You are on page 1of 20

‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬

‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫ملخص البحث‬
‫تتمتع الهيات المستقلة باالستقالل ‪ ،‬ولعل من نافلة القول ان هذا االستقالل ليس مطلقا(‪)1‬؛ وإنما‬
‫نسبي كما عبر عنه الفقيه االنكليزي ‪ ،)2(Howard Machin‬إذ يتعذر بموجب العقل والمنطق اإلقرار‬
‫بوجود هيآت سائبة في النظام القانوني للدولة ‪ ،‬وينبني على ذلك إن خضوع الهيآت المستقلة للرقابة‬
‫البرلمانية والرقابة القضائية ال يمس بأي حال من األحوال باستقالليتها ؛ فالبرلمان بوصفه المعبر عن‬
‫إرادة الشعب يراقب السلطة التنفيذية ‪ ،‬والهيآت المستقلة بوصفها سلطة إدارية ال تستثنى من هذا المبدأ ‪،‬‬
‫كما تخضع للرقابة القضائية حالها في ذلك حال األشخاص األخرى تبعا لمبدأ الوالية العامة للقضاء كما‬
‫سنالحظ ‪ ،‬لذا فان تقرير الرقابة البرلمانية والقضائية يعد أمرا مستقرا في النظم الدستورية الحديثة ؛ إذ‬
‫يمثالن دعائم مبدأ المشروعية ودولة القانون ‪ ،‬يضاف إلى ذلك هذا االستقالل يتفاوت من هيأة مستقلة‬
‫إلى أخرى ‪ ،‬أي ان الهيآت المستقلة عموما ال تتمتع بالدرجة نفسها من االستقالل‪.‬‬
‫من ذلك إذا ما أردنا تحديد معنى االستقالل بصورة دقيقة نقول إن االستقالل إنما يكون في مواجهة‬
‫السلطة التنفيذية ‪ .‬لكن إذا كان األمر كذلك فما المقصود بهذا االستقالل ؟‬
‫يراد باالستقالل عدم خضوع الهيآت المستقلة للرقابة الرئاسية أو الوصائية ‪ ،‬كما التتلقى أوامر أو‬
‫تعليمات من جهة أخرى ‪ ،‬فضال عن ان السلطة التنفيذية التتمتع بحرية في عزل أعضائها ‪ ،‬وفي‬
‫المقابل يقتضي القول ان االستقالل اليعني انها تعمل بمعزل عن األهداف الحكومية ؛ بل هي هيآت‬
‫ساندة للحكومة‪.‬‬
‫ويذكر إن المحكمة االتحادية العليا في العراق تعرضت لتحديد معنى االستقالل الفني في رأيها‬
‫االستشاري بخصوص استفسار مجلس النواب – لجنة النزاهة عن معنى االستقالل الوارد في المادة‬
‫(‪ )102‬من الدستور وجاء في الرأي‪...( :‬وضعت المحكمة االتحادية العليا االستفسار موضع التدقيق‬
‫والمداولة وتوصلت إلى ما يأتي ‪-:‬‬
‫(‪-1‬إن االستقالل المقصود في المادة (‪ )102‬من الدستور هو ان منتسبي الهيأة وكال حسب اختصاصه‬
‫مستقلون في أداء مهامهم المنصوص عليها في قانون الهيأة ال سلطان عليهم في أداء هذه المهام لغير‬
‫القانون ‪ ،‬وال يجوز ألي جهة التدخل أو التأثير على أداء الهيأة لمهامها اال ان الهيأة تخضع لرقابة‬
‫مجلس النواب في أداء هذه المهام ‪ ،‬فإذا ما حادت عنها أو تجاوزتها فان مجلس النواب يملك لوحده‬
‫محاسبتها ‪ ،‬ويتخذ اإلجراء المناسب في ذلك بها ‪ ،‬ومعنى ذلك إن هذه الهيأة تدير نفسها بنفسها وفقا‬
‫لقانونها شانها شان البنك المركزي الذي يتمتع بهذه االستقاللية لتمكينه من أداء مهامه دون تدخل من‬
‫( ‪)3‬‬
‫إحدى الجهات)‬

‫المقدمة‬
‫اوال‪ :‬التعريف بموضوع البحث واهميته‪:‬‬

‫تعد الهيات المستقلة هيات حديثة العهد نسبيا عمدت الدول الى انشاءها لالضطالع بمهام ذات‬
‫طبيعة حساسة ومهمة تتناهى عن قدرة االدارة التقليدية ‪ ،‬او ان المشرع اليرغب العهدة بها الى هذه‬
‫االجهزة ‪.‬‬
‫وتحقيقا لذلك منحت هذه الهيات االستقالل الالزم لممارسة نشاطها ‪ ،‬لكن ما يالحظ ان مفهوم‬
‫االستقالل مثل احد العناوين التي اثيرت بصددها النقاشات ‪ ،‬على الرغم من كونه يمثل عنصرا‬

‫‪250‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫مشتركا يرسم مالمح الهيات المستقلة ‪ ،‬اذ يبدو لفظ االستقالل في جميع عناوين الهيات المستقلة في‬
‫الدول التي تبنتها ‪ ،‬كما يظهر في جميع التعريفات التي قيلت بصددها ‪ ،‬ويعود ذلك الى ان هذا‬
‫االستقالل ذا طبيعة خاصة ‪ ،‬اذ يمثل مفهوما غير مالوف في البناء المؤسساتي التقليدي كما‬
‫سنوضح ‪ ،‬لذا كان البد من دراسة تتولى ايضاح معالمه وابعاده‪.‬الى جانب تسليط الضوء على كيفية‬
‫معالجة النظم القانونية المعاصرة وضمنها المشرع العراقي الحكام هذه الضمانات ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشكلة البحث ‪:‬‬
‫يعد استقالل الهيات المستقلة من بين اهم الموضوعات التي ينتابها الغموض في مجال دراسة‬
‫الهيات المستقلة ‪ ،‬لذلك جاءت الدراسة لكي تقدم اجابة وافية للعديد من التساؤالت التي تتحلل من‬
‫هذة االشكالية ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬نطاق البحث ‪:‬‬
‫يتحدد نطاق البحث في دراسة مظاهر استقالل الهيات المستقلة ؛ من خالل جملة من العناوين‬
‫التي اتفقت النظم القانونية على تكريسها ‪ ،‬رغم تباينها في التفاصيل ‪.‬‬

‫رابعا‪:‬منهج البحث‪.‬‬

‫سيعتمد البحث المنهج الوصفي التحليلي ؛ من خالل إتباع أسلوب الدراسة المقارنة مع كل من‬
‫فرنسا والواليات المتحدة األمريكية‪ .‬اللتين تمتلكان تجربة رائدة في مجال الهيات المستقلة‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬هيكلية البحث‪:‬‬


‫لغرض االيفاء بمتطلبات موضوع البحث واهميته فضلنا تقسيم دراسته ‪ ،‬وفق الخطة اآلتية ‪:‬‬
‫مقدمة‪.‬‬
‫تمهيد‪ :‬مفهوم استقالل الهيآت المستقلة‪.‬‬
‫المبحث االول‪ :‬مظاهر االستقالل المرتبطة بالجانب العضوي‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬الطابع الجماعي والمتنوع لتشكيل الهيآت المستقلة ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عدم الجمع بين الوظائف ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬إعفاء أعضاء الهيآت المستقلة ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬مدة العضوية‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مظاهر االستقالل المرتبطة بالجانب الموضوعي‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬االستقالل المالي ‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬االستقالل اإلداري‪.‬‬


‫الخاتمة وتتضمن أهم االستنتاجات واالقتراحات‪.‬‬

‫المبحث االول‬
‫مظاهر االستقالل المرتبطة بالجانب العضوي‬
‫تنضوي تحت مظاهر االستقالل المتصلة الجانب العضوي جوانب متعددة ؛ سنعمل على تركيزها‬
‫بالعناوين اآلتية ‪.‬‬

