Professional Documents
Culture Documents
نظرية النسق
هي التي تعنى بدراسة التنظيم كنسق ودراسة أجزاءه المعتمدة كال على اآلخر والنسق هو ما يتكون من
مجموعة من األجزاء أو العناصر التي تعمل معا إلنجاز وظيفة محددة وقد يكون بسيطا أو معقدا،وقد
عنى الكثير من العلماء بدراسة المجتمع باعتباره أنساق معتمدة وظيفيا على بعضها البعض وكان من
أبرزهم تالكوت بارسونز الذي درس نسق الفعل باعتباره المسئول عن نشوء األنساق األخرى ودرسها
"هندرسون" و"كانون" و "فون بيرتاالنفي" وكانت محاوالتهم التنظيرية متنوعة في رؤيتها الجوهرية في
معنى النسق وانطلقت من زوايا اجتماعية عامة وشاملة وليس جزئية أو محدودة .ولها أهمية كبيرة في
تفسير اعتماد أنساق المجتمع على بعضها البعض في مصادر بقائها وتطورها وتفاعلها وتفسر الواقع
االجتماعي المعاش فنحن نرى أن جميع أنظمة ومؤسسات المجتمع معتمدة على بعضها البعض مع
وجود نوع من االستقاللية فاألسرة مثال نسق مستقل إلى أنه يعتمد على أنساق أخرى لضمان
استمراريته وتطوره فهو يعتمد على المدرسة والحي والمسجد والسوق والنسق الصحي..الخ
على انة وحدة كلية تتكون من مجموعة من االجزاء تحيطها الحدود حيث تتنادل داخلها الطاقة الفيزيقي ة
والعقلية
يع رف ابن منظ ور (نس ق) في كتاب ه (لسان العرب) بقول ه ":النس ق من ك ل ش يء :م ا ك ان على طريق ة
نظام واحد ،عام في األشياء،ابن سيده :نسق الشيء ينسقه نسقا ونسقه نظمه على السواء
وتدل النسقية ،في اللغة ،على التنظيم ،والترابط ،والتماسك ،والتسلسل ،وتتابع األفكار ،وانتظامها في
نسيج نصي موحد موضوعيا وعضويا.
وتعني كلمة النسق ( ،)systèmeفي اليونانية القديمة ( ،)sustēmaالتنظيم والتركيب والمجموع.ومن
ثم ،تحي ل ه ذه الكلم ة على النظ ام والكلي ة والتنس يق والتنظيم ،ورب ط العالق ات التفاعلي ة بين البني ات
والعناصر واألجزاء .ومن ثم ،فالنسق عبارة عن نظام بنيوي عضوي كلي وجامع.
وتدل كلمة النسق ( ،)systèmeفي المعاجم األجنبية الحديثة والمعاصرة ،على مجموعة من العالمات
اللس انية واألدبي ة والثقافي ة ،أو على مجموع ة من العناص ر والبني ات ال تي تتفاع ل فيم ا بينه ا ،وف ق
مجموعة من المبادىء والقواعد والمعايير.ويتحدد النسق أيضا بواسطة مكوناته وعناصره وبنياته التي
يتضمنها؛ ومن خالل مختلف التفاعالت التي تقيمها العناصر فيما بينها؛ وعبر الحدود التي تفصل بين
العنصر الذي ينتمي إلى النسق الداخلي ،أو الذي ينتمي إلى محيطه الخارجي؛ مع تبيان آليات التفاعل
التي تتحكم في النسق في ارتباطه الوثيق بمحيطه السياقي المجتمعي والثقافي.
ومن جهة أخرى ،يمكن الحديث عن نسق مركزي علوي ،ونسق فرعي هامشي(،)sous-système
ويسمى كذلك بالمجزوءة ( .)moduleوقد يكون النسق مغلقا أومفتوحا أو محايدا منعزال حسب درجة
تفاعله مع المحيط الخارجي.
يع ني النس ق ،ب المفهوم العلمي ،نظام ا متك امال ومترابط ا من األبني ة النظري ة ال تي يكونه ا الفك ر ح ول
موضوع ما ،مثل :تقديم نموذج رياضي يفسر ظاهرة فيزيائية .ويدل النسق أيضا على مجموعة من
القواعد والمبادئ والفرضيات والمسلمات والنتائج التي تكون نظرية كلية مجردة ،أو نظاما ،أو جهازا
علميا كليا ،مثل :النسق النيوتوني في الفيزياء ،والنسق األرسطي في الفلسفة ،إلخ..
وق د يع ني النس ق ك ذلك مجموع ة من المن اهج والنظري ات واإلج راءات المنظم ة مؤسس اتيا بغي ة أداء
وظيفة ما ،مثل :النسق التربوي ،ونسق اإلنتاج ،ونسق الدفاع...
