Professional Documents
Culture Documents
الفوج الثالث
كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية -سـال
:عـرض حـول
1
السنة 2010/2011:
:المقدمة
سعت الغالبية العظمى من التنظيمات السياسية و الدستورية إلى التأصيل الدس((توري للعديد
من الحريات تسمح ممارستها بإشاعة نوع من المسؤولية في صفوف أصحاب تلك الحقوق و
الحريات ،ومن بين الحريات التي أقرها الدستور المغربي هي حق تأسيس الجمعيات ال((تي
نص عليها في الفصل التاسع منه.
(عة و دلك
ويعتبر العمل الجمعوي شكل من أشكال العمل العام الموجه لفئات الجماهير الواس(
(ات
(انون الحري(
حسب الهدف و المجال الذي حدد لهدا العمل .و يعرف الفصل األول من ق(
(تخدام
العامة الجمعية بكونها "اتفاق لتحقيق تعاون مستمر بين شخصين أو عدة أشخاص الس(
معلوماتهم أو نشاطاتهم لغاية غير توزيع األرباح فيما بينهم ".
و يكتسي العمل الجمعوي أهمية كبرى تكمن في كونه مج((ال خصب تنتعش فيه روح تحمل
المسؤولية بشكل جماعي .ويتم فيه الدفع بالشباب نحو تحرير طاقاتهم و إمكانياتهم اإلبداعية
.
(ون من مختلف
(داع و النقد و يعمل(
و خلق أفراد يحكمون ضمائرهم الحية في اإلنتاج و اإلب(
مواقعهم على بسط القيم االنسانية المثلى تربويا فنيا و إبداعيا و الخروج من ال((دائرة المغلقة
للفكر السلطوي المتحجر في اتجاه تفكير عقالني.
(ام
(ياق الع(
لكن للوصول إلى هدا المستوى يجب أن تكون للفاعل الجمعوي معرفة جيدة للس(
(ارات
(ياق و رؤية إدارية مع تب(ادل االستش(
(دا الس(
الذي يشتغل داخله مع قراءة خاصة له(
(تجالء طبيعة
(تنا هاته من خالل اس(
(ور دراس(
القانونية ،و سيكون هدا العنصر األخير مح(
العالقة التي تربط مختلف فعاليات المجتمع المدني بمكاتب الدراسات و االستشارة.
2
و عليه فان السؤال الذي يطرح نفسه و بإلحاح هو :ما نوعية العالقة التي قد تربط المجتمع
المدني بهده المكاتب؟
وقبل اإلجابة على هدا التساؤل سنحاول تخصيص المبحث األول إللقاء نظرة حول اإلط((ار
(رد
(المغرب ،على أن نف(
القانوني المنظم للعمل الجمعوي ومكاتب الدراسات و اإلستشارة ب(
المبحث الثاني إلبراز العالقة التي تربط بينهما.
3
المبحث ألول :قواعد تأس يس الجمعي ات ومك اتب الدراس ات القانونية
االستشارية
لقد نص الفصل الثاني من الظهير على أنه يجوز تأسيس جمعيات األش((خاص بكل
(يس
(واء في تأس(
(واجب توافرها س(
حرية ودون سابق إذن شرط أن تراعي في الشروط ال(
الجمعيات أو مكاتب الدراسات واإلستش((ارة القانونية (المطلب األول) وك((ذا نت((ائج أهلية
الجمعية ومكاتب الدراسات (المطلب الثاني).
4
اإلدارية الحق في أن تقرر فمهمتها تتحدد في تس((ليم الوصل حيث أنه ليس إال وثيقة إدارية
( تم وفق اإلجراءات المنصوص عليها قانونا.
تثبت أن التصريح
و رغم أن ظهير 15نوفمبر 1958جعل تأسيس الجمعية دون سابق ترخيص إال أنه
ألزم مؤسسي الجمعيات بتقديم تصريح مسبق لكل تغيير إلى مركز السلطة اإلدارية المحلية و
إلى وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية.
وكما أن المشرع المغربي ألزم الجهة اإلدارية بأن تسلم وصال مؤقتا عن يداع الملف
على أن تعطي الوصل النهائي في أجل شهرين وأج((از للجمعية ممارسة نش((اطها وهو ما
يعتبر اعترافا ضمنيا بوجود الجمعية يترتب عنه االعتراف بشخص((يتها القانونية ويجب أن
يكون التصريح بكل تغيير في غضون شهر من وقوعه.
