Professional Documents
Culture Documents
ملخص محاضرة الجزء النظرى من مادة المواريث 2021 PDF
ملخص محاضرة الجزء النظرى من مادة المواريث 2021 PDF
والخالصــة :أن تصنيف األموال والحقوق المتعلقة بالتركة يمكن تقسيمها على النحو االآتى:
الصنف االول :مااتفق الفقهاء على اعتباره من التركة:
ـ األموال بكافة أنواعها ،سواء كانت عقارات أو منقوالت في حيازة الميت عند وفاته أو في
حيازه غيره كالمستأجر أو المستعير.
.االموال التي يستحقها المورث ولم يتسلمها بعد :كالديون التي له في ذمة الغير ،وكالدية
الواجبة بالقتل الخطأ.
.الحقوق العينية التي ليست بمال في ذاتها ،ولكنها تقوم بالمال أو تتصل به مثل :حقوق
االرتفاق :كحق الشرب ،والمرور والمسيل ،وحق التعلى ،واألموال التي يتعلق بها حق عيني
كالعين المرتهنة.
الصنف الثانى :مااتفق الفقهاء على عدم اعتباره من التركة :وهى الحقوق الشخصية
المحضة مثل :حق الحضانة ،وحق األب في الوالية على مال الصغير ،وحق الوصى في
االشراف على مال من هو تحت واليته ،والحق في والية التزويج ،وحق الموظف في
الوظيفة.
الصنف الثالث :مااختلف الفقهاء في دخوله في التركة من عدمه:
1ـ المنافع :مثل حق االنتفاع بالعين المؤجرة ،وحقوق الملكية األدبية والفنية والصناعية.
فقد رأى االحناف انها التعد من األموال؛ ألنه اليمكن حيازتها ،فهى تستهلك في وقتها
باالستعمال ،؛ وصفة المالية ال تثبت إال بالتمول والتمول صيانة الشيء وإح ارزه ،وأن هذه
المنافع ال تبقى زمانين ،بل تكسب في حينها ،فال تكون فيها خالفة وال تورث ،وبهذا فهي ال
تعتبر من التركة من ذلك :حق االجارة ،والوقف،واالعارة والوصية بالمنفعة ،فال تعد هذه
الحقوق من األموال والتنتقل الى الورثة.
.أما المنافع فقد رجح الجمهور فيها الجانب المالي ومن ثم تعتبر ترك ًة وتورث :ألن الغرض
من شراء األعيان هو الحصول على منافعها.
والرأى الراجح والذى أخذ به القانون المدنى المصرى هورأى جمهور الفقهاء؛ وهو أن
المنافع من األموال التي تدخل في التركة ،وتنتقل الى الورثة بعد موت مورثهم؛ ألنه يتفق مع
أغراض الناس الذين يدفعون أموالهم ليتملكوا منافعها ،ومع طبائع األشياء.
- 2الخيارت الشخصية مثل خيارالشرط والرؤية وخيار العيب :فقد ذهب االحناف
الى انها ليست من األموال فال تدخل في التركة؛ ألنها متعلقة بإرادة المورث ومرتبطة
بشخصه ،وتزول مع موته.
أما الجمهور فيرون انها تتعلق بالمال ،ومن ثم فهى تدخل في التركة وتنتقل الى الورثة.
والراجح ماذهب اليه الجمهور من انتقال الحق في الخيارات الى الورثة؛ دفعا للضرر
عنهم.
3ـ حق الشفعة :ذهب االحناف الى انه حق شخصى يتعلق بإرادة واختيار المورث،
ويزول بموته ،فال يدخل في التركة ،وال يطالب به الورثة.
أما الجمهور فقالوا:هو من الحقوق الشخصية التي تتعلق بالمال؛ فتدخل في
التركة وتنتقل الى الورثة.
والراجح الذى أخذت به محكمة النقض المصرية هو :رأى الجمهور فى انتقال الحق في
الشفعة الى الورثة؛ ألنه قد توافرت فيه عناصر المالية من التقوم والنفع ،بجانب دفع الضرر عن
الورثة.
الحقوق المتعلقة بالتركة :
يموت االنسان وتلحق بتركته حقوق يجب إخراجها منها عند وجود أسبابها ،منها
ما يكون للميت وهي التجهيز ،ومنها ما يكون عليه وهي الديون ،ومنها ماال يكون للميت وال
يكون عليه ،فهذه إما أن تكون اختيارية وهي الوصية وإما أن تكون اضط اررية وهي الميراث.
وبناء عليه يمكن اجمال الحقوق المتعلقة بالتركة على النحو اآلتى:
( )1تجهيز الميت
( )2الوفاء بديون الميت
( )3انفاذ وصايا الميت
( )4توزيع الباقى من التركة على الورثة
اتفق الفقهاء على تقديم نفقات التجهيز على الوصية والميراث ،ولكنهم اختلفوا في عدد هذه
الحقوق على النحو اآلتى:
أوال :حق اخراج نفقات تجهيز الميت:
وهو ما يحتاج إليه من حين موته إلى أن يوارى في التراب من نفقات تغسيله وتكفينه وحمله
ودفنه إلى غير ذلك مما يقتضيه تجهيزه على وفق ما جاء به الشرع مع مراعاة ما يليق بأمثاله
بحسب يساره وإعساره من غير إسراف وال تقتير.
