You are on page 1of 13

‫ماستر االستشارة القانونية‬

‫الفوج الثالث‬
‫كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ -‬سـال‬

‫‪:‬عـرض حـول‬

‫مكاتب الدراسات و اإلستشارة و المجتمع المدني‬

‫تحت إشراف االستاذ‬ ‫إعداد الطلبة الباحثين‪:‬‬

‫عبد المجيد السماللي‬ ‫عالم حسناء‬ ‫‪‬‬


‫نجالء حمينة‬ ‫‪‬‬
‫أسماء القوش‬ ‫‪‬‬
‫مريم صابري‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫السنة ‪2010/2011:‬‬

‫‪:‬المقدمة‬

‫سعت الغالبية العظمى من التنظيمات السياسية و الدستورية إلى التأصيل الدس((توري للعديد‬
‫من الحريات تسمح ممارستها بإشاعة نوع من المسؤولية في صفوف أصحاب تلك الحقوق و‬
‫الحريات‪ ،‬ومن بين الحريات التي أقرها الدستور المغربي هي حق تأسيس الجمعيات ال((تي‬
‫نص عليها في الفصل التاسع منه‪.‬‬
‫(عة و دلك‬
‫ويعتبر العمل الجمعوي شكل من أشكال العمل العام الموجه لفئات الجماهير الواس(‬
‫(ات‬
‫(انون الحري(‬
‫حسب الهدف و المجال الذي حدد لهدا العمل‪ .‬و يعرف الفصل األول من ق(‬
‫(تخدام‬
‫العامة الجمعية بكونها "اتفاق لتحقيق تعاون مستمر بين شخصين أو عدة أشخاص الس(‬
‫معلوماتهم أو نشاطاتهم لغاية غير توزيع األرباح فيما بينهم "‪.‬‬
‫و يكتسي العمل الجمعوي أهمية كبرى تكمن في كونه مج((ال خصب تنتعش فيه روح تحمل‬
‫المسؤولية بشكل جماعي‪ .‬ويتم فيه الدفع بالشباب نحو تحرير طاقاتهم و إمكانياتهم اإلبداعية‬
‫‪.‬‬
‫(ون من مختلف‬
‫(داع و النقد و يعمل(‬
‫و خلق أفراد يحكمون ضمائرهم الحية في اإلنتاج و اإلب(‬
‫مواقعهم على بسط القيم االنسانية المثلى تربويا فنيا و إبداعيا و الخروج من ال((دائرة المغلقة‬
‫للفكر السلطوي المتحجر في اتجاه تفكير عقالني‪.‬‬
‫(ام‬
‫(ياق الع(‬
‫لكن للوصول إلى هدا المستوى يجب أن تكون للفاعل الجمعوي معرفة جيدة للس(‬
‫(ارات‬
‫(ياق و رؤية إدارية مع تب(ادل االستش(‬
‫(دا الس(‬
‫الذي يشتغل داخله مع قراءة خاصة له(‬
‫(تجالء طبيعة‬
‫(تنا هاته من خالل اس(‬
‫(ور دراس(‬
‫القانونية‪ ،‬و سيكون هدا العنصر األخير مح(‬
‫العالقة التي تربط مختلف فعاليات المجتمع المدني بمكاتب الدراسات و االستشارة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و عليه فان السؤال الذي يطرح نفسه و بإلحاح هو ‪ :‬ما نوعية العالقة التي قد تربط المجتمع‬
‫المدني بهده المكاتب؟‬
‫وقبل اإلجابة على هدا التساؤل سنحاول تخصيص المبحث األول إللقاء نظرة حول اإلط((ار‬
‫(رد‬
‫(المغرب ‪،‬على أن نف(‬
‫القانوني المنظم للعمل الجمعوي ومكاتب الدراسات و اإلستشارة ب(‬
‫المبحث الثاني إلبراز العالقة التي تربط بينهما‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث ألول‪ :‬قواعد تأس يس الجمعي ات ومك اتب الدراس ات القانونية‬
‫االستشارية‬
‫لقد نص الفصل الثاني من الظهير على أنه يجوز تأسيس جمعيات األش((خاص بكل‬
‫(يس‬
‫(واء في تأس(‬
‫(واجب توافرها س(‬
‫حرية ودون سابق إذن شرط أن تراعي في الشروط ال(‬
‫الجمعيات أو مكاتب الدراسات واإلستش((ارة القانونية (المطلب األول) وك((ذا نت((ائج أهلية‬
‫الجمعية ومكاتب الدراسات (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪.‬المطلب األول ‪ :‬شروط و مسطرة تأسيس الجمعيات و مكاتب الدراسات بالمغرب‬


