Professional Documents
Culture Documents
آ
فضاء الطالب لخدمات اإلعالم ال لي
أ
محاظرات النظمة القانونية المقارنة
أ
السداسي الول
قانون عام
الثالثة ليسانس
أ
الستاذة قزلن سليمة
-1المراجع التي يمكن لمطالب االعتماد عمييا ( اقتراح المراجع االلكترونية إن أمكن)ػ:
،Civil lawترجمة أنس المعولي ،مراجعة جواىر السبيعي 11 ،أغسطس /سبتمبر ،2012
التآخي ،دار التآخي لمطباعة والنشر ،العدد 6 ،9244آب ،2020عمى المرقع التالي:
،altaakhipress.com
القانون المقارن ترجمة لممصطمح الفرنسي Droit comparéفيو القيام بعممية مقارنة بين مختمف
المناىج واألنظمة القانونية العالمية الرئيسية بغية استخالص العناصر المشتركة وأوجو االختالف والتباين
فيما بينيا ،سواء من حيث مفيوميا ،أو أساليب صياغتيا ،وغيرىا ،ويقوم القانون المقارن عمى المقارنة
حد تعبير البعض ،عمم يبحث في القواعد المشتركة بين القوانين
بين قانونين أو أكثر باعتباره وعمى ّ
المختمفة ،وقد عرفو مؤتمر الىاي سنة 1231بأنو ":القانون الذي يعمل عمى المقارنة بين تشريعات
1
البمدان المختمفة الستخالص أوجو الشبو واالختالف.".
ـ القانون المقارن ييدف إلى الكشف عن الفوارق بين القوانين (مختمف نماذج نظم القانون) :سواء
من حيث شكل وصياغة القاعدة القانونية ،أو بنيتيا القانونية ،أو أساسيا ومصدرىا ،وغيرىا.
ـ القانون المقارن يختمف من حيث التسميات :حيث يطمق عميو بالمنيج المقارن بألمانيا ( méthode
،)comparativeاالجتياد المقارن بإنجمت ار ( ،)Comparative jurisprudenceوبالتشريع المقارن
1
ـ د /بن سعيد موسى ،محاضرات القانون المقارن ،ماستر ، 1شريعة وقانون ،جامعة محمد بوضياف ،المسيمة ،كمية العموم اإلنسانية ،قسم العموم
اإلسالمية ،2020/2012 ،ص ،2المنشورة عمى الموقع التالي ،virtuelcampus.univ-msila.dz :تاريخ االطالع .2020/8/10
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
بفرنسا ( ،)la législation comparéeويعرف باألنظمة المقارنة ،وبالتشريع المقارن ،أو القانون المقارن
Université de Boumer des
ـ القانون المقارن عمم مستقل قائم بذاتو :ليس فرعا من فروع القانون (العام أو الخاص) ،كالقانون
التجاري والمدني ،...فيو عمم يبحث عن القواعد المشتركة بين القوانين والنظم القانونية المختمفة بغية
استخالص أوجو التشابو واالختالف فيما بينيا
بالنسبة لالتجاه المؤيد لمقانون المقارن ومن أبرزه فقيائو الفقيو االنجميزي ىنري مين ،والفقيو الفرنسي
مانسل ( ،)Mancelيرى ىذا االتجاه ويعتبر بأن المنيج المقارن إنجاز فكري عظيم في الفقو الحديث.
أما االتجاه المعارض لمقانون المقارن ،ومن أبرز فقيائو الفقيو لورتيمر والفقيو فان ليست ،فاعترض المنيج
المقارن عمى أساس أن المقارنة عديمة الجدوى ،ناىيك عن استحالتيا في بعض األحيان كالمقارنة بين
القانون والشريعة اإلسالمية ،وذلك من نواحي كثيرة سواء من حيث المصدر ،أو الطبيعة أو الخصائص،
2
أو اآلثار والنتائج التي تترتب عن النصين.
)1مرحمة العصور القديمة :شيدت العصور القديمة فكرة المقارنة التي انعكست في العديد من
القوانين وعمى رأسيا قانون حمورابي الذي يعد بمثابة أولى القوانين المكتوبة في تاريخ البشرية،
والذي تضمن قرابة 282مادة ،واحتوى عمى مقدمة وخاتمة ،ما جعل البعض يقر بأن الدراسات
القانونية المقارنة بدأت في ظل الحضارات القديمة وأنيا ليست بالحديثة ،كما أن الدراسات
المقارنة القت موقعا ىاما عند اليونانيين وذلك عمى يد أبرز مفكرييم وفالسفتيم الذين اشتيروا
لدييم أمثال أرسطو وأفالطون الذين قاموا بمقارنة قوانين بالدىما بقوانين الحضارات التي سبقت
الحضارة اليونانية،
2
ـ د /سعيدي صالح ،المرجع السابق ،ص 1و.1
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
)2مرحمة العصور الوسطى :بعدما شيد القانون الروماني مرحمة تدوين قوانين رومانية في المجموعة
Université de Boumer des
الشييرة ب " قانون األلواح االثني عشر" ،شيدت الدراسات القانونية في ىذا العصر إعادة إحياء
القانون الروماني وتحديدا مجموعة "جوستينيان" بمدينة بولونيا بإيطاليا في القرن الحادي عشر،
واالستناد عمى تعاليم الديانة المسيحية ،وانتقل ذلك إلى فرنسا التي بدأت بتدريس القانون المقارن
في القرن ،13امتدت حركتيا خالل القرن 14إلى مختمف الجامعات بأوروبا ،ما ساعد عمى
ازدىار عجمة التدوين والتقنين خالل القرن ،12كما ظيرت في انجمت ار دراسات مقارنة بين قانون
الكومن لو القديم وقانون الكنيسة ،كما توصل المورد ماسنفيمد إلى حمول كثيرة جراء مقارنتو
لمقانون االنجميزي والقوانين األوروبية نجم عنو تطوير قانون الكومن لو.
غير أن ظيور في القرن السابع عشر موجة جديدة من الدراسات التي أولت اىتماما بالغا بالجانب
التاريخي لمقانون ،وظيور بألمانيا وفرنسا ما يعرف بالدعوة إلحياء القانون الطبيعي كأساس لقانون عالمي
يسود العالقات بين الدول يحتكم فيو لمعدل ال لمقوة ،وإلقامة قانون لمشعوب باعتباره الحل األمثل إلنياء
الحد من عممية االزدىار تمك ،التي سرعان ما زالت حدتيا نتيجة إعادة
الحروب ،ساىما إلى حد كبير في ّ
حركة نشاط الدراسات القانونية المقارنة في فرنسا ،ال سيما في القرن الثامن عشر وذلك من خالل مظاىر
عدة ،:ففي كتابو روح القوانين" وبمقارنتو لمقوانين والشرائع قام مونتسكيو باستنباط مبادئ دستورية لحكومة
صالحة ،وفي 1831أنشأت فرنسا المدرسة األكاديمية في مادة القانون المقارن تم من خالليا تدريس
القانون المقارن ألول مرة ،وفي سنة 1812أنشأت جمعية التشريع المقارن بيدف دراسة مختمف القوانين
الموجودة وتقديم اقتراحات لممشرع بشأنيا .وقد ساىم ازدىار حركة الدراسة المقارنة تطور مناىج البحث
العممي ،وقيام الثورة الصناعية ،وترسخ قناعة لدى الدول بأن قانونيا الوطني ال يمكنو أبدا أن يكون
بمعزل عن القوانين األخرى ،وال بد لو أن يجاري التطور العالمي.
)3مرحمة العصور الحديثة (مرحمة ميالد وبروز القانون المقارن) :يربط بعض الميتمين بعممية
ظيور القانون المقارن بمظيره الحالي بمطمع القرن العشرين ،باعتباره الميالد الفعمي والحقيقي
لمقانون المقارن ،وذلك عمى إثر انعقاد المؤتمر الدولي لمقانون المقارن بباريس بتاريخ
1200/1/31والدعوة إلى قانون مشترك لإلنسانية المتحضرة ،بمبادرة من الفقييين وريمون
ساليمي ( )Raymond Saleillesوادوار المبير( )Edouard lambertالذين دافعا عن مفيوم
القانون المقارن معتبرين إياه عمما مستقال ،ودعوا إلى اعتماده كقانون مشترك لإلنسانية بيدف
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
توحيد القوانين واحداث تقارب قانوني دولي .وعمى الرغم من أن فكرة القانون العالمي لم تمق
Université de Boumer des
رواجا منذ إطالقيا أول مرة في مؤتمر باريس ،إال أنيا شكمت االنطالقة نحو إثارة الرغبة في
أوروبا حول إنشاء قانون عالمي مشترك وموحد سيما بعد الحرب العالمية األولى و الثانية وانقسام
العالم إلى كتمتين وىو ما انعكس عمى تراجع الدراسات القانونية المقارنة نتيجة اتساع اليوة بين
القانون الغربي والقانون االشتراكي ،غير أنيا شيدت بعضا من الحركية عمى إثر انتياء الحرب
العالمية الثانية ،وقد ميد دعوة المؤتمر واعالن الفكرة العديد من األمور أبرزىا إنشاء المحكمة
الدائمة لمتحكيم الدولي سنة 1822تتولى الفصل في المنازعات بين الدول بطريقة سممية ،إبرام
العديد من االتفاقيات الدولية لتوحيد قواعد القانون الخاص ،ونظ ار ألىميتو حيث أضحى يدرس
عمى نطاق واسع عمى مستوى العديد من الجامعات من ضمنيا الجزائر.