وق د يحي ل النس ق على مجموع ة من العناص ر والبني ات المترابط ة عض ويا فيم ا بينه ا من أج ل تحقي ق
نتيج ة م ا ،مث ل :النس ق العص بي ،أو ق د ي دل على مجموع ة من العناص ر المتماثل ة أو المش تركة في
تنوعها واختالفها .وقد يعني النسق كذلك نظاما آليا وميكانيكيا يؤدي وظيفة معينة ،مثل :نسق اإلضاءة،
ونسق السيارة...
وقد يكون النسق أداة للتحليل ،على أساس أنه شبكة مستقلة ومتفاوتة في األهمية ،يتضمن مجموعة من
العناصر الخاصة التي تجيب -كليا أو جزئيا -عن هدف محدد ما.
وعلي ه ،يمكن الح ديث عن أن واع مختلف ة من األنس اق ،كالنس ق الفيزي ائي ،والنس ق الرياض ي ،والنس ق
البيولوجي ،والنسق االقتصادي ،والنسق السياسي ،والنسق االقتصادي ،والنسق األدبي ،والنسق الفني،
والنس ق الثق افي ،والنس ق ال تربوي ،والنس ق االجتم اعي ،والنس ق العلمي ،والنس ق الفلس في ،والنس ق
المنطقي ،والنسق اإلعالمي ،والنسق التقني ،والنسق اآللي (السيبرنيتيقي) ،والنسق الفلكي...
وتخضع هذه األنساق العلمية للتطور والتغير والقطائع اإلبستمولوجية والثورات العلمية المفاجئة ،ضمن
ما يسمى بالبراديغمات( )Paradigmesوالنظريات أو النماذج العلمية.
ويع ني ه ذا أن الثقاف ة ،بص فة عام ة ،تتغ ير بتغ ير البراديغم ات والنم اذج واألنس اق المعرفي ة والعلمي ة
واألدبي ة والفني ة نظري ة وتطبيق ا وممارس ة ووظيف ة .بمع نى أن التح ول الثق افي يتحق ق بفع ل تغ ير
النظري ات والنم اذج والبرديغم ات العلمي ة ال تي تظه ر من حين آلخ ر ،كم ا يثبت ذل ك توم اس ك ون(
)T.Kuhnفي كتابه (بنية الثورات العلمية) .1أي :تتغير األنساق الثقافية بتغير البراديغمات والنماذج
والنظري ات والمناهج واالفتراضات العلمي ة .وفي هذا ،يقول جاك هارمان":تعتبر النظرية العلمية جهازا
مفهومي ا ذا ط ابع رم زي ومنطقي ،يس تجيب لع دة ش روط ،منه ا المالءم ة في مواجه ة إش كالية مح ددة
وموض وعات معين ة ،والتماس ك فيم ا يخص مجموع ة المف اهيم والقض ايا ال تي تس تعملها (النظري ة)،
واالختب ار في مواجه ة إج راءات عملي ة ميداني ة توظ ف لجم ع المعطي ات (البيان ات).تق وم النظري ة دائم ا
بعملي ة اخ تزال لحق ل المش كالت ال تي مه دت لبلورته ا ،إنه ا مح ددة وتش ير إلى مج ال دقي ق ومح دد من
الواق ع.إض افة إلى ذل ك فهي تحتف ظ بط ابع افتراض ي ،قابل ة للمراجع ة ،قابل ة إلثب ات خطئه ا،وال
تس تطيع أب دا اعتباره ا ص ادقة بش كل نه ائي دون أن نعرض ها باس تمرار لالختب ار أو مواجه ة وق ائع
أخرى ونظريات أخرى.
وقد يتفرع كل نسق مركزي أو رئيسي إلى أنساق فرعية معينة ،مثل :النسق االجتماعي الذي يتفرع
إلى النس ق الع ائلي ،والنس ق ال تربوي ،والنس ق الط بيعي ،والنس ق الثق افي ،والنس ق الحض ري ،والنس ق
القروي ،والنسق األدبي ،والنسق الفني ،والنسق الصحي ،والنسق الجمعوي...
1
خصائص النسق :
-1االستقرار :كيف يحافظ النسق على وجوده بالحصول على المدخالت واستخدامها.
-2التوازن :الحفاظ على الطبيعة األساسية للنسق بالرغم من حدوث تغيرات عند تلقيه المدخالت.
-3التميز أو االختالف :فكرة أن النسق ينمو بصورة أكثر تعقيداً تتضمن العديد من األجزاء المتنوعة
طوال الزمن.
-4التبادل :فكرة أنه إذا تغير أحد أجزاء النسق فإن التغير يتفاعل مع باقي األجزاء األخرى ،والتي
تتغير بدورها
-3األس اليب الخاص ة في التفك ير والمش اعر والع ادات والعالق ات االجتماعي ة ال تي تؤل ف البن اء
االجتماعي.
.1المدخالت :وهى الطاقة التى يجلبها النسق من منظمات اخرى او من البيئة التى يوجد بها
.2العمليات التحويلية :هى اداء العمليات واالنشطة الهادفة الى تحويل المدخالت الى شكل اخر
مغاير.
