You are on page 1of 17

‫نظرية األنساق‬

‫نظرية النسق‬

‫هي التي تعنى بدراسة التنظيم كنسق ودراسة أجزاءه المعتمدة كال على اآلخر والنسق هو ما يتكون من‬
‫مجموعة من األجزاء أو العناصر التي تعمل معا إلنجاز وظيفة محددة وقد يكون بسيطا أو معقدا‪،‬وقد‬
‫عنى الكثير من العلماء بدراسة المجتمع باعتباره أنساق معتمدة وظيفيا على بعضها البعض وكان من‬
‫أبرزهم تالكوت بارسونز الذي درس نسق الفعل باعتباره المسئول عن نشوء األنساق األخرى ودرسها‬
‫"هندرسون" و"كانون" و "فون بيرتاالنفي" وكانت محاوالتهم التنظيرية متنوعة في رؤيتها الجوهرية في‬
‫معنى النسق وانطلقت من زوايا اجتماعية عامة وشاملة وليس جزئية أو محدودة‪ .‬ولها أهمية كبيرة في‬
‫تفسير اعتماد أنساق المجتمع على بعضها البعض في مصادر بقائها وتطورها وتفاعلها وتفسر الواقع‬
‫االجتماعي المعاش فنحن نرى أن جميع أنظمة ومؤسسات المجتمع معتمدة على بعضها البعض مع‬
‫وجود نوع من االستقاللية فاألسرة مثال نسق مستقل إلى أنه يعتمد على أنساق أخرى لضمان‬
‫استمراريته وتطوره فهو يعتمد على المدرسة والحي والمسجد والسوق والنسق الصحي‪..‬الخ‬

‫مفهوم النسق ‪:‬‬

‫على انة وحدة كلية تتكون من مجموعة من االجزاء تحيطها الحدود حيث تتنادل داخلها الطاقة الفيزيقي ة‬
‫والعقلية‬

‫تعريف النسق لغة واصطالحا‬

‫يع رف ابن منظ ور (نس ق) في كتاب ه (لسان العرب) بقول ه‪ ":‬النس ق من ك ل ش يء‪ :‬م ا ك ان على طريق ة‬
‫نظام واحد‪ ،‬عام في األشياء‪،‬ابن سيده ‪ :‬نسق الشيء ينسقه نسقا ونسقه نظمه على السواء‬

‫وتدل النسقية‪ ،‬في اللغة‪ ،‬على التنظيم‪ ،‬والترابط‪ ،‬والتماسك‪ ،‬والتسلسل‪ ،‬وتتابع األفكار‪ ،‬وانتظامها في‬
‫نسيج نصي موحد موضوعيا وعضويا‪.‬‬
‫وتعني كلمة النسق (‪ ،)système‬في اليونانية القديمة ( ‪ ،)sustēma‬التنظيم والتركيب والمجموع‪.‬ومن‬
‫ثم‪ ،‬تحي ل ه ذه الكلم ة على النظ ام والكلي ة والتنس يق والتنظيم‪ ،‬ورب ط العالق ات التفاعلي ة بين البني ات‬
‫والعناصر واألجزاء‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فالنسق عبارة عن نظام بنيوي عضوي كلي وجامع‪.‬‬

‫وتدل كلمة النسق (‪ ،)système‬في المعاجم األجنبية الحديثة والمعاصرة‪ ،‬على مجموعة من العالمات‬
‫اللس انية واألدبي ة والثقافي ة‪ ،‬أو على مجموع ة من العناص ر والبني ات ال تي تتفاع ل فيم ا بينه ا‪ ،‬وف ق‬
‫مجموعة من المبادىء والقواعد والمعايير‪.‬ويتحدد النسق أيضا بواسطة مكوناته وعناصره وبنياته التي‬
‫يتضمنها؛ ومن خالل مختلف التفاعالت التي تقيمها العناصر فيما بينها؛ وعبر الحدود التي تفصل بين‬
‫العنصر الذي ينتمي إلى النسق الداخلي‪ ،‬أو الذي ينتمي إلى محيطه الخارجي؛ مع تبيان آليات التفاعل‬
‫التي تتحكم في النسق في ارتباطه الوثيق بمحيطه السياقي المجتمعي والثقافي‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يمكن الحديث عن نسق مركزي علوي‪ ،‬ونسق فرعي هامشي(‪،)sous-système‬‬
‫ويسمى كذلك بالمجزوءة (‪ .)module‬وقد يكون النسق مغلقا أومفتوحا أو محايدا منعزال حسب درجة‬
‫تفاعله مع المحيط الخارجي‪.‬‬

‫النسق بالمفهوم) العلمي‬

‫يع ني النس ق‪ ،‬ب المفهوم العلمي‪ ،‬نظام ا متك امال ومترابط ا من األبني ة النظري ة ال تي يكونه ا الفك ر ح ول‬
‫موضوع ما‪ ،‬مثل‪ :‬تقديم نموذج رياضي يفسر ظاهرة فيزيائية‪ .‬ويدل النسق أيضا على مجموعة من‬
‫القواعد والمبادئ والفرضيات والمسلمات والنتائج التي تكون نظرية كلية مجردة‪ ،‬أو نظاما‪ ،‬أو جهازا‬
‫علميا كليا‪ ،‬مثل‪ :‬النسق النيوتوني في الفيزياء‪ ،‬والنسق األرسطي في الفلسفة‪ ،‬إلخ‪..‬‬

‫وق د يع ني النس ق ك ذلك مجموع ة من المن اهج والنظري ات واإلج راءات المنظم ة مؤسس اتيا بغي ة أداء‬
‫وظيفة ما‪ ،‬مثل‪ :‬النسق التربوي‪ ،‬ونسق اإلنتاج‪ ،‬ونسق الدفاع‪...‬‬

‫وق د يحي ل النس ق على مجموع ة من العناص ر والبني ات المترابط ة عض ويا فيم ا بينه ا من أج ل تحقي ق‬
‫نتيج ة م ا‪ ،‬مث ل‪ :‬النس ق العص بي‪ ،‬أو ق د ي دل على مجموع ة من العناص ر المتماثل ة أو المش تركة في‬
‫تنوعها واختالفها‪ .‬وقد يعني النسق كذلك نظاما آليا وميكانيكيا يؤدي وظيفة معينة‪ ،‬مثل‪ :‬نسق اإلضاءة‪،‬‬
‫ونسق السيارة‪...‬‬
‫وقد يكون النسق أداة للتحليل‪ ،‬على أساس أنه شبكة مستقلة ومتفاوتة في األهمية‪ ،‬يتضمن مجموعة من‬
‫العناصر الخاصة التي تجيب ‪ -‬كليا أو جزئيا‪ -‬عن هدف محدد ما‪.‬‬