أ) تاريخ القانون والنظرية العامة لمقانون التي تساعد في دراسة تاريخ القانون التوغل في أعماق
القانون وذلك من حيث مفيومو ،مصادره ،أما النظرية العامة لمقانون فتسمح بمعرفة أساس تقسيم
القانون وفروعو ،باإلضافة إلى خصائصو التي تتميز بيا مختمف القوانين.
ابتكر مصطمح فمسفة القانون من قبل فالسفة ورجال الفكر ،واستعممو كل من أىرنس وىيجل كعنوان
لمؤلفييما ،وتشكل فمسفة القانون المادة العممية التي تختص بدراسة موقف الفمسفة من الظاىرة القانونية،
وتفسير معانييا ومضامينيا المختمفة.
)2بالنسبة لمجال العموم القانونية التطبيقية (العممية) :وذلك عمى المستويين الوطني والدولي.
يساىم إذن القانون المقارن ويساعد الباحث القانوني عمى مستوى القانون الوطني (الداخمي) في فيم
وسد ثغراتو سيما عندما يكون مقتبسا من قوانين أجنبية ،من خالل
أفضل لمقانون الوطني ،وتحسينو ّ
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
اإللمام بمختمف المصطمحات القانونية واألحكام والنظريات المستعممة في قوانين الدول األخرى ،وعن
Université de Boumer des
طريق إجراء المقارنة بين القانون الوطني والقوانين األخرى سيما ذات االرتباط واألثر التاريخي كما ىو
الحال بالنسبة لمجزائر وفرنسا ،أو ذات االرتباط المذىبي كما ىو األمر بالنسبة لمدول ذات المذىب
الرأسمالي ،أو ذات االرتباط الديني كما ىو األمر بالنسبة لمدول اإلسالمية ،أو غيرىا من الروابط
كما يسمح لممشرع أيضا بإدراك القوانين الوضعية وفيميا عمى نحو أفضل ،والكشف عن النقائص
والثغرات التي تعتمييا ال سيما بالنسبة لمنصوص التي تستمد من قوانين أخرى أكثر تطو ار وحداثة ،نذكر
منيا وعمى سبيل المثال تكريس ازدواجية القضاء سنة ،1221ازدواجية السمطة التشريعية أو بما يعرف
بالنظام البيكميرالي من نفس السنة ،تكريس آلية الرقابة الدستورية عن طريق ألية الدفع بعدم الدستورية
طبقا لمتعديل الدستوري األخير ،2011كما يساىم القانون المقارن في مساعدة كل من القاضي في
االستئناس بالقوانين األجنبية عمى تفسير النصوص القانونية ،أو في حالة غياب نص قانوني وطني.
وكذلك في مساعدة الفقو في إثراء الدراسات القانونية ،أمثال الفقيو ديموبادار في مجال دراسة األعمال
اإلدارية ،ودوجي في موضوع المرفق.
ـ تقريب وجيات النظر بين مختمف الدول :وفي ىذا السياق دعا الفقيو المبير إلى ضرورة جعل القانون
المقارن كأداة اتصال بين القوانين الوطنية لتكوين ضمير قانوني عالمي عمى حد قولو.
ـ توثيق العالقات فيما بين الدول :يترتب عن التعاون فيما بين الدول في إقامة العالقات واعداد
االتفاقيات والمعاىدات التي تستمد في إعدادىا من مناىج قانونية متباينة ،قواعد قانونية مشتركة ال سيما
في مجال حقوق االنسان ،كاالتفاقية الدولية لمناىضة التعذيب التي صادقت عمييا الجزائر سنة ،1282
االتفاقية الدولية المتعمقة بالحقوق االقتصادية واالجتماعية لسنة ،1211
أوال ـ االتجاه القاضي بأن القانون المقارن عمم :يرى اتجاه من الفقو بأن القانون المقارن عمم مستقل قائم
بذاتو ،يتميز بخصائصو شأنو في ذلك شأن الكثير من العموم ،كعمم النفس ،عمم االجتماع وغيرىا من
العموم األخرى ،ييدف إلى وضع قانون مشترك فيما بين الدول بقسميو التاريخ المقارن ،والتشريع المقارن.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
ويرى الفقيو "المبير" في كتابو المعنون ب" وظيفة القانون المدني المقارن" ،بأن القانون المقارن عمم قائم
Université de Boumer des
بذاتو ،ييدف إلى استخالص القواعد المشتركة التي تكون صالحة لتحديد العالقات بين الدول المتمدنة
التي تجمع بين شعوبيا عوامل مشتركة تاريخية واقتصادية كتمك التي تنتمي إلى العائمة الالتينية
الجرمانية ،وىو ما عبر عنو أيضا الفقيو ىوالند ()Holand
فقد انتقد ىذا الرأي ،وظير بالمقابل اتجاه آخر يقر بأن القانون المقارن مجرد منيج وطريقة لممقارنة بين
قوانين مختمفة ال أكثر وال أق ّل ،ال يرقى إلى يشكل عمم مستقل بذاتو.
ثانيا :االتجاه القاضي بأن القانون المقارن منيج أو طريقة لممقارنة بين قوانين
يرى بعض الفقياء وعمى رأسيم الفقيو " قيريدج" Guheridjبأن القانون المقارن ىو منيج أو طريقة بحث
تساعد الباحث في المقارنة بين مختمف القوانين (قانونين أجنبيين أو أكثر) لمكشف عن أوجو التشابو
واالختالف فيما بينيا ،بغية إظيار إيجابياتيا وسمبياتيا والوصول إلى معمومات قانونية مح ّل المقارنة،3
كتوحيد وتعديل القوانين الوطنية ،استنباط المبادئ العامة في القانون،
ثالثا :االتجاه التوفيقي لمقانون المقارن كعمم ومنيج :ويرى أنو عمم ومنيج في ذات الوقت ،ما يعني
أن القانون المقارن عمم مستقل قائم بذاتو باعتباره قانون مشترك لإلنسانية يتضمن مجموعة القواعد
القانونية التي تيدف إلى تطوير وتحديث القانون الوطني ،وتحقيق تقارب الحضارات وتطوير القانون
الدولي ،ال سيما بين الدول ذات العوامل المشتركة ،كالعامل االقتصادي ،التاريخي ،الديني ،المصالح
المشتركة ،...وىو في نفس الوقت طريقة ومنيج إذ ال يمكن فصل العمم عن المنيج ،عمى أساس ان لكل
عمم منيج خاص بو.
1ـ القانون المقارن الوصفي2 ،ـ القانون المقارن التطبيقي3 ،ـ القانون المقارن النظري (المجرد أو البحث)
3
ـ د /معراج جديدي ،المرجع السابق ،ص .4
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
ثانيا :أساليب (طرق) المقارنة 1 ،أسموب المقارنة 2 ،أسموب المقابمة 3 ،أسموب المقاربة 4 ،أسموب
Université de Boumer des
المواجية
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
محاضرات مقياس ..:النظم القانونية المقارنة
-1المراجع التي يمكن لمطالب االعتماد عميها ( اقتراح المراجع االلكترونية إن أمكن)ػ:
،Civil lawترجمة أنس المعولي ،مراجعة جواىر السبيعي 16 ،أغسطس /سبتمبر ،2019
التآخي ،دار التآخي لمطباعة والنشر ،العدد 6 ،9244آب ،2020عمى المرقع التالي:
،altaakhipress.com
2ـ مضمون المحاضرة :وتعتبر المممكة المتحدة البريطانية ميد النظام األنجموسكسوني ،الذي امتد إلى
كل من القانون األمريكي ،وبعض الدول التي تأثرت بنظميا كأستراليا ،نيوزرلندا..
1المرحمة االنجموسكسونية تبدأ من القرن الخامس الميالدي ،وىي مرحمة سبقت الغزو النورماندي،
تعرضت فييا انجمت ار إلى غزو قبائل جرمانية (اإلنجمز والسكسكون) والتي أطاحت بحكم الرومان الذي
امتد إلى أكثر من أربعة قرون ،ومن أبرز ما ميز ىذه المرحمة أنيا لم تتميز بنظام قانوني معين بالنسبة
إلنجمترا ،بسبب أن تمك القبائل بقيت متمسكة بعادات وتقاليد موطنيااألصمي.