.3المخرجات :هى سلسلة االنجازات والنتائج المتحققة عن العمليات واالنشطة التى قام بها النسق .
التغذية العكسية :هى ما تقدمة البيئة نتيجة تلقيها للمخرجات ،وقد تمثل التغذية جزاء من المخرجات
ليتحول مرة اخرى الى مدخالت
المفاهيم التي قدمتها نظرية األنساق العامة
.1النسق :System
لقد ظهرت العديد من المحاوالت لتعريف النسق وهي محاوالت تفاوتت في دقتها ووضوحها .ولعل أفضل هذه التعاريف
ه و ذل ك ال ذي قدم ه هارتم ان والري د ( .)Hartman & Laridفالنس ق اس تناداً إليهم ا ه و "ذل ك الك ل وال ذي يتك ون من
أجزاء متداخلة فيما بينها ومعتمدة على بعضها البعض" (.)Hartman & Larid, 1983: 62
.2الحدود :Boundaries
يتم تحديد األنساق عن طريق الحدود ،وتعرف الحدود على أنها خط يكمل امتداده دائرة كاملة حول مجموعة من
المتغيرات بحيث يكون تبادل الطاقة والتفاعل داخل الدائرة بين هذه المتغيرات أكثر من ذلك الموجود بين المتغيرات
الموجودة داخل الدائرة وخارجها عبر حدود النسق .والحدود خطوط وهمية ال وجود لها وهي تستخدم لتحديد نسق ما
وتعريفها يتم حسب المحكات والمعايير المستخدمة من قبل األخصائي االجتماعي (.)Rodway, 1986: 516
تحدث التغذية العكسية عن طريق عمليتي استيراد وتصدير الطاقة والتي عن طريقها يتم تفاعل األنساق
مع البيئة الخارجية .وتعتمد األنساق على عملية التغذية العكسية لتقويم أدائها وتعديل مسارها.
تتفاعل األنساق مع البيئة المحيطة بها عن طريق عمليتي استيراد وتصدير الطاقة والمعلومات .ويرمز
لعملية االستيراد بالطاقة الداخلة ،ويقصد بها كل ما يأتي إلى النسق من البيئة الخارجية من معلومات
وطاقة .ويرمز لعملية التصدير بالطاقة الخارجة ،ويقصد بها كل ما يصدر من النسق من معلومات
وطاقة إلى البيئة الخارجية .وبالتالي من الممكن القول بأن كل نسق لديه مستوى معين من الطاقة.
وبعبارة أخرى فإن كل نسق لديه مخزون معين من الطاقة يستخدمه في تفاعالته مع البيئة الخارجية.
وتصل األنساق مرحلة فقدان الطاقة إذا بدأت بتصدير طاقة أكثر من تلك التي تستوردها ،فمرحلة فقدان
الطاقة يقصد بها النقص في مخزون النسق من الطاقة والناتج عن تصديره طاقة أكثر من تلك التي
يستوردها.
.5تخزين الطاقة :Negentropy
باستخدام نفس التعبيرات عن استيراد وتصدير الطاقة ،تصل األنساق إلى مرحلة تخزين الطاقة إذا
بدأت تستورد طاقة أكثر من تلك التي تصدرها ،فعملية تخزين الطاقة هي الزيادة في مخزون النسق
من الطاقة والناتج عن ميل النسق لألخذ من البيئة الخارجية أكثر مما يقدم لها.
.6التوازن :Equilibrium
تسعى األنساق الحية سعياً حثيثاً من خالل عمليتي استيراد وتصدير الطاقة إلى الوصول إلى مستوى
التوازن بحيث ال تصدر وال تستورد طاقة أكثر مما يجب.
هو الذى ينظر للجهاز المجتمعى او المؤسسه بانها ال تتفاعل او ال يحدث بينها وبين المؤسسات االخرى اى نوع من
التفاعل اى اليوجد بينها عالقه
هو ايجاد نوع من قنوات االتصال بين النسق والنسق العام وبعض االنساق االخرى داخل المجتمع اى التنثيق بين النسق
والمؤسسات واالنساق االخرى الموجودة بالمجتمع ومثال للنسق المفتوح المدرسه
فالنظام ال يمكن أن يعمل في الفراغ .ويمكن تعري ف النظم المغلق ة بأنه ا " النظم التي ال تتب ادل المدخالت والمخرجات
مع بيئتها وتكتسب بثبات صفة التدهور وتتالشى بطريقة ال إرادية " ولعل افضل مثال على هذا النوع من النظم هي "
الساعة " حيث أنها تستمر في عملها وأدائها كنظام بدون أن يكون لها آية عالقة مع بيئتها ،حتى تصبح البطارية فارغة
او تحت اج إلى إصالح ،وكال اآلمرين يحتاج تدخال من البيئة .ولذا يمكننا القول أن النظم المغلقة هي من النظم نادرة
الوجود وان الموجود منها أي النظم المغلقة نسبيا او جزئيا .آما النظام المفتوح فيمكن تعريفه بأنه:
" النظام الذي تكون له عالقات مستمرة وفعالة مع بيئته ويؤثر فيها ويتأثر بها .ويعتبر وجود أي نظام مفتوح معتمدا
بش كل رئيس ي على العالق ات المتبادل ة بين ه وبين بيئت ه فه و يحت اج بعض الم دخالت من بيئت ه ليق وى على االس تمرار
ويعطي بعض منتجاته إلى بيئته كنتيجة للعمليات التي يقوم بها «.
