You are on page 1of 18

‫املعلوماتية واملعرفة العلمية يف احلقل السوسيولوجي‬

‫اجلامعة اجلزائرية أمنوذجا‬


‫‪Informatics and scientific knowledge in the sociological field‬‬
‫‪the Algerian University as a model‬‬

‫إعـداد‬
‫د‪ .‬إيمان حمري‬
‫‪Dr. Eman Hamri‬‬
‫جامعة أكلي محند أولحاج‪ -‬البويرة‬
‫د‪ .‬حنان بن ضياف‬
‫‪Dr. Hanan bin Dhiaf‬‬
‫جامعة محمد بوضياف‪ -‬مسيلة‬

‫‪Doi: 10.21608/jinfo.2021.201686‬‬

‫قبول النشر‪2021 / 8 / 18 :‬‬ ‫استالم البحث ‪2021/ 8 / 6 :‬‬

‫حمري ‪ ،‬إيمان و ضياف ‪ ،‬حنان (‪ .)2021‬المعلوماتية والمعرفة العلمية في الحقل‬


‫السوسيولوجي‪ -‬الجامعة الجزائرية أنموذجا‪ .‬المجلة العربية للمعلوماتية وأمن‬
‫المعلومات‪ ،‬المؤسسة العربية للتربية والعلوم واآلداب ‪ ،‬مصر‪ ،‬مج ‪ ، 2‬ع ‪ ،5‬ص‬
‫ص ‪.74 – 57‬‬
‫د‪ .‬اميان محري – د‪.‬حنان ضياف‬ ‫المعلوماتية والمعرفة العلمية في ‪..‬‬

‫المعلوماتية والمعرفة العلمية في الحقل السوسيولوجي‪ -‬الجامعة الجزائرية أنموذجا‪-‬‬


‫المستخلص ‪:‬‬
‫يمثل علم االجتماع أحد أهم العلوم في بناء المجتمعات الحديثة بحيث ال يمكن ألي دولة‬
‫متطورة أن تخطو خطوة ببرنامج ناجح إن لم تعتمد على رؤى علم االجتماع‪ ،‬فهو من أبرز‬
‫العلوم الحيوية التي تلعب دورا ها ّما في مواجهة متطلبات التكيف والتعامل‪ ،‬إال أن هذا العلم‬
‫ف ي العالم العربي بصورة عامة والجزائري بصورة خاصة ظل علما مهمشا ومقهورا هو‬
‫ودارسه في أوساط التعليم الجامعي نظرا للتوزيع العشوائي للطلبة على التخصصات وهذا ما‬
‫يؤدي بالضرورة إلى توازن مختل في خرائط الوظائف والمهن حيث يتم ترشيح قلة قليلة من‬
‫الطلبة المتفوقين إلى التخصصات الصلبة كالطب والهندسة في حين يوجّه البقية إلى سلة علم‬
‫االجتماع ‪ ،‬هذا ألن الجامعة نسق اجتماعي تتأثر بالمجتمع الذي تتواجد به قبل أن تكون‬
‫فضاء تعليميا عاليا تلقى شهرتها األكاديمية فيما تنتجه من معارف علمية‪ ،‬ومن هنا يبدأ‬
‫صراع اإلنتاج السوسيولوجي وتحديات نقل المعرفة السوسيولوجية في الجامعات المغاربية‬
‫والجزائرية الذي يميزه الواقع‪ ،‬ففي كل سنة تعرف الجامعات تخرج عدد من الطلبة في‬
‫مستوى الليسانس والماجستير وكذا تقديم أطروحات للمناقشة تكون فيها تلك األطروحة ان‬
‫كانت في المستوى المطلوب العمل النهائي للطالب الذي ليس بعده عطاء في الحقل األكاديمي‬
‫بصورة عامة والسوسيولوجي بصفة خاصة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬السوسيولوجيا‪ ،‬المعرفة العلمية‪ ،‬الجامعة الجزائرية‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪Sociology represents one of the most important‬‬
‫‪sciences in building modern societies so that no developed‬‬
‫‪country can take a step with a successful program if it does not‬‬
‫‪depend on the visions of sociology, it is one of the most‬‬
‫‪important biological sciences that plays an important role in‬‬
‫‪facing the requirements of adaptation and dealing, but this‬‬
‫‪science in the world The Arab in general, and the Algerian in‬‬
‫‪particular, remained a marginal and oppressed science, and he‬‬
‫‪and his student in the university education circles given the‬‬
‫‪random distribution of students to the majors, and this‬‬
‫‪necessarily leads to a dysfunctional balance in the maps of jobs‬‬
‫‪and professions, where a few few outstanding students are‬‬
‫‪nominated to solid disciplines such as medicine and‬‬
‫‪engineering while directing The rest is to the basket of‬‬

‫‪58‬‬
‫اجمللد الثاني ‪ -‬العدد ( ‪ ) 5‬أكتوبر ‪2021‬‬ ‫اجمللة العربية للمعلوماتية وأمن املعلومات‬

‫‪sociology, this is because the university is a social system‬‬


‫‪influenced by the society in which it exists before it is a highly‬‬
‫‪educational space that receives its academic reputation for its‬‬
‫‪scientific knowledge, and from here begins the struggle of‬‬
‫‪sociological production and the challenges of transferring‬‬
‫‪sociological knowledge in the Maghreb and Algerian‬‬
‫‪universities that are characterized by reality. Every year‬‬
‫‪universities know a number of students graduating at the‬‬
‫‪bachelor's and master's level as well as presenting theses for‬‬
‫‪discussion in which that thesis is if it is at the required level the‬‬
‫‪final work of the student who is not yet a tender in the‬‬
‫‪academic field in general and sociology in particular,‬‬
‫‪Key words: sociology, scientific knowledge, Algerian University‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر علم االجتماع أحد أهم مجاالت المعرفة اإلنسانية التي أصبحت تدرس‬
‫بالجامعات الجزائرية‪ ،‬وأخذ مكانته ضمن مجموعة التخصصات المتوفرة بالجامعة‪ ،‬وهذا ما‬
‫نالحظه من خالل زيادة أعداد الطلبة المسجلين بهذا الفرع‪ ،‬وكذلك من خالل ارتفاع نسبة‬
‫المتخرجين في هذه التخصصا ت مقارنة مع السنوات الماضية‪ .‬فمن خالل عملية التدريس يتم‬
‫نشر وتعليم المعرفة السوسيولوجية وتعميمها‪ ،‬هذه المعرفة التي يكون أساسها البعد‬
‫االبستمولوجي من خالل البحث العلمي االجتماعي في كل تخصصاته المتاحة (علم االجتماع‬
‫السياسي‪ ،‬الثقافي‪ ،‬االتصال‪ ،‬الحضري‪/‬الريفي‪ ،‬العائلي‪ ،‬التربوي‪ ،‬وغيرها من التخصصات‬
‫األخرى)‪ ،‬والقائمة على أصول المعرفة وعلى الموضوعية‪ ،‬ثم توظيف هذه المعارف خدمة‬
‫للعلم ولقضايا المجتمع‪.‬‬
‫ويهتم علم االجتماع بدراسة طبيعة العالقات االجتماعية داخل األنساق االجتماعية‬
‫من خالل تقديم فهم موضوعي للمجتمع ولألنساق واألنظمة المكونة له‪ ،‬والكشف عن‬
‫األسباب والمتغيرات المؤدية إلى ظهور الظاهرة‪ ،‬والفهم الموضوعي للنسق الجامعي يكون‬
‫بدراسة وتحليل مكونات النسق‪ ،‬وظائفه وأدواره‪ ،‬ودراسة العالقات بين الفاعلين في النسق‬
‫وتفاعالتهم مع بعضهم البعض‪ ،‬وسلوكاتهم‪ ،‬وتصوراتهم ومواقفهم‪ ،‬ودراسة العالقة بين‬
‫النسق الجزئي (الجامعة) والنسق الكلي (المجتمع)‪.‬‬
‫في سياق هذا الطرح البد على المشتغلين بحقل العلوم االجتماعية إعطاء األهمية‬
‫لقضايا القطاع والتركيز على الوظائف واألدوار المناطة به والمنتظرة من الجامعة‪ ،‬وطرح‬
‫إشكالية المعرفة‪ ،‬وأزمتها‪ ،‬والوقوف على التحديات التي تواجه المنظومة الجامعية في ظل‬

