You are on page 1of 8

‫بحث عن الشخصية االعتبارية‬

‫الشخصية القانونية للشخص الطبيعي تعتمد على االعتراف لهذا الكائن بقيمة اجتماعية معينة بهدف تحقيق‬
‫مصلحة جديرة بحكم القانون وعلى هذا فإن القانون ال يسبغ الشخصية القانونية على الشخص فقط‪ ،‬بل على‬
‫الشخص االعتباري كذلك لما يتمتع به من قيمة اجتماعية ارتأى المشرع أنها جديرة بالحماية بهدف تحقيق‬
‫الصالح العام‪ .‬فالشخصية القانونية يتمتع بها ل من الشخص الطبيعي والشخص االعتباري وعليه فإن كالً‬
‫من الشخصين في نظر القانون أهل الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات بحيث يعترف له القانون بالقدرة على‬
‫التعبير عن إرادته والتصرف على هذا النحو في حدود القانون‪ .‬وقد ساعد في تقرير هذا االعتراف بوجود‬
‫الشخصية االعتبارية ظروف الحياة االجتماعية التي تحتاج إلى جهد يفوق جهد اإلنسان بمفرده‪ ،‬بحيث‬
‫تحتاج إلى وجود تجمعات من األشخاص أو األموال لتحقيق أهداف معينة ومشروعة فتسهم في تحقيق‬
‫مصلحة الدولة‪ .‬فمثالً أعمال البنوك والشركات والنقل البري وبالبحري والسكك الحديدية تعتبر أعماالً ثقيلة ال‬
‫يستطيع شخص ال يستطيع شخص بمفرده أن يتحملها في حين إذا تجمع عدد من األشخاص أو األموال‬
‫للقيام بهذه األعمال يسهل األمر وتنتفع الدولة من الناحية االقتصادية بما يحقق ازدها اًر فيها‪.‬‬

‫إن ما سبق ذكره أدى إلى اعتراف القانون بالشخصية االعتبارية واكسابها الشخصية القانونية كما هو‬
‫الحال بالنسبة للشخص الطبيعي‪ .‬ولتوضيع هذه األمور يتعين دراسة الشخص االعتباري من خالل بيان‬
‫تعريفه ومقوماته ومدة الشخصية االعتبارية وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشخص االعتباري ومقوماته‬

‫تقتضي دراستنا لهذا الفرع دراسة تعريف الشخص االعتباري في نقطة أولى ثم مقومات الشخص‬
‫االعتباري في نقطة ثانية على النحو اآلتي‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬تعريف الشخص االعتباري‪:‬‬

‫إن الكائن غير اإلنسان الذي يسميه القانون الشخص االعتباري قد يكون عبارة عن تجمع عدد من‬
‫األشخاص في إطار منظم لتحقيق هدف معين‪ ،‬كأن يتجمع عدد من األشخاص لتكوين شركة فتعتبر الشركة‬
‫في هذه الحالة شخصاً اعتبارياً يتمتع بالشخصية القانونية‪ ،‬كما قد يكون الشخص االعتباري عبارة عن تجمع‬
‫مجموعة من األموال لتحقيق غرض معين‪ ،‬كالوقوف مثالً الذي ينشئه أحد األشخاص ويهدف من وراءه‬
‫تحقيق البر والنفع العام أو إنشاء مستشفى أو ملجأ لأليتام أو غيره‪ ،‬ونكون في هذه الحالة بصدد تجمع أموال‬
‫لتحقيق غرض معين بما يترتب على ذلك من آثار قانونية‪.‬‬

‫بناء على ما تقدم يعرف الشخص االعتباري أو الحكمي أو المعنوي بأنه عبارة عن "جماعة من‬
‫األشخاص يضمهم تكوين يرمي إلى هدف معين‪ ،‬أو مجموعة من األموال ترصد لتحقيق غرض معين يخلع‬
‫القانون عليها الشخصية فتكون شخصاً مستقالً ومتمي اًز عن األشخاص الذين يساهمون في نشاطها أو يفيدون‬
‫منها كالدولة والجمعية والشركة والمؤسسة‪".‬‬