اختلف الفقهاء في تقديم نفقات تجهبز الميت على سائر الديون المتعلقة بالتركة على النحو
االآتى:
الرأي األول :يرى تقديم نفقات تجهيز الميت على سائر الديون ،ساء أكانت عينية ام شخصية،
وهو رأى الحنابلة ومن وافقهم ،وقد استندوا الى أن التجهيز من الحاجات األصلية لإلنسان،
وحاجاته األصلية مقدمة على سائر الديون حال حياته ،وعند إفالسه يبقى له قوته وملبسه وال
يباع شيء من ذلك في دينه مع تحقق القدرة على اكتساب ثوب آخر يسترعورته ،فأولى تقديم
الحاجات األصلية بعد مماته
الراى الثانى ويرى :تقديم الديون العينية على نفقات تجهيز الميت كالمبيع الذى اشتراه الميت
ولم يدفع ثمنه ،والمرهون من أموال الميت في يد المرتهن .وهذ ماذهب اليه الجمهور
والراى الراجح الذى اخذ به قانون المواريث المصرى هوقول الحنابلة بتقديم نفقات تجهيز
الميت على سائر ديونه ولو كانت عينية ،الكرام الميت ورفع المهانة والحرج عن اهله.
أم و ووا األول و ووى فه و ووي المتعلق و ووة بع و ووين م و وون أعي و ووان الترك و ووة ،مث و وول ال و وودين المض و وومون بع و ووين
مرهون و ووة أي دي و وون ال و وورهن المتعل و ووق ب و ووالعين المرهونو و ووة ،ف و ووإن المو و ورتهن أح و ووق ب و ووالعين المرهونو و ووة
حت و ووى يس و ووتوفي مال و ووه منه و ووا ،وك و وودين ثم و وون المبي و ووع المحب و وووس عن و وود الب و ووائع ب و ووالثمن ،ف و ووإذا م و ووات
المش و ووتري ول و ووم يدفع و ووه ف و ووإن الب و ووائع أح و ووق ب و ووالمبيع حت و ووى يس و ووتوفي ثمن و ووه ،وك و وودين أجو و ورة ال و وودار
المس و و ووت أجرة الت و و ووي عجله و و ووا المس و و ووتأجر ث و و ووم م و و ووات الم و و ووؤجر قب و و وول مض و و ووي م و و وودة اإلج و و ووارة ،ف و و ووإن
المستأجر أحق هو اآلخر بالعين التي استأجرها.
وأمو و ووا الثانيو و ووة أي المطلقو و ووة أو المرسو و وولة فهو و ووي التو و ووي لهو و ووا تعلو و ووق بذمو و ووة المو و وودين دون أن تتعلو و ووق
بشو و وويء مو و وون أعيو و ووان أم و و ووال التركو و ووة ،كو و وودين القو و وورض مو و ووثالً أوديو و وون المهو و وور ،وسو و ووميت مطلقو و ووة
ومرس و وولة إلطالقه و ووا عو و وون التعل و ووق بأعيو و ووان الترك و ووة ،فهو و ووذه تقض و ووى مو و وون جمي و ووع مو و ووا تبق و ووى مو و وون
األموال بعد قضاء مؤن التجهيز والديون العينية؛ ،وهذه نوعان:
تنقسم الديون باعتبار الدائن الذي ثبت له الحق إلى نوعين:
النوع األول :حقوق هللا ،وهي الحقوق الواجبة هلل تعالى في المال ،وهذه الحقوق تصل في واقع
األمر إلى الفقراء والمساكين ،وإنما أسندت هلل تعالى تعظيماً لشأنها وتنبيهاً إلى وجوب أدائها
وإن كان ليس لها مطالب من جهة العباد كالزكاة والكفارات والنذور ،وقد اختلف الفقهاء في
اعتبار إخراجها من عدمه على قولين:
القول األول :لألحناف حيث يرى هؤالء أن الميت إذا لم يوص بها ،فإنه تسقط وال يجب على
الورثة إخراجها من التركة ؛ ألن تادية ديون هللا عبادة ،والعبادة تحتاج إلى نية وفعل من
المكلف ،وهذان قد فاتا بموته ،فال يتصور بقاء هذه الديون عليه بعد موته ،بخالف ديون العباد
التي ال تحتاج إلى نية وال إلى فعل من المكلف.
القول الثاني :يرى الجمهور أن حقوق هللا ال تسقط بالموت ،فهي تخرج من التركة ،أوصى
الميت بها أو لم يوص ،فال اعتبار فيها لنيته وال لعمله كما هو في العبادة بدليل أن الزكاة
تخرج من مال الصغير وهو غير مكلف ،وأن لولي األمر حق أخذها عنوة ممن يجحدها لقوله
صلى هللا عليه وسلم.
النوع الثاني :حقوق العباد وهي التي تثبت في ذمة المتوفى نتيجة تعامله مع الناس كالقروض
والمهر واألجرة ونحو ذلك.
واألصل في ديون العباد أنها تتعلق بذمة المدين حال حياته وتتعلق بتركته بعد موته ،ومنها ما
يتعلق بأعيان التركة فتظل كذلك حتى بعد وفاته ومنها كما تقدم يتعلق بذمة المتوفى ،فإذا كان
الدائن شخصاً واحداً فإنه يستوفي دينه من التركة ،بال إشكال ما دامت التركة تكفي للوفاء بهذا
الدين.
أما إذا كان الدين يستغرق التركة كلها أو يزيد عليها وهو ما يسمى بتزاحم الديون فما يقدم من
هذه الديون عند التزاحم ؟ قبل اإلجابة على هذا السؤال البد من معرفة أقسام هذه الديون.
