Professional Documents
Culture Documents
كاتب الموضوع
Admin amموضوع :القضاء اإلداري المغربي بعد إحداث المحاكم اإلدارية الثالثاء يناير 12:16 2013 ,29
Admin
: إنجاز الطلبة
عدد
المساهمات135 :
تاريخ لطيفة تلموست -
التسجيل : معاد األهدل -
11/10/2012 حسين الجنيد -
بشرى شعيبي -
حفيظة بوطة -
محمد أمسكور -
أكرم البوطي -
:مــقدمــــــــــــة
يتعلق موضوعنا بالقضاء اإلداري المغربي منذ إحداث المحاكم اإلدارية و ال تخفى أهمية الموضوع إذ
بتسليطنا الضوء على القضاء اإلداري المغربي نقف عند مستوى التطور الديمقراطي الذي وصل إليه
المغرب ،فتطور القضاء اإلداري في أي دولة يدل على مستوى العدالة فيها ،ألنه ينظم عالقة بين طرفين غير
متكافئين الدولة و األفراد خاصة مع تطور العالقة بينهما من العالقة السلطوية إلى عالقة تعايش و احترام
.لحقوق المواطن
ويمكن أن يعهد بالرقابة على أعمال اإلدارة للمحاكم العادية فتختص بالفصل في المنازعات اإلدارية و
المنازعات الخاصة على السواء ،و هذا هو نظام القضاء الموحد الذي يجد تطبيقه الواسع في الدول
.األنجلوسكسونية و في مقدمتها إنجلترا و الواليات المتحدة األمريكية
و قد يعهد بالرقابة على أعمال اإلدارة إلى قضاء متخصص يفصل في المنازعات اإلدارية في حين يتم الفصل
.في الدعاوي بين األفراد عن طريق القضاء العادي ،و هذا هو نظام القضاء المزدوج ،وتعتبر فرنسا مهدا له
و قد ارتأينا تقييم كل نظام للوقوف على مزاياه و عيوبه ،فبالنسبة لمزايا نظام القضاء الموحد فتتجلى في أنه
يحقق سيادة مبدأ المشروعية نظرا لوجود جهة قضائية واحدة في الدولة ،وتطبيق قانون واحد على الكافة
حكاما و محكومين ،كما أنه غير معقد و يخلو من المشاكل التي قد تنشأ عن تنازع االختصاص في حالة تعدد
.الجهات اإلدارية
أما بالنسبة لعيوبه فتتجلى في تجاهل طبيعة المنازعات اإلدارية بإخضاع اإلدارة لنفس القواعد القانونية التي
تنضم العالقات الفردية مما يتعارض مع حقيقة وضع اإلدارة و دورها في تحقيق الصالح العام ،كما أن شدة
.تدخل القضاء في أعمال اإلدارة يتعارض مع مبدأ فصل السلط
و من هنا يتضح لنا أن عيوب النظام القضائي األنجلوسكسوني تطغى على مزاياه و تتضح عدم سالمته و
.عجزه عن حماية الحرية الفردية و تحقيق المصلحة العامة
أما بالنسبة لنظام القضاء المزدوج فيرى البعض أنه ال يخلو من عيوب حيث اعتبروا أن تطبيق قانون مغاير
في حالة وجود اإلدارة فيه محاباة لها ،و اعتداء على مبدأ المساواة و يمكن الرد على هذا القول باعتبار أن
.طبيعة العالقات اإلدارية تتطلب قواعد متميزة و قضاء متخصص و مستقل
لكن أبرز عيب في هذا النظام هو تعقيد النظام القضائي بسبب تنازع االختصاص أو تعارض األحكام بين
.جهتي القضاء ،ويمكن تجاوزه بإنشاء محكمة تنازع االختصاص
و من مزايا هذا النظام أنه يعمل على التوفيق بين المصلحة العامة و مصالح األفراد ،و يعمل على تطوير
.القواعد القانونية التي تحكم عالقة اإلدارة باألفراد
و نظرا للمزايا التي يحققها نظام ازدواجية القضاء ،فقد اتجهت العديد من الدول إلى محاكاة فرنسا بإتباع هذا
النظام ،بل إن عددا من الفقهاء األنجلوسكسونيين أصبحوا ينادون بإنشاء قضاء إداري إلى جانب القضاء
