ِي َابَت ْع َدهُ فَتْت َحةٌ ِم َن‬ ‫ض َل‪َ .‬اِيف ال َق َ‬
‫طَالَت ِْ‬
‫اجل ْل َفةُ َ ا َن أَفْ َ‬ ‫ْ‬
‫أس ح ََّّت مبتَ َدا البتر ِي ِهي ما يس َّمى البطْن‪ ،‬اأَطْرا ُ ه َذا البطْ ِن نَول ِ‬
‫ان؛‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫الر ِ َ ُ ْ َ ْ َ َ ُ َ‬ ‫َّ‬
‫أس الَِّيت‬ ‫اشي‪ ،‬أَي طََر َيف البَطْ ِن‪َ .‬اِِنَايَةُ َّ‬
‫الر ِ‬ ‫أس الْحو ِ‬ ‫ِيف الْم َقد ِ‬
‫الر ِ َ َ‬ ‫أس َاَاَاءَ َّ‬ ‫الر ُ‬
‫ِّمة َّ‬ ‫ُ‬
‫َيس ُر‪.‬‬ ‫يةْتَ ِِبا ِهي ال َقطَّةُ‪ ،‬الِْل َقطَِّة طَرفَ ِ‬
‫السنَّا ُن األَُيَ ُن َااأل َ‬ ‫ان َُهَا ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ َ‬
‫ضرورة الخطِّ الحسن‬
‫ات َل ِد َ‬
‫يد ً َل ْن أ َََهِّتيَّ ِة ْالتِ َم ِاد‬ ‫ات ِسالَتِ ِه مَّر ٍ‬
‫َ َ‬
‫َّث أَبو حيَّان بني طَيَّ ِ‬
‫َ ََ‬ ‫يَتتَ َحد ُ‬
‫الرِد ِ‬ ‫اخلَ ِّ‬ ‫ض ُراَِ االبْتِ َع ِاد َل ِن ْ‬ ‫ِ‬ ‫احلس ِن ْ ِ‬ ‫ْ ِّ‬
‫يء‬ ‫ط َّ‬ ‫ف َللَى َ‬ ‫اجلَم ِيل‪َ ،‬ايتُْلح ُ‬ ‫اخلَط َْ َ‬
‫‪121‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪ 211‬ت ‪.215‬‬

‫ـ ‪ 096‬ـ‬
‫احبه؛ ستيَّا َن َ ا َن للَى لِسانِِه ذَاتِِه أَم للَى لِس ِ‬
‫ان‬ ‫اي ُذ ُّمه‪ ،‬بل ايت ْق َدح أَحياناً ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ص َُ َ‬ ‫ََ ُ َ ْ ََ ُ َْ َ‬
‫ِ‬
‫صةٌ‪ ،‬بَ ْل َذنْ ٌ يَ ْستَوج ُ‬ ‫ط َمْنت َق َ‬‫اخلَ ِّ‬ ‫َغ ِريهِ ِِم َّْن يُوُِد ِذ ْ َرهُ‪ ،‬فَت ُه َو يَتَرع أ َّ‬
‫َن َ َداءَ َ ْ‬
‫العتَابِي(‪ )122‬إِ َىل َاَّ ٍاق َخيُ ُّ‬
‫ط‬ ‫ول‪ « :‬نَظََر َ‬ ‫االستِ ْغ َفا َ ‪َ ،‬اإِ ْن َ ا َن بِالْ َم َجا ِز‪ ،‬يَت ُق ُ‬
‫ْ‬
‫ك بِ َس َو ِاد ِح ِِْب َك‪ ،‬فَِإ َّن ِش َّد َ‬ ‫ض خطَّه فَت َق َال لَه‪ :‬ا ْغتَ ِفر َداء َ خطِّ ِ‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫فَتلَ ْم يَت ْرتَ ِ َ ُ‬
‫استِ ْخ َد ِام‬ ‫ِ‬ ‫ِ ( ‪)12‬‬
‫َاىل بِ ِش َّد ِ َّ‬
‫َن ِيف ْ‬ ‫الس َواد» ‪ِ ،‬م ْن ُد ْا ِن أَ ْن يَت ْع ِِن ذل َ‬
‫ك أ َّ‬ ‫ال ُقْب ِح أ َ‬
‫ني قَائِالً‪:‬‬ ‫صيحةَ سلِيم ال ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلِ ِِب األ ِ‬
‫َس َود َلْيباً فَت َها ُه َو ذَاتُهُ يُوُِد نَ ْ َ َ ْ َ َ‬
‫ْح َّراني ل ْل َوَّاق َ‬ ‫ْْ ْ‬
‫ون‪:‬‬‫ول الْمأم ِ‬ ‫آدابِ ُةم بِسو ِاد احلِِِْب»(‪ .)121‬ايتْتبِعها بَِق ِ‬ ‫ِ‬
‫« َلطُِّراا َدفَاتَر َ‬
‫َُ‬ ‫َُ َُ‬ ‫ََ‬
‫احلِ َة ِم ِيف ظُلَ ِم الْ ِم َد ِاد»(‪.)125‬‬‫« َ َوا ِ ُ ْ‬
‫ط إِ ْح َدع‬ ‫ِ‬
‫َايُوُِد َ ذل َ‬
‫(‪)121‬‬
‫اخلَ ِّ‬
‫ض ِل ب ِن يَ ْحيَى ‪َ َ « :‬داءَ ُ ْ‬ ‫ول ال َف ْ‬ ‫ك قَ َ‬
‫ني »(‪َ .)121‬الَ َع َّل ه َذا َما َح َدا‬ ‫ط إِ ْح َدع البَالَ َغتَ ِ‬
‫اخلَ ِّ‬
‫ني‪َ َ ،‬ما قَالُوا‪ُ :‬ح ْس ُن ْ‬ ‫ِ‬
‫الف َد َامتَ ِ‬
‫الع ْق َل ِيف نَت ْف ِس ِه‪َ ،‬االبَال َغةَ ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫اس إِ َىل ال َقول‪َ « :‬م ْن ُاه َ لَهُ َ‬ ‫العبَّ ِ‬
‫يم ب ِن َ‬ ‫بتإبْ َراه َ‬
‫ت ِيف َهيئَتِ ِه‪َ ،‬اا ْحلَالََاَ ِيف َُشَائِلِ ِه‪ ،‬فَت َق ْد نُ ِظ َمت‬ ‫ط ِيف يَ ِدهِ‪َ ،‬ا َّ‬
‫الس ْم َ‬ ‫لِ َسانِِه‪َ ،‬ا ْ‬
‫اخلَ َّ‬

‫‪122‬‬
‫ت العتابي‪ :‬هو أَبو لمرا لثوم بن لمرا العتايب؛ الةات الشَّالر املصن ُ‬
‫ِّف املشهو ‪ .‬من أَهل الشَّام‪ ،‬سةن‬
‫اختص بالِبامةة‪ ،‬ثَّ صح َ طاهر بن احلسني‪ .‬تويف سنة ‪22‬هت‪1 5 /‬م‪.‬‬
‫الرشيد‪ ،‬ا َّ‬
‫بغداد امدح َّ‬
‫وفيات األَعيان ت ج‪1‬ت ص‪ ،122‬تاريخ بغداد ت ج‪12‬ت ص‪ ،111‬فوات الوفيات ت ج‪2‬ت ص‪.1 9‬‬
‫‪12‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.211‬‬
‫‪121‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ذاته‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ذاته‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫ت الفضل بن يحيى‪ :‬هو أَبو العبَّاس الفضل بن ْحىي بن خالد الِبمةي اجلواد املشهو ‪ ،‬ان أَخاً َّ‬
‫للرشيد يف‬
‫ااز له قبل أَخيه جعفر بن ْحىي‪ ،‬ثَّ االَّه خراسان‪ .‬الد سنة ‪111‬هت‪115 /‬م اتويف يف ا ٍ‬
‫اية‬ ‫الرضاع‪ِّ ،‬‬
‫ِّ‬
‫سنة ‪2 1‬هت‪111/‬م ايف ااية أُخرع سنة ‪19‬هت‪1 1/‬م‪ .‬تاريخ بغداد ت ج‪12‬ت ص‪ ، 1‬وفيات‬
‫األَعيان ت ج‪1‬ت ص‪ ، 1‬األَعالم ت ج‪5‬ت ص‪.152‬‬
‫‪121‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.21‬‬

‫ـ ‪ 097‬ـ‬
‫ََن لَهُ‬ ‫ضائِ ُل نَتثْراً‪َ ،‬ابَِق َي َللَ ِيه ُّ‬
‫الش ْة ُر َاأ َّ‬ ‫ِ‬
‫ت َللَيه ال َف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َم َحاس ُن لَهُ نَظْماً‪َ ،‬انُثَر ْ‬
‫ك»(‪.)121‬‬ ‫ِ‬
‫ذل َ‬
‫ض ُراَِ ََْت ِم ِيل‬ ‫ف بِذلِ ِ ِ ِ‬ ‫ات)) َمل ي ْةتَ ِ‬ ‫اح ((الْم َقابس ِ‬ ‫َن ِ‬
‫ك لتَأ يد َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ص َ ُ ََ‬ ‫َايَتْب ُدا أ َّ َ‬
‫ول‪:‬‬‫ض ُمونَهُ‪ ،‬يَت ُق ُ‬ ‫يل يتُنَت ِّوُ َم ْ‬ ‫َن ْ َّ ِ‬
‫اخلَط ا ْجلَم َ‬ ‫ُخَرع َ ثِ َريً ِمْنت َها أ َّ‬ ‫َسبَاباً أ ْ‬ ‫ط إِ ْذ قَد َ‬
‫َّم أ ْ‬ ‫اخلَ ِّ‬
‫ْ‬
‫احف فَمَّر ِيب َعلي بن أَبي طَالِ ٍ ِ‬ ‫ال سلِيم‪ْ ُ :‬نت أَ ْ تُ الْم ِ‬
‫ب َض َي اهللُ‬ ‫ُ‬ ‫ص َ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫« َاقَ َ َ ُ‬
‫ال‪ :‬نتَ َع ْم‪َ ،‬ه َة َذا‪،‬‬ ‫ت‪ .‬فَت َق َ‬ ‫ك‪ .‬فَت َقصم ِ‬ ‫ال‪ :‬أ ِ‬
‫ص َمةً ُثَّ َ تَْب ُ‬‫ت مْنهُ قَ ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َجل ْل قَتلَ َم َ‬
‫َلْنهُ فَت َق َ ْ‬
‫نَت ِّوْهُ َ َما نَت َّوَهُ اهللُ »(‪.)129‬‬
‫يل ََْملَبَةٌ لِْل ُمْتت َع ِة َاااللتِ َذ ِاذ بِ ْ‬
‫اجلَ َم ِال‪َ ،‬اِيف‬ ‫َ‬
‫اجل ِ‬
‫م‬ ‫َ‬‫ْ‬ ‫ط‬‫اخلَ َّ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫َن‬ ‫أ‬ ‫ك‬
‫َ‬
‫اِمْنتها َ ذلِ‬
‫َ َ‬
‫أت ِتَاباً بَلِيغاً‬
‫الع ْنبَ ِري ‪َ « :‬ما قَتَر ُ‬
‫ِ‬ ‫ك يُوُِد قَ َ‬ ‫ِ‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬
‫س ِن َ‬ ‫ْح َ‬‫ول عُبَي َد اهلل ب ِن ال َ‬ ‫ذل َ‬
‫َت َلينتِي‬ ‫ِ‬
‫َيت َخطًّا َح َسناً إِالَّ َا ْامتَأل ْ‬ ‫إِالَّ َاأ َْل َش َ فُت َؤادي ُس ُرا اً‪َ ،‬االَ َأ ُ‬
‫ط َ اتِ ٍ فَت َق َال‪:‬‬ ‫ب(‪ )1 2‬إِ َىل َخ ِّ‬ ‫ه‬‫ْ‬
‫َُ ُ َ َ‬‫و‬ ‫بن‬ ‫ن‬‫س‬ ‫ْح‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫َ‬‫َ‬‫ظ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬
‫ُ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ت‬‫ي‬
‫ََ‬‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)1 1‬‬
‫قُت ُرا اً»‬
‫ه َذا ُمتَتنَتَّزهُ اللَّ ْح ِظ الغَنِ ِج‪َ ،‬اَُْمتَ ََب اللَّ ْف ِظ البَ ِه ِج»( ‪َ .)1‬اَه َة َذا أَيضاً ََِن ُد أ َّ‬
‫َن‬

‫‪121‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.211‬‬
‫‪129‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.211‬‬
‫‪1‬‬
‫ت العنبري‪ :‬هو لبيد اهلل بن احلسن بن احلصني العنِبي‪ .‬اِل قضاء البصر سنة ‪151‬هت مةان سوا بن لبد اهلل‬
‫السنة‬
‫الصال بالناس بعد سنتني‪ ،‬ايف سنة ‪111‬هت‪11 /‬م لزل لن القضاء‪ ،‬اتويف يف َّ‬
‫لوفاته‪ ،‬الزل لن َّ‬
‫ذاِتا‪ .‬الكامل في التَّاريخ ت ج‪1‬ت ص ‪.1 ،19 ،11 ،1 ، 1 ،1‬‬
‫‪1 1‬‬
‫الرسائل) ت ص ‪.211‬‬‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫َّاب مضرمني تبوا يف الدَّالتني‬ ‫ت هو أَبو للي احلسن بن اه بن سعيد بن لمرا الةات ؛ من أُسر ت ٍ‬ ‫‪1 2‬‬

‫الزيَّات؛ األدي الوزير املعرا ‪ ،‬ثَّ اِل ديوان‬ ‫األمويَّة االعبَّاسيَّة‪ .‬ا ان احلسن يةت بني يدي ابن َّ‬
‫الرسائل‪ ،‬ااِل بعض األَلمال بدمشق اِبا مات اهو يتوىل الِبيد آخر أَيَّام اخلليفة العباسي املتوِّ ل‪.‬‬ ‫َّ‬
‫انظر ترُجته يف‪ :‬فوات الوفيات ت ج‪1‬ت ص‪ ، 11‬األَعالم ت ج‪2‬ت ص‪.221‬‬
‫‪1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.211‬‬

‫ـ ‪ 098‬ـ‬
‫الع َّامةَ؛‬ ‫اصةَ َا َ‬
‫اخلَ َّ‬‫اجلَ َمالِيَّةَ الْ ُم ْختَلِ َفةَ ْ‬ ‫ط فَ ٌّن َ غَ ِريهِ ِمن ال ُفنُ ِ‬
‫ون يتُ َؤِّدي َاظَائَِفهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫اخلَ َّ‬
‫ْ‬
‫الع َّامةَ‪ ،‬الَِّيت ََِن ُد َها ِيف‬ ‫اصةَ َِّبَا هو فَ ٌّن مستَ ِقلٌّ متَميِّتز ِِبَ ِ ِ ِ‬
‫صائصه‪َ ،‬ا َ‬ ‫ٌَُ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َُ‬ ‫اخلَ َّ‬‫ْ‬
‫اجلَ َمالِيَّ ِة َاَما يَت ْرتَبِ ُ‬
‫ط ِِبَا َايَت ْلَزُم‬ ‫صوصاً ِيف الْ ُم َعايَ َش ِة ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ِّل ال ُفنُون‪َ ،‬االْ ُمتَ َمثِّلةَ ُخ ُ‬
‫َلْنت َها‪.‬‬
‫أَسرار الجمال في ِّ‬
‫الخط‬
‫ئ ال ِغ َىن‬ ‫صْنعِ ِه‪َ ،‬اَمبَ ِاد ٌ‬ ‫َسَراٌ ِيف ُ‬
‫ِِ‬
‫ص ِيف َش ْةله‪َ ،‬اأ ْ‬
‫ط اجل ِم ِيل خ ِ‬
‫صائ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ل ْل َخ ِّ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ك‬ ‫اجتَ َم َع ُ ُّل ذل َ‬ ‫ات ال يَت ُّم م ْن ُداِنَا َانَ ُق ََْتبِ ِريه‪ .‬فِإذَا ْ‬ ‫َلْنت َها قَتْب َل نَ ْسجه‪ ،‬اأ ََّاليَّ ٌ‬
‫السطُوِ ‪ ،‬اإِ ْن َملْ يَ ُة ْن فَبِ َق ْد ِ‬ ‫ِ (‪)1 1‬‬ ‫ط َِ‬ ‫َ ا َن اخلَ ُّ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ َ‬‫ُ‬‫ث‬‫ن‬‫ْ‬ ‫امل‬ ‫ؤ‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ُ‬‫ؤ‬‫ْ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ُجيالً يتُثَ ْجث ُج‬
‫ِ‬
‫يب‪ ،‬إِ ْذ يَ ُةو ُن‬ ‫اخلَ َّ‬
‫ط الْ َعَرِ َّ‬ ‫َن ْ‬ ‫ك أ َّ‬ ‫ص ِيف اجلَ َم ِال َاِم ْن َجانِبِ ِه‪ .‬ذل َ‬ ‫ص يَ ُةو ُن النَّت ْق ُ‬ ‫النَّت ْق ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الش ْة ِل‬‫ني َّ‬ ‫يس َُمََّرَد تَ ْشة ٍيل َاََْتبِ ٍري‪َ ،‬اإََِّّنَا ََثَّةَ َلالَقَةٌ َج َدليَّةٌ تَ َة ُامليَّةٌ بَت ْ َ‬ ‫فَتنًّا‪ ،‬لَ َ‬
‫ي‬‫االستِ َعا ِ ُّ‬
‫يل ْ‬
‫ِ‬ ‫ال ا ْجلَ َم ِ ُّ ِ ِّ‬ ‫ض ُم ْو ِن بِأَ ْ ثَ ِر ِم ْن َم ْع ًىن‪ « ،‬فَالْ َم َج ُ‬
‫اِل ل ْل َخط ُه َو الت َّْمث ُ‬ ‫َاالْ َم ْ‬
‫ات ا ْجلَ َمالِيَّ ِة َللَينَا أَ ْن نَت ْف َه َم نُظُ َم ا ْجلَ َم ِال‪َ ،‬اأَ ْن‬ ‫لِ ُّلرس ِوم‪ ،‬الَِفه ِم ا ْجلم ِال االْعالَقَ ِ‬
‫ُ َ ْ ََ َ َ‬
‫ِ‬
‫ك َللَ ْى َسبِ ِيل الْ ِمثَ ِال‪َ َ ،‬ما تَتَرع‬ ‫ص الْ ُم ْحتَت َوع الْ َةالَِم َّي» ‪َ .‬اِم ْن ذل َ‬
‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫(‬
‫نَتتَت َف َّح َ‬
‫اِل لِْل َح ْمَر ِاء ُه َو َل َملِيَّةٌ‬ ‫َن «النِّظَ َام ا ْجلَ َم ِ َّ‬‫احثَةُ ا ِإل ْسبَانِيَّةُ فاليري جونزاليس‪ ،‬أ َّ‬ ‫الْب ِ‬
‫َ‬
‫الز ْخَرفَ ِة لِتُتِثْت َري الْ َع َملِيَّةَ الْبَتيَانِيَّةَ‬‫الص َوُ ا ْجلَ َمالِيَّةُ ِم َن َّ‬ ‫َُجَالِيَّةٌ ِدينَ ِاميَّةٌ تَتْنبُ ُع فِ ِيه ُّ‬
‫ات الْ ُق ْرآنِيَّ ِة َااألَ ْش َعا ِ »(‪.)1 1‬‬‫الْمستَم َّد َ ِمن اآلي ِ‬
‫َُْ َ َ‬
‫‪1 1‬‬
‫فسال‪ .‬لسان العرب ت ثجج‪.‬‬
‫ت ثَ ْجثَ َج املاء‪ :‬أَساله َ‬
‫‪1 5‬‬
‫ت فالريي جونزاليس‪ :‬الفضاء في العمارة اإلسالميَّة ت حماضرٌ أَلقتها هذه املستشرقة اإلسبانيَّة يف قالة‬
‫احملاضرات يف مةتبة األَسد الوطنيَّة بدمشق يوم األَ بعاء ‪1991/1/15‬م ضمن فعاليَّات النَّدا الدُّاليَّة‬
‫الزخرفة اإلسالميَّة؛ اآل ابيسك‪ .‬أَخذنا املقبوس من جريد ؛ الثَّو ت دمشق ت العدد ‪1 191‬‬ ‫األُاىل لفنون َّ‬
‫ت اخلميس ‪1991/1/11‬م‪.‬‬
‫‪1 1‬‬
‫ت فالريي جونزاليس‪ :‬الفضاء في العمارة اإلسالميَّة‪.‬‬

‫ـ ‪ 099‬ـ‬
‫اص ِر الَّ ِذي‬ ‫ضمو َن ه َذا الْ َةالَِم الْمع ِ‬
‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َالَ َعلَّهُ م َن الْغََرابَة َّبَ َةان أَ ْن ََن َد َم ْ ُ‬
‫َّدتْهُ الْ ُم ْستَ ْش ِرقَةُ ا ِإل ْسبَانِيَّةُ جوانزاليس قَ ْد َاَ َد ِلْن َد ُم َف ِّة ِرنَا َِّبَْع ًىن ِج ِّد‬ ‫َحد َ‬
‫اشَر َشيئاً بِيَ ِدهِ ِيف‬ ‫اط ِمن أَ ْن الَ يتب ِ‬
‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قَ ِري ٍ ‪ ،‬فَت َق ْد قَ َال‪ « :‬الَ َشيءَ أَنْت َف ُع ل ْل َخطَّ ْ‬
‫احلُُرا ِ ‪،‬‬ ‫َّلت بِ ْ‬ ‫اصةً إِ َذا َ ا َن الشَّيء ثَِقيالً‪ ،‬فَِإ َّن ْ ِ‬
‫احلََر اَت إِ َذا ََتَث ْ‬ ‫ُ‬ ‫ض ٍع‪َ ،‬خ َّ‬ ‫َفْ ٍع َاَا ْ‬
‫احلُُرا ُ الشَّة ْليَّةُ‬ ‫اخلَطِّتيَّةُ‪َ ،‬ا ْ‬ ‫الصوَ ُ ْ‬ ‫ت ُّ‬ ‫ات‪ َ ،‬انَ ِ‬ ‫احلرَ ِ‬ ‫احلرا َ إِذَا انْ َدفَت َع ْ ِ‬
‫ت ب ََْ‬ ‫َا ُُْ‬
‫اسةَ األَبْ َد ِان بِانْتِ َس ِاِبَا إِلَ َيها»(‪.)1 1‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫َْحم ُفوظَةَ األ َْليَان ب ْامتالَئ َها ِبَا‪َْ ،‬حم ُر َ‬
‫يب‪ ،‬اأَ ْسرا ِ‬ ‫يد ِم َن األَبْت َع ِاد ْ ِ ِ ِ ِّ‬ ‫َّاِل‪ ،‬ح ََّّت نَِقف للَى م ِز ٍ‬
‫َابِالت ِ َ‬
‫اجلَ َماليَّة ل ْل َخط الْ َعَرِ ِّ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫ني‬ ‫َّمث ُِّل الْ َم َجا ِز ِّ‬ ‫ِ‬ ‫اجلم ِال ا َخ ِ ِ ِ ِ‬
‫ي) بَت ْ َ‬ ‫ص الْ َعالَقَة (الت َ‬ ‫صائصه‪ََ « ،‬ي ُ تَت َف ُّح ُ‬ ‫ه َذا َْ َ َ َ‬
‫يب‪ ...‬فَعِْن َد َما تُت ْل ِقي‬ ‫ي الْ َعَرِ ِّ‬ ‫ِّع ِر ِّ‬
‫ش الش ْ‬ ‫ي لِلنَّت ْق ِ‬ ‫الر ْس ِم‪َ ،‬االْ ُم ْحتَت َوع الّلُغَ َو ِّ‬
‫ِّع ِر َا َّ‬
‫الش ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الزخرفَِة اتَت ْقرأُ الْمْنت ُق َ ِ‬
‫ص َوٍ »(‪،)1 1‬‬ ‫وشات الْ َمةْتُوبَة‪ََ ،‬ت ُد َها تُوحي بِ ُ‬ ‫نَظَْرً َللَى َّ ْ َ َ َ َ‬
‫َّص ِوي ِر إِ ْذ َأَع أ َّ‬ ‫اخلَ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫َن‬ ‫ط َاالت ْ‬ ‫ني ْ‬ ‫َاقَ ْد أَبْتَرَز التَّوحيدي هذه الْ َعالَقَةَ الْ َوش َ‬
‫يجةَ بَ َ‬
‫ني‪،‬‬ ‫اجل ِميلَ ِة ا ْشياً اتَت ْل ِويناً‪ ،‬الَه الْتِماعٌ َ حرَ ِة َّ ِ ِ‬ ‫اجلَ ِميل َ ُّ ِ‬ ‫ْ َّ‬
‫الراقص َ‬ ‫ََ‬ ‫َُ َ‬ ‫الصوَ َْ َ َ‬ ‫اخلَط ْ َ‬
‫ط‬‫اخلَ َّ‬
‫َن « ْ‬ ‫ال ِه»(‪َ .)1 9‬اذَ َ َر َل ْن َخالِ َد بْ ِن يَ ْحيَى أ َّ‬ ‫ا« َافِِْتاقُه ِيف اجتِم ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َُ‬
‫َّس ِويَةُ‪َ ،‬ا َجا ِ َحتُت َها َم ْع ِرفَةُ‬ ‫الس ْر َلةُ‪َ ،‬اقَ َد ُم َها الت ْ‬ ‫اح َها الْبَتيَا ُن‪َ ،‬ايَ ُد َها ُّ‬ ‫صوٌَ‪ ،‬فَت ُر ُ‬ ‫ُ‬
‫ص ِل»( ‪.)11‬‬ ‫الْ َو ْ‬
‫ً‬

‫‪1 1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.219‬‬
‫‪1 1‬‬
‫ت فالريي جونزاليس‪ :‬الفضاء في العمارة اإلسالميَّة‪.‬‬
‫‪1 9‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.252‬‬
‫‪11‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.212‬‬

‫ـ ‪ 211‬ـ‬
‫أَ َّو ًلا‪ً:‬المبادئًواألَ َّول َّي ًُ‬
‫اتً‬
‫ب‬‫بن َو ْه َ‬ ‫س ُن ُ‬ ‫ْح َ‬ ‫ول أَبو َحيَّان‪َ « :‬اَ ا َن ال َ‬ ‫الكتَابَِة‪ :‬يَت ُق ُ‬
‫‪ 2‬قَ بل ِ‬
‫َْ‬
‫اج ال َةاتِ ُ إِ َىل ِخالٍَل‪ِ ،‬مْنت َها‪ََْ :‬ت ِو ُ‬
‫يد بَت ْر ِي ال َقلَ ِم‪َ ،‬اإِطَالَةُ‬ ‫ول‪َْْ :‬حتَ ُ‬ ‫يَت ُق ُ‬
‫ال الْم َّد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّأين ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫المتطَاء األَنَام ِل‪َ ،‬اإ ْ َس ُ َ‬ ‫يف قَطَّته‪َ ،‬ا ُح ْس ُن الت ِّ ْ‬ ‫ج ْل َفته‪َ ،‬اََْت ِر ُ‬
‫َّةل َللَى‬‫يس‪َ ،‬اَتتْرُك الش ِ‬‫اغ َها ِم َن التَّطْلِ ِ‬
‫احلرا ِ ‪ ،‬االتَّحُّرز ِلْن َد إِفْتر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ب َق ْد إ ْشبَ ِاع ُُْ‬
‫يف‪َ ،‬اتَ ْس ِويَةُ َّالر ْس ِم‪َ ،‬االعِْل ُم بِال َف ْ‬
‫َّص ِح ِ‬ ‫ِ‬
‫صابَةُ‬ ‫ض ِل‪َ ،‬اإِ َ‬ ‫ْاخلَطَأ‪َ ،‬اا ِإل ْل َج ُام َللَى الت ْ‬
‫الْ َم ْقطَ ِع»(‪.)111‬‬
‫َّوح ْي ِدي‪« :‬اقَ َال الْم َد ِّس بِب ِ‬ ‫الكتاب ِة‪ :‬يت ُقو ُل الت ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ 1‬في أَثْ نَاء َ َ َ ْ‬
‫ت ال َقلَ َم فَالَ تُتثْ ِق ْل‬ ‫الوَّراق‪ :‬يَا ه َذا‪ ،‬إِذَا َحَّرفْ َ‬
‫ِ‬
‫ْخالَّل َ‬
‫اق يوماً لب ِن ال َ ِ‬ ‫ِ‬
‫الطَّ َ‬
‫ك َم َع َحالََاتِِه أ َّ‬
‫َن‬ ‫َللَ ِيه يَ َد َك‪َ ،‬اإِ َذا قَت َّوْمتَت َها فَالَ َُتَِّف ْف َها َلْنهُ‪َ ،‬ا َلْي ُ َخطِّ َ‬
‫ك فِْيِه َخطَْرفَةٌ تَ ُد ُّل َللَى قِلَِّة الْ ُمبَاالِ‪ ،‬فَالَ تَت ْف َع ْل‪،‬‬‫اجِة‪َ ،‬الَ َ‬ ‫َشحمةَ َقتلَ ِم َ ِ‬
‫ك َزائ َدٌ َللَى ْاحلَ َ‬ ‫َْ‬
‫ك ِمن ل ْش ِر ا قَ ٍ‬ ‫َّح ِس ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات ِ ْيف‬ ‫ك‪َ ،‬اأَنْت َف ُق َللَْي َ ْ َ َ َ‬ ‫ني أَنْت َف ُع لَ َ‬ ‫فَِإ َّن َسطْراً م َن الت ْ‬
‫التَّ ْش ِم ِري»(‪.)112‬‬
‫الن‪ ،‬فَ ِةالَ َُها يتبدأُ ِِمَّا قَتبل ِ‬
‫الةتَابَِة إِ َىل‬ ‫اخ ِ‬ ‫الن متَ َد ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫َن ال َقولَ ِ‬ ‫يَتْب ُدا أ َّ‬
‫َْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ني ُمتَ َةام ُ‬
‫َن ََثَّةَ‬‫اب األَْ َج ِحيَّ ِة‪َ ،‬االَ أ َْلتَ ِق ُد أ َّ‬ ‫َّح ِو فَ ِمن ب ِ‬
‫ْ َ‬ ‫اَهَا َللَى ه َذا الن ْ‬ ‫ِِنَايَتِ َها‪ِ .‬اإِ ْن قَ َّس ْمنَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪.‬‬‫ك‪ ،‬إِ ْن ُاج َد ْ‬ ‫ُم ْش ِةلَةً َ بِ َريً ِيف ذل َ‬
‫ني َِّبَِّد ا ْحلُُرْا ِ َاإِطَالَتِ َها‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْم ْش ِق‪ :‬يَتْنت َعى أَبو َحيَّا َن َللَى الْ ُم ْغَرم ْ َ‬ ‫تَ َجن ُ‬
‫ال‪َ ،‬االَ ََيُ ْوُز‬ ‫ط َُجَاالً‪ ،‬فَلِ ُة ِّل َم َق ٍام َم َق ٌ‬ ‫ك ِِمَّا يَِزيْ ُد ْ‬
‫اخلَ َّ‬ ‫خطَأَ التِ َق ِاد ِهم بأ َّ ِ‬
‫َن ذل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ‬

‫‪111‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.21‬‬
‫‪112‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.211‬‬

‫ـ ‪ 210‬ـ‬
‫ك يَ ْستَ ْش ِه ُد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َللَى َم ْش ِق ا ْحلُُرْا َ ْيت َف َما اتَّت َف َق‪َ ،‬اال أَيْتنَ َما َ ا َن‪َ .‬اِيف ذل َ‬ ‫االنْةبَ ُ‬
‫ط‪،‬‬ ‫َن إِ ْد َما َن الْ َم ْش ِق َُمَ ِّوٌد لِْل َخ ِّ‬
‫َّاس يَظُنُّو َن أ َّ‬
‫ول‪« :‬الن ُ‬ ‫ين ال َةاتِ ِ الَّ ِذي يَت ُق ُ‬ ‫باب ِن ُسوِر َ‬
‫ِ‬
‫اب‪َ ،‬اال ُمطْ َمئِنًّا إِ َىل ا ْحلَ ِّق‪َ ،‬االَ ُم ْل ًقى‬ ‫الصو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫فَتلَ ْم أَج ْد ه َذا ا ْحلُ ْة َم ُمْنتَظماً ب َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بِال َقبُت ْوِل‪ ،‬أل َّ ِ‬
‫ك‬‫َّس ِ ‪َ ،‬اذل َ‬ ‫َن اإل ْد َما َن ل ْل َم ْشق ُم َواال ُ ا ْحلََرَ ة با ْحلََرَ ة َم َع تَت َف ُاات الن َ‬
‫ِ‬ ‫ََْملَبةٌ لِلش ِ‬
‫ث‬‫َح َد َ‬ ‫ث ال َقلَ َم طُ ْغيَاناً‪ ،‬أَا أ ْ‬ ‫ص ُد ُ َل ْن َ الَلَ ِة اليَد‪َ ،‬اََُّّبَا أ َْاَ َ‬‫َّعث‪ ،‬ألَنَّهُ يَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِيف األ ََدا ل ْ‬
‫( ‪)11‬‬
‫صيَاناً» ‪.‬‬
‫اب يَتْنبَغِي أَ ْن يَتتَ َحلَّى ِِبَا ا َخلطَّاطُو َن‪،‬‬ ‫آد ٌ‬‫ط َ‬ ‫اب الْ َخط‪ :‬لَِف ِّن ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫آد ُ‬ ‫َ‬
‫ان َس ِعي َد ب ِن ُح َم ْي ٍد(‪ )111‬ال َةاتِ ِ‬ ‫ك الَِّيت أَا دها أَبو حيَّان للَى لِس ِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َاِمْنت َها تِْل َ‬
‫َ‬
‫ول‪:‬‬ ‫الَّ ِذي يَت ُق ُ‬
‫َجَزائِِه‪َ ،‬اأَبْت َع ِد َما ُيُْ ِة ُن ِيف‬‫َصلَ ِح أ ْ‬ ‫يف أ ْ‬ ‫ِ‬
‫أخ َذ ال َقلَ َم ْ‬
‫ِ‬
‫ب ال َةات ِ أَ ْن يَ ُ‬ ‫« ِمن أ ََد ِ‬
‫ْ‬
‫اس حظَّه‪ .‬االَ ي ْةت بِالطَّر ِ‬ ‫وض ِع الْ ِم َد ِاد فِ ِيه‪ .‬ايتع ِطيه ِمن أَ ِ ِ‬ ‫م ِ‬
‫َ‬ ‫ض الق ْرطَ ِ َ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َُْ َُ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫َح َس ِن َم َق ِادي ِرهِ َح ََّّت ال‬ ‫ص ِّوَهُ بِأ ْ‬
‫ِ ِ ِِ‬
‫ض َعهُ َللَى ليَا ِ ق ْسطه‪َ .‬ايُ َ‬
‫النَّاقِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ص م ْن سنِّه‪َ .‬ايَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يت َقع الت ِّ ِ‬
‫َّمِن ل َما ُدانَهُ‪َ .‬االَ َخيْطََر بِالبَال َش ُأا َما فَوقَهُ‪َ .‬ايَت ْعدلَهُ ِيف َشطْ ِرهُ‪َ .‬ايُ ْشبِ َههُ‬ ‫َ َ‬
‫ضى َشرطُهُ ِيف تَت ْق ِري ِ‬
‫اس َما َم َ ْ‬ ‫ِِمَّا يِ ِأِت ِم ْن َش ْةلِ ِه‪َ .‬ايَت ْق ُر َن ا ْحلَْر َ بِا ْحلَْر ِ ‪َ ،‬للَى قِيَ ِ‬
‫احتِ ِه‪َ ،‬ابتُ ْع ِد َم َسافَتِ ِه‪َ .‬االَ يَت ْقطَ َع ال َةلِ َمةَ ِِبَْر ٍ يتُ ْف ِرُدهُ ِيف َغ ِري َسطْ ِرهِ‪َ .‬ايُ َس ِّوي‬ ‫م َس َ‬
‫ِ‬
‫وط ِتَابتِ ِه‪ .‬اال ُْحلِّيه َِّبَا لَيس ِمن ِزيِِّه‪ .‬االَ ُيَْنَتعه ما هو لَه ِِبق ِ‬
‫ِّه‪،‬‬ ‫َضالع خطُ ِ‬
‫َ َُ َ َُ ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ َ َُ‬ ‫أْ َ ُ‬
‫ف ِح ْليَتُهُ‪َ ،‬اتَت ْف ُس َد قِ ْس َمتُهُ»(‪.)115‬‬ ‫فَتتَ ْختَتلَ َ‬
‫‪11‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.219‬‬
‫‪111‬‬
‫حَّت قال بعضهم‪ :‬لو قيل لةالم سعيد اشعره ا جع إىل‬
‫السرقة َّ‬
‫ْحسن َّ‬
‫مِتس ٌل ُ‬ ‫ت سعيد بن ُح َميد‪ :‬شت ٌ‬
‫الر ِّ‬
‫اسالت‬
‫أَهلك ملا بقي معه منه شيء‪ .‬اله ديوان صغريٌ اديوان سائل‪ .‬ا ان بينه ابني فضل الشَّالر مر ٌ‬
‫امطا حات‪ .‬تويف َنو سنة ‪21‬هت‪111 /‬م‪ .‬األَعالم ت ج ت ص‪.91‬‬
‫‪115‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪21‬ت ‪.211‬‬

‫ـ ‪ 212‬ـ‬
‫خصائصًجمالًالخطًً‬
‫ُ‬ ‫ثانيًا ا‪ً:‬‬
‫ت‬ ‫ط ََْت َ‬ ‫اجلَ َم ِال ِيف ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫َسَرا ِ ْ‬ ‫ص أَا أ ْ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫َّث أَبو َحيَّان َل ْن َخ َ‬ ‫يَتتَ َحد ُ‬
‫ان‪:‬‬ ‫ول‪ « :‬وال َكاتِب يحتَاج إِلَى سب ع ِة مع ٍ‬ ‫ط فَتيَت ُق ُ‬ ‫لُْنت َو ِان‪َ :‬م َع ِاين ْ‬
‫اخلَ ِّ‬
‫َْ َ ََ‬ ‫ُ َْ ُ‬ ‫َ‬
‫يق‪ ،‬والْمحلَّى بِالت ِ‬ ‫الْ َخط الْمج َّرِد بِالت ِ‬
‫َّح ِو ِيق‪،‬‬ ‫َّحد ِيق‪َ ،‬وال ُْم َج َّم ِل بِالت ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّحق ِ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬
‫يق‪،‬‬ ‫اد بِالتَّ ْدقِ ِ‬ ‫يق‪ ،‬والْمج ِ‬
‫َ َُ‬ ‫س ِن بِالتَّ ْش ِق ِ‬ ‫َوال ُْم َزيَّ ِن بِالتَّ ْخ ِر ِيق‪َ ،‬وال ُْم َح َّ‬
‫ال ِه‪َ ،‬اُ ُّل‬ ‫ال ُده الْمتَض ِّمنَةُ لُِفنُونِِه افُتر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َُ‬ ‫ُصولُهُ َاقَت َو ُ ُ َ‬ ‫َوال ُْمميَّ ِز بالتَّ ْف ِر ِيق‪ .‬فَهذه أ ُ‬
‫ص ْد ِهِ إِ ْن َشاءَ اهللُ»(‪.)111‬‬ ‫ِ‬
‫الع َم ُل َللَى قَ ْد ِهِ ت َاال ِوْ ُد َفاءُ َ‬ ‫قَتلَ ٍم يُظْ ِه ُر لَهُ َ‬
‫ول‪:‬‬ ‫يع الْ َق َ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِجلَ َم ِال ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫هذهِ الْ َم َع ِاين أَ ِا ْ‬‫ابِااللتِم ِاد للَى ِ‬
‫ط نَ ْستَط ُ‬ ‫اخلَ َ‬ ‫َ َْ َ ْ‬
‫يديٍَّة بِاستِخ َد ِام ِه اح َد ِ‬ ‫ات ََت ِر ِ‬
‫ات‬ ‫ََ‬ ‫ْ ْ‬ ‫وح ٍ ْ‬ ‫يب أ ََْنََز أ َْلظَ َم لَ َ‬ ‫« إِ َّن الْ َفنَّا َن الْ َعَرِ َّ‬
‫يب لِْل َم ِّد‬ ‫ك قَابِلِيَّةُ ْ‬
‫احلَْر ِ الْ َعَرِ ِّ‬
‫ِ‬
‫ال َدهُ َللَ ْى ذل َ‬ ‫ِ‬
‫يب ِيف التَّ ْشة ِيل‪َ ،‬اقَ ْد َس َ‬ ‫احلَْر ِ الْ َعَرِ ِّ‬
‫ْ‬
‫اجلََفا ِ ‪َ .‬ح ََّّْت ِلْن َد‬ ‫ني َا ْ‬ ‫وط االلِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الصعُود َاا ْهلبُ َ‬
‫ط ااالستِ َدا ِ االْبس ِط ا ُّ ِ‬
‫َاالْ َم ِّ َ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫ص َها‬ ‫ون النَّباتِيَّ ِة‪َ ،‬جلأَ إِ َىل تَت ْل ِخي ِ‬ ‫احليَّ ِة ااألَا ِاق االْغُص ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫تَت َع ُامله َم َع الْ َةائنَات َْ َ َ َ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صْن ِع اهلل‬ ‫َاََْت ِويْ ِرَها‪َ ،‬خ ْوفاً م ْن أَ ْن يَ ُة ْو َن ُحمَا ياً لطَبِْيت َعة الْ َةائنَات الَِّيت ه َي م ْن ُ‬
‫َا َح َدهُ»(‪.)111‬‬
‫صلِ َها‬ ‫يق فَِإبانَةُ ا ْحلرا ِ ُ لِّها؛ مْنثُوِها امْنظُ ِ‬ ‫أ ََّما الْمج َّر ُد بِالت ِ‬
‫وم َها‪ُ ،‬م َف َّ‬ ‫َ َ َ ََ‬ ‫َّحق ِ َ ُُ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬
‫صَر ِاِتَا‪َ ،‬اتَت ْف ِرَيَ ِاِتَا َاتَت ْع ِوَيَ ِاِتَا‪َ ،‬ح ََّّت تَتَر َاها َ أَنتَّ َها تَتْبتَ ِس ُم َل ْن‬ ‫ام ِ ِ ِ‬
‫وصوهلَا‪َّ ،‬بَدَّاِتَا َاقَ ْ‬‫ََ ُ‬
‫دِبَ ٍة»(‪.)111‬‬ ‫اض ُم َّ‬ ‫ك َل ْن ِيَ ٍ‬ ‫ض َح ُ‬ ‫ثتُغُوٍ ُم َفلَّ َج ٍة‪ ،‬أَا تَ ْ‬

‫‪111‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.215‬‬
‫‪111‬‬
‫ت حممد بغدادي‪ :‬موسيقى الخط العربي عند أَبي حيَّان التَّوحيدي ت ص ‪.1 1‬‬
‫‪111‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪.215‬‬

‫ـ ‪ 213‬ـ‬
‫استِثْتنَ ٍاء‪َ .‬انَظَراً أل َ‬
‫ََهِّتيَّتها يُوُِد‬ ‫ص ا ْحلُُرا َ ُ لَّ َها ُدا َن ْ‬ ‫ال َد ُ ََتُ ُّ‬ ‫ِ‬
‫هذهِ ال َق ِ‬
‫صلةَ ََْت ِقيقاً ُثَّ‬ ‫ِِ‬
‫اد َ اب ِن الز ْه ِري التَّاليَة‪َ « :‬م ْن َحق َ‬
‫َّق ا ْحلُُرا َ الْ ُم َف َّ‬ ‫أَبو َحيَّان َش َه َ‬
‫َّص ٍل بِال َةلِ َم ِة‪،‬‬
‫آخ ِر مت ِ‬
‫ُ‬
‫الرابِ ِع للَى ه َذا إِ َىل ِ‬
‫ص َل الثَّالثَةَ بِ َّ َ‬
‫اصل االثْتنَ ِ ِ ِ‬
‫ني بِالثَّالث ُثَّ َا َ‬ ‫َ ََ‬
‫َ َقوهلِِ ْم‪ :‬فَسَيَكْفِيكَهُمُ‪ ،‬ويَسْتَنْصِرُونَ‪ ،‬وَاالسْتِعْالمُ‪ ،‬وَاالسْتِفْهَامُ‪،‬‬

‫وَاالسْتِقَامَةُ‪ ،‬وَاالسْتِنَامَةُ‪ ،‬وَخَجْخَح‪ ،‬وَجَحْجَبَا‪ ،‬واالسْتِنْجَاحُ‪ ،‬وَالْجَحَاجِحَةُ‪،‬‬

‫وَالصَّيَادِنَةُ‪ ،‬وَالصَّيَاقِلَةُ‪ ،‬والصَّقَالِبَةُ‪ ،‬والغَطَارِفَةُ‪ ،‬والطَّرَاخِنَةُ‪ ،‬والبَطَارِقَةُ‪َ ،‬ع َعقَ َ‬


‫ف‬

‫زن فَ ْث فل‪ :‬حَطَطْتُ‪ ،‬وَخَطَطْتُ‪ ،‬وَقَطَطْتُ‪ ،‬ونَصَصَ‪ ،‬وَحَصَصَ‪،‬‬


‫َقيَى َْا جمَُ َم‪،‬ثفيَ ف‬
‫وَقَصَصَ‪ ،‬وَاسْتَنْصَحَ‪ ،‬وَاسْتَصْحَبَ‪ ،‬وَتَكَوكَبَ‪ ،‬وَاسْتَنْجَحَ‪ ،‬وَاسْتَصْلَحَ‪،‬‬

‫وَاسْتَقْبَحَ‪ ،‬وَاسْتَشْرَحَ‪...‬‬
‫ط ُّ‬
‫الذ ْ َاَ‬ ‫وت لَهُ أَن يَتْبتلُ َغ ِم ْن َ ْس ِم اخلَ ِّ‬ ‫ِ‬
‫َاَما أَ ْشبَهَ ه َذا فَإنَّهُ َ ثريٌ‪َ َ ،‬ج ُ‬
‫العالِيَةَ»(‪.)119‬‬ ‫َ‬
‫احداً‬ ‫احداً ا ِ‬ ‫ُثَّ يت ُقو ُل‪ « :‬فَه َذا ما يتع ُّم ا ْحلرا َ ُ لَّها ل َّماء‪ ،‬فَأ ََّما ما َخي ُّ ِ‬
‫ص َا َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ً‬ ‫َ َ ُ ُُ‬ ‫َْ‬
‫ِمْنت َها فَ َسأَقُولُهُ َللَى أَثَِر ه َذا‪.‬‬
‫اخلَ ِاء َاا ْجلِي ِم َاَما أَ ْشبَت َه َها َللَى تَتْبيِ ِ‬
‫يض‬ ‫َّح ِد ِيق فَِإقَ َامةُ ا ْحلَ ِاء َا ْ‬
‫َاأ ََّما الْ ُمَر ُاد بِالت ْ‬
‫ت مَْلُوطَةً بِغَ ِريَها أَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أ ِ‬
‫َاساط َها‪َْ ،‬حم ُفوظَةً َللَ َيها م ْن ََْتت َها َافَوق َها َاأَطَْراف َها‪ ،‬أَ َ انَ ْ‬ ‫َ‬
‫َّح ِة‪.‬‬ ‫با َِزً لْنتها‪ ،‬ح ََّّت تَ ُةو َن َ األ ِ‬
‫َح َداق الْ ُم َفت َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ َ‬

‫‪119‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.251‬‬

‫ـ ‪ 214‬ـ‬
‫ت اال َقافَ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َاَما أَ ْشبَت َه َها‬ ‫ِ‬ ‫َاأ ََّما الْ ُمَر ُاد بِالت ْ‬
‫َّح ِو ِيق فَإ َدا َ ُ َ‬
‫الو َااات َاال َفاءَا َ‬
‫الاً َايَِز ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫الاً‪.‬‬
‫يد َها طُ َ‬ ‫ص َّد ً َاُم َو َّسطَةً َاُم َذنتَّبَةً َّبَا يُ ْةسبُت َها َح َ‬
‫ُم َ‬
‫اأ ََّما الْمر ُاد بِالتَّ ْخ ِر ِيق فَتتَت ْفتِيح ا ُجوهِ ا ْهلَ ِاء ا َ ِ‬
‫ني االغَ ِ‬
‫ني َاَما أَ ْشبَت َه َها‬ ‫الع َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫س الضَّعِيف للَى اتِّض ِ‬
‫اح َها‬ ‫احلِ َّ‬ ‫ت أَفْتَراداً َاأ َْزَااجاً َِّبَا يَ ُد ُّل ْ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ي َف َما َاقَت َع ْ‬
‫اح َها‪.‬‬ ‫اانْ ِفتَ ِ‬
‫َ‬
‫َّون َااليَ ِاء َاَما أَ ْشبَت َه َها ِِمَّا يَت َق ُع ِيف أ َْل َجا ِز‬
‫َّع ِر ِيق فَِإبتر ُاز الن ِ‬
‫َْ‬ ‫بِالت ْ‬ ‫َاأ ََّما الْ ُمَر ُاد‬
‫وج َللَى ِمْنت َو ٍال‬
‫َا َل ْن َاِيف َاَم ََّت َاإِ َىل َا َللَى َِّبَا يَ ُةو ُن َ الْ َمْن ُس ِ‬ ‫ال َةلِ َم ِة ِمثْ ِل‪َ :‬م ْن‬
‫اح ٍد‪.‬‬
‫اِ‬
‫َ‬
‫َّاد َاال َةا ِ َاالطَّ ِاء َاالظَّ ِاء‬
‫الص ِاد االض ِ‬
‫ُّف َّ َ‬ ‫يق فَتتَ َةتن ُ‬‫َاأ ََّما الْ ُمَر ُاد بِالتَّ ْش ِق ِ‬
‫َّةل ِبِِ َما‬ ‫ظ َللَ َيها التتَّنَاس االت ِ ِ‬
‫َّسااي‪ ،‬فَإ َّن الش َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫ك ِِمَّا َْْح َف ُ‬ ‫ِ‬
‫َاَما أَ ْشبَهَ ذل َ‬
‫وحانِيَّةٌ بِآلَ ٍة‬
‫يل‪َ :‬ه ْن َد َسةٌ ُر َ‬
‫ِ‬ ‫ط ِيف ْ ِ‬
‫اجلُ ْملَة َ َما ق َ‬
‫اخلَ ُّ‬
‫ص ُّح َاَم َع ُه َما َْْحلُو‪َ ،‬ا ْ‬ ‫يِ‬
‫َ‬
‫ِج ْس َمانِيَّ ٍة‪.‬‬
‫احلرا ِ ُ لِّها؛ م ْفص ِ‬ ‫ِ‬ ‫َاأ ََّما الْ ُمَر ُاد بِالتَّ ْن ِس ِ‬
‫وهلَا‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫يم ُُْ‬ ‫يق فَتتَت ْعم ُ‬
‫ض العِنَايَِة َللَ َيها‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وهلا بِالت ِ ِ ِ‬ ‫ام ِ‬
‫َّصفيَة‪َ ،‬احيَاطَتُت َها م ْن التَّت َف ُاات ِيف التَّأديَة‪َ ،‬انتَ ْف ُ‬ ‫وص َ ْ‬ ‫ََ ُ‬
‫َّس ِويَِة‪.‬‬
‫بالت ْ‬
‫ِ‬
‫اط َها‬‫السطُوِ ِمن أَاائِلِها اأَاس ِ‬
‫ْ َ َ َ َ‬ ‫االستِ َق َام ِة ِيف ُّ‬
‫ظ ْ‬ ‫يق فَ ِح ْف ُ‬ ‫َاأ ََّما الْ ُمَر ُاد بِالتَّوفِ ِ‬
‫يد َها ِافَاقاً ال ِخالفاً‪.‬‬ ‫َلالِ َيها َِّبَا يتُ ْف ُ‬ ‫اخ ِرها اأ ِِ‬
‫َسافل َها َاأ َ‬ ‫َاأ ََا َ َ َ‬
‫ِ‬
‫اب ا ْحلُُرا ِ بِِإ ْ َس ِال اليَ ِد َا ْالتِ َم ِال ِس ِّن‬ ‫يق فَتتَ ْح ِد ُ‬
‫يد أَ ْذنَ ِ‬ ‫َاأ ََّما الْ ُمَر ُاد بِالتَّ ْدقِ ِ‬
‫َّيه‪َ ،‬اَمَّرً بِاالتِّ َة ِاء‪َ ،‬اَمَّرً بِا ِإل ْ َخ ِاء‪َِّ ،‬بَا‬
‫ال َقلَ ِم‪ ،‬اإِدا تتِِه مَّرً بِص ْد ِِه‪ ،‬امَّرً بِ ِسن ِ‬
‫ََ‬ ‫َ ََ َ َ‬
‫يف إِلَ َيها بَت ْه َجةً َانُو اً َاَانَقاً َا ُش ُذا اً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يُض ُ‬

‫ـ ‪ 215‬ـ‬
‫ض‪َ ،‬اَمالَبَ َس ِة‬‫ض َها لِبَت ْع ٍ‬‫امح ِة بتع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ظ ا ْحلُُرا م ْن ُمَز ََ َ ْ‬ ‫َاأ ََّما الْ ُمَر ُاد بِالتَّ ْف ِر ِيق فَ ِح ْف ُ‬
‫أ ََّاٍل ِمْنتها آلخ ٍر‪ ،‬لِي ُةو َن ُ ُّل حر ٍ ِمْنتها م َفا ِقاً لِص ِ‬
‫احبِ ِه بِالبَ َد ِن‪َُ ،‬مَ ِامعاً بِالش ِ‬
‫َّةل‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ‬
‫َح َس ِن‪.‬‬
‫األ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫فَهذه ُُجْلَةٌ َ افيَةٌ َم ََّت َ ا َن طَْب ُع ال َةات ِ ُم َؤاتياً‪َ ،‬اف ْعلُهُ ُم َواطئاً‪َ ،‬اقَ ِرْحَتُهُ‬
‫َل ْذبَةً‪َ ،‬ا ِطينَتُهُ َا ِطئَةً»( ‪.)15‬‬
‫ك‪َ ،‬ابِاالنْ ِطالَ ِق ِمْنهُ‪ََِ ،‬ن ُد أ َّ‬ ‫ِ‬
‫َن محمد بغدادي َملْ يَتتَت َع َّد‬ ‫استِنَاداً إِ َ ْىل ذل َ‬ ‫ْ‬
‫اث‬‫ضا َ ُ َاالتتَُّر ُ‬ ‫احلَ َ‬‫ت ْ‬ ‫يب ِِب ِ‬
‫ط الْ َعَرِ ِّ َ َ‬ ‫احلَ َّق ِلْن َد َما ذَ َه َ إِ َ ْىل أَنَّهُ «بِظُ ُهوِ ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫ْ‬
‫يب‪ِ ،‬يف‬ ‫ون التَّ ْش ِةيليَّ ِة» ‪ ،‬إِ ْذ إِ َّن الْ َفنَّا َن الْ َعَرِ َّ‬
‫(‪)151‬‬ ‫ا ِإلنْس ِاينُّ نَولاً ج ِديداً ِمن الْ ُفنُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يب‪َ َ ،‬ما يتُ َؤِّ ُد النَّاقِ ُد‬ ‫ط الْ َعَرِ ِّ‬‫ِّد ِ لِْل َخ ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫إِب َدالاتِِه الْمتَتنَت ِّول ِة‪ ،‬ا ِ‬
‫است ْخ َد َاماته الْ ُمتَت َعد َ‬
‫ْ َ ُ َ َْ‬
‫يد‪َ ،‬اقَ ْد َجلَأَ‬ ‫الِه إَِىل التَّج ِر ِ‬ ‫َذاتُه‪ « ،‬استَطَاع أَ ْن يسبِق حرَةَ الَْف ِّن التَّ ْش ِةيلِي الْمع ِ‬
‫اصِر ِيف نتُز ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ ُ َ‬ ‫ُ ْ َ َ ْ َ ََ‬
‫َّل َوِ ا ِإل ْسالَِميَّ ِة‪،‬‬ ‫يب إِ َىل التَّج ِر ِ‬
‫يص ِيف بِ َدايَِة الد ْ‬ ‫يد ُه ُراباً ِم َن التَّ ْش ِخ ِ‬ ‫ْ‬ ‫الْ َفنَّا ُن الْ َعَرِ ُّ‬
‫ات(‪ ])152‬الْ ُف َق َه ِاء الَّ َذيِ َن‬ ‫اِهي حالَةٌ فَترضْتتها للَ ِيه ضرا ُ االمتِثَ ِال [الجتِهاد ِ‬
‫ََْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َُ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرس ِ‬ ‫فَ َّسراا بتعض أ ِ ِ‬
‫استَت َقَّر‬‫َّص ِوي ِر‪َ ،‬اإِن ْ‬ ‫ول ‪َ ‬للَ ْى أَنت ََّها ََْت ِرميٌ للت ْ‬ ‫َحاديث َّ ُ‬ ‫ُ َْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ْر ُ‬ ‫ص ُد ِيف الْبِ َدايَة َ‬ ‫ني َللَ ْى أَنَّهُ َ ا َن يتُ ْق َ‬ ‫ين َاالْبَاحث َ‬ ‫الْ َةثريُ م َن الْ ُم َف ِّس ِر َ‬
‫َصنَ ِام‪َ ،‬خ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َّح ِرِمي أَا‬ ‫ص قُت ْر ِآينٌّ بِالت ْ‬ ‫وج ُد نَ ٌّ‬ ‫اصةً أَنَّهُ الَ يُ َ‬ ‫ني َل ْن لبَ َاد األ ْ‬ ‫الْ ُم ْسلم َ‬
‫َّص ِوي ِر»( ‪.)15‬‬ ‫ََْت ِرِمي الت ْ‬
‫‪15‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في علم الكتابة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪215‬ت ‪.211‬‬
‫‪151‬‬
‫ت حممد بغدادي‪ :‬موسيقى الخط العربي عند التَّوحيدي ت ص ‪.1 1‬‬
‫‪152‬‬
‫اجتهادي اباب‬
‫ٌّ‬ ‫ت يف األَصل‪( :‬ألًاامر الفقهاء)‪ ،‬االفقهاء َيتهدان اال يأمران‪ ،‬ااحلةم يف َترمي التَّصوير‬
‫احَّت اآلن‪.‬‬
‫مفتوح للى مصراليه منذ بدء االجتهاد َّ‬
‫احلوا فيه ٌ‬
‫‪15‬‬
‫ت حممد بغدادي‪ :‬موسيقى الخط العربي عند التَّوحيدي ت ص ‪.1 1‬‬

‫ـ ‪ 216‬ـ‬
‫ون التَّ ْش ِةيلِيَّ ِة‬ ‫يب فَتنًّا‪ ،‬الَ ي ِق ُّل ل ِن الْ ُفنُ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ط الْ َعَرِ ِّ‬ ‫َّاِل فَِإ َّن َل َّد ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫َابِالت ِ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫ُخَر ْع َشأااً‪ ،‬أ َْمٌر الَ ََمَ َال للتَّ ْشةيك فيه‪ « ،‬إِنَّهُ فَ ٌّن إِبْ َدال ٌّي بِ َذاته‪ ،‬لَهُ‬ ‫األ ْ‬
‫َّل ِيف تَ ْة ِوينِ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وهوبُو َن فيه‪َ ،‬اُه َو يَتتَتنَتق ُ‬ ‫اهاتُهُ‪َ ،‬الَهُ ُمْبدلُوهُ َاالْ َم ُ‬ ‫َم َدا ِ ُسهُ َا ِّاَتَ َ‬
‫اليَّ ِة الْ ُمتَطَِّرفَِة‪،‬‬
‫اليَّ ِة الْم ْد ِسيَّ ِة إِ َىل ا ِإلب َد ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ون األُخرع ت ِمن االتتِّب ِ‬
‫َْ ْ َ َ‬
‫ت َشأنُه َشأ ُن الْ ُفنُ ِ‬
‫ُ‬
‫يخ الْ َف ِّن ا ِإل ْسالَِم ِّي تَتيَّا اً‬ ‫يب أَ ْن يَ ْستَ ِمَّر ِيف تَا ِ ِ‬ ‫ط الْ َعَرِ ُّ‬‫اخلَ ُّ‬
‫اع ْ‬ ‫اِِب ِذهِ ِّ ِ‬
‫استَطَ َ‬ ‫الص َفة ْ‬ ‫َ‬
‫ات مُْتَلِ َف ٍة ُم ْرتَبِطٍَة‬ ‫صيَّتُه الْمعبِّترُ لن ُ ِّل لص ٍر‪ ،‬االْمعبِّترُ لن نَتزل ٍ‬
‫َ ْ َ َُ َ َ ْ ََ‬ ‫لَهُ َش ْخ ُ ُ َ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫َصالً ِه َي‬ ‫َِّبُستُتوع الثَّت َقافَِة االْمجتَم ِع الَّ ِذي ََّنَا فِ ِيه ه َذا الْ َف ُّن‪ .‬امع أ َّ ِ‬
‫َن الْةتَابَةَ أ ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫َْ‬
‫هذهِ األَفْ َةا ِ ِلْن َد َما تَ ُةو ُن‬ ‫اجل ِميل استت َفاد ِمن ِ‬ ‫لِنَت ْق ِل األَفْ َةا ِ ‪ ،‬فَِإ َّن ْ‬
‫اخلَ َّ‬
‫ط َْ َ ْ َ َ ْ‬
‫يل‬ ‫اجل ِ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫اخلَ َّ‬
‫ط‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫هذهِ األَفْ َةا ِْسيَّةً فَِ‬
‫إ‬ ‫قُ ْد ِسيَّةً‪ ،‬فُشِّر َ ِِبا‪ ،‬ا ِلْن َدما تَ ُةو ُن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫يد ٍ‬ ‫صَ‬ ‫ت الْ ِة ْلمةُ فِ ْقر ِيف قَ ِ‬ ‫الس ْلطَِة اهيبتَتها‪ ،‬اإِ َذا َ انَ ِ‬ ‫ي ِْ‬
‫َ َ‬ ‫ضفي َللَ َيها َجالَ َل ُّ َ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫وح ٍة فَتنِّتيَّ ٍة ُمتَ َة ِاملَ ٍة‪،‬‬ ‫ط اتَ ِ ِ‬ ‫ال النَّظْ ِم َم َع َُجَ ِال ْ‬ ‫ِ ٍ‬
‫لزَا لتَت ْقد ِمي لَ َ‬ ‫اخلَ ِّ َ َ‬ ‫لخى َُجَ ُ‬ ‫ش ْع ِريَّة تَ ْ‬
‫ط ُمتَت َفِّرداً لِلتت َّْعبِ ِري َل ْن‬ ‫ص ٌد ُم ِه ٌّم‪ِ ،‬لْن َد َها يَتْبت َقى ْ‬
‫اخلَ ُّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َاقَ ْد الَ يَ ُةو ُن ل ْلة ْل َمة قَ ْ‬
‫ال ٍّي ِص ْر ٍ »(‪.)151‬‬ ‫ف إِب َد ِ‬ ‫ِ‬
‫َموق ٍ ْ‬
‫ي‪َ َ ،‬ما يَتَر ْع َ ثِريُا َن‪َ ،‬ملْ يَتْن َشأ إِالَّ ُم َؤ َّخراً‪ِ ،‬يف‬ ‫َاإِ َذا َ ا َن الْ َف ُّن الْبَ َ‬
‫ص ِر ُّ‬
‫ص ِر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الْ َق ْرِن الْعِ ْش ِري ِن‪َ ،‬ا َخ َّ‬
‫ي‬ ‫اصةً َم َع فيكتور فازاريللي؛ َائد َم ْد َ َسة الْ َف ِّن الْبَ َ‬
‫َن « الْ َفنَّا َن‬ ‫احلَِقي َقةَ الَِّيت الَ ُيُْ ِة ُن إِ ْغ َفا ُهلَا‪ ،‬أَا ََتَ ُااُزَها‪ِ ،‬هي أ َّ‬ ‫ي‪ ،‬فَِإ َّن ْ‬ ‫الن ِّْم َسا ِا ِّ‬
‫َ‬
‫ت طُُر ُق الْ ُم َعا َجلَِة‪ ،‬فَت َق ِد‬ ‫ٍ ِ ٍ‬
‫ك بِ ُق ُران ل َّد ‪َ ،‬اإِن ْ‬
‫اختَتلَ َف ْ‬
‫ِ‬
‫يب قَ ْد َسبَ َق إِ َ ْىل ذل َ‬ ‫الْ َعَرِ َّ‬
‫َّضاغُ ِط‬ ‫ِ‬ ‫يب اح َد ِ‬
‫يب ِيف تَ ْة ِوينَات الت َ‬ ‫اخلَ ِّ‬
‫ط الْ َعَرِ ِّ‬ ‫ات ْ‬ ‫استَ ْخ َد َم ه َذا الْ َفنَّا ُن الْ َعَرِ ُّ َ َ‬ ‫ْ‬

‫‪151‬‬
‫ت الد تو لفيف ِبنسي‪ :‬الخط العربي؛ أُصوله‪ ،‬نهضته‪ ،‬انتشاره ت ص‪.9‬‬

‫ـ ‪ 217‬ـ‬
‫ُخَر ْع‪ِ ،‬يف تَتنَاغُ ٍم َحَرِ ٍّي َاتَ ْش ِة ٍيل َائِ ٍع‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َّخ ْل ُخ ِل؛ ُمتَبَال َد ً َمَّرً َاُمتَت َقا ِبَةً أ ْ‬
‫َاالت َ‬
‫احلََرَ ِة‪َ .‬اََنَ َح‬ ‫اجلَ َم ِال‪ُ ،‬مْنتَظَ ِم ْ‬ ‫ي بَالِ ِغ ْ‬ ‫ص ِر ٍّ‬ ‫لِتَضعنَا ِيف النت ِ‬
‫ِّهايَة أ ََم َام فَ ٍّن بَ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ني األَبْتيَ ِ‬ ‫يك الْ ِمس ِ‬ ‫يد ِيف ََْت ِر ِ‬ ‫يب مْن ُذ زم ٍن بعِ ٍ‬
‫ض‬ ‫احات بَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫الْ َفنَّا ُن الْ َعَرِ ُّ ُ َ َ َ‬
‫احلَْر ِ َاقُت َّوتِِه‪َ ،‬افَت َع َل‬ ‫ِ‬ ‫ااألَسوِد ا َّ ِ ِ ِ‬
‫وخ ْ‬ ‫ني ُُشُ ِ‬ ‫الز َخا ِ الدَّقي َقة َاالْ ُمنَ ْمنَ َمات‪ ،‬بَ َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ات‬ ‫ك مْنطَلِقاً ِمن ْؤي ٍة فَتنِّتيَّ ٍة َْحمسوب ٍة بِ َدقٍَّة‪ ،‬ا ِخبترٍ ا ْ تَسبتها لبتر ِمَُا س ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َْ َ َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ذل َ ُ‬
‫ول إِ َىل أ َْلظَ ِم‬ ‫يد بِعملِ ِه‪ ،‬اص ِِْبهِ الْع ِجي ِ لِْلوص ِ‬ ‫َّد ِ‬
‫طَ ِويلَ ٍة بِِإُيانِِه الش ِ‬
‫َ‬
‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬
‫اط ا ْخلطُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النَّتَائِ ِج» ‪َ .‬االَ َخطَ َل ِيف ذل َ‬
‫(‪)155‬‬
‫وط‬ ‫ُّد أََّْنَ ُ‬ ‫َن « تَت َعد َ‬ ‫ك َاالَ َل َج َ ‪ ،‬أل َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َعَربِيَّة َج َع َل ه َذا الْ َف َّن م ْن أَ ْغ َ ْىن َمظَاه ِر ا ِإلبْ َد ِاع‪ ،‬فَتلَ ْسنَا نَتَرع ِيف فَ ِّن الت ْ‬
‫َّص ِوي ِر‬
‫ِِ ِ‬ ‫يب ِيف تَتنَت ُّوِع أ ِ ِ‬ ‫مثالً ما يض ِ‬
‫ط‬‫اخلَ ُّ‬‫ول َ ْ‬ ‫استَ َ‬ ‫َساليبِه َاأَ ْش َةاله‪ ،‬فَتلَ َقد ْ‬ ‫َ‬ ‫اخلَ َّ‬
‫ط الْ َعَرِ َّ‬ ‫اهي ْ‬ ‫ََ َ ُ َ‬
‫يب أََّْنَا َط التَّص ِوي ِر ِمن ااقِعِيَّ ٍة ااتتِّب ِ‬
‫اليَّ ٍة َاتَت ْعبِ ِرييٍَّة َاَ ْم ِزيٍَّة‪َ ،‬اََتَ َااَزَها إِ َ ْىل‬ ‫الْ َعَرِ ُّ‬
‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ص‬ ‫الرقْ ِ‬ ‫ُخَر ْع َ الْعِ َما َِ َا َّ‬ ‫ِ ٍ‬
‫اشَرً ِيف بتُْنتيَة فُتنُون أ ْ‬ ‫ُخَر ْع َج َعلَْتهُ يَ ْد ُخ ُل ُمبَ َ‬ ‫أَ ْش َة ٍال أ ْ‬
‫وسي َق ْى ‪.)151(»...‬‬ ‫االْم ِ‬
‫َ ُ‬
‫صيِ َد ٍ نَظَ َم َها ْ‬
‫اخلَطَّا ُط‬ ‫ص َل بَِق ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاأَخرياً؛ لَ َعلَّهُ م َن الْ ُم ْستَ ْح َس ِن أَ ْن ََنْتُ َم ه َذا ال َف ْ‬
‫ول فِ َيها‪:‬‬ ‫ابن البَ َّواب ِيف فَ ِّن ْ‬
‫اخلَ ِّ‬
‫ط يَت ُق ُ‬
‫(‪)151‬‬
‫ُ‬
‫يَا َم ْن يُ ِريْ ُد إِ َج َ‬
‫ادةَ التَّحري ِر‬
‫َّصويْ ِر‬
‫وم ُح ْس َن الْ َخط َوالت ْ‬
‫َويَ ُر ُ‬