‫المطلب االول‬
‫الطابع الجماعي والمتنوع لتشكيل الهيآت المستقلة ‪.‬‬
‫من خالل استقراء النصوص القانونية المنظمة لتكوين الهيآت المستقلة بصورة عامة يالحظ سمة الطابع‬
‫الجماعي لتكوينها(‪ ،)4‬فضال عن تنوع هذا التكوين من حيث الخبرة واالختصاص وبما يحقق أهداف‬
‫الهيآت المستقلة ؛ فالهيآت المستقلة أنشئت لتلبية نشاطات حساسة ومتخصصة وبناء على ذلك يعد‬
‫تكوينها من المهنيين والمتخصصين أمرا جوهريا(‪.)5‬‬
‫ففي فرنسا يالحظ على سبيل المثال إن القانون الخاص بوسيط الجمهورية نص ان تعيين الوسيط‬
‫يكون بمرسوم لمجلس الوزراء ولمدة ست سنوات(‪ ،)6‬على أن يقوم الوسيط باختيار مساعديه ومعاونيه‬
‫من الموظفين المدنيين والعسكريين(‪ ،)7‬وكذلك الحال بالنسبة لمجلس التنافس الذي يتكون من سبعة عشر‬
‫عضوا يتم تعيينهم بمرسوم لمدة ست سنوات ‪ ،‬ثمانية يمثلون الهيآت القضائية (مجلس الدولة أو محكمة‬
‫النقض أو محكمة المحاسبات او من المحاكم األخرى العادية منها أو اإلدارية) ‪ ،‬وهناك أربعة أعضاء‬
‫يتم اختيارهم على أساس تخصصهم في مجال التنافس ومجال االستهالك وخمسة آخرين يتم تعيينهم‬
‫على أساس نشاطهم في قطاع اإلنتاج والتجارة الداخلية ‪ ،‬ويتم تعيين مفوض للحكومة داخل المجلس‬
‫بقرار من وزير االقتصاد ليعبر عن وجهة نظر الدولة(‪ ،)8‬وكذلك الحال بالنسبة لقانون المجلس األعلى‬
‫لالتصال السمعي والبصري ؛ الذي قررت تشكيل المجلس من تسعة أعضاء(‪.)9‬‬
‫وحال الوكاالت المستقلة(‪ )10‬في الواليات المتحدة األمريكية اليشذ عما قدمناه(‪ ،)11‬اذ تتألف لجنة‬
‫التجارة الفيدرالية على سبيل المثال من خمسة أعضاء ‪ ،‬ولجنة تكافؤ فرص التوظف من أربعة عشر‬
‫عضوا ‪ ،‬ومجلس االدخار الفيدرالي من سبعة أعضاء ‪ .‬يتم تعيينهم من قبل الرئيس بموافقة مجلس‬
‫الشيوخ(‪.)12‬‬
‫(‪)13‬‬
‫وفي بريطانيا نجد من الخصائص التي تشترك فيها المنظمات غير الحكومية شبه المستقلة‬
‫عموما إدارتها الجماعية(‪ ،)14‬فعلى سبيل تتألف مؤسسة اإلذاعة البريطانية ‪ BBC‬من رئيس ونائب له‬
‫وعدد من األعضاء يشكلون مجلس اإلدارة يعينون من قبل الوزير نيابة عن التاج بالتشاور مع رئيس‬
‫(‪)15‬‬
‫الوزراء لمدة خمس سنوات ‪ ،‬ويتمتع رئيسها بمركز تنفيذي قوي‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫وعموما نجد ان اختيار رؤساء هذه المنظمات يتم عن طريق الحكومة ممثلة برئيس الوزراء او‬
‫الوزير المختص ‪ ،‬ونتيجة لذلك ذهب الفقيه االنكليزي‪ Howard Machin‬إلى ان حياد األعضاء‬
‫(‪)16‬‬
‫مشكوك فيه بما ان سلطة التعيين من اختصاص الوزير‪.‬‬
‫وفي العراق نالحظ إن تعيين أعضاء الهيآت المستقلة يتم بتوصية من مجلس الوزراء ومصادقة‬
‫مجلس النواب ‪ ،‬إذ نص الدستور على‪ ( :‬يمارس مجلس الوزراء الصالحيات اآلتية‪ ......:‬خامسا‪-:‬‬
‫التوصية إلى مجلس النواب ‪ ،‬بالموافقة على تعيين ‪ .....‬أصحاب الدرجات الخاصة ‪ ، )17().....‬وفي‬
‫موضع آخر نص على صالحيات مجلس النواب ومن بينها‪.......( :‬خامسا‪ -:‬الموافقة على تعيين كل‬
‫(‪)18‬‬
‫من‪......:‬ب‪-‬السفراء وأصحاب الدرجات الخاصة باقتراح من مجلس الوزراء )‪.‬‬
‫كما اتسم تشكيل جميع الهيآت المستقلة بالجماعية والتنوع ‪ ،‬ومظهر ذلك يتبدى في النصوص‬
‫القانونية الخاصة بتنظيمها ‪ ،‬فقد نص قانون المفوضية العليا المستقلة لالنتخابات على‪ ( :‬يتألف‬
‫مجلس المفوضين من تسعة أعضاء اثنان منهم على األقل من القانونيين يختارهم مجلس النواب‬
‫باألغلبية بعد ترشيحهم من (لجنة مجلس النواب ) على أن يكونوا من ذوي االختصاص والخبرة‬
‫(‪)19‬‬
‫والمشهود لهم بالكفاءة والنزاهة واالستقاللية مع مراعاة تمثيل النساء)‪.‬‬
‫كما نص قانون المفوضية العليا لحقوق اإلنسان على‪ ( :‬يشكل مجلس النواب لجنة من الخبراء اليزيد‬
‫عددهم عن خمسة عشر عضوا تضم ممثلين عن مجلس النواب ومجلس الوزراء ومجلس القضاء‬
‫األعلى ومنظمات المجتمع المدني ومكتب األمم المتحدة لحقوق اإلنسان في العراق ‪ ، )20()......‬كما‬
‫نص ذات القانون على‪ ( :‬يتكون المجلس من احد عشر عضوا أصليا وثالثة أعضاء احتياط ممن سبق‬
‫ترشيحهم من قبل اللجنة وتتم المصادقة على اختيارهم باألغلبية المطلقة لعدد الحاضرين من مجلس‬
‫النواب)(‪.)21‬‬
‫واخيرا نذكر ان المحكمة االتحادية العليا أكدت هذه الضمانة بإقرارها عدم دستورية البند اوال من‬
‫المادة( ‪ )22( )4‬من قانون هيأة النزاهة رقم ‪ 30‬لعام ‪ )23( 2011‬كما سنبين ذلك ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫عدم الجمع بين الوظائف‬
‫ضمانا الستقاللية أوفى ألعضاء الهيآت المستقلة ؛ يتطلب أن ال يجمعوا بين عملهم وأي وظيفة ذات‬
‫طابع تنفيذي أو تشريعي ‪ ،‬ويالحظ ان هذه القاعدة أكدتها المبادئ الدستورية العامة ؛ من خالل تحريم‬
‫الجمع بين الوظيفتين التنفيذية والتشريعية ؛ ففي فرنسا نص دستورها النافذ على‪ ( :‬تتنافى وظائف‬
‫عضو الحكومة مع ممارسة أي والية برلمانية واي وظيفة تتعلق بتمثيل مهني ذات طابع وطني ‪،‬ومع‬
‫(‪)24‬‬
‫أي منصب في القطاع العام او أي نشاط مهني ‪.)....‬‬
‫وفي الواليات المتحدة األمريكية أكد الدستور ذلك أيضا بالنص على‪....( :‬اليجوز ان يعين أي‬
‫عضو بمجلس الشيوخ او النواب في أية وظيفة مدنية تابعة لسلطة الواليات المتحدة خالل الفترة التي يتم‬
‫انتخابه بها‪.......‬واليجوز الي شخص يتولى منصبا في حكومة الواليات المتحدة ان يصبح عضوا في‬
‫أي من مجلسي الكونكرس أثناء استمراره في منصبه )(‪ .)25‬وفي العراق فقد جاء الدستور بالنص اآلتي‪:‬‬
‫(‪)26‬‬
‫(اليجوز الجمع بين عضوية مجلس النواب واي عمل او منصب رسمي آخر)‪.‬‬
‫ويالحظ ان االمر لم يقف عند حدود المبادئ الدستورية العامة ؛ فالقوانين الخاصة بالهيآت المستقلة‬
‫حرصت على تاكيد هذه الحقيقة بصورة خاصة ‪ ،‬ففي فرنسا نجد على سبيل المثال ان وسيط الجمهورية‬

‫‪253‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫يفقد وظيفته إذا ماتم انتخابه عضوا في البرلمان ‪ ،‬اذ اليجوز له الترشيح لعضوية البرلمان او المجالس‬
‫البلدية خالل فترة عمله كوسيط للجمهورية(‪ .)27‬كما أكد ذلك مرسوم ‪ 4‬شباط الخاص بالمجلس األعلى‬
‫(‪)29‬‬
‫للسمعي والبصري(‪ .)28‬والقانون الخاص بمجلس المنافسة الفرنسي‪.‬‬
‫والى ابعد من ذلك يذهب القانون األمريكي الذي اليجيز لشاغلي اإلدارة في الوكاالت المتخصصة‬
‫أن يتقلدوا بعد تركهم العمل وظائف في الشركات أو المؤسسات التي خضعت لرقابتهم سابقا(‪. )30‬‬
‫(‪)31‬‬
‫فضال عن الكونكرس يشترط عدم خضوع أعضاء الوكاالت ألي حزب سياسي‬
‫اما في العراق رددت ذلك نصوص قوانين بعض الهيآت المستقلة ‪ ،‬ومن ذلك ما جاء في قانون ديوان‬
‫الرقابة المالية الذي نص على‪ (:‬ال يحق لرئيس الديوان أو نوابه أو رؤساء الدوائر أو القائمين بالرقابة‬
‫ممارسة أي مهنة أو عمل آخر ولو كان ذلك خارج أوقات الدوام الرسمي باستثناء نشر المؤلفات‬
‫(‪)32‬‬
‫والبحوث وإلقاء المحاضرات والترجمة وعضوية المجالس والمنظمات المهنية والمجتمع المدني )‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫إعفاء أعضاء الهيآت المستقلة‬
‫يتمتع أعضاء الهيآت المستقلة عالوة على ما قدمناه بالضمانة ضد اإلعفاء من الوظيفة(‪ ، )33‬وهذا ما‬
‫أكدته النصوص الخاصة بتنظيمها ‪ ،‬ففي فرنسا يمكن تلمس هذه الضمانة بشكل واضح فيما يتعلق‬
‫بوسيط الجمهورية ؛ فالوسيط اليعفى من وظيفته إال في الحالة التي يتعذر فيها القيام بواجبات وظيفته ‪،‬‬
‫وذلك بطلب من رئيس الجمهورية يوجه إلى اللجنة المؤلفة من نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس‬
‫محكمة النقض ورئيس محكمة الحسابات ‪ ،‬ويكون قرار اللجنة بإعفاء الوسيط بإجماع األعضاء(‪ .)34‬كما‬
‫ان رئيس مجلس التنافس ونوابه اليجوز إعفائهم قبل انتهاء مدة واليتهم والبالغة ست سنوات(‪. )35‬‬
‫وهذه الضمانات من المبادئ التي أكدها مجلس الدولة الفرنسي في حكمه الصادر في ‪ 27‬آب ‪،1989‬‬
‫الذي انتهى فيه الى إلغاء القرار السلبي الناتج عن صمت الوزير االول عن اجابة طلب السيد‬
‫‪ Ordonneau‬؛ الذي اعفي من منصبه كرئيس لمجلس المنافسة قبل انتهاء مدة الست سنوات ‪ ،‬فضال‬
‫(‪)36‬‬
‫عن الزام الدولة بدفع التعويض نتيجة لذلك بناء على طلب السيد ‪. Ordonneau‬‬
‫وفي الواليات المتحدة األمريكية نجد إن الواقع السياسي والقانوني أكد استقاللية الهيآت المستقلة في‬
‫مواجهة صالحية الرئيس األمريكي في إعفاء أعضاء الوكاالت ‪ ،‬وهذا ما تأكد بصورة جلية في قضية‬
‫منفذ وصية (همفري) ضد الواليات المتحدة األمريكية عام ‪ ، 1935‬وملخص هذه القضية يدور حول‬
‫قيام الرئيس األمريكي روزفلت بإعفاء السيد (همفري) وهو عضو في هيأة التجارة الفيدرالية أثناء فترة‬
‫البرنامج الجديد ‪)37(New deal‬؛ اعتقادا منه انه يعمل على إفشال السياسات المتعلقة بهذا البرنامج ‪،‬‬
‫وحصل ان توفي (همفري) بعد تنحيته بمدة قليلة ؛ مما دعا بزوجته إلى إقامة الدعوى ؛ مدعية ان ليس‬
‫للرئيس الحق في إعفاء أعضاء الهيآت التنظيمية المستقلة ‪ ،‬ألسباب سياسية ‪ ،‬وبناء على ذلك قررت‬
‫المحكمة العليا إن اللجان والهيآت التنظيمية المستقلة ليست جزءا من الفرع التنفيذي ؛ اذ تؤدي مهام‬
‫شبه تشريعية وشبه قضائية ‪ ،‬وان استخدام سلطة اإلعفاء من قبل الرئيس يؤدي بالتأكيد إلى تسييس هذه‬
‫(‪)38‬‬
‫اللجان والهيئات‪.‬‬
‫وفي السياق نفسه نجد على الرغم من إن الدستور األمريكي يعطي للرؤساء الحق أن يقوموا‬
‫بتعيينات خالل عطلة مجلس الشيوخ ؛ وبدون موافقته لملئ المواقع الشاغرة (‪،)39‬إال ان مجلس الشيوخ‬
‫وضع قيدا لمواجهة هذه الصالحية ؛ تمثل بإقراره قانونا منع بمقتضاه دفع رواتب لموظفين خدموا‬