.العادي
والمغرب بدوره سار في اتجاه تبني نظام ازدواجية القضاء ،وقد ظهرت بوادر القضاء اإلداري بإحداث الغرفة
اإلدارية بالمجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) و اإلصالحات التي تلتها لكن المرحلة التي تؤرخ لظهور
قضاء إداري هي مرحلة إحداث المحاكم اإلدارية ،فما هي العوامل التي أدت إلى انتقال المغرب من نظام
القضاء الموحد نحو نظام القضاء المزدوج؟ وأين تتجلى مكامن القوة و مكامن الخلل في القضاء اإلداري
المغربي؟ و إلى أي حد يمكن القول أن المغرب يأخذ بنظام ازدواجية القضاء؟
لمحاولة اإلجابة على هذه اإلشكالية ،اقتضت منا طبيعة البحث االعتماد على قواعد المنهج التحليلي المتبعة
عادة في العلوم القانونية ،من خالل المزج بين مقاربات القانون المتعلق بالمحاكم اإلدارية و مدى تطابقه مع
طبيعة نظام القضاء المزدوج ،و من أجل تعزيز تحليلنا فقد عملنا على إدخال معطيات تاريخية من خالل شرح
التطورات التي عرفها القضاء اإلداري المغربي مند إحداث المحاكم اإلدارية ،و قد قسمنا موضوعنا وفق
:التصميم التالي
المبحث األول :القضاء المغربي نحو االزدواجية v
المطلب األول :مرحلة إحداث المحاكم اإلدارية ·
المطلب الثاني :مرحلة إحداث محاكم االستئناف اإلدارية ·
المبحث الثاني :القضاء اإلداري الحالي مكامن القوة ومكامن الخلل v
المطلب األول :التنظيم و ضمانات االستقاللية ·
المطلب الثاني :االختصاص والمسطرة ·
المبحث الثاني :القضاء اإلداري الحالي مكامن القوة ومكامن الخلل v
إن المغرب بإنشائه للمحاكم اإلدارية ،ومحاكم االستئناف اإلدارية يكون قد خطى خطوات إيجابية في إطار
تبنيه الزدواجية القضاء وتقوية المؤسسة القضائية وتحقيق استقاللها ،إال أن هذه الخطوات لم تكن كافيه
الحتواء كافة السلبيات في القضاء اإلداري المغربي ،حيث ال زلنا نالحظ مجموعة من االختالالت سواء على
.الصعيد الهيكلي أو االختصاصات وكذا على مستوى استقاللية القضاء اإلداري
أما فيما يخص تشكيلة محاكم االستئناف اإلدارية فإنها تتألف حسب نص المادة الثانية من القانون رقم. 80.03
2006:
من رئيس أول ورؤساء غرف ومستشارين وكتابة ضبط ،ويجوز تقسيم محكمة االستئناف اإلدارية إلى عدة
غرف حسب أنواع القضايا المعروضة عليها ويعين الرئيس األول من بين المستشارين مفوضا ملكيا أو أكثر
.للدفاع عن القانون والحق باقتراح من الجمعية العمومية لمدة سنتين قابلة للتجديد
وبالرجوع إلى القانون المنظم لهذه المحاكم نستشف أنها ال تختلف الشيء الكثير عن محاكم أول درجة إدارية،
ومن ضمن هذه االختالفات الطفيفة المدة المحددة للمفوض الملكي فهي في المحاكم اإلدارية سنتين دون النص
.على إمكانية تجديدها ،أما محاكم االستئناف اإلدارية فالمدة محددة في سنتين قابلة للتجديد
أما محكمة النقض فهي بموجب القانون تتكون من ست غرف من ضمنها الغرفة اإلدارية ،وهي مناط الدراسة
بعرضنا هذا حيث تتألف هذه الغرفة من رئيس وعدد من المستشارين والتي تصدر قراراتها من طرف خمسة
مستشارين من بينهم رئيس غرفة ،استنادا إلى قرار إنشاء محكمة النقض بموجب الظهير الشريف رقم
1.57.223الصادر في 27سبتمبر 1957المعدل بالظهير الشريف رقم 1.11.170الصادر في 25اكتوبر
2011.