ونجد أن القانون الداخلي للجمعية يعود للمؤسس((ين لتع((يين الش((كل التنظيمي في
القانون األساسي وكتابة هذا أألخير واجب ألنه مستند أساسا في الملف الذي يقدم عند تشكيل
(انون األساسي
(اتب واألمين وتكمن أهمية الق(
(رئيس والك(
الجمعية ويتضمن تعيين مهمة ال(
(وي وينظم عالقة الجمعية بمحيطها وأفرادها
(ود معن(
(بها قانونية وج(
للجمعية في انه يكس(
(داف ومقر
(وان واه(
(ارة الى اسم وعن(
(زمت اإلش(
واألهداف التي من أجلها أسست لهذا أل(
الجمعية.
(دف من
(ون اله(
وكذلك من بين شروط عقد االتفاق لتأسيس الجمعية ال بد من أن يك(
تأسيس الجمعية مشروع وفق ما هو منصوص عليه في الفصل الثالث من الظه((ير ذلك ان
الهدف الغير المشروع والذي يتنافى مع الق((وانين واآلداب العامة أو قد ته((دف الى المس
بالدين أإلسالمي وإلى كافة أشكال التمييز تكون باطلة أي عديمة المفعول كما يجب ان يكون
الهدف من تأسيس الجمعية ليس هو توزيع األرباح بين أعضائها بحيث يكون الغ((رض منها
هو القيام بنشاط معين لفائدة أشخاص.
5
أما فيما يتعلق بالقواعد الخاصة بتأسيس مكاتب الدراسات القانونية واالستشارية فإنها
(بق
(تي س(
تخضع في تأسيسها إلى ظهير 1958المتعلق بتأسيس الجمعيات وفق الشروط ال(
وقمنا بدراستها.
ـات القانونية و
ـاتب الدراسـ
ـات ومكـ
المطلب الثاني :نتائج أهلية الجمعيـ
االستشارية:
بعد ان تؤسس الجمعية وفق الشروط القانونية المنصوص عليها بالنسبة لألشخاص و
يتم تحديد األهداف و تقديم تصريحا للسلطة اإلدارية المحلية فإنه يترتب على ذلك عدة نتائج
هامة.
ولعل من أهمها أهلية التقاضي وذلك حسب مقتضيات الفصل الس((ادس على أن كل
جمعية صرح بتأسيسها بصفة قانونية يحق لها أن ترفع عليها الدعاوي ويكون االختص((اص
في ذلك إلى المحاكم االبتدائية سواء إذا تعلق األمر بقضايا مدنية أو زجرية.
(ذي
(خاص معينة ودلك بحسب نوعية العمل ال(
كما يحق لها أن ترفع دعوى عن أش(
تمارسه وعلى سبيل المثال حماية المرأة والطفولة وضحايا العنف واإلهمال األسري.
ونفس الشيء بالنسبة لمكاتب الدراسات القانونية واالستشارية بما أنها جمعيات تحمل
عنوان مكاتب أو مراكز ،فإذا ما أخلت باألهداف التي أسست من أجلها يمكن لمن تضرر من
ذلك بأن يقاضيها أمام المحاكم االبتدائية وإذا تضررت هذه المكاتب من جراء فعل صدر من
(ؤولية
(ار المس(
(ائيا في إط(
(إن لها الحق في ان تتابعه قض(
(ون مثال ف(
شخص في صفة زب(
(ود
(ات تمتع بوج(
التقصيرية ومن بين هذه النتائج أيضا أن هذه الجمعيات أو مكاتب الدارس(
( المنص((وص عليه
ذاتي مستقل وذلك بمجرد تقديم المؤسسين او المسيرين للجمعية التصريح
(ام
(لطة اإلدارية القي(
(رد توصل بوصل الس(
(بح مؤهلة قانونيا بمج(
في الفصل الخامس تص(
بأنشطتها وعقد اجتماعاتها وفق األهداف واألنشطة المضرة في نظامها األساسي .
6
وفي هذا السياق نعطي فكرة عن األهداف التي تسطرها مكاتب الدراسات في نظامها
األساسي من خالل النموذج التالي:
(الح المركزية
(ات اإلدارية ومن مص(
(ارية لمختلف الفعالي(
-تقديم الخدمات االستش(
ومصالح خارجية وجماعات محيلة ومؤسسات عمومية وقطاع خاص.
وكذا من بين النتائج التي تترتب على التصريح بتأسيس الجمعي ذمة مالية مس((تقلة
وذلك طبقا للفصل السادس وحيث يسمح لها بان تمتلك وتتصرف وتقتني بعوض وقد ح((دد
المشرع اإلمكانيات الني يمكن للجمعية التصرف فيها:
-1اإلعانات العمومية
7
(ات ومنح من قبل الدولة وذلك
ما يمكن مالحظته هو إذا كانت الجمعيات تتلقى إعان(
(ارية بما أنها تأسس في
(اتب الدراسة القانونية واإلستش(
وفق األهداف المتوخاة منها فهل مك(
إطار جمعية حتى هي تتلقى إعانات من الدولة.
