You are on page 1of 32

‫‪Email : Fadaatalib21@gmail.

com‬‬ ‫‪/‬‬ ‫فضاء الطالب ‪Facebook :‬‬

‫آ‬
‫فضاء الطالب لخدمات اإلعالم ال لي‬

‫أ‬
‫محاظرات النظمة القانونية المقارنة‬
‫أ‬
‫السداسي الول‬

‫قانون عام‬

‫الثالثة ليسانس‬

‫أ‬
‫الستاذة قزلن سليمة‬

‫السنة الجامعية‪0202 - 0202 :‬‬


‫‪Email : Fadaatalib21@gmail.com /‬‬ ‫فضاء الطالب ‪Facebook :‬‬
‫محاضرات مقياس‪.:‬النظم القانونية المقارنة‪.‬‬

‫القسم‪....:‬السنة الثالثة‪ ..................‬السنة‪ ، 2021/2020 :‬التخصص‪ :‬قانون عام‬

‫االستاذ‪ :‬قزالن سميمة المحاضرة رقم‪ 01 :‬بتاريخ‪..2020/12/24.:‬‬

‫عنوان المحاضرة‪ :‬مدخل مفاىيمي لمقانون المقارن‬

‫‪ -1‬المراجع التي يمكن لمطالب االعتماد عمييا ( اقتراح المراجع االلكترونية إن أمكن)ػ‪:‬‬

‫الفرق بين النظامين األنجموسكسوني‪ /‬االنجميزي ‪ Common law‬والنظام المدني‪ /‬الالتيني‬

‫‪ ،Civil law‬ترجمة أنس المعولي‪ ،‬مراجعة جواىر السبيعي‪ 11 ،‬أغسطس‪ /‬سبتمبر ‪،2012‬‬

‫المنشور عمى الموقع اإلمكتروني التالي‪،n-scientific .org :‬‬


‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫ل نشأة القانون الروماني‪ ،2016/8/16 ،‬المنشور بصحيفة‬
‫ـ سيى منذر خميفة‪ ،‬مراحػ‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫التآخي‪ ،‬دار التآخي لمطباعة والنشر‪ ،‬العدد ‪ 6 ،9244‬آب ‪ ،2020‬عمى المرقع التالي‪:‬‬

‫‪،altaakhipress.com‬‬

‫ـ عماد قطان‪ ،‬القانون المقارن‪ ،‬عمى الموقع التالي‪،arab-ency.com.sy :‬‬

‫‪ 2‬ـ مضمون المحاضرة‪:‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬ماىية القانون المقارن‬

‫‪ 1‬ـ تعريف القانون المقارن‬

‫القانون المقارن ترجمة لممصطمح الفرنسي ‪ Droit comparé‬فيو القيام بعممية مقارنة بين مختمف‬
‫المناىج واألنظمة القانونية العالمية الرئيسية بغية استخالص العناصر المشتركة وأوجو االختالف والتباين‬
‫فيما بينيا‪ ،‬سواء من حيث مفيوميا‪ ،‬أو أساليب صياغتيا‪ ،‬وغيرىا‪ ،‬ويقوم القانون المقارن عمى المقارنة‬
‫حد تعبير البعض‪ ،‬عمم يبحث في القواعد المشتركة بين القوانين‬
‫بين قانونين أو أكثر باعتباره وعمى ّ‬
‫المختمفة‪ ،‬وقد عرفو مؤتمر الىاي سنة ‪ 1231‬بأنو‪ ":‬القانون الذي يعمل عمى المقارنة بين تشريعات‬
‫‪1‬‬
‫البمدان المختمفة الستخالص أوجو الشبو واالختالف‪.".‬‬

‫‪ 2‬ـ مميزات القانون المقارن‬

‫ـ القانون المقارن ييدف إلى الكشف عن الفوارق بين القوانين (مختمف نماذج نظم القانون)‪ :‬سواء‬
‫من حيث شكل وصياغة القاعدة القانونية‪ ،‬أو بنيتيا القانونية‪ ،‬أو أساسيا ومصدرىا‪ ،‬وغيرىا‪.‬‬

‫ـ القانون المقارن يختمف من حيث التسميات‪ :‬حيث يطمق عميو بالمنيج المقارن بألمانيا ( ‪méthode‬‬
‫‪ ،)comparative‬االجتياد المقارن بإنجمت ار ( ‪ ،)Comparative jurisprudence‬وبالتشريع المقارن‬

‫‪1‬‬
‫ـ د‪ /‬بن سعيد موسى‪ ،‬محاضرات القانون المقارن‪ ،‬ماستر‪ ، 1‬شريعة وقانون‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيمة‪ ،‬كمية العموم اإلنسانية‪ ،‬قسم العموم‬
‫اإلسالمية‪ ،2020/2012 ،‬ص ‪ ،2‬المنشورة عمى الموقع التالي‪ ،virtuelcampus.univ-msila.dz :‬تاريخ االطالع ‪.2020/8/10‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫بفرنسا (‪ ،)la législation comparée‬ويعرف باألنظمة المقارنة‪ ،‬وبالتشريع المقارن‪ ،‬أو القانون المقارن‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫وىو ما استقر عمى تسميتو غالبية الدول‪،‬‬

‫ـ القانون المقارن عمم مستقل قائم بذاتو‪ :‬ليس فرعا من فروع القانون (العام أو الخاص)‪ ،‬كالقانون‬
‫التجاري والمدني‪ ،...‬فيو عمم يبحث عن القواعد المشتركة بين القوانين والنظم القانونية المختمفة بغية‬
‫استخالص أوجو التشابو واالختالف فيما بينيا‬

‫ـ القانون المقارن طريقة لممقارنة بين القوانين‬

‫‪ )3‬موقف الفقو من القانون المقارن‬

‫بالنسبة لالتجاه المؤيد لمقانون المقارن ومن أبرزه فقيائو الفقيو االنجميزي ىنري مين‪ ،‬والفقيو الفرنسي‬
‫مانسل (‪ ،)Mancel‬يرى ىذا االتجاه ويعتبر بأن المنيج المقارن إنجاز فكري عظيم في الفقو الحديث‪.‬‬

‫أما االتجاه المعارض لمقانون المقارن‪ ،‬ومن أبرز فقيائو الفقيو لورتيمر والفقيو فان ليست‪ ،‬فاعترض المنيج‬
‫المقارن عمى أساس أن المقارنة عديمة الجدوى‪ ،‬ناىيك عن استحالتيا في بعض األحيان كالمقارنة بين‬
‫القانون والشريعة اإلسالمية‪ ،‬وذلك من نواحي كثيرة سواء من حيث المصدر‪ ،‬أو الطبيعة أو الخصائص‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫أو اآلثار والنتائج التي تترتب عن النصين‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التطور التاريخي لنشأة القانون المقارن‬

‫‪ )1‬مرحمة العصور القديمة‪ :‬شيدت العصور القديمة فكرة المقارنة التي انعكست في العديد من‬
‫القوانين وعمى رأسيا قانون حمورابي الذي يعد بمثابة أولى القوانين المكتوبة في تاريخ البشرية‪،‬‬
‫والذي تضمن قرابة ‪ 282‬مادة‪ ،‬واحتوى عمى مقدمة وخاتمة‪ ،‬ما جعل البعض يقر بأن الدراسات‬
‫القانونية المقارنة بدأت في ظل الحضارات القديمة وأنيا ليست بالحديثة‪ ،‬كما أن الدراسات‬
‫المقارنة القت موقعا ىاما عند اليونانيين وذلك عمى يد أبرز مفكرييم وفالسفتيم الذين اشتيروا‬
‫لدييم أمثال أرسطو وأفالطون الذين قاموا بمقارنة قوانين بالدىما بقوانين الحضارات التي سبقت‬
‫الحضارة اليونانية‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫ـ د‪ /‬سعيدي صالح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 1‬و‪.1‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫‪ )2‬مرحمة العصور الوسطى‪ :‬بعدما شيد القانون الروماني مرحمة تدوين قوانين رومانية في المجموعة‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫الشييرة ب " قانون األلواح االثني عشر"‪ ،‬شيدت الدراسات القانونية في ىذا العصر إعادة إحياء‬
‫القانون الروماني وتحديدا مجموعة "جوستينيان" بمدينة بولونيا بإيطاليا في القرن الحادي عشر‪،‬‬
‫واالستناد عمى تعاليم الديانة المسيحية‪ ،‬وانتقل ذلك إلى فرنسا التي بدأت بتدريس القانون المقارن‬
‫في القرن ‪ ،13‬امتدت حركتيا خالل القرن ‪ 14‬إلى مختمف الجامعات بأوروبا ‪ ،‬ما ساعد عمى‬
‫ازدىار عجمة التدوين والتقنين خالل القرن ‪ ،12‬كما ظيرت في انجمت ار دراسات مقارنة بين قانون‬
‫الكومن لو القديم وقانون الكنيسة‪ ،‬كما توصل المورد ماسنفيمد إلى حمول كثيرة جراء مقارنتو‬
‫لمقانون االنجميزي والقوانين األوروبية نجم عنو تطوير قانون الكومن لو‪.‬‬

‫غير أن ظيور في القرن السابع عشر موجة جديدة من الدراسات التي أولت اىتماما بالغا بالجانب‬
‫التاريخي لمقانون‪ ،‬وظيور بألمانيا وفرنسا ما يعرف بالدعوة إلحياء القانون الطبيعي كأساس لقانون عالمي‬
‫يسود العالقات بين الدول يحتكم فيو لمعدل ال لمقوة‪ ،‬وإلقامة قانون لمشعوب باعتباره الحل األمثل إلنياء‬
‫الحد من عممية االزدىار تمك‪ ،‬التي سرعان ما زالت حدتيا نتيجة إعادة‬
‫الحروب‪ ،‬ساىما إلى حد كبير في ّ‬
‫حركة نشاط الدراسات القانونية المقارنة في فرنسا‪ ،‬ال سيما في القرن الثامن عشر وذلك من خالل مظاىر‬
‫عدة‪ ،:‬ففي كتابو روح القوانين" وبمقارنتو لمقوانين والشرائع قام مونتسكيو باستنباط مبادئ دستورية لحكومة‬
‫صالحة‪ ،‬وفي ‪ 1831‬أنشأت فرنسا المدرسة األكاديمية في مادة القانون المقارن تم من خالليا تدريس‬
‫القانون المقارن ألول مرة‪ ،‬وفي سنة ‪ 1812‬أنشأت جمعية التشريع المقارن بيدف دراسة مختمف القوانين‬
‫الموجودة وتقديم اقتراحات لممشرع بشأنيا‪ .‬وقد ساىم ازدىار حركة الدراسة المقارنة تطور مناىج البحث‬
‫العممي‪ ،‬وقيام الثورة الصناعية‪ ،‬وترسخ قناعة لدى الدول بأن قانونيا الوطني ال يمكنو أبدا أن يكون‬
‫بمعزل عن القوانين األخرى‪ ،‬وال بد لو أن يجاري التطور العالمي‪.‬‬