و من السلبيات التي نالحظها أن الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض ليست هي وحدها المختصة بالنظر في كل
.القضايا اإلدارية وهذا يتنافى مع مبدأ استقاللية القضاء اإلداري
وال يجب النظر فقط إلى تأليف المحاكم اإلدارية بل يجب التطرق كذلك للضمانات المقدمة للقاضي للقيام بعمله
في أحسن الظروف ،وللحديث عن االستقاللية البد من التحدث عن استقالل السلطة القضائية عن السلطة
.التنفيذية والسلطة التشريعية قبل التطرق لضمانات استقاللية القاضي اإلداري
فقد نص الدستور الجديد في الفصل 107منه على إن السلطة القضائية مستقلة عن السلطتين التنفيذية
والتشريعية حيث ارتقى الدستور بالمجلس األعلى إلى سلطة قضائية مستقلة برئاسة الملك والرئيس األول
بمحكمة النقض رئيسا منتدبا حسب الفصل 115من الدستور عكس ما كان عليه سابقا حيث أن المجلس األعلى
كان تحت رئاسة وزير العدل .وهذا يشكل ضمانا أساسيا الستقالل القضاء حيث أن المجلس األعلى للسلطة
القضائية يسهر على تطبيق الضمانات الممنوحة للقضاة والسيما فيما يخص استقاللهم وتعيينهم وترقيتهم
.وتقاعدهم وتأديبهم ومن الضمانات الدستورية الستقالل القاضي هي عدم قابلية القاضي للعزل أو النقل
وقد نصت المادة األولى من قانون إحداث المحاكم اإلدارية على أن تسري على قضاة المحاكم اإلدارية أحكام
الظهير الشريف المعتبر بمثابة قانون رقم 1_ 147ــ 74الصادر في 11نوفمبر 1974بتحديد النظام
األساسي للقضاة مع مراعاة األحكام الخاصة الواردة فيه باعتبار خصوصية المهام المنوطة بقضاة المحاكم
اإلدارية "وبعد إنشاء المحاكم اإلدارية صدر قانون تحت رقم 43ــ 90المتعلق بالنظام األساسي للقضاة
والغرض من هذه التعديالت والتغيرات مراعاة خصوصيات قضاة المحاكم اإلدارية وما تتطلبه مهامهم
. ووظائفهم من تميز عن باقي قضاة المحاكم العادية
وعلى الرغم من تطبيق مقتضيات القانون األساسي للقضاة على قضاة المحاكم اإلدارية فهناك اتجاه نحو
معاملة هؤالء معاملة تتفق واختصاصاتهم سواء من حيث التكوين الذي يجب أن يكون متالئما مع القضايا
اإلدارية وكذلك إعطاؤهم ضمانات أكثر حرصا على استقالليتهم وذلك للدور الفعال الذي يقوم به القاضي
اإلداري ،فانه يجب توفير الضمانات التي تكفل حسن سير مرافق القضاء عموما والقضاء اإلداري خاصة،
سواء أكانت هذه الضمانات مادية أم معنوية أم علمية أم ثقافية ،حيث تبقى الوضعية المادية و االجتماعية
.أساس استقالل القضاة ،فالقاضي يجب أن يتمتع باالستقرار االجتماعي ألداء وظيفته في أحسن الظروف
حيث يجب أن يتولى مهمة القاضي اإلداري كل من تتوفر له هذه الظروف وذلك حتى يمكنه أن يبدع ويقضي
ويبتكر الحلول لجميع المنازعات التي من الصعب على المشرع اإلحاطة بها .ولعل هذا هو الدور المهم الذي
يقوم به القاضي اإلداري إلى جانب فصله في القضايا اإلدارية فهو يقوم بتطوير القانون اإلداري ويرتقي
بالقضاء اإلداري إلى أعلى المراتب ،ولن يتأتى ذلك ــ إضافة إلى ما سبق ــ إال بتبلور نظام خاص بقضاة
.المحاكم اإلدارية والقضاء اإلداري بصفة عامة