2مرحمة الغزو النورماندي وظهور النظام القانوني االنجميزي يتشكل النظام االنجميزي من ركيزتين
أساسيتين ىما الكومن لو ،الجزء األساسي ليذا النظام ،وقواعد العدالة النابعة من ضمير الممك.
الكومن لو بدأ غزو النورمانديون إلنجمت ار سنة 1066م وامتد إلى غاية 1485م بانتصار األمير ويميام
الفاتح في معركة "ىاستينغ" ،وبالقضاء عمى حكم القبائل األنجموسكسونية حاول النورمانديون إيجاد نظام
مركز بيد الممك ،ومن ىنا بدأت معالم القانون االنجميزي تتبمور بتغيير نظام اإلقطاع واالتجاه نحو نظام
مركز في يد الممك ويميام باعتباره المالك األصمي والوحيد إلنجمترا ،واختار لنفسو مساحة في حين قسم
الباقي منيا إلى مساحات صغيرة قدرت حوالي 15000قطعة وزعيا عمى الرؤساء النورمانديين لمحد من
نفوذ اإلقطاعيين ،ما ساعده عمى تقوية حكمو المركزي ،والتفاف االقطاعيين عميو.
وقد تميزت ىذه المرحمة بتغيير جذري في نمط إجراءات اإلثبات المتبعة أمام المحاكم في مرحمة
االنجموسكسونيين التي كانت ترتكز عمى االحتكام إلى القضاء والمبارزة.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
وفي سنة ،1086وضع الممك كتاب "اليوم اآلخر" ( ،)Domesday bookحدد فيو مختمف المجاالت
Université de Boumer des
لتسيير المممكة ،كمجال الرقابة السياسية ،واإلدارية ،ورقابة مجال الضرائب ،كما أنشا مجمسا خاصا
Curia Regisالذي شكل أساسا لمجمس الموردات ،يضم مجموعة من الشخصيات المقربة إليو بغية
قضاء شؤون أمن وسالمة البالد من العصيان وقطاع الطرق ،وحل المنازعات فيما بين األمراء.
وفي القرن 12نجم عن المجمس مجموعة من الييئات القضائية ،سميت بالمحاكم الممكية والتي اشتممت
عمى كل من المحاكم االستثنائية ،والمحاكم ذات الوالية العامة :.تحددت اختصاصات المحاكم االستثنائية
بمنازعات معينة ،وتمثمت في كل من :المحكمة المدنية :التي تتولى الفصل في منازعات العقار ،يعتمد
فييا طريقة المبارزة بين المدعي والمدعى عميو ،وىي من اختصاص المحاكم القطاعية ،ثم اسندت إلى
الممك باعتباره المالك الفعمي لألرض ،وامتد مجال ىذه المحاكم ليشمل مسائل أخرى بصدور الميثاق
االعظم ( ) Magna Cartaعمى يد الممك جون سنة .1215
ـ المحكمة المالية :لمفصل في منازعات الضرائب والديون المستحقة لمتاج ،وكل القضايا المتعمقة بموارد
الخزينة الممكية.
ـ المحكمة الجزائية :ويراسيا الممك وتختص بالقضايا التي كان ينظر فييا المجمس الخاص لمممك.
المحاكم ذات الوالية العامة وتتمثل في محاكم المناطق ،واإلقطاع ،أخذت المحاكم الممكية في االتساع
بسبب اإلقبال عمييا لعدم تقيدىا باألعراف القديمة واضحت تفصل في العديد من القضايا ،سواء تمك التي
تتعمق بحقوق األفراد أو بمصالح الدولة ،السبب الذي انجر عنو عدم تقسيم القانون في انجمت ار إلى قانون
عام وقانون خاص ،بل قانون واحد يسري عمى جميع القضايا ىو (الكومن لو) ،ومن أبرز خصائصيا
أنيا تستند في أحكاميا لضمير الممك الذي يفترض فيو أنو " ال يظمم وال يخطئ" ،مقارنة بمحاكم اإلقطاع
ومحاكم المناطق (التي كانت تستند في قضائيا ألسموب المحنة ،وأحكاميا كانت تقوم عمى أساس العدل
واالنصاف ،وبما يساعد عمى إظيار الحقيقة ،وقد تقررت منيا قواعد القانون العام في إنجمت ار التي عرفت
باسم "الكومون لو.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
جمود قواعد الكومن لو دام استقرار ىذه المحاكم خالل القرن 13في لندن حيث اشتيرت باسم محاكم "
Université de Boumer des
ويستر منستر" والى جانب ىذه المحاكم الممكية ظيرت محاكم أخرى عرفت باسم محاكم " المستشار"،
حيث كان يفصل في الدعاوى التي ترفع إليو وفقا لمبادئ العدالة
لم تكن لمحاكم الكومن لو السمطة الكافية عمى إجبار األطراف عمى تقديم األدلة والشيود ،وال أن تمنح
أحكاميا الصبغة التنفيذية ،بالمقابل اشتيرت محاكم المستشار باإلقبال عمييا من قبل المتقاضين بالنظر
إلى صالحياتيا الردعية وفعاليتيا في فصل النزاعات ،وىو ما تسبب في خالفات عديدة بينيما أدت
بالكثير من األحيان إلى تدخل البرلمان والممك الذي كان يميل إلى محاكم المستشار ،في الوقت الذي كان
يميل فيو البرلمان إلى محاكم الكومن لو ،ما خمق ازدواجية في مصادر القانون ،قانون يستند إلى السوابق
القضائية لمحاكم الكومن لووقانون يستند إلى سوابق قضائية لمحاكم المستشار ،إلى أن تم دمجيما معا
وأضحى القانون االنجميزي يتشكل من القانونين ،بعدما تم القضاء الكمي عمى ىذه االزدواجية التي
استمرت ما بين 1873و 1875وصدور القانون القضائي الجديد الذي وحد القضاء االنجميزي.
قواعد العدالة وىي الركيزة األساسية الثانية التي يقوم عمييا النظام األنجموكسوني ،وألن قواعد الكومن لو
لم تعد باستطاعتيا أن تساير القضايا المستجدة إلى جانب ارتفاع تكاليف التقاضي ،جعل المتقاضين
يتحولون م ن جديد إلى الممك اللتماس العدل ،وبتولي أسرة تيودور الحكم بانجمترا ،وبسبب تشعب القضايا
لم يعد بإمكان الممك النظر في القضايا التي ترفع إليو ،مما أدى بو إلى إحالتيا إلى المستشار ليقضي بيا
بالعدالة ،وقد كان المستشار يأمر بالتنفيذ باسم العدالة خالفا لقواعد الكومن لو التي كانت تقضي
بالتعويض ،وقد تميزت قواعد العدالة عن الكومن لو من حيث:
ـ قواعد العدالة ىي القواعد التي أقرتيا محكمة المستشار ابتداء من ،1485أما الكومن لو فيو المنيج
القانوني الذي تكون في انجمت ار منذ الغزو النورماندي 1066المنبثق عن أحكام المحاكم الممكية.
ـ تتميز االجراءات في قواعد العدالة بأنيا كتابية وتحقيقية ،مع غياب ىيئة المحمفين ،في حين أن إجراءات
الكومن لو شفوية ووجاىية مع وجود محمفين.
ـ أحكام الكومن لو تقضي بالتعويض عمى خاسر القضية ،بينما تقضي قواعد العدالة بالتنفيذ العيني عمى
المدعى عميو خاسر الدعوى.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
ـ محاكم الكومن لو تستعمل الدعوى والحق والحكم في النزاع ،أما محاكم العدالة فتستعمل الشكوى
Université de Boumer des
3ـمرحمة العصر الحديث وىي مرحمة تمتد من 1832إلى يومنا ىذا ،وقد تميزت بانتصار الديمقراطية
وادخال تعديالت ىامة خالل سنوات 1852 ،1833 ،1832وظيور قوانين القضاء ،والعديد من
التشريعات ال سيما في المجاالت التجارية ،باإلضافة إلى انضمام انجمت ار إلى السوق األوروبية المشتركة
ومسايرة قوانينيا ليذا النمط ،فقد ظيرت بوادر تغيير التنظيم القضائي منذ ،1873وألغى التمييز بين
المحاكم الممكية ومحكمة العدالة من حيث االختصاص ،وأصبح لممتقاضي الحق في اختيار الجية
القضائية .أما بخصوص التشريع ،فقد تم استبعاد القوانين غير المعمول بيا ،وفي نياية القرن 19برزت
ظاىرة التشريع ،وفي منتصف القرن العشرين تم إنشاء لجان قانونية تتولى العمل عمى تحديث القانون،
مما أدى إلى تضاعف التشريعات المدونة ،وأضحى القضاء يتصدى لرقابة أعمال اإلدارة وفي إطار ما
تتمتع بو من سمطة تقديرية.
