You are on page 1of 26

‫وحدة التنظيم اإلداري‬

‫المحاضرة ‪ : 2‬نظرية الشخصية المعنوية‬


‫مسلك القانون‬
‫السداسية الثانية‬

‫د‪.‬سعيد خمري‬
‫أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالمحمدية‬


‫جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء‬
‫تصميم الوحدة‬ ‫فصل تمهيدي‪ :‬األسس العامة للتنظيم اإلداري‬
‫تعريف ومجاالت القانون اإلداري‬ ‫‪.1‬‬
‫نظرية الشخصية المعنوية‬ ‫‪.2‬‬
‫المركزية اإلدارية والالمركزية اإلدارية‬ ‫‪.3‬‬
‫الباب األول ‪ :‬اإلدارة المركزية بالمغرب‬
‫الملك‪ ،‬رئيس الدولة‬ ‫‪.1‬‬
‫رئيس الحكومة‬ ‫‪.2‬‬
‫الوزراء والمصالح المركزية‬ ‫‪.3‬‬
‫عدم التمركز اإلداري‪ :‬المصالح الخارجية للوزارات ورجال السلطة المحلية‬ ‫‪.4‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬اإلدارة الالمركزية بالمغرب‪ :‬الجماعات الترابية‬
‫الجماعات‬ ‫‪.1‬‬
‫د‪.‬سعيد خمري‬
‫أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية‬ ‫العماالت واالقاليم‬ ‫‪.2‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالمحمدية‬
‫جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء‬ ‫الجهات‬ ‫‪.3‬‬
‫بعض المراجع‬
‫• منية بنلمليح‪ :‬التنظيم اإلداري المغربي على ضوء مستجدات الدستور الجديد‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة‬
‫المحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،113‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫•محمد كرامي‪ :‬القانون اإلداري‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪.2015 ،‬‬
‫•المصطفي المصبحي‪ :‬القانون اإلداري المغربي‪ ،‬األحمدية‪.2019 ،‬‬
‫• أحمد أجعون‪ :‬التنظيم اإلداري المغربي بين المركزية والالمركزية‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،2013 ،96‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫•عبد القادر باينة‪ :‬التنظيم اإلداري بالغرب‪ ،‬دار النشر المغربية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1991 ،‬الدارالبيضاء‪.‬‬
‫•مصطفي الصوفي‪ :‬القانون اإلداري‪ ،‬سافي كراف‪ ،2012 ،‬أسفي‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫المحاضرة الثانية‬

