You are on page 1of 35

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة الجزائر‪-2-‬أبو القاسم سعد هللا‬


‫كلية اللغة العربية و آدابها و اللغات الشرقية‬

‫قسم‪ :‬علوم اللسان‬


‫التخصص‪ :‬لسانيات عامة‬
‫مقياس‪ :‬منهجية البحث اللغوي‬
‫السنة ‪ :‬الثالثة ليسانس‬
‫الفوح ‪02:‬‬

‫البحث العلمي‬

‫*من إعداد الطالبات ‪:‬‬


‫نسرين صياد‬ ‫‪‬‬
‫منار مزوار‬ ‫‪‬‬
‫هني إكرام‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية ‪2022/2023‬‬


‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬

‫المبحث االول ‪:‬ماهية البحث العلمي‬


‫المطلب االول ‪:‬مفهوم البحث العلمي‬
‫المطلب الثاني ‪:‬أنواع البحث العلمي‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مجاالت البحث العلمي‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬اركان البحث العلمي‬

‫المبحث ثاني ‪ :‬طبيعة البحث العلمي‬


‫المطلب االول ‪ :‬خصائص البحث العلمي‬
‫المطلب ثاني ‪:‬مكونات البحث العلمي‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مناهج البحث العلمي‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬مخاطر البحث العلمي‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أساسيات البحث العلمي‬


‫المطلب األول‪ :‬ضوابط البحث العلمي‬
‫المطلب الثاني ‪:‬مراحل تطور البحث العلمي‬
‫المطلب الثالث ‪:‬أهمية البحث العلمي‬
‫المطلب الرابع ‪:‬أهداف البحث العلمي‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫المقدمة‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫لقد أص@@بحت من@@اهج البحث العلمي النظري@@ة منه@@ا و التطبيقي@@ة‪ ،‬س@@واء في مقارباته@@ا الكمي@@ة أو‬
‫الكيفية أو حتى المختلطة‪ ،‬خاصة في تاريخنا المعاص@@ر‪ ،‬بمثاب@@ة الم@@داخل األساس@@ية ال@@تي يتعين‬
‫على الباحث أو المختص اعتمادها في عملي@ة جم@@ع المعلوم@@ات والبيان@@ات النظري@ة والميداني@@ة‪،‬‬
‫ومن ثم تصنيفها وتحليلها ونقدها به@@دف تنظيره@@ا أو تقنينه@@ا إن أمكن‪ ،‬وه@@ذا وف@@ق المتطلب@@ات‬
‫المنهجية أو "اإليديولوجية" أو هما معا في الواقع‪ ،‬فرض@@ت من@@اهج البحث العلمي نفس@@ها على‬
‫خريط@@ة البح@@وث في العل@@وم اإلنس@@انية واالجتماعي@@ة رغم المش@@اكل االبس@@تيمولوجية العدي@@دة‬
‫المصاحبة أو الناجمة عنها‪ ،‬على مستوى العالقات الجدلي@@ة م@@ا بين النظري@@ة والتط@@بيق أو على‬
‫مس@@توى أخالقي@@ات البحث العلمي في عملي@@ة توظي@@ف ه@@ذه المن@@اهج في دراس@@ة الظ@@واهر او‬
‫المشكالت االجتماعية‪.‬‬

‫الجدير بالذكر‪ ،‬أن مناهج البحوث العلمية قد تطورت وتنوعت بدرجات متفاوتة كما وكيف@@ا‪ ،‬لكن‬
‫جميعها استنبطت أو استقرأت به@دف تنمي@@ة المعرف@ة االجتماعي@@ة المتخصص@@ة‪ ،‬أو تط@@بيق ه@ذه‬
‫المعرفة العلمي@@ة في ح@@ل أو التخفي@@ف من ح@@دة مش@@كالت مادي@@ة أو معنوي@@ة‪ ،‬قائم@@ة أو متوقع@@ة‪،‬‬
‫تتح@@دى أف@@رادا أو جماع@@ات اجتماعي@@ة أو دول على أك@@ثر من ص@@عيد‪ ،‬في المك@@ان والزم@@ان‪ .‬لق@@د‬
‫شهدت العقود@ األربعة الماضية – على سبيل المث@@ال ال الحص@@ر ‪ -‬نقاش@@ات وج@@داالت منهجي@@ة و‬
‫إيديولوجية أكثر أو أقل اتساعا حول أهمية بحوث اإلعالم واالتصال الجماهيري‪ ،‬محليا ودوليا‪،‬‬
‫رغم حداثتها بالمقارنة مع العلوم االجتماعية األخ@رى‪ ،‬حيث الص@راع الفك@ري األك@اديمي يتس@ع‬
‫ويضيق بين مؤيدين ومعارض@ين ح@ول م@دى قيم@@ة ه@ذه البح@@وث في عملي@@ة ترش@@يد السياس@ات‬
‫اإلعالمية واالتصالية كما وكيفا‪ ،‬خاصة وأن هذا النوع من البحوث يسعى عبر استخدام المنهج‬
‫الكمي والكيفي وحتى المختلط إلى الكش@@ف عن مختل@@ف الت@@أثيرات القص@@يرة الم@@دى أو الطويل@@ة‬
‫الم@@دى ال@@تي ق@@د تح@@دثها بعض مض@@امين الم@@واد اإلعالمي@@ة في وس@@ائل االتص@@ال الجم@@اهيري‪،‬‬
‫التقليدي@@ة واالفتراض@@ية على س@@لوك األف@@راد أو الجماع@@ات االجتماعي@@ة‪ ،‬س@@واء أك@@انوا أطف@@اال أم‬
‫مراهقين أم ناضجين‪ ،‬وانعكاساتها على التنشئة االجتماعية والتنمية اإلعالمية في ظل العولم@@ة‬
‫االعالمية والثقافية‪.‬‬
‫ال شك أن االستخدام@ الواعي والمنتظم للبح@@وث اإلعالمي@@ة واالتص@@الية وف@@ق منهج أو مجموع@@ة‬
‫مناهج علمية مضبوطة بقواعد البحث العلمي واخالقياته ق@@د يس@@اهم – بص@@فة مباش@@رة أو غ@@ير‬
‫مباشرة – في عملية تعزيز وتطوير المعرفة اإلعالمي@@ة واالتص@@الية وإثرائه@@ا بم@@ا يخ@@دم عملي@@ة‬
‫اتخاذ القرارات ورسم معالم استراتيجيات وطنية أصلية ومبدعة‪ ،‬وهذا رغم ما قد تعترض مث@@ل‬
‫ه@ذا التح@دي العلمي والمع@@رفي ص@@عوبات منهجي@@ة وإيديولوجي@@ة داخلي@ة أو خارجي@ة‪ .‬وفي ه@ذا‬
‫البحث نحاول اإلجابة عن االشكالية ‪:‬ما هو البحث العلمي ؟ و ماهي طبيعته و أساسياته ؟‬
‫المبحث االول ‪:‬ماهية البحث العلمي‬
‫المطلب االول ‪:‬مفهوم البحث العلمي‬
‫المطلب الثاني ‪:‬أنواع البحث العلمي‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أركان البحث العلمي‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬مجاالت البحث العلمي‬
‫المطلب االول ‪:‬مفهوم البحث العلمي لغة و اصطالحا‬

‫مفهوم البحث العلمي لغة و اصطالحا‪:‬‬

‫البحث العلمي‪ ،‬مصطلح مركب من كلمتين البحث والعلمي‪ ،‬األولى هي مصدر الفعل الماضي الثالثي‬
‫بحث أي فتش و تقصى فالبحث لغويا كما جاء في " القاموس المحيط "‬
‫للعالمة اللغوي الفيروز أبادي يفيد معنى " التفتيش للمكان المجهول ‪ ،‬قصد معرفته‪ ،"" .‬تقصي‪،‬‬
‫فالبحث لغويا كما جاء في " القاموس المحيط " للعالمة اللغوي الفيروز آبادي ومعناه أيضا أن تسأل‬
‫وتستخبر عن شيء معين‪ ،‬وقد سميت سورة براءة سورة " البحوث " ألنها بحثت عن أسرار‬
‫المنافقين‪ ،‬وقد ورد مفصال في " منجد الطالب " للعالمة البستاني بما يفيد‪" :‬بحث بحثا في األرض‬
‫حفرها ومنه المثل كالباحث عن حتفه بظلفه ‪ .‬بحث عنه فتش باحثه ‪،‬خاطبه حاوره تباحثوا تحاوروا‬
‫تبحث وابتحث وأستبحث عنه فتش البحث‪ :‬مصدر طلب الشيء‪ ،‬البحث تحت التراب التفتيش التحقيق‬
‫المعدن يبحث فيه عن الذهب ونحوه‪ ،‬جمعه أبحاث البحاث (بالشدة الكثير البحث المبحث البحث أو‬
‫مكانه‪ ،‬جمعه مباحث المبحثة (بالكسر) البحث والتدقيق‪ .‬كما يشير المعنى اللغوي للبحث إلى بذل‬
‫المجهود في موضوع ما‪ ،‬وجمع المسائل التي تتصل به ويعني أيضا ثمرة هذا الجهد ونتيجته‪ ،‬والفعل‬
‫(بحث) يفيد معنى طلب الشيء وفتش عنه‪ ،‬واستقصى وبحث األمر‪ ،‬أي اجتهد فيه وتعرف حقيقته ‪4‬‬
‫وفي قاموس المورد‪ ،‬يشير البحث إلى التفتيش الدقيق كما جاء تعريف البحث (‪ ) Research‬في‬
‫قاموس مصطلحات العلوم االجتماعية الشهير بما يفيد عملية التقصي عن الحقائق وتبويبها وتحليلها‬
‫بالنسبة لمشكلة معينة إلظهار حقيقة المشكلة وأسبابها وما يناسبها من حلول وذلك بطريقة محايدة‬
‫‪1‬‬
‫وغير متحيزة للمشكلة‬

‫أما العلمي فهي نسبة للعلم كونه مصدر للفعل الثالثي علم أي إدراك الشيء بحقيقته اليقين‬

‫والمعرفة‪ ،‬جمع علوم‪ ،‬فالعلمي صفة للعلم"‪7 .‬قياسا مع الفارق‪ ،‬جاءت كلمة بحث ‪ )Recherche‬في‬
‫القواميس األجنبية ومنها الفرنسية مثل القاموس الفرنسي الشهير الروس ( ‪ ) LAROUSSE‬في سياق‬
‫المعاني التالية‪:‬‬

‫‪Recherche : n. f. Action de rechercher : r c »lerch’ de paternité. Recherche‬‬


‫‪effort d’originalité, raffinement voire affectation: recherche dans  le style.‬‬
‫‪Recherche, travail scientifique : faire de la recherche. S ientifique : adj. Relatif‬‬
‫‪.a la science ou à une science :  omenclature scientifique‬‬

‫محاضرة الثانية من حلقة البحث اإلعالمي من اعداد ناصر محمود عبد الفاتح و حنفي حيدر‪،‬صفحة ‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Scientifique : qui a la rigueur et l'objectivité de la science : méthode de‬‬
‫‪.scientifique‬‬

‫‪.Scientifique n. : spécialiste des sciences (par oppos. ’ littéraire)¹‬‬

‫يمكن القول أنه رغم خصوصية كل من التعريف اللغوي العربي واألجنبي إال أنهما يشتركان في تلك‬
‫الصلة المعلنة أو الكامنة بين المنهج والبحث العلمي بغية الحصول على المعرفة اليقينية لذات الشيء‬
‫المدروس في شكل حقائق ‪.‬‬

‫أما من حيث االصطالح العلمي فإن تعاريفه تتميز بالتعدد والتنوع والغموض أحيانا‪ ،‬سننتقي عينة منها‬
‫على سبيل المثال ال الحصر وهي كالتالي‪ - :‬يعرفه عالم الفيزياء النظرية األستاذ فالديمير كورغانوف‬
‫(‪ ) V.Kourganoff‬بأنه‪" :‬هو البحث العلمي في الوقت ذاته موقف تجاه الطبيعة‪ ،‬مجموعة من‬
‫المعارف‪ ،‬منهج تفسير تدخل‪ ...‬أو هو بأكثر بساطة‪ ،‬النشاط الذي يمارسه العلماء والباحثون‬
‫المتخصصون‪Elle est à la fois une attitude  i »-à-vis de la nature, un ensemble"".‬‬
‫‪de connaissances, une méthode d'éxplication et d'action… ou, plus‬‬
‫‪simplement, l’activité à laquelle se livrent les savants et les chercheurs‬‬
‫‪ – scientifiques ». 1‬يعرف الفيلسوف األلماني الشهير كارل جاسبرس (‪ ) Karl Jaspers‬تلميذ‬
‫العالمة ماكس‬

‫فيبر العلم أو البحث العلمي على أنه‪ " :‬المعرفة المنهجية حيث المحتوى بصفة قهرية مؤكد وفي‬