‫وعلي ه‪ ،‬يمكن الح ديث عن أن واع مختلف ة من األنس اق‪ ،‬كالنس ق الفيزي ائي‪ ،‬والنس ق الرياض ي‪ ،‬والنس ق‬
‫البيولوجي‪ ،‬والنسق االقتصادي‪ ،‬والنسق السياسي‪ ،‬والنسق االقتصادي‪ ،‬والنسق األدبي‪ ،‬والنسق الفني‪،‬‬
‫والنس ق الثق افي‪ ،‬والنس ق ال تربوي‪ ،‬والنس ق االجتم اعي‪ ،‬والنس ق العلمي‪ ،‬والنس ق الفلس في‪ ،‬والنس ق‬
‫المنطقي‪ ،‬والنسق اإلعالمي‪ ،‬والنسق التقني‪ ،‬والنسق اآللي (السيبرنيتيقي)‪ ،‬والنسق الفلكي‪...‬‬

‫وتخضع هذه األنساق العلمية للتطور والتغير والقطائع اإلبستمولوجية والثورات العلمية المفاجئة‪ ،‬ضمن‬
‫ما يسمى بالبراديغمات(‪ )Paradigmes‬والنظريات أو النماذج العلمية‪.‬‬

‫ويع ني ه ذا أن الثقاف ة‪ ،‬بص فة عام ة‪ ،‬تتغ ير بتغ ير البراديغم ات والنم اذج واألنس اق المعرفي ة والعلمي ة‬
‫واألدبي ة والفني ة نظري ة وتطبيق ا وممارس ة ووظيف ة‪ .‬بمع نى أن التح ول الثق افي يتحق ق بفع ل تغ ير‬
‫النظري ات والنم اذج والبرديغم ات العلمي ة ال تي تظه ر من حين آلخ ر‪ ،‬كم ا يثبت ذل ك توم اس ك ون(‬
‫‪ )T.Kuhn‬في كتابه (بنية الثورات العلمية)‪ .1‬أي‪ :‬تتغير األنساق الثقافية بتغير البراديغمات والنماذج‬
‫والنظري ات والمناهج واالفتراضات العلمي ة‪ .‬وفي هذا‪ ،‬يقول جاك هارمان‪":‬تعتبر النظرية العلمية جهازا‬
‫مفهومي ا ذا ط ابع رم زي ومنطقي‪ ،‬يس تجيب لع دة ش روط‪ ،‬منه ا المالءم ة في مواجه ة إش كالية مح ددة‬
‫وموض وعات معين ة‪ ،‬والتماس ك فيم ا يخص مجموع ة المف اهيم والقض ايا ال تي تس تعملها (النظري ة)‪،‬‬
‫واالختب ار في مواجه ة إج راءات عملي ة ميداني ة توظ ف لجم ع المعطي ات (البيان ات)‪.‬تق وم النظري ة دائم ا‬
‫بعملي ة اخ تزال لحق ل المش كالت ال تي مه دت لبلورته ا‪ ،‬إنه ا مح ددة وتش ير إلى مج ال دقي ق ومح دد من‬
‫الواق ع‪.‬إض افة إلى ذل ك فهي تحتف ظ بط ابع افتراض ي‪ ،‬قابل ة للمراجع ة‪ ،‬قابل ة إلثب ات خطئه ا‪،‬وال‬
‫تس تطيع أب دا اعتباره ا ص ادقة بش كل نه ائي دون أن نعرض ها باس تمرار لالختب ار أو مواجه ة وق ائع‬
‫أخرى ونظريات أخرى‪.‬‬

‫وقد يتفرع كل نسق مركزي أو رئيسي إلى أنساق فرعية معينة‪ ،‬مثل‪ :‬النسق االجتماعي الذي يتفرع‬
‫إلى النس ق الع ائلي‪ ،‬والنس ق ال تربوي‪ ،‬والنس ق الط بيعي‪ ،‬والنس ق الثق افي‪ ،‬والنس ق الحض ري‪ ،‬والنس ق‬
‫القروي‪ ،‬والنسق األدبي‪ ،‬والنسق الفني‪ ،‬والنسق الصحي‪ ،‬والنسق الجمعوي‪...‬‬
‫‪1‬‬
‫خصائص النسق ‪:‬‬

‫ويتميز النسق بمجموعة من الخصائص أهمها‪:: ‬‬

‫‪-1‬االستقرار‪ :‬كيف يحافظ النسق على وجوده بالحصول على المدخالت واستخدامها‪.‬‬

‫‪-2‬التوازن‪ :‬الحفاظ على الطبيعة األساسية للنسق بالرغم من حدوث تغيرات عند تلقيه المدخالت‪.‬‬

‫‪-3‬التميز أو االختالف‪ :‬فكرة أن النسق ينمو بصورة أكثر تعقيداً تتضمن العديد من األجزاء المتنوعة‬
‫طوال الزمن‪.‬‬

‫‪-4‬التبادل‪ :‬فكرة أنه إذا تغير أحد أجزاء النسق فإن التغير يتفاعل مع باقي األجزاء األخرى‪ ،‬والتي‬
‫تتغير بدورها‬

‫كما حدد "راد كليف "ثالث جوانب أساسية فى كل نسق ‪:‬‬

‫‪-1‬البناء االجتماعي ‪.‬‬

‫‪-2‬مجموعة العادات االجتماعية ‪.‬‬

‫‪-3‬األس اليب الخاص ة في التفك ير والمش اعر والع ادات والعالق ات االجتماعي ة ال تي تؤل ف البن اء‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪ :‬عناصر نظرية النسق‬

‫‪ .1‬المدخالت ‪ :‬وهى الطاقة التى يجلبها النسق من منظمات اخرى او من البيئة التى يوجد بها‬

‫‪ .2‬العمليات التحويلية ‪ :‬هى اداء العمليات واالنشطة الهادفة الى تحويل المدخالت الى شكل اخر‬
‫مغاير‪.‬‬

‫‪ .3‬المخرجات ‪ :‬هى سلسلة االنجازات والنتائج المتحققة عن العمليات واالنشطة التى قام بها النسق ‪.‬‬

‫التغذية العكسية ‪ :‬هى ما تقدمة البيئة نتيجة تلقيها للمخرجات ‪،‬وقد تمثل التغذية جزاء من المخرجات‬
‫ليتحول مرة اخرى الى مدخالت‬
‫المفاهيم التي قدمتها نظرية األنساق العامة‬