‫تنحصر الجمعيات بمختلف أنواعها في إطار قانوني محدد في مرحلتين ‪ :‬مرحلة‬
‫التأسيس و االعتراف بالوجود القانوني و‪ :‬ومرحلة االشتغال و دلك بموجب المقتض((يات و‬
‫األحكام المنصوص عليها في ظهير ‪ 15‬نوفمبر ‪ 1958‬و الذي تم تعديله سنة ‪ 2002‬حيث‬
‫نظم هدا األخير أصناف الجمعيات سواء من خالل النص العام أو بموجب نص((وص خاصة‬
‫ببعض األنواع‪ ،‬و نجد أن ظهير ‪ 15‬نوفمبر ‪ 1958‬استثنى جمعيات الطلبة و ال((تي تخضع‬
‫لظهير ‪ 11‬يوليوز ‪ 1963‬و عدة جمعيات مهنية التي تبقى خاضعة إضافة إلى الظه((ير إلى‬
‫مقتضيات خاصة و تبقى القاعدة العامة في إطار التشريع المغربي الخاص بالجمعي((ات هي‬
‫حرية التأسيس لكن أقر الفصل الخاص من ظهير ‪ 1958‬بعض اإلجراءات ال((تي تقع على‬
‫كاهل كل من يريد تأسيس جمعية طبقا للقانون ومن تم القيام بتصريح أمام السلطة اإلدارية و‬
‫(لم عنه وصل من‬
‫(ار يتس(‬
‫(دا اإلخب(‬
‫دلك بإشعار السلطة أو اإلدارة بنية تأسيس الجمعية و ه(‬
‫اإلدارة حيث أن السلطة اإلدارية المختصة ال تتوفر على أية صالحية قانونية سوى التأكد من‬
‫(روعية‬
‫قيام الجمعية باستيفاء جميع الشروط المرتبطة بتقديم تصريح و يمنع عليها تقدير مش(‬
‫أو عدم مشروعية فعل التأسيس و بالتالي فان الفصل الخاص ينص على أنه ليس للس((لطات‬

‫‪4‬‬
‫اإلدارية الحق في أن تقرر فمهمتها تتحدد في تس((ليم الوصل حيث أنه ليس إال وثيقة إدارية‬
‫( تم وفق اإلجراءات المنصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫تثبت أن التصريح‬
‫و رغم أن ظهير ‪ 15‬نوفمبر ‪ 1958‬جعل تأسيس الجمعية دون سابق ترخيص إال أنه‬
‫ألزم مؤسسي الجمعيات بتقديم تصريح مسبق لكل تغيير إلى مركز السلطة اإلدارية المحلية و‬
‫إلى وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية‪.‬‬

‫وكما أن المشرع المغربي ألزم الجهة اإلدارية بأن تسلم وصال مؤقتا عن يداع الملف‬
‫على أن تعطي الوصل النهائي في أجل شهرين وأج((از للجمعية ممارسة نش((اطها وهو ما‬
‫يعتبر اعترافا ضمنيا بوجود الجمعية يترتب عنه االعتراف بشخص((يتها القانونية ويجب أن‬
‫يكون التصريح بكل تغيير في غضون شهر من وقوعه‪.‬‬

