You are on page 1of 11

‫‪1‬‬

‫محاضرات نظـــم التعليم‬


‫أ‪ /.‬جمعي سامية‬
‫مقدمة‪      :‬‬
‫يع د علم دراس ة النظم التعليمي ة المق ارن علم اً ح ديث النش أة لم تتض ح معالم ه ‪ ،‬ولم يتف ق‬
‫المش تغلون ب ه علي مناهج ه وطرائق ه‪ ،‬رغم أن ه ف رض نفس ه علي العل وم التربوي ة في الجامع ات من ذ‬
‫الح رب العالمي ة الثاني ة ‪ ،‬فاألص ول األولي له ذا العلم غامض ة ومن الص عب تحدي دها تمام اً‪ ،‬ولكن ش هد‬
‫مي دان دراس ة النظم التعليمي ة في الس نوات األخ يرة اهتمام اً كب يراً من خالل الكتاب ات المتع ددة لرج ال‬
‫دراسة النظم التعليمية المقارنة ‪ ،‬األمر الذى ذاد من أهمية هذا العلم في تطوير فهم التربية بصفة عامة‬
‫وتعميق إدراك مشكالت النظم التعليمية القومية بصفة خاصة ‪ ،‬وكذلك تأكيد أهمية الدور الذي يلعبه هذا‬
‫العلم في مس اعدة المس ئولين عن التعليم وراس مي سياس ته وواض عي خطط ه وبرامج ه في توجي ه‬
‫اإلصالحات التعليمية المنشودة وزيادة كفاءة وفعالية أنظمتهم ومدارسهم‪.‬‬
‫وعلم دراسة النظم التعليمية المقارن يهتم بالتعليم في كل أنحاء العالم‪ ،‬أي أنه يعنى بالتعليم من‬
‫منظور عالمي‪ ،‬ويعني أيضاً بالدراسة التحليلية للقوى والعوامل الثقافية بهدف ا*وصول إلي فهم معقول‬
‫لجوانب التشابه واالختالف بين األنظمة القومية للتعليم ومشكالتها المختلفة‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬تطور االهتمام بدراسة النظم التعليمية ‪:‬‬
‫ترج ع ج ذور دراس ة النظم التعليمي ة إلي أعم اق بعي دة في الت اريخ‪ ،‬إذ أن الرحال ة في مختل ف‬
‫العص ور ذك روا حق ائق وانطباع ات عن البالد ال تي زاروه ا‪ ،‬ومن أمث ال ه ؤالء " ه يرودوت " ال ذي‬
‫وردت انطباعات ه عن نظم التعليم وعناص ر الثقاف ة المختلف ة في البالد التي زاروها‪ .‬والغرض من ذكر‬
‫هذا التاريخ القديم هو أن وصف النظم التعليمية األجنبية أو التعرف عليها يعود إلي زمن بعيد يصعب‬
‫تتب ع بدايت ه علي وج ه الدق ة‪ ،‬ل ذلك يمكن اعتب ار ه ذه الف ترة بمثاب ة الجه ود المبك رة في مقارن ة النظم‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫وهن اك دراس ات تن اولت نظم التعليم وأنم اط الدراس ة في بالد مختلف ة ‪ ،‬فق د أل ف " ج ون‬
‫جرس يكوم‪ " John Griscom ‬ع ام ‪1819‬م كت اب بعن وان ع ام في أوروب ا في ج زأين ‪ ،‬تن اول فيه ا‬
‫مشاهداته للمؤسسات التعليمية في المملكة المتحدة وفرنسا وهولندا وسويسرا وإ يطاليا وقام " جريس كوم‬
‫" بزيارة " بستالوزي " ‪ ،‬وواضح من كتاباته تأثره بطرقه في التعليم‪ .‬ومن هذه الدراسات أيضا التقرير‬
‫الذيكتبه الفرنسي فيكتور كوزان‪  Victor Cousin ‬عام ‪1831‬م عن نظام التعليم في روسيا‪.‬‬
‫‪        ‬وإ ذا كان معظم دارسو النظم التعليمية ينسبون هذا العلم إلى علماء أوروبيين وأمريكيين‬
‫‪ ،‬فإننا ال نستطيع أن نتجاهل حقيقة مهمة في هذا المجال ‪ .‬حيث إن هناك رواد وعلماء عرب كان لهم‬
‫الس بق في إج راء دراس ات تن اولت التعليم في بالد متع ددة‪ .‬ي أتي في مقدم ة ه ؤالء ابن بطوط ة‪ ،‬وابن‬
‫جبير‪ ،‬وابن خلدون ‪ ،‬ورفاعة رافع الطهطاوي وغيرهم‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ويمكن تقسيم مراحل تطور النظم التعليمية إلي المراحل التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحلة وصف النظم التعليمية‪:‬‬
‫و ه ذه المرحل ة تع د بداي ة الت أريخ العلمي للتربي ة المقارن ة ويع ود تاريخه ا إلي العق د الث اني من‬
‫القرنالتاسع عشر وعلي وجد التحديد سنة ‪1817‬م عندما نشر " مارك أنطوان جوليان‪Mark Antoine  ‬‬
‫‪ "    Jullien‬الباريس ي كتاب ة المع روف " خط ة ونظ رات مبدئي ة عن عم ل دراس ة النظم التعليمي ة‬
‫المقارنة "‪.‬‬
‫ويعت بر "‪ ‬جولي ان‪ "   Jullien‬الرائ د األول له ذه المرحل ة ومن رواده ا اآلخ رين " فيكت ور‬
