Professional Documents
Culture Documents
بحث الشخصية المعنوية S2
بحث الشخصية المعنوية S2
يبرز التنظيـم اإلداري الوسائل التي تؤدي من خاللها االدارة وظيفتيها التنفيذية ،وقد يتاثر كل مجتمع
بالظروف السياسية واالجتماعية المحيطة به,واذا كان مايميز المجتمعات القديمة هو ظاهرة تركيز
السلطة بجميع أنواعها وجوانبها في يد واحدة نتيجة معتقدات معينة من جهة ،ومن جهة أخرى لضمان
قوة الدولة وتأمينها من كل خطر قد يداهمها ،فان الصفة التي تميزالدول المعاصرة هو اعترافها لبعض
الهيئات االدارية بالشخصية المعنوية وبالتالي االستقالل االداري و المالي ،وهذا بهدف مساعدتها في
أداء مهامها
إن الهدف من وراء إنجاز هذا البحث هو فتح أو تمهيد الطريق للطالب أو الباحث في مجال التنظيم
اإلداري من خالل عرض ماهية الشخصية المعنوية التي تعد الركيزة األساسية في المسار والتنظيم
اإلداري ،ذلك أن السلطة اإلدارية ال يمكنها مباشرة القيام بأعمالها ووظائفها إّال من خالل الشخص
المعنوي
االشكالـية :إن االشكالية التي تدور حولها الدراسة هي ,ما المقصود بالشخصية المعنويَة ؟
لالجابة على هذه االشكالية والتساؤالت المتفرعة عنها ارتأينا إتباع الخطة المبينة أدناه والتي اقتضت
منا دراستها المزج بين بعض المناهج العلمية في إطار ما يسمى بالتكامل المنهجي حيث استخدمنا:
المنهج الوصفي في توضيح المفاهيم القانونية فقها وقانونا
1
:خطة البحث
المبحث األول :ماهية الشخصية المعنوية -
المطلب األول :مفهوم الشخصية المعنوية -
الفرع األول :تعريف الشخصية المعنوية -
الفرع الثاني :أهمية الشخصية المعنوية-
أوال :األهمية الفنية -
ثانيا :األهمية القانونية -
المطلب الثاني :طبيعة الشخصية المعنوية-
الفرع األول :تكييف فكرة الشخصية المعنوية -
أوال :الشخصية المعنوية فكرة مفترضة -
Ι-عرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة مفترضة
ΙΙ-نقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة مفترضة
.ثانيا :الشخصية المعنوية فكرة حقيقية -
Ι-عرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة حقيقية
ΙΙ-نقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة حقيقية
ثالثا :النظرية المنكرة للشخصية المعنوية -
Ι-عرض النظرية المنكرة للشخصية المعنوية
ΙΙ-نقد النظرية المنكرة للشخصية المعنوية
الفرع الثاني :موقف المشرع الجزائري من فكرة الشخصية المعنوية -
المبحث الثاني :أنواع الشخصية المعنوية وأركانها -
المطلب األول :أنواع الشخصية المعنوية والفرق بينها -
الفرع األول :الشخصية المعنوية الخاصة -
- أوال :تعريف الشخصية المعنوية الخاصة
- ثانيا :نهاية الشخصية المعنوي الخاصة
الفرع الثاني :الشخصية المعنوية العامة -
أوال :تعريف الشخصية المعنوية العامة-
ثانيا :أنواع الشخصية المعنوية العامة والفرق بينهما -
Ι-أنواع الشخصية المعنوية العامة
.الشخصية المعنوية اإلقليمية 1-
2
.أ -الدولة
.ب -الوالية
.ج -البلدية
.الشخصية المعنوية المرفقية 2-
.أ -المؤسسات العامة الوطنية
.ب -المؤسسات المحلية اإلقليمية
.الشخصية المعنوية المهنية 3-
الفرق بين الشخصية المعنوية اإلقليمية و الشخصية المعنوية المرفقية ΙΙ-
ثالثا :نهاية الشخص المعنوي العام -
الفرع الثالث :الفرق بين الشخصية المعنوية العامة والشخصية المعنوية الخاصة -
المطلب الثاني :أركان الشخصية المعنوية -
.الفرع األول :مجموعة أشخاص أو أموال -
.الفرع الثاني :الغرض المشروع -
.الفرع الثالث :االعتراف -
المبحث الثالث :النتائج المترتبة على الشخصية المعنوية -
المطلب األول :الذمة المالية المستقلة -
المطلب الثاني :األهلية القانونية -
المطلب الثالث :الموطن المستقل -
المطلب الرابع :نائب يعبر عنه -
المطلب الخامس :حق التقاضي -
الفهرس
الخاتمة
3
.
األول :ماهية الشخصية المعنوية المبحث
المطلب األول .مفهوم الشخصية المعنوية
الفرع األول :تعريف الشخصية المعنوية الشخصية
الشخصية المعنوية هي الهيئات والمؤسسات والجماعات التي يريد المشرع أن يعترف بها,
ويعطيها الحق في ممارسة كافة أنواع التصرفات القانونية في التعامل ,وفي اكتساب الحقوق
وتحمل االلتزامات وأن يكون لها ذمة مالية مستقلة شأنها في ذلك شأن األشخاص الطبيعيية
4
تلعب فكرة الشخصية المعنوية دورا قانونيا هاما في نطاق التنظيم اإلداري ,إذ بهذه الفكرة
,أمكن القيام بمختلف الوظائف اإلدارية بواسطة أشخاص طبيعيين هم موظفي الدولة باسم اإلدارة
فتعتبر هذه األعمال أعمال األشخاص اإلدارية رغم أنها أنجزت بواسطة أشخاص طبيعيين
المطلب الثاني :طبيعة الشخصية المعنوية
الفرع األول :تكييف فكرة الشخصية المعنوية
5
تقوم هذه النظرية على اساس يتكون من حجتين ،ذلك أن أنصار هذه النظرية إنقسموا إلى فريقين
بهذا الخصوص
يرى الفريق األول أن الشخص المعنوي شأنه شأن الشخص الطبيعي له إرادة ذاتية مستقلة وقائمة
بذاتها تكونت له من نتاج تجمع إرادات األفراد الذين يكونون الشخص المعنوي ،فكلما حصل إتفاق
بين أعضاء المجموعة حول مسالة معينة من نطاق هدف المجموعة شكل هذا اإلتفاق أو الرأي
المشترك اإلرادة الذاتية للشخص المعنوي ،بالتالي متى تكونت هذه اإلرادة الذاتية نقول أننا أمام
شخص معنوي موجود كحقيقة قانونية
نظرا لمغاالت الفريق األول في تشبيه الشخص المعنوي بالشخص الطبيعي ،ظهر فريق آخر
يرى بأن األساس الذي تقوم عليه الشخصية المعنوية ليس اإلرادة الجماعية بل أن المصلحة هي
االساس و هي جوهر الحق الذي جعل من الشخص المعنوي محال للحق
ومن أنصار هذه النظرية:جييرك ,سالي
ΙΙ-نقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة حقيقية
إن أهم نقد وجه ألصحاب هذه النظرية أنهم إذا كانوا قد نجحوا في تفسير وتأصيل الشخصية
القانونية لجماعات األفراد ,فإنهم عجزوا على تفسير بعض التجمعات كتجمعات األموال
6
مثل فكرة الملكية المشتركة عند اهرنج ,وفكرة التضامن االجتماعي والمراكز القانونيةعند الفقيه
ليون دوجي
ΙΙ-نقد النظرية المنكرة للشخصية المعنوية
يعاب عن هذه النظرية أن الحقوق وااللتزامات والذمة المالية المستقلة ال تستند إال لشخص يعترف
به القانون
وأنهم ال يقدمون البديل عن الشخصية المعنوية ،الذي يعد كأساس لتفسير مباشرة الدولة لنشاطها
كوحدة قانونية ،وعليه فهم يحملون الحكام والمسيرين األخطاء التي ترتكبها الدولة واألشخاص
العامة
7
الفرع األول :الشخصية المعنوية الخاصة
أوال :تعريف الشخصية المعنوية الخاصة
هي األشخاص القانونية التي ال تتبع الدولة بل تتبع األفراد والجماعات الخاصة ,وتهدف
بصورة أساسية إلى تحقيق مصالح فردية خاصة ,تتميز من حيث طريقة وأداة إنشائها
وخضوعها لرقابة الدولة .ويكون إنشاؤها بموجب قرار من الجهة المختصة .ويمكن تعريفها
بأنها هي تلك التي يكونها األفراد سواء لتحقيق غرض خاص بهم أو بغرض يعود بالنفع
العام وهي على نوعين ,مجموعات األشخاص ومجموعات األفراد ,مثالها :الشركات
التجارية ,الجمعيات المدنية الخاصة
أ -الدولة :وقد جاء ذكرها على رأس المادة 49من القانون المدني نظرا ألهميتها وألنها تشكل
الشخص
8
المعنوي األم وباقي األشخاص متفرعة عنها .وينحصر اختصاص الدولة في نطاق إقليم
معين ,وال يحتاج وجود الدولة إلى نص في الدستور أو القانون أو أي وثيقة أخرى ذات طابع دولي
أو داخلي ,ولوال فكرة الشخصية االعتبارية لما تسنى الفصل في الذمة المالية بين ممتلكات الدولة
وممتلكات جهات أخرى ,كما أن لفكرة الشخصية االعتبارية الفضل في إقرار مسؤولية الدولة عن
أعمال موظفيها وفي االعتراف لها بأهلية التقاضي والتعاقد
ب -الوالية :هي عبارة عن منظمة جغرافية تتمتع بالشخصية القانونية واالستقالل المالي تمارس
مهاما محددة في القانون ,وقد استقلت الوالية عن الشخص األم (الدولة) ماليا وإداريا حتى تساعد
الدولة ذاتها في أداء مهمتها بحسب ما تتطلبه الظروف الخاصة بكل جزء من اإلقليم
ج -البلدية :وتعتبرالبلدية منظمة إقليمية مستقلة تمارس مهاما محددة في القانون على مستوى
رقعةجغرافية
وتنشأ لتحقيق مصالح عامة لألفراد تحت رقابة الدولة أو أحد األشخاص االعتبارية التابعة
لها ,وتسمى هذه األشخاص بالهيئات أو المؤسسات العمومية ,ولقد لجأ المشرع إلى إنشاء هذه
األشخاص إلدارة المرافق العامة التي تتطلب نوعا من االستقالل لضمان فعاليتها وحسن إدارتها
.وتنقسم هذه المؤسسات إلى وطنية وأخرى محلية
أ -المؤسسات العامة الوطنية :وهي التي تحدثها الدولة وتشرف على تسييرها ولها نشاط يتجاوز
.حدود مقر إقليم محافظة واحدة أو بلدية واحدة
ب -المؤسسات المحلية اإلقليمية :وتنشأ بقرار أو مداولة من الهيئات المحلية الوالئية أو البلدية
.وعادة ما يرتبط نشاطها بالتنمية المحلية
9
تختلف األشخاص المعنوية المرفقية عن األشخاص المعنوية اإلقليمية بأنها مقيدة بالهدف أو الخدمة
الذي أنشأت من أجل تحقيقه في حين تكون األخيرة مقيدة بالحدود الجغرافية لإلقليم الذي تمثله
وتهدف األشخاص االعتبارية المرفقية إلى تحقيق أغراض متنوعة منها ماهو إداري أواجتماعي أو
اقتصادي ,حيث يؤدي هذا االختالف إلى اختالف أنظمتها القانونية حسب النشاط الذي تتواله
الفرع الثالث :الفرق بين الشخصية المعنوية العامة والشخصية المعنوية الخاصة
يمكن التفريق من عدة أوجه
ـ من حيث الهدف :فإن الهدف من إيجاد الشخص المعنوي الخاص هو هدف خاص يتمثل في
الربح المادي ،أما الشخص المعنوي العام فإن إيجاده يهدف إلى تحقيق مصلحة عامة
ـ حرية االنتماء :فإن االنتماء إلى الشخص المعنوي الخاص يكون اختياريًا ،بخالف االنتماء إلى
الشخص المعنوي العام فإنه إجباري ،كاالنتماء إلى الدولة بالمواطنة
ـ من حيث إنشاؤها:كما بينت في التعريف ،فإن الشخصية المعنوية الخاصة تنشأ بموجب قرار
إداري من الجهة المختصة والذين ينشئونها هم أفراد عاديون ،أما الشخصية المعنوية العامة فإنها
.تنشأ موجب تنظيم يصدر من قبل المنظم
ـ من حيث الوسائل :فإن الشخصية المعنوية العامة تستخدم وسائل القانون العام من السلطة العامة،
بينما
10
تستخدم الشخصية المعنوية الخاصة قواعد القانون الخاص في كل نشاطها .وللشخصية المعنوية
امتيازات
ليست للشخصية المعنوية الخاصة؛ بحكم اختالف الهدف من كل منهما ،فإن العامة تكون لخدمة
وتحقيق الصالح العام والمنفعةالعامة ،أما الخاصة فإن هدفها يكون لتحقيق هدف خاص بمنشئها،
وهو الربح
المادي
11
األشخاص المكونين له ,وااللتزامات التي تترتب على األشخاص المكونين ال تلقى على عاتق
الشخص المعنوي
12
:الـخـاتـمـة
خالصة القول أن الشخصية المعنوية لها عنصران احدهما مادي أو موضوعي ،ويقصد به مجموعة |
من األفراد أو األموال التي تهدف إلى تـحقيق غرض مشروع على سبيل االستمرار ،وثانيهما شكلي و
.هو اعتراف المشرع أو الدولة بالشخصية المعنوية ،وقد يتم هذا االعتراف صراحة و قد يتم ضمنيا
ان مصير الشخص المعنوي شانه شان الشخص الطبيعي الى الزوال ,فانتهاء الشخصية المعنوية |
عموما يعود السباب شتى كانتهاء االجل اذا كان وجودها مؤقتا او محددا زمنيا ,او اتمام تحقيقها للغرض
الذي انشات الجله كذا اسباب االلغاء مع تعدد صوره ,كما ان الشخص الطبيعي تنقضي شخصيته القانونية
بوفاته وما يتعلق بذلك من تركة و ميراث ,اما انتهاء الشخص المعنوي يبقى ويمتد قدر التصفية حيث تسدد
ديونه وتحول باقي حقوقه الى الجهة التي يقررها سند انشاؤه او وفقا لما يقضي به اجراء الحل او طبقا
.للقانون
عالء الدين عشي,مدخل القانون اإلداري( ,د.ط ,دار الهدى للطباعة والنشر,الجزائر) ,
2009م
13
عمار بوضياف الوجيز في القانون اإلداري( ,ط ,2:جسور للنشر والتوزيع ,الجزائر2007,م
)
عمار عوابدي ,القانون اإلداري ,الجزءاألول النظام اإلداري( ,ط ,3:ديوان المطبوعات -
الجامعية ,بن عكنون الجزائر 2005 ,م )
صالح فؤاد ,مبادئ القانون اإلداري الجزائري ,دار الكتاب اللبنانية مكتبة المدرسة ,
) الطبعة األول ,الجزائر1983 ,
14