‫ونجد أن القانون الداخلي للجمعية يعود للمؤسس((ين لتع((يين الش((كل التنظيمي في‬
‫القانون األساسي وكتابة هذا أألخير واجب ألنه مستند أساسا في الملف الذي يقدم عند تشكيل‬
‫(انون األساسي‬
‫(اتب واألمين وتكمن أهمية الق(‬
‫(رئيس والك(‬
‫الجمعية ويتضمن تعيين مهمة ال(‬
‫(وي وينظم عالقة الجمعية بمحيطها وأفرادها‬
‫(ود معن(‬
‫(بها قانونية وج(‬
‫للجمعية في انه يكس(‬
‫(داف ومقر‬
‫(وان واه(‬
‫(ارة الى اسم وعن(‬
‫(زمت اإلش(‬
‫واألهداف التي من أجلها أسست لهذا أل(‬
‫الجمعية‪.‬‬

‫(دف من‬
‫(ون اله(‬
‫وكذلك من بين شروط عقد االتفاق لتأسيس الجمعية ال بد من أن يك(‬
‫تأسيس الجمعية مشروع وفق ما هو منصوص عليه في الفصل الثالث من الظه((ير ذلك ان‬
‫الهدف الغير المشروع والذي يتنافى مع الق((وانين واآلداب العامة أو قد ته((دف الى المس‬
‫بالدين أإلسالمي وإلى كافة أشكال التمييز تكون باطلة أي عديمة المفعول كما يجب ان يكون‬
‫الهدف من تأسيس الجمعية ليس هو توزيع األرباح بين أعضائها بحيث يكون الغ((رض منها‬
‫هو القيام بنشاط معين لفائدة أشخاص‪.‬‬

‫وكذا ال بد من توافر شرط آخر هو األهلية القانونية للمؤسسين أو المسيرين للجمعية‬


‫والذي ال يجب أن يقل عددهم عن اثنين‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫أما فيما يتعلق بالقواعد الخاصة بتأسيس مكاتب الدراسات القانونية واالستشارية فإنها‬
‫(بق‬
‫(تي س(‬
‫تخضع في تأسيسها إلى ظهير ‪ 1958‬المتعلق بتأسيس الجمعيات وفق الشروط ال(‬
‫وقمنا بدراستها‪.‬‬

‫ـات القانونية و‬
‫ـاتب الدراسـ‬
‫ـات ومكـ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نتائج أهلية الجمعيـ‬
‫االستشارية‪:‬‬
‫بعد ان تؤسس الجمعية وفق الشروط القانونية المنصوص عليها بالنسبة لألشخاص و‬
‫يتم تحديد األهداف و تقديم تصريحا للسلطة اإلدارية المحلية فإنه يترتب على ذلك عدة نتائج‬
‫هامة‪.‬‬

‫ولعل من أهمها أهلية التقاضي وذلك حسب مقتضيات الفصل الس((ادس على أن كل‬
‫جمعية صرح بتأسيسها بصفة قانونية يحق لها أن ترفع عليها الدعاوي ويكون االختص((اص‬
‫في ذلك إلى المحاكم االبتدائية سواء إذا تعلق األمر بقضايا مدنية أو زجرية‪.‬‬

‫(ذي‬
‫(خاص معينة ودلك بحسب نوعية العمل ال(‬
‫كما يحق لها أن ترفع دعوى عن أش(‬
‫تمارسه وعلى سبيل المثال حماية المرأة والطفولة وضحايا العنف واإلهمال األسري‪.‬‬