‫‪59‬‬
‫د‪ .‬اميان محري – د‪.‬حنان ضياف‬ ‫المعلوماتية والمعرفة العلمية في ‪..‬‬
‫التحوالت المتسارعة‪ ،‬والتحديات التي أفرزتها ثورة المعلومات واالتصاالت في عالمنا‬
‫المعاصر بفعل العولمة‪ ،‬والبحث في أسباب وعوامل عجز المنظومة الجامعية من مواجهة‬
‫هذه التحديات واالستجابة لها‪ ،‬والبحث عن طرق تطوير القطاع وتجديده بما يتماشى‬
‫ومتطلبات العصر لتحقيق التنمية‪ .‬وتعتبر قضية الجامعة من القضايا المهمة التي ينبغي‬
‫دراستها وإجراء بحوث عليها في كل التخصصات‪ ،‬وتناولها من كل الجوانب واألبعاد لما لها‬
‫من تأثير وتداعيات على مختلف القطاعات االقتصادية التنموية‪ ،‬والعمل على إيجاد حلول‬
‫لمشكالتها‪.‬‬
‫أوال‪ -‬اإلسهاب المفاهيمي لمفاهيم الدراسة‪:‬‬
‫المعرفة العلمية‪:‬‬
‫أشار علماء االجتماع إلى المعرفة بأنّها‪ :‬العملية التي يددر بمقتضداها الفدرد ويفسدر‬
‫ما يحيط بده‪ ،‬ويشدم اإلدرا مجموعدة المعداني والمعتقددات واألحكدام والمفداهيم والتصدورات‬
‫الفكريدة التدي تتكدون لددى اإلنسدان نتيجدة لمحاوالتده المتكدررة لفهدم الظدواهر المحيطدة بده(‬
‫‪)badawi zaki:1985‬‬
‫أن العلدم ال يخدرج مدن الجهدل‬ ‫أ ّما بخصوص المعرفة العلمية فقد أشدار باشدالر إلدى ّ‬
‫كما يخرج الندور مدن الظدالم ألن الجهدل لديس لده بنيدة بدل يخدرج مدن التصدحيحات المسدتمرة‬
‫للبناء المعرفي السابق‪ ،‬حتى أن بنية العلدم هدي إدرا أخطائده والحقيقدة العلميدة هدي تصدحيح‬
‫تاريخي لخطأ طويل‪ ،‬واالختبار هو تصحيح الوهم األولي المشتر ( غاسدتن باشدالر‪،1969:‬‬
‫ص‪.)93‬‬
‫فالمعرفددة العلميددة تتعلددق بددادرا الطالددب أو الباحددث لمختلددف األمددور التددي تحدديط بدده‬
‫وذلك من اجل تحليل وتفسير مختلف الظاهر والحقائق المرتبطة به‪.‬‬
‫السوسيولوجيا‪:‬‬
‫ارتبط ظهور علم االجتماع بالعالم أوغست كونت حيث اطلق عليه اسم الفيزياء‬
‫االجتماعية تيمنا بالعلوم الطبيعية ‪ ،‬ولقد استعان كونت هذه التسمية من كتابات أستاذه سان‬
‫سيمون‪ ،‬ثم أطلق عليه سنة ‪ 1838‬اسم علم االجتماع (عبد هللا بن محمد عبد الرحمن‪:‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪)44‬‬
‫وأول من استخدم مصطلح السوسيولوجيا هو أوغست كونت إال أن الفيلسوف االنجليزي‬
‫جون ستيوارت مل استعمل هذا المصطلح في انجلترا خالل الفترة التي عاش فيها كونت ‪ ،‬و‬
‫ظهر استعمال هذا المصطلح في كتابه علم المنطق الذي نشره عام ‪ ( .1843‬جمال معتوق‪:‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪ ،)11‬أما علماء االجتماع فيحددون أنواع مميزة لتعريف علم االجتماع و‬
‫ندرجها كما يلي ‪( :‬محمد إبراهيم عبد المجيد‪ ،2007 :‬ص ‪)18‬‬
‫أوغست كونت ‪ :‬لم يضع كونت تعريفا محددا لعلم االجتماع بقدر ما أكد عل أهمية وجود هذا‬
‫العلم ليدرس كل الظواهر التي تدرسها العلوم التي سبقت على ظهور علم االجتماع ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫اجمللد الثاني ‪ -‬العدد ( ‪ ) 5‬أكتوبر ‪2021‬‬ ‫اجمللة العربية للمعلوماتية وأمن املعلومات‬

‫هربرت سبنسر‪ :‬يتصور أن تحديد علم االجتماع بأنه العلم الذي يصف ويفسر نشأة وتطوير‬
‫النظم االجتماعية مثل األسرة و الضبط االجتماعي والعالقات بين النظم ‪.‬‬
‫اميل دركايم ‪ :‬يؤكد على أن الموضوع األساسي لعلم االجتماع هو دراسة الظواهر‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫ماكس فيبر‪ :‬انه العلم الذي يحاول الوصول إلى فهم تفسيري للفعل االجتماعي وذلك من اجل‬
‫الوصول إلى تفسير سيئ لمجراه ونتائجه ‪.‬‬
‫الجامعة‪:‬‬
‫ولقد تعددت مفاهيم الجامعة من قبل المؤلفين و الباحثين و يقصد بالجامعة كل‬
‫نمط للتكوين يقدم على مستوى ما بعد الثانوية من طرف مؤسسات التعليم العالي و يمكن أن‬
‫يقدم تكوين تقني على مستوى عال من قبل مؤسسات معتمدة من طرف الدولة ( الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ، 1999 :‬ص ‪) 05‬‬
‫وتعرف أيضا أنها قمة الهرم التعليمي وأعلى المستويات تتوج المراحل السابقة‪،‬‬
‫المختلفة من اجل إعداد مختلف إطارات أزمة التنمية‪ ،‬لها فلسفته‪ ،‬أهدافها ومتطلباتها (زرقان‬
‫ليلى‪ :‬ص ‪ ) 3‬ولقد جاء مصطلح التعليم العالي كمرادف لمصطلح التعليم الجامعي فالجامعة‬
‫تختص بكل ما يت علق بالتعليم الجامعي و البحث العلمي و تمثل مجامع علميا يهتم بالبحث عن‬
‫الحقيقة من أجل خدمة المجتمع و تستمد نشاطها من العنصر البشري الذي يملك كفاءات‬
‫عالية لألداء الجيد من أجل تقديم الخدمات المتنوعة باستعمال العلوم و التكنولوجيا (أحمد‬
‫زرزور‪ ،2006 :‬ص ‪ )13‬فنستع مل في كثير من األحيان مصطلح الجامعة للتعبير عن‬
‫التعليم العالي وهي أكثر األنماط انتشارا‪ ،‬وتضم مجموعة من المعاهد و الكليات والتي تضم‬
‫بدورها مجموعة من األقسام تمتد مدة الدراسة فيها عموما ‪ 4‬سنوات ( ليسانس) إضافة إلى‬
‫الدراسات فيما بعد التدرج وهذا في البرنامج الكالسيكي أما البرنامج الحديث فعمر الدراسة‬
‫‪ 3‬سنوات ( ليسانس ) سنتين ماستر و‪ 3‬سنوات دكتوراه هذا في مجمل التخصصان ماعدا‬
‫تخصص الطب والعلوم الهندسية التي تتجاوز الدراسة فيها هذه المدة ‪.‬‬

‫‪ ‬الجامعة لغة تعني التجميع والتجمع‪ ،‬وتشير إلى التجمع‪ ،‬والقراءة معا‪ ،‬وقد استخدمت في القرن‬
‫الثالث عشر من قبل الرومان لتدل على مجموعة حرفيين‪ ،‬تجارـ‪ ،‬ثم استخدمت في القرن الثامن‬
‫عشر بمعنى كلية في أكسفورد بانجلترا لتدل على مكان تجمع المجتمع المحلي للطالب متضمنا مكان‬
‫اإلقامة العينة والتعليم ( مرسي ‪) 10 ، 1977 :‬‬
‫تعني كلمة جامعة وهي باألصل كلمة التينية ‪ ،universitas‬الجمعية التي تتولى ممارسة‬
‫التعليم و لم تأخذ معناها الجامعي الحديث اال بعد وقت ‪ ،‬و ظهر مفهوم الجامعة حينما تم االعتراف‬
‫بجامع بولونا ‪ bologne‬بايطاليا و بعدها جامعات أخرى من قبل البابا و إمبراطور روما ( هادي ‪:‬‬
‫‪ ، 2010‬ص‪) 14‬‬