‫نظرية الشخصية المعنوية‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫نظرية الشخصية المعنوية‬
‫‪ .1‬مفهوم الشخصية المعنوية‬
‫‪ .2‬طبيعة الشخصية المعنوية‬
‫‪ .3‬أركان الشخصية المعنوية‬
‫‪ .4‬أنواع األشخاص المعنوية العامة‬
‫‪ .5‬النتائج المترتبة عن الشخصية المعنوية‬
‫‪ .6‬نهاية الشخص المعنوي العام‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫أوال‪ -‬مفهوم الشخصية المعنوية‬
‫‪ o‬المقصود بالشخص المعنوي كل مجموعة من األشخاص أو األموال‪ ،‬اعترف لها القانون بالشخصية القانونية‪،‬‬
‫تمكينا لها من تحقيق الغرض الذي أنشأت من أجله‪ ،‬ويترتب على ذلك أن يكون للشخص المعنوي أهلية قانونية‬
‫تمكنه من اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‪ ،‬مستقال في ذلك عن األشخاص والعناصر المالية المكونة له‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫الفرق بين الشخص المعنوي والشخص الطبيعي‬
‫يختلف الشخص المعنوي عن الشخص الطبيعي من عدة أوجه‪:‬‬
‫‪ .1‬الشخص الطبيعي المنضوي داخل الشخص المعنوي يحتفظ بذاتيته المستقلة‪ ،‬ويظل متمتعا بحريته‬
‫وحقوقه وملتزما بالتزاماته‪ ،‬وبالمقابل يكون الشخص المعنوي غير مسؤول عن نشاط الشخص‬
‫الطبيعي الخارج عن المصالح المشتركة التي أنشيء من أجلها الشخص المعنوي‪ ،‬كما أن الذمة المالية‬
‫لكل منهما منفصلة الواحدة عن األخرى؛‬
‫‪ .2‬ال يزول الشخص المعنوي بزوال أعضائه‪ ،‬في حين أن الشخص الطبيعي يفنى بوفاته؛‬
‫‪ .3‬ال يمكن للشخص المعنوي أن يتصرف إال في حدود المصالح التي أنشيء من أجلها‪ ،‬في حين أن‬
‫الشخص الطبيعي يمكنه ذلك ال يقيده سوى القانون؛‬
‫‪ .4‬الشخص الطبيعي يتمتع بحقوقه بمجرد وجوده‪ ،‬عكس الشخص المعنوي الذي ال يمكنه ذلك‪ ،‬إال بعد‬
‫اعتراف المشرع به‪ ،‬وتوافر أركان وجوده‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫ثانيا‪ -‬طبيعة الشخصية المعنوية‬
‫اختلف الفقه بخصوص تحديد طبيعة الشخص المعنوي‪ ،‬بين من يراه مجرد افتراض‬
‫قانوني‪ ،‬وبعض آخر ينكره وينفيه تماما‪ ،‬واتجاه ثالث يعتبره حقيقة واقعية ‪:‬‬
‫‪ .1‬نظرية المجاز القانوني للشخصية المعنوية؛‬
‫‪ .2‬نظرية نفي وإنكار الشخصية المعنوية؛‬
‫‪ .3‬نظرية الحقيقة الواقعية للشخصية المعنوية‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫‪ .1‬نظرية المجاز القانوني للشخصية المعنوية‬
‫يرى أصحاب هذه النظرية أن الشخصية المعنوية ما هي إال افتراض قانوني خلقه المشرع لتسهيل التعامل مع‬
‫هذه الهيئات والمؤسسات‪ ،‬لتمكينها من القيام بواجباتها‪ ،‬باعتبارها تفتقر إلى اإلرادة والقدرة التي تمكنها من‬
‫اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‪ .‬فاإلنسان بحسب أصحاب هذه النظرية هو الشخص القانوني الحقيقي الوحيد‬
‫الذي يتمتع بالقدرة واإلدراك واإلرادة‪ ،‬وهو الوحيد الذي يمتلك أهلية اكتساب الحقوق والقيام بالواجبات‪ .‬وبما أن‬
‫الشخص المعنوي ال إرادة له‪ ،‬فقد تدخل المشرع فخلق له شخصية قانونية‪ ،‬فرضا ال حقيقة‪ ،‬وذلك بتعيين ممثل‬
‫له يعبر عن إرادته‪ ،‬وبخلق ذمة مالية له‪ ،‬وبمنحه جنسية وطنية‪ ،‬حتى يستطيع مباشرة أنواع من النشاط‬
‫القانوني‪.‬‬

‫هذه النظرية القت انتقادات كثيرة‪ ،‬ألنها تفتقر إلى أي أساس منطقي‪ ،‬فهي ال تقدم تفسيرا مقبوال على إطالق‬
‫الشخصية المعنوية على الدولة مثال‪ :‬فإذا كانت هذه األخيرة ‪-‬وفقا لهذه النظرية‪ -‬مجازا فإن الحياة القانونية كلها‬
‫ستكون مجازا‪ ،‬ثم إن هذه النظرية ال تقدم تفسيرا مقنعا لتملك األشخصا المعنوية ألموالها‪ ،‬أو لتحملها المسؤولية‬
‫الجنائية والمدنية‪ ،‬فمادامت مجرد افتراض‪ ،‬تغدو األموال بدون مالك‪ ،‬وتنتفي عنها بالتبعية مسؤوليتها عن‬
‫األعمال التي تقوم بها‪.‬‬
‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬
‫‪ .2‬نظرية نفي وإنكار الشخصية المعنوية‬
‫ذهب جانب من الفقه إلى إنكار فكرة الشخصية المعنوية‪ ،‬لما يمكن أن تحدثه من تشويش على األفكار‪ ،‬ولكون‬
‫اإلنسان هو وحده القادر على اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‪ ،‬واقترحوا استبدالها بأفكار أخرى مثل الملكية‬
‫الجماعية المشتركة‪ ،‬وفكرة الذمة المالية المخصصة لغرض معين‪.‬‬

