You are on page 1of 12

‫‪ISSN : 2353-0472‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التاريخية‬

‫‪EISSN : 2600-6405‬‬ ‫املجلد‪ ،3‬العدد‪( ،5‬جانفي‪)2015‬‬

‫جهود املكتبة الوطنية الجزائرية في ترميم التراث وصيانته‬


‫‪ -‬تقريرميداني‪-‬‬

‫األستاذة‪ :‬جهيدة بوعزيز‬


‫قسم التاريخ‪ ،‬جامعة املسيلة‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫باعتباري باحثة في التاريخ العثماني من خالل املخطوطات الجزائرية املحلية فاني أعي‬
‫القيم‪ ،‬والذي ُيعد ثروة وطنية‬ ‫جيدا القيمة البالغة لهذا النوع من االرث الحضاري ّ‬
‫وإنسانية ذات قيمة حضارية كبيرة‪ .‬وقد توجهت مرارا إلى املكتبة الوطنية للعمل على هذه‬
‫املخطوطات النادرة لكني واجهت بعض الصعوبات في قراءة بعضها ألن التلف قد نال‬
‫منها لألسف‪ ،‬لذا ارتأيت أن أسلط الضوء على الجهود املبذولة من طرف مسؤولي املكتبة‬
‫الوطنية للحفاظ على هذا التراث العريق‪ ،‬وهو ما يعكس مدى رغبتنا كباحثين في وجود‬
‫مشروع حقيقي وبرنامج خاص يهتم بصيانة وترميم هذا االرث الحضاري وحمايته من‬
‫ُ‬
‫االندثار خاصة مع تزايد املخاطر التي تهددها وتسرع من تلفها وبالتالي فقدانها‪.‬‬
‫ُ‬
‫وأعتقد أن هناك جهودا جبارة تبذل في هذا الصدد وهذا ما يتضح لنا من خالل‬
‫الوسائل التقنية الحديثة التي أصبحت تتعامل بها املكتبة الوطنية‪ ،‬والتي تهتم برقمنة‬
‫وتصوير املخطوطات بواسطة املاسح الضوئي بحيث يمكن ملئات الباحثين االطالع على‬
‫الوثيقة نفسها دون أن يلحق بها أي ضرر مادي‪ ,‬لكن هل هذا كاف للحفاظ عليها؟ أم أن‬
‫هناك طرقا أخرى لذلك؟ ثم ماذا عن املخطوطات التي تلف جزء كبير منها هل يمكن‬
‫صيانتها وترميمها؟ وما هي الطرق املعتمدة لذلك بمكتبتنا الوطنية؟ وهل من برنامج‬
‫خاص ملعالجتها وإعادة الحياة إليها؟ ومن جهة أخرى هل كل من يعمل باملكتبة الوطنية‬
‫يتم تأهيله وتوعيته باملسؤولية تجاه هاته املخطوطات التي تمثل ذاكرة األمة وتعكس‬
‫هويتها العربية والقومية؟ أم أن هناك تفريط في هذا الجانب؟ وهل كل الطرق التي تحفظ‬
‫ُ‬
‫بها املخطوطات طرق تقنية حديثة أم أن هناك طرقا بدائية مازالت تستخدم أحيانا من‬

‫‪83‬‬
‫‪ISSN : 2353-0472‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التاريخية‬
‫‪EISSN : 2600-6405‬‬ ‫املجلد‪ ،3‬العدد‪( ،5‬جانفي‪)2015‬‬

‫طرف بعض العاملين دون وعي األمر الذي يؤدي إلى التأثير على هذه األوعية املعرفية‬
‫وربما يؤدي إلى طمس املعلومات املهمة التي تحتويها؟ وعلى صعيد آخر هل من مشروع‬
‫لجمع املخطوطات األسرية الدفينة وكذا مخطوطات الزوايا العريقة باملكتبة الوطنية‬
‫وإخضاعها ملثل هاته التقنيات الحديثة؟ والى أي مدى يمكن الحفاظ على هذا االرث‬
‫الحضاري بهاته الطرق واالستفادة منه؟‬
‫ولإلجابة على هاته التساؤالت آثرت أن أتوجه مباشرة إلى املكتبة الوطنية‪ ،‬وبالضبط‬
‫إلى مصلحة حفظ املخطوطات وتجليدها‪ ،‬أين التقيت برئيسة املصلحة وتحدثت معها‬
‫حول آخر تقنيات الصيانة والترميم املتعامل بها مع املخطوطات الوطنية‪ ،‬وقد وجدت‬
‫سهل ّ‬
‫علي مهمتي في كتابة هذا التقرير امليداني‪ ،‬وال يسعني هنا إال أن‬ ‫استقباال جيدا ّ‬
‫أتقدم بالشكر الجزيل ملدير املكتبة الوطنية الذي سمح لي بمقابلة رئيسة مصلحة‬
‫الحفظ السيدة "عديلة حالوة" هاته األخيرة التي غمرتني بلطفها وأكرمتني هي ومن معها‬
‫من موظفي املصلحة فجزاهم هللا عني كل خير‪.‬‬