وما يمكننا أن نخلص إليه من خالل دراستنا في هذا المبحث هو غياب اإلطار المنظم
لمكاتب الدراسات القانونية واالستشاريةو كذا االختالف بين األه((داف كل من الجمعي((ات
ومكاتب الدراسات حيث أن الهدف من تأسيس الجمعيات وتقديم خدمات مجانية لفئات معينة
من المجتمع وذلك بحسب نوعية العمل ويبرز االختالف كذلك من حيث األرباح التي تتلقاها
(ائها بخالف
(ير قابلة للتوزيع بين أعض(
الجمعيات من جراء األنشطة التي تقوم بها فهي غ(
(ارات
(ات واستش(
الهدف من تأسيس مكاتب الدراسات القانونية واالستشارية هو تقديم دراس(
بمقابل مالي واستثناءا قد يتم تقديم االستشارة بدون مقابل وذلك بحسب المبادئ ال((تي يتمتع
أعضاء مكتب الدراسات.
(اتب
(ات و مك(
(انون المنظم للجمعي(
(كالية بما أن الق(
وفي هذا الصدد تطرح لنا إش(
(دى
(ات_فما م(
الدرسات القانونية واالستشارية هو واحد _أي ظهير 1958لتاسيس الجمعي(
العالقة التي تربط بينهما ؟ وهو ما سنحاول جاهدين اإلجابة عليه.
8
(ول
(تراح مجموعة من الحل(
أسباب تختلف من جمعية ألخرى (المطلب األول)،وسنحاول إق(
لتوطيد هده العالقة(المطلب الثاني).
المطلب األول:األسباب الكامنة وراء عدم لجوء فعاليــات المجتمع المــدني إلى
مكاتب الدراسات.
-لعل أول سبب يمكن الحديث عنه والدي المسناه عند مقابلتنا لبعض الجمعيات يثمتل
في توفر الجمعية على كوكبة من األطر الفاعلة في المي((دان و المؤهلة تأهيل ع((الي بحكم
التجربة و التكوين الحقوقي في حل جميع الخص((ومات بمختلف أنواعها و بتش((عب و تعقد
مساطرها،و نسوق هنا مثال عن إحدى الجمعيات التي قمنا بزيرتها وهي جمعية "سند لحماية
المرأة و الطفولة" فهده األخيرة تتوفر على كوكبة من األطر نجد على رأسها رئيسة الجمعية
( على
(رية المعروضة
(ات األس(
وهي محامية تعمل على إعطاء استشارات قانونية لحاللنزع(
الجمعية بجميع أنواعها و تجلياتها،وضبط اإلشكاليات القانونية و الواقعية لتحديد المس((طرة
المتبعة في حل النزاع بعيدا عن المحاكم المتسمة بالنطء و عدم الفعالية،نجد ك((داك من بين
أعضاءها موثق وهو عضو فاعل في الجمعية يعمل كدلك على تقديم استشارات قانونية تدخل
في مجال إختصاصه و دلك بثوتيق العقود وجميع التصرفات القانونية الملزمة ألطرافها فهو
بدوره يساهم و بشكل فعال في حل المنازعات متى تضمنت من عناصر إختصاصه و تدخله
و الدي يكون في كثير من الحاالت جد مهم ،أظف إلى دلك الباحث اإلجتماعي ال((دي يتجلى
دوره في مثل هده الجمعيات في بحث الظاهرة أي الوقوف على أسباب الشقاق و النزاع الدي
شاب العالقة األسرية و البحث كدلك في مختلف الجوانب التي ساهمت بشكل أو ب((أخر في
(دا باإلظافة إلى
(تى التربوية ،ه(
نشوب الخصام سواءا منها اإلجتماعية أو اإلقتصادية أو ح(
دراسة معمقة لكل ملف و كل نازلة على حدا ألن األمر يختلف بإختالف العقليات و تضارب
المصالح المادية و المعنوية في جميع العالقت اإلجتماعية بين األطراف،و هنا ت((برز أهمية
الباحث اإلجتماعي الدي يغوص في كنه و جوهر النزاع و الوقوف على العوامل و األسباب
9
التي ساهمت في نشأته حتى يتم تقديم أستشارة قانونية دقيقة و مضبوطة تختلف من حالة إلى
حالة أخدة بعين اإلعتبار جميع العناصر المميزة لكل نزاع على حدة
وهكدا فإن هده األطر و غيرها أستطاعت بحكم تجربتها في مجال تقديم اإلستشارة
القانونيةتجاوز المشاكل التي قد تعنرضها أثناء عملها أو تط((رح عليه((ا،مما يح((ول دون
لجوءها إلى جهات أجنبية طلبا للمشورة مثل مكاتب الدراسات و اإلستشارة
-من بين العوامل كدلك نجد العامل المادي الدي يشكل عائقا أساسيا ودلك لكون معظم