‫‪.1‬النسق ‪:System‬‬

‫لقد ظهرت العديد من المحاوالت لتعريف النسق وهي محاوالت تفاوتت في دقتها ووضوحها‪ .‬ولعل أفضل هذه التعاريف‬
‫ه و ذل ك ال ذي قدم ه هارتم ان والري د ( ‪ .)Hartman & Larid‬فالنس ق اس تناداً إليهم ا ه و "ذل ك الك ل وال ذي يتك ون من‬
‫أجزاء متداخلة فيما بينها ومعتمدة على بعضها البعض" (‪.)Hartman & Larid, 1983: 62‬‬

‫‪ .2‬الحدود ‪:Boundaries‬‬

‫يتم تحديد األنساق عن طريق الحدود‪ ،‬وتعرف الحدود على أنها خط يكمل امتداده دائرة كاملة حول مجموعة من‬
‫المتغيرات بحيث يكون تبادل الطاقة والتفاعل داخل الدائرة بين هذه المتغيرات أكثر من ذلك الموجود بين المتغيرات‬
‫الموجودة داخل الدائرة وخارجها عبر حدود النسق‪ .‬والحدود خطوط وهمية ال وجود لها وهي تستخدم لتحديد نسق ما‬
‫وتعريفها يتم حسب المحكات والمعايير المستخدمة من قبل األخصائي االجتماعي (‪.)Rodway, 1986: 516‬‬

‫‪ .3‬التغذية العكسية ‪:Feedback‬‬

‫تحدث التغذية العكسية عن طريق عمليتي استيراد وتصدير الطاقة والتي عن طريقها يتم تفاعل األنساق‬
‫مع البيئة الخارجية‪ .‬وتعتمد األنساق على عملية التغذية العكسية لتقويم أدائها وتعديل مسارها‪.‬‬

‫‪ .4‬فقدان الطاقة ‪:Entropy‬‬

‫تتفاعل األنساق مع البيئة المحيطة بها عن طريق عمليتي استيراد وتصدير الطاقة والمعلومات‪ .‬ويرمز‬
‫لعملية االستيراد بالطاقة الداخلة‪ ،‬ويقصد بها كل ما يأتي إلى النسق من البيئة الخارجية من معلومات‬
‫وطاقة‪ .‬ويرمز لعملية التصدير بالطاقة الخارجة‪ ،‬ويقصد بها كل ما يصدر من النسق من معلومات‬
‫وطاقة إلى البيئة الخارجية‪ .‬وبالتالي من الممكن القول بأن كل نسق لديه مستوى معين من الطاقة‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى فإن كل نسق لديه مخزون معين من الطاقة يستخدمه في تفاعالته مع البيئة الخارجية‪.‬‬

‫وتصل األنساق مرحلة فقدان الطاقة إذا بدأت بتصدير طاقة أكثر من تلك التي تستوردها‪ ،‬فمرحلة فقدان‬
‫الطاقة يقصد بها النقص في مخزون النسق من الطاقة والناتج عن تصديره طاقة أكثر من تلك التي‬
‫يستوردها‪.‬‬
‫‪ .5‬تخزين الطاقة ‪:Negentropy‬‬

‫باستخدام نفس التعبيرات عن استيراد وتصدير الطاقة‪ ،‬تصل األنساق إلى مرحلة تخزين الطاقة إذا‬
‫بدأت تستورد طاقة أكثر من تلك التي تصدرها‪ ،‬فعملية تخزين الطاقة هي الزيادة في مخزون النسق‬
‫من الطاقة والناتج عن ميل النسق لألخذ من البيئة الخارجية أكثر مما يقدم لها‪.‬‬

‫‪ .6‬التوازن ‪:Equilibrium‬‬

‫تسعى األنساق الحية سعياً حثيثاً من خالل عمليتي استيراد وتصدير الطاقة إلى الوصول إلى مستوى‬
‫التوازن بحيث ال تصدر وال تستورد طاقة أكثر مما يجب‪.‬‬

‫انواع االنساق ‪:‬‬

‫‪-‬االنساق تنقسم الى نوعين (نسق مغلق ‪.‬نسق مفتوح )‬

‫*النسق المغلق ‪:‬‬

‫هو الذى ينظر للجهاز المجتمعى او المؤسسه بانها ال تتفاعل او ال يحدث بينها وبين المؤسسات االخرى اى نوع من‬
‫التفاعل اى اليوجد بينها عالقه‬

‫*النسق المفتوح ‪:‬‬

‫هو ايجاد نوع من قنوات االتصال بين النسق والنسق العام وبعض االنساق االخرى داخل المجتمع اى التنثيق بين النسق‬
‫والمؤسسات واالنساق االخرى الموجودة بالمجتمع ومثال للنسق المفتوح المدرسه‬

‫فالنظام ال يمكن أن يعمل في الفراغ ‪ .‬ويمكن تعري ف النظم المغلق ة بأنه ا " النظم التي ال تتب ادل المدخالت والمخرجات‬
‫مع بيئتها وتكتسب بثبات صفة التدهور وتتالشى بطريقة ال إرادية " ولعل افضل مثال على هذا النوع من النظم هي "‬
‫الساعة " حيث أنها تستمر في عملها وأدائها كنظام بدون أن يكون لها آية عالقة مع بيئتها ‪ ،‬حتى تصبح البطارية فارغة‬
‫او تحت اج إلى إصالح ‪ ،‬وكال اآلمرين يحتاج تدخال من البيئة ‪ .‬ولذا يمكننا القول أن النظم المغلقة هي من النظم نادرة‬
‫الوجود وان الموجود منها أي النظم المغلقة نسبيا او جزئيا ‪ .‬آما النظام المفتوح فيمكن تعريفه بأنه‪: ‬‬
‫" النظام الذي تكون له عالقات مستمرة وفعالة مع بيئته ويؤثر فيها ويتأثر بها ‪ .‬ويعتبر وجود أي نظام مفتوح معتمدا‬
‫بش كل رئيس ي على العالق ات المتبادل ة بين ه وبين بيئت ه فه و يحت اج بعض الم دخالت من بيئت ه ليق وى على االس تمرار‬
‫ويعطي بعض منتجاته إلى بيئته كنتيجة للعمليات التي يقوم بها «‪.  ‬‬

‫ويعتبر اإلنسان والحاسب اآللي مثالين على النظم المفتوحة التي تتبادل عالقات مستمرة بين كل منها وبين البيئة ‪ .‬ومن‬
‫خصائص النظم المفتوحة التي تميزها وتعكس طبيعة وجودها وشروط استمرارها وحيويتها هي ‪:‬‬