‫‪155‬‬
‫ت حممد بغدادي‪ :‬موسيقى الخط العربي عند التَّوحيدي ت ص ‪.1 1‬‬
‫‪151‬‬
‫ت د‪ .‬لفيف ِبنسي‪ :‬الخط العربي؛ أُصوله‪ ،‬نهضته‪ ،‬انتشاره ت ص‪.9‬‬
‫‪151‬‬
‫ت أَا د ابن خلدان هذه القصيد يف المقدمه‪ ،‬اهي منشو ٌ يف طبعة اتريد‪ ،‬ج‪ 2‬ت ص ‪ . 11‬اقد نقلناها‬
‫الد تو لفيف ِبنسي‪ :‬فلسفة الفن عند التوحيدي ت ص ‪ 1 1‬ت ‪.1 9‬‬‫لن تاب ُّ‬

‫ـ ‪ 218‬ـ‬
‫ْكتَاب ِة ص ِ‬
‫ادق ا‬ ‫إِ ْن َىا َن َع ْزم َ ِ ِ‬
‫ك في ال َ َ‬ ‫ُ‬
‫لك فِي الت َّْي ِس ْي ِر‬
‫ب إِلَى َم ْو َ‬
‫فَ ْارغَ ْ‬

‫ف‬ ‫أَ ْع ِد ْد ِم َن األَق ِ‬


‫ْالم ُى َّل مثَ َّق ٍ‬
‫َّحبِ يِ ِر‬ ‫ْب يصوغُ ِ‬
‫اعةَ الت ْ‬‫صنَ َ‬ ‫صل ٍ َ ُ ْ‬ ‫ُ‬

‫إِذَا عم ْد َ ِ‬
‫ت لبَ ْريِ ِه فَ تَ َوخَّهُ‬ ‫ََ‬
‫ِع ْن َد ال ِْقيَ ِ‬
‫اس بِأ َْو َس ِط التَّ ْق ِديْ ِر‬

‫ِ‬
‫أُنْمُْر إِلَى طََرفَ ْيه‪ ،‬فَ ْ‬
‫اج َع ْل بَ ْريَهُ‬
‫َّح ِ‬
‫ض ْي ِر‬ ‫ِمن جانِ ِ ِ‬
‫ب التَّ ْدق ْي ِق َوالت ْ‬ ‫ْ َ‬

‫َج ْل َف تِ ِه قِ واما َع ِ‬
‫ادلا‬ ‫اجعل ل ِ‬
‫َ‬ ‫َو ْ َ ْ‬
‫ي ْخلُو َعنِش التَّطْ ِوي ِل والتَّ ْق ِ‬
‫صْي ِر‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬

‫ِ‬ ‫َو َّ‬


‫الش َّق َوس طْهُ ليَْب َقى بَ ْريُهُ‬
‫ِم ْن َجانِبَ ْي ِه ُم َ‬
‫شا َى َل التَّ ْق ِديْ ِر‬

‫ك ُىلَّهُ‬ ‫ت ذلِ َ‬ ‫َحتَّى إِذَا أَتْ َق ْن َ‬


‫إِتْ َقا َن ِط ٍّ‬
‫ب بِال َْم َو ِاد َخبِْي ِر‬

‫ك ُىلَّهُ‬ ‫أي الْ َقط َع ْزَم َ‬ ‫ف لَِر ِ‬‫اص ِر ْ‬ ‫فَ ْ‬


‫فَالْ َق ط فِ ْي ِه ُج ْملَةُ التَّ ْدبِْي ِر‬

‫ـ ‪ 219‬ـ‬
‫ل تَطْمع َّن فِي أَ ْن أَب وح بِ ِس رهِ‬
‫َ َ ْ ُْ َ‬
‫إني أَض ن بسره المستوِر‬

‫ول بِأَنَّهُ‬ ‫ِ‬


‫لك ْن ُج ْملَةُ َما أَقُ ُ‬
‫ما ب ْين تَ ْح ِر ٍ‬
‫يف إِلَى تَ ْد ِويْ ِر‬ ‫َ َ َ‬

‫ك بِالد َخ ِ‬ ‫َو[أَلِ ْق ] ُد َواتَ َ‬


‫(‪)151‬‬
‫ان ُم َدبرا‬
‫صوِر‬ ‫بِالْخل أَو بِالْح ِ‬
‫ص ُرم ال َْم ْع ُ‬
‫َ ْ ُ ْ‬

‫َض ْ ِ‬ ‫وأ ِ‬
‫َت‬
‫صول ْ‬ ‫ف إِل َْيه ُمغْ َراة قَ ْد ُ‬ ‫َ‬
‫الز ْرنِْي ِخ َوالْ َكافُ ْوِر‬
‫َص َف ِر َّ‬
‫مَ َع أ ْ‬

‫ت فَا ْع َم ْد إِلَى‬ ‫َحتَّى إِذَا َما ُخم َر ْ‬


‫(‪)159‬‬ ‫الور ِق النَّ َقي الن ِ‬
‫َّاع ِم ال َْم ْخ بُ ْوِر‬ ‫ََ‬

‫صا ِر َى ْي‬ ‫فَا ْىبِ ْسهُ بَ ْع َد الْ َقطْ ِع بِال ِْم ْع َ‬


‫ي ْنأَ َع ِن الت ْش ِع ْي ِ‬
‫ث َوالتَّ غْبِْي ِر‬ ‫َ‬

‫خيل بالوزن أ ََّاالً ث باملعىن‬


‫الد تو ِبنسي‪( :‬االق) من دان َهز َّبعىن أَلقى اهذا ما ُّ‬ ‫ت الةلمة يف األَصل لند ُّ‬ ‫‪151‬‬

‫الَّذي ال يستقيم ِبا ألَن املقصود هو ما أَثبتناه‪ :‬أَلِ ْق من َ‬


‫الق َّ‬
‫الداا لَْيقاً اأَالقها إالقةً فالقت أَي لزق‬
‫املداد بصوفها الُ ْقتُها لَْيقاً أَيضاً‪ ،‬ااالسم منه اللِّيقةُ‪ ،‬اهي لِْيت َقة َّ‬
‫الداا ‪ .‬لسان العرب ت ليق‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪159‬‬
‫ت املخمو ‪ :‬الطَّي األَدام؛ خلطه أَا اجهه‪ .‬لسان العرب ت َخر اأدم‪.‬‬

‫ـ ‪ 201‬ـ‬
‫ص ابِرا‬‫ك َ‬ ‫اج َع ِل الت َّْمثِْي َل َدأبَ َ‬
‫ثُ َّم ْ‬
‫ص بُ ْوِر‬ ‫ِ‬
‫َما أَ ْد َر َك ال َْم ُأم ْو َل مثْ ُل َ‬

‫ض ي ا لَهُ‬ ‫إِب َدأ بِ ِه فِي اللَّو ِح م ْنتَ ِ‬


‫ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫َع ْزما تُ َجردهُ َع ِن التَّ ْش ِم ْي ِر‬
‫لَ تَ ْخجلَ َّن ِمن َّ ِ‬
‫الرِديء تَ ُخ طهُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّس ِط ْي ِر‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫في أ ََّول الت َّْمث ْي ِل َوالت ْ‬
‫صبِ ُح هي نا‬ ‫ب ثَ َّم يُ ْ‬
‫صعُ ُ‬
‫فَاأل َْم ُر يَ ْ‬
‫اء بَ ْع َد َع ِس ْي ِر‬
‫هل َج َ‬‫ب َسْ ٍ‬ ‫َول َُر َّ‬
‫حتَّى إِذَا أَ ْدرْى َ ِ‬
‫ت َما أَم ْل تَهُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س َّرةٍ َو ُحبُ ْوِر‬
‫ب َم َ‬‫ت َر َّ‬
‫َصبَ ْح َ‬
‫أْ‬

‫ض َوانَهُ‬‫ك َواتَّبِ ْع ِر ْ‬‫فَا ْش ُك ْر إِ َله َ‬


‫ِ‬
‫ب ُى َّل َش ُك ْوِر‬ ‫إِ َّن ا ِإللَهَ يُج ْي ُ‬
‫ط بَنَانُ َها‬‫ك أَ ْن تَ ُخ َّ‬ ‫وارغَب لِ َكف ِ‬
‫َْ ْ‬
‫َخ ْيرا تُ َخل ُفهُ بِ َدا ِر غُ ُرْوِر‬

‫فَ َج ِم ْي ُع فِ ْع ِل ال َْم ْرِء يَ ْل َقاهُ غَ دا‬


‫ِع ْن َد الْتِ َق ِاء ىِتَابِ ِه ال َْم ْن ُ‬
‫ش ْوِر‬

‫ـ ‪ 200‬ـ‬
‫ـ ‪ 202‬ـ‬
‫ـ ‪ 203‬ـ‬
‫تعريفـــــات البــالغة‬
‫ضــرورة البالغــة‬
‫عناصــر البالغـة‬
‫شـروط البالغـة‬
‫نظام البالغة‬
‫فنـون البالغة‬
‫ضـروب البالغـة‬
‫البالغة بين الفهم واإلفهام‬
‫البالغــة بيـــن العلوم‬

‫ـ ‪ 204‬ـ‬
‫َم تَ ْستَ ِط ْع‬ ‫ك لْ‬ ‫َى َفى بِالبَالَغَ ِة َش َرفا أَنَّ َ‬
‫َم تَ ْهتَ ِد بِالْ َكالَِم َعلَ َيها إِلَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تَ ْهجينَ َها إِلَّ بالبَالَغَة‪َ ،‬ول ْ‬
‫استِ ْقالَلِ َها بِنَ ْف ِس َها َما‬ ‫يف وج ْد َ ِ‬
‫ت في ْ‬
‫ِ‬
‫بُِق َّوت َها‪ ،‬فَانْمُْر َى َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يع َو َشأ ٌن غَ ِر ٌ‬
‫يب‪.‬‬ ‫يُقل َها َويُقل غَ َيرَها‪َ ،‬وه َذا أ َْم ٌر بَد ٌ‬

‫التَّوحيدي‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫احةً َابَتيَاناً‬‫ص َ‬ ‫يب فَ َ‬ ‫يتُ َع ُّتد أَبُو َحيَّان التَّوحيدي َااحداً م ْن أَْبَاب اللِّ َسان َ‬
‫العَرِ ِّ‬
‫يب َللَى‬ ‫َّاب النَّثْ ِر َ‬
‫العَرِ ِّ‬ ‫ول آدم ميتز‪ « :‬أ َْلظَم ُىت ِ‬ ‫َابَالَ َغةً‪َ ،‬الَ َعلَّهُ َ َما يَت ُق ُ‬
‫ُ‬
‫ني آ َ ِاء ُمنَظِّ ِري‬ ‫ِ‬
‫ك فَِإ َّن َ الََمهُ ِيف البَالَ َغة ُم ِه ٌّم‪َ ،‬الَهُ َم َةاُنَتتُهُ بَت ْ َ‬
‫ا ِإلطْالَ ِق»( ‪ِ ِ )11‬‬
‫َالذل َ‬
‫ادثَِة َا َح ْس ُ ‪ ،‬بَ ْل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫البالَ َغ ِة العربِيَّ ِة‪ ،‬لَيس لِبالَ َغتِ ِه َّ ِ ِ‬
‫الرائ َعة البَا ِ َلة ِيف الةتَابَة َاالْ ُم َح َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫الفن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ََهِّتيَّة َما قَالَهُ ِيف ه َذا ِّ‬
‫أل َ‬
‫صْنت َعتِ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ني َ‬‫ف التَّوحيدي م َن البَالَ َغة َموقفاً َا َسطاً َافَّ َق فْيه بَت ْ َ‬ ‫« َاقَ َ‬
‫اجلَيِّ َد ِ َاالْ ِمَز ِاج‬
‫اق ( َاالطَّبِ َيع ِة ْ‬ ‫السلِي َق ِة َا َّ‬
‫الذ ِ‬ ‫وم َللَى َّ‬ ‫ِ‬
‫األ ََدبِيَّة الَِّيت تَت ُق ُ‬
‫ان َاإِ ْد َ ِاك ال َةالَِم‬ ‫ود)(‪ِ )111‬يف إِجاد ِ التتَّعبِ ِري االبتي ِ‬ ‫يح ااالختِيا ِ الْمحم ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ َ ْ َ ََ‬ ‫الصح ِ َ ْ َ َ ْ ُ‬

‫‪11‬‬
‫ت آدم ميتز‪ :‬الحضارة اإلسالميَّة ت ج‪ 1‬ت ص ‪. 91‬‬
‫‪111‬‬
‫ت ما بني القوسني الةبريين (اهلاللني) للتَّوحيدي‪ :‬المقابسات (ح) ت ص ‪.11‬‬

‫ـ ‪ 205‬ـ‬
‫اَتَْيِي ِز جيِّ ِدهِ ِمن ِديئِ ِه‪ ،‬ابتني نَ ْشأَتِِه ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫الع ْقليَّة َاتَت ْفة ِريه الْ َمْنطق ِّي الَّذي َ َّونَتْتهُ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫االستِ ْدالَِل َا ْ‬
‫اجلَ َد ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫البِيئات ِ ِ‬
‫االلتَزاليَّةُ َاال َةالَميَّةُ الَِّيت تَ ْستَن ُد إِ َىل البُت ْرَهان َا ْ‬
‫َ ُ ْ‬
‫(‪)112‬‬
‫يد َها» ‪.‬‬ ‫يميَّ ِة الْم ْد ِسيَّ ِة ِيف ضب ِط العلُ ِوم البالَ ِغيَّ ِة اتَت ْقعِ ِ‬ ‫اه ِج التتَّعلِ ِ‬‫االْمن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬
‫ك فَِإ َّن الْ ُوقُو َ َللَى آ َ ِاء أَبِي َحيَّا َن ِيف الْبَالَ َغ ِة يُ ْس ِه ُم ِيف إِ ْغنَ ِاء نَظَْرتِنَا‬ ‫ِِ‬
‫َالذل َ‬
‫ص ِر الْبَالَ َغ ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َد أ ََه ِّم ِمَُثِّلي َل ْ‬ ‫وع‪ َ ،‬و َن ُم َف ِّة ِرنَا أ َ‬
‫وض ِ‬‫َاَم ْع ِرفَتنَا َل ْن ه َذا الْ َم ُ‬
‫َّ‬
‫الذ َهِ ِّ‬
‫ِب‪.‬‬
‫تعريفات البالغة‬
‫اض ِيف َش ْرِح ُجلِّ َها َا َل ْر ِض َها‬ ‫ٍ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫استَت َف َ‬ ‫يُوُِد التَّوحيدي تَت ْع ِري َفات َ ث َريً ل ْلبَالَ َغة ْ‬
‫ض َها( ‪:)11‬‬ ‫ِِ‬ ‫ات نَظَ ِريَّتِ ِه‪ ،‬الَعلَّه ت لِذلِ َ ِ‬ ‫بني طَيَّ ِ‬
‫ك ت م َن الْ ُمفيد أَ ْن نَ ْذ ُ َر بَت ْع َ‬ ‫ََُ‬ ‫ََ‬
‫أش‪َ ،‬سا ِ َن‬ ‫ط اجلَ ِ‬ ‫ال ال ِه ْن ِدي‪ « :‬أ ََّا ُل البَالَ َغ ِة أَ ْن يَ ُةو َن اخلَ ِطي ُ َابِ َ‬ ‫قَ َ‬
‫وك بِ َةالَِم‬ ‫ات‪َ ،‬خ َف َّي اللَّ ْح ِظ‪ُ ،‬متَ َخيِّتَر اللَّ ْف ِظ‪ ،‬الَ يُ َةلِّ ُم الْ ُملُ َ‬ ‫اجلوا ِِح‪ ،‬قَلِيل احلرَ ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ََ‬
‫َّصُّر ُ ِيف ُ ِّل طَبَت َق ٍة»‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫الس َوقَة‪َ ،‬اأَ ْن يَ ُةو َن ِيف قُت َّوته الت َ‬
‫َل ِن البَالَ َغ ِة فَت َق َ‬ ‫ُسئِ َل ابْ ُن َح ْرب‬
‫ٍ (‪)111‬‬
‫ني‬
‫ك َابَ َ‬ ‫ال‪« :‬البَالَ َغةُ أَ ْن ََْت َع َل بَينَ َ‬
‫ومي‪ :‬البَالَ َغةُ ِه َي‬ ‫ال الر ِ‬ ‫اج إِ َىل تَت ْف ِس ٍري‪َ .‬اقَ َ‬ ‫االختِ َ ِ‬
‫صا ‪َ ،‬اه َذا َْْحتَ ُ‬ ‫ا ِإل ْ ثَا ِ َم ُشوََ ْ‬
‫اب ِلْن َد البَ َد َاه ِة‪َ ،‬االغََزا َ ُ ِلْن َد ا ِإلطَالَ ِة»‪.‬‬
‫ض ُ‬
‫ِ‬
‫االقْت َ‬

‫‪112‬‬
‫ت د‪ .‬إبراهيم الةيالين‪ :‬تصدير الرسائل ت ص ‪ 1 1‬ت ‪.1 2‬‬
‫ت أَبو حيان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬
‫والذخائر (ك) ت ج‪ 1‬ت ص ‪. 11‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪111‬‬
‫ت ابن حرب‪ :‬هو‪ ،‬للى األَ جح‪ :‬جعفر بن حرب اهلمداين‪ ،‬أَحد تالمذ أَيب اهلذيل العالَّ ‪ ،‬متةلِّ ٌم معتزِلٌّ‬
‫مصنِّف‪ .‬تويف سنة ‪ 2 1‬هت‪15 /‬م‪ .‬ترُجته يف الفهرست ت ‪ ،21‬اتاريخ بغداد ت ‪.112/1‬‬

‫ـ ‪ 206‬ـ‬
‫ص ِة‪َ ،‬ا ُح ْس ُن‬ ‫ايب‪« :‬البالَ َغةُ اضوح َّ ِ ِ‬
‫الدالَلَة‪َ ،‬اانْت َه ُاز ال ُف ْر َ‬ ‫ُُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َلَرِ ُّ‬
‫ال األ ْ‬ ‫َاقَ َ‬
‫ا ِإل َشا َِ»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِل»‪.‬‬ ‫ص ِل م َن َ‬
‫الو ْ‬ ‫ال ال َفا ِرسي‪« :‬البَالَ َغةُ َم ْع ِرفَةُ ال َف ْ‬ ‫َاقَ َ‬
‫وم َعلَ ْى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات أ َّ‬ ‫هذهِ التتَّع ِري َف ِ‬ ‫ََِن ُد ِمن ِخالَ ِل ِ‬
‫َن الْبَالَغَةَ ع ْن َد التَّوحيدي تَ ُق ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫س أ ََّاالً‪َ ،‬والْبَ َد َاهةُ‬ ‫اس َها‪َ ،‬اِهي‪ :‬الث َقةُ بِالنَّ ْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َس ُ‬ ‫أ َْربَ َعة َعنَاص َر ه َي أُس الْبَالَغَة َوأ َ‬
‫ان أَ ْن يَت ْع ِِن ه َذا التت َّْرتِي ُ أَنَّهُ ُيَْنَ َح‬ ‫ضوح ثَالِثاً‪ ،‬والدقَّةُ ابِعاً‪ِ .‬من د ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ثَانياً‪َ ،‬والْ ُو ُ ُ‬
‫اص ِر َلالَقَةٌ‬ ‫هذهِ الْعنَ ِ‬ ‫َن الْعالَقَةَ بِني ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫أَالَ ِويَّةً َمْنطقيَّةً لأل ََّال َللَ ْى َما بَت ْع َدهُ‪ ،‬أل َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ََت ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫اآلخ ِر َايَتْنطَل ُق مْنهُ َايتُ َؤِّدي إِلَيه‪َ .‬ولَ َع َج َ‬ ‫ادليَّةٌ تَ َة ُامليَّةٌ يَ ْستَن ُد ُ لٌّ مْنت َها إِ َىل َ‬ ‫َُ‬
‫ال َوِم ْعيَ َارهُ فِي‬ ‫ْجم ِ‬
‫اح ال َ َ‬
‫ِ‬
‫ك‪ ،‬أَ ْن تَ ُكو َن الْبَالَغَةُ‪ ،‬بِه َذا ال َْم ْعنَ ْى‪ ،‬م ْفتَ َ‬ ‫لِذلِ َ‬
‫هذهِ‬‫اصةَ بِِه ِضمن إِطَا ِ ِ‬ ‫َن لِ ُة ِّل فَ ٍّن بَالَ َغتَهُ ْ‬
‫اخلَ َّ‬ ‫ون ُىل َها‪ ،‬إِذَا َما َل َد ْدنَا أ َّ‬ ‫الْ ُفنُ ِ‬
‫َْ‬
‫ون؛ ِم ْن فِ ْة ٍر ُه َو‬ ‫ضم ٍ‬ ‫يدي «مؤلَّ ٌ ِ‬ ‫ات‪ ،‬فَالْ َف ُّن ِلْن َد الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫التتَّع ِري َف ِ‬
‫ف م ْن َش ْة ٍل َاَم ْ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬
‫َّواقَ ِة إِ َىل‬ ‫ول الظَّ ِامئَ ِة َاالنُّت ُف ِ‬ ‫ي الْع ُق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وس التت َّ‬ ‫ا ْحل ْة َمةُ‪َ ،‬اإِبْ َد ٍاع ُه َو الْبَالَ َغةُ‪َ .‬اُه َو لَر ِّ ُ‬
‫ا ْجلَ َم ِال»(‪.)115‬‬
‫ضرورة البالغة‬
‫ص البَال َغةَ‪َ ،‬م ْسأَلةٌ ُم ِه َّمةٌ تَ ْستَ ِح ُّق‬ ‫ِ‬ ‫ِِمَّا تَوقَّ ِ‬
‫يما َخيُ ُّ‬ ‫ف لْن َدهُ أَبو َحيَّان‪ ،‬ف َ‬ ‫َ‬
‫ض ُراِيَّةٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُراَتَت َها؛ فَت َه ِل البَال َغةُ َ‬ ‫يضةَ‪َ ،‬اأ َْل ِِن ِبَا أ َََهِّتيَّةَ البَال َغة َا َ‬ ‫الْ ُم َعا َجلَةَ الْ ُم ْستَف َ‬
‫وق الطَّاقَةَ ؟‬ ‫ت‪َ ،‬اتَ َةلُّ ٌ‬ ‫ضال ٍة لِْلوقْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف فَ َ‬ ‫ف ْعالً ؟ أَ ْم ه َي َُمََّرُد إ َ َ َ‬
‫ات أ ََاا ُن َمحْلِ ِه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َن البَال َغةَ ل ءٌ فَ َ‬ ‫اصةً اآل َن‪ ،‬إِ َىل أ َّ‬ ‫يَ ْذ َه ُ َ ثِريُا َن‪َ ،‬ا َخ َّ‬
‫االَتاهِ بني أَاس ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ازخر ٌ ال م َةا َن لَه ِيف حياتِنا‪ .‬ا ِ‬
‫اط‬ ‫العجي ُ أَ ْن ََن َد مثْ َل ه َذا َ َ َ َ‬ ‫ُ ََ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ْ ُ‬

‫‪115‬‬
‫ت حممد بغدادي‪ :‬موسيقى الخط العربي عند التَّوحيدي ت ص ‪.1 1‬‬

‫ـ ‪ 207‬ـ‬
‫َن البَال َغةَ‬ ‫ني أ َّ‬ ‫هذهِ ِّ ِ‬ ‫لة َّن أَبا حيَّان يترفُض ِ‬ ‫الْم َف ِّة ِرين ااألُدب ِاء‪ .‬ا ِ‬
‫االد َلاءَات‪َ ،‬ايتُبَت ِّ ُ‬ ‫َ َ َْ ُ‬ ‫ُ َ َ ََ َ‬
‫الم‪ ،‬لِ َم ْع ِرفَ ِة َم َعانِ ِيه‪َ ،‬اأَبْت َع ِادهِ‪،‬‬
‫َي َ ٍ‬ ‫َّع ُام ِل َم َع ال َةالَِم؛ أ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ َْمٌر ال ِزٌم ال غ َىن َلْنهُ لْن َد التت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫صوَ ُ‬ ‫الم ُ‬ ‫يش َ َما يَتْنبَغي إِالَّ بِال َةالَم؛ فَال َة ُ‬ ‫الع َ‬‫يع َ‬ ‫َاَمَراميه‪َ .‬ا َجل ٌّي أَنتَّنَا ال نَ ْستَط ُ‬
‫ول‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الف ْة ِر ا ْحلِ ِّستيَّ ِة‪ ،‬يَت ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح‬‫يض ِ‬ ‫« ه َذا فَ ٌّن الَ تَ ْستَت ْغ ِِن َلْنهُ لْن َد ُم َو َازنَة ال َةالَِم‪َ ،‬اتَ ْشق ِيق األَل َفا ِ ‪َ ،‬اإِ َ‬
‫الس َم ِاع‬‫يح‪َ ،‬ا َّ‬ ‫الص ِح ِ‬ ‫اس َّ‬ ‫املر ِاد‪ ،‬اَتَْيِي ِز املتشاب ِه‪ ،‬فَِقس للَى بابِِه بِ ِ‬
‫القيَ ِ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫َُ َ‬
‫(‪)111‬‬
‫يح» ‪.‬‬ ‫صِ‬ ‫ال َف ِ‬
‫الاِ الْ َم ُذاقَ ِة بِالطَّْب ِع‪،‬‬ ‫االبال َغةُ م ِه َّمةٌ أَيضاً ألَنتَّها تَت ْهتَ ُّم « بِ ْ ِ ِ‬
‫اجتالب ا ْحلَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫الصافِيَةُ قَ ْد تُ َة َّد ُ ‪َ ،‬اال َق ِرْحَةُ ال َة ِد َ ُ‬‫الس ْم ِع‪َ .‬اال َق ِرْحَةُ َّ‬ ‫وج ِة بِ َّ‬ ‫ا ِ ِ ِ‬
‫اجتنَاب النَّْب ِو الْ َم ْم ُج َ‬ ‫َ ْ‬
‫الع ُف ِو» ‪،‬‬ ‫ضا بِ َ‬ ‫صائِ ِح َها ِّ‬ ‫ات البال َغ ِة ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪)111‬‬
‫الر َ‬ ‫ص ُح نَ َ‬ ‫االست ْةَراهُ‪َ ،‬اأَنْ َ‬
‫ْ‬ ‫ص ُفو‪َ ،‬ا َشُّر آفَ َ‬ ‫قَ ْد تَ ْ‬
‫اط ِن الْ َة َم ِال‬ ‫اق‪ ،‬تَسعى إِ َىل ََْت ِق ِيق ا ْجلم ِال‪ ،‬اتتُرِش ُدنَا إِ َىل مو ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫« فَالْبَالَ َغةُ فَ ٌّن َاذَ ٌ ْ َ ْ ْ‬
‫يب»(‪.)111‬‬ ‫تص األ ََدِ ِّ‬‫ص ِري ِيف النَّ ِّ‬ ‫االتَّت ْق ِ‬
‫َ‬
‫ص إِ َىل البَال َغ ِة‪،‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ك يَت ُرُّد أَبُو َحيَّان َللَى اب ِن عُبَيد الَّذي يَتْن ُس ُ النَّت ْق َ‬ ‫َالذل َ‬
‫ِ‬ ‫ك‪ :‬إِ ْح َدع ِّ‬
‫ك‬ ‫ت لَ َ‬ ‫ُخَرع جدٌّ‪ ،‬فَبِْئ َس َما َس َّولَ ْ‬ ‫ني َهَزٌل َااأل ْ‬ ‫التَ ِ‬
‫الصنَ َ‬ ‫ول‪ « :‬أ ََّما قَولُ َ‬ ‫فَتيَت ُق ُ‬
‫الع ْق ِل‪ ،‬ألَنتَّ َها َُِت ُّق ا ْحلَ َّق‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ك َللَى البَال َغة؛ ه َي ا ْجلدُّ‪َ ،‬اه َي ا ْجلَام َعةُ لثَ َمَرات َ‬ ‫نَت ْف ُس ُ‬
‫ال ا ْحلَ ِّق‬‫اط ِل َاإِبْطَ ُ‬ ‫اطل للَى ما ََِي أَ ْن ي ُةو َن األَمر للَ ِيه‪ُ .‬ثَّ ََْت ِقيق الب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َاتتُْبط ُل البَ َ َ َ ُ َ‬
‫ف »(‪.)119‬‬ ‫اض ََتْتلِف اأَ ْغر ٍ ِ‬
‫اض تَأتَل ُ‬ ‫ألَ ْغَر ٍ َ ُ َ َ‬

‫‪.1‬‬ ‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬


‫والذخائر (ك) ت ج‪ 2‬ت ص‬ ‫‪111‬‬

‫‪111‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص ‪.15‬‬
‫‪111‬‬
‫ت د‪ .‬حممد مضان اجلريب‪ :‬ابن قتيبة ومقاييسه البالغيَّة واألَدبيَّة والنَّقديَّة ت ص ‪.19‬‬
‫‪119‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص ‪.1 1‬‬

‫ـ ‪ 208‬ـ‬
‫ِ‬ ‫لة َّن أَ باب ِ‬
‫ك‬ ‫َح ُّق ِِبَا‪ ،‬ذل َ‬ ‫ِ‬ ‫ب ُهم األ ْ ِ‬
‫َح َو ُج إ َىل البَالَ َغة َااأل َ‬ ‫ُ‬
‫الف ْة ِر ااأل ََد ِ‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫اِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫اب‪ ،‬أل َّ ِ‬ ‫ُّح اخلِطَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ َّ ِ‬
‫َن ال َةات َ مُْتَاٌ ‪َ ،‬ااملُ َخاط َ‬ ‫صف ِ‬‫َّح أَ ْ ثَتَر م ْن تَ َ‬
‫صف ُ‬ ‫اب يتُتَ َ‬
‫َن «الةتَ َ‬
‫أت‪َ ،‬اإََِّّنَا يَتْنظُُر‬ ‫ك فَتلَيس يتعلَم أَسر ْل ِ ِ‬ ‫ضطٌَر‪َ ،‬اَم ْن يَِرُد َللَ ِيه ِتَابُ َ‬
‫ت فيه أ َْم أَبْطَ َ‬ ‫َ َْ ُ َْ َ‬ ‫ُم ْ‬
‫صابَتِ َ‬ ‫أَصبت فِ ِيه أَم أَخطَأت‪ ،‬اأَحسْن ِ ِ‬
‫ك‪َ َ ،‬ما أ َّ‬
‫َن‬ ‫أت؛ فَِإبْطَ ُاؤ َك َغريُ إِ َ‬ ‫َس َ‬ ‫ت فيه أ َْم أ َ‬ ‫ْ ْ َ َ َْ َ‬ ‫َْ َ‬
‫ف َللَى َغلَ ِط َ‬ ‫إِ ْسَر َ‬
‫( ‪)11‬‬
‫ك» ‪.‬‬ ‫ك َغريُ ُم َع ٍّ‬ ‫ال َ‬
‫أخ ُذهُ فِ َيها ِم َن الت َّْميِي ِز‬ ‫الع ْق ِل‪َ ،‬اَم َ‬
‫ِ‬
‫يغ ُم ْستَ ْم ٍل بَال َغتَهُ م َن َ‬
‫ِ‬
‫« ُثَّ إِ َّن البَل َ‬
‫ول ابن المر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫الص ِح ِ‬
‫اغي(‪،)112‬‬ ‫َح َس ُن َمعُونَة ل ْل َةات ِ َاالبَلي ِغ‪َ َ ،‬ما يَت ُق ُ ُ َ‬
‫(‪)111‬‬
‫يح» ‪َ .‬اأ ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت بَال َغتُهُ ِيف‬ ‫صا ُ ‪ ،‬الْ ُم ْشتَملَةُ َللَى ا ْحل َة ِم الةبَا ِ ‪ ،‬ل َم ْن َ انَ ْ‬ ‫ات الق َ‬ ‫« ال َةل َم ُ‬
‫ص ِح ُ إِ ْخ َوتَت َها َللَى‬ ‫ان‪ ،‬فَِإنتَّها تُتوافِ ِيه ِلْن َد ا ْحل ِ‬ ‫ِصنَالتِ ِه بِال َقلَ ِم االلس ِ‬
‫اجة‪َ ،‬اتَ ْستَ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫وزانَةً‪،‬‬ ‫ط بِالنَّثْ ِر ُمتَت َقطِّ َعةً َاَم ُ‬ ‫ِّع ِر فَِإنتَّ َها ََتْتَلِ ُ‬ ‫ِ‬
‫يع أَبْتيَات الش ْ‬ ‫صا ِ ُ‬
‫ٍ‬
‫ُس ُهولَة‪َ .‬اَه َة َذا َم َ‬
‫ود ً»( ‪.)11‬‬ ‫ِ‬
‫ضَ‬ ‫َاُمْنتَثَرً َاَمْن ُ‬
‫الص ْد ِق ِيف الْ َم َع ِاين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم َللَى « ِّ‬ ‫ض ُراَِ البَال َغة أَيضاً أَنتَّ َها تَت ُق ُ‬ ‫ِام ْن َدالئ ِل َ‬
‫صابَِة اللُّغَ ِة‪َ ،‬اََتَِّري الْ ُمالَءَ َم ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مع ائْتِالَ ِ األ ْ ِ‬
‫َسَاء َااألَفْت َعال َاا ْحلُُرا ‪َ ،‬اإِ َ‬ ‫ََ‬
‫ف» ‪َ « ،‬اَ َفى بِالبَالَ َغ ِة َشَرفاً‬ ‫ِ‬
‫ض االستِ ْةراه‪ ،‬ا َُمَانتَب ِة التتَّع ُّس ِ‬ ‫ِ‬
‫َاالْ ُم َشا َ لَة‪ ،‬بَِرفْ ِ ْ َ َ َ َ‬
‫)‬‫‪111‬‬ ‫(‬

‫‪11‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص ‪.15‬‬
‫‪111‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ج‪ 1‬ت ص ‪.1‬‬
‫‪112‬‬
‫ت ابن المراغي‪ :‬هو أَبو الفتح حممد بن جعفر اهلمذاين النَّحوي البغدادي املعرا بابن املراغي‪ .‬سةن بغداد‬
‫للمِبد‪ .‬له تراجم يف معجم األُدباء ت ج‪1‬ت‬
‫اله شرح تاب اجلمل‪ ،‬ا تاب البهجة للى مثال الةامل ِّ‬
‫ص‪ ،111‬والفهرست ت ص‪ ،91‬اتاريخ بغداد ت ج‪2‬ت ص‪ ،152‬ابغية الوعاة ت ص‪ ،21‬ااإلمتاع‬
‫والمؤانسة ت ج‪1‬ت ص ‪ ،1‬ج‪2‬ت ص‪ ،111‬أآلعالم ت ج‪1‬ت ص‪.11‬‬
‫‪11‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.111‬‬
‫‪111‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (س) ت ص ‪ .22‬ايف (ح) ت ص‪.211‬‬

‫ـ ‪ 209‬ـ‬
‫ك َملْ تَ ْستَ ِط ْع تَت ْه ِجينَت َها إِالَّ بِالبَالَ َغ ِة‪َ ،‬اَملْ تَت ْهتَ ِد بِالْ َةالَِم َللَ َيها إِالَّ بِ ُق َّوِِتَا‪ ،‬فَانْظُْر‬
‫أَنَّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ يف اج ْدت ِيف ِ ِ ِ‬
‫است ْقالَهلَا بِنَت ْفس َها َما يُقلُّ َها َايُق ُّل َغ َريَها‪َ ،‬اه َذا أ َْمٌر بَد ٌ‬
‫يع َا َشأ ٌن‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ َ‬
‫َغ ِري ٌ »(‪.)115‬‬
‫عناصر البالغة‬
‫ك البَالَ َغ ِة‪ « :‬فَِإ َّن ال َةالَ َم‬ ‫ص ي ُدا ِيف فَتلَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول أَبو َحيَّان ِيف سيَاق نَ ٍّ َ ُ‬ ‫يَت ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َح ُ ُ َّل ل َسان ‪َ ....‬اال َةالَ ُم َ ثريُ‬ ‫ف تَتيَّاهٌ‪ ،‬الَيَ ْستَجي ُ ل ُة ِّل إِنْ َسان‪َ ،‬االَ يَ ْ‬ ‫صل ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الصنَال ِّي‪،‬‬ ‫يف ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وغ الطِّبال ِّي‪ ،‬االتَّأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‪َ ،‬اُه َو ُمَرَّ ٌ م َن اللَّ ْفظ اللُّغَ ِو ِّ‬ ‫الطُّ ْغي ِ‬
‫َ‬ ‫الص ِ َ‬ ‫ي‪َ ،‬ا َّ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ا ِ ِ‬
‫بِالت َّْميِي ِز‪َ ،‬انَ ْس ُجهُ‬
‫)‬ ‫‪111‬‬ ‫(‬
‫االصطالَح ِّي‪َ ،‬اُم ْستَ ْمالَهُ م َن احل َجا‪َ ،‬اَد ْيُهُ‬ ‫االست ْع َمال ْ‬ ‫َ ْ‬
‫(‪)111‬‬
‫يل» ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِا ِّلرقَِّة‪ ،‬ااحلِجا ِيف َغاي ِة الن َ ِ ِ‬
‫َّشاط‪َ ،‬اِب َذا البَون يَت َق ُع التَّبَايُ ُن َايتَّس ُع التَّأا ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اصَر‬ ‫ول إِ َّن البال َغةَ تَت ُقوم للَى سبتع ِة لنَ ِ‬ ‫يع ال َق َ‬ ‫ِ‬ ‫َس ِ‬
‫ُ َ َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫اس نَ ْستَط ُ‬ ‫َا َللَى ه َذا األ َ‬
‫يل‪َ ،‬االْ َة ِيفيَّةُ‪.‬‬ ‫وهبةُ‪ ،‬االعِْلم‪ ،‬ااالص ِطالح‪ ،‬االتتَّرِي ‪ ،‬االت ِ‬
‫َّحل ُ‬
‫اد ُ‪َ ،‬االْ َم َ َ ُ َ ْ ُ َ ْ ُ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِه َي‪ :‬الْ َم َّ‬
‫ِ ِ‬
‫اه ِم‪.‬‬ ‫َّخاطُ ِ َاالتَّت َف ُ‬ ‫ادةُ البَالَغَة ه َي األَل َفا ُ الْ ُم ْستَ ْخ َد َمةُ ِيف الت َ‬ ‫أ ََّولا‪َ :‬م َّ‬
‫ات اللُّغَ ِة لِ َما يُتِي ُحهُ لَهُ ه َذا‬ ‫ك تَتزداد بالَ َغةُ الْمرِء بَِق ْد ِ امتِالَ ِ ِه ِمن م ْفرد ِ‬ ‫ِِ‬
‫ْ ُ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َالذل َ ْ َ ُ َ‬
‫ان التتَّعبِ ِري لن أَفْ َةا ِهِ بأَ ْ ثَ ِر ِدقٍَّة ِمُْ ِةنَ ٍة بِاستِخ َد ِام ال َةلِم ِة الْمنَ ِ‬
‫اسبَ ِة‬ ‫األَمر ِمن إِم َة ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُْ ْ ْ‬
‫يف ُحمَبَّ ٍ‬ ‫يف ظَ ِر ٍ‬ ‫لِْلمر ِاد َتََاماً‪ ،‬اتَتْن ِوي ِع األَلْ َفا ِ اتَ ْش ِةيلِها َللَى ََْن ٍو مستَملَ ٍح لَ ِط ٍ‬
‫ُْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫الس ِام ِع أَ ِا ال َقا ِ ِئ‪.‬‬
‫إِ َىل َّ‬
‫ي َاالَ ِزٌم ِيف البَال َغ ِة‪َ ،‬اِه َي َما َلنَاهُ ُم َف ِّة ُرنَا‬ ‫ض ُراِ ٌّ‬ ‫ِ‬
‫ثاني ا‪ :‬ال َْموهبَةُ َمطْلَ ٌ َ‬
‫االستِ ْةَراهِ‪َ ،‬اه َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصوغُ الطِّبَال ُّي يَت ْع ِِن َل َد َم التَّةلُّف َاََتنُّ َ ْ‬ ‫ال ِّي‪َ ،‬ا َّ‬ ‫وغ الطِّب ِ‬
‫الص ِ َ‬ ‫بِ َّ‬
‫‪115‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص ‪.1 1‬‬
‫‪111‬‬
‫ت َد ْيُهُ‪ :‬أَي د يانه اللمه‪ .‬لسان العرب ت د ي‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص ‪ 9‬ت ‪.1‬‬

‫ـ ‪ 221‬ـ‬
‫الس ِجيَّ ِة الْمْنطَلِ َق ِة ِمن « سالَس ِة الطَّب ِع اقُت َّوِ‬ ‫الصوغُ تِْل َقائِيًّا‪َ ،‬للَى َّ‬
‫ُم َؤَّداهُ أَ ْن يَ ُةو َن َّ‬
‫ْ َ َ ْ َ‬ ‫ُ‬
‫اليَّ ِة»(‪.)111‬‬ ‫اخلي ِال أَ ِا الْم ْق ِد ِ ا ِإلب َد ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ ْ‬ ‫البَد َيهة َا ََْ‬
‫العلْم‪ ،‬االعِْلم ِيف م ْفه ِوم الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يدي‬ ‫ثالثا‪َ :‬ام ْن َلنَاص ِر البَال َغة أَيضاً ُ َ ُ َ ُ‬
‫َن‬ ‫ك أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫الصنالةَ لِلتَّم ُّة ِن ِمن ا ِإلج ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫مع ِرفَةُ ِصنَ ِ‬
‫اد ف َيها‪ ،‬ذل َ‬ ‫َ ََ‬ ‫الة البَالَ َغة َاإتْت َقا ُن هذه ِّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ئ البَال َغ ِة َاقَت َوانِينَت َها‪ ،‬فَت َق ْد تَ ِأِت‬ ‫احبُت َها َمبَ ِاد َ‬
‫وهبةَ اح َدها َغري َ افِي ٍة إِن ج ِهل ص ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫الْ َم َ َ ْ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫لِذلِك َِّبا يتْنبو لْنتها‪ ،‬اقَ ْد بتيَّتنا يف فَص ٍل سابِ ٍق ضرا َ تَ ْد ِلي ِم الْم ِ‬
‫وهبَ ِة بِالْعِْل ِم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َُ َ‬ ‫َ َ َُ َ َ َ ََ‬
‫اط البَالَ َغ ِة الَ‬ ‫الص ِطالَ ِحي َشرطاً ِمن ُشر ِ‬ ‫الستِ ْع َم ُ‬
‫ْ ْ ُ‬ ‫ال ْ‬ ‫َرابِعا‪ :‬قَ ْد يَ ُةو ُن ْ‬
‫لح‬ ‫اصطُ َ‬
‫ِ‬
‫ال األَل َفا َح ْسبَ َما ْ‬ ‫استِ ْع َم َ‬ ‫اص ِرها إِ َذا َ ا َن الْم ْقص ِ‬
‫ود بِه ْ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫صراً م ْن َلنَ َ‬
‫لْن ِ‬
‫ُ َ‬
‫ان‬ ‫لةنتَّنَا آثتَرنَا إِيراده هنَا ِمن د ِ‬ ‫وع ال َةالَِم‪ .‬ا ِ‬ ‫ِ‬
‫َللَ َيها ِيف إِطَا ِ الع ْل ِم أَ ِا ال َف ِّن َم ُ‬
‫وض ِ‬
‫ْ َ َُ ُ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫اق‪.‬‬‫السي ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫انْتَزاله م َن ِّ َ‬
‫اص ِر البَال َغ ِة أَيضاً‪َ ،‬االَّ ِذي‬ ‫َخ ِامس ا‪ :‬إِ َّن تَرىِيب األَل َفا ِ لْنصر ِمن لنَ ِ‬
‫ُ ٌُ ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫يت ُقوم بِعملِيَّ ِة التتَّرِي ِ هو الع ْقل‪ ،‬ايتْنبغِي أَ ْن ي ُةو َن الع ْقل نَ ِشطاً ِحني يتْنته ُد ِهل ِذهِ‬
‫َََ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ُ ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ََ‬
‫القيام ِِب ِذهِ‬ ‫العملِيَّ ِة‪ ،‬ألَنَّه إِ ْن َ ا َن َغري متتهيَّ ٍئ االَ مستعِ ٍّد تَتع َّذ ‪ ،‬إِ َىل حدٍّ‪ِ ،‬‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ َ ُ ْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫الْ َم َه َّم ِة‪.‬‬
‫االستِ ْقبَ ِال أَ ِا التَّلقِّي‪ ،‬أَا‬ ‫ادسا‪ :‬أََّما التَّحلِيل فَالْم ْقص ِ‬ ‫سِ‬
‫ص ُر ْ‬ ‫ود بِه لُْن َ‬ ‫ْ ُ َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫اص ِر‬‫ئ الَّ ِذي ال يستَحسن إِالَّ لدُّه لْنصراً ِمن لنَ ِ‬ ‫لِنَت ُق ْل‪ :‬الْ ُم ْستَ ِم َع أَ ِا ال َقا ِ َ‬
‫َ ُ ُ َ ْ َ‬ ‫ُْ ْ َُ‬
‫َّعبِ ِري؛ َم ْةتُوباً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البَالَ َغة ألَنَّهُ طََر ٌ ُم ِه ٌّم ف َيها‪َ ،‬الَ َعلَّهُ الغَايَةُ م ْن نُ ْش َدان البَالَ َغة ِيف التت ْ‬
‫يغ ذاتَهُ‪َ ،‬اقَ ْد‬ ‫يدي قَ ْد يَ ُةو ُن الْ ُمتَتلَقِّي ُه َو البَلِ َ‬ ‫أَا َحم ِةيًّا‪ .‬اِِبس ِ م ْفه ِوم الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َََ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫يَ ُةو ُن َغ َريهُ إِ ْذ َلبَّتَر َلْنهُ بَِقولِِه‪َ « :‬اَد ْيُهُ بِالت َّْميِي ِز » ‪ ،‬أَي إِ َّن َم ْع ِرفَةَ البَالَ َغ ِة‬
‫)‬‫‪119‬‬ ‫(‬

‫‪111‬‬
‫ت د‪ .‬لفيف ِبنسي‪ :‬فلسفة الفن عند التَّوحيدي ت ص ‪.11‬‬
‫‪119‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص ‪.1‬‬

‫ـ ‪ 220‬ـ‬
‫هذهِ العنَ ِ‬
‫اص ِر َاال ُق ْد َ ُ َللَى‬ ‫ان بِالتَّميِي ِز‪ ،‬ا ََّّبا ي ُةو ُن التَّميِيز بني ِ‬ ‫ا ِل ْلمها ي ُةونَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ ََ‬ ‫ْ َُ َ َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ون يت َقع التَّباين ايتت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّس ُع‬ ‫است ْخ َدام َها َاتَوظيف َها‪ ،‬إ ْذ أَتْتبَت َع َها ب َقوله‪َ « :‬اِب َذا البَ َ ُ َ ُ ُ َ َ‬ ‫ْ‬
‫( ‪)11‬‬
‫يل» ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫التَّأا ُ‬
‫اص ِر البَالَ َغ ِة ُه َو ال َك ِيفيَّةُ الَِّيت ََِي ُ أَ ْن‬
‫سابِع ا‪ :‬االعْنصر األَخري ِمن لنَ ِ‬
‫َ ُ ُُ َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬
‫الرقتَّةَ ِه َي‬ ‫تَتتَت َوفَّتَر ِيف ال َةالَِم َح ََّّت نَتعُدَّهُ بَلِيغاً‪َ ،‬اقَ ْد أَ َّ َد أَبو َحيَّان ِمَرا اً َللَى أ َّ‬
‫َن ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يغ ُه َو « َما أ ََّدع الْ َم ْع َىن إِ َىل ال َق ْل ِ ِيف‬ ‫ال َةيفيَّةُ الال ِزَمةُ ل ْلبَالَ َغ ِة‪ ،‬فَال َةالَ ُم البَل ُ‬
‫صوٍَ ِم َن اللَّ ْف ِظ »(‪َ .)112‬اه َذا َما‬ ‫َح َس ِن ُ‬
‫ِ (‪)111‬‬
‫صوَِ اللَّ ْفظ» ‪ ،‬أَا «ِيف أ ْ‬ ‫ُح ْس ِن ُ‬
‫اق ِ‬
‫اآلِت‪.‬‬ ‫َّضح أَ ْ ثَتر ِيف ِسي ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َسيَت ُ َ‬
‫شروط البالغة‬
‫يدي ِم َن‬ ‫ُيُْ ِةنتنا أَ ْن نَستخلِص شرا َط البالَ َغ ِة ِلْن َد أَبي حيَّان الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ َ ُُ‬ ‫َُ‬
‫وص التَّالِيَ ِة‪:‬‬
‫ُّص ِ‬
‫الن ُ‬
‫َن َم ْن أََ َاد َخطَابَةَ البُتلَغَ ِاء َللَى طَ ِري َق ِة األ َُدبَ ِاء‪َ ،‬ا َُمَا َا َ‬ ‫« يَتْنبَغِي أَ ْن تَت ْعلَ َم أ َّ‬
‫ُص ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫احل َةم ِاء للَى لاد ِ ال ُف ِ‬
‫ول‬ ‫ض ُراًَ إِلَى تَ ْقد ِيم العنَايَة بِأ ُ‬ ‫اج َ‬ ‫احتَ َ‬
‫ضالَء‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ ََ‬
‫ول ِه َي األ َْرَىا ُن‪َ ،‬الَ ْن يَتْنت َف َعهُ تَت ْق ِد ُُيَُها ُدا َن إِ ْح َة ِام َها‪َ َ ،‬ما‬ ‫ص ٍ‬ ‫األَس ِ ِ ِ‬
‫اس‪َ ،‬وح ْفظ فُ ُ‬ ‫َ‬
‫الَ َُْي ِدي َللَ ِيه ِح ْفظُ َها ُدا َن ل ْرفَاِنَا» ‪.‬‬
‫ِ ِ ( ‪)11‬‬

‫اط الْبَالَ َغ ِة َماثِ ٌل ِيف الْ ُمتَ َةلِّ ِم‪،‬‬ ‫َن أ ََّاَل ُشر ِ‬ ‫ىل أ َّ‬ ‫اخلُلُوص ِمن ذلِ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ك إ َْ‬ ‫يع ْ َ ْ‬ ‫نَ ْستَط ُ‬
‫ول‬‫ظ فُص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ول الْبالَ َغ ِة اأ ِ ِ‬ ‫اهو ِد اسةُ أ ِ‬
‫ض َّم ُن «ح ْف َ ُ‬ ‫اسةً َاافيَةً َ افيَةً تَتتَ َ‬ ‫ُسس َها د َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُص َ‬ ‫َ َُ َ َ ُ‬

‫‪11‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص ‪.1‬‬
‫ت أَبو حيان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬
‫والذخائر (م) ت ص ‪.11‬‬ ‫‪111‬‬

‫ت أَبو حيان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬


‫والذخائر (ق) ت ج ‪ 1‬ت ص ‪.115‬‬ ‫‪112‬‬

‫ت أَبو حيان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬


‫والذخائر (ك) ت ج ت ص ‪.122‬‬ ‫‪11‬‬

‫ـ ‪ 222‬ـ‬
‫ت لُْنت َو ِان نِظَ ِام الْبَالَ َغ ِة‪ .‬األ َْم ُر الَّ ِذي يَتِ ُّم‬ ‫ه َي األََْ ا ُن»‪َ ،‬اه َذا َما َسنَ ْد ُ ُسهُ ََْت َ‬
‫ِ‬
‫استِ َها‬ ‫ِِ ِ‬ ‫وص الْبالَ ِغيَّ ِة الْمختلِ َف ِة الْمتتعد ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّد الْ ُمتَبَاينَة‪َ ،‬اد َ َ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ُّص ِ َ‬ ‫بِالْبَ ْحث َل ِن الن ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫اسنِها امثَالِبِها امعايِبِها‪ ،‬االت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّمُّرن َللَى الْةتَابَة‪َ ،‬اه َذا َما يَ ْشَر ُحهُ‬ ‫بالْ َة ْشف َل ْن َحمَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫اسنِ ِه‪،‬‬ ‫الصبتر للَى ِد اس ِة َحم ِ‬ ‫ِ‬ ‫بَِقولِِه‪ « :‬فَ ِمن أَاائِ ِل تِْل َ ِ ِ‬
‫ك العنَايَة َُجْ ُع بَ َدد ال َةالَِم‪ُ ،‬ثَّ َّ ْ ُ َ َ َ َ‬ ‫ْ َ‬
‫يف ما شا َ ل ِمْنه‪ ،‬أَا اقَع قَ ِريباً إِلَ ِيه‪ ،‬اتَتْن ِز ِ‬ ‫الري َ ِ ِ‬
‫ك َللَى َش ْرِح‬ ‫يل ذل َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫اضةُ بِتَأل َ َ َ ُ‬ ‫ُثَّ َِّ‬
‫ِ‬ ‫يف ُدا َن م ْع ِرفَ ِة حس ِن التَّألِ ِ‬ ‫صر َللَى م ْع ِرفَ ِة التَّألِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َم َع‬ ‫يف‪ُ ،‬ثَّ الَ يَق ُ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫احلَال أَالَّ يَت ْقتَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صفُّحاً‪،‬‬ ‫َّح املَْغَزع تَ َ‬ ‫صف َ‬ ‫اللَ ْفظ َاإِ ْن َ ا َن بَا ِلاً َشيقاً َح ََّّت يَت ْفلي املَْع َىن فَت ْلياً‪َ ،‬ايَتتَ َ‬
‫ض ُس ْق ٍم‪ ،‬ايَ ْسلَ َم ِم ْن‬ ‫الع ْق ِل لِيَْبتَرأَ ِم ْن َلا ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َايَت ْقض َي م ْن َحقِّه َما يَت ْلَزُم ِيف ُح ْة ِم َ‬
‫ِ ِ‬
‫الص ْد ِق‪،‬‬ ‫استِ َحالَ ٍة‪َ ،‬ايَت ْعتَ ِم َد َح ِقي َقتَهُ أ ََّاالً ُثَّ يتُ َوشِّيَهُ ثَانِياً‪ ،‬لِيَتَتَرقْتَر َق َللَ ِيه َماءُ ِّ‬
‫ظَاهَرِ ْ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫ك َح ََّّت يَتتَ َجنَّ َ َغ ِري َ اللَ ْفظ َاَا ْحشيَّهُ‬ ‫َايَتْب ُد َا ِمْنهُ ألالءُ احلَقي َق ِة‪َ ،‬الَ ْن يَتِ َّم ذل َ‬
‫اب‬ ‫اب اللَّوثَِة اأَ ب ِ‬
‫َ َْ‬
‫َصح ِ‬
‫َاأ ْ َ‬ ‫َاُم ْستَ ْةَرَههُ َابَ َد ِايَّهُ‪َ ،‬ايَتْن ِزَل َل ْن َبْت َوِ ِذي العُْن ُجهيَّة‬
‫ِ ِ(‪)111‬‬

‫ال‬ ‫العظَم ِة‪ ،‬بتع َد أَن يترتَِقي َلن مساقِ ِط الع َّام ِة ِيف هج ِر َ الَِمها‪ ،‬امرذُ ِ‬
‫َ ََْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫تَألِ ِيف َها» ‪.‬‬
‫(‪)115‬‬

‫ني ِمن ُشر ِ‬ ‫ني أَس ِ‬


‫اسيَّت َ ِ‬ ‫وصلَنَا ِمن ِخالَ ِل ذلِ َ ِ‬ ‫لِي ِ‬
‫اط‬ ‫ْ ُ‬ ‫ىل َش ْرطَ ِ َ‬ ‫ك إ َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫يص َللَى ا ْحلَِقي َق ِة‪،‬‬ ‫الص ْد ُق‪ ،‬فَ ُم َف ِّة ُرنَا َح ِر ٌ‬ ‫اح ٍد ُه َو ِّ‬ ‫ان ِيف َشر ٍط ا ِ‬
‫ْ َ‬
‫الْبالَ َغ ِة يتْن َد َِمَ ِ‬
‫َ َ‬
‫ت إِ َ‬
‫صابَةُ الْ َم ْع َ ْىن‬ ‫السبَ ِ َ انَ ْ‬ ‫صيًّا َللَ َيها‪َ ،‬اِهل َذا َّ‬ ‫ِ‬
‫ك يُصُّر َللَ ْى َج ْع ِل الْبَالَ َغة َا َ‬
‫الِذلِ َ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ ٍِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وه ُر الْبَالَ َغة الَ اللَّ ْفظ َّبَا تَألألَ بِه م ْن تَوشيَة َاُز ْخ ُر ‪ ،‬فَالْبَالَ َغةُ لْن َدهُ‬ ‫ُهنَا ه َي َج َ‬
‫ص ِري‬ ‫اح ِظ نَ ِ‬ ‫االنْ ِسجام بني اللَّ ْف ِظ االْمعىن‪ ،‬اهو يت ْف ِِت ُق بِذلِك لن أُست ِاذهِ الْج ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ َْ‬ ‫َ َ ْ َْ َ ُ َ َ َ‬ ‫َُ ََ‬
‫ول‪ « :‬الْ َم َع ِاين‬ ‫وب‪َ ،‬اُه َو الَّ ِذي يَت ُق ُ‬ ‫ُسلُ ِ‬ ‫اللَّ ْف ِظ االتَّت َفنُّ ِن ِيف ِّ ِ ِ ِ‬
‫الصيَا َغة َاالْعنَايَة بِاأل ْ‬ ‫َ‬
‫ت العنج ِهيَّةُ‪ :‬اجلفاء ا ِ‬
‫الةْبتُر‪ .‬أَساس البالغة ت لنج‪.‬‬ ‫‪111‬‬
‫ُ ُ‬
‫ت أَبو حيان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬
‫والذخائر (ك) ت ج ت ص ‪.122‬‬ ‫‪115‬‬

‫ـ ‪ 223‬ـ‬
‫ي‪َ ،‬اإََِّّنَا الشَّأ ُن ِيف‬ ‫ي َاالْ َقَرِا ُّ‬ ‫احةٌ ِيف الطَّ ِر ِيق‪ ،‬يَت ْع ِرفُت َها الْ َع َج ِم ُّي االْ َعَرِ ُّ‬
‫يب‪َ ،‬االْبَ َد ِا ُّ‬ ‫َمطُْر َ‬
‫إِقَام ِة الْوْزِن‪ ،‬اََت ُِّري اللَّ ْف ِظ‪ ،‬اسهولَ ِة الْمخرِج‪ ،‬اِيف ِص َّح ِة الطَّب ِع اجود ِ‬
‫ْ ََ َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ ُُ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫ِ (‪)111‬‬
‫السْبك» ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ك َللَى ََْن ٍو فِ ِيه َم ِزي ٌد ِم َن ِّ‬
‫الدقَِّة‬ ‫اقَ ِد استت َفاض م َف ِّةرنَا ِيف لر ِ ِ‬
‫ض ذل َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َْ َ ُ ُ‬
‫اختِالَ ِ فُتنُونِِه َم ْش ُراحاً‪،‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪ « :‬ليَ ُة ِن احلَد ُ‬
‫االضَّب ِط‪ ،‬فَت َق َ ِ‬
‫يث َللَى تَتبَالُد أَطَْرافه‪َ ،‬ا ْ‬ ‫َ ْ‬
‫َّصالً‪ ،‬اامل ْنت تَ ًّاما بتيِّناً‪ ،‬االلَّ ْف ُ ِ ِ‬ ‫اا ِإلسنَاد لالِياً مت ِ‬
‫يح َغالْباً‬ ‫َّص ِر ُ‬‫ظ َخفيفاً لَطيفاً‪َ ،‬االت ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ ْ ُ َ ُ‬
‫الص ْد َق ِيف‬ ‫ال ِيف ِه َاأَثْتنَائِِه‪َ ،‬ا ِّ‬ ‫متَص ِّد ِاً‪ ،‬االتتَّع ِريض قَلِيالً ي ِسرياً‪ .‬اتَتو َّخ احل َّق ِيف تَض ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ ْ ُ‬
‫اح ِه اإِثْتباتِِه‪ ،‬اات َِّق احل ْذ َ امل ِخ َّل بِاملعىن‪ ،‬اا ِإل ْحل َ ِ‬ ‫إِيض ِ‬
‫اح َذ ْ‬‫اق املتَّص َل بِا ْهلَْذ ِ ‪َ .‬ا ْ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تَت ْزيِينَهُ َِّبَا يُ ِشينُهُ‪ ،‬اتَ ْةثِ َريهُ َِّبَا يتُ َقلِّلُهُ‪َ ،‬اتَت ْقلِيلُهُ َل َّما الَ يُ ْستَتغَ َىن َلْنهُ‪َ .‬ا ْال َم ْد إِ َىل‬
‫الي ِِبُ ْم َع ِة‬ ‫ص ْد إِمتَ ِ‬ ‫يح فَأَنِْقص ِمن قُتب ِح ِه‪ .‬ااقْ ِ‬ ‫احلُ ْس ِن فَ ِزْد ِيف ُح ْسنِ ِه‪َ ،‬اإِ َىل ال َقبِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نَظْ ِم ِه انَتثْ ِرِه‪ ،‬اإِفَ ِ ِِ‬
‫اح َلْنهُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ادِِت م ْن أ ََّاله إِ َىل آخ ِرِه‪َ .‬االَ تُوم ْئ إِ َىل َما يَ ُةو ُن ا ِإلفْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ب‪ .‬االَ تُت ْف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب ِيف النَّت ْف ِ‬ ‫َحلَى ِيف َّ‬
‫ص ْح َل َّما تَ ُةو ُن‬ ‫س‪َ ،‬اأ َْللَ َق باأل ََد َ‬ ‫الس ْم ِع‪ِ ،‬اأ َْل َذ َ‬ ‫أْ‬
‫ظ ُدا َن امل ْع َىن َاالَ‬ ‫َستَتَر لِْل َعي ِ ‪َ ،‬اأَنْت َفى لِ َّلري ِ ‪َ ....‬االَ تَت ْع َش ِق اللَّ ْف َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫الةنَايَةُ َلْنهُ أ‬
‫َ‬
‫تَت ْه َوع الْ َم ْع َىن ُدا َن اللَّ ْف ِظ»(‪.)111‬‬
‫ني اللَّ ْف ِظ‬ ‫ِ‬
‫اس ِيف الْبَالَ َغة‪َ ،‬اُه َو التَّ َةافُ ُئ بَت ْ َ‬ ‫َس َ‬ ‫ال أَيضاً‪ُ ،‬م َؤِّ داً َش ْرطَهُ األ َ‬ ‫َاقَ َ‬
‫اد ِ ا ْحلُ ْس ِن َاإِنْت َق ِ‬ ‫اآلخ ِر إِالَّ ِمن ب ِ‬ ‫يح أ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اص‬ ‫اب ِزيَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َحدَهَا َللَى َ‬ ‫َاالْ َم ْع َ ْىن‪َ ،‬ا َل َد ُم تَت ْرج ِ َ‬
‫ظ َللَى الْ َم ْع َىن فَالَ‬ ‫ض ُل َلْنهُ‪َ ،‬اقَ ِّد ِ اللَّ ْف َ‬ ‫ظ َللَى الْ َم ْع َىن فَالَ يَت ْف ُ‬ ‫الْ ُقْب ِح‪ « :‬قَ ِّد ِ اللَّ ْف َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يتْن ِق ِ‬
‫ش‬‫ت فَت ْر َ‬ ‫ت ِيف ََْتق ِيق َشيء َللَى َما ُه َو بِه‪ .‬فَأ ََّما إِ َذا َحاالَ َ‬ ‫ص مْنهُ‪ ،‬ه َذا إِ َذا ُ ْن َ‬ ‫ُ ْ‬
‫قربَِة‪،‬‬‫َّح ِة َااألَ ْشبَاهِ الْ ُم َّ‬ ‫ظ بِ َّ ِ ِ‬ ‫اج ُل اللَّ ْف َ‬ ‫ِ‬
‫الرَااد الْ ُم َوض َ‬ ‫ط الْ ُمَراد فَ ْ‬ ‫الْ َم ْع َىن َابَ ْس َ‬
‫‪111‬‬
‫ت اجلاحظ‪ :‬الحيوان ت ج ت ص‪ 1 1‬ت ‪.1 2‬‬
‫‪111‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ‪ 1‬ت ص ‪ 1‬ت ‪.1‬‬

‫ـ ‪ 224‬ـ‬
‫ني الْمعاِين بِالبالَ َغ ِة؛ أَل ِِن لَِّوح ِمْنتها لِش ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ا ِ ِ‬
‫يء َح ََّّت الَ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫االست َعا َات الْ ُم ْمت َعة‪َ ،‬ابَت َّ ِ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫وب إِذَا ظُِفَر بِِه َللَى ه َذا‬ ‫َن الْ َمطْلُ َ‬ ‫َّوق إِلَ َيها‪ ،‬أل َّ‬ ‫ث لْنتها االش ِ‬ ‫تُص ِ ِ ِ‬
‫اب إالَّ بالبَ ْح َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫الو ْج ِه َلَّز َا َحالَ‪َ ،‬اَ ُرَم َا َلالَ‪َ .‬اا ْشَر ْح ِمْنت َها َشيئاً َح ََّّت الَ ُيُْ ِة َن أَ ْن ُيُْتَتَرع فِ ِيه أَا‬ ‫َ‬
‫يتُْتت َع َ ِيف فَت ْه ِم ِه أَا يتُ َعَّر َج َلْنهُ ال ْغت َماضه» ‪.‬‬
‫ِ ِ ِ (‪)111‬‬

‫ِِ‬ ‫ٍ (‪)119‬‬
‫ص ْفنَا الْتَتَزْمنَا َم ِزيتَّةَ العَراقيِِّ َ‬
‫ني‬ ‫بن ُم َح َّمد ‪« :‬إِ َذا أَنْ َ‬ ‫َح َم ُد ُ‬ ‫ال أ ْ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫َاقَ َ‬
‫يف‬‫السج ِع املالَئِ ِم‪ ،‬االلَّ ْف ِظ املونِ ِق‪ ،‬االتَّألِ ِ‬ ‫أخ ِذ ال َق ِري ِ ‪َ ،‬ا َّ‬ ‫َ‬ ‫يف َاامل‬ ‫َللَينَا بِالطَّب ِع اللَّ ِط ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫العابِثَِة‬ ‫ِِ ِ‬ ‫الغَالِبَ ِة‪َ ،‬اامل َوالَِ امل ْقبُولَ ِة ِيف َّ‬ ‫السبُوطَِة‬
‫الس ْم ِع‪ ،‬اخلَالبَة ل ْل َق ْل ِ ‪َ ،‬‬ ‫ا ْحلُْل ِو‪َ ،‬ا ُّ‬
‫)‬‫‪19‬‬ ‫(‬

‫ب‪ ،‬الدَّالَِّة َللَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الزائِ َد ِ ِيف‬


‫ض ِل األ ََد ِ‬ ‫الع ْق ِل‪ ،‬امل ْشعِلَ ِة ل ْل َق ِرْحَ ِة‪ ،‬املوق َف ِة َللَى فَ ْ‬ ‫َ‬ ‫اح‪َّ ،‬‬ ‫بِ ُّ‬
‫الر ِ‬
‫وع‬
‫الر ُج ِ‬ ‫وء الظَّ ِّن بِنَت ْف ِس ِه‪َ ،‬ا ُّ‬ ‫َغزا ِ امل ْغتتر ِ ‪ ....‬الَيس ُشيء أَنْت َفع لِْلمْن ُِشئ ِمن س ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ َ َ ٌ ُ ُ‬ ‫َ َ ُ ََ‬
‫اج إِ َىل‬ ‫إِ َىل َغ ِريهِ اإِ ْن َ ا َن دانَه ِيف َّ ِ‬
‫وب إِالَّ َاُه َو ُْحمتَ ٌ‬ ‫الدنْتيَا َْحم ُس ٌ‬ ‫يس ِيف ُّ‬ ‫الد َ َجة‪َ ،‬الَ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَتثْ ِق ٍ‬
‫ص‪،‬‬ ‫َحَزُم م َن املُ ْستَبِ ِّد‪َ .‬اَمن تَت َفَّرَد َملْ يَ ْة َم ْل‪َ ،‬اَم ْن َش َااَ َملْ يَتْنت ُق ْ‬ ‫ني أ ْ‬ ‫يف‪َ .‬ااملُ ْستَع ُ‬
‫ظ َ َما يَنِ ُّد الْ َم ْع َىن‪،‬‬ ‫ظ‪َ ،‬ايَ ْش ُرُد اللَّ ْف ُ‬ ‫َاقَ ْد يَ ْستَت ْع ِج ُم امل ْع َىن َ َما قَ ْد يَ ْستَت ْع ِج ُم اللَّ ْف ُ‬
‫َ‬
‫َّد الْ ُمْن َح ُّل ‪َ ....‬اامل َد ُا‬ ‫َايَتْنتَثُِر النَّظْ ُم َ َما ََْ ُ ْ ُ َ َْ َ َّ ْ ُ َ ُ َ َ ُ َ ُ‬
‫ق‬ ‫ع‬‫ت‬ ‫ي‬ ‫ا‬‫م‬ ‫َّد‬
‫ق‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫ا‬ ‫‪،‬‬‫ر‬ ‫ت‬ ‫ث‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ظ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫اب النَّْبت َوِ امل ْم ُجوِ بِ َّ‬
‫الس ْم ِع‪َ .‬اال َق ِرْحَ ُة‬ ‫اجتِنَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب احلَالََاِ امل ُذاقَ ِة بِالطَّْب ِع‪َ ،‬ا‬ ‫اجتِالَ ِ‬ ‫َللَى ْ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ ِ‬
‫االستِ ْةَراهُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُفو‪َ ،‬ا َشُّر آفَات البَالَ َغة ْ‬ ‫الصافيَةُ قَ ْد تَ ْة ُد ُ ‪َ ،‬اال َق ِرْحَةُ ال َةد َ ُ قَ ْد تَ ْ‬
‫الع ْف ِو»(‪.)191‬‬ ‫ضا بِ َ‬ ‫صائِ ِح َها ِّ‬
‫الر َ‬ ‫ص ُح نَ َ‬ ‫َاأَنْ َ‬