الجمعيات هي جمعبات صغرى ال تتوفر سوى على مداخيل محدودة بل و حتى الجمعي((ات
(اليف
التي تتوفر على رجال أعمال يمدونها بالدعم المادي نجد أن هؤالء تقع على كاهلهم تك(
ضخمة و دلك في غياب أي دعم مالي كيفما كانت قيمته من طرف الدولة و بالتالي مهم بلغت
مساهمة هؤالء فإنها في أاحسن األحوال تكفي فقط لتغطية المصاريف المتعددة التي تحت((اج
لها الجمعية نتيجة األعمال التي تقوم بها
-نقص المتطوعين لديها أي العاملين بدون أجر ،خاصة المؤهلة منها و المؤطرة في
( اإلجتماع ،الطب
كل المجاالت:القانون علم النفس،علم
-عدم وجود إطار قانوني ينظم عمل مكاتب الدراسات و اإلستشارة و تأسيسس هدا
األخير تحت أسم جمعية،قد يتيح ألشخاص ال يتوفرون على الكفاءة العلمية الالزمة إعط((اء
إستشارات قانونية مغلوطة،والشك أن األمر سينعكس سلبا على ثقة طالبي اإلستشارة عامة و
الجمعيات خاصة في هاته المكاتب.
المطلب الثاني :الحلول المقترحة لتوطيد العالقة بين مكاتب الدراســات و العمل
الجمعوي.
بعد تطرقنا إلى قواعد تأسيس الجمعيات و مكاتب الدراسات القانونية و االستشارية و
اكتشاف العالقة الشبه المنعدمة بينهما لألسباب التي سبق أن تطرقنا إليها .
القتناعنا بالدور الهام الذي يمكن أن تلعب مكاتب الدراسات القانونية و االستشارية
بالنسبة للعمل الجمعوي في المغرب وفي إطار تقريب هده العالقة وتقويتها ارتأينا إلى اقتراح
الحلول التالية:
10
-ضرورة تأطير عمل مكاتب الدراسات و االستشارة ،و دلك من خالل إصدار
نصوص قانونية تحدد شروط تأسيس هده المكاتب و مسطرة دلك وتعمل على وضع س((قف
للمبالغ الواجب تأديتها عن كل استشارة حسب نوعية ه((ده األخ((يرة و أهميته((ا .و ك((دا
(از
(تر و اجتي(
(ال مثال ماس(
التنصيص على توفر مقدمي االستشارة على مستوى علمي ع(
تدريب لمدة معينة مثال ثالث سنوات أما المهنيين فيكفي توفرهم على تجربة تأهلهم لفتح مثل
هده المكاتب.
-الرفع من مساهمة الدولة في العمل الجمعوي و دلك لتدليل الصعوبات المادية التي قد
تواجهها الجمعيات و تحول دون طلبها لمشورة قد تكون في حاجة اليها.
-خلق قنوات التواصل بين مكاتب الدراسات و االستشارة و المجتمع المدني و دلك من
خالل عقد ندوات و لقاءات دراسية تهدف الى توعية هده األخيرة باألهمية ال((تي يكتس((يها
اللجوء الى هده المكاتب من أجل تشخيص أوضاع معينة قد يستعصي عليها حل
-تأهيل الموارد البشرية.
11
خاتمة:
و ختام هدا العرض البد من التنويه إلى أن األدوار المهمة التي أص((بح من المف((ترض أن
يلعبها المجتمع المدني و عى رأسها المساهمة في الحركة التنموية ال((تي يش((هدها المجتمع
(ات و
(اتب الدراس(
(وء إلى مك(
المغربي حاليا ،أصبحت تحتم على هدا األخير ضرورة اللج(
اإلستشارة القانونية سواء الوطنية أو األجنبية حتى يكون على مستوى المسؤولية الملقاة على
عاتقه.
12
الفهرس
المقدمة2................................................................................
(اتب
(دني إلى مك(
(ات المجتمع الم(
(وء فعالي(
المطلب األول:األسباب الكامنة وراء عدم لج(
الدراسات9..............................................................................
المطلب الث((اني :الحل((ول المقترحة لتوطيد العالقة بين مك((اتب الدراس((ات و العمل
الجمعوي10............................................................................
خاتمة12................................................................................
الفهرس13..............................................................................
13