‫يعاب على هذه النظرية أنها تخلط بين معنى الشخص في نظر القانون ومعناه في لغة الفلسفة واألخالق‪،‬‬
‫وتتعارض مع ما هو مسلم به في القوانين الحديثة‪ ،‬من أن الحقوق وااللتزامات ال تسند إال إلى الشخص‪ .‬ثم إن‬
‫الهيئات المعبر عنها بأشخاص معنوية‪ ،‬ال يمكن أن نرى فيها فقط المال الذي تملكه‪ ،‬الذي ليس في الحقيقة سوى‬
‫وسيلة ضمن وسائل متعددة لهؤالء األشخاص‪ ،‬لتحقيق أغراضها‪ ،‬والتي ليست دائما مالية فقط‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫‪ .3‬نظرية حقيقة وواقعية الشخصية المعنوية‬
‫يرى أنصار هذه النظرية أن الشخص المعنوي هو شخص حقيقي ال وهمي‪ ،‬ينشأ بمجرد توفر شروط وجوده‪،‬‬
‫وال يأتي تدخل المشرع إال إلقرار حقيقة موجودة مسبقا‪ :‬فحين تلتقي مجموعة من األفراد لتحقيق هدف مشترك‪،‬‬
‫تتكون لديهم إرادة مشتركة مختلفة عن إرادات األفراد المكونين لها‪ ،‬فينشأ تبعا لذلك شخص قانوني جماعي‪ ،‬له‬
‫إرادة ذاتية مستقلة‪ ،‬تمكنه من اكتساب الحقوق‪ ،‬وتحمل االلتزامات‪.‬‬
‫وإذا كان وجود الشخص المعنوي‪ ،‬بعد اكتمال شروط قيامه‪ ،‬وجود واقعي سابق على اعتراف المشرع له‪ ،‬فإن‬
‫هذا ال يمنع هذا األخير (المشرع) من التدخل بالطرق المقررة قانونيا لمراقبته‪.‬‬