‫‪ 1‬استيراد الطاقة او الموارد األساسية من المجتمع او البيئة المحيطة ‪.‬‬

‫‪-2‬تجري بالنظام المفتوح أنواع من النشاطات المختلفة تستهدف تحويل الطاقات والموارد ( او المؤثرات ) إلى أشكال‬
‫وقيم ومنتجات تمثل الناتج الذي يصدر عن النظام ويتوجه إلى المجتمع مرة أخرى ‪ .‬وان هذه األنشطة تخضع لقواعد‬
‫وضوابط تحددها طبيعة النظام وتكوينه الداخلي من ناحية ‪ ،‬ونوعية الموارد ( المؤثرات ) وخصائصها في التفاعل من‬
‫ناحية أخرى ‪.‬‬

‫‪ -1‬ترابط األجزاء وتكاملها ‪ ،‬حيث تتوزع األنشطة بين أجزاء النظام في تناسق بحيث يختص كل جزء ببعض األنش طة‬
‫يؤديها متفاعال مع األجزاء األخرى ومتكامال معها ‪.‬‬

‫‪ - 2‬استمرار النشاط ودوريته حيث يأخذ نشاط النظام شكل دورة كاملة تغذى نفسها او تتكامل فيها البدايات والنهايات‬

‫‪- 3 .‬البقاء واالستمرار للنظام حيث يستطيع النظام المفتوح أن يصمد لعوامل التغير واحتماالت الفناء وذلك بسبب قدرته‬
‫على استيراد الطاقة وتعريض نفسه للمؤثرات الخارجية ‪.‬‬

‫‪-4‬التوازن الحركي ( الديناميكي ) حيث يهدف النظام المفتوح أن يكون دائما في حالة توازن ‪ .‬فهناك تناسب وتجانس‬
‫للنظام وتوافق أجزائه وعناصره وإ قبالها على التعاون والتفاعل معا بال تناقضات أساسية ‪ .‬كذلك تكيف النظام مع البيئة‬
‫او المناخ وتعايشه مع األوضاع والظروف السائدة ‪ .‬ولهذا فالنظام المفتوح ال يتوقف عن الحركة ‪ ،‬بل هو يتفاعل دائما‬
‫مع البيئة ويمارس نشاطاته الذاتية ‪.‬‬

‫‪-5‬االتج اه إلى التم يز واالختالف ‪ ،‬حيث تمي ل النظم المفتوح ة إلى التم يز واالختالف بعض ها عن بعض فهن اك تن افس‬
‫وصراع مستمر بين النظم سعيا وراء التفوق على النظم الشبيه لها ‪.‬‬

‫‪ -6‬النظام والتنظيم او ( المنظمة ) ‪:‬‬

‫اعتم دت دراس ات نظري ة التنظيم ( المنظم ة ) في الس نوات األخ يرة على مف اهيم النظم ‪ ،‬ب ل أنه ا س اهمت في الفهم‬
‫األفض ل لنظري ة النظم ‪ .‬ففي النظري ة الحديث ة للتنظيم ‪ :‬تؤخ ذ مف اهيم النظم كأس اس لتكام ل وجه ات النظ ر المختلف ة ‪.‬‬
‫فالتنظيم ( او المنظمة ) هو نظام مفتوح فني ( تقني ) اجتماعي ‪ :‬مكون من عدد من النظم الفرعية ‪ ،‬في تفاعل مستمر‬
‫مع نظامه البيئي االعلى ويمكن وصف المنظمة ( او التنظيم ) بأنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬ذات هدف محدد فهي عبارة عن مجموعة من األفراد لديهم غرض ما ‪.‬‬

‫‪ -2‬نظم اجتماعية نفسية أي أفراد يعملون في مجموعات ‪.‬‬

‫‪ -3‬نظم فنية حيث يستخدم األفراد المعرفة والتقنيات ألداء أعمالهم ‪.‬‬

‫‪ -4‬تدمج أنشطة كاملة البناء أي مجموعة من األفراد ينسقون جهودهم ‪.‬‬

‫لم تعطى النظري ة التقليدي ة للمنظم ة األهمي ة لمش كلة العالق ات المتبادل ة او تكام ل األنش طة فيم ا بين األج زاء والوح دات‬
‫المكون ة للمنظم ة ( او التنظيم ) ‪ ،‬بدرج ة اهتمامه ا بتقس يم األنش طة إلى مه ام او وح دات وظيفي ة ‪ .‬ح تى ج اءت النظري ة‬
‫الحديثة للمنظمة ( او التنظيم ) مرتبطة بالنظرية العامة للنظم ‪ ،‬فكالهما يهتم ببحث واداء المنظمة ككل متكامل ‪ .‬ومع‬
‫ذلك فان النظرية العامة للنظم تهتم بكل المستويات التسعة للنظم المذكورة سلفا ‪ ،‬بينما تركز النظرية الحديثة للمنظمة في‬
‫المقام األول على المنظمات االجتماعية اإلنسانية ‪ ،‬وبالتالي فالمنظمة عبارة عن نظام مفتوح فني اجتماعي مكون من‬
‫عدد من النظم الفرعية ‪ ،‬كما هو موضح في الشكل التالي حيث تتسلم المنظمة مدخالتها من طاقة ومعلومات ومواد خام‬
‫من البيئة المحيطة بها ثم تعيد أليها مخرجاتها ‪.‬‬
‫نظرية االنساق و الخدمة االجتماعية‬

‫النظرية الوظيفية ومفهوم النسق االجتماعي‬

‫إمكانية توظيفها في الممارسة المهنية للخدمة االجتماعية‬

‫تحت ل الوظيفي ة مكان ا مرموق ا داخ ل النظري ات السوس يولوجية المعاص رة‪ ،‬وال نك اد نج د باحث ا في علم االجتم اع‬
‫واالنتروبولوجيا إال وظهرت في أعماله وتفسيراته ومنهجه خصائص الوظيفية‪ ،‬بل إنها من أوسع االتجاهات انتشارا في‬
‫دراسة الظواهر االجتماعية‪.‬‬

‫والوظيفي ة هي اتج اه فك ري في علم االجتم اع يت ألف من عنص رين م ترابطين‪ ،‬يتمثالن في نم وذج تص وري للمجتم ع‪،‬‬
‫وإ طار منهجي لتحليل هذا المجتمع‪ ،‬ويعتبر مفهوم النسق هو األساس الفكري للوظيفية‪ ،‬ولقد دخل هذا المفهوم إلى علم‬
‫االجتماع من مصدرين هما‪:‬‬

‫المصدر الكالسيكي كما يتمثل في اآلراء الوظيفية في القرن التاسع عشر وبداية العشرين‬

‫المص))در المعاصر ويتمث ل في نظري ة األنس اق‪ ،‬وترج ع الج ذور التاريخي ة للوظيفي ة إلى النظ رة العض وية للمجتم ع‪ ،‬كم ا‬
‫تبدت في فكر الرواد كونت وماركس وسبنسر‪ ،‬ثم تتابعت الحلقات الفكرية المؤدية إلى الوظيفية المعاصرة…‬

