You are on page 1of 6

‫المحاضرة ‪ :2‬األنساق العامة‬

‫تعريف النسق ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫هو االتصال بين مجموعة من األفراد ‪ ،‬بحيث يكونون عالقة فيها إما أن يكون منفتح على‬

‫العالم الخارجي ‪،‬وتحدث تبادالت معه ومنغلقا ‪،‬وال يكون هناك تبادالت مع‬

‫المجتمع ‪،‬ويعرفه راد كيف براون بأنه مجموعة معينة من األفعال والتفاعالت بين‬

‫األشخاص الذين توجد بينهم صالت متبادلة ‪،‬ويسمى أيضا بالنظرية الوظيفية ‪.‬‬

‫‪-‬تعريف آخر ‪:‬‬

‫هو كلمة يونانية تعني مجموعة منتظمة تتناول نظرية أنساق األسرة باعتبارها وحدة من‬

‫التوازن الدائم ‪،‬وهي مجموعة من العناصر متفاعلة فيما بينها خاضعة‪ 9‬لمجموعة من‬

‫الخصائص ولها حدود ‪ ،‬تختلف القوانين التي تنظمها عن تلك التي تنظم األفراد‪(.‬سليمان‬

‫مسعود ‪ 2005‬ص ‪.)53‬‬

‫‪-‬ويعرفه بيرتالنفي ‪ :‬على أنه مجموعة من العناصر في تفاعل ‪،‬وهذه التفاعالت تكون إما‬

‫كبيرة شديدة التأثير أو تكون معقدة أو االثنين معا ‪(.‬أبو سعد ‪ 2012‬ص ‪.)107‬‬

‫من خالل ما سبق نستنج أن النسق هو عبارة على تفاعالت بين أفراد تربطهم عالقات ‪،‬وقد‬

‫يكون هذا النسق مفتوحا على العالم الخارجي‪ 9‬من خالل إدخال كل ما يحصل في المجتمع‬

‫أو منغلق على ذاته وال يسمح بأي التغيرات التي تطرأ على المجتمع ‪.‬‬
‫تعريف المقاربة النسقية ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫لقد ظهرت عدة تعاريف متعددة للمقاربة‪ 9‬النسقية تصب كلها في كونها وسيلة سمحت‬

‫للعلوم بإعطائها تصور شامال للظاهرة التي تدرسها ‪،‬وتبحث فيها في نفس الوقت حال‬

‫أو فهما للمشاكل أو التعقيدات المتعلقة بالظاهرة ونشاطها ‪،‬حيث عرفها الباحثان جوليي‬

‫أو ميغوي على أنها ‪":‬تتعلق بنموذج من الفكر واإلجراء الذي يجاوز كثير ميدان العمل‬

‫االجتماعي ‪.‬‬

‫‪-‬تعريف أخر ‪:‬‬

‫هي المقارنة تقترح وجهة جديدة حول الواقع والطريقة لفهم المشاكل في تعقيداتها‬

‫النسقية ‪،‬فتقدم الفرد من خالل هذه المقاربة يتعدى واقعه النفسي الداخلي ‪،‬ليشمل تحليل‬

‫معطيات السياق المحيط به والقادرة‪ 9‬على إعطاء معنى لما يمر به من أحداث كل عام ‪.‬‬

‫(أحمد سالم األحمر ‪ 2004‬ص ص ‪)16،17‬‬

‫‪-3‬خصائص المقاربة النسقية ‪:‬‬

‫تتميز المقاربة النسقية حسب وجهة النظر االبستمولوجية بأربعة خصائص تتمثل في‬

‫النموذج النسقي ‪،‬المنهج ‪،‬النظرية ‪،‬الموضوع البحث ‪.‬‬

‫‪-‬النموذج النسقي ‪:‬‬

‫هو عبارة عن مجموعة من المبادىء والفرضيات التي ترتكز عليه كل حقيقة‬

‫زمنية ‪،‬التي تنظم فكرها وتوجهاتها االستقصائية ‪.‬‬

‫‪-‬المنهج ‪:‬‬

‫هو عبارة عن مجموعة من األساليب العقالنية المتبعة الوصول إلى هدف ما ‪.‬‬
‫‪-‬النظرية ‪:‬‬

‫هي نسق من األفكار الذي يبنى بتدقق من المعرفة‪ 9‬بشكل بعيد االعتبار إلى نظام منظمة‬

‫الظواهر الذي يمعن فيها ‪.‬‬

‫‪-‬الموضوع ‪:‬‬

‫هو عبارة عن نسق من األفكار ‪،‬كما تعتبر وسيلة من وسائل البحث واالستنتاج‬

‫للمحددات البنوية والوظيفية لألنساق االنسانية ‪(.‬عبد القادر القصير ‪ 1999‬ص ‪.)33‬‬

‫‪-4‬المفاهيم األساسية في نظرية األنساق ‪:‬‬

‫‪-‬التغذية الراجعة ‪:‬‬

‫هناك نوعان سالبة تهدف إلى تصحيح النسق المضطرب ‪،‬وإ عادتهما إلى حالة‪ 9‬من‬

‫التوازن‪ ،‬والموجبة تقنية عالجية تدفع األسرة إلى تصرفات جديدة لتمنع ظهور أنماط‬

‫السلوك القديم ‪.‬‬

‫‪-‬ما وراء االتصال ‪:‬‬

‫ويقصد به المعلومات على التواصل النفسي نفسه ‪،‬اذ يصاحب الرسائل اللفظية والغير‬

‫لفظية ما يجعل المستقبل يتلقى تلك الرسائل بطريقة معينة ‪.‬‬

‫‪-‬الرابطة المزدوجة ‪:‬‬

‫هي نوع من الرسائل وضع فرضياتها كل من وحدوثها ‪،‬ويتوقف على مجموعة من‬

‫الشروط هي ‪ :‬خبرة متكررة أن تحدث بين شخصين ‪.‬‬


‫‪-‬مفهوم الحدود ‪:‬‬

‫يرتبط هذا المفهوم بالمعنى العالجي‪ 9‬الذي يستند إلى مفهوم األنساق األسرة والتدرج‬

‫الهرمي في تحليل البناء األسري ‪،‬ويعني مفهوم الحدود الكيفية التي يتفاعل بها أعضاء‬

‫األسرة مع بعضهم ‪.‬‬

‫‪-‬األنساق الفرعية ‪:‬‬

‫ويقصد به كيفية تشكل جماعات فردية ‪،‬ففي األسرة يعتبر الزوج نسق وحده ‪،‬الزوجة‬

‫نسق وحدها ‪،‬والعالقة بينهما نسق ثالث ‪(.‬معنى خليل ‪ 2004‬ص ‪)32‬‬

‫‪-5‬النظرية العامة لألنساق األسرية ‪ Family Systems Theory:‬‬

‫ان االف ‪99‬تراض ال ‪99‬ذي تب ‪99‬نى علي ‪99‬ه نظري ‪99‬ة األنس ‪99‬اق األس ‪99‬رية ‪،‬ي ‪99‬رى أن األس ‪99‬رة تعم ‪99‬ل تحت‬

‫نفس الق‪99‬وانين كاألنس‪99‬اق األخ‪99‬رى ‪،‬حيث تح‪99‬اول تل‪99‬ك األنس‪99‬اق االحتف‪99‬اظ بت‪99‬وازن حي‪99‬وي ‪،‬‬

‫كم‪99‬ا تح‪99‬اول إع‪99‬ادة بن‪99‬اء ه‪99‬ذا الت‪99‬وازن عن‪99‬دما يخت‪99‬ل الت‪99‬وازن تغ‪99‬ير األس‪99‬رة من طريقته‪99‬ا في‬

‫األداء ‪،‬لكي تعي ‪99‬د بن ‪99‬اءه الحي ‪99‬وي ‪،‬وهن ‪99‬ا تختل ‪99‬ف األس ‪99‬رة في طريق ‪99‬ة تكيفه ‪99‬ا م ‪99‬ع الض ‪99‬غوط‬

‫البيئية والص‪9‬عوبات االجتماعي‪99‬ة ‪،‬وكي‪9‬ف تحتف‪9‬ظ ب‪9‬التوازن بين المهن‪99‬ة واألس‪9‬رة ‪،‬ف‪99‬إذا ك‪9‬انت‬

‫طريق‪99‬ة األس‪99‬رة في التعام‪99‬ل م‪99‬ع الض‪99‬غوط فعال‪99‬ة ‪،‬فإنه‪99‬ا س‪99‬وف ت‪99‬ؤدي بص‪99‬ورة حس‪99‬نة على‬

‫العم‪99 9‬وم ‪،‬ففي األس‪99 9‬ر المض‪99 9‬طربة يب‪99 9‬دو العج‪99 9‬ز عن التعام‪99 9‬ل م‪99 9‬ع الض‪99 9‬غوط واض‪99 9‬حا م‪99 9‬ع‬

‫محاوالت األسرة تكييف طرق مضادة ‪،‬لتتواءم مع أوضاع األزمة وإ عادة بناء الت‪99‬وازن‬

‫‪،‬والن أداء األسرة والفرد مرتبط‪9‬ان ‪،‬فعن‪9‬دما ال ت‪9‬ؤدي األس‪9‬رة بفعالي‪9‬ة ف‪9‬ان واح‪9‬دا أو أك‪9‬ثر‬

‫من اعضائها سيظهر صعوبات نفسية واجتماعي‪9‬ة ‪،‬إن المش‪99‬كالت المرتبط‪99‬ة باألس‪99‬رة ال‪9‬تي‬
‫يتم تناوله ‪99‬ا داخ ‪99‬ل نس ‪99‬قها يتم حله ‪99‬ا بفعالي ‪99‬ة أك ‪99‬بر ‪،‬لكن عن ‪99‬دما تط ‪99‬رح ه ‪99‬ذه المش ‪99‬كالت في‬

‫العالج الف‪99‬ردي وخ‪99‬ارج‪ 9‬س‪99‬ياق األس‪99‬رة ‪،‬ف‪99‬ان مش‪99‬كلتها ال يمكن حله‪99‬ا واالض‪99‬طراب س‪99‬وف‬

‫يس‪99 9‬تمر م‪99 9‬ع العمي‪99 9‬ل أو يظه‪99 9‬ر واض‪99 9‬حا في عض‪99 9‬و آخ‪99 9‬ر من أعض‪99 9‬اء األس‪99 9‬رة ‪،‬إن ه‪99 9‬دف‬

‫األسرة هو دعم كل من التعبير الفردي والعضوية في وحدة األسرة الفعالة تعمل األس‪99‬رة‬

‫على دعم النم ‪99‬و والتط ‪99‬ور ألفراده ‪99‬ا ‪،‬وتح ‪99‬دث ق ‪99‬وانين تهتم بالتف ‪99‬اعالت األس ‪99‬رية ‪،‬وتتطلب‬

‫مرون ‪99‬ة في التعام ‪99‬ل م‪99‬ع الض ‪99‬غوط العادي ‪99‬ة خالل دورات حي ‪99‬اة األس ‪99‬رة مث‪99‬ل نم ‪99‬و األطف ‪99‬ال‬

‫وت‪99‬رك الم‪99‬نزل ‪،‬أو ك‪99‬بر الوال‪99‬دين ‪(.‬روب‪99‬رت س‪99‬ميث ‪،‬باتريش‪99‬يا س‪99‬تيفر س‪99‬ميث ‪،‬ترجم‪99‬ة فه‪99‬د‬

‫بن عبد اهلل الدليم ‪2006‬ص ص ‪)97-96‬‬

‫‪-6‬أنواع النماذج النسقية ‪:‬‬

‫‪-‬النسق المفتوح ‪:‬‬

‫يشبه الدار مفتوحة األبواب والنوافذ على العالم الخارجي والتي تنشط فيها وسائل‬

‫االتصال والتفاعل مع المحيط االجتماعي ‪،‬نجد هذا النسق قادر على إعادة التشكيل‬

‫والتغير خلق الحاالت جديدة ‪،‬بينما يحافظ في نفس الوقت على الحدود التي تجعل منه‬

‫نسقا مميز ألنه قادر على ادخار الطاقة وعدم تبذيرها ‪،‬هذا النسق له القدرة على‬

‫التغيرات الداخلية والخارجية ‪،‬وما يجعل ذلك ممكنا هو مرونة القواعد ونفاذية الحدود‬

‫التي تسمح باالستفادة من المعطيات الجديدة ‪،‬وبالتالي التكيف مع الضغوط التي يتعرض‬

‫لها النسق ‪،‬أول مالمح النسق االتصال الخارجي الرغبة في االستكشاف المجتمع مع‬
‫االبتعاد المؤقت للتخفيف من الشعور بعدم االرتياح ‪(.‬مصطفى حجازي‪ 2015 9‬ص‬

‫‪)45‬‬

‫‪-‬النسق المغلق ‪:‬‬

‫يشبه بالدار المغلقة األبواب والشبابيك على العالم الخارجي ‪،‬تكون عالقات التفاعل‬

‫والتبادل في حد األدنى لها ‪،‬يفتقدون التواصل مع المحيط ‪،‬نجد رب األسرة يشكل‬

‫مرجعية ‪،‬ويضع القواعد في عالقة تسلطية ذات اتجاه‪ 9‬واحد من أعلى الى أسفل ‪،‬يولد‬

‫هذا النسق تراكم مشاعر االختناق والتوتر الذي بذور التمرد والثورة حين تتراخ‬

‫السلطة المركزية ألي سبب كان ‪(.‬مصطفى حجازي ‪ 2015‬ص ‪)46‬‬

‫‪-‬النسق المفرط االنفتاح ‪:‬‬

‫يكون هذا النسق بصدد نوع من التماسك الشكلي الظاهري كما هو الحال في األسرة‬

‫التصدع الخلفي ‪،‬تتحول الحياة األسرية الى مجرد تواجد يحافظ على الظواهر كل عضو في‬

‫األسرة يعيش حياته الخاصة في حالة من سيادة فردية ومصالحها‪ 9‬وأهدافها وتوجهاتها ‪،‬ولكن‬

‫عضو حياته مرتبطة بالخارج‪ 9‬أساسا مع الحد األدنى من التفاعل مع الداخل ‪ ،‬هناك غياب شبه‬

‫كامل تجاه األسرة وحياتها ‪،‬نجد هذه المنظومة أكثر تعرضا للمخاطر‪ 9‬االجتماعية بعد أن فقدت‬

‫تماسكها الذاتي ‪(.‬مصطفى حجازي ‪ 2015‬ص ‪)44‬‬

You might also like