‫‪ )3‬مرحمة العصور الحديثة (مرحمة ميالد وبروز القانون المقارن)‪ :‬يربط بعض الميتمين بعممية‬
‫ظيور القانون المقارن بمظيره الحالي بمطمع القرن العشرين‪ ،‬باعتباره الميالد الفعمي والحقيقي‬
‫لمقانون المقارن‪ ،‬وذلك عمى إثر انعقاد المؤتمر الدولي لمقانون المقارن بباريس بتاريخ‬
‫‪ 1200/1/31‬والدعوة إلى قانون مشترك لإلنسانية المتحضرة‪ ،‬بمبادرة من الفقييين وريمون‬
‫ساليمي (‪ )Raymond Saleilles‬وادوار المبير( ‪ )Edouard lambert‬الذين دافعا عن مفيوم‬
‫القانون المقارن معتبرين إياه عمما مستقال‪ ،‬ودعوا إلى اعتماده كقانون مشترك لإلنسانية بيدف‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫توحيد القوانين واحداث تقارب قانوني دولي‪ .‬وعمى الرغم من أن فكرة القانون العالمي لم تمق‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫رواجا منذ إطالقيا أول مرة في مؤتمر باريس‪ ،‬إال أنيا شكمت االنطالقة نحو إثارة الرغبة في‬
‫أوروبا حول إنشاء قانون عالمي مشترك وموحد سيما بعد الحرب العالمية األولى و الثانية وانقسام‬
‫العالم إلى كتمتين وىو ما انعكس عمى تراجع الدراسات القانونية المقارنة نتيجة اتساع اليوة بين‬
‫القانون الغربي والقانون االشتراكي‪ ،‬غير أنيا شيدت بعضا من الحركية عمى إثر انتياء الحرب‬
‫العالمية الثانية‪ ،‬وقد ميد دعوة المؤتمر واعالن الفكرة العديد من األمور أبرزىا إنشاء المحكمة‬
‫الدائمة لمتحكيم الدولي سنة ‪ 1822‬تتولى الفصل في المنازعات بين الدول بطريقة سممية‪ ،‬إبرام‬
‫العديد من االتفاقيات الدولية لتوحيد قواعد القانون الخاص‪ ،‬ونظ ار ألىميتو حيث أضحى يدرس‬
‫عمى نطاق واسع عمى مستوى العديد من الجامعات من ضمنيا الجزائر‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أىداف (الغاية) من القانون المقارن‬

‫‪ )1‬بالنسبة لمجال العموم القانونية من الناحية النظرية‪ ،‬وينطوي حول‬

‫أ) تاريخ القانون والنظرية العامة لمقانون التي تساعد في دراسة تاريخ القانون التوغل في أعماق‬
‫القانون وذلك من حيث مفيومو‪ ،‬مصادره‪ ،‬أما النظرية العامة لمقانون فتسمح بمعرفة أساس تقسيم‬
‫القانون وفروعو‪ ،‬باإلضافة إلى خصائصو التي تتميز بيا مختمف القوانين‪.‬‬

‫ب) فمسفة القانون وعمم اجتماع القانون‬

‫ابتكر مصطمح فمسفة القانون من قبل فالسفة ورجال الفكر‪ ،‬واستعممو كل من أىرنس وىيجل كعنوان‬
‫لمؤلفييما‪ ،‬وتشكل فمسفة القانون المادة العممية التي تختص بدراسة موقف الفمسفة من الظاىرة القانونية‪،‬‬
‫وتفسير معانييا ومضامينيا المختمفة‪.‬‬

‫‪ )2‬بالنسبة لمجال العموم القانونية التطبيقية (العممية)‪ :‬وذلك عمى المستويين الوطني والدولي‪.‬‬

‫أ) عمى المستوى الوطني (الداخمي)‬

‫يساىم إذن القانون المقارن ويساعد الباحث القانوني عمى مستوى القانون الوطني (الداخمي) في فيم‬
‫وسد ثغراتو سيما عندما يكون مقتبسا من قوانين أجنبية‪ ،‬من خالل‬
‫أفضل لمقانون الوطني‪ ،‬وتحسينو ّ‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫اإللمام بمختمف المصطمحات القانونية واألحكام والنظريات المستعممة في قوانين الدول األخرى‪ ،‬وعن‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫طريق إجراء المقارنة بين القانون الوطني والقوانين األخرى سيما ذات االرتباط واألثر التاريخي كما ىو‬
‫الحال بالنسبة لمجزائر وفرنسا‪ ،‬أو ذات االرتباط المذىبي كما ىو األمر بالنسبة لمدول ذات المذىب‬
‫الرأسمالي‪ ،‬أو ذات االرتباط الديني كما ىو األمر بالنسبة لمدول اإلسالمية‪ ،‬أو غيرىا من الروابط‬

‫كما يسمح لممشرع أيضا بإدراك القوانين الوضعية وفيميا عمى نحو أفضل‪ ،‬والكشف عن النقائص‬
‫والثغرات التي تعتمييا ال سيما بالنسبة لمنصوص التي تستمد من قوانين أخرى أكثر تطو ار وحداثة‪ ،‬نذكر‬
‫منيا وعمى سبيل المثال تكريس ازدواجية القضاء سنة ‪ ،1221‬ازدواجية السمطة التشريعية أو بما يعرف‬
‫بالنظام البيكميرالي من نفس السنة‪ ،‬تكريس آلية الرقابة الدستورية عن طريق ألية الدفع بعدم الدستورية‬
‫طبقا لمتعديل الدستوري األخير ‪ ،2011‬كما يساىم القانون المقارن في مساعدة كل من القاضي في‬
‫االستئناس بالقوانين األجنبية عمى تفسير النصوص القانونية‪ ،‬أو في حالة غياب نص قانوني وطني‪.‬‬
‫وكذلك في مساعدة الفقو في إثراء الدراسات القانونية‪ ،‬أمثال الفقيو ديموبادار في مجال دراسة األعمال‬
‫اإلدارية‪ ،‬ودوجي في موضوع المرفق‪.‬‬

‫ب) عمى المستوى الدولي (الخارجي)‪ :‬ىو وسيمة فعالة ل‬

‫ـ تقريب وجيات النظر بين مختمف الدول‪ :‬وفي ىذا السياق دعا الفقيو المبير إلى ضرورة جعل القانون‬
‫المقارن كأداة اتصال بين القوانين الوطنية لتكوين ضمير قانوني عالمي عمى حد قولو‪.‬‬

‫ـ توثيق العالقات فيما بين الدول‪ :‬يترتب عن التعاون فيما بين الدول في إقامة العالقات واعداد‬
‫االتفاقيات والمعاىدات التي تستمد في إعدادىا من مناىج قانونية متباينة‪ ،‬قواعد قانونية مشتركة ال سيما‬
‫في مجال حقوق االنسان‪ ،‬كاالتفاقية الدولية لمناىضة التعذيب التي صادقت عمييا الجزائر سنة ‪،1282‬‬
‫االتفاقية الدولية المتعمقة بالحقوق االقتصادية واالجتماعية لسنة ‪،1211‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬طبيعة القانون المقارن‬

‫أوال ـ االتجاه القاضي بأن القانون المقارن عمم‪ :‬يرى اتجاه من الفقو بأن القانون المقارن عمم مستقل قائم‬
‫بذاتو‪ ،‬يتميز بخصائصو شأنو في ذلك شأن الكثير من العموم‪ ،‬كعمم النفس‪ ،‬عمم االجتماع وغيرىا من‬
‫العموم األخرى‪ ،‬ييدف إلى وضع قانون مشترك فيما بين الدول بقسميو التاريخ المقارن‪ ،‬والتشريع المقارن‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫ويرى الفقيو "المبير" في كتابو المعنون ب" وظيفة القانون المدني المقارن"‪ ،‬بأن القانون المقارن عمم قائم‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫بذاتو‪ ،‬ييدف إلى استخالص القواعد المشتركة التي تكون صالحة لتحديد العالقات بين الدول المتمدنة‬
‫التي تجمع بين شعوبيا عوامل مشتركة تاريخية واقتصادية كتمك التي تنتمي إلى العائمة الالتينية‬
‫الجرمانية‪ ،‬وىو ما عبر عنو أيضا الفقيو ىوالند (‪)Holand‬‬

‫فقد انتقد ىذا الرأي‪ ،‬وظير بالمقابل اتجاه آخر يقر بأن القانون المقارن مجرد منيج وطريقة لممقارنة بين‬
‫قوانين مختمفة ال أكثر وال أق ّل‪ ،‬ال يرقى إلى يشكل عمم مستقل بذاتو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االتجاه القاضي بأن القانون المقارن منيج أو طريقة لممقارنة بين قوانين‬

‫يرى بعض الفقياء وعمى رأسيم الفقيو " قيريدج" ‪ Guheridj‬بأن القانون المقارن ىو منيج أو طريقة بحث‬
‫تساعد الباحث في المقارنة بين مختمف القوانين (قانونين أجنبيين أو أكثر) لمكشف عن أوجو التشابو‬
‫واالختالف فيما بينيا‪ ،‬بغية إظيار إيجابياتيا وسمبياتيا والوصول إلى معمومات قانونية مح ّل المقارنة‪،3‬‬
‫كتوحيد وتعديل القوانين الوطنية‪ ،‬استنباط المبادئ العامة في القانون‪،‬‬

‫ثالثا‪ :‬االتجاه التوفيقي لمقانون المقارن كعمم ومنيج ‪ :‬ويرى أنو عمم ومنيج في ذات الوقت‪ ،‬ما يعني‬
‫أن القانون المقارن عمم مستقل قائم بذاتو باعتباره قانون مشترك لإلنسانية يتضمن مجموعة القواعد‬
‫القانونية التي تيدف إلى تطوير وتحديث القانون الوطني‪ ،‬وتحقيق تقارب الحضارات وتطوير القانون‬
‫الدولي‪ ،‬ال سيما بين الدول ذات العوامل المشتركة‪ ،‬كالعامل االقتصادي‪ ،‬التاريخي‪ ،‬الديني‪ ،‬المصالح‬
‫المشتركة‪ ،...‬وىو في نفس الوقت طريقة ومنيج إذ ال يمكن فصل العمم عن المنيج‪ ،‬عمى أساس ان لكل‬
‫عمم منيج خاص بو‪.‬‬

‫المبحث الخامس أصناف و أساليب (طرق) المقارنة‬

‫أوال ‪ :‬أصناف القانون المقارن‬

‫‪1‬ـ القانون المقارن الوصفي‪2 ،‬ـ القانون المقارن التطبيقي‪3 ،‬ـ القانون المقارن النظري (المجرد أو البحث)‬

‫‪3‬‬
‫ـ د‪ /‬معراج جديدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫ثانيا‪ :‬أساليب (طرق) المقارنة‪ 1 ،‬أسموب المقارنة ‪ 2 ،‬أسموب المقابمة‪ 3 ،‬أسموب المقاربة‪ 4 ،‬أسموب‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫المواجية‬

‫المبحث السادس‪ :‬المراحل المعتمدة في عممية المقارنة‬

‫أوال‪ :‬المرحمة التحميمية (الجزئية أو المفككة)‬

‫ثانيا‪ :‬المرحمة التركيبية (االستنباطية أو االستنتاجية)‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫محاضرات مقياس‪ ..:‬النظم القانونية المقارنة‬

‫القسم‪....:‬السنة الثالثة‪ ..................‬السنة‪ ، 2021/2020 :‬التخصص‪ :‬قانون عام‬

‫االستاذ‪ :‬قزالن سميمة المحاضرة رقم‪ 2 :‬بتاريخ‪..2020/12/28.:‬‬

‫عنوان المحاضرة‪ :‬النظام األنجموسكسوني (االنجميزي) ‪ Common law‬نظام الكومن لو‬

‫‪ -1‬المراجع التي يمكن لمطالب االعتماد عميها ( اقتراح المراجع االلكترونية إن أمكن)ػ‪:‬‬

‫الفرق بين النظامين األنجموسكسوني‪ /‬االنجميزي ‪ Common law‬والنظام المدني‪ /‬الالتيني‬

‫‪ ،Civil law‬ترجمة أنس المعولي‪ ،‬مراجعة جواىر السبيعي‪ 16 ،‬أغسطس‪ /‬سبتمبر ‪،2019‬‬

‫المنشور عمى الموقع اإلمكتروني التالي‪،n-scientific .org :‬‬


‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫ل نشأة القانون الروماني‪ ،2016/8/16 ،‬المنشور بصحيفة‬
‫ـ سيى منذر خميفة‪ ،‬مراحػ‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫التآخي‪ ،‬دار التآخي لمطباعة والنشر‪ ،‬العدد ‪ 6 ،9244‬آب ‪ ،2020‬عمى المرقع التالي‪:‬‬