ويعتبر اإلنسان والحاسب اآللي مثالين على النظم المفتوحة التي تتبادل عالقات مستمرة بين كل منها وبين البيئة .ومن
خصائص النظم المفتوحة التي تميزها وتعكس طبيعة وجودها وشروط استمرارها وحيويتها هي :
-2تجري بالنظام المفتوح أنواع من النشاطات المختلفة تستهدف تحويل الطاقات والموارد ( او المؤثرات ) إلى أشكال
وقيم ومنتجات تمثل الناتج الذي يصدر عن النظام ويتوجه إلى المجتمع مرة أخرى .وان هذه األنشطة تخضع لقواعد
وضوابط تحددها طبيعة النظام وتكوينه الداخلي من ناحية ،ونوعية الموارد ( المؤثرات ) وخصائصها في التفاعل من
ناحية أخرى .
-1ترابط األجزاء وتكاملها ،حيث تتوزع األنشطة بين أجزاء النظام في تناسق بحيث يختص كل جزء ببعض األنش طة
يؤديها متفاعال مع األجزاء األخرى ومتكامال معها .
- 2استمرار النشاط ودوريته حيث يأخذ نشاط النظام شكل دورة كاملة تغذى نفسها او تتكامل فيها البدايات والنهايات
- 3 .البقاء واالستمرار للنظام حيث يستطيع النظام المفتوح أن يصمد لعوامل التغير واحتماالت الفناء وذلك بسبب قدرته
على استيراد الطاقة وتعريض نفسه للمؤثرات الخارجية .
-4التوازن الحركي ( الديناميكي ) حيث يهدف النظام المفتوح أن يكون دائما في حالة توازن .فهناك تناسب وتجانس
للنظام وتوافق أجزائه وعناصره وإ قبالها على التعاون والتفاعل معا بال تناقضات أساسية .كذلك تكيف النظام مع البيئة
او المناخ وتعايشه مع األوضاع والظروف السائدة .ولهذا فالنظام المفتوح ال يتوقف عن الحركة ،بل هو يتفاعل دائما
مع البيئة ويمارس نشاطاته الذاتية .
-5االتج اه إلى التم يز واالختالف ،حيث تمي ل النظم المفتوح ة إلى التم يز واالختالف بعض ها عن بعض فهن اك تن افس
وصراع مستمر بين النظم سعيا وراء التفوق على النظم الشبيه لها .
اعتم دت دراس ات نظري ة التنظيم ( المنظم ة ) في الس نوات األخ يرة على مف اهيم النظم ،ب ل أنه ا س اهمت في الفهم
األفض ل لنظري ة النظم .ففي النظري ة الحديث ة للتنظيم :تؤخ ذ مف اهيم النظم كأس اس لتكام ل وجه ات النظ ر المختلف ة .
فالتنظيم ( او المنظمة ) هو نظام مفتوح فني ( تقني ) اجتماعي :مكون من عدد من النظم الفرعية ،في تفاعل مستمر
مع نظامه البيئي االعلى ويمكن وصف المنظمة ( او التنظيم ) بأنها :
-1ذات هدف محدد فهي عبارة عن مجموعة من األفراد لديهم غرض ما .
-3نظم فنية حيث يستخدم األفراد المعرفة والتقنيات ألداء أعمالهم .
لم تعطى النظري ة التقليدي ة للمنظم ة األهمي ة لمش كلة العالق ات المتبادل ة او تكام ل األنش طة فيم ا بين األج زاء والوح دات
المكون ة للمنظم ة ( او التنظيم ) ،بدرج ة اهتمامه ا بتقس يم األنش طة إلى مه ام او وح دات وظيفي ة .ح تى ج اءت النظري ة
الحديثة للمنظمة ( او التنظيم ) مرتبطة بالنظرية العامة للنظم ،فكالهما يهتم ببحث واداء المنظمة ككل متكامل .ومع
ذلك فان النظرية العامة للنظم تهتم بكل المستويات التسعة للنظم المذكورة سلفا ،بينما تركز النظرية الحديثة للمنظمة في
المقام األول على المنظمات االجتماعية اإلنسانية ،وبالتالي فالمنظمة عبارة عن نظام مفتوح فني اجتماعي مكون من
عدد من النظم الفرعية ،كما هو موضح في الشكل التالي حيث تتسلم المنظمة مدخالتها من طاقة ومعلومات ومواد خام
من البيئة المحيطة بها ثم تعيد أليها مخرجاتها .