‫‪111‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ‪ 1‬ت ص ‪.125‬‬
‫‪119‬‬
‫ت أَحمد بن محمد‪ :‬لعلَّه الةات البليغ ِّ‬
‫املِتس ُل أَمحد بن حممد بن ْحىي أَبو احلسني املعرا بابن أَيب البغل‪.‬‬
‫الفهرست ت ‪ .191‬أَا أَنَّه ابن ثوابة‪( .‬ستأِت ترُجته)‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫سخي سَْ ُح الةفَّني‪ .‬لسان العرب ت سبط‪.‬‬
‫السبوطة أَي‪ٌّ :‬‬
‫بني ُّ‬
‫ط اليدين ِّ ُ‬
‫جل َسْب ُ‬
‫ت يقال‪ُ :‬‬
‫‪191‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ‪ 1‬ت ص ‪ 11‬ت ‪.15‬‬

‫ـ ‪ 225‬ـ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫الر ْغ ِم ِم ْن ذل َ‬ ‫َّها َللَى ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َن ُش ُرا َط البَالَ َغة َ ث َريٌ جدًّا‪َ ،‬الةنت َ‬ ‫يَتْب ُدا ِِمَّا َسبَ َق أ َّ‬
‫ف‪ُ .‬يُْ ِة ُن إِ ُْجَا ُهلَا‬ ‫س الْمرَه ِ‬ ‫ِ‬ ‫اق َّ ِ‬ ‫الذ ِ‬ ‫ص ْعبَ ٍة َا الَ ُم ْستَ ِحيلَةٌ؛ تُ ْد َ ُك بِ َّ‬
‫السلي ِم َاا ْحل ِّ ُ ْ‬ ‫َغريُ َ‬
‫يما يَلِي‪:‬‬ ‫فَ‬
‫ِ‬
‫ان ا ِإلبْ َد ِاع‬‫اع ِد الْبالَغَ ِة وأُصولِ َها ِد اسةً اافِيةً لِع َدِم إِم َة ِ‬ ‫أ ََّولا‪ِ :‬دراسةُ قَ و ِ‬
‫ََ ََ َ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ُس ِس ِه َاَمبَ ِادئِِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َّم ُّة ِن م ْن أ ُ‬‫َي فَ ِّن ُدا َن الت َ‬ ‫ِيف أ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ثاني ا‪ :‬التَّب ُّحر ِيف الثَّ َقافَ ِة ال ْختِ ِ ِ‬
‫صاصيَّة قَ ْد َ الْ ُم ْستَطَ ِاع ل َما تتُ َقد ُ‬
‫ِّمهُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫َّم ِاذ ِج‬ ‫ِ‬
‫َّل باالطِّالَ ِع َللَ ْى مُْتَتلَف الن َ‬
‫ِّد ً تَتتَمث ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫هذه الثَّت َقافَةُ م ْن إ ْم َةانَات ُمتَت َعد َ َ ُ‬
‫ِ ِِ‬
‫َاُمتَبَايِنِ َها‪.‬‬
‫اس ِة‬ ‫ِ‬ ‫ُّص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫وص الْ َم ْح ُفوظَة َاالْ َم ْد ُ َ‬ ‫ب َعلَى الْكتَابَة َّبُ َحا َ ا الن ُ‬ ‫ثالثا‪ :‬التَّ َدر ُ‬
‫َسَ ْى‪.‬‬‫ض ُل ِمْنهُ َاأ ْ‬ ‫ىل َما ُه َو أَفْ َ‬ ‫ئ األ َْم ِر ُثَّ بِتَ َجااِز ذلِ َ ِ‬ ‫بَ ِاد َ‬
‫ك إ َْ‬ ‫ُ‬
‫ض َم ُن‬ ‫َن َّ ِ ِ‬
‫السلي َقةَ ه َي الَِّيت تَ ْ‬ ‫ف‪ ،‬أل َّ‬ ‫السلِي َق ِة‪ ،‬وتَجنب التَّ َكل ِ‬ ‫اد َّ‬ ‫رابع ا‪ :‬ا ْعتِ َم ُ‬
‫َ َ ُ‬
‫اع َايَ ُشوبُهُ َِّبَا قَ ْد‬ ‫ِص ْد َق التتَّعبِ ِري بِانْبِثَاقِ ِه ِمن ا ِإل ْهل ِام‪ ،‬بينَما التَّ َةلُّ ِ‬
‫ني ا ِإلبْ َد َ‬‫ف يُش ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اق َانتَ َقاء الْفطَْرِ‪...‬‬ ‫الذ ِ‬ ‫ِ‬
‫صْبتو َّ‬ ‫ِ‬
‫يتْنبو لن ِد ْ ء ِّ ِ‬
‫الص ْدق َا َ َ‬ ‫َُ َْ‬
‫ود بَعِيداً‬ ‫لدقَتَِّة اإِيص ِال الْم ْقص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫خامسا‪ُ :‬مطَابَ َقةُ اللَّ ْفظ لل َْم ْعنَى تَت َو ِّخياً ل ِّ َ َ َ ُ‬
‫س َاالْغُ ُم ِ‬
‫وض‪.‬‬ ‫َل ِن اللَّْب ِ‬
‫َّعبِي ِر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سادسا‪ :‬الص ْد ُق في الت ْ‬
‫يب الْب ي ِ‬ ‫سابع ا‪ :‬إِ ْعطَاء ُىل م َق ٍام ِمن الْ َكالَِم ح َّقه ِمن أ ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫َسال ِ َ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫نظام البالغة‬
‫اس َها قَ ِرْحَةٌ ُم َواتِيَةٌ َاطَْب ٌع ُم ْسعِ ٌ‬
‫ف إِالَّ أ َّ‬
‫َن‬ ‫َس ُ‬
‫َصالَةٌ فَتنِّتيَّةٌ أ َ‬ ‫يح أ َّ‬
‫َن البَالَ َغةَ أ َ‬
‫ِ‬
‫صح ٌ‬‫َ‬
‫يم‪َ ،‬وتَ َخي ِر‬‫ص َّح ِة التَّ ْق ِس ِ‬
‫اِنَا « َى ِ‬ ‫ئ اأُصوالً الَ تَت ُقوم بِ ُد ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُسساً َاقَت َوال َد َاَمبَاد َ َ ُ‬
‫َهلَا أ ُ‬

‫ـ ‪ 226‬ـ‬
‫ص ِل‪َ ،‬وتَ َوخي‬ ‫ص ِل َوال َف ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب ال ُْم َراد‪َ ،‬وَم ْع ِرفَة َ‬
‫الو ْ‬ ‫يب النَّم ِْم‪َ ،‬وتَ ْق ِر ِ‬ ‫اللَّ ْف ِظ‪َ ،‬وتَ ْرتِ ِ‬
‫ف َوا ِإل ْى َراهِ»(‪.)192‬‬ ‫العس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزَمان َوال َْم َكان‪َ ،‬وُم َجانَبَة َ ْ‬
‫َّ ِ‬
‫ول‪« :‬نِظَ ُام‬ ‫نظام البَالَ َغ ِة فَتيَت ُق ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫يما َسَّاهُ َ‬ ‫ُثَّ يَتتَت َو َّس ُع ِيف َشْرِح هذه النِّت َقاط ف َ‬
‫قدتتُ َها َاالَّ ِذي َللَ ِيه الْ َم َدا ُ َاالْ َم َحا ُ أَ ْن يَ ُةو َن طَالِبُت َها َمطْبُولاً ِِبَا‪َ ،‬م ْفطُو اً‬‫البَالَ َغ ِة َا ُل َ‬
‫َح ِد‬ ‫اختَ َّل ِيف أ َ‬
‫ِ‬
‫الد ْ ِس‪ ،‬فِإنَّهُ َم ََّت ْ‬‫ب ِم َن َّ‬ ‫س‪ ،‬اأ ََد ٍ‬ ‫للَيها‪ .‬قَ ْد أ ُِل ِ ٍ‬
‫ني ب َش ْه َو ِيف النَّت ْف ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ين يَ ْستَت ْع ِملُو َن‬ ‫صق بِِه لا ه‪ .‬ااآلفَةُ فِيها ِمن الد ِ ِِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّخالَء إل َيها الذ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫الطََّرفَني بَ َدا َل َوا ُهُ‪َ ،‬الَ َ َ ُُ َ‬
‫األَل َفا َ َاالَ يَت ْع ِرفُو َن َم َواقِ َع َها‪ ،‬أَا يتُ ْع ِجبُت ُهم االتِّساعُ َاََْي َهلُو َن ِم ْق َدا َهُ‪ ،‬أَا يَتُراقُت ُهم‬
‫اك أ َََتُّ‬ ‫ْم ِهم التَّص ِريح الَع َّل ِ‬
‫الةنَايَةَ ُهنَ َ‬ ‫الْمج ُاز ايتتَتعدَّا َن ح ُداده‪ ،‬أَا َْحسن ِيف حة ِ‬
‫ْ ُ ََ‬ ‫ُُْ ُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ َ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اخلالَ ُل ََت ُد َها ِيف قَوم ُلد ُموا الطَّْب َع الْ ُمْنت َق َاد ِيف األ ََّاِل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َل ُّم‪َ .‬اهذه ْ‬ ‫أَا ا ِإل َشا ََ فيه أ َ‬
‫اجلَيِّ ِد‬
‫ك ْ‬ ‫ِ‬
‫السُّر ُ لُّهُ أَن تَ ُةو َن ُمالَ ِطفاً لطَْبعِ َ‬ ‫َّاين‪َ ،‬ا ِّ‬‫َافَت َق ُداا الْ َم ْذ َه الْ ُم ْعتَ َاد ِيف الث ِ‬
‫َ‬
‫اض َم َع‬ ‫يف األَ ْغَر ِ‬ ‫امستَترِسالً ِيف ي ِد الع ْق ِل البا ِِع‪ ،‬ام ْعتَ ِمداً َللَى قِ ِيق األَلْ َفا ِ ‪ ،‬ا َش ِر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َُ‬ ‫َُ ْ ْ‬
‫ان‪َ ،‬م َع َُمَانَتبَ ِة الْ ُم ْجتَتلَ ِ ‪َ ،‬اَ َر َاه ِة‬‫ض سهولٍَة‪ ،‬اِقٍَّة ِيف حالَاِ بتي ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ َ ََ‬ ‫ُجُزالَة ِيف َم ْع ِر ِ ُ ُ َ‬
‫الس ْج ُع ِيف‬ ‫الْ ُم ْستَةَْرِه‪َ .‬اُْ نُهُ الَّ ِذي يتُ َع ِّو ُل َللَ ِيه‪َ ،‬اَ ْه ُفهُ الَّ ِذي يَأ ِاي إِلَ ِيه أَ ْن يَ ُةو َن َّ‬
‫الة َفايَِة َحالَ‬ ‫ِ‬ ‫ال َةالَِم َ الْ ِم ْل ِح ِيف الطَّع ِام‪ ،‬فَِإنَّه مَّت ظَِفر ِمْنه َّبِِ ْق َدا ِ ُّ ِ‬
‫الرتْتبَة َا َح ْس َ‬ ‫ُ ََ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫ضا َ َ‬ ‫َمْنظَُرهُ‪َ ،‬ابَت َهَر بَت َه ُاؤهُ‪َ ،‬ا َسطَ َع نُوُهُ‪َ ،‬اانْتتَ َشَر ِضيَ ُاؤهُ‪َ ،‬اَم ََّت َز َاد َللَى الْ ِم ْق َدا ِ َ‬
‫الع َج ِم»( ‪.)19‬‬ ‫ب‪ ،‬أَا َ الَم الْمستَتع ِربِ ِ‬ ‫العر ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َ الَم الن ِ‬
‫ني م َن َ‬ ‫َ ُْ ْ َ‬ ‫ِّساء َاالْ َة َهنَة م َن ََ‬‫َ َ‬
‫فنون البالغة‬
‫ك ُُيَيِّت ُز‬ ‫ف االن ِ ِ ِ‬ ‫ب ا ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّوع‪َ ،‬الذل َ‬ ‫الصْن َ‬ ‫َحيَاناً َّبَْع َىن الض َّْر َ‬
‫تتُ ْستَ ْخ َد ُم َ ل َمةُ ال َف ِّن أ ْ‬
‫االَتاه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ون البالَ َغ ِة ا ِ‬ ‫أَبو حيَّان بتني فُتنُ ِ‬
‫ات‬ ‫ض ُراِبَا‪ ،‬فَتيَ ْستَخد ُم ال ُفنُو َن َّبَْع َىن َِّ َ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬

‫‪192‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (ح) ت ص ‪.11‬‬
‫ت أَبو حيان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬
‫والذخائر (ك) ت ج ‪ 1‬ت ص ‪. 19‬‬ ‫‪19‬‬

‫ـ ‪ 227‬ـ‬
‫َصنَا ِ ‪ .‬يَت ُق ُ‬
‫ول ِيف فُتنُ ِ‬
‫ون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّبَْع َىن الْ َم َجاالت َااأل ْ‬ ‫ات‪َ ،‬ايَ ْستَ ْخ ِد ُم الثَّانِيَةَ‬ ‫االنتَّزل ِ‬
‫َ ََ‬
‫البَالَ َغ ِة‪:‬‬
‫صيلِ َها‪:‬‬ ‫ك فُتنُو َن الْبالَ َغ ِة اقْتِصاصاً َُْممالً‪ ،‬تَِقف بِِه للَى تَت ْف ِ‬
‫ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص لَ َ‬ ‫« َسأَقْتتَ ُّ‬
‫ِِ َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫يس َخيْلُو‬ ‫ْاللَ ْم أَن الْ َف َّن األ ََّو َل مْنهُ ُه َو الْ َةالَ ُم الذي يَ ْسنَ ُح به الطْب ُع‪َ ،‬الَ َ‬
‫ال ِة‪،‬‬ ‫ال ٍة‪َ .‬االْ َف ُّن الثَّانِي ُه َو الَّ ِذي يُطْلَ ُ بِ ِّ‬
‫الصنَ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ه َذا الْ َمطْبُوعُ أَيضاً م ْن صنَ َ‬
‫ث ُه َو الْ ُم َس ْل َس ُل الَّ ِذي‬ ‫صنُوعُ أَيضاً ِم ْن طَْب ٍع‪َ .‬االْ َف َّن الثَّالِ ُ‬ ‫س َخيْلُو ه َذا الْ َم ْ‬ ‫َالَي َ‬
‫صائِِر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ني‪َ .‬اأ َْمثلَةُ هذه ثَابِتَةٌ ِيف هذه النت ََّواد ِ َاالْبَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫يَتْن ُد ِيف أَثْتنَ ِاء الْم ْذ َهبَ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اخلَبتر‪ ،‬امهما أَتَيت ِيف ه َذا الش ِ‬
‫َّأن فَالَ تَت ْل َه َج َّن‬ ‫َ‬ ‫ت ْ ََ َ َ ْ َ‬ ‫ت النَّظََر َلَرفْ َ‬ ‫َاَم َ َّْت أَنْت َع ْم َ‬
‫ِ ِ‬ ‫الس ْج ِع‪ ،‬فَِإنَّهُ بَعِ ُ‬
‫يد الْ ُمَرِام إِ َذا طَلَ َ الْ َواق ُع َموق َعهُ‪َ ،‬االنَّا ِزُل َم َةانَهُ‪َ .‬االَ تَت ْه ُجَرنَّهُ‬ ‫بِ َّ‬
‫ك تَتع َدم َشطْر ا ْحلس ِن‪ .‬االَّ ِذي ََِي أَالَّ تَتعه َد ِيف ذلِ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ُه َو م ْق َداٌ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫أَيضاً ُ لَّهُ فَإنَّ َ ْ ُ َ ُ ْ َ‬
‫اخلَ ِال ِم َن الْ َو ْج ِه‪،‬‬ ‫ِم َن الْ ُمطََّر ِ ‪َ ،‬ا ْ‬ ‫ََْي ِري ََْمرع الطِّرا ِز ِمن الثتَّو ِ‬
‫ِ (‪)191‬‬
‫ب‪َ ،‬االْ َعلَم‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪ ،‬ا َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت أَنَّهُ‬ ‫الس َواد م َن ا ْحلَ َدقَة‪َ ،‬اا ِإل َشا َِ م َن ا ْحلََرَ ة‪َ ،‬اقَ ْد َلل ْم َ‬ ‫َاالْ َعني م َن ا ِإلنْ َس َ‬
‫َجَز ِاء َّ‬
‫الس َو ِاد ذَ ِاهباً بِبَت ْه َج ِة َتََ ِام‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َم َ َّْت َ ثُتَرت اخلْيالَ ُن ِيف الْ َو ْجه‪َ ،‬ا َغ َمَرتْهُ َ ا َن تَتَر ُاد ُ أ ْ‬
‫ال أ ََد ُّل َللَ ْى الطَّْب ِع‪،‬‬ ‫االسِ ِْت َس ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الس ْج ُع ِيف َم َةان ُدا َن َم َةان‪َ ،‬ا ْ‬ ‫س َّ‬ ‫ِ‬
‫ا ْحلُ ْسن‪َ .‬اقَ ْد يَ ْسلُ ُ‬
‫اش ٍق لِْل َم َع ِاين‪،‬‬ ‫االطَّبع أ َْل َفى‪ ،‬االتَّ َةلُّف م ْةراه‪ ،‬االْمتَ َةلِّف مع َّىن‪ .‬االنَّاس بني ل ِ‬
‫ُ َ ُ ٌ َ ُ ُ َُ َ ُ َ َ َ‬ ‫َ ُْ ْ َ‬
‫ص ِيه أَبَداً‪ .‬فَأ ََّما َم ْن‬ ‫ف بِاألَلْ َفا ِ االْمع ِاين تَتع ِ‬ ‫ِ‬
‫تَابِ ٍع َهلَا‪ ،‬فَاألَلْ َفا ُ تُتواتِ ِيه َل ْفواً‪ ،‬اَ ل ٍ‬
‫َ ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اختِالَ ِ َم َواقِ ِع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني هذه َاهذه َاَ ا َن قَتيِّماً َّبَْنثُت ْوَِها َاَمْنظُوم َها‪َ ،‬لا ِفاً بِ ْ‬
‫ِِ ِِ‬
‫َُجَ َع بَت ْ َ‬
‫ان‪ ،‬فَاقْ ِ‬ ‫الزم ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَألِ ِيفها‪ ،‬فَِإنَّه ا ْحلا ِاي قَص ِّ ِ‬
‫ص ْد أَيَّ َد َك‬ ‫اد ِيف أَفَاض ِل ََّ‬ ‫الرَهان‪َ ،‬االْ َم ْع ُد ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬

‫‪191‬‬
‫القصا‬
‫اجعل له للماً‪ ،‬اأَللم َّ‬
‫جعل فيه لالمةً َ‬
‫سم الثَّوب‪ ،‬ا َللَ َمهُ َقْ ُمه يف أَطرافه‪ .‬اقد أ َْللَ َمهُ‪َ :‬‬
‫العلَ ُم‪ُ :‬‬
‫ت َ‬
‫الثَّوب فهو ُم ْعلِ ٌم‪ .‬لسان العرب ت للم‪.‬‬

‫ـ ‪ 228‬ـ‬
‫اىل أَ ْن تَ ُةو َن َ َّ ِ ِ‬
‫صوغُهُ‪ُ ،‬ثَّ يَتْنت ُق ُشهُ‪،‬‬ ‫الصائ ِغ الَّذي يَ ُ‬
‫ص ُّ التِّْبتَر فَتيَ ْس ُةبُهُ‪ُ ،‬ثَّ يَ ُ‬ ‫اهللُ تَت َع َ‬
‫ضهُ»(‪.)195‬‬ ‫ُثَّ يَ ُسوقُهُ‪ُ ،‬ثَّ يتَُزيتِّنتُهُ ُثَّ يَت ْع ِر ُ‬
‫اه ِاِتَا‬ ‫ِ‬ ‫َن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫اس ََِن ُد أ َّ‬
‫َّف فُتنُو َن الْبَالَ َغة أَا ِّاَتَ َ‬ ‫صن َ‬ ‫ي قَ ْد َ‬ ‫يد َّ‬ ‫َس ِ‬‫َا َللَ ْى ه َذا األ َ‬
‫ادتِِه‪َ ،‬اِلَي ِه َما‬ ‫وغ‪َ ،‬اثَانِ ُيه َما يتُ ْع َ ْىن َِّبَ َّ‬ ‫ص بِللِيَّ ِة َّ‬
‫الص ِ‬ ‫يف‪ ،‬أ ََّاِهلَُما َخيْتَ ُّ‬‫َّصنِ ِ‬ ‫افْق ضرب ِ ِ‬
‫ني م َن الت ْ‬ ‫َ َ َ َْ‬
‫ث ُم ْعتَ ِد ٍل‬ ‫ني‪ ،‬االثَّالِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهني ُمتَت َعا َس َ‬
‫ان بِ ِّاَتَ َ ِ‬ ‫ني يتتَطََّرفَ ِ‬
‫اهات؛ األ ََّالَ ِ َ‬
‫يتْن ِقسم إِ َىل ثَالَثَِة ِّاَت ٍ‬
‫ََ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ِ‬
‫ض َل َما يتُ ْؤَم ُل‪.‬‬ ‫أخ ُذ م ْن ه َذا ُح ْسنَهُ َام ْن َذ َاك َانتَ َقهُ ليَ ْخ ُر َج بِأَبْت َه ْى َما يَ ُةو ُن َاأَفْ َ‬‫َ ُ‬
‫االَتَ َاه الَّ ِذي يستَ ِم ُّد ِمن الطَّْب ِع نُسغَهُ‪ ،‬ا ِّ‬
‫االَتَ َاه‬ ‫يف األ ََّا ُل فَتنَ ِج ُد فِ ِيه ِّ‬ ‫أ ََّما الت ِ‬
‫َّصن ُ‬
‫ْ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫آخذاً ِم ْن‬ ‫االَتاه الْمعتَ ِد َل الَّ ِذي يتتَتو َّسطْهما ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الصنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َُ‬ ‫الة ِيف نَ ْسجه‪َ ،‬ا َِّ َ ُ ْ‬ ‫الَّذي يتَ ْعتَم ُد َللَى ِّ َ‬
‫اآلخ ِر‪َ ،‬االَ ُيُْ ِة ُن إِالَّ أَ ْن‬ ‫ِلَي ِهما؛ إِ ْن زاد ِيف األَخ ِذ ِمن أَح ِد َِها اقْتتَتر ِ‬
‫َع َل ِن َ‬ ‫ب مْنهُ َانَأ ْ‬ ‫ْ ْ َ َ ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫احلُ ْس ِن ُدا َن التَّطَُّر ِ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ََينَح ِيف األ ِ ِ‬
‫يد ِيف ْ‬ ‫ك َلي ٌ إِ ْن َ ا َن يَِز ُ‬ ‫يس ِيف ذل َ‬ ‫َخذ‪َ ،‬الة ْن لَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫َساساً لَهُ‪َ ،‬اِه َي األَلْ َفا ُ‬ ‫ِ‬
‫اد الْبَالَ َغة أ َ‬
‫َّخ ُذ ِمن م َّ ِ‬
‫ْ َ‬
‫َّاين فَتيت ِ‬
‫يف الث ِ َ‬
‫اأ ََّما الت ِ‬
‫َّصن ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما‬ ‫َاالْ َم َع ِاين‪ ،‬فَالْ َف ِر ُ‬
‫يق األ ََّا ُل يتُ َؤِّ ُد أ َََهِّتيَّةَ األَلْ َفا َاََْي َعلُ َها الْ ُمْنطَلَ َق َاالْ ُم ْستَت َقَر‪ ،‬ف َ‬
‫الرئِيس االَ ََيوز ََتاازها‪ ،‬ا ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّاين يَت ْعتَ ِق ُد أ َّ‬
‫يق الث ِ‬
‫لة َّن‬ ‫َن الْ َم َعاين ه َي الْم ْح َوُ َّ ُ َ ُ ُ َ ُ َ َ َ‬ ‫الْ َف ِر ُ‬
‫ني فَ ُةلٌّ‬ ‫اه ِ‬ ‫يدي‪ْ ،‬التَم َد َللَى ِّ‬ ‫وح ِ‬‫الْ َف ِريق الثَّالِث‪ ،‬اهو األَصوب ِيف أ ِي التَّ ِ‬
‫االَتَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ َْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َح ِدَهَا‪.‬‬ ‫ي االَ ُيُْ ِةن ِ‬ ‫ِمْنت ُهما َ ِ‬
‫االست ْغنَاءُ َل ْن أ َ‬
‫ُ ْ‬ ‫ض ُرا ٌّ َ‬ ‫َ‬
‫ضروب البالغة‬
‫ات الَِّيت تَ ُةو ُن‬ ‫أ ََّما ضراب البالَ َغ ِة فَ ِهي الْمجاالَت أَا أَصنَا ُ الْموضول ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫ُُ ُ َ‬
‫ان للَى لِس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫م َدا البالَ َغ ِة‪ ،‬اُيُْ ِةن أَ ْن تُس َّمى بِأ ْ ِ‬
‫ان‬ ‫َسَائ َها‪َ ،‬اقَ ْد أَاَ َد َها أَبُو َحيَّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫(‪)191‬‬
‫ال ‪:‬‬ ‫ان فَت َق َ‬‫معلِّ ِم ِه أَبِي سلَيم ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫َُ‬

‫ت أَبو حيان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬


‫والذخائر (ك) ت ج ‪ 1‬ت ص ‪ 19‬ت ‪. 1‬‬ ‫‪195‬‬

‫‪191‬‬
‫ت أَبو حيان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪ 11‬اما بعدها‪.‬‬

‫ـ ‪ 229‬ـ‬
‫ِّع ِر‪َ ،‬اِمْنت َها‬ ‫ِ‬
‫اب؛ فَمْنت َها بَالَ َغةُ الش ْ‬ ‫ض ُر ٌ‬ ‫يمان‪ :‬البَالَ َغةُ ُ‬ ‫ال أَبُو ُسلَ َ‬ ‫« قَ َ‬
‫بَالَ َغةُ اخلَطَابَِة‪َ ،‬اِمْنت َها بَالَ َغةُ النَّثْ ِر‪َ ،‬اِمْنت َها بَالَ َغةُ الْ َمثَ ِل‪َ ،‬اِمْنت َها بَالَ َغةُ‬
‫الع ْق ِل‪َ ،‬اِمْنت َها بَالَ َغةُ البَ ِد َيه ِة‪َ ،‬اِمْنت َها بَالَ َغةُ التَّأ ِا ِيل‪.‬‬
‫َ‬
‫ال‪ :‬فَأ ََّما بَالَغَةُ الش ْع ِر فَأَ ْن يَ ُةو َن ََْن ُوهُ َم ْقبُوالً‪َ ،‬االْ َم ْع َىن ِم ْن ُ ِّل‬ ‫قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احي ٍة م ْة ُشوفاً‪ ،‬االلَّ ْف ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّص ِر ُ‬
‫يح‬ ‫ظ م َن الغَ ِري ِ بَِريئاً‪َ ،‬االْةنَايَةُ لَطي َفةً‪َ ،‬االت ْ‬ ‫َ‬ ‫نَ َ َ‬
‫احتِجاجاً‪ ،‬االْمؤاخا ُ موجود ً‪ ،‬االْمواءمةُ ظَ ِ‬
‫اهَرً‪.‬‬ ‫َ ُ َ َ َ ُ َ َ ُ َ ََ‬ ‫ْ َ‬
‫ظ قَ ِريباً‪َ ،‬اا ِإل َشا َ ُ فِ َيها َغالِبَةً‪،‬‬ ‫َاأ ََّما بَالَغَةُ الْ َخطَابَِة فَأَ ْن يَ ُةو َن اللَّ ْف ُ‬
‫صا اً‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫السجع للَيها مستولِياً‪ ،‬االوهم ِيف أ ِ‬
‫َض َعاف َها َساِباً‪َ ،‬اتَ ُةو َن ف َق ُرَها ق َ‬ ‫ْ‬ ‫َا َّ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ ْ ُ‬
‫َايَ ُةو َن َِ ابتُ َها َش َوا َِد إِبِ ٍل‪.‬‬
‫ظ ُمتَتنَ َااالً‪َ ،‬االْ َم ْع َىن َم ْش ُهو اً‪،‬‬ ‫َاأ ََّما بَالَغَةُ النَّثْ ِر فَأَ ْن يَ ُةو َن اللَّ ْف ُ‬
‫الرانَ ُق َلالِياً‪،‬‬ ‫يف َس ْهالً‪َ ،‬االْ ُمَر ُاد َسلِيماً‪َ ،‬ا َّ‬ ‫ِ‬
‫َّهذي ُ ُم ْستَت ْع َمالً‪َ ،‬االتَّأل ُ‬
‫االتت ِ‬
‫َ ْ‬
‫أخ ِذ‪َ ،‬اا ْهلََو ِادي‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ُقولَةً‪َ ،‬ااأل َْمثلَةُ َخفي َفةَ الْ َم َ‬
‫ااحلو ِاشي قِي َقةً‪ ،‬ا َّ ِ‬
‫الص َفائ ُح َم ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫صلَةً‪.‬‬‫َل َج ُاز ُم َف َّ‬
‫َّصلَةً‪َ ،‬ااأل ْ‬‫مت ِ‬
‫ُ‬
‫ضباً‪َ ،‬اا ْحلَ ْذ ُ ُْحمتَ َمالً‪،‬‬ ‫ظ ُم ْقتَ َ‬ ‫َاأ ََّما بَالَغَةُ ال َْمثَ ِل فَأَ ْن يَ ُةو َن اللَّ ْف ُ‬
‫يح َ افِياً‪َ ،‬اا ِإل َشا َ ُ ُم ْغنِيَةً‪َ ،‬االعِبَا َ ُ‬ ‫ِ‬
‫الصوَ ُ َْحم ُفوظَةً‪َ ،‬االْ َم ْرَمى لَطيفاً‪َ ،‬االتَّل ِو ُ‬ ‫َا ُّ‬
‫َسائَِرً‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْق ِل فَأَ ْن يَ ُةو َن نَصي ُ الْ َم ْف ُهوم م َن ال َةالَِم أ ْ‬
‫َسبَ َق إِ َىل‬ ‫َاأ ََّما بَالَغَةُ َ‬
‫ول ِه إِ َىل األُذُ ِن‪َ ،‬اتَ ُةو َن ال َفائِ َد ُ ِم ْن طَ ِر ِيق الْ َم ْع َىن أَبْتلَ َغ ِم ْن‬ ‫س ِمن مسم ِ‬
‫النَّت ْف ِ ْ َ ْ ُ‬
‫تَت ْر ِصي ِع اللَّ ْف ِظ َاتَت ْق ِفيَ ِة ا ْحلُُرا ِ ‪َ ،‬اتَ ُةو َن البَ َساطَةُ فِ ِيه أَ ْغلَ َ ِم ْن التت َّْرِي ِ ‪،‬‬

‫ـ ‪ 231‬ـ‬
‫الوْه ِم ِحلُ ْس ِن‬ ‫ِ‬
‫السنَ ِن‪َ ،‬االْ َم ْرَمى يتُتَتلَقِّى ب َ‬
‫ض َّ‬ ‫ود َم ْل ُحوظاً ِيف لُ ْر ِ‬ ‫صُ‬ ‫َايَ ُةو َن الْ َم ْق ُ‬
‫التت َّْرتِي ِ ‪.‬‬
‫اَنيَ ِ‬‫اَنياش اللَّ ْف ِظ لِلَّ ْف ِظ ِيف اْزِن ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اش‬ ‫َ‬ ‫َاأ ََّما بَالَغَةُ البَد َيهة فَأَ ْن يَ ُةو َن ْ َ ُ‬
‫لس ِام ِع‪ ،‬ألَنَّهُ يَت ْه ُج ُم بَِف ْه ِم ِه َللَى َما الَ‬ ‫َّعج ُ لِ َّ‬ ‫الْ َم ْع َىن لِْل َم ْع َىن‪َ ،‬اُهنَا يَت َق ُع الت ُّ‬
‫يُظَ ُّن أَنَّهُ يَظْ َف ُر بِِه‪َ َ ،‬م ْن يَت ْعثُت ُر َِّبَ ُأمولِِه َللَى َغ ْفلَ ٍة ِم ْن تَ ِأميلِ ِه‪َ ،‬االبَ ِد َيهةُ قُ ْد ٌَ‬
‫احانِيَّ ٍة‪.‬‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ُ َا َحانِيَّةٌ ِيف ِجبِلَّ ٍة بَ َش ِريٍَّة‪َ َ ،‬ما أ َّ‬
‫صوٌَ بَ َش ِريَّةٌ ِيف جبِلَّة ُ َ‬ ‫الرِايَّةَ ُ‬
‫َن َّ‬
‫يل فَ ِهي الَِّيت َُْت ِوج لِغُم ِ‬
‫وض َها إِ َىل الت َ‬ ‫َاأ ََّما بَالَغَةُ التَّأ ِو ِ‬
‫ُّح‪،‬‬ ‫َّدبُِّر َاالت َ‬
‫َّصف ِ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫وع ُا ُجوهاً مُْتَلِ َفةً َ ثِ َريً نَافِ َعةً‪َ ،‬اِِب ِذهِ البَالَ َغ ِة‬ ‫يد ِان ِم َن الْ َم ْس ُم ِ‬ ‫َاه َذا ِن يَِف َ‬
‫الدنْتيا‪ ،‬اِهي الَِّيت تَأ ََّاَهلا العلَماء بِاالستِْنب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يتُتَّس ُع ِيف أ ْ ِ ِ‬
‫اط‬ ‫َ َُ ُ ْ َ‬ ‫َسَرا َم َعاين الدِّين َا ُّ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِمن َ الَِم اهلل ‪ ‬اَ الَِم سولِِه ‪ِ ‬يف ا ْحلرِام اا ْحلالَ ِل‪ ،‬اا ْحلظْ ِر اا ِإلباحة‪ِ،‬‬
‫َ َ َ ََ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ادلُوا‪َ ،‬افي َها‬ ‫اضلُوا‪َ ،‬ا َللَ َيها ََتَ َ‬‫ك ِمَّا يَ ْةتثُت ُر‪َ ،‬اِبَا تَت َف َ‬ ‫َّه ِي‪َ ،‬ا َغ ِري ذل َ‬ ‫َااأل َْم ِر َاالنت ْ‬
‫هذهِ الْبَالَ َغةُ لَِف ْق ِد‬ ‫تَتنافَسوا‪ ،‬اِمْنتها استملُوا‪ ،‬اِِبا ا ْشتتغلُوا‪ .‬الََق ْد فُِق َدت ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ َ َ َْ ْ َ َ َ َ َ‬
‫س االتِصا ِ‬
‫الف ْة ِر‬ ‫ِ‬ ‫اح ُ لِّ ِه‪ ،‬ابطُل ِ‬
‫االستْنبَا ُط أ ََّالُهُ َاآخ ُرهُ‪َ .‬ا َج َوالَ ُن النَّت ْف ِ َ ْ َ ُ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫الر ِ‬ ‫ُّ‬
‫ال ال َف َوائِ ُد‪،‬‬ ‫اق ه َذا ال َف ِّن؛ َاَها ُهنَا تَتْنثَ ُ‬ ‫ان ِِب َذا النَّم ِط ِيف أَ ْلم ِ‬ ‫إََِّّنَا ي ُةونَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َجلِ ِها يُ ْستَت َعا ُن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اتَ ْةثُتر العجائِ ‪ ،‬اتَتتَالَقَح ْ ِ‬
‫اخلََواط ُر‪َ ،‬اتَتتَالَ َح ُق ا ْهل َم ُم‪َ ،‬ام ْن أ ْ‬ ‫َ ُ ََ ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َفات الْ ُم َمثَّتلَة‪َ ،‬ح ََّّت تَ ُةو َن ُمعينَةً َاَاف َد ً ِيف‬ ‫ِّم ِة بِ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ُق َوع البَالَ َغات الْ ُمتَت َقد َ‬
‫ون‪ ،‬اإِنَا ِ الْمر ِاد الْمخز ِ‬ ‫ِ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫إِثَا َِ الْ َم ْع َىن الْ َم ْدفُ َ َ ُ َ َ ْ َ‬
‫َّح ِو؛ بِتَ ْميِي ِز ُ ٍّل ِمْنت َها‬ ‫ِ‬
‫اب البَالَ َغة َللَى ه َذا الن ْ‬ ‫ضر ِ‬
‫ض ُُ‬ ‫َن َل ْر َ‬ ‫َاا ْحلَ ُّق أ َّ‬
‫ِ ِ‬
‫يل‪َ ،‬اَمأثتََرٌ بَالغَةٌ َُْت َس ُ للتَّوح ِ َ ْ َ‬
‫يدي األُست ِاذهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِبَ ِ ِ ِ‬
‫صائصه َاَدقَائقه أ َْمٌر َجل ٌ‬ ‫َ‬
‫يما َن الس ِج ْستَانِي‪.‬‬ ‫أَبي ُسلَ َ‬

‫ـ ‪ 230‬ـ‬
‫البالغة بين الفهم واإلفهام‬
‫ِ‬
‫ضنَاُه‪:‬‬ ‫نَتتَ َساءَ ُل اآل َن‪ ،‬بَت ْع َد ُ ِّل الَّذي َلَر ْ‬
‫َخ َريي ِن ِم ْعيَا َي‬‫ما العالَقَةُ بني البالَ َغ ِة اال َفه ِم اا ِإلفْته ِام؟ اهل ُيُْ ِةن ل ُّد األ ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ََ ْ ُ َ‬
‫ض َم َعايِ ِري البَالَ َغ ِة‪ ،‬أ َْم الَ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ني‪ ،‬أ َْم َُهُا ُم َؤشَِّران فَت ْرليَّان‪ ،‬أ َْم أَنتَّ ُه َما بَت ْع ُ‬ ‫الرئِيس ِ‬ ‫ِ‬
‫البَالَ َغة َّ َ‬
‫َلالَقَةَ َهلَُما ِِبَا ؟؟‬
‫يدي بِتَت ْع ِر ِيف ِه البَالَ َغةَ‪،‬‬ ‫لََق ْد أَثَا إِب ر ِاهيم ا ِإلمام(‪ )191‬ح ِفيظَةَ الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َ‬ ‫َ َْ ُ َ ُ‬
‫ال‪« :‬يَ ْة ِفي ِم ْن َح ِّ‬
‫ظ البَالَ َغ ِة‬ ‫اس َها فَت َق َ‬ ‫َس َ‬
‫ِ‬
‫ُس البَالَ َغة َاأ َ‬ ‫إِ ْذ َج َع َل ال َف ْه َم َاا ِإلفْت َه َام أ َّ‬
‫َّاطق ِمن س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫أَالَّ يت ْؤتَى َّ ِ ِ‬
‫وء‬ ‫السام ُع م ْن ُسوء إفْت َهام النَّاط ِق‪َ ،‬االَ يتُ ْؤتَى الن ُ ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫َن قُ ْد َاتَهُ أَبَا عُثْ َما َن‬ ‫الر ْغ ِم ِم َن أ َّ‬‫لة َّن أَبَا َحيَّان ت َللَى ُّ‬ ‫الس ِام ِع» ‪ .‬ا ِ‬
‫َ‬
‫)‬‫‪191‬‬ ‫(‬
‫فَت ْه ِم َّ‬
‫َستَ ْح ِس ُن ه َذا‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫قَ ْد َل َّق َ َللَ ْى تَت ْع ِريف ا ِإل َم ِام إبراهيم بن محمد بَِقوله‪ « :‬أَنَا أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ِجدًّا»(‪ )199‬ت‪َ ،‬مل يتوافِ ْق َللَى ه َذا التت ْ ِ‬
‫َّع ِريف‪َ ،‬اَملْ يَت ْقبَ ْل بِه‪ ،‬األ َْم ُر الَّذي َدفَت َعهُ‬ ‫ْ َُ‬ ‫الْ َق َ‬
‫ني البَالَ َغ ِة َاال َف ْه ِم َاا ِإلفْت َه ِام فَت َق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫إِ َىل تْبتيَان َ‬
‫العالَقَة بَ َ‬
‫َّاط ِق َاالَ‬‫َن ا ِإلفْتهام قَ ْد يت َقع ِمن الن ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يم َمْبتُوٌ ‪ ،‬أل َّ َ َ َ ُ َ‬ ‫« ه َذا ا ْحلُ ْة ُم م ْن إبْ َراه َ‬
‫يس بِبَلِي ٍغ َاالَ يَ ُةو ُن بَلِيغاً‪،‬‬ ‫ي ُةو ُن َِّبا أَفْتهم بلِيغاً‪ ،‬االفهم قَد يتقع لِ ِ ِ‬
‫لسام ِع ِمَّن لَ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اه ِم بَالَ َغةً؛ البَالَ َغةُ أَ ْن يُصي َ النَّاط ُق بِالطَّْب ِع ا ْجلَيِّد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫يس ا ْش َِتا ُ ُه َما ِيف التَّت َف ُ‬ ‫َالَ َ‬

‫‪191‬‬
‫ت إبراهيم اإلمام‪ :‬هو أَبو إسحاق إبراهيم بن حممد بن للي بن لبد اهلل بن العباس‪ ،‬اله دلا أبو مسلم‬
‫اخلراساين‪ ،‬املا ا تشف مراان بن حممد أَمره قبض لليه‪ ،‬فأَاصى باألَمر من بعده ألَخيه أَيب العباس‬
‫السفاح‪ ،‬ا ان قتل مراان له سنة ‪1 2‬هت‪ .‬أَخبا ه ثريٌ يف الةت اليت تؤِّخ للدَّلو العبَّاسيَّة‪ ،‬اله ترُجةٌ‬
‫َّ‬
‫يف تهذيب ابن عساىر ت ‪ ،29 /2‬االوافي بالوفيَات ت ‪.1 5/1‬‬
‫والذخائر (ق) ت ج‪2‬ت ص ‪.11‬‬ ‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬ ‫‪191‬‬

‫‪199‬‬
‫ت ابن شيق القريااين‪ :‬العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ت ج‪ 1‬ت ص ‪.215‬‬

‫ـ ‪ 232‬ـ‬
‫ال ِه‪ ،‬أَا بتُ ْع ِدهِ َل ْن‬
‫الس ِام ِع لُِقصوِ ِطب ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ال ِة الْ ُم ْجتَتلَبَ ِة أَا ِبِِ َما َاإِ ْن َساءَ فَت ْه ُم َّ‬
‫الصنَ َ‬
‫َا ِّ‬
‫الس ِام َع َملْ يَت ْف َه ْم ؟ أَا َه َجا‬ ‫َن َّ‬ ‫يغ أل َّ‬ ‫ضيلَ ِة؛ َاَم ْن َذا الَّ ِذي َه َجا البَلِ َ‬ ‫اب ال َف ِ‬ ‫َسب ِ‬
‫أ َْ‬
‫ب طُُرِق‬ ‫ص َد بِأَقْتر ِ‬ ‫َّاطق َمل يت ْف ِهم ؟ اإََِّّنَا البلِ ُ ِ‬ ‫الس ِامع أل َّ ِ‬
‫َ‬ ‫يغ الَّذي يَتْبتلُ ُغ ال َق ْ‬ ‫َن الن َ ْ ُ ْ َ َ‬ ‫َّ َ‬
‫ض‪ ،‬الَيس أَقْترب طُرِق ا ِإلفْته ِام تَت ْقلِيل ا ْحلرا ِ ا ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صا َ‬‫اخت َ‬ ‫َ ُُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫اإلفْت َهام َم َع ُح ْس ِن الغََر ِ َ َ َ ُ ُ‬
‫ب الطُُّرِق ِيف ا ِإلفْت َه ِام أَ ْن تَ ُةو َن الغَايَةُ ِمثَاالً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُمَراد‪ .‬قَ ْد يَ ُةو ُن ه َذا‪َ ،‬الة َّن أَقْتَر َ‬
‫امع أَا‬‫الس ُ‬ ‫ظ َمْن ُسوقاً َللَ َيها؛ فَ ِه َم َّ‬ ‫لِْل َع ْق ِل‪ُ ،‬ثَّ يَ ُةو ُن الْ َم ْع َىن َم ُسوقاً إِلَ َيها‪َ ،‬االلَّ ْف ُ‬
‫وس‪،‬‬‫العَربِيَّ ِة‪ ،‬بَ ْل ُه َو َشائِ ٌع ِيف النُّت ُف ِ‬ ‫صو اً َللَى َ‬ ‫يس ه َذا الْ َم ْع َىن َم ُق ُ‬ ‫صَر‪ُ ،‬ثَّ لَ َ‬ ‫قَ َّ‬
‫لة َّن العربِيَّةَ ِلْن َدنَا أحسن األَلْ َفا ِ‬ ‫ات‪ ،‬ا ِ‬ ‫ول‪ ،‬معرا ٌ بِاللُّغَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُم ْستَ َم ٌّد م َن العُ ُق َ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاصلُ َها إِ َىل‬
‫ُّها َللَى اللِّ َسان‪َ ،‬اأ َ‬ ‫َخف َ‬‫َاسعُ َها َمنَاه َج‪َ ،‬اأ َْللَ ُق َها بِالْ َق ْل ِ ‪َ ،‬اأ َ‬
‫ِج‪َ ،‬اأ َ‬ ‫َمَا َ‬
‫اآل َذ ِان»( ‪.)5‬‬
‫البالغة بين العلوم‬
‫ي اأَثَا َش ْةواه بَِقولِِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يس‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ني أَبَا َحيَّان التَّوحيد َّ َ َ َ ُ‬ ‫َح ُد الْ ُمتَتَزِّمت َ‬‫استَت َفَّز أ َ‬
‫ْ‬
‫ال بِالدِّي ِن‪َ ،‬االَ لِْل ِح ْة َم ِة تَأثِريٌ ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ل ْل َمْنط ِق َم ْد َخ ٌل ِيف الف ْقه‪َ ،‬االَ ل ْل َف ْل َس َفة ات َ‬
‫ِّص ٌ‬ ‫ِ ِ‬
‫َن ه َذا الْمتتزِّمت أَ اد بَِقولِِه ل َدم االلِِتا ِ بِالعلُ ِوم الوافِ َد ِ‬ ‫َح َة ِام»(‪َ ،)5 1‬اَ أ َّ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َُ َ َ َ َ‬ ‫األ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬‫َ ال َف ْل َس َفة َاالْ َمْنط ِق َاا ْحل ْة َمة اليُونَانيَّة‪ ،‬فَت ُه َو ِيف نَظَ ِر التَّوحيدي قَ ْد َل َ‬
‫«الْمْن ِطق‪ ،‬اه َّجن طَ ِري َقةَ األَاائِل‪ ،‬از ع للَى ا ْحلِ ْةم ِة‪ ،‬افَتيَّل(‪ )5 2‬أي الن ِ‬
‫َّاظ ِر‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ ََ َ‬ ‫َ َ ََ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َيها» ‪ ،‬فَت ُه َو إِ َذ ْن ِيف َأ ِي التَّوحيدي َجاه ٌل بِالْع ْل ِم َاقَ َ‬
‫( ‪)5‬‬
‫ضايَاهُ‪َ ،‬اه َذا َما َمحَ َل‬

‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬


‫والذخائر (ق) ت ج‪ 2‬ت ص‪.11‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪5 1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في العلوم ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص‪. 21‬‬
‫‪5 2‬‬
‫اخطَّتأَهُ‪ .‬لسان العرب ت فيل‪.‬‬
‫ت فَتيَّ َتل أيَه‪ :‬قَتبَّ َحهُ َ‬
‫‪5‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في العلوم ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص‪. 21‬‬

‫ـ ‪ 233‬ـ‬
‫صنِيفاً‪،‬‬ ‫يف ِسالَ ٍة ِيف الْعلُ ِوم مبتيِّناً أَنْتواع العلُ ِوم؛ « ِ‬ ‫ي َللَى تَألِ ِ‬ ‫َّوح ِ‬
‫يد َّ‬ ‫الت ِ‬
‫است ْعَراضاً َاتَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َُ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ات الْ ُم َةثَّت َف ِة الْ ُمَرَّ َزِ الَِّيت‬‫ك ا ِإلَياز‪ ،‬اااقِفاً ِلْن َد ح ِّد التتَّع ِري َف ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ُمتَت َو ِّخياً ِيف ُ ِّل ذل َ َ َ َ َ‬
‫استِ َيعابِِه ألَنْت َو ِاع الثَّت َقافَ ِة‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫يدي ِمْنت َها َّ‬ ‫تَتو َّخى الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫الدالَلَةَ َللَى س َعة ل ْلمه َا ْ‬ ‫َ‬
‫ا ِإل ْسالَِميَّ ِة ِيف َزَمنه» ‪.‬‬
‫ِ ِ (‪)5 1‬‬

‫ض الْبَالَ َغةَ َللَى أَنتَّ َها ِل ْل ٌم‪ُ ،‬مبَتيِّناً َم َةانَتتَت َها‬ ‫ِ‬ ‫هذهِ ِّ ِ‬ ‫اِيف ِ‬
‫الر َسالَة ِيف العُلُوم يَت ْع ِر ُ‬ ‫َ‬
‫َسَى ِم ْن ُ ِّل َما َسبَت َق َها‬ ‫اها أ ْ‬ ‫ِ‬
‫َّاس إِ َىل البَلي ِغ‪َ ،‬ل ًّ‬ ‫اشفاً َل ْن نَظَْرِ الن ِ‬ ‫ِ‬
‫بني العلُوم‪ِ َ ،‬‬
‫ادا إيَّ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫الةتاب ا ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّحو‬
‫ياس َاال َةالَ ُم َاالن ُ‬ ‫السنَّةُ َاالق ُ‬ ‫م َن العُلُوم‪ ،‬ال ِيت ه َي بالتت َّْرتي ‪ :‬الف ْقهُ َا َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫االلُّغةُ االْمْن ِطق اا ْحلِساب الْم ْفرد بِ ِ‬
‫ص ُل َللَى صغَ ِرهِ َ ا َن شْبهَ‬ ‫الع َدد َاا ْهلَْن َد َسةُ‪َ .‬اال َف ْ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ َ ُ ُ َُ َ‬
‫ان َم َةانَِة‬ ‫ك فَِإ َّن إِيراده اآل َن لَيس لِتِبتي ِ‬ ‫ِِ‬ ‫يص اتَ ْةثِ ٍ ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َ َُ‬ ‫يف ل َف ِّن البَالَ َغ ِة بُِرَّمتِ ِه‪َ ،‬الذل َ‬ ‫تَت ْلخ ٍ َ‬
‫ِ‬
‫الص َفح ِ‬ ‫البالَ َغ ِة بني العلُ ِوم احس اإََِّّنَا بِوص ِف ِه لرضاً مُْت ِ‬
‫ات‬ ‫َّمنَاهُ ِيف َّ َ‬ ‫صراً ل َما قَد ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ ْ ُ َ َ ْ َْ‬
‫السابَِق ِة‪.‬‬
‫َّ‬
‫ف‬ ‫ف َسلَ َ‬ ‫َّاظر ِيف البالَ َغ ِة فَِإنَّه م َشامٌّ(‪ )5 5‬لِ ُة ِّل ِصْن ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ول‪َ « :‬اأ ََّما الن ُ‬ ‫يَت ُق ُ‬
‫اشر بِلِسانِِه اقَتلَ ِم ِه أَحواالً م ْشتبتهةً يتر ِ‬ ‫ِ‬
‫صى‬ ‫ام ف َيها أَقْ َ‬ ‫ْ َ ُ ََ َ َ ُ ُ‬ ‫َّم نَت ْعتُهُ‪ ،‬ألَنَّهُ يتُبَ ُ َ َ‬ ‫ص ُفهُ‪َ ،‬اتَت َقد َ‬ ‫َا ْ‬
‫َم َعانِ َيها‪.‬‬
‫القيَ َام بِطُُرِق األَلْ َفا ِ ‪َ ،‬اُم َشا َفَةَ‬ ‫االَّ ِذي الَ ُْح ُّ البتَّةَ أَ ْن ي ُةو َن ال َقلِيل فِ ِيه ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫الس َخائ ِم‪َ ،‬اإِ َىل َح ِّل َّ‬ ‫ِ‬ ‫الته إِ َىل َس ِّل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الش َةائ ِم‪،‬‬ ‫فَت ْرق الْ َم َع ِاين‪ ،‬ألَنَّهُ قَ ْد يَ ْدفَ ُع بَصنَ َ‬
‫اص ِة‪َ ،‬ا َجلِ ِيل َما يَت ْرِج ُع نَت ْفعُهُ إِ َىل‬ ‫ك‪َ ،‬اإِ َىل َدقِ ِيق َما يَتتَت َعلَّ ُق بِ ْ‬
‫اخلَ َّ‬ ‫الس َفا ِ ِيف الْم ْل ِ‬
‫ُ‬ ‫َاإ َىل ِّ َ‬
‫ِ‬
‫الع َّام ِة‪ ،‬فَت َع ْقلُهُ أَبَداً ُم َسافٌِر‪َ ،‬الَ ْفظُهُ ُمتَتَبَّ ٌع»(‪.)5 1‬‬ ‫َ‬

‫للد تو إبراهيم الةيالين‪ :‬رسائل أَبي حيَّان ت ص ‪ 21‬ت ‪. 22‬‬ ‫الرسالة ُّ‬ ‫ت من مقدِّمة ِّ‬
‫‪5 1‬‬

‫الر ُج ُل يَ ِش ُّم ْ‬
‫‪5 5‬‬
‫ُير افعاً أسه‪ .‬لسان العرب ت ُشم‪.‬‬
‫إُشَاماً فهو‪ُ :‬م َشامٌّ‪ ،‬أَي أَن َّ‬ ‫َش َّم َّ‬
‫ت نقول‪ :‬أ َ‬
‫‪5 1‬‬
‫الرسائل) ت ص ‪ 9‬ت ‪. 1‬‬ ‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في العلوم ( َّ‬

‫ـ ‪ 234‬ـ‬
‫اح ْامتِالَ ِك الْعُلُ ِوم‬ ‫ِ ِ‬
‫َّمهُ ُم َف ِّة ُرنَا ه َي م ْفتَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إ َّن الْبَالَ َغةَ ِب َذا الْ َم ْع َىن الَّذي قَد َ‬
‫ِ‬
‫ني اللُّغَ ِة‬ ‫السعِ َ ِ‬
‫يد ُ ا ْجلَميلَةُ بَ َ‬ ‫ُس ا ْجلَ َم ِال فِ َيها‪ ،‬بَ ْل َما ِه َي إِالَّ « الْ َعالَقَةُ َّ‬ ‫ون‪َ ،‬اأ ُّ‬ ‫االْ ُفنُ ِ‬
‫َ‬
‫اس ٍ َاتَت َوافُ ٍق‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫اس َلالَقَة ُمطَ َاا َلة َاتَتنَ ُ‬ ‫َس ُ‬ ‫َاأَ ْشيَاء الْ َعا َِمل َاَم َعانيه‪َ ،‬اهذه الْ َعالَقَةُ ه َي أ َ‬
‫ات الْبَ ِدي ِع‬‫يدي ملِ ًّحا للَى ه َذا الْبتع ِد ح ََّّت يتنَتِّزه الْبالَ َغةَ لن ُحم ِّسنَ ِ‬ ‫َّوح ِ‬ ‫اَ م َ ا َن الت ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ُْ َ ْ ُ َ َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ض ُح َها ِلْن َد‬ ‫اس اسج ٍع‪ ،‬ا َلن ُ ِّل َز َخا ِ ِ التَّ َةلُّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف الَِّيت َُيُ ُّج َها َايَت ْف َ‬ ‫م ْن جنَ ٍ َ َ ْ َ ْ‬
‫َّاِل ِم ْن ِ َسالَتِ ِه‬ ‫يد َوابْ ِن َعبَّاد(‪َ .)5 1(»)5 1‬اه َذا َما يَتْن َجلِي ِيف الْ ِق ْس ِم الت ِ‬ ‫اب ِن الْع ِم ِ‬
‫ْ َ‬
‫ول‪:‬‬‫ِيف الْعُلُ ِوم إِ ْذ يَت ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‪ ،‬فَِإنَّهُ‬ ‫ال َد طَْبعاً َلْنهُ؛ التَّ َةلُّ ُ‬ ‫« َاالَّذي يَتْنبَغي لَهُ [أَ ْن ] يَتْبتَرأَ مْنهُ‪َ ،‬ايَتتَبَ َ‬
‫(‪)5 9‬‬

‫ِ ِ ِ‬ ‫م ْفضحةٌ‪ ،‬ا ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ف‪َ .‬االتَّةلُّ ُ‬ ‫ادهُ ُس ِّخ َ‬ ‫ت‪َ ،‬اَم ْن ْالتَ َ‬ ‫وم‪َ ،‬اَم ْن ِاس َم بِه ُمق َ‬ ‫صاحبُهُ َم ْز ُح ٌ‬ ‫َ ََ ََ‬
‫ِ‬
‫ني لُ َوا اً‪َ ،‬اأَظْ َه ُر َلا اً‪،‬‬ ‫َاإِ ْن َ ا َن َه َة َذا ِيف ُ ِّل َما َد َخلَهُ َاََتَلَّلهُ‪ ،‬فَِإنَّهُ ِيف البَتيَان أَبَ ُ‬
‫ِ‬
‫ص َمةً‪.‬‬‫َاأَقْتبَ ُح سَةً‪َ ،‬اأَ ْشنَ ُع َا ْ‬
‫الش ِري َف ِة َللِ َم أَنَّهُ إِ َىل‬
‫ال ِة َّ‬ ‫هذهِ ِّ‬
‫الصنَ َ‬
‫الص ِحيح ِيف ِ‬
‫أي َّ َ‬ ‫الر َ‬‫استَ َشا َ َّ‬ ‫َاَم ِن ْ‬
‫ظ ا ْحلُُّر َملْ يَظْ َف ْر‬ ‫َح َو ُج ِمْنهُ إِ َىل ُمغَالَبَ ِة اللَّ ْف ِظ‪َ ،‬اأَنَّهُ َم ََّت فَاتَهُ اللَّ ْف ُ‬ ‫ِ‬
‫َسالَ َسة الطَّْب ِع أ ْ‬
‫بِالْ َم ْع َىن ا ْحلُِّر‪ ،‬ألَنَّهُ َم ََّت نَظَ َم َم ْع ًىن ُحًّرا َالَ ْفظاً َلْبداً‪ ،‬أَا َم ْع ًىن َلْبداً َالَ ْفظاً ُحًّرا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِر»( ‪.)51‬‬ ‫ني بِالعُْن ُ‬ ‫ضِ‬ ‫ني ُمتَتنَاف ِري ِن بِا ْجلَ َ‬
‫وه ِر‪َ ،‬اُمتَتنَاق َ‬ ‫فَت َق ْد َُجَ َع بَ َ‬

‫‪5 1‬‬
‫بالسجع يف الةالم االعلم ااجلد ااهلزل يزيد للى لف ل‬ ‫الصاح ‪ « :‬ان لفه َّ‬ ‫ت يقول مثال لن أُسلوب َّ‬
‫حل َّبوقعها لرا امللك‪ ،‬ايضطرب ِبا حبل الدَّالة‪،‬‬
‫من أيناه … ايبلغ به ذلك أَنَّه لو أع سجعةً تَتنْ ُّ‬
‫صعبة‪ ،‬اَتشُّم أُمو ‪ ،‬ا وب أَهوال‪ ،‬لةان… يستعملها اال يعبأ‬ ‫ثقيل‪ ،‬ا لفة ٍ‬ ‫اْحتاج من أَجلها إىل ٍ‬
‫غرم ٍ‬
‫ِبميع ما اصفت من لاقبتها»‪ .‬مثالب الوزيرين ت ص‪11‬ت‪.11‬‬
‫‪5 1‬‬
‫ت سامل محيش‪ :‬تجربة الوجود والكتابة عند التَّوحيدي ت ص ‪.1‬‬
‫‪5 9‬‬
‫الرسالة‪ :‬بان‪ ،‬هةذا من دان ضبط‪.‬‬
‫نص ِّ‬
‫ت يف ِّ‬
‫‪51‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في العلوم ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪. 1‬‬

‫ـ ‪ 235‬ـ‬
‫ض ُراَ ِِتَا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫ي بِنَظَْرته هذه إِ َىل الْبَالَ َغة؛ تَت ْع ِري َفاِتَا‪َ ،‬ا َ‬ ‫يد َّ‬ ‫إِ َّن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫اص ِر ِيه َاَ ثِرياً‬ ‫اِبا … قَ ْد ََتااَز سابِِق ِيه امع ِ‬ ‫وِنَا‪ ،‬ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ََُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ض ُر َ‬‫َانظَام َها‪َ ،‬ا ُش ُراط َها‪َ ،‬افُتنُ َ ُ‬
‫الر ِاهنَ ِة‪ « .‬فَأ ََّا ُل ُحمَ َاالٍَة ِم ْن‬ ‫صوالً إِ َ ْىل َم ْف ُه ِوم الْبَالَ َغ ِة ِيف َم ْر َحلَتِنَا َّ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫م ْن الَحقيه‪ُ ،‬ا ُ‬
‫ِل الْ ُمتَت َو َّْىف‬‫ت َللَ ْى يَ َدي بِ ْش ِر ب ِن ال ُْم ْعتَ ِم ِر؛ الْ ُم ْعتَِزِ ِّ‬ ‫َّوع ظَ َهَر ْ‬
‫ه َذا الن ِ‬
‫استِ ْع َد ِاد‬ ‫ب َا ْ‬ ‫َّث ت فِيها ت َلن م َدع تَص ُّوِهِ لِأل ََد ِ‬
‫َ‬ ‫َسنَةَ ‪21‬هت‪199/‬م ‪ََ ...‬تَد َ َ ْ َ‬
‫ول الَِّيت ََِي ُ ُمَر َ‬ ‫ني‪ ،‬ااألُص ِ‬ ‫ِ‬ ‫األ َِدي ِ اأ ِ‬
‫الاتُت َها ِيف ُ ِّل‬ ‫َح َوال الْ ُم َخاطبِ َ َ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫وضولُ َها الْبَتيَا ُن‪ ،‬أ ََّاَل ُحمَ َاالٍَة‬ ‫م‬‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ح‬ ‫ص‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫أُالَئِك»(‪ .)511‬ابِذلِ‬
‫َ ُُ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ظ الَّ ِذي َ ا َن ِم ْن أ ََاائِ ِل‬ ‫اح ُ‬ ‫تَتتتناا ُل أَه َّم الْ َقضايا الْبالَ ِغيَّ ِة‪ .‬أ ََّما الْج ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫يف َهلَا‪َ ،‬للَى‬ ‫ال ِد ه َذا الْعِْل ِم‪ ،‬فَتلَم يستَ ِقَّر َللَى تَت ْع ِر ٍ‬ ‫الَّ ِذين حاالُوا إِ ساء قَتو ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ َ َ َْ َ َ‬
‫ني « أ ََّا ُل َائِ ٍد لِْلبالَ َغ ِة الْ َعَربيَّة» ‪ ،‬فَت َق ْد‬
‫ِ ِ (‪)512‬‬ ‫ِ ِِ‬
‫الر ْغ ِم م ْن أَنَّهُ‪ِ ،‬يف لُْر الْبَاحث َ‬
‫ُّ ِ‬
‫اخلَطَابَِة تَا ًَ ‪َ ،‬ايتُ َقابِلُ َها تَا ًَ‬ ‫اها أَ ْ ثَتَر ِم ْن َم ْع ًىن؛ فَت ُه َو يتَُر ِادفُت َها َم َع ْ‬
‫( ‪)51‬‬
‫أ َْلطْ َ‬
‫يما قَبِ َسهُ‪ََ « :‬تَيُّت ُر‬ ‫أُخرع مع الْعِي(‪ ،)511‬اي َةافِؤها ثَالِثةً مع النَّثْ ِر(‪ ،)515‬اِهي فِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َُ َُ َ َ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ ِّ‬
‫اس َم الْبَالَ َغ ِة « َح ََّّْت‬ ‫ِ‬
‫اللَّ ْفظ ِيف ُح ْس ِن ا ِإلفْت َه ِام» ‪َ ،‬االَ يَ ْستَح ُّق الْ َةالَ ُم ْ‬
‫)‬‫‪511‬‬ ‫(‬ ‫ِ‬
‫ب ِم ْن َم ْعنَاهُ إِ َ ْىل‬ ‫ك أَقْتَر َ‬‫يُ َسابِ َق َم ْعنَاهُ لَْفظَهُ‪ ،‬فَالَ يَ ُةو ُن لَْفظُهُ إِ َ ْىل سَْعِ َ‬

‫‪511‬‬
‫ت د‪ .‬حممد مضان اجلريب‪ :‬ابن قتيبة ومقاييسه البالغيَّة واألَدبيَّة والنَّقديَّة ت ص ‪.15‬‬
‫‪512‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.11‬‬
‫‪51‬‬
‫ت اجلاحظ‪ :‬البيان والتبيين ت ج‪ 1‬ت ص‪.91‬‬
‫‪511‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ج‪ 1‬ت ص‪.211‬‬
‫‪515‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ج‪ 1‬ت ص‪.91‬‬
‫‪511‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ج‪ 1‬ت ص‪.111‬‬

‫ـ ‪ 236‬ـ‬
‫ك» ‪ .‬أ ََّما أَبُو العبَّاس المبرد‪ ،‬الَّ ِذي يتُ َع ُّد « أ ََّاَل َم ْن أَطْلَ َق لَْفظَةَ‬ ‫قَت ْلبِ َ‬
‫(‪)511‬‬

‫ض سائِلِ ِه»(‪ ،)511‬فَح ُّق الْبالَ َغ ِة ِلْن َده « إِحاطَةُ الْ َق ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫البَالَ َغة َللَى بَت ْع ِ َ َ‬
‫ِ‬ ‫بِالْمعىن‪ ،‬ا ِ‬
‫ُختَت َها‪،‬‬‫اختيَا ُ الْ َةالَِم‪َ ،‬ا ُح ْس ُن النَّظْ ِم‪َ ،‬ح ََّّْت تَ ُةو َن الْ َةل َمةُ ُم َقا ِبَةً أ ْ‬ ‫َ ْ َْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ب ِِبَا الْبَعِ ُ‬ ‫ِ‬
‫(‪)519‬‬
‫ول» ‪.‬‬ ‫ضُ‬ ‫يد‪َ ،‬اُْْح َذ َ مْنت َها الْ ُف ُ‬ ‫َاُم َعاض َد ً َش ْةلَ َها‪َ ،‬اأَ ْن يَت ْق ُر َ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع؛‬ ‫وض ِ‬‫ين أ َْدلُوا دالَءَ ُه ْم ِيف ه َذا الْ َم ُ‬ ‫أ ََّما ُم َعاص ُرا التَّوحيدي الذ َ‬
‫اآلم ِدي َوابْ ِن َج ْع َف َر َوال َْع ْس َك ِري فَتلَ ْم ُيَْتَ ُازاا َلْنهُ إِالَّ بِِإفْتَر ِاد ِه ْم ُ تُباً لِتَتنَ ُااِل‬ ‫َى ِ‬
‫ض‬ ‫صابَةُ الْ َم ْع َىن‪َ ،‬اإِ ْد َ ُاك الْغََر ِ‬ ‫اآلم ِدي « إِ‬ ‫الْ َقضايا الْبالَ ِغيَّ ِة؛ فَالْبالَ َغةُ ِلْن َد ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫الزائِ َد َللَ ْى‬
‫ف‪ ،‬الَ تَتْبتلُ ُغ ا ْهلَْذ َ َّ‬ ‫بِأَلْ َفا ٍ س ْهلَ ٍة َل ْذب ٍة مستَت ْعملَ ٍة‪ ،‬سلِيم ٍة ِمن التَّ َةلُّ ِ‬
‫َ ُْ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ف ُدا َن الْغَايَِة ‪ ...‬فَِإ ِن اتَّت َف َق َم َع ه َذا‬ ‫ِ‬ ‫احل ِ‬
‫صاناً يَق ُ‬ ‫ص نتُ ْق َ‬ ‫اجة‪َ ،‬االَ تَتْنت ُق ُ‬ ‫قَ ْد ِ َْ َ‬
‫ك َزائِ ٌد ِيف بَت َه ِاء الْ َةالَِم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ب َح َس ٌن‪ ،‬فَذل َ‬ ‫ْمةٌ َغ ِريبَةٌ‪َ ،‬اأ ََد ٌ‬
‫معىن لَ ِط ٌ ِ‬
‫يف‪َ ،‬احة َ‬ ‫ًَْ‬
‫ِ ( ‪ِ )52‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫يما َملْ‬ ‫استَت ْغ َ ْىن َل َّما س َواهُ» ‪ .‬ف َ‬ ‫َاإِ ْن َملْ يَتتَّف ْق فَت َق ْد قَ َام الْ َةالَ ُم بِنَت ْفسه‪َ ،‬ا ْ‬
‫ات سابِِق ِيه(‪ )521‬فَحد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬
‫اد يَ ُةو ُن َل َ‬ ‫َّها ِبَ ٍّد يَ َة ُ‬ ‫َ َ‬ ‫يَت ْقنَ ْع قُ َد َامةُ بْ ُن َج ْع َف َر بتَت ْع ِري َف َ‬
‫ود‪،‬‬‫ط بِالْمعىن الْم ْقص ِ‬ ‫اس الْمبرِد‪ ،‬إِ ْذ ِهي ِلْن َده‪ « :‬الْ َق ُ ِ‬ ‫َح ِّد أَبِي العبَّ ِ‬
‫ول الْ ُمحي ُ َ ْ َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫َض َفْنا إِ َىل‬ ‫مع اختِيا ِ الْ َةالَِم‪ ،‬احس ِن النِّظَ ِام‪ ،‬افَصاح ِة اللِّس ِ‬
‫ان‪َ .‬اإََِّّنَا أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َُ ْ‬ ‫ََ ْ َ‬
‫يد‪،‬‬‫ط قَولُهُ َِّبَْعنَاهُ الَّ ِذي يُِر ُ‬ ‫َن الْ َع ِّام َّي قَ ْد ُِْحي ُ‬‫اختِيَا َ الْ َةالَِم أل َّ‬ ‫ِ‬
‫ا ِإل َحاطَة بِالْ َم ْع َىن ْ‬
‫َن األ َْل َج ِم َّي‬ ‫ال ِمن َ الَِم أَمثَالِِه‪ .‬اِزْدنَا فَصاحةَ اللِّس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ان أل َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫إالَّ أَنَّهُ ب َةالَم َم ْرذُ ْ‬
‫‪511‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ج‪ 1‬ت ص ‪.115‬‬
‫‪511‬‬
‫ت د‪ .‬غازي ُيوت‪ :‬علم أَساليب البيان ت ص ‪.5‬‬
‫‪519‬‬
‫املِبد‪ :‬البالغة ت ص ‪.51‬‬
‫ت أَبو العبَّاس ِّ‬
‫‪52‬‬
‫تمام والبحتري ت ص ‪. 51‬‬
‫ت اآلمدي‪ :‬الموازنة بين أَبي َّ‬
‫‪521‬‬
‫ت قدامة بن جعفر‪ :‬نقد النَّثر ت ص ‪.11‬‬