‫ونفس الشيء بالنسبة لمكاتب الدراسات القانونية واالستشارية بما أنها جمعيات تحمل‬
‫عنوان مكاتب أو مراكز‪ ،‬فإذا ما أخلت باألهداف التي أسست من أجلها يمكن لمن تضرر من‬
‫ذلك بأن يقاضيها أمام المحاكم االبتدائية وإذا تضررت هذه المكاتب من جراء فعل صدر من‬
‫(ؤولية‬
‫(ار المس(‬
‫(ائيا في إط(‬
‫(إن لها الحق في ان تتابعه قض(‬
‫(ون مثال ف(‬
‫شخص في صفة زب(‬
‫(ود‬
‫(ات تمتع بوج(‬
‫التقصيرية ومن بين هذه النتائج أيضا أن هذه الجمعيات أو مكاتب الدارس(‬
‫( المنص((وص عليه‬
‫ذاتي مستقل وذلك بمجرد تقديم المؤسسين او المسيرين للجمعية التصريح‬
‫(ام‬
‫(لطة اإلدارية القي(‬
‫(رد توصل بوصل الس(‬
‫(بح مؤهلة قانونيا بمج(‬
‫في الفصل الخامس تص(‬
‫بأنشطتها وعقد اجتماعاتها وفق األهداف واألنشطة المضرة في نظامها األساسي ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وفي هذا السياق نعطي فكرة عن األهداف التي تسطرها مكاتب الدراسات في نظامها‬
‫األساسي من خالل النموذج التالي‪:‬‬

‫(الح المركزية‬
‫(ات اإلدارية ومن مص(‬
‫(ارية لمختلف الفعالي(‬
‫‪-‬تقديم الخدمات االستش(‬
‫ومصالح خارجية وجماعات محيلة ومؤسسات عمومية وقطاع خاص‪.‬‬

‫‪-‬المساهمة في التكوين القانوني لفائدة العاملين بالمؤسسات اإلدارية العامة والخاصة‬


‫وكذا فعاليات المجتمع المدني إسهاما في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪.‬‬

‫(االت القانونية واإلدارية‬


‫‪-‬المساهمة في التكوين المستمر وتطوير الكفاءات في المج(‬
‫واالقتصادية‪.‬‬

‫‪-‬إنشاء بنك للمعلومات والوثائق والدراسات المرتبطة بمجال االستشارة والتكوين‬

‫‪-‬القيام بدراسات لفائدة المرافق العامة أو الخاصة‪.‬‬

‫وكذا من بين النتائج التي تترتب على التصريح بتأسيس الجمعي ذمة مالية مس((تقلة‬
‫وذلك طبقا للفصل السادس وحيث يسمح لها بان تمتلك وتتصرف وتقتني بعوض وقد ح((دد‬
‫المشرع اإلمكانيات الني يمكن للجمعية التصرف فيها‪:‬‬

‫‪-1‬اإلعانات العمومية‬

‫‪-2‬واجبات االنخراط أعضائها‬

‫‪-3‬واجبات اشتراك أعضائها السنوي‬

‫‪-4‬إعانات القطاع الخاص‬

‫‪-5‬المساعدات التي يمكن أن تتلقاها الجمعية من جهات أجنبية باستثناء الجمعي((ات‬


‫التي لها صبغة سياسية‬

‫(ات مالية في حالة‬


‫وقد تم التنصيص في ظهير ‪ 1958‬على عقوبات زجرية وغرام(‬
‫مخالفة الجمعيات للمقتضيات القانونية وفي بعض الحاالت يتم حل الجمعية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫(ات ومنح من قبل الدولة وذلك‬
‫ما يمكن مالحظته هو إذا كانت الجمعيات تتلقى إعان(‬
‫(ارية بما أنها تأسس في‬
‫(اتب الدراسة القانونية واإلستش(‬
‫وفق األهداف المتوخاة منها فهل مك(‬
‫إطار جمعية حتى هي تتلقى إعانات من الدولة‪.‬‬