‫ك وزان‪  " Victor Cousin ‬أس تاذ الفلس فة بالس ربون في فرنس ا ‪ " ،‬ه وراس‪ ‬م ان ‪Horace Man‬‬
‫‪  n‬وه نري برن ارد " في أمريك ا ‪" ،‬م اثيو أرنول د"‪ Mathew Arnold ‬في إنجل ترا ‪ " ،‬أوشنس كي " في‬
‫روسيا‪.‬‬
‫وجميع هؤالء درسوا النظم التعليمية األجنبية بهدف نقلها إلي بالدهم إذ كان من المعتقد في تلك‬
‫الفترة وتركز االهتمام فيها علي جمع المعلومات عن النظم التعليمية ومكانتها حتى يمكن االستفادة من‬
‫أحسن النظم‪.‬‬
‫وقد تركز االهتمام في هذه المرحلة علي وصف النظم التعليمية‪ ،‬أو بمعني آخر وصف مظاهر‬
‫النظ ام التعليمي دون التعم ق في تحليل جذوره وأصوله ودون التصدي لتفسير كنيت ه أو نقده والتعرف‬
‫علي مشكالته‪.‬‬
‫‪ -2‬المرحلة التحليلية التفسيرية ‪:‬‬
‫وهذه المرحلة احتلت النصف األول من القرن العشرين وقد شهدت هذه الفترة نشاطاً كبيراً مث ل‬
‫ظهور دائرة المعارف التربوية التي كتبها " بول موترو " في خمسة أجزاء بين عام ‪1913‬م ‪1918 ،‬م‬
‫‪ ،‬ودائرة المعارف التي أعدها " فوستر واطسون" في أربعة أجزاء بين عام ‪1921‬م ‪1923 ،‬م والكتاب‬
‫الس نوي للمعه د ال دولي في التربي ة ال ذي أص دره " كان دل "‪  I.L.Kandel ‬في الف ترة بين ‪ ، 1925‬و‬
‫‪ 1944‬والكتاب السنوي للتربية الذي بدأه " لورد برس " سنة ‪1923‬م‪.‬‬
‫ويص ف " ه انز" ه ذه المطبوع ات بقول ه " ومهم ا ك انت قيم ة األفك ار ال تي تض منتها ه ذه‬
‫المطبوع ات عن النظم األجنبي ة ف إن اله دف الرئيس ي منه ا ك ان ذا ط ابع نفعي عملي إلص الح التعليم‬
‫وتحت ت أثير ه ؤالء انتقلت دراس ة النظم النعليمي ة المقارن ة من مرحل ة جم ع المعلوم ات الوص فية إلي‬
‫المرحلة التحليلية التفسيرية للعوامل المختلفة التي تؤثر في نظم التعليم ‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة المنهجية العلمية ‪:‬‬
‫تتميز هذه المرحلة بدراسة دراسة النظم التعليمية المقارنة علي أساس منهجي علمي واستخدام‬
‫األسلوب العلمي ومناهجه في الدراسات المقارنة ويعتبر " أرثر موهلمان" رائد هذه المرحلة وتتبعه كل‬
‫ٍ‬
‫هولمز" و " يادمون كنج " في إنجلترا‪.‬‬ ‫من " جورج بريداي " في أمريكا ‪" ،‬وبراين‬
‫‪3‬‬

‫ثانياً ‪ :‬المفاهيم المرتبطة بدراسة النظم التعليمية‪:‬‬


‫يتميز المجتمع االنسانى المعاصر بمؤسساته المتعددة التى تتولى شئونه المختلفة وتقوم بإشباع‬
‫حاجات أفراده وتحقق أهدافه وطموحاته الحالية والمستقبلية‪ .‬وبقدر فاعلية تلك المؤسسات ونجاحها فى‬
‫تحقي ق أه دافها يك ون تق دم المجتم ع ورفاهيت ه‪ .‬والمؤسس ات االجتماعي ة عب ارة عن نظ ام مس تمد من‬
‫مجموعة من األنشطة المتناسقة التي تستخدم في توجيه وتنمية مجموعة من الموارد البشرية والمادية‬
‫والفكري ة من أج ل ح ل المش كالت ال تى تع ترض إش باع الرغب ات اإلنس انية وذل ك بالتفاع ل م ع النظم‬
‫األخرى المحيطة ‪.‬‬
‫وتنشأ المؤسسة فى المجتمع لتحقيق أهداف محددة ‪ ،‬ولذلك فإنها تمارس مجموعة من األنشطة‬
‫التى ترتبط بهذه األهداف باستغالل اإلمكانات المادية والبشرية المتاحة لها‪ .‬ولما كانت المؤسسة جزءاً‬
‫من بيئة متكاملة تضم العديد من المنظمات األخرى ‪ ،‬لذلك فإنها بطبيعة الحال تؤثر وتتأثر بها ‪ ،‬حيث‬
‫تتوقف فعالية وكفاءة األنشطة التى تقوم بها المؤسسة على نوعية ومستوى اإلمكانات التي توفرها البيئة‬
‫‪ ،‬كم ا أن نت اج عم ل المؤسس ة يتج ه إلى البيئ ة ‪ ،‬ويتوق ف على قبول ه أو رفض ه نج اح المؤسس ة أو‬
‫فش لها ‪ ،‬وله ذا تل تزم المؤسس ة بالقواع د ال تى تض عها تل ك المؤسس ات ‪ ،‬إلى ج انب التزامه ا بع دد من‬
‫الضوابط التى تضعها لتنظيم سلوك أعضائها ‪ ،‬وتحقيق التجانس بين األفراد والجماعات داخلها ‪.‬‬
‫والمؤسس ات التعليمي ة كالم دارس والجامع ات والمعاه د العلي ا ومراك ز البحث العلمى مؤسس ات‬