قانون غير مكتوب (عدم التقنين) ،أو بأنو قانون غير مدون في مدونات قانونية ،ويعتمد عمى السابقة
القضائية ،وىو بذلك يختمف عن القانون الالتيني الجرماني وىذا ال يعني عدم وجود بعض الموضوعات
مقننة كقانون السرقة.
االقضاء أساس القانون تشكل السوابق القضائية وتمثل مصد ار أساسيا أوليا ورسميا في القانون
االنجميزي ،فبمجرد صدورىا من القضاء ،تصبح بمثابة سابقة ممزمة لمجيات القضائية األخرى ،وعمى
المحاكم الدنيا أن تتقيد وتمتزم بأحكام المحاكم األعمى منيا درجة ،وتتقيد المحاكم العميا بما سبق وأن
قضت بو من أحكام في قضايا مماثمة ،وذلك عمى خالف النظام الالتيني الجرماني
عدم التأثر بالقانون الروماني وبالتالي عدم التمييز بين القانون العام والخاص :لم يتأثر القانون
االنجميزي بالقانون الروماني ،ألجل ذلك فيو لم يميز بين القانون العام والقانون الخاص ،كما يعتبر
األحكام القضائية السابقة مصد ار أساسيا لمقانون ،ضف إلى ذلك ال يوجد فيو نظام القضاء المزدوج ،أي
بما يعرف بالقضاء العادي والقضاء اإلداري.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
عدم التمييز بين القانون العام و الخاص عدم تأثر القانون االنجميزي بالقانون الروماني شأنو في ذلك
Université de Boumer des
شأن النظام الالتيني الجرماني ،جعمو ال يميز وال يعترف بتقسيم القانون إلى قانون عام وقانون خاص ،وال
يميز بين القانون المدني والتجاري عمى أساس أن ذلك يندرج كمو ضمن المجموعة المدنية،
ويعتمد النظام االنجميزي في تقسيمو لمقانون إلى قواعد "الكومن لو" أو قواعد القانون المشترك وقواعد
العدالة ،ويترتب عن عدم تمييز النظام االنجميزي بين القانون العام والخاص اعتماده لنظام القضاء
الموحد ،بمعنى أنو يفتقد إلى قضاء متخصص في المنازعات اإلدارية إلى جانب القضاء العادي
تغميب الطابع اإلجرائي في القانون من ضمن مميزات القانون االنجميزي أنو ييتم بالجانب العممي أكثر
من اىتمامو ومراعاتو لمجانب النظري ،معتمدا في ذلك عمى مجال الخبرة في المجال العممي وحسب،
خاصية نظام التروست ( )trustوىو نظام خاص ال يعرف وال يوجد في النظام الالتيني الجرماني،
يعتمد عمى تواجد ثالث أشخاص ىم األمين ،المستأمن ،والمستفيد ،وىناك أربع أنواع من الترست،
الترست الخاص ،الترست المقترح من القاضي ،الترست المفروض بقوة القانون ،والترست العام.
1القضاء (السوابق القضائية) :تتميز ميمة القضاء في انجمت ار بامتداد عممو إلى إنشاء القاعدة القانونية
ما يجعمو يشكل مصد ار أساسيا لمقانون ،فاألحكام التي تصدر من الييئات القضائية العميا تشكل في
انجمت ار سوابق قضائية ،حيث تجمع في تقنينات وتصبح ممزمة لمحكم في القضايا الالحقة لممحاكم نفسيا
في قضايا مماثمة ،وكذلك لممحاكم الدنيا أو أقل درجة،
2االتشريع يشكل التشريع مصدر من مصادر النظام االنجميزي ،وىو يحتل المرتبة الثانية بعد السوابق
القضائية ،ويعرف أيضا بالقانون المدون لتمييزه عن القانون العام الكومن لو .ويصنف التشريع بإنجمت ار
إلى صنفين ،تشريع صادر عن البرلمان ،وتشريع صادر عن السمطة التنفيذية (مجمس الوزراء) ،أو ما
يعرف بالتشريع عن طريق التفويض ،وعمى الرغم من احتاللو لممرتبة الثانية بعد السوابق القضائية من
حيث المصادر ،إال أن أىميتو بدأت تتزايد شيئا فشيئا مؤخرا..
تحتل مكانة التشريع باعتباره مصد ار من مصادر القانون االنجميزي بحسب اختالف النظريات .النظرية
الكالسيكية أصحاب ىذه النظرية ال يعتدون بالقاعدة القانونية التي أصدرىا المشرع إال إذا تولى القضاء
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
تطبيقيا وأعاد صياغتيا بموجب أحكام قضائية .أما النظرية الحديثة تولي التشريع أىمية كبرى ودور
Université de Boumer des
حيوي سيما بالنسبة لتنظيم بعض المجاالت ال سيما ذات الطابع االقتصادي واالجتماعي،
تتمثل المؤسسة التنفيذية في النظام االنجميزي في ـ الممكة.:وـ مجمس الوزراء :و المؤسسة التشريعية التي
نشأت مع صدور الميثاق األكبر لسنة ،1215وتتكون من غرفتين أو مجمسين :مجمس الموردات :وـ
ـمجمس العموم:
3االعرف والفقو العرف وىو المصدر الثالث في النظام االنجميزي ،ويشكل مصد ار احتياطيا ثانويا من
مصادر القانون اإلنجميزي ،ألن القضاة لم يعتمدوا إال عمى األعراف المستقرة في المعامالت التجارية ،وال
يتبنون منيا إال ما يعتقدون أنو يحقق العدل المستوحى من ضمير الممك .يتكون الفقو من مؤلفات الفقياء
ومن األحكام القضائية التي ال تشكل سوابق قضائية ممزمة ،وعمى الرغم من أنو يستعان بو ويساعد في
إنشاء سوابق قضائية جديدة ،إال أنو يشكل مصدر ثانوي من مصادر القانون في ىذا النظام.
محكمة العدل العميا تتكون من ثالثة أقسام وىي قسم أول :ويتكون من منصة أو كرسي الممكة يرأسو
لورد ،ويضم محكمتين ،وىما محكمة األميرالية ،والمحكمة التجارية .قسم ثان :ويتكون من قسم
المستشارين ،يرأسيا مستشار ،وتضم بدورىا محكمتين ،محكمة الشركات ومحكمة اإلفالس .قسم ثالث:
يعرف بقسم األحوال الشخصية ،ويرأسو قاضي ،ويختص ىذا القسم بالفصل في القضايا المتعمقة باألسرة،
كمنازعات الزواج ،الطالق ،الوصايا .....وتفصل في الطعون المرفوعة ضد األحكام القضائية الصادرة
عن محاكم الدرجتين األولى والثانية ،كما تنظر في جميع القضايا واختصاصيا غير محدود ،وتفصل في
الدعاوى بقاض واحد ،يمكن أن تساعده عند الحاجة ىيئة من المحمفين ،وتستأنف أحكاميا أمام محكمة
االستئناف.
محكمة التاج أنشئت بموجب القانون المعدل لمقانون القضائي لسنة 1971لمنظر في القضايا الجزائية
بقاض واحد ،وبمساعدة ىيئة من المحمفين.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
محكمة االستئناف تتكون من القسم المدني ،تفصل في الطعون المرفوعة ضد أحكام محاكم الدرجة
Université de Boumer des
األولى وأحكام محكمة العدل العميا ،والقسم الجزائي الذي يفصل في الطعون المرفوعة استئنافا ضد أحكام
محكمة التاج .وتتشكل محكمة االستئناف من رئيس وقاضيين ،وال يشارك فييا ىيئة المحمفين ،وتتخذ
ق ارراتيا باألغمبية ،وفي حالة عدم استيفائيا لألغمبية عمى التعديل يرفض االستئناف.