‫ـ ‪ 237‬ـ‬
‫ني بِالْبَالَ َغ ِة‪َ .‬اِزْدنَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َااللَّ َّحا َن قَ ْد يَتْبتلُغَان ُمَر َاد َُهَا بَِقولَي ِه َما فَالَ يَ ُةونَان َم ُ‬
‫وصوفَ ِ‬
‫احلَس ِن‪ِ ،‬‬
‫اآلِت َللَى الْ َم ْع َ ْىن‪َ ،‬االَ ُْْح َس ُن‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُح ْس َن النِّظَام ألَنَّهُ قَ ْد يتُتَ َةل ُم بالْ َةالَم ْ َ‬
‫ِ‬ ‫صري ُ ُّل ا ِ ٍ‬
‫ك‬ ‫اح َد ِمْنت َها َم َع َما يُ َشا ِلُ َها فَالَ يَت َق ُع ذل َ‬ ‫َ‬
‫ِِ ِ‬
‫تَت ْرتي ُ أَلْ َفاظه‪َ ،‬اتَ ُ‬
‫ِ‬
‫َح ُّق‬ ‫أ‬ ‫«‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ت الْبالَ َغةُ ِ‬
‫ل‬ ‫ني أَصبح ِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫الص‬
‫ِّ‬ ‫موقِعهُ»(‪ .)522‬اِيف ِتَ ِ‬
‫اب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َّعلُّ ِم» ‪َ .‬اِه َي‪ُّ ُ « :‬ل َما تَتْبتلُ ُغ بِِه قَت ْل َ َّ‬
‫الس ِام ِع فَتتُ َم ِّةنُهُ ِيف‬ ‫ِ‬
‫الْعُلُوم بِالتت َ‬
‫( ‪)52‬‬

‫ض َح َس ٍن»(‪.)521‬‬ ‫صوٍَ َم ْقبُولٍَة‪َ ،‬اَم ْعَر ٍ‬ ‫ك‪َ ،‬م َع ُ‬‫نَت ْف ِس ِه َ تَ َم ُّةنِ ِه ِيف نَت ْف ِس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّمهُ ُه َو‪،‬‬ ‫أ ََّما الالَّح ُق ْو َن َللَى الت َّْوح ْيدي فَ َةثْيتٌر مْنت ُه ْم َملْ يَت ْر َق إ َ ْ‬
‫ىل َما قَد َ‬
‫الذ ْ َر‪ ،‬فَابْ ُن َر ِش َ‬
‫يق‬ ‫َاُم ْعظَم الْبَا ِ ِزيْن ِيف ه َذا الْ َمْي َد ِان َملْ يَتتَ َج َااُزْاهُ َِّبَا قَ ْد يَستَ ِح ُّق ِّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ات الْبُتلَغَ ِاء ِم َن‬ ‫الْ َقيروانِي َمل ي ِزْد للَى أَ ْن « ح َش َد ِيف ِتَابِِه؛ ((الْعم َد ُ))‪ ،‬تَتع ِري َف ِ‬
‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ ْ‬ ‫ََ‬
‫اب ((الْبتي ِ‬
‫ان‬ ‫ب‪ ،‬لِْلبالَ َغ ِة اأَاصافِها ِِمَّا ا َد م ْعظَمهُ ِيف ِتَ ِ‬ ‫ب‪ ،‬اِمن َغ ِري الْعر ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫ََ ُ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫الْ َعَر َ ْ‬
‫اجي‪ ،‬فَت َق ْد ذَ َ َر َل َدداً ِم َن‬ ‫اح ِظ‪ ،‬اَ َذا فَتعل ابْن ِسنَا َن الْ َخ َف ِ‬ ‫ني)) لِلْج ِ‬ ‫االتَّْبيِ ِ‬
‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اضطر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّع ِري َفات الْبَالَغيَّة‪ ،‬لةنَّهُ أ َ ِ‬
‫ِّم‬
‫ك َملْ يتُ َقد ْ‬ ‫ِّها‪َ ،‬اَم َع ذل َ‬‫اب الْ َقوم ِيف َحد َ‬ ‫ىل ْ َ‬ ‫َشا َ إ َ ْ‬ ‫التت ْ‬
‫ْج ْر َجانِي الْ ُمتَت َو َّْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَت ْع ِري َفهُ ْ‬
‫ك َشأ ُن َع ْبد الْ َقاه ِر ال ُ‬
‫(‪)525‬‬
‫ىف‬ ‫اص» ‪َ .‬اَ ذل َ‬ ‫اخلَ َّ‬
‫س الْبَالَ َغ ِة الْ َعَربِيَّ ِة ِيف ِل ْل َم َيها‬ ‫َّ ِ‬
‫َسنَةَ ‪111‬هت‪1 11/‬م‪ ،‬الذي يتُ َع ُّد « ُم َؤ ِّس َ‬
‫ِ‬ ‫ات الْبالَ َغ ِة االْ َفص ِ‬ ‫َن مصطَلَح ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرئِ ِ‬
‫احة َاالْبَتيَان َملْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ني؛ الْ َم َع ِاين َاالْبَتيَان‪ ،‬إِالَّ أ َّ ُ ْ َ‬ ‫يسيَّ ِ‬ ‫َّ‬
‫اض َح ِة الدَّقِي َق ِة»(‪.)521‬‬ ‫ادها الْو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫تُ ْستَت ْع َم ْل لْن َدهُ يف ُح ُد َ َ‬

‫‪522‬‬
‫ت قدامة بن جعفر‪ :‬نقد النَّثر ت ص ‪.11‬‬
‫‪52‬‬
‫ت أَبو هالل العسةري‪ :‬ىتاب الصناعتين ت ص ‪.1‬‬
‫‪521‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.1‬‬
‫‪525‬‬
‫ت د‪ .‬غازي ُيوت‪ :‬علم أَساليب البيان ت ص ‪.55‬‬
‫‪521‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪.51‬‬

‫ـ ‪ 238‬ـ‬
‫الس َّكاىي الْ ُمتَت َو َّْىف َسنَةَ ‪121‬هت‪1229/‬م‪ ،‬الَّ ِذي‬ ‫اج الدي ِن َّ‬ ‫ِ‬
‫أ ََّما س َر ُ‬
‫االص ِطالَ ِح ِّي لِْلبَالَ َغ ِة‪َ ،‬ل ًّادا‬ ‫ف ْ‬ ‫قَدَّم تَت ْع ِريْفاً ُهو أَقْترب ما ي ُةو ُن إِ َىل التت َّْع ِريْ ِ‬
‫َ َُ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫اص بِتَوفِيَ ِة‬ ‫ص ٌ‬ ‫اخت َ‬
‫أدي ِة الْمع ِاين حدًّا لَه ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫غ الْ ُمتَ َةلِّ ِم ِيف تَ َ َ َ‬ ‫اها «بتُلُو َ‬ ‫إيَّ َ‬
‫َّها‪َ ،‬اإِ َير ِاد التَّ ْشبِ ِيه َاالْ َم َجا ِز َاالْ ِةنَايَِة َللَ ْى‬ ‫اص التتََّرا ي ِ َحق َ‬
‫خو ِّ ِ‬
‫ََ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫اج ِهها»(‪ .)521‬فَِإنَّه ِيف م ْ ِ‬
‫َّمهُ‬ ‫ض ُمون تَت ْع ِريفه ُ لِّه َملْ يَتْبتَع ْد َ ثرياً َل َّما قَد َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬
‫يب الْ َق ْز ِوينِي الْ ُمتَت َو َّْىف‬ ‫يدي‪ .‬االَ يتْنأَع ال َ ِ‬ ‫َّوح ِ‬ ‫أَبو حيَّا َن الت ِ‬
‫ْخط ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يص))‪،‬‬ ‫يما قَ َّد َمهُ ِيف تَابَيه‪(( :‬التَّت ْلخ ُ‬ ‫َسنَةَ ‪1 9‬هت‪1 9/‬م‪ ،‬ف َ‬
‫ِ‬ ‫ْمنَا ه َذا‪ ،‬للَى ُّ ِ‬ ‫يضاح))‪ ،‬لن حة ِ‬
‫الر ْغ ِم م ْن أَنَّهُ « أَبْتَرُز الْبَالَغيِّ َ‬
‫ني‬ ‫َ ْ‬ ‫ا ََ((ا ِإل َ ُ َ ْ ُ‬
‫ين َلَّرفُت َوا الْبَالَ َغةَ»(‪ ،)521‬فَ ِه َي ِلْن َدهُ‪ِ « :‬ص َفةٌ ِيف الْ َةالَِم َاالْ ُمتَ َةلِّ ِم‬ ‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬
‫يدي َشيئاً‪.‬‬ ‫َّوح ِ‬ ‫فَت َق ْط»(‪ ،)529‬اَمل ي ِزد ِيف شرِحها ل َّما قَدَّمه الت ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ْ ُ ْ َْ َ َ‬
‫ف ِلْن َد َع ْدنَا َن بْ ِن ذُ َريل الَّ ِذي َلَّر َ الْبَالَ َغةَ‬ ‫ِ‬
‫َام َن الْ ُم َعاص ِر َ‬
‫ين لَنَا نَتتَت َوقَّ ُ‬
‫ِ‬
‫ِيف أَثْتنَ ِاء م َقالٍَة لَه لن األ ِ‬
‫صطَلَ ٍح فَتنِّت ٍّي أ ََدِ ٍّ‬
‫يب‬ ‫ُسلُوبِيَّة فَت َق َال‪ « :‬إِ َّن الْبَالَ َغةَ َ ُم ْ‬ ‫ُ َْ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ض َّم ُن الطَّاقَةَ‬ ‫ك تَتتَ َ‬ ‫وب َا ِل ْل َمهُ‪ ،‬إِالَّ أَنت ََّها إِ َ ْىل َجانِ ِ ذل َ‬ ‫ُسلُ َ‬ ‫َحديث تَ ْش ُم ُل األ ْ‬
‫ص ُد َها‪،‬‬ ‫األَدبِيَّةَ أَ ِا الْملَ َةةَ أَ ِا الْم ْق ِد َ للَى التتَّعبِ ِري ِلْن َد األ َِدي ِ ‪ َ ،‬ما أَنتَّها تَت ْق ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وب‪َ .‬ابِالْ ِف ْع ِل إِذَا ََْن ُن‬ ‫ُسلُ ِ‬ ‫ك فَ ِهي تَتتَميَّتز لن مصطَلَ ِح أُسلُ ٍ ِ‬
‫وب أَا ل ْل ِم األ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َابِذل َ َ َ ُ َ ْ ُ ْ‬
‫ِ‬
‫صطَلَ َح بَالَ َغ ٍة‬ ‫َن ُم ْ‬ ‫وب‪َ ،‬ا َج ْدنَا أ َّ‬ ‫ُسلُ ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫صطَلَ َحي؛ بَالَ َغة َال ْل ِم األ ْ‬ ‫ني ُم ْ‬ ‫قَا َنَّا بَ َ‬
‫ول‬ ‫ضعنَا أَمام أُص ِ‬
‫يب‪َ َ ،‬ما يَ َ ُ َ َ ُ‬ ‫يب‪ُ ،‬ثَّ التت َّْعبِ ِري األ ََدِ ِّ‬‫ضعُنَا أ ََم َام َملَ َة ِة التت َّْعبِ ِري األ ََدِ ِّ‬ ‫يَ َ‬
‫‪521‬‬
‫السةا ي‪ :‬مفتاح العلوم ت ص ‪.191‬‬‫ت َّ‬
‫‪521‬‬
‫ت د‪ .‬غازي ُيوت‪ :‬علم أَساليب البيان ت ص ‪.51‬‬
‫‪529‬‬
‫ت اخلطي القزايِن‪ :‬اإليضاح في علوم البالغة ت ص ‪.9‬‬

‫ـ ‪ 239‬ـ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ث‬ ‫صطَلَ َح الْبَالَ َغ ِة يَ ْش ُم ُل أَيضاً َِْب َ‬ ‫ك أ َّ‬
‫َن ُم ْ‬ ‫ضا ُ إِ َ ْىل ذل َ‬
‫ب َا َُجَاله ‪ ...‬يُ َ‬ ‫األ ََد ِ‬
‫ث‬ ‫اسي أَيضاً ِيف َِب ِ‬ ‫اق الَّ ِذي ظَ َّل األَقْ َدمو َن يتنَت ِّوهو َن بِِه‪ ،‬اهو أ ِ‬ ‫الذ ِ‬‫َّ‬
‫ْ‬ ‫َس ٌّ‬ ‫ََُ َ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫اس ِة األ ََدبِيَّ ِة‬ ‫ت الْ ُم ْختَلِ َف ِة الَِّيت لِ ِّ‬
‫لد َ َ‬
‫الْمح َدثِني‪ ،‬األَمر الَّ ِذي يت َقِّربتنَا ِمن الْمجاالَ ِ‬
‫ُ ُ َ ََ‬ ‫ُ ْ َ ُْ‬
‫ِ‬ ‫يب امطَابت َقتِ ِه م ْقتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫اجلُ ْم ُهوِ »( ‪ .)5‬فَ َه ْل‬ ‫ني َا ْ‬ ‫َح َو ِال الْ ُم َخاطبِ َ‬
‫ضيَات أ ْ‬ ‫للتت َّْعبِ ِري األ ََدِ ِّ َ ُ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ص ِرنَا‬ ‫ثَ َّمةَ َشيءٌ َج ِدي ٌد َع َّما فَا َ بِ ِه قَ لَ ُم التَّوحي ِدي؟ لَ َعلَّهُ لُغَةُ َع ْ‬
‫ُسلُوبُ َها‪.‬‬
‫َوأ ْ‬

‫‪‬‬

‫‪5‬‬
‫ت د‪ .‬غازي ُيوت‪ :‬علم أَساليب البيان ت ص ‪.11‬‬

‫ـ ‪ 241‬ـ‬
‫ـ ‪ 240‬ـ‬
‫ضـرورةًالموضوع َّيةً‬
‫وحــدةًاألَصـــلً‬
‫أَنصــارًال َّنــثرً‬
‫أَنصــا ُرًالشـعرً‬
‫تكامـلًال َف َّنـينً‬

‫ـ ‪ 242‬ـ‬
‫ض ُروب ا ِم َن‬
‫َّاس فِي ه َذيِن ال َفنَّي ِن ُ‬ ‫ال الن ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ول لَم ي ْب ُع ُدوا فِ َيها ِمن الو ْ ِ‬
‫س ِن‪،‬‬‫ْح َ‬‫صف ال َ‬ ‫َ َ‬ ‫ال َق ِ ْ َ‬
‫ول‪ ،‬إِلَّ‬ ‫س الْم ْقبُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا ِإلنْ ِ‬
‫صاف ال َْم ْح ُمود‪َ ،‬والتَّ نَافُ ِ َ‬ ‫َ َ‬
‫ب والْم ْح ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪ ،‬أل َّ‬
‫َن‬ ‫َّعص ِ َ َ‬ ‫َما َخالَطَهُ م َن الت َ‬
‫ض‬ ‫ب ه َذيِن الْ ُخلُ َقي ِن لَ يَ ْخلُو ِم ْن بَ ْع ِ‬ ‫ِ‬
‫صاح َ‬ ‫َ‬
‫ك يِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُير لَهُ‬ ‫ال ُْم َكابَ َرة َوال ُْمغَالَطَة‪َ ،‬وبَِق ْد ِر ذل َ َ‬
‫ْح َّج ِة أَو‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اد تَ ْحقي ُقهُ م ْن بَيَان ال ُ‬ ‫يما يُ َر ُ‬ ‫َم ْد َخ ٌل ف َ‬
‫ص ْوِرَها َع َّما يُ َر ُام ِم َن البُ لُ ِ‬
‫وغ بِ َها‪.‬‬ ‫قُ ُ‬

‫التَّوحيديُّ‬

‫ان؟ َو َعلَى أَي َش ْك ٍل‬ ‫ما هي مراتِب النَّم ِْم والنَّثْ ِر؟ وإِلَى أَي ح ٍّد ي ْنتَ ِهي ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬
‫اع ِة‪َ ،‬وأَولَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫العائِ َدة‪َ ،‬وأَ ْد َخ ُل فِي الصنَ َ‬ ‫َج ْم ُع ل ْل َفائ َدة‪َ ،‬وأ َْر َج ُع بِ َ‬
‫ِ ِ‬
‫يَتَّف َقان؟ َوأَي ُه َما أ َ‬
‫اع ِة؟؟‬
‫بِالْبَ َر َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫العا ِر ُ لَْيتلَتَهُ‬ ‫الوِزيْت ُر أَبُ ْو َع ْبد اهلل َ‬ ‫َّس ُاؤالَت يَتْب َدأُ َ‬ ‫ِبذه الت َ‬
‫ين َم َع أَبِي َحيَّان الت َّْو ِح ْي ِدي‪ ،‬طَالِباً ِمْنهُ أَ ْن َُِيْي َ َلْنت َها‪َ ،‬اا ْحلَ ُّق‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬
‫اخلَام َسةَ َاالْع ْش ِر َ‬
‫ص ِرهِ َِّبَا‬ ‫َن مسأَلَةَ الْم َفاضلَ ِة بني النَّثْ ِر االشِّع ِر سابَِقةٌ للَى َّ ِ ِ‬
‫الت َْوح ْيدي َا َل ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫أ َّ َ ْ‬
‫ان َاالْبَالَ َغ ِة ‪...‬‬ ‫ت مع نَ ْشأَِ للُ ِوم اللُّغَ ِة‪ :‬النَّح ِو االْبتي ِ‬ ‫يتنتو ُ لن قَترنَ ِ ِ‬
‫ْ َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫ني؛ ُال َد ْ َ َ‬ ‫َُ ْ َ ْ ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اظَلَّت لالَِقةً بِو ِ ِ ِ‬
‫ص ِر ُم َف ِّة ِرنَا بِ ُق ُران أَيضاً‪ ،‬بَ ْل إِنتَّ َها َملْ‬
‫صفه ُم ْشةلَةً إِ َىل َما بَت ْعد َل ْ‬ ‫َ ْ َ َْ‬
‫اضلَ ِة‬ ‫س ج ِد َ ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد م َن الْ ُم َف َ‬ ‫ُس ٍ َ‬ ‫تَتَزْل ُم َعلَّ َقةً إ َىل اآلن‪َ ،‬الة ْن َللَى أَ ْش َةال َاأ ُ‬
‫َاالْ ُم َقا َنَِة!!‬

‫ـ ‪ 243‬ـ‬
‫اش‬‫اط الن ِِّق ِ‬ ‫هذهِ الْم ْش ِةلَةُ للَى بِس ِ‬ ‫الِذلِك‪ َ ،‬ثِرياً ما َ انَت تُطْرح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ك ال َفْتترِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫س العِْل ِم ااأل ََد ِ‬ ‫احلَِوا ِ ِيف ََمَالِ ِ‬
‫ت ُمْنتَشَرً يف ت ْل َ َ‬ ‫ب َا َحلَ َقاِت َما الَِّيت َ انَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َا ْ‬
‫َح ُد َُهَا‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني أ َ‬ ‫يس َ‬‫انْت َشا اً َااسعاً‪ ،‬فَانْت َق َس َم الْ ُم َفة ُرا َن إ َىل فَري َقني َئ َ‬
‫ني ِيف آ َائِ ِه َما‪.‬‬ ‫اصر النَّثْتر‪ ،‬ا ََّّبَا تَطََّر َ َ ثِريٌ ِمن ال َف ِري َق ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اآلخ ُر يتُنَ ُ َ َ ُ‬ ‫ِّعَر َا َ‬
‫ِ‬
‫يتُنَاص ُر الش ْ‬
‫يما ذَ َه َ إِلِ ِيه‪،‬‬ ‫ٍ ِ‬
‫يث أَقَتَّر ُ َّل فَ ِريق ف َ‬ ‫صا ِم ْن َح ُ‬
‫ث موقِف ا ِإلنْ ِ‬
‫َ‬ ‫يق ثَال ٌ َ َ‬
‫االْتتزم فَ ِر ِ‬
‫َ َََ ٌ‬
‫اس َغريُ ال ِزَم ٍة‪َ ،‬الَ َعلَّ َها َغريُ ُم َس َّو َغ ٍة‬ ‫َس ِ‬ ‫اضلَةَ ِيف األ َ‬ ‫َن الْ ُم َف َ‬ ‫َالْيُت َؤِّ َد ِم ْن َثَّ أ َّ‬
‫ص َوَهُ َاتَت َعابِ َريهُ ‪...‬‬ ‫َن لِ ُةل فَ ٍّن خصائِصه اطَرائَِقه امشا ِلَه اأ ِ‬
‫َساليبَهُ َا ُ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ ُ ََ َ ُ َ َ‬ ‫أل َّ ِّ‬
‫َاج ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض األ ُ‬ ‫ت ِيف بَت ْع ِ‬ ‫اضلَةُ َج َاز ْ‬‫َال ُة ٍّل مْنت ُه َما َحمَاسنُهُ َاَمثَالبُهُ‪َ ،‬اإِ ْن َج َازت الْ ُم َف َ‬
‫الَ ُ لِّ َها‪.‬‬
‫ف َم َع ه َذا ال َف ِر ِيق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لََق ْد فَضَّل ِ‬
‫صاح ُ ((ا ِإل ْمتَ ِاع َاالْ ُم َؤانَ َسة)) أَ ْن يَق َ‬ ‫َ َ‬
‫الوِز َير َل ْن‬ ‫اب‪ ،‬الِذلِ َ ِ‬ ‫احل ِّق ا َّ ِ‬ ‫َخ ِري ألَنَّهُ األَقْتر ُ ِ‬ ‫األ ِ‬
‫اب َ‬ ‫َج َ‬ ‫ك لْن َد َما أ َ‬ ‫الص َو َ‬ ‫ب إ َىل َْ َ‬ ‫َ‬
‫اح َد ٌ‬ ‫ني اأَداتَي ِهما ا ِ‬ ‫ِ‬
‫َن َم َّاد َ ال َفنِّ َ َ َ َ‬ ‫ني أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫احلِيَ ِاد ا ِإلَيَ ِ ِّ‬
‫ايب َا َختَ َم بِه‪ ،‬إِ ْذ بَت َّ َ‬ ‫َسئِلَتِ ِه بَ َدأَ بِ ْ‬
‫أْ‬
‫هذهِ الْ َم َّاد ِ َاال ُق ْد َِ َللَى تَطْ ِويعِ َها َِّبَا يُالَئِ ُم‬ ‫بِاألَص ِل‪ ،‬ابَِق ْد ِ إِجاد ِ استِخ َد ِام ِ‬
‫ََ ْ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫الد َ َج ِة‬‫اضلَةُ ِيف ُ ٍّل ِمْنت ُه َما َللَى ِح َد ٍ بِ َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الطَّْب َع َايَتْنبَث ُق م ْن َل ْف ِويَّته تَ ُةو ُن الْ ُم َف َ‬
‫ني البِ َدايَِة َاالنِّ ِهايَِة ت‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ٍ ٍِ ِ‬
‫ك ت بَ َ‬ ‫ض ِيف أَثْتنَاء ذل َ‬ ‫ُاىل َابَتْيتنَت ُه َما م ْن ج َهة ثَانيَة‪ ،‬ليَت ْع ِر َ‬ ‫األ َ‬
‫ض اآل َ ِاء‬ ‫سد َل ْر َ‬ ‫َي تَ َد ُّخ ٍل أَا تَت ْعلِ ٍيق يتُ ْف ُ‬ ‫دا ِن أ ِّ‬
‫ني م ْن ْ‬
‫االَتاه ِ ِ‬
‫صا ِ َِّ َ ْ‬ ‫آ َاءَ أَنْ َ‬
‫صا ِ النَّتثْ ِر أَنَّهُ ِمْنت ُه ْم‪َ ،‬ا ِلْن َد‬ ‫ِِ‬
‫أَا يُ َش ِّوُه َها‪َ ،‬ح ََّّت لَتَ ْشعَُر لَ َدع َل ْرضه آ َاءَ أَنْ َ‬
‫هذهِ ِسة األ َِدي ِ الع ِ‬
‫احلَ ِّق‬
‫امل ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّع ِر أَنَّهُ بَينَت ُه ْم‪َ ،‬ا ِ َ ُ‬ ‫اب الش ْ‬ ‫َصح ِ‬ ‫ِِ‬
‫َس ْرده أَفْ َةا َ أ ْ َ‬
‫الَّ ِذي يتتَسلَّح بِالنتَّزاه ِة ايتتَسامى بِالْم ِ ِ‬
‫اآلخ ِر فَتيَت ْف َه ُمهُ‬
‫َّع ُام ِل َم َع َ‬ ‫وضوليَّة ِيف التت َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ َ َ ََ َ َ‬

‫ـ ‪ 244‬ـ‬
‫ك ُْحَا ِاُهُ‪ ،‬يتُنَاقِ ُشهُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َ َما ُه َو الَ َ َما َْْحلُو ل َميله أَ ْن يَت ُق َ‬
‫ود فَت ْه َمهُ‪ُ ،‬ثَّ بَت ْع َد ذل َ‬
‫اآلخ ِر أَا َل َدِم‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ضه‪ ،‬يتؤيِّ ُده ‪ ....‬اه َذا ما يترتَبِ ُ ِ‬
‫ط َّبَ َدع اقْتنَاله ِب َذا َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫يَتْنت ُق ُدهُ‪ ،‬يَتْنت ُق ُ ُ ُ َ ُ‬
‫ال ِه بِِه‪.‬‬
‫اقْتِنَ ِ‬
‫ضرورة الموضوعيَّة‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫نَت َع ْم‪َِْ ،‬ح ُّق لِْل ُم َف ِّة ِر أَ ْن يَتتَت َع َّ‬
‫ص َ آل َائه َاَم َواقفه َانَظَريَّاته‪َ ،‬الة ْن الَ َْح ُّق لَهُ‬
‫اآلخ ِر‪َ ،‬االَ أَ ْن يَت ْف َه َمهُ َللَى طَ ِري َقتِ ِه أَا انْ ِطالَقاً ِم ْن َل َقائِ َديَّتِ ِه الَِّيت‬ ‫ِ‬
‫أَ ْن يُ َش ِّوَه ف ْةَر َ‬
‫وليَّ ٍة‪َ ،‬اه َذا َما َ ا َن َللَ ِيه‬ ‫تتُهيمن للَ ِيه ‪ ...‬إِ َّن األَمر َْحتَاج إِ َىل نتَزاه ٍة اموض ِ‬
‫َ َ ََ ُ‬ ‫َْ ْ ُ‬ ‫َ ُُ َ‬
‫ِِ‬ ‫أَبو حيَّان الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫ك يَتْنت َعى َللَى‬ ‫ض إِ َجابَتِ ِه‪َ .‬الذل َ‬ ‫يدي‪َ ،‬اأَ َّ َدهُ‪َ ،‬اانْطَلَ َق ِمْنهُ ِيف َل ْر ِ‬ ‫َ‬
‫َلص َق ُه ْم بِالْ ُمغَالَطَِة‪،‬‬ ‫ِِ ِ‬
‫ني تَطَُّرفَت ُهم الْ ُمبَالَ َغ فيه؛ الَّذي أَبْت َع َد ُه ْم َل ِن ا ْحلَ ِّق‪َ ،‬اأ َ‬ ‫صبِ َ‬ ‫الْ ُمتَت َع ِّ‬
‫االلتِ َد ِال ِيف فَت ْه ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُراََ ْ‬ ‫اض ِع‪َ ،‬اقَتَّربَت ُه ْم م َن الْ ُم َةابَتَرِ‪ .‬ليُت َؤِّ َد َ‬ ‫له ْم َل ِن التت ََّو ُ‬ ‫َاأَنْ ُ‬
‫االلتَِزا ِز بِ َّ‬ ‫َّطر ِ الْم ْقب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫الرأ ِي‬ ‫ول؛ ْ‬ ‫اآلخ ِر َا َل َدم َِبْسه َحقَّهُ‪ ،‬م ْن ُد ْان أَ ْن يَتْنفي َما للت ُّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫َن الْ ُمغَاالََ ِيف‬ ‫الدفَ ِاع لْنه‪ِ ،‬من فَتوائِ َد َُجٍَّة اجلِيلَ ٍة‪ .‬ا ِ‬
‫لةنَّهُ لَ َّما َا َج َد أ َّ‬ ‫االت ِ ِِ‬
‫ََ َ‬ ‫َّم ُّسك به َا ِّ َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ضاءَ َللَ َيها أ َْمٌر َغريُ‬ ‫َن ال َق َ‬ ‫اشئَةٌ ِم َن الطَّبَائِ ِع الْ ُم ْختَلِ َف ِة» َذ َه َ إِ َىل أ َّ‬ ‫التَّطَُّر ِ «نَ ِ‬
‫ِ‬
‫ول(‪:)5 1‬‬ ‫ك يَت ُق ُ‬ ‫ِمُْ ِة ٍن‪َ ،‬اِيف ذل َ‬
‫ِ‬
‫ص ْع ٌ ‪.‬‬ ‫اب‪ :‬إِ َّن ال َةالَ َم َللَى ال َةالَم َ‬ ‫« َ ا َن ا ْجلََو ُ‬
‫ال‪َ :‬اِملَ ؟‬ ‫قَ َ‬
‫َن ال َةالَم للَى األُموِ الْمعتم ِد فِيها للَى صوِ األُموِ اش ُة ِ‬
‫وهلَا‬ ‫لت‪ :‬أل َّ‬
‫ُ ُ َْ َ َ َ ُ َ ُ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫قُ ُ‬
‫ول ابني ما ي ُةو ُن بِا ْحلس ِن ِمُْ ِةن‪ ،‬افَضاء ه َذا مت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّس ٌع‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ َُ‬ ‫ُْ‬ ‫ني الْ َم ْع ُق َ َ َ َ َ‬ ‫الَِّيت تَتْنت َقس ُم بَ َ‬
‫ِِ‬ ‫االْمج ُ ِ ِ‬
‫س‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف‪ .‬فَأ ََّما ال َةالَ ُم َللَى ال َةالَم فَإنَّهُ يَ ُداُ َللَى نَت ْفسه‪َ ،‬ايَت ْلتَب ُ‬ ‫ال ف ِيه مُْتَل ٌ‬ ‫َ ََ‬

‫‪5 1‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.1 1‬‬

‫ـ ‪ 245‬ـ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َّح َو ِم َن الْ َمْن ِط ِق‪َ ،‬اَ ذل َ‬
‫ك النَّثْت ُر‬ ‫َّح ُو َاَما أَ ْشبَهَ الن ْ‬ ‫ضهُ بِبَت ْعضه‪َ ،‬اهل َذا َش َّق الن ْ‬ ‫بَت ْع ُ‬
‫ك‪.‬‬ ‫االشِّعر ا َللَى ذَلِ ِ‬
‫َ ُْ َ‬
‫ض ُرْاباً ِم َن ال َق ْوِل َملْ يَتْبتعُ ُد ْاا فِْيت َها ِم َن‬ ‫ني ُ‬ ‫ال النَّاس ِيف ه َذيِ ِن ال َفنَّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َاقَ ْد قَ َ‬
‫س الْ َم ْقبُت ْوِل‪ ،‬إِالَّ َما َخالَطَهُ ِم َن‬ ‫صا ِ الْ َم ْح ُم ْوِد‪َ ،‬االتتَّنَافُ ِ‬ ‫صف ا ْحلَ َس ِن‪َ ،‬اا ِإلنْ َ‬
‫الو ْ ِ‬
‫َ‬
‫ض الْم َةابَترِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ه َذيِ ْن ْ ِ‬ ‫َن ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلُلُ َقني الَ َخيْلُو م ْن بَت ْع ِ ُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ص ِ َاالْ َم ْحك‪ ،‬أل َّ َ‬ ‫َّع ُّ‬
‫التت َ‬
‫ان ا ْحلُ َّج ِة أَا‬‫صري لَه م ْدخل فِيما يتراد ََْت ِقي ُقه ِمن بتي ِ‬ ‫االْمغَالَطَِة‪ ،‬ابَِق ْد ِ ذلِ َ ِ‬
‫ُ ْ ََ‬ ‫ك يَ ُ ُ َ َ ٌ َ َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ضةٌ ِيف أ ُُموِ الدِّي ِن َا ُّ‬ ‫ِِ‬ ‫قُصوِها ل َّما يترام ِمن البتلُ ِ ِ‬
‫الدنْتيَا‪َ ،‬االَ‬ ‫وغ ِبَا‪َ ،‬اهذه آفَةٌ ُم ْع َِِت َ‬ ‫ُ َ َ َُ ُ َ ُ‬
‫السيِّئَ ِة‪ِ ،‬‬
‫لة ِِّن َم َع‬ ‫ات َّ‬ ‫اشئَةٌ ِمن الطَّبائِ ِع الْمختَلِ َف ِة‪ ،‬االعاد ِ‬ ‫مطْمع ِيف زا ِاهلا‪ ،‬ألَنتَّها نَ ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫َ َ َ ََ َ َ‬
‫اب ه َذا الش ِ‬ ‫اد ِ أَقُتو ُل ما ا َلْيتُهُ َلن أَ ب ِ‬ ‫اد ِ‪ ،‬ا ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َّأن‪،‬‬ ‫ْ َْ‬ ‫اخلُطَّة ال َة َّ ْ َ َ‬ ‫هذه الشَّوَ ة ا ْحلَ َّ َ‬
‫ص ْلتُهُ بِِه تَ ْة ِميالً‬ ‫ِِ‬ ‫االْمْنت ِم ِ‬
‫ك َا َ‬ ‫ني هل َذا ال َف ِّن‪َ ،‬اإِ ْن َل َّن َشيءٌ يَ ُةو ُن َش ْةالً لذل َ‬ ‫َ َُ َ‬
‫َخذاً بِا ْحلِيَاطَِة‪َ ،‬اإِ ْن َ ا َن‬ ‫اب‪ ،‬اصمداً(‪ِ ِ )5 2‬‬ ‫استِيعاباً لِْلب ِ‬ ‫ِ‬
‫ل ْلغَايَة‪َ ،‬اأ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫للش َّْرِح‪َ ،‬ا ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫وع فِ ِيه‪ ،‬االَ موص ٍ ِ‬ ‫الْ ُمْنتَت َهى ِمْنهُ َغ َري َمطْ ُم ٍ‬
‫ول إِلَيه‪َ ،‬ااهلل الْ ُمع ُ‬
‫ني»‪.‬‬ ‫َ َ ُ‬
‫وحدة األَصل‬
‫اح ٌد ِم ْن‬ ‫ني ا ِ‬ ‫ِ‬
‫َص َل ال َفنَّت َ‬‫َن أ ْ‬ ‫ُستَ ِاذهِ أَبِ ْي ُسلَْي َمان ِيف أ َّ‬ ‫ِ‬
‫يَتتَّف ُق أَبو َحيَّان ََ َم َع أ ْ‬
‫ث ِيف أ ََّاِل َمبَ ِادئِِه إِ َّما ِم ْن َل ْف ِو البَ ِد َيه ِة‪،‬‬ ‫ح ِ‬
‫يث قيَ ُام ُه َما بِالْ َةالَِم « اال َةالَ ُم يَتْنبَعِ ُ‬‫َ ُ‬
‫الرِايَِّة‪َ ،‬اإِ َّما أَ ْن يَ ُةو َن ُمَرَّ باً ِمْنت ُه َما‪َ ،‬افِْي ِه قِ َو ُاَهَا بِاألَ ْ ثَ ِر َااألَقَ ِّل؛‬
‫َاإِ َّما ِم ْن َ ِّد َّ‬
‫الرِايَِّة أَنَّهُ يَ ُةو ُن أَ ْش َفى‪،‬‬ ‫ضيلَةُ َ ِّد َّ‬ ‫ضيلَةُ ل ْف ِو الب ِديه ِة أَنَّه ي ُةو ُن أَص َفى‪ ،‬افَ ِ‬ ‫فَت َف ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ضيلَةُ الْ ُمَرَّ ِ ِمْنت ُه َما أَنَّهُ يَ ُةو ُن أ َ‬
‫افَ ِ‬
‫صوَ ُ‬ ‫َاىف‪َ .‬ا َلي ُ َل ْف ِو البَد َيهة أَ ْن تَ ُةو َن ُ‬ ‫َ‬
‫س فِ ِيه أَقَ َّل‪ ،‬ا َلي الْمرَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫صوَ ُ ا ْحل ِّ‬
‫الع ْق ِل فِ ِيه أَقَ َّل‪ ،‬الي َ ِّد َّ ِ‬
‫الرِايتَّة أَ ْن تَ ُةو َن ُ‬
‫َ ُ َُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ‬

‫‪5 2‬‬
‫صداً إليها‪ .‬لسان العرب ت صمد‪.‬‬
‫ص ْمداً للغاية‪ :‬أَي قَ ْ‬
‫ت َ‬

‫ـ ‪ 246‬ـ‬
‫ِ‬
‫ص ه َذا الْ ُمَرَّ ُ‬
‫ِ‬
‫ف‪َ .‬للَى أَنَّهُ إ ْن َخلَ َ‬ ‫ِمْنت ُها بَِق ْد ِ ق ْس ِط ِه ِمْنت ُه َما؛ األَ ْغلَ ُ َااأل ْ‬
‫َض َع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪ ،‬ا َشوائِ ِن التتَّع ُّس ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ف‪ َ ،‬ا َن بَليغاً َم ْقبُوالً َائعاً ُحلواً؛ ََْتتَضنُهُ‬ ‫َ‬ ‫م ْن َش َوائ التَّةل َ َ‬
‫س بَت ْع َد‬ ‫ِ‬ ‫لص ُدا ‪ ،‬اََتْتَلِسه اآل َذا ُن‪ ،‬اتَتْنتَ ِهبه الْمجالِس‪ ،‬ايتتَتنَافَ ِ ِ‬
‫س فيه الْ ُمنَاف ُ‬ ‫َ ُُ َ َ ُ ََ ُ‬ ‫ا ُّ ُ َ ُ ُ‬
‫ني البُتلَغَ ِاء ِيف النَّظْ ِم االنَّثْ ِر إََِّّنَا ُهو ِيف ه َذا الْمرَّ ِ‬ ‫س‪ .‬االتَّت َفاضل ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الْ ُمنَاف ِ َ ُ ُ َ‬
‫الواق ُع بَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاض َح‪،‬‬ ‫الع ْق ِل ِيف البَد َيهة أ َ‬
‫صوَ ُ َ‬ ‫وز أَ ْن تَ ُةو َن ُ‬ ‫صفاً‪َ .‬اقَ ْد ََيُ ُ‬ ‫الَّذي يُ َس َّمى تَأليفاً َاَ ْ‬
‫ك ِم ْن َغَرائِ ِ آثَا ِ النَّت ْف ِ‬ ‫الرِايتَِّة أَلْوح‪ ،‬إِالَّ أ َّ ِ‬‫س ِيف َّ‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫َن ذل َ‬ ‫ََ‬ ‫َاأَ ْن تَ ُةو َن ُ‬
‫صوَ ُ ا ْحل ِّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف نَت ْعتتُهُ‪َ ،‬اَ َسا‬ ‫الع ُم ْود الَّذي َسلَ َ‬ ‫َانَت َواد ِ أَفْت َعال الطَّبِ َيعة‪َ ،‬االْ َم َدا ُ َللَى َ‬
‫َصلُهُ»( ‪.)5‬‬ ‫أْ‬
‫ت ِيف‬ ‫َّوحي َد َّ ِ ِ‬ ‫َن الت ِ‬ ‫يَتْب ُدا ِم ْن ِخالَ ِل ه َذا الن ِّ‬
‫َّص أ َّ‬
‫ي الَ َُيْي ُل إ َ ْ‬
‫ىل ال َقطْ ِع َاالْبَ ِّ‬
‫ني للَى اآلخ ِر أَا ِيف قُصوِ أَح ِد َِها م َقا نَةً مع الث ِ ِ‬ ‫أَفْضلِيَّ ِة أ ِ‬
‫َن‬‫ك أ َّ‬ ‫َّاين‪ ،‬ذل َ‬ ‫ُ َ َ ُ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َحد ال َفنَّ ِ َ‬ ‫َ َ‬
‫ني ُمستَ ِقلَّ ِ‬
‫ني نَ ِظ ِريًّا‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اد َ ال َفنَّ ِ ِ ِ‬
‫صوغُ ال َةالَم يَ ُةو ُن يف طَ ِريق ْ‬ ‫ني َااح َد ٌ َاه َي ال َةالَ ُم‪َ ،‬ا َ‬ ‫َم َّ‬
‫َّم ُّة ِن ِم ْن تَالَِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َغري منُت ْفةني َل َمليًّا‪َ ،‬ال ُة ِّل طَ ِريق َحمَاسنُهُ َاَم َعايبُهُ‪َ ،‬ابَِق ْد الت َ‬
‫ال َاالبَت َهاءُ ِيف ال َف ِّن‪،‬‬ ‫اس ِن لَ َدع التت َّْرِي ِ يَ ُةو ُن ا ْجلَ َم ُ‬ ‫اص الْمح ِ‬
‫ص َااقْتنَ ِ َ َ‬
‫النَّت َقائِ ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض ُل‬ ‫ِّعر‪َ ،‬اقَ ْد يَ ُةو ُن م َن الشِّع ِر َما يَت ْف ُ‬ ‫ض ُل الش َ‬ ‫ك قَ ْد يَ ُةو ُن م َن النَّثْ ِر َما يَت ْف ُ‬ ‫َالذل َ‬
‫النَّثْتر‪ ،‬اه َذا ما ي ِ‬
‫ني‬ ‫ول إِ َّن الْ ُم َف َ‬
‫اضلَةَ بَت ْ َ‬ ‫َص ُّح ال َق ُ‬‫السل ِ بِالض َُّراَِ‪ .‬بَ ْل األ َ‬ ‫ص ُّح ِيف َّ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َس ِ‬
‫اس‪.‬‬ ‫الواحد إََّّنَا تَ ُة ْو ُن َللَى ه َذا األ َ‬ ‫ص ال َف ِّن َ‬ ‫ص ْو ِ‬
‫نُ ُ‬
‫أَنصار النَّثر‬
‫ت أَبَا َعابِ ٍد ال َك ْرِخي‬ ‫ِ‬
‫صا ِ النَّثْ ِر فَتيَت ُق ْو ُل‪َ « :‬س ْع ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ض التَّوحيدي آ َاءَ أَنْ َ‬ ‫يَت ْع ِر ُ‬
‫َص ُل أَ ْشَر ُ ِم َن‬ ‫صل ال َة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم‪َ ،‬االنَّظْ ُم فَت ْرلُهُ؛ َااأل ْ‬ ‫بن َعل ٍّي يَت ُق ْو ُل‪ :‬النَّثْت ُر أَ ْ ُ‬‫صال َح َ‬ ‫َ‬

‫‪5‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.1 2‬‬

‫ـ ‪ 247‬ـ‬
‫ات‪ ،‬فَأ ََّما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫ال َفرِع‪ ،‬اال َفرع أَنْت َقص ِمن األ ِ ِ ِ‬
‫ات َا َشائنَ ٌ‬ ‫َصل؛ لة ْن ل ُة ِّل َااحد مْنت ُه َما َزائنَ ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ ُْ‬
‫ص ُد ْا َن النَّثْتَر‪َ ،‬اإََِّّنَا‬ ‫َّاس ِيف أ ََّاِل َ الَِم ِهم يت ْق ِ‬ ‫يع الن ِ‬ ‫اهَرٌ‪ ،‬أل َّ‬ ‫زائِنات النَّث ِر فَ ِهي ظَ ِ‬
‫َْ‬ ‫َن َُجَ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ٍ ٍِ‬ ‫الي ٍة لا ِ ٍ‬ ‫يتتَتعَّرضو َن لِلنَّظْ ِم ِيف الث ِ ِ‬
‫ني‪.‬‬‫ث‪ ،‬اأ َْم ٍر ُم َع َّ ٍ‬
‫ضة‪َ ،‬ا َسبَ بَال َ‬ ‫َّاين بِ َد َ َ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫الس َم ِاء َللَى‬ ‫َن ال ُةتُ َ ال َق ِد ُْيَةَ َاا ْحلَ ِديثَةَ النَّا ِزلَةَ ِم َن َّ‬ ‫ال‪َ :‬اِم ْن َشَرفِ ِه أَيْضاً أ َّ‬ ‫قَ َ‬
‫ات ُ لَّتَِها َمْنثُوٌَ َمْب ُسوطَةٌ‪ُ ،‬متَبَايِنَةُ‬ ‫يد ا ِإل َهلِي مع اختِالَ ِ اللُّغَ ِ‬ ‫الرس ِل بِالتَّأيِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ِّ َ َ ْ‬ ‫أَلسنَة ُّ ُ‬
‫اد لِْل َوْزِن‪َ ،‬االَ تَ ْد ُخ ُل ِيف‬ ‫يف‪ ،‬ال تَتْنت َق ُ‬ ‫ال َد ُ األَبنِي ِة‪ ،‬مُْتَلِ َفةُ التَّصا ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫األَاز ِان‪ ،‬متَب ِ‬
‫َ َُ‬
‫ض َللَ ِيه َِّبَا‬ ‫ضهُ‪ ،‬أَا يتُ ْعتَتَر ُ‬ ‫وز أَ ْن يتُ َقابِلَهُ َما يَ ْد َح ُ‬ ‫يض؛ ه َذا أ َْمٌر الَ ََيُ ُ‬ ‫َلا ِ ِ‬‫األ َ‬
‫ضهُ(‪.)5 1‬‬ ‫ُْْح ِر ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ال‪َ :‬اِم ْن َشَرفِ ِه أَيْضاً أ َّ‬
‫ف‬ ‫الو ْح َد َ فيه أَظْ َه ُر‪َ ،‬اأَثتََرَها فيه أَ ْش َه ُر‪َ ،‬االتَّ َةلُّ َ‬ ‫َن َ‬ ‫قَ َ‬
‫يء إِالَّ َ ا َن‬ ‫الص َف ِاء أَقْترب‪ ،‬االَ تُوجد الوحد ُ َغالِبةً للَى ش ٍ‬ ‫ِمْنهُ أَبْت َع ُد‪َ ،‬اُه َو إِ َىل َّ‬
‫َ ُ َ َُ ََْ َ َ َ‬
‫ذلِك دلِيالً للَى حس ِن ذلِك الش ِ‬
‫َّيء َابَت َقائِِه‪َ ،‬ابَت َهائِِه َانَت َقائِِه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُْ‬
‫ك ُه َو طَبِيعِ ٌّي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫قَ َ ِ ِ ِ ِ‬
‫الو ْح َد ‪ َ ،‬ذل َ‬ ‫ال‪َ :‬ام ْن فَضيلَة النَّثْر أَيضاً َ َما أَنَّهُ إ َهل ٌّي ب َ‬
‫َن الوح َد َ ِيف ا ِإل َهلِيَّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات بَ ْدأٌَ‪َ ،‬اه َذا‬ ‫بِالبَ ْدأَ ‪َ ،‬االْبَ ْدأَُ ِيف الطَّبِيعيَّات َا ْح َد ٌ‪َ َ ،‬ما أ َّ َ ْ‬
‫َ الٌَم َخ ِطريٌ‪.‬‬
‫َن ا ِإلنْ َسا َن الَ يَتْن ِط ُق ِيف أ ََّاِل َحالِِه ِم ْن لَ ُد ِّن طُُفولِيَّتِ ِه إِ َىل‬ ‫ال‪ :‬أَالَ تَتَرع أ َّ‬ ‫قَ َ‬
‫يسوِ الْ ُمتَتَرِّد ِد‪َ ،‬االَ يُ َله ُم إِالَّ َذ َاك‪َ ،‬االَ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٍِ ِ ِ ِ‬
‫َزَمان َمديد إالَّ بالْ َمْنثُو الْ ُمتَبَدِّد‪َ ،‬االْ َم ُ‬
‫اخ ٌل ِيف‬ ‫الي‪ ،‬أَالَ تَترع أَنَّه د ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫وم‪ ،‬ألَنَّهُ صنَ ٌّ‬ ‫ك الْ َمْنظُ ُ‬ ‫يس َ ذل َ‬ ‫يتُنَاغي إال ب َذ َاك؛ َالَ َ‬
‫يف‪ ،‬مع تَتوقِّي ال َةس ِر‪ ،‬ااحتِم ِال أَصنَا ِ‬ ‫يد التَّألِ ِ‬ ‫اض اأَس ِر الوْزِن اقَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫ََ َ‬ ‫الع ُر ِ َ ْ َ َ‬ ‫صا ِ َ‬ ‫حَ‬

‫‪5 1‬‬
‫ت ْحرضه‪ :‬أي يفسده‪ .‬لسان العرب ت حرض‪.‬‬

‫ـ ‪ 248‬ـ‬
‫الربْت َوِ العِالِيَ ِة َد َخلَْتهُ اآلفَةُ ِم ْن ُ ِّل‬ ‫ك َّ‬ ‫ت َد َ َجتُهُ َل ْن تِْل َ‬
‫ِّ ِ‬
‫الز َحا ‪ ،‬ألَنَّهُ لَ َّما َهبَطَ ْ‬
‫احيَ ٍة‪.‬‬
‫نَ ِ‬
‫الذ ُ ِ ِ ِ‬ ‫الذ ِ‬ ‫اض بِ َّ‬ ‫قَ َ ِ ِ‬
‫يل‬
‫اق طبَال ٌّي؛ ق َ‬
‫اق‪َ ،‬ا َّ‬ ‫يل إِ َّن النَّظْ َم قَ ْد َسبَ َق َ‬
‫الع ُر َ‬ ‫ال‪ :‬فَإ ْن ق َ‬
‫الصنَائِ ِع‬ ‫ِ ِ‬ ‫اليًّا فَِإنَّه مَْ ُد ِ‬ ‫اق اإِ ْن َ ا َن ِطب ِ‬ ‫اب‪َّ :‬‬ ‫ِيف ا ْجلو ِ‬
‫اح َّ‬ ‫ام الف ْة ِر‪َ ،‬االف ْة ُر م ْفتَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الذ ُ َ‬ ‫ََ‬
‫اح األ ُُموِ ا ِإل َهلِيَّ ِة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫البَ َش ِريَِّة‪َ َ ،‬ما أ َّ‬
‫َن ا ِإل ْهلَ َام ُم ْستَ ْخ َد ٌم ل ْلف ْة ِر‪َ ،‬االف ْة ُر م ْفتَ ُ‬
‫ف‪ُ ،‬منَتَّزهٌ َل ِن الض َُّراَِ‪َ ،‬غ ِ ٌّ‬
‫ِن‬ ‫ال‪ :‬اِمن َشر ِ النَّثْ ِر أَيضاً أَنَّه مبتَّرأٌ ِمن التَّةلُّ ِ‬
‫ُ ََ َ‬ ‫قَ َ َ ْ َ‬
‫َّأخ ِري‪َ ،‬اا ْحلَ ِذ ْ االتَّ ْة ِري ِر‪َ ،‬اَما ُه َو أَ ْ ثَت ُر ِم ْن‬ ‫االلتِ َذا ِ ااالفْتِ َقا ِ ‪ ،‬االتَّت ْق ِد ِمي االت ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َل ِن ْ َ‬
‫استَتْنت َف ُداا َغايَاِتِِ ْم‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ْ‬ ‫اض ألَْبَاِبَا الذ َ‬ ‫ه َذا ِمَّا ُه َو ُم َد َّا ٌن ِيف ُ تُ ِ ال َق َو ِايف َا َ‬
‫الع ُر ِ‬
‫فِ َيها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال ِعيسى الوِزير‪ :‬النَّثر ِمن قِب ِل الع ْق ِل‪ ،‬االن ِ ِ‬
‫س‪،‬‬ ‫َّظم م ْن قبَ ِل ا ْحل ِّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ْ َ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َاقَ َ‬
‫يج‬ ‫ول النَّظْ ِم ِيف طَي ا ْحلِس دخلَت للَ ِيه اآلفَةُ‪ ،‬ا َغلَبت للَ ِيه الضَّرا ُ‪ ،‬ا ِ‬ ‫الِ ُدخ ِ‬
‫احت َ‬ ‫َُ َ ْ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ِّ ِّ َ َ ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫َص ِل الَّ ِذي ُه َو النَّثْت ُر‪.‬‬ ‫إِ َىل ا ِإل ْغض ِاء ل َّما الَ ََي ِ‬
‫وز مثْتلُهُ ِيف األ ْ‬ ‫ُُ‬ ‫َ َ‬
‫ص ِرِه بِالعَِر ِاق‪ :‬النَّثْت ُر‬ ‫ال ابن طََّرارَة(‪ )5 5‬ت اَ ا َن ِمن فُ ِ‬
‫ص َحاء أ َْه ِل َل ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َاقَ َ ُ َ‬
‫َحلَى‬ ‫َ ا ْحلَّرِ‪ ،‬االنَّظْم َ األَم ِة‪ ،‬ااألَمةُ قَ ْد تَ ُةو ُن أَحسن اجهاً‪ ،‬اأَدم َ ِ‬
‫ث َُشَائ َل‪َ ،‬اأ ْ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ َْ‬ ‫ُ َ ُ َ َ َ‬
‫وه ِر ا ْحلَُّرِ َاالَ بِ َشَر ِ ِل ْرقِ َها َا ِلْت ِق نَت ْف ِس َها‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ف بِ َةَرم َج َ‬ ‫وص ُ‬ ‫َحَرَ ات؛ إِالَّ أَنتَّ َها الَ تُ َ‬
‫ض ِل َحيَائِ َها‪.‬‬ ‫َافَ ْ‬
‫اىل ِيف التَّتْن ِز ِيل‪ { :‬إِذَا رَأَيتَهُم حَسِبْتَهُم لُؤْلُؤاً‬ ‫ال ‪ ‬تَت َع َ‬ ‫ال‪َ :‬الِ َشَر ِ النَّثْ ِر قَ َ‬ ‫َاقَ َ‬

‫مَنْثُورَا } ‪َ ،‬اَملْ يَت ُق ْل‪ :‬لُْؤلُؤاً َمْنظُوماً؛ َاَُنُ ُ‬


‫السم ِاء مْنتَثِرٌ اإِ ْن َ ِ‬
‫ان انْتِثَا ُ َها‬ ‫(‪)5 1‬‬
‫وم َّ َ ُ َ َ‬
‫‪5 5‬‬
‫ت ابن طرارة‪ :‬هو املعاىف بن ز ريا النَّهرااين‪ .‬ا دت ترُجته‪.‬‬
‫‪5 1‬‬
‫ت القرآن الكريم‪ :‬سو اإلنسان ت اآلية ‪.19‬‬

‫ـ ‪ 249‬ـ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫للَى انْتِظَ ٍام‪ ،‬إِالَّ أ َّ ِ‬
‫س‪ ’’ ،‬أل َّ‬
‫َن‬ ‫الع ْق ِل‪َ ،‬اانْتثَا َ َها ِيف َح ِّد ا ْحل ِّ‬ ‫َن نظَ َام َها ِيف َح ِّد َ‬ ‫َ‬
‫لصوَِ ال َقائِ َم ِة بِالْ ُق ْد َِ‘‘‪.‬‬‫ت الغَلَبَةُ لِ ُّ‬ ‫ت نَت ْف ُس َها َ انَ ْ‬
‫ِ‬
‫ا ْحل ْة َمةَ إِ َذا غُطِّيَ ْ‬
‫ِ(‪)5 1‬‬
‫الدولَة ‪ :‬ال َةالَ ُم الْ َمْنثُوُ أَ ْشبَهُ‬ ‫بن ُم َح َّم ٍد َ اتِ ُ ُرْى ِن َّ‬ ‫َح َم ُد ُ‬ ‫ال أ ْ‬ ‫َاقَ َ‬
‫اق َغريُهُ‪.‬‬ ‫اق َما الَ يَت ُر ُ‬ ‫الو ْش ُي يَت ُر ُ‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫ط‬‫بِالو ْش ِي‪ ،‬االْمْنظُوم أَ ْشبه بِالنِّ ِري(‪ )5 1‬الْمخطَّ ِ‬
‫ََ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ ُ َُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ال‪ ُ :‬نَّا ِيف نظَ ِام فُالَ َن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال‪ ُ :‬نَّا ِيف نثَا ِ فُالَ َن‪َ ،‬االَ يتُ َق ُ‬ ‫َايتُ َق ُ‬
‫استِيع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ابن ِه ْن ُدو(‪ِ )5 9‬‬
‫اب‬ ‫ال َةات ُ ‪ :‬إِذَا نُظَر ِيف النَّظْ ِم َاالنَّث ِر َللَى ْ َ‬ ‫َاقَ َ ُ‬
‫وم فِ ِيه‬ ‫َن الْ َمْنظُ َ‬ ‫الع َللَى َه َو ِادي ِه َما َاتَت َوالِي ِه َما َ ا َن أ َّ‬ ‫َح َواهلِِ َما َا َشَرائِ ِط ِه َما‪َ ،‬ااالطِّ ِ‬ ‫أْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت لَ َما‬ ‫نتَثْتٌر م ْن َا ْجه‪َ ،‬االْ َمْنثُوَ فيه نَظْ ٌم م ْن َا ْجه‪َ ،‬الَوالَ أَنتَّ ُه َما يَ ْستَ ِه َمان ه َذا النت ْ‬
‫َّع َ‬
‫اختَتلَ َفا‪.‬‬
‫ائْتتَتلَ َفا َاالَ ْ‬
‫َِّب ‪َ ‬ملْ يَتْن ِط ْق‬ ‫َن النِ َّ‬‫َنصا ِري( ‪ِ :)51‬م ْن َشَر ِ النَّثْ ِر أ َّ‬ ‫ب األ َ‬ ‫ابن َى ْع ٍ‬
‫ال ُ‬ ‫َاقَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬
‫إالَّ به آمراً َانَاهياً‪َ ،‬اُم ْستَخ ِْباً َامُِْباً‪َ ،‬اَهادياً َاَاالظاً‪َ ،‬ا َغاضباً َاَاضياً‪َ ،‬اَما ُسل َ‬
‫ص‪َ ،‬الَو تَ َس َاايَا‬ ‫وط ِه َل ْن َد َ َج ِة النَّثْ ِر‪َ ،‬االَ نتُِّزَه َلْنهُ إِالَّ لِ َما فِ ِيه ِم َن النَّت ْق ِ‬‫النَّظم إِالَّ ِهلب ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪5 1‬‬
‫ت أَغل الظن أَنَّه ابن ثوابه‪ .‬ستتأِت ترُجته‪.‬‬
‫‪5 1‬‬
‫الصتحاح‪ :‬للتم الثَّتوب احلمتته أَيضتاً‪.‬لس ان الع رب ت‬
‫ت النِّريُ‪ :‬القص ُ ااخليوط إذا اجتمعتت‪ ،‬االنِّتري العلتم‪ ،‬ايف ِّ‬
‫نري‪.‬‬
‫‪5 9‬‬
‫الشتالر‪ .‬تان أَحتد تَّتاب اإلنشتاء يف‬ ‫َّ‬ ‫ت ابن هندو‪ :‬هو للي بن احلسني أَبو الفرج بن هندا الةاتت األَديت‬
‫ديتوان لضتتد الدَّالتتة‪ ،‬ا تتان متفلستتفاً لتته مؤلَّفت ٌ‬
‫تات طبتتع منهتتا الكل م الروحانيَّ ة‪ .‬تتان حيًّتتا َنتتو ستتنة بضتتع‬
‫لشتتر اأَ بعمئتتة‪ .‬لتته ترُجتتة يف‪ :‬يتيم ة ال دَّهرت ت ج ت ت ص‪ 91‬ت ت‪ ، 91‬ف وات الوفي ات ت ج ت ت ص ‪،1‬‬
‫األَعالم ت ج‪1‬ت ص‪.211‬‬
‫ت اب ن ىع ب األَنص اري‪ :‬هتتو أَبتتو احلستتن للت ٌّتي بتتن عت ٍ األَنصتتا ي املعتتتزِل‪ .‬اصتتفه التَّوحيت ُّ‬
‫‪51‬‬
‫الص داقة‬
‫تدي يف َّ‬
‫والصديق بأَنَّه «الدَّاهية اليت ال ترام» (ص‪ .) 9‬ايف البص ائر وال َّذخائر(ق) بقولته‪ « :‬تان أَديبتاً متةلِّمتاً‬ ‫َّ‬
‫جاحظيًّتتا حافظ تاً‪ ،‬ا تتان يتتذه ُ م تتذه ابتتن اإلخشتتيد» (ج‪2‬ت ت ص‪ .)21‬ااب تتن اإلخشتتيد هتتو أَبتتو بة تتر‬
‫أَمحد بن للي بن معجو أَحد شيوخ املعتزلة‪ .‬تويف سنة ‪ 21‬هت‪ .‬الفهرست ت ص ‪.22‬‬

‫ـ ‪ 251‬ـ‬
‫ُجي ِع الْمو ِ‬
‫اضي ِع‪،‬‬ ‫ص بأَ ْشرفِ ِهما الَّ ِذي هو أَجو ُل ِيف َِ‬ ‫ِِ‬
‫ََ‬ ‫َُ ْ َ‬ ‫اختَتلَ َفا ُخ َّ َ َ َ‬ ‫لَنَطَ َق ِب َما‪َ ،‬الَ َّما ْ‬
‫َجلَ ُ لِ ُة ِّل َما يُطْلَ ُ ِم َن الْ َمنَافِ ِع‪.‬‬
‫َاأ ْ‬
‫َّأن‪َ ،‬الِ ْمن يَتتَت َو َّخى‬ ‫صره لِب ِ‬
‫اغي ه َذا الش ِ‬ ‫فَه َذا قَلِ ِ ِ ِ‬
‫يل م ْن َ ث ٍري ِمَّا يَ ُةو ُن تَتبَ ُّ ُُ َ‬ ‫ٌ‬
‫َح ِديثَهُ ِلْن َد ُ ِّل إِنْ َسان» ‪.‬‬
‫ٍ (‪)511‬‬

‫ال َةاتِ َ يَت ُق ُ‬ ‫ِ‬


‫صا ِري‪َ :‬س ْع ُ‬
‫(‪)512‬‬
‫ول‪ :‬لَو‬ ‫ابن ثَ َوابَةَ‬
‫ت َ‬ ‫« َاقَ َال لَنَا األَنْ َ‬
‫اخلُطَبَ ِاء الَّ ِذين َذبُّوا‬ ‫َّاب البَالَ َغ ِة‪َ ،‬ا ْ‬ ‫اب النَّث ِر ِمن ُ ت ِ‬
‫ْ‬
‫َصح ِ‬ ‫َّحنَا ما َ ِ‬
‫صا َ إ َىل أ ْ َ‬ ‫صف ْ َ‬ ‫تَ َ‬
‫َّها ُ بِِه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫الدالَِة‪ ،‬اتَ َةلَّموا ِيف صنُو ِ أ ِ‬
‫يل َاالنت َ‬‫َح َداث َها َافُتنُون َما َجَرع الل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َل ِن َّ َ ُ‬
‫اس ُد‪َ ،‬اُملَّ بِِه الش ُ‬ ‫الرتْق‪ ،‬ا تِق بِِه ال َفْتق‪ ،‬اأُصلِح بِِه ال َف ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ب‬‫َّعث‪َ ،‬اقُتِّر َ‬ ‫ُ َ ْ َ‬ ‫ِمَّا فُت َق بِه َّ ُ َ ُ َ‬
‫اط ُل‪ ،‬لَ َةا َن يُ ِويف‬ ‫احل ُّق‪ ،‬اأُب ِطل بِِه الب ِ‬ ‫يد‪ ،‬ابت ِّع َد بِِه ال َق ِري ‪ ،‬احق ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ِّق به َْ َ ْ َ َ‬ ‫ُ َُ َ‬ ‫به البَع ُ َ ُ‬
‫يض‪،‬‬ ‫يد‪َ ،‬اَهلَ َج بِال َق ِر ِ‬ ‫صُ‬ ‫الك ال َق ِ‬ ‫ِّعر َا َ‬ ‫ِ ِ‬
‫صا َ إ َىل َُجي ِع َما قَ َال الش ُ‬ ‫َللَى ُ ِّل َما َ‬
‫صَرا َ الْ َم ْح ُر ِام‪،‬؛‬ ‫ااستَماح بِالْمر َمح ِة؛ ااقَف موقِف الْمظْلُ ِوم‪ ،‬اانْصر َ انْ ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ ْ َ َ َ ْ َ ََ َ َ َ َ‬
‫اخلَلِي َف ِة‪،‬‬
‫اهي بِالبَ ِد َيه ِة‪ِ ،‬م ْن َاِزي ِر ْ‬ ‫يض‪ ،‬اي ِد ُّل بِالنَّظ ِم‪ ،‬ايتب ِ‬
‫َ َُ‬
‫ِ ِ‬
‫َين َم ْن يَت ْفتَخ ُر بال َق ِر ِ َ ُ‬
‫َاأ َ‬
‫ان ِ ِ ِ‬ ‫السِّر‪ ،‬اِِمَّن لَيس ب ِ ِِ ِ ِ‬ ‫اِمن ص ِ‬
‫صاحبِه َااسطَةٌ‪َ ،‬االَ بِ َ‬
‫ني‬ ‫ني ل َسانه َال َس َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ِّ َ‬
‫اح ِ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ال ٍر لِْل ِخ ْد َم ِة أَا لِلتَّة ُْرَم ِة؟! َاَم ََّت قَت َع َد‬
‫أُذُنِِه اأُذُنِِه ِحجاب؟! امَّت قَام اِزير لِ َش ِ‬
‫َ ٌ ََ َ َ َ ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني يَ َدي‬ ‫َاِز ٌير ل َشال ٍر َللَى َ َجاء َاتَأم ٍيل ؟! بَ ْل الَ تَتَرع َشالراً إِالَّ قَائماً بَ َ‬
‫ف طَالِباً‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ف‪ ،‬يَ ْستَت ْعط ُ‬ ‫اد ال َة ِّ‬ ‫اس َ ِ‬
‫ط اليَد‪ِ ،‬مَْ ُد َ‬
‫خلِي َف ٍة أَا اِزي ٍر أَا أ َِم ٍري ب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫احلِرم ِ‬ ‫اخلو ِ ِمن ْ ِ‬ ‫ايستَترِحم سائِالً؛ ه َذا مع ِّ ِ‬
‫ان‪َ ،‬ا َخطَ ِر‬ ‫اخلَيبَة َا ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫الذلَّة َاا ْهلََو ِان‪َ ،‬ا َْ‬ ‫ََ‬ ‫ََ ْ ْ ُ َ‬

‫‪511‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪1 2‬ت ‪.1 5‬‬
‫‪512‬‬
‫ت ابن ثوابة‪ :‬هو أَبو العبَّاس أَمحد بن حممد بن خالد بن ثوابتة الةاتت املشتهو ‪ .‬تتويف ستنة ‪21‬ه ت‪111/‬م أَا‬
‫‪211‬هت‪19 /‬م‪ .‬ترُجته يف الفهرست ت ص ‪ ،111‬معجم األُدباء ت ج‪11‬ت ص‪.91‬‬