‫متخصص ة فى المجتم ع تعم ل على الحفاظ على ال تراث الثقافى ‪ ،‬إلى ج انب دورها فى عمليات التعليم‬
‫والتثقي ف والت دريب ‪ ،‬وإ ع داد الق وى البش رية الالزم ة لخط ط التنمي ة ‪ ،‬وإ كس اب األنم اط الس لوكية ال تى‬
‫تقود نهضة المجتمع وتقدمه ‪ ،‬وتمثل المؤسسات التعليمية نظاماً اجتماعياً متكامالً يضم عناصر متفاعلة‬
‫ومتعاونة من أجل تحقيق أهدافها المنشودة ‪.‬‬
‫‪   -1‬مفهوم النظام ‪  :‬‬
‫يختل ف المهتم ون بأس لوب تحلي ل النظم فى تع ريفهم للنظ ام ب اختالف تحدي دهم للس مات المح ددة‬
‫والمم يزة ل ه ‪ ،‬ي رى بكلى‪ Buckly ‬أن النظ ام ك ل م ركب من العناص ر أو المكون ات المرتبط ة بطريق ة‬
‫مباش رة أو غ ير مباش رة ‪ ،‬بش بكه من العالق ات الس ببية بحيث يرتب ط ك ل مك ون بع دد من المكون ات‬
‫األخ رى بطريق ة ثابت ة ولف ترة مح ددة من ال زمن ‪ ،‬وق د تك ون ه ذه المكون ات بس يطة وثابت ة أو معق دة‬
‫ومتغيرة ‪.‬‬
‫ويرى سلز‪ Sills ‬أن النظام هو المفهوم الذى يعود إلى العالقات المتبادلة بين مكونات النظام‬
‫والعمليات فيه من جهة ‪ ،‬وبين النظام ككل والبيئة المحيطة به من جهة أخرى ‪.‬‬
‫ومم ا س بق يمكن الق ول أن تعب ير نظ ام يش ير إلى أى م ركب من ع دد من األج زاء المترابط ة‬
‫والمتفاعل ة ال تى يختص ك ل ج زء منه ا بوظيف ة معين ة م ع وج ود درج ة من التع اون والتكام ل بين تل ك‬
‫‪4‬‬

‫األج زاء المختلف ة فى أدائه ا لوظائفه ا ول ذلك ف إن كف اءة النظ ام وقدرت ه على البق اء يتوقف ان على م دى‬
‫الترابط والتفاعل بين أجزائه من ناحية ‪ ،‬ودرجة نجاح كل جزء فى ممارسة وظيفته من ناحية أخرى ‪.‬‬
‫‪   -2‬خصائص النظام ‪:‬‬
‫‪ ‬فى ض وء المف اهيم الس ابقة للنظ ام يمكنن ا أن نح دد للنظ ام مجموع ة من الخص ائص أو الس مات‬
‫الرئيسة على النحو التالى ‪:‬‬
‫‪ ‬للنظ ام ح دود تم يزه عن البيئ ة المحيط ة ب ه ‪ ،‬وهى ال تى تحت وى عناص ر النظ ام والعالق ات‬
‫المتداخلة بينها ‪.‬‬
‫‪ ‬للنظام بيئة تحيط به وتوجد خارج حدوده ‪ ،‬وتشمل كل ما يؤثر فى النظام وكل ما يتأثر به ‪.‬‬
‫فالنظام يرتبط بعالقات متبادلة مع البيئة المحيطة به ويتأثر بالظروف واألوضاع السائدة فيها ‪ ،‬ويلتزم‬
‫فى نفس الوقت بكثير مما تفرضه من قيود ومتطلبات ‪.‬‬
‫‪ ‬تتميز العناصر التى يتكون منها النظام بعضها عن البعض اآلخر بالوظائف التى يقوم بها كل‬
‫عنصر على الرغم من وجود عالقات تبادلية بينها ‪.‬‬
‫‪ ‬لم ا ك انت عناص ر النظ ام مترابط ة ومتكامل ة فإن ه ال يج وز دراس ة ك ل عنص ر بمع زل عن‬
‫العناصر األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬نظراً للعالقات التبادلية بين عناصر النظام فإنه ال يمكننا إدخال أى تعديل على عنصر ما دون‬
‫تأثير على بقية العناصر ‪.‬‬
‫‪ ‬ليست العالقات المتبادلة بين عناصر النظام عشوائية ‪ ،‬وإ نما تخضع لقوانين يمكن أن نستقرأها‬
‫ونحددها فى ضوء تكوين النظام الداخلى ‪.‬‬
‫‪ ‬يتصف النظام بالمرونة والقابلية للمراجعة والتطوير ‪.‬‬
‫‪   -3‬التربية كنظام ‪:‬‬
‫تعت بر التربي ة ض رورة من ض رورات الحي اة ‪ ،‬تحف ظ به ا اإلنس انية بقائه ا وتس تخدمها كوس يلة‬
‫لتحقي ق تطوره ا ‪ ،‬وهى ب ذلك نظ ام اجتم اعي يم ارس أنش طة متنوع ة باس تخدام م وارد بش رية ومادي ة‬
‫مختلفة ‪ ،‬وصوالً إلى تحقيق‪  ‬أهداف تمثل حاجات اجتماعية ذات قيمة ‪ ،‬وتمارس التربية نشاطها فى‬
‫إطار بيئة خاصة تتشكل من كل المنظمات األخرى سواء المعاونة أو المنافسة ‪ ،‬وبذلك ترتبط عناصر‬
‫التربية بعالقات تبادلية وتخضع للمؤثرات التى تفرضها المنظمات األخرى فى المجتمع ‪.‬‬
‫ويمارس النظام التربوى عدة وظائف خاصة به تميزه عن غيره من النظم األخرى فى المجتمع‬