‫أوال‪ -‬مصطلحات املوضوع‪:‬‬


‫التعريف بمصلحة الحفظ باملكتبة الوطنية الجزائرية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫هي احدى مصالح املكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة وأهمها على االطالق‪ ،‬ألن‬
‫مشروع حفظ التراث الوطني إحدى املسؤوليات الهامة والتحديات الكبرى التي أصبحت‬
‫تفرض نفسها على املكتبات الوطنية ومراكز الحفظ ومن بينها مصلحة الحفظ والتجليد‬
‫التابعة للمكتبة الوطنية الجزائرية‪ ،‬والتي تهدف إلى حفظ أوعية التراث الوطني بمختلف‬
‫أنواعها حيث تحتوي املصلحة على مخبر للتحليل والترميم وورشة للتجليد وآلة للتطهير‬
‫والتعقيم‪.‬‬
‫وقد أكدت لي رئيسة مصلحة الحفظ السيدة "عديلة حالوة" أن املصلحة مرت‬
‫بمراحل حتى وصلت إلى ما هي عليه اآلن من تقنيات حديثة ذات صدى عاملي كونها‬
‫تستخدم أحدث طرق الوقاية واملعالجة‪ .‬وأوضحت أن املرحلة األولى بدأت إثر افتتاح‬
‫املكتبة الوطنية الجزائرية سنة ‪1994‬م حيث تم فيها جمع املوظفين بشروط تسمح لهم‬
‫بمزاولة العمل داخل املصلحة‪ .‬أما املرحلة الثانية فقد كانت بين سنتي ‪1999-1998‬م‬
‫ً‬
‫ابتداء من‬ ‫أين تمت عملية الحفاظ على املخطوط من التلف فقط‪ .‬لتتطور العملية أكثر‬
‫سنة ‪1999‬م إلى غاية ‪2009‬م حيث أصبح موظفي املصلحة قادرين على التدخل في‬
‫‪84‬‬
‫‪ISSN : 2353-0472‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التاريخية‬
‫‪EISSN : 2600-6405‬‬ ‫املجلد‪ ،3‬العدد‪( ،5‬جانفي‪)2015‬‬