‫‪254‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫ألكثر من سنة بدون موافقة مجلس الشيوخ ‪ ،‬وقد حد هذا القانون من استخدام هذه السلطة بشكل كبير ‪،‬‬
‫إذ لم تستخدم منذ عهد روزفلت (حيث سن هذا القانون ) ولغاية الوقت الحاضر ؛ إال لمرة واحدة في‬
‫(‪)40‬‬
‫عهد الرئيس بوش (دبليو بوش) عام ‪.2002‬‬
‫وفي العراق من البين إن الهيآت المستقلة تتمتع بهذه الضمانة ؛ فمسائلة مسؤولي الهيآت المستقلة‬
‫بموجب الدستور تكون وفقا إلجراءات مساءلة وإقالة الوزراء(‪ ، )41‬فيما حددت بعض القوانين حاالت‬
‫(‪)42‬‬
‫إنهاء العضوية للرئيس واألعضاء‬
‫مع مالحظة إن المشرع العراقي لم يكن موفقا في استخدام مصطلح العزل (‪ )43‬في قانون الخدمة العامة‬
‫االتحادي ؛ ألن العزل من الوظيفة طبقا إلحكام قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام يستتبعه‬
‫تنحيه الموظف عن الوظيفة نهائيا ‪ ،‬وال يجوز إعادة توظيفه في دوائر الدولة والقطاع العام (‪ . )44‬وعلى‬
‫ذلك درجنا في هذا الموضع على استخدام مصطلح اإلعفاء ‪.‬‬

‫المطلب الرابع‬
‫مدة العضوية‬
‫يرتبط بالضمانات ذات الجانب العضوي ما يتعلق بمدة الوالية ‪ ،‬حيث تفوق مدة والية أعضاء‬
‫الهيآت المستقلة عموما مدة الدورة البرلمانية ووالية الحكومة تبعا لذلك ؛ وهذا ما يوفر استقاللية أوفى‬
‫للهيئات المستقلة ؛ تتمثل في إبعادها عن تأثير الحكومة واألحزاب السياسية‪ .‬ففي فرنسا ؛ نجد ان مدة‬
‫العضوية في مجلس التنافس(‪ ،)45‬وسيط الجمهورية (ست سنوات)(‪ ، )46‬والمجلس األعلى لالتصال‬
‫(‪)47‬‬
‫السمعي والبصري (ست سنوات)‪.‬‬
‫وفي الواليات المتحدة األمريكية نجد ان مدة الوالية في لجنة التجارة الفيدرالية (سبع سنوات)‬
‫ولجنة تكافؤ فرص التوظيف (خمس سنوات)(‪)48‬وفي بريطانيا يتم تعيين أعضاء مؤسسة ‪ BBC‬لمدة‬
‫(‪)49‬‬
‫خمس سنوات‪.‬‬
‫وفي العراق نجد اتجاها متفاوتا وغير منضبط إذا صح التعبير؛ حيث يالحظ ان مدة العضوية في‬
‫المفوضية العليا المستقلة لالنتخابات وهيأة النزاهة (خمس سنوات) ‪ ،‬بينما تكون في ديوان الرقابة‬
‫المالية والمفوضية العليا لحقوق اإلنسان (أربع سنوات)(‪.)50‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫مظاهر االستقالل المرتبطة بالجانب الموضوعي‬
‫تتمثل مظاهر االستقالل المرتبطة بالجانب الموضوعي في ركيزتين ‪ :‬االستقالل المالي‬
‫واالستقالل اإلداري ‪ ،‬وهذا ما سنهتم بتوضيحه في فقرتين‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫االستقالل المالي‬

‫‪255‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫يراد باالستقالل المالي بصورة عامة ؛ أن تستطيع الهيآت المستقلة من حيث الواقع تكوين مواردها‬
‫المالية ‪ ،‬ومن ثم اختيار األسلوب الذي يالئم استقاللها ‪ .‬ومن ثم اليكفي للقول بوجود استقالل مالي‬
‫للهيئات المستقلة ان تكون لها ذمة مالية وسلطة في إدارتها ‪ ،‬فاالستقالل هذا يبدو نظريا ‪ ،‬وبعبارة أخرى‬
‫ان االستقالل يجب أن يكون فعليا الشكليا‪.‬‬
‫ويؤكد الفقيه الفرنسي ‪ vedel‬هذه الحقيقة بالقول‪(:‬إن استقالل المؤسسة العامة الذي يتألف الجزء‬
‫األكبر من ميزانيتها من اإلعانات التي تقدمها السلطة المركزية هو استقالل ظاهري الفعلي ‪ ،‬وبعبارة‬
‫أخرى فان االستقالل المذكور يكون تحقق في نطاق القانون أكثر منه في نطاق الواقع )(‪.)51‬‬
‫وأول مظاهر االستقالل المالي للهيئات المستقلة أن تكون لها حسابات خاصة(‪ )52‬متميزة عن‬
‫حسابات الدولة أو الهيأة المرتبطة بها عضويا ‪ ،‬وكذلك ميزانيه منفصلة عن الميزانية العامة استثناء من‬
‫مبدأ وحدة الميزانية ‪ .‬وهذا االستثناء يجد تبريره في مقتضيات االستقالل الذي تتمتع به الهيآت المستقلة‬
‫وتمتعها بالشخصية المعنوية(‪.)53‬‬
‫وفي فرنسا وبسبب عدم تمتع السلطات اإلدارية المستقلة بالشخصية المعنوية نجد ان موازنتها أما‬
‫أن تكون مرتبطة بالوزير االول (كما هو الحال في المجلس األعلى للسمعي والبصري ‪ ،‬ولجنة الوصول‬
‫إلى المستندات اإلدارية) ‪ ،‬أو باحد الوزراء( كوزير االقتصاد بالنسبة لمجلس المنافسة )(‪.)54‬‬
‫اما في العراق فتتمتع جميع الهيآت المستقلة باالستقالل المالي واإلداري نتيجة تمتعها بالشخصية‬
‫المعنوية‪ )55(.‬وفي ذلك نصت المادة (‪ )2‬من قانون هياة النزاهة على ‪( :‬هياة النزاهة هياة مستقلة ‪،‬‬
‫تخضع لرقابة مجلس النواب ‪ ،‬لها شخصية معنوية واستقالل مالي واداري‪ ، )....‬وكذلك المادة (‪ )5‬من‬
‫قانون ديوان الرقابة المالية االتحادي التي نصت على ‪ ( :‬الديوان هئاة مستقلة ماليا واداريا له شخصية‬
‫معنوية ‪.)....‬‬
‫لكن تثار في هذا المجال مشكلة الفائض المتحقق للهيأة المستقلة ‪ ،‬وتحديدا إلى أية جهة يؤل ؟‬
‫لإلجابة على ذلك نقول ال توجد قاعدة محددة في هذا المجال ‪ ،‬ويتوقف األمر على قانون الهيأة‬
‫المستقلة ‪ ،‬فقد يجري تنظيمة على ذات القواعد المعمول بها في المرافق العامة للدول؛ فيؤل إلى الخزينة‬
‫العامة للدولة ‪ ،‬كما قد ينص القانون على قيام الهيأة المستقلة بعد تغطية اإليرادات بالنفقات – بترحيل‬
‫الفائض المتحصل إلى السنة التالية ‪ ،‬أو أن تحتفظ به لنفسها كاحتياطي في إطار سياسة التمويل الذاتي ‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر ان القوانين الخاصة بالهيآت المستقلة في العراق جاءت خالية من أي حكم‬
‫يعالج موضوع الفائض المتحصل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫االستقالل اإلداري‬
‫تتمتع الهيآت المستقلة باالستقالل اإلداري ‪ ،‬وقد سبق لنا القول ان هذا االستقالل يختلف في طبيعته‬
‫عن االستقالل الذي تتمتع به المؤسسات العامة ؛ اذ التخضع للرقابة الرئاسية والوصائية ‪.‬‬
‫ويعد من عناصر االستقالل اإلداري قدرة الهيآت المستقلة على صياغة نظامها الداخلي(‪ ،)56‬ففي‬
‫هذه المظهر تتجلى قدرتها في اختيار القواعد التي تنظم عملها دون أن يكون ذلك خاضعا للتصديق من‬
‫قبل السلطة التنفيذية ‪ ،‬فضال عن حريتها في اختيار أعضائها ورسم قواعد إنهاء مهامهم ‪ .‬وقد أكدت هذا‬
‫المظهر القوانين الخاصة بالهيآت المستقلة ‪ ،‬ففي فرنسا نص على ذلك مرسوم ‪ 26‬تموز ‪ 1989‬الخاص‬
‫بتنظيم وسير عمل المجلس األعلى للسمعي والبصري(‪ ،)57‬وكذلك الحال في بريطانيا اذ تتمتع المنظمات‬