‫ثانيا‪ :‬مقومات الشخص االعتباري‪:‬‬

‫بناء على ما سبق بيانه يتضح أنه يوجد مقومات أو عناصر للشخصية االعتبارية بحيث إذا توافرت هذه‬
‫المقومات نكون أمام شخصية اعتبارية لها الشخصية القانونية بما يترتب على ذلك من آثار‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫المقومات بما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬كائن جماعي أو اجتماعي يأتي عن طريق تجمعات من األفراد أو األموال‪ ،‬ويتمتع هذا الكائن بذاتية‬
‫مستقلة عن ذاتية األشخاص المكونين له أو الذين أنشئوه ‪.‬ويقصد بذلك وجود مجموعة من األشخاص‬
‫أو األموال كالشركات أو الجمعيات أو المؤسسات بحيث يكون هناك تنظيم لهذه المجموعة يضمن من‬
‫خالله حسن سير العمل للوصول إلى الهدف‪ ،‬وفي جماعات األشخاص كالشركة مثالً يحتل العنصر‬
‫الشخصي األهمية األولى والكبرى بحيث ينظر غلى األشخاص المكونين للشركة على اعتبار أن ذواتهم‬
‫لها أهمية كبيرة في هذا التجمع‪ ،‬بينما على العكس تماماً في جماعات األموال حيث ال عبرة للعنصر‬
‫الشخصي بل تقوم هذه الجماعات على عنصر المال‪.‬‬
‫‪ .2‬توافر قيمة اجتماعية لهذا الكائن نابعة من أهمية الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه وقدرة هذا الكائن‬
‫على تحقيق الهدف بشكل أفضل من الفرد‪ .‬وهذا يعني ضرورة وجود غرض أو هدف يسعى هذا الكائن‬
‫أو مجموعات األشخاص أو األموال إلى تحقيقه‪ ،‬ويجب أن يكون الهدف ممكناً ومشروعاً كما يجب أن‬
‫يكون مستم اًر‪ ،‬فإذا كان عرضياً فال يعتبر ذلك مبر اًر لقيام شخص اعتباري‪ ،‬وعليه إذا اتفق مجموعة من‬
‫األشخاص على القيام برحلة وجمعوا من بعضهم البعض نفقات هذه الرحلة فال يعتبر هذا التجمع منشأ‬
‫لشخص اعتباري‪.‬‬
‫‪ .3‬يجب أن يكون لهذا الكائن أو لمجموعات األشخاص أو األموال هيئة تمثلها وتعبر عن إرادتها ضمن‬
‫تنظيم خاص‪.‬‬
‫واذا توافر وجود هذه العناصر أو المقومات توجد الشخصية االعتبارية وتحظى بتنظيم في عالم القانون‬
‫وتكون أهالً الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات كما هو الحال بالنسبة للشخص الطبيعي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مدة الشخصية االعتبارية‬

‫تتطلب دراسة مدى الشخصية االعتبارية معرفة متى تبدأ ومتى تنتهي حيث تعتبر مدتها الفترة المحصورة‬
‫بين بدايتها ونهايتها‪ ،‬وندرس ذلك في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬بدء الشخصية االعتبارية‪:‬‬

‫تبدأ الشخصية االعتبارية بمجرد االعتراف بها من قبل السلطة المختصة في الدولة‪ ،‬واالعتراف نوعين‬
‫اعتراف عام واعتراف خاص‪ ،‬ويعتبر االعتراف العام هو األصل واالستثناء هو االعتراف الخاص ويتضح‬
‫ذلك من نص الفقرة السادسة من المادة (‪ )06‬من مشروع القانون المدني الفلسطيني التي جاء فيها‪.1" :‬‬
‫كل مجموعة من األشخاص أو األموال تثبت لها الشخصية االعتبارية بمقتضى نص من القانون‪".‬‬

‫واالعتراف العام يتحقق بتوافر الشروط التي حددها المشرع في الشخص االعتباري‪ ،‬فإذا توافرت هذه‬
‫الشروط تثبت الشخصية االعتبارية وتبدأ بالنسبة لهذا التجمع دون الحاجة إلى الحصول على إذن أو ترخيص‬
‫من جهة معينة‪ ،‬وتبدأ الشخصية االعتبارية باالعتراف العام بخصوص مجموعة معينة من التجمعات كالدولة‬
‫وو ازراتها وادارتها ومؤسساتها والبلديات وغيرها‪.‬‬

‫أما االعتراف الخاص فيتم بصدور ترخيص أو إذن أو قرار بمنح الشخصية االعتبارية لمجموعة من‬
‫األشخاص أو األموال من قبل الجهة المختصة‪ ،‬ويطلب االعتراف الخاص من بعض أشكال مجموعات‬
‫األشخاص أو األموال بحيث يجب لكي تبدأ الشخصية االعتبارية في هذه الحالة أن يتوافر عنصران‪:‬‬
‫عنصر مادي يتمثل بتوافر الشروط التي حددها القانون بخصوص هذا التجمع من األشخاص أو األموال‪،‬‬
‫وعنصر شكلي يتمثل باعتراف الجهة المختصة بالشخص االعتباري‪ ،‬وعليه في االعتراف الخاص تتدخل‬
‫الجهة المختصة لمنع الترخيص أو اإلذن وبالتالي تبدأ الشخصي االعتبارية بخصوص كل مجموعة من‬
‫األشخاص أو األموال على حده‪ ،‬فمثالً األحزاب السياسية ال يعترف بها وال تبدأ شخصيتها االعتبارية إال‬
‫بعد صدور قرار من و ازرة الداخلية ترخص به القيام بإنشاء الحزب بعد تقديم طلب هذا الخصوص مرفق به‬
‫األوراق الالزمة لذلك‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة للشركة حيث تبدأ شخصيتها االعتبارية بعد صدور قرار من و ازرة‬
‫الصناعة والتجارة باعتبارها الجهة المختصة بذلك على أن يقدم الشركاء طلباً للو ازرة يتضمن نظام الشركة وما‬
‫يلزم بهذا الخصوص‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬انتهاء الشخصية االعتبارية‪:‬‬

‫تتنوع أسباب انتهاء أو انقضاء الشخصية االعتبارية‪ ،‬فقد تنتهي بأسباب طبيعية وقد تنتهي بأسباب غير‬
‫طبيعية ونبين ذلك فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬األسباب الطبيعية النقضاء الشخصية االعتبارية ‪:‬‬


‫أ‪ .‬انتهاء المدة المحددة لوجود الشخص االعتباري‪ ،‬فقد يحدد األفراد في سند إنشاء الشخص االعتباري مدة‬
‫معينة لحياته فإذا انقضت هذه المدة تنتهي الشخصية االعتبارية‪.‬‬
‫ب‪ .‬تحقيق الغرض الذي من أجله أنشئ الشخص االعتباري‪ ،‬فالشخص االعتباري ينشأ لتحقيق هدف معين‬
‫فإذا أنجز هذا الهدف تنتهي الشخصية االعتبارية‪ ،‬فمثالً قد يتم إنشاء جمعية بهدف إقامتها لمسجد‬
‫معين‪ ،‬وبتحقق هذا الهدف تنتقضي الشخصية االعتبارية للجمعية‪ .‬كما تنتهي الشخصية االعتبارية إذا‬
‫أصبح تحقيق الهدف الذي تسعى لتحقيقه مستحيالً‪ ،‬واالستحالة قد تكون استحالة قانونية كأن يصدر‬
‫قانون يجرم النشاط الذي يمارسه الشخص االعتباري وقد تكون االستحالة استحالة طبيعية كأن تتأسس‬
‫جمعية أو شركة لبناء مسان على أرض معينة ثم يتضح أن األرض غير صالحة لهذا الغرض‪.‬‬
‫ت‪ .‬موت جميع أعضاء الشخص االعتباري إذا كان جماعة من األشخاص أو انقراض جمع المنتفعين منه‬
‫إذا كان مجموعة من األموال أو إذا قل عدد أعضاء الشخص االعتباري عن العدد الذي يحدده القانون‬
‫كأن يصل عدد الشركاء في الشركة إلى شخص واحد‪.‬‬
‫‪ -2‬األسباب غير الطبيعية النقضاء الشخصية االعتبارية‪:‬‬

‫حل الشخص االعتباري ‪:‬تنتهي الشخصية االعتبارية بحلها أو سحب االعتراف بها من الجهة التي‬
‫بناء عليه بدأت الشخصية االعتبارية‪ ،‬كما قد يتم حل الشخص االعتباري‬ ‫منحتها اإلذن أو الترخيص الذي ً‬
‫من قبل أعضائه‪ ،‬وعليه فإن حل الشخص االعتباري قد يكون حالً اختيارياً وقد يكون حالً إجبارياً‪.‬‬