‫‪61‬‬
‫د‪ .‬اميان محري – د‪.‬حنان ضياف‬ ‫المعلوماتية والمعرفة العلمية في ‪..‬‬

‫ثانيا‪ :‬علم االجتماع والطالب الدارس له؟‪:‬‬


‫لدددم يظهدددر علدددم االجتمددداع بدددالمغرب العربدددي تلبيدددة لحاجدددة مجتمعيدددة‪ ،‬أو كاسدددتجابة‬
‫لدراسددة مشدداكل اجتماعيددة عددانى منهددا المجتمددع بددل وجددد فددي كليددات الجامعددات كتقليددد لمددا‬
‫هدددو موجدددود فدددي المعاهدددد األكاديميدددة األوروبيدددة واألمريكيدددة‪ ،‬وبواسدددطة هدددذا التقليدددد نقلدددت‬
‫جميددددع ميددددادين ومواضدددديع‪ ،‬نظريددددات ومندددداهج علددددم االجتمدددداع الغربددددي إلددددى المجتمددددع‬
‫الجددامعي العربددي والمغدداربي( وكددان ذلددك بدايددة الخمسددينات مددن هددذا القددرن)‪ .‬وهددذا يعنددي‬
‫أسددددداتذة وطلبدددددة هدددددذا التخصدددددص المجتمعدددددي تسدددددلموا قوالدددددب جددددداهزة للفكدددددر والنظريدددددة‬
‫والمددددنهج والدراسددددات االجتماعيددددة‪ ،‬ولددددم يبددددذلون أي جهددددد فددددي دراسددددة مجددددتمعهم سددددواء‬
‫كاندددت لظدددواهره أو مشددداكله بدددل انكبدددوا علدددى ترجمدددة مدددا درس فدددي الغدددرب وهدددذه تبعيدددة‬
‫علميدددة( معدددن خليدددل العمدددر‪ ،1991 :‬ص‪ .)319‬ومدددن العوامدددل التدددي زادت مدددن تدددأزم علدددم‬
‫االجتماع العربي بالمغرب نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬مننننن يوجننننه الننننع علننننم االجتمنننناع‪ :‬إن الوفدددددين علددددى تخصددددص علددددم االجتمدددداع‬
‫والمدددوجهين علدددى مصدددلحة التوجيددده ليسدددوا مدددن الطلبدددة المتفدددوقين أو ذو المسدددتوى العدددالي‪،‬‬
‫وال حتدددددى المقبدددددول (الضدددددعفاء)‪ ،‬والدددددذين لدددددم يسدددددمح لهدددددم بالتسدددددجيل فدددددي التخصصدددددات‬
‫األخدددرى‪ ،‬إضدددافة إلدددى العددددد الهائدددل الدددذين يطلبدددون التحويدددل إلدددى قسدددم علدددم االجتمددداع بعدددد‬
‫فشدددلهم فدددي الشدددعب األخدددرى‪ ،‬ومدددا هدددو مشددداهد فدددي القدددادمين إلدددى قسدددم علدددم االجتمددداع‬
‫والمحدددولين هدددم فدددي األصدددل مدددن كدددل التخصصدددات ودون أيدددة دراسدددة معمقدددة أو مستفيضدددة‬
‫تقبدددل‪ ،‬وهدددذا لضدددمان الكدددم علدددى حسددداب النوعيدددة‪ .‬كدددذلك نجدددد أن أغلبيدددة الطلبدددة الوافددددين‬
‫علددى علددم االجتمدداع هددم مددن الطبقددات الدددنيا حيددث التوجيدده الجددامعي توجيدده قهددري يعمددل‬
‫المسدددؤولون مدددن وراءه علدددى إنتددداج التقسددديم الطبقدددي وتكدددريس مبددددأ الفدددوارق االجتماعيدددة‬
‫والثقافية‪ ( .‬الفضيل رتيمي‪) 2014:‬‬
‫فدددي سدددياق مدددا تدددم طرحددده يمكدددن القدددول بدددأن نوعيدددة الطلبدددة الوافددددين علدددى أقسدددام‬
‫علددددم االجتمدددداع دخددددل فددددي الوضددددعية الراهنددددة لهددددذا العلددددم‪ .‬كمددددا أندددده ال يمكددددن فهددددم هددددذه‬
‫الوضددعية دون التعامددل مددع قضددية توجيدده الطلبددة إلددى علددم االجتمدداع ووضددع سياسددة الكددم‬
‫علددددددى حسدددددداب النوعيددددددة‪ ،‬والتمييددددددز مددددددابين التخصصددددددات‪ ( .‬جمددددددال معتددددددوق‪،2015 :‬‬
‫ص‪)02‬‬
‫‪ )2‬المنننادل العلمينننة‪ :‬إن أزمدددة علدددم االجتمددداع تدددرتبط أساسدددا بمدددا يقدمددده العلدددم ذاتددده ويجعلهدددم‬
‫يتميدددزون بددده عدددن غيدددرهم مدددن أصدددحاب التخصصدددات األخدددرى‪ .‬كمدددا وتدددرتبط بوضدددعية‬
‫التدددي تجعلددده مرفدددأ أخيدددرا يلجدددأ إليددده الطلبدددة حينمدددا تعجدددزهم الحيدددل عدددن اختيدددار تخصدددص‬
‫مرمدددوق‪ .‬وهدددو مدددا جعدددل أعدددداد الملتحقدددين بأقسدددام علدددم االجتمددداع تصدددل لمسدددتويات هائلدددة‬
‫ال تمدددد بصدددلة لحاجدددة سدددوق العمدددل‪ .‬ومددددى االحتيددداج المجتمعدددي لهدددذا التخصدددص وهدددو‬
‫األمددددر الددددذي جعددددل بعددددض القددددائمين علددددى هددددذا العلددددم يتوهمددددون أهميددددة غيددددر حقيقيددددة‬

‫‪62‬‬
‫اجمللد الثاني ‪ -‬العدد ( ‪ ) 5‬أكتوبر ‪2021‬‬ ‫اجمللة العربية للمعلوماتية وأمن املعلومات‬

‫لتخصصدددهم ال تدددرتبط بدددالواقع المعيشدددي بصدددلة‪ ،‬وهدددو الدددذي أفضدددى فدددي الوقدددت نفسددده إلدددى‬
‫أن تتحدددول أقسدددام علدددم االجتمددداع إلدددى أقسدددام كميدددة علدددى حسددداب الكيدددف‪ ( .‬صدددالح سدددليمان‬
‫عبد العظيم‪ ،2010 :‬ص ‪)05‬‬
‫وانعكددس المحتددوى الددذي يتلقدداه الطلبددة علددى نوعيدددة األبحدداث التددي تددم إنجازهددا سددواء فدددي‬
‫إطددددار إعددددداد مددددذكرة الليسددددانس أو ديبلددددوم الدراسددددات المعمقددددة وغيرهددددا مددددن الشددددهادات‬
‫األكاديميدددة التدددي كاندددت صدددورة طبدددق األصدددل لمدددا تلقدددوه مدددن تكدددوين مدددا عددددا اإلسدددتثناءات‬
‫التددي حاولددت كسددر هددذه القاعدددة‪ .‬فددي ثنايددا هددذا الطددرح يمكددن القددول أن التكددوين الددذي كددان‬
‫يقددددم والدددذي يقددددم حاليدددا وكمدددا هدددو معلدددوم لخدمدددة اتجددداه سياسدددي وإيدددديولوجي معدددين لددده‬
‫أهددددداف خاصددددة تتمثددددل فددددي نظددددام اقتصددددادي واجتمدددداعي منسددددجم مددددع األهددددداف المتوخدددداة‬
‫منه‪(.‬أحمد عماد الدين خواني‪16 ،2015:‬ص)‬
‫وفدددي األخيدددر يمكدددن القدددول وعلدددى حدددد تعبيدددر الددددكتور " فضنننيل رتيمننني " أن‬
‫مدددن التحدددديات التدددي تنتظدددر علدددم االجتمددداع ‪ LMD‬ومدددع فدددتح تخصصدددات ذات عالقدددة بعدددالم‬
‫الشدددغل‪ .‬ومنددده يصدددبح لندددا أن نتسددداءل أيدددن تكمدددن افددداق هدددذا العلدددم فدددي ظدددل التناقضدددات التدددي‬
‫يحملها كل من المسؤولين والمشتغلين بهذا العلم من جهة والطلبة من جهة ثانية؟‬
‫ثالثا‪ -‬الممارسة السوسيولوجية بالبيئة الجامعية الجزائرية‪:‬‬
‫ابتدأ مسار الجامعة الجزائرية بجامعة الجزائر وهي أول مدرسة أنشأت في العهد‬
‫االستعماري بالجزائر بدأت ناطها منذ سنة ‪ 1833‬وكان يشرف على التدريس أساتذة‬
‫عسكريون‪ ،‬في البداية كانت توجه هذه الدروس إلى الطلبة األروبيون فحسب غير أنه‬
‫وبموجب مذكرة لوزير الحربية تم إصدارها في ‪ ، 1833/06/10‬تم قبول الطلبة‬
‫الجزائريون ‪ ،‬وكانت هذه الدروس في هذه المرحلة مقتصرة على علم التشريح و‬
‫الفيزيولوجيا الوصفية إال انه تم توقيف هذه الدراسة سنة ‪ 1835‬م بقرار من الجنيرال‬
‫كلوزيل وتم اقتراح إعادة فتحها عام ‪ 1854‬بقرار من المجلس البلدي للجزائر وتم فتحها‬
‫رسميا بمرسوم مؤرخ في ‪ 04‬أوت ‪ 1857‬ولم تبدأ نشطها إال ابتداء من عام ‪ ، 1859‬وقد‬
‫وضعت هذه المدرسة تحت إشراف كلية الطب بمون بوليه و بموجب القانون المؤرخ في ‪20‬‬
‫ديسمبر ‪ 1879‬المنشئ للمدارس العليا بالجزائر‪ ،‬تحولت المدرسة إلى المدرسة العليا للطب‬
‫والصيدلة وبموجب القانون المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 1909‬حولت المدرسة إلى كلية الطب و‬
‫الصيدلة بالجزائر‪ ،‬ومن بين طلبة هذه الكلية الذين برزوا في تاريخ الجزائر بن يوسف بن‬
‫خدة الذي تحمل اسمه هذه الجامعة‪ ،‬التحق بها في سنة ‪ 1943‬بعد التحاقه بحزب الشعب‬
‫الجزائري سنة ‪ 1942‬وتحصل على شهادة صيدلي سنة ‪ ( 1951‬ابراهيم ابن داود‪ ،‬ب س‪،‬‬
‫‪. ) 05‬‬
‫ولم تعرف الجزائر نظاما جامعيا خاصا بالجزائريين إال بعد االستقالل المعلن عنه في‬
‫‪ . 1962‬سيتطور النسيج الجماعي تطورا هائال‪ .‬بفعل ديموقراطية التعليم واالنفجار‬

‫‪63‬‬
‫د‪ .‬اميان محري – د‪.‬حنان ضياف‬ ‫المعلوماتية والمعرفة العلمية في ‪..‬‬
‫الديموغرافي وكذا بفعل تكوين الدولة وعديد من المؤسسات العمومية عددا كبيرا من الكوادر‬
‫والمؤهلين (بين الستين ات وأواسط الثمانينات‪ .‬حاليا‪ ،‬تنيف المدن ذات الجامعات أو المدارس‬
‫العليا على العشرين‪ ،‬تستقبل أكثر من ‪ 300000‬طالب‪ .‬كان هذا التصور بوتيرة سريعة جدا‬
‫إذ علمنا أنه‪ ،‬عشية االستقالل ‪ ،‬لم يكن الطلبة الجزائريون سوى خمسمائة نفر يتابعون‬
‫الدراسة بالجزائر أو بالخارج ‪( .‬حسن رمعون‪ ،1996 :‬ص)‬
‫منذ ‪ 1962‬ومع ميالد الدولة الجزائرية المستقلة عرف التدريس في مجال العلوم‬
‫أن الوظيفة األولى واألساسية‬ ‫اإلنسانية واالجتماعية تقلبات عديدة‪ ،‬فإذا حصل االتفاق على ّ‬
‫أن هذه الوظيفة قد اصطدمت بالواقع االجتماعي‪،‬‬ ‫للجامعة هي نشر وإنتاج المعرفة‪ ،‬غير ّ‬
‫وعرفت في مجال العلوم االجتماعية ضغطا اجتماعيا وسياسيا‪ ،‬من خالل تدخل النسق‬
‫السياسي ّالذي حال غالبا دون احترام المقاييس العلمية في إنتاج المعرفة‪ ،‬إذ تمثل في البداية‬
‫كل االهتمام إلى تحقيق مبادئ عادة ما كانت توصف بالسمو والقداسة تمثلت أساسا في‬
‫الجزائر‪ ،‬وا لتعريب وديموقراطية التعليم‪ ،‬دون احترام قواعدها أو اآلثار التي يمكن أن تنتج‬
‫عنها‪:‬‬
‫‪ -‬لددم يعددد النشدداط البحثددي الخدداص بكددل أسددتاذ قاعدددة للتقيدديم واالعتددراف بالكفدداءة سددواء‬
‫داخددددل النسددددق الجددددامعي أو خارجدددده‪ ،‬ومنهددددا التخلددددي عددددن الكفدددداءة الخارجيددددة لتتددددر‬
‫فراغدددا ملحوظدددا لتجسددديد مدددا يسدددمى بالسوسددديولوجيا الوطنيدددة (ندددورة قنيندددة‪،2004 :‬‬
‫ص‪.)199‬‬
‫‪ -‬وتجلت انعكاسات التعريب أساسا على بعدين‪:‬‬
‫‪ ‬األول ‪ :‬اعتبددددار علددددم االجتمدددداع علمددددا رياديددددا أوكلددددت لدددده مهمددددة اسددددترجاع عناصددددر‬
‫الهويدددة الوطنيدددة‪ ،‬والثقافيدددة اإلسدددالمية‪ ،‬وهدددذا مدددا أطدددر دور عدددالم االجتمددداع باعتبددداره‬
‫علدددى هدددذا األسددداس؟ مناضدددال قياديدددا يشدددرف علدددى توظيدددف معرفتددده لخدمدددة مشددداريع‬
‫التنمية التي يتطلع إليها المجتمع‪ ،‬من أجل بناء مشروعه الحضاري‪.‬‬
‫‪ ‬الثننننناني ‪ :‬تجلدددددى فدددددي ترجمدددددة األبحددددداث مدددددن لغتهدددددا األصدددددلية سدددددواء الفرنسدددددية أو‬
‫االنجليزيددددة‪ ،‬دون التحدددددري بالحدددددذر بالتعامدددددل مدددددع المفددددداهيم وارتباطاتهدددددا النظريدددددة‪،‬‬
‫أن أغلدددب‬ ‫ومدددن قمدددة انعكاسددداتها علدددى الممارسدددة العلميدددة واالبدددداع الفكدددري خصوصدددا ّ‬
‫الطلبددددة الملتحقددددين بعلددددم االجتمدددداع هددددم مددددن المعددددربين الّددددذين يجدددددون صددددعوبة فددددي‬
‫التعامدددل مدددع المراجدددع األصدددلية المكتوبدددة باللغدددات األجنبيدددة‪ ،‬ومنددده يمكدددن أن نفهدددم ّ‬
‫أن‬
‫الممارسددددة السوسدددديولوجية ر ّكددددزت علددددى مبدددددأ األصددددالة مددددن خددددالل فددددر الددددذات‬
‫العربيددددة علددددى مدددداهو معرفددددة غربيددددة منقولددددة أدّت إلددددى محدوديددددة فعاليددددة المعرفددددة‬
‫صددددة‪،‬‬‫السوسدددديولوجية‪ ،‬وإلددددى مددددا يسددددمى بمعرفددددة خاصددددة‪ ،‬بلغددددة خاصددددة و بثقافددددة خا ّ‬
‫وهي في الواقع ليست معرفة منتجة (نورة قنينة‪،2004 :‬ص‪.)200‬‬

‫‪64‬‬
‫اجمللد الثاني ‪ -‬العدد ( ‪ ) 5‬أكتوبر ‪2021‬‬ ‫اجمللة العربية للمعلوماتية وأمن املعلومات‬

‫نشددر مؤسسددات التعلدديم العددالي عبددر كامددل التددراب الددوطني مددع عدددم تددوفر‬ ‫‪-‬‬
‫اإلمكانيددات الماديددة للجامعددات– خاصددة فددي المرحلددة األولددى ‪-‬لتتحمددل تبعددات‬
‫ديمقراطيدة التعلديم ومجانيتده علدى حسداب نوعيتده وجودتده‪ ،‬ممدا انعكدس علدى‬
‫علدم االجتمداع مدن خدالل ‪ :‬ضدعف االحتكدا بدين الطلبدة‪ ،‬أشدكال تكدوين طلبدة‬
‫علددم االجتمدداع ومددا يتطلبدده سددوق العمددل‪ ،‬إذ نجددد مخرجددات قسددم علددم االجتمدداع‬
‫غيددددر مطلوبددددة مددددن طددددرف سددددوق العمددددل‪ ،‬خاصددددة فددددي الوقددددت الراهن(عنصددددر‬
‫العياشي‪ ،1994 :‬ص‪.)64‬‬
‫ويلمدس صداحب النظدرة النقديدة الفاحصدة والممحصدة‪ ،‬للممارسدة السوسديولوجية‬
‫فدي الجزائدر وجدود ندوع مدن السدطحية فدي التفكيدر السوسديولوجي‪ ،‬حيدث بددأت مدع‬
‫بعدض المددارس وظهدر علدم االجتمداع كعلدم قدائم بذاتده‪ ،‬ثدم سدرعان مدا وقدع علدم‬
‫االجتمدداع فددي حيددرة أمددام الظددواهر االجتماعيددة المتهاطلددة التددي أفرزهددا الواقددع‬
‫االجتمدداعي‪ ،‬وتزعزعددت المعرفددة السوسدديولوجية مددع انهيددار االشددتراكية وظهددرت‬
‫البرجوازيدة علدى أنقدا انتكاسدة علدم االجتمداع‪ ،‬لتعدود الممارسدة السوسديولوجية إلدى‬
‫التسدداؤل الددذي انطلقددت مندده فددي البدايددة حددول ‪:‬مددا هددو علددم االجتمدداع؟ ‪.‬ومدداذا‬
‫يدرس؟‪...‬الخ (نورة قنينة‪ ،2004 :‬ص‪.)202‬‬
‫وظهدرت مددارس جديددة لتعيدد النظدر حتدى فدي تعريدف علدم االجتمداع‪ ،‬ومداذا‬
‫يددرس هدذا العلدم؟‪ ،‬وحصدل الخدالف حدول موضدوع هدذا العلدم‪ ،‬ولدم يحصدل االتفداق‬
‫حتدى علدى المدنهج‪ ،‬لدذلك يقدال أن علدم االجتمداع" كثيدر المنداهج قليدل النتدائج"‪ ،‬وجسددت‬
‫الممارسددة السوسدديولوجية مددن خددالل المدددارس التددي ظهددرت مددع الرأسددمالية الجديدددة‬
‫خدمدة النظدام القدائم‪ ،‬فاعتقددت الوظيفيدة أن كدل مدا هدو موجدود فدي المجتمدع لديده وظيفدة‬
‫ضددرورية ‪.‬بينهددا اعتبددرت الماركسددية أكثددر مصددداقية ألنهددا ثددارت ضددد النظددام القددائم‬
‫واعتبرتده مدن خدالل تحليالتهدا وممارسداتها السوسديولوجية متنبدأة لده بأنده يحمدل بدذور‬
‫فنائدده‪ ،‬واقترحددت النظددام االشددتراكي كبددديل ال مفددر مندده( عبددد الددرحمن بوزيدددة‪،2010 :‬‬
‫ص‪.)12‬‬
‫وجدداءت الممارسددة السوسدديولوجية فددي األبحدداث علددى مسددتوى الجامعددة‬
‫الجزائريددة أكثددر تشددوها مددن المنحددى العددالمي لمسددار السوسدديولوجيا‪ ،‬حيددث اتجهددت‬
‫الدراسدات واألبحداث غالبدا إلدى تبريدر األوضداع القائمدة وعقلنتهدا علدى حسداب تقهقدر‬
‫الفكددر النقدددي الددذي يعتبددر كفيددل بكشددف الرهانددات والمصددالح المعلنددة والخفيددة داخددل‬
‫األنسدددداق االجتماعيددددة‪ ،‬وفددددي عالقاتهددددا التفاعليددددة بالمجموعددددات االجتماعيددددة‬
‫المسيطرة(عنصر العياشي‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪)25‬‬
‫ويحددددد " جمنننال معتنننو " فدددي دراسدددته عدددن الممارسدددة السوسددديولوجية بمعهدددد علدددم‬
‫االجتمددداع بالعاصدددمة عدددن تجربدددة الممارسدددة السوسددديولوجية بدددالجزائر فدددي كدددون التجربدددة‬

‫‪65‬‬
‫د‪ .‬اميان محري – د‪.‬حنان ضياف‬ ‫المعلوماتية والمعرفة العلمية في ‪..‬‬
‫الجزائريدددددددة هدددددددي التجربدددددددة األولدددددددى التدددددددي أقحمدددددددت فدددددددي مجدددددددال السوسددددددديولوجية‬
‫الفرنسدددية‪...‬والجزائر ظلدددت البلدددد الوحيدددد الدددذي لدددم يهدددتم بالتدددأريخ ألهدددم المراحدددل التدددي مدددر‬
‫بهددا علددم االجتمدداع فيهددا‪ .‬هددذا مددا نعكددس سددلبا علددى الدراسددات المسددتقبلية حددول الممارسددة‬
‫السوسدددديولوجية بالجزائر‪...‬للهمددددال وتقصددددير المسددددؤولين والمشددددتغلين بعلددددم االجتمدددداع‪( .‬‬
‫أحمد عماد الدين خوافي ‪ ،2015 :‬ص‪)13‬‬
‫وتاريخيدددددا فقدددددد عرفدددددت الممارسدددددة السوسددددديولوجية بدددددالجزائر مرحلدددددة تبعيدددددة‬
‫البحدددث العلمدددي فدددي إطدددار خطددداب إيدددديولوجي قدددائم علدددى تكفدددل الدولدددة بانجددداز مشدددروع‬
‫وطنددددي‪ ،‬ثددددم انتقددددل البحددددث السوسدددديولوجي إلددددى مرحلددددة الممارسددددة القائمددددة علددددى التفكيددددر‬
‫حددددول الشددددروط االبسددددتمولوجية لوضددددع أسددددس تقاليددددد سوسدددديولوجية فددددي بالدنددددا‪( .‬أحمددددد‬
‫عماد الدين خوافي‪ ،2015 :‬ص‪)10‬‬
‫وكمدددا يقدددر معنننن للينننل العمنننر فدددي كتابددده نحدددو علدددم اجتمددداع عربدددي أن‬
‫هنددددا تقليددددد نقدددددي مددددن طددددرف علمدددداء االجتمدددداع المغاربددددة‪ ،‬فمددددنهم مددددن تبنددددى النظريددددة‬
‫الماركسددددية وأقحمهددددا علددددى دراسددددة جميددددع ظددددواهر ومشدددداكل المجتمددددع المغدددداربي ناقدددددا‬
‫أنظمددده وأنسددداقه وأنماطددده‪ ،‬إال أن هدددذا التبندددي لدددم يكدددن صدددادقا أو مؤمندددا بدددل جددداء كتقليدددد‬
‫للمتخصصدددين فدددي علدددم االجتمددداع فدددي أوروبدددا‪ ،‬وكدددذلك كمصددددر سدددريع للتكسدددب المدددادي‬
‫والشدددهرة السدددريعة‪ ،‬فهدددؤالء ينقددددون الواقدددع والظدددواهر االجتماعيدددة مدددن أجدددل النقدددد فقدددط‬
‫وفدددي تلدددك الفتدددرة ا لزمنيدددة كدددان مفهدددوم النقدددد يحتدددل مكاندددا طليعيدددا بدددين الكتددداب والمفكدددرين‬
‫وال يعطددددددون البددددددديل المناسددددددب للمجتمددددددع العربددددددي‪ ،‬بددددددل يقدددددددمون طروحددددددات جدددددداهزة‬
‫ومصدددطلحات منحوتددده‪ ،‬ومفددداهيم محدددددودة مسدددبقا فدددي بييددددات مجتمعيدددة غيدددر عربيددددة وال‬
‫تمثدددل مرحلتددده التطوريدددة التدددي يمدددر بهدددا‪( .‬معدددن خليدددل العمدددر‪ )320 ،1991 :‬وعلدددى حدددد‬
‫تعبيدددر علمددداء سوسددديولوجيا المعرفدددة أن لفهدددم الفكدددر اليكدددون إال بدددالحفر فدددي األعمددداق بحثدددا‬
‫عدددن النشدددأة والتكدددوين والشدددروط الوجوديدددة فدددي التددداريخ‪ ،‬وإكتشددداف أطدددر المعرفدددة وأيضدددا‬
‫اكتشدداف المسددكوت عندده والمنفددي الفعددال الددذي أخفدداه الخطدداب أو الددنص‪ .‬وكمددا حددد تعبيددر‬
‫كدددارل مانهدددايم إن الفهدددم األعمدددق لالنسدددان أو المجتمدددع يكدددون مدددن خدددالل فهدددم ومعرفدددة‬
‫تاريخيدددة النشدددأة والتكدددوين‪ ،‬تطدددوره‪ ،‬صدددراعاته‪ ،‬مكاناتددده‪ ،‬ومواقفددده‪ ( .‬عنصدددر العياشدددي‪:‬‬
‫‪ ،1999‬ص‪)73‬‬
‫فدددددي ثنايدددددا هدددددذا الطدددددرح يمكدددددن القدددددول بدددددأن التنظيدددددر‪ ،‬والتحليدددددل وطدددددرح مفددددداهيم‬
‫ومصدددطلحات غربيدددة بعيددددة كدددل البعدددد عدددن واقدددع األحدددداث االجتماعيدددة التدددي تتبلدددور فدددي‬
‫ضدددوء خصوصدددية عربيدددة مغاربيدددة أكثدددر‪ .‬وهندددا فيدددة ثانيدددة تبندددت النظريدددة الماركسدددية إال‬
‫أن هددداتين الفيتدددين مدددن علمددداء االجتمددداع بجامعدددات الددددول المغاربيدددة لدددم تسدددتطيع أن تجتددداح‬
‫الحددداجز الدددذي وضدددعوه بيدددنهم وبدددين واقعهدددم الحدددي ويدرسدددوه كمدددا هدددو ال كمدددا يجدددب أن‬
‫يكون‪ ( .‬معن خليل العمر‪ ،1991:‬ص‪)320‬‬

‫‪66‬‬
‫اجمللد الثاني ‪ -‬العدد ( ‪ ) 5‬أكتوبر ‪2021‬‬ ‫اجمللة العربية للمعلوماتية وأمن املعلومات‬