‫نفس الوقت مقبول كونيا"‪.‬‬

‫"‪La science (La recherche scientifique) est la connaissance  méthodique dont‬‬


‫‪le contenu, d’une manière contraignante est à la fois certain et‬‬
‫‪ – ? "universellement valable‬ويعرفه السوسيولوجي الكندي موريس أنجيه ‪Maurice‬‬
‫‪ )Angers‬في كتابه البيداغوجي‬

‫الشهير مدخل تطبيقي لمنهجية العلوم اإلنسانية بما يفيد معنى " ممارسة علمية متمثلة في عملية جمع‬
‫وتحليل المعطيات بهدف اإلجابة على مشكلة لبحث محدد "‪Activité scientifique consistant" .‬‬
‫‪en un processus de collecte et d'analyse de données dans le but de répondre‬‬
‫‪à un problème de recherche déterminée". 3‬‬
‫من المحاوالت العديدة الجادة لوضع تعريف " دقيق " لمفهوم البحث العلمي في األوساط األكاديمية‬
‫العربية‪ ،‬خاصة في حقل العلوم االجتماعية ‪ ،‬هي محاولة الباحث عبد الباسط حسن حيث ذهب إلى أنه‪:‬‬
‫" الدراسة العلمية المنظمة لظاهرة معينة باستخدام@ المنهج العلمي للوصول إلىحقائق يمكن تفسيرها‬
‫والتحقق من صحتها ‪ 1‬كما يقدم الباحث محمد شفيق تعريفا للبحث العلمي يتفق والتعريف السابق‬
‫حيث يرى أنه " الدراسة العلمية الدقيقة والمنظمة لموضوع معين باستخدام@ المنهج العلمي للوصول‬
‫إلى حقائق يمكن تفسيرها واالستفادة منها والتحقق من صدقها "‪2‬‬

‫ويذهب عالم النفس فاخر عاقل إلى أنه‪ " :‬البحث النظامي والمضبوط والمخبري والتجريبي (‬ ‫‪-‬‬
‫‪ )Empirical‬في المقوالت االفتراضية عن العالقات المتصورة بين الحوادث الطبيعية "‪– 3‬‬
‫ويذهب أستاذ المناهج غازي عناية إلى تعريفه بقوله‪ " :‬التقصي المنظم بأتباع أساليب‬
‫ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها وإضافة الجديد لها‬
‫"‪ – 4.‬ويقترح الباحث عبد الخالق محمد عفيفي تعريفا له مفاده أنه " تلك العملية التي يقوم‬
‫فيها الباحث ببذل الجهد في التحري والتقصي الدقيق حول مشكلة أو ظاهرة معينة للوصول‬
‫إلى حقائق تمكن من التحكم في الظاهرة أو مواجهتها مستقبال وذلك باستخدام المنهج العلمي‬
‫– كما يرى أستاذ العلوم الشرعية رفيق اإلسالم المدني أن البحث العلمي في االصطالح‪ ،‬له‬
‫تعاريف كثيرة ‪ ،‬يدور معظمها حول التعريف المجمل التالي هو ‪ " :‬عبارة عن دراسة خاصة‬
‫في موضوع معين حسب مناهج وأصول معينة "‪ – 6.‬ويؤكد باحثين مختصين آخرين أنه يمثل‬
‫" طريقة منظمة أو فحص استشاري منظم الكتشاف حقائق جديدة‪،‬أو التثبيت والتحقيق من‬
‫حقائق قديمة و العالقات التي تربط بينهما أو القوانين التي تحكمها وبما يساهم في نمو‬
‫المعرفة اإلنسانية "‪ -2.‬ویری أستاذ المنهجية مرزوقي بدر الدين بعد استقراء مجموعة من‬
‫التعاريف الغربية والعربية الجادة في شتى العلوم والمعارف أن البحث العلمي هو ذلك النظر‬
‫العقلي المنظم تجاه مشكلة أو ظاهرة معينة من قبل باحث أو فريق بحث في أحد االختصاصات‬
‫أو أكثر‪ ،‬باستخدام@ أدوات بحث مناسبة‪ ،‬بهدف توضيح مشكلة ما أو حلها بتوفيق من هللا‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫البحث العلمي‪ :¹‬تختلف التعريفات الخاصة بالبحث العلمي و ُتعزى هذه االختالفات إلى ارتباطها‬ ‫‪-‬‬
‫في كثير من األحيان مع أساليب البحث المتبعة وعلى ذلك فإنّ هناك العديد من التعريفات من‬
‫أبرزها أن البحث العلمي هو وسيلة معينة للدراسة ُيمكن من خاللها الوصول إلى حلول تخص‬
‫مشكلة معينة ويعتمد ذلك على التقصي الشامل والدقيق لكافة الدالالت التي يمكن إثباتها‬
‫وترتبط بالمشكلة‪ ،‬و ُينظر كذلك إلى البحث العلمي أيضا ً على أنه التحري عن حقيقة الظواهر‬
‫المكونات واألبعاد والمحتوى@ والمضمون بهدف المساعدة على حل المشكالت‬ ‫ّ‬ ‫ومعرفة‬
‫اإلجتماعية والسياسية الملحة باستخدام األساليب العلمية‪ ،‬فيما عرفته منظمة اليونسكو على‬
‫أ ّنه نشاط يقوم به الباحث من خالل محاوالت منتظمة ُيراد منها دراسة الظواهر القابلة‬
‫للمالحظة بموضوعية والتي تهدف إلى اإلكتشاف ومعرفة األسباب والفهم@ الكامل لها‪ ،‬بيد أن‬
‫تعريفات البحث العلمي وإن اختلفت إال أنها التقت في مقصده الرامي إلى البحث في حقيقة‬
‫الظواهر والمشكالت والسعي إلى تطوير المعارف العلمية‪.‬‬
‫‪ 2‬منهجية البحث العلمي لدكتور كمال دشلي عميد كلية العلوم اإلدارية سابقا ‪،‬مديرية الكتب و المطبوعات الجامعية سنة ‪ 2016‬صفحة من ‪ 30‬الى‬
‫‪33‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬أنواع البحوث العلمية‬
‫النوع األول‪:‬‬
‫البحث النظري‪:‬‬
‫ويستهدف الوصول إلى المعرفة من أجل المعرفة النظرية فقط دون أن يكون هناك هدف تطبيقي‬
‫مقصود‪ .‬فالبحث العلمي النظري يقوم به الباحث فقط من أجل اإلحاطة بالحقيقة العلمية‪ ،‬وتحصيلها‪،‬‬
‫ودون النظر إلى التطبيقات العملية لها‪ .‬ويكمن غرض البحث النظري فقط في الوصول إلى معرفة‬
‫الحقيقة‪ :‬إشباعا ً لغريزة حب االستطالع‪ ،‬والطموح العلمي والباحث العلمي في إعداده للبحث النظري ال‬
‫يكون مهتما ً إطالقا ً بتطبيقاته العملية‪ .‬ويقول الدكتور عصام الدين جالل‪ :‬إن البحث العلمي النظري هو‬
‫البحث العلمي بمفهومه العالمي المتفق عليه‪ ،‬وهو إضافة كل ما هو جديد إلى التراث اإلنساني‪.‬‬
‫ويتناول البحث العلمي النظري عادة المواد‪ ،‬والموضوعات واألفكار العلمية األدبية واالجتماعية‪ ،‬والتي‬
‫ُي طلق عليها العلوم اإلنسانية كعلوم اللغة والنحو‪ ،‬واألدب‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬والجغرافيا‪ ،‬والمنطق‪ ،‬واالجتماع‬
‫والفلسفة‪ ،‬والدين وغيرها من العلوم التي يحقق إعداد البحوث في موضوعاتها فوائد نظرية واضحة‪،‬‬
‫وليس فوائد تطبيقية‪ .‬فإجراء دراسة حول العوامل التي تؤثر في حياة شاعر‪ ،‬أو أديب‪ ،‬أو رئيس دولة‬
‫أو قائد‪ ،‬أو داعي‪ ،‬أو فيلسوف تقدم لنا فائدة أدبية أو تاريخية نظرية فقط‪ ،‬وال تقدم أية فائدة تطبيقية‬

‫النوع الثاني‪ :‬البحث العلمي التطبيقي‬


‫ويستهدف الوصول إلى المعرفة ليس فقط بالمعنى المحدد لها‪ ،‬وألجلها‪ ،‬وإنما تحقيقاً‪ ،‬وابتكاراً لحل‬
‫معين ومقبول للقضايا والمشكالت التي تهم المجتمع‪ ،‬ويعاني منها‪ .‬ونخص منها مشكالت اإلنتاج‪،‬‬
‫والمخترعات والمبتكرات والخدمات والتي يساهم حلها في تحقيق أغراض المجتمع في التقدم‬
‫اإلنتاجي‪ ،‬وتحسين أدواته‪ .‬وبعبارة أخرى يستهدف البحث العلمي التطبيقي تسخير المكتشفات‬
‫والمبتكرات العلمية الحديثة‪ ،‬والتي يتمخض عنها البحث العلمي المتطور في مضاعفة اإلنتاج‪،‬‬
‫وتحسين أدوائه باستخدام وسائل التقنية الحديثة في تقليل النفقات والتكاليف إزاء تضاعف اإلنتاج‪،‬‬
‫ومستويات الخدمة مما يؤدي بالتالي إلى مضاعفة األرباح‪ ،‬والتقدم@ العلمي المنشود‪ .‬وقد نشأت كلمة‬
‫التكنولوجيا من البحث العلمي التطبيقي‪ .‬تلك الكلمة التي تعني التطبيق العملي لنتائج التقدم العلمي في‬
‫اإلنتاجية السلعية المفيدة للمجتمع‪ .‬وتعني كلمة التكنولوجيا أيضا ً اإللمام المنظم بالفنون الصناعية أو‬
‫أصول الصناعة‪ ،‬وتطبيق العلوم النظرية وتطويعها في المعامل لتستنبط منها أشياء عملية محسوسة‬
‫وملموسة‪.‬ولنا القول‪ :‬يعدم الفصل التام والدقيق بين نوعي البحوث العلمية النظرية والتطبيقية نظراً‬
‫للتالحم والترابط فيما بينها‪ ،‬فالبحث العلمي التطبيقي ال يحقق فوائده المرجوة إال إذا استند إلى البحث‬
‫العلمي النظري‪ .‬وكذلك البحث العلمي النظري‪ .‬فالبحوث اإلنسانية‪ ،‬ومنها االجتماعية يعتمد الكثير منها‬
‫إلى حد كبير على أجهزة تطبيقية‪ ،‬ومعدات إلكترونية دقيقة في تحقيق أغراضها وحسبنا القول هنا‪ :‬إن‬
‫التقدم التكنولوجي ما هو إال ثمرة بحوث نظرية سبقته‪ .‬النوع الثالث‪ :‬البحث العلمي األكاديمي تبعا ً لهذا‬
‫المعيار يقسم البحث العلمي إلى ثالثة أنواع‪ -1- :‬بحث البكالوريوس ‪ 2-‬يحث الماجستير‪ -3 .‬بحث‬
‫الدكتوراه‪ .‬األول – يحث البكالوريوس ُيعد أثناء الدراسة في مرحلة البكالوريوس‪ .‬أي أثناء سنوات‬
‫الدراسة الجامعية سواء في الكليات العلمية‪ ،‬أو األدبية‪ .‬وهو بحث تدريبي يقصد منه تدريب الطالب‬
‫الجامعي على كيفية إعداد البحوث‪ :‬توطئة إلعداد بحوث الماجستير والدكتوراه‪ .‬ولذا تنص معظم@ أنظمة‬
‫الجامعات على تدريس مادة مناهج البحث‪ ،‬أو حلقة البحث أثناء الدراسة الجامعية الدنيا‪ ،‬والعليا‪.‬‬
‫ويستهدف بحث البكالوريوس تدريب الطالب الجامعي على إعداد البحوث‪ ،‬ومن ثم تنمية مواهبه‬
‫وتوسيع مداركه وتنظيم أفكاره‪ ،‬والتعبير عما يجول في فكره من خواطر وأفكار‪ ،‬وفي أسلوب لغوي‬
‫جيد‪ ،‬سواء من حيث المفردات المنتقاة أو الجمل أو التعبيرات أو المصطلحات أو المحسنات اللفظية‬
‫كاالستعارة‪ ،‬والتحليل والبالغة والجناس‪ ،‬والطباق‪ ،‬والتورية ‪ ...‬الخ‪ .‬والنصائح المعطاة له‪ ،‬وكذلك‬
‫يتمثل في تنمية مواهبه‪ ،‬وقدراته الذهنية‪ .‬ومن المتفق عليه أن تكون عدد صفحات بحث البكالوريوس‬
‫حوالي ‪ 50‬صفحة‪ .‬الثاني – بحث الماجستير جيد على األقل وعلى اعتبار أن بحث البكالوريوس‬
‫تدريبي فال تشترط المثالية فيه‪ .‬ولذا فالقيمة العلمية لبحث البكالوريوس إنما يتمثل في إتباع الباحث‬
‫القواعد وإجراءات وخطوات إعداد البحث‪ ،‬ومن ثم في تطبيق التعليمات‪ ،‬واإلرشادات‬