‫وما يمكننا أن نخلص إليه من خالل دراستنا في هذا المبحث هو غياب اإلطار المنظم‬
‫لمكاتب الدراسات القانونية واالستشاريةو كذا االختالف بين األه((داف كل من الجمعي((ات‬
‫ومكاتب الدراسات حيث أن الهدف من تأسيس الجمعيات وتقديم خدمات مجانية لفئات معينة‬
‫من المجتمع وذلك بحسب نوعية العمل ويبرز االختالف كذلك من حيث األرباح التي تتلقاها‬
‫(ائها بخالف‬
‫(ير قابلة للتوزيع بين أعض(‬
‫الجمعيات من جراء األنشطة التي تقوم بها فهي غ(‬
‫(ارات‬
‫(ات واستش(‬
‫الهدف من تأسيس مكاتب الدراسات القانونية واالستشارية هو تقديم دراس(‬
‫بمقابل مالي واستثناءا قد يتم تقديم االستشارة بدون مقابل وذلك بحسب المبادئ ال((تي يتمتع‬
‫أعضاء مكتب الدراسات‪.‬‬

‫(اتب‬
‫(ات و مك(‬
‫(انون المنظم للجمعي(‬
‫(كالية بما أن الق(‬
‫وفي هذا الصدد تطرح لنا إش(‬
‫(دى‬
‫(ات_فما م(‬
‫الدرسات القانونية واالستشارية هو واحد _أي ظهير ‪ 1958‬لتاسيس الجمعي(‬
‫العالقة التي تربط بينهما ؟ وهو ما سنحاول جاهدين اإلجابة عليه‪.‬‬

‫المبحث الث اني‪:‬العالقة بين مك اتب الدراس ات و اإلستش ارة القانونية و‬


‫المجتمع المدني‪.‬‬
‫غني عن البيان الدور المهم الدي أصبحت تلعبه مكاتب الدراسات و اإلستشارة في‬
‫( من خالل الخدمات التي تقدمها س((واءا على‬
‫المغرب بالنسبة لمختلف المرافق الوطنية‪،‬ودلك‬
‫المستوى اإلقتصادي أو اإلجتماعي‪،‬والشك أن العمل الجمعوي وعلى غرار ب((اقي المرافق‬
‫يبقى في حاجة ماسة إلي تقويمه و إرشاده و توضيح مساره‪.‬لكن من خالل دراستنا الميدانية‬
‫و مختلف المقابالت التي قمنا بإجراءها مع مسيري و مؤطري بعض الجمعيات إتضح لنا و‬
‫بشكل جلي عزوف معظم فعاليات المجتمع المدني عن اللجوء إلى هده المكاتب و دلك لع((دة‬

‫‪8‬‬
‫(ول‬
‫(تراح مجموعة من الحل(‬
‫أسباب تختلف من جمعية ألخرى (المطلب األول)‪،‬وسنحاول إق(‬
‫لتوطيد هده العالقة(المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪:‬األسباب الكامنة وراء عدم لجوء فعاليــات المجتمع المــدني إلى‬
‫مكاتب الدراسات‪.‬‬
‫‪ -‬لعل أول سبب يمكن الحديث عنه والدي المسناه عند مقابلتنا لبعض الجمعيات يثمتل‬
‫في توفر الجمعية على كوكبة من األطر الفاعلة في المي((دان و المؤهلة تأهيل ع((الي بحكم‬
‫التجربة و التكوين الحقوقي في حل جميع الخص((ومات بمختلف أنواعها و بتش((عب و تعقد‬
‫مساطرها‪،‬و نسوق هنا مثال عن إحدى الجمعيات التي قمنا بزيرتها وهي جمعية "سند لحماية‬
‫المرأة و الطفولة" فهده األخيرة تتوفر على كوكبة من األطر نجد على رأسها رئيسة الجمعية‬
‫( على‬
‫(رية المعروضة‬
‫(ات األس(‬
‫وهي محامية تعمل على إعطاء استشارات قانونية لحاللنزع(‬
‫الجمعية بجميع أنواعها و تجلياتها‪،‬وضبط اإلشكاليات القانونية و الواقعية لتحديد المس((طرة‬
‫المتبعة في حل النزاع بعيدا عن المحاكم المتسمة بالنطء و عدم الفعالية‪،‬نجد ك((داك من بين‬
‫أعضاءها موثق وهو عضو فاعل في الجمعية يعمل كدلك على تقديم استشارات قانونية تدخل‬
‫في مجال إختصاصه و دلك بثوتيق العقود وجميع التصرفات القانونية الملزمة ألطرافها فهو‬
‫بدوره يساهم و بشكل فعال في حل المنازعات متى تضمنت من عناصر إختصاصه و تدخله‬
‫و الدي يكون في كثير من الحاالت جد مهم‪ ،‬أظف إلى دلك الباحث اإلجتماعي ال((دي يتجلى‬
‫دوره في مثل هده الجمعيات في بحث الظاهرة أي الوقوف على أسباب الشقاق و النزاع الدي‬
‫شاب العالقة األسرية و البحث كدلك في مختلف الجوانب التي ساهمت بشكل أو ب((أخر في‬
‫(دا باإلظافة إلى‬
‫(تى التربوية ‪،‬ه(‬
‫نشوب الخصام سواءا منها اإلجتماعية أو اإلقتصادية أو ح(‬
‫دراسة معمقة لكل ملف و كل نازلة على حدا ألن األمر يختلف بإختالف العقليات و تضارب‬
‫المصالح المادية و المعنوية في جميع العالقت اإلجتماعية بين األطراف‪،‬و هنا ت((برز أهمية‬
‫الباحث اإلجتماعي الدي يغوص في كنه و جوهر النزاع و الوقوف على العوامل و األسباب‬