‫‪،altaakhipress.com‬‬

‫ـ عماد قطان‪ ،‬القانون المقارن‪ ،‬عمى الموقع التالي‪،arab-ency.com.sy :‬‬

‫‪ 2‬ـ مضمون المحاضرة‪ :‬وتعتبر المممكة المتحدة البريطانية ميد النظام األنجموسكسوني‪ ،‬الذي امتد إلى‬

‫كل من القانون األمريكي‪ ،‬وبعض الدول التي تأثرت بنظميا كأستراليا‪ ،‬نيوزرلندا‪..‬‬

‫المبحث األول النشأة التاريخية لمنظام االنجموسكسوني‬

‫‪ 1‬المرحمة االنجموسكسونية تبدأ من القرن الخامس الميالدي‪ ،‬وىي مرحمة سبقت الغزو النورماندي‪،‬‬
‫تعرضت فييا انجمت ار إلى غزو قبائل جرمانية (اإلنجمز والسكسكون) والتي أطاحت بحكم الرومان الذي‬
‫امتد إلى أكثر من أربعة قرون‪ ،‬ومن أبرز ما ميز ىذه المرحمة أنيا لم تتميز بنظام قانوني معين بالنسبة‬
‫إلنجمترا‪ ،‬بسبب أن تمك القبائل بقيت متمسكة بعادات وتقاليد موطنيااألصمي‪.‬‬

‫‪ 2‬مرحمة الغزو النورماندي وظهور النظام القانوني االنجميزي يتشكل النظام االنجميزي من ركيزتين‬
‫أساسيتين ىما الكومن لو‪ ،‬الجزء األساسي ليذا النظام‪ ،‬وقواعد العدالة النابعة من ضمير الممك‪.‬‬

‫الكومن لو بدأ غزو النورمانديون إلنجمت ار سنة ‪1066‬م وامتد إلى غاية ‪1485‬م بانتصار األمير ويميام‬
‫الفاتح في معركة "ىاستينغ"‪ ،‬وبالقضاء عمى حكم القبائل األنجموسكسونية حاول النورمانديون إيجاد نظام‬
‫مركز بيد الممك‪ ،‬ومن ىنا بدأت معالم القانون االنجميزي تتبمور بتغيير نظام اإلقطاع واالتجاه نحو نظام‬
‫مركز في يد الممك ويميام باعتباره المالك األصمي والوحيد إلنجمترا‪ ،‬واختار لنفسو مساحة في حين قسم‬
‫الباقي منيا إلى مساحات صغيرة قدرت حوالي ‪ 15000‬قطعة وزعيا عمى الرؤساء النورمانديين لمحد من‬
‫نفوذ اإلقطاعيين‪ ،‬ما ساعده عمى تقوية حكمو المركزي‪ ،‬والتفاف االقطاعيين عميو‪.‬‬

‫وقد تميزت ىذه المرحمة بتغيير جذري في نمط إجراءات اإلثبات المتبعة أمام المحاكم في مرحمة‬
‫االنجموسكسونيين التي كانت ترتكز عمى االحتكام إلى القضاء والمبارزة‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫وفي سنة ‪ ،1086‬وضع الممك كتاب "اليوم اآلخر" (‪ ،)Domesday book‬حدد فيو مختمف المجاالت‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫لتسيير المممكة‪ ،‬كمجال الرقابة السياسية‪ ،‬واإلدارية‪ ،‬ورقابة مجال الضرائب‪ ،‬كما أنشا مجمسا خاصا‬
‫‪ Curia Regis‬الذي شكل أساسا لمجمس الموردات‪ ،‬يضم مجموعة من الشخصيات المقربة إليو بغية‬
‫قضاء شؤون أمن وسالمة البالد من العصيان وقطاع الطرق‪ ،‬وحل المنازعات فيما بين األمراء‪.‬‬

‫وفي القرن ‪ 12‬نجم عن المجمس مجموعة من الييئات القضائية‪ ،‬سميت بالمحاكم الممكية والتي اشتممت‬
‫عمى كل من المحاكم االستثنائية‪ ،‬والمحاكم ذات الوالية العامة‪ :.‬تحددت اختصاصات المحاكم االستثنائية‬
‫بمنازعات معينة‪ ،‬وتمثمت في كل من‪ :‬المحكمة المدنية‪ :‬التي تتولى الفصل في منازعات العقار‪ ،‬يعتمد‬
‫فييا طريقة المبارزة بين المدعي والمدعى عميو‪ ،‬وىي من اختصاص المحاكم القطاعية‪ ،‬ثم اسندت إلى‬
‫الممك باعتباره المالك الفعمي لألرض‪ ،‬وامتد مجال ىذه المحاكم ليشمل مسائل أخرى بصدور الميثاق‬
‫االعظم ( ‪ ) Magna Carta‬عمى يد الممك جون سنة ‪.1215‬‬

‫ـ المحكمة المالية‪ :‬لمفصل في منازعات الضرائب والديون المستحقة لمتاج‪ ،‬وكل القضايا المتعمقة بموارد‬
‫الخزينة الممكية‪.‬‬

‫ـ المحكمة الجزائية‪ :‬ويراسيا الممك وتختص بالقضايا التي كان ينظر فييا المجمس الخاص لمممك‪.‬‬

‫المحاكم ذات الوالية العامة وتتمثل في محاكم المناطق‪ ،‬واإلقطاع‪ ،‬أخذت المحاكم الممكية في االتساع‬
‫بسبب اإلقبال عمييا لعدم تقيدىا باألعراف القديمة واضحت تفصل في العديد من القضايا‪ ،‬سواء تمك التي‬
‫تتعمق بحقوق األفراد أو بمصالح الدولة‪ ،‬السبب الذي انجر عنو عدم تقسيم القانون في انجمت ار إلى قانون‬
‫عام وقانون خاص‪ ،‬بل قانون واحد يسري عمى جميع القضايا ىو (الكومن لو)‪ ،‬ومن أبرز خصائصيا‬
‫أنيا تستند في أحكاميا لضمير الممك الذي يفترض فيو أنو " ال يظمم وال يخطئ"‪ ،‬مقارنة بمحاكم اإلقطاع‬
‫ومحاكم المناطق (التي كانت تستند في قضائيا ألسموب المحنة‪ ،‬وأحكاميا كانت تقوم عمى أساس العدل‬
‫واالنصاف‪ ،‬وبما يساعد عمى إظيار الحقيقة‪ ،‬وقد تقررت منيا قواعد القانون العام في إنجمت ار التي عرفت‬
‫باسم "الكومون لو‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫جمود قواعد الكومن لو دام استقرار ىذه المحاكم خالل القرن ‪ 13‬في لندن حيث اشتيرت باسم محاكم "‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫ويستر منستر" والى جانب ىذه المحاكم الممكية ظيرت محاكم أخرى عرفت باسم محاكم " المستشار"‪،‬‬
‫حيث كان يفصل في الدعاوى التي ترفع إليو وفقا لمبادئ العدالة‬

‫لم تكن لمحاكم الكومن لو السمطة الكافية عمى إجبار األطراف عمى تقديم األدلة والشيود‪ ،‬وال أن تمنح‬
‫أحكاميا الصبغة التنفيذية‪ ،‬بالمقابل اشتيرت محاكم المستشار باإلقبال عمييا من قبل المتقاضين بالنظر‬
‫إلى صالحياتيا الردعية وفعاليتيا في فصل النزاعات‪ ،‬وىو ما تسبب في خالفات عديدة بينيما أدت‬
‫بالكثير من األحيان إلى تدخل البرلمان والممك الذي كان يميل إلى محاكم المستشار‪ ،‬في الوقت الذي كان‬
‫يميل فيو البرلمان إلى محاكم الكومن لو‪ ،‬ما خمق ازدواجية في مصادر القانون‪ ،‬قانون يستند إلى السوابق‬
‫القضائية لمحاكم الكومن لووقانون يستند إلى سوابق قضائية لمحاكم المستشار‪ ،‬إلى أن تم دمجيما معا‬
‫وأضحى القانون االنجميزي يتشكل من القانونين‪ ،‬بعدما تم القضاء الكمي عمى ىذه االزدواجية التي‬
‫استمرت ما بين ‪ 1873‬و‪ 1875‬وصدور القانون القضائي الجديد الذي وحد القضاء االنجميزي‪.‬‬

‫قواعد العدالة وىي الركيزة األساسية الثانية التي يقوم عمييا النظام األنجموكسوني‪ ،‬وألن قواعد الكومن لو‬
‫لم تعد باستطاعتيا أن تساير القضايا المستجدة إلى جانب ارتفاع تكاليف التقاضي‪ ،‬جعل المتقاضين‬
‫يتحولون م ن جديد إلى الممك اللتماس العدل‪ ،‬وبتولي أسرة تيودور الحكم بانجمترا‪ ،‬وبسبب تشعب القضايا‬
‫لم يعد بإمكان الممك النظر في القضايا التي ترفع إليو‪ ،‬مما أدى بو إلى إحالتيا إلى المستشار ليقضي بيا‬
‫بالعدالة‪ ،‬وقد كان المستشار يأمر بالتنفيذ باسم العدالة خالفا لقواعد الكومن لو التي كانت تقضي‬
‫بالتعويض‪ ،‬وقد تميزت قواعد العدالة عن الكومن لو من حيث‪:‬‬

‫ـ قواعد العدالة ىي القواعد التي أقرتيا محكمة المستشار ابتداء من ‪ ،1485‬أما الكومن لو فيو المنيج‬
‫القانوني الذي تكون في انجمت ار منذ الغزو النورماندي ‪ 1066‬المنبثق عن أحكام المحاكم الممكية‪.‬‬

‫ـ تتميز االجراءات في قواعد العدالة بأنيا كتابية وتحقيقية‪ ،‬مع غياب ىيئة المحمفين‪ ،‬في حين أن إجراءات‬
‫الكومن لو شفوية ووجاىية مع وجود محمفين‪.‬‬

‫ـ أحكام الكومن لو تقضي بالتعويض عمى خاسر القضية‪ ،‬بينما تقضي قواعد العدالة بالتنفيذ العيني عمى‬
‫المدعى عميو خاسر الدعوى‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫ـ محاكم الكومن لو تستعمل الدعوى والحق والحكم في النزاع‪ ،‬أما محاكم العدالة فتستعمل الشكوى‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫والمصمحة واألمر في الدعوى‪.‬‬

‫‪ 3‬ـمرحمة العصر الحديث وىي مرحمة تمتد من ‪ 1832‬إلى يومنا ىذا‪ ،‬وقد تميزت بانتصار الديمقراطية‬
‫وادخال تعديالت ىامة خالل سنوات ‪ 1852 ،1833 ،1832‬وظيور قوانين القضاء‪ ،‬والعديد من‬
‫التشريعات ال سيما في المجاالت التجارية‪ ،‬باإلضافة إلى انضمام انجمت ار إلى السوق األوروبية المشتركة‬
‫ومسايرة قوانينيا ليذا النمط‪ ،‬فقد ظيرت بوادر تغيير التنظيم القضائي منذ ‪ ،1873‬وألغى التمييز بين‬
‫المحاكم الممكية ومحكمة العدالة من حيث االختصاص‪ ،‬وأصبح لممتقاضي الحق في اختيار الجية‬
‫القضائية‪ .‬أما بخصوص التشريع‪ ،‬فقد تم استبعاد القوانين غير المعمول بيا‪ ،‬وفي نياية القرن ‪ 19‬برزت‬
‫ظاىرة التشريع‪ ،‬وفي منتصف القرن العشرين تم إنشاء لجان قانونية تتولى العمل عمى تحديث القانون‪،‬‬
‫مما أدى إلى تضاعف التشريعات المدونة‪ ،‬وأضحى القضاء يتصدى لرقابة أعمال اإلدارة وفي إطار ما‬
‫تتمتع بو من سمطة تقديرية‪.‬‬