تنقسم من حيث قوة إثباتها إلى ديون صحة وديون مرض:
فاألولى هي التي يمكن إثباتها بحجة ال شبهة فيها ،وليس دائما المراد منها ما نشأ حال
صحة المدين أي قبل مرضه مرض الموت ،بل المراد منها تلك الديون التي يمكن إثباتها
بالبينة أو باإلقرار الذي ال تحوم حوله شبهة.
وعلى هذا فديون الصحة إما أن تكون قد نشأت حال صحة المتوفى أي قبل أن يمرض
مرض الموت وأمكن إثباتها بإقرار المدين قبل مرضه أو بالبينة الثابتة أو النكول عن اليمين
حال الصحة .وإما أن تكون قد نشأت في حال مرضه األخير ،غير أنه أمكن إثباتها بالبينة،
بأن كان سببها معروفاً للناس ،مثل اقتراض مبلغ من المال للعالج ،ونحوه من األسباب
الظاهرة أمام الناس.
فالمدار على اعتبار الدين من ديون الصحة وهو إمكان إثباته بحجة ال شبهة فيها ،بغض
النظر عن كونه نشأ حال الصحة أو حال المرض.
وهذه الديون ال سبيل إلى إثباتها إال بإقرار المدين في مرض والثانية :ديون المرض،
موته أو فيما له حكم هذا المرض ،كأن يقر بأن لفالن علي مبلغاً من المال دون أن يكون
ٌ
هناك دليل آخر يثبت الدين سوى اإلقرار .فهذا الدين يعتبر من ديون المرض ألنه نشأ بسبب
غير معروف إال من جانب المقر وحده حال مرضه األخير ،ولذلك يرى بعض الفقهاء في هذا
الشأن أن إلق ارره هذا حجة قاصرة حتى ولو أسنده إلى تاريخ سابق على المرض.
وبعد هذا التوضيح يأتي الجواب على السؤال المتقدم في شأن تزاحم هذه الديون.
لقد اختلف الفقهاء في حال تزاحم الديون أيهم يقدم عن اآلخر على أقوال:
وخالصة ماسبق يشان الديون الثابتة في ذمة الميت هو:
-1الوفاء بديون هللا وديون العباد:
الرأي الراجح الذى أخذ به قانون المواريث المصرى هو رأى االحناف :تقديم ديون العباد على
ديون هللا ،فتسقط ديون هللا بموت من وجبت عليه ،كالزكاة والكفارات والنذور التى على الميت،
وال تؤدى منها اال اذا أوصى بها قبل موته،ومن ثم فالديون التي يجب إخراجها من التركة هي
ديون العباد؛ لحاجة العباد وفقرهم ،وغنى هللا وسعة رحمته ،وألن العباد غالباً اليتسامحون فيما
لهم من حقوق وديون إال بأداء ما لهم عند غيرهم ؛ لقوله صلى هللا عليه وسلم" :نفس المؤمن
معلقة بدينه حتى يقضى عنه" ( ولذلك تجب المبادرة بقضاء ما على الميت من دين حتى تب أر
ذمته (.
-2الوفاء بالديون العينية والشخصية:
الديون العينية :هي التي تتعلق بعين من أعيان التركة ،كما لو رهن المورث قبل موته عينا من
أعيان التركة في دين عليه ،وكما لو اشترى شيئا ومات قبل ان يدفع ثمنه.
الديون الشخصية :هي التي تتعلق بذمة المدين البعين من أعيان التركة كالقرض ونحوه ،وهى
تشمل ديون الصحة وديون المرض.
فاذا وجد في التركة مايكفى للوفاء بكل ديون الميت من عينية وشخصية فيجب الوفاء بها ،أم
اذا لم تكف التركة فان الديون العينية المتعلقة بعين في التركة تقدم في األداء على الديون
الشخصية .فصاحب هذا الدين الممتاز أولى من غيره في استيفاء حقه،
الراى الراجح .هو ماذهب اليه جمهور الفقهاء ،وهو مااخذ به القانون المدنى المصرى،
فجعل لصاحب الحق المضمون بتأمين ( مثل الرهن) مقدم في استيفاء حقه على سائر
الديون ( المادة )1096
-3ديون الصحة وديون المرض:
ديون الصحة:هي التي تثبت بدليل قوى الشبهة فيه سواء في حال الصحة أو في حال
المرض ،كالبينة أو باإلقرار الذي ال تحوم حوله شبهة ،كما سبق بيانه.
أما ديون المرض فهى :التي ال سبيل إلى إثباتها إال بإقرار المدين في مرض موته أو فيما له
حكم هذا المرض ،كأن يقر بأن لفالن علي مبلغاً من المال دون أن يكون هناك دليل آخر
ٌ
يثبت الدين سوى اإلقرار.
والراجح في هذه المسألة هو رأى جمهور الفقهاء الذى يسوى بين ديون الصحة وديون
المرض في الوفاء؛ الستوائهما في سبب الوجوب ،وهو اإلقرار في محله.
المدين: سقوط أجل الدين بموت المورث
هل الدين المؤجل يحل بموت المدين أم ال ؟ هذه مسألة فيها أقوال للفقهاء:
مؤجال سقط األجل
ً األول :يرى الجمهور من المالكية وبعض الشافعية والحنفية إن كان الدين
وحل الدين بموت المدين ويجب أداؤه من التركة" .إن حق األجل في الدين حق متصل
بشخص المدين في الفقه اإلسالمي ،نظر فيه إلى شخص المدين ألمانته أو لمالءمته أو
للشفقة عليه أو للرغبة في إسداء الجميل إليه وهذه كلها اعتبارات شخصية ...فإذا مات المدين
قبل أن يحل أجل دينه لم ينتفع الوارث باألجل بل يحل الدين بموت المدين...
الثاني :يرى بعض فقهاء التابعين والحنابلة في المشهور عنهم أن األجل ال يسقط بموت
المدين بل يورث عنه ؛ ألنه من حقوقه فيورث عنه كسائر حقوقه التي تورث ،فيأخذ الورثة
التركة وعليهم يبقى سداد الدين حينما يحل أجله .فإن أراد الورثة التصرف في التركة البد لهم
من توثيق الورثة الدين بكفيل أو رهن مقابل حق الدائن أو أن يؤدي ورثة المدين ما على
مورثهم من دين مؤجل ويرض بذلك الدائن.
واستدلوا على عدم سقوط أجل الدين بوفاة المدين بقول النبي صلى هللا عليه وسلم ..." :من
عياال فإلي" ،وأن تأجيل الديون حق للمدين فال )
كال أو ً
ماال فلورثته ،ومن ترك ً
ترك حقاً أو ً
يبطل بموته (وقد رد الجمهور ما ورد في دليل الحنابلة من أن كلمة "حقاً" لم تثبت في الحديث
وإنما هي زيادة من الراوي فال ينهض ً
دليال على إثبات المدعى ،وعليه ال يصح االستدالل به
وإذا نظرنا إلى هذا الرأي وجدناه يوازن بين الدائنين في ضمان حق كل منهم ،فاألجل حق
للمدين وينتقل إلى ورثته بعد موته ،والدائنون من حقهم أن يحصلوا على ضمان أو كفيل يحل
محل الثقة التي كانت لهم في مدينهم األصلي إذا لم يرضوا بمثلها في ورثته
والخالصة :أن الراجح في هذه المسألة هو رأى الجمهور؛ بسقوط أجل الدين بوفاة المدين ،وال
ينتقل الحق في االجل للورثة؛ ألن األجل في الدين إنما شرع تيسي اًر له حال قدرته على السعي
؛ ليتمكن من تسديد ما عليه من ديون دون إعنات وال إرهاق ،فإذا مات أصبح التيسير ال محل
مؤجال.
ً له ،فتتعلق الديون التي كانت في ذمته بماله الذي تركه فيحل ما كان
وقد أخذ القانون المدنى المصرى بما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أن الديون المؤجلة تحل
بالموت ،أي يسقط األجل ويحل الدين بموت المورث الذى عليه الدين ،وال تختلف إال في
الفوائد ،وقد أوردت ( م ) 898أن :للمحكمة بناء على طلب جميع الورثة أن تحكم بحلول الدين
المؤجل وبتعيين المبلغ الذي يستحقه الدائن ) ،ولم يتعرض قانون المواريث لمسألة الديون
المؤجلة.
أسباب الميراث:
أوًال :العالقة الزوجية (عقد النكاح ):
من أسباب الميراث المتفق عليها بين الفقهاء :العالقة التى منشؤها عقد زواج صحيح قائم بين
الزوجين حقيقة أو حكماً ،دخل بها أو لم يدخل.
وخالصة ماسبق:أنه يثبت التوارث بين الزوجين ما دامت العصمة قائمة بينهما بهذا العقد
الصحيح دخل بها أو لم يدخل ،فإذا مات أحدهما أو طلقها الزوج وال زالت في العدة من
طالق رجعي ،ثبت التوارث باتفاق األئمة األربعة ،وهو ماأخذ به قانون المواريث المصرى.
يشترط لالرث بعقد النكاح ان يكون العقد صحيحا ،فلو كان العقد باطال أو فاسدا فاليصلح
أن يكون سببا للميراث بين الزوجين .ومن ثم فالميراث للزوجة المحرمة على زوجها بنسب أو
رضاع ،وال للزوجة التى تزوجت بدون شهود.
اتفق الفقهاء على انه الميراث بين الزوجين اذا كان الطالق بائناً حال الصحة ؛ لعدم اتهامه
بالفرار من اإلرث ،فوقوع الطالق في هذه الحال ينفي عن الزوج تهمة الفرار من اإلرث ،كما
أن الطالق البائن يقطع العالقة الزوجية الذى هو سبب الميراث وهذا محل اتفاق بين الفقهاء.
بناء على طلبها ،فإنه – حينئذ – ال يكون فا اًر من
اذا طلق الزوج زوجنه بائنا في مرضه ً
اإلرث ،وعليه ال يحكم بتوريثها منه ،سواء مات في مرضه أو بعده ،واليرث هو منها أيضا.
كما لو طلبت تطليقها بائنا لعدم تحملها مرض الزوج ،أو قال لها في مرض موته :أنت طالق
ثالثا ان شئت فقالت شئت.
و أن تكون الزوجة ً
أهال للميراث وقت إيقاع الطالق عليها ،وأن تستمر تلك األهلية إلى حين
أهال للميراث وقت الطالق كما لو كانت كتابية وقت الطالق وهو
وفاة زوجها ،فإذا لم تكن ً
مسلم أو أنها كانت مسلمة ثم ارتدت ،فإنها ال ترثه لعدم استحقاقها للميراث ،وعليه فإنه ال وجه
للحكم عليه بميراث الفار.
و أال يكون الزوج قد أوقع الطالق في حالة إكراه ؛ ألن اإلكراه ال يرتب على المكره حكماً
وبالتالي ال يكون الزوج فا اًر من اإلرث ،ولذا ال يحكم بتوريثها منه.
أال يكون الطالق في مرض الموت خلعاً أي نظير مال منها ،فإن كان كذلك فال يعتبر الزوج
وبناء على رغبتها ،ومن ثم
ً فا ار وال يحكم لها بميراث منه بدليل أن الطالق كان برضا الزوجة
أسقطت حقها في الميراث.
الرأي الراجح الذى أخذ به قانون المواريث المصرى وحكمت به محكمة النقض المصرية فى
الرجل الذى طلق زوجته بائنا في مرض الموت بدون رضاها ،ومات وهى في العدة فانها ترث
منه؛ ألن الزوج قصد الفرار من ميراث زوجته ،فيعامل بنقيض قصده.
الرجل الذى طلق زوجته بائنا في مرض الموت بدون رضاها ،وماتت هى في العدة فانه اليرث
منها ،ألنه قصده كان سيئا فال يستفيد منه.
القسم الثالث :وهم بقية األقارب سوى أصحاب الفروض و العصبات ،ويسمون بذوي
األرحام ،وقد يرث الشخص القريب بالفرض و التعصب كاألب و الجد في بعض الحاالت،
كما قد يرث الشخص بالفرض والرد ،كما يوجد في بعض األحيان شخص يرث من جهتين
مختلفتين.
شروط اإلرث:
( )1رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه ،الشوكاني ،المرجع السابق86/6 ،
الشرط ا\ألول :التحقق من موت المورث حقيقة أو حكماً أو تقدي اًر ،فموته حقيقة يكون بالتحقق
من مفارقة الحياة فعالً ،أو التثبت من ذلك بالمشاهدة ،كأن رآه أحد ميتاً و وقف على تغسيله
بنفسه ،أو تكفينه أو دفنه أو ببينة شرعية بأن تثبت بحكم القاضي ،وحكماً فهو الموت الذي
يكون بحكم قضائي في المفقود واألسير ،بعد التحري والتثبت بمختلف الوسائل التي تراعى في
حق المفقود أواألسير الذي عاد إخوانه و هو مازال غائبا ،والموت التقديري هو حالة انفصال
الجنين ميتاً بفعل جناية على أمه ،فهو ميت ليس حقيقية أو حكما و لكن تقديرياً ؛ ألنه
يحتمل موته بسبب االعتداء أم بغيره .
وقد اتفق العلماء على أن الموت الحقيقي أو الحكمي شرط الستحقاق اإلرث ،لكنهم
اختلفوا في الموت التقديري،ذلك على النحو التالي:
الرأي األول :أن ورثة الجنين هم الذين يستحقون الغرة ،تقسم بينهم على فرائض هللا عز
وجل ،وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية و المالكية و الشافعية و الحنابلة.
الرأي الثاني :أن األم هي التي تستحق الغرة وحدها ،تعويضا لها عما أصابها من ضرر ،وذلك
ألن الجنين جزء منها ،و الجناية على جزء منها كالجناية على سنها أو عينها أو إصبعها،
فالجناية قد وقعت عليها و حدها فيكون الجزاء لها وحدها ،و إلى هذا ذهب الليث بن سعد و
ربيعة بن عبد الرحمن.
الرأي الراجح :ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من القول بأن الذي يستحق الغرة هم ورثة الجنين،
وذلك ألن الغرة بدل نفس الجنين،وبدل النفس يكون ميراثا كالدية( ،)2وقد خالف القانون
المصري رأي الجمهور و أخذ برأي الليث ومن و افقه بأن الذي يستحق الغرة هي األم و
حدها ،فنص في (م )1.من قانون المواريث رقم 77لسنة 1943م على أنه" :و يستحق اإلرث
بموت أو باعتباره ميتاً بحكم القاضي ،وقت وفاة مورثه أو وقت الحكم باعتباره ميتا.
( )2ينظر :حاشية على كفاية الطالب الرباني لرسالة أبي زيد القيرواني ،علي الصعيدي العدوي المالكي،298 /6 ،
وحواشي الشرنواني والعبادي على تحفة المحتاج بشرح المنهاج ،ابن حجر الهيثمي ،360/6،والمغني ،ابن قدامةعلى
مختصر الخرقي360 /6 ،
الشرط الثاني :التحقق من حياة الوارث حقيقة وقت وفاة قريبه ،بالمشاهدة أوبالبينة أو تحقق
حياته حكماً كالحمل في بطن أمه ،فإنه يعتبر من ضمن الورثة وإن كانت حياته ليست حقيقة
الحتمال أن يكون موت مورثه كان قبل نفخ الروح فيه؛ لذلك ال يستحق اإلرث بالفعل لعدم
تحقق حياته ،وانما يحجز له اوفر النصيبين على تقدير انه ذكر وعلى تقدير أنه انثى ،وال
يأخذ نصيبه اال بشرطين :أن يتحقق وجوده في بطن أمه وقت وفاة مورثه ،وأن يولد حيا.