‫‪256‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫غير الحكومية بسلطة تعيين عدد من موظفيها دون إتباع اإلجراءات المعمول بها في اختيار الموظفين‬
‫(‪)58‬‬
‫العموميين‪.‬‬
‫وفي العراق أشار إلى ذلك قانون هيأة النزاهة رقم‪ 30‬لعام ‪ ،2011‬وجاء فيه‪( :‬إصدار النظام‬
‫الداخلي بتشكيالت دوائر الهيأة)(‪ ،)59‬وكذلك قانون المفوضية العليا المستقلة لالنتخابات رقم‪ 11‬لسنة‬
‫(‪)60‬‬
‫‪ 2007‬والذي نص على‪ (:‬يضع مجلس المفوضين نظاما داخليا بالمفوضية )‪.‬‬
‫لكن يؤثر في ذلك تبعية هذه السلطة في بــعض الحاالت والنظم القانونية كفرنسا للسلطة التنظيمية‬
‫المخولة لرئيس الحكومة او الوزير االول(‪)61‬؟‬
‫ان خضوع االختصاص التنظيمي لبعض الهيآت المستقلة للسلطة التنظيمية المخولة للوزير االول‬
‫اليعدو ان يكون توزيعا لالختصاص او عملية تنظيمية تبين اختصاص كل منهما ‪ ،‬وعلى غرار توزيع‬
‫االختصاص بين المشرع والحكومة ‪ ،‬لكن مع مالحظة ان تكون القواعد التي تضعها الهيآت المستقلة‬
‫متفقة مع القرارات التي يضعها الوزير االول او رئيس الحكومة ‪.‬‬
‫كما تظهر االستقاللية من الناحية اإلدارية في عدم إمكانية إلغاء او تعديل قراراتها من قبل سلطة‬
‫عليا(‪ ،)62‬لكن هذا اليمنع السلطة التشريعية من التعرض لالنظمة التي تضعها الهيئات المستقلة ؛‬
‫فالمقصود باالستقالل انما يكون في مواجهة الحكومة ‪ ،‬ومن ثم يستطيع المشرع ان يغير في القواعد‬
‫المتعلقة بهذه الهيآت سواء من حيث التشكيل ام التعيين ام الصالحيات(‪.)63‬‬
‫ففي الواليات المتحدة االمريكية على سبيل المثال يستطيع الكونكرس بمجلسيه(مجلس النواب‬
‫ومجلس الشيوخ ) اللجوء الى الطريق التشريعي لتعديل لوائح الوكاالت المستقلة ؛ والتي تبدو الي من‬
‫المجلسين انها غير مالئمة او غير مشروعة(‪.)64‬‬
‫يضاف الى ما تقدم من مظاهر االستقالل االداري ؛ الطابع الجماعي في اتخاذ القرارات الذي‬
‫كشفت عنه بعض النصوص القانونية الخاصة بالهيآت المستقلة(‪ ، )65‬وقلنا كشفت عنه الننا نرى ان‬
‫تقرير هذا الطابع اليحتاج إلى نص ؛ حيث يستشف من العبرة من تشكيلها الجماعي أو اتخاذها شكل‬
‫اللجنة أو الهيأة‪.‬‬
‫وتتمثل االستقاللية اإلدارية أيضا في اكتسابها الشخصية المعنوية على الرغم من ان هنالك اتجاها‬
‫في الفقه يقرر عدم اعتبارها عامال حاسما في قياس درجة االستقاللية(‪ )66‬؛ إال ان تحكيم الواقع يشير‬
‫إلى خالف ذلك ؛ بسبب النتائج المهمة المترتبة على منح الشخصية المعنوية كما ذكرنا‪.‬‬
‫ويذكر ان تعيين مفوض للحكومة في السلطات اإلدارية المستقلة في فرنسا للتعبير عن وجهة نظرها‬
‫اليؤثر في االستقاللية الوظيفية(‪.)67‬‬
‫ومن جانب اخر البد من التاكيد على ان االستقاللية االدارية التعني عدم الخضوع للرقابة ‪ ،‬وهذا ما‬
‫اكده مجلس الدولة الفرنسي في تقريره لعام ‪ 2001‬عندما اكد (ان االستقاللية التعني عدم‬
‫المسؤولية)(‪.)68‬‬
‫ويعود تقرير االستقاللية اإلدارية للهيئات المستقلة وفقا للمعنى سالف الذكر؛ إلى تعزيز ثقة المواطن‬
‫بالسلطة السياسية والسلطة اإلدارية ‪ ،‬وضمان عدالة تدخالت الدولة(‪ ،)69‬ومن هذا المنطلق منعت‬
‫اإلدارة من تغيير أو إلغاء القرارات التي تصدرها الهيآت المستقلة إال عن طريق القضاء(‪.)70‬‬

‫الخاتمة‬

‫‪257‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫أما وقد انتهينا من كتابة سطور اطروحتنا حق علينا ان نضع لمساتها األخيرة بتسجيل أهم ما توصلنا إليه‬
‫من استنتاجات ومقترحات‪.‬‬
‫ففي جانب االستنتاجات الحظنا ان النظم القانونية التي تبنت انشاء الهيات المستقلة حرصت على اعتماد‬
‫مظاهر متعددة تؤطر ضمانات ومظاهر استقالل الهيآت المستقلة ‪ ،‬فالطابع الجماعي الذي يلف تكوين‬
‫الهيآت المستقلة ‪ ،‬واشتراك السلطتين التشريعية والتنفيذية في تعيين أعضائها ‪ ،‬والضمانة ضد العزل‪،‬‬
‫واالستقالل المالي واالداري ‪...،‬وغير ذلك تعد بمجملها سمات مشتركة لمظاهر استقالل الهيآت المستقلة‬
‫في الدول ‪ ،‬وان اختلفت في التفاصيل‪.‬‬
‫كما استبان لنا ان االستقاللية التي تتمتع بها الهيات المستقلة تتميز بالنسبية ؛ ويظهر ذلك بصورة‬
‫واضحة في خضوعها للرقابة بكافة اشكالها‪.‬‬
‫اما من جانب المقترحات؛ انتهينا الى مجموعة من االقتراحات التي نراها كفيلة بدعم التنظيم القانوني‬
‫للهيآت المستقلة ‪ ،‬وتتمثل بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬طالما كان المقصود باالستقالل ان يكون في مواجهة الحكومة نقترح تعديل الدستور بما يجعل سلطة‬
‫تعيين اعضاء الهيآت المستقلة تتم بترشيح من مجلس القضاء األعلى ومصادقة مجلس النواب‪.‬‬
‫‪ -2‬ندعو المشرع العراقي الى جعل مدة والية اعضائها تفوق مدة والية الحكومة والبرلمان ‪ ،‬وبهذا الشان‬
‫نقترح ان تكون ستة سنوات مع عدم قابليتها للتجديد‪.‬‬
‫‪ -3‬نقترح تعديل نص المادة الفقرة ه‪/‬البند ثامنا‪ /‬المادة‪ 61‬من الدستور وبما يجعل التصويت على اعفاء‬
‫مسؤولي الهيات المستقلة باغلبية الثلثين‪.‬‬
‫‪ -4‬نقترح رسم فروض انهاء عضوية اعضاء الهيآت المستقلة بنص صريح كما حصل في قانون الخدمة‬
‫العامة االتحادية ؛ على ان يكون ذلك بعبارات واضحة ومحددة التحتمل التأويل او التفسير‪.‬‬
‫اثارت المواد (‪ )104( )103( )102‬من دستور جمهورية العراق جدال واسعا انصب حول مصطلحات‬
‫االرتباط – المسؤولية – الرقابة ‪ .‬وبهذا الصدد نؤشر االتي ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬ان مصطلحي الرقابة والمسؤولية الغراض تطبيق الدستور يدالن على معنى واحد وهو الرقابة‬
‫السياسية التي يبسطها البرلمان استنادا الى نصوص الدستور تجسيدا لمبدأ المشروعية‪ ،‬وكان االجدر‬
‫بالمشرع العراقي االكتفاء بمصطلح الرقابة ‪ ,‬الن اثارة المسؤولية تعد اثرا يترتب على مباشرة الرقابة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ان مصطلح االرتباط ‪ :‬ال يثير اية اشكالية تتعلق باستقالل الهيآت المستقلة ‪ ,‬اذ ال يمكن االقرار منطقيا‬
‫بوجود هيآت سائبة في النظام النظام القانوني ‪ .‬كما ان ارتباط الهيآت المستقلة بهذه الجهة او تلك ليس‬
‫مقصودا بذاته بقدر ما يراد منه تجسيد الوحدة القانونية والسياسية ‪ .‬كي ال يوحي استقالل هذه الهيآت‬
‫وجود شخصيتين معنويتين تعمل كل منهما بمعزل عن االخرى ومن ثم فان االرتباط ال يقصد به الخضوع‬
‫للرقابة الرئاسية او الوصائية ‪ .‬لكن ما يجب التأكيد عليه في هذا المجال ان تحديد ارتباط الهيآت المستقلة‬
‫بهذه الجهة او تلك يقوم على معيار الوظيفة ؛ فاذا كانت الوظيفة التي تؤديها الهيآت المستقلة ذات طابع‬
‫تنفيذي وجب تقرير ارتباطها بمجلس الوزراء ‪ ،‬واذا كانت ذات طابع رقابي وجب تحديد ارتباطها بمجلس‬
‫النواب‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫الهوامش‬
‫‪- )1) Les autorités administratives indépendantes: évaluation d'un objet juridique non‬‬
‫‪identifié (Tome1: Rapport) .‬‬
‫‪http:// www.senat.fr/rap/r05-404-1/ r05-404-110.html.‬‬