‫المبحث الثاني خصائص ومميزات القانون االنجميزي‪:‬‬

‫قانون غير مكتوب (عدم التقنين)‪ ،‬أو بأنو قانون غير مدون في مدونات قانونية‪ ،‬ويعتمد عمى السابقة‬
‫القضائية‪ ،‬وىو بذلك يختمف عن القانون الالتيني الجرماني وىذا ال يعني عدم وجود بعض الموضوعات‬
‫مقننة كقانون السرقة‪.‬‬

‫االقضاء أساس القانون تشكل السوابق القضائية وتمثل مصد ار أساسيا أوليا ورسميا في القانون‬
‫االنجميزي‪ ،‬فبمجرد صدورىا من القضاء‪ ،‬تصبح بمثابة سابقة ممزمة لمجيات القضائية األخرى‪ ،‬وعمى‬
‫المحاكم الدنيا أن تتقيد وتمتزم بأحكام المحاكم األعمى منيا درجة‪ ،‬وتتقيد المحاكم العميا بما سبق وأن‬
‫قضت بو من أحكام في قضايا مماثمة‪ ،‬وذلك عمى خالف النظام الالتيني الجرماني‬

‫عدم التأثر بالقانون الروماني وبالتالي عدم التمييز بين القانون العام والخاص‪ :‬لم يتأثر القانون‬
‫االنجميزي بالقانون الروماني‪ ،‬ألجل ذلك فيو لم يميز بين القانون العام والقانون الخاص‪ ،‬كما يعتبر‬
‫األحكام القضائية السابقة مصد ار أساسيا لمقانون‪ ،‬ضف إلى ذلك ال يوجد فيو نظام القضاء المزدوج‪ ،‬أي‬
‫بما يعرف بالقضاء العادي والقضاء اإلداري‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫عدم التمييز بين القانون العام و الخاص عدم تأثر القانون االنجميزي بالقانون الروماني شأنو في ذلك‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫شأن النظام الالتيني الجرماني‪ ،‬جعمو ال يميز وال يعترف بتقسيم القانون إلى قانون عام وقانون خاص‪ ،‬وال‬
‫يميز بين القانون المدني والتجاري عمى أساس أن ذلك يندرج كمو ضمن المجموعة المدنية‪،‬‬

‫ويعتمد النظام االنجميزي في تقسيمو لمقانون إلى قواعد "الكومن لو" أو قواعد القانون المشترك وقواعد‬
‫العدالة‪ ،‬ويترتب عن عدم تمييز النظام االنجميزي بين القانون العام والخاص اعتماده لنظام القضاء‬
‫الموحد‪ ،‬بمعنى أنو يفتقد إلى قضاء متخصص في المنازعات اإلدارية إلى جانب القضاء العادي‬

‫تغميب الطابع اإلجرائي في القانون من ضمن مميزات القانون االنجميزي أنو ييتم بالجانب العممي أكثر‬
‫من اىتمامو ومراعاتو لمجانب النظري‪ ،‬معتمدا في ذلك عمى مجال الخبرة في المجال العممي وحسب‪،‬‬

‫خاصية نظام التروست (‪ )trust‬وىو نظام خاص ال يعرف وال يوجد في النظام الالتيني الجرماني‪،‬‬
‫يعتمد عمى تواجد ثالث أشخاص ىم األمين‪ ،‬المستأمن‪ ،‬والمستفيد‪ ،‬وىناك أربع أنواع من الترست‪،‬‬
‫الترست الخاص‪ ،‬الترست المقترح من القاضي‪ ،‬الترست المفروض بقوة القانون‪ ،‬والترست العام‪.‬‬

‫المبحث الثالث مصادره‬

‫‪ 1‬القضاء (السوابق القضائية)‪ :‬تتميز ميمة القضاء في انجمت ار بامتداد عممو إلى إنشاء القاعدة القانونية‬
‫ما يجعمو يشكل مصد ار أساسيا لمقانون‪ ،‬فاألحكام التي تصدر من الييئات القضائية العميا تشكل في‬
‫انجمت ار سوابق قضائية‪ ،‬حيث تجمع في تقنينات وتصبح ممزمة لمحكم في القضايا الالحقة لممحاكم نفسيا‬
‫في قضايا مماثمة‪ ،‬وكذلك لممحاكم الدنيا أو أقل درجة‪،‬‬

‫‪ 2‬االتشريع يشكل التشريع مصدر من مصادر النظام االنجميزي‪ ،‬وىو يحتل المرتبة الثانية بعد السوابق‬
‫القضائية‪ ،‬ويعرف أيضا بالقانون المدون لتمييزه عن القانون العام الكومن لو‪ .‬ويصنف التشريع بإنجمت ار‬
‫إلى صنفين‪ ،‬تشريع صادر عن البرلمان‪ ،‬وتشريع صادر عن السمطة التنفيذية (مجمس الوزراء)‪ ،‬أو ما‬
‫يعرف بالتشريع عن طريق التفويض‪ ،‬وعمى الرغم من احتاللو لممرتبة الثانية بعد السوابق القضائية من‬
‫حيث المصادر‪ ،‬إال أن أىميتو بدأت تتزايد شيئا فشيئا مؤخرا‪..‬‬

‫تحتل مكانة التشريع باعتباره مصد ار من مصادر القانون االنجميزي بحسب اختالف النظريات‪ .‬النظرية‬
‫الكالسيكية أصحاب ىذه النظرية ال يعتدون بالقاعدة القانونية التي أصدرىا المشرع إال إذا تولى القضاء‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫تطبيقيا وأعاد صياغتيا بموجب أحكام قضائية‪ .‬أما النظرية الحديثة تولي التشريع أىمية كبرى ودور‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫حيوي سيما بالنسبة لتنظيم بعض المجاالت ال سيما ذات الطابع االقتصادي واالجتماعي‪،‬‬

‫تتمثل المؤسسة التنفيذية في النظام االنجميزي في ـ الممكة‪.:‬وـ مجمس الوزراء‪ :‬و المؤسسة التشريعية التي‬
‫نشأت مع صدور الميثاق األكبر لسنة ‪ ،1215‬وتتكون من غرفتين أو مجمسين‪ :‬مجمس الموردات‪ :‬وـ‬
‫ـمجمس العموم‪:‬‬

‫‪ 3‬االعرف والفقو العرف وىو المصدر الثالث في النظام االنجميزي‪ ،‬ويشكل مصد ار احتياطيا ثانويا من‬
‫مصادر القانون اإلنجميزي‪ ،‬ألن القضاة لم يعتمدوا إال عمى األعراف المستقرة في المعامالت التجارية‪ ،‬وال‬
‫يتبنون منيا إال ما يعتقدون أنو يحقق العدل المستوحى من ضمير الممك‪ .‬يتكون الفقو من مؤلفات الفقياء‬
‫ومن األحكام القضائية التي ال تشكل سوابق قضائية ممزمة‪ ،‬وعمى الرغم من أنو يستعان بو ويساعد في‬
‫إنشاء سوابق قضائية جديدة‪ ،‬إال أنو يشكل مصدر ثانوي من مصادر القانون في ىذا النظام‪.‬‬

‫المبحث الرابع التنظيم القضائي بإنجمت ار‬

‫الهيئات القضائية العميا‪ ،‬وتتكون الييئات القضائية العميا من‪:‬‬

‫محكمة العدل العميا تتكون من ثالثة أقسام وىي قسم أول‪ :‬ويتكون من منصة أو كرسي الممكة يرأسو‬
‫لورد‪ ،‬ويضم محكمتين‪ ،‬وىما محكمة األميرالية‪ ،‬والمحكمة التجارية‪ .‬قسم ثان‪ :‬ويتكون من قسم‬
‫المستشارين‪ ،‬يرأسيا مستشار‪ ،‬وتضم بدورىا محكمتين‪ ،‬محكمة الشركات ومحكمة اإلفالس‪ .‬قسم ثالث‪:‬‬
‫يعرف بقسم األحوال الشخصية‪ ،‬ويرأسو قاضي‪ ،‬ويختص ىذا القسم بالفصل في القضايا المتعمقة باألسرة‪،‬‬
‫كمنازعات الزواج‪ ،‬الطالق‪ ،‬الوصايا‪ .....‬وتفصل في الطعون المرفوعة ضد األحكام القضائية الصادرة‬
‫عن محاكم الدرجتين األولى والثانية‪ ،‬كما تنظر في جميع القضايا واختصاصيا غير محدود‪ ،‬وتفصل في‬
‫الدعاوى بقاض واحد‪ ،‬يمكن أن تساعده عند الحاجة ىيئة من المحمفين‪ ،‬وتستأنف أحكاميا أمام محكمة‬
‫االستئناف‪.‬‬

‫محكمة التاج أنشئت بموجب القانون المعدل لمقانون القضائي لسنة ‪ 1971‬لمنظر في القضايا الجزائية‬
‫بقاض واحد‪ ،‬وبمساعدة ىيئة من المحمفين‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫محكمة االستئناف تتكون من القسم المدني‪ ،‬تفصل في الطعون المرفوعة ضد أحكام محاكم الدرجة‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫األولى وأحكام محكمة العدل العميا‪ ،‬والقسم الجزائي الذي يفصل في الطعون المرفوعة استئنافا ضد أحكام‬
‫محكمة التاج‪ .‬وتتشكل محكمة االستئناف من رئيس وقاضيين‪ ،‬وال يشارك فييا ىيئة المحمفين‪ ،‬وتتخذ‬
‫ق ارراتيا باألغمبية‪ ،‬وفي حالة عدم استيفائيا لألغمبية عمى التعديل يرفض االستئناف‪.‬‬

‫غرفة الموردات (أو لجنة الطعن العميا لمجمس الموردات) وىي أعمى درجة في القضاء‪ ،‬تختص إلى‬
‫جانب وظائفيا التشريعية‪ ،‬بالفصل في الطعون المرفوعة ضد األحكام الصادرة عن محكمة االستئناف‪،‬‬
‫وقد تم إصالح اختصاصيا بموجب تعديل ‪ 2005‬الذي غير اسميا من غرفة الموردات إلى المحكمة‬
‫العميا لممممكة المتحدة‪ ،‬حيث جعل اختصاصيا مقتص ار عمى الوظيفة القضائية‪ ،‬و االستئنافات المرفوعة‬
‫ضد األحكام الصادرة عن محكمة االستئناف‪ ،‬وكذا أحكام محكمة العدل العميا دون المرور عمى محكمة‬
‫االستئناف إذا كانت القضايا ذات أىمية متميزة‪.‬وتتشكل غرفة الموردات من ‪ 11‬عضو من الموردات‪،‬‬

‫الهيئات القضائية الدنيا ‪ :‬وتتمثل في المحاكم المدنية والتجارية فأما المحاكم المختصة بالمسائل المدنية‬
‫(أو محاكم المناطق)‪ ،‬فقضاتيا ىم محامون في األصل‪ ،‬و تنعقد بقاض واحد‪ .‬وكذلك المحاكم الجزائية‬
‫التي تختص بالنظر في المسائل الجزائية حيث تتشكل من محاكم القضاة ومحكمة التاج‪ ،‬ويتحدد‬
‫اختصاصيا تبعا لخطورة الجريمة المرتكبة‪ ،‬نتيجة غياب القضاء اإلداري‪ ،‬تنعدم في القانون االنجميزي‬
‫محاكم متخصصة في المنازعات اإلدارية‪ ،‬حيث تخضع اإلدارة في منازعاتيا شأنيا في ذلك شأن‬
‫األشخاص األخرى إلى القضاء العادي‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫محاضرات مقياس‪ ..:‬النظم القانونية المقارنة‬

‫القسم‪....:‬السنة الثالثة‪ ..................‬السنة‪ ، 2021/2020 :‬التخصص‪ :‬قانون عام‬