‫لتس هيل تحوي ل المتعلم من م دخل غ ير ق ادر على األداء إلى مخ رج ق ادر على األداء بع د تعليم ه‬
‫وتدريبه ‪.‬‬
‫ويتضمن النظام التربوى عدة مكونات تتج دد فى ضوء أهداف ه ووظائفه ‪ ،‬ولع ل أهمها المتعلم‬
‫والمعلم ‪ ،‬كم ا أن النظ ام ال تربوى يت ألف من مجموع ة من األنظم ة الفرعي ة ‪ ،‬ال تى تض م المص ادر‬
‫‪5‬‬

‫البش رية والمادي ة ذات العالق ة ‪ ،‬بتحقي ق األه داف التربوي ة المتف ق عليه ا مث ل ‪ :‬األس رة ‪ ،‬جماع ات‬
‫األص دقاء أو األق ران ‪ ،‬المدرس ة ‪ ،‬دور العب ادة‪ ،‬المع ارض ‪ ،‬المت احف ‪ ،‬وس ائل اإلعالم بأنواعه ا‬
‫وأنماطها المختلفة ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫وتمث ل التربي ة – فى نفس ال وقت – نظام اً فرعي اً يتض من نظ ام أك بر ه و النظ ام االجتم اعى ‪،‬‬
‫وهى تمثل نظاماً مفتوحاً ألنها وثيقة الصلة بالمجتمع الذى تخدمه والبيئة التى تعيش فيها ‪    .‬‬
‫فالنظ ام ال تربوى يت أثر بالبيئ ة المحيط ة ب ه وي ؤثر فيه ا ‪ ،‬ويح رص على تحقي ق الت وازن بين‬
‫مكوناته من ناحية وبينه وبين البيئة من ناحية أخرى ‪.‬‬
‫وب الرغم من أن النظ ام ال تربوى نظام اً مفتوح اً إال أن انفتاح ه منض بط ‪ ،‬فه و محك وم بفلس فة‬
‫المجتمع ‪ ،‬ومظاهر الحياة العديدة به ‪ ،‬والتراث الثقافى الذى خلفته أجياله المختلفة‪ ، ‬وبالنظم االقتصادية‬
‫ال تى تسوده ‪ ،‬وم ع ذل ك فالنظ ام ال تربوى مط الب دائم اً بالتفاع ل المس تمر والتوازن م ع البيئ ة المحيط ة‬
‫به ‪.‬‬
‫‪ -4‬التعليم كنظام ‪:‬‬
‫كم ا سبق الح ديث عن التربي ة باعتباره ا نظام متكام ل يتك ون من عدد كب ير من األنظم ة ‪  ،‬أو‬
‫األج زاء ‪ ،‬أو العناصر الفرعية ‪ ،‬التى تعم ل مع اً فى تكام ل وانسجام لتحقيق أه دافها‪ .‬حيث يالحظ أن‬
‫التعليم أو المدرس ة هى أح د األج زاء أو العناص ر أو المنظوم ات الفرعي ة للنظ ام ال تربوى ‪ ،‬ب ذلك يمكن‬
‫القول بأن التعليم نظام مستقل له كل مميزات وخصائص النظم األخرى ‪.‬‬
‫ف التعليم ك ل متكام ل يتك ون من ع دد كب ير من العناص ر واألج زاء مث ل اإلدارة‪ ،‬والتموي ل ‪،‬‬
‫ومراحل التعليم ‪ ،‬والتالميذ ‪ ،‬والمعلمين ‪ ،‬واألبنية التعليمية‪ ،‬والتقويم ‪ ،‬واألهداف ‪،‬والسياسات التعليمية‬
‫‪ ...‬الخ ‪ ،‬حيث يالح ظ أن لك ل ج زء أو عنص ر أو منظوم ة من منظوم ات التعليم له ا وظيفته ا المح ددة‬
‫ال تى تميزه ا عن غيره ا من العناص ر األخ رى ‪ ،‬ولكنه ا جميع اً تعم ل مع اً فى تكام ل وانس جام لتحقي ق‬
‫أه داف واض حة ومح ددة هى أه داف التعليم‪ .‬وب ذلك يمكن الق ول ب أن التعليم نظ ام مثل ه فى ذل ك مث ل‬
‫التربية ‪ ،‬وبقية األنظمة األخرى ‪ ،‬وتنطبق عليه مواصفات أو خصائص النظام ‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪،‬فإن مكونات النظام التعليمى فى مجتمع تشمل عدة منظومات فرعية من أهمها‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬منظومة اإلدارة والتمويل ‪.‬‬
‫‪ ‬منظومة المعلم إعداده وتدريبه أثناء الخدمة ‪.‬‬
‫‪ ‬منظومة التلميذ وانتقائه والتحاقه بالمراحل التعليمة ‪.‬‬
‫‪ ‬منظومة المناهج وتطويرها‪.‬‬
‫‪ ‬األنشطة التى تتم والعمليات ‪.‬‬
‫‪ ‬منظومة القوانين التى تحكم التعليم ‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫‪ ‬منظومة السلم التعليمى والمراحل التعليمية ‪.‬‬


‫‪ ‬منظومة هيئة المبانى التعليمية ‪.‬‬
‫‪-5‬النظام التعليمى ومكوناته ‪ .‬‬
‫يش ير تعب ير نظ ام‪ System ‬إلى أى م ركب من ع دد من األج زاء المترابط ة والمتفاعل ة ال تى‬
‫يختص كل جزء منها بوظيفة معينة مع وجود درجة من التعاون والتكامل بين تلك األجزاء المختلفة فى‬
‫أدائها لوظائفها ‪ ،‬وتتوقف كفاءة النظام وقدرته على البقاء واالستمرار على مدى الترابط والتفاعل بين‬
‫أجزاءه من ناحية ‪ ،‬ودرجة نجاح كل جزء فى ممارسة وظيفته من ناحية أخرى ‪ ،‬كما أن عدم فاعلية‬