‫الخالصة هي أن الشخصية المعنوية فكرة مسلم بها في كل األنظمة القانونية الحديثة‪ ،‬وأن جميع المحاوالت‬
‫الفقهية التي حاولت استبعادها فشلت‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫ثالثا‪ -‬أركان الشخصية المعنوية‬
‫لقيام الشخصية المعنوية ال بد من توافر األركان الثالثة التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬وجود مصالح مشتركة ووجود ارتباط فيما بينها‬
‫‪ .2‬وجود إرادة واحدة للشخص المعنوي‬
‫‪ .3‬اعتراف المشرع بالشخص المعنوي‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫ثالثا‪ -‬أركان الشخصية المعنوية‬
‫‪ -1‬وجود مصالح مشتركة ووجود ارتباط فيما بينها‪:‬‬
‫يعني ذلك أن يكون بين مجموع األشخاص الطبيعيين المكونين للشخص المعنوي مصالح مشتركة‬
‫يسعون لتحقيقها‪ .‬وهذه المصالح قد تكون ذات طبيعة وطنية تهم كل الساكنة الموجودة على إقليم دولة‬
‫معينة تختص الدولة عادة بتحقيقها‪ ،‬وقد تكون ذات طابع محلي تسعى إلشباع حاجات محلية تختص‬
‫عادة الجماعات الترابية بتحقيقها‪ ،‬وقد تكون المصالح ذات طابع قطاعي تهم مجاالت متنوعة‪:‬‬
‫اجتماعية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬إنسانية‪ ،‬سياسية‪ ،‬مهنية أو غيرها‪ ،‬تختص عادة المؤسسات العمومية بتلبيتها‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫ثالثا‪ -‬أركان الشخصية المعنوية‬
‫‪ -2‬وجود إرادة واحدة للشخص المعنوي‪:‬‬
‫أي إرادة الشخص المعنوي‪ ،‬التي تترجم بوجود آليات وهياكل تنظيمية‪ ،‬تتصرف باسم الشخص‬
‫المعنوي في جميع المجاالت‪ ،‬فإرادة الشخص تتبدى في تلك األعمال والتصرفات المادية‬
‫والقانونية‪ ،‬التي توكل لألجهزة المقررة والمنفذة للشخص المعنوي‪ ،‬تبعا لقوانينه الداخلية‪ ،‬أو‬
‫القوانين التي أقرها المشرع‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫ثالثا‪ -‬أركان الشخصية المعنوية‬
‫‪ -3‬اعتراف المشرع بالشخص المعنوي‪:‬‬
‫‪ o‬أي اعتراف المشرع بمجموعة من األشخاص الطبيعيين الساعين لتحقيق مصالح‬
‫مشتركة‪ ،‬وباألهداف التي يسعون لتحقيقها‪ ،‬ويمنحهم بذلك الصفة القانونية التي‬
‫تسمح لهم باتخاذ القرارات والتعامل مع الغير والقيام بمختلف التصرفات القانونية‬
‫وتحمل المسؤولية عنها‪.‬‬
‫‪ o‬يتم هذا االعتراف من قبل المشرع الدستوري الذي يقر المبدأ العام في شأن‬
‫األشخاص المعنوية العامة‪ ،‬والمشرع العادي الذي يبين النظام القانوني لألشخاص‬
‫المعنوية بصفة عامة وكيفية تشكيلها واختصاصاتها وغير ذلك‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫رابعا‪ -‬أنواع األشخاص المعنوية‬
‫ُي َم َّي ُز عادة بين نوعين من األشخاص المعنوية‪ :‬األشخاص المعنوية الخاصة‪،‬‬
‫واألشخاص المعنوية العامة‪ ،‬معيار التمييز بينهما قائم على أساس النظام القانوني الذي‬