‫االستاذ‪ :‬قزالن سميمة المحاضرة رقم‪ 03 :‬بتاريخ‪..2020/12/2 9.:‬‬

‫عنوان المحاضرة‪ :‬النظام الرومانوجرماني (أو الالتيني الجرماني)‬


‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫‪Université de Boumer des‬‬
‫المبحث األول مضمون النظام الالتيني الجرماني وتطوره التاريخي‬

‫مضمونو‬

‫مفيوم النظام الالتيني الجرماني‪:‬نشير بأف ىذا النظاـ القانوني أو ىذه العائمة والمجموعة القانونية تحتوي‬
‫عمى المجموعة الالتينية التي تشمؿ عمى قوانيف كؿ مف فرنسا‪ ،‬وتشريعات الدوؿ التي استمدت منيا‬
‫كإسبانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬البرتغاؿ‪ ،‬ومستعمراتيا‪ ،‬الصيف‪ ،‬الياباف‪ ،‬ودوؿ أمريكا الالتينية وافريقيا‪ .‬كما تضـ‬
‫وتحتوي عمى المجموعة الجرمانية التي تشمؿ بدورىا عمى القانوف المدني األلماني لسنة ‪ ،6341‬وأنظمة‬
‫الدوؿ التي استمدت منو‪ ،‬كالنمسا والمجر‪ ،‬وقد اندمجت المجموعتاف الالتينية والجرمانية لتشكالف معا بما‬
‫يعرؼ بالنظاـ الالتيني الجرماني‬

‫نشأة النظام الالتيني الجرماني‪ :‬نشأ النظاـ الالتيني الجرماني في أوربا خالؿ القرف ‪ 61‬عشر‪ ،‬ليمتد‬
‫خارج القارة األوروبية‪ ،‬مستندا في مبادئو عمى القانوف الروماني باعتباره نموذج لتنظيـ المجتمعات‪ ،‬سيما‬
‫وأف القانوف الروماني انطوى عمى العديد مف المبادئ التي جعمتو مؤىال وقاد ار عمى توحيد التشريعات‪،‬‬
‫كمبدأ المساواة‪ ،‬مبدأ الحرية‪ ،‬العدؿ وىي المبادئ التي انعكست في كؿ مف التقنيف المدني الفرنسي‬
‫والتقنيف المدني األلماني‪ ،‬الستنادىما عمى مصادر واحدة تمثمت في القانوف الروماني واألعراؼ المحمية‬
‫والقانوف الكنسي‪ ،‬وقد أطمؽ الفقياء عمى ىذا النظاـ باسـ العائمة الواحدة الرومانية الجرمانية‪ .‬تـ الدعوة‬
‫إلى إحياء القانوف الروماني وتدريسو في الجامعات األوربية فيما بيف القرنيف الثاني عشر والثامف عشر‪،‬‬
‫وبظيور حركة التقنيف في أوربا وتحديدا في القرف التاسع عشر‪ ،‬كانت عناصر المنيج الروماني الجرماني‬
‫قد اكتممت‪ ،‬واحتوت المجموعة الالتينية والمجموعة الجرمانية المتاف تشتركاف مف حيث البينة القانونية‪،‬‬
‫عمى مفيوـ القاعدة القانونية ومدلوؿ مصطمحاتو‪ ،‬وتصنيفو وتقسيمو‪.‬‬

‫القانون الروماني كأساس لمنظام الجرماني شكؿ إذف القانوف الروماني‪ ،‬مصد ار أساسيا لمنظاـ الالتيني‬
‫الجرماني‪ ،‬فتأثره بالقانوف الكمسي‪ ،‬والديانة المسيحية‪ ،‬واىتماـ الجامعات االوروبية بتدريس القوانيف‬
‫الرومانية باعتبارىا نموذج لتنظيـ المجتمعات‪ ،‬كؿ ذلؾ أثر بشكؿ بارز عمى الدوؿ التي اعتمدت النظاـ‬
‫الالتيني الجرماني ال سيما القانوف الروماني الذي انعكس بشكؿ كبير عمى تشريعات ىذه العائمة القانونية‬
‫عدة‪ ،‬ال سيما فرنسا وألمانيا إلى جانب الدوؿ األخرى التي تأثرت بيما‪ ،‬حيث انتشر المنيج‬
‫في جوانب ّ‬
‫في أوربا بصدور القانوف المدني الفرنسي‪ ،‬وتبنتو بعض الدوؿ مثؿ بمجيكا ولوكسمبورغ‪ ،‬كما اقتبستو دوؿ‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫أخرى مثؿ إيطاليا والنمسا‪ ،‬وبصدور القانوف األلماني نشطت الدراسة المقارنة‪ ،‬وجددت دوؿ أخرى قوانينيا‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫المدنية باالقتباس مف أحكاميما‪ ،‬كما انتشر المنيج بفعؿ االستعمار في افريقيا‪ ،‬أمريكا الشمالية و آسيا‪،‬‬
‫بحيث سادت قوانيف ىذه الدوؿ المستعمرة في البمداف المستعمرة‪ ،‬كما أف تدويف ىذه القوانيف قد ساىـ إلى‬
‫حد كبير في نشر المنيج واقتباسو في دوؿ أخرى‪.‬‬

‫لمحة عن مراحل تكوين القانون الروماني قسـ بعض المؤرخيف تاريخ القانوف الروماني إلى أربع عصور‪5‬‬

‫ػ العصر الممكي‪ ،‬وىو عصر مرتبط بنشأة روما إلى غاية قياـ النظاـ الجميوري سنة ‪ 904‬ؽ‪.‬ـ‪ ،‬وتميزت‬
‫فيو مصادر القانوف في العرؼ أساسا والتشريع كمصدر ثانوي‪ ،‬وتولي رجاؿ الديف لعممية تفسير القانوف‬
‫وتطبيقو‪.‬و العصر الجميوري ابتداء مف ‪ 904‬ؽ‪.‬ـ و عصر االمبراطورية العميا بتولي االمبراطور‬
‫أغسطس لمسمطة ‪ 12‬ؽ‪.‬ـ‪ ،‬ينتيي بعيد االمبراطور دكمديانوس سنة ‪ 132‬ـ‪ .‬و عصر االمبراطورية‬
‫السفمى‪ ،‬أو العصر البيزنطي الذي يبدأ بحكـ االمبراطور دكمديانوس سنة ‪ 132‬ـ وينتيي بوفاة االمبراطور‬
‫جوستنياف ‪ 919‬ـ‪ ،‬وقد تميز ىذا العصر بتدىور القانوف الروماني وجموده‪ ،‬وفي ذات الوقت بتقنيف‬
‫قواعده مف قبؿ االمبراطور جوستنياف‪ ،‬في مدونتو التي قسميا إلى أربع مجموعات‪.‬‬

‫وبالنظر إلى تطور النظـ القانونية ومصادر القانوف‪ ،‬قسـ البعض القانوف الروماني إلى عصور ثالث‪،‬‬
‫أقر البعض بأف القانوف الروماني الذي عرفو المجتمع الروماني نشأ منذ نشأة مدينة روما في القرف‬
‫حيث ّ‬
‫السابع قبؿ الميالد حتى تقنينو في شكؿ المجموعات الشييرة لإلمبراطور جوستينياف في القرف السادس‬
‫عدة‪ ،‬وذلؾ عمى النحو‬
‫الميالدي‪ ،‬وتكوف عبر مراحؿ تاريخية تميزت كؿ منيا بخصائص وطبيعة معينة ّ‬
‫التالي‪ 5‬مرحمة القانون القديم (سنة ‪ 454‬ق‪.‬م)‪ :‬مرحمة العصر العممي‪:‬‬

‫بدأ بصدور قانوف إيبوتيا كمصدر ىاـ لمقانوف الروماني‪ ،‬ومرحمة عصر االمبراطورية السفمى‪:‬‬

‫يبدأ ىذا العصر الذي يعرؼ ايضا بالعصر البيزنطي‪ ،‬بتولي االمبراطور دقمديانوس السمطة سنة ‪ 132‬ـ‪،‬‬
‫وينتيي بوفاة االمبراطور جوستينياف سنة ‪ 191‬ـ‪،‬‬

‫تقسيمات القانون الروماني كمظير لقوانين العائمة الالتينية‬

‫أوالـ التقسيمات األساسية‪ :‬يستمد تقسيـ القانوف في النظاـ الجرماني إلى قانوف عاـ وقانوف خاص يستمد‬
‫مصدره مف القانوف الروماني‪ ،‬حيث كاف القانوف العاـ ييتـ بمرافؽ الدولة لتنظيـ المصمحة العامة‪ ،‬وكاف‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫يتضمف عمى فروع عكست ما يعرؼ اليوـ بالقانوف الدستوري‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬المالي‪ ،‬والقانوف الجنائي‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫والجبائي‪ .‬أما القانوف الخاص‪ ،‬فيندرج ضمف ما أضحى يعرؼ اليوـ بالقانوف المدني والتجاري‪ ،‬وقواعد‬
‫االجراءات المدنية والتجارية‪ ،‬حيث قسـ القانوف الخاص إلى قانوف خاص باألشخاص و قانوف خاص‬
‫باألمواؿ‪ ،‬وقانوف خاص بالدعاوى‪ ، .‬في حيف قسمت األمواؿ إلى أمواؿ عقارية ومنقولة (مادية ومعنوية)‪،‬‬
‫أما االلتزامات فقد قسمت إلى التزامات مدنية وطبيعية وبسيطة والتزامات تضامنية‪ ،‬وقسمت المسؤولية‬
‫عمى أساس الخطأ السمبي واإليجابي‪ ،‬والشخصي‪ ،‬وفعؿ الغير‪ ،‬أما العقود فقد تـ تقسيميا إلى عقود‬
‫رضائية‪ ،‬شكمية‪ ،‬وعقود ممزمة لمجانبيف‪ ،‬وأخرى ممزمة لجانب واحد‪.‬‬

‫وقد ظؿ القانوف الخاص في أوربا مييمنا لزمف طويؿ‪ ،‬حيث كاف القضاة يطبقونو في حسـ الخصومات‪،‬‬
‫ونظ ار التياـ القاضي في حياده لما تكوف اإلدارة طرفا في النزاع‪ ،‬فأصبح القاضي يراعي ضرورة التوفيؽ‬
‫بيف مصمحة األفراد ومصمحة الدولة‪ ،‬إلى أف نشأت قواعد تخضع الدولة بموجبيا لمقانوف‪ ،‬أدى تطورىا‬
‫وساىـ في نشأة مجمس الدولة الفرنسي‪ ،‬كمجموعة القواعد التي تحكـ سير الييئات المتدخمة لتحقيؽ‬
‫المصمحة العامة مف حيث تنظيميا وسيرىا‪ ،‬أما القانوف الخاص فقد عد بمثابة مجموعة القواعد التي‬
‫تنظيـ العالقات فيما بيف األفراد‪ ،‬أما بخصوص قانوف األحواؿ الشخصية فقد استمدىا القانوف الالتيني‬
‫الجرماني مف قانوف الكنيسة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التقسيمات الفرعية تتشابو قوانيف المنيج الروماني الجرماني مف حيث التقسيمات الفرعية‪ ،‬حيث‬
‫ينقسـ القانوف فييا إلى فروع منيا القانوف الدستوري‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬القانوف الدولي العاـ‪ ،‬القانوف‬
‫المدني‪ ،‬قانوف العقوبات‪ ،‬القانوف التجاري وغيره‪ ،‬كما تتشابو في النظـ والمفاىيـ القانونية وفي‬
‫المصطمحات‪ ،‬ومرد ىذا التشابو بيف قوانيف المنيج الروماني الجرماني ىو وحدة مصدرىا المتمثؿ في‬
‫القانوف الروماني والقانوف الكنسي‪ ،‬باإلضافة غمى ذلؾ فإف بعض القواعد القانونية لدولة معينة تستمد‬
‫وجودىا مف األعراؼ المحمية‪ ،‬ما يجعميا مختمفة وغير متشابية مع قواعد الدوؿ األخرى‪ ،‬أما القواعد‬
‫المستمدة مف األعراؼ الدولية كالقانوف التجاري فيي متشابية‪ ،‬ألف األعراؼ التجارية التي تكونت في‬
‫العصور الوسطى قد عممت المذاىب الفقيية عمى ربطيا بالقانوف الروماني‪ ،‬وأدخمتيا الدوؿ واعتمدتيا في‬
‫تقنينيا‪.‬‬