نظرية االنساق و الخدمة االجتماعية
تحت ل الوظيفي ة مكان ا مرموق ا داخ ل النظري ات السوس يولوجية المعاص رة ،وال نك اد نج د باحث ا في علم االجتم اع
واالنتروبولوجيا إال وظهرت في أعماله وتفسيراته ومنهجه خصائص الوظيفية ،بل إنها من أوسع االتجاهات انتشارا في
دراسة الظواهر االجتماعية.
والوظيفي ة هي اتج اه فك ري في علم االجتم اع يت ألف من عنص رين م ترابطين ،يتمثالن في نم وذج تص وري للمجتم ع،
وإ طار منهجي لتحليل هذا المجتمع ،ويعتبر مفهوم النسق هو األساس الفكري للوظيفية ،ولقد دخل هذا المفهوم إلى علم
االجتماع من مصدرين هما:
المصدر الكالسيكي كما يتمثل في اآلراء الوظيفية في القرن التاسع عشر وبداية العشرين
المص))در المعاصر ويتمث ل في نظري ة األنس اق ،وترج ع الج ذور التاريخي ة للوظيفي ة إلى النظ رة العض وية للمجتم ع ،كم ا
تبدت في فكر الرواد كونت وماركس وسبنسر ،ثم تتابعت الحلقات الفكرية المؤدية إلى الوظيفية المعاصرة…
فالعمليات االجتماعية وما يتولد عنها من عالقات اجتماعية إنما تمثل نماذج سلوكية وليدة شعور األفراد باعتماد بعضهم
على البعض اآلخر ،وحاجاتهم لتبادل المشاعر ،وترابط األفكار والنشاط ،وهي تؤدي إلى ترابطات بنائية في العالقات
الوظيفية.
ومن خالل هذا المثال يبدو كيف أن التعرف على الظواهر االجتماعية يتطلب الكشف عن ارتباط الجزء بجميع األجزاء
أو الظواهر األخرى.
وعلى ذلك ف إن ظه ور االتجاه ال وظيفي جاء نتيج ة لنظ رة العلم اء إلى المجتم ع على أن ه نس ق واحد يت ألف من عدد من
العناصر المتفاعلة المتساندة التي يؤثر بعضها في بعض ،ويعدل أحدهما اآلخر.
وبذلك تعني الوظيفية االجتماعية ،الدور الذي يلعبه أو يؤديه النظام في البناء االجتماعي (شبكة العالقات المتبادلة من
النظم أو الوحدات) ،والذي يفسره البعض بأنه محاولة التعرف على مدى التشابك والتفاعل القائمين بين النظم التي تؤلف
حياة المجتمع ككل ،ونصيب كل نظام منها في الحفاظ على تماسك هذا المجتمع واستمراريته ووحدته وكيانه ،كما أنها
تشير أيضا إلى اإلسهام الذي يقدمه المجتمع الكبير للجماعات الصغيرة التي يضمها.
ونظرا لتعقيد وتشابك العالقات االجتماعية فالتحليل الوظيفي كان ضرورة ،وأداة تحليلية أساسية للباحثين من أجل دراسة
األشكال المختلفة للتفاعالت والترابطات االجتماعية.
تعتمد كل مهنة على علم أو مجموعة من العلوم تيسر لها فهم الظواهر التي تتعامل معها بحيث تأخذ المهن النظريات
التي توصلت اليها العلوم المختلفة و تبني عليها نماذج للمارسة المهنية فالخدمة األجتماعية كمهنة تعتمد على غيرها من
العل وم من خالل اآلس تفادة من نظرياته ا خصوص اً نظري ات علم النفس و االجتم اع و األحص اء و االتص ال و االقتص اد
والق انون وفق اَ للش ريعة االس المية وه ذا م ايميز الخدم ة االجتماعي ة بانه ا تس تخدم ه ذه النظري ات فتج دها تس تخدم أثن ا
ممارستها مع أحدى الحاالت عدة نظريات ومن عدة علوم مختلفة فهي تمزج هذه النظريات وتجعلها كالبنيان الواحد في
تكاملها وتماسكها.
الـمفهـوم :هـي نظري ة شمـولـية لتفـسـير مشكـالت الفـرد وأس اليب مساعـدته مـن خالل أثـر العـآل قـات الحديث ة بين كاف ة
إنساق الموقف اإلشكالي والتأثير من ثم في مسـار هذه العالقات .
"ويراها جوردن هيرن " بأنها مدخل عالجي يعني بتيسير العالقات بين أطراف الموقف اإلشكالي وبينهما وبين أنساق
الموارد المتاحة.
2ـ ال يمكن فهم أي ظاهرة جزئية إال في إطار الكل الشمولي للنسق أو األنساق التي ترتبط بها .
1ـ المشكالت ليست عـلالً مرضية يراد استئصالها ول ــكنها ردود أفعال طبيعية لتداخل أنساق مختلفة .
2ـ العميل هو نسق يملك داخلة أنساق فرعية تتفاعل دوماً مع أنساق خارجية في تفاعل مستمر .
3ـ العالج يعتمد على إعادة مسار العالقات بين العميل واألطراف األخرى .
" مجموعة من الوحدات المترابطة والمتفاعلة التي تتكامل لتحقيق هدف ـ مشترك في إطار وحدة إجتماعية معينة.
ع رف مص طلح القيم من ذ ب دايات الخدم ة االجتماعي ة ومن المع روف أن أي ممارس ة يق وم به ا األخص ائي
االجتماعي تتأثر بقيم الفرد وقيم المهنة وقيم العمالء وأخيراً قيم المجتمع
-تعريف القيمة :عرفها قاموس ” وبستر“ على أنها معاني وأفكار مرغوب فيها لدى جماعة من الناس
-1قابلة للتغير
المه رة هي المق درة على إنج از ش يء أو القي ام ب ه ،أو هي معرف ة وخ برة وق درة على األداء وهي تتف اوت من -
فرد إلى آخر
النظرية اإليكولوجية
وهي أكثر ارتباطاً بالعنصر المادي في نسق البيئة وقدمها ” سان جيرمين ” ،وهو يرى أن مشكالت االنسان هي في
النهاية قصور مادي في بيئته التي يعيش فيها ويجب على الخدمة االجتماعية أن ،تعمل على تنمية وازدهار البيئة.
يعتبر النسق األيكولوجي مفهوماً جديداً لتحليل عالقة اإلنسان بالبيئة ،فيعد "النسق األيكولوجي" من المفاهيم البيولوجية
التي استعارتها األيكولوجيا البشرية عند تطوير إطارها التصوري المبكر ومؤداه أن كل المجتمعات الطبيعية للكائنات
الحية التي تعيش وتتفاعل مع بعضها البعض ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببيئاتها ،ومن ثم يبدو من المالئم تصور طرفي العالقة
(الكائنات الحية وبيئاتها المختلفة) كما لو كانا يشكالن كالً واحداً ومركباً وهو ما يشير إلى مفهوم النسق األيكولوجي.
ويرجع تطبيق نظرية األنساق األيكولوجية في ممارسة الخدمة االجتماعية إلى كتابات "ويليام جوردن" William
Gordonعن العمل المحدود في الخدمة االجتماعية وأفكاره األساسية في مجال الخدمة االجتماعية لوصف ما يحدث
عند الحد الفاصل أو نقطة االلتقاء بين الفرد وبيئته المحيطة.
ولقد لخص "هيرن" Hearnهذه األفكار السبعة كما يلي:
-أن الخدمة االجتماعية لها تركيز ذا بعدين مزدوجين متالزمين فهي تركز على الشخص والموقف من ناحية وعلى
النسق وبيئته من ناحية أخرى.
-تعمل الخدمة االجتماعية عند التقاء النسق اإلنساني والبيئة.
-التفاعل هو جهد بين طرفين يركز على سلوك الكائن الحي من ناحية وظروف البيئة من ناحية أخرى.
-التالقي بين الكائن والبيئة يجعل كالً منهما يتغير.
-أفضل التفاعالت هي التي تسمح بنمو وتطور الكائن وفي نفس الوقت تعمل على تحسين البيئة المحيطة حيث تصبح
البيئة مكاناً مناسباً لكافة األنساق التي تعتمد على البيئة.
-األنساق التي ال تلقى االهتمام الكافي تتجه نحو االضطراب وعدم التنظيم أو الزيادة اإليجابية في الطاقة غير المستفاد
منها وهكذا .فإنه من أجل النمو يجب أن يكون هناك إعادة توزيع مستمر للطاقة بين الكائن والبيئة.
لذا فإن هذه النظرية توجه رؤية العميل كنسق واألخصائي االجتماعي نحو التفاعالت المعقدة في المواقف مما يساعد
على االتصال بينهم.
ومن خالل هذا المنظور فإن التفاعالت أو التحوالت واالعتماد المتبادل بين الفرد (النسق الفرعي) والبيئة (النسق الكبير)
يعتبران شيئاً هاماً من أجل بقاء كالً منهما ،وأن أي تغيير في أي منهما قد يكون له تأثير إيجابي أو سلبي على اآلخر،
وبالنسبة لألخصائيين االجتماعيين فإن هذا المنظور يساعد في تعزيز المنظور الشمولي للشخص في البيئة ،كما يوضح
أنه ليس كافياً للعمل مع الناس بمفردهم أو البيئات بمفردها أو بعزل كل منهما عن اآلخر ،وباإلضافة إلى ذلك فإن هناك
حاجة إلى التركيز على طبيعة الحدود التي يتالقى فيها اإلنسان والبيئة ،ألن عند الحدود التي يتالقى فيها االثنان تحدث
كثيراً من المشكالت وتوجد العديد من الموارد.