و ال يجب االقتصار فقط على ضمان استقاللية القضاة بل إن المفوض الملكي يعتبر هو اآلخر ذو أهمية كبرى
في القضاء اإلداري ،لدى يجب إعطاءه صالحيات و ضمانات أكثر لالستقاللية ،فال يمكن لهده الهيئة أن تساهم
.في ضمان حقوق األفراد و إرساء مبادئ القانون اإلداري بدون استقاللية
أما بالنسبة لمحكمة الرباط اإلدارية فلها وضعية خاصة حيث تختص إضافة إلى ما تم ذكره ،بالبت حسب
:المادة 11من القانون رقم 90.41في
ــ النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية لألشخاص المعينين بظهير شريف أو مرسوم؛
ــ النزاعات الراجعة إلى اختصاص المحاكم اإلدارية التي تنشأ خارج دوائر اختصاصها ( .أي في المصالح
.اإلدارية المغربية الموجودة خارج التراب الوطني )
وقد احتفظ المشرع لمحكمة النقض ببعض االختصاصات في مجال دعوى اإللغاء للبت فيها ابتدائيا وانتهائيا
:كاستثناء حسب المادة 9من القانون رقم 41.90وهي
: طلبات اإللغاء لتجاوز السلطة فيما يخص
ــ المقررات التنظيمية والفردية الصادرة عن رئيس الحكومة ؛
.ــ مقررات السلطات اإلدارية التي يتعدى نطاق تنفيذها دائرة االختصاص المحلي للمحاكم اإلدارية
أما فيما يخص االختصاص في الدعوى االستعجالية اإلدارية ،فيمارس اختصاص قاضي المستعجالت رئيس
المحكمة اإلدارية أو من ينيبه عنه للقيام بهذه المهمة ،و يختص بالبت في الطلبات الوقتية أو التحفظية حسب
المادة 19من قانون المحاكم اإلدارية ،و يكون اختصاصه في هذا المجال إما عاما تحكمه قواعد المسطرة
المدنية وإما أن يكون اختصاصه محددا بقانون ،كما هو الشأن في طلبات اإلذن بالحيازة في مسطرة نزع
.الملكية من أجل المنفعة العامة حسب المادة 38من قانون المحاكم اإلدارية
و يمكن القول أن أهم مجاالت القضاء اإلستعجالي و األوامر القضائية المعروفة في القانون الخاص ،غير
ممكنة في القضاء اإلداري ألن أحد طرفي النزاع هو سلطة عامة ،وال يمكن مقارنتها بالخصم العادي و ال
يمكن تطبيق المساطر العادية بشأنه ،فمثال يصعب أمر الحراسة القضائية ألن األموال العمومية ال يمكن أن
.تكون محال لهذا اإلجراء
ويالحظ على االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية أنه جاء عاما وشامال وأكثر وضوحا وإن كانت طريقة
تحديد اختصاصات القضاء اإلداري على سبيل الحصر غير مجدية وتؤدي إلى نتائج غير سليمة نظرا لما
تؤدي إليه من تجميد القانون اإلداري ،وعدم قدرة القاضي اإلداري على االستجابة لمتطلبات التغيير والتطور
.الذي تعرفه المنازعات ذات الطبيعة اإلدارية
كما نالحظ كذلك أنه رغم شمولية اختصاصات المحاكم اإلدارية فقد ورد عليها استثناءات بمقتضى المادة
.التاسعة والحادية عشر من قانون إنشاء المحاكم اإلدارية لصالح محكمة النقض ومحكمة الرباط اإلدارية
أما بالنسبة لمحاكم االستئناف اإلدارية فهي محاكم الدرجة الثانية ،و لها اختصاص عام ،شامل للنظر في
الطعون باالستئناف ضد أحكام المحاكم اإلدارية الصادرة عن قضاء الموضوع وضد أوامر رؤسائها سواء
الصادرة عنهم في إطار المساطر االستعجالية أو أوامر ذات الصلة بالطلبات التحفظية والوقتية والقرارات
الصادرة بخصوص رفض منح المساعدة القضائية،ماعدا إذا كانت هناك مقتضيات قانونية مخالفة ،وفقا
.لمقتضيات المادة الخامسة من القانون رقم 80.03
حيث يستثنى من اختصاصها المنازعات االنتخابية وتقدير شرعية القرارات اإلدارية التي يبت فيها بحكم
.نهائي وتستأنف مباشرة أمام محكمة النقض
في حين تعتبر محكمة النقض الدرجة الثالثة في المنازعات اإلدارية ،أي أنها تختص بطلبات الطعن بالنقض،
: بمقتضى الفصل 353من قانون المسطرة المدنية الذي يعطيها صالحية النظر في
.الطعن بالنقض ضد األحكام اإلنتهائية التي تصدرها جميع محاكم المملكة
وما يبرر ذلك أيضا هو نص المادة 16من القانون المحدث لمحاكم االستئناف اإلدارية الذي ينص " :تكون
القرارات الصادرة عن محاكم االستئناف اإلدارية قابلة للطعن بالنقض أمام محكمة النقض ،ماعدا القرارات
". الصادرة في تقدير شرعية القرارات
كما تبقى محكمة النقض أمام عدم إحداث محكمة التنازع مختصة بالبت في تنازع االختصاص السلبي و
. اإليجابي
ومن هنا نالحظ أن محكمة النقض كدرجة ثالثة ،جهازا قضائيا مشتركا بين القضاء العادي والقضاء اإلداري
وهذا يعيق االزدواجية ،ولذلك من الضروري إنشاء مجلس الدولة،ألن إحداث هذا األخير بات مسألة ضرورية
ومؤكدة لما لها من أهمية في الطعون اإلدارية لضمان استقالليته عن الجهات القضائية األخرى وإلتمام
درجات التقاضي اإلدارية ،حتى يتسنى وضع هيكلة قضائية متينة في الميدان اإلداري تحقيقا لالزدواجية
. المنشودة قضائيا وقانونا
وإذا تم إنشاء مجلس الدولة ،ستصبح محكمة النقض من إحدى جهات القضاء العادي ،وبالتالي ستطرح إشكالية
.الجهة المختصة في البت في تنازع االختصاص
وألجل الموضوعية والحياد والتخصص المطلوب في األجهزة القضائية تحقيقا للعدالة المنشودة ،تقتضي
.الضرورة العمل على إنشاء محكمة التنازع للنظر في طبيعة النزاعات وتحديد الجهة القضائية المختصة
فإذا كان االختصاص النوعي من النظام العام ،وحيث خول المشرع لألطراف وللقاضي حق إثارته في جميع
.مراحل الدعوى ،فإن االختصاص المحلي على العكس من ذلك أي أنه ال يتعلق بالنظام العام
وتطبق أمام المحاكم اإلدارية قواعد االختصاص المحلي المنصوص عليه في قانون المسطرة المدنية في
.الفصول 27،28،29،30وهذا ما نصت عليه المادة 10من القانون رقم 90. 41
لكن هذه المادة استثنت من ذلك رفع طلب اإللغاء بسبب تجاوز السلطة إلى المحكمة اإلدارية التي يوجد موطن
.طالب اإللغاء داخل دائرة اختصاصها أو التي صدر القرار بدائرة اختصاصها
هذا بالنسبة لالختصاصات ،لكن ال يكفي إنشاء محاكم وتنصيب قضاة مختصين وإنما ال بد من تبيان طرق
الوصول إليها .وذلك ما يسمى بالمسطرة أو اإلجراءات الشكلية الواجب إتباعها والخطوات الالزمة احترامها
خالل مسار الدعوى ،وإن المشرع المغربي في قانون إحداث المحاكم اإلدارية وطبقا للمادة الثالثة من هذا
.القانون قد أخضع المحاكم اإلدارية لنفس قواعد المسطرة المدنية ما لم ينص على خالفه
:ومن خصائص المسطرة أمام المحاكم اإلدارية نجد
ــ مسطرة كتابية حيث يشترط في مقال الدعوى أن يكون موقعا من طرف محام مسجل في جدول هيئة من
هيئات المحامين بالمغرب لتمثيل األطراف باستثناء الدولة والمؤسسات العمومية سواء مدعية أو مدعى عليها؛
ــ مسطرة تحقيقيه حيث تنص المادة الرابعة من قانون المحاكم اإلدارية على أنه" بعد تسجيل مقال الدعوى
يحيل رئيس المحكمة اإلدارية الملف حاال إلى قاض مقرر يقوم بتعيينه والى المفوض الملكي للدفاع عن الحق
والقانون"؛
ــ مسطرة حضورية حيث تعتبر هذه الخاصية من أهم سمات مسطرة التقاضي ألنها مرتبطة بأهم حق يملكه
.المدعى عليه أال وهو حق الدفاع ،فال يتصور حكم دون تمكين الشخص من إبداء دفوعاته
أما بالنسبة لجلسات المحاكم اإلدارية فتخضع لنظام القضاء الجماعي،كما تعتمد على عالنية الجلسات والتي
.تعتبر من المبادئ المعمول بها في معظم األنظمة القضائية
أما فيما يخص تكاليف الدعوى نالحظ غياب المجانية لضرورة وجود محام ودفع رسوم قضائية ،ويمكن
للمتقاضين االستفادة من المساعدة القضائية،حيث يجوز لرئيس المحكمة اإلدارية أن يمنح المساعدة القضائية
طبقا للمسطرة المعمول بها في هذا المجال،لكن إجراءات االستفادة منها تبقى معقدة ،وحتى إذا استفاد منها
.المتقاضي أمام المحاكم اإلدارية فانه مطالب بإعادة نفس اإلجراءات من جديد أمام محاكم االستئناف اإلدارية
يتبين أن كآل من القانونين المحدثين للمحاكم اإلدارية ولمحاكم االستئناف اإلدارية خاصة الجانب المتعلق
بالمسطرة واإلجراءات أحاال األمر إلى قانون المسطرة المدنية ،ومن هنا نالحظ أن سمات وحدة القضاء ال
تزال قائمة في المسطرة القضائية وهذا الوضع غير سليم نظرا لخصوصيات المنازعات اإلدارية ،وهذا في حد
ذاته يشكل ضعفا للقضاء اإلداري المغربي ،ألن الضرورة أصبحت تقتضي العمل على إيجاد قانون
.لإلجراءات اإلدارية مستقل عن قانون المسطرة المدنية
وال تطبق قواعد المسطرة المدنية فقط في مراحل الدعوى بل إن تنفيذ األحكام اإلدارية يخضع بدوره
لقواعدها ،مع أن من الصعب إعمال بعض قواعد المسطرة المدنية في مواجهة اإلدارة مما يطرح إشكال تنفيذ
. األحكام اإلدارية
و قد حاول االجتهاد القضائي المغربي التخفيف من اإلشكال باللجوء للغرامة التهديدية استنادا إلى المادة
السابعة من قانون 90-41الذي يحيل على قواعد المسطرة المدنية (الفصل 448منها) ،ونذكر في هذا الصدد
حكم الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) رقم 1301بتاريخ 31شتنبر 1997في قضية
.ورثة عبد القادر العشري ضد وزير التربية الوطنية
بل إن المحاكم اإلدارية لجئت إلى عملية الحجز لدى الغير في مواجهة اإلدارة .و رغم مجهودات القضاء
لمواجهة هذه اإلشكالية فإنها غير كافية بل ال بد من سد الفراغ التشريعي في هذا المجال بوضع إجراءات
خاصة بتنفيذ األحكام اإلدارية ،ألن ال فائدة من رفع الدعوى اإلدارية إدا لم تنفد األحكام الصادرة عنها ،مما
.سيؤدي فقط إلى فقدان المواطن للثقة في القضاء المغربي
الخـــــــــــــــاتمة
نستنتج مما سبق أن القضاء المغربي لم يصل إلى مستوى ازدواجية القضاء كما هو متعارف عليه ،حيث
الزال يحمل سمات الوحدة ،سواء على الصعيد الهيكلي بوجود وحدة القمة بين جهتي القضاء اإلداري و
القضاء العادي ،وهذا الوضع غير سليم ألن ازدواجية القضاء تستدعي التدرج في التقاضي على ثالث درجات
إدارية بوجود هيئة عليا للقضاء اإلداري مستقلة عن القضاء العادي ،مما يطرح و بإلحاح ضرورة إحداث
مجلس دولة مغربي أو هيئة قضاء إداري عليا أي كانت التسميات المهم أن تراعى فيها خصوصيات المغرب
.و طبيعة عاداته و تقاليده و باألخص ما يتعلق باعتباره بلدا إسالميا
كما إن من خصائص ازدواجية القضاء وجود محكمة التنازع و هذا ما يفتقر إليه المغرب ،و من رأينا أن
المغرب مطالب بإنشاء هذه الهيئة لتجاوز إشكاليات تنازع االختصاص ،كما أن سمات وحدة القضاء ال زالت
،تتجلى في وحدة المسطرة ،مما يستدعي إصدار قانون خاص باإلجراءات اإلدارية
أما بالنسبة لالختصاص فال يجب االقتصار على توسيع االختصاصات القضائية للقضاء اإلداري ،بل البد من
أن تسند إليه اختصاصات ذات طابع استشاري ليساهم في إرساء دعائم دولة الحق و القانون ،ومن هنا نالحظ
و بوضوح أن وثيرة تطور القضاء اإلداري المغربي جد بطيئة مما يجعله غير مكتمل البنيان ،مقارنة مع الدول
.التي تأخذ بازدواجية القضاء
و بصدور الدستور الجديد الذي جاء متقدما ،أصبح إصالح القضاء ضرورة حتمية لمواكبة التطور الذي يسعى
إليه المغرب ،فما هي اإلصالحات التي يجب إدخالها على القضاء المغربي؟ و هل يكفي االقتصار على
إصالح المؤسسة القضائية أم يجب أن يكون اإلصالح شامال لمنظومة العدالة؟
قائمة المراجع
: الكتب ¨
.ـ الصروخ مليكة ،القانون اإلداري ـ المقارن،مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء،الطبعة السابعة2010،
. ـ الحضري محمد ،المختصر في التنظيم القضائي المغربي2010،
. ـ األحرش كريم " ،الدستور الجديد للمملكة المغربي" ،مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء ،طبعة 2012
ـ العيوني ثورية ،القضاء اإلداري ورقابته على أعمال اإلدارة ـ دراسة مقارنة ،دار النشر الجسور -وجدة،
. الطبعة األولى2005 ،
. ـ محجوبي محمد ،إحداث المحاكم اإلدارية،دار القلم ـ الرباط،طبعة 2002
.ـ حداد عبد هللا " ،تطبيقات الدعوى اإلدارية في القانون المغربي" ،منشورات عكاظ ،طبعة مارس 2001
: المقاالت ¨
ـ الودغيري محمد" ،العدالة في المغرب بين القضاء العادي و االستثنائي" ،منشورات مجلة الحقوق المغربية،
.العدد الثاني ،الطبعة األولى2009
ـ األعرج محمد ،مقال تحث عنوان "محاكم االستئناف اإلدارية قراءة في مقتضيات القانون" ،منشورات
. المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ـ سلسلة مواضيع الساعة ،العدد ،55الطبعة األولى 2007
: القوانين ¨
. ـ دستور المملكة المغربية لسنة 2011
.ـ قانون المسطرة المدنية
. ـ القانون رقم 90.41المحدث بموجبه محاكم إدارية ،ج.ر عدد ،4229بتاريخ 17نونبر 1993
. ـ القانون رقم 03.80المحدث بموجبه محاكم استئناف إدارية ،ج.ر عدد ،5398بتاريخ 23فبراير 2006
الفهـــــــــــــــــــرس