‫مميزات النظام القانوني الالتيني الجرماني‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫‪Université de Boumer des‬‬
‫التأثر بالقانون الروماني‬

‫تقسيم القانون إلى قانون عام وقانون خاص‬

‫اعتماد االزدواج القضائي‬

‫خصائص القاعدة القانونية في النظام القانوني الالتيني الجرماني‬

‫االعمومية والتجريد‪.:‬‬

‫االقاعدة القانونية مصدرىا البرلمان‬

‫تفسير القاعدة القانونية محدود‪:‬‬

‫المبحث الثالث مصادره‬

‫التشريع‬

‫يشكؿ التشريع المصدر األساسي واألوؿ في النظاـ القانوني الالتيني الجرماني‪ ،‬حيث يعمؿ القانوف عمى‬
‫الحفاظ عمى النظاـ العاـ وتنظيـ سموؾ األفراد‪ ،‬ويتـ صياغة القواعد القانونية باعتبارىا قواعد عامة‬
‫ومجردة‪ .‬ويشمؿ التشريع وينطوي عمى جميع القواعد القانونية المكتوبة‪ ،‬وذلؾ بغض النظر عف مصدرىا‬
‫( سواء كاف مصدرىا السمطة التأسيسية كالدستور‪ ،‬أو السمطة التشريعية كالقوانيف‪ ،‬أو السمطة التنفيذية‬
‫كالموائح والتنظيمات)‪ ،‬وبغض النظر عف درجة ترتيبيا في اليرـ القانوني لمدولة‬

‫العرف‬

‫وبخصوص تقدير أىمية العرؼ في تكويف القاعدة القانونية في النظاـ الالتيني الجرماني اختمؼ الفقياء‬
‫بيذا الصدد‪ ،‬ففي الوقت الذي يشيد فيو البعض بأىمية العرؼ ودوره كأساس في تشكيؿ القانوف حيث‬
‫ينزلو الفقو األلماني منزلة القانوف ألف المشرع والفقيو يتأثر حتما بالعرؼ في تقرير القاعدة القانونية‪ ،‬ال‬
‫يحظى العرؼ بنفس األىمية عند البعض اآلخر كالفرنسييف‪ ،‬كما يرى اتجاه آخر بأف ال أىمية لمعرؼ‬
‫حد كبير مف دوره وأىميتو‪ ،‬أما في الجزائر فيحتؿ العرؼ في‬
‫سيما بعد ظيور حركة التقنيف التي قمّمت إلى ّ‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫القانوف المدني المرتبة الثالثة بعد التشريع ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث جاء في نص المادة ‪ 6‬مف‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫القانوف المدني‪"5‬‬

‫االجتياد القضائي والفقو‬

‫إف القاضي واف كاف يساىـ حقا في تطوير القانوف مف الناحية العممية‪ ،‬ويمتد دوره إلى التفسير‪ ،‬إال أف‬
‫دوره في تفسير القانوف وبياف غموضو ال يرقى أبدا إلى دور المشرع في الشريعة الالتينية الجرمانية‬
‫تجسيدا لمبدأ الفصؿ بيف السمطات المنصوص عميو في دساتير الدوؿ في ظؿ النظاـ القانوني الالتيني‬
‫الجرماني‪ ،‬فاألحكاـ القضائية في ىذا النظاـ ومثمما تـ اإلشارة إليو آنفا وميما بمغت قيمتيا إال أنيا ال‬
‫تحتؿ نفس األىمية والقيمة التي تحتميا ىذه األحكاـ في ظؿ النظاـ االنجموسكسوني‪.‬‬

‫االفقو عمى الرغـ مف أىمية الفقو كمصدر لمقانوف ودور في تطوير وترشيد قواعد القانوف وشرحيا‬
‫واستخالص نتائجيا‪ ،‬وابراز المبادئ القانونية التي تساعد المشرع في عممية تعديمو لمقانوف‪ ،‬وايجاد الحموؿ‬
‫لممعضالت القانونية المطروحة مثمما كاف متبعا مف قبؿ فقياء الروماف‪ ،‬غير أف بروز حركة التدويف قمّمت‬
‫يعد يشكؿ مصد ار رسميا لمقانوف بؿ أضحى يمثؿ مصد ار‬
‫مف أىميتو وقيمتو كمصدر لمقانوف‪ ،‬بؿ ولـ ُ‬
‫تفسيريا يساىـ في إبراز نقائص القانوف وتعديمو تبعا لذلؾ ال أكثر وال أق ّؿ‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫‪Université de Boumer des‬‬
‫محاضرات مقياس‪ ..:‬النظم القانونية المقارنة‪.‬‬

‫القسم‪....:‬السنة الثالثة‪ ..................‬السنة‪ ، 2021/2020 :‬التخصص‪ :‬قانون عام‬

‫االستاذ‪ :‬قزالن سميمة المحاضرة رقم‪ 04 :‬بتاريخ‪..2020/12/29 .:‬‬

‫عنوان المحاضرة‪:‬‬

‫‪ 2‬ػ مضمون المحاضرة‪ :‬رقم ‪ 4‬الفصل الرابع (النظام اإلسالمي) الشريعة اإلسالمية‬

‫يعتبر النظاـ اإلسالمي أو بما يعرؼ أيضا بالشريعة اإلسالمية‪ ،‬مف األنظمة القانونية الدينية التي شيدت‬
‫وال تزاؿ اىتماما بار از مف قبؿ الباحثيف ال سيما الغربييف منيـ بالنظر إلى مميزاتيا وخصائصيا باعتبارىا‬
‫شريعة مرنة‪ ،‬شاممة وكاممة وصالحة لكؿ زماف ومكاف‪ ،‬ومتميزة عف غيرىا مف الشرائع والقوانيف الوضعية‪،‬‬
‫وأصيمة وغير مستمدة مف غيرىا مف الشرائع األخرى‪ ،‬تشكؿ مصد ار مف مصادر التشريع‪.‬‬

‫المبحث األول مفهوم الشريعة اإلسالمية‬

‫ىي خاتمة الشرائع السماوية‪ ،‬عقائدية‪ ،‬أخالقية‪ ،‬وعممية‪ ،‬وشريعة عالمية‪ ،‬وىي ما أنزلو اهلل تعالى عز‬
‫وج ّؿ عمى رسولو الكريـ محمد صمى اهلل عميو وسمـ في القرآف الكريـ‪ ،‬تنطوي عمى مجموعة األوامر‬
‫والنواىي التي شرعيا اهلل عز وجؿ عمى عباده المؤمنيف باعتبارىا منياج لحياتيـ‪.‬‬

‫تعريف الشريعة اإلسالمية الشريعة لغة ىي الطريقة المستقيمة‪ ،‬ومورد الماء الذي يقصد لمشرب‪.‬‬

‫أما اصطالحا ف يي ما شرعو اهلل سبحانو وتعالى لعباده مف أحكاـ عف طريؽ أحد رسمو‪ ،‬سواء كانت ىذه‬
‫األحكاـ اعتقادية (كتمؾ المتعمقة بذات اهلل وصفاتو‪ ،‬واإليماف باهلل ورسمو ومالئكتو‪ ،‬واليوـ اخآخر‪،‬‬
‫البر‪ ،) ...‬أو أحكاـ‬
‫والحساب والعقاب والثواب)‪ ،‬أو أحكاـ أخالقية (كالصدؽ‪ ،‬الصبر‪ ،‬األمانة‪ ،‬األمانة‪ّ ،‬‬
‫عممية ليؤمنوا بيا وتكوف سعادتيـ في الدنيا واخآخرة‪ ،‬سواء تعمؽ األمر منيا بالعبادات (كالصالة والصياـ‪،‬‬
‫الزكاة والحج)‪ ،‬أو بالمعامالت (كالبيوع‪ ،‬الرىاف)‪ .‬وتندرج الغاية مف الشريعة اإلسالمية في تنظيـ عالقة‬
‫الناس بخالقيـ مف جية‪ ،‬وببعضيـ البعض مف جية ثانية بالنظر إلى ما تتضمنو مف أحكاـ وقواعد ونظـ‬
‫إلقامة الحياة العادلة وتحقيؽ المساواة‪ ،‬وضماف الحريات وصوف الحقوؽ‪ ،‬األمف‪ ،‬وغيرىا مف المبادئ‬
‫السامية في الدنيا‪ ،‬وتحقيؽ السعادة األبدية في اخآخرة‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫‪Université de Boumer des‬‬
‫تمييز الشريعة اإلسالمية عن بعض المفاهيم األخرى‬

‫الفرع األول ـ الشريعة والفقه‪:‬‬

‫عدة نواحي‪ ،1‬فمف حيث الشمولية‪ ،‬يعتبر لفظ الشريعة‬


‫تتميز الشريعة اإلسالمية عف الفقو اإلسالمي مف ّ‬
‫اإلسالمية أشمؿ مف لفظ الفقو‪ ،‬ففي الوقت الذي تطمؽ فيو الشريعة بصفة عامة عمى كؿ ما شرعو اهلل‬
‫تعالى مف عقائد وأخالؽ وأعماؿ كالعبادات كالصالة والصياـ‪ ،....‬والمعامالت‪ ،‬وبصفة خاصة عمى ما‬
‫شرعو اهلل سبحانو وتعالى مف أحكاـ عممية دوف سواىا (دوف األخالقية واالعتقادية) الواردة في الكتاب‬
‫األدلة التفصيمية‪ ،‬فالفقو‬
‫والسنة‪ ،‬فإف لفظ الفقو يشمؿ فقط العمـ باألحكاـ العممية الشرعية المستنبطة مف ّ‬
‫محصور باألحكاـ العممية فقط‪.‬‬

‫عمى نحو آخر تختمؼ الشريعة اإلسالمية عف الفقو مف حيث المصدر‪ ،‬فالفقو يصدر مف العباد أي مف‬
‫الفقياء‪ ،‬في حيف أف الشريعة اإلسالمية صادرة مف اهلل سبحانو وتعالى عمى نبيو محمد صمى اهلل عميو‬
‫وسمـ‪ ،‬فيي إذف األحكاـ الموجودة في القرآف والسنة النبوية‪ ،‬ومنو فالفقو يعد جزء مف أحكاـ الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فيو خاص‪ ،‬كما أنو قد يحتمؿ الخطأ‪ ،‬في حيف أف الشريعة عامة‪ ،‬وجؿ أحكاميا صحيحة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ـ الشريعة والمبادئ اإلسالمية‪:‬‬

‫يقصد بأحكاـ الشريعة اإلسالمية مجموعة القواعد التي سنيا اهلل سبحانو وتعالى لعباده وبمغت عف طريؽ‬
‫أحد رسمو سواء لتنظيـ حياة اإلنساف أو عالقتو بغيره‪ ،‬ىي إذف النظـ التي شرعيا اهلل تعالى أو شرع‬
‫أصوليا لإلنساف نفسو وفي عالقتو بغيره مف أجؿ تحقيؽ السعادة في الدنيا واخآخرة‪ ،‬أما المبادئ اإلسالمية‬
‫فيعتبرىا البعض مجرد مبادئ عامة كمبدأ العدالة‪ ،‬مبدأ ال ضرر وال ضرار‪ ،‬مبدأ حفظ النفس والماؿ‪ ،‬مبدأ‬
‫ال إكراه في الديف‪ ،‬وال يقصد بيا أحكاـ الشريعة نفسيا‪.‬‬

