You are on page 1of 14

‫‪:‬مـقـدمـة‬

‫يبرز التنظيـم اإلداري الوسائل التي تؤدي من خاللها االدارة وظيفتيها التنفيذية‪ ،‬وقد يتاثر كل مجتمع‬

‫بالظروف السياسية واالجتماعية المحيطة به‪,‬واذا كان مايميز المجتمعات القديمة هو ظاهرة تركيز‬

‫السلطة بجميع أنواعها وجوانبها في يد واحدة نتيجة معتقدات معينة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى لضمان‬

‫قوة الدولة وتأمينها من كل خطر قد يداهمها‪ ،‬فان الصفة التي تميزالدول المعاصرة هو اعترافها لبعض‬

‫الهيئات االدارية بالشخصية المعنوية وبالتالي االستقالل االداري و المالي ‪ ،‬وهذا بهدف مساعدتها في‬

‫أداء مهامها‬

‫إن الهدف من وراء إنجاز هذا البحث هو فتح أو تمهيد الطريق للطالب أو الباحث في مجال التنظيم‬
‫اإلداري من خالل عرض ماهية الشخصية المعنوية التي تعد الركيزة األساسية في المسار والتنظيم‬
‫اإلداري‪ ،‬ذلك أن السلطة اإلدارية ال يمكنها مباشرة القيام بأعمالها ووظائفها إّال من خالل الشخص‬
‫المعنوي‬
‫االشكالـية‪ :‬إن االشكالية التي تدور حولها الدراسة هي ‪ ,‬ما المقصود بالشخصية المعنويَة ؟‬
‫لالجابة على هذه االشكالية والتساؤالت المتفرعة عنها ارتأينا إتباع الخطة المبينة أدناه والتي اقتضت‬
‫منا دراستها المزج بين بعض المناهج العلمية في إطار ما يسمى بالتكامل المنهجي حيث استخدمنا‪:‬‬
‫المنهج الوصفي في توضيح المفاهيم القانونية فقها وقانونا‬

‫‪1‬‬
‫‪ :‬خطة البحث‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية الشخصية المعنوية ‪-‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الشخصية المعنوية ‪-‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية ‪-‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية الشخصية المعنوية‪-‬‬
‫أوال‪ :‬األهمية الفنية ‪-‬‬
‫ثانيا‪ :‬األهمية القانونية ‪-‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة الشخصية المعنوية‪-‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تكييف فكرة الشخصية المعنوية ‪-‬‬
‫أوال‪ :‬الشخصية المعنوية فكرة مفترضة ‪-‬‬
‫‪ Ι-‬عرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة مفترضة‬
‫‪ ΙΙ-‬نقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة مفترضة‬
‫‪.‬ثانيا‪ :‬الشخصية المعنوية فكرة حقيقية ‪-‬‬
‫‪ Ι-‬عرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة حقيقية‬
‫‪ ΙΙ-‬نقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة حقيقية‬
‫ثالثا‪ :‬النظرية المنكرة للشخصية المعنوية ‪-‬‬
‫‪ Ι-‬عرض النظرية المنكرة للشخصية المعنوية‬
‫‪ ΙΙ-‬نقد النظرية المنكرة للشخصية المعنوية‬
‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري من فكرة الشخصية المعنوية ‪-‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الشخصية المعنوية وأركانها ‪-‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع الشخصية المعنوية والفرق بينها ‪-‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشخصية المعنوية الخاصة ‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية الخاصة‬
‫‪-‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نهاية الشخصية المعنوي الخاصة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشخصية المعنوية العامة ‪-‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية العامة‪-‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع الشخصية المعنوية العامة والفرق بينهما ‪-‬‬
‫‪ Ι-‬أنواع الشخصية المعنوية العامة‬
‫‪.‬الشخصية المعنوية اإلقليمية ‪1-‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬أ‪ -‬الدولة‬
‫‪.‬ب‪ -‬الوالية‬
‫‪.‬ج‪ -‬البلدية‬
‫‪.‬الشخصية المعنوية المرفقية ‪2-‬‬
‫‪.‬أ‪ -‬المؤسسات العامة الوطنية‬
‫‪.‬ب‪ -‬المؤسسات المحلية اإلقليمية‬
‫‪.‬الشخصية المعنوية المهنية ‪3-‬‬
‫الفرق بين الشخصية المعنوية اإلقليمية و الشخصية المعنوية المرفقية‬ ‫‪ΙΙ-‬‬
‫ثالثا‪ :‬نهاية الشخص المعنوي العام ‪-‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الفرق بين الشخصية المعنوية العامة والشخصية المعنوية الخاصة ‪-‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الشخصية المعنوية ‪-‬‬
‫‪.‬الفرع األول‪ :‬مجموعة أشخاص أو أموال ‪-‬‬
‫‪.‬الفرع الثاني‪ :‬الغرض المشروع ‪-‬‬
‫‪.‬الفرع الثالث‪ :‬االعتراف ‪-‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬النتائج المترتبة على الشخصية المعنوية ‪-‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الذمة المالية المستقلة ‪-‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األهلية القانونية ‪-‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الموطن المستقل ‪-‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نائب يعبر عنه ‪-‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬حق التقاضي ‪-‬‬