‫‪ -))2‬ينظر حدري سمير‪ :‬السلطات اإلدارية المستقلة الفاصلة في المواد االقتصادية والمالية ‪ ،‬رسالة ماجستير كلية‬
‫الحقوق والعلوم التجارية ‪ ،‬جامعة امحمد بوبقرة بومرداس ‪ ،2006 ،‬ص‪.1‬‬
‫(‪ - )3‬ينظر الرأي االستشاري للمحكمة االتحادية العليا ذي العدد‪/228‬ت‪ 2006/‬بتاريخ ‪(.2006/10/9‬غير منشور)‪.‬‬
‫(‪ - )4‬وفي الجزائر نجد ذات الطابع حيث يتألف أعضاء مجلس المنافسة من تسعة أعضاء ‪ ،‬واللجنة المصرفية من ستة‬
‫أعضاء ‪ ،‬ولجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة من سبعة أعضاء ‪ ،‬ومجلس النقد والقرض تسعة أعضاء ‪ ،‬يعينون‬
‫بمرسوم صادر عن رئيس الجمهورية ؛ باستثناء رئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها الذي يتم تعيينه عن‬
‫طريق الحكومة‪ .‬ينظر حدري سمير‪ :‬السلطات اإلدارية المستقلة وإشكالية االستقاللية ‪ ،‬ص‪ .6‬بحث منشور على شبكة‬
‫المعلومات الدولية (االنترنيت) ‪ ،‬بحث منشور على شبكة المعلومات الدولي (االنترنت ) على الموقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪. http://www.sciencesjuridiques.ahlamntada.net/1356-topic.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- ConceiL D’État rapport public 2001 Jurisprudence et avis de 2000 Les autorités‬‬
‫‪administratives indépendantes.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪- Loi n°73-6 du 3 janvier 1973 . http://www.legifrance.gouv.fr. Artc2 .‬‬
‫(‪ - )7‬ينظر سعد عدنان عبد الكريم الهنداوي‪ :‬رقابة الهيآت المستقلة لضمان حقوق اإلفراد – دراسة مقارنة في نظام‬
‫االمبودسمان والنظم المشابهة ‪ ،‬اطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،.1999،‬ص‪.86‬‬
‫)‪(8‬‬
‫‪- Ordonnance n° 86-1243 du 1 décembre 1986. http://www.legifrance.gouv.fr artc (2,3).‬‬
‫‪ -‬مع مالحظة عدم الخلط بين مفوض الحكومة المشار إليه في المتن وهيأة مفوضي الحكومة في مجلس الدولة الفرنسي‬
‫؛ فاألخيرين موظفون قضائيون يتم اختيارهم من بين أعضاء مجلس الدولة الفرنسي يقومون بالدرجة األساس بمهمة‬
‫تهيأة الدعوى أمام مجلس الدولة ‪ ،‬وهم ال يمثلون الحكومة كما يبدو من تسميتهم ‪ .‬ينظر د‪0‬ابراهيم طه الفياض‪ :‬إجراءات‬
‫وصياغة األحكام لدى القضاء اإلداري ‪ ،‬بيت الحكمة ‪ ،‬بغداد ‪ ،1999 ،‬ص‪. 85‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪- Loi n° 86-1067 du 30 septembre 1986 . http://www.legifrance.gouv.fr.‬‬
‫(‪ - )10‬يستخدم المشرع االمريكي مصطلح الوكاالت او اللجان التنظيمية المستقلة للداللة على الهيات المستقلة‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫(‪)11‬‬
‫‪-Les autorités administratives indépendantes:évaluation d'un objet juridique non‬‬
‫‪identifié (Tome 2 : Annexes). http://www.senat.fr/rap/r05-404-2/r05-404-249.html‬‬
‫(‪ - )12‬موريس بي فيورينا وآخرون ‪ :‬الديمقراطية األمريكية الجديدة ‪ ،‬الطبعة العربية االولى ‪ ،‬ترجمة لميس فؤاد اليحيى ‪،‬‬
‫االهلية للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ، 2008،‬ص‪ ، .379‬وبالمعنى نفسه ينظر‪:‬‬
‫‪- Stephen v .Monsma: American political ,system approach ,the‬‬
‫‪Dryden press,USA,2en,Ed,1973 , p.67.‬‬
‫(‪ -)13‬يستخدم الفقه والمشرع البريطاني مصطلح المنظمات غير الحكومية شبه المستقلة للداللة على الهيات المستقلة‪.‬‬

‫(‪(14‬‬
‫‪- Michael Cole :Quasi-Government in Britain: The Origins, Persistence Implications of‬‬
‫‪the Term 'Quango'. Public Policy and Administration .1998.p 75.‬‬
‫(‪ - )15‬ينظر د‪ .‬مجيد العنبكي ‪ :‬الدستور البريطاني ‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬دار الكتب والوثائق ‪ ،‬بغداد ‪ ، 2003 ،‬ص‪.86‬‬
‫‪ -))16‬ينظر حدري سمير‪ :‬السلطات اإلدارية المستقلة الفاصلة في المواد االقتصادية والمالية ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫(‪ – )17‬ينظر البند (خامسا) من المادة (‪ )80‬من دستور جمهورية العراق لعام ‪ . 2005‬منشور في الوقائع العراقية ‪ ،‬العدد‬
‫‪ 4012‬في ‪ 28‬كانون االول ‪.2005‬‬
‫(‪ – )18‬ينظر الفقرة(ب) من البند (خامسا) من المادة (‪ )61‬من دستور جمهورية العراق لعام ‪. 2005‬‬
‫(‪ – )19‬ينظر البند (ثانيا) من المادة (‪ )3‬من قانون المفوضية العليا المستقلة لالنتخابات رقم ( ‪ )11‬لسنة ‪ 2007‬المعدل‪.‬‬
‫منشور في الوقائع العراقية ‪ ،‬العدد (‪ )4037‬في ‪. 2007/3/14‬‬
‫‪ -))20‬ينظر المادة (‪ )7‬من قانون المفوضية العليا لحقوق اإلنسان لعام رقم‪ 53‬لعام ‪ 2008‬المعدل‪ .‬منشور في الوقائع‬
‫العراقية ‪ ،‬العدد (‪ )4103‬في ‪.2008/12/30‬‬
‫(‪ –)21‬ينظر البند (أوال) من المادة(‪ )8‬من قانون المفوضية العليا لحقوق اإلنسان لعام رقم‪ 53‬لعام ‪ 2008‬المعدل‪.‬‬
‫(‪- )22‬نص البند (أوال) من المادة(‪ )4‬من قانون هيأة النزاهة رقم ‪ 30‬لعام ‪ 2011‬على ‪( :‬اوال‪ :‬يشكل مجلس النواب لجنة‬
‫مؤلفة من ‪ 9‬أعضاء من لجنة النزاهة والقانونية الختيار ثالث مرشحين لمنصب رئيس الهيئة) ‪ .‬نشر في الوقائع العراقية‬
‫‪ ،‬العدد( ‪ ، )4217‬في‪ 14‬تشرين الثاني ‪.2011‬‬
‫(‪ - )23‬ينظر قرار المحكمة االتحادية العليا ‪ /105 :‬اتحادية ‪ 2011/‬في ‪( 2012 /1/3‬غير منشور)‪.‬‬
‫(‪ - )24‬ينظر المادة (‪ )23‬من دستور جمهورية فرنسا لعام ‪ 1958‬المعدل‪.‬‬
‫(‪ – )25‬ينظر الفقرة (السادسة‪ )2/‬من المادة (األولى) من دستور الواليات المتحدة األمريكية لعام ‪ 1787‬المعدل‪.‬‬
‫(‪ - )26‬ينظر البند (سادسا) من المادة(‪ )49‬من دستور جمهورية العراق لعام ‪.2005‬‬
‫(‪ - )27‬ينظر د‪ .‬علي محمد بدير‪ :‬مهمة الوسيط في النظام الفرنسي لحماية االفراد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫(‪)28‬‬
‫‪-Deliberation du 4 fevrier 2003. http://www.legifrance.gouv.fr .‬‬
‫(‪)29‬‬
‫‪- Ordonnance n° 86-1243 du 1 décembre 1986 .http://www.legifrance.gouv.fr. artc3 .‬‬
‫والمعنى نفسه أكده المشرع الجزائري في المادة(‪ )29‬من قانون مجلس المنافسة بقولها‪ ( :‬اليمكن الي عضو في‬
‫مجلس المنافسة أن يشارك في مداولة تتعلق بقضية له فيها مصلحة تكون بينه وبين احد أطرافها صلة قرابة إلى الدرجة‬
‫الرابعة أو قد يكون قد مثل أو يمثل احد األطراف المعنية ‪.).......‬‬
‫ينظر األمر ‪ ،0 3/ 0 3‬لعام ‪ 2003‬الخاص بمجلس المنافسة الجزائري‪ ،‬منشور في الجريدة الرسمية الجزائرية ‪ ،‬العدد‬
‫( ‪ )43‬في ‪ 20‬تموز ‪.2003‬‬
‫كما أكد المعنى نفسه قانون مجلس المنافسة الفرنسي‪:‬‬
‫‪-Ordonnance n° 86-1243 du 1 décembre 1986. http://www.legifrance.gouv.fr.‬‬
‫(‪ – )30‬ينظر د‪0‬عبد هللا حنفي ‪ :‬السلطات اإلدارية المستقلة – دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪، 2000،‬‬
‫ص‪.188‬‬
‫(‪ - )31‬ينظر الري الويتز ‪ :‬نظام الحكم في الواليات المتحدة األمريكية ‪،‬الطبعة العربية االولى ‪ ،‬ترجمة جابر سعيد‬
‫عوض ‪ ،‬الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1996،‬ص‪.206‬‬
‫(‪ - )32‬ينظر المادة (‪ )33‬من قانون ديوان الرقابة المالية االتحادي رقم ‪ 31‬لعام ‪ 2011‬المعدل‪ .‬منشور في الوقائع‬
‫العراقية ‪ ،‬العدد( ‪ ، )4217‬في‪ 14‬تشرين الثاني ‪.2011‬‬

‫‪260‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫(‪ - )33‬ففي مصر وردت هذه الضمانة بصورة صريحة في دستور عام ‪ 2012‬المعطل ‪ ،‬اذ نص على‪ (:‬يعين رئيس‬
‫الجمهورية رؤساء الهيآت المستقلة واألجهزة الرقابية بعد موافقة مجلس الشورى‪ .‬واليعزلون إال بموافقة أغلبية أعضاء‬
‫المجلس ويحظر عليهم ما يحظر على الوزراء) ‪ ،‬وفي الجزائر يالحظ إن رؤساء السلطات اإلدارية المستقلة يعينون‬
‫بمرسوم صادر عن رئيس الجمهورية وال يتم إعفاءهم إال في حالة ارتكاب خطا مهني جسيم أو لظروف استثنائية ‪ .‬ينظر‬
‫حدري سمير ‪ :‬السلطات اإلدارية المستقلة وإشكالية االستقاللية ‪ ،‬بحث منشور على شبكة المعلومات الدولية (االنترنيت)‬
‫‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 6‬‬
‫(‪ - )34‬ينظر د‪.‬علي محمد بدير‪ :‬مهمة الوسيط في النظام الفرنسي لحماية األفراد‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬العدد الثاني ‪،‬‬
‫كلية القانون‪ -‬جامعة بغداد‪ ، 1996 ،‬ص‪. 94‬‬
‫(‪)35‬‬
‫‪-Ordonnance n° 86-1243 du 1 décembre 1986 . http://www.legifrance.gouv.fr art (2).‬‬
‫(‪)36‬‬
‫‪-Conseil d'Etat, 7 Juillet 1989. http://www.easydroit.fr/jurisprudence.‬‬
‫(‪ -)37‬العهد الجديد ‪ ، New deal‬برنامج تبناه الرئيس فرانكلين روزفلت لمعالجة الكساد في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫؛ تضمن زيادة كبيرة في اإلنفاق العام كما تضمن إصالحات اجتماعية ‪ .‬وعندما تولى روزفلت الرئاسة بشكل رسمي في‬
‫آذار ‪ /‬مارس عام ‪ 1933‬كانت الواليات المتحدة في ازمة عميقة ‪ ،‬وكانت البنوك مغلقة إذ اليمكن الحد الحصول على‬
‫قرض والى ابعد من ذلك اليمكن للمواطنين الحصول على ودائعهم ‪ ،‬فضال عن ارتفاع البطالة بشكل كبير وصلت إلى‬
‫أعلى من ‪ 25‬بالمائة واكبر منها في المناطق الصناعية والتعدين ‪ .‬من ذلك قرر مواجهة حالة اليأس التي عمت الواليات‬
‫المتحدة فأكد في خطابه االفتتاحي على (العمل من اآلن ؛ وبالفعل بدا سلسلة اإلصالحات الذي تضمن عدة برامج ‪.‬‬
‫للمزيد ينظر ‪:‬‬
‫‪- Duncan watts : Dictionary of American government and politics Edinburgh University‬‬
‫‪press ltd,U.S.A,2010, p.203-204.‬‬
‫(‪ - )38‬ينظر ديفد كية – نيكولز‪ :‬أسطورة الرئاسة األمريكية الحديثة ‪ ،‬ترجمة صادق ابراهيم عودة ‪ ،‬الدار االهلية للنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ، 1997 ،‬ص ‪.156 -154‬‬
‫‪ -‬تجدر اإلشارة إلى إن جانبا مهما كان قد توقع إن ما حصل في قضية( مايرز ) سوف يدعم إجراء (روزفلت)‪،‬‬
‫فصالحية الرئيس في العزل يجب ان تمتد لتشمل جميع أعضاء الفرع التنفيذي ذوي األهمية بما فيهم أعضاء اللجان‬
‫التنظيمية المستقلة ‪ ،‬وتتلخص قضية مايرز في قيام الرئيس األمريكي ولسن بإقصاء مايرز الذي كان يشغل منصب مدير‬
‫البريد في بورتلند ‪ ،‬مما دعا باألخير الى االعتراض مدعيا انه اليحق للرئيس طبقا لقانون ‪ 1876‬إعفاء مدير بريد من‬
‫منصبه دون موافقة مجلس الشيوخ ‪ ،‬إال إن آراء األكثرية في المحكمة العليا انتهت إلى تأييد صالحية الرئيس في العزل‪.‬‬
‫ينظر في تفاصيل قضية مايرز ‪ :‬ديفد كية – نيكولز‪ :‬أسطورة الرئاسة األمريكية الحديثة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ .‬ص‪-152‬‬
‫‪.154‬‬
‫(‪ – )39‬ينظر الفقرة (الثانية ‪ )3/‬من المادة (الثانية) من دستور الواليات المتحدة األمريكية ‪ 1787‬المعدل‪.‬‬
‫(‪ - )40‬ينظر موريس بي فيورينا وآخرون ‪:‬الديمقراطية األمريكية الجديدة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.383‬‬
‫(‪ - )41‬ينظر نص الفقرة(ه) من البند (ثامنا) من المادة (‪ )61‬من دستور جمهورية العراق لعام ‪ ، 2005‬كما أكدت ذلك‬
‫القوانين الخاصة بالهيآت المستقلة ؛ مثال ذلك ينظر نص البند (أوال) من المادة (‪ )7‬من قانون هيأة النزاهة رقم‪ 30‬لعام‬
‫‪ .2011‬المادة (‪ )24‬من ديوان الرقابة المالية االتحادي رقم ‪ 31‬لعام ‪ 2011‬المعدل‪.‬‬
‫(‪ - )42‬ينظر المادة (‪ )6‬من قانون المفوضية العليا المستقلة لالنتخابات رقم ‪ 11‬لعام ‪ 2007‬المعدل ‪ .‬والمادة (‪ )15‬من‬
‫قانون المفوضية العليا لحقوق اإلنسان رقم ‪ 53‬لعام ‪ 2008‬المعدل ‪.‬‬
‫(‪ – )43‬ينظر البند (ثامنا) من المادة (‪ )5‬من قانون مجلس الخدمة العامة االتحادي رقم( ‪ )4‬لعام ‪ .2009‬منشور في‬
‫الوقائع العراقية ‪ ،‬العدد‪ 4116‬في ‪.2009/4/6‬‬
‫)‪ -(44‬ينظر البند (ثامنا) من المادة (‪ )8‬من قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم (‪ )14‬لسنة ‪ 1991‬المعدل ‪،‬‬
‫منشور في الوقائع العراقية ‪ ،‬العدد ‪ 3356‬في ‪.1991 /6/3‬‬
‫(‪(45‬‬
‫)‪Ordonnance n° 86-1243 du 1 décembre 1986. http://www.legifrance.gouv.fr art (2‬‬
‫(‪(46‬‬
‫‪- Loi n°73-6 du 3 janvier 1973 . http://www.legifrance.gouv.fr. art (2).‬‬
‫(‪(47‬‬
‫‪- Loi n° 86-1067 du 30 septembre 1986 relative à la liberté de communication .art4.‬‬
‫‪http://www.legifrance.gouv.fr‬‬
‫‪ - ))48‬ينظر في تفاصيل مدة عضوية الوكاالت المستقلة في الواليات المتحدة األمريكية ‪ :‬موريس بي فيورينا واخرون ‪:‬‬
‫الديمقراطية األمريكية الجديدة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 379‬‬
‫(‪ - )49‬ينظر د‪ .‬مجيد العنبكي ‪ :‬الدستور البريطاني ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪261‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫(‪ – )50‬ينظر البند(أوال) من المادة (‪ )7‬من قانون المفوضية العليا المستقلة لالنتخابات رقم ‪ 11‬لعام ‪ 2007‬المعدل‪،‬‬
‫والبند(ثالثا) من المادة (‪ )4‬من قانون هيأة النزاهة رقم ‪ 30‬لعام ‪ ،2011‬والبند (ثانيا) من المادة(‪ )22‬من قانون ديوان‬
‫الرقابة المالية االتحادي رقم ‪ 31‬لعام‪ 2011‬المعدل ‪ ،‬والبند (سادسا) من المادة(‪ )8‬من قانون المفوضية العليا لحقوق‬
‫اإلنسان رقم ‪ 53‬لعام ‪ 2008‬المعدل ‪.‬‬
‫(‪ -)51‬ينظر د‪0‬سعد العلوش ‪ :‬نظرية المؤسسة العامة وتطبيقها في التشريع العراقي ‪ -‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النهضة العربية‬
‫‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1968 ،‬ص ‪.85‬‬
‫(‪ -)52‬وفي ذلك نص البند (رابعا) من المادة (‪ )9‬من قانون المفوضية العليا المستقلة لالنتخابات رقم ‪ 11‬لعام‪2007‬‬
‫المعدل على‪ (:‬تكون للمفوضية ميزانية سنوية مستقلة يتم أعدادها وفقا لألسس والقواعد المتعارف عليها تقترح من قبل‬
‫مجلس المفوضين بالتشاور مع وزارة المالية يصادق عليها مجلس النواب وتدرج ضمن الموازنة العامة للدولة) ‪ ،‬كما‬
‫جاء في البند (خامسا) من المادة (‪ )12‬من قانون المفوضية العليا لحقوق اإلنسان رقم ‪ 53‬لعام ‪ 2008‬المعدل‪( :‬اقتراح‬
‫الموازنة المالية للمفوضية وتقديمها إلى مجلس النواب إلقرارها) ‪ ،‬وكذلك نص البند( ثانيا) من المادة (‪ )6‬من قانون هيأة‬
‫النزاهة رقم ‪ 30‬لعام ‪ 2011‬على‪( :‬اقتراح الموازنة السنوية للهيأة وإرسالها إلى وزارة المالية لتوحيدها ضمن الموازنة‬
‫العامة للدولة) ‪ ،‬وينظر ايضا نص البند (خامسا) من المادة (‪ )21‬من قانون ديوان الرقابة المالية االتحادي رقم ‪ 31‬لعام‬
‫‪ 2011‬المعدل‬
‫وكذلك في مصر اذ أكد دستورها لعام‪ 2012‬المعطل االستقالل المالي واإلداري للهيئات المستقلة ‪ ،‬وجاء ذلك بنص‬
‫المادة(‪).200‬‬
‫ينظر د‪0‬سعد العلوش ‪ :‬نظرية المؤسسة العامة وتطبيقها في التشريع العراقي ‪ -‬دراسة مقارنة ‪ ،‬المصدر سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.86‬‬