‫فالعمليات االجتماعية وما يتولد عنها من عالقات اجتماعية إنما تمثل نماذج سلوكية وليدة شعور األفراد باعتماد بعضهم‬
‫على البعض اآلخر‪ ،‬وحاجاتهم لتبادل المشاعر‪ ،‬وترابط األفكار والنشاط‪ ،‬وهي تؤدي إلى ترابطات بنائية في العالقات‬
‫الوظيفية‪.‬‬

‫و كمثال على ذلك سنقوم بالتركيز على ثالث أنواع من الوظائف‪:‬‬

‫أ‪-‬وظيفة زعيم الطائفة بالنسبة للمجتمع‪.‬‬

‫ب‪-‬وظيفة األنساق الفرعية المترابطة داخل الطائفة‪.‬‬


‫ج‪-‬وظيفة زعيم الطائفة بالنسبة ألفرادها‪.‬‬

‫ومن خالل هذا المثال يبدو كيف أن التعرف على الظواهر االجتماعية يتطلب الكشف عن ارتباط الجزء بجميع األجزاء‬
‫أو الظواهر األخرى‪.‬‬

‫وعلى ذلك ف إن ظه ور االتجاه ال وظيفي جاء نتيج ة لنظ رة العلم اء إلى المجتم ع على أن ه نس ق واحد يت ألف من عدد من‬
‫العناصر المتفاعلة المتساندة التي يؤثر بعضها في بعض‪ ،‬ويعدل أحدهما اآلخر‪.‬‬

‫وبذلك تعني الوظيفية االجتماعية‪ ،‬الدور الذي يلعبه أو يؤديه النظام في البناء االجتماعي (شبكة العالقات المتبادلة من‬
‫النظم أو الوحدات)‪ ،‬والذي يفسره البعض بأنه محاولة التعرف على مدى التشابك والتفاعل القائمين بين النظم التي تؤلف‬
‫حياة المجتمع ككل‪ ،‬ونصيب كل نظام منها في الحفاظ على تماسك هذا المجتمع واستمراريته ووحدته وكيانه‪ ،‬كما أنها‬
‫تشير أيضا إلى اإلسهام الذي يقدمه المجتمع الكبير للجماعات الصغيرة التي يضمها‪.‬‬

‫ونظرا لتعقيد وتشابك العالقات االجتماعية فالتحليل الوظيفي كان ضرورة‪ ،‬وأداة تحليلية أساسية للباحثين من أجل دراسة‬
‫األشكال المختلفة للتفاعالت والترابطات االجتماعية‪.‬‬

‫نظرية االنساق و الخدمة االجتماعية‪: ‬‬

‫تعتمد كل مهنة على علم أو مجموعة من العلوم تيسر لها فهم الظواهر التي تتعامل معها بحيث تأخذ المهن النظريات‬
‫التي توصلت اليها العلوم المختلفة و تبني عليها نماذج للمارسة المهنية فالخدمة األجتماعية كمهنة تعتمد على غيرها من‬
‫العل وم من خالل اآلس تفادة من نظرياته ا خصوص اً نظري ات علم النفس و االجتم اع و األحص اء و االتص ال و االقتص اد‬
‫والق انون وفق اَ للش ريعة االس المية وه ذا م ايميز الخدم ة االجتماعي ة بانه ا تس تخدم ه ذه النظري ات فتج دها تس تخدم أثن ا‬
‫ممارستها مع أحدى الحاالت عدة نظريات ومن عدة علوم مختلفة فهي تمزج هذه النظريات وتجعلها كالبنيان الواحد في‬
‫تكاملها وتماسكها‪.‬‬

‫النظـرية الوظيفـية ‪:‬‬

‫الـمفهـوم ‪ :‬هـي نظري ة شمـولـية لتفـسـير مشكـالت الفـرد وأس اليب مساعـدته مـن خالل أثـر العـآل قـات الحديث ة بين كاف ة‬
‫إنساق الموقف اإلشكالي والتأثير من ثم في مسـار هذه العالقات ‪.‬‬

‫"ويراها جوردن هيرن " بأنها مدخل عالجي يعني بتيسير العالقات بين أطراف الموقف اإلشكالي وبينهما وبين أنساق‬
‫الموارد المتاحة‪.‬‬

‫فرضية النظرية في مجال الخدمة االجتماعية‪:‬‬


‫‪1‬ـ ثمة عالقة تبادلية بين كافة الظواهر اإلنسانية في إطار الحدود الخارجية للنسق ‪.....‬كما أن ثمة عالقات تحكم عالقة‬
‫النسق نفسه بكافة األنساق المحيطة و تزداد اتساقا بتقارب هذة األنساق وتقل تباعدها‪.‬‬

‫‪2‬ـ ال يمكن فهم أي ظاهرة جزئية إال في إطار الكل الشمولي للنسق أو األنساق التي ترتبط بها ‪.‬‬

‫‪3‬ـ لكل نسق نزعة تلقـائية للتوازن الذاتي ‪.‬‬

‫ويمكن تحديد أهم خصائص المدرسة النسقية كما يلي‪:‬‬

‫‪1‬ـ المشكالت ليست عـلالً مرضية يراد استئصالها ول ــكنها ردود أفعال طبيعية لتداخل أنساق مختلفة ‪.‬‬

‫‪2‬ـ العميل هو نسق يملك داخلة أنساق فرعية تتفاعل دوماً مع أنساق خارجية في تفاعل مستمر ‪.‬‬

‫‪3‬ـ العالج يعتمد على إعادة مسار العالقات بين العميل واألطراف األخرى ‪.‬‬

‫ويمكن على ذلك تعريف النسق بأنة ‪:‬‬

‫" مجموعة من الوحدات المترابطة والمتفاعلة التي تتكامل لتحقيق هدف ـ مشترك في إطار وحدة إجتماعية معينة‪.‬‬

‫اإلطار القيمي للخدمة االجتماعية‪: ‬‬

‫ع رف مص طلح القيم من ذ ب دايات الخدم ة االجتماعي ة ومن المع روف أن أي ممارس ة يق وم به ا األخص ائي‬
‫االجتماعي تتأثر بقيم الفرد وقيم المهنة وقيم العمالء وأخيراً قيم المجتمع‬

‫المصادر التي تزود األخصائي االجتماعي بالقيم ‪:‬‬

‫أ‪ -‬عن طريق برامج التعلم‬

‫ب‪ -‬عن طريق خبرات الممارسة‬

‫‪ -‬تعريف القيمة ‪ :‬عرفها قاموس ” وبستر“ على أنها معاني وأفكار مرغوب فيها لدى جماعة من الناس‬

‫خصائص القيم ‪:‬‬

‫‪ -1‬قابلة للتغير‬

‫‪ -2‬ليست عامة في المجتمع اإلنساني‬

‫‪ -3‬مكتسبة وليست وراثية‬

‫‪ -4‬تتفاعل مع ايديولوجية المجتمع‬


‫‪ -5‬ملزمة لكل أفراد الجماعة‬

‫اإلطار المهاري للخدمة االجتماعية‪: ‬‬

‫المه رة هي المق درة على إنج از ش يء أو القي ام ب ه ‪ ،‬أو هي معرف ة وخ برة وق درة على األداء وهي تتف اوت من‬ ‫‪-‬‬
‫فرد إلى آخر‬

‫مكونات المهرة المهنية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫ا‪ -‬انتقاء المعلومات‬

‫ب‪ -‬التحقق من ارتباطها بقيم الخدمة االجتماعية‬

‫ج‪ -‬اختبارها في األنشطة المرتبطة بالخدمة االجتماعية‬


‫نظرية األنساق البيئية‬

‫النظرية اإليكولوجية‬

‫وهي أكثر ارتباطاً بالعنصر المادي في نسق البيئة وقدمها ” سان جيرمين ”‪ ،‬وهو يرى أن مشكالت االنسان هي في‬
‫النهاية قصور مادي في بيئته التي يعيش فيها ويجب على الخدمة االجتماعية أن‪ ،‬تعمل على تنمية وازدهار البيئة‪.‬‬
‫يعتبر النسق األيكولوجي مفهوماً جديداً لتحليل عالقة اإلنسان بالبيئة‪ ،‬فيعد "النسق األيكولوجي" من المفاهيم البيولوجية‬
‫التي استعارتها األيكولوجيا البشرية عند تطوير إطارها التصوري المبكر ومؤداه أن كل المجتمعات الطبيعية للكائنات‬
‫الحية التي تعيش وتتفاعل مع بعضها البعض ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببيئاتها‪ ،‬ومن ثم يبدو من المالئم تصور طرفي العالقة‬
‫(الكائنات الحية وبيئاتها المختلفة) كما لو كانا يشكالن كالً واحداً ومركباً وهو ما يشير إلى مفهوم النسق األيكولوجي‪.‬‬

‫ويرجع تطبيق نظرية األنساق األيكولوجية في ممارسة الخدمة االجتماعية إلى كتابات "ويليام جوردن" ‪William‬‬
‫‪ Gordon‬عن العمل المحدود في الخدمة االجتماعية وأفكاره األساسية في مجال الخدمة االجتماعية لوصف ما يحدث‬
‫عند الحد الفاصل أو نقطة االلتقاء بين الفرد وبيئته المحيطة‪.‬‬
‫ولقد لخص "هيرن" ‪ Hearn‬هذه األفكار السبعة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن الخدمة االجتماعية لها تركيز ذا بعدين مزدوجين متالزمين فهي تركز على الشخص والموقف من ناحية وعلى‬
‫النسق وبيئته من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل الخدمة االجتماعية عند التقاء النسق اإلنساني والبيئة‪.‬‬
‫‪ -‬التفاعل هو جهد بين طرفين يركز على سلوك الكائن الحي من ناحية وظروف البيئة من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬التالقي بين الكائن والبيئة يجعل كالً منهما يتغير‪.‬‬
‫‪ -‬أفضل التفاعالت هي التي تسمح بنمو وتطور الكائن وفي نفس الوقت تعمل على تحسين البيئة المحيطة حيث تصبح‬
‫البيئة مكاناً مناسباً لكافة األنساق التي تعتمد على البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬األنساق التي ال تلقى االهتمام الكافي تتجه نحو االضطراب وعدم التنظيم أو الزيادة اإليجابية في الطاقة غير المستفاد‬
‫منها وهكذا‪ .‬فإنه من أجل النمو يجب أن يكون هناك إعادة توزيع مستمر للطاقة بين الكائن والبيئة‪.‬‬
‫لذا فإن هذه النظرية توجه رؤية العميل كنسق واألخصائي االجتماعي نحو التفاعالت المعقدة في المواقف مما يساعد‬
‫على االتصال بينهم‪.‬‬
‫ومن خالل هذا المنظور فإن التفاعالت أو التحوالت واالعتماد المتبادل بين الفرد (النسق الفرعي) والبيئة (النسق الكبير)‬
‫يعتبران شيئاً هاماً من أجل بقاء كالً منهما‪ ،‬وأن أي تغيير في أي منهما قد يكون له تأثير إيجابي أو سلبي على اآلخر‪،‬‬
‫وبالنسبة لألخصائيين االجتماعيين فإن هذا المنظور يساعد في تعزيز المنظور الشمولي للشخص في البيئة‪ ،‬كما يوضح‬
‫أنه ليس كافياً للعمل مع الناس بمفردهم أو البيئات بمفردها أو بعزل كل منهما عن اآلخر‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك فإن هناك‬
‫حاجة إلى التركيز على طبيعة الحدود التي يتالقى فيها اإلنسان والبيئة‪ ،‬ألن عند الحدود التي يتالقى فيها االثنان تحدث‬
‫كثيراً من المشكالت وتوجد العديد من الموارد‪.‬‬
‫ومن هنا فإن المفاهيم المستوحاة من المنظور األيكولوجي ال تشير فقط إلى البيئة بمفردها ولكن يعبر كل مفهوم عن‬
‫عالقة من نوع ما بين الفرد والبيئة سواء كانت إيجابية أم سلبية أم عالقة محايدة‪ .‬وثم عدد من المفاهيم التي يستند إلى‬
‫المنظور األيكولوجي‪ ،‬نشير إليها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬التواؤم بين الفرد والبيئة ‪Person: Environmental -:‬‬
‫هي حالة االنسجام والتفاعل اإليجابي البناء بين كل من أهداف‪ ،‬وحقوق‪ ،‬وحاجات‪ ،‬وقدرات وحدة العمل المهني (الفرد‬
‫‪ -‬األسرة ‪ -‬الجماعة الصغيرة ‪ ...‬الخ) من جانب‪ ،‬وسمات ومكونات ومتغيرات البيئة المادية واالجتماعية المحيطة‬
‫بوحدة العمل المهني من جانب آخر‪ ،‬وذلك ضمن سياقات تاريخية وثقافية معينة‪.‬‬
‫‪2‬التوافق ‪Adaptation -:‬‬
‫يعني ما يقوم به الناس من جهود الستبقاء أو رفع مستوى التواؤم بينهم وبين البيئة وهم لتحقيق ذلك قد يغيرون من‬
‫أنفسهم استجابة لما قد يحدث في البيئة من تغييرات (كالتغييرات الثقافية أو الكوارث الطبيعية أو تلك التي من صنع‬
‫اإلنسان كالحروب وغيرها)‪ ،‬أو قد يغيرون في بعض عناصر البيئة إذ أن ذلك ممكناً‪ ،‬أو قد يغيرون البيئة كلية (بأن‬
‫يتركوها مهاجرين إلى بيئة جديدة) والناس ‪ -‬من أجل القيام بتغيير أنفسهم أو بيئاتهم أو االثنين معاً ‪ -‬يقومون بعملية‬
‫معرفية تتضمن إدراكاً‪ ،‬وإ حساساً‪ ،‬وتصوراً‪ ،‬وسلوكاً‪.‬‬
‫‪3‬ضغوط الحياة ‪Life Stressors -:‬‬
‫هي المواقف التي يمر بها الفرد في حياته‪ ،‬ويتصور بأنها تفوق إمكاناته وموارده الشخصية والبيئية الالزمة للتعامل‬
‫معها‪ ،‬وبالتالي يعتري الفرد بسببها شعور بالقلق أو الخوف أو عدم القدرة على السيطرة عليها‪.‬‬

