You are on page 1of 3

‫الطالب ‪ :‬ماضي عبد المجيد‬ ‫مقياس ‪ :‬المنهجية‬

‫الفوج ‪01 :‬‬ ‫بطاقة تقنية حول بحث‪ :‬منهجية تحليل نص قانوني‬
‫منهجية تحليل نص قانوني‬

‫يستعمل بعض الفقهاء عبارة تحليل‪ ،‬بينما يستعمل البعض اآلخر عبارة تعليق على نص قانوني‪ .‬وتحليل النص يعني تفكيكه‬
‫إلى العناصر التي يتألف منها‪ ،‬ومن ثم التعرف إلى أجزائه ومكوناته‪ ،‬بينما‪ C‬التعليق‪ C‬على النص هو عبارة عن محاولة تفسير وتوضيح‪،‬‬
‫إضافة إلى تقييم ونقد هذا النص بقدر من الحرية‪ ،‬وبأسلوب شخصي‪.‬‬
‫لكن الوضع يختلف إذا كان املوضوع يقتصر على تحليل نص قانوني‪ .‬إذ علينا أن نقوم بتحليل النص من خالل تفكيكه ومعرفة‬
‫أجزائه ومكوناته في مرحلة أولى‪ ،‬ومن ثم نقوم بمناقشة النص وتقويمه ونقده وإبراز رأينا الشخصي فيه في مرحلة ثانية‪ .‬هنا يتشابه‬
‫التحليل والتعليق فيعتمد بعض الفقهاء عبارة تحليل نص قانوني أو التعليق على نص قانوني واملقصود في الحالتين دراسة النص‬
‫القانوني وتوضيحه وإظهار إيجابياته وسلبياته إذا وجدت‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املرحلة التحضيرية( التعرف إلى النص)‬
‫املقصود بهذه املرحلة القيام بالتعرف إلى هذا النص ومعرفة عوامله األولية ومضمونه أو موضوعه‪ .‬وبالطبع‪ C‬مثلما يتم في حال‬
‫التعرف على إنسان‪ ،‬بهويته ومكان إقامته وتاريخ ومحل والدته ورقم السجل‪ ،‬كذلك التعرف‪ C‬على النص القانوني‪ ،‬فأول شيء نقوم به‬
‫هو تحديد موقعه ومواصفاته الشكلية وطبيعتها وبنيته اللغوية وغاياته‪.‬‬
‫أ‪ -‬التحليل الشكلي‪:‬‬
‫مهما كان النص القانوني موضوع التعليق ؛ قاعدة ؛ أو مجموعة قواعد؛ أو مادة أو بعض مواد من قانون أو من مرسوم ؛‬
‫ابتداء من مصدره إلى رتبته وتاريخه‪ ،‬ثم يتم تبيان مضمونه وتحليله‪ ،‬للتمكن‬ ‫ً‬ ‫‪ ،‬فأول شيء يجب القيام به هو معرفة هوية هذا النص‬
‫من تحديد اإلشكالية و وضع خطة املعالجة‪.‬‬
‫‪ -1‬هوية النص‪:‬‬
‫نبدأ بتبيان هوية النص بشكل دقيق؛ فهل هو نص دستوري أو نص معاهدة دولية أو مادة من مواد القانون الوطني‪ ،‬أو مادة أو أكثر‬
‫من مرسوم‪ ،‬أو جزء من قرار إداري‪ ،‬مثال ‪ :‬يقع هذا النص )املادة‪ (...‬في قانون ‪ ...‬املعدل ب‪ ....:‬وقد جاء في الكتاب‪ ....‬منه عنوانه ‪،...‬‬
‫من الباب‪ ...‬وعنوانه ‪ ...‬في الفصل وعنوانه‪ ....‬من القسم األول تحت عنوان‪...‬‬
‫ولكن هذا ال يكفي‪ ،‬فعلينا ذكر تاريخه فنقول مثال‪ :‬القانون املدني الصادر بموجب األمر رقم ‪ 58 – 75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر سنة‬
‫‪ ، 1975‬معدل و متمم بالقانون قانون ‪ 10-05‬املؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪.2005‬‬
‫ثم ال بد لنا من تحديد موضوع النص ‪ ،‬فأي قانون هو عبارة عن مجموعة قواعد قانونية تنظم سلوك األفراد في املجتمع‪ ،‬وبالتالي‬