‫أ‪ .‬الحل االختياري ‪:‬ويتم بصدور قرار من األغلبية المحددة في سند إنشاء الشخص االعتباري أو المحددة‬
‫في القانون‪.‬‬
‫ب‪ .‬الحل اإلجباري ‪:‬ويتم بصدور قرار بحل الشخص االعتباري‪ ،‬قود يصدر القرار بذلك من قبل السلطة‬
‫القضائية إذا مارس الشخص االعتباري نشاطاً غير مشروع‪ ،‬وقد يصدر قرار الحل من السلطة اإلدارية التي‬
‫منحت اإلذن أو الترخيص إذا تحقق سبب داعي لذلك‪ ،‬كما قد يصدر قرار الحل أخي اًر من السلطة التشريعية‬
‫إذا ما رأت إلغاء طائفة معينة من األشخاص االعتبارية العتبارات معينة‪.‬‬

‫واذا انقضى الشخص االعتباري بأي سبب من أسباب االنقضاء تنتهي الشخصية القانونية‪ ،‬وتبقى فقط‬
‫بالقدر الالزم لتصفية الشخص االعتباري وفي هذه الحدود بحيث تسدد ديونه وما عليه من التزامات ويستوفي‬
‫حقوقه من الغير‪ ،‬وما تبقى يوزع على أعشاء الشخص االعتباري‪ .‬وأخي اًر من الجدير بالذكر أن أسباب‬
‫االنقضاء السابق ذكرها تخص األشخاص االعتبارية التي تنشأ باالعتراف الخاص‪ ،‬أما ألشخاص االعتبارية‬
‫التي تنشأ باالعتراف العام فقط فال تنقضي إال بنص تشريعي ألنها نشأت بمقتضى نص تشريعي‪ ،‬والدولة‬
‫كشخص اعتباري لها صفة االستم اررية بحيث ال تزول شخصيتها االعتبارية إال في حاالت استثنائية كأن‬
‫تتحد مع دولة أخرى مما يؤدي إلى زوال الشخصية االعتبارية للدولتين وتحل محلهما شخصية اعتبارية‬
‫واحدة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص الشخص االعتباري‬

‫تنص المادة (‪ )06‬من مشروع القانون المدني الفلسطيني ‘لى أنه‪" :‬يكون للشخص االعتباري‪ .1 :‬ذمة‬
‫مالية مستقلة‪ .6 .‬أهلي في الحدود التي يعينها سند إنشائه أو التي يقررها القانون‪ .3 .‬موطن مستقل‪،‬‬
‫ويعد موطنه المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته‪ ،‬أما الشركات التي يكون مركزها الرئيس في الخارج ولها‬
‫نشاط في فلسطين يعد مركز إدارتها بالنسبة للقانون الفلسطيني هو المكان الذي توجد فيه اإلدارة المحلية‪.‬‬
‫‪ .4‬من يمثله في التعبير عن إرادته‪. 5 .‬حق التقاضي‪".‬‬

‫ويتضح أن هذا النص يحدد الخصائص التي يتمتع بها لشخص االعتباري وهي ‪:‬الذمة المالية واألهلية‬
‫وحق التقاضي والموطن واالسم والجنسية‪ ،‬وندرس هذه الخصائص في النقاط التالي‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬االسم‪:‬‬

‫يجب أن يكون للشخص االعتباري اسم يميزه عن غيره من األشخاص االعتبارية ويباشر من خالله‬
‫التصرفات القانونية‪ ،‬واسم الشخص االعتباري قد يشتق من أسماء األعضاء المكونين له أو من الغرض الذي‬
‫يسعى لتحقيقه وفقاً لما يحدده القانون بهذا الخصوص‪ ،‬فمثالً في شركات األشخاص التي تقوم على االعتبار‬
‫الشخصي للشركاء كشركة التضامن يشتق االسم من أسماء الشركاء مع إضافة ما ينفي أنه نشاط فردي أما‬
‫في شركات األموال فيشتق من الغرض الذي قامت الشركة من أجل تحقيقه فيقال مثالً شركة االتصاالت‬
‫الفلسطينية أو شركة النقل والمواصالت وهكذا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الموطن‪:‬‬