‫وهو بحث تخصصي أعلى درجة من بحث البكالوريوس‪ ،‬ويشترط إلعداد بحث الماجستير حصول‬
‫الباحث على شهادة الدراسة الجامعية الليسانس بالنسبة للدراسات النظرية األدبية والبكالوريوس‬
‫بالنسبة للدراسات العلمية التطبيقية‪ ،‬ويتقدير‬

‫ويعتبر بحث الماجستير بحثا ً تخصصيا ً غرضه إضافة الجديد من العلوم والمعارف والثقافات وكذلك‬
‫تمكين الباحث من الحصول على تجارب أوسع نطاقاً‪ ،‬وأكثر دقة في اإلعداد والتحقيق‪ .‬فبحث‬
‫الماجستير امتحان الذكاء الباحث وموهبته واستعداداته وقدراته على مواصلة البحث والتأليف‬
‫والتحقيق‪ ،‬ومن ثم إضافة الجديد‪ :‬توطئة اإلعداد بحث الدكتوراه‪.‬‬
‫ولذلك تشترط معظم الجامعات لتسجيل بحث الماجستير حصول الطالب الجامعي في شهادته الجامعية‬
‫عال ال يقل عن جيد‪ .‬أي عن ‪ %675‬وفيما يطلق عليه بالمعدل‬
‫األولى أي البكالوريوس على تقدير ٍ‬
‫التراكمي وعدد صفحات بحث الماجستير المتفق عليها ‪ 300-200-‬ويصح أن يكون بحث الماجستير‬
‫في موضوع جديد‪ ،‬أو تحقيق مخطوطة‪.‬‬
‫الثالث – بحث الدكتوراه‬
‫وهو أعلى بحث تخصصي وهو قمة البحوث العلمية غرضه إضافة الجديد واألكثر عمقاً‪ ،‬وأصالة في‬
‫ميدان العلوم والذي من شأنه أن يثري المكتبة بأفكار جديدة‪ .‬ونظريات مبتكرة‪ ،‬وجزئيات علمية كثيرة‪.‬‬
‫ويكمن هدفه األسمى في تكوين الشخصية العلمية الجادة والمميزة في ميدان البحوث والعلوم‬
‫والتدريس واالستناد إلى الدكتور كمرجع علمي يتحمل مسؤولية المساهمة في النهضة العلمية‬
‫لمجتمعه‪ ،‬وضمن تخصصه‪ ،‬ويصح أن يكون بحث الدكتوراه في موضوع جديد مبتكر‪ ،‬أو تحقيق‬
‫دراسة المخطوطة‪.‬وعدد صفحات بحث الدكتوراه المتفق عليها أكاديميا ً ‪ 500-300‬واالتجاه الحديث‬
‫في الجامعات هو التقليل من عدد صفحات بحث الماجستير إلى مائة وخمسين والدكتوراه إلى ثالث‬
‫مائة‪ .‬ويتفق بحثا الماجستير والدكتوراه مع الشهادة الجامعية "الليسانس أو البكالوريوس" في نظام‬
‫الدرجات‪ ،‬وهي مقبول‪ ،‬وجيد‪ ،‬وجيد جداً‪ ،‬وممتاز‪ .‬ويمكن منح درجة جيد جداً‪ ،‬ودرجة ممتاز تشريفا ً‬
‫آخر‪ ،‬وهو درجة الشرف األولى أو الثانية‪ ،‬ومع توصية هي التبادل مع الجامعات تقتنيه في مكتباتها‪.‬‬
‫ويستفيد منه الباحثون فيها‪ .‬وهذا نظام قديم تخلت عنه الجامعات العربية حالياً‪.‬‬
‫وتحقيقا ً للفائدة المرجوة من البحث تنص أنظمة الجامعات إلى تخصيص مشرف واحد على البحث‪ ،‬أو‬
‫عدد قليل من البحوث أو بالتقليل بالنسبة لعدد البحوث التي يشرف عليها األستاذ الواحد كما تنص تلك‬
‫األنظمة أن يتمتع األستاذ المشرف بقدرة عالية وسمعة طيبة في ميدان البحوث والتأليف ومن الجدير‬
‫بالذكر أن لقب دكتور التيني في أصله يهودي في نشأته‪ .‬أطلقه اليهود على حاخام الشريعة اليهودية‪،‬‬
‫وأخذه عنهم المسيحيون‪ ،‬واطلقوه@ على قسيس علم الالهوت الشريعة المسيحية"‪.‬‬
‫وشعار الدكتوراه‪ :‬الروب‪ ،‬والخاتم والقبعة المربعة يلبسها الباحث أثناء وقوفه أمام لجنة المناقشة‬
‫البحثه وإال يحرم منه‪.‬‬
‫وتأخذ الجامعات في البلدان العربية واإلسالمية بشكلية الروب بالنسبة للباحث‪ ،‬ولكنها استبعدت الخاتم‪،‬‬
‫والقبعة@ ولنا التنويه هنا إن لقب دكتور ال يمنح إال لمن أعد يحثا ً في موضوع ما‪ ،‬وتقدم به للمناقشة‬
‫أمام لجنة شكلتها الجامعة التي سجل البحث في إحدى كلياتها‪ ،‬ويشترط بالنسبة ألعضاء لجنة‬
‫المناقشة‪ ،‬والمشرفين على البحث حصولهم على درجة الدكتوراه‪ ،‬وفي نفس الوقت لهم باع الطويل‬
‫في مجالي التدريس‪ ،‬والتأليف وإعداد ونشر البحوث‪ ،‬وبهذاتأخذ نظم التعليم في الجامعات العربية‪.‬‬
‫وتشترط أال تقل الرتبة الوظيفية للدكتور المشرف عن رتبة أستاذ مشارك أو أستاذ‬
‫ولنا التنويه أيضا ً‪ :‬إن أعلى درجة علمية تمنحها الجامعات في دول العام هي درجة الدكتوراه ولذا فإن‬
‫"البروفيسور" ال يحمل درجة أعلى من الدكتوراه‪.‬‬
‫ولكن أعطي له هذا اللقب تقديراً لخدماته الواسعة في مجالي التدريس والبحوث‪ ،‬والبروفيسور هو ما‬
‫نسميه في جامعاتنا باألستاذ‪ ،‬أو أستاذ كرسي سابقاً‪.‬‬
‫ولنا أن تفرق أيضا بين الطبيب غير المتخصص‪ ،‬والطبيب المتخصص‪ ،‬والذي أعد أطروحة الدكتوراه‪،‬‬
‫وهذا األخير له الحق فقط في لقب الدكتور‪ .‬وأما لقب دكتور الذي يتلقب به معظم األطباء العامون‬
‫وغير المتخصصين في عالمنا العربي اإلسالمي هو من قبيل التجاوز وكلمة دكتور التينية هي "‬
‫‪ "doctor‬يكتبها األطباء غير المتخصصين باألحرف العربية‪ ،‬ومعناها طبيب‬
‫ولنا أن ننوه أيضا ً إلى أن لقب الدكتوراه الفخرية" ليست لقبا ً أكاديميا ً وتمنحه الجامعات عادة ألفراد‬
‫اتسمت خدماتهم بالنبل والسداد كرؤساء الدول‪ ،‬وكالمختصين في بعض الفنون والعلوم‪.‬‬
‫وبالنسبة لنظام التعليم الحديث‪ .‬وهو نظام الساعات يشترط على باحث الدكتوراه لتسجيل خطة البحث‬
‫اإلعداد الدكتوراه الحصول على المعدل التراكمي في امتحانات مواد الماجستير‪ ،‬وهي ثمانون درجة فما‬
‫فوق أي تقدير جيد جداً‬
‫ويشترط على باحث الماجستير لتسجيل خطة البحث إلعداد الماجستير الحصول على درجة جيد في‬
‫البكالوريوس‪ ،‬وعالمة ‪ 75‬أي عالمة المعدل التراكمي في امتحانات مواد الماجستير‪.‬‬
‫ولنا أن ننوه إن الرتب األكاديمية بالنسبة لحاملي الدكتوراه‪ ،‬والذين يعملون في التدريس األكاديمي في‬
‫الجامعات تبدأ بأستاذ محاضر ‪ ،‬أو أستاذ مساعد ثم أستاذ مشارك ثم أستاذ (بروفيسور)‪ .‬وتشترط‬
‫أنظمة الجامعات‪ .‬ومنها العربية عادة للترقية أو للترفيع من رتبة إلى أخرى شروطا ً أهمها‪:‬‬
‫‪ 1‬مرور فترة زمنية على عمل الدكتور في التدريس األكاديمي ال تقل عن خمس سنوات‪.‬‬
‫‪ 2‬بالنسبة لترقية الدكتور المحاضرة أو المساعد إلى دكتور مشارك ُيشترط أن يعد وينشر عدداً من‬
‫األبحاث ال تقل عن ثالثة إلى خمسة‪ ،‬وبالنسبة لترقية الدكتور المشارك إلى أستاذ الدكتور خمسة إلى‬
‫عشرة أبحاث في مجالت محكمة معترف بها‪ ،‬ولها قيمة علمية كمجالت الجامعات والمؤسسات‬
‫واألكاديميات والكليات والمعاهد العلمية‬
‫‪ - 3‬تأليف الدكتور لعدد من المراجع والمؤلفات األكاديمية‪ ،‬والمتعلقة بتخصصه تحدد جامعته عددها‪.‬‬
‫‪ 4‬يشترط في البحث أن يكون جديداً‪ ،‬ولم ينشر من قبل‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يطبع البحث بواسطة الحاسوب‪ ،‬وبعدد صفحات تحددها جامعته‬
‫‪- 6‬أن يرفق مع البحث ملخص له باللغة العربية‪ ،‬وآخر باللغة اإلنجليزية‪.‬ولنا أن ننوه في هذا الموقع ‪-‬‬
‫إنه وبما أن لقب "دكتور " التيني المنشأ‪ ،‬ويهودي األصل‪ ،‬ويطلق على حاخام الشريعة اليهودية‪،‬‬
‫وعلى قسيس الشريعة المسيحية‪ ،‬فإننا نقترح أن يستبدل بلقب "حكيم"‪ .‬وهذا ولنا أن ننوه في هذا‬
‫الموقع – إنه وبما أن لقب "دكتور " التيني المنشأ‪ ،‬ويهودي األصل‪ ،‬ويطلق على حاخام الشريعة‬
‫اليهودية‪ ،‬وعلى قسيس الشريعة المسيحية‪ ،‬فإننا نقترح أن يستبدل بلقب "حكيم"‪ .‬وهذا الذي يتالءم‬
‫مع ثقافتنا العقدية‪ ،‬والعلمية والبحثية‪ ،‬والمنهجية‪ ،‬وفي نفس الوقت نرى أنه أعلى من لقب "دكتور"‪،‬‬
‫ولو من وجهة نظرنا‪ ،‬فحسب أنواع أخرى من البحوث‬

‫أوالً – التقرير‬
‫غرضه جمع حقائق معينة‪ ،‬أو توصيات محددة إلذاعتها‪ ،‬وتبليغها للناس ويعبر بحث التقرير عن‬
‫القرارات أو التوصيات التي أقرها مؤتمر من المؤتمرات‪ ،‬أو ندوة من الندوات العلمية‪.‬‬

‫ثانيا ً – المقالة‬
‫عرضها عرض معلومات سابقة فقط وال تعد بحثا ً بمعنى الكلمة‪ .‬وتختلف عنه في أنها ال تضيف شيئا ً‬
‫إلى المعرفة اإلنسانية‪ ،‬وال يلتزم كاتب المقالة بقواعد وإجراءات البحث كتقسيماته إلى مقدمة وأبواب‬
‫وفصول وخاتمة وفهرس للمراجع وكذلك كالتخريج للنصوص المنقولة باإلشارة إلى مصادرها‪.‬‬
‫والمقالة مجرد تعبير عن رأي الكاتب ال يقدم جديداً‪ ،‬وإنما يدون مالحظات‪ ،‬ويضع استفسارات‪،‬‬
‫ويعرض تحليالت شخصية وبأسلوب يثير رغبة القارئ‪ ،‬وتشوقه إلى معرفة رأي الكاتب واستنتاجاته‬
‫المبنية في الغالب على مالحظات مطلقة‪ ،‬وغير محددة ولذا فالمقالة تتسم بالسمة الشخصية في‬
‫التعبير‪ ،‬وتؤصل شخصية الكاتب في آرائه‪ .‬ومالحظاته‪ ،‬وتدويناته دون أن تأتي بجديد وهذا على‬
‫‪3‬‬
‫خالف البحث العلمي‬

‫‪ 3‬كتاب البحث العلمي منهجية البحوث و الرسائل الجامعية باكالوريوس ‪،‬ماجستير‪،‬دكتوراه ل دكتور غازي عناية ‪،‬الطبعة اال ولى ‪،2016‬عمان‬
‫دار المناهج للنشر و التوزيع صفحة ‪ 87‬الى ‪91‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬مجاالت البحث العلمي‬