‫‪9‬‬
‫التي ساهمت في نشأته حتى يتم تقديم أستشارة قانونية دقيقة و مضبوطة تختلف من حالة إلى‬
‫حالة أخدة بعين اإلعتبار جميع العناصر المميزة لكل نزاع على حدة‬
‫وهكدا فإن هده األطر و غيرها أستطاعت بحكم تجربتها في مجال تقديم اإلستشارة‬
‫القانونيةتجاوز المشاكل التي قد تعنرضها أثناء عملها أو تط((رح عليه((ا‪،‬مما يح((ول دون‬
‫لجوءها إلى جهات أجنبية طلبا للمشورة مثل مكاتب الدراسات و اإلستشارة‬
‫‪ -‬من بين العوامل كدلك نجد العامل المادي الدي يشكل عائقا أساسيا ودلك لكون معظم‬
‫الجمعيات هي جمعبات صغرى ال تتوفر سوى على مداخيل محدودة بل و حتى الجمعي((ات‬
‫(اليف‬
‫التي تتوفر على رجال أعمال يمدونها بالدعم المادي نجد أن هؤالء تقع على كاهلهم تك(‬
‫ضخمة و دلك في غياب أي دعم مالي كيفما كانت قيمته من طرف الدولة و بالتالي مهم بلغت‬
‫مساهمة هؤالء فإنها في أاحسن األحوال تكفي فقط لتغطية المصاريف المتعددة التي تحت((اج‬
‫لها الجمعية نتيجة األعمال التي تقوم بها‬
‫‪ -‬نقص المتطوعين لديها أي العاملين بدون أجر ‪،‬خاصة المؤهلة منها و المؤطرة في‬
‫( اإلجتماع ‪،‬الطب‬
‫كل المجاالت‪:‬القانون علم النفس‪،‬علم‬
‫‪ -‬عدم وجود إطار قانوني ينظم عمل مكاتب الدراسات و اإلستشارة و تأسيسس هدا‬
‫األخير تحت أسم جمعية‪،‬قد يتيح ألشخاص ال يتوفرون على الكفاءة العلمية الالزمة إعط((اء‬
‫إستشارات قانونية مغلوطة‪،‬والشك أن األمر سينعكس سلبا على ثقة طالبي اإلستشارة عامة و‬
‫الجمعيات خاصة في هاته المكاتب‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الحلول المقترحة لتوطيد العالقة بين مكاتب الدراســات و العمل‬
‫الجمعوي‪.‬‬
‫بعد تطرقنا إلى قواعد تأسيس الجمعيات و مكاتب الدراسات القانونية و االستشارية و‬
‫اكتشاف العالقة الشبه المنعدمة بينهما لألسباب التي سبق أن تطرقنا إليها ‪.‬‬
‫القتناعنا بالدور الهام الذي يمكن أن تلعب مكاتب الدراسات القانونية و االستشارية‬
‫بالنسبة للعمل الجمعوي في المغرب وفي إطار تقريب هده العالقة وتقويتها ارتأينا إلى اقتراح‬
‫الحلول التالية‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -‬ضرورة تأطير عمل مكاتب الدراسات و االستشارة‪ ،‬و دلك من خالل إصدار‬
‫نصوص قانونية تحدد شروط تأسيس هده المكاتب و مسطرة دلك وتعمل على وضع س((قف‬
‫للمبالغ الواجب تأديتها عن كل استشارة حسب نوعية ه((ده األخ((يرة و أهميته((ا‪ .‬و ك((دا‬
‫(از‬
‫(تر و اجتي(‬
‫(ال مثال ماس(‬
‫التنصيص على توفر مقدمي االستشارة على مستوى علمي ع(‬