‫أحد أجزاء النظام ال يقتصر أثره على كفاءة ذلك الجزء فحسب ‪ ،‬بل يمتد ليشمل كفاءة النظام ككل‪.‬‬
‫ويتص ف النظ ام التعليمى بالس مات األساس ية ال تى تم يزه عن غ يره من النظم ‪ ،‬فه و يم ارس‬
‫أنش طة متنوع ة باس تخدام م وارد بش رية ومادي ة فى إط ار بيئ ة خاص ة يربط ه به ا عدي د من العالق ات‬
‫التبادلية ‪ ،‬ويسعى إلى تحقيق أهداف ارتضاها وحددها المجتمع له ‪ ،‬ويضم المؤسسات التعليمية التى‬
‫أقامها المجتمع‪.‬‬
‫وبذلك يمكن القول بأن النظام التعليمى نظام اجتماعي مفتوح يتأثر بالبيئة المحيطة به ويؤثر‬
‫فيها ‪ ،‬كما أنه يتكون من عدد كبير من األجزاء أو المنظمات الفرعية المترابطة والمتماسكة ‪ ،‬والتى‬
‫يختص كل جزء منها بوظيفة محددة ‪ ،‬ومن هذه األجزاء أو المنظومات ‪ :‬اإلدارة التعليمية ‪ ،‬التمويل ‪،‬‬
‫المراح ل التعليمي ة ‪ ،‬الس لم التعليمى ‪ ،‬المعلم ون ‪ ،‬التالمي ذ ‪ ،‬المن اهج الدراس ية ‪ ....‬الخ كم ا س بق‬
‫إيضاحه‪.‬‬
‫‪  -6‬السلم التعليمى ومكوناته ‪ :‬‬
‫يمث ل الس لم التعليمى أح د المكون ات أو المنظوم ات الفرعي ة للنظ ام التعليمى ‪ ،‬وه و عب ارة عن‬
‫مراح ل تعليمي ة متدرج ة ي ؤدى بعض ها بالض رورة إلى البعض األخ ر‪ ،‬أي تربطه ا عالق ات واض حة‬
‫ومحددة ‪ "  ،‬وحيث أن األفراد يختلفون فى قدراتهم واستعداداتهم ‪ ،‬فإنه من المنطقي أن نتوقع اختالف اً‬
‫فى نوعية التعليم المناسب لهم ‪ ،‬وفى المدة التى يمكن أن يقضوها فيه ‪ ،‬أى أن النظام التعليمى يستجيب‬
‫لإلمكانات والمواهب البشرية المختلفة ‪ ،‬وهو يحمل عدد تفرعات تختلف فى طولها وفى محتواها‪.‬‬
‫وقد ارتبط بناء السلم التعليمى مع مراحل النمو المختلفة التى يمر بها التالميذ فتقابل كل درجة‬
‫من مكونات السلم التعليمى مرحلة عمرية معينة من مراحل النمو المختلفة التى يمر بها التالميذ ‪ ،‬وذلك‬
‫حتى يمكن لكل مرحلة من مراحل التعليم أن تقوم بدورها فى تلبية احتياجات ومتطلبات النمو المختلفة‬
‫للتلميذ فى المرحلة العمرية المناظرة لها ‪.‬‬
‫وهذا التصور النفسي لبنية السلم التعليمى على درجة كبيرة من األهمية ألن طبيعة واحتياجات‬
‫كل مرحلة من مراحل النمو التى يمر بها التالميذ تختلف فى خصائصها عن المرحلة العمرية السابقة‬
‫‪7‬‬

‫أو التالي ة له ا ‪ ،‬وك ذلك تتب اين أه داف المراح ل التعليمي ة المكون ة للس لم التعليمي‪ ،‬ذل ك ألن طبيع ة‬
‫واحتياجات وخصائص مراحل النمو المختلفة أحد المصادر األساسية الشتقاق أهداف التعلم‪.‬‬
‫ويتك ون الس لم التعليمى – فى أى مجتم ع من المجتمع ات العالمي ة – من ثالث مس تويات أو‬
‫مراح ل تعليمي ة رئيس ة متدرج ة من حيث المس توى التعليمى ومرتبط ة ببعض ها بش بكة من العالق ات‬
‫السببية ‪ ،‬يمكن إبرازها على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ 1‬المرحلة األولى‪ (  ‬االبتدائية)‬
‫يقص د ب التعليم االبت دائي ذل ك الن وع من التعليم النظ امي ال ذي يأخ ذ مكان ة بص فة عام ة فى أول‬
‫السلم التعليمى ‪ ،‬والذي يلتحق به الصغار من طفولتهم المتوسطة ويستمرون به إلى بداية سن المراهقة‬
‫بقصد تحصيل بعض المعارف والمهارات األساسية والالزمة لهم ‪.‬‬
‫وتأخذ المرحلة األولى (األولية) اسمها من حيث موقعها فى بداية السلم التعليمى ‪ ،‬وعندها يبدأ‬
‫معظم التالميذ رحلتهم التعليمية داخل السلم التعليمى ‪ ،‬ولذلك يطلق عيها فى غالبية دول العالم "المرحلة‬
‫االبتدائية "‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثانية‪ (  ‬الثانوية)‬
‫‪ ‬تقاب ل المرحل ة الثاني ة (الثانوي ة) من الس لم التعليمى المرحل ة العمري ة التالي ة لمرحل ة الطفول ة ‪،‬‬
‫وهى مرحل ة المراهق ة ‪ ،‬وتس مى من حيث ت رتيب موقعه ا فى الس لم التعليمى بالمرحل ة الوس طى أو‬