‫ذكر المؤرخ الذي المعروف ( حاجي خليفة ) في كتابه ( كشف الضون عن أسامي الكتب والفنون ال‬
‫إلى التأليف والبحث ال يخرج عن أن يكون في سبعة أنواع‪ ،‬ونصت عباراته الشهيرة ( التأليف في‬
‫سبعة أنواع ) ال يؤلف‬

‫علم عاقل إال فيها‪ ،‬وهي‬

‫‪ 1‬إما إلى شيء لم يسبق إليه فيخافه‬


‫‪ .2‬أو في ناقص ببتم‬
‫‪ 3‬أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من‬
‫أو شيء متفرق فيجمعه‬
‫او تر مختلط برتبه‬
‫أو شيء‪ ،‬معلق يشرحه‬
‫أو شيء أخطأ فيه فيصلحه‬
‫وتتحقق المجاالت عادة بالدراسات اإلنسانية‪ ،‬والشرعية‪ ،‬والقانونية واالجتماعية‪ ،‬واألدبية والنظرية‬
‫والك أكثر من الدراسات العلمية‪ ،‬والتطبيقية‪ ،‬والكونية وتكون عند توافر حالة من حاالت عدم الوضوح‬
‫في موقف ماء أو حالة عدم التأكد أو حالة حقيقة في ماء أو نقص المعرفة منها‪ .‬وبحيث لصبح وظيفة‬
‫الباحث استكشافية‪ ،‬أو إضافية‪ ،‬أو توضيحية‪ ،‬أو إكمالية‪ ،‬وذلك من خالل دراساته وتحليالته‪ ،‬وتطيالته‬
‫وتوفي حاله ويمكن تحديد مجاالت البحث العلمي في‬

‫أوالً‪ ،‬الوصول إلى المحمول‪ ،‬وكشف حقيقة جديدة بتناول مقدمات و دراسات وقضايا ومشكالت ونتائج‬
‫ودراستها‪ ،‬وتحليلها في إطار فكري متناسق ليصل إلى المجهول بريد كلفه وإثباته‪ .‬ومثال ذلك الكتابة‬
‫في موقف اإلنسان من التأمين وموقف القانون من زرع األعضاء وأطفال األنابي المصالح المرسلة‬
‫وتوظيفها في دراسة‪ ،‬ومعالجة القضايا المستجدة العنصر الموسيقي في صوتيات اللغة العربية التوهم‬
‫في الدرس النحوي والتصريفي التجديد في الفقه الجديد في اجتهادات محكمة العدل العليا اإلدارية ثانيا‬
‫جمع متفرق وذلك بجمع مسائل وفتاوى‪ ،‬وأراء‪ ،‬وقضايا‪ ،‬وأحكام@ متفرقة في بطون كتب التراث‪،‬‬
‫وتحتاج إلى بحث واستقراء شقيق ليصل إلى تصور شامل لهذا المتفرق ثم وضعه في صورة واحدة‬
‫متكاملة األطراف والعناصر‪ ،‬وهو ال يان بجديد‪ ،‬ولكنه مثمر‪ ،‬ومفيد‪.‬‬

‫الخيار في الفقه@ اإلسالمي االستحسان من الذرائع الخ‬


‫أسلوب النقي في النحو العربي‪.‬‬

‫‪ .‬شروط االجتهاد‬

‫قواعد الجرح والتعديل‬

‫شروط قبول الحديث أساليب االستغراق والشمول في التجو‬

‫الوئام العليل الغزل في الشعر العربي‬

‫فتاوى وأحكام@ محكمة العدل العليا‬

‫التشريعات القانونية التربوية‬

‫الفتاء إكمال نافس‬

‫معالجة قضايا ومشكالت سابقة غير مستوفية لمعلوماتها‪ ،‬وأعراضها وعناصرها لعدم توفر األكالت أو‬
‫موتهم‪ ،‬أو نقص المراجع‪ ،‬فالباحث يكتشف عناصر جديدة يمكن أن تضاف الموضوع ويستعمل أدوات‬
‫لم تكن متاحة من قبل كأدوات التصوير‪ ،‬أو الكاميرات أو األقمار الصناعية ويظهر هذا جلية في‬
‫الموضوعات العلمية وبحيث يعاد دراسة الموضوع الستوق ما كان ناقصا ً مثل النظريات النظرية‬
‫الموقف الفعلي في القانون ومثل الكتابة من الشخصيات كالشعراء مثل المتنبي‪ ،‬وأبو العتاهية‪ ،‬ومثل‬
‫التلحينات في الجمع العثماني رابعا ً الفصيل مجمل ومثاله المنول‪ ،‬والشروح والمتون وهي رؤوس‬
‫المادة‪ ،‬ويشرحها صاحبها‪ ،‬أو غيره مثل تفاسير القوانين ومثل ألفية ابن مالك في النحو والنفسي‪،‬‬
‫واألحاديث حاسا تهذيب مطول باستبعاد الحشوة والفصول‪ ،‬والبديهيات والجزائيات المستغنى عنها‪،‬‬
‫وتسمى هذه التهذيب مثل تهذيب األغاني وتهذيب السعد التفتازاني‪ ،‬وتهذيب التوضيح الصدر الشريعة‬
‫عبد هللا بن مسعود الحنفي اختصار إحياء علوم الدين مناهج المقتصدين البن قدامة المقدسي تهذيب‬
‫معا ابن هشام العبد السالم هارون‪ ،‬وسلسلة تهذيبيات كتاب الكمال البن قدامة المقدسي‪ ،‬وهي‬
‫تهذيب الكمال المعزي)‪ ،‬والهنياله‬
‫‪ .‬تهذيب التهذيب االبن حجر العسقالني‬
‫‪ .‬تلعيب التهذيب اللذهبي)القريب التهذيب االبن حجر)‬
‫م الكاشف الذهبي)‬
‫‪ .‬كتاب مشارع األشواق إلى مصارع العشاق األحمد بن إبراهيم النحاس االستانلي) ‪14‬هـ ‪ .‬هدية‬
‫الدكتور‬
‫صالح عبد الفتاح الخالدي ‪ -‬عمان ‪1998‬م‬
‫سادنا اختصار مرکب (موسع)‬
‫باختبار أهم الموضوعات‪ ،‬واختصار الشرح‪ ،‬والمتون‪ ،‬واستبعاد المكررات‪ ،‬واستخدام اهل المفردات‬
‫واألساليب والتعبيرات وتبسيطها بالعبارات األكثر وضوحاً‪ ،‬وسهولة واألقرب منها األمان القراء‬
‫ويتناول هذا المجال عادة اختصار الكتب المؤلفة قديمة وبعبارات يصعب فهمها على القارتين في هذه‬
‫األيام‪ .‬وأمثلته‪ ،‬كتاب البرهان في علوم القرآن" للعام الزركشي‬
‫الحكرة اإلمام السيوطي في كتابه بعنوان "اإلتقان في علوم القرآن ونفس الكتاب اإلتقان في علوم‬
‫القرآن اختصره الدكتور غازي عنابة في كتابه "هدى الفرقان في علوم القرآن"‬

‫سابعا ً التعقيبات والطائف‬


‫التعقيب على بحوث سابقة‪ ،‬أو نقص ما فيها من قضايا أو كشف ما فيها من زيف أو تخطئة ما ورد‬
‫فيها من ارام واقوال‪ ،‬وفتاوي واجتهادات مثل تهافت الفالسفة العراقي‪ ،‬وتهافت التهافت االبن و على‬
‫النحان كلين عضاء القرطبي"‪ ،‬وكتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كالم الشيعة‪ .‬على هاتوتو‬
‫للشيخ محمد عبده"‪ ،‬وكتاب اإلسالم والنصرانية مع العلم والمدنية"‪.‬‬
‫منا ً تأصيل وتحليل الشخصية كشخصية أن العلماء‪ ،‬ونتائجه العلمية‪ ،‬وما له وما عليه علميا ً ومنترك‬
‫ومنجيته‪ ،‬وأثاره وعلمه‪ ،‬وعليه والرد عليه – وهو شائع في رسائل الماجستير والدكتوراه في‬
‫الشريعة اإلسالمية للسعة تحقيق النصوص‬
‫يتعلق بتحقيق المخطوطات‪ ،‬وأهمها خطوة تحقيق النص‪ ،‬وعادة تقليم البحوث تبعا ً لعدد المخطوطات‬
‫‪4‬‬
‫المدروسة‬

‫‪ 4‬كتاب البحث العلمي منهجية البحوث و الرسائل الجامعية باكالوريوس ‪،‬ماجستير‪،‬دكتوراه ل دكتور غازي عناية ‪،‬الطبعة اال ولى ‪،2016‬عمان‬
‫دار المناهج للنشر و التوزيع صفحة من ‪122‬الى‬
‫المطلب االرابع ‪ :‬أركان البحث العلمي‬

‫وهي الشكل والمنهجية‪ ،‬والموضوع‬


‫وتشكل هذه األركان الثالثة جوهر البحث‪ ،‬ومحور المناقشة بالنسبة ألبحاث الماجستير والدكتوراه‪.‬‬
‫الركن األول الشكل‬
‫‪ I‬ويعني التنظيم الهيكلي للبحث أي شكل البحث بأقسامه‪ ،‬وصفحاته ابتداء من صفحة الغالف حتى‬
‫صفحة فهرسة المراجع‬
‫‪_ 1‬شكلية صفحة الغالف الخارجي حيث يكتب عليه‪ ،‬وفي أعاله في أقصى اليمين‪ :‬اسم الجامعة‪ ،‬وتحنه‬
‫اسم الكلية‪ ،‬وأسفل منه الدراسات العليا‪ ،‬وفي أسفل منه القسم‬
‫ويكتب في الوسط األعلى عنوان البحث وفي أسفل منه اسم الباحث‪ ،‬ويكتب في الوسط األدنى‪ :‬اسم‬
‫المشرف على البحث ويكتب في أسفل@ عنه‪ :‬أسماء أعضاء لجنة المناقشة‪.‬‬
‫ويكتب أسفل الصفحة السنة بالهجري والميالدي‪.‬‬
‫‪_2‬شكلية صفحة اإلهداء ويفضل أن تخصص ألهل العلم والخدمات اإلنسانية‪.‬‬
‫‪_ 3‬شكلية صفحة محتويات البحث ‪ -‬أي األبواب والفصول‪ ،‬والمباحث‪ ،‬والمطالب‪ ،‬وعناوينها‪ ،‬وبشكل‬
‫محكم ومترابط‪.‬‬
‫‪_ 4‬شكلية صفحة التمهيد ‪ -‬ويذكر فيها أصحاب االختصاص بما فيهم المشرف‪ ،‬والذين ساهموا في‬
‫إعداد البحث‪.‬‬
‫‪ - 5‬شكلية صفحة المقدمة ‪ -‬وبعناصرها الثمانية كالتعريف بالبحث‪ ،‬وأهميته‪ ،‬والمنهجية المتبعة في‬
‫إعداده‪،‬الدراسات السابقة له وعوائقه‪ ،‬والغرض منه‪ ،‬والمساهمين في إعداده والعناوين الرئيسية‬
‫كاألبواب‬
‫‪_ 6‬شكلية صفحة المشكلة ‪ -‬وتتضمن عناصر‪ ،‬وأفكار البحث الرئيسة‪ ،‬وصور صباغتها إما بالعبارة‬
‫التقريرية الخبرية‪ ،‬وإما بصيغة السؤال‬
‫‪ 7-‬شكلية صفحة الفرضية ‪ -‬وتتعلق باإلجابة على مشكلة البحث بصيغة اإلثبات‪ ،‬أو بصيغة النفي‪.‬‬
‫‪ - 8‬شكلية صفحة الخاتمة ‪ -‬وتتضمن الخالصة‪ ،‬والنتائج التي توصل إليها الباحث مع رأيه بالتأييد‪ ،‬أو‬
‫المعارضة‪.‬‬
‫‪_ 9‬شكلية صفحة الفهارس ‪ -‬بذكر اسم المؤلف ثم اسم الكتاب وسنة نشره‪ ،‬والجزء والطبعة‪ ،‬ودار‬
‫النشر‪ ،‬والبلد‪.‬‬

‫‪ - 10‬شكلية التخريج – بالتذييل في أسفل الصفحة لكل نقل حرفي أو اقتباس بذكر اسم المؤلف‬
‫والكتاب‪ ،‬ودار وسنة النشر‪ ،‬ورقم الصفحة‪ .‬وذكر اسم السورة ورقم اآلية‪ ،‬ورواة الحديث‪ ،‬وأسماء‬
‫المراجع المقتبس منها‬
‫‪_ 11‬شكلية عالمات الترقيم – أثناء صياغة البحث كالفاصلة‪ ،‬والنقطة‪ ،‬والنقطتان‪....‬الخ‪.‬‬
‫‪ -12‬شكلية المختصرات – مثل الخ‪ ،‬وصب ‪ .‬و‪.....‬‬
‫‪ 13‬شكلية ترقيم الصفحات ‪ -‬سواء بوضع األرقام في أسفل الصفحة‪ ،‬أو أعالها‪.‬‬
‫‪ 14‬شكلية الطباعة والتجليد‪.‬‬
‫الركن الثاني – المنهجية‬
‫وتعني منهجية إعداد البحث‪ ،‬وطريقته‪ ،‬وكيفية@ اختيار الموضوع‪ ،‬وخطواته‪ ،‬وصياغته وتتعلق‬
‫المنهجية بركنيه اآلخرين الشكل‪ ،‬والموضوع‪.‬‬
‫ويمكن تأصيل المنهجية ضمن العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ _ 1‬منهجية اختيار الموضوع أي العنوان ‪ -‬والذي يكون عادة من قبل الباحث نفسه‪ ،‬أو من قبل أستاذه‬
‫المشرق‪ ،‬أو من قبل مجلس القسم‪ ،‬أو الكلية‪.‬‬
‫‪_ 2‬منهجية إعداد الخطة ‪ -‬بتقسيم البحث إلى أبواب ثم فصول‪ ،‬ثم مباحث‪ ،‬ثم مطالب ثم الفروع ثم‬
‫البنود‪ .‬وهذا التقسيم المنهجي لبحثي الماجستير والدكتوراه‪.‬‬
‫‪_ 3‬منهجية جمع المراجع والمصادر ‪ -‬وتشمل القديمة والحديثة‪ ،‬والدوريات‪...‬الخ‬
‫‪ _ 4‬منهجية جمع المادة العلمية ‪ -‬أي طرقها‪ ،‬ووسائلها كالقراءة‪ ،‬والسماع والمالحظة‪ ،‬والمقابلة‪،‬‬
‫واالستبيان‪.‬‬
‫‪_ 5‬منهجية الصياغة – أي صياغة المادة العلمية وهي مادة العناوين كاألبواب والفصول‪ ،‬والمباحث‪،‬‬
‫والمطالب بالترتيب المحكم للمعلومات وااللتزام بالموضوعية‪ ،‬واالستعمال الصحيح للمعلومات‪،‬‬
‫واألساليب‪ ،‬والمناهج العلمية‪ ،‬ومناقشةالهادئة من قبل الباحث‪ ،‬وإظهار شخصيته وسيطرته على بحثه‬
‫إلى غير ذلك من عناصر الصياغة المشروحة في خطوة صياغة البحث‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪_ 6‬منهجية الترتيب أي ترتيب البحث من صفحة الغالف حتى فهرسة المراجع‪ ،‬والتي تكون كالتالي‪،‬‬

‫‪ 5‬كتاب البحث العلمي منهجية البحوث و الرسائل الجامعية باكالوريوس ‪،‬ماجستير‪،‬دكتوراه ل دكتور غازي عناية ‪،‬الطبعة اال ولى ‪،2016‬عمان‬
‫دار المناهج للنشر و التوزيع صفحة ‪ 104‬الى ‪106‬‬
‫المبحث ثاني ‪ :‬طبيعة البحث العلمي‬

‫المطلب االول ‪ :‬خصائص البحث العلمي‬


‫المطلب ثاني ‪:‬مكونات البحث العلمي‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مناهج البحث العلمي‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬مخاطر البحث العلمي‬
‫المطلب االول ‪ :‬خصائص البحث العلمي‬

‫في الواقـع تشترك أنماط أو نمـاذج البحث العلمي المتعددة والمستخدمة في التخصصات‬
‫(‪ )Disciplines‬أو المجاالت (‪ )Filds‬بعدة خصائص‪ ،‬والتعاريف السابقة العرض قد تشكل بعضا من‬
‫تلك الخصائص والمميزات المستخلصة حيث يمكن إيجازها في النقاط التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التنظيميـة (‪ )Organizing‬والنسـقية (‪ 1: )Systématisation‬فالبحث العلمي بحث منظم (‬
‫‪ )Organised‬ومضبوط (‪ ) Systematic‬كونه عملية استقصاء منظمة‪ ،‬وهذه األخير في عرضها‬
‫لنتائجها الجزئية أو الكلية‪ ،‬تشير إلى المواد الخام الداخلة في الحجة أو البرهان‪ ،‬كما تشير إلى‬
‫العمليات المنطقية التي اعتمدت لجمع مختلف هذه المواد‪ ،‬وإعادة تصنيفها‬
‫‪6‬‬
‫وترتيبها للوصول إلى استنتاجات موثوقة‪.‬‬

‫ثــانيــا‪ :‬التــراكميــة (‪ :)Accumulation‬لقد أصبح من المؤكد أن كل نتيجة علمية إال‬


‫وتكون قد ضربت بجذورها داخل أعمال وبحوث علمية سابقة أو في اكتشافات قد تمت في ميادين‬
‫علمية ومعرفية أخرى أو هما معا‪.‬‬

‫ثــالثــا‪ :‬البحث عــن المـوضـوعيـة ‪ :Research for Objectivity1‬يعلن العالمة‬


‫يورغن هابرماس (‪ )Y.Habermas‬أن المعرفة وال سيما المعرفة االجتماعية‪ ،‬مرتبطة بالمصالح‬
‫االجتماعية للفاعلين االجتماعيين‪ ،‬فليس ثمة شك على اإلطالق أن مفاهيم ونظريات الباحثين في العلوم‬
‫االنسانية واالجتماعية تتأثر غالبا بمصالحهم وبصورة أعم‪ ،‬بااللتزامات التي يفرضها عليهم أو‬
‫يقتضيها وضعهم ودورهم االجتماعي‪ ،‬وكذلك بأحكامهم المسبقة أو بمفاهيمهم المسبقة بتعبير "دوركا‬
‫يم" والتي يمكن أن تنجم عن انتماءاتهم إلى إطار اجتماعي وتاريخي خاص‪ .‬ال ريب أن النقد الذاتي‪،‬‬
‫خاصة النقد الداخلي للنظريات‪ ،‬أي نقد تماسك المقترحات المكونة لنظرية معينة وإمكانية قبول‬
‫المفاهيم المستعملة مثال‪ ،‬هو طريق أول للبحث العلمي ومن ثم للتقدم العلمي‪ ،‬بل ورهان للعلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية وحتى الطبيعية‪ .‬وأما الطريق الثاني فهو طريق النقد الخارجي‪ ،‬أي نقد‬
‫المواجهة@ بين النظريات‪ ،‬في مقدماتها ونتائجها‪ ،‬فالباحث العلمي يجتهد في استعراض كل المواقف‬
‫واآلراء‪ ،‬ما استطاع إلى ذلك سبيال‪ ،‬وهذا بغض النظر عن درجة اتفاقه أو معارضته لها‪ ،‬وله أن يبين‬
‫بعد ذلك وجهة نظره الشخصية بشكل واضح و مشيرا بشكل صريح أن هذا هو رأيه‪ ،‬تاركا الحكم‬
‫للقارئ المتخصص الذي بإمكانه مساعدته ‪ -‬بصفة مباشرة أو غير مباشرة ‪ -‬على تعزيز نسبية مواقفه‬
‫وآرائه و تصوراته‪ ،‬بل وأحكامه المطلقة إن وجدت‪ .‬لهذا تظل مسألة الموضوعية مشروع غير منتهي‬

‫أبوزينة‪ ،‬فريد كامل وزمالؤه‪ ،‬مناهج البحث العلمي‪ ،‬طرق البحث النوعي‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬ط‪ ،‬الثانية‪ ،‬عمان‪ ،2007 ،‬ص ‪19 18‬‬ ‫‪6‬‬
‫وغير مكتمل نظرا لصعوبة التمييز بدقة بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي في العلوم االنسانية و‬
‫‪7‬‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫رابعــا‪ :‬الهــدفيــة (‪ : )Purposiveness‬وتعني وجود هدف أو مجموعة أهداف محددة‬


‫لكل بحث علمي‪ ،‬يسعى الباحث أو فريق البحث إلى تحقيقها في المكان و الزمان‪ ،‬على أقل تقدير‪ ،‬فهي‬
‫بمثابة المنارة التي توجهه في جميع مراحل بحثه‪ .‬خــامسـا‪ :‬قـابليــة االختبـار أو التجريب (‬
‫‪ 2:)Testabilité and Expérimentation‬يعني التجريب بالنسبة لإلنسان العادي‪ ،‬االسترشاد‬
‫بالخبرة العملية (الواقع المعاش)‪ ،‬أما بالنسبة للباحث فمصطلح التجريب (‪،)Expérimentation‬‬
‫يعني االسترشاد باألدلة والبراهين التي تم الحصول عليها من خالل أساليب البحث والتطبيق العملي أو‬
‫‪8‬‬
‫المختبري‪ ،‬وليس من اآلراء واالعتماد على المرجعيات النظرية فقط‪.‬‬
‫ســادســا‪ :‬قــابليــة التحقــق أو التثبت‪ 3: )Vérification( :‬يمكن التحقق من نتائج دراسة ما إما‬
‫باستخدام تصاميم أخرى أو أدوات مختلفة لها نفس خصائص أدوات هذه الدراسة‪ ،‬كما يمكن تكرار‬
‫الدراسة نفسها على عينات أو مجموعات مشابهة لها كما هو الحال في الدراسات الكمية‪ ،‬مقارنة‬
‫بالدراسات النوعية التي تعتبر وقائع ومواقف وخبرات فريدة من نوعها قد ال تنطبق عليها نفس‬
‫معايير المقاربات الكمية (األسلوب اإلحصائي) حيث مازالت مسألة قابلية التحقق تطرح مشاكل‬
‫ابستيمولوجية‪ ،‬مرتبطة بطبيعة الموضوع نفسه‪ ،‬ومدى موضوعية الباحث تجاه بحثه‪،‬‬
‫وقوة األدلة والبراهين المقدمة و غيرها من اإلشكاالت ‪.9‬‬

‫سابعا‪ :‬قــابليــة التعميــم (‪ 1: )Generalizability‬هي القدرة على االستفادة من نتائج البحث‬


‫التي توصل إليها الباحث في المكان والزمان‪ ،‬إنها الخروج بقواعد عامة يستفاد منها في تفسير‬
‫ظواهر مشابهة‪ ،‬وكلما كانت نتائج البحث قد احترمت خطوات المنهج العلمي بصرامة كلما زادت قيمة‬
‫‪10‬‬
‫البحث وفائدته التعميمية‪ ،‬خاصة في البحوث الكمية‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬المــرونــة ( ‪ 2: )Flexibility‬تمثل المرونة خاصية أساسية في البحث العلمي حيث‬
‫من المفترض عدم وجود قواعد أو معايير جامدة قد تساهم – بصفة مباشرة أو غير مباشرة – في‬
‫عملية إعاقة البحث العلمي الجاد‪ ،‬لكن إن وجدت‪ ،‬فعلى الباحث أو فريق البحث‪ ،‬التسلح‬
‫‪11‬‬
‫بالروح النقديـة (النقــد الذاتــي البنــاء) والعقلية المتفتحة‪.‬‬

‫‪ 7‬النجار‪ ،‬فايز جمعة وآخرون‪ ،‬أساليب البحث العلمي‪ :‬منظور تطبيقي‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬ط‪ ،‬الثانية‪( ،‬مزيدة ومنقحة)‪ .‬عمان‪ ،2010 ،‬ص ‪27‬‬
‫‪ 8‬أبوزينة‪ ،‬فريد كمال وآخرون‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،20‬و لالستزادة حول أهمية االختبار والتجريب‪ ،‬وبعض حدودهما االبستيمولوجية‪ ،‬راجع‬
‫مثال‪:‬‬
‫‪Angers Maurice, Op, cit. pp 151-161 et pp 199-206 -‬‬
‫‪Angers. M, Op, cit, pp370-371.10 9‬‬
‫‪ 10‬النجار فايز جمعة وآخرون‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪ ، 28،27‬ولالستزادة حول نسبية التعميم‪ M‬من الناحية االبستيمولوجية‪،‬‬
‫راجع مثال‪:‬‬
‫‪.Grawitz M.,Méthodes des sciences sociales,EdsDalloz,11ème éd‬‬
‫‪ - 11‬النجار فايز جمعة وآخرون‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،29‬ولالستزادة حول مسألة المرونة من الناحية االبستيمولوجية‬
‫المطلب الثاني ‪:‬مكونات البحث العلمي‪:‬‬
‫‪: ١‬عنوان البحث‪ ،‬وهو عنصر مهم في البحث العلمي يدل على البحث‪ ،‬ويجب أن يكون واضحا ً ومحدداً‬
‫لطبيعة البحث إن كان وصفيا ً أو تحليلياً‪.‬‬
‫‪: ٢‬اإلهداء والشكر‪ ،‬ويكون اإلهداء للشخص الذي يريده الكاتب‪ ،‬إضافة إلى شكر األشخاص الذين مدوا‬
‫يد العون له في بحثه‪ ،‬وخاصة األستاذ المشرف عليه‪.‬‬
‫‪ّ ٣‬‬
‫‪:‬ملخ ص البحث‪ ،‬ويشمل الموضوعات التي تطرق إليها الباحث في بحثه‪ ،‬واألفكار الرئيسية ولكن من‬
‫دون تعمق أو شرح‪:٤ .‬الفصل األول‪ ،‬ويتكون الفصل األول من مقدّ مة البحث‪ ،‬وعلى المعلومات من‬
‫العام إلى الخاص‪ ،‬وتتضمن مشكلة الدراسة الرئيسية في البحث‪ ،‬ومن ثم ذكر األسئلة والفرضيات‪،‬‬
‫ويجب على الباحث أن يفرق بين األهمية واألهداف التي تطرق إليها في بحثه‪.‬‬
‫‪: ٥‬الفصل الثاني هو يتمثل في كتابة المعلومات الموثوقة‪ ،‬والدراسات السابقة التي تتشابه في تناولها‬
‫لموضوع بحثه‪ ،‬ويضع الباحث رأيه بعد كل فكرة ولكن باختصار‪.‬‬
‫‪: ٦‬الفصل الثالث‪ ،‬وهو طريق دراسة البحث والمنهج الذي اتبعه الباحث‪ ،‬ومتغيرات الدراسة المستقلة‪،‬‬
‫والصدق والثبات‪ ،‬فالصدق أداة الدراسة وعرضها‪ ،‬وإخراج النتائج‪.‬‬
‫‪: ٧‬الفصل الرابع‪ ،‬عرض النتائج التي توصل إليها البحث‪ ،‬وذلك باإلجابة عن األسئلة التي تتضمنها‬
‫الدراسة‪ ،‬ووضع تحليالت وبيانات ّ‬
‫يلخص الباحث فيها النتائج‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ ،‬وهو عبارة عن النتائج والتوصيات‪ ،‬وصياغتها‪ ،‬وعرضها باختصار‪،‬‬
‫وتفسيرها‪.‬‬
‫المالحق‪ :‬بوضع استبانة أو مقابلة أو تقارير‪ .‬قائمة المصادر والمراجع‪ :‬وبها يذكر الباحث المراجع‬
‫‪12‬‬
‫العربية واألجنبية التي عاد إليها في بحثه‪،‬وترتيبها مع اسم المؤلف وأرقام الصفحات‬

‫‪ 12‬الموقع اإللكتروني ‪www.mobt3ath.com‬‬


‫مطلب الثالث ‪ :‬مناهج البحث العلمي‬

‫المنهج الوصفي‪:‬‬

‫يعتبر المنهج الوصفي من أبرز وأهم أنواع مناهج البحث العلمي‪ ،‬ويستخدم في دراسة وتحليل‬
‫اإلشكاليات والموضوعات ذات النزعة الوصفية‪ ،‬بمعنى التي يتوافر لها معلومات بصورة غير عددية‪،‬‬
‫وال يكاد يخلو بحث علمي منه‪ ،‬وخاصة األبحاث االجتماعية‪.‬‬

‫تتمثل الخطوات@ المرتبطة بالمنهج الوصفي في تحديد المشكلة محل البحث‪ ،‬وجمع أكبر قدر من‬
‫البيانات والمعلومات عنها‪ ،‬وفي ضوء ذلك يتم وضع فرضيات أو أسئلة ُتمثل تخمينات لحلول المشكلة‪،‬‬
‫وبعد ذلك تقديم الشروح‪ ،‬وإجراء التحليالت اإلحصائية‪ ،‬واستخالص النتائج والقرائن‪ ،‬واختبار‬
‫الفرضيات؛ للتأكد من مدى االعتمادية عليها من عدمه‪.‬‬

‫من أهم المميزات التي يتسم بها المنهج الوصفي‪ :‬يكشف خبايا الظواهر الوصفية بدقة‪ ،‬ويدرس‬
‫العالقات بين المتغيرات‪ ،‬ويعتد على التحليل والموضوعية في جمع المعلومات‪.‬‬

‫من أهم عيوب المنهج الوصفي‪ :‬إمكانية التحيز في بعض اإلجراءات من جانب الباحثين‪ ،‬وعدم التوصل‬
‫لبيانات صحيحة في أحيان كثيرة‪.‬‬

‫المنهج التاريخي (االستردادي)‪:‬‬


‫ُت عد المعرفة التاريخية لبعض الظواهر االجتماعية على قدر كبير من األهمية؛ من أجل فهم الواقع‪،‬‬
‫ومن هذا المنطلق تظهر الحاجة للمنهج التاريخي كـأحد أهم أنواع مناهج البحث العلمي‪ ،‬والذي يطلق‬
‫عليه كذلك مسمى المنهج االستردادي؛ ويستهدف ترجمة العالقات والمفاهيم‪ ،‬حيث إنه ُيعد بمثابة‬
‫استرجاع لألحداث المؤرخة الماضية‪ ،‬ومن أهم العلماء الذين استخدموا المنهج التاريخي في دراساتهم‬
‫التي أثرت المعارف المختلفة كل من‪ :‬ماكس فايبر‪ ،‬وابن خلدون‪ ،‬وكارل ماركس‪ ،‬وابن رشد‪،‬‬
‫وساعدهم ذلك على بناء نظريات استمرت عبر التاريخ‪.‬‬

‫تتمثل خطوات المنهج التاريخي في اختيار موضوع بحثي معين‪ ،‬ويلي ذلك قيام الباحث بجمع‬
‫المعلومات التاريخية في ظل حدود زمانية ومكانية معينة‪ ،‬ووضع الفرضيات المناسبة‪ ،‬وبعد ذلك تنقيح‬
‫ونقد البيانات‪ ،‬والخروج باستنتاجات‪.‬‬
‫من أهم مميزات المنهج التاريخي‪ :‬قدرته على دراسة الظاهرة في الفترات الماضية‪ ،‬وكذلك في الواقع‪،‬‬
‫ومن ثم إعطاء مؤشرات وتنبؤات لما ستكون عليه األوضاع في المستقبل‪.‬‬
‫من بين عيوب المنهج التاريخي‪ :‬عدم المقدر على تقييم البيانات التاريخي وتجريبها‪ ،‬كما أن هناك‬
‫إمكانية لوجود معلومات خاطئة‪ ،‬مع وجود صعوبة في التنبؤ والتعميم في بعض نوعيات األبحاث‪.‬‬
‫المنهج التجريبي‪ :‬من أهم أنواع مناهج البحث العلمي المستخدمة في العلوم التطبيقية على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬والقاعدة األساسية التي يعتمد عليها المنهج التجريبي هي المالحظة الدقيقة والتجارب‬
‫العملية‪ ،‬بما يسهم في معرفة الحقائق‪ ،‬والقدرة على استخراج النظريات وال ُمسلمات‪ ،‬ويتسم ذلك‬
‫المنهج بموافقته لفطرة اإلنسان الفضولية‪ ،‬ورغبته في التجريب‪ ،‬ولقد ُعرف المنهج التجريبي منذ فجر‬
‫التاريخ‪ ،‬واستخدمه الفالسفة اليونانيون ثم العرب والمسلمون‪ ،‬وفي فترة القرون الوسطى عند الغرب‪.‬‬
‫خطوات استخدام@ المنهج التجريبي تتمثل في المشاهدة والمالحظة الدقيقة لظاهرة متكررة الحدوث‪،‬‬
‫وبنفس الهيئة‪ ،‬وتحديد المتغيرات التي تؤثر في الظاهرة‪ ،‬وصياغتها في فروض‪ ،‬ثم إجراء التجارب‬
‫في ظل ظروف معينة يهيئها الباحثون‪ ،‬وفي ضوء ذلك يتم التوصل للحقائق‪.‬‬
‫يتسم المنهج التجريبي بقدرته على الوصول للبراهين المطلقة على عكس المنهج الوصفي والتاريخي‪،‬‬
‫كما أنه يساعد في التعرف على المتغيرات البحثية‪ ،‬ودراسة العالقة فيما بينها‪.‬‬
‫ُي عاب على المنهج التجريبي‪ :‬عدم إمكانية تعميم االستنتاجات بالدقة المطلوبة في بعض األبحاث‪،‬‬
‫وخاصة في حالة استخدام مفردات محددة لمجتمع دراسي‪.‬‬

‫المنهج التحليلي‪:‬‬
‫ُي عرف المنهج التحليلي في البحوث العلمية على أنه تفكيك للمشكلة ودراسة الجزئيات بدقة‪ ،‬من خالل‬
‫التحليل والنقد‪ ،‬وبعد ذلك استعادة الهيئة الكلية الجدية مرة أخرى‪ ،‬واستنباط األحكام‪ ،‬ومن ثم التعميم‪،‬‬
‫و ُيعتبر من أهم أنواع مناهج البحث العلمي‪.‬‬
‫من مميزات المنهج التحليلي‪ :‬التعمق في دراسة موضوع معين‪ ،‬والحصول على خالصة دقيقة‪،‬‬
‫واستخراج الحلول التي تسهم في معالجة إشكالية علمية‪.‬‬
‫نظرا لتطلبه خبرات كبيرة من‬
‫من أهم عيوب المنهج التحليلي‪ :‬تطلبه الصعوبة في التطبيق العملي ً‬
‫الباحثين‪ ،‬كما أنه ال يمكن االعتماد عليه بمفرده لدراسة موضوع علمي‪ ،‬وينبغي استخدام مناهج أخرى‬
‫معه‪.‬‬
‫ُي عد المنهج الفلسفي من أهم أنواع مناهج البحث العلمي‪ ،‬وهو على عكس المنهج التجريبي‪ ،‬ويستهدف‬
‫الوصول لفحوى ومضامين ومقاصد تتعلق ببعض المفاهيم الشائكة‪ ،‬ويبدأ ذلك بالتعجب من أمر ما‪،‬‬
‫والشك‪ ،‬ثم وضع الفرضيات أو األسئلة العلمية‪ ،‬والتوصل لالستنتاجات‪ ،‬وهي تتمثل في مبررات‬
‫منطقية‪.‬‬
‫من أهم مميزات المنهج الفلسفي‪ :‬قدرته على تفسير الظواهر غير الخاضعة للنظم العددية‪ ،‬وال يستطيع‬
‫الباحثون دراستها كم ًيا‪.‬‬
‫من أبرز عيوب المنهج الفلسفي‪ :‬عدم استناده على قرائن دقيقة‪ ،‬ومعظم@ االستنتاجات قابلة للجدل‬
‫واألخذ والرد من جانب الخبراء‪.‬‬

‫المنهج االستقرائي‪:‬‬
‫استقرأ الشيء بمعنى استبانته وتعرف على مضمونه‪ ،‬والمنهج االستقرائي من أهم أنواع مناهج‬
‫البحث العلمي‪ ،‬ويستخدم في دراسة العلوم الطبيعية بشكل شائع‪ ،‬وبنسبة أقل في العلوم االجتماعية أو‬
‫اإلنسانية‪ ،‬واإلجراءات الرئيسية تتمثل في مرحلة التجريب والمالحظة بأسلوب دقيق‪ ،‬ثم وضع‬
‫الفرضيات فيما بين العالقات المتباينة‪ ،‬وفي النهاية التوصل للمبررات والقرائن التي يمكن تعميمها‪،‬‬
‫والمنهج االستقرائي يبدأ بدراسة الجزئيات‪ ،‬وبعد ذلك يصل للعموميات‪.‬‬
‫استبنته‬
‫منهج@ المسح االجتماعي‪:‬‬
‫وهو أحد المناهج المصنفة بين أنواع مناهج البحث العلمي الوصفية‪ ،‬ويساهم في دراسة المشاكل التي‬
‫مسحا شاماًل لمجتمع الدراسة‪ ،‬وفي الغالب يستخدم ذلك المنهج ألغراض قومية أو على‬
‫ً‬ ‫تتطلب‬
‫مستوى عام‪ ،‬للتعرف على معلومات وبيانات تساعد في تنفيذ الخطط التنموية‪ ،‬حيث يستخدم في إجراء‬
‫التعدادات السكانية‪ ،‬وحصر المواليد والوفيات‪ ،‬ونسب التعليم‪ ،‬والطالق‪ ....‬إلخ‪.‬‬

‫المنهج االستنباطي‪:‬‬
‫وهو عبارة منهج تقليدي من بين أنواع مناهج البحث العلمي‪ ،‬ويدرس الهيئة الكلية للظاهرة‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك ينتقل للتطبيق على الجزئيات‪ ،‬بمعنى أنه يعتمد على دراسة النظريات وال ُمسلَّمات والقواعد العامة‪،‬‬
‫ثم التطبيقات الجزئية‪ ،‬ومثال على ذلك في حالة تطبيق نظم إدارة تنمية الموارد البشرية كنظرية على‬
‫منشأة معينة‪ ،‬وأتى ذلك ثماره‪ ،‬وبالمثل يمكن التعميم في ُمنشآت أخرى‪.‬‬
‫وبالترتيب صفحة الغالف – صفحة اإلهداء – صفحة المحتويات أي الخطة ‪ -‬صفحة التمهيد – صفحة‬
‫المقدمة – صفحة المشكلة – صفحة الفرضية – صفحات العناوين أي المادة العلمية صفحة الخاتمة‬
‫صفحة الفهارس‬
‫‪ - 7‬منهجية الترقيم – في أعلى الصفحات أو أسفلها‪ ،‬وباألحرف العربية‪ ،‬والتي تسمى انجليزية عرفا ً‬
‫مثل‪ .5-4..... -1-2-3- :‬أو باألحرف الهندية‪ ،‬والتي تسمى عربية عرفا ً مثل‪ .5-4-3-2-1 :‬الخ‪.‬‬
‫‪ 8‬منهجية عالمات الترقيم بوضعها في أماكنها الصحيحة كالنقطة‪ ،‬والنقطتان‪ ،‬والفاصلة‪ ،‬والفاصلة‬
‫المنقوطة والشرطة‪ ،‬واألقواس الخ‪.‬‬
‫الركن الثالث الموضوع‬
‫أي المادة العلمية والتي تشمل جميع جوانب الموضوع‪ ،‬وأفكاره‪ ،‬وعناصره‪ ،‬وأبعاده‪ ،‬وحيثياته‪،‬‬
‫وأسبابه وأدلته ومعلوماته‪ ،‬وجزئياته ومناهجه وأساليبه المتبعة في صياغة معلوماته‪ ،‬وهدفه‪،‬‬
‫ومجاالته‪ ،‬ومشكلته‪ ،‬وحلها‪ ،‬ونتائجها‪ .‬وسواء تعلقت المادة العلمية بعناصر المقدمة‪ ،‬أو المشكلة‪ ،‬أو‬
‫الفرضية أو الخاتمة‪ ،‬أو عناوين األبواب والفصول‪ ،‬والمباحث‪ ،‬والمطالبة والفروع‪ ،‬والبنود‪ .‬وتشكل‬
‫المادة العلمية في الغالب فحوى‪ ،‬ومضامين عناوين البحث‪ ،‬والتي تعتبر جوهر البحث‪ ،‬ودعامته‬
‫الرئيسة وبحيث يتعلق هذا الركن بصفة أساسية بخطوة صياغته البحث أي شرح العناوين والتفصيل‬
‫فيها‪ ،‬ومناقشة معلوماتها‪ ،‬وبالتقيد بمنهجية الصياغة كالتعبير بأدق األلفاظ الدالة على معانيها‪،‬‬
‫وكاستخدام@ األساليب والمناهج اللغوية الدقيقة واستخدام اللغة العربية الفصحى في الصياغة‪ .‬والتعبير‬
‫عن المعاني‪ .‬وكذلك تجنب األخطاء اللغوية‪ ،‬والنحوية واإلمالئية‪ ،‬وتجنب التكرار‪ ،‬وتجنب االقتباس‬
‫الكثير‪ .‬وكذلك إتباع الموضوعية‪ ،‬وإظهار شخصية الباحث‪ ،‬وسيطرته على بحثه‪...‬الخ‪.‬‬
‫مطلب الرابع ‪:‬مخاطر البحث العلمي‬

‫ان البحث العلمي تكتنفه بعض التي يجب على الباحث اخذها بعين االعتبار عند ممارسة البحث العلمي‬
‫وهي ‪:‬‬
‫‪ ) ١‬عدم استطاعة الباحث الحصول على جميع الحقائق المتعلقة بالمشكلة ‪،‬وبالتالي تكون النتائج قائمة‬
‫على أدلة ناقصة‬
‫‪)٢‬عدم الدقة في المالحظة ‪،‬واهمال الباحث بعض العوامل@‬
‫‪)٣‬عدم الموضوعية و العلمية في المالحضات‬
‫‪ ) ٤‬عدم الخروج عن نماذج التفكير الجامدة‪ ،‬او التفكير ضمن حدود معينة ‪.‬استنادا لذلك على الباحث‬
‫تجنب مثل هذه النماذج ‪،‬وان يتقبل المواقف الجديدة‪ ،‬و النتائج غير المتوقعة للدراسة‬
‫‪ ) ٥‬تجاهل االدلة المضادة للفرض الذي يضعه الباحث‪ ،‬و بالتالي عدم اكتشاف الحقيقة@‬
‫‪ )٦‬عدم الدقة في مطابقة او توفيق اعالن السبب و النتيجة‬
‫‪) ٧‬السرعة في اعالن النتائج ‪ ،‬على الرغم من عدم وجود دليل كاف لتأييدها او نتيجة سرعة االخذ‬
‫‪13‬‬
‫بنظرية مثيرة ‪.‬‬

‫فوزي عبد هلل العكش ‪،‬مرجع سابق‪،‬مجلة تشرين ‪،‬سوريا ‪ ،‬االنفاق على البحوث و التطوير ‪،١٩٩٧،‬ص‪٦٨‬‬ ‫‪13‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أساسيات البحث العلمي‬

‫المطلب األول‪ :‬ضوابط البحث العلمي‬


‫المطلب الثاني ‪:‬مراحل تطور البحث العلمي‬
‫المطلب الثالث ‪:‬أهمية البحث العلمي‬
‫المطلب الرابع ‪:‬أهداف البحث العلمي‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ضوابط البحث العلمي‬

‫‪ 1‬الضوابط العلمية ‪:‬ويتضمن مايأتي ‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬أن يكون موضوع البحث في مقدور العقل اإلنساني‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬النزاهة وإنكار الذات‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬التثبت والتحقق في خطوات البحث‪. .‬‬
‫رابعاً‪:‬التأني وعدم التسرع في إصدار األحكام‪.‬‬
‫‪ 2‬الضوابط ال ُخلُقية‬
‫ويتضمن الضوابط اآلتية‪:‬‬
‫األول ‪ :‬اقتران العلم بالنية الصالحة والعمل النافع ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬عفة اللسان والقلم‬
‫الثالث ‪ :‬األمانة في البحث ونسبة الفضل إلى ذويه ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬االعتراف بمحدودية العلم البشري وضرورة التواضع هلل ‪.‬‬
‫الخامس ‪ :‬الربط بين العلم واإليمان باهلل تعالى‬

‫المطلب الثاني ‪:‬مراحل تطور البحث العلمي‬

‫لقد استطاع اإلنسان‪ ،‬عن طريق للمصادر المختلفة التي س@@بقت المنهج أو الطريق@@ة العلمي@@ة في‬
‫البحث ‪ ،‬أن يحصل على المعرفة والمعلومات‪ ،‬التي تساعده في حل مشكالته اليومية البس@@يطة‪،‬‬
‫والتي زادت من مقدرته على فهم والقسم@ الظواهر واألشياء ‪ ،‬واألحداث التي ت@@دور من حول@@ه‪،‬‬
‫وقد كانت هذه المعلومات مقتنع@ة بالنس@بة ل@ه ‪ ،‬وتقبله@ا دون مناقش@ة ص@حتها‪ .‬وم@ع ذل@ك ف@إن‬
‫معظم هذه المعلوم@ات في ض@@وء م@ا كش@ف عن@ه البحث العلمي ه@ذه األي@ام‪ ،‬بعي@دة عن الحقيق@ة@‬
‫العلمية ‪ ،‬وال لقدم تفسيرات صحيحة للظواهر والمشكالت وغيرها‬
‫وفي سبيل الوصول للمعرفة‪ ،‬استخدم اإلنسان منذ القدم وحتى الي@@وم طرق@ا ً وأس@@اليب مختلف@@ة ‪،‬‬
‫لعد بحد ذاتها خطوات تطور من خاللها البحث العلمي وإذا قمنا بتقسيم هذه الخط@@وات إلى ع@دة‬
‫مراحل‪ ،‬فإن ذلك ال ‪ ،‬أنها منفصلة تماماًعن بعضها البعض (شكل رقم ‪)٢‬‬
‫‪1‬مرحلة الصدقة ‪ ،‬وفيها كان اإلنسان ينسب الحوادث والظواهر ال@@تي تواجه@@ه إلى الص@@دقة ‪،‬‬
‫دون أن يبحث عن العلل واألسباب‪.‬‬

‫‪ 2‬مرحل@@ة التجرب@@ة واالعتم@@اد على الخ@@برة‪ ،‬وفيه@@ا ك@@ان اإلنس@@ان يظ@@ل يج@@رب ح@@تى يج@@د حال‬
‫للمشكلة التي يوجهها ‪ ،‬ومن هذا الح@@ل راح اإلنس@@ان يك@@ون بعض القواع@@د العام@@ة والتعميم@@ات‬
‫التي يعتمد عليها في حياته اليومية البسيطة‪.‬‬

‫‪ 3‬مرحلة االعتماد على السلطة والتقاليد ‪ ،‬وفيه@@ا ك@@ان الب@@احث يس@@تند إلى آراء وأفك@@ار وأفع@@ال‬
‫القادة ‪،‬وأصحاب الس@لطة الديني@ة والسياس@ية‪ ،‬ال@تي ك@انت من الق@وة بحيث تص@بح وجه@ة نظ@ر‬
‫تقليدية‪ ،‬حتى وإن كانت حافظة‪.‬‬

‫‪ 4‬مرحلة التكهن والتأمل والجدل والحوار فيها بدا الباحث يشك في آراء السلطة ‪ ،‬وفي التقاليد‬
‫السائدة ‪ ،‬ويعتم@@د على الج@@دل والمنط@@ق ‪ ،‬للوص@@ول إلى الحق@@ائق وتفس@@ير الظ@@واهر ‪ ،‬وح@@ل م@ا‬
‫يوجهه من مشكالت‪ ،‬وظه@@ر في ه@@ذه المرحل@@ة التفك@@ير القياس@@ي‪ ،‬ال@@ذي يق@@وم على االنتق@@ال من‬
‫المقدمات إلى النتائج‪ ،‬والتفكير االستقرائي الذي ينتقل من الشواهد الجزئية إلى الحكم الكلي‬

‫‪ 5‬مرحلة المعرفة أو الطريقة العلمية التي شاعت أوالً في العلوم الطبيعية‪ ،‬ثم انتقلت إلى ب@@اقي‬
‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪ ،‬وفيها توضع الف@@روض ويتم إج@@راء التح@ارب ‪ ،‬وجم@ع البيان@ات‬
‫للوصول إلى نتائج ‪ ،‬تؤيد أو تنقي الفرضيات الموضوعية‬

‫ويرى أوكست كونت أن الفكر اإلنساني يمر في تطوره بالمراحل التالية‪:‬‬


‫‪ 1‬المرحل@@ة الحس@@ية وفيه@@ا اعتم@@د اإلنس@@ان على حواس@@ه‪ ،‬دون معرف@@ة العالق@@ات القائم@@ة بين‬
‫الظواهر ‪ :‬أي مرحلة الوصف دون الفهم‬
‫‪ 2 .‬مرحلة البحث عن األسباب والعلل الميتافيزيقية البعيدة عن الواقع ‪ :‬أي المرحلة الفلس@@فية‬
‫التأملية‪.‬‬
‫‪3‬مرحلة النضج الفكري وتفسير الظواهر تفسيراً علميا ً ‪ ،‬وإدراك ما بينه@@ا من رواب@@ط ويجب‬
‫أن نشير هنا إلى أن المراحل المختلفة ‪ ،‬التي مر بها التفك@@ير أو البحث العلمي ‪ ،‬ليس@@ت مراح@@ل‬
‫منفصلة تمام@ا ً عن بعض@ها بعض@اً‪ ،‬وأنه@ا تتض@من أس@اليب م@ا زالت تس@تخدم ح@تى في عص@رنا‬
‫‪14‬‬
‫الحاضر عند بعض المجتمعات‬