‫‪4‬الضغط ‪Stress -:‬‬


‫هو االستجابة الداخلية لضغوط الحياة وتتسم بحالة من عدم االتزان العاطفي والجسدي أو لكليهما‪ ،‬وتختلف تلك‬
‫االستجابة طبقاً إلدراك النسق لمعنى الضاغط‪.‬‬
‫‪Coping Measures -:‬‬ ‫‪ 5‬إجراءات وأساليب التوافق‬
‫وتشير إلى طبيعة السلوكيات النشطة التي تصمم للتعامل مع المطالب التي يفرضها عنصر ضغوط الحياة بهدف رفع‬
‫معدالت التالؤم مع البيئة عن طريق تحسين نوعية التبادل وتحقيق معدالت أعلى من االرتباط والكفاءة وتحقيق الذات‪،‬‬
‫ويتوقف النجاح في تلك اإلجراءات على ما يستخدمه النسق من موارد شخصية وبيئية‪.‬‬
‫‪ 6‬الترابط‪Relatedness -:‬‬
‫وتشير إلى العالقات كقدرة داخلية للكائن البشري ومنها عالقات الصداقة والقرابة والجيرة والزمالة بالعمل‪ ...‬الخ‪،‬‬
‫والتي تمثل شبكة اجتماعية توفر للشخص قدراً مناسباً من االنتماء‪ ،‬ويستند مفهوم الترابط إلى نظرية الشبكة االجتماعية‬
‫‪ Social Network Theory‬وأطر فكرية عن الوحدة االجتماعية واالنفعالية‪ ،‬والعزلة االجتماعية‪ ،‬واالرتباط بالعالم‬
‫الطبيعي المحيط باإلنسان‪.‬‬
‫‪7‬الكفاءة‪Competence-:‬‬
‫تقوم الكفاءة على فرضية مؤداها‪ ،‬أن كل الكائنات الحية ‪ -‬بما فيها اإلنسان ‪ -‬مدفوعة فطرياً إلى التأثير في بيئاتها من‬
‫أجل البقاء‪ ،‬واإلنسان أكثر تأثيراً في البيئة‪ ،‬بشكل ال يقارن بغيره من الكائنات‪ ،‬لذا البد أن تتاح له الفرصة المناسبة‬
‫ليقوم بإجراءات فعالة في بيئته‪ ،‬يكون من شأنها أن تنمي لديه اإلحساس بالكفاءة واالقتدار والدافعية المستمرة للعمل‪،‬‬
‫واتخاذ القرار وتنفيذه‪ ،‬ذلك أن شعور الفرد بهذه الكفاءة والقدرة يمكن أن يستثمره الفرد في مواجهة مشاكله الحياتية‪،‬‬
‫فيكون أقدر على التعامل معها‪ .‬لذلك فعلى األخصائيين االجتماعيين استثاره هذه الدافعية‪ ،‬واإلحساس بالكفاءة في العمالء‬
‫والتي ربما تكون ضغوط الحياة قد أخمدتها في نفوسهم‪ ،‬مما يجعلهم ينشطون التخاذ اإلجراءات الالزمة‪ ،‬لمواجهة‬
‫مشاكلهم القائمة من خالل قيامهم بتطوير أو تعدي لبعض عناصر البيئة‪ ،‬أو تغيير شكل تفاعلهم معها‪.‬‬
‫‪ 8‬تقدير الذات‪Self-Esteem -:‬‬
‫ويقصد به نظرة اإلنسان لنفسه وتقييمه لها وتحديد أسس تقديره على مدار سنين حياته منذ طفولته من خالل األسرة ثم‬

‫األصدقاء‪ ،‬والزمالء‪ ،‬وترجع أهمية تقدير اإلنسان لنفسه في أن ذلك يوجه تفكيره‪ ،‬وبالتالي سلوكه‪ ،‬فمن يظن نفسه إنساناً‬
‫جديراً باالحترام والتقدير‪ ،‬سوف يسلك بطريقة تتناسب مع هذا الظن‪ ،‬ومن يرى نفسه ناقصاً وال قيمة له فسوف يسلك‬
‫غالباً سلوك الناقص الذي ال قيمة له‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فعلى األخصائيين االجتماعيين عموماً‪ ،‬أن يرفعوا في عمالئهم ‪ -‬وبشكل واقعي ودون مبالغة تقدير ألنفسهم‪،‬‬
‫ليس فقط ألن الشعور بتقدير الذات هو شعور سار وسعيد‪ ،‬بل بهدف أن يتعدل سلوك العمالء‪ ،‬بما يتناسب مع هذا‬
‫التقدير للذات‪.‬‬
‫‪ 9‬التوجيه الذاتي‪Self-Direction -:‬‬
‫من األهمية بمكان‪ ،‬أن تكون لدى الشخص القدرة على تقدير مصيره‪ ،‬من خالل اتخاذ قراراته لنفسه‪ ،‬وبنفسه‪ ،‬وأن‬
‫يسيطر على شئون حياته‪ ،‬وأن يتحمل في النهاية مسئولية هذه القرارات‪ ،‬أياً كانت نتائجها‪ ،‬شريطة أال يتعدى في‬
‫قراراته على حريات وحقوق واحتياجات اآلخرين‪ .‬لكن الفرد ‪ -‬حتى لو كان قادراً على اتخاذ قراراته بنفسه ‪ -‬فإنه‬
‫للقيام بذلك‪ ،‬يلزم أن تكون أمامه عدة خيارات لالنتقاء من بينها‪ ،‬وليس مجرد خيار واحد يجد نفسه مجبراً عليه‪ ،‬هذا مع‬
‫مالحظة أن الفئات التي تعاني من محدودية الخيارات المتاحة‪ ،‬أو من االضطهاد أو الظلم‪ ،‬أو الحرمان من القوة‬
‫بمعناها العام‪ ،‬سوف تكون فرصتها في اتخاذ قراراتها بنفسها‪ ،‬وممارسة التوجيه الذاتي محدودة‪ ،‬األمر الذي يتعين معه‬
‫على األخصائي االجتماعي‪ ،‬معاونتها في هذا الموقف‪ ،‬بما يسمح لها بممارسة حقها في التوجيه الذاتي‪.‬‬
‫ونظراً لتركيز الممارسة العامة للخدمة االجتماعية على التعامل مع مختلف األنساق لمساعدتها على حل مشكالتها‬
‫وتحقيق أهدافها‪ ،‬فإنها قد اتخذت المنظور النسقي األيكولوجي كواحد من أهم األطر النظرية التي توجه الممارسة‪ .‬ولعل‬
‫هذا المنظور قد أضاف مميزات كبيرة على شكل وجوهر هذه الممارسة بدءاً بتوسيع النظرة إلى العميل ودور البيئة‬
‫المادية االجتماعية في حدوث مشكالته وانتهاء بتنويع أساليب واستراتيجيات التدخل المهني ‪ -‬التي كانت تعتمد على‬
‫أطر نظرية محدودة مثل التحليل النفسي وسيكولوجية األنا وغيرها ‪ -‬في إطار توجهات وافتراضات المنظور النسقي‬
‫األيكولوجي‪.‬‬