‫ـ ‪ 250‬ـ‬
‫ِ ٍ‬ ‫اب ََي ِري‪ ،‬ا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ ِ‬
‫ض‪ُ ،‬ثَّ‬‫ض‪َ ،‬ا نَاية تَت ْع َِِت ُ‬ ‫الرِّد َللَيه ِيف لَْفظ ُيَُُّر‪َ ،‬اإِ ْلَر ٍ ْ َ ْ‬
‫است َعا ٍَ تَت ْع ِر ُ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ي ُةو ُن م ْقلِيًّا م ِشيناً َِّبَا يظَ ُّن بِِه ِمن ِاهلج ِاء الَّ ِذي ََّّبَا دالَّه ِيف حوم ِة الْمو ِ‬
‫ُ َ ُ ََْ َْ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫اح َ البَالَ َغ ِة ِم ْن ه َذا‬ ‫اجل ِسي ِم ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِِ ِ‬
‫َ‬ ‫َاقَ ْد بَتَّرأَ اهللُ تَت َع َاىل بإ ْح َسانه ال َقد ِْمي َاَمنِّه َْ‬
‫ُ لِّ ِه‪َ ،‬اَ َفاهُ ُم ُؤانَةَ الغَ ْد ِ ‪َ ،‬االضََّرَ فِ ِيه‪.‬‬
‫هذهِ األَ ْ نَا ِ الَ يتُْل َح ُق َش ُأاهُ‪َ ،‬ا الَ‬ ‫ال ِيف ِ‬ ‫ابن ثَ َوابَةَ إِذَا َج َ‬ ‫ال‪َ :‬اَ ا َن ُ‬ ‫قَ َ‬
‫يُ َش ُّق غُبَا ُهُ‪َ ،‬االَ يُطْ َم ُع ِيف َج َوابِِه»( ‪.)51‬‬
‫ضائِ َل النَّثْ ِر َللَى‬ ‫ِ‬ ‫للَى ِ‬
‫ول إِ َّن أَبَا َحيَّان يُةث ُ‬
‫ِّف فَ َ‬ ‫يع ال َق َ‬‫ضوء َما َسبَ َق نَ ْستَط ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ ِ(‪)511‬‬ ‫الشِّع ِر‪ ،‬بِاس ِم أَنْصا ِهِ‪ِ ،‬يف النَّت َق ِ‬
‫اط التَّاليَة ‪:‬‬ ‫ْ ْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّعبِ ِري َل ْن أَفْ َةا َِها‬‫َّاس تَت ْل َجأُ إِلَيه للتت ْ‬ ‫َص ُل ال َةالَم‪َ ،‬االن ُ‬ ‫أ ََّولا‪ :‬الن ُ‬
‫َّثر أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض ُراٍَ أَا‬ ‫لجأُ إِلَيه إِالَّ َل ْن َ‬ ‫َص ٍل َاالَ يُ َ‬ ‫ِّعر فَت ُه َو فَت ْرعٌ م ْن أ ْ‬ ‫َا َل َواطف َها ‪ ...‬أ ََّما الش ُ‬
‫اج ٍة‪.‬‬
‫َح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ك أَقْتَر ُ‬‫الصْنت َع ِة‪ ،‬قَ ِري ٌ ِم ْن َسالَ َس ِة الطَّْب ِع‪ ،‬فَت ُه َو بِذل َ‬
‫َّثر بَعِي ٌد َل ِن َّ‬ ‫ثَاني ا‪ :‬الن ُ‬
‫ف‪ُ ،‬منَتَّزهٌ َل ِن الض َُّراَِ‪َ ،‬غ ِ ٌّ‬
‫ِن‬ ‫إِ َىل ال َف ِّن؛‪’’...‬إِ َّن ِمن َشر ِ النَّثْ ِر أَنَّه مبتَّرأٌ ِمن التَّةلُّ ِ‬
‫َُ َ‬ ‫ْ َ‬
‫َّأخ ِري‪َ ،‬اا ْحلَ ْذ ِ َاالتَّة ِري ِر …‪.‘‘.‬‬ ‫ِ‬
‫االلتِ َذا ِ ااالفْتِ َقا ِ ‪ ،‬االتَّت ْقد ِمي االت ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َل ِن ْ َ‬
‫اض اأَس ِر الوْزِن اقَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يد‬ ‫الع ُر ِ َ ْ َ َ‬ ‫صا ِ َ‬ ‫ِّعر فَت ُه َو صنَال ٌّي‪َ ’’ ،‬داخ ٌل ِيف ح َ‬ ‫أ ََّما الش ُ‬
‫الز َحا ِ ‘‘‪.‬‬ ‫َصنَا ِ ِّ‬ ‫يف‪ ،‬مع تَتوقِّي ال َةس ِر ا ِ ِ‬
‫احت َمال أ ْ‬ ‫التَّألِ ِ‬
‫ْ َ ْ‬ ‫ََ َ‬
‫اخللَ َف ِاء االوز ِاء‪ِِِ ،‬بالَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّثر بَِريءٌ م َن التتََّزلف َاالتَّ َة ُّس أ ََم َام ُْ َ ُ َ َ‬ ‫ثَالثا‪ :‬الن ُ‬
‫ف‪.‬‬‫اد ال َة ِّ‬ ‫اس َ ِ‬ ‫َّال ِر الَّ ِذي الَ نتَراه إِالَّ قَائِماً؛ ب ِ‬‫الش ِ‬
‫ط اليَد‪ِ ،‬مَْ ُد َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫‪51‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪1 1‬ت ‪.1 1‬‬
‫ت أَا د الت ُّتد تو لفيتتف ِبنستي معظتتم هتتذه النِّقتاط يف تابتته‪ :‬فلس فة الف ن عن د التَّوحي دي ت ص ‪ .111‬اقتتد‬ ‫‪511‬‬

‫َّوحيدي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫شاِبناه فيها‪ ،‬احافظنا للى لفظه يف جلِّها اإن نَّا معا مل َنتهد فيها لوضوحها يف ِّ‬
‫نص الت‬

‫ـ ‪ 252‬ـ‬
‫ِن ا ْجلَ ِم ِيل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الو ْح َد ُ ِيف النَّث ِر َااض َحةٌ‪َ ،‬اه َي م ْن َلنَاص ِر َ‬
‫الع َم ِل ال َف ِِّّ‬ ‫َرابع ا‪َ :‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َاُه َو ِيف َا ْح َدته إِ َهل ٌّي‪َ ،‬ا َسبَ ُ َا ْح َدته ِيف َ ونه طَبِيع ٌّي بِالبَ ْدأَ ‪َ ،‬اُه َو م ْن قبَ ِل َ‬
‫الع ْق ِل‪،‬‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫ت َللَيه اآلفَةُ‪َ ،‬ا َغلَبَ ْ‬
‫ِ‬
‫ول النَّظْ ِم ِيف طَ ِّي ا ْحل ِّ‬
‫س َد َخلَ ْ‬ ‫فِيما النَّظْم ِح ِّس ٌّتي‪’’ ،‬الِ ُدخ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َص ِل الَّ ِذي ُه َو‬ ‫للِ ِيه الضَّرا ُ‪ ،‬ااحتِيج إِ َىل ا ِإل ْغض ِاء ل َّما الَ ََي ِ‬
‫وز مثْتلُهُ ِيف األ ْ‬‫ُُ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫النَّثْت ُر‘‘‪.‬‬
‫السما ِايَّةَ نَتزلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت بِه‪َ ،‬االن ُّ‬
‫َِّب‬ ‫َ ْ‬ ‫َن ال ُةتُ َ َّ َ‬ ‫ِّع ِر أل َّ‬
‫َّثر أَ ْشَر ُ م َن الش ْ‬ ‫َخامسا‪ :‬الن ُ‬
‫تَت َع َام َل بِالنَّثْ ِر َاَملْ يَتتَت َع َام ْل بِالش ْ‬
‫ِّع ِر‪.‬‬
‫لة ْن الَ‬ ‫ات فَتلَيس ه َذا م َةانتَها‪ ،‬ا ِ‬ ‫االدلاء ِ‬ ‫ِّ‬ ‫يد أَ ْن ََنوض ِيف نتَ ْق ِد ِ‬
‫هذهِ‬ ‫الَ نُِر ُ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫بُ َّد ِم َن ا ِإل َشا َِ إِ َىل أَنتَّ َها ُ لَّ َها‪َ ،‬افْ َق الْ َمْنظُوِ الَّ ِذي َم َّه َد بِِه أَبو َحيَّان‪ ،‬الَ تَت ْع ُدا‬
‫اضلَ ِة بَينَت َها َغريُ َسلِي ٍم‬
‫اس الْ ُم َف َ‬
‫َس َ‬ ‫يم ِة‪ ،‬أل َّ‬
‫َن أ َ‬
‫س َّ ِ‬
‫السل َ‬ ‫ُس ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ ونتَ َها َمَزال َم تَت ْفتَق ُر إ َىل األ ُ‬
‫َاالَ قَ ِو ٍمي‪.‬‬
‫أَنصار الشِّعر‬
‫ص ِه‪،‬‬‫أ ََّما الشِّعر أَ ِا النَّظْم فَتلَه أَنْصا ه الَّ ِذين َذاداا لْنه‪ ،‬اَ َش ُفوا لن خصائِ ِ‬
‫َْ َ َ‬ ‫ُ ُ َ ُُ َ َ َ ُ َ‬ ‫ُْ‬
‫ني إِيَّاهُ ِِبَا َللَى النَّثْ ِر‪َ ،‬اُيُْ ِة ُن إِ ُْجَا ُهلَا َللَى ََْن ِو َما أَاَ َد َها‬ ‫اسنِ ِه‪ ،‬م َف ِّ ِ‬
‫امزاياه‪ ،‬اَحم ِ‬
‫ضل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ َ ُ َ َ‬
‫ِ (‪)515‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يما يَلي ‪:‬‬ ‫التَّوحيدي ف َ‬
‫َخ ُر ا ْتَِق ٍاء‬
‫َخَر تَأ ُّ‬ ‫َن الشِّعر الَ ِحق للَى النَّثْ ِر ا ِ‬
‫لة َّن ه َذا التَّأ ُّ‬ ‫َ‬ ‫يح أ َّ ْ َ ٌ َ‬ ‫صح ٌ‬
‫أ ََّولا‪ِ :‬‬
‫َ‬
‫َسَرا ُهُ‪َ ،‬الَهُ َم َةانَةٌ الَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخر ََتَلُّ ٍ‬
‫ُصولُهُ َاقَت َوال ُدهُ َاأ ْ‬
‫ِّع ُر فَ ٌّن ُم ْستَق ٌل لَهُ أ ُ‬ ‫ف‪ ،‬فَالش ْ‬ ‫الَ تَأ ُّ ُ‬
‫يع أَ ْن يَت ْرقَى إِلَ َيها إِالَّ الْ ُم ِج ُ‬
‫يدا َن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يَ ْستَط ُ‬

‫ت أَا د الت ت ُّتد تو لفي تتف ِبنس تتي أَيضت تاً معظ تتم ه تتذه النِّقت تتاط يف تاب تته‪ :‬فلس فة الف ن عن د التَّوحي دي ت ت‬ ‫‪515‬‬

‫ص ‪ 111‬ت ‪.111‬‬

‫ـ ‪ 253‬ـ‬
‫ِّعر‬ ‫ِِ‬ ‫وسي َقى‪ ،‬الَيس لِلنَّثْ ِر بِالْم ِ‬ ‫ثَانِي ا‪ :‬الشِّعر م ِ‬
‫ك فَالش ُ‬ ‫وسي َقى َل ْه ٌد‪َ ،‬الذل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫اهُر‬‫اح ُده الَّ ِذي يتغَ َّىن‪ « ،‬االغِناء معرا ُ الشَّر ِ ‪ ،‬ل ِجي األَثَِر‪ ،‬ل ِزيز ال َق ْد ِ ‪ ،‬ظَ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ َ ُْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫ب‪َ ،‬اتَت ْف ِر ِ‬
‫يج‬ ‫ب الطَّر ِ‬ ‫اجتِالَ ِ‬ ‫الع ْق ِل‪َ ،‬اتَتْنبِ ِيه النَّت ْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫النَّت ْف ِع ِيف ُم َعايَتنَ ِة ُّ‬
‫َ‬ ‫س‪َ ،‬ا ْ‬ ‫اح‪َ ،‬اُمنَا َغا َ‬ ‫الر ِ‬
‫الع ْه ِد‪.)511(»...‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ُةَر ِب‪َ ،‬اإِثَا َِ ا ْهلَّز ‪َ ،‬اإِ َل َاد العَّزِ‪َ ،‬اإِذْ َ ا ِ َ‬
‫ُّعَر ِاء َح ْلبَةٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب إِ َىل النُّت ُف ِ‬ ‫ِ‬
‫وس َاأَ ثَت ُر َش ْعبِيَّةً َاح ْة َمةً‪ ،‬فَللش َ‬ ‫ثَالث ا‪ :‬الش ُ‬
‫ِّعر أَقْتَر ُ‬
‫الَيس لِْلبتلَغ ِاء ِمثْتلُها‪ .‬اِيف تَت ْف ِ ِ‬
‫ول أَبو َحيَّان‪:‬‬ ‫ك يَت ُق ُ‬ ‫ص ِيل ذل َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َُ‬
‫اها ِم ْن َه ُؤالَ ِء العُلَ َم ِاء‬ ‫ِ‬
‫َّل بِه النَّظْ ُم َللَى النَّث ِر فَأَ ْشتيَاءُ َس ْعنَ َ‬
‫«اأ ََّما ما يت َفض ِ‬
‫َ َ ُ ُ‬
‫ضلِ ِه ْم ُم ْزَد ِهراً‪،‬‬‫اض فَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت َسَاءُ ل ْلم ِهم َد ُا اً‪َ ،‬اَِْب ُر أ ََدِب ْم ُمتَالَطماً‪َ ،‬اَ ُ‬
‫ِِ‬
‫ين َ انَ ْ‬
‫َّ ِ‬
‫ا لذ َ‬
‫ض ُرِين ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا َُشْ ِ ِ‬
‫س ح ْة َمت ِه ْم طَال َعةً‪َ ،‬انَا ُ بَالَ َغت ِه ْم ُم ْشتَعلَةً‪َ ،‬اأَنَا ِآِت َللَى َما َْْح ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ضيًّا‪َ ،‬اِذ ْ ُرُه ْم َللَى َمِّر‬ ‫ك‪ ،‬مْنسوباً إِلَي ِهم‪ ،‬اَْحمسوباً َهلم‪ ،‬لِي ُةو َن حقُّهم بِِه م ْق ِ‬
‫َ ُْ َ‬ ‫ْ َ ُ ُْ َ‬ ‫ذل َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ان طَ ِريًّا‪.‬‬‫الزم ِ‬
‫ََّ‬
‫أس َها‪،‬‬ ‫المي(‪ِ :)511‬من فَضائِ ِل النَّظْ ِم أَ ْن صا لَنَا ِصنَالةً بِر ِ‬ ‫الس ِ‬‫ال َّ‬ ‫قَ َ‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫اتَ َةلَّم النَّاس ِيف قَتوافِيها‪ ،‬اتَتو َّسعوا ِيف تَ ِ‬
‫صَّرفُوا ِيف‬ ‫صا ِيف َها َا َل ُراض َها‪َ ،‬اتَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫الش ِري َفة‪ِ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استُ ْخ ِز َن ف َيها م ْن آثَا ِ الطَّبِ َيعة َّ‬ ‫ِ‬
‫ُِبُوَِها‪َ ،‬ااطَّلعُوا َللَى َل َجائ ِ َما ْ‬
‫هذهِ ال ُذ اِ الش ِ‬
‫َّامَ ِة‪،‬‬ ‫ص ر لن ِ‬ ‫الص ِادقَ ِة؛ اما َه َة َذا الن ِ‬ ‫َا َش َو ِاه ِد ال ُق ْد َِ َّ‬
‫َْ‬ ‫َّثر‪ ،‬فَإنَّهُ قَ َّ َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ِّس ِاء‬ ‫اص ِة ا ِ‬
‫الع َّامة‪َ ،‬االن َ‬ ‫اخلَ َّ َ َ‬ ‫ني ِم َن ْ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ك بِ ْذلَةً ل َةافَّة النَّاطق َ‬
‫ِ‬
‫صا َ بِذل َ‬ ‫اال ُقلَّ ِة ِ ِ‬
‫العاليَة‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ان‪.‬‬ ‫الصبتي ِ‬
‫َا ِّ ْ َ‬

‫‪511‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.1 1‬‬
‫‪511‬‬
‫الس المي‪ :‬هتتو أَبتتو احلستتن حممتتد بتتن لبتتد اهلل ال َّستتالمي‪ ،‬متتن ستتتاق بيهتتق متتن نيستتابو ؛ اتت ٌ موفَّت ٌتق‪ ،‬لتته‬
‫ت َّ‬
‫تتتاب التَّ اريخ ف ي أَخب ار ولة خراس ان‪ ،‬اغ تتريه‪ .‬تتتويف س تتنة ‪ 9‬هت ت‪1 /‬م‪ .‬يتيم ة ال دَّهر ت ت ج‪2‬ت ت‬
‫ص‪ ، 95‬اىشف المنون ت ج‪1‬ت ص‪ ،292‬الكنى واألَلقاب ت ج‪2‬ت ص‪. 19‬‬

‫ـ ‪ 254‬ـ‬
‫ضائِ ِل النَّظ ِم أَنَّهُ الَ يتُغَ َّىن َاالَ ُْْح َدع إِالَّ ِِبَيِّ ِدهِ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َاقَ َال أَيضاً‪ :‬م ْن فَ َ‬
‫َاالَ يتُ َؤَّه ُل لِلَ ْح ِن الطَّْنطَنَ ِة ‪َ ،‬االَ ُْحَلَّى بِا ِإلي َق ِاع َّ‬
‫الص ِح ِ‬ ‫‪511‬‬
‫يح َغريُهُ‪ ،‬أل َّ‬
‫َن‬
‫اس ُ إِالَّ بَت ْع َد ا ْشتِ َم ِال‬ ‫ات ا َّ ِ‬ ‫ات‪ ،‬ا ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َةنَات‪ ،‬الَ تَتتَتنَ َ‬ ‫احلََرَ َ‬ ‫الطَّْنطَنَات َاالنَّت ْقَر َ‬
‫الوْزِن َاالنَّظْ ِم َللَ َيها‪َ ،‬الَو َ ا َن فُعِ َل ه َذا بِالنَّثْ ِر َ ا َن َمْنت ُقوصاً‪َ َ ،‬ما لَو َملْ يتُ ْف َع ْل‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ه َذا بِالنَّظْ ِم لَ َةا َن َْحم ُسوساً؛ َاالغنَاءُ َم ْع ُرا ُ الشََّر َلجي ُ األَثَِر… َاَما الَ‬
‫صى َل َد ُدهُ‬ ‫ُْْح َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫يت ِم َن الشِّع ِر‪َ ،‬االَ يتُ َق ُ‬ ‫ِ‬ ‫هذهِ ِّ‬ ‫ال‪ :‬ما أَحسن ِ‬
‫الر َسالَةَ لَو َ ا َن ف َيها بَ ٌ‬ ‫َايتُ َق ُ َ ْ َ َ‬
‫صوََ الْ َمْنظُ ِوم َْحم ُفوظَةٌ‪،‬‬ ‫َن ُ‬ ‫ِّعَر لَو َ ا َن فِ ِيه َشيءٌ ِم َن النَّثْ ِر‪ ،‬أل َّ‬ ‫َح َس َن ه َذا الش ْ‬ ‫َما أ ْ‬
‫ضائِ َعةٌ‪.‬‬
‫صوََ الْ َمْنثُوِ َ‬ ‫َا ُ‬
‫وج ُد إِالَّ فِ ِيه‪،‬‬ ‫َّواه َد الَ تُ َ‬
‫َن الش ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫م‬‫ض ِل النَّظْ ِ‬‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬‫ال ابن نَباتَةَ(‪ِ :)519‬‬
‫َاقَ َ ُ َ‬
‫َّح ِويِّ ِ‬
‫ني‬ ‫َن العُلَ َماءَ َاا ْحلُ َة َماءَ َاال ُف َق َهاءَ َاالن ْ‬ ‫َاا ْحلُ َج َج الَ تُت ْؤ َخ ُذ إِالَّ ِمْنهُ‪ ،‬أ َْل ِِن أ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّع ِر‘‘‪َ ،‬ا’’ الش ْ‬
‫ِّع ُر قَ ْد‬ ‫ال الشَّال ُر‘‘‪َ ،‬ا’’ ه َذا َ ثريٌ ِيف الش ْ‬ ‫َااللُّغَ ِويِّني يَت ُقولُو َن‪ ’’ :‬قَ َ‬
‫ِّع ُر ُه َو ا ْحلُ َّجةُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أَتَى بِِه‘‘‪ ،‬اللَى ه َذا الشَّالر ِ‬
‫صاح ُ ا ْحلُ َّجة‪َ ،‬االش ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ‬
‫ال الْ َخالِع ‪ :‬لِلشُّعر ِاء ح ْلبةٌ‪ ،‬الَ ِ ِ‬
‫يس ل ْلبُتلَغَاء َح ْلبَةٌ‪َ ،‬اإِ َذا تَتتَبَّت ْع َ‬
‫)‬‫‪55‬‬ ‫(‬
‫ت‬ ‫ََ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َاقَ َ‬
‫الوالَِ ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جوائِز الشُّعر ِاء الَِّيت اصلَت إِلَي ِهم ِمن ْ ِ ِ‬
‫اخلُلَ َفاء َاُاالَ العُ ُهود َااأل َُمَراء َا ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ َ َ ََ‬

‫‪511‬‬
‫ت الطَّنطنة‪ :‬حةاية صوت الطنبو اشبهه‪.‬‬
‫‪519‬‬
‫الشتتالر املتتتوىف ستتنة ‪1 5‬ه ت‪ .‬اإلمت اع‬ ‫ت اب ن نبات ة‪ :‬هتتو أَبتتو نصتتر لبتتد العزيتتز بتتن لمتتر بتتن نباتتتة َّ‬
‫الستتعدي َّ‬
‫والمؤانسة ت ج‪1‬ت ص‪1 1‬ت‪ ،1 1‬ووفيَات األَعيان ت ج ت ص ‪ ،19‬ويتيمة الدَّهر ت ج‪2‬ت ص‪. 19‬‬
‫‪55‬‬
‫لر ال تته‬ ‫ت الخ الع‪ :‬هتتو أَبتتو للتتي احلستتني بتتن أَيب جعفتتر للتتي بتتن حممتتد اخلتتالع الرافقتتي‪َ .‬نت ٌّ‬
‫توي أَدي ت ٌ شتتا ٌ‬
‫َّفات‪ ،‬من شعراء الوزير أَيب نصرسابو بن أَ دشري‪ .‬تويف سنة ‪ 1‬هت‪ .‬يتيمة الدَّهر ت ج ت ص‪،121‬‬ ‫مصن ٌ‬
‫اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪1‬ت ص‪.1 1‬‬

‫ـ ‪ 255‬ـ‬
‫اخَرِ‪َ ،‬اأَنْ ِديَتِ ِهم الْ َم ْش ُهوَِ‪َ ،‬ا َج ْدتَت َها َخا ِ َجةً َل ِن‬
‫م َقاماِتِِم الْمؤَّخ ِة‪ ،‬اََمالِ ِس ِهم ال َف ِ‬
‫َُ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫اب النَّثْ ِر َملْ ََِت ْد‬
‫َصح ِ‬ ‫يد ً ل ِن ا ِإلحص ِاء‪ .‬اإِذَا تَتتبَّتعت ِ‬
‫هذهِ ا ْحلَ َ‬ ‫ِ‬
‫ال أل ْ َ‬ ‫ْ َ َ ََْ‬ ‫ص ِر‪ ،‬بَع َ َ‬ ‫ا ْحلَ ْ‬
‫ِّعر! َاالَ‬ ‫ض الش َ‬ ‫َّاس يَت ُقولُو َن‪َ :‬ما أَ ْ َم َل ه َذا البَلِ َ‬
‫يغ لَو قَتَر َ‬ ‫ك‪َ ،‬االن ُ‬
‫ِ‬
‫َشيئاً ِم ْن ذل َ‬
‫َّالر لَو قَ َد للَى النَّث ِر! اه َذا لِغِىن الن ِ‬
‫َّاظ ِم َل ِن النَّاثِِر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫يَت ُقولُو َن‪َ :‬ما أَ ْش َعَر ه َذا الش َ‬
‫صي ِر(‪َ )551‬للَى‬ ‫َّاظ ِم؛ اقَ ْد قَدَّم النَّاس أَبا َعلِ ٍّي الب ِ‬ ‫افَت ْق ِر النَّاثِِر إِ َىل الن ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ني ِيف‬ ‫ب بِ َّ‬
‫السي َف ِ‬ ‫ضيلَتَ ِ‬‫َن أَبا َعل ٍّي َُجع بني ال َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫أل َّ‬ ‫)‬‫‪552‬‬ ‫(‬
‫اء‬
‫ضَر َ‬ ‫ني‪َ ،‬ا َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫العينَ َ‬
‫أَبي َ‬
‫ني»( ‪.)55‬‬ ‫ني ِيف الْم َةانَ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ني الْم َعلَّيَ ِ‬ ‫ا ْحلَ َ ِ‬
‫َ‬ ‫ومتَني‪َ ،‬افَ َاز بالق ْد َح ُ‬
‫تكامل الفنَّين‬
‫ني ُمتَ َة ِامالَ ِن؛ ُ لٌّ ِمْنت ُه َما‬ ‫َن ال َفنَّ ِ‬ ‫اح ُ ((ا ِإل ْمتَ ِاع َاالْ ُم َؤانَ َس ِة)) أ َّ‬ ‫يترع ص ِ‬
‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫ول ٍة ِم َن ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َخيْتَ ُّ ِ ِ‬
‫ص الَِّيت ََْت َعلُهُ ُم ْستَقالًّ َل ِن َ‬
‫اآلخ ِر‪.‬‬ ‫اخلَ َ‬ ‫ص ِبَان ٍ ‪َ ،‬ايتَّس ُم َّبَ ْج ُم َ‬
‫اضلَةُ‬ ‫اح َد ٍ للَى أ ِ‬ ‫ان بِ َدلائِم ا ِ‬ ‫ت َذاتِِه‪ ،‬يت ُقوم ِ‬ ‫لةنتَّهما‪ ،‬اِيف الوقْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َساس َها تَ ُةو ُن الْ ُم َف َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َا ُ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وص ال َف ِّن الو ِ ِ‬
‫وز أَ ْن نتُ ْعل َي أ َ‬
‫َح َد َُهَا‬ ‫ك الَ ََيُ ُ‬ ‫احد ذَاتِِه‪َ .‬الذل َ‬ ‫َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ني نُ ُ‬ ‫ني‪َ ،‬ابَ َ‬ ‫ني ال َفنِّ ِ‬ ‫بَ َ‬
‫َح ِد َِهَا َللَى‬ ‫يح ٍة أَ ِ َ ٍ ِ ِ‬
‫يد ‪ ،‬بَ ْل إ َّن إ ْلالءَ أ َ‬ ‫صح َ‬
‫ات ِ‬
‫ِّم َ‬
‫للَى اآلخ ِر ه َة َذا ِمن دا َن م َقد ٍ‬
‫ْ ُْ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُخَر‪َ ،‬ايَ ْسبِ ُق أ َ‬
‫َح ُد َُهَا‬ ‫اآلخ ِر أ َْمٌر َغريُ َاا ِد ألَنتَّ ُه َما يَتتَّف َقان ِيف َم َواض َع َايَت ْف َِِتقَان ِيف أ َ‬ ‫َ‬
‫احداً‪َ ،‬اُه َو‬ ‫صر لْنه ِحينَا َغريه‪ .‬اأَساس التَّت َفاض ِل بينَتهما لَيس ا ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ َُ َ َ‬ ‫َُ َ َ ُ‬ ‫اآلخَر حيناً َايتُ َق ِّ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫يَ ْستَنِ ُد أَ ْ ثَتَر َما يَ ْستَنِ ُد إِ َىل الْ َم َع ِاين َااألَلْ َفا ِ ‪ ،‬يَت ُق ُ‬
‫ول‪:‬‬

‫‪551‬‬
‫ت أَبو عل ي البص ير‪ :‬هتو الفضتل بتن جعفتر بتن الفضتل‪ ،‬أَبتو للتي النخعتي املعترا بتأيب للتي البصتري‪ ،‬ش ٌ‬
‫تالر‪،‬‬
‫املِتستتلني الظُّرفتتاء‪ .‬تت ِّ‬
‫تويف بستَّتر متتن أع ستتنة ‪255‬ه ت‪119 /‬م‪ .‬األَع الم ت ج‪ 5‬ت‬ ‫ضتر ٌير‪ ،‬متتن الةتَّتتاب البلغتتاء ِّ‬
‫ص‪.111‬‬
‫‪552‬‬
‫ت ا دت ترُجته‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪ 1 5‬اما بعدها‪.‬‬

‫ـ ‪ 256‬ـ‬
‫س‪ ،‬الَ‬ ‫وح ِة النَّت ْف ِ‬ ‫ِ‬
‫يمان‪ :‬الْ َم َع ِاين الْ َم ْع ُقولَةُ بَسيطَةٌ ِيف َِْببُ ُ‬‫« قَ َال أَبو ُسلَ َ‬
‫الوثِ ِيق َاال َف ْه ِم الدَّقِ ِيق‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِّ‬
‫وم َللَ َيها َشيءٌ قَتْب َل الف ْةر‪ ،‬فَإذَا لَقيَت َها الفة ُْر بالذ ْه ِن َ‬ ‫َْحُ ُ‬
‫ني َاْزٍن ُه َو النَّظْ ُم لِلشِّع ِر‪،‬‬ ‫ِ ِ ٍِ‬ ‫ِ‬
‫ك إِ َىل العبَا َِ‪َ ،‬االعبَا َ ُ حينَئذ تَتتَتَرَّ ُ بَ َ‬
‫ِ‬
‫أَل َقى ذل َ‬
‫اس َد ٍ‪،‬‬ ‫يث؛ اُ ُّل ه َذا ِاجع إِ َىل نِسب ٍة ص ِحيح ٍة أَا فَ ِ‬ ‫ابني اْزٍن هو ِسياقَةُ ْ ِ ِ‬
‫َْ َ َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫احلَد َ‬ ‫ََ َ َ ُ َ َ‬
‫اق ُح ْل ٍو أَا ُمٍّر‪،‬‬ ‫وج‪ ،‬اذَ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اصو ٍ حسنَاء أَا قَبِ ٍ ِ ٍ‬
‫يحة‪َ ،‬اتَأليف َم ْقبُول أَا ِمَْ ُج ٍ َ‬ ‫َ‬ ‫ََُ َْ َ‬
‫اج قَ ِ‬ ‫احتِ َج ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ِ‬
‫اط ٍع أَا‬ ‫َّل أَا َم ْرُداد‪َ ،‬ا ْ‬ ‫اب ُم َفض ٍ‬ ‫َاطَ ِر ٍيق َس ْه ٍل أَا َا ْل ٍر‪َ ،‬ااقْت َ‬
‫وع مألُو ٍ‬ ‫ٍ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫وع‪َ ،‬ابتُْرَهان ُم ْسف ٍر أَا ُمظْل ٍم‪َ ،‬اُمتَتنَ َاال بَعيد أَا قَ ِري ٍ ‪َ ،‬اَم ْس ُم ٍ َ‬ ‫َم ْقطُ ٍ‬
‫أَا َغ ِري ٍ ‪.‬‬
‫ضيلَتُهُ الَِّيت الَ تتُْن َة ُر‪َ ،‬الِلنَّظْ ِم‬ ‫ال‪ :‬فَِإذَا َ ا َن األَمر للَى ما اص ْفنَا فَلِلنَّثْ ِر فَ ِ‬
‫ُْ َ َ َ َ‬ ‫قَ َ‬
‫َن َمنَاقِ َ النَّثْ ِر ِيف ُم َقابَتلَ ِة َمنَاقِ ِ النَّظْ ِم‪،‬‬ ‫َشَرفُهُ الَّ ِذي ال َُْي َح ُد َاالَ يُ َستَت ُر‪ ،‬أل َّ‬
‫الدقتَّةُ‪،‬‬
‫المةُ َا ِّ‬
‫الس َ‬ ‫َاَمثَالِ َ النَّظْ ِم ِيف ُم َقابَتلَ ِة َمثَالِ ِ النَّثْ ِر‪َ ،‬االَّ ِذي الَ بُ َّد ِمْنهُ فِي ِه َما َّ‬
‫يص‪ ،‬اما َْحتَاج إِ َىل التَّأ ِا ِيل االت ِ‬
‫يص‪.‬‬‫َّلخ ِ‬ ‫َ‬ ‫الع ِو ِ َ َ ْ ُ‬ ‫َاََتَنُّ ُ َ‬
‫َم يُ ْحتَ ْج َم َعهُ إِلَى َىالٍَم»(‪.)551‬‬ ‫العَرب‪َ :‬خ ُير ال َكالَِم َما ل ْ‬
‫ض ِ‬
‫ال بَت ْع ُ َ‬ ‫َاقَ ْد قَ َ‬
‫وض ٍع آخر للَى لِس ِ‬
‫ان‬ ‫ب ِيف م ِ‬ ‫وع ذَاتِِه َِّبَْعىن م َقا ِ ٍ‬ ‫وض ِ‬ ‫َّث ِيف الْ َم ُ‬ ‫َايَتتَ َحد ُ‬
‫ََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً ُ‬
‫َّظم ِم ْن َحيِّ ِز‬‫َن الن َ‬ ‫ول‪ « :‬النَّظْ ُم أ ََد ُّل َللَى الطَّبِ َيع ِة أل َّ‬ ‫يمان أَيضاً فَتيَت ُق ُ‬ ‫أَبي ُسلَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن النَّثْتَر م ْن َحيِّ ِز البَ َساطَة‪َ .‬اإََِّّنَا تَت َقبَّلنَا الْ َمْنظُ َ‬
‫وم‬ ‫التت َّْر ي ِ ‪َ ،‬االنَّثْت ُر أ ََد ُّل َللَى َ‬
‫الع ْق ِل أل َّ‬
‫وق بِالطَّبِ َيع ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوْز ُن َم ْع ُش ٌ‬ ‫الع ْق ِل‪َ ،‬ا َ‬‫بِأَ ْ ثَتَر ِمَّا تَت َقبَّلنَا الْ َمْنثُوَ ألَنَّا بِالطَّبِ َيعة أَ ْ ثَتَر منَّا بِ َ‬
‫ِ‬ ‫اا ْحلِس‪ ،‬الِذلِك يت ْغتت َفر لَه ما يتع ِرض ِمن ِ ِ‬
‫االست ْةَراه ِيف اللَّ ْفظ‪َ ،‬ا َ‬
‫الع ْق ُل يَطْلُ ُ‬ ‫َ ِّ َ َ ُ َ ُ ُ َ َ ْ ُ َ ْ‬
‫يل َللَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ك الَ َخطََر لل ْفظ لْن َدهُ‪َ ،‬اإ ْن َ ا َن ُمتَ َش َّوقاً‪َ ،‬م ْع ُشوقاً‪َ .‬االدَّل ُ‬ ‫الْ َم ْع َىن‪ ،‬فَلذل َ‬
‫‪551‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪ 1 1‬اما بعدها‪.‬‬

‫ـ ‪ 257‬ـ‬
‫ول َللَى الض َُّراَِ‪،‬‬ ‫َّح بِالوْزِن‪ ،‬الْمحم ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫وب النَّت ْف ِ‬ ‫أ َّ‬
‫َ ُْ‬ ‫س ُدا َن الل ْفظ الْ ُم َوش ِ َ‬ ‫َن الْ َم ْع َىن َمطْلُ ُ‬
‫ِ (‪ِ )555‬‬
‫اخلَاط ِر [ َاتُت ُوقِّ َي ا ْحلُ ْة ُم‪َ ،‬ملْ يتُبَال ] َّبَا يَت ُفوتُهُ‬
‫السانِ ِح ا ْ ِ‬ ‫َن الْم ْع َىن م ََّت ُ ِ ِ‬
‫ص ْود َ ب َّ َ‬ ‫أ َّ َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم َن اللَّ ْف ِظ الَّ ِذي ُه َو َ اللِّ ِ‬
‫الع ْق َل َم َع ه َذا‬ ‫ض َاا ِإلنَاء َاالظَّْر ‪ .‬لة َّن َ‬ ‫باس َاالْ َم ْع ِر ِ‬
‫س بَِوْزٍن ُدا َن َاْزٍن‪َ ،‬اِهل َذا‬ ‫صو ً ُدا َن ُ ٍ‬
‫صوَ ‪َ ،‬ايَأنَ ُ‬
‫ٍ‬
‫يَتتَ َخيَّت ُر لَ ْفظاً بَت ْع َد لَ ْفظ‪َ ،‬ايَت ْع َش ُق ُ َ‬
‫يس ه َذا لِلطَّبِ َيع ِة‪ ،‬بَل الَّ ِذي‬ ‫ِ‬
‫َصنَا النَّظْم‪َ ،‬الَ َ‬
‫اب النَّثْ ِر اأ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ضر ِ‬
‫ني ُ ُ‬ ‫الم بَ َ‬ ‫ِّق ال َة َ‬‫يُ َشق ُ‬
‫ِ‬ ‫يَ ْستَنِ ُد إِلَ َيها ِم َن ال َةالَِم َما َ ا َن ُح ْلواً ِيف َّ‬
‫الس ْم ِع‪َ ،‬خفيفاً َللَى ال َق ْل ِ ‪ ،‬بَينَهُ َابَ َ‬
‫ني‬
‫س َ َما أ َّ‬
‫َن‬ ‫آصَرٌ‪َ ،‬ا ُح ْة ُم َها مَْلُو ٌط بِِإ ْمالَ ِء النَّت ْف ِ‬ ‫اب ابينَه ِ‬
‫ص َو ِ َ َ ُ‬ ‫ني ال َّ‬ ‫ِ‬
‫ا ْحلَ ِّق صلَةٌ‪َ ،‬ابَت ْ َ‬
‫ول النَّت ْف ِ ِ‬
‫ص ِوي ِ َ‬
‫الع ْق ِل‪.‬‬ ‫س َاج ٌع إِ َىل تَ ْ‬ ‫قَتبُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َاالَ‬ ‫ك َما َخ َّ‬ ‫ال‪َ :‬اَم َع ه َذا فَفي النَّثْ ِر ِظلٌّ ِم َن النَّظْ ِم‪َ ،‬الَوالَ ذل َ‬ ‫ُثَّ قَ َ‬
‫ِ‬
‫ت‬ ‫ك َما ََتَيَّتَز ْ‬ ‫اب َاالَ ََتَالَّ‪َ .‬اِيف النَّظْ ِم ِظلٌّ ِم َن النَّثْ ِر‪َ ،‬الَوالَ ذل َ‬ ‫َحالَ‪َ ،‬االَ طَ َ‬
‫أَ ْش َةالُه‪ ،‬االَ ل ُذبت موا ِده امص ِاد ه‪ ،‬االَ ُِبو ه اطَرائُِقه‪ ،‬االَ ائْتتَتلَ َفت ا ِ‬
‫صائلُهُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ُ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ ُُ َ ُ ُُ َ َ ُ َ‬
‫َا َلالَئُِقهُ»(‪.)551‬‬
‫ف َ ثِرياً َل َّما َختَ َم بِِه‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َاَخيْتُ ُم أَبو َحيَّان هذه الْ َم ْسأَلَةَ بَِقوله الَّذي الَ َخيْتَل ُ‬
‫ِ‬
‫ف َم ْعنَاهُ‪َ ،‬اتَألألَ‬ ‫َح َس ُن ال َةالَِم َما َ َّق لَ ْفظُهُ‪َ ،‬الَطُ َ‬ ‫ُم َعلِّ ُمهُ قَولَهُ‪َ « :‬اِيف ا ْجلُ ْملَة؛ أ ْ‬
‫ِ‬
‫ودهُ‬‫ني نَظْ ٍم َ أَنَّهُ نَتثْتٌر‪َ ،‬انَتثْ ٍر َ أَنَّهُ نَظْ ٌم‪ ،‬يَطْم ُع َم ْش ُه ُ‬ ‫ص ْوَتُهُ بَت ْ َ‬‫ت ُ‬ ‫َانَت ُقهُ‪َ ،‬اقَ َام ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِ َّ‬
‫ف‪.‬‬ ‫َس َّ‬ ‫ودهُ َللَى الطَّْب ِع‪َ ،‬ح ََّّت إ َذا َ َامهُ ُم ِري ٌغ َحلَّ َق‪َ ،‬اإ َذا َحلَّ َق أ َ‬ ‫صُ‬ ‫الس ْم ِع‪َ ،‬اُيَْتَن ُع َم ْق ُ‬
‫ف‪ ،‬ايت ْقرب ِمن الْمتَتنَا ِاِل بِلُطْ ٍ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫ف»(‪.)551‬‬ ‫أ َْل ِِن‪ :‬يَتْبتعُ ُد َللَى الْ ُم َحا ِال بعُْن َ َ ُ ُ َ ُ‬

‫‪555‬‬
‫ت هتتذه العبتا ا دت لنتتد حستتن الستتندايب هةتذا‪( :‬اتتتوىف احلةتتم مل يبتتل)‪ ،‬اا دت لنتد حممتتد توفيتتق حستتني‬
‫الصواب ما أَثبتناه‪.‬‬
‫العل َّ‬
‫هةذا‪( :‬اتويف احلةم مل يبل)‪ ،‬ايف ليهما لدم استواء للمعىن َّ‬
‫‪551‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (ح) ت ص ‪ 191‬ت ‪.191‬‬
‫‪551‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 2‬ت ص ‪.115‬‬

‫ـ ‪ 258‬ـ‬
‫ني النَّظْ ِم َاالنَّثْ ِر إَِيَازاً َائِعاً‬ ‫يدي ِِب ِذهِ ْ ِ ِ‬ ‫لََق ْد أَاجز التَّ ِ‬
‫وح ِ‬
‫العالقَةَ بَ َ‬
‫اخلَاَتَة َ‬ ‫ََ‬
‫ات‬‫اح َد ٍ‪ ،‬اجعل ُىالًّ ِم ْن ُهما يستَ ِمد م َقوم ِ‬ ‫يث أ َْد ََمهما ِيف ُحلم ٍة ا ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َْ ُ َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫بَا لاً‪ ،‬م ْن َح ُ َ ُ َ‬
‫يل؛ فَ ُكلَّ َما‬ ‫أَل ِْق ِه َوَرونَِق ِه َو َش َرفِ ِه ِم ِن انْ ِط َوائِِه َعلَى اآل َخ ِر َعلَى نَ ْح ٍو ُم ْب َد ٍع َج ِم ٍ‬
‫َج َم َل‪َ ،‬وُىلَّ َما َىا َن الش ْع ُر ُم َقا ِربا‬ ‫ض َل َوأ ْ‬‫اس الش ْع ِريَِّة َىا َن أَفْ َ‬
‫ص َع النَّثْ ُر بِاألَنْ َف ِ‬
‫تَ َر َّ‬
‫ساطَةُ َىا َن أَ ْىثَ َر َرونَق ا َوأَبْ َه َر َج َمالا‪،‬‬ ‫لِلنَّثْ ِر ِمن ح ُ ِ‬
‫يث النْطالَقَةُ َوالس ُهولَةُ َوالبَ َ‬ ‫ْ َ‬
‫يد ال ُْمنَ ف ِر َو َع ِن‬ ‫وي ْنب ِغي َعلَى ىِلَي ِهما أَ ْن ي َؤدي الْمعنَى ب ِعيدا َع ِن التَّع ِق ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫وج ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الس ُهولَة ال َْم ْم ُج َ‬

‫‪‬‬

‫ـ ‪ 259‬ـ‬
‫ـ ‪ 261‬ـ‬
‫ـ ‪ 260‬ـ‬
‫خصائص أُسلوب التَّوحيدي‬
‫أَ ُعلا‪َ :‬اُُا‪،‬سب بزن َألَا ‪،‬ظ عَام‪،،‬يي‬
‫زن َألََة‪،‬‬‫ثَ‪،‬يز‪ ،‬ا‪ :‬جحس جْن َا َُّب فْط بَ َ‬
‫ثَ‪،‬اث‪ ،‬ا‪َ :‬اسُــــــجع‬
‫َب‪ ،،‬ا‪َ :‬إليج‪،‬ز عَإلِا‪،‬ب‬
‫خ‪َ،‬س‪ ،‬ا‪ :‬تا ع َاثُِ‪َ،‬‬
‫نمـــــــــاذج نقــــــــــــــــــــــديَّة‬
‫نمـــــــاذج تصويـــــــــــــــــريَّة‬

‫ـ ‪ 262‬ـ‬
‫ات َر ْغبَةا‬ ‫يدي فِي تَ ْن ِوي ِع ال ِْعبار ِ‬ ‫لَ َق ْد أَجاد الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫ََ‬ ‫ََ‬
‫ال أَقْصى ما لَ َد ِيه ِمن م ْخز ِ‬
‫ون الْ َكلِ َم ِة؛‬ ‫ِم ْنهُ فِي ِ‬
‫ْ َ ُ‬ ‫است ْع َم ِ َ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫اف األَل َْوان َع ْن‬ ‫َصنَ ُ‬ ‫ِ‬
‫صوٌر لَ تُ ْقع ُدهُ أ ْ‬ ‫ك ُم َ‬ ‫َىأَنَّهُ بِذلِ َ‬
‫وس ِيق ٌّي لَ يَ ْع ِج ُز َع ْن‬‫اهرةٍ‪ ،‬أَو هو م ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ر ِ ِ‬
‫َُ ُ‬ ‫صف َها في ِو ْح َدة بَ َ‬ ‫َْ‬
‫ات فِي ُملَ َّحنَ ٍة‬ ‫ات والْمطَاب َق ِ‬ ‫يد األَنْ غَ ِام وا ِإلي َق َ ِ‬ ‫تَ ِ‬
‫وح ِ‬
‫اع َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫اس َق ٍة‪.‬‬
‫مت نَ ِ‬
‫َُ‬

‫عفيف هبنسي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّوح ِ‬‫ان الت ِ‬
‫ك ِِبُ ْس ِن‬ ‫يدي بَتلَْيغاً َائِعاً‪َ ،‬انَاقداً بَا ِلاً‪َ ،‬انقَّاداً الَذلاً‪ ،‬يَت ْفتِنُ َ‬
‫الض ِح َةةَ ِم ْن‬ ‫ك بِبَ ِدي ِع نَت ْق ِدهِ َاَدقِ ِيق تَت ْق ِدي ِرهِ‪َ ،‬ايَتْنتَ ِزعُ ِّ‬ ‫ِ‬
‫ص ِوي ِرهِ‪َ ،‬ايُ ْده ُش َ‬ ‫ا ِِ‬
‫صفه َاَانَ ِق تَ ْ‬ ‫َْ‬
‫يك بِتَ ْح ِوي ِرهِ َاتَ ْد ِايره ‪.‬‬
‫ِِ(‪)551‬‬ ‫ِ‬
‫ف َ‬
‫ص ُل فِ َيها‬ ‫إِ َّن العالَقَةَ بني النَّت ْق ِد االتَّص ِوي ِر لالَقَةٌ ِج ُّد اثِي َق ٍة‪ ،‬ي َةاد الَ يتْنت َف ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ََ‬
‫استِ ْغنَ ُاؤهُ َلْنهُ فَِإ َّن النَّت ْق َد الَ يَ ْستَت ْغ ِِن‬ ‫استِ ْقالَ ُل الث ِ‬
‫َّاين َا ْ‬ ‫َّاين‪َ ،‬اإِ ْن أ َْم َة َن ْ‬
‫األ ََّا ُل َلن الث ِ‬
‫َح َو ِال‬ ‫َّقد حاالً خ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل ِن التَّص ِوي ِر االَ يت ُقوم ِمن دانِِه‪ ،‬الِذلِ َ ِ‬
‫اصةً م ْن أ ْ‬ ‫ك ُيُْة ُن َل ُّد الن َ َ‬ ‫ْ َ َ ُ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫يدي ؟‬ ‫التَّص ِوي ِر‪ .‬فَ َةيف ََت َّس َد ه َذا ال َف ُّن ِلْن َد الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫س فَ ِّن البَالَ َغ ِة َاَمبَ ِادئِِه‬ ‫ُس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّص ِوي ِر َاالنَّت ْقد ُم ْرتَبِطَان الَ َُهَا بأ ُ‬
‫َن فَت َِّن الت ْ‬ ‫ا ْحلَ ُّق أ َّ‬
‫َن البالَ َغةَ ِهي فَ ُّن تَترِي ِ ال َةالَِم ا ب ِط ِه انَس ِج ِه؛ بِتَسق ِ‬ ‫اقَتو ِ ِ ِ ِ‬
‫ُّط‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ك أ َّ َ‬ ‫الده‪ ،‬ذل َ‬ ‫ََ‬
‫‪551‬‬
‫ت يرع أَبو حيَّان للى لسان مستةويه أ ََّن متن شتأن املضتحك أَن يتطلَّت َ أُمتو اً معدالتةً لتن جهاِتتا‪ ،‬ليستتدلي‬
‫ُ‬
‫الستتامع اضتتحةه‪ .‬انظتتر متتا أَا دنتتا متتن تفصتتيل يف هتتذا املوضتتوع يف فصتتل ال تت ُّ‬
‫َّهةم اف ت ِن‬ ‫تعج ت َ َّ‬
‫بتتذلك ُّ‬
‫اإلضحاك من هذا الةتاب‪.‬‬

‫ـ ‪ 263‬ـ‬
‫ي؛ الْ َقْبلِ َّي‬‫ك تَ ُةو ُن الْبَالَ َغةُ ا ْجلَانِ َ النَّظَ ِر َّ‬ ‫ِ‬
‫اص األَل َفا ِ ‪َ .‬ابِذل َ‬ ‫الْ َم َع ِاين َااقْتِنَ ِ‬
‫اد ُ الْبَالَ َغ ِة‬
‫وب‪َ .‬االْ َةالَ ُم؛ نَتثْراً أَا ِش ْعراً‪ُ ،‬ه َو َم َّ‬ ‫ي لِْل َةالَِم؛ الْم ْح ِة ِّي االْم ْةتُ ِ‬ ‫َاالْبَت ْع ِد َّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫وم نَتثْ ِرهِ‪ ،‬تَطْبِيقاً بَ ِديْعاً ُم ْع ِجباً‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِو ُيرهُ‪َ ،‬الُ ُم ُ‬ ‫ا ْحل ِّستيَّةُ‪َ ،‬اقَ ْد َ ا َن نَت ْق ُد التَّوحيدي َاتَ ْ‬
‫ُسلُوبِِه النَّت ْق ِد ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫يث َل ْن أ ْ‬ ‫ك الَ َغَرابَةَ ِيف أَنتَّنَا إِذَا أََ ْدنَا ا ْحلَد َ‬ ‫لنَظَ ِريَّتِ ِه الْبَالَ ِغيَّ ِة‪َ ،‬الذل َ‬
‫ط‪ِ ...‬يف فَ ِّن‬ ‫ول َا َشَرائِ َ‬
‫ال َد اأُص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّدهُ ُه َو م ْن قَت َو َ ُ‬ ‫ىل َما َحد َ‬ ‫ِ‬ ‫َّص ِوي ِر ِّ‬
‫ي أَ ْن نَت ْل َجأَ إ َ ْ‬ ‫َاالت ْ‬
‫صلَ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬ ‫وع الْ َف ْ‬ ‫وض َ‬ ‫ت َم ُ‬ ‫ِّع ِر َاالنَّثْ ِر َالُيُوِب َما الَِّيت َ انَ ْ‬ ‫الْبَالَ َغة‪َ ،‬اِيف َحمَاس ِن الش ْ‬
‫ني‪.‬‬‫السابَِق ِ‬ ‫َّ‬
‫خَصَائِصُ ُأسْلُوبِ التَّوحِيدِيِّ‬
‫يخ النَّثْ ِر َاالْ ِف ْة ِر‬
‫ف ِيف تَا ِ ِ‬ ‫يث َلن مْنتعطَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫« َم َع التَّوحيدي‪ُ ،‬يُْة ُن ا ْحلَد ُ ْ ُ َ‬
‫ان الَ تُستَساغُ‪ ،‬اصا ِ‬ ‫ِ‬
‫ان بتي ٍ‬
‫ِ‬ ‫ت َِّبُْقتَ َ‬
‫ِ ِ (‪)559‬‬
‫ت‬ ‫ْ َ َ ََ‬ ‫ضاهُ الْ َف ْل َس َفةُ م ْن ُد ََ‬ ‫صا َ ْ‬
‫ني ]‪َ ،‬‬ ‫[الْ َعَربيَّ‬
‫أشريَ مراِ الْع ْق ِل إِ َ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اص ِل»( ‪َ .)51‬االَ َل َج َ ِيف‬ ‫ىل َمنَاط ِق الْف ْع ِل َاالتَّت َو ُ‬ ‫ْ‬ ‫الشَّفَّافيَّةُ تَ َ ُ ُ َ‬
‫صيبُهُ ِم َن‬ ‫ك‪ ،‬أَلَيس هو الْ َقائِل‪ُّ ُ « :‬ل من تَ َةامل حظُّه ِمن اللُّغَ ِة‪ ،‬اتَتوفَّتر نَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َََ‬ ‫َْ ََ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ذل َ‬
‫يم ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النَّح ِو‪ َ ،‬ا َن بِالْ َةالَِم أَمهر‪ ،‬ا َللَى تَ ْ ِ‬
‫ص ِريف األ ُُمو أَقْ َد َ ‪َ ،‬ا ْازَد َاد بَص َريً ِيف ق َ‬ ‫ْ ََ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ُجي ِع ا ْحليتو ِان‪ ،‬الر َ لوا الْمت َةلِّ ِمني‪ ،‬ااقَف للَى لاد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ِإلنْس ِ‬
‫ان الْ ُم َفض ِ‬
‫َّل َللَ ْى َ ََ َ َ َ َ ُ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪َ ،‬شيئاً م َن الْ َمْنط ِق‪ ،‬فَت َق ْد َسبَ َق َُج َ‬ ‫الْ ُف َق َهاء ِيف أ َْم ٍر‪ ،‬فَِإ ْن َش َدا ‪ ،‬بَت ْع َد ذل َ‬
‫)‬‫‪511‬‬ ‫(‬
‫يع‬
‫ِ‬
‫ين»(‪.)512‬‬ ‫النَّاظ ِر َ‬

‫‪559‬‬
‫ت يف األَصل‪ :‬العريب‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫ت سامل محيش‪ :‬تجربة الوجود والكتابة عند التَّوحيدي ت ص ‪.1‬‬
‫‪511‬‬
‫ت شدا‪ :‬أَخذ شيئاً قليالً‪.‬‬
‫‪512‬‬
‫ت‪. 1‬‬ ‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة في العلوم ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص ‪5‬‬

‫ـ ‪ 264‬ـ‬
‫يم الْكيالَنِي‪ِ ُ « :‬ز َق الت َّْو ِح ْي ِدي َح َّ‬
‫اسةً فَتنِّتيَّةً‪،‬‬ ‫ول ُّ ِ ِ‬
‫الد ْ تُوُ إبْ َراه ُ‬ ‫ك يَت ُق ُ‬ ‫ِِ‬
‫َالذل َ‬
‫ص ِرهِ األ ََدبِيَّ ِة َاالْعِْل ِميَّ ِة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِوي ِر َش ْخصيَّات َل ْ‬ ‫َام ْن َمظَاه ِرَها اآلثَا ُ الَِّيت تَتَرَ َها ِيف تَ ْ‬
‫س نَت ْق ِديٍَّة تَأثِ ِرييٍَّة ِيف الْغَالِ ِ ‪َ ،‬اُه َو فَ ٌّن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّص ِوي ِر لْن َد التَّوحيدي َللَ ْى أ ُ‬
‫ُس ٍ‬ ‫وم فَ ُّن الت ْ‬
‫َايَت ُق ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخ ِل‪ُ ،‬م ْلتَ ِوي األ َ ِ ِ‬ ‫َ ثِري الْم َد ِ‬
‫َسالي ‪ ،‬يَت ْعتَم ُد َللَ ْى َم َواه َ قَ ِويَّة‪َ ،‬ايَتتَطَلَّ ُ ذَ َ اءً‬ ‫ُ َ‬
‫َّوح ِ‬ ‫اص ِرين‪ .‬ايتع ُّد الت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يدي‬ ‫َاقَّاداً‪َ ،‬افَت ْهماً للطَّبِ َيعة ا ِإلنْ َسانيَّة‪َ ،‬اإِ َحاطَةً بِنَت ْفسيَّة الْ ُم َع َ َ ُ َ‬
‫اح ِظ الَّ ِذي ُافِّ َق ِيف‬ ‫ِمن الْمبتِّرِزين ِيف ه َذا الْ َف ِّن‪ ،‬فَتلَئِن سا للَى ِغرا ِ أُست ِاذهِ الْج ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ َْ‬ ‫َ َُ َ‬
‫ات‬‫صيَّ ِ‬ ‫اخلَالِ َد ِ الْمْنتَتزل ِة ِمن ص ِمي ِم ا ْحليا ِ‪ ،‬فَِإنَّه قَ ْد ب َّذه ِيف تَص ِوي ِر َشخ ِ‬ ‫ص َوِِه ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ََ ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات ا ْحلَيَا ِ الْ َع ْقليَّ ِة َاالْف ْة ِريَِّة ِيف الْ َق ْرِن‬
‫ك ضوءا للَى تَتيَّا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َل ْ ِ‬
‫ص ِره‪ ،‬فَأَلْ َق ْى بذل َ َ ً َ ْ َ‬
‫الرابِ ِع»( ‪.)51‬‬‫َّ‬
‫اس‪:‬‬ ‫ول ُّ ِ‬
‫سا ُن َعبَّ ُ‬ ‫الد ْ تُوُ إ ْح َ‬ ‫َايَت ُق ُ‬
‫االزِدا ِاج الْم ُش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وب‬ ‫َ‬ ‫« إ َّن لبَا ََ التَّوحيدي قَائ َمةٌ ِيف الظَّاه ِر َللَى ْ َ‬
‫ان‪َ .‬غري أَنتَّها ِيف الد ِ‬ ‫ض األَحي ِ‬ ‫بِ َّ‬
‫َّاخ ِل ُم َؤ َّس َسةٌ‬ ‫َ َ‬ ‫الس ْج ِع َا ْح َدهُ ِيف بَت ْع ِ ْ َ‬ ‫الس ْج ِع‪ ،‬أَا َّ‬
‫اب ِمن التَّفنُّ ِن اللَّ ْف ِظي َ التَّت ْف ِري ِع االتَّتْن ِوي ِع ِيف حرا ِ ا ْجلِّر‪ ،‬االتَّولِ ِ‬
‫يد‬ ‫ضر ٍ‬
‫َ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َللَ ْى ُ ُ‬
‫االستِ ْف َه ِام أَ ِا التَّم ِِّن أَ ِا التت َ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ِ‬
‫ىل‬ ‫ِ‬
‫َّع ُّج أَا َما إ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫االست ْةثَا ِ م َن الْ َفاَتَة الْ َواح َد ؛ بِ ْ‬‫َ ْ‬
‫(‪)511‬‬
‫ك» ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ذل َ‬
‫يف بَ ْهنَ ِس ًّي‪:‬‬
‫الد ْ تُوُ َع ِف ُ‬
‫ول ُّ‬
‫َايَت ُق ُ‬
‫السج ِع‪ ،‬ا َُها ِمن الْمح ِّسنَ ِ‬
‫ات‬ ‫«يت ُقوم أُسلُوب أَبِي حيَّا َن للَى ْ ِ‬
‫االزد َا ِاج َا َّ ْ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ ْ ُ‬
‫َن م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْب ِديعِيَّ ِة الَِّيت طَغَت للَى أ ِ‬
‫وسي َقى‬ ‫ص ِر‪َ .‬للَ ْى أ َّ ُ‬
‫ك الْ َع ْ‬‫َسالي ِ األ َُدبَاء ِيف ذل َ‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪51‬‬
‫الرسائل ت ص ‪ 1 1‬ت ‪.1 5‬‬
‫ت د‪ .‬إبراهيم الةيالين‪ :‬تصدير َّ‬
‫‪511‬‬
‫ت د‪ .‬إحسان لبَّاس‪ :‬أَبو حيَّان التَّوحيدي ت ص ‪.15‬‬
‫َّص موجود أَيضاً يف ‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ت ص ‪.22‬‬
‫االن ُّ‬

‫ـ ‪ 265‬ـ‬
‫اح ِظ‪َ ،‬اإِ ْن َ ا َن‬ ‫يدي ِمْنه ِلْن َد الْج ِ‬ ‫َش َّد طَنِيناً اجرساً ِلْن َد الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫تأَ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫الْ َةل َمات َ انَ ْ‬
‫س األ َْم ِر ِلْن َد‬ ‫ود أَ ْحيَاناً‪َ ،‬للَى َل ْة ِ‬ ‫ه َذا يتبعِ ُدها لن ِج ِّديتَِّة الْمعىن اجالَ ِل الْم ْقص ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ َْ َ َ‬ ‫ُْ َ َ ْ‬
‫ات ْغبةً ِمْنه ِيف ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال ِ ِ‬
‫ص ْى‬ ‫است ْع َمال أَقْ َ‬ ‫اد التَّوحيدي ِيف تَتْن ِوي ِع الْعبَا َ َ َ ُ ْ‬ ‫َج َ‬‫ْجاحظ‪َ .‬الََق ْد أ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ما لَ َد ِيه ِمن مَْز ِ ِ‬
‫َصنَا ُ األَلْ َوا ِن َل ْن‬ ‫ص ِّوٌ الَ تُت ْقع ُدهُ أ ْ‬ ‫ك ُم َ‬ ‫ان الْ َةل َم ِة؛ َ أَنَّهُ بِذل َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫يد األَنْتغَ ِام اا ِإلي َقال ِ‬ ‫وح ِ‬‫وس ِيقي الَ يتع ِجز لن تَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ‬ ‫صف َها ِيف ِا ْح َد بَاهَرٍ‪ ،‬أَا ُه َو ُم ٌّ َ ْ ُ َ ْ‬ ‫َْ‬
‫وع ِم َن التَّطْ ِوي ِر‬ ‫ِ‬ ‫اس َق ٍة‪ ،‬ا ِ‬ ‫ات ِيف ملَ َّحنَ ٍة متَتنَ ِ‬ ‫االْمطَابت َق ِ‬
‫َسريُ نَ ٍ‬ ‫ك أَ‬ ‫لةنَّهُ ِيف ذل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫وس ِيقي الَّ ِذي ي ِ ِ‬
‫ك‬ ‫ىل َغايَتِ ِه‪ُ ،‬متَت َقفِّياً ِيف ذل َ‬ ‫ِ ِ‬
‫أخ ُذ بالْ ُق َّو َشيئاً فَ َشيئاً َح ََّّْت يَص َل إ َ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫الْ ُم ِّ‬
‫ِ‬
‫س َاانِْف َعاالَِِتَا» ‪َ ،‬الْنَ ْستَ ِم ْع إِلَ ِيه َاُه َو يَت ُق ُ‬
‫(‪)515‬‬
‫ت نَاساً‬ ‫اه ْد ُ‬
‫ول‪َ « :‬اقَ ْد َش َ‬ ‫ع النَّت ْف ِ‬ ‫نَت َوا ِز َ‬
‫ين بِالْ َم ْج ِد‬ ‫ِ‬
‫ت َم ْن يَد ُ‬ ‫اه ْد ُ‬‫َاساطاً‪ ،‬فَ َما َش َ‬
‫ِ‬
‫ض ِر؛ صغَا اً َا بَا اً َاأ َ‬
‫الس َف ِر اا ْحل َ ِ‬
‫ِيف َّ َ َ‬
‫ود‪َ ،‬ا ْيرتَ ِدي بِالْ َع ْف ِو‪َ ،‬ايَتتَأ ََّزُ بِا ْحلِْل ِم‪َ ،‬ايتُ ْع ِطي بِا ْجلَُزا ِ ‪َ ،‬ايَت ْف ُر ُح‬ ‫ايتتحلَّى بِا ْجل ِ‬
‫َ ََ َ ْ ُ‬
‫ص ُل ا ِإل ْس َعا َ بِا ِإل ْس َعا ِ ‪َ ،‬اا ِإل َْتَا َ بِا ِإل َْتَا ِ َغ َري َك»‪َ .511‬اه َذا‬ ‫َضيا ِ ‪ ،‬اي ِ‬
‫ََ‬ ‫باأل ْ َ‬
‫ِ‬
‫سون ت ‪ Lanson‬بِأَنَّهُ‪:‬‬ ‫ض ِمن التَّص ِوي ِر الْ َف ِّ ِ‬
‫َّدهُ لنْ ُ‬‫ِن الَّذي َحد َ‬ ‫ِّ‬ ‫ف يُ َذ ِّ ُرنَا بِالْغََر ِ َ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫الْ َو ْ‬
‫ود ٍ ِيف‬ ‫ٍِ‬ ‫اط َف ٍة إِ َىل خ ِ‬ ‫ات س ِريع ٍة خ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫وج َ‬
‫ص َخفيَّة َم ُ‬ ‫صائ َ‬ ‫َ َ‬ ‫«تَوجيهُ انْتبَاه الْقا ِ ِئ ِيف لَ َم َح َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ص الْمعر ِ‬ ‫اخل ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ص‪ َ ،‬ي يتؤلِّ ِ ِ‬
‫ىل‬
‫صوًَ تَ ْدلُو إ َ ْ‬ ‫اضة ُ‬ ‫صائ ِ َ ْ ُ َ‬ ‫ف م ْن ُجَ ِاع هذه َْ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َّخ ِ‬ ‫الش ْ‬
‫ض الْ َةاتِ ِ النَّت ْق َد‬ ‫َّه ُّة ِم إِ َذا َ ا َن َغَر ُ‬‫ىل التت َ‬ ‫ِ‬
‫ض الْ َم ْد َح َاإ َ ْ‬ ‫اب؛ إِ َذا َ ا َن الْغََر ُ‬ ‫ا ِإل ْلج ِ‬
‫َ‬
‫َاا ْهلِ َجاءَ» ‪.‬‬
‫(‪)511‬‬

‫يدي ِيف‬ ‫وب أَبِي حيَّا َن الت ِ‬


‫َّوح ِ‬ ‫ا َللَى الْعم ِوم ُيُْ ِةنُتنَا أَ ْن َُْن ِمل َخصائِص أُسلُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫يصح ال َق ْو ُل م ْن‬‫ص الَِّيت ُّ‬ ‫صائ ِ‬‫ِ‬ ‫اط أَ ِا ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فَت َِّن النَّت ْقد االتَّص ِوي ِر ِيف ََْممولة من النِّت َق ِ‬
‫اخلَ َ‬ ‫ْ ُْ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫‪515‬‬
‫ت د‪ .‬لفيف ِبنسي‪ :‬فلسفة الفن عند التَّوحيدي ت ص ‪.1‬‬
‫‪511‬‬
‫ت د‪ .‬إبراهيم الةيالين‪ :‬تصدير رسائل أَبي حيان التَّوحيدي ت ص ‪.119‬‬
‫ت نقالً لن ُّ‬
‫الد تو إبراهيم الةيالين‪ :‬رسائل أَبي حيَّان التَّوحيدي ت ص ‪.1 1‬‬ ‫‪511‬‬

‫ـ ‪ 266‬ـ‬
‫اخل ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ص‬ ‫ُد ْان تَتَرُّدد َّإِنا تَتْنطَبِ ُق أيْضاً َللَى نَتثْ ِرِه َل َّامةً‪َ ،‬اهذه النِّت َقا ُط أَا َْ َ‬
‫صائ ُ‬
‫ِه َي(‪:)511‬‬
‫أَ َّو ًلا‪ً:‬ال َّتناسبًبينًاألَلفاظًوالمعانيً‬
‫وب ’’ ِ‬ ‫ُسلُ ِ‬ ‫يب‪ ،‬فَِإذَا َ ا َن الْم ْقص ِ‬ ‫ُسلُ ِ‬
‫وب األ ََدِ ِّ‬ ‫ِ‬
‫اختيَا َ‬‫ْ‬ ‫ود م َن األ ْ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫اد األ ْ‬ ‫َاُه َو ل َم ُ‬
‫اح َاالتَّأثِ ِري‘‘ َا َج ْدنَا أ َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َن‬ ‫يض ِ‬‫ص َد ا ِإل َ‬ ‫َّعبِ ِري َل ِن الْ َم َع ِاين‪ ،‬قَ ْ‬ ‫األَلْ َفا َاتَألي َف َها للتت ْ‬
‫ي َ ا َن يتعىن ِلنَايةً بالِغَةً بِالْمع ِاين ااألَفْ َةا ِ ‪ُ ،‬حما ِاالً جه َده انْتِ َقاء األَلْ َفا ِ‬ ‫يد َّ‬ ‫الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َ َْ ُ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ ْ َْ َ َ‬
‫ظ طَبِيعِ ٌّي َاالْ َم ْع َ ْىن‬ ‫َح َد َُهَا َللَى اآلخ ِر‪« ،‬فَاللَّ ْف ُ‬ ‫ِِ‬
‫الْ ُمنَاسبَة‪ُ ،‬دا َن أَ ْن يتَُر ِّج َح أ َ‬
‫َل ْقلِ ٌّي» ‪َ .‬اُه َو الْ َقائِ ُل‪« :‬الَ تَت ْع َش ِق اللَّ ْف َ‬
‫(‪)519‬‬
‫ظ ُدا َن الْ َم ْع َ ْىن‪َ ،‬االَ تَت ْه َو ْع الْ َم ْع َ ْىن ُدا َن‬
‫ال‪ُ « :‬ه َو نَت ْزُ الْ َم َع ِاين‪َ ،‬ش ِد ُ‬
‫يد‬ ‫اللَّ ْف ِظ»( ‪ .)51‬اانْتتَت َق َد أَبا الْ َف ْت ِح بن الْع ِم ِ‬
‫يد َمَّرً فَت َق َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ َّ ِ (‪)511‬‬
‫الْ َةلَف بالل ْفظ» ‪.‬‬
‫ات‪،‬‬ ‫اح صْنتع ِة الْ ِةتَاب ِة طَبع مؤ ٍ‬ ‫يدي أَنَّه ََِي أَن يسعِف ِ‬ ‫ايترع الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َ ْ ٌ َُ‬ ‫ص َ ََ‬ ‫ُ ُ ُْ َ َ‬ ‫َ ََ ْ‬
‫الصْنت َع ِة‪َ ،‬ا ِس َع ِة‬
‫اخلِْبتَرِ‪َ ،‬اَه َوع َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُخ ُر َ ْ‬ ‫َشياءُ أ َ‬ ‫ض َّم إِلي ِه َما أ َ‬‫َاَموهبَةٌ َل ْقليَّةٌ‪ ،‬فَت ُه َما إِ َذا ُ‬
‫ين‪َ .‬اإِذَا َ ا َن لِ ُة ِّل‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫صاحبُت ُه َما م ْن أَ ْن يَ ُةو َن يف ل َداد الْ ُمجيد َ‬
‫ِ‬ ‫االطِّالَ ِع‪ ،‬أُم ِةن ِ‬
‫ْ َ َ‬
‫ود‪َ ،‬االث ِ‬ ‫صْنتع ٍة آفَةٌ فَلفَةُ الْ ِةتَاب ِة أَ ْن يت ْف ِق َد ِ‬
‫اد َ‬‫َّاين الْ َع َ‬ ‫صاحبُت َها «الطَّْب َع َاُه َو الْ َع ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫الرِديءُ‪،‬‬ ‫االختِيَا ُ َّ‬ ‫ِ‬
‫م َن اللَّ ْفظ َاُه َو ْ‬
‫اسي(‪ِ )512‬‬ ‫ث الشَّغَف بِا ْجل ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاه َي الْ ُم َؤاتِيَةُ‪َ ،‬االثَّال َ‬