غرفة الموردات (أو لجنة الطعن العميا لمجمس الموردات) وىي أعمى درجة في القضاء ،تختص إلى
جانب وظائفيا التشريعية ،بالفصل في الطعون المرفوعة ضد األحكام الصادرة عن محكمة االستئناف،
وقد تم إصالح اختصاصيا بموجب تعديل 2005الذي غير اسميا من غرفة الموردات إلى المحكمة
العميا لممممكة المتحدة ،حيث جعل اختصاصيا مقتص ار عمى الوظيفة القضائية ،و االستئنافات المرفوعة
ضد األحكام الصادرة عن محكمة االستئناف ،وكذا أحكام محكمة العدل العميا دون المرور عمى محكمة
االستئناف إذا كانت القضايا ذات أىمية متميزة.وتتشكل غرفة الموردات من 11عضو من الموردات،
الهيئات القضائية الدنيا :وتتمثل في المحاكم المدنية والتجارية فأما المحاكم المختصة بالمسائل المدنية
(أو محاكم المناطق) ،فقضاتيا ىم محامون في األصل ،و تنعقد بقاض واحد .وكذلك المحاكم الجزائية
التي تختص بالنظر في المسائل الجزائية حيث تتشكل من محاكم القضاة ومحكمة التاج ،ويتحدد
اختصاصيا تبعا لخطورة الجريمة المرتكبة ،نتيجة غياب القضاء اإلداري ،تنعدم في القانون االنجميزي
محاكم متخصصة في المنازعات اإلدارية ،حيث تخضع اإلدارة في منازعاتيا شأنيا في ذلك شأن
األشخاص األخرى إلى القضاء العادي
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
محاضرات مقياس ..:النظم القانونية المقارنة
مضمونو
مفيوم النظام الالتيني الجرماني:نشير بأف ىذا النظاـ القانوني أو ىذه العائمة والمجموعة القانونية تحتوي
عمى المجموعة الالتينية التي تشمؿ عمى قوانيف كؿ مف فرنسا ،وتشريعات الدوؿ التي استمدت منيا
كإسبانيا ،إيطاليا ،البرتغاؿ ،ومستعمراتيا ،الصيف ،الياباف ،ودوؿ أمريكا الالتينية وافريقيا .كما تضـ
وتحتوي عمى المجموعة الجرمانية التي تشمؿ بدورىا عمى القانوف المدني األلماني لسنة ،6341وأنظمة
الدوؿ التي استمدت منو ،كالنمسا والمجر ،وقد اندمجت المجموعتاف الالتينية والجرمانية لتشكالف معا بما
يعرؼ بالنظاـ الالتيني الجرماني
نشأة النظام الالتيني الجرماني :نشأ النظاـ الالتيني الجرماني في أوربا خالؿ القرف 61عشر ،ليمتد
خارج القارة األوروبية ،مستندا في مبادئو عمى القانوف الروماني باعتباره نموذج لتنظيـ المجتمعات ،سيما
وأف القانوف الروماني انطوى عمى العديد مف المبادئ التي جعمتو مؤىال وقاد ار عمى توحيد التشريعات،
كمبدأ المساواة ،مبدأ الحرية ،العدؿ وىي المبادئ التي انعكست في كؿ مف التقنيف المدني الفرنسي
والتقنيف المدني األلماني ،الستنادىما عمى مصادر واحدة تمثمت في القانوف الروماني واألعراؼ المحمية
والقانوف الكنسي ،وقد أطمؽ الفقياء عمى ىذا النظاـ باسـ العائمة الواحدة الرومانية الجرمانية .تـ الدعوة
إلى إحياء القانوف الروماني وتدريسو في الجامعات األوربية فيما بيف القرنيف الثاني عشر والثامف عشر،
وبظيور حركة التقنيف في أوربا وتحديدا في القرف التاسع عشر ،كانت عناصر المنيج الروماني الجرماني
قد اكتممت ،واحتوت المجموعة الالتينية والمجموعة الجرمانية المتاف تشتركاف مف حيث البينة القانونية،
عمى مفيوـ القاعدة القانونية ومدلوؿ مصطمحاتو ،وتصنيفو وتقسيمو.
القانون الروماني كأساس لمنظام الجرماني شكؿ إذف القانوف الروماني ،مصد ار أساسيا لمنظاـ الالتيني
الجرماني ،فتأثره بالقانوف الكمسي ،والديانة المسيحية ،واىتماـ الجامعات االوروبية بتدريس القوانيف
الرومانية باعتبارىا نموذج لتنظيـ المجتمعات ،كؿ ذلؾ أثر بشكؿ بارز عمى الدوؿ التي اعتمدت النظاـ
الالتيني الجرماني ال سيما القانوف الروماني الذي انعكس بشكؿ كبير عمى تشريعات ىذه العائمة القانونية
عدة ،ال سيما فرنسا وألمانيا إلى جانب الدوؿ األخرى التي تأثرت بيما ،حيث انتشر المنيج
في جوانب ّ
في أوربا بصدور القانوف المدني الفرنسي ،وتبنتو بعض الدوؿ مثؿ بمجيكا ولوكسمبورغ ،كما اقتبستو دوؿ
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
أخرى مثؿ إيطاليا والنمسا ،وبصدور القانوف األلماني نشطت الدراسة المقارنة ،وجددت دوؿ أخرى قوانينيا
Université de Boumer des
المدنية باالقتباس مف أحكاميما ،كما انتشر المنيج بفعؿ االستعمار في افريقيا ،أمريكا الشمالية و آسيا،
بحيث سادت قوانيف ىذه الدوؿ المستعمرة في البمداف المستعمرة ،كما أف تدويف ىذه القوانيف قد ساىـ إلى
حد كبير في نشر المنيج واقتباسو في دوؿ أخرى.
لمحة عن مراحل تكوين القانون الروماني قسـ بعض المؤرخيف تاريخ القانوف الروماني إلى أربع عصور5
ػ العصر الممكي ،وىو عصر مرتبط بنشأة روما إلى غاية قياـ النظاـ الجميوري سنة 904ؽ.ـ ،وتميزت
فيو مصادر القانوف في العرؼ أساسا والتشريع كمصدر ثانوي ،وتولي رجاؿ الديف لعممية تفسير القانوف
وتطبيقو.و العصر الجميوري ابتداء مف 904ؽ.ـ و عصر االمبراطورية العميا بتولي االمبراطور
أغسطس لمسمطة 12ؽ.ـ ،ينتيي بعيد االمبراطور دكمديانوس سنة 132ـ .و عصر االمبراطورية
السفمى ،أو العصر البيزنطي الذي يبدأ بحكـ االمبراطور دكمديانوس سنة 132ـ وينتيي بوفاة االمبراطور
جوستنياف 919ـ ،وقد تميز ىذا العصر بتدىور القانوف الروماني وجموده ،وفي ذات الوقت بتقنيف
قواعده مف قبؿ االمبراطور جوستنياف ،في مدونتو التي قسميا إلى أربع مجموعات.
وبالنظر إلى تطور النظـ القانونية ومصادر القانوف ،قسـ البعض القانوف الروماني إلى عصور ثالث،
أقر البعض بأف القانوف الروماني الذي عرفو المجتمع الروماني نشأ منذ نشأة مدينة روما في القرف
حيث ّ
السابع قبؿ الميالد حتى تقنينو في شكؿ المجموعات الشييرة لإلمبراطور جوستينياف في القرف السادس
عدة ،وذلؾ عمى النحو
الميالدي ،وتكوف عبر مراحؿ تاريخية تميزت كؿ منيا بخصائص وطبيعة معينة ّ
التالي 5مرحمة القانون القديم (سنة 454ق.م) :مرحمة العصر العممي:
بدأ بصدور قانوف إيبوتيا كمصدر ىاـ لمقانوف الروماني ،ومرحمة عصر االمبراطورية السفمى:
يبدأ ىذا العصر الذي يعرؼ ايضا بالعصر البيزنطي ،بتولي االمبراطور دقمديانوس السمطة سنة 132ـ،
وينتيي بوفاة االمبراطور جوستينياف سنة 191ـ،
أوالـ التقسيمات األساسية :يستمد تقسيـ القانوف في النظاـ الجرماني إلى قانوف عاـ وقانوف خاص يستمد
مصدره مف القانوف الروماني ،حيث كاف القانوف العاـ ييتـ بمرافؽ الدولة لتنظيـ المصمحة العامة ،وكاف
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
يتضمف عمى فروع عكست ما يعرؼ اليوـ بالقانوف الدستوري ،القانوف اإلداري ،المالي ،والقانوف الجنائي
Université de Boumer des
والجبائي .أما القانوف الخاص ،فيندرج ضمف ما أضحى يعرؼ اليوـ بالقانوف المدني والتجاري ،وقواعد
االجراءات المدنية والتجارية ،حيث قسـ القانوف الخاص إلى قانوف خاص باألشخاص و قانوف خاص
باألمواؿ ،وقانوف خاص بالدعاوى ، .في حيف قسمت األمواؿ إلى أمواؿ عقارية ومنقولة (مادية ومعنوية)،
أما االلتزامات فقد قسمت إلى التزامات مدنية وطبيعية وبسيطة والتزامات تضامنية ،وقسمت المسؤولية
عمى أساس الخطأ السمبي واإليجابي ،والشخصي ،وفعؿ الغير ،أما العقود فقد تـ تقسيميا إلى عقود
رضائية ،شكمية ،وعقود ممزمة لمجانبيف ،وأخرى ممزمة لجانب واحد.
وقد ظؿ القانوف الخاص في أوربا مييمنا لزمف طويؿ ،حيث كاف القضاة يطبقونو في حسـ الخصومات،
ونظ ار التياـ القاضي في حياده لما تكوف اإلدارة طرفا في النزاع ،فأصبح القاضي يراعي ضرورة التوفيؽ
بيف مصمحة األفراد ومصمحة الدولة ،إلى أف نشأت قواعد تخضع الدولة بموجبيا لمقانوف ،أدى تطورىا
وساىـ في نشأة مجمس الدولة الفرنسي ،كمجموعة القواعد التي تحكـ سير الييئات المتدخمة لتحقيؽ
المصمحة العامة مف حيث تنظيميا وسيرىا ،أما القانوف الخاص فقد عد بمثابة مجموعة القواعد التي
تنظيـ العالقات فيما بيف األفراد ،أما بخصوص قانوف األحواؿ الشخصية فقد استمدىا القانوف الالتيني
الجرماني مف قانوف الكنيسة.