‫فهو يتناول تنظيم جانب معين من جوانب الحياة االجتماعية ‪.‬فقانون العقوبات‪ C‬يبين ما هي األفعال التي تعتبر جرائم‪ ،‬وما هي‬
‫العقوبات التي توضع مقابل هذه الجرائم‪C.‬‬
‫‪ -2‬طبيعة النص‪:‬‬
‫يجدر بنا اإلشارة إلى طبيعة النص واألمور التي يعالجها‪ ،‬مثال‪ :‬املادة ‪ 89‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ :‬القسم الرابع ) سماع الشهود‬
‫( من الفصل األول (قاضي التحقيق) باب جهات التحقيق ‪.‬‬
‫ويرى البعض أنه في هذه الفقرة نتناول املعلومات‪ C‬والدراسات العلمية التي تتناول املوضوع والكلمات التي يجب اإلشارة إليها‪C.‬‬
‫‪ -3‬البحث في بنية النص ‪:‬‬
‫يتم البحث في بنية النص من الناحيتين‪ ،‬الطبوغرافية واللغوية‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬البنية الطبوغرافية )البناء املطبعي‪( @:‬هل هو مقسم إلى فقرات أو مواد ‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫تتألف املادة ‪ 85‬من الدستور الجزائري‪ C‬من ‪ 3‬فقرات‪ ...‬يتألف النص من ‪ ....‬فقرة‪ ...‬الفقرة األولى‪ :‬تبدأ من " "‪ "...‬وتنتهي عند‬
‫"‪"...‬الفقرة الثانية تبدأ من "‪ "....‬وتنتهي عند "‪ "....‬الفقرة ال‪ ....‬تبدأ من "‪ "....‬وتنتهي عند "‪"....‬‬
‫‪ ‬البنية اللغوية )البناء اللغوي والنحوي(‪ :‬البناء املنطقي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫الطالب ‪ :‬ماضي عبد المجيد‬ ‫مقياس ‪ :‬المنهجية‬
‫الفوج ‪01 :‬‬ ‫بطاقة تقنية حول بحث‪ :‬منهجية تحليل نص قانوني‬
‫كيفية صياغة املادة؟ وبأي كلمة بدأت وانتهت؟‪ ،‬وما هو األسلوب املعتمد؟‪ ،‬وما هو املنطق الذي بنيت عليه؟ واألسلوب الذي اعتمدته‪:‬‬
‫ً‬
‫مثال‪ :‬حددت الفقرة الثانية من املادة‪ 85‬من الدستور الجزائري‪ ،‬النصاب القانوني النتخاب رئيس الجمهورية بشكل صريح "‬
‫‪ -4‬غايات النص ) فائدة النص ‪( :‬‬
‫ال يصدر عادة نص قانوني دون أن يكون هناك غاية منه أو فائدة يسعى املشرع لتحقيقها‪ ،‬واألسباب املوجبة للقانون تبين عادة الغاية‬
‫ً‬
‫من وضعه‪ ،‬وبالتالي فإن املشرع عندما يسن قانونا ما‪ ،‬تكون لديه قناعة بأن القواعد القانونية التي يتضمنها‪ C‬هي حلول ملسائل قانونية‬
‫مثارة في الحياة اليومية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التحليل@ املوضوعي )تحليل مضمون النص(‪@:‬‬
‫قلنا إن تحليل أي نص أو قاعدة يتم عن طريق تفكيك الفرضيات التي تضمنها إلى عناصرها األولية‪ .‬و إذا كان النص يتضمن قاعدة‬
‫قانونية واحدة‪ ،‬فإن التحليل ينصب على هذه القاعدة بتبيان فرضيات القاعدة؛ أي الحاالت املفترضة أو التي تشملها‪ ،‬والحكم الذي‬
‫تقرره القاعدة لتلك الفرضيات‪ ،‬ثم تتناول هذا الحكم بالتحليل‪ .‬وإذا كان النص يتضمن أكثر من قاعدة قانونية فيتناول التحليل كل‬