‫ت ذ تتر الت ُّتد تو إب تراهيم الةتتيالين متتن هتتذه اخلصتتائص‪ :‬التَّناس ت بتتني األَلفتتا ااملعتتاين‪ ،‬احستتن الت َّتربط بتتني‬ ‫‪511‬‬

‫الرس ائل ت ص‪ 115‬ت‬


‫األَفةتتا ‪ ،‬اتنتتوع الثقافتتة‪ .‬انظتتر‪ :‬أَب و حيَّ ان التَّوحي دي ت ص ‪ 59‬ت ‪ .12‬اتص دير َّ‬
‫‪.122‬‬
‫‪519‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ‪ 1‬ت ص ‪.115‬‬
‫‪51‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ج ‪ 1‬ت ص ‪.1‬‬
‫‪511‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ج ‪ 1‬ت ص ‪.11‬‬
‫‪512‬‬
‫صتلُ َ ‪ .‬لس ان الع رب ت‬
‫اج ُست ًّتوا‪َ :‬‬
‫الرجت ُتل َج ْستواً ُ‬
‫اجستا َّ‬ ‫ت اجلاستي‪ :‬اجلتتا ُّ ا َّ‬
‫الصتل ُ ‪ .‬متن َج َستتا‪ :‬ض ُّتد لَطُتتف‪َ ،‬‬

‫ـ ‪ 267‬ـ‬
‫اب َم َع اللَّ ْف ِظ ُدا َن‬ ‫الذ َه َ‬ ‫اخلَ ِامس َّ‬ ‫الضالَ ُل الْ ُمبِ ُ‬‫الرابِ َع تَتتَبُّ َع الْ َو ْح ِش ِّي َاُه َو َّ‬
‫ني‪َ ،‬ا ْ َ‬ ‫َا َّ‬
‫ود ِم َن الْ َم ْع َ ْىن‪َ ،‬االلَّ ْف ِظ َللَى النَّْبت َوِ‪َ ،‬ا َّ‬
‫السابِ َع‬ ‫الس ِادس استِ ْةراه الْم ْقص ِ‬
‫الْ َم ْع َ ْىن‪َ ،‬ا َّ َ ْ َ َ َ ُ‬
‫ُّح‬
‫صف ٍ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫الرس ِوم الْ َف ِ‬
‫اس َد ِ‬ ‫ف‬ ‫ل‬‫ِ‬‫إ‬ ‫ن‬ ‫اض‪ ،‬االث ِ‬
‫َّام‬ ‫ِ‬ ‫ِت‬ ‫االلِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ول‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫( ‪)51‬‬
‫َّعاظُ َل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ْ‬ ‫التت َ‬
‫س ت ِمن الْ َفائِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِِ‬ ‫َّاسع قِلَّةَ االتت ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ِّعا َّبَا َ ا َن ت للثِّت َقة الْ َواق َعة يف النَّت ْف ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ص‪َ ،‬االت َ‬ ‫َاالَ فَ ْح ٍ‬
‫وق الْعِِّز»(‪.)515‬‬ ‫اشر تَتْن ِفيق(‪ )511‬الْمتَ ِاع بِاالقْتِ َدا ِ ِيف س ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َاالْ َع َ ْ َ‬
‫ُسلُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وب‬ ‫إِ َّن ه َذا الطَّْب َع الْ ُم َؤِاِت الَّذي ُ ِزقَهُ التَّوحيدي َ ا َن َم ْق ُراناً لْن َدهُ بِأ ْ‬
‫اح ِظ‪َ ،‬اِه ِذهِ َّ‬ ‫وب الْج ِ‬ ‫ٍ ِ ٍِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الرنتَّةُ‬ ‫ُسلُ ِ َ‬ ‫َس ْه ٍل‪َ ،‬ااض ٍح‪ ،‬ذي َنَّة ُموسيقيَّة تُ َذ ِّ ُرنَا بِأ ْ‬
‫الرِشي َق ِة‪ ،‬أ ََّدع إِ َ ِ‬ ‫اب َدقِ ٍيق لِألَلْ َفا ِ َّ‬ ‫وس ِيقيَّةُ ِهي ََثَرُ انْتِ َخ ٍ‬ ‫الْم ِ‬
‫ص ِوِتٍّ‬ ‫ىل إَِيَاد إِي َق ٍاع َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫مع‬
‫الس ْج ِع‪َ .‬ا َ‬ ‫الس ْج ِع‪َ ،‬م َع َل َدِم التَّت َقيُّ ِد بِ َّ‬
‫ات َاا ْجلُ َم ِل َللَ ْى ََْن ِو َّ‬ ‫أَاج َده تَتعاد ُل الْ ِف ْقر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َُ‬
‫ي َملْ يَتتَت َقيَّ ْد بِِه بِ ِل‬‫يد َّ‬ ‫السجع َ ا َن شائِعاً ِيف َذ َاك الْعص ِر‪ ،‬فَِإ َّن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫أ َّ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َن ه َذا َّ ْ َ‬
‫االزِد َا ِاج‪،‬‬
‫الس ْج ِع َاُه َو َما يُ َس َّم ْى بِ ْ‬ ‫ات َللَ ْى ََْن ِو َّ‬ ‫استَتعاض لْنه بِالتتَّوازِن بني الْ ِف ْقر ِ‬
‫ْ َ َ َ ُ َُ َ َ َ‬
‫السج ِع الْع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اط ِل‪.‬‬ ‫َايُ َس ِّميه الرَّماني بِ َّ ْ َ‬
‫ًالر ْبطً َبينَ ًاألَفكارً‬ ‫َثانيًا ا‪ُ ً:‬ح ْسنُ َّ‬
‫اط‬‫يدي بِربِ ِط أَفْ َةا ِهِ بِ ِرب ٍ‬ ‫هذهِ الْعِناي ِة بِاألَلْ َفا ِ ل ِِن الت ِ‬
‫َّوح ِ‬ ‫إِ َىل جانِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُْحم َة ٍم ِم َن الْ َع ْق ِل َاالْ َمْن ِط ِق‪ ،‬أل َّ‬
‫الةٌ َمْب َد ُؤَها الْ َع ْق ُل‪َ ،‬اِمََُّرَها‬ ‫َن ا ِإلنْ َشاءَ لْن َدهُ «صنَ َ‬
‫َّجه ََنو ه َد ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َن ا ْجلملَةَ اقَ ْد أ ِ‬
‫ُحة َم بِنَ ُاؤَها تَتت ُ ْ َ َ‬ ‫ظ‪َ ،‬اقَتَرا ُ َها ِيف ْ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫اللَّ ْف ُ‬
‫(‪)511‬‬
‫ط» ‪ ،‬فَ َةأ َّ ُ ْ َ ْ‬
‫جسا‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫بالرجيع من القول ا َّر ه‪.‬‬
‫الاظل بالةالم إذا أَتى َّ‬ ‫ت يقال‪ :‬لاظل الةالم إذا لقده اااىل بعضه فوق ٍ‬
‫بعض‪.‬‬
‫َ‬
‫‪511‬‬
‫ت التَّنفيتتق‪ :‬يقتتال‪َّ :‬نفتتق الريبتتوع تنفيق تاً انتتافق أَي‪ :‬دختتل يف نافقائتته (موضت ٌتع يرققتته الريبتتوع يف جحتتره)‪ .‬امنتته‬
‫اشتقاق املنافق يف الدِّين‪ .‬لسان العرب ت نفق‪.‬‬
‫‪515‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ‪ 1‬ت ص ‪ 11‬ت ‪.15‬‬
‫‪511‬‬
‫ت انظر تفصيل هذا الةالم يف اجلزء األ ََّال من‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ص ‪.1 1‬‬

‫ـ ‪ 268‬ـ‬
‫ول‬ ‫ضٍ‬ ‫ان ِزيَ ٍغ َاالَ فُ ُ‬ ‫اح ٍد أَالَ اهو التتَّعبِري لن فِ ْة ِر الْ َةاتِ ِ ِمن أَقْص ِر طَ ِر ٍيق‪ِ ،‬من د ِ‬ ‫اِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َُ ْ ُ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ئ أَنَّهُ أ ََم َام فِ ْة ٍر‬ ‫عر الْ َقا ِ َ‬ ‫ِ ِ ٍ ِِ‬
‫صوٌَ ض ْم َن نطَاق َمْنطق ٍّي يُ ْش ُ‬ ‫ات َْحم ُ‬
‫ِ‬
‫َاالَ َح ْش ٍو؛ فَالْ َةل َم ُ‬
‫َّم بِتُت ْؤَد ٍ َاإِ ْح َة ٍام‪.‬‬
‫َا ٍاع ُمنَظَّ ٍم يَتتَت َقد ُ‬
‫وم ِه ت نِتاج بِيئ ِة الْ َقرِن َّ ِ‬ ‫ي ت ِيف لم ِ‬ ‫إِ َّن نَتثْتر الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫يث‬ ‫الرابِ ِع ل ْل ِه ْجَرِ‪َ ،‬ح ُ‬ ‫َُ َ ْ‬ ‫ُُ‬ ‫يد َّ‬ ‫َ‬
‫ت أَنْتواعُ الْعُلُ ِوم الْ َع ْقلِيَّ ِة اا ْجلَ َد ِل ‪ ....‬فَ َةا َن ِِبُ ْة ِم ثَت َقافَتِ ِه يتُ ْع َىن بِتَترتِي ِ أَفْ َةا ِهِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫اد ْ َ‬ ‫َس َ‬
‫اح ِ‬ ‫الص ِ‬
‫ص ِم ِه َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫صبَهُ َللَ ْى أ َْه ِل‬ ‫ب تَت َع ُّ‬ ‫اب َغ َري َمَّرٍ َللَ ْى َخ ْ‬ ‫تَت ْرتيباً َمْنطقيًّا‪َ ،‬اقَ ْد َل َ‬
‫ُستَاذُ َشوقِي‬ ‫ِ‬
‫َ َما يُ َس ِّميه األ ْ‬
‫ِ (‪)511‬‬
‫ين الْ َع ْقل َّي»‬ ‫ِ‬
‫الْ َمْنطق‪َ .‬اَه َة َذا فَإ َّن ه َذا «التَّت ْل ِو َ‬
‫ِِ‬
‫وب الَّ ِذي ُيُْتِ ُع الْ َع ْق َل‬ ‫ُسلُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّوح ِ‬ ‫وب الت ِ‬ ‫ُسلُ ِ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك األ ْ‬ ‫يدي‪ ،‬ذل َ‬ ‫صأْ‬ ‫ضيف ُه َو م ْن َخ َ‬ ‫َ‬
‫َِّبَعانِ ِيه اأَفْ َةا ِهِ‪ ،‬االشُّعوِ بِلُغَتِ ِه ام ِ‬
‫وسي َقاهُ‪.‬‬ ‫َُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ســجعً‬ ‫َثالثًا ا‪ً:‬ال َّ‬
‫ض تَتْن ِظ ٍري َاإََِّّنَا‬ ‫وِنَا ا ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُراِبَا َْحم َ‬ ‫يث أَبِي َحيَّا َن ِيف الْبَالَ َغة َافُتنُ َ ُ‬ ‫َملْ يَ ُة ْن َحد ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْج ُع‬ ‫ك َمثَالً‪َّ :‬‬ ‫ات ُ تُبِ ِه أَبَداً‪َ ،‬اِم ْن ذل َ‬ ‫ص َف َح ُ‬
‫ِ‬
‫َساساً تَطْبِيقيًّا َملْ ََتْ ُل مْنهُ َ‬ ‫َ ا َن أ َ‬
‫اب … فَت َق ْد َ ا َن يتُ ْع ِطي ُ الًّ ِمْنت َها َحقَّهُ ِيف َم َةانِِه؛‬ ‫اس َاا ِإل َْيَ ُاز َاا ِإلطْنَ ُ‬
‫ِ‬
‫َاا ْجلنَ ُ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫لسج ِع م َةانُه الَّ ِذي يلِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُراَتُهُ ال ِيت َُت ُ‬
‫يل‬ ‫يق بِه َايَ ُةو ُن فيه َح َسناً‪َ ،‬ال ِإلَيَا ِز َ‬ ‫َ ُ‬ ‫فَل َّ ْ َ ُ‬
‫ال باقِي الْ ُفنُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب َم َةانَهُ إِ َىل ُخ ُر ٍ‬ ‫إِحالَ َل ا ِإلطْنَ ِ‬
‫ون‬ ‫اج َل ِن الْ ُمَراد‪َ ،‬اَه َة َذا َح ُ َ‬ ‫ْ‬
‫هذهِ الْمح ِّسنَ ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫الْبالَ ِغيَّ ِة‪ .‬ااستِناداً إِ َىل ذلِك نَست ِطيع ا ْحل ِديث ِيف ِ‬
‫َُ‬ ‫َ َْ ُ َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫الر ْغ ِم ِم ْن أ َّ‬
‫الس ْج ِع إِالَّ أَنَّهُ‬ ‫ِّف َللَى الالَّج ِئ إِ َىل َّ‬ ‫َن أَبا َحيَّا َن َ ا َن يتُ َعن ُ‬ ‫َللَى ُّ‬
‫ِ ِِ ِ‬ ‫ان اخ َّ ِ ِ‬ ‫َجلأَ إِلَي ِه ِيف َ ثِ ٍري ِمن األ ِ‬
‫اصةً ِيف تَابِه ((ا ِإل َشا َات ا ِإل َهليَّة)) الَّذي الَ تَ َة ُ‬
‫اد‬ ‫َحيَ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫َن ه َذا‬ ‫ك ُم ْق َِِت ٌن ِيف ا ْحلَِقي َق ِة بِأ َْمَري ِن أ ََّاهلِِ َما أ َّ‬ ‫ِ‬
‫الس ْج ِع‪َ ،‬اذل َ‬ ‫َتَْل ُو إِ َشا ٌَ فِ ِيه ِم َن َّ‬

‫‪511‬‬
‫ت شوقي ضيف‪ :‬عصر الدول واإلمارات ت ص‪.112‬‬

‫ـ ‪ 269‬ـ‬
‫َن الْ َم َق َام ِيف‬ ‫ف االتَّ َةلُّف هو الَّ ِذي يعِيبه الت ِ‬
‫َّوحيدي َاثَانِي ِه َما أ َّ‬ ‫ٍ‬
‫َ ُُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫الس ْج َع َغريُ ُمتَ َةلَّ َ‬ ‫َّ‬
‫ض َى إِلَْي ِه نَظَ ِري‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان يت ْقت ِ ِ‬
‫ك َايَ ْس َم ُح بِه َامثَالُهُ َقولُهُ‪« :‬ه َذا َما أَفْ َ‬ ‫ضي ذل َ‬ ‫َحيَ ِ َ َ‬ ‫ُم ْعظَ ِم األ ْ‬
‫اح ِيف لُ ْر ِض ِه َخطَ ِري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َد ِي‪َ ،‬اطَ َ‬ ‫احتَت َوع ََْن َوَهُ ِاْدي َا َ‬ ‫ص ِري‪َ ،‬ا ْ‬ ‫ف َللَْيه بَ َ‬ ‫َاَاقَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َا َغَرِي» ‪َ ،‬اَ ذل َ‬
‫(‪)511‬‬
‫ت‬ ‫َّج ِِّن‪ ،‬بَ ْل فَ َديْ ُ‬ ‫ك التَّبَالُ َد ِبَالََاات الت َ‬ ‫يت ذل َ‬ ‫ك قَولُهُ‪« :‬فَ َد ُ‬
‫ِ‬
‫ك الطُّ َمأنينَةَ الَِّيت َ انَ ْ‬ ‫يت تِْل َ‬ ‫ِ‬ ‫ذلِ َ ِ‬
‫ت‬ ‫َّم ِِّن‪ ،‬بَ ْل فَ َد ُ‬ ‫اب بَت ْع َد ََتَ ُّم ِل أَثْت َقال الت َ‬‫ك االقْ َِت َ‬
‫ف َحظِّ َي ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ دلائِم ح ِاِل‪ ،‬بل فَ َديت ذلِ َ ِ‬
‫اب الَّذي يَ ْستَوق ُ‬ ‫ك اال ْتيَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ََْت َف ُ َ َ َ َ‬
‫اخلَْل ُق َااأل َْم ُر‪َ ،‬الِ َم ْن لَهُ ا ْحلَ ُّل َاالْ َع ْق ُد‪،‬‬ ‫َم ِاِل» ‪َ ،‬اقَولُهُ أَيضاً‪ُّ ُ « :‬ل ه َذا لِ َم ْن لَهُ ْ‬
‫(‪)519‬‬

‫يف‪َ ،‬الِ َم ْن لَهُ األ ََّا ُل‬ ‫ِ‬


‫يف َاالتَّ ْةل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف‪َ ،‬ال َم ْن لَهُ التَّأل ُ‬
‫ِ‬
‫يف َاالتت َّْرص ُ‬ ‫َّص ِر ُ‬‫َال َم ْن لَهُ الت ْ‬
‫ِ‬
‫اآلخ ُر»( ‪.)51‬‬ ‫ا ِ‬
‫ِ‬
‫ص ِرِه ُه َو انْقيَ ُ‬
‫اد‬ ‫إِ َّن ما ُُيَيِّت ُز س ْجع الت َّْو ِح ْي ِدي َلن س ْج ِع ص َفائِِه اُ ت ِ‬
‫َّاب َل ْ‬ ‫ْ َ َُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الزم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬
‫ان‬ ‫س الَّذي َا َج ْدنَاهُ لْن َد بَدي ِع َّ َ‬ ‫الس ْج ِع ل ْلف ْةَر َاالْ َم ْع َىن لْن َدهُ الَ الْ َع ْة ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الْهم َذانِي والْح ِري ِري والث ِ‬
‫َن أَبَا َحيَّا َن‬ ‫ك أ َّ‬ ‫اهم‪َ ،‬ايَتْتبَ ُع ذل َ‬ ‫َّعالبِي َوابْ ِن ال َْع ِميد َوس َو ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫لس ِجيَّ ِة الَِّيت‬ ‫َّس ِجي ِع َا َّإَّنَا َ ا َن األ َْم ُر َمْتت ُرا اً لِ َّ‬ ‫َمل ي ُةن َ لِفاً بِ َّ ِ ِ‬
‫الس ْج ِع ل ُم َجَّرد الت ْ‬ ‫َْ ْ‬
‫ِِ‬
‫ب َايَتتَتغَايَت ُر تَتبَت َعا‬ ‫ال ُد َايَتتَت َقا َ ُ‬
‫الس ْج ُع يَتتَبَ َ‬
‫ك َ ا َن َّ‬ ‫ال ِم ْن تِْل َقائِيَّتِ َها‪َ ،‬الذل َ‬ ‫يَتتَت َولَّ ُد ا ْجلَ َم ُ‬
‫َن ذلِك لَيس يتع ِِن بِالضَّرا ِ خلَُّو أَدبِِه ِمن ِمثْ ِل ِ‬
‫هذهِ‬ ‫لِألَفْ َةا ِ الْم ِ‬
‫َُ ُ َ ْ‬ ‫صا َغة‪َ .‬غ َري أ َّ َ ْ َ َ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ادهُ ُم َف ِّة ُرا َن َهلُم َم َةانَةٌ‬ ‫ِ‬ ‫ات فَت َق ْد َ ا َن «تَتيَّا َّ ِ‬ ‫ا ْهل َفو ِ‬
‫ف‪ ،‬قَ َ‬ ‫الصْنت َعة أَقْت َوع مْنهُ‪َ ،‬اأ َْلْن َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ِ (‪)511‬‬
‫الصابي» ‪.‬‬ ‫اد َوأَبِي إِ ْس َحا َق َّ‬ ‫ب بْ ِن َعبَّ َ‬ ‫الص ِ‬
‫اح ِ‬ ‫اسيَّةٌ تَت ُفوقُهُ ِمثْ ُل َّ‬ ‫اليَّةٌ ا ِسي ِ‬‫ِ ِ‬
‫اجت َم َ َ‬ ‫ْ‬

‫‪511‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلشارات اإللهيَّة (ق) ت ص ‪. 2‬‬
‫‪519‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص‪. 25‬‬
‫‪51‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص‪. 29‬‬
‫‪511‬‬
‫ت نو الدِّين بلقاسم‪ :‬أَصداء المجتمع والعصر في أَدب أَبي حيَّان التَّوحيدي ت ص‪.151‬‬

‫ـ ‪ 271‬ـ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َن َس ْج َع الت َّْوحيدي ظَ َّل َللَى لُ ُمومه ُم ْف َعماً بِا ْجلَ َمال ِبُ ْس ِن َاقْ ِع ُموسي َقاهُ‬ ‫إِالَّ أ َّ‬
‫ات‪ ،‬فَِإنتَّ َها‬ ‫الص َدقَ ِ‬‫ض َ َقولِِه‪ُ « :‬م ْر بِ َّ‬ ‫الس ْج ُع ُمْنت َقاداً بِ َ‬
‫العَر ِ‬ ‫َاانْ ِسيَابِيَّتِ ِه الَِّيت يَتْب ُدا فَ َيها َّ‬
‫اب‪َ ،‬اأ َِدِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السالََمات‪َ ،‬االْ َةَر َامات‪َ ،‬م ْدفَت َعةٌ ل ْل َم َةا ِهِ‪َ ،‬ااآلفَات‪َ ،‬ا ْاه ُج ِر الشََّر َ‬
‫ََْملَبةُ َّ ِ‬
‫َ‬
‫االستِ َشا َِ‪َ ،‬اال‬ ‫ِ‬
‫االست َخا َِ‪َ ،‬اإِ َىل الثِّت َقات بِ ْ‬
‫ف‪ ،‬اافْتزع إِ َىل اهللِ ِيف ِ‬
‫ْ‬ ‫ص َح ِ َ َ ْ‬ ‫النَّظََر ِيف الْ ُم ْ‬
‫ك‪ ،‬قَلِيالً ِيف‬ ‫ك‪ ،‬بَِرأ ِي َغ ِْري َك‪َ ،‬اإِ ْن َ ا َن َخ ِامالً ِيف نَت ْف ِس َ‬ ‫تَتْب َخ ْل َللَى نَت ْف ِس َ‬
‫ك»(‪.)512‬‬ ‫َلْينِ َ‬
‫رابعًا ا‪ً:‬اإليجازًواإلطنابً‬
‫اب؛ ُ لٌّ ِيف َم ْو ِضعِ ِه‪،‬‬ ‫َ ثِرياً ما َ ا َن يت ْلجأُ أَبُو َحيَّا َن إِ َىل ا ِإليتجا ِز اا ِإلطْنَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اب أ ََما ِ ُن ال يُ ْستَت ْو َىف الْ َم ْع َىن بِغَ ِْريهِ‪،‬‬ ‫ص ُّح معها َغريهُ‪ ،‬الِ ِإلطْنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫فَلإلَيَاز َم َواض ُع الَ يَ َ َ َ ُ َ‬
‫الص َداقَ ِة‬‫َّو ِام ِل)) َا(( َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ك فَت َق ْد َ ثُتَر اإل َْيَ ُاز يف ((الْ ُم َقابَ َسات)) َا((ا ْهلََوام ِل َاالش َ‬ ‫َاِم ْن ذل َ‬
‫اع َاالْ ُم َؤانَس ِة))‬ ‫اب ِيف ((ا ِإل ْمتَ ِ‬ ‫الص ِد ِيق)) ا((الْبصائِِر ا َّ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫الذ َخائ ِر))‪ ،‬ف َ‬
‫يما َ ثُتَر ا ِإلطْنَ ُ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ا َّ‬
‫اب األَ ْ ثَ ِريَِّة‬‫الرسائِ ِل‪ِ ،‬من ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ا ِإل َهلِيَّ ِة)) ا((الْبصائِِر ا َّ ِ‬ ‫ا((ا ِإل َشا ِ‬
‫ْ َ‬ ‫الذ َخائ ِر)) َابْعض َّ َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ُجيعها‪ .‬اا ِإلَي ُاز لْن َده نَول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان؛‬ ‫ُ َ‬ ‫ني طَيَّات ُ تُبِه َ َ َ َ‬ ‫ني َمْنثُوٌ بَت ْ َ‬ ‫ص ِر فَةالَ الْ َفنَّ ِ‬ ‫الَ ا ْحلَ ْ‬
‫اد ُ تُت َعانِ ُد‬‫إَِيَ ُاز الْ ِف ْةَرِ َاإَِيَ ُاز الْعِبَا َِ أَ ِا ا ْجلُ ْملَ ِة‪ ،‬فَ ِم َن األ ََّاِل َمثَالً قَت ْولُهُ‪« :‬الْ َم َّ‬
‫الراح‪ ،‬اِمن هنا َ انَت مص َد الشَِّّر االظَّالَِم االْغَب ِاء‪ .‬اِِب َذا حلَّت ِ‬
‫هذهِ الْ َف ْل َس َفةُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫ُّ َ َ ْ ُ َ‬
‫ف‬ ‫م ْش ِةلَةَ الشَِّّر اا ْجله ِل ِيف الْعا َِمل‪ .‬فَالْ َف ِ‬
‫ض‪ ،‬فَ َةْي َ‬ ‫اخلَْيت ُر الْ َم ْح ُ‬ ‫ال ُل األ ََّا ُل ُه َو ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ك اآل َن‪ ،‬فَتتَت َهالَ ْة ُ‬ ‫اه ْدتُ َ‬
‫َّاين قَت ْولُهُ‪َ « :‬ح ََّّت َش َ‬‫ص ُد ُ َلْنهُ الشَُّّر؟» ‪َ .‬اِمن الث ِ‬
‫)‬‫‪51‬‬ ‫(‬
‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫ك‪َ ،‬افَت ْر ِط‬ ‫اس ِ َحَرَ اتِ َ‬ ‫ك‪َ ،‬اتَتنَ ُ‬ ‫وت لَ ْف ِظ َ‬ ‫ك‪ ،‬اس ُة ِ‬
‫َللَى َاقَا ِ َك‪َ ،‬ا ُس ُةون أَطَْراف َ َ ُ‬

‫‪512‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ت ص‪.225‬‬
‫‪51‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات (ح) ت ص‪. 9‬‬

‫ـ ‪ 270‬ـ‬
‫ك …»(‪َ .)511‬اِم ْن ِمثَاهلِِ َما‬ ‫ِ ِ‬
‫ضَ‬ ‫ك ابتع ِ‬
‫ادل ُ لِّ َ َ َ ْ‬
‫ك‪ ،‬اتَتع ُ ِ‬
‫ك‪َ ،‬انَاض ِر َماء َا ْج ِه َ َ َ‬ ‫َحيَائِ َ‬
‫ني إَِيَا ِز الْ ِف ْةَرِ َاإَِيَا ِز ا ْجلُ ْملَ ِة قَت ْولُهُ‪« :‬أ ََّما ا ْحلَيَا ُ الثَّانِيَةُ فَ ِه َي‬ ‫َمعاً؛ أَي ا ْجلَ ْم ُع بَت ْ َ‬
‫ث‬ ‫الرِايَِّة اا ْحلِ ْةم ِة‪ ،‬االْبح ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫حيا ُ الْعِْل ِم االْمع ِرفَ ِة‪ ،‬االْ َفه ِم ا ِّ ِ‬
‫الد َايَة‪َ ،‬اا ْحل ْفظ َا َّ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ََ‬
‫االختِيَا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اط‪ ،‬االْمسأَلَ ِة اا ْجلو ِ‬ ‫ا ِ ِ‬
‫اد بِالتَّأيِيد ا ِإل َهل ِّي‪َ ،‬ا ْ‬ ‫اب‪َ ،‬اهذه ا ْحلَيَا ُ تُ ْستَت َف ُ‬ ‫االستْنبَ َ َ ْ َ ََ‬ ‫َ ْ‬
‫احيَّ ِة‪،‬‬‫الر ِ‬
‫الس ْع ِي الدَّائِ ِم‪َ ،‬االْ َم َحبَّ ِة النَّت ْف ِسيَّ ِة‪َ ،‬االلَّطَافَ ِة ُّ‬ ‫ي‪َ ،‬م َع النِّتيَّ ِة ا ْحلَ َسنَ ِة‪َ ،‬ا َّ‬ ‫الْبَ َش ِر ِّ‬
‫الرقَِّة الْ ِمز ِاجيَّ ِة»(‪ ،)515‬اِمْنه أَيضاً قَتولُه‪« :‬اقَّع َعلِ ٌّي بن أَبِي طَالِ ِ ِ ِ‬
‫ب إ َىل ابْنه‪ُ َ :‬‬
‫أي‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ُ ْ ُْ َ َ‬ ‫َا ِّ َ‬
‫ك قَتولُه «ا ِإلنْسا ُن نِ ِ ِ‬ ‫َّيخ خري ِمن م ْشه ِد الْغالَِم»(‪ َ ،)511‬ذلِ‬
‫ص ُفهُ‬ ‫ص َفان‪ :‬ن ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الش ِ َ ٌ ْ َ َ ُ‬
‫ص َفاهُ َ ُم َل َما ُه َو بِِه إِنْ َسا ٌن»(‪.)511‬‬ ‫ِ‬
‫ص َّح ن ْ‬ ‫ص ُفهُ ُخلُ ٌق‪ ،‬فَِإ َذا َ‬
‫ِ‬
‫َخ ْل ٌق َان ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ني إَِيَا ِز الْف ْةَرِ َاإَِيَا ِز ا ْجلُ ْملَة ُه َو أَقْتَر ُ‬ ‫وب الْ َم ْزج َّي بَت ْ َ‬ ‫ُسلُ َ‬ ‫َن ه َذا األ ْ‬ ‫َاا ْحلَ ُّق أ َّ‬
‫ض ا ْحلِ ْة َم ِة قَت ْوالً أَا‬ ‫وب ا ْحلِ َة ِم ِّي الَّ ِذي قَ ْد يَ ُةو ُن لِ ُم َجَّرِد َل ْر ِ‬ ‫ُسلُ ِ‬ ‫َما يَ ُةو ُن إِ َىل األ ْ‬
‫ث‬‫يد ٌ تَتْنت ُف ُ‬‫ب بِا ْحلِ ْة َم ِة َاأ َْمثِلَتُت ُه َما ِلْن َد ُم َف ِّة ِرنَا َل ِد َ‬ ‫نتَ ْقالً اقَ ْد ي ُةو ُن لِم ْزِج األ ََد ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫الذ ْ ِر أَيْضاً قَت ْولُهُ‪ « :‬أ ََّا ُل‬ ‫ات آثَا ِهِ َاِمْنت َها َللَى َسبِ ِيل ِّ‬ ‫ني معظَ ِم ص َفح ِ‬
‫أََ َج َها م ْن بَت ْ ِ ُ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫اق‪،‬‬ ‫ُجي ِع اآلفَ ِ‬ ‫ص ِة ِيف تَته ِذي ِ األَخالَ ِق‪ ،‬ااسطُها ِيف أَخ ِذ الْعِ ِِب ِمن َِ‬ ‫هذهِ الْ ِق َّ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ ْ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ (‪)511‬‬
‫ول إِ َىل الْ َع ِزي ِز ْ‬ ‫ِ‬
‫اخلَالَّق» ‪َ .‬اِيف األ َْمثلَة ُ لِّ َها يَتْب ُدا لَنَا اقْت َدا ُ‬ ‫صُ‬ ‫َاآخ ُرَها الْ ُو ُ‬
‫ني الْ ُمتَ َم ِّة ِن ِم َن اللَّ ْف ِظ َاالْ َم ْع َىن‬ ‫الر ِص ِ‬‫ني الْبَلِي ِغ َّ‬ ‫صوِغ الْ َةالَِم الْبَتيِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫التَّوحيدي َللَى َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫صهُ‪.‬‬ ‫وج ُز الْعبَا َ ُ َّبَا ُخي ُّل بِالْ َم ْع َىن أَا يتُْنق ُ‬ ‫وج ُد َ ل َمةٌ ِيف َغ ِري َم ْوضع َها َاالَ تُ َ‬ ‫َمعاً فَالَ تُ َ‬

‫‪511‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص‪.1 1‬‬
‫‪515‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬رسالة الحياة ( َّ‬
‫الرسائل) ت ص‪.211‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬
‫والذخائر (ق) ت ج‪9‬ت ص‪.111‬‬ ‫‪511‬‬

‫‪511‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلشارات اإللهيَّة (ق) ت ص‪.111‬‬
‫‪511‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلشارات اإللهيَّة (ق) ت ص‪.111‬‬

‫ـ ‪ 272‬ـ‬
‫ون الْبَالَ َغ ِة فَت ُه َو َاافٌِر ِلْن َد أَبِي َحيَّا َن أَيضاً‬ ‫ك ِمن فُتنُ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َاُه َو َ ذل َ ْ‬ ‫أ ََّما ا ِإلطْنَ ُ‬
‫الدالَلِيَّ ِة‬
‫يد يَظْ َه ُر ِيف تَت ْو ِشيَاتِِه َاَز َخا ِفِ ِه اللَّ ْف ِظيَّ ِة َا َّ‬ ‫ابترالته فِ ِيه متميِّتزٌ إِ َىل ح ٍّد ِج ِّد بعِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َُ ُ َُ َ َ‬
‫ك بتني داح ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ش لَ ْو َحاته هذه َاَ أَنَّ َ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ت تُت َعايِ ُ‬ ‫الْبَتَّراقَة الْ ُمؤتَل َقة َح ََّّت لَتَ ْشعَُر َاأَنْ َ‬
‫وب‪،‬‬ ‫امطْلُ ٌ‬ ‫وق َ‬ ‫ال َم ْع ُش ٌ‬ ‫َن إِطْنَابَهُ تَتَزيُّ ٌد ِيف ا ْجلَ َم ِال َاا ْجلَ َم ُ‬ ‫اض البَت َه ِاء‪ ،‬أل َّ‬ ‫الرَا ِاء‪َ ،‬اِيَ ِ‬‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫صِ‬ ‫صِ‬ ‫اإِ ْ م ٌ ِ‬
‫َّص ِوي ِر ادقَّةُ‬ ‫وب‪َ ،‬ادقَّةٌ ِيف الت ْ‬ ‫ام ْرغُ ٌ‬ ‫وق َ‬ ‫ف َم ْرُم ٌ‬ ‫ف َاتَ َة ُام ُل الْ َو ْ‬ ‫ال ل ْل َو ْ‬ ‫َ َ‬
‫ف‪ ،‬الَع َّل ِتَاب ((ا ِإل َشا اتِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫س فيه َح ْش ٌو َاالَ تَ َةلُّ ٌ َ َ‬ ‫وب‪ ،‬لَْي َ‬ ‫مطمح َْحمبُ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫َّص ِوي ِر‬
‫الت ْ‬
‫يب َللَى ا ِإلطْالَ ِق‪َ ،‬اِمْنهُ َمثَالً‪:‬‬ ‫ِِ‬
‫َح ُد أ ََه ِّم َاأَْ َاِع َما ُدبِّ َج ِيف النَّثْ ِر َ‬
‫العَرِ ٌّ‬ ‫ا ِإل َهليَّة)) أ َ‬
‫الس َماءُ َز ِاهٌر‪،‬‬ ‫اس‪َ ،‬ا َّ‬ ‫ض َل ُر ٌ‬ ‫ك‪َ ،‬ااألَْ ُ‬ ‫اح ٌ‬ ‫الزما ُن ض ِ‬
‫يع ُمطلٌّ‪َ ،‬ا ََّ َ‬
‫الربِ ِ‬
‫ك َا َّ ُ‬ ‫ت إِلَْي َ‬‫« َ تَْب ُ‬
‫اض‬ ‫ال بَ ِس َمةٌ‪َ ،‬ا ِّ‬ ‫َش َجا ُ َاِي َقةٌ‪َ ،‬االْغُ ْد َا ُن ُمْتتَر َلةٌ‪َ ،‬اا ْجلِبَ ُ‬ ‫ِ‬
‫الريَ ُ‬ ‫صا ُن لَدنَةٌ‪َ ،‬ااأل َ‬ ‫َااألَ ْغ َ‬
‫ني إِالَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُم ْع َش ْوشبَةٌ‪َ ،‬اا ْجلنَا ُن ُم ْلتَت َّفةٌ‪َ ،‬االث َِّما ُ ُمتَت َه ِّدلَةٌ‪َ ،‬ااأل َْاديَةُ ُمطَّ ِرَد ٌ‪ ،‬فَ َما تَت َق ُع الْ َع ُ‬
‫ني»(‪.)519‬‬ ‫الص ِ‬
‫ش ِّ‬ ‫الر ِام َانتَ ْق ِ‬
‫اج ُّ‬ ‫استَْبتَرٍق َاَا ْش ِي الْيَ َم ِن َاِديبَ ِ‬‫َللَى ُسْن ُد ٍس َا ْ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س‬‫احةً ظَاهَرً ل ْلح ِّ‬ ‫َاِيف مثَالنَا ه َذا َل ِن ا ِإلطْنَاب ََن ُد النَّت ْف َحةَ األ ََدبيَّةَ فيه فَت َّو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َخ َشى‬ ‫تأْ‬ ‫يب‪َ ،‬الَ ْس ُ‬ ‫يب ِيف النَّثْ ِر الْ َعَرِ ِّ‬ ‫َوالتَّوحيدي أَيْضاً م ْن أَبْتَرِز أ َْلالَِم التت ْ‬
‫َّعبِ ِْري األ ََدِ ِّ‬
‫ك َ ثِ َريٌ ِيف‬ ‫ِ‬
‫الْ َق ْوَل بِأَنَّهُ أَبْتلَ ُغ َم ْن َ تَ َ بِالْ َعَربِيَّ ِة ِم ْن ُد ْا ِن ُمنَا ِزٍع‪َ ،‬ااأل َْمثِلَةُ َللَى ذل َ‬
‫ِ‬ ‫معظَ ِم آثَا ِهِ أَيضاً‪ ،‬اِيف ثَتنايا َِبثِنا َ ثِري ِمن الش ِ ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫َّواهد الدَّالَِّة َللَى ذل َ‬ ‫ْ َ ََ َْ ٌ َ َ‬ ‫ُْ‬
‫تنوعًال َّثقافةً‬ ‫خامسًا ا‪ُّ ً:‬‬
‫الثَّت َقافَِة‪ ،‬فَ َحيَا ُ‬ ‫ُسلُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وب فَت ُه َو تَتنَت ُّوعُ‬ ‫ث الْ َعنَاص ِر ِيف ه َذا األ ْ‬‫َاأ ََّما ثَال ُ‬
‫الْ ِقَراءَ ِ َاالْ ِةتَابَِة‬
‫يدي قَ ْد َم َّةنَْتهُ ِم َن‬ ‫التَّشُّرِد ااالستِتا ِ الَِّيت َ ا َن َْحياها الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ات َاأَ ْ َس َ آثَا َهُ ُمْتت َعةً َاطََرافَةً‪ ،‬فَت َق ْد‬ ‫االتَّ ْد ِاي ِن ِِمَّا أَ ْ سبه ِغىن ِيف الْمعلُوم ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ََُ ً‬ ‫َ‬
‫‪519‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ص ‪ 2‬ت ‪. 21‬‬

‫ـ ‪ 273‬ـ‬
‫صانِ ِيف ِه بَتلَ َغ أَْبتََع ِمئَ ِة َطْ ٍل‪َ ،‬اقَ ْد لُ ِّمَر‬‫صَرفَهُ ِيف تَ َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫َن َاْز َن الْم َداد الَّذي َ‬ ‫ي أ َّ‬ ‫ُ ِا َ‬
‫الس َّن الطَّ ِويلَةَ‬‫هذهِ ِّ‬ ‫َن ِ‬ ‫يف َللَى الْ ِمئَ ِة‪َ ،‬االَ َي َ ِيف أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫التَّوحيدي َح ََّّْت ن َ‬
‫يف ِيف موض ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص ِرِه‪،‬‬ ‫ت ِيف َل ْ‬ ‫ولات َش ََّّت لُ ِرفَ ْ‬ ‫ال َدتْهُ َللَ ْى َ ثْتَرِ االطِّالَ ِع َاالتَّأل ِ َ ُ َ‬ ‫َس َ‬
‫وليَّ ِة الَِّيت ُِتِي ُ بِالْ َةاتِ ِ أَ ْن‬ ‫اح الْعِْل ِميَّ ِة الْموس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫الر ِ‬‫وصو ِ بِ ُّ‬ ‫ص ِر الْ َم ُ‬ ‫ك الْ َع ْ‬ ‫ذل َ‬
‫ِ‬
‫ص ِر الْعِْل ِميَّ ِة‪.‬‬
‫ص الْ َع ْ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫يتوفِّق بني أ ِ‬
‫ُسلُوبِه َا َخ َ‬ ‫َُ َ َ َ ْ‬
‫َسلَ ْفنَاهُ ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫ُستَاذُ الْكيالَني‪ ،‬إِ َ ْىل َجان ِ َما أ ْ‬ ‫إِ َّن َما ذَ َ َرهُ األ ْ‬
‫صوًَ َاافِيَةً َاَ افِيَةً‬ ‫َ الَِم األُستَاذَي ِن‪ :‬إِحسا َن َعبَّاس ا َع ِف َ ِ‬
‫يف بَ ْهنَس َّي يُ َش ِّة ُل ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َّص ِو ُير‪َ ،‬الة ْن ََْت ُد ُ‬ ‫وب أَبِي َحيَّا َن ِيف النَّثْ ِر‪َّ ،‬بَا فيه النَّت ْق ُد َاالت ْ‬ ‫ُسلُ ِ‬ ‫َل ْن أ ْ‬
‫وس‬‫اح ِ (( َمثَالِ ِ الْ َوِز َيري ِن)) ِيف قَِراءَ ِ نتُ ُف ِ‬ ‫ا ِإل َشا ُ أَيضاً إِ َىل بترال ِة ص ِ‬
‫ْ ََ َ َ‬ ‫َ‬
‫اص‬‫اح ِه َاتَألُِّق ِه ِلْن َد نَت ْق ِد األَ ْش َخ ِ‬ ‫اآلخ ِرين الَّ ِذين يةْتُ لْنتهم‪ ،‬اه َذا ِسُّر ََن ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ ُْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫أَا اص ِف ِهم‪ ،‬أَا تَص ِوي ِر ْ ِ‬
‫احلَاالَت النَّت ْفسيَّة َااالنْف َعاالَت‪َ ،‬اه َذا أَيضاً ِمَّا َملْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬
‫احل ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت األ ِ‬ ‫يت ُف ِ‬
‫يث‬ ‫ك ِيف َْ‬ ‫اض َ ذل َ‬ ‫ُستَاذَ الْكيالَن َّي الَّذي أَفَ َ‬ ‫َسات َذ َ‪َ ،‬االَ سيَّ َما األ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وب التَّأَثُِّر ِّ َّ ِ‬‫ُسلُ ِ‬
‫ي الذي َ ا َن التَّوحيدي ُيَْتَ ُح م ْن َمعينه‪َ ،‬ايتُ َع ِّق ُ‬ ‫َل ِن األ ْ‬
‫اجلَيِّ ُد ُه َو النَّت ْق ُد‬ ‫ودلِ َير ت ‪« :Baudelaire‬النَّت ْق ُد ْ‬ ‫ول ب ِ‬
‫ُ‬
‫بت ْع َده بَِق ِ‬
‫َ ُ‬
‫يء‪،‬‬‫اضي الْبا ِد الَّ ِذي ُْحا ِا ُل تَت ْف ِسري ُ ل ش ٍ‬ ‫ي ]‪ ،‬الَ النَّت ْق ُد ِّ ِ‬ ‫)‬‫‪59‬‬ ‫(‬
‫[التَّأَثُِّر ُّ‬
‫َ ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫الريَ ُّ َ ُ‬
‫ُجي ِع األ َْه َو ِاء الْبَ َش ِريَِّة»(‪.)591‬‬‫احل ِّ ا َِ‬
‫احل ْقد َا ُْ َ‬
‫االْمنتَّزه ل ِن ِْ ِ‬
‫َ َُ ُ َ‬
‫يتز ت ‪ A. Mez‬فَ َّن‬ ‫ِ‬ ‫هذهِ األُس ِ ِ‬ ‫ااستِناداً إِ َىل ِمثْ ِل ِ‬
‫آد ُم م ُ‬ ‫ف َ‬ ‫س يَص ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬
‫ُستَاذيَِّة ِهل ِذهِ الطَِّري َق ِة‪َ ،‬اأ ََّا ُل َما‬ ‫ِِ‬
‫ُم َف ِّة ِرنَا بَِقوله‪« :‬لََق ْد بَتلَ َغ أَبُو َحيَّا َن َم ْرتَتبَةَ األ ْ‬
‫‪59‬‬
‫ت يف األَصل‪ :‬التَّأثريي‪.‬‬
‫‪591‬‬
‫ت د‪ .‬إبراهيم الةيالين‪ :‬تصدير رسائل أَبي حيَّان التَّوحيدي ت ص ‪.1 1‬‬

‫ـ ‪ 274‬ـ‬
‫وب َّ ِ ِ ِ‬ ‫ُسلُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اد الَ‬ ‫الرائ ِع‪ ،‬قَاد اً َللَيه‪َ .‬غ َري أَنتَّنَا نَ َة ُ‬ ‫نُالَحظُهُ أَنَّهُ َ ا َن َلالماً بِ َدقَائ ِق األ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف الَّذي ََن ُدهُ لْن َد َغ ِريه م َن األ َُدبَاء‪َ .‬اَملْ‬ ‫ك التَّ َةلُّ َ‬ ‫ُسلُوبِِه ذل َ‬ ‫ظ ِيف أ ْ‬ ‫نُالَ ِح ُ‬
‫َش ُّد تَت ْعبِرياً َل ْن‬ ‫يب بَت ْع َد أَبِي َحيَّا َن َما ُه َو أ ْ‬
‫َس َه ُل َاأَقْت َو ْع َاأ َ‬ ‫يُةتَ ْ ِيف النَّثْ ِر الْ َعَرِ ِّ‬
‫يل إِ َ ْىل طَ ِري َق ِة‬ ‫ِ‬ ‫احبِ ِه ِِمَّا َ تَبه أَبو حيَّا َن‪ ،‬ا ِ‬ ‫صيَّ ِة ص ِ‬ ‫َشخ ِ‬
‫اجلُ ْم ُهوَ َ ا َن َُي ُ‬ ‫لة َّن ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ين ِيف الْبَ ِدي ِع‪.‬‬ ‫اآلخ ِر َ‬
‫َ‬
‫ص ِرهِ‪َ ،‬اَ ا َن يتُ َع ِاين َا ْح َشةَ‬ ‫َالََق ْد َ ا َن أَبُو َحيَّا َن فَتنَّاناً َغ ِريباً بَ َ‬
‫ني أ َْه ِل َل ْ‬
‫َّم َللَي ِه ْم»(‪َ .)592‬اقَ َال أَيضاً‪ََُّّ « :‬بَا َ ا َن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َم ْن يَت ْرتَف ُع َل ْن أ َْه ِل َزَمانه َايَتتَت َقد ُ‬
‫ِ‬ ‫( ‪ِ )59‬‬ ‫الت ِ‬
‫َّوح ِ‬
‫ك َما‬ ‫يب َللَى ا ِإلطْالَ ِق» ‪ .‬ليَ ْستَ ِح َّق بِذل َ‬ ‫يدي أ َْلظَم ُ ت ِ‬
‫َّاب النَّثْ ِر الْ َعَرِ ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ص َفهُ بِِه يَاقُ ُ‬
‫يب‬‫وف األ َُدبَاء َوأَد ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ْح ْم ِوي ب َقوله‪ُ « :‬ه َو فَيلَ ُ‬ ‫وت ال َ‬ ‫َا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫احةا‬ ‫ص َ‬ ‫اء َوفطْنَةا َوفَ َ‬ ‫الْ َفالَس َفة‪ ،‬فَ ْر ُد الدنْ يَا الذي لَ نَم َير لَهُ ذَ َى ا‬
‫َوُم ْكنَةا»(‪.)591‬‬
‫‪  ‬‬

‫‪592‬‬
‫ت آدم ميتز‪ :‬الحضارة اإلسالميَّة ت ج ‪ 1‬ت ص ‪. 95‬‬
‫‪59‬‬
‫ت آدم ميتز‪ :‬الحضارة اإلسالميَّة ت ج ‪ 1‬ت ص ‪. 91‬‬
‫‪591‬‬
‫ت ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت ج ‪ 15‬ت ص ‪.1‬‬

‫ـ ‪ 275‬ـ‬
‫نَمَاذِجُ من نقد التوحيدي‬
‫ص َف َح ِاِتَا‪َ ،‬االَ‬ ‫ني َ‬ ‫ت بَ َ‬
‫ِ‬
‫َّماذ ُج النَّت ْقديَّةُ ِيف ُ تُ ِ ُم َف ِّة ِرنَا َاانْتتَثَتَر ْ‬
‫َ ثترت الن ِ‬
‫َُ ْ َ‬
‫َّم ِاذ ِج النَّت ْق ِديَِّة‬ ‫ِِ‬
‫َسالي ُ هذه الن َ‬
‫ِسيَّما ِيف ((ا ِإلمت ِاع االْمؤانَس ِة))‪ .‬ااختتلَ َفت أ ِ‬
‫َ َْ ْ َ‬ ‫َْ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫يع أَ ْن نتُْن ِةَر الْبَتَّةَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني تْبتيَان الْ َم َحاس ِن َاالْ َم َعاي ِ ‪َ .‬االَ نَ ْستَط ُ‬
‫اضها ا ِّاَتَاهاتُتها ب ِ ِ‬
‫َاأَ ْغَر ُ َ َ َ َ َ َ‬
‫َسلَ ْفنَا‪ ،‬فَت ُه َو إِ ْن‬ ‫ف‪ِ ِ ْ ،‬‬ ‫صِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫م ِ‬
‫ىل َما أ ْ‬
‫استنَاداً إ َ ْ‬ ‫وضوليَّةَ التَّوحيدي ِيف النَّت ْقد َادقَّتتَهُ ِيف الْ َو ْ‬ ‫َ ُ‬
‫اس ِن‪ ،‬ح ََّّت ِيف نَت ْق ِدهِ‬ ‫َ َشف ل ِن الْمسا ِا ِئ االْمثَالِ ِ َمل يت ُفْته تِبتيا ُن الْمح ِ‬
‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ ُ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫التت ِ‬
‫ف ابْ ِن َعبَّ َ‬
‫اد‬ ‫َخالَقَهُ النَّ ِز َيهةَ؛ فَت َق ْد أَقَتَّر قَتْب َل َا ْ‬ ‫َّه ُّةم ِّي َملْ يَ ْستَط ْع أَ ْن َخيَِِْت َق أ ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫بِأَنَّه إََِّّنَا يستملِي ِمن موقِ ِف ِه ا ْحلاقِ ِد للَ ِيه الِذلِك سي ِز ُ ِ‬
‫ص … َالْن َد َا ْ‬ ‫يد َايتُْنق ُ‬ ‫َ َ َ َ ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َ َْ ْ‬
‫ِ‬
‫ىل َم َعايِبِ ِه َغ َري الْبُ ْخ ِل الَّذي ا ْشتُت َهَر بِِه‪َ .‬اه َذا َما أَفَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ضنَا‬ ‫ابْ ِن ال َْعميد َملْ ََي ْد َمْنت َفذاً إ َ ْ‬
‫اليَّةَ أَ ِا التَّأثُِريَِّة‬
‫ك فَِإ َّن النتَّزلةَ االنْ ِطب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضح ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫اك‪َ .‬ابِذل َ‬ ‫َّه ُّة ِم َافَ ِّن ا ِإل ْ َ‬ ‫ص ِل التت َ‬‫فيه ِيف فَ ْ‬
‫ص ِوي ِرهِ َملْ ََتُ ْل ُدا َن فَيئَتِ ِه إِ َىل ا ْحلَ ِّق‬ ‫الَِّيت َ ا َن يتْنطَلِق ِمْنتها ِيف ا ِ ِ ِ ِ‬
‫صفه َانَت ْقده َاتَ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ َ‬
‫يما يَلِي بَت ْعضاً ِم ْن ََّنَ ِاذ ِج نَت ْق ِدهِ‪:‬‬ ‫ضفَ‬
‫وع إِلَ ِيه‪ ،‬انَتع ِر ِ‬
‫َْ ُ‬ ‫الر ُج ِ‬
‫َا ُّ‬
‫َّاس أَنَّهُ لَوالَ َم َةانَتتُهُ َاِ َفايَتتُهُ َا َح َسبُ ُه‬ ‫َّلي لِلن ِ‬ ‫اهر(‪ )595‬فَترجل يد ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ ٌ َ‬ ‫أ ََّما ابْ ُن طَ َ‬
‫هذهِ الْ َم ْملَ َةةُ َخَراباً؛ ه َذا َم َع الشَِّّر‬ ‫هذهِ الْ ِوزا ُ سراباً‪ ،‬ا ِ‬ ‫ا أيته امشو تُه لَ َةانَت ِ‬
‫َ َ ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُُ َ َ ُ َ ُ‬
‫ادتِِه؛ فَِإ ْن َجَر ْع َخريٌ انْتتَ َحلَهُ‪َ ،‬اَز َل َم أَنَّهُ ِم ْن نَتتَائِ ِج َأيِِه‪َ ،‬اإِ ْن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الَّذي ِيف طَْبعه َا َل َ‬
‫ِ‬
‫هذهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اقَع َشٌّر لصبه بِرأ ِي ِ ِ‬
‫استَبَ َّد به‪َ .‬اَم َع ه َذا فَت ُه َو يَعي ُ‬ ‫صاحبِه‪َ ،‬ا َّاد َل ْى أَنَّهُ ْ‬ ‫َ ََ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫(‪)591‬‬
‫الْ ُمَراءَا َ ‪.‬‬
‫‪595‬‬
‫ت ابن طاهر‪ :‬هو أَبو لبد اهلل بن طاهر‪ .‬ان نائباً لن أَيب نصرسابو ما ان من جاالت صمصام الدَّالتة‪.‬‬
‫مات مقتوالً سنة ‪ 1‬هت‪191/‬م‪ .‬حاشية اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪1‬ت ص ‪.1‬‬
‫‪591‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ‪ 1‬ت ص ‪.15‬‬

‫ـ ‪ 276‬ـ‬
‫* * *‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ (‪)591‬‬
‫ال ِة اللَّ ْف ِظ‪َ ،‬ا ِس َع ِة‬
‫فَالَ يَت ْل َح ُق ِبَُؤالَء‪َ ،‬م َع بَتَر َ‬ ‫َاأ ََّما ابْ ُن ال ُْم َراغي‬
‫الرَاايَِة‪َ .‬اَم ْن نَظََر ِيف‬ ‫ث‪َ ،‬اَ ثْتَرِ ِّ‬‫الر ِيق‪ ،‬ا َغزا ِ النَّت ْف ِ‬
‫س‪َ ،‬ابَتلَ ِل ِّ َ َ َ‬ ‫ا ْحلِْف ِظ‪َ ،‬ا ِلَّزِ النَّت ْف ِ‬
‫ف‪َ ،‬اََنَ َل أَ ْ ثَتَر ِِمَّا‬ ‫ِ‬
‫وق َما أَص ُ‬ ‫اب الْبَت ْه َج ِة)) لَهُ َلَر َ َما أَقُ ُ‬
‫ول‪َ ،‬ا ْالتَت َق َد فَ َ‬ ‫(( ِتَ ِ‬
‫أَبْ ُذ ُل(‪.)591‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫َّسق الن ِ‬
‫ِّظ ِام‪ َ ،‬أَََّّنَا يَتْب ُس ُم َل ْن ثَت ْغ ِر‬ ‫السالَِمي(‪ )599‬فَتهو ح ْلو الْ َةالَِم‪ ،‬مت ِ‬ ‫َاأ ََّما َّ‬
‫ُ ُ‬ ‫َُ ُ ُ‬
‫يل‬ ‫الس ِرقَ ِة‪ ،‬لَ ِطيف األَخ ِذ‪ ،‬ا ِاسع الْم ْذه ِ ‪ ،‬لَ ِطيف الْمغَا ِ ِس‪َِ ،‬‬
‫ُج‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫الْغم ِام‪ ،‬خ ِ‬
‫ف‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ََ َ‬
‫اح‪َ ،‬ابَت ْرٌد َللَى الْ َةبِ ِد‪.‬‬ ‫ث بِ ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫س؛ لِ َةالَِم ِه لَيطَةٌ بِالْ َق ْل ِ ‪َ ،‬ا َلبَ ٌ‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬
‫الْ َمالَبِ ِ‬
‫* * *‬
‫ظ اللَّ ْف ِظ‪ َ ،‬ثِريُ الْعُ َق ِد‪ُِْ ،‬ح ُّ أَ ْن يَ ُةو َن بَ َد ِايًّا‬ ‫فَتغَلِي ُ‬
‫ِ (‪)1 1‬‬
‫ْحاتَمي‬ ‫َاأ ََّما ال َ‬
‫ني النَّظْ ِم َاالنَّثْ ِر‪َ ،‬للَ ْى تَ َشابٍِه‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ِريًّا؛ َغ ِز ُير الْ َم ْح ُفو ‪َ ،‬جام ٌع بَ َ‬
‫ِ‬
‫قُ ًّحا‪َ ،‬اُه َو َملْ يَت َّم َح َ‬
‫ول‪،‬‬ ‫يما يَت ُق ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫بينَتهما ِيف ا ْجل ْفوِ اقِلَّ ِة َّ ِ‬
‫السالَ َسة‪َ ،‬االْبُت ْعد م َن الْ َم ْسلُوك‪ .‬بَادي الْ َعوَ ف َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َُ‬
‫اق ِمْنتها ُِ‬ ‫ِ‬ ‫لَةأَََّّنَا يت ِِبز ما ُخيْ ِفي‪ ،‬اي َة ِّد ما ي ِ‬
‫َخَر‬ ‫صفي‪ ،‬لَهُ َس ْةَرٌ ِيف الْ َقول إِ َذا أَفَ َ َ‬ ‫َُ ُ َ ُ ْ‬ ‫ُْ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإِذَا ُِ‬
‫ني‪،‬‬ ‫ص َد َق فَت ُه َو َم ِه ٌ‬ ‫ضاءَ ُل ُمتَت َقالساً‪ ،‬إِذَا َ‬ ‫َخَر َس َد َ ‪ ،‬يَتتَطَ َاا ُل َشاخصاً‪ ،‬فَتيَتَ َ‬ ‫َ‬
‫ني‪.‬‬
‫ب فَت ُه َو َم َش ٌ‬ ‫َاإِ َذا َ َذ َ‬
‫‪591‬‬
‫ت ابن المراغي تقدَّمت ترُجته‪.‬‬
‫‪591‬‬
‫‪ 1‬اما بعدها‪.‬‬ ‫ت هذا الشَّاهد اما بعده من‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ‪ 1‬ت ص‬
‫‪599‬‬
‫السالمي تقدمت ترُجته‪.‬‬
‫ت َّ‬
‫‪1‬‬
‫التصاق به اتعلُّ ٌق‪ .‬لسان العرب ت ليط‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ت ليطةٌ بالقل أَي‪:‬‬
‫‪1 1‬‬
‫ت الح اتمي هتو‪ :‬حممتتد بتن احلستني احلتاَتي‪ ،‬متدح اخلليفتة القتاد بتتاهلل‪ ،‬الته ِّ‬
‫الرستالة احلاَتيَّتة التيت شترح فيهتا متتا‬
‫جرع بينه ابني املتنِب‪ ،‬مات سنة ‪ 11‬هت‪991 /‬م‪ .‬يتيمة الدَّهر ت ج ت ص ‪.1‬‬

‫ـ ‪ 277‬ـ‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫يل الْبَ ِدي ِع‪،‬‬ ‫ُ‬
‫اأ ََّما ابن جلَبات(‪ )1 2‬فَتهو ََمنو ُن الشِّع ِر‪ ،‬متت َفا ِات اللَّ ْف ِظ‪ ،‬قَلِ‬
‫ْ َُ ُ‬ ‫ُ َ ُْ‬ ‫َ ُْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ (‪)1 5‬‬ ‫صري ِّ ِ (‪ِ )1 1‬‬ ‫ا ِاسع ا ْحلِيلَ ِة‪ َ ،‬ثِيتر ُّ ِ ( ‪ِ )1‬‬
‫الر َشاء ‪ َ ،‬ثريُ الغُثَاء ‪َ ،‬غَّرهُ ن َفاقُهُ‬ ‫الزَاق ‪ ،‬قَ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ُ‬
‫َانَت َّف َقهُ نَِفاقُهُ‪.‬‬
‫* * *‬
‫يق ا ْحلََو ِاشي‪َ ،‬س ْه ُل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف اللَّ ْفظ‪َ ،‬طْ ُ األَطَْرا ‪َ ،‬ق ُ‬ ‫َاأ ََّما م ْس َك ِويه فَتلَط ُ‬
‫ك‪َ ،‬م ْش ُهوُ الْ َم َع ِاين‪ َ ،‬ثِريُ التت ََّوِاين‪َ ،‬ش ِد ُ‬
‫يد‬ ‫السب ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْة ِ ‪ ،‬بَطيءُ َّ ْ‬ ‫يل َّ‬ ‫الْم ِ ِ‬
‫أخذ‪ ،‬قَل ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫التتَّوقِّي‪ِ ،‬‬
‫ص ُر‪َ .‬ايَطريُ‬ ‫يف التتََّرقِّي؛ يَِرُد أَ ْ ثَتَر ِمَّا يَ ْ‬
‫ص ُد ُ ‪َ ،‬ايَتتَطَ َاا ُل َج ْه َدهُ ُثَّ يتُ َق ِّ‬ ‫ضع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س‪َ ،‬اُيْتَ ُح ِم ْن قَتْب ِل أَ ْن َُيِيهَ‪َ .‬الَهُ بَت ْع َد‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بَعيداً َايَت َق ُع قَريباً‪َ ،‬ايَ ْسقي م ْن قَتْب ِل أَ ْن يَت ْغر َ‬
‫ِ‬
‫ِّد َام ِة‪،‬‬‫اخلِ ْد َم ِة‪َ ،‬اقِيَ ٍام بُِر ُسوم الن َ‬‫َت ِيف ْ‬ ‫ِم َن الْ َف ْل َس َف ِة‪َ ،‬اتَأ ٍّ‬ ‫لخ ُذ َ َش ْد ٍا‬‫كم ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪)1 1‬‬
‫ذل َ َ‬
‫يميَ ِاء‪.‬‬
‫ب‪ ،‬اهو حائِل الْع ْق ِل لِ َشغَ ِف ِه بِالْ ِة ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫َاسَة ِيف الْبُ ْخ ِل‪َ ،‬ا َغَرائ َ م َن الْ َةذ َ ُ َ َ ُ َ‬
‫* * *‬

‫للي بتن جلبتات‪ ،‬ذ تره صتاح اليتيم ِتة يف اجلتزء الثَّالتث‪ ،‬ص ‪ ،99‬اع شتيئاً‬
‫‪1 2‬‬
‫ت ابن جلبات هو‪ :‬أَبو القاسم ُّ‬
‫من شعره‪ .‬اقال إنَّه‪ :‬أَحد أَفراد الدَّهر يف الشِّعر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الشتتعر َتستتيناً‬
‫ْحستتن بتته ِّ‬
‫ين‪ .‬اامل تراد هنتتا متتا ِّ‬
‫الشتتيءُ ايتز ُ‬
‫ت الت ُّتزَا ُق بالتَّحريتتك‪ُ :‬جت ُتع زاااق‪ ،‬اهتتو‪ :‬متتا ْحست ُتن بتته َّ‬
‫الزئبق‪ .‬لسان العرب ت زاق‪.‬‬
‫الزاااق يف األَصل‪ِّ :‬‬
‫ظاهريًّا‪ .‬ا َّ‬
‫‪1 1‬‬
‫الرشاءُ‪ :‬احلب ُل الذي يسقى به‪ ،‬ااملراد هنا قصر باله يف الشِّعر اقصو ه لن اإلطالة‪ .‬لسان العرب ت شا‪.‬‬ ‫ت ِّ‬
‫‪1 5‬‬
‫الستيل‪ .‬ايريتد بته هنتا‪ :‬متا ال فائتد فيته‪ ،‬اال يعت ُّتد بته‪.‬‬
‫الشتجر املختالط زبتد َّ‬
‫ت الغثاءُ يف األَصل‪ :‬البتاِل متن ا ق َّ‬
‫لسان العرب ت غثا‪.‬‬
‫‪1 1‬‬
‫ت شدا شدااً‪ :‬أَخذ طرفاً من العلم ااألَدب‪ .‬لسان العرب ت شدا‪.‬‬

‫ـ ‪ 278‬ـ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫هذهِ ُّ‬ ‫اأ ََّما ابن ح َّجاج(‪ )1 1‬فَتلَيس ِمن ِ‬
‫الزْمَرِ بِ َشيء‪ ،‬ألَنَّهُ َسخ ُ‬
‫يف‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُْ َ َ‬
‫ال‪َ ،‬االَ لَهُ‬‫يس لِْل َع ْق ِل ِم ْن ِش ْع ِرهِ َمنَ ٌ‬ ‫ِ ِ‬
‫يف ا ْهلَْزل‪ .‬لَ َ‬
‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫يع‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫الطَّ ِري َقة‪ ،‬بَعي ٌد م َن ا ْجلدِّ‪َ ،‬م ِر ٌ‬
‫ال؛ َللَ ْى أَنَّهُ قَ ِوميُ اللَّ ْف ِظ‪َ ،‬س ْه ُل الْ َةالَِم‪َ ،‬ا َُشَائِلُهُ نَائِيَةٌ بِالْ َوقَا ِ َل ْن‬
‫ِيف قَت ْر ِض ِه ِمثَ ٌ‬
‫هذهِ الْغََر َام ِة( ‪َ .)11‬اإِذَا‬‫اخلسا ِ ‪ .‬اهو َش ِريك اب ِن س َّكرةَ(‪ِ )1 9‬يف ِ‬ ‫َل َ ِِ ِ ِ ِ‬
‫ُ ْ ُ َ‬ ‫ادته ا ْجلَا يَة يف َْ َ َ ُ َ‬
‫َج َّد أَقْت َع ْى‪َ ،‬اإِ َذا َهَزَل َح َةى األَفْت َع ْى‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫اه ْم‬ ‫َّاس لِلطَّ ِري َق ِة الْمستَ ِق ِ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)111‬‬
‫َاأ ََّما أَبُو إِ ْس َحا َق‬
‫ضُ‬ ‫يمة‪َ ،‬اأ َْم َ‬
‫ُْ َ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ُّ‬ ‫َح‬
‫ُ َ‬‫أ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬‫ف‬
‫َ‬
‫َّح ِو ‪َ ...‬م َعانِ ِيه‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َللَى الْ َم َح َّجة الْ ُو ْسطَ ْى‪َ ،‬اإََِّّنَا يتُْنت َق ُم َللَيه قلَّةُ نَصيبِه م َن الن ْ‬
‫ود ٌ‪ ،‬الَ يَتثِ ُ َاالَ يَت ْر ُس ُ ‪َ ،‬االَ يَ ِة ُّل َاالَ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اداتُهُ َْحم ُم َ‬
‫فَت ْل َسفيَّةٌ‪َ ،‬اطبَالُهُ لَراقيَّةٌ‪َ ،‬ا َل َ‬