‫لقددددد حدددداول "لننننوث ور " فددددي كتابددددة االيدددددولوجيا و اليوتوبيددددا الددددذي ألفدددده "كننننارل‬
‫مانهنننايم" توضددديح أهدددم أسدددباب ركدددود المعرفدددة البيولوجيدددة وهدددو تفسدددير ينطبدددق علدددى علدددم‬
‫االجتماعي بدول المغرب العربي وذلك حين ميز بين مجموعتين من العوامل‪:‬‬
‫األولدددى وتتمثدددل فدددي المحدددددات التدددي تفدددر علدددى العلدددم فرضدددا إكراهيدددا قسدددريا مدددن‬
‫خارجدددده‪ .‬وإذا كانددددت المجموعددددة األولددددى تشددددير إلددددى عالقددددة علددددم االجتمدددداعي بالنظددددام‬
‫االجتمددداعي الدددذي هدددو جدددزء منددده يتدددأثر بددده‪ ،‬ويفتدددر انددده يجدددب أن يدددؤثر فيددده‪،‬فان هدددذا‬
‫النظدددام يحدددوي جملدددة األبعددداد االجتماعيدددة واالقتصدددادية‪،‬وما يترتدددب عليهدددا مدددن عناصددددر‬
‫ثقافيدددة وسياسدددية تدددؤثر فدددي النشددداط العلمدددي ومنتجددده والمشدددتغلين به‪،‬الدددذي علددديهم أن يأخدددذو‬
‫موقفا‪،‬فكرا وسلوكا‪،‬إقرارا أو إنكار أو حتى مواقف وسطية‪.‬‬
‫الثانيدددة وتشدددمل العقبات‪،‬والصدددعوبات الناتجدددة مدددن داخدددل العلدددم النفسدددية‪ ،‬وإذا كاندددت‬
‫المجموعدددة الثانيدددة تشدددير إلدددى حالدددة العلدددم نظريدددة ومنهجدددا ‪،‬وموقدددف مدددن المجتمدددع متمدددثال‬
‫فدددي الوظدددائف التدددي علدددى العلدددم أن يقدددوم بهدددا فدددان كلتدددا المجمدددوعتين متفددداعلتين‪ ،‬أثرتدددا فدددي‬
‫النشددداط العلمدددي وتوجهاتددده‪ ،‬وأفضدددتا فيددده فدددي الدددوطن المغددداربي إلدددى النظدددرة إليددده نظدددرة‬
‫المبدددداالة وإهمددددال ‪،‬فانحصددددر بددددذلك فددددي التلقددددين داخددددل قاعددددات التدددددريب غيددددر متجدددداوز‬
‫أسوار الجامعات في الكثير من األحيان‪ ( .‬عبد الباسط عبد المعطي‪ ،1990 :‬ص‪)6‬‬
‫إن فهددددم أوضدددداع علددددم االجتمدددداع فدددددي الددددوطن المغدددداربي بحاجددددة إلددددى تحليدددددل‬
‫تدددداريخي ومعاصددددر لألوضدددداع وضددددرورة ربطهددددا باإلطددددار المرجعددددي الددددذي أحدددداط بهددددا‬
‫وأنددده البدددد مدددن منطلقدددات أساسدددية تقدددود عمليدددات التحليدددل والفهدددم ‪،‬وإال فقدددد الباحدددث طريقددده‬
‫وأحددداط بددده عددددم الرؤيدددة ويضددداف إلدددى هدددذا ضدددرورة تحديدددد مهدددام علدددم االجتمددداع فدددي كدددل‬
‫مر حلددددة تاريخيددددة يمددددر بهددددا المجتمددددع المغدددداربي‪ ( .‬عبددددد الباسددددط عبددددد المعطددددي‪،1990 :‬‬
‫ص‪)162‬‬
‫إن الممارسدددة السوسددديولوجية كثيدددرا ماكاندددت محددددودة جددددا وال تدددزال فدددي العديدددد‬
‫مدددن المواقدددع المعرفيدددة المتعدددددة ألن فاعليهدددا تميدددزوا بتدددوقفهم األكيدددد عندددد حددددود الطدددرح‬
‫الكالسددددديكي القدددددديم إن كدددددان الماركسدددددي أو الدددددوظيفي‪ ،‬ليتحدددددول االنتددددداج المعرفدددددي ودون‬
‫االقتددددددراب مددددددن الواقددددددع الحقيقددددددي‪ .‬كمددددددا ويمكددددددن أن نلددددددتمس واقددددددع انتدددددداج المعرفددددددة‬
‫السوسدددديول وجية مددددن خددددالل الممارسددددات السياسددددية التعسددددفية بدددددءا بادماجدددده مددددع العلددددوم‬
‫االجتماعيدددة األخدددرى حيدددث أفقدتددده خصوصددديته المعرفيدددة ووجدددوده الجدددامعي كعلدددم قدددائم‬
‫بذاتدده ليتحددول إلدددى تددابع غيددر مرغدددوب فيدده وفددي ذيدددل الترتيددب‪ ،‬وربمددا أيضدددا تغيددب لهدددذا‬
‫العلددددم بدددددولنا إرتددددبط بفاعليدددده والمنشددددغلين بالحقددددل المعرفددددي الددددذين تعايشددددو مددددع الوضددددع‬
‫لدرجددددة االنسددددياق أمددددام العجددددز عددددن تغييددددر وضددددع سياسددددوي معرفددددي بامتيدددداز‪ ( .‬نددددورة‬
‫قنيضة ‪ ،1016:‬ص‪)137‬‬

‫‪67‬‬
‫د‪ .‬اميان محري – د‪.‬حنان ضياف‬ ‫المعلوماتية والمعرفة العلمية في ‪..‬‬

‫رابعا‪ :‬الﺼعوبات أو العوائﻖ التي تواجه الباح السوسيولوجي العربي‪:‬‬


‫إن تهمددديل البحدددث العلمدددي فدددي ميددددان علدددم االجتمددداع يعدددود لعوامدددل كثيدددر موضدددوعية‬
‫وذاتيددة‪ ،‬ماديددة ومعنويددة وفددي كددل الحدداالت فددان ذلددك يعبددر بصدددق عددن طبيعددة الرهانددات‬
‫المرتبطدددددة بإنتددددداج واسدددددتعمال المعرفدددددة االجتماعيدددددة ويتجسدددددد ذلدددددك فدددددي وضدددددعية علدددددم‬
‫االجتمدددداع فددددي بلدددددان المغددددرب العربددددي المتميددددزة بسدددديطرة نزعددددة تقنويددددة قويددددة تمثلهددددا‬
‫وتددددافع عنهدددا مجموعدددة مدددن االمتثددداليين الدددذين ال يسدددتطيعون إنتددداج معرفدددة نقديدددة حدددول‬
‫المجتمددددع فيقومددددون بدددددال مددددن ذلددددك بإنتدددداج خطدددداب عقيدددددي حددددول المعرفددددة ال يتجدددداوز‬
‫الحدددددود التددددي ترسددددمها السددددلطة والقددددوى االجتماعيددددة المسدددديطرة فددددي كددددل تجلياتهددددا‪ .‬وقددددد‬
‫حددددرم ذلددددك المجتمددددع مددددن النظددددر إلددددى نفسدددده نظددددرة نقديددددة متخصصددددة والتسدددداؤل حددددول‬
‫مسدداره‪ ،‬مددا أتدداح لدده االسددتمرار فددي دوامددة مددن الزيددف الددذي لددم يعمددل سددوى علددى زيددادة‬
‫حددددة التناقضدددات والصدددراعات إلدددى درجدددة أضدددحت تهددددد المجتمدددع فدددي كيانددده‪ ( .‬العياشدددي‬
‫عنصر‪ ،1999 :‬ص‪)8-7‬‬
‫لقددددد تميددددز مجددددال البحددددث العلمددددي عمومددددا وفددددي علددددم االجتمدددداع خصوصددددا بتبعيددددة‬
‫واضددددحة ومؤكدددددة للتصددددورات واالنشددددغاالت المعبددددر عنهددددا مددددن قبددددل السددددلطة السياسددددية‪،‬‬
‫وقددددد تحققددددت تلددددك التبعيددددة مددددن خددددالل اليددددات عديدددددة لعددددل أهمهددددا التوجدددده اإليددددديولوجي‬
‫وعمليدددة التمويدددل‪ .‬ونقصدددد بالتوجددده اإليدددديولوجي أن معظدددم األبحددداث التدددي جدددرت فدددي علدددم‬
‫االجتمددداع سدددواء كاندددت لتلبيدددة طلدددب اجتمددداعي مباشدددر وصدددريح صدددادر مدددن قبدددل مؤسسدددة‬
‫رسددددمية أ و اندددددرجت فددددي إطددددار دراسددددات جامعيددددة ذات طددددابع أكدددداديمي موجهددددة نحددددو‬
‫تحضددددير شددددهادات ودرجددددات علميددددة‪ ،‬هددددذه البحددددوث فددددي معظمهددددا خضددددعت لتصددددورات‬
‫اإليديولوجية المسيطرة‪ (.‬عنصر العياشي‪ ،1999 :‬ص‪)161‬‬
‫هدددذه التبعيدددة فدددي مجدددال البحدددث العلمدددي علدددم االجتمددداع ال يفسدددرها االنقيددداد والخضدددوع‬
‫للت وجهدددات اإليديولوجيدددة المرحليدددة التدددي تفدددر نفسدددها علدددى البددداحثين مدددن خدددالل اليدددات‬
‫االنتقدددداء والتصددددفية القبليددددة ( اقتددددراح محدددداور البحددددث مددددن قبددددل الهياكددددل الوطنيددددة لجددددان‬
‫دراسدددة وتقدددويم مشدددروعات البحدددث)‪ .‬والتبعيدددة تفسدددر أيضدددا مدددن خدددالل التمويدددل المباشدددر‬
‫وغير المباشر لتلك البحوث‪ (.‬عنصر العياشي‪ ،1999 :‬ص‪)162‬‬
‫كمددددا وتوجددددد العديددددد مددددن األسددددباب التددددي سدددداهمت وال تددددزال فددددي تعمددددل علددددى إضددددعاف‬
‫الواقددددع االجتمدددداعي للسوسدددديولوجيا بوطننددددا المغدددداربي والتددددي تعتبددددر األهددددم ألنهددددا تتعلددددق‬
‫بثقافددددة أفددددراد المجتمددددع‪ ،‬حيددددث نجددددد فددددي الغالددددب أن هنددددا انفصددددال بددددين الفكددددر والفعددددل‬
‫االجتمددددداعي فدددددي حياتندددددا حيدددددث إرادة وال مدددددنهج‪ ،‬وال وعدددددي نقددددددي بالوسددددديلة والهددددددف‪،‬‬
‫قطيعددددة بددددين الفكددددر ومقتضدددديات الواقددددع ومنهجيددددة االنجدددداز‪ ،‬أو فددددن وتقنيددددة العمددددل التددددي‬
‫تعتبدددر خبدددرة وممارسدددة وثقافدددة اجتماعيدددة وتاريخيدددة فدددي تالحدددم مدددع الفكدددر المنهجدددي وهدددذا‬