‫املخطوط وترميمه لكن دون الحفاظ على الجلد األصلي له نتيجة لجهل املوظفين بقيمته‬
‫اضافة إلى عدم فهمهم لطرق التجليد‪ .‬لكن منذ سنة ‪ 2009‬إلى يومنا هذا أصبح‬
‫املوظفون أكثر وعيا واختصاصا بعمليتي الصيانة والترميم وأصبحت املراقبة دورية‬
‫وتخضع لشروط مناخية مخصصة ودقيقة وأصبح التدخل في املخطوط بفرعيه الجزئي‬
‫(الصيانة) والكلي (الترميم)‪.‬‬
‫مفهوم املخطوط‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫َْ ُ َُ‬ ‫َ ّ‬
‫لغة‪ :‬املكتوب بالخ ِّط‪ ،‬ال باملطبعة‪ ،‬وجمعه مخطوطات واملخطوطة هي النسخة‬
‫ُ‬
‫املكتوبة باليد‪.1‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هو كل ما وصل إلينا من مؤلفات ومصنفات مكتوبة بخط مؤلفيها أو بخط‬
‫ُ‬
‫أحد النساخ قبل ظهور الطباعة بالعصر الحديث‪ ،‬وقد يتسع مدلول هذه الكلمة‬
‫ليشمل كل ما كتب بخط اليد حتى لو كان رسالة أو عقد أو عهد أو صحيفة أو كناش أو‬
‫دفاتر أو كراريس‪ ،‬أو غير ذلك مما كتب بخط اليد وال يستثنى حتى الرسم‪.2‬‬
‫مفهوم الصيانة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يمكن تعريف الصيانة بوجه عام بأنها العمليات التي ترمي في مجموعها إلى إطالة‬
‫وجود ش يء ما بالحيلولة دون وقوع ضرر به أو بمعالجة ما يتعرض له من تدهور‪ ،‬ولكي‬
‫يتسنى حفظ مخطوطات املكتبة الوطنية جيدا ال بد من تنظيم مراقبة دائمة للظروف‬
‫املحيطة بها‪ ،‬وإيالء عناية خاصة لطرق التداول واالستعمال‪ .‬فالتطور الذي عرفته علوم‬
‫البيولوجيا والكيمياء‪ ،‬قد مكن من حصول تقدم كبير في مجال صيانة املخطوطات‪،3‬‬
‫وصيانة هذا التراث تتطلب وسائل وإمكانيات خاصة‪ ،‬مثل وسائل قياس الحرارة‬
‫والرطوبة‪ ،‬وتوفير الرفوف املناسبة‪ ،‬وعلب الحفظ املقاومة للحموضة‪ ،‬كما تتطلب‬
‫كذلك تكوين فريق مدرب في هذا املجال‪ ،‬هذا باإلضافة إلى وضع مخطط دقيق وشامل‬
‫يضم التوصيات التي ينبغي تطبيقها في مجال سياسة صيانة التراث‪.‬‬
‫مفهوم الترميم‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ 1‬جممع اللغة العربية‪ :‬املعجم الوسيط‪ ،‬ط‪ ،4‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬حرف اخلاء‪.‬‬
‫‪ 2‬خليل حسن الزركاين‪ :‬صيانة املخطوطات العربية وترميمها‪ ،‬مركز احياء الرتاث‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ 3‬ادريس كرواطي‪ :‬اخلط العريب واملخطوطات من خالل النشر الورقي والنشر االلكرتوين‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية‪ ،‬الرابط‪ ،‬املغرب‪ ،2008 ،‬ص ‪.256‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ISSN : 2353-0472‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التاريخية‬
‫‪EISSN : 2600-6405‬‬ ‫املجلد‪ ،3‬العدد‪( ،5‬جانفي‪)2015‬‬
‫ً‬
‫هو عملية تكنولوجية دقيقة ذات ُعرف خاص موحد عامليا‪ ،‬وهي في الوقت نفسه‬
‫عملية فنية ذوقية جمالية تحتاج إلى حس عال ومهارات فائقة‪ ،‬وتتضمن عمليات تجميع‬
‫وتثبيت وتقوية وتجميل وإعادة املواد األثرية إلى شكل أقرب إلى أصلها وحقيقتها‪ ،‬وهي‬
‫بتعبير آخر عملية عالج لألثر الذي تخلفه السنوات املتعاقبة في محاولة إلزالة بصمات‬
‫ً‬
‫الزمن ومظاهره املتعددة مثل الكسور‪ ،‬والتشققات‪ ،‬والثقوب‪ ،‬وأحيانا اختفاء أجزاء‬
‫معينة تختلف في حجمها أو مساحتها‪ ،‬كذلك موقعها داخل جسم األثر أو املادة املراد‬
‫معالجتها‪.‬‬
‫ويعرفه الدكتور ادريس كرواطي‪ 1‬على أنه إعادة املخطوط بقدر اإلمكان إلى حالته‬
‫األصلية والحفاظ عليه بخصائصه األصلية من حيث الشكل الظاهري واملحتوى‬
‫الحضاري‪ ،‬األمر الذي يحتم إنقاذ أكبر قدر ممكن من مادته بكل الوسائل واإلمكانيات‬
‫املتاحة‪ ،‬ويتطلب الترميم قبل كل ش يء روحا من إنكار الذات وقدرا كبيرا من االحترام‬
‫للوثيقة‪ ،‬أي االمتناع عن أي إسهام إبداعي‪ ،‬واالحترام الفائق لعمل املؤلف وملا أراد أن‬
‫ينقله إلينا‪ .‬كما أن الهدف األساس ي من عملية الترميم هو استعادة األوراق القديمة‬
‫للمتانة واملرونة التي فقدتها مع الزمن نتيجة لتعرضها لعوامل التلف املختلفة‪ ،‬وإصالح‬
‫ما بها من تمزقات دون أن يترتب على ذلك محو أو تغيير أو تشويه أو طمس للخصائص‬
‫املادية أو املعنوية للمخطوط‪.‬‬
‫وهناك اآلن مناهج تقليدية ومناهج حديثة في ترميم املخطوطات‪ ،‬وهناك طريقتان‬
‫مختلفتان من حيث التقنية‪ ،‬لكنهما يلتقيان من حيث العناصر املكونة ملختلف عمليات‬
‫الترميم‪ ،‬فالترميم إما أن يكون ترميما آليا أو ترميما يدويا‪.‬‬
‫أما األول (الترميم اآللي) فميزته من حيث السرعة في اإلنجاز‪ ،‬غير أنه ال يصلح لترميم‬
‫جميع املخطوطات‪ ،‬ذلك أن املواد املكونة للمخطوط هي التي تتحكم في اختيار‬
‫تقنية دون أخرى‪ ،‬و يتعلق األمر بالخصوص بنوع املداد وقابليته أو عدم قابليته‬
‫للذوبان في املاء‪ ،‬إذ أن قابلية املداد للذوبان في املاء تحتم إجراء ترميم يدوي رغم وجود‬
‫مواد مثبتة للحبر‪ ،‬والتي أصبح أخصائيو الترميم يتفادون استعمالها ما أمكن‪ ،‬نظرا‬
‫آلثارها الجانبية على املخطوط‪ .‬ويعتبر النوع الثاني من الترميم اليدوي أكثر جودة من‬
‫الترميم اآللي‪ ،‬غير أن عملياته تعتبر بطيئة باملقارنة مع الترميم اآللي‪.‬‬

‫‪ 1‬نفسه‪ ،‬ص ‪.284‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ISSN : 2353-0472‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التاريخية‬
‫‪EISSN : 2600-6405‬‬ ‫املجلد‪ ،3‬العدد‪( ،5‬جانفي‪)2015‬‬