‫‪1 1‬‬
‫تاجن يف شتعره‪ ،‬مشتهو ‪ .‬اتَّصتل بتالوزير‬
‫تالر م ٌ‬ ‫احلجتاج؛ ش ٌ‬‫حجاج هو‪ :‬أَبو لبد اهلل احلستني بتن أَمحتد بتن َّ‬ ‫ت ابن َّ‬
‫املهلِّت ِّ‬
‫تِب استتابو بتتن أَ دشتتري الضتتد َّ‬
‫الدالتتة اابتتن لبَّتتاد اابتتن العميتتد‪ ،‬الةثتتري متتن شتتعره يف اليتيمتتة‪ .‬متتات‬
‫سنة ‪ 91‬هت‪1 1/‬م‪ .‬وفيات األَعيان ت ج‪2‬ت ص‪ ،111‬األَعالم ت ج‪2‬ت ص‪.2 1‬‬
‫‪1 1‬‬
‫الربيع اخلص ‪ ،‬اهذا نايةٌ لن إ ثا ه من اهلزل اتدفُّقه لليه‪ .‬لسان العرب ت مرع‪.‬‬ ‫ت الْ َم ِريع‪َّ :‬‬
‫ت ابن ُس َّكرة‪ :‬حممد بن لبد اهلل بن حممد اهلاُشي‪ ،‬أَبو احلسن‪ ،‬املعرا بابن ُس َّةر ‪ ،‬من الد ِّ‬
‫‪1 9‬‬
‫للي بن املهتدي‬
‫ت‬ ‫مطولتةٌ يف يتيم ة ال دَّهر ت ج‬ ‫تاجن خاللتتي‪ ،‬تت ِّ‬
‫تويف ستتنة ‪ 15‬ه ت‪995/‬م‪ ،‬لتته ترُجتةٌ َّ‬ ‫تالر مت ٌ‬
‫العبَّاستتي‪ ،‬شت ٌ‬
‫ص ت‪ ، 5‬ش رح مقام ات الحري ري ت ص‪ ،219‬وفي ات األَعي ان ت ج‪ 1‬ت ص‪ ،251‬يتيم ة ال دَّهر ت ج‪ 2‬ت‬
‫ص‪ ،211‬األَعالم ت ج ت ص‪.225‬‬
‫‪11‬‬
‫ت الغرامة‪ :‬اخلسران‪ .‬لسان العرب ت غرم‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫ت يريتتد ب أَبي إس حاق‪ :‬إبتراهيم بتتن هتتالل َّ‬
‫الصتتايب‪ ،‬تتان اتت اإلنشتتاء ببغتتداد لنتتد اخلليفتتة النتتد لت ِّتز الدَّالتتة‬
‫الدالتتة ملةاتبتتات صتتد ت منتته‪،‬‬ ‫الرستتائل ستتنة ‪ 19‬ه ت‪91 /‬م‪ ،‬انقتتم لليتته لضتتد َّ‬ ‫تويهي‪ ،‬اتقلَّتتد دي توان َّ‬‫البت ِّ‬
‫فلمتتا ملتتك لضتتد الدَّالتتة أَ اد قتلتته فشتتفعوا فيتته فأَطلقتته‪ ،‬اأَلَّتتف لتته تتتاب‪’’ :‬التَّتاجي‘‘ يف أَخبتتا بتتِن بويتته‪،‬‬ ‫َّ‬
‫الصت تتابئة إىل أَن مت تتات ست تتنة ‪ 11‬هت ت ت‪991/‬م مت تتا اع‬ ‫اأُ يت تتد للت تتى اإلست تتالم فت ت تأََب اظت ت َّتل للت تتى ديت تتن َّ‬
‫ابتتن َخلِّةتتان‪ ،‬اقتتال النَّتتدمي إنتَّته متتات قبتتل ستتنة ‪ 1‬ه ت‪99 /‬م‪ .‬وفي ات األَعي ان ت ج‪ 1‬ت ص‪ ،52‬يتيم ة‬
‫الدَّهر ت ج‪2‬ت ص ‪.2‬‬

‫ـ ‪ 279‬ـ‬
‫ت ‪َ ...‬افُتنُونُهُ أَ ْ ثَت ُر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)112‬‬
‫ت َاُه َو ُمتَت َو ِّجهٌ‪َ ،‬االَ يَتتَت َو َّجهُ َاًه َو ُم ْلتَف ٌ‬
‫يَ ْة َه ُتم ‪َ ،‬االَ يَت ْلتَف ُ‬
‫اجهُ أ َْزَه ُر( ‪.)11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُر‪َ ،‬اسَر ُ‬ ‫اضهُ أَنْ َ‬
‫َخ َف ْى‪َ ،‬ا َخاط ُرهُ أَاقَ ُد‪َ ،‬اناَظ ُرهُ أَنْت َق ُد‪َ ،‬اَ ُ‬ ‫أخ ُذهُ أ ْ‬
‫َاَم َ‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫ني الْ َع ِري َة ِة فَت ُراقَةً(‪ُ ،)111‬م َش َّوَه‬ ‫ي فَِإنَّهُ َ ا َن َشيخاً لَِّ َ‬ ‫َاأ ََّما يَ ْحيَى بْ ُن َع ِد ٍّ‬
‫يج (الْ َم َسائِ ِل) الْ ُم ْختَلِ َف ِة‪َ .‬اقَ ْد‬ ‫التتَّر َُج ِة‪ِ ،‬ديء الْعِبا ِ‪ِ .‬‬
‫لةنَّهُ َ ا َن ُمتَأتِّياً(‪ِ )115‬يف ََتْ ِر ِ‬ ‫ْ َ َ َ ََ‬
‫ات؛ َ ا َن يَتْنبَ ِه ُر فِ َيها‬ ‫هذهِ ا ْجلمال ِة‪ ،‬اَمل ي ُةن يتلُوذُ بِا ِإل َهلِيَّ ِ‬
‫ََ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫بترع ِيف ََملِ ِس ِه أَ ْ ثتر ِ‬
‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬
‫ضالً َل َّما َد َّق ِمْنت َها‪َ .‬اَ ا َن ُمبَا َ َك‬ ‫ِ‬
‫اط َها‪َ ،‬ايَ ْستَت ْعج ُم َللَ ِيه َما َج َّل‪ ،‬فَ ْ‬
‫ض ُّل ِيف بِس ِ‬
‫َ‬
‫اي ِ‬
‫ََ‬
‫ِ (‪)111‬‬
‫س ‪.‬‬ ‫الْ َم ْجل ِ‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫وع إِ َىل‬‫الر ُج ِ‬ ‫يح النَّت ْق ِل‪ َ ،‬ثِريُ ُّ‬
‫صح ُ‬
‫اأ ََّما ابن ُزر َعةَ فَتهو حسن التتَّر َُج ِة‪ِ ،‬‬
‫َ ْ ُ ْ َُ َ َ ُ ْ َ َ‬
‫ود النَّت ْق ِل إِ َىل الْ َعَربِيَّ ِة‪َ ،‬جيِّ ُد الْ َوفَ ِاء بِ ُة ِّل َما َج َّل ِم َن الْ َف ْل َس َف ِة؛‬
‫الْ ُةتُ ِ ‪َْ ،‬حم ُم ُ‬
‫أخ ٌذ‪َ .‬الَوالَ تَت َوزُّعُ فِ ْة ِرهِ ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫يس لَهُ ِيف َدقيق َها َمْنت َف ٌذ‪َ ،‬االَ لَهُ م ْن لُ ْغ ِزَها َم َ‬ ‫لَ َ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّجا َِ‪َ ،‬اَحمَبَّتُهُ ِيف ِّ‬
‫صهُ َللَى اجلَ ْم ِع‪َ ،‬اشدَّتُهُ َللَى الْ َمْن ِع؛ لَ َةانَ ْ‬ ‫الربْ ِح‪َ ،‬اح ْر ُ‬ ‫الت َ‬
‫َّد‪َ ،‬ا ُح ُّ ُّ‬
‫الدنْتيَا‬ ‫َّد ُمنَد ٌ‬ ‫قَ ِرْحتُه تَستَ ِجي لَه‪ ،‬ا َغائِمتُه تَ ُد ُّ للَ ِيه‪ .‬ا ِ‬
‫لةنَّهُ ُمبَد ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ ْ ُ ُ َ َ ُ‬
‫ص ُّم(‪.)111‬‬ ‫يتع ِمي اي ِ‬
‫ُْ َُ‬

‫‪112‬‬
‫ْهم َ َهامةً إذا بطَُؤ لن النُّصر ااحلرب‪ .‬لسان العرب ت هم‪.‬‬
‫جل اَ َه َم يَة َ‬
‫الر ُ‬
‫ت يةهم‪ :‬من َ ُه َم َّ‬
‫‪11‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي ‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج‪ 1‬ت ص ‪ 11‬ت ‪.11‬‬
‫دلى ليثا‪ .‬لسان العرب ت فرق‪.‬‬ ‫ب لجلَ ٍة ِت يثاً ا َّ ٍ‬ ‫‪111‬‬
‫ب فراقة يُ َ‬ ‫ت فراقةً‪ :‬شديد الفزع‪ .‬ايف املثل‪َ َ َّ :‬‬
‫‪115‬‬
‫ت متأَتياً‪ :‬أَي مِتفِّقاً متلطِّفاً‪ .‬لسان العرب ت أِت‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ‪ 1‬ت ص ‪. 1‬‬
‫‪111‬‬
‫ت م‪ .‬س ت ج ‪ 1‬ت ص ‪.‬‬

‫ـ ‪ 281‬ـ‬
‫نَمَاذِجُ تصويريَّة للتوحيدي‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ما َ ثتر ِ‬
‫ك َ ا َن‬ ‫ت َ ذل َ‬ ‫ت َاتَتبَايَتنَ ْ‬ ‫َّد ْ‬ ‫ت ََّنَاذ ُج النَّت ْقد لْن َد ُم َف ِّة ِرنَا َاتَت َعد َ‬ ‫َ َُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ص ِوي ِر‬ ‫ني تَ ْ‬ ‫ت َما بَ َ‬ ‫َت بُطُو َن ُ تُبِه‪ ،‬فَتتَتنَت َّو َل ْ‬ ‫َّص ِوي ِريَِّة الَِّيت َمأل ْ‬
‫َشأ ُن ََّنَاذجه الت ْ‬
‫الس ْمعِيَّ ِة‬
‫احلِ ِّستيَّ ِة؛ َّ‬
‫ات ْ‬ ‫الذاتِيَّ ِة‪ ،‬اتَص ِوي ِر الْم ْد َ ِ‬ ‫الذاتِيَّ ِة َا َغ ِري َّ‬
‫ت النَّت ْف ِسيَّ ِة َّ‬‫احلاالَ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬
‫َّاق ُم ْح ِي‬ ‫الرز ِ‬
‫ول َع ْب ُد َّ‬ ‫ات الْ َع ْقلِيَّ ِة‪ ،‬فَت ُه َو ت َ َما يَت ُق ُ‬ ‫ك الْم ْد َ ِ‬ ‫ِ‬
‫صريَّة ‪َ ...‬اَ ذل َ ُ َ‬
‫االْب ِ ِ‬
‫َََ‬
‫وح لِ َعينِ ِيه أَا ُيَُُّر‬ ‫الدي ِن ‪ :‬يتْنتَ ِزع «م َّاد َ فَتن ِِّه ِمن ُِج ِاع ما يته ِج ِ ِ ِ‬
‫س بنَت ْفسه‪ ،‬أَا يَتلُ ُ‬ ‫ْ َ َ َْ ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫اجساً ُشعُوِيًّا‪َ ،‬اقَ ْد تَ ُةو ُن ُم ْد َ اً َل ْقلِيًّا‪َ َ ،‬ما قَ ْد‬ ‫للَى سعِ ِه‪ ،‬فَت َق ْد تَ ُةو ُن ه ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫صةً ََّنَت إِلَ ِيه ‪ ...‬ا ِ‬ ‫ِ‬
‫لة َّن َم َّاد َ ه َذا الْ َف ِّن الَ بُ َّد َهلَا‪ِ ،‬يف‬ ‫َ‬ ‫تَ ُةو ُن َمْنظَراً َش ِه َدهُ أَا ق َّ ْ‬
‫اجلو ِاه ِر الن َِّف ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫َأيِِه‪ ،‬أَ ْن تَ ُةو َن ِم ْن تِْل َ‬
‫ت‬ ‫يسة الَِّيت تَتثْتبُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ك الْ َم َعادن الْ َةرُيَة‪َ ،‬ا ََْ‬
‫ضا ًَ َاطََر َااً‪َ ،‬ابَِريقاً َاَنِيناً‪ ،‬فَتيَتَتنَ َاا ُل‬ ‫الصه ِر‪ ،‬االَ ي ِز ُ ِ‬ ‫لِ َّ‬
‫ك إِالَّ نَ َ‬ ‫يد َها ذل َ‬ ‫لص ْق ِل َا َّ ْ َ َ‬
‫الصنتَ ِاع؛ فَالَ يَت ْفتَأُ يُ ْد ِخ ُل‬ ‫الصائِ ِغ َّ‬ ‫اه ِر‪َ ،‬ا َّ‬ ‫َّان الْم ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫آنَ َذ َاك الْ َم َّاد َ الغُ ْف َل بيَد الْ َفن َ‬
‫ث فِ َيها ْ‬
‫احلَيَا َ َاالْ ُق َّوَ‬ ‫اح ِه َما يَتْبت َع ُ‬ ‫للَيها ِمن فَتن ِِّه‪ ،‬اي ِشيع فِيها ِمن ِ‬
‫َُ ُ َ ْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫(‪)111‬‬
‫اجلَ َم َال» ‪.‬‬ ‫َا ْ‬
‫هذهِ النَّم ِ‬
‫اذ ِج‪:‬‬ ‫وفِيما يِلِي ب عض ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫طبائعًأ ُ َّمــةً‬
‫اس ِِب َذا ال َةالَِم‬‫ُ‬ ‫ب‬
‫َّ‬ ‫الع‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ت‬
‫َ‬
‫َ َ‬‫ق‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫ا‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ ِِ (‪)119‬‬
‫ول لِل َْعبَّ ِ‬
‫اس ب َقوله‬ ‫َللَى قَ ٍ‬ ‫يُ ِّ‬
‫عق ُ‬
‫س بِ ْ‬
‫اخلَ ِايف‪َ ،‬ااطَّلَ َع َل ْقلُهُ َللَى الْ ُم ْستََِِت‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َا َش َعَر بالْ َم ْستُوِ ‪َ ،‬اأ َ‬
‫َح َّ‬ ‫اب الغَي ِ ‪،‬‬
‫بَ َ‬

‫‪111‬‬
‫الرزاق حمي الدِّين‪ :‬أَبو حيَّان التَّوحيدي ت ص ‪. 15‬‬
‫ت لبد َّ‬
‫‪119‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت ج ‪ 1‬ت ص ‪ 11‬ت ‪.11‬‬

‫ـ ‪ 280‬ـ‬
‫اج ِس ِه إِ َىل األَم ِر الْمزمع‪ ،‬ا ْ ِ ِ‬ ‫فهِ‬
‫احلَادث الْ ُمتَت َوقَّ ِع‪َ .‬اه َذا َشيءٌ‬ ‫ْ َُْ َ‬ ‫َا ْاهتَ َدع بِلُطْ ِ َ‬
‫ود ِ بتُْنتيَتِ َها‪َ ،‬ا ْالتِ َد ِال‬ ‫ول احد ِِتا‪ ،‬ا ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ص َفاء فةَْرِتَا‪َ ،‬ا َج َ‬ ‫العَرب‪ ،‬لطُ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫اش ِيف َ‬ ‫فَ ٍ‬
‫الء َذ ْ ِل َها‪َ ،‬ااتِّت َق ِاد طَْبعِ َها‪َ ،‬ا َس َع ِة لُغَتِ َها‪،‬‬ ‫هيئتِها‪ ،‬ا ِص َّح ِة فِطْرِِتَا‪ ،‬اخ ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َََ َ‬
‫الِنَا ِيف ا ْشتِ َقاقَ ِاِتَا‪،‬‬ ‫َسائِها اأَفع ِاهلا احرافِها‪ ،‬اجو ِ‬ ‫اتَ َ ِ ِ ِ ِ‬
‫صا يف َ الَم َها يف أ َْ َ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اختِصا اِتَا‪ ،‬الُطْ ِ‬ ‫ِ‬
‫استِ َعا َاِتَا‪ ،‬ا َغرائِ ِ تَ َ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫صُّرف َها يف ْ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َاَملخذ َها البَد َيعة ِيف ْ‬
‫اص ِد َها‪،‬‬ ‫ون تَتبحب ِحها( ‪ِ )12‬يف أَ ْ نَا ِ م َق ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِناي ِاِتَا ِيف م َقابتلَ ِة تَ ِ‬
‫ص ِرْحَاِتَا‪َ ،‬افُتنُ َ ْ ُ َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ََ‬
‫َض َعافُهُ ُم َسلَّ ٌم َهلُم‪َ ،‬اَم َوفَّتٌر‬ ‫ات لَْف ِظ َها‪َ .‬اه َذا َاأ ْ‬ ‫ال ِجي ِ م َقا بتِها ِيف حرَ ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ ََ َ‬ ‫ََ‬
‫َّج َد ِ َا ِّ‬
‫الذ َم ِام‬ ‫للَي ِهم‪ ،‬امعرا ٌ فِي ِهم امْنسوب إِلَي ِهم‪ ،‬مع الشَّج ِ‬
‫الة َاالن ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ ُ ٌ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫َ‬
‫الوفَ ِاء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫َ‬
‫احلَِفا ِ‬‫ْ‬ ‫ا‬‫َ‬
‫احل ِميَّ ِة ااألَنَت َف ِ‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ْ‬ ‫ا‬‫َ‬
‫اخلطَاب ِ‬
‫ة‬‫َ‬ ‫َ‬‫ْ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ة‬ ‫الضيافَِة ا ِ‬
‫الفطْنَ ِ‬
‫َ‬ ‫َا ِّ َ‬
‫َّديْ ِد َل ِن َّ‬
‫الذ ِّم‬ ‫ك ِيف ح ِّ الثتَّن ِاء‪ ،‬االنَّ َة ِل(‪ )121‬الش ِ‬ ‫السخ ِاء‪ ،‬االتتَّهالُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َاالبَ ْذل َا َّ َ َ َ‬
‫َاا ْهلِ َج ِاء»‪.‬‬
‫(‪)122‬‬
‫اغتراب‬
‫ِ‬
‫ك الغَ ِري َ‬ ‫« َسأَلْتَِِن ت َف َق اهللُ بِ َ‬
‫( ‪)12‬‬
‫ت أَ ْن أَذْ ُ َر لَ َ‬ ‫ك‬‫ف َللَ َّي قَت ْلبَ َ‬ ‫ك‪َ ،‬ا َلطَ َ‬
‫َسَرا ٍ لَ ِطي َف ٍة‪،‬‬ ‫َصف لَك الغُربةَ الجائِبتها‪ ،‬اأَمَّر ِيف أ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك بِأ ْ‬ ‫َض َعا ذل َ‬ ‫ْ‬ ‫َاحمَنَهُ‪َ ،‬اأ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ت َللَى أَ ْن‬ ‫صِّرحاً‪َ ،‬اإِ َّما ُمبَت ِّعداً‪ ،‬اإِ َّما ُم َقِّرباً‪ .‬فَ ُةْن ُ‬
‫َاَم َعان َش ِريفة؛ إِ َّما ُم َعِّرضاً‪َ ،‬اإِ َّما ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪َ ،‬ا َحائِالً ُدانَ َ‬
‫ك‪َ ،‬اُم َفِّرقاً‬ ‫اغالً َلْن َ‬ ‫ك‪ُ .‬ثَّ إِ ِّين اج ْدت ِيف ح ِاِل َش ِ‬
‫ََ ُ َ‬ ‫ك َللَى ذل َ‬ ‫أُجيبَ َ‬

‫‪12‬‬
‫ت تبحبحها أَي‪ :‬اتِّسالها‪ .‬لسان العرب ت ِبح‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫َّنحي لنه‪ .‬لسان العرب ت نةل‪.‬‬
‫ت النَّ َة ُل (بالتَّحريك)‪ ::‬لغةٌ يف النُّةول‪ ،‬أَي‪ :‬النُّةوس لن الشَّيء االت ِّ‬
‫‪122‬‬
‫ت أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلشارات اإللهيَّة ت ص ‪ 1‬ت ‪.11‬‬
‫‪12‬‬
‫ت ا دت يف النص احملقق بلفظ‪ :‬قبلك‪ ،‬ااجه الصواب فيها ما ذ رنا‪.‬‬

‫ـ ‪ 282‬ـ‬
‫َصنَ ُع‪َ ،‬اَِّبَا َذا‬ ‫ول َاأ ْ‬ ‫ض ال َةالَ َم اآل َن َاأَْفَ ُع‪َ ،‬اَما الَّ ِذي أَقُ ُ‬ ‫َخف ُ‬
‫بِي ِِن ابتيتنك‪ .‬اَ يف أ ِ‬
‫ْ َ َْ َ َ َ َ ْ‬
‫ات الَِّيت َستَت ْرتُت َها‬ ‫ت الَِّيت اص ْفتُتها االعو ِ‬ ‫أَصِِب‪ ،‬اللَى ماذَا أَجزع ؟ اللَى العِالَّ ِ‬
‫ََ َ َ ََ‬ ‫ْ ُ َ َ َ َْ ُ َ َ‬
‫أَقُ ُ‬
‫ول‪:‬‬
‫ت‬‫ضلَ ْ‬ ‫َوَما َج َزعا ِم ْن َخ ْشيَ ِة البَي ِن أَ ْخ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب غَ ِر ُ‬
‫يب‬ ‫ُد ُم وعي‪ ،‬ولك َّن الغَ ِر َ‬
‫ني‪َ ،‬ابَتعُ َد َل ْن‬ ‫ف َغ ِري ٍ نَأَع َل ْن اطَ ٍن بُِِن بِالْم ِاء االطِّ ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫يَا ه َذا‪ :‬ه َذا َا ْ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫اض‪،‬‬ ‫الريَ ِ‬ ‫ني الغُ ْد َ ِان َا ِّ‬
‫أس بَ َ‬ ‫اخلُ ُشونَةُ َااللِّ ُ َّ‬
‫ني‪َ ،‬الَ َعله َلاقَتَرُه ُم ال َة َ‬ ‫أُالَّ ٍ لَهُ َل ْه ُد ُه ُم ْ‬
‫اب‬‫الذ َه ِ‬ ‫ك ُ لُّ ِه إِ َىل َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اس َن احلَ َد ِق الْ ِمَر ِ‬ ‫ااجتَتلَى بِعينِ ِه َحم ِ‬
‫اض‪ُ ،‬ثَّ َ ا َن َلاقبَةُ ذل َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫َااالنِْقَر ِ‬
‫اض‪.‬‬
‫صيبُهُ ِم ْن‬ ‫فَأَين أَنْت لن قَ ِري ٍ قَ ْد طَالَت غُربتتُه ِيف اطَنِ ِه‪ ،‬اقَ َّل حظُّه انَ ِ‬
‫َ َ َُ‬ ‫ْ َْ ُ َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ان‪َ ،‬االَ طَاقَة بِِه َللَى‬ ‫حبِيبِ ِه اس َةنِ ِه ؟ اأَين أَنْت لن َغ ِري ٍ الَ سبِيل لَه إِ َىل األَاطَ ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صا َ َ أَنَّهُ َش ٌّن‪:‬‬ ‫وب َاُه َو ِيف ٍّن‪َ ،‬ا َغلَبَهُ ا ْحلُْز ُن َح ََّّت َ‬ ‫ُّح ُ‬ ‫االستيطَان ؟ قَ ْد َلالَهُ الش ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ت َح َريا َن ُم ْرتَدلاً‪َ .‬اإِ ْن قَتَّر َ‬ ‫ت َس َة َ‬ ‫إِ ْن نَطَ َق نَطَ َق َخ ْزيَا َن ُمْنت َقطعاً‪َ ،‬اإِ ْن َس َة َ‬
‫اشعاً‪َ .‬اإِ ْن ظَ َهَر ظَ َهَر َذلِيالً‪َ ،‬اإِ ْن تَت َوا َع تَت َوا َع‬ ‫اضعاً‪ ،‬اإِ ْن بتع َد بتع َد خ ِ‬
‫َ َُ َُ َ‬
‫قَتَّرب خ ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك االبالَء قَ ِ‬
‫اص ٌد‬ ‫ك أ َْم َس َ َ َ ُ‬ ‫أس َغال ٌ َللَ ِيه‪َ ،‬اإِ ْن أ َْم َس َ‬ ‫ِ‬
‫َلليالً‪َ .‬اإ ْن طَلَ َ طَلَ َ َاالْيَ ُ‬
‫الف ْة ِر‪َ ،‬اإِ ْن أ َْم َسى أ َْم َسى‬ ‫ون ِمن اسا ِا ِس ِ‬ ‫إِلَ ِيه‪ .‬اإِ ْن أَصبح أَصبح حائِل اللَّ ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫َْ َ َْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َخائباً؛‬ ‫ت َس َة َ‬ ‫ال َهائباً‪َ ،‬اإِ ْن َس َة َ‬ ‫الس ِِْت‪َ .‬اإِ ْن قَ َ‬
‫ال قَ َ‬ ‫السِّر م ْن َه َواتك ِّ‬ ‫ُمْنتَت َه َ ِّ‬
‫ض بَِِن‬ ‫ول‪ ،‬الَ يَتتَ َم َّىن إِالَّ َللَى بَت ْع ِ‬ ‫ُّح ُ‬
‫ول‪َ ،‬ا َحالََفهُ الن ُ‬ ‫صهُ ُّ‬
‫الذبُ ُ‬ ‫ول‪َ ،‬اَم َّ‬ ‫قَ ْد أَ َ لَهُ ْ‬
‫اخلُ ُم ُ‬
‫ات نَت ْف ِس ِه‪َ ،‬ايَتتَعلَّ َل بُِرْؤيَِة طَْل َعتِ ِه‪َ ،‬ايَتتَ َذ َّ َر‬ ‫ضي إِلَ ِيه بِ َة ِامنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫جْنسه‪َ ،‬ح ََّّت يتُ ْف َ‬
‫اح ِة ِم ْن َ دِّهِ‪.‬‬ ‫ص ْح ِن َخدِّهِ‪ ،‬طَالِباً َّ‬
‫للر َ‬ ‫وع َللَى َ‬ ‫ُّم َ‬
‫َِّبُ َشاه َدتِِه قَ ِدمي لَ ِ ِ‬
‫ولته‪ ،‬فَتيَتْنثتَُر الد ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫ـ ‪ 283‬ـ‬
‫يل‪ :‬الْغَ ِري ُ َم ْن َج َفاهُ ا ْحلَبِي ُ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َاقَ ْد ق َ‬
‫اصلَهُ ا ْحلَبِي ُ ‪ ،‬بَ ِل الغَ ِري ُ َم ْن تَتغَافَ َل َلْنهُ‬ ‫ول‪ :‬بَ ِل الغَ ِري ُ َم ْن َا َ‬ ‫َاأَنَا أَقُ ُ‬
‫ي ِم ْن قَ ِري ٍ ‪ ،‬بَ ِل‬ ‫ِ‬ ‫الرقِي ُ ‪ ،‬بَ ِل الغَ ِري ُ َمن َحابَاهُ َّ‬
‫الش ِري ُ ‪ ،‬بَ ِل الغَ ِري ُ َم ْن نُود َ‬ ‫َّ‬
‫يس لَهُ نَ ِسي ٌ ‪ ،‬بَ ِل الغَ ِري ُ َم ْن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫الغَري ُ َم ْن ُه َو يف غُ ْربَته َغري ٌ ‪ ،‬بَل الغَري ُ َم ْن لَ َ‬
‫ِ‬
‫ال َح ََّّت نَتْب ِةي َللَى َح ٍال‬ ‫ص ِحيحاً فَتتَت َع َ‬ ‫ِ‬
‫يس لَهُ م َن ا ْحلَ ِّق نَصي ٌ ‪ .‬فَِإ ْن َ ا َن ه َذا َ‬
‫ِ‬
‫لَ َ‬
‫هذهِ ا ْهل ْفوِ‪ ،‬اأَا ثَت ِ‬
‫هذهِ ا ْجلَْف َوِ‪:‬‬ ‫أَح َدثَت ِ‬
‫ََ َ َ ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫احةا‬ ‫ِ‬ ‫ل ََع َّل انْ ِح َد َار َّ‬
‫ب َر َ‬ ‫الد ْم ِع يُ ْع ق ُ‬
‫الو ْج ِد أَو يَ ْش ِفي نَ ِج َّي البَالَبِ ِل‬ ‫ِ‬
‫م َن َ‬
‫ب َل ْن َحبِيبِ ِه َالُ َّذالِِه‪،‬‬ ‫ِِ‬
‫س َُجَاله‪َ ،‬اا ْغتَتَر َ‬ ‫ت َُشْ ُ‬ ‫يَا ه َذا‪ :‬الغَ ِري ُ َم ْن َغَربَ ْ‬
‫ب ِيف ِط ْم ِره َا ِس ْربَالِِه‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫ب ِيف إِ ْدبَا ِهِ َاإِقْتبَاله‪َ ،‬ا ْ‬
‫استَت ْغَر َ‬
‫ِِ ِِ‬
‫ب ِيف أَقْت َواله َاأَفْت َعاله‪َ ،‬ا َغ َّر َ‬ ‫َاأَ ْغَر َ‬
‫ص ُفهُ بِالْ ِم ْحنَ ِة بَت ْع َد الْ ِم ْحنَ ِة‪َ ،‬اَد َّل لُ َنوانُهُ َللَى‬ ‫يَا ه َذا‪ :‬الغَ ِري ُ َم ْن نَطَ َق َا ْ‬
‫ت َح ِقي َقتُهُ فِ ِيه ِيف ال َفينَ ِة َح َّد ال َفينَ ِة‪ .‬الغَ ِري ُ َم ْن إِ ْن‬ ‫ِ ِ‬
‫الفْتتنَة لُ َقْي َ الفْتتنَة‪َ ،‬ابَانَ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َ ا َن َحاضراً‪ .‬الغَ ِري ُ َم ْن إِ ْن َأَيتَهُ َملْ تَت ْع ِرفْهُ‪َ ،‬اإِ ْن َملْ‬ ‫ضَر َ ا َن َغائباً‪َ ،‬اإِ ْن غاَ َ‬ ‫َح َ‬
‫تَتَرهُ َملْ تَ ْستَت ْع ِرفْهُ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يَا ه َذا‪ :‬الغَ ِريْ ُ َم ْن إذَا ذَ َ َر ا ْحلَ َّق ُهجَر‪َ ،‬اإذَا َد َلا إ َىل ا ْحلَ ِّق ُزجَر‪ .‬الغَ ِري ُ‬
‫ب‪ .‬الغَ ِري ُ َم ْن إِ َذا ْامتَا َ َملْ ُيَُْر(‪َ ،)121‬اإِ َذا‬ ‫اهَر لُ ِّذ َ‬ ‫ب‪َ ،‬اإِ َذا تَظَ َ‬ ‫َسنَ َد ُ ِّذ َ‬ ‫َم ْن إِ َذا أ ْ‬
‫ال بَالَُؤهُ ِم ْن َغ ِري‬ ‫ال َس َف ُرهُ ِم ْن َغ ِري قُ ُد ٍام‪َ ،‬اطَ َ‬ ‫قَت َع َد َملْ يتَُزْ ‪ .‬يَا َ ْمحَتَا لِْلغَ ِري ِ ‪ :‬طَ َ‬
‫ص ٍري‪َ ،‬ا َلظُ َم َلنَ ُاؤهُ ِم ْن َغ ِري َج ْد َاع‪.‬‬ ‫ضر ه ِمن َغ ِري تَت ْق ِ‬
‫ذَنْ ٍ ‪َ ،‬اا ْشتَ َّد َ َ ُ ْ‬

‫‪121‬‬
‫الرزق‪ .‬امل ُير‪ :‬أَي منعها‪ .‬لسان العرب ت مري‪.‬‬
‫ت امتا ‪ :‬طل املري ‪ ،‬أَي ِّ‬

‫ـ ‪ 284‬ـ‬
‫ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫َس ٌ‬ ‫يَا ه َذا‪ :‬الغَ ِريْ ُ ِيف ا ْجلُ ْملَة َم ْن ُ لُّهُ ُح ْرقَةٌ‪َ ،‬ابَت ْع ُ‬
‫ضهُ فُت ْرقَةٌ‪َ ،‬الَيلُهُ أ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫نت‪َ ،‬اُم َفَّرقُهُ‬
‫ف‪َ ،‬ا َغ َداؤهُ َحَزٌن‪َ ،‬ا َل َش ُاؤهُ َش َج ٌن‪َ ،‬اُ َؤاهُ ظنَ ٌن‪َ ،‬ا َُجيعُهُ ف ٌَ‬ ‫َانَت َها ُهُ َهلَ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َملْ‬ ‫حمَ ٌن‪َ ،‬اسُّرهُ َللَ ٌن‪َ ،‬ا َخوفُهُ َاطَ ٌن‪ .‬الغَ ِريْ ُ َم ْن إِ َذا َد َلا َملْ َُيَ ْ ‪َ ،‬اإِ َذا َه َ‬
‫وب األ ََمانَِة‬
‫ش ألَنَّهُ يَتَرع ثَ َ‬ ‫وح َ‬ ‫استَ َ‬
‫ش مْنهُ‪ْ :‬‬
‫وح ِ‬ ‫يته ‪ .‬الغَ ِري من إِذَا استَوحش ِ‬
‫استُ َ‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َُ ْ‬
‫ش ِمْنهُ ألَنَّهُ ََِي ُد لِ َما بَِق ْلبِ ِه ِم َن الغَلِ ِيل ُحمََّرقاً»‪.‬‬ ‫ِمََُّزقاً‪ ،‬ا ِ‬
‫استُوح َ‬
‫َْ‬

‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ـ ‪ 285‬ـ‬
‫ـ ‪ 286‬ـ‬
‫إِنَّ التَّعَامُلَ مَعَ عَوَالِمِ الْعُظَمَاءِ كُلِّهِم مَحْفُوفٌ بِأُطُرِ الْمَصَاعِبِ‪ ،‬فَدُخُولُهَا عَسِريٌ‬

‫وَالْخُرُوجُ مِنْهَا غَيْرُ يَسِيْرٍ‪ ،‬وَالرُّنُوُّ إِلَى سَبْرِ أَغْوَارِهَا وَإِنْ كَانَ مَطْمَحاً مُشَرَّعَ األَبْوَابِ‬

‫فَإِنَّهُ غَيْرُ مَأمُوْنِ النَّتَائِجِ وَالَ مَضْمُونِ الْعَوَاقِبِ‪ ،‬ألَنَّ ثِمَارَ قَرَائِحِهِم يَنَابِيعُ أَفْكَارٍ ثَرَّةٍ‬

‫مُتَجَدِّدَةِ الدَّفْقِ وَالْعَطَاءِ‪ ،‬يَجِدُ كُلُّ شَارِبٍ مِنْهَا فِيهَا مَا يَسْتَطِيبُهُ مِنْ طَعْمٍ ويَسْتَلِذُّهُ‪.‬‬

‫وَالَحَقُّ أَنَّ التَّوْحِيدِيَّ وَاحِدٌ مِنْ نَوَادِرِ النُّبَغَاءِ فِي التَّارِيخِ‪ ،‬وَلكِنْ لَسْنَا نَدْرِي إِنْ كَانَ مِنْ‬

‫سُوءِ الْحَظِّ أَمْ مِنْ حُسْنِهِ أَنْ عَاشَ حَيَاةً مَآلنَةً بِالْعُسْرِ وَالْعِثَارِ‪ ،‬وَالْيَأسِ وَالشَّقَاءِ‪ ،‬ألَنَّنَا غَيْرُ‬

‫قَادِرِيْنَ حَقًّا عَلَى الْحُكْمِ فِيمَا إِذَا كَانَتْ ظُرُوفُ حَيَاتِهِ اآلسِيَةِ هذِهِ هِيَ الَّتِي حَرَّكَتْ كَوَامِنَ‬

‫نَفْسِهِ اإلِبْدَاعِيَّةِ وَقَادَتْهُ إِلَى تَدْبِيْجِ رَوَائِعِهِ الْخَالِدَةِ أَمْ أَنَّهَا حَالَتْ دُونَ إِتْمَامِهِ مَشْرُوعاً كَبِيْراً‬

‫ظَلَّ مُضْمَراً إِالَّ مِنْ بَعْمِ مَعَالِمِهِ الْمُؤتَلِقَهِ الَّتِي ءَاءَتْنَا مَنْثُوْرَةً بَيْنَ قَلِيلِ اثَارِهِ الَّتِي اسْتَمَدَّمْ مِنْ‬

‫نَفَحَامِ عَبْقَرِيَّةِ صَاحِبِهَا مُسَوِّغَامِ دَيْمُومَتِهَا عَبْرَ الزَّمَانِ‪ .‬وَلِذَلِكَ لَمْ يَكُنِ التَّعَامُلُ مَعَ فِكْرِ هَذَا‬

‫الْعَلَمِ أَمْرَاً سَهْالً وَالَ يَسِيْراً أَبَداً فَالرُّءُلُ مُحَكَّكٌ مُحَنَّكٌ‪ ،‬وَكَالَمُهُ عَلَى سُهُولَتِهِ غَامِمٌ بِمُلْغَزَاتِهِ‬

‫ـ ‪ 287‬ـ‬
‫صَعْبٌ‪ ،‬ولَفْظُهُ عَلَى قِلَّة وَحْشِيِّهِ وَغَرِيبِهِ كَثِريُ التَّوْرِيَامِ غَيْرُ مَأمُونِ الزَّلَلِ فِيهِ لِدِقَّةِ مُرَادِ الدَّاللَةِ‬

‫وَعُمْقِهِ وَقُرْبِ االنْزِالَقِ بِقَرِيبِ الْمَعْنَى عَلَى كَبِريِ احْتِمَالِ بُعْدِهِ‪.‬‬

‫وَلكِنَّ الَّذِي يَسَّرَ الدَّرْبَ ولَمْ يَكُنْ يَسِرياً هُوَ أَنَّنَا دلَفْنَا إِلَى عَالَمِ مُفَكِّرِنَا أَبِي حَيَّانَ‬

‫التَّوحِيدِيَّ بِنَظْرَةِ الْمُحِبِّ وَانْدِفَاعَةِ الْمُشْتَاقِ وَعَزِميَةِ الرَّاغِبِ‪ ،‬األَمْرُ الَّذِي بِهِ يُفْتَرَضُ وَفْقَ‬

‫مَنْطِقِ الْعَوَاطِفِ انِجِرَافُنَا فِي سَيْلِ الْهَوَى وَالْمَيْلِ فَقَدِمياً قِيْلَ‪ :‬حُبُّ الشَّيءِ يُعْمِي وَيُصِمُّ‪،‬‬

‫وَقِيلَ‪ :‬وَعَيْنُ الرِّضِا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيْلَةٌ‪ .‬إِالَّ أَنَّ أَمَانَةَ الْبَحْثِ وَمَسْؤُولِيَّتَهُ اقْتَضَتْ مِنَّا النَّظَرَ‬

‫بِعَيْنِ الْعَقْلِ الَ بِسِوَاهَا تَحَسُّباً مِنْ أَنْ تُمِيلُنَا الْعَاطِفَةُ بِالثِّقَةِ وَحُسْنِ الظَّنِّ إِلَى حَمْلِ الْخَطَأِ‬

‫مَحْمَلَ الصَّحِّ‪ ،‬فَالْوَاءِبُ أَنْ نَفْهَمَ كُلَّ شَيءٍ ضِمْنَ سِيَاقِهِ التَّارِخيِيِّ وَإِطَارِهِ الْحَضَارِيِّ‬

‫وَحَاضِنَتِهِ الْفِكْرِيَّةِ‪ ،‬وَاسْتِنَاداً إِلَى ذَلِكَ نَسْتَطِيِعُ وَضْعَ بَعْمِ النِّقَاطِ عَلَى بَعْمِ الْحُرُوفِ‪.‬‬

‫صَحِيحٌ أَنَّ فِكْرَ التَّوحِيدِيِّ الْجَمَالِيَّ ءِمَاعُ مُؤَثِّرَامٍ مُتَعَدِّدَةِ طَبَائِعِ الْمَنَاهِلِ‪ ،‬مُنْشَعِبَةِ‬

‫مَنَاحِي الْمَصَبَّامِ‪ ،‬مُتَبَايِنَةِ خَصَائِصِ األَمْوَاهِ‪ ،‬إِلَى ءَانِبِ كَثِريِ مَنْقُوالَتِهِ الَّتِي قَدْ تُوحِي لِقَلِيلِ‬

‫الدِّرَايَةِ بِقَلِيلِ الْجَهْدِ‪ ،‬إِالَّ أَنَّ انْتِظَامَ هَذَا الْفِكْرِ فِي مَنْثُورَامِ أّبِي حَيَّانَ يَنُمُّ عَنْ قَرِحيَةٍ مُتَّقِدَةٍ‬

‫وَءُهُودٍ خَصْبَةٍ مَرِيعَةٍ‪ ،‬ويَشُفُّ عَنْ رَوِّيـَّةٍ وَقَّادَةٍ وَرُؤيَةٍ خَالَّقَةٍ بَدِيعَةٍ‪ .‬فَتَضْمِنيُ األَقْوَالِ‬

‫مَعْرُوفٌ؛ مَقْبُولٌ غَريُ مَذْمُومٍ‪ ،‬وَرَدُّهُ إِلَى أَهْلِهِ مَعْرُوفٌ؛ مَمْدُو ٌ غَريُ مَعْدُومٍ‪ .‬وَمِنْ ذلِكَ فَإِنَّ كُلَّ‬

‫مَا ءَاءَ بَيْنَ طَيَّامِ كُتُبِ مُفَكِّرِنَا تَجْسِيْدٌ لِمَوْقِفِهِ مُوَافِقاً وَرَادًّا يَحِقُّ لَنَا أَنْ نُحَاسِبَهُ عَلَى زَالَّتِهِ؛‬

‫صَغُرَمْ أَوْ كَبُرَمْ‪ ،‬ويَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُقَرِّظَهُ عَلَى إِشْرَاقَاتِهِ قَلَّتْ أَوْ كَثُرَمْ‪ .‬وَالْحَقُّ أَنِّي لَمْ أَكُنْ‬

‫ـ ‪ 288‬ـ‬
‫أَصْبُو إِلَى تَسَقُّطِ الْعَثَرَامِ ولَمْ أَرْنُ إِلَى تَثْلِيبِ السَّقَطَامِ وَالْهَفَوَامِ وَإِنَّمَا انْصَبَّتِ الْغَايَةُ فِي‬

‫مَعِنيِ الْبَحْثِ عَنْ نَظَرِيَّتِهِ الْجَمَالِيَّةِ وَالْكَشْفِ عَمَّا كَانَ مِنْهَا مَخْفِيًّا أَوْ مَسْتُورَاً بِسَلْكِ حَبَّامِ‬

‫عِقْدِهَا الْمَنْثُورَةِ فِي مُنْتَظَمِ سِمْطٍ وَاحِدٍ‪ ،‬وَلِذَلِكَ بَدَا مِنْهَجُنَا فِي تَمَثُّلِ لِسَانِ حَالِ أَبِي حَيَّانَ‬

‫وَاضِحاً‪ ،‬وَالَ َ تَقْوِيـمُنَا فِي عَرْضِنَا‪.‬‬

‫وَهُنَا تَجْدُرُ اإلِشَارَةُ إِلَى أَمْرَينِ مُهِمَّنيِ أَوَّلِهِمَا أَنَّنَا الَ نُنَزِّه أَبَا حَيَّانَ عَنِ الْخَطَأِ وَالَ نَنْفِي‬

‫عَنْهُ الشَّطَطَ أَوِ الزَّلَلَ فَهُوَ ذَاتُهُ الَ يَدَّعِي الْكَمَالَ وَالَ يَزْعُمُ عَدَمَ الْغَلَطِ‪ ،‬وَثَانِيهِمَا أَنَّهُ عَلَى الرُّغْمِ‬

‫مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّ مُفَكِّرَنَا حَسَّاسٌ تِجَاهَ الْكَلِمَةِ مُدْرِكٌ مَسْؤُلِيَّتَهَا حَتَّى لَتَحْسَبَ أَنَّهُ مُصَابٌ‬

‫بِوَسْوَاسِ الْخَوْفِ مِنَ الْخَطَأِ‪ ،‬ويَبْدُو أَثَرُ هَذَا الرِّهَابِ فِي كُلِّ كِتَابَاتِهِ وَسُلُوكَاتِهِ وَمِنْهَا إِحْرَاقُ‬

‫كُتُبِهِ وَإِعَادَةُ صَوْغِهَا‪ ،‬وَلِذَلِكَ فَقَدْ حَالَ حِرْصُهُ دُونَ زلَلِهِ وَشَطَطِهِ‪ ،‬فَصَارَ يَعْسُرُ حَقًّا الْتِقَاطُ‬

‫أَخْطَاءٍ لَهُ‪ ،‬وَالَ غَرَابَةَ إِذْ ذَاكَ أَنْ يَقَعَ مُعَاصِرُوهُ وَالْالَّحِقِنيَ عَلَيْهِ بَأَخْطَاءٍ وَعَثَرَامٍ وَشُرُوحَامٍ‬

‫وَتَأوِيالَمٍ نَجَا هُوَ مِنْهَا وَمِنْ مَثِيالَتِهَا بِفَضْلِ حَسَّاسِيَّتهِ‪.‬‬

‫وَعَلَى الرُّغْمِ مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ نُجَابَهُ بِاعْتِرَاضٍ يَقُولُ‪:‬‬

‫لِمَ لَمْ تَتَوَءَّهْ بِالنَّقْدِ إِلَى فِكْرِ التَّوْحِيدِيِّ‪ ،‬إِنْ لَمْ يِكُنْ عَلَى الْعُمُومِ فَفِي مَا كُنَّا نَخُوضُ‬

‫غِمَارَهُ عَلَى أَقلِّ تَقْدِيرٍ؟‬

‫الَ شَكَّ فِي مَشْرُوعِيَّةِ االعْتِرَاضِ‪ ،‬ولَكِنَّنَا لَنْ نُطِيلَ فِي اإلِءَابَةِ ألَنَّنَا ضَمَّنَاهَا أَسْطُرَنَا‬

‫الْقَلِيلَةَ السَّابِقَةَ بِمَعْنًى مِنَ الْمَعَانِي؛ إِنَّ مَا كَشَفْنَا عَنْهُ وَءَلَوْنَاهُ مِنْ فِكْرِ أَبِي حَيَّانَ التَّوْحِيدِيِّ‬

‫ـ ‪ 289‬ـ‬
‫ءُزْءٌ مِنَ الْبَحْثِ الْقِيَمِيِّ‪ ،‬وَالْبَحْثُ الْقِيَمِيُّ عَلَى عُمُومِهِ مُرْتَبِطٌ بِالذَّامِ أَكْثَرَ مِنِ ارْتِبَاطِهِ‬

‫بِالْمَوضُوعِ‪ ،‬بَلْ لِنَقُلْ إِنَّ ارَاءَ الْبَاحِثِنيَ الْقِيَمِيِّنيَ ونَظَرِيَّاتِهِم غَريُ ذَامِ خُضُوعٍ لِمِقْيَاسٍ مَوْضُوعِي‬

‫يُمَكِّنُنَا مِنَ الْوُقُوفِ عَلَى الصَّحِيحِ وَالْخَاطِئِ فِي مُعْظَمِ ءَوَانِبِ الْبَحْثِ الْقِيَمِيِّ‪ ،‬ألَنَّ الْبَحْثَ‬

‫الْقِيَمِيَّ بِحَدِّ ذَاتِهِ مِعْيَارِيٌّ‪ ،‬وَلِذَلِكَ اثَرْنَا تَمَثُّلَ مَوَاقِفِ مُفَكِّرِنَا وَارَائِهِ وَعَرْضِهَا بِأَفْضَلِ مَا‬

‫يُمْكِنُنَا مِنَ النَّزَاهَةِ وَالْمَوْضُوعِيَّةِ‪ ،‬وَهَذَا اإلِيثَارُ مُرْتَدٌّ إِلَى عَامِلَنيِ أَوَّلِّهِمَا اتِّفَاقُنَا مَعَهُ فِي مَا كُنَّا‬

‫فِي مَيْدَانِهِ وَثَانِيهِمَا انْطِالقُنَا فِي فَهْمِنَا لَهُ مِنْ خُصُوصِيَّةِ إِطَارِهِ التَّاريِخِيِّ وَالْحَضَارِيِّ وَإِنْ كُنَّا‬

‫نُقَارِنُ بَعْمَ فِكَرِهِ بَيْنَ الْحِيْنِ وَالْحِيْنِ مَعَ أَفْكَارِ فَالَسِفَةٍ وَبَاحِثِنيَ مُنْتَسِبِنيَ إِلَى أَنْمَاطٍ حَضَارِيَّةٍ‬

‫أُخْرَى مُخْتَلِفَةٍ إِلَى حَد كَبِريٍ‪ ،‬وَسَبَبُ ذَلِكَ كَثْرَةُ احْتِمَاالَمِ التَّشَابُهِ وَالتَّمَاثُلِ فِي األَفْكَارِ‬

‫الْجَمَالِيَّةِ عَلَى الرُّغْمِ مِنْ تَغَايُرِ الْمَحْتَدِ وَتَبَايُنِ الْمَبْدَأِ‪.‬‬

‫ـ ‪ 291‬ـ‬
‫فهرس األَعالم‬

‫َن مبدأ التَّصنيف المعتمد هو المبدأ الحديث الَّذي‬


‫بد من اإلشارة هنا إلى أ َّ‬
‫ل َّ‬
‫يتجاهل األَلقاب مثل‪ :‬أَبو وابن‪ ،‬فابن األَثير مثالا موجو ٌد في‪ :‬أثير‪ ،‬وابن قتيبة موجو ٌد في‪:‬‬
‫ُخر‬
‫قتيبة‪ ،‬وأَبو حيَّان موجو ٌد في‪ :‬حيَّان‪ ،‬وابن خلدون موجو ٌد في‪ :‬خلدون‪ .‬أ ََّما األَعالم األ ُ‬
‫فمرتَّبون حسب أَسمائهم الحقيقيَّة إلَّ من اشتُهر منهم باسم ما فهو موجود فيه مثل‬
‫اآلمدي والثَّعالبي وهيجل وجوته وغيرهم‪ .‬ومن المتعارف عليه في فهارس األعالم أن‬
‫الصفحة المحصورة بَ ْي َن قوسين (هاللين) هي الصفحة التي فيها ترجمة العلم‪.‬‬

‫ح رف األَلف‬
‫‪.2‬‬ ‫‪ ‬إبراهيم اإلمام‪،)2 2( ...............................................................:‬‬
‫‪ ‬إب ت ت تراهيم الة ت ت تتيالين (ال ت ت تتد تو )‪،11 ،11 ،5 ،11 ،1 ،1 ، 1 ، 1 ، 5 ، 1 ،29 :‬‬
‫‪.215 ،211 ،211 ،211 ،215 ،21 ،2 ،211 ،195 ،1 9‬‬
‫‪ ‬إبراهيم بن العباس‪.191 ،)195( .......................................................... :‬‬
‫‪ ‬إبراهيم مصطفى إبراهيم (الد تو )‪.11 ،1 5 ،11 ،19 ............................. :‬‬
‫‪ ‬ابن أيب طاهر‪.19 .......................................................................... :‬‬
‫‪ ‬إحسان لبَّاس (الد تو )‪.211 ،215 ،21 .............................................. :‬‬
‫‪ ‬أَمحد (صاح املسند)‪.1 ،11 ............................................................ :‬‬
‫‪ ‬أَمحد أَمني‪.11 .............................................................................. :‬‬
‫‪ ‬أَمحد احلويف‪.19 .......................................................................... :‬‬
‫‪‬‬
‫حممد‪.25 ،)225( .............................................................. :‬‬
‫أمحد بن َّ‬
‫‪ ‬أَمحد لبد الفتَّاح الِبي (الد تو )‪.11 ،19 ،11 ......................................... :‬‬
‫‪ ‬أَمحد لزت اجح (الد تو )‪.111 ........................................................ :‬‬
‫‪ ‬ابن اإلخشيد‪.25 ........................................................................ :‬‬

‫ـ ‪ 290‬ـ‬
‫‪ ‬أا فيوس ت ‪.)51( ........................................................... :Orpheus‬‬
‫‪ ‬أَبولو ت ‪.)51( ................................................................. :Apollo‬‬
‫‪ ‬أَدهم إساليل (الفنان)‪.11 ............................................................... :‬‬
‫‪ ‬آدم ميتز ت ‪.215 ،215 ،15 ............................................. :A. Mez‬‬
‫‪.1‬‬ ‫‪ ‬أَ سطو ت ‪،1 1 ،115 ،11 ،11 ،1 ،11 ،11 ........... :Aristotle‬‬
‫‪ ‬ا اتو ت ‪.51 ..................................................................... :Erato‬‬
‫‪ ‬إسحاق ‪.112 ........................................................................ : ‬‬
‫‪ ‬إساليل ‪.112 ........................................................................ : ‬‬
‫‪ ‬األَصفهاين‪ ،‬لبد الرمحن بن حمجة‪.5 .................................................... :‬‬
‫‪ ‬أَفراديت ت ‪.)51( ........................................................ :Aphrodite‬‬
‫‪ ‬أَفالطون ت ‪.1 1 ،1 ،11 ،11 ،11 ...................................... :Platon‬‬
‫‪ ‬أفلوطني ت ‪.11 .................................................................. :Plotin‬‬
‫‪ ‬أَلةسند ا اشةا‪.111 ................................................................... :‬‬
‫‪ ‬أَمفيون ت ‪.)51( ........................................................... :Amphion‬‬
‫‪ ‬اآلمدي ‪.2 1 ............................................................................ :‬‬
‫‪.1‬‬ ‫)‪........................................................ :‬‬ ‫‪ ‬أَمري حلمي مطر (الد تو‬
‫إنانا ‪.)51( ............................................................................... :‬‬ ‫‪‬‬
‫أَند يه ِجْيد ت ‪.19 .................................................... : André Gide‬‬ ‫‪‬‬
‫أَند يه سياي‪.111 ................................................... : André Ciai :‬‬ ‫‪‬‬
‫ص ْو ‪.91 ،91 ..................................................................... :‬‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬
‫س َمنُ ُ‬
‫أَنْي ُ‬
‫األَهوازي‪ ،‬أَمحد بن اح‪.112 ............................................................ :‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬أ ُْا َج ْست ُ ْاَدان ت ‪.1 ........................................................ :Rudan‬‬
‫‪ ‬ايراس ت ‪.)51( ................................................................. :Erous‬‬
‫‪ ‬أَُين بةرياِت‪.1 1 ......................................................................... :‬‬
‫حتتر الباء‬
‫السنن)‪.1 ............................................................. :‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ ‬ابن باجة (صاح‬

‫ـ ‪ 292‬ـ‬
‫‪ ‬با ي بيتمان ت ‪.1 1 .................................................... :B. Betman‬‬
‫‪ ‬باقل‪.)191( ................................................................................ :‬‬
‫‪ ‬بااَما تن ‪ ،‬أَلةسند ت ‪.11 ،)51( ............. :Alexander Baumagarten‬‬
‫‪ ‬بديع َّ‬
‫الزمان اهلمذاين‪.21 ................................................................. :‬‬
‫‪ ‬بديع الةسم (الد تو )‪.1 1 ،1 5 ...................................................... :‬‬
‫‪ ‬برجسون‪ ،‬هنري ت ‪.15 ،111 ،111 ............................. :H. Bergson‬‬
‫‪ ‬ابن بسام‪.119 ،111 ..................................................................... :‬‬
‫‪ ‬بشر بن املعتمر‪.2 1 ...................................................................... :‬‬
‫‪ ‬بلو ‪ ،‬جا ية مغنية‪.119 ،11 ............................................................ :‬‬
‫‪ِ ‬باء َّ‬
‫الدالة البويهي‪.12 ..................................................................... :‬‬
‫‪ِ ‬بلول‪ ،‬ابن ِبلول‪.115 .................................................................... :‬‬
‫‪ ‬ابن البواب‪.2 1 .......................................................................... :‬‬
‫‪ ‬بودلري ت ‪.211 ......................................................... :Baudelaire‬‬
‫‪ ‬البوزجاين‪ ،‬أَبو الوفاء‪.)19( ................................................................ :‬‬
‫‪ ‬بول فريلن ت ‪.)11 ( .............................................. :Paul Verlaine‬‬
‫‪ ‬بوليمنيا ت ‪.51 ............................................................ : Polymnia‬‬
‫ح رف التَّاء‬
‫الصابئة‪ ،‬مغنِّية‪.111 ................................................................. :‬‬
‫َّ‬ ‫‪ ‬تر‬
‫السنن)‪.1 ،11 ....................................................... :‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ّ ‬‬
‫الِتمذي (صاح‬
‫تريسيةو ت ‪.51 ...................................................... : Tersichore‬‬ ‫‪‬‬
‫تِ ِش ْرنِ ْش ِف ْس ِةي ت ‪.1 1 ....................................... :Tchernichowsky‬‬ ‫‪‬‬
‫التَّوحيدي‪ ،‬أَبو حيَّان ‪............................................ .............:‬‬ ‫‪‬‬
‫تولستوي ت ‪.1 1 ............................................................ :Tolstoy‬‬ ‫‪‬‬
‫ح رف الثَّاء‬
‫‪ ‬ثاليا ت ‪.51 ..................................................................... : Thalia‬‬
‫‪ ‬الثَّعالِب‪.21 ............................................................................. :‬‬

‫ـ ‪ 293‬ـ‬
‫‪ ‬ابن ثوابة‪.252 ،)251( ،25 ،225 ................................................... :‬‬
‫ح رف الجيم‬
‫‪ ‬اجلاحظ؛ أَبو لثمتان لمترا بتن ِبتر‪،111 ،1 1 ،1 1 ،1 1 ،91 ،19 ،1 ، 9 ، :‬‬
‫‪.211 ،211 ،21 ،2 1 ،2 1 ،2 2 ،221 ،22‬‬
‫‪ ‬جان ما ي شيفر‪.91 ،11 ................................................................. :‬‬
‫‪ ‬جبل بن يزيد‪.192 ....................................................................... :‬‬
‫‪ ‬جحظة‪ ،‬أَمحد بن جعفر‪.2 1 ،)11 ( .................................................... :‬‬
‫‪ ‬اجلرجاين‪ ،‬لبد القاهر اجلرجاين‪.2 1 ...................................................... :‬‬
‫‪ ‬اجلرجرائي‪ ،‬ابن األَز ق‪.119 ،115 ..................................................... :‬‬
‫‪ ‬جرير (الشالر)‪.119 .................................................................... :‬‬
‫الصويف‪.)112( .................................................. :‬‬
‫اجلصاص ُّ‬
‫اجلصاص‪ ،‬ابن َّ‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬جعفر بن ْحىي‪.191 ،)111( ............................................................. :‬‬
‫‪ ‬ابن جلبات‪.)211( ....................................................................... :‬‬
‫‪ ‬اجلماز حممد بن لمرا‪.)111( ............................................................ :‬‬
‫‪ُ ‬ج ْوتِه ت ‪.1 ،1 ....................................................... : Goethe‬‬
‫‪ُ ‬ج ْو ج سنتيانَا ت ‪.11 ،1 1 ،1 1 ،1 5 ،11 ،19 ........ : G. Santayana‬‬
‫‪ ‬اجلوزي ‪. 1 ................................................................................ :‬‬
‫‪ ‬جوستا فرايدنج‪.)1 1( ................................................................ :‬‬
‫‪ ‬جيل دلوز ت ‪.11 ................................................. :Gilles Deleuze‬‬
‫حتتر احلاء‬
‫‪ ‬احلاَتي‪.)211( ............................................................................. :‬‬
‫‪ ‬حاجي خليفة‪.52 ، 1 ..................................................................... :‬‬
‫حجاج‪.)219( ............................................................... :‬‬
‫حجاج‪ ،‬ابن َّ‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ابن حرب‪.)211( ........................................................................ :‬‬
‫‪ ‬احلريري (صاح املقامات)‪.21 ......................................................... :‬‬
‫‪ ‬احلسن بن اه ‪.2 1 ،)199( .......................................................... :‬‬

‫ـ ‪ 294‬ـ‬
‫‪.251 ، 1 ،‬‬ ‫‪ ‬حسن َّ‬
‫السندايب (الد تو )‪،21 ،21 ..................................:‬‬
‫‪ ‬حسن امللطااي‪. 1 ......................................................................... :‬‬
‫‪ ‬حسني املرصفي‪.111 ..................................................................... :‬‬
‫‪ ‬أَبو احلُسني‪ ،‬شيخ الشِّيوخ‪.5 ............................................................ :‬‬
‫‪ ‬احلالَّج‪ ،‬حسني بن منصو ‪.1 1 ،) 1( .................................................. :‬‬
‫‪ ‬أَبو حنيفة؛ صاح املذه ‪.15 ، 1 ................................................... :‬‬
‫ح رف الخاء‬
‫‪ ‬خالد بن ْحىي‪.2 1 ......................................................................... :‬‬
‫‪ ‬اخلالع‪.)255( ............................................................................ :‬‬
‫‪ ‬اخلراساين؛ أَبو مسلم‪.2 2 ................................................................. :‬‬
‫‪ ‬اخلطي القزايِن‪.2 9 .................................................................... :‬‬
‫‪ ‬اخلفاجي‪ ،‬ابن سنان اخلفاجي‪.2 1 ،191 ................................................ :‬‬
‫‪ ‬ابن اخلالل الو اق‪.2 1 ................................................................... :‬‬
‫‪ ‬خلدان‪ ،‬ابن خلدان‪.2 1 ،1 1 ،1 1 ................................................. :‬‬
‫‪ ‬اخللدي‪ ،‬أَبو حممد جعفر‪.) 1( ............................................................ :‬‬
‫‪ ‬خلِّةان‪ ،‬ابن خلِّةان‪.219 ،51 ،15 ،11 ، 5 ،25 ................................... :‬‬
‫‪ ‬اخلونسا ي‪ ،‬حممد املوسوي‪.11 ، 1 ، 1 ،21 ......................................... :‬‬
‫ح رف الدَّال‬
‫‪ ‬دافنشي‪ ،‬ليونا دا ت ‪.111 ............................................ :L. da Vinci‬‬
‫السنن)‪.11 ............................................................ :‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ ‬أَبو دااد (صاح‬
‫‪ ‬د يِن خشبة‪.51 ،51 .................................................................... :‬‬
‫‪ ‬أَبو دلف العجلي‪.)19 ( .................................................................. :‬‬
‫‪ ‬ديد ا ت ‪.1 1 ............................................................. :Diderot‬‬
‫ح رف َّ‬
‫الذال‬
‫‪َّ ‬‬
‫الذهِب‪ ،‬احلافظ‪.)12( ..................................................................... :‬‬
‫الراء‬
‫ح رف َّ‬

‫ـ ‪ 295‬ـ‬
‫‪ ‬الراضي باهلل‪.19 ........................................................................ :‬‬
‫غداء ما ديِن‪.112 ........................................................................ :‬‬ ‫‪‬‬
‫البويهي‪.25 ................................................................. :‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ ‬ن َّ‬
‫الدالة‬
‫الرمتَّ ِاينُّ‪ ،‬للي بن ليسى‪.) 1( .......................................................... :‬‬
‫‪ُّ ‬‬
‫مسيس لوض ‪.11 ...................................................................... :‬‬ ‫‪‬‬
‫ابريت هيوز‪.1 1 ........................................................................ :‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ابن ُّ‬
‫الرامي‪.211 ،1 1 .................................................................. :‬‬
‫ُيون بايري ت ‪.92 .............................................. :Raymond Bayer‬‬ ‫‪‬‬
‫الزاي‬
‫ح رف َّ‬
‫‪َّ ‬‬
‫الزبيدي‪.21 ،25 ........................................................................ :‬‬
‫‪ ‬ابن ُز لة‪.219 ،)1 9( .................................................................. :‬‬
‫‪ ‬ز ريا إبراهيم‪.1 1 ،1 1 ،1 5 ،92 ،1 ،11 ..................................... :‬‬
‫‪.‬‬ ‫ز ي مبا ك‪............................................................................ :‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ابن الزهري‪.2 1 ،111 .................................................................. :‬‬
‫‪ ‬ابن َّ‬
‫الزيات‪.199 ......................................................................... :‬‬
‫‪ ‬زيوس ت‪.51 ..................................................................... :Zeus‬‬
‫ح رف السين‬
‫‪ ‬سامل محيش‪.2 1 ،2 5 ،1 1 .......................................................... :‬‬
‫‪ِّ ‬‬
‫السبةي‪ ،‬تاج الدِّين‪.5 ،19 ، 5 ........................................................ :‬‬
‫‪،2‬‬ ‫‪ ‬السجستاين‪ ،‬أَبو سليمان‪،1 1 ،111 ،111 ،11 ،11 ،11 ،1 ، 9 ،) 1( :‬‬
‫‪.251 ،211 ،2 2‬‬
‫‪ ‬سحبان اائل‪.)191( ....................................................................... :‬‬
‫‪ ‬سعدان‪ ،‬ابن سعدان‪ ،‬أَبو لبد اهلل العا ض‪.21 ،11 ،111 ،1 9 ،)11( ..........:‬‬
‫‪ ‬سعيد بن محيد‪.)2 2( .................................................................... :‬‬
‫‪ ‬سقراط ت ‪.11 .......................................................... :Socrates‬‬
‫الس َّةا ي‪ ،‬سراج الدِّين‪.2 9 ............................................................. :‬‬
‫‪َّ ‬‬

‫ـ ‪ 296‬ـ‬
‫‪ ‬ابن ُس َّةر ‪.)219( ........................................................................ :‬‬
‫السالمي‪.211 ،)251( .................................................................. :‬‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬سليم احلراين‪.191 ،191 ................................................................. :‬‬
‫‪ ‬سليم احلو‪.111 ،111 ،115 ،11 ................................................... :‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫السمعاين‪.11 ............................................................................. :‬‬
‫‪ ‬سعون‪ ،‬ابن سعون‪.115 ،) 1( ........................................................... :‬‬
‫‪ِ ‬سَّوية‪.111 ............................................................................. :‬‬
‫‪ ‬سري صايغ‪.59 ........................................................................... :‬‬
‫‪ ‬سندس؛ مغنِّية‪.115 ....................................................................... :‬‬
‫‪ ‬أَبو سهل للي بن حممد (القاضي)‪.52 ،19 ،21 ......................................... :‬‬
‫‪ ‬ابن سو ين‪.2 2 ........................................................................... :‬‬
‫‪ ‬السيد الد أَباه‪.51 ........................................................................ :‬‬
‫‪ ‬السريايف‪ ،‬أَبو سعيد‪. 1 ، 1 ،) 1( ....................................................... :‬‬
‫‪ ‬السيوطي‪.52 ، 1 ....................................................................... :‬‬
‫ح رف الشين‬
‫‪َ ‬شا ل اللو ت ‪.1 1 ........................................................ :Ch. Lalo‬‬
‫‪ ‬الشَّافعي‪( ،‬صاح املذه )‪. 5 ........................................................... :‬‬
‫‪ ‬الشَّافعي‪ ،‬أَبو بةر‪.) 5( ................................................................... :‬‬
‫‪ ‬شترين‪ ،‬س‪.‬م‪ .‬ت ‪. 9 ، 1 ،29 ...................................... : S.M.Sterrn‬‬
‫‪ ‬شعلة؛ جا ية مغنية‪.119 .................................................................. :‬‬
‫‪ ‬شوبنهو ‪ ،‬آ ثر ت ‪.11 ،159 .............................. :A. Schopenhauer‬‬
‫‪.219 ،‬‬ ‫‪ ‬شوقي ضيف (الد تو )‪، 1 ،21 ........................................... :‬‬
‫‪ِّ ‬‬
‫الشريازي‪ ،‬أَبو إسحاق إبراهيم بن يوسف‪.)51( .......................................... :‬‬
‫‪ِّ ‬‬
‫الشريازي‪ ،‬اجلنيد معني الدِّين أَبو القاسم‪.5 ،19 ،25 .................................. :‬‬
‫‪.51 ، 1 ،‬‬ ‫وب‪........................................................ :‬‬ ‫‪ِّ ‬‬
‫الشريازي‪ ،‬ز‬
‫‪ِّ ‬‬
‫الشريازي‪ ،‬فا س بن بةران‪.51 ............................................................ :‬‬

‫ـ ‪ 297‬ـ‬
‫‪ ‬فريد يش ِشْيتلَر ت ‪.1 2 ............................. :Friedrich von Schiller‬‬
‫الصاد‬
‫ح رف َّ‬
‫الصايب‪.)219( ،211 ............................. :‬‬
‫الصايب‪ ،‬أَبو إسحاق إبراهيم بن هالل َّ‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬صمصام َّ‬
‫الدالة البويهي‪.21 ،11 .......................................................... :‬‬
‫الصوِل‪.)19( ............................................................................ :‬‬
‫ُّ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الصيمر ِي‪ ،‬أَبو ز ريا‪.19 ،11 ............................................................ :‬‬
‫ح رف الطّاء‬
‫‪ ‬طا ق َّ‬
‫الشريف‪.11 ....................................................................... :‬‬
‫‪ ‬طاش ِبع زاده‪.52 ، 1 ، 1 ،21 .................................................... :‬‬
‫‪ ‬طاهر بن احلسني‪.191 ..................................................................... :‬‬
‫‪ ‬ابن طاهر‪.)211( ......................................................................... :‬‬
‫‪ ‬طباطبا‪ ،‬ابن طباطبا‪.)19( .................................................................. :‬‬
‫‪ ‬طرا ‪ ،‬ابن طرا ‪ :‬انظر النَّهرااين‪.‬‬
‫ح رف العين‬
‫‪ ‬لادل َّ‬
‫العوا (الد تو )‪.19 ................................................................. :‬‬
‫‪ ‬العامري‪ ،‬أَبو احلسن‪.11 .................................................................. :‬‬
‫‪ ‬لبَّت تتاد‪َّ ،‬‬
‫الص ت تتاح ب ت تتن لبَّ ت تتاد‪،15 ،119 ،111 ،11 ،11 ،11 ،15 ،11 ، ،) 2( :‬‬
‫‪.119 ،211 ،211 ،219 ،2 5 ،15 ،152 ،151‬‬
‫‪ ‬العبَّاس ‪.211 ............................................................................:‬‬
‫‪ ‬لباس؛ ابن لبَّاس ‪.1 1 .................................................................:‬‬
‫‪ ‬العباس‪ ،‬أَبو العباس َّ‬
‫السفَّاح‪.2 2 .......................................................... :‬‬
‫‪ ‬لبد احلميد الةات ‪.)192( ............................................................... :‬‬
‫‪ ‬لبد َّ‬
‫الرمحن بداي (الد تو )‪.115 ،11 ،51 ......................................... :‬‬
‫‪ ‬لبد َّ‬
‫الرزاق حميي الدِّين (الد تو )‪.211 ،29 ،21 ،25 ................................ :‬‬
‫‪ ‬لبد َّ‬
‫الرزَّاق اجملنون‪.)119( ................................................................ :‬‬
‫‪ ‬لبد القاد َّ‬
‫الربالي‪.1 ................................................................... :‬‬