‫‪- Les autorités administratives indépendantes face aux autres institutions politiques et‬‬
‫)‪(54‬‬

‫‪administratives-http://www.vie-publique.fr/decouverte-‬‬
‫‪institutions/institutions/approfondissements/autorites-administratives-independantes-face-‬‬
‫‪aux-autres-institutions-politiques-administratives.html.‬‬

‫‪ -‬كما أشار للمعنى نفسه جورج فودال ‪ ،‬بيار دلفولفيه ‪ :‬القانون اإلداري ‪ ،‬القانون االداري ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى ‪ ،‬ترجمة منصور القاضي ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2001 ،‬ص ‪.445‬‬
‫(‪ -)55‬وكذلك ينظر نص البند (أوال) من المادة (‪ )2‬من قانون المفوضية العليا لحقوق اإلنسان رقم ‪ 53‬لعام ‪2008‬‬
‫المعدل‪ ،‬والمادة (‪ )2‬من قانون مجلس الخدمة العامة االتحادية رقم ‪ 4‬لعام ‪.2009‬‬
‫(‪ - )56‬تتمتع الهيآت المستقلة في الجزائر بصالحية أعداد أنظمتها الداخلية ‪ ،‬اذ نص القانون صراحة على ذلك في عدد‬
‫منها مثل ‪ :‬مجلس النقد والقرض ولجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ‪ ،‬وسكت عن ذلك في البعض اآلخر منها‪.‬‬
‫ينظر حدري سمير‪ :‬السلطات اإلدارية المستقلة وإشكالية االستقاللية ‪ ،‬بحث منشور على شبكة المعلومات الدولية‬
‫(االنترنيت) ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ ، 30‬ص‪.35‬‬
‫(‪)57‬‬
‫‪-Décret n°89-518 du 26 juillet 1989. art4.‬‬ ‫‪http://www.legifrance.gouv.fr‬‬
‫‪ -))58‬ينظر د‪0‬عبدهللا حنفي ‪:‬السلطات اإلدارية المستقلة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.168‬‬
‫(‪ - )59‬ينظر البند (سادسا) من المادة (‪ )6‬من قانون هيأة النزاهة رقم ‪ 30‬لعام ‪.2011‬‬
‫(‪ – )60‬ينظر على سبيل المثال المادة (‪ )4‬من قانون مجلس المنافسة الفرنسي‪:‬‬
‫‪-Ordonnance n° 86-1243 du 1 décembre 1986 relative à la liberté des prix et de la‬‬
‫‪concurrence. .http://www.legifrance.gouv.fr.‬‬
‫وفي العراق البند (سادسا)من المادة(‪ )9‬من قانون المفوضية العليا المستقلة لالنتخابات رقم ‪ 11‬لعام ‪ 2007‬المعدل ‪،‬‬
‫وينظر أيضا البند (أوال) من المادة (‪ )21‬من قانون ديوان الرقابة المالية االتحادي لعام‪ 2011‬المعدل ‪ ،‬البند (أوال) من‬
‫المادة (‪ )13‬من قانون المفوضية العليا لحقوق اإلنسان رقم ‪ 53‬لعام ‪ 2008‬المعدل‪.‬‬
‫(‪ -)61‬كما هو الحال بالنسبة لمجلس المنافسة في فرنسا ‪ ،‬اذ تخضع انظمة االخير لمصادقة وزير االقتصاد‪ ،‬وفي الجزائر‬
‫نجد على سبيل المثال خضوع انظمة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة لمصادقة وزير المالية‪.‬‬
‫ينظر‪:‬‬
‫‪-Ordonnance n° 86-1243 du 1 décembre 1986 relative à la liberté des prix et de la‬‬
‫‪concurrence. http://www.legifrance.gouv.fr. Art 15 .‬‬

‫‪262‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫‪ -‬ينظر المادة (‪ )32‬من المرسوم ‪ 10-93‬الخاص ببورصة القيم المنقولة في الجزائر لعام ‪ .1993‬منشور في الجريدة‬
‫الرسمية الجزائرية ‪ ،‬العدد ( ‪ )34‬في ‪ 23‬ايار‪.1993‬‬
‫‪ -))62‬ينظر السلطات اإلدارية المستقلة ‪ :‬بحث منشور على شبكة المعلومات الدولية (االنترنيت) ‪ ،‬على الموقع االلكتروني‬
‫‪http://www.djelfa.info/vb/archive/index.php/t-519361.html.p30‬‬ ‫‪:‬‬
‫(‪)63‬‬
‫‪ -‬ينظر د‪0‬عصام ابراهيم خليل ‪ :‬التنظيم القانوني والرقابة على محطات االذاعة والتلفزيون ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.266-265‬‬
‫(‪ -)64‬ينظر د‪0‬عبد هللا حنفي ‪ :‬السلطات االدارية المستقلة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.187-186‬‬
‫‪ -))65‬ينظر البند (خامسا) من المادة (‪ )3‬من قانون المفوضية العليا المستقلة لالنتخابات رقم ‪ 11‬لعام ‪ 2007‬المعدل ‪،‬‬
‫البند (اوال) من المادة (‪ )10‬من قانون المفوضية العليا لحقوق اإلنسان رقم ‪ 53‬لعام ‪ 2008‬المعدل‪ ،‬البند (ثانيا) من المادة‬
‫(‪ )8‬من قانون مجلس الخدمة العامة االتحادي رقم ‪ 4‬لعام ‪. 2009‬‬
‫‪ -))66‬ينظر حدري سمير ‪ :‬السلطات اإلدارية المستقلة وإشكالية االستقاللية ‪ ،‬بحث منشور على شبكة المعلومات الدولية‬
‫(االنترنيت) ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫)‪(67‬‬
‫‪- Les autorités administratives indépendantes face aux autres institutions politiques et‬‬
‫‪administratives.op-cit.‬‬

‫اليملك مفوض الحكومة في السلطات اإلدارية المستقلة التصويت كما هو الحال في مفوض الحكومة في المؤسسات‬
‫العامة ويقتصر دوره على المطالبة بمداولة ثانية ‪ -‬مع مالحظة عدم الخلط بين مفوض الحكومة المشار إليه في المتن‬
‫وهيأة مفوضي الحكومة في مجلس الدولة الفرنسي ؛ فاألخيرين موظفون قضائيون يتم اختيارهم من بين أعضاء مجلس‬
‫الدولة الفرنسي يقومون بالدرجة األساس بمهمة تهيأة الدعوى أمام مجلس الدولة ‪ ،‬وهم ال يمثلون الحكومة كما يبدو من‬
‫تسميتهم ‪ .‬ينظر د‪0‬ابراهيم طه الفياض‪ :‬إجراءات وصياغة األحكام لدى القضاء اإلداري ‪ ،‬بيت الحكمة ‪ ،‬بغداد ‪،1999 ،‬‬
‫ص‪. 85‬‬
‫(‪Les autorités administratives indépendantes: évaluation d'un objet juridique non -)68‬‬
‫‪identifié (Tome 1 : Rapport).‬‬
‫‪- http://fr.wikipedia.org/wiki/Autorit%C3%A9 -administrative-ind%C3%A9pendante -‬‬
‫)‪(69‬‬

‫‪en-France.‬‬
‫(‪ - )70‬ينظر نصري شلبي وآخرون ‪ :‬السلط اإلدارية المستقلة ‪ ،‬بحث منشور على شبكة المعلومات الدولية (االنترنيت)‪،‬‬
‫مصدر سابق‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫المصادر‬

‫اوال ‪ :‬الكتب‬
‫‪ .1‬ديفد كيه – نيكولز ‪ :‬أسطورة الرئاسة األمريكية الحديثة ‪ ،‬ترجمة صادق ابراهيم عودة الدار االهلية‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪.1997 ،‬‬
‫‪ .2‬جورج فودال ‪ ،‬بيار دلفولفيه ‪ :‬القانون االداري ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬ترجمة منصور‬
‫القاضي ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت ‪.2001 ،‬‬
‫‪ .3‬د‪.‬سعد العلوش ‪ :‬نظرية المؤسسة العامة وتطبيقها في التشريع العراقي‪ -‬دراسة مقارنة ‪.1968 ،‬‬
‫‪ .4‬د‪0‬عبد هللا حنفي ‪ :‬السلطات اإلدارية المستقلة – دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪.2000،‬‬
‫‪ .5‬د‪0‬عصام ابراهيم خليل ‪ :‬التنظيم القانوني والرقابة على محطات االذاعة والتلفزيون ‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪.2007 ،‬‬
‫‪ .6‬د‪.‬مجيد العنبكي ‪ :‬الدستور البريطاني ‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬دار الكتب والوثائق ‪ ،‬بغداد ‪. 2003 ،‬‬
‫‪ .7‬الري الويتز‪ :‬نظام الحكم في الواليات المتحدة االمريكية ‪ ،‬الطبعة العربية االولى ‪ ،‬ترجمة جابر‬
‫سعيد عوض ‪ ،‬الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية ‪ ،‬القاهرة ‪.1996،‬‬
‫‪ .8‬موريس بي فيورينا واخرون ‪ :‬الديمقراطية االمريكية الجديدة ‪ ،‬الطبعة العربية االولى ‪ ،‬ترجمة لميس‬
‫فؤاد اليحيى ‪ ،‬االهلية للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪. 2008،‬‬

‫ثانيا‪ :‬االبحاث ‪.‬‬


‫‪ .1‬د‪0‬ابراهيم طه الفياض‪ :‬اجراءات وصياغة االحكام لدى القضاء االداري ‪ ،‬بيت الحكمة ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ .2‬د‪.‬علي محمد بدير‪ :‬مهمة الوسيط في النظام الفرنسي لحماية األفراد‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬العدد‬
‫الثاني ‪ ،‬كلية القانون‪ -‬جامعة بغداد‪.1996 ،‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الرسائل واالطاريح‪.‬‬
‫‪ -1‬ينظر حدري سمير ‪ :‬السلطات اإلدارية المستقلة الفاصلة في المواد االقتصادية والمالية ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم التجارية ‪ ،‬جامعة امحمد بوبقرة بومرداس ‪.2006 ،‬‬
‫‪ -2‬سعد عدنان عبد الكريم الهنداوي ‪ :‬رقابة الهيآت المستقلة لضمان حقوق االفراد ‪ -‬دراسة مقارنة‬
‫في نظام االمبودسمان والنظم المشابهة ‪ ،‬اطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة بغداد ‪.1999،‬‬
‫رابعا ‪ :‬المصادر المستقاة من شبكة المعلومات الدولية (االنترنت)‪.‬‬
‫‪ .1‬ينظر السلطات االدارية المستقلة بحث منشور على شبكة المعلومات الدولية ‪ ،‬على الموقع‬
‫االلكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.djelfa.info/vb/archive/index.php/t-519361.html.‬‬

‫‪264‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫‪ .2‬حدري سمير‪ :‬السلطات االدارية المستقلة واشكالية االستقاللية ‪ ،‬بحث منشور على شبكة المعلومات‬
‫الدولي (االنترنت ) على الموقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪http://www.sciencesjuridiques.ahlamntada.net/1356-topic.‬‬
‫‪ .3‬عيساوي عز الدين ‪ :‬الهيآت االدارية المستقلة في مواجهة الدستور ‪ ،‬بحث منشور الموقع‬
‫‪www.startimes.com/?t=23292005.‬‬ ‫االلكتروني‪:‬‬
‫‪ .4‬نصري شلبي ‪ ،‬خالد الرياحي ‪ ،‬محرز الشالقي ‪ :‬السلطة االدارية المستقلة ‪ ،‬منشور على الموقع‬
‫‪http://www.nasrichalbi:canalblog.com/archives2008.‬‬ ‫االلكتروني ‪:‬‬

‫خامسا‪ :‬التشريعات‬
‫أ‪-‬الدساتير‬
‫‪ .1‬دستور الواليات المتحدة األمريكية لعام ‪.1787‬المعدل‪.‬‬
‫‪ .2‬دستور جمهورية فرنسا لعام ‪ .1958‬المعدل ‪.‬‬
‫‪ .3‬دستور جمهورية العراق لعام‪ .2005‬منشور في الوقائع العراقية ‪ ،‬العدد ‪ 4012‬في ‪ 28‬كانون االول‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ .4‬دستور جمهورية مصر لعام ‪.2012‬‬
‫ب‪ -‬القوانين‬
‫‪ -1‬مرسوم ‪ 10-93‬الخاص ببورصة القيم المنقولة في الجزائر لعام ‪ ، 1993‬منشور في الجريدة‬
‫الرسمية الجزائرية ‪ ،‬العدد ( ‪ )34‬في ‪ 23‬ايار ‪.1993‬‬
‫‪-2‬األمر رقم ‪0 3/0 3‬الخاص بمجلس المنافسة الجزائري‪ ،‬منشور في الجريدة الرسمية الجزائرية ‪،‬‬
‫العدد ( ‪ )43‬في ‪ 20‬تموز ‪.2003‬‬
‫‪ -3‬قانون المفوضية العليا المستقلة لالنتخابات رقم (‪ )11‬لسنة ‪ . 2007‬منشور في الوقائع العراقية ‪،‬‬
‫العدد (‪ )4037‬في ‪. 2007/3/14‬‬
‫‪-4‬قانون المفوضية العليا لحقوق االنسان رقم ‪ 53‬لسنة ‪ ، 2008‬منشور في الوقائع العراقية ‪ ،‬العدد‬
‫(‪ )4103‬في ‪.2008/12/30‬‬
‫‪-5‬قانون مجلس الخدمة العامة االتحادي لعام ‪ .2009‬منشور في الوقائع العراقية ‪ ،‬العدد (‪ )4116‬في‬
‫‪.2009 /4/6‬‬
‫‪ -6‬قانون هيأة النزاهة رقم (‪ )30‬لسنة ‪ .2011‬منشور في الوقائع العراقية ‪ ،‬العدد( ‪ ، )4217‬في‪14‬‬
‫تشرين الثاني ‪.2011‬‬
‫‪-7‬قانون ديوان الرقابة المالية رقم (‪ )31‬لسنة ‪ .2011‬منشور في الوقائع العراقية ‪ ،‬العدد( ‪، )4217‬‬
‫في‪ 14‬تشرين الثاني ‪.2011‬‬
‫سادسا ‪ :‬قرارات المحكمة االتحادية العليا العراقية‪.‬‬
‫‪ .1‬الراي االستشاري للمحكمة االتحادية العليا ذي العدد‪/228‬ت‪ 2006/‬بتاريخ ‪2006/10/9‬‬
‫‪ .2‬ينظر قرار المحكمة االتحادية العليا في ‪. 2007 /8/6‬‬
‫‪ .3‬قرار المحكمة االتحادية العليا ‪ /105 :‬اتحادية ‪ 2011/‬في ‪.2012 /1/3‬‬
‫سابعا ‪ :‬المصادر باللغة االنكليزية ‪.‬‬
‫‪1- Duncan watts : Dictionary of American government and politics Edinburgh‬‬
‫‪University press ltd, U.S.A, 2010 .‬‬

‫‪265‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
2016 ‫ السنة الثامنة‬/‫األول‬

2- Michael Cole :Quasi-Government in Britain: The Origins, Persistence


Implications of the Term 'Quango'. Public Policy and Administration ,
1998.
- Stephen v .Monsma: American political ,system approach ,the
3- Dryden press,USA,2en,Ed,1973 .

:‫ المصادر باللغة الفرنسية‬: ‫ثامنا‬


‫ االنترنيت‬-1
1- Les autorités administratives indépendantes: évaluation d'un objet juridique
non identifié (Tome 1 : Rapport).
- http://www.senat.fr/rap/r05-404-1/r05-404-110.html .
2- Les autorités administratives indépendantes:évaluation d'un objet juridique
non identifié (Tome 2 : Annexes ).
http://www.senat.fr/rap/r05-404-2/r05-404-249.html
3- Regulatory Agencies custos :The Reulemakig power of Independent
Dominiquce. http://www.laminemed.maktoobblog.com/
4- ConceiL D’État rapport public 2001 Jurisprudence et avis de 2000 Les
autorités administratives indépendantes.
5- Les autorités administratives indépendantes face aux autres institutions
politiques et administratives-http://www.vie-publique.fr/decouverte-
institutions/institutions/approfondissements/autorites-administratives-
independantes-face-aux-autres-institutions-politiques-administratives.html.
6- http://fr.wikipedia.org/wiki/Autorit%C3%A9 -administrative-
ind%C3%A9pendante - en-France. op-cit.
7- Les autorités administratives indépendantes face aux autres institutions
politiques et administratives.
.‫التشريعات الفرنسية‬-2
1-Ordonnance n° 86-1243 du 1 décembre 1986 relative à la liberté des prix
et de la concurrence. .http://www.legifrance.gouv.fr.
2- Loi n° 86-1067 du 30 septembre 1986 relative à la liberté de
communication .http://www.legifrance.gouv.fr.

3- Décret n°89-518 du 26 juillet 1989. http://www.legifrance.gouv.fr


4-Deliberation du 4 fevrier 2003 , Journal official du 23 fevrier 2003.
http://www.legifrance.gouv.fr.

266
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
2016 ‫ السنة الثامنة‬/‫األول‬

-: ‫ قرارات المجلس الدستوري الفرنسي‬-3

1.Décision n° 86-217 DC du 18 septembre 1986. www.conseil-


constitutionnel.fr.

2- Décision
n° 86-207 DC du 26 juin 1986 .www.conseil-constitutionnel.fr.
.‫قرارات مجلس الدولة الفرنسي‬-4
1. Conseil d'Etat, 7 Juillet 1989 . http://www.easydroit.fr/jurisprudence.
2. C.E., Ass., 10 juillet 1981, Retail. http://archiv.jura.uni-
saarland.de/france/saja/ja/1981-07-10-ce.htm.

Abstract

Bodies considered independent Hiatt relatively recent deliberately created for


states to carry out the functions of a sensitive nature and mission Taatnahy
about the ability of traditional management, or that the legislator Dabbagh out
of custody to these devices.
To this end, given this Bodies independence necessary for the exercise of its
activity, but notes that the concept of independence, such as one of the titles
that were raised in question debates, despite being a common element lays
Bodies independent, as it seems the word independence in all addresses
Bodies Independent States which have adopted, As shown in all the
definitions that have been said in question, due to the fact that this

267
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
2016 ‫ السنة الثامنة‬/‫األول‬

independence in nature, especially, as it represents a concept unfamiliar in


institutional building traditional as we'll show, so it was necessary to study
take note of its features and dimensions. besides highlighting how to handle
the legal systems contemporary and including Iraqi legislator with the
provisions of these guarantees.
Secondly, the research problem:
The independence of the independent Bodies among the most important
topics clouded by uncertainty in the field of study Bodies independent, so the
study was to provide a thorough answer to many of the questions that degrade
of this problem

Manifestation independence
of the independent bodies

BY

268
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫األول‪ /‬السنة الثامنة ‪2016‬‬

‫‪P.Dr. Ismaeel SaeSa Ghedan‬‬


‫‪Lec. Sadiq Mohammed Ali‬‬

‫‪269‬‬

You might also like