‫وبالرغم من هذا التنوع في الترميم إال أن السيدة "عديلة حالوة" رئيسة مصلحة‬
‫الحفظ باملكتبة الوطنية أكدت لي أنهم استعملوا تقنية الترميم باآللة ملدة زمنية قصيرة‬
‫إثر اقتراح أعضاء مركز جمعة املاجد للثقافة والتراث باالمارات‪ 1‬عند زيارتهم األولى سنة‬
‫‪ 2001‬م للمكتبة الوطنية الجزائرية مؤكدين لهم أن الترميم باآللة أفضل من الترميم‬
‫باليد‪ ،‬لكنهم سرعان ما غيروا الطريقة خوفا من تضرر املخطوط‪ ،‬خاصة وأن التقنية‬
‫غير معروفة كثيرا لدى موظفي مكتبتنا الوطنية‪ ،‬كما أن الترميم باليد يكون أأمن على‬
‫املخطوط منه باآللة‪ ,‬وقد تم تقديم الفكرة ألعضاء مركز جمعة املاجد للثقافة والتراث‬
‫في زيارتهم الالحقة سنة ‪2009‬م‪ ،‬وهو ما يؤكد تبادل االقتراحات والخبرات بين مختلف‬
‫مراكز الحفظ‪ ،‬والذي من شأنه الرقي بتقنيات الصيانة والترميم‪ ،‬وبالتالي الحفاظ على‬
‫التراث العربي واالسالمي‪.‬‬
‫وفيما يلي سنحاول ادراج مراحل حفظ املخطوطات التي تعتمدها مصلحة الحفظ‬
‫باملكتبة الوطنية الجزائرية حيث يتم ذلك بطريقتين أساسيتين هما الصيانة (الوقاية)‬
‫والترميم (العالج)‪ ،‬أما األولى فتقول عنها السيدة عديلة حالوة رئيسة مصلحة الحفظ‬
‫أنها عملية جزئية إلزالة الغبار وإصالح بعض التمزقات وغيرها وتتم عن طريق تهيئة‬
‫األوضاع املناسبة وتوفير الشروط الضرورية لضمان سالمة املخطوطات مع مرور‬
‫الزمن‪ ،‬في حين تقول عن الترميم أنه عملية التدخل بشكل كلي في املخطوط حيث يمكن‬
‫أن يتغير املخطوط تماما‪ ،‬مع مالحظة استحالة ترميم املخطوط مرتين وهو ما سنراه‬
‫بنوع من التفصيل في العنصر املوالي‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬مراحل صيانة وترميم املخطوطات باملكتبة الوطنية‪:‬‬
‫‪ _1‬مرحلة صيانة (وقاية) املخطوطات‪:‬‬
‫يعمل املختصون القائمون بوقاية املخطوطات باملكتبة الوطنية الجزائرية على‪:‬‬

‫‪ 1‬أتسس عام ‪1991‬م‪ ،‬هدفه احملافظة على الرتاث العريب واإلسالمي والعمل على نشره‪ .‬وحتتوي مكتبة املركز‬
‫على أكثر من ‪ 500‬ألف جملد‪ ،‬وقد بلغ عدد املخطوطات اليت يقتنيها املركز ما يقارب اخلمسني ألف عنوان‪،‬‬
‫منها حوايل ‪ 8000‬خمطوط أصلي وأكثر من ‪ 200‬ألف خمطوط مصور‪ .‬أنظر املوقع الرمسي ملركز مجعة املاجد‬
‫للثقافة والرتاث‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ISSN : 2353-0472‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التاريخية‬
‫‪EISSN : 2600-6405‬‬ ‫املجلد‪ ،3‬العدد‪( ،5‬جانفي‪)2015‬‬

‫‪ ‬التنظيف الدوري للمخطوطات وتهويتها من حين آلخر بإمرار الهواء النقي داخل‬
‫القاعة والتخلص من الغازات السامة‪.‬‬
‫‪ ‬وقايتها من التلوث الجوي كغلق النوافذ واألبواب بمسؤولية تامة وكذا‬
‫االجراءات الصارمة في منع التدخين في القاعة السفلية املخصصة لحفظ املخطوطات‬
‫وتخزينها‪.‬‬
‫‪ ‬وألن املكتبة الوطنية الجزائرية تقع في منطقة ساحلية كالجزائر العاصمة ترتفع‬
‫فيها نسبة الرطوبة باستمرار فإن األمر يتطلب جهدا مضاعفا من قبل املوظفين ويستلزم‬
‫مراقبة دورية‪ ،‬كما أنهم ملزمون دائما بغلق املخازن الخاصة بها غلقا محكما يضمن‬
‫سالمتها من آفات الرطوبة‪ ،‬وكذا العمل على ضبط درجة الحرارة واألشعة الضوئية حيث‬
‫يكون مقياس درجة الحرارة بين‪ °22-18 :‬أما نسبة الرطوبة فتتراوح بين ‪ % 65-45‬مع‬
‫مراقبة عدم التغير املفاجئ لكل منهما‪.‬‬
‫‪ ‬محاربة الحشرات ونفض الغبار على صفحات أوراق املخطوط ألن الغبار قد‬
‫ُ‬
‫يكون حامل للحشرات أو لبويضاتها التي ال ترى بالعين املجردة‪.‬‬
‫‪ ‬املراقبة املستمرة لها وباألخص مراقبة أجزائها الداخلية للتأكد من سالمتها‬
‫وعدم تعرضها للضرر‪ .‬وفي حال اكتشاف اصابة إحدى املخطوطات باآلفات الضارة‬
‫كالفطريات وسائر الحشرات وجب عزلها عن بقية املخطوطات والبدء الفوري‬
‫بمعالجتها‪.‬‬
‫‪ ‬رقمنة املخطوط "‪ :1"CD‬وهو اجراء جد ضروري ووقائي يضمن نسخة من‬
‫املخطوط األصلي في حال ما تعرض للخطر أثناء عملية الترميم‪ ،‬والرقمنة بالنسبة‬
‫للمكتبة الوطنية هي وسيلة حفظ تدخل في الحفظ الوقائي للمخطوطات وكل الوثائق‬
‫الثمينة ووسيلة لتوفير املعلومة للباحث بطريقة سريعة وآنية وكبديل عن األصول‪.‬‬
‫وتهدف للحفاظ على الوثائق النادرة من املخطوطات األصلية والنسخ الهشة من‬
‫املالمسات اليومية دون حجبها عن الباحثين‪ .‬كما يمكن تحسين الصورة عن طريق‬
‫املعالجة الرقمية باستعمال برامج خاصة كالفوتو شوب مثال للتمكن من الطباعة أو‬
‫الحصول على ملفات "‪ "PDF‬للتعامل بها عبر شبكة اإلنترنيت‪.‬‬