‫وعموماً يمكن تحديد أهم المميزات التي أضافها المنظور النسقي األيكولوجي للممارسة العامة في الخدمة االجتماعية‪،‬‬
‫وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬يسمح المنظور النسقي األيكولوجي لألخصائي االجتماعي بالتعامل مع كمية كبيرة من المعلومات التي يحصل عليها‬
‫من مصادر متنوعة‪ ،‬ويساعده أيضاً على تنظيم وترتيب هذه المعلومات في إطار المفاهيم األساسية التي يتضمنها هذا‬
‫المنظور‪.‬‬
‫‪ -2‬تتيح هذه المعلومات لألخصائي االجتماعي الوصول إلى العديد من العوامل التي من الممكن أن تؤثر في مشكالت‬
‫عمالئه‪ ،‬وفي العالقات المتبادلة بينهم وبين أنساق بيئتهم التي يعيشون فيها‪.‬‬
‫‪ -3‬توسيع نطاق اهتمام األخصائي االجتماعي بحيث يشمل بجانب النسق صاحب المشكلة كالً من األنساق األخرى مثل‬
‫األسرة والجماعات التي ينتمي إليها‪ ،‬والمنظمات والهيئات التي تقدم الخدمات والمجتمعات المحلية وسائر أنساق المجتمع‬
‫األكبر‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يتوقف تركيز األخصائي االجتماعي الممارس العام على بناء أو تكوين األنساق االجتماعية المرتبطة بالعميل‬
‫ولكن يركز أيضاً على التفاعالت التي تحدث داخل هذه األنساق واالعتماد المتبادل فيما بينها‪ ،‬ومن ثم فقد يتحول‬
‫األخصائي من التركيز على خصائص هذه األنساق إلى التعامالت التي تحدث فيها بينها‪.‬‬
‫‪ -5‬النظر إلى العميل كمشارك نشط في بيئته ولديه القدرة على التغيير في شخصيته وفي بيئته من أجل تحقيق التوافق‬
‫المناسب معها‪.‬‬
‫‪ -6‬يحتاج الكائن اإلنساني إلى التعامالت (التفاعالت) المستقرة مع األنساق المحيطة به من أجل بقائه واستمراره‪ ،‬لذا‬
‫يحاول األخصائي االجتماعي عن إتاحة الفرصة للعمالء للتفاعل بإيجابية مع جميع األنساق المحيطة به والتقليل من‬
‫العزلة بين اإلنسان وباقي أنساق مجتمعه‪.‬‬
‫‪ -7‬يجب أن يغير الكثير من األخصائيين االجتماعيين الفكرة المسيطرة عليهم والتي تنظر إلى مشكالت اإلنسان‬
‫وصراعاته نظرة مرضية وأن أي تغيير في نسق العميل أو األنساق األخرى المحيطة به يواجه دائماً بالمقاومة‪.‬‬
‫‪ -8‬يحتاج األخصائيون االجتماعيون إلى فهم األنساق المرتبطة بالعميل‪ ،‬وإ دراك أن أي تغيير في أحد هذه األنساق له‬
‫تأثيره اإليجابي على العميل‪ ،‬لذا يجب اختيار استراتيجيات التدخل المهني المناسبة بعناية ودقة كافية للتعامل مع هذه‬
‫األنساق‪.‬‬
‫‪ -9‬يعتبر األخصائي االجتماعي الممارس العام نسقاً اجتماعياً بل أنه يعتبر نسقاً فرعياً من شبكة األنساق االجتماعية‬
‫المحيطة بالعمالء الذين يعمل معهم‪.‬‬

‫وخالصة القول‪ :‬إن المنظور النسقي األيكولوجي قد وفر لممارسة الخدمة االجتماعية إطاراً مناسباً للعمل يتيح‬
‫لألخصائي االجتماعي الفرص لرؤية حاجات ومشكالت العمالء في صورة متكاملة تتضمن جميع العوامل الشخصية‬
‫واالجتماعية والبيئية والثقافية والمادية وليس التركيز على جانب واحد أو على جوانب محددة ترتبط بمثل هذه‬
‫المشكالت‪.‬‬

‫وبالرغم من أهمية المنظور النسقي األيكولوجي في الخدمة االجتماعية ومساعدة األخصائيين االجتاعيين في تقدير‬
‫وصياغة مشكالت عمالئهم وتحديد األنساق الشخصية والبيئية المرتبطة بهذه المشكالت وما ترتبط به من معامالت أو‬
‫تفاعالت سلبية يجب تغييرها أو تعامالت وتفاعالت إيجابية يمكن توظيفها لمصلحة العمالء‪ ،‬فإننا نجد أن هذا المنظور‬
‫ال يتضمن اقتراح استراتيجيات أو أساليب مناسبة للتدخل المهني يمكن أن تساعد في التعامل مع هذه المشكالت‪ .‬إن أهم‬
‫ما يميز المنظور النسقي األيكولوجي أنه يعمل على تنظيم وترتيب استخدام النظريات العلمية ومداخل التدخل المهني‬
‫المتنوعة أمام األخصائيين االجتماعيين بحيث يأخذوا منها ما يتناسب وطبيعة المشكالت التي يتعاملون معها وبما يتفق‬
‫مع مصلحة عمالئهم‬

You might also like