‫قاعدة من تلك القواعد وبنفس الطريقة السابقة أعاله‪ ،‬أي بتبيان فرضيات كل قاعدة‪ ،‬والحكم الذي تقرره القاعدة لتلك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الفرضيات‪ ،‬ثم نتناول كال منها بالتحليل تباعا‪.‬‬
‫‪ -1‬فهم وتحديد القاعدة القانونية‪:‬‬
‫لفهم القاعدة فإن أول شيء نقوم به هو قراءة النص عدة مرات‪ ،‬مع دراسة كل كلمة وردت فيه ‪ ،‬ألنه ال يمكننا التعليق‪ C‬على غير‬
‫مفهوم‪ .‬ففي القراءة األولى يتم التعرف على نص القاعدة وتكوين فكرة أولية أو رؤية شاملة لها‪ ،‬ونبدأ في القراءة الثانية نقوم‬
‫باستخراج الجمل الرئيسية وعزلها عن بعضها البعض‪ ،‬بوضع خط تحت أدوات الربط بينها‪ ،‬وذلك للبدء بتحديد املكونات‪ C‬األساسية‬
‫للنص‪.‬‬
‫أما في القراءة الثالثة فيتم البحث عن الحاالت الواقعية املشمولة بالقاعدة‪ ،‬وتبيان الحكم الذي تقرره القاعدة عند توفر شروط‬
‫تطبيقها‪ ،‬أي توفر أي حالة واقعية مشمولة بفرضيات القاعدة‪ .‬والحكم الذي تقرره القاعدة هو بالنهاية الحل القانوني‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد اإلشكالية‪:‬‬
‫إذا كانت القاعدة القانونية ثابتة فإن الواقع‪ C‬متغير بجزئياته وتفاصيله‪ ،‬كما أن القواعد القانونية قد تتميز باالقتضاب واإليجاز‪ ،‬وقد‬
‫ً‬
‫يشوبها الغموض‪ C‬أو يرد بها بعض األلفاظ التي تحتاج إلى بيان أو إلى ضبط املراد منها‪ ،‬عدا عن تعارضها أو تناقضها أحيانا مع قواعد‬
‫قانونية أخرى في القانون نفسه أو في نصوص قانونية أخرى‪.‬‬
‫لهذا فإن تحليل أي نص قانوني ينتهي بإثارة العديد من التساؤالت؛ أي اإلشكالية‪ ،‬التي ستكون محل املناقشة والشرح األساسي وهي‬
‫محور املعالجة‪ C‬القانونية‪.‬‬
‫‪ -3‬خطة املناقشة‪:‬‬
‫بعد الفهم الكامل‪ C‬للنص وتحديد القاعدة القانونية أو القواعد التي تتضمنها النص‪ ،‬وبعد تحديد اإلشكالية التي يثيرها‪ ،‬يمكننا البدء‬
‫بوضع مخطط املناقشة والشرح الذي يشبه الدراسة أو البحث‪ ،‬حيث يتألف من مقدمة ومن أقسام وخاتمة ويشكل إجابة معمقة ملا‬
‫طرح في اإلشكالية‪ ،‬وأحسن خطة هي التي تحوي مبحثين لكل منهما مطلبان‪.‬‬
‫لكن تحكمنا هنا عدد القواعد‪ ،‬فإذا كان هناك قاعدتان نعتمد التقسيم إلى قسمين‪ ،‬أما إذا كان هناك ثالث قواعد فنعمد إلى تقسيم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫التعليق إلى ثالثة أقسام متوازية نوعا ما‪ .‬ومهما كان عدد األقسام فيجب أن نضع عنوانا مختصرا ووافيا لكل منها‪،‬مراعين مبدأ تفرع‬
‫العناوين في البحث‪ ،‬حيث يجب أن يكون هناك تسلسل منطقي يربط سائر األقسام‪ ،‬ألن هذه العناوين يجب أن تشكل الخيط الرفيع‬
‫الذي يربط بين سائر أقسام أو فروع التحليل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الطالب ‪ :‬ماضي عبد المجيد‬ ‫مقياس ‪ :‬المنهجية‬
‫الفوج ‪01 :‬‬ ‫بطاقة تقنية حول بحث‪ :‬منهجية تحليل نص قانوني‬