ثانيا :التقسيمات الفرعية تتشابو قوانيف المنيج الروماني الجرماني مف حيث التقسيمات الفرعية ،حيث
ينقسـ القانوف فييا إلى فروع منيا القانوف الدستوري ،القانوف اإلداري ،القانوف الدولي العاـ ،القانوف
المدني ،قانوف العقوبات ،القانوف التجاري وغيره ،كما تتشابو في النظـ والمفاىيـ القانونية وفي
المصطمحات ،ومرد ىذا التشابو بيف قوانيف المنيج الروماني الجرماني ىو وحدة مصدرىا المتمثؿ في
القانوف الروماني والقانوف الكنسي ،باإلضافة غمى ذلؾ فإف بعض القواعد القانونية لدولة معينة تستمد
وجودىا مف األعراؼ المحمية ،ما يجعميا مختمفة وغير متشابية مع قواعد الدوؿ األخرى ،أما القواعد
المستمدة مف األعراؼ الدولية كالقانوف التجاري فيي متشابية ،ألف األعراؼ التجارية التي تكونت في
العصور الوسطى قد عممت المذاىب الفقيية عمى ربطيا بالقانوف الروماني ،وأدخمتيا الدوؿ واعتمدتيا في
تقنينيا.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
Université de Boumer des
التأثر بالقانون الروماني
االعمومية والتجريد.:
التشريع
يشكؿ التشريع المصدر األساسي واألوؿ في النظاـ القانوني الالتيني الجرماني ،حيث يعمؿ القانوف عمى
الحفاظ عمى النظاـ العاـ وتنظيـ سموؾ األفراد ،ويتـ صياغة القواعد القانونية باعتبارىا قواعد عامة
ومجردة .ويشمؿ التشريع وينطوي عمى جميع القواعد القانونية المكتوبة ،وذلؾ بغض النظر عف مصدرىا
( سواء كاف مصدرىا السمطة التأسيسية كالدستور ،أو السمطة التشريعية كالقوانيف ،أو السمطة التنفيذية
كالموائح والتنظيمات) ،وبغض النظر عف درجة ترتيبيا في اليرـ القانوني لمدولة
العرف
وبخصوص تقدير أىمية العرؼ في تكويف القاعدة القانونية في النظاـ الالتيني الجرماني اختمؼ الفقياء
بيذا الصدد ،ففي الوقت الذي يشيد فيو البعض بأىمية العرؼ ودوره كأساس في تشكيؿ القانوف حيث
ينزلو الفقو األلماني منزلة القانوف ألف المشرع والفقيو يتأثر حتما بالعرؼ في تقرير القاعدة القانونية ،ال
يحظى العرؼ بنفس األىمية عند البعض اآلخر كالفرنسييف ،كما يرى اتجاه آخر بأف ال أىمية لمعرؼ
حد كبير مف دوره وأىميتو ،أما في الجزائر فيحتؿ العرؼ في
سيما بعد ظيور حركة التقنيف التي قمّمت إلى ّ
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
القانوف المدني المرتبة الثالثة بعد التشريع ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،حيث جاء في نص المادة 6مف
Université de Boumer des
القانوف المدني"5
إف القاضي واف كاف يساىـ حقا في تطوير القانوف مف الناحية العممية ،ويمتد دوره إلى التفسير ،إال أف
دوره في تفسير القانوف وبياف غموضو ال يرقى أبدا إلى دور المشرع في الشريعة الالتينية الجرمانية
تجسيدا لمبدأ الفصؿ بيف السمطات المنصوص عميو في دساتير الدوؿ في ظؿ النظاـ القانوني الالتيني
الجرماني ،فاألحكاـ القضائية في ىذا النظاـ ومثمما تـ اإلشارة إليو آنفا وميما بمغت قيمتيا إال أنيا ال
تحتؿ نفس األىمية والقيمة التي تحتميا ىذه األحكاـ في ظؿ النظاـ االنجموسكسوني.
االفقو عمى الرغـ مف أىمية الفقو كمصدر لمقانوف ودور في تطوير وترشيد قواعد القانوف وشرحيا
واستخالص نتائجيا ،وابراز المبادئ القانونية التي تساعد المشرع في عممية تعديمو لمقانوف ،وايجاد الحموؿ
لممعضالت القانونية المطروحة مثمما كاف متبعا مف قبؿ فقياء الروماف ،غير أف بروز حركة التدويف قمّمت
يعد يشكؿ مصد ار رسميا لمقانوف بؿ أضحى يمثؿ مصد ار
مف أىميتو وقيمتو كمصدر لمقانوف ،بؿ ولـ ُ
تفسيريا يساىـ في إبراز نقائص القانوف وتعديمو تبعا لذلؾ ال أكثر وال أق ّؿ.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
Université de Boumer des
محاضرات مقياس ..:النظم القانونية المقارنة.
عنوان المحاضرة:
2ػ مضمون المحاضرة :رقم 4الفصل الرابع (النظام اإلسالمي) الشريعة اإلسالمية
يعتبر النظاـ اإلسالمي أو بما يعرؼ أيضا بالشريعة اإلسالمية ،مف األنظمة القانونية الدينية التي شيدت
وال تزاؿ اىتماما بار از مف قبؿ الباحثيف ال سيما الغربييف منيـ بالنظر إلى مميزاتيا وخصائصيا باعتبارىا
شريعة مرنة ،شاممة وكاممة وصالحة لكؿ زماف ومكاف ،ومتميزة عف غيرىا مف الشرائع والقوانيف الوضعية،
وأصيمة وغير مستمدة مف غيرىا مف الشرائع األخرى ،تشكؿ مصد ار مف مصادر التشريع.
ىي خاتمة الشرائع السماوية ،عقائدية ،أخالقية ،وعممية ،وشريعة عالمية ،وىي ما أنزلو اهلل تعالى عز
وج ّؿ عمى رسولو الكريـ محمد صمى اهلل عميو وسمـ في القرآف الكريـ ،تنطوي عمى مجموعة األوامر
والنواىي التي شرعيا اهلل عز وجؿ عمى عباده المؤمنيف باعتبارىا منياج لحياتيـ.
تعريف الشريعة اإلسالمية الشريعة لغة ىي الطريقة المستقيمة ،ومورد الماء الذي يقصد لمشرب.
أما اصطالحا ف يي ما شرعو اهلل سبحانو وتعالى لعباده مف أحكاـ عف طريؽ أحد رسمو ،سواء كانت ىذه
األحكاـ اعتقادية (كتمؾ المتعمقة بذات اهلل وصفاتو ،واإليماف باهلل ورسمو ومالئكتو ،واليوـ اخآخر،
البر ،) ...أو أحكاـ
والحساب والعقاب والثواب) ،أو أحكاـ أخالقية (كالصدؽ ،الصبر ،األمانة ،األمانةّ ،
عممية ليؤمنوا بيا وتكوف سعادتيـ في الدنيا واخآخرة ،سواء تعمؽ األمر منيا بالعبادات (كالصالة والصياـ،
الزكاة والحج) ،أو بالمعامالت (كالبيوع ،الرىاف) .وتندرج الغاية مف الشريعة اإلسالمية في تنظيـ عالقة
الناس بخالقيـ مف جية ،وببعضيـ البعض مف جية ثانية بالنظر إلى ما تتضمنو مف أحكاـ وقواعد ونظـ
إلقامة الحياة العادلة وتحقيؽ المساواة ،وضماف الحريات وصوف الحقوؽ ،األمف ،وغيرىا مف المبادئ
السامية في الدنيا ،وتحقيؽ السعادة األبدية في اخآخرة.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
Université de Boumer des
تمييز الشريعة اإلسالمية عن بعض المفاهيم األخرى
عمى نحو آخر تختمؼ الشريعة اإلسالمية عف الفقو مف حيث المصدر ،فالفقو يصدر مف العباد أي مف
الفقياء ،في حيف أف الشريعة اإلسالمية صادرة مف اهلل سبحانو وتعالى عمى نبيو محمد صمى اهلل عميو
وسمـ ،فيي إذف األحكاـ الموجودة في القرآف والسنة النبوية ،ومنو فالفقو يعد جزء مف أحكاـ الشريعة
اإلسالمية ،فيو خاص ،كما أنو قد يحتمؿ الخطأ ،في حيف أف الشريعة عامة ،وجؿ أحكاميا صحيحة.