‫الثانوية ‪ ،‬وتشمل كل أنواع التعليم الواقعة بين نهاية التعليم االبتدائي وبداية التعليم العالى و هي عندنا‬
‫في الجزائر تضم مرحلة التعليم المتوسط و الثانوي معا ‪.‬‬
‫وق د ح ددت المنظم ة العالمي ة للتربي ة والثقاف ة والعل وم – اليونس كو ‪ – UNESCO ‬المقص ود‬
‫بالتعليم الثانوى بأنه المرحلة الثانية أو الوسطى من السلم التعليمى والتى تشمل كل أنواع التعليم التى‬
‫تلي مباش رة التعليم االبت دائي وتنتهي عن د بداي ة التعليم الع الى‪ ،‬ويش غل ف ترة زمني ة ق درها س ت أو س بع‬
‫سنوات ‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪(  ‬العليا)‪        ‬‬
‫تقابل المرحلة الثالثة من السلم التعليمى المرحلة العمرية التالية لمرحلة المراهقة لدى الطالب ‪،‬‬
‫وتشمل كل أنواع التعليم التى تبدأ عند نهاية المرحلة الثانوية‪ ،‬وتأخذ أسمها من خالل موقعها على قمة‬
‫الس لم التعليمى وال تى عن د نهايته ا ينهى معظم الطالب تعليمهم ‪ ،‬فيطل ق عليه ا المرحل ة العلي ا من الس لم‬
‫التعليمى ‪ ،‬أو التعليم العالى ‪ ،‬وتتم فى الجامعات والمعاهد العليا بأنواعها المختلفة ‪.‬‬
‫‪-7‬غموض مفهوم وتنظيم مكونات السلم التعليمى ‪:‬‬
‫يعانى الكثيرون من العاملين فى الحقل التربوى فى كثير من دول العالم بصفة عامة‪ ،‬والدول‬
‫النامية والمتخلفة على وجه الخصوص من عدم وضوح وتنظيم مكونات السلم التعليمى ‪ ،‬ولذلك يقعون‬
‫‪8‬‬

‫فى كثير من األخطاء التربوية المترتبة على ذلك ‪ ،‬وعادة ما يكون الغموض فى تحديد بداية ونهاية كل‬
‫مرحلة من مراحل السلم التعليمى ‪ ،‬وتقسيماتها الفرعية والمسميات التى يطلق عليها ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك ‪ :‬غموض مفهوم التعليم الثانوى فى الدول العربية ‪ ،‬حيث تنصرف األذهان إلى‬
‫السنوات الثالث األخيرة من المرحلة الثانية عند سماع كلمة تعليم ثانوى ‪ ،‬وكذلك تعدد المسميات التى‬
‫تطل ق على أقسامه ‪ ،‬حيث يطلق على القسم األول من ه فىالجزائر بالتعليم المتوس ط و في مصر الحلقة‬
‫اإلعدادية من التعليم األساسى ‪ ،‬والتعليم المتوسط فى السعودية والتعليم اإلعدادي فى سوريا والبحرين‬
‫واإلمارات ‪ ،‬والتعليم الثانوى فى العراق ‪ ...‬الخ ‪ .‬أما القسم الثانى من التعليم الثانوى فيطلق علي ه تعليم‬
‫ثانوى فى معظم الدول العربية ‪ ،‬عدا العراق حيث يطلق عليه التعليم اإلعدادى ‪.‬‬
‫أم ا فى ال دول األوروبي ة فالمش كلة تظه ر بص ورة أك ثر وض وحاً ‪ ،‬حيث ال يقتص ر األم ر على‬
‫اختالف تنظيم مكون ات الس لم التعليمى من دول ة إلى أخ رى – كم ا ه و الح ال فى ال دول العربي ة – ب ل‬
‫يصل األمر إلى اختالف تنظيم مكونات السلم التعليمى داخل البلد الواحد ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهمية دراسة النظم التعليمية ‪:‬‬
‫ترج ع أهمي ة دارس ة النظم التعليمي ة المقارن ة إلى ال دور ال تى تق وم ب ه في تط وير نظم التعليم‪،‬‬
‫وح ل مش كالته‪ ،‬وتحديث ه‪ .‬وق د تع ود ه ذه األهمي ة إلى دور ه ذا العلم في تأص يل العالق ة بين التعليم‬
‫كمنظوم ة فرعي ة والمجتم ع كمنظوم ة أم‪ ،‬والنظ ر إلى التعليم كقض ية مجتمعي ة يتفاع ل م ع المنظوم ات‬
‫األخرى‪  ،‬ويؤثر فيها ويتأثر بها‪.‬‬
‫وترجع أهميتها أيضاً إلى أنها تساعد دارسيها علي فهم مشكالت التعليم في بالدهم والتعمق في‬
‫تحلي ل جوانبه ا وأبعاده ا المختلف ة وتزوي دهم ب الحلول المختلف ة ال تي اتبعته ا ال دول األخ رى في مواجه ة‬
‫مشكالت مماثلة ‪ ،‬وفي نفس الوقت تنمي فيهم الحساسية والوعي مع اً بااللتزام و الحرص والحيطة في‬
‫نقل واستعارة هذه الحلول علي عالتها بدون‪  ‬مالءمتها للبيئة الثقافية المنقولة إليها‬
‫كم ا تع ود أهمي ة دارس ة النظم التعليمي ة المقارن ة إلي األه داف الكث يرة ال تي تحققه ا في مج ال‬