‫وحتى ال نغوص أكثر في اختالؼ االجتيادات بخصوص مسألة التمييز بيف الشريعة اإلسالمية ومبادئ‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬نشير بأف األعماؿ التحضيرية لمقانوف المدني المصري كاف قد أورد بأف المقصود‬
‫بمبادئ الشريعة كمياتيا التي ليست محؿ خالؼ بيف الفقياء‪ ،‬فمبادئ الشريعة ىي القواعد الكمية المشتركة‬

‫‪1‬‬
‫ػ لمزيد مف التفاصيؿ أنظر‪ :‬ناتاشا عيسى‪ ،‬نفس المرجع السابؽ‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫بيف الفقو اإلسالمي‪ ،‬وعميو فإف مبادئ الشريعة ىي األحكاـ العامة الكمية األساسية التي ال تكوف محال‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫لمخالؼ بيف المذاىب دوف التفصيالت المتغيرة بتغير كؿ مجتمع وشؤونو‪.‬‬

‫وفي الوقت الذي ال يميز فيو البعض بيف مصطمحي األحكاـ والمبادئ ويستخدميا كمرادفات لبعضيا‬
‫البعض أمثاؿ الدكتور عبد الرزاؽ السنيوري‪ 2،‬ىناؾ مف يرى بأف مصطمح مبادئ الشريعة يختمؼ عف‬
‫مصطمح أحكاـ الشريعة‪ ،‬بدليؿ أف المشرع الدستوري أورد "مبادئ الشريعة اإلسالمية" وليس " أحكاـ‬
‫الشريعة اإلسالمية"‪ ،‬فمبادئ الشريعة بحسبو تمثؿ المقاصد العميا الثابتة‪ ،‬في حيف أف األحكاـ منيا ما ىو‬
‫متغير يخضع لالختالؼ الفقيي مف حيث استنباطيا‪ ،‬وميما يكف مف أمر فنحف نؤيد الرأي الذي يرى بأف‬
‫كال مف المصطمحيف مختمفيف مف حيث المدلوؿ‪ ،‬عمى غرار الفقو اإلسالمي الذي يقسـ أحكاـ الشريعة‬
‫اإلسالمية إلى قسميف‪ ،‬قسـ األحكاـ القطعية مف حيث الثبوت والداللة التي ال اجتياد فييا بحكـ ثبوتيا‬
‫مف حيث النص‪ ،‬واألحكاـ غير القطعية مف حيث الثبوت أو الداللة أو كمييما معا‪ ،‬والتي تحتمؿ التفسير‬
‫واالجتياد حسب األصوؿ العامة‪ ،‬وىي تمثؿ معظـ أحكاـ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتسمى جميا أحكاـ الشريعة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬أما مبادئ الشريعة اإلسالمية فيي أحكاـ قطعية الثبوت والداللة‪ ،‬ما يعني بأف مبادئ الشريعة‬
‫ىي جزء مف أحكاـ الشريعة وليس العكس‪.‬‬

‫المبحث الثاني خصائص الشريعة اإلسالمية وتقسيماتها‬

‫خصائص الشريعة اإلسالمية‬

‫الشريعة مصدرها إلهي أو رباني‪:‬‬

‫الفرع الثاني ـ أحكام الشريعة اإلسالمية أحكام كاممة‪:‬‬

‫الفرع الثالث ـ الشريعة اإلسالمية ذات أحكام شاممة وعامة‪:‬‬

‫الفرع الرابع ـ أحكام الشريعة دائمة (صالحة لكل زمان ومكان)‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ػ نشير بأف الدكتور عبد الرزاؽ السنيوري ال يميز بيف مصطمحي األحكاـ والمبادئ‪ ،‬ويستخدميا كمرادفات لبعضيا البعض‪ ،‬ولكنو يفرؽ بيف‬
‫المبادئ أو األحكاـ الشرعية الكمية القطعية التي مصدرىا األصوؿ ( القرآ ف والسنة )‪ ،‬ويطمؽ عمييا "المبادئ العامة"‪ ،‬التي ال يجوز مخالفتيا‪ ،‬وبيف‬
‫المبادئ أو األحكاـ التي مصدرىا مذاىب الفقو اإلسالمي ‪ ،‬والتي يمكف التقيد بخصوصيا بأي مف أي المذاىب األربعة‪ ،‬لمزيد مف التفاصيؿ بيذا‬
‫الخصوص أنظر‪ :‬محمد رفيؽ الشويكي‪ ،‬أحكاـ الشريعة اإلسالمية ومبادئيا والفرؽ بينيما‪ ،‬دار ناشري لمنشر االلكتروني‪ 2 ،‬يناير ‪ ،2015‬المنشور‬
‫عمى الموقع االلكتروني‪ ،.www.nashiri.net :‬تاريخ اإلطالع ‪.2020/8/21‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫‪Université de Boumer des‬‬
‫الفرع الخامس ـ أحكام الشريعة اإلسالمية أحكام مرنة‪:‬‬

‫كإباحة التيمـ عند فقداف الماء عندما يتعذر استعمالو‪ ،‬كقولو تعالى‪ ":‬واف كنتـ مرضى أو عمى سفر أو‬
‫جاء أحد منكـ مف الغائط أو لمستـ النساء فمـ تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوىكـ وأيديكـ‬
‫إف اهلل كاف عفوا غفورا‪( ".‬النساء ‪ ،)43‬واباحة اإلفطار في رمضاف بالنسبة لممريض والمسافر‪ ،‬لقولو جؿ‬
‫فعدة مف أياـ أخر يريد اهلل بكـ اليسر وال يريد بكـ العسر‪( ".‬البقرة‬
‫وعمى‪ ":‬ومف كاف مريضا أو عمى سفر ّ‬
‫‪. )184‬‬

‫الفرع السادس ـ أحكام الشريعة اإلسالمية قائمة عمى مبادئ العدل المطمق و المساواة‪:‬‬

‫ـ الشريعة اإلسالمية ومبادئ العدل‪ :‬حيث أوجب اإلسالـ عمى الحكاـ أف يقيموا العدؿ بيف الناس بغض‬
‫النظر عف لغاتيـ أو أوطانيـ أو أحواليـ االجتماعية فتحقيؽ العدؿ المطمؽ بيف المتخاصميف يعد مف‬
‫أقدس الواجبات وأىميا التي دعا إلييا اإلسالـ‪ ،‬والدعامة الرئيسية في إقامة الحكـ اإلسالمي‪ ،‬فال وجود‬
‫قواميف هلل‬
‫في اإلسالـ لمجتمع يسوده الظمـ وال يعرؼ العدؿ‪ ،‬لقولو تعالى‪ ":‬يا أييا الذيف آمنوا كونوا ّ‬
‫شيداء بالقسط وال يجرمنكـ شنآف قوـ عمى أال تعدلوا اعدلوا ىو أقرب لمتقوى واتقوا اهلل إف اهلل خبير بما‬
‫تعمموف" (المائدة ‪.)8‬‬

‫أقرىا اإلسالـ‪ ،‬فبمجيئ اإلسالـ‬


‫الشريعة اإلسالمية ومبدأ المساواة‪ :‬فيو يعد أيضا مف المبادئ التي ّ‬
‫ألغيت جميع الفوارؽ التي كانت سائدة بيف الناس سواء بسبب الجنس أو الموف أو النسب أو الفوارؽ‬
‫االجتماعية‪ ،‬مصداقا لقولو سبحانو وتعالى‪ ":‬يا أييا الناس إنا خمقناكـ مف ذكر وأنثى وجعمناكـ شعوبا‬
‫وقبائؿ لتعارفوا إف أكرمكـ عند اهلل أتقاكـ إف اهلل عميـ خبير" (الحجرات ‪.)13‬‬

‫الفرع السابع ـ أحكام الشريعة اإلسالمية تجمع بين نوعين من جزاء الدنيا واآلخرة‪:‬‬

‫المطمب الثاني ـ أقسام الشريعة اإلسالمية‪:‬‬

‫الفرع األول ـ أحكام اعتقادية‪ :‬وىي مجموعة األحكاـ االعتقادية الخاصة بتنظيـ بالعبادات والتي تأمرنا‬
‫بعبادة اهلل وحده ال شريؾ لو‪ ،‬وعدـ الشرؾ باهلل‪ ،‬اإليماف بالمالئكة والكتب السماوية والرسؿ‪ ،‬واليوـ اخآخر‪،‬‬
‫كقولو سبحانو وتعالى‪ ":‬واعبدوا اهلل وال تشركوا بو شيئا" (النساء ‪ ،)36‬وقولو تعالى أيضا‪ ":‬يا أييا الذيف‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫آمنوا أمنوا باهلل ورسولو والكتاب الذي نزؿ عمى رسولو والكتاب الذي أنزؿ مف قبؿ ومف يكفر باهلل‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫ومالئكتو وكتبو ورسمو واليوـ اخآخر فقد ض ّؿ ضالال بعيدا" (النساء ‪. )136‬‬

‫الفرع الثاني ـ أحكام أخالقية‪ :‬وىي األحكاـ التي تأمر باألخالؽ الصالحة‪ ،‬كالصدؽ‪ ،‬وقد وردت بشأنيا‬
‫العديد مف اخآيات القرآنية‪ ،‬كقولو تعالى‪ ":‬مف المؤمنيف رجاؿ صدقوا ما عاىدوا اهلل عميو فمنيـ مف قضى‬
‫نحبو ومنخـ مف ينتظر زما بدلوا تبديال ليجزي اهلل الصادقيف بصدقيـ‪( "...‬االحزاب ‪ ،)23،24‬وقولو عز‬
‫وجؿ‪ ":‬يا أييا الذيف آمنوا اتقوا اهلل وكونوا مع الصادقيف" (التوبة ‪ ، 3.)119‬واألمانة‪ ،‬والوفاء بالعيود كقولو‬
‫‪4‬‬
‫عز وجؿ‪ ":‬الذيف يوفوف بعيد اهلل وال ينقضوف الميثاؽ (الرعد ‪.)20‬‬
‫ّ‬

‫الفرع الثالث ـ أحكام عممية‪:‬‬

‫وىي األحكاـ المتعمقة بأعماؿ اإلنساف تجاه الغير‪ ،‬وقد وردت في القرآف الكريـ عمى نحو عاـ وكمبادئ‬
‫وكميات‪ ،‬في حيت ترؾ أمر تفصيميا لتتالئـ بحسب الزماف والمكاف‪.‬‬

‫المبحث الثالث مــصـــادر الشريعة اإلسالمية‬

‫المطمب األول ـ المصادر الرسمية (األصمية)‪:‬‬

‫الفرع األول ـ القرآن الكريم‪:‬‬

‫وىو المصدر األساسي واألوؿ لمشريعة اإلسالمية‪ ،‬وىو ما جاء بو اهلل سبحانو وتعالى مف آيات أنزليا‬
‫عمى نبيو محمد صمى اهلل عميو وسمـ لقولو تعالى‪ " :‬الحمد هلل الذي أنزؿ عمى عبده الكتاب ولـ يجعؿ لو‬
‫عوجا" (الكيؼ ‪،)1‬‬

‫أوال ـ تقسيم الجرائم في النظام اإلسالمي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ جرائم القصاص‪:‬‬

‫‪ 2‬ـ جرائم الحدود‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ػ أنظر أيضا سورة األحزاب ‪ ،35‬الزمر ‪ ،33،35‬البقرة ‪ ،177‬المائدة ‪ ،119‬يوسؼ ‪ ،51‬الشعراء ‪ ،84‬العنكبوت ‪ ،3‬األحزاب ‪ ،8‬الحجرات ‪،15‬‬
‫الحديد ‪ ،19‬الحشر ‪.8‬‬
‫‪4‬‬
‫ػ أنظر أيضا‪ :‬سورة البقرة ‪ ،177 ،40‬آؿ عمراف ‪ ،76،77‬المائدة ‪ ،7‬األنعاـ ‪ ،152‬النحؿ ‪ ،95 ،91‬الحديد ‪.8‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫‪Université de Boumer des‬‬
‫‪ 3‬ـ جرائم التعزير‪:‬‬

‫الفرع الثاني ـ السنة النبوية‪:‬‬

‫وىي المصدر الرسمي واألصمي الثاني لمشريعة اإلسالمية بعد القرآف الكريـ‪ ،‬وتشتمؿ عمى أقواؿ وأفعاؿ‬
‫النبي صمى اهلل عميو وسمـ لتفسير ما تضمنو واشتمؿ عميو القرآف الكريـ‪ ،‬المطمب الثاني ـ المصادر‬
‫الفرعية (االحتياطية)‪:‬‬

‫بوفاة الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ عرفت الشريعة اإلسالمية مصادر احتياطية أو بما يعرؼ أيضا‬
‫بالمصادر الفرعية تمثمت في االجتياد‪ ،‬وىي عمى النحو التالي‪:‬‬

‫الفرع األول ـ اإلجماع‪.:‬‬

‫الفرع الثاني ـ القياس‪:‬‬

‫الفرع الثالث ـ رأي المذاهب األربعة‪. :‬‬

‫أوال ـ مذهب الحنفية‪:‬‬

‫ثانيا ـ المذهب الشافعي‪:‬‬

‫ثالثا ـ المذهب الحنبمي‪:‬‬

‫رابع ـ المذهب المالكي‪:‬‬

‫إلى جانب ىذه المذاىب‪ ،‬ظيرت مذاىب أخرى‪ ،‬كمذىب الشيعة الذي يستند إلى اإلماـ وحده كمرجع‪ ،‬ما‬
‫جعمو ييمؿ األخذ باإلجماع أو القياس‪ ،‬ومذىب الظاىرية‪ ،‬الذي يعتمد عمى ظاىر الكتاب والسنة ثـ‬
‫اإلجماع ويرفض القياس‪ ،‬وغيرىا‪.‬‬

‫المبحث الرابعمتنظيم القضائي في النظام اإلسالمي‬

‫عرؼ النظاـ اإلسالمي نمطيف قضائييف‪ ،‬نمط القضاء العادي‪ ،‬ونمط القضاء المتخصص‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬نظام القضاء العادي في اإلسالم‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫أقامت الدولة اإلسالمية نظاما قضائيا يستند عمى أسس ومبادئ العدالة واإلنصاؼ والمساواة‪ ،‬حيث تولى‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ ومف بعده الخمفاء الراشدوف كقضاة في حؿ النزاعات بيف الناس‪ ،‬ليتطور‬
‫األمر بعدىا إلى جياز قضائي مستقؿ‪ ،‬وكاف يشترط في تولي ميمة القضاء جممة مف الشروط كاإلسالـ‪،‬‬
‫الذكورة‪ ،‬البموغ‪ ،‬سالمة العقؿ والبدف‪ ،‬االجتياد‪ ،‬وىو ما تضمنتو العديد مف اخآيات القرآنية وأكدت عميو‪،‬‬
‫كقولو تعالى‪ ":‬إف اهلل يأمركـ أف تؤدوا األمانات إلى أىميا واذا حكمتـ بيف الناس أف تحكموا بالعدؿ أف اهلل‬
‫نعما يعظكـ بو إف اهلل كاف سميعا بصيرا‪( ".‬النساء ‪ ،)58‬وقولو عز وج ّؿ‪ " :‬إف اهلل يأمر بالعدؿ‬
‫واإلحساف" (النحؿ ‪ ،)90‬وقولو أيضا‪ ":‬واذا قمتـ فاعدلوا ولو كاف ذا قربى (األنعاـ ‪ ،)152‬بالمقابؿ توعد‬
‫اهلل تعالى الظالميف بعقاب شديد لقولو تعالى‪ ":‬فتمؾ بيوتيـ خاوية بما ظمموا (اخآية النمؿ ‪ ،)52‬وعف أنس‬
‫بف مالؾ عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ أنو قاؿ" ال تزاؿ ىذه األمة بخير ما إذا قالت صدقت‪ ،‬واذا‬
‫حكمت عدلت‪ ،‬واذا استرحمت رحمت‪.".‬‬

‫الفرع األول ـ القضاء في عصر الرسول والخمفاء الراشدين‪:‬‬

‫كاف الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ ىو القاضي األوؿ والمسؤوؿ الوحيد عف القضاء‪ ،‬وكاف يحكـ بيف الناس‬
‫وفقا لمقرآف‪ ،‬وقد مارس الخمفاء الراشديف أيضا القضاء في حؿ النزاعات بيف المسمميف‪ ،‬حيث أسند الخميفة‬
‫أبو بكر ميمة القضاء في المدينة إلى عمر بف الخطاب الذي عرؼ بحزمو‪ ،‬وبتوسع حدود الدولة‬
‫اإلسالمية تـ تعييف قضاة ينوبوف عف الخميفة في الواليات البعيدة‪ ،‬وقد تميز القضاء في عصرىـ بالحكـ‬
‫وفقًا ألحكاـ القرآف الكريـ والسنة النبوية‪ ،‬وتكريس طرؽ إثبات الحؽ كاعتماد البينة وشيادة الشيود‬
‫ومراجعة األحكاـ‪ ،‬والتحذير مف الظمـ‪ ،‬ليتطور األمر فيما بعد بظيور جياز قضائي مستقؿ‪ ،‬يفرض عمى‬
‫ممارسي القضاء شروط معينة‪ ،‬كالذكورة‪ ،‬واإلسالـ‪ ،‬والبموغ‪ ،‬والحرية‪ ،‬والسالمة البدنية‪ ،‬والتشبع الفقيي في‬
‫شؤوف العباد والمعامالت‪ ،‬وقد تنوعت مياـ القاضي بيف فصمو في المسائؿ المدنية والجنائية‪ ،‬وتوليو‬
‫إلدارة أمواؿ اليتامى‪ ،‬وعديمي األىمية‪ ،‬وتنفيد الوصايا‪ ،‬وغيرىا مف األمور ذات الصمة بالقضاء‪.‬‬

‫الفرع الثاني ـ القضاء في العصر األموي والعباسي‪:‬‬

‫كاف القضاة في العصر األموي يرجع إلى القراف اؿ كريـ والسنة النبوية واإلجماع والقياس ليفصؿ في‬
‫الخصومات بيف الناس‪ .‬وتميز بتسجيؿ أحكاـ القضاة في سجالت خاصة ‪ ،‬أما في العصر العباسي فقد‬
‫شيد النظاـ القضائي تطو ار بارزا‪ ،‬فكاف يأخذ بالقضاء الجماعي‪ ،‬حيث كاف يعتمد تعدد القضاة في‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫المسألة الواحدة وبتعاونيـ في إيجاد الحموؿ لممسائؿ االجتيادية‪ ،‬كما كانوا يستشيروف أىؿ الفتوى ال سيما‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫في المسائؿ التي لـ يرد بشأنيا نص قرآني وال سنة نبوية‪ ،‬وكاف القضاة يستعينوف بالخبراء‪ ،‬المترجميف‪،‬‬
‫لممساىمة في األعماؿ الفنية كوضع الحدود في األمالؾ العقارية عمى الشيوع‪ ،‬وبأمناء بيت الماؿ لحفظ‬
‫الماؿ كحفظ أمواؿ القصر وناقصي األىمية وتسييرىا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬نظام القضاء المتخصص في اإلسالم‬

‫إلى جانب نظاـ القضاء العادي‪ ،‬عرؼ اإلسالـ وجود نمط قضائي متخصص تمثؿ كنظاـ قضاء المظالـ‬
‫ونظاـ الحسبة‪ ،‬نظاـ الشرطة‪.‬‬

‫الفرع االول ـ نظام المظالم‪:‬‬

‫عرفت الدولة اإلسالمية إنشاء ما يسمى بنظاـ قضائي متخصص يعرؼ بقضاء أو نظاـ المظالـ‪،‬‬
‫يختص بالنظر في الدعاوى المتعمقة بالمنازعات بيف الحاكـ والمحكوـ والمنازعات التي يعجز عف حمّيا‬
‫المحتسب كاالعتداء عمى أمواؿ الخزينة‪ ،‬وأخطاء الوالة‪ ،‬وأصحاب المراكز السياسية‪ ،‬وقد انتقؿ ىذا‬
‫االختصاص مف الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ إلى الخمفاء الراشديف‪ ،‬ومنو إلى ديواف المظالـ‪.‬‬

‫ومف أبرز صالحيات قاضي المظالـ‪ ،‬النظر في تعدي الوالة عمى الرعية‪ ،‬ظمـ العماؿ فيما يجبونو مف‬
‫األمواؿ‪ ،‬كتاب الدواويف‪ ،‬أمناء المسمميف عمى ثبوت أمواليـ فيما يستوفونو منو‪ ،‬تنفيذ أحكاـ القضاة‬
‫لضعفيـ عف تنفيذىا لعجزىـ أماـ المحكوـ عميو‪.‬‬

‫الفرع الثاني ـ نظام الحسبة‪:‬‬

‫وىي مف األنظمة التي أوجدتيا الشريعة اإلسالمية لتسوية المنازعات المتعمقة بمعاقبة المخالفيف لممسائؿ‬
‫المتعمقة باألمف العاـ‪ ،‬راحة السكاف‪ ،‬النظافة ال سيما ما تعمؽ منيا بنظافة األسواؽ ونظافة الشوارع ضمف‬
‫إطار األمر بالمعروؼ والنيي عف المنكر‪ ،‬واستنادا لقولو تعالى‪" :‬والمؤمنوف والمؤمنات بعضيـ أولياء‬
‫بعض يأمروف بالمعروؼ وينيوف عف المنكر‪ ( ".‬التوبة ‪.)71‬‬

‫ويتمتع المحتسب بصالحيات واسعة كالنظر في بعض المسائؿ التي يالحظ فييا تجاوزات مف دوف أف‬
‫ترفع إليو‪ ،‬أو بتمؾ التي تعرض عميو كدعاوى الغش والتدليس في الميزاف‪ ،‬وفي البيع والشراء‪ ،‬األسعار‪،‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬
‫الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪et de la recherche‬‬
‫جـــامـعة بومـــرداس‬
‫‪scientifique‬‬
‫كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية‬
‫تماطؿ المدينيف عف الدفع مع القدرة‪ ،‬مراقبة أداء التجار وعمميـ عمى الوجو الشرعي والصحيح‪ ،‬مراقبة‬
‫‪Université de Boumer des‬‬

‫األخالؽ العامة كشرب الخمر عمنا‪ ،‬ممارسة السحر والشعوذة‪ ،‬مراقبة أماكف العبادات كالحفاظ عمى‬
‫النظافة كنظافة المساجد والحفاظ عمييا‪ ،‬مراقبة األبنية والطرقات‪ ،‬النيي عف الكذب ولخيانة‪ ،‬وتأديب‬
‫مرتكبييا‪ ،....‬كما يتولى أخد الرسوـ مف أصحاب السفف‪ ،‬والحكـ عمى أصحاب المباني اخآيمة لالنييار‪،‬‬
‫وتنفيذ األحكاـ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ـ نظام الشرطة‪:‬‬

‫وىو نظاـ مساعد لمقضاء ميمتو حفظ األمف‪ ،‬وتنفيذ األحكاـ التي يصدرىا القضاة بالنسبة لمقضايا التي‬
‫ينظر فييا القضاء العاـ والتي ال يتمتع بصالحية التنفيذ المباشر‪ ،‬عكس القضاء الخاص (الحسبة) الذي‬
‫يقوـ بتنفيذ األحكاـ الصادرة عنو‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪0202/0202‬‬ ‫***‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫***‬ ‫جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس‬

You might also like