‫‪ 1‬حفصة بن حقوقة‪ :‬الرقمنة يف املكتبة الوطنية اجلزائرية واقع وآفاق‪ ،‬قسم التصوير واملؤلفات النادرة‪ ،‬املكتبة‬
‫الوطنية اجلزائرية‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ISSN : 2353-0472‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التاريخية‬
‫‪EISSN : 2600-6405‬‬ ‫املجلد‪ ،3‬العدد‪( ،5‬جانفي‪)2015‬‬

‫وقد انطلقت عملية الرقمنة في املكتبة الوطنية الجزائرية سنة ‪ 2001‬بآلة تصوير جد‬
‫بسيطة‪ ،‬لكنها كانت الوسيلة الوحيدة لحفظ املخطوطات والوثائق النادرة والحد من‬
‫االطالع على النسخ األصلية‪ .‬وفي سنة ‪ 2007‬تمكنت املكتبة الوطنية من اقتناء ماسحات‬
‫ُ‬
‫جديدة وعصرية تتماش ى والرقمنة الحديثة كالخاصة بتصوير املخطوطات حيث تعامل‬
‫املخطوطات بطريقة مختلفة عن باقي الوثائق نظرا لقيمتها املادية والعلمية خاصة إذا‬
‫كانت نسخة هشة‪ ،‬فيحاول املختصون قدر اإلمكان عدم إيذائها خالل عملية الرقمنة‪،‬‬
‫ففي بعض الحاالت يرفضون عملية التصوير ويضعون مالحظة "نسخة غير قابلة‬
‫للتصوير" وهناك بعض الحاالت يلجأون فيها ألخذ صور بآلة تصوير عادية حفاظا على‬
‫املخطوط وتلبية لطلب الباحث ألن هناك مخطوطات تكون طريقة التجليد مشدودة‬
‫نوعا ما‪ ،‬فإذا حاولوا فتح املخطوط أو ضغطه بزجاجة املاسح يتحول خيط التجليد إلى‬
‫آلة حادة تقطع املخطوط وتتسبب في إتالفه‪.‬‬
‫‪ _2‬مرحلة ترميم (معالجة) املخطوطات‪:‬‬
‫وهي املرحلة التي تلي مرحلة الصيانة (الوقاية)‪ ،‬فإذا حدث واكتشف القائمون على‬
‫وقاية املخطوطات تعرض احداها للخطر تبدأ مرحلة املعالجة والتي بدورها تمر بعدة‬
‫خطوات منها‪:‬‬
‫‪ ‬تشخيص املخطوط بالعين املجردة‪ :‬الرؤية بالعين املجردة صفحة تلو األخرى‬
‫كي يتم تحديد مواقع التلف ونوعية التدخل فيه ونوعية املرض وبعدها القيام بتحضير‬
‫ملف الترميم‪.‬‬
‫‪ ‬تصوير املخطوط في بداية املرحلة العالجية وأثنائها‪ :‬حيث يجب تصوير كل‬
‫جزء من املخطوط لكي يمكن رصد كل املناطق التي يمكن التدخل فيها‪ .‬وتعتبر هذه‬
‫املرحلة ضرورية جدا ليس قبل الترميم فقط بل في كل مرحلة من مراحله وذلك لتسهيل‬
‫عملية املراقبة وتتبع املخطوط في جميع املراحل حتى نهاية ترميمه‪.‬‬
‫‪ ‬اعداد وتحضير ملف الترميم‪ :‬كل ما هو في املخطوط ُيدون في امللف حتى‬
‫مشروع الترميم حيث يحتوي ملف الترميم على كل البيانات الخاصة باملخطوط من‬
‫البطاقة البيبلوغرافية كعنوانه ومقياسه البيبلوغرافي وعدد كراريسه وناسخه‪ ،‬إلى‬
‫وصف املخطوط من ناحية التجليد وهيكل املخطوط من الداخل وكذا حالة املخطوط‪،‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ISSN : 2353-0472‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التاريخية‬
‫‪EISSN : 2600-6405‬‬ ‫املجلد‪ ،3‬العدد‪( ،5‬جانفي‪)2015‬‬