ويوقف نصيبه من التركة وهو أوفر النصيبين حتى يتبين أمره بوالدته ،وذلك لالحتياط محافظة
على حقه .ويتفرع عن هذا الشرط عدة مسائل:
أوالً:عدم التوارث بين الغرقى والحرقى والهدمى ،فإذا مات اثنان أو أكثر مما يتوارثونكأب
وأوالده أو زوج وزوجته ولم يعلم ترتيب موتهم يقيناً بسبب حادث مفاجئ عمهم جميعاً في
وقت واحد كأن غرقوا في سفينة جميعاً أو وقعوا في نار أو سقط عليهم جدار أو ألقيت عليهم
قنبلة ،ففي هذه األحوال ال ت وارث بينهم لعدم التيقن من حياة الوارث بعد موت مورثه بحسب
الواقع أو بحسب العلم ؛ حيث لم يعلم ترتيب موتهم يقيناً وامتناع الترجيح بال مرجح ،فيكون
مال هؤالء لورثتهم األحياء ،وسند ذلك و ما روى حارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه انه قال:
أمرني أبو بكر الصديق رضي هللا عنه في أهل اليمامة فورثت األحياء من األموات ولم أورث
األموات بعضهم من بعض.
الشرط الثالث:التحقق من وجود تركة وهو من أهم الشروط إذ من غير التركة ال يتصور
إرث ،وغني عن البيان أن التركة هي مناط بحث المواريث كلها.
الشرط الرابع :أال يقوم مانع من موانع اإلرث.
التفريق بين المانع و الحجب.
فالشخص الذي قام به المانع من اإلرث بعد وجود سبب اإلرث و تحققت شروطه فيه
يسمى في االصطالح ممنوعاً من الميراث ،ويسمى أيضاً محروماً منه و يسمى عدم إرثه
منعاً وحرماناً و يعتبر وجوده كعدمه فال يؤثر على غيره من الورثة ،بخالف من قام به
سبب من أسباب اإلرث و تحققت فيه شروطه ،و انتفت موانعه ،و لكن ال يرث مع ذلك
لوجود وارث هو أولى منه بالميراث ،فإنه يسمى في االصطالح محجوباً ،ويسمى عدم
إرثه حجباً ،وال يعتبر و جوده كعدمه ،بل يؤثر على غيره من الورثة و لنضرب أمثلة على
ذلك للتوضيح و البيان:
فمثالً إذا توفيت عن زوج وابن قاتل لها ،و أخ شقيق .فالزوج في هذه الحال يأخذ فرضه عند
عدم وجود ولد لزوجته المتوفاة وهو نصف التركة ،و الباقي منها وهو النصف اآلخر يأخذه
شقيقها تعصيباً ،وال يرث االبن القاتل؛ لكونه محروماً من الميراث لقيام المانع به وهو القتل مع
قيام سبب اإلرث وهو القرابة و تحقيق شروطه ،فوجود االبن حينئذ وعدمه سواء ،فلم يؤثر
وجوده على الزوج و األخ ،ولذا أخذ كل منهما نصيبه من التركة كما إذا لم يوجد معهما ابن
المتوفاة .أما إذا كان االبن غير قاتل ،ففي هذه الحال يحجب الزوج باالبن حجب نقصان ،و
يأخذ فرضه وهو الربع ،و ال يأخذ الشقيق شيئاً من التركة بطريق الميراث ألنه محجوب باالبن
حجب حرمان فيكون الباقي لالبن يأخذه تعصيباً .وكذلك إذا توفي عن أب و أم و أخوين
ألب .األخوان ألب ال يرثان لكونهما محجوبان باألب عن الميراث حجب حرمان ،ومع ذلك فإنه
بالرغم من كونهما محجوبان حجب حرمان فإنهما يؤثران على األم فتأخذ السدس فرضاً بدال
من الثلث ألن وجود األخوين فأكثر ،سواء كانوا أشقاء أو ألب أو ألم يحجب األم من الثلث
إلى السدس سواء كانوا وارثين ،أم محجوبين عن اإلرث كما في هذا المثال ،و يأخذ األب
الباقي تعصيباً.ولو لم يوجد األخوان في هذا المثال ،فإن حجب النقصان ال يدخل على األم و
تأخذ ثلث التركة ،و يأخذ األب الباقي تعصيباً ،هذا ،ولإلرث موانع منها ما اتفق عليها الفقهاء،
ومنها ما اختلف فيه.
فالمتفق عليها:
أوالً :الرق :يعرف بأنه عجز حكمي يقوم باإلنسان سببه الكفر ،وقد اتفق األئمة على أنه يمنع
من اإلرث مطلقاً سواء كان تاما أو ناقصاً ،فال توارث بين حر وعبد رقيق ؛ ألن الرق ينافي
األهلية أي أهلية الملك ،إذ مقتضى كونه ماالً أال يكون مالكاً للمال ،وقد قال تعالى):ضرب هللا
مثالً عبداً مملوكاً ال يقدر على شيء( [ النحل ]16 :وقال صلى هللا عليه
وسلم" :ال يملك العبد إال الطالق وحيث ال يملك المال بسائر أسباب التملك فال يملكه
باإلرث ،وألن جميع ما في يده ملك لسيده.
.ثانياً :القتل :وهو ما يحصل به زهوق الروح.