‫تدريب لمدة معينة مثال ثالث سنوات أما المهنيين فيكفي توفرهم على تجربة تأهلهم لفتح مثل‬
‫هده المكاتب‪.‬‬
‫‪ -‬الرفع من مساهمة الدولة في العمل الجمعوي و دلك لتدليل الصعوبات المادية التي قد‬
‫تواجهها الجمعيات و تحول دون طلبها لمشورة قد تكون في حاجة اليها‪.‬‬
‫‪ -‬خلق قنوات التواصل بين مكاتب الدراسات و االستشارة و المجتمع المدني و دلك من‬
‫خالل عقد ندوات و لقاءات دراسية تهدف الى توعية هده األخيرة باألهمية ال((تي يكتس((يها‬
‫اللجوء الى هده المكاتب من أجل تشخيص أوضاع معينة قد يستعصي عليها حل‬
‫‪ -‬تأهيل الموارد البشرية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫و ختام هدا العرض البد من التنويه إلى أن األدوار المهمة التي أص((بح من المف((ترض أن‬
‫يلعبها المجتمع المدني و عى رأسها المساهمة في الحركة التنموية ال((تي يش((هدها المجتمع‬
‫(ات و‬
‫(اتب الدراس(‬
‫(وء إلى مك(‬
‫المغربي حاليا‪ ،‬أصبحت تحتم على هدا األخير ضرورة اللج(‬
‫اإلستشارة القانونية سواء الوطنية أو األجنبية حتى يكون على مستوى المسؤولية الملقاة على‬
‫عاتقه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفهرس‬

‫المقدمة‪2................................................................................‬‬

‫المبحث ألول‪ :‬قواعد تأسيس الجمعيات ومكاتب الدراسات القانونية االستشارية‪4.........‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬شروط و مسطرة تأسيس الجمعيات و مكاتب الدراسات بالمغرب‪4.......‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نتائج أهلية الجمعيات ومكاتب الدراسات القانونية و االستشارية‪6.........‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬العالقة بين مكاتب الدراسات و اإلستشارة القانونية و المجتمع المدني‪8.....‬‬

‫(اتب‬
‫(دني إلى مك(‬
‫(ات المجتمع الم(‬
‫(وء فعالي(‬
‫المطلب األول‪:‬األسباب الكامنة وراء عدم لج(‬

‫الدراسات‪9..............................................................................‬‬

‫المطلب الث((اني ‪ :‬الحل((ول المقترحة لتوطيد العالقة بين مك((اتب الدراس((ات و العمل‬

‫الجمعوي‪10............................................................................‬‬

‫خاتمة‪12................................................................................‬‬

‫الفهرس‪13..............................................................................‬‬

‫‪13‬‬

You might also like