‫‪68‬‬
‫اجمللد الثاني ‪ -‬العدد ( ‪ ) 5‬أكتوبر ‪2021‬‬ ‫اجمللة العربية للمعلوماتية وأمن املعلومات‬

‫مدددا يعكدددس وجدددود قطيعدددة بدددين واقعندددا االجتمددداعي وبدددين تفكيرندددا الدددذي غالبدددا مدددا يكدددون‬
‫مستمد من جهات غربية‪ ( .‬شوقي جالل‪ :‬ب س‪ ،‬ص‪)83‬‬
‫وفدددي هدددذا السدددياق يدددرى الددددكتور الجزائدددري " يوسنننع سنننعدو " أن اهتمامدددات علمددداء‬
‫االجتمدددداع العددددرب بصددددفة عامددددة مازالددددت تصددددب فددددي نفددددس اهتمامددددات رجددددال الفكددددر‬
‫السوسدددديولوجي الغربددددي‪ ،‬ويكفددددي أن نراجددددع وقددددائع الندددددوات والمددددؤتمرات التددددي نوقشددددت‬
‫فيهددددا اشددددكالية علددددم االجتمدددداع العربددددي لنددددرى إلددددى أي مدددددى يعدددداني هددددذا العلددددم مددددن‬
‫التدددددهور واالغتددددراب‪ .‬حيددددث نالحدددد االنفصددددال الكامددددل بددددين الفكددددر والعمددددل‪ ،‬أو بددددين‬
‫التدددراث النظدددري والواقدددع االمبريقدددي وانحيددداز علمددداء االجتمددداع للتدددراث النظدددري الغربدددي‪.‬‬
‫( يوسف سعدون‪ )2015 :‬ويمكن حصر هذه العوائق في الترسيمة اآلتية‪:‬‬

‫العائق‬ ‫ضعف •‬
‫النظري‬ ‫التنظير‬

‫العائق‬ ‫عدم اثارة الدافعية •‬


‫المنهجي‬ ‫لدراسة المشكالت‬
‫االجتماعية•‬
‫العائق‬ ‫وجود قطيعة بين •‬
‫تعدد االتجاهات •‬ ‫أصحاب‬
‫والمدارس‬
‫االجتماعي‬ ‫القرروالباحثين‬
‫االجتماعية أدى‬ ‫والساسي‬ ‫االجتماعيين‬
‫إلى وجود‬
‫تضارب‬
‫المﺼدر‪ :‬الباحث‬
‫العائﻖ النظرث ‪:‬‬
‫أن غدالبيتهم ال يطلعدون‬ ‫يتمثل في الضعف النظدري لددى االجتمداعيين العدرب‪ ،‬حيدث ّ‬
‫إال علددى النصددوص األساسددية للنظريددات المطروحددة‪ ،‬لددذلك يواجهددون صددعوبات حقيقيددة فددي‬
‫الحكم الموضوعي على اآلراء والتيارات واالتجاهات‪.‬‬
‫العائﻖ المنهجي‪:‬‬
‫يلعب هذا العائق دورا كبيرا في عرقلة تطور العلوم االجتماعية في الدوطن العربدي‪ ،‬ويمكدن‬
‫الموافقة هندا جزئيدا علدى الدرأي القائدل إن دراسداتنا االجتماعيدة تعدود امدا إلدى االتجداه المدادي‬

‫‪69‬‬
‫د‪ .‬اميان محري – د‪.‬حنان ضياف‬ ‫المعلوماتية والمعرفة العلمية في ‪..‬‬
‫الجدلي والتركيز على الصراعات‪ ،‬أو إلى االتجاه البنيوي والوظيفيدة‪ ،‬أو إلدى االتجداه الدذي ال‬
‫يتقيد باتجاه وال يلتزم بنظرية أو منهج‪ ،‬فالخاصية الكبرى لعلم االجتمداع العربدي أنده ال ينتمدي‬
‫إلى اتجاه وحيد‪ ،‬أو إلى منهج معين أو مدرسة اجتماعية بعينها‪ ،‬أي أنه علم بدون هوية محليدة‬
‫خاصة بها نابعة من مشكالت وممارسات المجتمعات العربية‪.‬‬
‫العائﻖ االجتماعي والسياسي‪:‬‬
‫بحيددث يشددكو االجتمدداعيون العددرب مددن أن المؤسسددات التددي يعملددون فددي إطارهددا ال‬
‫تشجعهم على إثارة المشكالت الجديدة و الموضدوعات الخالفيدة‪ ،‬فالباحدث فدي البلددان العربيدة‬
‫يصنف ضمنا أو عرفا الموضوعات إلى حسّاسة أو غير حسّاسة وهو نهدج ف ّعدال علدى صدعيد‬
‫اإلنتاج السوسيولوجي في البلدان العربية‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالجانب السياسي يرى عددد كبيدر مدن البداحثين العدرب إن المؤسسدات‬
‫الرسددمية‪ ،‬خصوصددا صدداحبة القددرار بحددذر بددالم إلددى مددا يقددوم بدده البدداحثون االجتمدداعيون مددن‬
‫دراسات وغوص في أعماق المجتمع وأنساقه المختلفة‪ ،‬وهندا قطيعدة واضدحة بدين أصدحاب‬
‫القرار والذين يمتلكون ناصية المعارف العلمية االجتماعية ‪ ،‬إن عملية اتخداذ القدرار محتكدرة‬
‫فددي يددد نخبددة سياسددية ال تددؤمن بددالمنهج العلمددي اإليمددان الكددافي‪ ،‬كمددا أنّهددا ال تسددعى لبرمجتدده‬
‫واألخذ بيد العلوم وخاصة االجتماعية منها إلى طريدق الندور ألنّهدا تدرى أنّهدا سدتمثل لهدا فيمدا‬
‫بعد أكبر عائق‪ ،‬وهذا أحدد أسدباب عددم فاعليدة العلدوم االجتماعيدة فدي الدوطن العربدي ككدل ‪(.‬‬
‫جميلة شلغوم ‪ ،2012/2013 :‬ص ‪) 93‬‬
‫لاتمة‪:‬‬
‫خالصددددة للورقددددة البحثيددددة يمكددددن أن نرجددددع أهددددم األسددددباب المسدددداهمة وبشددددكل‬
‫كبيدددر فدددي أزمدددة علدددم االجتمددداع باإلضدددافة إلدددى المحدددددات السدددابقة مدددن واقدددع الممارسدددة‬
‫السوسدددديولوجية بالجامعددددة المغربيددددة و ازمددددة انتدددداج المعرفددددة السوسدددديولوجية بددددالمجتمع‬
‫المغددداربي نجدددد كدددذلك سدددبب اخدددر يتمثدددل فدددي غيددداب الدددوعي الكدددافي بأهميدددة هدددذا العلدددم فدددي‬
‫تحليددددل المجتمددددع والعالقددددات بددددين أنسدددداقه‪ ،‬حيددددث يركددددز علددددى ضددددرورة التفكيددددر النقدددددي‬
‫للمجتمددددع وممارسددددته خددددالل مراحددددل تحولدددده حيددددث تسددددعى المعرفددددة السوسدددديولوجية إلددددى‬
‫تدددأطير المجتمدددع فدددي إطدددار نسدددق مدددن العالقدددات والتفددداعالت والتمدددثالت قصدددد المسددداهمة‬
‫فدددي تطدددوير طدددرق التفكيدددر وتغييدددر ندددوع العالقدددات االجتماعيدددة القائمدددة لمسدددايرة التحدددوالت‬
‫السوسيو ثقافية التي يشهدها المجتمع ككل‪.‬‬
‫األول‬
‫وإلحداث التغير والتقدم في المجتمعات ال بد وأن تكون الجامعدة هدي المسداهم ّ‬
‫في تنميته في جميع جوانبه ‪ ،‬من خالل ما تنتجه مدن معدارف و ابتكدارات فدي الميددان العلمدي‬
‫أن هدذه االبتكدارات العلميدة قدد غابدت عدن‬ ‫األول لكل الدول ‪ ،‬ولكن من المؤسدف ّ‬ ‫فهو األساس ّ‬
‫الجامعة الجزائريدة خاصدة فدي الحقدل السوسديولوجي رغدم التزايدد الكبيدر للمنتمدين لهدذا العلدم‬
‫كعلم أكاديمي يدرس ال غير فأصبح األستاذ مقدما للمحاضدرات فحسدب و الطالدب مسدتهلكا ال‬