‫ـ ‪ 298‬ـ‬
‫‪ ‬لبد الةرمي اليايف (الد تو )‪.1 9 ......................................................... :‬‬
‫‪ ‬لبد ان‪ ،‬ابن لبد ان‪ ،‬حممد بن لبد اهلل‪.)155( ......................................... :‬‬
‫‪ ‬ابن لُبيد‪.211 ........................................................................... :‬‬
‫‪ ‬العتايب‪.)191( ............................................................................ :‬‬
‫‪ ‬لدنان بن ذ يل‪.2 9 ..................................................................... :‬‬
‫‪ ‬لدنان شيد (الد تو )‪.111 ،111 ..................................................... :‬‬
‫‪ ‬لزت َّ‬
‫السيد أَمحد (الد تو )‪.1 1 ،1 1 ،1 5 ،1 1 ،91 ،91 ،91 ،22 .......:‬‬
‫‪.11 ،111 ،111 ،11 ،11 ،1 1 ،1‬‬ ‫‪ ‬لزيز الشوان‪،91 .................. :‬‬
‫‪ ‬لسا ر‪ ،‬ابن لسا ر‪.2 2 ،191 ........................................................ :‬‬
‫‪ ‬العسجدي‪.111 .......................................................................... :‬‬
‫‪ ‬العسقالَّين‪ ،‬ابن حجر‪.51 ،19 ، 9 ،21 ،21 .......................................... :‬‬
‫‪ ‬العسةري‪ ،‬أَبو هالل‪.2 1 ،2 1 ......................................................... :‬‬
‫‪ ‬لشتا أَا لشِتات‪.)51( ................................................................. :‬‬
‫‪ ‬لضد َّ‬
‫الدالة‪.219 ،25 ،11 ،12 ...................................................... :‬‬
‫‪ ‬لفي ت تتف ِبنس ت تتي (ال ت تتد تو )‪،111 ،111 ،115 ،1 1 ،1 ،91 ،11 ،11 ،15 ،11 :‬‬
‫‪.211 ،211 ،215 ،21 ،25 ،252 ،22 ،21 ،2 1 ،2 1 ،111‬‬
‫‪ ‬ابن لقيل‪ ،‬أَبو الوفاء ‪. 1 .................................................................. :‬‬
‫‪ ‬العةِبي‪ ،‬أَبو البقاء ‪.21 ................................................................... :‬‬
‫‪ ‬العالَّ ‪ ،‬أَبو اهلذيل ‪.211 ................................................................. :‬‬
‫‪ ‬للي بن أَيب طال ‪.212 ،191 ........................................................:‬‬
‫‪ ‬للي بن لبيد ‪.)191( ،19 ............................................................. :‬‬
‫التوحيدي‪...................................... .‬‬ ‫‪ ‬للي بن حممد بن العباس‪ :‬تنظر‬
‫‪ ‬للي‪ ،‬أَبو للي البصري‪.)251( ............................................................. :‬‬
‫‪ ‬لُليَّة؛ مغنِّية‪.)115( ....................................................................... :‬‬
‫‪ ‬أَبو لما ه‪.111 ............................................................................ :‬‬
‫‪ ‬لمر بن أَيب بيعة‪.115 ................................................................... :‬‬

‫ـ ‪ 299‬ـ‬
‫‪ ‬ابن العميد‪.219 ،211 ،21 ،211 ،2 5 ،15 ،119 ،11 ،11 ،)1 ( ،12 ، 2 :‬‬
‫‪ ‬العنِبي؛ لبيد اهلل بن احلسن‪.)191( ....................................................... :‬‬
‫‪ ‬العوذي‪ ،‬ابن العوذي‪.)111( ............................................................... :‬‬
‫‪ ‬ليسى الوزير‪.219 ....................................................................... :‬‬
‫‪ ‬ليسى بن للي بن ليسى‪.11 ............................................................. :‬‬
‫‪ ‬أَبو ليسى املنجم‪.155 ،151 ............................................................ :‬‬
‫‪ ‬أَبو العيناء‪.251 ،)111( ................................................................. :‬‬
‫ح رف الغين‬
‫‪ ‬غازي ُيوت (الد تو )‪.21 ،2 9 ،2 1 ،2 1 ...................................... :‬‬
‫‪ ‬غالم حسني أَمريخاين‪.112 ................................................................ :‬‬
‫‪ ‬غويربر‪.51 ،51 ......................................................................... :‬‬
‫‪ ‬ابن غيالن البزاز‪.119 ،11 ............................................................. :‬‬
‫ح رف الفاء‬
‫‪ ‬الفا سي‪ ،‬أَبو للي الفا سي‪.211 ،) 1( ................................................. :‬‬
‫‪.2 1 ،2‬‬ ‫جوانزاليس‪........................................................... :‬‬ ‫‪ ‬فالريي‬
‫‪ ‬فخر َّ‬
‫الدالة أَيب احلسن للي‪.)15( ، 2 ................................................... :‬‬
‫‪ ‬فراس َّ‬
‫الس َّواح‪.51 .......................................................................... :‬‬
‫‪ ‬الفرزدق‪.15 ............................................................................. :‬‬
‫‪ ‬الفضل بن ْحىي‪.)191( ................................................................... :‬‬
‫‪ ‬فضل؛ الشَّالر ‪.2 2 ..................................................................... :‬‬
‫الصويف‪.)111( ............................................................. :‬‬
‫فهم‪ ،‬ابن فهم ُّ‬ ‫‪‬‬
‫ث ت ‪.11 ....................................................... :Pythagoras‬‬ ‫فِْيثَاغُ ْوَ ْ‬ ‫‪‬‬
‫فِْيةْتُو بَاش ت ‪.91 ......................................................... :V.Basch‬‬ ‫‪‬‬
‫فيةتو فازا يللي‪.2 1 ..................................................................... :‬‬ ‫‪‬‬
‫ح رف القاف‬
‫‪ ‬القاد باهلل (اخلليفة)‪.211 ................................................................ :‬‬

‫ـ ‪ 311‬ـ‬
‫‪ ‬قتيبة‪ ،‬ابن قتيبة‪.2 1 ،15 ،19 ........................................................... :‬‬
‫‪ ‬قدامة بن جعفر‪.2 1 ،2 1 ،19 ......................................................... :‬‬
‫‪ ‬قس بن سالد ‪.191 ...................................................................... :‬‬
‫‪ ‬القفطي‪.1 9 ، 9 ، 1 .................................................................. :‬‬
‫‪ ‬قلم القضيبيَّة‪ ،‬جا ية مغنية‪.111 ........................................................... :‬‬
‫‪ ‬القومسي‪ ،‬أَبو للي‪.11 .................................................................... :‬‬
‫‪ ‬القريااين‪ ،‬ابن شيق‪.2 1 ،2 2 .......................................................... :‬‬
‫ح رف الكاف‬
‫اليويب ت ‪.51 ............................................................. :Calliope‬‬ ‫‪‬‬
‫انت ت ‪.159 ،91 ............................................................ :Kant‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الةرخي‪ ،‬أَبو لابد صاحل بن للي‪.211 ................................................... :‬‬
‫راتشه‪ ،‬بنديتو ت ‪.91 ........................................................ : Croce‬‬ ‫‪‬‬
‫ع ‪ ،‬ابن ع األَنصا ي‪.251 ،25 ................................................ :‬‬ ‫‪‬‬
‫ليو ت ‪.51 ....................................................................... : Clio‬‬ ‫‪‬‬
‫الشرايب‪.11 ،1 1 ........................................................ :‬‬
‫مال فوزي َّ‬ ‫‪‬‬
‫ميل احلاج‪.51 ،51 .................................................................... :‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الةندي الفيلسو ‪.111 ،159 ........................................................... :‬‬
‫ح رف الالم‬
‫‪ ‬النْ ُس ْون ت ‪.211 ............................................................ : Lanson‬‬
‫‪ ‬ليبنتز ت ‪.1 1 ............................................................... :Leibnitz‬‬
‫حتتر امليم‬
‫‪ ‬املأمون‪.191 ،19 ....................................................................... :‬‬
‫‪ ‬ماسنيون‪ ،‬لوي ت ‪. 1 ........................................ :Louis Massignon‬‬
‫‪ ‬املِبِّد‪ ،‬أَبُو العبَّاس‪.2 1 .................................................................... :‬‬
‫‪ ‬املتنِب‪ ،‬أَبو الطَّيتِّ ‪.211 ،21 ،25 ...................................................... :‬‬
‫‪ ‬املتوِّ ل؛ اخلليفة العباسي‪.199 ............................................................. :‬‬

‫ـ ‪ 310‬ـ‬
‫‪ ‬حممد بغدادي‪.211 ،2 1 ،2 1 ،2 1 ،2 1 ،111 ................................ :‬‬
‫‪ ‬حممد بن ْحىي‪.111 ....................................................................... :‬‬
‫‪ ‬حممد مضان اجلريب (الد تو )‪.2 1 ،211 ............................................. :‬‬
‫‪ ‬حممد غنُّوم‪.11 ........................................................................... :‬‬
‫‪ ‬حممد رد للي‪.1 ، 1 ،21 ،25 ...................................................... :‬‬
‫‪ ‬حممد نو الدِّين أَفاية‪.11 ،59 ............................................................ :‬‬
‫‪ ‬حممد‪ :‬سول اهلل ‪.25 ،2 1 ،11 ،1 ..............................................:‬‬
‫‪ ‬حممود محَّاد‪.11 ........................................................................... :‬‬
‫‪ ‬حم َّمد توفيق حسني‪.251 ،1 9 ........................................................... :‬‬
‫‪ ‬ابن املراغي‪.211 ،)219( ................................................................. :‬‬
‫‪ ‬املرزباين‪.)111( ،111 ،19 ............................................................. :‬‬
‫‪ ‬مراان بن حممد؛ اخلليفة األموي‪.2 2 ،192 ............................................. :‬‬
‫‪ ‬املراَّاذي‪ ،‬أَبو حامد‪.) 5( ............................................................... :‬‬
‫‪ِّ ‬‬
‫مزبد‪ ،‬أَبو إسحق مزبد املدين‪.)112( ...................................................... :‬‬
‫مست ت ت ت تتةويه‪ ،‬أَبت ت ت ت تتو للت ت ت ت تتي‪،99 ،91 ،1 ،19 ،11 ،11 ،12 ،1 ،)12( ،11 ، :‬‬ ‫‪‬‬
‫‪،11 ،112 ،111 ،111 ،1 1 ،111 ،111 ،1 1 ،1 5 ،1 ،1‬‬
‫‪.211 ،21 ،111 ،111 ،111 ،111‬‬
‫الصحيح‪.11 ............................................................. :‬‬
‫َّ‬ ‫مسلم؛ صاح‬ ‫‪‬‬
‫املطرزي‪.192 ........................................................................... :‬‬ ‫‪‬‬
‫معااية بن أيب سفيان‪.191 ................................................................ :‬‬ ‫‪‬‬
‫ابن املعتز‪.19 ............................................................................ :‬‬ ‫‪‬‬
‫املعتصم‪.19 ........................................................................... :‬‬ ‫‪‬‬
‫معرا ‪ ،‬ابن معرا ‪.)115( ............................................................ :‬‬ ‫‪‬‬
‫الدالة البويهي‪.219 ،11 ........................................................... :‬‬‫معز َّ‬ ‫‪‬‬
‫املغِن‪.111 .......................................................................... :‬‬
‫ابن ِّ‬ ‫‪‬‬
‫املقتد ؛ اخلليفة العباسي‪.19 ............................................................ :‬‬ ‫‪‬‬

‫ـ ‪ 312‬ـ‬
‫‪ ‬ابن مقلة‪.191 ،)19 ( .................................................................. :‬‬
‫‪ ‬ملبومني ت ‪.51 ........................................................ : Melpomene‬‬
‫‪ ‬املهلِب‪ ،‬أَبو حممد احلسن بن حممد‪.219 ،11 ،1 ،12 ،)11( ........................ :‬‬
‫‪ ‬مو ياك ‪ ،‬فرانسوا ت ‪.111 ................................................. :Mauriac‬‬
‫‪ ‬موليري‪.111 ،1 1 ....................................................................... :‬‬
‫‪ ‬مؤيد َّ‬
‫الدالة أَبو منصو بن بويه الدَّيلمي‪.15 ،) 2( ..................................... :‬‬
‫ح رف النون‬
‫‪ ‬ناصيف َّ‬
‫نصا ‪.51 ،55 ................................................................... :‬‬
‫ابن نباتة‪.)255( ......................................................................... :‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ابن النَّدمي‪.219 ، 1 ..................................................................... :‬‬
‫السنن)‪.11 ،1 ........................................................ :‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ ‬النسائي (صاح‬
‫‪ ‬نصر سابو بن أَ دشري‪.219 ،211 ،255 .............................................. :‬‬
‫‪ ‬نعيم إساليل‪.11 ........................................................................ :‬‬
‫‪ ‬أَبو النَّفيس‪.)121( .......................................................................... :‬‬
‫‪ِ ‬ناية؛ جا ية مغنِّية‪.111 ................................................................... :‬‬
‫‪ ‬النَّهرااين‪ ،‬أَبو الفرج‪.219 ،) 5( ........................................................ :‬‬
‫‪ ‬نو الدِّين بلقاسم‪.211 ،1 ............................................................. :‬‬
‫‪ ‬نيتشه‪ ،‬فريد يك ت ‪.15 ................................................... :Nietzche‬‬
‫ح رف الهاء‬
‫‪ ‬ها ان َّ‬
‫الرشيد‪.191 ،111 ............................................................... :‬‬
‫هرد ت ‪.1 2 ........................................................ :J.G. Herder‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬هشام بن احلةم‪.111 .................................................................... :‬‬
‫‪ ‬هندا‪ ،‬ابن هندا‪.)25 ( ................................................................. :‬‬
‫‪ ‬اهلندي‪.211 ............................................................................... :‬‬
‫‪ ‬هيجل ت ‪.11 ،159 ،11 ................................................... : Hegel‬‬
‫ح رف الواو‬

‫ـ ‪ 313‬ـ‬
‫‪ ‬الوزير‪ ،‬أَبو الوزير ُّ‬
‫الصويف‪.111 .......................................................... :‬‬
‫حرف الي اء‬
‫‪،151 ،5 ،19 ،11 ،11 ،12 ،1 ، 1 ، 1 ،‬‬ ‫‪ ‬ي ت تتاقوت احلم ت تتوي‪،29 ،21 ،21 :‬‬
‫‪.215 ،111 ،15 ،152‬‬
‫‪ْ ‬حىي بن لدي‪.219 ،11 ،) 1( .......................................................... :‬‬
‫‪ ‬ابن اليزيدي‪.11 ........................................................................ :‬‬
‫‪ ‬يوترب ت ‪.51 ............................................................... : Euterpe‬‬
‫‪ ‬يو انيا ت ‪.51 .................................................................. :Urania‬‬
‫‪ ‬يوسف‪ ،‬ابن يوسف‪.115 ................................................................. :‬‬
‫‪ ‬يوسف حالق‪.1 1 ....................................................................... :‬‬
‫‪ ‬يوسف ِّ‬
‫السيسي‪.111 ..................................................................... :‬‬
‫‪ ‬يوسف زيدان‪. 1 ........................................................................ :‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫ـ ‪ 314‬ـ‬
‫‪ . 1‬د‪ .‬إبراهيم الةيالين‪ :‬رسائل أَبي حيَّان التَّوحيدي ت دا طالس ت دمشق ت‬
‫‪1915‬م‪.‬‬
‫‪ . 1‬د‪ .‬إبراهيم الةيالين ‪ :‬مقدمة رسائل أَبي حيَّان التَّوحيدي ت دا طالس ت دمشق‬
‫ت ‪1915‬م‪.‬‬
‫‪ .‬د‪ .‬إبراهيم مصطفى إبراهيم‪ :‬فلسفة جورج سنتيانا ت دا النَّهضة العربيَّة ت بريات‬
‫ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ .‬ابن األَثري‪ :‬الكامل في التَّاريخ ت دا صاد ت بريات ت ‪1919‬م‪.‬‬
‫‪ . 5‬إحسان لبَّاس‪ :‬أَبو حيَّان التَّوحيدي ت د‪.‬ن ت بريات ت ‪1951‬م‪.‬‬
‫‪ .‬أَمحد أَمني‪ :‬مقدمة اإلمتاع والمؤانسة ت دا مةتبة احليا ت بريات ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ . 1‬أَمحد احلويف‪ :‬أَبو حيَّان التَّوحيدي ت مةتبة ِنضة مصر ت القاهر ت ‪1951‬م‪.‬‬
‫الِبي‪ :‬التَّوحيدي بين العلم والمعرفة؛ دراسة في قيمة‬
‫‪ . 1‬د‪ .‬أَمحد لبد الفتَّاح ِّ‬
‫العلم عند أَبي حيَّان التَّوحيدي ت ضمن َملَّة فصول ت اهليئة املصريَّة َّ‬
‫العامة‬
‫للةتاب ت القاهر ت مج ‪ 11‬ت العدد ت خريف ‪1991‬م‪.‬‬
‫املصري احلديث للطِّبالة‬ ‫‪ . 9‬د‪ .‬أَمحد لزت اجح‪ :‬أُصول علم النَّفس ت املةت‬
‫االنَّشر ت اإلسةند ية ت ط‪191 ،9‬م‪.‬‬
‫‪ . 21‬آدم ميتز‪ :‬الحضارة اإلسالميَّة ت ترُجة حممد لبد اهلادي أَبو يد ت جلنة‬
‫الِتُجة االنَّشر ت القاهر ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫التَّأليف ا َّ‬
‫الرمحن بداي ت دا الثَّقافة ت بريات ت‬ ‫‪ . 11‬أَ سطو‪ :‬فن الشعر ت ترُجة؛ ٌّ‬
‫الد تو لبد َّ‬
‫ط‪191 ،2‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 315‬ـ‬
‫السائرة ت َتقيق لبد‬
‫‪ . 12‬األَصفهاين‪ ،‬محز بن احلسن‪ :‬الد َّرة الفاخرة في األَمثال َّ‬
‫ت القاهر ت د‪.‬ت‪.‬‬ ‫احلميد قطامش ت دا املعا‬
‫‪ . 1‬األَصفهاين‪ ،‬محز بن احلسن‪ :‬سوائر األَمثال على أَفعل ت َتقيق‬
‫الد تو فهمي سعد ت لامل الةت ت بريات ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫احلي‬
‫الد تو غسان لبد ِّ‬ ‫‪ . 2‬أَلةسند ا اشةا‪ :‬اإلبداع العام والخاص ت ترُجة ُّ‬
‫أَبو الفخر ت اجمللس الوطِن للثَّقافة االفنون ااآلداب؛ سلسلة لامل املعرفة ت الةويت‬
‫ت العدد ‪ 111‬ت انون األ ََّال ت ‪1919‬م‪.‬‬
‫تمام والبحتري ت َتقيق َّ‬
‫السيد‬ ‫‪ . 15‬اآلمدي‪ ،‬احلسن بن بشر‪ :‬الموازنة بين أَبي َّ‬
‫ت القاهر ت ج‪ 1‬ت ط‪1911 ،1‬م‪.‬‬ ‫أَمحد صقر ت دا املعا‬
‫‪ . 11‬د‪ .‬أَمري مطر‪ :‬فلسفة الجمال ت دا الثَّقافة للنَّشر االتَّوزيع ت القاهر ت ط ‪،‬‬
‫‪191‬م‪.‬‬
‫‪ . 11‬أَند يه جيد‪ :‬ىورديون ت ترُجة؛ مسيس لوض ت ضمن َملة‪ :‬القاهرة ت اهليئة‬
‫العامة للةتاب ت العدد ‪ 112‬ت مايو‪/‬أَيَّا ‪1991‬م‪.‬‬
‫املصريَّة َّ‬
‫‪ . 11‬أَند يه سياي‪ :‬مورياك ت ترُجة زياد العود ت ازا الثَّقافة ت دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ . 19‬أَُين بةرياِت‪ :‬اإليضاح في شرح المقامات للمطرزي ت د اسة اتوثيق اَتقيق؛‬
‫أَُين بةرياِت ت سالة ماجستري غري منشو نوقشت يف ليَّة اآلداب ِبامعة دمشق‬
‫لام ‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ . 2‬بديع الةسم‪ :‬التَّربية الجماليَّة ت ضمن َملَّة المعلم العربي ت العدد ‪ 1‬ت‬
‫شباط ‪195‬م‪.‬‬
‫‪ . 21‬برجسون‪ ،‬هنري‪ :‬الضَّحك ت ترُجة سامي الد ايب البد اهلل لبد الدَّامي ت دا‬
‫العلم للماليني ت بريات ت ط ت ‪191‬م‪.‬‬
‫بسام‪َّ :‬‬
‫الذخيرة في محاسن أَهل الجزيرة ت َتقيق الد تو إحسان لبَّاس‬ ‫‪ . 11‬ابن َّ‬

‫ـ ‪ 316‬ـ‬
‫ت دا الثَّقافة ت بريات ت ‪1 99‬هت‪1919 /‬م‪.‬‬
‫‪ . 2‬البغدادي‪ ،‬أَمحد بن للي اخلطي ‪ :‬تاريخ بغداد ت دا الةت العلميَّة ت بريات ت‬
‫د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ . 21‬البةري‪ :‬فصل المقال في شرح ىتاب األَمثال ت َتقيق إحسان لبَّاس البد‬
‫الرسالة ت بريات ت ط ‪191 ،‬م‪.‬‬
‫احلميد لابدين ت مؤسسة ِّ‬
‫‪ . 25‬تشرنشفسةي‪ :‬عالقات الفن الجماليَّة بالواقع ت ترُجة يوسف حالق ت ازا‬
‫الثَّقافة ت دمشق ت ‪191‬م‪.‬‬
‫‪ . 21‬الثَّعالِب‪ ،‬أَبو منصو ‪ :‬ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ت َتقيق حممد‬
‫أَبو الفضل إبراهيم ت دا ِنضة مصر ت القاهر ت ‪1915‬م‪.‬‬
‫‪ . 21‬الثَّعالِب‪ ،‬أَبو منصو ‪ :‬يتيمة َّ‬
‫الدهر في محاسن أَهل العصرت َتقيق حميي الدِّين‬
‫لبد احلميد ت دا الفةر ت بريات ت ط‪191 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ . 21‬اجلاحظ‪ :‬البيان والتَّبيين ت َتقيق فوزي لطوي ت الشر ة اللبنانيَّة للةتاب ت‬
‫بريات ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ . 29‬اجلاحظ‪ :‬التَّربيع والتَّدوير ت َتقيق فوزي لطوي ت الشَّر ة اللبنانيَّة للةتاب ت‬
‫بريات ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .‬اجلاحظ‪ :‬الحيوان ت َتقيق لبد َّ‬
‫السالم حممد ها ان ت دا اجليل ت بريات‪/‬‬
‫دا الفةر ت دمشق ت ‪11 1‬هت‪1911/‬م‪.‬‬
‫‪ . 2‬جان ما ي شيفر‪ :‬الفن في العصر الحديث ت ترُجة الد تو فاطمة اجليوشي‬
‫ت ازا الثَّقافة ت دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ . 2‬ابن اجلوزي‪ :‬المنتمم في تاريخ األُمم ت مطبعة حيد آباد ت اهلند ت ط‪،1‬‬
‫‪1 59‬هت‪.‬‬
‫‪ .‬جيل دلوز‪ :‬المعرفة والسلطة؛ مدخل لقراءة فوىو ت ترُجة سامل يفوت ت املر ز‬

‫ـ ‪ 317‬ـ‬
‫الثَّقايف العريب ت بريات‪ /‬الدَّا البيضاء ت ط‪1911 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .‬حاجي خليفة‪ :‬ىشف المنون عن أَسامي الكتب والف نون ت دا الفةر ت‬
‫بريات ت ‪11 2‬هت‪1912 /‬م‪.‬‬
‫السندايب ت أَبو حيَّان التَّوحيدي ت املةتبة التِّجا يَّة الةِبع ت القاهر ت‬
‫‪ . 5‬حسن َّ‬
‫‪1 11‬هت‪1929/‬م‪.‬‬
‫السندايب‪ :‬مقدمة المقابسات ت املطبعة َّ‬
‫الرمحانيَّة ت القاهر ت‬ ‫‪ .‬حسن َّ‬
‫‪1 11‬هت‪1929/‬م‪.‬‬
‫‪ .‬حسن امللطااي‪ :‬اهلل واإلنسان في فلسفة أَبي حيَّان التَّوحيدي ت مةتبة‬
‫مدبوِل ت القاهر ت ‪1919‬م‪.‬‬
‫‪ . 1‬حسني املرصفي‪ :‬الوسيلة األَدبيَّة إلى العلوم العربيَّة ت َتقيق اتقدمي الد تو‬
‫العامة ت القاهر ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫لبد العزيز الدُّسوقي ت اهليئة املصريَّة َّ‬
‫‪ . 9‬احلالج‪ ،‬أَبو منصو ‪ :‬ديوان الحالج ت َتقيق امل مصطفى السيِب ت دا آفاق‬
‫لربية ت بغداد ت ط‪1911 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ . 1‬أَبو حيَّان التَّوحيدي اأَبو للي مسةويه‪ :‬الهوامل َّ‬
‫والشوامل ت َتقيق أَمحد‬
‫السيد أَمحد صقر ت القاهر ت ‪1 1‬هت‪1951/‬م‪.‬‬ ‫أَمني ا َّ‬
‫الرمحن بداي ت‬ ‫‪ . 11‬أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلشارات اإللهيَّة ت َتقيق ُّ‬
‫الد تو لبد َّ‬
‫مطبعة جامعة فؤاد األ ََّال ت القاهر ت ‪195‬م‪.‬‬
‫‪ . 12‬أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلشارات اإللهيَّة ت َتقيق الد تو اداد القاضي ت دا‬
‫الثقافة ت بريات ت ط‪ 2‬ت ‪1912‬م‪.‬‬
‫‪ . 1‬أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ت َتقيق أَمحد أَمني اأَمحد ِّ‬
‫الزين ت دا‬
‫مةتبة احليا ت بريات ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ . 11‬أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬
‫والذخائر ت َتقيق اتعليق أَمحد أَمني ا َّ‬
‫السيد‬

‫ـ ‪ 318‬ـ‬
‫الِتُجة االنَّشر ت القاهر ت ‪195‬م‪.‬‬
‫أَمحد صقر ت جلنة التَّأليف ا َّ‬
‫‪ .‬أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬
‫والذخائر ت َتقيق ُّ‬
‫الد تو إبراهيم الةيالين ت‬
‫مةتبة أَطلس امطبعة اإل شاد ت دمشق ت ‪1911/1911‬م‪.‬‬
‫‪ .‬أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬البصائر َّ‬
‫والذخائر ت َتقيق الد تو اداد القاضي ت دا‬
‫صاد ت بريات ت ط‪11 1 ،1‬هت‪1911/‬م‪.‬‬
‫والصديق ت َتقيق ُّ‬
‫الد تو إبراهيم الةيالين ت‬ ‫الصداقة َّ‬
‫‪ .‬أَبو حيَّان التَّوحيدي‪َّ :‬‬
‫دا الفةر ت دمشق ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ . 11‬أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات ت َتقيق اشرح حسن َّ‬
‫السندايب ت املطبعة‬
‫الرمحانيَّة ت القاهر ت ‪1 11‬هت‪1929/‬م‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ . 9‬أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬المقابسات ت َتقيق حممد توفيق حسني ت دا اآلداب ت‬
‫بريات ت ‪1919‬م‪.‬‬
‫‪ . 5‬أَبو حيَّان التَّوحيدي‪ :‬مثالب الوزيرين ت َتقيق ُّ‬
‫الد تو إبراهيم الةيالين ت دا‬
‫الفةر ت دمشق ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫اخلفاجي‪ ،‬شهاب الدِّين‪ :‬ريحانة األَلبا ت َتقيق لبد الفتَّاح حممد احللو ت‬
‫ُّ‬ ‫‪. 51‬‬
‫مطبعة ليسى البايب احللِب ت القاهر ت ط‪1 11 ،1‬هت‪1911/‬م‪.‬‬
‫‪ . 1‬ابن خلدان‪ :‬المقدمة ت املةتبة التِّجا يَّة الةِبع ت القاهر ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .‬ابن خلِّةان‪ :‬وفيات األَعيان وأَنباء أبناء َّ‬
‫الزمان ت َتقيق الد تو إحسان‬
‫لبَّاس ت دا صاد ت بريات ت‪1 91‬هت‪1911 /‬م‪.‬‬
‫‪ .‬اخلونسا ي؛ حممد املوسوي‪ :‬روضات الجنَّات في أَحوال العلماء‬
‫والسادات ت طبعة حجرية ت طهران ت ‪1211‬هت‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ . 55‬د يِن خشبة‪ :‬أَساطير الحب والجمال عند اليونان ت دا التَّنوير‪ /‬دا األَبعاد‬
‫ت بريات ت ‪191‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 319‬ـ‬
‫‪َّ .‬‬
‫الذهِب‪ ،‬احلافظ‪ :‬ميزان العتدال في نقد الرجال ت َتقيق للي حممد معوض‬
‫الادل لبد املوجود ت دا الةت العلميَّة ت بريات ت ‪1995‬م‪.‬‬
‫الزبِيدي‪ :‬تاج العروس ت املطبعة املنرييَّة َّبصر ت مصر ت ‪1 1‬هت‪.‬‬
‫‪َّ .‬‬
‫‪ .‬الز لي‪ ،‬خري الدِّين‪ :‬األَعالم ت دا العلم للماليني ت بريات ت ‪191‬م‪.‬‬
‫‪19‬م‪.‬‬ ‫الشريازي‪ :‬شيرازنامة ت طهران ت ‪1 5‬هت‪/‬‬
‫‪ . 9‬ز وب ِّ‬
‫‪ . 1‬د‪ .‬ز ريا إبراهيم‪ :‬فلسفة الفن في الفكر المعاصر ت مةتبة مصر ت القاهر ت‬
‫‪1911‬م‪.‬‬
‫الرابع الهجري ت دا الةت املصريَّة ت‬
‫‪ . 2‬د‪ .‬ز ي مبا ك‪ :‬النَّثر الفني في القرن َّ‬
‫القاهر ت ط‪1 52 ،1‬هت‪19 2/‬م‪.‬‬
‫الزمشري‪ ،‬جا اهلل‪ :‬أَساس البالغة ت د‪.‬ن ت د‪.‬م ت ‪1 99‬هت‪1919/‬م‪.‬‬
‫‪َّ . 1‬‬
‫الزمشري‪ :‬الفائق في غريب الحديث ت َتقيق للي حممد البجااي احممد‬
‫‪َّ . 1‬‬
‫أَبو الفضل إبراهيم ت دا إحياء الةت العربيَّة ت القاهر ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫العلميَّة ت‬ ‫الزمشري‪ ،‬جا اهلل‪ :‬المستقصى في أَمثال العرب ت دا الةت‬
‫‪َّ . 11‬‬
‫بريات ت ط‪ 2‬ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫الزمشري‪ ،‬جا اهلل‪ :‬ربيع األَبرار ولصوص األَخبار ت َتقيق يوسف البقالي ت‬
‫‪َّ . 15‬‬
‫دا الةتاب اللبناين ت بريات ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .‬سامل محيش‪ :‬تجربة الوجود والكتابة عند التَّوحيدي ت ضمن َملَّة فصول ت‬
‫العامة للةتاب ت القاهر ت مج ‪ 11‬ت العدد ت خريف ‪1991‬م‪.‬‬
‫اهليئة املصريَّة َّ‬
‫‪ .‬سانتيانا‪ ،‬جوج‪ :‬اإلحساس بالجمال ت ترُجة؛ ُّ‬
‫الد تو مصطفى بداي ت‬
‫مةتبة األََنلو املصريَّة ت القاهر ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫السبةي‪ ،‬تاج الدِّين‪ :‬طبقات َّ‬
‫الشافعيَّة الكبر ت َتقيق لبد الفتَّاح احللو‬ ‫‪ِّ .‬‬

‫ـ ‪ 301‬ـ‬
‫ا ُّ‬
‫الد تو حممود حممد الطناجي ت هجر للطِّبالة االنَّشر االتَّوزيع ااإللالن ت القاهر‬
‫ت ‪111‬هت‪1992 /‬م‪.‬‬
‫‪ . 19‬السةا ي‪ ،‬سراج الدِّين‪ :‬مفتاح العلوم ت القاهر ت ‪19 1‬م‪.‬‬
‫‪ . 1‬سليم احلو‪ :‬الموسيقى النَّمريَّة ت دا مةتبة احليا ت بريات ت ط‪.2‬‬
‫السمعاين‪ :‬األَنساب ت َتقيق حممد لوامة ت نشر حممد أَمني دمج ت بريات ت‬ ‫‪َّ . 2‬‬
‫‪11‬هت‪191 /‬م‪.‬‬
‫‪ . 12‬سري صايغ‪ :‬الفن اإلسالمي؛ قراءة تأمليَّة في خصائصه وفلسفته الجماليَّة ت‬
‫دا املعرفة ت بريات ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫السيد أَمحد صقر‪ :‬نقد اإلشارات اإللهيَّة ألَبي حيَّان التَّوحيدي؛ تحقيق‬‫‪َّ . 1‬‬
‫الرحمن بدوي‪ ،‬يف أَ بع حلقات ت َملة الثَّقافة ت القاهر ت األَلداد‪،129 :‬‬
‫عبد َّ‬
‫‪ 1 1 ،1 1 ،1 2‬ت ‪1951‬م‪.‬‬
‫السيد الد أَباه‪ :‬منزلة المتخيَّل في الفكر الفلسفي العربي الوسيط من‬
‫‪َّ . 11‬‬
‫خالل نموذجي الفارابي وابن عربي ت ضمن َملَّة؛ دراسات عربيَّة ت العدد‬
‫‪ 12/11‬ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ . 15‬السيوطي‪ ،‬جالل الدِّين‪ :‬بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ت مصطفى‬
‫البايب احللِب ت القاهر ت ‪1 11‬هت‪.1915 /‬‬
‫‪ .‬شا ل اللو‪ :‬مبادئ علم الجمال ت ترُجة خليل شطَّا ت دا دمشق ت دمشق ت‬
‫‪1912‬م‪.‬‬
‫‪ .‬شفيق جِبي‪ :‬الجاحظ معلم العقل واألَدب ت حماضرات لِّيَّة اآلداب ت‬
‫دمشق ت ‪1 51‬هت‪19 2/‬م‪.‬‬
‫‪ . 11‬د‪ .‬شوقي ضيف‪ :‬عصر الدول واإلمارات؛ الجزيرة العربية والعراق وإيران ت‬
‫ت القاهر ت ‪191‬م‪.‬‬ ‫دا املعا‬

‫ـ ‪ 300‬ـ‬
‫الشريازي‪ ،‬اجلنيد‪ :‬شد اإلزار عن حط األَوزار ت د‪.‬ن ت طهران ت‬
‫‪ِّ . 19‬‬
‫‪1 21‬هت‪191 /‬م‪.‬‬
‫الصالح‪ :‬الوافي بالوفيات ت َتقيق هلموت يِت ت‬
‫الصفدي‪ ،‬خليل بن أبيك َّ‬ ‫‪َّ . 1‬‬
‫نشر فرانز ستاينز بفيسبادن ت أَملانيا ت ‪1 11‬هت‪1912/‬م‪.‬‬
‫الشريف‪ :‬محاولة لتحليل ىلمة آرابيسك ت حماضرٌ أَلقاها يف قالة‬ ‫‪ . 11‬طا ق َّ‬
‫احملاضرات يف مةتبة األَسد الوطنيَّة بدمشق يوم األَ بعاء ‪1991/1/15‬م ضمن‬
‫الزخرفة اإلسالميَّة؛ اآل ابيسك‪ .‬أَخذنا‬ ‫فعاليَّات النَّدا ُّ‬
‫الداليَّة األُاىل لفنون َّ‬
‫املقبوس من جريد ؛ الثَّو ت دمشق ت العدد ‪ 1 191‬ت اخلميس ‪1991/1/11‬م‪.‬‬
‫العلميَّة ت‬ ‫السعادة ومصابيح السيادة ت دا الةت‬
‫‪ . 1‬طاش ِبع زاد ‪ :‬مفتاح َّ‬
‫بريات ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫العوا‪ :‬المذاهب األَخالقيَّة ت جامعة دمشق ت دمشق ت ‪1951‬م‪.‬‬ ‫‪ . 1‬د‪ .‬لادل َّ‬
‫العوا‪ :‬المعتزلة والفكر الحر ت دا األَهاِل للطِّبالة االنَّشر االتَّوزيع ت‬
‫‪ . 11‬د‪ .‬لادل َّ‬
‫ط‪1911 ،1‬م‪.‬‬
‫القمي‪ :‬الكنى واألَلقاب ت مؤسسة العرفان ت بريات ت ط‪،2‬‬
‫‪ .‬لبَّاس ِّ‬
‫‪11‬هت‪191 /‬م‪.‬‬
‫للد اسات االنَّشر ت‬ ‫الرمحن بداي‪ :‬موسوعة الفلسفة ت َّ‬
‫املؤسسة العربيَّة ِّ‬ ‫‪ . 11‬د‪ .‬لبد َّ‬
‫بريات ت ط‪1911 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .‬لبد الرزاق حمي الدِّين‪ :‬أَبو حيان التَّوحيدي؛ سيرته وآثاره ت مةتبة اخلاَني ت‬
‫القاهر ت ‪1919‬م‪.‬‬
‫الربالي‪ :‬التَّفكير النَّقدي في ىتاب المقابسات للتَّوحيدي؛‬ ‫‪ . 11‬لبد القاد َّ‬
‫مقاربات نصيَّة وقراءة ذاتيَّة ت ضمن َملَّة؛ فصول ت اهليئة املصريَّة َّ‬
‫العامة للةتاب ت‬
‫القاهر ت مج ‪ 15‬ت العدد ‪ 1‬ت بيع ‪1991‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 302‬ـ‬
‫‪ . 9‬لبد القاد بد ان‪ :‬تهذيب تاريخ دمشق الكبير لبن عساىر ت دا املسري ت‬
‫بريات ت ط‪1 99 ،2‬هت‪1919/‬م‪.‬‬
‫‪ . 9‬د‪ .‬لبد الةرمي اليايف‪ :‬مقدمة قصيدة؛ خمرة الشعر للشَّالر حسن البحريي ت‬
‫ضمن ديوان‪ :‬خمرة الشعر ت مطبعة َّ‬
‫الصباح ت دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ . 92‬د‪ .‬لدنان شيد‪ :‬دراسات في علم الجمال ت دا النَّهضة العربيَّة ت بريات ت‬
‫ط‪11 5 ،1‬هت‪1915/‬م‪.‬‬
‫السيد أَمحد‪ :‬انهيار دعاو الحداثة؛ الحداثة ضرورة تاريخيَّة ل خيار‬
‫‪ . 92‬لزت َّ‬
‫سياسي ت دا الثَّقافة ت دمشق ت ‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ . 9‬لزت السيد أمحد‪ :‬بديع الكسم ت ازا الثَّقافة ت دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫السيد أَمحد‪ :‬طبيعة الجمال ت ضمن َملة؛ املعرفة ت ازا الثَّقافة ت دمشق ت‬
‫لزت َّ‬
‫‪َّ . 91‬‬
‫العدد ‪ 1 1‬ت حزيران ‪199‬م‪.‬‬
‫السيد أَمحد‪ :‬علم الجمال المعلوماتي؛ نحو نمريَّة جديدة ت دا‬
‫‪ . 9‬لزت َّ‬
‫األَصالة للطِّبالة ت دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ . 9‬لزت السيد أمحد‪ :‬فلسفة الفن والجمال عند ابن خلدون ت دا طالس ت‬
‫دمشق ت ‪199‬م‪.‬‬
‫السيد أَمحد ‪ :‬القيم الجماليَّة واألَخالقيَّة عند الجاحظ ت سالة‬
‫‪ . 91‬لزت َّ‬
‫ماجستري نوقشت يف جامعة دمشق لام ‪1991‬م‪.‬‬
‫الشوان‪ :‬الموسيقى تعبير نغمي ومنطق ت اهليئة املصريَّة َّ‬
‫العامة للةتاب ت‬ ‫‪ . 91‬لزيز َّ‬
‫القاهر ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ . 99‬العسقالين‪ ،‬ابن حجر‪ :‬لسان الميزان ت مؤسسة األَللمي للمطبولات ت‬
‫بريات ت ط‪1 9 ،2‬هت‪1911/‬م‪.‬‬
‫‪ . 1‬العسةري‪ ،‬أَبو هالل‪ :‬جمهرة األَمثال ت َتقيق حممد أَبو الفضل‬

‫ـ ‪ 303‬ـ‬
‫إبراهيم البد اجمليد قطامش ت دا اجليل ت بريات ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ . 1 1‬العسةري‪ ،‬أَبو هالل‪ :‬ىتاب الصناعتين ت َتقيق للي حممد البجااي احممد‬
‫أَبو الفضل إبراهيم ت القاهر ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ . 1 2‬د‪ .‬لفيف ِبنسي‪ :‬الحدس الفني عند أَبي حيَّان ت ضمن َملَّة فصول ت اهليئة‬
‫العامة للةتاب ت القاهر ت مج ‪ 11‬ت العدد ت خريف ‪1991‬م‪.‬‬
‫املصريَّة َّ‬
‫‪ . 1‬د‪ .‬لفيف ِبنسي‪ :‬الخط العربي؛ أُصوله‪ ،‬نهضته‪ ،‬انتشاره ت دا الفةر ت‬
‫دمشق ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ . 21‬د‪ .‬لفيف ِبنسي‪ :‬فلسفة الفن عند التوحيدي ت دا الفةر ت دمشق ت ط‪،‬‬
‫‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ . 1 5‬د‪ .‬غازي ُيوت‪ :‬علم أَساليب البيان ت دا الفةر اللبناين ت بريات ت ط‪،2‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬
‫ثقافي هامٌّ ت حواٌ أَجرته معه؛ غداء‬
‫سالح ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫‪ . 1 1‬غالم حسني أَمريخاين‪ :‬الخط‬
‫ما ديِن ت ضمن جريد ؛ تشرين ت دمشق ت العدد ‪ 1111‬ت‬
‫األَ بعاء ‪1991/1/15‬م‪.‬‬
‫‪ . 1 1‬غويربر‪ :‬أَساطير اإلغريق والرومان ت ترُجة؛ حسِن فريز ت دا الثَّقافة االفنون ت‬
‫لمان ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ . 1 1‬فالريي جونزاليس‪ :‬الفضاء في العمارة اإلسالميَّة ت حماضرٌ أَلقتها هذه‬
‫املستشرقة اإلسبانيَّة يف قالة احملاضرات يف مةتبة األَسد الوطنيَّة بدمشق يوم‬
‫الزخرفة‬ ‫األَ بعاء ‪1991/1/15‬م ضمن فعاليَّات النَّدا ُّ‬
‫الداليَّة األُاىل لفنون َّ‬
‫اإلسالميَّة؛ اآل ابيسك‪ .‬أَخذنا املقبوس من جريد ؛ الثَّورة ت دمشق ت العدد‬
‫‪ 1 191‬ت اخلميس ‪1991/1/11‬م‪.‬‬
‫الس َّواح‪ :‬لغز عشتار؛ األُلوهة المؤنَّثة وأَصل الدين ت دا لالء الدِّين ت‬
‫‪ . 1 9‬فراس َّ‬

‫ـ ‪ 304‬ـ‬
‫دمشق ت ط‪199 ،5‬م‪.‬‬
‫الس َّواح‪ :‬مغامرة العقل األُولى؛ دراسة في األُسطورة ت دا لالء الدِّين‬
‫‪ . 11‬فراس َّ‬
‫ت دمشق ت ط ‪199 ،1‬م‪.‬‬
‫الرسالة ت بريات ت ‪1911‬م‪.‬‬ ‫‪ . 111‬الفريازأبادي‪ :‬القاموس المحيط ت َّ‬
‫مؤسسة ِّ‬
‫‪ . 221‬الفيومي‪ ،‬أَمحد بن حممد بن للي‪ :‬المصباح المنير ت مةتبة لبنان ت بريات ت‬
‫‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ . 11‬ابن قتيبة‪ :‬الشعر والشعراء؛ طبقات الشعراء ت دا الةت العلميَّة ت بريات ت‬
‫‪1915‬م‪.‬‬
‫‪ . 111‬ابن قتيبة‪ :‬عيون األَخبار ت َتقيق الد تو حممد اإلسةند اين ت دا الةتاب‬
‫العريب ت بريات ت ط‪1991 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ . 115‬قدامة بن جعفر‪ :‬نقد النَّثر ت َتقيق ُّ‬
‫الد تو طه حسني البد احلميد العبَّادي‬
‫ت مطبعة مصر ت القاهر ت ‪19 1‬م‪.‬‬
‫جالل الدِّين‪ :‬اإليضاح في علوم البالغة ت دا الةتاب‬ ‫‪ . 111‬القزايِن‪ ،‬اخلطي‬
‫اللبناين ت بريات ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ . 111‬القفطي‪ُ ،‬جال الدِّين‪ :‬أَخبار العلماء بأخبار الحكماء ت دا اآلثا للطِّبالة‬
‫ا النَّشر االتَّوزيع ت القاهر ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ . 111‬القفطي‪ُ ،‬جال الدِّين‪ :‬إنباه الرواة على أَنباه النحاة ت َتقيق؛ حممد أَبو‬
‫الثَّقافيَّة ت بريات ت‬ ‫الفضل إبراهيم ت دا الفةر العريب ت القاهر ‪ /‬مؤسسة الةت‬
‫‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ . 229‬القريااين‪ ،‬ابن شيق‪ :‬العمدة في محاسن الشعر وآدابه ت َتقيق‬
‫الد تو حممد قزقزان ت دا املعرفة ت بريات ت ‪11 1‬هت‪1911 /‬م‪.‬‬
‫الوفَيَات ت َتقيق الد تو إحسان لبَّاس ت‬
‫‪ . 211‬الةتِب‪ ،‬حممد بن شا ر‪ :‬فوات َ‬

‫ـ ‪ 305‬ـ‬
‫دا صاد ت بريات ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫السقَّا ااألَبيا ي‬
‫اصححه َّ‬‫َّ‬ ‫‪ . 121‬العةِبي‪ :‬ديوان أَبي الطَّيب المتنبي ت ضبطه‬
‫اشبلي ت مةتبة مصطفى البايب احللِب ت القاهر ت ‪1 91‬هت‪1911/‬م‪.‬‬
‫الشرايب‪ :‬نافذة على العالم ت ضمن َملَّة المعرفة ت ازا الثَّقافة ت‬
‫‪ . 122‬مال فوزي َّ‬
‫دمشق ت العدد ‪ 11‬ت تشرين الثَّاين ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫الشرايب‪ :‬نافذة على العالم ت ضمن َملَّة المعرفة ت ازا الثَّقافة ت‬
‫‪ . 12‬مال فوزي َّ‬
‫دمشق ت العدد ‪ 12‬ت أَيلول ‪1991‬م‪.‬‬
‫الشرايب‪ :‬نافذة على العالم المعرفة ت ضمن َملَّة المعرفة ت ازا‬
‫‪ . 121‬مال فوزي َّ‬
‫الثَّقافة ت دمشق ت العدد ‪ 15‬ت انون األ ََّال ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫ماد ‪ :‬جمال ت ضمن؛ الموسوعة الفلسفيَّة العربيَّة ت اجمللد‬
‫‪ . 125‬ميل احلاج‪َّ :‬‬
‫األ ََّال ت معهد اإلَّناء العريب ت بريات ت ط‪1911 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ . 21‬ما س ماير هو ‪ :‬من اإلسكندريَّة إلى بغداد ت ضمن؛ التراث اليوناني‬
‫في الحضارة اإلسالميَّة ت ترُجة الد تو لبد َّ‬
‫الرمحن بداي ت دا النَّهضة العربيَّة ت‬
‫بريات ت ‪1915‬م‪.‬‬
‫املِبد‪ ،‬أَبو العبَّاس‪ :‬البالغة ت َتقيق مضان لبد التَّواب ت القاهر ت ‪1915‬م‪.‬‬
‫‪ِّ . 121‬‬
‫‪ . 121‬حممد بغدادي‪ :‬موسيقى الخط العربي أَبي حيَّان التَّوحيدي ت ضمن َملَّة‬
‫العامة ت القاهر ت مج ‪ 15‬ت العدد ‪ 1‬ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫فصول ت اهليئة املصريَّة َّ‬
‫َّجا ‪ :‬حكايات الشطَّار والعيَّارين في التراث العربي ت‬
‫‪ . 219‬د‪ .‬حممد ج الن َّ‬
‫اجمللس الوطِن للثَّقافة االفنون ااآلداب؛ سلسلة لامل املعرفة ت الةويت ت‬
‫العدد ‪ 15‬ت أَيلول ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ . 1‬د‪ .‬حممد مضان احلريب‪ :‬ابن قتيبة ومقاييسه البالغيَّة واألَدبيَّة والنَّقديَّة ت‬
‫العامة للنَّشر االتَّوزيع ااإللالن ت طرابلس‪ ،‬ليبيا ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫املنشأ َّ‬

‫ـ ‪ 306‬ـ‬
‫‪ . 1 1‬حممد رد للي‪ :‬أَبو حيَّان التَّوحيدي ت ضمن مجلَّة المجمع العلمي‬
‫العربي ت ج ت مج‪ 1‬ت آذا ‪1921‬م‪.‬‬
‫‪ . 1 2‬حممد رد للي‪ :‬أُمراء البيان ت دا األَمانة ت بريات ت ط ‪1 11 ،‬هت‪/‬‬
‫‪1919‬م‪.‬‬
‫‪ . 1‬حممد نو الدِّين أَفاية ت الهتمام بالجمال عند التَّوحيدي ت ضمن َملَّة‬
‫العامة للةتاب ت القاهر ت مج ‪ 15‬ت العدد ‪ 1‬ت‬‫فصول ت اهليئة املصريَّة َّ‬
‫بيع ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ . 1 1‬حممد نو الدِّين أَفاية‪ :‬المرموز والمتخيَّل؛ نموذج دوران ت ضمن َملَّة‬
‫الفكر العربي المعاصر ت بريات ت العدد ‪ 52‬ت ‪.5‬‬
‫‪ . 2‬مسةويه‪ :‬تجارب األُمم ت املةت التِّجا ي للطِّبالة االنَّشر االتَّوزيع ت بريات‬
‫ت د‪ .‬ت‪.‬‬
‫امؤسسة التَّا يخ العريب‬ ‫‪ . 2‬ابن منظو ‪ :‬لسان العرب ت دا إحياء ُّ‬
‫الِتاث العريب َّ‬
‫ت بريات ت ط ‪111 ،‬هت‪199 /‬م‪.‬‬
‫‪ . 1 1‬امليداين‪ ،‬أَمحد بن حممد‪ :‬مجمع األَمثال ت َتقيق حميي الدِّين لبد احلميد ت‬
‫دا النَّصر ت دمشق‪ /‬بريات ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫نصا ‪ :‬تعريف الجمال من وجهة ميتافيزيقيَّة ت ضمن َملَّة الوحدة ت‬ ‫‪ . 1 1‬ناصيف َّ‬
‫اجمللس القومي للثَّقافة العربيَّة ت الرباط ت العدد ‪ 21‬ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ . 2 9‬ابن النَّدمي‪ :‬الفهرست ت مةتبة خيَّاط ت بريات ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ . 11‬نو الدِّين بلقاسم‪ :‬أَصداء المجتمع والعصر في أَدب أَبي حيَّان‬
‫التَّوحيدي ت املنشأ َّ‬
‫العامة للنَّشر االتَّوزيع ااإللالن ت طرابلس ت ليبيا ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫والشر «مختارات» ت ترُجة حممد لضميَّة ت‬ ‫‪ . 111‬نيتشه‪ ،‬فريد يك‪ :‬ماوراء الخير َّ‬
‫د‪.‬ن ت د‪.‬م ت د‪.‬ت‪.‬‬

‫ـ ‪ 307‬ـ‬
‫الرمزي‪ ،‬الكالسيكي‪ ،‬الرومانسي ت ترُجة جوج طرابيشي ت‬
‫‪ . 2 1‬هيجل‪ :‬الفن َّ‬
‫دا الطَّليعة ت بريات ت ط‪1911 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ . 2‬د‪ .‬اداد القاضي‪ :‬مقدمة البصائر َّ‬
‫والذخائر ت دا صاد ت بريات ت ط‪،1‬‬
‫‪11 1‬هت‪1911/‬م‪.‬‬
‫‪ . 2‬الوطواط‪ :‬غرر الخصائص الواضحة وغرر النَّقائص الفاضحة ت دا صع‬
‫ت بريات ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ . 2‬ياقوت احلموي‪ :‬معجم األُدباء ت دا إحياء ُّ‬
‫الِتاث العريب ت بريات ت د‪.‬ت‪.‬‬
‫السيسي‪ :‬دعوة إلى الموسيقى ت اجمللس الوطِن للثَّقافة االفنون‬
‫‪ . 111‬يوسف ِّ‬
‫ااآلداب؛ سلسلة لامل املعرفة ت الةويت ت العدد ‪ 11‬ت تشرين األ ََّال ت ‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ . 111‬يوسف زيدان‪ :‬التَّوحيدي والصوفيَّة ت ضمن َملَّة‪ :‬اهلالل ت تشرين الثَّاين ‪/‬‬
‫نوفمِب ت ‪1995‬م‪.‬‬
‫‪148 . Basch, V: Essai Critique sur L’Estétique de Kant.‬‬
‫‪Librairie Philosophique J.Vrin, Paris. 1927.‬‬

‫‪149 .‬‬ ‫‪Basch, V: Essais d’Estheétique, de Philosophie, et‬‬


‫‪de Littvératur. Alcan. Paris. 1934.‬‬

‫‪150 . Bergé, Marc: Tawhidi un Humaniste Arabe du‬‬


‫‪IVe/Xe Siécle. Extrait de la revue Travaux et Jours 23,‬‬
‫‪avril-juin 1967.‬‬

‫‪151 .‬‬ ‫‪Berlin,I: Vico and Herder; Two Studies in the History‬‬
‫‪of Ideas. London. 1979.‬‬

‫‪152 . Durand, G: L’Imaginaire Sybolique. P.U.F. Paris.‬‬


‫‪1964.‬‬

‫ـ ‪ 308‬ـ‬
153 . Durand, G: Les Structures Anthropologiques de
l’Imaginaire. Bordas. Paris. 1969.

154 . Kant, E: Critque of Judgment. Trans from Germen


by J. Bernard Hafner, London. 1931.

155 . Kopf, L: The Zoological Chapter of the Kitab Al-Imta’


wal-Mu’anasa of Abu Hayyan al-Tauhidi (10th century).
Osiris. Vol.7. 1956.

156 . Merriam Webster: Merriam Webster’s


Encyclopedia of Literature, Massachusetts. 1995.

157 . Osborne, H: Aesthetics and Criticism. A Pelican


Book. Londn. 1955.

158 . Reed, T.J: Schiller. Oxford. 1991.

159 . Schopenhauer, A: The World as Will and Idea.


Trans from Germen by Haldane and Kemp. 6Th,
London. 1970.

160 . Stern, S. M: Abù Hayyàn Al-Tawhidi, in: The


Encyclopaedia of Islam. Vol 1. Leiden. 1979.

161 . Ugrinsky, A: Friedrich von Schiller and the Drama of


Human Existence. London. 1988.

‫ ـ‬309 ‫ـ‬
‫ـ ‪ 321‬ـ‬
‫صَدَرَ للمُؤَلف‬
‫‪ .1‬آفاق التغير الجتماعي والقيمي؛ الثورة العلمي ة والمعلوماتي ة والتغي ر القيم ي‬
‫ت دا الفةر الفلسفي ت دمشق ت ‪2 5‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬األمم المتحدة بين الس تقالل و الس تقالة و الت رميم؛ م أزق األم م المتح دة‬
‫في النمام العالمي الجديد ت مةتبة دا الفتح ت دمشق ت ‪199‬م‪.‬‬
‫‪ .‬أَميرة النَّار والبحار (شعر) ت دا األَصالة للطبالة ت دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬أنا صد الليل (شعر) ت دا األَصالة للطبالة ت دمشق ت ‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬أنا لست عذري الهو (شعر) ت دا األَصالة للطبالة ت دمشق ت ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬أنا والزمان خصيمان (شعر) ت دا الفةر الفلسفي ت دمشق ت ‪2 5‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬أنا وعيناك صديقان (شعر) ت دا األصالة للطبالة ت دمشق ت ‪2 1‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬أُنشودة األَحزان (شعر) ت دا األَصالة للطِّبالة ت دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫الس الم ت الطبعتة األاىل‪ :‬دا الفتتح ت دمشتق ت ‪1991‬م‪ .‬الطبعتة‬
‫‪ .9‬انهي ار أُس طورة َّ‬
‫‪2‬م‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬دا الفةر الفلسفي ت دمشق ت‬
‫‪ .1‬انهي ار الش عر الح ر ت الطبعتتة األاىل‪ :‬دا الثقافتتة ت دمش تتق ت ‪1991‬م‪ .‬الطبعتتة‬
‫‪2‬م‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬دا الفةر الفلسفي ت دمشق ت‬
‫‪ .11‬انهيار دعاو الحداثة ت دا الثقافتة ت دمشتق ت ط‪ 1‬ت ‪1995‬م ‪.‬‬
‫‪2‬م‪.‬‬ ‫‪ .12‬انهيار مزاعم العولمة ت اَتاد الةتاب العرب ت دمشق ت‬
‫‪ .1‬بديع الكسم ت (إلداد اتقدمي) ت ازا الثقافة ت دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 320‬ـ‬
‫‪2‬م‪.‬‬ ‫‪ .11‬تفجيرات أيلول وصراع الحضارات ت دا الفةر الفلسفي ت دمشق ت‬
‫‪ .15‬الحداثة بين العقالنية والالعقالنية ت دا الفةر الفلسفي ت دمشق ت ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬الدخيل على المصلحة ( قصتص ) ت ن ‪ .‬م ت دمشق ت ‪199‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬دفاع عن الفلسفة ت دا األصالة للطبالة ت دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬العرب أعداء أنفسهم ت دا الفةر الفلسفي ت دمشق ت ‪2 1‬م‪.‬‬
‫ت‬ ‫ت دا األص ت تتالة‬ ‫‪ .19‬عل م الجم ال المعلوم اتي؛ نح و نمريَّ ة جدي دة‬
‫دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬غاوي بطالة (قصص قصري ) ت دا األَصالة للطِّبالة ت دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬فلسفة األخالق عند الجاحظ ت اَتاد الةتاب العرب ت دمشق ت ‪2 5‬م‪.‬‬
‫‪ .22‬فلسفة الفن و الجمال عند ابن خلدون ت دا طالس ت دمشق ت ‪199‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬في انتمار حمقاء (قصص قصري ) ت دا الفةر الفلسفي ت دمشق ت ‪2 5‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬قراءات في فكر بديع الكسم (إلتداد اتقتدمي) ت دا الفةتر الفلستفي ت دمشتق ت‬
‫‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ .25‬ق راءات ف ي فك ر ع ادل الع وا (إلتداد اتقتدمي) ت دا الفةتر الفلستفي ت دمشتق ت‬
‫‪2 1‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬ىيف ستواجه أمريكا العالم ؛ الهيمن ة األمريكي ة و النم ام الع المي الجدي د ت‬
‫دا السالم للطبالة ت دمشتتق ت ‪1992‬م ‪.‬‬
‫‪ .21‬ل تعشقيني ( شعر ) ت دا األصالة للطبالة ت دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬لبنان والمشروع األمريكي؛ قراءة ف ي األزم ة اللبناني ة وت داعياتها ت إنانتا للنشتر‬
‫االتوزيع ت دمشق ت ‪2 5‬م‪.‬‬
‫‪ .29‬مكيافيليَّ ة ونيتش ويَّة تربويَّ ة؛ نح و س لوك ترب وي عرب ي جدي د ت دا الفةتتر‬
‫الفلسفي ت دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 322‬ـ‬
‫‪ .‬من رسائل أبي حيان التوحيدي ت ازا الثقافة ت دمشق ت ‪2 1‬م‪.‬‬
‫‪ . 1‬م ن يس مم اله واء؟!؛ ظ اهرة الس رقة ف ي ع المي الفك ر واألدب ت دا الفةتتر‬
‫الفلسفي ت دمشق ت ‪2 5‬م‪.‬‬
‫‪ . 2‬الموت من دون تعليق (قصص قصري جداً) ت دا األصالة ت دمشق ت ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ .‬النم ام القتص ادي الع المي الجدي د ‪ :‬م ن ح رب األعص اب إل ى ح رب‬
‫القتصاد ت دا الفتح ت دمشق ت ‪199‬م‪.‬‬
‫‪ . 1‬النمام القتصادي العربي ت إنانا للنشر االتوزيع ت دمشق ت ‪2 5‬م‪.‬‬
‫‪ . 5‬نهاية الفلسفة ت دا الفةر الفلسفي ت دمشق ت ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ . 1‬ه ؤلء أَس اتذتي ‪ :‬م ن رواد الفك ر العرب ي المعاص ر ف ي س وريا ت ط‪ :1‬دا‬
‫‪2‬م‪.‬‬ ‫الثقافة ت دمشتق ت ‪1991‬م‪ .‬ط‪ :2‬دا الفةر الفلسفي ت دمشق ت‬

‫‪‬‬

‫ـ ‪ 323‬ـ‬



‫ ـ‬324 ‫ـ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلهداء ‪...............................................‬‬
‫الختصارات والرموز ‪1 .........................................‬‬
‫رسم تخيلي للتوحيدي ‪9 ......................................‬‬
‫تمهيد ‪11 ......................................................‬‬
‫الفصل األ ََّول‪ :‬التعريف بالتَّوحيدي ‪2 ............................‬‬
‫اسه انسبته ‪25 .....................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫مولده اأَصله انشأته ‪.............................‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪ 1‬ت االدته ‪.................................‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪ 2‬ت أَصله ‪.................................‬‬
‫‪1‬‬ ‫ت نشأته ‪..................................‬‬
‫‪2‬‬ ‫ثقافته اشيوخه ‪...................................‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬ت للوم اللغة ‪..............................‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪ 2‬ت للوم الدِّين ‪.............................‬‬
‫‪1‬‬ ‫َّصو ‪...............................‬‬ ‫ت الت ُّ‬
‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬ت الفلسفة ‪................................‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪ 5‬ت أَثر اجلاحظ ‪.............................‬‬

‫ـ ‪ 325‬ـ‬
‫اصطدامه بالوز اء ‪11 .................................‬‬
‫‪ 1‬ت مع املهلِب ‪11 .................................‬‬
‫‪ 2‬ت مع ابن العميد ‪1 .............................‬‬
‫ت مع ابن لبَّاد ‪11 ...............................‬‬
‫افاته ‪11 ............................................‬‬
‫الفصل الثَّاني‪ :‬مصاد الفةر اجلماِل لند التَّوحيدي ‪5 ............‬‬
‫أاالً‪ :‬احلاضنة اإلسالمية ‪15 ............................‬‬
‫ثانياً‪ :‬الفلسفة اليونانية ‪11 ............................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬اإل ث الثقايف العريب ‪11 ..........................‬‬
‫ابعاً‪ :‬لصره اشخصيته ‪1 ...........................‬‬
‫الفصل الثَّالث‪ :‬مقدمات النظرية ‪1 ...............................‬‬
‫خصوصيَّة الفن ‪11 ...................................‬‬
‫الفن ااإلهلام ‪11 .....................................‬‬
‫الفن ااحليوان ‪12 .....................................‬‬
‫املوهبة ااإلبداع ‪11 ...................................‬‬
‫الفن ااحملا ا ‪9 ....................................‬‬
‫الرابع‪ :‬املعايشة اجلماليَّة ‪9 ................................‬‬
‫الفصل َّ‬
‫جدليَّة العالقة اجلماليَّة ‪91 ............................‬‬
‫الفِن ‪1 2 ......................‬‬
‫‪ 1‬ت بني الفنان ااألثر ِّ‬
‫الفِن ‪1 1 .....................‬‬
‫‪ 2‬ت بني املتلقِّي ااألَثر ِّ‬

‫ـ ‪ 326‬ـ‬
‫الفصل الخامس‪ :‬تصنيف الفنون ‪111 ..........................‬‬
‫السادس‪ :‬الت ُّ‬
‫َّهةم افن اإلضحاك ‪129 ....................‬‬ ‫الفصل َّ‬
‫القبح اجلماِل ‪1 2 .................................‬‬
‫القبح افن اإلضحاك ‪1 1 ...........................‬‬
‫‪1 5‬‬ ‫مقومات الضَّحك لند التَّوحيدي ‪................‬‬ ‫ِّ‬
‫‪1 5‬‬ ‫أ ََّاالً‪ :‬ضرا الضَّحك ‪....................‬‬
‫‪1 1‬‬ ‫ثانياً‪َ :‬تليل الضَّحك ‪.....................‬‬
‫‪111‬‬ ‫ت املباغتة ‪...........................‬‬
‫‪11‬‬ ‫َّطر ‪..........................‬‬ ‫ت الت ُّ‬
‫ثالثاً‪ :‬أَساس الت ُّ‬
‫َّهةم ‪111 ......................‬‬
‫ِتةم التَّوحيدي ‪15 .....................‬‬ ‫أَّنوذج من ُّ‬
‫السابع‪ :‬فلسفة املوسيقى االغناء ‪151 .....................‬‬
‫الفصل َّ‬
‫شراط حصول َّ‬
‫اللذ ‪111 ...........................‬‬
‫مظاهر الطَّرب ‪111 ................................‬‬
‫تفسري الطَّرب ‪119 .................................‬‬
‫املوسيقى االغناء ‪112 ...............................‬‬
‫الفصل الثَّامن‪ُ :‬جاليَّات ِّ‬
‫اخلط العريب ‪119 .......................‬‬
‫تع تريفتات ‪115 .....................................‬‬
‫‪ 1‬ت اظيفة اخلط ‪111 .........................‬‬

‫ـ ‪ 327‬ـ‬
‫‪111‬‬ ‫‪ 2‬ت صنالة اجلمال ‪.......................‬‬
‫‪111‬‬ ‫ت ُّ‬
‫اخلط ااملوهبة ‪........................‬‬
‫‪119‬‬ ‫أَنواع ِّ‬
‫اخلط اأَقسامه ‪............................‬‬
‫‪19‬‬ ‫أَنواع األَقالم ابريها ‪............................‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ 1‬ت أَنواع األَقالم ‪.........................‬‬
‫‪191‬‬ ‫‪ 2‬ت أَنواع الِبي ‪..........................‬‬
‫‪191‬‬ ‫ت أَقسام القلم ‪..........................‬‬
‫‪191‬‬ ‫ِّ‬
‫اخلط احلسن ‪............................‬‬ ‫ضرا‬
‫‪199‬‬ ‫أَسرا اجلمال يف ِّ‬
‫اخلط ‪.........................‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أ ََّاالً‪ :‬املبادئ ااأل ََّاليَّات ‪..................‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬ت قبل الةتابة ‪....................‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 2‬ت يف أَثناء الةتابة ‪.................‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ت َتنُّ املشق ‪....................‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1‬ت آداب ِّ‬
‫اخلط ‪....................‬‬
‫‪2‬‬ ‫ثانياً‪ :‬خصائص ُجال ِّ‬
‫اخلط ‪.....................‬‬
‫الفصل التَّاسع‪ :‬فن البالغة ‪21 ................................‬‬
‫تعريفات البالغة ‪211 ...............................‬‬
‫ضرا البالغة ‪211 .................................‬‬
‫لناصر البالغة ‪22 ................................‬‬

‫ـ ‪ 328‬ـ‬
‫‪222‬‬ ‫شراط البالغة ‪.................................‬‬
‫‪221‬‬ ‫نظام البالغة ‪..................................‬‬
‫‪221‬‬ ‫فنون البالغة ‪..................................‬‬
‫‪229‬‬ ‫ضراب البالغة ‪................................‬‬
‫البالغة بني الفهم ااإلفهام ‪2 2 ......................‬‬
‫البالغة بني العلوم ‪2 .............................‬‬
‫الفصل العاشر‪ :‬بني الشِّعر االنَّثر ‪211 ...........................‬‬
‫ضرا املوضوليَّة ‪215 ..............................‬‬
‫احد األَصل ‪211 .................................‬‬
‫أَنصا النَّثر ‪211 ...................................‬‬
‫أَنصا الشِّعر ‪25 ..................................‬‬
‫تةامل الفنَّني ‪251 .................................‬‬
‫الفصل الحادي عشر‪ :‬فنَّا النَّقد االتَّصوير ‪211 ...................‬‬
‫خصائص أُسلوب التَّوحيدي ‪211 ....................‬‬
‫‪211‬‬ ‫أ ََّاالً‪ :‬التَّناس بني األَلفا ااملعاين ‪.........‬‬
‫‪211‬‬ ‫الربط بني األَفةا ‪............‬‬‫ثانياً‪ :‬حسن َّ‬
‫‪219‬‬ ‫السجع ‪............................‬‬ ‫ثالثاً‪َّ :‬‬
‫‪211‬‬ ‫ابعاً‪ :‬اإلَياز ااإلطناب ‪...................‬‬
‫‪21‬‬ ‫تنوع الثَّقافة ‪.....................‬‬
‫خامساً‪ُّ :‬‬

‫ـ ‪ 329‬ـ‬
‫‪211‬‬ ‫َّناذج من نقد التوحيدي ‪.......................‬‬
‫‪211‬‬ ‫َّناذج تصويريَّة للتوحيدي ‪........................‬‬
‫‪211‬‬ ‫َتهيد ‪...................................‬‬
‫‪211‬‬ ‫طبائع أمة ‪................................‬‬
‫اغِتاب ‪212 .................................‬‬
‫الخ اتمة ‪211 .................................................‬‬
‫فهرس األَعالم ‪291 ...........................................‬‬
‫ثبت المصادر والمراجع ‪5 ..................................‬‬
‫صدر من ىتب المؤلف ‪21 ...................................‬‬
‫المح تو ‪22 ..............................................‬‬

‫‪‬‬

‫ـ ‪ 331‬ـ‬

You might also like