‫ثم أخيرا مشروع الترميم والذي يحتوي على املعلومات املستخلصة من ما يمكن أن يقوم‬
‫به املرمم من أجل عملية ترميم املخطوط‪.‬‬
‫‪ ‬التدخل في املخطوط‪ :‬حيث يكون التدخل على جانبين هل هو تصليح جزئي أم‬
‫كلي أم تلف‪ .‬فإذا كانت هناك أجزاء متقطعة فيجب تجميعها واالحتفاظ بها من أجل‬
‫استعمالها الحقا في استكمال األجزاء الكلية للمخطوط وإعادتها إلى حالتها الطبيعية‪ ،‬أما‬
‫فيما يخص مراحل الترميم فهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬ترميم التمزقات الداخلية البسيطة‪ :‬ويتم ذلك في كل الصفحات باستعمال‬
‫ورق شفاف خاص والهدف من ذلك هو إعطاء صالبة ومتانة للمخطوط وذلك بإلصاق‬
‫التمزقات‪.‬‬
‫‪ ‬إزالة الحموضة‪ :‬رغم استعمال هذه التقنية في مختلف دور الحفظ إال أن‬
‫السيدة رئيسة املصلحة أكدت لي أن هذه التقنية ال يتم استخدامها في املصلحة ألن‬
‫املخطوط لديه درجة حموضة معينة وعملية االزالة فيها مادة وقوة كيميائية عالية وال‬
‫يمكن استعمالها خشية فقدان املخطوط‪.‬‬
‫‪ ‬ترميم األجزاء الناقصة والثقوب املبتورة‪ :‬وذلك باستعمال ورق خاص يتم‬
‫استيراده من فرنسا ويسمى بالورق الياباني حيث يقوم املختصون بلصق وتقشير‬
‫الحواف‪ ،‬أما ترميم كعوب الصفحات املزدوجة فيتم بربط الصفحات املنفصلة بشريط‬
‫الصق من الجهة الخلفية مع التقيد بمساحة قياسية موحدة للكتاب‪ .‬ثم يتم تكوين‬
‫املالزم من مجاميع الصفحات املزدوجة وخياطتها ثم تعزيز الكعب بالغراء السائل وتثبيت‬
‫ِّكسوة القماش به‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ‬تجليد املخطوط‪ :‬وهو إجراء وقائي للصفحات املكتوبة‪ ،‬وقد أصبح فنا قائما‬
‫بذاته وله من األسس العلمية والعملية ما يجعله مهنة عاملية وذلك باستخدام املواد‬
‫الطبيعية مع األخذ بعين االعتبار الزخارف املوجودة على سطح الغالف‪ ،‬وإعادتها من‬
‫جديد بما يتناسب وتاريخ نسخ كل مخطوط‪.‬‬
‫‪ ‬تجهيز علب الحفظ‪ :‬والهدف من استعمالها هو حفظ املخطوطات من اآلثار‬
‫املناخية املضرة‪ ،‬إضافة إلى حفظها من التناثر والضياع‪ ،‬وتمتاز هذه العلب بإغالقها‬
‫املحكم‪ ،‬وتكوينها املادي النقي من كل الشوائب‪ ،‬والخالي من الحموضة‪ ،‬وهو ما يعطيها‬
‫مناعة تامة من اإلصابات الكيميائية‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ISSN : 2353-0472‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التاريخية‬
‫‪EISSN : 2600-6405‬‬ ‫املجلد‪ ،3‬العدد‪( ،5‬جانفي‪)2015‬‬

‫وهنا تكون مهمة موظفي مصلحة الحفظ قد انتهت بعملتي الصيانة والترميم وبقي‬
‫عليهم في األخير ارسال املخطوط بعلبته الحافظة إلى مصلحة املخطوطات‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تكوين موظفو مصلحة الحفظ باملكتبة الوطنية الجزائرية‪:‬‬
‫تسعى إدارة املكتبة الوطنية الجزائرية إلى تكوين موظفيها تكوينا عامليا للحفاظ على‬
‫ما تملكه من تراث عريق لألجيال الالحقة‪ ،‬وفي هذا الصدد أوضحت لي السيدة "عديلة‬
‫حالوة" رئيسة مصلحة حفظ التراث باملكتبة الوطنية أن موظفو املصلحة تم تكوينهم‬
‫داخل املكتبة من طرف أساتذة مختصون في الصيانة والترميم‪ ،‬إضافة إلى تكوينهم‬
‫تكوينا مشرقيا وأوربيا وأمريكيا؛ وذلك عن طريق استضافة مختصون أجانب من طرف‬
‫إدارة املكتبة الوطنية لتكوين املوظفين باملصلحة‪ ،‬نذكر على سبيل املثال ال الحصر كل‬
‫من الباحثان والخبيران في ترميم املخطوطات‪ :‬الدكتور "بسام داغستاني"‪ 1‬واألستاذ‬
‫"محمد نضال قواف"‪ 2‬وكالهما سوري األصل ويعمالن في مركز جمعة املاجد للثقافة‬
‫والتراث بدولة اإلمارات العربية‪ ،‬وقد حضرا في سنة ‪ 2001‬وأعادا الكرة في ‪2009‬م‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن مركز جمعة املاجد للثقافة والتراث قد نظم الدورة التدريبية‬
‫األولى لحفظ ومعالجة وترميم املخطوطات في املكتبة الوطنية الجزائرية‪ ،‬والتي شارك‬
‫فيها من املركز الوطني الجزائري بمدينة أدرار خمسة متدربين ومن املكتبة الوطنية‬
‫موظفي مختبر الترميم والبالغ عددهم ‪ 12‬متدربا في أسس ومبادئ حفظ وترميم‬
‫املخطوطات‪ ،‬وقد تناولت الدورة ثالثة محاور هي‪ :‬أسس ومبادئ الترميم اليدوي وأسس‬
‫ومبادئ الترميم اآللي ومعالجات الورق‪ ،‬وأسس ومبادئ التجليد اإلسالمي‪.3‬‬
‫من جهة أخرى استضافت املكتبة الوطنية الخبير التونس ي ممثل اليونسكو األستاذ‬
‫"عبد العزيز عبيد" ملدة أسبوع من ‪ 15‬إلى ‪ 22‬جوان ‪2011‬م‪ ،‬وهو استشاري مكتبات‬
‫ومعلومات وذلك الستشارته واالستفادة من خبرته في ميدان رقمنة رصيد املكتبة‬
‫الوطنية وفي ميدان الحفظ‪ ،‬حيث قدم العديد من النصائح واإلرشادات من خالل‬
‫تجربته الطويلة في امليدان وإشرافه على العديد من املشاريع املتعلقة باملكتبات في‬
‫مختلف دول العالم خاصة املكتبة الرقمية العاملية ومكتبة اإلسكندرية‪ .‬وفي ختام عمله‬