‫‪70‬‬
‫اجمللد الثاني ‪ -‬العدد ( ‪ ) 5‬أكتوبر ‪2021‬‬ ‫اجمللة العربية للمعلوماتية وأمن املعلومات‬

‫ناتجا وال مجددا‪ ،‬ومن هنا فنحن نعيل أزمة انتاج المعرفة السوسيولوجية وفقددان هويتهدا فدي‬
‫المؤسسات الجامعية الجزائرية‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫د‪ .‬اميان محري – د‪.‬حنان ضياف‬ ‫المعلوماتية والمعرفة العلمية في ‪..‬‬

‫المراجع ‪:‬‬
‫الكتب ‪:‬‬
‫‪ – 1‬الطيب جيد‪ ،‬محمد بودرمين‪ ،‬علم االجتماع االنتروبولوجي‪ ،‬مركز البحث في‬
‫االنتروبولوجيا االجتماعية والثقافية‪ ،‬الجزائر‪1977 ،‬‬
‫‪ – 2‬حسن عزوزي‪ ،‬اسهام الجامعات اإلسالمية في الحضارل االسالمية‪ ،‬منشورات المنظمة‬
‫اإلسالمية للتربية والعلوم الثقافية‪ ،‬ايسيسكو‪ ،‬المملكة المغربية ‪2010 ،‬‬
‫‪ – 3‬عبد الغني مغربي ‪ ،‬الفكر السوسيولوجي عند ابن للدو ‪ ،‬دار القصبة ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪ – 4‬محمد ابراهيم عبد المجيد‪ ،‬علم االجتماع النشأل والتطور‪ ،‬المشكالت االجتماعية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫مؤسسة رؤية للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2007 ،‬‬
‫‪ – 5‬محمد منير مرسي‪ ،‬التعليم الجامعي المعاصر‪ ،‬قضاياه واتجاهاته‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫مصر‪1977 ،‬‬
‫‪ -6‬عنصر العياشي‪ ،‬أث غد لعلم االجتماع" نحو علم االجتماع نقدث"‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪1994 ،‬‬
‫‪ -7‬عنصر العياشي‪ :‬سوسيولوجيا التمرد والديمقراطية بالجزائر‪،‬دار أمين للطباعة والنشر‪،‬‬
‫ط‪،1‬القاهرة‪.1999 ،‬‬
‫‪ -8‬غاستن باشالر‪ ،‬الفكر العلمي الجديد‪ ،‬ترجمة عادل العوا واخرون‪ ،‬منشورات وزارة‬
‫الثقافة والسياحة واالرشاد القومي‪ ،‬دمشق‪1969،‬‬
‫الرسائل والمذكرات ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أحسن زروق ‪ ،‬العلوم االجتماعية و االنسانية في الجامعة الجزائرية ‪ ،‬مذكرة ماجستير‬
‫‪ ،‬معهد العلوم االجتماعية و االنسانية ‪ ،‬جامعة الجزائرية ‪2006 ،‬‬
‫‪ – 2‬أحمد زرزور ‪ ،‬تقييم تطبيﻖ االصالح الجامعي الجديد نظام ليسانس – ماستر –‬
‫دكتوراه في ضوء تحضير الطاية الع عالم الشغل ‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬كلية العلوم االنسانية‬
‫و االجتماعية ‪ ،‬قسم علم النفس و علوم التربية و األرطوفونيا ‪ ،‬جامعة منتوري ‪ ،‬قسنطينة ‪،‬‬
‫‪2006 / 2005‬‬
‫‪ – 3‬الويزة سي محمد ‪ ،‬دور نموذج التحليل و عالقته بالمعرفة السوسيولوجية ‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير ‪ ،‬علم االجتماع المنهجية ‪ ،‬كلية العلوم االنسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،‬‬
‫‪2009 / 2008‬‬
‫‪ – 4‬جالل عبد الحليم ‪ ،‬الرضا الوظيفي لدى االساتذل الباحثين في الجامعة الجزائرية ‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه علوم ‪ ،‬كلية العلوم االنسانية و االجتماعية ‪ ،‬قسم علم اجتماع تخصص ادارة‬
‫الموارد البشرية ‪2016 / 2015 ،‬‬

‫‪72‬‬
‫اجمللد الثاني ‪ -‬العدد ( ‪ ) 5‬أكتوبر ‪2021‬‬ ‫اجمللة العربية للمعلوماتية وأمن املعلومات‬

‫‪ – 5‬جميلة شلغوم ‪ ،‬واقع السسيولوجيا في الجزائر في ظل الحداثة و ما بعد الحداثة ‪،‬‬


‫مذكرة ماجستير ‪ ،‬علم اجتماع تنظيم و عمل ‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية ‪/ 2012 ،‬‬
‫‪2013‬‬
‫المنشورات‪:‬‬
‫‪ – 1‬ابراهيم بن داود‪ ،‬الوسطية واالعتدال ودور الجامعة الجزائرية في تكريسها ‪ ،‬جامعة‬
‫الجلفة ‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ - 2‬حسن رمعون ‪ ،‬الجامعة نتاجا للتاريخ و رهانا مؤسساتيا ‪ :‬حالة الجزائر و العالم‬
‫العربي ‪ ،‬مداخلة قدّمت في الملتقى الوطني الذي نظمته في ‪ 3‬و‪ 4‬جوان ‪ ، 1996‬جامعة‬
‫قسنطينة حول موضوع أي جامعة القتصاد السوق ؟‬
‫‪ - 3‬ريا عزيز هادي ‪ ،‬الجامعات ( النشأل و التطور – الحريّة األكاديمية – االستقاللية )‬
‫‪ ،‬مجلة سلسلة ثقافة جامعية ‪ ،‬مجلد ‪ ، 02‬عدد ‪ ، 02‬جامعة بغداد ‪ ،‬العراق ‪2010 ،‬‬
‫‪ – 4‬سعيد عيادي ‪ ،‬التجربة السوسيولوجية في الجزائر ‪ ،‬مجلة افاق لعلم االجتماع ‪ ،‬العدد‬
‫‪ ، 1‬جامعة سعد دحلب ‪ ،‬البليدة ‪2007 ،‬‬
‫‪ – 5‬ليلى زرقان ‪ ،‬اصالح التعليم العالي الراهن ‪ lmd‬و مشكالت الجامعة الجزائرية ‪،‬‬
‫دراسة ميدانية بجامعة فرحات عباس ‪ ،‬سطيف ‪. 2‬‬
‫‪ -6‬نورة قنينة‪ ،‬الممارسة السوسيولوجية وتمثالتها لدى أساتذل علم االجتماع‪ ،‬أعمال‬
‫الملتقى الوطني حول‪: -‬علم االجتماع والمجتمع الجزائري أية عالقات‪ ،‬وهران‪-05-04 :‬‬
‫‪-06‬ماي‪ ،2002-‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪2004،‬‬
‫‪-7‬يوسف سعدون‪ :‬قراءة نقدية حول علم االجتماع العربي‪.2015/07/08 ،‬‬
‫‪-8‬صددددالح سددددليمان عبددددد العظدددديم‪ ،‬أزمددددة علددددم االجتمدددداع فددددي العددددالم العربددددي‪ 28 ،‬ديسددددمبر‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -9‬الفضيل رتيمي‪ :‬واقع علم االجتماع‪ 26 ،‬مارس ‪2014‬‬
‫‪Les ouvrages étranger‬‬
‫; ‪1- Badawi Zaki, Dictionnaire of sociology science. Beyrouth‬‬
‫‪Library of lobnane, 1985.‬‬

‫‪73‬‬
‫د‪ .‬اميان محري – د‪.‬حنان ضياف‬ ‫المعلوماتية والمعرفة العلمية في ‪..‬‬

‫‪74‬‬

You might also like