Professional Documents
Culture Documents
التنظيم الإداري 2
التنظيم الإداري 2
د.سعيد خمري
أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية
هذه النظرية القت انتقادات كثيرة ،ألنها تفتقر إلى أي أساس منطقي ،فهي ال تقدم تفسيرا مقبوال على إطالق
الشخصية المعنوية على الدولة مثال :فإذا كانت هذه األخيرة -وفقا لهذه النظرية -مجازا فإن الحياة القانونية كلها
ستكون مجازا ،ثم إن هذه النظرية ال تقدم تفسيرا مقنعا لتملك األشخصا المعنوية ألموالها ،أو لتحملها المسؤولية
الجنائية والمدنية ،فمادامت مجرد افتراض ،تغدو األموال بدون مالك ،وتنتفي عنها بالتبعية مسؤوليتها عن
األعمال التي تقوم بها.
د.سعيد خمري -وحدة التنظيم اإلداري
.2نظرية نفي وإنكار الشخصية المعنوية
ذهب جانب من الفقه إلى إنكار فكرة الشخصية المعنوية ،لما يمكن أن تحدثه من تشويش على األفكار ،ولكون
اإلنسان هو وحده القادر على اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات ،واقترحوا استبدالها بأفكار أخرى مثل الملكية
الجماعية المشتركة ،وفكرة الذمة المالية المخصصة لغرض معين.
يعاب على هذه النظرية أنها تخلط بين معنى الشخص في نظر القانون ومعناه في لغة الفلسفة واألخالق،
وتتعارض مع ما هو مسلم به في القوانين الحديثة ،من أن الحقوق وااللتزامات ال تسند إال إلى الشخص .ثم إن
الهيئات المعبر عنها بأشخاص معنوية ،ال يمكن أن نرى فيها فقط المال الذي تملكه ،الذي ليس في الحقيقة سوى
وسيلة ضمن وسائل متعددة لهؤالء األشخاص ،لتحقيق أغراضها ،والتي ليست دائما مالية فقط.
الخالصة هي أن الشخصية المعنوية فكرة مسلم بها في كل األنظمة القانونية الحديثة ،وأن جميع المحاوالت
الفقهية التي حاولت استبعادها فشلت.
هذه المقتضيات مؤداها تمتع الدولة المغربية بنتائج الشخصية المعنوية ،وباالستقالل ،وبالحقوق والواجبات.
د.سعيد خمري -وحدة التنظيم اإلداري
.2الجماعات الترابية أشخاص معنوية عامة
oالجماعات الترابية وفقا للفصل 135من الدستور المغربي هي :الجهات ،والعماالت واألقاليم،
والجماعات ،وهي أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام تسير شؤونها بكيفية ديمقراطية.
oوتختلف هذه األشخاص المعنوية (الجماعات الترابية) عن الوحدات الترابية األخرى،
كالقيادات وملحقات القيادات والدوائر ،ألنها ال تتمتع بالشخصية المعنوية ،بل تبقى مجرد
مصالح خارجية ،وتقسيمات إدارية تابعة لإلدارة المركزية.