‫‪ 1‬وهو رئيس قسم احلفظ واملعاجلة والرتميم مبركز مجعة املاجد للثقافة والرتاث بديب‪.‬‬
‫‪ 2‬رئيس شعبة ترميم املطبوعات يف مركز مجعة املاجد‪.‬‬
‫‪ 3‬مقال جبريدة االمارات اليوم‪ :‬نشاطات جلمعية املاجد يف اجلزائر وموريطانيا‪ 23 ،‬ماي ‪.2009‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ISSN : 2353-0472‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التاريخية‬
‫‪EISSN : 2600-6405‬‬ ‫املجلد‪ ،3‬العدد‪( ،5‬جانفي‪)2015‬‬
‫التزم بإعداد تقرير مفصل حول زيارته االستشارية واقتراح الحلول املناسبة في كل محور‬
‫من املحاور املتعلقة ببرنامج الزيارة ( الرقمنة – اإلعالم اآللي – الحفظ)‬
‫وإرساله للمديرية العامة للمكتبة الوطنية الجزائرية‪1.‬‬

‫وفي نفس السياق حضر الباحث "بول هيبورث"‪ Paul Hepworth 2‬من تركيا في‬
‫وعرف بطرق املعالجة‬‫مارس ‪2013‬م ‪ ،‬والذي قام بتدريب املرممين في املكتبة الوطنية ّ‬
‫الحديثة للمخطوطات‪ ،‬وقد أكدت لي رئيسة مصلحة الحفظ أن االستفادة كانت كبيرة‬
‫جدا ملوظفو املكتبة الوطنية‪ ،‬حيث تم فيها تصحيح بعض التقنيات املعمول بها وتطوير‬
‫البعض اآلخر‪.‬‬
‫وعلى صعيد آخر هناك تكوين خارجي في سوريا واإلمارات وفرنسا والبرتغال وغيرها‬
‫من دول املشرق اإلسالمي والغرب األوربي ملوظفي املكتبة الوطنية‪ ،‬وهذا التكوين قد‬
‫تكون مدته ثالثة أسابيع‪ ،‬شهر‪ ،‬وقد يستمر لسنة كاملة‪ .‬وكانت آخر رحلة علمية ملوظفو‬
‫مصلحة حفظ وتجليد املخطوطات إلى البرتغال واستمرت ثالثة أسابيع‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬جهود املكتبة لوطنية في جمع التراث‪:‬‬
‫تحتوي املكتبة الوطنية الجزائرية على مصلحة خاصة تهدف لجمع املخطوطات سواء‬
‫كانت وطنية أو دولية ويتم تموين الرصيد الوثائقي عن طريق التبادل والهدايا والشراء‬
‫حيث ذكرت لي السيدة رئيسة مصلحة الحفظ والتجليد أن املكتبة الوطنية تبنت‬
‫مشروع تحسيس ي لتوعية مالك املخطوطات الجزائرية املحلية املتناثرة في كل واليات‬
‫الجزائر خاصة املوجودة بالزوايا واملساجد واملكتبات الخاصة بأهميتها البالغة‪ ،‬مثل‬
‫الزاوية العثمانية بطولقة وزوايا غرداية وأدرار وغيرهم‪ ،‬حيث بعثت لهم املكتبة‬

‫‪ 1‬املوقع الرمسي للمكتبة الوطنية اجلزائرية‪.‬‬


‫‪ 2‬السيد‪ :‬بول هيبورث‪ ،‬متحصل على شهادة املاجستري يف حفظ األعمال التارخيية وحفظ الواثئق من‬
‫الثقافات اإلسالمية وهو مرمم خمطوطات وورق متخصص يف املخطوطات اإلسالمية‪ ،‬عمل يف متحف والرتز‬
‫مسؤوال عن جمموعة املخطوطات اإلسالمية‪ .‬توجه إىل تركيا وأسس لنفسه عمال خاصا‪،‬‬ ‫للفنون‪ ،‬حيث كان ً‬
‫كما مارس التدريس لسنوات عديدة‪ ،‬علما أن أحدث مشاريعه أقامها يف العراق ومصر واجلزائر وتركيا‬
‫وتضمنت تدريب املرممني يف هذه الدول إضافة إىل معاجلة مقتنيات املخطوطات اإلسالمية من الصفحات‬
‫النصية املبعثرة إىل التغليف الرائع‪ .‬أنظر‪ :‬عبد الغين بوضرة‪ :‬اختتام مؤمتر املصاحف التارخيية ابلدوحة‪ ،‬صحيفة‬
‫العرب القطرية‪ ،‬العدد‪ ،9468 :‬اجلمعة ‪ 25‬أفريل ‪.2014‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ISSN : 2353-0472‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التاريخية‬
‫‪EISSN : 2600-6405‬‬ ‫املجلد‪ ،3‬العدد‪( ،5‬جانفي‪)2015‬‬