وقد اتفقت كلمة الفقهاء على أن القتل مانع من موانع اإلرث ،فالقاتل يمنع من ميراث المقتول،
وال يمنع المقتول من ميراث القاتل ،فمثالً إذا جرح الولد أباه أو أخاه جرحاً أفضى به إلى
الموت ،ثم مات قبل المجروح فإنه يرثه فاألب المجروح يرث ابنه القاتل إذا مات هذا األخير
قبل والده .و استدلوا على ذلك:
و بما روي عن ابن عباس رضي هللا عنه بقول النبي صلى هللا عليه وسلم " :من قتل قتيالً
(
فإنه ال يرثه وإن لم يكن له وارث غيره إن كان والده أو ولده ،فليس لقاتل ميراث"
و بما روي عن عمررضي هللا عنه أنه منع ميراث القاتل حيث أعطى دية ابنه قتادة المذجي
ألخيه دون أبيه ،وكان أبوه قد حذفه بسيفه فقتله ،واشتهرت هذه القضية بين الصحابة ولم ينكر
عليه أحد منهم فكان ذلك إجماعاً على منع القاتل من الميراث.
و بما روي أيضاً عن عمر أنه قال :سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول ":ليس للقاتل
(
من تركة المقتول شيء " ،وفي رواية أخرى " :ليس للقاتل شيء "
و أنه لو لم يمنع القاتل من ميراث من قتله التخذ الورثة قتل مورثيهم ذريعة للوصول إلى
تركاتهم واالنتفاع بها ،فتسود الفوضى ويكثر القتل بين األقارب ؛ إذ يتعجل الوارث موت مورثه
بإزهاق روحه ،وذلك أمر لم يعهد في عدالة السماء وال في شريعة الخلود التي جاءت لمنع
الفساد في األرض.
ومن القواعد الفقهية المقررة:من استعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه " فضالً عن أن
القتل في حد ذاته جريمة شنعاء ومعصية يجازى عليها بأشد العقاب هلل وليس من المستساغ
عقالً وشرعاً أن يكون ارتكاب الجريمة واقتراف المعصية طريقاً إلى النعمة ووسيلة إلى أن
يتملك الجاني مال المجني عليه ويستفيد المجرم مما اقترفت يداه من جريمته ،ومن هنا أن علة
منع القاتل للميراث دائرة بين تهمة االستعجال من الوارث القاتل وبين سد ذريعة الفساد
والفوضى في األرض .فالميراث نعمة ال تنال بالمحظور ،وهو القتل الذي يقطع المواالة
والمناصرة التي ينبني عليها اإلرث.
نوع القتل المانع من الميراث:
السؤال هنا هل كل قتل مانع من الميراث أم أن هناك أنواعاً تمنع وأخرى ال تمنع ؟
بالرغم من اتفاق الفقهاء على كون القتل مانعاً من الميراث إال أنهم اختلفوا في نوع القتل
المانع من الميراث ،فجاء اختالفهم على النحو التالي:
الرأي األول :يرى الشافعية ورواية عن أحمد أن القتل المانع من اإلرث هو القتل مطلقاً ،أيا
كان نوعه ،سواء أكان عمداً أو خطأ ،مباشرة أو تسببا ،بحق أو بغير حق.
الرأي الثاني :يرى الحنابلة في أظهر الروايتين أن القتل المانع من اإلرث هو القتل بغير
حق وهو المضمون بقصاص أو دية أو كفارة ،فيشمل القتل العمد وشبة العمد و القتل
الخطأ
الرأي الثالث :يرى الحنفية أن القتل المانع من الميراث هو الذي يجب فيه القصاص كالقتل
العمد ،أو الكفارة ،وهذا يشمل األنواع التالية:
ـ قتل العمد.
ـ شبه العمد.
ـ الخطأ.
الرأي الرابع :ذهب المالكية إلى أن القتل المانع من اإلرث هو القتل العمد العدوان ،سواء أكان
بالمباشرة أم بالتسيب ،كأن يقصد ضرب شخص معصوم الدم بما يقتل غالباً ،فإذا مات من
هذه الضربة فإنه ال يرث؛ ألنه عمد عدوان أو ممن ال يباشر القتل بنفسه كأن يحفر عامداً بئ اًر
فيقع فيه قريبه ،فال يرثه.
أما الخطأ فهو ال يمنع من إرث المال ،ولكن يمنع من الدية ،وقول الحنابلة بأن الصبي
و المجنون ال يرث كل منهما مورثه الذي قتله
والرأي الراجح هو ما ذهب إليه المالكية من أن القتل المانع من الميراث هو القتل العمد
العدوان فقط ،سواء أكان بطريق المباشرة أو بطريق التسبب ،هذا هو الذي يناسبه عقوبة
الحرمان من الميراث لما فيه من قصد القتل المحظور ،فيعامل بنقيض المقصود.
أما القتل الخطأ فال قصد فيه إلى قتل المورث استعجاالً ألخذ ماله وإذا انتفى القصد
انتفت المعاملة بنقيض المقصود ،فال يحرم من الميراث ولكن يحرم من الدية ؛ ألنه إذا
كانت الدية على القاتل وورث منها فال يدفعها كاملة ،وإن كانت على العاقلة فال يعقل أن
تدفععنه الدية وبسببه وهو يحصلها لنفسه كلها أو بعضها إذا ورثها أو ورث بعضها
بينما ترى الشييعة اإلمامية أن اختالف الدين ال يمنع المسلم من أن يرث غير المسلم،
فالزوج المسلم يرث زوجته الكتابية واألب يرث ابنه الكافر ،وقد استند هؤالء على قوله صلى
هللا عليه وسلم ":اإلسالم يعلو وال يعلى عليه " ومن العلو أن يرث المسلم من غير المسلم وال
يرث الكافر منه ،وقوله صلى هللا عليه وسلم ":اإلسالم يزيد وال ينقص " أي يزيد في حقوق من
أسلم وال ينقص شيئا من حقه.