‫الفهرس‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪3‬‬
‫‪.‬‬
‫األول‪ :‬ماهية الشخصية المعنوية‬ ‫المبحث‬
‫المطلب األول ‪ .‬مفهوم الشخصية المعنوية‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية الشخصية‬
‫الشخصية المعنوية هي الهيئات والمؤسسات والجماعات التي يريد المشرع أن يعترف بها‪,‬‬
‫ويعطيها الحق في ممارسة كافة أنواع التصرفات القانونية في التعامل‪ ,‬وفي اكتساب الحقوق‬
‫وتحمل االلتزامات وأن يكون لها ذمة مالية مستقلة شأنها في ذلك شأن األشخاص الطبيعيية‬

‫الشخصية المعنوية في القانون هي‬


‫كل مجموعة من األشخاص تستهدف غرضا مشتركا‪ ,‬أو مجموعة من األموال ترصد لمدة زمنية‬
‫محددة لتحقيق غرض معين‪ ,‬بحيث تكون هذه المجموعة من األشخاص المكونين لهذه المجموعة‬
‫ومستقال عن العناصر المالية لها‪ .‬أي أن تكون لهذه المجموعة من األشخاص واألموال‬
‫‪.‬مصلحة جماعية مشتركة مستقلة عن المصالح الذاتية والفردية ألفراد المجموعة‬
‫‪:‬فالشخصية المعنوية لها ثالث عناصر البد من توافرها‪ ,‬وهي‬
‫مجموعة من األفراد أو مجموعة من األموال في ظل تنظيمم ‪1-‬‬
‫‪.‬غرض مشترك تسعى إلى تحقيقه هذهالمجموعة ‪2-‬‬
‫‪.‬اعتراف المشرع في الدولة بهذه الشخصية المعنوية ‪3-‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية الشخصية المعنوية‬
‫إن‬
‫فكرة الشخصية المعنوية لعبت دورا سياسيا وقانونيا هاما في عزل فكرة السيادة وفكرة‬
‫السلطة العامة عن األشخاص وذوات الحكام وإلحاقهما بفكرة الدولة كشخص معنوي عام‬
‫‪.‬وأصيل‬
‫كما أن لفكرة الشخصية المعنوية أهميةفنية وقانونية كبيرة في نطاق التنظيم اإلداري‪ ,‬حيث تظهر‬
‫‪:‬هذه األهمية في زاويتين‬
‫أوال‪ :‬األهمية الفنية‬
‫تتجلى األهمية الفنية لفكرة الشخصية المعنوية في عملية التنظيم اإلداري‪ ,‬بحيث تعتبر‬
‫الوسيلة الفنية الناجعة في عملية تقسيم األجهزة والوحدات اإلدارية المكونة للنظام‬
‫اإلداري‪ ,‬وكذلك وسيلة لتوزيع اختصاصات السلطة اإلدارية‪ ,‬إقليميا ومصلحيا‪ ,‬وكذلك‬
‫‪.‬تحديد العالقات فيما بينها‬
‫ثانيا‪ :‬األهمية القانونية‬

‫‪4‬‬
‫تلعب فكرة الشخصية المعنوية دورا قانونيا هاما في نطاق التنظيم اإلداري‪ ,‬إذ بهذه الفكرة‬
‫‪ ,‬أمكن القيام بمختلف الوظائف اإلدارية بواسطة أشخاص طبيعيين هم موظفي الدولة باسم اإلدارة‬
‫فتعتبر هذه األعمال أعمال األشخاص اإلدارية رغم أنها أنجزت بواسطة أشخاص طبيعيين‬
‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة الشخصية المعنوية‬
‫الفرع األول‪ :‬تكييف فكرة الشخصية المعنوية‬