يقصد بأحكاـ الشريعة اإلسالمية مجموعة القواعد التي سنيا اهلل سبحانو وتعالى لعباده وبمغت عف طريؽ
أحد رسمو سواء لتنظيـ حياة اإلنساف أو عالقتو بغيره ،ىي إذف النظـ التي شرعيا اهلل تعالى أو شرع
أصوليا لإلنساف نفسو وفي عالقتو بغيره مف أجؿ تحقيؽ السعادة في الدنيا واخآخرة ،أما المبادئ اإلسالمية
فيعتبرىا البعض مجرد مبادئ عامة كمبدأ العدالة ،مبدأ ال ضرر وال ضرار ،مبدأ حفظ النفس والماؿ ،مبدأ
ال إكراه في الديف ،وال يقصد بيا أحكاـ الشريعة نفسيا.
وحتى ال نغوص أكثر في اختالؼ االجتيادات بخصوص مسألة التمييز بيف الشريعة اإلسالمية ومبادئ
الشريعة اإلسالمية ،نشير بأف األعماؿ التحضيرية لمقانوف المدني المصري كاف قد أورد بأف المقصود
بمبادئ الشريعة كمياتيا التي ليست محؿ خالؼ بيف الفقياء ،فمبادئ الشريعة ىي القواعد الكمية المشتركة
1
ػ لمزيد مف التفاصيؿ أنظر :ناتاشا عيسى ،نفس المرجع السابؽ.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
بيف الفقو اإلسالمي ،وعميو فإف مبادئ الشريعة ىي األحكاـ العامة الكمية األساسية التي ال تكوف محال
Université de Boumer des
وفي الوقت الذي ال يميز فيو البعض بيف مصطمحي األحكاـ والمبادئ ويستخدميا كمرادفات لبعضيا
البعض أمثاؿ الدكتور عبد الرزاؽ السنيوري 2،ىناؾ مف يرى بأف مصطمح مبادئ الشريعة يختمؼ عف
مصطمح أحكاـ الشريعة ،بدليؿ أف المشرع الدستوري أورد "مبادئ الشريعة اإلسالمية" وليس " أحكاـ
الشريعة اإلسالمية" ،فمبادئ الشريعة بحسبو تمثؿ المقاصد العميا الثابتة ،في حيف أف األحكاـ منيا ما ىو
متغير يخضع لالختالؼ الفقيي مف حيث استنباطيا ،وميما يكف مف أمر فنحف نؤيد الرأي الذي يرى بأف
كال مف المصطمحيف مختمفيف مف حيث المدلوؿ ،عمى غرار الفقو اإلسالمي الذي يقسـ أحكاـ الشريعة
اإلسالمية إلى قسميف ،قسـ األحكاـ القطعية مف حيث الثبوت والداللة التي ال اجتياد فييا بحكـ ثبوتيا
مف حيث النص ،واألحكاـ غير القطعية مف حيث الثبوت أو الداللة أو كمييما معا ،والتي تحتمؿ التفسير
واالجتياد حسب األصوؿ العامة ،وىي تمثؿ معظـ أحكاـ الشريعة اإلسالمية ،وتسمى جميا أحكاـ الشريعة
اإلسالمية ،أما مبادئ الشريعة اإلسالمية فيي أحكاـ قطعية الثبوت والداللة ،ما يعني بأف مبادئ الشريعة
ىي جزء مف أحكاـ الشريعة وليس العكس.
2
ػ نشير بأف الدكتور عبد الرزاؽ السنيوري ال يميز بيف مصطمحي األحكاـ والمبادئ ،ويستخدميا كمرادفات لبعضيا البعض ،ولكنو يفرؽ بيف
المبادئ أو األحكاـ الشرعية الكمية القطعية التي مصدرىا األصوؿ ( القرآ ف والسنة ) ،ويطمؽ عمييا "المبادئ العامة" ،التي ال يجوز مخالفتيا ،وبيف
المبادئ أو األحكاـ التي مصدرىا مذاىب الفقو اإلسالمي ،والتي يمكف التقيد بخصوصيا بأي مف أي المذاىب األربعة ،لمزيد مف التفاصيؿ بيذا
الخصوص أنظر :محمد رفيؽ الشويكي ،أحكاـ الشريعة اإلسالمية ومبادئيا والفرؽ بينيما ،دار ناشري لمنشر االلكتروني 2 ،يناير ،2015المنشور
عمى الموقع االلكتروني ،.www.nashiri.net :تاريخ اإلطالع .2020/8/21
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
Université de Boumer des
الفرع الخامس ـ أحكام الشريعة اإلسالمية أحكام مرنة:
كإباحة التيمـ عند فقداف الماء عندما يتعذر استعمالو ،كقولو تعالى ":واف كنتـ مرضى أو عمى سفر أو
جاء أحد منكـ مف الغائط أو لمستـ النساء فمـ تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوىكـ وأيديكـ
إف اهلل كاف عفوا غفورا( ".النساء ،)43واباحة اإلفطار في رمضاف بالنسبة لممريض والمسافر ،لقولو جؿ
فعدة مف أياـ أخر يريد اهلل بكـ اليسر وال يريد بكـ العسر( ".البقرة
وعمى ":ومف كاف مريضا أو عمى سفر ّ
. )184
الفرع السادس ـ أحكام الشريعة اإلسالمية قائمة عمى مبادئ العدل المطمق و المساواة:
ـ الشريعة اإلسالمية ومبادئ العدل :حيث أوجب اإلسالـ عمى الحكاـ أف يقيموا العدؿ بيف الناس بغض
النظر عف لغاتيـ أو أوطانيـ أو أحواليـ االجتماعية فتحقيؽ العدؿ المطمؽ بيف المتخاصميف يعد مف
أقدس الواجبات وأىميا التي دعا إلييا اإلسالـ ،والدعامة الرئيسية في إقامة الحكـ اإلسالمي ،فال وجود
قواميف هلل
في اإلسالـ لمجتمع يسوده الظمـ وال يعرؼ العدؿ ،لقولو تعالى ":يا أييا الذيف آمنوا كونوا ّ
شيداء بالقسط وال يجرمنكـ شنآف قوـ عمى أال تعدلوا اعدلوا ىو أقرب لمتقوى واتقوا اهلل إف اهلل خبير بما
تعمموف" (المائدة .)8
الفرع السابع ـ أحكام الشريعة اإلسالمية تجمع بين نوعين من جزاء الدنيا واآلخرة:
الفرع األول ـ أحكام اعتقادية :وىي مجموعة األحكاـ االعتقادية الخاصة بتنظيـ بالعبادات والتي تأمرنا
بعبادة اهلل وحده ال شريؾ لو ،وعدـ الشرؾ باهلل ،اإليماف بالمالئكة والكتب السماوية والرسؿ ،واليوـ اخآخر،
كقولو سبحانو وتعالى ":واعبدوا اهلل وال تشركوا بو شيئا" (النساء ،)36وقولو تعالى أيضا ":يا أييا الذيف
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
آمنوا أمنوا باهلل ورسولو والكتاب الذي نزؿ عمى رسولو والكتاب الذي أنزؿ مف قبؿ ومف يكفر باهلل
Université de Boumer des
ومالئكتو وكتبو ورسمو واليوـ اخآخر فقد ض ّؿ ضالال بعيدا" (النساء . )136
الفرع الثاني ـ أحكام أخالقية :وىي األحكاـ التي تأمر باألخالؽ الصالحة ،كالصدؽ ،وقد وردت بشأنيا
العديد مف اخآيات القرآنية ،كقولو تعالى ":مف المؤمنيف رجاؿ صدقوا ما عاىدوا اهلل عميو فمنيـ مف قضى
نحبو ومنخـ مف ينتظر زما بدلوا تبديال ليجزي اهلل الصادقيف بصدقيـ( "...االحزاب ،)23،24وقولو عز
وجؿ ":يا أييا الذيف آمنوا اتقوا اهلل وكونوا مع الصادقيف" (التوبة ، 3.)119واألمانة ،والوفاء بالعيود كقولو
4
عز وجؿ ":الذيف يوفوف بعيد اهلل وال ينقضوف الميثاؽ (الرعد .)20
ّ
وىي األحكاـ المتعمقة بأعماؿ اإلنساف تجاه الغير ،وقد وردت في القرآف الكريـ عمى نحو عاـ وكمبادئ
وكميات ،في حيت ترؾ أمر تفصيميا لتتالئـ بحسب الزماف والمكاف.