‫للشخص االعتباري موطن خاص به ويعتبر هذا الموطن هو المقر القانوني للشخص االعتباري بحيث يتم‬
‫التعامل مع الشخص االعتباري من خالل موطنه في كل ما يتعلق بنشاطه القانوني‪ ،‬وكما يتضح من الفقرة‬
‫الثالثة من المادة (‪ )06‬من مشروع القانون المدني الفلسطيني فإن موطن الشخص االعتباري يتحدد بمركز‬
‫إدارته الرئيس‪ ،‬واذا كان للشخص االعتباري عدة فروع فيعتبر المكان الذي يوجد فيه الفرع مق اًر له بخصوص‬
‫األعمال التي يباشرها‪ ،‬وعليه يتم مخاطبته في هذا المكان وترسل له األوراق القضائية فيه ويتم رفع الدعاوي‬
‫عليه في المحكمة التي يقع في دائرتها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الجنسية‪:‬‬

‫على الرغم من كل المحاوالت التي بذلت إلنكار تمتع الشخص االعتباري بالجنسية‪ ،‬إال أنه من المستقر‬
‫االعتراف للشخص االعتباري بالجنسية‪ ،‬على اعتبار أن الجنسية تمتثل رابطة سياسية وقانونية تربط بين‬
‫الشخص االعتباري والدولة‪ ،‬بحيث يخضع الشخص االعتباري لقانون الدولة التي يتمتع بجنسيتها ويكتسب‬
‫الحقوق ويتحمل االلتزامات التي تفرضها الدولة التي يتمتع بجنسيتها ‪.‬ويعتد بمعيار المركز الرئيسي الفعلي‬
‫في تحديد جنسية الشخص االعتباري‪ ،‬بحيث يكتسب الشخص االعتباري جنسية الدولة التي يوجد بها مركزه‬
‫الرئيسي الفعلي‪ ،‬أما بالنسبة لألشخاص االعتبارية العامة كالمؤسسات العامة والبلديات واإلدارات وغيرها‪،‬‬
‫فتتبع الدولة التي تنشأ فيها وتخضع لنظامها القانوني‪.‬‬

‫رابع ا‪ :‬الذمة المالية‪:‬‬

‫يتمتع الشخص االعتباري بذمة مالية مستقلة عن ذمم أعضائه المكونين له‪ ،‬وتمثل حقوقه وأمواله الجانب‬
‫اإليجابي في الذمة المالية وتمثل التزاماته وديونه الجانب اسلبي فيها‪ ،‬ويضمن الجانب اإليجابي للذمة المالية‬
‫للشخص االعتباري الجانب السلبي فيها بحيث ال يجوز لدائني أعضاء الشخص االعتباري الشخصيين‬
‫استيفاء حقوقهم من ذمة الشخص االعتباري‪ ،‬كما ال يجوز لدائني الشخص االعتباري استيفاء حقوقهم من‬
‫ذمم أعضاء الشخص االعتباري ورجع ذلك الستقالل الذمم‪.‬‬
‫خامس ا‪ :‬األهلية‪:‬‬

‫تثبت للشخص االعتباري أهلية وجوب حيث أنه صالح الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‪ ،‬وال تثبت له‬
‫أهلية أداء تتساوي مع أهلية أداء الشخص الطبيعي ألنه فاقد لإلدراك والتمييز‪ .‬وعليه فإن أهلية الشخص‬
‫االعتباري تختلف عن أهلية الشخص الطبيعي فهي محددة بسند إنشائه وبمار يقره القانون وفقاً لما جاء في‬
‫الفقرة الثانية من المادة (‪ )06‬من مشروع القانون الفلسطيني سالفة الذكر‪ .‬وحيث إن مناط أهلية األداء‬
‫واإلدراك والتمييز‪ ،‬وبحسب طبيعة الشخص المعنوي فال يمكن أن يكون لديه إدراك أو تمييز‪ ،‬ويباشر النشاط‬
‫القانوني وابرام التصرفات القانونية نيابة عن الشخص االعتباري ممثله الذي قد يكون مدي اًر أو مجلس إدارة أو‬
‫جمعية عمومية أو غيره‪ ،‬بحيث تنصرف كل آثار التصرفات القانونية التي يجريها الممثل باسم الشخص‬
‫االعتباري للشخص االعتباري‪ ،‬وبناء عليه عندما نطلق اصطالح "اهلية أداء الشخص االعتباري" فال يجب‬
‫أن تفهم أهلية األداء لديه بأنها تساوي أهلية األداء لدى الشخص الطبيعي بل يجب أن تؤخذ أهلية األداء لدى‬
‫الشخص المعنوي بالمعنى الذي يتفق مع طبيعته بحيث يقصد بها مدى ما يحق للشخص االعتباري أن‬
‫يباشره من تصرفات أو أعمال قانونية بواسطة ممثلة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬حق التقاضي‪:‬‬