‫أوال‪ :‬الشخصية المعنوية فكرة مفترضة‬


‫‪ Ι-‬عرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة مفترضة‬
‫وتسمى بالنظرية الرومانية بسبب تبني شراح القانون الروماني لها‪ .‬كما أن لها سند فقهي في‬
‫العصر الحديث يتزعمه الفقيه سافيني‪ .‬ويرى أصحاب هذه النظرية أن فكرة الشخصية‬
‫المعنوية ما هي إال محض افتراض وليس لها أساس من الواقع‬
‫لجأ إليها المشرع في الدولة كحيلة قانونية لتمكن التجمعات والهيئات من تحقيق‬
‫أهدافها وأغراضها حتى تكون لها أهلية اكتساب الحقوق وتحمل الواجبات وااللتزامات‬
‫وذلك تبعا لتعريفها للحق بأنه "قدرة إرادية لدى اصاحبه ‪،‬ووفقا لذلك تجعل من االرادة جوهر‬
‫الحق ‪ ،‬واالرادة التكون إال لالنسان‪ ،‬فالحق ال يثبت إال إللنسان النه هو الذي له إرادة‪ ،‬وإذا‬
‫وجدت مجموعة من االموال أو االشخاص كالشركات أو المؤسسات ‪ ،‬واعترف القانون لها بأن‬
‫تكون لها حقوق أو تتحمل التزامات ‪ ،‬فإن هذا مجرد تحايل ومحض افتراض ال يستند إلى واقع‬
‫‪ ΙΙ-‬نقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة مفترضة‬
‫‪.‬إن االفتراض عدم والعدم اليولد شخصا وال ينشئ حقا‬
‫ويؤخذ على هذه النظرية أنها تؤدي إلى تحكم الدولة في وجود االشخاص المعنوية‪ ،‬النه وفقا لهذه‬
‫النظرية ال يوجد الشخص المعنوي اال إذا اعترفت الدولة بوجوده‪ .‬كما أنها ال تحل أهم المشاكل‬
‫التي تترتب على االعتراف بوجود الشخصية االعتبارية وهي مشكلة تحديد من يعتبر مالكا لالشياء‬
‫غير المملوكة لالنسان بعينه‪،‬أو أنها تحلها على نحو غير معقول باعتبارها مملوكة للشخص المعنوي‬
‫الذي تقوم النظرية على أساس أنه افتراض ال وجود حقيقي له‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى ترتيب نتيجة‬
‫مؤداها اعتبار هذه االموال سائبة غير مملوكة الحد‬

‫ثانيا‪ :‬الشخصية المعنوية فكرة حقيقية‬


‫‪ Ι-‬عرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة حقيقية‬
‫يري أصحاب هذا اإلتجاه أن فكرة الشخصية المعنوية هي حقيقة قانونية واقعية موجودة شأنها شأن الشخصية‬
‫الطبيعية و ليست مجازا أو أو إفتراضا أو حيلة‬

‫‪5‬‬
‫تقوم هذه النظرية على اساس يتكون من حجتين ‪ ،‬ذلك أن أنصار هذه النظرية إنقسموا إلى فريقين‬
‫بهذا الخصوص‬
‫يرى الفريق األول أن الشخص المعنوي شأنه شأن الشخص الطبيعي له إرادة ذاتية مستقلة وقائمة‬
‫بذاتها تكونت له من نتاج تجمع إرادات األفراد الذين يكونون الشخص المعنوي ‪ ،‬فكلما حصل إتفاق‬
‫بين أعضاء المجموعة حول مسالة معينة من نطاق هدف المجموعة شكل هذا اإلتفاق أو الرأي‬
‫المشترك اإلرادة الذاتية للشخص المعنوي ‪ ،‬بالتالي متى تكونت هذه اإلرادة الذاتية نقول أننا أمام‬
‫شخص معنوي موجود كحقيقة قانونية‬
‫نظرا لمغاالت الفريق األول في تشبيه الشخص المعنوي بالشخص الطبيعي ‪ ،‬ظهر فريق آخر‬
‫يرى بأن األساس الذي تقوم عليه الشخصية المعنوية ليس اإلرادة الجماعية بل أن المصلحة هي‬
‫االساس و هي جوهر الحق الذي جعل من الشخص المعنوي محال للحق‬
‫ومن أنصار هذه النظرية‪:‬جييرك‪ ,‬سالي‬
‫‪ ΙΙ-‬نقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة حقيقية‬
‫إن أهم نقد وجه ألصحاب هذه النظرية أنهم إذا كانوا قد نجحوا في تفسير وتأصيل الشخصية‬
‫القانونية لجماعات األفراد‪ ,‬فإنهم عجزوا على تفسير بعض التجمعات كتجمعات األموال‬