وىو المصدر األساسي واألوؿ لمشريعة اإلسالمية ،وىو ما جاء بو اهلل سبحانو وتعالى مف آيات أنزليا
عمى نبيو محمد صمى اهلل عميو وسمـ لقولو تعالى " :الحمد هلل الذي أنزؿ عمى عبده الكتاب ولـ يجعؿ لو
عوجا" (الكيؼ ،)1
3
ػ أنظر أيضا سورة األحزاب ،35الزمر ،33،35البقرة ،177المائدة ،119يوسؼ ،51الشعراء ،84العنكبوت ،3األحزاب ،8الحجرات ،15
الحديد ،19الحشر .8
4
ػ أنظر أيضا :سورة البقرة ،177 ،40آؿ عمراف ،76،77المائدة ،7األنعاـ ،152النحؿ ،95 ،91الحديد .8
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
Université de Boumer des
3ـ جرائم التعزير:
وىي المصدر الرسمي واألصمي الثاني لمشريعة اإلسالمية بعد القرآف الكريـ ،وتشتمؿ عمى أقواؿ وأفعاؿ
النبي صمى اهلل عميو وسمـ لتفسير ما تضمنو واشتمؿ عميو القرآف الكريـ ،المطمب الثاني ـ المصادر
الفرعية (االحتياطية):
بوفاة الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ عرفت الشريعة اإلسالمية مصادر احتياطية أو بما يعرؼ أيضا
بالمصادر الفرعية تمثمت في االجتياد ،وىي عمى النحو التالي:
إلى جانب ىذه المذاىب ،ظيرت مذاىب أخرى ،كمذىب الشيعة الذي يستند إلى اإلماـ وحده كمرجع ،ما
جعمو ييمؿ األخذ باإلجماع أو القياس ،ومذىب الظاىرية ،الذي يعتمد عمى ظاىر الكتاب والسنة ثـ
اإلجماع ويرفض القياس ،وغيرىا.
عرؼ النظاـ اإلسالمي نمطيف قضائييف ،نمط القضاء العادي ،ونمط القضاء المتخصص.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
أقامت الدولة اإلسالمية نظاما قضائيا يستند عمى أسس ومبادئ العدالة واإلنصاؼ والمساواة ،حيث تولى
Université de Boumer des
الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ ومف بعده الخمفاء الراشدوف كقضاة في حؿ النزاعات بيف الناس ،ليتطور
األمر بعدىا إلى جياز قضائي مستقؿ ،وكاف يشترط في تولي ميمة القضاء جممة مف الشروط كاإلسالـ،
الذكورة ،البموغ ،سالمة العقؿ والبدف ،االجتياد ،وىو ما تضمنتو العديد مف اخآيات القرآنية وأكدت عميو،
كقولو تعالى ":إف اهلل يأمركـ أف تؤدوا األمانات إلى أىميا واذا حكمتـ بيف الناس أف تحكموا بالعدؿ أف اهلل
نعما يعظكـ بو إف اهلل كاف سميعا بصيرا( ".النساء ،)58وقولو عز وج ّؿ " :إف اهلل يأمر بالعدؿ
واإلحساف" (النحؿ ،)90وقولو أيضا ":واذا قمتـ فاعدلوا ولو كاف ذا قربى (األنعاـ ،)152بالمقابؿ توعد
اهلل تعالى الظالميف بعقاب شديد لقولو تعالى ":فتمؾ بيوتيـ خاوية بما ظمموا (اخآية النمؿ ،)52وعف أنس
بف مالؾ عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ أنو قاؿ" ال تزاؿ ىذه األمة بخير ما إذا قالت صدقت ،واذا
حكمت عدلت ،واذا استرحمت رحمت.".
كاف الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ ىو القاضي األوؿ والمسؤوؿ الوحيد عف القضاء ،وكاف يحكـ بيف الناس
وفقا لمقرآف ،وقد مارس الخمفاء الراشديف أيضا القضاء في حؿ النزاعات بيف المسمميف ،حيث أسند الخميفة
أبو بكر ميمة القضاء في المدينة إلى عمر بف الخطاب الذي عرؼ بحزمو ،وبتوسع حدود الدولة
اإلسالمية تـ تعييف قضاة ينوبوف عف الخميفة في الواليات البعيدة ،وقد تميز القضاء في عصرىـ بالحكـ
وفقًا ألحكاـ القرآف الكريـ والسنة النبوية ،وتكريس طرؽ إثبات الحؽ كاعتماد البينة وشيادة الشيود
ومراجعة األحكاـ ،والتحذير مف الظمـ ،ليتطور األمر فيما بعد بظيور جياز قضائي مستقؿ ،يفرض عمى
ممارسي القضاء شروط معينة ،كالذكورة ،واإلسالـ ،والبموغ ،والحرية ،والسالمة البدنية ،والتشبع الفقيي في
شؤوف العباد والمعامالت ،وقد تنوعت مياـ القاضي بيف فصمو في المسائؿ المدنية والجنائية ،وتوليو
إلدارة أمواؿ اليتامى ،وعديمي األىمية ،وتنفيد الوصايا ،وغيرىا مف األمور ذات الصمة بالقضاء.
كاف القضاة في العصر األموي يرجع إلى القراف اؿ كريـ والسنة النبوية واإلجماع والقياس ليفصؿ في
الخصومات بيف الناس .وتميز بتسجيؿ أحكاـ القضاة في سجالت خاصة ،أما في العصر العباسي فقد
شيد النظاـ القضائي تطو ار بارزا ،فكاف يأخذ بالقضاء الجماعي ،حيث كاف يعتمد تعدد القضاة في
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
المسألة الواحدة وبتعاونيـ في إيجاد الحموؿ لممسائؿ االجتيادية ،كما كانوا يستشيروف أىؿ الفتوى ال سيما
Université de Boumer des
في المسائؿ التي لـ يرد بشأنيا نص قرآني وال سنة نبوية ،وكاف القضاة يستعينوف بالخبراء ،المترجميف،
لممساىمة في األعماؿ الفنية كوضع الحدود في األمالؾ العقارية عمى الشيوع ،وبأمناء بيت الماؿ لحفظ
الماؿ كحفظ أمواؿ القصر وناقصي األىمية وتسييرىا.
إلى جانب نظاـ القضاء العادي ،عرؼ اإلسالـ وجود نمط قضائي متخصص تمثؿ كنظاـ قضاء المظالـ
ونظاـ الحسبة ،نظاـ الشرطة.
عرفت الدولة اإلسالمية إنشاء ما يسمى بنظاـ قضائي متخصص يعرؼ بقضاء أو نظاـ المظالـ،
يختص بالنظر في الدعاوى المتعمقة بالمنازعات بيف الحاكـ والمحكوـ والمنازعات التي يعجز عف حمّيا
المحتسب كاالعتداء عمى أمواؿ الخزينة ،وأخطاء الوالة ،وأصحاب المراكز السياسية ،وقد انتقؿ ىذا
االختصاص مف الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ إلى الخمفاء الراشديف ،ومنو إلى ديواف المظالـ.
ومف أبرز صالحيات قاضي المظالـ ،النظر في تعدي الوالة عمى الرعية ،ظمـ العماؿ فيما يجبونو مف
األمواؿ ،كتاب الدواويف ،أمناء المسمميف عمى ثبوت أمواليـ فيما يستوفونو منو ،تنفيذ أحكاـ القضاة
لضعفيـ عف تنفيذىا لعجزىـ أماـ المحكوـ عميو.
وىي مف األنظمة التي أوجدتيا الشريعة اإلسالمية لتسوية المنازعات المتعمقة بمعاقبة المخالفيف لممسائؿ
المتعمقة باألمف العاـ ،راحة السكاف ،النظافة ال سيما ما تعمؽ منيا بنظافة األسواؽ ونظافة الشوارع ضمف
إطار األمر بالمعروؼ والنيي عف المنكر ،واستنادا لقولو تعالى" :والمؤمنوف والمؤمنات بعضيـ أولياء
بعض يأمروف بالمعروؼ وينيوف عف المنكر ( ".التوبة .)71
ويتمتع المحتسب بصالحيات واسعة كالنظر في بعض المسائؿ التي يالحظ فييا تجاوزات مف دوف أف
ترفع إليو ،أو بتمؾ التي تعرض عميو كدعاوى الغش والتدليس في الميزاف ،وفي البيع والشراء ،األسعار،
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
تماطؿ المدينيف عف الدفع مع القدرة ،مراقبة أداء التجار وعمميـ عمى الوجو الشرعي والصحيح ،مراقبة
Université de Boumer des
األخالؽ العامة كشرب الخمر عمنا ،ممارسة السحر والشعوذة ،مراقبة أماكف العبادات كالحفاظ عمى
النظافة كنظافة المساجد والحفاظ عمييا ،مراقبة األبنية والطرقات ،النيي عف الكذب ولخيانة ،وتأديب
مرتكبييا ،....كما يتولى أخد الرسوـ مف أصحاب السفف ،والحكـ عمى أصحاب المباني اخآيمة لالنييار،
وتنفيذ األحكاـ.
وىو نظاـ مساعد لمقضاء ميمتو حفظ األمف ،وتنفيذ األحكاـ التي يصدرىا القضاة بالنسبة لمقضايا التي
ينظر فييا القضاء العاـ والتي ال يتمتع بصالحية التنفيذ المباشر ،عكس القضاء الخاص (الحسبة) الذي
يقوـ بتنفيذ األحكاـ الصادرة عنو.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس