Professional Documents
Culture Documents
بحث عن الشخصية الاعتبارية PDF
بحث عن الشخصية الاعتبارية PDF
الشخصية القانونية للشخص الطبيعي تعتمد على االعتراف لهذا الكائن بقيمة اجتماعية معينة بهدف تحقيق
مصلحة جديرة بحكم القانون وعلى هذا فإن القانون ال يسبغ الشخصية القانونية على الشخص فقط ،بل على
الشخص االعتباري كذلك لما يتمتع به من قيمة اجتماعية ارتأى المشرع أنها جديرة بالحماية بهدف تحقيق
الصالح العام .فالشخصية القانونية يتمتع بها ل من الشخص الطبيعي والشخص االعتباري وعليه فإن كالً
من الشخصين في نظر القانون أهل الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات بحيث يعترف له القانون بالقدرة على
التعبير عن إرادته والتصرف على هذا النحو في حدود القانون .وقد ساعد في تقرير هذا االعتراف بوجود
الشخصية االعتبارية ظروف الحياة االجتماعية التي تحتاج إلى جهد يفوق جهد اإلنسان بمفرده ،بحيث
تحتاج إلى وجود تجمعات من األشخاص أو األموال لتحقيق أهداف معينة ومشروعة فتسهم في تحقيق
مصلحة الدولة .فمثالً أعمال البنوك والشركات والنقل البري وبالبحري والسكك الحديدية تعتبر أعماالً ثقيلة ال
يستطيع شخص ال يستطيع شخص بمفرده أن يتحملها في حين إذا تجمع عدد من األشخاص أو األموال
للقيام بهذه األعمال يسهل األمر وتنتفع الدولة من الناحية االقتصادية بما يحقق ازدها اًر فيها.
إن ما سبق ذكره أدى إلى اعتراف القانون بالشخصية االعتبارية واكسابها الشخصية القانونية كما هو
الحال بالنسبة للشخص الطبيعي .ولتوضيع هذه األمور يتعين دراسة الشخص االعتباري من خالل بيان
تعريفه ومقوماته ومدة الشخصية االعتبارية وذلك على النحو التالي:
تقتضي دراستنا لهذا الفرع دراسة تعريف الشخص االعتباري في نقطة أولى ثم مقومات الشخص
االعتباري في نقطة ثانية على النحو اآلتي:
إن الكائن غير اإلنسان الذي يسميه القانون الشخص االعتباري قد يكون عبارة عن تجمع عدد من
األشخاص في إطار منظم لتحقيق هدف معين ،كأن يتجمع عدد من األشخاص لتكوين شركة فتعتبر الشركة
في هذه الحالة شخصاً اعتبارياً يتمتع بالشخصية القانونية ،كما قد يكون الشخص االعتباري عبارة عن تجمع
مجموعة من األموال لتحقيق غرض معين ،كالوقوف مثالً الذي ينشئه أحد األشخاص ويهدف من وراءه
تحقيق البر والنفع العام أو إنشاء مستشفى أو ملجأ لأليتام أو غيره ،ونكون في هذه الحالة بصدد تجمع أموال
لتحقيق غرض معين بما يترتب على ذلك من آثار قانونية.
بناء على ما تقدم يعرف الشخص االعتباري أو الحكمي أو المعنوي بأنه عبارة عن "جماعة من
األشخاص يضمهم تكوين يرمي إلى هدف معين ،أو مجموعة من األموال ترصد لتحقيق غرض معين يخلع
القانون عليها الشخصية فتكون شخصاً مستقالً ومتمي اًز عن األشخاص الذين يساهمون في نشاطها أو يفيدون
منها كالدولة والجمعية والشركة والمؤسسة".
بناء على ما سبق بيانه يتضح أنه يوجد مقومات أو عناصر للشخصية االعتبارية بحيث إذا توافرت هذه
المقومات نكون أمام شخصية اعتبارية لها الشخصية القانونية بما يترتب على ذلك من آثار ،وتتمثل هذه
المقومات بما يلي:
.1كائن جماعي أو اجتماعي يأتي عن طريق تجمعات من األفراد أو األموال ،ويتمتع هذا الكائن بذاتية
مستقلة عن ذاتية األشخاص المكونين له أو الذين أنشئوه .ويقصد بذلك وجود مجموعة من األشخاص
أو األموال كالشركات أو الجمعيات أو المؤسسات بحيث يكون هناك تنظيم لهذه المجموعة يضمن من
خالله حسن سير العمل للوصول إلى الهدف ،وفي جماعات األشخاص كالشركة مثالً يحتل العنصر
الشخصي األهمية األولى والكبرى بحيث ينظر غلى األشخاص المكونين للشركة على اعتبار أن ذواتهم
لها أهمية كبيرة في هذا التجمع ،بينما على العكس تماماً في جماعات األموال حيث ال عبرة للعنصر
الشخصي بل تقوم هذه الجماعات على عنصر المال.
.2توافر قيمة اجتماعية لهذا الكائن نابعة من أهمية الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه وقدرة هذا الكائن
على تحقيق الهدف بشكل أفضل من الفرد .وهذا يعني ضرورة وجود غرض أو هدف يسعى هذا الكائن
أو مجموعات األشخاص أو األموال إلى تحقيقه ،ويجب أن يكون الهدف ممكناً ومشروعاً كما يجب أن
يكون مستم اًر ،فإذا كان عرضياً فال يعتبر ذلك مبر اًر لقيام شخص اعتباري ،وعليه إذا اتفق مجموعة من
األشخاص على القيام برحلة وجمعوا من بعضهم البعض نفقات هذه الرحلة فال يعتبر هذا التجمع منشأ
لشخص اعتباري.
.3يجب أن يكون لهذا الكائن أو لمجموعات األشخاص أو األموال هيئة تمثلها وتعبر عن إرادتها ضمن
تنظيم خاص.
واذا توافر وجود هذه العناصر أو المقومات توجد الشخصية االعتبارية وتحظى بتنظيم في عالم القانون
وتكون أهالً الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات كما هو الحال بالنسبة للشخص الطبيعي.
تتطلب دراسة مدى الشخصية االعتبارية معرفة متى تبدأ ومتى تنتهي حيث تعتبر مدتها الفترة المحصورة
بين بدايتها ونهايتها ،وندرس ذلك في النقاط اآلتية:
تبدأ الشخصية االعتبارية بمجرد االعتراف بها من قبل السلطة المختصة في الدولة ،واالعتراف نوعين
اعتراف عام واعتراف خاص ،ويعتبر االعتراف العام هو األصل واالستثناء هو االعتراف الخاص ويتضح
ذلك من نص الفقرة السادسة من المادة ( )06من مشروع القانون المدني الفلسطيني التي جاء فيها.1" :
كل مجموعة من األشخاص أو األموال تثبت لها الشخصية االعتبارية بمقتضى نص من القانون".
واالعتراف العام يتحقق بتوافر الشروط التي حددها المشرع في الشخص االعتباري ،فإذا توافرت هذه
الشروط تثبت الشخصية االعتبارية وتبدأ بالنسبة لهذا التجمع دون الحاجة إلى الحصول على إذن أو ترخيص
من جهة معينة ،وتبدأ الشخصية االعتبارية باالعتراف العام بخصوص مجموعة معينة من التجمعات كالدولة
وو ازراتها وادارتها ومؤسساتها والبلديات وغيرها.
أما االعتراف الخاص فيتم بصدور ترخيص أو إذن أو قرار بمنح الشخصية االعتبارية لمجموعة من
األشخاص أو األموال من قبل الجهة المختصة ،ويطلب االعتراف الخاص من بعض أشكال مجموعات
األشخاص أو األموال بحيث يجب لكي تبدأ الشخصية االعتبارية في هذه الحالة أن يتوافر عنصران:
عنصر مادي يتمثل بتوافر الشروط التي حددها القانون بخصوص هذا التجمع من األشخاص أو األموال،
وعنصر شكلي يتمثل باعتراف الجهة المختصة بالشخص االعتباري ،وعليه في االعتراف الخاص تتدخل
الجهة المختصة لمنع الترخيص أو اإلذن وبالتالي تبدأ الشخصي االعتبارية بخصوص كل مجموعة من
األشخاص أو األموال على حده ،فمثالً األحزاب السياسية ال يعترف بها وال تبدأ شخصيتها االعتبارية إال
بعد صدور قرار من و ازرة الداخلية ترخص به القيام بإنشاء الحزب بعد تقديم طلب هذا الخصوص مرفق به
األوراق الالزمة لذلك ،وكذلك الحال بالنسبة للشركة حيث تبدأ شخصيتها االعتبارية بعد صدور قرار من و ازرة
الصناعة والتجارة باعتبارها الجهة المختصة بذلك على أن يقدم الشركاء طلباً للو ازرة يتضمن نظام الشركة وما
يلزم بهذا الخصوص.
تتنوع أسباب انتهاء أو انقضاء الشخصية االعتبارية ،فقد تنتهي بأسباب طبيعية وقد تنتهي بأسباب غير
طبيعية ونبين ذلك فيما يلي:
حل الشخص االعتباري :تنتهي الشخصية االعتبارية بحلها أو سحب االعتراف بها من الجهة التي
بناء عليه بدأت الشخصية االعتبارية ،كما قد يتم حل الشخص االعتباري منحتها اإلذن أو الترخيص الذي ً
من قبل أعضائه ،وعليه فإن حل الشخص االعتباري قد يكون حالً اختيارياً وقد يكون حالً إجبارياً.
أ .الحل االختياري :ويتم بصدور قرار من األغلبية المحددة في سند إنشاء الشخص االعتباري أو المحددة
في القانون.
ب .الحل اإلجباري :ويتم بصدور قرار بحل الشخص االعتباري ،قود يصدر القرار بذلك من قبل السلطة
القضائية إذا مارس الشخص االعتباري نشاطاً غير مشروع ،وقد يصدر قرار الحل من السلطة اإلدارية التي
منحت اإلذن أو الترخيص إذا تحقق سبب داعي لذلك ،كما قد يصدر قرار الحل أخي اًر من السلطة التشريعية
إذا ما رأت إلغاء طائفة معينة من األشخاص االعتبارية العتبارات معينة.
واذا انقضى الشخص االعتباري بأي سبب من أسباب االنقضاء تنتهي الشخصية القانونية ،وتبقى فقط
بالقدر الالزم لتصفية الشخص االعتباري وفي هذه الحدود بحيث تسدد ديونه وما عليه من التزامات ويستوفي
حقوقه من الغير ،وما تبقى يوزع على أعشاء الشخص االعتباري .وأخي اًر من الجدير بالذكر أن أسباب
االنقضاء السابق ذكرها تخص األشخاص االعتبارية التي تنشأ باالعتراف الخاص ،أما ألشخاص االعتبارية
التي تنشأ باالعتراف العام فقط فال تنقضي إال بنص تشريعي ألنها نشأت بمقتضى نص تشريعي ،والدولة
كشخص اعتباري لها صفة االستم اررية بحيث ال تزول شخصيتها االعتبارية إال في حاالت استثنائية كأن
تتحد مع دولة أخرى مما يؤدي إلى زوال الشخصية االعتبارية للدولتين وتحل محلهما شخصية اعتبارية
واحدة.
تنص المادة ( )06من مشروع القانون المدني الفلسطيني ‘لى أنه" :يكون للشخص االعتباري .1 :ذمة
مالية مستقلة .6 .أهلي في الحدود التي يعينها سند إنشائه أو التي يقررها القانون .3 .موطن مستقل،
ويعد موطنه المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته ،أما الشركات التي يكون مركزها الرئيس في الخارج ولها
نشاط في فلسطين يعد مركز إدارتها بالنسبة للقانون الفلسطيني هو المكان الذي توجد فيه اإلدارة المحلية.
.4من يمثله في التعبير عن إرادته. 5 .حق التقاضي".
ويتضح أن هذا النص يحدد الخصائص التي يتمتع بها لشخص االعتباري وهي :الذمة المالية واألهلية
وحق التقاضي والموطن واالسم والجنسية ،وندرس هذه الخصائص في النقاط التالي:
أوالا :االسم:
يجب أن يكون للشخص االعتباري اسم يميزه عن غيره من األشخاص االعتبارية ويباشر من خالله
التصرفات القانونية ،واسم الشخص االعتباري قد يشتق من أسماء األعضاء المكونين له أو من الغرض الذي
يسعى لتحقيقه وفقاً لما يحدده القانون بهذا الخصوص ،فمثالً في شركات األشخاص التي تقوم على االعتبار
الشخصي للشركاء كشركة التضامن يشتق االسم من أسماء الشركاء مع إضافة ما ينفي أنه نشاط فردي أما
في شركات األموال فيشتق من الغرض الذي قامت الشركة من أجل تحقيقه فيقال مثالً شركة االتصاالت
الفلسطينية أو شركة النقل والمواصالت وهكذا.
ثانيا :الموطن:
للشخص االعتباري موطن خاص به ويعتبر هذا الموطن هو المقر القانوني للشخص االعتباري بحيث يتم
التعامل مع الشخص االعتباري من خالل موطنه في كل ما يتعلق بنشاطه القانوني ،وكما يتضح من الفقرة
الثالثة من المادة ( )06من مشروع القانون المدني الفلسطيني فإن موطن الشخص االعتباري يتحدد بمركز
إدارته الرئيس ،واذا كان للشخص االعتباري عدة فروع فيعتبر المكان الذي يوجد فيه الفرع مق اًر له بخصوص
األعمال التي يباشرها ،وعليه يتم مخاطبته في هذا المكان وترسل له األوراق القضائية فيه ويتم رفع الدعاوي
عليه في المحكمة التي يقع في دائرتها.
ثالثا :الجنسية:
على الرغم من كل المحاوالت التي بذلت إلنكار تمتع الشخص االعتباري بالجنسية ،إال أنه من المستقر
االعتراف للشخص االعتباري بالجنسية ،على اعتبار أن الجنسية تمتثل رابطة سياسية وقانونية تربط بين
الشخص االعتباري والدولة ،بحيث يخضع الشخص االعتباري لقانون الدولة التي يتمتع بجنسيتها ويكتسب
الحقوق ويتحمل االلتزامات التي تفرضها الدولة التي يتمتع بجنسيتها .ويعتد بمعيار المركز الرئيسي الفعلي
في تحديد جنسية الشخص االعتباري ،بحيث يكتسب الشخص االعتباري جنسية الدولة التي يوجد بها مركزه
الرئيسي الفعلي ،أما بالنسبة لألشخاص االعتبارية العامة كالمؤسسات العامة والبلديات واإلدارات وغيرها،
فتتبع الدولة التي تنشأ فيها وتخضع لنظامها القانوني.
يتمتع الشخص االعتباري بذمة مالية مستقلة عن ذمم أعضائه المكونين له ،وتمثل حقوقه وأمواله الجانب
اإليجابي في الذمة المالية وتمثل التزاماته وديونه الجانب اسلبي فيها ،ويضمن الجانب اإليجابي للذمة المالية
للشخص االعتباري الجانب السلبي فيها بحيث ال يجوز لدائني أعضاء الشخص االعتباري الشخصيين
استيفاء حقوقهم من ذمة الشخص االعتباري ،كما ال يجوز لدائني الشخص االعتباري استيفاء حقوقهم من
ذمم أعضاء الشخص االعتباري ورجع ذلك الستقالل الذمم.
خامس ا :األهلية:
تثبت للشخص االعتباري أهلية وجوب حيث أنه صالح الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات ،وال تثبت له
أهلية أداء تتساوي مع أهلية أداء الشخص الطبيعي ألنه فاقد لإلدراك والتمييز .وعليه فإن أهلية الشخص
االعتباري تختلف عن أهلية الشخص الطبيعي فهي محددة بسند إنشائه وبمار يقره القانون وفقاً لما جاء في
الفقرة الثانية من المادة ( )06من مشروع القانون الفلسطيني سالفة الذكر .وحيث إن مناط أهلية األداء
واإلدراك والتمييز ،وبحسب طبيعة الشخص المعنوي فال يمكن أن يكون لديه إدراك أو تمييز ،ويباشر النشاط
القانوني وابرام التصرفات القانونية نيابة عن الشخص االعتباري ممثله الذي قد يكون مدي اًر أو مجلس إدارة أو
جمعية عمومية أو غيره ،بحيث تنصرف كل آثار التصرفات القانونية التي يجريها الممثل باسم الشخص
االعتباري للشخص االعتباري ،وبناء عليه عندما نطلق اصطالح "اهلية أداء الشخص االعتباري" فال يجب
أن تفهم أهلية األداء لديه بأنها تساوي أهلية األداء لدى الشخص الطبيعي بل يجب أن تؤخذ أهلية األداء لدى
الشخص المعنوي بالمعنى الذي يتفق مع طبيعته بحيث يقصد بها مدى ما يحق للشخص االعتباري أن
يباشره من تصرفات أو أعمال قانونية بواسطة ممثلة.
للشخص المعنوي الحق في أن يقاضي من ينازع في أي حق من حقوقه التي اعترف بها القانون له،
بحيث يرفع الدعوى باسمه أمام المحكمة المختصة بواسطة ممثله وساء كان المدعي عليه في الدعوى
شخص طبيعي أو شخص معنوي ،وعليه فإن الشخص المعنوي يمكن أن يكون مدعياً كما يمكن أيكون
مدعى عليه في الدعوى أمام القضاء ،وفي كلتا الحالتين يتولى ممثل الشخص االعتباري مباشرة الدعوى نيابة
عنه ،وتنصرف آثار الحكم الصادر في الدعوى إلى ذمة الشخص االعتباري المالية سواء كان الحكم لصالحه
أو صده نظ اًر الستقالل ذمته عن ذمم أعضائه.
تنص المادة ( )06من مشروع القانون المدني الفلسطيني على أنه" :األشخاص االعتبارية هي.1 :
الدولة ووحداتها اإلدارية والبلديات وغيرها بالشرائط التي يحددها القانون .6 .المصالح والهيئات والمنشآت
العامة. 3 .األوقاف .4 .الهيئات والطوائف الدينية التي تعترف لها الدولة بشخصية اعتبارية.5 .
الشركات التجارية والمدنية والجمعيات والمؤسسات المنشأة وفقاً ألحكام القانون .0 .كل مجموعة من
األشخاص أو األموال تثبت لها الشخصية االعتبارية بمقتضى نص في القانون".
ويتضح من هذا النص أن األشخاص االعتبارية تنقسم إلى أشخاص اعتبارية عامة وأشخاص اعتبارية
خاصة ويترتب على هذا التقسيم خضوع األشخاص االعتبارية العامة ألحكام القانون العام وخضوع
األشخاص االعتبارية الخاصة ألحكام القانون الخاص .وقد تعددت المعايير التي قال بها الفقهاء للتفرقة بين
األشخاص االعتبارية العامة واألشخاص االعتبارية الخاصة ،ولم يعن المشرع بوضع معيار لذلك ،ونؤيد
النظر إلى مجموع القواعد القانوني التي تحكم الشخص االعتباري مع النظر إلى عالمات أو دالالت تكشف
عن كون الشخص االعتباري عام أم ال كتمتع الشخص االعتباري أو عدم تمتعه بامتيازات السلطة العامة
وتمتع اإلدارة بالسيطرة والكلمة األخيرة بخصوصه أم ال والنظر كذلك إلى كيفية نشأة الشخص االعتباري
بحيث نرى هل أنشأ من قبل الدولة أو إحدى إداراتها أم ال .وعليه فإن تمتع الشخص المعنوي بامتيازات
السلطة العامة وتمتع اإلدارة بالسيطرة ،باإلضافة إلى نشأة الشخص االعتباري من قبل الدولة أو إحدى
إداراتها يدلل على أن الشخص االعتباري عام والعكس بالعكس.
ومن أمثلة األشخاص االعتبارية العامة كما جاء في المادة السابق ذكرها الدولة ووحداتها اإلدارية
(الو ازرات) والبلديات والمصالح والهيئات والمنشآت العامة...الخ ،وتخضع هذه األشخاص ألحكام وقواعد
القانون العام .ومن أمثلة األشخاص االعتبارية الخاصة الشركة المدنية والتجارية والجمعيات والمؤسسات
الخاصة والوقف...الخ.