‫تخضع له كل من الفئتين‪ ،‬حيث تخضع األولى (األشخاص المعنوية الخاصة) ألحكام‬
‫القانون الخاص‪ ،‬في ما تخضع الثانية (األشخاص المعنوية العامة) ألحكام القانون‬
‫العام‪:‬‬
‫‪ .1‬األشخاص المعنوية الخاصة‬
‫‪ .2‬األشخاص المعنوية العامة‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫‪.1‬األشخاص المعنوية الخاصة‬
‫تخضع األشخاص المعنوية الخاصة إلى أحكام القانون الخاص‪ ،‬وتتكون من مجموعة من‬
‫األفراد‪ ،‬أو مجموعة أموال تسعى إلى تحقيق مصالح خاصة لألشخاص المكونين‪ ،‬لها سواء‬
‫بغاية تحقيق أرباح (مثل الشركات) أو بدون غاية تحقيق أرباح (مثل الجمعيات)‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫‪.2‬األشخاص المعنوية العامة‬
‫تخضع األشخاص المعنوية العامة ألحكام القانون العام‪ ،‬وتهدف إلى تحقيق الصالح‬
‫العام‪ ،‬وتتميز بحيازة امتياز السلطة العامة‪ ،‬وخضوعها للرقابة الناتجة عن استقاللها‪،‬‬
‫وتنقسم إلى نوعين‪:‬‬
‫‪ ‬األشخاص المعنوية العامة اإلقليمية أو الترابية‬
‫‪ ‬األشخاص المعنوية العامة المرفقية أو المصلحية‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫األشخاص المعنوية العامة اإلقليمية أو الترابية‬
‫هي وحددات ترابيدة أو جغرافيدة تتمتدع بالشخصدية المعنويدة‪ ،‬تضدم مجموعدة مدن‬
‫األفراد أو السكان‪ ،‬وتختص في تسيير قضايا وطنيدة أو محليدة‪ ،‬وهدي تشدمل‬
‫الدولة والجماعات الترابية‪.‬‬
‫‪.1‬الدولة‬
‫‪.2‬الجماعات الترابية‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫‪.1‬الدولة شخص معنوي عام‬
‫توجد الدولة على رأس األشخاص المعنوية العامة الترابية‪ ،‬وتباشر اختصاصاتها على جميع التراب الوطني‪ .‬وهي التي تعطي‬
‫الشخصية المعنوية لباقي األشخاص‪ .‬و ُيعترف للدولة بالشخصية المعنوية لالعتبارات التالية‪:‬‬
‫• استمرار شخصية الدولة رغم تغير حكامها أو نظام الحكم فيها أو تعاقب الحكومات؛‬
‫• وجود ذمة مالية مستقلة للدولة متميزة عن الذمم المالية الشخصية لحكام الدولة؛‬
‫• منح الدولة الشخصية المعنوية لباقي األشخاص‪.‬‬
‫وعمليا وعلى مستوى المجتمع الدولي‪ ،‬فالشخصية المعنوية هي ركن من أركان القانون العام الدولي‪.‬‬
‫و إذا كان الدستور المغربي ال ينص صراحة على تمتع الدولة المغربية بالشخصية المعنوية‪ ،‬فإنه يعترف ضمنيا لها بذلك‪ ،‬في العديد‬
‫من مقتضياته‪ ،‬ومن ذلك ما جاء في تصدير الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬بأن‪:‬‬
‫• “المملكة المغربية دولة إسالمية ذات سيادة كاملة”‪ ،‬ومن نتائج السيادة‪ ،‬االستقالل في اتخاذ القرار السياسي‪ ،‬وهو مظهر من مظاهر‬
‫الشخصية المعنوية؛ كما جاء في تصدير الدستور ما يلي‪:‬‬
‫•“الدولة المغربية العضو العامل النشيط في المنظمات الدولية”‬
‫•"الدولة المغربية الدولة الموحدة‪ ،‬ذات السيادة الكاملة”‬

‫هذه المقتضيات مؤداها تمتع الدولة المغربية بنتائج الشخصية المعنوية‪ ،‬وباالستقالل‪ ،‬وبالحقوق والواجبات‪.‬‬
‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬
‫‪.2‬الجماعات الترابية أشخاص معنوية عامة‬
‫‪ o‬الجماعات الترابية وفقا للفصل ‪ 135‬من الدستور المغربي هي‪ :‬الجهات‪ ،‬والعماالت واألقاليم‪،‬‬
‫والجماعات‪ ،‬وهي أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام تسير شؤونها بكيفية ديمقراطية‪.‬‬
‫‪ o‬وتختلف هذه األشخاص المعنوية (الجماعات الترابية) عن الوحدات الترابية األخرى‪،‬‬
‫كالقيادات وملحقات القيادات والدوائر‪ ،‬ألنها ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬بل تبقى مجرد‬
‫مصالح خارجية‪ ،‬وتقسيمات إدارية تابعة لإلدارة المركزية‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫األشخاص المعنوية العامة المرفقية أو المصلحية‬
‫‪ o‬ويطلق عليها المؤسسات‪ ،‬أو الهيئات العمومية‪ ،‬وهي تنشأ لتحقيق مصلحة عامة معينة من مصالح المواطنين‪ ،‬أو‬
‫قطاع من القطاعات‪ ،‬وبمعنى آخر تنشأ إلدارة مرفق عام معين‪ ،‬ولهذا سميت باألشخاص العامة المصلحية أو المرفقية‪.‬‬
‫‪ o‬تمنح الدولة في الغالب الشخصية المعنوية ألحد المرافق العامة لكي ُيدار بواسطة هيئة عامة هي المؤسسة العمومية‬
‫من أجل تحقيق مصلحة عامة‪.‬‬
‫‪ُ o‬تعرف المؤسسات العمومية بالمغرب بعدة تسميات مثل ‪ :‬مكتب أو مركز أو بنك أو وكالة أو صندوق‪...‬‬
‫‪ o‬الحكمة من منح الدولة الشخصية المعنوية ألحد المرافق العامة هو تحقيق االستقالل التقني في إدارة بعض المرافق‬
‫العامة‪ ،‬بعيدا عن األسلوب الحكومي التقليدي‪ ،‬ضمانا للفاعلية والنجاعة‪ ،‬لكن بالرغم من استقاللها‪ ،‬تظل خاضعة‬
‫لرقابة الشخص المعنوي العام الذي أنشأها‪.‬‬
‫‪ o‬تخضع المؤسسة العمومية نظريا في نشاطها لمبدأ التخصص‪ ،‬يعني أنه ال يمكن أن تتجاوز مجال عملها المحدد في‬
‫وثيقة إنشائها‪ :‬مثال الجامعة ينحصر نشاطها في أداء وظيفة التعليم العالي‪ ،‬والمكتب الشريف للفوسفاط في إنتاج‬
‫وتسويق الفوسفاط‪...‬‬
‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬
‫خامسا‪ -‬النتائج المترتبة عن الشخصية المعنوية‬
‫يترتب عن االعتراف بالشخصية المعنوية نتائج‪ ،‬منها ما هو مشترك بين أشخاص القانون العام‬
‫والقانون الخاص‪ ،‬ومنها ما هو خاص فقط بأشخاص القانون العام‪:‬‬
‫‪ .1‬النتائج المشتركة بين أشخاص القانون العام وأشخاص القانون الخاص‬
‫‪ .2‬النتائج الخاصة باألشخاص المعنوية العامة‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫‪ .1‬النتائج المشتركة بين أشخاص القانون العام وأشخاص‬
‫القانون الخاص‬
‫تتمثل هذه النتائج في ما يلي‪:‬‬
‫‪ (1‬ذمة مالية مستقلة‪ :‬يستقل الشخص المعنوي‪ ،‬عاما كان أو خاصا‪ ،‬بذمته المالية الخاصة به‪ ،‬والمتميزة عن الذمة المالية لألشخاص الطبيعيين‬
‫المكونين له‪ ،‬وحتى عن ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ (2‬األهلية القانونية‪ :‬يستوي الشخص المعنوي العام مع الشخص المعنوي الخاص‪ ،‬في التمتع بأهلية قانونية‪ ،‬في الحدود التي يقرها القانون‪،‬‬
‫ومعنى ذلك أهلية ممارسة الشخص المعنوي لكافة التصرفات القانونية التي تدخل في مجال نشاطه وتخصصه‪ ،‬مثل إبرام العقود‪ ،‬واكتساب‬
‫الحقوق‪ ،‬وتحمل االلتزامات‪...‬‬
‫‪ (3‬حق التقاضي‪ :‬وهو نتيجة التوفر على أهلية قانونية‪ ،‬بحيث يمكن للشخص المعنوي رفع الدعاوى‪ ،‬والدفاع عن مصالحه في حالة مقاضاة‬
‫الغير له أمام القضاء‪.‬‬
‫‪ (4‬موطن مستقل‪ :‬يعني المقر أو المكان الذي يوجد فيه مركز إدارة الشخص المعنوي‪ ،‬والذي يُعرف به‪ ،‬ويتم التواصل عن طريقه مع باقي‬
‫األشخاص الطبيعيين والمعنويين‪.‬‬
‫‪ (5‬وجود نائب يعبر عن إرادته‪ :‬لكل شخص معنوي إرادة عامة متميزة عن إرادة األشخاص الطبيعيين المكونين له‪ ،‬وحتى يتمكن من التصرف‪،‬‬
‫البد له من نائب يعبر عن هذه اإلرادة‪ ،‬يتخذ القرارات الالزمة‪ ،‬ويبرم العقود‪ ،‬ويمثل الشخص المعنوي أمام القضاء‪ .‬وعادة ما تتكلف األجهزة‬
‫التسييرية والتقريرية بالتعبير عن إرادة هذا األخير‪ ،‬يمثلها نائب قانوني‪ ،‬يكون هو المدير أو الرئيس أو الكاتب العام‪ ،‬بحسب طبيعة الشخص‬
‫المعنوي‪.‬‬
‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬
‫‪.2‬النتائج الخاصة باألشخاص المعنوية العامة‬
‫تتمثل هذه النتائج في ما يلي‪:‬‬
‫التمتع بامتياز السلطة العامة‪ :‬بخالف األشخاص المعنوية الخاصة‪ ،‬تخضع األشخاص المعنوية العامة للقانون العام‪ ،‬أي أنها أشخاص إدارية‬ ‫‪(1‬‬
‫تشارك الدولة في مختلف مظاهر سلطتها العامة‪ ،‬وبالتالي تتمتع بكل امتيازات السلطة العامة‪ ،‬التي يقرها القانون‪ ،‬مثل اتخاذ القرارات الملزمة‬
‫وإجبار األفراد على تنفيذها دون حاجة إلى اللجوء للقضاء‪ ،‬كما لها الحق في نزع ملكية األفراد جبرا عنهم من أجل مصالح ذات نفع عام‪،‬‬
‫واالستيالء المؤقت على العقارات‪ ،‬والحق في إبرام العقود اإلدارية‪ ،‬بكل ما يترتب على ذلك من سلطات تقوي جانب اإلدارة على األفراد‪ ،‬كحق‬
‫التعديل االنفرادي لبنود العقد‪ ،‬وإدراج شروط غير مألوفة في القانون الخاص‪ ،‬والحق في فسخ العقد بإرادة منفردة‪...‬‬
‫خصوصية االستقالل المالي‪ :‬بغض النظر عن أموالها الخاصة‪ ،‬التي لها الحق في التصرف فيها في حدود القانون‪ ،‬فإن األموال العامة‪ ،‬التي تكون‬ ‫‪(2‬‬
‫تحت تصرف األشخاص المعنوية العامة‪ ،‬لتحقيق الصالح العام‪ ،‬تخضع لحماية استثنائية يقررها القانون اإلداري والقانون الجنائي للمال العام‪.‬‬
‫العالقة التنظيمية بين الشخص المعنوي العام وموظفيه‪ :‬يعتبر موظفو الشخص المعنوي العام موظفون عموميون‪ ،‬يرتبطون به برابطة تنظيمية‪،‬‬ ‫‪(3‬‬
‫ويخضعون للقانون اإلداري‪ ،‬يعني أنهم ال يعتبرون أجراء يرتبطون به بعقد كما في القانون الخاص‪ ،‬وينتج عن هذه العالقة التنظيمية عدة نتائج‪:‬‬
‫فهم ُيعينون و ُينقلون و ُيرقون و ُيفصلون بقرارات إدارية ‪.‬‬
‫مسؤولية الشخص المعنوي العام‪ :‬مقابل تمتع الشخص المعنوي العام بامتيازات السلطة العامة‪ ،‬وبمجموعة من الحقوق تؤهله لتحقيق المصلحة‬ ‫‪(4‬‬
‫العامة‪ ،‬فإنه يتحمل مجموعة من االلتزامات‪ ،‬كما يتحمل المسؤولية عن كل األفعال والتصرفات التي يقوم بها‪.‬‬
‫خضوعها للرقابة اإلدارية‪ :‬تخضع األشخاص المعنوية العامة للرقابة اإلدارية‪ ،‬التي تمارسها السلطة المركزية أو ممثلوها في األقاليم‪ ،‬فبالرغم‬ ‫‪(5‬‬
‫من استقاللها ‪ ،‬فإن هذا االستقالل مقيد بحدود المصلحة العامة‪ ،‬لذلك تمارس السلطة المركزية الرقابة على أعمال وأشخاص القانون العام‪ ،‬سواء‬
‫الترابية أو المرفقية ‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬


‫سادسا‪ -‬نهاية الشخص المعنوي العام‬
‫‪ o‬تعتبر الدولة على رأس األشخاص المعنوية العامة‪ ،‬وتنقضي شخصيتها بفنائها‪ ،‬أي بفقدانها لركن من أركان‬
‫وجودها‪ ،‬ومثال ذل أن تتفتت الدولة إلى عدة دول‪ ،‬أو تندمج في دولة أخرى‪ ،‬أو يهلك شعبها‪ ،‬أو تنعدم فيها السلطة‬
‫السياسية‪.‬‬
‫‪ o‬أما باقي األشخاص المعنوية العامة األخرى‪ ،‬فتنتهي بنفس الطريقة التي أُنشِ أت بها‪ ،‬كأن يصدر قانون يلغي بعض‬
‫األشخاص المعنوية العامة الترابية أو المرفقية‪ .‬وعند نهاية الشخص المعنوي‪ ،‬تنتقل أمواله إلى الجهة التي يحددها‬
‫القانون‪ ،‬أو إلـى الجهة التي يتبعها أي إلى الدولة‪.‬‬

‫د‪.‬سعيد خمري ‪ -‬وحدة التنظيم اإلداري‬

You might also like