‫ثانيا‪ :‬مناقشة النص وتقويمه‬


‫بعد أن نحدد هوية النص ونبين مضمونه ونحلله ونحدد اإلشكالية وخطة املعالجة‪ ،‬يبقى علينا أن نقوم بتقييم النص‪ ،‬أي معرفة‬
‫املنطق القانوني الذي يرتكز عليه ونقوم بمناقشته‪ ،‬أو باألحرى نقوم باإلجابة على اإلشكالية‪.‬‬
‫‪ -1‬تقييم النص من الوجهة القانونية‪:‬‬
‫هي عملية تحديد عالقة النص‪ ،‬موضوع التحليل‪ ،‬بغيره من النصوص القانونية األخرى ومدى انسجامه مع املبادئ القانونية العامة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املعمول بها في زمان ومكان محددين‪ ،‬وخاصة تلك املبادئ العامة واملستقرة‪ ،‬وتوضيح ما إذا كان النص يعتبر متوافقا أو منسجما مع‬
‫ً‬
‫تلك املبادئ أو القواعد العامة‪ ،‬أم أنه يشكل خروجا عليها ؟‬
‫‪ -2‬تقييم النص من الوجهات غير القانونية‬
‫من املعروف أنه تتحكم في وضع أية قاعدة قانونية مجموعة اعتبارات يحاول املشرع م ا رعاتها عند وضعه للقاعدة‪ .‬ويبرز بين‬
‫االعتبارات التي تحكم وضع القواعد القانونية اعتباران رئيسيان‪ :‬االعتبار األول هو مراعاة القاعدة ملبادئ العدالة واإلنصاف‪.‬‬
‫ً‬
‫أما االعتبار الثاني فهو اعتبار االستقرار االجتماعي حيث يضحي أحيانا باعتبارات العدالة ملصلحة االستقرار االجتماعي‪ ،‬فيجد املشرع‬
‫ً‬
‫أن املصلحة‪ C‬العامة تنشأ من مراعاة لبعض االعتبارات االقتصادية أو األمنية أو السياسية أحيانا‪ ،‬مثال ‪ :‬العفو العام‪ ،‬الذي يصدر‬
‫ً‬
‫أحيانا أو في فترات معينة‪ ،‬فهو يمس بمبدأ العدالة‪ C‬ويراعي االعتبارات األخرى‪.‬‬
‫لهذا علينا في التحليل أن نبرز وأن نتحدث عن تلك االعتبارات التي راعاها املشرع عند وضعه للنص‪ ،‬وعن الحلول التي يحتملها هذا‬
‫ً‬
‫النص‪ ،‬ولو جاءت بعيدا عن االعتبارات القانونية‪.‬‬
‫وإذا ما كان النص يحتمل أكثر من حل‪ ،‬فعلينا أن نبين الحلول املحتملة‪ ،‬واإلشارة إلى الحل الذي نراه‪ C‬األفضل من بينها‪ ،‬أما إذا كان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫النص ال يحتمل إال حال واحدا ‪ ،‬فنشير إلى هذا الحل ونقوم بمناقشته‪ ،‬إما مؤيدين وإما معارضين‪ .‬و في الحالتين علينا أن ندعم رأينا‬
‫بآراء الفقه و االجتهاد ‪.‬‬
‫وهنا يبرز رأينا الشخصي بوضوح أثناء مناقشة أي حل أو الحلول من الوجهة االقتصادية أو االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -3‬الخاتمة‪:‬‬
‫ً‬
‫نختم تحليل النص بلمحة عامة تتضمن اإلجابة على اإلشكالية التي طرحناها‪ ،‬ووفقا لنفس املنهجية التي شرحناها أثناء الحديث عن‬
‫خاتمة البحث القانوني‪ ،‬ألن تحليل النص يعني بالنهاية إجراء بحث قانوني حوله‪.‬‬

‫‪2‬‬

You might also like