‫ثالثا‪ :‬النظرية المنكرة للشخصية المعنوية‬


‫‪ Ι-‬عرض النظرية المنكرة للشخصية المعنوية‬
‫‪...‬يذهب أصحاب هذا المذهب وأهمهم‪ :‬اهرنج‪ ,‬دوجي‪ ,‬بالنيو وجيز‬
‫ان هذه النظرية تنكر فكرة الشخصية المعنوية بحيث ترى انه ال أهمية لفكرة الشخصية‬
‫المعنوية و ال ضرورة لها بل ينبغي االستغناء عنها ‪ ,‬و يعتبر دوجي و جيز من اشد‬
‫خصوم نظرية الشخصية المعنوية ‪ ,‬بحيث يقول دوجي بأنه ال سند من الحقيقة بان الدولة‬
‫شخص معنوي و أنها ذات إرادة عامة‪ ,‬إذ من المالحظ أن الدولة تتكون من فئتين فئة‬
‫حاكمة و فئة محكومة ‪ ,‬و ماإرادة الدولة في الواقع إال إرادة هذه الفئة الحاكمة التي تلزم‬
‫الطبقة المحكومة بإشباع و احترام أوامرها‪ ,‬وما عدى ذلك يكون مجرد افتراض ال فائدة منه‬
‫و يضيف دوجي إن القوة التي تفرض على المحكومين احترام القانون مصدرها سلطة‬
‫الحاكمين دون الحاجة إلى افتراض مخالف للواقع‬
‫يمكن االستغناء عنها باعتماد أفكار ونظريات قانونية أخرى تكون البديل األكثر سالمة ومنطقية‬
‫ووضوح‬

‫‪6‬‬
‫مثل فكرة الملكية المشتركة عند اهرنج‪ ,‬وفكرة التضامن االجتماعي والمراكز القانونيةعند الفقيه‬
‫ليون دوجي‬
‫‪ ΙΙ-‬نقد النظرية المنكرة للشخصية المعنوية‬
‫يعاب عن هذه النظرية أن الحقوق وااللتزامات والذمة المالية المستقلة ال تستند إال لشخص يعترف‬
‫به القانون‬
‫وأنهم ال يقدمون البديل عن الشخصية المعنوية‪ ،‬الذي يعد كأساس لتفسير مباشرة الدولة لنشاطها‬
‫كوحدة قانونية‪ ،‬وعليه فهم يحملون الحكام والمسيرين األخطاء التي ترتكبها الدولة واألشخاص‬
‫العامة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري من فكرة الشخصية المعنوية‬


‫تنص المادة ‪ 49‬من القانون المدني على‪ :‬األشخاص االعتبارية هي‬
‫‪.‬الدولة والوالية والبلدية *‬
‫‪.‬المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري *‬
‫‪.‬الشركات المدنية والتجارية *‬
‫‪.‬الجمعيات والمؤسسات *‬
‫‪.‬الوقف *‬
‫‪".‬كل مجموعة من أشخاص أو أموال يمنحها القانون شخصية قانونية *‬
‫ومن نص المادة ‪ 49‬نستنتج أن المشرع الجزائري تبنى صراحة نظرية الشخصية المعنوية لما لها‬
‫من قيمة وأثر قانوني‪ ,‬ذلك أن الدولة كشخص معنوي عام تحتاج إلى أن يلتف حولها مجموعة من‬
‫األشخاص االعتبارية العامة كالوالية والبلدية والمؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري‬
‫بغرض مساعدتها على القيام بأعباء السلطة العامة وتوفير الخدمة للجمهور‬
‫إن فكرة الشخصية المعنوية أو االعتبارية على مستوى نظرية التنظيم اإلداري تحتل من المكانة ‪.‬‬
‫ما يحتله العمود الفقري بالنسبة لإلنسان‪ ,‬إذ ال يتصور على اإلطالق قيام الدولة بمهامها دون‬
‫االعتماد على فكرة الشخصية المعنوية التي تؤهلها على توزيع المهام والوظائف وإنشاء الهيئات‬
‫المختلفة إلشباع حاجات األفراد‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الشخصية المعنوية وأركانها‬

‫المطلب األول‪ :‬أنواع الشخصية المعنوية والفرق بينهما‬

‫‪7‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشخصية المعنوية الخاصة‬
‫أوال‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية الخاصة‬
‫هي األشخاص القانونية التي ال تتبع الدولة بل تتبع األفراد والجماعات الخاصة‪ ,‬وتهدف‬
‫بصورة أساسية إلى تحقيق مصالح فردية خاصة‪ ,‬تتميز من حيث طريقة وأداة إنشائها‬
‫وخضوعها لرقابة الدولة‪ .‬ويكون إنشاؤها بموجب قرار من الجهة المختصة‪ .‬ويمكن تعريفها‬
‫بأنها هي تلك التي يكونها األفراد سواء لتحقيق غرض خاص بهم أو بغرض يعود بالنفع‬
‫العام وهي على نوعين‪ ,‬مجموعات األشخاص ومجموعات األفراد‪ ,‬مثالها‪ :‬الشركات‬
‫التجارية‪ ,‬الجمعيات المدنية الخاصة‬

‫ثانيا‪ :‬نهاية الشخصية المعنوية الخاصة‬


‫تنتهي الشخصية المعنوية في األصل عند حل الشركة وانقضائها‪ ,‬إال أنه من المقرر أن تبقى‬
‫الشركة محتفظة بشخصيتها المعنوية طيلة فترة التصفية‪.‬و يترتب على اعتبار الشركة شخصا معنويا‬
‫‪ ,‬صحيحا اكتساب الحقوق و تحمل االلتزامات‬
‫شأنها في ذلك شأن األشخاص الطبيعيين‪ ,‬إال أن الشخص المعنوي يتمتع بجميع الحقوق إال ما كان‪,‬‬
‫‪....‬منها مالزما لصفة اإلنسان الطبيعية مثل ‪ :‬السن‪ ,‬الزواج‪ ,‬الوالدة‪ ,‬و غيـرها‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشخصية المعنوية العامة‬


‫أوال‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية العامة‬
‫هي الدولة أواألشخاص المعنوية التي تتبع الدولة‪ ,‬ويمكن تعريفها بأنها مجموعة من األشخاص‬
‫واألموال التي تنشأ من قبل الدولة بموجب نظام ويكون لها هدف مشروع‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع الشخصية المعنوية العامة والفرق بينهما‬
‫‪ Ι-‬أنواع الشخصية المعنوية العامة‬

‫‪-‬الشخصية المعنوية اإلقليمية ‪1‬‬


‫وهي األشخاص االعتبارية التي تمارس اختصاصها في مجال جغرافي معين من الدولة ويشمل‬
‫][هذاالنوع الدولة والوالية والبلدية‬

‫أ‪ -‬الدولة‪ :‬وقد جاء ذكرها على رأس المادة ‪ 49‬من القانون المدني نظرا ألهميتها وألنها تشكل‬
‫الشخص‬

‫‪8‬‬
‫المعنوي األم وباقي األشخاص متفرعة عنها‪ .‬وينحصر اختصاص الدولة في نطاق إقليم‬
‫معين‪ ,‬وال يحتاج وجود الدولة إلى نص في الدستور أو القانون أو أي وثيقة أخرى ذات طابع دولي‬
‫أو داخلي ‪,‬ولوال فكرة الشخصية االعتبارية لما تسنى الفصل في الذمة المالية بين ممتلكات الدولة‬
‫وممتلكات جهات أخرى‪ ,‬كما أن لفكرة الشخصية االعتبارية الفضل في إقرار مسؤولية الدولة عن‬
‫أعمال موظفيها وفي االعتراف لها بأهلية التقاضي والتعاقد‬

‫ب‪ -‬الوالية‪ :‬هي عبارة عن منظمة جغرافية تتمتع بالشخصية القانونية واالستقالل المالي تمارس‬
‫مهاما محددة في القانون‪ ,‬وقد استقلت الوالية عن الشخص األم (الدولة) ماليا وإداريا حتى تساعد‬
‫الدولة ذاتها في أداء مهمتها بحسب ما تتطلبه الظروف الخاصة بكل جزء من اإلقليم‬

‫ج‪ -‬البلدية‪ :‬وتعتبرالبلدية منظمة إقليمية مستقلة تمارس مهاما محددة في القانون على مستوى‬
‫رقعةجغرافية‬

‫‪-‬الشخصية المعنوية المرفقية‪2 :‬‬

‫وتنشأ لتحقيق مصالح عامة لألفراد تحت رقابة الدولة أو أحد األشخاص االعتبارية التابعة‬
‫لها‪ ,‬وتسمى هذه األشخاص بالهيئات أو المؤسسات العمومية‪ ,‬ولقد لجأ المشرع إلى إنشاء هذه‬
‫األشخاص إلدارة المرافق العامة التي تتطلب نوعا من االستقالل لضمان فعاليتها وحسن إدارتها‬
‫‪.‬وتنقسم هذه المؤسسات إلى وطنية وأخرى محلية‬
‫أ‪ -‬المؤسسات العامة الوطنية‪ :‬وهي التي تحدثها الدولة وتشرف على تسييرها ولها نشاط يتجاوز‬
‫‪.‬حدود مقر إقليم محافظة واحدة أو بلدية واحدة‬

‫ب‪ -‬المؤسسات المحلية اإلقليمية‪ :‬وتنشأ بقرار أو مداولة من الهيئات المحلية الوالئية أو البلدية‬
‫‪.‬وعادة ما يرتبط نشاطها بالتنمية المحلية‬

‫‪-‬الشخصية المعنوية المهنية‪3 :‬‬


‫هي أشخاص تمثل الهيئات والنقابات المهنية‪ ،‬وتتمثل وظيفتها األساسية في إدارة‬
‫شؤون طائفة معينة من األفراد والدفاع عن مصالحهم المشروعة‬

‫‪ ΙΙ-‬الفرق بين الشخصية المعنويةاإلقليمية والشخصية المعنوية المرفقية‬

‫‪9‬‬
‫تختلف األشخاص المعنوية المرفقية عن األشخاص المعنوية اإلقليمية بأنها مقيدة بالهدف أو الخدمة‬
‫الذي أنشأت من أجل تحقيقه في حين تكون األخيرة مقيدة بالحدود الجغرافية لإلقليم الذي تمثله‬
‫وتهدف األشخاص االعتبارية المرفقية إلى تحقيق أغراض متنوعة منها ماهو إداري أواجتماعي أو‬
‫اقتصادي‪ ,‬حيث يؤدي هذا االختالف إلى اختالف أنظمتها القانونية حسب النشاط الذي تتواله‬

‫ثالثا‪ :‬نهاية الشخص المعنوي العام‬


‫الدولة باعتبارها أهم األشخاص المعنوية العامة تنقضي شخصيتها بزوال أو فقد ركن من أركانها‬
‫التي تقوم عليها كما لو تفتت إلى عدة دول أو اندمجت بدولة أخرى أو فقدانها إلقليمها أو انعدام‬
‫السلطة‬
‫السياسية بسبب الفوضى ‪,‬أما األشخاص المعنوية اإلقليمية فتنتهي بذات األداة التي نشأت بها‬
‫كما لو صدر قانون يعيد تقسيم الوحدات المحلية فيلغي بعض األشخاص المعنوية اإلقليمية ويستحدث‬
‫غيرها أو يدمجها في بعضها‪ ,‬أما إذا صدر قانون بحل مجلس إدارة الشخص المعنوي فيظل‬
‫الشخص المعنوي قائما حتى يتم اختيار الشخص الجديد‪ ,‬وتنقضي الشخصية المعنوية المرفقية‬
‫والمهنية‬
‫بإلغائها أو حلها بذات طريقة إنشائها أو باندماجها بشخص معنوي مرفقي آخروعند نهاية الشخص‬
‫المعنوي العام أيا كانت صورته تنتقل أمواله إلى الجهة التي حددها القانون أو القرار الصادر‬
‫بإلغائه‬
‫‪.‬أو حله ‪ ،‬وإال فإن هذه األموال تنتقل إلى الجهة التي يتبعها هذا الشخص‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الفرق بين الشخصية المعنوية العامة والشخصية المعنوية الخاصة‬
‫يمكن التفريق من عدة أوجه‬
‫ـ من حيث الهدف‪ :‬فإن الهدف من إيجاد الشخص المعنوي الخاص هو هدف خاص يتمثل في‬
‫الربح المادي‪ ،‬أما الشخص المعنوي العام فإن إيجاده يهدف إلى تحقيق مصلحة عامة‬
‫ـ حرية االنتماء‪ :‬فإن االنتماء إلى الشخص المعنوي الخاص يكون اختياريًا‪ ،‬بخالف االنتماء إلى‬
‫الشخص المعنوي العام فإنه إجباري‪ ،‬كاالنتماء إلى الدولة بالمواطنة‬
‫ـ من حيث إنشاؤها‪:‬كما بينت في التعريف‪ ،‬فإن الشخصية المعنوية الخاصة تنشأ بموجب قرار‬
‫إداري من الجهة المختصة والذين ينشئونها هم أفراد عاديون‪ ،‬أما الشخصية المعنوية العامة فإنها‬
‫‪.‬تنشأ موجب تنظيم يصدر من قبل المنظم‬
‫ـ من حيث الوسائل‪ :‬فإن الشخصية المعنوية العامة تستخدم وسائل القانون العام من السلطة العامة‪،‬‬
‫بينما‬

‫‪10‬‬
‫تستخدم الشخصية المعنوية الخاصة قواعد القانون الخاص في كل نشاطها‪ .‬وللشخصية المعنوية‬
‫امتيازات‬
‫ليست للشخصية المعنوية الخاصة؛ بحكم اختالف الهدف من كل منهما‪ ،‬فإن العامة تكون لخدمة‬
‫وتحقيق الصالح العام والمنفعةالعامة‪ ،‬أما الخاصة فإن هدفها يكون لتحقيق هدف خاص بمنشئها‪،‬‬
‫وهو الربح‬
‫المادي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الشخصية المعنوية‬


‫يقوم الشخص المعنوي بتوافر عدة عناصر ومقومات وشروط تتمثل أساسا في األركان التالية‬
‫الفرع األول‪ :‬مجموعة أشخاص أو أموال‬
‫يستند وجود الشخص المعنوي إلى توافر مجموعة من األشخاص (األفراد) كالجمعيات أو مجموعة‬
‫من‬
‫األموال (األشياء) كالشركات المساهمة‪ .‬وعادة ما يقوم الشخص المعنوي على وجود مجموعة من‬
‫األشخاص واألموال في آن واحد‪ ,‬فالبلدية مثال هي‪ :‬سكان البلدية وممتلكاتها‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الغرض المشروع‬


‫إن الشخص المعنوي العام ال وجود له ‪ -‬من الناحية القانونية ‪ -‬إذ لم يكن يهدف من وراء نشاطاته‬
‫إلى تحقيق وانجاز غرض مشروع‪ ,‬أي يسمح به النظام القانوني السائد بالدولة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االعتراف‬


‫يشترط لوجود الشخص المعنوي‪ -‬بغض النظر عن وضعية الدولة‪ -‬االعتراف بوجوده من طرف‬
‫السلطة‬
‫المختصة‪ ,‬وبموجب الوسيلة القانونية الالزمة فالبلدية أو الوالية إنما تحدث وتنشأ بموجب قانون‬
‫صادر عن السلطة التشريعية والجمعيات الوالئية تتم بموجب ترخيص صادر عن والي‪ ,‬بعد توافر‬
‫شروطها‪ ,‬طبقا للقانون رقم ‪ 31-90‬المؤرخ في ‪ 4‬ديسمبر ‪ 1990‬المتعلق بالجمعيات‬

‫المبحث الثالث‪ :‬النتائج المترتبة على الشخصية المعنوية‬


‫المطلب األول‪ :‬الذمة المالية المستقلة‬
‫يتمتع الشخص االعتباري بذمة مالية مستقلة عن الدولة من جهة‪ ,‬وعن الذمة المالية لألشخاص‬
‫المكونين له‪ ,‬فمثال االلتزامات التي تترتب على الشخص المعنوي ال يجوز أن تلقى على عاتق‬

‫‪11‬‬
‫األشخاص المكونين له‪ ,‬وااللتزامات التي تترتب على األشخاص المكونين ال تلقى على عاتق‬
‫الشخص المعنوي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األهلية القانونية‬


‫يتمتع الشخص المعنوي العام بأهلية قانونية في الحدود التي رسمها القانون تمكنه من اكتساب‬
‫الحقوق وتحمل االلتزامات ‪ ،‬غير أن هذه األهلية أضيق نطاقًا من أهلية الشخص الطبيعي فهي‬
‫مقيدة بممارسة التصرفات القانونية التي تدخل في ميدان نشاطه وتخصصه ‪ ،‬ومقيدة كذلك بحدود‬
‫الهدف الذي يسعى الشخص االعتباري العام لتحقيقه ‪ .‬وهذه األهلية مستقلة عن شخصية األعضاء‬
‫المكونين له ويمارسها عنه من يمثله من أشخاص الطبيعيين‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الموطن المستقل‬


‫للشخص االعتباري موطن خاص به يختلف عن موطن األشخاص المكونين له ‪ ،‬وهو عادة المقر‬
‫أوالمكان الذي يوجد فيه مركز إدارته ‪ ،‬وللموطن أهمية خاصة بالنسبة للشخص االعتباري ليتم‬
‫تحديد الجهة القضائية المختصة إقليميا في النظر في الدعاوي التي ترفع من قبله أو توجه ضدهذ‬

‫المطلب الرابع‪ :‬نائب يعبر عنه‬


‫ليس للشخص المعنوي وجود مادي ملموس يمكن أن يرى‪ ,‬وإال لماذا سمي شخصا معنويا‪ .‬لذا‬
‫وجب أن يمثله شخص طبيعي يتحدث باسمه ويبرم العقود باسمه ويتقاضى باسمه‪ ,‬فمثال‪ :‬الوالي‬
‫‪,‬نائب عن الوالية‬
‫ورئيس المجلس الشعبي البلدي نائب عن البلدية‪ ,‬ومدير الجامعة نائب عنها‬

‫المطلب الخامس‪ :‬حق التقاضي‬


‫للشخص المعنوي العام أهلية التقاضي‪ ,‬فله أن يكون مدعيا أو مدعى عليه‪ ,‬كما يجوز أن تقاضي‬
‫األشخاص االعتبارية بعضها البعض‪ ,‬ويباشر هذا الحق عن الشخص االعتباري العام أشخاص‬
‫طبيعية‬

‫‪12‬‬
‫‪:‬الـخـاتـمـة‬

‫خالصة القول أن الشخصية المعنوية لها عنصران احدهما مادي أو موضوعي ‪ ،‬ويقصد به مجموعة |‬

‫من األفراد أو األموال التي تهدف إلى تـحقيق غرض مشروع على سبيل االستمرار ‪ ،‬وثانيهما شكلي و‬

‫‪ .‬هو اعتراف المشرع أو الدولة بالشخصية المعنوية ‪ ،‬وقد يتم هذا االعتراف صراحة و قد يتم ضمنيا‬

‫ان مصير الشخص المعنوي شانه شان الشخص الطبيعي الى الزوال ‪,‬فانتهاء الشخصية المعنوية |‬

‫عموما يعود السباب شتى كانتهاء االجل اذا كان وجودها مؤقتا او محددا زمنيا ‪,‬او اتمام تحقيقها للغرض‬

‫الذي انشات الجله كذا اسباب االلغاء مع تعدد صوره ‪,‬كما ان الشخص الطبيعي تنقضي شخصيته القانونية‬

‫بوفاته وما يتعلق بذلك من تركة و ميراث‪ ,‬اما انتهاء الشخص المعنوي يبقى ويمتد قدر التصفية حيث تسدد‬

‫ديونه وتحول باقي حقوقه الى الجهة التي يقررها سند انشاؤه او وفقا لما يقضي به اجراء الحل او طبقا‬

‫‪ .‬للقانون‬

‫‪:‬قائمة المصادر والمراجع‬

‫عالء الدين عشي‪,‬مدخل القانون اإلداري‪( ,‬د‪.‬ط‪ ,‬دار الهدى للطباعة والنشر‪,‬الجزائر‪) ,‬‬
‫‪2009‬م‬

‫‪13‬‬
‫عمار بوضياف الوجيز في القانون اإلداري‪( ,‬ط‪ ,2:‬جسور للنشر والتوزيع‪ ,‬الجزائر‪2007,‬م‬
‫)‬

‫عمار عوابدي‪ ,‬القانون اإلداري‪ ,‬الجزءاألول النظام اإلداري‪( ,‬ط‪ ,3:‬ديوان المطبوعات ‪-‬‬
‫الجامعية‪ ,‬بن عكنون الجزائر ‪2005 ,‬م )‬

‫مولود ديدان‪ ,‬القانون المدني‪ ( ,‬دار بلقيس ‪ ,‬الجزائر ‪ ,‬ط ‪) 2008‬‬

‫صالح فؤاد ‪ ,‬مبادئ القانون اإلداري الجزائري ‪ ,‬دار الكتاب اللبنانية مكتبة المدرسة ‪,‬‬
‫) الطبعة األول ‪,‬الجزائر‪1983 ,‬‬

‫‪14‬‬

You might also like