ومن هنا فإن المفاهيم المستوحاة من المنظور األيكولوجي ال تشير فقط إلى البيئة بمفردها ولكن يعبر كل مفهوم عن
عالقة من نوع ما بين الفرد والبيئة سواء كانت إيجابية أم سلبية أم عالقة محايدة .وثم عدد من المفاهيم التي يستند إلى
المنظور األيكولوجي ،نشير إليها فيما يلي:
1التواؤم بين الفرد والبيئة Person: Environmental -:
هي حالة االنسجام والتفاعل اإليجابي البناء بين كل من أهداف ،وحقوق ،وحاجات ،وقدرات وحدة العمل المهني (الفرد
-األسرة -الجماعة الصغيرة ...الخ) من جانب ،وسمات ومكونات ومتغيرات البيئة المادية واالجتماعية المحيطة
بوحدة العمل المهني من جانب آخر ،وذلك ضمن سياقات تاريخية وثقافية معينة.
2التوافق Adaptation -:
يعني ما يقوم به الناس من جهود الستبقاء أو رفع مستوى التواؤم بينهم وبين البيئة وهم لتحقيق ذلك قد يغيرون من
أنفسهم استجابة لما قد يحدث في البيئة من تغييرات (كالتغييرات الثقافية أو الكوارث الطبيعية أو تلك التي من صنع
اإلنسان كالحروب وغيرها) ،أو قد يغيرون في بعض عناصر البيئة إذ أن ذلك ممكناً ،أو قد يغيرون البيئة كلية (بأن
يتركوها مهاجرين إلى بيئة جديدة) والناس -من أجل القيام بتغيير أنفسهم أو بيئاتهم أو االثنين معاً -يقومون بعملية
معرفية تتضمن إدراكاً ،وإ حساساً ،وتصوراً ،وسلوكاً.
3ضغوط الحياة Life Stressors -:
هي المواقف التي يمر بها الفرد في حياته ،ويتصور بأنها تفوق إمكاناته وموارده الشخصية والبيئية الالزمة للتعامل
معها ،وبالتالي يعتري الفرد بسببها شعور بالقلق أو الخوف أو عدم القدرة على السيطرة عليها.
األصدقاء ،والزمالء ،وترجع أهمية تقدير اإلنسان لنفسه في أن ذلك يوجه تفكيره ،وبالتالي سلوكه ،فمن يظن نفسه إنساناً
جديراً باالحترام والتقدير ،سوف يسلك بطريقة تتناسب مع هذا الظن ،ومن يرى نفسه ناقصاً وال قيمة له فسوف يسلك
غالباً سلوك الناقص الذي ال قيمة له ...وهكذا.
وبالتالي ،فعلى األخصائيين االجتماعيين عموماً ،أن يرفعوا في عمالئهم -وبشكل واقعي ودون مبالغة تقدير ألنفسهم،
ليس فقط ألن الشعور بتقدير الذات هو شعور سار وسعيد ،بل بهدف أن يتعدل سلوك العمالء ،بما يتناسب مع هذا
التقدير للذات.
9التوجيه الذاتيSelf-Direction -:
من األهمية بمكان ،أن تكون لدى الشخص القدرة على تقدير مصيره ،من خالل اتخاذ قراراته لنفسه ،وبنفسه ،وأن
يسيطر على شئون حياته ،وأن يتحمل في النهاية مسئولية هذه القرارات ،أياً كانت نتائجها ،شريطة أال يتعدى في
قراراته على حريات وحقوق واحتياجات اآلخرين .لكن الفرد -حتى لو كان قادراً على اتخاذ قراراته بنفسه -فإنه
للقيام بذلك ،يلزم أن تكون أمامه عدة خيارات لالنتقاء من بينها ،وليس مجرد خيار واحد يجد نفسه مجبراً عليه ،هذا مع
مالحظة أن الفئات التي تعاني من محدودية الخيارات المتاحة ،أو من االضطهاد أو الظلم ،أو الحرمان من القوة
بمعناها العام ،سوف تكون فرصتها في اتخاذ قراراتها بنفسها ،وممارسة التوجيه الذاتي محدودة ،األمر الذي يتعين معه
على األخصائي االجتماعي ،معاونتها في هذا الموقف ،بما يسمح لها بممارسة حقها في التوجيه الذاتي.
ونظراً لتركيز الممارسة العامة للخدمة االجتماعية على التعامل مع مختلف األنساق لمساعدتها على حل مشكالتها
وتحقيق أهدافها ،فإنها قد اتخذت المنظور النسقي األيكولوجي كواحد من أهم األطر النظرية التي توجه الممارسة .ولعل
هذا المنظور قد أضاف مميزات كبيرة على شكل وجوهر هذه الممارسة بدءاً بتوسيع النظرة إلى العميل ودور البيئة
المادية االجتماعية في حدوث مشكالته وانتهاء بتنويع أساليب واستراتيجيات التدخل المهني -التي كانت تعتمد على
أطر نظرية محدودة مثل التحليل النفسي وسيكولوجية األنا وغيرها -في إطار توجهات وافتراضات المنظور النسقي
األيكولوجي.