‫التربي ة أو في مج االت الحي اة األخ رى علي الس واء‪ .‬ويمكن تلخيص أهم األه داف ال تي تحققه ا دارس ة‬
‫النظم التعليمية المقارنة والتي تقف وراء أهميتها في ثالثة‪ ،‬أولها هدف المتعة العقلية‪ ،‬وثانيها الهدف‬
‫العلمي األكاديمي‪ ،‬وثالثها الهدف النفعي اإلصالحي‪.‬‬
‫وحقيقة األمر أن دارسة النظم التعليمية المقارنة ضرورية لعدة أسباب‪:‬‬
‫‪ -1‬لقيمته ا الثقافي ة‪ :‬فهي تنبئن ا بم ا أجرت ه ال دول المختلف ة من تج ارب في مي دان التعليم كم ا‬
‫تعرفنا علي أحدث ما لديها من األنماط التربوية‪.‬‬
‫‪ -2‬لقيمته ا التاريخي ة ‪ :‬ال تي تمكنن ا من تتب ع خط وات التط ور في الكي ان ال تربوي وتحلي ل‬
‫األسباب التي أدت إليه والمؤثرات التي تعرض لها‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫‪ -3‬لقيمتها النفعية و اإلصالحية‪ :‬من خالل الدراسة التحليلية للنظم التعليمية فى البالد األجنبية‬
‫يمكنن ا تق ويم نظم التعليم القومي ة للتع رف على م واطن الق وة والض عف به ا ثم تطويره ا فى ض وء‬
‫الخبرات األجنبية‪ ،‬وبذلك يمكن تنفيذ اإلصالحات التربوية التي تتطلبها بالدنا‪ ،‬مع مراعاة أن دراسة‬
‫الكيان ات التربوي ة فى ال دول األخ رى مزدوج ة النف ع ‪ ،‬فهي من جه ة تم دنا بنم اذج ندرس ها ومن جه ة‬
‫أخرى تحذرنا من الوقوع فى أخطاء غيرنا وتزودنا باالستفادة من أخطائهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬لتف اهم دولي أفض ل ‪ :‬إذ أن النظ ام ال تربوي لدول ة م ا‪  ‬يعرفن ا المش كالت ال تي واجهته ا‬
‫والط رق ال تي اتبعته ا لح ل ه ذه المش كالت ‪ ،‬األم ر ال ذي ي ؤدي إلي زي ادة فهمن ا للش عوب وه ذا الفهم‬
‫ضروري وخاصة بعد ما أصبح العالم بمثابة قرية واحدة‪.‬‬
‫‪     ‬وخالصة القول يمكن تحديد‪ ‬أهمية دراسة النظم التعليمية فيما يلى ‪:‬‬
‫‪ ‬مواكبة التطور العلمى الحادث فى البالد المتقدمة ‪.‬‬
‫‪ ‬االستفادة من خبرات وتجارب الدول المتقدمة فى مجال النظريات التربوية وتطبيقاتها السائدة‬
‫هناك بما يناسب دولتنا ‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد دراسة النظم التعليمية فى تقارب الشعوب وتماسكها ‪.‬‬
‫‪ ‬دراس ة النظم تش خيص وتق ويم نظم التعليم القومي ة وتطويره ا فى ض وء الخ برات األجنبي ة بم ا‬
‫يناسب الظروف المحلية ‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على أوجه التشابه واالختالف بين النظم التعليمية القومية والنظم التعليمية األجنبية ‪.‬‬
‫‪ ‬اإلطالع على أخبار اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على عادات وتقاليد و حضارات الشعوب ‪.‬‬
‫‪ ‬جانب ثقافي ‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية نفعية إصالحية ‪.‬‬
‫رابعاً ‪ :‬أهداف دراسة النظم التعليمية ‪:‬‬
‫‪ ‬في البداية المبكرة كان االهتمام‪  ‬بدارسة النظم التعليمية المقارنة يتمثل فى غرض محدد وهو‬
‫اقتباس أشكال وأنشطة تعليمية ناجحة من الخارج إلدماجها في النظام القومي‪.‬‬
‫و لدارسة النظم التعليمية المقارنة أهداف متعددة نعرض أهمها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪  -1‬الهدف العلمي األكاديمي ‪:‬‬
‫إن لدارسة النظم التعليمية المقارنة قيمتها العلمية من حيث العلم قيمة في ذاته فال يستوي الذي‬
‫يعلم ون وال ذي ال يعلم ون وفض ل اهلل ال ذين أت وا العلم درج ات ‪ ،‬وه ذا يع ني أن دارس ة النظم التعليمي ة‬
‫المقارنة كميدان من الدراسة العلمية األكاديمية له أهمية في ذاته بصرف النظر عن أهميته العلمية أو‬
‫التطبيقية شأنها في ذلك شأن كثير من العلوم األخرى‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫كم ا أن دارس ة النظم التعليمي ة المقارن ة مث ل أي دراس ات مقارن ة أخ رى هي في الحقيق ة نش اط‬


‫عقلي ف األفراد يدرس ون النظم التربوي ة األجنبي ة ألنهم يري دون أن يعرف وا ش يئاً عن ج يرانهم‪ .‬والمعرف ة‬