‫بمراسالت خاصة تهدف بالدرجة األولى إلى الحفاظ عن املخطوطات وعن إمكانية شراء‬
‫نسخ منها وحفظها باملكتبة الوطنية التي تتمتع بأحدث تقنيات الصيانة والترميم‪ ،‬كما‬
‫أكدت على ضرورة تكوين موظفيهم باملكتبة الوطنية ألن الهدف األول هو املحافظة على‬
‫املخطوطات‪ .‬وفعال التحق باملكتبة الوطنية عددا من املوظفين التابعين لدور‬
‫املخطوطات بمختلف الواليات الجزائرية للتكوين داخل املكتبة الوطنية وتم تسهيل‬
‫العملية بعد تلقي طلب رسمي من الجهة املعنية‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫الواضح أن جهود املكتبة الوطنية الجزائرية ليست بالهينة في مجال حفظ التراث‬
‫وصيانته‪ ،‬وهذا ما ظهر لنا من خالل املجهودات الجبارة التي يقوم بها مسؤولو املكتبة‬
‫الوطنية في هذا املجال‪ ،‬من استخدام للتقنيات العاملية الحديثة والحرص على تكوين‬
‫موظفيها أحسن تكوين عن طريق الدورات التدريبية املخصصة لهم لفهم تقنيات‬
‫الصيانة والترميم وتبادل الخبرات من مختلف مراكز الحفظ بالعالم خاصة مركز جمعة‬
‫املاجد للثقافة والتراث الذي كان له الفضل في إقامة الدورة التدريبية األولى بالجزائر‬
‫مما فتح آفاقا جديدة تعكس روح التعاون الهادف لحفظ التراث وصيانته‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى تسعى املكتبة الوطنية جاهدة لجمع أكبر عدد من املخطوطات‬
‫النادرة والدفينة بمختلف املكتبات األسرية ومكتبات الزوايا واملساجد وغيرها من‬
‫املخطوطات التي تمثل تاريخ الجزائر بكل ما تحمله من حقائق ومعلومات ال نظير ّ‬
‫لقيمتها‬
‫املادية واملعنوية‪ .‬وفي األخير ال يسعنا إال أن ننبه الباحث التاريخي أن يثمن هذا العمل‬
‫الجبار ويحافظ هو بدوره أيضا على املخطوطات التي توفرها له املكتبة الوطنية لكي‬
‫نرقى بتراثنا العريق ونظمن سالمته ألجيال الحقة ال شك أنها ستكون بحاجة ماسة له‬
‫خاصة مع هذا التطور التكنولوجي الرهيب الذي من شأنه أن يقض ي على املخطوطات‬
‫العريقة وبالتالي على الهوية العربية والحضارة االسالمية‪.‬‬

‫املصادرواملراجع املعتمدة‪:‬‬
‫‪ _1‬املصادر‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ISSN : 2353-0472‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التاريخية‬
‫‪EISSN : 2600-6405‬‬ ‫املجلد‪ ،3‬العدد‪( ،5‬جانفي‪)2015‬‬

‫السيدة‪ :‬عديلة حالوة‪ ،‬رئيسة مصلحة الحفظ باملكتبة الجزائرية الوطنية‪ .‬وهي املصدر‬
‫األساس ي في هذا التقرير امليداني‪.‬‬
‫‪ _2‬املراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬إدريس كرواطي‪ :‬الخط العربي واملخطوطات من خالل النشر الورقي والنشر‬
‫االلكتروني‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬املغرب‪.2008 ،‬‬
‫‪ -2‬جريدة االمارات اليوم‪ :‬نشاطات لجمعية املاجد في الجزائر وموريطانيا‪23 ،‬‬
‫ماي ‪.2009‬‬
‫‪ -3‬حفصة بن حقوقة‪ :‬الرقمنة في املكتبة الوطنية الجزائرية واقع وآفاق‪ ،‬قسم‬
‫التصوير واملؤلفات النادرة‪ ،‬املكتبة الوطنية الجزائرية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -4‬خليل حسن الزركاني‪ :‬صيانة املخطوطات العربية وترميمها‪ ،‬مركز احياء‬
‫التراث‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬
‫‪ -5‬مجمع اللغة العربية‪ :‬املعجم الوسيط‪ ،‬ط‪ ،4‬مكتبة الشروق الدولية‪،‬‬
‫القاهرة‪.2004 ،‬‬
‫‪ -6‬عبد الغني بوضرة‪ :‬اختتام مؤتمر املصاحف التاريخية بالدوحة‪ ،‬صحيفة‬
‫العرب القطرية‪ ،‬العدد‪ ،9468 :‬الجمعة ‪ 25‬أفريل ‪.2014‬‬
‫‪ -7‬املوقع الرسمي للمكتبة الوطنية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -8‬املوقع الرسمي ملركز جمعة املاجد للثقافة والتراث‪.‬‬

‫‪94‬‬

You might also like