وعموماً يمكن تحديد أهم المميزات التي أضافها المنظور النسقي األيكولوجي للممارسة العامة في الخدمة االجتماعية،
وذلك على النحو التالي:
-1يسمح المنظور النسقي األيكولوجي لألخصائي االجتماعي بالتعامل مع كمية كبيرة من المعلومات التي يحصل عليها
من مصادر متنوعة ،ويساعده أيضاً على تنظيم وترتيب هذه المعلومات في إطار المفاهيم األساسية التي يتضمنها هذا
المنظور.
-2تتيح هذه المعلومات لألخصائي االجتماعي الوصول إلى العديد من العوامل التي من الممكن أن تؤثر في مشكالت
عمالئه ،وفي العالقات المتبادلة بينهم وبين أنساق بيئتهم التي يعيشون فيها.
-3توسيع نطاق اهتمام األخصائي االجتماعي بحيث يشمل بجانب النسق صاحب المشكلة كالً من األنساق األخرى مثل
األسرة والجماعات التي ينتمي إليها ،والمنظمات والهيئات التي تقدم الخدمات والمجتمعات المحلية وسائر أنساق المجتمع
األكبر.
-4ال يتوقف تركيز األخصائي االجتماعي الممارس العام على بناء أو تكوين األنساق االجتماعية المرتبطة بالعميل
ولكن يركز أيضاً على التفاعالت التي تحدث داخل هذه األنساق واالعتماد المتبادل فيما بينها ،ومن ثم فقد يتحول
األخصائي من التركيز على خصائص هذه األنساق إلى التعامالت التي تحدث فيها بينها.
-5النظر إلى العميل كمشارك نشط في بيئته ولديه القدرة على التغيير في شخصيته وفي بيئته من أجل تحقيق التوافق
المناسب معها.
-6يحتاج الكائن اإلنساني إلى التعامالت (التفاعالت) المستقرة مع األنساق المحيطة به من أجل بقائه واستمراره ،لذا
يحاول األخصائي االجتماعي عن إتاحة الفرصة للعمالء للتفاعل بإيجابية مع جميع األنساق المحيطة به والتقليل من
العزلة بين اإلنسان وباقي أنساق مجتمعه.
-7يجب أن يغير الكثير من األخصائيين االجتماعيين الفكرة المسيطرة عليهم والتي تنظر إلى مشكالت اإلنسان
وصراعاته نظرة مرضية وأن أي تغيير في نسق العميل أو األنساق األخرى المحيطة به يواجه دائماً بالمقاومة.
-8يحتاج األخصائيون االجتماعيون إلى فهم األنساق المرتبطة بالعميل ،وإ دراك أن أي تغيير في أحد هذه األنساق له
تأثيره اإليجابي على العميل ،لذا يجب اختيار استراتيجيات التدخل المهني المناسبة بعناية ودقة كافية للتعامل مع هذه
األنساق.
-9يعتبر األخصائي االجتماعي الممارس العام نسقاً اجتماعياً بل أنه يعتبر نسقاً فرعياً من شبكة األنساق االجتماعية
المحيطة بالعمالء الذين يعمل معهم.
وخالصة القول :إن المنظور النسقي األيكولوجي قد وفر لممارسة الخدمة االجتماعية إطاراً مناسباً للعمل يتيح
لألخصائي االجتماعي الفرص لرؤية حاجات ومشكالت العمالء في صورة متكاملة تتضمن جميع العوامل الشخصية
واالجتماعية والبيئية والثقافية والمادية وليس التركيز على جانب واحد أو على جوانب محددة ترتبط بمثل هذه
المشكالت.
وبالرغم من أهمية المنظور النسقي األيكولوجي في الخدمة االجتماعية ومساعدة األخصائيين االجتاعيين في تقدير
وصياغة مشكالت عمالئهم وتحديد األنساق الشخصية والبيئية المرتبطة بهذه المشكالت وما ترتبط به من معامالت أو
تفاعالت سلبية يجب تغييرها أو تعامالت وتفاعالت إيجابية يمكن توظيفها لمصلحة العمالء ،فإننا نجد أن هذا المنظور
ال يتضمن اقتراح استراتيجيات أو أساليب مناسبة للتدخل المهني يمكن أن تساعد في التعامل مع هذه المشكالت .إن أهم
ما يميز المنظور النسقي األيكولوجي أنه يعمل على تنظيم وترتيب استخدام النظريات العلمية ومداخل التدخل المهني
المتنوعة أمام األخصائيين االجتماعيين بحيث يأخذوا منها ما يتناسب وطبيعة المشكالت التي يتعاملون معها وبما يتفق
مع مصلحة عمالئهم