‫من أجل المعرفة هو األساس الذي يحتاجه علم دراسة النظم النعليمية المقارنة وذلك من أجل أن نقف‬
‫علي ق دم المس اواة م ع المج االت األكاديمي ة األخ رى‪ .‬ل ذا تس هم المعرف ة في مج ال العل وم االجتماعي ة‬
‫باإلض افة إلي مج ال دراس ة النظم النعليمي ة المقارن ة في تق ديم خ دمات جليل ة للتط وير وك ذلك للمعرف ة‬
‫وتطبيقاتها‪.‬‬
‫‪ -2‬الهدف الحضاري ‪:‬‬
‫ت تيح دراس ة النظم النعليمي ة المقارن ة فرص ة التع رف علي ثقاف ات الش عوب وحض ارتها في‬
‫أبعاده ا المختلف ة ‪ ،‬فعن طري ق دارس ة النظم التعليمي ة المقارن ة يمكنن ا أن نع رف الكث ير عن ع ادات‬
‫الش عوب وطبائعه ا ونظمه ا االجتماعي ة واالقتص ادية والسياس ية ‪ ،‬ومن ثم تس اعد دارس ة النظم التعليمي ة‬
‫المقارن ة علي التق ارب بين الش عوب وتفاهمه ا بم ا تتيح ه من التع رف علي ثقاف ات الش عوب المختلف ة‬
‫وأنظمتها التعليمية ‪ ،‬وكذلك بما توفره من لقاءات بين مختلف القيادات التربوية لكل الشعوب سواء في‬
‫المحاف ل الدولي ة أو الم ؤتمرات والن دوات العلمي ة المختلف ة وهي به ذا تس اعد ش عوب الع الم علي معرف ة‬
‫موقعها من الكرة األرضية التي تنتمي إليها‪.‬‬
‫‪  -3‬الهدف السياسي ‪:‬‬
‫لدارس ة النظم التعليمي ة المقارن ة ه دف سياس ي يتمث ل في الكش ف عن عالق ة الف رد بالدول ة‬
‫وتركيبه ا السياس ي وم ا يرتب ط ب ذلك من النظري ات واأله داف السياس ية للدول ة ونواياه ا تج اه ال دول‬
‫األخرى‪  ‬سواء كانت هذه مستترة األهداف أو معبراً عنها بصراحة‪ .‬وأوضح مثال علي ذلك ما حدث‬
‫في ألماني ا علي ي د " هتل ر " عن دما أدخ ل نظ ام الت دريب اإلجب اري في الم دارس ال ذي كش ف عن نواي ا‬
‫هتلر‪  ‬العدوانية نحو الدول األوروبية‪.‬‬
‫‪  -4‬الهدف النفعي اإلصالحي ‪:‬‬
‫إن بروز االهتمام بالتعليم بصورة متزايدة وظهور المشكالت التعليمية المختلفة وما ترتب علي‬
‫ذل ك من ظهور الحاج ة إلي االس تفادة من خ برات اآلخ رين في رسم سياس ة تعليمي ة رش يدة‪ .‬وقد ساعد‬
‫علي تأكيد هذه النفعية تزايد األهمية الحيوية للتعليم وضخامة حجمه وتعدد مشكالته ‪ ،‬وما ترتب علي‬
‫ذل ك من ظه ور الحاج ة الملح ة إلي الدراس ات المقارن ة لالس تفادة من خ برات ال دول األخ رى في رس م‬
‫السياسة التعليمية واختيار أفضل االحتماالت‪ .‬واتخاذ القرار حتى تأتى هذه السياسة التعليمية أو الخطة‬
‫التعليمية على أساس ثابت سليم‪.‬‬
‫‪ -5‬هدف يتعلق بالسالم العالمي ‪:‬‬
‫فدارسة النظم التعليمية المقارنة يمكن أن تلعب دوراً بارزاً في تحقيق السالم والتفاهم الدوليين‬
‫وذل ك ألنه ا تهتم بفهم اآلخ ر وتعتم د في تحقي ق ذل ك علي تب ادل الزي ارات وعق د الم ؤتمرات في البالد‬
‫‪11‬‬

‫المختلف ة وعلي التع اون في ح ل المش كالت التعليمي ة مم ا الب د أن ي ؤدي إلي زرع اإلحس اس ب األخوة‬
‫اإلنس انية ‪ ،‬خاص ة وأنن ا ص رنا نعيش اآلن و من ذ الح رب العالمي ة الثاني ة في ع الم يعت بره " رام يريز "‬
‫‪ Ramirez‬و "بولي بينيت "‪  Boli Bennett‬وحدة واحدة صار السالم والتعاون فيها هما البديل الوحيد‬
‫للحياة بسبب أسلحة الدمار الشامل‪.‬‬
‫‪ -6‬هدف شخصي ‪:‬‬
‫‪ ‬إن دارسة النظم التعليمية المقارنة تزود الدارس لها والباحث فيها بالموضوعية وسعة األفق‬
‫وبع د النظ ر وع دم االنخ داع بالمظ اهر والش كليات ومنطقي ة الوص ول إلي األه داف ال تي ي رغب في‬
‫الوصول إليها والقدرة علي الموازنة بين إمكانياته وأهداف والقدرة‪.‬‬
‫وبالت الي تس اعده علي التخطي ط العلمي الس ليم للوص ول إلي تل ك األه داف وع دم التطل ع إلي م ا‬
‫ل دي اآلخ رين م ع الق درة علي فهم النفس وفهم إمكانياته ا واس تغالل ه ذه اإلمكاني ات في العم ل والس عي‬
‫للوصول إلي مستوى حياة أحسن‪.‬‬

You might also like