الرأي الراجح هو رأى الجمهور :لما رأى من قوة أدلتهم وصحتها وهو ماأخذ به قانون المواريث
المصرى.
وهنا تثور مسألة أخرى في هذا الشأن وهي متى يكون اختالف الدين مانعاً من اإلرث
ولإلجابة على هذا التساؤل نقول :إن اختالف الدين يكون مانعاً من استحقاق اإلرث وقت
وفاة المورث ،فإذا مات الزوج المسلم مثالً له زوجة كتابية لم تسلم قبل وفاته ثم أسلمت بعد
ذلك فإنها ال ترثه ؛ لقيام المانع بها وقت استحقاق الميراث ،وال عبرة بإسالمها بعد ذلك ،سواء
أحصل إسالمها قبل تقسيم التركة أم بعد التقسيم ،وكذلك األخ القريب غير المسلم ال يرث
أخاه المسلم ولو كان إسالمه قبل توزيع التركة ،بخالف ما ذهب إليه اإلمام أحمد ابن حنبل
من أنه إذا أسلمت الزوجة أو القريب قبل تقسيم التركة فإن الزوجة ترث من زوجها والقريب
يرث من قريبه ،وذلك ترغيباً في اإلسالم من جهة ،وأن المانع هنا هو الكفر وقد زال.
ميراث غير المسلمين بعضهم من بعض:
الرأي الراجح :هو رأى جمهور الفقهاء وهو :أن غير المسلمين كلهم ملة واحدة ،وذلك ألن
الميراث قائم على المواالة بين الوارث و المورث ،وهي قائمة بين هذه الملل قال تعالى
ض وقال صلى هللا عليه وسلم " :الناس كلهم حيز ونحن حيز ض ُهم أ َْولِ َياء َب ْع ٍ َّ
ذين َكَف ُروْا َب ْع ُ ْ
َوال َ
وقد وافق القانون المصري جمهور الفقهاء في األخذ بعدم ميراث غير المسلم من المسلم و
المسلم من غير المسلم ،وفي األخذ بتوارث غير المسلمين بعضهم من بعض فنص في (م6/
)على أنه " :ال توارث بين المسلم وغير مسلم ،ويتوار غير المسلمين من بعض "
ومعنى ال توارث بين مسلم وغير مسلم أي أنه منع التوارث من الجانبين ،فال يرث المسلم
من غيره ،وال يرث غير المسلم من المسلم ،ومعنى توارث غير المسلمين من بعض إذا ما
تحاكموا لدينا أي نعتبر جميع الملل غير اإلسالم يتوارثون بعضهم من بعض ،ال فرق بين ملة
و أخرى.
موانع اإلرث المختلف فيها :تتعدد موانع اإلرث المختلف فيها إلى نوعين:
النوع األول :اختالف الدارين ،وهو أن يكون كل من الوارث و المورث تابعاً لدولة أخرى
و نرى أن اختالف الدارين بين غير المسلمين ال يعد مانعاً من اإلرث ؛ ألن الديانة أو الملة
ض ، وقد أخذ قانون المواريث ض ُهم أ َْولِ َياء َب ْع ٍ َّ
ذين َكَف ُرواْ َب ْع ُ ْ
واحدة ،لعموم قوله تعالىَ :وال َ
المصري بهذا الرأي أيضاً ،فنص في( م )6.على أن :اختالف الدارين ال يمنع من اإلرث بين
المسلمين وال يمنع بين غير المسلمين ،إال إذا كانت شريعة الدار األجنبية تمنع من توريث
األجنبي عنها تحقيقا للتسوية بين المسلمين وغيرهم في هذه الحالة ،كما في ذلك مراعاة من
قبل القانون لمبدأ المعاملة بالمثل.
النوع الثاني :إبهام الموت ( عد معرفة وقت وفاة األقارب) ،لو مات متوارثان بغرق أو
حرق أو هدم أو في غربة معا أو جهل أسبقهما لم يرث أحدهما من اآلخر ،وهذا ما
ذهب إليه الشافعية ،ألن شرط اإلرث تحقق حياة الوارث بعد موت المورث ،وهو هنا منتفي،
وتركة كل من الميتين بغرق ونحوه لباقي ورثته ؛ ألن هللا تعالى إنما يورث األحياء من
األموات ،وهنا ال تعلم حياته عند موت صاحبه فال يرث ،وألننا إن ورثنا أحدهما فقط فهو
تحكم ،و إن ورثنا كال من صاحبه تبقنا الخطأ ،وإن ماتاً معا ففيه توريث ميت من ميت ،وإن
ماتا متعاقبين ففيه توريث من تقدم ممن تأخر.
أما جمهور الفقهاء فال يعدون إبهام وقت الموت من موانع اإلرث ؛ ألن المراد
بالمانع هو الذي يجمع السبب و الشرط ( أي يوجد مع وجودهما ) وعدم اإلرث إلبهام تاريخ
الموت إنما هو لعدم وجود الشرط وهو تحقق وجود الوارث ( أي تحقق حياته ) عند موت
المورث.
والرأى الراجح هو :الرأي األول :فاليرث الهدمى والحرقى والغرقى الذين لم يعرف وقت وفاتهم،
ولم يعرف المتقدم منهم في الوفاة والمتأخر؛ فال ميراث بينهم لتخلف شرط ثبوت حياة الوارث
وقت وفاة المورث،فاذا ماثبت عن طريق الطب الشرعى تقدم وفاة أحدهم وتأخر اآلخر فانه
يرث منه.