‫المطلب الثالث ‪:‬أهمية@ البحث العلمي‬

‫من أهمية البحث العلمي أنه المتري للعلوم كم@@ا أن العل@@وم هي المرثي@@ة للمع@@ارف‪ ،‬وه@@ذا األم@@ر‬
‫يجعل العلوم أوسع دائرة من البحوث والمعارف أوسع دائرة من العلوم‪ ،‬وتتض@@ح أهمي@@ة البحث‬
‫بإثرائه العلمي من خالل االكتشاف وتوليد الفكرة من الفكرة وتط@@وير الك@@ل ب@@الجزء ال@@ذي يتول@@د‬
‫قوي البحث العلمي بال ُحجة والنقد البناء الذي يمده بالقوة العلمية ويخرجه‬ ‫منه والبرهان الذي ُي ّ‬
‫من دوائر السكون ل ُي حدث النقلة ويمتد إلى صناعة المستقبل األفضل واألجود واألحسن وترتبط‬
‫أهمية البحث العلمي بمدى توفر االطمئنان للبحث والباحث أي توفر المناخ الالئق ال@@ذي يطمئن‬
‫نف@@وس الب@@احثين و ُيحف@@زهم على اإلنت@@اج العلمي الرائ@@ع‪ .‬ألن العلم كن@@وز والبحث ه@@و التف@@تيش‬
‫عنها‪ ،‬والبحث بدون اطمئنان ال ُيم ِّكن الباحث من اكتشافها نتيجة الشكوك والمخ@@اوف‪ .‬وعلي@@ه‪،‬‬
‫إن أردنا للبحث العلمي أهمية فعلينا أن نوفر المناخ الالئ@@ق للبحاث@@ة للتعلم@@ان أنفس@@هم لص@@ناعة‬
‫المستقبل األفضل واألنفع واألفيد وعلينا بتوفير إمكانات@@ه المتع@@ددة والمتنوع@@ة مادي@@ة وبش@@رية‪،‬‬
‫وعلينا باستيعاب اآلخر الذي يتقدم في ميادين البحث العلمي‪ ،‬وعلينا باالنفتاح عليه بما ال يؤثر‬
‫س@@لبيا على فض@@ائلنا وقيمن@@ا الحمي@@دة ه@@ذا إذا أردن@@ا أن دوطن علم @ا ً في بل@@داننا أو إذا أردن@@ا أن‬
‫تح@@دث النقل@@ة ال@@تي به@@ا تتمكن بل@@داننا من دخ@@ول مي@@ادين المش@@اركة والمنافس@@ة العلمي@@ة ال@@تي‬
‫يخوضها بحاث العالم‪ .‬ومع ذلك فالدول المتقدمة تخشى أهمية البحوث العلمي@@ة ال@@تي تق@@وم به@@ا‬
‫الدول المتخلفة لكي ال تشاركها كنوز العلم فتشكل خط@@ورة عليه@@ا‪ ،‬وذل@@ك لمع@@رفتهم ب@@أن البحث‬
‫العلمي يؤدي إلى االكتشاف واالختراع ال@@ذي يجع@@ل من المتخل@@ف متق@@دما ومنافس@@ا وق@@د يص@@بح‬
‫مصارعا لمن كان سببا في تخلفه‪ ،‬لهذا فالدول المتقدمة ال تود لغيرها من الدول أن تكون قوية‬
‫مثلها‪ ،‬حتى ال تستوقف توسعها االقتصادي والسياسي العسكري‪ ،‬أو أن تش@@كل خط@@ورة عليه@@ا‪،‬‬
‫ول@@ذا تتض@@ح أهمي@@ة البحث العلمي بتوف@@ير االطمئن@@ان ال بت@@وفر الخ@@ائف والمخي@@ف‪ ،‬وذل@@ك ألن‬

‫‪ 14‬ربحي عليان ‪،‬خطوات البحث العلمي صفحة ‪12 11‬‬


‫الخائف ال يمكن أن يكون باحثا أو مخترعا بل الذين تطمئن نفوسهم هم الذين يبحثون ويسعون‬
‫لنيل الفوائد‬

‫العلمية وهم الذين يبحثون من أجلهم واآلخرين‪ ،‬وله@ذا ف@البحث العلمي وإن ق@ام ب@ه باحث@ا ف@إن‬
‫ثماره تقطف للجميع وإذا أردنا أن نتعرف على أهمية البحث العلمي فعلينا بتوفير ‪:‬‬
‫‪ 1‬مصادره والغوص في متونها‪.‬‬
‫‪ . 2‬مراجعه ودراستها‬
‫‪ 3‬أدوائه ومعرفة استخدامها‪.‬‬
‫‪ . 4‬معامله وجودة إدارتها‬
‫‪ .5‬مختبراته وتوظيفها لتأهيل البحاثة والبحاثة المساعدين‪.‬‬
‫‪ 6‬ميادين التجريب التي فيها تتجسد الحقائق أو ترفض بموضوعية‪.‬‬
‫‪ – 7‬تقنيت@@ه ال@@تي تتطلب اس@@تيعابا وافي@@ا من قب@@ل الق@@ائمين عليه@@ا والمت@@دربين والدارس@@ين‬
‫والمتعلمين ‪ 8‬الظروف الموضوعية الخاصة بكل موضوع دراسة أو مشكلة بحث‪.‬‬
‫وكذلك ينبغي أن تتوفر له الظروف المكانية والزماني@@ة المناس@@بة لنجاح@@ه‪ ،‬وأن يت@@وفر للب@@احث‬
‫خلوة علمية فيها يتمكن من التحكم في متغيرات المشكلة البحثي@@ة وفيه@@ا يتمرك@@ز فك@@ره ووعي@@ه‬
‫وانتباهه على أثر كل متغير من المتغيرات التي يحلل عناصرها في عالقات مع متغيرات أخ@@رى‬
‫قد تكون دخيلة وقد تكون متداخلة وقد تكون تابعة للمتغيرات المستقلة‪ ،‬والخلوة العلمية تتطلب‬
‫تهيئ@@ة الج@@و المناس@@ب للب@@احث بحيث يك@@ون مهي@@أ للبحث‪ ،‬ال مش@@اغل ل@@ه‪ ،‬وال هم ل@@ه إال البحث‬
‫والباحث العلمي المبدع هو الذي يؤمن ب@@أن ب@@اب االزدي@@اد العلمي مفتوح@@ا أم@@ام البحاث@@ة فيبحث‬
‫وهو مؤمنا بقوله ‪.‬‬

‫ومن أهمية البحث العلمي أن@ه ُيس@هم في تق@دم األف@راد والجماع@ات والمجتمع@ات ويجع@ل لل@دول‬
‫المتقدمة مكانة وهيبة‪ ،‬ومن أجل هذه األهمية ينبغي أن تتوفر له‬

‫{وقُلْ َر ِّب ِزدْ نِي عِ ْل ًما‪ ،‬والخلوة العلمية تختلف عن خلوة المغارات التي ينتظر أص@@حابها‬ ‫تعالى‪َ :‬‬
‫اع َملُ@@وا َف َ‬
‫س@ َي َرى هللاُ‬ ‫@ل ْ‬ ‫لووقُ@ ِ‬ ‫من السماء أن تدر عليهم اللين كما يعتقدون‪ ،‬ونس@@وا قول@@ه تع@@الى‪َ :‬‬
‫والش@ َهادَ ِة َف ُي َن ِّبُئ ُك ْم ِب َم@@ا ُكن ُت ْم َت ْعمل@@ون)‪،‬‬
‫َّ‬ ‫س@ ُت َردُّونَ ِإلَى َع@ ال ِِم ا ْل َغ ْي ِ‬
‫ب‬ ‫س@ولُ ُه َوا ْل ُمْؤ ِم ُن@@ونَ َو َ‬
‫َع َملَ ُك ْم َو َر ُ‬
‫صال ًِحا ِإ ِّني ِب َما َت ْع َملُونَ َبصِ ي ٌر وله@@ذا‬ ‫اع َملُوا َ‬
‫س ْر ِد َو ْ‬ ‫ت َو َقدْ ُر فِي ال َّ‬
‫اب َعا ٍ‬
‫س ِ‬‫اع َملْ َ‬‫وقوله تعالى‪( :‬أن) ْ‬
‫تختلف الخلوة العلمية عن خلوة البك@@اء والتض@@رع لغ@@ير هللا ال@@ذي أم@@ر ب@العلم والعم@@ل‪ ،‬ف@@األولى‬
‫ميدان علم وعمل إنتاجه يراه هللا عز وج@@ل وي@راه المؤمن@@ون‪ ،‬وله@@ذا فخل@@وة الب@@احث هي مك@@ان‬
‫إدرار تفكيره‪ ،‬واستنباط معارفه واستيعاب إلهاماته‪ ،‬أما الثانية مغارة كسل وبك@@اء ال إنت@@اج له@@ا‬
‫إال الدموع واإلهمال‬

‫المطلب الرابع ‪:‬أهداف البحث العلمي للبحث العلمي ‪:‬‬


‫أهداف مختلفة حسب الغرض من إجراء البحث ‪ ،‬والجهة المستفيدة منه ‪ ،‬ويمكن إجمال أهمه@@ا‬
‫فيم@@ا يلي ا ح@@ل المش@@كالت‪ :‬إن البحث العلمي يس@@عى وراء الحقيق@@ة‪ ،‬ويح@@اول التنقيب عنه@@ا‬
‫وكشفها ‪ ،‬والتعرف على الظواهر واألحداث‪ ،‬والتعرف على أس@بابها ‪ ،‬ودراس@ة آلي@ة ح@@دوثها ‪،‬‬
‫بغرض فهمها بشكل علمي ‪ ،‬للوصول إلى نتائج علمية للمشكلة المدروسة‬
‫ب اكتشاف المجهول‪ ،‬والتعرف على مستجدات العلوم ‪ ،‬وذلك باستخدام أس@@لوب الش@@بك ‪ ،‬وحب‬
‫االطالع على المعارف القائمة في معالجة المشكالت‪ ،‬التي تواجه المجتمع في كافة المجاالت ت‬
‫تقيم وتقويم المعارف العلمية الحالية ‪ ،‬من خالل استخدامها المتكرر على مشاكل محددة ‪ ،‬وفق‬
‫ضوابط وإجراءات مدروسة‪ .‬ش مواجهة التحديات والمستجدات ‪ ،‬التي تواجه الفرد أو المنشاة‬
‫أو المجتمع في الحياة ‪ ،‬بالبحث عن أسبابها ‪،‬‬

‫والتعرف على طرق عالجها وتحديد آثارها ‪ ،‬وبالتالي إيجاد الحلول المالئم@@ة له@@ا وف@@ق م@@ا ه@@و‬
‫متاح من بيانات‬

‫وخيرة ‪ .‬ج الرغبة في الحصول على ترقية علمية ‪ ،‬أو الحص@@ول على ج@@ائزة علمي@@ة أو مالي@@ة‪.‬‬
‫إن هذه األهداف وما يتف@@رع عنه@@ا من أه@@داف ثانوي@@ة ‪ ،‬يمكن أن يتحق@@ق من ‪ .‬خالل اآلتي‪-1 :‬‬
‫استعراض للمعرفة الحالية وتحليلها وتنظيمها ‪ -٢ .‬وصف ظاهره أو حدث ما‪ .‬وضع تفس@@يرات‬
‫وتحليالت لشرح ظاهره أو حدث معين ‪ .‬وضع معرفة علمية جديدة موضع التق@@ييم واالختي@@ار ‪،‬‬
‫‪15‬‬
‫وذلك ببناء نموذج حديد المعالجة مشكلة‬

‫عودة احمد سليمان وزميله‪ ،‬أساسيات البحث العلمي في التربية وعلم النفس صفحة ‪10‬‬ ‫‪15‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫لقد أدركنا أنه على ال@@رغم من تع@@دد التع@@اريف الس@@ابقة لمص@@طلح البحث العلمي‪ ،‬إال أنه@@ا ت@@دور‬
‫حول فكرة مشتركة تتلخص في أن البحث العلمي هو بامتياز سعي منظم في ميدان معين يهدف‬
‫إلى فهم و تفسير الظواهر أو المشكالت االجتماعية في المكان و الزمان وذلك باعتماد خط@وات‬
‫متكاملة وفق نظام معين وخطة مرسومة ذلك أن كل خطة في أي مشروع علمي هي التي تقرر‬
‫طبيعة المرحلة الموالية كما وكيفا قدر ما تسمح ب@@ه اإلمكان@@ات العلمي@@ة و المنهجي@@ة المتاح@@ة أو‬
‫المستحدثة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫أبوزينة‪ ،‬فري@@د كام@@ل وزمالؤه‪ ،‬من@@اهج البحث العلمي‪ ،‬ط@@رق البحث الن@@وعي‪،‬‬
‫دار الميسرة‪ ،‬ط‪ ،‬الثانية‪ ،‬عمان‪،2007 ،‬‬

‫النج@@ار‪ ،‬ف@@ايز جمع@@ة وآخ@@رون‪ ،‬أس@@اليب البحث العلمي‪ :‬منظ@@ور تط@@بيقي‪ ،‬دار‬
‫الحامد‪ ،‬ط‪ ،‬الثانية‪( ،‬مزيدة ومنقحة)‪ .‬عمان‪،‬‬

‫ف@@وزي عب@@د هلل العكش ‪،‬مرج@@ع س@@ابق‪،‬مجل@@ة تش@@رين ‪،‬س@@وريا ‪ ،‬االنف@@اق على‬
‫البحوث و التطوير‬

‫عودة احمد سليمان وزميله‪ ،‬أساسيات البحث العلمي في التربية وعلم‬

‫ربحي عليان ‪،‬خطوات البحث العلمي ‪،‬في علم المكتبات‬

‫محاضرة الثانية من حلقة البحث اإلعالمي من اعداد ناصر محمود عبد الف@@اتح‬
‫و حنفي حيدر‬

‫‪-2‬منهجي@@ة البحث العلمي ل@@دكتور كم@@ال دش@@لي عمي@@د كلي@@ة العل@@وم اإلداري@@ة‬
‫سابقا ‪،‬مديرية الكتب و المطبوعات الجامعية سنة ‪2016‬‬

‫كت@@@@@@@@اب البحث العلمي منهجي@@@@@@@@ة البح@@@@@@@@وث و الرس@@@@@@@@ائل الجامعي@@@@@@@@ة‬


‫باك@@الوريوس ‪،‬ماجس@@تير‪،‬دكت@@وراه ل دكت@@ور غ@@ازي عناي@@ة ‪،‬الطبع@@ة اال ولى‬
‫‪،2016‬عمان دار المناهج للنشر و التوزيع‬

You might also like