‫للشخص المعنوي الحق في أن يقاضي من ينازع في أي حق من حقوقه التي اعترف بها القانون له‪،‬‬
‫بحيث يرفع الدعوى باسمه أمام المحكمة المختصة بواسطة ممثله وساء كان المدعي عليه في الدعوى‬
‫شخص طبيعي أو شخص معنوي‪ ،‬وعليه فإن الشخص المعنوي يمكن أن يكون مدعياً كما يمكن أيكون‬
‫مدعى عليه في الدعوى أمام القضاء‪ ،‬وفي كلتا الحالتين يتولى ممثل الشخص االعتباري مباشرة الدعوى نيابة‬
‫عنه‪ ،‬وتنصرف آثار الحكم الصادر في الدعوى إلى ذمة الشخص االعتباري المالية سواء كان الحكم لصالحه‬
‫أو صده نظ اًر الستقالل ذمته عن ذمم أعضائه‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أنواع الشخص االعتباري‬

‫تنص المادة (‪ )06‬من مشروع القانون المدني الفلسطيني على أنه‪" :‬األشخاص االعتبارية هي‪.1 :‬‬
‫الدولة ووحداتها اإلدارية والبلديات وغيرها بالشرائط التي يحددها القانون‪ .6 .‬المصالح والهيئات والمنشآت‬
‫العامة‪. 3 .‬األوقاف‪ .4 .‬الهيئات والطوائف الدينية التي تعترف لها الدولة بشخصية اعتبارية‪.5 .‬‬
‫الشركات التجارية والمدنية والجمعيات والمؤسسات المنشأة وفقاً ألحكام القانون‪ .0 .‬كل مجموعة من‬
‫األشخاص أو األموال تثبت لها الشخصية االعتبارية بمقتضى نص في القانون‪".‬‬

‫ويتضح من هذا النص أن األشخاص االعتبارية تنقسم إلى أشخاص اعتبارية عامة وأشخاص اعتبارية‬
‫خاصة ويترتب على هذا التقسيم خضوع األشخاص االعتبارية العامة ألحكام القانون العام وخضوع‬
‫األشخاص االعتبارية الخاصة ألحكام القانون الخاص‪ .‬وقد تعددت المعايير التي قال بها الفقهاء للتفرقة بين‬
‫األشخاص االعتبارية العامة واألشخاص االعتبارية الخاصة‪ ،‬ولم يعن المشرع بوضع معيار لذلك‪ ،‬ونؤيد‬
‫النظر إلى مجموع القواعد القانوني التي تحكم الشخص االعتباري مع النظر إلى عالمات أو دالالت تكشف‬
‫عن كون الشخص االعتباري عام أم ال كتمتع الشخص االعتباري أو عدم تمتعه بامتيازات السلطة العامة‬
‫وتمتع اإلدارة بالسيطرة والكلمة األخيرة بخصوصه أم ال والنظر كذلك إلى كيفية نشأة الشخص االعتباري‬
‫بحيث نرى هل أنشأ من قبل الدولة أو إحدى إداراتها أم ال ‪.‬وعليه فإن تمتع الشخص المعنوي بامتيازات‬
‫السلطة العامة وتمتع اإلدارة بالسيطرة‪ ،‬باإلضافة إلى نشأة الشخص االعتباري من قبل الدولة أو إحدى‬
‫إداراتها يدلل على أن الشخص االعتباري عام والعكس بالعكس‪.‬‬

‫ومن أمثلة األشخاص االعتبارية العامة كما جاء في المادة السابق ذكرها الدولة ووحداتها اإلدارية‬
‫(الو ازرات) والبلديات والمصالح والهيئات والمنشآت العامة‪...‬الخ‪ ،‬وتخضع هذه األشخاص ألحكام وقواعد‬
‫القانون العام‪ .‬ومن أمثلة األشخاص االعتبارية الخاصة الشركة المدنية والتجارية والجمعيات والمؤسسات‬
‫الخاصة والوقف‪...‬الخ‪.‬‬

You might also like